Achamal n° 956 le 28 Août 2018

Page 1

‫ميحوه َّ‬ ‫َكالم َّ‬ ‫الليل ُ‬ ‫النهار‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 956‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 16‬ذو احلجة ‪ 28 / 1439‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫وزارة األوقــاف والشـؤون األخرى أقرت‪،‬‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬بما نفته‪ ،‬بل وأنكرته» في اليوم‬ ‫السابق‪ ،‬بخصوص تظلمات الحجاج المغاربة‬ ‫من سـوء المعاملة‪ ،‬هذا العام أيضـــا‪ ،‬ومن ال‬ ‫مباالة «البعثة» والمصالح المرافقة‪! ‬‬ ‫وكان عـدد من المواقع اإلعالمية قد بثت‬ ‫شرائط ‪ ‬فيديــو لحجاج مغاربة‪ ،‬نســاء ورجاال‪،‬‬ ‫وهم في أشــد حاالت الغضب‪ ،‬من المعاملــة‬ ‫المهينة التي تلقوها خالل قيامهــم ببعض‬ ‫مشاعر الحـــج‪ ،‬على مستـــوى النقل واألكــل‬ ‫والمبيت‪ ،‬األمر الذي اعتبرته وزارة التوفيق‪ ،‬مجرد «أكاذيب قديمة»‪.‬‬ ‫وها هو التوفيق يكذب تكذيبه الذي لم يصدقه أحد‪ ،‬واعترف‪ ،‬في بالغ‪ ،‬أنه أجرى «اتصاالت»‬ ‫هاتفية‪ ،‬ال شك «حبية» مع الجهات السعودية المختصة‪ ،‬وأن حجاجنا «الميامين» واصلوا أداء‬ ‫مناسكهم في أحسن الظروف‪ ،‬بعد أن وقع تدارك «االختالالت» التي‪....‬‬ ‫لننتظر‪ ،‬إذا‪ ،‬عودة الحجاج المغاربة‪ ،‬بعد أيام إن شاء اهلل‪ ،‬لنسمع منهم القول الحق‪ ،‬وما دونه‬ ‫ال يعدو أن يكون ‪«.......‬كرم وزراء»‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫شرفات أفيالل‬

‫خارج الحكومة وتحالف األغلبية مهدد باالنفجار‬ ‫تنافس على‬ ‫االختصاصات وحسابات‬ ‫حزبية وأمور أخرى‬

‫وضعية تدبير الماء لم تكن مطمئنة بالنسبة لغالبيـة المواطنيـن‪ ،‬الذين نزلوا إلى الشارع في أكثر من مدينة وإقليـم‪ ،‬خوضا‬ ‫لـ «معركة العطش» التي مست جل جهات البالد‪ ،‬شرقا وغربا‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ....‬بينما كاتبة الدولة في الماء‪ ،‬شرفات أفيالل تصر‬ ‫على القول بأن الوضع تحت السيطرة‪ ،‬وأن المغرب في مأمن من صعوبات توزيع الماء‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬وأن تجهيز القرى في ما يخص‬ ‫التزود بالماء بلغ في بعض المناطق ‪ 90‬بالمائة‪ ،‬وأن مخزون السدود‪ ،‬وإن تأثر بمرحلة الجفاف‪ ،‬فإنه كاف لتلبية الحاجيات األساسية‪.‬‬ ‫هذا التفاؤل المفرط‪ ،‬تبخر على إيقاع االحتجاجات الشعبية المنددة بندرة الماء وخطر العطش الذي يتهدد جهات واسعة في‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫هل تنجح الحكومة في نقل‬ ‫اختصاصات الدولة المركزية‬ ‫نحو الجهات؟‬

‫كان الفتاً أن يعيد الملك محمد‬ ‫السادس في خطاب ذكرى ثورة الملك‬ ‫والشعب‪ ،‬التأكيد على ضرورة تفعيل‬ ‫الالتمركز اإلداري‪ ،‬الذي اعتبره ورشاً ضرورياً‬ ‫ومستعج ً‬ ‫ال لمواكبة الجهوية المتقدمة التي‬ ‫شرع المغرب في تطبيقها بعد االنتخابات‬ ‫الجماعية لسنة ‪.2015‬‬ ‫ويراد بالالتمركز اإلداري هو أن‬ ‫تتمتع الجماعات بسلطات واسعة وأن‬ ‫يحق لها التصرف في كل الشؤون اإلدارية‬ ‫على المستوى المحلي بهدف تحقيق‬ ‫الديمقراطية المحلية‪ ،‬أي أن توزع السلطة‬ ‫اإلدارية على المستوى الجهوي والمحلي‪.‬‬ ‫وقد أكد الملك محمد السادس‪ ،‬في‬ ‫خطابات سابقة‪ ،‬على الطابع اإلستراتيجي‬ ‫لالتمركز اإلداري لما له من أهمية في‬ ‫النهوض بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫وتحفيز االستثمار وخلق فرص الشغل‬ ‫والرفع من جودة الخدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫وقــــد قدّم كـــل من سعـــد الدين‬ ‫العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة‪ ،‬وعبد الوفي‬ ‫لفتيت‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬خالل المجلس‬ ‫الوزاري ليوم أمس االثنين‪ ،‬عرضاً حول‬ ‫التوجهات العامة لسياسة الدولة في مجال‬ ‫الالتمركز اإلداري تقوم على قواعد جديدة‬ ‫تحكم العالقات المختلفة بين اإلدارتين‬ ‫المركزية والالممركزة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشار العرض إلى‬ ‫أربعة محاور رئيسية؛ أولها اعتماد الجهة‬ ‫كمستوى ترابي مناسب لهذه السياسة‬ ‫يكون فيها والي الجهة ممث ً‬ ‫ال للسلطة‬ ‫المركزية على مستوى الجهة‪ ،‬بما يضمن‬ ‫تنشيط عمل المصالح الترابية للقطاعات‬ ‫الوزارية‪ ،‬والتنسيق وااللتقائية والمتابعة‬ ‫وتنفيذ المشاريع العمومية المبرمجة على‬ ‫مستوى الجهة‪.‬‬ ‫وينص المحور الثاني على االرتقاء‬ ‫بالمصالح الالممركزة إلى محاور أساسي‬ ‫على المستوى المحلي‪ ،‬من خالل تمكين‬ ‫ممثليها بالجهة من السلطات التقريرية‬ ‫الالزمة‪ .‬ويشير المحور الثالث إلى تقديم‬ ‫الدعم للجماعات الترابية وتقوية قدراتها‬ ‫في إطار من الشراكة والتعاقد مع مختلف‬ ‫الفاعلين الجهويين‪ ،‬وكذا بتتبع تنفيذ‬ ‫المشاريع الهيكلية على المستوى الجهوي‪.‬‬ ‫في حين أورد المحور الرابع‪ ،‬ضمن‬ ‫العرض الذي قـــدم أمام الملك‪ ،‬وضــــع‬ ‫مخططات مرجعية في مجــال تحديد‬ ‫االختصاصات والوسائل التي سيتم نقلها‬ ‫إلى المصالح الالممركزة للقطاعات الوزارية‪،‬‬ ‫وااللتزامات المترتبة عن ذلك‪ ،‬ووضع آليات‬ ‫لقيادة وتنسيق ومتابعة وتقييم تطبيق هذا‬ ‫الورش الهيكلي‪.‬‬ ‫وقد دعا الملك‪ ،‬خالل المجلس الوزاري‪،‬‬ ‫إلى اتخاذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬في أقرب‬ ‫اآلجال‪ ،‬لنقل مجموعة أولى من الصالحيات‬ ‫والوسائل من المركز إلى المصالح‬ ‫الالممركزة‪ ،‬وتجاوز التحفظ غير المبرر‬ ‫من قبل بعض اإلدارات المركزية في هذا‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫وليست المرة األولى الذي يثيرها فيها‬ ‫الملك هذا الموضوع‪ ،‬فبحسب محمد صالح‪،‬‬ ‫الباحث في العلوم السياسية‪ ،‬فإن الدعوة‬ ‫الملكية إلخراج ورش الالتمركز إلى حيز‬ ‫الوجود تعود إلى سنة ‪2002‬؛ لكنه أشار إلى‬ ‫أن «الحكومات المتعاقبة لم تستطع‪ ،‬منذ‬ ‫ذلك الحين‪ ،‬وضع نظام دقيق له»‪.‬‬ ‫وأشار الباحث في العلوم السياسية‪ ،‬في‬ ‫حديث هسبريس‪ ،‬إلى أن الدعوة اآلن تأتي‬ ‫«بعد ‪ 7‬سنوات على إقرار دستور ‪،2011‬‬ ‫الذي بوأ الجماعات الترابية مكانة مهمة‬ ‫في المشهد السياسي المغربي‪ ،‬حيث نص‬

‫في الفصل الـ‪ 157‬على ضرورة إصدار ميثاق‬ ‫للمرافق العمومية من أجل إرساء قواعد‬ ‫الحكامة في تسيير اإلدارات العمومية‬ ‫والجهات والجماعات الترابية»‪.‬‬ ‫ويرى صالح أن «التأخير في إخراج ورش‬ ‫الالتمركز أسهم بشكل كبير في تعطيل‬ ‫أحد األوراش الكبرى التي راهن عليها‬ ‫المغرب المتمثل في الجهوية المتقدمة»‪،‬‬ ‫حيث شدد على أن «هناك عالقة وطيدة جداً‬ ‫بين الجهوية والالتمركز‪ ،‬ونجاح األولى هو‬ ‫رهين بإقرار الثاني»‪.‬‬ ‫وفي رأي المتحدث ذاته‪ ،‬ال يكفي منح‬ ‫الجماعات الترابية صالحيات واسعة في‬ ‫تدبير الشأن العام محليًا‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ال يزال فيه القرار اإلداري مركزياً؛ ألن هذا‬ ‫الوضع يؤدي في الغالب إلى تأخر إطالق‬ ‫العديد من المشاريع والبرامج التنموية‬ ‫المحلية أو تعطيلها‪ ،‬تتأخر اإلدارة المركزية‬ ‫في اتخاذ القرار نتيجة للضغط الذي تعرفه‪.‬‬ ‫ويؤكد محمد صالح أن «إقرار‬ ‫الالتمركز بالمغرب يستدعي توفر الفاعلين‬ ‫السياسيين والشركاء االقتصاديين على‬ ‫إرادة حقيقية في إطار إصالح شمولي‬ ‫يقتضي مراجعة السياسات العمومية‬ ‫وتفكيك طابعها الممركز‪ ،‬والتخفيف من ثقل‬ ‫الدولة الممركزة على حساب الدولة الترابية‬ ‫التي ما زالت ضعيفة‪ ،‬عبر بناء عناصر الثقة‬ ‫بينهما»‪ ،‬مشيراً إلى أن «الجماعات الترابية‬ ‫ما زالت تشعر بأنها مهمشة ومغتصبة‬ ‫الحقوق وال تعامل على أنها كيان منتخب له‬ ‫مقومات بحكم الدستور والقانون»‪.‬‬ ‫ويعتبر الباحث أن «الخطوط العريضة‬ ‫التي قدمتها الحكومة من أجل الالتمركز‬ ‫اإلداري يظهر أن هناك فع ً‬ ‫ال نية من الحكومة‬ ‫إلى نقل جملة من االختصاصات من اإلدارة‬ ‫المركزية إلى اإلدارات الالممركزة‪ ،‬بما‬ ‫سيسهم في تخفيف الضغط على الدولة‬ ‫المركزية أو ًال‪ ،‬وكذا تسريع تفعيل البرامج‬ ‫التنموية والسياسات العمومية المحلية‬ ‫وتسهيل تتبع تنفيذية»‪.‬‬ ‫ويبقى من غيـــر الممكن‪ ،‬حسب‬ ‫تصريح الباحث في العلوم السياسية‪ ،‬في‬ ‫الوقت الحالي «الجزم بمدى فعالية وجدية‬ ‫السياسة الالممركزة التي تعتزم الحكومة‬ ‫انتهاجها‪ ،‬فال يزال الوقت مبكراً عن ذلك‪ ،‬إذ‬ ‫ال بد من أن ننتظر صدور ميثاق الالتمركز‬ ‫حتى نخضعه الدراسة والتجربة للتأكد من‬ ‫مدى جديته وفعاليته»‪.‬‬ ‫ولعل حديث الملك محمد السادس‪ ،‬في‬ ‫أكثر من مناسبة‪ ،‬عن ضرورة إخراج ميثاق‬ ‫الالتمركز إلى حيز الوجود دفع حكومة سعد‬ ‫الدين العثماني إلى وضعه ضمن أولوياتها‬ ‫لسنة ‪ ،2019‬بتضمينه ضمن أولويات‬ ‫مشروع قانون المالية للسنة المقبلة‪.‬‬ ‫وقد تعهد العثماني‪ ،‬في المذكرة‬ ‫التأطيرية لمشروع قانون المالية لسنة‬ ‫‪ ،2019‬بإصدار ميثاق الالتمركز اإلداري‪،‬‬ ‫الذي سيوضح تفاصيل نقل الصالحيات‬ ‫من المركز إلى الجهات وعالقات السلطة‬ ‫المركزية بالالممركزة داخل أجل ال يتعدى‬ ‫نهاية شهر أكتوبر المقبل‪ ،‬أي على بعد‬ ‫شهرين من اآلن‪.‬‬ ‫ومن شأن هذا الميثاق‪ ،‬الذي كان مقرراً‬ ‫أن يصدر سابقاً وفق ما تعهدت به الحكومة‪،‬‬ ‫أن يتيح للمسؤولين المحليين اتخاذ‬ ‫القرارات وتنفيذ برامج التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬في انسجام وتكامل مع‬ ‫الجهوية المتقدمة‪ ،‬التي بدأ العمل بها في‬ ‫‪2015‬؛ لكن ببطء شديد نتيجة تأخر صدور‬ ‫المراسيم التطبيقية المرافقة للقانون‬ ‫التنظيمي المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫عن موقع «هسبريس»‬

‫‪2‬‬

‫الرميد بعد العفو عن معتقلي الحسيمة‪:‬‬

‫“شكراً جاللة الملك ومزيداً من المبادرات الشجاعة”‬

‫في تفـاعــل منـه مـع العفـو الملكـي‬ ‫الذي أصـدره الملك محمد السادس على‬ ‫‪ 184‬من المعتقلين على خلفيـــة أحداث‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وهي المبادرة التي خلفت ارتياحا‬ ‫كبيرا في صفوف عائالت المفرج عنهم‪،‬‬ ‫كتب مصطفى الرميد‪ ،‬القــيـادي في حزب‬ ‫العدالة والتنمية ووزير الدولـــة المكلــف‬ ‫بحقوق اإلنسان تدونية جاء فيها‪:‬‬ ‫السالم عليكم وعيدكم مبارك سعيد‪،‬‬ ‫وبعد‪:،‬‬ ‫لقـــد تفضــل جاللـــة الملك فأصدر‬ ‫بمناسبــة عيد األضحى المبــارك عفـــوه‬ ‫السامي عن ‪184‬معتقالعلى خلفية أحداث‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬منهم ‪11‬معتقال كانوا يحاكمون‬ ‫أمـام محكمة االستئنــاف بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫و ‪ 173‬معتقال صدرت بشأنهم أحكــام‬ ‫متفاوتة من قبل قضاء الحسيمة‪.‬‬ ‫وقد سبق لجاللته أن أصدر عفوه منذ‬ ‫يومين عن مجموعة من معتقلي ما يسمى‬ ‫بالسلفية الجهادية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وكما تعودنـــا دائما‪ ،‬تأبى‬ ‫الحكمة الملكية إال أن تجعل العيد عيدين‪،‬‬ ‫ليس فقط بالنسبــــة ألســر المتمتعين‬ ‫بالعفو‪ ،‬ولكن أيضا بالنسبة للحقوقيين‬

‫ولكــــل الغيـوريــن على سمعــــة البالد‬ ‫واستقرارها وتطورها الحقوقي‪.‬‬ ‫إن هذه المبادرة الكريمة من جاللة‬ ‫الملك ستزيـــد في إيماننــا الراســخ بأن‬ ‫بالدنا تسير في االتجاه الصحيح رغم كل‬ ‫الصعوبات واالهتزازات التي لن تثنيها عن‬

‫ضمان مزيد من الحقوق والحريات‪ ،‬وهي‬ ‫خير جواب على كل دعاة التيئيس‪ ،‬وحاملي‬ ‫لواء التبخيس‪ ،‬فشكرا جاللة الملك‪.‬وان شاء‬ ‫اهلل ‪ ،‬مزيدا من المبادرات الشجاعة لتجاوز‬ ‫كل األحداث المؤلمة‪ ،‬وطي كل الملفات‬ ‫المتعبة‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َي ُت َها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الموت يخطف والدة الكاتبة واإلعالمية سمية أمغار‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل وواسع رحمته‪ ،‬ليلة عرفة‪ ،‬بعد وعكة صحية خفيفة لم تمهلها طويال‪،‬‬

‫السيدة الفاضلة أمينة الوديي‬

‫والدة الكاتبة واإلعالمية األستاذة سمية أمغار‪ ،‬صاحبة ركن‬ ‫«فضاء األنثى» بجريدتنــا‪ ،‬وزوج زميلنــا عزيز كنونـي‪ ،‬رئيس‬ ‫التحرير العربي لـ «جريدة طنجة» ومدير نشر جريدة «الشمال»‪.‬‬

‫الراحلة العزيزة كانت مثا ًال طيباً للمرأة المكافحة من أجل بناء أسرتها وتوفير كافة‬ ‫حظوظ النجاح لولديها سميـة ومحمد‪ ،‬اللذين اعتنـت بتربيتهما وتعليمهما‪ ،‬بعصامية‬ ‫مثالية‪ ،‬وبإرادة قوية لمواجهة صروف الدهر وظروف الحياة‪ ،‬فكانت بذلك مثاال للمرأة‬ ‫المسؤولة المناضلة من أجل مجتمع متماسك وسليم‪.‬‬ ‫الراحلة العزيزة التي فارقتنا في يوم مبارك فاضل‪ ،‬يقترن في عقيدة األمة اإلسالمية‬ ‫بالطاعة هلل والصبر والفداء‪ ،‬كانت فاضلة بكل معنى سام لهذه الكلمة‪ ،‬ساعدتها قوة شخصيتها على النجاح في حياتها العائلية‪،‬‬ ‫وتربية ولديها على األخالق الفاضلة‪ ،‬والمثل العليا الكفيلة بأن تجعل منهما عنصرين فاعلين في المجتمع‪ ،‬كما ساعدتها قوة‬ ‫شخصيتها على أن تصنع لنفسها مكانة في المجتمع‪ ،‬كفل لها ثقة واحترام الجميع‪.‬‬ ‫وما أن شاع خبر انتقالها إلى رحمة اهلل حتى شهـدت سكنى األستاذة سمية أمغار وفود العديد من وجهاء طنجة وأصدقاء‬ ‫األسرة لتقديم واجب العـزاء ومرافقة الموكب الجنائزي في حفل رهيب‪ ،‬إلى مقبرة سيدي اعمر‪ ،‬بعد صالة العصر بمسجد محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬ليوم اإلثنين‪ ،‬ثامن ذي الحجة ‪ ،1439‬موافق ‪ 20‬غشت ‪ ،2018‬حيث ووريت التراب لتسكن بجوار ربها الذي اختارها في‬ ‫أيام الحج المباركة هذه‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬تتقدم أسرة جريدتي «طنجة» و «الشمال»‪ ،‬بأحر وأصدق تعازيها إلى األستاذة سمية أمغار وزوجها‬ ‫زميلنا عزيز كنوني‪ ،‬وأوالدهما سارة‪ ،‬ونزار‪ ،‬والتوأم ياسر ونور‪ ،‬وإلى ولدها محمد أمغار وزوجته نجيبة بن عبد الصادق وأوالدهما‬ ‫مروان ووائل وآية‪ ،‬وإلى أخت الفقيدة لطيفة لوديي وأوالدها طارق ومراد وزكرياء ويسرى‪ ،‬وإلى كافة أفراد عائالت أمغار‬ ‫والكنوني وعبد الصادق والعائالت المتصاهرة‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيدة الغالية‪ ،‬وتقبلها قبوال حسنا في جنان الخلد‪ ،‬مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك‬ ‫رفيقا ‪ ،‬وألهم ذويها الصبر والسلوان‪ ،‬عن آالم الفراق‪ ،‬وحرقة الرحيل‪« .‬وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور»‪.‬‬ ‫«هلل ما أخذ وهلل ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى»‪« ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي القدير»‪.‬‬

‫هامجد ًا‬

‫قانون محاربة الإ�شاعة ون�شر الأخبار الزائفة‬

‫سيدخل قانون محاربة اإلشاعة ونشر األخبار الزائفة‪ ،‬ونشر الصور بغير إذن أصحابها ومقاسمتها مع‬ ‫الغير‪ ،‬حيز التطبيق إبتداء من فاتح شهر شتنبر من السنة الجارية ‪ ،2018‬وحسب الجريدة الرسمية‪ ،‬سيتم‬ ‫اعتماد مبدأ المساءلة القانونية‪ ،‬والمتابعات القضائية المترتبة على ما هو مذكور في القانون‪.‬‬ ‫ويأتي هذا القانون‪ ،‬في إطار المحافظة على حقوق اآلخر‪ ،‬ودعم الوعي الجماعي وسلوك المواطنة‪ ،‬حسب‬ ‫ما جاء في النص المنشور بالجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالعقوبات المنصوص عليها في القانون المذكور‪ ،‬فسيُعاقب بالسجن من ‪ 6‬أشهر إلى‬ ‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية من ألفين إلى ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬كل من قام عمدا وبكل وسيلة‪ ،‬بما في ذلك األنظمة‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري‪ ،‬دون موافقة‬ ‫أصحابها‪.‬‬ ‫ويعاقب كذلك بنفس العقوبات‪ ،‬من قام عمدا وبأي وسيلة‪ ،‬بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع‪ ،‬صورة‬ ‫شخص أثناء تواجده في مكان خاص‪ ،‬دون موافقته‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫يوم األربعاء ‪ 15‬غشت‪ ،‬كان يوماً مشهوداً بمرتيل‪ ،‬فقد عمدت فيه شركة‬ ‫أمانديس إلى حرمان الساكنة من الماء لمدة خمس عشرة ساعة‪ ،‬بدعوى إصالح‬ ‫عطب تقني‪ .‬‬ ‫هذا العطب استغرق إِصالحه زمنا يقارب ‪-‬كما قلت‪ 15 -‬ساعة‪ .‬‬ ‫وقد كان باإلمكان‪ ،‬إشعار السكان بانقطاع الماء‪ ،‬كما جرت العادة‪،‬حتى يتخذ‬ ‫المواطن احتياطاته الالزمة‪ .‬‬ ‫ولكن هذا هو السلوك الذي تسلكه اإلدارة مع المواطنين في عدة قطاعات‪،‬‬ ‫وهو سلوك يتنافى مع أبسط شروط المعاملة‪ .‬‬ ‫فبينما تحرص األمم المتقدمة على توفير الراحة لمواطنيها‪ ،‬نجد إدارتنا‪،‬‬ ‫وتعال‪ ،‬األمر الذي يجعل عددا من‬ ‫تتعامل مع رعايا صاحب الجاللة بعجرفة‬ ‫ٍ‬ ‫المواطنين‪ ،‬يفقدون روح المواطنة‪ ،‬والغيرة على الوطن‪.‬‬ ‫و تجد هذا الشق يتسع‪ ،‬كلما طالب المواطن بحقوقه‪ ،‬فلم يُ ْلفِ اآلذان‬ ‫الصاغية‪ ،‬وال أصحاب الهمم العالية‪ .‬‬ ‫هذا يَجْأر بالشكوى من انعدام الماء‪ ،‬وهذا يفوض أمره إلى اهلل بسبب‬ ‫بطالة أبنائه‪ ،‬وهذا له مشاكل مع مصلحة التحفيظ‪ ،‬وهذا له سوء تفاهم مع‬ ‫إدارة الضرائب‪ ،‬وهذا ال يجد ما يسُد به حاجته‪ ،‬و‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫ويُمكنهم من حقوقهم‪ .‬‬ ‫و جميعهم ال يجدون من يأخذ بأيديهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ربْط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬هو السبيل األنجع إلنقاذ هذا البلد‪ .‬ومادام‬ ‫المسؤول ‪-‬أي مسؤول‪ -‬يتصرف على هواه دون حسيب وال رقيب‪ ،‬فإن دار لقمان‬ ‫ستظل على حالها‪ .‬‬ ‫وكثيرون يتساءلون عن المحاسبة‪ ،‬ولم ال تذهب بعيدا‪ ،‬وتسترد بقوة‬ ‫القانون‪ ،‬ما اختلسه أصحاب النفوذ من خزينة الدولة‪ .‬‬ ‫و سبب تساؤلهم‪ ،‬أننا لم نسمع أو لم نقرأ أو لم نلمس ما يفيد أن الدولة‬ ‫تحاكم المتورطين‪ ،‬وتسترد ما وضعوا عليه أيديهم من ممتلكات أو عقار‪ ،‬بدون‬ ‫وجه حق‪ .‬‬ ‫بل نجد هناك من يردد مع المسؤولين الكبار‪« :‬عفا اهلل عما سلف»‪ .‬وكأن‬ ‫خزينة الدولة يحرُم عليها أن تسترجع ما أُخذ منها بطرق غير مشروعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ربْط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬يجب أن يكون ربطا يستهدف الضرب على‬ ‫أيدي المتالعبين بأمالك‪ ‬و ممتلكات الدولة‪ ،‬حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر‪ .‬‬ ‫و أعتقد جازما‪ ،‬أن هناك من يحمي هذه الفئة‪ ،‬الخارجة عن القانون‪ ،‬أو يقلل‬ ‫من شأن ممارساتها‪ ‬و تجاوزاتها‪ ،‬بداعي أن هذا يقع حتى في الدول المتقدمة‪ .‬‬ ‫إن جاللة الملك‪ ،‬الحريص على مصالح شعبه‪ ،‬قد وضع خريطة طريق للشروع‬ ‫في اإلصالح‪ .‬فلنكن في مستوى المسؤولية‪ ،‬و ْلنتحل بروح المواطنة‪ ،‬و ْلننخرط‬ ‫في هذا الورش اإلصالحي الكبير‪.‬‬

‫«وادي لو» قاعدة صلبة للتنمية المستدامة‬ ‫تعي��ش مدينة وادي ل��و أزهى أيامها‪ ،‬حي��ث انتقلت من‬ ‫جماع��ة صغيرة إل��ى مدينة ق��د تلع��ب دورا اقتصاديا مهما‬ ‫عل��ى الصعيد الوطن��ي‪ ،‬وخاصة في القطاع الس��ياحي بحكم‬ ‫موقعها االس��تراتيجي المطل على البحر األبيض المتوس��ط‪،‬‬ ‫فهي مؤهلة أن تكون من كبريات المدن الش��اطئية‪ ،‬لتوفرها‬ ‫على سلس��لة من الشواطئ المهمة‪ ،‬وكون هذه الجماعة تقع‬ ‫بالجهة الش��رقية إلقليم تطوان‪ ،‬أهلتها تداريسها بأن تكون‬ ‫منطقة ذات امتداد غني بالنقط الشاطئية حيث تعرف بكونها‬ ‫المنطقة التي تشكل الس��ياحة الصيفية أهم مورد مالي لها‪،‬‬ ‫بفض��ل النمو المضط��رد في الخدمات الس��ياحية‪ ،‬أهلها بأن‬ ‫تك��ون مركزا س��ياحيا‬ ‫مصنف��ا‪ ،‬بش��اطىء‬ ‫يناف��س س��نويا عل��ى‬ ‫الل��واء األزرق لجودته‪،‬‬ ‫كم��ا تح��د بعمال��ة‬ ‫شفش��اون م��ن جه��ة‬ ‫الغرب��ي‪،‬‬ ‫الش��مال‬ ‫مم��ا أهله��ا أن تكون‬ ‫منطقة بطبيعتها غنية‬ ‫بالم��وارد المائيـــ��ة‪،‬‬ ‫منها ال��واد الرئيس��ي‬ ‫المتواج��د بالمنطق��ة‪،‬‬ ‫وقـد تم مؤخـــرا تزويد‬ ‫المدينــة بخزان المياه‬ ‫ومحط��ة للمعالج��ة‬ ‫من صن��ف الحمأة المنش��طة التي تعتم��د المعالجة الثالثية‬ ‫بواس��طة التصفية والتطهير عبر األشعة ما فوق البنفسجية‪،‬‬ ‫هذا المش��روع الذي دش��نه جاللة الملك وه��و يعكس بجالء‬ ‫االهتم��ام الخ��اص الذي يوليه جالل��ة الملك لحماي��ة البيئة‬ ‫وتحقيق التنمية المستدامة بهذه المنطقة‪ ،‬حيث منحها مجاال‬ ‫مناسبا لممارسة الفالحة السقوية‪ ،‬وهو ما سيؤهلها مستقبال‬ ‫لتطوي��ر مبادالتها مع المراكز الحضري��ة والقروية القريبة ك‬ ‫(تطوان ـ شفش��اون ـ الحس��يمة)‪ ،‬خصوصا تسويق المنتجات‬ ‫الفالحي��ة والرعوي��ة‪ .‬فالمجال الفالح��ي‪ ،‬كان وال يزال له دور‬ ‫فعال في اقتصاد المنطقة‪ ،‬من خالل تصدير الفواكه والخضر‬ ‫والم��واد القطني��ة للمدن المج��اورة‪ ،‬ولهذا فلي��س غريبا أن‬ ‫تولي الجماعة اهتمام��ا كبيرا لفئة الفالحين بالمنطقة‪ ،‬وهذا‬ ‫مما دفعهم في االستمرار في إنتاج هذه المواد الفالحية‪.‬‬

‫ويتجاوز عدد سكان وادي لو عن ‪ 25000‬نسمة‪ ،‬ينتشرون‬ ‫في مجال ترابي مساحته أكثر من ‪ 2‬كيلومتر مربع‪ .‬ينتمي جل‬ ‫السكان إلى قبيلة بني سعيد بمنطقة جبالة‪.‬‬ ‫وقد س��اهم ف��ك العزلة ع��ن مجموعة م��ن الدواوير في‬ ‫تقدم التنمي��ة بالمنطقة‪ .‬فالمخطط التنم��وي لجماعة وادي‬ ‫لو‪ ،‬عمل وبش��هادة الس��اكنة عل��ى التحس��ن الملموس في‬ ‫مستوى المعيش��ة‪ ،‬وخاصة في المناطق القروية التي شهدت‬ ‫ف��ك العزلة عنها بس��بب اإلس��تراتجية المعتم��دة من طرف‬ ‫الجماعة للقضاء على الظواهر الس��لبية‪ ،‬والرقي بالمدينة إلى‬ ‫المستوى المطلوب‪ ،‬ولقد‬ ‫كان��ت مب��ادرة إش��راك‬ ‫كافة الش��ركاء المحليين‬ ‫في تدبي��ر الش��أن العام‬ ‫المحلي ل��ه أثره اإليجابي‬ ‫عل��ى الجماع��ة‪ ،‬وكان��ت‬ ‫الغاية من��ه أوال النهوض‬ ‫بالدواويـ��ر المهمـــش��ة‬ ‫ع��ن طري��ق خل��ق برامج‬ ‫اجتماعي��ة‪ ،‬م��ع إعط��اء‬ ‫األولــــوية للمش��اريـــع‬ ‫التنمـــوي��ة ذات الوق��ع‬ ‫االجتماعي على الساكنة‪،‬‬ ‫خاص��ة م��ا يتص��ل منها‬ ‫بالماء الشروب والكهربة‪،‬‬ ‫والربط بالطرق والمسالك وبالبنية التحتية بصفة خاصة التي‬ ‫عرفت تحسنا ملحوظا‪ .‬والنهوض بالقطاع الصحي‪.‬‬ ‫وعلى المستوى االقتصــادي شهــدت جماعـــة وادي لو‬ ‫استثمارا في مجال البناء والتعمير والذي ساهم في تنشيط‬ ‫اقتصاد المنطقة‪ ،‬كما يعتمد النشاط االقتصادي في المدينة‬ ‫أساسا إلى جانب التعمير على الصيد البحري الساحلي‪.‬‬ ‫وفي المجال الثقافي أضحت المدينة مشهورة بموسمها‬ ‫السنوي المسمى باللمة‪ ،‬الذي حولها إلى محج لمئات من‬ ‫الشعراء المغاربة سواء من المدن المجاورة أو المدن المغربية‬ ‫األخرى‪ ،‬حيث ساهم ويساهم في التنشيط الثقافي للمدينة ‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫ارتياضات في‬ ‫عوالم جزولية‪..‬‬ ‫)‪(5/3‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انشغلت في اآلونة األخيـرة باالرتياض في‬ ‫كتابــي «ممتع األسماع في أخبار الجزولي والتباع‬ ‫وما لهما من األتباع» لمحمد المهدي الفاسي‪،‬‬ ‫و «إظهار الكمال في تتميم مناقب سبعة رجال‬ ‫للعباس بن ابراهيم»‪ .‬استوقفتني أقوال للشيخ‬ ‫الجزولي رضي اهلل عنه ؛ صاحب «دالئل الخيرات‬ ‫وشوارق األنوار» وهي أقوال تجلي نواة تجربة و‬ ‫تبين جوهر تربية‪ ..‬فانتقيت منها بتصرف لمعا‬ ‫تنير اللبيب وتدني الحبيب‪ ..‬ونزوال عند طلب عزيز‬ ‫ننشرها للنظر واالعتبار‪..‬‬

‫‪ /13‬نور وبرهان‪..‬‬ ‫«الصدق مع اهلل نور‪..‬والمعرفة برهان‪..‬وااللتفات‬ ‫إلى غيره بهتان‪..‬وضياع حقوقه حرمان‪..‬والغفلة عن‬ ‫ذكره خسران‪.»..‬‬

‫‪ /14‬متوالية الشيطنة‪..‬‬ ‫« سأله رجل ‪ :‬ياسيدي ‪ :‬من أين يأتينا الوسواس؟‬ ‫فقال له ‪ :‬يأتيك من جهة الشيطان‪ ..‬والشيطان‬ ‫يأتيك من الجهل ‪ ..‬والجهل يأتيك من قلة العلم‪..‬‬ ‫وقلة العلم تأتيك من جهة الكبر‪ ..‬والكبر يأتيك من‬ ‫جهة العجب‪ ..‬والعجب يأتيك من جهة الرياسة‪..‬‬ ‫والرياسة تأتيك من جهة الطمع‪ ..‬والطمع يأتيك‬ ‫من جهة الحرص‪ ..‬والحرص يأتيك من حب الدنيا‪..‬‬ ‫وحب الدنيا يأتيك من طول األمل‪ ..‬وطول األمل‬ ‫يأتيك من جهة الغفلة‪ ..‬والغفلة تأتيك من ظلمة‬ ‫القلب‪ ..‬وظلمة القلب تأتيك من قلة الذكر‪ ..‬وقلة‬ ‫الذكر تأتيك من قلة التفكر‪ ..‬وقلة التفكر تأتيك من‬ ‫من كثرة السهو‪ ..‬وكثرة السهو تأتيك من مصاحبة‬ ‫أهل الهوى ‪ ..‬ومصاحبة أهل الهوى تأتيك من جهة‬ ‫الحمق‪ ..‬والحمق يأتيك من قلة العقل‪ ..‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫لهم قلوب ال يفقهون بها‪ ،‬ولهم أعين ال يبصرون بها‪،‬‬ ‫ولهم آذان ال يسمعون بها ‪ .‬أولئك كاألنعام‪ ،‬بل هم‬ ‫أضل‪ ،‬أولئك هم الغافلون‪.»..‬‬

‫‪ /15‬مجالسة الفجار‪..‬ومجالسة األبرار‪..‬‬ ‫« اهربوا من مجالسة الفجار ؛ من جلس مع الفجار‬ ‫قسا قلبه‪ ،‬ومن جالس األبرار استنار قلبه ؛ ومن استنار‬ ‫قلبه جال روحه‪.»..‬‬

‫‪ /16‬مجالسة ومجالسة ‪..‬‬ ‫« ما أفلح من أفلح إال بمجالسة من أفلح‪ ،‬والهلك‬ ‫من هلك إال بمجالسة من هلك»‪.‬‬

‫‪ /17‬مخالطة ومخالطة‪..‬‬ ‫« مخالطة العموم تذهب بنور القلوب وهيبة‬ ‫الوجه‪..‬ومن مات على مخالطة العموم جاء يوم القيامة‬ ‫ووجهه كالقمر المخسوف ؛ ال نور فيه‪ ،‬فليجتهد العاقل‬ ‫في مخالطة الخصوص‪ ..‬وفي مخالطة الخصوص‬ ‫ثالث خصال ‪:‬‬ ‫• ‬

‫اكتساب العلم‪..‬‬

‫• ‬

‫صفاء القلب‪..‬‬

‫• ‬

‫سالمة الصدر‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 28‬غ�شت ‪2018‬‬

‫خدام الدولة مرة أخرى !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫ابتكار جديد لالحتجاجات‬ ‫الشعبية بالقصر الكبير‬ ‫ابتكر أهلنا في مدينة القصر الكبير «صعقة» جديدة للتعبير‬ ‫«العملي» عن غضبهم من المعاملة التي يتلقونها من مؤسسة‬ ‫فوض لها تدبير ‪ ‬قطاع عمومي أساسي الستمرار قابلية الحياة في‬ ‫هذه المدينة العريقة‪ ‬واألصيلة والتي لم يلتفت إليها‪ ،‬إلى اآلن‪ ،‬بما‬ ‫تستحقه من اهتمام وعناية‪ ،‬على مختلف األصعدة‪.‬‬ ‫فأمام صمت المسؤولين‪ ‬محليين وجهويين إزاء معاناتهم مع‬ ‫الماء‪ ،‬كالعديد من مواطنيهم في جهات‪ ‬مختلفة من المغرب الذي‬ ‫يشكو العطش‪ ،‬ومعه حلول عيد األضحى الذي يتطلب مجهودا‬ ‫استثنائيا‪ ‬للنظافة‪ ،‬نزل المواطنون إلى الشارع‪ ،‬يوم العيد‪ ،‬لالحتجاج‬ ‫على انقطاع الماء لمدة ثالثة أيام دون سابق إعالم‪ ،‬كما ينص على‬ ‫ذلك ‪ ‬المنطق وفصول التعاقد «المفروض» على عدد من الجماعات‬ ‫المحلية‪ ،‬الحضرية‪ ،‬في الظروف المعلومة‪.‬‬ ‫الجديد هذه المرة‪ ،‬أن المواطنين الذين سئموا من الوعود‬ ‫والمسكنات األخرى‪ ،‬ابتكروا شكال ذكيا إلثارة االنتباه‪ ،‬محليا ووطنيا‪،‬‬ ‫ولربما دوليا‪ ،‬حيث إنهم حملوا جلود أضحياتهم على ‪ ‬أكتافهم‬ ‫و«علقوها» ‪ ‬على جدران بناية «الراديل» الشركة األجنبية المفوض‬ ‫لها تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء‪ ،‬كما قاموا برمي‪ ‬مخلفات نحر‬ ‫أضحياتهم بجانب مقر هذه الشركة‪.‬‬ ‫كما رفع المحتجون على انقطاع الماء في أيام العيد‪ ،‬شعارات‬ ‫غاضبة‪ ،‬تنديدا بهذه المعاملة الالإنسانية‪ ،‬التي يتلقونها من طرف‬ ‫شركة من شركات ما يسمى بـ «التدبير المفوض» الذي أماله عجز‬ ‫اإلدارة المغربية على ضمان خدمات عمومية أساسية ‪.‬‬ ‫وكان أمرا متوقعا أن ينفجر غضب المحتجين‪ ،‬في أيام العيد هذه‪،‬‬ ‫فيطلقون شعارات من قبيل‪ :‬القصر الكبير‪ ،‬يا جوهرة‪ ،‬خرجوا عليك‬ ‫الشفارة»‪ ‬أو «ال راديل فاسدة‪ ،‬والفساد اعطى الريحة»‪....!!! ‬‬ ‫ويسير االحتجاج الشعبي ضد انقطاع الماء في مدينة القصر الكبير‬ ‫في اتجاه جر «ال راديل» إلى القضاء بسبب عدم إشعار المواطنين‬ ‫بهذه المدينة باالنقطاعات المستمرة للماء ‪ ،‬خاصة خالل أول أيام‬ ‫عيد األضحى الذي طغى فيه انقطاع الماء على انشغاالت المواطنين‬ ‫وعلى مشاعرهم المدنية والدينية‪.‬‬ ‫وتناقلت األخبار والتعاليق حول هذا الحدث ‪ ،‬تصريحات ‪ ‬أدلى بها‬ ‫خالل الوقفة االحتجاجية‪ ،‬المحامي األستاذ ادريس الطود‪ ،‬وآل الطود‬ ‫عائلة عريقة بالقصر الكبير والشمال بوصف عام‪ ،‬بين فيها أن قطع‬ ‫الماء على المواطنين بدون إشعار مسبق‪« ،‬يعتبر إهانة للمواطنين‬ ‫وخرقا سافرا للقانون» ودعا إلى إلغاء عقود االشتراك في الماء‬ ‫والكهرباء مع الوكالة واللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض عن‬ ‫األضرار الناتجة عن قطع الماء أيام عيد األضحى‪ ،‬دون مبرر قانوني‪.‬‬ ‫وأن هذا اإلجراء ال يمكن أن يدخل في نطاق «تصفية حسابات» بين‬ ‫الوكالة ‪« ‬ال راديل» والمكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ‬بسبب ما‬ ‫يروج من وجود ديون على هذه الوكالة لفائدة المكتب الوطني‪ ،‬ودعا‬ ‫األستاذ الطود إلى فتح تحقيق في ما يروج من وجود اختالالت ‪ ‬في‬ ‫مالية المؤسسة‪ ،‬مستغربا وجود «ديون» على الشركة صاحبة‬ ‫التدبير المفوض‪ ،‬بينما يؤدي المواطنون مستحقاتهم الشهرية‬ ‫عن استهالكهم للكهرباء وعن المـــاء‪ ‬الذي قد «يصل» وقـد «ال‬ ‫يصل»‪...!!! ‬‬ ‫لسنا بحاجة للدخول في تفاصيل العالقة «الزبونية» بين‪ ‬شركة‬ ‫«ال راديل» وبين المكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ،‬المهم مالحظته‬ ‫أن بالبلد وال للجهة وعامل لإلقليم ومجلس بلدي‪ ،‬وسلطات محلية‪،‬‬ ‫إلى آخر القائمة‪ ،‬ويحدث ما حدث بالقصر الكبير‪ ،‬إلى حد أن ينزل‬ ‫الناس‪ ،‬يوم العيد‪ ،‬أيها السادة‪ ،‬حاملين «بطانات» أضحياتهم‪،‬‬ ‫ومخلفات عملية الذبح والسلخ‪ ،‬تنديدا بانقطاع الماء من الصنابير‬ ‫إال من صفير الريح المزعج الذي يطلع عند كل محاولة لفتح الصنابير‬ ‫والحنفيات «المتعبة»‪ ! ‬‬ ‫والسؤال كيف أمكن لرجال السلطة المحلية واإلقليمية والجهوية‬ ‫وللمنتخبين المحليين أن «يعيدوا» والسواد األعظم من مواطنيهم‬ ‫على هذه الحال من الغضب والغليان و ‪...‬اليأس ؟‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫لم كل هذا العنـــاد ضـــد كل ما يحصل عليه الوزراء‬ ‫والبرلمانيـــون من «منافـــع» استثنائيــة تليق بمركزهم‬ ‫«السلطوي» ومقامهم االعتباري‪.‬‬ ‫ولم ال ؟!‬ ‫أليسوا «خــدام الدولة» األصفيـــاء؟ أليسوا‪ ،‬هم‪ ،‬من‬ ‫«كرسوا» حياتهم لخدمة «حيواتنا» و«إمتاعنا» بكل ما‬ ‫يخلق ظروف المتعة واالرتقاء أمامنا في إطار حياة «ممتعة»‬ ‫ومستوفية للشروط األساسية كما هو متفق عليها عالميا‪،‬‬ ‫من تعليم راق وصحة من مستوى عال‪ ،‬وسكن مريح وشغل‬ ‫وفير وخير «فاض حتى «شاط»‪.......‬؟!‬ ‫وها نحن نستكثر عليهم مجرد كبش «صوردي» مليح‬ ‫الصورة والقرنين‪ ،‬ذي الجودة المضمونة من وزارة األوقاف‬ ‫والشؤون األخرى ‪....‬يتوصلون به بالبريد المضمون تحت‬ ‫يافطة «كونفيدانسييل»‪ ...،‬ولكن شياطين األنفورماتيك «ال‬ ‫تقهرهم قاهرة» «عاقوا» بالقضية‪ ،‬ونكشــوا فيها‪ ،‬وطلعـوا‬ ‫بـ «حملة» مغرضة‪« ،‬ظالمة» تطالب بحرمان ساداتنا الوزراء‬ ‫الميامين والبرلمانيين األفــذاذ‪ ،‬من مجرد كبش يحيون به‬ ‫سنة إبراهيم الخليل‪ ،‬بينما هم يطالبـــون بتغيير اتجاه‬ ‫«قافلة» «الحوالى» إلى «كاريانات» البلد ومدنه القصديرية‬ ‫‪ ،‬حيث «الغاشي» ال زال يعيش جاهليته األولى بزوج فرنك‪،‬‬ ‫وفق منطق الوزيرة التطاونية التي «طاروا» بوزارتها و«جروا»‬ ‫الحصيرة من تحت قدميها الناعمتين‪ ،‬بعد أن اتضح للرئيس‬ ‫أن مياه سدودها وأوديتها «نضبت» و «نشفت» ‪ ،‬وأن كل‬ ‫وعودها تبخرت ‪ ،‬و «لم يبق إال الرجا فاهلل»‪...‬‬ ‫هنيئا للوزراء وللبرلمانيين الذين «توصلوا» بالهدية‬ ‫المستحقة‪ ،‬واألمل أن يتوصل أطفالهم بلوازم «عاشوراء»‬ ‫بعد سبعة عشر يوما من العيد الكبير !‪.....‬‬ ‫يا هال‪ ،‬يا هال !!‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بعض الحجاج غاضبون‬

‫تداولت بعض المواقع أشرطة فيديو تظهر جماعة من‬ ‫الحجاج المغاربة‪ ،‬نساء ورجاال‪ ،‬وهم في حالة غضب وهيجان‬ ‫بسبب ما اعتبروه سوء معاملتهم من طرف متعهدي‬ ‫«رحلتهم» ومن عدم اهتمام «البعثة» التي حجت «فابور»‬ ‫لتتولى رعايتهم‪.‬‬ ‫وأظهر جانب من هذه األشرطة مأكوالت قدمت لهم وقد‬ ‫فات زمن صالحيتها لإلستهالك البشري‪.‬‬ ‫هذه أمور تحدث وتتكرر عند كل موسم مع الحجاج إال أن‬ ‫وزارة األوقاف والشؤون األخرى‪ ،‬تبادر كل مرة‪ ،‬إلى نفي هذه‬ ‫االتهامات واعتبارها «كالما ال أساس له من الصحة» وأن‬ ‫رعاية شؤون الحجاج كانت كاملة وأن البعثة قامت بواجبها‬ ‫على الوجه األكمل اتجاه زوار الرحمن‪.‬‬ ‫ونحن نصدق‪ ،‬طبعا‪ ،‬كالم الوزارة ‪ ،‬حتى وإن عرضت‬ ‫علينا عينات من األكل الفاقد لشروط االستهالك‪ ،‬وننتظر‬ ‫المزيد من التوضيحات الموجهة طبعا إلى الرأي العام و إلى‬ ‫المعنيين أنفسهم‪ ،‬أما نحن فمقتنعون اقتناعا تاما‪ ،‬راسخا‪ ،‬ــ‬ ‫كعادتنا ــ بأن «المسؤولين» قاموا بشغلهم خير قيام‪ ،‬وأن‬ ‫الحج يمر في ظروف مثالية‪ ،‬وأن األكل واإلقامة والمبيت في‬ ‫كل مراحل الحج تم توفيرها بشكل كامل وفي ظروف مثالية‪.‬‬ ‫هذا الكالم يحتاج إلى توضيح للرأي العام‪ ،‬من طرف وزارة‬ ‫التوفيق «الخالد» في وزارة تستمد سيادتها وشرعيتها من‬ ‫وقف المسلمين ألموالهم في سبيل اهلل‪« ،‬فمن بدل أو غير‪،‬‬ ‫فاهلل وليه» !!!‪.......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنوك فارغة أيام العيد‬

‫‪ ‬‬

‫لماذا غضب زبناء البنوك حين تفاجؤوا بأن شبابيك‬ ‫البنوك التي أودعوها مدخراتهم ‪« ،‬خاوية على عروشها» ليلة‬ ‫العيد؟‬ ‫وما كان عليهم أن يفعلوا‪ ،‬ألن أصحاب األبناك «داروا‬ ‫شغلهم» وبامتياز أيضا‪ ،‬ووفروا السيولة التي ظهر أخيرا‬ ‫أنها لم تكن كافية‪ ،‬لتغطية طلبات الزبناء‪ ،‬التي‪ ،‬قالوا‪ ،‬إنها‬ ‫تضاعفت سبع مرات‪.‬‬ ‫ولتتضاعف ألف مرة !‪....‬‬ ‫أوليس من واجبهم االستجابة لمعامالتهم مع الزبناء‬ ‫التي يأخذون عنها عموالت مهمة؟ أو لم يكن في مقدورهم‬ ‫استباق األحداث واالستعداد للطوارئ‪ ،‬وتوفير السيولة بكيفية‬ ‫دائمة‪ ،‬في األكشاك‪ ،‬وهم ذوو تجارب في هذا المجال‪ ،‬وهم‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫يعلمون أن «فراغ» الشبابيك قد ينغص على ماليين المغاربة‬ ‫فرحة العيد‪ ،‬وقد يذهب ذلك بطقوس العيد أصال !‬ ‫مسألة «الضغط» على الشبابيـك التي تحججــت بها‬ ‫البنوك‪ ،‬هي أصال‪ ،‬من «شغــل» البنوك‪ ،‬ومسؤولياتها اليومية‬ ‫والمناسبتية‪ ،‬بل وتدخل في باب «التـعــاقــد» بين البنوك‬ ‫وزبنائها‪ ،‬والحديث عن « تجنيد» المؤسسات البنكية لفرق‬ ‫المداومة بغاية إعادة ملء الشبابيك‪ ،‬نفهمها إنها «نغمة»‬ ‫من أنغام «العام زين» !‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫فسادُ الجامعة‬

‫ما كان للجامعة المغربية أن «تستثنى» من «نعمة»‬ ‫الفساد التي أصبحت تشكل «القاعدة» وما دونها استثناء!‬ ‫في هذا البلد األمين الذي التحق فيه التعليم الوطني‬ ‫بشبكات الفساد والمفسدين‪ ،‬حتى صار مثــار سخرية‬ ‫المواطنــات والمواطنين‪ ،‬ومصدر إلهام لصانعي المزح‬ ‫والهزل والفكاهة!‪.‬‬ ‫فضيحة «ماستر « جامعة فاس‪ ،‬لم تشكل «حدثا»‬ ‫مثيرا في حقل التعليم العالي‪ ،‬فقد سبقتها «كوارث» أخرى‬ ‫في غير فاس‪ ،‬لتتضح الصورة لدى المواطنين أن فساد‬ ‫الجامعة‪« ،‬استثمار» خبيث في فساد األمة حاال ومستقبال‪،‬‬ ‫وإيذان بأن اآلتي من األيام والسنون ال يبشر بخير‪ ،‬خاصة‬ ‫ومحاوالت سابقة في فساد الجامعة‪ ،‬وقد تحدث عنها‬ ‫اإلعالم الوطني بإسهاب‪ ،‬ابتزازا‪ ،‬وضغطا‪ ،‬و «تنعويرة»‬ ‫وبزنسة الدبلومات‪ ،‬تم «تبريدها» حفاظا على «الوجاهة»‬ ‫و «السمعة» ‪ ،‬بينما «العفن» يطفو بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫ليزيد في إقناعنا بأن إصالح التعليم ورشة المغرب ليستمر‬ ‫كبلد قابل للحياة !‬ ‫الجامعة «فتحت تحقيقا» كما سبق وأن فتحت تحقيقات‬ ‫في ظروف مماثلة أو مشابهة‪ ،‬وقد يكون قد تم اعتقال‬ ‫صاحب «المكالمة الهاتفية» بين طالب ماستر و «وسيط»‬ ‫طالب بأربعة ماليين مقابل التسجيل في ماستر في «قانون‬ ‫المنازعات العمومية»‬ ‫القضية اليوم أكبر من تحقيق واعتقال وحتى محاكمة‬ ‫غير مؤتمنة المسار ‪ ،‬القضية اليوم ‪ ،‬رد االعتبار إلى الجامعة‬ ‫المغربية وعودة الثقة إلى التعليم العالي وإلى الشهادات‬ ‫العلمية العليا التي تصدر عن الجامعة المغربية حتى ال تتحول‬ ‫إلى «سلعة» تباع وتشترى بين طالبي علم ومسترزقين‬ ‫يسعون إلى اإلثراء على حساب طموح أبناء الشعب وتضحيات‬ ‫أوليائهم الذين ال زالوا يؤمنون بأن التعليم خير وسيلة للرقي‬ ‫البشري وخير ضمانة ضد غدر الزمان وشروره !‬ ‫فهل يحق لنا أن ننتظر «ثورة» ثقافية تتزعمها الدولة‬ ‫صيانة لسمعة الجامعة وضمانا لمصداقية الشواهد العلمية‬ ‫الصادرة عنها ؟‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫كل شيء «تمام» بالمحطة الطرقية‬ ‫من يقول غير ذلك ؟!‬

‫شهدت المحطة الطرقية بطنجة‪ ،‬حركة هادئة وسيرانا‬ ‫سلسا للرحالت قبل وبعد العيد‪ ،‬بشكل عاد وذلك بفضل‬ ‫«الجهات المسؤولة من إدارة المحطة‪ ،‬ومصالح وزارة التجهيز‬ ‫والنقل»‪ ،‬و اإلرادة الطيبة للمجلس البلدي‪ ،‬ربما‪ ،‬حتى وإن‬ ‫تغافل محررو البيانات «الرسمية» ‪ ،‬تلك الجهات التي «راهنت»‬ ‫وربحت الرهان على «ضمان خدمات التنقل من طنجة إلى‬ ‫مختلف الوجهات» خاصة تلك التي يشتد عليها الطلب‪.‬‬ ‫برافو !‬ ‫بل إن المسؤولين اتخذوا إجراءات استثنائية لمصاحبة‬ ‫الطلب المتزايد على التنقل بإصدار رخص استثنائية بالمئات‬ ‫لتلبية الطلب على الحافالت‪.‬‬ ‫أال يذكركم مثل هذا الكالم الطالع من قاع المحطة‬ ‫الطرقية‪ ،‬بأيام زمان‪ ... ،‬زمان «كولو العام زين» ؟ !‬ ‫أعترف أنني سافرت انطالقا من هذه المحطة‪ ،‬قبل العيد‬ ‫بأيام ‪ ،‬بين طنجة والرباط‪ ،‬ولم أشعر بما يطمئن إلى أن هذا‬ ‫«الكرم» مطابق للواقع‪ ،‬ولم تكن حالة محطة طنجة بأحسن‬ ‫حال من محطة الربــاط‪ ،‬ازدحاما‪ ،‬وفوضــى‪ ،‬وهرجا‪ ،‬وسيطرة‬ ‫تامة لسماسرة الشركات «الكورتيات» الذين يفرضون‬ ‫أثمنتهم وسلطتهم لتمكينــــك من مقعد ولو في حافلـــة‬ ‫مهترئة !‪....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪956‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪5‬‬

‫الدين‬ ‫ِّ‬

‫بني جربوت العادة و حكم املجتمع‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ال‬

‫يختلف اثنان على أن العادة تلعب دوراً رئيسياً في تربية المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬بل‬ ‫يمكننا القول على أنها البساط الذي تقوم عليه حركات المجتمعات وسكناته‪ ،‬إذ يجد‬ ‫اإلنسان نفسه خاضعاً أعمى إلمالءات العادة وسلطتها ومنساقاً وراء كل ما اتّفق‬ ‫عليه العامة وجعلوه منهاجاً لهم في حياتهم‪ ،‬غير أن العادة باعتبارها قو ًة تكبح حرية اإلنسان‬ ‫المطلقة تصطدم عادة بالدين باعتباره هو اآلخر سلطة على اإلنسان نفسه‪ ،‬مما يخلقُ له‬ ‫صراعاً مريراً ما بين الخضوع للدين واإلستسالم للعادة ومدى تعارضها مع ثوابته ومعتقداته‪.‬‬ ‫وقبل مجيء اإلسالم‪ ،‬كانت القبائل العربية تخضع لقانون العادات والتقاليد الموروثة أباً عن‬ ‫جد‪ ،‬وكان التعصب يطبع هذه العادات ويُسيطر عليها‪ ،‬إذ يُعتبر الخروج عنها درباً من دروب‬ ‫الخيانة العظمى وإعالناً للحرب بين األفراد وبين القبائل‪ ،‬فكانت العادة تجري فيهم مجرى الدم‪،‬‬ ‫ومن الصعب أن تجد أحدهم يخالفها أو يرفضها مهما حصل ومهما كانت قسوتها وبشاعتها‪،‬‬ ‫واألمثلة على ذلك كثيرة‪ ،‬منها عادة وأد المواليد من اإلناث اتقا ًء للخزي والعار‪ ،‬وكان هذا العُرف‬ ‫معمو ًال به ومتفقاً عليه آنذاك‪ ،‬بحيث ال يُالم صاحبه عليه أو تمسّه منه عقوبة‪ ،‬ويستمر الصراع‬ ‫بين العادة والدين مالزماً لإلنسان رغم تغيّر الظروف وتعاقب السّنون‪ ،‬فهل تُحرّكك سلطة‬ ‫أمر ما؟‬ ‫الدين؟ أم تَغلبك العادة فتُسيطر على تفكيرك وقراراتك؟ وهل تُفضل حسمَ الدين في ٍ‬ ‫أم قول العادة فيه‪...‬؟‪ ‬‬ ‫بمعزل عن المجتمع‪ ،‬وبالتالي فهو‬ ‫إن اإلنسان باعتباره كائن إجتماعي ال يمكنه العيش‬ ‫ٍ‬ ‫متشرب بعاداته وتقاليده مذ أن رأى النور فيه‪ ،‬ومذ أن شهق أولى شهقاته بين أفراده‪ ،‬فأنت‬ ‫ال تستطيع أن تتكلم مع فتاة وأنت في القسم األول ابتدائي‪ ،‬وال هي تستطيع التحدث معك في‬ ‫أي شيء ألن العادة المتوارثة قد أقرنت هذا السلوك بالخجل والخوف‪ ،‬فحرَّمتْ إتيانه‪ ،‬وباعدتْ‬ ‫بذلك بين الروابط اإلجتماعية‪ ،‬وأنتجت مجتمعاً منقسماً ومنغلقاً على نفسه‪ ،‬والولد يفضل أن‬ ‫يكذب على معلمه إن سأله عن صالته هل يُحافظ عليها‪ ،‬ونسي أن الكذب ذنبٌ يعاقب عليه‬ ‫الدين‪ ،‬لكنه تناسى ذلك حينما اصطدم بموقف ربما سيجر عليه ّ‬ ‫تهكم أقرانه‪ ،‬وقد ال تستطيع‬ ‫أن تمنح درهماً وحيداً لمحتاج هو كل ما جاد به جيبك‪ ،‬خج ً‬ ‫ال من نظرات المارة وتندرهم على‬ ‫درهمك الفقير‪ ،‬رغم أن الصدقة أجرها مضمون رغم ق ّلة قيمتها‪ ،‬مفض ً‬ ‫ال اإلحتفاظ بدرهمك‬ ‫األبيض لليوم األسود ومضحياً ببعض الحسنات العظيمة‪.‬‬ ‫وأنت ال تستطيع أن تكون صديقاً لوالدك تبوح له بأسرارك وتستشيره في أمور دنياك‪ ،‬ألن‬ ‫العادة تقتضي أن يخفض المرء من صوته ويُطأطئ رأسه بمجرد إقبال والده عليه‪ ،‬فترتعدُ‬ ‫أطرافه ويبتلعُ لسانه وكأنه واقف في محاكمة أمام القاضي‪ ،‬رغم أن الدين يحث على مصاحبة‬ ‫الوالدين في الدنيا بالمعروف‪ ،‬وإمام المسجد الطاعن في السن المقوّس ظهره بتعب العبادة‬ ‫ال يستطيع أن يفتح المجال إلمام شاب يافع ينوب عنه إن لم يستطع أن يقيم صالة الجماعة‬ ‫كما يجب‪ ،‬خوفاً من كالم الناس ونعته إياه بالعجوز الهرم العاجز عن إمامة الناس‪ ،‬فهو يُفضل‬ ‫أن يهجره المصلون لرداءة صالته‪ ،‬على أن يَلين قلبُه إلمام غيره‪ ،‬وقد يُقاتل في سبيل ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫آلخر رمق‪ ،‬وقد يرتكب جريمة نكراء ويُزجّ به في السجن من أجل مبدئه هذا الذي هو جزء من‬ ‫عادات األفراد فيما بينهم‪.‬‬ ‫و اإلبنة ال تستطيع الزواج بمقدار صداق ال يالئم موقعها االجتماعي‪ ،‬وال يناسب اسم عائلتها‬ ‫وصيته‪ ،‬فتفضل أن تتمرد على الدين الذي يحث على الزواج بمن رُضي خل ُقه ودينُه ولو ّ‬ ‫قل‬ ‫صداقه على أن تُصبح حديث مجالس الناس إن هي أقدمت على هكذا زواج‪ .‬والمواظب على‬ ‫صالة الجماعة المتصدر للصفوف األمامية في الصلوات الخمس تجده غاضباً ساخطاً إن هو حاد‬ ‫عن الصف األول وموقعه المعتاد في جنبات المسجد‪ ،‬وقد ينهر «محتل» مكانه رافعاً صوته عليه‬ ‫متناسياً أن ذلك عمل مكروه شرعا‪ ،‬فهو يفعل ذلك خوفاً من كالم المصلين ولمزهم بكونه غاب‬ ‫عن الصف األول ولعله بدأ يتكاسل في العبادة وشيء من هذا القبيل‪ ،‬فتكون بالتالي عبادته‬ ‫إلرضاء الناس والحفاظ على موقعه في المجتمع وليس إلرضاء ربه وخوفه منه‪ .‬‬

‫وقد يغيب المر ُء عن أداء صالة العيد إن هو غفل أن يقتني له بذلة أنيقة بيضاء ناصع لونها‪،‬‬ ‫فيفضل التمادي في نومه العميق إلى آخر النهار من أن يؤدي صالة العيد بجلباب عادي خوفاً‬ ‫من ألسنة الناس الحارقة‪ ،‬وهناك من يهجر الصالة طول العام حتى إذا أقبل رمضان تجده من‬ ‫الصائمين‪ ،‬ألن العادة تقتضي أن يصوم جميع أفراد الحي البالغين حتى وإن لم يقترن صومهم‬ ‫بصالتهم‪ ،‬وبالتالي ال يستطيع أن يُشهر هو إفطاره علناً خوفاً من سهام المجتمع‪ ،‬وقد يكون‬ ‫إنساناً طيباً محترماً فيزيد ذلك من خشيته على فقدِ مكانته بين الناس‪.‬‬ ‫وغير ذلك ال يعد وال يحصى من المواقف اإلنسانية التي تبين بوضوح أن العادة قد تأخذ‬ ‫من اإلهتمام ما لم يظفر به الدين‪ ،‬وقد تعرف من القداسة والحرص ما لم تنجح تعاليمه‬ ‫في تكريسه‪ ،‬رغم أن الدين قانون سماوي له من الشأن العظيم والقدر الجليل ما ال تجده‬ ‫في القوانين الوضعية التي تستمد بعض تشريعاتها من أعراف المجتمع‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬ ‫إنكار سلطة العادة أو تجاهلها‪ ،‬ويبقى السؤال المطروح كيف تغرس العادة جذورها في النشء‬ ‫الصاعد؟ وهل يمكننا أن نزرع فيه بعض القيم حتى يحرص عليها حرصه على أداء العبادات إن‬ ‫كان من أصحابها ؟‬ ‫الجواب عن هذا السؤال هو نعم ممكن‪ ،‬بل هو مطلوب للغاية‪ ،‬وما رُقيّ المجتمعات‬ ‫األوروبية إال نتيجة صقلها للقيم واألخالق في نسق التربية وتهذيب النشء الصاعد عليها‪،‬‬ ‫ونحن نرى كيف أن الفرد في الدول المتقدمة إن هو تق ّلد منصباً من المناصب يسعى جاهداً‬ ‫وبكل الطرق الممكنة إلى التفاني في عمله وتوخي الد ّقة والحذر وإعطاء كل ذي حق ح ّقه‪ ،‬ألنه‬ ‫تربى على ذلك‪ ،‬وإن لم يكن قد تلقى ّ‬ ‫قط درساً في ديانة من الديانات من قبل‪ ،‬وكذلك تجد‬ ‫المجتمع بأكمله تربى على نبذ الكذب والنفاق والتلون والنهب والسلب في الخفاء‪ ،‬فأصبح ذلك‬ ‫عادة متفقاً عليها بين األفراد رغم أنهم قد يسهرون إلى آخر الليل يشربون الخمر ويلعبون‬ ‫الورق‪.‬‬ ‫‪ ‬لذا نرى أن المجتمعات األوروبية وإن ّ‬ ‫قل وازعها الديني أو انعدم إال أنها متشبثة بالقيم‬ ‫والعادات النبيلة أيّما تشبث‪ ،‬وهذا يخلق لها نوعا من التوازن األخالقي يحقق لها األمن‬ ‫اإلجتماعي المطلوب‪ ،‬في حين نجد في الدول العربية أن العادات السيئة تغلب على الطبائع‬ ‫الجيدة‪ ،‬وبالتالي يكون تأثير ذلك واضحاً على مستوى التدين لدى كل فرد فيها‪ ،‬مما يُنتج‬ ‫مجتمعاً مضطرباً هشّاً تائها تنخره العادات والتقاليد المتخلفة‪ ،‬فيحاول رجال الدين ضعفاء‬ ‫التكوين شدّ هذه العادات إلى حظيرة المعتقدات حتى يُعطوا لها مبرراً مقبوال وإن كان الدين‬ ‫منها براء‪.‬‬ ‫إن ما ينقصنا هو الوعي المدرك لطبيعة األمور‪ ،‬فإذا غاب الوعي أصبحنا ال نرى األشياء على‬ ‫حقيقتها‪ ،‬وربما اختلط علينا الحابل بالنابل فصرنا كالمصاب بانفصام الشخصية‪ ،‬إن الوعي هو‬ ‫سالحنا الناجع حتى ال ننساق وراء العادات الهدامة‪ ،‬فنميز منها بين ما هو صالح يُعتدُّ به مما‬ ‫هو فاسد ال طائل من ورائه قبل أن نجعلها معياراً حقيقياً لقراراتنا الحاسمة‪ ،‬فإما أن تحركنا‬ ‫العادات والتقاليد‪ ،‬وإما أن يتحكم الدين في أمور حياتنا‪ ،‬وصدامهما ليس إال نتاجا عن فهم‬ ‫خاطئ لقيم الدين وأهدافه‪ ،‬أو انجراف ساذج نحو سلطة العادة‪.‬‬ ‫إن الدين ال يمكنه أن يعشش في العقول الجاهلة المتخلفة‪ ،‬ألنه سيتحول بال شك إلى شيء‬ ‫آخر ال يشبه الدين في شيء‪ ،‬وهو ليس باألمر المستخَفّ به حتى تستكشف خباياه كل العقول‬ ‫على اختالف درجاتها دون مجهود منها‪ ،‬بل هو مدرسة متقدمة تتطلب من اإلنسان قدراً وافراً‬ ‫من الرقي والصفاء حتى يستوعب مقاصده‪ ،‬ومستوى رفيعا من اإلستعداد النفسي والروحي حتى‬ ‫ال يسقط سريعا أمام جبروت العادات وحكم المجتمع‪.‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫حرب الطرق‬ ‫تستعر بطنجة‬

‫فضيحة صفقة مليون محفظة بوزان تصل‬ ‫إلى المحكمة اإلدارية بالرباط‬ ‫أفادت مصادر «المساء» بأن ما أصبح يعرف‬ ‫ب»فضيحة صفقة مليون محفظة بوزان» قد‬ ‫دخل منعطفا خطيرا‪ ،‬حيث وصل هذه الملف إلى‬ ‫المحكمة اإلدارية بالرباط بعدما تقدم مقاول‬ ‫متضرر بشكاية في الموضوع إلى الوكيل العام‬ ‫للملك‪ ،‬بخصوص ما اعتبره إقصاء من الصفقة‬ ‫المتعلقة بمليون محفظة‪ ،‬في إطار المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬علما أن المقاولين‬ ‫الذين تم إقصاؤهم يستوفون كل الشروط من‬ ‫أجل المشاركة في الصفقة‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها أن مصالح وزارة‬ ‫الداخلية فتحت أيضا تحقيقا معمقا في حيثيات‬ ‫هذه القضية‪ ،‬إذ إن لجنة مختصة من وزارة‬ ‫الداخلية قد حلت بمقر عمالة وزان خالل األيام‬ ‫القليلة الماضية‪ ،‬وحسب المصادر ذاتها فإن هذا‬ ‫الملف يضم معطيات وصفت ب«الخطيرة» حول‬ ‫طريقة تدبير الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫وقالت المصادر ذاتها إن أولى الجلسات تمت‬ ‫قبل أيام وهي الجلسة التي تغيبت عنها عمالة‬ ‫وزان‪ ،‬فيما لم يتعين أي محام للترافع في هذا‬

‫الملف‪ ،‬وهو ما اعتبرته المصادر ذاتها يطرح عدة‬ ‫تساؤالت حول قدرة الجهات الوصية على تطبيق‬ ‫القانون‪ ،‬إذ أن هذا الملف يظل مفتوحا على جميع‬ ‫االحتماالت‪.‬‬ ‫وفي تفاصيل هذا الملف فإن مقاوال كان قد‬ ‫فجر عدة اختالالت حول صفقة مليون محفظة‬ ‫بوزان بعدما تقدم بشكاية إلى أكثر من جهة‬ ‫حول «اإلقصاء» الذي وصف ب«المعتمد»‪ ،‬والذي‬ ‫طال العديد من المقاولين الشباب‪ ،‬ليتم تفويت‬ ‫هذه الصفقة إلى جهة أكد أنها «قريبة من مراكز‬ ‫القرار في عمالة وزان»‪ ،‬وهو ما اعتبره «احتكارا‬ ‫وعدم الشفافية» الذي حرم مقاولين يتوفرون‬ ‫أيضا على كفاءة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وقد دخل المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية‬ ‫للدفاع عن حقوق اإلنسان بوزان على خط‬ ‫هذه الفضيحة‪ ،‬حيث كان قد أصدر بالغا بهذا‬ ‫الخصوص بعدما توصل بعدة شكايات تخص‬ ‫المقاول المعني يندد فيها ب»اإلقصاء» الذي‬ ‫وصفه ب«غير المفهوم» لعدة مقاوالت شاركت‬ ‫في المناقصة للفوز بصفقة مليون محفظة بوزان‪،‬‬

‫علما أن هذه الصفقة في مجملها تكونت من‬ ‫«خمس صفقات جزئية» وفازت بها كلها إحدى‬ ‫المقاوالت المعروفة التي أكدت العصبة أنها‬ ‫«قريبة من دوائر القرار في اإلقليم»‪ ،‬وهو ما يطرح‬ ‫أكثر من سؤال حول نزاهة هذه العملية برمتها‪،‬‬ ‫يضيف بالغ العصبة الذي توصلت به «المساء»‪.‬‬ ‫وقد تطرقت شكاية المقاول إلى اختالالت‬ ‫اعتبرتها مصادر حقوقية باإلقليم «خطيرة» ومنها‬ ‫عدم فحص العينات المطلوبة لمعرفة مستوى‬ ‫الجودة عند كل طرف والخرق الثاني المتعلق‬ ‫بالضبط بالصفقة ‪ 04/2018‬سجلت خروج رئيس‬ ‫اللجنة من القاعة وبرفقته منافسين‪ ،‬وبعد مرور‬ ‫مدة طويلة عاد المتنافسون إلى القاعة‪ ،‬حيث جرت‬ ‫مجموعة من االختالالت التي تخالف ما هو معمول‬ ‫به في العصبة ليتم تمرير الصفقة إلى المقاول‬ ‫المعني في ظروف وصفت بأنها «غامضة»‪ ،‬حيث‬ ‫تبين أن الطريق كان «ممهدا» حتى تنتهي‬ ‫الصفقة إلى المقاولة التي فازت بها مقابل إقصاء‬ ‫باقي المقاولين‪.‬‬

‫نزهة بركاوي‬

‫عيوب تفضح مقاوالت هيأت أرصفة شوارع‬ ‫بجهة طنجة‬

‫أفادت مصادر مطلعة بأن عددا من العيوب‬ ‫الجديدة في أرصفة شوارع مدينة طنجة‪ ،‬في‬ ‫إطار مشروع طنجة الكبرى‪ ،‬تفجرت من جديد‪،‬‬ ‫في وجه مقاوالت تجمعها صفقات مع والية‬ ‫الجهة‪ ،‬واستنادا إلى المعلومات نفسها‪ ،‬فبعد‬ ‫اكتمال األشغال الخاصة بإنجاز المرآب تحت‬ ‫أرضي لحديقة مسجد محمد الخامس بطنجة‪،‬‬ ‫قامت الشركة المعنية بإعادة تبليط الرصيف‬ ‫المتصل بالطريق المحاذي للمرآب مستعملة‬ ‫نوعا من الرخام الذي لم يثبت في محله‪،‬حيث‬ ‫انكشفت عيوب األشغال منذ األيام األولى بعد‬ ‫تركيبه‪ ،‬وأكدت نفسها‪،‬إذ أن الرخام أضحى يهتز‬ ‫تحت أقدام الراجلين مجدثا صوتا ملفتا للنظر‪،‬‬ ‫مما يؤكد وجود خلل في عملية التركيب‪ ،‬في‬

‫الوقت الذي سجلت المصادر نفسها‪ ،‬كون الوضع‬ ‫سيزداد سوءا عند نزول األمطار‪ ،‬وإلحاق الضرر‬ ‫بالمارة‪ ،‬فضال عما يشكله من تشوه وسط ممر‬ ‫استراتيجي متصل بحديقة عمومية وبمسجد‬ ‫محمد الخامس وبأشهر الشوارع بالمدينة‪ ،‬مما‬ ‫جعل الملف يستوجب التدخل العاجل إلصالح هذه‬ ‫األرصفة قبل حلول موسم األمطار‪ ،‬وقبل أن يفقد‬ ‫الرخام قدرته على الصمود فيتعرض لالنكسار‪.‬‬ ‫وارتباطا بالملف ذاته‪ ،‬ظهرت عيوب أخرى‪،‬‬ ‫تتعلق بكون أضرار هذا الرصيف هي من فعل‬ ‫فاعل تدخل بواسطة آلة حادة للقطع الذي أنتج‬ ‫هذا الوضع‪ ،‬خصوصا الحفر الموزعة على جنبات‬ ‫رصيف شارع يوسف ابن تاشفين في المقطع‬ ‫المتصل بمقهى موزار‪ ،‬حيث تم اكتشاف كون‬

‫المقاولة المعنية‪ ،‬اكتفت بمعالجة حفر قريبة‬ ‫تتواجد بنفس الموقع بجانب مقهى موزار‪ ،‬في‬ ‫حين تساءلت مصادر متتبعة للملف‪ ،‬حول عدم‬ ‫إصالح هذه األعطاب التي تعد وصمة عار في‬ ‫جبين المسؤولين‪ ،‬خاصة وأن كل من عاين‬ ‫الوضع‪ ،‬طرح عالمات استفهام حول الجدوى من‬ ‫المعايير التي يتم اإلعالن عنها بخصوص هذه‬ ‫الملفات‪ ،‬بعد أن وجدت مقاوالت أخرى نفسها‪،‬‬ ‫أمام فضيحة مرتبطة بالتشجير على مستوى شارع‬ ‫محمد الخامس بالمدينة‪ ،‬وهي المقاولة نفسها‪،‬‬ ‫التي تواجه استفسارات من قبل المصالح الوالئية‬ ‫حول أشجار النخيل التي تساقطت خالل السنة‬ ‫المنصرمة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫مطالب بتأهيل ميناء أصيلة بعد أزمة مغادرة المراكب‬ ‫وجه مهنيون بميناء الصيد البحري بأصيلة‬ ‫شكايات إلى المصالح المختصة‪ ،‬يطالبون من‬ ‫خاللها بالعمل على تجاوز عدة قالقل يعاني منها‬ ‫هذا الميناء مباشرة بعد أزمة مغادرة مراكب‬ ‫الصيد‪ ،‬ومنها غياب النظافة‪ ،‬حيث يمتلئ رصيف‬ ‫الميناء باألوساخ والقاذورات الناتجة عن مخلفات‬ ‫السمك والمواد العضوية المتعفنة التي تفرز‬ ‫الروائح الكريهة وتساهم في خلق التعفنات‪ ،‬ثم‬ ‫غياب الصيانة‪ ،‬مما جعل كل التجهيزات تعاني‬ ‫من التدهور المستمر‪ ،‬سواء تعلق األمر بسوق‬ ‫السمك الذي تتأكل جوانبه تحت تأثير الصدأ‪ ،‬أو‬ ‫الدور والمباني اإلدارية الموجودة هناك ‪.‬‬ ‫وسجل البحارة أيضا تلوث وسط الميناء‪،‬‬ ‫بسبب تراكم األتربة والتعفنات والنفايات‬ ‫واألوحال‪ ،‬نتيجة عدم خضوع الحوض المائي‬ ‫للتنقية المستمرة‪ ،‬بل حتى العمليات المنجزة‬ ‫ال تتم بكيفية ناجعة‪ ،‬حيث يتم طرح األتربة‬ ‫المستخلصة بعد الشفط في عرض البحر‪ ،‬لتعود‬ ‫مرة أخرى إلى الميناء تحت تأثير المد البحري‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬أكد المهنيون وجود ضيق‬ ‫بمدخل الميناء‪ ،‬الذي ما فتئ يتسبب في وقوع‬

‫الحوادث المدمرة التي ذهب ضحيتها عدد من‬ ‫البحارة ومراكبهم على حد قولهم‪ ،‬فضال عن‬ ‫غياب وسائل اإلنقاذ البحري المؤهلة والخاصة‬ ‫بحاالت الطوارئ‪ ،‬وقد سبق توفر الميناء على‬ ‫مركب لإلنقاذ مهدى من طرف إحدى الدول‪ ،‬إال‬ ‫أنه رغم أهميته وضرورته لم يستعمل قط رغم‬ ‫تعدد الحوادث الخطيرة‪ .‬وظل يتالشى خالل عدة‬

‫سنوات‪ ،‬وبعد ذلك تم ترحيله إلى جهة مجهولة‬ ‫تقول المصادر نفسها‪ ،‬مطالبة بالعمل على إخراج‬ ‫هذا الميناء من التهميش الذي يعيش على وقعه‪،‬‬ ‫خصوصا وأنه أضحى قبلة اقتصادية مهمة في‬ ‫موسم التونة وسمك أبو سيف عن غيره من‬ ‫الموانئ الشمالية ‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫عاش المدار الحضري لطنجة‪ ،‬خالل األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬على وقـع سلسلة من حوادث السير‬ ‫المميتة‪ ،‬التي أودت بحياة عدد من المواطنين‬ ‫وإصابة العشـــرات بجروح خطيـــرة استدعت‬ ‫نقلهم إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس‬ ‫لتلقي اإلسعافات الضرورية‪ ،‬ما خلف ردود أفعال‬ ‫تستنكر تهاون المسؤولين في تطبيق قانون‬ ‫السير وحماية مستعملي الطريق والممرات‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت تمثل خطرا حقيقيا على حركة السير‬ ‫والجوالن داخل المدينة‪.‬‬ ‫وسجلت المصالح األمنية بالمدينة‪( ،‬من‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 7‬غشت إلى منتصف ليلة األربعاء‬ ‫الماضي)‪ ،‬ست حوادث مرورية خطيرة‪ ،‬وقعت‬ ‫بمناطق مختلفة داخل المدار الحضري‪ ،‬وأفضت‬ ‫إلى وفاة أربعة أشخاص‪ ،‬من بينهم امرأة‪ ،‬وجرح‬ ‫ما ال يقل عن ‪ 30‬آخرين‪ ،‬إصابات بعضهم وصفت‬ ‫بـ “الخطيرة”‪ ،‬باإلضافة إلى خسائر مادية جسيمة‪،‬‬ ‫وهي حصيلة مرتفعة مقارنة باألرقام المسجلة‬ ‫خالل الفترة نفسها من السنة الماضية ‪2017‬‬ ‫وتعتبر حادثة ‪ 7‬غشت‪ ،‬التي وقعت قرب‬ ‫الممر تحت األرضي الجديد بطريق تطوان (حي‬ ‫بنكيران)‪ ،‬وأسفرت عن مقتل امرأة تبلغ من‬ ‫العمر ‪ 43‬سنة وابنها القاصر (‪ )15‬سنة)‪ ،‬من‬ ‫الحوادث التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على‬ ‫مستعملي الطريق‪ ،‬نتيجة تهور بعض السائقين‬ ‫الشباب‪ ،‬الذين يتخذون من الشوارع الرئيسة‬ ‫بالمدينة‪ ،‬التي تمت توسعتها ضمن أوراش‬ ‫“طنجة ‪ ‬الكبرى”‪ ،‬مضمارا للتسابق وحلبة للسرعة‬ ‫المفرطة‪ ،‬ما يتسبب في غالب األحيان في وقوع‬ ‫مجموعة من الحوادث الخطيرة‪ ،‬التي أودت بحياة‬ ‫عدد من المواطنين عديمي الحماية‪ ،‬وإصابة‬ ‫آخرين بعاهات مستديمة بعد أن نجوا بأعجوبة‬ ‫من موت محقق‪.‬‬ ‫كما أثارت حادثة اإلثنين الماضي (‪ 13‬غشت)‪،‬‬ ‫التي أسفرت عن مصرع مسن وإصابة زوجته‬ ‫بجروح بالغة‪ ،‬بعد أن دهستهما سيارة كانت تسير‬ ‫بسرعة مفرطة على مستوى محج محمد السادس‬ ‫بمنطقة “ماالباطا” وسط المدينة‪ ،‬عدة تساؤالت‬ ‫تطرح حول أحقية الراجلين في عبور الشوارع‬ ‫المحدثة‪ ،‬وذلك في ظل انعدام ممرات وجسور‬ ‫لتسهيل عملية السير والجوالن وسط المدينة‪.‬‬

‫المختار الرمشي‬

‫نـداء إنـساني‬ ‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفه الطبي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمديد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بني مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫إقتصاد‬ ‫مسلسل االقتراض مستمر‬ ‫وافق البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫على تقديم قرض جديد للمغرب‬ ‫بقيمة ‪ 200‬مليون أورو من أجل‬ ‫تمـــويــل “تـام التوقـيــع على‬ ‫اتفاقية بهـذا الخصوص بين‬ ‫المغرب والبنك اإلفريقي الممثل‬ ‫بالمغرب من طرف السيدة ليلى‬ ‫مقدم فـرح‪.‬‬ ‫وحسب البيانــات المتوفــرة‪،‬‬ ‫فإن هذا القرض سيوجه لتمويل‬ ‫برنامج يندرج في مخطط المغرب األخضر ويهدف‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬إلى المساهمة في‬ ‫دعم تنافسية القطاع الفالحي للوصول إلى نمو اقتصادي مستدام عبر تعزيز سالسل‬ ‫اإلنتاج و القيمة ‪ ،‬وخلق فرص جديدة ‪ ،‬وتحسين ظروف العمل في مجال استغالل‬ ‫الموارد الطبيعية‪.‬ومعلوم أن البنك اإلفريقي للتنمية يعتبر سندا قويا للمشاريع‬ ‫التنموية بالمغرب حيث إنه يمد هذا البلد باستمرار بقروض بماليين الدوالرات‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫شركة بريطانية ترصد ‪ 184‬مليون دوالر لنقل غاز المغرب‬ ‫إلى أوروبا‬ ‫توقعات الشركة البريطانية‬ ‫“ساوند إنرجي” المتخصصة في‬ ‫مجال التنقيب عن النفط والغاز‪،‬‬ ‫تحققت بعد أن تم اكتشاف حقل‬ ‫للغاز بمخزون يفوق ‪ 5‬مليارات‬ ‫متر مكعب في بئر سيدي المختار‬ ‫بالصويرة وقبله في بئر منطقة‬ ‫تندرارة‪ ،‬شرق المغرب‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع الشركة البريطانية‬ ‫إلى إطالق مشـروع تصدير غــاز‬ ‫بئر تندرارة إلى أوروبا عبر خط‬ ‫األنابيب المنتظر وخصصت لهذا ‪ ‬‬ ‫المشروع‪ ،‬اعتمادات أولية تفوق‬ ‫‪ 184‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا المشروع بناء مصنع لمعالجة الغاز بالقرب من منطقة تندرارة ‪ ،‬حيث‬ ‫يسهل تصدير الغاز إلى أوروبا من أجل تسويقه في األسواق األوروبية بعد إيصاله‬ ‫بخط األنابيب الذي ستقيمه الشركة بتكلفة ‪ 60‬مليون دوالر أمريكي ‪ ،‬بمنطقة‬ ‫بندرارة‪ ,‬ومن أجل ذلك‪ ،‬تعاقدت الشركة مع ثالث شركات اسبانية بغاية العمل على‬ ‫تسريع نقل الغاز المغربي إلى أسواق أوروبا‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كشفت الشركة البريطانية “ساوند إنرجي” أن “مشروع استخراج‬ ‫الغاز من الحقول المغربية سيمتد إلى غاية سنة ‪ 2034‬مع احتمال تمديد هذا المشروع‬ ‫إلى ما بعد هذا التاريخ‪ .‬مع اإلشارة إلى أن كلفة إنشاء البنيات التحتية لمشروع استخراج‬ ‫الغاز من الحقول المغربية‪ ،‬تبلغ ‪ 184‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وفيما تسعى الشركة البريطانية إلى توسيع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في‬ ‫المغرب‪ ،‬كشفت شركة “ساوند إنرجي” أن “مشروع استخراج الغاز من الحقول المغربية‬ ‫سيمتد إلى غاية سنة ‪ ،2034‬حيث ستقوم المجموعة وشركاؤها بدفع رسوم سنوية‬ ‫اعتبارا من بدء إنتاج الغاز التجاري‪ ،‬وسيكون بمقدورها تمديد هذا المشروع بعد‬ ‫استكمال تاريخ العقد‪.‬‬ ‫وهكذا تكون الشركة البريطانية “ساوند إنرجي” أول شركة إنتاج للغاز المغربي‬ ‫بعد حصول العديد من الشركات األجنبية على تصاريح التنقيب في جهات متعددة‬ ‫من المغرب‪ .‬ومعلوم أن هذه الشركة أقامت تحالفا استراتيجيا مع الشركة األمريكية‬ ‫“شلومبرجر” بعد أن تنازلت لها بداية سنة ‪ ،2016‬عن جزء من حصتها في المشروع‬ ‫التي تبلغ ‪ 55‬بالمائة‪ .‬ويشكل الباقي حصة المغرب الممثل بالمكتب المغربي‬ ‫للهيدروكاربونات والمعادن‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الحسيمة قاعدة وطنية إلنتاج اللوحات الشمسية‬ ‫أعلن وزير في حكومة العثماني خالل مروره بقناة “ميدي آن تي في” أن مدينة‬ ‫الحسيمة ستحتضن قريبا مشروعا وطنيا ضخما‪ ،‬لصناعة األلواح الشمسية‪ ،‬في إطار‬ ‫رفع الدعم عن بوطا الغاز خاصة في المجال الفالحي‪ ،‬حيث إن الدولة سوف تشجع‬ ‫كبار الفالحين على شراء واستعمال الطاقة الشمسية بغاية تخفيض استهالك‬ ‫البوتان‪.‬‬

‫وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فإن المصنع سيقام بالمنطقة الصناعية بآيت قمرة التي‬ ‫ستشيد بها مصانع أخرى بدعم من الدولة‪ ،‬من أجل تحريك االقتصاد المحلي وخلق‬ ‫فرص الشغل والتحفيف من االحتقان االجتماعي بالمنطقة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ديون المغرب “متحكم فيها” رغم استمرار ارتفاعها‬ ‫حسب وزير “المداويخ”‬ ‫وجد محمد بوسعيد‪ ،‬وزير‬ ‫االقتصـــاد والماليــــة‪ ،‬نفســه‬ ‫محاصرا بســؤال من مستشــار‬ ‫خالل األسئلة الشفــــوية‪ ،‬حول‬ ‫ارتفاع مديونية المغرب‪ ،‬فكان‬ ‫رده أن نسبـــة الدين كانـــت‬ ‫مرتفعة بيــن سنتـــي ‪ 2008‬و‬ ‫‪ ،2014‬حيث شكلت فوق نصف‬ ‫الناتج الداخلي الخام‪ ،‬وأرجع‬ ‫الوزير أسبـــاب هذا العجز‪ ،‬إلى‬ ‫األوضاع المالية الدولية‪ ،‬وإلى‬ ‫توسيع االستثــمــار العمومــي‬ ‫بالمغرب وإلى ارتفاع النفقات ‪ ،‬وأنه في سنة ‪ 2017‬ارتفع الدين إلى ‪ 64,7‬بالمائة‬ ‫ليتراجع خالل نفس هذه السنة‪ ،‬األمر الذي مكن من التحكم في الدين العمومي‪.‬‬ ‫الوزير أشار‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬إلى أن المغرب احتفظ بنفس التصنيف على مستوى‬ ‫وكاالت التنقيط العالميةبالرغم من أن البلد لم يحقق‪ ،‬خالل السنة الماضية سوى‬ ‫نسبة نمو في حدود ‪ 4,1‬بالمائة‪ ،‬وهي نسبة غير كافية لخلق مناصب الشغل بصورة‬ ‫تمكن من امتصاص البطالة ‪،‬ولمواجهة معيقات النمو‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب ‪ -‬إفريقيا ‪:‬‬ ‫انفتاح صناعة وتسويق األحذية والمالبس المغربية على أسواق‬ ‫إفريقيا الغربية‬ ‫المناخ الجديـــد للعالقـــات‬ ‫المغربية اإلفريقيـــة وانفتــــاح‬ ‫المغـــرب على بلــدان جــنـــوب‬ ‫الصحـــــراء‪ ،‬دفــــع أربـــــــاب‬ ‫صناعـــة األحـذيــة واأللبســـة‬ ‫الجاهـــزة بالمغــرب إلى توسيع‬ ‫حصصهـم وتعزيز صادراتهـــم‬ ‫نحو بلدان المنطقة‪.‬‬ ‫وحسب بيانات وزارة المالية‪،‬‬ ‫فإن شركـــات األحذية واأللبسة‬ ‫الجاهزة سجلت زيادة كبيرة في ‪ ‬‬ ‫صادراتها تجاوزت نسبتهــا ‪28‬‬ ‫في المئة بالنسبـــة لألحذيــة‪ ،‬وما يقـــارب ‪ 21‬في المئـــة بالنسبــة للمالبس الجاهزة‪.‬‬ ‫فقد تم تصدير ما يزيد عن ‪ 477‬مليون درهم من األحذية خالل الثلث األول من‬ ‫العام الجاري‪ ،‬نحو األسواق اإلفريقية وبعض األسواق األوروبية‪ ،‬مقابل ‪ 373‬مليون‬ ‫درهم في الفترة نفسها من العام الماضي‪ ،‬مسجال زيادة بقيمة تجاوزت ‪ 104‬ماليين‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬قامت شركات قطاع النسيج بتصدير ما يزيد عن ‪ 635‬مليون درهم من‬ ‫المالبس الجاهزة في األشهر الثالثة األولى من العام الجاري‪ ،‬مقابل ‪ 542‬مليون درهم‬ ‫خالل المدة ذاتها من السنة المنصرمة‪.‬‬ ‫وإضافة إلى األحذية والنسيج‪ ،‬والمواد الصيدلية والغذائية‪ ،‬قام التجار المغاربة‬ ‫بتصدير ما يزيد عن ‪ 685‬مليون درهم من أجهزة التلفاز وأجهزة استقبال القنوات‬ ‫الفضائية خالل الربع األول من العام الجاري‪.‬‬ ‫وبلغ حجم المبادالت التجارية بين المغرب وباقي دول القارة السمراء حوالي ‪11‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2014‬و‪ ،2016‬مسجلة بذلك نموا هاما مقارنة‬ ‫مع بداية العقد الحالي‪ .‬وبحسب المحللين يرجع هذا التقدم إلى األسواق الجديدة التي‬ ‫فتحتها االتفاقيات البينية مع دول جنوب الصحراء‪.‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫نفحة كريمة‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬اقتضتْ حكمة اهلل ْ‬ ‫أن تكون أعمار أمة محمد عليه الصالة‬ ‫والسالم قصيرة‪ ،‬وفي الحديث ‪ :‬أعمار أمتي بين الستين والسبعين‪.‬‬ ‫أو معترك المنايا بين الستين والسبعين‪ .‬وقد عُوِّضتْ في بركات‬ ‫أعمالها‪ .‬فكان عمر المسلم الفعلي للعبادة أطول من عمره الحقيقي‪.‬‬ ‫إلثراء عمره في الخير والطاعات‪ .‬فالعبرة بحسن العمل‪ .‬رحم اهلل‬ ‫رجال عمل عمال صالحا فأتقنه‪ .‬والمنافع التي ترفع من شأن األمة‪،‬‬ ‫الستلهام دالالت العبودية‪ .‬واإلخالص هلل‪ ،‬من الرياء والسمعة‪ .‬وقد‬ ‫منح اهلل جل وعال ألمة المختار –صلعم‪ -‬ليلة القدر‪ ،‬وهي خير من ألف‬ ‫شهر‪ ،‬والعشر من ذي الحجة‪« ،‬و الفجر وليال عشر»‪ ،‬ويوم عاشوراء‪،‬‬ ‫تتضاعف أجور األعمال فيها ‪..‬‬ ‫أنعم اهلل على عباده ببرور الوالدين‪ ،‬والتوْبة إلى اهلل‪ ،‬والصدق‬ ‫واإلخالص هلل تعالى‪ .‬اليُسر والتيسير في الدين‪ .‬ثمَّ‪ ،‬إياك والغلوّ‬ ‫فيه وخلوِّه من البدع‪ .‬الصالة على خير البرية‪ ،‬صاحب الحوْض‬ ‫والشفاعة‪ ،‬لالقتداء به‪ ،‬لعظيم شأنه وسلطانه‪ ،‬وهو صاحب الوجه‬ ‫األنور ‪ ..‬ما أحلى حالوة اإليمان‪ .‬ألم يقل رسول الهدى –صلعم‪،-‬‬ ‫لعائشة رضي اهلل عنها ‪ :‬أفال أكون عبداً شكوراً ‪.‬‬ ‫اللهمَّ بعزَّتك وجاللك أنِ توَّحد قلوب المسلمين‪ْ ،‬‬ ‫وأن تجمع‬ ‫شملهم‪ ،‬في تدبُّر وخشوع لك‪ ،‬يا ودود يا رحيم‪ .‬أما آن ْ‬ ‫أن يتآزر‬ ‫أن تخشع‪ ،‬وللعين ْ‬ ‫المسؤولون مع شعوبهم‪ ،‬وللنفس المريضة ْ‬ ‫أن‬ ‫أن تتحوَّل دم ًا‪ْ .‬‬ ‫تدمع‪ ،‬قبل ْ‬ ‫وأن يخلقوا أوضاع ًا مريحة لشعوبهم‪.‬‬ ‫وليس من مهمة اآلمرين االعتداء على حقوق اآلخرين ‪،‬و ديننا‬ ‫الحنيف‪ ،‬دين الرحمة والخير والسالم للمسلمين والناس كافة‪ .‬ومن‬ ‫فضائله‪ ،‬تحريم الدماء والعرض والمال (في الحرام)‪ .‬التضرُعُ إلى اهلل‬ ‫أن يجمع شمل أمة اإلسالم في فلسطين والعالم‪َّ .‬‬ ‫ْ‬ ‫ألن مسيرة عوْدة‬ ‫الفلسطينيين إلى بالدهم‪ ،‬في حاجة إلى توحيد الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫فينبغي معالجة ذلك على قاعدة األخوَّة‪ .‬فكلما شعر العدوُّ بالتفرقة‬ ‫ُ‬ ‫يُحوِّل من خاللها أزمته إلى‬ ‫بين اإلخوة‪ ،‬إال واختلق أزمة داخلية‪،‬‬ ‫الصراع الفلسطيني‪ ،‬ويكون الضحية الدم العربي‪ .‬ولهذا األخير الحق‬ ‫الطبيعي في المقاومة‪ ،‬إليقاف تشريع االستيطان‪ ،‬وتحرير األرض‬ ‫العربية وإطالق سراح األسرى‪ .‬فال يمكن ألحد مهما كان ْ‬ ‫أن يفرض‬ ‫على الفلسطينيين‪ ،‬عرب ًا كانوا أمْ غير عرب‪ ،‬خرافة «صفقة القرن» !‪.‬‬ ‫وقد يحرُم على العرب استجداء الصهاينة‪ .‬يجب على حماس‬

‫‪8‬‬

‫ْ‬ ‫أن تدخل إلى اإلطار الواسع في منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ليتَمَّ‬ ‫التفاوُضُ موَّحدٌ بين حماس والمنظمة مع الصهاينة‪ .‬االستراتيجية‬ ‫السليمة‪ ،‬هي بوَّابة الوحدة‪ ،‬على قلب رجل واحد‪ ،‬لتحقيق األهداف‬ ‫القومية الفلسطينية على األرض العربية ‪.‬فاالنقسام مذلة‪َّ .‬‬ ‫إن اهلل‬ ‫يغفر الذنوب إال للمتخاصمين حتى يصطلحا‪ .‬يا من وضع نورك‬ ‫في قلب أوليائك‪ ،‬ال تؤاخذ عبادك بتقصيرهم في عبادتك‪ .‬يا خير‬ ‫من عمَّتْ مكارمه‪ ،‬ال إله إال أنت‪ ،‬خذ بأيادي عبادك الموَّحدين‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬ووحِّد صفوفهم‪ ،‬ليستغفر العبد رحمة الواحد‬ ‫األحد‪ .‬واحفظ حمى الوطن الفلسطيني‪ .‬هذا هو دَيدَن هذه البالد‬ ‫المقدسة‪ ،‬مسرى الرسول العبد الكريم‪َّ .‬‬ ‫إن تقصير المسلمين‬ ‫والمسيحيين في حق القدْس الشريف‪ ،‬ما يغرقهم في بحار الندم‪.‬‬ ‫والسفيه الصهيوني لمَّا تُ ِركَ له الحبل على الغارب‪ ،‬عاث في‬ ‫األرض فساداً فتجرَّأ على قدْسية ثالث الحرمين الشريفين‪ .‬ومن‬ ‫هؤالء الخنازير من أحرق قبة الصخرة‪ ،‬ويوصفون افترا ًء بالحمقى‪.‬‬ ‫ومنهم من يدَنس المسجد األقصى‪ ،‬والعالم «الحر» ودعاة الحرية‬ ‫يسجبون باسم ‪ :‬ساس يسوس‪ ،‬فأعوذ باهلل من سائس‪ .‬بمعزل عن‬ ‫الواقع العربي‪ ،‬المتوارث للمفاهيم المنحرفة عن الفكر االستعماري‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ولكل ما‬ ‫لضعف الطاقة الفكرية العربية التي عمَّرَتْ في العقول‪،‬‬ ‫هو مصدره الدول الغربية في شقيها الجنسي وحرية الرأي‪ .‬الخيط‬ ‫الناظم الستراتيجية الغرب على المدى الطويل بعد استقالل الدول‬ ‫العربية‪ ،‬هو االستعمار الفكري واالقتصادي‪ ،‬والخنوع «لسيد» األمس‬ ‫الكلونيالي‪ .‬عالم المصالح ردي ٌء بسياساته الطوفانية‪ ،‬ودني ٌء بآفة‬ ‫السجوفرانية‪ ،‬وقد ضاقت به األنفاس‪ .‬هي سياسات عديمة األخالق‪.‬‬ ‫بينما عقيدة اإلسالم مُحالة باألخالق‪ ،‬لقول المصطفى عليه أزكى‬ ‫الصالة والسالم‪ ،‬إنما بعثتُ لتتمم مكارم األخالق‪ .‬لخلق السكينة‬ ‫بين اإلخوة‪َّ ،‬‬ ‫فإن المرْء بال سكينة كالطعام بال ملح ‪.‬‬ ‫لقد امتنَّ اهلل على هذه األمة‪ ،‬وجعلها أفضل أمة أخرجتْ للناس‪،‬‬ ‫تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن باهلل‪ ..‬اللهمَّ بعزَّتك‬ ‫وجاللك‪ ،‬نسألك من خير ما سألك عبدك النبي –صلعم‪ -‬من الخير‬ ‫ُ‬ ‫تهوِّن به علينا (أمة‬ ‫كله عاجله وآجله‪ ،‬ما علمنا منه وما لم نعلم‪ ،‬وما‬ ‫اإلسالم) مصائب الدنيا‪ ،‬وال تجعل مصيبتنا في ديننا‪ ،‬وال تجعلنا فتنة‬ ‫للذين كفروا‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بوزان تعزي عائلة البوزيدي‬ ‫بقلوب خاشعة وعيون دامعة وفي جنازة مهيبة ‪ ،‬ودع األهل واألحباب واألصدقاء إلى مثواها األخير ‪،‬‬ ‫المشمولة برحمة اهلل ومغفرته المسماة قيد حياتها ‪،‬‬

‫الحاجة فضيلة اإلدريسي البوزيدي‬

‫وذلك يوم الخميس ‪ 16‬غشت الجاري ‪ ،‬حيث ووري جثمانها الثرى بمقبرة موالي التهامي بوزان ‪ .‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم رئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان ‪ ،‬باسمه الخاص ونيابة‬ ‫عن عضوات وأعضاء الهيئة المذكورة ‪ ،‬بالتعازي الحارة والمواساة القلبية ألبناء وبنات الفقيدة ‪ ،‬ورفيق دربها ‪ ،‬ولجميع أفراد‬ ‫عائلة البوزيدي بوزان وخارجها ‪ ،‬راجين لهم جميعا الصبر والسلوان ‪ ،‬وللمرحومة المغفرة والرضوان ‪ ،‬وأن يمطرها الذي جل‬ ‫جالله بشآبيب رحمته ‪ ،‬ويسكنها فسيح جنانه بجانب الصديقين والصالحين والشهداء ‪ .‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫التأثير الخارجي‬ ‫في الثقافة العربية (‪)5‬‬ ‫لقد أدت فترة المقاومة الوطنية‪،‬‬ ‫ومناهضة الحركة الهيتليرية‪ ،‬وما أفضى‬ ‫إليه قيام األمم المتحدة‪ ،‬ونشوء حركة‬ ‫دول عدم االنحياز‪ ،‬والتضامن األسيوي‬ ‫اإلفريقي إلى اهتمام المنطقة العربية ال‬ ‫بالفكر الديمقراطي والتقدمي األوروبي‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إل��ى اهتمام واس��ع النطاق‬ ‫ب��األدب السوفييتي‪ ،‬وأدب بلدان شرق‬ ‫أوروب���ا وآسيا واألمريكيتين‪ ،‬ونشطت‬ ‫الرغبة في تعلم اللغات المختلفة‪ ،‬وفي‬ ‫الدراسة في غير الدول التقليدية الغربية‪،‬‬ ‫ونشطت حركة النقل بصورة عامة‪ ،‬رغم‬ ‫أن أوربا الغربية كثيرا ما كانت هي الحافز‬ ‫والوسيط‪ ،‬فاإلعالم العربي ال يزال يقتصر‬ ‫حتى على كونه صورة طبق األصل أو تكاد‬ ‫ولكن بالعربية الهتمامات أوروب��ا‪ .‬فأي‬ ‫كاتب أو مثقف عربي تراه شد الرحال إلى‬ ‫داخلية إفريقيا أو أبدى اهتماما أصيال ومن‬ ‫غير وساطة (الميتروبول) بأي من بلدان‬ ‫العالم الثالث؟‬ ‫لقد بكرت الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫بالحضور إلى المنطقة منذ إنشاء الجامعة‬ ‫األمريكية ببيروت‪ ،‬ثم لعبت مؤسسة‬ ‫افرانكلين للنشر دورا هاما في تقديم‬ ‫ترجمة عربية ألمهات الكتب والمراجع‬ ‫األمريكية رويدا رويدا‪ ،‬ال سيما في أعقاب‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث أخذت الثقافة‬ ‫األمريكية والعقليــة األمريكيــة والقيم‬ ‫األمريكية تترك بصماتها ليس في العالم‬ ‫العربي فحسب بل في العديد من دول‬ ‫العالم وفي أوروب��ا‪ ،‬وهكذا لعب التعليم‬ ‫واإلع�ل�ام والسينما والفيديو واألقمار‬ ‫االصطناعية دورا مثابرا في اإلع�لاء من‬ ‫أثر هذا اإلسهام األمريكي سواء مباشرة‬ ‫أو عن طريق أط��راف أخ��رى‪ ،‬ولإلشارة‬ ‫فإننا في زمن ليس فيه للدولة قدرة على‬ ‫الرقابة والمنع بالشكل الذي عرفه القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وال شك‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن‬ ‫شكل الثقافة العربية حاليا يتعرض حاليا‬ ‫ومستقبال المتحانات كبرى‪ ،‬ولقد ظلت‬ ‫الهند برغم إمكانياتها الضعيفة إذا ما‬ ‫قورنت بقدرات السينما األمريكية الهائلة‬ ‫تجذب ف��ي صمت ل��ب أوس���اط شعبية‬ ‫عربية عريضة للفيلم الهندي واألغنية‬ ‫الهندية‪ ،‬التي كثيرا ما اعتمد عليها هذا‬ ‫الفيلم بجانب موضوعاته القريبة للنفوس‬ ‫وللمزاج الشعبي‪ ،‬واستطاعت الموسيقى‬ ‫اإلفريقية أو اإلفريقية الجذور ‪ ،‬وبخاصة‬ ‫عن طريق الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫وسيرورتها العالمية أن تهز ال��ذوق في‬ ‫الشبيبة العربية‪ ،‬وتخرجه من أسر رتابة‬ ‫التخت الشرقي إن لم يكن تماما من‬ ‫(هز البطن)‪ .‬فإذا كان كل ما أحدثه مثال‬ ‫(إلفيس بريسلي) من ث��ورة كبرى في‬ ‫الغناء والرقص في العالم بأسره في القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬سببه مغن أبيض بدأ كزنجي‪-‬‬ ‫كما فسرها أحد النقاد‪ -‬فالفضل راجع‬ ‫إلى ذلك المزيج المدهش بين اإليقاع‬ ‫والسلم الخماسي‪ ،‬الذي يدخل عبر األذن‬ ‫إلى القلوب دون استئذان‪ ،‬وما يقال عن‬ ‫(إلفيس) يقال عن (مايكل جاكسون) ذو‬ ‫األصول الزنجية الذي ملك األفئدة بغنائه‬ ‫ورقصه الفريدة‪ ،‬وقد أوضح روبصون في‬ ‫مقدمة سيرته الذاتية عندما تحدث عن‬ ‫المقام الخماسي في السلم الموسيقى‪،‬‬ ‫حيث وصفه بالسلم العجيب ال��ذي ظل‬ ‫محقورا في الغناء الشعبي في العالم بأسره‪،‬‬ ‫وكيف يمكن الحصول عليه من المفاتيح‬ ‫السوداء في البيانو‪ ،‬ومكانته المثيرة في‬ ‫أشد األعمال الموسيقية الكالسيكية‪.‬‬ ‫(وللحديث بقية)‪.‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫رحلة إلى إندونيسيا‪...‬‬ ‫مع العالمة عبد المنعم بن الصديق‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫• من كونتو إلى جاكارتا مسيرة علم ومعرفة‪...‬‬ ‫• للتصوف سوق رائجة بين أبناء الشعب اإلندونيسي‪.‬‬

‫كعادته كل سنة‪ ،‬وبدعوة من علمائها وجامعاتها‬ ‫العلمية‪ ،‬قام فضيلة العالمة الشيخ عبد المنعم بن‬ ‫الصديق ابتداء من تاريخ ‪ 17‬يوليوز ‪ 2018‬برحلة إلى‬ ‫البالد األندونيسية‪ ،‬وهي رحلة لم تختلف عن سابقتها‬ ‫في السنة الماضية‪ ،‬إال أنها تميزت خالل هذه السنة‬ ‫بزيارة مدن وجزر جديدة‪ ،‬افتتحها العالمة الجليل بزيارة‬ ‫جامعة «دار السالم‪ ..‬ومعاهدها الموجودة في مدينة‬ ‫كونتور» وقد بنيت على مساحة كبيرة جدا‪ ،‬بعيدة‬ ‫بمسافة كبيرة عن وسط المدينة بأكثر من ‪ 100‬كلم‪.‬‬ ‫وتعد هذه الجامعة من أشهر جامعات أندونيسيا‪،‬‬ ‫تخرجت منها أطر عليا‪ ،‬ساهمــت في دعــم النهضة‬ ‫العلمية والسياسية واالقتصادية بأندونيسيا‪ ،‬وهكذا‬ ‫أنتجت وأعطت وخرجت وزراء وأطباء وشخصيات علمية‬ ‫شهيرة في بالد مالوي‪ ،‬وتضم هذه الجامعة كليات في‬ ‫تخصصات شتى‪ ،‬علمية وأدبية وحتى في الهندسة‬ ‫والطب‪ ،‬وبجوارها أرض شاسعة ضمت مأوى للطلبة‬ ‫يحكمها نظام غريب وصارم‪ ،‬وال يغادر الطالب سواء‬ ‫كان يدرس في المعهد أو الثانوية أو حتى الجامعة‪ ،‬ال‬ ‫يغادر مقر سكناه لزيارة أهله إال عند اإلجازة (العطلة)‬ ‫التي تكون في النصف األخير من شهر رمضان‪ ،‬ويلتحق‬ ‫بمأواه الطالبي بعد عيد الفطر بثالثة أيام أو أربعة‪،‬‬ ‫وكذلك في عيد المولد النبوي الشريف لمدة أسبوعين‪،‬‬ ‫أما باقي أيام السنة فكلها طلب للعلم‪ ،‬ونهل‬ ‫للمعرفة‪ ،‬وجد واجتهاد‪.‬‬ ‫في كلية أصول الدين بهذه الجامعة‪،‬‬ ‫شارك فضيلـــة الدكتـور عبد المنعــم بن‬ ‫الصديق مشاركة فعالة في ندوة أعد لها‬ ‫طلبة الكلية مع بعض أساتذتها بفضاء هذه‬ ‫الكلية‪ ،‬وكانت مداخلة العالمة بن الصديق‪:‬‬ ‫«االجتهاد في علوم القرآن والتفسير عند‬ ‫اإلمام السيد عبد اهلل بن الصديــق‪ ،‬من‬ ‫خالل كتابه ‪ :‬بدع التفاسـير؟؟؟» واستمرت‬ ‫أشغال الندوة إلى غاية منتصف الليل تلقى‬ ‫في ختامها العالمة عبد المنعم بن الصديق‬ ‫من رئيس الجامعة صحبة عميد الكلية هدية‬ ‫تتجسد في درع الجامعة‪ ،‬مع بعض األبحاث‬ ‫الجامعية التي أنجزها طلبة الكلية‪.‬‬ ‫بعد هذه المشاركة المباركة في منطقـة‬ ‫كونتور‪ ،‬عــاد العالمـــة بن الصديق إلى‬ ‫العاصمة جاكارتـــا حيث كانت االستعدادات‬ ‫قائمة على قـــدم وسـاق من طــرف أبنـــاء‬ ‫ومريـــدي الــــــزاويــــة الصديـقــيــة‬ ‫الشاذلية بأندونيسيا لتنظيم حفـــل‬ ‫كبير‪ ،‬علمي وصوفي للتعريــف باإلمام‬ ‫أبي الحسن الشاذلي رضي اهلل عنه‪ ،‬وقد‬ ‫حضر الحفل بمقر الزاوية‪ ،‬وبالمنطقة‬ ‫المحيطـة به آالف من المشاركيــــن‬ ‫القادمين من كل أنحــاء وأرجاء وأطراف‬ ‫بالد أندونيســـيا‪ ..‬ولإلشـــارة‪ ،‬فإن‬ ‫للتصوف سوقا رائجة بين أبناء الشعب‬ ‫األندونيسـي‪ ،‬وارتباطهـــم بالتصـــوف‬ ‫علما وفكرا وممارسة وسلوكا وأخالقا‬ ‫الجدال فيه‪ ..‬لذا تكثر الرباطات والزوايا‪،‬‬ ‫ومجالس الذكــر‪ ،‬والسمـــاع‪ ،‬والصالة‬ ‫على رســول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وجل الطرق النشيطة في البالد شاذلية‬ ‫المشرب‪.‬‬ ‫وهو حفل ينظم ألول مرة في جاكارتا‬ ‫بإشراف الطريقة الصديقية الشاذلية‪..‬‬ ‫وفي اليوم الموالي للحفـــل‪ ،‬عقدت‬ ‫بمقر الزاويـــة المسمـــى «بالروضــة» مجالس لقراءة بعض الكتب التي طبعها أبناء‬ ‫الزاوية هناك‪ ،‬وهي من تأليف العالمة المحدث عبد العزيز بن الصديق‪ ،‬وشقيقه العالمة‬ ‫عبد اهلل بن الصديق رحمهما اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وهذه الكتب هي ‪:‬‬ ‫‪ -‬كشفُ الريب في شرح أبيات الجنيد «توضأ بماء الغيب»‪.‬‬

‫ «تعريف المؤتيسي والد العالمة عبد المنعم بن‬‫الصديق‪ ،‬ثم ‪:‬‬ ‫ «بدع التفاسير» ‪« -‬السيف البتار لمن سبّ‬‫النبي المختار» ‪« -‬النفحة اإلالهية في الصالة على‬ ‫خير البرية»‪.‬‬ ‫ «حسن التلطف في بيـــان وجـــوب سلوك‬‫التصوف»‪.‬‬ ‫وهذه الكتب من تأليـف العالمة عبد اهلل بن‬ ‫الصديق رحمه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وكل الكتب المذكورة طبعت باللغة العربية‪،‬‬ ‫وكذلك باللغة األندونيسية ووزعــت مجانـــا على‬ ‫العلماء‪ ،‬وطلبة العلم في كل المعاهد والجامعات‬ ‫التي قام العالمة عبد المنعم بن الصديق بزيارتها‬ ‫في رحلته المباركة هذه‪.‬‬ ‫لإلشارة أيضا‪ ،‬فإن كتب علماء األسرة الصديقية‬ ‫ومؤلفاتهم لها الصيت الواسع والكبير بين أهل‬ ‫العلم في الربوع اإلسالمية األسيوية واإلقبال الكبير‬ ‫عليها‪ ،‬وهذا من فضل اهلل ونعمه تعالى على علماء‬ ‫هذه األسرة العلمية التي تشرفت مدينة طنجة بهم‪،‬‬ ‫ونالت بهم شهرة علمية واسعة‪.‬‬

‫ووجـد العالمــــة عبد المنعم بن‬ ‫الصديق أن أهــل الزوايــة واإلسنــاد‬ ‫بأندونيسيــــا مفتخرين بروايتهم في‬ ‫أسانيدهم عن أعــالم هــذه األســــرة‬ ‫وخصوصا العالمــــة عبـــد العزيز بن‬ ‫الصديق وشقيقه عبد اهلل‪ ،‬فتدبج معهم‬ ‫بأن أخذ منهم وأخذوا منه ما يرويه‬ ‫عنهما وعن غيرهما‪ .‬وهذا ربط ألسانيد‬ ‫المشرق بحلقات اإلسناد المغربي عبر‬ ‫أبناء هذه المدينة‪.‬‬ ‫لقد كانت بحق رحلة علمية استُقبل‬ ‫فيها العالمة عبد المنعم بن الصديق‬ ‫استقباال حفيا‪ ،‬واحتفي به احتفاء كبيرا‬ ‫في كل مدينة أو قرية أو جزيرة دخلها‬ ‫وحل بهـــا‪ ،‬حيــث ألقى محاضرات في‬ ‫كليات‪ ،‬ومعاهـد‪ ،‬ومساجـــد وكانت له‬ ‫مداخالت قيمة في الندوات والمناقشات‬ ‫المنظمة‪.‬‬ ‫وفي اليوم األخير للرحلة ويصادف‬ ‫تاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،2018‬وقت الذهاب‬ ‫إلى المطار‪ ،‬استدعي العالمة لمقر‬ ‫الرابطة العلوية لألشراف‪ ،‬حيث وجد‬ ‫عددا كبيرا من األشراف العلويين من‬ ‫أبناء آل السقاف وآل الكاف وغيرهم‬ ‫وأصولهم يمنية‪ ،‬استقر أجدادهم‬ ‫في هــذه البـــالد‪ ،‬ووطدوا دعائم‬ ‫اإلسالم بهــا‪ ،‬وفيهـــم حسنيّون‪،‬‬ ‫وحُسينيون‪ ،‬فحاضــر في جمعهم‬ ‫وأجازهم بمرويات‪ ،‬وفرحــوا بزيارته‬ ‫لهم فرحا كبيرا عبروا به عن حالهم‪،‬‬ ‫وما يعتريهم من سعادة بهذا اللقاء‬ ‫لدرجة أن جلهم أبوا إال أن يرافقوه‬ ‫إلى المطار مع جمع من أهل العلم‬ ‫لتوديعه‪.‬‬ ‫الحديـــث عن نبـــوغ األســــرة الصديقية وريادتها في مجال علوم الشريعة‬ ‫والتصوف والدعوة إلى اإلسالم األصل الخالي من شوائب الطائفية والبدعية والتفرقة‬ ‫وسفك الدماء وبدون وجه حق حديث متشعب وغني‪ ،‬وما يؤسف له حقا هو أن ينال‬ ‫علماء هذه األمة‪ ،‬وهذا الوطن‪ ،‬وهذه المدينة الحظوة واالعتبار خارج أوطانهم‪ ..‬فال‬ ‫كرامة لنبي في وطنه‪..‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫آثار أشعة الشمس على جسم اإلنسان‬ ‫وسبل الوقاية من أضرارها‬

‫• الدكتور ب�سام �شهبون‬

‫ألشعة الشمس فوائــد عدة لجســم اإلنسان أهمها‬ ‫دورها‪ ‬في تكوين الفيتامين (د) الذي يعتبر أساسيا‬ ‫للصحة الجيدة للعظام و مادة الميالنين‪ ‬الملون الطبيعي‬ ‫للجلد‪ .‬غير أن لها أثــارا سلبيـــة على الجلــد في حالــة‬ ‫التعرض المفرط لها دون وقاية فقد تساهم في ظهور‬ ‫عالمات الشيخوخة المبكرة والتجاعيد و البقــع السوداء‬ ‫في الجلد وتزيد في احتمال االصابة بالسرطانات الجلدية‪ .‬‬ ‫‪ ‬إن ظهور هذه األثار السلبية متعلق بالمدة الزمنية‬ ‫التي يتعرض في ألشعة الشمس و حدتها و نسبة تحمل‬ ‫الجلد لهذه األشعة‪.‬‬ ‫إن القدرة على تحمل أشعة الشمس متعلقة بلون‬ ‫الجلد فكلما كان هذا اللون ‪ ‬فاتحا كلما قلت هذه القدرة‬ ‫و كانت أثار الشمس أكثر حدة‪.‬‬ ‫• سبل‪ ‬الوقاية من أضرارها ‪:‬‬ ‫تعد مادة الميالنين الواقـــي الطبيعي ضــد األثـــار‬ ‫السلبية لألشعـة الشمـــس لكن هـذه الحمايـة تبقـــى‬ ‫محدودة الفعالية لذا وجب اتخاذ تدابير أخرى لضمان‬ ‫الحماية القصوى ضد أشعة الشمس و في هذا الصدد‬ ‫يمكن استعمال القبعة والنظارات الشمسية و الواقيات‬ ‫الشمسية و يمكن تقسيم الحماية ضد أشعة الشمس‬ ‫إلى ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫•‪ ‬حماية العين ‪:‬‬ ‫تعتبر العين عضوا جد حســاس بالنسبـة ألشعـــة‬ ‫الشمس و يجب حمايتها بنظارات شمسية طبية تفاديا‬ ‫لشتى أنواع االلتهابات و الحاالت المرضية التي قد تسبب‬ ‫اتالف حاسة البصر تنتيجة التعرض المفرط ألشعة المس‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬حماية الشفتين بمستحضرات خاصة‪ .‬‬ ‫ج ‪ -‬حماية الجلد بواقيــات شمسية تحتـوي على نوع‬ ‫واحد أو أنواع مختلفة من المواد التالية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬مواد تعكس أشعة الشمس يفضل استعمالها‬ ‫لألطفال الصغار و في حاالت الحساسية‪ .‬‬ ‫ب‪ -‬مواد كيماوية تمتص هذه األشعة و تحمي الجلد‬ ‫من أثارها السلبية‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬مواد طبيعيــة‪ ‬تحمي الجلد نسبيـا من أشعـــة‬ ‫الشمس و تحافظ على مرونتها و خصائصها الطبيعية‬ ‫مثل زيت الكوكو و زيت‪.‬‬ ‫• الزيتون وزيت السمسم و األلوي فيــــرا و زبــدة‬ ‫الكاريتي ‪:‬‬ ‫تحدد فعالية الوقيات الشمسية المتواجدة باألسواق‬ ‫بعامل الوقــايــة الشمسيــة المتواجد بالعلبة الخارجية‬ ‫للواقي فعلى سبيل المثال أن‪ ‬عامل الوقاية الشمسية ‪15‬‬ ‫يحمي بنسبة ‪ 93.3‬في المائة و عامل الوقاية الشمسية‬ ‫‪ 30‬يحمي بنسبة ‪ 96.7‬في المائة و يعد عامل الوقاية‬ ‫الشمسية ‪ + 50‬أحسن مستوى للحماية من أضرار أشعة‬ ‫الشمس فهو يحمي بنسبة ‪ 98‬في المائة‪.‬‬ ‫• توجيهـــات خاصـــة الستعمــال األمثـــل‬ ‫للوقيات الشمسية ‪:‬‬ ‫َيتعين اختيار الواقي حسب خصوصيات الجلد يوفر‬ ‫الحماية المناسبة ضد األشـعــة الما فـــوق البنفسجية‬ ‫بنوعيها‪.‬‬ ‫ يتعين استعمــال الكميــة المناسبة من الواقي‬‫للحصول على مستوى الحماية المنسوب له فعلى سبيل‬ ‫المثال بالنسة للبالغين يجب استعمال ‪ 30‬ميلتر أي ما‬ ‫يعادل ربع محتوي الواقيات ذات ‪ 125‬ميلتر في المرة‬ ‫لضمان مستوى الحماية المرغوب فيه أو ‪ 8‬رشات في‬ ‫المرة بالنسبة الجسم بأكمله‪.‬‬ ‫تجدر‪ ‬اإلشارة إلى أن استعمال نصف الكمية الضرورية‬ ‫للحصــول على‪ SPF 30 ‬ال يوفـــر حمايــــة‪SPF 15 ‬‬

‫وأن‪ ‬استعمال الكمية الضرورية للحصول على‪SPF 15 ‬‬ ‫مثال مرتين متتابعتين ال يوفر حماية‪.SPF 30 ‬‬ ‫ عند‪ ‬استعمال‪ ‬الواقي يجب وضعه‪ ‬فوق جلد رأس‬‫الشخص األصلع أيضا‪.‬‬ ‫ يجب األخذ بعين االعتبار أن صالحية أغلبية الواقيات‬‫محددة بفترة الصالحية بعد الفتح المشار إليها في‬ ‫علبة الواقي التي تجعل هذه المستحضرات غير صالحة‬ ‫لالستعمال بعد انتهاء هذه المدة‪.‬‬ ‫‪ - ‬يجب استعمال الواقـي ‪ 30‬دقيقة قبــل التعرض‬ ‫ألشعة الشمس‪.‬‬ ‫ إن الجلد المبلل يمتص ‪ 5‬أضعاف ما يمتصه الجلد‬‫الجاف‪ ‬من‪ ‬أشعة الشمس لذا يستحسن تجفيف الجسم‬ ‫بعد الخروج من الماء‪ ‬وإعادة وضع الواقي من جديد‪.‬‬ ‫حاالت خاصة ‪:‬‬ ‫يتسم‪ ‬استعمال‪ ‬الواقيات الشمسية في بعض الحاالت‬ ‫بخصوصيات سنتطرق لها فيما يلي ‪ :‬‬ ‫‪ ‬أ ‪ -‬حـب الشبـــاب يعتبـــر التعرض المعتدل ألشعة‬ ‫الشمس إيجابيا حيث يأثــر على البكتيريــا المسببـــة‬ ‫لحب الشباب لكن يتحول إلى سلبي في حالة اإلفراط‪.‬‬ ‫يستحسن‪ ‬استعمال واقيات شمسية خالية من الدهون ال‬ ‫تحتوي على مواد من شأنها أن تسبب ظهور‪ ‬حب الشاب‪ .‬‬ ‫‪ ‬ب ‪ -‬الحمل يعتبر جلد المرأة أكثر حساسية و عرضة‬ ‫لظهور البقع الســوداء يتعين استعمال واقي له‪ ‬عامل‬ ‫الوقاية الشمسية ‪ + 50‬في هذه الحاالت‪.‬‬ ‫‪ ‬ج ‪ -‬األشخاص المسنين يفقد الجلد قدرته الطبيعية‬ ‫للحماية من أضرار أشعة الشمس مع مرور األعوام‪ ‬لذا‬ ‫يتعين استعمال واقيات شمسية تتوفر على أقصى‪ ‬عامل‬ ‫للوقاية الشمسية ‪ + 50‬و على مواد مرطبة و مغذية‬ ‫للجلد تحميه من االجتفاف و أثار العوامل الخارجية عليه‪ .‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫التقليد األعمى للغرب‬ ‫• محمد الشاعر‬ ‫يعيش العالم العربي واإلسالمي اليوم‪ ،‬عالة على الغرب في أغلب متطلبات الحياة من إنتاج زراعي وصناعي‬ ‫وتجاري وتكنولوجي‪ ،‬وعالة عليه كذلك في نشاطه الفكري والسياسي واالجتماعي‪ ،‬وفي اعتماد القوانين الوضعية‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬عوض القوانين اإللهية الثابتة‪.‬‬ ‫كما تعيش أغلب الدول اإلسالمية متمسحة بالغرب منقادة إليه انقياد الذليل تستجديه أن يمنحها قروضا‬ ‫وسُلفا‪ ،‬ويقدم لها مساعدات‪ ،‬وتستعطفه في أن يتنازل عن بعض الديون الثقيلة التي عجزت عن أدائها في‬ ‫مواعدها‪.‬‬ ‫واإلنسان المغربي اليوم‪ ،‬إال القليل‪ ،‬معجب أيّما إعجاب باإلنسان الغربي‪ ،‬ويعتبره النموذج والمثال األعلى‪،‬‬ ‫ويُقلده تقليدا أعمى في تصرفاته ومظاهر حياته الصالح منها والفاسد‪ ،‬والنافع منها لإلنسانية والضار‪ ،‬دون أقل‬ ‫تفكير في عقيدة هذا اإلنسان‪ ،‬وتديُّنه أو عدمه‪ ،‬ونظرته إلى الحياة‪ ،‬ومعاملته لغيره من األجناس البشرية‪ ،‬مع‬ ‫أن اإلسالم جاء هُدى للناس ونورا ورحمة للعالمين‪ ،‬وشرع ألمته ما تحتاج إليه في أمر دينها ودنياها‪ ،‬وعدنا ربنا‬ ‫وخالقنا ورازقنا إلى االعتصام به سبحانه‪ ،‬وحذرنا في نفس الوقت من طاعة الكفار وأهل الكتاب‪ ،‬واتباعهم بدون‬ ‫تفكير‪ ،‬وبدون قيود وال حدود‪ ،‬وبيّن لنا أن مآل وعاقبة من يطيعهم هو الكفر والخسران‪ ،‬ومآل من يخالفهم هو‬ ‫االهتداء إلى الصراط المستقيم‪ ،‬كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫كت َ‬ ‫ِك ْم َ‬ ‫وكم َب ْع َد ِ�إميَان ُ‬ ‫َاب َي ُر ُّد ُ‬ ‫ين �أُوتُوا ا ْل ِ‬ ‫ين �آ َم ُنوا �إِن ت ِ‬ ‫ين»‬ ‫ُط ُ‬ ‫« َيا �أَ ُّي َها ا ّ َلذِ َ‬ ‫كاف ِ​ِر َ‬ ‫ن ا ّ َلذِ َ‬ ‫يعوا َف ِريقًا ّ ِم َ‬ ‫�آل عمران ‪.100‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذِ‬ ‫ذِ‬ ‫ين» �آل‬ ‫خ‬ ‫وا‬ ‫ِب‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫َن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫وك‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫َر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ين‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫يع‬ ‫ُط‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫ين‬ ‫« َيا �أَ ُّي َها ا ّ َل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ا�س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رِ ِ‬ ‫عمران ‪.149‬‬ ‫ولألسف‪ ،‬أبت طائفة من أبناء المسلمين إال أن تقلد اليهود والنصارى في السلوكيات وفي األعياد والحفالت‪،‬‬ ‫وفي المظاهر والعادات‪ ،‬جاهلة أو متناسية أن ذلك قدح في دينها‪ ،‬وثلم في شخصيتها ونقص في قدرها وقيمتها‪.‬‬ ‫واقع األمة اليوم يشغل بال كل مؤمن غيور على دينه‪ ،‬محب لوطنه‪ ،‬مهتم بأمر المسلمين وبشؤونهم‬ ‫الخاصة والعامة‪ ،‬ويشغل كذلك بال كل مفكر نزيه‪ ،‬وكل مثقف شريف نظيف في عقله سليم في قلبه وروحه‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك‪ ،‬نطرح األسئلة عن األسباب التي أدت إلى ما حل باألمة من المصائب والنكبات المتالحقة دون‬ ‫أن يلوح في األفق القريب‪ ،‬ما يُشير أو يُنبئ بالخروج منها والفكاك من قبضتها الشديدة اإلحكام‪.‬‬ ‫أجل‪ ،‬واقع األمة المزري والمؤلم يشغل بال هؤالء جميعا إلى حد بات يؤرق بعضهم‪ ،‬ويجلعهم قلقين‬ ‫منزعجين ال ينعمون براحة البال‪ ،‬وال يجدون طعم السكينة واالطمئنان‪ ،‬بينما السواد األعظم من األمة في سبات‬ ‫عميق‪ ،‬وجهل مطبق‪ ،‬وغفلة غامرة‪ ،‬بحيث لم يعد لديهم مجال للتفكير‪ ،‬وال حس بضرورة اليقظة للخروج من‬ ‫النفق المظلم الذي يقبعون فيه‪.‬‬ ‫وتأتي األجوبة المقنعة عن األسئلة المطروحة‪ ،‬بأن أسباب هوان األمة عديدة ومختلفة‪ ،‬ومن بينها التقليد‬ ‫األعمى للكفار ولليهود والنصارى في السلوك والمظاهر‪ ،‬وفي األقوال واألفعال‪ ،‬وفي العادات السيئة والذميمة‬ ‫منها على الخصوص كما يتبين من هذا الحديث ‪:‬‬ ‫«لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر‪ ،‬وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ لدخلتموه» قلنا ‪ :‬اليهود‬ ‫والنصارى يا رسول اهلل؟ قال ‪ :‬فمن إذن؟»‪.‬‬ ‫والمعنى لتتبعن طريق من كان قبلكم اتباعا كبيرا‪ ،‬والشبر بالشبر والذراع بالذراع كناية عن شدة الموافقة‬ ‫لهم في المخالفات والمعاصي‪ ،‬ال في الكفر‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬ثم إن هذا لفظ خبر‪ ،‬معناه النهي عن اتباعهم‪ ،‬ومنع‬ ‫المسلمين من االلتفات لغير دينهم‪ ،‬ألن نور اإلسالم قد بهر األنوار‪ ،‬وشريعته نسخت الشرائع‪ ،‬وهذا من معجزات‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وبالوقوف على حال السواد األعظم من األمة السالف الذكر‪ ،‬والقابع في قاع بئر الجهل والالمباالة‪ ،‬نجده‬ ‫وكأن في أذنيه وقرا عن سماع األحاديث التي تأمر بمخالفة المشركين واليهود والنصارى وتحذر من التشبه‬ ‫بهم‪ ،‬مثل ‪:‬‬ ‫«خالفوا المشركين‪ ،‬أحفوا الشوارب وأوفروا اللحَى» عن ابن عمر (صحـ)‪.‬‬ ‫ويدخل ضمن السواد األعظم من األمة الكثير من المسؤولين وأولياء أمور الصناعة والتجارة والخدمات‬ ‫والعالقات المهنية الحرة مع الخارج‪ ،‬ممن أشربوا حب الغرب واإلعجاب به ‪ -‬بما فرضوه علينا من األنظمة‬ ‫والمخططات والبرامج التي أخذوها عنهم‪ ،‬وكلفت ماليير الدراهم التي أخذت من قوت الشعب‪ ،‬وأساؤوا تطبيقها‪،‬‬ ‫وفشلوا في أغلبها كل الفشل‪ ،‬ولم يعتذروا للشعب ألنهم يعتقون ويرون أنهم فوق الشعب‪ ،‬واهلل غالب على أمره‪.‬‬ ‫وغاب عنهم جميعا أن مشروعات ومخططات الغرب نابعة من صميم حياته‪ ،‬وعمق بيئته وموطنه‪ ،‬وحركات‬ ‫مجتمعه‪ ،‬غير مأخوذة عن غيره‪ ،‬فنجح الغرب‪ ،‬وتطور في كل اتجاه‪ ،‬وفرض نفسه على العالم‪ ،‬بإنتاجه المتنوع‪،‬‬ ‫وبتنافس شعوبه فيما بينها في التفوق والريادة‪.‬‬ ‫وفشل المسلمون والعرب والشعوب المتخلفة في االستقالل والتحرر من الغرب‪ ،‬ألنه متمكن من عقولهم‬ ‫وإرادتهم‪ ،‬ومتحكم في مصيرهم‪.‬‬ ‫واألمثلة الصادمة‪ ،‬والميادين التي فشلت فيها الشعوب اإلسالمية ‪-‬ومنها المغرب‪ ،-‬الصحة المريضة‪،‬‬ ‫والصناعة المحدودة‪ ،‬واالقتصاد األعرج‪ ،‬وارتفاع نسبة البطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد العليا‪ ،‬واألفواج‬ ‫المتالحقة من المهاجرين السريين الذين ابتلعهم البحر‪ ،‬أو ألقت بهم األمواج إلى الشواطئ والتعليم العمومي‬ ‫الوطني الذي انحدر إلى الحضيض بشهادة الجميع‪ ،‬وكما وصفته المنظمات الدولية المتخصصة‪ ،‬وال أدل على‬ ‫ذلك من البرنامج اإلستعجالي بإصالح منظومة التربية والتكوين‪ ،‬والذي ابتلع فوق األربعين مليار ؟؟؟؟ التي‬ ‫اختفت‪ ،‬ولم يظهر ها أثر!؟ ولم يُحاسب المسؤولون عنها حتى اآلن‪.‬‬ ‫وإذا كان لتقليد الغرب مخاطر جسيمة‪ ،‬وامتهان للشخصية اإلسالمية‪ ،‬فإن ذلك ليس قضاء مبرما‪ ،‬وال مصيرا‬ ‫أبديا‪ ،‬وإنما هناك مجال ومتسع للخروج منه‪ ،‬ذلك ألن ديننا الحنيف وهو ينهانا ويحذرنا من تقليد الكفار وأهل‬ ‫الكتاب والتشبه بهم ‪ -‬لم يمانع في محاكاتهم فيما يشتمل على مصالح دنيوية‪ ،‬وال يخالف حكما شرعيا أو أدبا‬ ‫دينيا‪ ،‬فهذا مما تأذن الشريعة باألخذ به‪ ،‬ويتأكد العمل به على قدر ما فيه من مصلحة واحتياج مثل العموم‬ ‫والصنائع وعلوم الطب والكيمياء والفيزياء والفيزيولوجيا‪ ،‬وعلوم التجارة واالتصاالت والتكنلوجيا الحديثة‪ ،‬ولم‬ ‫تمانع شريعتنا في تقليدهم في اعتماد المبتكرات النافعة وفي الجدية في العمل وإتقانه‪ ،‬وفي عهدم المحاباة‬ ‫والمحسوبية والحزبية البغيضة في مراعاة الكفاءة واالستحقاق في إسناد الوظائف والمناصب‪ ،‬وعدم شراء‬ ‫الضمائر واالبتعاد عن أخذ الرشوة وعن التزوير‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫وإذا عد المسلمون العزم‪ّ ،‬‬ ‫ووطنوا النفس على الخروج من التقليد والتبعية للغرب‪ ،‬فإن الهدف يكون أمامهم‬ ‫قريبا ومحققا كما تطمئننا مثل هذه األحاديث ‪:‬‬ ‫«ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيَهم أمر اهلل وهم ظاهرون» عن المغيرة (صحـ)‪.‬‬ ‫«ال تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر اهلل‪ ،‬ال يضرُّها من خالفها» عن أبي هريرة (صحـ)‪.‬‬ ‫«ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق‪ ،‬حتى تقومَ الساعة» عن عمر (صحـ)‪.‬‬ ‫ولنتساءل في النهاية عن الحكمة في مخالفة أهل الكتاب‪ ،‬فنلقى أن الغرض من هذه المخالفات‪ ،‬هو أن‬ ‫للمسلمين شخصية متميزة خاصة بهم‪ ،‬تفرض عليهم أن ال يكونوا مقلدين تابعين؛ ألن االستقالل في العادات‬ ‫وغيرها مما يُعد من مميزات األمم التي تعرف بها‪ ،‬فتزداد استقالال وقوة ورسوخا في مقوماتها كالدين واللغة‬ ‫واآلداب‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫سيدة من طنجة تقع في فخ‬ ‫التزوير و اإلستبداد و تفقد‬ ‫كل ما تملك بسبب وثيقة‬ ‫مشبوهة بطلها «مافيوزي»‬ ‫مغربي قادم من فرنسا‬ ‫عندما يجد المرء نفسه تحت سيف الترهيب والجبروت‪ ،‬لديه‬ ‫حل من إثنين‪ ،‬إما أن يركع ويستسلم للظلم‪ ،‬أو أن يعافر من أجل‬ ‫إثبات الحق وبالتالي يلجأ إلى القانون الذي يحكم المنطقة التي‬ ‫يعيش فيها‪ ،‬وهو ما فعلته السيدة‪ ،‬فاطمة حمادي‪ ،‬األم والمربية‬ ‫والخدومة‪ ،‬بعد أن تم التعدي عليها وعلى أسرتها وممتلكاتها‪،‬‬ ‫من طرف شخص يدّعي أن لديه توكيال رسميا يخول له أن‬ ‫يطردها من بيتها ويستولي على كل ما تملكه هي وأسرتها‪.‬‬ ‫الحكاية بدأت‪ ،‬عندما توفي صاحب مقهى الرياض بطنجة‪،‬‬ ‫وهو فرنسي األصل‪ ،‬وخصص للسيدة المذكورة حصصا من هذه‬ ‫المقهى بحكم أنها تهتم بالمكان وتشتغل فيه‪ ،‬إلى جانب باقي‬ ‫الورثة‪ ،‬فقامت فاطمة باإلشراف على كل صغيرة وكبيرة بالمكان‪،‬‬ ‫طورته وكبرته لمدة تزيد عن الخمسين سنة من اآلن‪ ،‬وخوّل لها‬ ‫نصيبها بناء مكان لسكناها وعائلتها‪ ،‬فتحول المشروع إلى مطعم‬ ‫له زبناؤه ومحبوه‪.‬‬ ‫و في يوم أغبر‪ ،‬جاء شخص ومعه ورقة يقول أنها توكيل‬ ‫رسمي من ورثة صاحب الملك األصلي‪ ،‬تقضي بطرد السيدة‬ ‫وعائلتها وكذا اإلستحواذ على المشروع كله‪ ،‬هذا المشروع الذي‬ ‫ك ّلف السيدة فاطمة من التعب والمال الكثير والكثير‪ ،‬ولعل‬ ‫الوثائق التي تمتلكها تؤكد حصتها بالمكان وكذا امتالكها لكل‬ ‫ما بنته وشيدته طوال عشرات السنين‪.‬‬ ‫هذا الشخص قام بتدمير المكان وتخريب ممتلكات السيدة‬ ‫فاطمة‪ ،‬واعتدى عليها وعلى أفراد عائلتها اعتداء جسديا صريحا‪،‬‬ ‫تثبته أيضا الشهادات الطبية المتحصل عليها‪ ،‬واكتشفت السيدة‬ ‫أن الشخص المذكور‪ ،‬قام بأالعيب وأساليب للحصول على أحكام‬ ‫قضائية تحكم بما يريد‪ ،‬وبالرغم من كافة اإلثباتات التي تقدمت‬ ‫بها فاطمة‪ ،‬إال أن يد الشخص المعتدي أطول مما كانت تعتقد‪،‬‬ ‫يكفي أن أمر التنفيذ باإلفراغ تم بشكل مريب‪ ،‬حيث انتقل إلى‬ ‫عين المكان‪ 20 ،‬فردا من السلطة‪ ،‬وهذه ربما المرة األولى في‬ ‫تاريخ عمليات تنفيذ اإلفراغ التي التي شهدت هذا التدخل الهائل‬ ‫كمّا وكيفا‪ ،‬وطبعا بحضور هذا اإلنسان الذي قضى حياته خارج‬ ‫المغرب وله تجربة في كل األمور السليمة منها وغير السليمة‪،‬‬ ‫وها هو اليوم يقرر الدخول إلى المغرب ليمارس تس ّلطه وطقوسه‬ ‫العنيفة والغير قانونية على سيدة مسنة وعائلتها‪ ،‬ليكون هذا‬ ‫جزاؤها بعد خمسين سنة من العمل والكفاح‪.‬‬ ‫فاطمة اليوم تحتاج إلى من يساعدها على استرداد حقها‪ ،‬لمن‬ ‫يطعن في األحكام التي جـرت عليهـا دون علمهـا‪ ،‬لمن يوقف هذا‬ ‫الشخـص عند حـده ويثبت له أن المغرب بلد الحق والقانون وأن‬ ‫قانون الغاب ال مكان له بهذا التراب‪ ،‬وجريدة طنجة لن تقف هنا‪،‬‬ ‫بل ستؤازر السيدة فاطمة حمادي وعائلتها‪ ،‬إلى أن تسترجع حقها‪،‬‬ ‫وبالقانون‪.‬‬

‫}‬

‫�صا َبت ُْه ْم ُم ِ‬ ‫�صي َب ٌة َقا ُلوا �إِنَّا للِ هَّ ِ‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫�ش ال�صَّ اب ِ​ِر َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ون �أُو َلئ َ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة‬ ‫ِك َع َل ْيهِ ْم َ‬ ‫ات م ْ‬ ‫َو�إِنَّا �إِ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫َو�أُو َلئ َ‬ ‫ون‬ ‫ال ْهت َُد َ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 56‬سنة انتقل إلى رحمة‬ ‫اهلل‪ ،‬المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫محمد ال�سماليل‬ ‫شقيق النقيب‬ ‫ذ‪ .‬إبراهيم السماللي‬

‫وذلـك يــوم األربعــاء ‪ 15‬غشـت ‪.2018‬‬ ‫وووري جثمـانـــه الطاهـــر الثـــرى بمقبـــرة‬ ‫المجاهدين يوم الخميــس ‪ 16‬غشــت ‪2018‬‬ ‫بعد صالة الظهر بمسجد السوريين‪.‬‬ ‫وبهذا المصـاب الجلل نتقــدم بأحر التعازي إلى شقيــقــه النقيـب‬ ‫ذ‪ .‬إبراهيم السماللي وإلى كافة أفراد عائلة الفقيد والمقربين منه‪،‬‬ ‫راجين من اهلل العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح‬ ‫جنانه‪ ،‬وأن يرزق ذويه الصبر الجميل‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫السياسة‪ ،‬كما فهمتها األزمان الغابرة‪...‬‬ ‫‪-1‬‬‫السياسة في قواميس اللغة العربية‪ ،‬تنحدر من مصدر ساس يسوس سياسة‪.‬‬ ‫وفي شرح لصاحب القاموس‪« :‬ومن المجاز سست الرعية سياسة‪ ،‬أمرتهم ونهيتهم‪ ،‬وساس‬ ‫األمر سياسة‪ ،‬والسياسة على الشيء بما يصلحه»(‪.)1‬‬ ‫والسياسة في القواميس اليونانية القديمة‪ ،‬كلمة تنحدر من أسرة «المدينة»‪ /‬بوليس‪،‬‬ ‫وتعني العالقة بين الناس في مجتمع منظم ومتكامل‪.‬‬ ‫والسياسة في موسوعة العلوم السياسية‪ ،‬هي فن إدارة المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬وفي معجم‬ ‫العلوم االجتماعية‪ ،‬تشير السياسة إلى أفعال البشر التي تتصل بنشوب الصراع أو حسمه‬ ‫حول الصالح العام‪ ،‬والذي يتضمن دائما استخدام القوة أو النضال في سبيلها‪ ،‬وفي المعجم‬ ‫القانوني‪ ،‬السياسة هي أصول أو فن إدارة الشؤون العامة (‪.)2‬‬ ‫‪-2-‬‬

‫تاريخيا‪ ،‬يعد كتاب الجمهورية للفيلسوف اإلغريقي أفالطون (‪ 380‬ق م) أقدم األطروحات‬ ‫الفكرية عن السياسة في التراث اإلنساني‪ ،‬تدخل مرتين في السياسة إلنشاء دولة فلسفية‬ ‫في سراتوسيا وفشل‪ .‬وتقوم فكرة هذا الكتاب‪ /‬الجمهورية على النخبة القادرة على الحكم‪.‬‬ ‫الشعب في نظر الفيلسوف اإلغريقي عاجز عن المشاركة‪ ،‬أما طبقات الجمهورية فهي ثالث‪:‬‬ ‫الفالسفة‪ ،‬الطبقة الوسطى من الجنود والموظفين‪ ،‬والطبقة الدنيا من الحرفيين والعامة‪.‬‬ ‫الفالسفة يحكمون بفكرة المستبد المستنير‪ ،‬ال يملكون وال ينتمون للعائلة‪ ،‬يعيشون في‬ ‫شيوعية «كومونة» بدائية‪ ،‬العامة يستطيعون التملك واالنتماء للعائلة‪ ،‬الطبقة الحاكمة تتنازل‬ ‫عن الثروة مقابل لذائذ الجاه ومتعة‬ ‫الفكر‪.‬‬ ‫و «الجمهوريـــة» هو الكتاب‬ ‫األول الذي أعطى دروسا قيمة في‬ ‫الحكم واإلدارة وتدبير الممالك‬ ‫والمدن‪ ،‬والذي كان له نصيب وافر‬ ‫من االهتمام في عهد الترجمة‪،‬‬ ‫حيث نقلت أفكاره ومفاهيمه إلى‬ ‫السريانيــة‪ ،‬ثم إلى العديــد من‬ ‫اللغات األخرى‪ ،‬لتحتل مساحة‬ ‫واسعة في تاريخ الفكر اإلنساني‪.‬‬ ‫وعربيا‪ ،‬يعـــد كتاب السياسة‬ ‫المدنية ألبي نصر محمد الفرابي‬ ‫(المتوفي سنـــة ‪ )950‬من أهم‬ ‫الكتب العربية التي تناولت العلوم‬ ‫السياسية بمنهج فلسفي‪ ،‬في زمن‬ ‫مبكر‪.‬‬ ‫وتؤكد العديد من المراجع أن‬ ‫«المعلم» الفارابي قبل أن يتطرق‬ ‫لموضوع السياســة تضلــــع في‬ ‫المنطق والرياضيات والموسيقى‪،‬‬ ‫وجمع في العديد من كتبه بين‬ ‫رأيي الحكيمين أرسطو وأفالطون‪،‬‬ ‫وحاول التوفيق بينهما في المنطق‬ ‫والسياسة المدنية‪.‬‬ ‫وحتى الزمن الراهن‪ ،‬مازال كتاب المعلم الفارابي في السياسة‪ ،‬من أهم المراجع التي يعتمد‬ ‫عليها البحث األكاديمي في تحديد المفاهيم السياسية المتداولة منذ عهد أرسطو‪ ...‬وحتى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫وتاريخيا أيضا‪ ،‬يعد كتاب «زبدة الحكم» للفيلسوف السرياني رهاوي (المتوفي سنة‬ ‫‪ )1280‬من أهم المراجع الفلسفية في المسألة السياسية‪ ،‬حيث تناول في وقت مبكر‪ ،‬أسباب‬ ‫تكوين المدن وكيفية سيرها وإدارتها بطريقة خاصة‪ ،‬تخالف المنهج الذي سلكه أفالطون في‬ ‫جمهوريته‪ ،‬حتى وإن ارتكز في بعض «أحكامه» على المفاهيم األفالطونية‪.‬‬ ‫أكدت فصول هذا كتاب أن الذين كتبوا في السياسة من الفالسفة السابقين‪ ،‬كانت‬ ‫بحوثهم فلسفية مثالية‪ ،‬تحاول تبديل مجرى الحياة السياسية‪ ،‬و قلب النظام االجتماعي رأساً‬ ‫على عقب‪ ،‬و جعل األرض سماء‪ ،‬بطريقة خيالية ال يمكن تطبيقها‪ ،‬و ال يعقل فرضها على الهيئة‬ ‫االجتماعية مهما كان البشر أطهاراً و أبراراً‪ ،‬وهو ما جعل الفيلسوف السرياني يأتي بتعاليم‬ ‫سياسية واقعية قابلة للتطبيق على الهيئة البشرية‪ ،‬لتقويمها و إصالح ما فسد فيها من نظام‬ ‫وما تعطل فيها من النواميس الطبيعية و االجتماعية و السياسية‪ ،‬و هو والحالة هذه يتبوأ درجة‬ ‫عليا بين الفالسفة الذين طرقوا هذا الباب‪ ،‬و ينفرد في واقعيته التي تتمشى و الحياة البشرية‬ ‫جنباً إلى جنب‪.‬‬ ‫وإسالميا‪ ،‬يؤكد الباحثون في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬أن ال وجود لكلمة السياسة في تراثنا‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬سواء في النص القرآني أو في السنة النبوية‪ ،‬أو في فقه المذاهب المتبوعة‪ ،‬أو في‬ ‫الفكر اإلسالمي عامة‪.‬‬ ‫إن كلمة السياسة‪ ،‬أو أي مصطلح مشتق منها وصفا أو فعال‪ ،‬لم ترد في القرآن الكريم‪ ...‬وال‬ ‫في المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪ ،‬أو معجم ألفاظ القرآن (الذي أصدره مجمع اللغة‬ ‫العربية بالقاهرة نهاية القرن الماضي)‪.‬‬ ‫ذلك ال يعني في نظر الخبراء والفقهاء‪ ،‬أن القرآن الكريم أهمل المسألة السياسية‪ ،‬بل جاءت‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫مفاهيمها في النص القرآني‪ ،‬بصيغ وأساليب شتى‪ ،‬بما يدل عليها وينبئ عنها بما يعني حكم‬ ‫الناس وأمرهم ونهيهم وقيادتهم في أمورهم‪ ،‬في آيات قرآنية عديدة‪.‬‬ ‫‪-3-‬‬

‫في العصر الحديث‪ ،‬وانطالقا من نهاية القرن التاسع عشر (‪ )3‬تحولت السياسة إلى علم‪/‬‬ ‫علوم تهتم الجامعات األكاديمية في مختلف أنحاء العالم بمفاهيمها ونظرياتها الفلسفية‬ ‫وتطبيقاتها‪ ،‬بعدما تأكدت أهميتها‪ ،‬فاعتمدتها كمادة للتدريس في الجامعات األوروبية بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬والجامعات األمريكية بصفة خاصة‪.‬‬ ‫وقد أدت أحداث العالم خالل القرن الماضي‪ ،‬إلى مضاعفة االهتمام بالعلوم السياسية‬ ‫واالتجاه نحو الدراسة االستقرائية لمختلف الظواهر السياسية‪ ،‬كاألحزاب ومنظمات وهيئات‬ ‫المجتمع المدني والرأي العام‪ ،‬وجماعات الضغط وغيرها‪ ،‬خاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫التي غلبت فيها النزعة المنهجية لدراسة الوقائع والجزئيات إلى درجة أحدثت تطوراً منهجياً‬ ‫جديداً جعل علماء السياسة فيها يتبنون نظريات جديدة‪.‬‬ ‫وقد ظلت دراسة النظريات السياسية التقليدية غالبة في أوروبا إلى أن تأثر العلماء‬ ‫والمفكرين السياسيين بالمناهج االستقرائية والتحليلية األمريكية‪ ،‬مما أحدث تحوال تدريجيا‬ ‫لصالح هذا االتجاه‪.‬‬ ‫وقد ظلت النظرة السائدة إلى علم‪ /‬علوم السياسة‪ ،‬إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬على‬ ‫أنها فرع من العلوم االجتماعية واإلنسانية التي تهتم على وجه ما بالحياة السياسية‪ ،‬وأنه ليس‬ ‫هناك ميدان خاص للمعرفة ينفرد بالسياسة‪ ،‬انطالقاً من أن جميع العلوم االجتماعية واإلنسانية‬ ‫تتنــــاول السياســـة‪ ،‬في مفاهيمها‬ ‫وآلياتها المعرفية والقانونية‪ ،‬أي‬ ‫أن النظرة لعلم السياسة أو للعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬كانت تؤكد العالقة بينها‬ ‫والعلوم االجتماعية دون أن يعترف لها‬ ‫بموضوع خاص ينفرد بها دون سائر‬ ‫العلوم االجتماعية‪ .‬إال أنه عقب انتهاء‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وما نتج عنها‬ ‫من ظواهر سياسية‪ ،‬لم تكن موجودة‬ ‫من قبل وانقسام العالم إلى كتلتين‬ ‫وقيام كيانات دولية جديدة ‪ -‬وضع‬ ‫العلوم السياسية في موقع متقدم‬ ‫من الدراسات األكاديمية‪ ،‬وفتح الباب‬ ‫لها لتعميق بحوثها ودراساتها‪ ،‬وهو‬ ‫ما أعطى لعلم السياسة أبعاداً جديدة‬ ‫تبرزه عن العلوم االجتماعية األخرى‪.‬‬ ‫‪-4-‬‬

‫هكذا تكون السياسية‪ ،‬وبسبب‬ ‫التطورات الحضارية والفلسفية‬ ‫المتتالية منذ الزمن اإلغريقي إلى‬ ‫زمن العولمة‪ ،‬قد تحولت إلى عملية‬ ‫استكشاف كاملة لإلنسان من قبل‬ ‫اإلنسان‪ /‬إلى كل نشاط إنساني‬ ‫محوره اإلنسان‪ /‬إلى العالقة المتبادلة‬ ‫بين المواطن والمجتمع والدولة‪ /‬بين الحاكمين والمحكومين‪ .‬إنها أصبحت الخيط الرابط‬ ‫بين األزمنة واألمكنة والعقول والسلوكات والتصرفات‪ ...‬وبالتالي أصبحت هي فن الممكن‪/‬‬ ‫هي القدرة على الفعل‪ /‬هي فن يتكيف مع الزمان والمكان وال يتأثر بهما‪ ،‬إال من خالل أفكار‬ ‫وعقائد وثقافات اإلنسان‪.‬‬ ‫والسياسة خارج المفاهيم األدبية والفلسفية‪ ،‬المتراكمة على ساحتها منذ عهد أفالطون‪،‬‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬أصبحت قوانين حية‪ ،‬تصورات متدبرة وجريئة‪ ،‬أصبحت حصيلة كل ذلك مقرونة‬ ‫بإرادة تفهم الجماهير‪ ،‬وتخطيط لما تريده‪ .‬فهي ليست أمنيات أو أحالم‪ ،‬ولكنها وقائع‬ ‫وأرقام ومعطيات واستقراء وتحليل وقراءات‪ .‬هي المحصلة التفاعلية لكل التيارات المذهبية‪/‬‬ ‫اإلديولوجية‪ .‬ولكل الخطابات الثقافية السائدة في المجتمع‪ ...‬ومن ثمة أصبحت فضاء عاما‬ ‫يضم كل القابلين بها والرافضين لها‪ .‬تحت خيمتها‪ ،‬الممتدة على تضاريس الكوكب البشري‪،‬‬ ‫تعيش البشرية تقدمها وتخلفها‪ ،‬سالمها وحروبها‪.‬‬ ‫فمنذ عصر أفالطون‪ ،‬وحتى يومنا هذا‪ ،‬والسياسة مصدر أفكار وآراء ومذاهب وإيديولوجيات‬ ‫في تدبير حياة الناس والدول والسلط‪ .‬فهي كعلم منطقي يخضع ككل العلوم للمنطق الفكري‬ ‫واإلنساني‪ ،‬ينظم الحياة عن طريق المؤسسات التي يمنحها مسؤولية العمل السياسي حتى‬ ‫يبعدها بالفكر السياسي عن الالمسؤولية‪ ،‬ويبعد الممارسة السياسية عن الفوضى‪ .‬وفي‬ ‫مقدمة المؤسسات السياسية التي ابتكرها علم السياسة‪ ،‬التنظيمات السياسية التي أخذت في‬ ‫الغالب أسماء الحزب‪ /‬البرلمان‪ /‬الحكومة‪ /‬السلطة العليا‪.‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬انظر مادة سوس في تاج العروس (‪ )4/169‬طبعة دار صادر بيروت‪.‬‬ ‫‪- 2‬انظر موسوعة العلوم السياسية‪ /‬جامعة الكويت‪ /‬ص‪.102:‬‬ ‫‪ - 3‬في سنة ‪ ،1872‬ثم إنشاء المدرسة الحرة للعلوم السياسية بباريس‪ /‬فرنسا‪ ،‬ومدرسة لندن لعلم‬ ‫االقتصاد والسياسة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫الإ�شعاع الوطني‬ ‫ق�ص�ص‬ ‫الأطفال‬

‫‪13‬‬

‫وح» لبيك يا وطني‬ ‫« َق ُّ�ش ْ‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫إلى المعلمة الجليلة التي ألحت علي كتابة رواية في مستوى تالميذها ذكورا وإناثا‪ ،‬هم في المرحلة االبتدائية بالمتوسط األول‪ ،‬وذلك بمناسبة عيد العرش ليوم ثالث‬ ‫مارس ‪ .1978‬ونظرا لواجبي الوطني وامتثاال لرغبة المعلمة‪ ،‬لم أتوان في كتابة القصة‪ ،‬ثم جعلتها على شكل حوار يؤدي التالميذ أدوارها‪ ،‬وهي مناسبة لتجديد الصلة‬ ‫بين األبناء والرمز الخالد للشعب المتمثل في شعار ‪« :‬اهلل ‪ -‬الوطن ‪ -‬الملك»‪.‬‬

‫المشهد الثاني‬ ‫يرفع الستار على مجموعة من الجنود الفرنسيين المظليين والمشاة‬ ‫يتحدثون فيما بينهم عن أمر العصابة وما أحدثته في صفوفهم من خوف وهلع‬ ‫وعن عدد العتاد الذي سرق أثناء ذلك‪.‬‬ ‫يدخل ضابط سامي في غيظ شديد فيقف له الجنود احتراما‪.‬‬ ‫ ضابط الصف ‪:‬‬‫بعد استعراض الفريق ومراقبة وقوف وتحية الجنود‪ ،‬يرفع يده اليمنى للرد‬ ‫على التحية بعدما يضع مؤخر عصاه تحت إبطه األيسر ويقول في (ترنم)‪.‬‬ ‫ راحة‪( ،‬ثم يتقدم نحو منصة ليخاطب جنوده)‪:‬‬‫يا جنود فرنسا األقوياء‪ ،‬إن االحتياطات التي اتخذناها‬ ‫اليوم كفيلة بأن ال تبوء بالفشل‪ .‬ومن البديهي أن تجعلنا‬ ‫نقبض على اللصوص الذين يسرقون أسلحتنا‪ ،‬ويرمون‬ ‫بها جنودنا‪ ،‬فيتركونهم قتلى‪ ،‬ولن يخامرني شك في‬ ‫أنكم مستعدون للفصل بين هذه األحداث األليمة‪.‬‬ ‫ ضابط صف آخر ‪:‬‬‫سيدي لمحت ليلة البارحة طفال صغيرا يحوم حول‬ ‫الخيام يجمع فتاة الخبز وأعقاب السجائر‪ ،‬البد أنه هو الذي‬ ‫يدبر اختالس األسلحة‪ ،‬وأظنه يسلمها لألهالي‪.‬‬ ‫ ضابط آخر ‪:‬‬‫إنه سارق ماهر يخدعنا بصغر سنه بدعوى أنه يجمع‬ ‫قطع الخبز وبقايا السجائر‪.‬‬ ‫ الضابط األول ‪:‬‬‫أيها المالزم‪ ،‬شددوا الحراسة وآتوني به حيا ال ميتا‪.‬‬ ‫ المالزم ‪ :‬أمرك‪.‬‬‫ الضابط الثاني ‪:‬‬‫حاولوا ما أمكنكم القبض عليه‪ ،‬إنه سارق ماكر‪ ،‬إن‬ ‫لم يكن هو المارد المارق على غرار قولك سنستفيد منه‬ ‫مكان وجود العصابة! وأظنه هو الذي يدبر اختالس ونهب األسلحة ويسلمها‬ ‫لألهالي‪.‬‬ ‫ المالزم ‪ : II‬سمعا وطاعة‪.‬‬‫مشهد (يؤدي العسكريون حركات تنظيمية أمام الضابط دليال على‬ ‫تفانيهم وقيامهم لتنفيذ األمر)‪.‬‬ ‫ ضابط ‪ : II‬انتباه‪ ،‬تحية‪ ،‬سالح‪ ،‬راحة‪.‬‬‫سيدي في األمر جديد‪.‬‬ ‫ الضابط األول ‪:‬‬‫ما األمر؟‬ ‫الضابط ‪: II‬‬ ‫إنه الصبي الذي كلمتك عنه‪ ،‬إنه هو؟‬ ‫ عسكري ‪ :‬لقد تسلل إلى المعسكر هذه الليلة‬‫وكنت أراقبه من بعيد‪ ،‬ولمحته يدخل مكان الذخيرة‬ ‫لوحده‪ ،‬فقبضت عليه‪ ،‬وسقته إليكم‪.‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬حسنا فعلت! أترك قفاه (يوجه‬‫الخطاب إلى قشوح)‪ :‬من أنت؟‬ ‫ قشوح ‪ :‬أنا مواطن غيور باسل‪.‬‬‫ الضابط ‪ :‬ما اسمك؟‬‫ق‪.‬ق (في تعلثم وخوف) ثم يجمع قواه ويقول‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬أنا قشوح‪ ،‬ألبّي نداء وطني‪.‬‬‫ الضابط ‪ :‬ما عملك؟‬‫ قشوح ‪ :‬أمرح وألهو بين خيامكم‪ ،‬وألعب بين‬‫الحقول والبساتين الغناء التي أتيتم على آخرها‪.‬‬ ‫ووقت فراغي ألتقط أعقاب السجائر من بين‬ ‫خيامكم‪ ،‬أنظر ما بجيبي‪..‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬إذا أخبرتنا عن مكان العصابة التي‬‫تتسلل إلى معسكرنا أعفو عنك وأطلق سراحك‪ ،‬خذ‬ ‫هذه قطعة شكالطة‪ ،‬أال تعجبك؟‬ ‫ قشوح ‪ :‬ال وال‪.‬‬‫مشهد ‪( :‬جميع الكلمات التي ينطق بها‬ ‫الضابط تتلعثم بين فكيه لتكوينه الفرنسي وكلماته بالعربية تعلمها من‬ ‫محاكاته لعمالء االستعمار والخونة)‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬أي عصابة؟‬‫ الضابط ‪ :‬والدك وأصدقاؤه‪.‬‬‫ قشوح ‪ :‬لقد قتلتم والدي غدرا رحمه اهلل تعالى وأسرتم أصدقاءه‪.‬‬‫ الضابط ‪ :‬أخوك الكبير؟‬‫ قشوح ‪ :‬لقد أعدمتموه رميا بالرصاص على مرآى من أمي وأهلي‪.‬‬‫ الضابط ‪ :‬إذن رجال من القبيلة هم الذين يسرقون األسلحة‪ ،‬أليس‬‫كذلك؟‪ ،‬لي لك هدية!‬ ‫ قشوح ‪ :‬ال‪ ،‬أنا وحدي الذي أحمل على كتفي ما خف من األسلحة‬‫والرصاص كل ليلة من معسكركم إلى األهالي ولجميع القبائل المجاورة الدوّار‪،‬‬ ‫وال أحد يشاركني‪.‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬أنت وحدك؟ غير ممكن هذا؟‬‫‪ -‬قشوح ‪ :‬أجل‪ ،‬أنا وحدي أحمل على ظهري البنادق كل ليلة وأمس واألمس‬

‫الذي قبله‪ ،‬منذ جئتم معتدين علينا لتستعمروا بلدنا وتنهبوا كل خيراتنا‪.‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬فهل تخبرني‪ ،‬من الذي سلطك لترتكب هذه الجريمة النكراء؟‬‫ومن علمك ذلك؟‬ ‫ قشوح ‪( :‬يرفع رأسه في عزة ونخوة وشجاعة ويقول ‪ :‬ربي علمني‪.‬‬‫ الضابط ‪ :‬تقول ربك علمك هذه! ولماذا؟‬‫ قشوح ‪ :‬لقد أطحتم برأسي بين أقراني‪ ،‬فقتلتم والدي وأعدمتم إخواني‬‫بالقبيلة‪ ،‬وجعلتم أمي تستصغر طفولتي‪ ،‬ودستم خيرات أجدادي بدباباتكم‪،‬‬ ‫فقويت عزيمتي‪ ،‬وسأفتدي وطني بدمي وآخذ منكم الثأر إلخواني عند ربهم‪،‬‬ ‫فرحون بما آتارهم ربهم‪ .‬علني أفي وطني بعضا من واجباته علي‪.‬‬ ‫‪ -‬الضابط ‪ :‬إنك لصبي ذكي وماهر‪ ،‬أخشى أن يتسرب ذهاؤك إلى أبناء‬

‫قال ‪ :‬إنه فدى الوطن‪ ،‬نحن أصحاب البالد‪ ،‬ولنا الحكم والسيطرة‪.‬‬ ‫ مالزم ‪ :‬أمرك موالي‪ ،‬هيا يا قشوح‪ ،‬انطلق أمامي‪.‬‬‫مشهد ( ثم يتجه مخاطبا العسكريين)‪:‬‬ ‫انتباه‪ ،‬نصف دورة‪ ،‬على اليمين‪ ،‬إلى األمام‪ ،‬هيا‪ ،‬سر‪ ،‬واحد‪ ،‬اثنان‪ ،‬واحد‪،‬‬ ‫اثنان‪...‬‬ ‫(مشهد)‬ ‫يخرج الضابط تتبعه الكتيبة وقشوح في الوسط‪.‬‬ ‫مشهد‪:‬‬ ‫بعد لحظات يسمع صراخ قشوح‪ ،‬ثم ينقطع الصوت وتسمع طلقات نارية‪.‬‬ ‫ الراوي ‪:‬‬‫آه‪ ،‬لقد قتلوه‪ ،‬حقا إنه لصبي شهم وفدائي مقدام‪،‬‬ ‫يؤمن باهلل وبحب وطنه وملكه‪ ،‬دافع عن مبادئه‪ ،‬سيبقى‬ ‫ذكره مشهودا في كتب التاريخ المغربي والفرنسي‬ ‫واإلسباني)‪.‬‬

‫الفصل الثالث مختصرا‬

‫القبيلة‪ ،‬فيكون وباال علينا وقد تجلى فضولك‪ ،‬واعترفت ببساطه دون اتخاذ‬ ‫معك العنف والقهر والسوط‪.‬‬ ‫تؤازر عشيرتك بالعتاد والرصاص‪ ،‬تسرقه ليال وخفية من الجند‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬ذاك رضائي ورغبة والدتي وأمنية بلدي‪.‬‬‫ الضابط ‪( :‬في تعجب) رغبة والدتك؟‬‫ قشوح ‪ :‬نعم‪ ،‬إنه عهد علي لها منذ يوم اجتثت فيالقكم تهشمون‬‫وتقتلون وتخربون وتنهبون‪.‬‬

‫ الضابط ‪ :‬أتعاند في الرأي‪ ،‬قل من يساعدك على هذا؟ أال تخشى السجن‬‫أو الموت؟‬ ‫ قشوح ‪ :‬في خرابكم رضائي وفي تشتيت صفوفكم رغبتي‪ ،‬وفي قتلكم‬‫أملي وفي جالئكم عيدي‪ ،‬كل طاقم القبيلة وغيرها من القبائل في مساعدتي‪،‬‬ ‫وأنا ال أخاف الموت‪.‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬آه! إنك لصبي عنيد وماكر‪ ،‬يجب قتلك‪ .‬لو كان بالقبيلة عشرة‬‫من أمثالك‪ ،‬ما بقي من جنودنا حي يرزق‪.‬‬ ‫ قشوح ‪ :‬وما يجديك قتلي‪ ،‬في الوطن الحبيب شجعان من كل الفئات‬‫رجال وشباب ونساء لن يغمض لهم جفن الراحة إال بعد طردكم من البالد التي‬ ‫دنستموها بجرائمكم أيها الطغاة الدناة‪.‬‬ ‫ الضابط ‪ :‬خذوه إلى الساحة وعلى مرآى من األهالي‪ ،‬أجلدوا ظهره حتى‬‫يسيل الدم‪ ،‬وإذ لم يقر بأصحابه ومكان وجود الفدائيين ولم يعترف‪ ،‬ارموه‬ ‫بالرصاص الحي‪ ،‬مثل الكلب‪.‬‬

‫يرفع الستار على بعض النساء يقمن بأعمال يدوية‬ ‫(طرز‪ ،‬حياكة) تدخل عيادة وهي تزغرد من أعماقها وتجفف‬ ‫دموعها‪ ،‬ثم تسري الزغردة بين النساء الحاضرات وهن‬ ‫يزغردن مرات ومرات إهالال وتعظيما‪ ،‬ثم يخيم الهدوء‪،‬‬ ‫فتتوسطهن عيادة ثم تقول هنيئا لي بالبطل‪ ،‬الحبيب‪،‬‬ ‫الشجاع‪ ،‬المقدام‪ ،‬لقد استشهد في طلب العلى‪.‬‬ ‫يا لفرحتي الكبرى! لقد مات‪ ..‬مات شهيد التحرير‪!!..‬‬ ‫ رقية ‪ :‬عيادة يالعظمة أسرتك ضحوا بأنفسهم جميعا‬‫تلبية لنداء الوطن‪.‬؛‬ ‫لبيك يا وطني‪ ..‬لبيك يا وطني‪..‬‬ ‫ خديجة ‪ :‬هدئي روعك‪ ،‬نحن في حماك يا أم األبطال‪،‬‬‫إما أن نرى حمامة السالم فوق بالدنا وإما نلتحق بهم شهداء‪.‬‬ ‫ عيادة (مشهد‪ :‬تلتقط رشاشة تحتضنها في لهفة)‬‫مجموعة النساء‪ :‬إلى المستعمر الغاشم إلى الطغاة الدناة‪ ،‬إلى طرد‬ ‫المستعمر الغاشم إلى طرد العدو الغاصب إلى الجهاد حتى النصر‪ ،‬إلى القتال‬ ‫حتى ينال المغرب الحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫ رقية ‪ :‬لقد سمت همتها للتضحية‪.‬‬‫ فاطمة ‪ :‬وكيف ال وهي أم األبطال‪.‬‬‫ مالزم ‪ :‬ابتعدي أيتها البلهاء‪.‬‬‫ عيادة ‪ :‬تخرج رشاشة وتطلق لها العنان في‬‫صدر المالزم‪ .‬خذ أنت األول جوابي‪ ،‬يا مجرم‪.‬‬ ‫ مالزم ‪ :‬آه! لقد أطلقت العنان لرشاشتها بوابل‬‫من الرصاص‪ ،‬اقتلوها‪ ،‬اقتلوها‪.‬‬ ‫ عيادة ‪ :‬لن أشفي غليلي إال إذا تناثرت أشالء‬‫قتالكم تحت قدمي (مشهد‪ :‬يطلق بعض الجنود‬ ‫الرصاص على عيادة)‪.‬‬ ‫ عيادة ‪( :‬تزغرد من جديد) وتقول ‪ :‬لبيك يا‬‫وطني‪ ..‬لبيك يا وطني‪.‬‬ ‫(مشهد ‪ :‬يطوف النساء بها)‪.‬‬ ‫ رقية ‪ :‬أنظرن لقد تبسمت حين رأت أطفال‬‫القبيلة يحملون العلم المغربي رفرافا وهم يرددون‪:‬‬ ‫مغربنا وطننا روحي فداه‬ ‫ومي يدس حقوقه يدق رداه‬ ‫الحرية جهادنا حتى نراه‬ ‫والتضحية سبيلنا إلى لقاها‬ ‫ عيادة ‪:‬الحمد هلل‪ ،‬اآلن أالقي ربي مستريحة‬‫البال‪.‬‬ ‫(مشهد ‪ :‬خانتها ركبتيها وسقطت على األرض‬ ‫مغشياعليها)‪.‬‬ ‫ النساء ‪ :‬زغاريد متتالية‪.‬‬‫ طفل ‪ :‬عيادة‪ ..‬عيادة‪ ..‬لقد لفظت أنفاسها‬‫إنها المجاهدة عيادة‪.‬‬ ‫ طفل ‪ :‬هيا يا أطفال ويا نساء‪ ،‬نحملها على أكتافنا ونشيع جثمانها‪.‬‬‫وعلى القبيلة أن تحتفل بهذه األم الطيبة وما أنجبت من أبطال‪ ،‬ونقيم لها‬ ‫عرسا ال جنازة‪ ..‬ويبقى ذكرها خالدا‪.‬‬ ‫ األطفال ‪ :‬رحم اهلل عيادة‪ ..‬رحم اهلل عيادة‪.‬‬‫ طفل ‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر‪ ..‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬‫ طفل ‪ :‬لقد ضربت عائلة قشوح أروع مثل في التضحية والوفاء‪،‬‬‫واسترخصت دمها‪ ،‬تلبية لنداء الوطن‪ .‬رحم اهلل عيادة وزوجها وأنجالها‪ ،‬ورحم‬ ‫اهلل كل الشهداء األحرار‪.‬‬ ‫ المعلم أو الراوي ‪:‬‬‫ت هّ َ ُ‬ ‫ت ف حْ َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ « :‬ي َث ّ ِب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫الد ْن َيا‬ ‫ال َياةِ ُّ‬ ‫الل ّ َال َ‬ ‫ذِين �آ َمن ُ​ُوا ِب هّ َا ُل َق ْو ِل الثا ِب ِ يِ‬ ‫وف ْالآخِ رةِ وي ِ�ض ُّل هّ َ ُ‬ ‫الل ّ َ‬ ‫الظالمِ ِنيَ َو َي ْف َعل الل َما َي َ�شا ُء» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫َ َُ‬ ‫َ يِ‬ ‫(مشهد‪ :‬يتجمع األطفال حول عيادة ويقدمون أنفسهم ويقف الحاضرون‬ ‫عند تحية العلم‪ ،‬وعند عزف النشيد الوطني)‪.‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫ِّ‬ ‫ال�ش َف ُاء ُط ُر ُقه و�أ�سبابهُ‬

‫ثبت يف �صحيح البخاري من حديث �أبي هريرة ر�ضي الله عنه ‪:‬قوله �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫يب َد َو ُاء‬ ‫«ما �أَنْزَ َل ال َّلهُ َد ًاء ِ�إال �أَنْزَ َل َلهُ ِ�ش َف ًاء « ويف �صحيح م�سلم ‪« :‬ل ُِك ِّل َداءٍ َد َو ٌاء َف ِ�إ َذا ُ�أ ِ�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّداءِ َب َر�أَ ِب�إِ ْذنِ ال َّلهِ َعزَّ َو َج ّل»‪،‬‬ ‫ول ال َّلهِ َ�أال َن َت َد َاوى‪َ ،‬ق َ‬ ‫اب ‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫وع ْن �أُ َ�س َام َة ْبنِ رَ�شِيكٍ َق َ‬ ‫ال ‪َ :‬ن َع ْم َيا عِ َب َاد‬ ‫َ‬ ‫ال ‪َ :‬قا َل ِت الأَ ْع َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّلهِ َت َد َاو ْوا ف�إِ َّن اللهَ ل َي�ض ْع َد ًاء �إِال َو�ض َع لهُ ِ�شف ًاء �أ ْو قال َد َو ًاء �إِال َد ًاء َواحِ ًدا‪ ،‬قالوا ‪َ :‬يا‬ ‫ول ال َّلهِ َو َما هُ َو َق َ‬ ‫َر ُ�س َ‬ ‫ال ا ْل َه َر ُم»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫جودها يف هذ ِه الب�سيطةِ ‪َّ ،‬‬ ‫� َّإن اللهَ عزَّ‬ ‫رص‬ ‫وجل حينَما خلق‬ ‫اخلليقة وق َّد َر ُو َ‬ ‫بث – فيها ما نُب� ُ‬ ‫َّ‬ ‫بات البالءِ وال�شفاءِ ؛ ما حَت ُار‬ ‫وم�س ِّب ِ‬ ‫من عواملِ الهدايةِ‬ ‫رص‪ْ -‬‬ ‫ْ‬ ‫وال�شقاءِ ُ‬ ‫من كائناتِها وما ال نُب� ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫والروحي‪-‬‬ ‫املادي‬ ‫ِه‬ ‫ن‬ ‫تكو‬ ‫كم‬ ‫ِح‬ ‫ب‬ ‫‬‫إن�سان‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫هام‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫العقول‬ ‫ِه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َبا‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫وتنبهر‬ ‫‪،‬‬ ‫ألباب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ِت�ضاد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يف ِّ‬ ‫بالر�ضا‪ْ � -‬أن‬ ‫�شاء �أم �أبى‪،‬‬ ‫ظل هذا الو�سطِ الذي ال تهد�أ حركتُه؛ ال ُب َّد له ‪َ -‬‬ ‫�سخط �أم �س َّلم ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ما�س‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ينتج‬ ‫ما‬ ‫ِها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫مباد‬ ‫ُه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ماد‬ ‫حتتك‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ِها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫بكينون‬ ‫وحية‬ ‫الر‬ ‫ُه‬ ‫ت‬ ‫كينون‬ ‫ت�صطدم‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تفاعل مع‬ ‫إن�سان و َي‬ ‫رض ٌة‪،‬‬ ‫احليوي الطبيعي‬ ‫م�صلحة �أو مف�سد ٌة‪ ،‬يت�أ َّث ُر ب�آثارِ ها ال ُ‬ ‫منفعة �أو م� ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫زُ‬ ‫هُ‬ ‫ال�ش َج وعا‪،‬‬ ‫ان خل َِق هَ لوعا‪� ،‬إِذا َم َّ�س‬ ‫انعكا�ساتِها �سلبا �أو �إيجابا‪ ،‬قال ُ�سبحانه‪�« :‬إِ َّن الإن َْ�س َ‬ ‫ُّ‬ ‫ي َمنُوع ًا»‪.‬‬ ‫َو�إِ َذا َم َّ�سهُ الخْ َ رْ ُ‬ ‫رض ًا �أو نفع ًا‪� ،‬سكون ًا �أو‬ ‫ٍ‬ ‫ات ع�ضويةٍ‬ ‫َغي ٍ‬ ‫�صيب ال َ‬ ‫إن�سان مِ ْن ت رُّ‬ ‫� َّإن ما ُي ُ‬ ‫وتقلبات نف�سيةٍ ‪ّ � ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وي�سبح يف فلكِ نظامِ ه‬ ‫�ضمن �إطارِ التوازن‬ ‫طبيعي يدخل‬ ‫�صحي‬ ‫انعكا�س‬ ‫ا�ضطرابا‪ � ،‬مَّإنا هو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ؤ�ش الواقي والذي‬ ‫أم�شاج كائناتِه‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ِه‬ ‫ت‬ ‫مخلوقا‬ ‫حنايا‬ ‫الذي ه َّي�أ ُه اللهُ يف‬ ‫ِ‬ ‫كاحلار�س احلامي وامل� رِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫واال�ضطراب وال َّتو ُّت ُر‬ ‫املر�ض �إحدى عالماتِه‪،‬‬ ‫كان‬ ‫وزحفت �إليهِ �‬ ‫اختل‬ ‫�إذا ما‬ ‫ْ‬ ‫أ�سباب ال ِع َللِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رِّ‬ ‫ً‬ ‫العالج الذي يعي ُد �إليه اعتدا َله وتوازنَه‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫ها‬ ‫د‬ ‫عن‬ ‫إن�سان‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫فيحتاج‬ ‫ِه‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ؤ�ش‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫�صور‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫مما َّ‬ ‫البحث عن الدواءِ ؛ طلب ًا ِّ‬ ‫حل ب�ساحتِه‬ ‫فين�ساق بطبيعتِه الفطريةِ ودوافعِه احليو َّيةِ �إلى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لل�شفاءِ َّ‬ ‫من ال َّن�صب ووط�أ ِة ال َّداء‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬و َما ب ُِك ْم مِ ْن ن ِْع َمةٍ َفمِ َن ال َّلهِ ُث َّم ِ�إ َذا َم َّ�س ُك ُم ال�ضرُّ ُّ َف ِ�إ َل ْيهِ‬ ‫َ‬ ‫جَ ْ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫ت�أَ ُر َ‬ ‫َّ‬ ‫خلق اللهُ عز‬ ‫وكما َ‬ ‫وجل ال َّداء؛ ي�سرَّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بف�ضلِه ورحمتِه ُ�سبل ال َّدواءِ ونيل ال�شفاءِ ‪،‬‬ ‫عباده لل‬ ‫أمرا�ض ونهبها‪ ،‬والعللِ‬ ‫ِ‬ ‫�سلم َ‬ ‫ومل ُي ْ‬ ‫ْ‬ ‫داء �إالَّ‬ ‫و�أتعابِها‪ ،‬فهو �سبحانه مل ينزل ً‬ ‫و� َ‬ ‫دفعه‪.‬‬ ‫أنزل معه‬ ‫َ‬ ‫الدواء الذي َي ُ‬ ‫�إن من البالء الذي ي�صيب الإن�سان‬ ‫يف ه���ذه احل��ي��اة «امل���ر����ض»‪ ،‬مر�ض‬ ‫الأج�ساد ومر�ض القلوب‪ ،‬املر�ض احل�سي‬ ‫واملر�ض املعنوي‪ ،‬و�إن الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬ ‫مبنه وكرمه و�إح�سانه وحكمته جعل لكل‬ ‫مر�ض ي�صيب امل�ؤمن �شفاء‪ ،‬وقد �أخرب‬ ‫عن ذل��ك ال�صادق امل�صدوق فيما رواه‬ ‫البخاري يف �صحيحه عن �أب��ي هريرة ‪-‬‬ ‫ر�ضي الله عنه ‪ -‬عن النبي ‪� -‬صلى الله‬ ‫عليه و�سلم ‪� -‬أنه قال‪« :‬ما �أنزل الله داء �إال‬ ‫�أنزل له �شفاء»‪ ،‬ورواه ابن ماجه و�أحمد‬ ‫يف امل�سند من حديث ابن م�سعود ‪ -‬ر�ضي الله عنه‪ ،-‬وزاد فيه‪« :‬علمه من علمه وجهله من‬ ‫جهله»‪.‬‬ ‫ويف هذه الكلمة املحكمة فتح لأب��واب العالج احل�سي واملعنوي‪ ،‬فهي تر�سم الب�سمة‬ ‫واالطمئنان على �شفتي كل مري�ض‪ ،‬وتبعث الأمل وراحة البال والنف�س يف قلب كل مبتلى‪،‬‬ ‫ف�إن املري�ض �إذا ا�ست�شعرت نف�سه �أن لدائه دواء يزيله تعلق قلبه بروح الرجاء‪ ،‬وبردت عنده‬ ‫حرارة الي�أ�س‪.‬‬ ‫فعموم هذا احلديث يقت�ضي �أن جميع الأمرا�ض الباطنة والظاهرة لها �أدوية تقاومها‪ ،‬وفيه‬ ‫حث وترغيب على تعلم طب الأبدان كما يتعلم طب القلوب‪ ،‬وفق ال�ضوابط ال�رشعية‪ ،‬والآداب‬ ‫املرعية‪.‬‬ ‫وال يقولن قائل‪� :‬إن يف واقعنا �أمرا�ضا و�أدواء مل يكت�شف الطب احلديث دواءها‪ .‬فيقال‪ :‬ال‬ ‫زال الأطباء يكت�شفون بني احلني والآخر �أدوية لأدواء مل تكن معلومة ملن كان قبلنا‪ ،‬وهذا‬ ‫يدل عليه قوله ‪-‬عليه ال�صالة وال�سالم‪« :-‬علمه من علمه‪ ،‬وجهله من جهله»‪.‬‬ ‫ويف هذا �أي�ضا‪� :‬إثبات التخاذ الأ�سباب‪ ،‬و�أن ذلك ال ينايف التوكل على الله‪ ،‬ملن اعتقد �أن‬ ‫الكل مب�شيئة الله‪ ،‬وقدرته‪ ،‬وعلمه‪ ،‬وحكمته»‪.‬‬ ‫قال الإمام ابن القيم ‪-‬رحمه الله‪ :-‬علق النبي ‪-‬عليه ال�صالة وال�سالم‪ -‬ال�شفاء على م�صادفة‬ ‫الدواء للداء؛ ف�إنه ال�شيء من املخلوقات �إال له �ضد‪ ,‬وكل داء له �ضد من الدواء يعالج ب�ضده‪,‬‬ ‫فعلق النبي ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬الربء مبوافقة الداء للدواء‪ ،‬وهذا قدر زائد على جمرد‬ ‫وجوده؛ ف�إن الدواء متى جاوز درجة الداء يف الكيفية‪� ,‬أو زاد يف الكمية على ما ينبغي‪ ,‬نقله‬ ‫�إلى داء �آخر‪ ,‬ومتى ق�رص عنها مل يلف مبقاومته وكان العالج قا�رص ًا‪ ,‬ومتى مل يقع املداوي‬ ‫على الدواء �أو مل يقع الدواء على الداء مل يح�صل ال�شفاء‪ ،‬ومتى كان البدن غري قابل لذلك‬ ‫الدواء �أو القوة عاجزة عن حمله �أو ثم مانع مينع من ت�أثريه مل يح�صل الربء؛ لعدم امل�صادفة‪,‬‬ ‫ومتى متت امل�صادفة ح�صل الربء ب�إذن الله‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ويف قوله ‪-‬عليه ال�صالة وال�سالم‪“ :-‬بر�أ ب�إذن الله” بيان �أن القلب متى ات�صل برب العاملني‬ ‫خالق الداء والدواء ومدبر الأمور وم�رصفها على ما ي�شاء اطم�أن حاله‪ ،‬وعلم �أن الكل بيد‬ ‫الله وقدرته وعلمه وحكمته؛ ف�أح�سن الظن بربه �أن يعافيه‪ ،‬ويدفع عنه �آالمه‪ ،‬ويبعث يف قلبه‬ ‫�آماله‪.‬‬ ‫�إن الله �سبحانه وتعالى �أمرنا باتخاذ الأ�سباب وطلب العالج وفتح لنا لذلك �أبوابا‪ ،‬منها �أن‬ ‫�سخر العلماء الكت�شاف الأدوية و�سبل العالج‪ ،‬ومنها �أن هي�أ للطب رجاال ون�ساء وعلمهم من‬ ‫علمه حتى يكونوا �سببا لعالج عباده‪ ،‬و�أمرنا ر�سوله �صلى الله عليه و�سلم بالتداوي والبحث‬ ‫عن دواء كل داء‪ ،‬فال يجوز لنا �أن نرتك ما ي�رسه الله لنا وخلقه من �أجلنا ودعانا �إلى العمل به‬ ‫ونلج�أ �إلى امل�شعوذين وال�سحرة واملتالعبني ب�أج�سام وعقول النا�س‪ ،‬من �أولئك الذين يدعون‬ ‫�أنهم يرب�ؤون النا�س من كل داء �سواء كان نف�سيا �أو بدنيا �أو روحيا مع �أنهم مل يقر�ؤوا ومل‬ ‫يلجوا مدار�س والجامعات فمن �أين لهم هذا؟ ومن �أين �أتوا بهذه العلوم واملعارف؟‬ ‫َع ْن َجابِرٍ َق َ‬ ‫ال ‪َ :‬‬ ‫اح َت َل َم َف َ�سَ�أ َل‬ ‫اب َر ُج ًال مِ َّنا َح َج ٌر َف َ�ش َّجهُ فيِ َر�أْ ِ�سهِ ُث َّم ْ‬ ‫«خ َر ْجنَا فيِ َ�س َفرٍ َف�أَ َ�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْ�ص َحا َبهُ َف َق َ‬ ‫ن ُد َل َك ُر ْخ َ�صة َو�أن َْت َت ْقد ُِر َع َلى‬ ‫ون يِل ُر ْخ َ�صة فيِ ال َّت َي ُّم ِم‪ ،‬ف َقا ُلوا ‪َ :‬ما جَ ِ‬ ‫ال ‪ :‬هَ ْل جَ ِ‬ ‫ت ُد َ‬ ‫المْ َ اءِ َف ْ‬ ‫ات َف َل َّما َقد ِْمنَا َع َلى ال َّنب ِِّي َ�ص َّلى ال َّلهم َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم �أُ ْخبرِ َ ِب َذل َِك َف َق َ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َت ُلو ُه َق َت َل ُه ُم‬ ‫اغت َ​َ�س َل َف َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ان َي ْكفِيهِ �أ ْن َي َت َي َّم َم َو َي ْع�صرِ َ �أ ْو َي ْع ِ�ص َب‬ ‫ال�س�ؤ َُال �إِ مَّنَا َك َ‬ ‫ال َّلهُ �أَال َ�س�أ ُلوا �إِذ مَ ْل َي ْع َل ُموا َف ِ�إ مَّنَا ِ�ش َف ُاء ا ْلع ِِّي ُّ‬ ‫و�سى َع َلى ُج ْرحِ هِ خِ ْر َق ًة ُث َّم يمَ ْ َ�س َح َع َل ْي َها َو َي ْغ ِ�س َل َ�سائ َِر َج َ�س ِدهِ»‪ ،‬فر�سول الله �صلى الله‬ ‫َ�ش َّك ُم َ‬ ‫عليه و�سلم يعلمنا من خالل هذا احلديث �أن اجلهل بالأمور وعدم �س�ؤال �أهل العلم عنها ي�ؤدي‬ ‫بالإن�سان �إلى الهالك‪ ،‬فكم من املر�ضى هلكوا ب�سبب �سوء الت�رصف والتقدير فاكتفوا بن�صح‬ ‫الغافلني وو�صفات امل�شعوذين والدجالني‪ ،‬ف�إذا �س�ألته �أو ن�صحته قال‪� :‬أكتفي بهذا و�أتكل على‬ ‫الله �سبحانه وتعالى و�أدعوه‪ ،‬نعم لقد �أمرنا الله �سبحانه وتعالى باالتكال عليه واالعتقاد‬ ‫اجلازم ب�أنه �سبحانه هو ال�شايف واملعايف لكن بعد اتخاذ الأ�سباب والبحث عن �سبل العالج‬ ‫التي �سخرها لنا �سبحانه بعلمه وتي�سريه‪ ،‬لأن االتكال على الله �سبحانه وتعالى مطلوب يف كل‬ ‫وقت ويف كل �أمر ويف كل نازلة فهو اخلالق‬ ‫املعطي املانع الرازق ال�شايف املعايف كل‬ ‫�أمر بيده وكل خري من عنده �إذا �أراد �شيئا‬ ‫�أن يقول له كن فيكون‪ ،‬ولكنه �سبحانه‬ ‫وتعالى �أمرنا �أن نتخذ الأ�سباب لذلك‪،‬‬ ‫نعبده �سبحانه وتعالى مبا �أمرنا به ونطلب‬ ‫منه القبول والرحمة والر�ضوان‪ ،‬ون�سعى‬ ‫من �أجل الرزق وتوفري امل�أكل وامل�رشب‬ ‫وامل�سكن‪ ،‬ونتوجه �إليه بالدعاء من �أجل‬ ‫املعونة والتي�سري‪ ،‬نبحث عن الدواء لكل‬ ‫داء �أمل بنا ونلج باب الأطباء‪ ،‬ثم نتو�سل‬ ‫�إليه بطلب ال�شفاء فهو ال�شايف لكل داء‪.‬‬ ‫ومن ذلك ق��راءة القر�آن ال��ذي جعله‬ ‫ً‬ ‫رحمة و�شفاء من الأمرا�ض البدنية‬ ‫الله لنا‬ ‫والنف�سية‪� ،‬أمرا�ض الفكر‪� ،‬أمرا�ض العقيدة‪،‬‬ ‫الأزمات النف�سية‪،‬الي�أ�س‪ ،‬ال�رشود‪ ،‬اخلوف‬ ‫ال�شديد‪ ،‬اخلوف املر�ضي‪ ،‬هذه كلها �أمرا�ض �شفا�ؤها بالقر�آن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أنفع‬ ‫الدعاء‬ ‫ري‬ ‫ذات‬ ‫العجيب يف ال�شفاءِ‬ ‫ومِ َن الأدويةِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سبب الف َّعالِ والت�أث ِ‬ ‫وال�صدقة‪ ،‬فهما ْ‬ ‫ُ‬ ‫من � ِ‬ ‫البالء‬ ‫يدفع‬ ‫املطلوب‪� ،‬أما‬ ‫ال‬ ‫دفع املكرو ِه وح�صولِ ال�شفاءِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدعاء فهو ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ�سباب –ب�إذنِ اللهِ ‪ -‬يف ِ‬ ‫ومما مل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ينزل فعليكم‬ ‫نزل‬ ‫ا‬ ‫ينفع‬ ‫«الدعاء‬ ‫‪:‬‬ ‫احلديث‬ ‫ففي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫نزو‬ ‫ومينع‬ ‫ه‬ ‫ويعاجل‬ ‫بحولِ‬ ‫ِ‬ ‫اللهِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ ممِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫أمرا�ض‪ ،‬بها‬ ‫ور ْف ِع ال‬ ‫الباليا‬ ‫دفع‬ ‫يف‬ ‫ب‬ ‫جمر‬ ‫عالج‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ال�صدقة‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بالدعاءِ‬ ‫عباد اللهِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِال�ص َدقة»‪.‬‬ ‫َيح�صل ال�ش ُ‬ ‫العمرِ ‪ ،‬قال ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪« :-‬داووا َمر�ضاكم ب َّ‬ ‫بارك يف ُ‬ ‫فاء و ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫اءت ت رْ‬ ‫َ‬ ‫إ�سالم وتَوجيهاتُه‬ ‫ثم � َّإن دِ ينَنا‬ ‫َ�ش ُ‬ ‫ئي؛ ف َل َق ْد َج ْ‬ ‫ِيعات ال ِ‬ ‫احلنيف مَ ْل ُي ْغفِلِ الط َّب الوِ ق َا َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫آثام‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ا�ض‬ ‫ر‬ ‫أم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫قاية‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ؤك‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ية‬ ‫د‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫إن�سانِ‬ ‫مِ‬ ‫اعِ‬ ‫وِ‬ ‫أخطارِ‬ ‫هَ‬ ‫ال�ص ِّح َّ َ‬ ‫َو َو َ�صا َياه ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‪َ « :‬وال َت ْق َر ُبوا‬ ‫الع ْ�ضوِ ِّي �أو ال َن ْف ِ�س ِّي‪ ،‬فاللهُ تعالى‬ ‫�سواء على‬ ‫ال�ص ِّح َّية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫اجلانب ُ‬ ‫و َت ِب َعاتِها ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فللحفاظ على ِ�ص َّحةِ الإن�سانِ و�‬ ‫ا ْل َف َواحِ َ�ش َما ظ َه َر مِ ن َْها َو َما َبط َن»‪،‬‬ ‫عا�شه َوم�آلِهِ‬ ‫إ�صالح �أ ْمرِ َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َووِ َق ً‬ ‫ْ‬ ‫ني‬ ‫اعي‬ ‫المةِ َو ْ�ضعِهِ ِ‬ ‫حي َو ْ‬ ‫اية ُ‬ ‫للم ْجت َ​َم ِع َوحِ َفاظ ًا على َ�س َ‬ ‫واالقت َِ�ص ِّ‬ ‫ادي وال ْأم ِّ‬ ‫االجت َِم ِّ‬ ‫ال�ص ِّ‬ ‫�أَ َم َر اللهُ َعزّ َو ّج ْل باال ْبتِعادِ َعن ا ُّ‬ ‫ات ا ُ‬ ‫ات َ‬ ‫ملن َْحرِ َفةِ َ‬ ‫ار ِة‬ ‫بالفردِ‬ ‫ال�س ُلوك َّي ِ‬ ‫مل َم َار َ�س ِ‬ ‫ال�ض َّ‬ ‫ْ‬ ‫اخلاطِ ئةِ َو ُ‬ ‫الوخِ يمةِ على ِ�ص َّحةِ ا ُ‬ ‫إ�سالم َمنهاج ًا َ�شامِ ًال لحِ ِ مايةِ البيئةِ حولنَا‬ ‫مل ْجت َ​َم ِع‪َ ،‬كما‬ ‫َ‬ ‫َو َنتَائِجِ ها َ‬ ‫و�ضع ال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اءت‬ ‫م�س ذلِك َج ِل ّيا فيما َج ْ‬ ‫َوال َك ْونِ ب�أ�رسِه مِ ْن َم َ�صادرِ ال َتل ُّو ِث امل�ؤثر ِة على ِّ‬ ‫ال�ص َّحةِ العامةِ ‪َ ،‬نل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إ�سالم مِ ْن َح ٍّ‬ ‫أو�ساخ والأدرانِ ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َظ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫�س‬ ‫والغ‬ ‫�ض ُم َت َك ِّررٍ على الطهار ِة‬ ‫بِه ن‬ ‫لِ‬ ‫مِ‬ ‫ةِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ�صو�ص ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫وجاء �أي�ض ًا‪:‬‬ ‫هور َ�شط ُر الإميانِ »‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َور ْبطِ ذلك ك ِّله بالإميانِ ‪ ،‬فقال �صلى الله عليه و�سلم‪« :‬الط ُ‬ ‫«الن ََّظ ُ‬ ‫قق َ‬ ‫أجهزَ تَه‬ ‫�‬ ‫يحمي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�س‬ ‫إن�سانِ‬ ‫غاية الكمالِ فيِ ن َ​َظافةِ‬ ‫أمر الذي ُي ِّح ُ‬ ‫جِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫افة مِ َن الإميان» ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫أمرا�ض و ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعي�ش على جِ ْلدِه‪،‬‬ ‫ائنات الدقيقةِ التي‬ ‫الداخل َّي َة مِ ْن َغزْ وِ ال‬ ‫ِ‬ ‫زيل َع َدد ًا هَ ائ ًال مِ َن ال َك ِ‬ ‫احلد ُ‬ ‫ِيث َعبرْ َ �أَ ْج ِهزَ تِه ا ُ‬ ‫ِلم َ‬ ‫ري‬ ‫والتي َك َ�ش َفها لنا‬ ‫إ�سالم �إلى تطه ِ‬ ‫ملت َ​َط ِّورةِ‪ ،‬كما �أَ ْر�ش َدنا ال ُ‬ ‫اليوم الع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِيث �أ َّن َر ُ�س َ‬ ‫َ‬ ‫ول اللهِ ‪�-‬صلى الله‬ ‫احلد ِ‬ ‫الح َم ْظهرِ نا فقال تعالى‪َ :‬‬ ‫«و ِث َيا َب َك َف َط ِّهر»‪ ،‬وفيِ‬ ‫ثِيا ِبنَا َو�إِ ْ�ص ِ‬ ‫و�سلم‪-‬ر َ�أى َر ُج ًال َو ِ�س ً‬ ‫خة ثِيا ُبه َف َق ْال‪�« :‬أَ َما َو َج َد هذا �شيئ ًا ُي َن ِّقي بِهِ ثِيا َبه»‪َ ،‬ور�أَى َرجالً‬ ‫عليه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫إ�صالح بي َئ ِتنَا‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫أفني‬ ‫�‬ ‫تنظيف‬ ‫و‬ ‫ه»‪،‬‬ ‫أ�س‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫يئ‬ ‫�ش‬ ‫هذا‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫أ�س‬ ‫�‬ ‫الر‬ ‫ث‬ ‫� ْأ�ش َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ فيِ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِني»‪.‬‬ ‫«وال ُتف ِ�س ُدوا فيِ الأ ْر ِ‬ ‫ي ل ُك ْم �إِ ْن ُك ْنت ُْم ُم�ؤْمِ ن َ‬ ‫�ض َب ْع َد �إِ ْ�صالحِ َها ذل ُِك ْم َخ رْ ٌ‬ ‫املكانيةِ َيقول تَعالى‪َ :‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل جمع إلى األدب الحكمة‪،‬‬ ‫وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس‬ ‫سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد بن الظاهر باهلل علي بن‬ ‫الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما‬ ‫لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪ .‬فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر‬ ‫يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫رد أبي يحيى بن مسعدة على رسالة ابن غرسية ‪4/4‬‬ ‫إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له **أكيالً فإني لست آكله وحدي‬

‫آنف ًا يا حضاجر‪ ،‬يا بارداً في شهر ناجر‪ ،‬وصفت العرب بمعاقرة الدنان‪ ،‬وقنيان القيان‪ ،‬واآلن فخرت عليهم بالنبيذ‬ ‫والسميذ‪ ،‬والجدي الحنيذ‪ ،‬فلم ال تفاخربالنطيح والوقيذ‪ ،‬وأكل الميتة بعد التشميذ‪ .‬وأماحنيذ‬ ‫الجداء والحمالن‪ ،‬وكوم متون الجفان‪ ،‬فلنا منها البضيع بعد الذكاة والسديف‪ ،‬والوشيق المسرهد والقدير‬ ‫المعجل والشواء الصفيف‪:‬‬

‫هذا المجد السري‪ ،‬والفخر الحِري‪ ،‬والنسب الحُري‪ ،‬ال ما تقولته لحاك اهلل ولحا أباك‪ ،‬وحيا من أباك‪ ،‬من فخرنا‬ ‫بالقديم‪ ،‬المفري لألديم‪ ،‬أغفيت فانتبه‪« ،‬من يطل أير أبيه ينتطق به‪:»:‬‬

‫وأما القيان والقنيان ‪ ،‬والمعاقرة والدنان‪ ،‬فنحن اخترنا صرفها‪ ،‬واختبرنا صفوها وعفوها‪ ،‬وأخذنا في الجاهلية‬ ‫وصفها‪ ،‬وأهدينا أنفاس النسيم شذاها وعرفها‪ ،‬ومنكم غارس حبلها وآبرها‪ ،‬ومنقحها وزابرها‪ ،‬وسالف سليلها‬ ‫وعاصرها‪ ،‬ومنا أبو عذرها وفاطرها‪ ،‬ومديرها بحديث الركبان ومعاقرها‪ ،‬تدوسونها لنا باألرجل‪ ،‬وتقتلونها قبل‬ ‫حلول األجل‪ ،‬ثم تجلبونها من جواثي والرس‪ ،‬وتسبونها من قطر بل وبيت رأس‪ ،‬وتجهزون بها بناتكم بأكواب‬ ‫الساج‪ ،‬ومدارع الديباج‪ ،‬فيرشفها بالشفاه قبل الزجاج‪ ،‬وبهذا توفرت على ضغنها في المزاج‪ ،‬وأخذت من رؤوسنا‬ ‫ثأرها عند أرجل األعالج‪ ،‬فلنا الحلب‪ ،‬وعليكم الجلب‪ .‬ومنا األجر‪ ،‬وإليكم التجر‪ ،‬ومن بضائع القهر‪ ،‬ثمن البضع والشكر‪،‬‬ ‫وكالي المهر‪:‬‬

‫أما لك فيهم بعد الملوك العاربة‪ ،‬والكواكب الطالعة الغاربة‪ ،‬من الثمودية والعادية‪ ،‬والطسمية والجديسية‪،‬‬ ‫والوبارية‪ ،‬واألميمية‪ ،‬ما يقرع صفاك‪ ،‬وينقع بماء المالم صفاك‪ ،‬إلى خالفة من المتعربة خلفت خالفها‪ ،‬وارتضعت‬ ‫في البأس والجود أخالفها‪ ،‬وإن كانت من جمعكم كالبعرة في البيداء‪ ،‬والشعرة البيضاء في اللمة السوداء‪ ،‬حطت‬ ‫ذاركم من اليفاع‪ ،‬وخطت في صدوركم بخطى الخطى ال باليراع‪ ،‬يستملون من أنسية اآلجال‪ ،‬وينهدون إليكم بقلوب‬ ‫أسدٍ في صدور رجال أقالمهم الردينيات واليزنيات‪ ،‬وصحفهم المشرفيات والسريجيات‪ ،‬ولحفهم الوضاء الداوديات‪،‬‬ ‫وسررهم المقربات الغر األعوجيات‪:‬‬

‫لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما‬

‫مستردفات فوق جرد أوقرت**أكفالها من رجح األكفال‬

‫وال حرب‪ ،‬إن شدهت العرب‪ ،‬بربات الشنوف‪ ،‬وولهت بوطف الجفون وذلف األنوف‪ ،‬ودلهت بعزف القيان والشرب‬ ‫بالمعلمالمشوف‪:‬‬

‫فإذا ما شربوهـــا وانتشـوا**وهبــوا كل جواد وطمــر‬ ‫ثم راحوا عبق المسك بهم**يلحفون األرض هداب األزر‬

‫لهم عرف النسيب والتشبيب‪ ،‬وعليهم وقف التسهيد والتعذيب‪ ،‬ولهم الجآذر في زي األعاريب‪ ،‬شهروا بالحب‬ ‫والجوى‪ ،‬وخبروا بالتحرق للتفرق والنوى‪ ،‬وعزوا للموت كرم ًا وذلوا للهوى‪ .‬هم حدوا الركب بالحنين واإلرزام‪ ،‬وعارضوا‬ ‫السحب بعيني عروة بن حزام‪ ،‬بكوا الديار‪ ،‬وندبوا بصدق عهودهم الطلول واآلثار‪ ،‬وحموا الذمار‪ ،‬وردوا أيديهم عن‬ ‫حرمة الجار‪:‬‬

‫قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ** دون النساء ولو باتت بأطهار‬

‫رضوا لفضل النيل بفضول الغبوق والقيل‪ ،‬وتبرؤوا من رضاع الغيل‪ ،‬ولم يعرفوا غير داعي النداء وزجر الخيل‪:‬‬

‫أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم**دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه‬

‫أرزاقهم في السير واإلساد‪ ،‬وإنفاقهم من أكف اآلساد‪:‬‬

‫**أرض فذاك له عرين‬ ‫والليث حيث ألب من‬ ‫ٍ‬

‫أنفوا المساحة والفالحة‪ ،‬وألفوا االستباحة المتالء الراحة‪ ،‬ملكوا األرض وما ملكتهم‪ ،‬وتخيروا البقاع فما نهكتهم‪،‬‬ ‫منازلهم من المعمورة بمكان الغرة‪ ،‬وحظهم من الفلك رأس المجرة‪ ،‬أغناهم من األعمال المدنية‪ ،‬والملكة البدنية‪،‬‬ ‫إيضاع الشدنية‪ ،‬وإنضاء الناقة الفدنية‪ ،‬طلب ًا لالعتزاز‪ ،‬وضرب ًا في مجاهل األرض لالبتزاز‪ ،‬وكفاهم عارض المس‪،‬‬ ‫وأرض الرس‪ ،‬إيثارهم على النفس‪،‬‬ ‫واالستقبال بأبنيتهم مطالع الشمس‪ ،‬قنعوا بأفالذ الحشا‪ ،‬واالحتشاء من الكشى‪ ،‬عن التأري لما في القدور‪،‬‬ ‫والتعري لوهج التنور(‪.)...‬‬ ‫توقف الطباع على الصميم والخالصة‪ ،‬وتوقي به شح النفس والخصاصة‪ ،‬ليسوا كالنهمة الخفرة‪ ،‬األكلة الحفرة‪،‬‬ ‫خفرة الجفان‪ ،‬وحفرة األنفاق للنيران‪ ،‬أعدوها للتحصين‪ ،‬ال للتحسين‪ ،‬وأوفدوا لها على الطين للتبطين‪ ،‬ال للتوطين‪،‬‬ ‫إذ لم يغنهم القهر عن الحصر‪ ،‬وال عقد الجسر عن األسر‪ ،‬أعجلتهم العربان‪ ،‬الغربان‪ ،‬عن االنتفاع‪ ،‬باليفاع‪ ،‬واالعتصام‪،‬‬ ‫باألعصام‪ ،‬واالحترام‪ ،‬باألهرام‪:‬‬

‫ولذاك كانوا ال يحشون الوغى ** إال وقد علموا مكان المهرب‬

‫وأما الفسل‪ ،‬والمسل‪ ،‬فقد أجلها اهلل عن اغتراسكم واحتراسكم‪ ،‬وطهر النخلة عمتنا من أدناسكم‪ ،‬وبخر‬ ‫أنفاسكم‪ ،‬وحبا العرب بها عجالة صائمهم‪ ،‬ولهفة طاعمهم‪ ،‬ونقيعة ضيفهم‪ ،‬وفاكهة شتائهم وصيفهم‪ ،‬تحفة‬ ‫الكبير‪ ،‬وضمتة الصغير‪ ،‬وتخرسة مريم ابنة عمران‪ ،‬من الراسيات في الضحل‪ ،‬الراسخات في الوحل‪ ،‬المطعمات في‬ ‫المحل‪:‬‬

‫فاخرات زروعها في ذراها ** وأخاض العيدان والجبار‬

‫فأين صنيع قومك الجلة‪ ،‬من صنيع محرقي البعر والجلة‪ ،‬لما أمنوا اللهفان‪ ،‬وخوفوا أسد خفان‪ ،‬وأفنت نارهم‬ ‫الغضى واألفان‪:‬‬

‫ضربوا بمدرجة الطريق قبابهم**يتقارعون بها على الضيفان‬

‫فلم يبق إال الجلة والبعر‪ ،‬أو خالفة طرافٍ من أديم أو بيت من الشعر خلوا فتحللوا‪ ،‬وعلوا وتجللواهناك إن‬ ‫يستخبلوا المال يخبلوا‪.‬‬ ‫غنوا بالجلة عن الجليل‪ ،‬ومن الحلة بالشليل‪ ،‬وبالخوذ عن العوذ‪ ،‬وبالحلق عن الخرق‪ ،‬والسندس واالستبرق‪،‬‬ ‫من كل مدجج‪:‬‬

‫سمر القنا بإهابه ** أولى من السربال‬

‫اهلل‪:‬‬

‫ما أكل ذو جار هلم بهواه‪ ،‬وال استأثر على من حل ريعه وثواه‪ ،‬متى جاع أنشد أم مثواه‪ ،‬أيا ابنة مالك وابنة عبد‬

‫أتبغض جوهر العرب المصفى ** ولم يبغضهم مولىً صريحُ‬ ‫فمــا لك حيل ٌة فيهم فتــحدي **عليـك بل تموت فتستريـح‬

‫إذا ركبوا الخيل واستألموا ** تحرقت األرض واليوم قرّ‬

‫بروياتهم ال بروايتهم‪ ،‬ودراياتهم ال بادراتهم‪ ،‬نصبوا األحياء‪ ،‬ونسبوا األشياء‪ ،‬وشققوا األسماءوقسمواعلى‬ ‫حصص البروج السماء‪ ،‬فوصفوا النجوم‪،‬وعرفوا الرجوم‪ ،‬وزجروا السانح والبارح‪ ،‬وأثاروا الصيد وعلموا الجوارح‪ ،‬هم‬ ‫كروا نهر مهران‪ ،‬وبنوا قصر غمدان‪ ،‬وحدوا بالركب للنخل من ودان‪ ،‬فجابوا األقطاب‪ ،‬واجتنبوا الرطاب‪ ،‬وملؤوا‬ ‫األوطاب‪ ،‬وميزوا التوكيت والتذنيب واإلرطاب‪ ،‬وانفردوا بالحكمة وفصل الخطاب‪:‬‬

‫سور القرآن الغر فيهم أنزلت ** ولهم تصاغ محاسن األشعار‬

‫قد كان يكفي يا ذات النحيين‪ ،‬وكبوح الحيين‪ ،‬في بعض محاجاتك‪ ،‬وعرض مداجانك‪ ،‬أن هذذت شفتيك بلحنك‬ ‫الماخوري‪ ،‬وأنفذت حضنيك بنفثات أبي العالء المعري‪ ،‬فأقمت فيها صفاك بالحرف العليل‪ ،‬وبغيت فوق مبتغاك يا‬ ‫لئيم‪ ،‬ما هو أقل من القليل‪ ،‬فأزحت عن فشلك وخمولك‪ ،‬وأبحت هجوك وشتم رسولك‪ ،‬ثم شكوت قفار حالك‪ ،‬وأبنت‬ ‫واهي نثرك بزور انتحالك‪ ،‬فحسبك بها يا ذا العضب قرض ًا وجزاء‪ ،‬وانتهاء إلى الفهاهة ال أبالك واعتزاء‪ ،‬واقتسام ًا‬ ‫ألدبك‪ ،‬بيد التدمير أجزاء‪:‬‬

‫إن العبيد إذا أذللتهم صلحوا **على الهوان وإن أكرمتهم فسدوا‬

‫لعلك‪ ،‬اللم ًا لك‪ ،‬فضحك العي‪ ،‬أو صبحك النعي‪ ،‬فندمت على بادرة خذالنك‪ ،‬وسقطات لسانك‪ ،‬وهببت من غفوة‬ ‫التأسي‪ ،‬أو المتأسي‪ ،‬وقلت‪ :‬من اآلسي‪ ،‬من حز هذه المواسي‪ ،‬لياذاً باإلسار‪ ،‬عن دعوة اآلصار‪ ،‬وعياذاً على اإلعالن‬ ‫واإلسرار‪ ،‬من مستكن الكفر واإلصرار‪ ،‬وتيمم الهاشميين بدعوة أبي عبيد المختار‪ ،‬والتعمم بسيدنا ونبينا محمد‬ ‫المختار‪.‬‬ ‫متى كان الخيام بذي طلوح ‪ ،‬أو جمعنا الرحم في سام بن نوح‪ ،‬أعرض عليكم ثوب الملبس‪ ،‬بالتحامل على يافث‪،‬‬ ‫والترامي في اإللحاق به على القائف والنافث‪ ،‬وإال أي عيص إلينا ضمكم‪ ،‬أو بأي بركة خصكم صلى اهلل عليه وسلم أو‬ ‫عمكم‪ .‬ما غمك‪ ،‬من أغمك‪ ،‬وال ذمك من أذمك‪ ،‬وسمك وأحمك‪ ،‬وقتل أباك وسباك أمك‪ .‬ابن عمكم الطاغوت وسيدكم‬ ‫البرهمن والبرهوت‪ ،‬شتان ما بين النجوم الطارقة والشموس الفارقة‪ ،‬وبين سقاط الجرامقة ومقاط األفارقة‪ ،‬الوضر‬ ‫األنذال‪ ،‬والبخر السبال‪ ،‬ال غسل وال طهارة‪ ،‬وال نظافة لطامث وال عطارة(‪.)...‬‬ ‫هال طمعت يا معمر‪ ،‬يا آكل األشالء ال يحفل ضوء القمر‪ ،‬في استدراك المقال‪ ،‬واالفتكاك من هذا العقال‪ .‬كال‬ ‫لو تجلو معيارك‪ ،‬وتمحو طومارك‪ ،‬وتقلم أطفارك‪ ،‬وتنزع صلبانك وزنارك‪ ،‬وتعفي سبالك‪ ،‬وتنصب قذالك‪ ،‬وتقول ذا‬ ‫لك‪ ،‬وتجعل الخصل كله للعرب‪ ،‬والفضل للنبع‪ ،‬على الغرب‪ .‬كفاك أن منهم آساد اهلل‪ ،‬وضراء اهلل وسيوف اهلل‪ .‬ولهم‬ ‫بيت اهلل‪ ،‬وفيهم رسول اهلل وعترته أولياء اهلل‪ ،‬أئمة الهدى‪ ،‬وتتمة البأس والندى‪ ،‬وخير منت انتعل وارتدى المؤثرين‬ ‫على أنفسهم ابن عمنا صدقا‪ ،‬وهادينا ومرشدنا وسيدنا حق ًا‪ ،‬سيد البشر‪ ،‬وخاتم الرسل في محكم الزبر‪ ،‬شفيع هذه‬ ‫األمة‪ ،‬وحاديها إلى عليين في خير أمة‪ ،‬سفير يوم العرض‪ ،‬وإمام أهل السموات واألرض‪ ،‬منتهى لبنة األحساب‪ ،‬في‬ ‫األحساب‪ ،‬الناطق بكالمه داعي أهل الجنة ومنادجي الحساب‪ ،‬الحاشر العاقب‪ ،‬الشهاب الثاقب‪ ،‬السابق الغالب‪ ،‬المتخير‬ ‫من ذؤابة لؤي بن غالب‪ ،‬الذي به نسخنا ملتكم‪ ،‬وفسخنا خلتكم‪ ،‬وكسرنا صلبكم‪ ،‬وغورنا قلبكم وطهرنا بيعكم‪،‬‬ ‫واستظهرنا قلعتكم‪ ،‬واستوطأنا نضائدكم‪ ،‬واستبطنا والئدكم‪:‬‬

‫أعجلن عن شد البرى ولطالما ** غودرن أن يمشين غير عجال‬

‫بهذا النبي األمي‪ ،‬السيد العربي‪ ،‬نفاخر البشر‪ ،‬ونكاثر المطر‪ ،‬ونناظر الشمس والقمر‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى‬ ‫آله وأزواجه وأصهاره‪ ،‬وصحبه وأنصاره‪ ،‬وحزبه‪ ،‬ومن مات على حبه‪ ،‬كفاءة العج والثج‪ ،‬والملبين بالحج‪ ،‬وسالم اهلل‬ ‫ورضوانه على ساللته الطاهرة‪ ،‬ووارث ملته المنصور‪ ،‬اإلمام المهدي أبي‬ ‫عبد اهلل محمد بن عبد اهلل القرشي العلوي‪ ،‬الفاطمي المحمدي‪ ،‬وخليفة أمره العلي‪ ،‬ومقامه القرشي‪ ،‬سيدنا‬ ‫اإلمام الرضي العربي‪ ،‬المضري القيسي أبي محمد عبد المؤمن بن علي‪ .‬والدعاء لحفظة سره النبوي‪ ،‬وخالفة أمره‬ ‫الديني والدنيوي وأمد اهلل حضرة موالنا أمير المؤمنين سيدنا اإلمام أبي عبد اهلل الرضي‪ ،‬الشاب التقي‪ ،‬الناصر لدين‬ ‫اهلل العلي‪ ،‬بمواد النصر الخفي‪ ،‬والعمر القصي‪ ،‬وسائر العترة المهتدين‪ ،‬والسادة األكرمين‪ ،‬والعصابة الموحدين‪،‬‬ ‫ورضي اهلل عنهم أجمعين‪ ،‬عدد الرذ والرش‪ ،‬والطل والبغش‪ ،‬والمالئكة الحافين من حول العرش مارسا ثبير وعسا‬ ‫جمير‪ ،‬وسمر بنا سمير‪ ،‬وسلم تسليما(‪.)...‬‬ ‫والسالم على من رضي اإلسالم‪ ،‬ووحد السال م‪ ،‬وأبدى االستسالم‪ ،‬ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪956‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)859‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫“التاريخ من أسفل‪ ...‬في تاريخ‬ ‫الهامش والمهمش”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫لعل من حسنات التطور الكبير الذي أضحت تعرفه الكتابة‬ ‫ولقد استطاعت الكلمة التقديمية لألستاذين خالد اليعقوبي‬ ‫التاريخية الوطنية المعاصرة‪ ،‬انفتاحها الواسع على أحدث مناهج‬ ‫وخالد طحطح اختزال اتجاهات هذا البعد التجديدي على مستوى‬ ‫البحث والتنقيب التاريخيين حسب ما تبلورت في أبعادها العلمية‬ ‫مناهج البحث التاريخي المعاصرة‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬بفضل إعطاء‬ ‫الواسعة‪ .‬ولعل –كذلك‪ -‬من معالم التميز بهذا الخصوص‪ ،‬قدرة‬ ‫األولوية للبحث في الهوامش‪ ،‬وفي المواضيع المسكوت عنها‪ ،‬وعبر‬ ‫البحث التاريخي الوطني على استيعاب الطفرات الهائلة –معرفيا‬ ‫التركيز على سير الفئات واألماكن المهمشة برز إلى الوجود شيء‬ ‫ومنهجيا‪ -‬التي أصبحت ميسما إلواليات اشتغال “صنعة” كتابة‬ ‫اسمه “التاريخ المنسي”‪ ،‬ثم شهدنا مع جيل “التاريخ الجديد” توظيف‬ ‫التاريخ‪ ،‬وتحويلها إلى رافعة لتأصيل لشروط إدم��اج نتائج هذه‬ ‫أدوات األنتروبولوجي‪ ،‬قبل أن تتسع بعد ذلك دالالت كلمة مهمش‬ ‫الطفرات داخل نسق البحث األكاديمي المتخصص‪ .‬ال يتعلق األمر‬ ‫في الدراسات واألبحاث في مختلف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬ ‫بكتابات تنظيرية أو استقرائية لمسار تطور مناهج البحث التاريخي‬ ‫وبالخصوص مفاهيم التاريخ من أسفل‪ ،‬التي تجدرت بسرعة كبيرة‬ ‫عالميا‪ ،‬بقدر ما أنها سلطة معرفية لتفكيك الخطابات ما بعد‬ ‫في صفوف مجموعة من تالمذة المدرسة اإلنجليزية ممن ينتمون‬ ‫الكولونيالية أو ما بعد الحداثية أو خطابات النقد الثقافي‪ ،‬قصد‬ ‫إلى مناطق كثيرة من العالم الثالث‪ ،‬وقد اشتهرت بالخصوص تجربة‬ ‫تحويلها إلى أرضية للتأمل ولالشتغال استنادا إلى العدة المنهجية‬ ‫مجموعة دراسات التابع الهندية‪ ،‬التي ذاع صيتها بفضل إنجازاتها‬ ‫التي تميز ضرورات التعاطي مع “الحالة المغربية”‪ .‬ونتيجة لهذا‬ ‫الكبرى في مجال المراجعة التاريخية النقدية‪ .‬لن تبقى دراسات‬ ‫المنحى التأسيسي‪ ،‬عرفت الساحة الوطنية بروز أعمال تاريخية جريئة‪،‬‬ ‫التابع حبيسة الهند التي نشأت فيها التجربة‪ ،‬وإنما أصبحت عابرة‬ ‫استطاعت أن تضع أسس “التمرد” على اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪،‬‬ ‫للقارات‪ ...‬ويمكن القول إن الثقافة العربية بدورها قد عرفت بشكل‬ ‫سواء منها العربية اإلسالمية أم األوربية الكولونيالية‪ ،‬فاتحة الباب‬ ‫أمام جهود إدماج آفاق البحث التاريخي داخل سيرورة التطور العميق‬ ‫أو بآخر انفتاحا على هذا االتجاه من الدراسات مع بداية تسعينيات‬ ‫لحياة المجتمعات‪ ،‬وهي السيرورة التي ظلت تتفاعل مع المكونات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬وذلك بسعي بعض المفكرين والباحثين إلى إعادة‬ ‫البنيوية الفريدة لهذه المجتمعات‪ ،‬بعيدا عن تأثيرات سلط المركز‬ ‫النظر بقضايا المجتمعات العربية في ضوء رؤى جديدة‪ ،‬مع محاولة‬ ‫والقيادات والنخب‪ ،‬ولتعيد اإلنصات لنبض تحوالتها العميقة الواقعة‬ ‫تفكيك المفاهيم االستعمارية عبر النقد العميق لركائزها”‪.‬‬ ‫في ظل الوقائع الكبرى للدولة وللمجتمع المرتبطة بسير الحكام‬ ‫وعلى أساس هذا التصور العام‪ ،‬سعى الكتاب إلى إعادة مساءلة‬ ‫والنخب ومتنفذي المسار الدولي من صانعي ما يعرف ب”التاريخ‬ ‫األسس النظرية المؤطرة لقضايا البحث في “تاريخ الهامش” أو‬ ‫الوقائعي” أو “التاريخ الحدثي”‪ .‬فخلف مسارات تشكل الدولة وصناعة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫“التاريخ المنسي”‪ ،‬من خالل العودة لمساءلة إرث مدرسة الحوليات‬ ‫رموزها المركزية‪ ،‬سياسيا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬تكمن تفاصيل حياة المجتمع التي‬ ‫وداللة تداول مفهوم التاريخ من أسفل في حقول العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫لم تلتفت لها اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ ،‬العتبارات متعددة‪ ،‬لعل أبرزها مرتبط بتلك الرؤى‬ ‫التبخيسية التي حملتها النخب تجاه عطاء الفاعلين “من أسفل” أو فاعلي “الهامش”‪ .‬فأن يتحدث الغربية الحديثة‪ ،‬قبل االنتقال للبحث في امتدادات مفهوم “التاريخ من أسفل” لدى كبريات‬ ‫“األراخ”‪ ،‬حسب تعبير األستاذ عبد اهلل العروي‪ ،‬عن الحياة اليومية للسالطين واألمراء والنخب المدارس التاريخية العالمية المعاصرة‪ ،‬وعلى رأسها مدرسة “الميكرو تاريخ” اإليطالية‪ ،‬ومدرسة‬ ‫المركزية‪ ،‬يظل أمرا منسجما مع منطق الكتابة الوقائعية‪ ،‬لكن أن يتجاوز ذلك للبحث في خبايا “تاريخ الحياة اليومية” األلمانية‪ ،‬ومدرسة “دراسات التابع” الهندية‪ .‬وفي سياق مواز‪ ،‬كان البد‬ ‫معيش الناس اليومي‪ ،‬ونظمهم الحياتية‪ ،‬وأنساقهم التفكيرية والذهنية وإبداعاتهم المحلية من تفكيك المنطلقات النظرية للمفاهيم وللقضايا المهيكلة للبحث في هذا المجال‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫وموروثاتهم الرمزية‪ ،‬فكلها أمور تظل خارج دوائر االستقراء بالنسبة لتيارات اإلسطوغرافيات قضايا ما بعد الحداثة وما بعد الكولونيالية والمنعطفات الثقافية والتاريخية التي أفرزت هذا‬ ‫السردية الكالسيكية‪ ،‬العربية اإلسالمية والكولونيالية المجددة‪.‬‬ ‫التوجه العلمي المجدد‪ .‬وإلضفاء طابع إجرائي على خالصات البحث‪ ،‬اهتم الكتاب بتحليل نماذج‬ ‫في سياق هذا االهتمام العلمي الوطني باالنفتاح على تطور مداخل البحث في تاريخ الهامش من االستعماالت ومن المقاربات الراهنة التي اهتمت بدارسة تاريخ األفراد والجماعات‪ ،‬استنادا‬ ‫والمهمش‪ ،‬يندرج صدور كتاب “التاريخ من أسفل‪ ...‬في تاريخ الهامش والمهمش”‪ ،‬لألستاذين إلى المنطلقات النظرية التي حددنا أبعادها أعاله‪ ،‬مثلما هو الحال مع مفهوم ثقافة الفقر في‬ ‫خالد اليعقوبي وخالد طحطح‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬وذلك في ما مجموعه ‪ 191‬من الصفحات ذات الحجم المدينة‪ ،‬والمهمشون في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬وسيرة راسبوتين بين التقديس والتسفيه‪،‬‬ ‫المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا العمل يشكل استثمارا لخصوبة عطاء البحث الذي أضحى وسيرة محمد بن عمر األحرش الذي كان جنراال مغربيا في الفيتنام‪...‬‬ ‫يستقطب قطاعات واسعة من مؤرخي الزمن الراهن‪ ،‬بحثا عن تفاصيل المسكوت عنه‪ ،‬أو عن‬ ‫هي قضايا تسائل المنسي‪ ،‬وتعيد تحريك المياه في البركة الساكنة لمجرى “التاريخ الوقائعي”‪،‬‬ ‫جزئيات الطابوهات‪ ،‬وعن منزلقات “القتل الرمزي” الذي طال ذاكرة المجتمع العميق‪ ،‬مجتمع الظل‬ ‫ومجتمع التطور بعيدا عن دوائر السلط والنفوذ وصناعة القرارات المركزية للدولة‪ .‬إنه مجتمع قصد تصحيح العالقة بين المركز والهامش‪ ،‬بل لتعيد هذا المركز إلى مستوى الفاعل المتفرد‬ ‫للخصب المحاصر ولإلرادات غير المرغوب فيها ولألصوات الخفيضة التي تعطي للمجتمع حيويته داخل مسارات متعددة للفعل وللتأثير بالنسبة للحياة الجماعية‪ .‬هي أسئلة تعيد االعتبار لثقافة‬ ‫وإبداعه وقدرته على ضمان االستمرارية‪ ،‬غير مكترث بإكراهات السلطة وال بانتظارات دوائر صنع المسكوت عنه‪ ،‬قصد إحداث ثورة منهجية وزاوبع فكرية داخل عقل المؤرخ التقليداني‪ ،‬إنصافا‬ ‫القرار المركزي‪ ،‬سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬كان البد من االنفتاح على لذاتنا الجماعية الواحدة‪/‬المتعددة‪ ،‬واستشرافا لمراقي تجديدية تعيد االعتبار لصنعة كتابة التاريخ‬ ‫قضايا غير مسبوقة في البحث وفي التنقيب‪ ،‬عبر إعادة تسليط الضوء على بناها الداخلية في أفق ولدوائر انفتاحها على األصوات العميقة التي بها نحيا وإليها نعود في سعينا المتواصل الكتشاف‬ ‫تحويلها إلى قضايا مركزية في أسئلة التقصي والتفكيك واالستثمار‪ ،‬مثلما هو الحال مع تاريخ ذواتنا‪ ،‬خارج منطق السرد الوقائعي المستنسخ‪ ،‬وقريبا من النزوعات الفردانية التي تضفي على‬ ‫المجتمع عناصر استمراريته ووجوده ومعالم إبداعه الحضاري الخالق‪.‬‬ ‫الذهنيات وتاريخ الجنون وعوالم السحر وسير الفقهاء وطابوهات الجنس واألحالم‪...‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫نداءات اهلل‬

‫في كل لحظة وحين ‪ ،‬الكون يعطينا إشارات ونداءات ال تتوقف‪ ،‬كلها تدعو لإليمان‬ ‫باهلل‪ ،‬توجه لإلنسان قصد التوجه لربه‪ ،‬لذا الصالحون يناجون ربهم في ذلكم االتصال‬ ‫العظيم “ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لاليمان أن آمنوا بربكم فآمنا”‬ ‫هذه النداءات متعددة تأتي في صور وأصناف متنوعة‪ ،‬ان صورية‪ ،‬أو سمعية‪ ،‬أو‬ ‫حسية‪ ،‬ولكن ذلك يستوعبه من كان حي البصيرة ماحي الغفلة‪“ ،‬إن في ذلك لذكرى‬ ‫لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”‬ ‫هذا السمع الشهودي القلبي به يمكن للعبد أن يصل به إلى النور أكثر من أي‬ ‫وسيلة أخرى‪ ،‬ولكن مشكاة التلقي القلبية ال بدّ وأن تكون صافية خالية من األغيار‪،‬‬ ‫حتى تتنعم بصفاء الحضور مع اهلل‪.‬‬ ‫خيرية اإلنسان وصفاؤه هي المؤهل له لهذا النور الرباني المبارك‪ ،‬وعن ذلك قال‬ ‫الحق جل عاله‪“ :‬ولو علم اهلل فيهم خيرا ألسمعهم” فاللهم أسمعنا ربنا اللهم أسمعنا‬ ‫ربنا”‪.‬‬ ‫سيدنا رسول اهلل كان ذات مرة يجالس الصحابة فحكى لهم عن أمور اآلخرة وما‬ ‫أطلعه اهلل عليه‪ ،‬ثم عقب على ذلك‪ ،‬ولوال استغراقكم في الكالم‪ ،‬لسمعتم ما أسمع‪،‬‬ ‫وأصل هذا حديث في مسند اإلمام أحمد بن حنبل رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ختما اللهم فتحك ونصرك وتوفيقك وأسمعنا من نداءاتك ياربنا‪ .‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪956‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)423‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫التجنيد اإلجباري‬

‫يبقى الحل األنسب لمساعدة‬ ‫هذا الجيل المنحرف من الشباب‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫بعـد أن تصاعـدت أصوات شعبيـة خالل الخمس سنوات األخيرة تطالب بعودة‬ ‫المغرب إلى نظام الخدمة العسكرية أو ما عرف بالتجنيد اإلجباري‪ ،‬ألجل مواجهة مظاهر‬ ‫اإلنحراف في المجتمع المغربي كانتشار السرقة واإلعتداءات واعتراض سبيل المـــارة‬ ‫والتحرش الجنسي‪ ،‬إلى غير ذلك‪ ،‬تمت يــوم اإلثنين المنصرم المصادقة على قرار عودة‬ ‫التجنيد اإلجباري‪ ،‬هذا القرار الذي أثلج صدر الشعب المغربي الذي ال زال يأمل في أجيال‬ ‫قادمة قادرة على حماية هذا الوطن والعيش باحترام و كرامة‪.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سنة ‪ 2006‬صادق مجلس الحكومـة على مشروع مرسوم بقانون يقضي بإنهاء‬ ‫العمل بالخدمة العسكرية اإلجبارية وذلك طبقا ألوامر من الملك محمد السادس‪ ،‬بصفته‬ ‫القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة‪.‬‬

‫هل التجنيد االجباري غاية تربوية أم أمنية ؟‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫لمـاذا ألغى المغـرب نظـام التجنيــد اإلجباري؟‬

‫وعكس التصريح الحكومي‪ ،‬فقد صرح في السابق‪ ،‬محمد شقير‪ ،‬الباحث المتخصص‬ ‫في الشؤون العسكرية‪ ،‬أن وراء إلغاء التجنيد اإلجباري هواجس أمنية وسياسية‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب استغالله من بعض الخاليا المتطرفة التي قد تستعمل المجندين في عمليات‬ ‫تهدد أمن البالد‪ ،‬و كان قد أوضح أن لجوء المغرب في منتصف الستينات إلى التجنيـد‬ ‫اإلجبـاري كانـت وراءه هـواجـس سياسية‪ ،‬فالنظام آنذاك كان يواجه معارضة سياسية‬ ‫كبيرة‪ ،‬ورأى في هذا القرار حال الحتواء ومحاصرة العناصر الراديكالية‪ ،‬واستمر المغرب على‬ ‫هذا الحال إلى حدود بداية األلفية الثالثة‪ ،‬حيث كانت تقوم مصالح الدرك الملكي بتسجيل‬ ‫وإرسال المنقطعين عن الدراسة والذين بلغوا سن الرشد إلى الخدمة العسكريـة‪ ،‬عبر‬ ‫إقـامـة مخيمات تدريبية كل صيف‪.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫و يأتي التجنيـد اإلجباري في هذا الوقت بالذات‪ ،‬كعـالج ألمـراض المجتمــع‪ ،‬ووسيلة‬ ‫لإلصالح والتهذيب تقي شر جيل منحرف‪ ،‬ال يأبه بالقانون وال األعراف‪.‬‬

‫ونفت الحكومة آنــذاك أن يكـون لإللغـاء عالقة بالمخاطر اإلرهابية‪ ،‬حيث رجح‬ ‫مراقبون أن يكون اكتشاف تورط بعض المتجندين مع الخاليا اإلرهابية التي تم تفكيكها‬ ‫سببا في اتخاذ هذا القرار‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫متخصصون في علم النفـس اإلجتماعي‪ ،‬أبرزوا أن الغاية من العودة إلى نظـام‬ ‫التجنيد اإلجباري تربوية‪ ،‬فإن العلم يتفق معها ألنها ستكون أشخاصا قادرين على فهـم‬ ‫المسافـة الزمنية والمسافة التاريخية التي يعيشون فيها‪ ،‬واحترام التراتبية واحترام‬ ‫الوطن إلى جانب قيم أخرى كبرى‪ ،‬وبالتالي فإن هؤالء األشخاص حين تناط لهم مهام‬ ‫المسؤولية ترى فيهم النزاهة واألمانـة‪ ،‬في حيـن أن الذين لم يخوضوا هذه التجربة‬ ‫يحتمل بنسبة كبيرة أن يكونوا خائنين ومرتشين وأال يحترموا القانون‪ ،‬لكن بالمقابل‪،‬‬ ‫يجب إعادة تأهيل الشق اإلجتماعي في الجانب العسكري المغربي‪.‬‬

‫خالصة القول‪ ،‬أن الخدمــة العسكرية هدفها األساس تأطيـــر الشباب وتلقينهم‬ ‫مبادئ الوطنية وحب الوطن‪ ،‬واإلعتماد على النفس واإلستعداد للدفاع على حوزة المغرب‪،‬‬ ‫وتلقينهم السلوكات اإليجابية الواجـب التحلي بهـا واألخالق التي صار الشباب المغربي‬ ‫ينسلخ عنها بفعل انتشار العديد من الظواهر‪ ‬التي تشكل خطرا على المجتمــع‪ ،‬ما جعل‬ ‫عددا من المهتمين‪ ،‬يطالبون بعودة التجنيد اإلجباري الذي ساهم في تكوين أجيال‬ ‫عديدة‪ ،‬في مغرب ما بعد االستقالل‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫لجميع إعالناتكم اإلشهارية‬ ‫واإلدارية يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪423‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 956‬ـ الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)14‬‬ ‫إنجازات وائل جمعة توقفت‬ ‫أمام كأس العالم‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو الحلم األهم لدى جميع العبي كرة القدم‪ ،‬وكما‬ ‫ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك المسابقة األعظم‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت دامت لسنوات عديدة‪ .‬ومع‬ ‫اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا ‪ ،2018‬نعود بالذاكرة لبعض النجوم الذين‬ ‫خاضوا ذلك المحفل العالمي ‪ ،‬كما نلقي الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور‬ ‫بالمونديال‪ .‬ويستعرض لكم‪« ‬كووورة»‪ ‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين‬ ‫لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة الثانية عشر‪ ،‬عن النجم المصري وائل جمعة‪.‬‬

‫صخرة الدفاع‬

‫منذ محطاته األولى على العشب األخضر‪ ،‬لم يقبل وائل جمعة سوى بالصعود على‬ ‫منصات التتويج في جميع البطوالت التي خاضها‪ ،‬سواء مع المنتخب المصري أو النادي‬ ‫األهلى‪ .‬بدأ ابن محافظة الغربية مشواره مع الكرة مع نادي غزل المحلة‪ ،‬حيث تألق بشكل‬ ‫الفت للغاية ووصل معهم إلى نهائي كأس مصر عام ‪ ،2001‬على الرغم من أنه أول موسم‬ ‫عقب الصعود للدوري الممتاز‪ ،‬ليجذب أنظار النادي األهلى الذي تعاقد معه في صيف نفس‬ ‫العام‪ ،‬منبهرين بالقوة والصالبة التي يتمتع بها‪ .‬ولم تكن فترة إعداد العمالق القاهري عادية‬ ‫في هذا الموسم‪ ،‬إذ خاض واحدة من أشهر مباريات الفريق على مر تاريخه‪ ،‬عندما فاز على ريال‬ ‫مدريد بهدف نظيف‪ ،‬والتي تزامنت مع أولى مباريات جمعة مع فريقه الجديد‪ ،‬حيث تمكن من‬ ‫التفوق على نجوم العالم زين الدين زيدان وراؤول جونزاليس ولويس فيجو‪.‬‬

‫تاريخ حافل‬

‫حقق جمعة ‪ 31‬بطولة مع النادي األهلي‪ ،‬فمحليا‪ ‬فاز بـ ‪ 8‬ألقاب للدوري‪ ،‬و‪ 3‬للكأس‪ ،‬و‬ ‫‪ 7‬بطوالت كأس السوبر‪ ،‬أما قاريا فحصل على ‪ 6‬بطوالت لدوري أبطال أفريقيا‪ ،‬كأكثر العب‬ ‫يصل لهذا الرقم في القارة‪ ،‬فضال عن ‪ 6‬مرات للسوبر األفريقي‪ ،‬ولقب لكأس الكونفدرالية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلنجاز برونزية كأس العالم لألندية ‪ .2006‬صمد «الصخرة» أمام عمالقة الهجوم‬ ‫في العالم‪ ،‬الذين لم يجدوا مفرا أمام قوة تدخالته وتمركزه المميز‪ ،‬ولعل أبرزهم اإليفواري‬ ‫ديديه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو‪ ،‬حيث تكررت المواجهات بينهم‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫تواجدهم ضمن نخبة المهاجمين في العالم بذلك الوقت‪ ،‬ولكن أتت اإلشادة باإلجماع على‬ ‫قدرات المدافع المصري في التصدى لهم‪ .‬تتحدث األلقاب الفردية بشكل واف عن أسطورة‬ ‫دفاع األهلي‪ ،‬فقد أختير كأفضل مدافع في القارة السمراء في ‪ 4‬أعوام هي‪،2008 ،2006 :‬‬ ‫‪ .2010 ،2009‬كما دخل تشكيلة أفضل ‪ 11‬العب في ‪ 3‬نسخ على التوالي لكأس أمم أفريقيا‬ ‫أعوام ‪.2010 ،2008 ،2006‬‬

‫مرارة المونديال‬

‫فاز جمعة بثالثة ألقاب لكأس أمم أفريقيا‪ ،‬وقدم مستوى جيد في كأس القارات عام‬ ‫‪ ،2009‬ولكنه صرح مؤخرا بأنه ليس راضيا بشكل كامل عن مسيرته الدولية مع الفراعنة‪،‬‬ ‫وذلك بسبب غيابه عن المشاركة بكأس العالم‪ .‬وتبددت أحالم وائل جمعة في الوصول‬ ‫للمونديال مرتين بعدما كان على بعد خطوة واحدة فقط من التأهل‪ ،‬فقد جاءت صدمة مباراة‬ ‫أم درمان عام ‪ 2009‬بين مصر والجزائر‪ ،‬التي انتهت بهزيمة الفراعنة بهدف نظيف‪ ،‬لتكون‬ ‫عائقا أمام وصوله للمونديال ألول مرة‪ ،‬فيما كانت صدمة الثانية عام ‪ 2013‬بعد الهزيمة من‬ ‫غانا بنتيجة‪ 6-1 ‬في كوماسي‪ .‬وكانت تصفيات كأس العالم ‪ 2014‬بالبرازيل األمل األخير‬ ‫لجمعة بعدما وصل إلى سن الـ ‪ ،38‬حيث أعلن اعتزاله الدولي عقب انتهاء آماله في الوصول‬ ‫للمونديال‪ ،‬بعد المشاركة في ‪ 117‬مباراة مع المنتخب‪ ،‬فيما أعلن اعتزاله كرة القدم في فبراير‬ ‫‪.2014‬‬

‫‪3‬‬

‫إذا‬

‫كان اتحاد طنجة يعاني ماديا وتنتظره مواعيد تتطلب ميزانية ضخمة لسد‬ ‫الحاجيات‪ .‬وفي ظل تأخر التوصل ببعض بمنح المجالس المنتخبة‪ ،‬نتمنى أن يستغل‬ ‫المكتب المسير من عملية تنظيم الدخول إلى الملعب في المباريات المحلية‪ ،‬باعتماد تذاكر‬ ‫مرقمة وفق الكراسي التي توجد بالملعب الكبير‪ ،‬مع تشديد المراقبة باألبواب‪ ،‬كإجراء بسيط‬ ‫بإيجابيات كثيرة‪ ،‬ألنه سيحد من الفوضى في تنظيم مباريات اتحاد طنجة‪ ،‬بداية بضمان كل‬ ‫فرد من أفراد الجمهور الحصول على مقعده الذي يحدد في تذكرة الدخول‪ ،‬وهكذا سنوقف‬ ‫أصحاب الفوضى والمتسللين إلى الملعب بالمجان وبالطرق الملتوية بتواطؤ مع مافيا الملعب‬ ‫المتكونة من أفراد ينتمون لجميع المتداخلين في عملية التنظيم كمستفيدين من العملية‪،‬‬ ‫بينما يصبح الفريق هو الخاسر األكبر حين ترى الملعب مملوء عن آخره بحوالي ‪ 45‬ألف‬ ‫متفرج بينما أرقام المداخل المعلنة ال تصل حتى ربع عدد الجمهور الحاضر‪.‬وليس هناك أي‬ ‫مبرر لتلكؤ األطراف المسؤولة على تنفيذ برنامج مريح لعملية الدخول‪ ،‬بتشغيل جميع أبواب‬ ‫الملعب‪ ،‬وضرورة ترقيم التذاكر وفق الكراسي المتوفرة‪ ،‬وإحداث لجن مراقبة في الداخل لمنع‬ ‫أي متسلل من استغالل كرسي ال يتوفر على تذكرة خاصة به‪.‬‬

‫أرتورو فيدال‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫العب منتخب المنتقل إلى برشلونة هذا الموسم‬

‫العب شوارع و طفولة قاسية‪:‬‬ ‫إنني العب شوارع ومن الجيد أن يعتقد الناس بهذا األمر‪،‬‬ ‫بدلت جهدا كبيرا‪ ،‬وأريد أن أظهر للجميع من أين أتيت‪ .‬اكتسبت‬ ‫هذه المكانة الكبيرة من خالل قتاليتي داخل الملعب‪ ،‬وأشعر‬ ‫بالفخر ألنني تحديت كل الظروف‪ ،‬وأرى هذا األمر داخل الملعب‪،‬‬ ‫فأنا ال أبخل بأي نقطة عرق‪ ،‬ألن األمور لم تكن سهلة بالنسبة‬ ‫لي ألصل لهذه المكانة‪.‬‬ ‫إنني عشت طفولة قاسية للغاية‪ ،‬وكنت أعيش في حي‬ ‫غير آمن منذ الصغر‪ ،‬ولهذا فحياتي كطفل لم تكن سهلة على‬ ‫اإلط�لاق‪ .‬إن والدتي كانت ترعانا نحن م الخمسة بمفردها‪،‬‬ ‫وإنها ضحت كثيرًا‪ ،‬وأدين لها بالكثير‪ ،‬واآلن يمكنني توفير‬ ‫حياة كريمة لها‪.‬‬ ‫حاولت اللعب لنادي كولو كولو في المرة األولى ولكن لم‬ ‫يكن لدي نقود كافية للتنقل في المواصالت‪ ،‬ولشراء مالبس‬ ‫التدريب‪ ،‬كنا في حالة فقر شديد‪ ،‬لم أحظ بفرصة اللعب على‬ ‫الكامب نو من قبل‪ ،‬وكان شعورا رهيبا عندما وطأت قدماي أرض‬ ‫الملعب للمرة األولى‪ ،‬أتمنى التسجيل ألشعر بمدى حب وتقدير‬ ‫الجماهير‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ميسي األفضل في التاريخ‬ ‫النجم األرجنتيني ليونيل ميسي قائد فريق برشلونة هو‬ ‫الالعب األفضل في التاريخ بالنظر لما يقدمه داخل الملعب‬ ‫وبالنظر لما حققه من إنجازات‪.‬‬

‫قصته مع داء السكري‬ ‫‪ ‬أسعى لتوثيق أهم اللحظات في حياتي على جسدي عن‬ ‫طريق رسم األوش��ام التي تعبر دائماً عن لحظات خاصة في‬ ‫حياتي‪.‬‬ ‫إن وشم «مضخة اإلنسولين» المرسوم على بطني هو دعم‬ ‫ألبني ألونسو المصاب بداء السكري وأنا دائما أقف إلى جواره‬ ‫من أجل تجاوز المشاكل الصحية لهذا المرض‪ .‬جسدي يضم‬ ‫الكثير من األوشام مثل وشم والدتي وأيضا إضافة إلى وشم‬ ‫يضم أطفالي ووشم ثالث يضم أسماء اشقائي وأنا سعيد أن‬ ‫كل األوشام تمثل جزء من حياتي‪ .‬وشم مضخة اإلنسولين فأنا‬ ‫سعيد برسمه ألنه أصبح جزء من حيات ورسالة لدعم ابني‬ ‫ألونسو‪.‬‬

‫هدف رونالدو وتحدي سافيتش‬ ‫األبرز في الصحف اإليطالية‬

‫ركزت الصحف اإليطالية الصادرة يوم السبت‪ ،‬على ظهور كريستيانو رونالدو‪،‬‬ ‫ألول مرة وسط جماهير البيانكونيري‪ ،‬خالل مباراة التسيو‪ .‬وعنونت صحيفة «الجازيتا‬ ‫ديللو سبورت»‪« :‬لقد تم بيعها‪ ،‬يا له من أسبوع‪ ..‬حزمت الحشود المليئة بالعاطفة»‪.‬‬ ‫وأضافت «يوفنتوس ‪ -‬التسيو‪ ..‬كريستيانو يبحث عن الهدف األول‪ ،‬موهبة بيانيتش‪،‬‬ ‫وقوة ميلينكوفيتش‪ ..‬نابولي‪-‬ميالن‪ ..‬ديربي رينو مع أنشيلوتي‪ ،‬جاتوزو مع صديقه‬ ‫القديم»‪ .‬وتابعت «إنتر ‪ -‬تورينو‪ ..‬سباليتي يعتمد على بروزوفيتش»‪ .‬وخرجت صحيفة‬ ‫«كوريري ديللو سبورت»‪ ،‬بعنوان‪« :‬سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش‪ ،‬رسالة قوية على‬ ‫أرض رونالدو‪ ..‬سافيتش أرسل التحدي» وأضافت‪« :‬إنزاجي يطلق العمالق الصربي‬ ‫ويقسم‪ :‬كل شيء على ما يرام مع لوتيتو»‪ .‬وتابعت‪« :‬أليجري يتحدث بوضوح‪ :‬عندما‬ ‫يحين الوقت‪ ،‬سيكون رونالدو على مقاعد البدالء أيضًا»‪ .‬وأردفت الصحيفة‪« :‬ميالن في‬ ‫مسرح السان سيرو‪ ،‬ضد النادي الذي جعله رائعًا‪ ..‬مباراة في المنزل مع عاطفة خاصة‪..‬‬ ‫اللقب ليس حلمًا‪ ،‬لقد بدأ العام الماضي‪ ..‬جاتوزو يواجه معلمه مجددًا ويقول‪ :‬شخص‬ ‫استثنائي»‪ .‬وأكملت‪« :‬الدوري الممتاز هو أسلوب حياة مختلف تمامًا‪ ،‬ساري يضع‬ ‫الدوري اإليطالي خلف ظهره‪ ،‬ويسير على نهج لندن‪ ..‬ويضيف‪ :‬في إيطاليا‪ ،‬كل مباراة‬ ‫عبارة عن حرب‪ ،‬هنا أجمل بكثير»‪ .‬وعنونت صحيفة «توتو سبورت»‪« :‬توربو رونالدو‪..‬‬ ‫تسارع كريستيانو مثل سيارة فيراري‪ ..‬يوفنتوس والتسيو على األليانز ستاديوم»‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬ميالن ونابولي‪ ..‬جاتوزو‪ :‬سأهزمك يا مستر أنشيلوتي»‪ .‬وتابعت‪« :‬جماهير‬ ‫جنوى‪ 43 :‬دقيقة من الصمت في المباراة المقبلة لضحايا كارثة انهيار الجسر»‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪956‬‬

‫البطولة االحرتافية‬

‫بريد الليغا‬ ‫الليغا‬ ‫بريد‬

‫البرنامج العام (القسم األول)‬ ‫املو�سم الريا�ضي (‪)2019 / 2018‬‬

‫عرض جديد لراكيتيتش‪ ..‬وبرشلونة يرد باجتماع عاجل‬

‫الدورة ‪1‬‬

‫الدورة ‪2‬‬

‫الدورة ‪3‬‬

‫أولمبيك أسفي ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫الجيش الملكي ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬شباب الريف الحسيمي‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬الفتح الرباطي‬

‫الوداد الرياضي ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫الفتح الرباطي ‪/‬أولمبيك أسفي‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫شباب الريف الحسيمي‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬الرجاء الرياضي‬

‫الوداد الرياضي ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬شباب الريف الحسيمي‬ ‫الجيش الملكي‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬الرجاء الرياضي‬

‫الدورة ‪4‬‬

‫الدورة ‪5‬‬

‫الدورة ‪6‬‬

‫الفتح الرباطي ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬أولمبيك أسفي‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬الجيش الملكي‬

‫الفتح الرباطي ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬شباب الريف الحسيمي‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬الجيش الملكي‬

‫سريع وادي زم ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬أولمبيك أسفي‬ ‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫الجيش الملكي ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬

‫الدورة ‪7‬‬

‫الدورة ‪8‬‬

‫الدورة ‪9‬‬

‫سريع وادي زم ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬شباب الريف الحسيمي‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬لجيش الملكي‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬

‫مولودية وجدة ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬أولمبيك أسفي‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫لجيش الملكي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬نهضة بركان‬

‫مولودية وجدة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬شباب الريف الحسيمة‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬نهضة بركان‬

‫الدورة ‪10‬‬

‫الدورة ‪11‬‬

‫الدورة ‪12‬‬

‫المغرب التطواني ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫شباب الريف الحسيمة ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫الجيش الملكي ‪ /‬أولمبيك أسفي‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬اتحاد طنجة‬

‫المغرب التطواني ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬شباب الريف الحسيمة‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬اتحاد طنجة‬

‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬يوسفية برشيد‬ ‫شباب الريف الحسيمة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫الجيش الملكي ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬أولمبيك أسفي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الكوكب المراكشي‬

‫الدورة ‪13‬‬

‫الدورة ‪14‬‬

‫الدورة ‪15‬‬

‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬ش‪ .‬الريف الحسيمة‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬الكوكب المراكشي‬

‫يوسفية برشيد ‪ /‬شباب الريف الحسيمة‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫الرجاء الرياضي ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫الجيش الملكي ‪ /‬مولودية وجدة‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬سريع وادي زم‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬أولمبيك أسفي‬

‫شباب الريف الحسيمة ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫د‪ .‬الحسني الجديدي ‪ /‬الرجاء الرياضي‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫مولودية وجدة ‪ /‬أولمبيك اخريبكة‬ ‫سريع وادي زم ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الوداد الرياضي ‪ /‬الكوكب المراكشي‬ ‫يوسفية برشيد ‪ /‬أولمبيك أسفي‬

‫بالغ عصبة الشمال حول عقد الجمع العام‬ ‫السنوي للجمعيات الرياضية‬ ‫تنهي عصبة الشمال لكرة القدم إلى علم كافة أندية بطولة العصبة‬ ‫بجميع أقسامها أنها حددت تاريخ ‪ 15‬شتنبر ‪ 2018‬كآخر أجل لقبول الملف‬ ‫اإلداري برسم الموسم الرياضي ‪ .2019/2018‬فعلى جميع األندية مباشرة‬ ‫عقد جموعها العامة السنوية مع إشعار العصبة بذلك قصد انتداب ممثال‬ ‫لها في هذه الجموع العامة و إيداع ملفاتها المكونة من‪ ،‬نسختان (‪ )02‬من‬ ‫وصل اإليداع محين مصادق عليهما‪ .‬ونسختان (‪ )02‬من القانون األساسي‬ ‫النموذجي (يمكن تحميله من موقع العصبة على االنترنيت)‪ .‬ونسختان (‪)02‬‬ ‫من التقريرين األدبي و المالي للموسم الرياضي ‪ . 2018/2017‬ونسختان‬ ‫(‪ )02‬من نموذج التوقيعات (يمكن تحميلها من موقع العصبة على االنترنيت)‪.‬‬ ‫ونسختان من بطاقة معلومات النادي(يمكن تحميلها من موقع العصبة على‬ ‫االنترنيت)‪ .‬ونسختان (‪ )02‬من الئحة أعضاء المكتب الجديد‪ . ‬ورخصة الملعب‬ ‫للموسم ‪ .2019/2018‬و شهادة الحساب البنكي للفريق تشتمل على ‪24‬‬ ‫رقما‪ .‬ثم واجب المشاركة يودع برقم الحساب البنكي للعصبة‪ .‬كما أكد بالغ‬ ‫العصبة أن تأهيل الممارسين برسم الموسم الرياضي ‪ 2019/2018‬رهين‬ ‫بإيداع الملف اإلداري متضمنا جميع الوثائق المشار إليها أعاله ‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫كشفت تقارير صحفية إسبانية‪ ،‬عن تقدم باريس سان جيرمان‬ ‫بعرض جديد‪ ،‬خالل الساعات القليلة الماضية لضم الكرواتي إيفان‬ ‫راكيتيتش من برشلونة‪ .‬وقالت إذاعة «راديو ماركا» اإلسبانية‪ ،‬إن‬ ‫بطل فرنسا تقدم بعرض جديد بقيمة ‪ 100‬مليون يورو‪ ،‬للظفر‬ ‫بخدمات الكرواتي‪ .‬وأضافت‪« :‬رد فعل برشلونة هو استدعاء ديان‪،‬‬ ‫شقيق راكيتيتش وأحد ممثليه الجتماع عاجل بشأن التفاوض على‬ ‫تحسين عقده»‪ .‬وكان برشلونة قد رفض عرضا مؤخرا من باريس‬ ‫بقيمة تتراوح بين ‪ 70‬و‪ 80‬مليون يورو‪ ،‬حيث يرفض البالوجرانا‬ ‫التخلي عن خدمات العبه‪ .‬وأكد جوسيب ماريا بارتوميو‪ ،‬رئيس النادي‬ ‫الكتالوني سابقا أن راكيتيتش ليس مطروحا في سوق االنتقاالت‪،‬‬ ‫وأن أي ناد يسعى لضمه عليه دفع ‪ 125‬مليون يورو قيمة الشرط‬ ‫الجزائي في عقده‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫استياء في غرفة مالبس ريال مدريد‬ ‫كشفت تقارير صحفية إسبانية‪ ،‬عن وجود حالة من االستياء تعم‬ ‫أرجاء غرفة خلع مالبس فريق ريال مدريد في الفترة الحالية‪ .‬وقالت‬ ‫صحيفة‪ »elconfidencial « ‬اإلسبانية‪ ،‬إن الالعبين مستاؤون من‬ ‫عدم الثقة في قدراتهم في الفترة األخيرة‪ ،‬وقلق الجماهير حول‬ ‫الفريق هذا الموسم‪ .‬وأضافت‪« :‬الرأي العام يرى أن قوة الفريق‬ ‫انخفضت بعد رحيل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس‪ ،‬وعدم إبرام‬ ‫صفقات كبيرة‪ ،‬والهزيمة أمام أتلتيكو مدريد في كأس السوبر‬ ‫األوروبي واألداء أمام خيتافي دعم هذه األحاسيس»‪ .‬وأشارت‬ ‫الصحيفة‪ ،‬إلى أن المدرب جولين لوبيتيجي نفسه مستاء من ذلك‪،‬‬ ‫ورغم إصراره على ضم مهاجم قبل نهاية سوق االنتقاالت‪ ،‬إال أنه‬ ‫مقتنع أنه بدون هذا التعزيز فإن الفريق قادر تماما على مواجهة‬ ‫كل التحديات‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫ليفانتي يستهدف بورخا مايورال‬ ‫يسعى ليفانتي‪ ،‬للظفر بخدمات أحد العبي ريال مدريد‪ ،‬لتعزيز‬ ‫صفوفه قبل غلق سوق االنتقاالت الصيفية‪ .‬وبحسب إذاعة‪« ‬كادينا‬ ‫سير»‪ ‬اإلسبانية‪ ،‬فإن ليفانتي مهتم بالتعاقد مع مهاجم الريال‪،‬‬ ‫بورخا مايورال‪ .‬وأشارت اإلذاعة إلى أن ريال مدريد‪ ،‬لم يفتح باب‬ ‫الرحيل بعد لمايورال‪ ،‬لكن ليفانتي ينتظر أن يضم الميرينجي‬ ‫مهاجمًا مميزًا‪ ،‬في األيام القادمة‪ ،‬ما قد يدفعه للتخلي عن العبه‪.‬‬ ‫وأضافت أن ليفانتي يتواصل بشكل يومي‪ ،‬مع صاحب الـ‪ 21‬عاما‪،‬‬ ‫حيث تم نقل ثقة المدرب باكو لوبيز لالعب‪ ،‬مع تأكيدات بأنه‬ ‫سيحصل على فرصته الكاملة‪ .‬ويأتي ذلك‪ ،‬في ظل اهتمام إشبيلية‬ ‫وديبورتيفو أالفيس أيضا بمايورال‪ .‬لكن من جهة أخرى‪ ،‬فإن إعارة‬ ‫راؤول دي توماس من الريال لرايو فايكانو‪ ،‬منذ ساعات‪ ،‬ستعقد‬ ‫مغادرة مايورال هذا الصيف‪ ،‬حيث لن يتبقى بذلك في صفوف‪،‬‬ ‫بمركز المهاجم الصريح‪ ،‬سوى كريم بنزيما‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إشبيلية يفسخ عقد باريخا‬ ‫أعلن نادي إشبيلية‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬االتفاق على فسخ عقد المدافع‬ ‫األرجنتيني نيكو باريخا‪ ،‬بعد ‪ 5‬مواسم قضاها في صفوف الفريق‬ ‫األندلسي‪ .‬ويرحل باريخا عن إشبيلية‪ ،‬بعد خمسة مواسم‪ ،‬خاض‬ ‫خاللها ‪ 120‬مباراة‪ ،‬وفاز بثالثة ألقاب بالدوري األوروبي‪ .‬ونشر‬ ‫إشبيلية في بيان على موقعه «النادي يشكر نيكو باريخا على تفانيه‬ ‫والتزامه خالل األعوام الخمسة التي دافع فيها عن قميص الفريق‪،‬‬ ‫ويتمنى له األفضل في مغامرته المقبلة»‪ .‬ويذكر أن تقارير إخبارية‬ ‫تشير إلى أن نيكو باريخا‪ ،‬سينتقل إلى صفوف أطلس المكسيكي‪.‬‬ ‫وكان باريخا (‪ 34‬عاما) قد انتقل إلى إشبيلية في صيف ‪ ،2013‬قادما‬ ‫من سبارتاك موسكو‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الزهر ينتزع تعادال قاتال لليجانيس من أنياب سوسييداد‬ ‫‪ ‬تألق الالعب المغربي نبيل الزهر‪ ،‬وقاد فريقه ليجانيس إلدراك‬ ‫تعادل بشق األنفس ‪ ،2-2‬مع ضيفه ريال سوسييداد‪ ،‬خالل المباراة‬ ‫التي أقيمت على ملعب بوتاركي البلدي‪ ،‬في افتتاح الجولة الثانية‬ ‫من الدوري اإلسباني يوم الجمعة‪ .‬وتقدم ريال سوسييداد أوال عن‬ ‫طريق العب الوسط اإلسباني دابيد ثوروتوثا (ق‪ ،)11‬ثم عزز زميله‬ ‫ومواطنه آسيير ياراميندي تقدم أبناء الباسك بهدف ثان (ق‪)17‬‬ ‫وفي الشوط الثاني‪ ،‬تألق الالعب المغربي نبيل الزهر وأنقذ فريقه‬ ‫حين سجل هدف تضييق الفارق ألصحاب األرض (ق‪ ،)54‬ثم أدرك‬ ‫التعادل ألبناء العاصمة بهدف ثان حمل توقيعه أيضا (ق‪ .)88‬بهذه‬ ‫النتيجة‪ ،‬يرفع ريال سوسييداد رصيده إلى ‪ 4‬نقاط يعتلي بها جدول‬ ‫المسابقة‪ ،‬بينما حصل ليجانيس على أول نقطة له في البطولة‪ ،‬بعد‬ ‫أن كان قد خسر في الجولة الماضية أمام أتلتيك بلباو ‪.2-1‬‬


‫العدد ‪956‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬غ�شت �إلى ‪� 3‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫شرفات أفيالل‬

‫خارج الحكومة وتحالف األغلبية مهدد باالنفجار‬

‫محمد اليعقوبي‬ ‫امل�س�ؤول الناجح‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫من النقط السوداء في خارطة الماء‪ ،‬سد واد مرتيل‪ ،‬بتطوان‪ ،‬مدينة الوزيرة‪ ‬شرفات أفيالل‪ ،‬الذي كان مقررا له أن يدخل‬ ‫مرحلة االستغالل منذ أربع سنوات‪ ،‬وكثيرا ما أعادت الوزير الحديث عن تقدم األشغال في هذا السد‪ ،‬لتصل إلى ‪ 90‬بالمائة‪ ،‬‬ ‫إال أن تظلم المواطنين من الكارثة التي ‪ ‬أصابت سهل ‪ ‬وادي مرتيل‪ ،‬خاصة حي الديزة‪ ،‬الذي صار‪ ‬فضاء موبوء ‪ ‬أثر بشكل‬ ‫واضح على صحة و سالمة ‪ ‬ونفسية السكان الذين ينتظرون تهيئة سهل وادي مرتيل وخاصة الشق التاريخي المسمى‬ ‫«الدراع الميت»‪ ‬بغاية إعادة ربطه بالبحر‪ ‬كما كان تاريخيا‪ .‬‬ ‫تظلمات المواطنين لدى من يعنيهم األمر‪ ‬لم تنجح في إثارة االنتباه إلى معاناتهم اليومية‪ ،‬إلى‪ ‬أن قرر رئيس الحكومة‬ ‫‪ ،‬قضاء بعض من أيام عطلته بـ «الشمال»‪ ،‬وبالمضيق بالذات‪ ،‬حيث عرضت عليه حالة سهل واد مرتيل والحالة الكارثية التي‬ ‫يوجد عليها حي الضيزة‪ ،‬فقرر زيارة المنطقة والوقوف على حالتها‪ ،‬فكان أن اندهش لمعاناة المواطنين‪ ‬وأمر التطاونية‬ ‫أفيالل بتقرير عاجل في الموضوع‪.‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬ولربما قبل أن يصله التقرير الموعود‪ ،‬قرر التحرك بما يناسب من فعالية‪ ‬وصرامة‪ ،‬في مواجهة هذا الوضع‪،‬‬ ‫وتقدم باقتراح‪« ‬حذف» كتابة الدولة في الماء وتحويل اختصاصاتها إلى الوزير اعمارة الذي ال يوجد بينه وبين الوزيرة‬ ‫التطوانية ‪ ‬الجميلة ال خير وال إحسان‪ ،‬بل حرب شرسة‪ ‬بسبب رفض الوزير البيجيدي‪ ‬التخلي عن أهم اختصاصات‬ ‫وزارته ‪ ‬الشاسعة‪« ‬األطراف» ‪ ‬خاصة في ما يتعلق بقطاع الماء ‪ ‬الذي تشرف عليه الوزيرة أفيالل‪.‬‬ ‫وهو ما كان‪ ،‬حيث طلع بالغ مفاجئ أعلن عن قرار حذف كتابة الدولة ‪ ‬المكلفة بالماء‪ ‬لدى وزارة التجهيز والنقل‬ ‫واللوجيستيك‪ ،‬ونقل جميع صالحياتها إلى اختصاصات الوزير اعمارة‪.‬‬ ‫البيان علل هذا «اإلجراء»‪« ‬التقويمي»‪ ‬بالرغبة في تحسين تدبير األوراش والمشاريع المتصلة بتدبير قطاع الماء‪ ‬‬ ‫والرفع من نجاعتها‪ ‬وفعاليتها وتعزيز التناسق والتكامل بين مختلف األجهزة والمؤسسات المعنية بالماء التابعة لهذه‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫ربما أن هذا التعليل لن ‪ ‬يقنع الكثيرين‪ ‬بوجاهته‪ ،‬ولهذا قررتُ ‪ ‬أن أنبش في الحلف السداسي «المقدس» وميثاقه‪ ‬‬ ‫«المخلخل»‪ ،‬والعالقات «البينية»‪ ‬التي تربط مختلف مكوناته‪ ،‬كشفا للمستور وفضحا ‪ ‬للمكتوم‪ ،‬وسعيا إلى الكشف عما‬ ‫يجري ويدور داخل الماكينة الحكومية التي تبدو معطوبة‪! ‬‬ ‫وكان طبيعيا ‪ ‬أن «يتحرك» الرفاق في حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬للتنديد بقرار رئيس الحكومة‪ ،‬االستغناء عن‬ ‫«المناضلة» شرفات أفيالل‪ ،‬وهي التي كانت تتحمل حقيبة وزارية‪ ‬لهذا الحزب الذي ساند العثماني وبنكيران قبله‪ ،‬في‬ ‫مواجهة‪ ‬المشككين في «البيجيدي» و برامجه ومخططاته‪.‬‬ ‫غضب رفاق أفيالل متوقع‪ ،‬بل مقبول‪ ،‬بسبب أن رئيس الحكومة ورئيس األغلبية المبنية على أساس «ميثاق» فبراير‬ ‫الماضي‪ ،‬تصرف بمزاجه الخاص ولم يستشر مكونات الميثاق المهدد اليوم باالنفجار ‪ ،‬فهل نحسب هذا التصرف الغريب‪ ‬‬ ‫على قلة تجربة العثماني في مجال تدبير أغلبية حكومية‪ ،‬أم إنه قرار يوشي بأن «وراء األكمة ما وراءها»‪.....! ‬‬ ‫قيادات بارزة في حزب الكتاب‪ ‬أعلنت أن قرار العثماني‪ ‬غير مفهوم وال يخضع لمنطق‪ ‬ولم يأخذ برأي الحزب وأمانته‬ ‫العامة ‪ ‬في موضوعه‪ ،‬باعتباره حزبا حليفا»‪ .‬كما أنه لم يتم إشراكها في مقترح العثماني رغم التحالف وكلها أمور سيتم‬ ‫تدارسها على مستوى القيادة العامة للحب‪ .‬وبينما‪ ‬تالحظ هذه القيادة‪ ‬أن حزب أخنوش نجح في «فرض» مرشحه على‬ ‫رئيس الحكومة ‪ ،‬لتولي حقيبة االقتصاد والمالية‪ ،‬تسحب من حزب التقدم واالشتراكية حقيبة وزارية ‪ ‬دون الرجوع إلى تحالف‬ ‫األغلبية في هذا الشأن‪.‬‬ ‫‪ ‬وتزامنا مع اإلعالن عن حذف حقيبة شرفات أفيالل‪ ،‬راج في المواقع أن المالية «فتحت تحقيقا» حول المشاريع‬ ‫والبرامج التي كانت تشرف عليها كتابة الدولة المكلفة بالماء‪ .‬وعلى طريقة‪« ‬إذا طاحت البقرة‪ ،‬تعددت السكاكين»‪ .....‬بدأ‬ ‫الحديث عن تحريات تهم الصفقات‪ ،‬وعن األحواض المائية‪ ،‬والتراخيص لحفر اآلبار‪ ،‬والقروض الممنوحة في إطار ترشيد‬ ‫استعمال الماء ‪.‬‬ ‫كما تحدثت األخبار عن دراسات تم إنجازها ولم تستغل‪ ،‬ما يمكن ‪ ‬وصفه بعملية إهدار للمال العام‪ ،‬وعن مشاريع صغرى‬ ‫كانت تمولها كتابة الدولة في الماء‪.‬‬ ‫والمتمعن في هذه «االختالالت» التي تعمل وزارة المالية على «ترصدها»‪ ‬يتأكد من طابع االرتجالية الذي تتعامل به‬ ‫بعض المصالح اإلدارية في ما يخص «االختالالت» التدبيرية‪ ،‬والتي قد ال تخلو منها وزارة من وزارات الشيخ العثماني ورفاقه‬ ‫في األغلبية المهددة‪......‬‬ ‫نبيل بن عبد اهلل‪ ،‬أمين عام حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬صرح‪ ‬لجريدة «المساء» أن رئيس الحكومة‪ ‬لم يستشره أو يخبره‬ ‫مسبقا بمقترح حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء‪ ،‬من الهيكلة الحكومية‪ ،‬وأعلن أن «العالقة المتوترة بين أفيالل واعمارة‬ ‫معروفة‪ ،‬وأن قيادة الحزب ستجتمع األسبوع المقبل من أجل مناقشة هذا الموضوع»‪.‬‬ ‫الجريدة علقت على هذا التصريح بكون قضية حذف كتابة الدولة في الماء تم طرحها منذ شهور في ظل حرب شرسة‬ ‫بين اعمارة وأفيالل‪ ‬بسبب رفض الوزير اعمارة التخلي عن أغلب‪ ‬اختصاصات وزارته وتدخله في كل كبيرة وصغيرة‪ ‬في‬ ‫القطاع‪ ،‬وهو ما أدى إلى تأخر خروج بعض المشاريع إلى حيز الوجود‪.‬‬ ‫كما أن اعمارة يكون قدأعد تقريرا حول سير كتابة الدولة‪ ‬المكلفة بالماء ‪ ،‬سلمه إلى رئيس الحكومة مع مقترح «حذف»‬ ‫كتابة الدولة‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن نبيل بن عبد اهلل سبق وأن‪ ‬ندد‪ ‬بالمضايقات التي تتعرض لها الوزيرة أفيالل‪ ،‬من طرف الوزير اعمارة‪،‬‬ ‫إال أن العثماني فضل‪ ‬التدخل بما يضمن االستجابة لرغبة الوزير اعمارة‪ ،‬بإلغاء كتابة الدولة المكلفة بالماء‪.‬‬ ‫هذه الحادثة تغري بالتأمل في الدوافع التي تحرك وزراءنا داخل أغلبية كان من المفروض أن تكون متجانسة‪ ،‬متماسكة‬ ‫أو أن ‪ ‬تتظاهر بذلك وتعمل على أن تبدو كذلك‪.‬كسبا لثقة الشعب ودعمه وتضامنه وتفاعله اإليجابي مع برامجها ووعودها ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫منذ أن عيّن عامال على عمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬ومحمد اليعقوبي يسدّ‬ ‫في المهام المنوطة إليه بكل مهنية وحرفية‪ ،‬ما جعل منه رجل دولة حقيقي‬ ‫بشهادة العديد ممن مر عليهم من مسؤولين ومن مواطنين عاديين‪ ،‬ناعتين‬ ‫إياه بالمسؤول الناجح في مهماته‪.‬‬ ‫و منذ أن عيّن واليا على جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬سنة ‪،2015‬‬ ‫قام اليعقوبي بإرسال إشارات واضحة لكل من يهمه األمر‪ ،‬أن زمن التسيب‬ ‫والفوضى قد ولى‪ ،‬وأن نمط العمل قد تغير‪ ،‬فال منتخبين وال سياسيين وال رجال‬ ‫أعمال لهم المصلحة في اإلستمرار ببعض الممارسات التي كانت تسيء لهذه‬ ‫الجهة‪ ،‬من اختالالت واختالسات وتهرب من أداء مستحقات الدولة وكل ما من‬ ‫شأنه أن يكون محط شبهة من أي نوع كانت‪ ،‬فكان إسمه على كل لسان‪ ،‬منهم‬ ‫من وصفه بالزلزال ومنه من وصفه بالحكيم‪ ،‬وكل حسب زعامته وتصوره‪.‬‬ ‫كان وال يزال قليل الكالم كثير اإلستماع والتمعن‪ ،‬دخل في صراعات مع‬ ‫كبار رموز الفساد الذين كانوا يتقوون عليه بالعالقات المركزية حتى أن هناك‬ ‫من جند لوقفات احتجاجية ضده وهناك من سخر لمنابر إعالمية قصد تمييع‬ ‫تحركاته‪ ،‬إال أن الرجل لم يكن يبالي لكل ما يدبر في الكواليس ضده‪ ،‬وبعد‬ ‫مرور السنة األولى على تعيينه بدأ بتطبيق ما تم التخطيط له‪ ،‬فقد حاول أن‬ ‫يجعل من هذه الجهة جوهرة بكل ما تحمله من معنى‪ ،‬ال في مجال البنيات‬ ‫التحتية وال من ناحية جماليتها في مجال التصاميم والمساحات الخضراء‪ ،‬وفعال‬ ‫جعل الزائر في كل مرة‪ ،‬يحس بتغيير كبير سواء بطنجة أو باقي مدن الجهة‪،‬‬ ‫فالرجل لم يحظ فقط بثقة المواطنين‪ ،‬بل أيضا بثقة أعلى سلطة في البالد‪،‬‬ ‫جراء عمله الجاد والمسؤول الذي برهن عنه من خالل المهمات التي قام بها‪.‬‬ ‫عندما فرض والي الجهة أسلوب اشتغاله على باقي مسؤولي المدينة‬ ‫ومنتخبيها‪ ،‬بدأ الصراع‪ ،‬في مجال السياسة والمال والسلطة‪ ،‬حيث سبق له وأن‬ ‫اصطدم مع بعض المنتخبين‪ ،‬ألن طريقة اشتغاله كشفت عن فساد كبير في‬ ‫مجال العقار ومجاالت أخرى‪ ،‬وعن لوبي يتحكم في كل شيء‪ ،‬فبدأت عيون‬ ‫الفساد تراقب تحركات الوالي اليعقوبي‪ ،‬وكأول خطوة لهم من خالل كتلة من‬ ‫المنتخبين المتحكمين في عالم السياسة عمدوا إلى استغالل الحراك الريفي‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬خصوصا وأن ساكنة الحسيمة كانت تخرج في مسيرات‬ ‫تطالب بالعيش الكريم والصحة والعدالة اإلجتماعية وال جهة سياسية تدخلت‬ ‫في موضوعهم‪ ،‬بما فيهم منتخبو الحسيمة‪ ،‬ألنهم كانوا يعملون على إستغالل‬ ‫هذه اإلحتجاجات ضده‪ ،‬لدرجة أن البعض منهم فتح مشاورات مع بعض‬ ‫النشطاء ألجل رفع شعار إرحل في وجه الوالي‪ ،‬كل هذه المعطيات والتطورات‬ ‫جعلت من الوالي مادة إعالمية دسمة وجعلت من إسمه حديث الساعة‪ ،‬وفجأة‬ ‫تحول الوالي اليعقوبي إلى عدو‪ ،‬حيث ذهب البعض للقول أن الوالي هو السبب‬ ‫الرئيس في ما يقع بالحسيمة‪ ،‬لكن تقاريره التي وصفت بالخطيرة وبأنها وضعت‬ ‫اليد على الداء وحرصت على التطرق للفساد واإلهمال الذي طال المنطقة‬ ‫وللفساد والتبذير ونهب المال العام الذي بسببه غرقت الحسيمة ونواحيها رغم‬ ‫المشروع الملكي الذي أراد بعض السياسيين الركوب عليه‪ ،‬والذي كان جزء من‬ ‫هذا التقرير يحكي عن واقعه المر وعن المخططات التي أراد بعض السياسيين‬ ‫البارزين أن يجعلوا منه مكانا آمنا لرغباتهم ولنزواتهم‪ ،‬التقرير الذي أخذ طابعا‬ ‫سريا والذي عجل بسقوط أسماء وازنة في عالم السياسة بل وبمقربين من‬ ‫دواليب القرار مركزيا‪ ،‬وبعدها جاء خطاب الملك الذي قالها بصريح العبارة‪،‬‬ ‫مشيرا إلى ترك السلطات والمصالح األمنية والقوات العمومية تواجه مصيرها‬ ‫مع هذه اإلحتجاجات‪..‬في إشارة إلى الذين أرادوا أن يلعبوا بورقة الحسيمة مع‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫و إلى اآلن التزال هذه الجهات تشوش على عمل والي الجهة وعلى زياراته‬ ‫المستمرة لهذه المنطقة‪ ،‬وكأنها تريد أن تضع الوالي أمام اختيارين ال ثالت‬ ‫لهما‪..‬إما أن يخضع للوبي المتحكم في عالم العقار والسياسة وإما ال مكان له‬ ‫بالشمال بعد اليوم‪ ،‬كل هذه المعطيات وكل مايروج له من مغالطات تهدف‬ ‫باألساس إلى ضرب مصداقية هذا الرجل‪ ،‬وفي كل مناسبة وطنية إال ويتم‬ ‫التطرق إلسمه وكأن الرجل أصبح مطلوبا أكثر من من باعوا الوهم للحسيمة‬ ‫وغيرها من مدن الشمال من رجال أعمال وسياسيين ومبيضي األموال‪ ،‬حيث‬ ‫يتم التحدث عن روايات مفادها أحيانا إقالته وأحيانا تنقيله وأحيانا تأديبه‪ ،‬هي‬ ‫نفس الجهة التي ترى في بقائه تهديدا لمصالحها‪.‬‬ ‫كل مواطن سوي‪ ،‬يشهد لمحمد اليعقوبي مشواره الجاد والمسؤول‪ ،‬والذي‬ ‫من شأنه أن يعصف بهؤالء الذين أصبحوا يهددون ليس الجهة فحسب بل‬ ‫الوطن برمته‪ ،‬وهذا ليس كالم الجريدة فقط‪ ،‬بل كالم العديد من ساكنة‬ ‫طنجة‪ ،‬التي عملنا على أخذ آرائها في هذا الشأن‪ ،‬والذين أكدوا لنا‪ ،‬أن محمد‬ ‫اليعقوبي هو مكسب كبير لطنجة وللجهة‪ ،‬وأن ما لمسوه فيه منذ توليه هذا‬ ‫المنصب‪ ،‬يجعلهم يتمنون استمراره على رأس هذه الجهة ويتمنون له التوفيق‬ ‫والسداد لما فيه مصلحة الوطن‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.