Achamal n° 950 le 17 Juillet 2018

Page 1

‫أحمد المديني يفوز بجائزة‬ ‫محمد زفزاف‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 950‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 26‬شوال ‪� 17 / 1439‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫شفشاون‬

‫سلم أمين عام منتدى أصيلة‪ ،‬األستاذ محمد بن عيسى‪،‬‬ ‫الجمعة الماضية‪ ،‬جائزة محمد زفزاف للرواية العربية « وهي‬ ‫من الجوائز السنوية الرفيعة لموسم أصيلة الثقافي الدولي‪،‬‬ ‫للروائي المغربي‪ ،‬أحمد المديني‪ ،‬تقديرا لتجربته القصصية‬ ‫والروائية التي راكمها على مدى عقود‪.‬‬ ‫محمد بن عيسى اعتبر أن فوز أحمد المديني بالجائزة‬ ‫التي تحمل إسم صديقه ومجايله الراحل محمد زفزاف ‪،‬‬ ‫حدث حافل بالدالالت والرموز‪ ،‬وأن الجائزة مكافأة لمثقف‬ ‫كبير ومبدع رائد في الكتابة القصصية والروائية‪ ،‬خاصة‬ ‫والمحتفى به صديق للراحل محمد زفزاف ‪ ،‬بل إنه خصه‬ ‫بإصدارين هامين‪.‬‬ ‫ويعتبر أحمد المديني من األسماء الالمعة في المشهد األدبي العربي‪ ،‬حيث إنه أنجز العديد من األعمال‬ ‫األدبية ما بين الرواية والقصة الصغيرة والشعر والرحلة والنقد األدبي‪.‬ويعتبر إصداره « في بالد نون» (‪)2018‬‬ ‫آخر أعماله األدبية الموزعة بين أجناس أدبية متنوعة‪.‬‬

‫من المدن الحاملة للريادة العالمية‬ ‫في مجاالت التنمية المستدامة‬

‫«بيان شفشاون» للمنتدى العالمي األول للمدن الوسيطة يدعو إلى حوار مؤسساتي‬ ‫بهدف تمكين المدن الوسيطة من القيام بدورها كمحرك فاعل للتنمية‬

‫مدينة شفشاون تواصل تألقها وتبهر بتزايد إشعاعها العالمي بفضل انخراطها بنجاح في عدد من المشروعات‬ ‫الدولية المتصلة بالبيئة البشرية وارتباطها بالثقافة المتوسطية واإلفريقية والعالمية‪ .‬ويرجع الفضل في وصول‬ ‫المدينة الزرقاء على هذه المكانة المتميزة بين المدن المغربية والعربية واإلفريقية والمتوسطية والعالمية‪،‬‬ ‫إلى مجلسها البلدي الناشط‪ ،‬والمبدع‪ ،‬وخاصة رئيس المجلس محمد السفياني الذي استوعب أهمية الدور الذي‬ ‫يستحق لمدينة شفشاون أن تقوم به كأرضية لحوار الثقافات من أجل بناء اإلنسان البناء السليم المستدام‬ ‫والرقي به إلى العالمية‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫العثمانـي يلحـق أمحجـور باألمانـة العامـة‬ ‫لحزب العدالة والتنمية‬

‫كشفت مصادر إعالميـة متطابقــة‪ ،‬أن‬ ‫سعد الدين لعثماني‪ ،‬األمين العام لحزب‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬اقترح في االجتماع األخير‬ ‫لألمانة العامة للحزب إلحاق كل من عبد العزيز‬ ‫أفتاتي والعربي بلقايد ومحمد أمحجور بالقيادة‬ ‫الحزبية‪.‬‬ ‫وحسب ذات المصادر فإن إلحاق أفتاتي‬ ‫يشكل رسالة ودية لتيار عبد االله بنكيران‪،‬‬ ‫لما هو معروف عن افتاتي من غيرة حزبية‬ ‫ودفاع عن قيمه ومبادئه‪ ،‬وجرأته في تسمية‬ ‫األشياء بمسمياتها‪ ،‬فيما رأت في الحاق بلقايد‬ ‫وأمحجور اعترافــا من سعــد الدين العثماني‬ ‫بالمجهود الذي بذاله في الدفــاع عن خــط‬ ‫المرحلة الجديدة‪ ،‬أو ما يعرف بتيار االستوزار‪،‬‬ ‫حيث يعرف الجميع المجهود الكبير الذي بذله‬ ‫أمحجور على الخصوص في مقارعة دفوعات‬ ‫أنصار بنكيران وانتصاره لطروحات العثماني‬ ‫والرميد والرباح‪.‬‬ ‫وعالقة بذات الموضوع‪ ،‬لم تستبعد‬ ‫مصادر على اطالع جيد بالمطبخ الداخلي لحزب‬ ‫المصباح‪ ،‬أن يشكل إلحاق أمحجور باألمانة‬

‫العامة خطوة إلعادة التوازن إلى التنظيم الحزبي‬ ‫بعمالة طنجة ‪ -‬أصيلة‪ ،‬بعدما بسط خيي محمد‪،‬‬ ‫احد الداعمين الكبار لتيار بنكيران‪ ،‬سيطرته‬ ‫المطلقة على الحزب بطنجة‪ ،‬حيث سيسهم‬

‫الموقع الجديد ألمحجور في إعطاء جرعة قوية‬ ‫لتيار العثماني بمدينة تعتبر احد القالع الرئيسية‬ ‫لحزب المصباح على الصعيد الوطني‪.‬‬

‫م‪ .‬ع‬

‫توقيع اتفاق شراكة وتعاون بين جمعية الصحفيين‬ ‫الصينيين والفيدرالية المغربية لناشري الصحف‬ ‫قـــام وفــد إعالمــي وازن من جمهورية‬ ‫الصين الشعبية بزيارة للفيدرالية المغربية‬ ‫لناشري الصحف في إطار خلق شراكة مثمرة بين‬ ‫جمعية الصحافيين الصينيين و الفيدرالية‪،‬‬ ‫ووقع الطرفان على اتفاقية شراكة وتعاون‬ ‫لخلق إطار ثنائي سيعقبه اتفاق أشمل متعدد‬ ‫األطراف في إطار المشروع الصيني «طريق‬ ‫الحرير» الذي يحمـــل اليــوم اســم «مبادرة‬ ‫الحزام والطريق» ‪.‬‬ ‫ودعا السيد هو كزياوهان نائب الجمعية‬ ‫الصينية للصحافيين ‪،‬الذي يقود وفدا يضم‬ ‫ستة من كبـــار الصحافيــات والصحافيين‪،‬‬ ‫الفيدرالية إلى حضور المنتدى اإلعالمي الدولي‬ ‫المنتظر أن يعقد في النصف االول من السنة‬ ‫المقبلة ببيكين والذي سيشهد ميالد جمعية‬ ‫صحافيي دول «مبادرة الحزام والطريق» والتي‬ ‫تصل إلى ستين دولة من ثالث قارات‪.‬‬ ‫واستعرض وفـدا الفيدراليـة والجمعيــة‬

‫الصينية أوضاع اإلعالم في البلدين وخصوصا‬ ‫اإلعالم الجديد كما أبدى الوفد الصيني اهتماما‬ ‫خاصا بالطريقة التي تعالج بها القضايا الصينية‬ ‫في اإلعالم المغربي ومصادر األخبار وصورة‬ ‫بيكينفيالصحافةالمغربيةخصوصافيقضايا‬ ‫االستثمارات الصينية في المغرب والسياحة بعد‬

‫رفع الرباط للتأشيرة عن المواطنين الصينيين‬ ‫والعالقات المغربية األفروصينية‪.‬‬ ‫يذكر أن جمعية الصحافيين الصينيين‬ ‫تضم مليون صحافــي حاصل على البطاقــة‬ ‫دون احتساب الصحافيين اإللكترونيين الذين‬ ‫يعدون بمآت اآلالف‪.‬‬

‫نادي القراءة بثانوية جابر بن حيان التأهيلية بتطوان‬ ‫يختتم أنشطته للموسم الدراسي ‪2018-2017‬‬

‫شهـــد حفــل نهايــة الموسم الدراسي‬ ‫بثانوية جابر بن حيان التأهيلية بتطوان اختتام‬ ‫األنشطة السنوية لنادي القراءة بالمؤسسة‪.‬‬ ‫الحفل نظمته جمعية آباء وأولياء أمور التالميذ‪،‬‬ ‫يوم الجمعة ‪ 6‬يوليوز ‪ 2018‬لتتويج التالميذ‬ ‫المتفوقين في الموسم الدراسي الحالــي‪.‬‬ ‫وحضرته األطر التربوية واإلدارية والتالميذ‬ ‫المتوجون وأسرهم وهيئات نقابية وفعاليات‬ ‫المجتمع المدني‪ .‬وأحيته المجموعة الصوتية‬ ‫المتألقة لجمعية موازين برئاسة األستاذين‬ ‫عماد بوساق وحنــان المسعــودي بعــروض‬ ‫موسيقيةمتميزة‪.‬‬

‫واختتم نادي القراءة‪ ،‬الذي تؤطره األستاذة‬ ‫ندى المسري‪ ،‬أنشطته السنوية بتوزيع جوائز‬ ‫تشجيعية وشهادات تقديرية على أعضائه‬ ‫لتحفيزهم على القراءة والمطالعة‪ .‬وقد حصلت‬ ‫التلميذة كريمة التشاهة من قسم الثانية‬ ‫باكالوريا شعبة العلوم الفيزيائية‪ ،‬على المرتبة‬ ‫األولى في المسابقة السنوية للنادي‪ .‬فيما آلت‬ ‫المرتبة الثانية للتلميذة فاطمة الزهراء الشقاف‬ ‫من نفس القسم‪.‬‬ ‫وقد استحسن الحاضرون هذه المبادرة‬ ‫المتميزة التي تركت وقعا طيباً لديهم‪ ،‬وثمنوا‬ ‫مجهودات النادي في شخــص مؤطرتـــه‪ .‬هذا‬

‫‪2‬‬

‫الوالي اليعقوبي ينبه العماري‬ ‫بخصوص احترام المساطر القانونية‬ ‫واإلدارية و تسلسل المسؤوليات‬

‫صدرت مؤخرا في بعض الصحف الوطنية‬ ‫والمواقع اإللكترونية‪ ،‬أنباء تتحدث عن توثر‬ ‫العالقة بين والي الجهة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫ورئيس الجهة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬بسبب بعض‬ ‫ما وصف بالتجاوزات اإلدارية للعماري‪ ،‬هذا‬ ‫األخير الذي كان قد وجه رسالة إلى الوالي‬ ‫عن طريق الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع‬ ‫حول اإلتفاقيات المتعلقة ببرنامج « الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط» وتهم هذه اإلتفاقية تمويل‬ ‫الدراسات المعمارية للملعب الكبير للحسيمة‪،‬‬ ‫الشيء الذي أثار حفيظة والي الجهة ألن‬ ‫الوالية ليست شريكا في اإلتفاقية المذكورة‬ ‫من األساس‪.‬‬ ‫و هنا نشير إلى أن السيدة مديرة الوكالة‬ ‫الجهوية عند بعثها هذه الرسالة تكون قد‬ ‫تجاوزت اختصاصاتها باعتبارها مجرد موظفة‬ ‫لدى الدولة و بالتالي ال يحق لها التدخل في‬ ‫أمور المنتخبين و ترجيح كفة شخص على‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ألجــل ذلك قــام محمــد اليعقوبــــي‪،‬‬ ‫بتنبيه رئيس الجهة لبعض التجاوزات في‬ ‫اإلختصاصات وعدم احترام المساطر القانونية‬

‫ج‪.‬ط‬

‫“كتابات” تحتفي باألديب الراحل‬

‫د‪ .‬محمد أنقار‬

‫النادي الذي يهدف إلى إكساب المتعلمين‬ ‫للعادات اإليجابية لفعل القراءة ومحاولة معالجة‬ ‫مشكلة العزوف عنها وربطهم بالمحيط الثقافي‬ ‫والرفع من مستواهم التعليمي واإلبداعي‪ .‬وكذا‬ ‫تعزيز انفتاح المؤسسة على المحيط الخارجي‬ ‫وكسر الرتابة وتنويع أنشطة الحياة المدرسية‬ ‫بها‪ ،‬وذلك من خالل أنشطة متنوعة ؛ قراءات‬ ‫موجهة ودورات الكتاب ولقاءات أدبية وورشات‬ ‫الكتابة والمشاركة في المباريات التربوية‬ ‫واالحتفال باأليام العالمية والوطنية وتنظيم‬ ‫زيارات لمؤسسات ثقافية وفنية واختتام الموسم‬ ‫التربوي بتوزيــع جوائـــز تشجيعية وشواهد‬ ‫تقديرية على التالميذ المشاركين‪.‬‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِإ� َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى بمدينة الرباط الجمعة ‪ 13‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫الموافق ‪ 29‬شوال ‪ 1439‬عن سن يناهز ‪ 70‬سنة المرحوم‬

‫الدكتور إدريس بنتريعة‬ ‫طبيب سابق بمدينة القصر الكبير‬

‫واإلدارية وتسلسل المسؤوليات داخل الوالية‪،‬‬ ‫ما اعتبره البعض أزمة حقيقية تندلع بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬إال أن الواقع أن السيد محمــد‬ ‫اليعقوبي وكما هو معروف عليه‪ ،‬يحرص أشد‬ ‫الحرص على احترام أساسيات العمل بقوانينه‬ ‫ومساطره‪ ،‬فهو في األول وفي األخير رجل‬ ‫إدارة بامتياز‪ ،‬فضال عن كونه رجال ذو فعالية‬ ‫عالية‪ ،‬ويضرب به المثل في الكفاءة والتواضع‬ ‫واإلصغاء ودماثة األخالق‪ ،‬وهذا ما جعله‬ ‫يتصادم مع إلياس العماري لقلة تجربته اإلدارية‬ ‫ما استوجب تنبيهه لعدم الوقوع في فخ من‬ ‫يجرونه لخرق مبادئ العمل الصحيحة‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة هنا إلى أن المفتشية‬ ‫العامة لإلدارة الترابية بوزارة الداخلية‪ ،‬قامت‬ ‫بإجراء افتحاص عدد من الملفات التي تهم‬ ‫مجلس الجهة‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بمشاريع‬ ‫متوقفة وأخرى تخص التدبير المالي لعدد من‬ ‫المشاريع المرتبطة بالتنمية البشرية من جهة‬ ‫طريقة التسيير اإلداري والتقني والمحاسباتي‬ ‫لمختلف المصالح والمكاتب بالجهة واستمعت‬ ‫لعدد من المسؤولين اإلداريين بها‪.‬‬

‫وووري جثمانه الطاهر الثرى في نفس اليــوم بعـد صالة العصر بمسجد‬ ‫مرشان بطنجة‪ ،‬ودفن بمقبرة سيدي اعمـار‪ .‬وبهذه المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم‬ ‫«جريدة الشمال» بأحر التعــازي وأصدق المواساة إلى أرملتـه السيدة سعاد‬ ‫السبتي وإلى أبنائه ‪ :‬سعـد‪ ،‬عثمان وسلوى‪ ،‬وكذلك إلى جميع أفراد عائالت ‪:‬‬ ‫بنتريعة‪ ،‬السبتي‪ ،‬المفيد‪ ،‬الزيدوني‪ ،‬الحبابي‪ ،‬الفتوح وأقلعي‪ ،‬راجين لهم الصبر‬ ‫والسلوان وللفقيد جنات الرضوان‪.‬‬

‫صورة غالف العدد األخير‬ ‫من مجلة كتابات‬ ‫خصصت مجلة «كتابات» الفصلية ملف‬ ‫عددها األخير (رقم ‪ )30‬الخاص بصيف ‪2018‬‬ ‫لألديب التطواني الكبير الراحل األستاذ الدكتور‬ ‫محمد أنقار (‪2018 - 1946‬م)‪ ،‬الذي كرس حياته‬ ‫لإلبداع في القصة القصيرة والرواية والمسرح‬ ‫واالنكباب على النقد األكاديمي الرصين في‬ ‫الرواية والصورة والسينما والمسرح‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا الملف‪ ،‬الذي نشر في ‪29‬‬ ‫صفحة‪ ،‬أربع مواد هي‪ :‬محمد أنقار‪ ..‬إنسانا‬ ‫ومبدعا وباحثا لألستاذ الدكتور مصطفى يعلى‪،‬‬ ‫وال الرحلة اكتملت وال الدرب انتهى للدكتور‬ ‫عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي‪ ،‬ويقول معلمي‬ ‫للدكتور خالد أقلعي‪ ،‬وشهادة للدكتور محمد‬ ‫السوالمي‪ ،‬فضال عن دراسة للفقيد المحتفى‬ ‫به حول «بالغة الرواية‪ ..‬واين بوث نموذجا»‪...‬‬ ‫أعيد نشرها ضمن الملف‪.‬‬ ‫يذكر أن هذه المجلة الفكرية اإلبداعية‬

‫الفصلية «كتابات»‪ ،‬التي تصدر من القنيطرة‬ ‫والتي يديرها ويترأس تحريرها األستاذ العربي‬ ‫بنجلون‪ ،‬قد دأبت على تخصيص ملفات ضمن‬ ‫أعدادها السابقة ألعالم المغرب في األدب‬ ‫والفكر‪ ،‬من قبيل عبد الجبار السحيمي وعبد‬ ‫الرحيم مودن وغيرهما‪.‬‬ ‫ونقتطف من المقالة‪ /‬الرسالة المؤثرة التي‬ ‫حررها أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى يعلى‪ ،‬الذي يعد الصديق‬ ‫االستثنائي للراحل بعد أن جمعت بينهما عقود‬ ‫طويلة مليئة بالعمل المهني والعالقة اإلنسانية‬ ‫والبحث العلمي والكتابة األدبية‪ ،‬بعضا من‬ ‫السطور‪ ...« :‬لقد فاجأتنا برحيلك أيما مفاجأة‪..‬‬ ‫خسرتك تطوان‪ ،‬وخسرك وسطها الثقافي‬ ‫والعلمي واإلبداعي‪ ،‬وخسرك األدب المغربي‬ ‫والعربي‪ ،‬وخسرك أصدقاؤك‪ ،‬وقبل الجميع‬ ‫عائلتك؛ لكن رزئي فيك ال يقل وجعا‪.» ...‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫عَنَّ لي وأنا في حي الوسعة بمدينة تطوان العتيقة‪ ،‬أن أصلي المغرب بجامع ابن‬ ‫صالح‪ ،‬وأقوم بزيارة لمنزلنا بالدرب المواجه لهذا الجامع‪.‬‬ ‫دافعي إلى هذا‪ ،‬إحياء ذكريات الصبا‪ ،‬فبهذا المسجد‪ ،‬تعلمت‪ -‬وأبناء عمي‪ -‬الصالة‬ ‫وقراءة الحزب مع الجماعة‪ ،‬وبه أنصت إلى دروس الوعظ التي كان يلقيها المرحوم‬ ‫محمد العربي الخطيب والد أخينا المرحوم إسماعيل الخطيب رحمهما اهلل‪.‬‬ ‫أما دارنا التي ولدتُ وترعرعت فيها‪ ،‬فقد أردت أن أطمئن عليها بعد أن أصبحت في‬ ‫يد أمينة‪ :‬يد ابن عمي األصغر‪ ،‬المتوسم حجاج‪.‬‬ ‫هذا الشاب‪ ،‬انتزعها من يد الزمن انتزاعا‪ ،‬وصيَّرها بمساعدة بنائين مَهرة‪،‬‬ ‫عروسة الدور العتيقة بتطوان‪ ،‬حيث أعادها إلى شبابها ونضارتها‪ ،‬وحافظ على أصالتها‬ ‫وتقاسيمها‪ ،‬وفتحها في وجه السياح الذين تستهويهم اإلقامة بأمثال هذه المنازل‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫ومن خالل زيارتي‪ ،‬وقفت على الغرف التي وفر لها جميع وسائل الراحة‪ ،‬وعلى الزليج‬ ‫الذي أعاد إليه نصاعته وصفاءه‪ ،‬وعلى شبكة ماء السكوندو‪ ،‬وعلى أحواض الماء‪ ،‬وعلى‬ ‫تفاصيل أخرى‪ ،‬أخذت من وقت هذا الشاب وأعصابه وجيبه الكثير والكثير‪.‬‬ ‫لقد أراد أن يقدم للسائح‪ ،‬صورة مشرّفة لتراثنا‪ ،‬ليؤكد له‪ ،‬أن تطوان لم تُصنف في‬ ‫عِداد المدن ذات التراث العالمي صدفة‪ ،‬أو عن طريق المحاباة‪ ،‬وإنما لكونها تتوفر على‬ ‫رصيد هام من المعالم والمآثر التاريخية األصلية‪.‬‬ ‫فأين وزارة الثقافة؟ أين مساهمتها ونصيبها في الحفاظ على هذا التراث؟ ما هو‬ ‫نوع التشجيع الذي تقدمه ألمثال هذا الشاب؟‬ ‫وأين وزارة السياحة؟ وما هي التسهيالت التي تمنحها للمستثمرين في المدينة‬ ‫العتيقة؟‪.‬‬ ‫وأين وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية؟ أين حصتها في إعادة هيكلة المدينة؟‬ ‫إن جاللة الملك‪ ،‬حين أعطى الضوء األخضر إلصالح الشق العتيق من تطوان‪ ،‬كانت‬ ‫بين يديه الشريفتين التزامات‪َّ ،‬‬ ‫وقع عليها الشركاء المساهمون في هذا المشروع‪ .‬فهل‬ ‫َّ‬ ‫وَفوا بالتزاماتهم؟‬ ‫كنت أود أن تساعدني هذه الزيارة على نبش الذاكرة‪ ،‬ولكن يبدو َّ‬ ‫أن «الجاللة‪ ،‬كما‬ ‫يقال» جَرفتني إلى كتابة ما كتبت‪ ،‬آمال أن تأخذ تطوان حظها من اإلصالح والتوجيه‪،‬‬ ‫كما أخذته مراكش وفاس بشقيهما الحديث والقديم‪.‬‬

‫رعاية المسنين خدمة اجتماعية أساسية تحتاج‬ ‫إلى تضامن وتكامل بين الدولة والمجتمع المدني‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫تأويل شعري‬ ‫لقمر األعالي‪*..‬‬ ‫)‪(5/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫على مدى زمني مترام كتبت كثيرا‪ ..‬ومثل طفلة ؛ ما‬ ‫إن تنهي نحت قلعة رملية حتى تتلفها‪ ..‬كذلك كان مصير‬ ‫مكتوباتها‪ ..‬جمعت بعـض متناثر شذراتها في سلك شفيف‬ ‫مشبوب ؛ وسمتــه «قمر األعالي» ‪ :‬بالغة احتراق‪ ..‬من ماء‬ ‫معينها ‪:‬‬

‫‪ /11‬قمر األعالي‪:‬‬ ‫يا قمر األعالي ‪:‬‬ ‫حالك‬ ‫يناجي حالي ؟‬

‫‪ /12‬همسه‪:‬‬ ‫‪..‬وروحك التي تسكنني‪..‬‬ ‫تقول لك ‪:‬‬ ‫سمعتني ؟‬

‫‪ /13‬رعشة‪:‬‬ ‫كبلبل جريح‪..‬‬ ‫دماؤه تسيح‪..‬‬

‫‪ /14‬حنين‪:‬‬ ‫أجمع األفكار في سواد الليل‪..‬‬ ‫وفي أتون سطوة النهار‬ ‫أوردتي تغار‪..‬‬

‫‪ /15‬هكذا أكتب‪:‬‬ ‫بحروف مولويه ؛‬ ‫عربيه‪ ..‬أعجميه‪..‬‬ ‫وبأنفاسي الذكيه‪..‬‬ ‫أرسم العشق قضيه‬

‫‪ /16‬قناع‪:..‬‬ ‫على وسائد الخراب‪..‬‬ ‫أواجه السراب‪..‬‬

‫‪ /17‬شاطئ‪:..‬‬ ‫يا لبيب ‪:‬‬ ‫يقظتي شهقة ‪،‬‬ ‫فانتبذ بالعراء‪..‬‬ ‫فسحة من فناء‬

‫‪ /18‬ذاكره‪:‬‬ ‫يصعب الحديث عن موضوع الصحة بشكل عام؛ و صحة المسنين‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬فقد تواتر عندنا في هذا البلد السعيد‪ ،‬خاصة عند عتبة‬ ‫الكبر‪ ،‬قول «أمصاب غير الصحة» و «اللي يطلب يطلب الصحة»‪ ،‬كما‬ ‫تواتر الخوف من الدخول في متاهة االستشفاء بسبب ضعف بنيات‬ ‫االستقبال وتدني جودة الخدمات وقلة التجهيزات أو قدمها وأعطابها‬ ‫في الكثير من المؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬رغم المجهودات المالية‬ ‫المبذولة من طرف الدولة‪ ،‬والجهاد البطولي الذي يقوم به أطر وأعوان‬ ‫القطاع الصحي الشرفاء‪.‬‬ ‫والمعروف عند الجميع أن المسنين يحتاجون إلى طب مختص‬ ‫وعناية خاصة يتطابقان مع هذه المرحلة من عمر اإلنسان التي لها‬ ‫خصائصها وعثراتها وإكراهاتها و آالمها‪ ،‬لهذا فإن المعايير التي تقيس‬ ‫درجة رقي الصحة بل الرقي االجتماعي‪ ،‬في بلد ما ال بد أن تأخذ بعين‬ ‫االعتبار مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمسنين سواء من الناحية‬ ‫المادية أو النفسية أو االجتماعية‪.‬‬ ‫في بلدنا الزالت األمور في هذا الباب جنينية‪ ،‬وربما تعتمد على‬ ‫الجانب اإلنساني واألريحية التي تبديها األطر الصحية‪ ،‬حيث إن الخدمات‬ ‫الصحية الخاصة بالمسنين قد تكون بسيطة أو منعدمة‪ ،‬لذلك فإن‬ ‫الحمل الكبير في جانب رعاية المسنين‪ ،‬ربما تتحمله عائالتهم‪ ،‬رغم أن‬ ‫معظم العائالت ال تتلقى تدريبات في هذا المجال الذي يتطلب معرفة‬ ‫طبية و نفسية واجتماعية وتقنيات عالجية خاصة‪.‬‬ ‫وإذا كانت الكثير من العائالت تعتبر أن العناية بمسنيها واجبا دينيا‬ ‫وأخالقيا وتضامنيا‪ ،‬فإن القيام بهذه المهمة ال يكون سهال‪ ،‬مما يتطلب‬ ‫من بعض أفرادها تضحيات وصبر‪ ،‬خاصة النساء الالئي أظهرن قوامة‬ ‫مشهودة في هذا الجانب‪ ،‬هذا في حين أن الكثير من المسنين‪ ،‬ربما ال‬

‫يجدون من يعينهم على تجاوز صعاب هذه المرحلة من العمر ألسباب‬ ‫أو أخرى‪ ،‬وعلى رأسها التفكك األسري والنزاعات العائلية والمستوى‬ ‫االجتماعي‪...‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن الدولة تفكر في الوضعية المزرية للمسنين‬ ‫وبروزها كمعضلة اجتماعية وتحاول العمل على إيجاد أجوبة لها‪ ،‬حيث‬ ‫إنها أحدثت التأمين الصحي اإلجباري لذوي الحقوق من األرامل‪ ،‬ثم منحة‬ ‫اجتماعية لألرامل العاطالت(بدون) غير المستفيدات من منحة التقاعد أو‬ ‫برنامج «تيسيير»‪ ،‬ثم برنامج «راميد»‪ ،‬فهذه البرامج االجتماعية كلها‬ ‫لها وقع كبير على فئة المسنين‪ ،‬ومع ذلك فمصاريف رعاية المسنين‬ ‫تبقى مرتفعة بالمقارنة مع حالة أغلبهم المادية المزرية‪ ،‬ولوال األشكال‬ ‫المتعددة من التضامن االجتماعي‪ ،‬وخاصة التضامن األسري لكانت‬ ‫وضعية المسنين أكثر قساوة‪.‬‬ ‫لكن مع تغير التمثالت االجتماعية والعادات ونمط الحياة‪،‬‬ ‫سيطرح في المستقبل المتوسط والبعيد تغيير رؤية الدولة وسلوكها‬ ‫تجاه المسنين؛ وذلك بمضاعفة عدد مؤسسات لفائدتهم‪ ،‬وتوسيع‬ ‫حجم الموارد البشرية المختصة وابتكار حلول مالية تضامنية لتغطية‬ ‫مصاريف الرعاية الصحية والعالجية والنفسية واالجتماعية لهذه الفئة‪،‬‬ ‫ويمكن أن يلعب المجتمع المدني والمحسنون دورا مساعدا‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن االنتقال من العمل المشتت الذي يغلب عليه طابع الموسمية‬ ‫والفردية والمحدودية إلى عمل تتكامل فيه الجهود والرؤى‪ ،‬عمل يتميز‬ ‫باالستمرارية والمهنية وباإلنصاف‪ ،‬عمل بقدر ما يعكس روح التضامن‬ ‫االجتماعي فإنه يسعى إلى إرساء أعمدة العدالة االجتماعية في أرض‬ ‫الواقع‪.‬‬

‫أنا أهديكها وهجا‪..‬‬ ‫موقدا دهشة‪..‬‬ ‫موقظا صبوة من وصال‪..‬‬

‫‪ /19‬أنشوده‪:‬‬ ‫يهمس في سكوني الليل‬ ‫عشقت وحدتي‪..‬‬ ‫نضوت خيبتي‬

‫‪ /20‬نبيذ وداع‪:‬‬ ‫مزقن أحرفي‬ ‫وامحون زخرفي‬ ‫قد كفانا البكاء‬ ‫ترجمان الرثاء‪..‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* عنوان أولى مدونة شعرية للعزيزة الشمشام ‪ .‬صدرت عن مكتبة‬ ‫سلمى الثقافية ط‪ 1/‬ـ تطوان‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 14‬يوليـوز ‪2018‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫أربعاء أسود بدوار اشراقة‬ ‫ألحقوا طنجة بمناطق االحتجاجات والمواجهات والعنــف الفاضــح‪،‬‬ ‫لتكتمل الباهية‪ ،‬في منطقة ذات حساسية كبيرة إن على المستوى الوطني‬ ‫أو الدولي‪.‬‬ ‫وهكذا يبدو أن سلطات طنجة‪ ،‬التي عودتنا التحلي بالرزانة والحكمة‬ ‫في تدبير األمور‪ ،‬انخرطت‪ ،‬هي األخري‪ ،‬في مسلسل المواجهات العنيفة مع‬ ‫المواطنين‪ ،‬لفرض حلول لمشكل قائم منذ سنوات‪ ،‬بعلم وصمت السلطات‬ ‫المحلية‪ ،‬بنفس «الحزم» الذي اتصفت به مواجهات «شمالية» أدت إلى ما‬ ‫أدت إليه من عنف واعتقاالت ودموع وحزن ‪.....‬‬ ‫هل كنا‪ ،‬حقا‪ ،‬بحاجة‪ ،‬اليوم‪ ،‬إلى مثل هذه «التدخالت» األمنية العنيفة‪،‬‬ ‫بجوار طنجة‪ ،‬التي يستعد «البراق» أن «يطيـــر» منهــا‪ ،‬في واحـدة من‬ ‫منجزات العهد الزاهر ليؤكد نضج التجربة المغربية في بناء مجتمع السلم‬ ‫واالستقرار والحرية؟‬ ‫أخبار مزعجة حملتها إلينا المنابر الوسائط‪ ،‬حول عملية هدم مساكن‬ ‫بنيت عشوائيا‪ ،‬في منطقة حجر النحل‪ ،‬وكانت تشكل إلى فجر االستقالل‪،‬‬ ‫«خط العبور» إلى طنجة الدولية‪ ،‬من المنطقة السلطانية‪ ،‬حيث شاع البناء‬ ‫«الحر» ولسنوات‪ ،‬في غياب هيكلة قانونية للبناء‪ ،‬قبل ظهور مخططات‬ ‫التهيئة التي ال تعتبر كلها «نماذج» ناجحة‪ ،‬والحجة من مشروع الجماعة‬ ‫الحصرية لطنجة الذي «شملـــه»‪ ،‬بالعطـــف‪ ،‬قرار الرفض من أمين عام‬ ‫الحكومة‪......‬‬ ‫األخبار تحدثت عن إنزال أمني كثيـــف‪ ،‬بمنطقـــة اشراقـة‪ ،‬من باب‬ ‫«االحتراز» كمقدمة لعملية الهدم‪ ،‬التي باشرتها جرافات الدولة‪ ،‬يومي‬ ‫األربعاء والخميس‪ ،‬بإشراف السلطات الجهوية والمحلية والوقاية المدنية‬ ‫والقوات المساعدة التي سيجت «منطقة العمليات» وأفرغت المنازل بالقوة‪،‬‬ ‫قبل انطالق الجرافات الوطنية لهدم منازل مواطنين فقراء كابدوا في‬ ‫الحياة حتى وفروا ما يمكنهم من الحصول على بقعة أرض وبناء مساكن‬ ‫عشوائية‪ ،‬تقيهم وأوالدهم قساوة العيش وغدر الزمان‪ .‬وتم ذلك بتواطؤ‬ ‫بعض «الوسطاء» «النافذين» كما يدعي بعض المتضررين‪ ،‬وقد مر على‬ ‫هذه «العشوائية» عدة سنوات لم تحرك فيها سلطات القرب ساكنا‪! ‬‬ ‫مصدر إعالمي أخبر بأن سيدة لقيت حتفها متأثرة بجروحها البليغة‪،‬‬ ‫عقب إقدام سلطات طنجة على هدم منزلها وهي داخله‪ ،‬حيث جرى نقلها‬ ‫إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة‪ ،‬قبل أن تفارق الحياة لحظات بعد‬ ‫وصولها إلى المستشفى‪ .‬كما أن المستشفى المركزي يكون قد «تسلم»‬ ‫مجموعة من المصابين في أحداث اشراقة‪ .‬نتمنى أن يكون الخبران إشاعة‬ ‫ال أساس لهما من الصحة‪ ،‬وعلى كل حال فالكشف عن الحقيقة في هذه‬ ‫الواقعة لم يعد مستحيال‪ ،‬والبركة في المواقع ‪.‬‬ ‫جرافات الوطن‪ ،‬كانت «تفجــر» بيوت أبنـــاء الوطن‪ ،‬وسط ذهول‬ ‫واحتجاجات الجموع المندفعة نحو «مسرح العمليات» والغاضبة من تصرف‬ ‫السلطات التي رفعوا في وجهها شعارات تذكر بما ألفناه في الحسيمـة‬ ‫وجرادة وغيرها من بقع التوتر الذي شهده المغرب‪ ،‬ولو بنسبة أقل حدة‬ ‫وضغطا بطنجة‪.‬‬ ‫ال أحد يوافق على البناء العشوائي‪ ،‬بوجود تصاميم مدنية للتأهيل‬ ‫الحضري وقوانين مسطرية مؤطرة للعقار‪ ،‬ورجال سلطة قادرين على تتبع‬ ‫المخالفات وضبطها وزجرها في وقتها و وفق القوانين الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫وبوجود «عدالة» مجالية ال تقف عند الفقراء المهدمة أحالمهم وأمانيهم‬ ‫في وطن «غفور رحيم»‪.‬‬ ‫ال أحد‪ ،‬ولكن حجة البناء العشوائي ليست تامة األركــان في نازلة‬ ‫اشراقة‪ ،‬فالعشوائية ضاربة أطنابها في البناء‪ ،‬عبر جهات عديدة من تراب‬ ‫طنجة‪ ،‬والمسؤولية تقع أوال وأخيرا على المجالس الجماعية وسلطات‬ ‫«الوصاية»‪ ،‬بسبب إعمال «عين ميكة» على البناء العشوائي حتى يكتمل‪،‬‬ ‫ولو استفسرتم أصحاب هذا البناء‪ ،‬لحصل لكم العجب العجاب‪ ،‬ولو أن‬ ‫«بالمغرب‪ ،‬ال تستغرب»‪! ‬‬ ‫والسؤال‪ .‬هل انتهينا من حل «جميع» القضايا المحلية في مجال‬ ‫التنظيم البلدي وأصلحنا «جميع» االختالالت التي تسائلنا وتسائل سلطاتنا‬ ‫«النشيطة» يوميا‪ ،‬و جعلنا «اإلدارة العمومية «في خدمة المواطن» حقيقة‬ ‫ال شعارا لالستهالك الداخلي والخارجي‪ ،‬حتى «نتفرغ» للبناء العشوائي‬ ‫في «أرياف» طنجة‪ ،‬والحال أن قلب مدينة طنجة يعج بالمشاكل البنيوية‬ ‫والبيئية واألمنية والسلوكية ‪ ،‬حتى أن التجهيزات األخيرة التي تمت في‬ ‫نطاق طنجة الكبرى من كورنيش وأرصفة وطرقات وأنفاق‪ ،‬بدأت تشهد‬ ‫تصدعات تدعو إلى تدخالت عاجلة‪ ،‬ناهيك عن المدينة العتيقة التي تزداد‬ ‫تدهورا يوما عن يوم‪ ،‬والحال أنها تشكل قلب المدينة والفضاء التاريخي‬ ‫ألهاليها‪ ،‬ومحور أنشطتها االقتصادية والسياحية والعمرانية‪ .‬أال يدعو أن‬ ‫للمدينة مخططات تنموية تتم معالجتها حسب األولويات واألسبقيات‬ ‫واألفضليات ؟‪......! ‬‬ ‫ع‪ .‬كنوني‬

‫الوزير يتيم‪ :‬أرفضُ تعدد الزوجات ‪..‬‬ ‫هذا شغلك‪ ،‬يا «معالي الوزير»‪ ،‬سواء رفضت أم «استحليت»ـ‬ ‫فهذا أمر ال يهمنا بقدر ما تهمنا أحوال مغربيات الفراولة‪ ،‬بإسبانيا‬ ‫الالئي نفيت أكثر من مرة‪ ،‬وعلى أكثر من صعيد‪ ،‬خبر تعرضهن‬ ‫للتحرش واالبتزاز الجنسي‪ ،‬وأكدت ثقتك في المخزن اإلسباني‬ ‫ومسؤولية أصحاب الضيعات اإلسبان‪.‬‬ ‫إن لم تكفك واحدة فخذ لك مثنى «و» ثالث «و» رباع‪ ،‬ليصير‬ ‫الجمع‪ ،‬بعد واو اإلضافة‪ ،‬تسع «عروسات‪ »...‬لوال المدونة‪...... ! .‬‬ ‫ولكن القوانين ال تقهر الكبار في بالد «المهادنين»‪!..‬‬ ‫تزوج ما بوسعك‪ ،‬والحق لك أن تستفيد أيضا من « أو ما ملكت‬ ‫أيمانهم» فأنت ال بد «على بال» من «الرخص» الدينية‪...‬فيما يتعلق‬ ‫بفروض الزواج‪ ،‬ولن تعدم ال أنت وال مريدو الزاوية البيجيدية من‬ ‫شيخ يفتي لك بجواز ما قد ترمي إليه‪.‬‬ ‫خذها‪ ،‬أو خذهن في سفر في ذاتك‪ ،‬هكذا بـــ «بالش» فابور‪.‬‬ ‫وفق تدوينتك الشهيرة التي جرت عليك الكثير من السخرية‪ ،‬ولكنك‬ ‫لن ترضى بديال عن «سفرياتك» «الرسمية» والحق يقال إنها‬ ‫سفريات «رسمية» إال أنها كما يقول بعض المشاغبين األشقياء‪،‬‬ ‫قد ال تمنعك من الجمع بين «الخدمة» و «المتعة» ! كما يفعل‬ ‫«الكبار» من مسؤولي هذا الزمن الرديء !‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫أن ماليين الدراهم «تمنح» للمهرجان من مؤسسات عمومية أو‬ ‫شبه عمومية ومنها المكتب المغربي للفوسفاط‪ ،‬ومكتب السكك‬ ‫الحديدية‪ ،‬والخطوط الجوية المغربية واتصاالت المغرب وبلدية‬ ‫الرباط ‪ ،‬بمعنى أن المال العام ‪ ،‬خرج من باب الدعم العام المباشر‬ ‫في حدود ‪ ،2011‬ليدخل في ميزانية موازين من «الشباك» ‪ ،‬كما‬ ‫يقول إخوتنا المصريون !‬ ‫وبالرغم من دفوعات المنظمين في «ثقافات المغرب» بخصوص‬ ‫التمويل الملياردي للمهرجان الذي عصفت به «المقاطعة» هذا‬ ‫العام‪ ،‬إال أن األمور لم تعد تخفى على الشعب والفضل في سهولة‬ ‫تداول المعلومات حتى وإن تلكأ المسؤولون في اإلفراج عن قانون‬ ‫«الحق» في الولوج إلى المعلومة‪.‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن «ما في راس الجمل‪ ،‬في راس الجمالة» !!!‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬ ‫نموذج آخر من نتاجات المدرسة العمومية‬

‫تلميذ يعتدي على أستاذ واألكاديمية‬ ‫تطالبه بـ «عدم التنازل»‬

‫ومع ذلــك‪ ،‬بصحتــك وراحتــك‪ ،‬يا «صاحب المعالي» ‪ ،‬وعين‬ ‫الحسود فيها ألف عود وعود !‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حجز بنادق وخراطيش لدى مواطن إفريقي‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‬

‫ها الما طاب !‪...‬‬

‫تم حجز ثالث بنادق صيد جديدة من صنع روسي وحوالي‬ ‫‪ 250‬خرطوشة ‪ ،‬لدى مواطن من إفريقيا جنوب الصحراء بميناء‬ ‫طنجة المتوسط كان بصدد دخول التراب الوطني على متن شاحنة‬ ‫قادمة من فرنسا‪.‬‬ ‫تزامن هذا الخبر مع أخبار أخرى «مقلقة» بخصوص قيام‬ ‫عصابة باقتحام شقق فارغة في ملكية مغاربة مقيمين بالخارج‪ ،‬من‬ ‫أجل استغاللها لفائدة المهاجرين الغير النظاميين األفارقة‪.‬‬ ‫الخبر يذكرنا باألحداث األليمة التي وقعت سابقا في مجمع‬ ‫العرفان وخالف ـ طنجة والتي اضطرت السلطات إلى التدخل‬ ‫بوسائلها الخاصة حماية لممتلكات الغير ولألمن بالمنطقة التي‬ ‫حولتها تجمعات األفارقة إلى «محمية» ! ‪ TERRA NULLIUS‬من‬ ‫أجل إفراغ الشقق مطرد مستغليها الذين نهبوا كل ما كان بداخلها‬ ‫من أثاث وأشياء ثمينة‪ ،‬كما لو أنهم كانوا في غابة أمازونية !‬ ‫ومؤخرا وقعت مواجهات بين مئات من أفارقة جنوب الصحراء‬ ‫وقوات عمومية قامت بتنفيذ حكم قضائي لفائدة مكتب القطارات‬ ‫القاضي بإفراغ أرض بجوار محطة القطار بفاس‪ ،‬حولها المهاجرون‬ ‫األفارقة إلى مخيم عشوائي وأقاموا عليه «تشابوالت» قصديرية‬ ‫وبالستيكية ‪ ،‬كما يحدث في جهات أخرى من المغرب‪ ،‬وأيضا في‬ ‫بعض بلدان أوروبا كفرنسا‪ ،‬مثال‪ ،‬التي أقدمت مؤخرا على تفكيك‬ ‫مخيم بمنطقة ‪ ،Aubervilliers‬بباريس وإجالء فوق ألف شخص‬ ‫مقيم بهذا المخيم الذي يضاف إلى ‪ 34‬من مخيملت األفارقة‪ ،‬التي‬ ‫تم تفكيكها خالل السنوات الثالث الماضية‪.‬‬ ‫إخالء مخيم فاس‪ /‬تنفيذا لحكم قضائي‪ ،‬لم يتم دون مواجهات‬ ‫حيث أقدم بعد المعتصمين على تفجير قنينات غاز بغاية إرهاب‬ ‫القوات العمومية ما تسبب في إشعال النيران بالمخيم‪ ،‬الذي تم‪ ،‬في‬ ‫النهاية إخالؤه بأقل الخسائر‪.‬‬ ‫حقيقة إن المغرب يعتبر رائدا في استقبال وإدماج المهاجرين‬ ‫األفارقة الغير النظاميين‪ ،‬تشهد بذلك المنظمات الحقوقية العالمية‬ ‫ومنها منظمة االتحاد اإلفريقي الذي أشاد‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬بالموقف‬ ‫المغربي الشجاع‪ ،‬في هذه األزمنة الصعبة‪ ،‬والمقلقة‪ ،‬من الهجرات‬ ‫اإلفريقية التي يرحب المغرب بها‪ ،‬بل وقد جعلها في صلب سياسته‬ ‫اإلفريقية والدولية‪ .‬والحذر يجب أن ينطلق من الخشية أن يصبح ما‬ ‫هو‪ ،‬اليوم‪ ،‬تفهم وتضامن مع المضطهدين األفارقة الطامحين إلى‬ ‫حياة أفضل‪ ،‬إلى حقوق مكتسبة‪ ،‬يدافع عنها‪ ،‬غدا‪ ،‬بما يسبب إزعاجا‪،‬‬ ‫من نوع مختلف‪ ،‬للمغرب‪ ،‬غدا !‬

‫‪ooooo‬‬

‫‪ 250‬مليون سنتيم مقابل ستين دقيقة‬ ‫غناء بموازين «مغرب الثقافات»‬ ‫كشفت مصادر إعالمية‪ ،‬لموقع «أخبارنا المغربية» أن الفنان‬ ‫البورتوريكي ‪ ،Luis Fonsi‬طلب و حصل على مبلغ ‪ 250‬مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬مقابل مروره بمهرجان «موازين» الرباط‪ ،‬في ختام نسخته‬ ‫األخيرة‪ ،‬بوصلة غنائية لم تدم أكثر من ساعة !‪.‬‬ ‫المائتان وخمسون مليونا‪ ،‬التي تكرم المغني البورطوريكينيو‬ ‫فقبلها مقابل وقوفه بمنصة السويسي ليرفه عن «الكبار» ‪ ،‬بأغنية‬ ‫«دسباسيطو» ـ ببطء كبير ــ التي اشتهر بها‪ ،‬كانت أجرا صافيا‬ ‫(خاليا من الضرائب) ال تشوبه شائبة !‬ ‫ومع أن المنظمين يصرون على أن «فلوس» المهرجان ال تأتي‬ ‫من المال العام‪ ،‬إال أن ما راج من معلومات بهذا الخصوص يؤكد‬

‫نكاد ال نصدق أن يكون قدر األساتذة‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬في هذا‬ ‫المغرب الذي يتباها بقيمه المجتمعية والدينية‪ ،‬التعرض إلى‬ ‫االعتداءات المستفزة‪ ،‬المقززة‪ ،‬من طرف التالميذ أنفسهم الذين‬ ‫يتلقون‪ ،‬على أيدي أساتذتهم‪ ،‬نظريا‪ ،‬التربية والتكوين‪.‬‬ ‫القصص في هذا الباب كثيرة وقد قال الرأي العام في شأنها ما‬ ‫قال‪ ،‬كما أن النقد امتد إلى المنظومة التربية والتعليمية المغربية‬ ‫التي كاد أن يجمع الشعب على وصفها بالفشل‪ ،‬رغم الماليير التي‬ ‫صرفت من أموال الشعب على المخطط االستعجالي وما سبقه وما‬ ‫تبعه من مخططات‪ ،‬إلى «خالصات» المجلس األعلى االستشاري‬ ‫للتربية والتكوين والبحث العلمي بخصوص “التربية على القيم‬ ‫بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي” من كون‬ ‫التربية على القيم تقع في صميم وظائف المدرسة‪ ،‬وإحدى آليات‬ ‫اإلدماج االجتماعي والثقافي لألجيال المتعلمة وتحقيق التماسك‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وأحد مداخل تكوين وتأهيل رأس المال البشري‪ ،‬وكون‬ ‫تنمية التشبع بالقيم يعد رافعة للنهوض بالمنظومة التربوية‪،‬‬ ‫والرفع من جودتها على كافة المستويات»‪.‬‬ ‫نمرّ ‪......‬‬ ‫آخر ما حملت لنا أخبار «المجازر» التعليمية‪ ،‬خبر تعرض أستاذ‬ ‫فلسفة يعمل بثانوية أم الربيع التأهيلية بمريرت نواحي خنيفرة‪،‬‬ ‫صباح األربعاء الماضي ‪ ،‬العتداء بشع على يد تلميذ‪ ،‬وجه إليه ضربة‬ ‫بواسطة كأس زجاجي‪ ،‬انتقاما لحرمانه من الغش في أحد اختبارات‬ ‫الدورة االستدراكية لنيل شهادة البكالوريا‪ .‬التلميذ المعتدي يكون‬ ‫قد تعقب األستاذ المراقب في اتجاه أحد مقاهي المدينة‪ ،‬قبل أن‬ ‫يباغته بضربة شديدة على الوجه ويفر إلى وجهة مجهولة‪.‬‬ ‫مدير األكاديمية زار أستاذ الفلسفة المعتدى عليه بالمستشفى‬ ‫وأبلغه ما ألفناه من عبارات المواساة والتضامن والتأكيد على‬ ‫“الرفض المطلق» لكل أشكال العنف الذي قد يتعرض له نساء‬ ‫ورجال التعليم بالوسط المدرسي والحرص المتجدد على التصدي‬ ‫لهذه الظواهر الشاذة و «المعزولة» بالحزم والصرامة الالزمتين‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫ياما ورا القضبان من مظلومين !‬ ‫كشف الوكيل العام بمحكمة النقض ورئيس النيابة العامة‬ ‫بالمغرب‪ ،‬األستاذ محمد عبد النباوي‪ ،‬في حوار إعالمي بالمغرب أن‬ ‫هناك حوالي ‪ 5‬بالمائة من السجناء يحكمون بالبراءة‪ ،‬وهي نسبة‬ ‫ضئيلة ال يمكنها أن تحدث أي تغيير بشأن عدد السجناء في المغرب‬ ‫الذي يصل إلى ‪ 80‬ألفا في اإلجمال‪.‬‬ ‫وأكد بهذا الخصوص أن المشكل يكمن في نقص العقوبات‬ ‫البديلة وفي اعتماد السياسة الجنائية على مقاربة سلب الحرية حال‬ ‫لإلشكاليات المجتمعية‪ ،‬وهي مقاربة تتم مالحظتها في مختلف‬ ‫النصوص التشريعية التي تخلو من عقوبات سالبة للحرية‪.‬‬ ‫وأشار عبد النباوي في حواره مع الزميلة «الصباح» إلى أنه حتى‬ ‫في حال تم حل مشكل االعتقال االحتياطي فلن يتقلص عدد السجناء‪،‬‬ ‫مضيفا أن النسبة لن تتعدى أربعة في المائة أو خمسة من مجموع‬ ‫السجناء‪ ،‬التي تصل إلى حوالي ‪ 4000‬سجين‪ ،‬وهي حاالت ال يمكن‬ ‫اتخاذ عدم إجراء االعتقال االحتياطي في حقها منذ البداية‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى األسباب المحيطة بها وعدم وجود دالئل قوية على إمكانية‬ ‫المتابعة في حالة سراح‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪950‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫مافيا المدارس الخاصة‪« ...‬بزنس» مقنع وسكوت‬ ‫مطبق من الوزارة الوصية و أولياء أمور يشجبون‬ ‫الرقابة المعدومة والسياسـة التعليمية التجارية‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫‪ ‬كلما لوحت المدارس الخاصة برفع األقساط الشهرية بداية كل موسم دراسي‪ ،‬كلما الحظنا المواجهة‬ ‫بين أولياء األمور العزل وبين أصحاب تلك المدارس‪ ،‬حيث تكتفي الوزارة‪ ‬الوصية بموقف المتفرج وتجنب‬ ‫التدخل كون الموضوع مسألة تحصيل حاصل ينتهي دوما لصالح الطرف األقوى من أصحاب الـ«بزنس»‪.‬‬ ‫هذا المشهد أصبح يتكرر سنويا كلما أوجدت المدارس ذرائع مختلقة لرفع كلفة التعليم الخاص‪ ،‬ومن باب‬ ‫الموضوعية أنه يجب التفريق بين مدارس خاصة تتميز بتقديم الخدمة التعليمية كما يجب وتحتوي على‬ ‫أساتذة أكفاء وعلى مرافق وساحات لألنشطة ومالعب‪ ،‬وبين مدارس حازت على اسم «الخاصة» باستئجارها‬ ‫مبنى صغيرا يفتقر للمرافق الحيوية إلى جانب تقصيرها الملحوظ في الرفع من مستوى التعليم والنجاح‬ ‫لتالمذتها‪ ،‬والمفارقة العجيبة أن تتساوى األقساط واألعباء المادية فيهما بشكل شبه متطابق‪ ،‬دون أن‬ ‫يتم وضع معايير محددة وتقييم دوري لتلك المدارس لتحديد سقف أعلى لألقساط السنوية المدفوعة‬ ‫من أولياء األمور‪.‬‬ ‫إذا ما أردتَ أن تب ِني مدرسة خاصة في المغرب تسعُ ستمائة تلميذ على بقعة أرضية من ألف‬ ‫وخمسمائة متر‪ ،‬فإنَّك ستكون في حاجة ألن تستثمر ‪ 15.6‬مليون درهم‪ ،‬في ظل ارتفاع أسعار العقار‪ ،‬بيد‬ ‫أنها تكلفة ال تبدو جد باهظة‪ ،‬بالنظر إلى ما يجنيه المستثمر الذِي قد يصل هامش أرباحه في المشروع‬ ‫إلى ثالثين بالمائة‪.‬‬ ‫مسحٌ أجرته صحيفة «الفِي ُ‬ ‫إيكو» اإلقتصادية مؤخرا‪ ،‬أوضح أن عدد المدارس الخاصة يتزايد عاما بعد‬ ‫اآلخر في المغرب‪ ،‬مستفيدا من كثرة الطلب‪ ،‬وتراجع الجودة في المدارس‬ ‫العمومية‪ ،‬حتى لدى العائالت ذات الدخل المحدود‪ ،‬وبحكم اإلقبال فقد‬ ‫صارت أسر كثيرة تنتظر دور أبنائها في لوائح اإلنتظار‪ ،‬ريثما يشغر مقعد‬ ‫دراسي ألبنائها‪.‬‬ ‫وبحسب التقديرات نفسها‪ ،‬فإن مصاريف المدرسة قد تصل إلى ستة‬ ‫ماليين درهم‪ ،‬لكن المشروع قد يدرّ على صاحبه‪ 3.2 ،‬ماليين درهم‬ ‫ربح صاف‪ ،‬علما أنها تستفيد من تخفيضات ضريبية خالل السنوات‬ ‫بمثابة ٍ‬ ‫الخمس األولى من إنشائها‪ ،‬دون احتساب ما تجنيه تلك المدارس من‬ ‫أنشطة أخرى كالرحالت المدرسية والحفالت أوْ دروس الدعم الموازية‪.‬‬ ‫وزيادة على البناء‪ ،‬يستلزمُ تجهيز مدرسة مليون ونصف المليون‬ ‫درهم‪ ،‬سواء تعلق ألمر بالمقاعد أو بالطاوالت‪ ،‬والسبورات واألجهزة‬ ‫الرقمية وأجهزة العرض والمكتبات والمعدات‪ ،‬وملعب الرياضة‪ ،‬علما أن‬ ‫مدارس كثيرة تفتقر إلى العديد منها‪ ،‬واألجهزة الالزمة لطاقم اإلدارة‬ ‫كالمكاتب والطابعات والحواسيب‪.‬‬

‫وزير التربية و التعليم‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يستلزمُ المشروع تشغيل‬ ‫أطر تدريس‪ ،‬وموظفين لإلدارة‪ ،‬على أن أساتذة‬ ‫المرحلتين األولوية واإلبتدائية يكونون‬ ‫متفرغِين للخواص بالكامل‪ ،‬في الوقت الذِي‬ ‫تجري االستعانة بأستاذة يعملون بالساعات‬ ‫بالنسبة إلى تالمذة اإلعدادِي والثان ِوي‪ ،‬غالبًا‬ ‫ما يكونون من التعليم العمومي‪.‬‬ ‫وبحسب المعطيات نفسها‪ ،‬فإن أقساط‬ ‫تدريس األبناء في المدارس الخاصة ترتفع‬ ‫في المغرب بـ‪ 20‬في المائة كل سنة في‬ ‫بعض المدارس‪ ،‬بحكم عدم خضوع األقساط‬ ‫المدفوعة ألي قاعدة خاصة تؤطرها‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تفضل بعض المدارس عدم الرفع من‬ ‫الثمن حرصا على الزبناء‪.‬‬ ‫وتسوغ مدارس كثيـــرة رفــع أقســاط‬ ‫التمدرس بهــا إلى تجديــد السيــــارات ْأو‬ ‫إعادة تأهيل بنيتها‪ ،‬علما أن السعر يربو في‬ ‫المتوسط على ألف درهم بالنسبة إلى األولي‪،‬‬ ‫و‪ 1300‬درهم في المرحلة اإلبتدائية‪ ،‬و ‪1500‬‬ ‫درهم لإلعدادي‪ ،‬و ‪ 1800‬درهم للثان ِوي‬ ‫التأهيلي‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي تستفيد فيه المدارس الخاصة من تخفيض على الضريبة المفروضة على الشركات‪،‬‬ ‫يصل إلى ‪ 17.5‬في المائة‪ ،‬فإن هامش الربح قد يصل في بعض الحاالت إلى ‪ 32‬في المائة‪ ،‬علما أنه‬ ‫هامش يكبر هو اآلخر عاما بعد عام‪.‬‬ ‫بلطجة المدارس الخاصة‪ ،‬تؤكدها الشكوى الدائمة من أولياء األمور‪ ،‬حيث أن هذه المدارس دائما‬ ‫ما تتالعب بقرارات وزارة التربية والتعليم‪ ،‬وتحدد المصروفات كل عام‪ ،‬وفقا ألهواء مالك هذه المدارس‪،‬‬ ‫دون أي التزام بقرار وزاري أو تعليمات‪ ،‬ولديهم سلسلة طويلة من األساليب التى يستطيعون من خاللها‬ ‫الهروب من المسؤولية‪ ،‬لكن الجديد هذه األعوام األخيرة‪ ،‬أن مافيا المدارس الخاصة تتالعب بأعصاب‬ ‫أولياء األمور‪ ،‬فى قبول طالب جدد‪ ،‬ويتلكؤون دوماً بموضوع «كثافة الفصول»‪ ،‬والسبب أنهم يدفعون‬ ‫أولياء األمور لطرق األبواب الخلفية‪ ،‬إما بزيادة المصروفات المدفوعة للمدرسة‪ ،‬أو دفع تبرع للمدرسة‪ ،‬أو‬ ‫البحث عن واسطة‪.‬‬ ‫المدارس الخاصة في المغرب تحتاج لرقابة مشددة من وزارة التربية والتعليم‪ ،‬وكنت شاهدة على‬ ‫وقائع خاصة ببعض المدارس‪ ،‬التى أدمنت الطرق الخلفية لجنى األموال غير الشرعية من أولياء األمور‪،‬‬ ‫وأيضا الرغبة الدفينة لدى بعض مالك هذه المدارس فى إذالل أولياء األمور‪ ،‬وغيرها من األمور التى يجب‬ ‫أن يكون للوزارة دور فيها‪ ،‬خاصة أن بعض المدارس يديرها أصحابها بعقلية المكسب والخسارة المالية‪،‬‬ ‫دون النظر إلى القيمة التعليمة والتربوية التي من المفترض أن يقدمها للطالب‪ ،‬آخذا فى اإلعتبار أن‬ ‫مسؤولي اإلدارات التعليمية يعلمون جيداً هذه الوقائع لكنهم لألسف ال يملكون شجاعة التحرك لمواجهة‬ ‫هذه المافيا‪.‬‬ ‫فى طنجة على سبيل المثال‪ ،‬الوضع مأساوي وال يحتمل‪ ،‬ويتطلب تدخال مباشرا من الوزير لوقف‬

‫اإلنتهاكات التى يمارسها مالك هذه المدارس ضد التالميذ والمدرسين أيضاً‪ ،‬فالكثير من هذه المدارس‬ ‫تتعاقد مع المدرسين براتب شهري ضئيل جدا‪ ،‬مقابل أن تفتح له أبوابا خلفية للدروس الخصوصية‪،‬‬ ‫وهو ما يؤكد أن الدراسة فى هذه المدارس وصلت إلى درجة متدنية‪ ،‬ألن مالكها كما قلت كل هدفهم‬ ‫المكاسب المادية فقط‪ ،‬فهم ال يهتمون بالمدرسين وال قدراتهم التعليمية وال التربوية‪ ،‬المهم أن‬ ‫يتحصلوا على المصروفات من أولياء األمور فى بداية العام الدراسي‪ .‬‬

‫«بزنس» الكتب واألنشطة الموازية‬ ‫اشتكى عدد من أولياء األمور‪ ‬من «بزنس» الكتب األجنبية‪ ،‬الذي تنتهجه بعض المدارس الخاصة‬ ‫بفرضها شراء الكتب منها‪ ،‬وبأسعار ال تتناسب مع قدراتهم المادية‪ ،‬حيث تصل قيمة كتاب المادة الواحدة‬ ‫إلى أكثر من ‪ 300‬درهم‪ ،‬وتلجأ تلك المدارس‪ ،‬حسب أحد أولياء األمور‪ ،‬إلى التعاقد مع بعض المكتبات‬ ‫المعروفة لتوريد كتب خاصة وال تباع في المكتبات األخرى‪ ،‬وقال أب مريم التي تدرس في الصف السادس‪،‬‬ ‫إنه توجه إلى إحدى المكتبات بمدينة طنجة للبحث عن بعض الكتب التي تدرس البنته في إحدى المدارس‬ ‫الخاصة‪ ،‬إال أنه فوجئ بصاحب المكتبة يخبره بأن الكتب المطلوبة ليست متوفرة‪ ،‬وأن المدرسة ربما‬ ‫تستوردها حصريا من إحدى دور النشر األجنبية‪ ،‬أي أن عليه التوجه إلى تلك المدرسة لشرائها‪ ..‬وقالت‬ ‫«ث‪.‬ط» إن إحدى المدارس الخاصة بمدينة طنجة طلبت منها ‪2000‬‬ ‫درهم قيمة كتب البنها الذي التحق هذا العام بالصف الخامس‪ ،‬وأكثر‬ ‫من ‪ 3000‬درهم البنها الثاني في المرحلة اإلعدادية‪ ،‬حيث طالبت الوزارة‬ ‫الوصية والمسؤولين بتحديد سعر جميع الكتب التي تباع في المكتبات‬ ‫خصوصا منها المستوردة‪ ،‬وطالبت بمنع بيع الكتب داخل المدارس الخاصة‬ ‫منعا للتحايل في زيادة األسعار‪.‬‬ ‫وأشارت أم المهدي‪ 38 ،‬سنة مستخدمة بشركة‪ ،‬إلى أن مدرسة ابنها‬ ‫تفرض على التالميذ دفع مبلغ لدخول غرفة اإلعالميات‪ ،‬أو دخول المكتبة‪،‬‬ ‫بينما كل تلك المبالغ تحصل ضمن الرسوم الدراسية السنوية التي تدفع‬ ‫في أول السنة ويفوق مبلغها آالف الدراهم‪ ،‬وذهبت أم أخرى إلى القول‬ ‫إن بعض مدارس التعليم الخاص تبالغ في تحصيل رسوم إضافية على‬ ‫الرحالت المدرسية التي اعتبرتها وزارة التربية الوطنية جزءا من العملية‬ ‫التعليمية واألنشطة المدرسية‪ ،‬ويجب عدم تحصيل رسوم عليها‪ ،‬ويصل‬ ‫مبلغ الرحالت إلى األماكن خارج‪ ‬طنجة إلى ‪ 320‬درهما‪ ،‬فيما تفرض بعض‬ ‫المدارس على أولياء األمور شراء الزي المدرسي‬ ‫منها حتى وإن كان متوفرا في السوق‪.‬‬

‫نتيجة غير مرضية لآلباء‬ ‫شبه عبد اهلل‪.‬ر‪ 45 ،‬سنة وأب لتلميذتين‪،‬‬ ‫انتشار المدارس الخصوصية بالفطر داخل‬ ‫غابة متوحشة‪ ،‬وسيارات النقــل المدرسي‬ ‫تنافس سيارات األجرة عددا عبر كل الطرقات‪،‬‬ ‫ورقعة اكتساح المدارس الخاصة تمتد إلى‬ ‫هوامش المدن‪ ،‬و تالمس بعض القرى‪ ،‬في‬ ‫المدن مدارس عمومية توصد أبوابها معلنة‬ ‫عن انتهاء مهماتها التربوية‪ ،‬وبعضها قد‬ ‫يعرض قريبا للبيع علنا لتنتصب عمارات أو‬ ‫أسواق ممتازة مكانها‪ ،‬وهو ما أكده عثمان‬ ‫عزوزي‪ ،‬ممثل اتحاد التعليم والتكوين الحر‪،‬‬ ‫بالقول إن الفئات المتوسطة والفقيرة كذلك‬ ‫أصبحت لها قناعات بأن المدارس الحرة تعتبر‬ ‫مالذا أفضل لتعليم أبنائها‪ ،‬وهو ما ولد ضغطا‬ ‫كبيرا على القطاع‪ ،‬حيث ولألسف ما عرفته‬ ‫المدرسة العمومية من اختالالت تولد عنه‬ ‫نزوح إلى المدارس الخاصة‪ ،‬وهنا يطرح السؤال‪ ،‬لماذا يغادر مجموعة من التالميذ المدرسة العمومية‬ ‫لاللتحاق بالمدارس الخاصة‪ ،‬رغم العرض غير الكافي الستيعاب كل الطلبات المتزايدة سنة بعد أخرى؟‬ ‫وإذا ما استثنينا بعض المدارس الخاصة‪ ،‬المعدودة على رؤوس األصابع والتي يعتبر مستواها جيدا‬ ‫لكنها باهظة الثمن‪ ،‬فإن جل المدارس األخرى تعتبر متساوية في المستوى الذي تقدمه لتالمذتها‪ ،‬فهذه‬ ‫أم مثقفة تتابع ابنها يوما بيوم‪ ،‬وتالحظ غير ما مرة أخطاء المعلمات‪ ‬وتقصير األساتذة وعدم اكتمال‬ ‫المنهاج الدراسي‪ ،‬حيث تأكد أنها تقضي الساعات الطوال في تعليم ابنها وكأنه لم يقرأ الدرس في‬ ‫المدرسة من قبل‪ ،‬لتتساءل عن أي خطة دراسية وعن أي مراقبة إدارية توجد في هذه المدارس‪ ،‬وتضيف‬ ‫«بالرغم من أن ولدي في مدرسة خاصة تتمتع بسمعة طيبة إال أنني كنت قد وجهت ذات مرة سؤاال إلى‬ ‫المدير كون ابني من حظه أنني أجيد اللغة الفرنسية والعربية وشيئا من اإلنجليزية‪ ،‬فما هو مصيره‬ ‫لو كنت أمية؟ من كان سيعلم ولدي؟ أنا أستطيع أن آخذ الكتب وأعلمه في المنزل دون الحاجة إلى‬ ‫المدرسة‪ ...‬إن ولدي متفوق بفضل اهلل وبمجهودي ومثابرته‪ ،‬ال بفضل المعلمات الضعيفات والرقابة‬ ‫المعدومة والسياسة التعليمية التجارية»‪.‬‬ ‫ويتأسف أب تلميذ آخر بالقول إن ما يحدث اليوم في مدارسنا هو «عملية تقنيع لألمية وتجهيل‪ ،‬حيث‬ ‫سجلت ابني في مدرسة حرة وبواجبات شهرية تتعد ‪ 1500‬درهم «غير باش يحضيوه ليا»‪.‬أقول أمية‬ ‫مقنعة وجهل مزيف‪ ،‬حيث ينجح التلميذ تلقائيا بالنفخ في النقط المحصل عليها‪ ،‬وينهي الباكلوريا وهو‬ ‫غير ملم بقواعد النحو والصرف وال يجيد كتابة فقرة واحدة من دون أخطاء إمالئية وبثقافة ضحلة وهو ما‬ ‫الحظته في ابني ومستواه الثقافي»‪.‬‬


‫العدد ‪950‬‬

‫قراءة‬ ‫يف كتاب ‪:‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‬ ‫جمع وتحقيق ودراسة‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫الدكتور أحمد بن عبد الواحد الخياطي (‪)2/1‬‬

‫قبل أيام أتاني األخ الباحث ُّ‬ ‫الط َلعة نافع الخياطي بهدية كريمة من والده‪ ،‬فلما فتحتها ألفيتها كتابا‬ ‫ممهورًا بإهداء خطي‪ ،‬يحمل عنوان‪( :‬شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق)‪.‬‬ ‫فسعدت بهذه االلتفاتة والعناية‪ ،‬وأكبرتها في نفسي‪ ..‬وبينما أنا في نشوة ممّا بيدي‪ ،‬وانجذاب‬ ‫نحو موضوع الكتاب الذي أنست به‪ ،‬وأحسست ّ‬ ‫أن لي به صلة ‪ ..‬إذ بشريط الذكريات ينطلق مؤذنا‬ ‫بالنبش في أحداث الماضي‪ ،‬فتذكرت أني قرأت عن هذا الكتاب منذ مدة تقارب عشرين سنة‪ ،‬بمجلة‬ ‫(دار الحديث الحسنية)‪ ،‬وكان مختصرا عن البحث المنشور اآلن‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت وأنا أتمنى أن أحظى بالبحث كامال‪ ،‬ألمتّع ناظريّ بأبحاثه وأنظاره‪ ..‬إلى أن‬ ‫يسّره المولى عز وجل مُهْدًى من راقم دُرره‪..‬‬ ‫أال وهو العالم اللغوي األديب األستاذ الدكتور أحمد بن عبدالواحد الخياطي من مواليد سنة‬ ‫‪1937‬م‪1356/‬هـ‪.‬‬ ‫أستاذ التفسير وعلومه بكلية أصول الدين – جامعة القرويين سابقا‪ .‬ورئيس فرع الرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء بطنجة‪ .‬وله من األعمال العلمية غير هذا الكتاب‪ :‬دراسة وتحقيق كتاب فضائل‬ ‫القرآن ومعالمه وآدابه ألبي عبيد القاسم بن س ّ‬ ‫الم‪ .‬طبع ضمن منشورات وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية‪ .‬عالوة على البحوث العلمية التي شارك بها في الندوات والمؤتمرات‪،‬‬ ‫ا لذ ي‬ ‫وهي كثيرة ومتنوعـــة‪ .‬ثمّ شعـــره الجـــزل األصيــــل‬ ‫يطالعنا به بين الفينة واألخرى في مناسبة ما‪.‬‬ ‫أما هذا الكتاب (الصادر في يونيو ‪2018‬م) فهو من‬ ‫منشورات مركز الدراسات القرآنية بالرباط‪ ،‬التابع للرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء‪ ،‬في مجلدين‪ ،‬يضم بين دفتيه‪989 :‬‬ ‫صفحة‪.‬‬ ‫ابتدأه بمقدمة مختصرة أبدى فيها‪:‬‬ ‫الداعي لخوض غمار هذا البحث‪ ،‬مُ ْفصحا‬ ‫‪. 1‬‬ ‫بقوله‪ّ :‬‬ ‫إن موضوع (شواهد التفسير عند ابن عباس في‬ ‫مسائل ابن األزرق)‪ ،‬ليس بجديد عليّ بجميع مكوّناته‪،‬‬ ‫وعناصره التي يتألف منها‪ ،‬وهي‪ :‬الشواهد‪ ،‬والتفسير‪،‬‬ ‫وابن عباس‪ ،‬ومسائل‪ ،‬وابن األزرق؛ فقد سبق أن سجلته‬ ‫بدار الحديث الحسنية لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬وذلك‬ ‫سنة ‪1974‬م‪ ،‬تحت اسم‪( :‬الشواهد الشعرية في مسائل‬ ‫ابن األزرق)‪.‬‬ ‫ولمّا رأى العمل سيطول‪ ،‬وله ذيول‪ ،‬انصرف عنه إلى تحقيق كتاب (فضائل القرآن ومعالمه وآدابه) ألبي عبيد القاسم‬ ‫بن سالم‪ ،‬وخالل عمله في بحث الدبلوم على كتاب أبي عبيد‪ ،‬تسنّى له جمع أصول الشّواهد التي ستكون المادّة األوّلية‬ ‫للموضوع الذي سيسجله أطروحة لنيل دكتوراه الدولة سنة ‪1989‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطة البحث ومفاصله‪ ،‬ومنهجه‪.‬‬ ‫‪. 2‬‬ ‫تقديم الشكر واالمتنان لكل من أسدى إليه معروفا من العلماء األجالء داخل المغرب وخارجه‪ ،‬األحياء منهم‬ ‫‪. 3‬‬ ‫واألموات ‪ ...‬وأصحاب المكتبات العامة والخاصة ‪ ..‬ومدير دار الحديث الحسنية ‪ ..‬واألستاذ المشرف األستاذ الدكتور محمد‬ ‫يسف ‪..‬‬ ‫وحاله في ذلك متمثل‪:‬‬ ‫هدي النبي األمين صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬من لم يشكر الناس‬ ‫لم يشكر اهلل)‪.‬‬ ‫وسبيل المحدثين حماة السنة النبوية‪( :‬من بركة العلم عزو‬ ‫القول إلى قائله)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثم بعد ذلك دَلف إلى صلب الموضوع‪ ،‬الذي قسمه إلى مدخل‬ ‫وقسمين‪:‬‬ ‫مدخل‪ّ :‬‬ ‫وطأ به بين يدي البحث متحدّثا عن الحياة الفكرية في‬ ‫عصر ابن عبّاس رضي اهلل عنه‪ .‬من ص‪ 19‬إلى ص‪.36‬‬ ‫القسم األول‪ :‬دراسة الموضوع تعريفا ونقدا وموازنة‪ .‬من‬ ‫ص‪ 37‬إلى ص‪.280‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬عرض فيه مسائل ابن األزرق توثيقا وتوجيها‬ ‫ومقارنة‪ .‬من ص‪ 281‬إلى ص‪.855‬‬ ‫القسم األول‪ :‬الدراسة‬ ‫وقد جزّأه إلى أربعة أبواب‪ ،‬في كل باب فصول‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬مع ابن عبّاس في حياته ومؤهالته‬ ‫فيه أربعة فصول‪:‬‬ ‫ ‬ ‫األول‪ :‬مخصص السمه ومولده ونشأته‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أفرده لمرحلتي التّحمل (أي‪ :‬طلب العلم) واألداء (أي‬ ‫التصدّر لإلقراء واإلفادة)‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬بسط فيه دور ابن عباس القيادي من خالل سيرته وفكره‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬استقرى فيه الصفات المميّزة البن عباس والتي خ ّلدت ذكره في التاريخ‪ ،‬وفي ختامه تحدّث عن وفاته‬ ‫ومشاهدها‪ ،‬وما قيل فيه رثاء ومدحا‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬التفسير في عصر ابن عبّاس‬ ‫وقد كسره إلى أربعة فصول‪:‬‬ ‫األول‪ :‬في تحرير معنى التفسير لغة واصطالحا‪ ،‬مع بيان وجوه االختالف واالتفاق مع ما يرادفه كالتأويل‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أبرز فيه مكانة ابن عباس ونبوغه في التفسير‪ ،‬ومن ذلك يقول‪( :‬ومن أسباب نبوغ ابن عباس في التفسير‪:‬‬ ‫استنباطاته العجيبة ألحوال العرب من تصريحات القرآن وتلميحاته؛ فقد روى عنه أنّه قال‪ :‬من أراد أن يعرف جهل العرب‬ ‫فليقرأ ما فوق ‪ 130‬من سورة األنعام ‪ ..‬ومنها استنباطاته أيضا لكثرة األوجه والمعاني في اآلية الواحدة‪ ،‬بل وأحيانا في‬ ‫الكلمة‪ ،‬ولذلك نجد له أكثر من تفسير في ألفاظ وآيات قرآنية؛ فقد أورد في معنى (األواه ــ مثال ــ ثالثة تفاسير‪ .‬ومنها‬ ‫موازناته بين األلفاظ القرآنية ‪ ..‬ومنها احتكامه للغة العرب ‪ . )...‬مع اإلشارة إلى مصادره المعتمدة‪ ،‬وهي‪ :‬القرآن‪ ،‬والسنة‪،‬‬ ‫ولغات العرب‪ ،‬ثم أخبار أهل الكتاب‪ .‬لكن ما نسب إليه من أهل الكتاب‪ ،‬يقول المؤلف‪( :‬ال تليق بقدره ومنزلته في العلم‪ ،‬وال‬ ‫ريب أنها ــ قطعا ــ في جملة ما وضع عليه‪ ،‬وهي كثرة جدا‪ ،‬وخاصة في التفسير والحديث واألخبار) ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬سرد فيه أنواع التفسير المروي عن ابن عباس‪ .‬وقد اعتمد في ذلك على ما أورده السيوطي في اإلتقان‬ ‫من طرق‪ :‬إحدى عشر طريقا‪ .‬ثم تفصيل أنواع التفسير المنقولة إلينا عن ابن عباس‪ ،‬متمثلة في‪ :‬ما اعتمده البخاري في‬ ‫الصحيح‪ ،‬وما جمعه الفيروزأبادي في تنوير المقباس من تفسير ابن عباس‪ ،‬وما جمعه إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن‬ ‫ابن عباس فيما نقله العيني‪ ،‬ونسبه المفسرون البن عباس في تفاسيرهم‪ ،‬ثم مسائل ابن األزرق ‪.‬‬ ‫ومن أجمل ما في هذا الفصل هو نكتة واجه بها كالما لجولدتسيهر‪ ،‬قال فيها‪( :‬وقد ّ‬ ‫شكك جولدتسيهر في نسبة هذا‬ ‫التفسير البن عباس‪ ،‬مقترحا إيجاد مقارنة بين روايات (تنوير المقباس)‪ ،‬مع روايات التفسير المأثورة عن ابن عباس‪ ،‬وزاد‬ ‫قائال‪ّ :‬‬ ‫إن (تنوير المقباس) قد يكون لرجل آخر يحمل نفس االسم ابن عباس‪ .‬و يردف معقبا‪ :‬وأنا أقول‪ :‬هذا التشكيك محض‬ ‫باطل‪ ،‬ولم يوجد في العالم اإلسالمي شخص له وزن ابن عباس الفكري‪ ،‬ومكانته العلمية‪ ،‬كما أنّي أجريت تلك المقارنة‬ ‫التي نادى بها صاحب الدعوى‪ ،‬فوجدت دعواه مردودة عليه‪ ،‬فأغلب األقوال التي تضمنها التنوير مثلها في أوثق الكتب‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫ّ‬ ‫كالطبري‪ ،‬والقرطبي‪ ،‬وابن عطية‪ ،‬وفتح القدير‪ ،‬وغيرها من أمهات كتب التفسير‪ ،‬كما أنّي قارنتها أيضا بجميع‬ ‫ما روي في‪( :‬مسائل ابن األزرق)‪ ،‬وقلما وجدت أقوال ابن عباس (الحبر) فيه تختلف عن المراجع األخرى‪ .‬نعم‬ ‫استوقف نظري خلو (تنوير المقباس) من أي شاهد شعري‪ ،‬من أوله إلى آخره‪ ،‬وطال تساؤلي‪ :‬كيف يعقل‬ ‫ــ والحالة هذه أن ابن عباس كان من دأبه أن ينشد الشعر على معاني كلمات القرآن ــ أن يخلو تفسير‬ ‫إليه من أيّ أثر شعري؟ ولم أجد جوابا شافيا إلى اآلن إال أن يكون الفيروزأبادي قد حذف األبيات‬ ‫الشعرية لغرض ما‪ ،‬لالختصار أو غيره) ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أداره حول قضية امتاز بها ابن عباس وهو التفسير اللغوي؛ إذ كان مؤسس المدرسة‬ ‫في هذا الميدان‪ .‬مع تجلية سبل التأثير في مدارس التفسير الكبرى بمكة والمدينة والعراق‪.‬‬ ‫ولم يخل هذا الفصل كعادته من نكتة كاشفة لمنهج جولدتسيهر‪ ،‬فقال‪( :‬وإن كان‬ ‫جولدتسيهر يشك ّ‬ ‫(يشكك) كعادته في األسس التي قامت عليها مدرسة التفسير اللغوي عند‬ ‫ابن عباس‪ ،‬والتي تعتمد ــ أساسا ــ على االستشهاد بالشعر‪ ،‬وذاك باستعماله كلمة (أسطورة)‪،‬‬ ‫وإن كان وصفها بعظم اإلفادة‪ ،‬يق ّلل من انصراف األذهان عند سماع إلى معنى القصة والخرافة‬ ‫الباطلة!) ‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬الشواهد بين التعريف والتوظيف‬ ‫من خالل فصول ثالثة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫األول‪ :‬في معنى الشواهد لغة واصطالحا‪ .‬مُلمعا إلى‬ ‫سياقها التاريخي‪ ،‬ليخلص بالقول‪( :‬وأما الشواهد الشعرية‬ ‫في اصطالح أهل الفنون‪ ،‬فهي األبيات الشعرية التي‬ ‫يستدل بها على المعاني اللغوية‪ ،‬أو القواعد النحوية‪ ،‬أو‬ ‫البالغية‪ ،‬أو غير ذلك) ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬في تفصيل مجاالت االستشهاد بالشواهد‪:‬‬ ‫حدّدها في خمسة عشر مجاال‪ ،‬وهي‪ :‬القراءات‪ ،‬التفسير‪،‬‬ ‫االستشهاد‪ ،‬التاريخ والسير واألنساب‪ ،‬اللغة‪ ،‬التمثل‬ ‫باألشعار‪ ،‬التشكي باألشعار‪ ،‬التوحيد والعقائد‪ ،‬الفقه‪ ،‬النحو‪،‬‬ ‫علوم البالغة‪ ،‬العروض‪ ،‬االنتصار للمذاهب المستحدثة‪،‬‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬تنوع مجال االستشهاد‪.‬‬ ‫ومن أطرف ذلك‪ :‬ما استشهد به في المجال األخير‪:‬‬

‫بنونا‪ :‬بنو �أبنائنا‪ .‬وبناتنا‬

‫ّ‬ ‫الرجال الأباعد‬ ‫بنوهن‪� :‬أبناء ّ‬

‫قالوا‪ :‬والبيت مجهول القائل‪ ،‬وقيل هو للفرزدق‪ .‬قال العيني‪( :‬هذا البيت استشهد به النُّحاة على جواز تقديم الخبر‪،‬‬ ‫والفرضيون على دخول أبناء األبناء في الميراث‪ ،‬وأن االنتساب لآلباء‪ ،‬وأن االنتساب لآلباء‪ ،‬والفقهاء كذلك في الوصية‪ ،‬وأهل‬ ‫المعاني والبيان في التشبيه‪ ،‬ولم أجد أحدا منهم عزاه إلى قائله) ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬في اعتناء العلماء بجمع الشواهد ودراستها ونقدها‪ ،‬بإيراد الئحة مهمة للكتب الجامعة للشواهد‪ .‬ثمّ تناول‬ ‫فيه قضايا مهمة ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫سَبْق ابن عباس رضي اهلل عنه من خالل مسائل ابن األزرق إلى االهتمام بالشواهد‪ ،‬وتأثر المفسرين به‪،‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وأشهرهم‪ :‬الطبري‪.‬‬ ‫اعتناء اللغويين بجمع الشواهد؛ مثل‪ :‬أبي زيد األنصاري‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫احتفال كتب األدب بالشواهد؛ مثل‪ :‬الجاحظ في كتابه‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الحيوان‪.‬‬ ‫اهتبال الفقهاء بالشواهد لتأكيد صحة المذهب؛ مثل‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫اإلمام الشافعي في أحكام القرآن‪.‬‬ ‫اختيار الشواهد باالعتماد على ما صحّ‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫توثيق الشواهد‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫رفض االستدالل بالشعر‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫معرفة قائل الشاهد الشعري‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وَضْع الشواهد‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫تحريف الشواهد‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫تلفيق الشواهد‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫االحتجاج بالشعر المنحول‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬مسائل ابن األزرق بين النشأة والرواية والدراسة‬ ‫عبر فصول أربعة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫األوّل‪ :‬سرد فيه خبر لقاء نافع بن األزرق بابن عباس‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫رؤوس‬ ‫نفر من‬ ‫األزرق‪ ،‬ونجد ُة بنُ‬ ‫(خرج نافعُ بنُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عويمر‪ ،‬في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫العلم ويطلبونَه‪ ،‬حتى قدموا َ‬ ‫عباس قاعدًا قريبًا من زمزمَ‪ ،‬وعليه ردا ٌء‬ ‫بن‬ ‫هلل‬ ‫مكة‪ ،‬فإذا هم بعبدِا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخوارج ينقرون عن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عباس ما ُ‬ ‫فيقول‪ :‬هو كذا‬ ‫تقول في كذا وكذا؟‬ ‫ابنَ‬ ‫يا‬ ‫يقولون‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫التفسي‬ ‫عن‬ ‫يسألونه‬ ‫قيامٌ‬ ‫أناسٌ‬ ‫أحمرُ وقميصٌ‪ ،‬فإذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عباس‪ :‬ثكلتْك أُمُّك‬ ‫عباس‪ ،‬على ما تخبرُ به منذ اليومَ! فقال له ابنُ‬ ‫األزرق‪ :‬ما أجرأكَ يا ابنَ‬ ‫وكذا‪ .‬فقال له نافعُ بنُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عباس؟ قال‪ٌ :‬‬ ‫رجل َّ‬ ‫تكلم بما ليس له به عِ ْلمٌ أو رجل‬ ‫يا نافعُ وعدمَتك‪ ،‬أال أخبرُك من هو أجرأُ منِّي؟ قال من هو يا ابنَ‬ ‫ٍ‬ ‫قول‬ ‫عباس‪ ،‬إني أتيتُك لأِ سأُلك‪ .‬قال‪ :‬هاتِ يا ابنَ‬ ‫كتم علمًا عندَه‪ .‬قال‪ :‬صدقتَ يا ابنَ‬ ‫فسل‪ .‬قال‪ :‬أخبرني عن ِ‬ ‫األزرق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫(يُرْسَل عَ َل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هلل عزَّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشواظ؟ قال اللهبُ الذي ال َ‬ ‫دخان فيه‪ .‬قال‬ ‫نَار ونحاس) [الرحمن‪ .]35 :‬ما‬ ‫من‬ ‫شُوَاظ‬ ‫يْكمَا‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صلى ُ‬ ‫قول َ‬ ‫وسلمَ‪-‬؟ قال‪ :‬نعم أما سمعت َ‬ ‫قبل أن َ‬ ‫وهل كانتِ العربُ تعرفُ ذلك َ‬ ‫اهلل عليه َّ‬ ‫ينزل الكتابُ على محمدٍ‪َّ -‬‬ ‫أمية‬ ‫بن أبي الص ْلتِ‪:‬‬

‫�أَ اَل َم ْن ُم ْب ِل ٌ‬ ‫ــــاظ‬ ‫ــغ حَ ّ�س َــانَ عَ ِّني ُم َغ ْل َغ َل ًة َت‬ ‫ــــذب �إلى ُع َك ِ‬ ‫ُّ‬ ‫�س َ �أب َ‬ ‫اظ‬ ‫ات َف ْ�سلاً يف ِ‬ ‫ينـا �إلى ال َق ْي َن ِ‬ ‫احل َف ِ‬ ‫�أَ َل ْي َ‬ ‫ُوك َق ْي ًنا َكانَ ِف َ‬ ‫َــب ُّ‬ ‫مَيَا ِن ًّيــا ي َ​َظ ُّ‬ ‫اظ‬ ‫ال�شـ َو ِ‬ ‫بــا َله َ‬ ‫ـل ي َِ�ش ُّ‬ ‫ـب ِك ً‬ ‫ـيـرا و َي ْن ُف ُخ دَا ِئ ً‬

‫قال‪ :‬صدقتَ) ‪.‬‬ ‫ثم قال صاحب الكتاب‪( :‬هذا عن المكان الذي جرت فيه األسئلة واألجوبة‪ ،‬أما عن تحديد الزمن الذي جرت فيه‪ ،‬فلم أر‬ ‫أحدا من المؤرخين‪ ،‬أو األدباء‪ ،‬أو النقاد تعرض له‪ .‬وأرى أن ذلك كان على وجه التقريب فيما بين ‪ 45‬و‪ 55‬هجرية‪ ،‬وتوافق‬ ‫هذه الفترة تحديد عُمُر ابن أبي ربيعة فيما بين ‪ 22‬و‪ 32‬سنة ‪ ...‬مع العلم أن نشأة هذه المسائل كانت قبل أن يعمى ابن‬ ‫عباس‪ ،‬وهو ما حدّدناه في حوالي سنة ‪ 60‬للهجرة) ‪.‬‬ ‫وأما عن المسائل فقال معرّفا‪( :‬هي مجموعة من الكلمات القرآنية صعب أمرها واستشكل فهمها على نافع بن األزرق‪،‬‬ ‫فجاء يسأل عنها ابن عباس‪ ،‬كغيره من ألوف السائلين الذين يلت ّفون حول ابن عباس في حلقاته العلمية‪ ،‬لكنه اشترط على‬ ‫ابن عباس أن يأتيه بشواهد من الشعر من كالم العرب‪ ،‬تصدّق ما أدلى به من شرح وتفسير) ‪.‬‬ ‫ثم ختم الفصل بترجمة وافية لنافع بن األزرق الحروري‪ ،‬رئيس فرقة األزارقة‪ ،‬المقتول في وقعة دوالب سنة ‪65‬هـ‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫إقتصاد‬ ‫الدين الخارجي العمومي للمغرب ‪ 331,1 :‬مليار درهم‬ ‫عند نهاية مارس ‪2018‬‬

‫‪ ‬كشفت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬في نشرتها اإلحصائية‪ ،‬أن حجم الدين الخارجي‬ ‫العمومي للمغرب بلغ ‪ 331,1‬مليار درهم عند نهاية الفصل األول من ‪ ،2018‬مقابل ‪ 332,5‬مليار‬ ‫درهم في نفس الفصل من السنة الماضية ‪ .‬‬ ‫وفي ما يتعلق ببنية الدين الخارجي العمومي‪ ،‬فإن الدائنين متعددي األطراف يشكلون أول‬ ‫مجموعة من دائني المغرب بحصة تبلغ ‪ 47,5‬بالمائة من مجموع الدين الخارجي العمومي‪ ،‬يليهم‬ ‫الدائنون ثنائيو األطراف بـ (‪ 29,6‬بالمائة)‪ ،‬ثم السوق المالي الدولي واألبناك التجارية بـ (‪29,6‬‬ ‫بالمائة)‪.‬‬ ‫وبلغت القروض الممنوحة للشركات العمومية والخزينة‪ ،‬متم مارس ‪ ،2018‬على التوالي‬ ‫‪ 180,2‬مليار درهم و‪ 150,9‬مليار درهم‪ .‬‬ ‫وخالل األشهر الثالثة األولى من ‪ ،2018‬تمت تعبئة ‪ 2.6‬مليار درهم من طرف القطاع العام‪،‬‬ ‫منها ‪ 2.5‬مليار درهم تم تخصيصها لمشاريع االستثمار للشركات العمومية والخزينة و‪ 100‬مليار‬ ‫درهم لمشاريع الميزانية‪ .‬‬ ‫وبخصوص توزيع الدين الخارجي العمومي حسب العملة‪ ،‬فإن األورو يستحوذ على حصة األسد‬ ‫ب‪ 61,8‬بالمائة‪ ،‬بينما يمثل الدوالر ‪ 27,1‬بالمائة والين ‪ 3،7‬في المائة‪.‬‬ ‫وبحسب نوع سعر الفائدة‪ ،‬هيمن الدين بسعر الفائدة الثابت بنسبة ‪ 75.5‬بالمائة‪ ،‬فيما مثل‬ ‫الدين بسعر فائدة متغيرة بنسبة ‪ 24.5‬بالمائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المخاطر ماكرو ـ اقتصادية في مستوى معتدل‬ ‫حسب بنك المغرب‬

‫بالغ أصدره بنك المغرب في ختام أشغال االجتماع السابع للجنة التنسيق والرقابة على‬ ‫المخاطر الشمولية المنعقد األسبوع الماضي بالرباط‪ ،‬أفاد البنك المركزي بأن مستوى المخاطر‬ ‫الماكرو‪-‬اقتصادية يظل معتدال على العموم في سياق يتميز بتحسن النشاط االقتصادي العالمي‪،‬‬ ‫وأنه فيما يتعلق باألوضاع الخارجية فقد تراجع عجز الحساب في سنة ‪ ،2017‬السيما بفضل تقلص‬ ‫العجز التجاري وارتفاع مداخيل السياحة وتحويالت المغار بة المقيمين في الخارج‪..‬‬ ‫وأضاف البالغ أنه في ظل هذه الظروف بلغت االحتياطيات الدولية الصافية ‪ 240,9‬مليار درهم‬ ‫في ‪ ،2017‬وهو ما يغطي خمسة أشهر و‪ 21‬يوما من واردات السلع والخدمات‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد الداخلي فقد تسارع نمو االقتصاد الوطني في سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 4,1‬في المائة‬ ‫مقابل ‪ 1,1‬في المائة في سنة ‪ ،2016‬نتيجة انتعاش القيمة المضافة الفالحية والتعافي الذي‬ ‫شهدته األنشطة غير الفالحية‪،‬مشيرا إلى استمرار تحسن أوضاع المالية العمومية‪ ،‬بعد توقف في‬ ‫سنة ‪.2016‬‬ ‫أما بالنسبة لمديونية الخزينة‪ ،‬يضيف المصدر‪ ،‬فقد ارتفعت نسبتها بشكل طفيف في ‪،2017‬‬ ‫لكن يتوقع أن تتجه نحو االنخفاض ابتداء من ‪.2018‬‬ ‫وأضاف بنك المغرب‪ ،‬بخصوص اآلفاق الماكرو‪-‬اقتصادية‪ ،‬أنه يتوقع أن يكون تطور النمو‬ ‫العالمي مواتيا على العموم‪ ،‬على الرغم من أنه محاط ببعض المخاطر المتعلقة أساسا باشتداد‬ ‫التوترات الجيو‪-‬سياسية وصعود النزعة الحمائية والصعوبات السياسية التي تواجهها بعض‬ ‫البلدان األوروبية‪.‬‬ ‫ويرتقب‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ ،‬أن يرتفع الناتج الداخلي اإلجمالي بوتيرة أبطأ تصل إلى ‪ 3,6‬في‬ ‫المائة سنة ‪ 2018‬و‪ 3,1‬في المائة سنة ‪.2019‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 4‬ماليير درهم‪ :‬فائض في ميزانيات الجماعات المحلية‬

‫أفادت الخزينة العامة للمملكة بأن الوضعية المؤقتة لتحمالت وموارد الجماعات الترابية‬ ‫تظهر فائضا في الميزانية بلغ ‪ 4‬ماليير درهم في متم ماي ‪ ،2018‬مقابل ‪ 3,5‬ماليير درهم خالل‬ ‫الفترة نفسها من السنة السابقة‪. ‬‬ ‫وأوضحت الخزينة‪،‬في نشرتها الشهرية الخاصة باإلحصائيات المالية المحلية لشهر ماي‬ ‫‪ ،2018‬أن المداخيل العادية بلغت ‪ 14,6‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة نسبتها ‪ 0,5‬في المائة مقارنة مع‬ ‫متم ماي ‪ ، 2017‬فيما ارتفعت النفقات العادية بنسبة ‪ 1,1‬في المائة لتصل إلى ‪ 8,2‬ماليير درهم‪. ‬‬ ‫وأشارت الخزينة إلى أن ارتفاع المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع المداخيل المحولة بنسبة‬ ‫‪ 8,8‬بالمائة‪ ،‬وزيادة المداخيل التي تديرها الجماعات الترابية بنسبة ‪ 0,5‬في المائة‪ ،‬مقرونة‬ ‫بتراجع المداخيل التي تديرها الدولة لفائدة الجماعات الترابية بنسبة ‪ 29‬في المائة‪. ‬‬ ‫في ما يتعلق بارتفاع النفقات العادية‪ ،‬فقد عزته الخزينة إلى زيادة نفقات الموظفين بنسبة‬ ‫‪ 0,3‬في المائة ‪ ،‬و نفقات المعدات والخدمات بنسبة ‪ 1,7‬في المائة ‪ ،‬وفوائد الدين بنسبة ‪3,8‬‬ ‫في المائة‪ . ‬‬ ‫والحظ المصدر ذاته أن نفقات استثمار الجماعات الترابية بلغت ‪ 2,6‬ماليير درهم برسم‬ ‫الشهور الخمسة األولى من سنة ‪ ، 2018‬مقابل ‪ 3‬ماليير في متم ماي ‪ ،2017‬أي بانخفاض نسبته‬ ‫‪ 13,7‬في المائة‪ ،‬وعزت الخزينة هذا التراجع إلى انخفاض اإلصدارات برسم البرامج الوطنية‪( ‬‬ ‫‪ 888‬مليون درهم مقابل ‪ 1,4‬مليار درهم )‪ ،‬واألشغال الجديدة واإلصالحات الكبرى (‪ 633‬مليون‬ ‫درهم مقابل ‪ 703‬مليون درهم )‪ ،‬مقرونة بزيادة اإلصدارات برسم المشاريع المندمجة (‪607‬‬ ‫مليون درهم مقابل ‪ 465‬مليون درهم‪. ) ‬‬ ‫وحسب النشرة ‪،‬فقد سجلت الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة المسيرة من قبل الجماعات‬ ‫الترابية في نهاية شهر ماي ‪ 2018‬رصيدا إيجابيا بلغ على التوالي ‪ 7‬مليون درهم و‪ 145‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬مقابل ‪ 14‬مليون درهم و‪ 118‬مليون درهم في نهاية شهر ماي ‪. 2017‬‬ ‫وتابعت النشرة أن فائض ميزانيات الجماعات الترابية المسجل خالل الشهور الخمسة األولى‬ ‫من سنة ‪، 2018‬مكن إلى جانب إيرادات االقتراض البالغة ‪ 333‬مليون درهم‪ ،‬من سداد جزء مهم‬ ‫من الدين البالغ ‪ 729‬مليون درهم‪ ،‬وإعادة تشكيل األرصدة المتوفرة ب ‪ 3,6‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫وفي متم شهر ماي ‪، 2018‬يضيف المصدر نفسه ‪ ،‬سجلت المبالغ المتاحة للجماعات الترابية‬

‫ارتفاعا لتصل ‪ 35‬مليار درهم ‪ ،‬من بينها ‪ 27,2‬مليار درهم من فائض الحسابات السابقة مشيرا‬ ‫إلى أن الجماعات تتدخل ب‪ 62,2‬بالمائة من الموارد المتاحة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المديونية وحاجة االقتصاد الوطني للتمويل‬

‫جاء في مداخلة مندوب التخطيط أحمد الحليمي العلمي خالل تقديم الظرفية االقتصادية‬ ‫لسنة ‪ 2018‬واستشراف آفاق ‪ ،2019‬أن حاجة االقتصاد الوطني إلى التمويل ستحتدم الحاجة إلى‬ ‫التمويل الذي سوف يصل إلى ‪ %3,9‬سنة ‪ 2018‬و ‪ %3,6‬سنة ‪ .2019‬وأنه لتغطية هذه الحاجة‬ ‫سيكون المغرب مضطرا للجوء‪ ‬لإلستدانة‪ .‬‬ ‫وأوضخ الحليمي أن المديونة العمومية اإلجمالية ستبلغ ‪ %82,6‬من الناتج الداخلي اإلجمالي‬ ‫سنة ‪ 2018‬و ‪ %82,9‬سنة ‪ ،2019‬عوض ‪ %82‬سنة ‪ ،2017‬مشيرا إلى أن االدخار الداخلي‪ ،‬وبالنظر‬ ‫إلى نمو الناتج الداخلي اإلجمالي باألسعار الجارية البالغ ‪ %4,8‬وإلى نمو االستهالك النهائي بنسبة‬ ‫‪ ،%5,3‬سيكون في حدود ‪ %22,8‬من الناتج الداخلي اإلجمالي سنة ‪ ،2018‬و‪ %22,6‬سنة ‪،2019‬‬ ‫بعد ما سجل ‪ %23,1‬سنة ‪.2017‬‬ ‫وبخصوص االدخار الوطني‪ ،‬اعتبارا للمداخيل الصافية الواردة من بقية العالم والمقدرة سنة‬ ‫‪ 2018‬ب ‪ %5,9‬من الناتج الناتج الداخلي اإلجمالي سنة ‪ ،2018‬سيبلغ ‪ %28,7‬من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي سنتي ‪ 2018‬و‪ ،2019‬بعد ما كان ‪ %28,9‬سنة ‪.2017‬‬ ‫وقال الحليمي إن جهد االستثمارسيمثل ‪ %32,8‬من الناتج الداخلي اإلجمالي سنة ‪2018‬‬ ‫و‪ %32,5‬سنة ‪ ،2019‬عوض ‪ %32,6‬سنة ‪.2017‬‬ ‫واعتبر الحليمي أنه على مستوى التوازنات الماكرواقتصادية‪ ،‬بذل المغرب في السنوات‬ ‫األخيرة جهوداً ال يمكن إنكارها‪ ،‬على الرغم من أن الحذر يجب أن يظل قائما‪ .‬موضحا أن االستثمار‬ ‫قد استرجع الحيوية التي عرفها منذ سنوات ‪ .2000‬وحافظ استهالك األسر على استقرار نسبي‬ ‫في معدل نموه لما بعد أزمة سنة ‪ .2008‬كما ظل معدل التضخم إلى حد ما منخفضًا‪ ،‬بعد فترة‬ ‫سادت فيها مخاوف من خطر االنكماش‪ .‬وانخفض عجز الميزانية من ‪ 6,8%‬من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي سنة ‪ 2012‬إلى ‪ % 3,4‬سنة ‪ ،2017‬رغم أنه سيعرف ارتفاعا طفيفا سنتي ‪ 2018‬و‪.2019‬‬ ‫كما أن عجز الحساب الجاري من ميزان األداءات‪ ،‬قد انخفض من ‪ % 9,5‬من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي سنة ‪ 2012‬إلى ‪ % 3,6‬سنة ‪ 2017‬و‪ % 4,1‬سنة ‪ .2018‬أما الدين العمومي‪ ،‬بعد تسجيله‬ ‫الرتفاع مهمل بين ‪ 2010‬و‪ ،2014‬قد استقر نسبيا خالل الفترة ‪.2018 – 2015‬‬ ‫وخلص الحليمي إلى أن هذه النتائج الماكرو اقتصادية بالرغم من كونها إيجابية‪ ،‬فإنها‬ ‫تندرج في سياق نمو ضعيف خاضع‪ ،‬ولو بدرجة أقل‪ ،‬للتقلبات المناخية‪ ،‬مع عرض ضعيف من حيث‬ ‫المحتوى التكنولوجي ومن حيث تنافسية القدرة على التصدير‪ ،‬ويتسم بضعف إحداث فرص الشغل‬ ‫المؤهلة والمساهمة في تقليص الفوارق االجتماعية والمجالية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬توقع الحليمي خالل ندوة صحافية بالدار البيضاء‪ ،‬لتقديم معالم االقتصاد‬ ‫الوطني والظرفية الدولية المحيطة به‪ ،‬أن يرتفع ‪ ‬حجم الناتج الداخلي اإلجمالي بنسبة ‪%3,1‬‬ ‫سنة ‪ ، 2018‬على أن يتباطأ في ‪ 2019‬إلى ‪ ،%2,9‬بعد أن حقق ‪ %4,1‬سنة ‪.2017‬‬ ‫وأوضح الحليمي‪ ،‬أنه من غير المرجح أن يتحسن معدل البطالة‪ ،‬وسيكون التضخم الداخلي‬ ‫ضعف ما كان عليه في ‪ ، 2017‬مسجال نسبة ‪ %1,7‬سنة ‪ 2018‬و‪ %1,3‬سنة ‪.2019‬‬ ‫وأضاف أنه من المتوقع أن تعرف القيمة المضافة للقطاع األولي‪ ،‬بعد ارتفاعها بنسبة ‪%13,2‬‬ ‫سنة ‪ ،2017‬نموا معتدال بنسبة ‪ %3,1‬سنة‪ 2018‬وتراجعا بنسبة ‪ %0,3‬سنة ‪ .2019‬واستطرد‬ ‫أن مساهمتها (القيمة المضافة الفالحية) في الناتج الداخلي اإلجمالي ستكون منعدمة في سنة‬ ‫‪ ،2019‬عوض‪ 0,4‬نقطة سنة ‪ 2018‬و‪ 1,6‬نقطة المسجلة سنة ‪. 2017‬‬ ‫وأوضح الحليمي أن الطلب الداخلي سيستمرفي دفع النمو االقتصادي‪ ،‬في وقت يتوقع أن‬ ‫يساهم فيه الطلب الخارجي الصافي من جديد بشكل سلبي في النمو‪ ،‬على الرغم من التحسن‬ ‫المتوقع في الطلب العالمي الموجه للمغرب‪ .‬وتوقع أن يسجل الطلب الداخلي نموا بنسة‪%3,5‬‬ ‫سنة ‪ 2018‬و ‪ %2,9‬سنة ‪ 2019‬مع مساهمة في النمو قدرها ‪ 8,3‬نقطة سنة ‪ 2018‬و‪ 2,3‬نقطة‬ ‫سنة ‪.2019‬‬ ‫وبخصوص الظرفية الدولية‪ ،‬قال الحليمي إن الفترة ‪ 2019 2- 018‬ستشهد نموا عالميا‬ ‫مستداما‪ ،‬مع طلب موجه إلى المغرب سينتقل من ‪ %4,6‬في ‪ 2017‬إلى ‪ %4,7‬سنة ‪ 2018‬و‪ %4‬سنة‬ ‫‪ .2019‬وأشار أن االقتصاد العالمي سيظل‪ ،‬عرضة لعدم اليقين المرتبط بالزيادة المتوقعة في‬ ‫أسعار النفط ومعدالت الفائدة‪ ،‬في سياق تفاقم الصراعات الجيواستراتيجية المعلنة أو الكامنة‪،‬‬ ‫السيما في الشرق األوسط وآسيا وانتشار بؤر اإلرهاب عبر العالم خاصة في أفريقيا‪.‬‬ ‫وخلص إلى أنه في ظل هذه الظروف‪ ،‬من المتوقع أن ينتقل حجم التجارة العالمية‪ ،‬الذي‬ ‫يشهد أصال انخفاضًا هيكليًا في معدل نموه‪ ،‬من ‪ %4,8‬سنة ‪ 2017‬إلى ‪ %4,3‬سنة ‪ 2018‬و‪%4,2‬‬ ‫سنة ‪.2019‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك المغربي للتجارة الخارجية‬ ‫من المغرب إلى الصين‬

‫البنك المغربي للتجارة الخارجية سيكون أول بنك مغربي يقتحم األسواق المالية للصين‪ ،‬بعد‬ ‫الحصول على الموافقة النهائية من طرف لجنة تنظيم القطاع البنكي في الصين من أجل فتح‬ ‫فرع في شنغهاي‪.‬‬ ‫وفي هذا الموضوع‪ ،‬أخبر بيان صادر عن البنك‪ ،‬فقد تمكن ‪ BMCE Bank of Africa‬من‬ ‫الحصول على هذه الموافقة في الرابع من يوليوز الجاري من قبل الهيئة التنظيمة الصينية‬ ‫المسؤولة عن اإلشراف على البنوك‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن البنك كان قد توصل بموافقة مبدئية في الموضوع‪ ،‬في ‪ 30‬نونبر ‪،2017‬‬ ‫وذلك عقب تقديمه طلبا لالعتماد لدى الهيئة التنظيمية الصينية‪.‬‬ ‫ويتوقع أن يقوم فرع البنك المغربي في شانغاي بدور بالغ األهمية في تحفيز العالقات‬ ‫االقتصادية بين الصين والمغرب‪ ،‬فضال عن المشاركة في تنشيط التمويل التجاري‪ ،‬ودعم‬ ‫المشاريع‪ ،‬التي تجمع بين الصين‪ ،‬والقارة اإلفريقية” وفق ما جاء في بيان مجموعة البنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن السيد سعيد أدرين‪ ،‬الرئيس المدير العام السابق لبنك “‪”BOA‬‬ ‫الغاني‪ ،‬قد عهد إليه بإدارة فرع شنغهاي فيما يتوقع أن تفتح هذه المؤسسة البنكية أبوابها‬ ‫للعمالء في الربع األخير من هذا العام‪.‬‬


‫العدد ‪950‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫عالل الفاسي عالماً ومفكراً‬ ‫للدكتور أحمد الريسوني‬ ‫عرض‪ :‬الدكتور أبو الخير الناصري‬

‫في إطار اللقاء الثقافي الشهري ‹‹كتاب الشهر›› نظمت جمعية آفاق الثقافية بأصيال يوم‬ ‫الجمعة ‪ 6‬يوليوز ‪ 2018‬بمقر الجمعية‪ ،‬قراءة في كتاب «عالل الفاسي عالما ومفكرا» للدكتور‬ ‫أحمد الريسوني‪ ،‬قدمها الدكتور أبو الخير الناصري‪ ،‬وفيما يلي خالصة ألهم ما جاء في عرضه‪:‬‬ ‫‪ ...‬داللة العنوان‪:‬‬

‫اختار الدكتور أحمد الريسوني أن يجعل‬ ‫عنوان كتابه جملة اسمية أصْ ُلها «هذا عالل‬ ‫الفاسي عالما ومفكرا»‪ ،‬فالمبتدأ فيها اسمُ‬ ‫ٌ‬ ‫«عالل» خبرُه‪.‬‬ ‫اإلشارة «هذا»‪ ،‬و‬ ‫ونقف في العنوان على صفتين تبرزان أن‬ ‫المؤلف اختار الحديث عن جانب من جوانب حياة‬ ‫عالل الفاسي وملمح من مالمح شخصيته هو‬ ‫الجانب العلمي والفكري‪.‬‬ ‫على أن هذا العنوان يدل على أمور منها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلشارة إلى تعدد مالمح شخصية‬ ‫عالل الفاسي؛ إذ هو كما يعرف الجميع عالم‬ ‫ومفكر وشاعر وسياسي‪ .‬والعنوان الذي وضعه‬ ‫الريسوني يستثني صفات لعالل الفاسي‬ ‫(كصفات الشاعر والسياسي والوزير) ويؤكد أنه‬ ‫سيتحدث عنه بوصفه عالما ومفكرا ال غير‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إبرام ميثاق مع القراء يحدد فيه‬ ‫المؤلف للراغبين في قراءة كتابه أن ما سيجدونه‬ ‫بين دفتي كتابه إنما هو متعلق بالجوانب‬ ‫العلمية والفكرية في شخصية عالل الفاسي‬ ‫دون غيرها من الجوانب‪.‬‬ ‫وكأن المؤلف الدكتور الريسوني يقول‬ ‫من خالل صيغة هذا العنوان‪ :‬أيها القراء الكرام‬ ‫إذا كنتم ترغبون في تعرف شعر عالل الفاسي‬ ‫أو إسهاماته في العمل الحزبي والسياسي‪ ،‬أو‬ ‫أعماله في الوزارة يوم كان وزيرا‪ ..‬فإن كتابي‬ ‫هذا لن يشبع نهمكم‪ ،‬وإن كنتم ترغبون في‬ ‫تعرف فكر عالل الفاسي وعلمه فلهذه الغاية‬ ‫وضعتُ هذا العمل‪.‬‬

‫دوافع التأليف‪:‬‬

‫يمكن إيجاز دوافع تأليف هذا الكتاب في هذه العبارة‪« :‬إن ما دفع الريسوني‬ ‫لتأليف هذا العمل هو إعجابه الكبير بالمنجز العلمي والفكري لألستاذ عالل‬ ‫الفاسي رحمه اهلل تعالى»‪.‬‬ ‫وبقراءتنا لمقدمة الكتاب نقف على دواعي هذا اإلعجاب ودوافع التأليف على‬ ‫لسان المؤلف إذ يقول‪ «:‬أما الصورة العلمية والفكرية للزعيم عالل الفاسي‬ ‫وما تزخر به من ضروب الجهاد واالجتهاد فهي باهتة ومهملة منذ البداية!»‬ ‫(ص‪ )13:‬ويضيف‪« :‬لهذا وذاك اخترت في هذا الكتاب أن أصرف عنايتي إلى‬ ‫عالل الفاسي المفكر بغية إعطاء هذا الجانب من شخصيته وجهاده بعضا‬ ‫من حقه‪ ،‬وإلخراج عالل من الدائرة السياسية الضيقة‪ ،‬ومن الدائرة الحزبية‬ ‫األضيق» (ص‪)14-13 :‬‬ ‫وانطالقا من هذا القول‪ ،‬فإن من دوافع د‪.‬الريسوني لتصنيف هذا الكتاب‬ ‫رغبته في كشف الحجاب عن التراث العلمي والفكري لعالل الفاسي‪ ،‬وإحداث نوع‬ ‫من التوازن بين صورتين هما صورة عالل الفاسي السياسي والوطني وصورة‬ ‫عالل الفاسي العالم والمفكر‪ ،‬وذلك تفاديا لالختالل الناجم عن ظهور الجانب‬ ‫السياسي في شخصية الرجل وضمور جانبه العلمي والفكري وعدم اطالع الناس‬ ‫عليه إال قليال منهم‪.‬‬ ‫ويضيف الدكتور الريسوني أيضا في المقدمة‪ « :‬إن الجهل بالتراث العلمي‬ ‫والفكري لعالل الفاسي لهو خسارة كبيرة للمغرب وأهله أوال ولألمة اإلسالمية‬ ‫ثانيا‪ .‬ولكنه ‪ -‬بصفة خاصة ‪ -‬خسارة فادحة للحركة اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬سواء في‬ ‫المغرب أو في غيره من بلدان العالم اإلسالمي ‪ .‬فكثير من األفكار واالجتهادات‬ ‫التي لم تصل إليها الحركات اإلسالمية بعد‪ ،‬أو لم تصل إليها إال بعد جهد جهيد‬ ‫وتخبط طويل‪ ،‬كان عالل الفاسي قد حسمها وكتبها وحاضر فيها قبل ذلك‬ ‫بأربعين أو خمسين سنة» (ص‪.)13 :‬‬ ‫وتأسيسا على هذا الكالم‪ ،‬فإن من دوافع تأليف هذا الكتاب رغبة الدكتور‬ ‫الريسوني في إطالع المغرب واألمة اإلسالمية والحركات اإلسالمية خصوصا على‬ ‫عِ ْلم عالِم مغربي وعلى فكره‪ ،‬ودعوة المغرب والعالم اإلسالمي لالستفادة من‬ ‫هذا العلم والفكر الذي سبق صاحبُه كثيرا من العلماء والمفكرين إلى عديد من‬ ‫االجتهادات وحل كثير من المشكالت‪.‬‬

‫مضامين الكتاب‪:‬‬

‫يتألف الكتاب من مقدمة متبوعة بفصلين فخاتمة متلوة بفهرس لآليات‬ ‫واألحاديث الواردة في الكتاب ثم مَسْرد لمصادر الكتاب ومراجعه‪.‬‬ ‫ يبين المؤلف في في المقدمة بيان دوافع التأليف وأهمية الحديث في‬‫المنجز العلمي والفكري لعالل الفاسي‪.‬‬ ‫ أما الفصل األول فسماه المؤلف «محمد عالل الفاسي‪ :‬حياته وفكره»‪ ،‬وفيه‬‫مبحثان‪:‬‬ ‫* مبحث أول بعنوان «عالل الفاسي‪ :‬حياته وجهاده»‪ ،‬وحرَّر فيه المؤلف‬ ‫ترجمة لعالل الفاسي تتبع فيها أبرز محطات حياة الرجل‪ ،‬وأعماله الجهادية‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫وختمها بفقرة عنوانها ”خالصة وعبرة” بيَّن‬ ‫المؤلف العِبْرة من تتبع حياة عالل الفاسي‪.‬‬ ‫* مبحث ثان عنوانه «عالل الفاسي‪ :‬آراؤه‬ ‫واجتهاداته»‪ ،‬وهو مخصص لبيان آراء عالل‬ ‫الفاسي واجتهاداته في قضايا عدة من أبرزها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رسالة العلماء في المجتمع‪ ،‬وتعدد الزوجات‪،‬‬ ‫وتولي المرأة للمناصب العامة‪..‬‬ ‫ وأما الفصل الثاني فعنوانه «مؤلفات‬‫عالل الفاسي»‪ ،‬وهو في قسمين‪:‬‬ ‫* قسم أول‪ :‬أفرده الدكتور الريسوني‬ ‫للحديث في جملةٍ من مؤلفات عالل الفاسي‬ ‫في العلوم الشرعية‪ ،‬ومنها‪ :‬مقاصد الشريعة‬ ‫اإلسالمية ومكارمها‪ ،‬ودفاع عن الشريعة‪ ،‬وأبو‬ ‫بكر بن العربي في أحكام القرآن‪..‬‬ ‫* وقسم ثان سمّاه «مؤلفات فكرية»‪،‬‬ ‫وقدَّم فيه قراءات في بعض أعمال عالل‬ ‫الفكرية كالنقد الذاتي‪ ،‬وحديث الشرق في‬ ‫المغرب‪ ،‬والحرية‪..‬‬ ‫ وفي الخاتمة أبرز المؤلف السمات العامة‬‫لفكر عالل الفاسي ومنها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أنه فكر واقعي وميداني‪ :‬أي إن عالال‬ ‫كان يكتب للواقع وعن الواقع قصد إصالحه‬ ‫واالرتقاء به وتحقيق نهضته‪ ،‬والمراد هنا واقع‬ ‫المغرب واألمة العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أنه فكر مقارن موازن‪ :‬أي إنه يكثر من‬ ‫عقد المقارنات بين آراء المذاهب المختلفة‬ ‫عند مناقشته ألي قضية‪ ،‬وهذا يدل على سعة‬ ‫اطالع صاحب «النقد الذاتي»‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أنه فكر مقاصدي تجديدي‪ :‬ال يجمد على ظاهر النص بل ينظر في‬ ‫مقاصده وغاياته التي ال يدركه الجامدون على النصوص‪.‬‬

‫في أهمية الكتاب وقيمته‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يشكل هذا الكتاب إضافة نوعية إلى المؤلفات التي تتحدث عن‬ ‫اإلسهامات العلمية والفكرية واألدبية لعالل الفاسي‪ ،‬وهي إسهامات كان من‬ ‫حوافزها الكبرى الجائزة التي استحدثتها مؤسسة عالل الفاسي‪ ،‬وهي جائزة‬ ‫تخصص لدراسة أدب عالل الفاسي وعلمه وفكره‪.‬‬ ‫ومن هذه الناحية فكتاب الريسوني يسهم في إعالء شأن العلم والفكر على‬ ‫باقي شؤون الحياة بما في ذلك الشأن السياسي‪.‬‬ ‫وقد أزعم هنا أن الدكتور الريسوني أراد بتأليفه هذا الكتاب أن يقول لعموم‬ ‫القراء والمهتمين إن ما يبقى للناس بعد مضي األعوام مما ينفعهم ويفيدهم‬ ‫إنما هو العلم والفكر؛ لذلك وجدنا الريسوني يقول في المقدمة إن «الصورة‬ ‫السياسية‪ ،‬الوطنية والحزبية [لعالل الفاسي] هي نفسها آخذة في الخفوت‬ ‫والتقلص في ذاكرة األجيال الجديدة» (ص‪ )13:‬وال يبقى من عالل الفاسي مع‬ ‫مرور األعوام سوى العلم والفكر وهذا ما ينفع الناس‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يعد هذا الكتاب تجليا من تجليات خلق إسالمي وإنساني كريم‬ ‫هو اإلقرار لذوي الفضل بأفضالهم بصرف النظر عن أحزابهم وتوجهاتهم‬ ‫ومذاهبهم؛ فالريسوني – من خالل كتابه هذا – يقر بفضل عالل الفاسي على‬ ‫الرغم من االختالف بين الرجلين في التوجه السياسي‪ ،‬إذ إن هوى الريسوني مع‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬في حين كان عالل زعيما لحزب االستقالل‪ ،‬لكن ذلك لم‬ ‫يمنع األول من اإلقرار بعِ ْلم الثاني وفضله وتميزه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يعد هذا الكتاب تجسيدا للحوار بين العلماء داخل البلد الواحد‪ ،‬وهو‬ ‫حوار نادر جدا في بلدان يؤمن أهلها بأن (مغني الحي ال يطرب)‪.‬‬ ‫فالدكتور أحمد الريسوني عالم مغربي وعالل الفاسي عالم مغربي‪ ،‬وقد‬ ‫حاور األول الثاني في هذا الكتاب‪ ،‬فكان له بذلك فضل اإلسهام في كسر جدران‬ ‫التهميش التي يضعها المغاربة بعضهم على بعض‪ ،‬وهي جدران تجد أساسا لها‬ ‫في المقولة الخاطئة السائدة ( مغني الحي ال يطرب)‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬يرسخ هذا الكتاب أهمية النقد الذاتي الذي يجب أن يتحلى به كل‬ ‫منتم إلى الحركة اإلسالمية‪ ،‬بل كل منتم إلى اإلسالم عامل بقول الحق سبحانه‬ ‫«وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى» وقوله عز وجل «وال يجرمنكم شنآن قوم‬ ‫على أال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى»‪ .‬فقد مارس الدكتور الريسوني النقد‬ ‫الذاتي في صفحات من هذا الكتاب‪ ..‬مارسه بوصفه رئيسا سابقا إلحدى أهم‬ ‫الحركات اإلسالمية بالمغرب (التوحيد واإلصالح)‪ ،‬وبين ما في التنظيم عموما من‬ ‫عيوب‪ ،‬خصوصا حينما يكون هو الملجأ الدائم للمنتمين إليه وعليه تعويلهم في‬ ‫التفكير والتقرير والتنفيذ (انظر الصفحة ‪ 226‬من الكتاب)‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬يسهم هذا الكتاب في إيجاد مساحة أوسع لفكر عالل الفاسي في‬ ‫أوساط اإلسالميين ودفعهم للنهل منه واالستفادة من إشراقاته‪ ،‬كما يسهم في‬ ‫تحرير كثير من العقول من أفكار متوارثة عن زعيم حزب االستقالل رحمه اهلل‪،‬‬ ‫ويصحح كثيرا من األفكار النمطية التي انتشرت عنه بفعل اختزال شخصيته في‬ ‫بُعْد واحد هو البعد السياسي الحزبي الضيق‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الثقافة العربية‬ ‫أم الثقافات‬ ‫العربية‬ ‫كثيرة هي الكتابات التي تطرقت‬ ‫لموضوع الثقافـــة العربيــة‪ ،‬لتصطدم‬ ‫في األخير بحقل من األلغام‪ ،‬تطرحها‬ ‫أسئلة ملغومة حول‪ ،‬هل هي ثقافة أو‬ ‫ثقافات؟ وهل لها مستقبل؟ وأي مستقبل‬ ‫هو؟‪ ،‬في الوقت الذي يتغير فيه العالم‬ ‫بأكمله منسجما مع نفسه‪ ،‬إال العرب لم‬ ‫يعودوا ينتسبون إليه‪ ،‬بفعل السياسات‬ ‫الرعناء التي أماطت اللثام عن الشرخ‬ ‫الكبير المتمثل في االنقسامات التي‬ ‫كانت وأضحت أكثر وضوحا حاليا تشوب‬ ‫العالم العربي‪ ،‬وهذا ما ظهر جليا مؤخرا‬ ‫في موضوع ترشيح المغرب لمونديال‬ ‫‪ ،2026‬حيث انقسم العرب شر انقسام‬ ‫في رأي أقل ما يقال عنه أنه اختبار للنوايا‪،‬‬ ‫مما جسد ما ال يدع مجاال للشك الحقد‬ ‫الدفين بين (األشقاء العرب) في عالم‬ ‫يشهد التكتالت والتغيرات‪ ،‬في عالم نحن‬ ‫شهداء الزور فيه‪ ،‬نتفرج على ما نجهل‪،‬‬ ‫ونشهد بغير ما رأينا‪ ،‬ن��زوق الفجيعة‪،‬‬ ‫ونكذب على أنفسنا‪ ،‬هذا هو حال العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذه ال��ح��ال��ة يجب أن نجهر‬ ‫بالحقيقة‪ ،‬يجب على العرب أن يعترفوا‬ ‫أنهم سدنة ثقافات وليسوا سادة ثقافة‬ ‫واحدة‪ ،‬وأن التي نتحدث ونكتب ونفكر‬ ‫بها ألسنة وليست لسانا واح��دا‪ ،‬وأننا‬ ‫نحب ونكره‪ ،‬ونصالح ونتخاصم‪ ،‬بوصفنا‬ ‫شعوبا وقبائل كما ج��اء ف��ي القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وليس أمة واحدة‪ ،‬وفي أحداث‬ ‫تاريخنــا المعاصــر دون استثنـــاء‪ ،‬وفي‬ ‫صفحات تاريخنا القديم‪ ،‬وقد نجد بعض‬ ‫االستثناءات ما يومئ ويؤكد انتفاء الكثير‬ ‫مما درجنا عليه‪ ،‬وما ظللنا نتنفس هواءه‬ ‫عبر أناشيدنا الوطنية والقومية‪ ،‬وفي‬ ‫حواراتنا اليومية‪ ،‬وفي خطابنا الرسمي‬ ‫والشعبي وحتى في دساترنا ثمة تزوير‬ ‫خطير‪ ،‬تواطأت مصالحنا وتناقضاتنا على‬ ‫كتمانه والتستر عليه‪.‬‬ ‫ففي المغرب مثــال حيــث تأسست‬ ‫الحضارة الواحدة‪ ،‬حضارة اإلسالم‪ ،‬حيث‬ ‫تغوص حتى الجذور‪ ،‬في هذا المغرب‬ ‫تتجاوز ثقافتان رئيسيتان‪ ،‬تشكل كل‬ ‫منهما عامل جــذب معاكــس‪ ،‬طبيعيـــا‬ ‫وفكريا بالنسبة لآلخر‪ ،‬وهمـا العربيــة‬ ‫واألمازيغية‪ ،‬وفيما بين هذه وتلك‪ ،‬ثقافة‬ ‫ثالثة نسبية التأثير لربما لظروف طارئة‬ ‫على المنطقة بأكملها كالثقافة العبرية‪.‬‬ ‫ثالث ثقافات‪ ،‬وبضع لغات إن لم أقل‬ ‫لهجات‪ ،‬تتقاطع وتتداخل في نسيج من‬ ‫األعراف والتقاليد‪ ،‬و األساطير والمكتوبة‬ ‫والمحكية‪.‬‬ ‫وما ينطبق على المغرب‪ ،‬ينطبق على‬ ‫الدول المغاربية وقس على ذلك العديد‬ ‫من دول العالم وخاصة دول العالم‬ ‫الثالث‪ ،‬حيث نجد حتما اتجاهات وأنماط‬ ‫أخرى من التقاليد واللهجات واللغات‪،‬‬ ‫ت��ت��وزع وتتنوع ف��ي ال��دول��ة ال��واح��دة‪،‬‬ ‫وتتفاعل وتزدهر صور وأشكال لحيوات‬ ‫مغايرة في عالقتها وطقوسها وظواهرها‬ ‫الطبيعية وحتى في معتقداتها ودينها‪.‬‬ ‫(لنـا عودة للموضـوع في الحلقــة‬ ‫القادمة)‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫إنما هو صراع رؤى !‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬قال أبو القاســـم‪ ،‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪« :‬منْ أشار ألخيه بحديدة‬ ‫َّ‬ ‫فــإن المالئكــــة تلعنـــه»‪ .‬على أرض‬ ‫الخليج العربي وعلى األراضي الطاهرة‬ ‫المقدسة‪ ،‬ومـــنْ سخريــــة القـــدر‪،‬‬ ‫هناك إخوة «أعداء»‪ ،‬تسهر مدرسة‬ ‫الجعجعة اإلعالمية للمداحين على‬ ‫إذكاء العداوة بين السنة والشيعة‪،‬‬ ‫ويتطاول الصهاينة على كتاب اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬إذ يزعمون َّ‬ ‫أن الشيعة «أخطر»‬ ‫من اإلسالم ! َّ‬ ‫وأن العدوّ للسنة هم‬ ‫الشيعة وليســـتْ إسرائيل ! وذلـــك‬ ‫لتأجيج اإلخوة على بعضهم‪ ،‬ويُكبتون‬ ‫في أرواحهم الفرحة‪ .‬عن منهج السنة‬ ‫لشيخ اإلسالم ابن تيمية قائـــال ‪:‬‬ ‫«فليس هناك خطر شيعيٌّ على السنة‬ ‫والعكس»‪ .‬هناك أجندة إسرائيلية‬ ‫في استمرار األزمة الخليجية‪ ،‬ألنها‬ ‫(إسرائيل) مثل الذباب ال يقع إال على‬ ‫الجرح‪ ،‬وقد أصبح نزيف ًا مزمن ًا‪ .‬ألم يكن‬ ‫بمقدور الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫التي تجمعها عالقات جيّدة مع قطر‬ ‫والسعودية واإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أن تضغط على دول الخليج العربي‬ ‫لحلحلة األزمة ؟ إال إذا كان هذا الملف‬ ‫ال يُعرقل مصالحها بل لصالحها ؟ ومن‬ ‫أجل استغاللها للظروف الراهنة ! هذا‬ ‫المنعطف الخطير والهام‪ ،‬يمكن ْ‬ ‫أن‬ ‫يؤدي بالمنطقة إلى عدم االستقرار‪،‬‬ ‫وهو الذي يؤشر على أهميتها‪ ،‬خوف ًا‬ ‫من ْ‬ ‫أن تكسب إيران من ملف الخليج !‬ ‫وهنا تبدأ معاناة إسرائيل التي تسعى‬ ‫إلى تدمير دول الخليج العربي وثروتها‪،‬‬ ‫بعدما «أجهزتْ» على دول الطوْق‬ ‫الفلسطيني ‪.‬‬ ‫ورُبَّ ذرة نافعة‪ .‬فقطر التي كانت‬ ‫تستورد من دول الحصــــار األدويـــة‬ ‫واأللبـــان والورق والمنتجات الخليجية‪،‬‬ ‫ولم تعدْ تأتي منها‪ .‬إذ كانت سبب ًا في‬ ‫مضاعفات اإلنتاج القطري من األلبان‬ ‫بتشييد المصانع وإنشائية البنيـــة‬ ‫التحتيـــة والصناعـــات التحويلية‪ .‬وقد‬ ‫أصبحتْ قطر تنتج صناعة «الفارما»‬ ‫وتقوم بتصدير الفائض منها إلى‬ ‫األردن وتركيا‪ .‬وهل هناك بارقة آمال‬ ‫في رفع الحصار ؟ أم َّ‬ ‫إن أجندة الدول‬ ‫األربع‪ ،‬استمرار العناد إلى حين ‪2022‬م‪،‬‬ ‫إلفشال كأس العالم لكرة القدم بقطر‬

‫‪9‬‬

‫؟ أم كان بعض دول الخليج يخططون‬ ‫النقالب في الدوْحة‪ ،‬البلد العربي‬ ‫الشقيق‪ ،‬ويأتون بدُمية على رأس‬ ‫دولة قطر لينصاع إلى استرتيجيتهم ؟‬ ‫بإغالق قناة الجزيرة ؟ وإيقاف تمدُّدها‬ ‫وتوسُّعها !‬ ‫وقــد عُمِّمَ الخلـــل بالتآمر ضد‬ ‫أرْدوكان رئيس تركيــا‪ ،‬في انقالب‬ ‫عسكري‪ ،‬تصدّى له الشعب التركي‬ ‫البطل في وجهه‪ ،‬وتمَّ إفشاله‪ .‬بينمـــا‬ ‫أعلنــتْ بعـــض القنـــوات العربيــة‬ ‫«المتخلفــة» نجاح «الثورة في تركيا»‪.‬‬ ‫شائعات مجحفة وأقوال صادرات عن‬ ‫دولة معادية للديمقراطية في تركيا!‬ ‫وتأليب الشعب على دولتهم‪ .‬وهي‪،‬‬ ‫تركيا التي تطالب برفع الحصار على‬ ‫دولة قطر وغزة الفلسطينية‪ .‬وهما‬ ‫دولتان عربيتان شقيقتان ال يصح لهما‬ ‫أيّ حصار ‪.‬‬ ‫تركيا بلداً محوري ًا‪ ،‬عضو في الحلف‬ ‫األطلسي‪ ،‬تجمعه شراكة استراتيجية‬ ‫مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬رغم‬ ‫التقاطعات والمفترقات بينهما‪ِّ .‬‬ ‫لحل‬ ‫مشكالت معقدة بين األتراك والعرب‪،‬‬ ‫وهؤالء والصهاينـــــة وهـــم يلعبون‬ ‫مع الشياطين‪ .‬تركيا القوية تسببُ‬ ‫إلسرائيل الكبت القهري أو انفصام‬ ‫الشخصية‪ ،‬ولن تكــون على أحسن‬ ‫ألن موقف تركيا مؤيداً‬ ‫ما يُرام‪َّ .‬‬ ‫للحقوق وللقضية الفلسطينية‪ .‬إذ بها‬ ‫تساند السالم واالستقرار في الشرق‬ ‫األوسط‪ .‬ولها دوْرٌ واهتمام بالقضايا‬ ‫أن تشارك في ِّ‬ ‫العالمية‪ ،‬وتحاول ْ‬ ‫حل‬ ‫المشاكل المتواجدة على مستوى‬ ‫العالم‪ ،‬وهي أولى بالعضوية الدائمة‬ ‫في مجلس األمن‪ ،‬ألنها تنتسب إلى‬ ‫المليار والنصف من المسلمين ! بعض‬ ‫األشخاص من «كراء الحنك»‪ ،‬في بعض‬ ‫الدول العربية يشنون حمالت لالفتراء‬ ‫على تركيا من أجل توجيه اتهامات‬ ‫إلى رئيسها أرْدوكان! وهي إشاعات‬ ‫صحفية رسمية! ويتعرض لهجمات من‬ ‫رأس ّ‬ ‫كل شرٍّ‪ ،‬تزكي مواقفه الشعبية‪.‬‬ ‫وقد تلقى رجل الدولة هذا‪ ،‬الرسالة‬ ‫الصادرة من الشعب‪ .‬الذي قبلتْ‬ ‫أغلبيته دستوراً جديداً يُخوِّل للبرلمان‬ ‫سلطــــات مُوَسعة‪ ،‬منهـــا َّ‬ ‫أن جميــع‬

‫مشاريـــع ومقترحات البرلمان تأتي‬ ‫ُ‬ ‫تُحال‬ ‫من نفس البرلمان‪ .‬ولم تعدْ‬ ‫مُسودّات المشاريع والقوانين من‬ ‫الحكومة‪ .‬وهذه هي إحدى الحاالت‬ ‫الجديدة من ممثلي الشعب نفسه‪.‬‬ ‫لتحرير تركيا من القيود البيروقراطية‪.‬‬ ‫في دولة تنعم باستقالل السلطات‬ ‫األربع‪ .‬ثمَّ موقف تركيا من حصار غزة‬ ‫وقد أقدمتْ على تكسيره‪ ،‬وتُدينه‬ ‫عالنية كما تُدين الجرائم اإلسرائيلية‬ ‫للشعب الفلسطيني وتطالب بمعاقبته‬ ‫في هيئة األمم المتحدة والمحكمة‬ ‫الجنائية الدولية بارتكابها جرائم‬ ‫حرب‪ .‬حتى ال تبدو مشهدًا مألوف ًا على‬ ‫الشاشات العالمية‪ ،‬والدول العربيـــة‬ ‫تشجـــبُ الغطرسة الصهيونية‪ُّ .‬‬ ‫وكل‬ ‫مهمة بني يعرُب التحديق في طائرات‬ ‫وصواريخ العدوّ‪ ،‬وهي تبيدُ شعب ًا‬ ‫عربي ًا أعزل بقصف كل من يتحرك على‬ ‫وجه األرض‪ .‬فلما تجيـــب المقاومـــة‬ ‫بصواريخها تُقام الدنيا وال تقعــد‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫المحتل باغتيال أعضاء‬ ‫وسرعان ما يرُدُّ‬ ‫المقاومة الشهداء‪ .‬تلك المقاومة‬ ‫(بغزة) وهي تعمل على استفزاز‬ ‫االحتالل الفاقد للشرعية الدولية‪ ،‬رغم‬ ‫أنها ال تقابل سالح االحتالل‪ ،‬والذي‬ ‫له نقط ضعف الستغالله‪ .‬وعدم ردّ‬ ‫المقاومة سوف يعطيها (إسرائيل)‬ ‫اليد في االحتالل‪ .‬حتى ال يستطيـــع‬ ‫ّ‬ ‫المحتل استثمار المكاسب السياسية‪.‬‬ ‫بفضل المقاومة وهي حاضرة بقوة‬ ‫في غزة‪ .‬في هذه الرباعية (الشاذة)‬ ‫العجاف من السنوات الرئاسية‪ ،‬أصبح‬ ‫حكام أمريكا يعارضون تحرُّرَ فلسطين‬ ‫ويضربون طوال وعرض الحائط قرارات‬ ‫األمم المتحدة والمنتظم الدولي‪.‬‬ ‫وقد يجمعهما (أمريكا) زواج ًا عُرْفيا‬ ‫بإسرائيل‪ ،‬فأضحتْ ممثال عن االحتالل‬ ‫في مجلس األمن‪ ،‬أكثر من ذي قبل ‪.‬‬ ‫ترى‪ ،‬فيما يتعاند اإلخوة «األعداء»‪،‬‬ ‫بالخطايا‪ ،‬وهم أهل ثقافة التسامح‬ ‫والسلم والسالم‪ ،‬عقيد ًة ومنهج ًا تربوي ًا‬ ‫‪..‬لقول رسول اهلل (صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم) ‪« :‬المسلم من سلم المسلم من‬ ‫يده ولسانه»‪ ..‬اللهمَّ إنا نسألك فعل‬ ‫َّ‬ ‫استظل ُ‬ ‫أهل الخطايا‬ ‫الخيرات ‪ ..‬يا مَنْ‬ ‫بأبواب رحمتك ‪..‬‬

‫األستاذ والفقيه عبد العالي المرون‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل ورحمته‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬األستاذ عبد العالي المرون‪،‬‬ ‫الخطيب والفقيه المعروف بمسجد سيدي هاني ببني عروس‪ ،‬وذلك منذ‬ ‫عام ‪.1956‬‬ ‫ويعتبر األستاذ عبد العالي المرون‪ ،‬من شيوخ القرويين‪ ،‬جامع‬ ‫فاس‪ ،‬وقد درس بالجامع الكبير على يد الفقيه الشرعي والد األستاذ‬ ‫عبد اهلل الترغي واألستاذ الحمراني والخطيب الوالد‪ ،‬كان ذلك خالل فترة‬ ‫األربعينات‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1957‬انخرط في األوقاف‪ ،‬كما تحمل مسؤولية محافظ‬ ‫ضريح سيدي هدي ببني عروس ‪/‬إقليم العرائش‪ ،‬وعرف بتدريسه الجيد‬ ‫للطلبة‪ ،‬وبرز بشكل مميز في تدريس األلفية موسم ‪،1959/1960‬‬ ‫بمسجد سيدي هدي‪ ،‬كما درس في مدرسة ضريح موالي عبد السالم‬ ‫خالل الفترة الممتدة فيما بين ‪ 1952‬و ‪.1955‬‬ ‫ومما يسجله التاريخ لألستاذ عبد العالي المرون أنه انخرط في‬ ‫صفوص جيش التحرير‪ ،‬وكذلك حزب الشورى واالستقالل إلى حدود‬ ‫استقالل المغرب‪ ،‬حيث منذ ذلك الحين تفرغ للدعوة إلى اهلل‪.‬‬ ‫وبرحيله تكون المنطقة‪ ،‬قد فقدت أحد أبرز أعالمها‪ ،‬وفقهائها‪ ،‬ممن‬ ‫عرفوا بالدعوة إلى اهلل‪ ،‬وبالعمل من أجل ترسيخ أسس ودعائم إسالمي‬ ‫وسطي معتدل‪ ،‬ونشر تعاليم إمارة المؤمنين والمذهب المالكي السني‬ ‫والطريقة األشعرية ‪.‬‬

‫حوارات �أدبية‬ ‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫الكتابة واللغة اإلسبانية‪ ‬‬ ‫مع اإلعالمي‬

‫سعيد الجديدي‬

‫‪ - 1‬بعيدا عن اإلعالم والصحافة ما قولك لنا تجربتك‬ ‫مع الكتابة؟‬ ‫تجربتي مع الكتابة بدأت عندما كنت مراسال لجريدة «الباييس» اإلسبانية‪،‬‬ ‫ويعود الفضل في ذلك لصديقي اإلسباني «خافيير فالينزويال» الذي كان مراسال‬ ‫لنفس الجريدة بالرباط‪ ،‬وكان حينئذ يكتب كتابه األول بعنوان «حزب اهلل» وقد‬ ‫جاء كخالصة تجربته المهنية بلبنان‪ .‬كان ذلك في ‪ .1990‬أعجبت بكتابه حينها‬ ‫وبدأت منذ تلك اللحظة أحلم بأن أغدو كاتبا‪ .‬وفي الحقيقة يمكن القول بأن‬ ‫الكتابة ما هي إال مرحلة متقدمة من الصحافة‪ ،‬أي أن الصحافي بعد ممارسته‬ ‫ل‪ 30‬سنة من العمل عليه أن يصبح حتما كاتبا‪.‬‬

‫‪ - 2‬ما هو عنوان كتابك األول وما هو مضمونه؟‬ ‫أول كتاب لي هو عبارة عن رواية تحت عنوان «الصرخة األولى» وتحكي عن‬ ‫قصة حب بين فقيه وراهبة مسيحية بمدينة تطوان‪.‬‬

‫‪ - 3‬أين تعلمت أولى مبادئ اللغة اإلسبانية؟‬ ‫فيما يتعلق باللغة اإلسبانية‪ ،‬أستطيع أن أقول إنها تقريبا نشأت معنا في‬ ‫مدينة تطوان والشمال عموما‪ ،‬أي أنها تحصيل حاصل‪ .‬فباإلضافة إلى كونها‬ ‫اللغة الثانية بعد اللغة العربية‪ ،‬كنت أجدني منجذبا لهذه اللغة ولألدب اإلسباني‬ ‫عموما وبكل ما يتعلق باللغة اإلسبانية‪ .‬وال أستطيع أن أنكر أننا في تطوان‬ ‫والشمال يعود إتقاننا للغة اإلسبانية في الغالب األعم للتلفزة اإلسبانية بأفالمها‬ ‫وأخبارها وكل برامجها‪ .‬يمكنني أن أضيف أيضا وأقول بأن التلفزة اإلسبانية في‬ ‫تلك الفترة كانت بمثابة مدرسة تعلمنا من خاللها الثقافة واللغة اإلسبانية‪.‬‬ ‫وال أستطيع أن أنكر أيضا أنها كانت استعمارا ثقافيا وفكريا‪ ،‬لكنها رغم ذلك‬ ‫كانت مدرسة للغة تخرج منها العديد من الشباب ممن يتحدثون ويتقنون اللغة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬وكثير منهم اآلن أصبحوا من ألمع الكتاب والصحافيين والفنانين‪...‬‬ ‫ليس فقط في المغرب‪ ،‬بل وحتى في إسبانيا‪.‬‬

‫‪ - 4‬بعد تقاعدك من اإلذاعة والتلفزة المغربية‪،‬‬ ‫هل هناك مشاريع أدبية أو إصدارات جديدة في‬ ‫القادم من األيام؟‬ ‫في سنة ‪ 2007‬أصبحت في السن القانوني للتقاعد‪ ،‬غادرت اإلذاعة بعدها‬ ‫وفي نيتي أن أستريح استراحة طويلة األمد بجانب أسرتي آمال في أن أعوضهم‬ ‫كل ذلك الغياب الذي لحقهم جراء نشاطي اإلعالمي والصحافي داخل وخارج‬ ‫المغرب لسنين طويلة‪ ،‬إال أنه كان لدي عروض لسلسلة من المحاضرات في‬ ‫إسبانيا وأمريكا الالتينية بالموازة مع الكتابة أيضا‪ ،‬ثم إن ما شجعني على ذلك‬ ‫هو حصولي على وسامين مهمين‪ ،‬يتعلق األمر بوسام االستحقاق الوطني من‬ ‫الدرجة الممتازة بالمغرب ووسام من الدرجة األولى بإسبانيا‪ ،‬وبالتالي أصبحت‬ ‫متفرغا بالكامل أفكر فقط في الكتابة والمحاضرات‪.‬‬


‫العدد ‪950‬‬

‫ن ذاكرة‬ ‫م ثقافية‪:‬‬ ‫طوان ال‬ ‫ت‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫النص الكامل الملقى بمناسبة الذكرى األربعينية‬ ‫لوفاة الالعب الكبير المرحوم أحمد الحمراني بتطوان‬ ‫(الجمعة ‪ 6‬يوليوز ‪)2018‬‬

‫حضرات السادة والسيدات المحترمين‪:‬‬ ‫تحية خالصة إلى الجمعيتين المنظمتين لهذا الحفل وإلى‬ ‫رئيسيهما‪ :‬السيد عبد السالم بن العربي والسيد هشام أخريشف‪،‬‬ ‫ومعهما السيد المهدي عمران‪ ،‬والصحافي النبيل السيد يوسف‬ ‫بلحسن‪ ،‬بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاة المشمول برحمته تعالى‬ ‫الفقيد العزيز أحمد الحمراني‪ ،‬شاكرين سعيهم إلى رد االعتبار‬ ‫والتقدير لمسار المرحوم الرياضي بهذه المدينة‪ ،‬واالعتراف بعطاءاته‬ ‫وخدماته هو ورفاقه األوفياء الذين مثلوا فترة الستينيات خير تمثيل‬ ‫حتى وصفت بالفترة الذهبية‪ ،‬وعليها سأركز حديثي مجيبا عن السؤال‪:‬‬ ‫لماذا سميت بالفترة الذهبية وهي تخلو من األلقاب؟‬ ‫الجواب‪ :‬أوال‪ :‬للفرجة الراقية واإلبداع الخالق الذي قدمته هذه‬ ‫الثلة من األبناء المتخلقين‪ ،‬حيث أعادوا لملعب سانية الرمل جمهوره‬ ‫الكبير الغائب عنه وبهاءه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬لتماسك الفريق وانسجامه‪ ،‬وتضحياته الصادقة‪ ،‬أكبرها‬ ‫وأعظمها تضحيات هؤالء الشبان بمستقبلهم الدراسي‪ ،‬وانصرافهم‬ ‫إلى المشاركة في البطولة الوطنية مدافعين بحماس قل نظيره عن‬ ‫قميص المغرب التطواني دون االهتمام بالتعويضات المادية أو أي‬ ‫حافز آخر كان يغريهم‪ ،‬فقد رفعوا شعار‪« :‬حب فريق المدينة واحترام‬ ‫جمهوره»‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬لتخرُّج جل الالعبين من أول مدرسة كروية بعد االستقالل‬ ‫عرفها المغرب التطواني تحت إشراف المرحوم الشريف محمد البقالي‪.‬‬ ‫ورغم اإلمكانيات الضئيلة فقد استطاع هذا المدرب إعداد فريق هائل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يُسَجَّل كأصغر الفرق سنا في تاريخ البطولة المغربية لكرة القدم‬ ‫بقسميها األول والثاني‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬متابعتهم لبرامج التلفزة اإلسبانية خاصة مباريات كرة‬ ‫القدم التي شرعت ت ْلتَ َق ُ‬ ‫ط ألول مرة على شاشة التلفزيون في منتصف الستينات بتطوان قبل‬ ‫غيرها من المدن المغربية‪ ،‬واهتمامهم باالطالع على تحاليل وتعليقات الصحف المنشورة باللغة‬ ‫العربية واإلسبانية‪ ،‬كل هذا زادهم معرفة وإدراكا لألنشطة الرياضية الكروية‪ ،‬وصاروا بالتالي‬ ‫أكثر حظوة واستفادة من غيرهم من الالعبين المغاربة المقيمين بمدن الوسط والجنوب‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬تواصلهم المستمر غير المنقطع‪ ،‬جعلهم يشيدون صداقة قوية ال سبيل إلى‬ ‫انفصامها‪ ،‬امتدت تقريبا أكثر من خمسين عاما من العالقات اإلنسانية الحميمة‪.‬‬ ‫استمدادا من هذه األجواء الحسنة والظروف المتميزة‪ ،‬والتضحيات الكبيرة برز عطاء وتألق‬ ‫كل واحد منهم في لعبه‪ .‬وكان فقيدنا أحمد الحمراني العبا كبيرا‪ ،‬ونجما ساطعا‪ ،‬يلعب بثبات‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المُنْطلِ َقة من وسط الميدان‪ ،‬وبدا كأنه صخرة تقف‬ ‫يُعَوَّل عليه في صد الهجومات‬ ‫وذكاء‪،‬‬ ‫أمامها الكثير من عمليات الخصم‪ ،‬يشبه في ذلك العبا سابقا تطوانيا هو المرحوم محمد بن‬ ‫عبد السالم الريفي الذي تخلى عن المشاركة نهائيا بسبب إصابته الخطيرة أثناء مباراة ضد‬ ‫طنجة يوم األحد ‪ 25‬نوفمبر ‪.1962‬‬ ‫سادسا‪ :‬ويمكن تسمية هذه المرحلة بالفترة الذهبية أيضا لما حققته جماعة المدرب‬ ‫اإلسباني المقتدر أنطونيو الروبيو ‪ Antonio Rubio‬في فرض سيطرتها والبقاء بالقسم األول‬ ‫ثالث سنوات متتالية (‪ )63/62( )62/61( )60/59‬كاسبة انتصارات ونتائج باهرة رغم التحكيم‬ ‫الرديء‪ ،‬ومستضيفة عددا من الفرق األجنبية‪ .‬وفي نفس الخط اتجه نادي المغرب التطواني‬ ‫بمجموعة الحمراني التي عوضت مجموعة «الروبيو» إلى ترتيب لقاءاته مع فرق إسبانية ودولية‬ ‫كبيرة كانت تزور تطوان وتجري مقابالت حبية بملعب سانية الرمل في مناسبات مختلفة‪ ،‬أبرزها‬ ‫مناسبة عيد العرش‪ .‬فهذه فرقة قرطبة بالقسم األول اإلسباني تواجه المغرب التطوان عام‬ ‫‪ 1965‬وينتهي اللقاء بالتعادل ‪ ،0-0‬وهذه مالقا ‪ Malaga‬فريق عبد اهلل بن مبارك‪ ،‬وهذه‬ ‫بيتس ‪ Betis‬الفرقة العتيدة اإلشبيلية‪ ،‬وسبتة بالقسم الثاني والتي كانت تتبادل الزيارات‬ ‫الكثيرة مع فرقة تطوان‪ ،‬وفرقة مدينة كييف الروسية المحترفة‪ ،‬وفرقة قدماء ريال مدريد ‪Real‬‬ ‫‪ Madrid‬بنجومها الكبار ‪ Distéfano‬و‪ ...Puskas‬حين خاضوا مباراة تكريمية دعما لالعب‬ ‫المحبوب المرحوم محمد الجبلي إلى غير ذلك من األسماء والنجوم الكبيرة التي كانت تزور‬

‫الالعب احلمراين �ضمن فريق املغرب التطواين يف �أزهى فرتاته‬

‫‪� -‬إعداد‪ :‬الزبري بن الأمني‬

‫تطوان في الستينات‪ .‬لم يتأت القيام بهذا لصالح فريق المغرب‬ ‫التطواني خالل الفترات الالحقة وحتى في مواسم البطولة‬ ‫االحترافية المغربية التي انطلقت منذ ‪ 2012‬إلى يومنا‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬أيضا عرف نادي المغرب التطواني في الستينيات‬ ‫تهييء معسكر رياضي خالل الصيف بجنوب إسبانيا يمتد أسبوعين‬ ‫وأحيانا شهرا كامال إلجراء تدريبات ومباريات حبية مع فرق إسبانية‬ ‫‪ ،Jerez de la Frontera‬وجبل طارق‪ ...‬بإشراف عضو المكتب‬ ‫الرجل الطيب المرحوم عبد المجيد زوزيو‪.‬‬ ‫كما أنه خالل عقد الستينيات استفاد المرحوم أحمد الحمراني‬ ‫هو وزمالؤه من تجربة عدد مهم من المدربين اإلسبان والمغاربة‬ ‫الذين تعاقبوا على تدريب الفريق منهم كما ذكرنا سابقا محمد‬ ‫البقالي‪ ،‬وامبارك الرياضي‪ ،‬والعربي بن مبارك‪ ،‬ومصطفى عودة‪،‬‬ ‫وحجي‪ ،‬وحسن أقصبي ومصطفى البطاش و ‪ Lopez‬و‪Ventura‬‬ ‫و‪ Camilo Liz‬إلخ‪.‬‬ ‫ولوال سوء التحكيم المتعسف المتكرر‪ ،‬وفظائعه التي مورست‬ ‫على أندية الشمال‪ ،‬لحقق المغرب التطواني آنذاك ألقابا‪ ،‬واستمر‬ ‫بالقسم األول عقودا‪ ،‬واتسع طموحه وآماله مرارا‪ ..‬ولكن لألسف‬ ‫الشديد‪.‬‬ ‫ حضرات السادة والسيدات‪ :‬أمام هذه العوائق ومعضالت‬‫التحكيم كان نادي المغرب التطواني يقدم كرة شيقة‪ ،‬نظيفة‪،‬‬ ‫أهلته ليغدو محبوبا عند جمهوره أوال‪ ،‬وجماهير األندية المغربية‬ ‫المرحوم‬ ‫المستضيفة ثانيا‪ ،‬خاصة جماهير الدار البيضاء والرباط‪ ،‬التي كثيرا‬ ‫أحمد الحمراني ما ناصرته على أرضيتها‪ ،‬وتعاطفت معه من خالل عروضه الجميلة‬ ‫وتقنيات العبيه البديعة‪ ،‬ومهاراتهم الفردية‪.‬‬ ‫فقد كان الالعب عبد السالم الوكيلي فنانا بارعا‪ ،‬وعبد الواحد‬ ‫كركيش (موسى) مهندسا ماهرا‪ ،‬ومصطفى الجبلي مسددا قويا ال يخطئ الهدف‪ ،‬وامحمد‬ ‫المراكشي مناضال مستميتا‪ ،‬وعبد السالم بن العربي مدافعا نبيها‪ ،‬والشريف مصطفى البقالي‬ ‫العبا فطنا ماكرا‪ ،‬ومحمد الجبلي العبا أنيقا وأحمد بن صبيح مغامرا جريئا‪ ..‬إلخ (ال يسمح الوقت‬ ‫بذكر األسماء كلها)‪ .‬وكان فقيدنا أحمد الحمراني أثناء كل مباراة يحرس وسط الملعب‪ ،‬ويضبط‬ ‫تموضعه‪ ،‬ويعرف كيف يحسن المراوغة‪ ،‬والتسديد السريع‪ ،‬ومعرفة السيطرة على الخصم‪ ،‬مركزا‬ ‫انتباهه‪ ،‬ومطبقا إرشادات مدربيه بحزم‪.‬‬ ‫لقد وهب المرحوم أحمد الحمراني زهرة شبابه‪ ،‬وضحى بدراسته‪ ،‬وأفنى الكثير من صحته‬ ‫من أجل مدينة تطوان وفريقها وجمهورها‪ ،‬ورغم معاناته مع المرض كان دائما يتابع باهتمام‬ ‫أخبار فريقه كما هو شأن جميع رفاقه‪.‬‬ ‫وكنا أخيرا نستبشر خيرا حين تم إجراء العمليات الجراحية ببرشلونة برعاية ابنه البار عبد‬ ‫اهلل حفظه اهلل‪ .‬ولكن قدر اهلل محتوم‪ ،‬قال تعالى‪« :‬كل نف�س ذائقة املوت‪ ،‬و�إمنا توفون‬ ‫�أجوركم يوم القيامة» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫حضرات السادة والسيدات‪:‬‬ ‫باألمس ودع أحمد الحمراني رفيقه العزيز المرحوم امحمد المراكشي‪ ،‬ومنذ زمن يسير‬ ‫فاجأت المنية أصدقاءه الالعبين األوفياء‪ :‬محمد ابن عمر‪ ،‬ومحمد الجبلي وأخوه لحسن‪ ،‬ومحمد‬ ‫المسامري‪ ،‬ومحمد عمران‪ ،‬وأحمد لحبيب‪ ،‬وعبد السالم الورياغلي‪ ،‬وعبد الخالق بوشرابة‪،‬‬ ‫ومصطفى العلمي‪ ،‬ومحمد علوش العلوي ‪ ..‬وهكذا صارت تسقط أوراق هذه الشجرة الطيبة‬ ‫تترى‪ .‬وها هي اليوم تسقط ورقة أخرى من أوراقها اليانعة‪ ،‬وال أحد منا يُدرك وقت أجله ورحيله‪.‬‬ ‫إخواني أخواتي‪ :‬ونحن إذ نستحضر روح فقيدنا الطاهرة في هذا المجمع الكريم‪ ،‬ال يسعنا‬ ‫بهذه المناسبة األليمة على فقدان الحمراني ورفاقه المخلصين إال أن نترحم عليه وعليهم‬ ‫جميعا‪ ،‬ونتوجه خاصة إلى أرملته الفاضلة عشوشة الكنياري وابنه البار عبد اهلل‪ ،‬وأخته الكريمة‬ ‫ياسمينة‪ ،‬وسائر أفراد العائلة‪ ،‬وكافة زمالئه من الالعبين القدامى بتعازينا الحارة ومواساتنا‬ ‫الصادقة سائلين العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان‪ ،‬وندعو للفقيد ولمن سبقه‬ ‫بالمغفرة والرضوان‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬

‫جمهور تطوان الراقي يف ال�ستينيات‬


‫العدد ‪950‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫نوقشت يوم الخميس ‪ 28‬يونيو ‪2018‬م الموافق ‪ 14‬شوال ‪ 1439‬للهجرة على الساعة العاشرة صباحا بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان – جامعة عبد المالك السعدي ‪ /‬مركز الدكتوراه‪ ،‬بقاعة عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫أطروحة تقدّمت بها الطالبة الباحثة سهام البوظموسي لنيل شهادة الدكتوراه في اآلداب تكوين‪ :‬النص‬ ‫األدبي العربي القديم عنوانها ‪:‬‬

‫’’األسلوب والحجاج‪ :‬دراسة في البالغة العربية القديمة‬ ‫(اإلمام عبد القاهر الجرجاني نموذجا)‬ ‫وتكونت لجنة المناقشة من السادة األساتذة‪ :‬الدكتور محمد األمين المؤدب رئيسا‪ ،‬والدكتور محمد مشبال مشرفا ومقررا‪،‬‬ ‫والدكتور محمد الحافظ الروسي عضوا‪ ،‬والدكتور اإلمام العزوزي عضوا‪ ،‬والدكتور عبد الرحيم وهابي عضوا‬ ‫وفي ما يلي العرض الذي تقدمت به الطالبة الباحثة أمام لجنة المناقشة‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫والصالة والسالم على أفضل المرسلين‬ ‫سيدي الرئيس أستاذي الدكتور محمد األمين المؤدب الفاضل‪،‬‬ ‫السادة األساتذة الدكاترة‪ ،‬أعضاء لجنة المناقشة األفاضل‪،‬‬ ‫اسمحوا لي – أوال – بتقديم واجب الشكر إليكم جميعا بسبب ما‬ ‫تحملتموه من جهد وعناء في قراءة أطروحتي المتواضعة‪ ،‬وفحصها‪،‬‬ ‫وتقييمها‪ ،‬وسماحكم لي بعرض فكرتها اليوم أمامكم‪.‬‬ ‫كما أود أن أشكر أستاذي المشرف الدكتور محمد مشبال‬ ‫الذي يعود إليه الفضل في اختيار موضوع هذه األطروحة‪ ،‬وتقويم‬ ‫اعوجاجها‪ ،‬وتشجيعي على مواصلة العمل‪ ،‬وإعادة النظر في هيكلها‬ ‫وبنائها وأسلوبها على مراحل مختلفة‪.‬‬ ‫وال يفوتني أن أشكر أيضا‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬مركز الدكتوراه بكليتنا‬ ‫العتيدة في شخص مديره األستاذ الدكتور مصطفى الغاشي وعميد‬ ‫الكلية األستاذ الدكتور محمد سعد الزموري‪.‬‬ ‫والشكر موصول للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط‬ ‫لما خصّني به من منحة االستحقاق التي كانت حافزا معنويا كبيرا‬ ‫لالستمرار في إنجاز هذا العمل‪ ،‬وقطف ثماره‪ ،‬ومحاولة تقديم الجديد‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫والواقع أن موضوع هذه األطروحة‪ ،‬كما جاء في عنوانها‬ ‫’’األسلوب والحجاج‪ :‬دراسة في البالغة العربية القديمة (اإلمام عبد‬ ‫القاهر الجرجاني نموذجا)‘‘‪ ،‬كان فرصة ثمينة بالنسبة لي للتكوين المتين في مجال البحث العلمي بوجه‬ ‫عام وفي اآلداب واإلنسانيات بوجه خاص‪ ،‬وذلك من خالل دراسة علم البالغة في الثقافتين العربية والغربية‬ ‫ومتابعة أصوله وامتداداته الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫وإذا كان األسلوب والحجاج ليس موضوعا جديدا في حدّ ذاته‪ ،‬فإن محاولة سبر أوجه العالقة الدقيقة‬ ‫بينهما في النص والخطاب هو ما يحتاج في حقيقة األمر إلى مزيد من العناية والبحث والتقصي‪ .‬لقد انحصر دور‬ ‫األسلوب‪ ،‬في عدد من مصنفات البالغة العربية القديمة‪ ،‬فيما تُضْفِيهِ وجوه البالغة من زخرف ورونق على‬ ‫العبارة األدبية وتحدثه من سحر جمالي في النفوس والقلوب‪ .‬بحيث اعتبرت هذه المحسنات من وسائل التعبير‬ ‫الجميل‪ ،‬وأدى هذا االعتبار في أحايين كثيرة إلى إغفال الدور اإلقناعي لوجه األسلوب في الخطاب الحجاجي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬حالت ْ‬ ‫مِث ُل هذه النظرة الجزئية لألسلوب دون إبراز وظائفه التّواصلية وخاصة منها الوظيفة‬ ‫الحجاجية التي تتجاوز مستوى تركيب الجملة وصياغة العبارة المنمقة إلى مستوى تركيب خطاب فعال يروم‬ ‫صاحبه التأثير – بقوة ناعمة أو عنيفة – في عقل السّامع وقلبه معاً‪.‬‬ ‫لم يكن العمل في هذه األطروحة سهال مثلما اعتقدنا في بداية البحث‪ ،‬بل تط ّلب غوصا متواصال في‬ ‫المؤلفات البالغية القديمة‪ ،‬وإعادة قراءة بعض نصوص القدماء في سياقاتهم الخاصة‪ ،‬ثم على ضوء منجزات‬ ‫الدرس البالغي المعاصر الذي َكشَف حجاجية األسلوب سواء في النص األدبي أو النص غير األدبي‪.‬‬ ‫في مسار هذا العمل الطويل‪ ،‬توخينا إبراز ما ينطوي عليه األسلوب‪ ،‬بوصفه اختياراً لغوياً‪ ،‬من إمكانات‬ ‫إنشائية وصيغ حجاجية هائلة تتجاوز حيّز العبارة الفنية في إطار الجملة إلى نطاق التّعبير الشّامل في نسيج‬ ‫النصّ ومنطوق الخطاب‪.‬‬ ‫وانطالقاً من إدراكنا لبنيات األسلوب الحجاجية ووظائفها اإلقناعية المتعدّدة في النص‪ ،‬وهو اإلدراك‬ ‫التدريجي الذي وجدنا ما يُع ِززُه في قراءة اإلحيائيين العرب للتّراث البالغي المنسي إبّان نهاية القرن التاسع‬ ‫عشر ومطلع القرن العشرين أو في مراجعات األساتذة الجامعيين العرب المعاصرين للرّصيد البالغي القديم‬ ‫من المنظور اللساني الغربي‪ ،‬انطالقاً من هذا اإلدراك تو ّلد اإلشكال النّظري والتّحليلي الذي بنيت عليه أسس‬ ‫هذه األطروحة‪.‬‬ ‫وقد تمّ لنا ذلك بفضل اعتمادنا‪ ،‬في رحلة هذا البحث‪ ،‬على عدد من الخطوات المنهجية واإلجرائية التي‬ ‫تقوم على االستقراء والمقارنة والرّصد والتّحليل‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬ ‫أ – الرّجوع أوال إلى أهمّ المصادر البالغية العربية القديمة في موضوع األسلوب والحجاج‪ ،‬وإعادة قراءتها‬ ‫وتحليل نصوصها واستخراج اصطالحاتها ومفاهيمها ومقارنة تصوّرات أصحابها في سياقها قدر االستطاع؛‬ ‫ب – قراءة هذه المظان ـ–ثانياً– في ضوء استعادة اإلحيائيين العرب ـ وعلى رأسهم الشيخُ اإلمامُ محمد‬ ‫ُ‬ ‫وتلميذه الشيخُ رشيد رضا ـ للبعد الحجاجي واإلقناعي المنسي في اإلرث البالغي العربي القديم؛‬ ‫عبده‬ ‫ج – عقد المقارنات المفيدة وتسجيل التّقاطعات الدّالة –ثالثاً– إمّا مع بعض هذه المصادر أحياناً أو مع‬ ‫المصادر البالغية الغربية القديمة والحديثة والمعاصرة أحياناً أخرى؛‬ ‫د ـ الوقوف ـ–أخيراً– على منجزات الدّرس البالغي العربي المعاصر التي أعادت اكتشاف ثراء هذا البعد‬ ‫الحجاجي في النّصوص األدبية وغير األدبية وأوضحت فعاليته التّواصلية في شتّى الخطابات التّداولية‪.‬‬ ‫قمنا بذلك ِّ‬ ‫ّ‬ ‫التمكن من استيعاب المفاهيم واآلراء والنّظريات الثابتة والمتغيرة حول ”األسلوب“‬ ‫كله قصد‬ ‫و”الحجاج“ قديماً وحديثاً‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬ونقدها‪ ،‬وإدماجها في الدّرس البالغي المعاصر على سبيل اإلثبات‬ ‫والتّكريس أو النّقد واالقتراح والتّطوير‪.‬‬ ‫قسّمنا عملنا‪ ،‬في هذه األطروحة‪ ،‬إلى قسمين كبيرين متكاملين‪:‬‬ ‫– قسم نظري‪ :‬جاء موزعاً على خمسة فصول ترصد المسار القديم والحديث للبالغتين العربية والغربية‪،‬‬ ‫وتع ِرض أيضا لمفهومي األسلوب والحجاج في الدراسات العربية والغربية‪.‬‬ ‫التّداخل األساس بين مكوّن األسلوب ومكوّن‬ ‫– وقسم تطبيقي‪ :‬حاولنا فيه –على وجه التخصيص– إبراز‬ ‫ِ‬

‫الحجاج في مصنّفي اإلمام عبد القاهر الجرجاني أسرار البالغة‬ ‫َ‬ ‫ال أولياً‬ ‫ودالئل اإلعجاز‪ .‬ويضمّ هذا القسم مدخ ً‬ ‫وثالثة فصول‪.‬‬ ‫لن نطيل في بسط هيكل هذه األطروحة ونلخص مباحثها‬ ‫في كل فصل على حدة‪ ،‬ولن نكرر ما ذكرناه في المقدمة العامة‪،‬‬ ‫وما وجدناه –ووقف عنده أستاذنا المشرف– من صعوبات كثيرة في‬ ‫تجميع المسارات البحثية المتشعبة لفكرة األطروحة والحفاظ على‬ ‫الخيط المنهجي الرابط للعمل ال سيما في المسوَدات األولى‪ ،‬بل‬ ‫سنمرّ – إذا سمحتم – إلى أهم النّتائج التي نزعم بنوع من الحذر‬ ‫والنسبية أننا توصّلنا إليها في هذا البحث‪.‬‬ ‫***‬ ‫يضطلع كل وجه أسلوبي‪ ،‬في النص‪ ،‬بدور فني وحجاجي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫والمخاطب‪،‬‬ ‫عالقة تواصلية جدلية بين المتكلم‬ ‫متكامل تفرضه‬ ‫وبين المقال والمقام‪ .‬ومن هنا يتجلى دور األسلوب في إنتاج‬ ‫معاني النصّ ودالالته وفق قالب تعبيري حجاجي مؤثر يتالئم‬ ‫والنّوع األدبي‪ ،‬ويتناسب مع سياق القول‪ ،‬ويتوافق وطاقات الخطاب‬ ‫ِ‬ ‫الحجاجية ووظيفته اإلقناعية لدى الجمهور المستهدف‪.‬‬ ‫من هذا المنظور‪ ،‬ال يُنتقى الوجه األسلوبي‪ ،‬بالنسبة لعدد‬ ‫من البالغيين العرب القدماء‪ ،‬للقيام بأدوار التّحسين والتّجميل‬ ‫في العبارة فحسب‪ ،‬بل أيضاً لما يؤدّيه في معنى الكالم من إرادة‬ ‫المتكلم – الظاهرة أو الخفيّة – في التّأثير بقوة أو نعومة في‬ ‫السّامع‪ ،‬وتغيير رأيه أو تعديل موقفه تجاه قضية ما‪ .‬ويعدّ اإلمام عبد القاهر الجرجاني رأس هذه الكوكبة‬ ‫من البالغيين القدماء‪ ،‬حيث استقصى مجموعة كبيرة من الشّواهد القرآنية والحديثية والنّصوص األدبية‬ ‫َ‬ ‫س طويل‪ ،‬ال سيما في الدالئل‪ ،‬بقصد إبراز الطابع االستداللي ألغلب الصّور والتّراكيب البليغة‬ ‫المختارة بنَف ٍ‬ ‫–بأقدار متفاوتةٍ– من‬ ‫المسخّرة في صيغ التّعبير وفنون القول‪ ،‬وتوضيح ما تنطوي عليه الوجوه األسلوبية‬ ‫ٍ‬ ‫بأنواع من الحجج العاطفية والعقلية‬ ‫قوّة حجاجية تخدُم أغراض المتكلم في إقناع المتلقي حسب المناسبات‬ ‫ٍ‬ ‫في آن واحد‪.‬‬ ‫ومن هنا تتج ّلى األهميّة الكبيرة إلسهام عبد القاهر في تعزيز الرّافد الخَطابي أو المكوّن الحجاجي‬ ‫للتّراث البالغي العربي القديم‪ ،‬أي ما نسميه اليوم بـ”البالغة الحجاجية“ أو ”بالغة الحجاج“‪.‬‬ ‫غير ّ‬ ‫أن عبد القاهر وقف بتحليل ظواهر هذه البالغة الحجاجية عند حدود الملفوظ والجملة أو الجمل‬ ‫المركبة في الغالب‪ ،‬ولم يشمل تحليله النصَّ الشامل إال في النادر بسبب اعتماده منظور النحاة اإلجرائي (أي‬ ‫إطار الجملة)‪ .‬وهو ما حاول تداركه بعضُ البالغيين العرب الالحقين‪ ،‬مثل ابن األثير في القرن السابع للهجرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فتمكن من توسيع مجال الرّصد والوصف والتّحليل خارج حدود‬ ‫وذلك باالستناد إلى مجهود عبد القاهر الجبار‪،‬‬ ‫الجملة أو الجملة المركبة الضيّقة بما يقترب كثيراً من دائرة المفهوم المعاصر للنصّ‪.‬‬ ‫***‬ ‫نزعم أيضا ّ‬ ‫أن هذه األطروحة تفتح بعض اآلفاق للباحثين في درس البالغة العربية‪ ،‬وتساهم –ولو بقدر–‬ ‫في تطوير الجانب الحجاجي فيه‪ .‬ونكتفي بذكر بعض هذه اآلفاق‪:‬‬ ‫• على المستوى النّظري‪ ،‬عندما ّ‬ ‫تؤكد أطروحتنا اندماج إشكال األسلوب والحجاج في إشكال أوسع من قبيل‬ ‫ً‬ ‫لغوية أو فلسفية أو إنسانية‪،‬‬ ‫اللغة والفكر أو اإلدراك والمعرفة‪ ،‬تُبيِّن ارتباط البالغة بباقي العلوم سوا ًء أكانت‬ ‫ومن ثم تُرسّخ القناعة بضرورة انفتاح البالغيين المعاصرين على حقول المعرفة األخرى المتاخمة لحدودهم‬ ‫ّ‬ ‫يتمكنوا من تطوير اإلرث البالغي العربي وتجديده بعدد من االصطالحات والمفاهيم والتّصورات‬ ‫حتّى‬ ‫والممارسات الجديدة والمثمرة‪.‬‬ ‫• على المستوى التّحليلي‪ ،‬إذا كانت إعادة قراءة اإلرث البالغي من قِبل اإلحيائيين سمحت لهم باستعادة‬ ‫البعد الحجاجي المنسيّ لهذا اإلرث إبان النّهضة نسبياً‪ّ ،‬‬ ‫فإن مجهودهم يبدو كما لو أنّه ضاع لدى النّقاد‬ ‫والبالغيين العرب الالحقين والمعاصرين سواء الذين كتبوا في الموضوع قبل وصول تأثير الحركة البنيوية إلى‬ ‫الجامعة العربية والمغربية (طه حسين‪ ،‬أحمد الشايب‪ ،‬أمين الخولي‪ ،‬ابن تاويت‪ ،‬شوقي ضيف‪ ،‬محمد مندور)‬ ‫أو الذين اجتهدوا بعد وصول هذا التّأثير (عبد القادر المهيري‪ ،‬حمادي صمود‪ ،‬محمد العمري‪ ،‬عبد اهلل صولة)‪.‬‬ ‫دل على شيء‪ ،‬فإنما ّ‬ ‫وهذا إن ّ‬ ‫يدل –على األقل‪ ،‬في رأينا– على ّ‬ ‫أن إعادة قراءة البالغة العربية القديمة‪ ،‬سواء‬ ‫في سياقاتها الخاصة المتباينة أو على ضوء معطيات عصرنا الجديدة ومستجداته العلمية والمنهجية وحاجياتنا‬ ‫ً‬ ‫ملحة في وقتنا الرّاهن‪.‬‬ ‫المتجددة‪ ،‬ما زالت ضرور ًة‬ ‫• على المستوى التّطبيقي‪ ،‬يساهم هذا البحث بدلوه المتواضع في المحاوالت الكثيرة لتجديد الدّرس‬ ‫البالغي العربي أداة وتصوراً ومنهجية ومقاربة‪ ،‬وقد يسمح بتوسيع مجاالت تطبيق هذا الدّرس على مختلف‬ ‫النّصوص والخطابات التّداولية خارج المجال الضيّق لألدب بمفهومه الكالسيكي‪.‬‬ ‫أيها السادة األساتذة األفاضل‪ ،‬مرة أخرى شكرا جزيال لكم على جميل عنايتكم وحسن إنصاتكم‪ .‬والسالم‬ ‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫***‬ ‫وبعد مناقشة مستفيضة من قبل األساتذة الدكاترة ألطروحة الطالبة الباحثة‪ ،‬وجواب الباحثة‪ ،‬وتداول‬ ‫أعضاء اللجنة المناقشة حول األطروحة برئاسة السيد العميد‪ ،‬أعلن رئيس اللجنة نيل الطالبة الباحثة سهام‬ ‫البوظموسي شهادة الدكتوراه في اآلداب بميزة مشرف جدا‪ ،‬وتنويه من اللجنة بجودة األطروحة وتوصية‬ ‫بطبعها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫المفكر اإلسالمي‬ ‫األستاذ محمد العربي الخطابي (‪)2/2‬‬

‫اإلسالم وااللتزام الخلقي‪:‬‬

‫إننا كثيرا ما نسمع في دول الغرب‪ ،‬من يردد هذا‬ ‫القول‪ :‬ال يستطيع أحد أن يوقف تقدم العلم ! وعامة‬ ‫الناس يقبلون هذا القول على عالته وإطالقه‪ ،‬فهل‬ ‫معنى ذلك أن الطموح العلمي الجامح هو الذي يجب‬ ‫أن يقود اإلنسان إلى مصيره المحتوم والحضارة إلى‬ ‫غايتها‪ ،‬أم أن اإلنسان إلى مصيره المحتوم والحضارة‬ ‫إلى غايتها‪ ،‬أم أن اإلنسان هو الذي يجب عليه أن‬ ‫يوجه العلم بالعقل والحكمة وجهة تؤدي إلى صيانة‬ ‫الطابع اإلنساني للحضارة واحترام نواميس الطبيعة‬ ‫وحفظ التوازن المطلوب بين عناصرها؟ وصدق اهلل‬ ‫ عز وجل ‪ -‬في قوله تعالى‪« :‬إن عرضنا األمانة على‬‫السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن‬ ‫منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال» (األحزاب‬ ‫‪.)72‬‬

‫وليس المقصود بالخلق المعني المثالي المجرد‬ ‫للكلمة‪ ،‬بل المقصود هو التفاعل مع كيان المجتمع‬ ‫الحي أخذا وعطاء بما يصلح به أمر األمة ويستقيم‬ ‫حالها فتصبح جديرة بتحمل األمانة وما يستلزمه ذلك‬ ‫من عزة وقوة ومنعة ورشاد‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس يجب أن نفهم ما وصف به‬ ‫اهلل نبيه الكريم حينما خاطبه بقوله‪« :‬وإنك لعلى خلق‬ ‫عظيم»‪ .‬إنه الخلق الذي مكنه من القيام بأعباء الدعوة‬ ‫اإلسالمية وتحمل األذى في سبيلها والصدع دون‬ ‫تهاون‪ ،‬بأمره اهلل به‪.‬‬

‫إذاً فبناء المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات من العمل الصالح وشق‬ ‫الطرق والقنوات‪ ،‬وتيسير الري وتجويد وسائل الفالحة والغراسة من العمل الصالح‪ ،‬وتوفير‬ ‫العمل للقادرين عليه ورعايتهم في حالة الصحة والمرض والقدرة والعجز وتحسين ظروف‬ ‫الشغل لهم كلها من العمل الصالح‪ ،‬والذب عن كرامة المسلمين ومناصرتهم ومدّ يد‬ ‫المعونة لهم حينما يصيبهم كرب أو مكروه من العمل الصالح أيضا‪ .‬إن العمل الصالح‬ ‫جهاد مستمر لتطهير النفس وتسخير قوى العالم لخير اإلنسان وسعادته‪.‬‬ ‫إن التزام الفرد بمنهاج خلقي ال يعني أن يكون األفراد متشابهين في كل شيء في‬ ‫االنفعاالت واألحاسيس والنظر إلى األمور العامة والخاصة إن من سنة اهلل اختالف البشر‬ ‫وتفاوتهم في المدارك والمشاعر وتقويم األشياء‪ ،‬لهذا فإن المقصود‪ ،‬كما أرى هو أن يتاح‬ ‫لألفراد حظ مشترك من التربية الخلقية تؤهلهم لالنتظام في جماعة متراصة متعاونة‬ ‫في سبيل الصالح العام وفي ظل تعاليم الدين الحنيف‪ .‬وإن اختالف األفراد في المشارب‬ ‫والطباع ال يضر الجماعة ما لم يكن في ذلك معصية أو انحراف عن الجادة القويمة‪ ،‬بل‬ ‫إنني أذهب أكثر من ذلك فأقول إن في اختالف األفراد فيما ال ضرر فيه وال إسراف الخير كل‬ ‫الخير ألنه ينمي قدرة الجماعة على اإلبداع ويزيد في حيويتها ويقوي إمكاناتها المعنوية‬ ‫والمادية‪.‬‬ ‫إن تحلي الفرد ذاته بالخلق الحسن على النمو الذي أشرت إليه يؤدي إلى قيام نهج‬ ‫خلقي عام يعين على تماسك المجتمع وتعاضد أفراده‪ ،‬ويحدث بينهم مشاركة وجدانية‬ ‫مفيدة تكسب الجماعة قوة ومناعة وعزة وتجعلها أكثر قدرة على مجابهة مصاعب الحياة‬ ‫وتحمل األعباء التي تنتظم بها شؤون األمة‪ ،‬كل على قدر طاقته‪.‬‬ ‫إن اإلسالم هو سبيلنا إلى العزة والعيش الكريم‪ ،‬ففي رحابه أمننا وسالمنا ووحدة‬ ‫صفوفنا‪ ،‬وفي تعاليمه هدايتنا ونجاحنا في أعمالنا‪ ،‬وهو رسالتنا إلى اإلنسانية إذا كنا‬ ‫نحرص على أن تكون لنا في هذا العالم رسالة‪ .‬فلنعمل بهدى القرآن والسنة‪ ،‬ولندع إلى‬ ‫االستمساك بهما ما استطعنا‪.‬‬

‫مظاهر الحضارة وأدواتها‪:‬‬ ‫ويوضح األستاذ الخطابي أن التقدم التكنولوجي الواسع الذي يعرفه عصرنا أعطى‬ ‫للحضارة ‪ -‬بمعناها اإلجمالي ‪ -‬طابعا ماديا وبارزا ظهر أثره في تصرفات الناس وطرق‬ ‫معايشتهم وفي روابطهم االجتماعية‪ ،‬واإلسالم ال ينكر الحاجات المادية لإلنسان وال‬ ‫يستهين بضرورة التماس الوسائل الكفيلة بسدها‪ ،‬لكنه يدعو إلى التوازن واالعتدال‬ ‫على أساس مراعاة النظام الخلقي الذي أشرنا إليه مع تقدير المصلحة المراد حصولها‬ ‫تقديرا صحيحا يطابق القاعدة اإلسالمية التي يلخصها هذا الحديث النبوي الصحيح (ال‬ ‫ضرر وال ضرار)‪ .‬وعندي أن أخطر مظاهر الحضارة في هذا العصر هي وسائل االتصال‬ ‫بالجماهير وما يتعلق بها من أدوات آلية ودوافع نفسية وسياسية واجتماعية وتجارية‬ ‫متداخلة ومعقدة‪ .‬فهي في معظم األحيان سالح ذو حدين ينبغي استعماله بكثير من‬ ‫الروية واالعتدال مع وجوب الحذر من تقليد الغرب واقتفاء أثره حذو النعل بالنعل في هذا‬ ‫الميدان المحفوف بالمخاطر‪.‬‬ ‫ويقاس على وسائل االتصال كل ما يمتلكه اإلنسان المعاصر من أسباب وما‬ ‫يصطنعه من أدوات للترويح عن نفسه وترفيه ذاته وتنمية مداركه وأحاسيسه‪ ،‬وقد تفنن‬ ‫الغربيون في ذلك وأسرفوا أيما إسراف فاضروا بمجتمعاتهم من حيث كانوا يقصدون‬ ‫نفعها‪ ،‬وقد عمت البلوى بذلك ولحق الضرر بأشخاص الناس وبالبيئة الطبيعية التي‬ ‫كتب اهلل لهم أن يعايشوا فيها بالمعروف الحيوان والنبات والجماد‪ .‬وقد كان من عواقب‬ ‫االنحراف عن القصد المطلوب أن سفلت األحاسيس وتوحشت األنفس وانحدرت األخالق‬ ‫وانحطت الغرائز إلى أسفل درك‪.‬‬ ‫والعلم أيضا باب من أبواب جلب المنافع المادية والمعنوية لإلنسان ولذلك كان‬ ‫طلبه وتنميته والبحث فيه واالستفادة من فتوحاته من أوجب الواجبات‪ ،‬وتطور العلم‬ ‫يعتمد على التراكم واالستقراء والتجربة ومقارنة النتائج وتمحيصها بقصد الوصول إلى‬ ‫الحقيقة النسبية في كل حقل حقل‪ ،‬ألن مدارك اإلنسان قاصرة عن الوصول إلى الحقيقية‬ ‫الكلية‪.‬‬ ‫وشقاء اإلنسان في هذا العصر ال يأتي من حرصه على تنمية العلم وال من سعيه إلى‬ ‫االستفادة من ثمراته بقدر الحاجة‪ ،‬بل يأتي من محاولة اختراق آفاق بعيدة يضيق عنها‬ ‫الكون المحسوس ويقصر دونها العقل الثاقب ال من أجل الحقيقية العلمية نفسها بل‬ ‫من باب التحدي والمكابرة ومعاندة نواميس الطبيعة والرغبة في تغيير مجراها وليس‬ ‫هذا ‪ -‬من حسن الحظ ‪ -‬ديدن كل المشتغلين بالعلوم‪ ،‬بل إن ذلك مقصور على طائفة‬ ‫منهم يتصرف أفرادها بدوافع أنانية وانتهازية تباركها المطامع التجارية والسياسية التي‬ ‫تفسد المغامرة العلمية وتهدها من أساسها‪.‬‬ ‫وليس لنا‪ ،‬نحن المسلمين‪ ،‬أن نتخوف من تطور العلم وال من خوض غمراته وال‬ ‫من المساهمة في تنميته‪ ،‬لكن علينا أن نحذر كل الحذر من االنسياق للتيار الذي يريد‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫أن يجعل من ممارسة البحوث العلمية نوعا من السحر‬ ‫الحرام بقصد إفساد نواميس الحياة والعبث بخلق اهلل‬ ‫وتحدي الفطرة التي فطر الناس عليها‪.‬‬

‫ويركز األستاذ محمد العربي الخطابي على االلتزام‬ ‫الخلقي في اإلسالم سواء عند الفرد أو الجماعة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫إن اإلسالم ‪ -‬الذي جعل الفرد عنصرا فعاال وحيويا‬ ‫في بنيان الجماعة وخصه بإدارة عاقلة فجعله بذلك‬ ‫مسؤوال ‪ -‬حدد منهاجا قويما لألخالق ألزم به الفرد‪،‬‬ ‫كما رسم للجماعة طريقا للسلوك الخلقي ال يستقيم‬ ‫أمرها إال به‪.‬‬

‫وكذلك حينما وصف اهلل تعالى عباده الصالحين‬ ‫بقوله‪ « :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس»‪ ،‬علل ذلك‬ ‫بقوله‪« :‬تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر‪،‬‬ ‫وتؤمنون باهلل»‪ ،‬إنه العمل اإليجابي الفعال‪ ،‬والشعور‬ ‫بالتبعة والمسؤولية‪ ،‬والسعي ألداء الواجب‪ :‬واجب‬ ‫الدعوة واإلرشاد وبناء المجتمع بناء صالحا‪ .‬على أن‬ ‫العمل يجب أن يكون متمشيا مع الشريعة السمحاء‪:‬‬ ‫أوامرها ونواهيها‪ ،‬ومن هنا وصفه القرآن الكريم‪:‬‬ ‫«بالعمل الصالح» وقد قال اإلمام الغزالي وهو يوصي أحد تالميذه‪« :‬ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك متوافقا‬ ‫للشرع‪ ،‬إذ العلم والعمل بال اقتداء الشرع ضاللة»‪ .‬وينبغي أن ال نفهم من «العمل الصالح‪،‬‬ ‫العبادات وحدها‪ ،‬بل كل عمل من شأنه أن يقوم حياة المجتمع ويصلح حاله‪ ،‬ويقيم بين‬ ‫أفراده المودة والمناصحة والتعاون‪ ،‬ويمهد لهم طريق العزة والقوة والرفعة إلعالء كلمة‬ ‫اهلل‪ ،‬وتقويم أحوال الجماعة في معاش أفرادها وسعيهم وجهادهم اليومي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫أهمية التربية والتعليم في حياتنا‪:‬‬

‫نشاط المجتمع وفي لهوه وفراغه‪.‬‬

‫يشعر األستاذ محمد العربي الخطابي باألسف‬ ‫لما يشاهده في عصرنا هذا من دالالت تؤكد كل يوم‬ ‫أن التربية بمعناها الخلقي واالجتماعي لم يعد لها‬ ‫إال مكان صغير في حقل التعليم وإعداد النشء‪ ،‬وأن‬ ‫تبليغ المعارف الذهنية والتطبيقية أصبح مجرد تلقين‬ ‫(بداغوجية تخضع للتجارب المتغيرة ويقنع بإعداد‬ ‫الطفل لحياة علمية مادية صرفة يتاح له فيها كسب‬ ‫عيشه ويطلب منه أن يسهم بكيفية آلية وموجهة في‬

‫ويرى أن انفصال التربية عن علم األخالق وعن الفكر الديني في أقطار أوربا عامة‬ ‫قد تم في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية خاصة بهذه األقطار ومما يثنيه لتطورها‬ ‫التاريخي‪ ،‬فقد كانت الكنيسة ‪ -‬بوصفها مؤسسة كهنوتية ‪ -‬قد بلغت المدى في بسط‬ ‫سيطرتها على مختلف مؤسسات الدولة وفرض إرادتها (السماوية) على كل مرافق النشاط‬ ‫السياسي والفكري والتربوي‪ ،‬ومن جراء ذلك ارتفعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر‬ ‫أصوات معادية لسيطرة الكنيسة ومنتقدة لجمودها واحتكار شؤون التربية والتعليم‪ .‬وفي‬ ‫هذا االتجاه دعا الموسوعيون الفرنسيون إلى أسلوب في التربية يقوم على االهتمام بالعقل‬ ‫المسلح بالعلم ويكون في خدمة العمل‪ .‬وفي الوقت الذي انفصل فيه الدين ‪ -‬بمفهومه‬ ‫الكنسي المسيحي ‪ -‬عن الدولة انفسح المجال الستقالل علم التربية عن علم األخالق‬ ‫المتسم بالطابع الكهنوتي‪ ،‬وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبحت (البداغوجيا) ‪ -‬أي تربية‬ ‫الصبيان ‪ -‬علما قائما بذاته يعول على التجربة العملية ويعني يتعهد حياة الفرد الفكرية‬ ‫والجسمية وتكييفها مع المجتمع‪.‬‬ ‫وقد كان من الطبيعي أن تتأثر بلدان العالم اإلسالمي‪ ،‬في بداية نهضتها التعليمية‪،‬‬ ‫بالمناهج (البداغوجية) الغربية محاولة األخذ بها دون كبير تبصر في الغالب‪ ،‬ومما يؤسف‬ ‫له أن هذا التأثير قد صاحبه ‪ -‬في بعض األحيان وفي جهات من العالم اإلسالمي ‪ -‬دعوة‬ ‫إلى فصل الدين عن الدولة مع ما يتبع ذلك من تعطيل مناهج التربية الخلقية اإلسالمية‬ ‫واستبعادها من المدارس والمعاهد والجامعات‪ .‬وإذا كانت هذه الدعوة الزائفة قد لقيت‬ ‫ما تستحقه من دحض وفصل في معظم أقطار العالم اإلسالمي‪ ،‬فإن الزحف التربوي على‬ ‫منهج الغرب ‪ -‬بما فيه من صالح وفاسد ‪ -‬قد اتخذ‪ ،‬كما هو الشأن في مثل هذه الحاالت‬ ‫الفكرية‪ ،‬طرقا ملتوية للتسرب الهادئ المتستر محدثا أثره البطيء في النفوس والعقول‬ ‫إيجابا وسلبا‪ .‬وال شك أن المصائب كلها تأتي من التقليد األعمى ومن سوء التمييز بين ما‬ ‫هو صالح وما هو فاسد من مناهج الغرب بالقياس إلى العالم اإلسالمي الذي يتميز بدينه‬ ‫وحضارته وثقافته كما يتميز بتطلعاته المستقبلية‪ .‬فما هو الصالح يا ترى وما هو الفاسد؟‬ ‫* أوال‪ :‬إن اإلسالم ليس فيه شيء للقيصر‪ ،‬بمعنى أنه ليس في اإلسالم سلطة كنسية‬ ‫وال واسطة كهنوتية‪ ،‬فهو رسالة متكاملة تعنى بشؤون البشر على هذه األرض وتوجههم‬ ‫فيها إلى التزام الخير والعدل والحق وحسن التعامل وتربط كل هذا بالجزاء في اآلخرة‪.‬‬ ‫* ثانيا‪ :‬إنه ال مكان في اإلسالم لتربية أو تعليم بدون األخالق التي بينتها الشريعة‬ ‫ودعت إلى بثها في قلوب المسلمين‪ ،‬أطفاال وشبانا وكهوال‪ ،‬فإذا ما فصل منهج التربية عن‬ ‫قواعد األخالق الشرعية انهار البنيان من أساسه وعمت الفوضى وتداعت الجماعة‪.‬‬ ‫* ثالثا‪ :‬إن العالم اإلسالمي‪ ،‬بالرغم مما أصابه من تدهور في القرون الماضية‪ ،‬لم‬ ‫يكتشف الطفولة في وقت متأخر كما هو الشأن بالنسبة لدول العالم المسيحي‪ .‬والحقيقة‬ ‫أن اإلسالم قد أعطى منذ البداية للطفل شخصية متميزة سواء على صعيد التشريع أو في‬ ‫حقل التربية التي تعنينا في هذا المجال‪ .‬جاء في حديث شريف‪ « :‬من حق الولد على والده‬ ‫أن يحسن اسمه‪ ،‬ويحسن موضعه‪ ،‬ويحسن أدبه» وقد استعمل رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬كلمة (حق) ليؤكد ما للطفل من شخصية متميزة تفرض عناية خاصة به في مجاالت‬ ‫منها‪ :‬تحسين أدبه‪ ،‬أي تربيته على أقوم نهج وبالتدريج المنطقي الذي يناسب سنه وقدراته‬ ‫العقلية والنفسية والبدنية‪.‬‬ ‫إن الغاية المثلى التي ينبغي أن يتوخاها كل منهج تعليمي‪ :‬إعداد األطفال للعمل‬ ‫النافع لهم وللجماعة‪ ،‬وتبصيرهم بحقيقة الحياة لينسجموا مع أنفسهم ومع الناس‪ ،‬فالبد‬ ‫إذن من أن يقترن التعليم بالتربية الخلقية المطابقة لنهج شريعة اهلل التي ترى أن الحياة‬ ‫مسؤولية في الدنيا وتطلع إلى ما هو خير وأبقى في الدار اآلخرة‪.‬‬ ‫وإنه لمن واجب المسلمين أن يحرصوا الحرص ‪ -‬وهم يعالجون مناهج التعليم‬ ‫بمختلف مراحله ‪ -‬على تحصين نفوس األطفال والشبان باألخالق اإلسالمية كي يكتسبوا‬ ‫المناعة الالزمة التي تقيهم من شرور هذا العالم المضطرب وانحرافاته‪ .‬وقد آن للمسلمين‬ ‫ وبينهم العلماء والمربون ‪ -‬أن يبتكروا ألنفسهم علما تربويا يتفق مع مقاصد شريعتهم‬‫دون إهمال لما هو صالح ونافع من تجارب غيرهم في هذا الميدان الحيوي‪.‬‬

‫البحث عن الذات‪:‬‬

‫وأَصل مع األستاذ المفكر محمد العربي الخطابي إلى تقديم صورة مركزة للعالم‬ ‫اإلسالمي المعاصر من خالل الرؤية الفكرية المجردة بعيدا عن ضباب األحداث السياسية‪.‬‬ ‫فرد قائال‪ :‬يمكن أن أقول إن العالم اإلسالمي يجد اآلن في البحث عن نفسه أمام‬ ‫المعوقات والحواجز العديدة التي تحول بينه وبين تأكيد ذاته‪ ،‬وهي معوقات وحواجز‬ ‫تقوم داخل محيط العالم اإلسالمي كما تنتصب خارجه‪ .‬واعتقد أن دور المفكرين والعلماء‬ ‫سيكون حاسما في توجيه دفة العالم اإلسالمي الوجهة الصحيحة‪ .‬من حسن الحظ نرى أن‬ ‫نخبة المفكرين اإلسالميين قد أدركوا ‪ -‬نظريا على األقل ‪ -‬أن المطلوب هو تمكين اإلسالم‬ ‫من اإلسهام المنظم في حل مشاكل العصر ومساعدة اإلنسان حيثما وجد‪ ،‬على العيش في‬ ‫طمأنينة روحية وأمن مادي ‪ -‬سياسي واجتماعي واقتصادي ‪ -‬ليستطيع مواصلة السير في‬ ‫هذه الحياة وهو مؤمن بربه واثق من نفسه‪.‬‬ ‫وفي الختام أقول‪ :‬إن العالم اإلسالمي قد خرج اآلن من حالة الترقب واالنبهار إلى طور‬ ‫المشاركة في عالج مشاكل اإلنسان والعالم‪ ،‬وذلك رغم بعض المظاهر السلبية التي تكدر‬ ‫صفاء الرؤية أحيانا‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫مقارنة بين شرطي الحدود‬ ‫ببلجيكا ونظيره بالسعودية (‪)2/2‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫قصة واقعية حقيقية حدثت بين جدة وقور أمام شرطي الحدود ببلجيكا (مطار لياج) وآخر بشرطة السعودية‬ ‫لمطار المدينة المنورة والفرق بينهما في التعامل مع الوافدين على بالدهما‪ .‬وتبعا للمقال الذي نشر بـ‬ ‫«جريـدة الشمــال» عدد ‪ 947‬ليوم الثالثــاء ‪ 26‬يونيو ‪ ،2018‬تحت عنوان ‪« :‬من أيام وذكــريات مع جدتــي»‬ ‫(‪ 1‬و‪ .)2‬عدت بذاكرتي أبحث من بين أوراقي المبعثرة عن تقرير كتبته عن معاناة جدة حين سفرها إلى بلجيكا‪،‬‬ ‫ومقارنة بسفرها ألداء العمرة‪.‬‬ ‫فرحة عارمة تثبت ما جرى‬ ‫اندفعت صوب الباب الخارجي كان موصدا‪ ،‬تطلعت إلى‬ ‫الخارج‪ ،‬فوجدت ابنتي «عايدة» قصادي وصهري يحمل على‬ ‫كتفه حفيدي حمزة‪ ،‬يحترقون شوقا لسالمتي‪ ،‬كانت فرحتي‬ ‫عارمة‪ ،‬نسيت كل ما عانيته وتخلصي من قبضة الشرطي‬ ‫بمعجزة‪.‬‬ ‫لقد صب غضبه على أحد رفاقه حين انتزع منه ورقة‬ ‫اإلقامة وختم على الجواز‪ ،‬أسمعه هوال من الشتائم ألن‬ ‫صديقه هذا أبلغ عنه‪ ،‬وقال له ‪ :‬ألم تستحيي إنها بمثابة‬ ‫جدتك‪ ،‬فهل ترضى لها هذا الموقف السخيف‪ ،‬لقد سمعتها‬ ‫تقول لك ‪ )..(. :‬وأنت غافل عنها‪.‬‬ ‫كنت من ساكنة مدينة (همسكم) ومدينة بروج لتسع‬ ‫سنوات خلت‪ ،‬ولم أتعرض لهذه المهانة وذل الرقاب‪ ،‬وقالت ‪:‬‬ ‫غادرت البلد مع ابنتي البكر طوعا‪ ،‬ال مكروهة وال مطرودة‪.‬‬ ‫فقد يحق لي المطالبة بأقدميتي‪ ،‬وبيدي ما‬ ‫يثبت ذلك‪ ،‬وكان بإمكاني تجديد إقامتي‬ ‫من جديد مع ابنتي في (لياج)‪.‬‬ ‫إن الظن ال يغني عن الحق شيئا‪.‬‬ ‫لقد عمرت بلدانا عقدا من الزمن‬ ‫ونيف‪ ،‬وقالت لصاحبه في المكتب ‪ :‬لقد‬ ‫افترى علي أني جئت ألشتغل في البيوت‪،‬‬ ‫فبلدي أحق بشغلي‪ ،‬أنظر لقد وهن العظم‬ ‫وشاب شعر رأسي‪ ،‬واحدودب ظهري‪،‬‬ ‫وفشلت ركبتاي‪ ،‬فكيف أحضر للشغل بحثا‪.‬‬ ‫أنا في غنى عن ذلك‪.‬‬ ‫نحن المسلمون لسنا على ضالل وربي‬ ‫العظيم على القوم الظالمين‪ ،‬الماكرين‪،‬‬ ‫لقد جاء وعد ربي بالحق‪ ،‬وأنزلني منزل‬ ‫صدق‪ ،‬وأنا على حق وهو على باطل‪،‬‬ ‫سنعيد مجدنا وهيبتنا رويدا رويدا‪ ،‬وسيقف‬ ‫بكم الركب إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬وينزل بكم‬ ‫أسفل الحضيض‪ ،‬كما كنتم عليه خالل‬ ‫القرن الخامس عشر والسادس عشر‪ ،‬وقد‬ ‫ظهرت مالمح ذلك في األفق‪ ،‬وحدث اليوم‬ ‫خير برهان‪...‬‬ ‫ثم توجهت السيدة بالخطاب إلى‬ ‫رئيس المحطة قائلة ‪:‬‬

‫البطاقة صحيحة ومعمول بها‪ ،‬وأن جواز سفرها ال تشوبه‬ ‫شائبة‪ ،‬أخلى سبيلي‪ ،‬من جهالة وتعنت‪ ،‬لقد كنت في رعايته‬ ‫وتحت رحمته‪.‬‬ ‫اهلل يكفينا شر الخلق‪ ،‬لقد قال اهلل تعالى ‪« :‬ومن شر‬ ‫الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة‬ ‫والناس» (صدق اهلل العظيم)‪ .‬سورة الناس اآليات ‪6-5-4‬‬ ‫الحزب ‪.60‬‬

‫دور السياحة في االقتصاد‬ ‫كما بعلمك سيدي رئيس المحطة أن جل دول العالم‬ ‫اليوم تعتمد على دخل السياحة‪ ،‬فدخلها جيد‪ ،‬فنظرة إلى‬ ‫دولة «لبنان» مثال ‪ :‬عدد سكانها ‪ 5‬ماليين‪ ،‬وعدد السياح‬ ‫الذين يجوبون البالد ‪ 25‬مليون سنويا‪ ،‬واإلحصائيات تدل‬ ‫على أكثر من ذلك بكثير‪.‬‬

‫وثب كاتب الالئحة على الحرف األخير لإلسم إما سهوا أو‬ ‫غلطا حرف التاء المربوطة «سعيد(ة)» فظن أن الجواز به غلط‬ ‫اسم سعيد لرجل ذكر‪.‬‬ ‫واسم سعيدة لسيدة‪ ،‬اختلط عليه الحابل بالنابل‪ ،‬والجواز‬ ‫المقدم بين يديه في اسم سعيدة‪ ..‬ولم يعط االعتبار لإلسم‬ ‫العائلي‪ ،‬وتاريخ االزدياد والجنسية‪ .‬فكاتب الالئحة عند كتابته‬ ‫لألسماء‪ ،‬لم يثبت التاء الدالة على اسم المرأة‪ ،‬وسرعة كتابة‬ ‫الالئحة بخط اليد‪ ،‬أوقعته في ترك التاء المربوطة الدالة‬ ‫على اسم مؤنث؟ وفي لحظة من أمره‪ ،‬عاود قراءة الالئحة‪،‬‬ ‫وسأل المرشد الموجه للحجاج‪ :‬هل لك اسم سعيد؟ قال ‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬إنها سعيدة وليس سعيد‪ ،‬خذ جواز‬ ‫سفر زوجها تجد الجواب المقنع الشافي‬ ‫لتسائلك‪.‬‬ ‫اعتذر الشرطي وأخذ بيد السيدة‬ ‫وحاول تقبيل كفيها فامتنعت‪ ،‬فانحنى‬ ‫على رأسها يقبله‪ ،‬ونزل من عرش‬ ‫كرسيه وقال ‪« :‬ال تؤاخذني يا أمي‪ ،‬فقد‬ ‫شرعت في قراءة الالئحة‪ ،‬هي ليست‬ ‫غلطتي‪ ،‬هي خطأ من كتب الالئحة‪،‬‬ ‫فهو خطأ غير مقصود‪ ،‬وأعتذر منك‬ ‫ثانية حين رأى على وجهها دموع األسى‬ ‫والخوف والحزن‪ ،‬لم يؤنبها ويزمجر‬ ‫في وجهها‪ ،‬بل أظهر طاعته كطاعته‬ ‫لوالدته وقال ‪:‬‬

‫أمي مفيش مشكلة‪ ،‬مفيش‬ ‫مشكلة‬

‫اختيار موظفة بدل موظف‬ ‫كان األجدر أن تنوب عنه سيدة في تفتيش بدني وحقيبتي‬ ‫اليدوية‪ ،‬وتتأكد من صحة فواتر شراء ذهبي‪ ،‬وأن أقل ما يمكن‬ ‫أن تقوم به السيدة الشرطية حسن التصرف المرأة‪ ،‬وامرأة‪،‬‬ ‫تدخل يديها داخل مالبسي إن اعتراها شك‪ ،‬ألن تفتيشه لم‬ ‫يكن روتينيا‪ ،‬بل بالغ في لمس أطرافي الحساسة‪ .‬لقد انقلبت‬ ‫الكفة وأصبحتم تفدون إلى بلدنا‪ ،‬إننا نستقبل المهمشين‬ ‫فيكم‪ ،‬ورجال األعمال نساوي بين فئات مجتمعكم‪ ،‬أقبل عندنا‬ ‫ضيفا مكرما‪ ،‬معززا اسأل العابرين‪.‬‬ ‫سيدي إنه يمقت نساء العالم العربي وصب غضبه علي‬ ‫وأركنني في مكتب مهجور كأني صيد من طرائده‪ ،‬صيد‬ ‫ثمين‪ ،‬إنه سلوك غريب غضب اهلل عليه‪ ،‬وسيمحقه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫إن هدى اهلل هو الهدى‪.‬‬ ‫وسيرقمه في ضالل كما ستصبح عشيرته على ضالل‪.‬‬ ‫أين احترام اإلنسان وحقوقه من هذا الطاغية واألجدر به‬ ‫احترام العنصر النسوي‪ ،‬كما تنادون به‪ ،‬ويترك للعجوز هبتها‬ ‫ووقارها‪ .‬لقد غادر المسافرون أرضية المطار‪ ،‬وخال من الركاب‬ ‫والعاملين به‪ ،‬وبقيت أنتظر حكمه الجائر‪ ،‬وأتطلع إلى نزعاته‪،‬‬ ‫تطلع إلى وجهي يفحص ما به من غم وهم ويأس‪ ،‬وقدر‬ ‫محتوم‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫هال تقبعين ببلدك وتقيني مشيئتك؟‬ ‫‪ -‬ولما توصل بالرد من العاصمة اإلدارية (بروكسيل) أن‬

‫اسم سعيدة كتب سعيد‬

‫والمغرب عدد سكانه يفوق ‪ 35‬مليون نسمة‪ ،‬وعدد‬ ‫السياح الذين حلوا به لم يتعد ‪ 2‬مليون‪ ،‬وفي انتظار تحسين‬ ‫السياحة‪ ،‬يتوقع أن يصل عدد السياحة الذين سيفدون على‬ ‫المغرب ‪ 10‬ماليين‪.‬‬ ‫ثم خاطبت الشرطي األشر قائلة له ‪ :‬هذا العناد منك يعد‬ ‫سوء معاملة‪ ،‬فاألجدر بك أن تترك الوظيفة لمن هو جدير بها‪،‬‬ ‫ويكون قدوة للبلد المضيف‪ ،‬ال نكادا للمسافر السائح‪.‬‬ ‫إن مقتك وتعنتك في عــدم صحــة البطاقة السويسرية‬ ‫وما تحمله من معلومات وبيانات‪ ،‬وعليها تأشيرة مكتب‬ ‫المهاجرين‪ ،‬هي إهانة منك‪.‬‬ ‫لقد أقحمت نفسك في متاهات‪ ،‬وأوقعت نفسك في الخلط‬ ‫قد يعرضك لموقف سخيف‪ ،‬وهذه نتيجة ذلك‪.‬‬

‫وعليك بمثال أخالقي مهذب لشرطي‬ ‫بالحدود السعودية أجل اهلل قدره‬ ‫لقد تعرضت لموقف شبيه نسبيا بالسعودية‪ ،‬وأنا على‬ ‫موعد بالطائرة‪ ،‬موقف هزلي مضحك‪ ،‬مسل‪ ،‬حمع شرطي‬ ‫الحدود بالمدينة المنـــورة حين كنت في أداء العمـــرة مع‬ ‫زوجي‪.‬‬

‫أنا المخطئ‪ ،‬نبرات صوته تنم عن‬ ‫احتـرام ومــودة‪ ،‬لم يسمــع الحاضرون‬ ‫حديثها‪ ،‬ولم يقصد إحراجها كما تعمد‬ ‫البلجيكي السخيف‪.‬‬ ‫إن لطف الكالم وحســن التعبيــر‬ ‫واالستفسار عن موطن الخطأ من شيم المرء المؤذب‪،‬‬ ‫ليطمئن السائح‪ ،‬ويهدأ روعه وتسكن راحته‪ ،‬هو كمن صب‬ ‫الزيت على النار الحامية‪ ،‬فقد يزداد هيجان اللهب‪.‬‬ ‫حكت لزوجها سبب تأخرها‪ ،‬وأن التاء المربوطة لم تكتب‬ ‫في آخر اإلسم‪ ،‬بدل سعيدة ‪ :‬سعيد‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬لقد تأدب معي‪ ،‬وخاطبني بمروءة وقال ‪ :‬اختفت‬ ‫التاء المربوطة من السجل لتمسح لك سيئات من سجلك‬ ‫الدنيوي‪.‬‬ ‫لقد تجلت الحقائق‪ ،‬كلمة طيبة حلوة عذبة وقعها في‬ ‫نفس المخاطب راحة ونعيم‪ ،‬ال كوقع كلمة بها خطأ كتابي‪.‬‬ ‫فكيف تشرح لك هذه السيدة مآلها‪ ،‬وأنت تحاورها بلغة‬ ‫محلية بعيدة كل البعد عن فهمها‪ .‬كثر اهلل من أمثال أمين‬ ‫شرطة السعودية‪ ،‬ونكل اهلل تعالى بشرطي بلجيكا‪ ،‬الذي‬ ‫تمت مؤاخذته بمحضري‪.‬‬ ‫خرجت ولسان حالها يقول ‪ :‬اهلل يكفينا شر الخلق‪.‬‬ ‫فقد قال تعالى ‪« :‬ومن شر الوسواس الخناس الذي‬ ‫يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس» (صدق اهلل‬ ‫العظيم) س الناس ‪.6-5-4‬‬


‫العدد ‪950‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫أسس التنمية البشرية‬ ‫في السنة النبوية ـ ‪ 4‬ـ‬

‫التنمية القيادية واإلدارية‪:‬‬ ‫لقد حرصت الشريعة اإلسالمية على إيجاد القائد الفعال في المجتمع المسلم‪ ،‬وأوجـب ااهلل‬ ‫ذِين �آ َمنُوا‬ ‫تعـالى طاعة األمير المؤمن‪ ،‬واالستجابة ألمره‪ ،‬وااللتزام بتعليماته‪.‬فقال‪َ « :‬يا�أَ ُّيهَ ا َّال َ‬ ‫اللهَّ‬ ‫ول َو�أُ ْول ْ أَ‬ ‫�أَ ِط ُيعوا اللهَّ َ َو�أَ ِط ُيعوا ال َّر ُ�س َ‬ ‫ول ِ�إ ْن ُ‬ ‫ال ْم ِر ِمن ُ‬ ‫ْك ْم َف ِ�إ ْن َتن َ‬ ‫َاز ْعت ُْم يِف َ�ش ْي ٍء َف ُردُّ ُ‬ ‫كنت ُْم‬ ‫وه ِ�إ َلى ِ َوال َّر ُ�س ِ‬ ‫يِ‬ ‫َ‬ ‫ُون ِباللهَّ ِ َوا ْل َي ْو ِم ْالآخِ ِر َذل َ‬ ‫ي َو�أ ْح َ�س ُن َت�أْ ِو اًيل» ولقد راعى الرسول صلى اهلل عليه وسلم في‬ ‫ُت�ؤْ ِمن َ‬ ‫ِك َخ رْ ٌ‬ ‫تربيته وإعداده للقائد أن يكون منطلقاً من إيمانـه بمسؤوليته العظمى في بناء صرح اإلسالم‬ ‫العظيم‪ ،‬ومنضبطاً مع مفاهيم األمة ومعتقداتها‪ ،‬لتتعمق ثقة الناس به‪ ،‬ويلتفوا من حوله؛ فما‬ ‫ترك صلى اهلل عليه وسلم صغير ًة وال كبير ًة إال ونبه فيها على أهمية وجود قائد على رأس كل‬ ‫عمل يدبر له ويخطط‪ ،‬مثال ذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم عليه وسلم‪« :‬إِ َذا خرج ثالثة في‬ ‫س َف ٍر َف ْليؤَمروا أَحدهم» ‪.‬‬ ‫وهكذا كان يوجه النبي صلى اهلل عليه وسلم بعض صحابته للقيادة العسكرية‪ ،‬وبخاصة‬ ‫ممن لمس فيهم القدرة والبراعة العسكرية في القتال والمواجهة‪ ،‬فها هو في أولى مواجهاته‬ ‫قريش؛ ينتدب نفرا من الصحابة الكرام للمبارزة والقتال‪ ،‬هادفاً‬ ‫العسكرية الحقيقيـة مـع كفار‬ ‫ٍ‬ ‫بذلك إلى إعدادهم لتولي سـاحات النزال والخوض فيها‪ ،‬فهذا الجانب يبرز لنا كيف كان النبي‬ ‫صلى ااهلل عليه وسلم يسند بعض القضايا الجهاديـة لمن تميز بها‪ ،‬ونبغ فيها من الصحابة‬ ‫الكرام‪ ،‬إعداداً منه صلى اهلل عليه وسلم لهم للقيـادة والريـادة‪ ،‬وتنمية لهذه الجوانب المهمة‪.‬‬

‫من مستلزمات القيادة الناجحة‪ ،‬وعالماتها الفارقة بين القائد النجيب وغيره‪ ،‬هي مـدى‬ ‫قـدرة هذا القائد على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب‪ .‬ومن صور اهتمام النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم بتربية الصحابة الكرام قيادياً‪ ،‬أنِ اهتم بتنمية قدراتهم ومهاراتهم في اتخاذ‬ ‫القرار‪ ،‬فكان صلى اهلل عليه وسلم ال يتوانى أبدا في مـشاورة أصـحابه في أدقّ األمور وأج ّلها‪،‬‬ ‫منطلقاً في ذلك من قوله تعالى‪« :‬وشاورهم في األمر» وذلك لما للمـشاورة من أثر في تنمية‬ ‫قدراتهم على اتخاذ القرار‪ ،‬حيث تنمو لديهم قوة الشخصية التي تؤهلهم لالضـطالع بحمل‬ ‫بدر الكبرى‪ ،‬التي هي بمثابة موطن‬ ‫المسؤوليات والتبعات الملقاة عليهم‪ .‬وإذا تأملنا غزوة ٍ‬ ‫االختبار األول للصحابة الكرام‪ ،‬الـذي امتحن اهلل فيه صدق إيمانهم‪ ،‬نجد أن النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ينمي هـذا المبـدأ فـيهم أكثر‪ ،‬حيث قال لهم قبل بدء المعركة‪« :‬أَشيرو ْا ع َلي‬ ‫أَيها ا ْل َقوم» ‪ ،‬فكانت مشورته صـلى اهلل عليـه وسلم استنفاراً لمشاعرهم‪ ،‬وتحفيزاً لقدراتهم‪،‬‬ ‫واستنهاضاً لمكامن الفكر فيهم‪.‬‬ ‫ومن أجل التدريب على اتخاد القرار المناسب كان صلى ااهلل عليه وسلم يعد الصحابة‬ ‫ويعـزز فيهم الثقـة بقيادتهم‪ ،‬وينمي قدراتهم في اتخاذ القرار الصائب‪ ،‬فمـنحهم حريـة كبيـرة‬ ‫فـي التصرف‪ ،‬وصالحيات واسعة ألداء عملهم‪ ،‬في ضوء توجيهه ومتابعته‪ .‬وقد حرص أشد‬ ‫الحرص على تنشئة مجتمع يشعر بالمسؤولية الملقاة عليـه‪ ،‬علـى اخـتالف شرائحه‪ ،‬فعن عبد‬ ‫اهلل بن عمر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬أال كلكم راع وكلكم مسؤول‬ ‫عن رعيته‪ ،‬فاإلمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع ألهل بيته وهو‬ ‫مسؤول عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية على أهل بيت زوجها‪ ،‬وهي مسؤولة عنهم‪،‬وعبد الرجل راع‬ ‫على مال سيده وهو مسؤول عنه‪ ،‬أال فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»‪.‬‬ ‫هكذا كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم يربي جي ً‬ ‫ال رائدا‪ ،‬يقتدي بـه الناس ‪ ،‬ويتأسوا‬ ‫بمقوماته وتصرفاته على امتداد الزمان‪ ،‬وليكون قائدا لركب البشرية وأمم األرض مع استمرارية‬ ‫مسيرة الحياة‪ ،‬ولما كانـت اإلدارة عصب حياة الناس‪ ،‬وعموده الفقري الذي ال تستطيع السير إال‬ ‫بوجوده‪ ،‬نجد أن النبي صلى اهلل عليـه وسلم قد أوالها اهتماما بالغا فأدارها بحنكة وذكاء أبهر‬ ‫العالم‪ ،‬فجعل ينمي هذه المهارات اإلدارية في المسلمين‪ ،‬لينسجوا على نولها‪ ،‬ويسيروا على‬ ‫منوالها مركزا على ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬مهارات فن كتابة التقارير والرسائل‪:‬‬ ‫فبعد أن دعا صلى اهلل عليه وسلم أصحابه إلى تعلم الكتابة والقراءة‪ ،‬وحثهم على ذلك نمى‬ ‫فيهم مبدأ كتابة التقارير‪ ،‬لالستناد عليها في معرفـة مصالح العباد‪ ،‬وتف ّقد حاجياتهم‪ ،‬يقول‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫الل ص َّلى َهّ‬ ‫رسول َهّ‬ ‫الل ع َليه وسـ َّلم َف َق َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‪« :‬أَحصوا لي َكم ي ْل ُ‬ ‫فظ‬ ‫عنه‪:‬كنا مع‬ ‫حذيفة رضي ااهلل‬ ‫ِ‬ ‫رسول َهّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السلاَ م»‪َ ،‬ق َ‬ ‫ّ‬ ‫السبع مائة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫الستِ مائة إِلى‬ ‫الل أَتخافُ علينا ونحن ما بين‬ ‫ال‪َ :‬ف ُق ْلنا يا‬ ‫ِ‬ ‫إْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫«إِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اّ‬ ‫ّ‬ ‫نكم لاَ تدرون لعلكم أن تبتلوا»‪ ،‬قال‪« :‬فابتلينا حتى جعل الرجل منا يصلي إِل سرا»‪ .‬يقول‬ ‫ابن حجر رحمه اهلل‪ :‬وفي الحديث إشارة إلى مـشروعية كتابـة دواوين الجيوش‪ ،‬وقد يتعين‬ ‫ذلك عند االحتياج إلى تمييز من يصلح للمقاتلة بمن ال يصلح‪.‬‬ ‫ويؤصل لنا هذا الحديث مشروعية كتابة التقارير التي تخدم مصالح الناس في جميع مناحي‬ ‫حياتهم‪ ،‬سواء فـي مأكلهم ومشربهم‪ ،‬في مالهم واقتصادهم‪ ،‬في تعليمهم وإرشادهم‪ ،‬إلى‬ ‫آخرها‪ .‬وأفاد عمر بن الخطاب رضي ااهلل عنه من هذا التأصيل النبوي في كتابة التقارير فكـان‬ ‫أول من سن هذا في األمة‪ ،‬ولم تزل سنة جارية حتى عصرنا هذا‪ ،‬وأصبح يسمى في الوقـت‬ ‫الحاضر «ديوان الموظفين‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬حـسن التواصل مع اآلخرين‪:‬‬

‫لما له من أهمية قصوى في بناء جسور الثقة‪ ،‬وتـشييد دعـائم التفـاهم بـين األفراد‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن انتقال المعارف والعلوم بينهم‪ ،‬إذ كيف يتم تبادل الخبرات واكتساب ما عند الناس من خير‪،‬‬ ‫إال من خالل إجادة فن التواصل مع الجماهير‪ ،‬لتحقيق أسمى الغايات المنشودة من ورائـه‪ ،‬فعن‬ ‫أبي در رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال لي النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال تحقرن من المعروف شيئا ولو‬ ‫أن تلقى أخاك بوجه طلق»‪.‬‬ ‫ج – العمل الجماعي‪:‬‬

‫فقد حث صلى اهلل عليه وسلم أصحابه على العمل الجماعي والتآزر والتعاون في كل ما‬ ‫يقومون به‪ ،‬ويتجلى ذلك في عمـل الصحابة الدؤوب المتواصل وهم يحفرون الخندق يوم‬ ‫الل ص َّلى َهّ‬ ‫رسول َهّ‬ ‫األحزاب‪ ،‬يقول أنس رضي َهّ‬ ‫ُ‬ ‫الل ع َليه وس َّلم إِ َلى ا ْلخَنْدق َفِإ َذا‬ ‫الل عنْـه‪« :‬خرج‬ ‫َ‬ ‫مهاجرون والأَْنْصار يحفرون في غداة با ِردة»‪ ،‬ويعمق النبي صلى ااهلل عليه وسلم مفهوم‬ ‫ا ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫هذا األمر في نفوس صحابته فيشاركهم في هذا العمـل ‪ ،‬يقول البراء رضي الل عنه ‪« :‬ر أيتُ‬ ‫النَّ ِبي ص َّلى َهّ‬ ‫الل ع َليه و س َّلم يوم ا ْلخَنْـدق‪ ،‬وهـو ين ُق ُ‬ ‫ـل التراب‪ ،‬حتى وارى التراب شَعر صد ِره‬ ‫«وبهذا يكون النبي صلى اهلل عليه وسلم قد نمى روح التعاون بين األفراد‪ ،‬وشجعهم على‬ ‫العمل الجماعي ‪ ،‬ونحن نرى اليوم كثيرا من المؤسسات تسعى لعقـد دورات تعنى بهذا الجانب‪،‬‬ ‫من باب االرتقاء بمهارات العاملين وتفعيل طاقاتهم األدائية في العمل‪.‬‬ ‫د – حسن إدارة الوقت‪:‬‬

‫اهتم اإلسالم اهتماماً كبيراً بالوقت‪،‬وحث على استثماره‪ ،‬وحسن إدارته‪ ،‬ومـا ذلـك إال لعظيم‬ ‫قدره‪ ،‬وعلو شأنه‪ ،‬قد نبه صلى اهلل عليه وسلم إلى أهميته‪ ،‬وع ّلم أمته كيفيـة إدارتـه‪ ،‬وحسن‬ ‫توظيفه‪ ،‬وأرشدهم إلى استغالله‪ ،‬حتى ال يندم المومن على ما ضيع وأهدر من عمره ووقته‪،‬‬ ‫الصحة وا ْل َف ُ‬ ‫ُ‬ ‫راغ»‪ .‬وقال‬ ‫اس؛‬ ‫فقـال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬نعمتَانِ مغْبون ِ‬ ‫فيهما َكثير من النَّ ِ‬ ‫«اغتَنم خمسا َق َ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم لرجل وهو يعظه‪ْ :‬‬ ‫خمس‪ :‬شبابك َقبل هرمك ‪ ،‬وصحتك‬ ‫بل‬ ‫ٍ‬ ‫بل َف ْق ِرك‪ ،‬و َف َ‬ ‫راغك َق َ‬ ‫َقبل س َقمك ‪ ،‬وغناك َق َ‬ ‫بل شُغلك‪ ،‬وحياتك َقبل موتك»‪.‬‬ ‫ه – ترتيب األولويات‪:‬‬

‫الل ص َّلى َهّ‬ ‫رسول َهّ‬ ‫ابن عباس رضي َهّ‬ ‫الل عنْهما‪َ :‬ق َ‬ ‫ُ‬ ‫جبل حـين‬ ‫ال‬ ‫الل ع َليه وس َّلم لِمعاذ ِ‬ ‫فعن ِ‬ ‫بن ٍ‬ ‫ستأتي َقوما أَ‬ ‫َ‬ ‫يمن‪ٍ« :‬إِنك ْ‬ ‫كتاب‪َ ،‬فِإ َذا ِج ْئتهم َفادعهم إِ َلى أَن يشهدوا أَن لاَ إِ َله إِ َاّل‬ ‫هل‬ ‫بعثه إِ َلى ا ْل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫هّ‬ ‫َهّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يهم خمس‬ ‫الل وأن محمدا‬ ‫رسول الل‪َ ،‬فِإن هم أ َطاعوا َلك ِبذلِك َفأخْ ِبرهم أن الل َقد َفرض ع َل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يهم صد َقةً‬ ‫ُ‬ ‫صلوات في ك ّ‬ ‫ـل‬ ‫يوم وليلة‪ ،‬فِإن هم أطاعوا لك ِبذلك فأخْ ِبرهم أن الل قد فرض عل ِ‬ ‫َْ ِ ٍ‬ ‫وكرائم أَ‬ ‫رائهم‪َ ،‬فِإن هم أَ َطاعوا َلك ِب َذلك َفِإياك َ‬ ‫ُ‬ ‫موالهم‪ ،‬واتَق‬ ‫ِ‬ ‫نيائهم َفترد ع َلى ُف َق ِ‬ ‫تؤْخذ من أغ ِ‬ ‫وم َفِإنه َليس بينـه وبين َهّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الل حجاب»‪ .‬وفي هذا إشارة إلى ضرورة منهجة العمل‬ ‫ل‬ ‫مظ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫دعو َة‬ ‫ِ‬ ‫وتقسيمه وترتيبه‪ ،‬فاإليمان أوال باعتباره األصل والمنطلق‪ ،‬ثم الصالة فالزكاة‪ ،‬فاإليمان اعتقاد‬ ‫بالقلب أما الصالة فعمل بالجوارح‪ ،‬تعقبها الزكاة التي تتطلب سخاء وبذال للمال وهذا لن يتأتى‬ ‫إال لمن تمكن اإليمان منقلبه‪.‬‬

‫كيف نبقى على ارتباط بروحانيات رمضان وفضائله؟‬ ‫ها هو ذا شهر رمضان المبارك ـ أيها الصائمون ـ قد أنهى مقامه المحمود بيننا‪ ،‬وأملنا أن‬ ‫نكون قد أخذنا بالنصيب األوفى من رحمته وفيض عطائه‪ ،‬وهو ينتظر منا أال نخرج عما كنا‬ ‫عليه من أخالق عالية وسلوك حميد الئق بحركته وعظمة نزول القرآن المجيد فيه‪.‬‬ ‫وبرحيل رمضان رحل عنا الجوع والعطش من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪ ،‬وانفتح أمامنا‬ ‫على مصراعيه باب األكل والشرب مما لذ وطاب من المأكوالت غير المحرمة وال المشتبه فيها‪.‬‬ ‫ويطلب منا الدين والعقل أال نقطع الصلة والود بشهر رمضان بعد انصرافه‪ ،‬فقد ترك في‬ ‫نفوس المؤمنين الصائمين‪ ،‬الكمل أعمق األثر وأنصع االنطباع بالفضائل والمنح الربانية التي‬ ‫حققها الصيام‪ ،‬فما أسعد من صام‪ ،‬أو قام‪ ،‬أو صادف ليلة القدر وأقامها ونال فيها سؤله ومبتغاه‪.‬‬ ‫وإذا كانت المعدة هي الصائمة عن األكل والشرب‪ ،‬فقد كانت إلى جانبها أعضاء أخرى صائمة‬ ‫وممنوعة عن مزاولة أفعالها هي الجوارح السبع التي هي السمع والبصر واللسان واليدان والرجالن‬ ‫والبطن والفرج‪ ،‬وتسمى أيضا بالكواسب‪ ،‬ألنها تكسب صاحبها المحامد والمنافع بامتناعها‪ ،‬أو‬ ‫تكسبه المساوئ واآلثام بتصرفها وتحررها من تعاليم الدين‪.‬‬ ‫وبضبطنا لهذه الجوارح والتحكم فيها نبقى على اتصال برمضان ومستمرين على ما يميزه‬ ‫من فضائل وأخالق وروحانيات‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فبالنسبة للسمع يجب إبعاد األذن عن سماع الكالم الساقط‬ ‫الذي فيه فحش أو خدش للحياء‪ ،‬وإبعادها عن الغيبة والنميمة‪ ،‬وعن كل قول ينال عورات الناس‬ ‫وعيوبهم‪ ،‬وكذلك عن سماع األغاني الماجنة التي تجرح المشاعر‪ ،‬وتخل باآلداب العامة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبصر ينبغي كف العين وترك حدة النظر إلى جمال النساء وزينتهن ومحاسنهن‬ ‫خاصة في وقتنا الحاضر حيث انتشر فيه التبرج وحتى العري أحيانا‪ .‬والتهتك في المشي والحركات‪،‬‬ ‫وال يقل عن ذلك‪ ،‬النظر إلى الصور الخليعة الفاضحة في الدعايات والمجالت والصحف‪ ،‬وفي معارض‬ ‫األزياء والموضة التي يصممها من ال دين وال حياء لهم من غير المسلمين‪.‬‬ ‫ولخطورة النظر نهى الرسول عليه الصالة والسالم سيدنا عليا رضي اهلل عنه عن إطاله النظرة‬ ‫واتباعها بأخرى إذ قال له ‪« :‬يا علي‪ ،‬ال تتبع النظرة النظرة‪ ،‬فإن لك األولى‪ ،‬وليس لك األخر’»‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود (رض) قال ‪ :‬قال رسول اهلل (ص) عن ربه ‪« :‬إن النظر سهم من سهام‬ ‫إبليس مسموم‪ ،‬من تركه مخافتي‪ ،‬أبدلته إيمانا يجد حالوته في قلبه»‪.‬‬

‫وبالنسبة للسان فحيث إنه المعبر عما يعتقده المسلم‪ ،‬والناطق‬ ‫بكلمة التوحيد «ال إله إال اهلل» التي هي أفضل الذكر‪ ،‬فال يلق وال يصح‬ ‫لمسلم أن يلوث ويلطخ لسانه بالغيبة والكذب والنيل من أعراض‬ ‫الناس وكشف عوراتهم وغير ذلك مما يكرهونه ويؤذيهم‪.‬‬ ‫وبالنسبة للرجلين‪ ،‬فالمطلوب من المسلم أال يسخرهما إال فيما‬ ‫يرضي اهلل وينفع الناس‪ ،‬وفي الدفاع عن الوطن ونصرة المظلوم ذ‪ .‬أحمد الشاعر‬ ‫ونجدة الغريق والملهوف‪ ،‬وإخراج من ال يزالون تحت األنقاض إلخ‪...‬‬ ‫فيما ينبغي للمسلم أن ينأى بنفسه عن المشي برجليه إلى أماكن الفسق والفجور واللهو‬ ‫والقمار والخمر والسكر‪.‬‬ ‫وفوق ذلك فال ينبغي للمسلم أن يسير برجليه في ركب الظالمين والمفسدين في األرض وال‬ ‫في عصابات اإلجرام واالعتداء عل اآلمنين وترويعهم‪.‬‬ ‫وفيما يرجع إلى البطن فالمطلوب بل الواجب أال يدخل إليها حراما وال مشتبها في حله وحرامه‬ ‫أكال كان أو شربا‪ ،‬وال ماال تعرف حقيقته ومصدره ومكونات صنعه‪ ،‬وليحذر المسلم مع هذا أال يحرق‬ ‫جوفه بالسموم والمخدرات التي تكاثرت وتنوعت وتفشت لدرجة أصبح من الصعب محاربتها‬ ‫والقضاء عليها‪.‬‬ ‫وعن الزنا فهو فاحشة كبيرة أضحت اليوم ظاهرة قائمة تصدم كل غيور على الدين وعلى‬ ‫األخالق تمارس عل مسمع من الجميع أحب من أحب وكره من كره بعيدا عن تعاليم الدين وأخالق‬ ‫المجتمع وآدابه العامة وتقاليده الراسخة‪ ،‬والمؤسف أنها تجد من يدعو إليها‪ ،‬ويشجع عليها من‬ ‫وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمكتوبة دون تفكير أو نظر فيما نتج عنها من فظائع على‬ ‫رأسها تفكك األسر‪ ،‬وتشرد األوالد‪ ،‬وانتظامهم في عصابات أبناء الشوارع‪ ،‬وانتهاء الرضع والصغار‬ ‫إلى جمعيات رعاية األطفال المتخلى عنهم‪.‬‬ ‫ولفظاعة جريمة الزنا وعودها على المجتمع بالثبور والهالك‪ ،‬حرمها المولى عز وجل‪ ،‬ونهى عن‬ ‫االقتراب منها في قوله تعالى ‪ :‬من سورة اإلسراء «والتقربوا الزنا إنه فاحشة وساء سبيال»‪.‬‬ ‫هذه هي تعاليم الدين‪ ،‬ودعوات المصلحين وهذا هو واقعنا المؤلم‪ ،‬وما شاء اهلل وال حول وال‬ ‫قوة إال باهلل‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪950‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الرسالة المصرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل‬ ‫جمع إلى األدب الحكمة‪ ،‬وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي‬ ‫الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد‬ ‫بن الظاهر باهلل علي بن الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه‬ ‫بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة‬ ‫اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪.‬‬ ‫فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن‬ ‫هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫فصل في العصا‬ ‫قال أبو بكر محمد بن دريد رحمه اهلل‪ :‬إنما سميت العصا عصا لصالبتها‪،‬‬ ‫مأخوذ من قولهم عصَّ الشيء وعصا وعسا‪ ،‬إذا صلب‪ .‬واعتصت النواة‪ ،‬إذا‬ ‫اشتدت‪ .‬فإنما العصا مثل يضرب للجماعة‪ .‬يقال شق فالن عصا المسلمين‬ ‫يريد المفارق‬ ‫والجماعة‪ .‬وفي الحديث عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إياك وقتيل العصا»‬ ‫للجماعة فيقتل‪ .‬وألقى الرجل عصاه‪ ،‬إذا اطمأن مكانه‪ .‬ويقال عصا وعصوان‪ ،‬والجمع العصي‪ ،‬وأعصى‬ ‫الكرم‪ ،‬إذا خرج عيدانه‪ .‬وفي الحديث عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال ترفع عصاك عن أهلك» يراد به األدب‪.‬‬ ‫ويقال لعظام الجناح عصي‪ .‬وعصوت الجرح‪ ،‬إذا داويته‪ .‬والعصيان‪ :‬خالف الطاعة‪ .‬قال دريد بن الصمة‪:‬‬ ‫فلما عصوني كنتُ منهمْ وقد أرى غوايتهم وأنني غير مهتدِ‬ ‫وقد سميت الهراوة‪ ،‬وجمعها هراوى‪ .‬قال ابن فارس في كتاب مجمل اللغة‪ :‬هروته بالهراوة‪ ،‬إذا ضربته بها‪.‬‬ ‫ذكر أبو هالل العسكري اللغوي رحمه اهلل في كتاب األوائل قال‪ :‬أول من خطب على العصا وعلى الراحلة قس‬ ‫بن ساعدة اإليادي‪ ،‬فمما ورد عنه من خطبه قوله‪:‬‬ ‫أيها الناس‪ ،‬اسمعوا وعوا‪ ،‬من عاش مات‪ ،‬ومن مات فات‪ ،‬وكل ما هو آت آت‪ .‬ليل داج‪ ،‬وسماء ذات أبراج‪ ،‬ونجوم‬ ‫تزهر‪ ،‬وبحار تزخر‪ ،‬وجبال مرساة‪ ،‬وأرض مدحاة‪ ،‬وأنهار مجراة‪ .‬مابال الناس يذهبون فال يرجعون‪ ،‬أرضوا فأقاموا‪،‬‬ ‫أم تركوا فناموا‪ .‬يقسم قس باهلل قسماً ال إثم فيه‪ :‬إن هلل ديناً هو أرضى وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه‪،‬إنكم‬ ‫لتأتون من األمر منكرا‪ .‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬ ‫في الذاهبين األولـي ن من القرون لنا بصائــر‬ ‫لمـــا رأيـت مــوارداً للقوم ليس لها مصـادر‬ ‫ورأيت قومي نحوهـا يمضي األصاغر واألكابر‬ ‫ال يرجـع الماضـي إل يَّ وال من الباقين غابــر‬ ‫أيقنـت أنِّي ال محـــا لة حيث صار القوم صائر‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه العرب تقول‪« :‬فالن ممن قرعت له العصا»‪ ،‬إذا كان يرجع إلى الصواب‪ ،‬وينقاد إلى‬ ‫الحق‪ ،‬ويستقيم عند زيغه إذا نبه‪ .‬وتقول‪« :‬فالن صلب العصا»‪ ،‬إذا كان ذا نجدة وحزامة‪ .‬وتقول إذا تفرقت الخلطاء‬ ‫واختلفت آراء العشيرة ومرج األمر‪« :‬انشقت العصا»‪ .‬وتقول للمسافر إذا آب واستقرت به داره‪« :‬ألقى عصا التسيار‬ ‫فألقت عصاها»‪.‬‬

‫قرع العصا ‪:‬‬

‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ما قرعت عصاً على عصا إال فرح لها قوم وحزن آخرون»‪.‬‬ ‫قال الحجاج بن يوسف الثقفي في بعض خطبه‪« :‬واهلل ألعصبنكم عصب السلمة‪ ،‬وألحونكم لحو العصا‪ ،‬وألضربنكم‬ ‫ضرب غرائب اإلبل‪ .‬يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق‪ ،‬ومساوي األخالق‪ .‬إني واهلل سمعت لكم تكبيراً ليس بالتكبير‬ ‫الذي يراد به اهلل في الترغيب‪ ،‬ولكنه التكبير الذي يراد به الترهيب‪ .‬يا عبيد العصا وأشباه اإلماء‪ ،‬إنما مثلي ومثلكم ما قاله‬ ‫ابن براقة الهمذاني‪:‬‬ ‫وكنت إذا قومٌ غزوني غـزوتهــم فهل أنا في ذا َ‬ ‫يال همدان ظالم‬ ‫متى تجمع القلبَ الذكيَّ وصارمـاً وأنـفاً حميّـاً تجتنـبك المظــالـم‬ ‫واهلل ال تقرع عصاً على عصا إال جعلتها كأملس الدابر»‪.‬‬ ‫وقال وعلة بن الحارث بن ربيعة‪:‬‬ ‫وزعمتَ أنَّا ال حلومَ لنا إن العصا قرعت لذي الحلم‬ ‫دم إال لتوهنَ آمـن العصــم‬ ‫أقتلتَ سادتنا بغيـر ٍ‬ ‫وقال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي‪:‬‬ ‫وقد قرع الواشون فيها لك العصا وإن العصا كانت لذي الحلم تقرعُ‬ ‫ذو الحلم‪ :‬عامر بن الظرب العدواني‪ ،‬وكان حكماً للعرب يرجع إلى حكمه ورأيه‪ ،‬فكبر وأفناه الكبر والدهر وتغيرت‬ ‫أحواله‪ ،‬فأنكر عليه الثاني من ولده أمراً من حكمه فقال له‪ :‬إنك ربما أخطأت في الحكم ويحمل عنك‪ .‬فقال‪ :‬اجعلوا لي أمارة‬ ‫أعرفها‪ ،‬فإذا أخطأت وقرعت لي العصا رجعت إلى الحكم‪ .‬فكان يجلس أمام بيته يحكم ويجلس ابنه في البيت ومعه العصا‪،‬‬ ‫فإذا ّ‬ ‫زل وهفا قرع له الجفنة بالعصا‪ .‬وإياه عني المتلمس بقوله‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علــم اإلنســـان إال ليعلمـــا‬

‫صلب العصا ‪:‬‬

‫يقال‪« :‬فالن صلب العصا»‪ ،‬إذا كان جلداً قويا على السفر والسير‪ .‬قال الراعي يصف راعياً‪:‬‬ ‫صلب العصا بضربهِ دمّاها إذا أراد رشداً أغـــواهـــــا‬ ‫قوله بضربه أي بسيره‪ .‬قال اهلل تبارك وتعالى‪« :‬وإذا ضربتم في األرض»‪ :‬سافرتم‪ .‬وقوله «دمّاها» أي تركها كالدمى‪،‬‬ ‫واحدتها دمية ‪ .‬وقوله «أغواها» أي رعاها الغواء‪ ،‬وهو نبت تسمن عليه اإلبل‪.‬‬

‫شق العصا ‪:‬‬

‫العرب تقول‪« :‬فالن يشق العصا»‪ ،‬إذا كان ال يدخل تحت حكم وال طاعة مخالفاً ألمر اآلمرين‪ .‬ويستعمل شق العصا‬ ‫فيمن يتفرق عنه أحبابه‪ ،‬ويظعن عنه أصحابه فيظهر مكنون سره‪ ،‬ويبوح مخفي أمره‪ ،‬لضرورة البين الداعية إلى ذلك‪.‬‬

‫قال أبو العالء أحمد بن عبد اهلل بن سليمان المعري في كتابه المسمى بالقائف‪« :‬مر ركب بشجرة مورية‪،‬‬ ‫فاقتضب إنسان منهم عصا ثم شقها‪ ،‬ثم جعل يقتدح قريباً من الشجرة فأورى الزند فقالت الشجرة‪« :‬يا هذا ما‬ ‫أسرع ما ظهر سرك‪ ،‬وسوف ترغب الركب في اتخاذ زناد مني‪ ،‬فأحور عيداناً في أيدي القوم»‪ .‬فقال‪« :‬ال تلمني‪،‬‬ ‫المغرورة‪ ،‬أظهرت سري ضرورة»‪.‬‬ ‫وقال قيس بن ذريح‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أمس جميعُ‬ ‫وهي‬ ‫َّى‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫اليوم‬ ‫هي‬ ‫العصـا‬ ‫ــت‬ ‫ق‬ ‫شـ‬ ‫ة‬ ‫نـي‬ ‫أشـكو‬ ‫إلى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الغــداة شفيــعُ‬ ‫مضى زمنٌ والناس يستشفعون بي فهل لي إلى لبنـي‬ ‫ويقال‪« :‬فالن شقَّ عصا المسلمين»‪ ،‬وال يقال شق ثوباً وال غير ذلك مما يقع عليه اسم الشق‪.‬‬

‫ألقى العصا ‪:‬‬

‫ويقال‪« :‬ألقى عصا التسيار»‪ ،‬إذا أقام وترك السفر‪ .‬وكأن العرب عنت بقولها «ألقى عصاه» أي وصل إلى بغيته‬ ‫ومراده‪ ،‬أو وطنه ومراده‪ ،‬وراحته‪ ،‬ومظنة استراحته‪ .‬قال األصمعي واسمه عبد الملك بن قريب قصيدة مدح بها جعفر‬ ‫بن يحيى البرمكي ورحل إليه فمات قبل أن يصل إليه‪ ،‬وذكر فيها العصا‪ ،‬وهي قصيدة طولى أنا مورد منها نبذة ألجل‬ ‫العصا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫فخطت إليها مناقيلها وألقت عصا السَّف ِر الس َُّّفر‬ ‫وقال راشد بن عبد اهلل‪:‬‬ ‫وخبَّرها الرُّوَّادُ ْ‬ ‫َّرب كافرُ‬ ‫أن ليــس بينهـــا وبين قرى نجران والد ِ‬ ‫فألقت عصاها واستقرَّت بها النَّوى كما قرَّ عيناً باإلياب المسافـرُ‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫بيض محافره‬ ‫الماء‬ ‫عذب‬ ‫ء‬ ‫بأجبا‬ ‫َّمتْ‬ ‫ي‬ ‫وخ‬ ‫عنها‬ ‫َّسيار‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫عصا‬ ‫فألقت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الجبا‪ :‬ما حول البئر‪ ،‬مفتوح الجيم مقصور‪ ،‬وجمعه أجباء ممدود‪ .‬وقوله «بيض محافره» يريد أنه لم يحفر في أرض‬ ‫سوداء‪ ،‬وال من دمن‪ ،‬بل هي أرض صلبة‪.‬‬ ‫وقوله‪« :‬خيمت»‪ ،‬أي اتخذت [خيمة] فأقامت‪.‬‬ ‫روي أن قتيبة بن مسلم لما تسنم منبر خراسان سقط القضيب من يده فتطير له صديقه‪ ،‬وتشاءم عدوه‪ ،‬فعرف‬ ‫ذلك قتيبة‪ ،‬فحمد اهلل تعالى عليه ثم قال‪ :‬ليس كما سر العدو وساء الصديق‪ ،‬بل كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫فألقت عصاها واستقرَّ بها النَّوى كما قر عيناً باإلياب المسافرُ‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪ :‬قال جدي األمير سديد الملك والمناقب أبو الحسن‬ ‫علي بن مقلد رحمه اهلل‪ ،‬يخاطب بعض والة حلب‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫حلب العواصم بعدمـا قلدتَ خوفك نازحَ األقطـــا ِر‬ ‫خيَّمتَ في ِ‬ ‫ال ترضهــا دار َّ‬ ‫الثــــواء وال ْ‬ ‫تقـل في مثلها تلقى عصا التَّسيا ِر‬ ‫استحي من أجداث قومك أن تــرى عرض البسيطة وهي دارُ قرا ِر‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪ :‬حدثني من أثق به في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة بحصن كيفا قال‪ :‬كان في‬ ‫خدمة األمير نجم الدولة مالك بن سالم صاحب قلعة جعبر رجل عواد يقال له أبو الفرج حدثني قال‪ :‬كنت يوماً في مجلس‬ ‫األمير نجم الدولة وهو يشرب إلى أن سكر‪ ،‬وانصرفت إلى منزلي‪ ،‬فما كان أكثر من مضي ساعتين من الليل إذ وافاني‬ ‫رسوله فقال‪ :‬األمير يستدعيك‪ .‬فقلت‪ :‬ما نزلت حتى سكر! قال‪ :‬هو أمرني بإحضارك‪ .‬فمضيت معه فرأيت األمير جالساً‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يا أبا الفرج‪ ،‬بعد انصرافكم نمت فرأيت إنساناً يغنيني صوتاً حفظته ثم أنسيته‪ ،‬وأريد أن تذكره لي‪ .‬فقلت‪ :‬يا موالي‪،‬‬ ‫اذكر لي منه كلمة‪ .‬فقال‪ :‬ما أذكر منه شيئاً ولكن اعرض علي ما يحضرك‪ .‬فعرضت عليه أصواتاً كثيرة وهو يقول‪ :‬ما هذا‬ ‫الصوت الذي أريته! ثم قال‪ :‬انصرف وأفكر لعلك تذكره‪ .‬فانصرفت‪ ،‬وأصبحت من بكرة طلعت إلى خدمته فقال‪ :‬يا أبا الفرج‪،‬‬ ‫أي شيء كان من الصوت؟ قلت‪ :‬يا موالي‪ ،‬ال يعلم الغيب إال اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬قال‪ :‬واهلل لئن لم تذكره ألخرجنك من‬ ‫القلعة‪ .‬فقلت‪ :‬واهلل يا موالي ما أدري‪ ،‬ما أذكر من صوت ما سمعته وال ذكرت لي ‪،‬‬ ‫ثم ردني وعدت إلى الخدمة كما كنت‪ .‬فأنا يوماً في المجلس أغني إذ قال لي بعض الفراشين‪ :‬على الباب رجل يطلبك‪.‬‬ ‫فخرجت إليه فرأيت رج ًال عليه عمامة مطلسة كعمائم المغاربة‪ ،‬فسلم علي وقال‪ :‬قد قصدتك لتتوصل لي في الحضور‬ ‫بمجلس األمير فأنا رجل مغن‪ .‬فدخلت وأعلمته به فقلت‪ :‬يا موالي‪ ،‬إن كان مجيداً سمعته واستخدمته‪ ،‬وإال وهبته شيئاً‬ ‫وانصرف‪ .‬فأذن له فدخل فسلم وجلس فشد عوده وغنى‪:‬‬ ‫والدرب كافرُ‬ ‫وخبّرهـا الروّاد أن ليـس بينهـــا وبين قرى نجران‬ ‫ِ‬ ‫فألقت عصاها واستقرَّت بها النوى كما قرَّ عينَا باإلياب المسافـر‬ ‫فقال األمير‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬هذا واهلل الصوت الذي رأيته في منامي وطلبته منك‪ .‬فعجبت أنا ومن حضر لهذا االتفاق‪.‬‬

‫عصا األعرج ‪:‬‬ ‫وقال المؤلف أطال اهلل بقاءه في أعرج بيتين على سبيل الرياضة ذكرهما وإن لم يكن فيها ذكر العصا‪:‬‬ ‫عابوا هوى شادنٍ في رجلـه قصـــرٌ من سكر ألحاظه في مشيه ُ‬ ‫ثمـل‬ ‫وما هوى خوط بانٍ ماسَ من هيفٍ عيبٌ‪ْ ،‬‬ ‫وإن كان عيباً فهو محتمل‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪950‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)853‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫“انبثاق الهوية البصرية‬ ‫لمدينة أصيال”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫شكل المعرض الجماعي ال��ذي احتضنته إح��دى دور‬ ‫العرض الفني بمدينة الدار البيضاء خالل الفترة الممتدة‬ ‫بين ‪ 3‬فبراير و‪ 10‬مارس من سنة ‪ ،2016‬مناسبة للوقوف‬ ‫على نتائج الجهد المسترسل والتنقيب المستدام والخلق‬ ‫الرائد الذي طبع التجربة الثرية لرواد الفن التشكيلي بمدينة‬ ‫أصيال‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير عن هؤالء الرواد‪ ،‬وعرفت دور‬ ‫العرض‪ ،‬الوطنية والدولية‪ ،‬لقاءات ومنتديات باذخة لمساءلة‬ ‫رصيد تجربة “مدرسة أصيال”‪ ،‬بتعبيراتها اإلبداعية المتداخلة‬ ‫إنه جهد معرفي ونظري وتطبيقي للدفاع عن قدسية‬ ‫وبقيمها الجمالية المجددة وبأبعادها اإلنسانية الواسعة‪.‬‬ ‫الفردانيات الصانعة لمعالم التميز واالختالف داخل بنية ناظمة‬ ‫وإذا كان المعرض المشار إليه أعاله‪ ،‬قد أثار مواكبة‬ ‫لالنتماء الجماعي لفضاء يظل من الخصب ومن التنوع ومن‬ ‫إعالمية واسعة في حينها‪ ،‬إلى جانب التفاعل المتميز الذي‬ ‫الثراء‪ ،‬لدرجة يعطي لكل صوت فرص االستمتاع بالمشاركة في‬ ‫حظي به لدى نقاد الفن التشكيلي وعموم المهتمين‪ ،‬فإن‬ ‫العودة لتفكيك نظيمة الخلق واإلبداع لدى العارضين‪ ،‬تظل‬ ‫ترصيص عوالم هوية أصيال البصرية‪ ،‬على اختالف منطلقاتها‬ ‫أمرا متجددا ومفتوحا على رحابة فعل السؤال وعلى تحديث‬ ‫وعلى تباين رؤاها وعلى كثافة تعبيراتها‪ ،‬من نحت وصباغة زيتية‬ ‫متواصل لذهنيات قراءة المضامين‪ ،‬بحثا عن بهاء صور العطاء‬ ‫وأخرى مائية ومعلقات مشرعة على الفضاء العام‪ ...‬ولعل هذا ما‬ ‫الذي نزعم أنها تصنع للمدينة هويتها البصرية المتميزة‬ ‫انتبهت له جل الكلمات المدرجة في دليل معرض فناني أصيال‬ ‫داخل وسطيها الجهوي والوطني الواسعين‪ .‬ال يتعلق األمر‬ ‫بالدار البيضاء لسنة ‪ ،2016‬والتي ساهم بها كل من الزبير بن‬ ‫برؤى نوسطالجية حالمة بأيقونات النبوغ واألصالة وسحر‬ ‫بوشتى‪ ،‬ومحمد المليحي‪ ،‬وجان بيير فان تييغيم‪ ،‬والطاهر بن‬ ‫المكان‪ ،‬وال بكليشيهات انطباعية تختزل الصور والرموز لتعيد‬ ‫جلون‪ ،‬وأحمد الفاسي‪.‬‬ ‫إنتاجها استنساخيا وتجسيديا بطريقة تقنية مجردة‪ ،‬بقدر‬ ‫هي تجارب لفنانين يصنعون بهاء أصيال الثقافي الراهن‪،‬‬ ‫ما أنها استلهام عميق لعبق المكان قصد تطويع شواهده‬ ‫ورموزه المادية قبل تحويلها إلى بؤر لتفجير ملكة الخلق‬ ‫يجمعون بين تجارب التأسيس ومخاضات ال���والدة وآف��اق‬ ‫واإلبداع والتجديد لدى الذوات التشكيلية المبدعة‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫االستشراف‪ .‬هي منجزات ال شك وأن االهتمام بها‪ ،‬إلى جانب‬ ‫أمكن القول إن المعرض المعني في هذا المقام‪ ،‬لم ينته‬ ‫تجارب أخرى خارج هذا التجميع‪ ،‬تشكل مدخال لتشريح منطلقات‬ ‫بانتهاء فعالياته‪ ،‬بل ظل ورشا مفتوحا للمساءلة المتواصلة‬ ‫الوعي التشكيلي الذي استثمر تجارب رائدة إما بشكل فردي أو‬ ‫وللقراءة المتجددة‪ ،‬خاصة وأن الكتاب‪/‬الدليل المرافق قد‬ ‫في إطار تجارب مواسم أصيال الثقافية أو تجارب جمعيات محلية‬ ‫نجح في تقديم مواد ثرية‪ ،‬بصرية ومكتوبة‪ ،‬تساهم في وضع‬ ‫وعلى رأسها جمعية قدماء تالميذ ثانوية اإلمام األصيلي‪ ،‬من‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫أرضية صلبة لكل محاوالت التوثيق للتجربة ووضعها في سياقاتها المخصوصة‬ ‫أجل تحقيق التراكم الضروري الكفيل –لوحده‪ -‬بصنع عناصر الريادة والتميز‪،‬‬ ‫المرتبطة بتفاعالت المشهد الثقافي الوطني المعاصر‪ .‬فالكتاب‪/‬الدليل يشكل األثر الوحيد‬ ‫المتبقي بعد انتهاء فعاليات العرض‪ ،‬تكون العودة للبحث في مضامينه حجر الزاوية في التوثيق أو لنقل‪ ،‬بتأثيث مكونات الهوية الثقافية المحلية‪ ،‬الواحدة والمتعددة‪ ،‬الفريدة والمتنوعة‪،‬‬ ‫الوديعة والمنفتحة‪ ،‬المنبهرة بعمق منطلقات االشتغال الخاصة بالمكان والمنفتحة على نتائج‬ ‫للتجربة ولعطاء أصحابها‪.‬‬ ‫ال شك أن الحديث عن الهوية البصرية لمدينة أصيال يظل أمرا مكتنفا بالكثير من عناصر الجهد األكاديمي والتكويني الهائل الذي تعرفه الممارسة التشكيلية وطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫الحذر واالحتياط المنهجيين‪ ،‬إذ البد من توضيح ضوابط التقييم المعتمدة بهذا الخصوص‪،‬‬ ‫لقد استطاع المشاركون في المعرض توفير مادة خام هامة لالشتغال بالنسبة لكل‬ ‫خاصة وأننا نتحدث من خارج القواعد اإلجرائية للنقد التشكيلي المتخصص الكفيل لوحده المنشغلين برصد تحوالت المشهد الثقافي المحلي‪ ،‬بعمقه األخاذ وبكثافة معانيه وتمثالته‪،‬‬ ‫بوضع التصنيفات وبإنجاز التقييمات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فاالنشغال بإبداالت حقل التاريخ الثقافي‪ ،‬يعطي وبغزارة رموزه وتوظيفاته االستيتيقية‪ .‬يتعلق األمر بأعمال كل من محمد عنزاوي‪ ،‬وسهيل‬ ‫لمؤرخي الزمن الثقافي الراهن الحق‪ ،‬كل الحق‪ ،‬في اإلنصات لكل األصوات وفي النهل من بنعزوز‪ ،‬وأنس البوعناني‪ ،‬وحسن الشركي‪ ،‬ونرجس الجباري‪ ،‬ويونس الخراز‪ ،‬وحكيم غيالن‪،‬‬ ‫معين عطاء كل التعبيرات اإلبداعية والفنية والجمالية التي تعكس سمو إرادة الخلق والجمال وعبد القادر المليحي‪ ،‬ومحمد األمين المليحي‪ ،‬ومحمد المليحي‪ ،‬والباتول السحيمي‪ ،‬ومعاذ‬ ‫واإلبداع في نسق حياتنا المعيشية ونظمنا الفكرية المتوارثة‪ .‬ال نقصد بالهوية البصرية‪،‬‬ ‫الجباري‪.‬‬ ‫تحنيطا لألسماء أو استنساخا للتجارب‪ ،‬فلكل اسم عالمه التخييلي الخاص به‪ ،‬وأدوات اشتغاله‬ ‫هي أعمال تتمدد فيها اللحظات‪ ،‬لتنهض عليها حيوات ومسارات‪ ،‬وتتمطط فيها األلوان‬ ‫الخاصة‪ ،‬ومنطلقاته الفكرية الموجهة‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬رؤاه الخاصة في التعاطي مع فضاءات‬ ‫االستلهام وفي توجيه العين نحو التقاط التفاصيل والجزئيات وثقل التاريخ وتقاسيم الوجوه والرموز واألمكنة لتعطي لقيم الخلق المتنافرة والمختلفة زخمها المطلق الذي ما هو إال عنوان‬ ‫وتعبيرات الشواهد المادية القائمة وتغيرات المحيط‪ .‬وفي إطار هذا التداخل في مكونات لهوية أصيال البصرية المركبة‪ ،‬في طراوتها وفي تعقيداتها وفي تعدديتها‪.‬‬ ‫العناصر االرتكازية لفعل التشكيل‪ ،‬تحرص كل عين على الوفاء‬ ‫لحميمياتها المخصوصة‪ ،‬مما يساعدها على بلورة تجربتها‬ ‫الخاصة بها‪ ،‬والتي ال تشبه سواها‪ ،‬ال في تمارينها المدرسية‪ ،‬وال‬ ‫في أيقوناتها المتفردة‪ ،‬وال في أدوات تعبيرها‪ ،‬وال في الحموالت‬ ‫التجديدية على المستويات الفلسفية والجمالية الموجهة لفعل‬ ‫اإلب��داع‪ ،‬والمؤطرة لعوامل الخلق لدى كل واحد من األسماء‬ ‫المشاركة في المعرض‪.‬‬

‫شفشاون ‪ :‬المنتدى األول للمدن الوسيطة‬ ‫المنتدى يمثل فرصة لتدارس كيفية تنزيل هذه‬ ‫األجندات على الصعيد المحلي وخصوصا في‬ ‫المدن الوسيطة‪ ،‬التي يقطنها حاليا أكثر من‬ ‫ثلث السكان الحضريين في العالم‪ ،‬والتي تكمل‬ ‫األدوار التي تقوم بها المدن الكبرى والفضاءات‬ ‫القروية وشبه القروية‪.‬‬

‫إن ال��م��دن الصاعدة والوسيطة تشكل‬ ‫أساس كل دينامية تنموية مفيدة لإلنسان حاال‬ ‫ومستقبال ذلك ما أكده أمام عدد من الوزراء‬ ‫والمسؤولين لما يزيد عن ‪ 35‬بلدا رئيس‬ ‫الحكومة سعد الدين العثماني عند افتتاحه‬ ‫ألشغال للمنتدى العالمي األول للمدن الوسيطة‬ ‫الذي احتضنته مدينة شفشاون ما بين ‪ 5‬إلى‬ ‫‪ 7‬يوليوز الجاري تحت شعار «لنستشرف جميعا‬ ‫المستقبل الحضري بالمدن الوسيطة‪.‬‬

‫ويعتبر هذا المنتدى المنظم بمبادرة من‬ ‫الجماعة الحضرية لشفشاون ومنظمة المدن‬ ‫والحكومات المحلية المتحدة‪ ،‬منصة لتسليط‬ ‫الضوء على الحكامة المتعددة المستويات‪،‬‬ ‫لتنفيذ األجندة الدولية المشتركة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫خريطة طريق لالنتقال إلى تنزيلها على أرض‬ ‫الواقع ‪ ،‬تمشيا مع األجندة الدولية‪ .‬‬

‫العثماني أوضح أنه إذا كانت هذه المدن‬ ‫ال تملك الوسائل الموجودة لدى المدن الكبرى‪،‬‬ ‫فيستلــزم تمكينها من األدوات الكفيلة برفع‬ ‫الحكامة الجيدة‪ ،‬مما سيجعلها تستفيد من‬ ‫اإلمكانيات المتاحة لها‪ ،‬كما سيساعدها على‬ ‫وضع خطط تنموية متكاملة لفائدة سكانها‪،‬‬ ‫بما في ذلك العناية بشبكـة النقــل والخدمات‬ ‫اللوجستيكية واالقتصـاد المحلي واالجتماعـــي‪،‬‬ ‫إلى جانب تنمية ق��درات مسؤوليها ‪ ،‬وتثمين‬ ‫عنصرهـــا البشـــري‪ ،‬وإمكانياتهــا وثرواتهــــا‬ ‫الطبيعية‪ .‬‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون محمد‬ ‫السفياني أثنى على هذه المبادرة والمتمثلة في‬ ‫اختيار المغرب ومدينة شفشاون على الخصوص‪،‬‬ ‫لتنظيم هذا المنتدى العالمي األول من نوعه‪ ،‬الذي يؤكد ريادة المملكة المغربية على الصعيد القاري‬ ‫والدولي‪ ،‬انطالقا من انخراطهما الفعال في عدد من األجندات العالمية‪ ،‬وشدد السوفياني على أن‬

‫المستدامة‪.‬‬

‫هذا وتميز المنتدى بالتوقيع على اتفاقية‬ ‫شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير‬ ‫واإلسكان وسياسة المدينة‪ ،‬والمديرية العامة‬ ‫للجماعات المحلية‪ ،‬ومنظمة المدن والحكومات‬ ‫المحلية المتحدة‪ ،‬ومنظمة المدن والحكومات‬ ‫المحلية المتحدة بإفريقيا‪ ،‬ترمي إلى إعداد‬ ‫إستراتيجية تجعل من المدن الوسيطة محركا‬ ‫للنمو كما تضع خريطة طريق ألجندة للتنمية‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


17

2018 ‫ يوليوز‬23 ‫ �إلى‬17 ‫الثالثاء‬

)417( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 : ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 417 ‫رقم‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES LOGIFIN SARL AU Cabinet de conseil Comptable – Fiscal – Financier – Ressources Humaines Constitution d’une Société à responsabilité limitée dénommée RASUJAN PESCA SARL.

Aux termes d’un acte sous seing privé établi à Tanger enregistré le 03 Juillet 2018, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée aux caractéristiques suivantes : Objet Social : La société a pour objet : • L’acquisition, l’armement, l’affrètement, l’exploitation, import-export, la location, la gérance et la vente de tous navires de pêche et/ou transport de produits de la pêche. • L’industrie de la pêche maritime, sous toutes ses formes et plus particulièrement de la pêche de crustacés. • La création, l’aménagement et l’exploitation de viviers de crustacés. • L’installation, la prise à bail, l’exploitation de toutes usines ou installations frigorifiques de traitement et de conservation de produits de la pêche, et plus particulièrement de crustacés. • L’achat, le mareyage, le transport, la vente, notamment à l’exportation, de produits de la pêche et plus particulièrement de crustacés. • Toutes, opérations mobilières, immobilières, commerciales, industrielles, financières ayant un lieu avec le présent objet. • La prise d’intérêt, par tout mode, dans toutes entreprise ou société dont l’activités se rattache directement ou indirectement à l’objet sus-indiqué. Siège Social. Le siège social est établi à 12 Rue Khalid Ibn Oualid 3ème Etage Appt N° 6 Tanger, MAROC. Durée et année sociale La durée de la société est fixée à 99 ans à compter de la date de son immatriculation au Registre du Commerce des Sociétés. Sauf prolongation ou dissolution anticipé prévue par la loi ou par les statues. Chaque exercice social a une durée d’une année qui commence le premier janvier et finit le 31 décembre de chaque année. Par exception, le premier exercice débutera à la date de l’immatriculation de la société et sera clôturé le 31 décembre. Capital Le capital social est fixé à la somme de 100.000.00 Dhs (Cent mille dirhams). Distribution des parts Mr. Juan Manuel SUERO ROBLES: 25 parts sociales de 1.000 (Mille) Dhs chacune. Mr. Rafael SANTOS PAZOS: 25 parts sociales de 1.000 (Mille) Dhs chacune. Mr. Jose Manuel GORDILLO LOREDO : 50 parts sociales de 1.000 (Mille) Dhs chacune. Gérance La société est gérée et administrée conjointement et pour une durée illimitée par Mr. Juan Manuel SUERO ROBLES et Mr. Rafael SANTOS PAZOS et Mr. Jose Manuel GORDILLO LOREDO. Répartition des bénéfices Prélèvement de 5 % pour constituer le fonds de réserve légale, le reste à décider par l’Assemblée Générale détermine, sur proposition de la gérance. Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de Commerce de Tanger le 11/ 07/ 2018, registre de commerce n° 90309, dépôt numéro 206861, registre chronologique n° 4546 POUR EXTRAIT CONFORME / LE GERANT.

** STE DAAWATI ** SARL AU

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

: ‫الهاتــف‬

950 ‫العدد‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 06/07/2018 à Tanger. Il a établie les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques suivantes : DENOMINATION : ** STE DAAWATI ** SARL AU au capital social : 10.000 dirhams divise en 100 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part Repartis comme suit : Mr. – OULAD HAJ NIDAL: 100 parts OBJET: la société a pour objet principalement : IMPORT EXPORT EVENEMENTIEL E-COMMERCE . SIEGE SOCIAL: HAY EL KHERBA 2 LOTS EL OUSSRA NO 1041 – TANGER – GERANCE : M. – OULAD HAJ NIDAL est désigné en qualité de gérant de la société et cela pour une durée illimitée . ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année. BENEFICES : ils sont repartie entre les associés après prélèvement de la réserve légale (5%) proportionnellement a leurs apports au capital social. DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal de commerce de Tanger en date du 17/07/2018 Le gérant- M. – OULAD HAJ NIDAL

TINGIS WORK SPACE S.A.R.L

Société à responsabilité limitée Au capital de 10.000,00 dirhams Siège Social : 28 Rue Khalid Ibn Oualid, (Ex – Rue Velasquez) 1 er étage n° 1 Tanger

Extrait de statuts • CREATION -

I/ Aux termes d›une mise à jour d’acte sous-seing privé en date à Tanger le 27/06/2018, il a été établi les statuts d›une Société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes : 1- Denomination : TINGIS WORK SPACE S.A.R.L 2- La Société a pour objet : La Société a pour objet : - Domiciliation commerciale, - Attention téléphonique. - Domiciliation de siège social. - Domiciliation de bureaux partagés. - Boit de lettre pour les personnes morales et physiques. - La réception, le tri et la distribution des courriers. - La réception de fax. - La réception et la prise de messages. - Mise à disposition d’un bureau co-working ou de la salle de réunion. - Location de bureaux meublés. - une pépinière d›entreprise avec des salons de rencontres professionnelles, Des salles de formation, Des salles pour présenter de nouveaux produits, Des salons de détente professionnelle, et Des salles de conseil d›administration. - Gestion administratives général pour les sociétés domiciliées. - Prestation services de conseil juridique et administrative. - Assistantes et commerciaux partagés. - Importation et exportation. - La création, l›acquisition, la location, la prise en location - gérance de tous fonds de commerce, la prise à bail, l›installation, l›exploitation de tous établissements, fonds de commerce, usines, ateliers, se rapportant à l›une ou l›autre des activités spécifiées. - La participation de la société par tous moyens et sous quelque forme que ce soit dans toutes société ou entreprises similaires ou connexes. • La prise, l’acquisition, l’exploitation ou la cession de tous procédés et brevets concernant ces activités. • La participation directe ou indirecte de la société dans toutes opérations financières, immobilières ou mobilières et dans toutes entreprises commerciales ou industrielles pouvant se rattacher à l’objet social ou à tout objet similaire ou connexe. 3- Siège social : Est fixé à : 28 Rue Khalid Ibn Oualid, (Ex – Rue Velasquez) 1 er étage n° 1 Tanger. 4- Durée : 99 ans à compter de la date de sa constitution. 5- Capital social : est fixé à 10.000,00 DH divisé en 100 parts sociales de 100 DH, entièrement Libérées et attribuées à : Mr : Alfredo Jiménez Suñe, ………………………………60 parts sociales. Mr : Javier Jiménez Suñe…………………………………40 parts sociales.

6- Gérance : Mr. Alfredo Jiménez Suñe et Mr : Javier Jiménez Suñe, les deux. 7- Année sociale : du 1er janvier au 31 décembre de chaque année. II/ Le dépôt légal a été effectué au greffe du Tribunal de Commerce de Tanger le 11/07/2018, R.C n° 90 325. Pour extrait conforme Le gérant : Mr. Alfredo Jiménez Suñe


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 950‬ـ الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)8‬‬ ‫جورج ويا الرئيس الذي يدين‬ ‫بالفضل لفينجر‬

‫تظل المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هي الحلم األكبر لدى جميع العبي كرة القدم‪ ،‬وكما‬ ‫ابتسم الحظ لعدد من نجوم الساحرة المستديرة في منافسات تلك المسابقة‪ ،‬عجز عظماء‬ ‫آخرون عن تحقيق ذلك الحلم‪ .‬ويستعرض لكم «كووورة»‪ ،‬في هذه السلسلة‪ ،‬أبرز النجوم‬ ‫الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة السادسة منها‪ ،‬عن النجم الليبيري جورج ويا‪.‬‬ ‫وصل ويا إلى قمة المجد الكروي ألي العب في العالم بشكل عام‪ ،‬أو لالعب أفريقي بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬إذ يعد الالعب الوحيد من القارة السمراء‪ ،‬الذي يحصل على جائزتي الكرة الذهبية‪،‬‬ ‫أفضل العب في العالم‪ ،‬وذلك في عام ‪.1995‬‬ ‫مر «الملك جورج» بمحطات عديدة قبل أن يصل إلى قمة هرم اللعبة‪ ،‬حيث امتألت‬ ‫خزائنه بعدد وفير من األلقاب الفردية‪ ،‬والجماعية مع أغلب الفرق التي مثلها‪ ،‬ولكنه كان أحد‬ ‫الكثيرين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في البطوالت الكبرى بسبب ضعف منتخباتهم‪.‬‬ ‫انطلقت مسيرة ويا في المالعب األوروبية عام ‪ ،1988‬عندما قام كالوديو لو روي‪ ،‬مدرب‬ ‫منتخب الكاميرون باالتصال بآرسين فينجر‪ ،‬مدرب موناكو في ذلك الوقت‪ ،‬لكي يتعاقد مع‬ ‫موهبة ليبيرية يلعب في الدوري الكاميروني يدعى ويا‪ ،‬وبمجرد أن شاهده فينجر‪ ،‬انتقل إلى‬ ‫أفريقيا بنفسه لكي ينهى صفقة انتقاله إلمارة موناكو‪.‬‬ ‫سطع نجم جورج مبكرا على األراضي الفرنسية‪ ،‬فمع أول مواسمه برزت موهبته بشكل‬ ‫كبير وأصبح حديث الصحف في تلك الفترة‪ ،‬التي أهتمت بذلك الشاب األفريقي الذي يلعب‬ ‫ألول مرة في أوروبا ويقدم هذا األداء االستثنائي‪.‬‬ ‫أحرز نجم موناكو الجديد في هذا الموسم ‪ 17‬هدفا خالل ‪ 38‬مباراة‪ ،‬ليتمكن من‬ ‫اقتناص لقب أفضل العب أفريقي في عام ‪ ،1989‬متفوقا على عظماء القارة مثل الغاني عبيدي‬ ‫بيليه والزامبي كالوشا بواليا والكاميروني روجيه ميال‪ ،‬لتأتي االحتفاالت في ليبيريا بشكل غير‬ ‫مسبوق‪.‬‬ ‫تمتع ويا بجسد قوي للغاية‪ ،‬باإلضافة لسرعة كبيرة بالكرة وبدون كرة‪ ،‬وهي المواصفات‬ ‫التي تتوافر في أغلب المهاجمين األفارقة‪ ،‬ولكن ما ميزه عن الباقين هو الجمع بين المميزات‬ ‫البدنية وتأديه األدوار التكتيكية‪ ،‬وهو ما ساعده في التأقلم سريعا مع الكرة األوروبية‪ ،‬مما دفع‬ ‫باريس سان جيرمان بطلب لضمه‪ ،‬عقب مساهمته في وصول موناكو لنهائي كأس أبطال‬ ‫الكؤوس األوروبية‪.‬‬ ‫لم يتوقف ويا عن التألق في فرنسا‪ ،‬إذ قاد الفريق الباريسي لنصف نهائي كأس االتحاد‬ ‫األوروبي موسم ‪ ،1993-1992‬ثم نصف نهائي كأس أبطال الكؤوس موسم ‪،1994-1993‬‬ ‫كما حصل على هداف دوري األبطال موسم ‪ ،1995-1994‬ليتوجه في هذا الموسم بلقب‬ ‫أفضل العب أفريقي للمرة الثانية‪ .‬موسمه األول في ميالن كان مثاليا للغاية الستكمال ما‬ ‫حققه في الموسم األخير مع باريس سان جيرمان‪ ،‬ففي عامه األول في السان سيرو‪ ،‬ساهم‬ ‫رفقة روبيرتو باجيو والمدرب فابيو كابيلو في الحصول على لقب الكاتشيو‪ ،‬كما كان هداف‬ ‫البطولة‪ ،‬مما ساعده في الحصول على لقب أفضل العب في العالم بجانب الكرة الذهبية‪ ،‬كأول‬ ‫أفريقي يحصد هاتين الجائزتين‪ .‬عجز ويا في نقل نجاحاته مع األندية إلى منتخب ليبيريا‪ ،‬الذي‬ ‫يعد ضمن المنتخبات األضعف في أفريقيا‪ ،‬حيث شارك في ‪ 60‬مباراة دولية أحرز خاللها ‪22‬‬ ‫هدفا‪ .‬شارك النجم الليبيري مع منتخب بالده في بطولتين لكأس أمم أفريقيا‪ ،‬ولكنه فشل في‬ ‫عبور الدور األول‪ ،‬فيما فشل تماما في الظهور في أي نسخة من كأس العالم خالل ‪ 20‬عاما‬ ‫مثل فيها ألوان بالده‪.‬‬ ‫وبعيدا عن مساندته الدائمة لمنتخب بالده كالعب أو حتى فيما بعد كمدرب‪ ،‬يعد ويا‬ ‫الداعم األول لفريق المنتخب من حيث المساعدات المادية‪ ،‬حيث ال يزال يمول نشاطاته من‬ ‫ماله الخاص بغض النظر عن دعم االتحاد الليبيري‪.‬‬ ‫لم يلق ويا نفس النجاحات التي حققها في إيطاليا أو فرنسا‪ ،‬خالل محطاته في باقي‬ ‫مالعب أوروبا‪ ،‬سواء مع تشيلسي أو مانشستر سيتي ثم العودة لفرنسا عبر بوابة مارسيليا‪ ،‬إلى‬ ‫أن أنهى مشواره مع الجزيرة االماراتي عام ‪.2003‬‬ ‫وبعد مسيرة رائعة كللها بالفوز بأفضل العب في أفريقيا ‪ 3‬مرات وأفضل العب في‬ ‫العالم‪ ،‬أعاد وياه الفضل لكل ما وصل إليه آلرسين فينجر‪ ،‬الذي نقل حياته من أفريقيا والحروب‬ ‫األهلية‪ ،‬لكي يكون األفضل في العالم‪ ،‬إلى أن أصبح أول رئيس دولة ذو خلفية رياضية بعد‬ ‫انتخابه رئيسا لليبيريا العام الماضي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ال نعرف‬

‫أسباب التجاهل ألندية الشمال لكرة القدم‪ ،‬وعد إيجابياتها واالعتراف بأدوارها‬ ‫حين يذكر إسم العب يصل إلى اتحاد طنجة عبر فرق أخرى‪ ،‬في حين يكون‬ ‫تكوينه هنا في طنجة‪ .‬نظير محمد زغينو الذي وقع عقدا مع اتحاد طنجة هذا األسبوع‪ ،‬قادما‬ ‫من مولودية وجدة‪ ،‬وكان الحديث كله حول الفريق الذي قدم منه دون ذكر اسم الفريق الذي‬ ‫تكون فيه‪ ،‬وقضى معه أكثر من ثمان سنوات‪ ،‬وهو نهضة طنجة‪ ،‬أحد أندية القسم الثالث بعصبة‬ ‫الشمال‪ ،‬وكذلك بالنسبة لالعب أيمن بنعلي الذي توج بلقب البطولة الوطنية للموسم الماضي مع‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬وعندما نتحدث هنا عن نهضة طنجة‪ ،‬فنتحدث كذلك عن وداد طنجة وعن كل فريق‬ ‫طنجاوي ساهم في خدمة فريق المدينة األول‪ ،‬اتحاد طنجة‪ .‬لهذا وجب التذكير باألدوار الكبرى‬ ‫التي تقوم بها أندية القسم الثالث والهواة‪ ،‬سيما على مستوى تكوين األجيال كإشارة للجهات‬ ‫المعنية بدعم القطاع الرياضي بالمدينة من مجالس منتخبة و مؤسسات اقتصادية‪ ،‬حتى تعرف‬ ‫الدور الكبير لهذه الفرق المهمشة‪ ،‬وأحقيتها في تلقي الدعم المستحق من أجل تنفيذ برامجها‪.‬‬ ‫كما على اتحاد طنجة أن يمنح األولوية لمثل هذه الفرق ودعمها واالستفادة من مواهبها‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫إبراهيم سعيد‪..‬‬ ‫مدافع منتخب مصر السابق‬

‫كيــف ترى مونديــال ‪،2018‬‬ ‫ومـاذا عن أبــرز الظواهـــر حتى‬ ‫اآلن فــي البطـــولــة‪ ،‬و وهــل‬ ‫صحيــح أن الحكـم يتأثر بالنجوم‬ ‫والمنتخبات الكبيرة؟‬ ‫المونديال في نسخته الحالية‬ ‫مثير‪ ،‬فأنت ومنذ نهاية الدور األول‬ ‫ال يمكنك أن تتوقع المنتخب الفائز‬ ‫باللقب خاصة بعد خ��روج ألمانيا‪،‬‬ ‫وهناك منتخبات خ��ارج التوقعات‬ ‫وق��دم��ت م��س��ت��وى م��م��ي��زًا مثل‬ ‫المكسيك وال��س��وي��د‪ ،‬وذل��ك على‬ ‫عكس الماضي كنا نقول مث ً‬ ‫ال البرازيل‬ ‫ستفوز بكأس العالم وتحقق اللقب‬ ‫بالفعل‪ .‬بالنسبة البرز الظواهر في‬ ‫البطولة‪ ،‬الكرة األفريقية ممثلة في‬ ‫السنغال ونيجيريا أرى أن المنتخبين‬ ‫قدما كرة قدم رائعة وجميلة‪ ،‬وتعرضا‬ ‫للظلم خاصة المنتخب النيجيري أمام‬ ‫األرجنتين‪ ،‬فقد كانت الفيفا تريد تأهل ميسي ورفاقه‬ ‫فظلموا نسور نيجيريا‪ ،‬أما منتخب السنغال فكان ضحية‬ ‫لوائح الفيفا‪ .‬وبالنسبة لتأثر الحكم بالنجوم والمنتخبات‬ ‫الكبيرة‪ ،‬بالطبع ال شك‪ ،‬فالحكم يعمل ألف حساب للنجوم‬ ‫الكبار والمنتخبات الكبيرة‪ ،‬والحكم يخشى من تعرضه‬ ‫للهجوم والعقوبات‪ ،‬فيفضل عدم الدخول في مشاكل مع‬ ‫نجم مث ً‬ ‫ال بحجم رونالدو‪ ،‬خاصة إذا كان لهذا النجم شعبية‬ ‫كبيرة خارج الملعب وثقل داخل الملعب‪.‬‬ ‫ما هي المشاكل الفنيــة التي عانى منها منتخــب‬ ‫إسبانيا من وجهة نظرك‪ ،‬و كيف ترى منتخب إنجلترا‬ ‫خاصة أنه كان لديك تجربـــة احترافية سابقــة في‬ ‫الدوري اإلنجليزي؟‬ ‫أرى أن الدفاع السيئ أبرز ظواهر المنتخب حاليا‪ ،‬وال‬ ‫يوجد تفاهم بين راموس وبيكيه بشكل كامل‪ ،‬وانعكس‬ ‫الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة على أدائهما في الملعب‪،‬‬ ‫كما أن حارس المرمى دي خيا بعيد كثيرا عن مستواه‪ ،‬وغير‬ ‫منظمين في الملعب واهتزت شباكهم ‪ 5‬مرات في المباريات‬ ‫الثالث‪ ،‬وهذا كثير جداً‪ ،‬وأرى أن الدفاع هو الذي يهدد معظم‬ ‫المنتخبات في البطولة باستثناء منتخب السويد الذي قدم‬ ‫أداء متوازنا حتى اآلن‪ .‬بالنسبة للمنتخب اإلنجليزي تطور‬ ‫مستواه كثيراً‪ ،‬فلم يعد يعتمد على الدفاع القوي فقط‬ ‫والكرات الطولية لرأس حربة وحيد‪ ،‬وحالياً لديهم عدد من‬ ‫المهاجمين البارزين في القائمة فنجد هاري كين وراشفورد‬ ‫وستيرلينج وجيمي فاردي وجيسي لينجارد‪ ،‬بعد أن كان في‬ ‫الماضي تجد مهاجماً واحداً في تشكيلة المنتخب‪ ،‬وبشكل‬ ‫عام المنتخب اإلنجليزي كان أفضل في هذه البطولة من‬ ‫سنوات كثيرة ماضية‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫كيف تقيم مشاركــة المنتخبـــات العربيـــة في‬ ‫البطولة؟‬ ‫بداية ال يمكن أن نحكم عليهم جميعاً في إجابة‬ ‫واحدة‪ ،‬ولكن يجب الوقوف عند كل منتخب‪ ،‬فمصر عانت‬ ‫من عدم االستعداد الجيد للبطولة والتخبط اإلداري وهو‬ ‫ما نتج عنه مشكالت كثيرة‪ ،‬وفكر كوبر العقيم‪ ،‬ووضح أنه‬ ‫ال يوجد تنظيم بدليل أنه اصطحب ‪ 35‬العباً قبل البطولة‬ ‫بأسبوعين فقط‪ ،‬كما أن كوبر لم يصنع البديل المميز في‬ ‫المنتخب وكانت رؤيته وتغييراته في كل المباريات محفوظة‬ ‫وممثلة في رمضان صبحي وعمرو وردة وكهربا‪ ،‬ولم يدرس‬ ‫خصومه جيداً‪ ،‬كما أن سعد سمير كان يجب أن يلعب بجوار‬ ‫أحمد حجازي وليس علي جبر البعيد عن المشاركة منذ ‪4‬‬ ‫شهور قبل البطولة‪ ،‬وشيكاباال أيضًا كان يجب أن يكون‬ ‫له دور‪ .‬أما السعودية‪ ،‬فصدمت بحمى البداية أمام روسيا‬ ‫فسقطت بخمسة أهداف‪ ،‬وبعد ذلك ارتفع مستواهم في‬ ‫البطولة ونظموا صفوفهم‪ ،‬كما أن أوروجواى لعبت المباراة‬ ‫أمامهم على قدر المطلوب ففازت بهدف‪ ،‬وكان للسعودية‬ ‫هدف واضح في مباراة مصر وهو عدم الخسارة ونجحوا في‬ ‫تحقيقه وخطفوا هدفاً في الثانية األخيرة‪.‬‬ ‫المغرب‪ ،‬كانـــت األفضـــل بين المنتخبات العربيـــة‬ ‫وتواجدت في مجموعة موت‪ ،‬ورفعت رأس العرب‪ ،‬وكان‬ ‫بإمكانهم التأهل لو حالفهم بعض الحظ‪ ،‬كما أن رينارد‬ ‫صنع منتخباً رائعاً جدير باالحترام‪ ،‬وخاصة إمرابط الذي كان‬ ‫ظاهرة وتألق رغم تغيير مركزه إلى الظهير‪ .‬وأخيراً منتخب‬ ‫تونس‪ ،‬فلم يظهر بصورة جيدة ولم يقدموا ما يؤكد أنهم‬ ‫المنتخب األعلى تصنيفاً في أفريقيا وعلى العرب‪.‬‬

‫سر رفض زيدان قيادة مرحلة التغيير‬ ‫بريال مدريد‬

‫كشفت تقارير صحفية إسبانية‪ ،‬أن الفرنسي زين الدين زيدان‪،‬‬ ‫المدرب السابق لريال مدريد‪ ،‬رفض االستمرار في مهمته مع الفريق‬ ‫وقيادة مرحلة التغيير‪ ،‬مضحيا بالحصول على ‪ 24‬مليون يورو خالل‬ ‫الموسمين المقبلين‪ .‬وذكرت صحيفة «ماركا»‪ ،‬أن زيدان كان يعلم‬ ‫تفاصيل أزمة كريستيانورونالدو‪ ،‬العب الفريق السابق‪ ،‬وكان يؤمن‬ ‫بأن الفريق بحاجة للتغيير على جميع األصعدة لكن عالقته بالالعبين‬ ‫منعته من أن يقود هذا التغيير‪ .‬وأكدت أن زيدان كالعب ضحى بـ‬ ‫‪ 6‬ماليين يورو عند اعتزاله‪ ،‬مشيرة إلى أن زيدان يتخذ قراراته بناء‬ ‫على الظروف المحيطة له وال يتمسك باألموال‪ .‬وأشارت إن فلورينتينو‬ ‫بيريز‪ ،‬رئيس النادي‪ ،‬حاول إقناع زيدان بتغيير قراره بالبقاء مع الفريق‬ ‫ولو لموسم واحد على األقل‪ ،‬لكن المدرب الفرنسي كان قد اتخذ‬ ‫قراره النهائي‪ .‬وختمت بأن قرار زيدان كان بعد تفكير عميق دون النظر‬ ‫لألموال‪ ،‬مشيرة إلى أنه يرغب في االبتعاد عن كرة القدم‪ ،‬وأخذ راحة قبل العودة مرة أخرى‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪950‬‬

‫تكريم الشعباوي قيدوم اإلعالميين بطنجة‬ ‫في مهرجان طنجة الكبرى الدولي الخامس‬ ‫للميني باسكيط‬ ‫عـــرف مهرجان طنجة‬ ‫الكبـــرى الدولي الخامس‬ ‫للمينـي باسكيـــط الذي‬ ‫ينظمه اتحاد طنجــة لكرة‬ ‫السلة تكريــــم اإلعالمي‪،‬‬ ‫األستــــاذ عبـــد الســــالم‬ ‫الشعباوي احـــد الفعاليات‬ ‫البارزة في الحقـل العالمي‪،‬‬ ‫الجمــعــوي‪ ،‬السياســـي‪،‬‬ ‫النقابي و الرياضي‪ ،‬تقديرا‬ ‫واعترافا له بمساره الحافلن‬ ‫و نضاالته المتميزة في‬ ‫مختلف المجــاالت‪ .‬وسلــم‬ ‫له عبد الواحد بولعـيـش‪،‬‬ ‫رئيس الجمعية المنظمة‪ ،‬الهديـــة التقديرية التي عبارة‬ ‫عن لوحة زيتية تحمل صورته الشخصية من إبداع الفنان‬ ‫التشكيلي محمد بن مسعــــود‪ .‬وتم التكريم بعد نهاية‬ ‫الندوة العلمية المنظمة ضمن فعاليات المهرجان حول‬ ‫موضوع‪»:‬التسيير الجمعوي والتدبير المقاوالتي‪...‬نموذج‬ ‫الشركات الرياضية»‪ ،‬تزامنا مع ألزامية تطبيق القانون‬ ‫الجاري به العمل لوضع آليات الرياضة الوطنية فوق سكنها‬ ‫الصحيحة‪ ،‬حيث قدم األستاذ المحاضر الخبير في التشريع‬ ‫الرياضي‪ ،‬يحيى سعيدي شروحات مستفيضة حول أبعاد‬ ‫ومضامين وأبجديات مفاهيم الشركة الرياضية وفق القانون‬ ‫‪ 30/09‬المتعلق بالتربية البدنية والرياضة‪ .‬قبل أن يتطرق‬ ‫الدكتور واألستــاذ الباحـــث عبد الرحيم غريب لموضوع‬ ‫االستثمار الرياضي و الصعوبات التي تعيق نجاحه وتطبيقه‬

‫مما يخيـــف المستثمرين‬ ‫ويحــول دون حماسهـــم‬ ‫لالستثمار في الرياضـــة‪.‬‬ ‫واختتمت الندوة بتقديم‬ ‫خالصات واستنتاجات حول‬ ‫موضوعها‪ .‬وتم بعد ذلك‬ ‫تقديــم تذكـــارات شرفية‬ ‫وشواهد المشاركــــة على‬ ‫المشاركين في الندوة‪.‬‬ ‫يذكر أن المهرجــــان‬ ‫شهـــد أنشطـــة موازيــة‬ ‫بتنظيـــم الدورة التدريبية‬ ‫لمدربي المينــي باسكيط‬ ‫التي أشرف على تأطيرها خليل الرواس‪ ،‬اإلطار الوطني‬ ‫والخبير المعتمد لدى االتحاد الدولي لكرة السلة‪ ،‬محورها‬ ‫«االلعاب و التمارين الدفاعية و الهجومية لدى ناشئة أقل‬ ‫من ‪ 10‬سنوات»‪ ،‬ثم الدوري الدولي لفئة أقل من ‪ 12‬سنة‬ ‫وملتقى مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة‪ .‬واختتم المهرجان‬ ‫الدولي الخامس بتنظيم حفل ختام تخللته نغمات ولوحات‬ ‫فنية اشرفت عليها جمعية اشبال طنجة‪ ،‬ثم توزيع الكؤوس‬ ‫و الميداليات و التذكارات الشرفية‪ ،‬إضافة إلى شواهد‬ ‫المشاركة ‪.‬كما ميز حفل الختام تكريم عدة فعاليات‪ ،‬و على‬ ‫رأسها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫الذي تسلم التذكار نيابة عنه ممثله في الدوري من رئيس‬ ‫إتحاد طنجة لكرة السلة‪.‬‬

‫الجامعة تحدد موعد جمعها العام وانطالق البطولة‬ ‫ولجنة األخالقيات تصدر قرارات جديدة‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار‬

‫المـــونديـال‬ ‫المونديال يظهر وجها جديدا لروسيا‬ ‫فتحت بطولة كأس العالم‪ ،‬أعين النادلة الروسية لينا تيخوميروفا على ثقافات‬ ‫متعددة‪ ،‬ويدفعها الفضول اآلن لمعرفة المزيد‪ ،‬واإلقامة في الخارج‪ .‬وقالت لينا‪،‬‬ ‫البالغة من العمر ‪ 21‬عاما «أحب روسيا وأحب (مدينة) نيجني نوفجورود‪ ،‬لكن أود‬ ‫أن أقابل أشخاصا من جنسيات أخرى‪ ،‬والدراسة في بلد آخر‪ ،‬فهذا سيكون أمرا رائعا‬ ‫للغاية»‪ .‬وقبل كأس العالم‪ ،‬كانت الحياة اليومية في روسيا تتسم بنظرات متجهمة‪،‬‬ ‫وجمود داخل المطاعم والمقاهي‪ ،‬والفتات شوارع غير مفيدة‪ ،‬وقليال ما كان السكان‬ ‫يبتسمون في األماكن العامة‪ ،‬أو يتحدثون إلى األجانب‪ .‬و لم تكن الشرطة متعاونة‬ ‫في معظم األحيان‪ ،‬وارتبط وجودها بإيقاف العمال المهاجرين لفحص أوراقهم‪ ،‬أو‬ ‫تغريم السكان على عبور الشوارع في المناطق الخطأ‪ .‬و تغير كل ذلك خالل نهائيات‬ ‫كأس العالم‪ ،‬فقد تفاخر الروس باحتفال حشود من المشجعين األجانب في الشوارع‪،‬‬ ‫وسط مناخ منفتح دون تدخل الشرطة‪ ،‬في ‪ 11‬مدينة استضافت المباريات‪ .‬و قالت‬ ‫لينا «لقد غير (كأس العالم) الكثير في حياتي‪ ،‬وغير سلوكي مع األجانب‪ ..‬يبدو لي أن‬ ‫المدينة تغيرت أيضا‪ ،‬هذا المكان أصبح أكثر مرحا اآلن»‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬اتسمت‬ ‫الشرطة في نهائيات كأس العالم بالرفق‪ ،‬مع سعي السلطات إلظهار روسيا كمكان‬ ‫آمن ومنفتح‪ ،‬و مضياف أمام المشجعين األجانب‪ .‬ووجد بعض النشطاء الحقوقيين‪،‬‬ ‫الذين عارضوا من قبل استضافة روسيا للنهائيات‪ ،‬أنفسهم أمام وضع مختلف‪،‬‬ ‫وأثنوا على ما وصفوه بـ»أسلوب لين» من قبل الشرطة‪ .‬وقالت سفتالنا جانوشينكا‪،‬‬ ‫المحامية المتخصصة في شؤون المهاجرين والالجئين «كنت ضد إقامة كأس العالم‬ ‫هنا‪ ،‬واآلن أرى قدر االحتفاالت‪ ،‬ولذلك أعتقد أنه (استضافة روسيا للبطولة) أمر طيب»‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫رئيس االتحاد األرجنتيني يرفض حسم مصير سامباولي‬ ‫قال رئيس االتحاد األرجنتيني‪ ،‬كالوديو تابيا‪،‬إن خورخي سامباولي «لديه عقد»‬ ‫كمدرب للمنتخب الوطني‪ ،‬متجنبا التطرق إلى استمرار األخير في منصبه‪ ،‬عقب‬ ‫اإلقصاء من ثمن نهائي مونديال روسيا‪ .‬بالمثل‪ ،‬لم يرغب تابيا في الحديث حول‬ ‫وجود سامباولي في قيادة منتخب الناشئين تحت ‪ 20‬عاما في بطولة اللكوديا‬ ‫بمدينة فالنسيا اإلسبانية‪ ،‬والتي ستجرى خالل الفترة بين ‪ 28‬يوليو الجاري والثامن‬ ‫من غشت المقبل‪ .‬وبسؤاله حول مستقبل سامباولي‪ ،‬اكتفى تابيا بالقول إن «لديه‬ ‫عقد» وإنه «مدرب المنتخب الوطني»‪ .‬جدير بالذكر أن تابيا كان له تصريح طبق‬ ‫األصل في أبريل ‪ ، 2017‬قبل أيام من االستغناء عن خدمات المدرب السابق إدجاردو‬ ‫باوزا‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬ ‫في اجتماع عقده المكتب المديري للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء االثنين ‪ 9‬يوليوز ‪ 2018‬بمقر‬ ‫الجامعة بالرباط‪ ،‬ترأسه فوزي لقجع‪ ،‬تقرر تحديد يوم ‪15‬‬ ‫شتنبر ‪ 2018‬موعدا الجراء الجمع العام العادي للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬كما تقرر عقد اجتماع‬ ‫الجامعة مع المدير التقني الوطني خالل األيام المقبلة‬ ‫لتقييم حصيلة عمل اإلدارة التقنية في الفترة السابقة‪.‬‬ ‫و المصادقة على مقترحات العصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫لكرة القدم االحترافية والمتعلقة بانطالق البطولة الوطنية‬ ‫للموسم الرياضي ‪ 2018/2019‬ابتداء من يوم ‪ 25‬غشت‬ ‫‪ . 2018‬كما تقرر توقف البطولة لمدة ‪ 10‬أيام بعد نهاية‬ ‫مرحلة الذهاب‪ ،‬على أن تكون نهاية البطولة الوطنية قبل‬ ‫‪ 15‬ماي ‪ .2019‬كما تقرر إجراء مقابالت كأس العرش بنظام‬ ‫المباراة الواحدة الفاصلة‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع‪،‬أندية البطولة االحترافيـة إلى عقد‬ ‫جموعها العامة قبل ‪ 15‬غشت ‪ ، 2018‬وفي حال عدم‬ ‫التزامها بذلك ستحرم من منحتها السنوية‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫مالئمة قوانينها مع قانون التربية البدنية ‪ 09/ 30‬مع‬ ‫ضرورة خلق شركات رياضية‪ .‬وتمت كذلك المصادقة على‬ ‫مقترحات العصبة الوطنية لكرة القدم لكرة القدم هواة‬ ‫والمتعلقة بالبرنامج العام للبطولة في مختلف مستوياتها‬ ‫وإعالن انطالقها يوم ‪ 23‬شتنبر ‪ .2018‬وفي ختام هذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬تداول المكتب المديري للجامعــة‪ ،‬موضـــوع‬ ‫التحكيم حيث تم الوقوف على مشروع قانون الحكـــم‬

‫والمصادقة عليه‪ .‬إلى جانب تأكيد مشاركة فريقي الرجاء‬ ‫والوداد الرياضيين في منافسات دوري أبطال العرب‪.‬‬ ‫وفي موضوع آخر‪ ،‬اجتمعت لجنة ألخالقيات التابعة‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وأصدرت مجموعة‬ ‫من القرارات ‪ ،‬حيث أوقفت توقيف الرباب عيالل‪ ،‬الكاتبة‬ ‫اإلدارية للنادي البلدي النسوي لكرة القدم العيون‪ ،‬لمدة‬ ‫سنة نافذة عن مزاولة أي نشاط كروي‪ ،‬لما قامت به من‬ ‫سب وقدف ومحاولة العنف قبل وأثناء المباراة التي جمعت‬ ‫بين فريقها ونادي الجيش الملكي‪ ،‬يوم ‪ 5‬ماي ‪2018‬‬ ‫بملعب سيدينا بلخير بمدينة أكادير‪ ،‬مع تهديدها لالعبات‬ ‫نادي الجيش الملكي بمنعهن من مغادرة الملعب‪ .‬مع حفظ‬ ‫القضية في حق السيدة خديجة إيال‪ ،‬أمينة مال والرئيسة‬ ‫المنتدبة للنادي البلدي النسوي لكرة القدم العيون‪ ،‬لعدم‬ ‫وجود األدلة‪.‬‬ ‫كما قررت اللجنة حفظ القضية التي رفعها اتحاد طنجة‬ ‫ضد نادي اولمبيك خريبكة‪ ،‬لعدم وجود أدلة اإلثبات بما‬ ‫جاء في الشكاية التي رفعها بخصوص تعرض العبه ثيون‬ ‫أسينو لهتافات عنصرية من طرف جماهير فريق أولمبيك‬ ‫خريبكة‪ .‬وحفظ القضية التي رفعها كل من فريقي شباب‬ ‫أصيال ونادي أمل الحاجب ضد كل من فريقي شباب وداد‬ ‫طنجة ونادي نهضة تاوريرت لعدم وجود األدلة‪ .‬ثم حفظ‬ ‫القضية التي رفعها نادي االتحاد الرياضي أليت ملول ضد‬ ‫كل من فريقي نجم الشباب البيضاوي واتحاد تمارة لعدم‬ ‫وجود األدلة‪.‬‬

‫بوعالم يجاور فجر في خطافي خالل الموسم الجديد‬ ‫بعد الالعب الدولي فيصل فجر‪ ،‬تعاقد نادي خيطافي يوم‬ ‫الجمعة الماضي مع العب مغربي آخر‪ ،‬أيوب بوعالم‪ 20( ،‬سنة)‪،‬‬ ‫العب وسط ميدان‪ ،‬الذي وقع بصفة رسمية في كشوفات النادي‬ ‫يوم الجمعة الماضي‪ .‬وتكون بوعالم‪ ،‬من مواليد الدار البيضاء‬ ‫سنة ‪ ،1998‬بأكاديمية برشلونة «المعروفة ب»الماسيا» التي‬ ‫أنجبت نجوما من حجم ميسي‪ ،‬غنيستا‪ ،‬تشابي‪ ،‬بوسكيط‪،‬‬ ‫وآخرون‪ .‬بعدها التحق بنادي بورتو البرتغالي الذي لعب له‬ ‫بفئة الشباب‪ ،‬قبل أن يعود مجددا للدوري اإلسباني ليلعب لرايو‬ ‫ماداجاهوندا بالقسم الثاني حرف باء‪ ،‬وخاض معه مسيرة موفقة‬ ‫خالل الموسم المنتهي توجت بالصعود إلى الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫وسجل معه هدفين في ‪ 31‬مباراة شارك فيها خالل الموسم‪،‬‬ ‫‪ 29‬منها أساسيا‪.‬‬

‫آلي يقدم وعدا لجمهور إنجلترا عقب توديع المونديال‬ ‫قدم الالعب الدولي اإلنجليزي‪ ،‬ديلي آلي‪ ،‬وعدا لجماهير إنجلترا‪ ،‬عقب الخروج من‬ ‫المنافسة على لقب كأس العالم‪ ،‬إثر الخسارة أمام كرواتيا بنتيجة (‪ )1-2‬في الدور نصف‬ ‫النهائي‪ .‬وقال آلي في رسالة عبر حسابه على موقع التواصل االجتماعي‪« ‬تويتر»‪:‬‬ ‫«حزين لعدم التأهل إلى نهائي كأس العالم‪ ،‬لم أشعر بهذا من قبل خالل مسيرتي»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬أشعر بخيبة أمل ألننا لم نمنح مشجعي إنجلترا فرصة مشاهدة المنتخب‬ ‫في النهائي‪ ،‬إنه شرف كبير لي أن أمثل بلدي في هذه البطولة وذكرى سأحملها‬ ‫طوال حياتي»‪ .‬واختتم‪« :‬أشكر الجميع على الدعم والتشجيع طوال البطولة‪ ،‬إنه‬ ‫أمر ال يصدق‪ ،‬لكنني أؤمن أن هذا الفريق لديه مستقبل وسيقود إنجلترا مرة أخرى‬ ‫للمنافسة في البطوالت الكبرى»‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الم ينصح لوف بتطبيق أسلوب أكثر حزما‬ ‫طالب فيليب الم‪ ،‬قائد المنتخب األلماني الفائز ببطولة كأس العالم ‪،2014‬‬ ‫يواكيم لوف مدرب الماكينات بضرورة تغيير أسلوب قيادته للفريق‪ .‬وكتب الم في‬ ‫مقال له بموقع (لينكيدين دوت كوم) األلماني اإللكتروني‪»،‬ينبغي عليه أن يرسخ‬ ‫ثقافة أكثر حزما‪ ،‬واتخاذ قرارات أكثر وضوحا مما اعتاد عليه»‪ .‬وتحدث الم عن الجدل‬ ‫الدائر فيما يتعلق بالصور التي التقطت لالعبي خط الوسط مسعود أوزيل وإيلكاي‬ ‫جوندوجان‪ ،‬وهما من جذور تركية‪ ،‬مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر‬ ‫مايو الماضي‪ .‬وقال الم إنه يجب إبالغ الالعبين بوضوح بضرورة تبرير موقفهما‬ ‫في العلن‪ .‬وكان العب بايرن ميونخ األلماني السابق‪ 34 ،‬عاما‪ ،‬طالب هذا األسبوع‬ ‫أيضا بدراسة أسباب إخفاق المنتخب األلماني في بطولة كأس العالم‪ ،‬وكذلك‬ ‫كيفية التعامل في قضية أوزيل ‪ /‬جوندوجان‪ ،‬لكنه دعا لوضع قواعد واضحة لالعبين‬ ‫األلمان‪ .‬وصرح الم لصحيفة‪( ‬دي تسايت)‪ ‬األسبوعية األلمانية «ينبغي القيام بذلك‪،‬‬ ‫ستكون هذه هي الطريقة الصحيحة للعمل»‪ .‬وانتقد راينهارد جريندل‪ ،‬رئيس اتحاد‬ ‫الكرة األلماني‪ ،‬اجتماع أوزيل وجوندوجان مع أردوغان‪ ،‬حيث قال إن الالعبين «سمحا‬ ‫ألنفسهما أن يساء استخدامهما» في الحملة االنتخابية ألردوغان‪ .‬ورافق هذا الجدل‬ ‫النتائج المخيبة للمنتخب األلماني في المونديال الروسي‪ ،‬الذي شهد خروج منتخب‬ ‫الماكينات من الدور األول للمرة األولى منذ ‪ 80‬عاما‪ ،‬حيث إن وداعه المبكر لكأس‬ ‫العالم يشكل قضية رئيسية لدى األوساط األلمانية حتى اآلن‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫العدد ‪950‬‬ ‫األخيرة‬ ‫اجتماع لجنة القيادة المشتركة التونسية المغربية‬ ‫من المدن الحاملة للريادة العالمية‬ ‫في مجال التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫شفشاون‬

‫في مجاالت التنمية المستدامة‬

‫«بيان شفشاون» للمنتدى العالمي األول للمدن الوسيطة يدعو‬ ‫إلى حوار مؤسساتي بهدف تمكين المدن الوسيطة من القيام‬ ‫بدورها كمحرك فاعل للتنمية‬ ‫ولم يكن غريبا أن تحتضن مدينة شفشاون الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث وأن ينتخب رئيس مجلسها‬ ‫البلدي محمد السفياني رئيسا لهذه الشبكة العالمية‪ ،‬التي ركزت في معظم أنشطتها على شفشاون وجوارها بل وبرمجت عددا‬ ‫من مشاريعها المستقبلية انطالقا من هذه المدينة الجميلة‪ ،‬استحضارا لوزنها التاريخي وموروثها الثقافي وإرثها الحضاري‬ ‫وموقعها الجغرافي‪ ،‬وهي مقومات تساعد على أن تقوم المدينة بدور هام وفعال في خلق أرضية مناسبة للشراكة والتبادل أفقيا‬ ‫وعموديا خدمة لقضايا التنمية والتطور في محيط األبيض المتوسط‪ ،‬وانطالقا‪ ،‬في العالم‪.‬‬ ‫وهاهي مدينة شفشاون تحتضن المنتدى العالمي األول للمدن الوسيطة‪ .‬من أجل تنزيل عدد من المخططات على‬ ‫الصعيد المحلي واإلقليمي والدولي بهدف إحداث تغييرات مجتمعية على طريق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد قالت السيدة فردوس أوسيدهوم‪ ،‬ممثلة منظمة المدن والحكومات المحلية‪ ،‬إن مدينة شفشاون تعد‬ ‫من المدن الحاملة للريادة العالمية في جانب عمل المدن‪ ،‬مشيرة إلى سعي المنتدى إلى وضع برنامج غني ومتنوع من أجل‬ ‫تحقيق التنمية المستدامة‪ .‬‬ ‫وتمهيدا لتنظيم المنتدى‪ ،‬بتعاون مع المديرية العامة للجامعات المحلية بوزارة الداخلية ووالية جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪ ,‬وعمالة إقليم شفشاون ‪ ,‬ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة والجمعية المغربية من أجل مدن‬ ‫إيكولوجية ‪ ,‬وبتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية أخرى‪ ،‬أعلن رئيس المنتدى محمد السفياني أن الهدف هو رسم رؤية جديدة‬ ‫وإعطاء دينامية جديدة لدول العالم ‪ ,‬حول التغيرات المناخية ومواجهة الكوارث واألجندة الحضرية الجديدة الهادفة جميعها‬ ‫إلى إحداث تغييرات مجتمعية مستدامة‪.‬‬ ‫ومساء الخميس ‪ 5‬يوليوز‪ ،‬افتتحت أشغال المنتدى األول للمدن الوسيطة‪ ،‬بمدينة شفشاون تحت شعار‪:‬‬ ‫«لنستشرف جميعا المستقبل الحضري بالمدن الوسيطة المدن والحكومات المحلية المت البارزة في عالم الفكر‬ ‫والثقافة والسياسة»‪.‬‬ ‫وخالل حفل االفتتاح‪ ،‬أكد رئيس جماعة شفشاون‪ ،‬ورئيس المنتدى العالمي للمدن الوسيطة‪ ،‬محمد السفياني‪ ،‬أن احتضان‬ ‫شفشاون لهذا المنتدى العالمي يكرس المكانة المتميزة للمغرب في المجتمع الدولي‪ ،‬وريادته في عدة مجاالت من قبيل المناخ‬ ‫والبيئة والتنمية المستدامة والجهوية المتقدمة والحكامة الترابية والهجرة‪.‬‬ ‫وأبرز أن المدن الوسيطة‪ ،‬بفضل مقوماتها ومؤهالتها الخاصة‪ ،‬قد تنخرط في مستقبل واعد‪ ،‬تتكامل فيه مع المدن الكبرى‬ ‫والصغرى‪ ،‬داعيا إلى ضرورة دعم المدن الوسيطة من طرف المؤسسات الدولية والحكومات المركزية لتمكينها من سبل تحقيق‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قال إن “المدن الصاعدة والوسيطة تشكل أساس كل دينامية تنموية مفيدة لإلنسان‬ ‫حاال ومستقبال”‪ ،‬وأنه “إذا كانت هذه المدن ال تملك الوسائل الموجودة لدى المدن الكبرى‪ ،‬فيستلزم أن نمكنها من األدوات‬ ‫الكفيلة برفع الحكامة الجيدة”‪ .‬وأوضح العثماني أن تمكين هذه المدن من األدوات الضرورية سيجعلها “تستفيد ألقصى درجة‬ ‫من اإلمكانات المتاحة لها‪ ،‬وسيساعدها ذلك على وضع خطط تنموية متكاملة لفائدة سكانها‪ ،‬بما في ذلك العناية بشبكة‬ ‫النقل والخدمات اللوجستيكية واالقتصاد المحلي واالجتماعي‪ ،‬إلى جانب تنمية قدرات مسؤوليها وسكانها‪ ،‬وتثمين عنصرها‬ ‫البشري‪ ،‬وإمكاناتها وثرواتها الطبيعية”‪.‬‬ ‫‪ ‬وسجل من جهة أخرى‪ ،‬أن “المدن تعيش‪ ،‬أحيانا‪ ،‬تحديات تزداد كبرا مع نموها‪ ،‬تحديات قد تكون مرتبطة باألمن أو‬ ‫التماسك االجتماعي‪ ،‬أو توفير الشغل للشباب والنساء‪ ،‬والمحافظة على أصالة المدن وثقافتها الخاصة‪ ،‬ولمستها اإلنسانية‬ ‫والمعمارية المميزة حتى تبقى مدنا ذات روح”‪ ،‬معتبرا أنه يتعين أن يبقى “المواطن واإلنسان‪ ،‬وسط كل هذه االهتمامات‪ ،‬محور‬ ‫كل شيء‪ ،‬بشكل يضمن جودة حياته واستقراره النفسي واالجتماعي ويوفر له شروط العيش المشترك الكريم داخل المدن”‪.‬‬ ‫وشدد على أن “المدن ستبقى هي الفضاءات التي تختزن الطاقات الكبرى للتنمية”‪ ،‬وأن “مستوى التمدن في العالم يتزايد‬ ‫باضطراد‪ ،‬مما يطرح عددا من التحديات أمام المسؤولين والحكومات‪ ،‬المركزية والمحلية‪ ،‬وعلى الجماعات الترابية والسلطات‬ ‫المحلية”‪ .‬‬ ‫وأكد وزير إعداد التراب الوطني‪ ،‬عبد األحد الفاسي الفهري‪ ،‬من جهته أن “المغرب دخل منذ عقود في مرحلة التمدن‬ ‫المتسارع”‪ ،‬و أن السكان الحضريين يمثلون أكثر من ‪ 60‬في المائة من سكان البلد‪ ،‬ويساهمون ب ‪ 75‬من الناتج الداخلي‬ ‫الخام‪ ،‬كما يستقطبون ما يناهز ‪ 70‬في المائة من االستثمارات‪.‬‬ ‫وأضاف الفاسي الفهري أن عدد المدن المتوسطة بالمغرب يبلغ حوالي ‪ 60‬مدينة‪ ،‬يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 50‬و ‪400‬‬ ‫ألف نسمة‪ ،‬وتضم في مجموعها ‪ 6,7‬مليون نسمة‪ ،‬أي ما يمثل ‪ 33‬في المائة من السكان الحضريين ‪ ،‬وأن هذه المدن توجد‬ ‫أساسا بالمناطق الداخلية والساحلية‪ ،‬أو على شكل مدن فلكية ببعض المدن الكبرى‪ .‬‬ ‫إيمليا سايز‪ ،‬الكاتبة العامة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة‪ ،‬أكدت أن حلم انعقاد المنتدى العالمي للمدن‬ ‫الوسيطة قد تحقق‪ ،‬معتبرة أنه مناسبة تتجه نحو المستقبل‪ ،‬فاألمر ال يتعلق بلقاء عابر‪ ،‬بل بإطالق أجندة للمدن الوسيطة‪،‬‬ ‫مؤطرة بحكامة جيدة وواعية برهان التنمية المستدامة‪ .‬‬ ‫وخالل اليوم األول من المنتدى تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة‬ ‫المدينة‪ ،‬والمديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة‪ ،‬ومنظمة المدن والحكومات‬ ‫المحلية المتحدة بإفريقيا‪ ،‬إلعداد إستراتيجية تجعل من المدن الوسيطة محركا للنمو كما تضع خريطة طريق ألجندة للتنمية‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫وتضمن «بيان شفشاون» الذي صودق عليه في ختام المنتدى العالمي األول للمدن الوسيط‪ ،‬دعوة إلى فتح‬ ‫حوار بين المدن الكبرى والوسيطة من أجل وضع برامج عالمية وخطط مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة تأخذ بعين‬ ‫االعتبار العمل الكريم وانخراط الشباب‪.‬‬ ‫ودعا البيان إلى فتح حوار شامل مع الحكومات المركزية لكي تحرص هذه األخيرة على ضمان مشاركة المدن الوسيطة أثناء‬ ‫إعداد السياسات الوطنية‪ ،‬بهدف تطوير استراتيجية وطنية للمدن الوسيطة تعزز من مؤهالتها وتدعم التضامن فيما بينها ‪،‬‬ ‫لكي تصبح جزءا ال يتجزأ من دينامية التنمية على الصعيد الوطني‪ .‬كما شدد المشاركون على أهمية االعتراف بالقيمة المواطنة‬ ‫التي تقوم على المواطنة الحضرية والمسلسل التشاركي باعتباره أداة إلدماج المجموعات الهشة وتطوير آليات لقياس مشاركة‬ ‫مختلف الفاعلين في حياة المدن وفي مسلسل اتخاذ القرار‪ ،‬مع إيالء أهمية خاصة إلى إدماج األقليات والمجتمعات الريفية‪.‬‬ ‫وأشار “بيان شفشاون” إلى أهمية االعتراف بحق المدن الوسيطة في تحديد دورها كفاعل ومحرك التنمية‪ ،‬قادر على إدماج‬ ‫وتثمين مساهمة النساء واألقليات‪ ،‬في وضع مخططات وطنية ودولية ‪ ،‬وكذا العمل على وضع مرجع للخدمات األساسية‪ ،‬محذرا‬ ‫من الضغط المتزايد على الموارد والخدمات األساسية والبنيات التحتية بالمدن الوسيطة‪ .‬كما دعا “ميثاق شفشاون” إلى اعتبار‬ ‫المجال كمنظومة مسؤولة تستعمل كآلية في مجال المحافظة على البيئة الطبيعية‪ ،‬عبر إطالق سلسلة توريد القيمة للمنتجات‬ ‫مختلف أنماط المدن الوسيطة‪ ،‬مع االعتماد على النسيج المقاوالتي المحلي‪ ،‬إلى جانب الحفاظ وتثمين الثقافة المجالية‪.‬‬ ‫كما توقف المشاركون عند أهمية تطوير مفهوم “المدينة الوسيطة للمناخ”‪ ،‬حيث أن تدبير هذا النوع من المدن في مجال‬ ‫مكافحة التغيرات المناخية يتعين أن يقوم على “المعرفة المحلية”‪ ،‬وهو ما سيمكن من التحرك على المستوى اإلنساني وتحرير‬ ‫مؤهالت التنمية المستدامة بكوكب األرض‪ ،‬وتطوير مفهوم “الصندوق األخضر للمدن الوسيطة”‪ ،‬والذي يمكن استعماله‬ ‫لدعم التنوع اإلحيائي الطبيعي ومعالجة النباتات األصيلة وضمان الشفافية في تدبير الموارد الطبيعية وضمان االنتقال البيئي‪.‬‬ ‫وهكذا تعطي مدينة شفشاون درسا بليغا لمخططي مشاريع التنمية ‪ ،‬أن تحقيق األهداف‪ ،‬مهما كانت أهميتها وكلفتها‪،‬‬ ‫يتوقف على إرادة اإلنسان وطموحه وعبقريته وانخراطه الكلي في العمل واالبتكار‪ ،‬وأنه أمام « إرادة الحياة» ال يصمد أي عائق‬ ‫ماديا كان أو معنويا‪.‬‬ ‫وهاهي شفشاون‪ ،‬بصغر حجمها المادي وضعف إمكاناتها ‪ ،‬تنجح في مجاورة ومجاراة كبريات المدن العالمية‪ ،‬وتفوز‬ ‫بريادة مشاريع تنموية تعجز عنها ميتروبوالت بوزن كبير في اإلقتصاد العالمي‪.‬‬ ‫هنيئا لشفشاون ومجلسها البلدي النشيط‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫توسيع حركية الطلبة في االتجاهين‬ ‫انطالقا من الموسم القادم‬

‫في إطار التعاون القائم بين البلدين‪،‬‬ ‫الشقيقين‪ ،‬وبحضور وزير التعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي التونسي‪ ،‬وكاتب الدولة في التعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي المغربي‪ ،‬والسيدة‬ ‫سفيرة المغرب بتونس‪ ،‬وعدد من رؤساء‬ ‫الجامعات والمدراء المكلفين بالبحث والتعاون‬ ‫من البلدين‪ ،‬احتضنت العاصمة التونسية‬ ‫يومي الثالثاء ‪ 10‬و‪ 11‬يوليوز الجاري‪ ،‬اجتماع‬ ‫لجنة القيادة المشتركة التونسية المغربية‬ ‫في مجال التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬تميز‬ ‫بتوقيع اتفاقية للتعاون في مجال التعليم العالي‬ ‫والبحثالعلمي‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء‪ ،‬تدارس الجانبان‪،‬‬ ‫المغربي والتونسي‪ ،‬سبل تبادل الخبرات‬ ‫على صعيد األساتذة الباحثين والطلبة ودعم‬ ‫التكوين المستمر بالنسبة للموظفين‪ ،‬كما‬ ‫تم االتفاق على عقد لقاء بين ندوتي رؤساء‬ ‫الجامعات بمدينة أكادير يومي ‪7‬و‪ 8‬دجنبر‬ ‫‪ ،2018‬يكون من أهم محاوره التنسيق بوجه‬

‫ِ‬

‫خاص للمشاركة في طلبات العروض الدولية‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة للعمل من أجل بعث‬ ‫مخابر بحث مشتركة وإطالق اإلشراف المشترك‬ ‫على الدكتوراه والتشبيك من أجل المشاركة في‬ ‫البرامج الدولية‪ ،‬وتعزيز تبادل تسجيل الطلبة‬ ‫في البلدين ورفع عدد المنح والمقاعد ليصل‬ ‫إلى ‪ 100‬بدل ‪ 70‬الذي كان معموال به‪ .‬إضافة‬ ‫إلى أن اللقاء كان فرصة لتناول السبل الكفيلة‬ ‫لتوسيع حركية الطلبة في االتجاهين انطالقا‬ ‫من الموسم القادم ودعم التقارب بين هياكل‬ ‫البحث والتشبيك والتنظيم الثنائي لتظاهرات‬ ‫علمية في البلدين وكذا التأطير المشترك‬ ‫المزدوج للبحوث‪.‬‬ ‫يشار؛ إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد لقاء‬ ‫الرباط (دجنبر ‪ )2017‬وتوقيع اتفاقية تجديد‬ ‫سبل التعاون مع تخصيص الدعم لهذه اإلقالعة‬ ‫الجديدة‪.‬‬

‫إصدار جديد‬

‫للباحث عبد الباقي التم�سماين‬

‫من تعاليم الوحي الشريف والسنة النبوية الشريفة ومن‬ ‫أفكار وآراء ونظريات السادة ‪:‬‬ ‫ـ علماء الدين‬ ‫ـ فقهاء الفقه والتفسير‬ ‫ـ أساتذة علم التاريخ وفن السياسة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.