Achamal n° 951 le 24 Juillet 2018

Page 1

‫معرض الصناعة التقليدية بالعرائش‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 951‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 10‬ذو القعدة ‪� 24 / 1439‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫افتتح األسبوع الماضي معرض‬ ‫الصناعة التقليدية بالعرائش الذي‬ ‫يشارك فيه حرفيون من مختلف جهات‬ ‫المغرب بمنتوجات في النقـــش على‬ ‫الخشب والخشـــب المطعـم والنسيج‬ ‫والحياكة والزرابـــي والجلـد والفخار‬ ‫وتطويع الحديـد والنحاس‪ ،‬والجبس‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلى بعـــض المنتجــــات‬ ‫التضامنية‬ ‫الوزير محمـــد ساجــد أبـــرز‬ ‫بالمناسبــة‪ ،‬أن هذه المعارض تمكن‬ ‫الزوار من «اكتشـــاف مهارات الصانع‬ ‫المغربي والمؤهالت التي تزخر بها الصناعة التقليدية‪ ،‬مشيدا بدور قطاع الصناعة التقليدية‪ ،‬الذي يعتبر من بين‬ ‫أكبر القطاعات المشغلة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أوضح محمد الحميدي‪ ،‬رئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بطنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫المنظمة للمعرض‪ ،‬أن هذا التظاهرة تندرج ضمن سلسلة من المعارض المنظمة بتعاون مع دار الصانع‪ ،‬ويتعلق‬ ‫األمر بمعارض العرائش وقصر المجاز (‪ 27‬يوليوز) وواد الو (‪ 4‬غشت) والحسيمة (‪ 29‬يوليوز) ووزان (نونبر)‪ ،‬إلى جانب‬ ‫معرضين إقليميين بطنجة وشفشاون‪.‬‬

‫الذكرى ‪ 97‬لمعركة أنوال المجيدة‬ ‫‪ 17‬يوليوز ‪1921‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪EL DESASTRE DE ANUAL‬‬

‫«الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب ألنه ال يتوقف حتى النصر‬ ‫انتصار الحرية في أي مكان انتصار لنا‬ ‫ليس في قضية الحرية حل وسط‬ ‫سالح المجاهدين ينتزع من العدوّ‪ ،‬يقتل به العدوّ ويحرم منه»‪.‬‬

‫أقوال مشهودة لألمير محمد عبد الكريم الخطابي‬

‫حلت على المغرب‪ ،‬منذ ثالثة أيام‪ ،‬ذكرى‬ ‫من أعظم ذكريات الوطنية المغربية‪ ،‬ذكرى‬ ‫معركة أنوال المجيدة التي قادها األمير‬ ‫محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬والتي توثق‬ ‫لحدث تاريخي فريد في تاريخ كفاح الشعوب‬ ‫ضد الغزو اإلمبريالي الصليبي األوروبي‪،‬‬ ‫يوم تحالفت قوى دولتين أوروبيتين‬ ‫عظيمتين لتحطيم شوكة اإلمبراطورية‬ ‫المغربية‪ ،‬وتفتيتها واستعمارها واستعبادها‬ ‫واالستيالء على خيراتها ‪ ،‬بعد أن انبطحت‬ ‫سلطات فاس أمام القنصل الفرنسي «رينيو»‬ ‫الذي انتزع اعتراف المغرب بالحماية الفرنسية‬ ‫على كافة التراب الوطني‪ ،‬و «تكرم» على‬ ‫إسبانيا بمنطقة الشمال «الغير النافع» في‬ ‫نظر االستعمار الفرنسي‪ ،‬وما كان بحسبان‬ ‫جنراالت وقوات اإلسبان المحتلين للريف‬ ‫والدول الداعمة لهم‪ ،‬أن أهل الريف األشاوس‪،‬‬ ‫سوف يلحقون بهم أكبر الهزائم العسكرية‬ ‫ويكبدانهم خسارات جسيمة في العتاد‬ ‫واألرواح‪ ،‬ويمرغون في التراب راية وكبرياء‬ ‫فرنسا وإسبانيا معا‪ ،‬ودوال أوروبية أخرى‬ ‫كألمانيا‪ ،‬ساهمت في قتال الريف ووضعت‬ ‫تحت تصرف القوات اإلسبانية الغازات السامة‪،‬‬ ‫ودعم الطيران العسكري لمحاولة القضاء على‬ ‫ثورة الريف المجيدة‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫أخنوش يؤكد مواصلته لمهامه كرئيس للحزب‬ ‫ويضرب موعدا في انتخابات ‪2021‬‬

‫في رسالة ال تخلو من دالالت‪ ،‬قطع عزيز‬ ‫أخنوش‪ ،‬رئيس حزب التجمع الوطني لألحرار‪،‬‬ ‫الشك باليقين‪ ،‬معلنا أنه سيواصل مهامه‬ ‫كرئيس للحزب‪ ،‬وأنه ليس هناك من سيزحزحه‬ ‫عن مسؤوليته‪ ،‬وأنه سيظل ملتزما مع قواعد‬ ‫الحزب بمواصلة مسار البناء‪ ،‬ضاربا الموعد في‬ ‫‪ ،2021‬في إشارة إلى ثقته في تحقيق نتائج‬ ‫إيجابية خالل االستحقاقات التشريعية المقبلة‪.‬‬ ‫وأضاف أخنوش‪ ،‬الذي كان يتحدث إلى‬ ‫مناضلي حزبه عقب اجتماع للمكتب السياسي‬ ‫انعقد يوم السبت المنصرم بطنجة‪ ،‬بمناسبة‬ ‫افتتاح مقر التجمع الوطني لألحرار بمدينة‬ ‫البوغاز‪ ،‬أن الحزب لن يلتفت للمشوشين‪ ،‬وأنه‬ ‫سيعمل على تنزيل تصوراته لمعالجة المشاكل‬ ‫الكبرى للمغرب‪ ،‬وفي مقدمتها التشغيل‪ ،‬وبناء‬ ‫االقتصاد الوطني على أسس قوية‪ ،‬مشددا على‬ ‫أن التجمع يتوفر على طاقات وكفاءات قادرة‬ ‫على تحمل المسؤولية‪ ،‬وخدمة المصالح العليا‬ ‫للبلد‪.‬‬

‫تصريحـــات أخنـوش اعتبرهــا البعـــض‬ ‫رسالة لكل الذين كانوا يراهنون على مغادرة‬ ‫أخنوش لسفينة التجمع الوطني لألحرار بعد‬ ‫حملة المقاطعة التي استهدفت شركته لتوزيع‬

‫المحروقات‪ ،‬كما أنها أول تصريح رسمي بعد‬ ‫واقعة فبركة وقفة لرفع الشعارات ضده في‬ ‫حضرة الملك محمد السادس خالل تدشينات‬ ‫ملكية بطنجة‪.‬‬

‫تتويج الفوج الثالث لطلبة ماستر المهن القانونية‬ ‫والقضائية بكلية الحقوق بطنجة‬

‫‪2‬‬

‫تطوان انعقاد الدورة العاشرة‬ ‫للجامعة الصيفية‬

‫انطلقت األسبوع الماضي بمقر جامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان أشغال الدورة‬ ‫العاشرة للجامعات الصيفية التي تنظمها‬ ‫الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج وشؤون الهجرة‪ ،‬بشراكة مع مجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة وجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪.‬‬ ‫الدورة العاشرة للجامعة الصيفية اشتملت‬ ‫على عقد عــدة ندوات وورشات‪ ،‬إلى جانـــب‬ ‫زيارات ميدانية إلى عــدد من المواقــع بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية لهذا اللقاء تميزت‬ ‫بالكلمة التي ألقاها الوزير المكلف بالمغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد‬ ‫الكريم بنعتيق ‪ ،‬أكد أن دورة هذه السنة تأتي‬ ‫كترجمة فعلية وعملية على أرض الواقع من‬ ‫طرف الوزارة الوصية لالهتمام الكبير الذي‬ ‫يوليه صاحب الجاللة لمغاربة العالم‪ ،‬وكذلك‬ ‫تفعيال لرؤية استراتيجية تعتمد إعطاء موقع‬ ‫استثنائي أساسي لمغاربة العالم‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫الجامعات الصيفية هي لحظة تأطير وتواصل‬ ‫الهدف منها توطيد الروابط بين شباب‬ ‫المهجر والوطن األم‪ ،‬للتأكيد أن هؤالء الشباب‬ ‫المقيمين بالخارج‪ ،‬يعتبرون من بين تحديات‬ ‫المستقبل وركائزها األساسية‪.‬‬ ‫أما رئيس جامعة عبد المالك السعدي‬ ‫حديفة أمزيان فقد أكد أن الجامعات الصيفية‪،‬‬ ‫كانــت ومــا تــزال وستبقـــى‪ ،‬بالنسبة إلى‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي في صلب وقلب‬

‫اهتماماتها‪ ،‬بل وعلى رأس قائمة أجندتها‬ ‫السنوية‪ ،‬لما لها‪ ،‬على المديين المتوسط‬ ‫والبعيد‪ ،‬من بالغ األثر في تجسيد وترسيخ‬ ‫قيم الترابط والتماسك بين أبنائنا وبناتنا في‬ ‫المهجر‪ ،‬وبين وطنهم األم المغرب‪ .‬فضال عن‬ ‫أن هذه الجامعات الصيفية؛ تشكل في العمق‬ ‫أحد أوجه ومالمح تنزيل وتفعيل التوجيهات‬ ‫الملكية السامية‪ ،‬التي ما فتئ يدعو جاللة‬ ‫الملك محمد السادس‪ ،‬إلى االهتمام الفعلي‪،‬‬ ‫والميداني بهذه الشريحة من مواطنينا‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن الشعارات‪ ،‬واالهتمام بقضايا الهجرة‬ ‫والمهاجرين‪ ،‬وفي مقدمتها االهتمام بما يخالج‬ ‫أبناء وبنات الجالية المغربية‪ ،‬من تساؤالت‬ ‫وأفكار وإشكـــاالت تصب كلها في رغبتهـــم‬ ‫الحثيثة والصادقة في المساهمة الفعلية في‬ ‫تحقيق اإلقالع الوطني لفائـــدة بلدهم األم‪،‬‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫و أكد رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫إلياس العماري أن الجامعــة الصيفيــة تعد‬ ‫فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الشباب‪،‬‬ ‫ترسيخا لقواعد العيش المشترك بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬مشيرا إلى أن قضايا الهجرة‬ ‫والمهاجرين‪ ،‬كانت دائما في صلب اهتمامات‬ ‫مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬والتي‬ ‫تلتزم إلى جانب شركائها بتطويرها بما من‬ ‫شأنه أن يعمل على تمثين أواصر الترابط ما‬ ‫بين أبناء الجالية في المهجر ووطنهم األم‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫الذكرى العاشرة لوفاة المرحوم‬

‫الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني‬ ‫في يوم السبت المنصرم تم عقد جلسة‬ ‫لمناقشة بحوث مجموعة من طلبة و طالبات‬ ‫ماستر المهن القانونية و القضائية لنيل شهادة‬ ‫الماستر في القانون الخاص‪.‬‬ ‫وقد شارك في مناقشة بحوث الطلبة‬ ‫ثلة من األساتذة من بينهم الدكتورة رشيدة‬ ‫أحفوض و الدكتورة سعاد الحميدي و المحامي‬ ‫محمد بونجة و الدكتور عبد الرحمان الشرقاوي‬ ‫و الدكتور أشركي أفقير عبد اهلل‪...‬‬ ‫و في نهاية هذه الجلسة التي ترأستهــا‬ ‫الدكتورة وداد العيدوني منسقة ماسترالمهن‬ ‫القانونية والقضائية قرر السادة أساتذة لجنة‬

‫المناقشة منح ميزة حسن جدا لجميع الطلبة‬ ‫الباحثين‪.‬‬ ‫وقد اختتمت الجلسة بتوزيع دروع تذكارية‬ ‫على أساتذة كلية الحقوق بطنجة واألساتذة‬ ‫الزائرين‪ .‬كما تقدم الطالب و الفنان التشكيلي‬ ‫زهير وطاش بإسم جميع طلبة الفوج الثالث‬ ‫من ماستر المهن القانونية و القضائية بتقديم‬ ‫لوحة زيتية واقعية كهدية رمزية لرئيسة‬ ‫الجلسة ومنسقة ماستر المهن القانونية‬ ‫والقضائية الدكتورة وداد العيدوني˛ و اللوحة‬ ‫عبارة عن بورتريه للدكتورة وداد العيدوني‪,‬ومن‬ ‫الصدف العجيبة أنه كان بنفس اللون الذي‬

‫ارتدته األستاذة وداد يوم المناقشة ـ لون أزرق‬ ‫سماوي ـ و كأن الحدس الفني للفنان زهير‬ ‫عكس بهذا اللون الفاتح صفاء طوية أستاذته‬ ‫الفاضلةوسموأخالقها‪.‬‬ ‫وبمناسبـة تقديـم هـذه اللوحـة تفضل‬ ‫الدكتور عبد الرحمان الشرقاوي بكلمة حب‬ ‫وتقدير في حق الفنان التشكيلي زهير وطاش˛‬ ‫وذلك بقوله‪« :‬منذ اللحظة األولى التي إلتقيت‬ ‫فيها هذا الطالب شعرت بأن لديه موهبة خارقة‬ ‫في داخله˛ واليوم تأكد لي ذلك»‪.‬فهنيئا لجميع‬ ‫الطلبة بهذا االستحقاق المشرف‪,‬واألمل في‬ ‫مستقبل مهني مشرق للجميع‪..‬‬

‫سرني اللقاء و آلمني الفراق‬

‫حرب المخدرات‬

‫رعب و «بلطجة» وإطالق نار بخميس العرائش‬ ‫تعيش منطقة خميس العرائش وما جاورها إلى حدود أصيلة‪ ،‬تحت رعب الملقب‬ ‫بـ «اقزيوة» وهو واحد من كبار «بارونات» المخدرات الذي يمارس «فرعنته» على‬ ‫المنطقة وسكانها في تحد سافر للقوانين وللسلطات المحلية ولكل من يحاول‬ ‫الوقوف في وجهه من رجال السلطة مدنية كانت أو أمنية‪ ،‬أو من المواطنين‬ ‫وممثليهم‪.‬‬ ‫«اقزيوة» هذا‪ ،‬وككل من هم على شاكلته‪ ،‬يحيطون أنفسهم بمجموعات من‬ ‫«الفتوة» الخارجين عن القانون الذين يحترفون الرعب والبطش والقتل‪ ،‬ومنهم‬ ‫أحد «رجال» «اقزيوة» الذي لم يتردد لحظة في إشهار سالح الصيد الذي يتملكه‪،‬‬ ‫وهو ما يثير العجب العجاب‪ ،‬ويطلق النار على «غريم» أو منافس‪ ،‬بسوق الخميس‪،‬‬ ‫األمر الذي أحدث شعورا بالفزع والجزع والهلع بين المواطنين‪ ،‬الذين ضاقوا ذرعا بمثل هذه التصرفات من طرف بارونات‬ ‫المخدرات وأعوانهم‪.‬‬ ‫والغريب أن «خادم» اقزيوة هذا‪ ،‬طارد منافسه بإصرار وتحد إلى داخل مقر الدرك وأطلق عليه النار ليثبت له أنه وسيده‬ ‫قادران على كل أشكال التحدي في منطقة «النفوذ»‬ ‫ويبقى السؤال‪ ،‬كيف ال يقع وضع حد للممارسات «اإلقطاعية» لعصابة» اقزيوة» ومن معه؟‪.‬‬ ‫كيف يمكن تسليم رخص حمل السالح لعصابات المخدرات ليفرضوا به «سلطتهم» على كل السلط؟‪.‬‬ ‫وسوف نعود إلى هذا الموضوع بتوضيحات أوسع‪ ،‬حول تصرف هذه العصابة التي حولت منطقة العرائش إلى حظيرة‬ ‫مطلقة‪ ،‬لممارسة كل أشكال العنف والبلطجة‪ ،‬ومواجهة كل التحديات‪.‬‬

‫بدعوة كريمة من اللجنــة المنظمــة‪،‬‬ ‫حضرت مساء الجمعة ‪ 29‬شوال ‪ 1439‬هـ‬ ‫‪ 13‬يوليوز ‪ 2018‬ندوة علمية قيمة ‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان‪( :‬القيمة العلمية لمؤلفــات الدكتــور‬ ‫عبد العزيز خلوق التمسماني‪ ،‬وصيانــة‬ ‫ذاكرته التاريخية من النسيان) بقاعة رياض‬ ‫السلطان بالقصبـة طنجـــة‪ .‬إحيــاء للذكرى‬ ‫العاشرة لوفاته‪ .‬تقديرا وعرفانا لقيمته العلمية‬ ‫ولعطائه المتميز ولصيانة ذاكرته التاريخية‬ ‫الفريدة ‪.‬‬ ‫نظمت الندوة إدارة جريدة طنجة الغراء ‪،‬‬ ‫والعائلة الكريمة للفقيد‪ ،‬والمنظمة المغربية‬ ‫لإلعالم الجديد ‪.‬‬ ‫ساهم في بلورة موضوعهـــا‪ ،‬ثلــة من‬ ‫أصدقاء المرحوم ‪ ،‬الدكاترة ‪ :‬من اليمين إلى‬ ‫اليسار ‪ :‬عبد اللطيف شهبـــون – مصطفى‬ ‫الغاشي – مصطفى مرون – عبدالحق بخات‬ ‫– رشيد العفاقي‪ .‬وأدار الندوة األستاذ محمد‬ ‫العسري كاتب المنظمة ‪...‬‬

‫اختتمــت الندوة بحفـــل شــاي‪ ،‬في جــو‬ ‫عائلي وحميمي بهيج‪ ،‬بتوزيع مؤلفات الفقيد‬ ‫بالمجان على جمهور الحضور النوعي ‪...‬‬ ‫تاله عرض شريط خاص كان من تقديم‬ ‫صديقه المرحوم األستاذ خالد مشبال‪ .‬قيدوم‬ ‫اإلعالميين والمبدعين الوطنيين ‪.‬‬ ‫سرني اللقاء ‪ ،‬وأحزننــي الفراق ‪ ،‬وآلمتني‬ ‫نهاية المطاف وآخــر المآل‪ ..‬إذ خرجـت من‬ ‫اللقاء بانطباع خاص‪ ،‬ولسان حالي يردد حكمة‬ ‫الحديث الشريف ‪:‬‬ ‫« إذا مات ابن آدم ‪ ،‬انقطع عمله ‪ ،‬إال من‬ ‫ثالث ‪ ،‬ولد صالح يدعو له‪ ،‬أو صدقة جارية ‪،‬‬ ‫أو علم ينتفع به»‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد وأمطـــر عليه شآبيب‬ ‫رحمته‪ .‬وألهمنـا جميعـا سوي السبيل‪ ،‬وجزى‬ ‫اهلل كل المحسنين ‪...‬‬

‫عمر البقالي‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫أحببتُ هذا الصيف‪ ،‬أن أظل على اتصال وثيق بشبكة اإلنترنيت‪ ،‬فجاء من يقنعني بأن األمر بسيط‪ ،‬ال يتطلب‬ ‫إال زيارة خاطفة‪ ،‬ألقرب وكالة من وكاالت اتصاالت المغرب بتطوان‪ .‬‬ ‫و صباح اإلثنين ‪ 25‬يونيو ‪ ،2018‬اتصلتُ بمدير وكالة ساحة العدالة‪ ،‬فأقنعني هو اآلخر‪ ،‬بأن أمْر تحويل‬ ‫هاتفي الثابت إلى مرتيل‪ ،‬ال يحتاج إال إلى نسخة من بطاقتي الوطنية‪ ،‬و ورقة نقدية من فئة مائتي درهم‪ .‬‬ ‫توكلتُ على اهلل‪ ،‬و تسلمتُ وصْل اإلشعار‪ ،‬و انا أحمد اهلل و أشكره على هذا اإلنجاز‪.‬‬ ‫و صبيحة الثالثاء‪ ،‬توقف جهاز هاتفي عن الرنين‪ ،‬فقلت ‪ :‬هذا يعني أنه في طريقه إلى عنواني الصيفي بمرتيل‪.‬‬ ‫و طيلة األربعاء‪ ،‬ظل هاتفي المحمول يرّن‪ ،‬و يحمل إليّ أصواتا مختلفة‪ ،‬تريد أن تتي ّقن أن هاتفي الثابت‬ ‫بتطوان‪ ،‬قد سكت عن الكالم المباح‪ ،‬و تعِدني في نفس الوقت‪ ،‬أن مستخدَمي االتصاالت في طريقهم إلى منزلي‬ ‫بمرتيل‪ ،‬لتركيب الجهاز‪.‬‬ ‫و مساء الخميس‪ ،‬زارني شابان يعمالن بمصلحة التليفون‪ ،‬وألقيا نظرة على صندوق العمارة‪ ،‬و وعّداني‬ ‫بأنهما سيقدمان تقريرهما لإلدارة‪ ،‬لتتخذ الالزم‪.‬‬ ‫هنا وقف حمار الشيخ في العقبة‪ ،‬فما كنت أعُدّه إجرا ًء غاية في البساطة‪ ،‬غدا قضية ُفتح فيها محضر‪ ،‬و أُفرد‬ ‫لها ملف‪ ،‬و استُدعي إليها تقني كهربائي‪ ،‬ليفك ألغاز الصندوق‪ ،‬و يمدّ أسالكه بالشكل القانوني المطلوب‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف مالك العمارة‪ ،‬و بمحضري‪.‬‬ ‫و ألول مرة‪ ،‬أجدني بين المطرقة و السّنْدانِ‪ ،‬مطرقة صاحب العمارة‪ ،‬الذي يريد أن يخرج من هذه المواجهة‬ ‫بأقل الخسائر‪ ،‬و سنْدانِ اإلدارة التي تستلذ تسويف المواطن و تعذيبه‪.‬‬ ‫و ّ‬ ‫بتُ خارج التغطية‪ ،‬فال أنا احتفظت بهاتفي بتطوان‪ ،‬و ال أنا عثرت له على‪ ‬بديل بمرتيل‪.‬‬ ‫و أخذت أردد في نفسي‪ ،‬و بيني و بين أهلي ‪ :‬ما العمل؟‬ ‫اتصاالت المغرب‪ ،‬كانت معي في الموعد‪ ،‬حين تعلق األمر بإيقاف هاتف تطوان‪ ،‬أما بالنسبة لتنقيله إلى مرتيل‪،‬‬ ‫فإنها ّ‬ ‫ذكرتني بروتيننا اإلداري البغيض‪ ,‬و حباله الطويلة‪.‬‬ ‫و مر األسبوع األول‪ ،‬و األسبوع الثاني‪ ،‬و أنا أتن ّقل بين وكالة تطوان‪ ،‬ووكالة مرتيل‪ .‬و أهاتف مالك العمارة‪،‬‬ ‫ليمد لي يد العون و المساندة‪ ،‬إلى أن هداني صديق حميم‪ ،‬كان يعمل في البريد‪ ،‬إلى االتصال بمكتب الدراسات‪،‬‬ ‫بإدارة اتصاالت المغرب المركزية‪.‬‬ ‫بهذا المكتب‪ ،‬وجدتُ رأس الخيط‪ ،‬و ذلك بفضل طالب عزيز‪ ،‬درس عليّ بالقاضي عياض‪ ،‬فقد أجرى مكالمة‬ ‫هاتفية مع مالك العمارة‪ ،‬و اتفق معه على الخطوات التي يجب اتخاذها للحصول على خدمات البريد‪ ،‬و أقنعه‬ ‫بجدواها‪ .‬‬ ‫كان ذلك صبيحة الجمعة ‪ 13‬يوليوز ‪.18‬‬ ‫و صبيحة اإلثنين ‪ 16‬يوليوز‪ ،‬عدتُ إلى هذا المكتب‪ ،‬ألفاجأ بأن التقرير التقني الذي كان يجب أن يضعه مالك‬ ‫العمارة‪ ،‬رهن إشارة اإلدارة‪ ،‬لم يصل بعد‪.‬‬ ‫ما يَحُزّ في نفسي‪ ،‬أن اتصاالت المغرب‪ ‬تسرعَت في اقفال هاتفي الثابت‪ ،‬و فتحت الملف‪ ،‬و تسلمت األتعاب‬ ‫قبل أن تدرس الموقع‪ .‬ثم ضَرَبَتْها بسكتة‪ ،‬و تركتني أواجه صاحب الملك‪ .‬‬ ‫إن هذا السلوك ال يليق بمؤسسة تحترم نفسها‪ ،‬و تُباهي الزبناء في الداخل و الخارج بجودة خدماتها‪ ،‬و علو‬ ‫كعبها‪ ،‬و ارتفاع شأنها‪.‬‬ ‫فال حول وال قوة اال باهلل‪ .‬‬

‫خبز ولبن‬ ‫إلى أمي‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬وكل األمهات‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫األم قيل فيها ما قيل من طرف الكتب المقدسة والشعراء والكتاب والفالسفة إلخ‪ ،‬قد تتشابه العالقة مع األم في نسغها‪ ،‬لكن لكل واحد‬ ‫قصته معها من حيث الزمن والعمق‪ .‬فبعضنا ال يعرف أمه وبعضنا عرفها لمدة قد تتفاوت طوال وعرضا‪ ،‬وقد تتعدد هذه القصص بعدد‬ ‫خلقه على هذه األرض‪.‬‬ ‫أنا أعرف أن أمي قد ال تكون استثناء من بين األمهات‪ ،‬لكن أعرف أيضا أن قصتها فيها الكثير من االستثناءات‪ ،‬ففي السنوات الطوال‬ ‫التي عشت في حضنها و بجانبها عرفت جديًابن ً‬ ‫عالل كما كان يطلق عليه أهل مدشر بوحلة باألخماس العليا مقام آل العمراني وآل‬ ‫مفتاح‪...‬كانت صلتها به تتعدى ما هو عادي في عالقة األب بابنته لتصل إلى حد اإلعجاب‪ ،‬لقد كان حكيما و بقيت وفية لحكمته بعد رحيله‬ ‫عن هذه الدنيا‪ ،‬وهو الذي تعاطى للتجارة سنينا‪ ،‬وعرفت كذلك جدتها رحمة التي كانت تشبه في النحول أختها الوحيدة رحمة رحمهما اهلل‪،‬‬ ‫وعرفت أخوالي محمد والمختار رحمهما اهلل‪ ،‬والمفضل وعلي أطال اهلل في عمرهما‪ ،‬كانت أمي كبيرة إخوتها ملجأ الدفئ والدعم لكل هؤالء‬ ‫في مدينة شفشاون‪ ،‬كما كانت زياراتها إلخوتها ال تنقطع بعد أن اشتد عود كل واحد منهم وكون أسرته حيث أقام الجزء األكبر منهم في‬ ‫المدينة مصدر الجذب بالنسبة للبدويين بعد االستقالل‪ ،‬وبقي فقط علي‪ ،‬بعد عودة اضطرارية من إسبانيا‪ ،‬ورحمة في البادية حيث األصل‬ ‫والمهد وسفر التكوين‪.‬‬ ‫جدتي أم هانئ‪ ،‬والتي وفاء لطيب ذكراها سمت أمي أختي الثالثة باسمها‪ ،‬وهي األخت التي كان لها في قلب أمي وقع خاص‪ ،‬لم أعرفها‬ ‫إال من خالل حكايات أمي التي كانت تتذكرها باستمرار وتثني على رقتها وصوتها العذب و أصالتها‪ ،‬وهي التي تنحدر من مدشر «ماكو»‬ ‫بأعالي الريف الجبلية‪ .‬هذه الجدة تحولت في نفسي من فيض حب أمي لها إلى حلم جميل يرفرف كملك‪.‬‬ ‫لقد عاشت أمي‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬بمدينة شفشاون التي اختارتها بنفسها بعد أن أقنعت والدنا‪ ،‬الفقيه محمد كما كانت تحب تسميته‪ ،‬طيب‬ ‫اهلل ثراه الذي كان قد نقل تعسفا من الشرافات للعمل بمدرسة بإقليم الحسيمة حيث عاش معظم عمره إلى أن أحيل عل التقاعد‪ ،‬موزعة‬ ‫بين الحنين إلى األصل الجبلي والذكريات والعادات والتقاليد القروية واالندماج في الحياة المدينية‪ ،‬فكانت مواظبة على زيارات األولياء‬ ‫والصلحاء و المشايخ هنا وهناك‪ ،‬خاصة موالي عبدالسالم قنديل جبالة‪ ،‬وكانت تتردد كثيرا على العالمة الفقيه محمد بن عياد الملقب‬ ‫ب»المصري» بشفشاون‪ ،‬والقطب الرباني سيدي محمد الحضري ببني أحمد‪ ،‬والمشايخ أصحاب البركة أولياء اهلل اليزيديين بمدشر بني‬ ‫زيد وغيرهم كثيرين‪ ،‬ولم أعرف عنها أنها أخلفت الصلوات بما فيها صالة الفجر‪ ،‬وكانت تتلو باستمرار األوراد بمسبحتها التي ال تفارقها‬ ‫أبدا أينما حلت وارتحلت‪.‬‬ ‫وكان بيتنا ملجأ الدراويش والفقراء والبسطاء وعابري السبيل‪ ،...‬لم أر يوما أنها تشتكي من حلول الضيوف‪ ،‬كانت تقول دائما‪« :‬الكريم‬ ‫كرمه ً‬ ‫اهلل» و» اللهم احشرني مع المساكين» و»الصدقة تدفع البلى»‪ ،...‬فكانت كلما أخذت بيد أعطت بأخرى‪ ،‬وكنا أحيانا‪ ،‬نحن أبناؤها‪،‬‬ ‫نتعجب من سخائها حتى في أيام الضيق‪ ،‬وبقيت على هذه الحال إلى آخر العمر‪ ،‬كما كانت مقبلة على الحياة‪ ،‬تصل الرحم كثيرة السفر إلى‬ ‫المدن التي كانت لنا فيها قرابات عائلية أو باألحرى صداقات‪ ،‬كتطوان والدار البيضاء وطنجة والعرائش وفاس‪.‬‬ ‫لقد كانت‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬كالنحلة في البيت وخارجه ال تعرف الملل والكسل والكلل‪ ،‬وتلبس لكل مقام لباسه المحتشم؛ لشفشاون‬ ‫الحايك ولتطوان الجلباب بلثامه التطواني و للبادية المنديل وتوابعه‪،...‬وكان لون اللباس األثير عندها هو األبيض‪ ،‬وكانت مملكتها البيتية‬ ‫مزيجا من البادية والمدينة في المعيش اليومي‪ ،‬لم نكن نلبس جالبيب إال من صوف يدها‪ ،‬وزيتونا وزيتا ولبنا وزبدة إال من صنعها‬ ‫الخاص‪،...‬وكانت متمسكة بالطعام البلدي‪ ،‬لم تستهوها أبدا المنتوجات المستحدثة للصناعة الغذائية التي بدأت تغزو السوق شيئا فشيئا‬ ‫ويتلهف عليها الناس‪ ،‬فكانت تعشق «الييو» منذ سنين قبل أن يصبح سلعة رائجة اآلن‪ ،‬لذلك بقيت‪ ،‬إلى أن تمكنت منها الشيخوخة‪ ،‬بعيدة‬ ‫عن األطباء واألدوية‪ ،‬وهذا فضل من اهلل‪.‬‬ ‫ولم يكن يعلو على حرصها على تعليم أبنائها وأحفادها وأسباطها أي شيء‪ ،‬فكانت تفخر و تشجع عند االجتهاد و الجد و النجاح‪ ،‬و تؤنب‬ ‫عند التكاسل و التقاعس واالرتخاء‪ ،‬وبقي في نفسها شيء من حتى‪ ،‬حيث كانت رغبتها شديدة في أن يكون أحد أبنائها حافظا للقرآن وفقيها‬ ‫و عالمة في العلوم الشرعية والمدراج الربانية‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة قبل الرحيل كان زادها الرفيع القرآن والدعاء واألذكار إلى جانب الصالة‪ ،‬وكانت محكياتها تتركز على حجها‬ ‫وزيارتها لمقام النبي المصطفى‪ ،‬التي كلما لهجت بحبه‪ ،‬أدمعت عيناها‪ ،‬ولم يكن يقلقها إال بقاؤها وحيدة في بعض األحيان‪ ،‬لقد كانت‬ ‫إنسانة اجتماعية بامتياز تحب أن يحلق الناس حولها‪ ،‬حينما أدخل تسألني‪ ،‬بعد ألثم يدها وهامتها‪ ،‬هل تريد لبنا سواء كان الوقت صيفا‬ ‫أوشتاء و تردف عليك أن تشربه مع الخبز وتقدم لي كسرة منه‪ ،‬كان أحلى لبن وكانت أحلى خبز‪ ،‬داللتهما ومعانيهما ورمزيتهما‪ ،‬ربما‪،‬‬ ‫تتعدى ما هو مادي‪.‬‬ ‫لقد كانت أمي فاطمة العمراني تجمعنا أبناء وبناتا وأحفادا وأسباطا‪ ،‬أنسابا وأصهارا وفروعا متشابكة‪ ،...‬ونأتيها من هنا وهناك وهنالك‪،‬‬ ‫وقد تفرقت بنا السبل في بقاع األرض‪ ،‬نحوم حولها ونتبرك بنورها كتلك الشجرة الطيبة التي نسأل اهلل أن يظلنا و يظلكم بنورها‪.‬‬ ‫نعم‪« ،‬وبالوالدين إحسانا‪ »...‬و إن «الجنة تحت أقدام األمهات»‪ ،‬من لم يدرك هذه المعاني السامية فقد فاته فن الحياة وخذله عماء‬ ‫البصيرة‪.‬‬

‫تأويل شعري‬ ‫لقمر األعالي‪*..‬‬ ‫)‪(5/3‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫على مدى زمني مترام كتبت كثيرا‪ ..‬ومثل طفلة ؛ ما‬ ‫إن تنهي نحت قلعة رملية حتى تتلفها‪ ..‬كذلك كان مصير‬ ‫مكتوباتها‪ ..‬جمعت بعـض متناثر شذراتها في سلك شفيف‬ ‫مشبوب ؛ وسمتــه «قمر األعالي» ‪ :‬بالغة احتراق‪ ..‬من ماء‬ ‫معينها ‪:‬‬

‫‪ /21‬محراب‪:..‬‬ ‫رحيقك يذكي‪..‬‬ ‫وصمتك يبكي‪..‬‬ ‫ينير وريدي‪..‬‬ ‫لقاؤك عيدي‪..‬‬

‫‪ /22‬إصرار‪:‬‬ ‫رذاذ فرحتي‪..‬‬ ‫يرش مهجتي‪..‬‬

‫‪ /23‬طيف‪: ..‬‬ ‫طيف عشقي لهيب‬ ‫في فؤاد الحبيب‬

‫‪ /24‬بدايتي ‪:‬‬ ‫أبحرت في أنغام القلب‪..‬‬ ‫مالحي المجنون‬ ‫قد باح بالمكنون‪..‬‬

‫‪ /25‬هل صدقت الوعد ؟‬ ‫أبحث عنك في خرائط المدينه‪..‬‬ ‫وجدت نفسك الظنينه‬ ‫تخالف الوعود‬ ‫سماكها رعود‪..‬‬

‫‪ /26‬كبرياء‪: ..‬‬ ‫تجري رياحي بالسفين‬ ‫تراني ال أبين‬

‫‪ /27‬معزوفه ‪:‬‬ ‫أبحث عن عشيق‬ ‫لعله يفيق‪..‬‬

‫‪ /28‬مزقت أشرعتي ‪:‬‬ ‫تكسرت أوتار عود‬ ‫وصنوي ال يعود‬

‫‪ /29‬مكسورة جناح ‪:‬‬ ‫أصابعي شموع حزن‪..‬‬ ‫دموع مزن‪..‬‬

‫‪ /30‬سمفونية األنت‪:‬‬ ‫رأيتها هناك‪..‬‬ ‫رأيتها نبراس‬ ‫أو وردة من آس‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* عنوان أولى مدونة شعرية للعزيزة الشمشام ‪ .‬صدرت عن مكتبة‬ ‫سلمى الثقافية ط‪ 1/‬ـ تطوان‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 24‬يوليـوز ‪2018‬‬

‫براز الدواجن‪! ‬‬

‫كالم‬

‫وأخيرا استسلم مكتب السالمة الصحية‪ ،‬واعترف بأن تعفن‬ ‫أضحيات العام الماضي كان سببه «تعليف» الخرفان ببراز الدجاج‬ ‫الذي «يسوق» نهارا جهارا‪ ،‬دون تدخل الجهات المعنية لمنع هذه‬ ‫«الكارثة» التي جرت الويالت على الحكومة السعيدة‪.‬‬

‫عابر‬

‫روائح «بلدية»‪! ‬‬ ‫عاش سكان‪ ‬طنجة‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬أوقاتا عصيبة‪ ‬بسبب‬ ‫روائح كريهة «تكرم» بها على المدينة مجلسها البلدي‪ ،‬كما راج‪،‬‬ ‫بعد أن أذن بـ «تقليب»‪ ‬قاعدة مطرح األزبال بمغوغة‪ ،‬تمهيدا‬ ‫لتحويله‪ ،‬مستقبال‪ ،‬إلى منطقة خضراء‪ ،‬إذا ما سلم من «مخالب»‬ ‫بارونات العقار‪ ،‬المتربصين دوما بمثل هذه «النعم»‪... ! ‬‬ ‫تعددت األقوال بشأن «الروائح» النتنة التي عمت المدينة‪،‬‬ ‫ليتحجر الهــواء في خياشيـــم المتنفسيـــن وتعم المواطنين‬ ‫حاالت من ‪ ‬الغثيان والتهـوع‪ ،‬وليشمل الشعور باالشمئـــزاز‬ ‫والتذمر ‪ ‬كافة السكان والزوار‪ ،‬في هذه األيام التي كان من‬ ‫المفروض أن «ينعــــم» خاللها سكان طنجة وعشاقها بفصل‬ ‫الصيف‪ ،‬بمتعاته وما يوفره لهم من مباهج وتسلية‪.‬‬ ‫أكبر المتضررين من هذه الحالة الغريبة‪ ،‬كانوا‪ ،‬بكل تأكيد‪،‬‬ ‫رواد «الكورنيـــش»‪ ‬وبناياتها السكنيــة ومحالهـــا السياحية‬ ‫والترفيهية‪ ،‬بحيث أن المنطقة شهدت هرولة مفجعة نحو‬ ‫الهروب والهرولة بعيدا‪ ،‬ليكتشفوا في النهاية ‪ ‬أن «البالء» عم‬ ‫مختلف أرجاء المدينة وأن ال حول لهم إال «الصبر والثبات»‪.‬‬ ‫ومع مرور الوقت‪ ،‬بدأ الحديث يدور حول «المطرح» اللعين‪ ،‬‬ ‫مطرح مغوغة الذي يعتبر بحق‪ ،‬وصمة عار في جبين المدينة‬ ‫التي يرزح جزء كبير من سكانها ‪ ‬ما بين مغوغة وبني مكادة‪،‬‬ ‫والمناطق المجاورة‪ ،‬تحت وطأة الروائح النتنة‪ ،‬واألدخنة الخانقة‪،‬‬ ‫على امتداد عدد ساعات اليوم‪ ،‬لتشتد وطأتها في فترات الليل‪،‬‬ ‫وما يحمل ذلك من عذابات نفسية وأمراض صدريــة‪ ،‬خاصـة‬ ‫بالنسبة لكبار السن والناشئة‪.‬‬ ‫وغير خاف عن سكـان جوار المطـرح «العشوائي» عشوائية‬ ‫العقليـــة‪ ‬التي تدبـــر بها ‪ ‬شــؤون المدينـــة‪ ،‬حيـــث بحت‬ ‫أصواتهـــم مطالبين برفع الضرر عنهـــم‪ ،‬وأدمت أقدامهــم‬ ‫وقفاتهم المتكررة‪ ،‬تنديدا بالمباالة من وكل إليهم أمر تدبير‬ ‫شؤون المدينة‪ ،‬حتى أن تالميذ بعض مدارس المنطقة حاولوا‬ ‫قطع طريق طنجة تطوان بغاية لفت انتباه «الغافلين» عن‬ ‫عذاباتهم مع الروائح واألدخنة وتعفنات التربة تحت أقدامهم‬ ‫ومعاناتهم مع أمراض الحساسية والربو والتنفس والبصر‪ ،‬دون‬ ‫إغفال تسربات الرواســب العفنـــة ‪ ‬لمئات اآلالف من أطنان‬ ‫نفايات المدينة ‪ ‬إلى المياه الجوفية التي تستعمل للشرب‬ ‫ولسقي مزروعات الناحية‪ ! ‬وهي كارثة أخرى‪ ،‬هذه المرة بيئية‪،‬‬ ‫تضاف إلى الكوارث الصحية التي يعيشها المواطنون منذ عقود‬ ‫دون أن يشفق أحد عليهم أو يبالي بهم أو يكترث لحالهم‪! ‬‬ ‫أخبار المطرح تقول إنه وُجد من أمر بـ «تقليب» «مطامر»‬ ‫المطـــرح‪ ،‬بغايـــة إعدادها لتصبــح ‪« ‬جنة خضـراء» بعد‬ ‫افتتـاح المطـــرح «الموديـــرن»‪ ‬الذي نسمـع به وعنـه منــذ‬ ‫سنـــوات‪ ،‬والذي قيــل إنــه على وشــك الشـــروع في العمل‪،‬‬ ‫خارج المجال الحضري‪ ،‬بالرغم من اعتراض سكــان الجماعة‬ ‫التي ‪ ‬سوف تحتضنــه‪ .‬موطن االستغراب في هذه النازلة‪ ،‬أن‬ ‫يتم «تقليب» أرضية المطرح‪ ،‬بما تحمل من عفونات ناتجة عن‬ ‫«طمر» األطنان «المطننة» من نفايات مدينة مليونية‪ ،‬في عز‬ ‫الصيف‪ ،‬والمدينة تشهد ارتفاعا مهوال لدرجات الحرارة‪ ،‬وتشهد‬ ‫أيضا هبوب ‪ ‬رياح قوية‪ ،‬شبه يومية‪ ،‬كما يشهـــد شاطئها‬ ‫البلدي الملــــوث‪ ،‬وكورنيشها المتوهج‪ ،‬ومارينتها ‪« ‬البكر»‪،‬‬ ‫إقباال كبيرا سواء من طرف السكان أو السياح الداخليين أو‬ ‫األجانب‪ ،‬األمر الذي ألحــق خسائر واضحــة بالنسبة للمحال‬ ‫التجارية والترفيهية ‪ ‬والسياحية بالمنطقة‪ ‬وأضر بصورة طنجة‪،‬‬ ‫وترك لدى أهالي طنجة ‪ ‬انطباعا سيئا حول طريقة تدبير شؤون‬ ‫المدينة ‪.‬‬ ‫وهلل في خلقه شؤون‪.‬‬ ‫ع‪ .‬كنوني‬

‫بيان صادر عن الجامعة المغربية لحقوق المستهلك‪ ،‬عرض‬ ‫لتصريح مسؤولين بمكتب الصحة‪ ،‬مفاده أن ‪ 70‬بالمائة من حاالت‬ ‫التعفن كانت بسبب مخلفات الدواجن و ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬نتيجة‪ ‬األدوية‬ ‫التي تعطى للماشية بغاية‪« ‬تسمينها»‪ ،‬والتي علم الرأي العام فيما‬ ‫بعد‪ ،‬أن من بينها حبوب منع الحمل‪.‬‬ ‫هذا مع العلم أن رئيس مكتب السالمة الصحية‪ ،‬كرر خالل‬ ‫مروره مؤخرا بإحدى القنوات التلفزية‪« ،‬أنشودة»‪ ‬التعفن الناتج عن‬ ‫سوء الذبح وسوء معالجة اللحوم وسوء تخزينها وعن تأثير المناخ‬ ‫الحار عليها‪....‬‬ ‫وكأن المغاربة دخلوا في اإلسالم ليلة التصويت على دستور‬ ‫‪.!!! 2011‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫بيع ‪ 11‬باخرة عبدموالتية كخردة بالمزاد العلني بعدد من موانئ‬ ‫المتوسط‪ ،‬وفي ذلك «إهانة» للعلم البحري المغربي‪.‬‬ ‫وبعد تشريد المئات من ضباط ومالحي الشركات الثالث‪ ،‬خال‬ ‫الجو للشركات اإلسبانية‪ ،‬لتتحكم في النقل البحري على البوغاز‪ ،‬بل‬ ‫ولتنفرد‪ ،‬ولشهور‪ ،‬بهذا النقل إلى أن ظهرت بوادر شركات‪ ‬مغربية‬ ‫ظهر أنها ال تقوى على المنافسة‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬عمد أصحاب الشركات اإلسبانية إلى الرفع من سعر‬ ‫تذاكر العبور‪ ،‬هذا العام أيضا‪ ،‬دون سابق إعالم‪ ،‬بالرغم من وجود‬ ‫لجنة مشتركة مغربية إسبانية لمراقبة شؤون المالحة في المضيق‪.‬‬ ‫واختارت الشركات اإلسبانية عودة مغاربة العالم‪ ،‬السنوية لترفع‬ ‫من أثمان العبور‪ ،‬ونحن كالعادة‪ ،‬في دار غفلون‪ ! ‬‬ ‫قالوا‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬إن «الساد ة» اإلسبان قد راجعوا قرارهم‪ ،‬بعد‬ ‫احتجاجات المسافرين المغاربة‪...‬‬ ‫وأن المسؤولين المغاربة « تحركوا» ‪.....‬‬ ‫‪! No comment‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫اتقوا اهلل في مغربكم‪...!!! ‬‬

‫قهوة وحليب ؟‬ ‫ال‪ ،‬شكرا‪ ......‬أريد‪« ‬حقوقي» خالصة‪! ‬‬

‫‪ ooooo‬‬

‫«العطش» يدق بباب دارك‬ ‫يا لال الوزيرة‪! ‬‬ ‫العطش يهدد سكان بوادي شفشاون‪ ،‬بمحيط «تطوانك» يا لال‬ ‫الوزيرة‪ ‬وأنت تطمئنيننا على أن الماء «تحت السيطرة»‪ ،‬وال قلق بعد‬ ‫أن لحقتنا األلطاف الربانية‪..! ‬‬ ‫ومهما كانت األسباب التي تسببت في أزمة العطش‪ ،‬فقد كان‬ ‫من «الواجب» على المسؤولين استشعارهذه األزمة ومواجهتها‬ ‫حماية للسكان‪ ،‬فإن «الفالطة» تبقى كبيرة والهوة تبقى واسعة بين‬ ‫«الحلول الشفوية» والحقائق الواقعية‪...! ‬‬ ‫وليست الشاون‪ ‬وحدها التي تستغيث من العطش‪ ،‬جهات أخرى‬ ‫توجد‪ ‬أيضا على خط «الحراك»‪ ‬الشعبي ضد العطش‪ ،‬من بينها‪،‬‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬جماعات ودواوير بمنطقة الشياظمة وحاحا‪ ‬بإقليم‬ ‫الصويرة ومدينة «تالسينت» بإقليم فيكيك‪ ،‬التي تعيش هذه األيام‬ ‫غليانا شعبيا بسبب‪ ‬العطش‪ ،‬البد وأن يكون صداها و «صداعها»‬ ‫قد وقر‪ ‬في ‪ ‬أذن المدام التي حملوها مسؤولية عطشهم الذي حول‬ ‫حياتهم «إلى جحيم» كما ورد في بعض الشعارات التي رفعوها خالل‬ ‫وقفاتهم االحتجاجية‪.‬‬ ‫«العطـــش» حــرك سكان العديد من المناطــق بالشمـــال‬ ‫كما بالجنوب‪ ،‬خاصة بوزان‪ ،‬وتاونات‪ ،‬وصفرو‪ ،‬وزاكورة‪ ،‬وتازة‪،‬‬ ‫وفكيك‪ ،‬والبقية في الطريق ‪ .‬سكان هذه المناطق وغيرها يذكرون‬ ‫أن العثماني سبق وأن أعلن‪ ،‬العام الماضي‪ ،‬عن «خطته» لمعالحة‬ ‫أزمة العطش‪ ،‬وأشهد البرلمان على أنه سوف يتم القضاء على العجز‬ ‫الحاصل في‪ ‬الماء‪ ،‬قبل حلول صيف ‪. 2018‬‬

‫وزير حقوق اإلنسان ال زال «يتهجى» حقوق اإلنسان‪ ،‬بعد عام‬ ‫من توليه «المحفظة» التي سيحافظ عليها إلى أن «يتبخر» حلم‬ ‫العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫الرميد يعتبر أن «الخطة» تأتي في سياق الفت لحقوق اإلنسان‬ ‫(في المغرب) الذي ليس «جحيما» لحقوق اإلنسان وليس «جنة‬ ‫حقوقية»‪ .‬إنه «قهوة وحليب» والسالم‪! ‬‬ ‫أنت وزهرك‪ ،‬إما « أن تفوز بـ «حليب زيادة» بعد أن تستقيم‬ ‫أمور «المقاطعة» أو أن «يتبرعوا» عليك بـ «قهوة زيادة» فتكون من‬ ‫الخاسرين‪ ،‬ويرمى بك في الدرك األسفل من «الخطة»‪! ‬‬ ‫وبين المنزلتين‪ ،‬منزلة أخرى‪ ،‬يوجد بها من يطلب حليبا خالصا‪،‬‬ ‫فيعطى «قهوة خالصة» مصحوبة ببعض الحلويات «المزروطة»‬ ‫على طريقة «المقاربة» المعلومة‪! ‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فما على «المنعمين» عليهم بالحليب الخالص أو‬ ‫بالقهوة «السادة» إال أن يصبروا ويصابروا وينتظروا أن يأتي الفرج‬ ‫على يد عاقل حكيم يستطيع أن «يمزج» القهوة الخالصة بالحليب‬ ‫الخالص‪ ،‬ويضع على طاولتهم مشروبا خالصا بنكهة «حقوق‬ ‫اإلنسان» المستعصية على فهم المصطفى الرميد‪ ،‬كما جاء على‬ ‫لسانه‪ ‬هو !!!‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الراس ال ّلي ما يدور‪ُ ...‬كدية‪! ‬‬

‫وها هو صيف ‪ 2018‬قد حل‪ ،‬يا دولة الرئيس‪.... !!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫« الهندية» تموت في صمت‪! ‬‬ ‫‪ ‬بسبب حشرة «الكوشنيل» المدمرة‪ ،‬التي فتكت بعشرات‬ ‫الهكتارات من الصبار الذي اكتسبت ثمرته «الهندية» أهمية‬ ‫قصوى‪ ،‬خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬سواء على مستوى التغذية‬ ‫أوالعالجات الطبية أو صناعات مستحضرات التجميل‪.‬‬ ‫هذه «الدودة» تعيش على أكفف شجر الصبار وتقتات منها‬ ‫ثم تتلفها دون أن يكون في ذلك من خطر على اإلنسان‪ ،‬هذا رأي‬ ‫العلماء‪ .‬ولكنها دودة «مقززة» ومدمرة لثمرة صارت جزءا من فواكه‬ ‫الصيف عند المغاربة‪ ،‬منذ أن انتقلت من المكسيك إلى المغرب‪ ،‬قبل‬ ‫قرنين ونصف‪.‬‬ ‫لماذا لم تتحرك وزارة الفالحة لمواجهة انتشار هذه الدودة‬ ‫بالمغرب؟ لماذا لم يعمد خبراء معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة‬ ‫إلى البحث عن وسائل التخلص من الدودة اللعينة‪ ،‬أو حصر انتشارها‬ ‫السريع في مختلف جهات المغرب ؟ لماذا لم يتم االستعانة بالخبراء‬ ‫الزراعيين الدوليين للقضاء على «الكوشنيل» ؟‬ ‫نسأل‪ ،‬ولكننا ال ننتظر ردا أو جوابا من أي جهة كانت‪ ،‬فلقد‬ ‫تعودنا على أساليب تعامل المسؤولين مع الرأي العام‪ ،‬إلى أن يحدث‬ ‫ما حدث‪ ،‬في المناطق التي شهدت أحداثا مؤلمة‪ ‬انتهت بأحكام‬ ‫قضائية‪« ‬مخففة»‪ ،‬ال تزيد عن عشرين عاما حبسا نافذا‪ ،‬قابلة‬ ‫لالستئناف‪ ،‬من حسن الحظ‪! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫اإلسبان يتحكمون في النقل البحري‬ ‫في المضيق‬ ‫بعد «فعلة» عبد المولى األبن واألب‪ ،‬التي دمرت الحضور‬ ‫المغربي «الوازن» في النقل البحري بين ضفتي البوغاز‪ ،‬حين‬ ‫طمحا إلى االستيالء على الخطوط البحرية‪ ‬للبوغاز «ليماديط»‪ ،‬ثم‬ ‫على الشركة المغربية العمالقة‪ ‬للمالحة «كوماناف»‪ ،‬ليضماهما‬ ‫إلى أسطول شركتهما «كوماريت»‪ ‬بهدف التأسيس إلمبراطورية‬ ‫«عبدموالتية» للنقل البحري بين ضفتي األبيض المتوسط‪ ،‬ليتم‬

‫‪ ‬‬

‫باألمس اعتبــروه ريعــا عموميــا وطالبوا بإلغائه‪ ،‬بملتمس‬ ‫«نيابي» «يفتت الحجر»‪ ،‬يطالب بتصفية تقاعد البرلمانيين وإلغاء‬ ‫استفادتهم من أي دعم عمومي‪.‬‬ ‫وهاهو رئيس فريق البيجيدي األزمي اإلدريسي‪ ،‬يناقض‪ ،‬اليوم‬ ‫موقفه وموقف حزبه باألمس‪ ،‬ويقوم بمساع جديدة في اتجاه «إلغاء»‬ ‫ملتمس «اإللغاء»‪ ،‬ضدا على الموقف السابق لفريق حزبه‪ ،‬واإلبقاء‬ ‫على معاشات «الريع» للبرلمانيين‪! ‬‬

‫وبينما يحتد النقــــاش بين األغلبيـــة المناصرة الحتفاظ‬ ‫البرلمانيين بـ «معاشاتهم» المرفوضة من عامة الشعب الممول‪،‬‬ ‫خرج رئيس الفريق البيجيدي بخطاب بئيس نصا ومدلوال‪ ،‬مفاده أن‬ ‫ما دفع حزبه إلى تغيير موقفه من المعاشات‪ ،‬هو وجود سياسيين‬ ‫اتضح أنهم يعيشون فقط على معاشاتهم البرلمانية بعد السنوات‬ ‫«المليونية» التي عاشوها في «بسطة» وانبساط‪ ،‬داخل وخارج قصر‬ ‫البرلمان‪ ! ‬ويبدو أنه ال رئيس الفريق األزمي اإلدريسي وال رئيس‬ ‫لجنة المالية والتنمية االقتصادية‪ ،‬البيجيدي عبد اهلل بوانو نجحا في‬ ‫إقناع جميع أعضاء فريق حزب العدالة والتنمية في تغيير موقفهم‬ ‫من ملتمسهم األول بخصوص تصفية ملف التقاعد البرلماني‪.‬‬ ‫وما دام أن حال البيجيدي «رق» لبعض البرلمانيين «الغلبة» فلم‬ ‫ال ينشئون «صندوقا تكافليا» داخل الحزب‪ ،‬يفيئون من «مخزونه»‬ ‫الوفير على هؤالء «الزغابا» بدل التوجه إلى المال العمومــي‪ ،‬ألن‬ ‫البرلمان ليس «مؤسسة إحسان عمومي» ‪ .‬فإن تنازعتم في أمر‬ ‫فردوه إلى الشعب تستفتونه في أحقية استفادة البرلمانيين من‬ ‫معاشات الريع العمومي‪! ‬‬

‫ن َت ْ�أ ِوي ً‬ ‫َ‬ ‫«ذل َ‬ ‫ال»‪.‬‬ ‫ي َو�أَ ْح َ�س ُ‬ ‫ِك َخ رْ ٌ‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪951‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫رجـال يك�شفـون عن عوراتهـم و�سط ال�شوارع‪� ،‬أطفـال‬ ‫املناديل و ال�سيلي�سيون‪ ،‬ن�ساء بحكايات مزيفة‪ ،‬م�شاهد‬ ‫وعويل ونحيب يرتدد �صداه يف �شوارع طنجة كل �صيف‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫يتم تعريف التسول على أنه سؤال الرجل الناس حاجته مع قدرته على العمل والكسب‪,‬‬ ‫وهو من األفعال التي ذمها الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬كما بيّن ما يلحق صاحبه من الخزي‬ ‫والعار يوم القيامة فقال‪ « :‬ال تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى اهلل وليس في وجهه مزعة لحم»‬ ‫والمسألة ال ّ‬ ‫تحل إال لذي حاجة تقطعت به األسباب من فقر وعجز‪ ،‬وعن التعفف عن السؤال قال‬ ‫هَّ‬ ‫َّ‬ ‫رَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذِ‬ ‫�ض َي ْح َ�س ُب ُه ُم‬ ‫أر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫�ض‬ ‫ون‬ ‫يع‬ ‫َط‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الل‬ ‫ِيل‬ ‫ب‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫�‬ ‫صرِ‬ ‫أح‬ ‫�‬ ‫ين‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تعالى‪ِ « :‬ل ْلفُ ق َ​َرا ِء‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ يِ َ ِ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ ً يِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جْ َ‬ ‫ُ‬ ‫حْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ�سِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫َّا�س‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ون‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ُّف‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ِقُ‬ ‫اهُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اء َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ِ ُ ْ‬ ‫الاهِ ُل �أ ْغن َِي َ‬ ‫رْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِيم » صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫الل‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َف ِ�إ َّ‬ ‫لذلك ‪ ‬فنحن متفقون مبدئيا على أن التسوّل هو طلب المال‪ ،‬أو الطعام من عموم الناس‬ ‫عن طريق استجداء عطفهم وكرمهم‪ ،‬إما مستعينين في ذلك بإبراز عاهات الشخص المتسول‪،‬‬ ‫أو بسـوء حاله‪ ،‬أو باإلستعانة بأطفال قد‬ ‫يكونون من صلب المستجدي أو قد يكون‬ ‫مؤجـرا لهم‪ ،‬وهـي ظاهرة تتضح أشكالها‬ ‫بانتشار المتسولين على جنبات الطرقات‬ ‫واألماكن العامة األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬و نحن في الشهـر األول من فصل‬ ‫الصيف‪ ،‬بدأنا نرقب توافد أحباب اهلل من‬ ‫المتسولين من الغرب والشــرق وجميـــع‬ ‫مشارب المغرب‪ ،‬وكأن المتسوليــن في‬ ‫باقــي الفصـول في طنجــة بحاجة إلى‬ ‫المزيد‪....‬‬ ‫‪ ‬بعــض المتســوليـــن يفتـــرشـون‬ ‫األرض للنوم عن طريق احتالل األرصفة‬ ‫وباألخص المساحات المتوفرة بجنبات‬ ‫مداخل المساجد في منظر مخل ومشوه‪،‬‬ ‫هذه الفئة من الناس غالبا ما تكون عبارة‬ ‫عن «أقوام» حضرت إلى المدن التي تتخذ‬ ‫فيها التسول احترافا ويعملون في إطار‬ ‫شبكة منظمة حيث يقومون بكراء شقق‬ ‫أو منازل ثم بعد وضع خطط من قبل‬ ‫شخص أو عدة أشخاص يشرفون على الشبكة‪ ،‬ينتشرون في المدينة مستغلين كرم أهلها‪،‬‬ ‫وهذه الفئة من الناس ال تكون لها في الغالب أي عالقة بالفقر أو الضعف وإنما أغلبهم في حالة‬ ‫صحية جيدة تمكنهم من العمل لكسب قوت اليوم بكرامة‪.‬‬ ‫‪ ‬غالبا ما يتجه المتسولون إلى استدرار عطف‬ ‫المواطنين باتخاذ صور أو أشكال متعددة يغلب‬ ‫عليها الكذب واإلحتيال مستغلين طيبة المجتمع‬ ‫المغربي واندفاع المواطنين لفعل الخير‪ ،‬غير‬ ‫أن هذه الظاهرة تنعكس بآثارها السلبية على‬ ‫النواحي األمنية وعلى المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬كلمات وجمل كثيرة ومتعددة تؤسس بناء‬ ‫على ذكاء المتسول – رجال كان أم امرأة‪ -‬الهدف‬ ‫منها إصابة قلب عاطفة المستجدى منه‪ ،‬ال يرمي‬ ‫من ورائها المتوسل سوى استدراج عطف وكرم‬ ‫اآلخرين وباألخص العنصر النسوي‪.‬‬ ‫‪ ‬و المتسولون ينقسمون إلى أقسام أو فئات‬ ‫متعددة‪ ،‬فغالبا ما نجد أنفسنا في معظم األوقات‬ ‫أمام أطفال – يحتمل أن يكونـون تحـت إجبار‬ ‫الوالدين أو من يقوم ب «تربيتهم» أو «رعايتهم»‬ ‫– ولم يبلغوا بعد سن الرابعة عشر سنة تقريبا‪،‬‬ ‫وبشكل متكرر ومحكم اإلتقان يحترفون استجداء‬ ‫المارة رغبة في الحصول على ما نسميه نحن‬ ‫بالفضالت‪ ،‬إال أنه يدر عليهم أمواال كثيرة حسب تموقع المتسول من شوارع ومدارات مهمة‬ ‫بالمدينة وبالتالي يجد نفسه في آخر «حصة عمله» قد جنى ما لن يحصل عليه أغلب المواطنين‬ ‫العاديين‪.‬‬ ‫كما نجد أيضا رجاال يكشفون عن بعض من أجسادهم – وخصوصا األجزاء التي تعاني‬ ‫من إعاقات بدنية ‪ -‬أمام المارة لكسب عطفهم وحنانهم ثم يفوزون ببعض مما قد يراكم‬ ‫ثروات باهظة للمتسول‪ .‬ونجد أيضا بعض النساء وغالبا ما يكنن محاطات بطفلين أو أكثر‬ ‫بل وقد تكون حاملة لرضيع أو رضيعة‪ ،‬وتدعين بكونهن أرامل أو يعانين من أمراض ليس‬ ‫في استطاعتهن وأزواجهن مجابهة مصاريفها الطبية الباهظة الثمن‪ ،‬وقد ينجحن في زعزعة‬ ‫مشاعر من ال يستقوون مقابل دريهمات معدودة‪.‬‬ ‫‪ ‬المشهد يتكرر بطنجة كثيرا‪ ،‬حتى أصبح المواطن الطنجي يشمئز مما يراه‪ ،‬فأينما رميت‬ ‫ببصرك إال وترى أجسادا توحي لناظريها أنها منهكة القوى وأن جميع مشاكل الحياة تتخبط‬ ‫فيها وتمد نظراتها نحو جيوب من قد ترمي به أقداره للمرور إما راجال أو راكبا من أمامها‪.‬‬ ‫‪ ‬إنها كثيرة تلك الظواهر التي ننظر إليها على أنها بسيطة وال نعيرها أدنى اهتمام إال بعد‬

‫تفاقمها بحيث نصبح شبه عاجزين حالما نريد محاربتها بشكل جذري‪.‬‬ ‫‪ ‬نفس المثال ينطبق على ظاهرة التسول‪ ،‬هذه الظاهرة التي إن لم تقم الجهات المختصة‬ ‫بوضع خطة إستراتيجية حازمة إلعدامها‪ ،‬وهي تضيف ويالت إلى ما يعانيه مجتمعنا وبالتالي‬ ‫تنعكس بآثار سلبية عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬التسول يعدّ مشكلة شديدة التعقيد وعلى المجتمع أن يوجد الحلول المناسبة التي تساعد‬ ‫على الحد من انتشاره وإعادة تأهيل هذه الفئة بمختلف أعمارها وتكييفها مع األنماط السلوكية‬ ‫التي يرغبها المجتمع حتى تتخلص من تلك األنماط السلوكية التي تعودت عليهــا وأصبحــت‬ ‫تشكـــل خطورة على المجتمع ومواطنيه‪.‬‬ ‫و للتسول طبع خاص في طنجة‪ ،‬فقد‬ ‫أصبحت مهنـــة مربحــة ويجد غالبيـــة‬ ‫ممتهني هذه الحرفة طريقا سهال لكسب‬ ‫المال دون عناء في حين نجد أن الطبقة‬ ‫التي تعاني وتحتاج للمال حقا ال تمد يدها‬ ‫طلبا للعون إال إذا انقطعت بهم السبل‪.‬‬ ‫و تعتبر طنجة‪ ‬عاصمة لكل من انقطع‬ ‫عنه المال‪ ,‬فإلى جانب الهجرة الداخلية‬ ‫إلى الشمال طمعا في إيجاد عمل جيد‬ ‫وتحسين الدخل الفردي فإن المدينة‪ ‬لم‬ ‫تسلم من الهجرة الخارجية خاصة أنها‬ ‫تعرف تدفق عدد كبير من المهاجرين‬ ‫األفارقة الذين يطمحون في العبور إلى‬ ‫الضفة األخرى‪ ,‬الذين قضى معظمهم‬ ‫سنين طويلة متنقال بين شوارع وأحياء‬ ‫المدينة‪ ‬طلبا للعون‪ ,‬فالبعض منهم‬ ‫يبحثون عن قوتهم اليومي واآلخرون‬ ‫يبحثون عن مال لعله يساعدهم في‬ ‫الرجوع إلى بلدهم األصلي بعدما تبخر حلمهم في العبور‪.‬‬ ‫و ألن كل مهنة تتطور بتقدم الزمن‪ ,‬فإن التسول أصبح يعتمد على وسائل وطرق جديدة‬ ‫تعودنا على مشاهدتها كل يوم في شوارع وأزقة و‪ ‬المدينة‪ ،‬فقد اتخذ غالبية المتسولين من‬ ‫إشارات المرور مكانا دائما لهم من أجل ممارسة‬ ‫حرفتهم‪ ،‬مرفقين بأطفال صغار وأحيانا معوقين‬ ‫من أجل كسب تعاطف المارة ومدهم ببعض‬ ‫الدراهم‪ .‬كما أن مقاهي وسط المدينة‪ ‬أصبحت‬ ‫معتادة على استقبال فئة خاصة من المتسولين‬ ‫تعمد إلى طبع مقوالت دينية مؤثرة أو آيات‬ ‫قرآنية أو أحاديث نبوية تدعو إلى مساعدة الفقير‬ ‫والمحتاج‪ ..‬فمن أجل إتقان عملها تقوم هذه الفئة‬ ‫إلى وضع مطبوع على كل طاولة وتركها للدقائق‬ ‫حتى يتسنى لمرتادي المقهى قراءة محتوى‬ ‫الورقة ثم يقوم المتسول بجمع األوراق مع بعض‬ ‫الدراهم‪..‬‬ ‫و من المواقف التي تثير استغراب البعض هي‬ ‫عندما يستوقفك شخص في الشارع ويبدأ بالحديث‬ ‫عن مشاكله وظروف عيشه فيفاجئك بطلب بعض‬ ‫الدراهم كي يعود إلى مدينته أو ليعيل أسرته مع‬ ‫أن شكله الخارجي ولباسه ال يوحيان بأنه إنسان‬ ‫محتاج‪..‬‬ ‫باختصار‪ ,‬استفلحت هذه الظاهرة بمدينة طنجة‪ ‬و أصبحت تشكل تحديا أساسيا في‬ ‫مواجهتها ولها انعكاسات سلبية على المجتمع وصورة البلد‪ ‬في الخارج‪ ،‬وبالتالي فعلى المعنيين‬ ‫باألمر إيجاد حلول للحد من انتشارها‪ ،‬طفح الكيل‪ ،‬ولم نعد نتحمل المتسولين في طنجة‪ ،‬فمن‬ ‫هم بحاجة فعليا إلى المال وإلى لقمة عيش فهم يتواجدون وسط كل عائلة ووسط كل حي‪،‬‬ ‫غالقين أبوابهم ومتعففين حتى وإن ماتوا جوعا‪ ،‬هذا هو حال الفقير الحقيقي الطنجي‪ ،‬أما ما‬ ‫نراه من متسولين اليوم في طنجة فهم مجرد نصابين ومحتالين وممثلين من الدرجة الرفيعة‪،‬‬ ‫إلى إنهم لألسف يشوهون صورة طنجة‪ ،‬ويسوقون سمعة سيئة جدا بين السياح الذين يعودون‬ ‫إلى بلدانهم‪ ،‬حاملين كل األخبار السيئة عن العالم الثالث‪ ،‬ألنهم ببساطة لم يروا طنجة قبل‬ ‫اآلن ولم يلمسوا حضارة المدينة وتحضر أهلها الذين كان يضرب بهم المثل في كل ما هو‬ ‫حضاري وراق‪.‬‬ ‫نحن بالفعل بحاجة لمن يصون ما تبقى من هذه المدينة‪......‬‬


‫العدد ‪951‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫عين على الشمال ‪:‬‬

‫غرباء يفرضون حاجزا غير قانوني بنواحي طنجة‬ ‫رغم «تبرؤ» السلطات‬

‫في تصرف يذكر بأيام «السيبة» فوجئ‬ ‫مرتادو شاطئ الدالية والعاملون به بوجود حاجز‬ ‫غير قانوني يمنع المصطافين من الوصول إلى‬ ‫مجموعة من المرافق السياحية والخدماتية‪،‬‬ ‫ورغم أن قيادة المنطقة وجماعة قصر المجاز‬ ‫الذي يوجد الشاطئ ضمن ترابها أعلنتا تبرأهما‬ ‫منه إال أن أحدا لم يقم بإزالته‪.‬‬ ‫وتم وضع الحاجز وسط الطريق العام لمنع‬ ‫السيارات والراجلين من التوجه إلى مجموعة من‬ ‫المرافق القريبة من الشاطئ‪ ،‬والغريب في األمر‬ ‫أنه ليس حاجزا ثابتا‪ ،‬حيث تم تحريك مكانه عدة‬ ‫مرات كما ال يوجد أي سند قانوني لوجوده وال‬ ‫تعرف الجهة التي وضعته‪.‬‬ ‫وراسل سكـــان منطقــة الداليـــة خاصــة‬ ‫المجاورين منهم لميناء الصيد‪ ،‬عامل إقليم‬ ‫الفحص أنجرة حول الموضوع مذكرين إياه أنهم‬ ‫قدموا طلبا إلزاحة هذا الحاجز العام الماضي‪ ،‬كما‬

‫وجهوا ملتمسا إلى كل مكان قيادة وجماعة قصر‬ ‫المجاز والوكالة الخاصة لميناء طنجة المتوسطي‬ ‫لكن لم يتم التفاعل معه‪ ،‬حيث ظلت كل جهة‬ ‫تنفي مسؤوليتها عنه أو تلقي بالالئمة على جهة‬ ‫أخرى فلم تتم إزالة الحاجز‪ ،‬وإنما تم نقله من‬ ‫مكان إلى مكان آخر فقط‪.‬‬ ‫وتابع المتضررون المدعمون أيضا من طرف‬ ‫رابطة حماية المستهلك بطنجة‪ ،‬أن تثبيت الحاجز‬ ‫من جديد هذه السنة عند مدخل الحي جاء مخيبا‬ ‫النتظاراتهم «جزء من سكان محليين يسعون إلى‬ ‫تحسين مستواهم المعيشي اقتصاديا واجتماعيا‬ ‫خالل هذا الموسم الصيفي»‪.‬‬ ‫ووفق المراسلة فإن الحاجز لم يبق له أي دور‬ ‫يذكر بعد تسييج ميناء الصيد بالكامل وتزويده‬ ‫ببوابة حديدية وحارس‪ ،‬ما أن المرور بهذا‬ ‫المقطع ال يشكل أي عرقلة تذكر‪ ،‬ألن عرضه يمثل‬

‫ثالثة أضعاف الطريق العادية عند المدخل‪ ،‬وهو‬ ‫األوسع على طول الطريق المؤدية إلى الشاطئ‪،‬‬ ‫كما يسمح بالمرور في االتجاهين وبالدوران‬ ‫وتغيير االتجاه‪.‬‬ ‫وأوضح المتضررون أن الحاجز إذا لم تتم‬ ‫إزالته سيكون سببا في توجيه كل المصطافين‬ ‫إلى األكل في أماكن تنعدم في جلها معايير‬ ‫السالمة الصحية الفتقار أغلبها للماء والكهرباء‪،‬‬ ‫وهو ما يشكل هدية ألشخاص في غالبيتهم غرباء‬ ‫عن المنطقة يظهرون ويختفون مع كل موسم‬ ‫صيفي‪ ،‬وفي المقابل سيكون بمثابة انتقام وعقاب‬ ‫جماعي ال مبرر له من سكان المنطقة الحريصين‬ ‫على سمعة شاطئ الدالية‪ ،‬كما أن بقاءه يضر‬ ‫بتجارتهم الموسمية المتواضعة المرتبطة بفصل‬ ‫الصيف‪ ،‬كونه يحول دون وصول الزبائن إلى‬ ‫المحالت الخدماتية‪ ،‬والشقق الجاهزة للتأجير‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫‪ 500‬مدمن يهددون مدن الشمال بعد إغالق مركز‬ ‫اإلدمان بتطوان‬

‫أوضحت مصادر حقيقية أن حوالي ‪ 500‬من‬ ‫مدمني المخدرات القوية بالشمال أصبحوا محرومين‬ ‫من خدمات القطب االجتماعي لمركز طب اإلدمان‬ ‫بتطوان‪ ،‬بعد قرار الجمعية التي تسيره إلى جانب وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬وأوضح مصدر مسؤول داخل مركز الشمال‬ ‫لحقوق اإلنسان أن العملية جاءت احتجاجا على عدم‬ ‫تفعيل وزارة الصحة للجنة المشتركة بين الطرفين‪،‬‬ ‫التي تتولى حل المشاكل العالقة بالمركز‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر ذاته أن مرصد الشمال لحقوق‬ ‫اإلنسان تلقى بأســـف شديد التوقــف االضطراري‬ ‫ألنشطة القطب االجتماعي لمركز طـــب اإلدمان‬ ‫بتطوان‪ ،‬الذي يقدم خدمات نوعية لحوالي ‪500‬‬ ‫مستفيد ومستفيدة بشكل مباشر وعشرات اآلالف‬ ‫من المستفيدين بشكل غير مباشر‪ ،‬تتمثل في‬ ‫التكفل النفسي واالجتماعي باألشخـاص الذين‬ ‫يعانون من آفة اإلدمان على المخدرات والعمل‬ ‫على إعادة إدماجهم في الحياة االجتماعية‬ ‫والسوسيومهنية والقيام بحمـــالت تحسيسيـــة‪،‬‬

‫والدفاع عن حقوق متعاطي المخدرات‪ ،‬باعتبارهم‬ ‫مواطنين كاملي المواطنة‪.‬‬ ‫وأكد المركز على أنه إذ يثمن األنشطة النوعية‬ ‫التي يقوم بها القطب االجتماعي بمركز طب اإلدمان‬ ‫بتطوان لفائدة فئة المدمنين وأسرهم في مجال‬ ‫التحسيس بالظاهرة بمدينة تطوان والنواحي‪ ،‬وهي‬ ‫المنطقة التي يقدر عدد المدمنين بها حوالي ‪ 10‬آالف‬ ‫مدمن ومدمنة‪ ،‬فإنه يستغرب رد الفعل السلبي لوزارة‬ ‫الصحة ومديرتها الجهوية بطنجة تطوان الحسيمة‬ ‫تجاه بعض المشاكل التي تعوق استئناف أنشطة‬ ‫القطب االجتماعي وتقديم خدماته المتميزة تجاه‬ ‫الفئات المستفيدة‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاته إلى التوقف االضطراري‬ ‫ألنشطة القطب االجتماعي نتيجة تحريض من طرف‬ ‫أباطرة المخدرات القوية ضد المركز‪ ،‬واستهداف‬ ‫أطره بشكل مباشر‪ ،‬ونشر مغالطات ومعطيات خالية‬ ‫من الصحة‪ ،‬مضيفا أنه في الوقت الذي كان ينتظر‬ ‫المجتمع المدني المحلي تعزيز المنطقة بمراكز لطب‬

‫اإلدمان جديدة في إطار االستراتيجية الوطنية في مجال‬ ‫الحماية والتكفل بمدمني المخدرات‪ ،‬خصوصا أمام‬ ‫المجهودات التي بذلها مركز طب اإلدمان بتطوان منذ‬ ‫تأسيسه‪ ،‬لوحظ أن وزارة الصحة المسؤولة المباشرة‬ ‫عن حفظ صحة المواطنين تتخلى بشكل شبه نهائي‬ ‫عن أدوارها والتزاماتها في هذا المجال‪.‬‬ ‫ودعا مرصد لشمال لحقوق اإلنسان وزارة لصحة‬ ‫إلى تحمل كامل مسؤوليتها تجاه فئة المدمنين بسبب‬ ‫التوقف االضطراري لعمل القطب االجتماعي بمركز طب‬ ‫اإلدمان بتطوان‪ ،‬كما دعا إلى التفعيل الجدي والفعال‬ ‫للجنة الخاصة بالتتبع والتقييم لمركز دب اإلدمان‬ ‫كما هو منصوص عليه في االتفاقية اإلطار الموقعة‬ ‫بين وزارة الصحة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن‬ ‫والجمعية الوطنية للتقليص من أضرار المخدرات‪.‬‬

‫إسماعيل روحي‬

‫رفض التأشير على تصميم التهيئة يعمق‬ ‫أزمة العقار بطنجة‬

‫كشفت مصادر جماعية متطابقة‪ ،‬أن رفض‬ ‫السلطات الحكومية التأشير على تصميم التهيئة‬ ‫الخاص بجماعة طنجة‪ ،‬أدى إلى تعميق األزمة‬ ‫التي تشهدها عاصمة البوغاز‪ ،‬من حيث الشلل‬ ‫الذي أصابها عقاريا‪ .‬وحسب المصادر نفسها‪،‬‬ ‫فإن المجلس الجماعي‪ ،‬الذي وصل إلى ما يشبه‬ ‫الباب المسدود في قضية التنمية المحلية‪ ،‬وكذا‬ ‫القضايا العقارية التي كانت المحــرك الرئيسي‬ ‫للمدينة‪ ،‬بات هو اآلخر مهددا لهذه الحركية‬ ‫التي كانت تراهن عليها المدينة في إطار مشروع‬ ‫«طنجة الكبرى»‪ ،‬في الوقت الذي حاولت الجماعة‬ ‫تبرير الخطوة السالف ذكرها‪ ،‬إذ قالت‪ ،‬في بالغ‬ ‫لها‪ ،‬إنها تؤكد «كون عدم نشر تصميم التهيئة‬ ‫بالجريدة الرسمية لن يؤثر سلبا على التنمية‬ ‫العمرانية ولن يوقـف عجلة اإلنعـــاش العقاري‬ ‫بالمدينة»‪ ،‬وفق تعبير البالغ نفسه‪ .‬غير أن‬ ‫المصادر ذاتها أكدت أن هذا المستجد من شأنه‬

‫أن يخلق تبعات ستعود بشكل سلبي على الملفات‬ ‫العقارية على وجه الخصوص خالل األشهر القليلة‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫ويأتي هذا بعد سلسلة من اللقاءات شهدتها‬ ‫كل من الوكالة الحضرية ووالية الجهة والمجلس‬ ‫الجماعي‪ ،‬حيث تم إجراء بحث علني حول تصميم‬ ‫التهيئة لمدة شهر‪ ،‬فيما جرى عقد دورة استثنائية‬ ‫من قبل المجلس خاصة بهذا الملف‪ ،‬خالل‬ ‫يوليوز من السنة الماضية‪ ،‬حيث اتخذ المجلس‬ ‫وقتها مقررا جماعيا‪ ،‬مع تبني عموم المالحظات‬ ‫والتعرضات التي أدلى بها المواطنون‪ ،‬وسط‬ ‫احتجاجات واسعة ضد القرارات التي اتخذها‬ ‫المجلس بخصوص هذا الملف‪.‬‬ ‫وكانت تخــوفـــات قــد ســـادت في صفـــوف‬ ‫المواطنين بعاصمة البوغاز نتيجة هذا الموضوع‪،‬‬ ‫وذلك منذ أن أعاد المجلس الجماعي فتح ملف‬

‫ما رأي وزير‬ ‫الخارجية؟‬

‫تصميم التهيئة عبر إعالن نشره حول إمكانية‬ ‫عودة أحداث هذا الملف إلى الواجهة‪ ،‬في ظل ما‬ ‫بات يعرف بانقالب حزب العدالة والتنمية على‬ ‫المواطنين بطنجة‪ ،‬حيث إن المئات من الطلبات‬ ‫المرتبطة بقضية تصميم التهيئة لم تجد بعد‬ ‫حال لها‪ ،‬فيما تسود مخاوف وسط سكان بعض‬ ‫األحياء الهامشية لكونهم اقتنوا عقارات خالل‬ ‫السنوات الماضية دون أن يتلقوا أية معلومات‬ ‫بشأن هذا الملف‪ ،‬سيما وأن المجلس الجماعي‬ ‫نشر إعالنا يكشف عزمه إجراء بحث في موضوع‬ ‫تصميم التهيئة‪ ،‬خصوصا وأن المجلس رفض في‬ ‫وقت سابق‪ ،‬استقبال ملفات السكان لبسط هذه‬ ‫القرارات الجديدة‪ ،‬مقارنة بفترة كان يرأس فيها‬ ‫فريق المعارضة‪ ،‬حيث كان يدافع عنهم في هذه‬ ‫النقطة بالذات أمام حزب األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫خالل فترة ترؤسه المجلس‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫يتداول سكان تطـوان‪ ،‬حالة عون للسلطة‬ ‫(مقدم)‪ ،‬والذي أصبــــح مدمنـــا على مخـــدر‬ ‫الكوكايين‪ ،‬حسب تعبير الساكنة‪ ،‬التي تقول أنه‬ ‫بعد تعاطيه لهذه المادة المخدرة‪ ،‬يتحول إلى‬ ‫وحش كاسر تجاه المواطنين‪ ،‬خصوصا الباعة‬ ‫الذين يأتون من البوادي لعرض بضائعهم‬ ‫بالسوق‪.‬‬ ‫وتروج قصص كثيرة بين تجار السوق‪،‬‬ ‫على أن هذا «المقدم»‪ ،‬ونتيجة تعاطيه لهذه‬ ‫المادة السامة‪« ،‬أصبـــح يعاني من بعــض‬ ‫االضطرابات النفسية التي ينتـــج عنها القلق‬ ‫الدائم والعدوانية‪ ،‬سواء تجاه زمالئه أو تجـــاه‬ ‫المواطنيـــن الذين يقصدون الملحقة لقضاء‬ ‫مصالحهم ‪ ،‬حيث أنه ال يفكر سوى في الحصول‬ ‫على المال لجلب هذا المخدر‪.‬‬ ‫وحسب نفس المصادر‪ ،‬فرغم علم المسؤول‬ ‫األول عن هذه الملحقة بما يقوم به عون‬ ‫السلطة ذاك‪ ،‬وشبهة استهالك المخدرات التي‬ ‫تالحقه‪ ،‬إال أنه يتجاهل الموضوع أو يتغاضى‬ ‫عنه‪ ،‬ألسباب وصفتها الساكنة بالمجهولة‪ ،‬فيما‬ ‫أكد بعض السكان‪ ،‬أن هذا «المقدم» يستمد‬ ‫قوته من أحد أقربائه الذي يشتغل بدوره في‬ ‫نفس المقاطعة‪.‬‬ ‫وتناشد ساكنة تطوان‪ ،‬الجهات المسؤولية‬ ‫وعلى رأسها العمالة‪ ،‬بضرورة التدخل وإيجاد حل‬ ‫للموضوع‪ ،‬وتشديد الرقابة على عون السلطة‬ ‫أو إحالته على طب اإلدمان من أجل تلقي العالج‬ ‫من هذا الوباء الذي يجعله غير صالح لإلدارة وال‬ ‫يفيد المواطنين‪.‬‬

‫نـداء �إنـ�ساين‬ ‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفه الطبي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمديد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بني مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 815‬مليون أورو استثمارات «رونو» بالمغرب‬ ‫‪ 376‬ألف سيارة تم تصنيعها بطنجة والبيضاء‬

‫حققت مجموعة “رونو” أزيد من نصف األهداف التي وضعتها في أبريل ‪ 2016‬ما يبشر بأن‬ ‫األهداف سيتم تجاوزها في العام ‪.2023‬‬ ‫وهكذا تم اإلعالن عن أن مجموع السيارات المصنعة بالمغرب ارتفع من ‪ 345‬أألف عام ‪2016‬‬ ‫‪ ،‬إلى ‪ 376‬ألف سيارة أغلبها أنتج بمصانع طنجة‪ ،‬وأن المجموعة الفرنسية تسعى إلى إنتاج حوالي‬ ‫نصف مليون سيارة خالل الخمس سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫واستثمرت المجموعة الصناعية‪ ،‬المنشأة من طرف “رونو”‪ 815 ،‬مليون أورو‪ ،‬ما سمح بإحداث‬ ‫‪ 14‬ألف فرصة شغل مباشرة‪ ،‬وغير مباشرة في المغرب‪ ،‬مع تحقيق أزيد من ‪ 50‬في المائة من‬ ‫االندماج المحلي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حجم الصادرات بلغ ‪ 333‬ألفا عام ‪ ،2017‬مقابل ‪ 303‬آالف‪ ،‬و‪ 892‬السنة التي‬ ‫قبلها‪ ،‬ضمنها ‪ 283‬ألف سيارة صنعت في طنجة‪ ،‬أي ما يقارب ‪ 95‬في المائة من إنتاج هذا المصنع‪،‬‬ ‫و‪ 49‬ألفا و‪ 522‬في الدارالبيضاء أي ما يمثل ‪ 66‬في المائة من إنتاج مصنع “صوماكا”‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مصتبع رونوـ نيسان بطنجة احتفلت‪ ،‬العام الماضي‪ ،‬بتصنيع السيارة المليون بعد‬ ‫خمس سنوات من دخول هذه المصانع حيز اإلنتاج سنة ‪.2012‬‬ ‫ويعد نجاح مجموعة رونو بالمغرب مؤشرا على تطوير صناعة السيارات المغربية ما سيلزم‬ ‫المجموعة من استثمار يقارب المائة مليون أورو وإحداث ‪ 50‬ألف منصب شغل جديد‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد قال مدير مجموعة “رونو ـ المغرب” إن تطوير صناعة السيارات في المغرب‬ ‫أصبح ممكنا بفضل اإلرادة القوية للمملكة‪ ،‬من خالل مخطط التسريع الصناعي فضال عن وجود‬ ‫بنيات تحتية في مستوى طموحاتها (المنطقة الحرة بطنجة‪ ،‬ومدينة السيارات‪ -‬طنجة أوتوموتيف‬ ‫سيتي‪ ،‬وميناء طنجة المتوسط) وهي بنيات وتجهيزات قوية تجعل من المنطقة قطبا يمكن‬ ‫المغرب من البروز كأرضية إقليمية من الدرجة األولى لصناعة السيارات‪.‬‬ ‫وخلص إلى أن مجموعة رونو المغرب‪ ،‬وهي تحتفل بتصنيع السيارة المليون في مصنع طنجة‬ ‫تعتبر أن أداءها بالمغرب منذ ‪ 90‬عاما محفزا هائال لمواصلة القيام بدورها كقاطرة لتطوير‬ ‫صناعات السيارات المغربية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مطارات المغرب تتجاوز ‪ 10‬ماليين راكب خالل النصف األول‬ ‫من سنة ‪2018‬‬

‫استقبلت المطارات المغربيـــة‬ ‫حوالي ‪ 10‬ماليين ونصف المليون‬ ‫راكـــب‪ ،‬خـــالل النصف األول من‬ ‫السنة الجاريـــة‪ ،‬مسجلـــة بذلك‬ ‫ارتفاعــا يناهـــز ‪ 13‬في المائـــة‬ ‫مقارنة مع نفــس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬وفــق بيانــات المكتـــب‬ ‫الوطني للمطارات‪.‬‬

‫ويعتبر المغرب أكبر مستورد للطاقة في المنطقة بإنفاق بلغ ‪ 70‬مليار درهم في سنة ‪.2017‬‬ ‫وأكد مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة في المؤتمر الصحافي الذي تال انعقاد‬ ‫المجلس الحكومي يوم أسم الخميس‪ ،‬أن ميزانية العام الجاري تستند إلى سعر ‪ 60‬دوالرا للبرميل‬ ‫على الرغم من أن متوسط السعر في األسواق العالمية زاد إلى ‪ 73‬دوالرا‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫توقعات الحليمي بخصوص الوضع االقتصادي بسنة ‪2019‬‬ ‫رغم تطمينات الحكومة‪ ،‬فإن توقعات مندوبية التخطيط بالنسبة للسنة القادمة ال تسير في‬ ‫االتجاه التفاؤلي للحكومة‪ .‬بل وتنذر بأن القادم من األيام سيكون أسوأ مما مر‪.‬‬ ‫أحمد لحليمي العلمي‪ ،‬أعرب‪ ،‬في ندوة صحافية عقدها مؤخرا‪ ،‬عن عدم ارتياحه من النتائج‬ ‫المسجلة في السنوات األخيرة‪ ،‬بل وعن تشاؤمه بخصوص توقعات سنة ‪.2019‬‬ ‫وأبرز الحليمي أنه من المتوقع أن يشهد اقتصاد البالد تباطؤا طفيفا في العام المقبل‪ ،‬إذ‬ ‫يرتقب تسجيل معدل نمو لن يتجاوز ‪ 2.9‬في المائة‪ ،‬في حين ستتوقف هذه النسبة العام الجاري‬ ‫في ‪ 3.1‬في المئة‪ ،‬بعدما كانت النسب المسجلة العام الماضي لسنة ‪ 2017‬في حدود ‪4.1‬‬ ‫با لمئة ‪.‬‬ ‫هذا وقد تؤدي هذه الوضعية إلى تراجع في ما يخص مناصب الشغل المحدثة باإلضافة إلى‬ ‫تأثيره على مداخيل الدولة التي ستتراجع أيضا وبالتالي فإن احتمال تحسين دخل األجراء سيكون‬ ‫ضعيفا ‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫االستثمارات األجنبية المباشرة بالمغرب‬ ‫ارتفاع تحويالت مغاربة الخارج‬ ‫علم أن تدفــــق االستثمارات‬ ‫األجنبية المباشـرة‪ ،‬شهــد‪ ،‬نهايـة‬ ‫شهر يونيو الماضي‪ ،‬تراجعا بنسبة‬ ‫‪ 33.1‬في المائة‪ ،‬حيث أظهرت‬ ‫معطيــات المـــبادالت الخارجيــــة‬ ‫الصادرة عن مكتب الصرف برسم‬ ‫النصف األول من السنــة الجارية‪،‬‬ ‫أن هذه االستثمارات تراجعت بـ‬ ‫‪ 4‬مليارات‪ ،‬و‪ 976‬مليون درهم‬ ‫لتستقــــر في ‪ 10‬ملــيـــارات‪ ،‬و‪71‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬مقابل ‪ 15‬مليارا و‪47‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬نهاية يونيو ‪.2017‬‬ ‫وعزا مكتب الصرف هذه الوضعية إلى االنخفاض في الموارد بـ (حوالي ‪ 3‬مليــارات و‪453‬‬ ‫مليون درهم) جنبا إلى جنب مع الزيادة في النفقات بـ مليار و‪ 523‬مليون درهم‪.‬‬

‫ويشكل مطار محمد الخامــس‬ ‫بالدار البيضاء نحـو ‪ 43‬في المائة‬ ‫من مجمــوع حركـــة المسافرين‬ ‫‪ ‬‬ ‫في المطارات المغربية‪ ،‬حيــث إنه‬ ‫سجل ارتفاعا بنسبـــة ‪ 5,68‬في‬ ‫المائة خالل النصف االول من السنة الجارية‪..‬‬ ‫وشهد شهر يونيو ارتفاعا متميزا في حركة المسافرين هم اغلبية مطارات المملكة ترواحت‬ ‫بين ‪ 15,17‬في المائة و‪ 231,68‬في المائة‪ .‬وصاحب هذا االرتفاع تنامي الرواج على المستـــوى‬ ‫الداخلي‪ ،‬حيث سجلت حركة النقل الجوي الداخلي ارتفاعا قويا برسم النصف االول من السنة‬ ‫الجارية بلغ مليون و‪ 135‬الف و‪ 446‬مسافرا‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 15,39‬في المائة مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من السنة الماضية‪ ،‬وتم تسجيل ارتفاع هام خالل شهر يونيو بلغ ‪ 27,93‬في المائة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للنقل على المستوى الدولي فقد سجل خالل النصف من السنة الجارية رواجا لـ‪9‬‬ ‫ماليين و‪ 320‬الف و‪ 444‬راكب‪ ،‬بارتفاع بلغ ‪ 12,69‬في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬وحقق خالل شهر يونيو الماضي ارتفاعا ملحوظا بلغ ‪ 25,43‬في المائة من خالل استقبال‬ ‫مليون و‪ 487‬الف و‪ 553‬راكب‪.‬‬ ‫وعزا المكتب الوطني للمطارات هذا االرتفاع‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬إلى األداء الجيد الذي سجل على‬ ‫مستوى وجهة السوق االوربية‪ ،‬التي تمثل أكثر من ثالثة أرباع حجم حركة النقل الجوي الدولي‬ ‫بنسبة ارتفاع بلغت ‪ 14,87‬في المائة‪ ،‬مضيفا ان وجهات الشرق االوسط والشرق األدنى وأمريكا‬ ‫الشمالية وأمريكا الجنوبية قد سجلت على التوالي ارتفاعا بنسبة ‪ 6,32‬في المائة و‪ 20,22‬في‬ ‫المائة و‪ 31,27‬في المائة‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬سجلت السوق المغاربية خالل النصف األول من السنة الجارية‪ ،‬انخفاضا طفيفا‬ ‫بلغت ‪ 0,81‬في المائة‪ ،‬في الوقـت الذي سجل فيه شهر يونيو ارتفاعا في حركية المسافرين بلغت‬ ‫‪ 12,25‬في المائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إكراهات خارجية أمام ميزانية السنة المقبلة‬

‫أوساط اقتصادية تتخوف من مواجهة ميزانية المغرب للسنة القامة إلكراهات خارجية تتمثل‬ ‫في ارتفاع سعر النفط وتزايد نزعات الحماية التجارية في االقتصاد العالمي ‪.‬‬ ‫ونقلت الوكالة البريطانية لألنباء نقال عن بيان أصدرته الحكومة المغربية إن العام القادم‬ ‫سيكون مليئا بالتحديات المرتبطة بزيادة نزعات الحماية التجارية في االقتصاد العالمي وزيادة‬ ‫أسعار النفط‪.‬‬

‫وأشارت معطيات مكتب الصرف برسم الستة أشهر األولى من السنة الجارية‪ ،‬إلى أن إيرادات‬ ‫السياحة سجلت تحسنا‪ ،‬مرتفعا بنسبة ‪ 15.5‬في المائة‪ .‬وسجلت إيرادات السياحة ‪ 31‬مليار و‪293‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 4‬مليار و‪ 200‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وقال مكتب الصرف إن رصيد السفر ارتفع بـ‪ 19.9‬في المائة‪ ،‬مسجال ‪ 22‬مليارا و‪ 992‬ماليين‬ ‫درهم‪ ،‬نهاية يونيو ‪ ،2018‬بدال من ‪ 19‬مليارا و‪ 175‬مليون درهم‪ ،‬نهاية يونيو ‪.2017‬‬ ‫وفيما يخص تحويالت المغاربة‪ ،‬المقيمين في الخارج فإنها سجلت تطورا بـ‪ 8.5‬في المائة‬ ‫بزايدة قدرها مليارين و‪ 515‬مليون درهم‪ ،‬واستقرت تحويالت المغاربة في الخارج‪ ،‬متم يونيو‬ ‫الماضي‪ ،‬في‪ 31‬مليارا و‪ 951‬ماليين درهم‪ ،‬مقابل ‪ 29‬مليار و‪ 436‬مليون درهم متم يونيو ‪.2017‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫معدل النمو ارتفع من ‪ 3,2‬بالمائة إلى ‪ 3,6‬بالمائة‬ ‫حسب الوزير الخلفي‬ ‫خالل ندوته األسبوعيـــة التي‬ ‫تأتي عادة إثر االجتماع األسبوعي‬ ‫للحكومة‪ ،‬أكد الوزيــــر مصطفــى‬ ‫الخلفــي‪ ،‬أن نسبـــة معـــدل النمو‬ ‫سترتفع من ‪ 3.2‬بالمائة إلى ‪3.6‬‬ ‫بالمائـــة‪ .‬وذلــك بسبــب ارتفـــاع‬ ‫مداخيل مجمــوعـة من القطاعات‪،‬‬ ‫كما هــو الشـأن بالنسبـة للقطــاع‬ ‫الفالحـــي‪ ،‬الذي يتــوقـــع ان يصل‬ ‫اإلنتاج فيه هذه السنة إلى ‪100‬‬ ‫مليون قنطار من الحبوب‪ ،‬على حد‬ ‫تعبير الوزير‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أوضح الخلفي‪،‬‬ ‫أن نسبة الصادرات ارتفعت بدورها بنسبة‪ 11.4‬بالمائة‪ ،‬في حين تراجعت الصناعات الغذائية‬ ‫بنسبة ‪ 1.1‬بالمائة‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬أشار الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى ارتفاع العجز المالي الذي وصل إلى ‪100‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬إال أنه تدارك وقال أن ارتفاع العجز لم يكن تأثيره كبيرا على اعتبار أن ارتفاع نسبة‬ ‫الصادرات غطت على ذلك‪.‬‬


‫العدد ‪951‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫ما هو وضع « أطفال الفقر»‬ ‫في السياسات الرسمية ؟‬ ‫محمد أديب السالوي‬

‫‪-1-‬‬

‫«أطفال الفقر» في بالدنا ‪ ،‬فئات متعددة ‪ :‬هم أطفال الهجرة القروية‪،‬‬ ‫وأطفال مدن القصدير المهمشة‪ ،‬واألطفال المتخلى عنهم‪ ،‬وأطفال الشوارع‪،‬‬ ‫واألطفال المطرودين من بيوتهم‪ ،‬واألطفال الهاربين من أسرهم‪ ،‬وأطفال‬ ‫الحقول والمعامل السرية‪ ،‬وأطفال التسول‪ .‬هم أطفال المحيط الذي يتبنى‬ ‫الجيل المستقبلي من مرضى الفقر والمجرمين والمنحرفين والذين ال موقع‬ ‫لهم في السياسات الرسمية‪.‬‬ ‫كل واحد من هؤالء األطفال‪ ،‬هو عقل وإنسان وحالة نفسية‪ ،‬ولكنهم بسبب‬ ‫الفقر تحولوا إلى كائنات بشرية تعيش وتتموضع خارج العيش‪ ،‬إنهم أطفال‬ ‫بدون أسر ‪ /‬بدون تكوين نفسي ‪ /‬بدون تكوين عقلي ‪... /‬وبدون مستقبل‪،‬‬ ‫تتالعب بهم األقدار‪ ،‬وترمي بهم إلى الجحيم الالإنساني‪ ،‬والالأخالقي‪.‬‬ ‫إنهم فئة من األطفال غير متجانسة‪ ،‬ولكن همومها واحدة في العيش‬ ‫والمعيش‪ ،‬إنها كائنات بشرية خارجة عن منهج الحياة وقيمها الحياتية‪.‬‬ ‫وبعيدا عن المخاوف والهواجس والتساؤالت‪ ،‬استطاعت هذه الفئة من‬ ‫األطفال التي تتوسع يوميا مع توسع ظاهرة الفقر والتهميش‪ ،‬أن تفرض نفسها‪،‬‬ ‫وأن تثير اهتمام الرأي العام والمجتمع المدني‪ ،‬وأن يكون لها ذكر في المؤسسات‬ ‫اإلعالمية والحقوقية‪ ،‬وهو ما يعد انتصارا سياسيا واجتماعيا وثقافيا للطفولة‬ ‫الضائعة في الزمان والمكان‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫تنتمي هذه الشريحة من األطفال إلى العمود الفقري لكل إستراتيجية‬ ‫مستقبلية‪ ،‬ألجل ذلك فإن البحث في أغوارها يفرض علينا أن ال نكتفي بالنظر‬ ‫إليها من بعيد‪ ،‬ألنها تفرض علينا مواجهتها بشجاعة ونجاعة‪ ،‬فمثل هذه‬ ‫الشريحة تحتاج منا قبل كل شيء مواجهة العوامل االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية والثقافية الحقيقية التي دفعت بها إلى التوسع لتصبح ظاهرة‬ ‫مخيفة‪ ،‬وأن تتحلى بالكثير من المسؤولية والحزم‪ ،‬فاألمر يتطلب منا مقاربة‬ ‫إستراتيجية ‪ /‬تجنيد الدولة والحكومة والمجتمع المدني‪ ،‬إضافة إلى عمل رجال‬ ‫التربية وعلماء النفس والصحة والمختصين في اإلعالم واالتصال لكسب الرهان‬ ‫وإعادة إدماج هذه الشريحة الواسعة من أطفال الشوارع والمشردين والهاربين‬ ‫من أسرهم والمتخلى عنهم والمهمشين والمتسولين‪ ،‬ضمن إستراتيجية‬ ‫موازية أخرى إلعادة الثقة إلى المؤسسة االجتماعية وخالياها في العالمين‬ ‫القروي والحضري‪ ،‬ليكون لهذا االندماج كامال وتاما وايجابيا‪.‬‬ ‫إن الطفولة المغربية بحجمها المتنامي‪ ،‬وبأهميتها في استراتيجيات‬ ‫المستقبل‪ ،‬كما في استراتيجيات التنمية في أبعادها وقيمها االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية في الزمن الراهن‪ ،‬تجعلنا أمام اختيار واحد هو البدء‬ ‫بتفعيل أدوار هذه المقاربة ‪ /‬اإلستراتيجية‪ ،‬وتحقيق مستلزماتها ومقتضياتها‬ ‫لتسيير ظروف العيش الكريم والرعاية المتكاملة لطفولتنا وفق أوضاع اجتماعية‬ ‫مريحة‪.‬‬ ‫والسؤال المحير‪ :‬ما هي إستراتيجية الحكومة للقضاء على ظاهرة فئات‬ ‫«أطفال الفقر» في غياب إحصائيات ومعطيات مضبوطة حول حجمها ؟‬

‫‪-3-‬‬

‫على المستوى الوطني‪ ،‬استقطبت هذه الشريحة المخيفة اهتمام المجتمع‬ ‫المدني المغربي‪ ،‬حيث عقد لها بدوره العديد من الملتقيات وأنجز لها الكثير من‬ ‫الدراسات والتوصيات‪...‬‬ ‫ففي نطاق البحث عن إستراتيجية قويمة‪ ،‬أوصى المجتمع المدني بضرورة‬ ‫األخذ بعين االعتبار اشتراك الجماعات المحلية التي تتوفر على إمكانيات هائلة‪،‬‬ ‫مادية ومعنوية للمشاركة في برنامج إنقاذ هذه الشريحة من األطفال‪ ،‬واقترح‬ ‫على المنتخبين إقامة شراكات مع الجمعيات غير الحكومية‪ ،‬التي تتوفر لديها‬ ‫المواردالبشريةالمتخصصةالنجازالبرامجوتطبيقهامعفسحالمجالللمختصين‬ ‫للقيام بدراسات ميدانية‪ ،‬يتم تعميم نتائجها وطنيا‪ ،‬مما سيمكن جهاز الدولة ‪/‬‬ ‫الحكومة من بلورة تصور حقيقي لمواجهة الظاهرة‪.‬‬ ‫ففي نظر المجتمع المدني‪ ،‬أن اآلليات القانونية للتنظيم الجهوي تسمح‬ ‫بتحقيق هذه األهداف عبر تصور الشراكة والتعاون بين الوزارة المعنية‬ ‫والجهة باعتبارها مركز وسيط‪ ،‬يستوعب هذا النوع من التدخالت في القطاعات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهو ما يتطلب في نظرنا رصدا شموليا داخل النطاق الترابي‬ ‫الجهوي‪ ،‬وذلك من خالل وضع برنامج عمل قادر على استيعاب مختلف المتطلبات‬ ‫االجتماعية الكفيلة بحل ظاهرة «أطفال الفقر»‪ ،‬إن أبعاد هذه الظاهرة ال تنحصر‬

‫‪8‬‬

‫في الجانب المادي بل تتعداها إلى الجانب المعنوي للفرد – الطفل – المفتقد‬ ‫للحنان األبوي واألسري ودفء العائلة والوجود االجتماعي والهوية إلى غيرها‬ ‫من الصور التي تشكل حجر الزاوية في البناء الشخصي والسيكولوجي لإلنسان‬ ‫‪ /‬المواطن‪.‬‬ ‫وقبل االقتراب من اإلستراتيجية التي يقترحها المجتمع المدني لظاهرة‬ ‫«أطفال الفقر»‪ ،‬نرى من المفيد أوال ‪،‬االقتراب من «خطة حكومة التناوب ‪»1999‬‬ ‫التي اعتبرها المجتمع المدني خطة مرجعية في بناء اإلستراتيجية المقترحة‬ ‫إلنقاذ هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫تأخذ هذه الخطة « باإلعالن العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه» وتتمحور‬ ‫حول تفعيل حقوق الطفل وإيجاد الحلول المناسبة والموضوعاتية لمشاكل‬ ‫الطفولة بشكل عام‪.‬‬ ‫تلتزم منطلقات هذه الخطة بالتعاليم اإلسالمية‪ ،‬والتوجيهات الملكية‬ ‫السامية بخصوص الطفولة المشردة على وجه التحديد‪ .‬وباتفاقية حقوق الطفل‪،‬‬ ‫كما تلتزم أهدافها بتحسيس السلطات العمومية ومكونات المجتمع المدني‬ ‫والرأي العام بخطورة ظاهرة األطفال المشردين ‪ /‬أطفال الفقر وتمكينهم‬ ‫من الحقوق األساسية‪ ،‬كما نصت عليها االتفاقية العالمية لحقوق الطفل‪،‬‬ ‫وتنسيق وتطوير البرامج الحكومية وغير الحكومية‪ ،‬وإصالح اإلطارات القانونية‬ ‫والمؤسسات ذات الصلة بالطفولة التي تعاني من أوضاع صعبة‪ ،‬وتوفير شروط‬ ‫إعادة إدماج هؤالء األطفال ضمن أسرهم‪ ،‬وتحسين مستوى تأطير المؤسسات‬ ‫المهتمة بهذه الظاهرة‪ ،‬وتطوير الخدمات االجتماعية التي تقوم بها لفائدة‬ ‫أطفال االفقر‪ ،‬ودعم جهود الجمعيات المتداخلة في هذا المجال‪.‬‬ ‫كما التزمت هذه الخطة من جانب آخر بإنجاز دراسات محلية لرصد ظاهرة‬ ‫أطفال الشوارع‪ ،‬وإنشاء بنك للمعلومات والمشاريع المتعلقة بهؤالء األطفال‪،‬‬ ‫وتشجيع الدراسات واألبحاث الجامعية لالهتمام بقضاياهم‪ ،‬وتوظيف أخصائيين‬ ‫في مراكز وهياكل استقبال هؤالء األطفال للرفع من مستوى التأطير‪.‬‬ ‫وفي الجانب القانوني‪ ،‬التزمت هذه الخطة‪ ،‬بإلغاء تجزيم التشرد بالنسبة‬ ‫لألطفال في القانون‪ ،‬واإلسراع باقتراح قانون الكفالة والمراسيم التطبيقية له‪،‬‬ ‫مع تبسيط المساطر المتعلقة بالتكفل‪ ،‬وإعادة النظر في قانون النفقة‪ .‬وخلق‬ ‫صندوق للنفقة لفائدة األسر المعوزة‪ ،‬وتفعيل مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل‪،‬‬ ‫ووضع معايير وضوابط لضمان الشفافية في منح صفة النفع العام بالنسبة‬ ‫للجمعيات العاملة في مجال الطفولة‪ ،‬في وضعية صعبة‪.‬‬ ‫ولقد أكدت هذه الخطة في ديباجتها أن الطفولة المشردة‪ ،‬تشكل تحديا‬ ‫أمام قدرة الجهة على كسب الرهان االجتماعي‪ ،‬ألنها ابرز مظهر لتدخل الفعاليات‬ ‫السياسية والمدنية من اجل توفير «الخيريات» ودور االستقبال المتوفرة على‬ ‫ظروف العيش الكريم‪ ،‬وإحداث مؤسسات وهيئات تعليمية وثقافية تسهر على‬ ‫دمج الطفل المشرد في بيئته‪ ،‬بعد أن يتم توفير شروط العيش والنمو وتحقيق‬ ‫التغطية الصحية والحماية االجتماعية الالزمة‪ ،‬حتى يصبح هذا الطفل عنصرا‬ ‫منتجا وليس عنصرا للجريمة‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه «الخطة» أن الجهة قادرة على تحقيق ذلك من خالل تقوية قنوات‬ ‫التعاون بواسطة برنامج توسيع دائرة أساليب التحكم في هذه المعضلة‪ .‬ولن‬ ‫يتم ذلك إال بتوسيع دائرة المشاركة وتوسيع دائرة التوعية االجتماعية وتحسيس‬ ‫السكان بأهمية المشاركة عن طريق تشجيع العمل التطوعي والجمعوي للبناء‪،‬‬ ‫وتحفيز الجمعيات الخيرية على توسيع نطاق تدخلها‪،‬على المستوى المادي كما‬ ‫على المستوى المعنوي‪.‬‬ ‫وفد التزم تصريح حكومة التناوب (‪ )1998‬أمام البرلمان بصياغة قانون‬ ‫خاص بالطفولة‪ ،‬الشيء الذي دفع بعدة منظمات وجمعيات من المجتمع المدني‬ ‫إلى دعم هذا التصريح‪ .‬كما دفع بكتابة الدولة المكلفة بالرعاية االجتماعية‬ ‫والطفولة واألسرة إلى تهيئ خطة عمل وطنية إلدماج هؤالء األطفال ترتكز‬ ‫على ثالثة مشاريع يتضمنها المخطط الخماسي (‪ )1999-2004‬وتتمثل في‬ ‫بناء مراكز لإليواء وإعادة اإلدماج االجتماعي في كل من الدار البيضاء وتمارة‬ ‫وتطوان‪...‬وجهات أخرى‪.‬‬ ‫السؤال المحير ‪ :‬أين كل هذا من واقع أطفال الفقر في المغرب الراهن‪...‬؟‬ ‫هل اختفت هذه المشاريع‪...‬وأين اختفت‪...‬؟‬ ‫هل رحلت مع حكومة التناوب‪...‬أم أنها ما زالت تنتظر من يحركها‪...‬؟‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الثقافة العربية‬ ‫أم الثقافات‬ ‫العربية (‪)2‬‬ ‫سنواصل في هذه الحلقة الحديث‬ ‫عن الثقافة العربية وهل هي ثقافة أم‬ ‫ثقافات؟ وأي مستقبــل لها في سياق‬ ‫التأكيد على تعددية وتضاد الفعاليات‬ ‫الثقافية والمؤثــــرات المحلية‪ .‬وذلك‬ ‫إلث��ب��ات حقيقة أن ه���ذه ال��ث��ق��اف��ات‪،‬‬ ‫بانسالخها عن التيار التاريخي‪ ،‬وانزياحها‬ ‫خارج اهتمامــات اإلنسان‪ ،‬وانصرافها‬ ‫عن قضاياه ومشاكله‪ ،‬وافتقارها إلى‬ ‫المواقف الجادة والرؤى الخالقة الضرورية‬ ‫الستمرار أية ثقافة إنسانية‪ ،‬إنما تكون‬ ‫قد قطعت الطريق على نموها وتطورها‪،‬‬ ‫وقضت على سيرتها اإلبداعية باالنغالق‪.‬‬ ‫داخل هذه العتمة ال يمكن أيضا تجاهل‬ ‫الحضور االستثنائي لما يمكن أن‬ ‫نسميها بالحالة الفرنكوفونية في عدد‬ ‫من دول شمال إفريقيا‪ ،‬أرغمتها سنوات‬ ‫االستعمار الفرنسي وانعكاساته التربوية‬ ‫على األخذ بمناهجه التعليمية ومتابعتها‪،‬‬ ‫وهكذا اكتسبت هذه الموزييك الثقافي‬ ‫العربي العام تجربة التغريب اللغوي التي‬ ‫أضيفت إلى وضعية التركيبة بكل ما فيها‬ ‫من تناقض وتهافت وإسقاطات‪.‬‬ ‫إنها ثقافة لم تعد تعنى سوى بإتقان‬ ‫علوم األوائ��ل‪ ،‬واحترام ما تحدث عنه‬ ‫الناس منذ اآلالف السنين كما وصفها‬ ‫الكاتب المغربي عبد الكريم غالب‪،‬حيث‬ ‫ق��ال عنها أنها أصبحت مجرد «ضرب‬ ‫من ثقافة السكون انهمك أهلها في‬ ‫إعادة عرض ما كان عند السلف‪ ،‬وشرحه‬ ‫والتعليق عليه بالتمجيد والبحث على‬ ‫االقتداء به»‪ .‬وهو نفس منظور المفكر‬ ‫المصري زكي محمود نجيب‪ ،‬ولمن يريد‬ ‫أن يطلع على هذه المواقف التنويرية‬ ‫لهؤالء الكتاب موجودة في أمهات الكتب‬ ‫مازالت حية في بطون الكتب‪ ،‬ونار التاريخ‬ ‫في اشتعالها ال��دائ��م‪ .‬إال أن السؤال‬ ‫التحريضي لم يزل قائما هو أي مستقبل‬ ‫هو؟‪...‬‬ ‫أي مستقبل هو هذا الذي يولد في‬ ‫الجهل‪ ،‬ويتنفس في التخلف‪ ،‬ويبلغ نضجه‬ ‫في ظل ثقافة ماضوية‪ ،‬متعايشة مع‬ ‫أزمتها ونزواتها‪ ،‬مع أمراضها وشهواتها‪،‬‬ ‫مع إحباطاتها وارتهانها‪ ،‬ثقافة مفرطة‬ ‫في إعجابها بنفسها وبواقعها إلى حد‬ ‫التفسخ والعمى عن مشاهدة صورتها‬ ‫الفاجعة المنعكسة في تجاعيد األطفال‬ ‫الملتحين‪ ،‬وأجساد النسوة العاريات‪،‬‬ ‫ون��ظ��رات الشيوخ المتراكمين على‬ ‫عكاكيزهم في انتظار زائر لن يجيء‪.‬‬ ‫سيعتبر البعـــض أن هذه الرؤيــة‬ ‫قاتمة بعض الشيء‪ ،‬ولكنها الحقيقة‬ ‫‪ ...‬وليتذكر الجميع أن نحن في بداية‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪ ،‬وأن الدعوة‬ ‫إلى المشاريع القومية قد جرى إسقاطه‬ ‫وتحطيمه في شباك وتناقض المصالح‪،‬‬ ‫وص����راع ال������والءات‪ .‬وق���د ت��م إع�لان‬ ‫إفالس المؤسسات الثقافية‪ ،‬من خالل‬ ‫انحراف أهدافها الصحيحة واستبدالها‬ ‫بمخططات تكريس األم��ي��ة‪ ،‬وطمس‬ ‫الوعي ومصادرة اإلبداع‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫حدائق الشعر‬

‫حوارات �أدبية‬ ‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬الذائقة التي تتوق نحو كل‬ ‫جميل ‪ .‬من بساتين اإلبداع لثالثية‬ ‫األدباء عالل الحجام وعبد الرحمان فتحي‬ ‫ونسيمة الراوي ‪ .‬وعلى مسرح المتحف‬ ‫األركيولوجي تؤتثه قطع فنية في‬ ‫فضاء الشعر‪ ،‬تحت سماء زرقاء يهفهف‬ ‫نسيم على األشجار الوارفة تطرب األذن‬ ‫حفيف أوراقها لتخاطبها تغاريد الطيور‬ ‫مستأنسين بأشعار البديع وخرير المياه‬ ‫‪ .‬اجتمعت الرؤية والسماع‪ ،‬فانصهرت‬ ‫للرائي والسامع‪ ،‬المتلقي‪ ،‬لتنبجس منها‬ ‫مياه الذوق الجمالي في معزوفة من‬ ‫أوتار األحاسيس الذاتية‪ ،‬لتخرج من عباءة‬ ‫السرد إلى التذوق اآلدبي ‪ .‬إلدراك الترابط‬ ‫الجمالي بين التشكيل والموسيقى‬ ‫والشعر ‪ .‬كلمة الشعر سامية عربي‬ ‫وهي كلمة أكدية «شيرو»‪ ،‬وكان القوم‬ ‫ينشدونها في معابدهم‪ ،‬وبالعبرية‬ ‫أخذت طلمة «شير»‪ ،‬ثم إلى األرامية اسم‬ ‫«شور»‪ ،‬وبإسقاط حرف العين من شعر‬ ‫تكون قد تحوال إلى «شير» ‪.‬‬ ‫أقبل أهل اآلداب والفن على دار‬ ‫الشعر وهم من فن الكتابة والقراءة تربية‬ ‫منذ الصغر ‪ .‬إدراكا شعوريا انغمست فيه‬ ‫الروح والوجدان ‪ .‬استمتــع الحاضرون‬ ‫بروائع فنية من بديع «المايسترو»‬ ‫األديب عالل الحجام‪ ،‬عند نظمه معزوفات‬ ‫شعرية أتحف بها الحضور وانصرف‪،‬‬ ‫فأضاءت جنبات فضاء دار الشعر ‪.‬‬ ‫جـــارت عليه األيام‪ ،‬المبــدع عبد‬ ‫الرحمان فتحي‪ ،‬وفي عروقه ماء طفولة‬ ‫جنان العريف ‪ .‬هناك ألفاظ وتعابير‬ ‫تتوحد في إبداعها الرومانسية في شتى‬ ‫اللغات‪ ،‬تقع في األذن الموسيقية من‬ ‫نظم األديب فتحي بلغة «سيرفانطيس»‬ ‫‪ .‬وهو يشكر اباه الذي زرع بذرة اللغة‬ ‫اإلسبانية في جوانحه‪ ،‬وقد اندمج‬ ‫وانصهر في عوالمها ‪ .‬وهي التي اتوت‬ ‫من معين اللغة العربية‪ ،‬أعطتها مساحة‬ ‫من البيان والفصاحة ‪ .‬المبدع رسم‬ ‫بفرشته على لوحة للطفل الذي يسكنه‪،‬‬ ‫قطعة فنية‪ ،‬لزقاق المدينة األندلسية‬ ‫العتيقة‪ ،‬بلغة شاعرة ‪ .‬بكلم منظوم‬ ‫عربي الفكر‪ ،‬إسباني الكلمة‪ ،‬انساق إليه‪،‬‬ ‫امتزجت قصائده فأغنت الشعر الحر‪ ،‬بلغة‬ ‫ليست أجنبية عن لغة الضاد‪ ،‬من إبداع‬ ‫زو نبوغ لجمال التلقي من الجنس األدبي‬ ‫للسيرة الذاتية ‪ .‬فكان يالزم الحركة‬ ‫للنصوص الشعرية‪ ،‬فتضفي عليها رونقا‬ ‫وجماال ‪ .‬كلما استدعى من ذاكرته شيئا‪،‬‬ ‫عادت إلى حنين «النوسطالجيا»‪ ،‬لسنوات‬ ‫الصبا والجمال ‪.‬فبراءة الطفولة ذات‬ ‫بهجة وشوق األديب المبدع إلى صباه‬ ‫لكي يسترجع طفولته السليبة للمحافظة‬ ‫على الذات ‪ .‬اللغة اإلسبانية شكال ورسما‬ ‫وبالغة هي وسيلة لإلبداع والجمال‬ ‫والبهاء ‪ .‬لغة موسيقية فنية أبدعت اروع‬ ‫لوحات تشكيلية وشعرية من القصة إلى‬ ‫الرواية من ثراء الجنس اآلدبي ‪ .‬وقد نالت‬ ‫«نوبل» في اآلداب العالمي ‪.‬‬ ‫الشابــة المبدعـــة األديبة نسيمة‬ ‫الراوي‪ ،‬وهي نسمة رقيقة أنيقة جميلة‪،‬‬ ‫ذات الشعر الغجري الحريري األملس‬ ‫يرفرف على خديها الناعمة وهي تهمس‬ ‫بإبداعاتها‪ ،‬زادها بهاءا وألقا‪ ،‬وهي مكمن‬ ‫الجمال‪ ،‬تتغنى ب»إسطانبول»‪ ،‬وقد‬ ‫تغنى الشابي بجمالك مرددا ‪ :‬عذبة أنت‬ ‫كالطفولة كاألحالم ‪ ....‬كاللحن كالصباح‬ ‫الجديد ‪ ....‬وال أحد كان يعلم أنك تعذبين‬ ‫بين أسنانك ضريس الهوى «كارسيا‬ ‫لوركا»‪ .‬وددت أن يوما ما تنشأ في بالدنا‬ ‫العربية فضاؤات عمومية تخصص لقراءة‬ ‫الشعر‪ ،‬والتشكيل والموسيقى والمسرح‪،‬‬ ‫لنحصد ثقافة إبداعية لتأذيب الذوق‬ ‫والتساع اآلفاق وإنارة العقول ‪...‬‬ ‫لقد وضع األديب المبدع مخلص‬ ‫الصغير‪ ،‬مدير دار الشعر‪ ،‬منهجا إبداعيا‬ ‫ليتجدد في كل مرة‪ ،‬وقد وافانا برباعية‬ ‫تشكيلية شعرية‪ ،‬على «خشبة» مسرح‬ ‫المتحف «األركيولوجي»‪ ،‬جاء فيه ‪:‬‬ ‫نظمت دار الشعر بتطوان الحلقة‬ ‫األولى من برنامج «حدائق الشعر» يوم‬ ‫الجمعة ‪ 13‬يوليوز الجاري‪ ،‬في حديقة‬

‫‪9‬‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫كتابة السيناريو‪ ‬‬ ‫مع‬

‫عبد اهلل الدامون‬

‫دار الشعر والمتحف األثري بالمدينة‪.‬‬ ‫وهي الحديقة التي شهدت اإلعالن عن‬ ‫تأسيس دار الشعر بتطوان‪ ،‬قبل سنتين‬ ‫من اليوم‪ ،‬ضمن مبادرة حاكم الشارقة‬ ‫الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪،‬‬ ‫المتعلقة بإحداث بيوت للشعر في أقطار‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬ ‫وقد امتألت حديقة دار الشعر عن‬ ‫آخرها بعشاق الشعر‪ ،‬من مغاربة وأجانب‪،‬‬ ‫ممن يترددون على المدينة خالل‬ ‫العطلة الصيفية‪ ،‬حيث أنصتوا لروائع‬ ‫الشعر المغربي في حديقة الشعر‪ ،‬كما‬ ‫استمتعوا بمشاهدة المنحوتات الخالدة‬ ‫للفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني‪.‬‬ ‫وانطلق اللقاء على أنغـــام عــازف‬ ‫الناي مصطفى حكم وقصائد الشاعر‬ ‫المغربي عالل الحجام‪ ،‬وهو أحد أعالم‬ ‫الشعر في المغرب‪ .‬وقد صدرت لعالل‬ ‫الحجام مجموعة من الدواوين الشعرية‪،‬‬ ‫منذ ديوانه األول الصادر سنة ‪1975‬‬ ‫«الحلم في نهاية الحداد»‪ ،‬وديوان «من‬ ‫يعيد لعينيك كحل الندى»‪ ،‬ثم ديوان‬ ‫«في الساعة العاشقة مساء» وديوان‬ ‫«احتماالت» و»من توقعات العاشق»‪،‬‬ ‫وديوان «ما لم يقله الوشم على الشفق»‪،‬‬ ‫وصوال إلى ديوانه الجديد «مسودات‬ ‫حلم ال يقبل المهادنة»‪ .‬وهو بالفعل‬ ‫شاعر ال يقبل المهادنة‪ ،‬وال يلين أو‬ ‫يستكين لصيغة جمالية ثابتة‪ ،‬أو رؤية‬ ‫شعرية واحدة‪ .‬التحاقه بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية في السنوات األخيرة منح‬ ‫قصيدته أفقا جماليا وثقافيا مغايرا‪،‬‬ ‫ومسايرا للشعر العالمي المعاصر‪ .‬لكن‬ ‫عالل الحجام ظل متشبثا بأصول الشعرية‬ ‫العربية‪ ،‬ومقوماتها اللغوية الصوتية‬ ‫والعروضية‪ .‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫إنما نحن‪ ...‬نحن معا في مجرتنا‬ ‫واحد أحد‪ .‬نحن روحان تنصهران لظى‬ ‫نافرا‪ ،‬والهوى جسد»‪ .‬كما يردد في‬ ‫قصيدة أخرى‪« :‬نقشت على زبد الماء‬ ‫اسمك بالنار‪ ،‬تحضن زهراتها الراعفة‪.‬‬ ‫وما أجمل البرق حين يرتل تغريبة ألنين‬ ‫العرار‪ ،‬ويشيد برج الغيوم المنيف‪ ،‬على‬ ‫شامة العاصفة»‪.‬‬ ‫ومما قرأ عالل الحجام في حدائق‬ ‫الشعر بتطوان قصيدة تفاعل معها‬ ‫جمهور الشعر ورددها معه‪ ،‬وهي بعنوان‬ ‫«سأقول كالما وأنصرف»‪ ،‬يقول فيها‪:‬‬ ‫ال عليكم جميعا‪ ،‬فأنا سأقول كالما‬ ‫وأنصرف‪ .‬ولكنني سوف أرفع صوتي‬ ‫احتجاجا على زمني ثم أنصرف‪ .‬ال عليكم‬ ‫فشمس الحقيقة تعلن عصيانها ثم‬ ‫تنكشف‪ .‬هذه جثة تستباحْ في الفيافي‬ ‫أمام طيور الضحى الجارحة‪ .‬فتذري رمال‬ ‫المساكين‪.‬‬ ‫الرياحْ في عيون الشهود‬ ‫ِ‬ ‫تدفن سرا مريعا‪ ...‬وما أشبه اليوم‬ ‫بالبارحة»‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تحدث مدير دار الشعر‬ ‫بتطوان مخلص الصغير عن لقاء الشعر‬ ‫بالتشكيل في برنامج «حدائق الشعر»‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن تطوان‪ ،‬وكما كانت مهد‬ ‫الحداثة الشعرية العربية‪ ،‬فهي أيضا‬ ‫مهد الفنون الجميلة‪ ،‬والحاضنة ألول‬ ‫معهد وطني للفنون الجميلة في‬ ‫المغرب‪ ،‬والذي تأسس سنة ‪.1945‬‬

‫واستعرض مخلص الصغير المسار‬ ‫الفني الكبير للفنان التشكيلي عبد‬ ‫الكريم الوزاني‪ ،‬الذي أثث فضاء «حدائق‬ ‫الشعر» بمنحوتاته التشكيلية‪ ،‬وهو أحد‬ ‫أهم التشكيليين المعاصرين في العالم‬ ‫العربي والفضاء المتوسطي‪ ،‬وقد تم‬ ‫توشيحه بوسام الجمهورية الفرنسية‬ ‫لآلداب والفنون ووسام من المملكة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬ووسام الملكة المغربية‪،‬‬ ‫كما عُرضت أعماله في مختلف متاحف‬ ‫ومعارض الفن عبر العالم‪ ،‬من إيطاليا‬ ‫إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومن‬ ‫مصر إلى اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫وفرنسا وغينيا وإسبانيا والبرتغال‬ ‫والكويت وسوريا والشيلي وبلجيكا‪...‬‬ ‫من جهته‪ ،‬نوه الوزاني باختيارات‬ ‫دار الشعر بتطوان‪ ،‬ومنها هذا اللقاء‬ ‫«حدائق الشعر»‪ ،‬الذي يجمع بين الشعر‬ ‫والتشكيل‪ ،‬وهما فنان ال ينفصالن‬ ‫حسبه‪ ،‬حينما يتحدثان بلغة واحدة‬ ‫هي لغة اإلحساس‪ .‬وبدا الوزاني متأثرا‬ ‫بسبب تفاعل جمهور الشعر مع أعماله‬ ‫الفنية التي عرضها في حديقة دار الشعر‬ ‫والمتحف األثري في تطوان‪ ،‬وهو يؤكد‬ ‫على سمو هذه المبادرة‪ ،‬والتي تنتصر‬ ‫للشعر والفن‪ .‬‬ ‫ثم قرأ عبد الرحمان الفاتحي قصائد‬ ‫باللغة اإلسبانية من ديوانه الذي سيصدر‬ ‫قريبا بعنوان «عودة إلى تطوان»‪ ،‬هو‬ ‫الذي أصدر قبل ‪ 20‬سنة من اليوم ديوان‬ ‫«صور وكلمات»‪ ،‬وبعده ديوان «إفريقيا‬ ‫في أبيات مبللة»‪ ،‬وأعمال شرعية أخرى‪،‬‬ ‫ليظل من أهم األصوات الشعرية الناطقة‬ ‫باإلسبانية‪ .‬ونال الفاتحي جائزة رفاييل‬ ‫ألبيرتي للشعر سنة ‪ ،2000‬وجائزة ابن‬ ‫الخطيب في غرناطة سنة‪ ،2010 ‬وجائزة‬ ‫البارّاكا سنة ‪.2011‬‬ ‫وختمت الشاعرة نسيمة الراوي‬ ‫هذه الجلسة الشعرية الشيقة «حدائق‬ ‫الشعر»‪ ،‬وهي التي توجت هذه السنة‬ ‫بجائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب‪ ،‬في‬ ‫الدورة الحالية من موسم أصيلة الثقافي‪،‬‬ ‫وقد صدر لها ديوان «شغب الكلمات»‬ ‫سنة ‪ ،2007‬وديوان «قبل أن تستيقظ‬ ‫طنجة» سنة ‪.2012‬‬ ‫وتحت ظالل حدائق الشعر ودار‬ ‫الشعر بتطوان‪ ،‬أنشدت الشاعرة نسيمة‬ ‫الراوي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ال�س َماءِ ‪/‬‬ ‫ال�ش َج َر ُ‬ ‫ات ت َُـم ُّد �أَ ْغ َ�صا َن َها َ�ص ْو َب َّ‬ ‫�ص َيق ُِف‪/‬‬ ‫مَتام ًا َك َما ُن َـمدِّدُ حِلاف ًا َ�ص ْو َب َ�ش ْخ ٍ‬ ‫َع َلى َحا َّفةِ َ�س ْط ٍح ُموحِ ّي ًا �أَنَّهُ َ�س َي ْ�س ُق ُط َب ْع َد‬ ‫الَ ْ�ش َج َار‪/‬‬ ‫الَ َر ُق �أَ ُع ُّد ْ أ‬ ‫َقلِيل‪ُ /..‬ك َّل َما ت َ​َـم َّل َكني ْ أ‬ ‫ب ُت َيا َل ْيل َِي َّ‬ ‫الطوِ يل‪..‬‬ ‫َك ْم مِ نْ َغا َبةٍ َع رَ ْ‬ ‫هكذا‪ ،‬عاد الشعر إلى تطوان‪ ،‬وإلى‬ ‫حدائق الشعر وحديقته في دار الشعر‬ ‫بتطوان‪ ،‬وهي الحديقة التي شهدت‬ ‫ميالد دار الشعر بتطوان‪ ،‬يوم ‪ 17‬ماي‬ ‫‪ ،2016‬ضمن مبادرة سمو حاكم الشارقة‬ ‫المتعلقة بإحداث بيوت للشعر في أقطار‬ ‫الوطن العربي‪ .‬وقد أصبحت دار الشعر‬ ‫بتطوان‪ ،‬في سياق هذه المبادرة الثقافية‬ ‫الكبرى‪ ،‬واحدة من أهم المؤسسات‬ ‫الشعرية في العالم العربي والفضاء‬ ‫المتوسطي‪ .‬‬

‫‪ - 1‬نعـــرف بأنـك صحـافـي ومديـــر نشـر جريـدة‬ ‫المساء‪ ،‬لكــن ما هي عالقتك بالسينما وكتابـة‬ ‫السيناريو؟‬ ‫إن كتابة السيناريو أو السينما عموما هي متعتي الحقيقية‪ ،‬أمارسها بالموازة‬ ‫مع الصحافة‪ ،‬هذه األخيرة أعتبرها مجرد مهنة لتحصيل لقمة العيش‪ ،‬بينما كتابة‬ ‫السيناريو تعد متعة ال تدانيها متعة‪ ،‬على األقل بالنسبة لي‪ .‬وصدقني إن قلت‬ ‫لك إن المتعة التي أشعر بها أثناء كتابة السيناريو هي أكبر بكثير من المتعة التي‬ ‫أشعر بها أثناء الكتابة الصحافية‪.‬‬

‫‪ - 2‬لكن‪ ،‬لماذا هذا التفاضل مادامت الكتابة واحدة؟‬ ‫ال‪ ..‬الكتابة ليست شكال واحدا‪ ،‬فالصحافة مختلطة بشكل كبير بالسياسة‪،‬‬ ‫بالمشاغل اليومية وبمشاكل الناس‪ ،‬أكتبها مرغما أحيانا ألنها مهنة يجب علي‬ ‫أن أزاولها من أجل كسب لقمة العيش‪ ،‬في حين أن السينما كما قلت لك أمارسها‬ ‫كنوع من المتعة وإن كنت أمارسها باحترافية حقيقية‪ .‬ولعل أعمالي المعروضة‬ ‫على التلفزيون المغربي وعلى الجزيرة الوثائقية شاهدة على ذلك‪ .‬‬

‫‪ - 3‬حدثنا عن تجربتك األولى في كتابة السيناريو؟‬ ‫يمكنني أن أقول على أنني دخلت مجال السينما مجرد هاو‪ .‬كان ذلك في سن‬ ‫مبكرة‪ ،‬حتى قبل أن أبدأ الصحافة‪ .‬ويمكنني أن أضيف أيضا بأنني عصامي في‬ ‫مجال السينما‪ ،‬بحيث أن كتابتي ألول سيناريو كانت مجرد مغامرة‪ .‬وفي الحقيقة‬ ‫لقد راودتني بادئ األمر فكرة كتابة أول رواية في مسيرتي األدبية إال أنني عدلت‬ ‫عن فكرة الرواية على اعتبار أنها مجرد عمل رمزي يتم طباعته ويظل حبرا على‬ ‫ورق‪ ،‬ساكنا بدون روح‪ ،‬لهذا ارتأيت أن أحول الرواية التي كتبتها إلى سيناريو‬ ‫فيلم‪ ،‬ولقد تمكنت من ذلك بالفعل‪ ،‬بل وتم إنتاج هذا العمل سنة ‪ 2006‬وعرضه‬ ‫على التلفزيون المغربي بالقناة األولى تحت عنوان «صمت الريح»‪ .‬‬

‫‪ - 4‬ماذا عن أفالمك الوثائقية ولماذا يتم عرضها‬ ‫حصريا على قناة الجزيرة الوثائقية؟‬ ‫هذا صحيح جميع األفالم الوثائقية التي أنتجتها تم عرضها في الغالب على‬ ‫الجزيرة الوثائقية‪ .‬وأعتقد أن مشكلتنا في المغرب بالنسبة لكتاب سيناريو األفالم‬ ‫الوثائقية هو أنهم ال يجدون الفضاء أو على االقل متسع للعمل في القنوات‬ ‫المغربية ألنه لألسف وبصراحة ليس هناك قنوات مغربية مختصة في الفيلم‬ ‫الوثائقي‪ ،‬لهذا نضطر إلى تقديمها لقنوات عربية مع أننا ال نكف نطالب بإنشاء‬ ‫قناة وثائقية مغربية‪ ،‬أوال من أجل إبراز واقع وتاريخ وحضارة المغرب وثانية‬ ‫ألن هذه األفالم أصبحت ضرورة ملحة للمشاهد من أجل التعريف والتثقيف‬ ‫والمعرفة‪ .‬‬


‫العدد ‪951‬‬

‫قراءة‬ ‫يف كتاب ‪:‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‬ ‫جمع وتحقيق ودراسة‪:‬‬

‫الدكتور أحمد بن عبد الواحد الخياطي (‪)2/2‬‬

‫الفصل الثاني من الباب الرابع‪ :‬تعرّض فيه الدكتور أحمد الخياطي لرواية مسائل ابن‬ ‫األزرق وأشهر الرواة‪.‬‬ ‫بالنسبة للرواية طرح حولها إشكال عدم انتشار المسائل في كتب مفسري القرون الستة‬ ‫األولى من الهجرة‪ ،‬وشيوعها بعد ذلك؟ مما حدا بالمستشرقين وبعض العرب كطه حسين‬ ‫وجواد علي إلى التصريح بانتحالها ووضعها‪ ،‬والمتهم بوضعها هو عيسى بن يزيد المعروف بابن‬ ‫دَاب (األلف بعد الدال غير مهموز) الليثي البكري‪ ،‬تواطأ مترجموه على وصفه ب‪ :‬يضع الشعر‬ ‫وأحاديث السمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن الذكتور الخياطي عقب فقال‪( :‬ولكن تعميم الحكم بوضع هذه المسائل كلها فيه غلو‬ ‫كبير‪ ،‬وفيه ردّ ـــ بغير موجب ـــ لما ثبت نقله من هذه المسائل عن األثبات الثقات‪ ،‬الذين سبق‬ ‫لنا ذكر بعضهم‪ ،‬ألن ألفاظا كثير عند الدارسين ال توضع في مواقعها من البحث‪ ،‬والدراسة‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬جميع‪ ،‬وكل‪ ،‬وكافة‪ ،‬وما شابهها‪ ،‬فكثيرا ما تنعكس سلبياتها على أثر الدارس ‪ ..‬على عكس‬ ‫النظرة التي فيها اعتدال وقبول لألشياء‪ ،‬والتوسط فيما ينبغي فيه التوسط؛ فرفضنا لكل هذه‬ ‫المسائل فيه بعد عن الصواب‪ ،‬وإجحاف بثقة من نقل بعضها من الثقات‪ ،‬كما أن قبولنا بها كلها‬ ‫فيه ما يناقض الحقيقة والواقع؛ ألن تكثيرها وتضخيمها أمر محتمل الوقوع‪ ،‬وقد ُكذب على سيد‬ ‫األولين واآلخرين!! وقد ثبت عندي أثناء دراستي لهذه المسائل ونقدها نماذج منها‪ ،‬ال يمكن‬ ‫قبولها بأي حال من األحوال‪ ،‬وال عدّها من (مسائل ابن األزرق)‪ ،‬مقيما ــ في كثير من المواقف ــ‬ ‫الحجج اللغوية‪ ،‬والتاريخية‪ ،‬والنقدية‪ ،‬وغيرها على عدم صحتها‪.1 )..‬‬ ‫أما الرواة‪ ،‬فذكر عشرة‪ ،‬وهم‪ :‬أبو عبيد القاسم بن سالم(ت‪224‬هـ) في فضائل القرآن‪،‬‬ ‫المبرّد محمد بن يزيد(ت‪286‬هـ) في الكامل‪ ،‬أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي(من ق‪3‬هـ)‬ ‫في جمهرة أشعار العرب‪ ،‬الطبري محمد بن جرير(ت‪310‬هـ) في التفسير‪ ،‬ابن األنباري محمد بن‬ ‫القاسم (ت‪328‬هـ) في إيضاح الوقف واالبتداء‪ ،‬الطستي عبدالصمد بن علي (ت‪346‬هـ) في جزئه‪،‬‬ ‫الطبراني سليمان بن أحمد(ت‪360‬هـ) في المعجم الكبير‪ ،‬الزركشي محمد بن عبداهلل (ت‪794‬هـ)‬ ‫في البرهان في علوم القرآن‪ ،‬الهيثمي علي بن أبي بكر(ت‪807‬هـ) في مجمع الزوائد‪ ،‬السيوطي‬ ‫عبدالرحمن بن أبي بكر(ت‪911‬هـ) في اإلتقان والدر المنثور‪.2‬‬ ‫الثالث‪ :‬دراسة مسائل ابن األزرق‪ ،‬أي‪ :‬تناول فيها جهود المعاصرين في خدمة هذه‬ ‫المسائل‪ ،‬وأورد منهم‪:‬‬ ‫محمد فؤاد عبدالباقي في كتابه‪ :‬معجم غريب القرآن‪ ،‬الذي استخرجه من صحيح البخاري ورتبه على حروف المعجم‪،‬‬ ‫وألحق بآخره مسائل ابن األزرق‪ ،‬معتمدا في ذلك على اإلتقان للسيوطي‪ .‬ولم يتميز عمله إال بالترتيب المعجمي‪ .‬وقد‬ ‫أحصى عليه المؤلف ‪ 80‬شاهدا لم يتوصل إلى معرفة وجه الصواب فيها‪.‬‬ ‫الدكتورة عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ في كتابها‪ :‬اإلعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن األزرق‪ ،‬اعتمدت فيه على‬ ‫السيوطي في اإلتقان مادة وترتيبا‪ .‬اكتفى المؤلف بوصفه والثناء عليه بقوله‪( :‬مجهود كبير يحتاج لمواصلة الجهد ‪.)...‬‬ ‫د إبراهيم السامرائي في كتابه سؤاالت نافع بن األزرق‪ .‬وهذا قال عنه المؤلف‪( :‬لم يتيسر لنا الحصول عليه‪ ،‬رغم‬ ‫ّ‬ ‫مُسْتل من مجلة‬ ‫استمرار البحث عنه لفترة طويلة)‪ .‬ولتمام الفائدة أقول‪ :‬طبع بمطبعة المعارف ببغداد سنة ‪ ،1968‬وهو‬ ‫رسالة اإلسالم العددين الخامس والسادس السنة الثانية‪ ،‬وقد اعتمد فيه على جزء َّ‬ ‫الطسْتي المحفوظ بدار الكتب المصرية‪،‬‬ ‫وقد اكتفى في نشره بالتصحيح وتوثيق النصوص اعتمادا على التفاسير والدواوين والمجامع األدبية‪.‬‬ ‫الشيخ أبو تراب الظاهري في كتابه شواهد القرآن‪ ،‬اعتمد فيه على اإلتقان للسيوطي مع الستفادة من جهد محمد فؤاد‬ ‫َ‬ ‫س لغوي‪ ،‬ع ّلق عليه المؤلف بقوله‪( :‬وعلى ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫فإن الشيخ أبا تراب‬ ‫عبدالباقي‪ ،‬ولما كان التناول ذا نَف ٍ‬ ‫لغوي فاحص‪ ،‬دقيق في إدراكه ألسرار اللغة‪ ،‬والخوض في عُبابها الزاخر‪ ،‬وإنما أقول‪ :‬كان األولى‬ ‫أن يقف وقفة أطول عند كل مسألة من هذه المسائل فيدرسها بهذا التعمق المعهود فيه)‪.3‬‬ ‫د عبدالرحمن عميرة الذي نشر مسائل اإلمام َّ‬ ‫الطسْتي‪ ،‬وقال‪ :‬إنّه رتّب أصولها‪ ،‬وح ّقق‬ ‫مُغْر‪ ،‬وهو‪ :‬من مكتبة التراث‪ .‬فانتقده المؤلف وبين‬ ‫نصوصها‪ ،‬وأخرجها للناس تحت عنوان‬ ‫ٍ‬ ‫تحريفه وتلفيقه‪ ،‬ومما قال عنه‪( :‬ليس هناك أصول‪ ،‬وال ترتيب لألصول‪ ،‬وال نصوص‪ ،‬وال تحقيق‬ ‫للنصوص‪ ،‬وإنما هناك مهزلة فاضحة‪ ،‬وكارثة علمية خطيرة‪ ،‬من البداية للنهاية) ‪.4‬‬ ‫وهناك دراسون آخرون كتبوا في الموضوع بعدما فرغ المؤلف حفظه اهلل من أطروحته ‪،‬‬ ‫سأورد أعمالهم هنا لتُستفاد‪:‬‬ ‫د محمد أحمد دالي في كتابه المطبوع بعنوان‪ :‬مسائل نافع بن األزرق عن عبداهلل بن‬ ‫العباس من طريقين رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الخُتَّلي(ت‪365‬هـ) رواية‬ ‫أبي طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن الع ّ‬ ‫الف(ت‪442‬هـ)‪ .‬طبع سنة ‪ 1992‬عن الجفان‬ ‫والجابي للطباعة والنشر‪-‬مصر‪ .‬اعتمد فيها على مخطوطة دار الكتب الظاهرية بدمشق بخط‬ ‫أبي الحسن بن الفرات‪ ،‬وقابلها على جزء الطستي في دار الكتب المصرية‪ ،‬وما في المعجم الكبير‬ ‫للطبراني واإلتقان للسيوطي‪ ...‬مع التخريج والتوثيق والتعليق‪ ،‬ثم التذييل عليها من ثالثة كتب‪،‬‬ ‫هي‪ :‬اإلتقان للسيوطي‪ ،‬وإيضاح الوقف واالبتداء البن األنباري‪ ،‬والكامل للمبرد‪.‬‬ ‫د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيّار‪ ،‬له كتاب تحت عنوان التفسير اللغوي للقرآن الكريم‬ ‫منشور عن دار ابن الجوزي بالسعودية‪ ،‬وهذا أورد شواهد من تفسيرات ابن عباس من غير‬ ‫مسائل ابن األزرق‪ ،‬إذ لم يعرج عليها بتاتا في البحث‪ ،‬ولو بإشارة واحدة‪.‬‬ ‫د عبدالرحمن بن معاضة الشهري له كتاب الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم‪:‬‬ ‫أهميته‪ ،‬وأثره‪ ،‬ومناهج المفسرين في االستشهاد به‪ .‬منشور عن دار المنهاج بالرياض سنة‬ ‫‪1431‬هـ‪ .‬وقد أفرد به مبحثا خاصا بمسائل ابن األزرق البن عباس‪ ،‬وقد استفاد فيه كثيرا من بحث مختصر للدكتور أحمد‬ ‫الخياطي منشور بمجلة دار الحديث الحسنية العدد ‪ 15‬سنة ‪1418‬هـ‪ ،‬وقد ذكره ‪.5‬‬ ‫الرابع‪ :‬أبان فيه عن منهجه في خدمة المسائل‪ ،‬ويتمثل ذلك في‪:‬‬ ‫جمع المخطوطات والمطبوعات المتضمنة للمسائل‪ ،‬وهي‪ :‬أربع مخطوطات‪ :‬مخطوطة دار الكتب المصرية‪ ،‬مخطوطة‬ ‫المكتبة الظاهرية بدمشق‪ ،‬مخطوطة المكتبة الوطنية ببرلين‪ ،‬مخطوطة المعجم الكبير للطبراني مصورة جامعة الدول‬ ‫العربية‪ .‬وسبع مطبوعات‪ :‬الكامل للبرد‪ ،‬إيضاح الوقف واالبتداء البن األنباري‪ ،‬المعجم الكبير للطبراني‪ ،‬البرهان للزركشي‪،‬‬ ‫اإلتقان للسيوطي‪ ،‬الدر المنثور للسيوطي أيضا‪ ،‬سفينة الراغب ودفينة المطالب لمحمد الراغب الوزير‪.‬‬ ‫قراءة المخطوطات والمطبوعات قراءة فاحصة متأنية ألكثر من عَ ْقدَيْن من الزمن‪.‬‬ ‫المقارنة والموازنة وضبط الروايات المختلفة‪.‬‬ ‫ترتيب المسائل على حروف المعجم وَ ْفقَ طريقة محمد فؤاد عبدالباقي‪.‬‬ ‫تخريج اآليات‪.‬‬ ‫توثيق كل المسائل‪.‬‬ ‫بيان وجه القراءات القرآنية‪.‬‬ ‫الوقوف مع الشاهد من أجل بيان نسبته‪ ،‬وبحره‪ ،‬وتوجيه رواياته‪ ،‬ومدى المطابقة بين معنى الكلمة القرآنية‪ ،‬ومعنى‬ ‫الكلمة في البيت الشعري‪.‬‬ ‫ثم خاتمة‪ ،‬أشار فيها إلى نتائج البحث‪ ،‬المتمثلة في‪:‬‬ ‫بيان األدوار الفعالة التي قام بها ابن عباس على جميع األصعدة‪ :‬العلمية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والعسكرية ‪..‬‬ ‫تقييم موازين الروابط والعالقات التي كانت تربط بين ابن عباس وغيره‪.‬‬ ‫إبراز القيم األخالقية العظمى البن عباس رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫تحديد الظروف والمالبسات الزمكانية لنشأة المسائل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫دحض تهمة االنتحال الملصقة بالمسائل‪.‬‬ ‫نموذج من مسائل ابن األزرق‪:‬‬ ‫(أب ب (وأبّاً)‬ ‫نص المسألة‪ :‬سأل نافع بن األزرق عبداهلل بن عباس عن قوله عز وجل‪( :‬وفاكهة وأبّا)‪ .‬قال‪:‬‬ ‫األبّ ما يعتلفُ منه الدّواب‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت قول الشاعر‪:‬‬ ‫ترى به األبّ واليقطين مختلطا =على الشريعة يجري تحتها الغَرَبُ‬ ‫تخريجها‪ :‬المسألة‪ ،‬أخرجها َّ‬ ‫الطستي في سؤاالت نافع بن األزرق‪ ،‬مخطوطة دار الكتب‬ ‫المصرية‪ ،‬لوحة‪ ،)139( :‬والسيوطي في‪( :‬اإلتقان)‪ ،‬و(الدر المنثور)‪.‬‬ ‫والكلمة من سورة‪ :‬عبس‪ ،‬آية‪ .31:‬وحيدة في القرآن‪ ،‬جاءت عطفا على معموالت (فأنبتنا)‪.‬‬ ‫دراستها‪ :‬واألبّ‪ ،‬قيل‪ :‬إنه ليس بعربي‪ ،‬ولذلك خفي على أبي بكر وعمر رضي اهلل عنهما‪،‬‬ ‫قال الدكتور جواد علي‪ ،‬مشيرًا إلى اختالف المفسرين في المراد منها‪ :‬ممّا يدل على أن اللفظة‬ ‫لم تكن معروفة عندهم معرفة واضحة‪ ،‬وعدّها بمعنى ثمرة‪ ،‬من (إبو) من أصل سرياني‪ ،‬ثم‬ ‫عدّها مرة أخرى من (‪ )ebo‬اإلرميّة‪ ،‬فكأن معنى األبّ عنده واحد في السريانية واإلرميّة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شَيْذلة‪.‬‬ ‫ويرى السيوطي أنها تعني الحشيش بلغة أهل المغرب (الغرب)‪ ،‬فيما حكاه عن‬ ‫وقد ذكرها ابن حجر في منظومته في المعرّبات‪ ،‬وكذلك السيوطي‪ ،‬ولم يذكرها الجواليقي‬ ‫في‪ :‬المعرّب‪.‬‬ ‫ورُوي عن كل من أبي بكر وعمر رضي اهلل عنهما قول في هذه الكلمة؛ قال أبو بكر ــ فيما‬ ‫َ َ‬ ‫تُقِل ِني ‪ ،‬وَأَيُّ سَمَا ٍء ُّ‬ ‫رْض ُّ‬ ‫تُظِل ِني‬ ‫يرويه أبو عبيد بسنده ــ‬ ‫حسين سئل عن تفسير األبّ‪ :‬أيُّ أ ٍ‬ ‫‪ ،‬إِ َذا ُق ْلتُ فِي ا ْل ُقرْآنِ مَا ال أَعْ َلمُ‪.‬‬ ‫وقرأ عمر رضي اهلل عنه‪( :‬وفاكهة وأبّا)‪ .‬فقال‪ ::‬هذه الفاكهة قد عرفناها‪ ،‬فما األبُّ؟ ثم قال‪:‬‬ ‫ما ك ّلفنا هذا‪ ،‬أو ما أُمرنا بهذا‪ ،‬وفي رواية أخرى عنه قال‪ :‬مهْ‪ ،‬نُهينا عن التّك ّلف‪.‬‬ ‫وفي رواية الطبري إلى ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى‬ ‫اك َه ًة َو�أَ ًّبا) ّ‬ ‫اهلل عنه يقول قال اهلل‪َ ( :‬و َق ْ�ض ًبا * َوزَ ْيتُونًا َون َْخال * َو َح َدائِقَ ُغ ْل ًبا * َو َف ِ‬ ‫كل هذا قد‬ ‫علمناه‪ ،‬فما األبّ؟ ثم ضرب بيده‪ ،‬ثم قال‪ :‬لعمرك إن هذا لهو التكلف‪ ،‬واتبعوا ما يتبين لكم في‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬قال عمر‪ :‬وما يتبين فعليكم به‪ ،‬وما ال فدعوه‪....‬‬ ‫تفسيرها‪ :‬وتفسير ابن عباس ورد بألفاظ متقاربة المعاني‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ما ترعاه البهائم‪ - 2 .‬أنه التّبن خاصة‪ - 3 .‬ما يعتلف منه الدّواب‪ - 4 .‬ما تأكله األنعام‪ - 5 .‬نبت األرض ممّا تأكله‬ ‫الدواب وال يأكله الناس‪ - 6 .‬الكأل والمرعى كله‪ - 7 .‬الثمار الرطبة (وكأنه سقط منه‪ :‬واليابسة)‪ - 8 .‬مرعى األنعام‪ - 9 .‬ما‬ ‫الن من الثمار‪ - 10 .‬الحشيش للبهائم‪.‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫شاهدها‪ :‬وشاهد المسألة من البحر البسيط‪ ،‬ورد غير منسوب‪ ،‬وقد أعياني البحث عن نسبته‪ ،‬فلم أظفر بها في المظان‬ ‫األدبية واللغوية والتفسيرية وغيرها‪ ،‬بل والبيت نفسه يكاد يكون غير معروف ممّا يحمل على أكثر من تساؤل‪.‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫وإن أعجب من شيء فعجبي من صنيع الدكتور عميرة الذي شوّه (مسائل ّ‬ ‫ْ‬ ‫الطستي) كلها‪ ،‬وتدخل فيها بالنقصان‬ ‫المخجل‪ ،‬وبالزيادة الفاحشة‪ ،‬وبدّل وغيّر‪ .‬ومن ذلك أنه ساق شاهدا غير شاهدنا على هذه اآلية في الجزء الثاني‪ .‬حيث‬ ‫زعم أن ابن عباس قال لنافع بن األزرق‪ :‬أما سمعت الشاعر‪ ،‬وهو يمدح الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم فيقول‪:‬‬ ‫له دهوة ميمونة ريحها الصّبا = بها يُنبت اهلل الحصيدة واألبّا‬ ‫وشاهده المزعوم هذا أورده (القرطبي)‪ ،‬ولم يذكر له عالقة بابن عباس‪ ،‬وال بمسائل ابن‬ ‫األزرق‪ ،‬ويوجد أيضا في فتح الباري)‪.6‬‬ ‫هذا مجمل نموذج انتقيته من قسم المسائل ليتبين هيكل المسألة كيف تناولها المؤلف‪،‬‬ ‫وكيف طبّق عليها منهجه الذي ألزم به نفسه‪.‬‬ ‫ومن ذلك نراه محققا مدققا‪ ،‬أديبا لغويا‪ ،‬مفسرا بيانيا‪.‬‬ ‫وهكذا عهدته‪ ،‬فقد لقيته في مجالس‪ ،‬انطبعت في ذاكرتي‪ ،‬أذكر منها‪:‬‬ ‫اللقاء األول‪ :‬في التسعينات بمكتبة النور لألستاذ الشريف محمد الميموني‪ ،‬بحضور األديب‬ ‫األستاذ محمد البكري نجل أخت الدكتور تقي الدين الهاللي‪ ،‬رحمهما اهلل تعالى‪ ،‬في مذاكرة‬ ‫جرى فيها ذكر الشعر‪ ،‬فعجبت من األستاذ الخياطي كيف كان حاضر البديهة‪ ،‬بإنشاده أبيات من‬ ‫قصيدة أحمد شوقي‪ ،‬أراد أن يناظر بها ما استشهد به البكري من شعر عمر بهاء الدين األميري‪.‬‬ ‫اللقاء الثاني‪ :‬في سنة ‪2006‬م بمكتبة الفكر ببني مكادة‪ ،‬حيث جرى كالم عن التفاسير‪،‬‬ ‫وأعالم المفسرين‪ ،‬وفي خضم المذاكرة حدثته عن مقدمة التفاسير للراغب األصبهاني‪ ،‬وأخبرته‬ ‫أن الزركشي نقل منها فصال‪ ،‬دون عزو‪ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫فأعْجب بذلك وطلب منّي المقدمة ليصورها‪ .‬بكل‬ ‫تواضع‪ .‬وهو في باب الكتب عاشق ولهان‪ ،‬ومن طرائفه أنه من أوّل ما يطالع في الكتاب الذي‬ ‫يقع في يده الئحة مصادره ومراجعه‪ ،‬ع ّله يظفر بعِ ْلق نفيس‪ ،‬عندها ال يستنكف عن بذل الوسع‬ ‫في شرائه أو طلبه إن كان مخطوطا للتصوير‪.‬‬ ‫اللقاء الثالث‪ :‬في رحلة جمعتني به في سيارتي من العرائش إلى طنجة بعد المشاركة في‬ ‫ندوة عن الحافظ أبي الحسن ابن القطان الفاسي‪ .‬فكانت رفقته مثمرة بالفوائد والعوائد‪ ،‬مذاكرات ومطارحات‪ ،‬لمست فيها‬ ‫أخالقه العالية‪ ،‬وخالله السامية‪.‬‬ ‫وعرفته أيضا من خالل تحكيم بعض البحوث العلمية لمركز عقبة بن نافع للدراسات واألبحاث حول الصحابة والتابعين‪،‬‬ ‫ناقدا فاحصا‪ ،‬مع لطف وأدب جمّ‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬فالكتاب مفيد نافع‪ ،‬فرد في بابه تمحيصا وتنقيرا وتقميشا وتفتيشا‪ ،‬ومن أهم مميزاته‪:‬‬ ‫شرح المسائل وتوجيه رواياتها‪ ،‬وهذا ال يشاركه أحد ممن اعتنى بمسائل ابن األزرق‪.‬‬ ‫الضبط‪ :‬ضبط األسماء واالصطالحات ومشكل الكلمات‪.‬‬ ‫طرح اإلشكاالت وتجليتها تنبيها وتلميحا‪.‬‬ ‫التنصيص على الصحيح من األفكار واألنقال‪.‬‬ ‫تزييف المرذول من الكلم‪.‬‬ ‫بيان الموضوع والمصنوع من القول‪.‬‬ ‫فبارك اهلل فيه ونفع بعلمه‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‪.1/248‬‬ ‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‪.1/249-252‬‬ ‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‪.1/259‬‬ ‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‪.1/259‬‬ ‫انظر‪ :‬الشاهد الشعري ص‪.265-266‬‬ ‫شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل ابن األزرق‪.1/286-292‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫نوقشت بكلية اآلداب بتطوان يوم الخميس ‪ 05‬يوليوز ‪ 2018‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في اآلداب ‪ ..‬تكوين‬

‫النص األدبي العربي القديم تقدم بها الطالب الباحث عبد العزيز أغبالو في موضوع‪« :‬شرح غنيمة العبد‬ ‫المنيب في التوسل بالصالة على النبي الحبيب» لعبد السالم بن عبد الرحمان العذلوني‪ ،‬دراسة وتحقيق‪.‬‬

‫والتي عنونها صاحبها ـ عبد السالم العذلوني ‪-‬‬ ‫«رقية الطيب‪ ،‬ومنية الحبيب‪ ،‬وبشرى الكئيب‪ ،‬في حل ألفاظ غنيمة العبد المنيب»‪.‬‬ ‫تحت إشراف الدكتور سيدي محمد كنون الحسني‪ ،‬وأمام لجنة علمية مكونة من األساتذة الدكاترة‪:‬‬ ‫موالي أحمد هاشم الريسوني رئيسا ‪ ،‬سيدي محمد كنون الحسني مشرفا ومقررا ‪ ،‬جميلة رزقي عضوا ‪ ،‬يوسف ناوري عضوا‪.‬‬ ‫وبعد المناقشة ‪ ،‬قررت اللجنة العلمية منح الطالب الباحث عبد العزيز أغبالو شهادة الدكتوراه في اآلداب بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫وفيما يلي تقرير عن األطروحة‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمان الرحيم ‪..‬‬ ‫والصالة والسالم على سيد المرسلين سيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم وعلى أله‪..‬‬ ‫إذا كان المشارقة قد اهتموا بالشق األول من الشهادة‬ ‫«ال إله إال اهلل»‪ ،‬وكتبوا في اإللهيات‪ ،‬وتبحروا في علم الكالم‬ ‫وأصول الدين‪ ،‬فإن المغاربة ‪-‬األندلس والمغرب‪ -‬اهتموا‬ ‫بالشق الثاني من الشهادة «محمد رسول اهلل» وتمظهر‬ ‫ذلك االهتمام في‪:‬‬ ‫كثرة الرحالت الحجازية المؤلفة من طرف المغاربة‬‫واألندلسيين في مختلف العصور واألزمنة‪ ،‬وما تخلل هذه‬ ‫الرحالت من مظاهر الشوق والحنين لشخصية الرسول‪،‬‬ ‫ولألماكن المقدسة‪ ،‬المتجلية في المنظوم والمنثور فيما‬ ‫أنتج من هذا النوع األدبي‪.‬‬ ‫كثرة صيغ الصالة المؤلفة من طرف المغاربة‬‫واألندلسيين‪ ،‬والتي تطرق إليها العالمة سيدي محمد‬ ‫المنوني في مقاله بمجلة دعوة الحق «مؤلفات مغربية في‬ ‫الصالة والتسليم على خير البرية‪.‬‬ ‫كثرة الشروح على هذه الصيغ الصالتية‪ ،‬وقد تناولها‬‫بالدراسة‪ ،‬أيضا‪ ،‬األستاذ المنوني في مقاله السالف الذكر‪.‬‬ ‫ظاهرة السبق المغربي في التأليف وشرح السيرة‬‫النبوية‪ ،‬مع اإلبداع في التأليف‪ ،‬وكمثال على السيرة كتاب‬ ‫«الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للقاضي عياض‪ ،‬ومثال‬ ‫على شرح السيرة كتاب «الروض ُ‬ ‫األنُف» لإلمام أبي القاسم‬ ‫السهيلي‪.‬‬ ‫كثرة األمداح النبوية في التراث الشعري المغربي‪ ،‬من‬‫العصر المرابطي إلى العصر العلوي‪ ،‬وهي قصائد اهتمت بتعداد صفات الرسول‪،‬‬ ‫الخَلقية والخُلقية‪ ،‬وزيارته‪ ،‬ونظم سيرته شعرا‪.‬‬ ‫االهتمام بالنعل النبوي‪ ،‬وقد اشتهر في هذا الباب كتاب «فتح المُتعال في‬‫وصف النعال» ألبي العباس أحمد المقري التلمساني ت ‪ 1040‬ه‪.‬‬ ‫وقد ظل اهتمام المغاربة بشخصية الرسول‪ ،‬في العصور الالحقة‪ ،‬وسيظل‬ ‫إلى ما شاء اهلل‪.‬‬ ‫إن موضوع هذه الرسالة‪ ،‬والذي كان من اقتراح العالمة الدكتور األستاذ‬ ‫المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي لقي في نفسي هوى‪ ،‬فأحببت أن أساهم‬ ‫بقسط‪ ،‬ولو قليل‪ ،‬في التعريف بصلحاء هذا البلد األمين‪ ،‬وإلقاء الضوء على‬ ‫بعض منتجاتهم التي ما تزال حبيسة رفوف المكتبات العامة والخاصة‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأنالمغاربة دأبوا على تعظيم المناسبات الدينية‪ ،‬وزيارة العتبات المقدسة‪ ،‬وإحيا ِء‬ ‫مجالس الذكر بما يليق بها من إجالل وتوقير‪ ،‬من ذكر هلل‪ ،‬تعالى‪ ،‬وتضرع له‪،‬‬ ‫وصالة على سيدنا محمد‪ .‬فال تخلو منطقة مغربية من ولي يُزار‪ ،‬أو صالح تُقام‬ ‫بضريحه حلقات الذكر والتصوف‪ ،‬مصداقا لقول ابن قنفذ القسنطيني في كتابه‬ ‫«أنس الفقير وعز الحقير» ‪:‬حيث قال‪« :‬إن أرض المغرب تنبت الصالحين كما تنبت‬ ‫األرض الكأل»‪.‬‬ ‫كل هذا دفعني‪ ،‬قبل‪ ،‬أن أختار إكمال دراستي الجامعية العليا بماستر األدب‬ ‫العربي بالمغرب العلوي‪ ،‬األصول واالمتدادات‪ ،‬لما وجدت فيه من اهتمام بعلماء‬ ‫وصلحاء هذه الفترة‪ ،‬وبتاريخهم‪ ،‬وبإنتاجاتهم األدبية والفكرية‪ ،‬حيث تتلمذت‬ ‫على يد خيرة األساتيذ في هذا المجال‪ ،‬كل هذا دفعنيإلى موافقة أستاذنا المرحوم‬ ‫سيدي عبد اهلل المرابط الترغي على اقتراحه وتقسميه دون أدنى تردد أو حيرة‪،‬‬ ‫واستخرت اهلل ثم انطلق العمل‪.‬‬ ‫هذا العمل الذي يتمحور حول شرح مغربي‪ ،‬لصالة نبوية مغربية‬ ‫ ‬ ‫أيضا‪ ،‬هي الصالة الناصرية الموسومة ب»غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصالة‬ ‫على النبي الحبيب» لمحمد بن ناصر الدرعي‪ ،‬الذي أبدع فيها وأجاد‪ ،‬وأكثر فيه من‬ ‫الدعوات‪ ،‬قصد منها تعليم أهل عصره ‪-‬الذين غلبت عليهم العجمة‪ -‬اللغة التي‬ ‫أنزل بها القرآن‪ .‬وقد شاعت هذه الصالة بين الناس‪ ،‬وانتشرت بين الخاص والعام‪،‬‬ ‫حتى اُحْتيج من يشرح ألفاظها‪ ،‬ويرفع الغموض عن كلماتها‪ .‬وقد مدحها كثيرون‪،‬‬ ‫نذكر منهم على سبيل المثال‪:‬‬ ‫أبُو علِي سيِّدي الحسنُ بنُ مسعُودٍ اليُوسِي‪،‬نفعنَا ُ‬ ‫اهلل ببركاتهِ‪ِ ،‬بقولهِ‪:‬‬ ‫(بسيط)‬ ‫‪-5‬‬ ‫ِالد ِّر يِف َن َ�س ِق‬ ‫اب �أَ َتى ب ُّ‬ ‫َهذَا كِ َت ٌ‬ ‫الد ِّر ِّي �أُ ْن ُـمل ًَة‬ ‫َبلْ َم َّد ِلل َْك ْو َك ِب ُّ‬ ‫ال�سـ‬ ‫ام َْ أ‬ ‫�ض ُع ِْ إ‬ ‫َو ْ‬ ‫ْـه َم ِ‬ ‫ال َم ِ‬ ‫ام ال ُ‬ ‫ال ْو َحدِ ال َْعل َِم ْ‬ ‫ان ذَا َب رَ ٍ‬ ‫�ص‬ ‫�ضى �إ َِم‬ ‫َي ْر َ‬ ‫ام َت ُه َم ْن َك َ‬ ‫َ‬ ‫اف َما ُجزِ َي ْت‬ ‫�ض َع َ‬ ‫َج َز ُاه َر ُّب ال َْو َرى َ�أ ْ‬ ‫ْـح ْ�س َناءِ يِف ال ُْع ُن ِق‬ ‫�أَ ْح َ�س َن مِ ْن ِحل َْيةِ ال َ‬ ‫الُفُ ِق‬ ‫فَ �أَ ْن َز َل ْت ُه َعلَى َر ٍّق مِ َن ْ أ‬ ‫ـ�سامِ ي ْاب ِن َن رِ ٍ‬ ‫ْـخل ُِق‬ ‫ا�ص مْ ُ‬ ‫ال َط َّهرِ ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ذِي ُخ ُر ِق‬ ‫اب فِ يهِ َغ رْ ُ‬ ‫َو اَل َي ْر َت ُ‬ ‫كِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ةِ‬ ‫ال�ص ُد ِق‬ ‫ال�صفْ َو‬ ‫ُو�س ا ْل َر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ام َّ‬ ‫ب ُنف ُ‬ ‫و�أبو العبا�س اجلزويل حني قال‪( :‬طويل)‬ ‫ام ْاب ِن َن رِ ٍ‬ ‫ا�ص‬ ‫ِيم ُة َ�ش ْيخِ َنا ِْ إ‬ ‫ال َم ِ‬ ‫َغن َ‬ ‫ِـها َت ْن ُجو مِ َن ال�ضرُّ ِّ َوال َْبل‬ ‫َعل َْي َك ب َ‬ ‫اللهِ‬ ‫مِ‬ ‫ِـما َت َ�شا‬ ‫ـحظَ ى َن‬ ‫ال َْكرِ ِ‬ ‫َو َت ْ‬ ‫يـم ب َ‬ ‫اها بِال ُْب ُدورِ الطَّ َوال ِ​ِع‬ ‫�أَ ْز َر ْت ب َِ�س َن َ‬ ‫�صان ِ​ِع‬ ‫ـخ َ‬ ‫َو اَل َت ْ‬ ‫�ش َظ مِال ًا َو اَل َج ْو َر َ‬ ‫ار ْي ِن مِ ْن َغ رْ ِ‬ ‫ْـخ رْ ِ‬ ‫ي َمان ِ​ِع‬ ‫َوبِال َ‬ ‫ي يِف ال َّد َ‬ ‫ولم يقتصر هذا االهتمام بالغنيمة على الحفظ والمدح‪ ،‬بل تعداه إلى الشرح‬ ‫والتعليق‪ ،‬نظرا لصعوبة ألفاظها‪ ،‬وغرابة بعض كلماتها‪ .‬وقد اهتم بهذه الصالة‬ ‫أبناء الزاوية الناصرية أنفسهم‪ ،‬ثم تعداهم إلى مريدي الزاوية‪ ،‬ثم إلى غيرهم‪.‬‬ ‫والمذكور من هذه الشروح قليل‪ ،‬والموجود أقل‪ ،‬ويمكن ترتيبها على الشكل‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪1‬شرح علي بركة التطواني ت ‪1120‬ه‪ ،‬يقول صاحب الدرر المرصعة‪« :‬وقد‬‫أخبرني األخ في اهلل‪ ،‬المتفقه الصالح السيد محمد الخضر الفجيجي ثم التلمساني‪،‬‬ ‫أيام وروده علينا بهذه الزاوية الناصرية‪ ،‬حاطها اهلل في السر والعالنية‪ ،‬بأن األخَ‬ ‫في اهلل‪ ،‬تعالى‪ ،‬العالمَ الخير الصالح المشهور‪ ،‬الحاج المبرور‪ ،‬أبا الحسن عليا بن‬ ‫محمد األندلسي اإلشبيلي النجار التطواني‪ ،‬الملقب ببركة‪ ،‬وضع عليها شرحا‪.‬‬ ‫ولكنه شرح ال يُعلم لهُأثر‪.‬‬ ‫‪2‬شرح أبي العباس أحمد بن موسى بن ناصر‪ ،‬أخُ مؤلف الدرر المرصعة الذي‬‫قال في التعريف به‪ »:‬وقد شرع أخونا العالمة األديب الماهر‪ ،‬أبو العباس أحمد بن‬ ‫موسى بن ناصر في شرح هذا التأليف المذكور‪ ،‬شرحا غريبا‪ ،‬ونسجا عجيبا‪ ،‬وشحنه‬ ‫بفوائد علمية قليلة الوجود‪ ،‬سالكا فيه مسلك اإلمام العالمة أبي عبد اهلل محمد‬

‫المهدي الفاسي‪ ،‬في شرحه على دالئل الخيرات‪ ».‬وهو شرح كان صاحبه يشتغل‬ ‫عليه في فترة تأليف كتاب الدرر المرصعة‪ ،‬وال يوجد له أثر لحد اآلن‪.‬‬ ‫‪- 3‬شرح عالم الرباط‪ ،‬وقاضي العدوتين محمد الهاشمي بن عبد السالم‬ ‫ْ‬ ‫اشْكالنْطو الرباطي األندلسي المتوفى بعد سنة ‪ 1173‬ه ‪ ،‬المسمى‬ ‫ب»تعليق القالئد الجسيمة على كافور ِجيد الغنيمة» وهو في أربعة أسفار حسب ما‬ ‫قاله المنوني‪ ،‬وهو شرح لم يُحقق بعد‪.‬‬ ‫‪- 4‬شرح الحسين بن محمد الشرحبيلي البوسعيدي ت ‪ 1142‬ه‪ ،‬شرح توفي‬ ‫صاحبه قبل إتمامه‪ ،‬وال يعرف له مكان‪.‬‬ ‫‪5‬شرح عبد السالم العذلوني–الذي بين أيدينا‪ -‬ت بعد سنة ‪ 1152‬ه‬‫المعنون ب»رقية الطيب‪ ،‬ومنية الحبيب‪ ،‬وبشرى الكئيب‪ ،‬في حل ألفاظ غنيمة العبد‬ ‫المنيب»‪.‬‬ ‫كل الشروح السالفة الذكر لم يبق منها إال شرح الهاشمي اشكالنطو الرباطي‪،‬‬ ‫وشرح عبد السالم العذلوني‪ ،‬األول لم يحقق بعد‪ ،‬والثاني هو موضوع هذه الرسالة‪.‬‬ ‫ومن هنا تظهر جدية الموضوع‪ ،‬فهو بكر لم تفتض بعد‪ ،‬مما يعني أنه ليست هناك‬ ‫دراسات سابقة يمكن االتكاء عليها أثناء عملية التقديم والشرح التي نحاول القيام‬ ‫بها في إخراج شرح الغنيمة للعذلوني إلى الوجود‪.‬‬ ‫=وشرح العذلوني شرح كبير‪ ،‬توجد النسخة التي هي قيد التحقيق فيمأتين‬ ‫وواحد وثالثون‪ -231-‬ورقة‪ ،‬أيأربع مئة واثنان وستون‪ -462-‬صفحة‪ ،‬ارتأى العالمة‬ ‫سيدي عبد اهلل الترغي أن تُقسَّم‪ ،‬إذ ليس في استطاعة طالب واحد أن يحققه‪،‬‬ ‫وكان‪ T‬معه حق‪ .‬فاشتغلتُ على مئة وثالثون‪ -130-‬ورقة األولى وسميت الجزء‬ ‫األول‪ ،‬وتحتوي على مقدمة مؤلف الشرح العذلوني‪ ،‬ومقدمة مصنف الصالة مَحمد‬ ‫بن ناصر الدرعي وشرح من حرف الهمزة إلى حرف الحاء‪ ،‬بينما يشتغل طالب آخر‬ ‫مراد المرابط على البقية وتبتدئ بحرف الخاء إلى نهاية الشرح‪.‬‬ ‫ال يخلو أي بحث من صعوبات تعترض الباحث‪ ،‬وتعرقل العمل‪ ،‬وتثبط العزائم‪،‬‬ ‫وتكمن صعوبات هذا البحث فيما يلي‪:‬‬ ‫ عدم التمكن من الحصول على النسخ المخطوطة الثالث للشرح‪ ،‬فتم‬‫االعتماد على نسختين‪ ،‬واحدة مغربية‪ ،‬وأظنها هي األصل‪ ،‬تمت كتابتها بينشهري‬ ‫جمادى الثانية وشوال من سنة ‪ 1137‬ه‪ُ ،‬كتبت للشيخ أحمد بن محمد بن‬ ‫ناصر الدرعي‪ ،‬جاء في آخرها‪ »:‬وكتبه بيده الفانية العبد الذليل الى الرب الجليل‬ ‫للولي النبيه العادم الشبيه وحيد عصره وفريد دهره نخبة األبرار سيديأحمد‬ ‫بنالقطباألشهر سيدي أبي بكر نفعنا اهلل ببركاتهما آمين‪».‬‬ ‫=والثانية مشرقية ُكتبت في وقت متأخر عن األولى‪ُّ ،‬‬ ‫خَطها وناسخها مشرقيان‪،‬‬ ‫كثيرة األخطاء‪ُ ،‬كتبَ في آخر ورقة منها‪« :‬تمت هذه النسخة المباركة بحمد اهلل‬ ‫وعونه وحسن توفيقه‪ ،‬وكان الفراغ من كتابتها يومَ األربع المبارك أحد عشر يوما‬ ‫خلت من شهر ربيع األول الذي هو من شهور سنة ثالثة وتسعين ومائتين( ‪1293‬ه)‬ ‫َ‬ ‫شحاتة‬ ‫بن‬ ‫على يد كاتبها‬ ‫الرب ِ‬ ‫الفقير أبو زيدٍ جادُ الربِّ ابنُ أحمدَ ِ‬ ‫بن جادِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مصلوح الخطيب الكدواني المالكي غفر اهلل له ولوالديه ولمشايخه ولجميع‬ ‫ابن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫المسلمين آمين آمينآمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫ومن بين الصعوبات أيضا‪ ،‬مجموعة من الكلمات‪ ،‬منها لفظ الجاللة‪ ،‬واسماء‬ ‫بعض األعالم واألماكن كتب في األصل الذي أُخذت عنه الصورة‪ ،‬باللون األحمر‪،‬‬ ‫وعند عملية التصوير مُسحت هذه األلفاظ‪ ،‬حيث تصعب قراءتها‪ ،‬نظرا لرداءة‬ ‫التصوير‪ .‬فوجب الرجوع للنسخة الثانية‪.‬‬ ‫الشرح‪ ،‬كما سبقت اإلشارة‪ ،‬مقسم إلى قسمين‪ ،‬وليتم أخذ صورة كاملة عن‬ ‫المؤلف‪ ،‬وشيوخه‪ ،‬وطريقة التأليف ومنهجيته‪ ،‬كان ال بد من الرجوع للقسم الثاني‬ ‫وقراءته‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬قراءة متأنية الشيء الذي كان يتطلب وقتا وجهدا كبيرين‪.‬‬ ‫في النسخة األصلية‪ ،‬لم يكن المؤلف يأتي بذكر صيغ الصالة كاملة‪ ،‬كما هي‬ ‫في الغنيمة‪ ،‬بل يكتفي بإيراد الكلمات الغامضة التي تحتوي عليها الصيغة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفعني إلى إثبات الصيغة المشروحة في الهامش‪ ،‬األمر الذي أثقل هوامش‬ ‫البحث بعض الشيء‪.‬‬ ‫أما عنوان الشرح فنجد المؤلف قد ذكره في مقدمته ‪:‬رقية الطيب ومنية‬ ‫الحبيب وبشرى الكئيبفي حل ألفاظ غنيمة العبد المنيب لعبد السالم بن عبد‬ ‫الرحمان بن عذلون‬ ‫وللتخفيف من هذه الصعوبات‪ ،‬كان ال بد من اللجوء‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫إلى األستاذين المشرفين سيدي عبد اهلل المرابط الترغي في السنة األولى للبحث‬ ‫وقبل وفاته‪ ،T ،‬وَسيدي محمد كنون الحسني أطال اهلل في عمره‪ ،‬اللذين لم يبخال‬ ‫علي بنصائحهما وإرشاداتهما القيمة التي كانت تدفع بالعمل إلى األمام‪ ،‬فجزاهما‬ ‫اهلل خير الجزاء‪.‬‬ ‫أما المنهج المتبع في تحقيق وتقديم هذا الشرح‪ ،‬وفي غياب ترجمة وافية‬ ‫لصاحبه ِّ‬ ‫تمكن من معرفة بعض الجوانب الثقافية واالجتماعية واالقتصادية لديه‪،‬‬ ‫فهو المنهج االستقرائي االستنباطي‪ ،‬فمن خالل الشرح تمت معرفة أهم الجوانب‬ ‫الثقافية واالجتماعية المكونة للشارح عبد السالم العذلوني إذ تم معرفة‪:‬‬ ‫نوعية الثقافة لدى المؤلف‪ ،‬بروز ثقافة أدبية واسعة‪ ،‬حصيلة حديثية مهمة‬‫جدا‪ ،‬قدرة على االستنباط والتحقيق‪ ،‬وسلوك صوفي صارم‪.‬‬ ‫شيوخ المؤلف‪ ،‬إذ ليس هناك فهرسة يمكن من خاللها االطالع على هؤالء‬‫الشيوخ‪ ،‬إضافة إلى قلة المعلومات عن المؤلف‪ ،‬فكان من الضروري استقراء الجزأين‬ ‫من أجل معرفة شيوخه ‪ ،‬ونوعية الثقافة التي كانوا يدرِّسونها‪.‬‬ ‫مؤلفات العذلوني‪ ،‬فقد َذكر البعض منها العالمة سيدي محمد المنوني‪،T،‬‬‫وسيدي عبد السالم بن سودة‪ ،T،‬أما البعض اآلخر فقد استنبط من النص‬ ‫المشروح‪.‬‬

‫وظيفة المؤلف وهي القضاء‪ ،‬وقد استنبطت من‬‫إشارات داخل المتن المشروح‪.‬‬ ‫قسم هذا العمل إلى قسمين كبيرين‪ :‬التقديم‬ ‫والتحقيق‬ ‫الذي كان في األصل دراسة وتحقيق فتم استبدال‬ ‫الدراسة بالتقديم باقتراح من األستاذ المشرف‪.‬‬ ‫التقديم‪:‬‬ ‫ويتضمن مقدمة تعريفية‪ ،‬ثم ترجمة عبد السالم‬ ‫العذلوني بكل مكوناتها‪ ،‬وهي ترجمة تَتَبعتْ اسم ونسب‬ ‫وحياة المؤلف‪ ،‬إضافة إلى مقروءاته وشيوخه ووظائفه‪.‬‬ ‫ثم تفصيل القول في نسختي المخطوط المعتمدتين‬ ‫مع التعريف بهما وبالكتاب‪ ،‬وإبراز القيمة العلمية لهذا‬ ‫الشرح‪ ،‬مع التركيز على دراسة المضمون‪ ،‬ثم وضع خاتمة‪.‬‬ ‫بعد ذلك تم الحديث عن منهجية التحقيق من‪:‬‬ ‫ضبط النص كتابة وشكال‪.‬‬ ‫ضبط نصوص اآليات القرآنية مع اإلحالة على السور‬ ‫وأرقام اآليات‪ ،‬اعتماد على رواية ورش عن نافع‪.‬‬ ‫تخريج األحاديث النبوية واإلشارة إلى مظانها‪.‬‬ ‫ترجمة األعالم الواردة في المتن‪.‬‬ ‫نسبة األشعار إلى قائليها مع تحديد مصادرها متى‬ ‫أمكن ذلك‪.‬‬

‫تخريج األمثال‪.‬‬ ‫إعداد فهارس فنية تسهل الوصول إلى مادة الكتاب‪.‬‬ ‫وفي التعريف بالكتاب‪ ،‬تم التطرق إلى‪:‬‬ ‫تحقيق عنوان الكتاب ونسبته لمؤلفه‪.‬‬ ‫الحديث عن مالبسات التأليف ودوافعه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المؤلف الشارح‪.‬‬ ‫دراسة مضمون مقدمة‬ ‫المقارنة بين نص الغنيمة وبين رواية العذلوني لنفس النص‪.‬‬ ‫وتَم بعد ذلك الكالم عن القيمة العلمية للكتاب‪ ،‬من خالل أهميته ومنهجية‬ ‫عبد السالم العذلوني في شرح نصوص الصالة‪ ،‬ثم طريقة اِمْتِيَاحه من التراث‬ ‫الديني واألدبي والصوفي‪.‬‬ ‫التحقيق‪:‬‬ ‫حيث تم تخريج النص والضبط شكال‪ ،‬مع تطبيق كل ما تستلزمه عملية‬ ‫التحقيق من ضبط وتخريج ونسبة وإحالة‪ ،‬والتي نتمنى أن يكون أقرب إلى ما‬ ‫ارتضاه صاحبه له‪.‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫تم فيها جمع ما تفرق في مرحلتي التقديم والتحقيق‪.‬‬ ‫وتم تذييل البحث بفهارس فنية لآليات القرآنية‪ ،‬واألحاديث النبوية واألعالم‬ ‫البشرية والجغرافية‪ ،‬وغيرها مما يلقي مزيدا من الضوء على هذه الرسالة‪.‬‬ ‫لقد استوى هذا البحث المتواضع على سُوقه بفضل اهلل‪ ،‬تعالى‪،‬‬ ‫ ‬ ‫أوال‪ ،‬وبفضل ما قدمه األستاذان المشرفان الجليالن‪ ،‬المشمول برحمة اهلل تعالى‬ ‫الدكتور سيدي عبد اهلل المرابط الترغي وَالدكتور محمد كنون الحسني حفظه‬ ‫اهلل وأطال في عمره‪ ،‬من نصائح وإرشادات كانت حافزا مهما على إتمام عملية‬ ‫البحث والتنقيب‪ ،‬فجزاهما اهلل خير الجزاء على ما قدماه لي‪ ،‬ورحم اهلل سيدي عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي وأدخله فسيح جنانه دون سؤال أو حساب‪ ،‬وجزى اهلل الدكتور‬ ‫سيدي محمد كنون الحسني على ما يقدمه لكل من يقصده من الطلبة الباحثين‬ ‫فذلك ديدنه‪.‬‬ ‫كما ال يفوتني أن أشكر األستاذين الفاضلين‪ ،‬الدكتور سيدي عبد اللطيف‬ ‫شهبون والدكتور موالي أحمد هاشم الريسوني على توجيهاتهماودعمهما‬ ‫وتشجيعهما‪.‬‬ ‫وإذ أنسى ال أنسى واضع لبنة هذا البحث ومهندسه األول‪ ،‬ومقسم أجزائه‬ ‫العالمة الدكتور سيدي عبد اهلل المرابط الترغي‪ T،‬وأسكنه فسيح جناته‪ ،‬الذي‬ ‫احتضن هذا البحث وليدا‪ ،‬وكفله رضيعا‪ ،‬لكن مشيئة اهلل حكمت بأن ال يراه قائما‬ ‫مكتمال‪ ،‬ولكن يبقى هذا العمل صدقة جارية في ميزان حسناته‪.‬‬ ‫كما أشكر لجنة المناقشة التي تكبدت عناء قراءة هذا البحث رغم طوله‪,‬والتي‬ ‫سوف تغنيه بمالحظاتها القيمة والضرورية لتكتمل صورته‪ ,‬فشكرا لكم‪..‬‬ ‫وأريد أن أشكر كل من قدم المساعدة‪ ،‬إلنجاز هذا البحث‪ ،‬من قريب أو بعيد‪،‬‬ ‫فلهم مني جزيل الشكر واالمتنان‪ ،‬واهلل ال يضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫هنا ال أنسى كلمة وفاء في حق مربي األجيال وأستاذنا وشيخنا سيدي عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي‪.‬‬ ‫أستاذنا الفاضل‪ ،‬عرفناكأستاذاً هادئاً‪ ،‬متسامحاً‪ ،‬ملتزماً بإنسانيته‪.‬حملت‬ ‫األمانة بإخالص‪ ،‬وأعطيت للحياة والناس جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك‪.‬‬ ‫تمتعتبدماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب‪ .‬كنت بادي العلم والهيبة والوقار‪،‬‬ ‫ومع ذلك كثير األريحية والترحاب بمن يدنو منك‪ ،‬تواضع الكبارزادك احتراماً‬ ‫وتقديراً ومحبة في قلوب األساتذة والطالب وكل من عرفك والتقى بك‪ .‬وهل هناك‬ ‫ثروة يبقيها اإلنسان بعد موته أكبر من محبة الناس‪ ...‬؟!‬ ‫فما مات ابن العربي وابن خلدون واليوسي‪ ،‬وقد تركوا لمن بعدهم إرثا قهر‬ ‫الزمان وتحدى التاريخ‪ ،‬فنهلت من ينابيعه األجيال المتعاقبة‪ .‬فما مت يا أستاذي‬ ‫وقد تركت كتبا ومؤلفات‪ ،‬وبحوثا ومقاالت‪ ،‬ناهيك عن عدد ال يحصى من األطاريح‬ ‫التي أطرتهاوأشرفت عليها‪.‬‬ ‫فالكلمة هي خير ما أملك ألعبر به عن مشاعري‪ ،‬والوفاء هو أخلص ما أستطيع‬ ‫أن أقدمه إلى روحك الطاهرة‪ ،‬والكلمات ليست مجرد حروف تجتمع وتتفرق لكنها‬ ‫مشاعر صادقة تتحرك على الورق في نبض وحيوية‪ ،‬كما أن الوفاء هو أنبل شعور‬ ‫إنساني يمكن تقديمهاعترافا لفضلك وتقديرا لحياتك الحافلة بالعطاء‪.‬‬ ‫أدعو اهلل العلي القدير أن يغفر لك ويرحمك‪ ،‬ويجازيك عنا خير الجزاء‪ ،‬وأن‬ ‫يدخلك جناته دون سؤال أو حساب‪ ،‬بجاه حبيبنا وشفيعنا ورسولنا‪ ،‬سيدنا محمد‪،4‬‬ ‫وبجاه كل من له جاه عندك يا اهلل ممن سترت أو نشرت ذكره‪ ،‬آمين‬


‫العدد ‪951‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الدكتور أحمد الريسوني‬

‫من العاملين المخلصين في حقل الفكر اإلسالمي علما وعمال‪ ،‬أستاذ‬ ‫محاضر وباحث أصولي مقتدر‪ ،‬وهب قلبه وعقله وقلمه لخدمة اإلسالم‬ ‫والمسلمين بعمله وفكره وتوجيهاته وإرشاداته‪ .‬شخصية جذابة لها على‬ ‫القراء والمستمعين سحر عجيب بما أوتي من قدرة على التبليغ والتبسيط‬ ‫والتأثير‪ .‬اتسمت كتاباته بعمق موضوعاتها وغزارة مادتها‪ .‬اتخذ من‬ ‫كلمة «الوحدة» بجميع مشتقاتها شعارا له سواء في بعدها السياسي‬ ‫والعملي أو التربوي‪ .‬ألنها في نظره فرصة للتحرر من الجمود والتحجر‬ ‫الفكري والتنظيمي‪ .‬انتخب سنة ‪1996‬م رئيسا لحركة «التوحيد واإلصالح»‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهي حركة توحد بين الحركتين الهيئتين اإلسالميتين‪ :‬جمعية‬ ‫اإلصالح والتجديد‪ ،‬ورابطة المستقبل اإلسالمي في حركة واحدة هدفها‬ ‫«الصالح واإلصالح وإزالة الفساد واإلفساد» وهي أكبر إنجاز تاريخي‬ ‫بالمغرب يخدم مصلحة المسلمين‪.‬‬ ‫ولد الدكتور أحمد بن عبدالسالم الريسوني بقرية أوالد سلطان‬ ‫بإقليم العرائش‪ ،‬سنة ‪1953‬م‪.‬‬ ‫تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي بمدينة القصر الكبير‪ ،‬وحصل فيها‬ ‫على شهادة الباكلوريا في اآلداب العصرية‪.‬‬ ‫والتحق لسنة واحدة‪ ‬بكلية الحقوق (شعبة العلوم القانونية)‪ ،‬ثم لسنة‬ ‫أخرى بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية (شعبة الفلسفة)‪.‬‬ ‫شد الرحلة إلى فاس والتحق بكلية الشريعة (جامعة القرويين)‪ ،‬وحصل‬ ‫منها على اإلجازة العليا سنة ‪1978‬م‪ ،‬كما أتم دراساته العليا بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية (جامعة محمد الخامس) بالرباط‪ ،‬وتوج هذه المرحلة‬ ‫بحصوله على‪ :‬‬ ‫ـ شهادة الدراسات الجامعية العليا سنة ‪1986‬م‪.‬‬ ‫ـ دبلوم الدراسات العليا (ماجستير) في مقاصد الشريعة سنة ‪1989‬م‪.‬‬ ‫ـ دكتوراه الدولة في أصول الفقه سنة ‪1992‬م‪.‬‬ ‫وقد اضطلع الدكتور أحمد الريسوني خالل مساره المهني بمجموعة‬ ‫من المهام‪ :‬‬ ‫ـ عمل محررا قضائيا بوزارة العدل (‪ 1973‬ـ ‪.)1978‬‬ ‫ـ عين رئيسا للقسم اإلداري بالمحكمة االبتدائية بمدينة سوق أربعاء‬ ‫الغرب (‪.)1976/1977‬‬ ‫ـ عمل أستاذا بالتعليم الثانوي األصيل بثانوية اإلمام مالك بمدينة مكناس (‪ 1978‬ـ ‪.)1984‬‬ ‫ـ عمل أستاذا لعلم أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ـ جامعة محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬وبدار الحديث الحسنية ـ بالرباط ‪ 1986( ،‬إلى سنة ‪.)2006‬‬ ‫ـ عمل بصفة «خبير أول» لدى مجمع الفقه اإلسالمي الدولي بجدة‪ ،‬منذ ‪( 2006‬مشروع معلمة‬ ‫زايد للقواعد الفقهية واألصولية)‪.‬‬ ‫ـ عين نائبا لمدير المشروع‪ ...‬ثم مديرا له إلى نهايته سنة ‪.2012‬‬ ‫ـ عمل أستاذا زائرا بجامعة زايد باإلمارات العربية‪ ،‬وبجامعة حمد بن خليفة بقطر‪.‬‬ ‫أسس وشارك الدكتور أحمد الريسوني في عضوية مجموعة من الهيئات العلمية والدعوية‪:‬‬ ‫•عضو مؤسس لالتحاد العالمي لعلماء المسلمين‪ ،‬ونائب رئيسه‪.‬‬ ‫•انتخب أول رئيس لرابطة علماء أهل السنة‪.‬‬ ‫•مستشار أكاديمي لدى المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ .‬‬ ‫•عضو برابطة علماء المغرب‪ ،‬سابقا‪.‬‬ ‫•مؤسس وأول رئيس للجمعية اإلسالمية بالمغرب‪.‬‬ ‫•مؤسس وأول أمين عام لجمعية خريجي الدراسات اإلسالمية العليا بالمغرب‪.‬‬ ‫•رئيس لرابطة المستقبل اإلسالمي بالمغرب (‪.)1994-1996‬‬ ‫•رئيس لحركة التوحيد واإلصالح بالمغرب (‪.)1996-2003‬‬ ‫•المدير المسؤول لجريدة « التجديد « اليومية (‪.)2000-2004‬‬ ‫و في رحاب الجامعة كان للدكتور أحمد الريسوني حضور مميز من خالل‪:‬‬ ‫ـ تدريس مادتي (أصول الفقه) و(مقاصد الشريعة) منذ سنة ‪.1986‬‬ ‫ـ اإلشراف على أزيد من مائة أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير في مختلف الجامعات المغربية‪.‬‬ ‫ـ أشرف على العديد من الدورات العلمية المنهجية للباحثين في العلوم الشرعية‪ ،‬في عدد من‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫ـ إلقاء مئات المحاضرات العلمية ‪.‬‬ ‫والدكتور أحمد الريسوني كما هو معروف غزير اإلنتاج العلمي‪ ،‬وقد زادت منشوراته عن عشرين‬ ‫كتابا منها‪:‬‬ ‫أبحاث في الميدان‪ .‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫االجتهاد‪ :‬النص والمصلحة والواقع‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫األمة هي األصل‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫بحوث عديدة ضمن موسوعة (معلمة زايد للقواعد الفقهية واألصولية)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫التجديد األصولي‪ ،‬نحو صياغة تجديدية لعلم أصول الفقه (تأليف جماعي)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫التجديد والتجويد‪ ،‬تجديد الدين وتجويد التدين‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫التعدد التنظيمي للحركة اإلسالمية ما له وما عليه‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫الجمع والتصنيف لمقاصد الشرع الحنيف‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫الشورى في معركة البناء (ترجم إلى اإلنجليزية والفرنسية)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫عالل الفاسي عالما ومفكرا‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫علم أصول الفقه في ضوء مقاصده‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫فقه الثورة مراجعات في الفقه السياسي اإلسالمي‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫الفكر اإلسالمي وقضايانا السياسية المعاصرة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫الفكر المقاصدي قواعده وفوائده‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫القواعد األساس لعلم مقاصد الشريعة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫الكليات األساسية للشريعة اإلسالمية (ترجم إلى الفرنسية واأللمانية)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫ما قل ودل‪ ،‬ومضات ونبضات (مجموعة مقاالت)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫محاضرات في مقاصد الشريعة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫مدخل إلى مقاصد الشريعة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫مراجعات ومدافعات (مجموعة مقاالت)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫معجم المصطلحات المقاصدية (تأليف جماعي)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫• ‪ ‬من أعالم الفكر المقاصدي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاتها في العلوم اإلسالمية‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي (ترجم إلى الفارسية‪ ،‬واألردية‪،‬‬ ‫ •‬ ‫ ‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫واإلنجليزية‪،‬والبوسنية)‪.‬‬ ‫الوقف اإلسالمي‪ ،‬مجاالته وأبعاده ( نشرته‬ ‫ •‬ ‫ ‬ ‫منظمة اإلسيسكو وترجم إلى اإلنجليزية والفرنسية)‪.‬‬ ‫كما أنجز العديد من البحوث والدراسات الجادة في مجال تخصصه‬ ‫جلها منشورة في المجالت العلمية‪ ،‬أو ضمن أعمال الندوات والمؤتمرات‪،‬‬ ‫ودبج يراه مجموعة من المقاالت نشرت في الصحف والمواقع االلكترونية‪.‬‬ ‫نغوص معه اليوم (في سلسلة‪ :‬عِ ْلمٌ وعَالِمٌ) في قضايا فكرية وعلمية‪،‬‬ ‫والبداية عن‪:‬‬ ‫الفكر المقاصدي‬ ‫فماذا يعني الدكتور أحمد الريسوني بالفكر المقاصدي؟‬ ‫أعني بالفكر المقاصدي الفكر المتشبع بمقاصد الشريعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫لشدة عنايته بها؛ ولكثرة اعتماده عليها في اجتهاده الفكري والفقهي‬ ‫واإلصالحي عموما‪ .‬وقد أثارني هذا الموضوع لعدة أسباب‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬يالحظ أن عددا كبيرا ومتزايدا من العلماء أصبحوا يهتمون‬ ‫بموضوع المقاصد‪ ،‬وأنا أقرأ لهم‪ ،‬يثيرني إلحاحهم وتأكيدهم على أهمية‬ ‫المقاصد‪ ،‬سواء في مجال الفكر اإلسالمي بصفة عامة‪ ،‬ومجال التجديد‬ ‫واإلصالح وفي مجال الدراسات األصولية بصفة خاصة‪ .‬ويزيد في إثارتي‪،‬‬ ‫تأكيدهم على أن الموضوع لم يحظ بالشكل المناسب من الدراسة‬ ‫والبحث‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إنني من خالل بعض القراءات‪ ،‬وجدت أنه موضوع له من‬ ‫األهمية والخطورة ما يستحق من أجله أن يدرس‪ ،‬فكان أن استعددت‬ ‫وتقدمت إلى هذا الموضوع وبتشجيع من أستاذي محمد بن البشير‪.‬‬ ‫ويجب أن نميز بين المقصود من فكرة المقاصد ونظرية المقاصد‪.‬‬ ‫فعندما نقول إن المقاصد كانت فكرة قبل أن تصبح نظرية‪ ،‬فذلك يعني‬ ‫أن عددا من الذين تحدثوا عن المقاصد‪ ،‬تطرقوا إليها بشكل ضيق‬ ‫ومحدود وهو حال عدد من األصوليين الذي تكلموا عن المقاصد بشكل‬ ‫عرضي وفي صفحات أو سطور معدودة أحيانا‪ ،‬فلم يظهر أثر هذه الفكرة‬ ‫في كثير مما كتبوه وألفوه‪.‬‬ ‫إذن بقيت مقاصد الشريعة عند كثير من األصوليين فكرة منحصرة‬ ‫بينما جاء اإلمام الشاطبي فنقلها من فكرة إلى نظرية عامة تمتد ليبرز‬ ‫أثرها في مختلف جوانب الدراسات األصولية والفقهية‪ .‬أما الذين ظهرت‬ ‫عندهم فكرة المقاصد بشكل واضح‪ ،‬فيمن سبقوا الشاطبي‪ ،‬وحتى باستعمال هذا المصطلح (المقاصد)‪،‬‬ ‫فمن أقدمهم‪ ،‬بالنسبة لألصوليين المشاهير‪ ،‬أبا المعالي الجويني وذلك بصفة خاص في كتابه‬ ‫«البرهان» وهو مؤلف متداول ومطبوع حديثا فقد تحدث كثيرا عن المقاصد واستعمل لفظ مقاصد‬ ‫الشارع أو مقصد الشارع كما استعمل أحيانا أغراض الشارع‪.‬‬ ‫ثم جاء بعده‪ ،‬تلميذه الشهير اإلمام الغزالي‪ ،‬فطور الموضوع صقله وضبطه أكثر‪ ،‬ومنذ الغزالي‪،‬‬ ‫بقي األصوليون يدورون في فلك الجويني والغزالي‪ ،‬ال نكاد نلمس لهم إضافات كبيرة‪ ،‬إلى أن نصل إلى‬ ‫اإلمام الشاطبي‪ ،‬الذي أحدث طفرة في هذا المجال‪.‬‬ ‫ويمكن اإلشارة في هذا الصدد‪ ،‬إلى اهتمام عدد من العلماء بموضوع المقاصد‪ ،‬ولكن بشكل آخر‪،‬‬ ‫حيث تميزوا وخرجوا عن اإلطار التأليفي األصولي التقليدي الذي يتسلسل من الجويني فالغزالي فالرازي‬ ‫فابن الحاجب إلى السبكي‪ ...‬إذ كان اهتماما مغايرا‪ ،‬فمثال نجد الترمذي الحكيم‪ -‬وهو غير الترمذي‬ ‫المحدث أبو عيسى ـ فهو أبو عبيد اهلل الترمذي المعروف بالترمذي الحكيم ألنه كان فيلسوفا صوفيا‪،‬‬ ‫فقد اهتم وولع بشكل واضح بالمقاصد‪ ،‬وله كتاب في هذا الباب سماه (شرح مقاصد اإلصالح) حيث‬ ‫يمكن اعتباره أول كتاب كامل في المقاصد‪.‬‬ ‫غير أن ما يميزه‪ ،‬هو أن صاحبه اعتمد على ذوقه الصوفي وتعليله العقلي والتقاط اإلشارات التي‬ ‫تتضمنها النصوص‪ ،‬أي أنه ليس ذا منهج أصولي واضح ومنضبط وهو مع ذلك‪ ،‬شق الطريق في تعليل‬ ‫أحكام الشريعة وعند بعض المتأخرين نجد اإلمام عز الدين بن عبد السالم صاحب (قواعد األحكام) قد‬ ‫تحدث بدوره طويال عن مقاصد الشارع وهو يتحدث عن جلب المصالح ودرة المفاسد باعتبارها خالصة‬ ‫مقاصد الشارع ثم نجد عددا من األعالم اآلخرين الذين كانت لهم عناية بالمقاصد وهم يتناولون الفقه‬ ‫كابن القيم وشيخه ابن تيمية‪.‬‬ ‫والحقيقة التي توصلت إليها‪ ،‬وقد ال يكون هو الصواب الكامل‪ ،‬وهو أن اإلمام الشاطبي إنما توصل‬ ‫إلى نظريته ألنه تجاوز عصره‪ .‬وقد عرف بأنه من المستخفين بالمتأخرين‪ ،‬وله انتقادات معروفة على‬ ‫الفقهاء المتأخرين وذكر له أن المتأخرين قد أفسدوا الفقه‪ ،‬وشيخه هذا هو أبو العباس القباب الذي كان‬ ‫قاضيا بفاس‪ ،‬وكان مفتيا وكان له مع الشاطبي مراسالت خاصة وصداقة حميمة معه‪.‬‬ ‫إذا فالشاطبي تجاوز عصره وتجاوز الذين (أفسدوا الفقه) كما قال شيخه القباب‪ ،‬وتجاوز تجميد‬ ‫الفقه الذي آل إليه فقهاء عصره وما قبل عصره‪ .‬وعاد إلى المتقدمين المتحررين المستنيرين ليكشف‬ ‫نظرية المقاصد‪.‬‬ ‫إن نظرية الشاطبي هي تطوير للفكرة‪ /‬فكرة المقاصد التي تحدث عنها المتقدمون من‬ ‫األصوليين‪ :‬الجويني‪ ،‬الغزالي‪ ،‬الباقالني والقرافي‪ ،‬فقد طور الشاطبي األفكار المقتضبة التي جاء بها‬ ‫هؤالء‪ .‬كما طورها‪ ،‬أيضا في إطار المذهب المالكي والفقه المالكي فانتهى إلى تأكيد ما قرره هؤالء‪.‬‬ ‫المقاصد واالجتهاد‬ ‫وأسأل الدكتور أحمد الريسوني عن أهمية مقاصد الشريعة في االجتهاد والتجديد؟‬ ‫فرد قائال‪ :‬كل دعوة إلى النهضة اإلسالمية وإلى بناء المجتمع اإلسالمي على أساس الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ال بد أن تكون ‪ -‬في آن واحد ‪ -‬دعوة إلى التجديد واالجتهاد‪ .‬ذلك إن ما آلت إليه أحوال‬ ‫المسلمين قبل السيطرة االستعمارية وإلى اآلن ال يرضى عنه مسلم عاقل‪ ،‬وبصفة خاصة فإن الحالة‬ ‫العلمية والفقهية كانت قد أصبحت عاجزة عن تأطير المجتمع المسلم واستيعاب قضاياه وتلبية حاجاته‬ ‫والسير به إلى األمام‪ .‬وقد تعرض ابن عاشور في كتابه المخصص إلصالح نظام التعليم‪« :‬أليس الصبح‬ ‫بقريب» تعرض فيه ألسباب ضعف العلوم اإلسالمية ومن ضمنها علم الفقه‪ .‬وذكر أن من أسباب ضعفه‬ ‫وتأخره إهمال الفقهاء لمقاصد الشريعة‪ ،‬قال‪ « :‬السبب الثالث‪ :‬إهمال النظر في مقاصد الشريعة من‬ ‫أحكامها‪ »...‬إلى أن قال‪ « :‬كان إهمال المقاصد سببا في جمود كبير للفقهاء ومعوال لنقض أحكام نافعة‪.‬‬ ‫وأشأم ما نشأ عنه مسألة الحيل التي ولع بها الفقهاء بين مكثر ومقل»‪ .‬وهو يرى أيضا أن إغفال المقاصد‬ ‫يؤدي إلى شدة الخالف‪ ،‬وإن من شأن تحرير المقاصد واستحضارها واالعتماد عليها تقليله‪ .‬ولخدمة هذا‬ ‫الغرض ألف كتابه‪ « :‬مقاصد الشريعة اإلسالمية»‪ .‬ذلك أن استقراء المقاصد العامة للشريعة يضع بين‬ ‫أيدي المجتهد من مسلمات قطعية ال يسعهم إال اإلذعان لها‪.‬‬ ‫وقد نبه عالل الفاسي أيضا‪ ،‬مرارا على ضرورة االعتماد على أهمية مقاصد الشريعة في االجتهاد‬ ‫والتجديد‪ .‬وأكد مرارا على أن المقاصد مصدر أصيل غني من مصادر التشريع اإلسالمي‪ .‬وأنه ال غنى‬ ‫ألي اجتهاد عن المقاصد‪ .‬يقول‪« :‬وباب االجتهاد التي فتحها الشارع للقادرين عليها من كل المسلمين‬ ‫في كل عصر وفي كل مكان‪ ،‬هي الكفيلة بمسايرة الشريعة وسدها حاجة ما استجد من المسائل التي‬ ‫ال حصر لها وال نهاية لوقوعها‪ .‬واالجتهاد يرجع إلى استنباط األحكام من أدلتها التفصيلية إما بفهم‬ ‫جديد آلية من كتاب اهلل أو لحديث من أحاديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أو انتباه لعلة يرجع إليها‬ ‫مناط الحكم‪ ،‬أو استعمال لمقتضى مقصد من مقاصد الشريعة»‪( .‬دفاع عن الشريعة ‪ /‬ص‪ / 106 :‬وفي‬ ‫كتاب المقاصد رد على من يرى أن مقاصد الشريعة من المصادر اإلضافية والخارجية للشريعة اإلسالمية‬ ‫متأثرا في ذلك بفكرة العدالة بالنسبة إلى التشريع األوربي وهو يرى ‪ -‬مثلما يرى ابن عاشور ‪ -‬أن في‬ ‫العودة إلى المقاصد واالغتراف منها ضمانا لنهضة فقهية قومية بحيث يؤكد على أن في ثلة الفقهاء‬ ‫المجددين على قلتهم ضمانا للسير بالفقه اإلسالمي إلى شاطئ النجاة حتى يصبح مرتبطا بمقاصد‬ ‫الشريعة وأدلتها ومتمتعا بالتطبيق حتى يصبح مرتبطا بمقاصد الشريعة وأدلتها ومتمتعا بالتطبيق في‬ ‫محاكم المسلمين وبلدانهم‪ .‬وليس ذلك على اهلل‪ ،‬وعلى همة المجاهدين المجتهدين بعزيز‪.‬‬ ‫ولقد كان عالل الفاسي ‪ -‬وهو يكتب هذا الكالم ‪ -‬يخوض معركة أسلمة القوانين بالمغرب‪ ،‬وكان‬ ‫عضوا في اللجنة المكلفة بتقنين الفقه اإلسالمي ليجري العمل به في الدولة المغربية المستقلة‪ .‬ولكن‬ ‫تلك المبادرة وتلك الجهود اصطدمت بإرادة معاكسة للمنفذين المتغربين فأجهض المشروع في‬ ‫المهد‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫َقدِّيد عيد األضحى‬ ‫باألندلس‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫كانت أول رحلتي بالسيارة نحو بلجيكا مغامرة‪ ،‬حيث تسكن ابنتي البكر سناء في مدينة «همسكم» على بعد ‪ 60‬كلم من العاصمة بروكسيل‪ ،‬كان ذلك يوم جمعة من شهر ذي‬ ‫الحجة ‪1968‬م‪.‬‬ ‫قبل االنطالق بالسيارة مرسديس (فئة ‪ ،)E240‬أجريت فحصا دقيقا لكل أجزائها‪ ،‬ألنني سأقطع المسافة الفاصلة بين الجزيرة الخضراء وعمالة (بوم) حيث تقع القرية النموذجية‬ ‫(همكسم)‪ .‬راجعت مقياس الهواء بالعجالت‪ ،‬وغيرت زيت المحرك‪ ،‬ومألت خزان الماء للتبريد على المحرك‪ ،‬ثم اطلعت على زيت الفراميل‪ ،‬ومنظف هواء المحرك (فلتور) ومصفات البترول‬ ‫(فلترو المازوط)‪ ،‬فالمسافة التي ستقطعها السيارة حوالي ‪ 2245‬كلم ذهابا وإيابا ‪ 2245‬كلم زيادة على الجوالت بأرجاء بلجيكا وهوالندا وألمانيا ألن ال حدود بينها‪ ،‬ومادمت تملك‬ ‫تأشيرة «شينغن» يحق لك زيارة كل الدول األروبية‪.‬‬ ‫من معدات السفر‬

‫صحبت معي خريطة الطريق الثانوية (‪ )E15‬في طريق منعرجة‬ ‫ضيقة‪ ،‬صعبة المنال‪ ،‬وخصوصا بالديار الفرنسية‪ ،‬حيث ال تؤدي‬ ‫عنها رسوم المرور‪ ،‬بخالف الطريق السيار‪ ،‬سهلة المرور مسافتها‬ ‫أكثر من ‪ 2345‬كلم بدال من ‪ 2245‬كلم‪ ،‬أي بزيادة مائة كلم‬ ‫تقريبا‪ ،‬تؤدى عنها رسوم المرور‪.‬‬

‫بداية الرحلة‬ ‫على بركة اهلل وعونه ‪�« :‬إِ ّ َن ّ َالذِ ي َف َر َ‬ ‫�ض عَ َل ْي َ‬ ‫ك ا ْل ُق ْر� َآن‬ ‫اد َ‬ ‫َل َر ُّ‬ ‫ك ِ�إ َلى َم َعادٍ » س ‪ :‬الحج اآلية( )‪.‬‬ ‫وقلت ‪« :‬باسم اهلل مجراها ومرساها»‪ ،‬امتطينا باخرة من ميناء‬ ‫طنجة الغراء نحو ميناء مدينة «طريفة» أول مدينة تواجه المسافر‬ ‫مسافة ‪ 20‬كلم تقريبا‪ ،‬تقطع الباخرة البوغاز (بوغاز طارق) في‬ ‫مدة ‪ 45‬دقيقة‪ .‬نزلنا بحفظ اهلل ورعايته أرض األندلس (الجوهرة‬ ‫المفقودة)‪.‬‬ ‫أشعلت مرشد الطريق (جيبيئيس) وكتبت على الئحته الطريق‬ ‫السالكة من الجزيرة الخضراء إلى بلجيكا) ألجتاز القرى والمدن في‬ ‫حذر وسرعة قانونية مواتية‪ ،‬دون مخالفة السير‬ ‫ألن الشرطة األروبية ال ترحم المخالف ويدفع‬ ‫الثمن أضعاف أضعاف الغرامة بالمغرب!‬ ‫اجتزت في طريقي قرى نموذجية متراصة‪،‬‬ ‫بنايتها حديثة في نسق جيد‪ ،‬وتصاميم تغري‬ ‫السكن بها‪ ..‬الطريق مجهزة بالماء والكهرباء‪،‬‬ ‫وكل مرافق الحياة‪ ،‬مدارس‪ ،‬مستوصفات‪ ،‬مكاتب‬ ‫اإلدارة‪ ،‬تخفف على المواطن دخول المدينة‬ ‫والبحث والغناء للحصول على األوراق التي تثبت‬ ‫الهوية واإلقامة‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬مكتب بريد‪ ،‬بنك‪..‬‬ ‫تناولنا الفطور بمدينة ماربيل‪ ،‬وزرنا مدينة‬ ‫(مالكا) ومعالمها‪ ،‬وبضواحي مدينة قرطبة أقدم‬ ‫مدن األندلس‪ ،‬ومعقل األسر المغربية‪ ،‬كعائلة‬ ‫ابن جلون والصقلي وابن كيران والتمسماني‬ ‫والعمارتي وغيرهم‪..‬‬ ‫لقد كانت عاصمة أيام الحكم اإلسالمي‬ ‫ما بين سنة ‪ 300‬هـ و‪ 850‬هـ‪ .‬إنها مدينة‬ ‫الزيتون واألشجار المثمرة بالبرتقال وأشجار‬ ‫الفواكه‪ ،‬غرسها أجدادنا األجالء يوم سكنوا هذه‬ ‫األراضي الخصبة وجعلوا منها جنة بأرض األندلس‪ ،‬أيام المرابطين‬ ‫واألمويين‪.‬‬

‫مآثر اإلسالم باألندلس‬ ‫الزالت بعض معالم المسلمين باألندلس ماثلة للعيان‪،‬‬ ‫وحافظت إسبانيا على وجودها وتسميتها باللغة العربية التي سميت‬ ‫بها وهي سبعة مدن تشهد بعظمة المآثر العربية باألندلس‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪ )1‬مدينة قرطبة‪ ،‬ومعناها ‪ :‬القطع بالسيف‪.‬‬ ‫‪ )2‬مدينة مدريد ‪ :‬ومعناها ‪:‬‬ ‫ مد ‪ :‬مجرى مياه‪.‬‬‫ ريد ‪ :‬مياه وافرة رقراقة‪.‬‬‫عدد سكانها يزيد على مليون و‪ 200‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫‪ )3‬بين الويدان ‪:‬‬ ‫نسبة إلى الخليفة الوليد بن عبد المالك األموي‪ ،‬بناها سنة‬ ‫‪668‬م ‪715‬م‪.‬‬ ‫‪ )4‬مورسيا ‪ :‬شرق إسبانيا على ضفاف نهر «شقورة» تطل على‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬أسسها عبد الرحمن الداخل سنة ‪825‬م‪.‬‬ ‫‪ )5‬واد الحجارة (غوايالخارا)‪ ،‬أسسها المسلمون سنة ‪800‬م‪.‬‬ ‫‪ )6‬ألميريا ‪ :‬أمر ببنائها عبد الرحمن الناصر لدين اهلل‪ ،‬سنة‬ ‫‪ 344‬هجرية سميت بـ (المرايا)‪ ،‬ألن مياهها تنعكس على من حولها‬ ‫كمرآة‪.‬‬ ‫‪ )7‬مدينة الزهراء ‪:‬‬ ‫مدينة ملكية مشهورة‪ ،‬يزورها السياح من كل بقاع العالم‪ ،‬لما‬ ‫تمتاز به من بساتين غناء ومجاري مياه جارية عذبة سائغة للشرب‪.‬‬ ‫هي على بعد ‪ 30‬كلم من قرطبة‪ ،‬قام ببنائها الخليفة األموي عبد‬ ‫الرحمن الثالث سنة ‪936‬م‪940 ،‬م‪ .‬ومن القرى التي تشهد بعزة‬ ‫اإلسالم ومآثره‪ ،‬قلعة ‪ :‬المعتمد بن عباد‪ ،‬تبعد عن مالقا بـ ‪ 14‬كلم‪،‬‬

‫صليت بها العصر‪ ،‬وسأوافي قرائي عنها في مقال آخر إن شاء اهلل‬ ‫تعالى‪.‬‬

‫باحة االستراحة‬ ‫في طريقي نحو قرطبة‪ ،‬كنت أبحث يمينا وشماال عن باحة‬ ‫لالستراحة‪ ،‬آخذ قسطا من الراحة‪ ،‬وأمتع نفسي بنسيم الزهور لشجر‬ ‫البرتقال التي تنتشر أشجارها بين الحقول والبساتين‪ ،‬عمل على‬ ‫غرسها أجدادنا الميامين رحمة اهلل تعالى عليهم‪ ،‬غرسوا فأكلنا‬ ‫ونغرس فيأكلون‪.‬‬ ‫كان الوقت الواحدة زواال‪ ،‬حيث دخل وقت صالة الظهر بالتوقيت‬ ‫المحلي لألندلس‪ ،‬وهو موعدنا للغذاء‪ ،‬ولما وجدت مدخال لضيعة‬ ‫عبارة عن غابة من أشجار الزيتون الباسقة‪ ،‬أحيطت بأشجار الفواكه‬ ‫تنبعث منها رائحة الزهور العطرية‪ .‬أوقفت محرك السيارة وقلت‬ ‫لزوجتي أخرجي من صندوق السيارة المؤونة لنتغذى ونستريح قليال‪،‬‬ ‫وهي فرصة سانحة لنؤدي صالة الظهر قصرا‪ .‬أخرجت سجادتي من‬ ‫السيارة‪ ،‬واستقبلت القبلة جهة الشروق‪ ،‬وهممت بالصالة‪ ،‬صليت‬ ‫ركعتين تامتين أرجو اهلل تعالى قبول صالتي‪ .‬أثناء ذلك‪ ،‬أوقف رجل‬ ‫في الخمسين من العمر سيارته مدخل الضيعة‪ ،‬وتقدم في اتجاهي‬

‫وقف بجانبي رجل البيت يستأذنني في إقامة صالة الظهر‪،‬‬ ‫وقال في عزة وخشوع‪ ،‬قال تعالى ‪« :‬فإذا اطمأنتم فأقيموا الصالة‬ ‫إن الصالة كانت على المومنين كتابا موقوتا» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫س‪ .‬النساء ‪.102‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه هلل وهو‬ ‫محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا‪ ،‬واتخذ اهلل إبراهيم خليال»‪ .‬صدق‬ ‫اهلل العظيم‪ .‬س‪ .‬النساء ‪.124‬‬ ‫قلت ‪ :‬صدق اهلل تعالى‪ ،‬وصدقت!‬ ‫لقد اعتبرت نفسي وعيالي كأني ببيتي‪ ،‬إنه بيت مسلم غيور‬ ‫حافظ على دينه القويم دين اإلسالم‪.‬‬ ‫وبعد أن أتم صالته ودعاءه جلس إلى جانبي مرحبا وقال ‪ :‬كل‬ ‫عاشر من ذي الحجة أحيي سنة سيدنا إبراهيم الخليل‪ ،‬لقد ذبحت‬ ‫كبشا مليحا‪ ،‬وجعلت بقية لحمه قدّيدا (قطعا قطعا‪ ،‬وعرضتها‬ ‫على الشمس‪ ،‬وخلطتها بالتوابل‪ ،‬ولما جفت احتفظت بها‪ ،‬ولن‬ ‫تكمل فرحتي إال إذا شاركتموني فرحة العيد الكبير وأعيش معكم‬ ‫معالم ديني اإلسالمي‪ ،‬فأنا سبط أشرف العائالت التي كانت تقطن‬ ‫األندلس‪ ،‬وخصوصا مدينة قرطبة التي تعرضت للنكبة من طرف‬ ‫جنود الملكة‪ ،‬فمنهم من قتل‪ ،‬ومنهم من قطع‬ ‫جسمه إربا إربا‪ ،‬ومنهم من أحرق غدرا‪ ،‬والبقية‬ ‫الباقية هاجرت إلى شمال المغرب وإفريقيا‬ ‫الشمالية‪ ،‬ولكن هبة جدي ومكانته‪ ،‬وما كان‬ ‫يتمتع به من احترام‪ ،‬تنكر لإلسالم مجبرا‪ ،‬فلم‬ ‫تصل أيدي الطغاة إلى ضيعتنا‪ ،‬ولم نطرد من‬ ‫أرضنا وغيرنا أسماءنا‪ ،‬من إبراهيم ‪ :‬أبرهم‪ ،‬ومن‬ ‫علي ‪ :‬لي لي‪ ،‬ومن محمد ‪ :‬إلى مد‪.‬‬

‫وجبة غذاء‬

‫قائال ‪ :‬السالم عليكم‪ .‬لم يخاطب زوجتي وال أوالدي‪ ،‬حيث انتظرني‬ ‫حتى إقامة الصالة‪ .‬تقدمت بين يديه وبادرته بالسالم ‪ :‬وعليكم‬ ‫سيدي أزكى السالم‪ ،‬فرد على تحيتي بأحسن منها‪ :‬وعليكم السالم‬ ‫ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪ ،‬اقشعر جسمي ودبت حركة لم أعهدها‬ ‫من قبل‪ .‬وقلت ‪ :‬سيدي‪ ،‬لقد تجرأت ونزلت بهذه الفسحة‪ ،‬فإن كان‬ ‫هذا يضايقك ويعكر صفوك ومزاجك‪ ،‬لقد ظننت أنه يسمح بالوقوف‬ ‫هناك؟ إن كان هذا ال يرضيك أرحل فورا وحاال‪ .‬فقال وقد بدت على‬ ‫محياه ابتسامة مشرقة رائعة ‪ :‬عملك هذا أكسبني فرحة عارمة كنت‬ ‫أنتظرها منذ شهور وأعوام‪ ،‬ولن يتم سروري بوجودكم إال حين‬ ‫تأخذ سيارتك وعلى متنها أفراد عائلتك وتدخلون بيتي المتواضع‪،‬‬ ‫إنه آخر الطريق‪.‬‬ ‫ونظرا لترحيبي بنا‪ ،‬لبيت طلبه بكل سرور‪ ،‬هدأ روحي وسكن‬ ‫جأشي ألنني كنت أظن أني أخطأت بنزولي مدخل ضيعته‪ ،‬ولما هدأ‬ ‫خاطري وزال االستغراب عني‪ ،‬قلت له ‪ :‬هذا شرف لي أن أدخل بيتك‬ ‫الكريم‪ ،‬لقد بادرت بالسالم وهو شعار المسلمين عند اللقاء‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬أنا رجل مسلم دينا أبا عن جد وأهلي مسلمون من يوم كان‬ ‫اإلسالم ينشر تعاليمه بأرض األندلس‪ ،‬ولكننا نخفي إسالمنا حتى‬ ‫من أعين الجيران‪ ،‬لقد سكن أجدادي قرطبة‪ ،‬حاضرة المدن أيام‬ ‫الحكم اإلسالمي‪ ،‬ويا أسفا على اندثاره وهالك أصحابه‪.‬‬

‫إحياء عيد األضحى‬ ‫وقال ‪ :‬سأكون سعيدا بدخولكم بيتي العامر بوجودكم‪ ،‬هو بيت‬ ‫عربي به أثاث عربي كما تشاهد «عود موسيقي‪ ،‬رباب‪ ،‬آلة عزف‪،‬‬ ‫ناي» أستعملها في وحدتي‪ ،‬هو أثاث منذ القدم يشهد على أمجاد‬ ‫أثر البيت العربي األصيل‪ ،‬أواني خزفية ومعدات وفراش من الصوف‬ ‫الناعم‪ ،‬أغطية صناعة مغربية‪ ،‬زرابي مبثوثة من وبر المعز واإلبل‪،‬‬ ‫منزل تحفة عربية خالدة‪ ،‬حافظ عليه ورثها عن أبيه وجد أجداده‪.‬‬ ‫أدخلتنا زوجته غرفة الضيوف‪ ،‬وقد أسدلت خمارا على وجهها‪،‬‬ ‫حياء واحتراما‪ ،‬قدمت لنا كؤوسا من الحليب الطازج وثمرا كان‬ ‫بحوزتها‪ ،‬اقتنته من قرطبة‪.‬‬

‫رتبت سيدة البيت المائدة‪ ،‬وصففت أطباق‬ ‫فواكه‪ ،‬وكؤوس عصير الفواكه‪ ،‬وصحنا مليئا‬ ‫بقديد طبخ بطريقة لم أشهد لها مثيال إال عند‬ ‫أهل فاس وتطوان والشاون‪ ،‬حيث يتناولون في‬ ‫فطورهم صباحا قديد لحم الجمل أو البقر أو‬ ‫الغنم‪ ،‬ما أحلى وألذ طعام قديد لحم الغنم‪ ،‬صنع‬ ‫من أضحية العيد‪ ،‬تناولنا كؤوس الشاي على‬ ‫نغمات اآللة األندلسية‪ ،‬تناولنا غذاءا دسما كأننا‬

‫بأرض المغرب‪.‬‬ ‫أذن المؤذن لصالة العصر تتبعناه عبر الهاتف الذكي‪ ،‬فتوضأ‬ ‫الجميع وصلينا العصر جميعا‪.‬‬ ‫ونظرا للمسافة الطويلة التي تنتظرنا وقد غربت الشمس‪،‬‬ ‫ودعنا صاحبنا المسلم اإلسباني الجنسية‪ ،‬على أساس أن نلتقي به‬ ‫في طنجة حين رجوعنا من بلجيكا‪ ،‬قال تعالى ‪« :‬نحن أولياؤكم في‬ ‫الحياة الدنيا وفي اآلخرة» صدق اهلل العظيم‪ .‬س‪ .‬فصلت اآلية ‪.28‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬ومن يبتغي غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو‬ ‫في اآلخرة من الخاسرين» صدق اهلل العظيم‪ .‬س‪ .‬آل عمران اآلية‬ ‫‪.84‬‬ ‫كان يوما مشهودا نقشت أحرفه وكلماته الذهبية الخالدة‬ ‫في ذاكرتنا‪ ،‬من عظيم الترحيب ووقفنا على جذور اإلسالم بأرض‬ ‫األندلس‪ ،‬والزال محبو اإلسالم يحيونه طواعية‪ ،‬وفي طريقي تذكرت‬ ‫درس التاريخ‪ .‬سُجل ثمانية مائة وخمسون سنة (‪ )850‬سنة‪ ،‬من‬ ‫العز والسؤدد‪ ،‬عاش فيها اإلسالم وترعرع‪ ،‬لقد صد جنود الملكة‬ ‫أبواب اإلسالم‪ ،‬وحاربوا أهله‪ ،‬وحرم الناس نعمة اإلسالم وهو أعز‬ ‫األديان‪ ،‬وهو راسخ في القلوب‪ ،‬ومما أخذ بناظري وجود كتاب القرآن‬ ‫الكريم على طاولة قال لي أخي المسلم اإلسباني ‪ :‬أقرأ كل ليلة قبل‬ ‫صالة الفجر حزبا كامال ثم أصلي نافلتين‪.‬‬ ‫«إن الدين عند اهلل اإلسالم» (س‪ .‬آل عمران ‪.)18‬‬ ‫«ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه‪ ،‬وهو في اآلخرة من‬ ‫الخاسرين» صدق اهلل العظيم‪( .‬س‪ .‬آل عمران ‪.)84‬‬ ‫«فمن يرد اهلل أن يهديه‪ ،‬يشرح صدره لإلسالم» (س‪ .‬األنعام‬ ‫‪.)126‬‬

‫تبادل الطعام‬

‫أخرجت زوجتي علبة حوت وعدة أنواع من حلويات تقليدية‬ ‫مشاركة في الطعام‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫أسس التنمية البشرية‬ ‫في السنة النبوية ـ ‪ 5‬ـ‬

‫• التنمية االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬

‫مجتمـع منتج قادر‬ ‫اهتم اإلسالم بإيجاد الفرد المنتج‪ ،‬ور ّغب في العمل المثمر ليصل به إلى‬ ‫ٍ‬ ‫على التحكم في مواد رزقه والحفاظ عليها وتنميتها‪ ،‬وليكون صاحب يد عليا ليكون هو األعلى‬ ‫في المجتمعات‪ .‬وقد أمر اإلسالم بالعمل‪ ،‬فكان أمراً نابعا من مبدأ االستخالف في األرض‪،‬‬ ‫فاالستخالف ال يتحقق إال من خالل الحركة والعمل الدؤوب والتعاون بين أفراد المجتمع‪ ،‬وتنمية‬ ‫مهاراتهم الحرفية والمهنية‪ ،‬وتطوير إنتاجهم في شتى المجاالت‪ .‬ونجد التركيز على هذا‬ ‫الجانب واضحا في السنة النبوية من خالل‪:‬‬

‫• الحث على العمل الخيـري والتطوعي فـي المجتمـع بشقيـه المادي‬ ‫والمعنوي‪:‬‬ ‫لما لهما من كبير األثر في ارتقاء وازدهار حياة الفرد والجماعة‪ ،‬فكلمـا زاد التكافل‬ ‫مجتمع كلما انعكس ذلك على تطور مناحي المجتمع المادية والمعنوية‪ .‬ولهذا‬ ‫االجتماعي في‬ ‫ٍ‬ ‫حرص النبي صلى ااهلل عليه وسلم على تنمية العمل الخيري والتطـوعي فـي نفـوس صحابته‬ ‫الكرام لما له من أثر بالغ في إحياء األمة وتماسكها ودوام قوتها‪ .‬فعن عمـرو بـن العـاص رضي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َهّ‬ ‫السلاَ ِم خير‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪ْ :‬‬ ‫«تُطعم َّ‬ ‫الطعام‪،‬‬ ‫ااهلل عنْه ‪« :‬أن رجلاً سأ َل النَ ِبي ص َّلى الل ع َليه وس َّلم أي إْ ِ‬ ‫وتَ ْقرأُ السالم» فالناس جميعاً بأمس الحاجة إلحياء العمل التطوعي في حياتهم‪ ،‬وتنمية هذا‬ ‫بمعـزل عـن‬ ‫الجانب في أعمالهم‪ ،‬فال يستطيع إنسان مهما امتلك من النفوذ والقوة أن يحيا‬ ‫ٍ‬ ‫النـاس‪ ،‬منطويا على نفسه‪ ،‬ولهذا قال ابن تيمية‪« :‬وكل بني آدم ال تتم مصلحتهم ال في‬ ‫الـدنيا وال في اآلخرة إال باالجتماع والتعاون والتناصر فالتعاون والتناصر على جلب منافعهم‬ ‫والتناصر لدفع مضارهم ولهذا يقال اإلنسان مدني بالطبع فإذا اجتمعوا فال بد لهم من أمور‬ ‫يجتنبونها لما فيهـا مـن المفسدة»‪.‬‬

‫• تنمية مهارات العاملين اإلنتاجية‪:.‬‬ ‫يوجه الرسول صلى ااهلل عليـه وسـلم عناية الصحابة الكرام دائماً نحو التميز والكمال‬ ‫في كل أمور حياتهم‪ ،‬وإذا نظرنا إلى الناحية اإلنتاجية وعنايته بها نجده ينمي في الصحابة‬ ‫اإلتقان والتفاني في العمل‪ ،‬وحسن األداء‪ .‬وإذا نظرنا في السنة المشرفة وجدناها مليئة‬ ‫بالتوجيهات النبوية الكريمـة لالرتقـاء بالمحترف‪ ،‬واآلداب التي يجب عليه أن يتحلى بها عند‬ ‫َهّ‬ ‫الحسان ع َلى ُك ِّل شَيء َفِإ َذا‬ ‫أداء حرفته‪ ،‬يجمعها قوله «صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ :‬إِن الل َكتَـب إْ ِ‬ ‫َقتَ ْلتُم َفَأحسنُوا ا ْلقتْ َلة وإِ َذا َذبحتُم َفَأحسنُوا َّ‬ ‫الذبحة»‪ ،‬وأساس هذا كله الصدق والمحافظة‬ ‫على األمانة فقد حرص الرسول صلى ااهلل عليه وسلم على أن يكون صاحب المهنة صادقا في‬ ‫تعامله‪،‬مخلصا في عمله‪ ،‬أميناً في أدائه‪ ،‬فعن عبد ااهلل بن عمر رضي ااهلل عنه أن النبي ص َّلى‬ ‫َهّ‬ ‫التـاجر الأَْمين الصدوقُ ا ْلمسلم مع ّ‬ ‫الشُهداء يوم ا ْلقيامة» ‪.‬‬ ‫الل ع َليه وسـ َّلم قـال‪« :‬‬ ‫ِ‬

‫• استثمار المال وتنميته‪:‬‬ ‫لقد خلق ااهلل تعالى اإلنسان واستعمره في األرض ويسر له سبل اإلعمار وجعله مسؤو ًال‬ ‫أمام ااهلل‪ ،‬لقوله عز وجل‪« :‬هو أنشأكم في الرض واستعمركم فيها» فاإلنشاء في األرض بهدف‬ ‫اإلعمار فيها‪ ،‬إذ جعلنا ااهلل سبحانه وتعالى مستخلفين فيها ومؤتمنين عليها‪ ،‬فمن تمام القيام‬ ‫بهذا الحق وأداء الواجب أن يتجه اإلنسان للسعي في طلـب الـرزق الـذي سخره ااهلل تعالى‬ ‫لعباده‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫و إذا نظرنا في حياة األنبياء وجدناهم أصحاب مهن وحرف يقتاتون منها‪ .‬عن أبي هريرة‬ ‫ال‪« :‬ما َ‬ ‫رضي ااهلل عنه أن النَّ ِبي ص َّلى َهّ‬ ‫بعث ااهلل نَِيا إِ َاّل رعى ا ْلغنم‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫الل ع َليه وس َّلم َق َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَصحابه وأَنْتَ؟ َف َق َ‬ ‫هل َّ‬ ‫مك َة» ‪.‬تأكيداً منه صلى اهلل عليه‬ ‫يط‬ ‫ر‬ ‫را‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫رعاها‬ ‫أ‬ ‫ال نَعم‪ُ ،‬كنْتُ‬ ‫لأِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلم على مكانة العمل في نهضة الفـرد والمجتمـع والسمو بهما‪ .‬قال القرطبي ‪« :‬بل الحرف‬ ‫والصنائع غير الدينية زيادة في فضل أهل الفضل‪ ،‬لحصول مزيد التواضع واالستغناء عن الغير‬ ‫وكسب الحالل الخالي عن المنة»‪ ،‬ومن صور ذلك‪:‬‬

‫• إحياء األرض الموات‪:‬‬ ‫والمقصود بذلك تملك أرض ال مالك لها ولم تكن مستغلة بالعمارة والفالحة‪ ،‬واالشتغال‬ ‫عليها وجعلها موردا للرزق‪ .‬فعن سعيد بن زيد رضي ااهلل عنه أن النَّ ِبي ص َّلى َهّ‬ ‫الل ع َليه وس َّلم‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪ »:‬من أَحيى أَرضا ً‬ ‫ميتة َف ِهي َله»‪.‬‬

‫• إحياء األراضي المملوكة‪:‬‬ ‫فقد حث صلى ااهلل عليه وسلم على االنتفاع من فضول األراضي المملوكة‪ ،‬وأال تترك بال‬ ‫فائـدة تعود منها أو منفعة‪ ،‬فعن جابر بن عبد ااهلل رضي ااهلل عنه أن النبي ص َّلى ااهلل ع َليـه‬ ‫وسـ َّلم قال‪« :‬من َكانتْ َله َف ُ َ‬ ‫رض َف ْليزرعها أَو لِيمنَحها أَخاه َفِإن أَبى َف ْليمسك أَرضه» ‪.‬‬ ‫ضل أ ٍ‬

‫• استثمار المال وتنميته‪:‬‬

‫فقد حث الرسول صلى اهلل عليه وسلم على تنمية المال وتشغيله من طرف من له القدرة‬ ‫على ذلك‪ ،‬ثم يتصدق به على من هو عاجز عن العمل أو غير قادر على تنمية المال‪ ،‬فعن عمر‬ ‫الل ص َّلى َهّ‬ ‫رسول َهّ‬ ‫بن الخطاب قال‪َ ...« :‬‬ ‫الل ع َليه وس َّلم يعطيني ا ْل َ‬ ‫عطاء َف َـأ ُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫ول أَعطه أَ ْف َقر‬ ‫َكان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال النَّ ِبي ص َّلى َهّ‬ ‫عطاني مر ًة مالاً َف ُق ْلتُ‪ :‬أعطه أ ْف َقر إِ َليه م ِّني‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫إِ َليه م ِّني‪ ،‬حتَى أَ َ‬ ‫الل ع َليه وس َّلم‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫خُذه َفتَمو ْله وتَصدقْ ِبه» ‪ ،‬وفي الحديث إشارة إلى أن الصدقات ال تخرج دائماً لمن كان‬ ‫ً‬ ‫معروفا بالفقر والحاجة‪ ،‬بل تعطى لمن هو قادر على تزكيتها وترويجها ثم التصدق بها على‬ ‫المحتاجين‪ ،‬يدلل على ذلك قول ابن عمر رضي ااهلل تعالى عنه‪« :‬أَعطه أَ ْف َقر إِ َليه م ِّني» وذلك‬ ‫لحكمة عند الرسول صلى ااهلل عليه وسلم‪ ،‬إذ قصد بذلك تربية سيدنا عمـر علـى البذل والعطاء‬ ‫وأن تخرج الصدقة من يده هو‪ ،‬لما علم الرسول صلى ااهلل عليه وسلم من شخصيته القدرة على‬ ‫تنمية هذا المال واستثماره‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن اإلنسان في الشريعة اإلسالمية هو محور العملية التنموية‪ ،‬فهو خليفة ااهلل‬ ‫في أرضه حباه سبحانه بخصائص وقدرات عالية‪ ،‬ثم اعتنى النبي صلى ااهلل عليه وسلم بتفجير‬ ‫طاقاته المتمثلة في العلم واإليمان وتربية المهارات وذلك من خالل‪:‬‬ ‫• االهتمام بمستوى النمو اإلنساني في مختلف مراحل الحيـاة لتنمية قدراته الروحية‬ ‫والعقلية واإلجتماعية والقيادية والمهارية‪.‬‬ ‫• استثمار الموارد واألنشطة واالقتصادية التي تولد الثروة واإلنتاج‪.‬‬ ‫• تنمية القدرات البشرية عن طريق االهتمام بتطوير الهياكـل‪ ،‬والبنيـة المؤسسية التي‬ ‫تتيح المشاركة واالنتفاع بمختلف المهارات لدى جميع األفراد‪.‬‬

‫(انتهى)‬

‫قاض ـ محام قضى‬ ‫ فقدت أسرة القضاء‪ ،‬و مهنة المحاماة بمدينة طنجة‪ ،‬في‬‫شخص المرحوم األستاذ أحمد العلوي الذي أدركته الوفاة عن عمر‬ ‫يناهز الرابعة والتسعين يوم األربعاء ‪ 13‬من شهر شوال عام ‪1439‬‬ ‫هـ الموافق ‪ 27‬من شهر يونيو سنة ‪ ،2018‬ووري جثمانه الطاهر في‬ ‫مقبرة المجاهدين بطنجة تلبية لوصيته‪.‬‬ ‫ انخرط في سلك القضاء سنة ‪ 1953‬من القرن الماضي‪ ،‬وتدرج‬‫في جميع أسالكه ومختلف درجاته‪ ،‬و أحيل على التقاعد القانوني وهو‬ ‫يزاول عمله مستشارا في المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض ) األن‬ ‫‪،‬فامتهن مهنة المحاماة بهذه المدينة عقب ذلك مباشرة‪ ،‬فقضى من‬ ‫عمره المديد ثالثين سنة في القضاء ومثلها في المحاماة الذي كان‬ ‫قيد حياته بارعا في كل منهما بشهادة زمالئه من القضاة والمحامين‬ ‫الذي عمل بجانبهم سواء قاضيا أم محاميا وكان من المشهود له‬ ‫بتفوقه الكبير في فقه النوازل‪ ،‬وأحكام الشريعة اإلسالمية بجميع‬ ‫أطيافها‪.‬‬ ‫ والفقيد السيد أحمد العلوي من طلبة العهد العالي بتطوان‬‫الذي كانت شهادة المتخرج منه تعادل شهادة اإلجازة في مختلف‬ ‫الكليات التي أنشئت غداة حصول المغرب على استقالله‪ ،‬وتأسيس‬ ‫أول جامعة مغربية ترأسها المرحوم محمد الفاسي الفهري ‪.‬‬ ‫ ويرجع الفضل في توجيه هذا النوع من المتخرجين لإلنخراط‬‫في سلك القضاء في مختلف األقاليم الشمالية التي كانت مشمولة‬ ‫بالحماية اإلسبانية أنداك إلى عالم طنجة األستاذ عبد اهلل كنون الذي‬ ‫كان يشغل بتطوان حينداك منصب وزير العدل في الحكومة الخليفية‪ ،‬وقبيل استقالل المغرب‬ ‫وتحرره من اإلستعمار‪ ،‬اختار النبهاء و المجدين من متخرجي المعهد العالي المذكور‪ ،‬فسمى‬ ‫البعض منهم قضاة ولبعض خلفاء لهم وأحدث سلكا لمراقبة أعمالهم وتفتيشهم ‪.‬‬ ‫‪ -‬وعقب اإلستقالل مباشرة وتأسيس المحاكم المغربية وأحداث تنظيم قضائي ونصوص‬

‫قانونية جديدة‪ ،‬إضافة إلى القوانين التي كانت تطبق فيما كان‬ ‫يعرف بالمحاكم العصرية وإنشاء محاكم مغربية صرفة من سددية‬ ‫وإقليمية واستئنافية‪ ،‬فكان الفقيد السيد أحمد العلوي من السباقين‬ ‫إلى استيعاب ما تطبق فيما من قوانين رغم تلونها الحدثي والعصري‪،‬‬ ‫واختالف مواضعها من مدني وتجاري وأسري‪ ،‬وشغل‪ ،‬وجنائي‪ ،‬وغيرها‬ ‫‪.‬‬ ‫ كما هو معلوم أن هذا النوع من العلوم القانونية لم تكن‬‫معروفة لدى طلبة المعهد العالي بتطوان الذي كانت الدراسة فيه‬ ‫تنصب على علوم اللغة بجميع أنواعها وعلم األصول والفقه‪ ،‬وماله‬ ‫عالقة بالدراسات اإلسالمية المتنوعة ‪.‬‬ ‫ ومع ذلك وبفضل عصامية فقيدنا استطاع أن يستوعب العلوم‬‫القانونية التي أصبحت تطبق في جميع المحاكم على مختلف درجاتها‪،‬‬ ‫فلم تعترضه أية صعوبة وهو يقضى في النوازل و القضايا التي كانت‬ ‫تعرض عليه‪ ،‬أثناء مباشرة عمله القضائي على مختلف درجاته‪ ،‬مما‬ ‫ساعده أن يكون فيما بعد إحالته على التقاعد من سلك القضاء أن‬ ‫يكون محاميا ناجحا كفأ في جميع القضايا التي كانت تسجل في‬ ‫مكتبه‪ ،‬وخاصة منها العقارية والمدنية‪ ،‬وأنه مهما حاول المرأ أن‬ ‫يوفي حق الفقيد السيد أحمد العلوي على ما قدمه من أعمال جليلة‬ ‫في حقل القضاء وما خلفه من أحكام و قرارات قضائية يستفيد منها‬ ‫كل متواضع يعمل في الميدان وما تركه من مذكرات في ميدان‬ ‫المحاماة‪ ،‬الغني عن كل مبتدئ من أن يستنير بها‪ ،‬وهو يشق طريقه‬ ‫في امتطاء صهوة مهنة المحاماة‪.‬‬ ‫ رحم اهلل فقيدنا العزيز وأسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأنعم اهلل عليه مع النبيين و الصديقين‬‫والشهداء والصالحين وحسن أوالئك رفيقا‪ .‬إنا اهلل وإنا إليه راجعون ‪.‬‬

‫أبو عصام‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل‬ ‫جمع إلى األدب الحكمة‪ ،‬وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي‬ ‫الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد‬ ‫بن الظاهر باهلل علي بن الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه‬ ‫بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة‬ ‫اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪.‬‬ ‫فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن‬ ‫هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫بيت السلسلة‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪:‬‬ ‫زرت المقدس في سنة اثنين‬ ‫وثالث وثالثين‪ ،‬وكان معي من‬ ‫أهله من يعرفني المواضع التي‬ ‫يصلي فيها ويتبرك بها‪ ،‬فدخل بي‬ ‫إلى بيت جانب قبة الصخرة فيه‬ ‫قناديل وستور‪ ،‬فقال لي‪ :‬هذا بيت‬ ‫السلسلة‪ .‬فاستخبرته عن السلسلة‬ ‫فقال لي‪ :‬هذا بيت كانت فيه على‬ ‫عهد بني إسرائيل سلسلة‪ ،‬إذا‬ ‫كان بين اثنين من بني إسرائيل‬ ‫فإن صادقاً أمسك السلسة‪ ،‬وإن‬ ‫كان كاذباً طالت عن يده فال يصل‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫فأودع رجل من بني إسرائيل‬ ‫جوهراً عند رجل‪ ،‬ثم طلبه منه‬ ‫فقال‪ :‬أعطيتك إياه‪ .‬فقال‪ :‬تحاكمني‬ ‫إلى السلسلة‪ .‬فمضى المستودع‬ ‫فأخذ عصاً فشقها وحفر فيها للجوهر وتركه‬ ‫فيها‪ ،‬ثم ألصقها عليه ودهنها‪ ،‬وأخذها في يده‬ ‫ودخل مع خصمه بيت السلسلة ‪،‬فوقفا تحت‬ ‫السلسلة‪ ،‬فقال للخصم‪ :‬أمسك عني هذه العصا‪.‬‬ ‫فمسكها ثم حلف له أنه سلم الجوهر إليه ومد‬ ‫يده فأمسك السلسلة ثم عاد أخذ العصا وخرجا‪،‬‬ ‫فارتفعت السلسلة من ذلك اليوم ولم أر هذا‬ ‫الحديث مسطوراً‪ ،‬وإنما أوردته كما سمعته‪.‬‬

‫زادكم أكله الثعلب‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪ :‬كان عندنا‬ ‫بشيزر رجل زاهد من خيار المسلمين‪ ،‬اسمه‬ ‫جرار‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬وكان منقطعــاً على مسجد على‬ ‫جبل جريجس ال يخرج منه إال على صالة الجمعة‪،‬‬ ‫وكنت أزوره فيه وأتبرك به‪ .‬فحدثني بعض من‬ ‫كان يخالطه أنه قال‪ :‬أردت زيارة الشيخ يس‬ ‫رحمه اهلل وأظنه كان بمنبج فخرجت أنا ورفقة‬ ‫لي‪ ،‬وفي نفسي أن أطلب منه عصاً‪ ،‬فلما صرنا‬ ‫بالقرب من منبج ومعنا فضلة من زادنا فتحنا رحم حجارة ودفناها فيه ثم رددنا عليها الحجارة‪،‬‬ ‫ودخلنا على الشيخ رحمه اهلل فأقمنا عنده ما أقمنا‪ ،‬ثم ودعناه وعزمنا على المسير‪ ،‬فأحضر لنا‬ ‫زاداً وقال‪ :‬احملوا هذا فإن زادكم أكله الثعلب‪ .‬وأحضر عصاً وأخرج من تحت عمامته طاقية وقال‬ ‫لي‪ :‬خذ هذه العصا وهذه الطاقية‪ .‬فودعنا وانصرفنا وأنا مسرور بالعصا والطاقية‪ ،‬ونحن نعجب‬ ‫من قوله عن الزاد‪ .‬فلما صرنا إلى الموضع الذي فيه الزاد طلبناه فلم نجده‪ ،‬وإذا الوحش قد‬ ‫أكلته‪ ،‬فسرنا ثم افترقنا وركب كل منا قصده‪ ،‬فوصلت إلى أرض شيزر‪ ،‬وإذا الفرنج قد أغاروا‬ ‫على البلد‪ ،‬وهم منتشرون فيما بيني وبين قصدي‪ ،‬فوقع في نفسي أن أخرجت الطاقية من تحت‬ ‫عمامتي ووضعتها على رأس العصا ومشيت على الطريق‪ ،‬والفرنج عن يميني وشمالي وبين‬ ‫يدي والعصا في يدي وعليها الطاقية‪ ،‬فال واهلل ما عارضني منهم أحد‪ ،‬كأن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫أعمى أبصارهم عني‪ ،‬فما نالني منهم سوء حتى وصلت إلى مأمني‪.‬‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪ :‬ولعل من يقف على هذا الحديث يدفعه ويكذبه‪.‬‬

‫حسن الزاهد‬ ‫وقد جرى بشيزر ما هو أعجب‬ ‫من هذا‪ ،‬وأنا حاضر نزل الفرنج علينا‬ ‫في بعض السنين‪ ،‬وكان الماء بيننا‬ ‫وبينهم‪ ،‬وهو إذ ذاك زائد ال يمكن‬ ‫خوضه‪ ،‬فما كان لنا إليهم سبيل وال‬ ‫لهم إلينا‪ ،‬فلما تبينوا ذلك انتشروا في‬ ‫األرض ودخلوا في البساتين يرعون‬ ‫خيلهم‪ ،‬فجاء نفر منهم إلى بستان على‬ ‫جانب الماء معهم خيلهم‪ ،‬فتركوها‬ ‫ترعى في قصيل من البستان وناموا‪،‬‬ ‫فتجرد رجال من أصحابنا وسبحوا‬ ‫إليهم ومعهم سيوفهم‪ ،‬فقتلوا منهم‬ ‫وجرحوا بعضهم‪ ،‬وانتشر الصياح في‬ ‫الفرنج وهم في خيامهم ففزعوا وجاؤوا‬ ‫مثل السيل‪ ،‬كل من ظفروا به قتلوه‪،‬‬ ‫وانتهى بعضهم إلى مسجد مما يليهم‬ ‫يعرف بمسجد أبي المجد بن سمية‪،‬‬ ‫ونحن نراهم وال سبيل لنا إليهم‪ ،‬وفي المسجد‬ ‫رجل يعرف بحسن الزاهد رحمه اهلل‪ ،‬واقف يصلي‬ ‫على سطحه وعليه ثياب سود صوفاً‪ ،‬وباب المسجد‬ ‫مفتوح‪ ،‬فجاء الفرنج وترجلوا ودخلوا المسجد‪ ،‬ونحن‬ ‫نقول‪ :‬الساعة يقتلون الشيخ‪.‬فال واهلل ما قطع‬ ‫صالته وال تحرك من مصاله‪ ،‬ونحن نظن أنهم‬ ‫يرونه كما نراه‪ ،‬إال أن اهلل سبحانه وتعالى أعمى‬ ‫أبصارهم عنه‪ ،‬وحماه من كيدهم‪ ،‬وخرجوا من‬ ‫المسجد بأجمعهم وانصرفوا‪ ،‬والشيخ رحمه اهلل‬ ‫في مصاله كما كان‪ .‬وما العيان كاإلخبار والسماع‪.‬‬

‫غضب العميان‬ ‫قال المؤلف أطال اهلل بقاءه‪ :‬حضرت بدمشق‬ ‫وقد وقع خالف بين العميان وبين رجل كان يتولى‬ ‫وقفهم يعرف بابن البعلبكي خلف‪ ،‬فقصدوا صاحب‬ ‫دمشق شهاب الدين محمود بن تاج الملوك بوري‬ ‫رحمه اهلل عدة مرات لينصفهم‪ ،‬فقال لألمير مجاهد‬ ‫الدين بوزان بن مامين‪ :‬أي مجاهد الدين‪ ،‬باهلل خلصني منهم‪ ،‬واجمعهم وأحضر نائبهم في‬ ‫الوقف وافصل حالهم‪ .‬فقال‪ :‬السمع والطاعة‪.‬‬ ‫وقال لي مجاهد الدين‪ :‬تفضل واحضر معنا‪ .‬فاجتمعنا في إيوان كبير في دار‪ ،‬وحضر النائب‬ ‫ابن البعلبكي ونائب كان قبله يقال له ابن الفراش‪ ،‬وحضر العميان في نحو من ثالثمائة رجل‪،‬‬ ‫فحملوا أقدمهم ودخلوا اإليوان‪ ،‬كل واحد وعصاه معه في يده وضعها إلى جنبه‪ ،‬ثم تجاروا‬ ‫الحديث‪ ،‬فكان بعضهم هواه مع النائب األول ابن الفراش‪ ،‬وبعضهم هواه مع ابن البعلبكي‪.‬‬ ‫فتنازعوا وتخاصموا ساعة وال يتدخل بينهم لعلو أصواتهم وكثرتهم‪ ،‬ثم تواثبوا فارتفع في‬ ‫اإليوان نحو من ثالثمائة عصا في أيدي عميان ال يدرون من يضربون‪ .‬وعال الضجيج والصياح‬ ‫حتى ندمت على حضوري‪ .‬فتلطفنا األمر حتى سكنت الفتنة بينهم‪ ،‬ومشينا أمرهم على ما‬ ‫أرادوا‪ ،‬وما صدقنا أنهم ينصرفون‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪951‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)854‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫“األزجال األندلسية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫زوايا مجددة‪ ،‬أحسنت الوالء لنبض إواليات االشتغال العلمي قبل أي‬ ‫شكل مجال االستعراب اإلسباني المتخصص في رصد قضايا ماضي‬ ‫المغرب‪ ،‬منجما ال ينضب للبحث وللتأمل وللتفكيك وللتوثيق بالنسبة‬ ‫شيء آخر‪ ،‬مما أضفى عليها سمة التفرد والمبادرة والتجديد والتأسيس‪.‬‬ ‫لقطاعات واسعة من النخب اإلسبانية المعاصرة‪ .‬كما أضحت أبعاد‬ ‫في سياق االنشغال بتفكيك عطاء هذا التراث المعرفي األصيل‪،‬‬ ‫هذا المجال تنحو –باستمرار‪ -‬نحو التخلص من ثوابت أحكام القيمة‬ ‫يندرج صدور كتاب “األزجال األندلسية بين العميدين محمد بنشريفة‬ ‫التنميطية التي جسدها المخيال اإلسباني الجماعي في تعاطيه مع‬ ‫وإميليو غارثيا غوميث (قراءة في الحصيلة والرؤى)”‪ ،‬لمؤلفه الدكتور‬ ‫قضايا المغرب ومع ماضيه ومع حضارته ومع أعالمه‪ .‬فكانت النتيجة‪،‬‬ ‫محمد العمارتي‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2017‬في ما مجموعه ‪ 162‬من الصفحات‬ ‫انبثاق عودة إيبيرية محمودة للتصالح مع العمق العربي اإلسالمي‬ ‫ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن الكتاب استطاع تقديم‬ ‫المتجاوز لثقل إكراهات نظيمة تكون الهوية الثقافية اإلسبانية لعقود‬ ‫مقاربة مقارناتية بين رصيد علمين بارزين في مجال االشتغال بعلم‬ ‫القرون الطويلة الممتدة للوجود اإلسالمي باألندلس خالل العصر‬ ‫األندلسيات خالل زماننا الراهن من خالل العودة للنبش في حصيلة‬ ‫الوسيط‪ ،‬ثم خالل مرحلة ما بعد سنة ‪1492‬م‪ ،‬تاريخ سقوط مدينة‬ ‫منجز الباحثين محمد بنشريفة وإميليو غارثيا غوميث بخصوص التراث‬ ‫غرناطة وانبثاق معالم نكبة الموريسكيين في سياق تداعيات “وصية‬ ‫الشفاهي األندلسي المتمثل في نظيمة األزجال الشعبية‪ ،‬بدالالتها‬ ‫الملكة إيسابيال الكاثوليكية” الشهيرة‪.‬‬ ‫اللسانية وبأبعادها التاريخية والحضارية والرمزية العميقة‪ .‬وقد أجمل‬ ‫لقد خضع المجتمع اإلسباني لتوجيه قسري نحو خلق “فوبيا‬ ‫المؤلف سقف هذه المقاربة المقارناتية‪ ،‬بشكل دقيق عندما قال‬ ‫مغربية” خالصة‪ ،‬عنوانها “الجار الجنوبي”‪ ،‬وصفتها “المورو المتوحش”‪،‬‬ ‫في كلمته التقديمية‪“ :‬إن مشروعهما العلمي (أي بنشريفة وغارثيا‬ ‫وآفاقها “حق إسبانيا التاريخي” في إخضاع الضفة الغربية للبحر األبيض‬ ‫غوميث) في الحقيقة إنجاز وازن يتجاوز من خالله العالمان النظرة‬ ‫المتوسط لنفوذها المباشر‪ ،‬في سياق ارتدادات ظاهرة االكتشافات‬ ‫الضيقة للتراث األندلسي‪ ،‬ويقيمان حوارا علميا ونقديا شامال معه‪،‬‬ ‫الجغرافية التي عرفتها أورب��ا منذ مطلع القرن ‪15‬م‪ ،‬وتحولت إلى‬ ‫ويحاوالن رصد مكنوناته في صورها وتعدد نماذجها المعروفة وغير‬ ‫منطلق ارتكازي لكل مشاريع الغزو واالحتالل لفضاءات عوالم ما‬ ‫المعروفة‪ .‬ولهذا يبدو لنا أن مشروعهما ليس تجربة محصورة في‬ ‫وراء البحار‪ ،‬منذ تلك الفترة وإلى حدود النصف األول من القرن ‪.20‬‬ ‫حدود المألوف والمعروف والمتداول في األدب األندلسي فقط بقدر ما‬ ‫وعلى أساس ذلك‪ ،‬أصبح التعاطي مع الحضارة اإلسالمية ومع التاريخ‬ ‫يتوسع عندهم المفهوم والتصور والرؤية ليشتمل كافة أشكال التعبير‬ ‫المغربي يخضع لعملية “غسل” موجه ولجهود “تطهير” متآمر‪ ،‬قصد‬ ‫اإلنساني باألندلس‪ ،‬ضمن رؤية شاملة ترى بأن دراسة فن األزجال ال‬ ‫تكييف مضامينه وحموالته مع آفاق النزوعات الكولونيالية اإلسبانية‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫المتنامية‪ .‬والمالحظ‪ ،‬أن إخضاع جزء من المغرب الحتالل عسكري إسباني مباشر‬ ‫تنفصل عن باقي الفنون اإلبداعية األندلسية األخرى‪ ،‬ثم إن هناك رهانا آخر من‬ ‫عند مطلع القرن الماضي‪ ،‬لم يعمل إال على تكريس هذا المنحى‪ ،‬وعلى إضفاء عليه لبوسات وراء تأليف هذا التأليف كذلك هو أنه –حسب قناعتنا الراسخة والثابتة‪ -‬ال يمكن بناء معرفة‬ ‫“علمية” مزعومة‪ ،‬قصد تطويع الوقائع والتراكمات لتوظيفها في حلقات التدافع الحضاري علمية شاملة وعميقة وصحيحة وهادفة بالتراث األندلسي إال في إطار استحضار الشق الثاني‬ ‫المفترض بين الضفة الجنوبية للبحر األبيض المتوسط وعوالم شبه الجزيرة اإليبيرية‪ .‬ولم للموضوع وهو مسألة الوعي باالستعراب اإلسباني ومساهماته البارزة والوازنة في هذا الباب‬ ‫تعمل مجمل التطورات الالحقة لعقود القرن ‪ 20‬إال على تكريس هذا النهج وتحويله إلى أرضية حتى تكتمل الصورة أي صورة إدراك شمولية الدراسات والبحوث التي تناولت التراث األندلسي‪.‬‬ ‫مؤطرة لمجاالت استكشاف عالم “المورو” المتربص بسكينة إسبانيا وبمكتسباتها الحضارية وأن أي تغييب للخطاب االستعرابي في مسألة دراستنا لهذا التراث ستبقي نظرتنا إليه ناقصة‬ ‫المهددة من طرف هذا “الوحش الكاسر” الذي ال يتردد –حسب التبرير االستعماري‪ -‬عن ابتكار ومبتسرة وغير ذات جدوى‪( ”...‬ص ص‪.)5-6 .‬‬ ‫أساليب تلو أساليب‪ ،‬ومؤامرات تلو مؤامرات‪ ،‬من أجل تهديد هذه السكينة المزعومة والمس‬ ‫ووفق هذه األرضية المؤطرة للبحث‪ ،‬انسابت مضامين الكتاب‪ ،‬لتقدم خالصات نظرة‬ ‫بالمكتسبات الحضارية اإليبيرية المفترضة‪ .‬وبشكل مسترسل‪ ،‬ظلت تنبثق ملفات حارقة من‬ ‫واقعنا الراهن‪ ،‬في محاولة لتأكيد هذا المنحى‪ ،‬بتالوين شتى وبمبررات مختلفة وبشعارات “عربية” أصيلة في تقابل مع نظرة “استعرابية” مبادرة‪ ،‬ال شك وأنهما تساهمان في إعادة‬ ‫مخادعة‪ .‬فمن “كارثة” أنوال‪ ،‬مرورا بملفات الثغور المغربية التي الزالت تحت االحتالل اإلسباني‪ ،‬مقاربة الموضوع في إطاره العلمي الخالص‪ ،‬بعيدا عن كل األحكام الجاهزة واالنطباعات‬ ‫وكذا بمشاكل المرحلة مثل الهجرة السرية والمخدرات والصيد البحري واإلرهاب‪ ،‬ظل الوعي المستنسخة والتوظيفات النزوعية الفاقعة‪ .‬ويقينا إن األمر يتعلق بمجهود تأصيلي للكشف‬ ‫اإلسباني يجد مالذه في أحكامه السهلة المتوارثة والمطمئنة إلى يقينياته المبتذلة وإلى عن أوجه التقاطعات القائمة بين حصيلة أعمال األستاذين بنشريفة وغارثيا غوميث‪ ،‬وخاصة‬ ‫كليشيهاته الجاهزة‪ .‬وكان علينا انتظار موجة المد االستعرابي اإلسباني المعاصر والمجدد‪ ،‬على مستوى القيم الجمالية والفنية واإلنسانية النبيلة والعميقة المرتبطة بالتراث الشفاهي‬ ‫مع أعالمه الكبار من أمثال إميليو غارثيا غوميث وباسكوال دي غاينغوس وفرانثيسكو إي األندلسي وبحقول دالالته الرمزية وبتعبيراته الالمادية المكونة ألسس التأثير والتأثر القائمة‪/‬‬ ‫غونثالث‪ ،...‬من أجل بلورة رؤى مبادرة في مناهجها‪ ،‬مجددة في رؤاها‪ ،‬ومقلقة في اختراقها والممكنة بين مجمل أرصدة الفكر واإلبداع الراهن بالمنطقتين‪ ،‬بحموالته اإلنسانية المشتركة‬ ‫لحقل اإلسطوغرافيات اإلسبانية الكالسيكية‪ .‬وكانت النتيجة‪ ،‬بروز أعمال تأسيسية رائدة‪ ،‬كان والمخترقة للحدود وللسياسات ولمختلف مظاهر التنافر التي الزالت ترخي بظاللها على العالقات‬ ‫لها الفضل العلمي في إعادة مقاربة إشكاالت الحضور العربي اإلسالمي ببالد األندلس‪ ،‬من المغربية اإلسبانية خالل زماننا الراهن‪.‬‬

‫المهرجان الثقافي والفني الثاني لجماعة بوجديان‪ /‬إقليم العرائش‬ ‫ستعرف جماعة بوجديان ‪ /‬إقليم العرائش ‪ ،‬تنظيم الدورة الثانية من‬ ‫المهرجان الثقافي والفني للجماعة ‪ ،‬في الفترة الممتدة من الخميس ‪26‬‬ ‫يوليوز ‪ 2018‬إلى غاية اإلثنين ‪ 30‬منه‪.‬‬ ‫الجهة المنظمة سطرت برنامجا ثريا يتمحور حول ما هو ثقافي‪،‬‬ ‫فرجوي وترفيهي‪...‬‬ ‫* ثقافيا‪ ،‬سيعرف المهرجان عقد ثالث ندوات علمية حول ‪ :‬‬ ‫ السياحة البديلة من أجل تنمية محلية واعدة ‪ ،‬جماعة بوجديان‬‫نموذجا يوم الخميس ‪ 26‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫ التراث الشفوي كهواية وكرافعة للتنمية المجالية ‪ ،‬يوم الجمعة ‪27‬‬‫يوليوز ‪2018‬‬ ‫ تاريخ قبيلة آل سريف ورجاالتها يوم السبت ‪ 28‬يوليوز ‪2018‬‬‫ العرش العلوي المجيد قاطرة النماء واالزدهار يوم األحد ‪ 29‬يوليوز‬‫‪ 2018‬‬ ‫* فنيا ‪ ،‬سيعرف المهرجان تنظيم سهرات وأمسيات مع فنانين محليين‬ ‫ووطنيين‪.‬‬ ‫* ترفيهيا ‪ ،‬سيكون للجمهور موعد‪ ‬مع عروض في‪ ‬الفروسية والتراث‬ ‫المحلي‬ ‫لمزيد من التفاصيل النص الكامل للبرنامج المسطر ‪ :‬‬ ‫برنامج المهرجان الثقافي والفني الثاني‬ ‫لجماعة بوجديان‪ /‬إقليم العرائش‬ ‫الخميس ‪ 26‬يوليوز‪2018‬‬ ‫الفترة الصباحية‪:‬‬ ‫ من ‪ 10‬إلى ‪ 11‬استقبال المدعويين‬‫ االفتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم‬‫ النشيد الوطني‬‫ كلمة ترحيبية للسيد رئيس المجلس‬‫ كلمة السيد رئيس المجلس اإلقليمي‪ ‬‬‫ كلمات بعض الضيوف‬‫‪ -‬فقرة استعراضية فلكلورية‬

‫ توزيع الجوائز على الفرق الرياضية‬‫ تكريم بعض الفعاليات الرياضية‪ ‬‬‫ توزيع الشواهد التقديرية‬‫ توزيع الجوائز على التالميذ المتفوقين‬‫ تكريم بعض الفعاليات‬‫ إطالق ‪ 19‬طلقة للبارود إحياء للذكرى الغالية‪ ‬‬‫ حفل غذاء على شرف الضيوف‬‫الفترة المسائية‪:‬‬ ‫ ندوة علمية‪ :‬نحو سياحة بديلة من أجل تنمية محلية واعدة‪ ، ‬جماعة‬‫بوجديان نموذجا‬ ‫ أمسية فنية يحييها الفنان الشعبي عبد السالم الساحلي‪ + ‬أحباب‬‫الغيوان‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 27‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫الفترة الصباحية‪:‬‬ ‫ صبيحة لألطفال‪ ‬‬‫ ندوة فكرية‪ :‬التراث الشفوي كهواية وكرافعة للتنمية المجالية‪ ‬‬‫ مأدبة غذاء على شرف الضيوف‬‫الفترة المسائية‪:‬‬ ‫ قراءة جماعية لحفظة القرآن الكريم مع الختم والدعاء ألمير المؤمنين‬‫ وصالت فلكلورية محلية‬‫ ألعاب التبوريدة والفروسية‪ ‬‬‫ أمسية فلكلورية محلية تحييها فرقة جهجوكة‪ ‬‬‫ سهرة فنية جبلية يحييها الفنان الكبير حاجي السريفي والفنانة‬‫خديجة الطنجاوية‬ ‫السبت ‪28‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫الفترة الصباحية‪:‬‬

‫ فقرة استعراضية فلكلورية‬‫ عروض التبوريدة والفروسية‪ ‬‬‫ صبيحة ثقافية للتالميذ‪ ‬‬‫ حفل غذاء على شرف المدعويين‬‫الفترة المسائية‪:‬‬ ‫ ندوة علمية حول موضوع تاريخ قبيلة أل اسريف‪ ‬ورجاالتها‬‫ عروض التبوريدة والفروسية‬‫ وصالت فلكلورية لفرقة جهجوكة مع باجلود‪ ‬‬‫ امسية فنية يحييها الفنان الشعبي المتألق مصطفى الميلس‪+‬‬‫مواهب فنية محلية‬ ‫األحد ‪ 29‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫الفترة الصباحية‪:‬‬ ‫‪ ، 11 - ‬ندوة علمية حول موضوع‪ :‬العرش العلوي المجيد قاطرة النماء‬ ‫واالزدهار‪ ‬‬ ‫ حفل غداء على شرف المدعويين‬‫الفترة المسائية‪:‬‬ ‫ عروض الفروسية والتبوريدة‪ ‬‬‫ وصالت فلكلورية متنوعة‪ ‬‬‫ أمسية فنية يحييها الفنان الموهوب ابزاراي ‪ +‬الفنان الكبير الحبيطري‬‫‪ ‬االثنين ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫ أناشيد وطنية تخلد الذكرى ‪ 19‬لتربع صاحب الجاللة على عرش‬‫أسالفه المنعمين‪ ،‬عروض الفروسية والتبوريدة‬ ‫ حفل إطالق ‪ 19‬طلقة للبارود إحياء للذكرى الغالية‬‫ حفل اإلنصات للخطاب الملكي السامي‬‫ سهرة فنية كبرى يحييها الفنان الموهوب لحسن الخنيفري والفنانة‬‫القديرة نزهة أطلس‪ ‬‬ ‫‪ -‬اختتام فعاليات المهرجان وتوزيع الشواهد التقديرية ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫الشريفة لال سلمى كنون الحسني‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى يوم األربعاء ‪ 5‬ذو القعدة ‪ 18 /1439‬يوليوز‬ ‫‪ 2018‬الفاضلة لال سلمى كنون الحسني شقيقة الدكتور سيدي محمد‬ ‫كنون الحسني (من آداب تطوان) ورئيس المجلس العلمي المحلي‬ ‫لطنجة أصيال‪ ،‬وزوجة المرحوم األستاذ أبو بكر العشاب‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم كل من‪:‬‬ ‫ـ الدكتور عبد الحق بخات المدير التنفيذي لجريدتي «طنجة»‬ ‫و«الشمال»‬ ‫ الدكتور أحمد هاشم الريسوني منسق ماستر األدب العربي في‬‫المغرب العلوي‪ :‬األصول واالمتدادات‪ ،‬ووحدة الدكتوراه‪ :‬النص األدبي‬ ‫العربي القديم‪ ،‬وبنية البحث ملتقى الدراسات المغربية واألندلسية بآداب‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫ـ الدكتور عبد الرحمان بودرع منسق ماستر اللسانيات وتحليل الخطاب‬ ‫ الدكتورة سعاد الناصر منسقة ماستر الكتابة النسائية في المغرب‪.‬‬‫ـ الدكتور محمد عبد الواحد العسري رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها‬ ‫بآداب تطوان‪- ‬‬ ‫ الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي‬‫للدراسات اللغوية واألدبية‪ ‬التابع للرابطة المحمدية للعلماء‪ .‬‬ ‫ الدكتور عبد اللطيف شهبون رئيس جمعية أعمدة‪.‬‬‫ الدكتور عبد الخالق أحمدون نائب عميد كلية الحقوق بطنجة‪.‬‬‫ الدكتورة هدى المجاطي رئيسة مكتب طنجة لرابطة كاتبات المغرب ‪ ‬‬‫أصالة عن أنفسهم ونيابة‪ ‬عن كافة أعضاء تحرير الجريدتين‬ ‫المذكورتين‪ ،‬وأعضاء الفريق العلمي والتربوي للبنيات‪ ‬البحثية بآداب‬ ‫تطوان‪ ،‬والعلماء العاملين بالمركز المذكور وبالمجلس العلمي المحلي‬ ‫لطنجة أصيال‪ ‬بأحر التعازي وأصدق المواساة ألبناء الفقيدة‪ :‬ياسين‬ ‫وكوثر وإخوتها‪ :‬سيدي محمد‪ ،‬بهاء وسناء وآل كنون وآل العشاب‪ ،‬سائلين‬ ‫المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة ويلهم أهلها وذويها الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«كل نف�س ذائقة املوت»‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)418‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى المرحومة الفاضلة‬

‫الحاجة لطيفة البوعمري‬

‫يوم اإلثنين ‪ 3‬من ذي القعدة ‪/1439‬‬ ‫‪ 16‬يوليوز ‪ 2018‬ودفنــــت في اليـــــوم‬ ‫الموالي بشفشاون‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمـــة‪ ،‬تتقدم‬ ‫هيأة تحرير جريدة الشمال بأحر التعازي‬ ‫وأصدق المواســاة إلى إخوتهــا‪ :‬محمد‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬األميـــن‪ ،‬توفيـــق‪ ،‬رحمة وفاطمة‬ ‫وإلى زوجها الحاج محمــد بن حمدة وإلى‬ ‫كل أفراد عائلتها سائلين المولى عز وجل‬ ‫أن يتغمدها برحمته الواسعة ويلهم‬ ‫أهلها وذويها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫‪** STE WINTED BOUJADDAINI** SARL AU‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 12/07/2018 à Tanger. Il a‬‬ ‫‪établie les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques‬‬ ‫‪suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** STE WINTED BOUJADDAINI **SARL AU au capital‬‬ ‫‪social: 10.000 dirhams divise en 100 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part‬‬ ‫‪Repartis comme suit :‬‬ ‫‪Mr. – EL BOUJADDAINI MOSTAPHA: 100 parts‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement : IMPORT EXPORT DES‬‬ ‫‪MARCHANDISES DE BOIS .‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: 292 LOT EL AMAL R 41 N 29 – TANGER‬‬‫‪GERANCE : M. – EL BOUJADDAINI MOSTAPHA est désigné en qualité de gérant‬‬ ‫‪unique de la société et cela pour une durée illimitée .‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont repartie entre les associés après prélèvement de la‬‬ ‫‪réserve légale (5%) proportionnellement a leurs apports au capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal de‬‬ ‫‪commerce de Tanger en date du 24/07/2018.‬‬ ‫‪Le gérant‬‬ ‫‪M. EL BOUJADDAINI MOSTAPHA‬‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪418‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 951‬ـ الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)9‬‬ ‫إيان راش‪..‬‬ ‫أسطورة تعثرت دوليا‬

‫تظل المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هي الحلم األكبر لدى جميع العبي كرة القدم‪ ،‬وكما‬ ‫اتسم الحظ لعدد من نجوم الساحرة المستديرة‪ ،‬في خوض تلك المنافسة‪ ،‬عجز عظماء‬ ‫آخرون‪ ،‬في تحقيق ذلك الحلم‪ .‬ويستعرض موقع‪« ‬كووورة»‪ ،‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪،‬‬ ‫أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة السابعة عن النجم الويلزي‬ ‫إيان راش‪.‬‬ ‫سطر راش‪ ،‬تاريخا كبيرا لليفربول‪ ،‬وتمكن رفقة الجيل الذهبي للريدز‪ ،‬من السيطرة‬ ‫على الكرة اإلنجليزية لفترة طويلة‪ .‬وبدأ النجم الويلزي‪ ،‬مسيرته مع نادي تشيستر سيتي‪،‬‬ ‫ليخطف األضواء سريعا بعد موسمين‪ ،‬ويتقدم ليفربول‪ ،‬عام ‪ ،1980‬بعرض هو األضخم في‬ ‫ذلك الوقت لضم العب شاب‪ ،‬حيث وصل المبلغ حينها لـ ‪ 300‬ألف جنيه إسترليني‪ .‬ولم‬ ‫يكن ليفربول فقط هو المهتم الوحيد بخدمات راش‪ ،‬فقد خاض مع كشافي مانشستر‬ ‫سيتي‪ ،‬منافسة شرسة للتوقيع معه‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك‪ ،‬باإلضافة لكون إيفرتون‪،‬‬ ‫هو نادي راش المفضل منذ الطفولة‪ ،‬إال أن بوب بيزلي‪ ،‬المدير الرياضي‪ ،‬قرر التعاقد معه‪.‬‬ ‫ولم يشارك راش في موسمه األول مع ليفربول‪ ،‬ولم يتعد عمره وقتها‪ ،‬العشرين عاما‪ ،‬وكان‬ ‫يلعب عدة مباريات فقط‪ ،‬للتعود على أجواء الدوري اإلنجليزي‪ ،‬ولكن في الموسم التالي‪ ،‬أصبح‬ ‫من الالعبين األساسيين وشارك في ‪ 49‬مباراة‪ ،‬وسجل ‪ 30‬هدفا‪ ،‬ليقود الفريق للقب الدوري‪،‬‬ ‫ويكون هدافه في هذا الموسم‪ .‬ولمع راش خالل تلك الفترة‪ ،‬وقاد الريدز مجددا لتحقيق‬ ‫الدوري للمرة الثانية على التوالي في موسم ‪ ،1982-1983‬محرزا ‪ 31‬هدفا في ‪ 51‬مباراة‪،‬‬ ‫واختير ضمن تشكيلة العام‪ ،‬باإلضافة ألفضل العب صاعد‪ .‬وتطور مستوى الفتى الويلزي‬ ‫بسرعة الصاروخ مع ليفربول‪ ،‬فبعد موسمين رائعين‪ ،‬حصل فيهم الفريق على عدة ألقاب‬ ‫كالدوري مرتين وكأس االتحاد والدرع الخيرية‪ ،‬كان راش على موعد مع أفضل فتراته على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬في موسم ‪ .1983-1984‬وحصل ليفربول على لقب الدوري اإلنجليزي للمرة الثالثة‬ ‫على التوالي‪ ،‬باإلضافة لكأس الرابطة‪ ،‬ثم الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا‪.‬‬ ‫توهج إيان في هذا الموسم بشكل غير مسبوق‪ ،‬إذ أحرز ‪ 47‬هدفا في ‪ 65‬مباراة‪ ،‬ليصبح‬ ‫أكثر العب في تاريخ الريدز إحرازا لألهداف في موسم واحد‪ ،‬كما حصد العديد من األلقاب‬ ‫الفردية كهداف الدوري والحذاء الذهبي األوروبي‪ ،‬بجانب العب العام في إنجلترا وأفضل العب‬ ‫ويلزي‪ .‬وعجز راش في تقديم ما كان يقوم به على األراضي اإلنجليزية‪ ،‬مع منتخب بالده‪ ،‬فلم‬ ‫تكن ويلز بذلك المنتخب الكبير الذي بإمكانه المنافسة على البطوالت الكبرى‪.‬‬ ‫استدعى منتخب ويلز‪ ،‬راش‪ ،‬قبل أن يشارك في أولى مبارياته مع ليفربول‪ ،‬نظرا لموهبته‬ ‫الكبيرة على الرغم من صغر سنه‪ ،‬حيث لعب المباراة الدولية األولى عام ‪ 1980‬أمام إيطاليا‪،‬‬ ‫وانتهت بهزيمة ويلز‪ ،‬بنتيجة ‪ .0-3‬و حاول راش خالل ‪ 15‬عاما‪ ،‬من المشاركة مع ويلز‪ ،‬في‬ ‫الظهور بالمسابقات الكبيرة‪ ،‬ولكن لم تسعفه المجموعة المتواجدة في تحقيق الحلم باللعب‬ ‫في أمم أوروبا أو كأس العالم‪ .‬و تهافتت األندية الكبيرة للتوقيع مع راش‪ ،‬إلى أن وافق على‬ ‫االنضمام ليوفنتوس في عام ‪ 1986‬لمدة موسم واحد‪ ،‬ولكنه لم يقدم الكثير‪ ،‬حيث سجل ‪8‬‬ ‫أهداف فقط خالل ‪ 29‬مباراة كما لم يحصد أي ألقاب في هذا الموسم‪ ،‬حتى قرر العودة من‬ ‫جديدلليفربول‪.‬‬ ‫عاد راش إلى إنجلترا ولعب مع الريدز من موسم ‪ 1987‬إلى ‪ ،1996‬ولكنها لم تكن‬ ‫مثل الفترة األولى‪ ،‬حيث غاب الفريق عن األلقاب‪ .‬و أنهى راش‪ ،‬مشواره الكروي مع سيدني‬ ‫أوليمبيك‪ ،‬عام ‪ ،2000‬بعد مسيرة طويلة في المالعب‪ ،‬وصلت للمشاركة في ‪ 827‬مباراة‬ ‫وإحراز ‪ 383‬هدفا مع جميع الفريق التي مثلها‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫يتعرض‬

‫الطاقم التقني التحاد طنجة‪ ،‬ومعه مدربه ادريس المرابط للتشويش‪،‬‬ ‫من خالل إطالق إشاعات فتح مكتب الفريق باب المفاوضات مع مدرب‬ ‫جديد لتعويضه‪ ،‬وطرح إسم المدرب الحسين عموتة بإلحاح شديد‪ .‬وبغض النظر عن‬ ‫صحة الخبر من عدمه‪ ،‬فإن هذا السلوك ال يخدم الفريق الذي هو بصدد التحضير للموسم‬ ‫االستثنائي الذي ينتظره وهو يلعب على ثالث واجهات‪ ،‬وألول مرة في كأس عصبة األبطال‬ ‫اإلفريقية‪ .‬فمنطق كرة القدم ال يقبل الحديث عن تغيير مدرب نجح في مهامه األولى‪ ،‬وفي‬ ‫الظروف الراهنة نظرا للعمل الكبير الذي قدمه المرابط حتى اآلن واإلنجاز التاريخي الذي‬ ‫حققه بضخ أول لقب للبطولة في التاريخ بخزانة الفريق‪ .‬ثم أن المنافسات الرسمية على‬ ‫األبواب‪ ،‬واالستعدادات انطلقت ومن األفضل أن تمنح للمدرب فرصة إتمام عمله‪ ،‬سيما‬ ‫أن ما حققه من إنجازات خالل الموسم الماضي تحققت من ال شيء وبتركيبة عادية تفتقر‬ ‫أغلب عناصرها إلى الخبرة التي تسمح بتحقيق األلقاب‪.‬‬

‫نيستور بيتانا‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الحكم األرجنتيني الذي قيادة نهائي كأس العالم بروسيا ‪2018‬‬

‫تهانينا على ه��ذا التعيين‪.‬‬ ‫كيف تصف هذه اللحظة و ما هو‬ ‫المفتاح الذي اعتمدته لتحقيق مثل‬ ‫هذا اإلنجاز؟‬ ‫نادرا ما سبق أن حدث لي شيء‬ ‫مثل ه��ذا في حياتي‪ .‬ش��يء بهذه‬ ‫المشاعر وهذا الشغف‪ .‬ربما يمكن‬ ‫مقارنته باللحظة التي علمت فيها‬ ‫أنني سأصبح أبا‪ ،‬نظرا لما تنطوي‬ ‫عليه من تضحية ومسؤولية‪ .‬بالنسبة‬ ‫ألي طفل يحب كرة القدم‪ ،‬فإن الحلم‬ ‫األس��م��ى ه��و ال��ت��واج��د ف��ي نهائي‬ ‫كأس العالم‪ .‬لقد عمل هذا الفريق‬ ‫بجد للوصول إلى هنا‪ ،‬حيث حققنا‬ ‫واحدا من أجمل اإلنجازات الممكنة‬ ‫في عالم التحكيم‪ .‬وحاولنا أن ننهي‬ ‫المشوار بأفضل طريقة‪ .‬وبالنسبة للمفتاح الذي اعتمدته‬ ‫لتحقيق مثل هذا اإلنجاز‪ ،‬أقبول‪ ،‬العمل والعمل ثم العمل‪.‬‬ ‫لقد استثمرنا وقتا طويال في هذا التحدي الذي يملؤنا‬ ‫حماسا وإثارة‪ ،‬حيث قضينا ساعات طوال بعيدا عن األصدقاء‬ ‫والعائلة‪ ،‬في سبيل تكريس الكثير من الطاقة والجهد لهذا‬ ‫العمل‪ .‬أما الشعور الذي انتابنا عندما أخبرونا بالتعيين‪،‬‬ ‫فإنه خليط من العواطف التي تعبر أجسامنا‪ ،‬إذ ال يمكن‬ ‫أن يفسره إال من يعيش الواقع اليومي لهذه المهنة‪ .‬كنا‬ ‫سعداء للغاية بقدر ما كنا ملتزمون بهذه المسؤولية‪.‬‬ ‫جمعت المباراة بين فريقين كبيرين بحجم فرنسا‬ ‫وكرواتيا‪ .‬كيف كان رأيكم في هذه المواجهة‪ .‬و هل‬ ‫كانت هناك وصفة خاصة للتحضير لنهائي كأس العالم؟‬ ‫إنهما فريقان كبيران وقد بلغا هذه المرحلة ألنهما‬ ‫عمال بكل جدية وخططا لكل شيء على الوجه األمثل‪ .‬إنهما‬ ‫يستحقان بلوغ هذه المكانة‪ .‬لقد وصال إلى هنا بكل جدارة‪.‬‬ ‫والشيء نفسه ينطبق علينا نحن أيضا‪ .‬لقد عملنا جاهدين‬ ‫ودون كلل من أجل الوصول إلى هنا‪ .‬وعلى غرار المنتخبين‬ ‫المتنافسين في النهائي‪ ،‬كان أمامنا تحدٍ كبير نحن أيضا‬ ‫في هذه المباراة‪ .‬هذا الفريق الذي بنيناه أمامه فرصة‬ ‫عظيمة‪ .‬ولم نكتفي فقط بإنجاز عملنا على نحو جيد‪ ،‬بل‬ ‫عملنا على تأديته بشكل ممتاز‪ .‬وال أعتقد أنه كانت هناك‬ ‫وصفة خاصة للتحضير لنهائي كأس العالم‪ ،‬لم نغير أي‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫شيء مما قمنا به حتى النهائي‪ .‬كنا مركزين إلى أقصى حد‬ ‫كما هو الحال دائما‪ ،‬ألن هذا هو ما أوصلنا إلى هنا‪ .‬لن أقول‬ ‫إن لدينا طقوساً نتبعها‪ ،‬ولكن هناك بعض العادات التي‬ ‫نحافظ عليها‪ .‬واصلن االلتزام بها ألن هذا هو منهاجنا‪ .‬في‬ ‫هذا المشوار‪ ،‬رافقنا دائما شراب المتة والموسيقى والنكات‪،‬‬ ‫وهي كلها عوامل تساعد على التخلص من الضغط‪ .‬ولكننا‬ ‫أيضا نتعانق فيما بيننا من حين آلخر ونرسل إش��ارات‬ ‫لبعضنا البعض ونتبادل النظرات التي من شأنها أن تذكرنا‬ ‫بأننا هنا من أجل بعضنا البعض‪ .‬هذه هي الطريقة التي‬ ‫نعمل بها وسوف لن نغيرها‪ .‬قدمنا ما قدمناه حتى اآلن‬ ‫وأكثر‪ .‬سنبذل جهوداً إضافية‪ .‬ولكن بالنسبة لإلعداد‪ ،‬فإننا‬ ‫نواصل على نفس المنوال‪.‬‬ ‫كما ذكرت للتو‪ ،‬أنت تُحبون الموسيقى كثيرا‪ .‬ما‬ ‫هو اإليقاع الذي ينبض به قلبك مع فريقك في هذه‬ ‫اللحظة؟‬ ‫أنا أحب جميع أنواع الموسيقى‪ ،‬من الريجيتون إلى‬ ‫الموسيقى الكالسيكية‪ .‬لكن في هذه اللحظات هناك مزيج‬ ‫من اإليقاعات‪ .‬يغمرني الفرح إلى درجة ال أستطيع معها‬ ‫تحديد اإليقاع بالضبط‪ .‬بوسعي أن أقول إن هذا المزيج‬ ‫كبير لدرجة أننا قد نخلق نمطا جديدا لم نسمع به من قبل‬ ‫(يضحك)‪.‬‬

‫تفاصيل حوار حاد بين ميسي‬ ‫وسامباولي في المونديال‬

‫عاش المنتخب األرجنتيني فترة صعبة‪ ،‬بعدما قدم نتائج‬ ‫مخيبة في كأس العالم‪ ،‬والخروج من ثمن النهائي على يد‬ ‫فرنسا‪ ،‬األمر الذي ترتب عليه إقالة المدير الفني خورخي‬ ‫سامباولي‪ .‬وكشفت صحيفة «ماركا» نقال عما ذكره الصحفي‬ ‫األرجنتيني أرييل سينوسياين‪ ،‬في كتابه «قصص المونديال»‬ ‫عن أن العبي المنتخب عقدوا اجتماعا مع سامباولي‪ ،‬عقب‬ ‫الخسارة أمام كرواتيا في دور المجموعات بنتيجة ‪ .3-0‬وأشار‬ ‫أرييل‪ ،‬إلى طلب مجموعة من الالعبين‪ ،‬على رأسهم ميسي‬ ‫وماسكيرانو‪ ،‬عقب انتهاء المباراة‪ ،‬االجتماع مع سامباولي‬ ‫ومساعديه سباستيان بيكاسكي ووليونيل سكالوني‪ ،‬وكان‬ ‫الغرض من االجتماع واضحا وهو التأكيد على عدم ثقتهم‬ ‫فيه‪ .‬وبدأ الحوار بين الطرفين‪ ،‬حيث قال الالعبون للمدرب‬ ‫إنهم ال يثقون في قدرته على قيادتهم لتحقيق ما يتطلعون‬ ‫له في البطولة‪ ،‬مما يتعين عليهم إبداء أرائهم في كل شيء‬ ‫يحدث‪ .‬وعندما جاءت الكلمة لميسي‪ ،‬بعد أن المه المدرب لعدم مساعدته‪ ،‬قال‪« :‬لقد سألتني ‪ 10‬مرات عن الالعبين الذين‬ ‫أريد أن أشركهم في المباراة‪ ،‬وقد رفضت ذلك ولم أعطك أي اسم»‪ .‬وتواجد كالوديو تابيا‪ ،‬رئيس االتحاد األرجنتيني‪ ،‬خالل‬ ‫هذا االجتماع‪ ،‬حيث وقف في صف الالعبين ووجه ثالثة كلمات إلى سامباولي وقال له «عليك أن تستسلم»‪ .‬وكاد االجتماع‬ ‫أن ينتهي بطلب بيكاسكي‪ ،‬المدرب المساعد بتقديم استقالته‪ ،‬ولكن سامباولي منعه من اتخاذ تلك الخطوة‪.‬‬


‫العدد ‪951‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫حمودان يدشن تجربته االحترافية بالرائد السعودي‬ ‫إلى جانب الراقي‬ ‫شارك نجم اتحاد طنجة‪ ،‬والمنتخب الوطني‬ ‫للمحليين‪ ،‬أحمد حمودان يوم اإلثنين قبل الماضي‬ ‫في أولى الحصص التدريبية لناديه الجديد‪ ،‬الرائد‬ ‫السعودي الذي يخوض معه أول تجربة احترافية هذا‬ ‫الموسم‪ .‬ووصل حمودان إلى السعودية عبر مطار‬ ‫االمير نايف الدولي بالقصيم برفقة عصام الراقي‪،‬‬ ‫رفيقه في النادي السعودي الذي يضم الجزائريان‬ ‫عز الدين دوخة و هشام بلقروي‪ ،‬و المصري محمد‬ ‫عطوة‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة توصل إلى اتفاق مع الرائد‬ ‫السعودي‪ ،‬من أجل إعارة العبه حمودان لمدة سنة‬ ‫مقابل ‪ 350‬ألف دوالر‪ ،‬مع إمكانية شراء العقد عند‬ ‫انتهاء مدة اإلعارة‪ .‬ويشترط الفريق الطنجاوي‬ ‫تسريح نجمه بشكل نهائي مقابل صفقة لن تقل‬ ‫عن ‪ 800‬مليون‪.‬‬ ‫وكان حمــودان ضمـن تركيبة فريقه الجديد‬ ‫لحظة استقبالهم من طرف فهد الموطوع‪ ،‬رئيس‬ ‫نادي الرائد فهد الموطوع‪ ،‬والطاقم التقني‬ ‫واإلداري قبل انطالق مرحلة التحضير للموسم‬ ‫الرياضي الجديد‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫الجامعي تعزي أسرة الخاليدي‬ ‫قدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في شخص رئيسها‪ ،‬فوزي لقجع‪،‬‬ ‫أصالة عن نفسه‪ ،‬ونيابة عن المكتب المديري‪ ،‬تعازيها الحارة ألسرة المرحوم محمد‬ ‫الخاليدي (ياشين) الذي وافته المنية يوم األربعاء ‪ 18‬يوليوز ‪ . 2018‬كما تقدمت‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتعازيها ألسرة كرة القدم الوطنية قاطبة في‬ ‫فقدان أحد رجاالتها الذي أعطى الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية‪ ،‬حيث لعب لفريقي‬ ‫الوداد والرجاء الرياضيين وحمل قميص المنتخب الوطني‪ .‬رحم اهلل الفقيد وأسكنه‬ ‫فسيح جنانه‪ ،‬وإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫زيارة تفقدية للمركز الوطني لكرة القدم‬

‫بنعمر عاشر انتدابات االتحاد والفريق يفتتح البطولة‬ ‫أمام واد زم ويخوض ديربي الشمال في البطولة‬ ‫والكأس في غشت‬

‫قام المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬برئاسة فوزي لقجع‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2018‬رفقة بعض أطر مديرية التجهيزات العمومية التابعة‬ ‫لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستك والماء‪ ،‬بزيارة تفقدية للمركز الوطني لكرة القدم‬ ‫للوقوف على تقدم أشغال التهيئة وتوسيع مرافق اإليواء‪ .‬ويدخل هذا المشروع‪ ،‬في‬ ‫إطار سياسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬الرامية إلى تمكين المنتخبات‬ ‫الوطنية من كل الوسائل الضرورية لإلعداد الرياضي ذو المستوى العالي‪ ،‬حيث قامت‬ ‫بتحديث وتطوير المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة من خالل بناء مجموعة من‬ ‫مالعب كرة القدم‪ ،‬ومركز طبي وتشييد فنادق إليواء لمختلف مستويات المنتخبات‬ ‫الوطنية‪ ،‬وملعب مغطى ومسبح وملعب خاص لكرة القدم داخل القاعة وغيرها من‬ ‫المرافق‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫قرعة كأس العرش وبطولة القسم الوطني األول والثاني‬ ‫أجرت مساء يوم الجمعة ‪ 13‬يوليوز ‪ 2018‬مراسيم سحب قرعة منافسات كأس‬ ‫العرش الخاصة بالموسم الرياضي ‪ ،2017/2018‬وتحديد البرنامج العام لبطولة‬ ‫اتصاالت المغرب القسم الوطني األول والثاني برسم الموسم الرياضي ‪2018/2019‬‬ ‫‪ .‬وستنطلق منافسات بطولة كأس العرش وبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني‬ ‫األول والثاني‪ ،‬ابتداء من ‪ 25‬غشت ‪.2018‬‬ ‫ضم اتحاد طنجة عاشر العب إلى قائمة انتداباته‬ ‫الجديدة هذا الموسم‪ ،‬المدافع الهولندي من أصول‬ ‫مغربية بنعيسى بنعمر (‪ 21‬سنة)‪ ،‬القادم من نادي‬ ‫تفينتي الهولندي‪ ،‬الذي وقع في كشوفات الفريق عقدا‬ ‫يمتد لخمس سنوات‪ .‬وكان برفقة الوافد الجديد على‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬وكيل أعماله‪ ،‬الدولي المغربي السابق‪ ،‬منير‬ ‫الحمداوي‪ ،‬بعدما اعتقد البعض سبب وجوده بمدينة‬ ‫طنجة رفقة رئيس الفريق في األيام الماضية من أجل حمل‬ ‫قميص اتحاد طنجة في الموسم المقبل‪ .‬ووفق مصادر‬ ‫متطابقة‪ ،‬فإن صفقة بنعيسى بنعمر ستكون األخيرة في‬ ‫االنتدابات الصيفية للفريق بعد تعاقده مع التونسي حمزة‬ ‫الخالصي‪ 27 ،‬سنة‪ ،‬وسط ميدان دفاعي‪ .‬واإلفواري جوزي‬ ‫موهي‪ 27 ،‬سنة‪ ،‬قلب الدفاع‪ .‬و اإلسباني سالفا شامورو‬ ‫‪ 27‬سنة‪ ،‬مهاجم‪ .‬وعمر الداهري‪ 27 ،‬سنة‪ ،‬وسط الميدان‬ ‫هجومي‪ .‬وعبد الكبير الوادي ‪ 25‬سنة‪ ،‬جناح هجومي‪ .‬و عمر‬ ‫نجدي ‪ 31‬سنة‪ ،‬جناح هجومي‪ .‬و بنعيسى بنعمر ‪ 20‬سنة‪،‬‬ ‫مدافع‪ .‬و محمد ازغينو‪ 24 ،‬سنة‪ ،‬وسط الميدان هجومي‪.‬‬ ‫وعبداإلله الروبيا‪ 24 ،‬سنة‪ ،‬جناح أيمن‪ .‬و أيوب الكعداوي‪،‬‬ ‫‪ 26‬سنة‪ ،‬مهاجم‪.‬‬

‫ودخل اتحاد طنجة أسبوعه الثالث من االستعدادات‬ ‫للموسم الجديد‪ ،‬وخاض ثالث مباريات ودية‪ ،‬تعادل في‬ ‫األولى بدون أهداف أمام منتخب فرق مدينة طنجة‪ ،‬وفاز‬ ‫في الثانية على رجاء البوغاز بسبعة أهداف لصفر‪ ،‬أحرزها‬ ‫اإلسباني سالفا شمورو في مناسبتين‪ ،‬وعمر الداهرين‬ ‫وحمزة الجالصي‪ ،‬وأحمد الشنتوف‪ ،‬أيوب الخاليقي و تيون‬ ‫أساينو‪ .‬كما فاز في الثالثة على وداد فاس بهدفين مقابل‬ ‫واحد‪ ،‬أحرزهما اإلسباني شمورو‪.‬‬ ‫وسيلعب اتحاد طنجة هذا الموسم على ثالث واجهات‪،‬‬ ‫كاس عصبة األبطال اإلفريقية بعد إحرازه لقب البطولة‪،‬‬ ‫ومنافسات البطولة االحترافية وكاس العرش‪ .‬ويفتتح‬ ‫منافسات البطولة التي تنطلق يوم ‪ 25‬غشت المقبل‪،‬‬ ‫باستقبال سريع واد زم بالملعب الكبير بطنجة‪ .‬ويخوض‬ ‫الفريق ديربي الشمال ضد المغرب التطواني مبكرا هذا‬ ‫الموسم في مناسبتين‪ ،‬لحساب الدور ‪ 32‬من منافسات‬ ‫كاس العرش في مواجهة واحدة بطنجة في منتصف غشت‬ ‫المقبل‪ ،‬ولحساب الدورة الثالثة من البطولة االحترافية‪،‬‬ ‫القسم األول‪.‬‬

‫إقبال كبير على المرحلة األولى من المخيم الصيفي‬ ‫الموضوعاتي لكرة السلة‬ ‫بعد نجاح نسخته األولى‬ ‫خالل الموســــم الصيفـــي‬ ‫الماضي‪ ،‬شهـــد المخيــــم‬ ‫الصيفي الموضوعاتي لكرة‬ ‫السلة في نسختــه الثانية‬ ‫التي انطلقت مرحلتها األولى‬ ‫السبت الماضـــي بفضاءات‬ ‫المدرسة االمريكية وجامعة‬ ‫نيو إنجالند بطنجة‪ ،‬إقباال‬ ‫كبيرا‪ ،‬وأنشطـــة متنوعــــة‬ ‫ومتميزة منذ اليـــوم األول‬ ‫الذي عرف إقبــاال وحماســـا‬ ‫كبيربن من لدن االطفال المشاركين وأولياء أمورهم الذين‬ ‫حجوا بكثافة للتشويق والحمولة التربوية الرياضية الغنية‬ ‫بالبرامج المتنوعة يسهر عليها أطر رياضية وتربوية ذات‬ ‫كفاءات عالية‪ .‬وتتضمن فقرات برامج المخيم‪ ،‬اإلحماء‬ ‫الجماعي ‪ ،‬كرة السلة ‪ ،‬السباحة‪ ،‬وجبة الغذاء مع استراحة‬

‫خالل الفترة األولى‪ ،‬تليها‬ ‫في الفترة المسائية ورشات‬ ‫تربوية غنية يتم تقسيمها‬ ‫بيــــن أقســام المدرســـة‬ ‫االمريكيـة وجامعـــة نيــــو‬ ‫إنجالند ويشمــــل برنامج‬ ‫ورشة الحســـاب الذهنـــي‪،‬‬ ‫والمعامل التربوية‪ ،‬دروس‬ ‫اللغات االجنبية ودروس في‬ ‫االسعافات األولية‪.‬‬ ‫جــديـــر بالذكــــر أن‬ ‫المخيم الصيفي الموضوعاتي لكرة السلة‪ ،‬المنظم هذه‬ ‫السنة تحت شعار ‪ « :‬كرة السلة في قلب التنمية البشرية‬ ‫«‪ ،‬ينظم تحت إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫بشراكة بين جمعية االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تحديد موعد الجمع العام‬ ‫قرر المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬المنعقد يوم‬ ‫االثنين ‪ 9‬يوليوز ‪ ،2018‬الدعوة للجمع العام السنوي للجامعة يوم ‪ 15‬شتنبر ‪.2018‬‬ ‫وعليه‪ ،‬واعتبارا لمقتضيات المادة ‪ 18‬للنظام األساسي للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬يتعين على السادة رؤساء أندية البطولة الوطنية لكرة القدم االحترافية‬ ‫وأندية البطولة الوطنية هواة‪ ،‬والمجموعات الوطنية األعضاء بالجمع العام‪ ،‬موافاة‬ ‫الكتابة العامة للجامعة قبل تاريخ ‪ 14‬غشت ‪ 2018‬بأسماء ممثلهم في أشغال هذا‬ ‫الجمع‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات لجنة ألخالقيات‬ ‫أصدرت لجنة األخالقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في‬ ‫اجتماعها األخير مجموعة القرارات‪ .‬حيث تم توقيف الرباب عيالل‪ ،‬الكاتبة اإلدارية‬ ‫للنادي البلدي النسوي لكرة القدم العيون‪ ،‬لمدة سنة نافذة عن مزاولة أي نشاط‬ ‫كروي‪ ،‬لما قامت به من سب وقدف ومحاولة العنف قبل وأثناء المباراة التي جمعت‬ ‫بين فريقها ونادي الجيش الملكي‪ ،‬يوم ‪ 5‬ماي ‪ 2018‬بملعب سيدينا بلخير بمدينة‬ ‫أكادير‪ ،‬مع تهديدها لالعبات نادي الجيش الملكي بمنعهن من مغادرة الملعب‪.‬‬ ‫مع حفظ القضية في حق خديجة إيال‪ ،‬أمينة مال والرئيسة المنتدبة للنادي البلدي‬ ‫النسوي لكرة القدم العيون‪ ،‬لعدم وجود األدلة‪ .‬كما تقرر حفظ القضية التي رفعها‬ ‫فريق اتحاد طنجة ضد نادي اولمبيك خريبكة‪ ،‬لعدم وجود أدلة اإلثبات بما جاء في‬ ‫الشكاية التي رفعها بخصوص تعرض العبه ثيون أسينو لهتافات عنصرية من‬ ‫طرف جماهير فريق أولمبيك خريبكة‪ .‬و حفظ القضية التي رفعها كل من فريقي‬ ‫شباب أصيال ونادي أمل الحاجب ضد كل من فريقي شباب وداد طنجة ونادي نهضة‬ ‫تاوريرت لعدم وجود األدلة‪ .‬وحفظ القضية التي رفعها نادي االتحاد الرياضي أليت‬ ‫ملول ضد كل من فريقي نجم الشباب البيضاوي واتحاد تمارة لعدم وجود األدلة‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪951‬‬

‫الذكرى ‪ 97‬لمعركة أنوال المجيدة‬ ‫‪ 17‬يوليوز ‪1921‬‬

‫خاض أهل الريف حروبا عديدة ضد الغزاة اإلسبان قبل أنوال‪ ،‬كان أشهرها المعارك التي قادها الشريف محمد أمزيان‬ ‫اإلدريسي ما بين ‪ 1909‬و ‪ ،1912‬بهدف قطع الطريق على الجيوش اإلسبانية وإفشال خططها في مد خط سكة حديد وبناء‬ ‫جسور وقناطر بين مليلية و أزنغان‪ ،‬بهدف االستيالء على مناجم الحديد بمنطقة «أفراووكسان»‪.‬‬ ‫ومن أشهر معارك الشريف محمد أمزيان ورجاله التي تكبد فيها العدو خسائر فادحة في األرواح والعتاد معركة سيدي‬ ‫موسى ومعركة وادي الذيب ببني أنصار‪ ,‬وموقعة جبل نزروف و سلوان ومعركة سيدي ادريس‪ ،.‬حيث أن الريف تحول إلى‬ ‫مقبرة للجنود األسبان األمر الذي أثار غضب طبقات واسعة من الشعب اإلسباني وتسبب في قالقل اجتماعية خاصة في منطقة‬ ‫كاطالونيا‪.‬‬ ‫وبعد أن استشهد الشريف أمزيان داخل مسجد بكدية حامد بني سيدال‪ ،‬تسلمت مشعل المقاومة أسرة آل الخطابي‬ ‫المجاهذة‪ ،‬حيث أفلح محمد بن عبد الكريم الخطابي في توحيد قبائل الريف المتخاصمة والمتناحرة أحيانا‪ .‬وأمام فشل‬ ‫المفوضات بين اإلسبان ومحمد عبد الكريم الخطابي ـــ الذي درس بجامعة القرويين ومارس الصحافة والقضاء بمليلية‬ ‫قبل أن يعود إلى مسقط رأسه بأجديرـــ وأمام ال مباالة السلطات المركزية وسلبية موقفها من ثورته على الغزاة األسبان‪،‬‬ ‫بل وعدائها الظاهر لثورة الخطابي الذي وصف بـ «الفتان»‪ ،‬قرر زعيم الريف إحداث «إمارة « جهادية لمواجهة المرحلة حيث‬ ‫جمع حوله قبائل اكزناية وبني ورياغل وبني توزين وتمسمان‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬وأسس جيشا من أهل القبائل لحماية أنفسهم‬ ‫وممتلكاتهم‪ ،‬والتصدي لتغلغل الوجود اإلسباني بمباركة من االستعمار الفرنسي الذي وطد احتالله لوسط المغرب بعد أن‬ ‫نجح في أن ينتزع من سلطان فاس طابعه «الشريف» على وثيقة «الحماية» في ‪ 30‬مارس ‪.1912‬‬ ‫من «فتان» السلطان إلى أمير األوطان‬ ‫وقاهر جيوش الفرنسيس واإلسبان‬ ‫تحركات األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي سواء على المستوى المدني أو العسكري‪ ،‬أثارت غيظ الجنرال سيلفيستري‬ ‫الذي قرر غزو المنطقة في تحد سافر لألمير ورجاله الذين استصغر شأنهم واستهان بعددهم وعتادهم‪ ،‬واستخف بقدرتهم‬ ‫على مواجهة جنوده‪ .‬وفي سنة ‪ ،1921‬اقتحم الجنرال األراضي الريفية‪ ،‬انطالقا من مليلية الخاضعة للوجود االسباني منذ ‪17‬‬ ‫شتنبر ‪ 1497‬واقترب من ظهر أبران ولكن المجاهدين تصدوا لجنوده وألحقوا بهم هزيمة نكراء حيث إنهم تسللوا إلى حامية‬ ‫ظهر أبران وقتلوا جميع من كانوا بداخلها من جنود وضباط ‪ ،‬إلى من تمكنوا من الهرب‪ ،‬ولكن المجاهدين لحقوا بهم في‬ ‫أنوال وأبادوهم جميعا‪.‬‬ ‫وبالرغم من التعليمات المركزية بعدم التوغل في أراضي الريف الثائرة‪ ،‬فإن الجنرال سيلفيستري غامر بالتوجه مباشرة‬ ‫إلى أنوال حيث نشبت معركة طاحنة بين المجاهدين وقوات العدو دامت خمسة أيام شارك فيها أزيد من ‪ 25‬ألف جندي‬ ‫إسباني من خيرة جنود اسبانيا النظامية المدربة والمسلحة تسلحا قويا وحديثا‪.‬‬ ‫في مساء يوم ‪ 20‬يوليوز ‪ ،1921‬حل األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بأنوال على رأس كتيبة من حوالي ‪1500‬‬ ‫مجاهد‪ .‬اشتعلت حرب ضروس صباح اليوم الموالي بين الجنود اإلسبان والمجاهدين الريفيين‪ ،‬انتهت باندحار جنود العدو‬ ‫وانتحار الجنرال سيلفيستري وعدد من الضباط ‪ ،‬من مختلف الرتب‪ ،‬بعد أن أحكم األمير قبضته على الموقع ومنع اإلمدادات‬ ‫حول مركز «إغرين» كما منع جنود العدو من التزود بمياه «عين عبد الرحمن» بوادي الحمام‪ ،‬بين اغربن وأنوال‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬كبد المجاهدون الريفيون العدو اإلسباني خسائر فادحة في العتاد واألرواح في مناطق أخرى من أرض الريف‬ ‫خاصة في الدريوش وجبل العروي وسلوان‪ .‬وقد غنم المجاهدون في معركة أنوال فوق المائتي مدفع وأزيد من ‪ 20‬ألف بندقية‪،‬‬ ‫وعددا كبيرا من القذائف وماليين الخراطيش وسيارات وشاحنات عسكرية وأدوية وتجهيزات حربية متنوعة‪ .‬ووقع تحت األسر‬ ‫لدى المجاهدين فوق ‪ 700‬جندي وضابط إسباني كما سقط في أرض المعارك حوالي ‪ 20‬الفا من جنود العدو ما بين قتيل‬ ‫وجريح‪.‬‬ ‫لقد كان النتصار األمير عبد الكريم الخطابي على دولة كبرى ــ آنذاك ـــ مسندة بقوة فرنسية أرض ـ جوية‪ ،‬وقوات أخرى‬ ‫أوروبية‪ ،‬في معركة أنوال المجيدة‪ ،‬صدى واسعا في العالم أجمع‪ ،‬خاصة في العالم العربي واإلسالمي التواقة شعوبه إلى‬ ‫اإلنعتاق من ربـق االستعمار والعبودية ‪.‬‬ ‫كما أن اإلعالم األوروبي‪ ،‬خاصة في اسبانيا وفرنسا وألمانيا وفي أمريكا الالتينية‪ ،‬نقل أخبار انتصار ثورة أهل الريف على‬ ‫الغزاة األسبان حيث بدأت شعوب العالم تنظر إلى األمير محمد عبد الكريم الخطابي بمنتهى التقدير واإلعجاب وتضعه في‬ ‫مصاف كبار أبطال العالم ومن أكبر حماة حرية الشعوب وأعظم زعماء المقاومة ضد االستعمار والمستعمرين األوروبيين‪.‬‬ ‫معركة أنوال كانت لها انعكاسات خطيرة ‪ ،‬سياسيا وعسكريا على أسبانيا وفرنسا‪ ،‬خاصةـ وهما البلدان المتورطان في‬ ‫مؤامرة احتالل المغرب‪ ،‬قبل وبعد مؤتمر الجزيرة الخضراء (‪ )1906‬حيث تم اقتسام أرض المغرب بين الدولتين ففازت األولى‬ ‫بشمال وجنوب البالد وفضلت الثانية وسط المغرب الغني بأراضيه الفالحية وما تختزنه تربته من نفيس المعادن‪.‬‬ ‫وحتى تتمكن الدولتان المستعمرتان للمغرب من بسط نفوذهما‪ ،‬بأمان‪ ،‬على سائر تراب «اإليالة الشريفة»‪ ،‬قررتا إحداث‬ ‫«تحالف مقدس» على طريقتهما ‪ ،‬بمباركة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬من أجل القضاء على ثورة الريف‪ ،‬خصوصا وأن مقاتلي‬ ‫األمير الخطابي بدأوا يقتربون من فاس عبر الشاون التي تحولت إلى حامية إدارية وعسكرية من حاميات الجيش الريفي‪ ،‬و‬ ‫يهددون عاصمة المغرب التي كان يوجد بها السلطان الذي كانت أوامره ال تتعدى أسوار المدينة العتيقة بينما األمر كله بيد‬ ‫المقيم العام الفرنسي بالمغرب لويس هوبير غونسالف ليوطي (‪.)1925 – 1912‬‬ ‫وهكذا شن «التحالف المقدس» اإلسباني الفرنسي هجوما عنيفا كاسحا‪ ،‬برا وبحرا وجوا على مواقع الثوار الريفيين مستعمال‬ ‫أحدث األسلحة التقليدية منها والسامة‪ ،‬ـــ المحرمة دوليا ـــ لينتهي األمير محمد عبد الكريم الخطابي إلى االستسالم‪ ،‬يوم ‪26‬‬ ‫ماي ‪ ،1926‬حماية ألرواح وممتلكات أهل الريف ولتتوقف عجلة التاريخ بخصوص الثورة الريفية والجمهورية االتحادية الريفية‬ ‫التي كانت‪ ،‬باتفاق المجاهدين أنفسهم‪ ،‬وعلى رأسهم األمير الخطابي‪ ،‬إمارة جهادية لتحرير الوطن المغربي‪ ،‬كل الوطن‬ ‫المغربي أمام انتكاسة السلطات المركزية «الوطنية» وانحسار دورها الشرعي في الدفاع عن حوزة البالد‪« ،‬وفق شروط‬ ‫البيعة»‪ ،‬بعد أن قبلت بعقد «الحماية» المزدوجة وتساهلت في حماية سيادة الوطن واستقالله‪.‬‬ ‫السلطات الفرنسية عاملت األمير محمد عبد الكريم الخطابي باالحترام الواجب لــ «عدو كبير» وقائد وطني رفيع المستوى‪،‬‬ ‫وقررت نفيه وأسرته وبعض رفاقه إلى جزيرة «ال ريونيون» التي تقع في المحيط الهندي شرق جزيرة مدغشقر (وكانت تسمى‬ ‫في السابق «جزيرة آل بوربون» وهم ملوك فرنسا وإسبانيا‪ .‬وظل األمير تحت اإلقامة الجبرية في هذه الجزيرة ما بين ‪1926‬‬ ‫و ‪ 1947‬حيث قررت باريس نقله عبر البحر‪ ،‬إلى فرنسا لتسهل مراقبته ويكون قريبا من مراكز القرار في الحكومة الفرنسية‪.‬‬ ‫وحين علم الوطنيون المغاربة الموجودون آنذاك ببالد الكنانة بحتمية مرور الباخرة التي تقل األمير وحاشيته بقنال‬ ‫السويس‪ ،‬عمدوا إلى ترتيب خطة إنزاله بأرض مصر بتواطؤ السلطات المصرية ورعاية الملك فاروق رحمه اهلل‪ ،‬خاصة‪ ،‬الذي‬ ‫منحه اللجوء السياسي وفوت على فرنسا فرصة الظفر باألمير فوق األراضي المصرية‪.‬‬ ‫وظل األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في مصر‪ ،‬قائدا للنضال المغربي والمغاربي حيث أنه أسس‪ ،‬سنة بعد استقراره‬ ‫بمصر‪ ،‬لجنة تحرير المغرب العربي و أكد رحمه اهلل في المادة األولى للميثاق المغاربي الذي وقع عليه زعماء المغرب الكبير‪،‬‬ ‫أن «المغرب العربي جزء ال يتجزأ من بالد العروبة» كما أن األمير ظل ملهما للثورات المغاربية والعربية والعالمية من أجل‬ ‫الحرية واالستقالل إلى أن وافاه األجل المحتوم في ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬ودفن بالقاهرة حيث لم تنجح إلى اآلن الجهود المبذولة من‬ ‫أجل نقل رفاته الطاهرة إلى بلده‪ ،‬المغرب‪.‬‬ ‫رحمه اهلل‪..‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫تطوان ‪ :‬انطالق الدورة العاشرة‬ ‫للجامعة الصيفية بمشاركة ‪ 120‬شاباً‬ ‫من مغاربة العالم‬

‫بشراكة مع مجلس جهة طنجة ـ تطــوان‬ ‫ـ الحسيمة‪ ،‬وجامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫انطلقــت بدايـة األسبــوع‪ ،‬بتطــوان‪،‬‬ ‫أشغــــال الدورة العاشرة للجامعة الصيفية‬ ‫التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفـــة‬ ‫بشـــؤون المغاربة المقيمين بالخارج‪،‬‬ ‫بمشاركة ‪ 120‬شابا من مغاربة العالم‪.‬‬ ‫الوزير عبد الكريم بنعتيق‪ ،‬أكد في كلمته‬ ‫أن شباب مغاربة العالم صار «القوة الصاعدة‬ ‫التي نجحت في مجتمع االستقبال»‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يثبت أن هؤالء الشباب «نجحوا في مسارهم‬ ‫التعليمي‪ ،‬ووصلوا إلى مواقع المسؤولية‪،‬‬ ‫سواء في القطاع العام أو الخاص»‪.‬‬

‫وقال «إن هذه الجامعة الصيفية‪ ،‬التي‬ ‫سيلتقي فيها شباب المهجر بطلبة جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬ستكون مناسبة لمناقشة‬ ‫«المفهومالعميقلالرتباطبالمرجعيةالعربية‬ ‫اإلسالمية التي يتميز بها المغرب‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أبرز رئيس جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬أن تنظيم‬ ‫هذه الجامعة الصيفية‪ ،‬يهدف أساسا إلى‬ ‫تفعيل االستراتيجية الرامية للعناية بمغاربة‬ ‫العالم‪ ،‬خاصة الشباب والشابات منهم‪ ،‬داعيا‬ ‫المشاركين إلى المساهمة في إغناء التنوع‬ ‫والتعدد الثقافي للمملكة‪.‬‬

‫حفل تقديم وتوقيع كتاب ‪:‬‬

‫«جواهر‬ ‫الكمال في‬ ‫ذكر الشرفاء‬ ‫أوالد البقال»‬ ‫ينظم منتدى التراث والثقافات‬ ‫بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة‬ ‫ومقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬حفل تقديم وتوقيع كتاب ‪:‬‬

‫«جواهر الكمال في ذكر الشرفاء أوالد البقال»‬ ‫للمؤلف امحند البخالخي‬

‫وذلك يوم الجمعة ‪ 13‬ذو القعدة ‪1439‬هـ الموافق لـ ‪ 27‬يوليوز‬ ‫‪ ،2018‬على الساعة السادسة (‪ )6:00‬مساء بقاعة المحاضرات‬ ‫بالمجلس العلمي المحلي بطنجة‪.‬‬ ‫(الدعوة عامة)‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬

‫صدر‪ ‬عن دار النشر النكلو بفرنسا‪ ،‬ديوان شعري‬ ‫باللغة الفرنسية للشاعر مصطفى الداودية‪ .‬‬ ‫والديوان دعـوة للسفر إلى مملكــة الكالم العميق‪،‬‬ ‫وإلى عالم خيالي يتوحد فيه الحب والفرح والصداقـــة وكل‬ ‫القيم اإلنسانية‪ .‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.