Achamal n° 949 le 10 Juillet 2018

Page 1

‫حدائق أصيلة الثقافية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 949‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 19‬شوال ‪� 10 / 1439‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫تنفرد مدينة الفنون‪ ،‬أصيلة‪ ،‬من بين مدن‬ ‫المغرب والعالم العربي‪ ،‬بتخليد ذكرى عشاقها‬ ‫ومواكبي موسمها الثقافي بأن أقامت حدائق‬ ‫وسط المدينة‪ ،‬تحمل أسماءهم ونصبا تذكر‬ ‫بمساهمتهم في إنجاح هدا الموسم الذي اتسع‬ ‫اليوم ليخاطب العالمن في شتى القضايا التي‬ ‫تهم حاضر ومستقبل اإلنسانية‪.‬‬ ‫وقد تميز انطالق موسم الدورة األربعين‬ ‫بزيارة عدد من الشخصيات المشاركة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم الرئيس السنغالي ماكي صال بزيارة‬ ‫حدائق أصيلة الثقافية السبعة‪ ،‬التي تخلد ذكرى علماء و أدباء وشعراء وفنانين ‪/‬غاربة وأفارقة وعرب‪،‬‬ ‫عشقوا أصيلة وواكبوا موسمها الثقافي منذ انطالقته سنة ‪.1978‬‬ ‫حدائق غناء صممت بعناية فائقة‪ ،‬أقيمن بها نصب تذكارية لبعض عشتق أصيلة وموسمها‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم الشاعر ورئيس السنغال السابق ليبولد سيدار سنغورن ثم حديقة الشاعر الكنغولي تشيكايا‬ ‫أوتامسي‪ ،‬وحديقة الشاعر العراقي بلند الحيدريـ وحديقة المفمر المغربي محمد عابد الجابري‪ ،‬وحديقة‬ ‫الفيلسوف والمفطر المغربي محمد عزيز لحبابي‪ ،‬وحديقة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وحديقة‬ ‫الكاتب السوداني الطيب صالح ‪ ،‬وحديقة أحد أبناء أصيلة األديب والشاعر أحمد عبد السالم البقالي‪.‬‬

‫حتت الرعاية ال�سامية جلاللة امللك‬

‫موسم‪ ‬أصيلة يواصل‪ ‬تقديم‪ ‬مختلف فقرات دورته األربعين‬

‫الموسم يستقطب النخب البارزة عالميا في مختلف مجاالت الفكر والثقافة والفنون‬ ‫والسياسة من المغرب وإفريقيا والعالم العربي وأوروبا‬

‫‪ ‬من صلب موسمها الثقافي الدولي‪ ،‬انبعثت مدينة أصيلة األصيلة‪ ،‬لتثبت للعالم‪ ،‬صدق نبوءة صاحب فكرة الموسم‪ ،‬األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬أن الثقافة رافعة لالتمية بمفهومها‬ ‫الشامل‪ .‬فخالل أربعة عقود من زمن المغرب‪ ،‬حققت مدينة أصيلة‪ ‬هدفين أساسيين‪ :‬إقالعا بنيويا‪ ‬رائدا‪ ،‬وإشعاعا ثقافيا وحضاريا‪ ‬مكنها من خلق فضاء متميز‪ ‬لتحاور الثقافات‬ ‫والحضارات وتقارب الشعوب من مختلف القارات‪ ،‬وبلورة نموذج‪ ‬فريد للتعاطي مع أهم القضايا التي تشغل بال العالم المعاصر ‪ ،‬في ما يخص األمن واالستقرار والتعايش السلمي ‪،‬‬ ‫وأيضا‪ ‬القضايا التي تهم العالم العربي على مستوى الوحدة والتكامل الشامل‪ ،‬والقارة اإلفريقية‪ ،‬من حيث التنمية والتطور واالندماج‪.‬‬ ‫وليس‪ ‬من باب الصدفة أن يختار‪ ‬األستاذ محمد بنعيسى‪ ،‬إفريقيا‪« ‬ضيف شرف»‪ ‬الدورة األربعين‪ ‬لموسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬وهو السياسي الحكيم‪ ،‬و‪ ‬الدبلوماسي المحنك‪،‬‬ ‫والخبير الدولي بشؤون إفريقيا‪ ،‬وأن يجعل قضية‪« ‬اإلندماج اإلفريقي»‪ ،‬موضوعا ألول ندوة في الدورة الثالثة والثالثين‪ ‬لجامعة المعتمد بن عباد‪ ،‬ترأسها الرئيس السنغالي‪ ‬كما ترأس‬ ‫بمعية األستاذ محمد بن عيسى ‪ ،‬حفل افتتاح الدورة اإلربعين لموسم أصيلة الدولي‪..‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫مدينة الحمامة البيضاء‬ ‫تحتضن الملتقى الثالث للتصوف‬

‫وأرواح أعالم الصوفية في الغرب اإلسالمي تطوف‬ ‫في سمائها‬

‫تطوان‪ :‬الغبزوري السكناوي‬

‫تحت شعار «أع�لام الصوفية في الغرب‬ ‫اإلسالمي‪ :‬المغرب واألندلس» احتضنت أخيرا‬ ‫مدينة الحمامة البيضاء‪ ،‬تطوان‪ ،‬الملتقى الثالث‬ ‫للتصوف الذي توزعت فعالياته بين اللقاءات‬ ‫األكاديمية والندوات العلمية وبين األمسيات‬ ‫الفنية للغناء واإلن��ش��اد الصوفي بمشاركة‬ ‫مغربية وإسبانية‪ ،‬وقد استحضرت فعاليات هذا‬ ‫الملتقى روح وتراث العديد من شيوخ وأئمة‬ ‫وأقطاب التصوف بهذه المنطقة التي أغنت‬ ‫المنجز الحضاري اإلنساني بمساهمات فكرية‪،‬‬ ‫دينية وإبداعية تستوجب –حسب المنظمين‪-‬‬ ‫انتشالها من براثن النسيان‪.‬‬ ‫وقد تميز اليوم األول من الملتقى بإحياء‬ ‫سهرة فنية من طرف فرقة الفنان اإلسباني‬ ‫‪ Eduardo paniagua‬المتخصص في‬ ‫موسيقى العصور الوسطى باألندلس‪ ،‬والتي‬ ‫قدمت ‪-‬بمعية فرقة الفنان أمين الشعشوع‪-‬‬ ‫مقاطع ووصالت موسيقية مع قراءات شعرية‬ ‫باللغة اإلسبانية لشعر الشيخ األكبر محيي‬ ‫الدين ابن عربي(‪ 558 ‬هـ‪638 ‬هـ)‪ ،‬وعروس‬ ‫الفقراء وأمير المتجردين الشاعر أبو حسن‬ ‫الششتري ( ‪ 610‬هـ‪ 668 -‬هـ) وكذا أشعار المفكر‬ ‫والمتصوف والفيلسوف األندلسي أبو عبد اهلل‬ ‫محمد‪ ‬بن مسرّة (‪ 269‬هـ ‪ 319 -‬هـ)‪.‬‬ ‫أما اليوم الثاني (‪ 22‬يونيو ‪ )2018‬فقد‬ ‫كان اللقاء بمعهد «ثيربانتيس» مع ثلة من‬ ‫األكاديميين والباحثين في المجال الصوفي‬ ‫والتصوف‪ ،‬الذين شاركوا في ندوة علمية حول‬ ‫«أعالم التصوف بالغرب اإلسالمي» حيث ساهم‬ ‫فيها كل من رئيس المجلس العلمي بطنجة‬ ‫الدكتور محمد كنون الحسني‪ ،‬والباحث في‬ ‫الشأن الديني منتصر حمادة‪ ،‬والدكتور‪Pablo‬‬ ‫‪ Beneito‬أستاذ اللغة العربية بجامعة إشبيلية‬ ‫وباحث في التصوف‪ ،‬إلى جانب األستاذين خالد‬ ‫البقالي القاسمي وعبد اللطيف البازي اللذين‬ ‫أطرا وترجما فقرات هذه الندوة‪.‬‬ ‫بداية الندوة كانت بمداخلة للدكتور‬ ‫محمد كنون الحسني ح��ول «اب��ن سبعين‬ ‫وس��ؤال األخ�لاق»‪ ،‬وبعد أن استعرض سيرة‬ ‫هذا الفيلسوف والمتصوف األندلسي (‪614‬هــ‬ ‫‪669‬ه��ـ��ـ) ‪-‬ال��ذي اشتهر برسالة «المسائل‬ ‫الصقلية» وبمواجهاته الفكرية مع باقي‬ ‫الفالسفة والعلماء‪ -‬أشار إلى أن جوهر التصوف‬ ‫هو مجاهدة النفس وتزكيتها وتحليتها‪ ،‬وأن‬ ‫العمل الصوفي يستهدف أساسا تأهيل وبناء‬ ‫الفرد عبر إصالح أخالقه‪ ،‬وقال أنه «ال يمكن‬ ‫تصور متصوف خارج األخالق بما يعني ذلك من‬ ‫تحكم في هوى النفس وغرائزها»‬ ‫منتصر حمادة‪ :‬بوابة اإلسالم الصوفي‬ ‫هي التي تساهم في الغالب في اعتناق‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫مدير مركز المغرب األقصى للدراسات‬ ‫واألبحاث‪ ،‬األستاذ والباحث منتصر حمادة كانت‬ ‫مداخلته تحت عنوان «تحديات العمل الصوفي»‬ ‫وركز فيها أساسا على نوعين رئيسيين من‬ ‫التحديات‪ ،‬أولهما سماها «تحديات المحيط‬ ‫القريب» وأجملها في مختلف التحديات المرتبطة‬ ‫بالخطاب الديني‪ ،‬وقال بأنها «الئحة واسعة من‬ ‫أنماط التدين‪ ،‬خصوصا الحركي منها‪ ،‬والتي‬ ‫تتسبب في مشاكل عديدة أبرزها تغذية ظاهرة‬ ‫االسالموفوبيابالمجتمعاتالغربية»‪.‬‬ ‫أما ثاني هذه التحديات فقد أطلق عليها‬ ‫األستاذ المحاضر منتصر حمادة «تحديات‬ ‫المحيط البعيد» وقال أنها تشمل «التحديات‬ ‫المشتركة ما بيـــن المجتمعــات البشرية‬ ‫جمعاء» ملخصا إياها في «فلسفات الرأسمالية‬ ‫المتوحشة والفلسفات المادية» التي اعتبرها‬ ‫معادية لإلنسانية‪ ،‬زيادة على ما اصطلح عليه ب‬ ‫«الديانات الرقمية» التي أصبحت تهدد الديانات‬ ‫المألوفة‪ ،‬وبناءا عليه أكد أن العقل اإلسالمي‬ ‫الصوفي يتعين عليه «مساءلة الذات الصوفية‬ ‫عن طبيعة المفاتيح النظرية التي يمكن أن‬ ‫تساعد المسلمين وغير المسلمين على مواجهة‬ ‫هذه التحديات»‪.‬‬ ‫األس��ت��اذ منتصر حمادة اعتبر في آخر‬ ‫مداخلته أن «بوابة اإلس�لام الصوفي هي‬ ‫التي تساهم في الغالب في اعتناق اإلسالم‬ ‫بالعالم الغربي» وأكد على أن «اعتناق اإلسالم‬ ‫عبر المدخل الصوفي تختلف نتائجه –مثال‪-‬‬ ‫بالمقارنة مع اعتناق اإلسالم عبر نمط التدين‬ ‫السلفي الوهابي التقليدي وبالجهادي» وقد‬ ‫دعا نفس الباحث بمناسبة هذه الندوة إلى «رد‬ ‫االعتبار لروح الدين» وأخذ مسافة مما سماه ب‬

‫«التدين الطقوسي» الذي يهيمن بشكل الفت‬ ‫على الخطاب الديني»‪.‬‬ ‫الباحث اإلسباني ‪: Pablo Beneito‬‬ ‫ابن عربي واحدا من «القادة» الذي الزال‬ ‫مؤثرا في العالم إلى اليوم‪.‬‬ ‫الباحث اإلسباني ‪ Pablo Beneito‬تناول‬ ‫اإلرث والمسار المتميز لبعض أقطاب التصوف‬ ‫في الغرب اإلسالمي ‪-‬و منهم األندلسيين‬ ‫بالخصوص‪ -‬من قبيل المفكر والمتصوف‬ ‫والفيلسوف أبو عبد اهلل محمد‪ ‬بن مسرّة‪،‬‬ ‫والفقيه الزاهد واإلمام في الزهد ابن العريف‬ ‫أحمد بن عطاء اهلل الصنهاجي‪ ،‬ورافع لواء الحب‬ ‫للطيران نحو الرحمان اإلمام أبي حسن الشاذلي‪،‬‬ ‫وسلطان العارفين محيي الدين ابن العربي‪،‬‬ ‫والصوفي األندلسي عبد الحق بن إبراهيم بن‬ ‫محمد ابن دارة أو ابن السبعين وعروس الفقراء‬ ‫أبي حسن الششتري‪.‬‬ ‫وقبل أن يبرز الباحث ‪Pablo Beneito‬‬ ‫بعضا مما اعتبره خصوصية التصوف في الغرب‬ ‫اإلسالمي مقارنة مع المشرق العربي‪ ،‬أكد على‬ ‫األبعاد الكونية للتراث الروحي ولفكر إمام‬ ‫المحققين محيي الدين ابن عربي‪ ،‬وقد اعتبره‬ ‫واحدا من «القادة» الذي الزال مؤثرا إلى اليوم‬ ‫في العالم العربي واإلسالمي وكذا في العالم‬ ‫الغربي‪ ،‬والدليل على ذلك –يقول المحاضر‪-‬‬ ‫حجم الدراسات واألبحاث التي تنجز حول مختلف‬ ‫مؤلفات هذا البحر الزاخر‪.‬‬ ‫وأسدل الستار حول فعاليات هذا الملتقى‬ ‫الصوفي ‪-‬الذي اختار «أعالم التصوف بالغرب‬ ‫اإلسالمي تيمة ل��دورة هذه السنة» بتنظيم‬ ‫أمسية شعرية احتضنها فضاء رياض بالنكو‬ ‫العتيق‪ ،‬ش��ارك فيها كل من الناقد والشاعر‬ ‫المغربي صالح بوسريف‪ ،‬والشاعرة الصوفية‬ ‫فاطمة الميموني‪ ،‬فيما اختار الشاعر والباحث‬ ‫والجامعي اإلسباني ‪ Pablo Beneito‬قراءة‬ ‫أشعار متميزة لمتصوفة أندلسيين‪.‬‬ ‫صالح بوسريف‪:‬‬ ‫الصوفية حين ذهبوا إلى الشعر ألنه‬ ‫خطاب يمكن أن يستوعب الكالم الذين‬ ‫ينطقون به‬ ‫وعلى هامش األمسية الشعرية الصوفية‪،‬‬ ‫عبر الناقد والشاعر صالح بوسريف للجريدة‬ ‫عن سعادته لحضور ه��ذا الملتقى الدولي‬ ‫حول التصوف في الغرب اإلسالمي‪ :‬المغرب‬ ‫واألندلس‪« ،‬ألنه يحاول أن يضع التصوف في‬ ‫سياقه الثقافي والحضاري‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫أن يجعل م��ن التصوف «شيئا يجري بين‬ ‫الناس»‪ ،‬وأن ال يبقى معزوال في أماكن معينة‪،‬‬ ‫وبالخصوص التركيز على الجانب الشعري‪ ،‬ألن‬ ‫التصوف ارتبط دائما بالشعر‪ ،‬والصوفية حين‬ ‫ذهبوا إلى الشعر ذهبوا إلى خطاب يمكن أن‬ ‫يستوعب كالم الذين ينطقون به ويقولونه ألنه‬ ‫كالم ال يشبه الكالم»‪.‬‬ ‫وأضاف بوسريف أن «كالم الصوفية‪ ،‬كالم‬ ‫فيه المجاز‪ ،‬االستعارة‪ ،‬الخيال وفيه المجازفة‬

‫كذلك‪ ،‬وهذه المجازفة إذا ما وصلت لعوام‬ ‫الناس قد تؤدي إلى سوء الفهم‪ ،‬لذلك حين‬ ‫ذهبوا إلى الشعر جعلوا كالمهم يختفي وراء‬ ‫هذا النص‪ ،‬ومن له عمق النص الشعري وعمق‬ ‫الكتابة الشعرية يستطيع أن يرقى بفهمه‬ ‫وتعامله مع هذه اللغة التي هي لغة ما ال ينقال‪،‬‬ ‫أي األشياء التي يصمت عنها الناس‪ ،‬الصوفي‬ ‫يقولها‪ ،‬والصوفي هو شبيه بالطفل‪ ،‬الصوفي‬ ‫هو طفل يبوح بأسرار الوجود‪ ،‬أسرار الخلق‪،‬‬ ‫الخالق‪ ،‬أسرار اللغة‪ ،‬هذه اللغة التي هي التعبير‬ ‫اإللهي عند البشر»‪.‬‬ ‫وأكد في تصريحه أنه «بدون لغة‪ ،‬ربما‬ ‫قد نستعمل اإلشارة‪ ،‬وهذه اإلشارة ال تكفي في‬ ‫التعبير عن كل األشياء‪ ،‬ولكن اللغة زائد اإلشارة‬ ‫تفضي إلى أن نكتشف الوجود‪ ،‬وأن نحترق‬ ‫الوجود‪ ،‬وأن نصل إلى عمق ما أراد أن يقوله‬ ‫هؤالء الناس‪ ،‬وهو أن الدين ليس فقط هو أن‬ ‫نصلي ونصوم ونقوم ببعض الطقوس اليومية‬ ‫المعهودة‪ ،‬بل الدين هو السمو للحلول في ذات‬ ‫الخالق وإنزال السماء إلى األرض ومحاولة جعل‬ ‫السماء تمشي على األرض إلى جانب اإلنسان‪،‬‬ ‫حتى ال تبقى هناك نوع من الغربة بين الخالق‬ ‫والمخلوق»‪.‬‬ ‫وعن سؤال عما إذ كانت هناك الحاجة –‬ ‫اليوم‪ -‬إلى فهم المصطلح الصوفي وتداوله‬ ‫بين عموم الناس‪ ،‬قال الناقد والشاعر صالح‬ ‫بوسريف «اليوم التصوف هو ضرورة‪ ،‬لكن ينبغي‬ ‫أن ننقيه من كثير من الشوائب التي لحقت به‪،‬‬ ‫ألن التصوف هو خطاب التوحد والعناق واللقاء‬ ‫والتسامح والتصافح والتجاور والتساكن‪ ،‬وليس‬ ‫خطاب عنف وإلغاء وإقصاء ودم��ار وقتل كما‬ ‫يحدث اليوم‪ ،‬الصوفية لم يؤذوا أحدا‪ ،‬بل هم‬ ‫الذين تعرضوا لألذى من قبل اآلخرين»‪.‬‬ ‫فاآلخر –يقول بوسريف‪« -‬لم يكن يفهم‬ ‫بأن هذا الرجل هو وديع لطيف مسالم مسامح‪،‬‬ ‫وأنه جاء إلى هذه األرض ألن لديه رسالة يريد‬ ‫أن يقولها لآلخرين‪ ،‬وهذه الرسالة في عمومها‬ ‫هي رسالة «صافحني‪ ،‬عانقني ألنني جئت‬ ‫ألصافحك وأعانقكك‪ ،‬ولنكون بشرا نمشي على‬ ‫األرض دون فرق ال في العقيدة وال في اللغة وال‬ ‫في الدين وال في اللون وال في أي تعبير من‬ ‫التعبيرات‪ ،‬نحن بشر نوجد في تعبير واحد‪ ،‬هو‬ ‫أننا نوجد على األرض وينبغي أن نستمر في‬ ‫التصافح وفي التسامح فوق هذه األرض التي‬ ‫أنزلنا إليها السماء»‪.‬‬ ‫رئيسة جمعية «درر للثقافة والتنمية»‬ ‫المنظمة لهذا الملتقى‪ ،‬األستاذة نجالء الوزاني‬ ‫التهامي بدورها قالت في تصريح خصت به‬ ‫الجريدة «أن اختيار أعالم التصوف في الغرب‬ ‫اإلسالمي‪ :‬األندلس والمغرب كشعار لهذه‬ ‫السنة كان احتفاء بهذه البقعة الطيبة المباركة‬ ‫التي كانت دوما منبتا للعارفين باهلل ولألولياء‬ ‫والصالحين الذين سلكوا لنا إرث��ا متوهجا‬ ‫وإشعاعا وض��اءا في الفكر والدين لإلنسانية‬ ‫جمعاء‪ ،‬وأناروا سبل المريدين والمشتاقين إلى‬ ‫حقيقة المحبة وجوهر اليقين»‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫أكوا باور ‪ Acwa Power‬تؤكد‬ ‫انخراطها الملتزم في اإلستراتيجية‬ ‫الوطنية لتطوير الطاقات المتجددة‬ ‫وتدشن أولى محطاتها لتوليد الكهرباء‬ ‫من طاقة الرياح بالمغرب‬

‫دشنت مجموعة أكوا باور بمعية شريكها‬ ‫صندوق أركان لإلستثمار (‪ ،)ARIF‬محطة‬ ‫خالدي لتوليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح‬ ‫قرب مدينة طنجة‪ ،‬والذي أنجزته المجموعة في‬ ‫تناغم تام مع اإلستراتيجية الوطنية الطموحة‬ ‫لتنمية الطاقات المتجددة بالمغرب‪ ،‬والهادفة‬ ‫إلى رفع حصة هذه الطاقات (بما فيها الشمسية‬ ‫والريحية والمائية) إلى مستوى ‪ 42‬في المائة‬ ‫من القدرة المنشأة إلنتاج الطاقة الكهربائية‬ ‫في البالد في أفق ‪.2020‬‬ ‫و باستثمارات تناهز ‪ 1.7‬مليار درهم‪ ،‬تم‬ ‫إنجاز محطة خالدي الريحية لتوليد الكهرباء‪،‬‬ ‫والتي أقيمت على جبل صندوق في موقع يبعد‬ ‫بنحو ‪ 30‬كيلومتر عن مدينة طنجة‪ .‬وأنجز‬ ‫هذا المشروع في إطار القانون ‪ 09-13‬الذي‬ ‫يتيح لشركات القطاع الخاص فرصة إنجاز‬ ‫مشاريع إلنتاج الطاقة من مصادر متجددة‬ ‫ونظيفة وبيعها مباشرة للعمالء الصناعيين‪ ،‬مع‬ ‫إمكانية بيع الفائض للمكتب الوطني للكهرباء‪.‬‬ ‫وانطالقا من ذلك تمت هيكلة مشروع خالدي‬ ‫حول عقود شراء الكهرباء قصيرة وطويلة األمد‬ ‫مع الزبائن الصناعيين‪ ،‬باإلضافة إلى إبرام‬ ‫عقد خاص مع المكتب الوطني للكهرباء لشراء‬ ‫الفائض المتبقي بعد استيفاء حاجيات الزبائن‬ ‫المتعاقدين مع الشركة‪.‬‬ ‫وتوفر محطة خالدي للطاقة الريحية قدرة‬ ‫منشأة تناهز ‪ 120‬ميغاواط‪ ،‬ويبلغ إنتاجها‬ ‫السنوي المرتقب ‪ 380‬جيغاواط ساعة‪ ،‬أي ما‬ ‫يعادل االستهالك السنوي من الكهرباء لنحو‬ ‫‪ 400‬ألف شخص‪ ،‬أو استهالك مدينة في حجم‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫وستمكن محطة الطاقة الريحية خالدي‬ ‫من تخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكاربون بنحو‬ ‫‪ 144‬ألف طن سنويا‪.‬‬ ‫و تحرص مجموعة أكوا باور‪ ،‬على اإللتزام‬ ‫اتجاه محيطها وبيئتها‪ ،‬في كل المواقع التي‬ ‫توطن فيها منشآتها حول العالم‪ ،‬على انتهاج‬ ‫استراتيجية للمسؤولية اإلجتماعية للمقاولة‬ ‫متمحورة حول الخصوصيات واإلشكاليات‬ ‫المحلية‪.‬‬

‫هكذا وبارتباط مع احتياجات الجماعات‬ ‫السكانية المجاورة لمواقع إقامة منشآتها‪ ،‬تكيف‬ ‫أكوا باور مقاربتها من أجل المساهمة في حل‬ ‫اإلشكاليات المطروحة في مجاالت متنوعة‬ ‫كالتكوين والتعليم وتطوير الكفاءات والصحة‬ ‫والتقليص من المخاطر المرتبطة بمجال العيش‬ ‫والمساعدة على تنمية أنشطة مدرة للدخل‪.‬‬ ‫انطالقا من ذلك‪ ،‬اختارت المجموعة‬ ‫انتهاج استراتيجية تهدف إلى تخفيض وقع‬ ‫إنجاز مشروع خالدي على بيئته مع تحسين‬ ‫ظروف عيش السكان المجاورين لمحطة الطاقة‬ ‫الريحية‪.‬‬ ‫وتستهدف اإلستراتيجية التي اعتمدتها‬ ‫أكوا باور في هذا الشأن إدماج المشروع في‬ ‫بيئته واإلسهام في التنمية الدائمة للجهة‪ ،‬من‬ ‫خالل العمل على ثالثة محاور ‪:‬‬ ‫• األعمال والتدابير اإلجتماعية ذات الوقع‬ ‫على المدى الطويل‬ ‫• األعمال والتدابير اإلجتماعية ذات الوقع‬ ‫على المدى القريب‬ ‫• التكوين والتنمية المستدامة‬ ‫و تُعتبر «أكوا باور» مستثمرا ومستغال‬ ‫لمجموعة من المحطات الكهربائية ووحدات‬ ‫تحلية المياه‪ ،‬مع حضور وازن في ‪ 10‬بلدان‬ ‫بالشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬وكذا جنوب‬ ‫إفريقيا وجنوب شرق آسيا‪.‬و تمتلك بفضل‬ ‫استثمار يفوق ‪ 30‬مليار دوالر‪ ،‬قدرة إنتاج‬ ‫للكهرباء تتجاوز ‪ 22‬جيغا واط‪ ،‬وقدرة تحلية‬ ‫‪ 2,5‬مليون متر مكعّب يوميا من المياه‪ ،‬وهي‬ ‫تموّن العديد من المصالح العمومية والخاصة‬ ‫على السواء (الزبناء الصناعيون) وذلك في إطار‬ ‫تعاقدات طويلة المدى وشراكات عمومية –‬ ‫خاصة وعقود امتياز‪ ،‬وأيضا عن طريق التدبير‬ ‫المفوّضللمصالحالعمومية‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬

‫فيلم هندي يتوج بالجائزة الكبرى‬ ‫ألفالم البيئة بشفشاون‬

‫توج الفيلم الهندي «ذي فويس أوف‬ ‫فوريست» بالجائزة الكبرى للدورة التاسعة‬ ‫لمهرجان أفالم البيئة الذي نظمته جمعية‬ ‫(تالسمطان للبيئة والتنمية) بتعاون إحدى‬ ‫القنوات التلفزية الفرنسية‪.‬‬ ‫كما فاز الفيلم الفرنسي «نو ابروبليم»‬ ‫كأحسن فيلم وثائقي‪ ،‬وحصل فيلم « ذي‬ ‫بييب ابليس» من غانا على جائزة أحسن‬ ‫فيلم قصير‪ ،‬فيما عادت جائزة أحسن فيلم‬ ‫بالنسبة للهواة للفيلم التشيكي «افريد‬ ‫ب��اك»‪ ،‬وج��ائ��زة المؤسسات التعليميــة‬ ‫المغربية فازت بها مؤسسة تعليمية من‬ ‫مدينة آسفي من خالل فيلم «فواياج أفيك‬ ‫أون أوليف»‪.‬‬ ‫وكان المهرجـان قــد انطلق بفضاء‬ ‫مسرح الهواء الطلق بالقصبــة األثريـــة‪،‬‬ ‫حيث تم تقديم لجان التحكيم وضيوف‬ ‫المهرجان‪ ،‬كما تميز حفل االفتتاح بتكريم‬ ‫مجموعة من الوجوه السينمائية من بينهم‬ ‫المخرج المغربي عز العرب العلوي‪ ،‬والمخرج‬

‫حسن بوفوس‪ ،‬والفنانة الشفشاونية رفيقة‬ ‫بنميمون‪.‬‬ ‫كما اشتملت فقرات المهرجان على‬ ‫عرض ألفالم للرسـوم المتحركــة الخاصة‬ ‫ب��األط��ف��ال‪ ،‬وورش���ة تحسيسية بأهمية‬ ‫التدوير‪ ،‬وعرض أفالم المسابقة الرسمية‪،‬‬ ‫إضافة إلى تنظيم ندوة دولية في موضوع‬ ‫«الوجه الجديد للعالم في السينما»‪ ،‬شارك‬ ‫فيها أساتذة من إسبانيا واإلمارات العربية‬ ‫المتحدة والمغرب‪ .‬كما تم عرض الشريط‬ ‫الوثائقي «ماوكلــي في جبــــال األطلــس»‬ ‫لمخرجه عز العرب العلوي‪ ،‬وتقديم فقرات‬ ‫متنوعة‪..‬‬ ‫ويبقى مهرجان أفالم البيئة بشفشاون‬ ‫رهانا حقيقيا لجمعية «تالسمطان للتنمية‬ ‫والبيئة» تسعى من خالله الجمعية لجعل‬ ‫مدينة شفشاون عاصمة لألفالم المهتمة‬ ‫بالبيئة‪ ،‬وكذا األدوار التي يمكن أن تلعبها‬ ‫البيئة في التنمية الثقافية أو االجتماعية أو‬ ‫االقتصادية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫كنت أود أن تكون دردشتي هاته خالصة لمقابر المدينة‪ .‬لكنني وجدت أن هناك مكانين‬ ‫اثنين يتعرضان لما تتعرض له مقبرة سيدي المنظري من إهمال‪ ،‬وسوء حال‪ ،‬فأدرجتهما في هذه‬ ‫السطور‪ ،‬وكأنني استكثرت على أمواتنا رحمة اهلل عليهم‪ ،‬االستبداد بالموضوع‪ ،‬فأشركت معهم‬ ‫األحياء‪ُ ،‬ألشعر القارئ أن عدم اهتمام المسؤولين بشؤون المدينة‪ ،‬يشمل األموات واألحياء‪.‬‬ ‫و يوم رأيت مقبرة من مقابر ألمانيا‪ ،‬ووص َفها صديق لي بأنها جنة‪ ،‬يتمنى المرء أن يموت‬ ‫ليدفن فيها‪ ،‬عزت عليّ مقابرنا‪ ،‬وعزت عليّ جثثنا‪ ،‬وهي تحشر في أماكن ال تتوفر على أبسط‬ ‫شروط اإلقامة‪.‬‬ ‫مقابر النصارى مصنفة في صنف الفنادق ذات الخمسة نجوم‪ ،‬ومقابرنا يخجل المرء من‬ ‫زيارتها أو التردد عليها‪.‬‬ ‫و هذا ال يعني أن سيدي المنظري خاصة‪ ،‬كانت على هذه الحال‪ ،‬بل كانت في عهد الجمعية‬ ‫الخيرية اإلسالمية التي أشرفت عليها لفترة من الزمن‪ ،‬جنة‪ ،‬وكانت لها إدارة حازمة‪ ،‬وكان لها‬ ‫مسؤولون يرعون لألموات حرمتهم‪،‬و يقدرونهم قدرهم‪.‬‬ ‫أما حين انتقل زمام األمر‪ ،‬إلى منتخبينا ‪ -‬هداهم اهلل ‪ -‬فأصبحت خارج التغطية‪ ،‬وبذلك‬ ‫سهل على المشردين وقطاع الطرق استعمارها والتصرف فيها‪.‬‬ ‫و أعتقد جازما أن أمواتنا ربما يرفعون أكف الضراعة إلى اهلل‪ ،‬أن يأخذ حقهم‪ ،‬ممن أهملهم‪،‬‬ ‫وتركهم عرضة لقطاع الطرق ومدمني المخدرات‪ ،‬يعيثون في مراقدهم وفي محيطها فسادا‪.‬‬ ‫و إذا انتقلنا إلى األحياء‪ ،‬وجدناهم فرحين بساحة الفدان الجديد‪ ،‬يجدون فيها مرتعا‬ ‫ألوالدهم الصغار‪ ،‬لكنهم يتوجسون خيفة مما قد يصيب فدانهم من إهمال وعدم اهتمام‪.‬‬ ‫فالحراسة مفقودة‪ ،‬والصيانة ال تمتد إلى هذه الحفر التي ظهرت هنا وهناك‪ ،‬وال إلى أعمدة‬ ‫المصابيح التي يعبث بها العابثون‪.‬‬ ‫و كان نغس الفرح يعمهم حين أعيدت هيكلة حديقة موالي رشيد‪ ،‬لكن زحف « الشماكرية»‬ ‫عليها‪ ،‬واتخاذها مالذا ألهوائهـم وشهواتهـم‪ ،‬سـد هـذا الباب على طالبـي الراحة واألمن‬ ‫والطمأنينة‪.‬‬ ‫الحظوا معي أن عدم توفير األمن هو أُسّ��ن كل المشاكل التي تتخبط فيها مقابرنا‬ ‫وفضاءاتنا‪ ،‬وأن توفيره أصبح المطلب األهم للسكان‪ ،‬األحياء منهم واألموات‪.‬‬

‫مؤتمر دولي حول «تفكيك خطاب التطرف»‬

‫برعاية ملكية سامية نظمت الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة‬ ‫مع رابطة العالم اإلسالمي مؤتمرا دوليا حول «تفكيك خطاب‬ ‫التطرف» في الفترة ما بين ‪ 20-19‬شوال ‪1439‬هـ موافق ‪04-03‬‬ ‫يوليوز ‪2018‬م بمدينة الرباط‪.‬‬ ‫وقد وضع المنظمون إطارا لهذا المؤتمر البالغ األهمية متكونا‬ ‫من جلسة افتتاحية تضمنت كلمات تقديمية للجهات المنظمة‪..‬‬ ‫وأما الجلسات العلمية المحورية فتشكلت من‪:‬‬ ‫ مداخالت تأطيرية للظاهرة‪.‬‬‫ المرتكزات الفكرية للتطرف‪.‬‬‫ خطورة التطرف الطائفي‪.‬‬‫ مداخل علمية لمواجهة التطرف‪.‬‬‫‪ -‬وظيفية علم المقاصد في مواجهة التطرف‪.‬‬

‫ استراتيجيات التحصين والوقاية من التطرف‪.‬‬‫كمـــا شــمــل المؤتـــمــر ورشتـــيــن؛ أوالهمــا خصصـــت‬ ‫الستراتيجيات مواجهــة التطــرف‪ ،‬وثانيهما لعقبات وسبل مواجهة‬ ‫التطرف‪.‬‬ ‫واختتمـت الجلسة بكلمات الجهـات المنظمـة وقراءة توصيات‬ ‫المؤتمر‪ ،‬ثم رفــع برقيــة والء لجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن الجهات المنظمة أعدت كتابا يقع في ما‬ ‫يزيد عن خمسمائة صفحة تضمن جميع العروض المقدمة‪ ،‬كما‬ ‫طبعت ملخصا موازيا لها في كتيب مستقل‪.‬‬ ‫والحقيقة أن هذا المؤتمر جاء في سياق حرج اشتدت فيه حاجة‬ ‫الناس إلى تعبئة شاملة لمواجهة هذا الخطر الذي ال لون له وال‬ ‫وطن وال دين‪.‬‬

‫الحاجة فاطمة العمراني في ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى يوم الجمعة ‪ 22‬شوال ‪ 6 /1439‬يوليوز ‪ 2018‬بمدينة شفشاون الحاجة‬ ‫فاطمة العمراني والدة الدكتور محمد مفتاح (من آداب تطوان) واإلعالمي عبد الحي مفتاح (عضو هيأة‬ ‫تحرير جريدة الشمال) وإخوانهما وأخواتهما ‪ :‬الزهرة‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬أم هانئ‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬المفضل‪،‬‬ ‫المفضلة‪ ،‬مصطفى‪ ،‬نزيهة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم كل من ‪:‬‬ ‫ الدكتور عبد الحق بخات المدير التنفيذي لجريدتي «طنجة» و «الشمال»‪.‬‬‫ الدكتور أحمد هاشم الريسوني منسق ماستر األدب العربي في المغرب العلوي‪ :‬األصول‬‫واالمتدادات‪ ،‬ووحدة الدكتوراه‪ :‬النص األدبي العربي القديم‪ ،‬وبنية البحث ملتقى الدراسات‬ ‫المغربية واألندلسية بآداب تطوان‪ .‬‬ ‫ الدكتور عبد الرحمان بودرع منسق ماستر اللسانيات وتحليل الخطاب‪ .‬‬‫ الدكتورة سعاد الناصر منسقة ماستر الكتابة النسائية في المغرب‪.‬‬‫ الدكتور محمد عبد الواحد العسري رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بآداب تطوان‪ .‬‬‫ الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية‪ ‬التابع للرابطة المحمدية للعلماء‪ .‬‬‫ الدكتور عبد اللطيف شهبون رئيس جمعية أعمدة‪ .‬‬‫ الدكتور محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة ‪ -‬أصيلة‪.‬‬‫ الدكتور عبد الخالق أحمدون نائب عميد كلية الحقوق بطنجة‪ .‬‬‫أصالة عن أنفسهم ونيابة‪ ‬عن كافة أعضاء تحرير الجريدتين المذكورتين‪ ،‬وأعضاء الفريق العلمي والتربوي للبنيات‪ ‬البحثية بآداب‬ ‫تطوان‪ ،‬والعلماء العاملين بالمركز المذكور وبالمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة‪ ‬بأحر التعازي وأصدق المواساة ألبناء الفقيدة وجميع‬ ‫أفراد عائلتها سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان‪ .‬‬

‫تأويل شعري‬ ‫لقمر األعالي‪*..‬‬ ‫)‪(5/1‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫على مدى زمني مترام كتبت كثيرا‪ ..‬ومثل طفلة ؛‬ ‫ما إن تنهي نحت قلعة رملية حتى تتلفها‪ ..‬كذلك كان‬ ‫مصير مكتوباتها‪ ..‬جمعت بعـض متناثر شذراتها في‬ ‫سلك شفيف مشبوب ؛ وسمتــه «قمر األعالي» ‪ :‬بالغة‬ ‫احتراق‪ ..‬من ماء معينها ‪:‬‬ ‫‪ /1‬بحر ‪:‬‬ ‫رسالة بليلة تعانق الضفاف ؛‬ ‫وسادة زرقاء ‪،‬‬ ‫تراقص السماء‪..‬‬ ‫‪ /2‬أنثى ‪:‬‬ ‫في كل لحظة وحين‪..‬‬ ‫رسالة األنين‪..‬‬ ‫‪ /3‬مهد ‪:‬‬ ‫أنارت الوجدان‬ ‫بوهج الكالم‪..‬‬ ‫فاهتاجت األشواق للغرام‪..‬‬ ‫‪ / 4‬وجع ‪:‬‬ ‫كمد يطول‪..‬‬ ‫ليل يداهم جاثيا ؛‬ ‫يأبى انجالء ‪ ..‬ال يزول‪..‬‬ ‫‪ /5‬لهفـه ‪:‬‬ ‫لملم شتات‪..‬‬ ‫عنون حياتي يا حبيب‪..‬‬ ‫قبل المماة‬ ‫‪ /6‬تحت ضوء قمر‪:‬‬ ‫أنس مشبوب‪..‬‬ ‫كشف محجوب‪..‬‬ ‫‪ /7‬إليك ‪:‬‬ ‫بطولة أنوثه‪..‬‬ ‫بالغنج والدالل ‪..‬‬ ‫وفتنة الجمال ‪..‬‬ ‫فراشة الرياض‪..‬‬ ‫تزهو باالرتياض‪..‬‬ ‫‪ /8‬همس الليل ‪:‬‬ ‫إلى مدينة النسيان يجمل العبور‪..‬‬ ‫وفي حقيقة المخادع البعيده‪..‬‬ ‫يزدهر الحبور‪..‬‬ ‫‪ /9‬أنامت عيناك ؟‬ ‫سحابة صمت تلف دياري‪..‬‬ ‫فحتى متى يطول انتظاري؟‬ ‫‪ /10‬زاد عشقي ‪:‬‬ ‫زيديني عشقا‪..‬‬ ‫واكتبني‪..‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* عنوان أولى مدونة شعرية للعزيزة الشمشام ‪ .‬صدرت عن مكتبة سلمى‬ ‫الثقافية ط‪ 1/‬ـ تطوان‪.‬‬

‫تنبيه للقراء‬ ‫حصل سهو في ذكر أعضاء اللجنة العلميـة لمناقشــة‬ ‫أطروحة الطالب الباحث عبد البــاري بنسليمــان‪ ،‬وهم ‪:‬‬ ‫الدكتوران المشرفــان عبـــد اللطيف شهبون وعز الدين‬ ‫الشنتوف‪ ،‬وباقـي أعضاء اللجنــة العلمية هم الدكاتــرة ‪:‬‬ ‫مصطفى الغاشــي‪ ،‬أحمــد هاشم الريسوني‪ ،‬سعاد الناصر‬ ‫ومصطفى الورياغلي العبدالوي‪ .‬فمعذرة‪ .‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 10‬يوليـوز ‪2018‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫اللغة اإلنجليزية تطرق باب‬ ‫التعليم العمومي بالمغرب‬ ‫في الوقت الذي طلع علينا تقرير جديد لمجلس عزيمان‪ ،‬يعري عورة‬ ‫التعليم بالمغرب‪ ،‬ويكشف ما ال زال خافيا من عيوبه‪ ،‬وهي بحجم جبال‬ ‫البرانس‪ ،‬ويسجل فشل المغرب في تحقيق نموذج تربوي يحقق العدالة في‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬ويجعل المنظومة التربوية أكثر عدال وشمولية وإدماجا‬ ‫مما عليه اليوم‪ ،‬خرج رئيس الحكومة بتصريح يفيد أنه يتوفر على «خريطة‬ ‫واضحة لإلصالحات المقبلة»‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بقطاع التعليم الذي قال‬ ‫بشأنه إنه حريص على تنفيذ الرؤية االستراتيجية للتربية والتكوين ‪- 2015‬‬ ‫‪ ،2030‬وقد تم الشروع‪ ،‬عمليا في تطبيقه عبر إطالق برنامج اإلجازة المهنية‬ ‫في التربية من أجل تحسين جودة التعليم‪.‬‬ ‫في هذا الوقت بالذات‪ ،‬الذي يزداد فيه العزوف عن المدرسة العمومية‪،‬‬ ‫لترسخ اإليمان عند جمهور المتمدرسين وأولياء أمورهم‪ ،‬بضعفها في تحقيق‬ ‫االرتقاء االجتماعي عبر برامج تعليمية عملية وهادفة وعادلة وشاملة‪ ،‬في‬ ‫هذا الوقت بالذات‪ ،‬أعلن عن إبرام اتفاق بين المغرب وبريطانيا العظمى‪،‬‬ ‫حول إنشاء مدارس بريطانية بالمغرب وتحديد شروط إنشائها وتدبيرها‪.‬‬ ‫ولعل هذا المشروع الهام يدخل في إطار توجه التعليم بالمغرب نحو‬ ‫األنكلوفونية تفعيال لتوصيات عديدة صدرت من جهات مغربية متخصصة‪،‬‬ ‫تطالب بالتوجه نحو اللغة اإلنجليزية ‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬في جميع أسالك التعليم‪،‬‬ ‫من االبتدائي إلى العالي‪ ،‬لما توفره اللغة اإلنجليزية من مهارات عالية‪،‬‬ ‫خاصة في مجال التكنولوجيات المتطورة‪ ،‬ولما تضمنه من فرص التواصل‪،‬‬ ‫مهنيا وثقافيا‪ ،‬مع مختلف بلدن وشعوب العالم‪ .‬بخالف الفرنسية التي‬ ‫شهد دورها نوعا من االنحصار‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬لدرجة أن مدارس‬ ‫فرنسية عليا‪ ،‬لتكوين المهندسين في شتى التخصصات‪ ،‬تفرض الحصول‬ ‫على مستوى معين من اإللمام باللغة اإلنجليزية‪ )TOEC( ،‬كشرط أساسي‬ ‫للحصول على دبلوم نهاية التكوين الجامعي حتى ولو كانت معدالت نقط‬ ‫الطالب مرتفعة جدا !‬ ‫إن إنشاء المدارس البريطانية بالمغرب‪ ،‬سوف يقوي روابط المؤسسات‬ ‫التعليمية بين بريطانيا والمغرب الذي نرجو أن يستفيد من نظام التعليم‬ ‫البريطاني الذي يعد من أحسن األنظمة التعليمية بالعالم وأقدمها‬ ‫وأجودها‪ ،‬خاصة وأن التعليم البريطاني بالمغرب سوف يقوم على النموذج‬ ‫البريطاني للتعليم حيث ستقدم المدارس البريطانية منهجا دراسيا مطابقا‬ ‫لمعايير المدارس في إنجلترا في مجال التعليم‪ .‬ليستفيد التالميذ المغاربة‬ ‫من مناهج تعليمية موحدة‪ ،‬في اللغة العربية والثقافة المغربية وتاريخ‬ ‫وجغرافية المغرب‪ .‬على أن يتم تدريس هذه التخصصات من قبل أساتذة‬ ‫مغاربة‪.‬‬ ‫وحتى ال تخلو هذه االتفاقية من «مستملحاتنا» الوطنية‪ ،‬فقد نصت‬ ‫على استبعاد المدارس ذات صبغة أو توجهات دينية ‪ ،‬من التعليم البريطاني‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫وعلى بريطانيا العظمى أن تتصرف وفق قاعدة «التعامل بالمثل» فتمنح‬ ‫نفس «المعاملة» المغربية للمدارس البريطانية بالمغرب‪ ،‬ألي مدرسة‬ ‫مغربية توجد بنفس الشروط‪ ،‬في إنجلترا‪ ،‬مع االلتزام التام بالقوانين‬ ‫المحلية المتصلة بالمدارس !‬ ‫وحتى وإن لم يقرر المغرب بعد في المسألـــة اللغوية في التعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬فإن التوجه إلى اإلنجليزيـة باعتبارها لغـــة عالميــة للعلـــوم‬ ‫وتكنولوجيات المستقبل‪ ،‬يزداد قوة يوما عن يوم‪ ،‬بدليل أن مدارس التعليم‬ ‫الخاص أدرجت تعلم هذه اللغة منذ التعليم األولي‪ ،‬األمر الذي يرتاح له‬ ‫آباء وأولياء التالميذ‪ ،‬لما يوفره من ضمانات بالنسبة لمستقبل أبنائهم‬ ‫وبناتهم‪ ،‬خاصة وأن التعليم العالي بفرنسا أصبح معقدا‪ ،‬بالشكل الذي يعيق‬ ‫الطلبة الفراكوفونيين المغاربة واألفارقة من ولوجه حين يواجهون بــ «سد‬ ‫الكوطا»‪ ،‬في التخصصات العلمية والتكنولوجية‪.‬‬ ‫يشهد على ذلك نفور العديد من طلبة المغرب والقارة اإلفريقية الناطقة‬ ‫بالفرنسية والطلبة الفرنسيين أنفسهم‪ ،‬من الجامعات الفرنسية ولجوؤهم‬ ‫إلى جامعات الفضاء الروسي‪ ،‬السوفياتي سابقا‪ ،‬حيث الجامعات تدرس‬ ‫باللغات الفرنسية واالنجليزية بجانب اللغات الوطنية التي ال تدخل إجباريا‪،‬‬ ‫في مسالك التعليم العالي‪ .‬ومعلوم أن المجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والبحث العلمي وضع هندسة لغوية في إطار «رؤيته» االستراتيجية‪2015 ،‬‬ ‫ ‪ ،2030‬جعل التعليم بالمغرب بلغتيه الرسميتين‪ ،‬العربية واألمازيعية‪،‬‬‫وخص الفرنسية باإلدارة واالقتصاد بينما اعترف لإلنجليزية بعالميتها‬ ‫بالنسبة «للعولمة والبحث العلمي»‪ ،‬وهي مكانة تؤشر ألهميتها بالنسبة‬ ‫للمستقبل الذي سوف تساعد المدارس البريطانية بالمغرب على انفالت‬ ‫المغرب من الفرنكوفونية التي يبدو أنها أدت «مهمتها» واستنفذت‬ ‫خصوصياتها الثقافية واألدبية والدبلوماسية في عالم العولمة التي ال تقف‬ ‫بالضرورة عند هذه الخصوصيات !‬ ‫ع‪ .‬كنوني‬

‫قديمة !‬ ‫رئيس الحكومة العثماني «أمر» وزراءه بــ «النزول إلى الشارع»‬ ‫والتقيد بالعمل «الميداني» بدل اإلكتفاء بإصدار التعليمات من‬ ‫مكاتبهم‪( ،‬ونضيف)‪ ،‬المريحة جدا !‪....‬‬ ‫وقالت الصحافة إن العثماني «منزعج» من تعثر إنجاز عدد من‬ ‫المشاريع المبرمجة داعيا وزراءه‪ ،‬خالل االجتماع األسبوعي للحكومة‪،‬‬ ‫إلى أن يكونوا «عمليين» من خالل التواصل المباشر مع المواطنين‬ ‫ومع المنظمات األهلية ومع المهنيين والنقابيين و «تنشيط»‬ ‫«الحوار القطاعي» لقطع الطريق عن المستخفين بالعمل الحكومي‬ ‫الذي يوجد في مستوى أدنى بالنسبة لتطلعات المواطنين وهو ما‬ ‫بينته «األحداث األخيرة» بالبالد !‪....‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫عنها بعض المواقع‪ ،‬والتي «ابتلعها» «فيستيفال موازين»‪ ،‬الذي‬ ‫واجه هذه السنة‪ ،‬محنة «المقاطعة» ومحنة أخرى ال تقل خطورة‬ ‫بالنسبة لصورة «مغرب الثقافات»‪ ،‬الذي لم ينج‪ ،‬رغم طابعه‬ ‫«الرسمي»‪ ،‬من «آفة» الرشوة واالبتزاز‪ ،‬التي فضحتها الفنانة أصالة‪،‬‬ ‫على مستوى العالم‪ ،‬حين أكدت ما صرح به زوجها المخرج طارق‬ ‫العريان من أن أصالة تعرضت لعملية ابتزاز للمشاركة في «موازين»‬ ‫المغربية‪.‬‬

‫بالمناسبة‪ ،‬ذكر رئيس الحكومة بأن شعاره الخالد ‪« :‬اإلنصات‬ ‫واإلنجاز» لم «ينصت» إليه ولم «ينجز» بالصفة التي يتفاعل معها‬ ‫المواطنون أيجابيا‪ ،‬خاصة اإلعالم والصحافة‪ .‬وأعلن‪ ،‬بنوبة غاضبة‪،‬‬ ‫أنه لن يتهاون في ربط المسؤولية بالمحاسبة في حال التلكؤ في‬ ‫تنفيذ مخططات وبرامج وقرارات الحكومة ‪.‬‬ ‫وحتى يتبين للعموم‪ ،‬وللحساد‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬كثر اهلل أعدادهم‬ ‫بكل خير‪ ،‬مدى المنجزات الهامة لحكومة العثماني‪ ،‬نطق الوزير‬ ‫«الناطق»‪ ،‬الخلفي خالل لقاء «تواصلي» بحصيلة عمل الحكومة‬ ‫خالل سنتها األولى‪ ،‬حيث أكد لمن ال زالوا بحاجة إلى ذلك‪ ،‬أن هذه‬ ‫الحصيلة‪ ،‬غطت بالكامل‪ ،‬أزيد من ألف صفحة من تقرير اللجنة‬ ‫التقنية المشكلة لهذا الغرض ! والتي اشتغلت على مدى أشهر‬ ‫لصياغة هذا التقرير الهام جدا الذي تتبع تنفيذ ‪ 435‬إجراء التزم بها‬ ‫البرنامج الحكومي‪.‬‬ ‫أعتقد أن تقرير اللجنة التقنية عن حصلية عمل الحكومة خالل‬ ‫سنة من عمرها‪ ،‬إنما هو لإلستئناس‪ ،‬فقط‪ ،‬أو قل إنه إجراء إداري‬ ‫خالص‪ ،‬موجه للخارج‪ ،‬ألننا «في الداخل» نتلمس‪ ،‬يوما عن يوم‪،‬‬ ‫ظهور منجزات هامة في «كل» المجاالت الحيوية‪ ،‬من تعليم وصحة‬ ‫وشغل وعمران فضال عن المنجزات االقتصادية التي «يتوالها»‬ ‫وزير االقتصاد» والذي يحرص على اإلدالء بتصريحات بشأنها‪ ،‬يكون‬ ‫معلق التليفزيون قد كشف عنها قبله بأدق التفاصيل ‪ ,‬وكررها ملءا‬ ‫للوقت !‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫في المقربين أولى !‬ ‫نستغرب الستغــراب بعض الجهـــات من توجه وزراء العدالة‬ ‫والتنمية من «إغراق» مكاتب وزاراتهم بالعديد من «المريدين» من‬ ‫منطق «قبيلة الحزب» و «القرابة الدعوية» !‪....‬‬ ‫موجب االستغراب هنا أن جميع األحزاب السياسية التي تولت‬ ‫الحكم مند االستقالل نهجت نفس النهج‪ ،‬بأن «قربت» المقربين‪،‬‬ ‫إما بمنطق «العائلة» أو منطق االنتماء الحزبي‪ ،‬حتى صارت بعض‬ ‫الوزارات «حكرا» على عائلة سياسية معينة كالخارجية‪ ،‬والمالية‪،‬‬ ‫واألشغال العمومية !‪....‬‬ ‫فال غرابة إذا‪ ،‬أن يسير البيجيديون على نهج من سبقوهم‪،‬‬ ‫ويجعلوا «خيرهم» في أقربائهم‪ ،‬وأحبائهم ومريديهم‪ ،‬حتى وإن لم‬ ‫يكونوا من ذوي االختصاص في المناصب الموضوعة‪ ،‬مجازا‪ ،‬للتباري‬ ‫بين ذوي الكفاءات ! ‪.....‬‬

‫وقالت أصالة على حسابها بموقع “إنستغرام” إنه ُطلب منها‬ ‫دفع رشوة من أجل المشاركة في المهرجان الغنائي‪ ،‬غير أنها رفضت‬ ‫األمر‪ ،‬وأوضحت أنها ال تحب الغناء بتلك الطريقة‪ ،‬وأنها ال ترضى‬ ‫لعزتها وكرامة موهبتها واحتراما لألمانة‪« ،‬أن أرشى كي أصل‬ ‫لكم»‪.‬‬ ‫فهل نفهم من هذا‪ ،‬سر ارتفاع أجور الوصالت الغنائية المليونية‬ ‫لبعض مشاهير الغناء األوروبي واألمريكي‪ ،‬الذين‪ ،‬ربما تكون يد‬ ‫«الرشوة واالبتزاز» التي لم ننجح في قطعها‪ ،‬قد امتدت إلى األجور‬ ‫لـ «تنفخ» فيها من منطق «اعطيني نعطيك» ! اهلل يعطيكم الخير‬ ‫جميعا‪ ،‬و «يصبرنا»‪ ،‬نحن المداويخ !‬ ‫أوساط قالت إن ميزانية المهرجان انتقلت من ‪ 7‬إلى ‪ 15‬مليارا‬ ‫في ظرف أربع سنوات‪ ،‬هذه المبالغ الخيالية تتحصل لـ «مغرب‬ ‫الثقافات»‪ ،‬ــ بعد توقف الدعم المالي العمومي المباشر سنة ‪،2011‬‬ ‫من مؤسسات وطنية كبرى تغطى ميزانية المهرجان مائة بالمائة‬ ‫تقريبا‪ ،‬ومنهـا «اتصاالت المغرب»‪ ،‬والمكتب الشريف للفوسفاط‪،،‬‬ ‫وصندوق اإليــداع والتدبيـر‪ ،‬والخطوط الجوية المغربية وبلدية‬ ‫الرباط‪.‬‬ ‫لكن يبدو أن إدارة «موازين» تعاملت بجد مع حالة االبتزاز‬ ‫هذه‪ ،‬وسارعت‪ ،‬خالل اجتماع طارئ وصاخب‪ ،‬إلى إنهاء مهمة مسؤول‬ ‫بقسم البرمجة العربية والمغربية‪ ،‬كان مكلفا ببرمجة مشاركة‬ ‫الفنانين المدعوين ومتابعة مشاركتهم‪.‬‬ ‫«مقاطعة» موازين‪ ،‬هذا العام‪ ،‬كانت أيضا حاضرة في هذا‬ ‫االجتماع حيث تم اتهام اإلدارة بعدم التعامل من المقاطعة بالشكل‬ ‫الجيد‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مغاربة يدعون إلى «مقاطعة» المقاطعة !‬

‫بعض من هذا الهم‪ ،‬تناولته «األسبوع» في ما يخص الوزير‬ ‫الخلفي الذي «اقترح» وتحصل على «كادر» في منصب «مدير‬ ‫العالقات مع البرلمان»‪ ،‬وهو باحث في مجال الصيد ‪ .‬ومن يدري‪،‬‬ ‫فقد ينجح في تحقيق «صيد» ثمين للحزب‪ ،‬داخل المنظمات‬ ‫األهلية‪ ،‬يوم تدعى األحزاب السياسية للمبارزة االنتخابية بعد‬ ‫ثالث سنوات !!!‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بسيطة !‬ ‫المغرب يحتاج إلى استثمار ‪ 37‬مليار دوالر‬ ‫في البنيات التحتية‬ ‫هذا ما وقف عليــه خبراء منتــدى التعاون االقتصادي والمالي‬ ‫بين ‪ 20‬دولة تهتم باالقتصاد والتجارة عبر العالم‪.‬وأن االستثمارات‬ ‫المطلوبة في المغرب يجب أن تهتم بالمياه والكهرباء والصرف‬ ‫الصحي والنقل بكل أنواعه بوجه خاص‪.‬‬ ‫واضعو التقرير يرون أن االتجاهات االستثمارية الحالية بالمغرب‬ ‫تبلغ ‪ 210‬مليارا دوالر؛ لكن االستثمارات اإلجمالية المطلوبة يجب‬ ‫أن تصل إلى ‪ 246‬دوالرا ‪ .‬وأن هذه االستثمارات ينبغي أن تتجه‬ ‫إلى تحسين التدبير التنظيمي والمؤسساتي وسيادة القانون‬ ‫وتعزيز شروط المنافسة‪ ،‬من أجل تحقيق مستويات أعلى من النمو‬ ‫االقتصادي المستدام‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بسيطة !‬ ‫نضم الـ ‪ 18,5‬مليار التي «حوشناها» لتنظيم المونديال‪ ،‬والتي‬ ‫«طار» بها «الميريكان»‪ ،‬كما كان منتظرا‪ ،‬بالنسبة لعدد كبير من‬ ‫المتتبعين والعارفين بـ «خبايا األمور»‪ ،‬وما يجري ويدور‪ ،‬باستثناء‬ ‫الرئيس لقجع والوزير حفيظ العلمي ومن حام بركبهما في السفريات‬ ‫إلى موسكو وعدد من عواصم العالم‪ ،‬نضم إذا‪ ،‬تلك الذخيرة إلى‬ ‫ذخيرة أخرى‪ ،‬لو وفرناها‪ ،‬ومقدارها يفوق الـ ‪ 15‬مليارا‪ ،‬التي كشفت‬

‫‪ ‬‬

‫من أجل «مقاطعة» المقاطعة التي تتعرض لها منتوجات‬ ‫الحليب‪ ،‬ولو مؤقتا‪ ،‬ولمدة شهريــن ونصــف‪ ،‬عمــم عدد من‬ ‫«المحافظين» على نجاعة المقاطعة وحماية فعاليتها في الحاضر‬ ‫والمستقبل» وثيقة دعوا فيها الحكومة والبرلمان وشركات القطاع‬ ‫الخاص إلى «التجاوب مع مطالب المقاطعة» في تخفيض األسعار‬ ‫وفتح أبواب المنافسة الحرة ومكافحة التالعب باألسعار‪ ،‬وحماية‬ ‫المنافسة ومحاربة االحتكار‪.‬‬ ‫موقعو الوثيقة أشاروا إلى «تعهــد» يكـــون مدير الشركة‬ ‫المقاطعة‪ ،‬قد قطعـــه على نفســـه خالل زيارته األخيرة بالمغرب‪،‬‬ ‫بمراجعة ثمن الحليب المبستر وعرضه بثمن التكلفة ‪ .‬وختموا‬ ‫الوثيقة ببيان إنشائي يمجد المقاطعة والمقاطعين «الذين قدموا‬ ‫درسا بليغا في االحتجاج الحضاري طيلة شهرين ونصف» ‪.‬‬ ‫من بين الموقعين على وثيقة مقاطعة «المقاطعة»‪ ،‬أستاذة‬ ‫باحثة‪ ،‬ومناضل جمعوي‪ ،‬وأستاذ جامعي‪ ،‬وطبيبان‪ ،‬ورجل أعمال‪،‬‬ ‫وباحث جامعي‪ ،‬وكاتب وناشر‪ ،‬وأربعة صحافيين‪ ،‬وأستاذة‪،‬‬ ‫واقتصاديان‪ ،‬وناشط إعالمي‪ ،‬وأستاذ‪ ،‬وكاتب وشاعر‪ ،‬وخبيرة في‬ ‫النوع‪ ،‬ومستشار‪ ،‬وعالم اجتماعي‪ ،‬وثالثــة مهندسين‪ ،‬وفاعلة‬ ‫نسائية‪ ،‬وكاتب جامعي‪ ،‬وإحصائي‪ ،‬ومقاول‪ ،‬وموظف‪ ،‬ونقابية‪،‬‬ ‫وجامعي حقوقي‪ ،‬وجمعوي‪ ،‬ومتقاعد‪ ،‬وإطار قطاع خاص‪ ،‬ومناضل‬ ‫حقوقي‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫تقبل اهلل منكم ومنا صالح األعمالوال حول وال قوة إال باهلل !‬


‫العدد ‪949‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫سائحة أجنبية تقوم لها األجهزة األمنية وتقعد‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬ألنها تعرضت للتحرش والسرقة‪.....‬‬

‫آه وألف آه عليكن بنات ونساء بلدي‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أثار فيديو لسائحة حلت بالمغرب لقضاء عطلتها بمدينة‬ ‫شفشاون الكثير من الجدل‪ ،‬بعد انتشاره بشكل واسع على مواقع‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪ ،‬ويضمن رواية لها‪ ،‬تفيد بأنها «تعرضت‬ ‫للسرقة والتحرش الجنسي من طرف أحد األشخاص الذي طلبت‬ ‫مساعدتهو كذا تصرفات الذكور بالمدينة وطريقة تعاملهم مع‬ ‫اإلناث و كأنهن حشرات»‪.‬‬ ‫مصالح المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬قالت في بالغ لها‪،‬‬ ‫إنها «تفاعلت بسرعة وبشكل جدي مع شريط فيديو منشور‬ ‫على شبكة اإلنترنت‪ ،‬تظهر فيه سيدة من جنسية أجنبية وهي‬ ‫تدعي تعرضها للتحرش والسرقة من طرف أحد األشخاص خالل‬ ‫تواجدها بمدينة شفشاون في إطار زيارة سياحية»‪.‬‬ ‫وأفاد البالغ ذاته‪ ،‬أن «األبحاث والتحريات المنجزة تحت‬ ‫إشراف النيابة العامة المختصة‪ ،‬مكنت من تشخيص هوية‬ ‫المشتكى به الذي يظهر في الشريط‪ ،‬والذي تبين أنه يزاول‬ ‫مهنة اإلرشاد السياحي بدون رخصة‪ ،‬كما تم ضبطه متلبسا‬ ‫بحيازة واستهالك مخدر الكيف»‪.‬‬ ‫وأوضحت المديرية في بالغها‪ ،‬أن «إجراءات البحث كذلك‪،‬‬ ‫أظهرت أن حقيبة جيب السائحة األجنبية‪ ،‬والتي تضم وثائق هويتها وسنداتها الشخصية‪،‬‬ ‫كان قد عثر عليها مواطن من ساكنة المدينة وأحالها على مصلحة الشرطة زوال يوم اإلثنين‪،‬‬ ‫والذي أجرى عدة محاوالت لإلتصال بالمعنية‬ ‫على حسابها الشخصي في مواقع للتواصل‬ ‫اإلجتماعي لكن بدون جدوى بعدما تبين‬ ‫أنها غادرت أرض الوطن»‪.‬‬ ‫وتابعت مصالـح األمــن الوطني‪ ،‬أنهــــا‬ ‫«حريصة على تسليم المعنية باألمر جميع‬ ‫مستلزماتها الشخصية التي تم العثور عليها‪،‬‬ ‫وتطبيق القانون في حق المشتكى به الذي‬ ‫يخضع حاليا لتدبير الحراسة النظرية‪ ،‬فإنها‬ ‫تؤكد في المقابل بأن األبحاث المنجزة لم‬ ‫تسفر عن تحصيل ما يثبت واقعة السرقة‬ ‫المفترضـة‪ ،‬التي تبـقــى إلى حــدود هــذه‬ ‫المرحلة من البحــث مجرد اتهـــام يخضع‬ ‫للتحريات واألبحاث القضائية الالزمة»‪.‬‬ ‫ما هذا إال مدخــل بسيط لموضوعنــا‬ ‫اليوم‪ ،‬هذا الموضوع الذي سبق لناو تطرقنا‬ ‫إليه‪ ،‬التحرش‪ ،‬نعم هو التحرش اللعين‪ ،‬ربما هذه األجنبية حظيت باهتمام موسّع نظرا لكونها‬ ‫ليست بمغربية‪ ،‬لكن لو كانت من بناتو نساء هذا البلد لقلن عليها أنها السبب في ما تعرضت‬ ‫إليه‪ ،‬لباسها‪ ،‬طريقة مشيتها‪ ،‬لفتها لإلنتباه‪ ،‬مشيها في ساعات متأخرة من الليل في الشوارعو‬ ‫األزقة‪......،‬إلى آخره من األعذار الغبية التي نلتمسها‬ ‫للمتحرّشو المتعدي على بناتنا‪.‬‬

‫أن تولد ذكرا فهذا قدرك أما أن تكون رجال‬ ‫فهذا صنع يداك‬

‫ما زال اللباس الذي ترتديه النساء المغربيات محل جدل‬ ‫كبير في عدة أوساط إجتماعية‪ ،‬وقد يحمل في نظر الكثيرين‬ ‫انطباعات عن سلوك المرأة وأخالقها‪ ،‬بل إن البعض يع ّلق‬ ‫عليه حتى حوادث التحرش التي تتعرض لها النساء في‬ ‫الشارع‪ ،‬وهكذا تختصر المرأة في غالبية المجتمعات العربية‬ ‫في جسدها‪ ،‬وليس في كيانها اإلنساني‪.‬‬ ‫وتواجه النساء اإلنتقادات واإلساءة اللفظية واإلعتداءات‬ ‫الجنسية‪ ،‬ويعاب عليهن اختيارهن مظهرا يتجاوز الحدود‬ ‫المرسومة لقالــب اللبــاس الذي أعــدّه المجتمـــع للمرأة‬ ‫“الصالحة” دون الرجل‪.‬‬ ‫نتحدث هنا عن جزء من معاناة هذا اإلنسان الناعم في‬ ‫مجتمع خشن‪،‬و اخترنا أن نسلط الضوء على ظاهرة التحرش‬ ‫الجنسي ضد النساء في الشارع والمدرسة والمعمل والشركة‬ ‫واإلدارة والحافلة والهاتف والفايسبوك‪ ،‬وحتى داخل البيوت واألسر أحيانا‪ ،‬لألسف‪ ،‬قلة قليلة من‬ ‫النساء اللواتي يرفعن اليوم الصوت ضد هذه الظلم اإلجتماعي‪ ،‬وضد هذه الجريمة التي تدمر‬ ‫نفوس الكثيرات‪ ،‬وأحيانا تصيبهن بجروح ال تمحى آثارها من العقول والقلوب…‬ ‫حتى إن نساء كثيرات بدأن يطبعن مع هذه الظاهرة‪ ،‬ويتعايشن معها‪ ،‬وبعضهن يحولن‬ ‫الضحية إلى مجرمة‪ ،‬فيلقين بالمسؤولية على المرأة التي ال تحترم ضوابط معينة في اللباس‪،‬‬ ‫والمرأة التي تغري الرجال بفتنتها! وهذا ما يسمى‪ :‬إدانة الضحية لنفسها عندما تصبح عاجزة‬ ‫عن رد حقها وضمان اعتبارها‪ ،‬فتلوم نفسها على جرم لم ترتكبه‪.‬‬ ‫قبل ثالثين سنة‪ ،‬كانت النساء في المغرب يلبسن أكثر تحررا من اليوم‪ ،‬وكان عدد المحجبات‬ ‫أقل مما هو اآلن بكثير‪ ،‬وكانت مظاهر التدين أقل‪ ،‬وكان الوعظ واإلرشاد أقل‪ ،‬لكن التحرش‬ ‫الجنسي ضد النساء لم يكن بهذه الدرجة من الشراسة واإلتساع والتواطؤ‪ ،‬كما هو عليه اليوم‪،‬‬ ‫كيف نكون أكثر تدينا وأكثر انحرافا في الوقت ذاته؟‪.‬‬ ‫ظني أن اتساع التحرش بالنساء كـ«سلوك غير الئق له طبيعة جنسية يضايق جسديا أو‬

‫نفسيا المرأة ويعطيها إحساسا بعدم األمان»‪ ،‬في مجتمعنا يرجع إلى‬ ‫ثالثة عوامل غير التفسير الكالسيكي للتحرش باعتباره انحرافا أخالقيا‬ ‫فرديا وقلة تربية من شخص غير سوي‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تؤكد الدراسات النفسية أن الجرائم الجنسية ال ترتكب دائما‬ ‫بغرض إشباع الشهوة‪ ،‬فالتحرش الجنسي‪ ،‬مثال‪ ،‬كثيرا ما يرتكبه الرجال‬ ‫كوسيلة لإلنتقام من المجتمع‪ ،‬أو للتنفيس عن الغضب أو اإلحباط أو‬ ‫اإلحساس بالدونية لدى المتحرش‪ ،‬فتصير المرأة في الشارع أو في البيت‬ ‫هي المتنفس أمام هذا الذكر المحبط واليائس‪ ،‬وبعدها يصير األمر‬ ‫شبيها باإلدمان الذي يعطي صاحبه وهم أنه ناشط جنسي أكثر من‬ ‫غيره‪ ،‬وفحل أكثر من اآلخرين‪ ،‬وله مواهب خاصة في اصطياد البنات‪ ،‬أو‬ ‫باألحرى في االعتداء عليهن‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن انتشار األفالم اإلباحية وسهولة الوصول إلى مادتها‪ ،‬بسبب‬ ‫األنترنت وتكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬يخلف أضرارا كبيرة على نفسيات الشباب‬ ‫وسلوكهم تجاه المرأة… ضرر انتشار المواد اإلباحية على الشباب ال يقف‬ ‫عند إثارة الغرائز‪ ،‬وجعل الجنس بضاعة بدون إحساس ودون مشاعر‪،‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬المادة اإلباحية وصناعة البورنوغرافيا ترفع اإلحترام عن‬ ‫العالقات الجنسية‪ ،‬وتجعل من جسم المرأة بضاعة يمكن أن تمتد إليها‬ ‫يد الرجل بسهولة حتى دون إحساس بالطابع الجرمي للتحرش‪ ،‬مادامت عقول الشباب مملوءة‬ ‫بالجنس اإلباحي المحيط بهم‪ ،‬ومادام المجتمع يتسامح مع المتحرش‪ ،‬بل ويلتمس له العذر‬ ‫أحيانا كثيرة‪ ،‬فإن التحرش يصبح جريمة‬ ‫آمنة من كل عقاب‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إنتشار القراءة السلفية والوهابية‬ ‫المنغلقة للديــن اإلسالمــي في المغـــرب‬ ‫نتيجة اتساع قاعدة السلفيين بالمملكة‪،‬‬ ‫ونتيجة انتشار القنوات الدينية والمواقع‬ ‫الممولة من الخليج‪ ،‬هذه القراءة الحرفية‬ ‫للدين بعقلية بدوية لها مشاكــل كبيرة‬ ‫مع المرأة‪ ،‬فهي ال ترى للنساء من دور إال‬ ‫كونهن أداة متعة‪ ،‬أو مصدر غواية‪ ،‬أو آلة‬ ‫إلنتاج األطفال‪ ،‬أو خادمــات في البيــوت‪،‬‬ ‫ولهذا يكبر الشاب في جو ثقافي و«ديني»‬ ‫ال يعطي قيمــة للمرأة‪ ،‬وال يستحضر سيرة‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم معها في البيت‬ ‫والمسجد‪ ،‬وفي السلم والحرب‪ ،‬وفي أمور‬ ‫الدين والدنيا‪ .‬يكبر شبابنا اليوم في وسط ال يكن احتراما عميقا للمرأة‪ ،‬ومن ثم تدفعه هذه‬ ‫النظرة الذكورية المغلفة بغشاء ديني إلى استسهال اإلعتداء الجنسي عليها مادامت أقل‬ ‫إنسانية من الذكر‪ ،‬ونظرا إلى أن التمييز ضدها ليس مجرما قانونا‬ ‫وال عرفا وال ثقافة‪..‬‬ ‫قبل شهور قليلة كانت السلطات في السعودية تمنع المرأة‬ ‫من السياقة ليس خوفا عليها من السيارات األمريكية والكورية‬ ‫واأللمانية‪ ..‬لكن لتمنع المرأة من الحركة والعمل والتنقل واالندماج‪،‬‬ ‫ومن ثمة احتمال أن تخرج عن سيطرة الرجل وتحكمه بها وبمصيرها‪،‬‬ ‫ولألسف‪ ،‬السلطات السعودية تساير المؤسسة الدينية هناك‪ ،‬بل‬ ‫وتشجعها على تصدير هذا النموذج إلى البلدان العربية األخرى‪.‬‬ ‫هذه المؤسسة الوهابية هي نفسها التي تصدر إلى المغرب‬ ‫الدعاة والكتب واألشرطة والقنوات الدينية والفتاوى المعلبة التي‬ ‫يروجها هذا الفكر الذي أصبحت له عالمات بارزة في الثقافة الدينية‬ ‫والواقع المغربيين‪ .‬الفكر الوهابي يخاصم المغاربة مع نمط تدينهم‬ ‫البسيط والعميق في الوقت نفسه‪ ،‬فالتدين السلفي المنغلق يفصل‬ ‫المظاهر عن الجوهر‪ ،‬والمقاصد عن النص‪ ،‬واإلنسان عن الواقع‪،‬‬ ‫ولهذا يتناقض هذا الفكر مع المدرسة المغربية في التدين التي‬ ‫تربط الدين بالمعامالت‪ ،‬والشعائر بالقيم‪ ،‬والطقوس باألخالق‪،‬‬ ‫واإلنسان بالبيئة‪ ،‬وفي األخير تردد هذه المدرسة الحديث النبوي‬ ‫الشريف‪« :‬الدين معاملة»‪.‬‬ ‫هذا ورش كبير مفتوح إلنصاف المرأة في مجتمعنا‪ ،‬والبداية من القانون‪ ،‬والنهاية بالتربية‬ ‫والتوعية والتأهيل والتحسيس في المدرسة والتلفزة واألنترنت‪ ،‬ال أعرف ما السبب الذي جعل‬ ‫الحكومة تخرج بقانون لمناهضة العنف ضد النساء دون تطبيقه‪ ،‬هذا القانون الذي سيساعد‬ ‫على تطوير منظومة حماية المرأة في مجتمعنا‪ ،‬خاصة إذا تبعته شرطة خاصة ومؤهلة لمالحقة‬ ‫المتحرشين وأعداء الجنس الناعم في المجتمع الخشن‪..‬‬ ‫إلى ذلك الحين أقول لألنثى المغربية‪:‬‬ ‫ارفعي رأسك فأنت حرة‪.....‬‬ ‫دافعي عن نفسك كلما تجرأ عليك كلب من كالب الشوارع‪...‬‬ ‫اتركي التقاليد البالية التي تحد من مكانتك الحقيقية بالمجتمعو تحرري من التسلط‬ ‫الذكوري الذي يحيط بك‪ ،‬مع عدم النسيان بأنك أنثى‪ ،‬مسلمة‪ ،‬أمازيغية‪ ،‬عربية‪ ،‬لك من‬ ‫الشموخو المجد ما يجعلك تقفي في وجه كل من ينقص من مكانتك ‪.....‬‬ ‫أرجوك ال تخذلي بنات جنسك‪.......‬‬


‫العدد ‪949‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫عمالة تطوان‬ ‫تتخبط في عشوائية‬ ‫ال مثيل لها‬ ‫لوبيات الرمال تسبب في كارثة بيئية بضواحي طنجة‬ ‫تمهد إلقامة أحياء سكنية فوق أودية مجاورة للمدينة‬

‫كشفت مصادر متطابقة أن ما يعرف بلوبيات‬ ‫تهريب ونقل الرمال تسببت في كارثة بيئية‬ ‫بضواحي طنجة‪ .‬ووفق المصادر نفسها‪ ،‬فإنه‬ ‫بعد مرور قـــرابــة شهــر على انطالق أشغال‬ ‫تجريـف الرمــــال على طــول واد «المصابن»‬ ‫الفاصل بين مدشــري مشـــالوة والشجيرات‬ ‫بطنجة‪ ،‬وذلك باستعمال أربع جرافات تعمل‬ ‫على تعبئة العشرات من الشاحنات التي تنطلق‬ ‫محملة بالرمال في اتجاه أحد األوراش الكبرى‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬ظهرت أولى العيوب المرتبطة بهذه‬ ‫العمليات‪ ،‬حيث أدى ذلك إلى إزالة طبقات من‬ ‫الرمال وتعميق مجرى الوادي الذي يمر قريبا‬ ‫من المناطق السكنية‪ ،‬علما أنه يتميز بغطائه‬ ‫النباتي المكون من شجر الدفلة ‪.‬‬ ‫وفق المصادر نفسها‪ ،‬فإنه‪ ،‬أمام هذا الوضع‪،‬‬

‫ال زال الجميع يجهل ما إذا كانت الجهة المعنية‬ ‫بهذه العملية تتوفر على ترخيص قانوني من‬ ‫لدن إدارة الحوض المائي اللوكـــوس وكذلك‬ ‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن دفتر التحمالت الستخراج الرمال يرفض مثل‬ ‫هذه العمليات‪ ،‬لكون األمر يتعلق بالتصرف في‬ ‫ملك عمومي‪ ،‬ناهيك عن أن األشغال يجب أن‬ ‫تكون خاضعة للمعايير القانونية‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫عدم التأثير على البيئة‪ ،‬وهو ما يتعارض أيضا‬ ‫مع ما يجري بهذه المنطقة ‪.‬‬ ‫وشددت المصادر نفسها على أنـه في حال‬ ‫عدم توفر الترخيص القانوني المقيد بدفتر‬ ‫التحمالت‪ ،‬فإن األمــر يتعلــق بفضيحة أخرى‬ ‫تمارس في واضحة النهار‪ ،‬وسيكون لها تأثير‬ ‫وصف بالخطير على الجميع‪ ،‬سيما وأن هذا األمر‬

‫يتم أمام أنظار الجهات المسؤولة بطنجة‪ ،‬منها‬ ‫السلطات الوالئية‪ ،‬والمجلس الجماعي ومصالح‬ ‫مختصة بهذه األشغال التي ستكون لها تداعيات‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فيما نبهت بعض األصوات المحلية‪،‬‬ ‫إلى أن استمــرار هذا النزيف من شأنه أن يؤثر‬ ‫سلبا على التوازن البيئي بالمنطقة‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن غياب المراقبـــة سيحــول هذا الوادي إلى‬ ‫ما يشبه مقبرة لدفن األتربة ومخلفات البناء‪،‬‬ ‫ثم تحل مرحلة الترامي على أمالكــه وإعطــاء‬ ‫االنطالقة للبنــاء العشوائي‪ ،‬كمــا جرى بعدد‬ ‫من المناطق التي تحولت في رمشة عين إلى‬ ‫أحياء سكنية فوق أودية تتهددها الفياضانات‬ ‫والتقلبات الجوية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫نزيف شعبية «البيجيدي» يدفع إدعمار لمقاضاة‬ ‫الشباب المتتبعين للشأن العام‬ ‫قالت مصادر إن استمرار نزيف شعبية حزب‬ ‫العدالة والتنمية بتطوان‪ ،‬بسبب الفشل في التسيير‬ ‫والعجز عن الوفـــاء بالوعود االنتخابية‪ ،‬دفع محمد‬ ‫إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعـــة الحضرية‪ ،‬لسلك نهـــــج‬ ‫مقاضاة الشباب الذين ينشطـــون على المواقـــع‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ويقومون بتتبع ملفات الشأن العام‬ ‫المحلي وانتقاد المشاكل التي تتخبط فيها المدينة‪،‬‬ ‫نتيجة غياب التنمية‪ ،‬واستغراق المجلس في تصفية‬ ‫الحسابات الشخصية الضيقــة على حسـاب الصالــح‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وأضافـت المصادر نفسها‪ ،‬أن رئيس الجماعة‬ ‫الحضرية قام بوضع شكاية رسمية لدى الجهات‬ ‫المختصة بالمحكمة ضد أحد الشبـاب المدونين‪،‬‬ ‫بسبب انتــقـــاده بتفعيل مبــدأ ربــط المسؤوليــة‬ ‫بالمحاسبة‪ ،‬حيــث أمـرت النيابة العامة المختصة‬ ‫بفتح تحقيق في الموضوع لكشف حيثياته وموافاتها‬ ‫بتقارير مفصلة‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر ذاتهــا‪ ،‬فإن الضابطــة‬ ‫القضائية بوالية أمن تطوان‪ ،‬استمعت‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬إلى المدون الذي تقدم ضده إدعمار بشكاية‬ ‫رسمية‪ ،‬وذلك بتنسيق مع النيابة العامة المختصة‬ ‫بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬حيث تم التطرق لحيثيات‬ ‫التدوينية الخاصة بإهمال اآلثار التاريخية‪ ،‬وإجابة‬ ‫المتهم عن أسئلة المحققين‪ ،‬قبل إنجاز محاضر‬ ‫رسمية وتوقيعه عليها وفق القوانين المعمول بها ‪.‬‬ ‫وكشف مصدر مطلع‪ ،‬أن إدعمار يروم‪ ،‬من‬ ‫خالل مقاضاته بعض الشباب الذين ينشطون في‬ ‫تتبع ملفات الشأن العام المحلي‪ ،‬محاولة إخراس‬

‫األصوات المنتقدة لفشل المجلس في التنمية‪ ،‬سيما‬ ‫وأن كل المؤشرات أصبحت تسير في اتجاه فقدان‬ ‫«البيجيدي» لقاعدته االنتخابية وتراجع شعبية‬ ‫القياديين بشكل غير مسبوق‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه‪ ،‬أن استراتيجية رئيس‬ ‫الجماعة في قمع األصوات المنتقدة وترهيبها‪،‬‬ ‫ستثمر نتائج عكسية وتتسبب في تعميق أزمة‬ ‫الشعبية‪ ،‬وفشل كل المحاوالت اليائسة لترقيع‬ ‫القاعدة االنتخابية‪ ،‬خاصة وأن تتبع الشأن العام‬ ‫المحلي هو حق مكفول للجميع شرط عدم السب‬ ‫والقذف أو التجريح‪.‬‬

‫يذكــر أن مجموعــــة من القيــاديين في حزب‬ ‫العدالة والتنمية بالشمال‪ ،‬دقـــوا ناقـــوس خطـــر‬ ‫استمرار تراجع القاعدة الشعبية للحزب‪ ،‬وفشل كل‬ ‫المحاوالت الترقيعية التي يقــوم بها المستشارون‬ ‫والنواب ورؤساء الجماعـات‪ ،‬من أجل التغطية على‬ ‫الفشل في الوفاء بالوعود االنتخابية‪ ،‬والتملص من‬ ‫االلتزام بالتنمية وجلب االستثمارات وخلق فرص‬ ‫الشغل ومحاربة الفساد‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫منذ ما يزيد عن عشر سنوات‪ ،‬وعمالة تطوان‬ ‫بدون رئيس ديوان خاص بعامل اإلقليم‪ ،‬الذي‬ ‫يعمل على ترتيب سير العمل وضبط المواعيد‬ ‫وغيرها من األمور التي تخص العامل‪ ،‬مما‬ ‫بعثر األوراق داخل العمالة‪ ،‬وقلب الموازين حتى‬ ‫صار نشاط العامل داخل مكتبه فقط‪ ،‬وال يخرج‬ ‫للحضور لألنشطة التي تشهدها المدينة‪ ،‬من‬ ‫مهرجانات وملتقيات وكذلك الزيارات التفقدية‬ ‫لألحياء كما كان سلفه‪.‬‬ ‫وقد أثــر هذا المشكــل بشكل سلبي على‬ ‫دور العمالة في تتبع وحل مشاكل الساكنة‪،‬‬ ‫خصوصا األحياء الشعبية التي صار يغزوها البناء‬ ‫العشوائي‪ ،‬وكذلك مراقبة بعض رجال السلطة‬ ‫الذين يتغيبون عن مقر عملهم‪.‬‬ ‫وليس غياب أو عدم تنصيب رئيس الديوان‬ ‫فقط هو الذي تعاني تبعاته عمالة تطوان‪ ،‬بل‬ ‫حتى قسم االتصال الذي تتوفر عليه كل العماالت‬ ‫والواليات وبعض المصالح اإلدارية‪ ،‬غير موجود‬ ‫بمقر العمالة‪ ،‬وهذا ما يشتكي منه العديد من‬ ‫الصحافيين ورجال اإلعالم الذين يجدون صعوبة‬ ‫في الحصول على المعلومات الخاصة بشؤون‬ ‫السلطة المحلية‪ ،‬وكذا األنشطة التي تقام داخل‬ ‫العمالة من مراسيم التنصيب والندوات‪ ،‬وغيرها‬ ‫من األمور التي يجب على العمالة إشعار رجال‬ ‫الصحافة بها‪.‬‬ ‫وحسب بعض المصادر‪ ،‬فرغم هذا الفراغ‬ ‫في رئاسة الديوان وقسم االتصال‪ ،‬فإنه يوجد‬ ‫شخص مقرب من مكتب العامل‪ ،‬يقوم باستدعاء‬ ‫بعض الصحفيين المقربين منه‪ ،‬لتغطية األنشطة‬ ‫الخاصة بالعمالة‪ ،‬وإقصـــاء باقـــي الصحفيين‬ ‫ورجال اإلعالم‪ ،‬الذين يستنكرون الوضع الحالي‬ ‫بتطوان‪.‬‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬

‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ من‬ ‫العمـر ‪ 10‬س��نــوات من تأخـ��ر في النمو‪،‬‬ ‫نتجـــ��ت عن��ه‪ ،‬مع م��رور الس��نوات إعاقة‬ ‫كاملـــة‪ ،‬فضال ع��ن إصابتــه بداء الربــو‪،‬‬ ‫مم��ا جعل��ه يحتاج إل��ى مصاري��ف‪ ،‬القتناء‬ ‫الحفاظات واألدوي��ة التي يصل ثمنها إلى‬ ‫ح��دود أل��ف (‪1000‬درهم) ش��هريا‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪ ،‬وعبر‬ ‫هذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إل��ى المحس��نين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجي��ة منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مس��اعدتها‪،‬‬ ‫للتغل��ب عل��ى رعاية فل��ذة كبده��ا‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 20‬ألف تعاونية بالمغرب‬ ‫أدلت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬جميلة المصلى‬ ‫بتصريح أكدت فيه أنه توجد بالمغرب ‪ 20‬ألف تعاونية إال أن المشكل يكمن في ضعف عدد أعضاء‬ ‫هذه التعاونيات الذين ال يتجاوز عددهم ‪ 600‬ألف متعاون ومتعاونة‪ ،‬بما يمثل ‪ 1,76‬بالمائة من‬ ‫مجموع السكان و ‪ 5‬بالمائة من السكان النشيطين‪.‬‬ ‫وأفادت من جهة أخرى بأن المغرب ال يتوفر سوى على ‪ 110‬اتحاد تعاونيات‪،‬وأكدت أنه ال‬ ‫يجب النظر إلى التعاونية فقط بمقاربة اجتماعية‪ ،‬وإنما االنتقال بها إلى مستوى مقاولة اجتماعية‬ ‫يكون لها دور اقتصادي هام‪.‬‬ ‫وأوضحت أن موضوع التسويق والتمويل يبقى من المشاكل التي يجب االهتمام بها لتطوير‬ ‫عمل هذه التعاونيات التني تنشط‪ ،‬غاليا في قطاعات الفالحة‪ ،‬والصناعة التقليدية‪ ،‬والسكن‪،‬‬ ‫وأركان‪ ،‬والغابات‪ ،‬والمواد الغذائية‪ ،‬والصيد‪ ،‬والنباتات الطبية والعطرية‪ ،‬ومحاربة األمية‪ ،‬والنقل‪،‬‬ ‫والبيع بالتقسيط‪ ،،‬واالستهالك‪ ،‬واليد العاملة‪ ،‬واستغالل المقالع‪ ،‬ومراكز التدبير‪ ،‬والسياحة‪،‬‬ ‫ومعالجة النفايات‪ ،‬والطباعة والوراقة‪ ،‬والمعادن‪ ،‬والثقافة والفن‪ ،‬ووسائل االتصال والتجارة‬ ‫اإلليكترونية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫“الرام” تستثمر في تعزيز أسطولها الجوي‬ ‫تداولت بعض المواقع خبرا مفاده أن المغرب سوف يحصل قريبا على سرب من الطائرات‬ ‫األمريكية‪ ،‬لتعزيز األسطول الجوي للخطوط الجوية الملكية المغربي وأن اتفاقا جرى في هذا‬ ‫الشأن بين الشرطة المغربية والعمالق األمريكي بويينغ‪.‬‬ ‫نفس المصدر أوضح أن قيمة هذه الصفقة تفوق المليار دوالر وتأتي في إطار خطة الخطوط‬ ‫الملطية المغربية الهادفة إلى مضاعفة عدد الطائرات المشكلة ألسطولها الحالي‪ ،‬وتطويره‬ ‫وتحديثه وذلك قبل نهاية سنة ‪.2020‬‬ ‫وتعتزم “الرام” أن تنقل عدد طائراتها من ‪ ،55‬حاليا‪ ،‬إلى ‪ ،120‬بتكلفة إجمالية تفوق ‪ 5‬ماليير‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫واألمل أن تساعد هذه الخطة على تحسين صورة الخطوط الجوية المغربية إزاء زبنائها ‪،‬‬ ‫وخاصة مغاربة العالم‪ ،‬الذين لديهم مآخذ متعددة على هذه الشركة‪ ،‬من حيث التعامل واألثمان‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫لبنك المغرب قانون أساسي صادق عليه البرلمان‬ ‫صادق مجلس النواب في جلسة عمومية ‪ ،‬الثالثاء ‪ 03‬يوليوز ‪ ،2018‬على مشروع القانون‬ ‫األساسي لبنك المغرب‪.‬‬ ‫ويأتي هذا المشروع الجديد من أجل مواكبة التطور الذي شهده المحيــط القانوني‬ ‫والمؤسساتي للبنك‪ ،‬والسيما بعد دستور ‪ 2011‬واإلصالح األخير لقانون مؤسسات االئتمان‬ ‫والهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬وبالنظر للتحول الجذري في مهام البنوك المركزية بعد األزمة‬ ‫العالمية لسنة ‪ ،2008‬خاصة فيما يتعلق باالستقرار المالي‪ ،‬وكذا إلى السعي إلى المالءمة مع‬ ‫أفضل المعايير المعمول بها دوليا في هذا المجال‪.‬‬ ‫ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز استقاللية بنك المغرب في مجال السياسة النقدية‪ ،‬وتوسيع‬ ‫مهامه لتشمل الحفاظ على االستقرار المالي‪ ،‬وتوضيح صالحياته في مجال سياسة سعر الصرف‪،‬‬ ‫وتسهيل تدبير احتياطات الصرف‪ ،‬وتعزيز الحكامة الجيدة‪ ،‬وكذا إضفاء شفافية أكثر على عالقة‬ ‫البنك مع الحكومة‪.‬‬ ‫وتتجلى المهام األساسية للبنك في ممارسة امتياز إصدار األوراق البنكية والقطع النقدية‪،‬‬ ‫وتطبيق أدوات السياسة النقدية قصد تحقيق استقرار األسعار‪ ،‬والسهر على حسن سير السوق‬ ‫النقدية وتولي مراقبتها‪ ،‬وتدبير االحتياطات العمومية للصرف‪ ،‬والتحقق من حسن سير النظام‬ ‫البنكي‪ ،‬والسهر على مراقبة وسالمة وسائل األداء‪.‬‬ ‫وقد ساهم مجلس النواب في إغناء هذا المشروع الذي جاءت به الحكومة وفي تجويد مضامينه‪.‬‬ ‫حيث بلغت التعديالت التي أدخلها مجلس النواب على النص األولي للمشروع ‪ 44‬تعديال شملت‬ ‫‪ 26‬مادة من أصل ‪ 80‬مادة يتكون منها المشروع‪ .‬وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أنه وألول مرة‪ ،‬فقد نص‬ ‫مشروع القانون األساسي لبنك المغرب على أنه يتم االستماع إلى والي بنك المغرب من طرف‬ ‫اللجنة أو اللجان الدائمة المكلفة بالمالية في البرلمان بمبادرة من هذه األخيرة بخصوص مهام‬ ‫البنك‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫معرض المنتوجات الفالحية الوطنية بتطوان‬ ‫تستضيف مدينة تطوان ‪ ،‬األسبوع القادم‪ ،‬معرض المنتوجات الفالحية الوطنية ‪ ،‬تحت شعار‬ ‫“تنافسية المنتجات المجالية رافعة لالقتصاد االجتماعي و التضامني”‪.‬‬ ‫ويعد هذا المعرض المنظم من طرف الغرفة الفالحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬فرصة‬ ‫هامة للتنظيمات المهنية من أجل الترويج للمنتجات المجالية‪ ،‬باعتبارها ثروة محلية هامة‪ ،‬ورافعة‬ ‫أساسية لتنمية االقتصاد االجتماعي والتضامني بالمنطقة‪ ،‬وإبراز المؤهالت الهامة التي تزخر بها‬ ‫الجهة‪ ،‬و يشكل أيضا هذا المعرض‪ ،‬موعدا سنويا للمهنيين والباحثين والمؤسسات المهتمة‬ ‫بقطاع الفالحة والقطاعات األخرى المعنية لتبادل المعرفة واالبتكارات التقنية‪ ،‬كما يشكل المعرض‬ ‫فضاء إلنعاش االستثمارات وتطوير الشراكات ومد جسور التواصل بين المتدخلين في هذا القطاع‬ ‫االقتصادي الهام من أجل االرتقاء بالمنتوجات المحلية وتحسين ظروف عيش الفالحين الصغار‪.‬‬ ‫ويُنتظر أن يستقطب المعرض المقام على مساحة ‪ 2000‬متر مربع‪ ،‬زيارة أزيد من ‪20000‬‬ ‫زائر ‪ ،‬حيت تم تخصيص ‪ 50‬رواقا تجاريا لفائدة التنظيمات المهنية النشيطة بالجهة‪ ،‬كما تم‬ ‫دعوة تنظيمات مهنية أخرى من مختلف أقاليم المملكة ‪ ،‬يمثلون أهم السالسل اإلنتاجية من زيت‬ ‫زيتون و العسل و جبن الماعز و األعشاب الطبية و العطرية و زيت أركان باإلضافة إلى سالسل‬ ‫التين و التين الشوكي‪.‬‬ ‫ويندرج المعرض بشكل عام في اطار بلورة أهداف المخطط األخضر‪ ،‬الذي ساهم في تطوير‬

‫العديد من المنتوجات الفالحية عبر تحسين جودة المنتجات و دعم التنظيمات المهنية بكل‬ ‫معدات التثمين و التسويق‪ .‬ويندرج أيضا في اطار البرنامج التشاركي للتنمية الفالحية للغرفة‬ ‫الفالحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة و التي عملت على تنظيم مجموعة من المعارض الجهوية‬ ‫لتسويق المنتجات المجالية لمختلف السالسل الفالحية وعلى تكوين و تنظيم الفالحين في‬ ‫تنظيمات مهنية من أجل الرفع من مستواهم في التسيير المالي و اإلداري باالضافة لقدراتهم‬ ‫التنافسية في مجال التسويق‪ ،‬كما ساهمت في تجهيز مجموعة من التعاونيات و الجمعيات بالعتاد‬ ‫التقني للرفع من جودة المنتوج عبر تحسين ظروف التثمين‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اكتشافات هامة لحقول الغاز بالمغرب‬ ‫أعلنت شركة التنقيب عن الغاز والنفط البريطانية “ساوند إنرجي” عن وجود كميات هامة من‬ ‫الغاز الطبيعي في الجهة الشرقية من المغرب التي تتوفر على موارد واعدة من الغاز‪ ،‬تقدر بما‬ ‫بين ‪ 20‬و ‪ 34‬تريليون قدم مكعب‪.‬‬ ‫وقالت الشركة‪ ،‬في بالغ نشر على موقعها الرسمي‪ ،‬إن عمليات التنقيب في منطقة “تندرارة”‬ ‫في المنطقة الشرقية أسفرت عن اكتشاف آبار بحمولة هيدروكربونية كبيرة ناتجة عن مصادر‬ ‫صخرية غنية بالكاربونات‪ ،‬وأن النتائج الرئيسة لمسح هذه الصخور أظهرت توفرها على كميات‬ ‫كافية من الغاز‪.‬‬ ‫وأكد البالغ أن الشركة تسعى إلى توسيع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في المغرب‪ ،‬وأن‬ ‫مشروع استخراج الغاز من الحقول المغربية سيمتد إلى غاية سنة ‪ ،2034‬إذ ستقوم المجموعة‬ ‫وشركاؤها بدفع رسوم سنوية اعتبارا من بدء إنتاج الغاز التجاري‪ ،‬وسيكون بمقدورها تمديد‬ ‫المشروع بعد استكمال تاريخ العقد‪.‬‬ ‫كما تسعى الشركة البريطانية أيضا إلى تخصيص أكثر من ‪ 15‬مليار دوالر كأسهم جديدة‬ ‫في السوق من أجل تسهيل عمليات التحويل‪ ،‬معتبرة أن هذا األمر سيسمح لها بتعزيز رأسمالها‬ ‫الخاص في وقت تبدأ برنامج حفر آبار جديدة في المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع حجم االستثمارات الخارجية بالمغرب‬ ‫كشف مكتب الصرف بالمغرب أن تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة بالمملكة بلغت‬ ‫‪ 9.08‬مليار درهم خالل األشهر الخمسة األولى من السنة الجارية‪ ،‬مقابل ‪ 13.32‬مليار درهم خالل‬ ‫الفترة نفسها من السنة السابقة‪ ،‬أي بانخفاض نسبته ‪ 31.8‬بالمئة‪.‬‬ ‫وبخصوص المبادالت الخارجية لشهر ماي‪ ،‬أشار المكتب‪ ،‬في نشرة للمؤشرات الشهرية أن‬ ‫هذه النتيجة تعزى إلى ارتفاع النفقات بـ (زائد ‪ 1.33‬مليار درهم)‪ ،‬مقرونة بانخفاض المداخيل‬ ‫التي بلغت ‪ 13.99‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضح مكتب الصرف‪ ،‬أن العجز التجاري سجل ارتفاعا بنسبة ‪ 11.5‬بالمئة ليصل إلى حوالي‬ ‫‪ 51.775‬مليار درهم نهاية أيار‪ /‬مايو ‪ ،2018‬مقابل ‪ 46.442‬مليار درهم خالل الفترة نفسها قبل‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬سجلت الواردات زيادة بنسبة ‪ 10.3‬بالمئة‪ ،‬حيث بلغت ‪ 218.74‬مليار درهم‪ ،‬في‬ ‫حين ارتفعت الصادرات بنسبة ‪ 10‬بالمئة‪ ،‬لتبلغ ‪ 166.97‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته‪ ،‬أن نسبة تغطية الصادرات للواردات بلغت ‪ 76.3‬في المئة‪ ،‬برسم‬ ‫الشهور الخمس األولى من السنة الجارية‪ ،‬مقابل ‪ 76.6‬في المئة في السنة السابقة‪.‬‬ ‫ولفت مكتب الصرف إلى أن ارتفاع الواردات يعود‪ ،‬باألساس‪ ،‬إلى ارتفاع المواد الخام بنسبة‬ ‫‪ 26‬في المئة‪ ،‬ومنتجات التجهيز (زائد ‪ 13.4‬في المئة)‪ ،‬والمنتجات الطاقية (زائد ‪ 12.3‬في المئة)‪،‬‬ ‫والمنتجات المصنعة لالستهالك (زائد ‪ 8‬في المئة)‪.‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن تطور الصادرات مرده ارتفاع مبيعات أغلب القطاعات‪ ،‬وبالخصوص قطاع‬ ‫السيارات (زائد ‪ 17.5‬بالمئة)‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 9.8‬بالمئة)‪ ،‬وقطاع النسيج والجلد‬ ‫(زائد ‪ 3.2‬بالمئة)‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب أفضل وجهة لالستثمار في إفريقيا‬ ‫احتل المغرب المرتبة األولى بين االقتصادات األكثر جاذبية لالستثمار في القارة اإلفريقية‬ ‫بحسب “مؤشر االستثمار في إفريقيا ‪ ”2018‬الصادر عن شركة (كوانتوم غلوبال ريسيرش الب)‪،‬‬ ‫الذراع البحثي المستقل في مجموعة (كوانتوم غلوبال)‪.‬‬ ‫وحسب المؤشر ‪ ،‬فإن المغرب يأتي في المرتبة األولى “بفضل النمو االقتصادي القوي المطرد‪،‬‬ ‫والمركز الجغرافي االستراتيجي‪ ،‬واالستثمار األجنبي المباشر المتزايد‪ ،‬ومستويات الدين الخارجي‪،‬‬ ‫وعوامل رأس المال االجتماعي بجانب البيئة المواتية إجماال لألعمال”‪.‬‬ ‫وقال موثولي نكوبي‪ ،‬المدير العام ل(كوانتوم غلوبال ريسيرش الب) في تصريح لوكالة‬ ‫المغرب العربي لألنباء على هامش الدورة السادسة لمنتدى المديرين التنفيذيين بإفريقيا (أفريكا‬ ‫سي إي إو فوروم)‪ ،‬الذي انعقد بالعاصمة االقتصادية لكوت ديفوار‪ ،‬إن ممارسة األعمال في‬ ‫المغرب “متفردة”‪.‬‬ ‫وأبرز أن “ما جعل المغرب يحتل المرتبة األولى في مؤشر االستثمار بإفريقيا يتمثل أساسا في‬ ‫حجم اقتصاده‪ ،‬ومناخ األعمال المواتي وتدبيره للمخاطر الماكرو‪-‬اقتصادية”‪ ،‬مضيفا أن السياسات‬ ‫الحكومية التي توفر فرصا جيدة لألعمال في المغرب آتت ثمارها فيما يتعلق باستقطاب االستثمار‬ ‫واستقرارها‪.‬‬ ‫وحسب المؤشر‪ ،‬فإن المغرب جذب تدفقات لرؤوس األموال األجنبية بشكل منتظم‪ ،‬وباألخص‬ ‫في قطاعات البنوك والسياحة والطاقة ومن خالل تطوير الصناعة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫أمسية البهاء‬

‫�أوراق من�سية‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫االستثمار الثقافي‬ ‫يشكل جوهر‬ ‫وقاعدة لالستثمار‬ ‫الحضاري‬ ‫عشقنا األجناس األدبية ‪ ،‬من النصوص‬ ‫الروائية ‪ ،‬باعتبارها ذروة الكالم ‪ ،‬وحكي‬ ‫يستوحي الذات ‪ ،‬ويتنسم جراح الوقت ‪.‬‬ ‫من خصوبة الينابيع انبجستْ مياه ندوة‬ ‫الشعراء يكتبون الرواية ‪ .‬استضافة كريمة‬ ‫من دار الشعر ‪ ،‬لألدباء والنقاد ‪ :‬محمد‬ ‫األشعري – حسن نجمي – سعيد يقطين –‬ ‫وشرف الدين مجدولين ‪ .‬بدتْ القاعة متألقة‬ ‫وهي تحتضن نخبة من المبدعين‪ ،‬في حسن‬ ‫بهائها وإشراقها وجمالها ‪ .‬األلفة واالنسجام‬ ‫وانصهار المبدعين ‪ ،‬وقلوبهم مؤلفة على‬ ‫جميع األجناس األدبية ‪ .‬وقد كان لفظهم‬ ‫يُعجبُ األسماع لحن ًا‪ .‬منها الغنائي الذي‬ ‫يحتكره مؤلفه ‪ ،‬وأنواع الدراما التي تتحدث‬ ‫فيه الشخصيات ‪ ،‬والملحمي الذي يمتزج فيه‬ ‫كالم المؤلف والشخصيات‪ .‬من آداب الخيال‬ ‫إلى آداب الرحالت والروايات الرومانسية‬ ‫والسير الذاتية ‪ ،‬ثم القصة الرمزية‬ ‫والقصيدة والقصة واألمثولة(كليلة ودمنة)‪،‬‬ ‫والحكاية واآلداب الشعبي ‪ .‬مع الشعر وبحوره‬ ‫في – المنسرح‪ -‬و‪ -‬السريع‪ -‬و‪-‬الطويل‪-‬و‬ ‫البسيط – و– الحافز‪ -‬و‪-‬الكامل‪ -‬و–الخفيف‬ ‫– و‪-‬الرجز‪. -‬والنصوص السردية التي تزيل‬ ‫الفوارق بين الشعر والنثر ‪.‬ثمَّ الفن القولي‬ ‫من شعر ونثر وهو يخاطب الروح‪ .‬كيف َّ‬ ‫أن‬ ‫أن يعلم ِب ً‬ ‫المبدع يبدأ بالكتابة دون ْ‬ ‫داية‬ ‫‪ْ ،‬‬ ‫إن كانت قصة أم رواية ‪ ،‬وقد يشرع في‬ ‫نظمها على مراحل ‪ ،‬ربما تأخذ منه مدة‬ ‫ٌ‬ ‫مُترحِّل من الشعر إلى الرواية‬ ‫طويلة ‪ .‬لعله‬ ‫ومن القصة إلى الرواية ‪ .‬أو من المسرح إلى‬ ‫السينما أو من الشعر إلى النثر إلى التشكيل‬ ‫‪ .‬بل األديب مقيمٌ في الجنس األدبي الذي‬ ‫يبدع فيه وليس متنق ً‬ ‫ال وال سائح ًا وال سابح ًا‬ ‫في شالالتهم ‪ .‬ربما يبدأ الفنان التشكيلي‬ ‫في رسم لوحة وال يعرف معناها ألنها مرآة‬ ‫مشاعره وقراءة لدواخله وجوانحه الخفية ‪ ،‬إال‬ ‫بعد ْ‬ ‫أن يضع فرشته واالنتهاء منها فيكتشف‬ ‫أنه أبدع تحفة فنية‪ .‬لكل جنس آدبي أساليبه‬ ‫الجمالية استقرائية كانت أم استنباطية ‪،‬‬ ‫لوسامة وضاءة ومستهل البراعة ‪ ،‬دليل بيِّن‬ ‫لعدم الولوغ في المتشبهات‪ .‬الجنس األدبي‬ ‫حيث كان ‪ ،‬ذات النفع ْ‬ ‫أن يكون معافاة‬ ‫من الرياء والسمعة ‪ .‬والرواية المعاصرة‬ ‫بقراءة»شعرية» كبناء داللي ‪.‬‬ ‫وقد قام بتسيير هذه المأدبة اآلدبية‬ ‫مدير دار الشعر المبدع األديب – مخلص‬ ‫الصغير ‪ ،-‬بدءاً بشخصية تحيلنا إلى عمر‬ ‫من اإلبداع‪ ،‬وليس في وسع األشعري إال ْ‬ ‫أن‬ ‫يكون أشعري ًا ‪ .‬وقد أفادنا األستاذ األديب‬ ‫– مُخْلص – بخصوبة الينابيع ‪ ،‬مختصرة‬ ‫في ندوة دار الشعر بتطوان عن الشعراء‬ ‫الروائيين‪.‬‬ ‫محمد األشعري‪ :‬الشعر جوهر كل األعمال‬ ‫األدبية والفنية وما يهمني هو التأمل في‬ ‫التغيير ‪.‬‬ ‫أكد الشاعر والروائي المغربي محمد‬ ‫األشعري أن الشعر هو جوهر كل كتابة أدبية‪،‬‬ ‫على أساس أن «الطموح األساس في عملية‬

‫الكتابة ال يتمثل في مجرد بناء نص مالئم‬ ‫للجنس األدبي الذي ينتمي إليه‪ ،‬وإنما يكمن‬ ‫في بناء رؤية شعرية داخله»‪.‬‬ ‫جاء ذلك في افتتاح ندوة «شعراء يكتبون‬ ‫الرواية»‪ ،‬التي نظمتها دار الشعر في تطوان‪،‬‬ ‫يوم الجمعة الماضية‪ ،‬بفضاء المكتبة العامة‬ ‫والمحفوظات بالمدينة‪ ،‬أمام حضور كبير تابع‬ ‫أشغال هذا اللقاء حول تجارب الشعراء الروائيين‬ ‫في المغرب‪.‬‬ ‫ويرى األشعري‪ ،‬وزير الثقافة واالتصال‬ ‫السابق‪ ،‬والروائي المتوج بجائزة البوكر العربية‬ ‫سنة ‪ ،2011‬أننا نعثر على الكثير من الشعر‬ ‫في مجاالت غير مجال القصيدة‪ ،‬مثل اللوحة‬ ‫والسينما والمسرح‪ .‬بل و«حتى في بعض‬ ‫الكتب الفكرية والنظرية‪ ،‬نصادف انبثاقات‬ ‫شعرية» يضيف األشعري‪ .‬ودعا المتحدث إلى‬ ‫ضرورة إقامة حوار بين الشعر وباقي أشكال‬ ‫الكتابة واإلبداع‪ ،‬والفلسفة أيضا‪ ،‬متوقفا‪،‬‬ ‫مثال‪ ،‬عند ذلك الحوار الخالق الذي قام بين‬ ‫الشعر والفلسفة في ألمانيا‪ ،‬بما أغنى الشعرية‬ ‫األلمانية الحديثة والمعاصرة‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫من صيغ الحوار بين الشعر والتشكيل‪ ،‬أو‬ ‫الشعر والسينما‪ ،‬أو الشعر والمسرح‪ ،‬في تجارب‬ ‫إنسانية عالمية‪ .‬وبصرف النظر عن كتابة الشعر‬ ‫أو الرواية‪ ،‬فليس هاجس األجناس األدبية هو‬ ‫ما يهم الرجل‪ ،‬بل إن األسئلة التي تهمني‪،‬‬ ‫يقول األشعري‪ ،‬هي «تلك المرتبطة بالزمن‪،‬‬ ‫وبالتناقضات التي نعيشها‪ ...‬ما يهمني هو‬ ‫التأمل في التغيير‪ ،‬وما يتبدى على أنه تغيير‪،‬‬ ‫وما هو بتغيير»‪.‬‬ ‫أما الشاعر والروائي حسن نجمي‪ ،‬فهو‬ ‫يعلن منذ البداية أنه يكتب الروائية بروح‬ ‫الشاعر‪ ،‬حيث «أتصرف بروح الشاعر‪ ،‬وأنا أكتب‬ ‫الروايات بالطريقة التي أكتب بها الشعر‪،‬‬ ‫منطلقا من جمل وشذرات وفقرات ومقاطع‪،‬‬ ‫وإن كنت أكتبها وأنا أفكر بالرواية»‪ .‬لهذا‪،‬‬ ‫يرى نجمي أنه ليس لنا أن نتحايل‪ ،‬فال نحترمَ‬ ‫متطلبات ومستلزمات الكتابة الروائية حين‬ ‫نكتبها‪.‬‬ ‫وإذا كانت الحكاية هي األساس في كل‬ ‫عمل روائي‪ ،‬يضيف صاحب رواية «جيرترود»‪،‬‬ ‫إال أننا‪« ،‬ونحن نقرأ النصوص الكبرى‪ ،‬نعثر‬ ‫على روح الشعر في الكثير من الروايات»‪ .‬من‬ ‫هنا‪ ،‬يخلص المتحدث إلى أن «العالقة بين‬ ‫الشعر والرواية ال تقوم على التضاد والتناقض‬ ‫والصراع‪ ،‬وإنما هي عالقة إثراء وإغناء وحوار‬ ‫مثمر ومستمر»‪.‬‬ ‫بعد شهادة الروائيين المشاركين في‬ ‫الندوة‪ ،‬تناول الكلمة ناقدان يمثالن أهم‬ ‫األصوات النقدية في المغرب والعالم العربي‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بالناقد شرف الدين ماجدولين‪،‬‬ ‫وقبله الناقد سعيد يقطين‪ ،‬الذي أَ َ‬ ‫صَّل لسؤال‬ ‫الشعر والسرد في التراث العربي في مداخلته‪،‬‬ ‫وهو يتحدث عن جدل «الشعري والسردي»‪.‬‬ ‫وذهب عالم السرديات المغربي إلى أن سؤال‬ ‫الندوة إنما يرتبط بسؤال األجناس األدبية‪،‬‬ ‫أساسا‪ ،‬وأن التصنيف الثالثي الموروث عن‬

‫الشعرية األرسطية‪ ،‬والمتمثل في الملحمة‬ ‫والدراما والشعر الغنائي‪ ،‬كان دَ َفعَ البعض‬ ‫إلى القول بأن الشعر العربي ال يدخل في‬ ‫باب المالحم وال الدراما‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن شعرنا‬ ‫العربي هو شعر غنائي‪ .‬هذا التصور الذي‬ ‫قال به جورجي زيدان أوال‪ ،‬ثم أدونيس من‬ ‫بعده في «الثابت والمتحول» ال يصدق على‬ ‫الشعر العربي القديم‪ ،‬بحسب يقطين‪ .‬الذي‬ ‫لطالما انشغل بهذا السؤال‪ ،‬لما كان منخرطا‬ ‫في الدراسات السردية المرجعية التي راكمها‬ ‫منذ نهاية الثمانينيات وإلى اليوم‪ .‬ولقد تبين‬ ‫له بعد طول بحث وتأمل مديدين‪ ،‬أن الشعر‬ ‫العربي ليس بغنائي‪ ،‬إذ يحضر فيه السردي‬ ‫بقوة‪ ،‬وقد تضمن أخبار العرب وأيامهم‬ ‫وتجاربهم وحكمهم‪ ،‬وهو ما دفع يقطين‪،‬‬ ‫في بعض مباحثه‪ ،‬إلى الوقوف عند شخصية‬ ‫«الشاعر الراوي»‪ ،‬ليخلص إلى تأصيل األواصر‬ ‫القائمة ما بين الشعر والسرد في تراثنا األدبي‪.‬‬ ‫قبل أن يصل بنا يقطين إلى الشعر العربي‬ ‫الحديث والمعاصر‪ ،‬ليسجل استمرار حضور‬ ‫السردي في الشعر‪ ،‬من قصائد بدر شاكر‬ ‫السياب إلى نصوص محمد الماغوط‪ ،‬وسواهما‬ ‫من الشعراء العرب‪ .‬وفي األخير‪ ،‬ينتهي يقطين‬ ‫إلى ضرورة إقامة حوار مستمر بين الشعر‬ ‫وباقي األجناس األدبية‪ ،‬كما سعت إلى ذلك‬ ‫دار الشعر في تطوان‪ ،‬من خالل هذه الندوة‪،‬‬ ‫«مع فتح حوار نقدي حول ما نكتب‪ ،‬سعيا في‬ ‫تطوير تجاربنا‪ ،‬وتجاوز األفكار السائدة»‪ ،‬يختم‬ ‫المتدخل‪.‬‬ ‫أما الناقد شرف الدين ماجدولين‪ ،‬فقد‬ ‫تتبع في مداخلته تحول شعراء عالميين‬ ‫وعرب ومغاربة إلى كتابة الرواية‪ ،‬من حيث‬ ‫هو اختيار متصل بمقاصد تعبيرية خاصة‪،‬‬ ‫بصرف النظر عن تفسيرات الشعراء أنفسهم‬ ‫ألسباب انتمائهم الكتابي الجديد‪ ،‬حيث تراوح‬ ‫توصيفاتهم بين مجازات السفر والسياحة‬ ‫والتجوال بين األجناس األدبية‪ .‬كما أشار‬ ‫المتحدث إلى حاالت كتابية كانت لها أبعادها‬ ‫وتأثيرها الملحوظ في تمثل هذه الوضع‪ ،‬في‬ ‫السياق الثقافي العربي‪ ،‬حيث استحضر رواية‬ ‫«البؤساء» للشاعر الفرنسي فيكتور هوغو‪ ،‬التي‬ ‫ترجمها إلى العربية‪ ،‬أول مرة‪ ،‬شاعر أيضا هو‬ ‫حافظ إبراهيم‪ ،‬في لحظة لم تكن فيها الرواية‬ ‫قد شكلت صورتها الواضحة في األدب العربي‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫وفي مقارنة بين نماذج مشرقية ومغربية‪،‬‬ ‫سعى ماجدولين إلى نقل إجابات بعض تلك‬ ‫األسماء وما تضمنته من تفسيرات تفيد‬ ‫مؤرخي األدب ونقاده‪ ،‬وإن كانت ال تحظى‬ ‫باألهمية ذاتها لدى الكتاب أنفسهم‪ ،‬ممن‬ ‫ال يطرح معظمهم سؤال التحول على نفسه‪.‬‬ ‫وختم المتحدث مداخلته باإلشارة إلى أن األدب‬ ‫المغربي الحديث‪ ،‬في الستينيات والسبعينيات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬كان بصدد تشكيل رصيده‪،‬‬ ‫ومن ثم فإن ظاهرة الكتابة في عدة أجناس‬ ‫كانت قاسما مشتركا بين عدد كبير من األدباء‬ ‫المغاربة من أحمد المديني إلى عبد اللطيف‬ ‫اللعبي‪ ،‬ومن الطاهر بن جلون إلى محمد‬ ‫األشعري‪.‬‬

‫إن ن��ق��ط��ة ال��ض��ع��ف ال��رئ��ي��س��ي��ة في‬ ‫االستراتيجية الدفاعية التقليدية التي اتبعتها‬ ‫الدول العربية في هذا الميدان بعد االستقالل‬ ‫والتي ركزت على حماية الثقافة الوطنية من‬ ‫هجوم الثقافات الخارجية‪ ،‬أو الغزو الخارجي‬ ‫تكمن فيما يخفيه مفهوم الغزو هذا من‬ ‫تصور لألمور‪ ،‬وبالتالي قصور أصل المشكلة‬ ‫ونسبها للعوامل الخارجية‪ ،‬سواء أكانت هذه‬ ‫العوامل تعني إرادة السيطرة األجنبية أو‬ ‫منافسة الثقافة الكبرى‪ ،‬إذ من نتائج مثل هذا‬ ‫التصور تحويل النظر عن المشاكل الداخلية‬ ‫الكبيرة التي تعاني منها هذه الثقافة الوطنية‪،‬‬ ‫والتي يسمح استمرارها والعجز عن حلها‬ ‫للعوامل الخارجية أن تفعل فعلها‪ .‬وال يعني‬ ‫هذا نفي وجود إرادة أو على األقل سياسة‬ ‫واعية‪ ،‬وموضوعيا منظمة‪ ،‬أجنبية تهدف إلى‬ ‫تفكيك الشخصية الوطنية أو الهوية المحلية‪،‬‬ ‫ولكنه يقصد إلى توجيه األنظار نحو جدلية‬ ‫التفاعل بين العوامل الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫والعمل على إبراز الظروف التي تمكن الثقافة‬ ‫األجنبية من غزو الثقافة العربية وانتزاع‬ ‫مواقع أساسية منها في عقر دارها‪ ،‬أي الكشف‬ ‫عن المشكالت التي تعاني منها هذه الثقافة‪،‬‬ ‫والتي تمنعها من إف��راز القوى المعنوية‬ ‫والمادية والوسائل العملية الالزمة لمواجهة‬ ‫التحدي ‪ ،‬فليس باإلمكان بلورة استراتيجية‬ ‫فعالة جديدة إال إذا تم الجمع بين استراتيجية‬ ‫العمل لتحرير الثقافة الوطنية ذاتها من‬ ‫التناقضات والعقبات التي تمنعها عن الحركة‬ ‫والنمو واإلبداع‪ ،‬واستراتيجيات الوقوف في‬ ‫وجه عمليات السيطرة والهيمنة الثقافية‬ ‫الخارجية المباشرة والفعلية‪.‬‬ ‫إن ن��ق��ط��ة ال��ض��ع��ف ال��رئ��ي��س��ي��ة في‬ ‫السياسات الثقافية العربية كامنة في فصل‬ ‫م��وض��وع الهيمنة الثقافية ع��ن موضوع‬ ‫الهيمنة العالمية‪ ،‬السياسية واالقتصادية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬وتحويل ال��ص��راع الحضاري‬ ‫العالمي بين المدنيات إلى ما يشبه التنافس‬ ‫الديني أو الثقافي المحض‪ .‬و الواقع أن من‬ ‫المستحيل الفهم اليوم ما يجري في الحقل‬ ‫الثقافي الوطني من دون االرتقاء إلى مستوى‬ ‫اإلشكاليات الكبرى التي تدمج عناصر الصراع‬ ‫الثقافي والسياسي واالقتصادي والعسكري‬ ‫في إطار استراتيجية منافسة وشاملة محورها‬ ‫ورهانها تحقيق التنمية الحضارية‪ .‬وأن ال‬ ‫تكون هذه التنمية متفاوتة جدا بين مناطق‬ ‫العالم المختلفة كما هو عليه الحال اليوم‪،‬‬ ‫وال بد من خلق الفضاءات التي تساعد بشكل‬ ‫أفضل على توفير ش��روط التقدم المادي‬ ‫واإلنساني‪.‬‬ ‫وفي هذه الحالة تبرز بشكل ال مفر منه‬ ‫أهمية الثقافة الوطنية ودورها الحاسم في‬ ‫تعبئة الشعوب‪ ،‬وتربية الجماعات كما تساهم‬ ‫في تطوير العلوم واالكتشافات واإلبداعات‪.‬‬ ‫ولعل المجتمعات البشرية لم تشهد فترة‬ ‫أصبح فيها االستثمار في الثقافة قاعدة‬ ‫وجوهر االستثمار الحضاري عامة واالقتصادي‬ ‫والسياسي‪ ،‬كما هو عليه الحال في الحقبة‬ ‫االستثنائية التي نحياها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫حوارات �أدبية‬

‫حركة النقد المسرحي بالمغرب‬ ‫تحاصر نفسها باألسئلة‬ ‫‬‫‪-1-‬‬

‫الباحثون األكاديميون في المجال‬ ‫المسرحي‪ ،‬يطرحون األسئلة تلو األخرى‬ ‫عن ماهية النقد المسرحي ‪ :‬هل هو قراءة‬ ‫استيعابية للنص ؟ أم تفكيك للعرض‬ ‫المسرحي وإعادة تركيبه وفق منظور الناقد‬ ‫ورؤاه اإلبداعية‪...‬؟‬ ‫من وجهة نظري الخاصة‪ ،‬اعتبرت دائما‬ ‫« النقد المسرحي» إبداعا مواكبا للعملية‬ ‫المسرحية‪ ،‬فهو يساير العمل المسرحي‬ ‫من لحظة ميالده كنص لغوي‪ ،‬إلى لحظة‬ ‫عرضه على الركح‪ ،‬يساير «الفرجة» في كل‬ ‫تفاعالتها ( كتابة‪ ،‬ديكور‪ ،‬إخراج‪ ،‬تمثيل‪،‬‬ ‫سينوغرافيا‪ )...‬الخ‪ ،‬وهو بهذه المواكبة ال‬ ‫يكشف فقط عن مكامن اإلبداع في العملية‬ ‫المسرحية الكلية‪ ،‬ولكنه أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫يكشف عن خفاياها‪ ،‬ويقيم خطابها وأداءها‪.‬‬ ‫إن عالقة النقد بالعملية المسرحية‪،‬‬ ‫هي عالقة ضرورية‪ ،‬لحياة المسرح وتطوره‪،‬‬ ‫حتى يبقى متحفزا منطلقا إلى ما لم يصل‬ ‫إليه بعد‪ .‬وألن المسرح إبداع شامل ‪ /‬حالة‬ ‫من التحدي المتصل للمألوف‪ ،‬فإن حاجة‬ ‫النقد تبقى كبيرة وضرورية لما يقوم به‬ ‫هذا النقد من إعادة تشكيل لحركة الوعي‬ ‫في العملية المسرحية الشاملة‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬أن العمل النقدي‪ ،‬ليس‬ ‫عمال سهال أو بسيطا‪ ،‬فهو يحتاج باإلضافة‬ ‫إلى المعرفة الدقيقة لماهية المسرح‬ ‫كفن وكتاريخ وثقافة وإبداع‪ ،‬يحتاج ثقافة‬ ‫معرفية تضفي على المسرح ذاتيته الخاصة‬ ‫ومشروعيتهاإلبداعية‪.‬‬ ‫النقد بهذه الصفة يتداخــل مــــع‬ ‫خصائص العملية المسرحية ‪ /‬كممارسة‬ ‫لخطاب إبداعي يمتلك استقالليته وتفرده‬ ‫وخصوصياته‪...‬ويصبح عملية في منتهى‬ ‫الصعوبة والخطورة‪ ،‬ال يمكن ممارستها‬ ‫من فراغ‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫في المغرب‪ ،‬ظهر المسرح في بداية‬ ‫األمر خارج تقاليده‪ ،‬فلم يكن هناك أي نقد‬ ‫مواكب لإلرهاصات األولى‪ ،‬فظلت العروض‬ ‫خارج التقييم‪ ،‬وخارج القراءة النقدية إلى أن‬ ‫ظهرت « المتابعات االنطباعية» في أفق‬ ‫الستينات بصحافة عهد االستقالل الوطني‪،‬‬ ‫وهي «إرهاصات» تكتسي أهمية بالغة‬ ‫من الناحيتين الثقافية والتاريخية‪ ،‬ليس‬ ‫ألنها قربتنا إلى فن الفرجة‪ ،‬ولكن ألنها‬ ‫وضعت المسرح في النسق اإلبداعي للثقافة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫إن غالبية الكتابات االنطباعية عن‬ ‫المسرح المغربي التي ظهرت في أفق العقد‬ ‫السادس من القرن الماضي‪ ،‬عملت على‬ ‫قراءة األعمال المسرحية من الخارج ووقفت‬ ‫في األغلب عند حدود التلقي المباشر‪،‬‬ ‫وبأقل ما يمكن من التدخل الذاتي للكتاب‬ ‫‪ /‬النقاد‪...‬إال أن هذه الكتابات استمدت‬ ‫أهميتها من كونهــا خضعـــت لقيادة‬ ‫النصوص التي كانت رائجــــة خالل تلك‬ ‫الفترة وحاولت جهد اإلمكان المساهمة‬ ‫في إنتاج الخطاب المسرحي بحموالته‬ ‫السياسيةواالجتماعيةوالثقافية‪.‬‬ ‫إن كتابات محمــد برادة‪ ،‬عبــد الجبار‬ ‫السحيمي‪ ،‬محمــد العــــربـــي المســـاري‪،‬‬ ‫ومصطفى القباج‪ ،‬مصطفـــى القرشاوي‪،‬‬ ‫عبد اهلل المنصوري‪ ،‬عبد الكريم غالب‪،‬‬ ‫ومصطفى الصباغ‪ ،‬وغيرهم من الصحفيين‬ ‫واألدباء الذين واكبوا خالل هذه الفترة‪،‬‬ ‫أعمال المســـرح المغربـــي وعروضـــه‬ ‫ومهرجاناته‪ ،‬ساهمت بشكل أو بآخر(ولو‬ ‫أنها كانت متقطعة ومتباعدة وموسمية‬ ‫أحيانا) في إثراء الخطاب النقدي المسرحي‬ ‫االنطباعي ومن خالله عملت على إعادة‬ ‫يناء ذلك الخطاب بما يالئم الخصوصيات‬ ‫السوسيوثقافية لهذه الفترة‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫محمد �أديب ال�سالوي‬

‫والشك أن ظهور كتابات مسرحية ‪/‬‬ ‫سياسية وفكرية في أفق السبعينات ساعد‬ ‫على إفراز كتابات نقدية مغايرة‪ ،‬استفادت‬ ‫من المناهج األكاديمية‪ ،‬ومن المدارس‬ ‫النقدية المعاصرة‪ ،‬في العالمين العربي‬ ‫واألوروبي حيث اعتمدت أدوات النقد‬ ‫ومصطلحاته‪.‬‬ ‫في هذا النطاق ظهرت مجموعة من‬ ‫المقاالت والدراسات واألبحـــاث النقدية‬ ‫طرحت نفسها منـــذ البداية كقــراءات‬ ‫تأسيسية‪ ،‬أهمها «أطروحة» الدكتور حسن‬ ‫المنيعي ‪ « /‬أبحاث في المسرح المغربي»‬ ‫والتي تعتبر ثمرة من ثمرات الوعي‬ ‫النقدي الذي ساهم في إيجاد « الكتابات‬ ‫االنطباعية» سالفة الذكر‪ ،‬والتراكمات التي‬ ‫أوجدتها نصوص مسرح الهواة والمسرح‬ ‫االحترافي للفترة السابقة‪.‬‬ ‫إن هذه األطروحة‪ ،‬حاولت أن تجمع‬ ‫بين التاريخ والتحليل والرصد‪ ،‬ولكنها أكثر‬ ‫من ذلك عملت على تمهيد السبيل لكل‬ ‫الدراسات النقدية الالحقة‪ ،‬ولعبت دورا‬ ‫هاما في إشعاع « البحث المسرحي» داخل‬ ‫الجامعة المغربية‪ ،‬وهو ما أدى إلى تراكم‬ ‫نقدي‪ ،‬ال يمكن نكران أهميته الثقافية‬ ‫والعلمية في الزمن الراهن‪.‬‬ ‫وفي نظري الشخصي‪ ،‬أن أطروحة‬ ‫د‪.‬حسن المنيعي‪ ،‬أفرزت من الناحية العلمية‬ ‫العديد من النتائج الهامة‪ ،‬على مستوى‬ ‫التطورات النظرية للنقد المسرحي التي‬ ‫بلورت كتابات نقدية جديدة‪ ،‬تستمد قوتها‬ ‫وأهميتها من القراءات العلمية المعاصرة‬ ‫لفن المسرح وفضاءاته‪.‬‬ ‫وأود هنا أن أشير إلى شيء هام يتعلق‬ ‫أيضا بالدكتور المنيعي‪ ،‬وهو مواصلته‬ ‫لمشروعه النقدي ومتابعته العلمية لفن‬ ‫الفرجة المغربية والعربية‪ ،‬من خالل‬ ‫سلسلة من الدراسات األكاديمية الهامة‪،‬‬ ‫إن على مستوى التطورات النظرية للنقد‬ ‫المسرحي التي ظهرت بعد عقد السبعينات‬ ‫أو على مستوى بلورة كتابات نقدية جديدة‪،‬‬ ‫تستمد قوتها وأهميتها من القراءات‬ ‫العلمية المعاصرة لفن المسرح وفضاءاته‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫في حركة النقد المسرحي بالمغرب‬ ‫ما بعد أطروحة الدكتور المنيعي واقتحام‬ ‫الدرس المسرحي لبعض جامعاتنا برزت‬ ‫أطروحات أخرى تختلف بمناهجها ورؤاها‬ ‫وتنوع أساليبها‪ ،‬هدفت جميعها إلى تفكيك‬ ‫وإعادة تركيب الظاهرة المسرحية المغربية‬ ‫وما تحمله من مرجعيات فكرية وسياسية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬وخلفيات وأبعاد جمالية وفنية‬ ‫من خالل اتكائها على الرصيد المعرفي‬ ‫للمناهجاألكاديمية‪.‬‬ ‫وقد طرحت هذه الحركة من مواقعها‬ ‫المختلفة أسئلة في غاية األهمية ‪:‬‬ ‫• ما هي حدود األصالة والمعاصرة‬ ‫في مسرحنا ؟‬ ‫• هل ينتمي هذا المسرح إلى حقل‬ ‫اإلبداع ؟‬ ‫• هل يرقى هذا المسرح إلى تأسيس‬ ‫فرجة مسرحية مغربية ؟‬ ‫• ما هي حدود عالقة هذا المسرح‬ ‫بجمهوره الواسع ؟‬ ‫• وعلى أية شاكلة يجب أن تكون‬ ‫هذه العالقة ؟‬ ‫• ما هي عالقة مسرحنا بالحداثة ؟‬ ‫وبموازاة هذه الحركة المثقلة باألسئلة‪،‬‬ ‫ظهرت على الركح أشكال وأساليب مسرحية‪،‬‬ ‫مثقلة هي األخرى باألسئلة اإلبداعية‪،‬‬ ‫ظهرت «االحتفالية» التي ترفض المسرح‬ ‫اليوناني والغربي عموما‪ ،‬مقابل فتح الباب‬ ‫على مصراعيه لمشاركة الجمهور في اللعبة‬ ‫المسرحية وفي الفعل المسرحي‪ ،‬وظهر‬

‫«المسرح الثالث» الذي يدعو الجمهور إلى‬ ‫المشاركة من خالل التحليل والمساءلة‪،‬‬ ‫وظهر « مسرح المرحلــة» الذي يدعو إلى‬ ‫التفاعل مع الممثل وعرضه‪ ،‬وظهر المسرح‬ ‫النقدي الذي يرتكز على التراث في تعامله‬ ‫وخطابه‪ ،‬وهي أشكال وأساليب تلتقي عند‬ ‫محور هام‪ ،‬وهو إعادة النظــر في مفهــوم‬ ‫الكتابــة المسرحيـــة وفي عمليــــة األداء‬ ‫المسرحي واإلخراج والفرجة‪.‬‬

‫أحاديث في ما جرى‪ ‬‬ ‫مع‬

‫عبد الرحمان اليو�سفي‬

‫‪-4-‬‬

‫من األسماء البارزة التي ظهرت داخل‬ ‫حركة النقد المسرحي الجديد بالمغرب‪،‬‬ ‫اسم الناقد الكبير الدكتور عبد الرحمان بن‬ ‫زيدان‪ ،‬الذي أضفى على النقد المسرحي‬ ‫مسحته اإليديولوجية‪ ،‬فهو انطلق في‬ ‫معايشته للحركة المسرحية المغربية‪ ،‬من‬ ‫اعتبار المسرح جزء من حركة اإلنسان ‪/‬‬ ‫المواطن ووسيلة من وسائله التعبيرية‬ ‫ومقياسا لثقافته ووعيه وتنميته الحضارية‬ ‫وحصيلة لصراعاته وتصادماته أو حواراته‬ ‫مع الفضاء اإلنساني الشامل‪.‬‬ ‫ففي كتابــــه «من قضايـــا المسرح‬ ‫المغربي» الذي ظهر في أفق الثمانينات‬ ‫طرح تصوره للعملية النقدية من خالل‬ ‫ربطه للمسرح بجذوره االجتماعية وبالطبقة‬ ‫‪ /‬الطبقات التي ينتمي إليها أو التي يعبر عن‬ ‫طموحاتها‪.‬‬ ‫فمن خالل قراءة متأنية لمسرح الهواة‬ ‫( خالل تلك الفترة) أعـــاد د‪.‬ابن زيدان‬ ‫المسرح إلى جذوره في التحوالت االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية والثقافية‪ ،‬التي‬ ‫صنفها كإبداعات طبقية‪ ،‬تعالج القضايا‬ ‫والمشاكل‪ ،‬وترى أمور البالد والدنيا من‬ ‫مواقعها‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذا الكتاب ‪ /‬المفتتح‬ ‫أبان ابن زيدان عن خبرة عالية في العمل‬ ‫التنظيري ‪ /‬النقدي وعن خبرة تحريضية‬ ‫تدعو الخطاب المسرحي إلى اختراق أي‬ ‫حصار ثقافي أو سياسي واالحتكام إلى الواقع‬ ‫كمرجع حاسم للعملية اإلبداعية‪...‬األمر‬ ‫الذي جعله يرتكز على أحكام ومصطلحات‬ ‫المنهج المادي التاريخي لتحليل النص ‪/‬‬ ‫العرض المسرحي‪ ،‬وتشريح حمولته الفكرية‬ ‫واإليديولوجية‪.‬‬ ‫ودون هذا الكتاب ظلت كتابات ذ عبد‬ ‫الرحمن ابن زيدان النقدية‪ ،‬مخلصة لنفسها‬ ‫في هذا التوجه‪ ،‬إذ استندت على الدعوة إلى‬ ‫مسرح يقدس اإلنسان والحرية ويعمل من‬ ‫أجل تفاعل الصراع من أجل الهوية‪...‬في‬ ‫سلسلة إصداراته النقدية التي تمتد من‬ ‫سنة ‪ 1972‬إلى اليوم‪ ،‬أكد ابن زيدان على‬ ‫سعيه وحرصه على تأسيس نقد مسرحي‬ ‫عربي ‪ /‬مغربي في توجهاته ومناهجه‪ ،‬إنه‬ ‫ناقد حداثي في فكره وخطابه‪...‬وهو ما‬ ‫يجعله صاحب مشروع نقدي متكامل في‬ ‫شكلهومضمونه‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

‫وبعد‪...‬هل يمكن القول أن حركة‬ ‫النقد المسرحي بالمغرب‪ ،‬حركة فاعلة ؟ هل‬ ‫يمكن السؤال عن مدى توازنها مع الحركة‬ ‫المسرحية وعن مدى ترابطها مع فضاءها‬ ‫الثقافي ؟‪.‬‬ ‫األكيد أن األداة النقديــة حاضـــرة‬ ‫وقائمة‪.‬‬ ‫واألكيد أيضا أنها بدأت تحاصر نفسها‬ ‫باألسئلة المشروعة‪ ،‬وهذا وجه يعطيها‬ ‫نبض الحياة‪ ،‬حتى وإن تخلفت هذه الحركة‬ ‫عن بعض مواعيدها‪.‬‬

‫‪ - 1‬أعرف أن لديك قصة طريفة مع قراءة أول‬ ‫جريدة في حياتك‪ ،‬هال رويتها لنا؟‬ ‫نعم‪ ،‬إنها حادثة طريفة بالفعل‪ ،‬لكنها كانت أيضا حافزا مهما لي في‬ ‫مشواري الدراسي والمهني بحيث أدركت حينها بأن القراءة أو المطالعة عموما‪،‬‬ ‫هي السبيل الوحيد لفهم واستيعاب ما أقرأ دون الخلط بين المفاهيم والمعاني‬ ‫كما حصل لي مع والدي عندما أراد اختبار معلوماتي ومدى فهمي واستيعابي لما‬ ‫أقرأ وذلك بمناسبة حصولي على الشهادة االبتدائية حيث طلب مني آنذاك قراءة‬ ‫إحدى الصحف‪ ،‬لكنني لم أوفق في الجواب وترجمت له العنوان الذي كان يفيد‬ ‫بأنه «قام الجنرال فرانكو‪ »...‬إلى «قام الجنرال الفرنسي‪ »...‬وبعد ذلك الموقف‬ ‫الحرج والمهين أصبحت مهووسا بالقراءة‪ ،‬والجرائد على وجه الخصوص‪.‬‬

‫‪ - 2‬لماذا الجرائد على وجه الخصوص؟‬ ‫ألنه وبفضل عمل أخي مصطفى بالمطبعة‪ ،‬أتيحت لنا جميعا في المنزل‬ ‫إمكانية االطالع على الجرائد والمجالت من مختلف اللغات‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‬ ‫ترسخت لدي عادة االطالع على الجرائد‪ ،‬بحيث أصبحت غرفتي مستودعا للعديد‬ ‫من الصحف والمنشورات على رأسهما جريدة «‪»la dépêche marocaine‬‬ ‫الفرنسية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كيـف جـاءت فكـرة كتابـة مذكرات «أحاديث‬ ‫في ما جرى»؟‬ ‫في الحقيقة هي فكرة الصديق امبارك بودرقة الذي كان مقتنعا بأنني أحد‬ ‫الشهود المهمين لمرحلة طويلة بصمت التاريخ المغربي الراهن‪ ،‬ولعل حواراتنا‬ ‫المطولة حول بعض القضايا كانت تثير فيه حماسة إخراج هذه المذكرات‬ ‫ومشاركتها مع المؤرخين والباحثين‪ ،‬ولعلي بذلك ساهمت ولو بالقليل في إثراء‬ ‫المكتبة الوطنية بتاريخ ما شاهدته بالدنا من أحداث جسام بعد االستقالل‪.‬‬

‫‪ - 4‬هــل لــك أن تطلعنــا على مضمون هــــذه‬ ‫المذكرات؟‬ ‫هو بعض من خالصات تجربتي السياسية التي شاء القدر أن أكون طرفا‬ ‫فيها من مواقع متعددة‪ ،‬سواء في زمن مقاومة االستعمار أو في مرحلة البناء بعد‬ ‫االستقالل وسواء كذلك من موقع المعارضة أو المشاركة في الحكومة‪ .‬وأعتقد‬ ‫أن ما كتب يشكل جزءا من إرث مغربي غني نعتز أننا جميعا نمتلكه عنوانا لثورة‬ ‫حضارية صنعتها أجيال مغربية متالحقة أو لنقل متناوبة‪.‬‬


‫العدد ‪949‬‬

‫من ذاكرة‬ ‫تطوان الثقافية‪:‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫تكريم الكاتب اإلسباني الكبير «أالركون» بتطوان‬ ‫سنة ‪ 1933‬بين الرفض والقبول‬ ‫‪� -‬إعداد‪ :‬الزبري بن الأمني‬

‫المناسبة ‪ ،‬ولبعض الجنود‪ .‬وفي المساء حفلة بدار الوجيه‬ ‫بعد انقضاء ست سنوات فقط على احتاللها لمدينة تطوان‪،‬‬ ‫وألجزاء من مناطق الشمال المغربي‪ ،‬بادرت سلطات الحماية‬ ‫عبد الواحد بريشة ‪.‬‬ ‫وبعض أقالم الصحافة المحلية اإلسبانية سنة ‪ 1919‬إلى محاولة‬ ‫يوم الخميس ‪ 18‬ماي ‪ - :‬تدشين اللوحة الرخامية‬ ‫تنظيم احتفال رسمي بمناسبة الذكرى الستينية لغزو تطوان‬ ‫التذكارية المنصوبة بساحة الوسعة بالمدينة العتيقة صباحا‪.‬‬ ‫(‪ ،)1919-1859‬رغبة لرد االعتبار والتقدير ألحد كتابها وأدبائها‬ ‫يوم الجمعة ‪ 19‬ماي‪ :‬مباراة في كرة المضرب (‪)Tenis‬‬ ‫المرموقين «بيدرو أنطونيو دي أالركون» ‪Pedro Antonio‬‬ ‫بين منتخب تطوان ومنتخب طنجة ‪.‬‬ ‫‪ de Alarcón‬الذي عمل وسنه ‪ 26‬سنة مراسال وجنديا صحافيا‬ ‫خالل حرب تطوان ‪ ،1860/1859‬صاحب كتاب «يوميات شاهد‬ ‫ حفلة رقص بحدائق «ال إيبيكا ‪ »La Hipica‬ليال‪.‬‬‫على حرب إفريقيا ‪Diario de un testigo de la guerra de‬‬ ‫ في المساء سهرة أدبية بمسرح إسبانيول بمشاركة‬‫‪( »África‬ترجمه من اإلسبانية إلى العربية صديقنا الدكتور‬ ‫األديب اإلسباني الكبير ‪ Eduardo Marquina‬راعي حفالت‬ ‫محمد عبد السالم المرابط‪ ،‬ترجمة دقيقة وغنية بالهوامش‬ ‫التكريم‪ ،‬وضيف شرفها‪ ،‬مع إطالق الشهب االصطناعية ليال‬ ‫المفيدة سنة ‪. )2011‬‬ ‫بساحة الفدان‪.‬‬ ‫لكن األجواء لم تكن آنذاك (‪ )1919‬مالئمة‪ ،‬إذ لم تساعد‬ ‫يوم السبت ‪ 20‬ماي‪ - :‬مسابقة في الدراجات الهوائية‬ ‫ولم تسعف إسبانيا على إقامة هذا االحتفال رغم الدعوات الملحة‬ ‫صباحا خاصة باألطفال‪ ،‬وحفلة رقص بفندق ناسيونال ليال‪.‬‬ ‫من جانب الصحافة المنشورة باللغة اإلسبانية بتطوان‪ .‬فتم‬ ‫إرجاؤه إلى حلول سنة ‪ 1933‬أيام تولي الجمهوريين الحكم في‬ ‫يوم األحد ‪ 21‬ماي‪ - :‬استعراض عسكري‪ ،‬ثم ترتيب حفل‬ ‫عهد الرئيس «نيثيطو ألكاال زامورا �‪Niceto Alcalá Zamo‬‬ ‫الفروسية بسهول مطار تطوان نهارا‪ ،‬وليال حفالت موسيقية‬ ‫إعداد‬ ‫‪ ،»ra‬حيث تحمسوا من جديد للفكرة‪ ،‬ودعوا بإصرار إلى‬ ‫بساحة الفدان مع إضاءة مصابيح الشوارع الرئيسية‪.‬‬ ‫التظاهرة مؤملين العزم هذه المرة ‪ -‬بتسخير كل جهودهم‬ ‫وجاء في كتاب «الحاج عبد السالم بنونة أب الحركة‬ ‫السياسية والدبلوماسية واإلعالمية والمادية ‪ -‬على تنظيمها‬ ‫الوطنية المغربية حياته ونضاله» الجزء الرابع لمؤلفه المؤرخ‬ ‫والعمل على إنجاحها‪ .‬واختاروا شعارها مناسبة «الذكرى المئوية‬ ‫محمد بن عزوز حكيم في صفحة ‪ 280‬تحت عنوان‪:‬‬ ‫لميالد الكاتب الكبير أالركون» التي حلت سنة ‪ 1933‬عوض‬ ‫الذكرى الستينية لغزو تطوان‪.‬‬ ‫«الهيأة الوطنية تقاطع مهرجان أالركون وتعرقل‬ ‫بحماس كبير انطلقت مبادرة خوان موليس ميسا ‪Juan‬‬ ‫حفالته»‬ ‫بيدرو �أنطونيو دي �أالركون‬ ‫اإلسباني‬ ‫‪ Moles Mesa‬المقيم العام لتنظيم تكريم الكاتب‬ ‫يقول محمد بن عزوز حكيم‪:‬‬ ‫األلمعي «أالركون»‪ ،‬فتمت أوال عملية جمع التبرعات واالكتتابات لدعم ‪Pedro Antonio de Alarcón‬‬ ‫«دعا المقيم العام «خوان موليس» في تصريح أدلى به إلى الصحافة‬ ‫أنشطة االحتفاالت‪ ،‬ساهمت فيها مؤسسات رسمية وجمعيات وشخصيات‬ ‫يوم ‪ 14‬مارس ‪ 1933‬إلى إقامة ذكرى مولد الكاتب اإلسباني «بيدرو دي‬ ‫إسبانية من مدن تطوان‪ ،‬الناظور‪ ،‬مليلية وسبتة‪ ...‬وتم القيام بحملة‬ ‫أالركون» الذي رافق الجيش اإلسباني غازيا أرض المغرب سنة ‪.1860‬‬ ‫إشهارية محلية كبيرة استغرقت مدتها أكثر من شهر‪ ،‬رددت أخبارها‬ ‫وفي اليوم التالي افتتح المقيم العام االكتتاب من أجل الحصول على المال‬ ‫المنابر اإلعالمية اإليبيرية والمنابر المحلية باهتمام بالغ «كجريدة‬ ‫الضروري لتغطية نفقات االحتفاالت‪ ،‬وتبرع هو بمبلغ مائة بسيطة‪...‬‬ ‫إفريقيا ‪... »La Gaceta de Africa‬‬ ‫واقتُ ِرحت مدينة تطوان لتكون مقر وفضاء االحتفاالت نظرا – حسب‬ ‫وفي يوم السادس ماي ترأس اجتماعا حضرته عدة شخصيات‬ ‫إدارة الحماية وصحافتها – لما يتمتع به أالركون ‪ Alarcón‬كأديب‬ ‫إسبانية ويهودية وبعض المسلمين‪ ،‬وقد أسفر االجتماع عن تأليف‬ ‫وكاتب من شهرة وإعجاب‪ .‬وكذا الرتباطه بالمدينة التي قضى فيها أثناء‬ ‫اللجنة المكلفة بالمهرجان المزمع تنظيمه من ‪ 14‬إلى ‪ 21‬ماي‪ .‬وكان‬ ‫الغزو سنتين تقريبا مراسال صحافيا حامال معه أول آلة تصوير؛ ولما دبجه‬ ‫من بين أعضائها المغاربة‪ :‬محمد بوعسل‪ ،‬عبد الواحد بريشة‪ ،‬محمد‬ ‫قلمه من مشاهد وصفية متباينة عن معالم المدينة وسكانها وعاداتهم‬ ‫الرهوني‪ ،‬وأحمد اللبادي‪...،‬‬ ‫وأنشطتهم‪ ،‬وعن أحداث الحرب ووقائعها اليومية التي نقلها مباشرة‬ ‫وقد اعتبرت الهيأة الوطنية أن ذلك العمل جارح لعواطف المغاربة‪،‬‬ ‫إلى مذكراته‪ ...‬ساعية وحريصة الحرص الشديد على مشاركة الطوائف‬ ‫ومتحد لشعورهم‪ .‬فلم تكتف بالدعوة لمقاطعة المهرجان‪ ،‬بل قامت‬ ‫الثالث المتعايشة بالمدينة في هذه االحتفاالت‪.‬‬ ‫بمقاومته وعرقلته‪ ،‬وتنظيم مظاهرات شعبية ضده‪ ،‬الشيء الذي جعل‬ ‫وبعد سلسلة من االجتماعات وتغيير فقرات برنامج المهرجان مرات‬ ‫السلطات اإلسبانية تفشل في إقامة جميع االحتفاالت التي كان مقررا‬ ‫عديدة‪ ،‬بسبب رفض المغاربة المشاركة فيه‪ ،‬تم في النهاية وضع برنامج‬ ‫تنظيمها‪ ،‬خصوصا بعد أن تعرض النصب التذكاري الذي أقيم ل»أالركون‬ ‫رسمي يمتد أسبوعا كامال من ‪ 14‬ماي إلى ‪ 21‬منه مشتمال على األنشطة‬ ‫‪ »Alarcón‬بساحة الوسعة بالمدينة العتيقة يوم ‪ 18‬ماي إلى تحطيمه‬ ‫التالية كما نشرته «جريدة إفريقيا ‪ »La Gaceta de África‬في عددها‬ ‫ليال من قِبل الجماهير‪.»...‬‬ ‫‪ 880‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪.1933‬‬ ‫يوم األحد ‪ 14‬ماي‪ :‬إجراء مقابلة رياضية في كرة القدم بملعب سانية‬ ‫وخالل نبشنا في األرشيف الصحافي بالمكتبة العامة والمحفوظات‬ ‫الرمل على الساعة الخامسة مساء بين فري ق ‪ Ceuta Sport‬وفريق �‪De‬‬ ‫بتطوان‪ ،‬وقفنا فعال على أنشطة تحققت كما جاء مسطرا في البرنامج‬ ‫‪. portivo Alavés‬‬ ‫الرسمي‪ ،‬بينما تمت اإلشارة فقط إلى أنشطة أخرى دون تفصيل الحديث عنها‪ ،‬مما يدل في‬ ‫في العاشرة والنصف ليال تقديم مسرحية شعرية بعنوان «طيريسا دي خسوس ‪ Teresa‬اعتقادنا على عدم نجاح وتطبيق البرنامج كامال‪.‬‬ ‫‪ »de Jesus‬بمسرح إسبانيول من تأليف الشاعر اإلسباني والكاتب العظيم إدواردو ماركينا‬ ‫ويبدو أن معظم المغاربة المشكلين للهيأة الوطنية رفضوا المساهمة في هذه االحتفاالت‪،‬‬ ‫‪ ،Eduardo Marquina‬تشخيص الممثلة الشهيرة ‪.Carmen Muñoz gar‬‬ ‫ولكن ديبلوماسية ومكر إدارة الحماية على عهد الجمهوريين وحرصها الشديد على بقاء‬ ‫يوم االثنين ‪ 15‬ماي‪ - :‬حفلة خاصة لألطفال بساحة الفدان‪.‬‬ ‫التعايش بين الطوائف الثالث متماسكا‪ّ ،‬‬ ‫مكنها من النجاح ‪ -‬إلى حد ما ‪ -‬في إقناع عدد هام من‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 16‬ماي‪ - :‬تدشين معرض المنتوجات التقليدية بمدرسة الصنائع ثم استقبال الشخصيات المغربية‪ ،‬وقبولهم اإلسهام في االحتفاالت‪ ،‬وفي مقدمتهم الخليفة موالي الحسن‬ ‫بالمشور الخليفي‪.‬‬ ‫بن المهدي الذي ألقى كلمة في حفل استقبال بالمشور‪ ،‬وحضوره شخصيا إلى مسرح إسبانيول‬ ‫ إعادة عرض مسرحية ‪ Teresa de Jesus‬على الساعة العاشرة والنصف ليال بمسرح لمتابعة العرض المسرحي األول‪ ،‬وتوزيع الجوائز في حفل السهرة األدبية كما تشير إلى ذلك‬‫إسبانيول‪.‬‬ ‫«جريدة إفريقيا ‪ »La Gaceta de Africa‬في عددها ‪ 889‬الصادر بتاريخ الجمعة ‪ 19‬ماي‬ ‫يوم األربعاء ‪ 17‬ماي‪ - :‬توزيع الجوائز بمسرح إسبانيول ظهرا ألحسن مقال أدبي بهذه ‪.1933‬‬


‫العدد ‪949‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫(الهجرات الجزائرية إلى المغرب ما بين سنتي ‪ 1830‬و ‪1912‬م ‪:‬‬ ‫تطوان أنموذجا)‬ ‫تقرير إدريس بوهليلة‬

‫السادة األساتذة أعضاء اللجنة العلمية المحترمين‪ ،‬يسرني أن أقدّم بين أيدي‬ ‫حضراتكم تقريرا موجزا حول أطروحتي الجامعية‪ ،‬الموسومة ‪ « :‬الهجرات الجزائرية إلى‬ ‫المغرب مابين سنتي ‪ 1830‬و‪1912‬م‪ :‬تطوان أنموذجا»‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬ ‫تُعدُّ هجرة الجزائريين إلى بالد المغرب عامة وإلى تطوان بصفة خاصة‪ ،‬من‬ ‫أهم الظواهر والحوادث التاريخية الكبرى التي شهدتها بالد المغرب الكبير في القرن‬ ‫‪13‬هـ‪19/‬م‪ ،‬بالنظر إلى ما ترتّب عنها من انعكاسات وتداعيات؛ فقد كانت هذه الهجرة‪،‬‬ ‫وحوادث أخرى مواكبة أو متعاقبة‪ ،‬منها‪ :‬احتالل الجزائر سنة‪1246‬هـ‪1830/‬م‪ ،‬وهزيمة‬ ‫المغرب في حرب إيسلي سنة ‪1260‬هـ‪1844/‬م أمام القوات الفرنسية‪ ،‬وهزيمته أيضا‬ ‫في حرب تطوان سنة ‪1276‬هـ‪ 1859/‬ـ ‪1860‬م في مواجهة الجيش اإلسباني‪ ،‬من بين‬ ‫الحوادث التي ألزمت المغرب الدخول إلى التاريخ المعاصر عنفا وقهرا‪ ،‬لم يُعهد لها‬ ‫مثيل فيما قبل وال بعد‪ ،‬حيث ستُقرر مصيره المستقبلي وتطبعه بالنكسات واالنكسارات‬ ‫والهزائمالمتتاليةالمختلفة‪.‬‬ ‫وكان البدّ أن يُفرز هذا الوضع وبالملموس‪ ،‬الفرق الشاسع بين دول ضفتي‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬منها دول المغرب الكبير وأوربا على جميع األصعدة التقدمية‬ ‫العلمية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والحضارية بصفة عامة‪ .‬وهو الفرق الذي‬ ‫مازال هائال إلى الزمن الراهن‪ ،‬في ظل االستقالل ال ُقطري لهذه الدول‪.‬‬ ‫في ظل هذه الظروف العصيبة من تاريخ المغرب الكبير المعاصر التي أتينا على‬ ‫ذكر بعضها‪ ،‬كان البدّ وأن يُصبح موضوع «الهجرات الجزائرية إلى المغرب « إشكاال‬ ‫تاريخيا‪ ،‬مثيرا‪ ،‬وجذابا ‪ ،‬تحوم حوله قضايا غامضة وشائكة‪ .‬إال أن البحث فيه يُعدُّ‬ ‫مغامرة ومجازفة علمية‪ ،‬لما للموضوع من حساسية بالغة‪ ،‬باعتبار الضغط الهائل لحاضر‬ ‫دول المغرب الكبير على ماضيها القريب‪ ،‬وضغط ماضيها على حاضرها ومستقبلها‪،‬‬ ‫وأيضا لصعوبة البحث فيه بسبب قلة المصادر‪ ،‬وقلة بل وندرة الدراسات واألبحاث‪ ،‬وهي‬ ‫الندرة التي تُفسّر ضعف اإلنتاج التاريخي والتراكم المعرفي في مثل هذا الموضوع الشائك والخطير‪ .‬ومع ذلك فقد اقتنعنا‬ ‫باقتحام هذا الميدان وضرَبْنا فيه أشواطا‪ ،‬إلى أن اكتمل وأصبح جاهزا في هذه الهيأة التي نقدّمها اآلن‪ .‬فكيف تم ذلك؟‬ ‫لما ال حظنا‪ ،‬ونحن نستقصي موضوع أخبار المهاجرين الجزائريين في المغرب عامة وتطوان بصفة خاصة‪ ،‬أنه‬ ‫موضوع ما زال بكرا على مستوى البحث التاريخي األكاديمي‪ ،‬ما عدا بعض التقارير االستخباراتية والدراسات االجتماعية‬ ‫لمنظري االستعمار بالجزائر والمغرب‪ ،‬التي نُشرت في أوائل القرن العشرين الميالدي‪ ،‬وأنه يحتاج إلى المزيد من الدراسة‬ ‫والبحث والتنقيب‪ ،‬بنظرة مغربية موضوعية للموضوع‪ ،‬فقد اقترحناه على األستاذ المرحوم عبد الهادي التازي واألستاذ‬ ‫الدكتور امحمد بن عبود‪ ،‬بعد التحاقنا بهيئة التدريس بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان في السنة الجامعية ‪1994‬‬ ‫ـ ‪1995‬م لكي يكون موضوع أطروحة لنيل شهادة دكتوراة الدولة‪ ،‬فوافقا عليه في السنة التالية (‪ ،)1996‬فكان ذلك تتمة‬ ‫واستمرارا الشتغالنا في الموضوع الذي بدأناه في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬عندما أنجزنا‬ ‫دراسة وتحقيقا لكتاب «الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية» لمؤلفه محمد المشرفي المعسكري المولد الفاسي القرار‪،‬‬ ‫إال أنه حالت حوائل موضوعية دون إتمامه في زمن مناسب‪ ،‬حيث أخذ منّا وقتا طويال من أجل تيسير إنجازه ‪ ،‬إلى هذا‬ ‫الحين (‪.)2017‬‬ ‫كانت هذه هي قصتنا مع الموضوع باختصار شديد‪ .‬فما هي الدوافع على االستمرار في االشتغال على نفس الموضوع‬ ‫تقريبا؟‬ ‫ثانيا ‪ :‬أهداف اختيار الموضوع وإشكاالته‬ ‫من بين الدوافع واألهداف التي جعلتنا نستمر في البحث والدراسة في هذا الموضوع‪ ،‬باإلضافة إلى ماذكرناه آنفا‪،‬‬ ‫نعرض ألهمها هنا باختصار‪ :‬فبعد اطالعنا على ما هو موجود من تآليف ودراسات التي اهتمت بالموضوع إما من قريب‬ ‫أو بعيد‪ ،‬لم نجد ولو دراسة مغربية واحدة عالجت بموضوعية اإلشكاليات المتصلة بهجرة الجزائريين إلى المغرب‪ ،‬لهذا‬ ‫جعلنا هذه اإلشكاليات من أولويات بحثنا‪ ،‬وحدّدنا نوعيتها‪ ،‬وكانت من الحوافز التي جعلتنا نخوض لجاجها‪ ،‬نوجز بعضها‬ ‫في النقاط التالية‪:‬‬ ‫ـ عالقة هجرة الجزائريين باالستعمار‪ .‬ومن ثم عالقة توظيف الحركة االستعمارية الفرنسية ألبناء مستعمرتها‬ ‫في الجزائر بتوسيع امبراطوريتها ونفوذها بالشمال اإلفريقي في استراتيجيتها‪ « :‬التسرب السلمي «‪ ،‬المعلنة من خالل‬ ‫توظيف واالستفادة من خصوصيات الجزائريين الدينية واللغوية واإلثنية‪ ،‬قبل الحماية الفرنسية على المغرب سنة ‪1912‬م‬ ‫والحماية اإلسبانية سنة ‪1913‬م‪.‬‬ ‫ـ موقف المهاجرين الجزائريين من االستعمار األوربي وهم على أرض مدينة تطوان‪ ،‬وموقفهم من وحدة واستقالل‬ ‫المغرب؟‬ ‫ـ كيف تم استقبالهم بمدينة تطوان من طرف السلطة العليا بالبالد ومن طرف سكان تطوان؟‬ ‫ـ مدى ّ‬ ‫تمثل عناصر الوحدة والتضامن مابين المجتمعين الجزائري والتطواني‪،‬ومن ثمّ ما بين المجتمعين المغربي‬ ‫والجزائري‪ ،‬وحضورهما بقوة في فترة األزمات الداخلية والخارجية؟‬ ‫ـ تطوان بين االنغالق واالنفتاح‪ ،‬أو مدى انفتاح مدينة تطوان واستقبالها للتأثيرات الثقافية والحضارية لشعوب البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬والقصد هنا‪ ،‬الثقافة العثمانية التي حملها الجزائريون إلى تطوان‪.‬‬ ‫ـ مدى اندماج الجزائريين في الحياة اليومية‪ ،‬المهنية والحرفية والثقافية للمجتمع التطواني‪ ،‬وانصهارهم فيها؟‪.‬‬ ‫ومن األسباب واألهداف األخرى التي جعلتنا ننكبُّ على دراسة هذا الموضوع‪ ،‬وتحديد ميدانه في مدينة تطوان‪،‬‬ ‫نوجز بعضها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫ـ اإلسهام في دراسة التاريخ االجتماعي لمدينة تطوان في القرن ‪13‬هـ‪19 /‬م‪ ،‬من خالل دراسة هجرة الجزائريين إليها‪.‬‬ ‫ـ اإلسهام في دراسة والتعريف بإسهامات هؤالء المهاجرين الجزائريين إلى تطوان في مختلف المجاالت العسكرية‪،‬‬ ‫والصناعية الحرفية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والفنية‪ ،‬والموسيقىية‪ ،‬والطبخ‪ ،‬والمأكل‪ ،‬والملبس‪ ،‬وغيرها من اإلسهامات‪.‬‬ ‫ـ تحليل األطروحة االستعمارية حول المفهوم‪ ،‬الذي أوّلت به الهجرة الجزائرية إلى المغرب‪ ،‬والرّدّ عليها بناء على‬ ‫معطيات ووثائق المرحلة المدروسة‪ .‬وهي األطروحة التي مازالت رغم مرور زمن غير قصير على صدورها‪ ،‬تؤثر في فكر‬ ‫بعض الباحثين المُحدثين بصورة أو بأخرى‪.‬‬ ‫ـ إثارة الوجود الجزائري في تطوان خاصة والمغرب عامة للنقاش الجدّي بين الباحثين‪ ،‬بغية أن يُفضي إلى إغناء‬ ‫األفكار المبثوثة في هذا البحث‪ ،‬ويساهم في بلورة أفكار تُقرّب بين دول المغرب الكبير‪ ،‬بالقدر الذي يُدعّم وحدتها‪،‬‬ ‫كخطوة في اتجاه وحدة العالم العربي‪.‬‬ ‫إال أنه يجب أن نُفصح ونقول في هذا المقام‪ ،‬بأن هذا البحث سوف لن يستطيع معالجة جميع األهداف المتوخاة أو‬ ‫اإلجابة على جميع اإلشكاليات المطروحة باستفاضة ووضوح‪ .‬فهو ال يدّعي ولن يدّعي القول الفصل فيها‪ ،‬لعدم وجود‬ ‫تراكم معرفي تاريخي في الموضوع‪ ،‬وتشعب إشكاالته‪ ،‬وتداخل ميدانه مع ميادين تخصصات علمية أخرى‪ ،‬وإنما هدفه‬ ‫األول التنبيه إليها تنبيها‪ ،‬يحظى بمكانة الحادثة‪ ،‬حادثة هجرة الجزائريين‪ ،‬وما تمخض عنها من بزوغ أفكار وممارسات‬ ‫إيجابية‪ ،‬على أرض تطوان خاصة والمغرب عامة‪ ،‬في مواجهة الوضع المأساوي السابق الذكر‪ .‬وهي أفكار وممارسات‬ ‫وصفناها باألفكار النهضوية والوحدوية‪ ،‬والتضامنية‪ ،‬والتكافلية في إطار القومية العربية اإلسالمية للمغرب الكبير في‬ ‫وقت اشتداد األزمات‪.‬‬ ‫وقد بدا لنا‪ّ ،‬‬ ‫أن مثل هذه اإلشكاليات واألهداف المذكورة‪ ،‬تُعدّ من اإلشكاليات الشائكة والغامضة في آن؛ ألنها‬ ‫تتعلق بموضوع‪ ،‬أثار الكثير من الشكوك والكثير من الحزازات والحساسيات‪ ،‬ومازال يثيرها إلى اآلن‪ ،‬ويؤثر في مستقبل دول‬ ‫المغرب‪ ،‬ومشروع بناء تكتل جهوي مغاربي‪ ،‬يحظى بثقة األطراف المعنية‪ ،‬في إطار ظروف دولية يطغى عليها ما يُصطلح‬ ‫عليه بـ «العولمة»؛ حيث ال حياة‪ ،‬وال تقدم للدول الفردية ال ُقطرية‪ ،‬إال في تكتّل قوي‪.،‬واقتصاد متكامل ومتطوّر‪ .‬إنه عصر‬ ‫االتحادات‪ ،‬في وقت يعيش فيه العرب عصر االنشطار‪ ،‬والتفتت‪ ،‬والنفور‪ ،‬والشتات؟‪! ‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المنهج‬ ‫لقد لفت انتباهنا ونحن نقرأ بعض تآليف الباحثين المغاربة المعاصرين‪ ،‬أن هذا التأليف لم يستطع التحرر من المناهج‪،‬‬ ‫والنظريات‪ ،‬واألطروحات االستعمارية‪ ،‬إلى اآلن وحتى اآلن‪ ،‬في جملة من الموضوعات التاريخية االجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫ومنها على سبيل الذكر‪ ،‬موضوع ‪ :‬الجزائريون في المغرب في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميالدييْن‪ .‬ودليلنا‬ ‫على ذلك‪ ،‬أنه في بداية القرن العشرين‪ ،‬توجهت أنظار السياسيين الفرنسيين بشكل ملفت للجزائريين بالمغرب‪ ،‬فعند‬ ‫إنشائهم البعثة العلمية في طنجة (‪ )1904‬المتشبعة باإليديولوجية االستعمارية وباألساليب والمناهج البحثية الحديثة‪،‬‬ ‫جـعـلـت من ظاهرة الوجود الجزائري بالمغرب وأهميته‪ ،‬موضوعا يحتل مكانة خاصة ضمن الموضوعات االجتماعية‬ ‫المدروسة‪ ،‬والتقارير السياسية المرفوعة إلى المسؤولين االستعماريين‪ ،‬عملت على نشرها في مجالت متخصصة تعبر‬ ‫عن لسان حالها أهمها‪ :‬مجلة الوثائق المغربية (‪( )Les Archives Marocaines‬الصادرة منذ سنة ‪1904‬م‪ ،‬ومجلة‬ ‫العالم اإلسالمي( (‪ )Revue du monde Musulman‬ومجلة االستخبارات االستعمارية (�‪Renseignements colo‬‬ ‫‪ niaux (Revue‬وغيرها‪ .‬قدمت هذه الكتابات وجود الجزائريين بالمغرب‪ ،‬وموقفهم من القضايا الوطنية ـ ومنها الوحدة‬ ‫المغربية ـ وعالقتهم بالمغاربة سلطة مخزنية وشعبا‪ ،‬في صورة نمطية يغلب عليها طابع الصراع المستمر والنفور المتبادل‬ ‫والتفرقة‪...‬إلخ‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يذهب الضابط الفرنسي موجان (‪ )Mougin‬في أحد تقاريره عن الجزائريين بوجدة‬ ‫إلى أن هؤالء عوملوا أسوء معاملة من طرف أهل وجدة والسلطات المخزنية المحلية على السواء‪ ،‬وأن المغاربة اعتبروا‬ ‫الجزائريين أجانب‪ ،‬بل ونعتوهم بأقبح النعوت مثل‪« :‬أصحاب النصارى»‪.‬وهي نفس الصورة التي نقلها الرحالة اإلسباني‬ ‫دي أالركون في كتابه «يوميات شاهد على حرب إفريقيا حيث يقول بأن الجزائريين في تطوان‪« :‬عانوا من السخرية‬

‫والهزء واإلهانة وإظهار التفوق من قبل المغاربة الذين كانوا يتبجحون بمناعتهم» بمعنى‬ ‫أن هذه الوضعية النفسية واالجتماعية المزرية للجزائريين ـ حسب هذه الكتابات ـ هي التي‬ ‫جعلت الجزائريين ينقادون بسهولة ويسر وراء الدعاية الفرنسية وإغراءاتها ويعملون على‬ ‫تحقيق مطمح فرنسا في استعمار المغرب‪ ،‬كل حسب موقعه‪ .‬فـمـنهم من انخرط في السلك‬ ‫الديبلوماسي (القنصليات) الفرنسي بالمغرب‪ ،‬ومنهم من دخل تحت الحماية القنصلية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬ومنهم من ساند الفرنسيين ومشروعهم فكريا وإعالميا‪ ،‬وروج لمفهوم تسامح‬ ‫الفرنسيين وعدالتهم‪ ،‬ورغبتهم في تطوير وإنماء المغرب‪ .‬وقد بيّنا كيف أن بعض الباحثين‬ ‫المغاربة انساق وراء هذه األطروحة المغرضة‪.‬‬ ‫وبما أن التأليف االستعماري كان مليئا باألحكام السلبية المبنية على مفاهيم مسبقة‪،‬‬ ‫وأن الكتابة التاريخية المغربية المعاصرة تفتقر إلى تراكم معرفي تاريخي في الموضوع‪،‬‬ ‫يكون بعيدا عن تفسيرات خاطئة أو مغرضة‪ ،‬فإننا هدفنا في هذا البحث دراسة موضوع‬ ‫هجرة الجزائريين إلى المغرب ملتمسين منهجية شاملة‪ ،‬تُريد إعادة كتابة تاريخ المغرب‬ ‫كتابة موضوعية قدر المستطاع‪ ،‬اعتمادا على استغالل تقنيات البحث المعاصر واالستفادة‬ ‫من مناهج العلوم اإلنسانية‪ ،‬وبما أن موضوع التاريخ المعاصر‪ ،‬هو تعامل المؤرخ مع الوثيقة‬ ‫أكثر مما هو وصف مباشر ألحداث سالفة() وبما أن طبيعة الموضوع هي التي تُحدد المنهج‬ ‫ـ كما هو معلوم ـ وطبيعة موضوعنا لها اتصال بأكثر من علم متخصص‪( ،‬منها علم التاريخ‪،‬‬ ‫والديمغرافيا التاريخية‪ ،‬وعلم الجغرافيا‪ ،‬و علم السياسة‪ ،‬واألنثربولوجيا الثقافية‪ ،‬وعلم‬ ‫االجتماع‪ ،‬والجغرافية التاريخية البشرية‪ ،‬والديمغرافية التاريخية‪ ،)...‬فقد استفادنا من هذه‬ ‫العلوم في معالجة وتحليل الموضوع‪ ،‬بمعنى أننا استندنا إلى المنهج الشمولي‪ ،‬مع التركيز‬ ‫على التاريخ االجتماعي‪.‬‬ ‫أقسام البحث‬

‫قسمنا البحث إلى خمسة أقسام ومقدمة وخاتمة‪:‬‬

‫طرحنا في المقدمة اإلشكاليات العامة للموضوع‪ ،‬واألهداف المتوخاة منه‪ ،‬ومنهجنا الذي اتبعناه في تحليل ومناقشة‬ ‫المادة المصدرية‪ ،‬والمراجع األساسية التي أفادت الموضوع‪ ،‬فضال عن تبيان أهمية هذه المصادر وقيمتها المعرفية‬ ‫والعلمية‪ ،‬ومدى موضوعيتها التأريخية لتاريخ ظاهرة الهجرة الجزائرية‪ ،‬وما واكب ذلك من انعكسات سلبية أو مظاهر‬ ‫إيجابية على األرض التطوانية‪.‬‬ ‫تناولنا في القسم األول الثالوث السببي ( السياسي و الديني واالقتصادي االجتماعي )في هجرة الجزائرييين من وطنهم‬ ‫الجزائر إلى بالد المغرب‪ ،‬وح ّللناها وناقشنا هذه األسباب‪ ،‬من خالل قراءة‪ ،‬واستقراء أهم المصادر والمراجع المختلفة‪،‬‬ ‫الفرنسية‪ ،‬والمغربية‪ ،‬والجزائرية‪ ،‬حيث لمسنا اختالفا منهجيا ومعرفيا تاريخيا‪ ،‬بين المصادر والمراجع المذكورة‪ ،‬في عرضها‬ ‫للموضوع‪.‬حيث تبيّن لنا أنه من أبرز صور هذا الثالوث‪ :‬االحتالل‪ ،‬واتباع سياسة التقتيل‪ ،‬والتنكيل‪ ،‬واإلبادة الجماعية‪،‬‬ ‫والتضييق على السكان في شؤون دينهم‪ ،‬وهدم المساجد‪ ،‬والمعالم الدينية‪ ،‬أو مصادرتها‪ ،‬وتمسيح األهالي‪ ،‬واحتالل‬ ‫األمالك العقارية‪ ،‬وتوطين الفرنسييين واألوربيين‪ ،‬وسنّ قوانين استيطانية‪ ،‬وغيرها من األساليب االستعمارية التي كانت‬ ‫كافية لتفسير حركة هجرة الجزائريين االضطرارية المكثفة إلى البلدان العربية واإلسالمية في المشرق و المغرب‪.‬‬ ‫كما تناولنا‪ ،‬في القسم الثاني‪ ،‬بالدراسة والتحليل جملة من المواضيع اإلشكالية التي تتعلق بهجرة ما اصطلحنا‬ ‫عليه «التيار األول» من الجزائريين الذين نزحوا جماعة وفرادى إلى مدينة تطوان في الفترة الزمنية الفاصلة بين‬ ‫سنتي‪1246‬و‪1253‬الهـجريتيْن‪1830 /‬م و‪1843‬الميالديتين‪ .‬وقد تبيّن لنا صعوبة التأريخ بالعدد‪ ،‬وبالتالي معرفة عدد‬ ‫المهاجرين الواصلين إلى مدينة تطوان‪.‬كما بدى لنا من أصول المهاجرين من خالل الوثائق المخزنية‪ ،‬غلبة العنصر‬ ‫الكرغلي‪،‬والعربي‪ ،‬ثم األتراك والسودانيين‪ ،‬مما يعني التنوع اإلثنوغرافي للمهاجرين من بالد الجزائر‪.‬‬ ‫أما ما وسمناه بــ«التيار الثاني» من المهاجرين مابين سنتي ‪1838‬ميالدية و‪ 1843‬ميالدية‪ ،‬فقد اسنتجنا أنه‪ ،‬بسبب‬ ‫تشبُّع وتشبث المجتمع الجزائري بالثقافة اإلسالمية‪ ،‬فقد انقاد لدعوة الشيخ عبد السالم التسولي واألمير عبد القادر‬ ‫الجزائري اللذين أفتيا بوجوب الهجرة من وطن غلب عليه «الكفار»‪.‬فكان لندائهما ودعوتهما تأثير في نفوس جمهور‬ ‫الناس‪ ،‬الذين طفقوا يهاجرون مشرقا ومغربا‪ ،‬فكان عدد مهم منهم اتجه صوب مدينة تطوان المغربية المتوسطية‪ .‬وقد‬ ‫الحظنا أن من مميزات هذا التيار تعدّد تشكيلته االجتماعية (أغنياء وطبقة وسطى وفقراء)‪ ،‬مما استدعى من السلطات العليا‬ ‫التدخل وتقديم المساعدات المادية والعينية للمهاجرين الضعفاء والمساكين والطالب ورجال التعليم وغيرهم‪ ،‬مراعاة‬ ‫لهجرتهم وإحسانا لوضعيتهم االجتماعية‪.‬‬ ‫وفي القسم الثالث حاولنا استجالء أنماط السكنى واإلسكان للمهاجرين الجزائريين في فضاء أحياء مدينة تطوان‪،‬‬ ‫بالرغم من صعوبة الموضوع وإشكاالته‪ ،‬فميّزنا ما بين ثالثة أنماط رئيسية‪ :‬أولها اإلسكان الذاتي‪ ،‬وثانيهما اإلسكان‬ ‫الخيري اإلحساني‪ ،‬و ثالثها اإلسكان الممنوح‪ .‬وهي أنماط كانت متوازية ومقرونة بعضها لبعض في الزمان والمكان‪،‬‬ ‫وتبين لنا أن الجزائريين‪ ،‬استقروا في دور أهم حومات وأحياء مدينة تطوان‪ ،‬وهي ‪ :‬حومة أحفير‪ ،‬وجامع الكبير‪ ،‬والطرانكات‪،‬‬ ‫والوسعة (التي أُطلق عليها حومة الجزائريين)‪ ،‬وسوق الغزل‪ ،‬والصياغين‪ ،‬وباب السفلي‪ ،‬والساقية الفوقية‪ ،‬وحومة الطالعة‪،‬‬ ‫و المصداع‪ ،‬وباب الرموز‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وكل هذا يعني نوعا من االندماج للمهاجرين الجزائريين في النسيج االجتماعي والحضاري‬ ‫لمدينة تطوان خالل الفترة المدروسة‪.‬‬ ‫وفي القسم الرابع‪ ،‬بحثنا في أشكال التضامن بين الجزائريين وأهل تطوان في مواجهة التكالب االستعماري األوربي‬ ‫(من القرن ‪15‬م إلى القرن ‪19‬م )‪ ،‬وجعلنا من فضاء البحر األبيض المتوسط ميدانا له‪ّ ،‬‬ ‫فأكد البحث انطالقا من القرائن‪،‬‬ ‫أن أهل المدن الواقعة على البحر األبيض المتوسط وفي مقدمتها مدينة الجزائر العاصمة‪ ،‬كانوا المبادرين إلى الرحيل‬ ‫والتوجه عبر البحر إلى مدينة تطوان‪ ،‬حيث كانوا ينزلون في ميناء مرتيل‪ ،‬وأن أهالي هذه المدينة كانوا أيضا السباقين إلى‬ ‫العمل التضامني مع هؤالء المهاجرين‪ .‬مما جعل من المجال المتوسطي الجنوبي مجاال تضامنيا وتعاونيا في أحلك األوقات‬ ‫التي مرت بها بلدان المغرب الكبير على إثر الطفرة االقتصادية والعسكرية والفكرية والسياسية التي شهدتها دول البحر‬ ‫األبيض المتوسط الشمالية‪ ،‬وتكالبها االستعماري على دول الجنوب‪ ،‬مستغلة تخلفها وتعثرها التنموي الحضاري‪ .‬وهذا‬ ‫التضامن والتآزر من صفات اليقظة والوعي القومي العربي اإلسالمي‪.‬‬ ‫وخصصنا القسم الخامس إلسهامات المهاجرين الجزائريين بتطوان المختلفة‪ ،‬وركزنا على الجوانب األساسية التي‬ ‫كان لهم فيها الريادة واإلبداع‪ ،‬خاصة في المجال العسكري واالقتصادي ـ االجتماعي‪ ،‬والحرفي‪ ،‬والثقافي‪ .‬وتبيّن لنا أن‬ ‫الجزائريين حاولوا االندماج في المجتمع التطواني‪ ،‬وأن السالطين المغاربة وأهالي تطوان بادلوهم الودّ و التضامن؛ فقد‬ ‫وجدناهم قد احتلوا مناصب ووظائف ومهن حرفية مختلفة داخل مدينة تطوان خالل القرن الثالث عشر الهجري موافق‬ ‫القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬وتحملوا مسؤولية كبرى في أهم شؤون الجيش والحرب‪ .‬وهي وظائف حيوية وخطيرة ‪ ،‬تتطلب‬ ‫تكوينا رصينا‪ ،‬وضميرا حيا‪ ،‬ووعيا حادا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم‪ ،‬وأخالقا عالية‪ ،‬وشكلوا بذلك نواة إلصالح الجيش‬ ‫المغربي في تطوان في مراحله الجنينية األولى‪ .‬ثم إن وجود عدد مهم من الجزائريين ذوي المهن التجارية والحرفية‬ ‫في مدينة تطوان ومشاركتهم الفعلية في المجال الثقافي بكل أشكاله‪ ،‬فإن كل ذلك زاد من تنشيط الحركة االقتصادية‬ ‫التجارية‪ ،‬والصناعية‪ ،‬والحرفية والثقافية بمدينة تطوان‪ ،‬بالرغم من تخلفها العام‪ ،‬ومنافسة البضائع األجنبية المستوردة‪.‬‬ ‫وأنهينا البحث بخاتمة استنتاجية عامة تختزل اختزاال شديدا مضامينه الكبرى‪ ،‬وسَعْيَنا وأهدافنا من هذه المضامين في‬ ‫الحاضر والمستقبل‪ ،‬بما يخدم مصلحة الوطن واألمة كافة‪ ،‬ويخدم البحث العلمي الرصين ‪.‬‬ ‫كلمة شكر‬ ‫وفي نهاية هذا العرض أرى أنه من الواجب واإلنصاف‪ ،‬أن ال أترك هذه المناسبة تفوتُني‪ ،‬دون أن أعترف‪ ،‬بفضل‬ ‫أساتذتي وزمالئي األعزاء على إنجاز هذا البحث‪ ،‬وفي مقدمتهم أستاذي ـ المرحوم برحمة اهلل الواسعة ـ الدكتور عبد الهادي‬ ‫التازي‪ ،‬الذي كان أول من فاتحته في موضوع هذا البحث‪ ،‬عندما التقيته بالرباط‪ ،‬بعد حصولي مباشرة‪ ،‬على شهادة الدبلوم‬ ‫الدراسات العليا سنة ‪1993‬م‪ ،‬والذي وافق عليه وشجعني بالمضيّ فيه قدما‪ ،‬كما أنه يجب علي االعتراف بالفضل الكبير‬ ‫واالمتنان العظيم ألستاذي وزميلي الدكتور امحمد بن عبود‪ ،‬الذي هو أيضا‪َ ،‬ق ِبل اإلشراف على الموضوع‪ ،‬وساعدني فيه‬ ‫بنصائحه السديدة وتعاونه الجم‪.‬‬ ‫كما أغتنم هذه الفرصة ألتوجه بالشكر الجزيل لألستاذ جمال عاطف على تفضّله بقبول اإلشراف على هذا البحث‪ ،‬إلى‬ ‫جانب األستاذ امحمد بن عبود ‪ .‬وأُقدِّر كل تقدير الزميل األستاذ مصطفى الغاشي‪ ،‬نائب العميد المكلف بشؤون البحث‬ ‫العلمي بمؤسستنا العتيدة (كلية اآلداب بتطوان)‪ ،‬الذي حقيقة‪ ،‬مافتئ يُشجعني‪ ،‬ويُدعمني معنويا وعمليا‪ .‬وأشكر كذلك‪،‬‬ ‫صديقي العزيز األستاذ نزار التجديتي‪ ،‬الذي رافق هذا البحث في نسخته األولى وكان له الفضل في تصحيح بعض هفواته‬ ‫اللغوية والمطبعية‪ ،‬وإسداء النصح والتوجيه العلمي‪ ،‬وكما أشكر كل من ساعدني على إنجاز هذا العمل من قريب أوبعيد‪،‬‬ ‫خاصة الزميل الدكتور محمد سعد الزموري عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان على مساعدته اإلدارية وتعاونه‬ ‫المفيد‪ .‬وأتوجه بشكري أيضا لبعض الزمالء األساتذة‪ ،‬وبعض األفراد من أصول جزائرية‪ ،‬والذين زودوني ببعض وثائقهم‬ ‫العائلية الخاصة مثل‪ :‬أنوار الحرايقي‪ ،‬و عادل بن عبد اللطيف‪ ،‬ورشيد المصطفى‪ ،‬ويوسف بلقات‪ ،‬ومحمد الشريف‪ ...‬فإلى‬ ‫هؤالء وأولئك جميعا‪ ،‬أتقدم بأصدق تقدير وعرفان‪ ،‬وتحياتي الخالصة‪.‬‬ ‫وأرجو أن أكون في هذا البحث‪ ،‬قد المستُ المستوى الذي طمحوا إليه‪ ،‬ورغبوا فيه‪ .‬فكل نقص فيه‪ ،‬أو هفوة أو غفلة‪،‬‬ ‫فهي مني‪ ،‬وكل حسناته‪ ،‬وإيجابياته‪ ،‬فهي من فضلهم في النصح‪ ،‬بعد فضل اهلل تعالى‪ ،‬ومن مجهوداتي المتواضعة‪.‬‬ ‫وال يفوتني أيضا بهذه المناسبة‪ ،‬أن أتوجه بعظيم االمتنان وجزيل الشكر إلى اللجنة العلمية السادة األساتذة‪:‬‬ ‫د‪.‬مصطفى الغاشي‪ ،‬ود‪ .‬جعفر بن الحاج السلمي‪ ،‬ود‪ .‬عبد الحفيظ حمان‪ ،‬ود‪ .‬محمد خرشيش‪ ،‬ود‪.‬سعيد حراش‪ ،‬لموافقتهم‬ ‫على قراءة‪ ،‬و تقييم‪ ،‬ومناقشة هذا البحث‪ ،‬وإبداء مالحظاتهم عليه‪ ،‬وهي مالحظات ستكون بدون شك تصويبا‪ ،‬وتسديدا‪،‬‬ ‫وتقويما له‪ ،‬من أجل تطوير البحث العلمي في جامعتنا العتيدة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫المفكر اإلسالمي‬ ‫األستاذ محمد العربي الخطابي (‪)2/1‬‬

‫المفكر اإلسالمي محمد العربي الخطابي‪ ،‬أحد أعالم‬ ‫المغرب البارزين‪ ،‬فهو كاتب المع وباحث مجد ومحقق‬ ‫مترجم‪ ،‬موسوعي المعرفة‪ ،‬غزير اإلنتاج‪ .‬يقول معرفا‬ ‫بنفسه‪« :‬إن اهتماماتي الفكرية والثقافية متعددة‪ ،‬فقد‬ ‫كتبت القصة والمسرحية والنثر الفني كما انصرفت إلى‬ ‫البحث في مسائل اللغة وتاريخ الحضارة والفكر اإلسالمي‪،‬‬ ‫وترجمت عن الفرنسية واإلسبانية عدة دراسات»‪.‬‬ ‫فعال‪ ،‬فقد ساهم األستاذ الخطابي بقلمه وفكره في‬ ‫إغناء الساحة الفكرية العربية‪ ،‬فأعماله وفيرة منوعة‪ ،‬إذ‬ ‫لم يكل يوما عن الفكر والعمل‪ ،‬منذ شبابه الباكر حيث‬ ‫اشتغل بالصحافة وهو في ريعان شبابه فتولى رئاسة‬ ‫تحرير جريدة (المعرفة) التي كانت تصدر بمدينة تطوان‬ ‫(‪.)1957 - 1947‬‬ ‫في سنة ‪1965‬م التحق بالسلك الدبلوماسي‬ ‫فعمل مستشارا بمكتب وزيرا الخارجية ثم مندوبا دائما‬ ‫للمغرب لدى المنظمات الدولية في سويسرا والنمسا‪.‬‬ ‫كما شارك في عدة مؤتمرات عربية وافريقية ودولية‪،‬‬ ‫وترأس مجلس إدارة منظمة العمل الدولية في جينيف‬ ‫(‪1975 - 1974‬م)‪.‬‬ ‫تولى مهام وزير العمل والشؤون االجتماعية‪،‬‬ ‫ثم وزيرا لإلعالم‪ ،‬ثم محافظ الخزانة الحسنية بالقصر‬ ‫الملكي بالرباط‪ ،‬عضو أكاديمية المملكة المغربية‪.‬‬ ‫األستاذ الخطابي شديد االعتزاز بالتراث اإلسالمي‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت منفتح على الثقافة الغربية بحكم‬ ‫إطالعه الواسع على التيارات واألفكار الرائجة في الغرب‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫عرف بامتياز أسلوبه الفريد الذي يجمع بين العمق والسالسة والوضوح‪ ،‬توفي رحمة‬ ‫اهلل عليه بالرباط يوم السبت ‪ 23‬ذي القعـدة ‪1429‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 22‬نونبر ‪2008‬م‪.‬‬ ‫ومن أشهر مؤلفاته‪:‬‬

‫* فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي (في سبع‬ ‫مجلدات)‪.‬‬ ‫* زكاة األموال‪.‬‬ ‫* األلفاظ والمعاني‪.‬‬ ‫* الفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫* علم المواقيت أصوله ومناهجه‪.‬‬ ‫* حديقة األزهار في ماهية العشب والعقار ألبي القاسم الوزير‬ ‫الغساني (تحقيق)‪.‬‬ ‫* الطب واألطباء في األندلس‏اإلسالمية‪.‬‬ ‫* كتب األغذية واألدوية عند مؤلفي الغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫القرآن مصدر األفكار اإلسالمية‬ ‫يرى ضيفنا أن القرآن الكريم هو المرجع األول للمسلمين في شؤون العقيدة واألخالق‬ ‫والتشريع والسلوك اإلجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وهو بهذه الصفة كان المصدر األول لألفكار‬ ‫اإلسالمية في ميادين الفقه والتصوف وعلم الكالم والفلسفة واللغة والبيان‪ ،‬كما أنه كان‬ ‫العامل الرئيسي في تقدم العلوم الطبيعية والرياضية والطبية وغيرها‪ ،‬كما أنه حرك العقول‬ ‫وشحذ األخيلة وأثار تيارات البحث والنظر والتأليف والترجمة في شتى ميادين الفكر والعلم‪.‬‬ ‫وفضال عن هذه الميزة التي جعلت من القرآن الكريم محركا لألفكار والعقول في اتجاه‬ ‫المعرفة والعلم‪ ،‬وحافزا قويا من حوافز‪ .‬الدرس واإلطالع والتفاعل مع ثقافات األمم المختلفة‬ ‫واستيعابها بشكل يتالءم مع روح اإلسالم ومهجه‪ ،‬أحدث الكتاب المنزل وعيا خلقيا واجتماعيا‬ ‫وسياسيا واقتصاديا جديدا في حياة المجتمع اإلسالمي وفي سلوك أفراده ومعاشهم‪.‬‬ ‫ذلك أن القرآن جاء دعوة إلى اإلصالح فرسم للناس منهجا قويا في العقيدة والسلوك‬ ‫والتفكير والعمل‪ ،‬وخاطب عقلهم وقلبهم وخيالهم جميعا ببيان واضح‪ ،‬ومنطق سهل‪،‬‬ ‫وحجة قائمة‪ ،‬ودعاهم إلى التعامل بالحسنى وتسخير األرض لما فيه خير البشر وفقا للمبدأ‬ ‫اإلسالمي المعروف‪ :‬ال ضرر وال ضرار‪.‬‬ ‫فالقرآن أوال كتاب موعظة وإرشاد‪ ،‬وهذا ما تدل عليه آيات بينات كقوله تعالى‪« :‬يا‬ ‫أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين»‪.‬‬ ‫(يونس ‪ .)57‬وقوله عز وجل « إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين‬ ‫يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا»‪( .‬اإلسراء ‪.)9‬‬ ‫والقرآن مع ذلك‪ ،‬هو األصل األول من أصول التشريع اإلسالمي‪ .‬والسنة النبوية هي‬ ‫األصل الثاني للتشريع اإلسالمي ويليها االجتهاد وما يتصل به من قياس ومصالح مرسلة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن االجتهاد في اإلسالم من األصول التي تفتح للعلم والعقل اإلنساني الرصين‬ ‫أبوابا واسعة من البحث والنظر واالستنباط‪.‬‬ ‫هكذا وقد اختط اهلل للقرآن منهجا ‪ -‬يحفز على التدبر والتفكر ويحث اإلنسان على‬ ‫إمعان النظر في نفسه وفي سائر مخلوقات اهلل ليدفعه إلى البحث والدرس واالستكشاف‬ ‫قصد بلوغ غايات منها‪ :‬تصحيح اإليمان بوحدانية اهلل‪ ،‬والسعي لعمارة أرضه التي استخلف‬ ‫فيها اإلنسان فحمله بذلك أمانة عظيمة الشأن جوهرها التوحيد وقوامها الكدح والعمل‬ ‫إلقامة العدل والمساواة بين الناس‪ ،‬وتنظيم شؤون معامالتهم وعباداتهم تنظيما يضمن‬ ‫لهم حسن المعاش في الدنيا‪ ،‬والنجاة في اآلخرة‪.‬‬ ‫لقد عني علماء الغرب‪ ،‬والمهتمون منهم بالعلوم اإلسالمية على وجه أخص‪ ،‬بالقرآن‬ ‫فدرسوه وترجموه إلى لغاتهم‪ ،‬ونظروا في علومه المختلف فكانت لهم في ذلك آراء منصفة‬ ‫في بعض األحيان ومختلفة مع اآلراء اإلسالمية الموثوقة والمتواترة في أحيان أخرى‪.‬‬ ‫وقد عمل المرحوم الدكتور صبحي الصالح في كتابه القيم (مباحث في علوم القرآن)‬ ‫على ابراز بعض آراء هؤالء المستشرقين‪ ،‬وربما فعل غيره ذلك‪ ،‬إال أنني أرى أن هذه المسألة‬ ‫تتطلب دراسة مستفيضة تحيط بجوانب اآلراء الغربية في الوحي والعلوم القرآنية‪ ،‬إحاطة‬ ‫شاملة وتنقدها وتعلق عليها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫اإلسالم ليس إديولوجية‬ ‫وسألت األستاذ محمد العربي الخطابي عن سبب‬ ‫رفضه « نعت اإلسالم» «باإلديولوجية» كما يرى بعض‬ ‫«المجددين» على ذلك؟‬ ‫فرد قائال‪ :‬من األخطاء الشائعة في معالجة طغيان‬ ‫السيطرة الفكرية الغربية ‪ -‬بحقها وباطلها ‪ -‬رفض‬ ‫كل جديد صالح حتى ولو كان الداعون إليه مسلمين‬ ‫مستنيرين يعرفون دينهم حق المعرفة ويزيدون على‬ ‫ذلك حسن التمييز بين ما هو خطأ أو صواب عند غير‬ ‫المسلمين‪ .‬وأخطر من هذا الرفض ما تلمسه من‬ ‫إصرار بعض (المجددين) على مقارنة النهج اإلسالمي‪،‬‬ ‫في ميدان السلطة والسياسة‪ ،‬بالنهج الغربي مقارنة‬ ‫لفظية أو جدلية في محاولة الستخالص نتائج ساذجة‬ ‫بريئة أو مدسوسة خبيثة مؤداها أن في اإلسالم كل‬ ‫هذه النزاعات والتيارات اآلتية من الغرب‪ :‬ففي اإلسالم‬ ‫االشتراكية والديمقراطية والتقدمية والليبرالية‪،‬‬ ‫فهو إذن ‪ -‬في نظرهم ‪ -‬مجرد (إديولوجية) فلماذا ال‬ ‫نقول‪ :‬االشتراكية اإلسالمية‪ ،‬والبروليتارية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وديمقراطية اإلسالم‪ ،‬ومن ذلك نقسم الناس إلى‬ ‫(طبقات) بعضها فوق بعض‪ :‬الكادحين والبرجوازيين‬ ‫والرأسمالية‪...‬؟!‬ ‫إن هذا لهو العبث اليقين‪ ،‬فاإلسالم ليس‬ ‫إديولوجية‪ ،‬ألن اإلديولوجية نسق من األفكار‬ ‫والموضوعات يتفق الناس عليها أو يختلفون‪ ،‬وهو ليس‬ ‫اشتراكية وال ليبرالية‪ ،‬ولفظ (الطبقات) ال يعرفه معجم المصطلحات العربية اإلسالمية إال أن‬ ‫يكون اللفظ داال على أجيال متعاقبة من العلماء أو النحويين أو الصوفية‪ ،‬كأن نقول (طبقات‬ ‫الشافعية أو الحنابلة‪ ،‬وطبقات األطباء والصيادلة وغير ذلك‪ )...‬إنها مراتب يقتضيها التطابق‬ ‫في التخصص والتعاقب في الزمن‪.‬‬ ‫والديمقراطية كلمة ال يعرفها المعجم اإلسالمي‪ ،‬ال بمعناها اليوناني القديم وال بمبناها‬ ‫األوربي الحديث‪ ،‬والشورى هي‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬غير الديمقراطية‪ .‬ومن الغريب أن بعض المفكرين‬ ‫الغربيين الالمعين ‪ -‬من غير المستشرقين ‪ -‬قد أدركوا هذه الحقيقة‪ ،‬ومنهم الفيلسوف‬ ‫رجاء جارودي الذي قال في كتاب صدر له منذ سنوات‪ ،‬اشتهر بعنوان (بشائر اإلسال م �‪PRO‬‬ ‫‪« )MESSE DE L’ISLAM‬الشورى تنفي كل وساطة بين اهلل واألمة‪ ،‬وهي بذلك تبتعد عن‬ ‫الطغيان االستبدادي الذي يجعل من السلطة شيئا مقدسا ويحاول أن يجعل من زعيم إلها‬ ‫في األرض‪ ،‬كما أن الشورى تفترق عن الديمقراطية الغربية‪ ،‬أي الديمقراطية الفردية الكمية‬ ‫واإلحصائية واالستالبية‪ .‬والحرية في مفهوم اإلسالم ال تعني اإلنكار والعزلة بل إتمام مشيئة‬ ‫اهلل (ص‪.)33 :‬‬ ‫إن اإلسالم رسالة إلهية قائمة على الكتاب والسنة وما يجمع عليه رأي المسلمين انطالقا‬ ‫منهم‪ ،‬وهو نظام شرعي قائم بذاته مستغن عن غيره في كل ما لم صلة بتنظيم حياة‬ ‫الجماعة الروحية والمادية في العبادات واألخالق والمعامالت‪ ،‬وكل ما كان دون ذلك ولم‬ ‫يقطع به نص صريح من كتاب أو سنة فالناس فيه أعرف بأمور دنياهم‪ ،‬ألن المسلم الذي‬ ‫تتشبع روحه باإليمان والمعرفة الشرعية يكون قلبه دليال‪ ،‬يستشيره في كل وقت وحين فال‬ ‫يخطئه الصواب في الغالب‪.‬‬ ‫والدولة اإلسالمية ‪ -‬في مدلولها العام ‪ -‬قائمة على شريعة اهلل ترجع إليها في كل‬ ‫أمورها وتلتزم بالمحافظة عليها‪ ،‬ومعنى هذا أن الحاكمين والمحكومين ‪ -‬وهم جميعا راع‬ ‫ورعية ‪ -‬ملزمون بتنفيذ أحكام الشريعة في الحرب والسالم‪ ،‬والقضاء واإلدارة‪ ،‬واالقتصاد‬ ‫والمال‪ ،‬والتربية والتعليم‪ ،‬وفي المعامالت االجتماعية والسلوك‪ .‬وألصحاب الحل والعقد منهم‬ ‫أن يستلهموا الكتاب والسنة كلما دعتهم حاجة العصر وأقضيته ونوازله إلى االجتهاد بالرأي‬ ‫لمواجهة ما يعرض لهم من أمور جديدة‪.‬‬ ‫ومهمة الدولة حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل‪ ،‬ومعنى ذلك بلغة العصر‬ ‫صيانة األمن الداخلي والخارجي للبالد اإلسالمية وإشاعة الطمأنينة االجتماعية بين أفرادها‬ ‫بتأمين العيش والصحة والتعليم لهم وإيجاد العمل للقادرين منهم عليه‪ ،‬ورعاية‬ ‫العاجزين منهم بالتكافل االجتماعي الذي يتجلى في الزكاة المفروضة‪ ،‬ومن بيت مال‬ ‫األمة إن اقتضى الحال‪ ،‬وال يحفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل بغير هذا‪ ،‬إذا‬ ‫المقصود تماسك الجماعة وتوازن كيانها وتكامل قوتها للقيام بحقوق اهلل وحقوق‬ ‫النفس على الوجه األكمل‪.‬‬

‫وماذا عن القوانين الغربية؟‬ ‫ويقتضينا اإلنصاف أن نقول‪ :‬إن للقوانين الغربية محاسنها ومزاياها‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫تصنيف القانون من حيث الموضوع إلى خاص وعام‪ ،‬إلى مدني وتجاري وجنائي ‪ ،‬ومن‬ ‫محاسنها كذلك هذا التدوين الذي تبوب فيه المواد القانونية وترتب بطريقة تيسر الرجوع‬ ‫إليها واإلفادة منها‪ ،‬وهذه مزايا متعلقة بالشكل والصورة ال بالعمق والجوهر‪ .‬أما من‬ ‫حيث المضمون فإن القوانين الغربية إنما وضعت ‪ -‬كما هو واضح‪ -‬لمجتمعات تختلف عنا‬ ‫دينا وعقيدة وأسلوب معيشه‪ ،‬فهي تستمد أصولها من مدونات الرومان وأعراف الجرمان‬ ‫وعادات الشعوب األوربية وتقاليدها السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي تطورت من‬ ‫نظام اإلقطاع فسيادة الطبقة االرستقراطية وسلطة الكنيسة إلى البرجوازية والليبرالية‬ ‫والرأسمالية وما إليها‪ ،‬كما استمدت بعض مبادئها من الشرع اإلسالمي نفسه‪ ،‬وقد الحظ‬ ‫ذلك عدد من الدارسين الغربيين‪.‬‬ ‫إن التشريع ما هو في الواقع إال صور المجتمع يعرب عن عقيدته وخصائصه الثقافية‬ ‫واالجتماعية ويسعى إلى تنظيمه وفاقا لذلك‪ .‬وإنه ليس للعالم اإلسالمي أن يستشعر أي‬ ‫قصور أو نقص من جهة المادة الفقهية واألصول التشريعية‪ ،‬فهي‪ ،‬وهلل الحمد‪ ،‬فنية وافية‬ ‫بالغرض بما تمتاز به من مرونة ومراعاة لمقتضيات الظروف الزمانية والمكانية‪ ،‬وهي‬ ‫فضال عن ذلك الوجه المشرق للحضارة اإلسالمية‪ .‬وقد أدرك جلة علماء هذا العصر وفقهائه‬ ‫وأقطاب اإلصالح فيه ما يحتاج إليه الفقه اإلسالمي من تنظيم وتبويب وترتيب يالئم‬ ‫ذوق العصر‪ ،‬فأخذوا على عاتقهم القيام بهذه المهمة‪ ،‬فظهر عددا من البحوث القيمة‬ ‫والدراسات المقارنة التي أبرزت قيمة الفقه وثرائه‪ ،‬ومن جهة أخرى ما زلنا نشهد في كثير‬ ‫من بالد العالم اإلسالمي حركة مباركة نشيطة ال حالل الفقه اإلسالمي مكانه الطبيعي‬ ‫في عالم التشريع والقضاء عن طريق وضع مدونات حسنة الترتيب وتصنيف الموسوعات‬ ‫الفقهية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫مقارنة بين شرطي الحدود‬ ‫ببلجيكا ونظيره بالسعودية (‪)2/1‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫قصة واقعية حقيقية حدثت بين جدة وقور أمام شرطي الحدود ببلجيكا (مطار لياج) وآخر بشرطة السعودية‬ ‫لمطار المدينة المنورة والفرق بينهما في التعامل مع الوافدين على بالدهما‪ .‬وتبعا للمقال الذي نشر بـ‬ ‫«جريـدة الشمــال» عدد ‪ 947‬ليوم الثالثــاء ‪ 26‬يونيو ‪ ،2018‬تحت عنوان ‪« :‬من أيام وذكــريات مع جدتــي»‬ ‫(‪ 1‬و‪ .)2‬عدت بذاكرتي أبحث من بين أوراقي المبعثرة عن تقرير كتبته عن معاناة جدة حين سفرها إلى بلجيكا‪،‬‬ ‫ومقارنة بسفرها ألداء العمرة‪.‬‬ ‫إهانة صارخة لمواطنة مقيمة باسويسرا‬ ‫بمطار «لياج» حطت طائرة قادمة من سويسرا‪ ،‬ومن‬ ‫ضمن ركابها جدة عجوز حيث تورط شرطي بلجيكي بمكتب‬ ‫مراقبة الجوازات للوافدين على البلد‪ ،‬جعلوا القادمين على‬ ‫صفين‪.‬‬ ‫‪ )1‬صف يدخل المقيمين ببلجيكا أو بالدول األروبية‪.‬‬ ‫‪ )2‬وصف خاص بالقادمين من الدول األجنبية ‪ -‬المغاربة‪.‬‬ ‫حين وصولها مكتب التأشيرات تطلع إلى بطاقة اإلقامة‬ ‫التي تصدرها كل دولة في انتظار الحصول على الجواز أو‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫هذه البطاقات مؤقتة لوضعية المهاجر ريتما يتم تسوية‬ ‫الذي اختار أن يقيم فيه ألحد قد يطول أو يقصر‪ .‬فالشرطي ال‬ ‫يتكلم إال لغته‪.‬‬ ‫في العرف الدولي يكون شرطي الحدود ملماً‬ ‫بلغتين عالميتين مثال اإلنجليزية والفرنسية‪.‬‬ ‫بشرق بلجيكا يتكلمون بالفرنسية‪ ،‬وبالغرب‬ ‫يتكلمون باأللمانية وبالشمال يتكلمون الفلمانية‬ ‫وبالجنوب خليط من الفرنسية والفالمانية‬ ‫واإلنجليزية‪.‬‬ ‫وقد تجد سكان بلجيكا اليوم أصلهم عربي‬ ‫وأكثرهم مغاربة‪ ،‬فضلوا العمل والوظيفة بين‬ ‫ظهراني البلجيكيين‪ ،‬وقد وصلوا إلى مناصب عاليا‬ ‫في أسالك الدولة‪ ،‬ولهم السبق في التجارة‪ ،‬وقد‬ ‫أسس بعضهم معامل ومصانع‪.‬‬

‫زيف أو تزوير‪ .‬ففوجئ بصحة البطاقة‪ ،‬حيث لم تخضع إلى‬ ‫تالعب‪ ،‬فالتفت إلى جاره في المهنة‪ ،‬يسأله ‪ :‬هل هي مخولة‬ ‫للسفر بها؟ ثم أنكس رأسه وقال ‪ :‬لم يسبق لي أن عاينت‬ ‫مثلها؟ ‪ -‬انسل إلى مكتبه وأخذ يفتش حقيبتها اليدوية‪،‬‬ ‫وتطلع إلى ما بها‪.‬‬ ‫ أودعت السيدة بها ‪ 2400‬أرو كل ما تكسبه‪ ،‬وقد‬‫صرحت بذلك عند اجتياز حاجز الجمارك‪ ،‬ولما وصل بذلك‬ ‫ومائة فرنك السويسرية هي هدية البنتها التي وضعت أول‬ ‫مولود لها ‪« :‬حمزة»‪.‬‬ ‫أخذ يقلب النقود يمينا وشماال ويعدها هل هي مطابقة‬ ‫لورقة التصريح لدى جمارك بلجيكا‪.‬‬ ‫قالت في استحياء‪ :‬هي خصوصياتي أبتاع حاجاتي وأقتني‬ ‫بها أغراض أحفادي‪.‬‬

‫لقد أعماه الغرور‬ ‫لقد غرته وظيفته‪ ،‬وسلطته المانعة‪ ،‬فصب على المرأة‬ ‫من جبروته‪ ،‬لكنها كانت أعظم منه درجة وأحسن منه خلقا‬ ‫ورزانة‪ ،‬أومأت برأسها إلى سماء الدنيا وقالت ‪ :‬إني سيدة‬ ‫فاضلة جئت ألصل الرحم‪ .‬ال طمعا في اسجتداء وال تسول أو‬ ‫سكن (بلياج) سكن ابنتي‪ .‬وقالت ‪:‬‬ ‫فأنا أتوفر على كل مقومات الحياة الرغيدة‪ ،‬فزوجي ال‬ ‫يدخر وسعا في إسعادي‪ ،‬ولوال ارتباطاته المتعددة لصحبني‬ ‫إلى بيت ابنتنا (عايدة) لنحضر وليمة مولودها‪،‬‬ ‫ورؤية حفيدي الذي أشرقت به الحياة‪ ،‬وازدان بيت‬ ‫صهري بهذا الصبي‪.‬‬

‫االندفاع الطائش والمتهور‬

‫تنكر شرطي الحدود‬ ‫لقد تنكر هذا األمي لكل هذه العوامل‪ ،‬كأنه‬ ‫يعيش في عالم آخر خاص به غير شرطة بلجيكا‪.‬‬ ‫إن أول ما تبادر به مضيفة الطيران قولها‬ ‫«مرحبا بكم على متن خطوطنا» بالفرنسية‪ ،‬ثم‬ ‫باإلنجليزية‪ ،‬ونرجو أن تعيدوا الطيران على متن‬ ‫خطوطنا (رحلة سعيدة)‪.‬‬ ‫لقد هالني األمر كيف تصرف هذا الشرطي‬ ‫البلجيكي مع سيدة مسنة‪ ،‬لها سبعة أبناء وهي جدة لتسعة‬ ‫عشر حفيدا وحفيدة‪ ،‬يجوبون أطراف أروبا في أعمال شتى‪،‬‬ ‫دراسات عليا متخصصة‪ ،‬فمنهم أطر مهمة ‪ -‬طبيب‪ ،‬مهندس‪،‬‬ ‫عالم ذرة إلى غير ذلك‪ .‬حُرم منهم بلدهم األصلي الذي دفع‬ ‫الغالي والنفيس لتعليمهم وسهر على تكوينهم وتخليقهم‪.‬‬ ‫إنها غلطة فادحة‪ ،‬من عينه بهذا المركز‪ ،‬لم يخضع‬ ‫لتدريب مهني‪ ،‬وتهذيب سلوكه‪ ،‬وليس له إلمام تام بمسطرة‬ ‫ختم جوازات السفر‪.‬‬ ‫إذ عليه أن ال يناقش وضعية بطاقة االنتماء‪ ،‬وإنما عليه‬ ‫أن يؤشر على الجواز‪ ،‬ليكون البلد المضيف على علم ودراية‬ ‫بالسائح وجنسيته‪ ،‬زيارة أحباب ‪ -‬صلة رحم ‪ -‬إقامة مشاريع‬ ‫ سياحة‪...‬‬‫لقد ضغن على البطاقة حين قسمت نصفين الواجهة‬ ‫األولى يمينا ‪:‬‬ ‫نوع بطاتقة اإلقامة (‪.)B‬‬ ‫تاريخ اإلصدار ‪ -‬اسم حاملها‪ ،‬وجنسيته األولى األصلية‪.‬‬ ‫ثم الرقم التسلسلي للبطاقة ‪ -‬ثم تاريخ التجديد ‪ -‬وفي‬ ‫الواجهة الثانية يسارا‪ ،‬صورة صاحب البطاقة‪ ،‬ورقم تأشيرة‬ ‫(شنكن) وتاريخ الصالحية‪.‬‬ ‫أما بظاهر البطاقة كتبت شروط صحة البطاقة ثم أسماء‬ ‫الدول التي يسمح لحامل البطاقة زيارتها‪ ،‬والجوالن بها‪.‬‬ ‫كل هذه المعطيات والشروحات والبيانات لم يعرها‬ ‫اهتماما مما ينم عن جهله‪.‬‬ ‫وقال في هيجان آشِر‪ ،‬بحدقتين ال ينبعث منهما خير بل‬ ‫شر محدق‪.‬‬ ‫أدخل البطاقة آلة الكشف للتأكد من سالمتها‪ ،‬هل بها‬

‫بالرباط تأشيرة خمس سنوات‪ ،‬وال سمحت لي المملكة‬ ‫المغربية بزيارة البقاع المقدسة كل ربيع وموسم‪.‬‬

‫أساور من ذهب‬ ‫تطلع إلى معصمها فبهت لدمالج سميكة ذهبية وأراد‬ ‫أن يزيل من رقبتها سلسلة ذهبية‪ ،‬انعكس شعاع المصابيح‬ ‫الوهاجة على السلسلة بها نجمة خماسية مغربية وهالل‬ ‫بالتيني شعار اإلسالم‪.‬‬ ‫سال لعابه لما تحمله هذه السيدة ذات عفة ووقار‪ ،‬كل ما‬ ‫لديها من أوراق مالية‪ ،‬وذهب هي هبة من زوجها المقاول‪،‬‬ ‫تسد بها حاجياتها‪ ،‬في حلها وترحالها‪ ،‬يعد زوجها من أصحاب‬ ‫الهمم‪ ،‬مرموق بين رجال األعمال‪ ،‬لم يحرمها حضور حفلة‬ ‫ابنتها يوم ‪ ،2011/2/25‬ولوال أشغاله ووجوب حضورها ما‬ ‫تركها تسافر وحدها فهي رفيقة دربه سواء سافر إلى كندا أو‬ ‫الديار المقدسة أو أي منتجع بأروبا‪.‬‬

‫شرطي عنيد وحاقد‬ ‫هذا الشرطي عنيد وحاقد عكر صفوها‪ ،‬وأغضبها ولم‬ ‫يحسن االستقبال‪ ،‬ولم يراع حرمة امرأة وقور ال يظهر من‬ ‫جسمها إال كفيها ودائرة وجهها الصبوح‪ ،‬وعلى عينيها‬ ‫نظارة أزالتها بطلب منه‪ ،‬ليقارن وجهها مع الصورة الالصقة‬ ‫بالبطاقة‪ ،‬وليرى زرقة عينيها الذابلتين‪ ،‬حينها أجهشت‬ ‫بالبكاء‪ ،‬ونعتها بعبارات بديئة تسيء لسمعة المرأة‪.‬‬ ‫سألها عن سبب مجيئها‪ ،‬أجابت بكل وضوح ‪ :‬لقد جلت‬ ‫مع زوجي عدة بقاع من العالم‪ ،‬دول أروبا وأمريكا والشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬أنظر خواتم البلدان التي زرتها‪ ،‬ثم قالت في غبطة‬ ‫وسرور ‪:‬‬ ‫لوال خلقي ومسيرة حياتي‪ ،‬لما سلمتني قنصلية كندا‬

‫إنه اندفاع طائش من شرطي بلجيكي ال‬ ‫يراعي حسن الضيافة وحسن االستقبال‪ ،‬ولم يراع‬ ‫إال وال ذمة‪ .‬فاقد تجربة ودراية وخبرة‪.‬‬ ‫أخذها إلى مكتب‪ ،‬وأغلق الباب خوفا من‬ ‫هروبها! واشتغل على الهاتف جهة ما؟‬ ‫لقد ألقت به األقدار لهذا المنصب المتحان‬ ‫هذه السيدة‪ ،‬لقد خيّب ظن دولته في معامالته‪،‬‬ ‫فاستقبال الوافدين على هــذه الديـــار بهــــذه‬ ‫المعاملة والكيفية‪ ،‬خرق بها القانون الدولي الذي‬ ‫يسمح بالتنقل والسياحة بكل بقاع العالم‪.‬‬ ‫لو علم به رؤساءه الستغنوا عن خدماته‪،‬‬ ‫وفصلوه من هذه المهنة والوظيفة‪ ،‬فهي وجه‬ ‫البلد وشرف سكانها‪.‬‬ ‫لقد توصل هاتفيا بما يفيد إخالء سبيل المرأة‬ ‫واالعتذار لها‪ ،‬ويسلم مفاتيح المكتب لزميل آخر‬ ‫بالمكتب وسيحال على المجلس التأديبي ليتخذ في شأنه‬ ‫قرارا صائبا ومواتيا لمعامالته وسلوكه‪.‬‬

‫قصة عجيبة ودرس لألجيال‬ ‫ستحكي ألحفادها معاناتها مع هذا الشرطي األبله لقد‬ ‫سجل التاريخ ميوعته وحقارته‪ ،‬وتداولت األلسن الحادث وشاع‬ ‫خبر الجدة وضاء كشعاع شمس حين بزوغها تعم األرجاء بين‬ ‫ثناياها‪ ،‬لم يخش ربه وال احترم‪.‬‬ ‫كان الموظف أصماً وكانت السيدة تدعو همسا‪ ،‬فسألت‬ ‫اهلل تعالى أن يحفظها من شره‪ ،‬ويكبث جموحه‪ .‬لقد اصطكت‬ ‫ركبتاه وارتعشت أنامل أصابعه وهي تنزل على كتف المرأة‪،‬‬ ‫كنزول (الصابة) على األرض‪ ،‬وقالت‪« :‬أخذني من تالبيب‬ ‫جلباب الحريري‪ ،‬إلى قاعة أخرى خاوية على عروشها من كل‬ ‫شخص أو كرسي‪ ،‬أجلسني على بالط األرض وقال ‪:‬‬ ‫امكثي هنا‪ ،‬ثم عرج بي إلى أخرى‪ ،‬تبعته مطأطئة الرأس‬ ‫منحنية رأسي إلى أخمص قدمي‪ ،‬وأنا أثوق إلى فك رقبتي‬ ‫من هذا الطاغية المستبد‪ ،‬الشيطان المارد ظهر في عودي‬ ‫يومه‪ ،‬لم يرحم ضعفي وبكائي‪ ،‬رغم أن ورقتي السويسرية‬ ‫سليمة دخلت بها ديار بلجيكا مرات عدة‪ ،‬تشهد صفحات‬ ‫الجواز بالدمغة عليها‪.‬‬ ‫أخذني من يدي إلى قاعة األمتعة‪ ،‬بقيت حقيبتي تتدحرج‬ ‫وحيدة في المدرج‪ ،‬طلب مني أخذها في اتجاه باب الخروج‪،‬‬ ‫علمت بعد ذلك‪ ،‬أنه تقرر إخالء سبيلي»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫أسس التنمية البشرية‬ ‫في السنة النبوية ـ ‪ 3‬ـ‬

‫بعد هذه المقدمات الثالث أنتقل إلى الحديث عن أصول وجذور التنمية البشرية في السنة‬ ‫النبوية من خالل األحاديث الشريفة والسيرة النبوية العطرة‪ ،‬حيث وجدتها تتجسد في محاور ثالثة‪:‬‬ ‫• التنمية الفكرية‪.‬‬ ‫• التنمية القيادية واإلدارية‪.‬‬ ‫• التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ويتضح من خالل تتبع األحاديث الشريفة وأحداث السيرة النبوية العطرة أن المستهدف في‬ ‫عملية التنمية البشرية في اإلسالم هو اإلنسان بمـا يمتلـك من طاقات ومواهب‪ ،‬ولتنمية هذه‬ ‫الطاقات هناك وسائل عدة وأساليب متعددة استخدمها النبي صلى اهلل عليه وسلم سنأتي عليها‬ ‫بشيء من التفصيل‪ ،‬ومن أهم الوسائل التي استخدمت للتنمية البشرية هي‪:‬‬ ‫• التدريب والمران لما لهما من بالغ األثر في إحداث تغيير في سلوك اإلنسان‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تفعيل جوارحه في المشاركة والتدريب‪.‬‬ ‫وتقدير للطاقات البشرية‪ ،‬فيكون لهـا بـالغ‬ ‫• استخدام أسلوب التحفيز بما يحمل من مدح وثناء‬ ‫ٍ‬ ‫األثر على تنمية الموهبة لدى اإلنسان‪ ،‬وتحفيزه ٍعلى العمل واإلنتاج‬ ‫• استعمال العقل والحث على التفكير واإلبداع من أجل تفجير الطاقات العقلية وتوليد أفكار‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫• استخدام أسلوب فن الحوار الذي ّ‬ ‫يمكنه من توصيل فكرته للناس دون مشقة أو عناء‪.‬‬ ‫ولقد اعتنى الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالطاقة الفكرية التي وهبها اهلل سبحانه لإلنسان‪،‬‬ ‫فاتجه صوب االعتناء بها وصقل مواهبها من أجل إبداع أحسن وّإنتاج أكبر‪ ،‬وهو ما سنتحدث عنه‬ ‫في المحور األول‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬التنمية الفكرية‪:‬‬ ‫فلقد خلق اهلل اإلنسان مكرما على سائر المخلوقات‪ ،‬بنعمة العقل‪ ،‬الذي هو معجزة الخلق الكبرى‬ ‫وبه كما يقول اإلمام الغزالي‪« :‬صار اإلنـسان خليفـة اهلل‪ ،‬وبـه تقرب إليه‪ ،‬وبه تم دينه»‪ ،‬إذ به ي ْفتح‬ ‫كل باب‪ ،‬ويقرب كل بعيد‪ ،‬ويسهل كل صعب‪ ،‬وإال بقيت األمـة بتخلفهـا وبعدها عن كل تقدم ورقي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الفكرية ٍاهتماماً‬ ‫التنمية‬ ‫وحضارة‪ ،‬لذلك كان من البديهي أن يولي النبي صـلى ااهلل عليـه وسـلم‬ ‫يليق بما هو منوط بها من تحقيق أهداف العلو‪ ،‬وسبل الرفعة والـسمو للفـرد والمجتمع بأسره‪.‬‬ ‫ولقد أسس صلى اهلل عليه وسلم ذلك على أمور منها‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬تنمية الوعي‪:‬‬ ‫حيث كان من الضروري واألنسب في تنمية الفكر والمعرفة أن يبدأ الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫بتنمية الوعي بضرورة البحث والمعرفة خصوصا وأنه صلى اهلل عليه وسلم بعث في مجتمع يعمه‬ ‫الجهل ‪ ،‬ويسيطر على عقوله االنحراف واالنحالل‪ ،‬فكان البد من التخلية قبل التحلية‪ ،‬والتصفية قبل‬ ‫التربية‪ ،‬من هنا حث صلى اهلل عليه وسلم الصحابة الكرام رضوان اهلل عليهم‪ ،‬على طلب العلم‪ ،‬إذ‬ ‫يقول عليـه الـصالة والسالم‪ ...« :‬ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك اهلل به طريقا إلى الجنة‬ ‫« ليبين لهـم أن العلم ال يتحقق إال من خالل السعي‪ ،‬والطلب الحثيث له‪َ ،‬‬ ‫وطرق أبوابه‪ ،‬والولوج في‬ ‫مظانه‪ ،‬ومـن هنا ندرك أهمية الحرص النبوي على تربية الصحابة على طلب العلم باعتباره بداية‬ ‫الوعي الـصحيح والفهم الدقيق‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬نشر العلم‪:‬‬ ‫الذي يحقق فوائد كثيرة أهمها؛ استقطاب عناصر جديدة ممن لـديهم اسـتعدادات ومواهب‪،‬‬ ‫وتكوين رأي عام مهتم بالمعرفة‪ ،‬لالندفاع المباشر في تنمية مجاالت الحيـاة علـى أسـس علمية‬ ‫واعية مدروسة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬ربط المعرفة باألجر ‪:‬‬ ‫ولهذا نجد الرسول صلى اهلل عليه وسلم يركز على فضل العلم ونشره وخدمته‪ً ،‬‬ ‫رابطا األمر‬ ‫باألجر العظيم من اهلل تعالى في الحياة وبعد الممات فيقول‪«:‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ثالثة‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»‪ :.‬وفي الحديث إشارة إلى أن نشر العلم‬ ‫وتعليمه اليقتصر على علوم الدين فحسب بل يتوسع ليشمل توظيف المعرفة في جميع مجاالت‬ ‫الحياة‪ ،‬حتى تـتم تنمية الحياة بأسرها‪ ،‬فما نراه من تقدم وارتقاء إنما يمثل النتاج الطبيعي لتوظيف‬ ‫المعرفـة‪ ،‬ومـا من تطور أصاب الحياة إال من نتائج توظيف المعرفة وخدمة العلم وتطويره‪ ،‬وهي‬ ‫الفائدة والنفع اللذان أشار إليهما الحديث النبوي الشريف ومنه أيضاً قول الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪...« :‬ال َّلهم إِ ِّني أَ ُ‬ ‫عوذ ِبك من ع ْلم لاَ ينْ َفع‪.»...‬‬ ‫ٍ‬ ‫د ‪ -‬النقد البناء‪:‬‬ ‫وذلك من أجل توضيح األخطاء وإعادة البناء‪ ،‬واالقتناع باألساليب الناجعة في البناء والتنمية‬ ‫والترميم‪ ،‬وقد كان القرآن الكريم يستخدم أسلوب النقد البناء مع الصحابة الكرام‪ ،‬مستثمرا المواقف‬ ‫في نقـد بعض سلوكهم وأفعالهم‪ ،‬كما وجه خطأ الرماة في غزوة أحد‪ ،‬عندما تركوا موقعهم غير‬ ‫ملتزمين بأمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم فنزل فيهم‪ ( :‬ولقد صدقكم اهلل وعده إذ تحسونهم‬ ‫بإذنه‪ ،‬حتى إذا فشلتم وتنازعتم في االمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون‪ ،‬منكم من يريد الدنيا‬ ‫ومنكم من يريد االخرة)‪.‬‬ ‫ويسلك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم نفس المسلك في معالجة أخطـاء الـصحابة‪ ،‬ونقـدهم‬ ‫وتقويم سلوكهم‪ ،‬فهاهو يأتيه أحد شباب المسلمين يستأذنه بالزنا‪ ،‬فما كان منه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم إال أن قربه منه وبدأ معه بالنقد البناء لتقويم فكره‪ ،‬يقول أبو أمامة رضي اهلل عنه‪ :‬إِن‬ ‫رسـول اهلل ا ْئ َذن لي ِبالزنَا‪َ ،‬فَأ ْق َ‬ ‫َ‬ ‫َفتًى شَابا أَتَى النَّ ِبي ص َّلى ااهلل ع َليه وس َّلم َف َق َ‬ ‫بل ا ْل َقوم‬ ‫ال يا‬ ‫ال صلى اهلل عليه وسلم ‪«:‬ادنُه»‪َ ،‬فدنَا منْه َق ِريبا‪َ ،‬ق َ‬ ‫ع َليه َفزجروه‪َ ،‬قا ُلوا‪ :‬مه مه ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ال‪َ :‬فج َلـس‪،‬‬ ‫مهـاتهم» َق َ‬ ‫ال‪ :‬لاَ واهلل جع َلني ااهلل فداءك‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪« :‬أَتُحبه أِ ُلمك؟»‪َ ،‬ق َ‬ ‫َق َ‬ ‫ـال‪:‬‬ ‫ال‪«:‬ولاَ النَّاس يحبونَه أِ ُل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫«أَ َفتُحبـه لاِبنَتك؟» َق َ‬ ‫ال‪ :‬واهلل يارسول اهلل جعلني اهلل فداك ‪ ،‬قال‪«:‬و النَاس يحبونه لبنَاتهم‪،‬‬ ‫قال أفتحبه ألختك؟ قال وال واهلل جعلني اهلل فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال الناس يحبونه ألخواتهم‪ ،‬قال أفتحبه‬ ‫لعماتك؟ قال ال واهلل جعلني اهلل فداءك‪ ،‬قال وال الناس يريدونه لخاالتهم‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال َفوضع يده ع َليه‬ ‫اغفر َذنْبه َ‬ ‫و َق َ‬ ‫ال‪«:‬ال َّلهم ْ‬ ‫وطهر َق ْلبـه وحصن َفرجه»‪َ ،‬ف َلم ُ‬ ‫يكن بعد َذلِك ا ْل َفتَى ي ْلتَفتُ إِ َلى شيء)‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬تنمية التفكير اإلبداعي‪:‬‬ ‫ويقصد بها تنمية درجة الوعي واإلدراك وتوسيع تصورات الناس‪ ،‬وتنميـة خيالهم وشعورهم‬ ‫بقدراتهم‪ ،‬ومن أساليب هذه التنمية العصف الذهني المتمثل في طرح األسئلة غير المألوفة‪ ،‬لتقود‬ ‫اإلنـسان إلى شحذ جميع طاقاته العقلية‪ ،‬واستخراج مكنون فكره وخبايا نفسه‪ ،‬ولقد حرص الرسول‬ ‫صـلى ااهلل عليه وسلم على تفعيل هذا األسلوب في تربيته للصحابة الكرام رضوان ااهلل عليهم‪.‬‬ ‫فعن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ :‬بينما نحن عند النبي صلى اهلل عليه وسلم جلوس‬ ‫مـسلم»‬ ‫إذ أتي بجمار نخلة‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم إن من الشجر لما بركته كبركة ا ْل‬ ‫ِ‬ ‫َف َظنَنْت أَنَّه يعني النَّخْ َل َة‪ ،‬فأردت أن أقول هي النخلة يارسول اهلل ‪ ،‬ثم التفت فإذا أنا عاشر العشرة‬ ‫أنا أحدثهم‪َ ،‬ف َ‬ ‫تُ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫سك ّ‬ ‫ال النَّ ِبي ص َّلى ااهلل عليه وسلم هي النَّخْ َلة» ‪ .‬فيبدي لنا الحديث أن النبي‬ ‫صلى ااهلل عليه وسلم أعطى الصحابة بعض معالم األمر‪ ،‬قبـل أن يبدأ بالسؤال‪ ،‬لينطلق التفكير‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫«حدثوني مـا هي؟ فيفتح لهم المجال الستخراج اإلجابة الصحيحة‪ ،‬فتبدأ عملية‬ ‫وبعد ذلك يقول لهم‬ ‫العصف الذهني‪ ،‬وقد ترجم اإلمام البخاري رحمه ااهلل للحديث بعدة تراجم في مواضع مختلفة‪ ،‬منها‬ ‫في كتاب العلـم مـن صحيحه بقوله‪ »:‬باب طرح اإلمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من‬ ‫العلم»‪.‬‬ ‫ومن هذا الباب أيضا استخدام أسلوب االستفهام‪ ،‬الستثارة الخيال ‪ ،‬فقد قال صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم موجهاً الخطاب لمعاذ رضي اهلل عنه هل تدري ما حق اهلل على العباد؟ ‪ ،‬وهل ما حق العباد‬ ‫على اهلل تعالى؟ فهذا األسلوب يساعد على جذب عناية المخاطب‪ ،‬واستثارة خياله لمـا يقال‪ ،‬ولهذا‬ ‫أثر كبير في استفزاز الذهن‪ ،‬واستحضار عقول المخاطبين‪ ،‬وجذب اهتمـامهم‪ ،‬ولقد كان النبي صلى‬ ‫ااهلل عليه وسلم يكثر من استخدام هذا األسلوب في تعليم الصحابة‪ ،‬وتنمية الفكـر لديهم‪.‬‬ ‫ومنه أيضا مدح النبي صلى اهلل عليه وسلم ألصحاب الكفاءات‪ ،‬وتقديره ألصحاب المواهب‬ ‫والقدرات فعن أنس ابن مالك رضي اهلل عنه قال‪« :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم» أرحم أمتي‬ ‫بأمتي أبو بكر‪،‬وأصدقهم حياء عثمان‪ ،‬وأقرأهم لكتاب اهلل أبي بن كعب‪ ،‬وأقرضهم زيد بن ثابث‪،‬‬ ‫وأعلمهم بالحالل والحرام معاد ابن جبل‪ ،‬أال وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه األمة أبو عبيدة‬ ‫الجراح»‪.‬‬

‫العرائش ‪ :‬اختتام الموسم التكويني لألطر اإلدارية‬ ‫بمناسبة اختتـــام ال���دورة التكوينيــة‬ ‫لألطر اإلدارية احتضن المركـــز الجهوي لمهن‬ ‫التربية والتكوين بالعرائش حفل اختتام السنة‬ ‫التكوينة ‪ 2018/2017‬لألطر اإلدارية المتدربة‪.‬‬ ‫الحفل ح��ض��ره م��دي��ر ال��م��وارد البشرية‬ ‫بالمديرية اإلقليمية لوزارة التربيـــة الوطنيــة‬ ‫بالعرائش ومديــــر الفرع اإلقليمي بالعرائــش‬ ‫للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وعدد‬ ‫من األطر اإلدارية والتربوية‪ .‬‬ ‫وقد استهل الحفل بتالوة آيات بينات من‬ ‫الذكر الحكيم تاله عزف النشيد الوطني‪ .‬بعده‬ ‫ألقيت ع��دة كلمات من بينها كلمة كل من‬ ‫مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‬ ‫بالعرائش عبد اللطيف موكاتيب‪ ،‬ومنسق مسلك‬ ‫تكوين األطر اإلدارية أحمد بنطاطي‪ ،‬ومصطفى‬ ‫العطار عن األطر التربوية بالمركز‪ ،‬حيث أثنوا‬ ‫فيها على األطر اإلدارية المتدربة وشددوا على‬ ‫ديناميتهم ونشاطهـــم وعطائهــم خالل هذا‬ ‫الموسم التكويني‪ ،‬مشيرين إلى أن تكوين األطر‬ ‫اإلدارية بمركز العرائش لم يكن ليتحقق لوال‬ ‫مجهودات إدارة المركز والتي تكللت في النهاية‬ ‫باستقطاب هذا المسلك والنجاح في مهمة تكوين األطر اإلدارية‪ .‬مبرزين أن الدورة التدريبية‬ ‫طبعتها روح التآزر واألخوة التي كانت دائما سمة من السمات التي ميزت األطر اإلدارية في هذا‬

‫الموسم التكويني‪ ،‬كما أكدت الكلمات على كفاءة‬ ‫وبراعة األطر المتدربة وشددت على روح المبادرة‬ ‫التي تتملكهـم‪ ،‬مضيفيـــن بأن استقطـــاب هذا‬ ‫المسلك وإلحاقه بمركــز العرائش يعتبر مكسبا‬ ‫لألطر التربوية العاملة بالمركز‪ ،‬منوهين فيها‬ ‫باإلنتاجات التربوية الغزيرة لألطر اإلدارية خالل‬ ‫هذا الموســم التكوينــي‪ ،‬مبرزيـــن أهميــة‬ ‫هذه االنتاجات في خدمة التربية والتعليم والتي‬ ‫من شأنها تقويم وتجويد عمل اإلدارة وتطويره‪،‬‬ ‫مشيرين إلى أن هذا الفوج سيشكل قيمة مضافة‬ ‫لألطر اإلدارية على منظومــة التربيـــة والتعليم‬ ‫وال��ت��ي تتجلى أس��اس��ا ف��ي غــــزارة االنتاجات‬ ‫التربوية وجودتها ودورها وإسهامها في تجويــد‬ ‫عمـــل اإلدارة التربوية خاصة والمدرسة العمومية‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫وقد شهـــد الحفــل توزيــع عدد من الشواهد‬ ‫على مجموعة من األطر اإلدارية والتربوية العاملة‬ ‫بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‬

‫بالعرائش‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫ويف كتاب «الأمايل» ما يهذب‬ ‫النف�س من لطيف املعاين‬

‫ندعو القارئ الكريم ضمن هذا الركن لالستمتاع بمقتطفات من كتاب األمالي للشيخ إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي‬ ‫المزداد بالضفة الشرقية لنهر الفرات سنة ‪ 228‬هـ ‪967‬م‪.‬‬ ‫والشيخ أبو علي القالي كان أحفظ أهل زمانه باللغة والشعر ونحو البصريين؛ أخذ األدب عن أبي بكر ابن دريد األزدي‬ ‫وأبي بكر ابن األنباري وابن درستويه وغيرهم‪ ،‬وطاف البالد‪ ،‬وسافر إلى بغداد وأقام بالموصل لسماع الحديث من أبي يعلى‬ ‫الموصلي‪ ،‬وأقام بها إلى سنة ‪ ،328‬وكتب بها الحديث ‪ .‬وسمع من البغوي وغيره‪.‬‬ ‫وذكرابن خلكان عددا من مؤلفات أبي علي القالي ومن ضمنها كتاب األمالي حين قال‪« :‬وله التواليف المالح ‪ ،‬منها‪ :‬كتاب‬ ‫األمالي‪ ،‬و كتاب البارع في اللغة ‪ ،‬بناه على حروف المعجم‪ ،‬وهو يشتمل على خمسة آالف ورقة‪ ،‬وكتاب المقصور والممدود‪،‬‬ ‫وكتاب في اإلبل ونتاجها‪ ،‬وكتاب في حلي اإلنسان والخيل وشياتها‪،‬وكتاب فعلت وأفعلت‪ ،‬وكتاب مقاتل الفرسان‪ ،‬وكتاب شرح‬ ‫فيه القصائد والمعلقات‪ ،‬وغير ذلك»‪ .‬و كتاب األمالي ‪ -‬الذي نحن بصدد نشر مقتطفات منه عبر سلسلة حلقات‪ -‬يعد عند أهل الفن عمدة‬ ‫في بابه و مرجع ًا في اللغة واألدب ‪ ،‬حتى قال عنه ابن خلدون ‪« :‬وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (علم األدب) وأركانه أربعة دواوين‪ ،‬وهي‬ ‫أدب الكاتب البن قتيبة ‪ ،‬وكتاب الكامل للمبرد ‪ ،‬وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ‪ ،‬وكتاب النوادر ألبي علي القالي البغدادي ‪ ،‬وما سوى هذه األربعة فتبع لها وفروع منها»‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة ‪:‬‬ ‫بنَا‬ ‫َح َّد َثنَا َ�أ ُبو َبكْ ٍِر‪ ،‬رحمه الله‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫عبد الرحمن‪َ ،‬ع ْن عمه‪َ ،‬قالَ ‪ :‬و�صفت �أعرابية‬ ‫زوجها مبكارم الأخالق عند �أمها فقَالَت‪ :‬يا � ّأمه‪،‬‬ ‫من ن�رش ثوب الثناء فقد � ّأدى واجب اجلزاء‪ ،‬ويف‬ ‫كتمان ّ‬ ‫ال�شكر جحود ملا وجب من احلق‪ ،‬ودخول‬ ‫بنية! �أطبت‬ ‫أي‬ ‫�‬ ‫أمها‪:‬‬ ‫�‬ ‫لها‬ ‫َت‬ ‫ل‬ ‫َا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ّعم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫فيِ كفر‬ ‫ّ‬ ‫الثناء‪ ،‬وقمت باجلزاء‪ ،‬ومل تدعي للذم مو�ضعاً‪،‬‬ ‫بذم وال ثناء �إال بعد‬ ‫�إين وجدت من عقل مل يعجل ٍّ‬ ‫اختبار‪ ،‬فقَالَت‪ :‬يا � ّأمه‪ ،‬ما مدحت حتى اختربت‪،‬‬ ‫وال و�صفت حتى عرفت‪.‬‬ ‫وح َّد َثنَا �أي�ض ًا َعنِ‬ ‫العكلي‪َ ،‬عنِ ابن �أبي خالد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َعنِ الهيثم‪َ ،‬قالَ ‪ :‬كتب مالك بن �أ�سماء بن خارجة‬ ‫�إِلَى الهيثم بن الأ�سود النخعي‪ ،‬ي�شكر له قيامه‬ ‫احلجاج حتى‬ ‫ب�أمر رجل من �آل حذيفة بن بدر عند‬ ‫ّ‬ ‫خلّ�صه منه‪� :‬أما بعد‪ ،‬ف�إنه ملا كلت الأل�سن َع ْن‬ ‫بلوغ ما ا�ستحققت من ال�شكر‪ ،‬كان �أعظم احليل‬ ‫عندي فيِ مكاف�أتي �إخال�صك �صدق ال�ضمري‪ ،‬وكما‬ ‫مل نعرف الزيادة فيِ العال �إذ جريت غاية طولك‬ ‫جهلنا غاية الثناء عليك‪ ،‬فلي�س لك من النا�س �إال‬ ‫ما �ألهموا من محبتك‪ ،‬ف�أنت كما و�صف الوا�صف �إذ يقول‪:‬‬

‫فما تعرف األوهام غاية مدحه‬

‫يقين ًا كما ليست بغايته تدري‬

‫وح َّد َثنَا َ�أ ُبو َبكْ رِ بن الأنبارى‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنِي �أبي‪َ ،‬ع ْن بع�ض �أ�صحابه‪َ ،‬قالَ ‪ّ :‬‬ ‫وقع جعفر بن‬ ‫َ‬ ‫يحيي بن خالد بن برمك‪ ،‬فيِ كتاب �صديق له‪ :‬ما جاوزتني نعمة خ�ص�صت بها‪ ،‬وال ق�رصت‬ ‫دوين ما كان بك محلّها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ووقع �إِلَى عمرو بن م�سعدة‪� ،‬إذا كان الإكثار �أبلغ كان الإيجاز تق�صري ًا‪ ،‬و�إذا كان‬ ‫َقالَ ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الإيجاز كافيا كان الإكثار ع ّياً‪.‬‬ ‫بنَا العتبي‪َ ،‬ع ْن �أبيه‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أتت رملة‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنَا �أي�ض ًا َع ْن �أبيه‪َ ،‬ع ْن �أحمد بن عبيد‪َ ،‬قالَ ‪�َ :‬أ ْخ رَ َ‬ ‫معاوية مراغمة لزوجها عمرو بن عثمان بن عفّان‪ ،‬فقَالَ ‪ :‬مالك يا بن ّية؟ �أطلّقك زوجك؟ َقالَت‪:‬‬ ‫أ�ضن ب�شحمته‪ ،‬ولكنه فاخرين‪ ،‬فكلما ذكر رجل من قومه ذكرت رج ًال من قومي‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬الكلب � ّ‬ ‫حتى ع ّد ابني منه‪ ،‬فوددت �أن بيني وبينه البحر الأخ�رض‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا بنية‪� ،‬آل �أبي �سفيان‬ ‫�أقل حظ ًا يف الرجال من �أن تكوين رجالً‪.‬‬ ‫بنَا عبد الرحمن‪َ ،‬ع ْن عمه‪َ ،‬قالَ ‪ :‬مر‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنِي �أَ ُبو َبكْ رِ بن دريد‪ ،‬رحمه الله‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫�أعرابي برجل يكنى �أبا الغمر‪ ،‬وكان �ضخم ًا ج�سيماً‪ ،‬وكان بوابا لبع�ض امللوك‪ ،‬فقَالَ ‪َ � :‬أعنِ‬ ‫الفقري احل�سري؟ فقَالَ ‪ :‬ما �أحلف �سائلكم‪ ،‬و�أكرث جائعكم! �أراحنا الله منكم‪ ،‬فقَالَ له الأعرابي‪:‬‬ ‫فرق قوت ج�سمك فيِ ج�سوم ع�رشة منا لكفانا طعامك فيِ يوم �شهرا‪ ،‬و�إنك لعظيم ال�رسطة‪،‬‬ ‫لو ّ‬ ‫ذرى بحبقتك بيدر لكفته ريح اجلريباء‪.‬‬ ‫�شديد ال�رضطة‪ ،‬لو ّ‬ ‫أ�صمعي‪،‬‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو عبد الله نفطويه‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا محمد بن مو�سى ال�سامي‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا ال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫احل�رضي‪ :‬هل لك �أن �أعلّمك‬ ‫َقالَ ‪ :‬دخل رجل من الأعراب َعلَى رجل من �أهل احل�رض فقَالَ له‬ ‫ّ‬ ‫�سورة من كتاب الله؟ فقَالَ ‪� :‬إين �أح�سن من كتاب الله ما �إن عملت به كفاين‪َ ،‬قالَ ‪ :‬وما حت�سن؟‬ ‫َقالَ ‪� :‬أح�سن �سور ًا‪َ ،‬قالَ ‪ :‬اقر�أ‪ ،‬فقر�أ فاحتة الكتاب‪ ،‬وقل هو الله �أحد‪ ،‬و�إّنا �أعطيناك الكوثر‪،‬‬ ‫عم يل فوهبتها له‪،‬‬ ‫فقَالَ له الرجل‪ :‬اقر�أ ال�سورتني‪ ،‬يريد املعوذتني‪ ،،‬فقَالَ ‪ :‬قدم َعلَى ابن ّ‬ ‫ول�ست براجع فيِ هبتي حتى �ألقى الله‪.‬‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ ٍِر‪ ،‬رحمه الله‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا �أَ ُبو حامت‪َ ،‬عنِ الأ�صمعى‪َ ،‬قالَ ‪� :‬سمع يون�س‬ ‫َ‬ ‫رج ًال ين�شد‪:‬‬

‫استودع العلم قرطاس ًا فضيعه وبئس مستودع العلم القراطيس‬

‫َقالَ ‪ :‬قاتله الله! ما �أ�شد �صبابته بالعلم و�صيانته للحفظ! � ّإن علمك من روحك‪ ،‬ومالك من‬ ‫بدنك‪ ،‬ف�صن علمك �صيانتك روحك‪ ،‬ومالك �صيانتك بدنك‪.‬‬

‫وح َّد َثنَا َ�أ ُبو َبكْ ٍِر‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا �أَ ُبو‬ ‫(‪َ )...‬‬ ‫ً‬ ‫أ�صمعي كثريا ما يقول‪:‬‬ ‫حامت‪َ ،‬قالَ ‪� :‬سمعت ال‬ ‫ّ‬ ‫«من قعد به ن�سبه‪ ،‬نه�ض به �أدبه»‬

‫ما وقع بين المأمون والجارية بحضرة‬ ‫هارون الرشيد‬

‫َ‬ ‫ثــنِي‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنَـا �أ ُبو َبكْ رِ بن الأنبارى‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َ‬ ‫َ‬ ‫�أبى‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّدثـنِي عبد الله بن عمرو بن عبد‬ ‫الوراق‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا املف�ضل بن حازم‪،‬‬ ‫الرحمن‬ ‫ّ‬ ‫َقالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا من�صور الربمكي‪َ ،‬قالَ ‪ :‬كان لهارون‬ ‫غالمية‪ ،‬يعني و�صيفة َعلَى ق ّد‬ ‫الر�شيد جارية‬ ‫ّ‬ ‫الغالم‪ ،‬وكان امل�أمون مييل �إليها وهو �إذ ذاك‬ ‫ت�صب َعلَى يد الر�شيد من‬ ‫�أمرد‪ ،‬فوقفت يوم ًا‬ ‫ّ‬ ‫�إبريق معها‪ ،‬وامل�أمون جال�س خلف الر�شيد‪،‬‬ ‫ف�أ�شار امل�أمون �إليها ك�أنه يقبلّها‪ ،‬ف�أنكرت ذلك‬ ‫ال�صب َعلَى مقدار نظرها‬ ‫بعينيها‪ ،‬و�أبط�أت فيِ‬ ‫ّ‬ ‫�إِلَى م�أمون و�إ�شارتها �إليه‪ ،‬فقَالَ الر�شيد‪ :‬ما هذا!‬ ‫�ضعي الإبريق من يدك‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فقَالَ ‪ :‬والله لئن‬ ‫مل ت�صدقيني لأقتلنك‪ ،‬فقَالَت‪ :‬يا �سيدي‪� ،‬أ�شار �إِليَ عبد الله ك�أنه يقبلني ف�أنكرت ذلك‪ ،‬فالتفت‬ ‫و�ضمه �إليه و َقالَ ‪ :‬يا‬ ‫ميت ملا دخله من اجلزع واخلجل‪ ،‬فرحمه‬ ‫�إِلَى امل�أمون ونظر �إليه ك�أنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫عبد الله‪� ،‬أحتبها؟ َقالَ ‪ :‬نعم يا �أمري امل�ؤمنني‪َ ،‬قالَ ‪ :‬هي لك‪ ،‬قم فادخل فيِ تلك القبة‪ .‬ففعل‪،‬‬ ‫ثم َقالَ ‪ :‬هل قلت فيِ هذا الأمر �شعر ًا؟ َقالَ ‪ :‬نعم يا �سيدي‪ ،‬ثم �أن�شد‪:‬‬

‫ظبي كتبت بطرفـي‬ ‫قـبلتـه مـن بعـيـد‬ ‫ورد أخــبـــــــث رد‬ ‫فمـا برحـت مكانـي‬

‫من الضميــر إلـيـــه‬ ‫ّ‬ ‫فاعتـل من شفتيـــه‬ ‫بالكسـر من حاجبيـه‬ ‫حـتـى قـدرت علـيـــه‬

‫خطبة بعض األعراب في قومه وقد واله جعفر بن سليمان بعض مياههم‬

‫بنَا عبد الرحمن‪َ ،‬ع ْن عمه‪َ ،‬قالَ ‪ :‬ولى جعفر بن‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ ٍِر‪ ،‬رحمه الله‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫�سليمان �أعرابي ًا بع�ض مياههم‪ ،‬فخطبهم يوم اجلمعة فحمد الله و�أثنى عليه ثم َقالَ ‪:‬‬ ‫«�أما بعد‪ ،‬ف�إن الدنيا دار بالغ‪ ،‬والآخرة دار قرار‪ ،‬فخذوا ملقركم من ممركم‪ ،‬وال تهتكوا‬ ‫�أ�ستاركمعند من ال تخفى عليه �أ�رساركم‪ ،‬و�أخرجوا من الدنيا قلوبكم‪ ،‬قبل �أن حترج منها‬ ‫�أبدانكم‪ ،‬ففيها حييتم‪ ،‬ولغريها خلقتم‪� ،‬إن الرجل �إذاهلك‪َ ،‬قالَ النا�س ما ترك‪َ ،‬‬ ‫وقالَت املالئكة‬ ‫ما قدم‪ ،‬فلله �آبا�ؤكم قدموا بع�ضاً‪ ،‬يكن لكم قر�ضاً‪ ،‬وال تخلّفوا كال‪ ،‬يكن عليكم كال‪� ،‬أقول قول‬ ‫هذا و�أ�ستغفر الله يل ولكم»‪.‬‬ ‫بنَا عبد الرحمن‪َ ،‬ع ْن عمه‪َ ،‬قالَ ‪ :‬قلت لأعرابي‪ :‬ما تقول فيِ‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ ٍِر‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫املرء؟ َقالَ ‪ :‬ما ع�سى �أن �أقول فيِ �شيء يف�سد ال�صداقة القدمية‪ ،‬ويحلّ العقدة الوثيقة‪� ،‬أقلّ ما‬ ‫فيه �أن يكون دربه للمغالبة‪ ،‬واملغالبة من �أمنت �أ�سباب الفتنة‪.‬‬ ‫بنَا �أَ ُبو احل�سن بن خ�رض‪َ ،‬ع ْن حماد بن �إ�سحاق الو�صلي‪َ ،‬قالَ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ ٍِر‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫مللكٍ‬ ‫كان فيِ دهره‪� :‬أو�صيك ب�أربع خالل تر�ضي بهن‬ ‫�سمعت �أبي‪ ،‬يقول‪َ :‬قالَ رجل من العجم‬ ‫تعدن عدةً‬ ‫يغرنّك ارتقاء ال�سهل �إذا كان املنحني وعر ًا‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫ربك‪ ،‬وت�صلح بهن رعيتك‪ ،‬ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫جزاء فات ِّق‬ ‫نقمات فكن َعلَى حذر‪،‬واعلم �أن للأعمال‬ ‫لي�س فيِ يديك وفا�ؤها‪،‬واعلم �أن لله‬ ‫ً‬ ‫العواقب‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪949‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)852‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫“مؤرخون مغاربة في الفترة‬ ‫المعاصرة”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أصبحت الكتابة التاريخية الوطنية الراهنة تنحو –بشكل متواصل‪-‬‬ ‫رسم الخطوط العريضة للخلفية التاريخية واالجتماعية والفكرية التي‬ ‫نحو اكتساب أدوات تفكيك خطاباتها ومساءلة رصيد إنجازاتها‪ .‬كما‬ ‫برز فيها مؤرخو هذه المرحلة‪ ،‬ونبتغي أيضا الكشف عن كيفية تبلور‬ ‫أصبح مؤرخو المرحلة أكثر قدرة على تجاوز منطق التجميع االستقرائي‬ ‫المواقف والتصورات والمفاهيم التي أعادوا قراءة وتأويل بعضها بما‬ ‫يتناسب والمرحلة التي عايشوها‪ .‬وفي هذا اإلطار فإن دراسة أعمالهم‬ ‫للوقائع ولألحداث في إطار مقاربات كرونولوجية تقنية مستنسخة‬ ‫من خالل الوقوف على تصورهم لمهنتهم‪ ،‬ورصد مضامين مدوناتهم‪،‬‬ ‫تعيد تدوير نفس المادة التاريخية وتطويعها حسب ضرورات اللحظة‬ ‫وإبراز مناهج اشتغالهم‪ ،‬من شأنها أن تكشف عن مكونات ثقافة عصرهم‬ ‫وأهواء المؤلف وانزياحات المرحلة‪ .‬ويبدو أن الوعي قد أضحى متزايدا‬ ‫من جهة‪ ،‬وسمات التدوين التاريخي في ذلك العصر من جهة أخرى‪”...‬‬ ‫بأهمية تشريح هذا البعد وتحليل منطلقاته‪ ،‬ليس بهدف إبراز سقطاته‬ ‫(ص‪.)9 .‬‬ ‫ومنزلقاته‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬بهدف تحويل المتون إلى أرضية لكتابة تاريخ‬ ‫مواز‪ ،‬يعكس انتظارات النخب ويحدد مواقعها من أحداث المرحلة التي‬ ‫وإذا كانت مسألة القبض على كل تفاصيل التجميع البيوغرافي‬ ‫عاشتها ويساعد على فهم منغلقات أدائها‪ ،‬ثم عوائق فشل مشاريعها‬ ‫النسقي ألعمال ال��رواد تظل من باب المستحيالت العتبارات علمية‬ ‫التحديثية أو التنويرية أو النهضوية‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير عن مؤرخي‬ ‫خالصة‪ ،‬فإن اختيار نماذج محددة والدخول في “حوار” مفتوح معها يشكل‬ ‫مغرب القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪ ،20‬ونشطت عمليات التحقيق “التقني”‬ ‫مدخال منهجيا أصيال لتوسيع دوائر السؤال قصد إبراز معالم فردانيات‬ ‫ألعمالهم‪ ،‬وتبلورت أعمال مسترسلة الستنباط التفاصيل‪ ،‬ومع كل ذلك‪،‬‬ ‫ال��ذوات الفاعلة وعناصر تميزها داخل وسطها الثقافي واالجتماعي‬ ‫ظل السؤال حول آفاق الكتابة لدى هؤالء الرواد أمرا متجددا‪ ،‬وهدفا قائما‪،‬‬ ‫والسياسي المتفاعلة معه‪ ،‬األمر الذي يجعل منها أرضية بديلة إلعادة‬ ‫مادام مؤرخ المرحلة قد أضحى منخرطا بالكامل في صنع األحداث وفي‬ ‫مساءلة الطابوهات والبياضات واالنزياحات المنفلتة من بين متون هؤالء‬ ‫التأثير فيها‪ ،‬أو على األقل في تبريرها وفي توجيهها‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن العودة‬ ‫المؤرخين‪ .‬ولعل هذا ما أدركه مؤلفا الكتاب‪ ،‬عندما قاال‪“ :‬لم يكن هم‬ ‫لتشريح متون المرحلة تشكل قراءة موازية للمضامين‪ ،‬تتيح إمكانيات‬ ‫الكتاب اإلحاطة بكل المؤرخين الذين اعتنوا بالتدوين التاريخي طيلة هذه‬ ‫هائلة للبحث في قضايا التحول المجتمعي من منظور نخب المرحلة‪ .‬أضف‬ ‫المرحلة‪ ،‬فهذا مطلب أجلناه لحين‪ .‬لكن مقصود هذا العمل تقديم تجارب‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أن األمر يحمل بؤرا لتفجير األسئلة المؤطرة لعمليات النقدين‬ ‫مختلفة في التدوين التاريخي لمؤرخين تباينت خلفياتهم االجتماعية‬ ‫الداخلي والخارجي للنصوص‪ ،‬وهي العملية الضرورية إلضفاء بعد إجرائي‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫وخبراتهم الشخصية‪ ،‬وجمعهم االهتمام بالتاريخ‪ ...‬إن تجارب هؤالء‬ ‫على ذهنيات القراءة واالقتباس والتوظيف‪ .‬ولعل هذا ما انتبهت له قطاعات‬ ‫المؤرخين الفكرية ال يمكن استنساخها عن تجارب أخرى سابقة أو معاصرة‪ ،‬ألننا‬ ‫مؤرخي المغرب الراهن‪ ،‬وقبلهم مؤرخي المرحلة الكولونيالية‪ ،‬بوضع الفهارس الضرورية نؤمن أن فرادة الفرد هي مسألة محسومة‪ ،‬ولكن يمكن مقارنتها مع آخرين ينتمون لنفس‬ ‫والتصنيفات البيبليوغرافية والتدوينات البيوغرافية‪ ،‬تسهيال لتداول المادة المصدرية وتيسيرا الحرفة ونفس الحقبة‪ ،‬إما بشكل متواز أو بشكل متقاطع‪ ،‬ألن الفرد يفكر ضمن عالمه‪ ،‬والذي‬ ‫لسبل النهل من مظانها ومن استثمارها في مختلف الدراسات القطاعية أو المونوغرافية يعتبر جزءا منه‪ ،‬إذ ال يعيش منعزال عن بيئة عصره وقضايا مجتمعه‪ ،‬لذلك البد من استحضار‬ ‫المتخصصة‪ .‬ويمكن أن نستشهد في هذا اإلطار –على سبيل المثال ال الحصر – بأعمال الخلفيات التاريخية واالجتماعية وعدم تجاهلها‪( ”...‬ص‪.)9 .‬‬ ‫دييكو دي طوريس وخاصة في كتابه “تاريخ الشرفاء”‪ ،‬أو بأعمال ليفي بروفنصال وخاصة في‬ ‫ولالستجابة لهذا األفق العام‪ ،‬انقسم الكتاب بين فصلين متراتبين زمنيا‪ ،‬اهتم أولهما‬ ‫كتابه “مؤرخو الشرفاء”‪ ،‬أو بأعمال عبد السالم بن سودة وخاصة كتابه “دليل مؤرخي المغرب برصد مواقف المؤرخين المغاربة من قضايا اإلصالح خالل القرن ‪ ،19‬من خالل إسهامات كل‬ ‫األقصى”‪ ،‬أو بموسوعة المؤرخ المغربي محمد المنوني الصادرة في أجزاء متراتبة تحت عنوان‪ :‬من محمد بن أحمد أكنسوس‪ ،‬وعلي بن محمد السوسي السماللي‪ ،‬وأحمد بن الحاج السلمي‪،‬‬ ‫“المصادر العربية لتاريخ المغرب”‪.‬‬ ‫وأحمد بن خالد الناصري‪ ،‬ومحمد بن إبراهيم السباعي‪ ،‬وعبد السالم اللجائي العمراني‪ ،‬ومحمد‬ ‫في إطار هذا التوجه العلمي األصيل‪ ،‬يندرج صدور كتاب “مؤرخون مغاربة في الفترة المشرفي‪ .‬أما الفصل الثاني‪ ،‬فقد سعى فيه المؤلفان لتفكيك ذهنية االشتغال لدى المؤرخين‬ ‫المعاصرة (النصف الثاني من القرن ‪ 19‬والنصف األول من القرن ‪ ،”)20‬لمؤلفيه خالد طحطح المغاربة في سعيهم لكتابة التاريخ الوطني‪ ،‬وذلك من خالل تجارب كل من عباس بن إبراهيم‬ ‫ومحمد بكور‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 296‬من الحجم الكبير‪ ،‬وذلك ضمن منشورات المراكشي‪ ،‬وأحمد الرهوني وعبد الرحمن بن زيدان‪ ،‬ومحمد العبدي الكانوني‪ ،‬ومحمد المختار‬ ‫مجلة “أمل” المتخصصة في تاريخ المغرب‪ .‬والكتاب‪ ،‬تعزيز لمسار اهتمامات أكاديمية مشتركة السوسي‪ ،‬ومحمد داود‪ ،‬ومحمد المنوني‪.‬‬ ‫ارتبطت بالمسار العلمي للمؤلفين‪ ،‬حسب ما بلورته أعمال تأصيلية في قضايا الكتابة التاريخية‬ ‫وبذلك استطاع الكتاب تقديم قراءة تركيبية هامة‪ ،‬ال شك وأنها ترسم العتبات الضرورية‬ ‫وتطوراتها المنهجية والمعرفية واإلبستمولوجية الوطنية والدولية‪ ،‬وهي األعمال التي رأت لجهود استثمار عطاء اإلسطوغرافيات المغربية التقليدية‪ ،‬مستثمرة نتائج جهد علمي رفيع‬ ‫النور في شكل إصدارات مسترسلة كان لها صداها األكاديمي الرفيع بين صفوف ممارسي في تجميع المتون وفي ترتيب السير وفي تحليل الخلفيات وفي نقد التخريجات وفي استحضار‬ ‫الكتابة التاريخية بالمغرب وبعموم البلدان العربية‪ .‬وبخصوص السقف العام الموجه لمضامين السياقات‪ .‬وفي ذلك مقدمات إجرائية لتشريح بنية النص المصدري وتطويع عناصر غناه‪ ،‬في‬ ‫الكتاب‪ ،‬فقد اختزلته الكلمة التقديمية بشكل دقيق عندما قالت‪“ :‬نهدف في هذا الكتاب إلى أفق تجاوز منغلقات المتن الكالسيكي وتكسير سلطه المعرفية التقليدانية المتوارثة‪.‬‬

‫أطفال وزان في رحلة المواطنة لربط االتصال بالمؤسسات الدستورية‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‪ ‬‬ ‫‪ « ‬هكذا تكون التربية على المواطنة ‪ ....‬حين‬ ‫يكون الطفل في صلب وجوهر الرحلة إلى الفضاءات‬ ‫التي من المفروض أن ترسخ مبادئ المواطنة ‪....‬‬ ‫من األكيد أن الرحلة ستظل راسخة في ذاكرة‬ ‫األط��ف��ال وستصاحبهم في م��س��ارات تكوينهم‬ ‫ونموهم ‪...‬هنيئا »‪ .‬بهذه التدوينة ‪ ‬العميقة‬ ‫والغنية بالدروس‪ ،‬علق الفاعل المدني والحقوقي‬ ‫األس��ت��اذ عبد ال��رح��م��ان ال��غ��ن��دور على « رحلة‬ ‫المواطنة» ‪ ‬التي نظمتها هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع‪ ،‬بتعاون ودعم من مجلس‬ ‫جماعة وزان لصالح عضوات وأعضاء مجلس الطفل‪،‬‬ ‫وذلك يوم الثالثاء ‪ 3‬يوليوز ‪. 2018‬‬ ‫«رحلة المواطنة» التي قادت عضوات وأعضاء‬ ‫مجلس الطفل لجماعة وزان إلى عاصمة المملكة‬ ‫لربط اتصالهم ببعض المؤسسات الدستورية‪،‬‬ ‫واالط�لاع عن قرب على األدوار التي أناطها بها‬ ‫دستور ‪ 2011‬ترسيخا لدولة الحق والقانون‪،‬‬ ‫جاءت بناء على ملتمس كان قد رفعه مكتب هيئة‬ ‫المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لرئيس‬ ‫مجلس جماعة وزان الذي انخرط وفريقه بمكتب مجلس الجماعة ( فوزية حمدي ومحمد نور ) واإلطار‬ ‫اإلداري عزيز السباعي‪ ،‬في االعداد المادي واألدبي لهذه الرحلة المساهمة في تسميد التربة لبناء مغرب‬ ‫الغد‪ ،‬مغرب ال يعلو فيه صوت على صوت مؤسسات تترجم نبضات المجتمع وتتفاعل معها‪ ،‬وتعكسها‬ ‫في برامج اقتصادية واجتماعية وحقوقية وثقافية‪ ،‬فتنتهي ببناء الثقة بين المواطن ومختلف المؤسسات‬ ‫الدستورية‪ ،‬وحجز المغرب لنفسه فضاء رحبا ب « نادي الدول الديمقراطية»‪.‬‬ ‫بفضاء المجلس الوطني لحقوق اإلنسان سيرسو مركب « رحلة المواطنة» حيث سيلتقي األطفال‬ ‫مع فريق من مديرية النهوض ( يتقدمه مدير المديرية ) الذي سافر بهم وبلغة حقوقية حول ظروف‬ ‫وسياق ميالد هذه المؤسسة‪ ،‬واألدوار التي أصبحت تلعبها في مجال حماية حقوق اإلنسان والنهوض بها‬ ‫في حدود المساحة المرسومة لها دستوريا‪ ،‬في عالقتها بمبادئ باريس الناظمة للمؤسسات الحقوقية‬ ‫الوطنية على الصعيد الدولي ‪ .‬كما شكل اللقاء فرصة اقترب منها األطفال من مساحة العمل الواسعة‬ ‫التي فتحتها المؤسسة الحقوقية الوطنية وآلياتها الجهوية مع المؤسسات التعليمية والجمعيات لتربية‬ ‫األطفال على المواطنة والنهوض بثقافة حقوق اإلنسان وقيمها كما هي ناصعة البياض في دستور‬

‫المملكة‪ ،‬وكما هي «متعارف عليها عالميا»‬ ‫(تصدير الدستور )‪.‬‬ ‫ومباشرة بعد هذه الجلسة الحقوقية قام‬ ‫األطفال بجولة بمرافق المؤسسة الوطنية‬ ‫ال��ت��ي «ت��ت��ول��ى النظر ف��ي جميع القضايا‬ ‫المتعلقة بالدفاع عن حقوق اإلنسان والحريات‬ ‫وحمايتها‪( ».....‬الفصل ‪ ،)161‬التقوا فيها‬ ‫باألمين العام ومدير مديرية الحماية‪ ،‬واألطر‬ ‫العاملة بمديرية التواصل ‪.....‬‬ ‫‪ ‬ثاني فضاء للتربية على المواطنة توغل‬ ‫أطفال وزان بين سراديبه هو المؤسسة‬ ‫التشريعية بغرفتيها ‪ .‬فبعد الزيارة لمختلف‬ ‫مرافق هذه المؤسسة‪ ،‬تابع األطفال جلسة‬ ‫تشريعية بمجلس النواب‪ ،‬كما التحقوا بعد ذلك‬ ‫بمجلس المستشارين لمتابعة جلسة األسئلة‬ ‫الشفاهية ‪ .‬وعلى هامش ذلك كان لهم لقاء‬ ‫مباشرة مع وزيرين بالحكومة‪ ،‬وبرلمانيين من‬ ‫مختلف األلوان السياسية‪ ،‬كما عقدوا جلسة مع‬ ‫فريق برلماني قربهم من األدوار الدستورية‬ ‫الموكولة للمؤسسة التشريعية بغرفتيها‬ ‫في بناء الدولة الديمقراطية التي تشكل المؤسسات القوية التي تحظى بالمصداقية‪ ،‬صمام أمانها‬ ‫واستقرارها ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبحثا عن منافذ يسوق بها مجلس الطفل لجماعة وزان عرضه الديمقراطي‪ ،‬ويتالقح فيها مع‬ ‫تجارب جنيسة‪ ،‬حل عضوات وأعضاء هذه اآللية المنتصرة للحوار والتشاور والترافع ضيوفا على مجلس‬ ‫الطفل لمقاطعة جماعة باب المريسة بمدينة سال العريقة ‪ .‬وقد تميز ‪ ‬اللقاء بكلمات ترحيبية تقدم بها‬ ‫رئيس مجلس جماعة وزان ورئيس مقاطعة المريسة وتابع فيها األطفال عرضين سلط فيهما الضوء‬ ‫على تجربتي مجلسي الطفل بالجماعتين ‪ .‬وخلص اللقاء الذي انتهى بتنظيم حفل شاي على شرف أطفال‬ ‫وزان باستقبال هؤالء لعضوات وأعضاء مجلس الطفل لجماعة باب المريسة في األسابيع القليلة القادمة‬ ‫لتسطير برنامج عمل مشترك عنوانه العريض «من أجل جماعتين ترابيتين تنتصران لحقوق أطفالهما»‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن الوفد الذي رافق عضوات وأعضاء مجلس الطفل لجماعة وزان في «رحلة المواطنة» هذه‪،‬‬ ‫تشكل من رئيس مجلس جماعة وزان ‪ ‬ونائبه األول‪ ،‬والمسؤول عن مكتب التواصل بمجلس الجماعة‪،‬‬ ‫وفريق هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع المواكب لعمل مجلس الطفل ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪949‬‬

‫جلسة نقدية لمدن الحلم والحزن‬ ‫للروائية راضية العمري‬ ‫الرواية انتصار للمرأة بتشكيالتها‪،‬‬ ‫وانتصار لإلنسانية عبر تنويع في الخطاب‬

‫لعبة السودوكو (‪)416‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫حظي المنجز الروائي «مدن الحلم‬ ‫والدم» ‪ ‬للكاتبة راضية العمري بجلسة نقدية‬ ‫هامة ‪ ،‬عمل فرع رابطة كاتبات المغرب بالقصر‬ ‫الكبير على تنظيمها مساء السبت ‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ 2018‬بقاعة دار الثقافة لمدينة القصر الكبير ‪.‬‬ ‫شارك في الجلسة النقدية العلمية‬ ‫الدكاترة ‪ :‬مصطفى العطار ‪ ،‬حسن اليمالحي ‪،‬‬ ‫سعيد الدكالي و محسن بنعجيبة‪.‬‬ ‫الدكتورة ليلى احمياني ترأست الجلسة‬ ‫النقدية العلمية بحيث عرضت لمسار المؤلفة‬ ‫راضية العمري األدبي الذي أثمر عمال روائيا‬ ‫حظي بمواكبة نقدية بعدة مدن مغربية من‬ ‫طرف نقاد مختصين ‪ ،‬مبرزة بعد ذلك الخصائص‬ ‫الفنية لمدن الحلم والدم ‪...‬كما قدمت للجمهور‪ ‬‬ ‫الحاضر نبذا عن المسار العلمي للمشاركين في‬ ‫الجلسة ‪ ،‬وأهم إسهاماتهم المعرفية اإلبداعية‪ ‬‬ ‫والنقدية‪.‬‬ ‫الدكتور مصطفى العطــار انطلــق في‬ ‫مداخلته من ‪ ‬تحليل لما ورد في «مدن الحلم‬ ‫والدم» من تقابل بين الحب واألحزان التي‬ ‫تحتل مساحتها رقعة شاسعة من المنجز‬ ‫الذي وقف عند مسببات االنكسار‪ ،‬كتفجيرات‬ ‫مدريد ‪ ‬اإلرهابية ‪ ،‬والتطاحن الطالبي داخل‬ ‫الحرم الجامعي‪ ،‬وما لذلك من انعكاسات‬ ‫نفسية على‪ ‬العوالم الداخلية‪ ‬للكاتبة التي‬ ‫قابلت في « مدن الحلم والدم»‪ ‬بين أمكنة‬ ‫تنتمي ‪ ‬للضفتين ‪ /‬المغرب ‪ ،‬إسبانيا !!!‪.‬‬ ‫لقد استطاعت األستاذة راضية تسريع زمن‬ ‫السرد و الحزن ‪ ،‬غير مكتفية بالسرد األفقي ‪،‬‬ ‫مشتغلة على عنصر تحريك‪ ‬المفتقد ‪ /‬توثر‬ ‫درامي‪.‬‬ ‫لقد أعــادت الكاتبــة راضيـــة العمري‬ ‫االعتبار للملمح البالغي بأسلوب يخاصم اللغة‬ ‫االستعراضية ‪ ،‬منتهية إلى قيم بنائية سردية‬ ‫مقتبسة‪ :‬نفس شعري ‪ /‬لوركا‪ /‬من أجل بناء‬ ‫سردي قيم‪.‬‬ ‫هذا لم يمنع الدكتور مصطفى العطار من‬ ‫الوقوف على بعض المالحظات كضرورة تخطي‬ ‫المشاغل الطقوسية ‪،‬واالستفادة من مواضيع‬ ‫جديدة ‪ ،‬االستعانة بمدققين لغويين‪ ،‬واالبتعاد‬ ‫عن نعوت ال تليق بالموصوف ‪.....‬‬ ‫المداخلة الثانية في الجلسة النقدية‬ ‫كانت للدكتور المبدع‪ ‬حسن اليمالحي تحت‬ ‫عتبة ‪ « :‬المرأة بين الهجرة والعنف في رواية‬ ‫مدن الحلم والدم»‪ ، ‬مستعرضا أهم خصائص‬ ‫المعنى والمبنى بالمنجز الروائي‪ : ‬من مغادرة‬ ‫البطلة لواقع مأزوم إلى واقع آخر بالضفة اآلخرى‬ ‫بمالمح الغربة ‪ ،‬اإلرهاب ‪ ،‬االنكسار الداخلى ‪/‬‬ ‫موت كمال ‪...‬‬ ‫العودة للوطن ‪ -‬هي األخرى‪ -‬يكتب لها‬ ‫االقتران بقتل الحبيب الثاني !!! ليستمر األلم ‪...‬‬ ‫عامة ‪ ،‬مدن الحلم والدم شريط أسئلة‬ ‫ممتدة للهجرة‪ ‬وقد ولدت كثيرا من الفراغات‬ ‫بالرغم من االستقرارالمادي‪.‬‬ ‫إن الرواية عند الدكتور حسن اليمالحي‪ ‬‬ ‫احتفاء بالمرأة في عيون اآلخر ‪ /‬الرجل ‪/‬‬ ‫المجتمع‪ ،‬حاملة لموضوع راهني كبير ‪ :‬التطرف‬ ‫والعنف وتقاسم االنكسار‪ ،‬وهي في المجمل‪ ‬‬ ‫انتصار للمرأة بتشكيالتها ‪ ،‬وانتصار لإلنسانية‬ ‫عبر تنويع في الخطاب ‪.‬‬ ‫ثالث مداخلة كانت للدكتور‪ ‬سعيد الدكالي‬ ‫الذي‪ ‬تحدث عن الحس النقدي وعالقته بتكثيف‬ ‫قراءة األعمال و االجناس األدبية المتنوعة ‪.‬‬ ‫واعتبر الحديث عن نجاح أو فشل أي‬ ‫منجز أمر مؤجل مادامت مراحل االبداع تتطور‬ ‫وتتحول‪.‬‬ ‫‪ ‬من عوامل النجاح الروائي في رأي‬ ‫الدكالي توفر‪ ‬فضاء للموسيقى والصور بالمتن‬

‫‪17‬‬

‫السردي‪ ، ‬مستشهدا بأعمال عالمية اعتمدت‬ ‫على ذلك‪ ‬في البناء الروائي‪ ،‬ما دام هذا األخير‬ ‫مجموعة صور تغطي‪ ‬شريطا سرديا‪.‬‬ ‫بعد ذلك عدد الدكتور سعيد الدكالي‬ ‫البعض من‪ ‬المبادئ األساسية للرواية الناجحة‪،‬‬ ‫باستحضار روح التحقيب والتشابك ‪ ،‬وعدم‬ ‫تحليل الواقع الموجود‪ ، ،‬إن اعترافات الكاتب‬ ‫ليست اكتشافا للوجود االنساني‪ ،‬وكون الرواية‬ ‫فضاء ‪ ‬للعب واالفتراض‪.‬‬ ‫وخلص الدكالي إلى أن الرواية فن متجدد‬ ‫بإمكانه المزج بين الفلسفة والحلم والشعر دون‬ ‫أن تحظى االفتراضات اليقينية بأهمية قصوى‪.‬‬ ‫وفي شبكة تحليلية للرواية وقف الدكالي‬ ‫عند عناصر ‪ ‬الموسيقى في الرواية ‪ /‬الحركة‬ ‫سريعة جدا ‪ ،‬توظيف تقنية التغذية الراجعة‪.....‬‬ ‫منتهيا إلى كون العمل الروائي عند راضية‬ ‫العمري بداية تتوق للتطور ‪...‬‬ ‫مداخلة الدكتور محسن بنعجيبة حاول‬ ‫من خاللها عقد مقارنات بين»‪ ‬مدن الحلم‬ ‫والدم»‪ ‬وروايات أخرى لروائيين مرموقين‬ ‫تناولت توظيف األبعاد الداللية لتيمة الهجرة‬ ‫‪ ،‬مستخلصا كون مدن الحلم والدم جعلت من‬ ‫الهجرة مرتكزا أساسيا‪ ‬بخالف باقي األعمال‬ ‫االخرى‪ ‬وكأن « مدن الحلم والدم «‪ ‬توجه‬ ‫انتقادات لآلخرين‪.‬‬ ‫لقد حاولت بطلة‪ ‬راضية العمري عدم‬ ‫التنكر للقيم‪ ،‬وتوظيف قيمة المرأة المغربية‬ ‫بشكل حضاري وجديد‪.‬‬ ‫لم تحاول بطلة راضية العمري القيام‬ ‫بالمتداول في أعمال أخرى بالتركيز عن‬ ‫المسكوت عنه ‪ /‬مستغانمي‪...‬بل التزمت بالقيم‬ ‫المعيشة المتداولة ‪ ،‬وأرجع الدكتور بنعجيبة‬ ‫ذلك للخلفية القانونية والدينية للكاتبة‪ ،‬كما‬ ‫تحدث عن التداخل النصي بالرواية وتفاعله‬ ‫مع أعمال عالمية مرجعا ذلك للخلفية الثقافية‬ ‫للمبدعة‪ ‬وتأثرها‪ ‬باألدب الروسي ‪ /‬أنا كارنينا‬ ‫الدكتور محسن بنعجيبة قام بإشارات‬ ‫تقابلية‪ ‬بين الحب واأللم بالرواية‪ ،‬وتطرق‬ ‫لوجود إيحاءات داللية‪ ، .‬وتناص مع أعمال‬ ‫عالمية من جنس الشعر ‪ /‬لوركا‪.‬‬ ‫كما اعتبر القتل والموت‪ ‬داخل الرواية قتال‬ ‫وموتا رمزيا وكون «مدن الملح والدم»‪ ‬في‬ ‫تواصل مفتوح يالمس‪ ‬الالوعي‪.‬‬ ‫وكانت قبل ذلك قد أخذت الكلمة الشاعرة‬ ‫أمل الطريبق رئيسة فرع رابطة كاتبات المغرب‬ ‫بالقصر الكبير مرحبة بضيوف الجمعية من‬ ‫نقاد ومهتمين على تلبية الدعوة ‪ ،‬مستعرضة‬ ‫إثر‪ ‬ذلك ظروف تأسيس الرابطة ‪ ،‬وإشعاعها‬ ‫بالرغم من حداثة التأسيس باستحضار األهداف‬ ‫والمرامي التي أسست من أجلها‬ ‫فعاليات ثقافية وسياسية ومدنية شاركت‬ ‫بكلمات بالمناسبة واعتبرت مدن الحلم والدم‬ ‫مشاركة في إثراء الخزانة الوطنية والمحلية‬ ‫بعمل له خصوصياته المميزة‪.‬‬ ‫الحاضرون تابعوا شريطا توثيقيا من إعداد‬ ‫وصال الفاسي عن المسار العلمي للمؤلفة‬ ‫راضية العمري التي استطاعت الجمع بين‬ ‫المحاماة كمهنة واألدب كغواية‪...‬‬ ‫عقب الجلسة النقدية التقى الجمهور في‬ ‫حوار مفتوح مع االستاذة راضية حول تجربتها‬ ‫اإلبداعية ومدى استفادتها من المخزون‬ ‫المعرفي ‪ ،‬والمشاهدات اليومية ‪.‬‬ ‫الجهة المنظمة سلمت شواهد تقدير‬ ‫للسادة النقاد المشاركين ‪ ،‬ولكل من عمل على‬ ‫إنجاح هذا الملتقى الثقافي‪.‬‬

‫محمد كماشين‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪416‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 949‬ـ الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)7‬‬ ‫طائرة برشلونة تنهي مشوار‬ ‫شوستر دولياً‬

‫تظل المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هي الحلم األكبر لدى جميع العبي كرة القدم‪ ،‬وكما‬ ‫ابتسم الحظ لعدد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك المسابقة‪ ،‬عجز‬ ‫نجوم آخرون عن تحقيق ذلك الحلم‪ .‬ويستعرض «كووورة» في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪،‬‬ ‫أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة الخامسة منها‪ ،‬عن النجم األلماني‬ ‫بيرند شوستر‪.‬‬

‫قدرات كبيرة‬

‫استغل شوستر الملقب بـ «المالك األشقر» قدراته العالية في وسط الملعب‪ ،‬ليكون‬ ‫أحد أهم الالعبين األلمان في أواخر السبعينيات والثمانينيات‪ ،‬إذ امتازت طريقة لعبه بالسرعة‬ ‫والسالسة والدقة‪ ،‬والتي كانت سببا في تهافت كبار القارة األوروبية عليه لضمه‪ .‬ولمعت‬ ‫نجومية شوستر منذ أن كان العبا في كولن وهو ال يزال في العشرين ربيعا‪ ،‬ليجذب اهتمام‬ ‫برشلونة في عام ‪ 1980‬الذي ضمه عقب تألقه الملفت مع منتخب ألمانيا الغربية للشباب‪.‬‬ ‫ورغم صغر سنه‪ ،‬باإلضافة لتواجد أسماء كبيرة في المنتخب األلماني في ذلك الوقت‪ ،‬جاء قرار‬ ‫المدرب يوب ديرفال باستدعاء شوستر لقائمة الماكينات لخوض منافسات بطولة أمم أوروبا‬ ‫‪ ،1980‬ليشارك شوستر في ‪ 4‬مباريات ويساهم في فوز المانشافت باللقب الثاني في تاريخه‪.‬‬

‫تألق في برشلونة‬

‫قدم النجم الشاب مستوى مميزًا مع البلوجرانا خالل ‪ 8‬سنوات قضاها في كامب نو‪،‬‬ ‫ليساهم في الحصول على ‪ 6‬بطوالت‪ ،‬ويكون ضمن أفضل العبي الوسط في العالم خالل تلك‬ ‫الفترة‪ .‬كان ‪ 1980‬هو عام التوهج لنجم كتالونيا الجديد‪ ،‬الذي توجه بالحصول على اليورو‬ ‫ثم دخول تشكيلة أفضل ‪ 11‬العب في أوروبا‪ ،‬باإلضافة لحلوله وصيفا لكارل هاينز رومينيجه‬ ‫الفائز بالكرة الذهبية‪ .‬وتميز شوستر بالقوة واألداء األنيق في وسط الملعب‪ ،‬كما أن شخصيته‬ ‫الحادة داخل الميدان جعلته قائدا حتى لو لم يرتد شارة القيادة‪ .‬ولكن على الجانب اآلخر لم‬ ‫يكن سلوكه خارج المستطيل األخضر كما كان داخله‪ ،‬وهو األمر الذي وضعه في مشكلة‬ ‫منعته من الظهور في المونديال‪ .‬وواصل شوستر عروضه الجيدة مع برشلونة‪ ،‬وساهم في‬ ‫الفوز بلقب الليجا‪ ،‬كما قاد الفريق للفوز بكأس االتحاد األوروبي‪ ،‬ليحضر حفل الكرة الذهبية‬ ‫مجددًا بحلوله ثالثا في القائمة‪ ،‬كما أصبح النجم األول للبلوجرانا‪..‬‬

‫ودية األزمة‬

‫وخالل مباراة ودية مع منتخب بالده في مايو‪/‬آيار ‪ ،1981‬أنهى األلمان الشوط األول‬ ‫متقدمين على البرازيل بهدف نظيف‪ ،‬حينها أراد نجم الفريق الكتالوني عدم خوض المباراة‬ ‫بأكملها للعودة دون إصابات إلى برشلونة‪ .‬وبالفعل شارك شوستر في ‪ 45‬دقيقة فقط‪،‬‬ ‫ولكن عاد رفقاء زيكو وسقراط في الشوط الثاني وهزموا منتخب ألمانيا بهدفين لهدف‬ ‫في شتوتجارت‪ .‬وعقب انتهاء المباراة دعا الالعب هانسي مولر زمالءه في المنتخب لحفلة‬ ‫في منزله باأليام األخيرة من الموسم‪ ،‬حيث حضر الجميع ولكن لم يتواجد شوستر‪ ،‬الذي‬ ‫أخبر الحارس توني شوماخر بأنه سيسافر في طائرة السادسة صباحا ليعود إلى برشلونة‪ ،‬ما‬ ‫أغضب المدرب يوب ديرفال بسفر الالعب دون علمه‪ .‬خرج المدرب بتصريح في إحدى مباريات‬ ‫تصفيات مونديال ‪ 1982‬ألمح من خاللها إلى غضبه من تصرف شوستر‪ ،‬الذي كان أحد أعمدة‬ ‫المنتخب قبل المونديال وقال‪« :‬لكي تكون بطل العالم ستحتاج شخصية مثل بول برايتنر»‪.‬‬

‫اشتعال األزمة‬

‫جاءت كلمات ديرفال لتشعل فتيل النيران بين شوستر وبرايتنر‪ ،‬وازدادت األزمة بعدما‬ ‫تبادل الطرفان التصريحات الحادة‪ ،‬مما دفع المدرب الستبعاد الشاب األشقر من مونديال‬ ‫إسبانيا ‪ 1982‬مع الوضع في الحسبان ما بدر منه بعد ودية البرازيل‪ .‬بعد ضياع حلم المشاركة‬ ‫في المونديال للمرة األولى‪ ،‬وتأزم موقفه مع المدرب واالتحاد األلماني باإلضافة لالعبين كبار‬ ‫في المنتخب مثل رومينيجه وبرايتنر‪ ،‬قرر شوستر االعتزال الدولي وهو في الـ ‪ 24‬من عمره‪،‬‬ ‫وركز فقط في مشواره مع األندية‪ .‬لدى شوستر أيضا تجربة مثيرة‪ ،‬فبعدما ترك برشلونة‬ ‫انتقل بشكل مفاجئ إلى الغريم التقليدي ريال مدريد‪ ،‬وساعد الفريق الملكي في الهيمنة‬ ‫على الكرة في إسبانيا خالل عامي ‪ 1988‬و‪ 1989‬والفوز ببطولتي دوري ولقب للكأس ولقب‬ ‫للسوبر‪ .‬واصل النجم األلماني هوايته في اللعب للغريم‪ ،‬إذ انتقل عام ‪ 1990‬إلى أتلتيكو‬ ‫مدريد‪ ،‬الجار العاصمي لفريقه السابق‪ ،‬واستطاع الحصول على لقبين لكأس الملك‪ ،‬قبل أن‬ ‫ينهى مسيرته في الدوري المكسيكي عام ‪.1997‬‬

‫‪3‬‬

‫نتمنى‬

‫أن ال يسكن الغرور القائمين على اتحاد طنجة بعدما قدم موسما استثنائيا‪ ،‬حاز فيه‬ ‫على النسخة السادسة من البطولة االحترافية لموسم ‪ ،2018 / 2017‬وهي األولى في‬ ‫تاريخه وتاريخ كرة القدم بالمدينة‪ .‬ونحن على أبواب موسم جديد ينطلق في منتصف غشت المقبل‪،‬‬ ‫واالستعدادات انطلقت منذ أسبوع‪ ،‬فلهذا نرى أن القادم اصعب‪ ،‬ووجب االستفادة من أخطاء الماضي‬ ‫والتحضير بشكل سليم وبنوع من المسؤولية‪ ،‬انطالقا من قراءة األمور القراءة السليمة‪ ،‬تحديدا بعدم‬ ‫التسرع في التفريط في الطاقم التقني الذي كذب كل التكهنات واستطاع خلق االستثناء وجمع شمل‬ ‫العبين مهمشين ممن كانوا يتواجدون في دكة االحتياط في عهد المدرب الزاكي‪ ،‬صاحب راتب ‪30‬‬ ‫مليون في الشهر‪ ،‬الذي كاد أن يعصف بالفريق في الهاوية‪ .‬هذا الطاقم لالسف شهد أول ضربة بالتخلي‬ ‫عن المدرب المساعد عبد الواحد بنقاسم ألسباب مجهولة‪ ،‬وراجت في االيام القليلة الماضية أخبار عن‬ ‫دخول الفريق في مفاوضات مع مدرب جديد‪ ،‬لكن الرئيس أبرشان أبطل لحدود الساعة هذه اإلشاعة‪،‬‬ ‫وانطلق المرابط في عمله‪ ،‬هناك أمور متداولة حول صفقات العبين تتم دون استشارة المدرب‪ ،‬وهذه‬ ‫أمور أكيد ستحسب ضد المدرب في حالة تحقيق انطالقة سلبية‪ ،‬وقد يتبناها البعض في حالة حضور‬ ‫بركة المرابط وسارت األمور في االتجاه الصحيح‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫هرفي رونارد‪..‬‬ ‫مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم‬

‫ما هو رأيك في الجمهور المغربي الذي احتضنك‬ ‫منذ تقلدك إدارة المنتخب الوطني‪ ،‬و ما هو تقييمك‬ ‫لمشاركة المنتخب الوطني خالل نهائيات كأس العالم‬ ‫روسيا ‪2018‬؟‪ ‬‬ ‫المساندة التي يقدمها لي الجمهور المغربي تؤثر في‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬أشعر بذات اإلحساس الذي عشته مع زامبيا‬ ‫والكوت ديفوار بعد إحرازي للقبي كأس إفريقيا‪ .‬أود من‬ ‫هذا المنبر شكر كل الجماهير المغربية على دعمها وخاصة‬ ‫المشجعين الذين تكبدوا عناء السفر وتنقلوا لتشجيعنا في‬ ‫األراضي الروسية‪ .‬وبالنسبة لتقييمي مشاركة المنتخب‬ ‫الوطني خالل نهائيات كأس العالم روسيا ‪ ،2018‬دعني‬ ‫أقول لك أني أشعر بالفخر بما قدمناه خالل مشاركتنا في‬ ‫كأس العالم‪ ،‬إال أن الندم يتراقص في ذهني في كل حين‬ ‫بالنظر لسيناريو المباريات التي خضناها‪ ،‬خاصة المباراة‬ ‫األخيرة أمام إسبانيا التي كنا خاللها متقدمين في النتيجة‬ ‫إلى غاية الدقائق األخيرة‪ ،‬قبل أن نستقبل هدفا من خطأ‬ ‫تحكيمي واض��ح‪ .‬صحيح أن المباراة لم تكن لتؤثر على‬ ‫مسار المنتخب الوطني في المنافسات‪ ،‬إال أن االنتصار‬ ‫على منتخب من حجم إسبانيا كان سيعني الكثير بالنسبة‬ ‫للمغاربة‪ .‬يمكنني الحديث أيضا عن مباراة البرتغال‬ ‫واألخطاء التي عرفتها‪ ،‬لكنني أفضل أن أرى نصف الكأس‬ ‫المملوء‪ ،‬قدمنا كرة جميلة وأظهرنا قوة المنتخب المغربي‬ ‫خالل هذا المحفل العالمي‪ .‬‬ ‫بالنظر لمستوى مباراة إسبانيا وروسيا‪ ،‬أال يمكن‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫القول أن المنتخب المغربي كان قادرا على الذهاب‬ ‫بعيدا في المنافسات؟‪ ‬‬ ‫ال يمكن إعادة كتابة التاريخ‪ ،‬هذه طبيعة وخصوصية‬ ‫كرة القدم‪ ،‬أحيانا ال نجازى على المجهودات التي نقوم‬ ‫بها بشكل سريع‪ ،‬إال أن ما هو مؤكد هو أن ثمرة هذه‬ ‫المجهودات ستقطف آجال أم عاجال‪ .‬‬ ‫تحدثنا عن وجودك في كل بقاع العالم خالل األيام‬ ‫األخيرة‪ ،‬ما صحة األخبار التي تحدثت عن مغادرتك‬ ‫للمنتخب الوطني؟‪ ‬‬ ‫(ضاحكا) أؤكد لك أنني كنت أتواجد في مكان واحد‪ .‬بعد‬ ‫نهاية كأس العالم‪ ،‬تم ترويج العديد من األخبار بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬لكني أؤكد أنه ال أحد يمكنه أن يقرر مصيري‬ ‫مكاني‪ .‬الوضعية الحالية واضحة‪ ،‬مازلت أرتبط بعقد مع‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى غاية سنة ‪.2022‬‬ ‫إلى حدود هذه اللحظة أنا مازلت مع المنتخب المغربي‪،‬‬ ‫لكن عالم كرة القدم يشهد أحيانا رغبة بعض الرؤساء في‬ ‫تعويض مدربيهم وفي بعض المرات أشعر أنا نفسي برغبة‬ ‫في تغيير األجواء‪ ،‬غير أننا حاليا لسنا في هاتين الوضعيتين‪.‬‬ ‫وأود في هذا اإلطار التأكيد على أن رئيس الجامعة‪ ،‬فوزي‬ ‫لقجع‪ ،‬سخر كل اإلمكانيات للمنتخب المغربي لتحقيق نجاح‬ ‫جماعي عكس ما تم الترويج له‪ ،‬كما أن عالقتي مع مصطفى‬ ‫حجي ممتازة وأفتخر بكونه ضمن طاقمي التقني ولم أفكر‬ ‫قط في التخلي عنه‪.‬‬

‫صفقة القرن‬ ‫تسيطر على صحف إيطاليا‬

‫أكدت الصحف اإليطالية‪ ،‬أن البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬أنهى عالقته بريال مدريد‪،‬‬ ‫وبات على بعد خطوات من االنضمام ليوفنتوس‪ .‬كما أبرزت الصحف اإليطالية‪ ،‬تصريحات‬ ‫وكيل أعمال الالعب خورخي مينديز‪ ،‬الذي قال في مقابلة مع صحيفة ريكورد‪ ،‬أنه إذا رحل‬ ‫كريستيانو عن الريال‪ ،‬فإن هذا سيكون من أجل مواجهة تحديات جديدة في مسيرته الرائعة‪.‬‬ ‫وافتتحت صحيفة‪ ‬الجازيتا ديللو سبورت‪ ،‬عددها بعنوان «سي أر ‪ 7‬يوفي‪ ،‬صفقة ممكنة»‪،‬‬ ‫موضحة أن الرحيل المحتمل للنجم البرتغالي عن قلعة برنابيو‪ ،‬يقرب كريستيانو بشكل‬ ‫أكبر من االنتقال لبطل الدوري اإليطالي‪ .‬كما أبرزت الصحيفة‪ ،‬أن الريال نشر الخميس‬ ‫صور القميص الرسمي الجديد للميرينجي‪ ،‬ولم يظهر كريستيانو في أي منها‪ ،‬معتبرة هذا‬ ‫األمر إشارة جديدة على رحيل صاروخ ماديرا‪ ،‬عن بطل دوري أبطال أوروبا للمواسم الثالثة‬ ‫الماضية‪ .‬من جانبها‪ ،‬راهنت صحيفة‪ ‬كوريري ديللو سبورت‪ ،‬على اللعب باأللفاظ من خالل‬ ‫عنوان «سي آر ‪ 7‬يوليو» في إشارة ألحرف الالعب ورقم قميصه‪ .‬واعتبرت نفس الصحيفة أن‬ ‫هذه الصفقة المحتملة ستستدعي رحيل أحد العبي يوفنتوس‪ ،‬وتحديدا جونزالو هيجواين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬أكد نيكوالس إيجواين‪ ،‬شقيق وممثل الالعب األرجنتيني‪ ،‬األربعاء أن‬ ‫شقيقه يعتزم استكمال السنوات الثالث الباقية من عقده مع السيدة العجوز‪ .‬وتابعت الصحيفة‬ ‫«ساري يقترب من تشيلسي‪ ،‬رومان إبراموفيتش ينتظر مدرب نابولي السابق‪ ،‬الذي طلب ضم‬ ‫أليسون باكير‪ ،‬وهيجواين إذا رحل موراتا»‪ .‬بدورها‪ ،‬اعتبرت صحيفة‪ ‬توتو سبورت‪ ،‬أن الطريق‬ ‫«ممهدا» النتقال كريستيانو لليوفي‪ ،‬عقب االجتماع الذي جرى بين مينديز ورئيس نادي ريال‬ ‫مدريد‪ ،‬فلورنتينو بيريز‪ ،‬ويفترض أن الطرفين اتفقا خالله على رحيل المهاجم‪ .‬ووصفت نفس‬ ‫الصحيفة االنتقال المحتمل للدون‪ ،‬بأنه سيكون «صفقة القرن»‪ ،‬مبرزة في صفحاتها الداخلية‬ ‫عشق كريستيانو للسيارات الرياضية والبيوت الفاخرة‪ .‬وأضافت «المدرب أليجري عاد من إجازته من أجل االجتماع مع أنييلي‪ ،‬رئيس يوفنتوس‪،‬‬ ‫وبيبي ماروتا»‪.‬‬


‫العدد ‪949‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫إيرلندي وإسبانية يتوجان بالنسخة ‪ 13‬لكأس إفريقيا‬ ‫للترياتلون بالعرائش‬ ‫المغربي أمين فاتح حل في المركز ‪ 23‬ضمن ‪55‬‬ ‫مشارك في صنف النخبة‬ ‫تــــــوج اإليـــرلنـــــدي‬ ‫كونستانتين دوهيرتي في فئة‬ ‫الذكور‪ ،‬واإلسبانيـــة ديليومــا‬ ‫غونزاليث في فئــــة اإلنـــاث‬ ‫للنخبة‪ ،‬بالنسخة الثالثة عشر‬ ‫لكأس إفريقيا للترياتلون‪ ،‬في‬ ‫مسابقات السباحة ( ‪ 750‬م)‪،‬‬ ‫والدراجات ( ‪ 20‬كلم)‪ ،‬والجري‬ ‫(‪ 5‬كلم)‪ ،‬بتحقيق األول زمنا‬ ‫قدره بتوقيت ‪ 56‬دقيقة و‪09‬‬ ‫ثانية‪ ،‬والثانية بتوقيت ساعة‬ ‫و‪ 9‬دقائق و‪ 49‬ثانية‪.‬‬ ‫ونظمــــت هذه النسخـــة‬ ‫جمعية ترياتلــــون العرائـــش‪،‬‬ ‫تحـــت إشـــراف الفدراليتين‬ ‫الدولية واإلفريقيــة‪ ،‬والجامعة‬ ‫الملكية المغربيـــة للرياضـــة‬ ‫للجميع وبتنسيق مع السلطات‬ ‫اإلقليمية والمحليــــــة ووزارة‬ ‫الشباب والرياضة ‪ ،‬وعرفت مشاركة أكثر من ‪ 300‬متسابق‬ ‫ضمنهم ‪ 55‬مشارك من صنف النخبة ممثلون لخمسة‬ ‫وعشرون دولة منها‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬النامسا‪ ،‬إسبانيا‪،‬‬ ‫البرتغال‪ ،‬السويد‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬رومانيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬أستراليا‪،‬‬ ‫كندا‪ ،‬نيوزيالند‪ ،‬الشيلي وجنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫المتسابق اإلرلندي‪ ،‬كونستانتين دوهيرتي بطل نسخة‬ ‫العرائش ‪ ،‬كان توج ببطولة إيرلندا لترياتلون لسنة ‪2017‬‬ ‫والثامن في بطولة العالم بأنفيرس ببلجيكا في ‪ 16‬يونيو‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وآل المركزين الثاني والثالث في سباق العرائش‬ ‫لصنف النخبة للكنديين شارل باكيط بتوقيت ‪ 56‬دقيقة‬ ‫و‪ 54‬ثانية‪ .‬وأليكس الباج بتوقيت ‪ 57‬دقيقة و‪ 15‬ثانية‪.‬‬

‫فيما أحرز المغربي أمين فاتح‬ ‫وصيف بطل إفريقيا لفئة‬ ‫‪ 23‬سنة‪ ،‬المركز ‪ ،23‬وكان‬ ‫أول ممثل إلفريقيا يبلغ خط‬ ‫الوصول‪ ،‬متبوعا بالمغربي‬ ‫نبيل كوزكوز صاحب المركز‬ ‫‪ 13‬في النسخة ‪ 18‬من ألعاب‬ ‫البحر األبيــــض المتوســــط‬ ‫بتاراغونا‪ ،‬وحصل على المركز‬ ‫‪ 28‬في سباق العرائش‪.‬‬ ‫وعلى مستوى اإلناث‪ ،‬عاد‬ ‫المركز الثاني للهنغارية غريتا‬ ‫سانتوسي بتوقيت ساعة و‪11‬‬ ‫دقيقة و‪ 7‬ثوانـــــي‪ ،‬والثالث‬ ‫للبرتغالية ليليانا أليكسلندر‬ ‫بتوقيت ساعة و‪ 11‬دقيقة و‪19‬‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الهواة‬ ‫(الفئات العمرية) صنف الذكور‪،‬‬ ‫أحرز أحمد فيالل المركز األول بتوقيت ساعة و‪ 6‬دقائق‬ ‫و‪ 8‬ثواني ‪ ،‬متبوعا بنعمان السرغيني‪ ،‬البطل الطنجي‪ ،‬في‬ ‫المركز الثاني بتوقيت ساعة و‪ 8‬دقائق و‪ 17‬ثانية ‪ ،‬ثم‬ ‫اإلسباني دانيل غارسيا في المركز الثالث بتوقيت ساعة‬ ‫و‪ 10‬دقائق و‪ 12‬ثانية‪ .‬وعرف صنف اإلناث سيطرة إسبانية‪،‬‬ ‫وأحرزت سوليس كونيخا ماريا الصف األول بتوقيت ساعة‬ ‫و‪ 27‬دقائق و‪ 20‬ثانية‪ .‬وحافظت بذلك على نفس إنجاز‬ ‫النسخة ‪ ،12‬وعاد المركز الثاني لروسيو مونيوث بتوقيت‬ ‫ساعة و‪ 23‬دقيقة و‪ 13‬ثانية‪ .‬وصونصوليص بانديرو نونو‬ ‫بتوقيت ساعة و‪ 24‬دقيقة و‪ 30‬ثانية‪.‬‬ ‫وكانت أول نسخة من كأس إفريقيا للترياتلون‪،‬‬ ‫انطلقت سنة ‪.2004‬‬

‫اإلعالن عن الحاصلين على دبلوم المستوى الثاني‬ ‫لمدربي كرة القدم داخل القاعة بمنطقة‬ ‫الجنوب – أكادير و المستوى الثالث‬ ‫أعلنت اإلدارة التقنية الوطنية عن أسماء مدربي كرة‬ ‫القدم داخل القاعة الذين حصلوا على دبلوم المستوى‬ ‫الثاني لمنطقة الجنوب ‪ /‬أكادير والذي يخول لهم تدريب‬ ‫أندية القسم الوطني الثاني وأندية الهواة وفئة الشبان‪.‬‬ ‫وتضم هذه الالئحة ‪ 30‬مدربا كانوا قد اجتازوا دورات‬ ‫تكوينية‪ ،‬في تواريخ ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 19‬يناير ‪.2018‬‬ ‫وما بين ‪ 29‬يناير و‪ 2‬فبراير ‪ .2018‬واجتازوا االمتحانات‬ ‫للحصول عن دبلوم المستوى الثاني لمدربي كرة القدم‬ ‫داخل القاعة في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 19‬و‪ 20‬فبراير‬ ‫‪ .2018‬كما أعلنت اإلدارة التقنية الوطنية عن أسماء مدربي‬ ‫كرة القدم داخل القاعة الذين حصلوا على دبلوم المستوى‬ ‫الثالث وطنيا والذي يخول لهم تدريب أندية القسم الوطني‬ ‫األول‪ .‬و تضم هذه الالئحة ‪ 30‬مدربا كانوا قد اجتازوا‬ ‫دورات تكوينية بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬في‬ ‫تواريخ ما بين ‪ 23‬إلى ‪ 27‬أكتوبر ‪ .2017‬وما بين ‪ 13‬و‪17‬‬ ‫نونبر ‪ 2017‬ثم ما بين ‪ 18‬و‪ 22‬دجنبر ‪ .2017‬واجتازوا‬ ‫االمتحانات للحصول عن دبلوم المستوى الثالث لمدربي‬ ‫كرة القدم داخل القاعة في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 2‬و‪5‬‬ ‫يناير ‪.2018‬‬ ‫الئحة المدربين الحاصلين على دبلوم المستوى الثاني‬ ‫لمدربي كرة القدم داخل القاعة‪.‬‬

‫إبراهيم أخولو‪ ،‬خديجة عريفي‪ ،‬إسماعيل عزيز‪ ،‬محمد‬ ‫عزاز‪ ،‬أحمد بار‪ ،‬يونس دهني‪ ،‬كريم ضرضور‪ ،‬سعيد دكالي‪،‬‬ ‫عبد الحق البوسعيدي‪ ،‬إبراهيم المنزل‪ ،‬يوسف الولجة‪ ،‬رشيد‬ ‫الوارمة‪ ،‬محمد الهداجي‪ ،‬يوسف كاريمو‪ ،‬محمد كوريزيم‪،‬‬ ‫عبد اهلل حيدا‪ ،‬جمال حماش‪ ،‬هدى لمرابط‪ ،‬احمد جميلي‪،‬‬ ‫نور الدين قصيب‪ ،‬اومليد خنشة‪ ،‬مصطفى موهتين‪ ،‬عبد‬ ‫اهلل مخفي‪ ،‬عمر أوبال‪ ،‬كريم أوحمو‪ ،‬عصام أوسليمان‪،‬‬ ‫ادريس أوزدين‪ ،‬رشيد أوزين‪ ،‬محمد رحباوي و عزيز صابر‪.‬‬ ‫الئحة المدربين الحاصلين على دبلوم المستوى الثالث‬ ‫لمدربي كرة القدم داخل القاعة‪:‬‬ ‫هشام أقصبي‪ ،‬عبيد يحيى‪ ،‬أنوار رضوان‪ ،‬عزام رشيد‪،‬‬ ‫برشيح محمد‪ ،‬عبد الحكيم الدكالي‪ ،‬عبد اإلله العافية‪،‬‬ ‫رضوان بصاحي‪ ،‬عزيز الفكري‪ ،‬هشام الخضيري‪ ،‬فؤاد فودي‪،‬‬ ‫سعيد خديم اهلل‪ ،‬مراد لحجوجي‪ ،‬محمد ماعوني‪ ،‬مصطفى‬ ‫ماباسو‪.‬‬ ‫نبيل ماهيال‪ ،‬محمد مهياوي‪ ،‬هشام مؤنــس‪ ،‬كريم‬ ‫مسيطا‪ ،‬عبد الغفــور النجيم‪ ،‬عبد العزيــز وهبــي‪ ،‬حسن‬ ‫غويلة‪ ،‬ميلود الصبار‪ ،‬عبد اهلل السالمي‪ ،‬طه مداح‪ ،‬إدريس‬ ‫تلموست‪ ،‬فؤاد تاوتـي‪ ،‬محمــد طويـل‪ ،‬عبد الهادي زيتون‬ ‫ومحسن زيتون‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يحرز دوري بطولة عصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم لفئة الكتاكيت‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار‬

‫المـــونديـال‬ ‫شقيق هوميلز يوضح حقيقة مشادة خضيرة‬ ‫علق جوناس هوميلز‪ ،‬شقيق ماتس هوميلز‪ ،‬مدافع المنتخب األلماني‪ ،‬اليوم الخميس‪،‬‬ ‫على شائعات الخالف بين شقيقه وزميله سامي خضيرة‪ ،‬خالل المشاركة في مونديال‬ ‫‪ .2018‬وكانت عدة تقارير صحفية ألمانية قد أشارت لوقوع خالف‪ ،‬بين هوميلز وسامي‬ ‫خضيرة عقب مباراة ألمانيا والمكسيك‪ ،‬التي خسرتها الماكينات بهدف دون رد‪ .‬وعن ذلك‪،‬‬ ‫قال جوناس‪ ،‬خالل تصريحات نقلها موقع‪« ‬سبورت ‪ »1‬األلماني‪« :‬لطالما انتقدنا موقف‬ ‫الفريق في المونديال‪ ،‬لكني ال أعتقد في وقوع مشادة بين أخي وخضيرة‪ ،‬ال أستطيع تخيل‬ ‫ذلك حتى»‪ .‬وأفادت التقارير حينها‪ ،‬أن هوميلز اشتكى عقب المباراة‪ ،‬من عدم مساندة‬ ‫خط الوسط للدفاع ضد المكسيك‪ ،‬ما تسبب في الهزيمة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تقنية الفيديو تكسب الرهان في المونديال‬ ‫عكس المخاوف المتعلقة بأن حكم الفيديو المساعد‪ ،‬ربما يقتل الجدل الذي يعد في‬ ‫المعتاد من أكثر الجوانب الممتعة في كرة القدم‪ ،‬فإن النظام المعمول به حاليا‪ ،‬ساهم‬ ‫في تحسين المناقشات التي تلي المباريات‪ ،‬كما رفع من مستوى التحكيم‪ .‬ولعبت رغبة‬ ‫الحكام في استمرار اللعب‪ ،‬دورا مهما في اإلثارة الموجودة في روسيا‪ ،‬حيث شهدت ‪ 26‬من‬ ‫‪ 56‬مباراة حتى اآلن‪ ،‬تسجيل ‪ 3‬أهداف على األقل‪ .‬وعندما صار األمر واقعا أخيرا‪ ،‬لم يدرك‬ ‫البعض‪ ،‬أنهم شاهدوا لحظة تاريخية في كأس العالم لكرة القدم‪ .‬وكانت البرازيل تضغط‬ ‫بقوة على كوستاريكا‪ ،‬في ثاني مبارياتها في دور المجموعات في سان بطرسبرج‪ ،‬وقبل‬ ‫‪ 12‬دقيقة من النهاية والنتيجة تشير للتعادل بدون أهداف‪ ،‬سقط نيمار بعد تدخل من‬ ‫جيانكارلو جونزاليس ليحتسب الحكم بيورن كاوبرز ركلة جزاء‪ .‬وبينما احتفل البرازيليون‪،‬‬ ‫وضع كاوبرز يده على أذنه‪ ،‬قبل أن يتجه إلى خارج الملعب‪ .‬وعاد سريعا وأشار إلى أنه‬ ‫شاهد اإلعادة وتراجع في قراره‪ ،‬ليجبر البرازيل على البحث عن طريقة أخرى لتحقيق فوزها‬ ‫األول في روسيا‪ .‬وتعرض الحكام ونظام حكم الفيديو المساعد‪ ،‬النتقادات قاسية‪ ،‬لكن‬ ‫التأثير اإلجمالي لالثنين كان إيجابيا‪ .‬وتم احتساب عدد قياسي من ركالت الجزاء‪ ،‬بينما‬ ‫تراجعت بشكل واضح التدخالت العنيفة التي أفزعت دوال بأكملها في الماضي‪ .‬وأفلت‬ ‫اإلسباني‪ ‬بيكيه‪ ،‬بعد تدخل عنيف بالقدمين ضد المغربي خالد بوطيب‪ ،‬وكان الكرواتي‬ ‫أنتي ريبيتش‪ ،‬محظوظا في الحصول على إنذار فقط‪ ،‬بعد دهس األرجنتيني إدواردو‬ ‫سالفيو في دور المجموعات‪ .‬لكن في المجمل‪ ،‬شهدت بطولة ‪ ،2018‬حاالت تمثيل أكثر‬ ‫من المخالفات التي تحمل نوايا خبيثة‪ .‬وصنع نيمار‪ ،‬سمعة غير طيبة لنفسه بسقوطه‬ ‫المسرحي على أرض الملعب‪ ،‬وهو ما كان مثار سخرية الذعة اجتاحت اإلنترنت‪ .‬لكن نيمار‬ ‫ليس المتهم الوحيد بمحاولة التأثير على الحكام‪ .‬وربما تكون أكبر نتيجة غير مقصودة‬ ‫لنظام حكم الفيديو المساعد‪ ،‬هي وضع عالمات استفهام على الحكم الرئيسي الذي له‬ ‫الكلمة األخيرة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫انتهاء مشوار نجم البرازيل في مونديال روسيا‬ ‫كشفت تقارير صحفية‪ ،‬عن انتهاء مشوار الظهير األيمن للمنتخب البرازيلي دانيلو‪،‬‬ ‫العب مانشستر سيتي‪ ،‬الذي تعرض إلصابة في أربطة الكاحل خالل مران البرازيل‬ ‫الخميس‪ .‬وأضافت‪« :‬اآلن انتهت بطولة كأس العالم بالنسبة لدانيلو‪ ،‬بعد أن أثبتت‬ ‫الفحوصات عدم قدرته على التعافي قبل نهاية البطولة»‪ .‬وشارك دانيلو‪ ،‬مع البرازيل أمام‬ ‫سويسرا بدور المجموعات‪ ،‬في المباراة التي انتهت بالتعادل اإليجابي ‪.1-1‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫هاميلتون يعتزم حضور نهائي المونديال في حالة واحدة‬ ‫توقع البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم لسباقات فورموال ‪ 1‬للسيارات‪ ،‬وصول‬ ‫المنتخب اإلنجليزي للمباراة النهائية بكأس العالم‪ ،‬ويعتزم حضور اللقاء إذا تحقق ذلك‪.‬‬ ‫بفوز إنجلترا ضد السويد في دور الثمانية‪ ،‬بعد فوزها على كولومبيا بركالت الترجيح‬ ‫في دور الستة عشر‪ .‬وسأل هاميلتون الصحفيين مازحا إن كان سيتعرض لعقوبة‪ ،‬إذا‬ ‫تخلف عن المؤتمر الصحفي يوم السبت عقب التجارب التأهيلية لسباق جائزة بريطانيا‬ ‫الكبرى‪ ،‬الذي كان مقررا في اليوم التالي‪ .‬وقال هاميلتون في مؤتمر صحفي الخميس «ما‬ ‫هي عقوبة التخلف عن المؤتمر الصحفي (بعد التجارب التأهيلية) يوم السبت؟»‪ .‬وأضاف‬ ‫مبتسما «بوسعنا الحديث عن ذلك هل يمكن التفاوض في هذا الشأن؟ أود مشاهدة‬ ‫المباراة»‪ .‬وانتهت التجارب التأهيلية يوم السبت في نفس الوقت التي انطلقت فيه مباراة‬ ‫إنجلترا والسويد في سمارا‪ ،‬وكان ينبغي على أصحاب أسرع ثالثة أزمنة حضور المؤتمر‬ ‫الصحفي‪ ،‬وكان هاميلتون واحدا منهم‪ .‬ولم تصعد انجلترا لنهائي كأس العالم سوى مرة‬ ‫واحدة حين استضافت النهائيات في ‪ ،1966‬وفازت بالكأس‪ .‬وقال هاميلتون «تخلصت من‬ ‫ارتباطاتي يوم األحد (بعد القادم)‪ ،‬كأني أقول لنفسي حافظ على ذلك اليوم‪ ،‬ألنني أريد‬ ‫أن أكون في روسيا لتشجيعهم»‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫جماهير المونديال تجد حال لتحطيم الحواجز بين اللغات‬

‫أحرز اتحاد طنجة دوري بطولة عصبة الشمال لكرة القدم لفئة الكتاكيت( ‪ ) U11‬في نسخته الرابعة ‪ ،‬بعد فوزه في‬ ‫المباراة النهائية على المغرب التطواني بنتيجة ‪ 5‬مقابل ‪ .3‬وشهدت المباراة التي جرت يوم الخميس الماضي بملعب‬ ‫المرس‪ ،‬حضور جمهور غفير‪ ،‬استمتع بلوحات فنية وتقنية رائعة لمواهب المستقبل‪ .‬فتحية للفاعلين في مكتب عصبة‬ ‫الشمال لكرة القدم ودورهم في إنجاح هذا الدوري‪.‬‬

‫قد يقول البعض إن كرة القدم هي اللغة األكثر شعبية في العالم‪ ،‬لكن عندما يتعلق‬ ‫األمر بفك طالسم اللغة الروسية أو التواصل مع أهل البلد التي تستضيف نهائيات كأس‬ ‫العالم لكرة القدم هذه األيام‪ ،‬فإن الحب المشترك لهذه الرياضة ال يكفي في بعض‬ ‫األحيان‪ .‬لذلك‪ ،‬وجد العديد من المشجعين الموجودين حاليا في روسيا ضالتهم في‬ ‫خدمة جوجل للترجمة (جوجل ترانسليت) عبر هواتفهم المحمولة‪ .‬وأصبحت جوجل‬ ‫ترانسليت وسيلة ال غنى عنها للمشجعين‪ ،‬من أجل التواصل مع المحليين في المطاعم‬ ‫والفنادق‪ .‬وقال المشجع البرازيلي جوستافو «من الصعب جدا فهم األبجدية السالفية‬ ‫بالروسية‪ .‬لذلك نستخدم جوجل طوال الوقت‪...‬عندما تستخدم جوجل وتعرف الترجمة‬ ‫تصبح المسألة أسهل»‪ .‬و يكتب بعض المشجعين األجانب بلغاتهم ما يرغبون في قوله‬ ‫بالروسية ويعرضونه على السكان المحليين‪ .‬ويستخدم البعض اآلخر الخاصية الصوتية‬ ‫في التطبيق التي تسمح لهم بالتحدث مباشرة مع أصحاب اللغات األخرى‪.‬‬


‫العدد ‪949‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يوليوز ‪2018‬‬

‫القصر الكبير ‪ /‬مهرجان سبعة شموس سبع أقمار ‪:‬‬

‫حتت الرعاية ال�سامية جلاللة امللك‬

‫موسم‪ ‬أصيلة يواصل‪ ‬تقديم‪ ‬مختلف فقرات‬ ‫دورته األربعين‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وبالمناسبة استحضر األستاذ محمد بن عيسى ذاكرة الرئيس السينغالي‪ ‬السابق والشاعر الراحل ليبولد سيدار سنغول‪،‬‬ ‫الذي صاحب موسم أصيلة الثقافي منذ انطالقه وواكب ‪ ،‬بمعية نخبة‪ ‬من المفكرين واألدباء والسياسيين واإلعالميين األفارقة‬ ‫الذين ساهموا في تثبيت خطى هذا الموسم ودعموا مسيرته كأرضية للحوار بين الثقافات والحضارات والشعوب ‪ ،‬من أجل‬ ‫التعاون‪ ‬واألمن واالستقرار والسلم بالعالم‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬يقول األستاذ محمد بن عيسى ‪ ،‬استطعنا نحن األفارقة في أصيلة أن نحطم جدار الضحراء الكلرى الوهمي‬ ‫وننطلق في مسيرتنا نحو مزيد من التفاهم والتعاون واالندماج‪.‬‬ ‫الرئيس السنغالي‪ ،‬ماكي صال‪ ،‬أشار إلى عمق العالقات المغربية السنغالية ‪ ،‬كما اعتبر أن حضوره ألصيلة‪ ،‬عربون‬ ‫على‪ ‬اإلصرار على تحقيق االندماج والتعاون‪ ‬باعتبار أن الثقافة هي الوسيلة الناجعة الختزال المسافات‪ ‬وتقارب الشعوب قبل‬ ‫أن يشيد بعودة المغرب إلى أسرته اإلفريقية‪ ‬التي «لم يغادرها قط» ويؤكد أن االندماج اإلفريقي يبقى هدفا يجب تحقيقه‬ ‫عبر توحيد الجهود وتكسير الحدود وتجاوز الخالفات‪ ‬وتحقيق بنية اقتصادية صلبة‪ ‬تقوم على أسس اجتماعية وثقافية ألجل‬ ‫تحقيق السالم وحسن الجوار والوصول إلى اندماج إفريقي حقيقي يستجيب لطموح الشعوب اإلفريقية وقياداتها‪.‬‬ ‫ولهذا طرحت ندوة الدورة األربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي سؤال االندماج اإلفريقي من بال البحث عن العطب أو‬ ‫األعطاب التي تحول دون تحقيقه‪ .‬وكان موسم أصيلة قد طرح في دورات سابقة‪ ،‬مسألة «الوحدة الترابية واألمن الوطني ‪ ،‬أي‬ ‫مآل إلفريقيا»ثم قضية «إفريقيا والعالم‪ ،‬أي عالم إلفريقيا» قبل أن يطرح فكرة التكامل واالندماج اإلفريقي» من باب البحث‬ ‫عن األعطاب التي تقف دون تحقيقه‪ ،‬حيث تناول‪ ‬عدد من كبار المختصين أفارقة وأجانب‪ ،‬هذا الموضوع بالدرس والتحليل‪،‬‬ ‫مع اإلشارة إلى العديد من المحاوالت التي أطلقها األفارقة في هذا الشأن‪ ،‬عبر إنشاء تكتالت إفريقية ومجموعات اقتصادية‬ ‫بالرغم من التحديات األمنية والثقافية التي تواجهها القارة اإلفريقية ‪ .‬عدد من المتدخلين أجمعوا‪ ‬على ضرورة وجود إرادة‬ ‫سياسية مشتركة لتحقيق االندماج االفريقي بالرغم من وجود إمكانيات واعدة لتحقيق التواصل عبر إسقاط الحدود والحواجز‬ ‫ودعم التعاون‪ ‬من أجل ضمان األمن واالستقرار بالقارة‪ ،‬مع التركيز على ضرورة إشراك الشباب وتشجيع قدراتهم االبداعية‬ ‫من أجل تحقيق االندماج السليم والواعد داخل القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫بعض المتدخلين في جلسات السبت واألحد ‪ 30‬يونيه وفاتح يوليوز‪ ،‬اعتبروا أن تحقيق األمن واالستقرار وضمان الحريات‬ ‫العامة‪ ‬واالهتمام بالتدبير الجيد لموارد القارة االفريقية الغنية‪ ‬بشبابها وبإمكانياتها االقتصادية‪ ،‬مع التأسيس لثقافة واعية‬ ‫بأهمية المرحلة‪ ،‬طريق إلى تحقيق التكامل واالندماج ‪.‬‬ ‫في ختام هذه الندوة صدر بيان تضمن إشادة المشاركين من فعاليات ثقافية وسياسية وفنية‪ ‬برعاية جاللة الملك‬ ‫بمنتدى أصيلة الدولي ويعبرون لجاللته عن تقديرهم لدعم جاللته الدائم ويقدمون شكرهم‪ ‬لفخامة الرئيس السنغالي‬ ‫السيد ماكي صااللذي رفع من مستوى حدثين هامين تمثال في كلمته القيمة‪ ‬عند افتتاح الموسم‪ ،‬ومشاركته في معرض‬ ‫ليبولد سيدار سانغور‪ ،‬ويعبرون عن ارتياحهم لمنح جائزة تشيكايا أوتامسي للشاعر أمادو لمين صال‪ ‬ويؤكدون دعمهم‬ ‫للسيد محمد بن عيسى ويهنؤونه على تحقيق إشعاع أصيلة وتجديد روحها‪ ،‬ويعبرون كذلك عن شكرهم لكل المؤسسات‬ ‫العمومية والخاصة التي ساعدت في تنظيم المنتدى‪.‬‬ ‫ندوة «ثم ماذا بعد العولمة» لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية‪ ،‬شكلت منطلقا لتساؤالت عدة حول تطلعات االنسانية‬ ‫إلى عالم أفضل في نطاق التحوالت العميقة التي يشهدها العالم ورالغبة الشعوب في تحقيق التعايش السلمي‪ ،‬ومناهضة‬ ‫الهيمنة‪.‬‬ ‫بعض المتدخلين اعتبر أن العولمة تشكل قوسيت وهميين يوجدان في طريقهما إلى االنغالق‪ ،‬وأن فترة ما بعد العولمة‬ ‫ستفرز نشوء تيار واسع إلنقاذ العولمة التي البد وأن تجد حال للهوة السحيقة التي تهدد العالم باالنقسام‪ ،‬عالم يعيض تطور‬ ‫الذكاء االصطناعي وعالم يكابد من أجل توفير أبسط أسباب الحياة‪.‬‬ ‫عدد من المتدخلين شددوا على ضرورة بناء علم تسوده قيم العدالة االجتماعية والتوزيع العادل للثروات‪.‬‬ ‫االحتفاء بإفريقيا أدبا وفكرا وفنونا ينسحب ـيضا على مختلف فقرات الموسم والجامعة سواء على مستوى الندوات أو‬ ‫صباغة الجداريات أو الفنون التشكيلية أو المشاغل الفنية والعروض الموسيقية والغنائية‪,‬‬ ‫ودائما في نطاق تكريم الفكر والثقافة قي قافة في إفريقيا‪ ،‬تم تنظيم جائزة «تشيكايا أوتامسي» للشعر اإلفريقي‪ ،‬وهي‬ ‫جائزة متميزة‪ ‬في العالم‪ ،‬تهتم بالشعر اإلفريقي وقد منحت هذه الدورة للشاع السنغالي أألمادو المين صال‪ ،‬في حين منحت‬ ‫جائزة محمد زفزاف للرواية العربية للكاتب المغربي أحمد المديني‪ ،‬وجائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب ‪ ،‬مناصفة‬ ‫بين الشاعرة المغربية نسيمة الراوي والشاعر التونسي محمد العربي‪.‬‬ ‫وحظي المؤرخ العميد األستاذ محمد القبلي بتكريم الدورة األربعين لموسم اصيلة الثقافي الدولي ‪ ،‬خالل حفل بمشاركة‬ ‫نخبة من الباحثين واألدباء والكتاب المغاربة‪.‬‬ ‫وقد تميزت هذه الدورة أيضا بإصدار طابع بريدي يؤرخ لمرمر أربعين سنة على انطالق الموسم‪ ،‬بتعاون مع مجموعة‬ ‫بريد المغرب‪.‬‬ ‫ويشمل برنامج األسبوع الثاني للموسم‪ ،‬يقديم كتاب «‪ 40‬سنة في أصيلة» الذي تم إعداده بتعاون مع هيئة البحرين‬ ‫للثقافة واآلثار وهو مؤلف يؤرخ للحضور االبداعي لمجموعة من الفنانات والفنانين البحرينيين الذين شاركوا في مشاغل‬ ‫موسم أصيلة خالل أربعين سنة‪ .‬فضال عن معارض للفنون التشكيلية لفنانين مغاربة وأفارقة وعرب وأوروبيين ومعارض‬ ‫لألزياء يلتقي حولها التشكيل والموضة ومعرض مجموعة «ربيعيات الفنون في أصيلة»‪.‬‬ ‫وتقترح فقرة الموسيقى مشاركة عدد من الفنانين من المغرب وفرنسا والرأس األخضر‪ ،‬ولبنان والبحرين وسوريا‪ ،‬التي‬ ‫أمتعت فنانتها الرائدة وعد بوحسون‪ ،‬جمهور موسم أصيلة الفنانة ‪ ،‬بأداء فني راق عبر تقديم‪ .‬موشحات أندلسية (يا حبيبا‬ ‫حبه حشو الحشا) وقصائد في اإللهيات من شعر جالل الدين الرومي (ياواهبا سلطان سر العالمين)‪ ،‬وفي الغزل من شعر‬ ‫مجنون ليلى (قولوا لها إني ما زلت أهواها) ومن شعر ابن زيدون في والدة بنت المستكفي (إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا)‪ ،‬فضال‬ ‫عن قصائد شعبية شهيرة (على بلدي المحبوب) وأخرى بدوية باللهجة السورية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫جدارية فنية للفنان العالمي‬ ‫‪ Frederico Draw‬وأمسيتان فنيتان‬ ‫لفرقتين من البرتغال وإيطاليا‬

‫« تعزيزا للقيم الكونية التي تتشابك فيها‬ ‫كل القيم والحضارات في إطار روح التضامن‪،‬‬ ‫وتفعيل آليات التواصل واالنفتاح على ثقافة‬ ‫اآلخر بنبذ أشكال التطرف‪ ،‬وقراءة تاريخ المنطقة‬ ‫قراءة جديدة بمفهوم إيجابي »‪.‬‬ ‫بهذه الكلمات خاطب األستـــاذ إدريس‬ ‫حيدر مدير مهرجان معركــة القصر الكبير‬ ‫‪1578‬م ‪ /‬في دورته الثالثة ‪ ،‬الجمهور الذي حج‬ ‫للمسبح البلدي عشية السبت ‪ 7‬يوليوز الجاري‬ ‫بمناسبة متابعة العرض الموسيقي الفني‬ ‫للفرقة البرتغالية ‪. REALEJO‬‬ ‫وأضاف مدير مهرجان معركــة القصر‬ ‫الكبير ‪1578‬م ‪ /‬في دورته الثالثة أن مكتب‬ ‫الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة بالمدينة‬ ‫يعتبر العمل الفني ‪ /‬رسم جدارية وسط المدينة‬ ‫للفنان البرتغالي فريديريكو ضراو‪ ،‬وتنظيم‬ ‫سهرتين موسيقيتين لضيوف من البرتغـال‬ ‫وايطاليا في إطار النسخة ‪ 25‬من مهرجان‬ ‫«سبعة شموس سبع أقمار» جزء من المهرجان‬ ‫الثالث لمعركة القصر الكبير ‪1578‬م‬ ‫األستاذ حيدر ذكر في كلمته بالمبادرات‬ ‫اإليجابية لمكتب الجامعة للجميع في سبيل‬ ‫زيارة سفيرة البرتغال لمدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫والعمل على توأمة هذه األخيرة بمدينة الغوس‬ ‫البرتغالية‪ ،‬وتدشين مشروع تشوير المدينة‬ ‫القديمة ‪.‬‬ ‫السيد ماركــو مديــر مهرجان «سبعــة‬ ‫شموس سبع أقمار»‪ ،‬بدوره تنـــاول الكلمة‬ ‫شاكرا المجلس الجماعي على حسن التنظيم‬ ‫واالستقبال‪ ،‬وكون شبكة جمعيته التي تضم‬ ‫ثالثين مدينة واكثر من عشر دول‪ ،‬مرتاحة‬ ‫لالتفاقية المبرمة مع مدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية لمدينة القصر‬ ‫الكبير تمنى للضيوف مقاما طيبا‪ ،‬كما عبر عن‬ ‫استعداده للتعـاون في إطار العمل اإليجـابـي‬ ‫لصالح المشترك ‪.‬‬

‫ِ‬

‫األحد ‪ 8‬يوليوز ‪ 2018‬التقى الجمهور في‬ ‫نفس المكان والتوقيت مع الفرقة الموسيقية‬ ‫‪ TENDRES Di NEONELI‬القادمــة من‬ ‫جزيرة سردينيا اإليطالية‪.‬‬ ‫وهكذا استمتع الحاضرون بفقرات غنائية‬ ‫أصيلة لفرقـة تأسست سنة ‪ ،1976‬تشتغــل‬ ‫على ما هو تراثي كأغاني الرعاة‪ ،‬واألصوات‪،‬‬ ‫وعمل الفرقة مسجل كتراث عالمي من طرف‬ ‫اليونيسكو‪.‬‬ ‫وللتذكير فإن شبكة المدن المتوسطية‬ ‫”سبع شموس سبعــة أقمار” ‪SETE SOIS‬‬ ‫‪ SETE lUAS‬التي انتسبت إليها مدينـة‬ ‫القصرالكبيرمؤخرا بمبادرة من الجامعة للجميع‬ ‫للتعلم مدى الحياة‪ ..‬أحدثت سنة ‪ ،1993‬كشبكة‬ ‫ثقافية‪ ،‬تشتــرك في هــدف الترويــج للفنون‬ ‫وتثمين حوارالثقافات بين البلدان والحضارات‬ ‫عبرتنقل فناني الشبكة‪ ،‬وخلق أشكال أصلية‬ ‫لإلنتـــاج الفنــي بمشاركـــة فنانين من دول‬ ‫الشبكة التي تضم دول ‪ :‬البرازيـــل‪ ،‬والرأس‬ ‫األخضر وكرواتيا وإسبانيــا وفرنســـا وإيطاليا‬ ‫والمغرب والبرتغال وسلوفينيا‪.‬‬ ‫ويعقد مهرجـــان «سبعة شموس سبع‬ ‫أقمار» في أكثـــر من ‪ 30‬مدينة متوسطيــة‬ ‫ومن العالم الناطق بالبرتغالية‪ ،‬بهدف إنعاش‬ ‫الحوار الفكري لدعم تنقل الفنانين بين شبكة‬ ‫المهرجان‪ ،‬وكان هذا المهرجان قد انطلق‬ ‫األسبوع األخير من شهر يونيو المنصرم برسم‬ ‫جدارية من طرف الفنـــان ‪Fredericodraw‬‬ ‫التي اشتهر برسم الوجوه واالهتمام بالمواقع‬ ‫الحضارية التي بها قيمة فنية وثقافية‪.‬‬ ‫عن اللجنة اإلعالمية للمهرجان‬

‫محمد كماشين‬

‫إصدار جديد‬

‫للباحث عبد الباقي التم�سماين‬

‫من تعاليم الوحي الشريف والسنة النبوية الشريفة ومن‬ ‫أفكار وآراء ونظريات السادة ‪:‬‬ ‫ـ علماء الدين‬ ‫ـ فقهاء الفقه والتفسير‬ ‫ـ أساتذة علم التاريخ وفن السياسة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.