Achamal n° 954 le 14 Août 2018

Page 1

‫«الصابو» بين المفخخ والمفكك‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 954‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 24‬ذو القعدة ‪� 14 / 1439‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫اتخذت قضية «الصابو» أشكاال جديدة من اإلحتجاج‬ ‫الشعبي المندد بهذه الطريقة «المهينة» ‪ ،‬المعتمدة‬ ‫من طرف بعض البلديات‪« ،‬عقابا» لبعض «المرتكبين‬ ‫لمخالفات سير داخل المدار الحضري‪.‬‬ ‫وفي رد متحضـر‪ ،‬تشكلـت تجمعات مدنية إلعالن‬ ‫رفض المجتمع لمثل هذه «السلوكات» التي اعتبرتها‬ ‫نوعا من الشطط في استعمال السلطة من طرف بعض‬ ‫الجماعات المحلية‪.‬‬ ‫وتم اللجوء‪ ،‬في مرحلة ثانية إلى القضـاء‪ ‬الذي ألغى‪،‬‬ ‫مرتين‪ ،‬حــق شركاـت «الصابـو» في «تفخيخ» سيارات‬ ‫األشخاص ومنعهم من استغالل مركباتهم كما يشاؤون‬ ‫ولفترات تحددها الشركــات المستفيــدة من «اإلمتياز»‬ ‫الجماعي‪.‬‬ ‫وإعماال لمضمون القـرار القضائي‪ ،‬وفي غــياب أي‬ ‫إرادة من أصحاب «الصابو» لتنفيذه‪ ،‬أقدمت «مجموعة‬ ‫مدنية» ‪ ‬بطنجة على تفكيك «الفخ « كلما تعرضت سيارة مدنية لـ «الحجز»‪« ‬الصوماجيكي – البركيني»‪.‬‬

‫( البقية ص ‪)2‬‬

‫مدينة القصر الكبير‪ ‬تخلد الذكرى ‪ 440‬لمعركة وادي المخازن‬ ‫تحت شعار ‪:‬‬

‫«من الصدام العسكري إلى اللقاء الحضاري»‬

‫خلدت مدينة القصر الكبير المجاهدة‪ ،‬في جو من الحماس الوطني المؤثر‪ ،‬الذكرى األربعين بعد المائة الرابعة لمعركة وادي المخازن‪ ‬أو معركة الملوك الثالثة‪ ،‬كما‪ ‬يأتي ذكرها في‪ ‬بعض كتابات‬ ‫الغرب‪ ،‬تلك التي واجه خاللها المغرب السعدي مؤامرة أوروبية مدعومة من الفاتيكان‪ ،‬من أجل االستيالء على المغرب وتنصيره أمال في القضاء نهائيا على مشاعره الدينية التي تدفع به‪ ‬منذ عقبة بن نافع‬ ‫وموسى بن نصير‪ ،‬إلى «الجهاد» من أجل رفع راية اإلسالم في الضفة المقابلة من القارة األوروبية‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الحرب الصليبية بعد «طرد» المسلمين من شبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬بدءا من سنة ‪ ،1492‬و»تصدع» الوضع السياسي في دولة السعديين بالمغرب‪ ،‬ما دفع المطالب بالعرش‪ ،‬محمد المتوكل‬ ‫إلى اللجوء إلى ملك البرتغال‪ ،‬الشاب دوم سيباستيان‪ ،‬طالبا دعمه العسكري مقابل امتيازات كبيرة منها ‪ ‬التنازل لدولته على كافة موانئ المغرب‪ .‬ورغم معارضة نبالء البالط البرتغالي‪ ،‬فإن الملك سيباستيان‬ ‫لم ينجح في مقاومة إغراء العرض الذي تقدم به إليه محمد المتوكل‪ ،‬وقرر الدخول في «مغامرة» غزو المغرب وتنصير شعبه‪ ،‬تلك المغامرة التي كان يتصورها «جولة سياحية» في بالد «المورو» سوف‬ ‫ينهيها في سويعات‪ ....‬ولكنها انتهت‪ ،‬بالفعل‪ ،‬قي سويعات من صباح اإلثنين ‪ 4‬غشت من سنة ‪ ،1578‬بموت الملك (أو فراره إلى الفاتيكان) وفق بعض مؤرخي البرتغال‪ ،‬وبهزيمة جيش البرتغال وجيوش‬ ‫حلفائه‪ ،‬وموت األالف من جنوده‪ ،‬وأسر عدد كبير من نبالء القصر الملكي الذين ركبوا المغامرة مع دوم سيباستيان‪ ،‬وضياع مملكة وعرش البرتغال الدي دخل في حكم اإلسبان لحوالي سبعة ‪ ‬عقود‪.‬‬ ‫تفاصيل المعركة وما سبقتها من أحداث وما تلتها من وقائع معروفة كما تناولها العديد من المؤرخين العرب واألجانب‪ ،‬إال أنه يجب أن توضع هذه المعركة في منطق زمانها وهو منطق القوة‪ ‬الذي‬ ‫هيمن على معظم «الغزوات» السياسية والعسكرية منذ القرون الوسطى وبعد أن بدأت أوروبا تتشكل سياسيا وتتخلص‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬من حروبها البينية‪ ،‬لتوجه اهتماماتها إلى الجوار الذي كان المغرب من‬ ‫أبرز دوله قوة وعتادا‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن االحتفال باالنتصارات العسكرية التاريخية‪ ،‬ال ينبغي‪ ‬أن‪ ‬ينظر إليه من باب تمجيد ماضي‪« ‬الفتوحات العسكرية» أو الدخول في‪« ‬جدبات عنترية» ‪ ،‬بل إن الغاية هي استنباط العبرة من‬ ‫كل حدث حدث‪ ،‬كان انتصارا أو أفوال‪ ،‬بغاية بناء الحاضر والمستقبل على أسس‪ ‬راسخة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أن الماضي يصنع المستقبل وأن مستقبل البشرية رهين بترسيخ قيم التعايش والتوافق‬ ‫والتعاون والسلم بين األمم‪ .‬ولنا في عالقات المغرب مع البرتغال خير مثال على ذلك‪ .‬فقد أبرم البلدان أول معاهدة للسلم والتعايش وعدم االعتداء‪ ،‬في بداية القرن السابع عشر‪ ،‬قبل‪ ‬معاهدة مماثلة‬ ‫أبرمها المغرب مع الواليات المتحدة األمريكية بعد اعترافه باستقاللها‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫مثير‪ ..‬إلياس العماري‬ ‫تحت قصف حزب العدالة والتنمية‬ ‫أيام فقط على حضور إلياس العماري‬ ‫أشغال الجلسة االفتتاحية لليوم الدراسي‬ ‫الذي نظمه مستشــارو حزب العدالــة‬ ‫والتنمية بمجلس جهــــة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة‪ ،‬وجه فريق المصباح بالجهة‬ ‫مدفعيته الثقيلة نحو إلياس العماري‪ ،‬فيما‬ ‫يشبه انقالبا مفاجئا على عالقة التعاون‬ ‫المثمر بين الطرفين‪ ،‬التي جمعتهما منذ‬ ‫انتخابه رئيسا لمجلس الجهة‪.‬‬ ‫فقد أصدر فريق المصباح بيانا ناريا‬ ‫كشف فيه ما اعتبره اختالالت طبعت أداء‬ ‫الرئيس ومكتبه المسير‪ ،‬وفي ما يلي نص‬ ‫البيان‪:‬‬ ‫نظم فريق العدالة والتنمية بمجلس‬ ‫جهة طنجــة تطــوان الحسيمـــة‪ ،‬بمقر‬ ‫الجهة بطنجــة يوم السبـت ‪ 28‬يوليوز‬ ‫‪ ،2018‬يوما دراسيا لمناقشة حصيلة‬ ‫عمل مجلس الجهة خالل منتصف الوالية‪،‬‬ ‫وتقييم مبادرات الحكومة على مستوى‬ ‫تفعيل االختصاصات الذاتية للجهات‪ ،‬وكذا‬ ‫مناقشة وتقييم أداء فريق الحزب بالمجلس‬ ‫خالل نفس الفترة؛ وذلك بمشاركة أعضاء‬ ‫الفريق وأعضاء الكتابة الجهوية والكتاب‬ ‫اإلقليميين للحزب‪ ،‬وبرلمانيي الحزب‬ ‫ورؤساء الجماعات بالجهة‪.‬‬ ‫وتضمنت أشغال اليوم الدراسي تقديم‬ ‫مجموعة من العروض المتعلقة‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫بتقديم الحصيلة العامة لتدبير مجلس‬ ‫الجهة خالل ثالث سنوات وأداء رئاسة‬ ‫الجهة ومكتبها المسير‪ ،‬وتقييم الشراكات‬ ‫التي أبرمها ومدى فعاليتها ونجاعتها‪ ،‬ومن‬ ‫جهة ثانية تقييم أداء الفريق بالمجلس‬ ‫ومدى فعاليته ونجاعته‪.‬كما تم تقديم‬ ‫عرض حول مقترحات الحكومة لتفعيل‬ ‫االختصاصات الذاتية للجهات‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يؤكد الفريق على‬ ‫أن احتكاكه اليومي بقضايا المواطنين‪،‬‬ ‫ومراقبة وتتبع تدبير الشأن الجهوي‪ ،‬مكنه‬ ‫من الوقوف على مجموعة من االختالالت‬ ‫التي تشوب تدبير مجلس الجهة ‪ ،‬وقد‬ ‫تم التعبير عن مواقف الفريق منها بشكل‬ ‫واضح خالل مختلف دورات المجلس‬ ‫واجتماعات لجانه الدائمة‪ ،‬كما تمكن‬ ‫الفريق من دفع المكتب المسير إلى تأجيل‬ ‫أو توقيف العديد من مشاريع المقررات‬ ‫التي كانت معروضة خالل دورات المجلس‬ ‫نظرا لعدم حصول اتفاق بشأنها‪.‬‬ ‫‪ ‬وبالرغــم من موقـــع الفريـق في‬ ‫المعارضة فإن ذلك ‪ ‬لم يمنعه من التفاعل‬ ‫إيجابا مع مختلف المبادرات التي تروم‬ ‫تحقيق مطالب الساكنة وخدمة الصالح‬

‫العام‪ ،‬حيث عمل الفريق على تجويدها قبل‬ ‫اعتمادها من قبل المجلس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مراقبة طرق تنفيذها وتتبعها وتقييمها‪.‬‬ ‫‪ ‬وقــد وقــف المشاركـــون في اليوم‬ ‫الدراسي على مجموعـــة من المالحظات‬ ‫التي تشوب عمل مجلس الجهة وأدائه‪،‬‬ ‫خاصة في ظل النقاش حول مدى نجاح‬ ‫ورش الجهوية المتقدمة بالمغرب ومدى‬ ‫قدرة جهة طنجة تطوان الحسيمة على‬ ‫برمجة وتنفيذ المشاريع التنموية وتحقيق‬ ‫مطالب الساكنة بالجهة‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي هذا الصدد سجـــل الفريق‬ ‫مجموعة من االختالالت واإلخفاقات في‬ ‫عمل وأداء مجلس الجهة‪ ،‬يمكن إجمالها‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫• عجز الرئاسة ومكتب مجلس عن‬ ‫برمجة وممارسة اختصاصاتها الذاتية‬ ‫والتنموية‪،‬ألسباب ذاتية ترتبط بضعف‬ ‫في األداء‪ ،‬وأخرى موضوعية ترتبط بتأخر‬ ‫السلطات المركزية في وضع ميثاق تنزيل‬ ‫االختصاصات ؛‬ ‫• النزوع المفـــرط للرئاسة ومكتب‬ ‫مجلس في عقد اتفاقيات شراكة مع‬ ‫القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية‬ ‫في إطار ممارسة االختصاصات المشتركة‪،‬‬ ‫خالفا لمنطق األولويات المفترض تطبيقه‬ ‫في ممارسة المهام واالختصاصات‬ ‫التنموية الموكولة للمجلس؛‬ ‫• ممارسة الجهـــة لالختصاصـــات‬ ‫المنقولة بشكل عكسي ومخالف للقانون‬ ‫التنظيمي المتعلق بالجهات‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫قيام مكتب المجلس بتفويض تدبير‬ ‫مجموعة من البرامج للقطاعات الوزارية‬ ‫وتحويل االعتمادات المالية إليها‪ ،‬وهو‬ ‫عكس ما ينص عليه القانون‪ ،‬وذلك عوض‬ ‫المسطرة القانونية التي تنص على نقل‬ ‫هذه االختصاصات من الدولة للجهة رفقة‬ ‫االعتمادات المالية الالزمة لتنفيذها؛‬ ‫• تسجيل عدد مبالغ فيه من المقررات‬ ‫التي تم عرضها على المجلس‪ ،‬والتي ال‬ ‫تدخل أصال في مجال اختصاصات الجهات‪،‬‬ ‫خاصة وأنها تتعلق بملفات كبرى لم يستطع‬ ‫المجلس تنفيذها أو تتبعها ومراقبتها؛‬ ‫• الوقوف على غياب األثر الفعلي‬ ‫والواقعي الملموس لعمل الجهةعلى‬ ‫الواقع المعيشي للساكنة‪ ،‬وجمود عدد من‬ ‫البرامج والمشاريع التنموية التي تفاعل‬ ‫معها الفريق بشكل إيجابي رغم تموقعه‬ ‫في المعارضة؛‬

‫• ضــعــــف أداء المكتـــب المسيــــر‬ ‫للمجلـــس ‪ ‬على مستــــوى تتبــع تنفيــــذ‬ ‫االتفاقيات المبرمــة مع مختلــف الشركــاء‬ ‫من قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية‬ ‫وجماعات ترابية أخرى؛‬ ‫• غموض مآالت عـــدد من األوراش‬ ‫الكبرى والبرامــج المهيكلـــة للجهة‪ ،‬في‬ ‫ظل الشكوك المتزايدة حول مصير عدد‬ ‫منها ومدى إمكانية تنزيلها على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬ونخص بالذكرمشروع طنجة تيك‪،‬‬ ‫وبرنامج محاربة األمية‪ ،‬والنقل المدرسي‬ ‫بالعالم القروي‪ ،‬وبرنامج تقليص الفوارق‬ ‫االجتماعية والمجالية بالعالم القروي‪...‬؛‬ ‫وقد خلص اليوم الدراسي إلى اعتماد‬ ‫مجموعة من التوصيات التي يمكن إجمالها‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫• التأكيد على ضرورة التفعيل والتنزيل‬ ‫الحقيقي لورش الجهوية المتقدمة‪ ،‬ووقف‬ ‫التراجعات المسجلة على مستوى التدبير‬ ‫الديمقراطي الحر للجهات وباقي الجماعات‬ ‫الترابيةبالمملكة؛‬ ‫• ضرورة عمل رئاسة المجلس على‬ ‫تحقيق أكبر قدر من العدالة المجالية داخل‬ ‫الجهة‪ ،‬والتقليص من التفاوتات المسجلة‬ ‫بين األقاليم على مستوى االستفادة من‬ ‫مشاريع مجلسالجهة‪ ،‬مع إيالء أهمية أكبر‬ ‫للمناطق واألقاليم الضعيفة والهشة ؛‬ ‫• التسريع بصياغـــة وتنفيــذ برامج‬ ‫ومشاريع التقليص من الفــــوارق المجالية‬ ‫واالجتماعية بالعالم القــروي‪ ،‬وضمـــان‬ ‫استفادة متكافئة للساكنة بمختلف أقاليم‬ ‫الجهة؛‬ ‫• دعوة الرئاسة ومكتب مجلس للتركيز‬ ‫بشكل أكبر على الملفات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والتنموية ذات األثر المباشر‬ ‫على المواطنين‪ ،‬وعلى القطاعات المنتجة‬ ‫للثروة والتي تساهم في إحداث مناصب‬ ‫الشغل بالجهة؛‬ ‫• دعوة الرئيس إلى تنزيـل البرامـج‬ ‫والمشاريع المسطرة في برنامج التنمية‬ ‫الجهوية‪ ،‬ومراجعة المقاربة المعتمدة في‬ ‫ممارسة االختصاصات‪ ،‬والتركيز على تقديم‬ ‫الخدمات العمومية لفائدة ساكنة الجهة‪.‬‬

‫م‪ .‬ع‬

‫فتح اهلل الرفاعي‬

‫نموذجٌ حيّ لصحافة النصب واالسترزاق يتحدث عن «أخالقيات المهنة»‪! ‬‬ ‫الجزء الثاني‬ ‫بعد مقال العدد السابق من جريدة طنجة‪ ،‬حول حقيقة «الصحفي» فتح اهلل الرفاعي الناشط حاليا‬ ‫بالرباط‪ ،‬و الذي أخذ من النصب و اإلسترزاق مسلكا لحياته المهنية و الشخصية‪ ،‬توصلنا بمجموعة من‬ ‫الردود المكتوبة و المسموعة‪ ،‬من قراء الجريدة‪ ،‬و من معارف الشخص المذكور‪ ،‬يؤكدون فيها ما جاء‬ ‫به مقالنا‪ ،‬و يكشفون فيها أسرارا أقل ما يمكن أن يقال عنها‪ ،‬أنها مخزية و معرّية لحياته‪ ،‬هذه األسرار‬ ‫التي تدور حول السنين السوداء التي قضاها الرفاعي في مدينة طنجة‪ ،‬بين حفرها و أوكارها النتنة‪ ،‬والتي‬ ‫شهدت شجاراته المستمرة قادته مرات عديدة ألقسام الشرطة‪ ،‬بعد أشواط من السب و القذف و التعدي‬ ‫على الناس عندما يكون في حالة سكر طافح ليرجع اليوم ويتكلم عن األخالق و أخالقيات المهنة التي ال‬ ‫يفقه فيها شيئا غير اسمها‪.‬‬ ‫و تؤكد المعلومات التي توصلنا بها‪ ،‬أن هذا الشخص لم تسلم شخصيات كثيرة من لسانه القذر‪،‬‬ ‫بدأ برجال األعمال و المسؤولين السياسيين بالبلد‪ ،‬ووصوال إلى أولياء نعمته الذين فتحوا له المجال‬ ‫للعمل جاهلين تاريخه األسود‪ ،‬هؤالء األساتذة الكبار في مجال اإلعالم‪ ،‬ابتزهم كغيرهم لكن بأسلوب‬ ‫مختلف‪ ،‬حيث يدخل التشهير و التشويه للسمعة‪ ،‬عبر مقاالت تستهدفهم‪ ،‬ألنه ببساطة لم يتحمل أن‬ ‫تكون لعبته قد انكشفت‪ ،‬و بالتالي لم يعد يعيره أحد أدنى اهتمام‪ ،‬فجنّ جنونه‪ ،‬و قرر مهاجمة الجميع‬ ‫بدعوى الدفاع عن أخالقيات المهنة‪ ،‬هذه المهنة التي يأخذها حجة البتزاز الناس و مضايقتهم مقابل‬ ‫المال و خدمات أخرى‪.‬‬ ‫ما ورد علينا من ردود يجعلنا نواصل كشف حقيقة هذا الجاهل‪ ،‬مع مزيد من التفاصيل في كل عدد‬ ‫قادم من جريدة طنجة‪ ،‬مطالبين الوزارة الوصية التدخل لوقف تجاوزاته‪ ،‬فكفى من العبث‪ ،‬وكفانا من‬ ‫التستر على فضائح مثل هؤالء المسيئين للمشهد اإلعالمي بالمغرب‪ ،‬ولنرتقي بأنفسنا و بأخالقيات‬ ‫المهنة الحقيقية الغائبة عن فتح اهلل الرفاعي أو كما يسميه البعض‪« ،‬المنشار»‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الحق بخات‬

‫‪2‬‬

‫قصة إعفاء وزير المالية‪ ...‬ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة يتطلب اإلنتقال‬ ‫من الدولة السرية إلى الدولة المفتوحة‬

‫ربط المسؤولية بالمحاسبة تتطلب من‬ ‫وزير المالية أوال تقديم الحساب والمعلومة‬ ‫المرقمة والمدققة‪ ،‬في القرن الثامن عشر‪،‬‬ ‫وبالضبط في سنة ‪ ،1781‬وجه وزير المالية‬ ‫الفرنسي آنذاك‪ ،‬جاك نيكير‪ ،‬رسالة إلى الملك‬ ‫سماها تقديم حساب إلى الملك‪ ،‬في هذه‬ ‫الرسالة تم ألول مرة تجميع كل المعطيات‬ ‫التي تمكن من تقييم ميزانية الدولة وكذلك‬ ‫وضعية مديونية الدولة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬شكلت‬ ‫هذه الرسالة الحدث البارز في فرنسا آنذاك‪،‬‬ ‫لم يكتف وزير المالية‪ ،‬جاك نيكلر‪ ،‬برسالة‬ ‫إلى الملك‪ ،‬بل عمل على طبع ما يناهز‬ ‫ثمانين ألف نسخة من الرسالة ووزعها على‬ ‫الجهات األربع للمملكة الفرنسية‪ ،‬هذا اإلخبار‬ ‫استهدف ترسيخ ما يطلق عليه بديمقراطية‬ ‫الجمهور‪ ،‬التي يعمل اإلشهار واإلخبار على‬ ‫توسيع التمثيلية‪.‬‬ ‫و عملت إبداعات هذا الوزير التكنقراطي‬ ‫على وضع األسس الفعلية لما سيطلق عليه‬ ‫الحقا «اإلعــالن العالمي لحقــوق اإلنســــان‬ ‫والمواطن الفرنسي»‪ ،‬وخصوصا الفصلين‬ ‫الرابع عشر والخامس عشر‪ .‬وبالتالي‪ ،‬كان‬ ‫المفروض من المسؤول األول عن أم‬ ‫الوزارات في المغرب العمل على ترسيخ‬ ‫وتوسيع وتطوير ديمقراطية الجمهور‪ ،‬حتى‬ ‫يساعد على ترسيخ الشفافية والوضوح‬ ‫ويعزز الثقة من خالل تقديم الحساب المعزز‬ ‫باألرقام‪ ،‬وتفعيل دور الملكية في الحياة‬ ‫العامة من خالل ثنائية‪ ،‬السلطة–العقالنية‪،‬‬ ‫وإمكانية تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬ ‫لكن المسؤول الذي ال يقدم الحساب وال‬ ‫يربط بين القول بالفعل‪ ،‬ال يحتاج إعفاؤه إلى‬ ‫تعليل أمام الرأي العام ألنه عمليا لم يؤسس‬ ‫َألية عالقة إخبارية مع الجمهور والرأي‬ ‫العام والمواطن‪ .‬وبالتالي‪ ،‬لم يعلل كيفية‬ ‫ممارسته للسلطة الممنوحة له (خصوصا وأن‬ ‫هناك ترابطا جدليا بين ممارسته للسلطة‬ ‫من خالل التعليل وتقديم الحساب‪ ،‬وشرط‬ ‫تعليل اإلعفاء من المسؤولية‪ ،‬وبذلك وجب‬ ‫التأكيد على أن االعتماد على ثنائية التعيين‪-‬‬ ‫اإلعفاء (التقليدية)‪ ،‬تحجب ثنائية العقدة‪-‬‬ ‫الحساب (الحداثية)‪ ،‬إن التعليل هو التزام أمام‬ ‫الجمهور والرأي العام‪ ،‬سواء بالنسبة لمن‬ ‫يملك سلطة التعيين أو المسؤول المعين‪.‬‬ ‫ربط المسؤولية بالمحاسبة يتطلب‬ ‫اإلنتقال من الدولة السرية إلى الدولة‬ ‫المفتوحة‪ ،‬عبر إقرار وترسيخ حق المعرفة‬ ‫ما بين المواطن والمؤسسات‪ ،‬عبر تطويـــر‬

‫شواهـد التقييم‪ ،‬وأنظمة التنقيط‪ ،‬وإشهار‬ ‫رواتب القادة‪ ،‬وإعداد التقارير اإلجتماعية‪.‬‬ ‫ولكن الوضع في المغرب اليوم يؤكد‬ ‫غياب الشفافية عن النظام اإلقتصادي (إذ‬ ‫يمكن اعتبار النظام اإلقتصادي في المغرب‬ ‫كعلبة سوداء سرية وعصية على الفهم)‪،‬‬ ‫وغياب الشفافية كذلك عن النظام السياسي‪،‬‬ ‫مما يجعل من اإلنتقال إلى الدولة المفتوحة‪،‬‬ ‫وترسيخ حق المعرفة‪ ،‬عبر توسيع مفهوم‬ ‫المواطن والوصول إلى المجتمع المقروء‪،‬‬ ‫حلما بعيد المنال‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬نؤكد أن غيـاب الشـــروط‬ ‫األساسية إلقرار الدولة المفتوحة التي تعمل‬ ‫مؤسساتها على تقديم الحساب وتنزيل الحق‬ ‫في المعرفة‪ ،‬يجعل من مبدأ ربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة هدفا صعب التحقيق في الوقت‬ ‫الحاضر‪.‬‬ ‫إذن فغياب الشروط الموضوعية‬ ‫المرتبطة بترسيخ ثقافة وإلزامية تقديم‬ ‫الحساب عبر محاسبة تقنية ومرقمة‪،‬‬ ‫وغياب تفعيل المسؤولية التبريرية لألفعال‬ ‫والقرارات التنفيذية المتخذة‪ ،‬وغياب كذلك‬ ‫للمسؤولية التقييمية التي تعمل على‬ ‫استخراج الفارق ما بين األقوال واألفعال‬ ‫(حتى يتم ترسيخ االنتقال من دولة األقوال‬ ‫إلى دولة األفعال)‪ ،‬تجعل شرط اإلنتقال من‬ ‫الدولة السرية إلى الدولة المفتوحة أمرا‬ ‫مستحيال‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن الحديث عن ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة يبقى سابقا ألوانه‪،‬‬ ‫ويعتبر طموحا بعيد المنال‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬وجب علينا اإلعتراف بأننا في‬ ‫المغرب ما زلنا في مرحلة بناء صرح التمثيلية‪،‬‬ ‫الذي لن يتحقق إال من خالل ترميم وإصالح‬ ‫أعطاب اإلشتغال الطبيعي للنظام اإلنتخابي‪.‬‬ ‫وعندما نصل إلى مرحلة اإلشتغال‬ ‫الطبيعي للنظام اإلنتخابي‪ ،‬تبدأ آنذاك‬ ‫مرحلة اإلشهار وتقديم الحساب لضمان ثقة‬ ‫الشعب في اإلجراءات التشريعية‪.‬‬ ‫وفي انتظار أن يتحقق ذلك‪ ،‬على الجميع‬ ‫أن يتحلى بالصبر ألن طريق ربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة ما زال طويال ويحتاج إلى النفس‬ ‫الطويل واإلرادة الصلبة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫«الصابـو»‬ ‫بين المفخخ والمفكك‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫ونظم في إحدى مناسبات «تحرير» سيارة‬ ‫اعتقلت‪ ‬بكورنيش طنجة‪ ،‬عرس حقيقي‬ ‫بتنشيط من األجواق المعتادة في مثل هذه‬ ‫المناسبات المجتمعية السعيدة‪ ،‬حضره وشارك‬ ‫فيع العديد من المواطنين المبتهجين‪.‬‬ ‫غير أن الفرحة لم تدم طويال‪ ،‬فقد تم‬ ‫توقيف ناشطين متطوعين‪ ‬لتحرير سيارات‬ ‫المواطنين التي يتم حجزها‪ ‬عبر تفخيخها‬ ‫لتتم تسوية القضية ‪ ‬دون متابعة في المرة‬ ‫األولى إال أنه في المرة الثانية‪ ،‬تم اعتقال‬ ‫الناشط ومتابعته قضائيا بتهم ال ترتبط‬ ‫مباشرة بالفعل األصلي الذي رفعت عنه حالة‬ ‫التجريم بحكم قضائي‪.‬‬

‫إال أن المحكمة قررت إطالق سراحه‬ ‫بعد عشرة أيام قضاها بالسجن‪ ،‬بعد تراجع‬ ‫الشركة‪ ‬صاحبة االمتياز الجماعي «العتقال»‬ ‫سيارات المواطنين واستخالص الغرامات‪،‬‬ ‫عن مطالبها وبعد تبني عدد من المنظمات‬ ‫األهلية والحقوقية لمطالب المناهضين لـ‬ ‫«الصابو»‪ ،‬المرفوض فكرة‪ ،‬وشرعا‪ ،‬ولكن‬ ‫المواطنين يقبلون‪ ،‬كما هو معتاد‪ ،‬بأداء‬ ‫الغرامات الناتجة عن مخالفات السير التي‬ ‫يرتكبونها دونما حاجة إلى االعتداء على‬ ‫حقهم في استعمال مركباتهم أو الحد من‬ ‫هذا االستعمال‪ ،‬شططا‪ ،‬من طرف الجماعة ‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫حين تُسَدّ في وجهك باب‪ ،‬يفتح اهلل لك بابا غيرها‪.‬‬ ‫و هذا ما أَجْمعْنا عليه‪ ،‬حين وجدْنا أن ُفسنا في شُرْفة تطل على البحر‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫فقد شاء اهلل‪ ،‬أن يُسخّر لنا هذه الشرفة‪ ،‬لتمأل الفراغ الذي تركتْه في‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مجتمعة‬ ‫شُرْفة ساحة الشاطئ‪ ،‬و لتظل هذه الزُّمرة من األصدقاء‬ ‫نفوسنا‬ ‫ً‬ ‫ملتئمة‪ ،‬تتسامر وتدردش‪ ،‬و تتحاور وتتناقش‪ ،‬على عادتها منذ ما يزيد على‬ ‫الثالثين سنة‪.‬‬ ‫صاحب المبادرة‪ ،‬هو أخونا األستاذ عبد القادر الزكاري‪ ،‬فأثناء بحثه عن َ‬ ‫سكن‬ ‫صيفي مناسب‪ ،‬عثر على هذا المنزل‪ ،‬فاكتراه‪ ،‬و وجدتْ فيه شلتنا مبتغاها‪ .‬‬ ‫كثيرون‪ ،‬بحثوا عنا في المكان الذي اعتادوه‪ ،‬فوجدوا بابه موصدة‪ ،‬و شُرفتَه‬ ‫خالية‪ ،‬فلما مروا بالكورنيش القديم‪ ،‬رأونا جالسين ج ْلستنا المعتادة‪ ،‬نفسُ‬ ‫الوجوه‪ ،‬و نفسُ ال ّلمّة‪ ،‬و نفسُ كؤوس الشاي المنعنع‪،‬و نفسُ الحلويات‪.‬‬ ‫و هذا يؤكد أن اإلنسان‪ ،‬يسير في دنياه‪ ،‬حسب قدر مقدور‪ ،‬و لوح مسطور‪،‬‬ ‫فإذا استعصى عليه أمر‪ ،‬فقد ييسره اهلل له‪ ،‬و قد ال ييسره‪ ،‬و لكنه يأتيه بالبديل‪،‬‬ ‫أو يفتح له بابا من أبواب المسرة والسعادة‪ ،‬و ذلك مصداقا لقوله تعالى‪ّ :‬‬ ‫«فإن‬ ‫مع العسر يُسراً‪ّ ،‬‬ ‫إن مع العسر يُسراً»‪.‬‬ ‫غصَ بالوافدين عليه‬ ‫مِن هذا المجلس‪ ،‬نستطيع أن نتبين أن مرتيل‪ ،‬قد ّ‬ ‫حدِ أن هناك نكتة يتداولها أصحاب الفايسبوك‪ ،‬و هي أن‬ ‫هذه السنة‪ ،‬إلى ّ‬ ‫أحدَهُم تساءل عن موقع تطوان‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنها في المغرب‪ ،‬فتساءل‪ :‬و أين‬ ‫المغرب؟ فقيل له‪ :‬إنه في تطوان‪ ،‬أي أن المغاربة كلهم تقاطروا على تطوان‪،‬‬ ‫طلبا للراحة‪ ‬و االستجمام‪ .‬‬ ‫إال أن ما يشتكي منه الوافدون على مرتيل‪ ،‬الذي هو أقرب شاطئ لتطوان‪،‬‬ ‫هذا الشّرَه الذي يتعامل به أصحاب طاكسيات األجرة مع الراغبين في التنقل‪،‬‬ ‫السَوْمة المعتادة‪،‬‬ ‫فما أن يرتفع مؤشر الطلب و التها ُفت عليهم‪ ،‬حتى يضاعفوا ّ‬ ‫و يخلقوا جوا من التذمر‪ ‬واالحتجاج وسط المصطافين‪ .‬‬ ‫فأين المسؤولون؟ و أين مندوبية النقل؟ و أين شرطة المرور؟‪ ‬‬

‫ارتياضات في‬ ‫عوالم جزولية‪..‬‬ ‫)‪(5/1‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انشغلت في اآلونة األخيـرة باالرتياض في كتابــي «ممتع‬ ‫األسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من األتباع» لمحمد‬ ‫المهدي الفاسي ‪ ،‬و «إظهار الكمال في تتميم مناقب سبعة رجال‬ ‫للعباس بن ابراهيم»‪ .‬استوقفتني أقوال للشيخ الجزولي رضي اهلل‬ ‫عنه ؛ صاحب «دالئل الخيرات وشوارق األنوار» وهي أقوال تجلي‬ ‫نواة تجربة و تبين جوهر تربية‪ ..‬فانتقيت منها بتصرف لمعا‬ ‫تنير اللبيب وتدني الحبيب‪ ..‬ونزوال عند طلب عزيز ننشرها للنظر‬ ‫واالعتبار‪..‬‬ ‫‪ /1‬عناية بربوبية‪..‬‬ ‫« ليست العناية أن تعنى بالمال واألوالد بل أن تعنى برب‬ ‫األرباب»‪.‬‬ ‫‪ /2‬دولة االجتهاد والجهاد‪..‬‬ ‫« دولتناال يلحق بها اال من سبقت له السعادة ؛ دولتنا دولة‬ ‫المجتهدين المجاهدين في سبيل اهلل»‪.‬‬ ‫‪ /3‬مشيت إليه‪..‬‬ ‫« ليس هنا معكم إال جسمي ؛ وأما أنا فقد مشيت إليه ‪،‬وصرت‬ ‫معه‪ ..‬تهت ووصلت وصوال لم يصله أحد قط»‪.‬‬ ‫‪ /4‬يفهم من ألهم‪..‬‬ ‫« ‪..‬الحق يلهم ‪ ،‬والعبد يفهم من ألهم إلى الصواب ‪.»..‬‬ ‫‪ /5‬عالمات ‪..‬‬

‫مهرجان اللمة بوادي لو‬

‫« للتوبة تسع عالمات ‪ :‬حسرة‪..‬ندامة‪..‬أنابة‪..‬خشوع‪..‬تواضع‪..‬‬ ‫ابتهال‪..‬مداومة على الذكر‪..‬رضا بقضاء‪..‬حسن ظن بالمولى‪.»..‬‬ ‫‪ /6‬موانع ‪..‬‬ ‫« أيها المريد ‪ :‬اعلم أن سبعة أشياء تقطع عن االرتقاء بالتوبة‪:‬‬ ‫الحقد‪ ..‬والحسد‪ ..‬والعجب‪ ..‬والرياء‪ ..‬والكبر‪ ..‬وحب المحمدة‪..‬‬ ‫ولذة الرياسة‪.»..‬‬ ‫‪ /7‬زندقة ‪..‬‬ ‫« ‪..‬واعلم أن من كان في قلبه ثالثة أمور وهو يدعو إلى اهلل‬ ‫بالتوبة فهو زنديق ‪:‬‬ ‫• االفتخار بالعلم‬ ‫• سوء الخلق‬ ‫• سوء الظن بالخلق‬ ‫‪ /8‬شروط التوبة‪..‬‬ ‫« من شرط التائب أن ‪:‬‬ ‫• يقتدي بشيخ عالم بالظاهر والباطن‪..‬‬

‫احتضنت مدينة وادي لو ما بين ‪ 4‬إلى ‪ 8‬غشت الجاري فعاليات‬ ‫مهرجان اللمة في دورته الخامسة عشر الذي اعتادت جمعية مكاد‬ ‫االجتماعية والثقافية تنظيمه كل سنة‪.‬‬ ‫النسخة الخامسة عشر لهذا المهرجان حملت شعارالتربية‬ ‫والثقافة أساس كل التنمية‪.‬‬ ‫حفل افتتاح هذا المهرجان الذي ترأسه محمد األعرج وزير‬ ‫الثقافة واالتصال تميز بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين وزارة الثقافة‬ ‫واالتصال ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وبلدية وادي لو‪،‬‬ ‫وقعها عن الوزارة محمد األعرج وعن الجهة إلياس العماري‪ ،‬وعن‬ ‫وادي لو رئيس مجلسها الحضري‪ .‬و تهدف هذه االتفاقية إلى إنشاء‬ ‫مركز ثقافي بهذه المدينة‪.‬‬ ‫اتفاقية أخرى تم توقيعها ما بين المديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية وادي لو ‪ ‬والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫ورئيس بلدية وادي لو ورئيس جمعية مكاد‪ ‬االجتماعية والثقافية‬ ‫إلنجاز برنامج ثقافي وتربوي على امتداد السنة الدراسية لتشجيع‬ ‫الكفاءات العلمية والمواهب وإبراز قدرات المتعلمين الفنية‬ ‫والعلمية‪ .‬كما تم التوقيع أيضا على اتفاقية شراكة بين منظمة‬ ‫أوكدال‪ ‬وبلدية‪ ‬وادي لو إلحداث مكتب المواطن داخل الجماعة‪ .‬‬ ‫وبالمناسبة قام الكاتب العام لوزارة إصالح اإلدارة والوظيفة‪ ‬‬ ‫العمومية بتوزيع أذرع‪ ‬على الجماعات‪ ‬التي استفاد موظفوها‪ ‬من‬ ‫التكوين‪ ،‬في إطار اتفاقية شراكة‪ ،‬وقعت السنة الماضية بين الوزارة‬ ‫وبين الجماعات‪ ‬المحلية بإقليمي تطوان وشفشاون‪ .‬‬ ‫وقد اشتمل برنامج اللمة على تدشين معرض لطلبة الفنون‬ ‫الجميلة بقاعة ادريس‪ ‬بنزكري‪ ،‬ومعرض للصناعات التقليدية‬

‫بحضور رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة‪ ‬طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫كما احتضنت قاعة ادريس بنزكري لقاء علميا حول موضوع‬ ‫التدبير التنموي للثروة المائية بشمال المغرب شارك فيها ما يزيد‬ ‫عن خمسة عشر خبيرا اقتصاديا مغربيا‪ ،‬ورئيس جمعية العقد‬ ‫العالمي للماء‪.‬‬ ‫وخالل أيام المهرجان‪ ‬تم تنظيم عدة ورشات لمسرح الطفل‬ ‫أطرتها‪ ‬فاطمة الزهراء الصغير‪ ،‬وورشات الفنون التشكيلية قام‬ ‫بتأطيرها الطلبة المتفوقون بمعهد الفنون الجميلة بتطوان‪.‬‬ ‫وفيما يهم الجانب الرياضي حرص المنظمون على مهرجان‬ ‫اللمة على تنظيم دوري في كرة القدم الشاطئية بمناسبة حصول‬ ‫وادي لو على لواء الشاطئ األزرق للمرة السادسة على التوالي‪.‬‬ ‫وكان جمهور مدينة وادي لو على موعد مع السهرات الفنية‬ ‫حيث استمتع جمهور المهرجان بالسهرات الفنية الغنائية التي‬ ‫أحياها جوق الهالل التطواني برئاسة األستاذ علي بنعزوز‪ ،‬بمشاركة‬ ‫الفنانين والفنانات عصام سرحان‪ ،‬عماد بنعمر‪ ،‬مسلم‪ ،‬سعيد‬ ‫مسكير‪ ،‬غيوان‪ ‬أهل الحال‪ ،‬سناء‪ ‬طاهر‪ ،‬أمال عبد‪ ‬القادر‪ ،‬عادل‬ ‫الميالدي‪ .‬والرباعي الفكاهي الجبلي والبلدي والجبلية‪ ‬والبلدية‪.‬‬ ‫لإلشارة فالنسخة ‪ 15‬للمة وادي لو جاءت لتؤكد الترابط الوثيق‬ ‫بين الثقافة والتنمية‪ ،‬من خالل االنفتاح على تعابير مغربية و عالمية‬ ‫في الثقافة و الفن و اإلبداع‪ ،‬وكذا من أجل دعم الوجهة السياحية‬ ‫لمدينة وادي لو الشاطئية‪ ،‬وإبراز الموروث الحضاري واإلنساني‬ ‫الالمادي على الخصوص لمختلف مناطق المغرب‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫• ينتهي عما كان يفعل من الشر‪ ،‬ويفعل الخير ما استطاع منه‬ ‫بقدر االجتهاد‪..‬‬ ‫• يهجر الفجار ويحب األخيار ‪..‬‬ ‫• يتبع سنة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫• ال يبغض أحدا من أهل اإليمان‪..‬‬ ‫• ال يترك الصالة في أوقاتها‪..‬‬ ‫• ال يفسد العمل بالرياء وال يتكبر‪..‬‬ ‫• ال يتجبر‪..‬وال يعجب بنفسه في أعماله وأقواله وأفعاله‪..‬‬ ‫• يكون كالمه حكمة ‪ ،‬وصمته تفكرا ‪ ،‬ونظره اعتبارا‪ ،‬وفرحه‬ ‫باهلل وأوليائه ‪ ،‬وحزنه على نفسه وما يصدر منها‪..‬‬ ‫• ال يكون نماما وال بهاتا وال محبا للمال ‪..‬‬ ‫• يحب أهل الخير ويصاحبهم ويتجنب أهل الشر ويجانبهم‪..‬‬ ‫• يحب المساكين والفقراء ويكون منهم‪..‬‬ ‫• يتعلم العلم الذي يقربه إلى اهلل سبحانه ؛ فأول العلوم‬ ‫النافعة العلم ب ‪:‬‬ ‫اهلل وبصفاته‪ ..‬أحكام اهلل وبأمره‪ ..‬آفات الروح ‪ ..‬آفات األسرار‬ ‫‪ ..‬آفات النظر‪ ..‬آداب المجالسة ‪..‬‬ ‫آداب المراقبــة‪ ..‬آداب المشاهدة‪ ..‬آداب المحادثة‪ ..‬آداب‬ ‫المكالمة‪ ..‬آداب االستماع‪ ..‬آداب اإللهام ‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 14‬غ�شت ‪2018‬‬

‫«زيرو» معاش تقاعد بعد ‪ 27‬سنة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫معاول الهدم «تزور»‬ ‫مقهى الحافة‬ ‫تتحفنا إدارة طنجة‪ ،‬البلدية والترابية‪ ،‬بين الفينة والفينة‪ ،‬بقرارات فجائية ‪،‬‬ ‫ترتبط بالحاجة إلى إظهار االنضباط بالتعليمات المركزية‪ ،‬أكثر من ارتباطها‬ ‫بحاجيات السكان الملحة‪.‬‬ ‫من ذلك ما طلعت به علينا‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬بعض وسائل اإلعالم‬ ‫المحلية والوطنية‪ ،‬من كون مقهى الحافة التاريخي‪ ،‬تعرضت «توسعة» حديثة‬ ‫التشييد في فضائه الداخلي إلى عملية هدم من طرف أصحاب المعاول‪ ،‬بدعوى عدم‬ ‫توفر صاحبه على «الرخصة» ‪ ،‬هذه الوثيقة السحرية التي تستعصي على العديد‬ ‫ممن يلهثون وراءها من إدارة ألخرى ومن باب «مسؤول» آلخر‪ ،‬من مكتب المقدم‬ ‫إلى الوكالة‪ ،‬مرورا بمكاتب صاحب السعادة‪ ،‬العمدة‪ ،‬وبأوصياء الوالية‪ ،‬وال يكون‬ ‫الرد المتأني‪ ،‬دائما‪ ،‬مجيبا لرغبة «المغامرين»‪.‬‬ ‫ما ذا قالت الصحف والمواقع في «واقعة» مقهى الحافة «الدولي» ؟‬ ‫هذا المقهى المأثرة‪ ،‬الذي يعتبر المنارة الثالثة لطنجة‪ ،‬بعد منارة هرقل ومنارة‬ ‫رأس سبارطيل‪« ،‬حظي» بزيارة «مفاجئة» ‪ ،‬لرجال بنوايا غير صديقة‪ ،‬قاموا بهدم‬ ‫شرفة بناها صاحب المقهي‪ ،‬المستر العاقل داخل فضاء المقهى‪ ،‬بحجة أن البناء غير‬ ‫مرخص به ‪ ،‬ولذا وجب هدمه بقوة القانون‪.‬‬ ‫وردا على تعليقات المنتقدين لتدخل رجال المعاول في مقهى يعتبر وجها من‬ ‫وجوه السياحة لمدينة طنجة‪ ،‬قالت منابر «ويوية» إن صاحب المقهى تصرف خارج‬ ‫إطار القانون‪ ،‬وقد أعلم بذلك‪ ،‬وأن الهدم تم وفق المعتاد بعد إعالم المتضرر‪.‬‬ ‫وهو ما كان قبل أن يتقرر إغالق المقهى من طرف ال ندري من‪ ،‬ومن أين جاء‬ ‫بصالحيات قرار اإلغالق وقرار الفتح‪ ،‬بعد ثالثة أيام من مغادرة «المهدمين» الذين‬ ‫أدوا مهمتهم بأمانة تامة وبمنتهى الدقة والحزم والمسؤولية ويستحقون بذلك‬ ‫«اإلشادة والتنويه» !‬ ‫ولكن‪ ،‬للمستر العاقل‪ ،‬في الرواية «الرسمية» نظر !‬ ‫فلقد تقدم بطلب بناء شرفة داخل المقهى‪ ،‬لكن طلبه رفض‪ .‬وبعد محاوالت‬ ‫«يائسة»‪ ،‬من أجل إقناع من البد أن يقتنع‪ ،‬بوجاهة المشروع‪ ،‬قرر خالل رمضان‬ ‫األخير‪ ،‬أن «يغامر» مع المغامرين بطنجة‪ ،‬وما أكثرهم‪ ،‬حين تسد األبواب‪ ،‬وتقطع‬ ‫األرزاق‪ ،‬وتتزاحم داخل رؤوس الناس أخبار المعامالت «التفضيلية» في حاالت‬ ‫مماثلة‪ ،‬تلعب فيها الزبونية والمحسوبية دورا قاضيا !‪.‬‬ ‫هذا ما يدعيه أصحاب الملفات المرفوضة ‪ ،‬وما يدعونه ليس بالكامل حقا‬ ‫مطلقا‪ ،‬وال باطال الغيا‪ ...‬وتبقى الحقيقة في مثل هذه «النوازل» أمرا نسبيا يحتاج‬ ‫إلى نعت ومنعوت ومضاف ومضاف إليه‪ ،‬لتنتهي «الجرة» بجار ومجرور إلى ساحة‬ ‫الحساب والمحاسبة !!!‪...‬‬ ‫قال قائل‪ ،‬صاحب المشروع المطاح به بقوة القانون‪ ،‬لم يُعلم بـ «رحلة» الهدم‬ ‫إال بوقت قصير قبل وصول رجال المعاول بكامل العدة والعتاد‪ ،‬ليقرروا «طرد» رواد‬ ‫المقهى بكل ما في كلمة الطرد من واجب االحترام المفروض لــ «هيبة» السلطة‪،‬‬ ‫ومن مشاعر الدعر والرعب التي تعتري الناس في مثل هذه الظروف االستثنائية‪ ،‬في‬ ‫بلد يعترف وزير حقوق اإلنسان في حكومته بـ «االستثناء المغربي» الذي ال هو‬ ‫«دولة حرة» وال هو «دولة غير حرة»‪ ،‬بل دولة بين ـ بين‪ ،‬تسعى لبناء المؤسسات‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬التي تمكن المستر العاقل‪ ،‬إذا زكى اهلل عمره‪ ،‬أن يحاسب اإلدارة‪،‬‬ ‫ذات يوم‪ ،‬على طريقة تعاملها مع مشروعه الذي كان من الممكن أن يتم لو تعاون‬ ‫المسؤولون معه على تحسينه وتطويره وجعله مطابقا للنصوص‪ ،‬أو ليس للدولة‬ ‫دور بيداغوجي قبل دورها الزجري المنفر ؟‬ ‫ثم‪ ،‬هل تخلصت السلطات المحلية بالكامل‪ ،‬من كل البناءات التي تتم خارج‬ ‫النصوص البلدية والكل يعلم أن طنجة حافلة بإضافة طوابق في بنايات قائمة‪ ،‬فوق‬ ‫المصرح بها‪ ،‬والتي يقال بشأنها الشيء الكثير ! حتى الوكالة لم تنج من السقوط‬ ‫في مثل هذه «المزالق»‪......‬‬ ‫فكيف أن السلطات المحلية تفشل في تحرير الملك العام من جحافل الباعة‬ ‫الفراشة الذين حولوا «طنجة الكبرى» إلى سوق عشوائية «فيها الضعيف يداس»‬ ‫حتى ال تبقى أمامهم سوى مقهى الحافة وهي معلمة من معالم طنجة التاريخية‪،‬‬ ‫كانت موقعا وطنيا هاما يجتمع فيه كبار زعماء الحركة الوطنية في أربعينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬للتداول في أمور تخص معركة التحرير‪ ،‬أمثال عالل الفاسي وبلحسن الوزاني‬ ‫والشيخ المكي الناصري وعبد الخالق الطريس‪ ،‬وأحمد بالفريج‪ ،‬ومصطفى الخمال‬ ‫ومحمد المهدي الزايدي‪ ،‬والحاج أحمد معنينو‪ ،‬للتداول في أمور تخص مستقبل‬ ‫الوطن‪ ،‬كما زار هذا الموقع الفريد سياسيون من بلدان مختلفة‪ ،‬وكتاب وفنانون‬ ‫ومثقفون عربا وعجما‪ ،‬لما يوفره من مناظر خالبة في مقابل القارة األوروبية‪.‬‬ ‫أو لم يكن موقع هذه المقهى في التاريخ المغربي ووجدان أهل طنجة‪ ،‬كافيا‬ ‫لكي يشفع له في معاملة أكثر تفهما وكرما من جانب السلطات المحلية؟‬ ‫نحن مع تطبيق القانون «على الجميع»‪ ،‬ال فرق بين هذا وذاك‪ ،‬هذا أمر مفروغ‬ ‫منه‪ ،‬ولكن‪ ،‬توجد أولويات كما توجد اعتبارات سياسية وثقافية تفرض التعامل معها‬ ‫بترو وحكمة عبر إسداء النصح وتقديم اإلرشادات الكافية لكي يصبح مشروع المستر‬ ‫العاقل قابال للحياة‪ ،‬بدل الهدم الذي هو مرادف للضغط والتشدد والعنف !!!‪...‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫ولم يكن صعبا على المنابر اإلعالمية‪ ،‬في زمن «الشبكة»‬ ‫المباركة‪ ،‬أن تلم بكامل البيانات عن هذه «الزردة» التي يرفضها‬ ‫المنطق والحس الوطني وعلى «زردات» أخرى‪ ،‬مليونية هي أيضا‪،‬‬ ‫تم توثيقها من طرف جمعية منخرطي التعاضدية‪ ،‬و «جبهة محاربة‬ ‫الفساد داخل التعاضدية»‪ ،‬في مذكرة وجهت إلى من يجب ‪....‬‬ ‫دون أن يكون هناك أي رد فعل إيجابي‪ ،‬قيل بسبب «لوبي» ضغط‬ ‫«زعيم» سياسي الذي يتولى مكتبه تمثيل مصالح التعاضدية‪.‬‬ ‫هذا الكالم يحتاج إلى توضيح بالرغم من أنه طلع في جريدة‬ ‫وطنية كبرى‪ ،‬ولم يصدر بشأنه أي بيان نفي أو تأكيد من طرف من‬ ‫يعتنهم األمر ! ‪...‬‬

‫الذين ولدوا عام ‪ 1985‬فما فوق‪ ،‬سوف يجدون صناديق‬ ‫التقاعد «خاوية على عروشها» بعد أن تكون قد استهلكت‬ ‫احتياطاتها بالكامل‪ ،‬واستنفذت مدخراتها إلى آخر رقم على‬ ‫اليمين‪ ،‬بعد الفاصلة‪ .‬وبالتالي فلن يكون في إمكانهم الظفر‬ ‫بالمعاش الموعود الذي يكون قد تالشى و «طاش» وسوف لن‬ ‫يعدموا من يواجههم بالحكمة المأثورة ‪ :‬الخير في ما اختاره اهلل !‬ ‫ويوصيهم بالصبر‪ ،‬إن الصبر مفتاح الفرج‪....‬‬ ‫إال أن «البركة « في الرئيس بركة الذي «دق ناقوس الخطر»‬ ‫في موضوع التقاعد‪ ،‬بعد أن أعلن «التوبة» وقرر أن «يكفر» عن‬ ‫«خطايا» حزبه العتيد» في ما يخص دوره في القمع العسكري‬ ‫لحركة الريف‪ ،‬المجيد‪ ،‬سنة ‪ ،1985‬حيث أعلن أن نظام التقاعد‬ ‫وكذا الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬سائران بخطى حثيثة‬ ‫نحو اإلفالس‪ ،‬بعد أن يكون عجز صندوق التقاعد قد بلغ الذروة‬ ‫باجتيازه «المظفر» سقف ‪ 36,4‬مليار درهم سنة ‪ ،2045‬ويكون‬ ‫الضمان االجتماعي قد اتنفذ احتياطاته بشكل كامل في العام‬ ‫‪ 2044‬بعد عجز تقني في أفق ‪.2027‬‬ ‫مجلــس البركــة‪ ،‬في تقريــر أخيــر‪ ،‬أعلــن عن مجموــعة‬ ‫من توصيات اعتبرها البعض نظرية أكثر منها عملية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يعتبر «استهالكا» لمواد سابقة ومنها ما تكرر تكرارا‪ ،‬كالقول‬ ‫بتوحيد األنظمة وتوسيع قاعدة المنخرطين‪ ،‬والعمل على تشجيع‬ ‫االستثمار‪ ،‬إلى آخره‪.‬‬ ‫الغريب في الموضوع أنه بالرغم من خطورة الوضع الذي يهم‬ ‫الماليين من المغاربة‪ ،‬الذين لو انتظموا في حركة سياسية أو‬ ‫حزب سياسي الستطاعوا تغيير خارطة العمل الحزبي في المغرب‪،‬‬ ‫و الستطاعوا التأثير في القرار السياسي بصفة عامة‪ .‬إال أن‬ ‫الحكومة ال تبدي أي نوع من «القلق» إزاء هذا الموضوع‪ ،‬وتسير‬ ‫سير السلحفاة في «معالجته» كما حصل سنة ‪ 2016‬التي شهدت‬ ‫ما سمي باإلصالح المقياسي والذي اتضح أنه لن يمكن من سد‬ ‫العجز‪.‬‬ ‫لم ال تسألوا خبراء «ماما فرنسا» عن وصفتهم التي مكنت من‬ ‫تغطية عجز صناديق التقاعد والعودة به إلى المقبول حسابيا في‬ ‫هندسة التقاعد و التأمين االجتماعي؟‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الحكومة تبحث عن ‪ 220‬مليار درهم‬ ‫لحل مشكل الماء‬ ‫بسيطة !‬ ‫تزيد في ثمن المياه المعدنية و «الروبينية» التي تروجها‬ ‫شركات المدام المعلومة‪ ،‬وترفع أثمان الحليب وكافة مشتقاته‪،‬‬ ‫وترفض رفضا قاطعا نتائج حملة «نتصالحو ونتواصلو» التي‬ ‫ستفضي إلى اإلعالن عن السعر الجديد لحليب «سنطرال» الذي‬ ‫قد يحرم الحكومة من مداخيل إضافيبة هامة تصب في خانة ال‬ ‫‪ 220‬مليار ! وتضع سياسة جديدة في قطاع المحروقات‪ ،‬كمرحلة‬ ‫أولي‪ ،‬قوامها الزيادة التصاعدية «الجيوميترية» اليومية‪ ،‬ثم تعلن‬ ‫«التعبية الشاملة» في صفوف «حملة» الرواتب الضخمة‪ ،‬المستحقة‬ ‫منها و «الريعية» فتخفضها إلى «النص»‪ ،‬وتلغي معظمها‪ ،‬دون‬ ‫أن تمس بالحقوق المكتسبة الثابتة للموظفين «األشباح»‪ ،‬وتزيد‬ ‫في أثمنة كل المواد األكثر استهالكا في األسواق الممتازة واألقل‬ ‫«تميزا»‪ ،‬وتراجع منظومة الضرائب من منظور الزيادة في جل‬ ‫أبوابها تماشيا مع صيانة الحق في المساواة‪ ،‬و»تضرب» في جيوب‬ ‫المغاربة التي ال زال فيها الكثير مما «يدار» أو ليست هذه هي‬ ‫«الرياضة» الممتازة لحكومة البيجيدي األولى والثانية‪ ،‬ونرجو اهلل‬ ‫أن ال تكون فيها ثالثة ! ‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫قربلة في تعاضدية الموظفين‬

‫تصوروا أنه في الوقت الذي تشهد فيه التعاضدية العامة‬ ‫لموظفي اإلدارات العمومية‪ ،‬هي األخرى‪« ،‬اختالالت» في التدبير‪،‬‬ ‫شأنها في ذلك شأن العديد من اإلدارات المغربية‪ ،‬وفي ما يترشح‪،‬‬ ‫بالمناسبات‪ ،‬من تصريحات المجلس األعلى لحسابات‪ ،‬ال يرى‬ ‫رئيس المجلس اإلداري للتعاضدية أي حرج في إنفاق مائتين‬ ‫وخمسة وستين مليونا من فلوس المنخرطين‪ ،‬على عقد جمع عام‬ ‫عاد للتعاضدية‪ ،‬بفندق ضخم بمراكش شارك فيه فوق ثالثمائة‬ ‫شخص إيـواء وتغذية كاملة «ممتازة» وتعويضات سخية عن‬ ‫«تعب» التنقل !‪..‬‬

‫أال يوجد من بينكم رجل لبيب واحد‪ ،‬يتولى هذا الملف ويذهب‬ ‫به إلى «حدود الشمس» ليفضح كل من يتسبب في إتالف قدرات‬ ‫الشعب وضياع حقوقه‪ ،‬أم إن فتوى «عفا اهلل عما سلف» كفتنا‬ ‫مؤونة الترافع لفائدة مصلحة الشعب الحامد الشاكر‪ ،‬رغم كل ذلك‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬لصبر الشعوب حدودا «فال تقربوها» !‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫طائرات «الرام» تدخل منطقة‬ ‫اضطرابات جوية صعبة‬

‫يتحدثون في «الرام» عن «التوتر» وعن نقطة «الال عودة»‬ ‫وكأنهم في معركة حقيقية مع خصوم حقيقيين‪ ،‬والحال أن الشركة‬ ‫مغربية والربابنة مغاربة وحتى مسؤولي الشركة ال يتطرق الشك‬ ‫إلى مغربيتهم ووطنيتهم‪.‬‬ ‫فلم كل هذه الشكليات‪ ،‬والربابنة إنما يطمحون إلى تحسين‬ ‫وضعياتهم الماليــة واإلدارية‪ ،‬وما يحصلون عليه من اجور‬ ‫وتعويضــــات‪ ،‬ال يذهب ســـدى‪ ،‬بل يصــب في صميم بيئتهــم‬ ‫المجتمعية وتزيد من حماسهم وتعبئتهم لمزيد من البذل‬ ‫والعطاء لصالح الشركة والمغرب قاطبة‪.‬‬ ‫وهل يفضل ساجد وزويتن ومن معه صرف أموال باهظة‬ ‫في استئجار طائرات بربانها لتعويض الرحالت الوطنية التي تم‬ ‫إلغاؤها والتي فاقت المائة والخمسين والمرشحة كل يوم للمزيد ؟‬ ‫التوتر بين ربابنة «الرام» والشركة اندلع خالل يوليوز الماضي‬ ‫حين تقدموا بملف مطلبي يتضمن رفع األجور وتقليص الضغط‬ ‫من بين ما تضمنه من مطالب كانت موضوع حوارات تشددت‬ ‫الشركة خاللها بعدد من الشكليات خاصة في ما يتعلق بالربابنة‬ ‫الجدد‪،‬‬ ‫لماذا ال تستجيب الشركة لمطالب الربابنة الذين هم شريان‬ ‫الحياة للطيران المدني الوطني والذين يتميز أداؤهم بالجودة‬ ‫والفعالية ‪.‬‬ ‫كفى «شكليات» في تعامل المؤسسات الوطنية مع األطر‬ ‫المغربية بذريعة «اإلمكانيات‪ ،‬والحال أن وعي الشعب المغربي‬ ‫في تطور مستمر‪ ،‬بفضل األجواء العالمية الجديدة وأن التعامل‬ ‫معه أصبح معقدا‪ ،‬ولم تعد حيلة «العام زين» تنطلي عليه !‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫خدام «خدام الدولة»‪ :‬ولم ال ؟‬

‫تحركت آليات بعض الصحف الوطنية الموثوقة‪ ،‬في اتجاه‬ ‫التنديد بمستشار سابق ألحد أصحاب المعالي الوزراء‪ ،‬لم ير مانعا‬ ‫في االستيالء على ممر عمومي بالملك البحري للهرهورة المثيرة‬ ‫للقيل والقال‪ ،‬لسبب بسيط جدا‪ ،‬وهي أن عددا من «خدام الدولة»‬ ‫األوفياء‪ ،‬من النافذين و»المنفذين» إلرادات أعلى منهم‪ ،‬استفادوا‬ ‫من أراض بهذه المنطقة الشاطئية الجميلة‪ ،‬بأثمنة «مدعمة»‬ ‫وحصلوا‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬على «استثناءات» من السلطات المحلية‬ ‫لبناء شاليهاتهم «الترفيهية» قصد الترويح عن أنقسهم من‬ ‫العناء المستمر في خدمة الدولة !‪..‬‬ ‫وما يصدق على «خدام الدولة» يصدق أيضا على «خدام‬ ‫خدام» الدولة»‪ ،‬وهذا واحد منهم‪ .‬أليس كذلك !؟‬ ‫ثم إنه في الواقع إنما سعى إلى تحصين الفندق والملهى‬ ‫اللذيـن يملكهمــا على الشـــاطـئ‪ ،‬بهـدف تفــادي أي «إزعـاج»‬ ‫‪ indigène‬لزواره‪ ،‬أليس سعيه حميدا مشكورا ؟ ‪ .‬ولربما جاء‬ ‫إجراء السيد المستشار لصالـــح أصحــاب «الشاليهات» المجاورة‪،‬‬ ‫وقد يكونون‪ ،‬هم أيضا من «خدام خدام خدام الدولة»‪ ،‬ليستريحوا‬ ‫من «الغاشي كحل الراس»‪ ،‬الذي ال فائدة منه في الشاطئ والذي‬ ‫ال يوجد ما يمنعه من أن يختار لنفسه ممرات جانبية يصل منها‬ ‫مباشرة إلى «قاع» الشاطئ دون إزعاج «الفيبات» من أبناء وبنات‬ ‫الذوات ! ‪....‬‬ ‫وافهمني !‪.......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪954‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫لماذا نبحث عمن سرب األسرار‪ ،‬ونتابعه بتهمة نشر‬ ‫األخبار‪ ،‬وال نهتم بمن يدور حوله الخبر‬ ‫إلى متى سنظل نمارس االستغفال وركوب رأس‬ ‫األهواء‪ ،‬والتستر على ما يجري‬

‫?‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ندافع عن اإلستثناء المغربي ضد استعادة سنوات الرصاص‪ ،‬فمصلحة الوطن‬ ‫والمواطن تقتضي التفاعل ال االنفعال واصطناع المعروف ال فتح منافذ المجهول‬ ‫ال يمكن لإلنسان العربي إال أن ينفعل بما يمر به‬ ‫الواقع المغربي و العربي من اضطرابات واختالالت‪،‬‬ ‫و ال أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها أو مآلها بما يضمن‬ ‫تحولها نحو األحسن‪ .‬ليس اإلنفعال سوى تعبير عن‬ ‫أهواء ال مجال فيها الستعمال العقل‪ .‬واإلنفعال‬ ‫نوعان ال ثالث لهما‪ :‬مع أو ضد‪ ،‬وال يتجاوزهما إال‬ ‫التفاعل المؤسس على العقل الذي يتعدى اإلنفعال‬ ‫ويدعو إلى مد الجسور بين الطرفين لتقديم فعل‬ ‫جديد يؤدي إلى خلق التوازن‪.‬‬ ‫منذ عقود والوضع على هذا النحو في مختلف‬ ‫األنظمة العربية‪ ،‬ال فــرق في ذلك بينها إال في‬ ‫األسماء التي تحملها‪ ،‬والنعوت التي تلصق بها‪،‬‬ ‫وجاء ما سمي بالربيع العربي ليقول نريد أن نكون‬ ‫مثل شعوب العالم‪ ،‬فكان الرفض‪ ،‬والحرب‪ ،‬وكان ما‬ ‫كان مما ال أريد أن أذكره ألنه يفقأ العين‪ ،‬ابتهجنا‬ ‫في المغرب عندما اعتبر استثناء‪ ،‬وكان للصورة التي‬ ‫قدمت لملك الفقراء أثرها في أننا مقبلون على عهد‬ ‫جديد‪ .‬وكانت إكراهات وعراقيل تتصل بما آلت إليه‬ ‫األمور من تطورات نتيجة عقود مما عرف بسنوات‬ ‫الرصاص‪ ،‬وعلى رأسها إفراغ الجسم السياسي‬ ‫الحزبي من قدرته على التأثير والتأطير‪ ،‬فكان ما‬ ‫قدم مجمال في الخطاب الملكي في التاسع من‬ ‫شهر مارس ‪ ،2011‬وما تحقق في الدستور الجديد‪،‬‬ ‫يتم التراجع عنه‪ ،‬مع الزمن‪ ،‬بالتفصيل‪ .‬جاء حراك‬ ‫الريف‪ ،‬وتبعه الزلزال الذي أطاح ببعض المسؤولين‬ ‫عما وقــع في الريـــف‪ ،‬وكانت‬ ‫اإلعتــقـــاالت والمحاكمـــات‪،‬‬ ‫تساءلنا بعدهــا عن الخيارات‬ ‫المطروحـة في تلك اآلونـــة‬ ‫والتي أعقبتها أحــداث جرادة‬ ‫وزاكـورة ‪ :‬هل نحـــن أمـــام‬ ‫استعادة سنـــوات الرصاص؟‬ ‫أم تأكيد اإلستثناء المغربي؟‬ ‫وكان كل األمـل المغربي في‬ ‫إعطاء ذاك اإلستثنــاء أبعـــادا‬ ‫حقيقية تكرس التوجه الجديد‬ ‫للمغرب بحثا عن موقع جديد‬ ‫يتالءم مع طموحات المغرب‪،‬‬ ‫وقد استعاد موقعه في إفريقيا‪،‬‬ ‫وبدأت تساوره أحالم تنظيم‬ ‫كأس العالم‪ ،،‬وجاءت األحكام القاسية لتشكل الصدمة‪ ،‬وتطرح أسئلة حول ذاك اإلستثناء‪.‬‬ ‫أتت المقاطعة مؤشرا على أن األمور ال تزداد إال توترا‪ ،‬وأن الوضعية اإلجتماعية مرشحة لمزيد من‬ ‫اإلنفعال‪ ،‬وال سيما بعد التعنت الذي جوبهت به‪ ،‬وعدم اإلنصات لنبض الشارع الذي بات يحبل بما ال يتوقع‬ ‫نتيجة تزايد المطالب التي لم تلق أي استجابة‪ ،‬إن كل األطراف‪ ،‬دولة وحكومة ومقاوالت وأحزابا‪ ،‬تجمع‬ ‫على أن الوضع غير سليم‪ ،‬وعبرت عنه مختلف الخطب الملكية التي تختصره في الكلمة الجامعة المانعة‪:‬‬ ‫«اتقوا اهلل في وطنكم»‪.‬‬ ‫فمن ال يتقي اهلل في وطنه؟ هل هم الذين يكتوون بنيران الغالء والبطالة وسوء تدبير اإلدارة ونهب‬ ‫الثروات الوطنية؟ أم الذين يستفيدون من الفساد ويعرقلون تنفيذ المشاريع الملكية الوطنية؟ من أولى‬ ‫بالمحاكمة القانونية والعادلة‪ :‬هل من فعل األزمة وخلقها‪ ،‬أم من انفعل بها‪ ،‬وقام برد فعل عليها؟ لماذا‬ ‫نبحث عمن سرب األسرار‪ ،‬ونتابعه بتهمة نشر األخبار‪ ،‬وال نهتم بمن يدور حوله الخبر؟‬ ‫جاءت المقاطعة ليقول من خاللها المقاطعون نريد اإلرتقاء بالتعبير عن رفض الواقع بطريقة مختلفة‬ ‫ال يمكنها أن تؤدي إلى أي مواجهة ترجعنا إلى اإلعتقاالت والمحاكمات‪ ،‬وتذكرنا بسنوات الرصاص‪.‬‬ ‫فلم يكن الرد سوى اإلتهامات القاسية التي تصب في اتجاه تعميق الهوة بين المسؤولين والمقاولين‬ ‫والمستهلكين‪ ،‬ودفع ذلك إلى تأزيم الوضع وولد الكثير من األسئلة‪ :‬لماذا قام المسؤول الفرنسي الذي‬ ‫قوطعت سلعته بزيارة المغرب ومحاورة األطراف المعنية‪ ،‬ومحاولة معاينة المشاكل الحقيقية التي أدت إلى‬ ‫المقاطعة‪ ،‬مع البحث عن الحلول المقبولة‪ ،‬في الوقت الذي أبى أهل الدار التجاوب مع حاالت اإلستنفار؟‬ ‫أين الضمير الوطني الذي يمكن أن يدفع في اتجاه التعرف على المشاكل وتقدير ظروف الحياة القاسية‬ ‫للمواطنين‪ ،‬والبحث عن الحلول التي ال تضر بمصلحة أي طرف‪ ،‬وتسهم في خلق روح الثقة المنعدمة؟‬ ‫إن التعنت في التعرف على المشاكل الحقيقية وعدم محاولة إيجاد الحلول المالئمة ال يمكن إال أن‬

‫يؤدي إلى طرح الكثير من األسئلة المؤرقة والحارقة‪:‬‬ ‫إلى متى نترك الشعب نهب اإلشاعات واإلشاعات‬ ‫المضادة في مختلف القضايا التي تمس الحياة العامة؟‬ ‫متى نرتقي إلى الروح اإلسالمية التي تتحدث عن‬ ‫الحلم والعفو والمعروف في قضايا الشقاق المختلفة؟‬ ‫متى نصل إلى تبني الشفافية التي تهيمن في‬ ‫الدول الديمقراطية‪ ،‬والتي يقر فيها المسؤول عن‬ ‫مسؤوليته‪ ،‬ويعترف بها مؤكدا بذلك رقيه الحضاري‪،‬‬ ‫وأنه أهل لإلضطالع بتحمل األمانة‪ .‬إلى متى سنظل‬ ‫نمارس اإلستغفال وركوب رأس األهواء‪ ،‬والتستر على‬ ‫ما يجري؟ أال يُترَك بسبب كل هذا‪ ،‬المجال مفتوحا‬ ‫للتأويالت والتأوّالت واإلشاعات واإلنفعاالت التي‬ ‫تؤدي إلى البلبلة والفتنة؟‬ ‫إلى متى تظل تسود ذهنية «أعلى ما في خيلك‬ ‫اركبه»‪ ،‬و «إن طارت فهي عنـــزة» أمـــام المطالب‬ ‫الشعبية العادلة؟ هذه الذهنية البدوية وليدة الثقافة‬ ‫الشفاهية القائمة على «العصبية» الذي تحدث عنها‬ ‫ابن خلدون‪ ،‬وإن بشكل مختلف‪ ،‬مع توسيع معناها‬ ‫لتتعدى القبيلة إلى الدولة‪ ،‬ال عالقـــة لها بالعصر‬ ‫الحديث‪ .‬فبدون التواصل والحوار والتفاعــل بين‬ ‫مختلف مكونات المجتمع ال يمكننا أن نرتقي إلى‬ ‫تحقيق التعايش‪ ،‬وتأكيد الغيرة الوطنية على الوطن‬ ‫ومستقبله ومصيره‪.‬‬

‫سوريا واليمن والعراق ببعيد؟‬

‫عنــدمــا نطــــق بن علي‬ ‫التونسي مخاطبا شعبه بأنه‬ ‫اآلن فهم؟ نتساءل‪ :‬من غيّب‬ ‫عنه الفهم طيلة سنوات جعلت‬ ‫تونس الخضراء ترتعــد أبـــدا‬ ‫من الرعب والهلع؟ وحين قال‬ ‫القذافي وهو يساق بطريقة‬ ‫مذلة ومخزية‪ :‬ماذا تريدون؟‬ ‫ألم يكن يعرف األهواء السلبية‬ ‫التي ولدتها تصرفاته الخرقاء‬ ‫لمن حكمهــم بأن أخــرس‬ ‫ألسنتهم وجعلهم ال ينطقون‬ ‫إال بما يتفـــوه به؟ وما مثل‬

‫بقليل من التواضع السياسي‪ ،‬والمسؤولية الوطنية‪ ،‬واإلنصات إلى اآلخر بدل اتهامه ونزع وطنيته‬ ‫عنه‪ ،‬يمكننا أن نؤكد أننا «نحن المغاربة إخوة» فعال (شعار إحدى اللوحات اإلشهارية التي صارت تمأل‬ ‫الشوارع اآلن) والنظر بعين العقل والحكمة يمكن تحقيق فتح باب التفاعل‪ ،‬وردم هوة اإلنفعال‪.‬‬ ‫إن الشعب الذي ساند الفريق الوطني‪ ،‬بكل ما أوتي من قوة‪ ،‬في كأس العالم كان يعبر عن وطنيته‬ ‫بجالء‪ ،‬ولم يكن يريد‪ ،‬رغم الظروف القاسية التي يعيشها‪ ،‬سوى فرحة لحظية تنسيه هموم السنين‪،‬‬ ‫ولكنها «فرحة ما تمت»‪ ،‬كما يقول المثل المصري‪ .‬بل إن األخبار المسربة حول المصاريف الممنوحة‬ ‫لبعض المسؤولين لمتابعة تلك المباريات‪ ،‬وما شاكلها‪ ،‬لم تؤكد سوى أن الفساد مستشر‪ ،‬وأنه متواصل‬ ‫رغم الدعوة إلى التقوى وإلى ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وأن الخطابات ما تزال عاجزة عن التحول إلى‬ ‫أفعال تؤكد التفاعل‪ ،‬وتضع حدا لالنفعال‪.‬‬ ‫إن أي عنف أيا كان ممارسه‪ ،‬وأيا كان مصدره‪ ،‬أو نوعه‪ ،‬ليس سوى تعبير عن اإلنفعال‪ .‬ومتى هيمن‬ ‫لدى أي فرد أو جماعة اجتماعية كان داال على غياب الحكمة والعقل في معالجة األمور‪ .‬إن العمل على‬ ‫تهميش الممارسة السياسية لدى الشعب ساهم في اإلنفراد بالسلطة‪ .‬وأي انفراد بأي سلطة كيفما كان‬ ‫نوعها‪ ،‬وفي أي مجال ال يمكنه إال أن يؤدي إلى احتقار اآلخر‪ ،‬وتهميشه‪ ،‬ودفعه إلى اإلحساس بالدونية‬ ‫وعدم اإلعتراف‪ .‬وال يمكن أن ينجم عن ذلك سوى اإلنفعال الذي يتحين الفرصة لإلنفجار‪.‬‬ ‫ندافع هنا عن اإلستثناء المغربي ضد استعادة سنوات الرصاص‪ ،‬فمصلحة الوطن والمواطن تقتضي‬ ‫التفاعل ال اإلنفعال واصطناع المعروف ال فتح منافذ المجهول‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫المواطنة في عالمنا الثالث‪،‬‬ ‫قضية ال مشكلة‬ ‫‪-1-‬‬

‫مع ظهور المالمــح األولى للعولمة وتـورة المعلومات التكنولوجية‪ ،‬عادت كلمة «المواطنة» إلى‬ ‫المشهد اإلعالمي‪ /‬السياسي‪ /‬الحقوقي‪ ،‬لتحتل مكانة بارزة على واجهته الوطنية والدولية‪ ،‬ولتصبح جزءا‬ ‫جوهريا من قيم منظومة واسعة‪ ،‬تشمل الديمقراطية وحقوق اإلنسان ودولة المؤسسات‪ ،‬لتصبح بعد‬ ‫ذلك من صميم إديولوجية العديد من األحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وعمال وانشغاال أكاديميا‬ ‫وفكريا‪ ،‬للعديد من الباحثين والدارسين والخبراء في العلوم السياسية والقانونية والتربوية‪.‬‬ ‫و«المواطنة» تعني في اللغة وفي المفاهيم السياسية والحقوقية‪ ،‬االنتماء إلى الوطن‪ ،‬االرتباط الوثيق‬ ‫به وبتراثه وقيمه وتاريخه وثقافته ومقدساته ومثله ومبادئه‪ .‬ومن جانب آخر تعني «المواطنة» أن يتمتع‬ ‫المواطن بكل حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وأن يقوم بأداء كل واجباته تجاه وطنه الذي يشارك مع اآلخرين‬ ‫في صياغته وبلورة مطامحه‪ ،‬فهي تتجاوز النموذج المبسط للوطنية‪ ،‬التي تفرض الوالء المطلق للدولة‪.‬‬ ‫مما يجعل منها أساسا ديمقراطيا لبناء دولة حديثة‪ ،‬يتعادل بهياكلها وقوانينها ومبادئها الحق والواجب‪.‬‬ ‫في مواثيق القانون الدولي‪ ،‬يستخدم مصطلح المواطنة‪ ،‬بالموازاة مع مصطلح الجنسية بالتبادل فيما‬ ‫بينهما خاصة حين يتم الحديث عن منح األشخاص الحق في حماية دولة ما إلى جانب حقوق سياسية‬ ‫ومدنية أخرى‪ ،‬وخاصة منها التي تشكل ركنا أساسيا في هوية الفرد‪ /‬اإلنسان‪.‬‬ ‫ويمكن تعريف المواطنة الحيوية أو العضوية في هذا القانون‪ ،‬بأنها لها الحق في الحصول والتمتع‬ ‫بالحقوق بصورة عادلة(‪.)1‬‬ ‫وفي قواميــس سياسية‪ ،‬يرتبــط مصطلــح المواطنة موضوعيا‪ ،‬بمصطلحات‪ :‬الوطن‪ ،‬المواطن‪،‬‬ ‫الوطنية‪ .‬وهو ما يجعل المواطنة‪ ،‬إطار جامعا لتفاعل المواطن مع وطنه‪ ،‬ولعالقة المواطنين فيما بينهم‬ ‫ضمن الدائرة الوطنية للدولة‪.‬‬ ‫وفي الفكر العربي المعاصر‪ ،‬تعني المواطنة‪ ،‬إعادة بناء الذات من أعمق األعماق‪ ،‬تعني إعادة هندسية‬ ‫الكينونة العربية من أجل أن يكون العربي جزء من المواطنة العالمية‪ ،‬شريطة أن تنطلق هذه المواطنة‬ ‫من الخصوصية العربية‪ ،‬ومن الهوية العربية نحو اإلنسانية المشتركة الواحدة(‪.)2‬‬ ‫وفي الفكر اإلنساني المعاصر‪ ،‬تعني المواطنة‪ ،‬االنتماء السياسي لدولة ما‪ ،‬والتسليم لشرعيتها‬ ‫والخضوع لدستورها وقوانينها‪ ،‬فهي –في الفكر المعاصر‪ -‬مرحلة أعلى من الجنسية وتعبر عن الكينونة‬ ‫االجتماعية التي تشكل جسم المواطنة وروحها‪ ،‬وهو ما يعني في نظر العديد من المفكرين والمصلحين‬ ‫السياسيين‪ ،‬أنه رغم التغيرات الجوهرية التي اعترت مفهوم المواطنة‪ ،‬عبر حقب التاريخ وتقلباته‪ ،‬بسبب‬ ‫الحمالت العنصرية واالستعمارية‪ ،‬ظلت مفاهيمها‪ ،‬تمتد على مساحة واسعة من الزمن اإلنساني‪ ،‬إلى‬ ‫السلطة والثقافة‪.‬‬ ‫وفي نظر العديد من المفكرين المعاصرين‪ ،‬إن «المواطنة» الفاعلة‪ ،‬ال تتوقف عند حدود االنتماء‬ ‫التاريخي والجغرافي أو الجنسي للوطن‪ ،‬بل تشمل الواجبات التي على المواطن القيام بها تجاه وطنه‪،‬‬ ‫فالمواطنة المعاصرة –في رأيهم‪ -‬تقوم على الحقوق المدنية لألفراد وعلى االنتماء للدولة الوطنية‪ ،‬وعلى‬ ‫إعطاء األولوية للمصلحة العامة وألهميتها وخطورتها‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫إسالميا‪ ،‬يمتد مفهوم المواطنة على ساحة واسعة من المرجعيات الفقهية‪ ،‬ويغطي كل مناحي‬ ‫الكرامة اإلنسانية بالكثير من الوضوح والصرامة‪.‬‬ ‫المواطنة في اإلسالم‪ ،‬تحددها أربعة محددات فكرية هي‪:‬‬ ‫المساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬أمام قضاء‪ ،‬نزيه يحترم الكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫إعالء قيمة الحرية‪ ،‬وتطبيق مبادئ وقواعد الحريات العامة والخاصة‪ ،‬حريات التملك والتنقل‪ ،‬حرية‬ ‫التعبد‪ ،‬حرية المعتقد‪.‬‬ ‫الهوية الوطنية الواحدة‪ ،‬تتبلور في اللغة الواحدة‪ ،‬الرموز الوطنية‪ .‬األعراف والعادات المتوارثة في‬ ‫العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫التنمية الشاملة في إطار العدالة‪ ،‬تنمية الموارد البشرية والمادية في إطار التقدم الثقافي والعلمي‪.‬‬ ‫وبذلك تكون هذه المحددات الفكرية األربعة قد ركزت صياغتها للمواطنة‪ ،‬على محورية هم الحرية‬ ‫والعدالة‪ ،‬وهو ما يجعل دولة األفراد في اإلسالم دولة للمواطنين(‪.)3‬‬ ‫عربيا‪ ،‬برز مصطلح المواطنة في األدبيات السياسية‪ ،‬على يد ثلة من المفكرين والفقهاء والسياسيين‬ ‫اإلصالحيين‪ ،‬في زمن كانت األوطان العربية‪ ،‬إما تحت النفوذ األجنبي‪ ،‬أو تحكمها قوة المستبد‪.‬‬ ‫فانطالقا من مطلع القرن التاسع عشر‪ ،‬بدأت تظهر «المواطنة» في كتابات ومحاضرات ورسائل وسير‬ ‫المصلحين‪ ،‬من أمثال الطهطاوي‪ ،‬فرح أنطوان‪ ،‬خير الدين التونسي‪ ،‬ولي الدين يكن‪،‬‬ ‫سليم سركيس‪ ،‬سالمة موسى‪ ،‬أحمد لطفي السيد‪ ،‬طه حسين‪ ،‬وغيرهم‪ .‬إذ جاءت المواطنة عندهم‬ ‫مقرونة باهتماماتهم بمسائل الحرية والدستور ودولة المؤسسات‪ ،‬وغيرها من المسائل التي ظلت مغيبة‬ ‫عن اهتمام المفكرين والفقهاء السابقين‪ ...‬ولكنها رغم ذلك بقيت «المواطنة» متعثرة على أرض الواقع‪،‬‬ ‫بسبب األوضاع االستعمارية التي كانت تشمل أجزاء واسعة من الخريطة العربية في تلك الفترة‪ ،‬وأيضا‬ ‫بسبب طبيعة األنظمة العربية التي كانت قائمة على سلطة االستبداد‪.‬‬ ‫ورغم تأثير البالد العربية خالل القرن العشرين بمفاهيــم الدولة المعاصرة في أوربا‪ ،‬وباألفكــار‬ ‫الدستورية والقانونية الحديثة التي حملتها الثورة الفرنسية‪ ،‬وبعدها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬ ‫(سنة ‪ ،)1948‬حيث ثم وضوح إقرار حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،‬رغم ذلك لم تترسخ‬ ‫فكرة المواطنة في الكيان العربي‪ ،‬نظرا لغياب ثقافة المواطنة وضعف الهياكل والتراكيب والمؤسسات‬ ‫الناظمة لالجتماع السياسي‪ ،‬الحكومي وغير الحكومي‪ ،‬بما فيه فكرة الحقوق المدنية والسياسية‪ ...‬فحتى‬ ‫اآلن مازال الفكر العربي يعاني من نقد فادح في ما يتعلق بثقافة المواطنة‪ ،‬إذ مازالت النظرة الخاطئة أو‬ ‫القاصرة إلى مبدأ المساواة قائمة على أرض الواقع‪ ،‬وهو ما يجعل إقرار حق المواطنة الكاملة‪ ،‬إقرارا متعثرا‬ ‫بسبب األوضاع القلقة التي يعيشها العالم العربي منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫وأكيد أن المفاهيم التي اكتسبتها المواطنة في عصر العولمة‪ ،‬ليست وليدة هذا العصر‪ ،‬فهي نتيجة‬ ‫تراكمات تاريخية‪ ،‬ونتيجة جهود عدد هائل من المفكرين والمناضلين والفالسفة والمبدعين‪ ،‬ساهموا في‬ ‫صياغة دالالتها الحقوقية والسياسية والتربوية‪ .‬فأرسطو طاليس‪ ،‬وعبد الرحمان بن خلدون‪ ،‬وجان جاك‬ ‫روسو‪ ،‬وماكس وإنكلز‪ ،‬وغيرهم كثير‪ ،‬تعاطوا معها وأبحرو في دالالتها ومفاهيمها‪ ،‬وجميعهم يعتبرونها‬ ‫(أي المواطنة) تتجاوز التاريخ والجغرافيا والدم والعقيدة والدين‪ ،‬إلى الحق المتبادل بين الوطن والمواطن‬ ‫في الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫من هذا المنظور‪ ،‬تبدو «المواطنة» كلمة ليست جديدة على قواميس اللغة والسياسة والعلوم‬ ‫اإلنسانية كافة‪ ،‬بل تأتي في هذه القواميس‪ ،‬كلمة متجددة‪ ،‬تستوعب التقلبات السياسية والعقائدية‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫التي يعرفها العالم باستمرار‪ ،‬تمتد في المفاهيم السياسية والعقائدية والحقوقية‪ ،‬وتؤثر في السياسات‬ ‫والتوجهات واالستراتيجيات الوطنية والدولية‪...‬‬ ‫من الناحية التاريخية‪ ،‬برزت هذه الكلمة في فترات متعددة من تاريخ البشرية‪ ،‬وظفها اإلصالحيون‬ ‫والمربون السياسيون الجدد والقدماء‪ ،‬في أغراض مختلفة‪ ،‬رددتها أطروحاتهم في صيغ متعددة لبلورة‬ ‫نظرتهم إلى المواطن في حقوقه وواجباته تجاه وطنه‪ ،‬ومازالت حتى تاريخنا الحديث‪ ،‬قابلة للبحث والنحت‬ ‫والصياغة‪ ،‬مادامت الطموحات قابلة لذلك‪.‬‬ ‫تقول مراجع التاريخ اإلنساني‪ ،‬أن كلمة المواطنة‪ ،‬ظهرت بداية عند اإلغريق‪ ،‬حيث أعطت امتيازا‬ ‫للرجال على حساب حقوق النساء‪ ،‬وعندما وصلت إلى الرومان‪ ،‬أصبحت المواطنة حقا لبعض المواطنين‬ ‫دون سواهم‪ ،‬يتم على أساس محلي واقتصادي‪ ،‬يحرم منه العبيد والنساء وسكان المستعمرات‪ ،‬وبقي‬ ‫األمر على هذا الحال إلى أن ظهرت على الواجهة البشرية‪ ،‬مبادئ حقوق اإلنسان التي أعطت المواطنة‬ ‫حجما متالئما مع العصر وتقلباته‪ ،‬ورسختها في الشرائع والقوانين‪ ،‬وجعلتها مفردة أساسية في كل ميثاق‬ ‫حقوقي‪.‬‬ ‫والشك أن التطور الذي أحدثته الديمقراطية حديثا في مفاهيم «المواطنة» أعطى هذه األخيرة حجما‬ ‫آخر‪ ،‬من حيث مفاهيمها‪ ،‬ومن حيث استقطابها لقيم المواطنة الفاعلة‪ ،‬القائمة على الشراكة الفعلية في‬ ‫الحقوق والواجبات‪ ،‬دون تمييز ودون تعصب‪.‬‬ ‫انطالقا من مبادئ اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (عام ‪ )1948‬الصادر عن الجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬أصبح تحديد األبعاد المدنية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية لمفهوم المواطنة‪ ،‬في العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫ في البعد المدني‪ :‬المساواة بين المواطنين أمام القانون‪ /‬حقوق االقليات في الثقافة اللغة‬‫والمعتقد الديني‪ /‬حرية الرأي والتعبير في إطار القانون‪ /‬حق المشاركة في إدارة الشان العام‪ /‬حقوق‬ ‫الملكية والتعاقد‪.‬‬ ‫ في البعد السياسي‪ :‬حق الشعب في تقرير مصيره السياسي بنفسه‪ /‬حق االجتماع في الجمعيات‬‫واألحزاب السياسية‪ /‬حق المشاركة في االقتراع العام والترشح للمجاالت التشريعية والمحلية (البلدية‬ ‫والقروية)‪ /‬حق المعارضة السياسية‪.‬‬ ‫ في البعد االجتماعي‪ :‬المساواة بين الجنسين‪ /‬رفض أشكال التمييز‪ /‬حق الرفاه االجتماعي‪ /‬الحق في‬‫التعليم‪ /‬الحق في العمل‪ /‬الحق في الرعاية الصحية‪ /‬تأمين حاجات الفرد واألسرة‪.‬‬ ‫ البعد االقتصادي‪ :‬الحق في التنمية االقتصادية‪ /‬الحق في الحصول على نصيب عادل من الثروة‬‫الوطنية‪ /‬حماية البيئة الطبيعية من التدمير‪ /‬حماية الموارد والثروات‪.‬‬ ‫ومن أجل ترسيخ قيم المواطنة ومفاهيمها في عقل وإحساس المواطن شرعت العديد من الدول‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬بعد سقوط حائط برلين‪( ،‬في تسعينات القرن الماضي) في تدريس مادة المواطنة في‬ ‫السلك االبتدائي وإدماجها في موارده التربوية‪ ،‬جعلها الدرس األساسي في التعليم األساسي‪ .‬ذلك ألن‬ ‫الوعي بمقومات المواطنة‪ ،‬وما يتبعه من إحساس بالمسؤولية والتزام بالواجبات نحو الوطن يكتسب‬ ‫بالتأهيل االجتماعي‪ ،‬األسري‪ ،‬بتدخل المجتمع المدني والمؤسسات السياسية ووسائل اإلعالم‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫وبعده بالمناهج المدرسية‪ ،‬حيث يتم إعداد الطفل من المهد‪ ،‬مواطنا قادرا على المشاركة الفاعلة في‬ ‫خدمة وطنه‪ ،‬قادرا على تحمل مسؤوليات هذه المشاركة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا وبيئيا‪.‬‬ ‫ففي عالم اليوم‪ ،‬حيث تسود قيم الديمقراطية وحقوق اإلنسان غالبية الدول المتحضرة‪ ،‬أصبحت‬ ‫«التربية على المواطنة» قاعدة أساسية من قواعد مناهجها التربوية‪ .‬خاصة بعدما اعتمد العالم (السنة‬ ‫‪ )1989‬أحكام االتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تلح على عدم النظر إلى تالميذ المدارس كمجرد‬ ‫تالميذ ينبغي إعدادهم لكي يكونوا مواطنين في المستقبل‪ ،‬ولكن يجب إعدادهم قبل ذلك للمشاركة‬ ‫الفاعلة في بناء وطنهم وتأهيلهم لحمايته وصيانة تراثه وثرواته والعمل على تقدمه ونهضته‪ .‬وهو ما‬ ‫يتطلب تزويد أطفال المدارس بالمهارات والمعارف والقيم التي تؤهلهم لتحمل المسؤوليات في المجاالت‬ ‫الحيوية‪ ،‬السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية وغيرها‪ .‬وإعدادهم للمساهمة اإليجابية‬ ‫في تطوير المجتمع نحو األفضل واألحسن‪.‬‬ ‫يقول علماء التربية‪ ،‬في العالم الديمقراطي‪ ،‬أن التربية على «المواطنة» يسهل أمر «التربية على‬ ‫العولمة»‪ ،‬أوال ألنها تنشئ الفرد‪ /‬المواطن عضوا فعليا في دولة وطنية‪ ،‬في نظام محدد من الواجبات‬ ‫والحقوق‪ ،‬يشب على أعمال الفهم والتحليل والنقاش والقبول بفكر وحوار وآراء اآلخر‪ ،‬وعلى إبداء الرأي‬ ‫بحرية وشجاعة‪ ،‬وثانيا ألنها تستقطب للتنمية والتنافسية‪ /‬قطبي العولمــة‪ ،‬الكفــاءات والعقــــول‬ ‫والقدرات‪ ،‬القادرة على التنافس واإلنتاجية الجيدة‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫هكذا تصبح المواطنة في بالد العالم الثالث‪ ،‬إشكالية يصعب اإلمساك بها‪ ،‬فهي مستقرة في الزمان‬ ‫والمكان‪ ،‬تمتد أفكار النخب وفي تصورات األشخاص والجماعات‪ ،‬وتسكن في اهتمامات األحزاب السياسية‬ ‫والمنظمات الحقوقية‪ ،‬وفي األطروحات األكاديمية‪ ،‬ولكنها ما تزال بعيدة المنال على أرض الواقع‪.‬‬ ‫الكل يجعلها مطلبا حقوقيا أو أسياسيا أو تربويا‪ ،‬والكل يريدها بشروطها ومواصفاتها وقيمها‪،‬‬ ‫والكل يدرك أن المواطنة ال تكتفي في وجودها بشرط اإلرادة السياسية‪ ،‬بل تزيد عليها شروط التربية‬ ‫والممارسة‪ ،‬والكل يصطدم بواقع الحال‪ ،‬بواقع المجتمع المشلول باألمية والفقر والتخلف والفساد‪ .‬وهو ما‬ ‫يجعل المواطنة في العالم الثالث مشروعا مرتبطا بأوراش اإلصالح المفتوحة على الكثير من المواجهات‪...‬‬ ‫والتي تأمل بعضها في الخروج من عنق الزجاجة واالنخراط في المنظومة الديمقراطية‪ ،‬التي تقود عالم‬ ‫اليوم إلى الليبرالية والعولمة‪.‬‬ ‫إن واقع العالم الثالث اليوم‪ ،‬وهو يتفاعل سلبيا مع تورة المعلومات وتورة التكنولوجية‪ ،‬و«قرارات»‬ ‫العولمة‪ ،‬يعطي االنطباع أن معوقات عديدة ومتنوعة مازالت تبعد المواطنة عن موقعها السياسي‬ ‫والحقوقي والتربوي في أركانه وزواياه المختلفة‪ .‬فآليات الفساد الممتدة على ساحته (الرشوة واالغتناء‬ ‫الالمشروع‪ ،‬الفساد المالي‪ ،‬الفساد اإلداري‪ ،‬الفساد السياسي‪ ،‬الفساد االجتماعي‪ ،‬الفقر‪ ،‬التهميش‪،‬‬ ‫البطالة‪ ،‬البروقراطية‪ ،‬الزبونية‪ ،‬استغالل النفوذ) أسلحة فتاكة وقاتلة‪ ،‬تتوجه ضد «المواطنة» وضد‬ ‫دالالتها ومفاهيمها وقيمها السياسية واإلنسانية وهو ما يجعلها مشروعا مستقبليا‪ ،‬ال يمكن االعتماد‬ ‫عليه خارج شروطه الموضوعية‪.‬‬ ‫في نظر العديد من خبراء هذا الشأن‪ ،‬إن تحقيق مواطنة صحيحة وفاعلة في واقع العالم الثالث‪،‬‬ ‫وخاصة في دوله لتي تتحفز «االنتقال» إلى عصر العولمة‪ ،‬يقتضي قبل كل شيء تربية أجياله الصاعدة‬ ‫على المواطنة‪ ،‬على المشاركة‪ ،‬كما يقتضي تغييرا شامال لكل البنيات التي تقوم عليها أنظمة العشوائية‬ ‫والمستبدة‪ ،‬وهو ما يعني في نهاية المطاف‪ ،‬أن المواطنة محق ممكن‪ ،‬ال أحد يجادل في أهميته وخطورته‬ ‫بالعالم الثالث ولكنه حق مستحيل التحقيق خارج شروطه الموضوعية التي مازالت تستقطب نضاالت‬ ‫القوى المتنورة على أركانه‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ورقـة «اقتصاد وإدارة» لهـذا األسبــوع تتمحور حول النقاط التالية‪: ‬‬

‫‪ - 1‬اإلقتصاد اإلسبـــاني في تحسن مستمر خالل سنة ‪ .2018‬‬ ‫‪ - 2‬اتفـاقيـة الصيد البحري (‪ .)2021-2018‬‬ ‫‪ - 3‬مشروع قانون ماليـة ‪ : 2019‬تأثير فاتورة الطاقة‪ .‬‬ ‫‪ - 4‬النفقات الطبية عند المغاربة‪ .‬‬ ‫‪ - 5‬هجـرة المهندسين المغاربة نحو الخارج‪ .‬‬ ‫‪FFFF‬‬

‫‪ - 1‬اإلقتصاد اإلسباني في تحسن مستمر خالل سنة ‪ : 2018‬‬

‫األولى ‪ :‬فاتورة الطاقة‪ .‬وخالل سنة ‪ 2017‬كان الثمن المحدد للبترول في المتوسط هو‬ ‫‪ 54,4‎‬دوالر للبرميل أما اآلن فقد ارتفع هذا األخير ليصل إلى ‪ 70,8‬دوالر للبرميل الواحد‪ .‬‬ ‫أما ثمن غاز البوطان فقد كان هو ‪ 468‬دوالر للطن خــالل السنــة الماضية‪ ،‬أما هذه‬ ‫السنة‪ ،‬وإلى حدود األسدس األول‪ ،‬فقد ارتفع ثمن غاز البوطان ليصل إلى ‪ 510‬دوالر للطن‪ .‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬كان المغرب يستفيد كثيرا فيما مضى من اإلعانات المالية التي كان‬ ‫يحصل عليها من طرف دول الخليج األشقاء وقد وصلت تقريبا إلى ‪ 10‬مليار دوالر خالل‬ ‫السنوات العشر األخيرة‪ ،‬أما اآلن فإن هذه اإلعانات قد قلت كثيرا إن لم تصبح منعدمة تقريبا‪ .‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ومن جهـــــة ثالثــة‪ ،‬ستكون حصيلــة السنـــة الفالحية ‪ ‬لموسم ‪2018-‬‬ ‫‪ 2017‬جيدة‪ ،‬وهذا هو ما سنراه في النقطة التالية‪ .‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫‪ - 4‬النفقات الطبية عند المغاربة ‪ :‬‬

‫تحـــاول الحكومـــة اإلسبانيـــة اإلشتراكيــة الجديدة والتي تضم ‪ 11‬امرأة من أصل‬ ‫‪ 17‬وزيراً أن تقلص من معدل البطالة المرتفع والذي امتد ارتفاعه ألكثر من عقد من الزمن‬ ‫تصل النفقات الطبية عنــــد المغاربــة في المجموع إلى ‪ 52‬مليار درهم أو ما يعادل‬ ‫وذلك بخلق ‪ 400.000‬منصب شغل جديد كل سنة‪ .‬وتهدف الحكومة أيضا إلى تقليص ‪ %5,8‎‬من الناتج الداخلي الخام‪ .‬أي أن كل مغربي ينفق على نفسه سنويا ‪ 1.578‬درهم وهو‬ ‫هذا المعدل من‪ %15,5‎‬إلى‪ %15‎‬خالل هذه السنة الجارية ‪ 2018‬ثم المرور إلى‪ %13,4‎‬مع إنفاق هزيل مقارنة مع الدول األخرى التي لها نفس المستوى من التقدم‪ .‬‬ ‫نهاية العام ‪ .2019‬‬ ‫هذه الدول تنفق ما يقارب‪ %6,5‎‬و‪ %7,5‎‬من ناتجها الداخلي الخام في نفقات التطبيب‪ .‬‬ ‫أما فيما يخص النمو اإلقتصادي فإن حكومة بيدرو سانتشيز تهدف إلى تحقيق معدل‬ ‫وحصيلة قطاع الصحـــة ال زالت بعيدة عن أهداف اإلصالح الذي بدأ منذ سنة ‪ .2005‬‬ ‫نمو يساوي تقريبا أو يناهز‪ %2,7‎‬خالل السنة الجارية و‪ %2,4‎‬إبان العام المقبل‪ ...‬‬ ‫فالمغرب ال يتوفر إال على ‪ :‬‬ ‫ورغم هذه الجهـــود الجبارة على الصعيدين اإلقتصــادي واإلجتماعــي إال أن إسبانيــا‬ ‫ ‪ 2.865‬مؤسسة للطب األولي ؛‪ ‬‬‫تبقى مثلها مثل اليونان من آخر دول اإلتحاد األوروبي نموا ورفاها‪ ،‬وقد عانت فعال منذ‬ ‫انضمامها إلى اإلتحاد الشيء الكثير من أجـل تحقيـق الرفـــاه اإلقتصادي الذي تطمح إليه‬ ‫ ‪ 158‬مستشفى عام تابع للدولة بطاقة إيوائية تقدر ب ‪ 230.000‬سرير ؛‪ ‬‬‫الحكومة اإلشتراكية ومعها الشعب اإلسباني برمته‪ .‬‬ ‫ و ‪ 358‬عيادة خاصة بطاقة إيوائية ال تتجاوز ‪ 9.800‬سرير؛‪ ‬‬‫‪rrrrr‬‬ ‫ و ‪ 9.475‬مكتب خاص لإلستشارة الطبية‪.‬‬‫‪ - 2‬اتفاقية الصيد البحري (‪ : )2021-2018‬‬ ‫هناك كذلك مجهودات جبارة يجب القيام بها مثل إدخال جميع أنواع األمراض واألدوية‬ ‫لقد تم اإلمضاء ما بين المغرب واإلتحاد األوروبي على اتفاقية الصيد البحري الجديدة تحت التغطية الصحية والدعم الكامل للملف الطبي ثم إدخال المهن األخرى مثل المهن‬ ‫هذا األسبوع (‪ 23‬يوليوز ‪ )2018‬لتمتدً من يوليوز ‪ 2018‬إلى يوليوز ‪ 2021‬على طول الحرة‪ )les professions libérales( ...‬تحت التغطية الصحية الشاملة‪ .‬‬ ‫األطلسي أي من منطقة رأس إسبارطيل في شمال المملكة وانتهاء بمنطقة الرأس األبيض‬ ‫‪rrrrr‬‬ ‫في الجنوب وباستثناء منطقة البحر األبيض المتوسط‪ .‬‬ ‫‪ - 5‬هجـرة المهندسيـن المغاربـة نحو الخارج ‪ :‬‬ ‫في اإلتفاقية الجديدة ليســت هنــاك عــدة تغييرات بل تغييران أساسيان‪ ،‬األول متعلق‬ ‫إن المغرب يعاني كثيرا من هجرة األدمغة المغربية نحو الخارج وخصوصا نحو كندا وفي‬ ‫بالميزانية المخصصة لهذه اإلتفاقية والتي انتقلت من ‪ 40‬مليــون أورو إلى ‪ 52,2‬مليون‬ ‫اتجاه دول اإلتحاد األوروبي‪ .‬‬ ‫أورو‪ ،‬والثاني متعلق بعدد األساطيل الذي ارتفع من ‪ 126‬إلى ‪ 128‬أسطول بحري للصيد‪ .‬‬ ‫أما تقسيم الميزانية فسيكون على الشكل التالي ‪ :‬‬ ‫وكل سنــة يذهب تقريبـــا ‪ 600‬مهنــدس مغربي إلى الخارج بحثا عن فرص شغل‬ ‫واعدة وعن مستقبل زاهر ومشرق خارج أرض وطنه‪ .‬وبطبيعة الحال هذا استنزاف ليس فقط‬ ‫‪ %40‎‬كشكل تعويض عن الموارد السمكية؛‪ ‬‬‫لهذه الموارد البشرية النادرة وإنما هو أيضا استنزاف للخزينة العامة للمملكة‪ ،‬ألن تكوين‬ ‫‪ %35‎‬ستذهب إلى استراتيجية هاليوتيس ؛‪ ‬‬‫كل مهندس يكلف المغرب ميزانية باهظة‪ ،‬أضف إلى ذلك النفقات المباشرة والغير مباشرة‬ ‫‪ %25‎‬الباقية كرسوم يؤديها مالكو السفن على تراخيص الصيد‪ .‬‬‫المتعلقة بمدة زمنية تزيد عن ‪ 17‬أو ‪ 18‬سنة‪...‬‬ ‫مثل هذه اإلتفاقية هي بدون شك في صالح اإلقتصاد الوطني المغربي ‪ ‬ولكن البد من‬ ‫وأقل من‪ %10‎‬هو عدد المهندسين الذين يكملون دراساتهم من مستوى الدكتوراه‪ .‬‬ ‫المراقبة الصارمة والحكامة الجيدة‪ .‬‬ ‫وحاليا يعاني المغرب من مشكــل آخـر هو النقص الحاصل في المهندسين والدكاترة‬ ‫‪ rrrrr‬‬ ‫مع قلة األساتذة الباحثين في مدارس الهندسة العليا‪ ،‬وما زاد في الطين بلة هو أن‬ ‫‪ - 3‬مشروع قانون مالية ‪ : 2019‬تأثير فاتورة الطاقة ‪ :‬‬ ‫المهندسين القدامى يذهبون إلى التقاعد مما يعمق الهوة ويزيد من أزمة الحصول على‬ ‫من أهم األشياء التي تؤثر سلبا على التوازنات المالية العامة للمملكة نجد بالدرجة هذه التخصصات والبروفايالت بأعداد كافية ووافية‪ .‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫من بحور الشعر‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬فصاحة النطق باأللفاظ عند مخارج الحروف وبلغة شاعرة‬ ‫لمدير دار الشعر األستاذ األديب مخلص الصغير‪ ،‬ومدير بيت الشعر‬ ‫بالبيضاء األستاذ القادري‪ ،‬افتتح فضاء دار الشعر بالمضيق‪ .‬الكلمات‬ ‫تتراقص على أوتار اللسان بإيقاع لمبدع يُطربُ األسماع‪ .‬ولم يسقط‬ ‫حرف العين من حلق الشاعر ليتحفنا بفنٍّ من نظم البهاء‪ ،‬في أمسية‬ ‫على ضفاف المتوسط بالهواء الطلق‪ ،‬تحت زرقة السماء‪ ،‬وقد اتسمت‬ ‫بمبدعات فاتنات ‪.‬‬ ‫انفجرتْ مياه األوزان من ثنائيات الشعر الفصيح والزجل‪،‬‬ ‫لسيدات جميالت يتغزلن في ابن البلد‪ ،‬من بحر المضيق‪ .‬وقد انضاف‬ ‫بحرُه إلى بحور الشعر‪ .‬وهو الذي في أحشائه ذرٌّ كامنٌ من الطويل‬ ‫والكامل إلى المديد‪ ،‬في لغة البيان ‪.‬‬ ‫الشاعرة وفاء العمراني‪ ،‬ناظمة ذات ثقافة أدبية فنية رومانسية‪،‬‬ ‫تخيط بفرشة بين غرْزَتين على ثوْب من حرير‪ ،‬لتبدِع لوحة شعرية‬ ‫تهمسُ في ُ‬ ‫أذ ٌن موسيقية‪ .‬ولها قدُرات ذهنية خيالية فردية‪،‬‬ ‫أسهمتْ في العملية اإلبداعية العربية بطريقة ارتقائية تكاملية‪ ،‬مما‬ ‫ساعدها على النبوغ‪ .‬كما كان للشاعرة ثورية القاضي قطع ًا زجلية‪،‬‬ ‫لألنثى التي تتغزل في حبّ الرجل‪ ،‬وتأثير هيام المبدعة لما تقدِمُ‬ ‫عليه‪ .‬ولم تأل جهداً دار الشعر الكتشاف الشاعر الشاب األديب عثمان‬ ‫الدرْدابي ليدلوَ بأشعاره‪ .‬ولقد توفقنَ والشاعر عثمان ْ‬ ‫أن يوقعوا‬ ‫في ذهن الحاضرين‪ ،‬إبداع المحاكي‪ ،‬بغنائية دَوْر الشعر وجماليته‪،‬‬ ‫يتخلله نغمٌ لثنائية العود واإليقاع ‪.‬‬ ‫مسك الختام من طينة كاتب مغربي ومبدع عالمي في شخص‬ ‫األديب الطاهر بن جلون‪ ،‬وهو متفرِّدٌ في نبوغه‪ ،‬وهو يتحدث مع‬ ‫نخبة من األدباء وعموم الناس عن الصدْمة التي صنعتْ من بن‬ ‫جلون المادة الخامة للكاتب في شكل سيرة ذاتية‪ .‬وقد حكمتْ‬ ‫اإلنسان وجهوده اإلرادية‪ .‬باطالعه على اآلداب العالمية من أجل‬ ‫حصاد سوف يؤهله ليقطف رحيق زهور البساتين‪ ،‬كنحلة للقاح‪.‬‬ ‫وبمستوى رفيع من االستقاللية والقلم الحرّ‪ .‬يحكي بعفوية‪ ،‬حين‬ ‫وطأتْ قدم الطاهر الطفل بحضن أبويه أديم طنجة‪ ،‬قادمين من‬ ‫فاس‪ ،‬استرعى انتباهه‪ ،‬واستملك البحر أحاسيسه المرهفة‪ ،‬وهو‬ ‫يشاهدُه ويتأمله على الطبيعة ألول مرة في العشرية األولى من‬ ‫حياته‪ .‬فعشق جمال البحر البديع ورائحته العليلة‪ .‬والطفل يكتشف‬ ‫البحر‪ ،‬وقد سُرَّ لرؤيته‪ ،‬فسجلت صورة البحر وريحه في ذاكرته‪ .‬فكان‬ ‫ثمة اختالف بين حاضرة فاس القارية وطنجة مجمع البحرين‪ .‬مجيئه‬ ‫إلى طنجة كان موعداً من القدر كموْعد الشمس والقمر عند الشروق‬ ‫والغروب بها‪ .‬البلدة التي ينعم سكانها بشروق الشمس بازغ ًا على‬ ‫المتوسط‪ ،‬والغطس عند غروبها بالمحيط على استحياء‪ .‬ويكون‬ ‫ثمة قمر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مبلل بوضوء للصالة‪ .‬فكان األمر‬ ‫بازغ صاعدٌ من المتوسط‪،‬‬ ‫بين الواقع الطفولي ووعْي الرُشد‪ .‬حتى أصبح ذلك الطفل الذي‬ ‫يسكن الطاهر بن جلون من مقام «بورخيس» و«نجيب محفوظ»‪،‬‬ ‫وقد تخللتْ أعمال بحور الشعر مناقشات وإيضاحات واستدراكات مع‬ ‫الكاتب العالمي والمبدع الطاهر بن جلون‪ .‬وقد جاء على لسان مدير‬ ‫دار الشعر بتطوان والشارقة األديب مخلص الصغير ارتسامات حول‬ ‫التظاهرة الثقافية والمكتبة الشاطئية قائال ‪:‬‬ ‫أشاد الشاعر والروائي المغربي الطاهر بن جلون بتظاهرة «بحور‬ ‫الشعر» التي نظمتها دار الشعر في تطوان‪ ،‬خالل شهر غشت الجاري‪،‬‬ ‫في شاطئ المضيق‪.‬‬ ‫وقال الكاتب الشهير‪ ،‬الذي حل ضيفا على هذه التظاهرة‪ ،‬في‬ ‫دورتها الثانية‪ ،‬إنها مبادرة تعيد ربط الشعر بالشارع وبالشاطئ‪،‬‬ ‫وتعيد الكاتب والشاعر إلى الناس‪ ،‬وتجعله متجذرا في الحياة مقيما‬ ‫فيها‪ ،‬وال يقف على هامشها‪ ،‬أو خارج نبضها اليومي‪.‬‬ ‫وأشار الطاهر بن جلون‪ ،‬الذي اختتم موسما شعريا زاخرا لدار‬ ‫الشعر بتطوان‪ ،‬إلى أن تجربته الشعرية إنما ارتبطت بالحرية منذ‬ ‫البداية‪.‬‬ ‫فقد تعرض بن جلون العتقال تعسفي ألسباب سياسية جعلته‬ ‫يواجه مختلف ضروب التعذيب واإلهانة‪« .‬وكان من الممكن أن ال‬ ‫يغادر السجن‪ ،‬وأن يفارق الحياة داخله‪ .‬ولذلك فكرت في ضرورة‬ ‫الكتابة‪ ،‬في ما يشبه وصية أو شهادة‪ ،‬أن أقول كلمتي‪ ،‬يقول صاحب‬ ‫رواية «ّتلك العتمة الباهرة» و«ليلة القدر» و«طفل الرمال» وروائع‬

‫‪8‬‬

‫رواية أخرى‪ ،‬والذي كتب الشعر قبل ذلك‪ ،‬ونشر مجموعة من الدواوين‬ ‫الشعرية‪ ،‬قبل صدور مختارات من أعماله الشعرية بفرنسا ‪.‬‬ ‫وعن تجربة كتابة الشعر داخل السجن‪ ،‬أوضح الفائز بجائزة‬ ‫«الكونكور» سنة ‪ 1987‬أنه كان يتوجب عليه داخل السجن أن يقول‬ ‫األساسي فقط‪ ،‬وأن ال يكتب إال ما هو جوهري‪.‬‬ ‫ولذلك فلن يكون هذا الجوهري سوى الشعر‪ .‬إلى درجة انه كان‬ ‫ثمة غموض مقصود في النصوص الشعرية التي كتبها الشاعر ضمن‬ ‫هذه التجربة اإلنسانية الفاصلة‪ ،‬كما عاشها في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫وارتباطا بفضاء المكتبة الشاطئية‪ ،‬نبه الطاهر بن جلون إلى‬ ‫أننا نعيش بالفعل مرحلة خطيرة‪ ،‬بسبب انعدام القراءة‪ ،‬في مقابل‬ ‫ضغط وسائط االتصال الجديدة ومواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬التي‬ ‫همشت الكتاب‪.‬‬ ‫وبهذا‪ ،‬أصبحنا‪ ،‬حسب الكاتب‪ ،‬مجرد مستهلكين لمعرفة تقنية‬ ‫آنية‪ ،‬ال تقدم لنا القيم الموجودة في الشعر والروايات مثال‪ ،‬حيث‬ ‫يتقاسم معنا الكاتب خياله‪ ،‬ويحفزنا في اآلن ذاته على التخييل‬ ‫واإلبداع ومعانقة الحرية والسفر التخييلي إلى عوالم واقعية أو‬ ‫مفترضة‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬استحضر الكاتب رائعة ماركيز «مائة عام من العزلة»‪،‬‬ ‫وهو يعتبرها نصا ال بد منه لمن أراد الذهاب إلى كولومبيا مثال‪.‬‬ ‫بل هي عنده ‪« ،‬أهم دليل سياحي نحو كولومبيا‪ ،‬ال يقدم فكرة عن‬ ‫البلد وجغرافيته‪ ...‬بل ينفذ إلى روح الشعب الكولومبي»‪ .‬والشاعر‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بحسب الطاهر بن جلون‪،‬هو الذي يكشف عما لم يفكر فيه‬ ‫اآلخرون‪ ،‬ومهمته فضح األشياء»‪.‬‬ ‫كما أن الكاتب هو «مؤرخ أحالم الشعوب‪ ،‬الذي يدون أحالمنا»‪،‬‬ ‫ويضيف الروائي والشاعر المغربي وهو يرى أن اإلبداع يعطينا إشارات‬ ‫لكي يلتقطها المجتمع ويتحرك‪.‬‬ ‫وقد كتب الطاهر بن جلون الشعر داخل السجن‪ ،‬قبل خمسين‬ ‫سنة من اليوم‪ ،‬فلما غادره واجهه الناس بسؤال ماذا تكتب اآلن؟‪،‬‬ ‫ليجد نفسه مضطرا إلى الكتابة‪ ،‬ومضطرا إلى أن يحكي أشياء جديدة‪،‬‬ ‫فانطلق من مدينته فاس‪ ،‬ليكتب رواية «حرودة»‪ ،‬وليواصل كتابة‬ ‫الرواية والشعر حتى اليوم‪ ،‬مرتبطا بكل القضايا التي يواجهها في‬ ‫مجتمعه وفي العالم الذي يحيا فيه‪.‬‬ ‫ومن هنا كان كاتبا عالميا حل ضيفا على المكتبة الشاطئية في‬ ‫مدينة وادي لو‪ ،‬وضيفا على تظاهرة «بحور الشعر» التي تنظمها دار‬ ‫الشعر بتطوان وتستمر إلى غاية ‪ 12‬غشت الجاري‪.‬‬ ‫وكانت الشاعرة وفاء العمراني قد افتتحت «بحور الشعر» بقراءة‬ ‫نصوص شعرية تنتمي إلى مراحل مختلفة من تجربتها الشعرية‬ ‫الزاخرة‪ ،‬كما تفاعل جمهور الشعر وبحوره مع الشاعرة الزجالة ثورية‬ ‫َ‬ ‫العازفين‬ ‫القاضي والشاعر الشاب عثمان الدردابي‪ ،‬ومع إيقاعات‬ ‫إدريس نيغرا وعلي الدامون‪.‬‬ ‫وشهد اليوم الثاني من التظاهرة تنظيم ورشة في الصباغة‬ ‫والتشكيل‪ ،‬لفائدة األطفال والشباب‪ ،‬كما تم تنظيم مسابقة في‬ ‫إلقاء الشعر لفائدة الشباب‪ ،‬الذين ألقوا قصائد شعرية تتغنى بالبحر‪،‬‬ ‫لكل من إيليا أبو ماضي ومحمود درويش‪ ،‬وذلك أمام لجنة تحكيم‬ ‫متخصصة‪.‬‬ ‫وتتواصل المكتبة الشاطئية مشرعة في وجه محبي القراءة‬ ‫وعشاق الشعر إلى غاية ‪ 12‬غشت الجاري‪ ،‬في شاطئ المضيق‪ ،‬لتسدل‬ ‫الستار على سنة من التظاهرات الشعرية المنتظمة والمتواصلة‪،‬‬ ‫تلك التي نظمتها دار الشعر بتطوان في تسع مدن مغربية إلى حد‬ ‫اآلن وقد يوجد في الكالم عذوبة للسمع حتى ينال األديب المغربي‬ ‫العالمي جائزة «نوبل» لآلداب‪ ،‬على نظم لعمرو بن كلثوم ‪:‬‬ ‫إذا بلـغ الفطـام لنا صبـي تخر له الجبابـر سا جدينــا‬ ‫مألنا البرَّ حتــى ضاق عنا وظهر البحر نمأله سفينــا‬ ‫أال ال يجهلـن أحـد علينــا فنجهل فوق جهل الجاهلينا‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫التأثير الخارجي في‬ ‫الثقافة العربية (‪)3‬‬ ‫في ه��ذه الحلقة سنتابع الحديث‬ ‫عن التأثير الخارجي في الثقافة العربية‪،‬‬ ‫حيث ظل المنادون بالمدارس األوروبية‬ ‫في ظر شعوبهم مجرد ممثلين لفكر‬ ‫هدام يبعث بهم إلى (التأغرب) المعادي‬ ‫والمعتدل لطعنهم في أعز ما يعتزون‬ ‫به وهو اإلس�لام‪ ،‬وهكذا كبرت الفجوة‬ ‫ما بين الثقافتين المتوازيتين‪ ،‬ثقافة‬ ‫الصفوة‪ ،‬وثقافة سواد الناس‪ ،‬وزاد سوء‬ ‫الفهم مرارة‪ ،‬أمية متفشية‪ ،‬تجعل من‬ ‫الصعب على الجماهير تتبع المناظرت‬ ‫التي أقيمت بشأن هذا الموضوع‪ ،‬تتبعا‬ ‫مشبعا بالفهم‪.‬‬ ‫وما بين الحداثة والمحافظة‪ ،‬وبين‬ ‫المستقبلية والماضوية‪ ،‬وما بين التجديد‬ ‫والتقليد‪ ،‬وبين الطفرة المغامرة والتقوقع‬ ‫المتوجس‪ ،‬غابت عناصر التوافق والتقارب‬ ‫والتوليف‪ .‬وهكذا شمل الصراع القبعة‬ ‫والطربوش والسفور والحجاب‪ ،‬وتعليم‬ ‫المرأة ووضعها داخل المجتمع‪ ،‬وإسدال‬ ‫اللحى وشرب القهوة ومضغ السواك‪،‬‬ ‫وشكل القصيدة وصحة الشعر الجاهلي‪،‬‬ ‫وكل ما يمس جوانب المجتمع‪ ،‬وجرى‬ ‫استقطاب وتزمت عقيم ما بين تشوف‬ ‫لكل ما يأتي من وراء البحار‪ ،‬وعكوف‬ ‫على موروثات السلف الصالح على نحو ما‬ ‫خبرته روسيا القيصرية في آخر عهودها‪،‬‬ ‫وهكذا شهدنا انفصاما محيرا بين أنصار‬ ‫الالثينية وأنصار األنجلوسكسونية مثال‬ ‫في مصر واألزه��ري��ون‪ ،‬مقيمين بذلك‬ ‫ضجة كبرى‪ ،‬في صراع بين الفرعونيين‬ ‫والفينيقيين‪ ،‬أو وفق بلدان الحماية في‬ ‫أجزاء من بلدان الشام والشمال اإلفريقي‪.‬‬ ‫وما بين الحنين إلى مجد أقل أو‬ ‫فردوس مفقود‪ ،‬وبين البحث عن وسائل‬ ‫عملية للنهوض‪ ،‬تقدم بعض بأطروحة‬ ‫الجامعة اإلسالمية بحسبانها (أفضل رد‬ ‫على الهجمة الصليبية الجديدة) بينما‬ ‫نادى آخرون بجامعة عربية ال تستثني‬ ‫األقليات غير اإلسالمية وال تعيد إلى‬ ‫استبداد شرقي على نحو ما ك��ان في‬ ‫عهد الخالفة العثمانية‪ .‬ينتظم الفريقان‬ ‫– كل في مذهبه‪ -‬ليبيرالية مستنيرة أو‬ ‫حكم إسالمي نيابي‪ ،‬وإصرار على مقاومة‬ ‫التسلط الفردي واالستبداد‪ ،‬أو الدعوة‬ ‫إلى بيعة دستورية‪ ،‬هذا ما خلصت إليه‬ ‫جل المناظرات المتعلقة بهذا الشأن‪،‬‬ ‫وكل هذه المناظرات التي كانت تقابل‬ ‫بين الفينة واألخرى بردة فعل جماهير‬ ‫ذاه��ل��ة مسترجعة متأرجحة م��ا بين‬ ‫هزائمها المفجعة على النحو الذي وصفه‬ ‫«الجبرتي» أو ما صممه «لورانس العرب»‬ ‫أو حاجة فكرية يلبيها العقل العربي بادئا‬ ‫بتحميص الذات‪ ،‬وكل هذا مجرد رد فعل‬ ‫متخبط لوطأة الهيمنة األوروبية كتخبط‬ ‫الذبابة في شبكة العنكبوت‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫نوقشت بآداب تطوان يوم الثالثاء ‪ 3‬يوليوز‪ 2018‬أطروحة لنيل الدكتوراه في اآلداب في موضوع‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫«السلفية في فكر عالل الفاسي ‪ :‬مقومات االستمرارية و إمكانات التجاوز»‬ ‫تقدم بها الطالب الباحث جمال العسري‪ ،‬بإشراف‪:‬‬

‫الدكتور عبد اللطيف شهبون و الدكتور مصطفى الغاشي‪ .‬‬ ‫و قد تكونت لجنة المناقشة من األساتذة الدكاترة‪ :‬‬

‫ المصطفى حنفي رئيسا ‪ -‬مصطفى الغاشي مشرفا و مقررا‬‫ أحمد بوعود عضوا ‪ -‬عزيز بوستا عضوا‬‫الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته‪ ،‬اخترت له عنوان‪:‬‬ ‫«السلفية في فكر عالل الفاسي‪ :‬مقومات االستمرارية وإمكانات‬ ‫التجاوز» هو عنوان البحث‪ .‬لكن‪ ،‬لماذا السلفية؟ ولماذا عند عالل‬ ‫الفاسي؟ وهل يمكن أن نعيد قراءة عالل الفاسي لنجعله معاصرا‬ ‫لنا؟‬ ‫ال ينكر أحد أن الجدل يحتد حول السلفية والسلفيين في‬ ‫عالم اليوم‪ ،‬ويأخذ موقعا متقدما في النقاش الفكري العمومي؛‬ ‫ليس في أوساط البحث في دول العالم اإلسالمي؛ بل يتجاوزه‬ ‫إلى رصده وتتبعه من قِبل مراكز الدراسات والبحوث الغربية‪،‬‬ ‫ووسائل اإلعالم العالمية‪ .‬لقد ارتفعت وتيرة هذا الجدل منذ‬ ‫التفجيرات التي عرفتها الواليات المتحدة األمريكية في بداية‬ ‫العقد األول من القرن الواحد والعشرين‪ ،‬التي تبناها تنظيم‬ ‫أصوله ومنطلقاته المرجعية سلفية‪ ،‬ونما هذا الجدل بعد بروز‬ ‫تنظيمات مقاومة لالحتالل في العراق وأفغانستان واليمن ‪...‬‬ ‫وكلها كانت ذات مشرب عقدي وفقهي وفكري واحد‪ :‬السلفية‪.‬‬ ‫وبعد أحداث ما سمي بــ «ثورات الربيع العربي»‪ ،‬برزت‬ ‫التيارات السلفية بشكل قوي على الساحة‪ ،‬وهذه المرة في مضمار‬ ‫العمل السياسي بعد أن تخلت عن مسلماتها بعدم المشاركة في العمليات‬ ‫االنتخابية‪ .‬وقد كانت صدمة الباحثين العرب ال تقل عن نظرائهم الغربيين وهم‬ ‫يرون تقدم القوى السلفية المحافظة في أكثر من موقع‪ ،‬مما جعلهم يتحولون‬ ‫إلى ظاهرة مجتمعية ال يمكن التغافل عنها أو إهمالها‪.‬‬ ‫لقد اتسم التعامل مع الظاهرة بالكثير من االضطراب‪ ،‬فلسنوات طويلة كان‬ ‫ينظر إلى السلفية باعتبارها كتلة موحدة لها تعبيرات واحدة‪ ،‬ولم يؤخذ بعين‬ ‫االعتبار التنوع داخلها‪ ،‬فقد لعب مصطلح «السلفية» وظيفة اإلخفاء عن الهوية‬ ‫أكثر من التعبير عنها كما هو منتظر من المصطلحات الذي يقوم تعريفها ابتداء‬ ‫بالتمكن من المعرفة األولية بموضوع ما‪.‬‬ ‫ما زاد الكثير من الخلط وعدم التحديد تجاه المصطلح‪ ،‬وتجلياته الفقهية‬ ‫والفكرية والتنظيمية‪ ،‬هو التسرع في االنطالق من مقدمات خاطئة تؤدي منطقا‬ ‫إلى نتائج خاطئة‪ ،‬وأصبحت دراسة التيار السلفي ميدانا للمتخصصين وغير‬ ‫المتخصصين‪ ،‬وللباحثين الجادين كما لدوائر الدعاية والعالقت العامة‪ ،‬وضمنها‬ ‫يقع الخلط ــ قصدا أو عرضا ــ بين تعبيرات السلفية المتعددة‪ :‬سلفية وهابية‬ ‫متشددة‪ ،‬سلفية إصالحية تجديدية‪ ،‬سلفية محافظة‪ ،‬سلفية معادية للتمذهب‪،‬‬ ‫سلفية متصالحة مع المذاهب الفقهية‪ ،‬سلفية علمية‪ ،‬سلفية علمية ــ دعوية‪،‬‬ ‫سلفية مسيسة‪ ،‬سلفية قتالية‪ ،‬سلفية معارضة‪ ،‬سلفية موالية للحكم‪...‬‬ ‫ال يعد البحث إذن في مفهوم السلفية ودالالته باألمر الهين‪ ،‬فالمصطلح‬ ‫تتعدد مضامينه باختالف محللي الخطاب‪ ،‬بل تختلف دالالته حتى بين منتجي‬ ‫الخطاب ذاته‪ .‬والغريب أن المصطلح يتطرَّفُ من إطراء معانيه اإليجابية‬ ‫حتى َ‬ ‫يُظنَّ أن الناطقين عنه يمثلون الحق المطلق‪ ،‬وفي المقابل تتم شيطنة‬ ‫المصطلح حتى َ‬ ‫يُظنَّ أنه الشرُّ المطلق‪ ،‬وليس يهم البحث إصدار أحكام قيمة‬ ‫قدر التزامه بالمعايير العلمية الصارمة بغية التوصل إلى نتائج موضوعية‪.‬‬ ‫من الخطأ اعتبار السلفية داللة على تصور واحد‪ ،‬بل هي «سلفيات»‬ ‫متعددة‪ .‬كما يكون من الخطأ محاكمة السلفية استنادا على الوقائع التي صارت‬ ‫إليها اليوم‪ ،‬مغفلين مقدماتها التي كانت عنوان مقاومة المستعمر‪ ،‬ونهضة‬ ‫األمة‪ ،‬ومحاربة التقليد واألعراف‪ ،‬ومصالحة الشرع مع العقل‪ ،‬مما بوأها مكانة‬ ‫خاصة في صفوف النخب ومختلف الفئات االجتماعية كما كان الشأن عليه في‬ ‫التجربةالمغربية‪.‬‬ ‫لقد كان التعبير على السلفية المغربية من خالل إثبات صفة الوطنية لها‪،‬‬ ‫فهي «سلفية وطنية» أثرت بشكل الفت في تاريخ المغرب المعاصر وال تزال‪ ،‬فقد‬ ‫ارتكز فكرها اإلصالحي على مرجعية إعادة قراءة النص الديني بعقالنية مجددة‪،‬‬ ‫وسعوا إلحياء االجتهاد بمنطق معاصر كما عبر عالل الفاسي‪ ،‬أو حداثي كما‬ ‫نعبر اليوم‪ ،‬فالغرب وتفوقه كان حاضرا في مطلب التجديد سواء وقع التصريح‬ ‫بذلك أو إضماره‪ .‬لذلك شكلت السلفية الوطنية مدرسة ساهمت بنجاعة في‬ ‫التأسيس لفكر إصالحي تمكن الشعب المغربي عبره من استيعاب الكثير من‬ ‫جوانب الحداثة والتحديث الغربيين بدون أدنى مركب نقص‪ ،‬أو تأثير سلبي‬ ‫كبير على هويتهم ومعتقداتهم الدينية‪ .‬لقد زرعت السلفية الوطنية بذلك بذور‬ ‫قضية اعتبرت إشكالية القرن العشرين الكبرى في الفكر العربي واإلسالمي‪ ،‬وهي‬ ‫طبيعة العالقة بين الدين والتحديث؟ وهذا البحث رصد الجواب عن هذا اإلشكال‬ ‫السرمدي مع أحد أبرز أعالم السلفية الوطنية بالمغرب‪ :‬عالل الفاسي‪.‬‬

‫لكن لماذا عالل الفاسي؟‬

‫ال يتعلق أمر اختيار عالل الفاسي لكونه من الرعيل األول الذي كان من وراء‬ ‫تأسيس الحركة الوطنية التي اعتمدت النضال السياسي‪ ،‬فال أحد ينكر أدواره‬ ‫الطالئعية في مقاومة االستعمار‪ ،‬وبصماته في مغرب ما بعد االستقالل‪ .‬لكن‬ ‫الدراسة لم يكن همها االنشغال بالحراك السياسي والجهادي لعالل الفاسي‬ ‫إال عرضا‪ ،‬وذلك لتكاثر األبحاث والدراسات التي تتبعت عالل الفاسي مناضال‬ ‫وسياسيا وأديبا‪ .‬ولكن غاية هذا البحث توجه إلى السعي نحو اكتشاف عالل‬ ‫الفاسي في تشكله الفكري الداخلي‪ ،‬على اعتبار أن الوقائع واألحداث تكون لها‬ ‫أهميتها لحظة وقوعها‪ ،‬لكن الكلمة هي ما ترسخ وتثبت وتدوم‪ ،‬لذلك فإن‬ ‫استمرارية عالل الفاسي تتحقق أساسا بما تركه من مؤلفات عدة في مناحي‬ ‫ومجاالت مختلفة‪ ،‬رصدها‪ :‬بعقلية الفقيه‪ ،‬وصرامة عالم االجتماع‪ ،‬وحكمة‬ ‫الفيلسوف‪ ،‬ورهافة حس الشاعر األديب‪ ...‬وكل ذلك اجتمعت في عنوان‪ :‬سلفية‬ ‫عالل الفاسي‪.‬‬ ‫من المؤكد أن عالل الفاسي من المنظرين الكبار الذين تركوا وراءهم‬ ‫مكتبة زاخرة‪ ،‬مما يجعل تراثه عصيا على التصنيف‪ ،‬بل إن كل تصنيف إنما يخضع‬ ‫لدواعي منهجية أكثر من تعبيره حقيقة عن جوهره وماهيته‪ ،‬حيث يصعب‬ ‫التمييز في مكتوبات عالل الفاسي بين ما هو سياسي وما هو غير سياسي‪ ،‬وكما‬ ‫أن التأصيل ال يرتبط بمرحلة ولكنه يحضر في كل مكتوباته‪ ،‬ناهيك عن التداخل‬ ‫بين ما هو ديني واجتماعي وفلسفي وسياسي في الكتاب الواحد‪ ،‬كما أن أشعاره‬ ‫بدورها حضرت فيها كل رؤاه الفقهية والفكرية والتعبيرية الجمالية‪ ،‬لكن أهمية‬

‫والتيارات بين ما هو جديد وما هو قديم‪ ،‬ما هو تقدمي وما هو محافظ‪،‬‬ ‫وأن أعالم هذا التاريخ إنما اكتسبوا شهرتهم ومكانتهم المرموقة‬ ‫ألنه كان لديهم ما يتميزون بهم عن سائر معاصريهم‪ ،‬وعلى أساس‬ ‫هذه النظرة تتحول أفكار هؤالء األعالم واألحداث التي عايشوها أكثر‬ ‫من مجرد سرد تاريخي‪ ،‬بل هو بحث عن الداللة والمعنى‪ ،‬وتمثل‬ ‫للجواب عن القضايا التي ما تزال تشغلنا‪ ،‬والتي يعيد التاريخ طرحها‬ ‫ألنها ترتبط بقيم تناضل من اجل االستمرارية أو التحول‪ .‬وقد تلخصت‬ ‫إشكالية البحث‪ :‬ما مقومات االستمراية في سلفية عالل الفاسي وما‬ ‫إمكانات تجاوزها في واقعنا المتغير؟‬

‫مخرجات البحث ورهانته‪:‬‬

‫التصنيف أنه يعطي نظرة شاملة على جل اإلنتاجات الفكرية التي كتبها عالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬وهو ما يضعنا أمام كاتب مُكثر‪ ،‬يخترق تخصصات متعددة‪ ،‬ويقدم‬ ‫تصوراته بمنطقي التخصص والشمولية في اآلن ذاته‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫تنطلق أهمية هذا البحث ابتداء من فكرة أساسية تتمثل في أن مجموع‬ ‫التراث المكتوب لعالل الفاسي يعكس حقبة تاريخية مهمة من تاريخ المغرب‬ ‫المعاصر سواء من حيث أوضاعه الفكرية أو االجتماعية أو السياسية أو‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وبذلك فهو يشكل نسقا تأسيسيا للمسار الذي وضع سكة التطور‬ ‫الذي عرفه المغرب‪ ،‬وبالتالي فإن النسق الفكري لعالل الفاسي ينطوي على الكثير‬ ‫من اإلرث الذي يمكننا من التعرف على المغرب وماجريات الوقائع التي تحكمت‬ ‫في اختياراته مبكرا‪ ،‬والتي ما زالت لها تأثيراته على مغرب اليوم‪.‬‬ ‫من المؤكد أن واقعنا ما زال يعاني من الكثير من اإلشكاالت الفكرية‬ ‫التي تناولها عالل الفاسي‪ ،‬وقد رصدنا في هذا الباب تصوره للسلفية باعتبارها‬ ‫ظاهرة تاريخية تكررت باستمرار‪ ،‬وارتبط تكرار طفوها على السطح بظهور‬ ‫نفس األسباب الكبرى التي شكلت أزمات في لحظتها التاريخية‪ ،‬سواء في‬ ‫جوانبها الفكرية أو السياسية‪ .‬ومن الواضح أن مراجعة مفهوم السلفية وتعدد‬ ‫تمظهراتها يعد من األبحاث التي لها األولوية بسبب انتشار الظاهرة على امتداد‬ ‫العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬وتعدد الفاعلين في الحقل الديني بالمغرب الذين‬ ‫ينسبون أنفسهم بكونهم امتدادا للسلفية‪ ،‬سواء المشرقية الوهابية‪ ،‬أو ذات‬ ‫األصول المغربية التي عرفتها الحركة الوطنية‪ ،‬وتأثيراتها على الواقع االجتماعي‬ ‫والسياسي والعلمي إيجابا أو سلبا مع تنامي التيارات التي تمتح من السلفية‬ ‫بتصورات قتالية منبوذة‪.‬‬ ‫درس التاريخ في العالم اإلسالمي يثبت أن «السلفية» ال يخفت صوتها إال‬ ‫ليظهر من جديد‪ ،‬وهو ظهور له أكثر من تجلي واحد‪ ،‬وبذلك يمكن أن نتحدث‬ ‫عن «سلفيات» وليس سلفية واحدة‪ ،‬وقد شكلت «السلفية الوطنية» مع عالل‬ ‫الفاسي إحدى أوجهها‪ ،‬وقد سعينا إلى البحث في فرضية ملحة تتعلق بكون‬ ‫السلفية الوطنية التجديدية اإلصالحية ارتبطت بمنهج تفكير أكثر من تعبيرها‬ ‫عن مرحلة تاريخية محدودة في الزمان والمكان‪ ،‬ومن المؤكد أن المنهج يتجاوز‬ ‫زمانه‪ ،‬ويرسخ ذاته بإمكانية تفعيله في كل لحظة من اللحظات التاريخية‪ ،‬ال‬ ‫سيما إذا أثبت تماسكه المنطقي‪ ،‬ونجاعته في الواقع‪.‬‬ ‫نستطيع اليوم قراءة عالل الفاسي في مساراته الفقهية‪ ،‬والفكرية‪،‬‬ ‫والفلسفية بكثير من الموضوعية‪ ،‬ال سيما بعد أن خفتت جلبة الصراع السياسي‬ ‫التي ال تترك شخصا على الحياد‪ ،‬حيث ينقسم الناس حوله إلى معارض‬ ‫جذري لكل أطاريحه أو منساق إلى كل تصوراته‪ ،‬والغالب في الموقفين غياب‬ ‫الموضوعية وعدم التجرد‪ ،‬وهذه الدراسة سعت جهدها لكي تصبح فرصة إلعادة‬ ‫تقويم النتاج الفكري لعالل الفاسي بمعيار المنهج العلمي الذي سعى إلى إعادة‬ ‫قراءة المتن العاللي‪ ،‬ومقاربته بمجموعة قضايا تشغلنا اليوم‪ ،‬وهو ما مكن من‬ ‫بعث الروح في الكثير من مكتوباته‪ ،‬وإعادة عالل الفاسي إلى رحاب حياتنا الفكرية‬ ‫والسياسيةواالجتماعية‪.‬‬ ‫لقد كان هم البحث أن يقدم قطعا حية من تراث عالل الفاسي‪ ،‬ألن التراث‬ ‫هو ما يشكل ذاكرتنا التي تتحكم في اختياراتنا المستقبلية‪ ،‬وهو إما أن يرسب‬ ‫في قاع «الالوعي الجمعي» أو يتم إخراجه إلى مساحة الضوء لالنطالق منه‪ ،‬إذ‬ ‫من عدم النباهة أن يعتقد البعض أنه يمكنه أن يبدأ من الصفر كأنه يمسح‬ ‫سبورة ويعيد الكتابة من البدء‪ ،‬فذاكرة الشعوب ال تمحى‪ ،‬وأفضل ما يمكن فعله‬ ‫هو إعادة القراءة الجماعية لذلك اإلرث‪ ،‬وبعث الروح في جوانبه اإليجابية‪ ،‬وتجاوز‬ ‫ما ال يفيد منه‪.‬‬ ‫تكون من مهمات الباحث الرئيسية محاولة الكشف عن الجذور العميقة‬ ‫للقضايا الكبرى والمَهام الملحة التي تواجه حياتنا اآلن‪ ،‬والتساؤل‪ :‬هل طرقها‬ ‫هؤالء األعالم؟ وبأي مستوى من مستويات العمق والنضج تناولوها؟ وما هي‬ ‫المُخرجات التي اقترحوها لواقعهم؟ وما ممكنات اإلفادة من تجاربهم وإجاباتهم‬ ‫في عالمنا اليوم؟‬ ‫إن كل ذلك يمنح الثقة لألجيال الالحقة في تراثها‪ ،‬وتدفع عنها إحساس‬ ‫الرائد الذي يخطو من المجهول إلى المجهول‪ ،‬أو المستكشف المنبت الصلة‬ ‫بجذور المعارف وأصول الحقائق لما يريد الوصول إليه من مكتشفات‪ ،‬بينما في‬ ‫تراثنا ما يوفر العديد من اإلجابات‪ ،‬ويفتح الكثير من االختيارات‪ ،‬ومن ذلك يصبح‬ ‫التراث معاصرا لنا‪ ،‬وهو ما خضنا تجربته مع عالل الفاسي في رصده لمفهوم‬ ‫السلفية‪ ،‬وما يمكن أن يشكل استمرارية لمقاربته أو تجاوزا لبعض جوانبها‪ ،‬من‬ ‫خالل ما يقرره المنهج العلمي في مقاربة الظاهرة المدروسة‪.‬‬ ‫لقد قال العرب قديما‪ :‬إن «اختيار المرء قطعة من عقله»‪ ،‬واإليمان بأن‬ ‫تاريخنا وتراثنا المغربي‪ ،‬وكل تاريخ وتراث‪ ،‬قد حفل بالمتناقضات والصراعات‬

‫لقد أصبح من المالحظ أن الدعوات السلفية المستنسخة من‬ ‫نسخ مشرقية متشددة تطبع التعامل مع المجتمع بالكثير من العنف‪،‬‬ ‫ومع العقل بكثير من التزمت‪ ،‬ومع المرأة بكثير من التشدد‪ ،‬ومع‬ ‫الحداثة بكثير من الرفض‪ .‬إنها تسعى إلى تحويل القيم المجتمعية من‬ ‫طابعها اإليجابي إلى صيغة سلبية تقسم العالم بتفكير مانوي‪ :‬بياض‬ ‫وسواد فقط‪.‬‬ ‫يقدم اإلرث السلفي المغربي إجابات مغايرة للسلفية الوهابية‬ ‫في نسختها المتشددة‪ ،‬وإذا كانت اجتهادات محمد الحجوي الثعالبي‪ ،‬ومحمد‬ ‫بلعربي العلوي قد مثلت مَفصال في نظرة العلماء إلى اإلسالم وقضايا العصر‪،‬‬ ‫فقد بلغت هذه النظرة ذروتها االجتماعية‪ ،‬والجريئة عند كثير من اعالم السلفية‬ ‫الوطنية المغربية ومن أبرزهم عالل الفاسي‪.‬‬ ‫بعد اإلقرار بأن السلفية في تصور عالل الفاسي تحولت إلى منهج تفكير‬ ‫بدل أن تكون «مذهبا» ال يمكن الخروج عن قالبه‪ ،‬أو التفكير من خارج إطاره‪،‬‬ ‫فإن التساؤل الذي يطرح نفسه‪ :‬أي نموذج قدمه عالل الفاسي كمجتهد سلفي؟‬ ‫وما مميزات منهجه؟‬ ‫تمنحنا شخصية عالل الفاسي نموذج الفقيه المجتهد الذي دمج في سيرته‪:‬‬ ‫الفعل الحركي الجهادي النضالي‪ ،‬والفقه الشرعي األصولي‪ ،‬واالنفتاح على العلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وهو ما منح المغرب مفكرا مجتهدا من العيار الثقيل‪ ،‬ينخرط في الواقع‬ ‫بكل تفاصيله‪ ،‬ويعي النص الشرعي بآليات االجتهاد المعروفة‪ ،‬ويميز بين النص‬ ‫الشرعي المطلق والنصوص الفقهية النسبية‪ ،‬والمستعين بعلم االجتماع في‬ ‫رصد مختلف تجليات الظواهر االجتماعية وأسبابها‪ ،‬والذي لم يكن يستعجل‬ ‫النتائج قدر سعيه إلى إحكام مقدماته‪ .‬إنه ليس ذلك الفقيه الذي ينغرس في‬ ‫النصوص ال يجاوزها فيصعب عليه تفكيك مفردات الواقع الذي ال يعي نسق‬ ‫إشكالياتهالمعقدةوالمتشابكة‪.‬‬ ‫ماذا عن مميزات المنهج السلفي عند عالل الفاسي؟ وما إمكانات اإلفادة‬ ‫منه في واقع مغاير لواقعه؟‬ ‫تقوم رؤية عالل الفاسي االجتهادية على اعتبار التوازن بين المرجعية‬ ‫الشرعية واالنفتاح على اآليات الكونية‪ ،‬لذلك يعد الدين عنده ذا بعد إنساني‪،‬‬ ‫بمعنى إمكاناته في التأثير والتأثر باآلخر الذي ينبغي أن نبحث لديه عن الحكمة‬ ‫فنلتقطها‪ ،‬وعن المشترك فنبني عليه‪ ،‬وعن المختلف فيه فيكون بوابة لالعتراف‬ ‫بفضيلة الحق في االختالف‪.‬‬ ‫إن هذه المقدمات هي التي جعلت فقه عالل الفاسي التجديدي للدين‬ ‫يتأسس على ثالثية‪ :‬االجتهاد في فهم النص‪ ،‬وتكييفه مع متغيرات الواقع‪،‬‬ ‫واالجتهاد في فهم الواقع من منظور إسالمي منفتح‪ .‬وفي تصوره نجد محموعة‬ ‫مقدمات شرطية في منهجه وتصوره االجتهادي‪:‬‬ ‫ضرورة التحرر من قبضة التراث الفقهي الذي تفاعل مع واقعه‬ ‫ •‬ ‫وليس مع واقعنا‪ ،‬على اعتبار أن تاريخنا يقف متحجرا مزيَّنا في مخيلتنا‪ ،‬يضفي‬ ‫على كل التراث حلة القداسة‪.‬‬ ‫ضرورة عدم تقديس المذهب الفقهي؛ بل تجاوزه إذا تعارض مع‬ ‫ •‬ ‫نصوص شرعية صريحة‪ ،‬أو كان الحفاظ عليه مدخال لوأد الحقوق‪ ،‬وقد قدم عالل‬ ‫الفاسي أمثلة عن ذلك بتجاوزه للمذهب الفقهي المالكي إلى آراء فقهية أخرى‬ ‫لما رآه غير منصف للمرأة في مجموعة أحكام ترتبط بقضايا مختلفة‪.‬‬ ‫ضرورة بذل الجهد للعودة إلى األصول الشرعية‪ ،‬وقراءتها برؤية‬ ‫ •‬ ‫اجتهادية‪ ،‬وجعلها حاكمة على التراث الفقهي ال العكس‪ .‬على اعتبار أن تفسير‬ ‫النصوص الشرعية وتأويلها تحكم في الكثير منها السياقات التي وجدت فيها‪.‬‬ ‫ضرورة االنخراط في قضايا المجتمع وتفاصيله‪ ،‬والوعي الحقيقي‬ ‫ •‬ ‫بقضاياه‪ ،‬ألن كل حكم شرعي له مناط تنزيل‪ ،‬وكمال الفقه هو فهم النص‬ ‫وحسن تنزيله‪ .‬لذلك كان يرى عالل الفاسي أن الفقيه ال تكتمل عدته بمجرد‬ ‫إحكام فقهه للنص الشرعي‪ ،‬بل بضرورة استيعابه للعلوم اإلنسانية‪ ،‬وباألخص‬ ‫منها علوم االجتماع والقانون والفلسفة واالقتصاد‪.‬‬ ‫تحكيم النظر المقاصدي للوعي بالحكمة من التشريع‪ ،‬والقدرة على‬ ‫ •‬ ‫االجتهاد بما يوافق العصر والمَصر‪ .‬وذلك باستخراج كليات الشريعة وتحكيمها‬ ‫في فهم النصوص الجزئية وتوجيهها‪ ،‬وهو نوع من رد المتشابهات إلى‬ ‫المحكمات‪ ،‬والجزئيات إلى الكليات‪.‬‬ ‫التأسيس لبناءات نظرية مكتملة‪ ،‬وتصورات فكرية شاملة تتجاوز‬ ‫ •‬ ‫التجزئة في الفهم‪ ،‬والتبسيط في الفقه‪ ،‬على اعتبار أن كل مقاربة تجزيئية إنما‬ ‫تعي مكونا من مكونات اإلشكالية‪ ،‬بينما الواجب مقاربة قضايا الواقع من مختلف‬ ‫جوانبه‪.‬‬ ‫القدرة على تحقيق التثاقف الفكري مع الغرب دونما خوف من‬ ‫ •‬ ‫االستالب‪ ،‬والقدرة على تحقيق التآلف حتى مع المختلف معه‪ ،‬والتعاون معه على‬ ‫تحقيق مقاصد مشتركة‪.‬‬ ‫تبدو ممكنات ما استقر عليه المنهج السلفي لعالل الفاسي ذات قدرة على‬ ‫االستمرارية بما يرتكز عليه من دعامات تتسم بالمعقولية والفعالية‪ ،‬كما أن‬ ‫مشروعه اإلصالحي يبدو في كثير من جوانبه ذا قابلية لالستئناف ال اإلقبار‪.‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫الدكتور عبد اللطيف شهبون‬ ‫ولد الدكتــــور عبد اللطيـــف شهبون‬ ‫في (‪ 22‬من فبراير ‪1951‬م) بشفشاون‪،‬‬ ‫وسرعان ما انتقلت أسرته إلى تطوان حيث‬ ‫نشأ وترعرع هناك ‪ ،‬وحين بلغ سن اإلدراك‬ ‫ألحقه أهله بالكتاب فحفظ القرآن في مكتب‬ ‫الفقيه الغماري بتطوان‪ ،‬والفقيه البوحالتي‬ ‫بشفشاون حين كان يؤوب إليها في العطل‬ ‫الصيفية‪ .‬وبعد أن أتم حفظ القرآن وتعلم‬ ‫المبادئ األولى للقراءة والكتابــــة‪ ،‬التحق‬ ‫بمدرسة موالي إسماعيل االبتدائية بحي‬ ‫باب العقلة فحصل على الشهادة االبتدائية‬ ‫سنة (‪1961‬م)‪ ،‬قبل يدرس بثانوية القاضي‬ ‫عياض توجها بنيله لشهادة الباكالوريا‬ ‫سنة (‪1967‬م)‪ ،‬وهو ما خول له اإللتحاق‬ ‫بالمدرسة العليا لألساتذة بتطوان ليعمل‬ ‫أستاذا لمادة اللغة العربية سنة (‪1969‬م)‬ ‫في مدن مغربية مختلفة منها آسفي التي‬ ‫قضى فيها ثالث سنوات والرباط التي قضى‬ ‫فيها سنتين وطنجة التي درس فيها مدة‬ ‫سبع سنوات‪.‬‬ ‫ولم تنطفئ جذوة حب الدراســة من‬ ‫نفس المترجم له فسعى إلى تعميق تكوينه‬ ‫الثقافي والعلمي فالتحق بكلية اآلداب‬ ‫بفاس فنال شهادة اإلجازة سنة (‪1972‬م)‪.‬‬ ‫وفي مطلع السنة الجامعية (‪1977-1976‬م)‬ ‫انخرط رفقة صديقه المرحوم الدكتور عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي في سلك الدراسات‬ ‫العليا بآداب الرباط « تخصص أدب مغربي‬ ‫وأندلسي»‪ .‬وكانت الدراسة تستغرق سنة‬ ‫واحدة‪ ،‬أشرف عليهـــا الدكتوران عباس‬ ‫الجيراري ومحمد بن شريفة‪ .‬وأما األول‬ ‫فاختار حصــر مادتــه في «ظاهــرة الشعر‬ ‫المغربي على عهـــد الموحدين» منمذجا‬ ‫بشعر األمير « أبوالربيع سليمان الموحدي»‪،‬‬ ‫وأما الثاني فحدد مادته في كتب البرامج‬ ‫واألثبات والفهارس األندلسية مركزا على‬ ‫« برنامج شيوخ الرعيني»(‪ .)2‬وتوج مسيرته‬ ‫العلمية بالحصول على شهادة الدكتوراه‬ ‫في اآلداب من كلية األداب بتطوان سنة‬ ‫(‪2005‬م) بدرجة حسن جدا مع تنويه اللجنة‪.‬‬ ‫وقد عمل الدكتور عبد اللطيف شهبون‬ ‫بعد مرحلة التدريس الثانوي أستاذا لمادة‬ ‫ديداكتيك اللغة العربية بالمركز التربوي الجهوي بطنجة من سنة (‪1981‬إلى ‪1994‬م)‪،‬‬ ‫وفي الوقت نفسه حافظ على عمله كأستاذ محاضر بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان بشعبة اللغة العربية وآدابها‪.‬‬ ‫قام الدكتور عبد اللطيف شهبون برحلة حجازية إلى الديار المقدسة سنة (‪2008‬م)‬ ‫صحبة رفقاء العمر وهم ‪ :‬المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬وعبد الخالق أحمدون‪ ،‬ومحمد‬ ‫(‪)3‬‬ ‫كنون‪ ،‬ومصطفى الغاشي‪ ،‬ومصطفى الحنفي‪...‬‬ ‫للدكتور عبد اللطيف شهبون عدة أعمال تأليفية توزعت بين اإلبداع والنقد‪ ،‬ونشرت‬ ‫في مختلف الجرائد والمجالت المغربية والعربية والدولية‪ .‬وترجم العديد من الدراسات‬ ‫النقدية والنصوص اإلبداعية من اإلسبانية إلى العربية‪ ،‬كما ألف في مجال الديداكتيكي‬ ‫والتربوي‪ ،‬وكتب ما يزيد عن خمسمائة وخمسين عمودا صحفيا بجريدة « الشمال»‪ ،‬فضال‬ ‫عن مواد تحليلية في موضوعات ثقافية وسياسية ودينية وثقافية وسياسية وفنية‪ ،‬وأنجز‬ ‫حوارات مع شخصيات سياسية وأدبية وحقوقية وفنية‪ ،‬نشرت بجرائد‪ « :‬الخضراء الجديدة»‪،‬‬ ‫« مغرب الشمال»‪ « ،‬االتحاد االشتراكي»‪ « ،‬مجلة د‪ « ، »3‬جريدة القدس العربي»‪ ،‬جريدة‬ ‫«الشمال» ومن أعماله‪:‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬

‫« الخصائــص األسلوبيــــة في شعر‬ ‫التستاوتي»‪« ،‬شعر أحمـــد عبــد القــادر‬ ‫التستاوتي»‪« ،‬ذكريات صداقة» ‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الدواوين مثل ‪ « :‬كما لو رآني» سنة‬ ‫(‪2007‬م)‪ « ،‬وذاتي رأيت» سنة (‪2008‬م)‪،‬‬ ‫وديوان « إليك انتهيت» (‪2010‬م)‪ ،‬وديوان‬ ‫« لم يزال يراك»‪.‬‬ ‫وحصل على عدة جوائز من بينها‪:‬‬ ‫جائزة األليسكـــو على مشـــروع مندمج‬ ‫لمحاربة األمية سنة (‪2000‬م) باالشتراك‬ ‫مع األستاذين عسو أمقران وعبد الغفور‬ ‫البقالي‪ ،‬والجائزة األولى لمؤسسة عبد‬ ‫اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي سنة‬ ‫(‪2009‬م) في صنف األدب المغربي‪.‬‬ ‫وإلى جانب الكتابات الشعرية والنثرية‬ ‫لألستاذ عبد اللطيف شهبون أنشطة‬ ‫مكثفة في عدة مجاالت(‪:)4‬‬ ‫• مجال حقوق اإلنســان‪ :‬مشاركته في‬ ‫أنشطة دولية في مجــال حقوق اإلنسان‬ ‫وعلى رأسها‪ « :‬المؤتمر العالمي لمناهضة‬ ‫العنصرية الذي انعقد في جنوب إفريقيا‬ ‫خالل شهـر غشـــت من سنـــة (‪2001‬م)‪،‬‬ ‫ومؤتمر حقـــوق الطفل بالسويد وفرنسا‬ ‫وفلندا‪ ...‬وغيرها‪ .‬وهو عضــو مــــؤسس‬ ‫للمنظمة المغربية لحقوق اإلنسان الذي‬ ‫يشغل مهمة نائب عام لها»(‪ ،)5‬كما عمل‬ ‫عضوا بالشبكة األورو المتوسطية‪ ،‬وعضوا‬ ‫مستشارا لدى هيئة اإلنصاف والمصالحة‪،‬‬ ‫ويعمل مستشــارا خبيـــرا لـــدى المرصد‬ ‫الوطني لحقوق الطفــــل‪ ،‬وأعد بتكليف‬ ‫من هذا المرصد وثيقة مبادئ توجيهية‬ ‫للفاعل المدني‪ ،‬وساهم في صياغة العديد‬ ‫من التقارير الوطنيـــة حول انتهاكـــات‬ ‫حقوق اإلنسان بالمغرب وزلزال الحسيمة‬ ‫ومالحظة االنتخابات‪.‬‬ ‫• المجال البيداغوجي والتربوي‪ :‬عمل‬ ‫قبل تقاعده عضــوا بمجلس جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بتطوان‪ ،‬وعضو اللجنة‬ ‫البيداغوجية ولجنــــة البحــث‪ ،‬و بلجنـــة‬ ‫القوانين الداخلية بنفس الجامعة‪.‬‬ ‫• المجال الصحفي‪ :‬عضو هيئة تحرير‬ ‫جريدة « الشمال» ‪ ،‬وعضو هيئة تحرير الموسوعة الشعبية الصادرة عن وكالة شراع لخدمات‬ ‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬ورئيس تحرير مجلة « الكرامة» التي تصدرها المنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وعضو هيئة تحرير مجلة مواسم‪ ،‬ورئيس تحرير مجلة «عوارف» وهي مجلة‬ ‫محكمة مختصة في الخطاب الصوفي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ انظر ترجمته في‪ :‬رجال من تطوان‪ -‬حسب بريش‪ ،‬البشير المسري‪ -‬ص ‪ ،199‬طواف على غوارب أمواج‪ :‬قراءات‬ ‫في شعر عبد اللطيف شهبون ‪ -‬ناهد الزيدي‪ ،‬إعالم شفشاون وأحوازها في القرن العشرين‪ -‬اعتماد الرحموني‪ -‬بحث لنيل‬ ‫دبلوم الدراسات العليا‪ -‬كلية اآلداب بتطوان‪ -‬السنة الجامعية ‪ .2007/2006‬وقد قامت الدكتورة هدى المجاطي بصناعة‬ ‫ترجمة موسعة ومستفيضة عن الدكتور عبد اللطيف شهبون يسر اهلل إتمامها ونشرها حتى يستفيد منها القراء والباحثون‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ذكريات صداقة‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪ 3‬ـ ذكريات صداقة ص ‪15‬‬ ‫‪ 4‬ـ انظر هذا األنشطة بتفصيل في كتاب ‪ :‬رجال من تطوان ص ‪200-201‬‬ ‫‪ 5‬ـ أعالم شفشاون وأحوازها في القرن العشرين‪ -‬اعتماد الرحموني‪ -‬ص ‪130‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫محمد بن احل�سن الوزاين‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪1978‬‬

‫الزعيــم الوطنــي محمد بن الحسن الوزاني من مواليد مدينة فاس في يناير ‪ ،1910‬أدخل وهو صغيــر‬

‫الكتـــاب القرآني‪ ،‬تابع دراسته بمدرســـة اللمطيين بفاس‪ ،‬وثانوية موالي ادريس‪ ،‬ثم التحــق بالرباط‬ ‫بالمعهد الفرنسي حيث مكث هناك عامين مقيما بداخليتها‪ ،‬وسافر إلى فرنسا حيث هيأ الباكالوريا‪ ،‬في‬ ‫«ليسي شارالن»‪ ،‬انخرط سنة ‪ 1927‬في المدرسة الحرة للعلوم السياسية التي كان أول خريج مغربي‬ ‫منها‪.‬‬ ‫شارك سنة ‪ 1927‬في تأسيس جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين‪ ،‬انتخب سنة ‪ 1928‬أمينا عاما‬ ‫للجمعية‪ ،‬ثم شارك سنة ‪ 1929‬في تأسيـــس جمعيــة االتحاد العربي بباريس‪.‬‬ ‫محمد بن الحسن الوزانـي من الرواد‬ ‫الوطنيين األوائـــل الذين أسســوا‬ ‫الحركة الوطنية المغربية بعد رجوعـــه‬ ‫إلى المغرب سنة ‪ ،1930‬شارك في‬ ‫مظاهرات ضد صدور الظهير البربري‪،‬‬ ‫على إثر ذلك جلده الباشا ابن البغدادي‬ ‫ونفي وسجن عدة مرات وحكم عليه‬ ‫بالسجن ثالثة أشهر في تازة‪ ،‬وبعد‬ ‫خروجه من السجن ألزم باإلقامة اإلجبارية‬ ‫بفاس‪ ،‬في سنة ‪ 1931‬غادر المغرب‬ ‫متوجها إلى فرنسا متنقال بينها وبين‬ ‫سويسرا وإسبانيا‪ ،‬أقام سنة ‪ 1932‬بسبتة‬ ‫وتطوان‪ ،‬أصدر في مدينة فاس جريدة‬ ‫تحت اسم «عمل الشعب» بالفرنسية‬ ‫بتاريـخ ‪ 4‬غشــت ‪ ،1933‬كانت مقاالته‬ ‫ملهبة للشعور الوطني مقاومة للفكر‬ ‫االستعماري‪ ،‬كما كانت افتتاحياته تخيف‬ ‫رجال اإلقامة العامة الفرنسيــة‪ ،‬وقد‬ ‫منعـــت من الصدور سنة ‪ 1934‬بتهمة‬ ‫التحريض على الشغب‪ ،‬ساهـم محمد بن‬ ‫الحسن الوزاني في تحرير مجلة «المغرب»‬ ‫التي كانت تصدر بالفرنسية في باريس‪،‬‬ ‫كتب عدة مقاالت في «عمل الشعب» و‬ ‫«الدفاع» و«الرأي العام» وغيرها‪ ،‬وقام‬ ‫بتأسيس عدد من الصحف الوطنية حتى‬ ‫عام ‪ 1936‬وهو التاريخ الذي أسس فيه‬ ‫الحزب الوطني الذي انسحب منه الوزاني إثر خالف مع عالل الفاسي ثم أسس حزب الحركة القومية‪ .‬بعد‬ ‫انقسام الكتلة الوطنية سنة ‪ ،1937‬كان يؤكد عبر الحركة القومية أن المغرب للمغاربة وحدهم‪ ،‬يفكر في‬ ‫دولة مغربية جديدة مستقلة‪ ،‬ويرفض مبدأ ازدواجية السيادة التي طالبت بها الحماية الفرنسية‪.‬‬ ‫في نونبر ‪ 1937‬نفي محمد بن الحسن الوزاني بعد حوادث مكناس وبقي في المنفى إلى سنة‬ ‫‪ ،1946‬لفترة دامت تسع سنوات فتحمل محنتها بشجاعـــة‪ ،‬وكــان يطالب بإطالق سراح الزعيم محمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وكانت عالقته باألمير الريفي بين المد والجزر‪ ،‬فمنذ استرجاعه حريته في ماي‬ ‫‪ ،1946‬أنشأ الحزب الذي كان من قبل الحركة القومية فأصبح حزبا سياسيا منظما‪ ،‬وخاض معركة من أجل‬ ‫الديمقراطية واالستقالل‪ ،‬وكان قبل منفاه يراسل المسؤولين عن الحركة القومية ويدعوهم إلى تحويل‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫الحركة إلى حزب سياسي واقترح عليهم أن يسمى صف الجهاد القومي من أجل الدستور واالستقالل ‪ .‬وقد‬ ‫كتب خطابا في مدينة فاس في ‪ 30‬ماي ‪ 1946‬بعد رجوعه من المنفى وجه من خالله نداء إلى الشعب‬ ‫المغربي للقيام بعمل ألجل الحرية واالستقالل ثم جمع أصدقاءه في الدار البيضاء في يوليوز ‪ 1946‬في‬ ‫مؤتمر للحزب‪ ،‬ولم يصادقوا على اإلسم الذي اقترح بل صادق المؤتمر باإلجماع على ميثاق االستقالل‬ ‫القومي واختيار اسم حزب الشورى واالستقالل‪ ،‬وقد قام محمد بن العربي العلوي بوساطة لمحاولة توحيد‬ ‫حزب االستقالل وحزب الشورى واالستقالل وأصدر بالغا في فبراير ‪ ،1947‬ورغم ذلك‪ ،‬لم يتم توحيد‬ ‫الحزبين‪.‬‬ ‫قرر محمد بن الحسن الوزاني إصــدار جريدة تكون ناطقة باسم الحزب تحمل اسم «الرأي العام»‬ ‫وذلك في اجتماع حزبي ترأسه بفاس سنة‬ ‫‪.1946‬‬ ‫كــان حــزب الشـورى واالستقــالل‬ ‫من خالل جريدة «الرأي العام» يحسس‬ ‫الرأي العام المغربي بفكرة الدستور‬ ‫حيث خصص عدة افتتاحيات‪ ،‬صدر‬ ‫أول عدد منها في ‪ 15‬أبريل ‪1947‬‬ ‫وكانت أسبوعية‪ ،‬ثم أصدر في يناير‬ ‫‪ 1957‬أسبوعية بالفرنسية تحت اسم‬ ‫«الديمقراطية»‪.‬‬ ‫استـــقــر بيــن سنتــي ‪1957‬‬ ‫و‪ 1959‬في كل من الشرق األوسط‬ ‫وسويسرا‪ ،‬وفي سنة ‪ 1959‬عين عضــوا‬ ‫في مجلس الدستور المغربي‪ ،‬ولم يحضر‬ ‫قــط جلســات هـــذا المجلس‪.‬‬ ‫انفصل بعض أعضاء المكتب‬ ‫السياسي عن الحـــزب الذي يترأســه‬ ‫مما دعاه إلى عقد مؤتمر في يناير ‪1960‬‬ ‫بفاس وغير اسم الحزب إلى حزب الدستور‬ ‫الديمقراطي وأصبحت الجريدة تسمى‬ ‫«شورى الرأي العام» ناطقة باسمه‪ ،‬وبعد‬ ‫قرار حل حزب الشورى واالستقالل‪ ،‬كان‬ ‫قد طرد كـال من أحمـــد بنسودة وعبد‬ ‫الهادي بوطالب‪.‬‬ ‫وهكذا فإن الذين يدعون اليوم أن حزب الشورى واالستقالل مازال قائما إنما يحاولون تجاهل قرار‬ ‫اتخــذه بن الحســـن الوزاني والقاضي بحل الحزب في يناير ‪ ،1960‬الذي كان قد أسسه بعد عودته من‬ ‫المنفى في سنة ‪ ،1961‬عين محمد بن الحسن الوزاني للدولة وبعد بضعة أسابيع قدم استقالته‪.‬‬ ‫أصدر جريدة الدستور سنة ‪ 1962‬لسان حال حزبه‪ ،‬انتخب نائبا عن مدينة وزان في أول برلمان مغربي‬ ‫سنة ‪ ،1964‬ثم أصدر جريدة «السياسة» سنة ‪ 1967‬وكان دائما يتحمل رئاسة تحريرها‪.‬‬ ‫أثناء االنقالب الفاشل بالصخيرات سنة ‪ 1971‬أصيب بجروح وبترت يده اليمنى‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك التاريخ أصبحت حالته الصحية تتدهور واضطر إلى اإلقامة لالستشفاء عدة مرات داخل‬ ‫الوطن وخارجه إلى أن توفي بفاس في ‪ 9‬شتنبر ‪.1978‬‬

‫بنكيران يخرج بـ «زخات كالمية» ينطبق على قائلها المثل‬ ‫الشهير» سكت دهراً ونطق كفراً» إن لم نقل «جهالً»‬ ‫‪ ‬اختار كبيـر العدالـة والتنميـة‪ ،‬عبد اإلله بنكيران‪ ،‬أن‬ ‫يخــرج في لقـاء شبيبة الحزب‪ ،‬والوقت ضحى‪ ،‬أو منتصف‬ ‫النهار‪ ،‬وكأنه يريد أن يتمثل اآلية الكريمة «والضحى‪،‬‬ ‫والليل إذا سجى‪ ،‬ما ودعك ربك وما قلى‪ ،‬ولآلخرة خير لك‬ ‫من األولى»‪.‬‬ ‫وليس اختيار الوقت جزافا‪ ،‬فما بين أول النهار وما بين‬ ‫آخره‪ ،‬يمر العمر والبشر واألحالم واألفكار والوجوه والخيبات‬ ‫والحسرات‪ .‬وما بين «الجو النفسي» لزمن النبوة‪ ،‬حيث‬ ‫نزلت هذه اآلية القرآنية مباشرة‪ ،‬وما بين «العالم النفسي»‬ ‫لبنكيران‪ ،‬الكثير من المشتركات‪ ..‬لنقل إنها رمزية‪ ،‬حتى ال‬ ‫نقول شيئا آخر‪.‬‬ ‫ففي الضحى‪ ،‬يكون النظر صافيا‪ ،‬وقزحية العين متسعة‬ ‫إلى مداها‪ ،‬وال خوف من التباس األمور‪ ،‬أو تشابهها‪ .‬لذلك‬ ‫كانت «كلمة عودة» بنكيران‪ ،‬بعد صمت نصفه اختياري‬ ‫ونصفه جبري‪ ،‬ناصعة من حيث تأكيدها على األفكار‬ ‫المؤسسة لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬أو على حركته «السياسية‬ ‫الدعوية» أو «الدعوية السياسية»‪.‬‬ ‫هل سقط بنكيران في مطب الخلط بين العمل السياسي‬ ‫والعمل الديني‪ ،‬وضاقت به المسافات‪ ،‬أو تعمدها تضييقها‬ ‫عن قصد‪ ،‬حتى يعيد للنشطاء الدعويين ترياق الحياة الذي‬ ‫افتقدوه‪ ،‬بعد حملة ضارية تتهم الحزب بالخلط بين الدعوي والسياسي‪ ،‬وتتهم حركة اإلصالح والتوحيد‪،‬‬ ‫بكونها حركة سياسية في لبوس دعوي‪ ،‬هو امتداد لميسم عام عرفت به حركة اإلخوان المسلمين‪ ..‬قد‬ ‫يكون ذلك! على مستوى الجديد‪ ،‬لم يأت الرجل بشيء مبتكر‪ ،‬بل أن الفترة التي قضاها في التأمل‪ ،‬وفي‬ ‫تفكيك «معاناة اإلبعاد» من مربع السلطة‪ ،‬لم تتح له تكوين رؤية مفصلة عن أحوال المجتمع المغربي‪،‬‬ ‫وال ابتداع ما يشكل انفراجة‪ ،‬عدا أنه أعاد تأكيد المؤكد‪ ،‬من فقر وتفاوت اجتماعي‪ ،‬واتساع الهوة بين‬ ‫الفقراء واألغنياء‪ ،‬وهجوم على خصوم تقليديين‪ ،‬ال يمثلون شيئا‪ ،‬هم مجرد أشخاص‪ ،‬قد ال يتحركون‬

‫بتوجيه مباشر من جهة نافذة‪ ،‬ولكنهم يستغلون‬ ‫مكانتهم «المكتسبة» من عهد حكومة بنكيران ومن‬ ‫قبلها‪ ،‬وهم يقومون بـ «مبادرات» لم يتوجهوا فيها إلى‬ ‫المغاربة لمعرفة آرائهم‪..‬‬ ‫عدا هذا الثقل األخالقي الذي سيطر على كلمته‪،‬‬ ‫باعتبار المقام والمقال‪ ،‬فقد انتصر في شيء واحد‪ ،‬هو أنه‬ ‫«هزم» الصمت الذي وجد فيه أو دُفع إليه‪ ،‬ولكنه كالم‬ ‫ال بد أن تستتبعه توابع وزوابع‪ ،‬أولها‪ - :‬اآللة التحليلية‪،‬‬ ‫وسكانير الجهات الرسمية‪ ،‬تنظر اآلن في كل كلمة وفي‬ ‫كل جملة جملة‪ ،‬وتفسر كل إيماءة أو «حكة» رأس‪ ..‬وقد‬ ‫حك بنكيران في هذه الكلمة رأسه وأنفه كثيرا‪- ..‬أن‬ ‫الخصوم السياسيين‪ ،‬سيصبحون اليوم أمام ثنائية‪:‬‬ ‫بنكيران كخصم في جهة‪ ،‬والعدالة والتنمية كخصم آخر‬ ‫في جهة أخرى‪- ..‬دعوة الملك‪ ،‬في آخر كلمته‪ ،‬إلى أن‬ ‫يختارفريق عمل أفضل‪( ..‬وال نعرف هل لبنكيران مقترحات‬ ‫بديلة)‪ ..‬ولكن الداللة‪ ،‬أن نفس شكاوى بنكيران تتكرر‪،‬‬ ‫وهو عازم على منازلة من يعتبرهم سببا في إبعاده عن‬ ‫مربع الحكومة(حتى ال نقول الحكم)‪..‬‬ ‫هل هذا مفيد لبنكيران‪ ،‬وهل يعطيه عودة موعودة‪،‬‬ ‫أم أنه يسد الباب في وجهه نهائيا‪ ،‬ويطوي صفحته؟‬ ‫في اإلعتقاد‪ ،‬أنه أنهى كل أمل في عودته‪ ،‬حتى وإن رفعت الفتات‪ ،‬بشكل مدروس‪ ،‬في تجمعه‬ ‫الشبيبي‪ ،‬تطالب بعودته‪ .‬لكن الزعيم‪ ،‬كما هو متعارف عليه‪ ،‬ال يعود لتسيير الحكومات‪ ،‬ولكن يأخذ‬ ‫مساره التاريخي كرمز‪ ..‬ويتكفل التاريخ بكتابة الجملة الصحيحة والعادلة التي يستحقها‪ ،‬أو يكنسه منها‬ ‫كنسا‪ .‬الباقي من كالمه‪ ،‬كان «زخات كالمية»‪ ..‬لكنها في وقت حساس‪ ،‬وفي زمن هو «الضحى»‪ ..‬نهارا‬ ‫جهارا‪ ..‬فكيف سيكون مساء خصومه!‬

‫ل‪.‬س‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫الشاطئ (حكر) على بعض‬ ‫دون البعض‬

‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫«يوم ال ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم‬ ‫سوء الدار» صدق اهلل العظيم (سورة غافر اآلية ‪.)52‬‬ ‫من ألطاف اهلل الخفية أن حادثا مأساويا وقع بشاطئ‬ ‫(مارينا سمير) ضاحية المضيق‪ ،‬وذلك يوم األحد ‪ 22‬من‬ ‫شهر يوليوز ‪ 1918‬على الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬ ‫فقد احتل مواطن يسكن دارا قريبة من الشاطئ‬ ‫رمال الشاطئ‪ ،‬وصفف كراسي هشة‬ ‫وطاوالت مهتزة‪ ،‬ومظــالت متالشية‪،‬‬ ‫ومنـــع النــاس من االقتـراب منها أو‬ ‫الجلوس عليها إال بمقابل مادي ‪50‬‬ ‫درهم لكل طاولة ومظلة وما أكثرها‪،‬‬ ‫و‪ 20‬درهم لكل كرســي وعددها ال‬ ‫يحصى‪.‬‬ ‫من نزل بإحدى الكراسي أو تظلل‬ ‫تحت إحدى المظالت بدون أن يؤدي‬ ‫الثمن مسبقا ينال من السب واللوم‬ ‫ما لم يكن قد يسمع به في حياته‪ ،‬وال‬ ‫خطر له على باله ؟‬ ‫قصد مغربي مهاجـر هو وعائلته‬ ‫الشاطـئ لينعـم بالــدفء وأشعـــة‬ ‫الشمس لكن صاحــب الكراسي عكر‬ ‫صفوه‪ ،‬وحاول صفع المهاجر‪ ،‬لن الرجل كان أقوى منه‬ ‫رياضي الجسم ينتمي ألحد نوادي (لياج) ببلجيكا‪.‬‬ ‫أخذه من يده التي تحمل مدية حادة بيد من حديد‬ ‫وتمكن من نزع السكين بخفة ورشاقة من يده ورمى‬ ‫بها على رمال الشاطئ وأشبعه ضربا مبرحا ركال ولكما‬ ‫وأسقطه األرض‪.‬‬ ‫ولوال تدخل المصطافين لحدثت كارثة لكل منهما ‪.‬‬

‫استغالل الشاطئ بغير حق‬

‫فالشاطئ ملك للجميع‪ ،‬وليس ألحد حق استغالله‬

‫بدون ترخيص‪ ،‬وشروط مانعة لكل عنف وضرب وجرح‪.‬‬ ‫استغل غياب كل مسؤول‪ ،‬ال جماعة وال عون حراسة‬ ‫وال سلطة تحافظ على راحة المصطافين ‪.‬‬ ‫يستغل هذا الغياب على حساب المصطافين وال‬ ‫تستفيد الجماعة من أي دخل ‪.‬‬

‫تصرفات غير الئقة‬

‫ما هذه التصرفات الجانحة والغير الالئقة‪ ،‬وهذا‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫وقال تعالى ‪« :‬يوم ال ينفع الظالمين معذرتهم ولهم‬ ‫اللعنة ولهم سوء الدار» سورة غافر اآلية ‪.52‬‬ ‫فقلت للمهاجر ‪ :‬استعذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬إن‬ ‫اهلل هو السميع البصير ‪.‬‬ ‫ما عسى أن يقول عنا هذا المهاجر في بالد المهجر‪.‬‬ ‫أهو إنذار وتوعية للمسؤولين أو تخويف للجالية القادمة‬ ‫للبالد‪ ،‬وأخذ الحيطة من بعض المتهورين الشاذين ‪،‬‬ ‫يحسبون أنفسهم أصحاب الشاطئ‪،‬‬ ‫ال يستحيون وال يخافون اهلل وال أحد‪،‬‬ ‫فقلت لصاحبي المهاجر‪:‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫«وأفــوض أمـري إلى اهلل إن اهلل‬ ‫بصير بالعــبــاد» صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة غافر اآلية ‪.)44‬‬

‫إنها جرأة وتحد لكل األعراف‬

‫يحدث أيضا مع أصحاب الفيالت الفخمة كما أن أصحاب‬ ‫الشاليهات الممتازة يمنعون الناس من دخول الشاطئ‪،‬‬ ‫يحيطونها بسياح شائك يدور حول سكناهم وطرفا من‬ ‫الشاطئ‪.‬‬ ‫اللهم إن هذا لمنكر ابتدعه البعض‪ ،‬يقترفونه بدون‬ ‫رقيب وال حسيب‪ ،‬قد حضرت هذه المهزلة وعشت أطوارها‬ ‫لهذا كتبت عنها‪.‬‬ ‫قال تعالى في سورة غافر ‪:‬‬ ‫«فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى اهلل إن‬ ‫اهلل بصير بالعباد» اآلية ‪.44‬‬

‫إنها جرأة فظيعة وتحد سافر لكل‬ ‫األعراف‪ ،‬ال مانع في كسب الرزق بأي‬ ‫طريقة حالل‪ ،‬ولكن احترام حقوق‬ ‫الناس والمصطافين بالشواطئ عامة‬ ‫هي مسؤولية الجميع‪.‬‬ ‫هذه الظاهرة المشينة المعيبة التي‬ ‫تنم عن أنانية مطلقة تمأل قلوب وعقول أصحاب الفيالت‬ ‫والشاليهات‪ ،‬وأصحاب الحواجز الشائكة‪ ،‬وعن احتقار‬ ‫واستصغار لآلخرين من عموم الناس والمصطافين‪ ،‬مع‬ ‫العلم أنها شواطئ ورمال وبحار عمومية‪ ،‬ملك شائع بين‬ ‫كل البشر‪ ،‬وما كان هذا ليحدث لوال تغاضي السلطات‬ ‫المسؤولة وصمتها وال مباالتها التي تفترض المتابعة‬ ‫والمحاسبة فال يعقل أن يترك الحبل على الغارب لفئة‬ ‫انتهازية مرضية باحتالل ملك عام ترفيهي‪ ،‬فتبا للمريضة‬ ‫عقولهم وقلوبهم‪ .‬وتذكيرا فشواطئ تطوان تشهد هذه‬ ‫الجنايات كل صيف‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫العرائش تكرم التاكرة في مهرجانها الخامس‬ ‫ما يناهز ‪ 1400‬ممن شاركوا هذه‬ ‫السنة في النسخة الخامسة لمهرجان‬ ‫التاكرة بالعرائش الذي اعتادت جمعية‬ ‫باب البحر تنظيمه‪ ،‬حيث شهدت هذه‬ ‫السنة مشاركة مكثفة من طـــرف أبنـــاء‬ ‫الجالية المقيمين في الخارج‪.‬‬ ‫و من جديد وللمرة الخامسة على‬ ‫التوالي استطاعت جمعية باب البحر‬ ‫بالمجهود الجبار الذي بذله طاقمها‬ ‫وبإمكانياتها المتواضعة من خلق الحدث‬ ‫داخل مدينة العرائش ‪ ،‬لتؤكد من جديد‬ ‫أن مهرجان التاكـــرة أضحي من بين‬ ‫المهرجانـــات األولى بالعرائــش‪ ،‬ورغم‬ ‫أن التاكرة هي موروث ثقافي تتقاسمه‬ ‫العديد من المدن وخاصة المدن الشمالية‬ ‫للمملكة إال أن فكرة إقامة مهرجان حول‬ ‫طبق عرائشي ذي خصوصية اجتماعية‬ ‫فريدة تحسب لهذه المدينة العريقة‪،‬‬ ‫ولتوسيع دائرة هذا المهرجان مستقبال‪،‬‬ ‫المطلوب من المسؤولين عن جمعية باب‬ ‫البحر التفكير في خلق مهرجان جهوي‬ ‫لطبق التاكرة أو لما ال وطني تشترك فيه‬ ‫المدن الشمالية باعتبار أن طبق سمك‬ ‫التاكرة موروث ثقافي مشترك ‪.‬‬ ‫فالتاكرة بحمولتها الثقافية تختزل‬ ‫تراث شمال المملكة والمجتمع العرائشي‬

‫على الخصوص وتعمل على تجمع األسر في‬ ‫جو من البهجة والحبور‪ ،‬وتقدم كأحسن أكلة‬ ‫مفضلة لضيوفها‪ ،‬وخاصة في فصل الصيف‬ ‫والبعض يفضلها حتى في شهر رمضان ‪،‬‬ ‫لتؤكد أن المجتمع العرائشي هو مجتمع‬ ‫متسامح متالحم شديد االنفتاح على اآلخر‪.‬‬ ‫وبساحة حصن الفتح التي احتضنت هذا‬ ‫العرس الثقافي كان موعد سكان مدينة‬ ‫العرائش مع أطباق التاكرة‪ ،‬في جو من‬ ‫البهجة والسرور والفخر بهذا المنتوج الثقافي‬ ‫الجميل‪.‬‬ ‫دورة بعد أخرى يؤكد مهرجان التاكرة‬ ‫انه بصمة وعالمة فارقة في العمل الجمعوي‬ ‫والثقافي بمدينة العرائش‪ .‬جمعية باب البحر‬ ‫لم تنس ذاكرة العرائش‪ ،‬ومن يؤثتون فضاءها‬ ‫الثقافي‪ ،‬من خالل تكريم أحد الوجوه الثقافية‬ ‫شيخ الزجالين بالعرائش الحاج الجباري بتاكرة‬ ‫العرائش في دورتها الخامسة حيث‪ ،‬اعتبرها‬ ‫المتبعون لفتة جميلة بمثابة ورق موسى‬ ‫لتزيد التاكرة نكهة ومذاقا‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪954‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)857‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫“القصر الكبير‪ :‬وثائق لم تنشر (‪”)2‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫جمعه المؤلف من بعض أصقاع منطقة جبالة المجاورة لمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ .‬من بين هذه القضايا‪ ،‬نقرأ نصوصا زجلية حول‬ ‫موقف الطلبة في البادية من المخدرات (الكيف)‪ ،‬وحول ظاهرة‬ ‫باجلود‪ ،‬وحول خبرة الفالح الجبلي بالتلقيح عن طريق الحشرات‪،‬‬ ‫وحول طقوس موسم الدرس‪ ،‬وحول أصناف المحاجي واأللغاز‬ ‫المعتمدة الختبار الذكاء‪ ،‬وحول نماذج من الوصايا التي كانت‬ ‫تقدم للطالب المهاجر‪ ،‬وحول طرق العالج من المس بالجنون‪،‬‬ ‫وحول بعض مظاهر المجاعات‪ ،‬وحول بطوالت المقاومة الجبلية‪،‬‬ ‫وحول حيثيات القبض على آخر المجاهدين في قبيلة بني يسف‪.‬‬

‫عزز الباحث المنقب األستاذ محمد أخريف سلسلة إصداراته سنة‬ ‫‪ ،2004‬بإصدار الجزء الثاني من كتابه “القصر الكبير‪ :‬وثائق لم‬ ‫تنشر”‪ ،‬في محاولة لترسيخ ثقافة الرؤى العميقة والثابتة داخل حقل‬ ‫الفضاء الجمعوي‪ ،‬ليس فقط داخل مدينة القصر الكبير‪ ،‬ولكن كذلك‬ ‫على مستوى كل منطقة الشمال المغربي‪ .‬فبعيدا عن ضوضاء ثقافة‬ ‫التسطيح‪ ،‬واقترابا من النبض األصيل للمجتمع المحلي‪ ،‬واسترشادا‬ ‫بتوجهات مبادرة في مجال اشتغالها‪ ،‬نجحت جمعية البحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي بالقصر الكبير في كسب رهان االستمرارية وفي تقديم‬ ‫قيمة ثقافية مضافة للفعل الجمعوي الراشد في تطلعاته‪ ،‬والعقالني‬ ‫في أشكال توظيف إمكاناته المادية والبشرية‪ ،‬والمجدد في طرق‬ ‫إعادة ربط الجسور بين األداء الجمعوي اإلشعاعي من جهة‪ ،‬وبين‬ ‫طموحات صقل االهتمامات المحلية الخاصة بأعضاء الجمعية وبأطرها‬ ‫وفي باب “الوثائق المكتوبة”‪ ،‬أدرج المؤلف ‪ 56‬وثيقة غير‬ ‫وبباحثيها‪ .‬إنها تجربة غنية نجحت في تجاوز نمطية الفعل الجمعوي‬ ‫منشورة حول ماضي مدينة القصر الكبير‪ ،‬شملت الميادين‬ ‫الكالسيكي بضجيجه وبفقاقيعه الموروثة عن نهاية القرن الماضي‪،‬‬ ‫وفي فتح األعين –في المقابل‪ -‬على العطاءات الهائلة التي يمكن أن‬ ‫السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واإلحصائية الخاصة بساكنة القصر‬ ‫توفرها مثل هذه االجتهادات التجديدية‪ ،‬سواء على المستوى المحلي‬ ‫الكبير سنة ‪ ،1958‬والحمائية المرتبطة بظاهرة الحمايات‬ ‫الضيق‪ ،‬أم على مستوى امتداداته الجهوية والوطنية الواسعة‪.‬‬ ‫القنصلية وأشكال اختراق اليهود للمجتمع المغربي وللجهاز‬ ‫وبالنسبة لمؤلف الكتاب‪ ،‬فالمؤكد أن هذا العمل سيضيف جرعات‬ ‫العسكري اإلسباني بالقصر الكبير‪ ،‬والتجارية المرتبطة بتسويق‬ ‫وافرة للقيمة النوعية لرصيده من اإلصدارات والمساهمات العلمية‬ ‫مادة الصوف في القرن ‪ 19‬بين القصر الكبير ومدينة طنجة‪،‬‬ ‫والتنقيبية والتوثيقية التي عرفت طريقها للنشر في منابر متعددة‬ ‫وعلى صفحات الجرائد الوطنية‪ ،‬أو في شكل دراسات قطاعية مستقلة‪.‬‬ ‫والجهادية المرتبطة بنماذج من فتاوى قبيلتي بني زروال وأهل‬ ‫األستاذ والمؤرخ محمد اخريف‬ ‫ومن دون العودة للحديث عن الخصائص العامة لنمط الكتابة‬ ‫سريف‪ ،‬والوقفية المرتبطة بوضعية األحباس بمدينة القصر الكبير‬ ‫والتوثيق التي ظل يعتمدها األستاذ محمد أخريف منذ صدور أولى‬ ‫أعماله التنقيبية‪ ،‬فإننا نكتفي بالتأكيد على أن األمر يتعلق –في نهاية المطاف‪-‬بفهم عميق سنة ‪ ،1935‬والتوقيرية الخاصة بوضعية أسرة الشرفاء البقاليين بالقصر الكبير وبنواحيها‪،‬‬ ‫لتحوالت الكتابة التاريخية المغربية المعاصرة سواء على مستوى تجديد خطاباتها‪ ،‬أم على والقضائية المرتبطة بمحاوالت إصالح القضاء في عهد المولى يوسف وبظروف توقيف عدلين‬ ‫مستوى تجديد ذهنيات االشتغال والبحث والتنقيب‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬مادام األستاذ أخريف بسبب إشهادهم الزور‪ ،‬والمسرحية الراصدة لتجربة كل من فرقة األطلس للتمثيل والمسرح‬ ‫قد تمرس بصنعة التأريخ داخل الجامعة المغربية ثم بإسبانيا‪ ،‬وكذا داخل إطاره الجمعوي الذي‬ ‫أشرنا إليه أعاله‪ ،‬الشيء الذي جعله يتحول إلى أبرز باحث مغربي معاصر متخصص في تاريخ بالقصر الكبير وفرقة الكواكب التمثيلية بنفس المدينة‪.‬‬ ‫مدينة القصر الكبير الطويل والممتد منذ العهود السحيقة وحتى زماننا الراهن‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن‬ ‫ولعل أهم ما أضاف قيمة متميزة لمجهود الباحث محمد أخريف على عمله التوثيقي هذا‪،‬‬ ‫القول إن الرجل قد أصبح ذاكرة حية لمدينة القصر الكبير‪ ،‬ومرجعا ال يمكن االستغناء عنه حرص المؤلف على إلحاق العديد من اإلحاالت والشروحات والتوضيحات الضرورية التي أضاءت‬ ‫بالنسبة للباحثين والمهتمين بالتوثيق إلبداالت ماضي هذه المدينة العريقة‪ .‬وإذا أضفنا إلى‬ ‫ذلك ما عهدنا فيه من نبل أخالقي نادر‪ ،‬ومن تواضع كبير‪ ،‬ومن استعداد دائم لمساعدة الطلبة الكثير من الزوايا المغلقة في مضامين مجموع الوثائق والنصوص الشفوية التي شكلت‬ ‫والباحثين المشتغلين على ماضي القصر الكبير‪ ،‬استحق باحثنا صفة المنقب الرائد والمؤرخ موضوع الكتاب‪ .‬وال شك أن محمد أخريف قد أضاء الطريق أمام الباحثين بمنحهم الزاد‬ ‫المتميز لهذه المدينة‪.‬‬ ‫الضروري لالشتغال وللتأمل في القضايا التاريخية والسوسيولوجية واألنتروبولوجية الخاصة‬ ‫تتوزع مضامين الجزء الثاني من كتاب “القصر الكبير‪ :‬وثائق لم تنشر” بين ما مجموعه ‪ 88‬بمدينة القصر الكبير وبامتداداتها المجالية داخل منطقة حوض اللكوس‪ .‬ويقينا أن هذه‬ ‫من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬اشتملت على قسمين متكاملين‪ ،‬أدرج المؤلف في أولهما القيمة المعرفية‪ ،‬ستقدم خدمة جليلة لمجال الدراسة في تاريخ مدينة القصر الكبير من خالل‬ ‫تجميعا لتراث غزير من المصادر الشفوية‪ ،‬في حين قدم في ثانيهما تجميعا تصنيفيا لرصيد‬ ‫غميس من الوثائق المدونة الخاصة بمدينة القصر الكبير والمناطق المجاورة لها‪ .‬ففي باب توجيه االنتباه لقضايا ظلت غامضة أو ملتبسة في سياق تحوالت ماضي هذه المدينة العريقة‪،‬‬ ‫المصادر الشفوية‪ ،‬نجد تجميعا لتراث شعبي غني يغطي قضايا اجتماعية وجهادية متعددة‪ ،‬تحوالت أصيلة وخصبة طبعت الوجه التاريخي للقصر الكبير قديما وحديثا‪.‬‬

‫رئيس الجهة يسلم شاحنة صهريجية ويحضر اجتماع الوكالة الجهوية بعمالة المضيق الفنيدق‬ ‫لدرء الخصاص في الماء الصالح للشرب الذي تعرفه بعض المناطق بعمالة‬ ‫المضيق الفنيدق أشرف رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلياس العماري‬ ‫رفقة رئيس مجلس عمالة المضيق الفنيدق محمد العربي المرابط‪ ،‬وأعضاء يمثلون‬ ‫العمالة بمجلس الجهة ‪ ،‬على عملية تسليم شاحنة صهريجة خصصها مجلس‬ ‫الجهة لفائدة مجلس عمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬وذلك في إطار تنفيذ التزامات‬ ‫مجلس الجهة في شقها المتعلق بتخفيف معاناة ساكنة بعض الدواوير بالجماعة‬ ‫الترابية لبليونش من ندرة المياه الصالحة للشرب‪ ،‬في إنتظار حل مشكل الماء‪ .‬‬ ‫وتبلغ سعة الشاحنة حوالي ‪ 8000‬لتر‪ ،‬وهي مهيأة لتوفير الماء الصالح للشرب‪،‬‬ ‫والمساهمة في إنجاز الطرق غير المعبدة‪ .‬وكذا المساهمة في إطفاء الحرائق‪،‬‬ ‫لكونها مجهزة بآالت ضخ لتسهيل عملية إفراغ وملء صهاريجها‪.‬‬ ‫وفي إطار اإلجتماعات التحضرية التي عقدها مجلس عمالة المضيق الفنيدق‬ ‫مع الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بالجهة وبمقر مجلس العمالة‪ ،‬تم عقد‬ ‫اجتماع ترأسه رئيس مجلس عمالة المضيق الفنيدق رفقة رئيس مجلس الجهة‪،‬‬ ‫بحضورمديرة الوكالة الجهوية و النائب األول لرئيس مجلس العمالة وأعضاء‬ ‫مجلس الجهة عن دائرة المضيق الفنيدق و المدير العام للمصالح بمجلس العمالة‬ ‫و أطر الوكالة الجهوية‪ .‬‬ ‫وقد جرى خالل هذا اللقاء مناقشة مجموعة من القضايا تهم الوسط القروي‬ ‫بتراب العمالة تتعلق ببناء و إعادة تأهيل الطرق غير المصنفة والمسالك القروية‬ ‫لفك العزلة عن الدواوير‪ ،‬وكذا إنجاز مشاريع ربط وتزويد الدواوير بالكهرباء والماء‬ ‫الصالح للشرب و تعزيز أسطول النقل المدرسي وذلك عن طريق عقد اتفاقيات‬ ‫شراكة بين مجلس عمالة المضيق الفنيدق و مجلس جهة طنجة تطون الحسيمة‬ ‫الرامية إلى تحقيق سبل التعاون والتنسيق‪.‬‬

‫م‪ .‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫ف�ضل الع�شر الأوائل من ذي احلجة‬ ‫ويوم عرفة‬

‫لقد �رشع الله عز وجل لعباده موا�سما للخريات و�أوقاتا فا�ضالت لكي يتعر�ض العبد لنفحات‬ ‫ربه ويرفع درجاته ويحط �سيئاته ويكرث من ح�سناته ويجدد العهد بربه و من هذه الأوقات‬ ‫الفا�ضلة التي �رشعها الله وميزها على �سائر الأوقات الع�رش الأوائل من ذي احلجة التي دل‬ ‫(وا ْلف َْجرِ َول َ​َيالٍ َع رْ�شٍ)‪ .‬قال ابن كثري يف‬ ‫ال�رشع على �أنها �أف�ضل �أيام ال�سنة‪ .‬قال الله تعالى‪َ :‬‬ ‫تف�سريه‪( :‬والليايل الع�رش املراد بها ع�رش ذي احلجة كما قاله ابن عبا�س وابن الزبري وجماهد‬ ‫وغري واحد من ال�سلف واخللف)‪ .‬و قد �أق�سم الله بها مما يدل على كمال ف�ضلها‪ .‬وثبت يف‬ ‫�صحيح البخاري عن ابن عبا�س �أنه قال قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪( :‬ما من �أيام‬ ‫العمل ال�صالح فيها �أحب �إلى الله من هذه الأيام يعني �أيام الع�رش قالوا‪ :‬يا ر�سول الله‪ ،‬وال‬ ‫اجلهاد يف �سبيل الله؟ قال‪ :‬وال اجلهاد يف �سبيل الله‪� ،‬إال رجل خرج بنف�سه وماله ثم مل يرجع‬ ‫من ذلك ب�شيء)‪.‬‬ ‫وف�ضل هذه الأيام ثابت ب�أمور كثرية منها‪:‬‬ ‫• �أن الله تعالى �أق�سم بها يف الآية ال�سابقة‪ ،‬وقد ورد عن ابن عبا�س وابن الزبري وجماهد‬ ‫وغري واحد من ال�سلف واخللف �أن املق�صود بها ع�رش ذي احلجة‪.‬‬ ‫• �أن النبي �صلى الله عليه و�سلم �شهد ب�أنها �أف�ضل �أيام الدنيا كما تق ّدم يف احلديث ال�صحيح‪.‬‬

‫• �أنه حث فيها على العمل ال�صالح ‪ :‬ل�رشف الزمان بالن�سبة لأهل الأم�صار‪ ،‬و�رشف املكان‬ ‫حلجاج بيت الله احلرام‬ ‫• �أنه �أمر فيها بكرثة الت�سبيح والتحميد والتكبري كما جاء عن عبد الله بن عمر ر�ضي الله‬ ‫عنهما عن النبي �صلى الله عليه و�سلم قال‪ « :‬ما من �أيام �أعظم عند الله وال �أحب �إليه العمل فيهن‬ ‫من هذه الأيام الع�رش ف�أكرثوا فيهن من التهليل والتكبري والتحميد‪ .‬و�أنه �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫كان ي�صومها ‪.‬فعن هنيدة بن خالد عن امر�أته عن بع�ض �أزواج النبي �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫قالت‪ :‬كان النبي �صلى الله عليه و�سلم ي�صوم ت�سع ذي احلجة ويوم عا�شوراء وثالثة �أيام من‬ ‫كل �شهر ‪.‬و�أول اثنني من ال�شهر وخمي�سني « �أخرجه الن�سائي و�أبو داود‪.‬‬ ‫• �أن فيها يوم عرفة الذي هو من �أعظم �أيام ال�سنة و�أف�ضلها‪� ،‬أخرج البزار عن جابر بن عبد‬ ‫الله‪� :‬أف�ضل �أيام الدنيا الأيام الع�رش و�أف�ضل �أيام الع�رش يوم عرفة الذي يقف فيه حجاج بيت الله‬ ‫احلرام �آالف م�ؤلفة من جميع �أقطار الدنيا يقفون لله وحده بعرفة وقفة �رضاعة وابتهال وعبادة‬ ‫ودعاء و�إن يف هذا االجتماع من الفوائد الدينية والدنيوية اخلري الكثري‪ ،‬فاالجتماع داعية �إلى‬ ‫الت�آلف والتعاون وتبادل الر�أي يف م�صلحة اجلماعة الإ�سالمية دينا ودنيا‪.‬‬ ‫في�ستحب للم�سلم يف هذه الع�رش الإكثار من الأعمال ال�صاحلة بجميع �أجنا�سها و�أنواعها لأن‬ ‫العمل ال�صالح يتفا�ضل ويكرث ثوابه ويقوى �أثره يف �صالح العامل يف الزمن الذي خ�صه الله‬ ‫مبزيد من الف�ضل‪ .‬قال جماهد‪( :‬العمل يف الع�رش ي�ضاعف)‪ .‬وقال ابن رجب‪( :‬و�إذا كان العمل‬ ‫يف �أيام الع�رش �أف�ضل و�أحب �إلى الله من العمل يف غريه من �أيا ال�سنة كلها �صار العمل فيه و�إن‬ ‫كان مف�ضوال �أف�ضل من العمل يف غريه و�إن كان فا�ضال)‪.‬‬ ‫ومن �أوكد الأعمال يف هذه الع�رش وغريها التوبة والإنابة �إلى الله والإكثار من اال�ستغفار‬ ‫ُوبوا �إِلَى‬ ‫(يا �أَ ُّي َها ا َّلذ َ‬ ‫ِين �آَ َمنُوا ت ُ‬ ‫والتخل�ص من الذنوب الدائمة والعادات القبيحة‪ .‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مِ‬ ‫رِ‬ ‫ار)‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫َّات‬ ‫وحا َع َ�سى َر ُّبكُ ْم �أَ ْن ُيكَ ف َِّر َعنْكُ ْم َ�س ِّي َئا ِتكُ ْم َو ُي ْد ِخلَكُ ْم َجن‬ ‫ْ‬ ‫نْ‬ ‫حَْ‬ ‫جَْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللَّهِ ت َْو َب ًة ن ُ‬ ‫َ�ص ً‬ ‫ُ‬ ‫وليحذر من الإ�رصار على الكبائر قال ابن رجب‪( :‬احذروا املعا�صي ف�إنها حترم املغفرة يف‬ ‫موا�سم الرحمة)‪�.‬إن هذه الع�رش الفا�ضلة فر�صة عظيمة لتغيري حياة امل�سلم �إلى الأف�ضل ونقله‬ ‫من حالة الغفلة والتق�صري واجلفاء �إلى حالة الذكر وامل�سابقة والعطاء‪ .‬فينبغي للم�سلم �أن‬ ‫ي�ست�صلح قلبه ويزكي نف�سه بهذه الأعمال و�أن ي�ستح�رض �صدق النية واالحت�ساب والتذلل‬ ‫واالفتقار لله ويحذر العجب واملنة وال يكون همه �رسعة انق�ضاء العمل و�إمنا التدبر واالهتمام‬ ‫ب�صالح العمل واالنتفاع به‪.‬‬ ‫فاغتنموا �إخواين ف�ضل هذه الأيام وتقربوا فيها �إلى الله ب�أنواع اخلريات من �إح�سان‬ ‫و�صدقة‪ ،‬و�إعانة �إخوانكم على اخلري‪ ،‬ون�صحهم وتوجيههم �إلى �أجنع الطرق و�أح�سنها‪،‬‬ ‫وتنفي�س كربهم و�إماطة الأذى عن طريقهم‪ ،‬والتم�سوا الثواب والأجر بال�صيام‪ ،‬فعن النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم �أنه قال‪� « :‬صيام يوم عرفة �إين �أحت�سب على الله �أن يكفر ال�سنة التي قبله‬ ‫وال�سنة التي بعده»‪ .‬ومن ف�ضائل يوم التا�سع من ذي احلجة �أن الله تعالى �أنزل فيه على نبينا‬ ‫وهو واقف بعرفة يف حجة الوداع التي هي �آخر حجة حجها �صلى الله عليه و�سلم‪( :‬ال َْي ْو َم َ�أكْ َمل ُْت‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ال�سْلاَ َم دِ ينًا)املائدة ‪ ،3‬ففي البخاري عن عمر‬ ‫يت لَكُ ُم ِْ إ‬ ‫لَكُ ْم دِ ينَكُ ْم َو�أَ مْ َ‬ ‫ت ْم ُت َعل َْيكُ ْم ن ِْع َمتِي َو َر ِ�ض ُ‬ ‫ر�ضي الله عنه �أن رجال من اليهود قال له ي�أمري املومنني �آية يف كتابكم تقر�ؤونها‪ ،‬لو علينا‬ ‫مع�رش اليهود نزلت التخذنا ذلك اليوم عيدا‪ ،‬قال �أي �آية؟ قال‪ « :‬اليوم �أكملت لكم دينكم‪»...‬‬ ‫قال عمر‪ :‬قد عرفنا ذلك اليوم واملكان الذي نزلت فيه على النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬وهو‬ ‫واقف بعرفة يوم عرفة‪.‬‬ ‫ومن �أجل �أيام الع�رش �أي�ضا يوم عيد الأ�ضحى الذي هو يوم احلج الأكرب ‪ ،‬ح�ض فيه النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم على الأ�ضحية ملن وجد �سعة‪ ،‬وقدر عليها‪ ،‬وق�صد �صاحبها اتباع ال�سنة‪.‬‬ ‫فللم�ضحي بكل �شعرة من �شعراتها ح�سنة �إذا �أخل�ص نيته لله وق�صد بذبحها التقرب �إليه‪ ،‬وهي‬ ‫من �شعائر الإ�سالم ومن �سنن نبينا �إبراهيم عليه ال�سالم‪ ،‬ففي احلديث قيل يار�سول الله‪ :‬ما هذه‬ ‫الأ�ضاحي؟ قال‪� :‬سنة �أبيكم �إبراهيم‪ ،‬قالوا‪ :‬ما لنا فيها؟ قال‪ :‬بكل �شعرة ح�سنة‪ ،‬قالوا‪ :‬فال�صوف؟‬ ‫قال‪ :‬بكل �صوفة ح�سنة‪ ،‬وعنه �أي�ضا �صلى الله عليه و�سلم �أنه قال‪ « :‬من �ضحى طيبة نف�سه‬ ‫محت�سبا لأ�ضحيته كانت له حجابا من النار»‪.‬‬ ‫فالأ�ضحية �سنة مرغب فيها ملن قدر عليها وقربة من القربات‪ ،‬وجل النا�س يعتقدون‬ ‫فر�ضيتها بل فوق الفرو�ض املحتمة حتى �أوقعوا �أنف�سهم يف ال�ضيق واحلرج الذي مل يجعله الله‬ ‫تعالى يف �رشيعة ر�سولنا �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬فرتى الإن�سان يقتحم امل�شاق واحلرج ال�شديد‬ ‫يف حت�صيل هذه ال�سنة بنحو ال�س�ؤال والدين‪ ،‬فيكرث املت�سولون الراغبون يف �رشاء �أ�ضحية‬ ‫العيد‪ ،‬ويتعدد الباحثون عن ال�سلف والدين لنف�س الغر�ض‪ ،‬ورمبا ارتكبوا ما فيه محذور من‬ ‫�أمور ديننا كاال�ستدانة بالربا ونحو ذلك‪ ،‬وهم يف ارتكاب هذا كله يعتقدون �أنهم يتقربون �إلى‬ ‫الله‪ ،‬ويف احلقيقة يتقربون �إلى �أنف�سهم و�أهليهم‪ ،‬فال�سنة والقربة ال تكونا �إال باحلالل و�صفاء‬ ‫املعامالت‪ ،‬وبدون ت�ضييق على النف�س والأهل والأوالد‪ ،‬وا�ستعمال الإخال�ص الذي هو روح‬ ‫الأعمال وت�صحيح العبادات‪ ،‬فال�ضعيف الذي المال له ل�رشاء الأ�ضحية لي�س عليه �شيء‪� ،‬إذ‬ ‫اليجوز �أن يبيع الإن�سان من حوائجه ال�رضوريات وي�سعى يف حت�صيل ثمن الأ�ضحية من �أوجه‬ ‫محرمة �أو مكروهة‪ ،‬فقد �ضحى ر�سول الله �صلى اله عليه و�سلم عن �ضعفاء �أمته‪ ،‬فمن مل‬ ‫يجد �سعة وعجز عن الأ�ضحية فالثواب حا�صل له من ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم وح�سب‬ ‫نيابته‪ ،‬فقد روي �أنه �صلى الله عليه و�سلم �ضحى بكب�شني �أملحني فقرب �أحدهما فقال‪ « :‬اللهم‬ ‫منك ولك‪ ،‬اللهم هذا عن محمد و�آل بيته»‪ ،‬ثم قرب الآخر فقال‪ « :‬ب�سم الله اللهم هذا منك ولك‪،‬‬ ‫اللهم هذا عن من وحدك من �أمتي» ‪.‬‬ ‫و�إذا كان النبي �صلى الله عليه و�سلم قد رفع احلرج على ال�ضعفاء وامل�ساكني فناب عنهم‬ ‫يف �أ�ضحيتهم و�ضمن لهم الثواب والأجر‪ ،‬ف�إنه نبه الذين ال يقومون بهذه ال�سنة مع قدرتهم‬ ‫عليها بتنبيه دقيق و�إ�شارة موحية بالزجر والتقريع‪ ،‬فقد قال �صلى الله عليه و�سلم‪ « :‬من وجد‬ ‫�سعة ومل ي�ضح فال يح�رض م�صالنا» وهي كلمة يقال نظريها يف الأ�رس واملجتمعات كثريا‪،‬‬ ‫ويكون قذف ال�شخ�ص بها عنوانا على �أنه �أتى �أمرا قبيحا جعله غري �أهل مل�شاركة �إخوانه فيما‬ ‫هم قائمون به من �أعمال نافعة طيبة‪ ،‬ويجتمعون لأجله من خري وبر‪� ،‬أما يف مو�ضوعنا ف�إن‬ ‫املقرر �أن �صالة العيد �سنة من �سنن الر�سول‪ ،‬وال�ضحايا �سنة نبي الله �إبراهيم‪ ،‬وكلتا ال�سنتني‬ ‫من مظاهر التحبب �إلى الله يف ذلك اليوم‪ ،‬وهما �شعريتا اليوم لغري احلاج‪ ،‬فالتارك للأ�ضحية‬ ‫مع ي�رس و�سعة رزق �إما بخيل والبخيل بغي�ض �إلى الله‪ ،‬و�إما م�ستهني بال�سنة م�ستهرت مبنا�سك‬ ‫دينه م�ستخف بال�شعرية‪ ،‬ف�صالته العيد �أل�صق بالرياء و�أقرب �إلى النفاق‪ ،‬وقد �أ�صبح البع�ض‬ ‫يف�ضل ال�سفر �إلى اخلارج �أو �رشاء اللحم اجلاهز ‪ ،‬ا�ستهتارا ب�سنة نبي الله وتكربا عن التقرب‬ ‫�إلى الله يف هذا اليوم املبارك‪.‬‬ ‫فاحر�صوا �إخواين على فعل هذه ال�سنة الكرمبة‪ ،‬وت�أهبوا لإقامة �صالة العيد بامل�صلى يف‬ ‫وقتها وعلى �سنتها وهيئتها‪ ،‬مكربين بتكبري الإمام فيها ويف خطبتها ويف طريقكم �إلى امل�صلى‬ ‫وما دمتم جال�سني يف م�صالكم قبل خروج الإمام‪ ،‬واحر�صوا على الذهاب للم�صلى العام ف�إن‬ ‫�صالة العيد يف غري امل�صلى من غري �رضورة داعية بدعة مكروهة‪ ،‬لأن يف خروج امل�سلمني‬ ‫�إلى امل�صلى �إظهار ل�شعرية الإ�سالم وزينته‪ ،‬فتزينوا بلب�س اجلديد من الثياب‪ ،‬واغت�سلوا‬ ‫ا�ستحباب وم�سوا الطيب‪ ،‬و�أخروا الفطر �إلى �أن ترجعوا من امل�صلى ومن �صرب حتى يكون‬ ‫�أول �أكله من كبد �أ�ضحيته فهوا �أف�ضل ‪ ،‬ملا رواه �أ�صحاب ال�سنن عن عائ�شة قالت‪ :‬كان ر�سول‬ ‫الله �صلى الله عليه و�سلم يفطر يوم الفطر قبل �أن يغدوا �إلى امل�صلى‪ ،‬وكان ال يطعم يوم النحر‬ ‫حتى ي�صلي وينحر‪ ،‬في�أكل من كبد �أ�ضحيته‪.‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل‬ ‫جمع إلى األدب الحكمة‪ ،‬وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي‬ ‫الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد‬ ‫بن الظاهر باهلل علي بن الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه‬ ‫بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة‬ ‫اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪.‬‬ ‫فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن‬ ‫هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫رد أبي يحيى بن مسعدة على رسالة ابن غرسية ‪4/2‬‬ ‫وقد بزمام بظر أمك واحتفر**بأير أبيك الفسل كراث عاسم‬ ‫وأما عوسك باأليغال‪ ،‬ونوسك في خبر أبي رغال‪ ،‬فناهيك من ثقفي مثاقف‪،‬‬ ‫وناحت أثلة عدوه ناقف‪ ،‬ضمه القسر‪ ،‬وضامه األسر‪ ،‬فساق ألعدائه األعراض والوسوم‪،‬‬ ‫ووصف لهم األطالل والرسوم‪ ،‬حتى بلغ حتفه أبا يكسوم‪ ،‬فأقره بالمغمس بعد‬ ‫صياله‪ ،‬وأنزله عن محمود غير محمود الستئصاله‪ ،‬وأسلمه للصلدم الصالم‪ ،‬فهل‬ ‫هو في ذايال همدان ظالم؟ وعلى أن العرب لم تعذر إليه في استكانته لألعادي‪،‬‬ ‫وداللته للتخلص بفيل المعادي‪ ،‬ورجمت قبره كما رجمت قبر العبادي‬ ‫ها إنها عذرة إال تكن نفعت ** فإن صاحبها مشارك النكد‬ ‫وتعرف‪ ،‬يا مقرف‪ ،‬إذا أخسرت بشأننا‪ ،‬وسخرت النتصاف قصيٍّ من أبي غبشاننا‪،‬‬ ‫واألصح في اآلثار‪ ،‬عن نقلة األخبار‪َّ ،‬‬ ‫أن أبا غبشان ما أضاع البيت وال باعه‪ ،‬وأن‬ ‫عبد منافٍ وأخاه رزاح ًا غلبا عليه خزاعة‪ ،‬وانتزعاه منه عنوة ورأى اهلل انتزاعه‪ ،‬وإن‬ ‫صح البيع في مفرد اإلسناد‪ ،‬وانتسب إلى أهل الجدل والعناد‪ ،‬فخزاعة لم تعرق في‬ ‫السدانة‪ ،‬وال كان لها طوق بحمل تلك األمانة‪ ،‬فرزحت بحملها‪ ،‬وضحت عن ظلها‪،‬‬ ‫وأسلم أبو غبشان مفاتح الكعبة ألهلها‪ ،‬ورثة الدعوة اإلسماعيلية‪ ،‬وخالصة الملة‬ ‫اإلبراهيمية‪ ،‬قرعة ولد إسماعيل في قصيٍّ وعبد مناف‪ ،‬والعترة الهاشمية أولى‬ ‫الرحلتين واإليالف‪.‬‬ ‫الخالطين فقيرهم بغنيهم ** والظاعنين لرحلة األضياف‬ ‫رحم بزقِّ خمر‬ ‫أربح بها صفقة قمر‪ ،‬ووالية أمر وذمر‪ ،‬وشراء أم ٍ‬ ‫شرت القلوب رخيضة أعالقه ** ومضى يغض بنانه المغبون‬ ‫أي فعل هذا‪ ،‬من حواريكم يهوذا‪ ،‬الذي هو عندكم أفضل من موسى بكر التنزيل‪،‬‬ ‫وخير من نوح وإسرافيل والخليل‪ ،‬إذ سام بإالهكم عيسى على دعواكم سوم العبيد‪،‬‬ ‫وباعه بثالثين درهم ًا من اليهود‪ ،‬فجللوه الخبط‪ ،‬وسقوه الخل وأفرشوه السبط‪،‬‬ ‫ثم جنبوه وسحبوه وصلبوه‪ ،‬قلتم وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫«وما قتلوه وما صلبوه»‪ .‬وما فتئتم بعد تولون يهوذا التعزيز والتبجيل‪،‬‬ ‫وتأخذون عنه مختلفات اإلنجيل‪ ،‬وتسجدون له ولصاحبيه مرقش ومتى‪ ،‬وتزعمون‬ ‫أنهم يمشون على الماء ويحيون الموتى‪ .‬شاهت تلكم الوجوه‪ ،‬وال عدم اللطيم‬ ‫منها والمنجوه‪.‬‬ ‫إذ لم تخش عاقبة الليالي**ولم تستحي فافعل ما تشاء‬ ‫ذلك كله والنبوة غضة بمائها‪ ،‬وعصا المسيح بقرفها ولحائها‪ ،‬والوحي من‬ ‫ورائها والملك على أرجائها‪ ،‬والعهد جديد‪ ،‬والحلقة حديد؛ لكنهم‪:‬‬ ‫نزعوا بسهم قطيعة تهفو به ** ريش العقوق فسار غير سديد‬ ‫فأين بناة الصروح ونماة السروح‪ ،‬بل عصمة السفوح‪ ،‬ولعقة الدم المسفوح‪،‬‬ ‫متى ملكوا األرضين‪ ،‬أو أعطوا من جزيرة العرب مارضين‪ ،‬أبعد أن استباحهم‬ ‫الحبشان‪ ،‬وضربت عليهم الجزية وكانت أول خراج بالزمان‪ .‬فما زلتم تشغلونهم‬ ‫من أبنائكم باألماثيل‪ ،‬ويعملون لهم ما يشاءون من محاريب وتماثيل‪ ،‬حتى‬

‫أخدموكم بيوت النيران‪ ،‬وقدموكم للحرث مع الثيران‪ ،‬فما أنف ذو جاهكم وال أنقر‪،‬‬ ‫وال أحلى وال أمقر‪ ،‬كذلك الكالب على البقر‪ .‬أهذه النجد البهم‪ ،‬ال رعاة شياه وال‬ ‫بهم‪ ،‬ومن لرعي الشويهات يا كشاجم‪ ،‬غير العسفاء واألعاجم‪ ،‬سواس الخنازير‪،‬‬ ‫وحرَّسالمجازير‪ ،‬ندحة األكر‪ ،‬ولقحة الشجر ال العكر‪ ،‬ما حاكوا قلت برودا‪ ،‬وال ساسوا‬ ‫قروداً‪ ،‬وال الكوا عروداً‪ .‬لقد أوضحت لو وافقت‪ ،‬ووصفت لو أنصفت‪ ،‬قل لي فمن‬ ‫رقم البرود بنيسابور‪ ،‬وغرس زيتون العراق لسابور إذ غل أيمانكم‪ ،‬وكسر صلبانكم‪،‬‬ ‫وقسر على الغلمة لشفاء الغلمة ولدانكم‪ ،‬تعبدهم وعبدهم‪ ،‬وسورهم وخلدهم‪،‬‬ ‫وطوقهم وقرطهم‪ ،‬وماشهم وطرقهم‪ .‬وبعد ذلك أخذ في جذكم ونقلكم‪ ،‬وزنق‬ ‫فقحة هرقلكم‪ ،‬فصارت في ملوككم مثلة‪ ،‬ولهذا لم تزنق بعد في أرضكم بغلة‪ ،‬إما‬ ‫لتحرّج من األعداء‪ ،‬أو تعرج عن شماتة األعداء‪ ،‬يفعل هذا بالذليل يا بني الصيداء!‬ ‫ترى‪ ،‬يا فقع وادي القرى‪ ،‬حضر هناك لسلفكم حوك برود‪ ،‬ورشف برود‪ ،‬ولوك عرود‪.‬‬ ‫رزها‪ ،‬يا مزهي‪ ،‬بمدامنة فهود‪ ،‬كما زعمت وسياسة قرود‪ ،‬وتذكر حال أيتامك‪ ،‬وقدر‬ ‫راض‬ ‫على هذا اإلصبع سعة خيتامك‪.‬وال تغضبن من سيرة أنت سرتها ‪ ...‬وأول ٍ‬ ‫سيرة من يسيرها‪.‬‬ ‫وما ذكرت من إناوة غسان‪ ،‬لسليح يا خطل اللسان‪ ،‬فتلك سارية من خالل األزد‪،‬‬ ‫وفالل عرم السد‪ ،‬رازوا لقومهم البالد فض ّلوا‪ ،‬وفقدوا مألهم فقلوا‪ ،‬فما عداهم‪،‬‬ ‫أن داهنوا عداهم‪ ،‬حتى استقلوا‪ ،‬وأمروا ففلوا‪ .‬ولما تدارك غابرهم‪ ،‬ودجعا دراك‬ ‫حارثهم وعامرهم‪ ،‬قصروا خطاهم‪ ،‬وقصروا مطاهم‪ ،‬وأعطاهم جذع من سيفه ما‬ ‫أعطاهم‪ ،‬ثم جعل قومه بعد يضربونهم في األعراض والرواجب‪ ،‬ويناوبونهم بين‬ ‫ً‬ ‫رغبة في خفرهم‪ ،‬وإجارة‬ ‫الصفرية والرواجب‪ ،‬حتى استرهنوا منهم قوس حاجب‪،‬‬ ‫سفرهم‪ ،‬وتجهيز لطائمهم‪ ،‬وتجويز خطائمهم‪ ،‬وجعلت ملوككم تخولنا بالجعائل‬ ‫والوضائع‪ ،‬وتنحلنا ضروب الوشى والقطائع‪.‬‬ ‫وإساءات ضي اإلساءة يذكر**نك يوماً إحسان ذي اإلحسان‬ ‫هذه أقيالكم األكاسرة‪ ،‬وأجيالكم القياصرة‪ ،‬الها اهلل إال الفيوج المتقاصرة‪،‬‬ ‫وعلوج بخت نصر وناصرة‪،‬‬ ‫اعاملو المهن‪ ،‬وحاملوا األهن‪ ،‬وباذلوالسكين‪ ،‬والهن‪ ،‬يا طعام األحالم‪ ،‬وحمال‬ ‫أوتار الحالم‪ ،‬ألهذه الخالل‪ ،‬واستقراء األحوال بهذا االستدالل‪ ،‬نحن أرقاؤكم‬ ‫وحفدتكم‪ ،‬وعتقاؤكم وعبدتكم؟‬ ‫لو ساترة شوار كلمتني‪ ،‬أو ذات سوار لطمتني! ألم تدر يا أحثر‪ ،‬يا مجتني الحثر‬ ‫أن جدنا يعرب هو الذي أرقاكم ورفعكم‪ ،‬وصفع بالبج من صفعكم‪ ،‬ووسمكم بسواد‬ ‫جلدته وسفعكم‪ ،‬وأجالهم عنكم إلى ريف عمان وماسان‪ ،‬وأطراف خراسان‪ ،‬فلما‬ ‫غمطتم نعمته‪ ،‬وأمطتم إمته‪ ،‬عادكم من عيده‪ ،‬وسابقة وعيده‪ ،‬ذو نواس فناسكم‬ ‫وداسكم‪ ،‬وخرب نواويسكم‪ ،‬وبهر أنفاسكم َّ‬ ‫وجذكم عن ماء المعمودية‪ ،‬وردكم إلى‬ ‫دين اليهودية‪ ،‬فمن أي دين تحسبون‪ ،‬أو إلى أي رحم تنسبون‪ ،‬إلى األفياء السورية‪،‬‬ ‫أو إلى األغبياء النسطورية‪ ،‬واألدعياء الصفورية‪ ،‬نسب موضوع بين العفار والعفر‪،‬‬ ‫ومنتسب مقطوع في رومة ونهر الصفر‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)421‬‬ ‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫َف ْ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 96‬سنة‪ ،‬فارقت الحياة‬ ‫بمدينة وزان المشمولة بعفو اهلل‪،‬‬ ‫المرحومة‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫زهرة السنوني‬

‫شقيقة زميلنا المصور الصحافي‬ ‫عبد الرحمان السنوني‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 6‬غشت ‪.2018‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى زميلنا عبد الرحمان‬ ‫وإلى جميع أبناء وأفراد أسرة وعائلة الفقيدة‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته‪،‬‬ ‫وأسكنها فسيح جناته ‪..‬‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬

‫�أحمد عفـــان‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫بالديار البلجيكية‬

‫وشيع جثمانه الطاهــر في موكـــب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضـــره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف ودفن بمقبرة سيدي اعمار‪،‬‬ ‫بعد صالة العصر بمسجد محمد الخامس‬ ‫الحميس ‪ 9‬غشت الجاري‪.‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫وبهذا المصـاب الجلل‪ ،‬نتقـدم بأحر التعازي إلى أبنائه محمد العربي‪،‬‬ ‫وجمال وعلي‪ ،‬وهدى وقمر‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬وعويشة‪ ،‬وشهرزاد‪ ،‬ومنى‪ ،‬وكريم‪،‬‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫}‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‬ ‫المرحوم‬

‫ين �إِ َذا‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫ون �أُو َلئ َ‬ ‫ِك َع َل ْيهِ ْم‬ ‫َو�إِنَّا �إِ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫�صا َبت ُْه ْم ُم ِ‬ ‫�صي َب ٌة َقا ُلوا �إِنَّا لِ هَّ ِ‬ ‫ل‬ ‫�أَ َ‬ ‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة‬ ‫َ‬ ‫ات م ْ‬

‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫َو�أُو َلئ َ‬ ‫ون‬ ‫ال ْهت َُد َ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى رحمة اهلل‪ ،‬المشمول‬ ‫بعفو اهلل المرحوم‬

‫محمد فـنـان‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬

‫والد صديقنا عبد الفتاح فنان‪،‬‬ ‫حارس مرمى سابق لنهضة‬ ‫طنجة لكرة القدم‬

‫التوزيع‪:‬‬

‫وذلك يــوم األربعــاء فاتح غشـت‬ ‫‪ .2018‬وووري جثمانـــه الطاهـــر الثرى‬ ‫بمقبرة سيدي اعمار بطنجـــة بعد صالة‬ ‫الظهر بمسجد محمد الخامس‪ .‬وكان المرحوم قيد حياته يشتغل في‬ ‫سلك الجمارك‪ .‬وبهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬وعلى رأسها ابنه عبد الفتاح‪،‬‬ ‫راجين من اهلل العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح‬ ‫جنانه‪ ،‬وأن يرزق ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫‪ ‬تلقينا مساء هذا اليوم (‪ 01‬يوليوز ‪ )2018‬ببالغ الحزن واألسى‬ ‫نبأ وفاة األستاذ عبد الغفار بن إدريس‪،‬وبهذه المناسبة األليمة يتقدّم‬ ‫مكتب النقابة الوطنية للتعليم العالي المحلي بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان‪ ،‬نيابة عن جميع أساتذة المؤسسة بأحرّ التعازي‬ ‫وأصدق المواساة إلى جميع عائلة الفقيد وأحبته‪ ،‬راجين من اهلل تعالى‬ ‫الصبر والسلوان لهم‪ ،‬وأن يُسكن الفقيد فسيح جناته‪.‬‬ ‫المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي‬ ‫بكلية آداب تطوان‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪421‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪954‬‬

‫البرنامج العام للدوري اإلسباني لكرة القدم‬ ‫للموسم الرياضي‬ ‫الدورة ‪ 1‬ذهاب (‪ 17‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫سلطا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫إيبار ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬أالفيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فيا الريال‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫الدورة ‪ 2‬ذهاب (‪ 24‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬بيتيس‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬هويسكا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫إشبيلية ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬برشلونة‬ ‫ليفانطي ‪ /‬سلطا‬ ‫خيطافي ‪ /‬إيبار‬ ‫الدورة ‪ 3‬ذهاب (‪ 31‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫برشلونة ‪ /‬هويسكا‬ ‫بيتيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ليفانطي‪ /‬فالينسيا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫سلطا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فيا الريال ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 4‬ذهاب (‪ 14‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إيبار‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ليفانطي‬ ‫هويسكا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫ليغانيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أالفيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪/‬برشلونة‬ ‫فالينسيا ‪ /‬بيتيس‬ ‫خيرونا ‪ /‬سلطا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬خيطافي‬ ‫الدورة ‪ 5‬ذهاب (‪ 23‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫إيبار ‪ /‬ليغانيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إشبيلية‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أالفيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫خيطافي ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫فيا الريال ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 6‬ذهاب (‪ 26‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬هويسكا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫خيرونا ‪ /‬بيتيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬سلطا‬ ‫إسبانيول ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 7‬ذهاب (‪ 30‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬ليغانيس‬ ‫سلطا ‪ /‬خيطافي‬ ‫إيبار ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أالفيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إسبانيول‬ ‫هويسكا ‪ /‬خيرونا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 8‬ذهاب (‪ 07‬أكتوبر ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬بيتيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيطافي‪ /‬ليفانطي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬رايو فايكانو‬

‫فالينسيا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إشبيلية ‪ /‬سلطا‬ ‫خيرونا ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬هويسكا‬ ‫الدورة ‪ 9‬ذهاب (‪ 21‬أكتوبر ‪) 2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬إشبيلية‬ ‫بيتيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫سلطا ‪ /‬أالفيس‬ ‫إيبار ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫هويسكا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬خيطافي‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬خيرونا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 10‬ذهاب (‪ 28‬أكتوبر ‪)2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أالفيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬فالينسيا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬إيبار‬ ‫خيرونا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيطافي ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫إشبيلية ‪ /‬هويسكا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 11‬ذهاب (‪ 04‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬سلطا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬أالفيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬برشلونة‬ ‫هويسكا ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬خيرونا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 12‬ذهاب (‪ 11‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬هويسكا‬ ‫برشلونة ‪ /‬بيتيس‬ ‫سلطا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إيبار‬ ‫إشبيلية ‪ /‬إسبانيول‬ ‫الدورة ‪ 13‬ذهاب (‪ 25‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬خيطافي‬ ‫إيبار ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫إسبانيول ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫إشبيلية ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬بيتيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 14‬ذهاب (‪ 02‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بيتيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬هويسكا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫خيرونا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إيبار‬ ‫خيطافي ‪ /‬إسبانيول‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 15‬ذهاب (‪ 09‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬خيرونا‬ ‫بيتيس ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إيبار ‪ /‬ليفانطي‬ ‫هويسكا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬أالفيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬برشلونة‬ ‫فيا الريال ‪ /‬سلطا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 16‬ذهاب (‪ 16‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫سلطا ‪ /‬ليغانيس‬

‫إيبار ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيطافي ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫هويسكا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي‪ /‬برشلونة‬ ‫إسبانيول ‪ /‬بيتيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 17‬ذهاب (‪ 22‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫برشلونة ‪ /‬سلطا‬ ‫بيتيس ‪ /‬إيبار‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أالفيس‬ ‫خيرونا ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬هويسكا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ليفانطي‬ ‫فيا الريال‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 18‬ذهاب (‪ 06‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫إيبار ‪ /‬فيا الريال‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬برشلونة‬ ‫هويسكا ‪ /‬بيتيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬خيرونا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 19‬ذهاب (‪ 13‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إشبيلية‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫برشلونة ‪ /‬إيبار‬ ‫بيتيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫خيرونا ‪ /‬أالفيس‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬سلطا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫فيا الريال ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس‪ /‬هويسكا‬ ‫الدورة ‪ 20‬إياب (‪ 20‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫إيبار ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫خيطافي ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫هويسكا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫الدورة ‪ 21‬إياب (‪ 27‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬بيتيس‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬خيطافي‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيرونا ‪ /‬برشلونة‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬سلطا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬هويسكا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 22‬إياب (‪ 03‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أالفيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫بيتيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬خيطافي‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ليغانيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬فالينسيا‬ ‫سلطا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 23‬إياب (‪ 10‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬بيتيس‬ ‫خيطافي ‪ /‬سلطا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬إيبار‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أالفيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬برشلونة‬ ‫إسبانيول ‪ /‬رايو فايكانو‬

‫خيرونا ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 24‬إياب (‪ 17‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬أالفيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫سلطا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫إيبار ‪ /‬خيطافي‬ ‫الدورة ‪ 25‬إياب (‪ 24‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬برشلونة‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬بيتيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬سلطا‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إيبار‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫إسبانيول ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيطافي ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيرونا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 26‬إياب (‪ 03‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أالفيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬سلطا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬خيرونا‬ ‫بيتيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫إسبانيول ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫هويسكا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 27‬إياب (‪ 10‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫سلطا ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أالفيس ‪ /‬إيبار‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إسبانيول‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيطافي ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 28‬إياب (‪ 17‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫هويسكا ‪ /‬أالفيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫فيا الريال ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫إسبانيول ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 29‬إياب (‪ 31‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫خيرونا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬بيتيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أالفيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫برشلونة ‪ /‬إسبانيول‬ ‫سلطا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيطافي ‪ /‬ليغانيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 30‬إياب (‪ 03‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬بيتيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬خيرونا‬ ‫إيبار ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 31‬إياب (‪ 07‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إيبار‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫خيرونا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫أالفيس ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫سلطا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 32‬إياب (‪ 14‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أالفيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إشبيلية ‪ /‬بيتيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬سلطا‬ ‫خيرونا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 33‬إياب (‪ 21‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إيبار ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إسبانيول‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬هويسكا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬ليغانيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫برشلونة ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫بيتيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫سلطا ‪ /‬خيرونا‬ ‫خيطافي ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 34‬إياب (‪ 24‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليفانطي ‪ /‬بيتيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬سلطا‬ ‫هويسكا ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬خيرونا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أالفيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيطافي ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 35‬إياب (‪ 28‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬أالفيس‬ ‫ليغانيس ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فيا الريال ‪ /‬هويسكا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫برشلونة ‪ /‬ليفانطي‬ ‫بيتيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫خيرونا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 36‬إياب (‪ 05‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫سلطا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إيبار ‪ /‬بيتيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ليغانيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 37‬إياب (‪ 12‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إيبار‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ريال صوصيداد‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬سلطا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬خيطافي‬ ‫بيتيس ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 38‬إياب (‪ 19‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫أالفيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬فيا الريال‬ ‫هويسكا ‪ /‬ليغانيس‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 954‬ـ الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)12‬‬ ‫‪ .‬العادة القبيحة تضع بيست‬ ‫أمام النهاية الحزينة‬

‫‪3‬‬

‫أبرز‬

‫قرار في مباراة كأس السوبر اإلسباني التي احتضنها الملعب الكبير بطنجة كان‬ ‫على مستوى التنظيم بتأكيد اللجنة المنظمة أن جميع كراسي الملعب مرقمة‬ ‫توافق الترقيم المطبوع على التذاكر المقتناة‪ ،‬وأكدت على ضرورة توفر التذكرة بالنسبة‬ ‫لألطفال المرافقين ألصحاب التذاكر‪ .‬وكثيرا ما نادينا بهذا اإلجراء البسيط لكن إيجابياته‬ ‫كثيرة‪ ،‬ألنه سيحد من الفوضى في تنظيم مباريات اتحاد طنجة‪ ،‬بداية بضمان كل فرد من‬ ‫أفراد الجمهور الحصول على مقعده الذي يحدد في تذكرة الدخول‪ ،‬وهذه الطريقة ستوقف‬ ‫أصحاب الفوضى والمتسللين إلى الملعب بالمجان وبالطرق الملتوية بتواطؤ مع مافيا الملعب‬ ‫المتكونة من أفراد ينتمون لجميع المتداخلين في عملية التنظيم كمستفيدين من العملية‪،‬‬ ‫بينما يصبح الفريق هو الخاسر األكبر حين ترى الملعب مملوء عن آخره بحوالي ‪ 45‬ألف متفرج‬ ‫بينما أرقام المداخل المعلنة ال تصل حتى ربع عدد الجمهور الحاضر‪ .‬نأمل أن يستفيد مكتب‬ ‫اتحاد طنجة من تجربة كاس السوبير اإلسباني‪ ،‬ليكون الموسم الجديد بداية القطع مع‬ ‫الفوضى والتسيب المعاش في عملية تنظيم مباريات الفريق خالل البطولة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عبد اإلله الرويبة‪...‬‬ ‫الوافد الجديد على اتحاد طنجة‬

‫يحارب نجوم كرة القدم للحفاظ على مكانتهم بين المشجعين‪ ،‬عبر تحقيق اإلنجازات‬ ‫ألنديتهم‪ ،‬ولكن البعض منهم تفنن في تدمير مسيرته على الرغم من الوصول ألعلى‬ ‫المستويات في اللعبة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا ‪ ،2018‬نعود‬ ‫بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك المحفل العالمي‪ ،‬كما نلقي الضوء على نجوم كبار‬ ‫لم يحالفهم الحظ في الظهور بالمونديال‪ .‬ويستعرض «كووورة» في سلسلة مكونة من ‪30‬‬ ‫حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة العاشرة عن النجم اإليرلندي‬ ‫الشمالي جورج بيست‪.‬‬

‫نجم استثنائي‪:‬‬

‫لم يكن ظهور بيست في الكرة اإلنجليزية كباقي الالعبين الشباب الذين برزوا في‬ ‫الستينيات من القرن الماضي‪ ،‬فمنذ أن انضم لمانشستر يونايتد عام ‪ ،1963‬والجميع كان‬ ‫في انتظار ما سيقدمه صاحب تلك الموهبة الفذة‪ .‬امتزجت طريقة لعبه بالسرعة والتحرك‬ ‫والمراوغة‪ ،‬بجانب اللعب بكلتا القدمين بشكل مثير لإلعجاب‪ ،‬مما جعله أحد أساطير الشياطين‬ ‫الحمر خالل ‪ 11‬عامًا لعبها في أولد ترافورد‪.‬‬ ‫لم يحقق بيست ألقاب عديدة مع اليونايتد خالل تلك السنوات‪ ،‬إذ ساهم في الحصول‬ ‫على ‪ 6‬ألقاب فقط‪ ،‬أبرزها الجمع بين لقبي الدوري اإلنجليزي والدرع الخيرية عامي ‪1965‬‬ ‫و‪ ،1967‬ولكن كان اإلنجاز األكبر بالحصول على دوري أبطال أوروبا عام ‪ 1968‬كأول نادٍ‬ ‫إنجليزي يحصل عليه‪.‬‬ ‫برزت تلك الموهبة االستثنائية في إنجلترا بشكل ملفت‪ ،‬إذ لم يعتد اإلنجليز على هذا‬ ‫النوع من الالعبين أصحاب المهارات‪ ،‬حيث طور بيست مفهوم الجناح‪ ،‬ليشمل الالعب السريع‬ ‫الذي يقدم الكرات العرضية‪ ،‬باإلضافة لالعب المهاري الذي يراوغ ويسجل األهداف‪.‬‬

‫اإلصرار على السقوط ‪:‬‬

‫قيادة مانشستر يونايتد نحو الفوز على بنفيكا في نهائي دوري أبطال أوروبا‪ ‬عام ‪1968‬‬ ‫بنتيجة ‪ ،4-1‬وبأداء كان حديث الساعة في ذلك الوقت‪ ،‬وضع بيست أمام ألقاب فردية عديدة‪،‬‬ ‫فقد فاز بالكرة الذهبية في هذا العام‪ ،‬كما حصل على الحذاء الذهبي كهداف الدوري اإلنجليزي‬ ‫باإلضافة لجائزة أحسن العب‪ ،‬ليكون النجم األول في إنجلترا‪.‬‬ ‫تمتع بيست بدرجة من الوسامة جعلته يتصدر اإلعالنات التجارية‪ ،‬كما بات مدمنا للخمور‬ ‫والعالقات النسائية‪ ،‬التي أبعدته عن الطريق الصحيح وتغيرت مسيرته‪ ،‬فقبل إحدى المباريات‬ ‫غاب بيست إلسبوعين كاملين عن التدريبات‪ ،‬حتى رفض رئيس النادي مشاركته في اللقاء‪،‬‬ ‫ليعلن حينها بأنه لن يلعب للفريق مرة أخرى وبالفعل رحل عن اليونايتد عام ‪.1974‬‬ ‫انهارت مسيرة «ذا بيست» بعد الرحيل عن مانشستر‪ ،‬حيث وصل به الحال لالنتقال بين‬ ‫‪ 17‬فري ًقا بعديد من الدول كالواليات المتحدة األمريكية وويلز وهونج كونج وأستراليا‪ ،‬وتوفي‬ ‫عام ‪ 2005‬بتليف في الكبد بسبب إدمانه للكحوليات‪.‬‬

‫المسيرة الدولية‪:‬‬

‫خاض بيست مسيرة طويلة مع مانشستر يونايتد حيث شارك‪ ‬في ‪ 474‬مباراة‪ ،‬أحرز‬ ‫خاللها ‪ 181‬هد ًفا‪ ،‬ولكنه لم يقدم كل هذا العطاء مع منتخب إيرلندا الشمالية‪ ،‬إذ لعب ‪37‬‬ ‫مباراة دولية‪ ،‬وأحرز ‪ 9‬أهداف فقط‪.‬‬ ‫فشل منتخب إيرلندا في الوصول لنهائيات كأس العالم طوال فترة تألق بيست‪ ،‬وهو‬ ‫األمر ذاته في بطولة كأس األمم األوروبية‪ ،‬ويعود ذلك لقلة الالعبين الكبار في منتخب بالده‬ ‫خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫كيف جاء تعاقدك مع اتحاد طنجة‪ ،‬و ما هي‬ ‫العروض التي تلقيتها؟‪ ‬‬ ‫اتحاد طنجة يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة‪ .‬بعدما تلقيت‬ ‫اتصاال من مسؤولي الفريق‪ ،‬تحمست لحمل قميصه في أول‬ ‫تجربة لي في البطولة الوطنية‪ ،‬واتفقنا على توقيع عقد لمدة‬ ‫أربعة مواسم‪ .‬وبالنسبة للعروض‪ ،‬تلقيت عرضا من مسؤولي‬ ‫الرجاء والجيش الملكي‪ ،‬وأشكرهم على الثقة ورغبتهم في‬ ‫االستفادة من خدماتي‪ ،‬لكن سبق أن وعدت مسؤولي اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬وآمل أن أكون عند حسن ظنهم‪.‬‬

‫ما هي أهدافك مع فريقك الجديد‪ ،‬و كيف تقيم‬ ‫تجربتك مع شباب هوارة؟‪ ‬‬ ‫أطمح إلى ضمان الرسمية وتسجيل أهداف كثيرة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى التتويج باأللقاب‪ ،‬علما أن اتحاد طنجة سيلعب على ثالث‬ ‫واجهات هذا الموسم‪ .‬وبالنسبة لتجربتي مع شباب هوارة‪ ،‬كانت‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫تجربة جيدة استفدت منها كثيرا‪ .‬أشكر جميع المدربين الذين‬ ‫أشرفوا على شباب هوارة في المواسم األخيرة‪ ،‬إذ استطعنا‬ ‫تحقيق الصعود من الهواة إلى البطولة الوطنية في قسمها‬ ‫الثاني‪ ،‬لكن عدنا لألسف إلى الهواة مجددا‪.‬‬

‫ما هي اإلكراهات التي واجهتموها‪ ،‬و ما هي‬ ‫طموحاتك؟‬ ‫أبرز إكراه عانيناه خالل الموسم الماضي‪ ،‬نقص الموارد‬ ‫المالية‪ ،‬إذ كان سببا رئيسيا في دخول شباب هوارة في سلسلة‬ ‫من النتائج المتواضعة‪ ،‬لكن غياب التحفيزات المادية والرواتب‬ ‫في وقتها‪ ،‬أثر سلبا على مردود الالعبين‪ .‬أما طموحاتك‪ ،‬أطمح‬ ‫أن أكون في مستوى ثقة مسؤولي اتحاد طنجة‪ ،‬وأن أقدم‬ ‫مردودا يشفع لي بحمل القميص الوطني‪ ،‬وآمل تحقيق لقب مع‬ ‫فريقي الجديد‪ .‬وأتمنى أيضا تحقيق حلمي باالحتراف خارج أرض‬ ‫الوطن‪ ،‬وتحقيق لقب البطولة‪.‬‬

‫بوجبا يبلغ مانشستر يونايتد‬ ‫بقراره النهائي‬

‫ذكرت تقارير صحفية‪ ،‬يوم الجمعة‪َّ ،‬‬ ‫أن بول بوجبا‪ ،‬نجم مانشستر يونايتد‪ ،‬حسم قراره‪ ‬النهائي‪ ،‬بشأن مصيره مع‬ ‫الشياطين الحمر‪ .‬وقال «راديو مونت كارلو» اليوم الجمعة‪ ،‬بوجبا أبلغ مانشستر يونايتد‪ ،‬باستمراره في الموسم الجديد‪،‬‬ ‫رغم اهتمام برشلونة‪ ،‬بالحصول على خدماته‪ .‬وتابع الراديو‪ ،‬نقال عن‪ ‬مصادر مقربة من اليونايتد‪َّ ،‬‬ ‫أن بوجبا لن يغادر‬ ‫الفريق‪ ،‬أو يطلب‪ ‬زيادة راتبه في الوقت الحالي‪ .‬وشدد الراديو‪ ،‬على أن ديديه ديشامب‪ ،‬مدرب المنتخب الفرنسي‪ ،‬طلب‬ ‫من بوجبا‪ ،‬في مارس الماضي‪ ،‬عدم الدخول في‪ ‬مشاكل مع مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو‪ ،‬وضرورة االنصياع له‪ .‬وأبرز‬ ‫الراديو في نهاية تقريره‪َّ ،‬‬ ‫بأن بول بوجبا يريد‪ ،‬أن يكون قائدًا في مانشستر يونايتد‪ ،‬ويثبت قدراته مع الفريق اإلنجليزي‬ ‫في الموسم الجديد‪ .‬وعاد بوجبا لتدريبات مانشستر يونايتد‪ ،‬اإلثنين الماضي‪.‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫لقجع وروبياليس‬ ‫في ندوة قبل السوبير اإلسباني‬ ‫عقد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫ولويس روبياليس‪ ،‬رئيس اإلتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬صباح‬ ‫الثالثاء الماضي ندوة صحافية‪ ،‬بمقر الجامعة‪ ،‬لتقديم كأس السوبر‬ ‫اإلسباني الذي سيجرى على أرضية الملعب الكبير لمدينة طنجة‬ ‫يوم غد األحد ‪ 12‬غشت ‪ ،2018‬بين فريقي اشبيلية وبرشلونة‪.‬‬ ‫وقال لقجع‪ ،‬خالل هذه الندوة التقديمية‪ ،‬إن تنظيم المغرب لكأس‬ ‫السوبر اإلسباني‪ ،‬يأتي في غمرة احتفاالت الشعب المغربي بعيد‬ ‫العرش المجيد‪ ،‬وعيد الشباب‪ ،‬لما يحمالنه من حمولة تاريخية‬ ‫ورمزية‪ .‬وأوضح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أن‬ ‫هذه الحمولة ستدفع الجماهير المغربية لالفتخار بتاريخها‪ ،‬مبرزا‬ ‫أن هذه الجماهير خلقت الحدث في منافسات كأس العالم األخيرة‬ ‫التي أقيمت بروسيا‪ ،‬وبرهنت أنها استثنائية وحضارية‪ ،‬وستؤكد‬ ‫ذلك خالل مباراة يوم غد االحد‪ .‬وأشار فوزي لقجع‪ ،‬إلى أن التعاون‬ ‫بين كل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬واإلتحاد‬ ‫اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬دخل في دينامية جديدة‪ ،‬ستعطي أكلها‬ ‫في القريب العاجل‪ .‬من جهته‪ ،‬أكد لويس روبياليس‪ ،‬أن تنظيم‬ ‫المغرب لكأس السوبر اإلسباني‪ ،‬يعد لبنة أولى في إطار التعاون‬ ‫بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واإلتحاد اإلسباني لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬مشيرا إلى أن اختيار المغرب الحتضان هذه المنافسة ألول‬ ‫مرة خارج األراضي اإلسبانية‪ ،‬لما يتوفر عليه من تجربة في تنظيم‬ ‫المباريات الدولية‪ ،‬فضال عن القرب الجغرافي والظروف المناخية‬ ‫المواتية‪ .‬واعتبر لويس روبياليس‪ ،‬احتضان المغرب لكأس السوبر‬ ‫اإلسباني‪ ،‬بمثابة شرف لالتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬نظرا لشغف‬ ‫الجماهير المغربية بهذه الرياضة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫بريد الليغا‬ ‫مينا يوجه رسالة وداع لبرشلونة‬ ‫ودع المدافع الكولومبي‪ ،‬ياري مينا‪ ،‬جمهور برشلونة‪ ،‬بعد إعالن انتقاله‬ ‫أمس إلى إيفرتون‪ ،‬في الساعات األخيرة قبل غلق باب سوق االنتقاالت في‬ ‫إنجلترا‪ .‬ونشر ذو الـ ‪ 23‬عاما رسالة عبر حسابه بموقع «انستجرام»‪ ،‬شكر‬ ‫فيها البلوجرانا على الفترة التي قضاها مع الفريق‪ ،‬معبرا عن فخره بارتداء‬ ‫قميص برشلونة‪ .‬وقال مينا‪« :‬حان الوقت لكي أقول وداعا‪ ،‬لقد مرت ‪ 8‬أشهر‬ ‫فقط منذ وصولي إلى هذا الفريق‪ ،‬إنه برشلونة‪ ،‬واحد من أكبر الفرق في‬ ‫العالم»‪ .‬وتابع‪« :‬برشلونة مدينة رائعة ستظل عالقة في ذهني لألبد‪ ،‬على‬ ‫الرغم من لعب القليل من المباريات ولكن واصلت التعلم وأنا محاط بالعبين‬ ‫هم األفضل»‪ .‬وأكمل‪« :‬أرحل وأترك مجموعة رائعة من العاملين والموظفين‬ ‫والمدربين والالعبين باإلضافة للرئيس‪ ،‬جميعهم استقبلوا وصولي بأذرع‬ ‫مفتوحة وساعدوني في تحقيق الحلم بارتداء قميص برشلونة والشعور‬ ‫بعاطفة الجمهور داخل الملعب وخارجه»‪ .‬وأتم‪« :‬كان البد لي أن اتخذ طريقا‬ ‫جديدا ومن يعلم قد نلتقي مجددا في يوم من األيام»‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫كثرة العروض تضع نافاس في حيرة‬

‫تكريم الزميل الصمدي من طرف‬ ‫رجال التعليم‬

‫يمتلك الكوستاريكي كيلور نافاس‪ ،‬حارس ريال مدريد‪ ،‬عدة عروض‪،‬‬ ‫للرحيل عن الملكي‪ ،‬هذا الصيف‪ .‬وقالت صحيفة «إيه بي سي» اإلسبانية‪،‬‬ ‫الجمعة‪ ،‬إن «نافاس أبدى رغبته في البقاء مع ريال مدريد‪ ،‬في عدة مناسبات‬ ‫حتى بعد قدوم تيبو كورتوا‪ ،‬لكن العروض المغرية له في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫وضعته في حيرة كبيرة»‪ .‬وشدَّدت الصحيفة‪ ،‬على َّ‬ ‫أن الحارس يعتقد أنه لن‬ ‫يحصل على عقد كبير آخر في مسيرته‪ ،‬إذا رفض العروض المقدمة له حاليًا‬ ‫في ظل تقدمه في السن‪ .‬وأوضحت أن رحيل كيلور نافاس‪ ،‬عن ريال مدريد‬ ‫سيجعل من األوكراني أندريه لونين‪ ،‬الحارس الثاني خلف تيبو كورتوا‪ ،‬لكن‬ ‫إذا استمر الحارس الكوستاريكي‪ ،‬فإن ريال مدريد سوف يعير الحارس الشاب‪.‬‬ ‫ولفتت الصحيفة إلى أن كيكو كاسيا‪ ،‬ولوكا زيدان‪ ،‬سوف يرحالن عن ريال‬ ‫مدريد بعد قدوم كورتوا‪ ،‬واألول يملك عرضًا من أتلتيك بيلباو‪ ،‬أما الثاني فلم‬ ‫يستقر على وجهته بعد‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫العب أتلتيكو مدريد الجديد متحمس إلسقاط الريال‬

‫حظي الزميل محمد الصمدي أخيرا بتكريم نظم لفائذة‬ ‫أطر هيئة التفتيش واألطر اإلدارية للمديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي بطنجة أصيلة المحالين على التقاعد برسم الموسم‬ ‫الدراسي ‪ 2017/2018‬في حفل نظمته المديرية بالمناسبة‪،‬‬

‫بقاعة ابن بطوطة لألعمال اإلجتماعية لنساء ورجال التعليم‬ ‫بطنجة‪ ،‬واختارت له « وفاء لهم «شعارا‪ .‬بالمناسبة‪ ،‬نهنئ‬ ‫الزميل الصمدي الصحفي واإلطار التربوي على هذه االلتفاتة‬ ‫المستحقة التي ترسخ لثقافة االعتراف‪ ،‬ونتمنى له المزيد من‬ ‫العطاء والتألق‪.‬‬

‫جمعية اتحاد ملوسة تشجع الرياضة‬ ‫بالعالم القروي‪ ‬‬

‫أبدى العب أتلتيكو مدريد الجديد‪ ،‬نيكوال كالينيتش‪ ،‬استعداده لبدء‬ ‫مغامرة جديدة برفقة الروخيبالنكوس‪ ،‬بعدما أتم انتقاله الرسمي إلى صفوف‬ ‫الفريق‪ ،‬قادمًا من ميالن اإليطالي‪ .‬وقال كالينيتش‪ ،‬في تصريحات أبرزها‬ ‫موقع‪« ‬فوتبول إيطاليا»‪»:‬سعيد جدًا باالنضمام ألتلتيكو‪ ،‬ألنه نادٍ رائع‪ ،‬يلعب‬ ‫دائمًا في دوري أبطال أوروبا‪ ،‬ويقاتل دائمًا من أجل المراكز العليا»‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«سنحاول الفوز ببطولة كأس السوبر األوروبي‪ ،‬في أول مباراة لنا بالموسم‬ ‫(أمام ريال مدريد)‪ ،‬أتمنى أن يبذل الفريق قصارى جهده للفوز»‪ .‬وتابع‪« :‬ال‬ ‫أحب التحدث كثيرا عن نفسي‪ ،‬أفضل أن يرى الجميع كيف ألعب أو ًال‪ ،‬سعيد‬ ‫باللعب في الملعب الجديد للنادي»‪ .‬وختم‪« :‬سأبذل قصارى جهدي دائمًا‬ ‫في الملعب‪ ،‬آمل أن أتمكن من اللعب كثيرًا‪ ،‬لقد التقيت بزمالئي الجدد‪،‬‬ ‫لحسن الحظ‪ ،‬أنا مع الكثير من الالعبين الرائعين ومدير فني عظيم»‪ .‬وانضم‬ ‫كالينيتش‪ ،‬لصفوف أتلتيكو مدريد‪ ،‬قادمًا من ميالن‪ ،‬بعقد يمتد حتى ‪3‬‬ ‫سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫نجم ميالن يدق أبواب إشبيلية‬ ‫اقترب نادي إشبيلية‪ ،‬من التعاقد مع نجم فريق ميالن‪ ،‬خالل فترة االنتقاالت‬ ‫الصيفية الجارية‪ ،‬بحسب تقارير صحفية إيطالية‪ .‬وقال موقع‪« ‬فوتبول‬ ‫إيطاليا»‪ ‬يوم الجمعة‪ ،‬إن إشبيلية‪ ،‬قد يعلن خالل الساعات المقبلة‪ ،‬عن تعاقده‬ ‫مع أندريه سيلفا‪ ،‬مهاجم ميالن‪ ،‬بعدما توصل الناديان التفاق عملي حول‬ ‫أن ميالن يرغب في الحصول على األموال نقدًا‪ ،‬في حين َّ‬ ‫الصفقة‪ .‬وأضاف ّ‬ ‫أن‬ ‫النادي األندلسي‪ ،‬ليس لديه نية لدفع ‪ 32‬مليون يورو‪ ،‬القيمة المطلوبة من‬ ‫قبل الروسونيري‪ .‬وأشار إلى أن التفاوض بين الناديين‪ ،‬قد ينتهي بانتقال‬ ‫أندريه سيلفا‪ ،‬إلشبيلية‪ ،‬على سبيل اإلعارة مع خيار الشراء‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫بوفال يدعم سيلتا فيجو أمام ماينز‬ ‫نظمت الجمعية الرياضية اتحاد ملوسة بتعاون مع جماعة‬ ‫ملوسةوالمديريةاإلقليميةلوزارةالشبابوالرياضةبإقليمالفحص‬ ‫أنجرة تظاهرة رياضية بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد‪ ،‬تحت‬ ‫شعار « تشجيع الرياضة بالعالم القروي» لفائدة البراعم والصغار‪.‬‬ ‫و يدخل هذا النشاط في إطار هدف الجمعية بنشر الرياضة وكرة‬ ‫القدم على وجه الخصوص بالعالم القروي‪ .‬حيث عرف مشاركة‬ ‫جمعية نهضة طنجة لكرة القدم وجمعية قدماء العبي اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم اللذان أتتا فضاء ملعب القرب بجماعة ملوسة وأمتعا‬ ‫الجمهور الحاضر في هذه التظاهرة المتميزة‪ .‬يذكر أن الجمعية‬ ‫الرياضية اتحاد ملوسة التي يرأسها ويؤطرها سعيد الزاير‪ ،‬الالعب‬ ‫السابق إلتحاد طنجة والجيش الملكي‪ ،‬تقوم بدور هام في التأطير‬

‫والتكوين للفئات الصغرى بهذه المنطقة القروية وزرع بذور‬ ‫العشق للطفل القروي بالرياضة تشجيعا له على سلك طريق‬ ‫سليم وإبعاده عن عالم التسكع واالنحراف‪ .‬وساهم في تأطير‬ ‫النشاط األخير إلى جانب‪ ،‬األستاذة عبد اللطيف العفاقي‪ ،‬مصطفى‬ ‫األندلسي‪ ،‬اإلطارين بمدرسة نهضة طنجة لكرة القدم ‪ ،‬وحسن‬ ‫المزدوجي‪ ،‬العضو اإلداري بنفس المدرسة‪ .‬وعلى مستوى التباري‪،‬‬ ‫فاز اتحاد ملوسة على نهضة طنجة في فئة البراعم بثالثة أهداف‬ ‫مقابل هدف واحد‪ .‬في حين آلت نتيجة مباراة فئة الصغار لفائدة‬ ‫نهضة طنجة بأربعة أهداف لصفر‪ .‬وشهد الحفل الختامي لهذه‬ ‫التظاهرة بتوزيع الجوائز على الفائزين‪ ،‬بحضور المدير اإلقليمي‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة بالفحص ‪ -‬أنجرة وفعاليات رياضية‪.‬‬

‫حصل الدولي المغربي سفيان بوفال‪ ،‬العب سيلتا فيجو اإلسباني‪ ،‬على‬ ‫الضوء األخضر من الجهاز الطبي للمشاركة في المباريات‪ ،‬وذلك بعد إنهائه‬ ‫التدريبات بشكل طبيعي‪ .‬وبهذا أصبح الالعب متاحا أمام مدرب الفريق‬ ‫أنطونيو محمد‪ ،‬لمواجهة السبت الماضي الودية أمام فريق ماينز األلماني‪.‬‬ ‫وعانى الالعب السابق لفريق ساوثهامبتون اإلنجليزي‪ ،‬من التواء في الكاحل‬ ‫في الـ‪ 26‬من يوليو الماضي خالل التدريبات ‪ -‬ألول مرة بقميص الفريق‬ ‫اإلسباني في المباراة الودية األخيرة للفريق قبل افتتاح مسابقة الدوري‬ ‫اإلسباني بلقائه أمام إسبانيول‪ .‬ولن يتمكن من اللحاق بتلك المباراة لإلصابة‬ ‫المدافع األرجنتيني فاكوندو رونكاجليا والعب الوسط الدنماركي ماتياس‬ ‫ينسن‪.‬‬


‫العدد ‪954‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬غ�شت ‪2018‬‬

‫حفل تقدمي كتاب‬

‫مدينة القصر الكبير‪ ‬تخلد الذكرى ‪440‬‬ ‫لمعركة وادي المخازن تحت شعار ‪:‬‬

‫«جواهر الكمال يف ذكر ال�شرفاء �أوالد البقال»‬

‫«من الصدام العسكري‬ ‫إلى اللقاء الحضاري»‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫وبمناسبة تخليد‪ ‬الذكرى األربعين بعد المائة الرابعة‪ ‬لمعركة واد المخازن المجيدة‪ ،‬نظمت مدينة القصر الكبير‬ ‫صبيحة السبت ‪ 4‬غشت الجاري‪ ،‬بتراب جماعة السواكن حيث جرت المواجهة العسكرية‪ ‬بين البلدين‪ ،‬احتفاال حضره مندوب‬ ‫قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬مصطفى الكثيري وممثلون عن السلطة المحلية‪ ،‬المدنية والعسكرية‪ ،‬والقضائية‪ ،‬‬ ‫ومجلس الجهة‪ ،‬ورؤساء المجالس المنتخبة‪ ،‬والبرلمانيون‪ ،‬وممثلون عن المنظمات األهلية‪.‬‬ ‫وقد تفضل األديب والكاتب واإلعالمي الكبير‪ ،‬األستاذ محمد كماشين‪ ،‬فوافى قراء جريدة «الشمال» بتغطية شاملة‪ ‬‬ ‫لفعاليات هذا االحتفال وكذا بملخص شامل لمختلف التدخالت التي تقدمت بها كوكبة من العلماء واألساتذة الجامع من‬ ‫تركيا والبرتغال والمغرب ‪،‬في إطار الندوة الدولية‪ ‬المنظمة‪ ‬المناسبة‪ ،‬والتي اختير لها شعار‪ :‬من الصدام العسكري إلى‬ ‫اللقاء الحضاري»‪.‬‬ ‫والجريدة إذ تقدم لقرائها األعزاء هذا العمل القيم‪ ،‬لتود أن تتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذ محمد كماشين للجهد‬ ‫الذي بذله في تدوين وقائع هذا اللقاء الهام ‪ ‬وتلخيصها‪ ‬واستخالص العبر منها‪.‬‬ ‫األستاذ محمد كماشين‪ :‬تقرير إخباري‬ ‫ترأس السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬الحفل الرسمي لتخليد‬ ‫الذكرى ‪ 440‬لمعركة وادي المخازن‪ .‬فبعد قراءة ما تيسر من كتاب اهلل العزيز ‪ ‬وترديد النشيد الوطني‪ ،‬أخذ الكلمة السيد‬ ‫عبد السالم نباص رئيس الجماعة الترابية للسواكن ومن خاللها رحب بكافة الحاضرين ‪ ‬بمناسبة تخليد الذكرى ‪440‬‬ ‫لمعركة وادي المخازن‪ ،‬واعتبر الحدث عظيما لدفاعه عن ثوابت األمة‪ ‬ومقدساتها‪ ،‬وكون المعركة شكلت منعطفا في تاريخ‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫رئيس الجماعة ربط بين ذكرى المعركة وتزامنها مع عيد العرش‪ ،‬وذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب‪ ،‬وثورة الملك‬ ‫والشعب‪ ،‬وكلها أحداث تستدعي التجند وراء ملك البالد والعمل بتوجيهاته السديدة‪.‬‬ ‫السيد المندوب السامي للمقاومة انطلق في كلمته المستفيضة من اقتران تخليد ذكرى معركة وادي المخازن مع‬ ‫احتفاالت عيد العرش وكونها محطة بالغة األهمية في تاريخ المغرب والعالم اإلسالمي‪ ،‬باعتبارها صراعا حضاريا بين‬ ‫معسكرين‪ ،‬وأن المغرب‪ ‬وقف في وجه إمبراطورية كانت تريد امتالك العالم‪ ،‬لكن النتائج كانت عكس ما تصوره خصوم‬ ‫المغرب‪ ،‬حتى أن البرتغال بهيبتها بعد المعركة أصبحت إقليما تابعا إلسبانيا بينما المغرب استطاع أن يعزز مكانته الدولية‬ ‫ويفرض الهيبة واالحترام لدولته‪.‬‬ ‫ومن معاني المعركة ودالالتها يضيف الكثيري ترابط أبناء الوطن باستثمار البعدين الديني والوطني‪ ،‬ودعوة األجيال‬ ‫الالحقة إلى استخالص القيم الدينية والوطنية واإلنسانية اعتمادا على روافد الهوية المغربية ‪.‬‬ ‫وخالل كلمته‪ ،‬أشار السيد مصطفى الكثيري إلى قيامه صباح تفس اليوم بتدشين‪ ‬مشروع فضاء الذاكرة التاريخية‬ ‫بمدينة العرائش بدعم من عمالة اإلقليم والمجلس اإلقليمي والجماعة الترابية للعرائش‪ ،‬ليكون ثاني متحف في اإلقليم‬ ‫بعد الذي يوجد بمدينة القصر الكبير منذ سنوات‪ ،‬كما تحدث عن منح وسام الكفاءة‪ ‬الوطنية من درجة ضابط لثمانية‬ ‫وخمسين مقاوما بمناسبة اليوم الوطني للمقاومة من طرف جاللة الملك‪.‬‬ ‫وباسم قدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير بإقليم العرائش تدخل المقاوم احمد فضول الحساني معتبرا معركة‬ ‫وادي المخازن حدث فخر واعتزاز لمعانيها ورصيدها الغني في سبيل إعالء كلمة الوطن بين شعوب العالم داعيا إلى خوض‬ ‫التجربة الديمقراطية وتطوير الهياكل االقتصادية‪.‬‬ ‫السيد عبد الحميد المودن عن الجهة المنظمة أشار إلنعام صاحب الجاللة على ‪ 58‬مقاوما هذه السنة بأوسمة من‬ ‫درجة الكفاءة ‪ ‬الوطنية منهم ‪ 3‬ينتمون للجهة‪ ،‬وقد تمت المناداة على من يمثلهم‪ ‬لتسلم أوسمتهم من طرف‪ ‬المندوب‬ ‫السامي للمقاومة‪ ،‬والمرافقين له‪ ،‬وبذلك يكون مجموع المقاومين الذين حظوا بأوسمة ملكية من هذه الدرجة‪ ‬هو ‪819‬‬ ‫مقاوما ومقاومة‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ‬تمت المناداة على أسر خمسة من المقاومين الذين قضوا نحبهم‪ ،‬لتسلم أدرع بالمناسبة‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫استحضار نتف من مواقفهم النضالية‪ ،‬وهم السادة ‪:‬‬ ‫محمد الساحلي – محمد األيوبي‪ -‬عالل بومديان – عالل محمد عزوز – عبد السالم اشقرا‪.‬‬ ‫وفي ختام الحفل تليت برقية والء وإخالص‪ ،‬مرفوعة لصاحب الجاللة نصره اهلل‪ ،‬أعقبتها‪ ‬زيارة الضريح الرمزي للملك‬ ‫عبد المالك السعدي‪.‬‬

‫في إطار اإلحتفاالت الوطنية بعيد العرش‬ ‫المجيد‪ ،‬نظم منتدى التراث والثقافات‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة‬ ‫أصيلة‪ ،‬ومقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬وجريدتي‪:‬‬ ‫طنجة والشمال‪ .‬حفل تقديم وتوقيع كتاب ‪:‬‬ ‫(جواهر الكمال في ذكر الشرفاء أوالد البقال)‬ ‫للمؤلف األستاذ أمحند البخالخي‪ ( .‬إبن الريف)‪.‬‬ ‫مساء الجمعة ‪ 13‬ذو القعدة ‪1439‬ه الموافق‬ ‫‪ 27‬يوليوز ‪ 2018‬بقاعة المحاضرات للمجلس‬ ‫العلمي األنف الذكر ‪.‬‬ ‫الكتاب الذي تفضل في بلورة موضوعه‪.‬‬ ‫ثلة من األساتذة األجالء الدكاتـرة ‪ :‬محمـد‬ ‫كنون الحسني‪ .‬رئيس المجلس العلمي المحلي‬ ‫لعمالة طنجة أصيلة‪ .‬ومحيي الدين البقالي‬ ‫الطاهري‪ ،‬رئيس المجلس العلمي لعمالة مدينة‬ ‫سيدي سليمان‪ .‬والطيب الوزاني الشاهدي‬ ‫أستاذ التعليم العالي بكلية األداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان‪ .‬والدكتور رشيد العفاقي‬ ‫أستاذ باحث‪ .‬ومدير جريدة ( الزقاق)‪.‬‬ ‫افتتح هذا اللقاء بآ يات من الذكر الحكيم‬

‫أدار حلقاته الشيقة المتميزة‪ ،‬فضيلة الدكتور‬ ‫محمد كنون الحسني‪ .‬وبعد مداخلته القيمة‪،‬‬ ‫أعطى الكلمــة لرفيقــه الدكتور محيي الدين‬ ‫البقالي الطاهــري‪ ،‬ثم إلى الدكتــور الطيب‬ ‫الشاهدي الوزانـي‪ ،‬فالدكتـور رشيد العفاقي‪،‬‬ ‫بعد ذلك فتح المجال للمناقشة‪ ،‬التي تميزت‬ ‫بمشاركة فعالة‪ .‬شاركـت فيـها‪ ،‬أسمـاء كبيرة‬ ‫ووازنة‪ .‬الشيء الذي أضفى على اللقاء حيوية‬ ‫ونشاطا‪ .‬وزاده تنوعا وثرا ءا‪ ،‬تلى ذلك تدخل‬ ‫رئيس منتدى التراث والثقافات الدكتور محمد‬ ‫بقالي‪ .‬أبرز من خالله نبذة موجزة تعريفية‬ ‫للمنتدى‪ ،‬وتوجه فيه بالشكر والثناء والتقدير‬ ‫للفعاليات المشاركة‪ .‬وإلى كل المساهمين في‬ ‫إنجاح هذا الملتقى الثقافي األصيل‪ ،‬كل بإسمه‬ ‫وبصفته ‪.‬‬ ‫تــال ذلك قــراءة بالمناسبــة ‪ :‬للبرقية‬ ‫المرفوعة إلى الســدة العاليــة باهلل‪ ،‬صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬من‬ ‫طرف محافظ المنتدى األستاذ ‪ :‬عمر البقالي ‪.‬‬ ‫و اختتم اللقاء بإقامة حفل شاي بهيج على‬ ‫شرف الحضور في جو عائلي مسؤول‪...‬‬

‫في حفل زفاف بهيج‪ ،‬بحضور األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬زف‬

‫و�سنقدم يف العدد القادم بحول اهلل‪ ،‬تقريرا �إخباريا حول الندوة الفكرية الدولية املنظمة‬ ‫يف �إطار مهرجان الق�صر الكبري ال�صيفي حتت �شعار «من الدام الع�سكر�س �إلى اللقاء احل�ضاري»‬ ‫كما �سنقدم تقريرا حول الندوة العلمية املنظمة من طرف املجل�س العلمي للعرائ�ش‪ ،‬باملنا�سبة‬ ‫ذاتها‪ ،‬حتت عنوان «معركة وادي املخازن بني التوثيق التاريخي والتوظيف الثقايف‪.‬‬

‫الشاب الفاضل‬

‫حسن زرغيل‬ ‫إلى اآلنسة المصونة‬

‫تلقت هيئة تحرير جريدتي «الشمال» و «طنجة» بفرحة وسعادة خبر نجاح العملية الجراحية الدقيقة التي‬ ‫باشرها البروفسور الوهابي لفائدة أخينا الدكتور سيدي محمد الحافظ الروسي رئيس مركز ابن أبي الربيع‬ ‫السبتي للدراسات اللغويـة التابع للرابطـة المحمدية للعلماء‪ ،‬وأستاذ البالغة والنقد األدبي بآداب تطوان‪ .‬‬ ‫‪ ‬نجدد تهنئتنا وندعو اهلل ألخينا سيدي محمد الحافظ بدوام الصحة والعافية ويحفظه لذويه ومحبيه‪ .‬‬ ‫ج‪.‬ش‬

‫لينا الحساني‬ ‫وبهــذه المنـاسبـة السعيـدة‪ ،‬نتقـدم بأحـر التهانــي إلى‬ ‫العروسين الكريميـن‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلتيهما‪ ،‬راجين لهما‬ ‫منه تعالى موفور الصحة والعافيـة ورغـد العيش‪ ،‬وأن يرزقهما‬ ‫العلي القدير بالذرية الصالحة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.