Achamal n° 955 le 21 Août 2018

Page 1

‫عيد مبارك �سعيد‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 955‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 09‬ذو احلجـة ‪� 21 / 1439‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫بمناسبة حلول عيد األضحى المبــارك السعيــد‪ ،‬عيد التضحية‬ ‫والفداء‪ ،‬تتشرف إدارة «الشمال» وأسبوعية «جريدة طنجة»‪ ،‬وأعضاء‬ ‫هيئة التحرير وكافة العامليـن اإلداريين والتقنيين‪ ،‬بأن يتقدموا‬ ‫إلى جاللة الملك‪ ،‬أمير المؤمنين‪ ،‬نصره اهلل وأيده‪ ،‬وإلى األسرة‬ ‫الملكية الشريفة‪ ،‬بصادق عبـارات التهاني والتبريك‪ ،‬مشفوعـة‬ ‫بخالص الدعوات بأن يبارك اهلل عمر جاللته ويسدد خطاه‪ ،‬ويعينه‬ ‫على السير ببالده وبشعبه الملتف حول عرشـه المجيد‪ ،‬إلى أرقى‬ ‫مدارج التقدم والنماء وأن يعيد اهلل أمثال هذا العيد على جاللته‬ ‫وأسرته الشريفة‪ ،‬بموفور الصحة والعافية والسعادة‪ ،‬إنه سميع‬ ‫مجيب وباالستجابة جدير‪.‬‬ ‫كما نتقـدم بتهانينـا الصادقــة إلى الشعب المغربـي وإلى‬ ‫شعوب األمة العربية واإلسالمية‪ ،‬مبتهلين إلى العلي القدير أن‬ ‫ينعم عليها باألمن واالستقرار وييسر لها سبل التقدم واالزدهار‪.‬‬ ‫تهانينا أيضـا لقرائنـا وللمعلنين في جريدتينـا‪ ،‬مع خالص‬ ‫الدعاء بأن ينعموا جميعا بالعيد السعيد وأن تتقوى وتتسع روابط الثقة والتفاهم التي تجمعنا‪ ،‬وأن نسير‬ ‫دوما على الطريق التي ترضيهم وترضينا وتحقق مصالحنا ورغباتنا المشتركة‪.‬‬

‫وكل عيد و�أنتم ب�ألف �ألف خري‬

‫سكان حيّ «الديزة» بتطوان يعيشون كارثة بيئية حقيقية‬ ‫الحكومة ترفض «عريضة شعبية» في الموضوع‬ ‫العثماني زار المنطقة وأمر بتقرير !‬

‫الوزير «الناطق» سبق أن أعلن رفض الحكومة لعريضة تطوان الشعبية‪ ،‬بخصوص «الكارثة البيئية» التي بحت أصوات التطوانيين تنديدا بها وبالمباالة‬ ‫الحكومة بأخطارها على الخلق وعلى الطبيعة وما تحمله من تهديدات حقيقية لصحة وسالمة وأمن المواطنين بتطوان‪ ،‬خاصة باألحياء المجاورة لوادي مارتيل‬ ‫الذي أصبح ‪ ،‬بعلم وفهم والية ومجلس الجهة‪ ،‬وسلطات المدينة واإلقليم‪ ،‬والمجالس الجماعية التي يظل هواها مع «الكراسي» و «المواقع»‪ ،‬بدل تحقيق إطار‬ ‫الحياة السليم للمواطنين‪ ،‬كما وعدوا به في حمالتهم االنتخابية المغرضة!‬ ‫الوزير «الناطق»‪ ،‬علل رفض الحكومة لعريضة أهل تطوان ‪ ،‬التي جاءت بعد إحداث نظام ا»لعرائض الشعبية» ‪ ،‬إلى السلطات العمومية‪ ،‬والتي وقع عليها‬ ‫فوق ‪ 5‬أالف مواطن ومواطنة وفق «الشروط المسطرية» المطلوبة‪ ،‬بأن العريضة التطوانية «غير مستوفية للشروط المطلوبة»‪! ....‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫‪2‬‬

‫تنفيذا للتعليمات الملكية‬ ‫هل تقترح األمم المتحدة مشروع الكونفدرالية‬ ‫االستعداد للمرحلة الثالثة للمبادرة‬ ‫حالً لقضية الصحراء؟‬

‫الوطنية للتنمية البشرية‬

‫تتجه أالستعدادات حاليا‪ ،‬نحو المرحلة‬ ‫الثالثة لمشروع المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪ ،‬بعد ثالث عشرة سنة من انطالقها‪،‬‬ ‫من طرف جاللة الملك‪ ،‬العام ‪ ،2005‬وذلك‬ ‫عبر التركيز على النهوض بالرأسمال البشري‬ ‫لألجيال الصاعدة‪ ،‬خالل المرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫يتجلى ذلك في مشروع قانون المالية‬ ‫للسنة المقبلة من خالل إعادة توجيه مشاريع‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نحو دعم‬ ‫الفئات في وضعية صعبة وإطالق جيل جديد من‬ ‫المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل وذلك‬ ‫بغية تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية‬ ‫للفئات الفقيرة في المغرب‪ ،‬بتمويل من الميزانية‬ ‫العامة للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات‬ ‫العمومية إضافة إلى التعاون الدولي‪.‬‬ ‫ويدخل في نفس هذا التوجه‪ ،‬تطوير برامج‬ ‫الحماية االجتماعية بصفة عامة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقوم‬ ‫بدور هام في هذا المجال‪ ،‬بفضل استفادتها‬

‫هامة ‪ ،‬عبر توظيف مشاريع مهيكلة‪ ،‬في مجال‬ ‫الدعم والحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫ومن أبرزا ألهداف المقبلة للمبادرة‪ ،‬إخراج‬ ‫السجل االجتماعي الموحد الذي أمر به جاللة‬ ‫الملك بهدف ضبط المعطيات بخصوص‬ ‫الفئات االجتماعية المستحقة للدعم‪ ،‬سواء تعلق‬ ‫األمر بنظام المساعدة الطبية «راميد» أو برنامج‬ ‫«تيسير» أو «دعم األرامل»‪.‬‬ ‫وسيسهل هذا السجــل الموحـــد‪ ،‬على‬ ‫اعتماد معايير دقيقة وموضوعية باستعمال‬ ‫التكنولوجيا الحديثة من أجل استهداف الفئات‬ ‫الفقيرة والهشة وضمان استفادة أوسع من عدد‬ ‫من البرامج االجتماعية المختلفة التي تواجه‬ ‫صعوبات قوية تضعف من نجاعتها‪ ،‬خاصة‬ ‫الدعم الموجه من صندوق التكافل االجتماعي‬ ‫للمطلقات والمهمشات وأطفالهن‪ .‬وبرامج دعم‬ ‫األسرة وحماية الطفولة واالعتناء باألشخاص‬ ‫المسنين ومن هم في وضعية إعاقة‬

‫عندما ألغى الملك الراحل الحسن‬ ‫الثاني عيد األضحى في ثالث مناسبات‬

‫بعد انقضاء أسبوع كامل على تاريخ‬ ‫االستماع إلى إحاطــة المبعوث الخاص‬ ‫لألمين العام لألمــم المتحــدة بمنطقــة‬ ‫الصحراء‪ ،‬هورست كولر‪ ،‬المقدمة أمام‬ ‫أعضاء مجلس األمن الدولي‪ ،‬تناسلت عديد‬ ‫التكهنات ُ‬ ‫وطرحت مجموعة من التساؤالت‬ ‫حول مستقبل نزاع الصحراء‪ ،‬في ظل الدعوة‬ ‫األممية إلى إحياء مسلسل المفاوضات‬ ‫المعلنة من طرف الرئيس األلماني‬ ‫األسبق‪ ،‬مع شكلها وأطرافها الرئيسيين‪،‬‬ ‫وكذا مشروعه األممي المطروح على طاولة‬ ‫الحوار المرتقب‪.‬‬ ‫وحـول استعـــداد منظمـــة األمـــم‬ ‫المتحدة لعودة األطراف المعنية إلى مربع‬ ‫المفاوضات المباشرة‪ ،‬أكدت تقارير إعالمية‬ ‫دولية عزم الوسيط األممي كولر تقديم‬ ‫عدد من المقترحات على طاولة الحوار‬ ‫التي ستجمع األطراف المعنية بالنزاع‬ ‫منتصف أكتوبر القادم‪ ،‬تشمل صيغة‬ ‫توافقية تتالءم مع مقترح الحكم الذاتي‬ ‫الذي اقترحه المغرب سنة ‪ ،2007‬ومطلب‬ ‫«تقرير المصير» الذي تتبناه البوليساريو‪،‬‬ ‫إذا ما تمت الموافقة الرسمية على ذلك‪.‬‬ ‫واعتبرت التقارير مقترح «االتحاد‬ ‫الكونفدرالي المتقدم»‪ ،‬من نوع الكومنولث‬ ‫البريطاني‪ ،‬على قائمة المقترحات‪ ،‬إذ‬ ‫تبحث األمم المتحدة التوفيق بين الحكم‬ ‫الذاتي و «تقرير المصير» الذي تصر عليه‬ ‫البوليساريو‪ ،‬من خالل صيغة توافقية‬ ‫تصب في عالقة قانونية جديدة تنصف‬ ‫مبدأ السيادة المتنازع بشأنها في الملف‪،‬‬ ‫أو بمناقشة المقترح الذي يجمع ما بين‬ ‫مشروع جيمس بيكر ‪ ،II‬مع تمديد حكم‬ ‫ذاتي للمنطقة‪ ،‬في أفق توصل األطراف‬ ‫إلى حل سياسي عادل ومقبول ينتهي‬ ‫باستفتاء شعبي‪ ،‬يفضـــي إلى نمـــوذج‬ ‫سياســي كالنموذج األلماني المتمثل في‬ ‫«‪.»Landers Allemands‬‬ ‫وتعود تفاصيل هذه التسريبات إلى‬ ‫أول لقاء يجمع األمين العام لألمم المتحدة‬ ‫أنطونيو غوتريـــس بمبعوثــه الخاص‬ ‫األلماني هورست كولر‪ ،‬شهر ماي ‪،2018‬‬ ‫إذ اقترحا تشكيل لجنة مصغرة من الخبراء‬ ‫القانونيين والسياسيين‪ ،‬تبحث الجمع‬ ‫بين مقترح المملكة المغربية ومطالب‬ ‫جبهة البوليساريــو في صيغــة توافقية‪،‬‬

‫تتالءم مع الوضع القانوني والجيوسياسي‬ ‫للمنطقة‪ ،‬وهو ما نتج عنه تضارب في‬ ‫األنباء والروايات المسربة‪ ،‬مشككة في‬ ‫صحة الحلول المتداولة إعالميا‪ ،‬والمقترحة‬ ‫من لدن اللجنة التي يقودها خبراء من‬ ‫الواليات المتحدة وبريطانيا العظمى‪ ،‬إلى‬ ‫جانب آخرين من األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ويصف مراقبون دوليون التسريبات‬ ‫بـ«غير البريئة»‪ ،‬خاصة في ظل الضغوطات‬ ‫األمريكية التي يسنها جون بولتون‪،‬‬ ‫مستشار األمن القومي األمريكي الجديد‪،‬‬ ‫للدفع بأطراف النزاع إلى استئناف جولة‬ ‫خامسة من مسلسل المفاوضات المباشرة‪،‬‬ ‫والذي تبدو بصماته واضحة في عملية‬ ‫إذابة الجليد وتحريك المياه الراكدة داخل‬ ‫الملف‪ ،‬خاصة أنه من تسبب شهر أبريل‬ ‫الماضي في تقليص مدة والية المينورسو‬ ‫من عام إلى ستة أشهر‪ ،‬والزال يطالب إلى‬ ‫اليوم بتقليصها إلى أربعة أشهر فقط؛‬ ‫قصد اختبار نوايا األطراف وجعلها تحت‬ ‫إكراه جدولة زمنية ضيقة وحضور دوري‬ ‫للملف في األجندة الدولية‪.‬‬ ‫بولتون‪ ،‬المناوئ للمصالح المغربية‪،‬‬ ‫كان قد شغل منصب مساعد خاص‬ ‫للمبعوث األمريكي للصحراء جيمس بيكر‪،‬‬ ‫ولطالما تحدث عن خضوع مجلس األمن‬ ‫الدولي للتوجيهات الفرنسية كلما تعلق‬

‫األمر بنزاع الصحراء‪ ،‬كما أن جل تدخالته‬ ‫ال تخدم المملكة‪ ،‬خاصة أنه كان يدافع‬ ‫بقوة لفرض خطة جيمس بيكر لحل نزاع‬ ‫الصحراء‪ ،‬داعيا إلى تطبيقها بناء على البند‬ ‫السابع من ميثاق األمم المتحدة سنة‬ ‫‪ ،2003‬قبل أن يتمكن المغرب من إجهاض‬ ‫المقترح بدخوله في حرب دبلوماسية ناعمة‬ ‫كرست لبقاء النزاع في خانة البند السادس‬ ‫من الميثاق األممي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن المقترحين المسربين‬ ‫سبق نفي مناقشتهما بشكل قاطع من طرف‬ ‫المبعوث السابق كريستوفر روس‪ ،‬وهو ما‬ ‫يؤشر على أن إعادتهما إلى الواجهة تبقى‬ ‫مجرد تكهنات سابقة ألوانها‪ ،‬تدخل في‬ ‫إطار جس نبض األطراف المعنية بالنزاع‪،‬‬ ‫في ظل الغموض الذي يحيط باستئناف‬ ‫جولة المفاوضات الجديدة وما تحمله من‬ ‫أسرار‪ ،‬خاصة في ظل تأكيد المغرب أن ال‬ ‫مفاوضات إال مع الجزائر‪ ،‬التي يعي الوسيط‬ ‫األممي جيدا بأنها جزء من الحل بقدر ما‬ ‫هي طرف في المشكل برمته‪.‬‬

‫• أحمد الساسي ـ العيون‬ ‫عن موقع «هسبريس»‬

‫ارتفاع معدالت الجرائم في طنجة‬ ‫يطرح عدة تساؤالت‪....‬‬

‫يستعد المغاربة لإلحتفال بعيد األضحى‬ ‫أو «العيد الكبير» بعد أيام قليلة‪ ،‬ومع اقتراب‬ ‫حلول موعد هذه السنة النبوية المؤكدة‪ ،‬يتذكر‬ ‫المغاربة‪ ،‬القرار الذي أصدره الملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني قبل ‪ 20‬سنة مضت‪ ،‬والذي قضى‬ ‫بإلغاء ذبح األضحية بسبب سنوات الجفاف التي‬ ‫شهدها المغرب آنذاك‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1996‬وجه الملك الراحل الحسن‬ ‫الثاني خطابا إلى الشعب المغربي‪ ،‬ألقاه نيابة‬ ‫عنه وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية آنذاك عبد‬ ‫الكبير العلوي المدغري‪ ،‬جاء فيه «بسبب سنوات‬ ‫الجفاف األخيرة التي مرت ببالدنا والتي جعلتنا‬ ‫نعلن السنة الماضية سنة كارثة وطنية»‪.‬‬ ‫وأضاف الحسن الثاني «ومعلوم أن ذبح‬ ‫األضحية سنة مؤكدة لكن إقامتها في هذه‬ ‫الظروف الصعبة من شأنه أن يتسبب في ضرر‬ ‫محقق‪ ،‬بسبب ما سينال الماشية من إتالف وما‬ ‫سيطرأ على أسعارها من ارتفاع يضر بالغالبية‬ ‫العظمى من أبناء شعبنا السيما ذوي الدخل‬ ‫المحدود‪ ،‬نهيب بشعبنا العزيز أال يقيم شعيرة‬ ‫ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة»‪.‬‬ ‫ولم يكن قرار الحسن الثاني سنة ‪1996‬‬ ‫األول من نوعه‪ ،‬فقد سبق له‪ ‬أن أمر بعدم ذبح‬ ‫أضحية العيد سنة ‪ ،1963‬حين كان المغرب‬ ‫يعيش أزمة اقتصادية خانقة في أوج حرب الرمال‬ ‫التي خاضها ضد الجزائر‪ ،‬وفي سنة ‪ 1981‬ضرب‬ ‫المغربَ جفافٌ غير مسبوق‪ ،‬كان من تبعاته‬ ‫نفوق عدد كبير‪ ‬من رؤوس األغنام‪ ،‬لذلك قرر‬ ‫الحسن الثاني منع العيد‪.‬‬

‫قرار منع العيد سنة ‪ 1981‬لم يرق لكثير‬ ‫من المغاربة‪ ،‬ففي الوقت الذي قرر فيه العديد‬ ‫منهم ذبح األضحية بشكل سري‪ ،‬فضل البعض‬ ‫من سكان منطقة كلميمة الواقعة في الجنوب‬ ‫الشرقي اإلحتجاج بذبح كلبين وتعليقهما على‬ ‫باب «قصر لميمة»‪ ،‬وكتبوا على أحد الجدران‬ ‫«عيد أنت يا حسن بالكبش أما نحن فسنأكل‬ ‫الكالب»‪.‬‬ ‫وبعد مرور أربع سنـــوات على الحادث‪،‬‬ ‫اعتقلت القوات األمنية المغربية شخصا اسمه‬ ‫سعيد هراف‪ ،‬كان يشتغل مؤذنا بأحد مساجد‬ ‫«تاديغوســت» رفقــة ابنه موحـــى‪ ،‬والنتزاع‬ ‫اعترافات حول مسؤوليتهما عن الحادث سيقتلع‬ ‫المحققون أسنان اإلبن موحى تحت التعذيب‪ ،‬أما‬ ‫األب فستصب عليه الكحول ويحرق حيا‪ ،‬حسب‬ ‫شهادة االبن أمام هيئة اإلنصاف والمصالحة‪.‬‬ ‫و اليوم‪ ،‬ال أعتقد أن عيد األضحى سيأتي‬ ‫و المغرب في أحسن أحواله‪ ،‬فما يعانيه الشعب‬ ‫المغربي اليوم‪ ،‬يحتاج منع العيد كليا و منع كل‬ ‫مواسم الفرح التي تجعل من المواطن‪ ،‬فريسة‬ ‫دسمة للمستغلين من التجار و المهنيين‬ ‫ليضيفوا هموما على همومه‪ ،‬لدرجة إقبال‬ ‫الكثيرين على اإلنتحار قبيل حلول بعض األعياد‪،‬‬ ‫لقلة ذات اليد‪ ،‬مغرب اليوم يحتاج إلعادة هيكلة‬ ‫رؤيته القريبة جدا النتشال المواطن من براثن‬ ‫الفقر و القهر‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬

‫لم يعد يمر أكثر من يوم في مدينة طنجة‬ ‫دون الحديث عن جريمة قتل جديدة أو عن‬ ‫محاولة انتحار‪ ،‬ناجحة أو فاشلة‪ ،‬حتى صارت‬ ‫الدماء والجثث‪ ‬حديث العامّ والخاص في‬ ‫«عروس الشمال»‪ ،‬بعدما كان هذا النوع من‬ ‫األخبار يعد حدثا صادما ونادر الوقوع‪..‬‬ ‫تتشابك الكثير من العوامل في ارتفاع‬ ‫معدالت الجرائم في طنجة‪ ،‬ترتبط بما هو نفسي‬ ‫واجتماعي وبتغيرات بنية المجتمع الطنجي في‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬وهو ما جعل اإلقدام على‬ ‫األفعال اإلجرامية أكثر «بساطة» بالنسبة إلى‬ ‫مقترفيها‪ ،‬ويربط أساتذة علم اإلجتماع في‬ ‫ارتفاع معدالت الجريمة في السنوات األخيرة‬ ‫بالنمو الديموغرافي واإلقتصادي الذي شهدته‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬والذي أدى إلى تغيرات في‬ ‫البنية اإلجتماعية‪ ،‬أدّت إلى «خلخلة» التوازن‬ ‫الذي كانت تعرفه المدينة‪ ‬وأصبحت العالقات‬ ‫اإلجتماعية أقل عاطفية وتراجع ما يسميه علماء‬ ‫اإلجتماع «الضبط اإلجتماعي غير الرسمي»‪،‬‬ ‫وبالتالي تزايد السلوك اإلنحرافي واإلجرامي في‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫ما تشهده مدينة طنجة حاليا من جرائم‬ ‫هو نتيجة النهيار الوسائل التقليدية للضبط‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬فضال على تزايد حركية السكان‬ ‫وطغيان قيم الفردية والتركيز على الماديات‬ ‫والتنافس في هذا المجال‪،‬فسكان المدن‪،‬‬ ‫السيما الكبيرة منها‪ ،‬يُقيّمون بعضهم بناء‬ ‫على هذه المعايير‪ ،‬وهذا التركيز على األموال‬ ‫والممتلكات يؤدي بالبعض إلى سلوك طرق غير‬ ‫شرعية‪ ،‬من بينها القتل بدافع السرقة أو بدافع‬ ‫الحسد‪.‬‬ ‫و ال ننسى وسائل اإلعالم‪ ،‬التي تلعب‬ ‫دورا مُهمّاً في ارتفاع معدالت جرائم القتل في‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬ف»جرائد األرصفة» ال تخلو‪ ،‬في‬ ‫أي يوم‪ ،‬من أخبار حول الجرائم‪ ،‬يتم تقديمها‬ ‫واستعراضها بطريقة فجّة دون تحليل عميق‪،‬‬

‫من أجل الوقاية والحيلولة دون مرور المتلقي‬ ‫إلى السلوك اإلنحرافي‪ .‬لو ب ّللنا بعض الجرائد‬ ‫وعصرناها لسال الدم منها‪ ،‬من كثرة تناولها‬ ‫أخبار الجرائم ومن كثرة صور القتلى والدماء‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫األسرة أيضا لها يد في هذه الجرائم‪،‬‬ ‫حيث تخلت عن أدوارها في الحفاظ على الثقافة‬ ‫اإلجتماعية وتحيينها بما يخدم السلوك السليم‬ ‫في المستقبل‪ ،‬كما أن المدرسة فشلت‪ ،‬هي‬ ‫األخرى‪ ،‬في المساهمة في التربية والتنشئة‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬وهو ما أدى إلى ّ‬ ‫تشظي المجتمع‪،‬‬ ‫فضال عن الطريقة التي «تُسوَّق» بها‬ ‫المؤسسات السجنية في وسائل اإلعالم‪ ،‬عبر‬ ‫«إظهار» سجناء يتمتعون بمميزات كثيرة‪ ،‬من‬ ‫تعليم وتكوين مهني وزيارة بعض الفنانين‬ ‫والشخصيات اإلعتبارية في المجتمع‪ ،‬وهي أمور‬ ‫قد ال تتوفر للفرد خارج السجن‪ ،‬كما أن حصول‬ ‫السجين على التغذية والرعاية المجانية داخل‬ ‫السجن يدفع البعض إلى تفضيل «اإلقامة»‬ ‫داخله‪ ،‬فيعود الرتكاب جرائم في كل مرة‪،‬‬ ‫وليست الجرائم ضد الغير وحدها التي تزايدت‬

‫في طنجة في اآلونة األخيرة‪ ،‬فمحاوالت اإلنتحار‪،‬‬ ‫الناجحة والفاشلة‪ ،‬تزايدت بدورها‪ ،‬و هو رد فعل‬ ‫تجاه اإلحباط وعدم تحقق األهداف الفردية أو‬ ‫األسرية‪ ،‬إلى جانب تعاطي المخدرات وحبوب‬ ‫الهلوسة‪ ،‬إضافة إلى العوامل النفسية والعقلية‬ ‫َ‬ ‫المشاكل حجما أكبر من حجمها‬ ‫التي تعطي‬ ‫الطبيعي وتدفع صاحبها إلى التفكير في وضع‬ ‫حد لحياته»‪.‬‬ ‫و هنا ندعو إلى إعمال الشفافية في تناول‬ ‫المشاكل اإلجتماعية وإحالل العدالة داخل‬ ‫المجتمع من أجل الحد من انتشار الجريمة‪ .‬كما‬ ‫نطالب بإعادة النظر في المؤسسات العقابية‬ ‫وباإلهتمام بالمواطن على كل المستويات‪،‬‬ ‫المادية والنفسية‪ ،‬وبإعادة اإلعتبار إلى مؤسسات‬ ‫المجتمع والدولة‪ ،‬بما فيها المدرسة واإلعالم‪،‬‬ ‫وإعطاء عناية خاصة لمشاكل الشباب وإعمال‬ ‫تنمية حقيقية تنطلق من اإلنسان وتعود إليه‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬


‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫هذه أعياد ثالثة‪ ،‬اجتمعت لتمنح موظفينا وعمالنا أسبوعا من الراحة‬ ‫والسكينة‪.‬‬ ‫والعيد مناسبة لصلة الرحم‪ .‬وقد كنا في سابق أيامنا نحتفي به‪ ،‬ونُعدّ‬ ‫له العُدّة‪ ،‬ونشعر بأنه يوم مميَّز‪ ،‬نزور فيه األقارب‪ ،‬ونلبس اللباس‬ ‫المناسب‪ ،‬ونتحرر من عدد من القيود‪ .‬‬ ‫و كانت «العيدية» التي نتلقاها من أقرب األقرباء كالعم والخال‪ ،‬من أهم‬ ‫المنح التي تُمنَح لنا في هذه المناسبة السعيدة‪ .‬‬ ‫و ال أدري لِمَ كانت الوالدة رحمها اهلل وطيب ثراها‪ ،‬تتحمل في أمثال هذه‬ ‫األيام العبء األكبر‪ ،‬من إعداد الطعام المناسب‪ ،‬والحلويات‪ ،‬وشراء مالبسنا‪،‬‬ ‫واختيار ما يوافق سنّنا‪ ،‬مَقاسا ولونا وثوبا‪ ،‬لترى البسمة مرسومة على وجوهنا‪.‬‬ ‫لقد كانت رحمها اهلل نحلة‪ ،‬تتحرك في الدار‪ ،‬دون كلل وال ملل‪ .‬كانت أسعد‬ ‫لحظاتها حين ترانا مجتمعين متآلفين‪.‬‬ ‫و يوم رحلتْ إلى الدار اآلخرة‪ ،‬فقدنا طعم العيد‪ ،‬ولم يعد اجتماعنا على‬ ‫الشاكلة التي ألِفناها‪.‬‬ ‫و أذكر أن الوالد رحمه اهلل‪ ،‬كان يختار هذه الفترة المميزة‪ ،‬لتنظيم رحلة‬ ‫إلى طنجة‪ ،‬تمتد لثالثة أو أربعة أيام‪ ،‬نقضيها في دُوَيرة بدار البارود‪ ،‬وكان ما‬ ‫يميزها شُرْفتها التي تُشرف على الميناء‪.‬‬ ‫و هنا كنا نجد ما ال نجده في تطوان‪ ،‬فطنجة كانت في الخمسينات شيئا آخر‪.‬‬ ‫و الزال في فمي لحد اآلن طعم «الف ّقاصة» التي كنا نقتنيها من فرن دار‬ ‫البارود‪ ،‬والزال في أذني رنين أجراس قطيع الماعز‪ ،‬وهو يوزع حليبه على السكان‬ ‫بأثمان بخسة ‪.‬‬ ‫أهم ماكان في حياة األولين‪ ،‬البساطة‪ .‬البساطة في المأكل والمشرَب‬ ‫والملبس والحفالت‪ ،‬وحتى الفوارق بين الطبقات لم تكن واسعة اتساعها في‬ ‫أيامنا هاته‪ .‬‬ ‫و دربنا بحي المطامير‪ ،‬كان يسكنه الغني والفقير‪ ،‬ويتعايش فيه الجميع‪،‬‬ ‫وكأننا أسرة واحدة متماسكة‪ ،‬تزداد تماسكا والتحاما في المآتم واألعياد‪ .‬‬ ‫و يوم قلبنا اآلية‪ ،‬وصيّرنا الدرب عمارة‪ ،‬لم يعد الجار يُحيّي جاره‪ ،‬أو يتبادل‬ ‫معه السالم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تلك أمة قد خَلت‪ .‬فرحمة اهلل عليها‪.‬‬

‫ارتياضات في‬ ‫عوالم جزولية‪..‬‬ ‫)‪(5/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انشغلت في اآلونة األخيـرة باالرتياض في كتابــي «ممتع‬ ‫األسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من األتباع»‬ ‫لمحمد المهدي الفاسي ‪ ،‬و «إظهار الكمال في تتميم مناقب‬ ‫سبعة رجال للعباس بن ابراهيم»‪ .‬استوقفتني أقوال للشيخ‬ ‫الجزولي رضي اهلل عنه ؛ صاحب «دالئل الخيرات وشوارق‬ ‫األنوار» وهي أقوال تجلي نواة تجربة و تبين جوهر تربية‪..‬‬ ‫فانتقيت منها بتصرف لمعا تنير اللبيب وتدني الحبيب‪..‬‬ ‫ونزوال عند طلب عزيز ننشرها للنظر واالعتبار‪..‬‬ ‫‪ /9‬حرمة الشيخ‪..‬‬ ‫« من تأدب مع شيخه تأدب مع ربه ؛ فحرمة الشيخ على‬ ‫المريدين كحرمة النبي صلى اهلل عليه وسلم مع األصحاب‪»..‬‬ ‫‪ /10‬خصال المريد الصادق‪..‬‬ ‫« في الكلب عشر خصال محمودة ينبغي أن تكون في‬ ‫المريد الصادق ‪:‬‬ ‫• ال ينام الليل اال قليال ؛ وذلك من عالمات المحبين ‪..‬‬ ‫• ال يشتكي من حر وال برد ؛ وذلك من عالمة‬ ‫الصابرين‪..‬‬ ‫• اذا مات لم يترك بعده ما يورث عنه ؛ وذلك من عالمة‬ ‫الزاهدين‪..‬‬ ‫• ال يغضب وال يحقد ؛ وذلك من عالمة المؤمنين‪..‬‬ ‫• ال يحزن قرينا وال يحمل عوينا ؛ وذلك من عالمة‬ ‫الموقنين‪..‬‬ ‫• إذا اعطي شيئا أكله وقنع ؛ وذلك من عالمة القانعين‪..‬‬ ‫• ليس له موضع معلوم يأوي إليه ؛ وذلك من عالمة‬ ‫السائحين‪..‬‬ ‫• أي موضع وجد نام فيه ؛ وذلك من عالمة الراضين‪..‬‬ ‫• اذا عرف مواله لم ينكره وإن ضربه وجوعه ؛ وذلك‬ ‫من عالمة العارفين‪..‬‬

‫تعليق تعيين العامل يدخل وزان غرفة‬ ‫اإلنعاش يا رئيس الحكومة!‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫‪ ‬هل يعلم رئيس الحكومة ووزيره في الداخلية بأن الزلزال‬

‫السياسي الذي أعلن عن حدوثه الملك محمد السادس في عز‬ ‫فصل الصيف الماضي قد نزلت شظاياه على وزان ‪ ،‬فأحرقت‬ ‫من أحرقت ‪ ،‬وجرفت مياهه من جرفت ‪ ،‬وبدل أن يترتب عن‬ ‫ما حدث ركوب وزان قطار السرعة الفائقة في التنمية ‪ ،‬فإن‬ ‫العكس هو ما حدث بسبب تعليق تعيين عامل على رأس‬ ‫اإلدارة الترابية اإلقليمية ؟ وهل يعلم ( رئيس الحكومة ) بأنه‬ ‫يتحمل لوحده الكلفة السياسية لهذا االنتظار الذي قتل دار‬ ‫الضمانة الكبرى ما دام الفصل ‪ 49‬للدستور واضح في تحديد‬ ‫المسؤولية ‪ ،‬ويكفي الرجوع إلى فقرته األخيرة التي جاء فيها‬ ‫« يتداول المجلس الوزاري في القضايا والنصوص التالية ‪:‬‬ ‫‪....‬التعيين باقتراح من رئيس الحكومة ‪ ،‬وبمبادرة من الوزير‬ ‫المعني ‪ ،‬في الوظائف المدنية التالية ‪ :‬والي بنك المغرب ‪،‬‬ ‫والسفراء والوالة والعمال ‪ ،‬والمسؤولين عن اإلدارات المكلفة‬ ‫باألمن الداخلي ‪ ،‬والمسؤولين عن المؤسسات والمقاوالت‬ ‫العمومية االستراتيجية ‪ .‬وتحدد بقانون تنظيمي الئحة هذه‬ ‫المؤسسات والمقاوالت االستراتيجية « ؟‬ ‫‪ ‬سيل من األسئلة الحارقة يطرحها الشارع الوزاني‬ ‫وهو يتابع ما ترتب عن انتظار تعيين عامل جديد على رأس‬

‫عمالة اإلقليم منذ نونبر األخير ‪ ،‬الذي كان لإلدارة الترابية‬ ‫اإلقليمية بوزان نصيبها من مبدأ تفعيل ربط‪ ‬المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة ‪ ( ،‬انتظار ) زاد في ضرب اإلقليم في معصمه ‪.‬‬ ‫وهكذا يسجل المهتمون بشأن دار الضمانة الكبرى بأن‬ ‫العديد من المشاريع معلقة أو طالها النسيان ‪ ،‬وأن اإلدارة‬ ‫الترابية الحالية في صيغتها المؤقتة مترددة أو عاجزة عن‬ ‫تحفيز شركاء ومتدخلين أساسيين إلطالق مبادرات تعيد‬ ‫للساكنة بريق األمل في المستقبل ‪ ،‬وتصالحها مع التنمية‪،‬‬ ‫وتضع حدا للفوضى والعبث الذي يطال تدبير العديد من‬ ‫المرافق العمومية والمؤسسات المنتخبة التي استباح مالها‬ ‫العام من ال ضمير لهم‪/‬هن ‪ ،‬وكأنهم محصنين من لسعات‬ ‫صهد الجيل الجديد للخطب الملكية التي تدعو إلى السمو‬ ‫بدولة الحق والقانون ‪ ،‬والحرص على حماية كرامة المواطنات‬ ‫والمواطنين ‪ ،‬والسهر على تعبئة كل الوسائل واإلمكانيات‬ ‫من أجل االستجابة لمطالب الشباب ‪.....‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن إقليم وزان حديث الوالدة اإلدارية ( ‪)2009‬‬ ‫التي تأخرت كثيرا عن موعدها مقارنة بأقاليم أخرى تم‬ ‫إحداثها قبل ذلك بعقود ‪ ،‬رغم عدم توفرها على اإلمكانيات‬ ‫والمؤهالت التي تزخر بها دار الضمانة إن وجدت من ينتصر‬ ‫للحكامة الرشيدة في استثمارها ‪ ،‬وهو مع األسف ما لم يحصل‪ .‬‬

‫• ال يزال جائعا ؛ وذلك عالمة الصالحين‪..‬‬ ‫‪ /11‬من آداب المريد مع شيخه‪..‬‬ ‫آداب المريد مع شيخه عشرون ‪:‬‬ ‫خمسة منها في حال الجلوس معه وهي ‪ :‬سكينة‪..‬وقار‪..‬‬ ‫هيبة ‪..‬حياة‪..‬خوف‪..‬‬ ‫خمسة منها في حال الغيبة عنه وهي ‪ :‬مراقبة حاله‪..‬‬ ‫افتقار اليه‪..‬تواضع معه‪..‬استمساك بعنايته ‪..‬‬ ‫مداومة على ذكر فضائله في قلبه بالتعظيم‪..‬‬ ‫خمسة في حال الحضور معه وهي ‪ :‬ذكره‪..‬النظر اليه‪..‬‬ ‫الرجاء فيه‪..‬االستبصار ببركته‪..‬النظر في ما بينك وبينه من‬ ‫العقيد‪..‬‬ ‫خمسة في حال المحبة وهي ‪ :‬مداومة الحب‪..‬مداومة‬ ‫الشوق‪..‬مداومة الحمى نحوه‪..‬الهيج واالنذهال‪ ..‬االشتياق‬ ‫اليه‬ ‫‪ /12‬تعظيم عالم الغيوب‪..‬‬ ‫« ال تشتغلوا ال بالنفوس وال بالقلوب ‪ ،‬ولكن اشتغلوا‬ ‫بتعظيم عالم الغيوب ‪..‬فاذا اشتغلتم بذلك كان معبودكم‬ ‫ومقصودكم ؛ والدليل على ذلك قوله تعالى ‪ :‬وما خلقت‬ ‫الجن واالنس اال ليعب‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 21‬غ�شت ‪2018‬‬

‫الحولي بالكريدي‪ ،‬حالل أم حرام؟‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عدوانية املغرب‬ ‫على �إ�سبانيا‪! ‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫المالحظ أنه «ما بقى فالطاجين ما يتخبى»‪ .‬قضايا االختالالت‬ ‫المزعجة التي صارت «تؤرق» بعض المسؤولين‪ ،‬بسبب توقعات‬ ‫«الزالزل» ‪ ،‬أصبحت موضوع «تنكيت» شعبي ألن وعي الشعب فاق‬ ‫«التحفظ» الرسمي وصيغ الكالم المتداول بشأنها في المنابر الشعبية‬ ‫والمواقع اإلعالمية‪....‬‬ ‫إال أن الشعب ينتظر أكثر من مجرد «خطبة» «تعري» واقعا‬ ‫«معرى» من أصله‪ ،‬منذ فصول‪ ،‬واقعا مكشوفا للعيان‪ .‬الشعب ينتظر‬ ‫قطعا شجاعا‪ ،‬جريئا مع االختالالت والمتسببين فيها‪ ،‬حتى تستقيم أحوال‬ ‫الحياة في هذا البلد الذي يزخر بأسمى مقومات الحياة‪........‬لوال !‬

‫‪ooooo‬‬

‫أن‪ ‬يتخذ المغرب قرارا «سياديا»‪ ‬يخدم مصالحه الحيوية‪ ،‬فإن ذلك القرار يعتبر‬ ‫«عدوانيا» من طرف الجيران اإلسبان‪.‬‬ ‫األمر يتعلق بقرار‪ ‬إغالق المعبر التجاري مع مليلية بشكل نهائي‪ ،‬استيرادا‬ ‫وتصديرا‪ ،‬للسلع عبر مليلية‪ ،‬في حين يشجع االستيراد والتصدير عبر ميناء بني‬ ‫أنصار بالناظور‪ ،‬وذلك بتخفيض ‪ %30‬من الرسوم الجمركية لكل البضائع التي تمر‬ ‫من هذا الميناء‪.‬‬ ‫وكما كان متوقعا‪ ،‬فقد قوبل القرار الحكومي المغربي بالكثير من‪ ‬الدهشة‬ ‫والقلق من طرف سلطات مليلية المحتلة منذ سنة ‪ ،1497‬حيث أصدرت الحكومة‬ ‫المحلية بيانا «قويا» ضد المغرب‪ ،‬اعتبرت قرار المغرب بإغالق معبر مليلية في وجه‬ ‫األنشطة التجارية «خرقا» لروح اتفاقيات التعاون الموقعة بين الطرفين‪ ‬ويتعارض‬ ‫مع معاهدة الصداقة المبرمة بين المملكتين سنة ‪.1991‬‬ ‫وفي نفس هذا السياق‪ ،‬اعتبرت حكومة مليلية أن قرار الحكومة المغربية «عمل‬ ‫عدائي»‪ ‬يتعارض مع «المنفعة التي يحققها للبلدين فيما يخص التبادل التجاري‪.‬‬ ‫كما اعتبرت أنه «ال ينبغي» القيام بمثل هذه األعمال التي تنطوي على بادرة غير‬ ‫ودية مطلقا تجاه إسبانيا»‪ ! ‬هكذا‪......‬‬ ‫أما عمدة المدينة خوسيه إمبردا ‪،‬فقد اعتبر‪ ،‬من جانبه‪ ،‬أن «القرار المغربي يعد‬ ‫ضربة قوية لالقتصاد المحلي» وكونه سيكبد المدينة خسائر بماليين األورو‪.‬‬ ‫الصحافة اإلسبانيــــة اشتركــت أيضا في هذه الحملة التشهيرية ضد‬ ‫المغرب‪ ،‬مستغربة من‪ ‬أن قرار المغرب‪ ‬قرار انفرادي‪ ،‬وأن المغرب لم يستشر‬ ‫السلطات اإلسبانية في هذا الشأن قبل اتخاد قراره‪..‬‬ ‫‪ ‬رجال األعمــال اإلسبـــان بمليلية حاولـوا «تليين» المواقــف بالتأكيد على‬ ‫أن على المغرب وإسبانيا تقوية التعاون بينهما ‪ ‬في العديد من المجاالت‪ ،‬خاصة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬في حين شــددت رئيسة أربـــاب العمـل بالمدينة المحتلة على‬ ‫ضرورة‪ ‬العمل من أجل أال تفقــد المدينــة «حدودها» التجارية‪( ‬مع المغرب‪)! ‬‬ ‫المعترف بهاـ منذ سنوات ‪ ،‬من اإلتحاد األوروبي‪.....!!! ‬‬ ‫وكرد فعـل مباشـر على القرار الحكومـي المغربي‪ ،‬أغلقت السلطات اإلسبانية‬ ‫المعبر بين بني أنصار ومدينة مليلية‪ ،‬منذ صباح يوم اإلثنين الماضي‪ ،‬ما أحدث‬ ‫اكتظاظا قويا‪ ‬وازدحاما شديدا وطوابير طويلة للسيارات المغربية واإلسبانية‪ ،‬على‬ ‫طول الخط «الحدودي»‪ .‬وكانت السلطات اإلسبانية قد أعلنت عن شروعها في تنفيذ‬ ‫قرارها الرامي إلى وقف الحركة التجارية ‪،‬عبر المعبر‪ ،‬بجميع أشكالها بصفة نهائية‪،‬‬ ‫ومنها نشاط التهريب الذي يعد رافدا قويا لالقتصاد بالمدينة المحتلة‪.‬‬ ‫قرار الحكومة المغربية بإنهاء التعامل التجاري عبر مليلية‪ ،‬كان يجب أن يتخذ‬ ‫منذ زمان‪ ،‬سواء بالنسبة لمليلية أو لسبتة‪ ،‬حيث كرامة الوطن والمواطنين تهان‬ ‫يوميا وبشكل استبدادي وعنيف‪ ،‬وحيث تُعامل بمنتهى القسوة‪ ،‬اآلالف ممن ينعتهن‬ ‫اإلسبان بـ «البغالت» وهن سيدات جديرات باإلحترام والتقدير‪ ،‬دفعهن الفقر إلى‬ ‫امتهان مهن اإلهانة‪ ،‬يُعرضهن حظهن السيء يوميا للشتم والضرب ‪ ‬والموت‬ ‫أحيانا‪ ،‬على يد رجال األمن المدني اإلسباني قبل أن يسقطن في «فخ» القوات‬ ‫المساعدة‪ ‬التي تتربص بـ «بعضهن» ‪ ،‬ويحدث عنف وشتم وضرب‪ ‬داخل المعابر‪،‬‬ ‫وكر وفر في االتجاهين معا‪ ،‬قبل أن «تضع الحرب أوزارها»‪ ‬فيسمح لبعض الحمالين‬ ‫رجاال ونساء بالمرور و «تعتقل» سلع غيرهم وغيرهن دون أن يكون ما يوضح‬ ‫أسباب ذلك‪ ،‬ما دام أن رزم البضائع هي نفسها عند جميع العابرين إلى «المنطقة‬ ‫الحرة» ‪ ‬في «كسطييخوس» التي تزود «المناطق الحرة السبتاوية» بمختلف السلع‬ ‫اإلسبانية التي يتهافت عليها المغاربة‪ »،‬والتي تغطي كافة التراب الوطني من طنجة‬ ‫للكويرة‪ .‬وتحدث دمارا فظيعا في االقتصاد الوطني‪ ،‬بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫‪ ‬قرار الحكومــة كان يجب أن يتخــذ من زمان‪ ،‬وتوضـعَ برامـــج تنموية‬ ‫قوية‪ ‬ومناسبة لمنطقة سبتة وللريف عامة‪ ،‬تماما كما فعل الجنرال فرانكو حين‬ ‫أغلق «باب» جبل طارق في وجه التعامل التجاري والبشري مع «الصخرة»‪ ‬في ماي‬ ‫‪ ،1968‬احتجاجا على استعداد اإلنجليز‪ ‬تنظيم استفتاء تقرير المصير لسكان جبل‬ ‫طارق‪ ،‬في ‪ ‬شتنبر ‪ .1967‬الجنرال فرانكو خطط إلغالق المنافذ إلى جبل طارق‪،‬‬ ‫بعد أن أطلق عددا من المشاريع االقتصادية لفائدة سكان المنطقة‪ ،‬ومنها مصفاة‬ ‫كبرى للبترول في مدينة‪« ‬ال لينيا» المحاذية لصخرة جبل طارق المحتلة بمقتضى‬ ‫معاهدة‪ Utrecht ‬المبرمة بين البلدين عام ‪ 1713‬والتي تعمل إسبانيا جاهدة من‬ ‫أجل إلغائها‪ ،‬إذ تعتبر أنها فرضت عليها بمؤامرة‪ ،‬وفي حالة ضعف سياسي‪ .‬وأن‬ ‫الوجود البريطاني فوق ذلك الجزء من «التراب اإلسباني» وجود استعماري يجب‬ ‫تصفيته عبر حوار جاد بين اإلسبان واإلنجليز‪.‬‬ ‫وهو الحل الذي اقترحه الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬على اسبانيا ورفضته‬ ‫بتعنت‪ ،‬فيما يخص إنهاء االحتالل اإلسباني لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية‬ ‫وحجرة النكور والجزر المتوسطية األخرى التي تحدث عنها في أكثر من موقع‬ ‫ومناسبة‪ ،‬العالم والمؤرخ الراحل‪ ،‬الحكيم عزوز التطواني‪ ،‬الذي تزخر خزانته بعشرات‬ ‫اآلالف من الوثائق االسبانية والمغربية التي تؤرخ لالحتالل االسباني والبرتغالي‬ ‫للسواحل المغربية‪ ،‬منذ «طرد» المسلمين من األندلس والبرتغال نهاية القرن‬ ‫الخامس عشر الميالدي إلى «حرب تطوان» وما ترتب عنها من معاهدات مجحفة‬ ‫بالنسبة لهيبة المغرب واستقالله ووحدة‪ ‬أراضيه‪.‬‬ ‫إن مطالبة المغرب بسيادته على مدنه وجزره المحتلة ال تتناقض مع عالقات‬ ‫التعاون وحسن الجوار بين المغرب وإسبانيا التي ال تترك فرصة تمجيد وجودها‬ ‫االستعماري بالمغرب تمر دون اإلحتفاء بها والتذكير بأبطالها خاصة ذكرى احتالل‬ ‫مليلية وسبتة حيث تقام استعراضات عسكرية وتستنفر «القشالت» في المدينتين‬ ‫ويتم إبراز مظاهر القوة‪ ‬والنصر على «األعداء»‪ ‬الذين هم نحن‪ ،‬المورو‪ ،‬بطبيعة‬ ‫الحال‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مبروك على «المداويخ !‬

‫‪ ‬‬

‫ويحتدم الجدل حول الكريدي البنكي‪ ،‬والربا‪ ،‬والحالل والحرام‪،‬‬ ‫كلما اقترب عيد «الحولي» «المقدس» بالنسبة للذين ال تزور اللحم‬ ‫أمعاءهم إال في هذه المناسبة‪ ،‬أما الذين أصابهم «المشوي» و«المبخر»‬ ‫والطواجين ‪ ،‬بالتخم‪ ،‬فال يتسوقون له وال يضربون له أي حساب‪.....‬‬ ‫وكان األجدر أن ينصب النقاش‪ ،‬ليس على «الكريدي» من أجل‬ ‫شراء الحولي‪ ،‬إن كان حالال أم حراما‪ ،‬ألنه أمام التقاليد «المرعية»‬ ‫و«العادات» المجتمعية‪ ،‬و «المباهاة» العائلية‪ ،‬وضرورة رفع معنويات‬ ‫المدام واألطفال أمام الجيران واألتراب‪ .......،‬تسقط كل حجج الحالل‬ ‫والحرام‪ ،‬وال تقوى سوى حجة «األقرنين األملحين»‪ ،‬المتزينة آذانها‬ ‫بـ «حلقات» إليكترونية تدل على أن الجودة «كاملة» والعهدة على‬ ‫أخنوش!‪........‬‬ ‫بل إن الجدل كان يجب أن يدور حول الفقر الذي استفحل في‬ ‫المغرب‪ ،‬بالرغم من التصريحات الشهيرة للوزيرة الحقاوي التي واجهت‬ ‫البرلمان ذات مساء‪ ،‬بحقيقتها هي‪ ،‬أن الفقر «انتفى» من المغرب‪ ،‬حسب‬ ‫المعايير الدولية‪،‬وبالرغم من توقعات مندوبية التخطيط والسموّ‪ ،‬التي‬ ‫أعلنت أن الفقر تراجع إلى النصف‪ ،‬وعنتريات الرئيس الذي يحاول إقناعنا‬ ‫بصواب اختياراته االجتماعية‪ .‬وله كامل الحق في «أن يحسب لوحده» !‬ ‫و«أن يشيط له» !‪....‬‬ ‫ويكفي أن تثار مسألة الكريدي‪ ،‬في عيد األضحى‪ ،‬ليس على‬ ‫مستوى ماليين الفقراء‪ ،‬الذين ال حول لهم وال حيلة للوصول إلى‬ ‫الكريدي‪ ،‬حتى ولو كانوا من «المؤمنين» بحرمة « الربا» في أزمنتنا‬ ‫هذه التي يتحكم الكريدي الربوي في مصائر األمم والشعوب‪ ،‬دينا‬ ‫ودنيا‪ ......‬بل إن مظاهر الفقر والعوز تتجلى بصورة محزنة‪ ،‬بين‬ ‫الموظفين والمستخدمين والحرفيين من الطبقة ‪-‬الوسطى وأصحاب‬ ‫المشاريع الصغرى والمتوسطة‪ ،‬أي السواد األعظم من صانعي الثورة‬ ‫الثابتة بالمغرب !‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن أهل الدين المعاصرين‪ ،‬كأجدادهم األولين‪ ،‬لم‬ ‫يحسموا في قضية شراء الحولي عن طريق الكريدي الربوي‪ ،‬بل إنهم‬ ‫أمعنوا في اإلختالف بين مجيز ومنكر‪ ،‬ليختم السلكة «العالم» السكنفل‪،‬‬ ‫بفتوى أن ال حرج في االستدان لشراء الحولي‪ ،‬إكراما للمدام واألطفال‬ ‫وسيرا على التقاليد والسنن المجتمعية !‬

‫‪ooooo‬‬

‫ألنها تبحث عن ظروف عيش أفضل !‬

‫تحدثت وسائل اإلعالم‪ ،‬وبقوة‪ ،‬األسبوع الماضي ‪،‬عن تخلف مريم‪،‬‬ ‫العبة نادي أولمبيك آسفي وعضوة المنتخب النسوي الوطني‪ ،‬عن العودة‬ ‫إلى المغرب‪ ،‬بعد المشاركة المغربية في دوري «كوتيف» بإسبانيا‪ ،‬بعد‬ ‫أن اختفت في اللحظات األخيرة قبل ركوب طائرة العودة مع زميالتها‬ ‫في المنتخب‪.‬‬ ‫الناخب الوطني مصطفى بنسليمان‪ ،‬رئيس فريق أولمبيك آسفي‬ ‫لكرة القدم النسوية‪ ،‬أكد في تصريح لجريدة «هيسبريس»أنه اتصل‬ ‫بمريم التي وصفها بـ «المتخلقة» و «الخجولة» وأكدت له أنها فضلت‬ ‫البقاء بإسبانيا مع بعض أفراد عائلتها‪ ،‬مبررة خطوتها هذه بكونها‬ ‫«تبحث عن عيش أفضل» ‪ ،‬وهذا من حقها وحق كل بشر على وجه‬ ‫البسيطة !‬ ‫وحيث أنه من المعلوم أن نأتي بعد اسم التفضيل‪ ،‬بالمفضل عليه‬ ‫مسبوقا ب «من»‪ ،‬فإن التركيب اللغوي والنحوي يفرض علينا في هذه‬ ‫الحالة أن نتمم الجملة حيث نقول إن مريم «تبحث عن عيش أفضل»‬ ‫من العيش‪ ........‬بالمغرب‪ ،‬مثال !!!‪.....‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فمريم ليست «ظاهرة» في هذا الباب‪.‬فقبلها « ذلك‬ ‫أن سجل الحريك الثقافي والرياضي والعلمي حافل بالمغامرات‪ ....‬فلقد‬ ‫تخلف نصف المرشدين الذين اعتمدهم رواق المغرب خالل «إكسبو»‬ ‫لشبونة‪ ،‬المنظمة بمشاركة ‪ 155‬بلدا‪ ،‬ما بين ‪ 22‬ماي و ‪ 30‬شتنبر‬ ‫‪ ،1998‬حيث «تبخروا» في الطبيعة عند نهاية المعرض‪ ،‬وتمكنتُ من‬ ‫«العثور» على بعضهم مستخدمين في عدد من المقاهي والفنادق‬ ‫والمحال التجارية بالعاصمة لشبونة‪ ،‬وقد بدوا لي سعداء ببقائهم في‬ ‫هذه المدينة التي تعتبر من أجمل بلدان العالم !‪....‬‬ ‫حظا سعيدا ميس مريم !‬

‫‪ooooo‬‬

‫تقارير تكتفي «بتعرية»‬ ‫واقع االختالالت !‬

‫عزيمان «يعري» واقع التعليم‪....‬بعد ما طلع بتقرير عن المدرسة‬ ‫المواطنة ال يقول شيئا مما يفيد‪.‬‬ ‫جطو يعري اختالالت تدبير مؤسسات الدولة من المليون محفظة‪،‬‬ ‫إلى فساد غذاء المغاربة‪ ،‬مرورا بصندوق التماسك االجتماعي وصندوق‬ ‫التجهيز الجماعي‪ ،‬والوظيفة العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬وحتى واقع‬ ‫لقاحات المحترمة بادو‪ ،‬وكونه يتأهب ليعري «السيديجي» والفوسفاط‬ ‫وغيرهما من المؤسسات التي تدير الشأن العام‪.‬‬ ‫وها هو الزعيم بركة يعري بدوره واقع التأمين والتقاعد ‪.....‬‬

‫‪ ‬‬

‫ستكون ‪2019‬سنة «ترشيد النفقات العمومية والتحكم في نفقات‬ ‫الموظفين وفق المعمول به في قانون المالية وحصر عدد المناصب‬ ‫الجديدة بما يكفل جودة الخدمات العمومية و «ترشيد» اإلنفاق‬ ‫خاصة فيما يتعلق باستهالك الماء والكهرباء واالتصاالت والنقل وكراء‬ ‫المقرات والتأثيث واالستقبال والفندقة وتنظيم الحفالت والمؤتمرات‬ ‫والندوات ومصاريف الدراسات ـــ التي تفوق المليارات في بعض األحيان‬ ‫ـــ وشراء وكراء السيارات ‪...‬وتحقيق «األداء المثالي للدولة» في نطاق‬ ‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‪ ،‬والعمل على تسريع وتيرة‬ ‫االستثمار العمومي مع إعطاء األولوية للمشاريع التي كانت موضوع‬ ‫اتفاقيات وطنية ودولية ‪ ،‬أو مبرمة مع المؤسسات الدولية أو الدول‬ ‫المانحة‪.....‬‬ ‫هذه بعض «الوصايا» التي قدمها رئيس الحكومة للوزراء‪ ،‬عشية‬ ‫انطالق مشروع قانون المالية للسنة القادمة‪.‬‬ ‫فهــل كـان الوزراء بحاجة لمثــل هـــذه الوصايا والتوجيهـات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والنفسية والتدبيرية‪ ،‬لمواجهة‬ ‫مسؤولياتهم ‪ ،‬ولالستجابة النتظارات المواطنين الواسعة بالنسبة‬ ‫للحاضر والمستقبل؟‬ ‫ولو عدتم ألرشيفات السنوات الماضية لوجدتم أن الوصايا هي‬ ‫هي‪ ،‬والتوجيهات هي نفسها التي تعطى للوزراء والتي غالبا ما يتوقف‬ ‫التفكير فيها بعد انفضاض الجمع الحكومي وصدور البيان الذي يتلوه‬ ‫«الناطق» الذي يرد على سائليه من الصحافيين المشاغبين بالزميته‬ ‫الشهيرة ‪ Je suis clair :‬ليعود الوزراء بعد ذلك إلى سلوكاتهم‬ ‫المعتادة والتي كانت سببا في «االختالالت» الجسيمة التي شهدتها‬ ‫مناطق عديدة من البالد وكان لها ما نعلم من رواسب كارثية‪،‬‬ ‫ومن «زالزل» ضاعفـــت من توسع هوة فقدان الثقـة في السياسة‬ ‫والسياسيين !‬

‫‪ooooo‬‬

‫بعد خسائر فاقت ‪ 40‬مليارا‪.....‬‬

‫‪ ‬‬

‫«الرام» تتخلى عن سياسة شد الحبل و «لي الذراع» مع الربابنة‬ ‫وتتوصل إلى اتفاق معهم‪.‬‬ ‫الجانبان أبرما اتفاقا جديدا تضمن نوعا من «أدبيات» االتفاقيات‬ ‫منها «الوعي بالرهانات األساسية» و «الدور األساسي للسياحة في جهود‬ ‫التنمية» و «تكريس إشعاع المملكة» ‪ ،‬أدبيات لم «يتذكرها» الطرفان‬ ‫إال عندما وقعا اتفاقية «التفاهم» ولم تؤخذ بعين االعتبار‪ ،‬والخسائر‬ ‫تتقاطر على «الرام» بسبب تعنتها وعدم الرغبة في حل المشكل من‬ ‫أساسه ولعنات الزبناء مغاربة وأجانب تالحق الرام‪.....‬‬ ‫وسارعت الشركة والربابنة إلى التعبير عن التزامهما بالعمل سويا‬ ‫على تحسين الخدمات المقدمة لزبناء الشركة‪ ،‬معتبرين أن االحترافية‬ ‫العالية للربابنة وروح االنضباط والوعي بالواجب لديهم يشكالن‬ ‫مقومين مهمين للشركة‪ .‬كما استحضر بيان الشركة والربابنة «وفاء»‬ ‫زبناء «الرام» ‪......‬‬ ‫مجرد كالم !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪955‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫واقع القيم في صفوف الشباب المغربي‬ ‫أسبـاب تدهورهـا و وصفـات للوصول بهـا‬ ‫إلى بـرِّ األمــان‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫شكلت القيم على مر العصور إطارا مرجعيا يحكم سلوك األفراد ويوجه تصرفاتهم‪ ،‬كما أنها تحفظ‬ ‫للمجتمع تجانسه وتماسكه وترابطه وعندما نتحدث عن القيم نتحدث عن المعايير والمبادئ التي من‬ ‫خاللها نحكم على األشخاص أو األفكار أو األفعال أو المواقف‪ ،‬كونها على صواب أو على خطأ فالقيم هي‬ ‫ميزان نزن به أعمالنا‪ ،‬ونحكم بها على تصرفاتنا‪.‬‬ ‫والقيم كما هي مرتبطة بالمرجعية الدينية للمجتمع وباألعراف والعادات السائدة في المجتمع‪ ،‬فهي‬ ‫مرتبطة كذلك بطبيعة النظام السياسي الذي يحكم هذا المجتمع وطبيعة مشروعه المجتمعي‪ ،‬هذا إن‬ ‫كان له مشروع‪ ،‬ومرتبطة كذلك بالتحوالت اإلجتماعية واإلقتصادية التي يعرفها المجتمع والتي ما هي إال‬ ‫نتاج المناخ السياسي السائد في هذا المجتمع‪.‬‬

‫واقع القيم في صفوف الشباب المغربي‪:‬‬ ‫عندما نتحدث عن الشباب‪ ،‬نتحدث عن مرحلة عمرية يحتاج فيها المرء إلى عناية ورعاية وتوجيه‬ ‫وتربية على قيم نابعة من هوية مجتمعنا‪ ،‬على اعتبار أن الشباب هو أمل المستقبل‪ ،‬هو مجتمع الغد‪،‬‬ ‫وما سنغرسه من قيم في شبابنا اليوم هو محدد أساسي لهوية وقيم المجتمع غدا ولطبيعة العالقة بين‬ ‫شرائح ومكونات المجتمع غدا‪.‬‬ ‫وواقع الحال اليوم‪ ،‬يدل على أن شبابنا يعيش أزمة‬ ‫حقيقة على مستوى القيم قد يكون مقدمة ال قدر اهلل النهيار‬ ‫كلي لمنظومة األخالق والقيم لدى هذه الفئة الهامة من‬ ‫المجتمع مما قد يكون له انعكاسات سلبية على استقرار‬ ‫وتماسك المجتمع‪.‬‬ ‫ولعل مثال أحداث العنف المدرسي األخيرة والتي شكلت‬ ‫حالة الصدمة لدى الرأي العام المغربي نظرا لطبيعة‬ ‫المستهدف أال وهو األستاذ واألستاذة الذين ربونا وعلمونا‬ ‫جزاهم اهلل عنا كل خير واحترامهم وإجاللهم هو من أهم‬ ‫القيم التي تربى عليها المغاربة وهو من صميم ديننا‬ ‫الحنيف‪ ،‬وقبلها حادث اإلغتصاب الجماعي العلني لفتاة من‬ ‫طرف شباب في حافلة عمومية وهو حدث آخر شكل حالة‬ ‫الصدمة للرأي العام‪ ،‬جعل الكل يتحدث عن أزمة قيم حقيقية‬ ‫لدى الشباب‪ ،‬بل هناك من تحدث عن انهيار منظومة القيم‬ ‫لدى الشباب المغربي بما فيها تصريحات رسمية‪ ،‬لعل أبرزها‬ ‫تصريح وزير العدل بعد حادث‪ ‬اإلغتصاب الجماعي والعلني‪،‬‬ ‫لموقع الكتروني ب «أن ما يحدث في المغرب يعتبر بمثابة‬ ‫مؤشر على أن انهیار القیم داخل المجتمع»‪ ،‬وهو اعتراف‬ ‫رسمي بعمق األزمة‪.‬‬ ‫إضافة إلى حالة اإلنهيار األخالقي وغياب تام لقيم الحياء والحشمة وحاالت السرقة بالقوة وما يسمى‬ ‫بظاهرة التشرميل‪ ،‬كلها مؤشرات على عمق األزمة التي يعيشها الشباب المغربي على مستوى القيم‪.‬‬

‫أسباب تدهور القيم في صفوف الشباب المغربي‪:‬‬ ‫المتتبع لقضايا الشباب المغربي سوف يخلص إلى نتيجة واحدة هو أن هناك سياسة ممنهجة‬ ‫تستهدف الشباب في قيمهم‪ ،‬تستهدف تمييع‬ ‫الشباب وتربيتهم على قيم غير قيمنا‪ ،‬سياسة‬ ‫ممنهجة أوصلتنا إلى الحالة التي نحن عليها‬ ‫من ترد خطير على مستوى القيم في صفوف‬ ‫الشباب‪،‬يتم فيها توظيف‪:‬‬ ‫– اإلعـــالم‪ :‬عبــــر بــــرامـــج وأفــالم‬ ‫تستهدف أخالق الشباب عبر تشجيعها لثقافة‬ ‫اإلنحطاط األخالقي وتدمير كل ما يمت للحياء‬ ‫والحشمة بصلة‪ ،‬وانظر إلى حجم المسلسالت‬ ‫المدبلجة الغير تربوية والغير أخالقية والتي‬ ‫تحمل قيما غريبة عن مجتمعنا وتتنافى كليا‬ ‫مع قيمنا اإلسالمية‪.‬‬ ‫– التعليم‪ :‬عبر اإلستمـــرار في نهــج‬ ‫سياسة تعليمية فاشلة وبالتالـــي فشــل‬ ‫المدرسة المغربيــة فــي القيـــام بدورهـــا‬ ‫التربــوي والتعليمي مما نتــج عنــه ارتفـــاع‬ ‫مهول في نسبـــة الهـــدر المدرسي…‬ ‫أرقــام مهولـــة؛ عشرات اآلالف من الشباب‬ ‫يغادرون المدرسة وهم في مقتبل العمر‪ ،‬لم‬ ‫يستكملوا بعد مرحلتهم التعليمية األساسية‪،‬‬ ‫تقرير المجلس األعلى للحسابات يتحدث عن‬ ‫‪ 218‬ألف و‪ 141‬تلميذ تركوا مقاعد الدراسة خالل سنة ‪ ،2017‬فأي مصير ينتظر هؤالء الشباب في غياب‬ ‫تربية وتعليم يؤهلهم لإلندماج في المجتمع؟‬ ‫كذلك عبر استهداف األستاذ‪ ،‬مربي وقدوة الشباب‪ ،‬وتحميله مسؤولية فشل التعليم والتنقيص‬ ‫من قيمته أمام الرأي العام‪ ،‬واستهداف مقررات التربية اإلسالمية بالمراجعات التي ال تنتهي‪ « ،‬مع‬ ‫العلم‪ ،‬أنه بإمكانهم مراجعة فقط كل ما يتعلق بالمعاملة‪ ،‬ألن المعاملة نصف الدين‪ ،‬إن لم نقل‬ ‫كل الدين‪.»..‬‬ ‫– توظيف المجال الفني‪ :‬عبر طبيعة األفالم التي يتم دعمها‪ ،‬واإلصرار على تنظيم مهرجانات‬ ‫تافهة‪ ،‬رغم المعارضة الشعبية الواسعة لها‪ ،‬ناهيك عن تزامن أغلب هذه المهرجانات مع فترة اإلمتحانات‬ ‫اإلشهادية لتالميذ الباكالوريا‪.‬‬

‫– توظيف المجال الرياضي‪ :‬عبر أنشطة رياضية تطبيعية هدفها إبعاد الشباب عن اإلرتباط‬ ‫والتهمم بقضايا أمتهم‪ ،‬وما الدوري الدولي المفتوح للجيدو بمراكش وأكادير إال مثال على ذلك‪.‬‬ ‫إضافة إلى التغييب المتعمد لدور المسجد في تربية الشباب المغربي على القيم اإلسالمية‪ ،‬يصل إلى‬ ‫حد التضييق على الشباب الراغب في اإلقبال على اهلل تعالى في شهر رمضان إحياء لسنة رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم باالعتكاف في العشر األواخر من رمضان‪.‬‬ ‫كما أن الواقع السياسي المتأزم ببالدنا من استبداد وقمع للحريات وانتهاك لحقوق وكرامة اإلنسان‬ ‫وارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب‪ %20 ،‬حسب اإلحصائيات الرسمية وتصل إلى ‪ %41‬في صفوف‬ ‫الشباب أصحاب الشواهد العليا‪ ،‬كان له الدور األساسي في حالة التردي على مستوى القيم في صفوف‬ ‫شبابنا‪ ،‬أنتج نوعا من اإلحساس بالتهميش والحكرة وتنامي الشعور لدى الشباب بأن ال مستقبل لهم وال‬ ‫صوت لهم في المجتمع مما يجعل بعض الشباب يلجؤون للعنف كوسيلة للخروج من األزمات اإلجتماعية‬ ‫التي يعيشونها وكوسيلة للتعبير عن رفضهم للوضع السائد‪.‬‬ ‫إضافة إلى حالة التعارض التي يعيشها الشباب بين ما يسمعه من خطابات وشعارات رسمية حول‬ ‫احترام حقوق اإلنسان والتربية على قيم النزاهة ومحاربة‬ ‫الفساد ومحاربة العنف المدرسي ومحاربة الغش في‬ ‫اإلمتحانات وبين الواقع السياسي واإلجتماعي واإلقتصادي‬ ‫الذي يعيشه‪ ،‬حالة التعارض هذه‪ ،‬أنتجت حالة انعدام الثقة‬ ‫وفقدان المصداقية والرفض لهذه القيم‪.‬‬

‫ما السبيل للخـروج من حـالــة التـردي‬ ‫على مستـوى القيـم في صفـوف الشبـاب‬ ‫المغربي؟‬ ‫أوال ‪ :‬ال بد من إعادة اإلعتبار للمدرسة المغربية ودورها‬ ‫المحوري في تربية أجيال الغد على القيم المغربية األصيلة‪.‬‬

‫التي نعيشها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القطع مع كل أشكال اإلستبداد والفساد‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن الشريحة األكثر تضررا من الفساد واإلستبداد هي شريحة‬ ‫الشباب‪ ،‬وأعتقد أن القطع مع كل أشكال الفساد واإلستبداد‬ ‫مدخل أساسي لمعالجة ظاهرة التردي على مستوى القيم‬

‫ثالثا ‪ :‬إيجاد حل حقيقي ألزمة البطالة التي يعاني منها الشباب خصوصا خريجي المعاهد العليا‪ ،‬فآخر‬ ‫إحصاء رسمي عن البطالة في صفوف هذه الشريحة من الشباب يتحدث عن نسبة ‪ %41‬وهي نسبة مرتفعة‬ ‫جدا‪ ،‬وكلنا يعلم ما ينتج عن البطالة من أزمات إجتماعية تؤثر بشكل مباشر على القيم في صفوف الشباب‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬البـــد من إعـادة اإلعتبــار لدور المسجــد في تربية شبابنا على القيم اإلسالمية السمحة‪،‬‬ ‫البد من إحياء المساجد من خالل أنشطة تعليمية‬ ‫تربوية تربي شبابنا على قيمنا اإلسالمية‪ ،‬فرسالة‬ ‫المسجد هي أعظم وأكبر من تأدية الصلوات‬ ‫فقط على عظمها وأهميتها في ديننا‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬إعـــادة النظــــر فــي السياســـة‬ ‫اإلعالمية الرسمية والتي يجب أن تعكس هويــة‬ ‫الشعــب المغـــربــي وتستعيــد دورها التربوي‬ ‫والتوعــوي والتثقيفــي ســواء على مستــــوى‬ ‫البرامج أو على مستوى األفالم التي تعرض مع‬ ‫إعطاء مساحة أكثر للشباب للتعبير عن قضاياهم‬ ‫وهمومهم‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إعادة اإلعتبار لدور األسرة المغربية‬ ‫المحوري في احتضان وتربية أبنائها على قيمنا‬ ‫اإلسالمية األصيلة ووضع حد للمعاناة اإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية التي تعانيها‪ ،‬مما ساهم في تفككها‬ ‫وبالتالي الحد من دورها في احتضان وتربية‬ ‫األبناء‪.‬‬ ‫الشباب المغربي اليوم‪ ،‬هو أحوج ما يكون إلى التربية على القيم اإلسالمية السمحة‪ ،‬النابعة من‬ ‫هوية هذا المجتمع على اعتبار أننا وهلل الحمد في مجتمع مسلم‪ ،‬أحوج ما يكون إلى التربية على قيم‬ ‫الرحمة والرفق والحياء‪ ،‬وعلى قيم التضامن والتكافل وعزة النفس ونصرة المظلوم وغيرها من القيم‬ ‫التي جاء بها ديننا الحنيف والتي ربى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عليها شباب الصحابة رضوان اهلل‬ ‫عليهم ليكونوا رجاال يجسدون هذه القيم وينشروها في شتى ربوع العالم‪ ،‬وهو أحوج ما يكون كذلك إلى‬ ‫رفع الظلم السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي الذي يتعرض له‪ ،‬مما يتطلب من جميع القوى المجتمعية‬ ‫الحية والهيئات الشبابية الغيورة على مستقبل هذا البلد أن تتحمل مسؤوليتها في وضع حد لحالة التردي‬ ‫الخطيرة على مستوى القيم في صفوف شبابنا وكشف وفضح ما يخطط لمستقبل شبابنا ومستقبل‬ ‫مجتمعنا وتجنيب البلد ما هو أسوأ ال قدر اهلل‪.‬‬


‫العدد ‪955‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫ديمقراطيتنا كائن أم غير كائن‪...‬؟‬ ‫الديمقراطية في عالم اليوم‪ ،‬حولتها الصراعات الدولية‪ ،‬إلى شعار يرفع على نطاق واسع‪،‬‬ ‫رغم ما يشوب مفاهيمها من غموض على أرض الواقع‪ ،‬فهي نظام يروج له الغرب بكل الوسائل‬ ‫واإلمكانات‪ ،‬العسكرية واإلعالمية والثقافية‪ ،‬ويتدخل أحيانا بالقوة لفرضها‪ ،‬بدعوى سالمة الوضع‬ ‫االجتماعي والثقافي والسياسي العام‪ ،‬في عالم ينشد السالم واالستقرار‪.‬‬ ‫والديمقراطية كنظام وفلسفة وقضية‪ ،‬ليسـت ظاهـرة حضاريــة جديــدة‪ ،‬تعرفهــا وتمارسها‬ ‫أجيال األلفية الثالثة‪ ،‬ولكنها ضرورة اكتشفها فالسفة السياسة في الغرب‪ ،‬كعلم وأخالق ونظام‬ ‫قبل مئات السنين‪ ،‬وهو ما جعلها داخل‪ /‬خارج الصراعات الدولية‪ ،‬ذات ارتباط وثيق بالحضارة‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫فهي كلمة مشتقة من لفظين يونانيين هما‪« )Demos(:‬الشعب» و(‪« )kratos‬سلطة»‬ ‫أي (سلطة الشعب) وقد ظهرت كمفردة ألول مرة في التاريخ في كتاب (تاريخ حرب البيلوبونيز)‬ ‫للمؤلف اإلغريقي «توسيديدس»‪ ،‬وتعني في القواميس الفلسفية (حكم الشعب بالشعب وللشعب)‬ ‫وتعني أيضا (الحرية السياسية)‪ .‬وهذه األخيرة لن تتحقق ولن تؤتي ثمارها إال إذا ارتكزت على‬ ‫ترتيبات نظامية معينة واستندت على ضمانات قانونية وواقعية محددة‪.‬‬ ‫ومن الضمانات السياسية والقانونية التي أحيطت بها الديمقراطية في الدول الغربية حرية‬ ‫الرأي‪ /‬حرية الصحافة‪ /‬حرية االجتماع‪ /‬حق االعتراض‪ ...‬ويقال أن هذا المجتمع أو ذاك يتمتع‬ ‫بالديمقراطية والحرية السياسية إذا كان أفراده يحكمون أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬فيختارون حكامهم‬ ‫بملء إرادتهم‪ ،‬ويساهمون –بشكل مباشر أو غير مباشر‪ -‬في تسيير دفة الحكم ووضع القوانين‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق ممارسة حق التصويت وحق الترشيح‪ ،‬وحق تولي الوظائف العامة في الدولة‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬أن النظام الديمقراطي يعطي صالحيات واسعة وسلطات شبه مطلقة ألفراد‬ ‫المجتمع في رسم منهاج حياة الشعب‪ ،‬وهذا ما يسمونه في القانون ب «السيادة للشعب» بمعنى‬ ‫أنه هو السلطة العليا التي ال معقب عليها‪ ،‬وكل السلطات األخرى مستمدة منه‪.‬‬ ‫ولما كان الشعب كله يتعذر اجتماعه في مكان‬ ‫واحد إلبداء رأيه في القضايا الكبرى المتعلقة‬ ‫بالسياسة العامة للبالد‪ ،‬فقد وجد النظام النيابي‪،‬‬ ‫بحيث يختار الشعب من ينوب عنه ويمارس‬ ‫السلطة بإسمه ولمصلحته‪ ،‬على أن يقدم تقريرا‬ ‫دوريا للشعب‪ ،‬وهكذا وجدت المجالس النيابية التي‬ ‫تملك التحدث باسم الشعب‪.‬‬ ‫والبرلمان في النظام الديمقراطي‪ ،‬يوجد‬ ‫عن الطريق االنتخابات وليس عن طريق التعيين‬ ‫ويكون انتخابه دوريا‪ ،‬ألنه يعتبر نائبا عن األمة‪،‬‬ ‫فيجب أن يقدم لها حسابا دوريا لكي تكون على‬ ‫بينة من تصرفاته‪ .‬وعلى ضوء ذلك تتم إعادة‬ ‫انتخاب الصالحين وإزاحة غير الصالحين‪ ،‬ويتحقق‬ ‫هذا التجديد عادة كل أربع سنوات أو خمس‪.‬‬ ‫وألن الشعب هو األصل في السيادة‪ ،‬فإن‬ ‫البرلمان يستقل بممارسة السلطة العامة مدة‬ ‫نيابته‪ ،‬وال يمكن ألي جهة من الجهات أن تعقب‬ ‫عليه‪ ،‬وهو حر في التشريع ال قيد عليه‪ ،‬إال ما نص عليه الدستور صراحة‪ ،‬والغالب أن الدساتير ال‬ ‫تضع قيودا على سلطة البرلمان لدرجة يقال معها عن البرلمان اإلنجليزي مثال‪ ،‬إنه يملك أن يفعل‬ ‫أي شيء إال أن يحول الرجل إلى امرأة أو العكس‪ .‬والدستور تقوم بوضعه سلطة ينتخبها الشعب‬ ‫عادة للقيام بهذه المهمة وال قيد عليها‪ ،‬فهي تقوم باختيار نوع الحكم الذي يريده الشعب‬ ‫بمطلق الحرية‪ ،‬فإذا تم وضع الدستور قام الشعب بانتخاب البرلمان‪ ،‬هذا األخير يمارس السلطة‬ ‫التشريعية‪ ،‬كما يمارس شئون الدولة في األنظمة النيابية‪.‬‬ ‫ويعتبر الدستور القانون األساسي الذي ينظم شئون الحكم في الدولة ويحدد كل‬ ‫االختصاصات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعالقة كل منهما باألخرى‪ ،‬كما يقوم بإرساء كافة‬ ‫الحريات العامة في الدولة‪.‬‬ ‫وفي األنظمة الديمقراطية النيابية يكون االنتخاب حقا مكفوال لجميع المواطنين إذا بلغوا‬ ‫سنا معينا (‪ 18‬سنة)‪ ،‬ال فرق في ذلك بين الرجل والمرأة‪ ،‬بل هناك بعض التشريعات جعلت حق‬ ‫التصويت إجباريا يعاقب من يتخلف عنه بال عذر‪.‬‬ ‫كما أن حق الترشيح نظام تسير عليه األنظمة الديمقراطية‪ ،‬بل معظم دول العالم اليوم‪ ،‬وال‬ ‫يشترط في المرشح مبدئيا نصاب مالي معين‪ ،‬وال شهادة دراسية بل يكفي فيه إجادة القراءة‬ ‫والكتابة مع شروط أخرى كالجنسية والسن والسمعة الحسنة‪.‬‬ ‫الشـــك‪ ،‬أن هــذه الصورة المشــــعـة للديمقراطية‪ ،‬هي التي جعلت المغرب والمغاربة‪ ،‬منذ‬ ‫عدة عقود‪ ،‬يتجهون إليها كاختيار ال رجعة فيه للحكم‪ ،‬حيث قدمت الجماهير العريضة خالل عهد‬ ‫االستقالل تضحيات كبيرة من أجل إرساء دعائمها‪ ،‬واالنتقال بالنظام المغربي العتيق‪ ،‬إلى نظام‬ ‫يقوم على العدل والمساواة والقيم اإلنسانية‪ ،‬يضمن للحاكمين والمحكومين‪ ،‬حقوقهم على‬ ‫أسس ديمقراطية‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم‪ ،‬حيث يعم الفساد‪ ،‬وتتعطل المؤسسات‪ ،‬وتتبخر‬ ‫الوعود السياسية‪ ،‬وتتراجع الحريات‪ ،‬وتضرب الحقوق‪ ،‬وتتعاظم السلطات هو‪ :‬هل استطاع‬ ‫المغرب زرع النبتة الديمقراطية على أرضه وإدخال شعبه الذي رزح عقودا طويلة تحت نير طغيان‬ ‫التخلف واالستعمار إلى «العصر الديمقراطي» بعدما فتح الباب أمام تأسيس الجمعيات واألحزاب‬ ‫وإصدار الصحف والدوريات (سنة ‪ )1958‬وسن أول دستور (سنة ‪ )1962‬ليتحول «شكليا» إلى دولة‬ ‫ديمقراطية بعد ذلك‪.‬‬ ‫من الناحية الشكلية تعتبر األحزاب السياسية‪ ،‬الدعامة األساسية في كل األنظمة الديمقراطية‬ ‫حيث ال يمكن لهذه األنظمة العيش أو االستمرار‪ ،‬دون أحزاب قادرة على الفعل والتفاعل‪ ،‬وعلى‬ ‫تأمين المشاركة الجماهيرية في المشروع الديمقراطي‪ ،‬وهو ما يجعل الديمقراطية واألحزاب‬ ‫وجهان لعملة واحدة‪ ،‬ذلك أن هذه «العملة» تعتمد على العملية االنتخابية‪ ،‬كوحدة من أهم‬ ‫محدداتها الرئيسية‪ ،‬إذ بموجبها يتم تحديد التوجهات الكبرى (يمين يسار) للمؤسسات المسيرة‬ ‫للدولة‪ ،‬من المجالس القروية إلى المجالس البلدية‪ ،‬ومن مجلس النواب إلى مجلس الحكومة‪،‬‬ ‫وهو ما يتطلب من المواطن‪ /‬المنتخب‪ ،‬إدراكا عميقا وتصورا شامال للمسألة الديمقراطية‪...‬‬ ‫ومشاركة فعلية في دواليبها‪ .‬ذلك أن الديمقراطية بطبيعتها تفرز المسؤولين في أجهزة‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫الدولة ومؤسساتها وهيئاتها المختلفة عن طريق االنتخابات الحرة والنزيهة لتدبير شؤونها‪،‬‬ ‫على المستويات المحلية واإلقليمية وعلى المستوى الوطني‪ ،‬من خالل المؤسسات المنتخبة‬ ‫(البرلمان‪ /‬الجماعات المحلية‪ /‬الغرف المهنية) معتمدة في ذلك على المساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫إال أن االنتخابات كاألحزاب‪ ،‬في المغرب ظلت لعقود من الزمن‪ ،‬آلية يبد السلطة‪ ،‬حولت هذه‬ ‫المؤسسات‪ ،‬إلى مجرد هياكل شكلية فارغة المضمون‪ ،‬تعرقل المسار الديمقراطي‪ ،‬أكثر مما‬ ‫تعطيه وجوده على أرض الواقع‪.‬‬ ‫لذلك تطرح الديمقراطية في مغرب اليوم‪ ،‬وهي تشكيليا تستند على دستور وهياكل وقوانين‬ ‫وأحزاب وهيئات‪ ،‬تطرح العديد من األسئلة المحيرة‪ :‬ما هي عالقة الديمقراطية‪ ،‬بمغرب ما بعد‬ ‫االستعمار‪ .‬بمغرب ابتلعت دولته المستقلة المجتمع المدني‪ ،‬حاصرت مجاله العام‪ ،‬وأخضعت‬ ‫أحزابه لمشيئتها الخاصة‪ ،‬حتى ال تطرح القضايا الحقيقية المستجدة والمركزية‪ ،‬شلت حركتها‬ ‫وجعلتها غير قادرة على زرع القيم الديمقراطية‪ ،‬ليس لها أية إنجازات تنظيمية هيكلية تذكر‪ ،‬غير‬ ‫قادرة على التعبئة‪ ،‬ال تتمتع بمصداقية الشارع المغربي‪،‬ال تصنع الرأي العام السياسي وال تتحكم‬ ‫فيه‪ ،‬بل أبعد من ذلك وأكثر منه‪ ،‬أصبحت غالبيتها تلتزم «ثقافة» الصمت تجاه الفساد المتعدد‬ ‫الصفات والمواصفات‪ ،‬تتمعش من فتات السلطة ومن عطاءاتها المجزية‪.‬‬ ‫هل األحزاب المغربية بوضعها المهترئ‪ ،‬بإنشطاراتها المتوالية‪ ،‬بفساد العديد من قياداتها‬ ‫المزمنة‪ ،‬هل تشكل الوجه المعلن للديمقراطية؟ هل تستفيد من مؤشرات الدولة الحديثة‪ ،‬من‬ ‫اتساع مجال الحريات الفردية والجماعية والمدنية‪ ،‬هل بتركيباتها وأجهزتها وهياكلها مؤهلة‬ ‫لمسايرة واستيعاب الثقافة الديمقراطية‪..‬؟ هل تتوفر على مرجعيات فكرية‪ /‬مذهبية‪ /‬إيديولوجية‬ ‫لتأهيلها إلى الفعل الديمقراطي‪..‬؟ هل يتسع خطابها إلى قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬والتداول السلمي‬ ‫على السلطة وتقييم السلطات واستقاللها عن بعضها البعض‪ ،‬وتشجيع السلم والتسامح ونبذ‬ ‫العنف وغيرها من القيم التي تقوم عليها الثقافة الديمقراطية؟‬ ‫في واقع األمر‪ ،‬أن اإلطالع على الخطاب‬ ‫اإلبهاري للعديد من هذه األحزاب‪ ،‬يعطي اإلنطباع‬ ‫أن للبعض منها‪ ،‬أفكار جديدة‪ ،‬ال تتعارض مع‬ ‫مبادئ الديمقراطية‪ ،‬بل تؤكد على ضرورة‬ ‫المشاركة ولكنها في ذات الوقت تصمت عن‬ ‫التغيرات التي واجهت‪ /‬تواجه البناء الديمقراطي‬ ‫والفشل الذي أصاب‪ /‬يصيب التجربة الديمقراطية‬ ‫منذ حصول المغرب على استقالله حتى اليوم‪...‬‬ ‫كما تصمت غالبيتها عن الشروط التي جعلت‬ ‫المطلب الديمقراطي الجماهري‪ ،‬من خالل الرفض‬ ‫العلني للظلم والتهميش والتفقير‪ ،‬جرائم يواجهها‬ ‫القانون بأقصى العقوبات‪.‬كل ما نراه على أرض‬ ‫الواقع مع شديد األسف‪ ،‬هو التوتر المذهبي‪،‬‬ ‫التأدلج الحزبي المقيت‪ ،‬تصاعد األصوليات وتنامي‬ ‫السلفيات وهرولة أصحاب اليمين وأصحاب اليسار‬ ‫نحو المصالح الذاتية خارج كل منطق سياسي‪،‬‬ ‫وهو ما يكرس سلبية الفعل الديمقراطي‪ ،‬كفكر‬ ‫وكممارسة‪.‬‬ ‫الديمقراطيـــة في عالم اليــوم‪ ،‬حولتها الصراعات الدولية‪ ،‬إلى شعار يرفع على نطاق واسع‪،‬‬ ‫رغم ما يشوب مفاهيمها من غموض على أرض الواقع‪ ،‬ولكنها في المغرب ظلت منذ أول دستور‬ ‫في ستينيات القرن الماضي‪ ،‬حبرا على ورق‪ ،‬والسبب في ذلك‪ ،‬في نظر العديد من الباحثين‪ ،‬يعود‬ ‫إلى طبيعة ذلك الدستور الذي تزين ببنود عديدة تنص على الحقوق والحريات‪ ،‬ليس من أجل‬ ‫إعطاء الديمقراطية موقعها على األرض وتوفير الشروط والضمانات القابلة للممارسة‪ ،‬ولكن من‬ ‫أجل تلميع صورة النظام على الخريطة الدولية‪.‬‬ ‫فهل يكفي أن تتوفر الدولة على مؤسسات حزبية‪ /‬إعالمية لتعم الديمقراطية؟‬ ‫إن الديمقراطية في نظر العديد من الفالسفة والعلماء والسياسيين‪ ،‬ال يمكن وال ينبغي‬ ‫اختزالها في مجرد مؤسسات عامة‪ ،‬أو في مجرد انتخاب هذه المؤسسات انتخابات فاسدة ومزورة‬ ‫في فترات منتظمة‪ ،‬ذلك ألنه ال يمكن فصل الديمقراطية عن نظرية الحقوق أو عن ممارسة هذه‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫تتبلور الفكرة الديمقراطية‪ ،‬من خالل ثالث سلط دستورية‪ ،‬ما زالت غائبة على أرضنا‪:‬‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬السلطة التنفيذية‪ ،‬والسلطة القضائية‪ ،‬حيث تقوم كل واحدة منها على‬ ‫مبدأين أساسين هما‪ ،‬استقالل كل سلطة في مجالها‪ ،‬وهو ما يعبر عنه الفقهاء السياسيين بفصل‬ ‫السلط‪ ،‬ثم التداول على السلط‪ ،‬حيث ال احتكار وال دوام إال لألصلح بضمانة القانون‪.‬‬ ‫إن الديمقراطية ليست قوانين جاهزة يتم إقرارها من السلطة الحاكمة‪ ،‬بل هي حصيلة‬ ‫سياسية وتاريخية واجتماعية لحركة المجتمع‪ ،‬تتطلب توفر الظروف واألسباب الموضوعية‬ ‫لقيامها‪ ،‬وأن الديمقراطية يجب أن تكون انعكاسا حقيقيا لمتطلبات الناس بعيدا عن كل أشكال‬ ‫القبلية والطائفية والنخبوية‪ ،‬حيث أن المواطن ال يمكن أن يؤمن بالديمقراطية إال إذا مارسها‬ ‫بشكل حقيقي‪.‬‬ ‫الديمقراطية الحقيقية ال تعني تقديم بعض التنازالت الشكلية‪ ،‬أو إقامة مجلس نيابي أو‬ ‫برلمان بانتخابات فاسدة ومزورة‪ ،‬أو بشراء الضمائر أو بالفساد المالي واإلداري‪ ،‬ال وظيفة له إال‬ ‫التصديق والتصفيق للسلطة‪ ،‬أو السماح ألحزاب المعارضة بدخول الحياة السياسية والبرلمان‬ ‫دون السماح لها بشكل حقيقي أن تشارك في صياغة السياسة العامة‪ ،‬وتحقيق رغبة األغلبية مع‬ ‫احترام رأي األقلية‪.‬‬ ‫لذلك فإن ترسيخ الديمقراطية وازدهارها سيظل معلقا على شروط ثابتة منها‪ :‬ترسيخ ثقافة‬ ‫المواطنـــة‪ ،‬في طموحــات األحـــــزاب السياسيــة‪ ،‬ومؤسسات التعليـــم والتكوين والتأطير‪،‬‬ ‫وهو ما سيمكن الديمقراطية من بنية تحتية عميقة‪ ،‬تجعلها قادرة على السير واالستمرار والتطور‪،‬‬ ‫منها أيضا إصالح السلطة ووضع حد لفسادها‪ ،‬وأبعد من ذلك‪ ،‬جعل «فصل السلط» واالنتخابات‬ ‫الحرة والنزيهة حقيقة تتحرك على أرض الواقع‪ .‬ودون هذه الشروط الدنيا‪ ،‬ستظل الديمقراطية‬ ‫حبرا على ورق‪ ،‬مشروعا بعيد المنال عن التحقيق‪ ،‬يعاني من اإلحباط واالضطراب والتملق رغما‬ ‫على الضجيج الذي تصنعه المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية للمسألة الديمقراطية المفترى‬ ‫عليها‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ميناء طنجة المتوسط للحاويات ‪ ..‬األول إفريقيا والـخامس‬ ‫واألربعون ‪ ‬عالميا‬

‫أفاد ت السلطة المينائية لطنجة المتوسط أنه “في أحدث تصنيف ألكبر موانئ الحاويات في‬ ‫العالم‪ ،‬الذي تضعه المجلة المتخصصة “كونتينر مانجمنت”‪ ،‬كرس ميناء ‪ ‬طنجة المتوسط مكانته‬ ‫ضمن أكبر ‪ 50‬ميناء للحاويات في العالم”‪ ،‬من بين حوالي ‪ 500‬ميناء للحاويات”‪.‬‬ ‫‪ ‬ومعلوم أن القدرة االستيعابية لميناء طنجة المتوسط ‪ 1 ‬مكنت من معالجة ‪ 3 ‬ماليين و‪312 ‬‬ ‫ألفا و ‪ 409‬حاوية سنة ‪ 2017‬من حجم ‪ 20‬قدما‪ ،‬أي بزيادة قدرها ‪ 11‬في المائة عن القدرة االستيعابية‪،‬‬ ‫وهو األداء الذي مكنه من االرتقاء لستة مراتب إضافية ليحل في المرتبة ‪ 45‬في هذا الترتيب العالمي‪.‬‬ ‫‪ ‬ووفق معلومات السلطات المينائية‪ ،‬فإن ميناء طنجة المتوسط يتمركز كأول ميناء للحاويات في‬ ‫القارة‪ ،‬يليه ميناء بور سعيد في مصر (المرتبة ‪ 52‬عالميا) بمعالجة مليونين و ‪ 989‬ألف حاوية‪ ،‬ثم ميناء‬ ‫دربن بجنوب إفريقيا (المرتبة ‪ )65‬بمعالجة مليونين و ‪ 699‬حاوية‪ ،‬كما حجز كل من ميناء الغوس‬ ‫بنيجيريا (‪ 1,5‬مليون حاوية) ومومباسا بكينيا (‪ 1,18‬مليون حاوية) مكانا لهما في هذا التصنيف‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫‪ ‬واعتبرت السلطة المينائية أن هذا األداء يعتبر “ثمرة الشراكة القوية بين جميع ‪ ‬شركاء طنجة‬ ‫المتوسط”‪ ،‬وبفضل اإلنتاجية الممتازة لمتعهدي األرصفة (أ بي إم طنجة‪ ،‬وأوروغيت‪ ،‬بولودا)‪ ،‬واستمرار‬ ‫ثقة شركات المالحة البحرية (ميرسك الين‪ ،‬هاباك لويد‪ ،‬سي إم أ سي جي إم ‪ ،)...‬والتزام الربابنة‬ ‫والسلطة المينائية بالعمل المتواصل على تحسين عمليات التوقف‪ ،‬وإشراك اإلدارات المعنية‪ ،‬والتزام‬ ‫طنجة المتوسط برقمنة الخدمات‪ ،‬بما في ذلك رقمنة حركة دخول وخروج السفن‪ ،‬خاصة لحجز فترات‬ ‫التوقف المصممة للتعامل مع حركات اإلرساء‪ .‬‬ ‫وتفيد المعلومات الجديدة ‪ ‬أنه مع بدء تشغيل ميناء طنجة المتوسط ‪ 2‬في عام ‪ ،2019‬سترتفع‬ ‫القدرة االستيعابية للمركب المينائي طنجة المتوسط بـ ‪ 6‬ماليين حاوية إضافية‪ ،‬لتصل إلى ‪ 9‬ماليين‬ ‫حاوية من حجم ‪ 20‬قدما‪ .‬وسيمكن هذا الوضع الجديد ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬من ‪ ‬مزيد التألق‬ ‫ليصبح من بين الموانئ العشرين األكبر في العالم‪ ،‬مما سيعزز من مكانته كمنصة ‪ ‬عالمية رائدة‬ ‫للصادرات المغربية وكقطب رائد للتدفقات اللوجستية الدولية والتجارة العالمية‪.‬‬ ‫يذكر أن رئيس الوكالة الخاصة بميناء طنجة المتوسط‪ ،‬فؤاد البريني‪ ،‬سبق وأن صرح لجريدة‬ ‫“الشرق األوسط” إن هذا المشروع الرائد الذي احتفل مؤخرا بعشريته األولى‪ ،‬يصنف اليوم ضمن‬ ‫الموانئ العشرين األولى من حيث الربط المالحي‪ ،‬األمر الذي مكن المغرب من احتالل الرتبة السادسة‬ ‫عشرة عالميا في هذا المجال في سنة ‪ ،2017‬بعدما كانت تحتل الرتبة ‪ 83‬سنة ‪.2005‬‬ ‫وأضاف البريني‪ ،‬أن قرب المركب المينائي طنجة المتوسط من أوروبا (‪ 14‬كيلومترا من إسبانيا)‪،‬‬ ‫يسمح له بأن يكون منصة متكاملة حقيقية‪ ،‬أصبحت في ظرف ‪ 10‬سنوات أول ميناء تصدير مغربي‪ ،‬إذ‬ ‫يعالج سنويا ما قيمته ‪ 88‬مليار درهم ‪ ، ‬كما أن الرحالت المتعددة إلى الساحل األوروبي تيسر عمليات‬ ‫التصدير إلى حد كبير‪ ،‬مشيرا إلى أنه يمكن أن تغادر طلبية شمال المغرب‪ ،‬وتعبر مضيق جبل طارق‪،‬‬ ‫لتصل في أقل من ‪ 24‬ساعة إلى برشلونة بإسبانيا بواسطة شاحنة‪ ،‬بينما تستغرق الرحلة من شنغهاي‬ ‫‪ 22‬يوما على متن السفينة‪ ،‬بعد أن كانت تستغرق السلع للوصول إلى ميناء الدار البيضاء قبل ميناء‬ ‫طنجة المتوسط ‪ 56‬يوما‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن ‪ 286‬ألف شاحنة للنقل الدولي عبرت سنة ‪ ،2017‬عبر ميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫ذي القدرة االستيعابية لـ‪ 700‬ألف شاحنة للنقل الدولي سنويا‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أربع مؤسسات بنكية مغربية تصنّف ضمن األلف بنك األكبر‬ ‫بالعالم‬

‫تصنيف جديد للمجلة البريطانية المتخصصة “ذو بنكر”‪ ،‬وضع أربعة بنوك مغربية ضمن األلف‬ ‫بنك األكبر بالعالم‪ ،‬حسب رساميلها‪ .‬وهكذا استجابت أربعة بنوك مغربية للمعايير المعتمدة ‪ ‬من‬ ‫المجلة البريطانية ‪ ،‬وضمنها ‪ ‬حجم األنشطة المالية والرأسمال‪ .‬ويتعلق األمر بكل من المجموعة‬ ‫البنكية التجاري وفا بنك‪ ،‬ومجموعة البنوك الشعبية‪ ،‬ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬والبنك‬ ‫المغربي للتجارة والصناعة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى تمكن‪ 19‬مجموعة بنكية إماراتية في أن تجد لها موطئ قدم في الالئحة‪ ،‬متبوعة‬ ‫بالسعودية التي حضرت بـ‪ 12‬مؤسسة‪ ،‬ثم قطر والبحرين بتسع مؤسسات‪ ،‬فالكويت بثمانِ مجموعات‬ ‫بنكية‪.‬‬ ‫كما سجلت مصر وعمان حضورهما على القائمة‪ ،‬بخمس مؤسسات بنكية عن كل بلد‪ ،‬بينما حل‬ ‫األردن في المرتبة األخيرة بمؤسستين بنكيتين‪ ،‬ما جعل المغرب البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي‬ ‫نجح في دخول نادي األلف بنك األكبر عبر العالم‪.‬‬ ‫ومن بين الخالصات التي توصلت إليها المجلة البريطانية أن المؤسسات البنكية الخليجية هي‬ ‫األكبر واألكثر قوة في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪،‬‬

‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫مبيعات السيارات الجديدة ترتفع بالمغرب‬

‫في بيانات حديثة لجمعية مستوردي السيارات بالمغرب‪ ،‬يتضح أن ‪ ‬مبيعات السيارات الجديدة‪ ،‬إلى‬ ‫نهاية شهر يوليوز الماضي‪ ،‬سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 4.86‬بالمائة‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وأشارت الجمعية إلى أن ‪ 104‬ألف و‪ 678‬سيارة تم بيعها مع نهاية شهر يوليوز ‪ ،2018‬مقابل‬ ‫‪ 99‬ألف و‪ 831‬سيارة بيعت في نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬حيث ارتفعت نسبة مبيعات السيارات‬ ‫المستوردة بـ‪ 5.21‬بالمائة لتصل ‪ 89‬ألف و‪ 152‬وحدة تم بيعها‪ ،‬فيما تزايدت نسبة مبيعات السيارات‬ ‫المصنعة محليا لتصل ‪ 2.87‬بالمائة بمعدل ‪ 15‬ألف و‪ 526‬سيارة تم بيعها‪ .‬كما أن مبيعات سيارات‬ ‫االستعمال الشخصي شهدت تحسنا مقابل السيارات النفعية الخفيفة‪ .‬حيث إنها شكلت حجم‬ ‫مبيعات ‪ ‬بلغ ‪ 96‬ألف و‪ 808‬سيارة مع متم يوليوز ‪ ،2018‬مقابل ‪ 92‬ألف و‪ 404‬سيارة في نفس الفترة‬ ‫من السنة الماضية‪ ،‬بنسبة ارتفاع بلغت ‪ 4.77‬بالمائة‪ .‬بينما بلغت نسبة نمو مبيعات السيارات النفعية‬ ‫الخفيفة ‪ 5.96‬بالمائة‪ ،‬لتصل مبيعاتها ‪ 7870‬سيارة‪.‬‬ ‫وتحتل “داسيا”‪ ،‬حسب إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب‪ ،‬صدارة المبيعات بـ‪30‬‬ ‫ألف و‪ 450‬سيارة‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 4.28‬بالمائة‪ ،‬متبوعة بـ”رونو” بـ‪ 15‬ألف و‪ 94‬سيارة تم بيعها‪ ،‬بنسبة‬

‫نمو وصلت ‪ 18.32‬بالمائة‪ ،‬ثم “فولكسفاكن” بـ‪ 7027‬سيارة ونسبة ارتفاع بلغت ‪ 5.48‬بالمائة‪ ،‬تليها‬ ‫“هيونداي” بـ‪ 6948‬سيارة ونسبة نمو مبيعات وصلت ‪ 1‬بالمائة‪.‬‬ ‫وحلت “فياط” خامسة في ترتيب المبيعات بـ‪ 5912‬سيارة ونسبة زيادة بلغت ‪ 17.75‬بالمائة‪،‬‬ ‫ثم “فورد” بـ‪ 5885‬سيارة ‪”،‬بوجو” بـ‪ 5876‬سيارة‪“ ،‬نيسان” بـ ‪ 4114‬سيارة‪“ ،‬تويوتا” بـ‪ 3760‬سيارة‪،‬‬ ‫و”سيتروين” بـ‪ 3732‬سيارة بيعت‪.‬‬ ‫وبالنسبة ألرقام مبيعات السيارات الفاخرة‪ ،‬حافظ المصنعون األلمان على الصدارة‪ ،‬حيث حلت‬ ‫“ميرسيديس” في المرتبة األولى بـ‪ 1778‬سيارة بيعت مع نهاية ‪ ‬شهر يوليوز ‪ ،2018‬مقابل ‪1740‬‬ ‫سيارة في نفس الفترة من العام الماضي‪ ،‬بنسبة ارتفاع بلغت ‪ 2.18‬بالمائة‪ ،‬متبوعة بـ”بي ام دبليو”‬ ‫بـ‪ 1744‬وحدة ‪ ،‬تليها “أودي” بـ‪ 1566‬سيارة تم بيعها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE ‬‬

‫دجاج أمريكاني قريبا عل موائدنا‬ ‫غضب واسته جان لدي مربي الدواجن بالمغرب‬

‫هدية أخرى من الهدايا المثيرة لحكومة العثماني “المستقلة”‪ ‬تتعلق هذه المرة بسوق الدواجن‬ ‫الذي يشهد حركية كبيرة على مستوى اإلنتاج‪ ‬والرواج‪ ،‬بعد قرار استيراد لحوم الدواجن األمريكانية‪ ‬‬ ‫“الحالل”‪.‬‬ ‫مصدر من الجمعية‪ ‬صرح بأن القرار الحكومي سوف يؤثر سلبا على مهنيي القطاع المغاربة‬ ‫الذين سوف يواجهون منافسة غير متكافئة‪ ،‬في الوقت الذي يشهد فيه القطاع فائضا كبيرا‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ‪ ‬سيكبد المربين خسائر مادية كبيرة‪ ،‬إضافة إلى المشاكل والصعوبات التي يتخبط فيها قطاع‬ ‫الدواجن المغربية في غيبة عن كل تواصل من الوزارة الوصية مع المهنيين وممثليهم ونقاباتهم‪.”.‬‬ ‫وفي ردها على قرار استيراد لحوم الدواجن األمريكية‪ ،‬أعلنت النقابة المغربية الحرة لمهنيي قطاع‬ ‫الدواجن أنها بصدد توجيه بيانات إلى الجهات المعنية بهدف إقناعها بضرورة التريث قيل يعيل هذا‬ ‫القرار‪ ،‬ما سيلحقه من أضرار على المنيين المغاربة‪.‬‬

‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫المغرب يفتح تحقيقا بشأن احتمال إغراق السوق المحلية‬ ‫بأسالك وقضبان البناء والخرسانة‬

‫نزوال عند رغبة المصنعين المغاربة ألسالك وقضبان الحديد المستعملة في أشغال البناء‬ ‫والخرسانة‪ ،‬أعلنت وزارة التجارة والصناعة المغربية‪ ،‬أنها ستفتح تحقي ًقا جديدًا‪ ، ،‬بشأن إغراق السوق‬ ‫المحلية بهذه ‪ ‬السلع ‪ ،‬ويطالب صناعي و القطاع المحليين بتمديد العمل باإلجراءات الوقائية‬ ‫المعتمدة ‪ ‬بهذا الخصوص‪ ،‬منذ بداية عام ‪ ،2016‬والتي ستنتهي صالحيتها مع نهاية العام الحالي‪.‬‬ ‫وحددت وزارة التجارة والصناعة‪ ،‬يوم ‪ 24‬سبتمبر كآخر أجل للتوصل بمالحظات وتوصيات جميع‬ ‫األطراف المعنية بهذه اإلجراءات‪ ،‬من صناعيين ومستوردين ومصدرين‪ ،‬وأوضحت الوزارة أنها ستقوم‬ ‫في إطار هذا البحث بتنظيم جلسات استماع مع المعنيين‪.‬‬ ‫وأوضحت ‪ ‬من جهة أخرى أن العناصر التي أدلى بها الصناعيون في طلب تمديد العمل باإلجراءات‬ ‫الوقائية كانت كافية التخاذ قرار فتح تحقيق‪ ،‬مشيرًة إلى أنها اتخذت القرار بعد استشارة لجنة مراقبة‬ ‫الواردات‪.‬‬ ‫وتنص اإلجراءات ‪ ‬الوقائية على فرض رسم جمركي إضافي على واردات األسالك والقضبان‬ ‫الحديدية بقيمة ‪ 550‬درهما ‪ ‬للطن‪ ،‬مع تحديد سقف معفى من هذا الرسم في حدود ‪ 121‬ألف طن‬ ‫بالنسبة لألسالك و‪ 72.6‬ألف طن بالنسبة لقضبان الحديد لضمان استيفاء الحاجات الوطنية من هذه‬ ‫المنتجات‪.‬‬ ‫وارتكز طلب التمديد الذي تقدم به الصناعيون على ارتفاع مخاطر اإلغراق مع إقدام الدول الكبرى‬ ‫على اتخاذ تدابير حمائية للحد من وارداتها من منتجات الحديد والصلب‪ ،‬بخاصة أمريكا‪ ،‬وذلك في‬ ‫سياق تضخم القدرات اإلنتاجية العالمية لهذه المواد وارتفاع صادرات الصين منها‪ ،‬إضافة إلى وجود‬ ‫مخزونات كبيرة في أوروبا‪.‬‬ ‫ويتخوف الصناعيون المغاربة من إعادة توجيه الصادرات التي ال تجد منافذ في األسواق الدولية‪،‬‬ ‫صوب‪ ‬السوق المغربية‪ ،‬مما يمثل إغراقا للسوق المحلية‪.‬‬

‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫‪ 100 ‬ألف سائح صيني في المغرب بعد إلغاء التأشيرة‬

‫المغرب إلغا ُء التأشيرة للمواطنين‬ ‫حسب تقرير حديث لوكالة “الشعب” الصينية‪ ،‬فإن قرارُ‬ ‫ِ‬ ‫الصينيين الذين يرْغبون في زيارة المملكة رفع عدد السياح الصينيين إلى المغرب العام الماضي‬ ‫يقدّر بحوالي ‪ 120‬ألف شخص‪ .‬بينما بلغ هذا الرقم ‪ 100‬ألف سائح من يناير إلى ماي من العام الحالي‪.‬‬ ‫وذكرَ التقرير الصيني الذي نشرتهُ وكالة “الشعب” أنه منذ بدء سريان سياسة اإلعفاء من‬ ‫التأشيرة‪“ ،‬شهد عدد المواطنين الصينيين الذين يزورون المغرب ارتفاعاً سريعاً‪ ،‬ويستمر هذا التوجه‬ ‫في االرتفاع”‪.‬‬ ‫وبعدما توقفت عند مميزات المملكة المعروفة بثرائها بالموارد السياحية‪ ،‬بما في ذلك شريطه‬ ‫الساحلي الطويل‪ ،‬والصحراء الكبرى‪ ،‬والجبال الثلجية‪ ،‬باإلضافة إلى المدن القديمة والمناطق الجذابة‬ ‫األخرى‪ ،‬أبرزت الوكالة الصينية أنه “بالرغم من أن درجات الحرارة تعرفُ زيادة ملحوظة خالل شهر‬ ‫غشت في المغرب‪ ،‬فإن ذلك لم ْ‬ ‫يحل دون توافد مزيد من السياح الصينيين؛ حيث من الصحراء الكبرى‬ ‫في الجنوب إلى المدن الساحلية في الشمال‪ ،‬يمكن رؤية السياح الصينيين في كل مكان”‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬سجّل مدير مطعم صيني بالرباط أنه بعد إلغاء التأشيرة‪ ،‬زاد عدد السياح‬ ‫الصينيين في المطعم بشكل كبير‪ ،‬وتضاعف العدد في عام ‪ .2017‬وقال مدير مطعم صيني آخر في‬ ‫الدار البيضاء إن “عدد الزبائن في المطعم قد زاد بشكل ملحوظ خالل السنوات‬ ‫األخيرة”‪ ،‬مبرزا أن “المطعم يستقبل خالل الموسم السياحي ‪ 6‬آالف زبون شهريا‪ ،‬بينهم ‪ 70%‬من‬ ‫السياح ورجال األعمال الصينيين‪.”.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قال السفير الصيني المعتمد لدى المغرب‪“ :‬منذ تنفيذ المغرب سياسة اإلعفاء‬ ‫من تأشيرة الدخول تجاه الصينيين سنة ‪ ،2016‬شهد عدد السياح الصينيين إلى المغرب نموا سريعا‬ ‫جدا‪ ،‬ويحتل الصينيون المرتبة األولى من بين السياح األجانب في المغرب”‪ ،‬مضيفا أن “هذا النمو‬ ‫يرجع إلى الوضع السياسي واالقتصادي المستقر في المغرب والعالقات الثنائية الجيدة بين البلدين‪.”.‬‬ ‫وقد أدت سياسة اإلعفاء إلى زيادة عدد المطاعم الصينية في المغرب التي شهدت ارتفاعا كبيرا؛ إذ‬ ‫نما العدد من أقل من خمسة مطاعم إلى أكثر من ‪ 20‬مطعما حاليا‪ .‬وفي مدينة فاس لوحدها‪ ،‬توجد‬ ‫‪ 6‬مطاعم صينية‪.‬‬


‫العدد ‪955‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫إسرائيل ومذهب األبارتهيد‬ ‫«‪»L’apartheid‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪D‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪E‬‬

‫‪H‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪R‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪P‬‬

‫‪A‬‬

‫التأثير الخارجي في‬ ‫الثقافة العربية (‪)4‬‬ ‫من الصعوبة بمكــان القـــول بأن‬ ‫الرهان على أساليب التفكير األوروب��ي‬ ‫ه��و ال��ذي دف��ع بجل االج��ت��ه��ادات قد‬ ‫انتهى‪ ،‬بل لقد وصل أحيانا إلى نهايات‬ ‫منطقية‪ ،‬وقد تكن مضحكة إذا ما حاولنا‬ ‫مثال استنطاق الشيوعيين المغاربة‬ ‫أو الجزائريين أو السوريين باعتبارهم‬ ‫منظرين وسياسيين (روس) حول ماهية‬ ‫األمة العربية أهي جاهزة أم في طريقها‪،‬‬ ‫أو سخف تلك الحلقات الماركسية التي‬ ‫أسسها يهود ال تهمهم قيم الشعب‬ ‫الذي يريدون تحريره فيرفعون شعارات‬ ‫مثل «اجذب بالجنس واربط بالنظرية»‬ ‫إن صح ذلك‪.‬‬ ‫كما دفعت التبعية العمياء ألوروبا‬ ‫ببعضهـم إلى إعطــاء األولوية لتخليص‬ ‫الجماهير من أوهامها الدينية كشرط‬ ‫سابق لخالصها المادي‪ ،‬مركزين على‬ ‫نقد الفكر الديني‪ ،‬فإذا بهم يستفزون‬ ‫في الشعب نقمة عارمة تدفع بهم خارج‬ ‫مجال التأثير الحقيقي حتى في ثقافة‬ ‫الصفوة‪.‬‬

‫‪ ...‬لتكريس مذهب «األبارتهيد» الذي كانت إسرائيل تُعدُّ له منذ‬ ‫سبع سنوات‪ ،‬من أجل ترسيخ مفهوم الدولة اليهودية بسنها قانون‬ ‫يهودية الدولة‪ ،‬اختارتْ يومئذ لذلك‪ ،‬رباعية اإلدارة األمريكية‪ ،‬التي‬ ‫تضمر وتعلن عداءها ألعداء إسرائيل‪ .‬وقد منعت اللغة العربية‪ ،‬كلغة‬ ‫رسمية على مدى سبعين سنة من االحتالل مع العبرية‪ .‬النزعة العنصرية‬ ‫الشوفينية هي استراتيجية القومية اليهودية منذ قانون النكبة التي‬ ‫صادرتْ وتصادر به األراضي الفلسطينية‪ ،‬وبتزكية من اإلعالم األمريكي‬ ‫والسينما التي يسطر على دوالبها اليهود األمريكيين ‪.‬‬ ‫هذا «القانون» يضرب في الصميم «ديمقراطية» إسرائيل‪ .‬وقد‬ ‫ينسف مع اإلدارة األمريكية الحالية عملية «السالم»‪ .‬طفح الكيل بدويلة‬ ‫عنصرية إرهابية‪ ،‬استغلت بذناءة‪ ،‬مرحلة إدارة أمريكية «يتالعب»‬ ‫مسؤولوها بألفاط مطاطية من القول ونقيضه‪ ،‬وهو ما لمسته‬ ‫الصحافة األمريكية من ارتباك في تصريحات على التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫أقدمت أمريكا على نقل سفارتها إلى القدس لكي تُغيِّبَ كل أساليب‬ ‫التفاوض‪ .‬وتزعم بذلك مدَّ يدها إلى الفلسطينيين واإلسرائيليين من‬ ‫أجل «السالم» ! المجموعات التي كانت تؤيد فكرة دولتين الفلسطينية‬ ‫واإلسرائيلية في أوسلو قد انهارت وتمَّ إلغاؤها‪ .‬لم تكن إال خدعة‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬قبلت بها شرط إلغاء صفة العنصرية عن الصهيونية‪ .‬والتي‬ ‫أشارت األمم المتحدة إلى قرارها حول عالقة الصهيونية بالعنصرية (رقم‬ ‫‪1904‬د‪)18 -‬بتاريخ ‪1963/11/20‬م‪ ،‬أصدرت فيه إعالن‪ ،‬للقضاء على‬ ‫جميع أشكال التمييز العنصري كمذهب يقوم على التفرقة العنصرية أو‬ ‫التفوق العنصري‪ ،‬وهو ما يحدث اآلن بقانون القومية اليهودية‪ .‬وهو‬ ‫مذهب األبارتهيد‪ .‬ثمَّ أقرت األمم المتحدة َّ‬ ‫أن الصهيونية شكل من‬ ‫أشكال العنصرية ‪ :‬القرار رقم ‪3379‬بتاريخ ‪1973/11/10‬م‪ .‬وعند مؤتمر‬ ‫أوسلو اشترطت إسرائيل لحضورها فيه مع الفلسطينيين على األمم‬ ‫المتحدة إلغاء القرار ‪ 3379‬خدعة ومناورة كيدية‪ ،‬فتمَّ لها ذلك بقرار آخر‬ ‫رقم ‪ 48/46‬بتاريخ ‪1991/12/16‬م‪ .‬ولم تلتزم إسرائيل بنتائج مؤتمر‬ ‫أوسلو‪ .‬فكان واجب على األمم المتحدة بطلب من الفلسطينيين والدول‬ ‫العربية إعادة تفعيل القرار رقم ‪(1904‬د‪َّ ،)-18‬‬ ‫أن الصهيونية شكل من‬ ‫أشكال العنصرية‪ .‬وقد أكد «الكنيسيت» اإلسرائيلي هذه الصفة شكال‬ ‫ومضمون ًا‪ ،‬باعتماده العنصر الديموغرافي ألغلبية السكان اليهود‪ ،‬بسنه‬ ‫مبدأ الدولة اليهودية القومية إلسرائيل‪ .‬فلألمم المتحدة اآلن إصالح‬ ‫العيب وتفعيل القرار ‪...3379‬كهذه بتلك‪ .‬هذه سلطة االحتالل التي‬ ‫تسعى لفرض الواقع الجديد‪ ،‬يرتكز على التعامل مع دولة واحدة‪ ،‬في ظل‬ ‫عقلية سياسية انفرادية إلدارة أمريكية في عالم متعدد األطراف‪ ،‬لنقل‬ ‫العالم من عصر إلى عصر!‬ ‫ْ‬ ‫إن كان القانون هو صوت الحق‪ ،‬فأين الدول التي تتشدَّقُ بحقوق‬ ‫اإلنسان ودولة القانون واستقاللية السلط ؟ اختالل موازين القوى في‬ ‫منطقة الشرق األوسط لصالح إسرائيل‪ ،‬عملت على تكريسه بعض دول‬ ‫الغرب لتعويض جرائمها في حق يهود «الهلوكوست»‪ ،‬على حساب‬ ‫الشعب العربي الفلسطيني‪ .‬فليحذر هؤالء أنهم صنعوا دولة من ورق‬ ‫منذ سبعين سنة‪ ،‬وهي التي تخاف من طيارة ورقية‪ ،‬ومن فلسطيني‬ ‫مُقعد على كرسي متحرٍّك‪ .‬تتمادى في إلغاء قانون المساواة ومكانة‬

‫المواطنين العرب أهل األرض‪ .‬مستغلة الظرف الضعيف األروبي‪ .‬وعدم‬ ‫المباالة بما يسمى الديمقراطية‪ .‬ذاهبة في رحلة الخيال األمريكي الحالي‪،‬‬ ‫في مشروع الصفقة المزعومة‪ .‬ولتعلم إسرائيل َّ‬ ‫أن السند الخارجي ثابت‬ ‫ومُتحوِّل حسب ظروف ومصالح الدول‪ .‬لن يدوم الرئيس الذي يخاصم‬ ‫عدداً من حلفائه لصالح إسرائيل‪ ،‬وهؤالء ( بعض دول الغرب )‪ ،‬مجازاً‬ ‫يميلون مع اإلدارة الحالية (األمريكية)‪ ،‬حتى إنَّه يقوم بتجريم كل من‬ ‫يقاطع إسرائيل‪ ،‬التي تمنع الماء والهواء وتحصي على أصحاب األرض‬ ‫الفلسطينيين المواد الحرارية‪ ،‬أصبحتْ دولة فصل عنصري على شكل‬ ‫إفريقيا العنصرية «سابقا»‪ ،‬بمقتضى قانون القومية اليهودية‪ .‬لفرض‬ ‫واقع جديد‪ ،‬كاستراتيجية‪ ،‬تتصهين من خالله‪ ،‬نسف وسحب كل قرارات‬ ‫األمم المتحدة ومجلس األمن‪ ،‬التي تعترف بإقامة دولتين على حدود‬ ‫‪1967/‬م‪ .‬إذ لم تعد اإلدارة األمريكية الحالية وسيطا بينهما‪ .‬المقاربة‬ ‫الجديدة اختلفت عن أوسلو‪َّ ،‬‬ ‫ألن اإلدارة الحالية األمريكية أصبحتْ «خلف ًا»‬ ‫لألمم المتحدة وبديال إلسرائيل ؟! وقد تُدخل القضية الفلسطينية في‬ ‫ُّ‬ ‫!فكل من يخرج عن طاعة السياسة األمريكية فهو‬ ‫حالة موْتٍ سريري‬ ‫عاقٌ ! حربائية وانتهازية إسرائيل للظرف الراهن‪ ،‬هي استباحة كل‬ ‫ما هو مقدَّسٌ عند العرب‪ ،‬وقد أُصيبتْ بمرض نفسانيٍّ يستعصي‬ ‫عالجه إال بالكيِّ ! معاداة تركيا تأتي من استقالل قراراتها‪ ،‬بتأييد الحق‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وهم (بعض دول الغرب وأمريكا) ال يريدون لها ديمقراطية‬ ‫حقيقية‪ ،‬وال يريدون لها أيض ًا إنسانا يخدم شعبه‪ .‬تلك هي أروبا القوية‬ ‫اقتصادي ًا وقزما في الحرب إال تحت رحمة الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وهذه األخيرة ال يمكنها ْ‬ ‫أن تتخلى عن تركيا العضو في الحلف األطلسي‪.‬‬ ‫فأصبح األمر نشازاً ألمريكا البديل إلسرائيل ! التي تتسلم كل أنواع‬ ‫األسلحة الفتاكة بما فيها «الباترْيوت» إلبادة الشعب العربي‪ ،‬وتمنعه‬ ‫عن تركيا األطلسية‪ .‬وقد تتجه تركيا الخصم اللذود إلسرائيل‪ ،‬بعالقة‬ ‫الجوار مع إيران ونحو الصين وروسيا التي تقتني منها بعض األسلحة‬ ‫خلفا للمنع األمريكي‪ .‬وهي القادرة ديبلوماسي ًا الحفاظ على عالقاتها‬ ‫بتوازن بين روسيا وأمريكا‪ ،‬حفاظا على استقاللية القرار‪َّ .‬‬ ‫إن أعمار األمم‬ ‫أقصر من ْ‬ ‫أن تُصرف في فوضى المواقف‪ .‬ويا حسرتاه على أمة العرب‪،‬‬ ‫وهم في غفلة عما يُرادُ بهم ‪ ..‬فهل العربي مات منذ زمان وهو ال يدري؟‬ ‫وقد كان له براءة اختراع مكارم األخالق ‪ ..‬سيأتي يوم‪ ،‬وليرْفضنَّ فيه‬ ‫رئيس أمريكا من طينة «دوكول» ْ‬ ‫أن يكون فرس «طرْوادة» إلسرائيل‪.‬‬ ‫عبقرية وذكاء رجل الدولة «دوكول» ورئيس فرنسا آنذاك‪ ،‬وهو يصدح‬ ‫بالقول للوزير األول البريطاني «ماكميالن»‪ ،‬رافضا انضمام بريطانيا إلى‬ ‫السوق األروبية المشتركة‪َّ ،‬‬ ‫أن بريطانيا كانت بمثابة فرس «طرْوادة»‬ ‫ألمريكا‪ ،‬في حين كان «الجينرال» يسعى إلى االستقالل اقتصاديا عن‬ ‫أمريكا بعد مشروع «مارشال» ‪ ..‬وتبقى فلسطين الخالدة ما دام الزمان‬ ‫والمكان باألقصى الشريف ‪:‬‬ ‫ما أجمل األقصى الشريف ما أطهر أرض فلسطين‬ ‫قلبــي ينبـــض باأللــــم قلبـي مملــوء بالجهــاد‬ ‫حبّي أبـداً لن يـــمــــوت مهما طـال غدر اليهـود‬ ‫أرضي تلك ملك لجدّي وملك البني من بعدي يا يهود ‪...‬‬

‫في الواقع لقد لعب هؤالء المغامرون‬ ‫– إن صح هذا التعبير ‪ -‬دورا هاما في‬ ‫دفع الجماهير باتجاه ما صار يسمى ب‬ ‫«األصولية الدينية» لما استفزوها في أعز‬ ‫ما تستعين به ضد محاوالت تجريدها من‬ ‫كرامتها وقيمها وهويتها‪.‬‬ ‫و قد افتضحت بطبيعة الحال علمانية‬ ‫الغرب الالدينية من خـــالل استمساكه‬ ‫المثابر بما يسميه بموروثه «اليهودي‬ ‫المسيحـي» وبمناصرتـــه لعنصريــــة‬ ‫الصهاينة الدينية‪ ،‬وهو ما بدا واضحا‬ ‫من خالل إعالن الصهاينة إسرائيل دولة‬ ‫يهودية‪ ،‬والقدس عاصمة لهذه الدولة‪،‬‬ ‫بمباركة الرئيــس األمريكـــي دونالد‬ ‫ترامب‪ ،‬الذي قرر نقل سفارة بالده إلى‬ ‫القدس المحتلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك ال يمكن النظر إلى عالقة‬ ‫الثقافة العربية بالغــرب عالقـــة صدام‬ ‫وتناحر على ال��دوام‪ ،‬أو فعل سلبي ورد‬ ‫فعل أكثر سلبية‪ ،‬بل ثمة تثاقف حميد‬ ‫وتالقح إيجابي‪ ،‬من خـالل عــدة لقاءات‬ ‫بين الجانبين‪ ،‬وك��ان من ثمار هذه‬ ‫اللقاءات جوانب إيجابية وقد تكون في‬ ‫بعضها سلبية‪ ،‬ورغم ذلك أسهمت في‬ ‫توسيع المدارك وتحريك الجمود العربي‬ ‫بدءا بالفكر والثقافة‪ ،‬فالصحافة والفكر‬ ‫النقابي والتعاوني ومناهــج التعليــــم‬ ‫الجديدة والتعليم اإلضافي‪ ،‬وأساليب‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬واالنفتاح على اإلبداع‬ ‫البشري بكلياتــه‪ ،‬ومعاهــده الفنيـــة‬ ‫والمراكز األدبية والفلسفية المحدثة‬ ‫جميعها روافد غربية أثرت في الثقافة‬ ‫العربية تأثيرا كبيرا‪ ،‬وأثرتها ثراءاً يشكر‬ ‫عليه‪ ،‬وذلك على مر القرون والعصور‪.‬‬ ‫وهنا يمكــن أن نجمــل القول بأن‬ ‫اإلستشراق قد حفز جهود العرب للتنقيب‬ ‫عن تراثهم وإعمال النظر فيه بمنهجية‪،‬‬ ‫بعد أن كان حبيس ما يسمى بالكتب‬ ‫الصفراء‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫العرائش ‪ :‬انطالق فعالية النسخة‬ ‫الخامسة للقاء التواصلي لجمعية أبناء‬ ‫العرائش في المهجر‬

‫تحت شعـار ”معا من أجل تعزيز روابط‬ ‫التواصل“‪ ،‬وبشراكة مع المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية و بلديـــة العرائش ووزارة‬ ‫الشباب والرياضة والمركز الثقافي وجمعية‬ ‫طرياطلون بمدينة العرائش انطلقت ما بين‬ ‫‪ 11‬غشت إلى غاية ‪ 14‬منـــه فعاليات اللقاء‬ ‫التواصلي الخامس لصيف ‪ ،2018‬الذي اعتادت‬ ‫جمعية أبناء العرائش في المهجر‪.‬‬ ‫وقــــد تميــــز برنامـــج اليــوم األول‪،‬‬ ‫بافتتاح‪ ‬المعرض الفتوغرافي ‪،،‬بالبرج اليهودي‬ ‫(المتحف سابقا)‪ ،‬الكائن بساحة كومدانسيا‪،‬‬ ‫بمشاركـة كل من المصــور الفوتوغرافـــي‬ ‫يونس محمد علي وابراهيم‪ ،‬ويضم المعرض‬ ‫مجموعة‪ ‬من الصور التي تعكس جمالية‬ ‫مدينة العرائش‪،‬وقد عرف المعرض إقبا ًال كبيراً‬ ‫من قبل ساكنة المدينة والزوار‪ .‬برنامج هذا‬ ‫اللقاء الخامس اشتمل على تنظيم ورشة للخط‬ ‫العربي تحت إشراف الفنان التشكيلي خالد‬ ‫عروب من ألمانيا ‪،‬‬ ‫وخالل كلمة االفتتاح التي ألقتها‬ ‫رئيسة جمعية أبناء العرائش في المهجر‬ ‫فاطمة الزهراء الحراق‪ ،‬ذكرت في مستهلها‬ ‫بالمجهودات التي تقوم بها الجمعية داخل‬ ‫وخارج أرض الوطن للحفاظ على الهوية‬ ‫الوطنية‪ ،‬مشيرة إلى أن اختيار عقد هذا اللقاء‬ ‫لم يأت اعتباطا‪ ،‬بل يأتي واحتفاالت الشعب‬

‫المغربي بحدثين األول تخليد يوم المهاجر‪،‬‬ ‫والحدث الثاني تخليد ذكرى استرجاع وادي‬ ‫الذهب‪ .‬مشيرة إلى أن اللقاء الخامس يهدف‬ ‫باألساس‪ ،‬خلق ثقافة الحوار ومد جسر التواصل‬ ‫بين كل مكونات المجتمع المدني والمؤسسات‬ ‫اإلدارية والمرافق العمومية والخاصة‪ .‬بغية‬ ‫إيجاد الحلول لعدد من المشاكل التي تعانيها‬ ‫الجالية سواء في المهجر‪ ،‬أو خالل إقامتها بأرض‬ ‫الوطن‪ ،‬وهو ما عملت الجمعية على إدراجها‬ ‫في ندوة اختير لها موضوع «المشاكل التي‬ ‫تؤرق المهاجر» بمشاركة أساتذة ومختصين‪.‬‬ ‫الندوة قام بإدارتها منصف بلقرشــي‪،‬‬ ‫بمشاركة عدد من األطــــر والكفــاءات من‬ ‫بينهم عبد اهلل البو‪ ،‬إطار متخصص بالجمارك‬ ‫بالعرائش و عبد اهلل الحبوسي‪ ،‬عدل بالعرائش‬ ‫والمحامي محمد قريور محامي بهيئة العرائش‪،‬‬ ‫تلتها لقاءات مفتوحة ومنفردة بين الجالية‬ ‫والعدول رشيد ممدوح‪ ،‬عبد الحــق الريفي‪،‬‬ ‫وسعيد العوني‪.‬‬ ‫وكان برنامج الدورة الخامسة لهذا اللقاء‬ ‫حافال باألنشطة اشتمل باإلضافة إلى ما تم‬ ‫ذكره على السهرات الموسيقية‪ ،‬وعرض لألزياء‪،‬‬ ‫كانت فضاءات دار الثقافة وساحة باب البحر‬ ‫وكومدانسيا شاهدة على ذلك‪.‬‬

‫مسرحية «أفينيان»‬ ‫في عرضها األول بالناظور‬

‫قدمت فرقة «يوبا» التابعة لجمعية يوبا‬ ‫لإلبداع المسرحي والثقافي بالناظور‪ ،‬بتعاون‬ ‫مع فرقة أمزيان للمسرح وبتنسيق مع محترف‬ ‫بابيلون للمسرح بالرباط عرضا مسرحيا تحت‬ ‫عنوان‪« :‬أَفنيان»‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء ‪ 14‬غشت‬ ‫‪ 2018‬بالمركب الثقافي بالناظور‪ ،‬على الساعة‬ ‫السابعة مساء‪.‬‬ ‫مسرحية‪ :‬أَ‬ ‫ْ‬ ‫فينيان أو الكسول‪ ،‬من‬ ‫تأليف‪ :‬أنس أزيزا‪ ،‬سينوغرافيا وإخراج‪ :‬ياسين‬ ‫بوقراب‪ ،‬تشخيص‪ :‬أنس أزيزا‪ ،‬رجاء بنديسور‪،‬‬ ‫إلهام بوطازومت‪ ،‬الموسيقى واالنارة‪ :‬إلياس‬ ‫دودوحي‪ ،‬المالبس والمكياج‪ :‬نجوى تالج‪،‬‬ ‫المحافظة العامة‪ :‬عبد اهلل أنس‪ ،‬تنفيذ‬ ‫الديكور‪ :‬محمد األمين والقاضي‪ ،‬إدارة اإلنتاج‬ ‫والعالقات العامة‪ :‬محمد أدرغال‪.‬‬ ‫أَ‬ ‫ْ‬ ‫فينيان أو الكسول‪ :‬هو ذلك الشاب‬ ‫الكسول الذي ال يحب العمل وال الدراسة‪ ،‬إذ‬ ‫يعول على أمه في كل شيء حتى في أبسط‬ ‫األمور‪ ،‬ليجد نفسه في مواجهة الحياة القاسية‬ ‫وحده دون معين‪ .‬ليأخذ بذلك الدروس والعبر‪،‬‬ ‫قبل أن يفكر في الهجرة‪ .‬فهل سيجد في‬ ‫الهجرة ضالته؟‬ ‫التيه والضياع هما العنوانان البارزان‬ ‫ألطوار المسرحية والتي نجح المخرج الشاب‬ ‫«ياسين بوقراب» في فك طالسيم حياة تائه‬ ‫ال يقدر على شيء وال يفعل شيئا إال أن يشكي‬

‫‪9‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫أمره‪ .‬فبعد أن فقد أمه التي كانت تعينه حتى في‬ ‫أبسط األمور‪ .‬كما أبان ذات المخرج عن تمكنه‬ ‫من صرف أدواته المسرحية والتي اكتسبها من‬ ‫خالل تجاربه السابقة تأليفا وتمثيال وإخراجا‪.‬‬ ‫هذا وأبان الممثل الشاب «أنس أزيزا» عن علو‬ ‫كعبه في اعتاله ركح أب الفنون‪ ،‬في حين كانت‬ ‫كل من الممثلتين «رجاء بنديسور» و»إلهام‬ ‫بوتازومت» إضافة نوعية للمسرح الريفي‪،‬‬ ‫بعد أن استقدمهما المخرج من مدينة الرباط‬ ‫ممثلتين بذلك محترف «بابليون» للمسرح‪.‬‬ ‫في حين نسجل العزوف الكبير للجمهور‬ ‫الناظوري في متابعة العروض المسرحية رغم‬ ‫اإلعدادات القبلية والتي تخص عملية اإلشهار‬ ‫التي سهرت عليها الهيئات الثالث‪ ،‬إال من فئة‬ ‫قليلة من ذوي الغيرة على الميدان والذين‬ ‫يتخوفون من انقراض هذا الفن الراقي ولعل‬ ‫أبرزهم الفنان والسينمائي «سعيد المرسي»‬ ‫والممثلة الرقيقة «سميرة المصلوحي» وأيقونة‬ ‫الركح األمازيغي «مريم السالمي» ومندوب‬ ‫الثقافة الفنان «حفيظ بدري» باإلضافة إلى‬ ‫الفنان واإلعالمي طارق الشامي‪ .‬في حين‬ ‫سجل العرض غيابا تاما ألغلب الممارسين‬ ‫والمتتبعين‪ .‬ولعل أجواء العطلة الصيفية‬ ‫والطقس الحار هما السببان في هذا الغياب‪.‬‬ ‫وربما هو لغاية في نفس يعقوب قضاها أو‬ ‫يقضيها بعد حين‪.‬‬

‫إقليم العرائش‪ :‬حاجيات شباب اإلقليم في المجال الرياضي‬

‫وزير الشباب والرياضة يستقبل وفدا من العرائش‬

‫تعيش خمس جماعات قروية بإقليم العرائش وهم جماعات‬ ‫بني جرفط‪ ،‬تازروت‪ ،‬بني عروس ‪ ،‬بوجديان وسوق الطلبة‪ ،‬خصاصا‬ ‫مهوال على مستوى البنيات التحتية الرياضية‪ ،‬وفي هذا اإلطار قام‬ ‫رؤساء هذه الجماعات بزيارة للعاصمة الرباط‪ ،‬حيث استقبلوا مؤخرا‬ ‫من طرف وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء أطلع رؤساء الجماعات القروية الخمس‪،‬‬ ‫وزير الشباب والرياضة على الخصاص الذي تعرفه مناطقهم فيما‬ ‫يخص التجهيزات والمرافق السوسيورياضية كمالعب القرب‪ ،‬ودور‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫وقد تمحوراللقاء حول آفاق التعاون والشراكة المتاحة بين‬ ‫الطرفين لسد الخصاص والفراغ المهول الذي تعرفه الجماعات‬ ‫المذكورة على مستوىالتجهيزات والمرافق السوسيورياضية‬ ‫الموجهة لفئة الشباب خاصة مالعب القرب‪.‬‬

‫وزير الشباب والرياضة‪ ،‬عبر عن اهتمامه بالقضية مطالبا‬ ‫بضرورة العمل على بلورة هذه اآلراء والمقترحات التي جاء بها رؤساء‬ ‫الجماعات قصد العمل على دراستها ‪ ،‬انطالقا من تصورات تراعي‬ ‫الحاجيات واألولويات‪ ،‬وبالتالي وضع برنامج لكل هذه المنجزات مع‬ ‫إيجاد التمويل الكافي إلنجاز هذه المشاريع السوسيورياضية‪.‬‬ ‫وقد عبر رؤساء الجماعات الخمس عن ارتياحهم بهذا اللقاء‬ ‫ووصفوه بالمثمر‪ ،‬مشيدين بتفهم الوزير لمطالبهم التي وصفها‬ ‫بالمنطقية والعادلة باعتبار أنه كان له ـ سابقا ـ احتكاك بممارسة‬ ‫الشأن المحلي لسنوات كرئيس لبلدية تطوان ورئيس لجهة طنجة‬ ‫تطوان حيث فتح من خاللها آفاقا لتكريس مبدأ التعاون والتشارك‬ ‫وذلك ترسيخا لسياسة القرب واإلنصاف المجالي وتكافؤ الفرص في‬ ‫الولوج للخدمات الرياضية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪955‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫‪10‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫األستاذ محمد القاضي‬ ‫ينحدر األستاذ محمد القاضي من أصول أمازيغية من الريف األوسط وبالضبط‬ ‫من إحدى قبائله الكبيرة وهي تمسمان ‪ ،‬مدشر إيفاسين‪ ،‬هاجر والده وهو صغير‬ ‫السن قصد طلب العلم في البوادي والقرى بشمال المغرب إلى أن استقر به الحال‬ ‫في مدشر بني حسان‪ ،‬لينتقل بعد ذلك إلى مدينة شفشاون سنة (‪1939‬م) واستقر‬ ‫بها مزاوال مهنة الخياطة‪.‬‬ ‫و بهذه المدينة ولد األستاذ محمد القاضي عام (‪1947‬م) بحي العنصر‪ ،‬وتماشيا‬ ‫مع طريقة التعليم التي كانت منتشرة آنذاك أدخله والده إلى الكتاب لحفظ القرآن‬ ‫رسما وتجويدا‪ ،‬فقرأه أوال بمسيد حي ريف األندلس على يد الفقيه المفضل الجابري‪،‬‬ ‫وحفظ معه نصف القرآن‪ ،‬وأتم حفظه حفظا تاما في كتاب يقع بحي السويقة‬ ‫بإشراف الفقيه محمد الرحموني‪.‬‬ ‫ولج األستاذ محمد القاضي بعد‬ ‫ذلك إلى المدرسة‪ ،‬فدرس المرحلة‬ ‫االبتدائية أوال في مدرسة «النوازلي»‬ ‫التي كانت توجد في الوطا الحمام‪،‬‬ ‫ثم انتقل إلى مدرســـة «موالي علي‬ ‫بن راشــد» التي حصل منهــا على‬ ‫الشهادة االبتدائية سنة (‪1962‬م)‪،‬‬ ‫ومن أبرز المدرسين الذين تتلمذ‬ ‫عليهم‪ :‬السيد الطـيـــب شهبون‪،‬‬ ‫واألستاذ عبد القادر عقار‪ ،‬واألستاذ‬ ‫أحمد بن األمين‪ .‬لينتقل إلى ثانوية‬ ‫«المشيشي» التي قضى بها ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬قبل أن يتوجه إلى تطوان‬ ‫ليدرس في ثانوية «القاضي عياض»‬ ‫تخصص آداب توجها بالحصول على‬ ‫شهادة الباكالوريا عام (‪1969‬م)‪.‬‬ ‫التحق بالمدرسة العليا لألساتذة‬ ‫بتطوان التي تخرج منها أستاذا‬ ‫للغة العربية للسلك الثاني سنة‬ ‫(‪1971‬م)‪ ،‬عين بعد ذلك للعمل في‬ ‫ثانوية ابن البناء المراكشي بمراكش‬ ‫التي قضى بها (‪ )13‬عاما‪ .‬وفي هذه‬ ‫الفترة تفرغ للعمل والتدريس‪ ،‬لكن‬ ‫نفسه سرعان ما تاقت إلى التحصيل‬ ‫والمعرفة‪ ،‬فالتحق بكلية اآلداب‬ ‫جامعة القاضي عياض بمراكش‬ ‫وحصل منها على شهادة اإلجازة في‬ ‫األدب العربي سنة (‪1983‬م)‪.‬‬ ‫وبعد أن قضى في مراكش ما‬ ‫يزيد على ثالث عشرة سنة‪ ،‬انتقل‬ ‫عام (‪1984‬م) إلى طنجة فعمل أوال‬ ‫بإعدادية موالي عبد الرحمان‪ ،‬قبل‬ ‫أن يشتغل بثانوية « عالل الفاسي» إلى أن تقاعد سنة (‪2011‬م)‪.‬‬ ‫نال األستاذ محمد القاضي العديد من الجوائز منها‪ :‬الجائزة التقديرية على‬ ‫الصعيد الوطني للحسن الثاني للمخطوطات والوثائق سنتي (‪2004‬م)‪ ،‬و(‪2007‬م)‪،‬‬ ‫والجائزة التشجيعية األولى لسنة (‪2007‬م)‪.‬‬ ‫كما شارك في لقاءات وندوات علمية وثقافية في المغرب (الرباط‪ ،‬مراكش‪،‬‬ ‫تطوان‪ ،‬طنجة‪ ،‬وجدة‪ ،‬الناظور‪ )...‬وخارجه‪( :‬ليبيا‪ ،‬إسبانيا‪.)...‬‬

‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬

‫ومنذ أواخر السبعينات وإلى اآلن كتب األستاذ محمد القاضي في جرائد ومجالت‬ ‫مختلفة‪ ،‬مغربية وعربية‪ ،‬لكن الالفت في هذه المنابر هو تنوع اهتماماتها واختالف‬ ‫توجهاتها ومقاصدها مما ينسجم مع شخصية الباحث المحكومة باالتزان واالعتدال‬ ‫ويتناغم مع تبحره في مختلف العلوم‪ .‬لذلك ارتأيت أن أقدم بعض العينات التمثيلية‬ ‫منها حتى نضع القارئ في قلب الصورة‪:‬‬ ‫األدب اإلسباني والالتيني‪ :‬فكتب عن أهم مواضيع هذا األدب وانشغاالته‪،‬‬ ‫وترجمة أعماله‪ ،‬كما عرف بأعالمه ومن بين مقاالته نجد‪ :‬ألبرتي والمسرح‬ ‫السياسي (مجلة ثقافات‪ ،)2003/8/7 :‬شاعران من أمريكا الالتينية (نيرودا وبات)‬ ‫( المجلة العربية‪ ،)1978/7/6 :‬قلنسوة الكطالن (ترجمة) ( مجلة التراث الشعبي‪:‬‬ ‫‪.)1978/1/1‬‬ ‫الدراسات االستشراقيــــة‪ :‬مثل‪:‬‬ ‫جاك بيرك ومجهوده االستشراقي‬ ‫(مجلة رسالة الجهاد‪ :‬ماي ‪،)1991‬‬ ‫الشرق والغـــرب (جريــدة العالم‬ ‫اإلسالمي‪ 28 :‬أبريل ‪ ،)1997‬اإلسالم‬ ‫والغرب أيهما مصدر خطر لآلخر‬ ‫(جريدة الدعوة اإلسالمية‪ :‬العدد‬ ‫‪2007 - 1075‬م)‪ ،‬زيغريد هونكه‬ ‫(مجلة الدوحة ‪10/2008‬م)‪.‬‬ ‫الحوارات‪ :‬أجرى األستاذ محمد‬ ‫القاضي حوارات مع شخصيات أدبية‬ ‫وثقافية وعلمية بصمت بأعمالها‬ ‫الثقافة العربية اإلسالمية والعالمية‬ ‫ومن بينها حواره مع العالم عبد اهلل‬ ‫كنون (المجلة العربية‪:‬ماي ‪1981‬م)‪،‬‬ ‫ومحمد العربــي الخطابـي (المجلة‬ ‫العربية‪:‬ماي ‪1981‬م)‪ ،‬محمد حجي‬ ‫(ملحق الفكر اإلسالمي (العلم)‪18 :‬‬ ‫أبريل ‪1997‬م)‪ ،‬وخوان غويتسولو‬ ‫(جريدة العالم اإلسالمي‪ :‬غشت‬ ‫‪1999/‬م)‪.‬‬ ‫التاريخ البلداني‪ :‬كمثل مقاالته‪:‬‬ ‫شفشاون فردوس المغرب اإلسالمي‬ ‫(مجلة الكويت‪ :‬يناير ‪،)1997‬‬ ‫الحمراء جوهرة غرناطة (مجلة الحج‬ ‫والعمرة‪ :‬غشت ‪2005‬م)‪ ،‬مدينة‬ ‫سال األصالة والمعاصرة (مجلة الحج‬ ‫والعمرة‪ :‬فبراير ‪ ،)2006‬مدينة‬ ‫الصويرة (المجلة العربية‪ :‬دجنبر ‪ ،)2013‬طنجة جوهرة البوغاز ( مجلة التسامح‪:‬‬ ‫العدد ‪...)14/200‬‬ ‫ورسم يراعه البارع السيال كثيرا من المؤلفات في شتى الموضوعات‪ ،‬وتنوعت‬ ‫بين الترجمة والدراسات ومن بينها‪ :‬آسين بالثيوس‪ :‬قمة االستعراب اإلسباني‪،‬‬ ‫روندا اإلسالمية‪ ،‬ظاهرة األجيال في الثقافة اإلسبانية المعاصرة‪ ،‬اإلسالم المتخيل‬ ‫في عيون الغرب‪ :‬الورانبارو غارسيا وهو ترجمة عن اإلسبانية‪ ،‬الموريسكيون في‬ ‫المغرب‪ :‬غييرمو غوتالبيث بوسطو‪ :‬ترجمة عن اإلسبانية‪....‬‬

‫مدشر إيفاسين‬


‫العدد ‪955‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫محمد الزرقطوين‬ ‫‪1954 - 1927‬‬

‫محمد الزرقطوني‪ ،‬الملقــب بالصغيـــر‪ ،‬من ساللة بني زرقطون‪ ،‬المنحدر من أسرة متواضعة قادمـــة‬ ‫من منطقـــة الشياضمة‪ ،‬ضواحي مدينة الصويرة‪ ،‬كان أبوه مقدما للراوية الحمدوشية بالمدينة القديمة‬ ‫بالدار البيضاء‪ ،‬ولد سنـــة ‪ 1927‬بحي السوينيــة بالمدينة القديمة بالدار البيضــاء‪ ،‬تلقى الدروس‬ ‫القرآنية ما بين ‪ 1933‬و‪.1935‬‬ ‫التحق بمدرســـة الزاويــــة الحمدوشية وتعلم على يد الفقيه سي علي‪ ،‬وعلى يد الحاج الفيكيكي‬ ‫وعمره ‪ 7‬سنوات‪ .‬ثم المدرســـة العبدالوية بنفس المدينة االقتصادية ما بين سنتي ‪ 1941‬و ‪.1945‬‬ ‫انخرط في صفوف الحركة الوطنية سنة ‪ 1943‬و‪ ،1944‬وبدأ يحتك بخاليا حزب االستقالل ‪.‬‬ ‫كان الشاب الزرقطوني يتتبع األحداث حين كان الوضع في المغرب متوترا بين سنتي ‪ 1943‬و‪،1944‬‬ ‫وكان عمره آنذاك ‪ 17‬سنة ‪.‬‬ ‫انخرط في العمل الفدائي عقب الحوادث الدامية‬ ‫التي عرفها كاريان سانطرال بالدار البيضاء‪ ،‬وساهم في‬ ‫تأسيس خلية سرية للمقاومة أطلقت على نفسها خلية‬ ‫القانون المحروق وذلك مباشرة بعد أحداث مجزرة ‪7‬‬ ‫أبريل ‪ 1947‬المشهورة بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫كان محمد الزرقطوني عنصرا نشيطا في خاليا‬ ‫المدينة القديمة بالدار البيضاء وهي خاليا تنظيمية‬ ‫لحزب االستقالل‪ ،‬وكذلك لجن التزيين والكشفية‬ ‫الحسنية‪ ،‬حيث أصبح مسؤوال عن ثماني خاليا‪.‬‬ ‫أسس محمد الزرقطوني سنة ‪ 1948‬فرقة مولودية‬ ‫بوطويل لكرة القدم بالمدينة القديمة بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫وهي خطة إلنشاء فرق األحياء من أجل تنظيم بطوالت في‬ ‫ما بينها ضد البطوالت التي تنظمها اإلدارة االستعمارية‪،‬‬ ‫وكان يشرف عليها ويؤطرها خاصة على مستويات‬ ‫الكشفية‪ ،‬ومحاربة األمية وكرة القدم ثم مواصلة العمل‬ ‫على تطوير البناء التنظيمي الســــري لخاليـــا المقاومة‪.‬‬ ‫أصيب محمد الزرقطوني بمأساة عائلية في سنة ‪ 1951‬حيث توفيت زوجته تاركة له ولدين صغيرين‬ ‫جدا األول ‪ 3‬سنوات والثاني حديث الوالدة‪.‬‬ ‫كان محمد الزرقطوني أرمل لطفلين وعمره حوالي ‪ 24‬سنــة‪ ،‬رغم مأساته كان يتحرك في الساحة‬ ‫الوطنية بالدار البيضاء وبعض المدن المغربية‪ ،‬سيتزوج بعد ذلك سنة ‪.1951‬‬ ‫كان الزرقطوني شريكا في محل لبيع الخشب بالحبوس‪ .‬دخل مرحلة العمل السري ابتداء من ‪ 18‬نونبر‬ ‫‪ 1952‬بعد إحيائه بشكل ناجح لحفل ضخم بمناسبة الذكرى الفضية لعيد العرش وإحضاره صحفيين من‬ ‫أمريكا الالتينية إلى ذلك الحفل‪.‬‬ ‫غير محمد الزرقطوني مكان إقامته حيث استقر بدرب السلطان ما بين سنتي ‪ 1952‬و‪ ،1954‬وظل‬ ‫متخفيا يتحرك بعدد من الهويات المزورة‪ ،‬كما أنه أشرف على تخطيط وتنفيذ عشرات العمليات الفدائية‬ ‫بالتنسيق مع رفاقه من قادة المقاومة المسلحة بالدار البيضاء‪ ،‬وقد امتدت هذه العمليات إلى مدينة فاس‬ ‫ومراكش والجديدة وبرشيد وآسفي والرباط‪....‬‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫محمد الزرقطوني قائد المقاومة بامتياز‪ ،‬أصبح اسمه يتردد عند كل مجموعة من المقاومين مما‬ ‫يدل على أنه كان مركزيا في المقاومة المسلحة المغربية‪ ،‬كان يخطط ويوجه ويحدد األهداف التي يجب‬ ‫ضربها‪ ،‬وكان يوفر جميع األموال لدعم أسر الشهداء والمعتقلين‪ ،‬وشراء األسلحة واآلليات التي كان‬ ‫للعمال المغاربة المهاجرين خصوصا بفرنسا دور هام فيها‪ ،‬ومن بين األعمال البطولية التي قام بها‬ ‫الزرقطوني صحبة رفاقه نسف القطار الرابط ما بين مدينة الرباط والجزائر‪ ،‬والتي اهتز لها القطار كله‬ ‫بعد تجاوزه مدينة القنيطرة في وادي أبي رقراق وذلك يوم ‪ 7‬نونبر ‪ ،1953‬هذه العملية هزت الرأي العام‬ ‫والسلطات االستعمارية‪ ،‬وأعربت عن مدى نجاح منفذيها من المقاومين محمد منصور ومحمد السكوري‬ ‫إضافة إلى محمد الزرقطوني‪ ،‬كما قام بعدة هجومات واغتياالت ضد المعمرين‪.‬‬ ‫أما عن ظروف اعتقاله‪ ،‬فقد جاء رجال الشرطة الفرنسية في مقدمتهــم الضابط «بلزاك» في الساعة‬ ‫الرابعة صباحا من يوم الجمعة ‪ 18‬يونيــو ‪ 1954‬إلى‬ ‫البيت الذي اكتراه الزرقطوني بدرب الفقــراء بسيدي‬ ‫معروف الذي انتقل إليه مع زوجته وأبنائه الثالثة يوم‬ ‫‪ 17‬يونيو ‪ ،1954‬كانت آخر وصية لمحمد الزرقطوني‬ ‫لزوجته قبل االعتقال هي أن تحاول قدر استطاعها إبعاد‬ ‫رفاقه المقربين من أن يزورونه في الصباح‪ ،‬وأن عليها‬ ‫أن تذهب إلى بيت عائلته بالمدينة القديمة وأن تعده‬ ‫أمام اهلل برعاية أبنائه الثالثة رعاية سليمة وفاضلة‪،‬‬ ‫ثم نزل الدرج وقد وضع حبة السم في فمه من نوع‬ ‫ستيريونين على الساعة الخامسة صباحا وفتح الباب‬ ‫بدون مقدمة‪ ،‬وذهب برفقة معتقليه‪ ،‬ولدى وصوله‬ ‫إلدارة الشرطة المركزية فارق الحياة رغم محاولتهم نقله‬ ‫إلى المستشفى‪.‬‬ ‫كان الشهيد يتناول السم ويقـول ‪ :‬لقد قبضتم‬ ‫جسمي ولكـــن لن تقبضـوا روحــي‪ ،‬قضيتم على محمد‬ ‫الزرقطونــي‪ ،‬لكن روح الزرقطوني ستقضي عليكم‪،‬‬ ‫وبذلك يكون الشهيد محمد الزرقطوني قد فضل تجع السم على اإلهانة والتعذيب وحتى يتمكن من‬ ‫حفظ أسرار حركة المقاومة‪ ،‬لقد أقسم على المصحف والمسدس على ذلك‪ ،‬وكان آخر كالم قاله‪« :‬وال‬ ‫تحسبن الذين قتلوا في سبيل اهلل امواتا‪ ،‬بل أحياء عند ربهم يرزقون»‪.‬‬ ‫كانــت خطــة خطيرة وجهنمية نفذتها الشرطـــة الفرنسيــة‪ ،‬وهــي التي أدت إلى اعتقاله‪ ،‬بوشاية‬ ‫من بعض المحيطين به‪ ،‬ممن كان يثق فيهم الشهيد الزرقطوني‪ ،‬وظلوا محل شك وعالمات استفهام‬ ‫حول دورهم في اعتقاله‪ ،‬فكانت تضحيته السامية تلك عنوان مرحلة كاملة من نضالية الشعب المغربي‪،‬‬ ‫وهو ال يزال في السابعة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫كان محمد الزرقطوني شديد الحرص على الجانب األمني الخاص بأعضاء خاليا المقاومة وهو ما جعله‬ ‫يتناول حبة السم كما يصرح بذلك لرفاقه‪ ،‬حيث يقول ‪« :‬أعدكم أنه في حالة إلقاء القبض علي فسيلقون‬ ‫القبض على جثة هامدة»‪.‬‬

‫المناضل عبد اقادر أحمد بن قدور يواصل اعتصامه‬ ‫أمام البرلمان‬ ‫يواصل المناضل عبد القادر أحمد بن قدور اعتصامه أمام البرلمان المغربي بالرباط ‪ ،‬منذ‬ ‫األربعاء ‪ 15‬غشت ‪ 2018‬من الساعة ‪ 12‬إلى ‪ 3‬بعد الزوال‪ ،‬دفاعا عن حقوقه التي أسس عليها‬ ‫نضاله منذ سنوات عديدة‪.‬‬ ‫وكان آخر إضراب واعتصام لألستاذ عبد القادر أحمد بن قدور يوم‪ ‬األربعاء ‪ 27‬المنصرم‬ ‫دون تجاوب إيجابي مع مطالبه التي ّ‬ ‫ذكر بها في يافطة رفعها في مكان اعتصامه والتي‬ ‫لخصها في‪:‬‬ ‫‪ °‬المطالبة بالتعجيل الفوري بالتسوية الفورية لوضعه المالي واإلداري وكل حقوقه‬ ‫المهضومة ‪ ،‬واالعتذار المعنوي من طرف المسؤولين المعنيين باألمر الذين ال زالوا يؤخرون‬ ‫العمل على إنجازها ويتماطلون في منحها له‬ ‫‪ °‬اإلسراع بالتنفيذ الكامل لتوصيات هيأة اإلنصاف والمصالحة لفائدة ضحايا االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان خالل السنوات‪ ‬السالفة وجبر الضرر المادي والمعنوي لهم واإلدماج‬ ‫االجتماعي كذلك ‪ ،‬باعتباره معتقال سياسيا سابقا‪.‬‬ ‫المناضل عبد القادر أحمد بن قدور يذكر بالمناسة أن إحدى مؤسسات الدولة أخبرته بكون‬ ‫وضعيته اإلدارية والمالية قد سويت ‪ ،‬بعد رسائل استعطاف كان قد تشرف بتوجيهها إلى جاللة‬ ‫الملك‪ ،‬دون أن يتم التعجيل بتنفيذ تسوية ملفه اإلداري والمالي …‪‪.‬ .‬‬ ‫ومعلوم أن السيد عبد القادر بن قدور‪ -‬الذي يعاني من أمراض متعددة نتيجة لمضاعفات‬ ‫االعتقال‪ ،‬عضو‪ ‬في العديد من الجمعيات الحقوقية وعضو شرفي في منظمة العفو الدولية ـ‬ ‫فرع المغرب ـ ‪ ‬وناشط حقوقي وإعالمي ‪ ،‬وكان أول مقرر عام ألول مجلس للطلبة القاطنين‬ ‫بالحي الجامعي بالرباط‪.،‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫المُدرسة السيدة‬ ‫لالفطومة النشناش‬

‫فضائل عشر ذي الحجة‬ ‫والعيد‬ ‫‪� -‬إعداد‪� :‬أم دالل‬

‫(‪1933‬م‪2016-‬م)‬

‫فإن اهلل فضل الشهور على بعضها كذلك األيام‪ ،‬وهذا التفاضل بين‬ ‫األزمنة واألمكنة‪ ،‬و من تلك األوقات المباركة واأليام الفاضلة أيام عشر‬ ‫من ذي الحجة فهي موسم الطاعات وتحصيل األجر والثواب‪.‬‬

‫‪� -‬إعداد ‪ :‬دة‪ .‬زبيدة بن علي الورياغلي‬

‫و هذه العشر المباركة جاء ذكرها في محكم التنزيل ‪ (:‬والفجر‪.‬‬ ‫وليال عشر) قال ابن جرير الطبري ‪ ( :‬والصواب من القول في ذلك عندنا‬ ‫أنها عشر األضحى إلجماع الحجة من أهل التأويل عليه‪.‬و قال ابن كثير‬ ‫في تفسيره والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن‬ ‫عباس وابن الزبير ومجاهد‪ ،‬وغير واحد من أهل السلف والخلف وجمهور‬ ‫المفسرين وأكد ذلك ابن رجب‪.‬‬

‫السيدة لالفطومة النشناش من‬ ‫مواليد سنة ‪1933‬م بحاضرة تطوان‬ ‫الفيحاء‪ ،‬وبها نشأت في حضن أسرة كريمة‪،‬‬ ‫كانت تعيش في حي يقع بين أسوار المدينة‬ ‫القديمة في درب زاوية موالي عبد القادر‬ ‫بجوار عائالت تطوانية عريقة منها عائالت‬ ‫الزعيم عبد الخالق الطريس‪ ،‬والفاسي‬ ‫الفهري واليعقوبي والرباحي وغيرها من‬ ‫البيوتات النبيلة التي تنحدر أغلبها من‬ ‫أصول أندلسية‪ ،‬كان لها حضور ثقافي‬ ‫ووطني في المجتمع التطواني آنذاك‪.‬‬ ‫التحقتالمترجملهاوشقيقتهالالفامة‬ ‫في أوائل أربعينات القرن الماضي بالمدرسة‬ ‫اإلسالمية للبنات رقم ‪ 2‬بتطوان «ولم يكن‬ ‫غريباً أن تدخل المرأة التطوانية المدارس‬ ‫قبل غيرها من النساء عندما افتتحت أول‬ ‫مدرسة للفتيات في ‪ 18‬دجنبر ‪ ،1937‬هي‬ ‫المدرسة اإلسالمية للبنات بتطوان»(‪)1‬‬ ‫التابعة «للجمعية الخيرية اإلسالمية‬ ‫التطوانية التي أسست في ‪ 29‬شتنبر‬ ‫‪1931‬م والتي تعتبر من أهم المشاريع‬ ‫التي حققتها هذه الجمعية‪ ،‬تظهر أساساً‬ ‫في تأسيسها المدرسة الخيرية للبنات‪ ،‬ثم‬ ‫المدرسة الخيرية للبنين‪ ،‬كمدرستين من‬ ‫بين أهم وأحدث المدارس التي عرفتها‬ ‫المنطقة الشمالية خالل تلك الفترة»(‪)2‬‬ ‫استقطبت هذه المؤسسة أفواجاً عديدة‬ ‫من البنات‪ ،‬ولعبت دوراً رائداً في المسيرة‬ ‫التعليمية والثقافية للمرأة التطوانية «فجل‬ ‫بنات تطوان المثقفات من التأسيس إلى‬ ‫أواسط الخمسينات مررن بهذه المدرسة‬ ‫وكن من خريجاتها»(‪ )3‬وقد بدأت الدعوة‬ ‫والمطالبة بحق المرأة المغربية في التعليم‬ ‫مطلع ثالثينيات القرن الماضي صدرت عن‬ ‫النخبة المتنورة من رجاالت الحركة الوطنية‬ ‫التي سعت إلى إحداث مدارس حرة في‬ ‫مختلف مدن المغرب ومنها منطقة الشمال‬ ‫المغربي كشكل من أشكال المقاومة‬ ‫والحفاظ على الهوية الشخصية الوطنية‪.‬‬ ‫استفــــادت منهــا المرأة التطوانية‪،‬‬ ‫وكانت خطوة أساسية لبداية اليقظة‬ ‫النسائية المعاصرة للعبور إلى عالم العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬كانت السيدة فطومة من بين‬ ‫جيل الرعيل األول من الفتيات الالئي خضن‬ ‫المعركة ضد الجهل واألمية والتخلف‪،‬‬ ‫تابعت مسارها الدراسي في المدرسة‬ ‫الخيرية اإلسالمية للبنات بتطوان بنجاح‬ ‫إلى أن حصلت على الشهادة الثانوية في‬ ‫الموسم الدراسي ‪1950-49‬م‪ ،‬وبما أن‬ ‫الجمعية الخيرية هي المشرفة على تسيير‬ ‫المؤسسة كانت تعتمد أساساً في تمويل‬ ‫مشاريعهــــا التعليميـــة والخيريـــة‬ ‫واإلحسانية على اإلعانات والعطايا‬ ‫والتبرعـــات التي تتلقاها من المحسنين‪،‬‬ ‫لذا كانت تفرض على تالميذها الميسورين‬ ‫أداء مبلغ ‪ 100‬بسيطة(‪ )4‬شهرياً تخصص‬ ‫لمساعدة الجمعية على تغطية مصاريفها‬ ‫الضرورية‪ ،‬وكانت أسرة التلميذتين فطومة‬ ‫وشقيقها وفامة تساهم هي األخرى في هذا‬ ‫العمل الخيري كمثيالتها من أبناء أعيان‬ ‫األسر التطوانية‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1950‬غادرت مسقط رأسها‬ ‫ومهد صباها تطوان لتحط الرحال‬ ‫بمدينة طنجة وتتخذها مقراً ومستقراً‬ ‫لها بعد اقترانها بالشريف الحاج سيدي‬ ‫سعيد البقالي (‪1962‬م) الذي ينتسب إلى‬ ‫«أسرة الشريف سيدي محمد الحاج البقال‬ ‫المعروف ببوعراقية المتوفى سنة (‪1717‬م‬ ‫ ‪1130‬هـ)»(‪ )5‬دفين طنجة‪.‬‬‫سنة ‪1963‬م عينت األستاذة فطومة‬ ‫كأول امرأة مدرسة مغربية بمدرسة (دار‬ ‫رامون إيكخال االبتدائية) التابعة للبعثة‬ ‫التعليمية اإلسبانية بطنجة‪ ،‬أسندت لها‬ ‫مهمة تدريس مادة اللغة العربية للتالميذ‬ ‫المغاربة المنتظمين بالمؤسسة‪ .‬ومن‬

‫أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان‪،‬و الليالي‬ ‫العشر األواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر من ذي الحجة‪.‬و أن اهلل‬ ‫تعالى أقسم بها وهذا وحده يكفيها شرفا وفضال‪،‬إذ العظيم ال يقسم‬ ‫إال بعظيم‪.‬لذا يغتنم المسلم هذه المناسبة ويكثر فيها من األعمال‬ ‫الصالحة من صيام وصالة وصدقة وحج‪ .‬حيث أن فيها يوم عرفة تاسع‬ ‫ذي الحجة وهو يوم مغفرة الذنوب ويوم العتق من النيران‪ ،‬وبين عليه‬ ‫الصالة والسالم فضل صيامه فقال‪«:‬صيام يوم عرفة أحتسب على اهلل أن‬ ‫يكفر السنة التي قبله والتي بعده»رواه مسلم‪ .‬إذا كان صيام ‪ 12‬ساعة =‬ ‫مغفرة ‪ 24‬شهر‪/‬اليوم ‪ 24‬ساعة إذن كل ساعة في اليوم = مغفرة شهر‬ ‫يعني كل ‪ 60‬دقيقة = ‪ 60‬يوم إذن كل دقيقة تساوي يوم‪،‬بل ‪86400‬‬ ‫معصية في يوم تمحى بدقيقة واحدة في هذه األيام المباركة‪،‬فينبغي‬ ‫الحرص الشديد على اغتنام األيام المفضلة باألعمال واألقوال الصالحة‪.‬‬ ‫و من فضائل عشر ذي الحجة‪ :‬أنها األيام المعلومات التي شرع ذكره‬ ‫فيها على ما رزق من بهيمة األنعام لقوله تعالى ‪ (:‬وأذن في الناس‬ ‫بالحج يأتوك رجاال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق‪ .‬ليشهدوا‬ ‫منافع لهم ويذكروا اسم اهلل في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة‬ ‫األنعام) الحج‪.‬‬

‫المعلوم تاريخياً أنه «تأسست مجموعة‬ ‫مدارس للتعليم االبتدائي منذ القرن‬ ‫العشرين كانت تابعة لنيابة التعليم بإدارة‬ ‫الحماية اإلسبانية بالشمال‪ ،‬منها مدرستا‬ ‫سيدي الحسني‪ ،‬وحي الزيتونة للبنات وهما‬ ‫لم يعد لهما وجود اآلن‪ .‬وأسست حكومة‬ ‫إسبانيا بعد منتصف القرن العشرين‬ ‫الماضي مدرسة إبتدائية أخرى‪ ،‬وثانوية‬ ‫خاصة بأمناء الجالية اإلسبانية‪ ،‬ولمن شاء‬ ‫من أبناء المغاربة وال يزال عملهما التعليمي‬ ‫متواص ًال»(‪ )6‬إلى اآلن‪.‬‬ ‫توالت بعد التحاق األستاذة النشناش‬ ‫بهذه المؤسسة العديد من المدرسات‬ ‫والمدرسين الذين مارسوا مهنة تعليم‬ ‫اللغة العربية بنفس المؤسسة اإلسبانية‬ ‫كان لهم الفضل في العمل على حماية‬ ‫اللغة العربية وترسيخ شعور المتمدرسين‬ ‫بالهوية الدينية والوطنية وهناك من بين‬ ‫أسماء المدرسين المغاربة الذين مروا‬ ‫بمدرسة (رامون إيكخال) منهم من رحل إلى‬ ‫المأل األعلى رحمهم اهلل‪ ،‬ومنهم من ينتظر‬ ‫بارك اهلل في أعمارهم وجزى اهلل الجميع خير‬ ‫الجزاء‪.‬‬ ‫أذكر منهم‪:‬‬ ‫السيدات والسادة‪:‬‬ ‫فطومة النشناش‪ ،‬بن جلون‪ ،‬السعدية‬ ‫العمري‪ ،‬محمد العربي الخصاصي‪ ،‬أمينة‬ ‫الشعرة‪ ،‬أفيالل‪ ..‬المكي‪ ،‬بوسالمة وعالل‬ ‫حسوان‪..‬‬ ‫اندمجت لالفطومة في عملها النبيل‬ ‫وكلها عزم وإصرار على أداء رسالتها‬ ‫التربوية والتعليمية في إشرافها على أقسام‬ ‫التعليم األولي في المرحلة األولى من‬ ‫التحاقها بالعمل‪ ،‬فكانت تخص تالمذتها‬ ‫الصغار بالرعاية التامة والحنان الفياض‪،‬‬ ‫وتعاملهم معاملة األم ألبنائها‪.‬‬ ‫وسارت على نفس الخطة في مشوارها‬ ‫التعليمي حين أسندت لها إدارة المؤسسة‬ ‫مهمة تدريس العربية لتالميذ المستوى‬ ‫االبتدائي الموزعين على ست مجموعات‬ ‫خصصت لها ‪ 60‬دقيقة لكل مجموعة يومياً‪،‬‬ ‫وبالرغم من قصر حصة اللغة العربية إال أنها‬ ‫كانت تعتبر مادة أساسية في االمتحانات‬ ‫النهائية بالنسبة للتالميذ المغاربة‪ .‬كانت‬ ‫السيدة لالفطومة مثال المربية والمدرسة‬ ‫المثقفة المقتدرة التفانية في عملها‬ ‫تنتمي إلى جيل األساتذة الرواد الذين أفنوا‬ ‫عمرهم في خدمة اللغة العربية لغة القرآن‬ ‫ممن تعاقبوا على التدريس بمؤسسة‬

‫(رامون إيكخال) اإلسبانية بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫كانت األستاذة تحظى بكامل االحترام‬ ‫والتقدير والمحبة من طرف الجميع تالميذ‬ ‫وآباء‪ ،‬زمالئها في العمل وإدارة المؤسسة‬ ‫بشهادة الكل‪ ،‬من بينهم السيدة الفاضلة‬ ‫األستاذة السعدية العمري معاصرتـــــها‬ ‫ورفيقتها لعدة سنوات‪ .‬وقد أحيلت أستاذتنا‬ ‫الكريمة على المعاش بعــد قضاء ‪ 35‬سنة‬ ‫في التدريس بنفس المؤسسة صرفتها في‬ ‫العمـل الجـــاد الدؤوب والقيام بالواجــــب‬ ‫على أكمل وجه مما يرضي اهلل‪.‬‬ ‫غـــادرت المرحومة ميدان التربية‬ ‫والتعليم لتنخـــرط في المؤسســـــات‬ ‫االجتماعيــــة الخيريــــة واإلحسانية‬ ‫بالمدينة‪ .‬من أجل تحقيق رغبة ملحة كانت‬ ‫تزاودها وتتملكها باستمرار للتطوع للعمل‬ ‫في هذا المجال لعلها تتمكن من اإلسهام‬ ‫في تخفيف معاناة وآالم الغير‪.‬‬ ‫عرفــــت السيـــدة فطومة في مختلف‬ ‫الجمعيات التي انضمت إليها وفي الوسط‬ ‫االجتماعي بالعطف ورعاية المرضى‬ ‫والعجزة والفقراء والمحتاجين واألطفال‪،‬‬ ‫وتقديم الخدمات الضرورية للجميع‪،‬‬ ‫من بين جمعيات المجتمع المدني التي‬ ‫عملت بها بطنجة‪ :‬جمعية نقطة الحليب‬ ‫المغربية‪ ،‬االتحاد النسائي المغربي‪ ،‬جمعية‬ ‫المحسنات‪ ،‬والهالل األحمر وغيرها‪.‬‬ ‫توفيت المرحومة السيدة الفاضلة لال‬ ‫فطومة في فاتح غشت ‪ .2016‬تغمدها اهلل‬ ‫بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ -1‬كتاب تطوان وثورة الملك والشعب من الجهاد‬ ‫األصغر إلى الجهاد األكبر‪ ،‬أشغال الدورة الثانية للجامعة‬ ‫الصيفية‪ .‬تطوان‪ 29-28 :‬شتنبر ‪ .2004‬عنوان المقالة‪:‬‬ ‫المرأة التطوانية والعمل الوطني بعد نفي جاللة المغفور‬ ‫له محمد الخامس طيب هّ‬ ‫الل ثراه ‪ ،1955-1953‬األستاذة‬ ‫فوزية المأمون‪ .‬ص ‪.77‬‬ ‫‪ -2‬كتاب حزب اإلصالح الوطني ‪1936-1956‬م‪.‬‬ ‫حسن الصفار ص‪ 32-33‬منشورات للمندوبية السامية‬ ‫لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬

‫فعن جابر عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ « :‬أفضل أيام الدنيا‬ ‫أيام العشر –يعني عشر ذي الحجة‪ -‬قيل‪ :‬وال مثلهن في سبيل اهلل ؟ قال‪:‬‬ ‫وال مثلهن في سبيل اهلل إال رجل عفر وجهه بالتراب» رواه البزار وابن‬ ‫حيان وصححه األلباني ‪.‬و عن النبي عليه الصالة والسالم ‪« :‬ما من أيام‬ ‫أعظم عند اهلل وال أحب إلى اهلل العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا‬ ‫فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير» فأعظم كلمات الذكر‬ ‫عموما في هذه األيام ‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل‬ ‫أكبر إن لكل كلمة منها شجرة في الجنة‪ ،‬وأن ثواب كل كلمة منها عند‬ ‫اهلل كجبل أحد‪.‬‬ ‫عيد األضحى أحد العيدين المعتمدين شرعا في اإلسالم بعد عيد‬ ‫الفطر يأتي في العاشر من ذي الحجة ويعتبر يوم ‪-‬الحج األكبر‪-‬الذي‬ ‫يقوم فيه الحجاج بأغلب المناسك‪ .‬والعيد في اللغة اسم لكل ما يعتاد‬ ‫ويسمى عيد األضحى بيوم النحر‪ ،‬وفيه إحياء لسنة إبراهيم عليه السالم ‪،‬‬ ‫بعد أن ذبح الكبش الذي افتدى اهلل سبحانه به سيدنا إسماعيل‪ ،‬ليصبح‬ ‫ذبح األضاحي فيما بعد من أساسيات العيد في شتى بقاع األرض لينالوا‬ ‫األجر العظيم‪.‬‬ ‫شرع اإلسالم في عيد األضحى مجموعة من الشعائر من أبراز هذه‬ ‫الشعائر‪:‬‬ ‫التكبير في العيد‪ :‬يشرع التكبير في البيوت والمساجد عقب الصلوات‬ ‫من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق‬ ‫ اليوم ‪ 13‬من ذي الحجة لقوله تعالى ‪ (:‬واذكروا اهلل في أيام‬‫معدودات) «اهلل أكبر اهلل أكبر ال إله إال اهلل واهلل أكبر وهلل الحمد»‬ ‫صالة العيد‪ :‬يصلي اإلمام جماعة ركعتين بال أذان وال إقامة سننها‬ ‫أن يكبر المصلي في الركعة األولى ست تكبيرات عدا تكبيرة اإلحرام ‪،‬‬ ‫وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام وتكون الخطبة‬ ‫بعدها ‪،‬و وقتها من شروق الشمس إلى الزوال‪،‬من فاتته صالة وأحب‬ ‫قضاءها استحب له ذلك‪ ،‬فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها‪،‬‬ ‫وبهذا قال اإلمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل‬ ‫العلم‪.‬ال ترفع اليدان في صالة العيد إال مع تكبيرة اإلحرام‪.‬و صالة العيد‬ ‫سنة مؤكدة عند بعض المذاهب وقال بعضها اآلخر بوجوبها عينا أو‬ ‫كفاية‪ ،‬كما تشهدها النساء لحصولهن على دعوة الخير‪ ،‬كما قال صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪« :‬يخرج العواتق الخدور والحيض وليشهدن الخير‬ ‫ودعوة المؤمنين‪،‬ويعتزل الحيض المصلى‬ ‫و من السنة أن يغير العائد من مصلى العيد طريقا آخر‪ ،‬ثم االغتسال‬ ‫والتعطر ولبس أحسن الثياب‪.‬‬ ‫األضحية‪ :‬من السنن المؤكدة يوم العيد اإلهداء والصدقة منها‬ ‫للفقراء ويكون ذبح األضاحي بعد صالة العيد‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪« :‬من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى‪،‬و من لم يذبح‬ ‫فليذبح» وقال أيضا ‪« :‬كل أيام التشريق ذبح» تطبيقا لآلية الكريمة‬ ‫من قوله تعالى ‪.. ( :‬فصل لربك وانحر)‪.‬و من السنة كذلك إظهار الفرح‬ ‫والسرور في أيام العيد وتبادل عبارات التهاني بأي لفظ معروف ‪،‬عيدكم‬ ‫مبارك‪،‬تقبل اهلل منا ومنكم‪ ،‬فقد كان الصحابة إذا التقوا يقول بعضهم‬ ‫لبعض «تقبل اهلل منا ومنكم»‪.‬‬

‫‪ -3‬جريدة طنجة‪ .‬عدد ‪ 3478‬الصادرة بتاريخ‬ ‫‪.2008/04/15‬‬

‫فليس من شيء أعظم من فرحة من أدى فرائضه‪،‬ليأتي يوم الجائزة‬ ‫وهو يوم العيد ليفرح فيه ويجدد العزم واإلرادة لتحقيق أفضل من الخير‬ ‫الكثير‪.‬‬

‫‪ -4‬البسيطة كانت العملة المتداولة في المنطقة‬ ‫الخليفية في فترة الحماية اإلسبانية بالشمال المغربي‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬فليحرص المسلم على إدراك فضلها وانتهاز فرصتها‬ ‫من صلة الرحم وزيارة األقارب وترك الكراهية والعطف واإلحسان على‬ ‫الفقراء واأليتام وإدخال السرور عليهم‪.‬ليكون العيد يوم حساب للنفس‬ ‫على سنة مضت وفتح أخرى جديدة نظيفة على الوجه الذي يرضيه‪.‬‬

‫الموضوع «حفريات في القلب والذاكرة»‪ .‬د‪ .‬أمينة‬ ‫اللوه‪ .‬ص ‪ .2‬د‪.‬ة‬

‫‪ -5‬من أعالم طنجة في العلم واألدب والسياسة‪.‬‬ ‫تأليف األستاذ عبد الصمد العشاب‪ .‬ص‪( 263‬بتصرف)‪.‬‬ ‫‪ -6‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ 438‬و‪.439‬‬


‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫الإ�شعاع الوطني‬ ‫ق�ص�ص‬ ‫الأطفال‬

‫‪13‬‬

‫وح» لبيك يا وطني‬ ‫« َق ُّ�ش ْ‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫إلى المعلمة الجليلة التي ألحت علي كتابة رواية في مستوى تالميذها ذكورا وإناثا‪ ،‬هم في المرحلة االبتدائية بالمتوسط األول‪ ،‬وذلك بمناسبة عيد العرش ليوم ثالث‬ ‫مارس ‪ .1978‬ونظرا لواجبي الوطني وامتثاال لرغبة المعلمة‪ ،‬لم أتوان في كتابة القصة‪ ،‬ثم جعلتها على شكل حوار يؤدي التالميذ أدوارها‪ ،‬وهي مناسبة لتجديد الصلة‬ ‫بين األبناء والرمز الخالد للشعب المتمثل في شعار ‪« :‬اهلل ‪ -‬الوطن ‪ -‬الملك»‪.‬‬ ‫األعداءوهمجيتهم‪.‬‬ ‫ قشوح ‪:‬‬‫أجل‪ ،‬إني أعزل‪ ،‬ذاك ما أوهم به األعداء ولكن في الوقت نفسه‪ ،‬أحدث‬ ‫الرعب بين صفوفهم المتراصة‪ ،‬وستكون لي اليد الطولى في تعزيز أبطال‬ ‫الريف بالعتاد ولن يهنأ لي بال‪ ،‬ولن يستريح لي خاطر إال وأنا أشاهد فلول‬ ‫الطغاة قد زلزلوا زلزاال شديدا‪ ،‬وتناثرت جثث قتاله على أرض األحرار وولى‬ ‫المستضعفون منهم مدبرين تلحقهم طلقات الشجعان‪.‬‬ ‫ عيادة ‪:‬‬‫يا قرة عيني ال مالمة في رد كيد األعداء‪ ،‬ولعلك بهذا تروي غلتي‪ ،‬وما‬ ‫أحر شوقي للتنكيل بهم‪ ،‬كما سولت لهم أنفسهم الخبيثة فاستباحوا أسرتنا‬ ‫الكبيرةوالصغيرة‪.‬‬ ‫ قشوح ‪:‬‬‫ال عليك يا أماه‪ ،‬ستذهب ريحهم بفضل قوة وإيمان رجال القبائل‬ ‫وحنكة شباب هذه األمة المحمدية‪ ،‬برعاية اهلل وعونه‪.‬‬

‫تهيئ التالميذ واختيارهم‬ ‫وقفت إلى جانبها الختيار التالميذ والتلميذات ألداء أدوار المسرحية‪،‬‬ ‫ومراعاة حيويتهم ونشاطهم ونطقهم‪ ،‬والحركات التي تصاحب الحوار‬ ‫والفصاحة في النطق بصوت جهوري مسموع‪ ،‬إذ لم يكن هناك مكبر‬ ‫للصوت‪ ،‬كان هذا العمل قبل العرض سبقته تداريب عديدة ثم اختير‬ ‫أحسنهم وأتقنهم‪ ،‬وكان هذا بمدرسة الجوالن بطنجة‪.‬‬ ‫تمثيلية من نسج الخيال‪ ،‬وتدور أطوارها في إقليم الريف أيام‬ ‫االستعمار اإلسباني الغاشم وأيام االحتالل الفرنسي الهمجي‪.‬‬ ‫في عجالة‪ ،‬كتبت أدوارها وسلكت أسلوبا بسيطا وكلمات متداولة‬ ‫مفهومة يسهل معرفتها عند النطق والحركة‪ ،‬ولتكون نبراسا مضيئا‬ ‫لخدمة الناشئة وتشجيعهم وصقل مواهبهم التواقة للمعرفة‪.‬‬ ‫لباس عسكري موحد‬ ‫أخذت مقاس التالميذ طوال وعرضا لخياطة بدالت موحدة وقبعات‬ ‫بيض وأحذية موحدة‪ ،‬مما يحتذي الجنود‪ .‬واستعنت بجندي بثكنة‬ ‫الجيش هو والد تلميذ ضمن المجموعة‪ ،‬كانت له اليد اليمنى في تدريب‬ ‫التالميذ على حركات الوقوف واالصطفاف وكيفية أداء التحية‪ ،‬ثم حفظوا‬ ‫عن ظهر قلب النشيد الوطني «منبت األحرار‪ »..‬ليكون خاتمة المسرحية‪.‬‬ ‫وألعيد مجد التعليم يوم كنت معلما‪ ،‬أعدت الكرة في نشر قبسات‬ ‫من هذه المسرحية ليأخذ منها أوالدنا العبرة وحب الوطن والدفاع عنه‬ ‫بكل غال ونفيس‪ ،‬لقد باعد بي الزمان عن حقل التعليم‪ ،‬ولكن ذاكرتي‬ ‫وأوراقي الزالت قابعة بدرج مكتبي تنبض بالحياة‪.‬‬ ‫لقد مضت أيام وشهور وسنوات‪ ،‬ولكن بقي ما خط القلم وما كتب‬ ‫قائما خالدا يشهد عما سطره القلم‪ ،‬وما تفتق عنه من عبارات وكلمات‬ ‫تهز مشاعر الناشئة‪.‬‬ ‫شاركت هذه النخبة من التالميذ بالزي الموحد الدال على الجندية في‬ ‫االستعراض الذي مر بالشوارع اآلهلة بالسكان‪ ،‬كما أدت تحية العلم على نغمات‬ ‫النشيد الوطني‪ ،‬عزفته فرقة موسيقية هاوية محلية‪.‬‬ ‫«منبت األحرار‪»..‬‬ ‫كان يوما مشهودا سُرّ به الحاضرون كما فرح اآلباء بأداء أبنائهم‪ ،‬وشهد‬ ‫لرجال التعليم بالثقة والموعظة الحسنة‪ ،‬والقدوة الصالحة‪ ،‬وروح المواطنة‬ ‫الحقة‪.‬‬

‫فصول المسرحية‬ ‫المسرحية في ثالثة فصول‪ ،‬لكني اخترت منها للنشر ما أبدع التالميذ في‬ ‫أداء بعض الموافق‪ ،‬وسأنشر كل شيء عن هذا‬ ‫الحدث ضمن كتاب إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫«الذكريات في أيام التعليم»‬ ‫أرج��و اهلل تعالى أن أك��ون قد وفقت في‬ ‫االستجابة لطلب المعلمة وقمت بواجب وطني نحو‬ ‫أوالدنا ووطننا العزيز‪.‬‬

‫من مشهد آخر‬

‫فالنملة تدب رويدا رويدا وعلى ظهرها أكثر من وزنها ولكنها تصل بعد‬ ‫حين إلى جحرها وتتمتع بغذائها‪.‬‬ ‫ عيادة ‪:‬‬‫أخبرني يا ولدي‪ ،‬فيما تفكر؟‬ ‫ قشوح ‪:‬‬‫هدئي روعك واخلدي للراحة‪ ،‬وال تخافي علي‪ ،‬فإن بت أي ليلة خارج البيت‪،‬‬ ‫قألني أقضي حاجة أهل القبيلة‪.‬‬ ‫ عيادة ‪:‬‬‫حاجة القبيلة؟ وما عسى أن تجديه قبيلة من طفل صغير في سنك ولم‬

‫المشهد األول ‪:‬‬ ‫يرفع الستار عن ام��رأة بدوية من الريف‬ ‫المغربي تحدث ابنها قشوح وهي في حيرة من‬ ‫أمره‪ ،‬ومن عاقبة ابنها الذي بدت عليه عالمات‬ ‫قلق‪.‬‬ ‫الراوي ‪ :‬من وراء الستار‬ ‫بإقليم الحسيمة‪ ،‬تسكن قبيلة أيت عروس‬ ‫اشتهرت منذ زمن بعدم الضيم ورفض الرضوخ‬ ‫لألجنبي وخ��وض المعركة المصيرية ضد‬ ‫االحتالل اإلسباني والفرنسي كغيرها من القبائل‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫في هذه القرية تسكن عائلة (قشوح) قتل األب‬ ‫واستشهد أبناؤه وبناته بفعل قنبلة محرقة رمى‬ ‫بها الجنود اإلسبان‪ ،‬وبقيت الزوجة (عيادة) محبة‬ ‫صغيرها (قشوح) الذي أقسم أن يفتدي كل أخ له وأخت بقتل سبعة جنود إسبان‬ ‫أو فرنسيين فداء أو يلتحق بأبيه وإخوانه شهيدا‪.‬‬ ‫ األم عيادة ‪:‬‬‫ولدي قشوح‪ ،‬قتل أبوك غدرا واستشهد إخوانك فداء للوطن العزيز‪،‬‬ ‫ووجودك حيا يذكرني بشجاعة والدك المفضال وإخوانك األبطال‪ ،‬فهال تتخذ‬ ‫لنفسكطريقا؟‬ ‫قشوح ‪( :‬في غيظ شديد وبقوة) ‪:‬‬‫أماه‪ ،‬إن ما أفكر فيه سيُثلج صدرك‪ ،‬وسأحقق رغبتك‪.‬‬ ‫ عيادة في رقة وحنان ‪:‬‬‫ماذا تعني يا ولدي إنك الزلت في ريعان الشباب‪ ،‬ولم تصل حلمك األول‬ ‫بعد‪ ،‬ولم تتعود على حمل السالح وكيفية استخدامه‪ ،‬وال دراية لك بإطالق النار‬ ‫صوب عدوك لتصيب الهدف‪ ،‬فدرايتك في استعمال السالح ضعيفة‪.‬‬ ‫ قشوح ‪:‬‬‫اصبري يا أماه‪ ،‬فالصبر جميل‪ ،‬وطيب‪ ،‬واهلل مع الصابرين وفي عون طالب‬ ‫الحق‪ ،‬ولن أدخر وسعا في تلبية نداء الوطن الحبيب‪ ،‬فإما أن أحيا سعيدا مُنعما‬ ‫في ظل الحرية واالستقالل وإما أن أموت شهيدا فداء لوطني‪.‬‬

‫يتم بعد ربيعه األول؟‬ ‫ قشوح ‪:‬‬‫نعم يا أماه‪ ،‬إن مهنتي ال تليق إال بطفل مثلي‪ ،‬وهي خطيرة كلفت بها من‬ ‫طرف العشيرة‪ ،‬وقد تدربت عليها مع بعض أصدقائي‪.‬‬ ‫ عيادة ‪:‬‬‫ولدي الحبيب‪ ،‬لم يبق لي من ذرية والدك إال أنت‪ ،‬فيك الزوج الطيب وفيك‬ ‫األبناء األبرار الشهداء اللذين ذهبوا إلى دار الخلد جميعا وتؤثر أن تلتحق بهم‬ ‫شهيدا!‬ ‫ال يا ولدي ال‪ ،‬إن اإلسبان والجنود الفرنسيين يحيطون بالقبيلة وبالريف‬ ‫من كل صوب وناحية‪.‬‬ ‫ قشوح (في غيظ شديد) ‪:‬‬‫أماه‪ ،‬إن ما أفكر فيه سيثلج صدرك وسأحقق رغبتك‪.‬‬ ‫ عايدة‪:‬‬‫ماذا تعني يا ولدي‪ ،‬إنهم يشددون الرقابة على كل شاذة وفاذة‪ ،‬ولن‬ ‫تفلت من أيديهم الماكرة‪ ،‬وأنت أعزل ال شيء تدافع به عن نفسك إزاء مكر‬

‫تُسمع طرقات على الباب‪ ،‬إنه موح ازداد‬ ‫ قشوح ‪ :‬من بالباب؟‬‫ موح ‪ :‬أنا موح ازداد‪.‬‬‫ قشوح ‪ :‬أهال بك‪ ،‬ادخل‪ ،‬البيت بيتك والوالدة أمك‪.‬‬‫ موح ‪ :‬شكرا‪ ،‬مساء الخير يا أم الشهداء األبرار وأطلب رضاك‪.‬‬‫ عيادة ‪ :‬رضاي عنك يا بني‪ ،‬أرجوك أن تأخذ بالك من قشوح‪ ،‬فلم‬‫يكشف لي عن نيته‪ ،‬وأخشى أن أفقده كما خسرت والده وإخوانه!‬ ‫ موح ازداد ‪ :‬مم تخافين يا أماه‪ ،‬لن يصيبه أذى بحول اهلل‪.‬‬‫ قشوح ‪( :‬مخاطبا موح ازداد) موعدنا الليلة‪.‬‬‫ موح ازداد ‪ :‬نعم كالعادة‪ ،‬لقد أعجب رجال القبيلة بتدبيرك المحكم‪ ،‬ولن‬‫ينس الوطن شجاعتك وإخالصك وموهبتك‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬ال تجعلني أغترّ بما من اهلل على يدي‪ ،‬المهم أن نفاجئ‬‫الفرنسيين في معسكرهم ككل ليلة‪ ،‬ونطلق عليهم رص��اص البنادق‬ ‫والرشاشات التي اختلستها تحت الظالم الدامس‪.‬‬ ‫ موح ازداد ‪ :‬لقد تحير الفرنسيون‪ ،‬من أين ألهل‬‫القبيلة بهذه البنادق والرشاشات التي يهاجمون بها‪،‬‬ ‫وليس للقبيلة جيش مُحنك يتقن استعمال هذه األسلحة؟‬ ‫ قشوح ‪ :‬لقد اعترف ضابط إسباني أن الرصاصات‬‫التي تصيب جنودهم اإلسبان والفرنسيين هي رصاصات‬ ‫فرنسية‪ ،‬ويتعجب ويقول‪ ،‬من أين لهم هذه الرصاصات‬ ‫والخراطيش؟ من أين لهم؟‬ ‫ أكوح ‪ :‬السالم عليكم‪.‬‬‫ المجموعة ‪( :‬األم والولدين) وعليك السالم‪.‬‬‫ قشوح ‪ :‬تفضل اجلس بجانبي‪ ،‬ما وراءك؟‬‫ أكوح ‪ :‬خيرا إن شاء اهلل‪ .‬إن (حمّو) مرشد الجماعة‬‫يقرؤك السالم‪ ،‬ويرجوك أن تتخذ ما يلزم من الحذر‪ ،‬فقد‬ ‫شعر الفرنسيون واإلسبان بمفاجأتنا لمعسكرهم‪ ،‬لقد‬ ‫صرح أحد ضباطهم للحاكم ليال‪ ،‬أن هناك عصابة من‬ ‫األهالي تسطو على المعسكر ليال‪ ،‬وتسرق العتاد‪ ،‬وقد‬ ‫لوحظ اختفاء كثير من المفرقعات والرشاشات‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬عصابة! وأية عصابة تظن؟‬‫البد أن الرعب مزق أكبادهم وهالهم الخوف من‬ ‫األهالي‪ ،‬الذين يواجهونهم‪.‬‬ ‫ عيادة ‪ :‬أوالدي‪ ،‬إن جارتنا رقية سمعت أن‬‫الفرنسيين في حيرة من أمر العصابة التي يظنونها وهم‬ ‫يتربصون لها كل ليلة‪ ،‬فال تصل أيديهم إليها وكل ما أخشاه أن تقع أعين‬ ‫األعداء على أوالدنا‪.‬‬ ‫ موح ازداد ‪ :‬ال تخافي يا خالة‪ ،‬فليست هناك عصابة‪.‬‬‫ أخمليش ‪ :‬مساؤكم سعيد‪.‬‬‫ المجموعة ‪ :‬مساؤك سعيد‪ ،‬وسعيُك مشكورا‪.‬‬‫ أخمليش ‪ :‬شكرا‪ ،‬انتبه يا قشوح‪ ،‬إن الحراس يقفون مترقبين ينتظرون‬‫رجال أو رجل العصابة‪ ،‬التي يظنونها‪ ،‬فتسلل كعادتك وامرق من بين خيامهم‬ ‫حتى ال يروك‪ ،‬وإشارة النجدة أنت تعرفها‪ .‬فإن حدث لك شيء ال قدر اهلل‪،‬‬ ‫سنكون جميعا في حماك ونحن جميعا على أهبة اللقاء‪.‬‬ ‫ عيادة ‪ :‬يا لمغبتي‪ ،‬إنه نفس والده‪ ،‬البأس واإلقدام والشجاعة‪ ،‬والفداء‬‫والدفاع عن حوزة البالد‪ ،‬لم يخطر ببالي أن ولدي قشوح ي��راوغ األعداء‬ ‫ويغالطهم بجمع أعقاب السجائر‪ ،‬حسنا يا بني‪ ،‬يرعاك اهلل ويحفظك‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬اطمئنوا جميعا‪ ،‬لن يصيبني مكروه بإذن اهلل‪.‬‬‫ عيادة ‪ :‬هيا يا أوالدي إلى الداخل‪ ،‬فقد جهزت لكم ابنتي رقية زادكم‬‫لهذه الليلة الموعودة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪955‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫مبنا�سبة عيد الأ�ضحى املبارك‬

‫إن عيد األضحى يوم عظيم في اإلسالم أعلى اهلل قدره وعظمه وشرفه وكرمه وجعله يوم الحج األكبر‬ ‫والموسم األنور ‪ ،‬يتقرب فيه العباد إلى ربهم فيه باألضحية التي هي سنة نبي اهلل إبراهيم الخليل عليه‬ ‫السالم الذي كان ينسك المناسك هلل ويقرب القرابين ابتغاء وجه مواله‪ ،‬وقد أمرنا سبحانه باتباع ملته‬ ‫المرضية وشرعته الحنيفية فقال في كتابه الكريم ‪«:‬قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما‬ ‫ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين»‪.‬‬ ‫وقد بين لنا نبينا صلى اهلل عليه وسلم تلك األسوة فكان لنا في ذلك خير قدوة‪ ،‬أخرج اإلمام أحمد‬ ‫عن زيد بن أرقم قال‪ :‬قلت أو قالوا لرسول اهلل ما هذه األضاحي؟ قال سنة أبيكم إبراهيم‪ ،‬قالوا ما لنا منها‬ ‫؟ قال بكل شعرة حسنة‪ ،‬قالوا فالصوف؟ قال بكل صوفة حسنة‪ ,‬وفي هذا الحديث إشارة لحادثة إبراهيم‬ ‫عليه السالم فعلى هذا تكون األضحية ذكرى ألعظم طاعة واكبر امتحان‪ ،‬ذكرى لحادثة الصبر والوفاء‬ ‫والتفاني في طاعة الرب سبحانه‪.‬‬ ‫فقد دعا إبراهيم ربه فقال‪ :‬رب هب لي من الصالحين‪ ،‬أي هب لي ولدا صالحا فطلب من اهلل ما تقر‬ ‫به العين ويكون ثمرة الفؤاد ومحل األمل والرجاء‪،‬‬ ‫حتى إذا أجاب اهلل الدعاء قال تعالى‪« :‬فبشرناه‬ ‫بغالم حليم» فلما بشر به قال هو إذا هلل ذبيح‪،‬‬ ‫فلما ولد وبلغ معه السعي‪ ،‬أي بلغ أن ينصرف معه‬ ‫ويعينه في عمله وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يؤمل‬ ‫فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته‪ ،‬أمر في المنام‬ ‫بذبحه وقيل له أوف بنذري‪ ،‬ورؤيا األنبياء حق‪،‬‬ ‫وذلك أنه رأى ليلة التروية كأن قائال يقول له‪:‬‬ ‫أن اهلل يأمرك بذبح ابنك هذا‪ ،‬فلما أصبح تروى‬ ‫في نفسه أي فكر من الصباح إلى الرواح أم من‬ ‫اهلل هذا الحلم أم من الشيطان‪ ،‬فمن تم سمي‬ ‫ذلك اليوم يوم التروية‪ ،‬فلما أمسى رأى في المنام‬ ‫ثانيا فلما أصبح عرف أن ذلك من اهلل‪ ،‬فسمي ذلك‬ ‫اليوم يوم عرفة‪ ،‬فلما عزم على نحره سمي ذلك‬ ‫اليوم يوم النحر‪ ،‬فلما تيقن ذلك أخبر به ابنه فقال‬ ‫يابني‪( :‬إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا‬ ‫ترى) أي من الرأي على وجه المساواة ولم يشاوره‬ ‫ليرجع إلى رأيه وإنما شاوره ليعلم ما عنده فيما‬ ‫نزل به من بالء اهلل تعالى‪ ،‬وليعلم صبره على أمر‬ ‫اهلل وعزيمته على طاعته ويثبت قدمه ويصبره إن‬ ‫جزع‪ ،‬ويكتسب المثوبة باالنقياد ألمر اهلل قبل نزوله‪ ،‬قال‪ :‬يا أبت افعل ما تومر‪ ،‬أي ما أمرك به ربك‪ ،‬وروى‬ ‫أن إبراهيم لما أمر بذلك قال البنه يا بني خذ الحبل والسكين وانطلق إلى هذا الشعب لنحتطب‪ ،‬فلما خال‬ ‫إبراهيم بابنه في الشعب أخبره بما أمره اهلل به‪ ،‬فقال‪( :‬افعل ما تومر ستجدني إن شاء اهلل من الصابرين)‬ ‫أي على الذبح‪ ،‬فلما أسلما أي إنقادا ألمر اهلل وخضعا‪( ،‬وتله للجبين) ‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬أضجعه على جبينه‬ ‫على األرض فلما فعل ذلك قال له ابنه‪ :‬يا أبت أشدد رباطي كيال أضطرب واكفف عني ثيابك حتى ال ينتضح‬ ‫عليها شيء من دمي وتراه أمي فتحزن‪ ،‬واشحد شفرتك وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون علي‬ ‫فإن الموت شديد‪ ،‬وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السالم مني‪ ،‬وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل فإنه‬ ‫عسى أن يكون أسلى لها عني‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬نعم العون أنت يا بني على أمر اهلل‪ ،‬ففعل إبراهيم ما أمره‬ ‫به ابنه ثم أقبل عليه ليقبله وهو يبكي وقد ربطه واإلبن يبكي ثم وضع السكين على حلقه فلم تحك شيئا‪،‬‬ ‫ثم أنه حدها مرتين أو ثالثا بالحجر كل ذلك ال يستطيع أن يقطع شيئا‪ ،‬فقال االبن عند ذلك يا أبت كبني‬ ‫لوجهي فإنك إذا نظرت وجهي رحمتني وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر اهلل‪ ،‬وأنا ال أنظر على الشفرة‬ ‫فأجزع منها‪ ،‬ففعل إبراهيم عليه السالم ذلك ثم وضع السكين على قفاه فانقلبت ونودي يا إبراهيم قد‬ ‫صدقت الرؤيا‪ ،‬وهو قوله تعالى « وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا» أي حققت ما أمرناك به في‬ ‫المنام من تسليم الولد للذبح‪ ( ،‬إنا كذلك نجزي المحسنين) فجزاه اهلل بإحسانه في طاعته بالعفو عن ذبح‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ولده‪ ،‬والمعنى إنا كما عفونا عن ذبح ولده كذلك نجزي المحسنين في طاعتنا إن هذا لهو البالء المبين‪،‬‬ ‫أي االختيار الظاهر حيث اختبره بذبح ولده‪(،‬وفديناه بذبح عظيم) وهو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه‬ ‫وكان يرعى في الجنة أربعين خريفا حتى فدى به سيدنا إسماعيل‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬لو تمت تلك الذبيحة‬ ‫لصارت سنة وذبح الناس أبناءهم ولكن من لطف اهلل بعباده أن جعل في الكبش فداءه‪ ،‬فصارت سنة في‬ ‫األضاحي وروى أنه لما ذبحه قال جبريل اهلل أكبر اهلل أكبر فقال إسماعيل ال إله إال اهلل واهلل أكبر‪ ،‬فقال‬ ‫إبراهيم اهلل أكبر وهلل الحمد فبقي سنة‪ ،‬فما أعظم هذا البالء وما أجل هذا االمتحان‪.‬‬ ‫إن قصة امتحان إبراهيم في ولده لمن أعظم وأروع قصص القرآن لمن تذكر واعتبر‪ ،‬فاذكروا هذه‬ ‫الطاعة عند أضحيتكم واذكروا هذه التقوى عسى أن تكون شعارا لكم في كل أعمالكم‪.‬‬ ‫فاألضحية سنة مرغب فيها لمن قدر عليها وقربة من القربات‪ ،‬وجل الناس يعتقدون فرضيتها بل‬ ‫فوق الفروض المحتمة حتى أوقعوا أنفسهم في الضيق والحرج الذي لم يجعله اهلل تعالى في شريعة‬ ‫رسولنا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فالمقرر في ديننا أن صالة العيد سنة من سنن الرسول‪ ،‬والضحايا سنة‬ ‫نبي اهلل إبراهيم‪ ،‬وكلتا السنتين من مظاهر التحبب إلى اهلل في ذلك اليوم‪ ،‬وهما شعيرتا اليوم لغير‬ ‫الحاج‪ ،‬فالتارك لألضحية مع يسر وسعة رزق إما بخيل‬ ‫والبخيل بغيض إلى اهلل‪ ،‬وإم��ا مستهين بالسنة‬ ‫مستهتر بمناسك دينه مستخف بالشعيرة‪ ،‬فصالته‬ ‫العيد ألصق بالرياء وأقرب إلى النفاق‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫البعض يفضل السفر إلى الخارج أو ش��راء اللحم‬ ‫الجاهز ‪ ،‬استهتارا بسنة نبي اهلل وتكبرا عن التقرب‬ ‫إلى اهلل في هذا اليوم المبارك‪.‬‬ ‫فاحرصوا إخواني على فعل هذه السنة الكريمة‪،‬‬ ‫وتأهبوا إلقامة صالة العيد بالمصلى في وقتها‬ ‫وعلى سنتها وهيئتها‪ ،‬مكبرين بتكبير اإلمام فيها‬ ‫وفي خطبتها وفي طريقكم إلى المصلى وما دمتم‬ ‫جالسين في مصالكم قبل خروج اإلمام‪ ،‬واحرصوا‬ ‫على الذهاب للمصلى العام فإن صالة العيد في‬ ‫غير المصلى من غير ضرورة داعية بدعة مكروهة‪،‬‬ ‫وتزينوا بلبس الجديد من الثياب‪ ،‬واغتسلوا وتطيبوا‪،‬‬ ‫وأخروا الفطور إلى أن ترجعوا من المصلى‪ ،‬وقد أمر‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم الذابح بحد شفرته والرفق‬ ‫بذبيحته‪ ،‬كما أمر من ذبح قبل الصالة وذبح اإلمام‬ ‫بإعادة أضحيته‪.‬‬ ‫• ومن السنة أن يذبح اإلنسان األضحية بيده‪ ،‬وإن عجز ينيب عنه من يقوم بذبحها مع حضوره‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫• وكلوا من أضاحيكم وتصدقوا منها على الفقراء والمحتاجين‪ ،‬واحذروا بيع جلودها أو شيء منها‬ ‫فإنه حرام باإلجماع‪ ،‬ففي الحديث‪ « :‬من باع جلد أضحيته فال أضحية له»‪ ،‬وعنه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أيضا‪ « :‬ال تبيعوا لحوم الهدي واألضاحي واستمتعوا بجلودها وال تبيعوها» ‪.‬‬ ‫• وكبروا اهلل ثالث تكبيرات إثر خمس عشرة فريضة من ظهر يوم العيد إلى صبح يوم الرابع‪.‬‬ ‫•‬

‫واحرصوا إخواني المسلمين على نظافتكم ونظافة حيكم وأزقتكم ‪ ،‬فليس من اإلسالم ما‬ ‫نشاهده من أوساخ وأوحال بالطرق والساحات‪ ،‬وما يرمى بها من األزبال والقاذورات في الممرات‬ ‫والشوارع‪ ،‬فلنحرص جميعا على جمع األزبال في األكياس وتسليمها للمشرفين على جمعها‪،‬‬ ‫ولنعمل على نظافة بيئتنا من كل ما يضر بها‪ ،‬ونظافة محيطنا من كل ما يشوه به‪ ،‬ولنكن‬ ‫أحرص الناس على التحلي بالمظهر الالئق باإلسالم والمسلمين من نظافة وسماحة ونصح‬ ‫وتصافح‪ ،‬وعيدكم مبارك سعيد‪.‬‬

‫من الظلمات إلى النور‬

‫التنور بالقرآن العظيم‬ ‫‪ ‬القرءان الكريم نور من اهلل‪ ،‬كل سورة منه نور‪ ،‬وكل ءاية منه نور‪ ،‬وكل كلمة منه نور‪،‬‬ ‫وكل حرف منه نور‪ ،‬وهذا النور مزعزع للقلوب قبل اآلذان‪ ،‬يحن ويتصدع بنوره الحجر والجبال‬ ‫“لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اهلل”‬ ‫‪ ‬القرءان أعجز البشرية ماضيا وحاضرا واستقباال إن لغة أو منهجا أو علما ‪ ...‬والقاصرون‬ ‫في الفهم حصروا وقزموا وفتتوا إعجازه في زاوية ضيقة لم تتسع له‪ ،‬سميت باإلعجاز العلمي !‬ ‫‪ ‬القرءان يقول “وأنزلنا إليكم نورا مبينا” وقال الحق أيضا‪“ :‬والنور الذي أنزل معه” فهذا‬ ‫الوصف الرباني‪ ،‬دقيق بليغ‪ ،‬سماه نورا ‪ ،‬ومنطقيا ال يمكن أن يأتينا من النور إال النور‪ ،‬فاهلل نور‪،‬‬ ‫وكالمه نور‪ ،‬وأسماؤه وصفاته نور ‪“ ..‬اهلل نور السماوات واألرض”‪.‬‬ ‫التنور بالقرآن الكريم يتطلب‪:‬‬ ‫ تالوته‪:‬‬‫االعتكاف على تالوة القرءان الكريم يورث نورا على صاحبه‪ ،‬من اهلل جل جالله‪ ،‬والحق يقول‬ ‫“ومن لم يجعل اهلل له نورا فما له من نور” ‪ ،‬واهلل في حق هذه الوسيلة النورانية‪ ،‬حث العبد في‬ ‫عدة مقامات قرآنيات مباركات‪ ،‬حاثا العبد على حسب همته وبغيته‪ ،‬فقال “ولقد يسرنا القرآن‬ ‫للذكر فهل من مذكر” وقال للضعفاء في الهمم أو األبدان “فاقرؤوا ما تيسر منه”‪.‬‬ ‫‪ ‬ثم قال حسرة على من هجر القرءان وترك نوره‪ ،‬في شكوى نبوية للحضرة اإللهية “وقال‬ ‫الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين”‪.‬‬ ‫ تدبره‪:‬‬‫جعل جلسة تأمل آلية أو كلمة من كتاب اهلل‪ ،‬سبيال واسعا للتنور‪ ،‬ولكن هل نعطي لكتاب‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫ربنا تدبرا ولو خمسة دقائق من أيام األسبوع ؟!!! فالتدبر سبيل لفتح‬ ‫أقفال القلوب‪ ،‬المتراكمة بالغفلة والخطيئة ‪“ :‬أفال يتدبرون القرءان ام‬ ‫على قلوب أقفالها”‪.‬‬ ‫الوقوف مع التفسير‪:‬‬ ‫فهم آية أو كلمة قرآنية يشجع القارئ على فتح أفق أكثر‪ ،‬نحو التلذذ بقراءة أكثر‪ ،‬وتنور‬ ‫أكبر‪ ،‬والناس أعداء ما جهلوا‪ ،‬فالطريق إلى المحبة أوله المعرفة‪.‬‬ ‫فكرة عملية‪:‬‬ ‫خصص لنفسك وقتا يوميا لقراءة شيء من القرءان‪ ،‬ولو صفحة واحدة‪ ،‬وذلك من مصحفك‬ ‫الخاص‪ ،‬أو من مصحف الجوال وهو أسهل‪ ،‬قد تقرأ وردك اليومي وأنت تنتظر أحدا أو في ساعة‬ ‫استرخاء أو وقت استراحة ‪ ...‬قراءته ميسرة من اهلل‪ ،‬والمانع منه إما غفلة أو نزغ شيطان أو هوى‬ ‫نفس‪ ،‬فجاهد نفسك على ذلك‪ ،‬وكن باهلل قويا فهو معينك “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم‬ ‫سبلنا”‪.‬‬ ‫ختما ‪ :‬اللهم نور بصائرنا وأبصارنا بنور القرآن العظيم‪ ،‬اللهم اجعله لنا هدى ونورا‪ ،‬اللهم‬ ‫أطفئ بنور القرءان ظلمات النفس والهوى والشيطان‪ ،‬وأخمد بنوره براكين الهوى والشهوة‬ ‫والضياع‪ ،‬يانور ياهلل‪ .‬‬


‫العدد ‪955‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل‬ ‫جمع إلى األدب الحكمة‪ ،‬وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي‬ ‫الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد‬ ‫بن الظاهر باهلل علي بن الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه‬ ‫بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة‬ ‫اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪.‬‬ ‫فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن‬ ‫هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫رد أبي يحيى بن مسعدة على رسالة ابن غرسية ‪4/3‬‬ ‫فخالف فال واهلل تهبط تلعة**من األرض إال أنت للذل عارف‬ ‫وما لكم‪ ،‬والذي كثر آالكم‪ ،‬وأنتم أعجز األمم بعوال‪ ،‬وأجفرها فحوال‪ ،‬وأثقلها ظهراً مرحوال‪ ،‬ومنكم‬ ‫األسقف والنطران‪ ،‬والبطرك والمطران‪ ،‬وفيكم الجب والخصاء‪ ،‬والعدّ في وذعة المساس واإلحصاء‪،‬‬ ‫إلى أفراد رئيسكم ورهبانية شماسكم وقسيسكم‪ ،‬وأنتم مع ذلك أكثر أهل الكتاب عدداً‪ ،‬وابق‬ ‫نسائهم ولداً‪ ،‬ما ذاك إال أن ضربت فيكم األكراد واألنباط‪ ،‬والحبشة واألقباط‪ ،‬فمنكم الصفر والسمر‪،‬‬ ‫والغنر البرش الحمر‪ ،‬يظاهرون بمقر فيهم ال منجبيهم‪ ،‬واألم تضحك منهم لعلمها بأبيهم‪:‬‬ ‫أال أنها تسري إذا نام أهلها**فتأتي بشيء ليس في الظن يخطر‬ ‫وما فخرت به يا حمار‪ ،‬يا ميراث أنمار‪ ،‬من حملة األسترلوميقي‪ ،‬والعلم باألرتماطيقي واأللوطيقي‪،‬‬ ‫كفخر األمة بحدج ربتها‪ .‬ذلك لمستنبطي يونان وساسان‪ ،‬وكينية بابل وكلذان وكاسان‪ ،‬أصحاب‬ ‫العلوم األرضية‪ ،‬والتعاليم الرياضية‪ ،‬من الطبقة الفيثاغورية‪ ،‬والفالسفة الهرمسية‪ .‬معالم ع ّفت‬ ‫ملوككم آثارها‪ ،‬وطمست أنوارها‪ ،‬بغواية قسطنطينكم‪ ،‬وغباوة المفلق لدينكم‪ ،‬ابن الهالنية‪ ،‬وقيم‬ ‫الملة الطبانية‪:‬‬ ‫حبوت النصارى بها معلنـــاً **لها غيـر كاتم أسرارهـا‬ ‫ولــم أدر أنــك مـن قـبلهـا**تحب السياط بأثمـارهـا‬ ‫اللهم ناقلة فيكم من فارس‪ ،‬وخدمة تلك المدارس‪ ،‬لقنوا من آثار اللحون طريقة‪ ،‬وحطوها‬ ‫تقليداً ال حقيقة‪ ،‬يندبون بها في نوحكم‪ ،‬ويقصفون عليها في سعانينكم وفصحكم‪ ،‬فما أنتم وذا‪،‬‬ ‫القذيت أعينكم من قذى‪ ،‬إن قلت لكم بوطيقي ال موسيقى‪ ،‬وأرضى ثيقي ال جو مطريقي‪ ،‬وصفت‬ ‫قومك‪ ،‬وعرفت سومك‪:‬‬ ‫إياك يعني القائلون بقولهم **إن الشقي بكل حبل يخنق‬ ‫وأما قيلك يا سفساف‪ ،‬من العرب في نائلة وإساف‪ ،‬فتانك صخرتان نصبتا كالالت‪ ،‬وثالثتهما‬ ‫مناة‪ ،‬وجدوها على زمزم مواثل جلفا‪ ،‬وطافوا بها ظن ًا أن تقربهم إلى اهلل زلفى‪ .‬فإن صح الخبر ووضح‬ ‫األثر‪ ،‬بمسخهما عبرة لمقارفة العبث‪ ،‬وموافقة الفسوق في حرم اهلل والرفث‪ ،‬فزيادة في اإلنذار‪ ،‬وأخذ‬ ‫في تعظيم شعائر اهلل باإلعذار‪.‬‬ ‫أين هذا المعتقد يا بني االستاه‪ ،‬األجاله‪ ،‬من جمود السماء عندكم سبعمائة سنة أن محت‬ ‫لكم اسم ابن اهلل‪ ،‬وأن يحنا المغيث المنزل للمطر‪ ،‬اآلتي من أفسس‪ ،‬في الكلمة والجالد بالبهت‬ ‫المستطر‪ ،‬مسجى في بيعته اآلن‪ ،‬من ذلك األوان‪ ،‬عبيط الدم‪ ،‬غض األدم‪ ،‬مشيراً باليد والقدم‪:‬‬ ‫يحج مأمومة في قعر لجفٌ ** فاست الطبيب قذاها كالمغاريد‬ ‫وأنسيت يا هامان‪ ،‬ما وعوعت به وجعجعت في قبر كسرى والنعمان‪:‬‬ ‫يا مدعي سوران منزل جده**قل لي لمن أهناس والفيوم‬ ‫أحرار الفرس أكفاؤنا‪ ،‬وأعداؤنا أكفاؤنا‪ ،‬نجتلد ونحتطم‪ ،‬وكما قال أخو لقمان‪« :‬ألطمك إذا لم‬ ‫أجد من ألطم»‪.‬‬ ‫فما للروم والفرس‪ ،‬أولى األراكنة الملس‪ ،‬واألعاريب الحمس‪« .‬حن قدحٌ ليس منها»‪ .‬ومع هذا‬ ‫فقد أنبأتك األمم الخوالي‪ ،‬والرمم البوالي‪ ،‬أن العرب ال تنكح العجم وال الموالي‪ ،‬لذلك أحب أبرويز أن‬ ‫يصمها بهناته‪ ،‬وأراد من أبي قابوس أن ينكحه إحدى أخواته‪ ،‬ويستولي على حرمه وحرماته‪ ،‬فرغب‬ ‫عن صهره‪ ،‬على عظيم أمره‪ ،‬وطوى الحديث معه على غره‪ ،‬وأغراه في قومه بالسواد‪ ،‬وأحاله على‬ ‫بقر السواد‪ ،‬فكان في حق اإلباء‪ ،‬وكرم اآلباء‪ ،‬أال يلوي إليه صفح ًا‪ ،‬ويضرب عنه الذكر صفح ًا‪ ،‬وينأى‬ ‫بكسرويته‪ ،‬ويشمخ بقوميته‪ ،‬وال يرجع لغدره وكيده‪ ،‬ويتزيده خدعة وقد نصب لصيده‪:‬‬ ‫ذئب فالة كيده دارع**صادف ليئاً كيده حاسرُ‬ ‫والذل ّ‬ ‫دل على فسالته‪ ،‬وخفة نسالته‪ ،‬رأيه العاجز بعد موته‪ ،‬في حرائبه ونزله وتهافته على أخذ‬ ‫ماله‬ ‫وأهله‪ ،‬فحماها عنه ذؤبان العرب وحمسها‪،‬شيبانها ومازنها وأوسها‪ ،‬وصدوه عن حوزته إلى‬ ‫األطرار‪ ،‬واتبعوه بحرب ذي قار‪ ،‬ثم أزالوه عن ملك ظفار‪:‬‬ ‫إذ جنـبنا خـيلنا من ظفـار** ثم سرنا بها مسيراً بعيداً‬ ‫فاستبحنا بالخيل ملك قباذ**وابن أفلوذ جاءنا مصفودا‬

‫فهذا أبرويزكم‪ ،‬ال أبان تمييزكم‪ ،‬الذي بذكره تبجحت‪ ،‬وعذره رجحت‪ ،‬هو الذي دوخ أريافكم‪،‬‬ ‫ووطئ أكتافكم‪ ،‬وأورثنا ورثته بالمدائن أسيافكم‪ ،‬وحطكم من الحزوم‪ ،‬وأقصاكم إلى أبعد التخوم‪،‬‬ ‫وبه نزلت في قصتكم‪( :‬الم غلبت الروم) ‪ ،‬فأخذنا للخؤولة فيكم بثأرها‪ ،‬ونضجنا بالحمية من عارها‪،‬‬ ‫وتداعينا بمضر الحمراء ونزارها‪ ،‬يا للهمم الحميرية‪ ،‬والعصائب اليمنية والمضرية‪ ،‬من أبناء ذي‬ ‫مرائد والصباح‪ ،‬وجذيمة الوضاح‪ ،‬وأبرهة ذي المنار‪ ،‬وعمرو ذي األذعار‪ ،‬وناشر النعم والرائش‪ ،‬وسلمة‬ ‫ذي فائش‪،‬‬ ‫والهدهاد‪ ،‬وابن عباد‪ ،‬والحارث بن شداد‪ ،‬والفياض‪ ،‬والضحاك‪ ،‬والبراض‪ ،‬والحارث بن مضاض‪:‬‬ ‫هو المشهد الفضل الذي ما نجا به**لكسرى بن كسرى ال سنام وال غرب‬ ‫فما هو إال أن وضح التمييز‪ ،‬ورجح التبريز‪ ،‬وقيل هذا درفش راية أبرويز‪ ،‬فللحين قوضنا بنيانه‪،‬‬ ‫وحللنا سندانه‪ ،‬ونزلنا إيوانه‪ ،‬وأخمدنا نيرانه‪.‬‬ ‫ولم أر أمثال الرجال تهافتوا**على المجد حتى عد ألف بواحد‬ ‫وهلل أيام بالقادسية واليرموك‪ ،‬وعتاة منهم مواليك وأبوك وحموك‪ ،‬يا هبيد البيد‪ ،‬وعبيد العبيد‪:‬‬ ‫لو كنت من نخبة الموالي إذاً**لم تنث سوءاً في نخبة العرب‬ ‫إذ جئتمونا أعقاد الرمل‪ ،‬وأعداد النمل‪ ،‬قد اعتقدوا‪ ،‬واحتدموا واحتقدوا‪ ،‬فمن دمائهم ما خاضوا‬ ‫ولصالئهم ما أوقدوا‪ ،‬وعند ما تنادوا‪ :‬يا أساورة تأهبي‪ ،‬وقلنا‪ :‬يا خيل اهلل اركبي‪:‬‬ ‫بضــرب ترقص األحشاء منــه ** وتبطل مهجة البطــل النجيـد‬ ‫ٍ‬ ‫قسمناهم فشطرٌ في العوالي ** وشطرٌ في لظى حرِّ الوقـود‬ ‫فما أإنى عنكم في تلك المشاهد أنوشروانكم وقباذكم‪ ،‬ويزدجركم وشرهياركم‪ ،‬وشهبوركم‬ ‫وخرذانكم‪ ،‬ونسطوركم ويعقوبكم‪ ،‬ونسطسكم وبروسسكم‪:‬‬ ‫غدت غيرانهم لهم قبورا**كفت فيهم مؤونات اللحود‬ ‫أهؤالء القيول‪ ،‬كما ذكرت على خيول‪ ،‬كأنها فيول‪ ،‬بل الخيل الفيول إذ الذت الخيل بالكيول‪ ،‬وأال‬ ‫سألتك يا أم عامر بحرمة الصليب‪ ،‬وجري المذكيات في طلبكم واليعاقيب‪ ،‬أية خيول ألسالفك‪ ،‬أم‬ ‫أي حلبة شاهدتها ألقيالك وأردافك‪ .‬متى عرف ذؤوك لها أسما‪ ،‬أو حكوا عنها شية أو وسما؟ لعلها‬ ‫تقدمت من جنائبكم في السوابق‪ ،‬أو لحقت من مقانبكم بآل الوجيه وأعوج والحق‪ ،‬أو راهنت بها‬ ‫لذائذ والسكب‪ ،‬وقرزل واليحموم والبطين وزاد الركب‪ ،‬أو داحس والغبراء‪ ،‬أو الحنفاء والشقراء‪ .‬أم هل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫والمصلى‪ ،‬والعاطف والعاقب والمتلي (‪.)...‬‬ ‫المجلى‬ ‫من براذنكم‬ ‫شمخُ زعمت رجح‪ ،‬بذخ وضح‪ ،‬فمن السمخ الوسخ الودخ‪ ،‬من العجم قلت القدم‪ ،‬نعم اللكن الفدم‪،‬‬ ‫الحلم لكن عمن بلغ الحلم‪ ،‬بصر صبر!!‬ ‫بصر بأوقات السمر‪ ،‬وأفول القمر‪ ،‬ودبيب الضراء والخمر‪ ،‬صبر على الذفر والقذر‪ ،‬وذفر الغمر‪،‬‬ ‫وأطر الكمر‪ ،‬وبحر سرر ترمى بشر كالقصر‪ .‬ملس األدم‪ ،‬قلت‪ ،‬هذا وأبيك والتفكيك يا ديوث والتخنيث‪،‬‬ ‫وعرض السقاء الخبيث‪ ،‬لقد نبهت ياهذا الخبيث‪ ،‬وقلنا إليك يساق الحديث‪:‬‬ ‫تصيخ للنبأة أسماعها **إصاخة الناشد للمنشد‬ ‫جررة أذيال‪ ،‬لكن على دمال وأبوال‪ ،‬ال كجرنا العوالي لإلعوال‪ ،‬وإعالم األشبال منا لالحتيال‪،‬‬ ‫بريش الرئال‪:‬‬ ‫أبقت بني األصفر المصفر كاسمهم ** صفر الوجوه وجلت أوجه العرب‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪955‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)858‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫“المغرب المجهول – اكتشاف جبالة”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫قبائل منطقة جبالة ومراكزها الحضرية ومدنها الكبرى‪ ،‬وذلك على الرغم من‬ ‫ص��درت الترجمة العربية للجزء الثاني من كتاب “المغرب المجهول”‬ ‫المعنون ب”اكتشاف جبالة”‪ ،‬لمؤلفه أوجست مولييراس‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬وذلك في‬ ‫كل الثغرات واألخطاء التي ارتكبها المؤلف في توظيفه لمراجع تدوينه وكذا‬ ‫ما مجموعه ‪ 608‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬بتوقيع للمترجم الدكتور‬ ‫لرصيد الرواية الشفوية‪ ،‬مما أضحى أمرا معروفا لدى كل المشتغلين على رصيد‬ ‫عز الدين الخطابي‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا العمل يعتبر استكماال لمسار‬ ‫التراث التاريخي الكولونيالي لمرحلة القرنين ‪ 19‬و‪ 20‬الميالديين‪.‬‬ ‫علمي رفيع‪ ،‬انشغل –من خالله‪ -‬المترجم بالسعي نحو تعريب نصوص التراث‬ ‫ولالقتراب من سقف التدوين التجميعي الذي ميز كتاب مولييراس‪ ،‬يمكن‬ ‫الكولونيالي الفرنسي التي ارتبطت بمشاريع االستكشاف العلمي االستعماري‬ ‫االستدالل ببعض مما ورد حول مدينة أصيال‪ ،‬ففي ذلك اختزال لنسق الكتابة‬ ‫لبالدنا خالل عقود نهاية القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬وإذا كان المترجم قد‬ ‫والتأليف الذي هيمن على كل مضامين كتاب “المغرب المجهول”‪ .‬يقول المؤلف‪:‬‬ ‫نجح في تقديم الجزء األول من عمله الخاص ب”استكشاف الريف” سنة ‪،2007‬‬ ‫“بالجهة الجنوبية للجهة (الغربية)‪ ،‬تجدون قرية أصيلة الكبيرة التي يدعوها‬ ‫فإن الفضول العلمي ظل متيقظا من أجل استكمال الصورة عبر توسيع آفاق‬ ‫األهالي بنوع من التفخيم‪ ،‬مدينة أصيلة‪ ،‬وهي متكئة على تلة بين الغربية‬ ‫الترجمة لتشمل الجزء الثاني الخاص بمنطقة جبالة التي كانت التزال في غياهب‬ ‫والساحل وتحتوي على ‪ 300‬مسكن بشاطئ عار على بعد كيلومتر تقريبا من‬ ‫المجهول بالنسبة ألوربيي المرحلة‪.‬‬ ‫مصب النهر الذي يحمل اسمها وقرب أمواج المحيط التي تتكسر على أسوارها‬ ‫األول‪،‬‬ ‫الجزء‬ ‫في‬ ‫اعتمده‬ ‫الذي‬ ‫التدويني‬ ‫لنهجه‬ ‫لقد حرص المؤلف على الوفاء‬ ‫القديمة‪ .‬وتمر المراكب بعيدا عن شاطئها دون أن تتوقف‪ ،‬لذلك فإن التجارة‬ ‫من خالل االعتماد على مرويات المخبر األساسي لمولييراس‪ ،‬أي الدرويش محمد‬ ‫منعدمة بها‪ .‬فطنجة والعرائش تستحوذان على الحركة التجارية بهذا الجزء من‬ ‫بن الطيب الذي ينحدر أصله من منطقة القبايل الجزائرية‪ ،‬وقام برحلة طويلة‬ ‫الساحل‪ .‬وأغلب المباني بأصيلة برتغالية‪ ،‬كما أن أسوارها متينة رغم قدمها‪،‬‬ ‫بمنطقة شمال المغرب لمدة زمنية تجاوزت العشرين سنة‪ ،‬مكنته من تجميع‬ ‫لكن القصبة في حاجة إلى إصالحات كبيرة‪...‬‬ ‫الكثير من التفاصيل والجزئيات حول واقع القبائل الريفية والجبلية والمراكز‬ ‫تبدو (المدينة) المعة من بعيد ألنها مطلية بالجير‪ ،‬لكن ما أن يقترب منها‬ ‫الحضرية لمنطقة الشمال‪ ،‬وهي المعطيات التي شكلت النواة الصلبة لكتاب‬ ‫المرء حتى تصبح كئيبة بأزقتها الضيقة‪ ،‬المغبرة في الصيف والموحلة في‬ ‫“المغرب المجهول” الذي أصدره مولييراس سنة ‪.1899‬‬ ‫الشتاء‪ ،‬فضال عن األزبال المتراكمة بها والحيوانات النافقة والمتعفنة بأركانها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الكتاب قد نحا نحو تقديم رؤى غرائبية مغرقة في بعدها‬ ‫ويرتدي األهالي المالبس الجبلية المعروفة‪ ،‬أي الجالبة والسراويل القطنية‬ ‫االنطباعي والوظيفي المرتبط بضرورات تمهيد المجال المغربي لمخططات‬ ‫غالف الكناب‬ ‫البيضاء بالنسبة للرجال‪ ،‬والحايك الصوفي األبيض أو الملون بالنسبة للنساء‪.‬‬ ‫الغزو االستعماري الفرنسي‪ ،‬فالمؤكد أن التفاصيل والمرويات تحمل بين طياتها الكثير من‬ ‫ويستقبل األجنبي ببرود من طرف السكان الذين يعيشون في شبه عزلة‪ ،‬ويرتابون بشكل‬ ‫عناصر التأمل والتفكيك واالستثمار‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬بالنسبة لواقع منطقة جبالة الذي كان‪،‬‬ ‫ولكن –كذلك‪ -‬على مستوى جهود تشريح الخطاب الكولونيالي الذي بلوره “الحزب االستعماري” تجاه غريزي مثل كل المغاربة‪ ،‬من كل واحد ال ينتمي إلى أسرتهم أو عشيرتهم أو طائفتهم‪.‬‬ ‫األرض المغربية والساكنة المغربية خالل مرحلة تصاعد المد اإلمبريالي األوربي الطافح بكل أرجاء القارة‬ ‫وأشهر زاوية بأصيلة هي زاوية سيدي بن مرزوق‪ ...،‬أما الجالية اليهودية‪ ،‬أفرادها يعيشون بجوار‬ ‫األوربية‪ .‬ولعل هذا ما أدركه عز الدين الخطابي برؤية عميقة‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬هناك المسلمين دون إثارة المشاكل‪ ،‬ألنهم يحترمون العادات اإلسالمية‪ .‬واليهودي بأصيلة إنسان هياب بشكل‬ ‫مفارقات عدة حاولنا التوقف عندها أثناء ترجمة هذا العمل‪ ،‬وقدمنا مالحظات وتنبيهات تدعو القارئ إلى مبالغ فيه‪ ،‬وهو يعرف بمالبسه السوداء وبسحنته الذليلة والماكرة‪ ،‬في حين تخرج زوجته بدون حجاب‬ ‫التأمل والتمعن في مضامينها وخلفياتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا التداخل بين العلم والسياسة‪ ،‬أو لنقل هذا واضعة على رأسها منديال من القطن األبيض‪ ،‬كما أنه يتكلم العربية بنبرة قشتالية‪(“ ...‬ص ص‪460- .‬‬ ‫االندماج بين مطلب الصرامة العلمية ومطلب المصلحة اإليديولوجية‪ ،‬كغطاء لمصلحة أخرى‪ ،‬اقتصادية ‪.)461‬‬ ‫وسياسية‪ ،‬لم يفقد هذا العمل أهميته كوثيقة إثنوغرافية وتاريخية حول منطقة ذات تاريخ حافل‪ ،‬خاض‬ ‫وبموازاة هذا الوصف التشخيصي‪ ،‬حرص مولييراس على تقديم حصيلة تنقيباته في اإلسطوغرافيات‬ ‫سكانها صراعات مريرة ضد الغزاة وصنعوا مثل إخوانهم بمنطقة الريف‪ ،‬المالحم التي جعلت القوى‬ ‫الغازية منذ القدم‪ ...‬إلى فترة االستعمار الحديث‪ ،‬تحسب ألف حساب‪ ،‬قبل اإلقدام على مهاجمة الثغور التاريخية الكالسيكية‪ ،‬بشكل سمح له بتضمين عمله وصفا كرونولوجيا عاما ميز تاريخ مدينة أصيال‬ ‫منذ بداية الفتح اإلسالمي‪ ،‬وإلى حدود العقود األخيرة من القرن ‪ .19‬وعلى الرغم من األخطاء التاريخية‬ ‫والسواحل المغربية ولن أقول التالل والجبال‪( “ ...‬ص‪.)6 .‬‬ ‫لقد اعتمد مولييراس على روايات سارده‪ ،‬الدرويش محمد بن الطيب‪ ،‬الذي أفاض في تقديم تفاصيل والطوبونيمية والجغرافية والبشرية التي ارتبطت بالوصف العام الذي احتواه كتاب مولييراس‪ ،‬وإلى جانب‬ ‫حياة منطقة جبالة اإلثنوغرافية واالجتماعية‪ ،‬من خالل شخصنة قضايا سرده‪ ،‬وانفتح على ملفات اجتماعية –كذلك‪ -‬بعض األخطاء الجزئية للترجمة العربية والتي ال تنقص من قيمة العمل في شيء‪ ،‬من قبيل‬ ‫لم يكن الحديث عنها متداوال وال مباحا‪ ،‬مثل قضايا الشذوذ الجنسي‪ ،‬والدعارة واللصوصية‪ ،‬والطرقية‪ ،‬اإلشارة إلى كتاب “نزهة الهادي” عوض “نزهة الحادي” (ص‪ )465 .‬أو اإلشارة إلى “الفزيقوط” عوض‬ ‫واألشكال الفرجوية البدائية‪ ،‬وواقع الطائفة اليهودية‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬حرص مولييراس على النهل من “القوط” (ص‪ )551 .‬أو ذكر قبيلة “الفحاص” عوض “الفحص” (ص‪ )476 .‬أو كتاب “نشر المتاني” عوض‬ ‫مظان المصادر اإلسطوغرافية التاريخية الكالسيكية‪ ،‬وخاصة منها الكتابات العربية اإلسالمية‪ ،‬وتحديدا “نشر المثاني” (ص‪ )561 .‬أو سيدي المندري عوض سيدي المنظري (ص‪ ،)165 .‬فالكتاب يقدم ذخيرة‬ ‫كتاب “ابن خلدون”‪ ،‬وكتاب “االستقصا”‪ ،‬وكتاب “البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب” البن عذارى‪ ،‬هامة من المعطيات غير المتداولة وال المعروفة لدى الباحثين‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن صدور الترجمة‬ ‫وكتاب “نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق”‪ ،‬لإلدريسي‪ ،‬وكتاب “األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار العربية قد ساهم في سد فراغ هائل ظل يعتري أوجه تعاطي المؤرخين مع تحوالت ماضي منطقة جبالة‪،‬‬ ‫ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس” البن أبي زرع‪ .‬وقد مكنه إتقانه للغة العربية الفصحى من النهل من تاريخيا وإثنوغرافيا وسوسيولوجيا‪ ،‬بأصقاعها الممتدة وبمراكزها وبقراها وبقبائلها وبمدنها التي تؤثث‬ ‫معين هذه المصنفات‪ ،‬بل وتحويل متونها إلى أرضية لتقديم قراءات تركيبية لمجمل تطورات ماضي فضاءاتها التاريخية المميزة‪.‬‬

‫شباب بوزان ينتصر لقيم المواطنة في الورش التطوعي المفتوح‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حم�ضي‪ ‬‬ ‫في خطوة غير مسبوقة وواعدة ‪ ،‬اختار شباب متشبع بقيم المواطنة الحقة ‪ ،‬الرفع من منسوب‬ ‫هذه األخيرة حتى يستنشق نسيمها كل من تسكنه ذرة من األمل في انقاذ وزان التي توسعت‬ ‫مساحة تهميشها ‪ ،‬وتضخم حجم معاناتها ‪ ،‬وهي التي تحتضن بين أحشائها كل مقومات النجاح‬ ‫والجاذبية ‪.‬‬ ‫منسوب المواطنة المشار إليه يجسده هؤالء الشباب اليوم في ورش تطوعي أطلقوه مطلع‬ ‫شهر غشت الجاري ‪ ،‬وذلك بغاية تنظيف األحياء الرئيسية للمدينة ومساحاتها الخضراء ‪ ،‬وصباغة‬ ‫الواجهات المنزلية ‪ ،‬وتنظيم ورشات وجداريات ‪ ،‬كما حمل ذلك بالغ صادر عن المشاركات‬ ‫والمشاركين في الحلقة األولى لهذا الورش التطوعي ‪.‬‬ ‫« كن وزاني (ة) » هو الشعار المؤطر لهذه المبادرة التطوعية التي انطلقت قبل أسبوع بتنظيف‬ ‫ساحة االستقالل( وسط المدينة ) ‪ ‬التي تعتبر متنفسا يتيما وفقيرا من حيث التجهيزات ‪ ،‬يشد له‬ ‫الرحال األطفال ‪ ،‬والنساء ‪ ،‬والمسنين والمسنات ‪ ،‬هروبا من تجمعاتهم‪/‬هن السكنية التي لم توفر‬ ‫بها المجالس المنتخبة المتعاقبة مرافق للراحة والترفيه وتزجية الوقت ولو في حدها األدنى ‪.‬‬ ‫أما يوم الثالثاء ‪ 14‬غشت الذي يصادف تخليد المغاربة لمحطة هامة في تاريخ نضالهم من أجل‬ ‫صيانة الوحدة الترابية ( استرجاع وادي الذهب ) ‪ ،‬فقد اختار هؤالء الشباب بأن يتميز تخليدهم لهذه‬ ‫الذكرى بفعل ملموس ‪ ،‬وذلك بالنزول بشكل مكثف لقلب المدينة العتيقة التي قاموا بتنظيف وطالء‬ ‫وصباغة جدران وأسوار بعض فضاءاتها( الخراطين ) ‪ .‬وبالمناسبة فالمدينة العتيقة عرف مشروع‬ ‫تأهيلها وترميمها الذي تم عرض تفاصيله أمام الملك محمد السادس بمناسبة زيارته لوزان ‪،‬‬ ‫وخصص له غالفا ماليا يقدر بمآت الماليين ‪ ( ،‬عرف) تعثرا كبيرا ‪ ،‬وأسال الكثير من التساؤالت‬ ‫المشروعة ‪ ،‬ألن عملية التأهيل لم تحقق الهدف من إنجازها ‪.‬‬ ‫يذكر بأن المبادرة التطوعية « كن وزاني (ة) جاءت بمبادرة من ‪ ‬شباب يستخدم مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي التي استثمر وجوده فوق منصاتها لخدمة وزان التي « تتعرض لعملية تهميش متواصلة‬ ‫تؤكدها عملية توقف المشاريع المقررة منذ سنوات طويلة « كما جاء ذلك في ديباجة البالغ رقم ‪1‬‬ ‫الذي أصدره المشاركون والمشاركات في حلقة اليوم األول من الورش المفتوح على الزمن القادم‪،‬‬ ‫وعلى الساكنة بكل فئاتها ‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)422‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫ضغط الهجرة غير الشرعية‬ ‫ينعش تهريب المخدرات عبر‬ ‫مضيق جبل طارق‬

‫حذرت نقابة الشرطة االسبانية من‬ ‫تداعيات عدم اعتماد خطة أمنية فعالة‬ ‫لمراقبة الحدود الجنوبية‪ ،‬حيث ستزداد‬ ‫أنشطة تهريب المخدرات عبر مضيق جبل‬ ‫طارق‪ ،‬وسيتواصل اإلفالت من العقاب‪،‬‬ ‫خاصة في هاته الظروف التي تكرس فيها‬ ‫الشرطة مجهوداتها لكبح جماح تدفق‬ ‫المهاجرين غير الشرعيين‪.‬‬ ‫وحسب تصريــح لمســؤول بنقابـــة‬ ‫الشرطة الموحدـــة (‪ ،)SUP‬فإن «تجــار‬ ‫المخدرات يستغلــون انشغـــال أجهــزة الشرطة في احتواء أزمة المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬ليزاولوا‬ ‫نشاطاهم التهريبي في واضح النهار‪ ،‬وأمام أعين المصطافين‪ ،‬لدرجة أننا شاهدنا وصول ثمانية‬ ‫قوارب تفرغ المخـدرات فـي نفـــس اليوم‪ ،‬وال نستطيع فعل شيء في ظل غياب عناصر في الميدان‬ ‫تعمل لصدهم»‪.‬‬ ‫ويشتكي أفراد الشرطــة اإلسبانية‪ ،‬من سوء توجيه العناصر األمنية الخاصة بالتصدي لمهربـــي‬ ‫المخــدرات الذيـــن باتوا يعلمون أن دورهم أصبح ثانويا‪ ،‬خصوصا بعد توجيه غالبية عناصر األمن‬ ‫اإلسباني لمراقبة المنشئات التي تستقبل المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬أو لمراقبة عملية عبـــور‬ ‫المضيق تاركيــن األبواب مفتوحة أمام مهربي المخدرات‪ .‬‬ ‫والنتيجــة اتضحــت خــالل األسبوع الماضي‪ ،‬عندما تمكن خمسة قوارب من تفريغ ‪ 3000‬كلغ‬ ‫من المخدرات قادمة من المغرب‪ ،‬خالل ساعة ونصف‪ ،‬في واضح النهار بمنطقة ال لينيا‪ ،‬وبالضبط‬ ‫في شاطئ «أتونارا» (أرض تجار المخدرات)‪ ،‬هناك أفرغ المئات من «الحمالة» الشحنات في المخازن‪.‬‬ ‫ومن بين أهم مطالب نقابة الشرطة للحكومة اإلسبانية‪ ،‬تزويــد جهــاز األمن بالموارد البشرية‬ ‫واللوجستيكية‪ ،‬نظرا لوجود أغلبيتهـــم في عطلــة‪ ،‬وسيارات جديدة صالحة للتضاريس الوعرة‪،‬‬ ‫حتى يتمكنوا من مطاردة مهربي المخدرات في الشواطئ‪ ،‬حيث يختفون بمجرد الوصول إلى رمال‬ ‫الشاطئ‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫منذ فترات طويلة وزنقة فولطا بحي‪....‬‬

‫تعيش في ظالم دامس‪ ،‬األمر الذي يقلق راحة السكان والمارة على حد سواء‪ ،‬حيث أن انعدام‬ ‫اإلنارة العمومية بالمكان يجعل السكان وجميع المتضررين ال يشعرون باألمن واألمان‪ ،‬وخاصة‬ ‫األطفال الصغار والتالميذ وكبار السن وضعاف البصر‪ .‬ذلك ألن الظلمة غالبا ما تفتح الشهية أمام‬ ‫اللصوص والمنحرفين وقطاع الطرق‪ ،‬وبالتالي يمارسون «مهنتهم» اإلجرامية باعتدائهم على‬ ‫المارة وسلب ما يكون بحوزتهم من أمتعة وأغراض‪ ،‬تحت تهديدهم بواسطة األسلحة البيضاء و‬ ‫«الهراوات»‪.‬‬ ‫ويأمل السكان المتضررون أن تبادر مقاطعة طنجة إلى تزويدهم باإلنارة العمومية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إخراجهـــم من العزلـــة الظالميــة والتهميش المعيق‪.‬‬ ‫م‪.‬إ‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫سكان في أمس الحاجة‬ ‫إلى اإلنارة العمومية‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫سرعة المالحظة‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫«الدرويش فيه ؤ فلحيط»‬

‫تعرض‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بناء عبارة عن غرفة‪ ،‬لعملية هدم‪ ،‬بأمر من قائد قيادة اثنين سيدي‬ ‫اليماني‪ ،‬وتحديدا بمدشر «دمينة»‪ .‬وتعود هذه الغرفة إلى مواطن من أسرة بوشتى‬ ‫المعروفة بالمنطقة حيث شيدها على أرضه‪ ،‬منذ حوالي سنة على عهد القائد السابق‪،‬‬ ‫وكان يستظل تحت سقفها‪ ،‬ومن خاللها‪ ،‬يشير المشتكي في تصريحه لنا‪ ،‬يحرس‬ ‫«زريبته» ويحمي رؤوس ماشيته من أن تتعرض لعمليات سرقة‪ ،‬خاصة وأن ظاهرة‬ ‫اختطاف الخرفان طفت على السطح‪ ،‬خالل السنين األخيرة‪ ،‬إذ يرفع من وتيرتها تزامنها‬ ‫مع اقتراب عيد األضحى المبارك‪ .‬كما أن غرفته التي هدمها القائد الجديد بالمنطقـة ـ‬ ‫يضيف المشتكي ـ كان يقضي فيها أوقات استجمام‪ ،‬مستغال قرب أرضه من البحر الذي‬ ‫يفتح شهية االستمتاع به صيفا لدى غالبية الناس‪ ،‬قبل أن تنتهي إلى الهدم‪ ،‬بنوع‬ ‫من «الحكرة» والتمييز بين المواطنين‪ ،‬رغم أن الضحية ابن المنطقة المذكورة‪ ،‬أبا‬ ‫عن جد‪ .‬ومقابل هذا‪ ،‬فإن مواطنين «مهمين» حلوا بالمنطقة على متن سيارات فارهة‬ ‫ومتنوعة‪ ،‬ونصبوا على مقربة من البحر خياما واسعة‪ ،‬على شكل الخيام المستعملة‬ ‫في األعراس واألفراح‪ ،‬واستعانوا في نصب «أعشاشهم» بحجارة نقلوها من الشاطئ‪،‬‬ ‫لقضاء أمسيات وليال صيفية‪ ،‬دون أن يعترضهم أو يمنعهم أحد‪ ،‬يؤكد الضحية‪.‬‬ ‫من جانبنا‪ ،‬نشير إلى أن هذا التمييز في تطبيق القانون‪ ،‬يوضح مرة أخرى‪ ،‬بعد‬ ‫العديد من المرات‪ ،‬أن القانون يسهل تطبيقه في حق دراويش هذا الوطن‪ ،‬بينما‬ ‫يصعب تطبيقه في حق «علية القدوم» وفي حق سياراتهم الفارهة‪ ،‬ونفوذهم «المهند»‬ ‫هؤالء الذين يؤكدون في أكثر من موقف أن المغاربة ليسوا سواسية أمام القانون‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪422‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 955‬ـ الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)13‬‬ ‫كارثة تاريخية‬ ‫تنهي حلم بواليا‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو األهم لدى العبي كرة القدم‪ ،‬وكما ابتسم‬ ‫الحظ للعديد من نجوم الساحرة المستديرة بخوض منافسات تلك المسابقة األعظم على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت دامت لسنوات عديدة‪ .‬ومع اقتراب‬ ‫موعد انطالق نهائيات كأس العالم «روسيا ‪ ،»2018‬نلقي الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم‬ ‫الحظ في الظهور بالمونديال‪ .‬ويستعرض لكم‪« ‬كووورة»‪ ‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪،‬‬ ‫أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة الحادية عشر عن النجم الزامبي‬ ‫كالوشا بواليا‪.‬‬

‫الفهد األسمر‬

‫قدم يسارية قاتلة تمتع بها هذا الفتى ذو الـ ‪ 16‬عاما‪ ،‬جعلته فيما بعد أحد أهم العبي كرة‬ ‫القدم في تاريخ أفريقيا‪ ،‬وذلك خالل تجربته في المالعب األوروبية التي امتدت لـ ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫بدأ بواليا مشواره مع الكرة عام ‪ 1979‬عندما انضم للفريق األول لنادي موفوليرا‪ ،‬الذي‬ ‫كان الفريق األكبر بذلك الوقت في زامبيا‪ ،‬حيث خاض معه ‪ 5‬سنوات كانت كفيلة لجذب انتباه‬ ‫كشافي الفرق األوروبية‪.‬‬ ‫وقع نادي سيركل بروج البلجيكي عقدا مع بواليا وهو لم يكمل الـ ‪ 22‬من عمره‪ ،‬ليبرز‬ ‫موهبته بشكل كبير خالل ‪ 5‬سنوات حصل فيها على لقب الهداف مرتين‪ ،‬لتمكنه من اتخاذ‬ ‫الخطوة األكبر باالنتقال للكبير الهولندي آيندهوفن عام ‪.1989‬‬

‫األفضل في أفريقيا‬

‫بعد توهجه في بلجيكا والفوز بجائزة أفضل العب في أفريقيا عام ‪ ،1988‬قام آيندهوفن‬ ‫حامل لقب دوري أبطال أوروبا بهذا الوقت بالتعاقد مع النجم البرازيلي روماريو‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لكالوشا‪ ..‬خاض النجم الزامبي ‪ 101‬مباراة مع آيندهوفن حقق خاللها لقب الدوري مرتين‬ ‫عامي ‪ 1991‬و‪ 1992‬بجانب لقب كأس هولندا عام ‪ 1990‬وكأس السوبر عام ‪ .1992‬قدم‬ ‫نادي كلوب أمريكا المكسيكي عرضا لكالوشا عام ‪ 1994‬بعدما تضاءلت فرصته في المشاركة‬ ‫كأساسي مع الفريق تحت قيادة المدرب ديك أدفوكات‪ ،‬خاصة مع توهج الظاهرة البرازيلية‬ ‫رونالدو‪ ،‬ليرحل إلى المكسيك ويلعب ‪ 3‬سنوات‪ ،‬ثم يخوض ‪ 6‬محطات أخرى غير ناجحة بين‬ ‫عدة أندية مكسيكية وموسم مع الوحدة اإلماراتي ويعلن اعتزاله عام ‪.2000‬‬

‫الكارثة المفجعة‬

‫افتتح بواليا مبارياته الدولية مع زامبيا عام ‪ 1983‬وهو في الـ ‪ 20‬من العمر‪ ،‬فقد شارك مع‬ ‫منتخب الرصاصات النحاسية في ‪ 87‬مباراة رسمية سجل خاللها ‪ 39‬هدفا‪ ،‬ولعل أبرز مبارياته‬ ‫على اإلطالق تلك التي سجل فيها الهاتريك في مرمى إيطاليا في دور المجموعات بأولمبياد‬ ‫‪ ،1988‬حيث انتهت المباراة برباعية تاريخية لزامبيا‬ ‫‪ .‬كاد ذلك الجيل أن يصنع التاريخ لمنتخب بالده خالل تصفيات مونديال ‪ ،1994‬بعدما‬ ‫عبر الدور األول بنجاح وحل في الدور الثاني بمجموعة ضمت السنغال والمغرب‪ ،‬ولكن أتت‬ ‫الكارثة الكبرى بعدما سقطت الطائرة التي كانت تقل المنتخب إلى السنغال في المحيط‬ ‫األطلنطي‪ ،‬حيث توفي جميع أعضاء البعثة‪ ،‬ولكن كان القدر رحيما بكالوشا الذي لم يسافر‬ ‫معهم‪ ،‬نظرا لمشاركته في دوري األبطال حيث قرر السفر مباشرة من هولندا إلى السنغال‪.‬‬ ‫تخطى الزامبيون آالم تلك الكارثة وعادوا للتصفيات‪ ،‬وقاد الثنائي كالوشا رفقة زميله‬ ‫جونسون بواليا‪ ،‬المنتخب للفوز على المغرب ذهابا ثم التعادل والفوز على السنغال‪ ،‬لتتبقى‬ ‫المباراة الفاصلة أمام المغرب في العودة ولكنهم خسروا بهدف نظيف‪ .‬تمكن بواليا من‬ ‫الوصول بزامبيا لمنصات التتويج األفريقي مرتين‪ ،‬بعدما حل وصيفا في كأس أمم أفريقيا عام‬ ‫‪ ،1994‬ثم الحصول على المركز الثالث عام ‪ ،1996‬ولكنه فشل في التأهل في كأس العالم‬ ‫طوال تاريخه‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أثارت‬

‫صورة الطفل الذي رافق النجم ليونيل ميسي إلى داخل الملعب الكبير خالل‬ ‫كاس السوبير اإلسباني بين برشلونة وإشبيلية جدال كبيرا‪ ،‬سيما في مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث ادعى البعض أن الصورة لطفل من اسرة ميسورة‪ ،‬وآخرون اعتبروه‬ ‫ابن شخصية كبيرة‪ ،‬وتعددت التعاليق واإلشاعات‪ .‬وركوب البعض على صورة الطفل الذي‬ ‫رافق ميسي في مباراة األحد الماضي معتقدين أن السطو على حلم أبناء الطبقة المحرومة‬ ‫حدث مرة أخرى بعد جدل صورة ابن وزير سابق مع ميسي في مباراة برشلونة ضد الرجاء‪،‬‬ ‫لكن الخبر هذه المرة كان سارا‪ ،‬حيث أن الطفل لم يكن سوى عماد الخشوع‪ ،‬إبن المرحوم‬ ‫عبد السالم الخشوع‪ ،‬طنجاوي‪ ،‬سائق طاكسي‪ ،‬وافته المنية منذ خمسة عشر يوما‪ ،‬فجاءت‬ ‫المبادرة النبيلة من الصديق عبد اللطيف العافية‪ ،‬رئيس عصبة الشمال لكرة القدم الذي أقنع‬ ‫المنظمين بمنح هدية لهذا الطفل للتخفيف من ألم الحرمان بعد وفاة والده‪ .‬بادرة تستحق‬ ‫التنويه‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫لويس روبياليس‪...‬‬ ‫رئيس االتحاد اإلسباني لكرة القدم‬

‫إنريكي تحدٍّ مشترك‪ ..‬كأنه في برشلونة‪ ..‬قائد‬ ‫ال يقبل الجدل‬ ‫أض����اف‪:‬ان انريكي ك��ان ي��رغ��ب ف��ي ان ي��ك��ون م��درب‬ ‫اسبانيا‪ .‬تلقى عروضا من جهات أخرى مهمة جدا‪ ،‬كان من‬ ‫المستحيل ان نقدم هذه المبالغ التي عرضت عليه‪ ،‬ولذلك قام‬ ‫بجهد كبير للموافقة على تولي المهمة‪.‬‬ ‫ويواجه انريكي البالغ من العمر‪ 48‬عاما تحديا مماثال للذي‬ ‫واجهه عندما تولي تدريب برشلونة في العام‪ .2014 ‬فالالعب‬ ‫السابق الذي خاض‪ 62 ‬مباراة دولية‪ ،‬أوكلت اليه مهمة تدريب‬ ‫العمالق الكتالوني برشلونة بعد عام لم يحصد فيه النادي‬ ‫أيلقب‪ ،‬وذلك للمرة األولى في ستة أعوام‪ .‬وتمكن انريكي من‬ ‫قيادة برشلونة الى لقب الدوري االسباني عامي‪ 2015 ‬و‪،2016‬‬ ‫ودوري أبطال أوروب���ا‪ ،2015 ‬قبل ان يعلن رحيله في نهاية‬ ‫موسم‪ 2017 - 2016 ‬ويعين النادي ارنستو فالفيردي بدال‬ ‫منه‪.‬وعلى دكة المنتخب االسباني‪،‬سيكون انريكي مطالبا‬ ‫بإعادة «ال روخا» الى األلقاب التي غاب عنها منذ ستة أعوام‪،‬‬ ‫عندما أتم ثالثية مذهلة من األلقاب الكبيرة‪ ،‬شملت كأس‬ ‫أوروب���ا‪ 2008 ‬و‪2012‬وك���أس‬ ‫العالم‪ .2010 ‬جاء المؤتمر‬ ‫الصحافي الثاني لروبياليس‬ ‫بعد اجتماع مجلس ادارة‬ ‫االتحاد وأعقب لقاء أول مع‬ ‫الصحافيين ايضا أعلن فيه‬ ‫تعيين حارس اتلتيكو مدريد‬ ‫ال��دول��ي ال��س��اب��ق خوسيه‬ ‫فرانشيسكو مولينا البالغ من‬ ‫العمر‪ 47‬عاما مديرا رياضيا‬ ‫للمنتخب بعدما رفضهييرو‬ ‫العودة للمنصب الذي تواله‬ ‫ألعوام‪ .‬وكان اسم انريكي األبرز بحسب بورصة األسماء التي‬ ‫تداولتها الصحف االسبانية لالشراف على المنتخب‪ ،‬الى جانب‬ ‫كيكي فلوريس وميغيل غونزاليز‪ ،‬واخيرا روبرتو مارتينيز المدرب‬ ‫الحالي للمنتخب البلجيكي‪ .‬وقال روبياليس قبيل إعالن اسم‬ ‫انريكي‪ ،‬ان االتحاد يبحث عن «قائد ال يقبل الجدل‪ )...( ‬وعلى‬ ‫المدرب ان يتمتع بشخصية قوية‪ ،‬ليتمكن من فرض نفسه على‬ ‫الالعبين في غرفة تبديل المالبس»‪ .‬واعتبر مولينا ان «المنتخب‬ ‫في حاجة الى مدرب سبق له تحقيق النجاح في عمله‪ ،‬وان يكون‬ ‫صاحب أسلوب حديث»‪.‬‬

‫متى استهل إنريكي مشواره؟‬ ‫استهل انريكي مشواره التدريبي مع الفريق الرديف‬ ‫لبرشلونة‪ ،‬قبيل مغادرته الى روما االيطالي بين‪ 2011 ‬و‪،2012‬‬ ‫وعودته الى سلتا فيغو االسباني في‪ 2013 ‬و‪ ،2014‬الى ان تولى‬ ‫تدريب الفريق األول للنادي الكتالوني في أواخرالعام‪.2014 ‬‬ ‫وقاد انريكي برشلونة الى تسعة القاب في ثالثة اعوام‪،‬‬ ‫بينها الثالثية في‪( 2015 ‬الليغا االسبانية وكأس الملك ودوري‬ ‫أبطال أوروبا)‪.‬‬ ‫وكانت مباراته االب��رز مع الفريق تلك التي حقق فيها‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫برشلونة‪« ‬ريمونتادا» مذهلة أمام باريس سان جرمان الفرنسي‬ ‫في ثمن نهائي دوري األبطال ع��ام‪ ،2017 ‬بعدما قلب تأخره‬ ‫صفر ‪ 4 -‬ذهابا في باريس‪ ،‬الى فوز كبير ‪ 1 - 6‬في ملعب«كامب‬ ‫نو»‪.‬‬ ‫ومع المنتخب‪ ،‬سيكون المدرب أمام مهمة إعادته لأللقاب‬ ‫وتقديم أداء جيد في المواعيد الكبرى‪ ،‬بعدما خرج من الدور‬ ‫األول لمونديال البرازيل‪ ،2014 ‬وال��دور ربع النهائي لكأس‬ ‫أوروبا‪ 2016 ‬في فرنسا‪ ،‬وثمن نهائي مونديال‪. 2018‬‬

‫حاد الطبع‪ ‬وذو قدرة فنية كبيرة‬ ‫القيادة والشخصية والكرة الحديثة‪ ،‬هذه هي أسلحة لويس‬ ‫انريكي المدرب الجديد للمنتخب اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬الذي‬ ‫يتعين عليه أن يعيد بناء هذا الفريق الذي فقد االتجاه الصحيح‬ ‫بعد أن مر بأزمات كبيرة خالل الشهر األخير الذي شهدمشاركته‬ ‫في بطولة كأس العالم‪ 2018 ‬بروسيا‪.‬‬ ‫وأكد لويس روبياليس‪،‬‬ ‫رئيس االتحاد اإلسباني لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬قبل وقت قصير من‬ ‫اإلع�لان عن هوية المدرب‬ ‫الجديد‪ ،‬ق��ائ�لا‪ :‬نبحث عن‬ ‫قائد‪ .‬ويتعلق قرار روبياليس‬ ‫برهان شخصي قرر أن يتحمل‬ ‫م��خ��اط��ره‪ ،‬وذل���ك بالنسبة‬ ‫ل��م��درب رف��ض الكثير من‬ ‫العروض التي كانت أهم من‬ ‫عرض تدريب المنتخب اإلسباني‪ ،‬حسبما أفاد رئيس اتحاد الكرة‬ ‫اإلسباني‪.‬‬ ‫وجاء انريكي البالغ من العمر‪ 48 ‬عاماإلى مقعد المدير‬ ‫الفني للمنتخب اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬بعد أن صنع تاريخا مهما‬ ‫في عالم التدريب وحقق إنجازات استثنائية مع نادي برشلونة‬ ‫اإلسباني وخاصة في موسم‪2016 - 2015 ‬عندما فاز بالثالثية‬ ‫(دورياألبطال والدوري اإلسباني وكأس الملك)‪.‬‬ ‫وكان انريكي يُعرف خالل حقبته كالعب بطباعه الحادة‬ ‫واحترافيته الكبيرة‪ ،‬واصطحب معه هذه السمات عندما بدأ‬ ‫مسيرته كمدرب‪ .‬وأضاف انريكي إلى هذا نكهة جديدة عندما‬ ‫اتبع فكرا تكتيكيا يمزج بين المهارة الفنية والقدرة البدنية‪ ،‬وهو‬ ‫أمر أثار رفضا بين القطاعات األكثر تشددا من جماهير برشلونة‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬وبعد عام غاب خالله عن ممارسة التدريب‪ ،‬وصل‬ ‫انريكي إلى مقعد المدير الفني في المنتخب اإلسباني مفعما‬ ‫بالرغبة في إع��ادة تأهيل فريق تراجع مستواه كثيرا خالل‬ ‫السنوات األربع الماضية‪ ،‬بعد أن أخفق في بطولتين لكأس‬ ‫العالم وبطولة أخرى لكأس أمم أوروبا‪.‬‬

‫ليفربول ينافس برشلونة‬ ‫على الفرنسي رابيو‬

‫كشفت تقارير صحفية فرنسية‪ ،‬أن نادي ليفربول اإلنجليزي‪ ،‬دخل بقوة لمنافسة برشلونة‬ ‫على صفقة جديدة‪ .‬وقالت صحيفة «ليكيب» الفرنسية‪ ،‬إن األلماني يورجن كلوب المدير الفني‬ ‫لفريق ليفربول اإلنجليزي‪ ،‬يريد التعاقد مع الفرنسي أدريان رابيو‪ ،‬نجم باريس سان جيرمان‬ ‫والمطلوب في صفوف برشلونة‪ .‬ولم يقم سان جيرمان حتى اآلن بتجديد عقد العبه الفرنسي‪،‬‬ ‫والذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي‪ ،‬وبإمكانه االتفاق مع أي ناد للرحيل إلى صفوفه في الصيف‬ ‫المقبل مجانا‪ .‬وبعد أن تعاقد برشلونة هذا الصيف مع التشيلي أرتورو فيدال‪ ،‬والبرازيلي آرثر‬ ‫ميلو‪ ،‬لن يكون مندفعا لضم رابيو‪ ،‬لكنه ما يزال محافظا على مراقبته لالعب‪ .‬ويرغب ليفربول‬ ‫في ضم رابيو في فترة االنتقاالت الشتوية المقبلة أو تأجيل الصفقة إلى الصيف‪ ،‬خاصة بعد أن‬ ‫انتهى الميركاتو في إنجلترا منذ أسبوع‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪955‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫البرنامج العام للدوري اإلسباني لكرة القدم‬ ‫للموسم الرياضي‬ ‫الدورة ‪ 1‬ذهاب (‪ 17‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫سلطا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫إيبار ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬أالفيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فيا الريال‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫الدورة ‪ 2‬ذهاب (‪ 24‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬بيتيس‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬هويسكا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫إشبيلية ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬برشلونة‬ ‫ليفانطي ‪ /‬سلطا‬ ‫خيطافي ‪ /‬إيبار‬ ‫الدورة ‪ 3‬ذهاب (‪ 31‬غشت ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫برشلونة ‪ /‬هويسكا‬ ‫بيتيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ليفانطي‪ /‬فالينسيا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫سلطا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فيا الريال ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 4‬ذهاب (‪ 14‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إيبار‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ليفانطي‬ ‫هويسكا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫ليغانيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أالفيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪/‬برشلونة‬ ‫فالينسيا ‪ /‬بيتيس‬ ‫خيرونا ‪ /‬سلطا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬خيطافي‬ ‫الدورة ‪ 5‬ذهاب (‪ 23‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫إيبار ‪ /‬ليغانيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إشبيلية‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أالفيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫خيطافي ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫فيا الريال ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 6‬ذهاب (‪ 26‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬هويسكا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫خيرونا ‪ /‬بيتيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬سلطا‬ ‫إسبانيول ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 7‬ذهاب (‪ 30‬شتنبر ‪) 2018‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬ليغانيس‬ ‫سلطا ‪ /‬خيطافي‬ ‫إيبار ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أالفيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إسبانيول‬ ‫هويسكا ‪ /‬خيرونا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 8‬ذهاب (‪ 07‬أكتوبر ‪) 2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬بيتيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيطافي‪ /‬ليفانطي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬رايو فايكانو‬

‫فالينسيا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إشبيلية ‪ /‬سلطا‬ ‫خيرونا ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬هويسكا‬ ‫الدورة ‪ 9‬ذهاب (‪ 21‬أكتوبر ‪) 2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬إشبيلية‬ ‫بيتيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫سلطا ‪ /‬أالفيس‬ ‫إيبار ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫هويسكا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬خيطافي‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬خيرونا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 10‬ذهاب (‪ 28‬أكتوبر ‪)2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أالفيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬فالينسيا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬إيبار‬ ‫خيرونا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيطافي ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫إشبيلية ‪ /‬هويسكا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 11‬ذهاب (‪ 04‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬سلطا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬أالفيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬برشلونة‬ ‫هويسكا ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬خيرونا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 12‬ذهاب (‪ 11‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬هويسكا‬ ‫برشلونة ‪ /‬بيتيس‬ ‫سلطا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬فيا الريال‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إيبار‬ ‫إشبيلية ‪ /‬إسبانيول‬ ‫الدورة ‪ 13‬ذهاب (‪ 25‬نوفمبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬خيطافي‬ ‫إيبار ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫إسبانيول ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫إشبيلية ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬بيتيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 14‬ذهاب (‪ 02‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بيتيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬هويسكا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫خيرونا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬إيبار‬ ‫خيطافي ‪ /‬إسبانيول‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫الدورة ‪ 15‬ذهاب (‪ 09‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬خيرونا‬ ‫بيتيس ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إيبار ‪ /‬ليفانطي‬ ‫هويسكا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬أالفيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬برشلونة‬ ‫فيا الريال ‪ /‬سلطا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 16‬ذهاب (‪ 16‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫سلطا ‪ /‬ليغانيس‬

‫إيبار ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيطافي ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫هويسكا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي‪ /‬برشلونة‬ ‫إسبانيول ‪ /‬بيتيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 17‬ذهاب (‪ 22‬دجنبر ‪)2018‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫برشلونة ‪ /‬سلطا‬ ‫بيتيس ‪ /‬إيبار‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أالفيس‬ ‫خيرونا ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬هويسكا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ليفانطي‬ ‫فيا الريال‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 18‬ذهاب (‪ 06‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫إيبار ‪ /‬فيا الريال‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ليغانيس‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫سلطا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬برشلونة‬ ‫هويسكا ‪ /‬بيتيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬خيرونا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫الدورة ‪ 19‬ذهاب (‪ 13‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إشبيلية‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫برشلونة ‪ /‬إيبار‬ ‫بيتيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫خيرونا ‪ /‬أالفيس‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬سلطا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫فيا الريال ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس‪ /‬هويسكا‬ ‫الدورة ‪ 20‬إياب (‪ 20‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫إيبار ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫خيطافي ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫هويسكا ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫الدورة ‪ 21‬إياب (‪ 27‬يناير ‪) 2019‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬بيتيس‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬خيطافي‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيرونا ‪ /‬برشلونة‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬سلطا‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬هويسكا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 22‬إياب (‪ 03‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أالفيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫بيتيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬خيطافي‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ليغانيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬فالينسيا‬ ‫سلطا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫إيبار ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 23‬إياب (‪ 10‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬بيتيس‬ ‫خيطافي ‪ /‬سلطا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬إيبار‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أالفيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬برشلونة‬ ‫إسبانيول ‪ /‬رايو فايكانو‬

‫خيرونا ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 24‬إياب (‪ 17‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫بيتيس ‪ /‬أالفيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫سلطا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫إيبار ‪ /‬خيطافي‬ ‫الدورة ‪ 25‬إياب (‪ 24‬فبراير ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬برشلونة‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬بيتيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬سلطا‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إيبار‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫إسبانيول ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيطافي ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيرونا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫ليغانيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 26‬إياب (‪ 03‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫فيا الريال ‪ /‬أالفيس‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬سلطا‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬خيرونا‬ ‫بيتيس ‪ /‬خيطافي‬ ‫إسبانيول ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫هويسكا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ليفانطي‬ ‫الدورة ‪ 27‬إياب (‪ 10‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫سلطا ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أالفيس ‪ /‬إيبار‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬إسبانيول‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ليغانيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫خيطافي ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 28‬إياب (‪ 17‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫هويسكا ‪ /‬أالفيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫فيا الريال ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫إسبانيول ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 29‬إياب (‪ 31‬مارس ‪) 2019‬‬ ‫خيرونا ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬بيتيس‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫أالفيس ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫برشلونة ‪ /‬إسبانيول‬ ‫سلطا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫خيطافي ‪ /‬ليغانيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 30‬إياب (‪ 03‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬بيتيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬خيرونا‬ ‫إيبار ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬خيطافي‬ ‫ليغانيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 31‬إياب (‪ 07‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫خيطافي ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إيبار‬

‫‪19‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫خيرونا ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ليفانطي ‪ /‬هويسكا‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫أالفيس ‪ /‬ليغانيس‬ ‫بيتيس ‪ /‬فيا الريال‬ ‫سلطا ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬فالينسيا‬ ‫الدورة ‪ 32‬إياب (‪ 14‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أالفيس‬ ‫هويسكا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إشبيلية ‪ /‬بيتيس‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فالينسيا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬سلطا‬ ‫خيرونا ‪ /‬فيا الريال‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 33‬إياب (‪ 21‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إيبار ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫ليفانطي ‪ /‬إسبانيول‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬هويسكا‬ ‫فيا الريال ‪ /‬ليغانيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫برشلونة ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫بيتيس ‪ /‬فالينسيا‬ ‫سلطا ‪ /‬خيرونا‬ ‫خيطافي ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 34‬إياب (‪ 24‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليفانطي ‪ /‬بيتيس‬ ‫إسبانيول ‪ /‬سلطا‬ ‫هويسكا ‪ /‬إيبار‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬خيرونا‬ ‫إشبيلية ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫أالفيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫خيطافي ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 35‬إياب (‪ 28‬أبريل ‪) 2019‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬أالفيس‬ ‫ليغانيس ‪ /‬سلطا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬إيبار‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬خيطافي‬ ‫فيا الريال ‪ /‬هويسكا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫برشلونة ‪ /‬ليفانطي‬ ‫بيتيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫خيرونا ‪ /‬إشبيلية‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 36‬إياب (‪ 05‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫سلطا ‪ /‬برشلونة‬ ‫إيبار ‪ /‬بيتيس‬ ‫إشبيلية ‪ /‬ليغانيس‬ ‫أالفيس ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬خيرونا‬ ‫هويسكا ‪ /‬فالينسيا‬ ‫ليفانطي ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فيا الريال‬ ‫الدورة ‪ 37‬إياب (‪ 12‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫فالينسيا ‪ /‬أالفيس‬ ‫فيا الريال ‪ /‬إيبار‬ ‫ليغانيس ‪ /‬إسبانيول‬ ‫ريال صوصيداد‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬سلطا‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ /‬خيطافي‬ ‫بيتيس ‪ /‬هويسكا‬ ‫خيرونا ‪ /‬ليفانطي‬ ‫رايو فايكانو ‪ /‬بلد الوليد‬ ‫الدورة ‪ 38‬إياب (‪ 19‬ماي ‪) 2019‬‬ ‫إشبيلية ‪ /‬أ‪.‬بلباو‬ ‫ليفانطي ‪ /‬أ‪.‬مدريد‬ ‫إيبار ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬بيتيس‬ ‫بلد الوليد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫أالفيس ‪ /‬خيرونا‬ ‫سلطا ‪ /‬رايو فايكانو‬ ‫إسبانيول ‪ /‬ريال صوصيداد‬ ‫خيطافي ‪ /‬فيا الريال‬ ‫هويسكا ‪ /‬ليغانيس‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬غ�شت ‪2018‬‬

‫العدد ‪955‬‬

‫سكان حيّ «الديزة» بتطوان يعيشون‬ ‫كارثة بيئية حقيقية‬ ‫الحكومة ترفض «عريضة شعبية»‬ ‫في الموضوع‬

‫جمعية الموسيقيين‬ ‫الشباب تحتفل باليوم‬ ‫الوطني لمغاربة العالم‬

‫العثماني زار المنطقة وأمر بتقرير !‬ ‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫الوزير «الناطق»‪ ،‬علل رفض الحكومة لعريضة أهل تطوان ‪ ،‬التي جاءت بعد إحداث نظام ا»لعرائض الشعبية» ‪ ،‬إلى‬ ‫السلطات العمومية‪ ،‬والتي وقع عليها فوق ‪ 5‬أالف مواطن ومواطنة وفق «الشروط المسطرية» المطلوبة‪ ،‬بأن العريضة‬ ‫التطوانية «غير مستوفية للشروط المطلوبة»‪! ....‬‬ ‫شروط إيه‪ ،‬وهباب إيه‪ ،‬يا حضرة !‪...‬المركب «يغرق» وأرواح قد تزهق‪ ،‬وطوفان من الوباء يهدد بيئة اإلنسان والطبيعة‬ ‫‪ ،‬يتهددها بكوارث بيئية ال تطاق‪ ،‬وأنت تتحدث عن الشروط المطلوبة‪ ،‬وكان على الحكومة أن تلبس سترة رجل المطافئ‬ ‫وتسارع إلى إنقاذ المهددين في صحتهم وسالمتهم بحي «الديزة» وكان األسلم أن يكتب «ضيزى» تعبيرا عن حظ هذا‬ ‫الحي التعيس‪ ،‬في مخططات التنمية الوطنية الذي طلع فيها بقسمة ناقصة‪ ،‬جائرة !‪....‬‬ ‫وكان أهل تطوان وسكان جوار واد مارتيل‪ ،‬قد استبشروا خيرا بمشروع بناء سد مارتيل‪ ،‬الذي كان من المفروض أن‬ ‫يكتمل بناؤه ويشرع في استغالله في العام ‪ ،2014‬ليتبخر تفاؤلهم بعد أن الحظوا أن وعود «حليمة» واسمها في الفيلم‬ ‫الجديد‪ ،‬شرفات التطاونية‪ ،‬وعود مغرية ‪ ،‬صورية حتى ال نقول «عرقوبية» ! ليتضح‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬للمتتبعين‪ ،‬أن المشكل في‬ ‫سوء اختيار «آليات» التنفيذ‪ ،‬وفي سوء التتبع والمراقبة والتوثيق‪ ،‬حتى ال نوجه اتهامات دقيقة للجهات المسؤولة عن‬ ‫تنفيذ هدا المشروع الهام‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك منابر إعالمية وطنية متعددة‪ ،‬وفي أكثر من مناسبة‪ .‬ومن حق اإلعالم أن‬ ‫يتساءل إن كان في هذا الوضع ما يمكن اعتباره نوعا من «التواطؤ» بين ‪...‬وبين‪! ...‬‬ ‫وإلى أن ينكشف الوضع‪ ،‬يظل سكان حي «الضيزى» يعيشون أوضاعا كارثية جراء الروائح الكريهة المنبعثة من الواد‬ ‫الذي يمر بجانب حي «الدرع الميت» والذي أصبح يشكل المصب الرئيسي لمياه الصرف الصحي الوافدة عليه من مختلف‬ ‫أحياء المدينة والنواحي‪.‬‬ ‫ولكم أن تتصوروا مواطنين يتنفسون ‪ 24‬ساعة على ‪ ،24‬روائح كريهة‪ ،‬خانقة مؤذية‪ ،‬مع ما تحمله من بكتيريات و‬ ‫وفطريات تساعد على انتشار الروائح واألدواء‪ ،‬وعلى تفريخ ماليين الذباب والبعوض‪ ،‬التي تخنق الجو وتتسبب في أضرار‬ ‫خطيرة للسكان‪ ،‬خاصة األطفال وكبار السن‪ ،‬في فصل الصيف الحار‪ ،‬بينما ينعم غيرهم من المغاربة‪ ،‬بظروف عيش ممتاز‪،‬‬ ‫وإطار حياة سليم‪.‬‬ ‫المواطنون في حي «الديزة» وغيره من األحياء المنكوبة بوادي مرتيل‪ ،‬ال يخفون تذمرهم من الوضع الكارثي‬ ‫الذي ُفرض عليهم‪ ،‬بعد أن تحول سهل مرتيل إلى «بركة» آسنة‪ ،‬لـ «تفريخ» الذباب والبعوض والحشرات األخرى بـ‬ ‫«الدرع الميت» للواد الذي تستغله الشركة المعلومة‪ ،‬لصرف المياه العادمة ‪ ،‬وفي الجهة وال‪ ،‬وفي تطوان عامل‪ ،‬ووال‬ ‫أمن‪ ،‬وسلطات إدارية وجماعية‪ ،‬وممثلون خارجيون لمختلف الوزارات وأجهزة إدارية كافية لترصد االختالالت التي تضر‬ ‫بالمواطنين وتنغص عليهم حياتهم وتدفعهم إلى «المغامرة» بالنزول إلى الشارع‪ ،‬للتنديد بالظلم الذي يتعرضون له‬ ‫في ال مباالة من وُكل إليهم أمر تدبير شؤونهم ‪ ،‬وتكون النتيجة ما شهده المغرب خالل الشهور الماضية‪ ،‬من اعتقاالت‬ ‫ومحاكمات وأوضاع اجتماعية كارثية‪.‬‬

‫بشراكة مع المجلس الحضري لطنجة ومقاطعة الشرف امغوغة‬ ‫ومقاطعة السواني ومقاطعة طنجة المدينة وبيت الصحافة‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية الموسيقيين الشباب لإلنماء الثقافي واالجتماعي حفال كبيرا على‬ ‫شرف أفراد الجالية المغربية‪ ،‬المقيمة بالخارج‪ ،‬وذلك بمناسبة اليوم‬ ‫الوطني لمغاربة العالم‪.‬‬ ‫حضر هذا الحدث عمدة المدينة الذي لعب دورا كبيرا في لم شمل‬ ‫أفراد الجالية المغربية‪ ،‬ورئيس بلدية «سان جوس» ببلجيكا وممثلو‬ ‫السلطات المحلية وممثلو مختلف األجهزة األمنية ومنتخبون وشخصيات‬ ‫تنتمي إلى مختلف المجاالت والقاطاعات‪.‬‬ ‫وخالل هذا الحفل‪ ،‬تم تكريم فنان المهجر‪ ،‬رفيق الماعي اعترافا له‬ ‫بعطاءاته وتحركاته ومجهوداته في المجال الثقافي والفني‪ ،‬وبإسهاماته‬ ‫المتواصلة التي تعرف بالموروث الثقافي المغربي‪ ،‬وتعمل على تسويقه‬ ‫عبر العالم‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن رئيس بلدية «سان جوس» ببلجيكا قضى ثالثة أيام‬ ‫في ضيافة المجلس الحضري لطنجة‪ ،‬زار خاللها بيت الصحافة‪ ،‬وقام‬ ‫بجولة عبر مرافقه‪ ،‬بحضور رئيس هذا البيت اإلعالمي‪ ،‬سعيد كوبريت‪.‬‬ ‫وكان هذا اللقاء مناسبة لمد جسور التعاون الثنائي المثمر في‬ ‫إطار النهوض بالمجال اإلعالمي والثقافي وخدمة قضاياه‪ ،‬واإلجابة عن‬ ‫أسئلته وانتظاراته لما يخدم مصالح الجانبين‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‬

‫جدارية للذكرى تزكية لروح الفنان‬ ‫التشكيلي المرحوم‬

‫محمد بن علي الرباطي‬

‫النيابة العامة تدخل على الخط‬

‫وأمام حجم االحتجاجات المتواصلة لسكان وادي مرتيل‪ ،‬وتناسل الشكايات المقدمة من طرف العديد من المنظمات‬ ‫األهلية‪ ،‬علم أن النيابة العامة بمحكمة االستئناف بتطوان‪ ،‬أمرت بفتح تحقيق حول هذا الموضوع يشمل تصريحات كل‬ ‫األطراف المعنية بملف وادي مرتيل‪.‬‬ ‫وهكذا تكون النيابة العامة باستئنافية تطوان قد تفاعلت إيجابيا‪ ،‬مع تظلمات المواطنين ومع التنسيقية المحلية التي‬ ‫تضم حوالي ‪ 17‬جمعية أهلية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قام رئيس الحكومة‪ ،‬العثماني‪ ،‬الذي يقضي إجازته بمارتيل‪ ،‬صباح الخميس الماضي بزيارة لحي الديزة‪،‬‬ ‫بوادي مرتيل‪ ،‬من أجل االطالع على الوضع البيئي الكارثي بالمنطقة‪ ،‬حيث استمع إلى بيانات في الموضوع من طرف بعض‬ ‫ممثلي المنظمات األهلية بالمنطقة‪ ،‬الذين أبلغوه تدمر السكان من حالة «ال مباالة» الجهات الرسمية إدارات ومجالس‬ ‫منتخبة‪ ،‬يتدهور الوضع الكارثي بالمنطقة‪ ،‬مطالبين بضرورة إعادة ربط الوادي بالبحر‪ ،‬كما كان سابقا‪ ،‬صيانة لصحة‬ ‫وسالمة المواطنين‪.‬‬ ‫وتقول األخبار الواردة من المنطقة أن العثماني سارع إلى االتصال بكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة قصد‬ ‫موافاته بتقرير خاص حول تلوث مياه وادي مرتيل وتقديم إجراءات للتعجيل بمعالجة هذا الوضع البيئي المقلق‪ .‬محاورو‬ ‫رئيس الحكومة أكدوا له كذلك أن الوضع البيئي بوادي مرتيل المجاور لحي الديزة وحي السوق صار يشكل تهديدا حقيقيا‬ ‫لسالمة المواطنين‪ ،‬وأن تعامل السلطات المحلية مع هذا الموضوع ال يخرج عن نطاق «مسكنات» سخيفة‪ ،‬منها رش‬ ‫المنطقة بروائح جميلة خالل فترات «الزيارات الجميلة» وتعدى ذلك إلى بناء «جدار عازل» يحاولون به إخفاء وضعية سكان‬ ‫المنطقة الشبيهة‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬بحال «البدون» في األردن‪.‬‬ ‫يبقى فقط أن تكون كتابة الدولة في التنمية المستدامة على علم بالمشكلة وأن تكون لديها الشجاعة الكاملة لتقديم‬ ‫تقرير «مزلزل» يحدد االختالالت والمسؤوليات‪...‬ويضع شروط المحاسبة لمن «فرطوا» في حق المواطنين بهذه الناحية‬ ‫‪ ،‬في إطار حياة سليم‪.‬‬ ‫لننتظر !‬

‫عزيز كنوني‬

‫في يوم األحد المنصرم استحضر مجموعة‬ ‫من الفنانين التشكيلين الشباب (زهير وطاش˛‬ ‫يوسف مهابي˛ أسماء علمي ومريم علمي) روح‬ ‫الفنان التشكيلي محمد بن علي الرباطي‪ ،‬الذي‬ ‫يعتبــر مـن أوائــل الفنـــانيــن التشكيلييـــن‬ ‫(‪1916‬ـ ‪ )1934‬الذين عرضوا أعمالهم‬ ‫بالخارج منذ فترة‪ ،‬وذلك بعد تلقيه ألساليب‬ ‫ومهارات الفـــن التشكيلــي على يـد الفنــان‬ ‫الفرنسي جــون الفــــري‪.‬‬ ‫هذا العمــل الفني المتميــز بفضاء طريق‬ ‫المرين ببرج الحجوي أضفى عبـــق التاريخ على‬ ‫جدار المركز الثقافي حيث كانت ـ سابقا ـ جدارية‬ ‫تشخص الرحالة العالمي إبن بطوطة تشد‬ ‫أنظارالسكان والسياح والزوار الوافدين على‬ ‫الحي لمدة تناهــز ثالت سنوات‪.‬‬ ‫و قد تم إنجاز هذه الجدارية بمساعدة‬ ‫مجموعة من الجهات وبمبادرة من جمعية‬ ‫وصال في شخص رئيسها السيد سعيد بالل‬ ‫الفاسي بالتنسيق مع الفنان التشكيلي زهير‬ ‫وطاش ‪.‬‬ ‫وجدير بإلشارة أن هذا العمل الفني يعتبر‬ ‫من أهداف جمعية وصال «ثقافة تواصل فن‬

‫وإبداع»˛ كما أنه جاء موازيا مع تحضيرات الدورة‬ ‫الثانية للملتقى الفني والثقافي دورة محمد‬ ‫بن علي الرباطي تحت شعار «الفن والسالم‬ ‫والتسامح نموذج للتنمية ورأس مال حقيقي‬ ‫للمستقبل»‪.‬‬ ‫ودأب هذا الملتقي على استضافة مجموعة‬ ‫من الفنانين والفنانات المغاربة من مختلف‬ ‫أقطار المملكة‪ ،‬واحتضان ندوة ثقافية وفنية‬ ‫تحمل شعار الدورة وتكريم شخصية فنية‬ ‫وكذلك أنشطة أخرى موازية؛ وقطب رحى هذا‬ ‫الملتقى هو التعريف بشخصيات وازنة منسية ‪،‬‬ ‫و تقريب الفن من المواطن والتحسيس بالتربية‬ ‫الفنية بصفة عامة‪.‬‬ ‫والمالحظ أن هذه الجدارية تثير بجماليتها‬ ‫اهتمام الساكنة والمارة لما تحتوي عليه من خط‬ ‫عربي وطوابع بريدية ثالثية األبعاد متفرقة في‬ ‫الفضاء تحيلنا على طوابع تذكارية كان يرسمها‬ ‫الفنان محمد بن على الرباطي‪ ،‬فما أحوجنا لمثل‬ ‫هذه التظاهرات الفنية‪ ،‬وتحية محبة ومودة‬ ‫وتقدير لكل من ساهم في هذا العمل الفني‬ ‫الرائع‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.