Achamal n° 957 le 04 Septembre 2018

Page 1

‫البوصة الجهوية للسياحة‬ ‫‪ 20 – 19‬أكتوبر ‪ 2018‬بطنجة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 957‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 23‬ذو احلجة ‪� 04 / 1439‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫ينظم المجلس الجهوي للسياحة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬و مجلس جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫والمكتب الوطني المغربي للسياحة الدورة األولى ل«البورصة الجهوية للسياحة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة»‬ ‫وذلك يومي ‪ 19‬و‪ 20‬أكتوبر ‪ 2018‬بقصر المؤسسات اإليطالية بطنجة‪ .‬يهدف هذا الحدث المهني إلى زيادة‬ ‫توافد السياح من عدة دول إلى الجهة‪ :‬إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والمملكة‬ ‫المتحدة ودول الخليج والصين و أمريكا ‪ .‬هذه المجموعة المختارة‪ ،‬و التي تجمع بين أسواق تقليدية وأخرى‬ ‫ناشئة‪ ،‬ستمكن الوجهة والمهنيين من استكشاف فرص عمل جديدة كما ستساهم في تعميق عالقات‬ ‫الشراكة والتعاون القائمة بين مهنيي الجهة وعدد كبير من الفاعلين الدوليين في القطاع السياحي ‪..‬‬ ‫وسيشمل هذا الحدث ‪ 3‬مكونات رئيسية‪ · :‬فضاء‪ ‬األكشاك‪ 50 :‬كشكا مخصصا للمهنيين‪ · .‬فضاء‬ ‫العروض‪ 10 :‬عروض تسمح للمهنيين المغاربة و األجانب من التعرف أكثر على الوجهات السياحية الثمانية‬ ‫لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ · .‬فضاء اجتماعات ‪ ‬العمل ‪ :‬سيتم خالله ‪ ‬تنظيم أكثر من ‪ 3000‬اجتماع‪ ،‬وما‬ ‫يقرب عن ‪ 45‬جلسة عمل بهدف ‪ ‬تسهيل اللقاء بين العرض والطلب‪ ،‬وتحقيق أقصى قدر من التبادل بين‬ ‫المهنيين المحليين و األجانب‪.‬‬

‫تقرير المجلس األعلى للحسابات ‪2017 - 2016‬‬

‫ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحر‬ ‫«االختالالت» قاسم مشترك بين جل القطاعات المعنية‬

‫في بالد جبالة‪ ،‬صعد خطيب الجمعة ‪ ‬المنبر وصاح في المصلين‪ :‬أيها الناس‪« ،‬ظهر الفساد في البر والبحر» فقاطعه أحد المصلين بأن صاح‬ ‫في وجهه «وحتى عندنا فالجبل‪ ،‬آلفقيه»‪ .....! ‬لتظل هذه المقولة متداولة بين الناس‪ ،‬وألجيال‪ ،‬شاهدة على وعي الناس بخطورة الفساد‬ ‫المستشري في البحر والبر و‪...‬الجبل‪ ،‬وبخطورة شبكاته «األخطبوطية» التي يغذيها المال والنفوذ‪ ،‬وإرادة الشر المهيمنة على ‪ ‬العديد من‬ ‫القائمين على تدبير شؤون األمة‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪957‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫األصالة والمعاصرة الشمال يستنكر «خيانة»‬ ‫أعضائه لصالح حزب أخنوش”‬

‫‪2‬‬

‫عن صالة العيد‬ ‫‪FF‬‬

‫بقلم الشيخ ‪:‬‬ ‫عبد المنعم ابن الصديق‬

‫أصدرت األمانــة العامـة الجهوية لحزب األصالة والمعاصــر‬ ‫بجهـــة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬بالغا استنكاريا بخصوص تصرف‬ ‫أربعة من أعضاء الحزب في انتخاب مكتب جماعة تارجيست التابعة‬ ‫إلقليم الحسيمة‪ ،‬بعد أن قام األعضاء األربعة بالتصويت ضد مرشح‬ ‫حزب البام‪ ،‬ولصالح حزب أخنوش‪.‬‬ ‫وقال بالغ أمانة البام الجهوية‪ ،‬أنه جرت يوم اإلثنين ‪ 27‬غشت‬ ‫إعادة انتخاب مكتب جماعة تارجيست بإقليم الحسيمة‪“ ،‬وبحكم أن‬ ‫حزب األصالة والمعاصرة يتوفر على أغلبية األعضاء في هذه الجماعة‬ ‫بتسعة أعضاء من أصل سبعة عشرة‪ ،‬فلقد قدم مرشحه لمنصب رئيس‬ ‫الجماعة”‪.‬‬ ‫وأكمل البالغ أنه “وضدا على كل مبادئ العمل السياسي النزيه‪،‬‬ ‫فقد قام أربعة من أعضاء الحزب وهم إسماعيل النخشي وحسن أهرار‬ ‫ولبنى النية ونجية الدرداك بالتصويت على المرشح المنافس لمرشح‬

‫الحزب‪ ،‬بل واالنضمام إلى مكتب مجلس الجماعة‪ ،‬في خرق سافر‬ ‫لقواعد اإلنضباط واإللتزام الحزبيين”‪.‬‬ ‫واعتبر البالغ‪“ ،‬أنه أمام التصرف المشين والمخل بمصداقية‬ ‫العمل السياسي وأخالقياته المبنية على الصـــدق في االنتماء‬ ‫السياسي وااللتزام به وعدم التخلي عنه والذي بناء عليه منح السكان‬ ‫ثقتهم للمعنيين‪ ،‬فإن األمانة العامة الجهوية للحــزب تشبثا منهـــا‬ ‫بروح ومضمون قانون األحــزاب السياسية الذي يمنع التخلي عن‬ ‫االنتماء السياسي في الفترة االنتدابية بمختلف المجالس المنتخبة‪،‬‬ ‫فإنه يعتبر أن عضوية األعضاء األربعة المذكورين أعاله في مكتب‬ ‫جماعة تارجيست ليست باسم األصالة والمعاصرة”‪.‬‬ ‫كما وجه الحزب في بالغه دعوة للجنة األخالقيات والتحكيم‬ ‫بالحزب‪ ،‬إلى تطبيق العقوبات الواردة في قوانين وأنظمة الحزب في‬ ‫حق هؤالء‪ ،‬بما يحفظ مصداقية اإلنتماء الحزبي ونبله‪.‬‬

‫بالغ بخصوص انتخاب‬ ‫لتجديد أعضاء مكتب غرفة‬ ‫الصيد البحر ي المتوسطية‬ ‫طبقــــا لمقتضيــات الظهيــر الشريــف ‪1.97.88‬‬ ‫الصــادر في ‪ 23‬من ذي القعــدة ‪ 1417‬الموافــق لـ ‪2‬‬ ‫أبريل ‪ 1997‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 4-97‬المتعلق بالنظام‬ ‫األساسي لغرف الصيد البحري كما تم تغييره وتتميمه‪،‬‬ ‫عقد أعضاء غرفة الصيد البحري المتوسطية يوم الجمعة‬ ‫‪ 31‬غشـت ‪ 2018‬اجتماعا على الساعة العاشرة صباحا‬ ‫بمقر الغرفة بطنجة النتخـاب أعضاء مكتب الغرفة‪.‬‬ ‫وقد أسفرت عملية االنتخاب عن النتائج التالية ‪:‬‬ ‫ــ السيد‪ ‬يوسف بنجلون‪ :‬رئيس الغرفـة‬ ‫ــ السيد عبدالواحد الشاعر‪ :‬النائب األول للرئيس‬

‫المملكة المغربية‬

‫وزارة الفالحة والصيد البحري‬ ‫والتنمية القروية والمياه والغابات‬ ‫غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫‪ -‬طنجة ‪-‬‬

‫ــ السيد مونير الدراز‪ :‬النائب الثاني للرئيس‬ ‫ــ السيد خالد شكيل‪ :‬الكـاتب‬ ‫ــ السيد السعيد تشكيطو‪ :‬الكاتب المساعد‬ ‫ــ السيد ميمون الرايس‪ :‬أمين الصندوق‬ ‫ــ السيد محمد البشير الجباري‪ :‬نائب أمين الصندوق‬ ‫ــ السيد عبد السالم الغربي‪ :‬المستشار األول‬ ‫ــ السيد محمد الخيري‪ :‬المستشار الثاني‬ ‫ــ السيد شعيب عبد الخالقي‪ :‬المستشار الثالث‬ ‫ــ السيد رضوان التسودالي‪ :‬المستشار الرابع‬ ‫ــ السيد المصطفى مزروع‪ :‬المستشار الخامس‪.‬‬

‫تعليق اجلريدة على مقال‬ ‫ال�شيخ العالمة عبد املنعم ابن ال�صديق‬ ‫مقال الشيخ عبد المنعم ابن الصديق جاء استجابة لشكاوى المصلين من ساكنة مدينة طنجة‪ ،‬عندما فوجئوا بفرض مسجد‬ ‫دون آخر عليهم ألداء صالة عيد األضحى‪ ،‬هذا القرار الذي رأوا فيه بعض «االستبداد الديني» الذي يتماشى مع سياسية الدولة‬ ‫في تأميم المساجد‪ ..‬بحيث تتحكم وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية في بيوت اهلل بشكل يخضعها لتوقيت إداري وليس‬ ‫لتوقيت رباني‪.‬‬ ‫وزارة األوقاف في المغرب ربما خرجت عن مهامها األساسية و التي يدخل ضمنها تحسين وضعية المساجد بالمغرب‬ ‫وإصالحها‪ ،‬فبطنجة مثال‪ ،‬نجد مسجد محمد الخامس الذي يتعرض كل يوم لإلهمال‪ ،‬ما جعل بعضا من مرافقه تعاني العشوائية‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى بعض القرارات التي تتخذها الوزارة و التي تعرف تنديدا و شجبا من طرف المواطنين المصلين‪ ،‬كمنع‬ ‫اإلعتكاف بالمساجد و إغالق أغلبها بدعوى اإلصالح لتظل مغلقة لسنوات ثم تتحول إلى بيوت أو مشاريع أخرى‪ ،‬وبالتالي يرى‬ ‫المهتمون بالشأن الديني بالمغرب أن في هذه القررات إجحاف وسلب للحق و أن الدولة بهذه الطريقة تحتكر اإلسالم وتوظفه‬ ‫بطريقة تنفر الناس منه‪.‬‬ ‫و عودة إلى توحيد مصليات العيد‪ ،‬فاألمر فيه مشقة كبيرة لكبار السن الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لقطع مسافة طويلة‬ ‫جدا ألداء صالة العيد و بالتالي هناك من امتنع عن ذلك لظروفه الصحية و آخرون لظروف مادية تتجلى في إمكانية استقالل‬ ‫وسيلة للمواصالت يفوق ثمنها إمكانياتهم‪ ،‬تمنعهم من التنقل مسافة تفوق كيلومترات‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية تشهد حملة شرسة ضدها خصوصا بعد معاناة الحجاج المغاربة‬ ‫في الديار المقدسة أثناء أدائهم شعائر الحج هاته السنة‪ ،‬حيث اتهموا وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بإهمالهم‪ ،‬وتجويعهم‪،‬‬ ‫عالوة على تركهم لمصيرهم المجهول والضياع‪ ،‬رغم أدائهم لواجبات ‪ 6‬ماليين سنتيم للحاج الواحد‪ ،‬وهو ما أطلق حملة‬ ‫واسعة النطاق على مستوى مواقع التواصل اإلجتماعي لشجب ممارسات الوزارة‪ ،‬فقد يكون األجدر اآلن هو حل هذه المشاكل‬ ‫التي تمس عقيدة المواطنين و تترك الناس تمارس شعائرها الدينية بأريحية و حرية‪ ،‬فنحن في جميع األحوال ب«بلد إسالمي»‪.‬‬

‫منذ عقودٍ طويلة وسكان مدينة طنجة يؤدون صالة العيدين ‪ :‬الفطر‬ ‫واألضحى‪ ،‬في مساجد المدينة ـ كغيرها من مدن المغرب وغيره من البلدان ـ‬ ‫في جوٍّ من الخشوع يكاد يصبح في وقتنا الحالي شبهَ مفقودٍ‪ .‬غيرَ َّ‬ ‫أن الساكنة‬ ‫تفاجأت صباحَ يوم عيدِ األضحى‪ ،‬وهمْ متوجهون لصالة العيد كعادتهم إلى‬ ‫قرار منْ مندوبية األوقاف‬ ‫مساجدهم المعروفة بوسط المدينة‪ ،‬بإغالقها ِب ٍ‬ ‫والشؤون اإلسالمية‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫الناس على الذهاب لصالة العيدِ‬ ‫حمل‬ ‫غاية القرار هو‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫المصلى العام الذي يوجد بساحةِ إعدادية محمد الخامس‪ ،‬أو اآلخ ِر بجوار‬ ‫في‬ ‫مسجد السو ِريين‪ .‬مما اضطرَّ معه عددٌ كبيرٌ من الناس‪ ،‬وخصوصاً النساء وكبار‬ ‫َّ‬ ‫للمصلى العام‪ ،‬وهم في‬ ‫السنِّ‪ ،‬للعودة إلى بيوتهم لعدم اِستطاعتهم الذهاب‬ ‫لـذبح أضاحيهم‬ ‫واِضطرهم‬ ‫حال من التذمر والسخط ممن حرَمهم صال َة العيد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بدون صالة العيد؛ وحتى تكبيرات العيد التي كانت تصدح بها مآذن المدينة‬ ‫وتزين فضاءها إحيا ًء ألم ِر رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪« :‬زَينوا أعيادَكم‬ ‫بالتكبير»‪ ،‬حُ ِرموا من سماعها أيضاً في هذا العيد‪ ،‬فتعطلت المساجد والمآذن‪،‬‬ ‫واِفتقدت المدينة لذلك الجوِّ الخاشع البهيج الذي يغطي المدينة صباحَ ِّ‬ ‫كل‬ ‫يوم عيد‪َ ،‬فمرَّ عيد األضحى في جوِّ الصمتِ والناس حائرون في البحث عن‬ ‫ن � ْأظ َل ُـم ممِ َّن م َنع‬ ‫مسجد قريب لحيِّهم‪ ،‬وهم يقرؤون قول اهلل تعالى‪«﴿ :‬و َم ْ‬ ‫هلل � ْأن ُيذْ َ‬ ‫م�ساج َد ا ِ‬ ‫خرابِها»﴾ اآلية‪ .‬وهذا نتيجة تدبي ِر‬ ‫ِ‬ ‫ك َر فيها ُ‬ ‫اِ�سمهُ و�س َعى يف َ‬ ‫أمر لم َ‬ ‫بنصيب كافٍ من التأمل والنظر العلمي وتقديم مصلحة الناس‬ ‫يحظ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وجلب التيسير لهم‪.‬‬ ‫صحاب هذا القرار هـو التقيد ِب ْ‬ ‫َّ‬ ‫هب المالكي وااللتزام‬ ‫ولعل الدافعَ أِل‬ ‫المذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحكمه في صالة األعياد الحقاً‪ ،‬لكنَّ هذا االلتزام والتعصب له فـيه تضييق كبير‬ ‫وحرجٌ شديد على السكان‪ ،‬وهذا الذي حصل حيث عاد كثير منهم إلى منازلهم‬ ‫بدون صالة‪ ،‬يسبون ويضعون جامَّ سخطهم على «القرار»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫المصلى العامِّ في وقتنا الحاضر‪ ،‬مع سنيتها‪ ،‬من األمور‬ ‫إن الصالة في‬ ‫أن َّ‬ ‫ألن المصلىَّ ينبغي ْ‬ ‫الصعبة ـ وخصوصاً في المذهب المالكي ـ َّ‬ ‫تتوفر فيه‬ ‫َّ‬ ‫ولعـل ْ‬ ‫َّ‬ ‫أظهرَها هو بعدهُ عن البنيان والعمران‪ ،‬كما كان ُ‬ ‫المصلى‬ ‫حال‬ ‫مواصفات‬ ‫في أيام رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ْ ،‬‬ ‫إذ كان خارج بنيان المدينة‬ ‫برَاح‪ ،‬في الصحراء ؛ وأمرُه مفصل في كتب السنة المطهرة؛ هذا‬ ‫المنوَّرة في ٍ‬ ‫من جهة المكان‪ ،‬ومن ناحية أخرى فِإ َّن اإلمامَ مالكاً رحمه اهلل تعالى أفتى‬ ‫َّ‬ ‫بالنهي عن ْ‬ ‫مصليين اثنين ـ‬ ‫موضعين ـ يعني في‬ ‫أن تؤدَّى صالة العيد في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كما جاء في «المدوَّنة»‪ ،‬وهذا حتى يكون جمعُ المسلمين عظيماً‪ ،‬وهو أمرٌ‬ ‫يستحيل تحقي ُقه في وقـتنا الحاضر ُ‬ ‫لكـب ِر المدن وكثرة العمران والبناء الذي ضاق‬ ‫خارج المدينة عن وسطها بمسافة طويلةٍ‪ .‬وبالتالي َّ‬ ‫فإن ما‬ ‫به الفضاء‪ ،‬وبعدِ ِ‬ ‫سعى إليه أصحابُ القرار من رعاية المذهب المالكي وهو أمرٌ حسنٌ في غير‬ ‫هذا‪ ،‬قـد وقعوا في مخالفة المذهب‪ :‬أوَّال ‪ :‬في اِختيار المصلىَّ الغير المناسب‬ ‫والذي لم يكن على وصف مصلى الرسول األكرم عليه السالم‪ ،‬وعهد الخلفاء‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ولعل هناك آخر في‬ ‫اِثنين‬ ‫يين‬ ‫من بعده‪ .‬ثانياً‪ :‬في أداء صالة العيد في‬ ‫ِ‬ ‫مصل ِ‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬إضافة إلى المساجد التي سمح بالصالة فيها‪ ،‬وهذا مخالفٌ للمذهب‬ ‫المالكي لنهي اإلمام مالك عن الصالة في أكثر من مصلىًّ واحد‪ ،‬كما ورَدَ في‬ ‫«المدوَّنة»‪.‬‬ ‫ومما يستغرَبُ في هذا األمر‪ ،‬هو َّ‬ ‫أن بعض المسؤولين عن الفتوَى في‬ ‫مدينة طنجة‪َ ،‬‬ ‫قال َّ‬ ‫بأن صالة العيد في المساجد «بدعة مكروهة» !! وهذا فيه‬ ‫ُّ‬ ‫بالناس‪ ،‬إذ كيف تكون صالة العيد في المسجدِ ِبـدعة مكروهة ؟ ثم‬ ‫كل التغرير‬ ‫ِ‬ ‫يسمح للناس من نفس الجهة بالصالة في بعض المساجد ومنها القريبة من‬ ‫المص ّلى !! فهذا نوعٌ منَ العبث‪ .‬ثمَّ التلفزة المغربية تن ُقـل بالمباشر صالة‬ ‫العيد من العاصمة وغيرها من المدن في مساجد جامعة حديثة وعتيقة‪ ،‬وفيها‬ ‫علماء وفقهاء وقضاة‪ ،‬وأصحاب ِّ‬ ‫الحل والعـقد !! ولم يبدِّعهم أحدٌ أو نسمع من‬ ‫المسؤولين في الشؤون العلمية «بدَّع» صالتهم وعملهم‪.‬‬ ‫كان األفضل أن يسعــى القيمــون والمسؤولون في التخفيف على الناس‬ ‫ُ‬ ‫بحيث يفتحوا‬ ‫وسلــوكِ مسلك التيسيـر عليهم في هذه الشعيـرة العظيمـة‪،‬‬ ‫المساجد للصالة ويجتمع أهل كل حيٍّ أو منطقة في المسجد الجامع بالحيِّ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشار ُة إلى َّ‬ ‫أن بعض المساجد الكبيرة في مدينة طنجة أو في غيرها من‬ ‫َّ‬ ‫المصلى العام‪ ،‬بل أكبر من المصلى حيث تسعُ ألعداد كبيرة‬ ‫المدن تقوم بدور‬ ‫ُ‬ ‫ساحة المصلىَّ العام‪ ،‬فتكون الصالة فيه أكثر تحقيقاً‬ ‫من المصلين ال تسعها‬ ‫للمقصد النبوي العظيم في جمع الناس ولقائهم وتواصلهم‪ ،‬وإلى هذا ذهب‬ ‫م�سجد �أهلِه‬ ‫اإلمام الشافعي رحمه اهلل حيث قال في «األم»‪( :‬ف�إ ِْن ُع ِّم َـر بل ٌد فكان‬ ‫ُ‬ ‫َي َ�س ُع ُهم يف الأعياد مل �أَ َر �أنَّهم يخرجون منه‪ ،‬و�إ ِْن خرجوا فال ب�أ�س‪ )..‬إلى آخر‬ ‫ما ذكر وفيه تفريعات‪ .‬فمجمل كالمه رحمه اهلل جواز صالة العيد في المسجد‪،‬‬ ‫الناس وتخفيف عنا ٍء ومشقة كبيرين‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫األخذ برأي‬ ‫فاألوْ َلى‬ ‫وفيه يسرٌ كبير على‬ ‫ِ‬ ‫اإلمام الشافعي لمطابقته أيضاً للواقع المعيش‪ ،‬وال مخالفة للسنة النبوية فيه‬ ‫إطالقاً‪ ،‬وقد أخذت مدونة األسرة بآراء غير آراء واختيارات اإلمام مالك تخفيفاً‬ ‫وتيسيراً على الناس‪ ،‬فلم ال يأخذ به القيمون على هذا الشأن ويفتوا به لعامة‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المصلى تحت ذريعة المذهب واألخذ بالسنة‬ ‫والذين يتشبثون بالصالة في‬ ‫النبوية في هذا الباب‪ ،‬فإنه يجب االحتياط أيضاً مِنْ مخالفات تقع في هذه‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وخطبة رسول اهلل صلى‬ ‫المصليات العامة مخالفة تماماً لما كانت عليه صالة‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬ونفسه اإلمام مالك رحمه اهلل نصَّ عليها‪ ،‬ولكن غابت عن‬ ‫المسؤولين في مدينتنا‪ ،‬منها ْ‬ ‫أن يخطبَ اإلمامُ خطبة العيد على األرض وليس‬ ‫الحطاب شارح خليل َ‬ ‫على المنبر‪ .‬نقل ّ‬ ‫قول ابن الحاجِّ في كتاب «المدخل»‪( :‬ف�إذا‬ ‫َ‬ ‫فليكُ ن على ال ِ‬ ‫أر�ض ال على املنرب ف�إنه بدعة) ؛‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫وخ‬ ‫ال�صحراء‬ ‫خرج الإمام �إلى‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وهذه البدعة واقع ٌة في مصلياتنا العامة‪ ،‬فلماذا لم ينبه عليها وعلى أخواتٍ لها‬ ‫أحدٌ من أهل العلم في المدينة‪ .‬واهلل الموفق لكل خير وصواب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫أريد أن أخوض مع الخائضين في موضوع حجاجنا الميامين‪ ،‬وما عانوه من عنت وعناء‪ ،‬في منى وعرفة‬ ‫والمزدلفة‪ ،‬ألبين للناس أن األمر ال يقتصر على هذه السنة‪ ،‬وإنما هو مشكل قائم في كل سنة‪ ،‬وسيظل‬ ‫قائما مادامت اللجنة العليا لشؤون الحج تغض عنه الطرف‪ ،‬وتتعامل معه بأسلوب‪« :‬كم حاجة قضيناها‬ ‫بالسكوت عنها»‪.‬‬ ‫فإذا عزمت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية على الوقوف على مكامن الخلل في منظومة الحج‪،‬‬ ‫فلتتوكل على اهلل‪ ،‬و ْلتدعُ هذه اللجنة الموقرة‪ ،‬إلى إعادة النظر في كيفية اشتغالها‪ ،‬واآلليات التي‬ ‫تستخدمها‪ ،‬لتتأكد بالحجة والبرهان‪ ،‬أنها مُقصرة‪ ،‬وأن المؤطرين الذين تستعين بهم وتعتمد عليهم‪،‬‬ ‫في حاجة ماسة إلى إعادة التأطير والتكوين‪.‬‬ ‫فالسفر ‪-‬كما يقال‪ -‬قطعة من جهنم‪ ،‬واالستعداد له واجب‪ ،‬بل فرض عين‪ .‬وإذا كانت لجنتنا قد‬ ‫اهتدت إلى نظام القرعة‪ ،‬لتجعل الجميع سواسية في أداء هذا الركن‪ ،‬فيجب أن تهيئ الظروف المالئمة‪،‬‬ ‫للذين اجتازوا هذا الصراط‪ ،‬انطالقا من مدينتهم‪ ،‬إلى أن يؤدوا آخر منسك من مناسكهم‪ ،‬ويعودوا‬ ‫سالمين غانمين إلى أرض الوطن‪.‬‬ ‫ولن تكون هذه الظروف مالئمة ومناسبة ‪ ،‬إال إذا كان المؤطرون في الموعد‪ ،‬متواجدين في نقطة‬ ‫االنطالق‪ ،‬ونقطة الوصول‪ ،‬وعند أبواب المنازل التي ينزل بها ضيوف الرحمان‪ ،‬وفي الكعبة المشرفة‪ ،‬وعند‬ ‫االنطالق إلى منى‪ ،‬وفي عرفة‪ ،‬وفي وقت النزول إلى المزدلفة‪.‬‬ ‫وأهم ما يجب توفيره‪ ،‬وسائل النقل‪ ،‬فحجاجنا المساكين‪ ،‬يجدون الصعوبة في الصعود إلى منى‪،‬‬ ‫ويجدون نفس الصعوبة في التجمع بعرفة‪ ،‬ويجدون الصعوبة نفسها في النزول إلى المزدلفة‪.‬‬ ‫وال أعتقد أن مؤطرينا يظهرون في هذه المناسبات‪ ،‬أو يبذلون مجهودا للحضور فيها‪ ،‬وتقديم‬ ‫المساعدة والمساندة‪ ،‬لمن ال يجد االستطاعة‪ ،‬لمالحقة الحافالت لقلتها وازدحامها‪.‬‬ ‫هذا في الوقت الذي ينعم فيه حجاج الدول اإلسالمية بالراحة والطمأنينة‪ ،‬تحت قيادة مؤطرين‬ ‫نشيطين‪ ،‬يأخذون بأيديهم في جميع مراحل الحج‪ ،‬ويذللون لهم العقبات‪ ،‬ويوفرون لهم جميع المتطلبات‪.‬‬ ‫ماذا ينقصنا لنكون من عباد اهلل المكرمين؟‬ ‫ينقصنا مسؤولون‪ ،‬يقدرون المسؤولية حق قدرها‪ ،‬ويؤدون األمانة‪ ،‬بصدق ونزاهة‪.‬‬ ‫فال حول وال قوة اال باهلل‪.‬‬

‫شعار وإجراءات الدخول المدرسي تتكسر أمام‬ ‫مدخل مدرسة الفقيه الرهوني بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫«وضمانــــا لالنطالقــة الفعليــة‬ ‫للدراسة في أحسن الظروف وفي الوقت‬ ‫المحدد لها رسميا‪ ،‬قامت وزارة الوزارة‬ ‫باتخاذ جميع التدابير واإلجراءات الكفيلة‬ ‫بتهييء ظروف استقبـــال التلميذات‬ ‫والتالميــذ‪ ،‬وإنهـــاء كــل العمليـــات‬ ‫المرتبطة بتأهيل مرافق المؤسسات‬ ‫التعليمية واألقسام الداخلية وتوفير‬ ‫التجهيزات ‪ .».....‬هذه الفقرة المقتطفة‬ ‫من بالغ وزارة التربية الوطنية الصادر‬ ‫يوم ‪ 31‬غشت األخير‪ ،‬لن تنجح المديرية‬ ‫اإلقليمية بوزان في تنزيله بمدرسة‬ ‫الفقيه الرهوني بوزان‪ ،‬التي ستظل أبوابها محكمة اإلغالق في وجه‬ ‫تلميذاتها وتالميذها لمدة قد تقارب الشهريين ‪.‬‬ ‫‪ ‬ويرجع سبب هذا االرتباك الموازي للدخول المدرسي الذي يقلق‬ ‫أمهات وآباء الناشئة كما صرحت بذلك للجريدة بعض المصادر‪ ،‬إلى عدم‬ ‫التزام المقاولة بالزمن المحدد لورش تأهيل المؤسسة التعليمية‪ .‬‬ ‫‪ ‬ورش التأهيل المشار إليه انطلق منذ سنة‪ ،‬وكانت المدرسة في حاجة‬ ‫ماسة له نظرا لتهالك مرافقها‪ ،‬التي أصبح الكثير منها مهدد بالسقوط‬ ‫في أي لحظة‪ .‬ولم يكن من خيار أمام مديرية التعليم بوزان غير التنقيل‬ ‫الجماعي للتالميذ إلى مؤسسة ابن هانئ التي عرفت اكتظاظا استثنائيا ‪.‬‬ ‫‪ ‬أطر تربوية‪ ،‬وأمهات وآباء تالميذ يتابعون دراستهم‪/‬هن بالمؤسسة‬ ‫المذكورة التقت بهم الجريدة‪ ،‬بقدر ما عبروا عن ارتياحهم‪/‬هن لعملية‬ ‫التأهيل التي لحقت مرافــق مدرسة الفقيه الرهونــي‪ ،‬اال أنهم‪/‬هن في‬

‫المقابل عن قلقهم‪/‬هن العميق من‬ ‫عدم فتح أبواب المدرسـة في وجــه‬ ‫أبنائهم وبناتهم الذيــن تتهددهم‬ ‫مخاطر الطريق المؤدية للمدرسة التي‬ ‫استقروا بها خالل الموسم الدراسي‬ ‫الماضي ‪.‬‬ ‫‪ ‬واذا تركنا جانبا البطيء المسجل‬ ‫في ورش تأهيل المدرسة االبتدائية‬ ‫الفقيه الرهوني‪ ،‬فهل يمكن الجزم بأن‬ ‫عمليات تأهيل مرافقها جاءت متناغمة‬ ‫مع شعار « المدرسة المواطنة « الذي‬ ‫يؤطر الموسم الدراسي الجديد ؟‬ ‫‪ ‬في زيارة خاطفة للجريدة للورش‪،‬‬ ‫تبين بأن المواطنة باعتبارها حقوق وواجبات والتزامات غيبتها الجهة حاملة‬ ‫مشروع التأهيل‪ ،‬الذي كلف غالفا ماليا هاما‪ ،‬أنفق من المال العام الذي‬ ‫يساهم في توفيره جميع المغاربة بغض النظر عن لونهم أو لغتهم أو‬ ‫وضعهم االجتماعي أو جنسهم ‪ . .....‬كيف ذلك ؟ تعطيل المقاربة الحقوقية‬ ‫يتجلى في عدم استثمار عملية تأهيل المؤسسة بتعزيز مرافقها بالولوجيات‬ ‫التي تساوي بين التالميذ‪ ،‬واألطر التربوية‪ ،‬وزوارها عند تنقلهم داخل‬ ‫فضائها ‪ .‬وهي عملية ( الولوجيات) غير مكلفة ماليا‪ ،‬لكن آثارها تنهض‬ ‫بثقافة التربية على المواطنة وحقوق االنسان‪ ،‬وتجسد مبدأ المساواة كما‬ ‫جاء بالدستور‪ ،‬والمواثيق الدولية ذات الصلة ( اتفاقية حقوق الطفل ‪،)....‬‬ ‫وتفعيل للقانون ‪ 10 /03‬الخاص بتوفير الولوجيات في المرافق العمومية‪،‬‬ ‫والذي مع األسف غيبت ( الولوجيات ) بهذه المؤسسة‪ ،‬كما تم اعدامها في‪ ‬‬ ‫اعدادية بني كلة التي فتحت أبوابها مطلع الموسم الدراسي الماضي ‪ .‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى الفاضلة المرحومة‬

‫أم كلثوم الفياللي‬

‫خالة الصديق ياسين بنصافي‪ ،‬ظهر‪ ‬يوم الجمعة ‪19‬‬ ‫ذي الحجة ‪ 31 / 1439‬غشت ‪ 2018‬بمدينة شفشاون‪ .‬‬ ‫‪ ‬وبهـذه المنــاسبــة األليمـــة‬ ‫تتقدم هيئة تحرير جريـدة الشمال‬ ‫بأحر التعازي وأصـــدق المواساة‬ ‫إلى أبنائها‪ :‬علي‪ ،‬محسن‪ ،‬يونس‪،‬‬ ‫فاطمة‪ ،‬ربيعـــة‪ ،‬زكيــة‪ ‬وإخوتهــا‪:‬‬ ‫آسية‪ ،‬مصطفى‪ ،‬عبد السالم‪ ‬وإلى‬ ‫كل أفراد عائلتي الفياللي وأفاسي‪،‬‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يتغمد‪ ‬‬ ‫الفقيدة برحمته الواسعـة ويلهــم أهلها وذويها الصبر‬ ‫والسلوان‪ .‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقـــــل إلى عــفـــو اهلل‬ ‫ورحمته وهو في ريعان شبابه‬ ‫المسمى قيد حياته‬

‫ربيع‬ ‫الحوداري‬

‫وأمـــام هـــذا المصــاب‬ ‫الجلل يتقدم األهل واألصدقاء واألحباب بتعازيهم‬ ‫الحــــارة ومواساتهم القلبية ألفراد أسرة الفقيد‪،‬‬ ‫تتقدمهم الوالدة المكلومــة التي اختطــف الموت‬ ‫فجأة من بين يديها‪ ،‬فلذة كبدها‪ ،‬وكذا إلى إخوانه‬ ‫وأخواته عبد المجيد‪ ،‬نور الدين‪ ،‬فاطمة‪ ،‬محمد‪،‬‬ ‫راجين من الذي جــل جاللــه‪ ،‬أن يلهمهم الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬ويتغمـد المستجيب لنداء ربـــه بواســع‬ ‫رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه‪ ،‬بجانب الصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين‪.‬‬

‫ارتياضات في‬ ‫عوالم جزولية‪..‬‬ ‫)‪(5/4‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انشغلت في اآلونة األخيرة باالرتياض في كتابي‬ ‫«ممتع األسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما‬ ‫من األتباع» لمحمـد المهـدي الفاسـي‪ ،‬و «إظهار‬ ‫الكمال في تتميم مناقب سبعة رجال» للعباس بن‬ ‫ابراهيم‪ .‬استوقفتني أقوال للشيخ الجزولي رضي اهلل‬ ‫عنه ؛ صاحـب «دالئل الخيرات وشوارق األنوار» وهي‬ ‫أقوال تجلي نواة تجربة و تبين جوهر تربية‪ ..‬فانتقيت‬ ‫منها بتصــرف لمعا تنير اللبيـب وتدني الحبيب‪..‬‬ ‫ونزوال عند طلــب عزيز ننشرها للنظــر واالعتبار‪..‬‬ ‫‪ /18‬اإلخالص شرط العلم‪..‬‬ ‫« قل للعلماء طوبى لكم إن كنتم مخلصين ؛ ال‬ ‫ينفع العلم بال اخالص‪»..‬‬ ‫‪ /19‬مأخذ العلم ‪..‬‬ ‫« ال تقولوا رحمكم اهلل ‪ :‬إني آخذ العلم من األرض‬ ‫أو من السماء ؛ بل آخذه من الحق ؛ من غير أرض وال‬ ‫سماء‪.»..‬‬ ‫‪ /20‬شجرة الذكر‪..‬‬ ‫« القلوب أجنة واألذكار أشجار‪ ..‬ومعرفة معاني‬ ‫األسماء ماء ومشاهدة الجالل والجمال والكمال‪.‬‬ ‫ثمار‪ ..‬وسماع الحديث والكالم ثمار في ثمار‪.»..‬‬ ‫‪ /21‬إثبات ودخول‪..‬‬ ‫«‪ ..‬عليك بذكر اهلل ‪.‬‬ ‫أيها المريد ‪ :‬احــذف األلـف والالم تجــد لـذة‬ ‫عبادتك‪ ..‬فـإذا حذفتـه كنت من أهل اليقين ومن‬ ‫أهل الشهود‪.‬‬ ‫إذا رميت بالم النفي وراء ظهرك أثبت هلل الصفة‬ ‫الكاملة‪ ..‬فإذا قلت ‪« :‬ال إله» اجتمع الوجود كله في‬ ‫هذه الهاء‪ .‬وإذا قلت ‪« :‬إال اهلل» طلعت من أعلى‬ ‫الموجودات إلى دنو الرب‪ .‬قال اهلل العظيم ‪ :‬ثم دنا‬ ‫فتدلى‪ ..‬فإذا قلت ‪« :‬ال إله» رفعت الهمة األولى إلى‬ ‫الرب ‪ .‬وإذا قلـت ‪« :‬إال اهلل» غابت صفتــك بصفاته‬ ‫وتحلت ذاتك بذاته ‪ ،‬فكنت فانيا عما سواه‪ .‬وإذا قلت‬ ‫«ال إله» كنت متحيرا بوجودك ال تدري أين تمشي وال‬ ‫أين تمضي ‪ ..‬فإذا كنت على هذه الصفة أثبتت الصفة‬ ‫القديمة هلل‪ .‬وإذا أثبتت له الصفة القديمــة فتقـول‬ ‫«إال اهلل» نظـرت إلى اهلل بعيـن البقاء ؛ فيكون ذكرك‬ ‫مستويا مع قلبك ‪:‬‬ ‫• الجسم للفناء والقلب للبقاء‬ ‫• القلب للفناء والسر للبقاء‬ ‫• والسر للفناء والرب للبقاء‬ ‫كان اهلل في تجلياته محيطا بجميع األشياء ‪..‬‬ ‫استنارت قلوب العارفين بنوره‪ ..‬وأنسهم بقربه ‪..‬‬ ‫أيها المريد ‪ :‬عليك بقربه يا مسكين تكن حيا‬ ‫أبدا»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 04‬شتنرب ‪2018‬‬

‫إصابة أطباء بمستشفى عمومي‬ ‫‪ ‬بوباء السل الفتاك‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«التحالف الحكومي مهدد باالنهيار‬ ‫التام على خلفية قضية شرفات أفيالل‬

‫املنظمات الدولية بطنجة‬ ‫بني البارح واليوم‬ ‫رحم اهلل الملك الراحل الحسن الثاني الذي أنقـذ مدينة طنجـة‪ ،‬مما‬ ‫أسماه‪ ،‬هو نفسه‪ ،‬بـ «الزلزال االقتصادي» الذي «ضربها» نتيجة إلغاء «العهد‬ ‫الملكي» لهذه المدينة‪ ،‬من أجل انتقال سلس ومتدرج‪ ،‬من النظام الدولي‬ ‫الذي فرض عليها في فاتح يونيه ‪ ،1925‬إلى اإلندماج الكامل في النظام‬ ‫اإلداري والسياسي والمالي المغربي غداة االستقالل‪.‬‬ ‫إصرار وزيـر االقتصاد الوطني‪ ،‬آنذاك‪ ،‬على إلغـاء «العهد» الذي أعطـاه‬ ‫الملك الراحل محمد الخامس لممثلي طنجة‪ ،‬خالل مؤتمر فضالة سنة ‪،1958‬‬ ‫عجل برحيل أطنان من سبائك الذهب التي كانت تختزنها بنوك طنجة‪ ،‬كما‬ ‫عجل بخروج العمالت األجنبية بماليير الدوالرات‪ ،‬وطبعا برحيل رجال األعمال‬ ‫األجانب ‪ ،‬خاصة إلى إسبانيا‪ ،‬ليصنعوا مجددها االقتصادي الذي شفع لنظام‬ ‫فرانكو‪ ،‬لدى الشعب اإلسباني الذي كان يواجه أوضاعا اجتماعية واقتصادية‬ ‫صعبة للغاية‪.‬‬ ‫ولمواجهة األزمة التي جعلت من طنجة‪ ،‬مدينة منكوبة‪ ،‬أمر الراحل‬ ‫الحسن الثاني سنة ‪ ،1963‬بتكوين «اللجان الملكية إلنعاش طنجة» عملت‬ ‫بتعاون مع شخصيات بارزة من طنجة‪ ،‬من بينهم موالي عبد السالم الوزاني‪،‬‬ ‫ومحمد المهدي الزايدي‪ ،‬والمختار أبرودي‪ ،‬وأحمد أقلعي‪ ،‬رحمهم اهلل‪،‬‬ ‫ومحمد السوسي اإلدريسي‪ ،‬أطال اهلل بقاءه‪ ،‬على إعداد ملفات إنعاش طنجة‬ ‫رفعت إلى جاللة الملك الذي اتخذ بشأنها قرارات تفضل باإلعالن عنها في‬ ‫خطاب تاريخي‪ ،‬ألقاه‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬في ‪ 29‬شتنبر ‪1964‬ـ بقصر مرشان‪ ،‬الذي‬ ‫كان مقرا للمجلس التشريعي لطنجة الدولية‪.‬‬ ‫تدابير إنعاش طنجة‪ ،‬كان من أهمها إنشاء منطقة تجارية حرة ومنطقة‬ ‫صناعية حرة‪ ،‬وتشجيع النشاط التجارى عبر تمكين رجال األعمال من مبالغ‬ ‫هامة من العملة األجنبية‪ ،‬وتنشيط الميناء عبر تصدير ‪ 120‬ألف طن من‬ ‫حوامض اللوكوس والغرب من ميناء طنجة‪ ،‬واستيراد كل حاجيات المغرب‬ ‫من السكر من كوبا‪ ،‬عبر هذا الميناء إلى جانب امتيازات جبائية تحفيزية‬ ‫لتنشيط االقتصاد المحلي‪.‬‬ ‫إال أن الراحل الحسن الثاني ظل دوما مومنا بالدور الدبلوماسي الكبير‬ ‫والفعال الذي يمكن أن تقوم به مدينة طنجة‪ ،‬في العالقات الدبلوماسية‬ ‫لمغرب االستقالل‪ ،‬خاصة عالقات المغرب بالقارة اإلفريقية والعالم العربي‬ ‫وبمنظمة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وهكذا أنشا جاللته المركز اإلفريقي للتكوين والبحث اإلداري من أجل‬ ‫التنمية‪ )CAFRAD( ،‬وجعل مقـره بطنجـة‪ ،‬كما أنشـأ جمعية المنظمات‬ ‫اإلفريقية للتنمية التجارية (‪ )AOAPC‬وجعل مقرها أيضا بطنجة‪ ،‬واقترح‬ ‫على األمم المتحدة توطين اللجنة االقتصادية لشمال إفريقيا‪ ،‬بطنجة‪ ،‬وهو‬ ‫ما استجابت له المنظمة األممية‪ ،‬تقديرا لجهود المغرب ومليكه من أجل‬ ‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية بإفريقيا والعالم العربي وخلق فضاء‬ ‫للتعاون الدولي يكون محوره المغرب‪.‬‬ ‫عشرية الستينات والسبعينات والثمانينات شهدت نشاطاً دولياً واسعاً‬ ‫في طنجة‪ ،‬التي كانت فضاء متميزا للقاءات هامة إفريقيا وعربيا ودولياً‬ ‫حظي بتغطية إعالمية واسعة على مستوى العالم ‪ ،‬دون إغفال إسقاطات هذا‬ ‫الوضع على المغرب إعالميا‪.‬‬ ‫وأمـام النجـاح الذي حققتـه طنجة في استقطابهـا للنخبـة اإلفريقيـة‬ ‫والعربية والعالميـة التي ساهمت في بلورة تصور جديد للتعاون الدولي‬ ‫بتأطير من المغرب‪ ،‬تحركت «لوبيات» مشبوهة ـ للدعوة إلى نقل مقرات‬ ‫منظمـات طنجة الدوليـة من مقرهـا القانونـي بطنجـة‪ ،‬الذي أمر ببنائه‬ ‫جاللة الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬إلى العاصمة الرباط‪ .‬وهو ما كان‪،‬‬ ‫بالنسبة للكافـراد وللجنـة االقتصادية لألمم المتحدة لشمـال إفريقيـا‬ ‫(‪ .)C.E.A pour l’Afrique du Nord‬أما جمعية المنظمات اإلفريقية‬ ‫للتنمية التجارية‪ ،‬فقد دخلت في تعاون مع فيديرالية إفريقية اقتصادية قبل‬ ‫أن تنذثر وتختفي‪.‬‬ ‫ورغم انتقاله للعاصمة‪ ،‬فإن منظمة الكافراد فقدت حضورها المؤثر في‬ ‫المشهد اإلعالمي اإلفريقي والدولي ولم يعد لها ذلك اإلشعاع الدولي الذي‬ ‫وهبها إياه الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬وساعدت طنجة على استمرار توهجه‬ ‫لسنوات‪ ،‬وكذا الشأن بالنسبة للجنة االقتصادية األممية‪ ،‬التي خفت صيتها‬ ‫في المنطقة التي وجدت من أجل المساعدة على تنميتها‪.‬‬ ‫وها هي هيئة رقابة دول البحر األبيض المتوسط على الموانئ‪ ،‬الموجود‬ ‫مقرها بمصر‪ ،‬تهدد بنقل مقر مركز المعلومات الخاص بمراقبة المالحة‬ ‫التجارية وحركة السفن داخل موانئ الدول األعضاء‪ ،‬من البيضاء إلى مصر‪،‬‬ ‫بسبب «تجميد» عمل المركز وميزانيته ‪ ،‬نتيجة ما اعتبر «صراعات» داخلية‬ ‫على مستوى وزارة التجهيز والنقل المغربية‪ ،‬ما دفع أمين عام الهيئة إلى‬ ‫مطالبة وزير التجهيز والنقل‪ ،‬بحث السلطات البحرية المغربية على الوفاء‬ ‫بالتزاماتها وفق مذكرة التفاهم الموقعة بين الدول األعضاء في يونيه‬ ‫‪ ،1997‬وباإلسراع بالتوقيع على اتفاقية المقر‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبسبب «سوء تفاهم» بين مديرة المالحة التجارية بالمغرب‪،‬‬ ‫والمدير بالنيابة لمركز المعلومات الخاص بمراقبة المالحة التجارية وحركة‬ ‫السفن داخل موانئ الدول األعضاء في الهيئة‪ ،‬فإن المغرب قد يفقد احتضان‬ ‫المركز المذكور إذا ما استمر «البلوكاج» واضطر األمين العام للهيئة إلى‬ ‫نقل المركز إلى مقر األمانة العامة بمصر !‪..‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫وباء السل يضرب عددا من األطباء المغاربة واألطر الطبية‪ ،‬في‬ ‫القطاع العام‪ ،‬بمراكـش‪ .‬الوبـاء تفجر في مستعجالت مستشفى‬ ‫كبير‪ ‬بعاصمة ابن تاشفين‪ ! ‬األقوال تعددت حول أسباب ذلك‪ ،‬فيما‬ ‫الرأي الغالب أن ظـروف العمـل المزريـة التي يوجد عليها األطباء‬ ‫ومساعدوهم‪ ‬في التطبيب‪ ،‬هي التي مهدت النتشار «باسيل دي‬ ‫كوك»‪ ‬في قاعات المستعجالت حيث يواجه األطباء المرضى دون كامل‬ ‫حماية‪ ،‬كما هو المفروض‪.‬‬ ‫هذا الموضوع ليس طارئا‪ ،‬فلقد علم أن الجمعية الوطنية للتوعية‬ ‫ومحاربة داء السل‪ ،‬سبق وأن نبهت‪ ،‬بمكتوب‪ ،‬وزارة الصحة‪ ،‬إلى‬ ‫«االختالالت» التي تشوب البرنامج الوطني لمحاربة السل‪ ،‬حيث سجل‬ ‫هذا البرنامج إخفاقات‪ ‬عديدة‪ ،‬ولم يستطع التخفيف من اإلصابات‪ ،‬خاصة‬ ‫بين الطبقات الهشة التي يستهدفها المرض خاصة‪.‬‬ ‫وكرد فعل سريع‪ ،‬قامت وزارة الصحة بإغالق مستعجالت المستشفى‬ ‫المعني ونقل هذه المصلحة إلى مستشفيات أخرى بمراكش‪.‬‬ ‫هل هذا اإلجراء يكفي؟ وهل أصال‪ ،‬كان المسؤولون راضين بأداء‬ ‫مستعجالت «الرازي»‪ ‬بما تحمل من أخطار على‪ ‬صحة وسالمة‪ ‬األطر‬ ‫الطبية‪ ،‬وكيل يؤاخذ وزير الصحة األطباء المغاربة على رفضهم للعمل‬ ‫في المستشفيات الوطنية‪ ،‬والسعي إلى الهجرة‪ ،‬ووباء السل وأوبئة‬ ‫أخرى تتهددهم بسبب ظروف العمل الغير مالئمة ؟‬ ‫‪ ‬خاليها على اهلل والسالم‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الحج ‪ :‬العائدون يطالبون بالمحاسبة‬

‫تطورات مثيرة في قضية إلغاء مهام شرفات أفيالل‪ ‬التي وجدت‬ ‫نفسها‪ ،‬بين يوم وليلة‪ ،‬خارج الهندسة الحكومية‪ ،‬باقتراح من العثماني‬ ‫تقدم به إلى جاللة الملك‪.‬‬ ‫الغريب في هذه القضية‪ ،‬الغير مسبوقة‪ ،‬هو أن العثماني الذي‬ ‫يقود ‪ ،‬نظريا‪ ،‬حكومة سداسية األضالع‪ ،‬تصرف وكأنه رئيس حكومة‬ ‫أغلبيـة «بيجيديـة»‪ ،‬فلم يـر من فـائـدة في استشـارة حزب الوزيرة‪ ‬‬ ‫الملغـاة مهامهـا‪ ،‬وال باقـي مكونات الحكومة‪ ‬الملتزمـة منذ فبراير‬ ‫الماضي‪ ،‬بميثاق األغلبية ‪ ‬المنظم لطرق ‪ ‬تعاملها الجماعي في ما يخص‬ ‫تدبير الشأن العام‪.‬‬ ‫موقف العثماني يبقى غامضا‪ ‬بالنظر إلى قوة ارتباط حزب الكتاب‬ ‫بحزب المصباح‪ ،‬الذي ساند‪ ،‬وبقوة‪ ،‬حكومة بنكيران‪ ،‬ثم حكومة العثماني‬ ‫بالرغم من انتقادات «اليسار»‪ .‬ومما زاد في غموض هذا الموقف‪ ،‬ادعاء‬ ‫العثماني ‪ ‬خالل استقباله لوفد التقدم واالشتراكية‪ ،‬أنه لم يعلم بالقرار‬ ‫المعلوم سوى ليلة اإلعالن عنه‪ .‬فهل يريد العثماني إقحام القصر في‪ ‬‬ ‫قرار إلغاء كتابة الدولة المكلفة بالماء والحال أن بالغ الديوان الملكي‬ ‫أعلن أن رئيس الحكومة هو الذي تقدم باقتراح بهذا الخصوص‪ ،‬أم إنه‬ ‫يريد إحياء مقولة «الدولة العميقة» العزيزة على بنكيران؟‬ ‫على كل حال‪ ،‬تحالف العثماني مهدد اليوم باالنهيار التام‪ ،‬بعد‬ ‫أن طالب مجلس الرئاسة لحزب التقدم واالشتراكية‪ ‬باالنسحاب من‬ ‫الحكومة ‪ ،‬وبعد أن طالب المكتب السياسي استدعاء‪ ‬اللجنة المركزية‬ ‫لالنعقاد في دورة استثنائية للحسم في القضية‪.‬‬ ‫ويرى كثير من المتتبعين أن مبررات إلغاء مهام أفيالل‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تنسحب على معظم القطاعات الحكومية‪ ،‬بدليل تقارير المكتب األعلى‬ ‫للحسابات الذي رصد العديد من «االختالالت» في قطاعات حكومية‬ ‫أساسية‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫جدل حول «تبذير» أموال التعاضدية‬

‫‪« ‬ها ما قلنـا»‪ ،‬وما كنا ننتظر‪ ‬أن نسمعه من أفـواه الحجــاج‪،‬‬ ‫حـول ظـروف حجهـم هذا العـام‪ ،‬وليس مما تفوه به وزير األوقاف‬ ‫والشؤون األخرى‪ ،‬في الموضوع‪ ،‬حول ما اعتبره «أكاذيب السنوات‬ ‫الماضية»‪ ‬وتأكيده أن الحجاج المغاربة‪ ‬أدوا مناسك الحج في أحسن‬ ‫الظروف «افتراضيا» طبعا‪! ‬‬ ‫أما على أرض الواقع‪ ،‬فاألمر مختلف‪ ،‬تماما‪ ‬عن رواية التوفيق‪ ‬الذي‬ ‫اضطر‪ ،‬تحت ضغط الواقــع الذي واجهتــه به «المواقع»‪ ‬اإلعالمية‪،‬‬ ‫بالصوت والصورة‪ ،‬إلى «التدخل» لدى المكلفين بالحج بالسعودية‪،‬‬ ‫الذين يكونون قد اعتذروا عما حصل ووعدوا‪.....‬‬ ‫وجاء على لسان «حاج» من حجاج التوفيق‪ ،‬قوله‪ ،‬وفق موقع إعالمي‪،‬‬ ‫«إننا شفنا الموت‪ ‬بأعيننا‪ ،‬ولوال وطنيتنا‪ ،‬لكانت ردة فعلنا أكبر»‬ ‫غضب الحجاج وثقته أشرطة فيديو‪ ،‬تظهرهم في وضعيات كارثية‬ ‫ال تليق بكرامة اإلنسان‪ ،‬ينامون قرب المراحيض وحاويات األزبال‪ ،‬ويقدم‬ ‫لهم طعام «فاسد»‪ ،‬قد تعافه كالب التوفيق وساجد ومن معه‪.‬‬ ‫تردي الخدمــات سواء على مستــوى النقـل أو السكن‪ ،‬حيث‬ ‫«حشروا»‪ ‬في خيام ضيقة كعلب السردين‪ ،‬دون مراعاة لسنهم أو‬ ‫ألحوالهم الصحية‪ ،‬أو على صعيد التغذية‪ ‬أو المعاملة‪ ‬التي اعتبرها‬ ‫الكثيرون كارثية‪ ،‬بل إن منهم من ربطها بتبعات «المونديال»‬ ‫المعروفة‪! ‬‬ ‫أخبار البرلمـان تتحـدث عن تسجيـل سؤال استفسار للتوفيق‪،‬‬ ‫خالل دورة أكتوبر‪ ،‬في موضوع الحج هذا العام‪...‬ونحن نترقب أن يرد‬ ‫التوفيق بأن الحج تم في ظروف « مبرورة»‪ ‬وأن ما حدث يبقى أمورا‬ ‫معزولة سرعان ما وقع التغلب عليها بفضل‪ ‬التدخل‪« ‬الحازم» «للبعثة»‬ ‫التي‪« ‬قطعت الحس» بمجرد أن أقلعت الطائرة التي أقلتها‪« ‬فابورا»‬ ‫إلى‪ ‬ديار تركي آل الشيخ‪.....‬‬ ‫الذي ننتظره‪ ،‬ومن حقنا ذلك‪ ،‬أن يفتح تحقيق في الموضوع‪ ،‬وتحدد‬ ‫المسؤولية ويترتب عنها جزاءات مناسبة‪ ،‬ألن األمر يتكرر في كل موسم‪،‬‬ ‫وكل موسم حج يترك حجاجا غاضبين من معاملة‪ ‬المشرفين على الحج‪،‬‬ ‫مغاربة وسعوديين‪ ،‬حتى أصبح الحج رديفا للمعاناة في مخيلة العديد‬ ‫من المغاربة الذين لوال إيمانهم وتدينهم‪...... ،‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل العلي القدير‪! ‬‬

‫أثار رئيس التعاضدية العامة لموظفي اإلدارات العمومية جدال‬ ‫واسعا في الصحافة المغربية بسبب ما اعتبر تبذيرا ألموال المساهمين‬ ‫في تغطيات «برامكية» لمصاريف االجتماعات العمومية التي تعقد عبر‬ ‫التراب الوطني والتي تكلف ‪ ‬الماليين‪ ،‬وإبرام صفقات مشبوهة وغيرها‬ ‫مما أوردته بعض الصحف‪ ،‬في تقارير موثقة‪.‬‬ ‫وكان الرأي العام ينتظر بيانات في الموضوع ممن تهمهم‬ ‫«الشفاقية» ويحرصون على حماية المال العام من التبذير أو االستعمال‬ ‫السيء‪.‬‬ ‫ال يعني هذا أن الرأي العام صدق كل ‪ ‬ما نشر بشأن الماليين‬ ‫التي أنفقت على الجموع العامة واألموال التي رصدت للمناديب ‪ ،‬إلى‬ ‫آخره‪ .‬ولكن من حقه أن ينتظر بيانا في الموضوع‪ ،‬يؤكد أو ينفي أو‬ ‫يسفه «ادعاءات» الصحافة الوطنية التي تقع‪ ،‬حينذاك‪ ،‬تحت طائلة الزجر‬ ‫القضائي‪ .‬المنصوص عليه في قانون الصحافة والنشر‪.‬‬ ‫شيء من المعقول يا عباد اهلل‪ ..... ! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫المطلوب من رجال‬

‫السلطة‪ ‬‬

‫رجال السلطة مطالبون بتنزيل النموذج التنموي الجديد‪ ‬محليا‬ ‫وجهويا‪ ‬من خالل النهوص‪ ‬باألوضاع االجتماعية ‪ ‬انطالقا من هيكلة‬ ‫«شاملة» و «عميقة» للبرامج‪ ‬والسياسات‪ ‬الوطنية في مجال الدعـم‬ ‫والحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫وهم مطالبون أيضا بإحداث فرص الشغل الضامن للكرامة‪ ‬من‬ ‫خالل نقلة نوعية في مجال االستثمار‪ ‬ودعم قطاع اإلنتاج الوطني‪ ‬‬ ‫وتفعيل إصالح المراكز الجهوية‪ ،‬ووضع قضايا الشباب في صلب النموذج‬ ‫التنموي‪ ‬الجديد ‪ ،‬وإرساء دعائم الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي‬ ‫لتنظيم وتنمية التراب الوطني‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان‪ ‬المتتبعين للشأن ‪ ‬المحلي والجهوي‬ ‫هو أن المطلوب من رجال السلط‪ ،‬حسب وزير الداخلية‪ ،‬يفوق ‪ ‬بكثير‬ ‫المخول لهم من االختصاصات واإلمكانات وما يتوفرون عليه من طاقات‪،‬‬ ‫بل إن مما يطلب منهم ما فشلت الدولة في تحقيقه‪ ‬كمشروع الجهوية‬ ‫المتأرجح بين رغبات المواطنين وعناد الداخلية في ما يخص تقاسم‬ ‫االختصاصات واإلمكانات المادية والمعنوية‪....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫«كلنا خديجة»‬

‫مبادرات مكافحة التحر�ش يف العامل العربي‬ ‫وجهات مدنية تطالب بالعقوبات الزجرية الرادعة للمغت�صبني‬ ‫«ضاعت حياتي»‪ ،‬هكذا وصفــت‬ ‫«خديجة» ذات الـ ‪ 17‬عاما حــادث‬ ‫اختطافها واإلعتداء عليها‪« ،‬خديجة»‬ ‫ليسـت الضحيـــة الوحيدة‪ ،‬فهناك‬ ‫المئات من الضحايـــا ُ‬ ‫األخريات في‬ ‫المغرب‪ ،‬كما أعاد حادث اإلعتداء‬ ‫عليها مبــادرات مكافحــة التحرش‬ ‫للواجهة‪.‬‬ ‫ظـــهـــرت «خديجـــة» مُموهـة‬ ‫الوجه في شريط فيديو على موقع‬ ‫إلكتروني‪ ،‬وهي تحكــي تفاصيـــل‬ ‫اختطافها واإلعتـــداء عليهـــا‪ ،‬بدت‬ ‫الفتاة متماسكة في بداية الشريط‪،‬‬ ‫لتنهار بالبكاء في نهايته قائلة «لقد‬ ‫اعتدوا على شرفي»‪.‬‬ ‫أشعلت بشاعــة الحادث غضـــب‬ ‫الرأي العــــام في المغرب ودفعت‬ ‫الكثيرين إلطالق حملة على مواقع‬ ‫التواصل اإلجتماعي تحـت هاشتاج‪:‬‬ ‫«كلنا_خديجــة» لدعـــم الضحيـــة‬ ‫والتوقيع على عريضة لمطالبة السلطات المغربية بتحمل نفقة‬ ‫عالجها‪.‬‬ ‫وفي تصاريح إعالمية‪ ،‬أكد والد الضحية أن عدة جمعيات أعربت‬ ‫عن مساندتها البنته وقيامها بالتخطيط إلرسال قافلة طبية إلجراء‬ ‫التحاليل الالزمة لها وتشخيص حجم الضرر الذى وقع عليها‪ .‬كما‬ ‫ذكر أنه في انتظار مقابلة ممثل عن وزارة الصحة المغربية‪ ،‬إذ من‬ ‫المقرر أن يتم تشكيل لجنة طبية تجمع جمعيات المجتمع المدني‬ ‫ووزارة الصحة معا لضمان استمرارية الدعم الصحي والنفسي‬ ‫الالزمين للضحية‪.‬‬ ‫ردود الفعــل الداعمـة لخديجــة والمنددة بالحادث عبـرت الحدود‬ ‫المغربية ووصلت إلى الجارة تونـس‪ ،‬فقــد أعلن التونســــي «فواز‬ ‫زهمول»‪ ،‬المتخصص في رسم الوشوم‪ ،‬عبر حسابه على «فيسبوك»‪،‬‬ ‫والذي يتابعه حوالي ‪ 12‬ألف مستخدم‪ ،‬عن تواصله مع والد خديجة‬ ‫واستعداده تولي مسؤولية إزالة كافة الوشوم المُسيئة التي تركها‬ ‫المغتصبون على جسدها بدون أي مقابل‪.‬‬ ‫وتحدث «فواز زهمول» عن صعوبة عملية إزالة الوشوم من على‬ ‫جسد الشابة المغربية قائال‪« :‬يستلزم األمر أكثر من رحلة واحدة لها‬ ‫إلى تونس‪ ،‬وهذا يتوقف على حدة وعمق كل وشم على جلد الفتاة‪،‬‬ ‫بعد المحاولة األولى إلزالة الوشوم‪ ،‬يحتاج الجلد لحوالي شهر حتى‬ ‫يهدأ لنتمكن من استكمال العملية»‪.‬‬ ‫الحقوقيــة «خديجـــة الرياضي»‪ ،‬أشادت بـ «قدرة منظمات‬ ‫المجتمع المدني في المغرب على التعبئة بشكل سريع وقوي‬ ‫للوقوف بجانب الفتاة فور السماع بالحادث»‪ .‬وأضافت الرياضي‪:‬‬ ‫«ال ينحصر دور المجتمع المدني في مرافقة الضحية والوقوف‬ ‫معها بعد أن تقع الجريمة فقط‪ ،‬بل يمتد ليشمل التعريف‬ ‫بحقوق النساء ومبدأ المساواة بين الجنسين ودور المرأة في‬ ‫المجتمع»‪ .‬‬ ‫وقالت الرياضـي ‪« :‬تشير اإلحصائيات األخيرة إلى تضاعف‬ ‫جرائم اختطاف ال ُقصر من ‪ 800‬حالة عام ‪ 2016‬إلى ‪1.600‬‬ ‫حالة خالل عام ‪ .2017‬ويعكس انتشار العنف ضد القاصرين‬ ‫وضد النساء بشكل خاص عجز الدولة عن حماية أطفالها‬ ‫ونسائها وأزمة قيم عميقة بالمجتمع المغربي»‪ .‬‬

‫اإلعالم اإلجتماعي منصــة لفضــح التحـــرش‬ ‫الجنسي‬ ‫لعبت وسائل التواصل اإلجتماعي الدور األبرز في الكشف‬ ‫عن حادث الفتاة األخير والتعبئة المجتمعية لمساندة الضحية‬ ‫ووصول الخبر ألسماع العديدين خارج المغرب وقيامهم بعرض‬ ‫المساعدة للفتاة وأسرتها‪ .‬كما أن الحادث الذي تعرضت له‬ ‫خديجة ليس األول الذي يصل ألسماع المغاربة عبر وسائل‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪.‬‬ ‫ففي العام الماضي‪ ،‬أشعل حادث اإلعتداء الجنسي على فتاة‬ ‫مغربية في حافلة عمومية لنقل الركاب» غضب مستخدمي‬ ‫وسائل التواصــل اإلجتماعي في العالــم العربــــي وليس في‬ ‫المغرب وحده‪.‬‬ ‫وال تقتصر هــذه الحـوادث على المغرب‪ ،‬إذ انتشر مؤخرا‬ ‫شريط فيديو يظهر فيه شخص مصري يلفظ أنفاسه األخيرة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫بعد طعنــه من جانــب رجل تحرش‬ ‫بزوجته على شاطــئ من شواطئ‬ ‫مدينة اإلسكندرية‪ ،‬الحادث اآلخـــر‬ ‫الذي أثــار جد ًال واسعاً على وسائـــل‬ ‫التواصــل اإلجتماعــي‪ ،‬هو شريـــط‬ ‫فيديو قامــت فتاة مصرية بتصويره‬ ‫لشاب أثناء محاولة التحرش بها في‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫رئيسة جمعية «ما تقيش والدي»‪،‬‬ ‫نجية أديـــب لطالمــا دافعت على‬ ‫تشديد العقوبات في هذه الجرائم‬ ‫التي تطال كثيرا من القاصرين‪ ،‬إذ‬ ‫تؤكد على أن األحكام التي تصدر في‬ ‫هذا اإلطار «تشجع على اإلغتصاب»‪.‬‬ ‫«لألسف اللحم رخيص عندنا وال‬ ‫نوليه أي أهمية» تقول أديب‪ ،‬قبل‬ ‫أن تضيف متسائلة «ماذا يعني أن‬ ‫يغتصب شخص ويحتجز ويشوه وفي‬ ‫النهاية يُحكم عليه بسنتين؟ هذا‬ ‫يعني التشجيع!»‪.‬‬

‫وتتابع المتحدثة مشددة على أنه «ال توجد أحكام ترقى إلى مستوى‬ ‫وحجم فضاعة هذه الجرائم» مشيرة إلى أنها لطالما طالبت بتشديد‬ ‫العقوبات في هذه الجرائم لتصل حتى إلى «اإلعدام واإلخصاء»‪.‬‬ ‫أديب التي تتابع من خالل جمعيتها ملفات كثير من األطفال‬ ‫ضحايا اإلعتداءات الجنسية‪ ،‬تورد تجارب عدد من الضحايا وعائالتهم‪،‬‬ ‫وتوضح أنهم كثيرا ما وقفوا على صدمة هؤالء من األحكام الصادرة‬ ‫في هذه الجرائم والتي «ال ترد حتى االعتبار لهم»‪.‬‬ ‫وتجزم المتحدثة بقدرة األحكام المشددة على الحد من الظاهرة‬ ‫«حينها لن يجرؤ أحد على اإلتيان بنفس الجريمة»‪ ،‬وتضيف «لو‬ ‫صدرت في حق شخص من مرتكبي هذه الجرائم أحكام مشددة‬ ‫فسيكون عبرة لآلخرين ولكن حين نسمع عن أحكام تتراوح بين‬ ‫سنتين وسنة ونصف سجنا فأين هو الردع في هذا؟»‪.‬‬ ‫و في بيان استننكاري أصدرته على إثر الجريمة‪ ،‬أو باألحرى الجرائم‬ ‫التي تعرضت لها خديجة‪ ،‬سجلت فيدرالية رابطة حقوق النساء ما‬ ‫وصفتها بـ «العودة العنيفة لإلعتداءات الجنسية ضد النساء من‬ ‫جديد واتساع ظاهـرة العنـــف»‪ ،‬كمــا طالبت الدولة بـ «سن قانون‬ ‫يوفر الحماية والوقاية وجبر الضرر وعدم اإلفالت من العقاب» إذ‬ ‫أكــدت على «قصور» القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‬ ‫في هذا اإلطار‪.‬‬ ‫عضوة الفيدرالية‪ ،‬سميرة موحيا‪ ،‬توضح أنهم في إطار‬ ‫الفيدرالية قاموا بزيارة الضحية خديجة ووقفوا على «خطورة»‬ ‫و «بشاعــة» الجريمـة التي تعرضــت لهــا والتي «ستتذكرها‬ ‫بتفاصيلها كلما نظرت إلى جسدها» في إشـارة إلى الوشوم‬ ‫والحروق التي تعرضت لها‪.‬‬ ‫وتتساءل موحيا بأســـف عما سيقدمه القانون المتعلـــق‬ ‫بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬في هــذه الحالــة‪ ،‬قبل أن تردف‬ ‫«القانون قاصر وال يجيب على شيء»‪.‬‬ ‫وتابعت «إذا لم نتوفر على قانون يشمل الوقاية والحماية‬ ‫وجبر الضرر وعدم اإلفالت من العقاب فإن الظاهرة ستستمر‬ ‫وستتسع رقعتها يوما بعد يوم»‪ ،‬تقول موحيا وهي تشير إلى‬ ‫انتشار الظاهرة وتطور درجة بشاعتها بأن صارت االغتصابات‬ ‫«جماعية» وترتكب أحيانا في «فضاءات عامة»‪.‬‬ ‫«كل هذا ألنـه ال يوجد رادع ال أخالقي وال قانوني» تقول‬ ‫المتحدثة التي تضيـف «القوانين لدينا تكرس العنــف» كما‬ ‫أن هذه القوانين بشكلها الحالي وفقها «قاصرة وفارغة»‬ ‫باإلضافة إلى كونها «ال تعمل على المــدى البعيد» من خالل‬ ‫التفكير في مستقبل الضحية وسبل إدماجها في المجتمع‪.‬‬ ‫«الظاهـــرة ليســت موضوعا جديـــدا بل قديم» والحركة‬ ‫النسائية لطالما كانت تطالب بقانـون شامل يتناول البعد‬ ‫الزجري باإلضافة إلى أبعاد أخــرى‪.‬‬ ‫ولكن «اليوم وفي ظل قانون يجرم العنف واإلغتصاب ما‬ ‫تزال الظاهرة تتكرر» والحكومة المغربية مطالبة ببذل مجهود‬ ‫للتعريف بالقانون وحيثياته ليتم الردع وفي الوقت نفسه يجب‬ ‫مواكبة هذا القانون بإصالحات تمس القانون الجنائي‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)424‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫الق�صر الكبري ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫عودة حبيبة وابنيها ألسرتها‬ ‫بدوار جبل الغني بمبادرة إنسانية من‬ ‫مجموعة األمل المباركة من طنجة‪ ‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫نجحت مجموعة من الجمعيات المدنية بطنجة‪ ،‬المشكلة لمجموعة األمل‬ ‫المباركة‪ ،‬في إعادة السيدة حبيبة‪ .‬ح‪ ،‬ذات ‪ 21‬سنة إلى بيت والديها بدوار جبل‬ ‫الغني قريبا من القصر الكبير‪.‬‬ ‫السيدة حبيبــة‪ ‬تعــاني من اختــالل عقلـي دفعهــا إلى اإلقامة‪ ‬رفقــــة‬ ‫ابنيهـا ‪( ‬ياسميــــن سنتــان‪ ،‬ومحمــد ياسين‪ 9 ‬أشهر) بجانــب محطــة‬ ‫الحافالت‪ ‬لمدة تقارب الشهر‪.‬‬ ‫الفاعلة الجمعوية السيدة مليكة التومي صرحت قائلة ‪ :‬لما وصلنا‪ ‬إلى‪ ‬بيت‬ ‫األسرة التي استقبلتنا باألحضان على عادة األعراف البدوية المغربية دون معرفة‬ ‫سابقة بمن نكون ؛‪ ‬وبطريقتنا واقناعاتنا لألب رب األسرة استطعنا أن نؤثر عليه‬ ‫ونمحو من ذهنه فكرة العار الذي جلبته له على حد قوله‪ ،‬إذ استبدلناها له بفكر‬ ‫الحس اإلنساني والعطف األبوي والتصالح مع واقع أسرته التي افتقدت عنصرا‬ ‫منها‪ ،‬فأخذناه معنا إلى طنجة هو وواحدة من بناته ليتسلمها هو بنفسه لعله‬ ‫يتأثر بنزالء مركز اإلدماج االجتماعي وظروف إقامتهم البعيدة كل البعد عن الحس‬ ‫اإلنساني ‪ ،‬وتدب في قلبه الرحمة والحس األبوي ويتشبع قلبه بالرافة والتسامح‬ ‫ويتقبلها كإنسانة اختار لها القدر أن تكون مختلة عقليا في عز شبابها فيغير‬ ‫طريقة تعامله معها ‪.‬‬ ‫وكانت مجموعة األمل المباركة قد قامت في ‪ 15‬غشت الفارط بمساعدة‬ ‫السلطة بنقل السيدة حبيبة وطفليها إلى مركز اإلدماج االجتماعي بالزياتن بعد‬ ‫الوقوف على مأساتها وتعرضها لنهش الذئاب البشرية‪ ،‬إال أن الحالة التي يتواجد‬ ‫عليها المركز المذكور دفعت السيدة مليكة التومي إلى توجيه نداء عبر تدوينة‬ ‫على منصة للتواصل االجتماعي تقول فيها ‪:‬‬ ‫«حرام وحرام على مركز مدرج ضمن المبادرة الوطنية التي اطلقها صاحب‬ ‫الجاللة إلنقاذ الضائعين والمحرومين والمشردين أن تصاب بمثل هذا اإلهمال‬ ‫والالمباالة‪ .‬المسيرون فيه يشتغلون على الواجهة والعنصر البشري األساسي‬ ‫مقصي وال من يرعاه رغم ميزانية الدولة التي تصب فيه ومساعدات المحسنين‬ ‫وتبرعاتهم الالمنقطعة‪ .‬إال أن المركز في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في‬ ‫تسييره‪ .‬من المفروض أن يكون المركز على درجة عالية من النظافة والعناية ألن‬ ‫فيه نفوسا بشرية تستوجب الرحمة ‪ .‬فالمطبخ‪ ‬جد متسخ والرائحة فيه كريهة‬ ‫تفوح من قنواته‪ .‬مشهد تشمئز منه النفس ‪.».....‬‬

‫حممد كما�شني‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪424‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫ق�ضية «مقهى و مطعم الريا�ض» بطنجة‬ ‫فاطمة حمادي‪ ...‬ال�سيدة التي ظلمت و ع ِّنفت‬ ‫و�سلبت حقوقها و�أُلقيت بال�شارع ب�سبب جربوت الب�شر‬ ‫ُ‬ ‫وظلم القانون‬ ‫فاطمة‪�“ :‬أمتنى من جاللة امللك �أن ينظر �إلى ق�ضيتي‬ ‫لأ�سرتجع حقوقي و�أنقذ نف�سي من ال�ضياع”‬ ‫منذ نعومة أظفارها وهي تعيش تحت سقف بيت تملكه‬ ‫أسرة فرنسية‪ ،‬تتكون من زوج وزوجة‪ ،‬احتضنا فاطمة‬ ‫وكانت لهم اإلبنة والرفيقة‪ ،‬كبرت فاطمة وهي تعتبر‬ ‫الزوجين بمثابة األبوين الحقيقيين‪ ،‬كانت لهم اإلبنة‬ ‫التي تهتم بكل تفاصيلهما‪ ،‬كبرت فاطمة وكبر الزوجين‪،‬‬ ‫مرضت سيدة البيت وأصبحت تتنقل بين المغرب وفرنسا‬ ‫للعالج‪ ،‬فقررت في يوم من األيام‪ ،‬اإلستقرار بشكل نهائي‬ ‫بفرنسا‪ ،‬أخبرت زوجها بذلك‪ ،‬هذا الزوج الذي أبى إال أن‬ ‫يتم مشوار حياته بالمدينة التي شهدت مراحل شبابه‬ ‫وشيخوخته‪.‬‬ ‫ظـل كل شيء على ما هو عليه‪ ،‬أصبحت فاطمة إبنة‬ ‫وممرضة وراعيــة لسيد البيـت‪ ،‬تهتم بشؤونه وشؤون‬ ‫المقهى الذي يملكه وزوجته‪ ،‬توفيت السيدة بفرنسا‪،‬‬ ‫وانتقلت السلطة المحلية بطنجة إلى المحل المذكور‬ ‫لإلستفسار عن مصير المقهى الذي كانت تملك رخصته‬ ‫السيدة المتوفاة‪ ،‬فعمدت السلطة إلى إقفاله إلى حين‬ ‫تجديد الرخصة باسم أحد من الموجودين‪ ،‬وهنا نقصد‬ ‫السيد واإلبنة‪.‬‬ ‫مرض سيد البيـت‪ ،‬وتقدم في العمر كثيرا‪ ،‬لم يعد‬ ‫يقوى على تحمل مسؤولية أي شيء‪ ،‬وألن فاطمة كانت‬ ‫دائما تحت أقدامـه‪ ،‬رعته‪ ،‬اهتمت بتفاصيله‪ ،‬من مأكل‬ ‫ومشرب وتمريض‪ ،‬ما جعله يقدر لها كل ما قامت به من‬ ‫أجله‪ ،‬فتنازل لها عن كل ما يملكه‪ ،‬بما في ذلك حصته‬ ‫القانونية من الملك المشترك بينه وبين زوجته‪ ،‬والذي‬ ‫هو اآلن بينه وبين ورثتها‪ ،‬هؤالء الذين لم يكن لهم أثر‬ ‫لعشرات السنين منذ أن توفت والدتهم‪.‬‬ ‫كتب لها إذن كل ما يملكه‪ ،‬شرط أن تتكفل به إلى‬ ‫آخر العمر‪ ،‬فكان له ذلك‪ ،‬لم تقصر يوما فاطمة في أداء‬ ‫واجبها اتجاه الرجل الذي تتخذه أبا لها‪ ،‬إلى أن توفاه اهلل‪،‬‬ ‫ودفن بطنجة كما أوصى بذلك‪ ،‬قامت القنصلية الفرنسية‬ ‫بطنجة باإلنتقال إلى مسكن المتوفى وأحصت ممتلكاته‬ ‫من أثاث ووثائق كما هو متعارف عليه‪ ،‬وتبعتها السلطة‬ ‫المحلية بطنجة‪ ،‬التي اقترحت على فاطمة تأدية مستحقات‬ ‫الدولة من ضرائب وغيرها‪ ،‬والتي كانت في ذمة المتوفى‬ ‫والمحل السابق الذي تم إقفاله‪ ،‬حتى يتسنى لها فتحه‬ ‫من جديد وأخذ رخصة باسمها واستغالل حقها في الملك‬ ‫بحكم نصيبها الذي خوله لها سيد البيت منذ سنوات‪.‬‬ ‫فكان ذلك‪ ،‬دفعـــت فاطمة مستحقــات الدولة على‬ ‫أتمها‪ ،‬استخرجت رخصة لفتح المقهى والمطعم باسمها‪،‬‬ ‫أدت اإلشتراكات بما فيها الكهرباء والماء والهاتف وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬اشتغلت بذمة وجدية‪ ،‬أفنت شبابها وهي تحاول‬ ‫أن تجعل من «مطعم الرياض» قبلة السياح والساكنة‪،‬‬ ‫المكان التقليدي المحاط باألشجار والورود‪ ،‬بنت بيتها‬ ‫وبعض المرافق الخاصة بها على نفس المساحة التي‬ ‫تمتلكها‪ ،‬كبر المشروع وذاع صيته بالمغرب وخارجه‪،‬‬ ‫كل هذا وهي تشتغل عليه رفقة إخوتها وذويها‪ ،‬ليصبح‬ ‫المكان مصدر رزق العديد من األسر‪.‬‬ ‫بعد سنين طوال‪ ،‬وتحديدا في ‪ ،2007‬ظهر شخص‬ ‫مغربي ويحمل الجنسية الفرنسية‪ ،‬يحمل ورقة يقول أنها‬ ‫عبارة عن توكيل خاص من أحد ورثة السيدة المتوفاة‬ ‫بفرنسا‪ ،‬يقضي بطرد فاطمة من الملك بأكمله‪ - ،‬أن‬ ‫الملك كان مشتركا بين الزوجين وأن الزوج قام بالتنازل‬ ‫لفاطمة عن حصته من عشرات السنين‪ ،-‬وبالرغم من‬ ‫هول الموقف‪ ،‬إال أن فاطمة تمتلك مستندات ووثائق‬ ‫تحفظ لها حقها‪ ،‬فالمغرب ليس بلد الغاب‪ ،‬والقانون‬ ‫يحفظ لكل ذي حق حقه‪.‬‬

‫طــرحــت فاطمــة كــل الوثـــائـــق على طــــاولـــة‬ ‫المسؤوليــن‪ ،‬وقـــام محاميهـــا بالتشكيك في مصداقية‬ ‫ورقة التوكيل المزعوم‪ ،‬خصوصا وأن هذا التوكيل غير‬ ‫مختوم بشكل رسمي من جهة رسمية وال يحمل إشارة‬ ‫توحي بصحته‪ ،‬ومع ذلك دخلت فاطمـة عالم المحاكم‬ ‫والقضاء‪ ،‬دافعت عن حقها بكل ما أوتيت من قوة‪ ،‬ووقفت‬ ‫في وجه الشخص الذي تعامل معها بكل عنف وجبروت‪،‬‬ ‫والذي استقوى عليها بمالــه ومعارفـــه الذين سخرهم‬ ‫لإلستيالء على كل ما تملكه‪.‬‬ ‫في مرحلة اإلستئنـــاف بمدينــة فـــاس‪ ،‬أقر قاض‬ ‫التحقيق بعدم صحـــة التوكيل الرسمي في أول األمر قبل‬ ‫أن يغير رأيه ويقر بصحته‪ .،‬فعاد الشخص المذكور من‬ ‫فاس متوجها مباشرة إلى بيت فاطمة وأسرتها‪ ،‬ومحل‬ ‫اشتغالها‪ ،‬رفقة أعوان السلطة واألمن المحلي‪ ،‬ليهجموا‬ ‫عليها ويسلبوها ملكها ويرموا بها هي وأسرتها خارج‬ ‫المكان‪ ،‬علما أن ما هو متنازع عليه قانونيا هو جزء بسيط‬ ‫من مساحة ما تملكه فاطمة‪ ،‬الجزء اليتيم‪ ،‬وليس كل ما‬ ‫هو في اسمها‪ ،‬إال أن طغيان من نفذوا أمر اإلفراغ جاء‬ ‫على األخضر واليابس‪ ،‬فقدت فاطمة قواها ونقلت إلى‬ ‫المستشفى على وجه اإلستعجال بدون أوراق إثبات للهوية‬ ‫وال مال وال شيء يدل عليها لتترك هناك بالمستشفى‬ ‫بحالة مزرية‪.‬‬ ‫استرجعــت فاطمــة قواهـا وأستفاقـت من الصدمة‬ ‫التي جرت عليها‪ ،‬لتجد نفسها ال تملك شيئا بين عشية‬ ‫وضحاها‪.‬‬ ‫فاطمة اليوم طرقت كل األبواب‪ ،‬ال أحد يريد سماعها‪،‬‬ ‫ال أحـد يـريـد اإلطـالع على الوثائـق التي تثبت حقها‬ ‫وملكيتها لكل ما سلبوها إياه‪ ،‬حتى القضاء لم ينصفها‪،‬‬ ‫ففي كل مرة كانت تجد نفسها وسط ما يشبه العصابات‬ ‫المنظمة‪ ،‬التي تحكم بعرفها وقوتها‪ ،‬وتستعمل ثغرات‬ ‫القانون طريقا لها لإلستيالء على حقوق الغير دون ترك‬ ‫دالئل ضدها‪ ،‬لكن حالة فاطمة تستدعي التوقف عند‬ ‫نقاط مهمة‪ ،‬أولها حقها الشرعـي في المكان المتنازع‬ ‫عليه والذي يفوق بكثير حـق أحـد الورثة الذي يزعم‬ ‫الشخص المذكور أن لديه توكيال خاصا منه‪ ،‬هذا التوكيل‬ ‫المشكوك في صحته‪ ،‬وفي المقال صورة من هذا التوكيل‬ ‫المشبوه‪ ،‬حتى يتسنى للقراء من أصحاب الخبرة في‬ ‫المجال‪ ،‬أن يفيدونا بمدى صحته على األقل من خالل‬ ‫شكله‪ ،‬فضال عن شكل تنفيذ قرار اإلفراغ الباطل من‬ ‫األصل‪ ،‬ألن التوكيل المزعوم يهم فقط جزءا من الملك‪،‬‬ ‫لكن التطبيق أتى على كل شيء‪.‬‬ ‫فاطمة اليوم تستنجد بملك البالد‪ ،‬لم يعد أمامها‬ ‫غيره‪ ،‬ألنه لن يرضى بهذا الظلم‪ ،‬لن يرضى بأن يستقوي‬ ‫شخص ذو ممارسـات مثيــرة وعنيفــة يطبعها الجبروت‬ ‫والتس ّلـط‪ ،‬على امرأة تجاوزت الستيـن من العمر‪ ،‬عاشت‬ ‫تكد وتعمل وتجتهد بعملها‪ ،‬لتجد نفسها اآلن عرضة‬ ‫للتشرد والضياع‪ ،‬ليست هي فقط‪ ،‬بل أسرتها بأكملها‪،‬‬ ‫نساء ورجاال وأطفاال وشبابا‪.‬‬ ‫فاطمة تطلب من جاللة الملك النظر إلى قضيتها‬ ‫وإنصافها السترجاع حقوقها ولردع الخارجين عن القانون‬ ‫وكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إيصال األمور‬ ‫إلى هذا الحد‪.‬‬

‫ج‪.‬ط‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫�سرية ذاتية بقلم �س ّيال‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫‪ ...‬ما أحسبني قط‪ ،‬قرأتُ سيرة بهذه المالحة‪َّ .‬‬ ‫ألن األسلوب الذي‬ ‫يخرُجُ من الفطرة هو األسلوب العصري ولقادم العصور‪ .‬للدكتور عبد‬ ‫الرحمن بودْراع‪ ،‬مؤلف في أدب السيرة الذاتية تحت عنوان ‪ :‬إسعاف‬ ‫الخاطر في تهذيب إتحاف الناظر ‪ ..‬كتاب من القطع المتوسط‪ ،‬يحتوي‬ ‫على إثنى عشر فصال على غرار شهور السنة‪ ،‬و‪268‬صفحة‪ .‬أنيق المظهر‬ ‫والجوْهر‪ .‬منها خمسة فصول في هذه الدراسة‪ ،‬عناوين فهرستها ‪:‬‬ ‫‪ - a‬التوطئة‪« - b .‬القارئ» هاجس الفصل والتفصيل ‪ - c .‬النشأة‬ ‫األولى‪ ،‬معابر ومشاهد وموطئ قدم ‪ - d .‬الفصل الثاني‪ ،‬حلقات في قالدة‬ ‫الحياة‪ - e .‬الجامعة‪ ،‬المدينة الجامعية ‪ - f .‬مكان األمّ‪ ،‬مكانتها‪ ،‬أو البحث‬ ‫عن سلوة الكئيب بوفاة الحبيب‪.‬‬ ‫‪« - b‬القارئ»هاجس الفصل والتفصيل ‪ :‬وقد واصل أستاذنا بين‬ ‫اللغة والحياة‪ ،‬في المعجمين‪ ،‬الكبير والوسيط في المدلول‪ .‬فقد آثر‬ ‫الفصحى على العامية‪ ،‬واستعمل لغة البيان مُعبِّراً عن الذات‪ .‬وكان له‬ ‫الوصف ألسماء بمسمياتها على هذه األشياء‪ ،‬أبلغ الروائع وأجمل النماذج‪،‬‬ ‫على روايات ذاتية‪ .‬له من القدرة على اإلبداع والنبوغ‪ ،‬مما أهله ليتحف‬ ‫القارئ بنشر العلم ليستوعب الجميع‪ .‬وقد أسرَد على المتلقي بلطائف‬ ‫عاشها المؤلف‪ .‬وهي غنية بأحداث الزمان والمكان‪ ،‬يحييها لقدرها‬ ‫وقضائها‪ ،‬ذلك الطفل الذي يسكن الكاتب‪ .‬البصيرة في قلب اإلنسان‬ ‫«بل اإلنسان على نفسه بصيرة»‪ .‬تتبع المؤلف الطفل أسراره‪ ،‬فتفحص‬ ‫بعناية إعادة عقارب زمانه‪ ،‬ليتمتع بحالوة صباه‪ .‬يقول «ديل كرينجي» في‬ ‫ُ‬ ‫أسجل فيه (حماقات ارتكبتها ) أخطائي إلتالفها‬ ‫دور مكتبي‪ ،‬عندي ملف‬ ‫مع الزمان‪ .‬الشتغاله بنفسه ولم يشتغل باآلخرين‪َّ .‬‬ ‫ولعل هذا الكاتب من‬ ‫فصيلة «هابيل»‪ .‬لقول أبي الطيب المتنبي ‪:‬‬

‫و �أحلمُ عن خلي و�أعلمُ �أ َّنه‬ ‫زه حلم ًا على اجلهل يندم‬ ‫متى �أجْ ِ‬

‫–‪ -c‬النشأة األولى ‪:‬هو ابن مكناسة‬ ‫الزيتون كأمه‪ ،‬وأبوه من ناحية العاصمة‬ ‫العلميـــة‪ .‬من مواليد ‪ 1956‬للميالد‪،‬‬ ‫وقد شبَّه الحاضرة مكناس‪ ،‬على غرار‬ ‫مقولة السيّاب‪َّ ،‬‬ ‫بأن الشمس أجمل في‬ ‫بالده من سواها‪ ،‬والظالم نفسه أجمل‬ ‫ُّ‬ ‫ويستدل أيضاً بكتاب‬ ‫من ظالم غيرها‪.‬‬ ‫«أتحاف أعالم الناس بجمال أخبار حاضرة‬ ‫مكناس»‪ ،‬البن زيدون‪ .‬أذان الصبح في‬ ‫الفجر بالتكبير والتهليل ترك في نفسية‬ ‫الطفل آثاراً طيبة‪ ،‬وأبواه ينتظران الصالة‬ ‫ولسانهما رطب بذكر اهلل‪ .‬تربى الطفل‬ ‫وترعرع على منهــج اإلسالم الحنيـــف‪.‬‬ ‫حظي بالكتاب القرآني للتعليم العتيق‬ ‫لحفظ كتاب اهلل‪ ،‬ثمّ المدرسة العصرية‬ ‫التي خططتْ لها فرنسا بعد االستقالل‪،‬‬ ‫لربط لصيق بها‪ ،‬لغويا وثقافيا واقتصاديا‬ ‫وسياسياً‪ .‬من أجل «تحقير» اللغة العربية‬ ‫ونعتها بالتخلــــف‪ ،‬فاكتملــتْ لفرنســـا‬ ‫غايتها بالوالء لها‪ .‬بعد التعليم االبتدائي‬ ‫واإلعدادي والثانوي‪ ،‬فضل التلميذ متابعة‬ ‫دراسته الجامعية بالمغرب رغم فرصة‬ ‫سانحة له بمتابعها بفرنسا‪ .‬أبدع قلمه في‬ ‫وصف دقيق لألقسام الدراسية وطاوالتها‬ ‫المزودة بمحبرات ْ‬ ‫مُثبتة في ثقب مستديرة‬ ‫عليها‪ .‬يتبارى التالميذ بمهارة في بَرْي‬ ‫أقالم الرصاص دون كسر رؤوسها‪ .‬وكيف كانت «ثقافة» العقوبات‬ ‫بالضرب على اليديْن والقدميْن‪ ،‬إذ ينهل المعلم بالعصا عليهما بقضيب‬ ‫من غصن الزيتون وعلى أخمص رجلي التلميذ‪ ،‬يحمالنه تلميذان كبيران‪.‬‬ ‫وغصن الزيتون شعار للسلم والمحبة والسالم ‪..‬‬ ‫‪ -a‬التوطئة ‪ :‬جمعتْ التوطئة مدداً من تجارب ومحطات العمر‪،‬‬‫روايات ومشاهدات لسيرة ذاتية وذهنية‪ ،‬ثمرة الزمان والمكان‪ ،‬في نسق‬ ‫سردي أدبي بلغة البيان‪ ،‬معبراً عما يختلجه القلب وتشغله النفس من‬ ‫عوائق الدَّهر‪ .‬باستحقاق لتدوينها ‪ ،‬لرفع الحجاب بشفافية عن ذاكرة‬ ‫األمس‪ ،‬وكشف خباياها عن القارئ بعفوية الفطرة‪ .‬لكي يكون القارئ‬ ‫والكاتب في واد واحد‪ ،‬من األحاسيس والمشاعر ‪..‬وقد اجتهد في الفصل‬ ‫السيَر الذاتية‪ ،‬لشهاب‬ ‫بين ذات الكاتب‪ ،‬وكاتب الذات‪ ،‬بأمثلة من ِ‬ ‫الدين أحمد بن علي العسقالني بن حجر عن كتابه «رفع اإلصرعن‬ ‫قضاة مصر»‪ .‬مميزاً لتحقيق ما عجزتْ عنه الذات الواقعية التي تنشده‬ ‫الذات االفتراضية‪ .‬ثم «المجموعة الكاملة» لميخائيل نعيمة‪ ،‬وللفيلسوف‬ ‫«ديكارت» في نظريته «أفكرُ فإذاً أنا موجود»‪ .‬يريد من خالل ذلك ْ‬ ‫أن‬ ‫يُوَحدَ بين نشاط العقل وحياة اإلنسان‪ .‬وباطالع الكاتب على عدد‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫من سير‪ -‬ذاتية بين الذات والفكر استطاع الفصل بين زاد القلب وزاد‬ ‫أن يُشبع نهمه في الحكي‪ ،‬وله استطاعة ْ‬ ‫الفكر‪ .‬وللقارئ ْ‬ ‫أن يحسب فكر‬ ‫الكاتب جزء من سيرته الذاتية‪ ،‬مندمجة في عُصارة تجاربه‪ ،‬لذاكرة قوية‪،‬‬ ‫نوقشتْ أحرفها األولى على «الحجر»‪-d .‬الفصل الثاني ‪ :‬حلقات في قالدة‬ ‫الحياة – خصص الكاتب لهذا الباب‪ ،‬التي أقفلتْ في وجه االستعمار‪،‬‬ ‫فصال هاماً‪ ،‬ألسرته الصغيرة واصفا إياها على صورة «فتوغرافية»‪ ،‬وهو‬ ‫بن األربع سنين مع أخير البكر‪ ،‬تتوسطهما سيدة البيت األم الحنون‬ ‫وثالثة قعود‪ ،‬يحضنهم األب من الخلف وعلى صدره جوهرة األسرة‬ ‫في ربيعها األول‪ .‬والمغرب حديث عهد باالستقالل‪ ،‬بانزياح المستعمر‬ ‫الغاشم عن البلد‪ ،‬بتضحيات جسيمة‪ ،‬من األبناء البررة‪ ،‬وعزتهم وغيرتهم‬ ‫على األرض والعرض‪ .‬إال َّ‬ ‫أن المعمِّر عند جالئه‪ ،‬استوطن بيادقه ‪ ,‬غرس‬ ‫بذور الثقافة الفرنسية من التفكير والذوق ونمط الحياة الغربية‪ ،‬تفجرتْ‬ ‫بمياه «فيتيل» الفرنسية لتضمن لالستعمار «الخلود»‪ ،‬بتعليم سيُفرخُ‬ ‫لهم أبناء مغاربة يعتزون بكل ما هو فرنسي‪ .‬يُمهدون لبالد الغال نفوذا‬ ‫اقتصادياً وسياسياً وثقافياً‪ .‬لكي يحاربوا اللغة العربية األمّ‪ ،‬وما تمخض‬ ‫عنه من مخلفات وخلفيات أضرَّتْ أيما ضرر بالتعليم العمومي المغربي‪.‬‬ ‫فانقرضتْ الكتاتيب القرآنية لحفظ كتاب اهلل‪ ،‬باسم الحداثة‪ ،‬وألغي‬ ‫اللوح الخشبي والقلم القصبي والحبر النباتي «السماغ»‪ ،‬والصلصال‪.‬‬ ‫فكانت بداية للتقليل من أعداد حفظة كتاب اهلل تعالى وحتى تعويضه‬ ‫بالتعليم العمومي لم يكن يحتوي في كتبه المدرسية إال على النزر من‬ ‫ثمن أو آيات معدودة من القرآن الكريم‪ .‬لتستحوذ البعثات األجنبية‬ ‫على «جوْدة» التعليم في البالد‪ ،‬ويُصبح الخريجون منها‪« ،‬يحاربون»‬ ‫اللغة العربية ومنها إلى القرآن‪ .‬كل ذلك‬ ‫من وحي وبالغة لصوَر الصبا في مخزون‬ ‫ذاكرة الطفل الصغير‪ ،‬حتى نضج الغرس‪،‬‬ ‫وأصبح يفهم دالالت تلك الصوَر‪ .‬وما‬ ‫كان يقاسيه أبناء فجر االستقالل‪ ،‬وما كان‬ ‫يحتمله المواطنون من سرَّاء وضرَّاء‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويُحفز شباب اليوم على حمل اللواء من‬ ‫آبائهم وأجدادهم الذين طهروا بدمائهم‬ ‫البالد من دنس االستعمار‪.‬‬ ‫‪ -e‬الجامعة والمدينة الجامعية ‪:‬‬ ‫انتقل الطالب من مسقط رأسه‪ ،‬مكناس‬ ‫إلى الجامعة بفـــاس (ظهــر المهراز)‪،‬‬ ‫معبِّراً عن الحدث بنثر فني – لك اهلل يا‬ ‫أرض صباي ومرتعي ‪ .‬يا مَنْ حزتِ َّ‬ ‫كل‬ ‫مودّة بين أضلعي ‪ ,‬جمعت الذي تفرَّق‬ ‫في الحواضر من جالل وجمال روح‬ ‫وطيب منجع‪َّ .‬‬ ‫إن النفس البشرية تواقة‬ ‫إلى مسقط رأسها‪ّ .‬‬ ‫وأن الكريم يحنُّ‬ ‫جنابه كما يحنُّ األسد إلى غابه‪ .‬وإذا‬ ‫كان الطائر يحن إلى أوكاره‪ ،‬فاإلنسان‬ ‫أحق بالحنين إلى أوطاره‪ .‬أولى البلدان‬ ‫بصبابتك بلدٌ رضعتَ ماءه‪ ،‬وطعمتَ‬ ‫غذاءه‪ ،‬وسجلتْ ذاكرتك ريحه‪ ( .‬انظر‬ ‫إلى «الحنين إلى األوطان» ألبي عثمان‬ ‫الجاحظ ‪.‬كان علماء فاس والصالحون‬ ‫شهود الزمان على شروق األنوار من‬ ‫مناراتها‪ .‬وعند مغادرة الكاتب لها‬ ‫غالبه الشوْق إليها غالباً‪ ،‬وهو فيها‬ ‫لم يبرحها ُ‬ ‫بعذ ‪ ..‬فمنّ اهلل عليه بنبل العلم منها والتعرف على علمائها‪.‬‬ ‫فهذا عالم جليل تقي ورع‪ ،‬يدرِّس مادة علوم القرآن‪ ،‬وذك مدرس لمادة‬ ‫األدب اإلسالمي ‪ ،‬وآخر لمادة األدب المغربي‪ .‬والعلماني الذي يدرس‬ ‫اآلداب الحديث والفنون األدبية‪ ،‬ويُمطر الطالب بأسماء أعالم اآلداب‬ ‫ُ‬ ‫ويحوِّل‬ ‫الغربي‪ ،‬وبمصطلحات الطبقية‪ .‬ولعلم النفس محاضرا «فرويد»‪،‬‬ ‫الشعراء العرب إلى المكبوتين بعقد نفسية‪ .‬ولم يفت الكاتب ْ‬ ‫أن يقدِّم‬ ‫لقارئه كشفاً عن الحي الجامعي‪ ،‬وإذ يستطيع السامع والقارئ ْ‬ ‫أن يتبيَّن‬ ‫مراد المؤلف‪..‬و هلمَّ جرا ‪..‬‬ ‫أمّ الكاتب انهدّ رُكن من أركان‬ ‫‪ - f‬مكانة األمِّ ومكانتها ‪ :‬بفقدان ْ‬ ‫حياته‪ .‬وهي التي كانت الغيث والليث والسند والموئل‪ .‬صدق مَنْ قال ‪:‬‬ ‫يظل الرجل طفال حتى تموت أمّه‪ ،‬فإذا ماتتْ شاخ فجأ ًة‪ .‬يُساكنه الحزن‬ ‫علىمجهول‪ ،‬فالغد غيبٌ محجوبٌ وحجابٌ مضروبٌ‪ ،‬وعمرٌ موهوب‪..‬‬ ‫فكانت األم أماناً ومسكناً وكرما واطمئنانا‪ُّ .‬‬ ‫كل القلوب جميل وقلب األم‬ ‫أجمل‪ .‬وها هي توَدِّعُ الدنيا ولسان حالها يقول ألحبابها ‪:‬‬

‫بنونا بنو �أبنائنا ُ‬ ‫َّ‬ ‫الرجال ال ُ‬ ‫أباعد ‪.‬‬ ‫أبناء‬ ‫وبناتنا‬ ‫بنوهن � ُ‬ ‫ِ‬

‫(يتبع)‬

‫اإلبداع الثقافي‬ ‫ومشكلة التحديث‬ ‫الثقافة هي من إبداع األمة التي ترتبط‬ ‫بها‪ ،‬وتعود إليها حياة األم��ة‪ ،‬هي المنبع‬ ‫األساسي لكل إبداع ثقافي‪ ،‬ولكل استمتاع‬ ‫أدبي‪ ،‬وهي تستمد قوتها وإبداعها وتطورها‬ ‫المستمر من الحيــاة النابضــة بالحيويـــة‬ ‫للمبدعين فيها‪.‬‬ ‫فالثقافــة هي ميزة أمــة من غيــرها‪.‬‬ ‫ولكل إنسان الحق في اكتساب الثقافـــة وفي‬ ‫حرية التعبير عنها والتمتـع بها‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫فتح آفاق للمبدعين وااللتزام بنشر إنتاجهم‬ ‫للمواطنين باعتبار أنه غذاء مباح للجميع‪,‬‬ ‫ومن ناحية أخرى فإن الثقافــة تتطلب‬ ‫التفاعل الحر بين مختلف القوى االجتماعية‪،‬‬ ‫ويظــل األس��اس هو تشجـيــع العمليــة‬ ‫اإلبداعية‪،‬وتغذيتها على أوسع نطـاق ممكن‪،‬‬ ‫ألن الثقافة ت��راث وطني قبل أن يكـون‬ ‫إنسانيا‪ ،‬وال تعني قومية الثقافة التعالي أو‬ ‫التعصب األعمى‪ ،‬وإنما تعني العنصر الثقافي‬ ‫التعبيري المميز لهـذه الثقافـــة‪ ،‬الذي كان‬ ‫وما يزال وسوف يظل جامعا لشتات األمة‪،‬‬ ‫ومحددا لذاتيتها ومشكال لهويتها الحضارية‬ ‫التي تميزها عن غيرها من األمم‪.‬‬ ‫كما أنــه ال بد للثقافــة من استيعـــاب‬ ‫تيارات العصر‪ ،‬ومواكبة تحوالته في التحديث‬ ‫واالنفتاح‪ ،‬مع الحفــاظ على األصالة والهوية‪.‬‬ ‫إن ذلك وحده ينبت حيوية األمـة وأصالــة‬ ‫إبداعها الثقافي‪.‬‬ ‫والتحديث ليس صفة تلصق وال محدد‬ ‫نقل لألشياء‪ ،‬أو الطرائق‪ ،‬أو التيارات الحديثة‪،‬‬ ‫ولكنه دخول بها في ضمير العصر والتجاوب‬ ‫مع مده وجزره وأجوائه‪ ،‬وإبداع يأخذ الزمن‬ ‫بعين االعتبار‪ ،‬كما يستفيد من تراكم التقنية‬ ‫في الوسائل اإلبداعية‪.‬‬ ‫ومشكلة التحديث تثيــر أمام الثقافــة‬ ‫مسألة إث��راء ذاتها بالعلم والتقنية‪ ،‬فثمة‬ ‫فجوة تزداد اتساعا وعمقا باطراد بين وتيرة‬ ‫الشارع التحديثــي في هــذه الثقافـة‪ ،‬وبين‬ ‫وتيرة التقـدم العلمي التقني المتزايـــد في‬ ‫السرعة‪ ،‬وردم هــذه الفجـوة هو من أكثر‬ ‫الحاجات إلحاحا على الثقافـة العريقــة‪ ،‬كما‬ ‫أن التخطيط لردمها هو من أبرز مشاكــل‬ ‫العصر الحديث‪ ،‬ألن التخطيط يجب أن‬ ‫يتصدى للمهمة الصعبة في إقامة التوازن‬ ‫بين التأثير واألصالة‪ ،‬وبالعمل على استيعاب‬ ‫التطورات التقنية على أس��اس إبداعية ال‬ ‫تقليدية‪ ،‬وقبول عالمية التأثير‪ .‬والتأثير ال‬ ‫يعني التبعية الفكرية‪ ،‬كما يرفض االستيالب‬ ‫واالحتواء والتغريب‪.‬‬ ‫وللثقافة خصائص ومثال وقيما وآفاقا‬ ‫إنسانية متفردة تجري فيها مجرى العناصر‬ ‫المكونة‪ ،‬ف��األخ��وة وال��ع��دل وال��م��س��اواة‬ ‫والتسامح والتكافل واحترام العقل وكرامة‬ ‫اإلنسان والتفكير في الكون‪ ،‬من البديهيات‬ ‫األساسية في ذاتيتنا الثقافية‪ ،‬وفي تراثنا‬ ‫الروحي والفكري‪ .‬وهذه العناصر األساسية‬ ‫قادرة على اإلسهام في إقامة نظام ثقافي‬ ‫دولي جديد‪ ،‬ذلك أن التحديثات التي تشكل‬ ‫أزمة العالم المعاصر ليست اقتصادية أو‬ ‫سياسية فحسب‪ ،‬ولكنها تحديثات ثقافية‬ ‫أيضا‪ ،‬ألن التوترات والحروب تنشأ أوال في‬ ‫األفكار والعقول‪.‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪9‬‬

‫املهدي املنجرة‬ ‫‪2014 - 1933‬‬

‫المهدي المنجرة‪ ،‬أحد أكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية‪ ،‬ومن أبرز علماء‬ ‫الدراسات المستقبليـة في العالم‪ .‬من مواليد ‪ 13‬مـارس ‪ 1933‬بحي «مراسا» بالرباط‪ ،‬نشأ‬ ‫في وسط عائلي تطبعه القيم الدينية والدعوة اإلصالحيـة‪ ،‬احتـك في سنواته األولى برجاالت‬ ‫الوطنية‪ .‬كانت لوالده عالقات مع قيادات كتلة العمل الوطني‪ ،‬وهو أول من أسس ناديا لتعليم‬ ‫الطيران بالعالم العربي سنة ‪.1924‬‬ ‫المهدي المنجرة تعلم بالمسيد وبالبيت‪ ،‬وتلقى تربية سلفية على يد والديه‪ .‬التحق بداية‬ ‫األربعينات بمدرسة األعيان‪ ،‬وكان زميال للملك الراحل الحسن الثاني في الدراسة‪ ،‬درس بـ‬ ‫«ليسي غورو»‪ ،‬كان يواظب على حضور حلقة الحسين السالوي بباب األحد‪ .‬انتقل إلى الدار‬ ‫البيضاء ودرس بثانوية «ليوطي» منذ سنة ‪ ،1944‬في هذه الفترة كان يحضر إلى اجتماعات‬ ‫خليتين حزبيتين‪ ،‬األولى تابعة لحزب االستقالل يرأسها عبد الرحمان اليوسفي‪ ،‬والثانية تابعة‬ ‫لحزب الشورى واالستقالل يسيرها أحمد بلهاشمي‪.‬‬ ‫يحكي المهدي المنجرة أنه كان في مدينة إفران في المسبح‪ ،‬فشاهد كلب إحد الفرنسيات‬ ‫اقترب من ماء المسبح فمنعه من ذلك‪ ،‬فاحتج أحد الفرنسيين‪ ،‬وسانده آخر بقولـه ‪« :‬إذا كان‬ ‫هناك عرب يسبحون‪ ،‬فلم يمنع ذلك على الكالب»‪ ،‬ويضيف المنجرة بأنه لم يتمالك نفسه‪،‬‬ ‫فقفز نحو ذلك الرجل الفرنسي وضربه‪،‬‬ ‫وكان هذا األخير هو رئيس األمن‬ ‫اإلقليمي لمدينة إفران‪ ،‬فألقي القبض‬ ‫على المنجرة في الحين وقضى بضعة‬ ‫أيام رهن االعتقال‪.‬‬ ‫بعـــــد حصــول المنجـــرة على‬ ‫الباكالوريا‪ ،‬هاجر إلى الواليات المتحـدة‬ ‫األمريكيــة سنة ‪ 1948‬لمتابعة‬ ‫دراسته‪ ،‬وتحمل رئاســة رابطة الطالب‬ ‫العرب‪ ،‬وأسس النادي العربي هناك‪،‬‬ ‫وعمل مديرا للمجلس الدولي للطلبة‪،‬‬ ‫وظل صوتا عاليا مناهضا للتطبيع مع‬ ‫الكيان الصهيوني ويتحرك لصالح‬ ‫القضية الفلسطينية‪ .‬اشتغل المنجرة‬ ‫مع المكتب المغربي ما بين ‪1951‬‬ ‫و‪ ،1952‬كما كان يتعاون مع مكاتب‬ ‫حركة التحرير بالمغرب والجزائر وغينيا‬ ‫ما بين ‪1951‬و‪ .1954‬في سنة ‪،1954‬‬ ‫طلب من المنجرة كباقي المهاجرين‬ ‫الذين يتوفرون على «الورقة الخضراء»‬ ‫أن يستعد للتجنيد‪ ،‬فرفض وغادر إلى‬ ‫لندن لمتابعة دراسته العليا‪ ،‬ولتحضير‬ ‫أطروحة الدكتوراه حول الجامعة‬ ‫العربية‪ .‬سيحصل سنة ‪ 1955‬على‬ ‫منحة من إحدى المؤسسات إلى مصر‬ ‫لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬وسيلتقي بمسؤولين‬ ‫في الجامعة العربية وبالزعيم محمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وبالطلبة‬ ‫المغاربة في مصر‪ ،‬استقبله محمد‬ ‫الخامس سنة ‪ 1955‬بفرنسا كطالب‬ ‫رفقة مجموعة من الطلبة المغاربة‪،‬‬ ‫في طريق عودته من المنفى‪ ،‬وفي سنة‬ ‫‪ 1957‬عاد المنجرة إلى المغرب ليعمل أستاذا بكلية الحقوق بالرباط‪ .‬كما التقى مرة أخرى مع‬ ‫محمد الخامس سنة ‪ ،1959‬أول أستاذ مغربي في كلية الحقوق‪ ،‬وعينه مديرا لإلذاعة المغربية‪.‬‬ ‫المنجرة لم يسلم من تحرشات موالي أحمد العلوي‪ ،‬ففي إحدى األيام اتصل به وأنبه على قصر‬ ‫مدة خطاب الملك محمد الخامس الذي تم بثه على األثير ضمن النشرة اإلخبارية‪ ،‬حيث استغرق‬ ‫‪ 5‬دقائق‪ ،‬في حين كانت مدة الخطاب تتجاوز ‪ 40‬دقيقة‪ ،‬فكان جواب المنجرة ‪« :‬في الراديو‬ ‫نعتمد اإليجاز واالختزال»‪ ،‬لكن أحمد العلوي لم يقتنع‪ ،‬وتزامن ذلك مع إعفاء حكومة عبد اهلل‬ ‫إبراهيم من مهامها في ماي ‪ ،1960‬سيؤدي ذلك في تقديمه الستقالته من إدارة اإلذاعة‪.‬‬ ‫كان المهدي المنجرة ضمن خمسة أشخاص من بينهم أحمد عصمان‪ ،‬عبد اللطيف الفياللي‪،‬‬ ‫وآخران‪ ،‬حيث جمعهم محمد الخامس في يونيو ‪ ،1960‬وطلب منهم تحضير مسودة الدستور‪.‬‬ ‫ولم يسألهم الملك ولم يطلب منهم رأيهم‪ .‬فبعد خروجهم من القصر ذهب المنجرة عند مدير‬ ‫الديوان الملكي‪ ،‬آنذاك‪ ،‬محمد عواد وقال له ‪« :‬إذا أصدرتم بالغا ووضعتم فيه اسمي فسأرفض‪،‬‬ ‫ألنني ال أقبل أي دستور ممنوح‪ ،‬ويجب أن يكون هناك مجلس تأسيسي»‪ ،‬فجاء الرد من ولي‬ ‫العهد آنذاك الحسن الثاني‪ ،‬عن طريق محمد الغزاوي مدير األمن ‪« :‬قل للمهدي ديالك يذهب‬ ‫لكي يرتاح‪ ،‬فقد تعب كثيرا»‪ ،‬كثيرا ما كان المهدي المنجرة يغادر القصر لتأخر الملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني عن موعده معه‪ ،‬وعندما يستفسره يجيبه إن لدي مسؤوليتي كأستاذ جامعي‪،‬‬ ‫وكان الملك يتفهمه‪.‬‬ ‫غادر المنجـرة المغــرب‪ ،‬والتحـق بمنظمة اليونيسكو سنة ‪ ،1962‬حيث عين في ديوان‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫المدير العام لليونيسكو «روني ماهر» كان أصغر عضو ضمن نادي روما منذ تأسيسه سنة‬ ‫‪ ،1968‬وهو أحد مؤلفي التقرير الثاني لنادي روما والذي نال استحسان الجميع والذي صدر‬ ‫سنة ‪ .1979‬شغل باليونسكو مناصب مهمة عديدة من ‪ 1961‬إلى غاية ‪ .1979‬عمل سنة‬ ‫‪ 1970‬بكلية العلوم االقتصادية بلندن كأستاذ محاضر وباحث في الدراسات الدولية‪ ،‬كما اختير‬ ‫للتدريس في كبريات الجامعات الدولية فرنسا إنجلترا هوالندا إيطاليا واليابان‪ ،‬ما بين ‪1975‬‬ ‫و‪ ،1976‬تولى مهمة المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو‪ ،‬ورئاسة الفدرالية الدولية‬ ‫لدراسات المستقبل ما بين ‪ 1977‬و‪ .1981‬كان خبير خاص لألمم المتحدة للسنة الدولية‬ ‫للمعاقين ‪ .1981-1980‬وعندما تم تأسيس المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬كان أول من‬ ‫اقترح اسمه رئيسا لهذه المنظمة‪ ،‬لكن هناك جهات عليا تدخلت ومنعته من ذلك‪ ،‬فعاد إلى‬ ‫الخارج‪ ،‬وانتخب رئيسا لالتحاد العالمي للدراسات المستقبلية‪.‬‬ ‫األستاذ والباحــث المهــدي المنجرة يتقن عدة لغات‪ ،‬ويؤلف بالعربية والفرنسية واإلنجليزية‬ ‫واليابانية‪ ،‬له أكثر من ‪ 500‬مقالة ودراسة في العلوم االقتصادية والسوسيولوجيا واإلنسانية‬ ‫وقضايا التنمية‪.‬‬ ‫من مؤلفاته ‪ :‬نظام األمم المتحدة سنة‬ ‫‪ ،1973‬من المهد إلى اللحد سنة ‪،1981‬‬ ‫الحرب الحضارية األولى حول حرب الخليـــج‬ ‫ضد العراق سنة ‪ ،1991‬وفي هذا الصدد‬ ‫يعترف الباحث األمريكي «هنتنغتون» صاحب‬ ‫نظرية صراع الحضارات في كتابه أن أول من‬ ‫ابتكر ذلك المصطلح هو المفكر المغربي‬ ‫المهدي المنجرة‪ .‬ومن إصداراته أيضا ‪:‬‬ ‫القدس العربي رمز وذاكرة سنة ‪،1996‬‬ ‫انتفاضات في زمن الديمقراطية سنة ‪،2002‬‬ ‫حوار التواصل ‪ -‬منشورات شراع سنة ‪،1996‬‬ ‫مسار الكفر حوارات مع حسن نجمي ومحمد‬ ‫بهجاجي سنة ‪ ،1997‬عولمة العولمة‪،‬‬ ‫منشورات الزمان ‪.1999‬‬ ‫هاجر إلى اليابان قصد اإلشراف على‬ ‫مشروع بحث علمي ضخم حول موضوع‪:‬‬ ‫مقاربة الحداثة في العالمين اإلسالمي‬ ‫والياباني بمعية البروفسور «يوزا إيتاغاكي»‬ ‫قيدوم كلية االتصاالت بجامعة العلوم‬ ‫االقتصادية والرئيس المشرف على األبحاث‬ ‫اليابانية حول الشرق األوسط وعضو‬ ‫المجتمع الوطني الياباني للثقافة والعلوم‪.‬‬ ‫المفكر المهدي المنجرة حاز على العديد‬ ‫من الجوائز‪ ،‬كجائزة األدب الفرنسي في‬ ‫جامعة كورنيل سنة ‪ ،1953‬ووسام االستقالل‬ ‫باألردن سنة ‪ ،1960‬ووسام ضابط للفنون‬ ‫واألداب بفرنسا سنة ‪ ،1976‬وجائزة الحياة‬ ‫االقتصادية سنة ‪ ،1978‬والميدالية الكبرى‬ ‫لألكاديمية الفرنسية للمعمار سنة ‪،1984‬‬ ‫وقالدة الفنون واآلداب بفرنسا سنة ‪،1985‬‬ ‫ووسام الشمس الشارقة باليابان سنة‬ ‫‪ ،1986‬التي منحه إياها اإلمبراطور الياباني عن بحث بخصوص أهمية النموذج الياباني بالنسبة‬ ‫للعالم الثالث‪ .‬في سنة ‪ 1990‬ساهم المنجرة في أول لقاء بالجزائر حول مستقبل اإلسالم‪ .‬وفي‬ ‫نفس السنة حاز على جائزة السالم من معهد «ألبرت إينشتاين» الدولي‪ ،‬وميدالية السالم‬ ‫من األكاديمية العالمية لنفس المعهد‪ ،‬وجائزة الفيدرالية الدولية للدراسات المستقبلية سنة‬ ‫‪ ،1991‬تولى عمادة عدة جامعات يابانية في التسعينيات‪ ،‬كما تولى رئاسة لجان وضع مخططات‬ ‫تعليمية لعدة دول أوربية‪ ،‬وأشرف على عدة أبحاث من بينها إشرافه على فريق بحث عالمي‬ ‫يضم ‪ 15‬عالما لدراسة التعددية الثقافية وآثارها المستقبلية على الهجرة بطوكيو سنة ‪،1998‬‬ ‫كما ساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات‪ ،‬وتولى رئاسة لجان وضع مخططات‬ ‫تعليمية لعدة دول أوربية‪ .‬عمل مستشارا وعضوا في العديد من المنظمات واألكاديميات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫يقول المنجرة‪ ،‬أنه من خالل وظائفه الدولية خالل ‪ 20‬سنة‪ ،‬كان مكلفا بالثقافة عبر العالم‪،‬‬ ‫وأدرك أن المصدر األساسي للنزاعات يوجد على مستوى أنظمة القيم الثقافية‪ ،‬ويلخص ذلك‬ ‫في قوله ‪« :‬إذا أنت لم تنتبه للقيم الثقافية فسيقودك ذلك نحو النزاع»‪.‬‬ ‫المفكر المهدي المنجرة‪ ،‬عانى في بالده من التضييق ومن منع إلقاء محاضراته بالجامعات‬ ‫عدة مرات‪ ،‬كما أصيب بأزمات صحية جد حرجة خالل السنوات األخيرة من حياته إلى أن توفي‬ ‫ببيته بالرباط يوم ‪ 13‬يونيو ‪ ،2014‬عن عمر ‪ 81‬سنة‪ ،‬بعد صراع طويل مع المرض‪ ،‬وشاءت‬ ‫األقدار أن يكون يوم وفاته هو نفس اليوم الذي رأى فيه الحياة‪.‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫الدكتور محمد بن عبد الحفيظ كنون الحسني‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫ولـــد الدكتـــور محمد بن عبد‬ ‫الحفيظ كنون الحسني بطنجة ‪11‬‬ ‫ذي الحجة (‪1382‬هـ) موافق ‪16‬‬ ‫ماي (‪1962‬م )‪ ،‬ينتمي إلى أسرة‬ ‫كنون العلمية الشهيرة جدا بطنجة‬ ‫والمغرب‪ ،‬والده هو عبد الحفيظ‬ ‫كنون حجة طنجة وطودها العلمي‬ ‫الشامخ ‪ ،‬وعمه هو العالمة األديب ‪،‬‬ ‫األريب عبد اهلل كنون الحسني‪ .‬تابع‬ ‫دراسته االبتدائية والثانوية بطنجة‪،‬‬ ‫كما درس في زواياها ومساجدها‬ ‫لالرتواء من روافدها ومواردها العذبة‬ ‫المروية‪ ،‬مستفيدا مما كانت تشهده‬ ‫هذه الحاضرة المغربية في فترة‬ ‫السبعينات من القرن الماضي من‬ ‫ثورة علمية وثقافية‪ .‬فكان يحضر‬ ‫دروس علمائها من بينهم والده‬ ‫وعمه وعلماء األسرة الصديقية مثل‪:‬‬ ‫إبراهيم بن الصديق وعبد العزيز بن‬ ‫الصديق‪.‬‬ ‫وبعد أن نال شهادة الباكالوريا‬ ‫في التعليم األصيل من ثانوية موالي‬ ‫سليمان سنة (‪1981‬م)‪ ،‬سافر إلى‬ ‫العاصمة العلمية فاس للدراسة في‬ ‫جامعتها سيدي محمد بن عبد اهلل‬ ‫شعبة األدب العربي فنال اإلجازة في‬ ‫هذا التخصص سنة (‪1985‬م)‪ ،‬ولم‬ ‫يقف طموحه العلمي والدراسي عند‬ ‫هذا الحد‪ ،‬بل نجده يشد الرحال إلى جامعة محمد الخامس بالرباط ليتعمق أكثر في دراسته‪،‬‬ ‫فنال شهادة الدروس المعمقة سنة (‪1986‬م)‪ ،‬ودبلوم الدراسات العليا عام (‪1988‬م)‪ .‬وأنهى‬ ‫الدكتور محمد بن عبد الحفيظ كنون الحسني مساره الدراسي بحصوله على شهادة الدكتوراه‬ ‫من كلية اآلداب بتطوان سنة (‪1999‬م)‪.‬‬ ‫التحق بالتدريس أستاذا جامعيا بكلية اآلداب بوجدة سنة (‪1989‬م)‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى كلية‬ ‫اآلداب بفاس سايس عام (‪1992‬م)‪ ،‬ويستقر به الحال منذ سنة (‪1999‬م) إلى اآلن أستاذا بآداب‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫أثمرت المسيرة العلمية للدكتور محمد كنون الحسني أعماال جليلة‪ ،‬تتجلى في‪:‬‬ ‫التأليف‪ :‬خط قلمه تآليف كثيرة من بينها‪ « :‬النضال في شعر عالل الفاسي»‪ « ،‬السمات‬ ‫األسطورية في الشعر الجاهلي»‪ ،‬المشاركة في إنجاز « معجم الشعراء العرب في القرنين ‪19‬‬ ‫و‪ »20‬و الذي أشرفت عليه ومولته مؤسسة البابطين‪ .‬وذلك بإنجاز عدد من تراجم شعراء‬ ‫المغرب في هذه الفترة‪ ،‬وصدر سنة ‪ « ،2009‬الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة‬ ‫العلوية» في ثالثة أجزاء‪ ،‬وهو كتاب مشترك مع الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمة اهلل‬ ‫عليه‪ « ،‬مؤسسات التعليم العتيق بطنجة» وهو كتاب مشترك مع الدكتور محمد التمسماني‪.‬‬ ‫التحقيق‪ :‬قام الدكتور محمد كنون الحسني بتحقيق مجموعة من األعمال وخصوصا أعمال‬ ‫علماء األسرة الكنونية‪ ،‬فحقق ديوان « صنوان وغير صنوان وأشعار أخـرى» ‪ ،‬و «مذكرات غير‬ ‫شخصية» للعالمة عبد اهلل كـنون الحسني‪ ،‬و كتاب « إتحاف ذي التشوق والحاجة إلى قراءة‬

‫سنن ابن ماجة» لمحمد الحفيد بن عبد‬ ‫الصمد كنون الحسني‪.‬‬ ‫قراءات في الكتب‪ ،‬ومحاضرات‪:‬‬ ‫ألقى المترجم له محاضرات متنوعة‬ ‫في عدة ملتقيات علمية‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫محاضرة بعنوان «كناشة الشيخ زروق‪:‬‬ ‫القراءة والتجنيس» وقد نظمها ملتقى‬ ‫الدراسات المغربية األندلسية بكلية‬ ‫اآلداب تطوان يوم ‪ 17 – 16 – 15‬ماي‬ ‫‏ (‪2000‬م‏)‪ ،‬ومحاضرة بعنوان‪« :‬الجانب‬ ‫األدبي في أبحـــاث العالمــــة محمد‬ ‫المنوني» في أشغــال ندوة‪« :‬الثقافة‬ ‫المغربية الخصوصية واالمتداد ‪:‬دورة‬ ‫العالمة محمد المنوني» التي نظمها‬ ‫معهد األبحـــاث والدراسات في التراث‬ ‫وكلية اآلداب وجدة بتاريخ‪ 2 - 1 :‬نونبر‬ ‫(‪2000‬م)‪ ،‬كما شارك في أمسية أدبية‬ ‫لتكريم شـاعر طنجة‪ :‬أبو بكر اللمتوني ‪،‬‬ ‫والتي نظمتها جمعية البوغاز ومندوبية‬ ‫وزارة الثقافة واالتصـــال بتاريــخ ‪15‬‬ ‫دجنبر‏(‪2000‬‏م)‪.‬‬ ‫إثـــراء المجـــالت ‪ :‬منــــذ بدايـــة‬ ‫التسعينات وإلى اآلن كتب الدكتور‬ ‫محمد كنون في جرائد ومجالت مختلفة‪،‬‬ ‫بعضها ينتمي إلى المغرب وبعضها‬ ‫ينتسب إلى خارجه‪ ،‬لكن الالفت في هذه‬ ‫المنابر الفكرية والثقافيـــة هو تنـــوع اهتماماتها واختالف توجهاتهـــا ومقاصدها مما ينسجم‬ ‫مع شخصية الباحث المحكومة باالتزان واالعتدال ويتناغم مع موسوعيته وتبحره‪ .‬ومن بين‬ ‫مقاالته نجد‪:‬‬ ‫«جماليـــة التلقـــي ومفهــوم التواصل األدبي» منشـــــور ضمن ‪:‬مجلة الموقف المغربية‪،‬‬ ‫العدد ‪ 14 / 13‬سنة(‪1992‬م )‪ .‬ومقال « التعليم العتيق في بادية طنجة من خالل بعض المساجد‬ ‫والزوايا» ضمن كتاب « دور القرآن وأثرها في اإلشعاع الديني بالمغرب» ‪ ،‬منشورات المجلس‬ ‫العلمي بطنجة (‪2003‬م)‪ .‬ومقال « اإلمام الحافظ أبي عمر بن يوسف األندلسي وكتابه التمهيد‬ ‫لما في الموطأ من المعاني واألسانيد» ‪ ،‬مجلة السنة النبوية ‪ ،‬العدد العاشر (‪ 2013‬م)‪.‬‬ ‫المسؤوليات والمناصب‪ :‬إن هذه المسيرة العلمية الحافلة بالعطاء أهلت الدكتور محمد‬ ‫كنون الحسني لكي يتقلد مسؤوليات متعددة منها‪ :‬رئاسة المجلس العلمي بطنجة‪ ،‬وعضوية‬ ‫المجلس العلمي األعلى ابتداء من سنة (‪2009‬م)‪ .‬ومنصب محافظ خزانة عبد اهلل كنون بطنجة‪،‬‬ ‫ورئاسة جمعية الدراسات القرآنية‪ ،‬وعضوية لجنة جائزة عبد اهلل كنون للدراسات اإلسالمية‬ ‫واألدب المغربي‪.‬‬ ‫كما شارك في عضوية مجموعة من لجان مناقشة أطروحات الدكتوراه‪ ،‬ودبلوم الدراسات‬ ‫العليا‪ ،‬في أكثر من جامعة في المغرب‪ ،‬في شعبة اللغة العربية‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والدراسات اإلسالمية‪.‬‬ ‫فاز بجائزة عالل الفاسي لسنة (‪2001‬م) وذلك عن البحث الذي قدمه في موضوع‪ :‬النضال‬ ‫في شعر عالل الفاسي‪.‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫انعكاسات التقليد األعمى‬ ‫على الشباب‬

‫‪11‬‬

‫محاكمة‬ ‫إنسحيوانية‬ ‫• بقلم ‪ :‬منار رامودة‬

‫• محمد الشاعر‬

‫قبيل استقالل وطننا الغالي‪ ،‬كان أبناؤنا وشبابنا يجدون المثال في اللباس والهندام والعادات االجتماعية‬ ‫واآلداب العامة في الوالدين وفي وجهاء البلد وأعيانه‪ ،‬ويتنافسون ويتسابقون إلى اقتناء المالبس التقليدية‬ ‫الوطنية‪ ،‬والفرح بها‪ ،‬ويحسون بعز وفخر ويجدون من الكبار العطف والتقدير والنصح والتوجيه فيترعرعون‬ ‫وينشؤون في هذه البيئة النظيفة على حب األهل واألقارب والوطن والمواطنين‪ .‬وحينما يحسون بأنهم اقتربوا‬ ‫من بلوغ مبلغ الرجال‪ ،‬ينتابهم إحساس آخر‪ ،‬هو أنهم ملزمون غدا أو بعد غد بتحمل أعباء المهمة الجليلة‪ ،‬التي‬ ‫يضطلع بها الكبار‪.‬‬ ‫وهكذا جرى األمر‪ ،‬إلى أن هبت علينا ريح الغرب العاتية‪ ،‬وفاجأنا تيارها الجارف‪ ،‬فجرف كل ما هو قائم ثابت‬ ‫من أخالقنا وصفاتنا الحميدة‪.‬‬ ‫وشيئا فشيئا تغيرت أحوال شبابنا رأسا على عقب‪ ،‬إذ عميت قلوبهم وأعينهم عن رؤية الحقيقة‪ ،‬وصاروا‬ ‫يتمردون على تقاليد المجتمع وأعرافه وفضائله‪ ،‬وبلغ بهم األمر إلى حد عقوق والديهم وتعنيفهم‪ ،‬وحتى قتلهم‪،‬‬ ‫تحت تأثير المخدرات القوية‪ ،‬أو السكر والعربدة‪ .‬وال تفسير لهذا الوضع المقلق‪ ،‬سوى أنهم ارتموا في أحضان‬ ‫المجهول‪ ،‬وانسلخوا من دينهم‪ ،‬واستباحوا الحرمات والمقدسات‪ ،‬ودفعهم كل ذلك إلى الحقد على الجميع‬ ‫بمن فيهم الفضالء والنزهاء‪ ،‬ألن الحقد و البغض والكره سكن قلوبهم‪ ،‬فأطلقوا العنان لهوى نفسهم األمارة‬ ‫بالسوء‪ ،‬إال من رحم ربي‪ ،‬الذين هم قلة لألسف‪ ،‬وباتباع هوى النفس ينعدم الوازع الديني ويخفت الضمير‬ ‫األخالقي ويغيب ويبقى األسوأ واألفظع‪ ،‬وهو االنخراط في عصابات اإلجرام من سرقة وغصب وقتل واعتداء‪،‬‬ ‫وجعل حياة الناس جحيما ال يطاق‪ .‬وال أدل على ذلك من عدد العصابات اإلجرامية التي تضبطها السلطات‬ ‫المختصة باستمرار‪ ،‬وتبذل جهودا كبيرة مشكورة في اكتشاف أخرى وتفكيكها وإحالتها على القضاء‪ ،‬وال أذل على‬ ‫ذلك من السجون المكتظة عن آخرها بالشباب في زهرة عمرهم‪.‬‬ ‫فما العمل يا ترى؟ وكيف المخرج من هذا المستنقع الموبوء؟‬ ‫في المنظور القريب‪ ،‬ال يلوح في األفق لألسف مخرج‪ ،‬وعالج ناجع لهذا الوباء‪ ،‬ألن المؤسسات التربوية‪،‬‬ ‫والمساجد بدروسها في الوعظ واإلرشاد‪ ،‬والنصائح الغالية والتوجيهات السديدة لبعض األسر‪ ،‬لم يعد لها أي‬ ‫تأثير في نفوسهم‪ ،‬وال أي وقع على عقولهم‪ ،‬ألن منابر اإلعالم واإلشهار من إذاعات وفضائيات وهواتف ذكية‬ ‫وأنترنيت‪ ،‬وصحف ومجالت خليعة هي أشد وأقوى في التأثير عليهم و قولبة حياتهم‪ ،‬المفضية بهم في الغالب‬ ‫إلى الهالك والدمار والضياع‪.‬‬ ‫وهكذا غمرنا جميعا الذهول واالستغراب وتوقف اإلدراك وجمدت عقول الجميع عن التفكير الصائب في إيجاد‬ ‫الحلول‪ ،‬واستسلمنا كلنا للواقع المر نتجرع من مراراته وقسوته‪ .‬أضف إلى ذلك أن وسائل االتصال الحديثة‪،‬‬ ‫والتطورات المتسارعة في أسلوب الحياة‪ ،‬هجمت على مجتمعنا هجوما عنيفا‪ ،‬كان من نتائجه قطع الصلة بين‬ ‫اآلباء واألبناء في نمط العيش لعجز اآلباء عن مسايرة الوسط المادي والفكري القائم‪ ،‬وعجزهم عن فهم وتطبيق‬ ‫مقتضيات المبتكرات المستجدة‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬انقطع الرابط بين الكبار والشباب‪ ،‬فلم يجدوا ـ على حد قولهم ـ من يخاطبهم وينصت‬ ‫إليهم‪ ،‬ويبادلهم أفكارهم وعواطفهم إال أقرانهم‪ ،‬فتراهم ينتظمون في جماعات يهيمون على وجوههم كما‬ ‫تهيم العجماوات‪ ،‬يطلقون أصواتا غريبة وصراخا منكرا‪ ،‬ويحدثون صخبا وضجيجا في الشارع يؤذون بهما‬ ‫الساكنة والمارة إلى جانب حركاتهم الغريبة وكأن الجنون والهيستيريا تملكهم ‪.‬‬ ‫وإذا كنا نحمل على الشباب‪ ،‬هذه الحملة الشعواء لتقصيره في القيام بواجبه نحو ربه وخالقه ـ أفال يحمل بنا‬ ‫أن ننصف هؤالء الشباب‪ ،‬ونبحث عمن كان وراء تعاسته وحيرته ؟ بلى إنه واجبنا ؟‬ ‫الشباب المغربي يعدم المثل الصالح والقدوة الحسنة ليقتدي بها‪ ،‬ويتمثل أقوالها ومواقفها العملية‬ ‫المشرفة‪ ،‬فهو ال يرى وال يسمع ويعيش إال ما يزيده توترا وسخطا وحقدا على الجميع‪.‬‬ ‫فعندما كان طالبا لم يحظ باألستاذ الكفء المخلص العطوف الصادق في قوله وفعله‪ ،‬و التحق بالجامعة‬ ‫وجد نفسه أمام أساتذة يكثرون الغياب وال يتمون المقرر‪ ،‬ويفرضون على الطلبة مذكراتهم ويبيعونها لهم‪،‬‬ ‫ويفرضون عليهم اتجاها سياسيا معينا‪ ،‬وفي الواقع اليومي المعيش لم ير ويسمع عن وزير عفيف‪ ،‬وال عن مسؤول‬ ‫كبير نزيه يخلصان في عملهما ويضحيان ويتعبان حبا في الوطن والشعب‪ ،‬وسعيا للرفعة والمجد‪.‬‬ ‫ولم يسمع عن أعوان الداخلية‪،‬واإلدارة العمومية إال العرقلة وتعقيد األمور والمساطر‪ ،‬وأخذ الرشوة التي هي‬ ‫السبيل الوحيد أمام المواطن لقضاء مصلحته‪ ،‬والحصول على حقه المشروع‪ .‬ولم يسمع عن الكبار والمتنفذين‬ ‫في الدولة وأصحاب الثراء الفاحش إال تهريب األموال للخارج واقتناء العقار في أوربا ودول أخرى غيرها‪.‬‬ ‫ولم ير أويسمع عن جماعة واحدة من أصحاب الماليير يؤدون حقا عليهم بإخراج زكواتهم لألصناف الثمانية‬ ‫المذكورة في القرآن الكريم ومنهم طلبة العلم‪.‬‬ ‫ولم يسمع قط عن هيأة أو جمعية تأخذ على عاتقها شراء المقررات الدراسية واألجهزة اإللكترونية التي‬ ‫أصبحت معتمدة والزمة للطالب الجامعي‪ ،‬لتحصيل العلم والمعرفة والخبرة‪.‬‬ ‫ولم ير أويسمع عن األغنياء والموسرين يؤدون حق الدولة في الضريبة ويصرحون بالمبلغ الحقيقي للثراء‬ ‫الفاحش الذي اكتسبوه في ظل نظامها وقوانينها‪ ،‬فبأي اقتناع فكري وانطباع ذهني وإحساس نفسي يخرج به‬ ‫الشاب الجامعي ومن دونه في السن عن األوضاع الحالية سوى الهروب إلى النفق المظلم وإلى التقليد األعمى‬ ‫لنفايات مجتمعات أخرى‪ ،‬من ممثلين ومسرحيين والعبين وشواذ ممسوخين وشذاذ اآلفاق‪.‬‬ ‫ويبقى األمل في اهلل إال يجعل هذه ممن ينطبق عليها قوله تعالى في سورة مريم ‪:‬‬ ‫«فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصالة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إال من تاب وآمن وعمل صالحا‬ ‫فأولئك يدخلون الجنة وال يظلمون شيئا »‪.‬‬

‫قالت الشاعرة الفلسطينية «فدوى طوقان» في إحدى قصائدها‪:‬‬ ‫ال لوم يا صديقي‬ ‫إنسان هذا العصر‬ ‫قاحل فقير‪ ,‬تآكلت جذوره‬ ‫تسطحت أبعاده‪.‬‬ ‫وأنا سأنطلق من كالمها هذا ألتحدث عن بعض األمور التي أصبح واقع‬ ‫وجودها بحياتنا عنيدا يرفض الرحيل تماما كنار حارقة عصية على أن تخمد‪.‬‬ ‫ال ريب أننا أصبحنا نعيش داخل مجتمع يسبح في التناقضات حيث يفتقد فيه‬ ‫اإلنسان عدة أشياء وأولها إنسانيته‪ ,‬كيف ال و معظمنا يتنكر في ثوب غير ثوبه‬ ‫من أجل التسويق لنفسه عن الصورة التي يريد بها أن يظهر للعالم مستعينا‬ ‫على ذلك بالكثير من التزييف في أبعادها وبالقليل من االختالق والكذب في‬ ‫أبعادها األخرى مؤثثا لذلك كله بضحكة عريضة من أجل اإليهام بصورة حقيقية‬ ‫طبيعية الصنع ‪ ,‬رفيعة الجودة‪.‬‬ ‫ولما ال فالضحكة شرط من شروط نجاح الصور فاضحك يا عزيزي تطلع‬ ‫المهزلة أحلى‪.‬‬ ‫إن الوضع الذي أصبحت عليه العالقات اإلنسانية اليوم بين أفراد المجتمع‬ ‫ليحق فعال أن يتصف بالمهزلة فأينما وليت وجهك وجدت الناس يأكلون في‬ ‫لحوم بعضهم البعض على الصعيدين المادي والمعنوي‪ ،‬وإذا ركزت أكثر‬ ‫ألصابك الذهول من فظاعة ما يرى ويسمع ويعاش‪ ,‬ومن أجل هذا السبب‬ ‫أسميها أحيانا بالعالقات «اإلنسحيوانية» لما غاب فيها وعنها من جبلة اإلنسان‬ ‫وطبيعته ولطغيان الجانب الحيواني المادي على نمطها ومضمونها‪ ،‬وربما أكون‬ ‫بصدد ظلم الحيوانات بهذه التسمية إذ أنني أرى األمل بين فصيلة الحيوانات‬ ‫فيما بينها وأتوجس خيفة من الكثير من بني البشر‪.‬‬ ‫وإني ال أبالغ بقولي هذا إذ أن العالقات اإلنسانية في عصرنا الحالي تتسم‬ ‫بطابع المادية وتقوم أساسا على مبدأين وهما المصلحة واالستغالل‪.‬‬ ‫فإذا تحدثنا على سبيل المثال عن الصداقة هذه العالقة التي تعتبر من بين‬ ‫أسمى العالقات اإلنسانية فلقد باتت اليوم تفتقر ألبسط معانيها من صدق‬ ‫ونبل وإخاء ومحبة وود واحترام وبالمقابل ال نجد سوى عالقة تتخذ من الصداقة‬ ‫عنوانا من أجل حجب خبثها ومساعيها الدنيئة ومن أجل تحصيل ما ترغب إليه‬ ‫من أهداف ومصالح‪ .‬وما الغاية من الئحة طويلة عريضة من األسماء التي تعج‬ ‫بها هواتفنا والتي يضعك أصحابها موضع االحتياط أو التسلية أثناء وقت الفراغ‪.‬‬ ‫ثم ما الغاية من صديق ال يتقبل عيوبك وال ضعفك وال لحظات فشلك أو عثراتك‪,‬‬ ‫صديق يلعب دور القاضي الدكتاتوري عند أول سقوط أو هفوة من هفواتك‪.‬‬ ‫ولقد صدق اإلمام الشافعي رحمه اهلل حين قال ‪:‬‬

‫وال خير في خـل يخـون خليلــه‬ ‫وينكر عيشا قد تقادم عهـــده‬ ‫سالم على الدنيا إذا لم يكن بها‬

‫ويلقـــاه بعـــد المــودة بالجفــا‬ ‫ويظهر سرا كان باألمس قد خفا‬ ‫صديق صدوق صادق الوعد منصفا‬

‫وليست الصداقة وحدها من سقطت من على عرشها وإنما الحب أيضا وجد‬ ‫نفسه ينزلق من سقف توقعاته العالية وهو من كان يربط بين القلوب برباط‬ ‫مقدس سرمدي‪ .‬فالحب اليوم لم يعد يعرف بتلك العاطفة النبيلة والصادقة‬ ‫وإنما صار ذريعة يتقن البعض امتهانها بتقمص دور العاشق الولهان المتيم‬ ‫من أجل الوصول إلى غايات معينة‪ ،‬ولقد أصبحت كلمات الحب تفتقر لجمالها‬ ‫وبساطتها الرائعة واألهم لعمقها وصدقها وتحولت فجأة إلى كلمات مستهلكة‬ ‫تضفي شعورا غريبا من التكلف والتصنع على قائلها‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك نجد الخلل الذي ينخر العالقات االنسانية على مختلف‬ ‫أنواعها يتطاول على العالقة بين أفراد األسرة التي غابت عنها كل معالم‬ ‫التضامن والترابط الوثيق وصارت أشبه بمجموعة من الغرباء الذين يتشاركون‬ ‫نفس مكان اإلقامة ال أكثر ‪.‬‬ ‫أضف إلى ما سبق بعض العالقات بين الجيران أو زمالء العمل والتي يتقن‬ ‫فيها كل واحد لبس قناعه بإتقان كبير وما أن تنتهي فترة الزمن تلك التي‬ ‫تجمعهم حتى يتحول صاحب كل قناع إلى حقيقته ومعدنه وإذا بك تكتشف بأن‬ ‫«اللي حسبتيه موسى طلع فرعون» ‪.‬‬ ‫وفي ظل ما نعيشه من خساسة العالقات اإلنسانية بشتى أنواعها يظهر‬ ‫مشكل اخر أال وهو جو المحاكمة الذي نعيش فيه مع بعضنا البعض طوال‬ ‫الوقت‪ .‬محاكمة يحاكم فيها كل منا اآلخر ويلومه ويلقي على عاتقه مسؤولية‬ ‫أخطائه ليس هذ فقط بل وألننا شعوب األحكام المسبقة تجدنا ال نتردد ولو‬ ‫لوهلة من الزمن على إسقاط ما توارثناه من أحكام و أفكار على االخر دون وعي‬ ‫أو إدراك أو اعتراف منا بمساهمتنا نحن أيضا فيما حدث‪ .‬والحقيقة أننا كشعوب‬ ‫عربية نمتاز بخصلة نتفرد بها عن باقي الشعوب أال وهي انعدام ثقافة االعتراف‬ ‫لدينا بجانبيها اإليجابي والسلبي فال نحن نجيد االعتراف بالجميل وال نحن نتجرأ‬ ‫ونتخلص من عقدة الكبرياء العربي الذي يسكن ذواتنا جميعا فنبادر باالعتراف‬ ‫بهفواتنا تجاه اآلخرين ولذلك عادة ما نزيد الطين بلة ‪.‬‬ ‫أو لسنا نحن نفس الشعوب التي أصدرت األحكام على حكامها قبل إدانتهم‬ ‫وثبات صحة التهم الموجهة إليهم؟‬ ‫أو لسنا نحن نفس الشعوب التي تتفنن في خلق الفرجة والجلبة بتكسير‬ ‫تماثيل حكامها وشتمهم والرقص على صورهم بأقدامنا متناسين أننا بدورنا‬ ‫أخطأنا حين رضينا وتقبلنا لردح من الزمن دكتاتوريتهم ؟‬ ‫لكن السؤال األهم هو لماذا ال نحاسب ونحاكم أنفسنا قبل أن نحاكم‬ ‫ونصدر األحكام على بعضنا البعض؟‬ ‫لماذا ال نحاكم ونحكم الحيوان الذي بداخل كل منا والذي يعيث فسادا في‬ ‫حياتنا؟‬ ‫لماذا ال نعترف بعجزنا أحيانا عن بناء عالقة متينة مع أنفسنا قبل أن نلوم‬ ‫اآلخرين على عدم قدرتهم على بناء عالقة وطيدة وقوية معنا؟‬ ‫ثم ماذا لو أحيلت العالقات اإلنسانية لمحاكمة قضائية فمن سيكون الجاني‬ ‫نحن أم هم؟‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫من يحمي عقول شبابنا من ويالت الهجرة‪...‬؟‬

‫ــ ‪ 1‬ــ‬

‫في ظـل الحمـالت العنصرية الممنهجة التي تنظمهــا أوروبــا والواليات المتحـــدة األمريكية ضد‬ ‫المهاجرين األجانب منــذ ظهـــور البوادر األولى لألزمة االقتصادية ‪ /‬المالية العالمية‪ ،‬برزت بشكــل الفت‪،‬‬ ‫ظاهرة «هجرة العقول»‪ ،‬حيث أعلنت العديد من دول المهجر عن رغبتها في االحتفاظ بالكفــاءات العلمية‬ ‫والتكنولوجية‪ ،‬بعد طردها واستغنائها عن العمـــال والحرفييـن العـــرب واألفارقـــة واألسيويين‪ ،‬وذلك وفقا‬ ‫لمخطط بعيد المدى‪ ،‬يرمي إلى إعادة هيكلة أنظمتها في مختلف المجاالت االقتصادية والعلمية والحضارية‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫في مطلـــع األلفيــة الثالثـــة أعلنـت دول الغـرب عن خصاصها للكفاءات العلمية والتقنية والفنية التي‬ ‫من شأنها إعطائها القدرة على مسايرة التطورات العلمية والتكنولوجية‪ ،‬وعن استعدادها فتح الباب على‬ ‫مصراعيه الحتضان الكفاءات القادمة من بلدان العالم المتخلف‪ /‬السائر في طريق النمو إلدماجها في‬ ‫أنسجتها العلمية واإلدارية‪ ،‬لسد النقص الحاصل عندها في هذه األنسجة‪.‬‬ ‫وحسب دراسة للعالم المستقبلي المغربي‪ ،‬الدكتور المهدي المنجرة رحمه اهلل‪ ،‬فان هذا النقص يصل‬ ‫بالنسبــة للواليــات المتحدة األمريكية الى ‪ 350.000‬إطار في مختلف التخصصات‪ ،‬وبالنسبة ألوروبا يتجاوز‬ ‫‪ 940.000‬إطار متخصص‪ ،‬وهو ما يجعل هـذه الدول في الوقت الراهن تبذل قصارى الجهود من أجل‬ ‫استقطاب العقـول والكفــاءات بكــل الوسائل‪ ،‬وبأي ثمن‪ ،‬من أجل أن ال يدفعها هذا النقص إلى‬ ‫التخلي عن دورها في قيادة المركب الحضاري العالمي‪ ،‬والتراجع خلف الدول األسيوية‪ ،‬خاصة الصين واليابان‬ ‫والكوريتين‪.‬‬

‫ــ ‪ 2‬ــ‬

‫هكذا‪ ،‬نرى في الوقت الذي يتم فيه طرد العمال المغاربة‪ ،‬والعمال األفارقة باآلالف وبطرق وأساليب‬ ‫عنصرية ال إنسانية أحيانا‪ ،‬يتم في الوقت ذاته‪ ،‬الترحيب بشكل مبالغ فيه أحيانا‪ ،‬باألطباء والمهندسين‬ ‫واإلعالميين والرياضيين والفنانين والكتاب والمبدعين وأساتذة الجامعات وبكافة أطر التخصصات العلمية‬ ‫المهاجرة إلى أوروبا والواليات المتحدة األمريكية وكندا‪ ،‬بإغراءات كبيرة وتحفيزات وامتيازات مغرية‪...‬وهو ما‬ ‫جعل ظاهرة هجرة العقول‪ ،‬تتسع سنة بعد أخرى‪ ،‬وتتخذ أبعادا مهولة ومقلقة‪ ،‬في ظل أوضاع البالد التي تعاني‬ ‫من التخلف والفساد والرشوة والتهميش وانعدام استقاللية القضاء‪ ،‬وضعف الحريات العامة وخرق مواثيق‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وهو ما يشكل خطرا محدقا على المدى المتوسط والبعيد على االقتصاد والصناعة والصحة‬ ‫والثقافة والفنون والرياضة والتعليم والخدمات‪،‬وكل األنسجة التي تقوم عليها مخططات التنمية البشرية‪،‬‬ ‫والتنمية الشاملة‪.‬‬ ‫طبعا‪ ،‬ليست هناك إحصائيات رسمية‪ ،‬بصدد األطر والكفاءات المهاجرة‪،‬أو التي تهاجر‪ ،‬من البلدان التي‬ ‫كانت تسمى ببلدان العالم الثالث‪ ،‬ولكن هناك حاالت للهجرة مستمرة ومنذ عدة سنوات‪.‬‬ ‫• طلبة يغادرون سنويا لمتابعة دراستهم العليا بالجامعـــــات األوروبيـــة واألمريكية‪ ،‬ولكنهم بعد‬ ‫االنتهاء من الدراسة ال يعودون الى أوطانهم‪ ،‬بل يفضلون اإلقامة بالبلدان التي تابعوا الدراسة بها وحصلوا‬ ‫فيها على شهاداتهم العليا‪.‬‬ ‫• أساتذة وباحثون وأطباء وعلماء رياضيات وفيزياء وصحفيون ورياضيون وفنانون وغيرهم يغادرون‬ ‫بلدانهم العربية أو اإلفريقية سنويا ‪ ،‬بسبب اإلغراءات التي تقدمها لهم الجامعات والمؤسسات األوروبية‬ ‫واألمريكيــة والكندية من أجل استكمال التكوين‪ ،‬واكتساب الخبرات المعمقة التي ال تتوفر عليها الجامعات‬ ‫والمعاهد والمؤسسات العلمية المغربية‪...‬يتم بعد ذلك استقطابها لمصالحها الذاتية‪.‬‬ ‫• أطـر عليـا في المؤسسات االقتصادية والبنكية والصناعية‪ ،‬وفي اإلدارة العمومية‪ ،‬تغادر أوطانها‬ ‫العربية واإلفريقية سنويا نحو أوروبا و أمريكا وكندا‪ ،‬بدعوى تطوير مهاراتها العلمية واالستفادة من‬ ‫االمتيازات التي تمنحها هذه الدول ألصحاب التخصصات العلمية‪ ،‬وأيضا بدعوى ان أوطانهم لم تول‬ ‫البحث العلمي أي اهتمام من شانه إرضاء طموحات هذه األطر‪ ،‬في عهد العولمة واالنفتاح العلمي‪.‬‬ ‫وال شك‪ ،‬أن الفوارق القائمة بين اهتمام الغرب وجامعاته ومقاوالته ومؤسساته العلمية واالقتصادية‬ ‫والسياسية واإلدارية‪ ،‬بالعلم والعلماء‪ ،‬وبالكفاءات الفنية في المجاالت المختلفة‪ ،‬وبين واقع الحال ببلدان‬ ‫العالم الثالث‪ ،‬سيجعل هجرة العقول والمهارات‪ ،‬هجرة متواصلة‪ ،‬بل لربما سيجعل منها كارثة علمية‪ ،‬إذا ما‬ ‫استمر الحال على ما هو عليه‪.‬‬ ‫إن هذا النزيف أمام اإلغراءات الممنوحة سوف لن يتوقف عند هذا الحد‪ ،‬بل لربما سيتجاوزه ليأخذ بعدا‬ ‫أخطر إن لم تتخذ في شأنه القرارات الشجاعة من طرف أصحاب القرارات‪ ،‬ذلك ألن النزيف الحاصل اليــوم‪،‬‬ ‫سيصيـب حتى األطر العاملة بالمؤسسات االقتصادية والمالية والخدماتية والعلمية التي لها تجربة وخبرة‪،‬‬ ‫ومن ثمة ستصبح الكارثة أكبر‪ ،‬خاصة وأن إشكالية هجرة العقول والكفاءات أصبحت في الزمن الراهن‪ ،‬تندرج‬ ‫في إطار ظاهرة تهم مجموع العالم السائر في طريق النمو‪ ،‬ذلك أن الخصاص في الكفاءات العلمية والتقنية‬ ‫والفنية‪ ،‬الذي يعاني منه الغرب‪ /‬أوروبا وأمريكا‪ ،‬مهول وخطير‪.‬‬

‫ــ ‪ 3‬ــ‬

‫حتى هذه الحظة تكون ظاهرة هجرة العقول قد تسببت للعالم السائر في طريق النمو في خسارتين ‪:‬‬ ‫األولى مادية‪ ،‬حيث يصرف على األطر المهاجرة ماليين الدراهم من أموال دافعي الضرائب‪ ،‬من أجل‬ ‫تعليمها وتأهيلها وتكوينها دون أن يستفيد الوطن من خدماتها‪.‬‬ ‫والثانية معنوية‪ ،‬حيث يقدم هذه األطر على طبق من فضة‪ ،‬وبدون مقابل للدول الصناعية ‪ /‬المتقدمــة‬ ‫‪ /‬الغنيـــة‪ ،‬لتزداد قوة ومناعة‪ ،‬وهو في أشد الحاجـــة إليها إلقالعه وتقدمه وتحديث هياكله وإخراجه من‬ ‫أوضاعه المتأزمة مع الفقر والتخلف والفساد‪.‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫أمام هذه الظاهرة الملفتة التي تزيد من تعميق الهوة بين العالم المتخلف والغرب ‪ /‬بين الشمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬والتي تزيد من تبعيته‪ ،‬يمكن التساؤل عن األسباب والدوافع التي تدفع هذه الطاقات إلى الهجرة‪،‬‬ ‫بدل المساهمة في تطوير موطنها‪.‬‬ ‫هل هي البنية العلمية التي مازالت غير فعالة ومنفصلة عن إطارها التربوي‪ ،‬آم هي هزالة االعتمادات‬ ‫المالية المخصصة لها‪...‬؟‬ ‫هل هي البيروقراطية القائمة في األجهزة اإلدارية‪ ،‬والتي تقف عائقا كبيرا أمام الكفاءات الوطنية‪ ،‬والتي‬ ‫تشتــت جهودهـــا العلمية وأبحاثها واختراعاتها‪ ،‬والتي تساهم في دفعها إلى الهجرة‪ ،‬حيث يكون المعيار‬ ‫الوحيد هو الكفاءة العلمية ووجود المناخات التي تساعد على بلورتها‪...‬؟‬ ‫هل هو انعدام التخطيط الصحيح‪ ،‬إلحداث طفرات في المجاالت الحيوية التي من شأنها استقطاب‬ ‫الكفاءات العلمية والتقنية وتشغيلها‪ ،‬لصالح النهضة الوطنية‪ ،‬في مجاالت تخصصها‪.....‬؟‬ ‫هل هو عدم قدرة المقاوالت الصناعية والتجارية والخدماتية بالعالم الثالث مجاراة المقاوالت العالمية‬ ‫ومنافستها على اجتذاب الموارد البشرية المتخصصة‪...‬؟‬ ‫هل هو عدم توفير الشروط االجتماعية للعلماء والمتخصصين والمهندسين للطمأنينة النفسية واالرتياح‬ ‫والحرية والمنافسة العلمية الشريفة‪ ،‬في المقاوالت وغيرها من محيطات العمل واإلنتاج؟‬ ‫هل هو غياب الوسائل والبنيات لتطبيق ما تعلمته الكفاءات في المعاهد والجامعات‪ ،‬وضعــف ميزانيـــات‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬وهو ما يتحــول الى تالشي المعارف‪...‬؟‬ ‫او هو الحــد من حرية التعبير‪ ،‬التي من شأنها تشجيع الخلق واإلبداع والمبادرات العلمية والفنية وغيرها؟‪.‬‬

‫ــ ‪ 4‬ــ‬

‫في واقـع األمـــر‪ ،‬هي سلسلــة مترابطـــة من اإلشكـــاالت العالقة بموضوع الهجـــرة‪ ،‬تواجــه العالـــم‬ ‫المتخلف‪ /‬السائر في طريق النمو‪ ،‬من هجرة اليد العاملة إلى الهجرة السرية‪ ،‬إلى هجرة األدمغة العلمية‬ ‫والتقنية‪ ،‬تجعل العالم الفقير يعاني من النزيف‪ ،‬دون أن يبحث بجديــة عن حلـــول وعالجات‪.‬‬ ‫وألن الهجــرة أخــذت شكــل الغــــول‪ ،‬على كافـــة المستويات‪ ،‬تجاوزت في شكلها وموضوعها كل‬ ‫األحجام‪ ،‬وأصبحت قضية تمتد إلى أسواق المال واالقتصاد وإلى العلم والسياسة‪ ،‬أصبح على هذا العالم أن‬ ‫يتأمل بالكثير من التأني والتمعن في إشكاالتها المتداخلة مع واقعه اآلني والمستقبلي‪ ،‬وإيجاد العالجات‬ ‫الناجعة لها‪،‬قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫إن الهجـرة من موقعها هذا‪ ،‬أصبحت ترتبــط بإشكـــاالت النمـــو الديموغرافي‪ ،‬وبإشكاالت الوضعية‬ ‫االقتصادية السياسية المتأزمة لبلدان العالم الثالث كمصدر للطاقة البشرية‪ ،‬وهي إشكاالت‪ ،‬كما تتحكم بقوة‬ ‫في األنظمة اإلدارية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬أصبحت تتحكم في األنظمة التربوية والعلمية بعدما تحولت‬ ‫إلى نزيف للكفاءات والعقول‪،‬وهو ما يجعلها في حجم الغول الذي يهدد حاضرها ومستقبلها بصمت وهدوء ‪.‬‬ ‫وبالنظر الى األوضاع االقتصادية الراهنة ألوروبا وكندا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وهي تعـــاني من‬ ‫التأزم واإلفالس والتراجع بفعل األزمة المالية ‪ /‬االقتصادية العالمية‪ ،‬نجد هــذه الدول تنفض يدها بعنف‬ ‫وقوة وبكل الوسائل الممكنـــة والمستحيلة من األيادي العاملة‪ ،‬تطرد يوميا اآلالف منهم خارج حدودها‪،‬‬ ‫ولكنها في الوقت ذاته تفتح ذراعيها لألطر العلمية‪ ،‬لألدمغة النشيطة في كل المجاالت والميادين‪ ،‬تواصل‬ ‫امتصاصها ألدمغة العالم الثالث‪ ،‬بكل اإلغراءات وبأي ثمن‪ ،‬لتزيد هذه البلدان تخلفا‪ ،‬ولتزيد من تكريس‬ ‫الفوارق القائمة في عالم اليوم بين الشمال والجنوب‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬تجد الهجرة نفسها اليوم‪ ،‬تتحول على خريطة دول الجنوب ‪ /‬العالم الثالث‪ ،‬من قضية‬ ‫إنمائية مريحة‪ ،‬تدر بعض األرباح على الخزائن العامة‪ ،‬إلى قضية تستنزف هذه الخزائن‪ ،‬وتفرغ الجسد الوطني‬ ‫من عقوله المستنيرة‪.‬‬ ‫السؤال الذي تطرحه هذه اإلشكالية اليوم بقوة‪ ،‬على ساحة البحث العلمي‪ ،‬وعلى ساحة البحث السياسي‪،‬‬ ‫وعلى مجتمع العالم المتخلف‪ /‬السائر في طريق النمو ‪ :‬متى « تتحول الهجرة» إلى موضوع للتأمل والبحث‬ ‫والدراسة العلمية الموضوعية‪ ،‬الستخالص األرباح والخسائر‪ ،‬لحماية هذا العالم من االنهيار‪...‬؟‬

‫ــ ‪ 5‬ــ‬

‫حتى هذه اللحظة لم يحدث اتفاق بين فقهاء اللغة‪ ،‬عن المصطلح األنسب للتعبير عن ظاهرة «هجرة‬ ‫العقول» نحو أوروبا والواليات المتحدة األمريكية وكندا واستراليا التي تفجرت في العقود األخيرة بإفريقيا و‬ ‫كل دول الجنوب‪ ،‬هل هي نزيف للعقول أم هجرة العقول ام اصطياد العقول ام تفريغ األدمغة ام سرقتها؟‪.‬‬ ‫اإلعالم بالعالم المتخلف‪ /‬الجنوبي‪ ،‬استعمل كل هذه المصطلحات في قراءاته وتحليالته لهذه الظاهرة‬ ‫الملفتة للنظر‪ ،‬والمثيرة للجدل‪ ،‬لكن اإلعالم الغربي‪ ،‬وفي مقدمته اإلعالم األمريكي‪ ،‬يستعمل مصطلحات أقل‬ ‫إثارة وأكثر تضليال ‪ :‬النقل العكسي للتكنولوجيا‪ /‬تدفق الموارد البشرية‪ /‬التبادل الدولي للمهارات‪.‬‬ ‫وفي واقع األمر‪ ،‬فإن عمق هذه الظاهرة التي تصب أساسا في هجرة الكفاءات المدربة‪ ،‬والمهارات العلمية‬ ‫والتكنولوجية من بلدانها االصلية بالعالم المتخلف‪ /‬الفقير‪ /‬السائر في طريق النمو إلى بلدان أخرى نامية‬ ‫ومتقدمة‪ ،‬يشكل في ذات الوقت‪ ،‬قيمة مضافة‪ ،‬وربحا زائدا للبلد الذي تتم إليه الهجرة‪.‬‬ ‫إن إفراغ بلدان العالم‪ ،‬الفقير والمتخلف من كفاءاته العلمية والثقافية والتكنولوجية‪ ،‬هو باألساس‪،‬‬ ‫إبعاد هذه الكفاءات عن قيادة أوراش التحديث والنهضة والتقدم في بلدانها األصلية وتكريس مظاهر الفقر‬ ‫والتخلف بها‪...‬وبالتالي هو تكريس الفجوة العلمية بين الشمال والجنوب‪ ،‬وإخضاع الدول الفقيرة والمتخلفة‬ ‫وإجبارها على البقاء تحت رحمة الخبرات األجنبية‪.‬‬ ‫والسؤال المحوري هو ‪ :‬من يحدد موقعنا من هذا النزيف ؟‬ ‫ومتى يحدث ذلك ؟‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫مسجد محمد السادس بطنجة‬ ‫إعداد ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫مدينة طنجة في حاجة ماسة إلى مسجد كبير ومتسع على غرار مسجد الحسن الثاني‬ ‫بالبيضاء‪ ،‬ذو العلو الشاهق لصومعته‪ ،‬به أحسن محراب وأجمل منبر للخطيب‪ ،‬معلمته دينية‬ ‫ال مثيل لها بالمغرب‪ ،‬ساهم في بنائه المواطنون كافة بتبرعاتهم السخية‪ ،‬كما ساهم الملك‬ ‫الحسن الثاني طيب اهلل ثراه بمبلغ قيم‪ ،‬كما وقف بنفسه على البناء‪ ،‬استغرق بناءه خمس‬ ‫سنوات وفتح للصالة يوم اإلثنين ‪ 30‬غشت ‪.1993‬‬ ‫ونظرا لتزايد عدد سكان طنجة ‪ 947.952‬نسمة‪ ،‬إحصاء ‪ ،2014‬وقد تضاعف العدد بما‬ ‫أحدث بها من معامل ومصانع كصناعة السيارات وصناعة أجزاء الطائرات‪ ،‬ومعامل النسيج‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫فقد كلف مشروع الميناء الترفيهي (مارينا) ‪ 6‬ماليير قرابة ‪ 600‬مليار سنتيم‪ ،‬يندرج ضمن‬ ‫المشاريع الملكية ‪ :‬طنجة الكبرى‪.‬‬ ‫فمساجد المدينة ال تستوعب كل المصلين الذين يفترشون الطرق المحاذية لكل مسجد‪،‬‬ ‫فال يجد السكان مسجدا قريبا للصالة وسماع اآلذان‪.‬‬ ‫نلتمس من موالنا الملك محمد السادس بناء مسجد يستوعب عدد المصلين باألحياء‬ ‫التالية ‪ :‬حي الشرف‪ ،‬طنجة البالية‪ ،‬مالباطا‪ ،‬الشاطئ‪ ،‬ودور محطة القطار‪ ،‬وشارع مدريد وشارع‬ ‫إسبانيا‪ ..‬إلى غير ذلك من األحياء المجاورة‪ ،‬وذلك في البقعة التي كانت قوافل المهاجرين‬ ‫يقفون بها استعدادا للمغادرة‪.‬‬ ‫بمدخل القطعة ساحة مكة تلتقي بها خمس شوارع تنطلق في اتجاهات مختلفة‪ ،‬وعند‬ ‫مدخل األرض تقابلها ساحة مكة التي نحبذ أن تنشأ بها نافورة كالتي توجد بساحة المقاومة‬ ‫بفاس حيث األضواء والموسيقى األندلسية ومكبرات الصوت تصدح باآلذان ألداء الصالة‬ ‫عوض ثمان نخالت باسقة معوجة آيلة للسقوط‪.‬‬

‫ال أظن أن أصحاب األرض يبخلون ويمنعون إقامة المسجد‬

‫ال أظن أن أصحاب األرض يبخلون بأرضهم للمشاركة إلقامة مسجد‪ ،‬مقابل ثمنها األصلي‬ ‫ويكون لهم الفضل في إنشاء هذه المعلمة‪.‬‬

‫مساهمة الملك والرعية‬

‫يساهم الملك محمد السادس من فضله وكرمه للمسجد الذي سيحمل اسمه ويساهم‬ ‫المواطنون كافة بما قل أو كثر‪.‬‬

‫هيكل المسجد‬

‫من الداخل نفس البناء والزخارف بمسجد الحسن الثاني رحمه اهلل رحمة واسعة‪.‬‬ ‫وخارج المسجد أي محيطه الخارجي يتسابق المهندسون األكفاء في نقل جوانب مسجد‬ ‫قرطبة باألندلس‪ ،‬والمئذنة تضاهي مئذنة قرطبة علوا وطرازا أندلسيا ومغربيا‪ ،‬فإذا اقتطع‬ ‫اإلسبان جزءا من مسجد قرطبة وحولوه إلى كنيسة لم يدخلها المصلون النصارى إال قلة قليلة‬ ‫وخصوصا الشيوخ‪ ،‬وإنما يتقاطر السياح لمشاهدة عبقرية المعمار اإلسالمي بهذا المسجد‪،‬‬ ‫فهال ترجع إسبانيا عن غيّها وتعيد الجزء الذي اقتطعته من المسجد لتعود له هيبته وعظمته‪،‬‬ ‫هو شهادة على غبن وعداوة الرهبان الذين أشاروا على الحكومات السابقة باالقتطاع من‬ ‫المسجد‪.‬‬ ‫ومن حق المسلمين اإلسبان الذين بزغ وجودهم من جديد الدفاع عن هذا المسجد وإعادة‬ ‫إعماره‪ ،‬والسماح للمسلمين بأداء الصالة به‪ .‬وقد أشرت إلى هذا المسجد في مقالتي بجريدة‬ ‫الشمال عدد ‪ 922‬بتاريخ ‪ 8‬يناير ‪ ،2018‬تحت عنوان «نافورة الحب» معضلة النافورات بطنجة‬ ‫ال للخطابات العنترية الزائفة والخطابات الواهية الباهتة‪.‬‬

‫تصميم البقعة األرضية ومكان إقامة النافورة‬ ‫ر�سم تقريبي‬

‫المسجد األعظم‬ ‫مسجد محمد السادس بطنجة‬ ‫ضاقت جنبات المسجد باألتقياء‬ ‫ملؤوا بيوت اهلل واألزقة لآلداء‬ ‫هبوا للصالة والفالح عند النداء‬ ‫حمدا هلل على نعمة اإلسالم والهناء‬ ‫فضل من اهلل ألهم السادس بالبناء‬ ‫لمسجد غر فسيح منية العلماء‬ ‫صرح أحيا به كل عهد ووفاء‬ ‫مسجد طنجة يبنى للعبادة واإلهداء‬ ‫إحياء سنة الرسول وخامس السعداء‬ ‫يرضي الحسن الثاني ابنه عند اللقاء‬ ‫أريد به ثواب الدنيا وحسن العطاء‬ ‫به تتلى آيات القرآن كل مغرب وعشاء‬ ‫يا راغب جنة النعيم ّ‬ ‫صل به للرضاء‬ ‫يا غافر الذنب قابل التوبة منك بالرضاء‬ ‫بركوع وسجود وخشوع ودعاء‬ ‫نور اإلسالم به تجلى رغم العداء‬ ‫يا رب منك القبول ومنك الجزاء‬ ‫وطمعا في الفردوس مع األقرباء‬ ‫بعت دنياي لخلود دائم مع األنبياء‬ ‫أستقيظ لصالة فجر بعد شفع ووثر وثناء‬ ‫أذكر اهلل وأستغفره لي ولآلباء‬ ‫يا مؤمنون مهدوا الطريق مع األولياء‬ ‫أشهد اهلل وأشهد محمدا بخشوع ووفاء‬ ‫وأشهد مالئكة الرحمن بديانتي السمحاء‬ ‫يا رب ال تحرمني رؤياك مع الشهداء‬ ‫تزهو إسطنبول بمسجد األزرق بهاء‬ ‫وتفخر قرطبة بمسجدها العتيق البناء‬ ‫وتزدهر طنجة بمسجد السادس سناء‬ ‫كل بيوت اهلل تناشد رب السماء‬ ‫تحف المالئكة المصلين باالستغفار والدعاء‬ ‫طنجة ومساجدها محرومين بكبرياء‬ ‫يا زائر طنجة إطاللة على اإلنماء‬ ‫صل في المسجد العصر وعند العشاء‬ ‫تنال رضى اهلل والرسول واألنبياء‬ ‫وحقق أمنيتك بالنافورة الغراء‬ ‫واستحم بالشاطئ ضحى وفي المساء‬ ‫طنجة بها بيتي ادفع عنها كل بالء‬ ‫واألقصى موطني أضاهي به كل األعداء‬ ‫تعالت األصوات باهلل أكبر كل األرجاء‬ ‫الحمد هلل والشكر له وهو خير المعطاء‬ ‫يا رب كن عونا للسادس عند البناء‪.‬‬ ‫طنجة في ‪2018/8/18‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫ذكرى هجرة الر�سول‬ ‫ـ‪1‬ـ‬

‫إن‬

‫يف حياة الأمم وال�شعوب منا�سبات خالدة‪ ،‬وذكريات متميزة يحتفلون بها‬ ‫كلما حلت ذكراها ودار احلول على تاريخها ووقتها‪ ،‬ي�ستح�رضونها لأخذ‬ ‫العرب من �أحداثها والدرو�س من �أبطالها‪ ،‬وي�ستغلون منا�سباتها لتعليم الأبناء و�إر�شاد‬ ‫الأجيال ال�صاعدة �إلى �سبل الأباء والأ�سالف يف بناء الأجماد‪ ،‬و�إن لنا مع�رش امل�سلمني‬ ‫منا�سبات ومحطات لوعدنا �إليها ووقفنا على �أحداثها وا�ستنبطنا العرب والدرو�س من‬ ‫�أفعال رجالها لكانت لنا نربا�سا وهدى ال نظل معه وال ن�شقى‪ ،‬نذكر هذا والعامل‬ ‫الإ�سالمي �سيحتفل قريبا بحلول العام الهجري اجلديد ‪ ،1440‬الذي يذكرنا بهجرة خري‬ ‫الأنام �صلوات الله و�سالمه عليه‪ ،‬من مكة �إلى املدينة حيث �ساد امل�سلمون و�سارت‬ ‫الدعوة يف طريق النجاح‪ ،‬تلك الذكرى التي ال جند لها مثيال يف التاريخ احلديث وال يف‬ ‫القدمي‪ ،‬فمهما قلبنا �صفحات التاريخ على طوله ال نظفر بحادثة ترتب عليها ما ترتب‬ ‫على الهجرة من الآثار اجلليلة يف الإ�صالح االجتماعي وترقية النفو�س والأرواح‪،‬‬ ‫وبث مكارم الأخالق‪ ،‬وتنعيم القلوب مبا العني ر�أت وال �أذن �سمعت وال خطر على‬ ‫قلب ب�رش‪ ،‬فقد علمتنا هجرته �صلى الله عليه و�سلم ـ �إن كنا نقبل التعليم ـ �أن نطلب‬ ‫ِني»‪� ،‬أن نذكر دائما �أن الباطل‬ ‫العز وال نقيم على‬ ‫الذل‪»،‬و ِللَّهِ الْعِ زَّ ةُ َول َِر ُ�سولِهِ َو ِلل ُْم�ؤْمِ ن َ‬ ‫َ‬ ‫مهما كرثت �أعوانه وقويت �شوكته البد �أن تنهار دعائمه فيبقى �أمام احلق مغ�شيا عليه‬ ‫ميل�ؤه اخلزي وتعلوه الك�آبة يتوارى من القوم من �سوء ما نزل به‪ ،‬علمتنا الهجرة‬ ‫�أن منقت الباطل و�أهل الباطل و�أن جناهد يف �سبيل احلق بكل ما ميكننا من الو�سائل‪،‬‬ ‫علمتنا الهجرة �أنه يجب علينا يف �سبيل احلق والدفاع عن الدين �أن ن�ضحي بكل غال‬ ‫ورخي�ص‪ ،‬علمتنا الهجرة �أن النت�صار احلق �أ�سبابا وعوامل �أهمها توحيد الكلمة يف‬ ‫�شجاعة و�صرب وجلد و�إميان‪.‬‬ ‫ف��ب��ال��ه��ج��رة حتققت الأم��ن��ي��ات‬ ‫وت�أ�س�ست دولة الإمي��ان على العز‬ ‫والن�رص املبيـــن‪ ،‬وانتــ�رش الإ�سالم‬ ‫فحلت العقيدة ال�صحيحة ال�سليمة‬ ‫مكان الفا�سدة الواهية‪ ،‬و�أ�صبحت‬ ‫االن��ت�����ص��ارات تتالحق وتتزاحم‪،‬‬ ‫وط��وي��ت ب��ذل��ك �صفحات ال����شرك‬ ‫وال�ضالل‪ ،‬فتفتحت قلوب النا�س‬ ‫لتوحيد الله وعبادته‪ ،‬وان�ساقت عن‬ ‫طواعية واختيار لطاعتــه وطاعة‬ ‫ر�سولـه والتم�سك بكتابـــه و�سنـة‬ ‫نبيه‪ ،‬و�أ�صبح الإ�سالم يغزو القلوب‬ ‫والأفكار وينت�رش بني النا�س انت�شار‬ ‫الرياح يف الأقطار‪ ،‬فبالهجرة �أمت‬ ‫الله �سبحانه وتعالى على املومنني‬ ‫نعمته و�أكمل لهم دينهم الذي ارت�ضى‬ ‫ل��ه��م‪ ،‬وب��ه��ا ك�رس �شوكة الباطل‬ ‫وفرق قوته‪.‬‬ ‫فقد بعث الله �سيدنا محمد �صلى الله عليه و�سلم ليخرج النا�س من الظلمات �إلى‬ ‫النور‪ ،‬ولي�ضع عنهم �إ�رصهم و�أغاللهم التي كانت عليهم ‪ ،‬ولي�شيد لهم مدنية �سامية‬ ‫يتفي�ؤون ظاللها ويرتقون بها ذروة املجد وال�س�ؤدد ما ا�ستم�سكوا بهذه املدنية‬ ‫الإ�سالمية ال�صاحلة لكل ع�رص وم�رص‪ ،‬ون�ش�أ �صلى الله عيه فقريا �أميا يف بيداء‬ ‫جاهلية‪ ،‬فكان يف �أول حياته يتقلب من ح�ضانة �إلى ح�ضانة ومن و�صاية �إلى و�صاية‪،‬‬ ‫وجعل يرعى الغنم وي�شتغل بالتجارة �أجريا‪ ،‬وهو مع ذلك ينقطع �إلى عبادة الله امللك‬ ‫العالم �إلى �أن نزل عليه الوحي و�أمر بتبليغه‪ ،‬فبد�أ ب�أهله وع�شريته‪ ،‬ثم جعل ين�رش‬ ‫دعوته �شيئا ف�شيئا بني قومه‪ ،‬ويقول لقري�ش ول�سائر العرب ُ‬ ‫«ق ْل َت َعا َل ْوا َ�أ ْت ُل َما َح َّر َم‬ ‫َ‬ ‫ك ْم َع َل ْي ُ‬ ‫َر ُّب ُ‬ ‫ن ِ�إ ْح َ�سانًا ۖ َو اَل تَقْ ُت ُلوا �أَ ْو اَلدَ ُ‬ ‫ُ�ش ُ‬ ‫ِن‬ ‫ك ْم م ْ‬ ‫كوا ِب ِه َ�ش ْيئًا ۖ َوبِا ْل َوال َِد ْي ِ‬ ‫ك ْم ۖ �أ اَّل ت رِْ‬ ‫اَ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اح َ‬ ‫ن ن َْرزُ ُق ُ‬ ‫ك ْم َو�إِ َّياهُ ْم ۖ َول تَقْ َر ُبوا ا ْل َف َو ِ‬ ‫ن ۖ َول تَقْ ُتلوا‬ ‫�ش َما ظ َه َر ِم ْن َها َو َما َبط َ‬ ‫�إِ ْم اَل ٍق ۖ ن َْح ُ‬ ‫ُ‬ ‫اللهَّ‬ ‫ون» و « َو اَل تَقْ َر ُبوا َمالَ‬ ‫اَّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫اك ْم ِب ِه ل َعل ُ‬ ‫�ص ُ‬ ‫�إِل بِال ِّق ذل ُ‬ ‫�س ا َّلتِي َح َّر َم‬ ‫ِك ْم َو َّ‬ ‫ك ْم ت َْع ِقل َ‬ ‫النَّفْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَّ‬ ‫ُ‬ ‫ُكلِّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان بِا ْلق ِْ�س ِط ۖ اَل ن َ‬ ‫َ‬ ‫هِ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫مِْي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َّى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫�س‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ِا‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ِيم‬ ‫َ ْ َ ُ َ‬ ‫ا ْل َيت ِ ِ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َّ ۖ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫�ص ُ‬ ‫ان َذا ُق ْر َبى ۖ َو ِب َع ْهدِ اللهَِّ �أ ْو ُفوا َذل ُ‬ ‫اعدِ ُلوا َو َل ْو َ‬ ‫اك ْم‬ ‫نَفْ ً�سا ِ�إ اَّل ُو ْ�س َع َها ۖ َو ِ�إ َذا ُق ْلت ُْم َف ْ‬ ‫ِك ْم َو َّ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ال�س ُبل َف َتف ََّر َق ب ُ‬ ‫ِب ِه َل َع َّل ُ‬ ‫ك ْم َتذَ َّ‬ ‫ون» و« َو�أَ َّن هَ ذَ ا �صرِ َ ِ‬ ‫اطي ُم ْ�س َتقِي ًما َفا َّتب ُِع ُ‬ ‫ِك ْم‬ ‫ك ُر َ‬ ‫وه ۖ َول َت َّتب ُِعوا ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اك ْم ِب ِه ل َعل ُ‬ ‫�ص ُ‬ ‫ن َ�س ِبي ِل ِه ذ ِل ُ‬ ‫ون»‪ .‬هذه من الو�صايا التي جاء بها زعيم‬ ‫ك ْم َو َّ‬ ‫َع ْ‬ ‫ك ْم َتتَّقُ َ‬

‫الإن�سانية و�إمامها �سيدنا محمد بن عبد الله الكفيلة بحقن الدماء وحفظ ال�سالم ون�رش‬ ‫لواء املحبة والإخاء بني جميع الأمم والأفراد واجلماعات‪ ،‬وهي �سبيل الدميوقراطية‬ ‫احلقة التي ت�صبو �إليها جميع الأمم‪ .‬تال �صلى الله عليه و�سلم على م�سامع العرب‬ ‫هذه الف�ضائل الكرمية فلم ي�ستجب له �إال قليل ممن هدى الله ‪� ،‬أما جمهورهم من ذوي‬ ‫املكانة والقدر فقد كرب عليهم ما يدعوهم �إليه ‪ ،‬وكرهوا �أن يفارقوا ما �ألفوا عليه‬ ‫�آباءهم من عبادة الأوثان و�إن باينت العقل وجانبت املحجة‪ .‬وهكذا التقليد ال�ضار يقعد‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫الأمم عن النهو�ض وي�صد العزائم عن امل�ضي‪ ،‬ويحول بني املرء ونور العلم‪ ،‬فهو‬ ‫اءنَا َعلَى‬ ‫اجلهل ونذير الفناء‪ ،‬وقد ر�ضيت قري�ش بهذا التقليد فقالوا ‪� « :‬إِنَّا َو َج ْدنَا �آ َب َ‬ ‫ون» ثم ما لبثوا �أن متردوا على الر�سول �صلى الله عليه‬ ‫�أُ َّمةٍ َو ِ�إنَّا َعلَى �آ َثارِ هِ ْم ُم ْهت َُد َ‬ ‫و�سلم و�أتباعه ف�أذاقوهم �ألوان العذاب و�رضوب الآالم لريجعوا عن دينهم فال يزيدهم‬ ‫ذلك العذاب �إال فناء يف احلق و�إمعانا يف ال�صرب وحبا لله ور�سوله‪� ،‬أما الر�سول �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم ف�أوذي ب�صنوف الإيذاء و�أنواعه‪ ،‬خنقوه وو�ضعوا �سالل اجلزور على‬ ‫ظهره وهو ي�صلي‪ ،‬وو�ضعوا القذر على بابه والأ�شواك يف طريقه و ‪...‬و‪ ...‬و‬ ‫‪...‬فما نال منه الإيذاء‪ .‬وعبثا حاول ه�ؤالء الذين مل يدركوا املعاين ال�سامية �إغراءه‬ ‫عن طريق املال واملجد وامللك‪ ،‬حيث قالوا له‪� :‬إن كنت تريد ماال جمعنا لك من‬ ‫�أموالنا حتى تكون �أكرثنا ماال‪ ،‬و�إن كنت تريد ملكا ملكناك علينا‪ ،‬و�إن كنت تريد �رشفا‬ ‫�سودناك علينا حتى النقطع �أمرا دونك‪ ،‬فما كان �صلى الله عليه و�سلم طالبا مللك وال‬ ‫مال وال جاه‪ ،‬و�إمنا هو ر�سول رب العاملني لتبليغ هدايته �إلى النا�س �أجمعني‪.‬‬ ‫وانظر �إلى الإميان النبوي ملا جاءت قري�ش �إلى عمه �أبي طالب ليحول بينه وما‬ ‫بني ما يريد‪ ،‬فقال �صلى الله عليه و�سلم‪« :‬والله ياعمي لو و�ضعوا ال�شم�س يف مييني‬ ‫والقمر يف ي�ساري على �أن �أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله �أو �أهلك دونه»‪.‬‬ ‫مكث �صلى الله عليه و�سلم ثالث ع�رشة �سنة يدعوا قومه �إلى عبادة الله ويزكيهم‬ ‫ويعلمهم الكتاب واحلكمة‪ ،‬فلم يزدهم دعا�ؤه �إال نفورا وا�ستكبارا‪ ،‬ونال �أذى �شديدا‬ ‫وتهويال وتهديدا من �أبي جهل و�أبي لهب وعقبة ابن �أبي معيط وغريهم من امل�ستهزئني‬ ‫الذين يجعلون مع الله �إالها �آخر ف�سوف يعلمون‪ ،‬وكان �أبو جهل لعنه الله كثريا ما‬ ‫ينهى ر�سول الله �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم عن ال�صالة عند البيت‪ ،‬فقال‬ ‫له �أول مرة بعد �أن ر�آه ي�صلى‪� :‬أمل‬ ‫�أنهك عن هذا ؟ ف�أغلظ له �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم القول وهدده‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫�أتهددين و�أنا �أكرث �أهل الوادي ناديا‬ ‫‪ ،‬ف�أنزل الله �سبحانه وتعالى يف ذلك‬

‫«�أَ َر َ�أ ْي َ‬ ‫�ص َّلى‬ ‫ت ا َّلذِ ي َي ْن َهى َع ْب ًدا �إِ َذا َ‬ ‫�أَ َر َ�أ ْي َ‬ ‫ت ِ �إ ْن َ‬ ‫ان َع َلى ا ْل ُه َدى َ�أ ْو َ�أ َم َر‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بِالتَّقْ َوى �أ َر�أ ْي َ‬ ‫كذَّ َ‬ ‫ت ِ�إ ْن َ‬ ‫ب َو َت َو َّلى‬ ‫َ‬ ‫اللهَّ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫ن ْ‬ ‫�أَ مَ ْ‬ ‫َي َرى َ‬ ‫ل َي ْع َل ْم بِ�أَ َّن‬ ‫ك اَّل ل ِئ ْ‬ ‫َي ْن َت ِه َل َن ْ�س َف ًعا بِال َّنا�صِ َي ِة نَا�صِ َي ٍة َ‬ ‫كاذِ َب ٍة‬ ‫َخ ِ‬ ‫اط َئ ٍة َف ْل َي ْد ُع نَادِ َيهُ َ�س َن ْد ُع ال َّز َبان َِي َة‬ ‫ت ْ‬ ‫َ‬ ‫ك اَّل اَل ت ِ‬ ‫ب»‪،‬‬ ‫ُط ْعهُ َو ْا�س ُج ْد َو ْاق رَِ‬

‫فلما كرث عليه �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫وعلى �أتباعه الإيذاء و�أحيط بالعداوة‬ ‫من كل جانب وال�رش من كل جهة‪،‬‬ ‫و�ضاق عليه الف�ضاء والتم�س كل‬ ‫و�سيلة للبقاء‪ ،‬فلم يجد الو�سيلة‪ ،‬ومل يكن لهذا من �سبب �إال �أنه يريد حماية الإن�سانية‬ ‫ويريدها عزيزة‪ ،‬وي�أبى التقليد والغرور واحلرمان من نعمة التمييز بني اخلري وال�رش‬ ‫وال�ضار والنافع ‪ ،‬لأنهما يطم�سان نور العقل ويردان الفطرة �إلى �أ�سفل ال�سافلني‪ ،‬فكان‬ ‫من الطبيعي �أن يلتم�س الو�سائل لردع �أولئك ال�سفهاء ‪ ،‬و�شق طريق للحرية وللحق‬ ‫حتى ي�صال �إلى م�أمن يقيهما هذه ال�رشور اجلامحة‪ ،‬ويبعدها عن نريان هذه الب�رشية‬ ‫البهيمية‪ ،‬لي�ؤدي الر�سول الأمني �صلى الله عليه و�سلم ر�سالته عن ربه وينجلي ليل‬ ‫الوثنية وزمن عبادة املادة‪ ،‬وي�سطع نور الوحي الإلهي ليملأ القلوب طم�أنينة ويوا�سي‬ ‫ال�ضعفاء وينزل اجلبابرة من مكانهم العلي �إلى م�أوى العباد‪ ،‬وي�صيح بالنا�س جميعا‪:‬‬ ‫ا�س �إِنَّا َخ َلقْ َن ُ‬ ‫اك ْم‬ ‫« َيا �أَ ُّي َها ال َّن ُ‬ ‫ك ْم عِ ْن َد اللهَِّ �أَ ْتق ُ‬ ‫ك َر َم ُ‬ ‫�أَ ْ‬ ‫َاك ْم‬

‫ك ٍر َو�أُ ْن َثى َو َج َع ْل َن ُ‬ ‫ِن َذ َ‬ ‫ار ُفوا �إِ َّن‬ ‫اك ْم ُ�ش ُعو ًبا َو َق َبائ َِل ِل َت َع َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫اللهَّ‬ ‫ِري» فهداه تفكريه ب�إلهام من الله �إلى �أن‬ ‫ِ�إ َّن‬ ‫َعل ٌ‬ ‫ِيم َخب ٌ‬

‫طالئع الن�رص �ست�أتي من قبل املدينة و�أنها �ستكون مقر الهداية ومبعث النور‪ ،‬ف�أمر‬ ‫�أ�صحابه بالهجرة �إلى يرثب واخلروج �رسا وفرادى حتى ال يثريوا ثائرة قري�ش عليهم‪،‬‬ ‫وبد�أ امل�سلمون يهاجرون متفرقني لكن قري�شا فطنت للأمر فحاولت �أن ترد كل من‬ ‫ا�ستطاعت رده �إلى مكة لتفتنه عن دينه �أو تعذبه وتنكل به‪ ،‬وتتابعت هجرة امل�سلمني‬ ‫�إلى يرثب ومحمد �صلى الله عليه و�سلم مقيم حيث هو ال يعرف �أحد هل اعتزم الإقامة �أم‬ ‫قرر الهجرة حتى �إذا �أذن الله له بالهجرة ف�أ�رس بها �إلى �صديقه الأول �أبي بكر ال�صديق‬ ‫ر�ضي الله عنه‪ ،‬ف�س�أله ال�صحبة فقال‪:‬نعم‪ ،‬ثم �أخذ �أبو بكر يهيئ الزاد واتفقا على‬ ‫اخلروج حتت �ستار الليل حتى اليراهما �أحد‪ ،‬وعلى الرغم من كل هذا فقد علمت قري�ش‬ ‫مبا عزم عليه الر�سول �صلى الله عليه و�سلم فهاج هائجهم واجتمعوا للنظر يف الأمر‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل جمع إلى األدب الحكمة‪،‬‬ ‫وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس‬ ‫سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد بن الظاهر باهلل علي بن‬ ‫الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما‬ ‫لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪ .‬فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر‬ ‫يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫في ذكر من وضع الخط وأصله ووصله وفصله‬ ‫يقال‪ :‬إن أول من وضع الخط والكتب كلها‬ ‫آدم عليه السالم قبل موته بثالثمائة سنة‪،‬‬ ‫كتبها في طين وطبخه‪ ،‬فلما أضل القوم الفرق‬ ‫أصاب كل قوم كتابهم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬أول من وضعه أخنوخ‪ ،‬وهو إدريس‬ ‫عليه السالم‪..‬‬ ‫وقيل إن نفيس‪ ،‬ونصر‪ ،‬وتيما‪ ،‬ورومه‪ ،‬بنو‬ ‫إسماعيل‪ ،‬وضعوا كتاباً واحداً وجعلوه سطراً‬ ‫واحدا غير متفرق‪ ،‬موصول الحروف كلها‪ ،‬ثم‬ ‫فرقه نبت‪ ،‬وهميسع وقيذار‪ ،‬وفرقوا الحروف‬ ‫وجعلوا األشباه‪.‬‬ ‫وأما الخط العربي فأول من وضعه وألف‬ ‫حروفه ستة أشخاص من طسم‪ ،‬كانوا نزوال‬ ‫عند عدنان بن أدد‪ ،‬وكانت أسماؤهم‪ :‬أبجد‬ ‫هوز حطى كلمن سعفص قرشت‪ ،‬فوضعوا‬ ‫الكتابة والخط على أسمائهم‪ ،‬فلما وجدوا في األلفاظ حروفاً‬ ‫ليست في أسمائهم ألحقوها بها‪ ،‬وسموها الروادف‪ ،‬وهي( ثخد‬ ‫ضظع)‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬أول من وضع الخط العربي مرامر بن مرة وقيل‪ ،‬عامر‬ ‫بن جدرة وقد ذكر ك ً‬ ‫ال نهما صاحب القاموس وقيل أسلم بن‬ ‫سدرة‪ ،‬وهم نفر منبوالن رسموه أحرفاً مقطعة‪ ،‬ثم قاسوه على‬ ‫هجاء السريانية‪ ،‬فوضع مرامر صوره‪ ،‬وعامر أعجمه‪ ،‬وأسلم وصل‬ ‫وفصل‪.‬‬ ‫وقال ابن خلكان‪ :‬والصحيح عند أهل العلم أن أول من خط هو‬ ‫مرامر بن مرة من أهل األنبار‪ ،‬وقيل إنه من بني مرة‪ .‬ومن األنبار‬ ‫انتشرت الكتابة في الناس‪ .‬قال األصمعي‪ :‬ذكروا أن قريشاً سئلوا‪:‬‬ ‫من أين لكم الكتابة؟ فقالوا‪ :‬من األنبار‪.‬‬ ‫وقال هشام بن محمد بن السائب‪ :‬تعلم بشر بن عبد الملك‬ ‫الكتابة من أهل األنبار وخرج إلى مكة وتزوج الصهباء بنت حرب‬ ‫بن أمية‪ .‬تعلم منه حرب‪ ،‬ومنه ابنه سفيان‪ ،‬ومنه ابن أخيه سيدنا‬ ‫معاوية رضي اهلل عنه‪ ،‬ثم انتشر في قريش‪ ،‬وهو الخط الكوفي‬ ‫الذي استنبطت منه األقالم التي هي اآلن‪.‬‬ ‫وفيه ذكرنا كالمهم في اإلعالم للسهيلي‪ ،‬والمزهر للسيوطي‪ ،‬واألوليات للعسكري‪ ،‬وقد‬ ‫ذكرنا كالمهم في كتابنا «تاج العروس لشرح جواهر القاموس»‪ .‬فمن أراد الزيادة على ذلك‬ ‫فليراجعه‪.‬‬

‫فصل في فضل الخط وما قيل فيه‬ ‫الخلق ما يشاء) ‪ :‬انه الخط الحسن‪ .‬وعن ابن عباس‬ ‫جاء في تفسير قوله تعالى‪( :‬يزيد في‬ ‫ِ‬ ‫رضي اهلل عنهما في قوله تعالى‪( :‬أو أثارةٍ منْ علم) قال‪ :‬الخط‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويروى في الخبر المأثور‪« :‬من كتب باسم اهلل الرحمن الرحيم فجوده غفر اهلل له»‪ .‬وفي‬ ‫ّ‬ ‫«الخط الحسنُ يزيد الحقَّ وضحا» وفيه أيضاً‪« :‬قيِّدوا العلم‬ ‫الجامع الصغير من رواية سلمة‪:‬‬ ‫بالكتاب»‪ ،‬قال شارحه المناوي‪« :‬العلم يعقل ثم يحفظ‪ ،‬والنسيان كامن في القلب‪ ،‬فلخوف‬ ‫ذهاب العلم قيد بالكتابة»‪.‬‬ ‫وجاء في حديث آخر‪« :‬حق الوالد على ولدهِ أن يعلمه الكتابة والسِّباحة والرِّماية‪ ،‬وأن ال‬ ‫يرزقهُ إال طيباً»‪ .‬وفي رواية أخرى‪« :‬حقُّ الوالدِ على ولده أن يحسِّن اسمه‪ ،‬ويزوِّجه إذا أدرك‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويعلمه الكتاب»‪ .‬قال الشارح‪ :‬يعني القرآن‪ ،‬ويحتمل إرادة الخط‪.‬‬

‫وفي الحديث أيضاً‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫لزيد بن ثابت وهو أحد كتابه‪»:‬إذا كتبت باسم‬ ‫اهلل الرحمن الرحيم فبيِّن السِّين فيه»‪.‬‬ ‫وذكر صاحب الشرعة أيضاً أنه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم قال لمعاوية رضي اهلل عنه وهو يكتب بين‬ ‫«ألق الدَّوا َة‪ ،‬وحرِّف القلم‪ ،‬وانصب الباء‪،‬‬ ‫يديه‪ِ .‬‬ ‫وفرِّق السين‪ ،‬وال تعوِّ ِر الميم‪ ،‬وحسِّن اهلل‪ ،‬ومدَّ‬ ‫الرَّحمن‪ ،‬وجوِّد الرحيم»‪.‬‬ ‫وقالوا‪« :‬لما كانت الكتابة شريفة كان حسن‬ ‫الخط فيها فضيلة»‪.‬‬

‫زمان»‪.‬‬

‫وقال المأمون‪« :‬لو فاخرتنا الملوك األعاجم‬ ‫بأمثالها لفخرناها بمالنا من أنواع‪ .‬الخط يقرأ‬ ‫بكل مكان‪ ،‬ويترجم بكل لسان‪ ،‬ويوجد مع كل‬

‫وقال النظام‪« :‬الخط أصل في الروح يظهر بآلة جسدانية»‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪« :‬الخط سمط الحكمة‪ ،‬بها يفصل‬ ‫شذوذها وينتظم منثورها»‪.‬‬ ‫ويقال‪« :‬قريش أهل اهلل‪ ،‬ألنهم كتبة حسنة»‪.‬‬ ‫وكان يقال‪« :‬حسن الخط أحد اللسانين»‪ ،‬كما قيل‪« :‬العيال‬ ‫أحد اليسارين»‪.‬‬ ‫وقال بعض العلماء‪« :‬الخط كالروح في الجسد‪ ،‬فإذا كان‬ ‫اإلنسان جمي ً‬ ‫ال وسيماً حسن الهيئة كان في العيون أعظم‪ ،‬وفي‬ ‫النفوس أفخم‪ ،‬وبضد ذلك تسأمه النفوس‪ .‬فكذلك الخط إذا كان‬ ‫حسن الوصف‪ ،‬مليح الرصف‪ ،‬مفتح العيون‪ ،‬أملس المتون‪ ،‬كثير‬ ‫االئتالف‪ ،‬قليل االختالف‪ ،‬هشت إليه النفوس واشتهته األرواح‪ ،‬حتى‬ ‫إن اإلنسان ليقرؤه وإن كان فيه كالم دنيء‪ ،‬ومعنى رديء مستزيداً‬ ‫منه ولو كثر‪ ،‬من غير سأم يلحقه وال ضجر‪ .‬وإن كان الخط قبيحاً‬ ‫مجته األفهام‪ ،‬ولفظته العيون واألفكار‪ ،‬وسئمه قارئه وإن كان فيه‬ ‫من الحكمة عجائبها‪ ،‬ومن األلفاظ غرائبها»‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬إن وزن الخط مثل وزن القراءة‪ ،‬فأجود الخط أبينه‪ ،‬كما أن أجود القراءة أبنيها»‪.‬‬ ‫فحرفة أصول الخط وهندسته‪ ،‬وكيفيته وحقيقته‪ ،‬أشرف من عمله تقليداً من غير تحقيق‪.‬‬

‫ووصف أحمد بن إسماعيل خطاً فقال‪« :‬لو كان نباتاً لكان زهراً‪ ،‬ولو كان معدناً لكان تبراً‪،‬‬ ‫ولو كان مذاقاً لكان حلواً‪ ،‬أو شراباً لكان صفواً»‪.‬‬ ‫وقال عمرو بن مسعدة‪« :‬الخطوط رياض العلوم‪ ،‬وهي صورة روحها البيان‪ ،‬وبدنها السرعة‪،‬‬ ‫وقدمها التسوية‪ ،‬وجوارحها معرفة الفصول‪ ،‬وتصنيفها كتصنيف النغم واللحون»‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬إن أحمد الخطوط رسماً ما اعتدلت أقسامه‪ ،‬وانتصبت ألفه والمه‪ ،‬واستقامت‬ ‫سطوره‪ ،‬وضاهى صعوده وحدوره‪ ،‬وتفتحت عيونه‪ ،‬ولم تشقبه راؤه ونونه‪ ،‬وقدرت أصوله‪،‬‬ ‫واندمجت وصوله‪ ،‬وتناسب دقيقه وجليله‪ .‬وال يجمع في سطر بين مدتين وال ياءين مردودتين‪،‬‬ ‫ويراعي مواضع الفصول والوصول‪ ،‬وال تقطع كلمة بحرف يفرد في غير سطره‪.»...‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪957‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)860‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫“الحركة الوطنية‬ ‫في القصر الكبير”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي الوطني المعاصر المتخصص في‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬اهتم المؤلف في الباب األول بدراسة قضايا نشأة‬ ‫الحركة الوطنية في القصر الكبير خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي‬ ‫تحوالت شمال مغرب االستعمار‪ ،‬بصدور كتاب “الحركة الوطنية‬ ‫‪ 1930‬و‪ ،1937‬متتبعا تفاصيل االحتالل العسكري للمدينة ارتباطا‬ ‫في القصر الكبير ‪ :1956-1930‬جدلية المحلي والوطني”‪ ،‬لمؤلفه‬ ‫بأدوار المقاومة المسلحة التي ميزت المرحلة‪ ،‬بموازاة مع التنقيب‬ ‫األستاذ محمد الصمدي‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 364‬من الصفحات ذات‬ ‫في حيثيات بروز الهيآت الوطنية األولى بالمدينة وبتنظيماتها‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذه العمل يعبر عن الكثير من‬ ‫التأسيسية وبمبادراتها التأطيرية الجنينية في المجاالت السياسية‬ ‫عناصر نضج أداء نخب مدينة القصر الكبير وعموم المهتمين برصد‬ ‫واالجتماعية والثقافية‪ .‬وفي الباب الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف لتتبع مظاهر‬ ‫إبداالت ماضيها العريق‪ ،‬من أجل تنظيم االشتغال على تالوين هذه‬ ‫تطور أداء الحركة الوطنية بمدينة القصر الكبير خالل المرحلة‬ ‫اإلبداالت وجعلها مجاال مشرعا أمام رحابة سؤال الكتابة التاريخية‬ ‫الممتدة بين سنتي ‪ 1937‬و‪ ،1953‬مركزا على قضايا محورية‬ ‫المجددة‪ .‬وبهذا المنحى العلمي األصيل‪ ،‬كان لمدينة القصر الكبير‬ ‫مهيكلة للموضوع‪ ،‬وعلى رأسها سياقات ميالد األحزاب السياسية‬ ‫الكثير من عناصر الريادة في إنتاج نخب وأجيال من الباحثين ولعوا‬ ‫الوطنية وتنظيماتها األولى بالمدينة‪ ،‬وعلى رأسها حزب اإلصالح‬ ‫بعشق مجال البحث التاريخي والكتابة في خباياه‪ ،‬من مواقع مختلفة‬ ‫الوطني ثم حزب الوحدة المغربية‪ .‬كما اهتم المؤلف بالبحث في‬ ‫ومن مستويات متعددة وبآفاق متكاملة‪ .‬فسواء داخل الجامعة‪ ،‬أم‬ ‫أوجه تفاعل الحركة الوطنية المحلية مع أبرز األحداث الدولية التي‬ ‫داخل المنابر الجمعوية المتخصصة وعلى رأسها جمعية البحث‬ ‫ساهمت في صنع مواقفها ومبادراتها‪ ،‬مثلما هو الحال مع الحرب‬ ‫التاريخي واالجتماعي‪ ،‬أم على مستوى صفحات الدوريات واإلصدارات‬ ‫األهلية اإلسبانية أو الحرب العالمية الثانية‪ .‬وفي الباب الثالث‬ ‫العلمية المتخصصة‪ ،‬ظل اسم مدينة القصر الكبير حاضرا بقوة‪،‬‬ ‫واألخير‪ ،‬عاد المؤلف لرسم موقع مدينة القصر الكبير داخل معركة‬ ‫وموجها الهتمامات قطاعات عريضة من باحثي المدينة ومن عموم‬ ‫االستقالل خالل مرحلة ما بين سنتي ‪ 1953‬و‪ ،1956‬من خالل‬ ‫مؤرخي المغرب الراهن‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبح الرصيد البيبليوغرافي‬ ‫التركيز على قضايا مركزية تقاطع فيها العطاء المحلي مع الجهد‬ ‫المؤطر لهذا المجال رحبا ومتجددا‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬يعرف استمرارية‬ ‫الوطني لتحرير البالد‪ ،‬بعد أن أثمر مبادرات رائدة ارتبطت باسم‬ ‫فريدة نادرا ما تحققت للمدن وللحواضر المغربية األخرى‪ .‬وعلى هذا‬ ‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬مباشرة عقب نفي السلطان محمد بن يوسف‬ ‫األساس‪ ،‬أصبح ــ ربما ـ من الالزم الحديث عن أجيال كتاب تاريخ‬ ‫يوم ‪ 20‬غشت من سنة ‪ ،1953‬ومرورا بمختلف المحطات التي جعلت‬ ‫مدينة القصر الكبير ومؤرخيها وفاعليها وجمعوييها المرتبطين‬ ‫من المدينة مركزا الستقبال المقاومين والوطنيين المطاردين من‬ ‫بالبحث التاريخي من عيار نماذج مؤسسة‪ ،‬نذكر من بين أعالمها‪،‬‬ ‫قبل الفرنسيين بالمنطقة السلطانية‪ ،‬وانتهاءا باالنخراط في الجهد‬ ‫على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬كل من األساتذة بوسلهام المحمدي‪،‬‬ ‫الجماعي الذي جعل المدينة تصبح جسرا لنقل األسلحة نحو مقاومي‬ ‫ومحمد بنخليفة‪ ،‬وعبد السالم القيسي‪ ،‬ومحمد العياشي الحمدوني‪،‬‬ ‫غالف الكناب‬ ‫المنطقة السلطانية‪ ،‬بموازاة مع االنخراط الفعلي في جهود التأطير والتنظيم‬ ‫ومصطفى الطريبق‪ ،‬ومحمد المهدي الطود‪ ،‬ومحمد بوخلفة‪ ،‬ومحمد أخريف‪ ،‬ومحمد‬ ‫والفعل الوطني التحرري الراشد الذي أثمر مفاوضات مدريد التي أفضت إلى تحديد‬ ‫العربي العسري‪ ،‬وسعيد الحاجي‪ ،‬وأنس الفياللي‪ ،‬وعزيز الحساني‪...،‬‬ ‫مصير المنطقة الخليفية‪.‬‬ ‫في إطار مسار هذا النهر الدافق‪ ،‬يندرج صدور العمل الجديد للدكتور محمد الصمدي‪،‬‬ ‫وفي كل هذه المحطات‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على تعزيز عمله برصيد ال بأس به من األرصدة‬ ‫باعتباره إضافة هامة لمجال البحث التاريخي المونوغرافي المسكون بحب المدينة وبعشق‬ ‫فضاءاتها ووجوهها ومعالمها وأرصدة تراثها المادي والرمزي الخصب والمتنوع‪ .‬والعمل‪ ،‬يندرج الوثائقية والمصنفات التدوينية‪ ،‬مقدما غزارة استثنائية في التفاصيل وفي المعطيات‪ .‬ومع التأكيد‬ ‫في سياق المنحى العام الذي يميز هذه العودة الجماعية المتميزة لتقليب أوراق مرحلة النضال على القيمة األكاديمية لهذه األطروحة الجامعية‪ ،‬يثير العمل عدة مالحظات مرتبطة بالجانبين‬ ‫ضد االستعمار‪ ،‬بارتداداتها على مختلف أوجه اإلسهامات المتداخلة التي ساهمت بها مدينة المنهجي والمعرفي الناظمين لبنية تجميع المادة الوثائقية والمصدرية وتوظيف الدراسات‬ ‫القصر الكبير في تأثيث معالم الخصب بالنسبة للهوية الكفاحية لمغاربة الزمن الراهن‪ .‬لقد الحديثة‪ ،‬ثم تصنيفها وتقييمها واستثمار مضامينها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تغيب الكثير من األرصدة‬ ‫ظلت مدينة القصر الكبير مجاال للعطاء الحضاري وللتميز التمديني ولإلبداع الثقافي‪ ،‬ثم للفعل الوثائقية الخاصة بحزبي اإلصالح الوطني والوحدة المغربية مما أصبح باإلمكان الوصول إليه‬ ‫السياسي الراشد سواء خالل المعركة ضد االستعمار‪ ،‬أم خالل مرحلة االستقالل السياسي وبناء حاليا‪ ،‬كما تغيب الوثائق اإلسبانية الخاصة بالموضوع‪ ،‬مثلما تغيب الكثير من األعمال القطاعية‬ ‫الدولة المغربية الحديثة‪ .‬لذلك‪ ،‬أضحى من المستحيل التوثيق لتحوالت العمل الوطني التحرري المنجزة بإسبانيا تحديدا والتي تقدم قراءات مفيدة لخبايا الموضوع‪ ،‬بغض النظر عن سقطاتها‬ ‫الميداني والتأطيري بدون العودة المتجددة للبحث في حقيقة األدوار الريادية التي اضطلعت بها ونزوعاتها الكولونيالية الوظيفية‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬حرص المؤلف على استثمار الوثائق المنشورة‬ ‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬ليس فقط داخل محيطها اإلقليمي الضيق بمنطقة جبالة بشمال المغرب‪– ،‬أصال‪ -‬والتي سبق استغاللها بعد أن “استنفذت” أدوارها مثلما هو الحال مع وثائق المرحوم‬ ‫ولكن –كذلك‪ -‬على مستوى االمتدادات الجغرافية الوطنية الواسعة‪ .‬ولعل هذا ما وجه العمل محمد بن عزوز حكيم أو وثائق األستاذ محمد أخريف‪ ،‬في حين أن المقام كان يقتضي البحث‬ ‫موضوع هذا التقديم والصادر ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء عن “الجديد” بإمكاناته العلمية الواسعة وبآفاقه النقدية والتشريحية الواسعة‪ .‬وإلى جانب ذلك‪،‬‬ ‫جيش التحرير‪ ،‬عندما قال المؤلف في كلمته التقديمية‪“ :‬تبلورت اإلشكالية المركزية في قضية يبدو أن المؤلف اعتمد على العديد من اإلصدارات الحديثة التي لم تضف الشيء الجديد للبحث‬ ‫أساسية هي‪ :‬مساهمة المدن الصغرى في الحركة الوطنية‪ :‬بين الخصوصية والجهوية والوحدة التاريخي المتخصص‪ ،‬بل واحتوى البعض منها العديد من األخطاء والسقطات التي تفرض الحذر‪،‬‬ ‫كل الحذر‪ ،‬عند استغالل مضامينها‪ .‬وعلى مستوى اإلخراج العام‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أن العمل‬ ‫الوطنية‪ ،‬من خالل حالة القصر الكبير‪ .‬وهي إشكالية تحاول الوقوف على جدلية المحلي والوطني‬ ‫يفتقد للفهارس المرافقة الخاصة باألعالم البشرية والجغرافية‪ ،‬إذ ال نجد إال فهرسا يتيما لسبعة‬ ‫من خالل نموذج محدد في الزمان والمجال مما يؤسس ويفتح الباب لدراسة مونوغرافية‪.‬‬ ‫جداول منفصلة‪ ،‬األمر الذي يترك المجال مشرعا أمام ضرورة تطوير الحصيلة والنتائج وإضفاء‬ ‫وتفرعت عن هذه اإلشكالية فرضيات جزئية على الشكل التالي‪:‬‬ ‫عليها صيغة أكاديمية محترمة‪.‬‬ ‫ـ مواكبة الفعاليات الوطنية في القصر الكبير للحركة الوطنية على المستوى الجهوي‬ ‫هذه مالحظات عامة‪ ،‬ال تنقص من قيمة العمل في شيء‪ ،‬بقدر ما أنها تساهم –من وجهة‬ ‫والوطني‪.‬‬ ‫نظر متواضعة‪ -‬في تخصيب نتائج الجهد الذي بذله الدكتور محمد الصمدي‪ ،‬سعيا نحو االرتقاء‬ ‫ـ مركزية الموقع الحدودي للقصر الكبير في تحديد مساهمته في الحركة الوطنية‪.‬‬ ‫بحصيلة التراكم العلمي المرتبط بتحوالت ماضي حاضرة القصر الكبير‪ ،‬المدينة والوجوه والفضاء‬ ‫والرموز واألصالة واإلبداع‪.‬‬ ‫ـ أهمية موقع القصر الكبير بالنسبة للفاعلين االستعماريين والوطنيين‪( ”...‬ص‪.)11 .‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫ليشهدوا منافع لهم‬

‫‪ ‬شاءت األقدار اإللهية أن يجعل اهلل ختام كل سنة هجرية ذلك المؤتمر الروحي‬ ‫العظيم‪ ،‬والموسم الديني المشهود‪ ،‬تهوي إليه أفئدة الناس من كل مكان‪ ،‬وتجتمع‬ ‫ألسنتهم على تلبية واحدة‪ ،‬من مختلف الجنسيات واأللوان واأللسن والمشارب‪.‬‬ ‫‪ ‬إنه مؤتمر الحج األعظم‪ ،‬تلك الشعيرة العظمى‪ ،‬والركن الخامس من الشريعة‪ ،‬ذو‬ ‫المنافع العظام‪ ،‬والفؤائد الجسام‪ ،‬فوائد فردية خاصة‪ ،‬وفوائد جماعية عامة‪.‬‬ ‫‪ ‬عن الفوائد الفردية الخاصة قال سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم “من‬ ‫حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” ‪ ،‬وهذه منقبة عظمى‪ ،‬وبغية‬ ‫كبرى‪ ،‬وجائزة إلهية كريمة‪ ،‬يطمح إليها كل سالك صادق في توجهه إلى ربه جل جالله‪.‬‬ ‫‪ ‬وعن الفوائد العامة تحدث القرءان جمعا فقال‪“ :‬ليشهدوا منافع لهم” وهذا الجمع‬ ‫ليس مجرد تعبير لغوي فقط‪ ،‬ولكنه مقصود وبدقة‪ ،‬يتحدث بالمفروض عن منافع تقع‬ ‫بالحج لعموم الحجاج‪ ،‬منافع دينية يفقه بعضهم بعضا‪ ،‬ومنافع اقتصادية تحرك السوق‬ ‫اإلسالمية المشتركة ‪ -‬التي من المتوقع أن تكون قائمة مستقلة القرار ‪ ، -‬ومنافع‬ ‫سياسية تحمي بيضة األمة وتعزز أمنها الداخلي‪ ،‬ومنافع معنوية تسهم في تحصين‬ ‫دماء األمة‪ ،‬وأفكارها‪ ،‬وأمنها الروحي‪ ،‬عالوة على أمنها الغذائي والصحي ‪..‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫‪ ‬في ذلكم الجمع المبارك سن رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وآله وسلم خطبة تلقى بعرفات ليشهدها الجميع‪ ،‬وتشارك هموم‬ ‫الجميع‪ ،‬وتجمع شمل المنافع التي تحدثنا عنها‪ ،‬وهو ما سنه سيدنا رسول هّ‬ ‫الل في‬ ‫خطبة حجة الوداع إذ تكلم عن أصول عامة تنظم المجتمع بأغلبيته وأقلياته‪ ،‬عن الدم‬ ‫وحُرمته‪ ،‬والمرأة أصل المجتمع‪ ،‬واألعراض‪ ،‬واألموال أصل قوام الحياة العامة ‪ ...‬‬ ‫‪ ‬في كل سنة ننصت بأذن واعية لخطبة عرفات‪ ،‬علنا أن نجد معنى من هذه‬ ‫المعاني حاضرا‪ ،‬ولكن كالعادة يخيب ظننا دائما‪ ،‬فبدل حضور مفهوم األمة الواسع‪،‬‬ ‫يحضر مصطلح الدولة الضيق‪ ،‬وبدل حضور ضمير الجماعة ليست الجميع‪ ،‬تحضر األنا‬ ‫وعظمتها‪ ،‬تحضر القومية‪ ،‬والتعصب ‪..‬‬ ‫وأملنا في جيل يعيد صياغة مفاهيم العصر الحالي‪ ،‬ويعود باألمة إلى رشدها‪ ،‬حتى‬ ‫تجتمع األمة كل سنة في مؤتمرها األكبر‪ ،‬تقيم ما مضى‪ ،‬وتخطط لسنة مقبلة‪ ،‬بحضور‬ ‫كفاءاتها وممثلي كافة شؤون األمة‪ ،‬قصد صياغة قرار مستقل‪ ،‬والخروج باألمة من‬ ‫ضيق الظلمات إلى سعة النور‪.‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫ن ذاكرة‬ ‫م ثقافية‪:‬‬ ‫طوان ال‬ ‫ت‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫نادي برشلونة وزيارته األولى إلى المغرب‬ ‫عام ‪1941‬‬

‫ �إعداد‪ :‬الزبري بن الأمني‬‫‪zoubair.ben.12@gmail.com‬‬

‫بمناسبة احتضان مدينة طنجة للمباراة الرياضية الكبرى (كأس السوبر اإلسباني لكرة‬ ‫القدم)‪ ،‬يوم األحد ‪ 2018/08/12‬بملعب ابن بطوطة‪ ،‬والتي أقيمت – كما هو معلوم – ألول‬ ‫مرة خارج إسبانيا‪ ،‬حيث انتهت بفوز برشلونة على إشبيلية بإصابتين لواحدة في أجواء احتفالية؛‬ ‫كتب العديد من إخواننا قبل المباراة وبعدها عن حضور النادي البرشلوني إلى المغرب‪ ،‬وزياراته‬ ‫السابقة لبعض مدنه‪ ،‬سواء من أجل إجراء مقابالت الليغا اإلسبانية‪ ،‬أو كأس الخنراليسمو‬ ‫فرانكو‪ ،‬أو الحبية في عهد الحماية‪ ،‬أو كأس محمد الخامس والودية خالل عهد االستقالل؛‬ ‫ناسين الزيارة األولى لنادي برشلونة إلى بلدنا‪ ،‬والتي كانت ‪ -‬كالعادة – إلى مدينة تطوان‬ ‫سنة ‪ ،1941‬مما يكشف ويدل على أن هناك الكثير من المعطيات التاريخية الهامة‪ ،‬مازالت‬ ‫غائبة وفي حاجة إلى نفض الغبار عنها‪ ،‬السيما فيما يتعلق بذاكرتنا الرياضية‪ .‬ثم إن اعتقاد‬ ‫البعض على أن كل شيء عن تاريخنا متوفر بشبكة األنترنيت هو خطأ كبير‪ ،‬وهذا راجع في رأينا‬ ‫ باألساس ‪ -‬إلى قلة توظيف مجهود البحث والتنقيب والنبش في وثائق تاريخنا الرياضي‪ ،‬الذي‬‫يعتبر من أجمل وأغنى وأرقى تاريخ البلدان العربية واإلفريقية‪ ،‬وحتى ال أكون مبالغا أقول ‪ -‬بكل‬ ‫مصداقية – أغنى من تاريخ االرتباط اإلسباني بدول أمريكا الالتينية خالل عهد حمايتنا يوم كان‬ ‫السفر إليها صعبا في العقود األولى من القرن الماضي وسهال إلى شمال المغرب‪.‬‬ ‫ونظرا لما أفرزه هذا التاريخ المبكر بمنطقة الشمال المغربي من أبطال مغاربة احترفوا‬ ‫في البطوالت اإلسبانية (أمثال عبد السالم بوطينة‪ ،‬والعربي بن مبارك‪ ،‬ومصطفى الحداد‪،‬‬ ‫وعالل الحداد‪ ،‬ومحمد العروسي‪ ،‬ومحمد لحسن شيشا‪ ،‬وعبد القادر صالح‪ ،‬ومصطفى العمراني‪،‬‬ ‫ومصطفى الوزاني‪ ،‬وعبد القادر البزيوي‪ ،‬وسالم العيساوي‪ ،‬ومحمد رشدي‪ ،‬وعبد القادر كرامي‬ ‫وعبد اهلل األنطاكي (مالقا) ومحمد الرياحي‪ ،)...‬ومن ظهور فرق مشاركة متعددة‪ ،‬ومن جمهور‬ ‫مغربي حظي قبل غيره من الجماهير العربية واإلفريقية‪ ...‬من مشاهدة أكبر األندية اإلسبانية‬ ‫تزور مباشرة ميادينه‪ ،‬وأحيانا يزور هو ميادينها يوم لم يكن قد ظهر بعد‪ ،‬مذياع وال تلفزة وال‬ ‫شاشة إلكترونية‪ ...‬بل كان عليه سوى عبور مضيق جبل طارق (‪ 12‬كيلومتر بحرا)‪ ،‬لينتج عن‬ ‫هذا التقارب‪ ،‬وعن ذلك االحتكاك الرياضي مد جسور العالقات المغربية اإلسبانية‪ ،‬لتستفيد‬ ‫حينها المبادالت التجارية والسياحية واالقتصادية والثقافية واالجتماعية بين شمال المغرب‬ ‫وإسبانيا‪.‬‬ ‫إذا كانت الجماهير المغربية والعالمية اليوم تتقاسم حب وإعجاب فن كرة القدم اإلسبانية‬ ‫وخاصة الو َلهْ بالفريقين العالميين ريال مدريد وبرشلونة‪ ،‬فإن أول عشق جماهيري مغربي لهما‬ ‫ظهر أوال لريال مدريد مباشرة عند زيارته التاريخية األولى إلى تطوان وهو يطأ التراب المغربي‬ ‫مع غريمه أتلتيكو مدريد وإجرائه بها مبارتين عام ‪.1928‬‬ ‫أما العشق الثاني فتأخر ‪ 13‬سنة‪ ،‬وظهر لفريق برشلونة عند زيارته ألول مرة بالدنا‪ ،‬وكانت‬ ‫الرحلة أيضا إلى الحمامة البيضاء‪ ،‬وعن هذه الرحلة المنسية نقدم هذه الورقة باختصار‪.‬‬ ‫فبحكم موقع مدينة تطوان كعاصمة للمنطقة الخليفية‪ ،‬ومركز إلدارة الحماية اإلسبانية‪،‬‬ ‫وأيضا بحكم كثافة الجالية اإليبيرية الذي صار يتزايد وجودها بالمنطقة بعد الحرب األهلية‬ ‫(‪ ،)1936-1939‬وبحكم نشأة عدد من األندية الرياضية الكروية اإلسبانية والمغربية‪ ،‬ونظرا‬ ‫إلعادة ترتيب وتدبير شأن الفريق اإلسباني الكروي المتألق بتطوان أتلتيكو تطوان ‪At.de‬‬ ‫‪ ،Tetuán‬وبعث روح جديدة في عناصره من مسيرين ومؤطرين‪ ،‬والعبين جدد بعد غياب عن‬ ‫المالعب الرياضية مدة أربع سنوات تقريبا بسبب أزمة الحرب‪ ،‬نشرت جريدة إسبانيا ‪España‬‬ ‫الصادرة بمدينة طنجة في عددها ‪ 822‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 1941‬خبرا مفاجئا جاء كالتالي‪...« :‬‬ ‫غدا الثالثاء وعلى الساعة السادسة مساء سيخوض نادي برشلونة مقابلة بتطوان ضد فريق‬ ‫أتلتيكو تطوان ‪ ،At.Tetuán‬وسيكون هذا األخير معززا بعناصر من مدينة طنجة والعرائش(‪.)1‬‬ ‫وأضافت الجريدة أنه بالنسبة لهواة كرة القدم بمدينة سبتة الراغبين في الحضور‪ ،‬فإن‬ ‫المنظمين سيوفرون لهم قطارا خاصا‪ ،‬سينطلق من سبتة استثناء على الساعة الثالثة‪ ،‬والعودة‬ ‫على الساعة التاسعة‪.‬‬ ‫وفعال تم إجراء هذا اللقاء الودي يوم الثالثاء ‪ 18‬يونيو بملعب سانية الرمل على الساعة‬ ‫السادسة مساء بين الناديين‪« :‬نادي برشلونة»‪ ،‬و»نادي أتلتيكو تطوان»‪ ،‬حضره الخليفة األمير‬ ‫موالي الحسن بن المهدي‪ ،‬والمقيم العام آنذاك لويس أورغاث يولدي ‪)Luis Orgaz Yoldi(2‬‬ ‫‪ ،‬والكاتب العام الجنرال ‪ Rio Capré‬والسلطات العليا إلدارة منطقة الشمال‪ ،‬وعدد غفير من‬ ‫الجمهور المغربي واإلسباني‪.‬‬ ‫افتُتِحت المباراة بانطالقة شرفية من جانب اآلنسة « بترا كارسيا فيغراس ‪Petra García‬‬ ‫‪ ،»Figueras‬ابنة الكاتب المؤرخ القائم على الشؤون األهلية أيام الحماية بمنطقة الشمال‬ ‫السيد «‪. )Tomás García Figueras»(3‬‬ ‫انتهت المقابلة باستعراض فني كبير من جانب الالعبين الكاطاالنيين الذين تفوقوا على‬

‫فريق بر�شلونة خالل الأربعينيات ويت�شكل من بع�ض الالعبني الذين ح�ضروا �إلى مدينة تطوان �سنة ‪1941‬‬

‫الفريق التطواني‪ ،‬وانتصروا عليه بحصة ثقيلة ‪ :‬ثمانية أهداف لهدف واحد (‪ ،)1 – 8‬وتشكل‬ ‫فريق برشلونة من الالعبين‪:‬‬ ‫في حراسة المرمى ‪Nogués :‬‬ ‫في خط الدفاع والوسط ‪Calvet – Rosalnech – Raich – Anguera – Ceballos :‬‬ ‫في خط الهجوم ‪Bravo – Escaich – Vergara – Gracia – Sospedra :‬‬ ‫أما عناصر «األتلتيكو تطوان» فجاءت على الشكل التالي‪:‬‬ ‫في حراسة المرمى ‪Bautista :‬‬ ‫في خط الدفاع والوسط ‪ :‬عبد اهلل ‪ - Pedrito– Granda -‬مصطفى – ‪Imbérs‬‬ ‫في خط الهجوم ‪Casita – Lara – Bernal – García – Copado :‬‬ ‫وأشارت جريدة‪ « :‬بريد الصباح « الذي كان يرأس تحريرها السيد محمد الوزاني إلى توقيف‬ ‫العمل اإلداري ساعة إجراء المقابلة ليتمكن الموظفون من الذهاب إلى الملعب ومتابعة أطوار‬ ‫اللقاء‪ ،‬فذكرت الجريدة في عددها ‪ 686‬ما يلي‪:‬‬ ‫« سُمِح لرجال اإلدارة بتعطيل األشغال اإلدارية ساعة اللعب في الميدان الرياضي حتى ال‬ ‫تمر هذه الفرصة دون أن يستطيع الجمهور مشاهدة هذه الفرقة العالمية المشهورة »‪.‬‬ ‫ويضيف رئيس التحرير قائال‪« :‬وفعال فقد شاهدنا بأعيننا يوما رياضيا لم يتقدم له مثيل رغم‬ ‫كون فرقة تطوان كانت ال تستطيع منازلة فرقة برشلونة»‪.‬‬ ‫انطالقا من هذه الزيارة األولى لفريق برشلونة إلى المغرب‪ ،‬يكون الفريق الكاطالني قد قام‬ ‫بسبع زيارات لبالدنا منذ ‪ 1941‬إلى يومنا‪ ،‬في المقابل َّ‬ ‫نظمَ ريال مدريد أكثر من عشر زيارات‬ ‫إلى المغرب ابتداء من ‪ 1928‬إلى وقتنا هذا‪ ،‬وأنشأ محبوه وأنصاره جمعيات عديدة في مختلف‬ ‫ربوع المملكة‪ ،‬أبرزها جمعية «ريماطي ‪ »Remate‬بمدينة تطوان‪ ،‬التي نظمت رحالت عديدة‬ ‫إلى مدريد‪ ،‬وكرَّمت عددا من الالعبين األبطال المغاربة واإلسبان‪.‬‬ ‫إن مدينة البوغاز باستضافتها لكأس السوبر اإلسباني في الفترة األخيرة قد أبانت عن‬ ‫قدرتها على تنظيم هذه التظاهرة الكبرى ‪ -‬رغم بعض الهفوات ‪ ،-‬وأظهرت أن الجماهير‬ ‫المغربية هي جماهير عريقة في ولعها بكرة القدم‪ ،‬تسعى إلى التعايش مع الجماهير المختلفة‪.‬‬ ‫وتكون طنجة بإشرافها المزدوج هذا قد أعادت كذلك إحياء تنظيم الفرجة الراقية التي عرفتها‬ ‫مدن شمال المغرب منذ أزيد من ستة عقود‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬لقد حان الوقت لقيام الجامعة المغربية واالتحاد اإلسباني لكرة القدم بالمبادرات من‬ ‫أجل تمتين العالقات الرياضية التي ستعطي دون شك شحنات قوية لدفع وتقدم المجاالت‬ ‫األخرى بين البلدين الجارين المشتركين في الدم والتاريخ والتراث‪ ،‬والقريبين جدا ضفة وطبيعة‬ ‫وحلما‪ ،...‬إنه لمن المؤسف جدا أن نعلم أنه خالل ‪ 57‬سنة أجرى منتخبنا الوطني األول لكرة‬ ‫القدم ثالث مباريات فقط مع جارتنا إسبانيا‪ :‬مبارتان رسميتان للتأهل إلى مونديال الشيلي سنة‬ ‫‪ ،1962‬وقبل ذلك‪ ،‬مباراة حبية واحدة بينه وبين منتخب حرف (ب) اإلسباني بملعب «كارمنس‬ ‫‪ »Cármenes‬بمدينة غرناطة‪ ،‬علما أن دولة البرتغال مثال أجرت ‪ 32‬مباراة بين الرسمي‬ ‫والحبي ضد جارتها إسبانيا‪.‬‬ ‫إنه لم يعد جاريا في عصرنا الحاضر االقتصار على العمل الفردي‪ ،‬بل أصبح من المفروض‬ ‫تكتل الدول‪ ،‬والسيما دول الجوار‪ ،‬بمد اليد في اليد كسبيل لتحقيق التحالفات وإنجاح المشاريع‬ ‫الكبرى في مختلف المجاالت‪ ،‬منها على الخصوص المجال الرياضي الذي صار االهتمام به يقوى‬ ‫بصورة واسعة في شتى أنحاء بالد المعمور‪.‬‬ ‫أملنا نحو مؤسستنا الرياضية الرسمية (الجامعة الملكية لكرة القدم بجميع فروعها‬ ‫وأقسامها) هو االنكباب على العمل المشترك‪ ،‬والتنسيق مع الجارة اإليبيرية سعيا لكسب الكثير‬ ‫من الرهانات وطموحات شبابنا‪ ،‬منها تنظيم كأس العالم سنة ‪ 2030‬وتشريف الكرة المغربية‬ ‫وظهورها بمثل الوجه الوطني الغيور الذي بصم مونديال روسيا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫ ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫(‪ - )1‬وهم مصطفى الحداد العب طنجة الكبير‪ ،‬وكان رسميا بصفوف الفريق التطواني ‪ At. De Tetuán‬مدة‬ ‫ثالثة مواسم تقريبا‪ ،‬وعبد اهلل‪ ،‬ومصطفى العمراني الملقب «بكاسيطا ‪.»Casita‬‬ ‫(‪ - )2‬مقيم عام من ‪ 1941‬إلى ‪1945‬م‪.‬‬ ‫(‪ - )3‬ولد سنة ‪ 1892‬وتوفي سنة ‪ ،1981‬كان الرجل عسكريا وكاتبا مؤرخا في مجال األبحاث األفريكانية حيث‬ ‫قضى بشمال المغرب ثالثين سنة كتب ونظم أرشيفا غنيا أيام الحماية‪...‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 957‬ـ الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)15‬‬ ‫حجي يصطدم بتعثر‬ ‫المغرب‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو األهم لدى جميع العبي‬ ‫كرة القدم‪ ،‬لكن بعضهم لم يصلوا إليه‪ ،‬رغم تألقهم طوال مسيرتهم‪.‬‬ ‫وفي الحلقة الـ‪ ،13‬من سلسلة «أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في‬ ‫المونديال»‪ ،‬نتناول النجم المغربي‪ ،‬يوسف حجي‪.‬‬ ‫انطالقة بطيئة‬ ‫سار يوسف حجي‪ ،‬على نفس نهج شقيقه األكبر‪ ،‬نجم أسود األطلس‪،‬‬ ‫مصطفى حجي‪ .‬وبدأ يوسف مسيرته في المالعب الفرنسية‪ ،‬مع نادي‬ ‫نانسي‪ ،‬الذي نشأ فيه شقيقه‪ ،‬ليتدرج في المراحل السنية‪ ،‬حتى وصل‬ ‫ً‬ ‫كاملة ليوسف‪ ،‬الذي‬ ‫للفريق األول عام ‪ .1998‬ولم يمنح نانسي الفرصة‬ ‫كان يتمتع بالمرونة والسرعة‪ ،‬والقدرة على إنهاء الهجمات بشكل جيد‪.‬‬ ‫لكن لصغر سنه لم يشارك كثيرا‪ ،‬إلى أن قدم نفسه للجمهور‪ ،‬بعدما تم‬ ‫االعتماد عليه بشكل أكبر‪ ،‬عقب هبوط الفريق للدرجة الثانية‪.‬‬ ‫التألق األوروبي‬ ‫قرر النجم المغربي‪ ،‬عدم استكمال مشواره في الدرجات االدني‪،‬‬ ‫لينتقل لفريق باستيا‪ ،‬الذي تألق معه وأحرز ‪ 13‬هدفا في موسمين‪،‬‬ ‫ليخوض رحلة غير موفقة بعد ذلك مع رين‪ ،‬ثم عاد من جديد إلى‬ ‫نانسي‪ ،‬في دوري األضواء‪ .‬وتألق حجي مع نانسي بموسم ‪،2007-2008‬‬ ‫واستطاع أن يصل به للمركز الرابع‪ ،‬في ترتيب الدوري‪ ،‬ومن ثم التأهل‬ ‫إلى الدوري األوروبي‪ .‬ورغم كونه أحد نجوم الدوري الفرنسي‪ ،‬في تلك‬ ‫الفترة‪ ،‬وأحد قادة الفريق‪ ،‬رحل حجي عن نانسي‪ ،‬ليمر بعدة محطات‪ ،‬مع‬ ‫رين والعربي القطري وإالزيجسبور التركي‪ .‬وعاد المهاجم المغربي‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬لصفوف نانسي‪ ،‬في موسم ‪ ،2014-2015‬حيث ساهم في صعوده‬ ‫لدوري الدرجة األولى‪ ،‬لكنه سرعان ما هبط للدرجة الثانية‪ ،‬بعد موسم‬ ‫واحد فقط‪.‬‬ ‫المسيرة الدولية‪:‬‬ ‫لعب يوسف أولى مبارياته مع المنتخب المغربي‪ ،‬عام ‪ ،2003‬ثم‬ ‫انضم للقائمة المشاركة في كأس األمم اإلفريقية بتونس‪ ،‬عام ‪.2004‬‬ ‫وتمكن هناك من قيادة األسود نحو المباراة النهائية‪ ،‬بهز شباك الجزائر‬ ‫ونيجيريا في دور المجموعات‪ ،‬ثم مالي في ربع النهائي‪ .‬وظهر حجي‬ ‫في فترة‪ ،‬عانت خاللها المغرب وتعثرت كثيرا‪ ،‬فبعد كأس األمم ‪،2004‬‬ ‫خرجت من دور المجموعات في نسخ (‪ 2006‬و‪ 2008‬و‪ 2012‬و‪،)2013‬‬ ‫كما لم تتأهل إلى نسخة ‪ .2010‬وأُغلق باب المشاركة في كأس العالم‪،‬‬ ‫أمام حجي‪ ،‬أكثر من مرة‪ .‬فقد شارك في تصفيات مونديال ‪ ،2006‬لكن‬ ‫المغرب حلت بفارق نقطة واحدة خلف تونس‪ ،‬كما لعب في تصفيات‬ ‫كأس العالم ‪ ،2010‬وجاء األسود في المركز األخير بالمجموعة‪ ،‬برصيد‬ ‫‪ 3‬نقاط‪ .‬وقرر حجي اعتزال كرة القدم‪ ،‬بشكل نهائي‪ ،‬بنهاية الموسم‬ ‫الحالي مع نانسي‪ ،‬بعدما أصبح ثاني الهدافين التاريخيين للفريق‪ ،‬كما‬ ‫شارك في ‪ 64‬مباراة دولية‪ ،‬محرزا ‪ 17‬هد ًفا‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫في‬

‫أول مباراة افتتح بها اتحاد طنجة موسمه بتعادل أمام سريع وادي زم‪(،‬قامت القيامة)‪،‬‬ ‫واستيقظ المتربصون بالمدرب المرابط‪ ،‬مطالبين برأسه‪ ،‬منتظرين أية فرصة‬ ‫للتخلص منه‪ ،‬متناسين اإلنجاز التاريخي الذي حققه مع الفريق حين أدخله تاريخ األلقاب بعدما‬ ‫حقق معه أول بطولة وطنية احترافية تسجل في تاريخ المدينة‪ .‬لسنا هنا لندافع عن المدرب‪،‬‬ ‫أو لنجرده من مسؤولية إهدار ثالث نقط داخل الدار‪ ،‬وقد يكون المرابط قد ارتكب أخطاء ولم‬ ‫يحسن التدبير التقني للمباراة‪ ،‬لكننا ننبه للمؤامرة التي تحاك ضد هذا المدرب الشاب‪ ،‬الذي‬ ‫استطاع أن يصنع الحدث في في زمن صعب قبل فيه ركوب التحدي والمغامرة بتدريب الفريق‬ ‫وهو يعاني في ظروف صعبة‪ ،‬وحقق المعجزة بتركيبة ال أحد كان يتصور قدرتها على تحقيق‬ ‫حلم الطنجاويين‪ ،‬بعدما عجز بادو الزاكي عن تحقيق انتصار ثاني للفريق بعد ثمان دورات‪،‬‬ ‫بعد فوز وحيد في المباراة األولى‪ .‬وال أحد تجرأ النتقاد انطالقة الزاكي السلبية حتى بلغ الفريق‬ ‫مرحلة الشك‪ .‬وعين الصواب هو عدم التسرع وفسح المجال أمام المرابط إلى حين أن يثبت‬ ‫العكس‪ ،‬وهنا سيكون التفكير في التغيير منطيقا‪ ،‬لكن ليس من خالل كبوة مباراة واحدة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫يحيى سعيدي‪...‬‬ ‫صحفي و باحث في قوانين الرياضة‬

‫في نظــرك‪ ،‬هل تــؤدي الرياضــة‬ ‫وظيفتهــا في تأطير الشباب؟‬ ‫بطبيعة الحال ال‪ .‬األسباب متشعبة‬ ‫وعلى رأسها غياب الرياضة التربوية التي‬ ‫ال تقتصر فقط على الرياضة المدرسية‬ ‫والجامعية‪ ،‬ولكن أيضا داخ��ل منظومة‬ ‫الحركة الرياضية‪ ،‬من جامعات رياضية‬ ‫وع��ص��ب وجمعيات ري��اض��ي��ة‪ .‬هنا يجب‬ ‫التذكير ب��اإلس��اءة لمفهوم الممارسة‬ ‫الرياضية‪ ،‬ولمفهوم مؤشر اإلنجاز الرياضي‪،‬‬ ‫فغالبا ما يقترن ذلك بالنتائج والميداليات‬ ‫واأللقاب‪ ،‬في الوقت ال��ذي نعتبر فيه أن‬ ‫مؤشر اإلنجاز الرياضي هو أيضا الجانب‬ ‫التربوي والتحسيسي في عدة مجاالت وعدة‬ ‫اختصاصات‪ ،‬على رأسها الرياضة التربوية‪،‬‬ ‫وه��ي الحلقة ال��م��ف��ق��ودة ف��ي منظومة‬ ‫الرياضة المغربية‪ ،‬والتي ال تتوفر ال على‬ ‫رؤية إستراتيجية واضحة‪ ،‬وال ترصد لها‬ ‫اإلمكانات المادية والبشرية لكي تلعب فعال دورا في تأطير‬ ‫الشباب والمساهمة في تكوين سليم لشخصيته‪ ،‬وهو ماال‬ ‫نجده في المشروع المجتمعي لألحزاب وحتى الدولة‪.‬‬ ‫لماذا تالشت الرياضة المدرسية‪،‬وما تعليقك على عدد‬ ‫الممارسين للرياضة المدرسية؟‬ ‫الرياضة المدرسية في ال��دول المتقدمة ليست فقط‬ ‫األساس لتفريخ األبطال‪ ،‬بل تساهم في تسهيل إدماجهم‪،‬‬ ‫أو إعادة إدماجهم السوسيو مهني‪ ،‬لكي يكونوا مواطنين‬ ‫يساهمون في بناء الوطن‪ ،‬بعيدا عن عقلية الريع‪ .‬الرياضة‬ ‫المدرسية توجد منذ ثالثة عقود في وضعية يرثى لها‪ .‬أظن‬ ‫أنه آن األوان لتكون هناك وقفة تصحيحية‪ ،‬تبدأ أوال بتحديد‬ ‫المسؤوليات‪ ،‬فال يعقل االستمرار بتدبير الجامعة الملكية‬ ‫المغربية للرياضة المدرسية بمنطق بيروقراطي وستاليني‪.‬‬ ‫وأول شيء يجب البدء به هو وضع حد لسيطرة وزارة التعليم‬ ‫على دواليب تسيير هذه الجامعة‪ .‬تمثيلية الوزارة أساسية‪ ،‬وفي‬ ‫إطار استشاري‪ ،‬لكن أن تحل الوزارة ومديرية االرتقاء بالرياضة‬ ‫المدرسية محل الجامعة‪ ،‬فهذا عبث تم التنصيص عليه في‬ ‫النظام األساسي بطريقة بشعة‪ .‬الجامعة الملكية للرياضة‬ ‫المدرسية تم تأسيسها بمقتضى القانون الخاص‪ ،‬أي ظهير‬ ‫الحريات العامة وظهير التربية البدنية والرياضة‪ ،‬وال يعقل‬ ‫أن تقحم نفسها مؤسسة ينظمها القانون العام في جمعية‬ ‫ينظمها القانون الخاص‪ ،‬ثم الوزارة وخاصة مديرية االرتقاء‬ ‫بالرياضة المدرسية يجب أن تلعب دور التقنين والمواكبة‬ ‫ودعم وتوجيه الجامعة‪ ،‬وليس تسييرها وتبذير أموالها بدون‬ ‫حسيب‪ .‬تلك األموال هي أموال آباء وأولياء التالميذ‪ ،‬وليس‬ ‫مال الوزارة‪ .‬وبالنسبة لتعليقي على عدد الممارسين للرياضة‬ ‫المدرسية‪ ،‬ال يعقل أن عدد التالميذ في االبتدائي والثانوي‬ ‫يبلغ سبعة ماليين‪ ،‬وعدد الممارسين بالجامعات الرياضية ال‬ ‫يتجاوز ‪ 300‬ألف ممارس‪ .‬أظن أن اللجنة المشتركة بين وزارة‬ ‫الشباب والرياضة ووزارة التعليم والتي ستخرج لحيز الوجود‬ ‫بعد صدور النص القانوني التنظيمي لهذه اللجنة ستساهم‬ ‫في تقنين األم��ور‪ ،‬بالتنسيق الناجع بوضع سياسة عمومية‬ ‫رياضية واضحة‪ ،‬تتفاعل فيها الرياضة المدرسية مع الرياضة‬ ‫المدنية‪ ،‬باالرتكاز على البحث العلمي وعلى الرياضة التربوية‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫التي افتقدتها المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫والتي أصبحت هي بدورها تعرف جميع‬ ‫أشكال العنف‪ ،‬ثم ال بد توفير أطر من‬ ‫المستوى العالي باألكاديميات الجهوية‬ ‫والمندوبيات‪ ،‬لضمان التتبع والمراقبة‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية‪ ،‬في ما يخص‬ ‫الممارسة الرياضية‪.‬‬ ‫ماذا تغيــر بعد التنصيــص على‬ ‫الرياضة في الدستور‪ ،‬و هـــل تستحق‬ ‫كرة القدم أن تحظى باالهتمام أكثر‬ ‫من غيرها‪ ،‬ولماذا تغيب الرياضة عن‬ ‫البرامج الحكومية وبرامج األحزاب؟‪ ‬‬ ‫م��ازال حبرا على ورق‪ .‬وعقلية الريع‬ ‫والتسلط تنخر جسد الرياضة‪ .‬المفارقة‬ ‫هي أن كرة القدم الرياضة األكثر شعبية‬ ‫بجماهيرها ال��ع��ري��ض��ة ول��ي��س بعدد‬ ‫ممارسيها‪ .‬بطبيعة الحال ك��رة القدم‬ ‫تستحق هذا االهتمام‪ ،‬لكن ليس على‬ ‫حساب الرياضات األخرى‪ .‬كلفة القدم تأتي من المال العام ‪.‬‬ ‫وهذا هو اإلشكال الكبير ألنه ال يعقل أن يستمر هذا الريع الذي‬ ‫أبان عن عقمه‪ .‬التطور الذي يجب أن يحصل في كرة القدم‬ ‫بالمغرب هو أن يكون القطاع الخاص هو الممول الرئيسي‬ ‫لتنمية كرة القدم‪ .‬عندما تستثمر أكثر من ‪ 1500‬مليار سنتيم‬ ‫خالل أربع سنوات‪ ،‬وال تجني إال خيبات األمل واإلخفاقات والعنف‬ ‫في المالعب‪ ،‬وال تساهم في تأطير الشباب ببرنامج تربوي‪،‬‬ ‫وتقوم بتعيين األطر وفق منطق قبائلي عشائري وتتملص من‬ ‫مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتبخيس القوانين‪ ،‬عندما‬ ‫تكون أمام هذه الوضعية فيجب الوقوف وقفة تصحيحية شاملة‬ ‫لكي تكون كرة القدم نموذجا يحتدى به على جميع األصعدة‪،‬‬ ‫وليس نموذجا للريع واالغتناء الالشرعي‪ ،‬وكل ما هو مناف‬ ‫للقانون‪ .‬الجماعات الترابية مثال يجب أن تدعم المشاريع التي‬ ‫لها طابع المنفعة العامة مثل مراكز التكوين والبرامج التربوية‬ ‫والتحسيسية‪ ،‬فدورية وزير الداخلية حول دعم الجمعيات يجب‬ ‫أن تصب في هذا االتجاه‪ ،‬وال يمكن للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم أن تلعب دور الوسيط‪ ،‬كما حصل أخيرا مع جهة‬ ‫الرباط سال القنيطرة وجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لتغيب الرياضة عن البرامج الحكومية وبرامج األح��زاب‪،‬‬ ‫فاألحزاب تهتم بالرياضة بطريقة صورية‪ ،‬وال تستحضر القطاع‬ ‫الرياضي إال عند االستحقاقات االنتخابية‪ ،‬وغالبا ما يدخل هذا‬ ‫االهتمام في إطار االستهالك السياسي‪ ،‬من أجل كسب أكبر‬ ‫عدد من أصوات المواطنين‪ .‬المجلس الحكومي بدوره ووفق‬ ‫المادة ‪ 92‬من الدستور لم يقم إلى يومنا هذا بتقييم حقيقي‬ ‫للسياسة القطاعية للرياضة‪ .‬اإلستراتيجية التي وضعت أسسها‬ ‫في ‪ 2008‬بعد المناظرة الوطنية حول الرياضة لم يتم إال إنجاز‬ ‫واحد في المائة‪ ‬منها‪ .‬والسبب الرئيسي هو غياب مصادر‬ ‫التمويل والوزراء الذين توافدوا على الوزارة منذ ذلك الوقت‬ ‫اكتفوا بحلول ترقيعية ولم يعملوا على إيجاد مصادر التمويل‪.‬‬ ‫اليوم وعلى ضوء المذكرة التوجيهية لرئيس الحكومة في إطار‬ ‫التحضير لمشروع قانون المالية للسنة المقبلة ‪ ،2019‬يمكن‬ ‫تدارك الموقف‪ ،‬بحكم أن مشروع المالية يركز على القطاعات‬ ‫االجتماعية الحيوية‪.‬‬

‫عن يومية «الصباح»‬

‫شقيقة رونالدو توجه سؤا ًال‬ ‫للجماهير بعد تتويج مودريتش‬

‫أبدت كاتيا أفيرو‪ ،‬شقيقة كريستيانو رونالدو‪ ،‬نجم يوفنتوس‪ ،‬غضبها‪ ،‬بعد عدم تتويج الدون البرتغالي‪ ،‬بجائزة أفضل العب في‬ ‫أوروبا‪ ،‬مساء الخميس‪ ،‬ومنحها للكرواتي لوكا‪ ‬مودريتش‪ ،‬العب ريال مدريد‪ .‬وأشارت صحيفة‪« ‬ماركا»‪ ،‬إلى أن كاتيا أفيرو‪ ،‬نشرت‬ ‫صورة عبر حسابها على «إنستجرام»‪ ،‬للتساؤل حول من األحق‪ ‬بالجائزة القارية‪ .‬ووجهت كاتيا‪ ،‬سؤاال للجماهير‪ ،‬عمن يستحق التتويج‬ ‫بالجائزة بعد التفوق الواضح لشقيقها باإلحصائية الخاصة بدوري أبطال أوروبا‪ ،‬في النسخة الماضية‪ .‬وأشارت الصحيفة‪ ،‬إلى أن‬ ‫البرتغالي خورخي مينديز‪ ،‬وكيل أعمال الدون‪ ،‬قد أبدى غضبه أيضا‪ ،‬بسبب عدم فوز رونالدو بالجائزة‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪957‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫يسجلها التاريخ بمداد الفخر و اإلعتزاز خالل الموسمين األخيرين ‪:‬‬

‫برامج و أنشطة رياضية وتربوية واجتماعية مميزة‬ ‫التحاد طنجة لكرة السلة (‪)2/1‬‬

‫يسجل التاريخ الرياضي بمداد الفخر و اإلعتزاز‪ ،‬محليا ‪ ،‬جهويا ‪،‬‬ ‫وطنيا ودوليا إبداعات جمعية االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫وهي تتوفق في تنزيل العديد من البرامج و األنشطة المتميزة‪ ،‬ذات‬ ‫األهداف الرياضية ببعدها التربوي و حمولتها اإلجتماعية‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف والية طنجة وبدعم من الوالي‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬و بفضل‬ ‫الشريك اإلستراتيجي للجمعية تنفيذ في هذه األنشطةالمتميزة‬ ‫و الموازية لرياضة النخبة‪ ،‬المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة و مديرها الديناميكي عبد‬ ‫الواحد اعزيبو المقراعي و ثلة من المناضلين الرياضيين بطنجة‬ ‫التي يوليها جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل عناية خاصة‪.‬‬ ‫وسيظل التاريخ يذكر إنجازات إتحاد طنجة لكرة السلة التي يسهر‬ ‫عليها طاقم شاب‪ ‬شعاره و قاسمه المشترك‪ ،‬خدمة‪ ‬المصلحة‬ ‫العامة للمدينة و الناشئة و شباب الوطن الغالي‪ ،‬ونحيلكم على‬ ‫نموذج من هذه األنشطة والبرامج الواعدة‪:‬‬ ‫برنامج «طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة‪:‬‬

‫كان حلما تحقق الى واقع بفضل عزيمة الرجال وتضحياتهم ‪ ،‬بعدما أصبح أطفال األحياء‬ ‫الهامشية بالمدينة يمارسون كرة السلة بعد تقريبها منهم بمناطقهم‪ ‬وأحيائهم إنسجاما‬ ‫مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوالية طنجة التي دشنت وجهزت مالعب للقرب‬ ‫في مختلف الرياضات‪ ،‬نذكر منها مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة بمسنانة‪ ،‬أرض الدولة‪ ،‬بئر‬ ‫الشفاء‪ ،‬الحي الحسني سيدي ادريس ‪ ،‬ساحة موزار ‪ ،‬درادب‬ ‫إضافة إلى المدرسة المركزية بقاعة بدر‪ .‬وسيليها المزيد‬ ‫كل سنة في منطقة المرس ‪ ،‬طنجة البالية ‪ ،‬جزناية ‪،‬‬ ‫العوامة الشرقية ومدرستان بإقليم الفحص أنجرة إبتداء‬ ‫من الموسم الرياضي المقبل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫ملتقيات مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة‪:‬‬

‫ملتقيات مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة تفتح المجال‬ ‫أمام الممارسات والممارسين بجميع مدارس إتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة باب االستفادة من المنافسات والتنافسية التي‬ ‫تخول لها إبراز مواهبها وقدراتها البدنية والتقنية وصقلها‬ ‫وتمكينها من الوصول إلى فرق النخبة وإدماجها بالفئات‬ ‫العمرية للنادي‪.‬‬

‫الملتقيات الجهوية لمدارس كرة السلة‪:‬‬

‫‪ ‬تبقى الغاية من تنظيمها هو فسح المجال أمام‬ ‫الممارسات والممارسين من أجل كسب تجارب مختلفة‬ ‫بغية اإلحتكاك بمدارس مغايرة للوقوف على مستواها‬ ‫الحقيقي ولتطوير إمكانياتها الفردية والجماعية تقنيا‬ ‫وتكتيكيا للمضي قدما نحو األفضل‪.‬‬

‫الملتقيات الوطنية لمختلف فئات الجمعية‪:‬‬

‫تخص اإلناث والذكور‪ ،‬ويبقى الهدف من تنظيمها‬ ‫والمشاركات الخارجية فيها هو تحقيقاالحتكاك بمدارس‬ ‫مغايرة ومختلفة ‪ ،‬كتبادل الخبرات والتجارب وفسح المجال‬ ‫أمام الممارسات والممارسين من المنافسة في مستوى‬ ‫عالي ومنظم يجمع مختلف المدارس الوطنية بطبيعتها‬ ‫ومواقعها الجغرافية والثقافية مما تمنح للمشاركين فرصة‬ ‫ذهبية للوقوف على تجارب مختلفةن وبالتالي لتقييم‬ ‫مستواها وكذا وقوف مؤطريها على اإلمكانات التقنية‬ ‫والتكتيكية والبدنية لممارسيهم ومدى جاهزيتهم وتطوير‬ ‫مواهبهم الفردية والجماعية‪.‬‬

‫دوري تشالنج التحدي لمدارس الجمعية‪:‬‬

‫ينظم على شكل بطولة االحياء‪ ،‬يجرى‪ ‬ذهابا وإيابا‬ ‫لفسح المجال أمام المستفيدين من برنامج طنجة الكبرى‬ ‫تتنفس كرة السلة من المنافسة والتباري عبر‪ ‬التنافس في‬ ‫بطولة رسمية بانتظام نهاية كل أسبوع وتمنح الفرصة‬ ‫لجميع الفرق المشاركة اإلستقبال بمالعب حيها‪ ،‬مما‬ ‫يعطي لهذه البطولة نكهة خاصة وحماسا كبيرا يفتح‬ ‫المجال أمام هؤالء األطفال إناثا وذكورا من إثباث ذاتهم‬ ‫وقدراتهم البدنية والتقنية فوق أرضية التباري ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تتويج الفرق المشاركة والالعبين والالعبات المتميزين‬ ‫والمتفوقين رياضيا ودراسيا وخلقيا لتشجيعهم على بذل‬ ‫جهد أكثر وإشعال باب المنافسة نحو االفضل فيما بينهم‬ ‫كل سنة تحت مجهر المدير التقني الذي ينتقي االجود‬ ‫منهم لتعزيز فئات الفريق الرسمية‪.‬‬

‫دوري لالخديجة لفئة أقل من ‪ 14‬سنة « صغيرات»‪:‬‬

‫هذا الدوري‪ ،‬الغاية من تنظيمه هو اإلحتفاء وتخليد ذكرى ميالد صاحبة السمو الملكي‬ ‫األميرة الجليلة لالخديجة‪ ،‬كمناسبة وطنية غالية أوال‪ ،‬ثم رياضيا لتجسيد مقاربة النوع على‬ ‫أرض الواقع تنزيال للمخطط االستراتيجي للجمعية‪ ،‬واإلهتمام بالعنصر النسوي بالتساوي مع‬ ‫باقي الفئات‪ ،‬واإلنفتاح كذالك على مدارس كرة السلة أخرى من أجل اإلحتكاك والتنافسية‬

‫وربح عدد كبير من‪ ‬المقابالت لمنح الثقة للممارسات لإلستئناس بالتباري وتطبيق ما يتلقونه‬ ‫ويتعلمونه خالل التداريب على أرض الميدان ‪.‬‬ ‫دوري المؤسسات التعليمية لفئة أقل من ‪ 16‬سنة «فتيات»‪ :‬‬ ‫ينظم كل سنة تخليدا للعيد االممي للمرأة‪ ،‬والهدف من تنظيمه هو اإلحتفال بالمرأة‬ ‫المغربية الرياضية‪ ،‬وجعل كرة السلة أداة فعالة لخدمة‬ ‫التنمية البشرية في شقها التربوي الرياضي واالجتماعي‬ ‫‪ ،‬ترسيخا للمقولة المتداولة بان كرة السلة رياضة‬ ‫مدرسية بالدرجة األولى ‪ ،‬وهو ما يجعل المكتب المسير‬ ‫للجمعية ينفتح على المؤسسات التعليمية لجعلها مشتل‬ ‫حقيقي بعد مدارس كرة السلة التابعة للجمعية للتنقيب‬ ‫على القامة والموهبة‪ ،‬ولتوسيع قاعدة ممارسي كرة‬ ‫السلة وتحبيبها للممارسين المبتدئين لتكوين الخلف‬ ‫وتحقيق اإلستمرارية بالقوة اإلنتاجية لهذه المدارس التي‬ ‫تبقى نواة الغد والمستقبل إن شاء اهلل ‪ ،‬وقد تحقق على‬ ‫صعيد فريق اإلناث الذي يبقى منتوجا خالصا من مدرسة‬ ‫إتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬وهو ما سيتم الوصول إليه في‬ ‫المستقبل القريب مع فريق الكبار ذكور‪.‬‬

‫مهرجان طنجة الكبرى الدولي للميني باسكيط‪:‬‬

‫بلغ هذا المهرجان نسخته الخامسة‪ ،‬وسيبقى‬ ‫محطة هامة لإلنفتاح على مدارس دولية لتبادل الخبرات‬ ‫والتجارب على جميع المستويات ‪ ،‬ممارسة ‪،‬منافسات‬ ‫رياضية ‪ ،‬تكوين المدربين واألطر وتاهيل الالعبين‪ ،‬وكذا‬ ‫تسويق إسم «طنجة الكبرى» و«المغرب» دوليا‪ .‬ألن‬ ‫الرياضة تبقى رافد أساسي لتالقي الثقافات والشعوب‬ ‫والحضارات‪ .‬ويتميز المهرجان‪ ،‬الفريد من نوعه ‪ ،‬والذي‬ ‫ينظم كل نهاية موسم رياضي على مدار ثالثة أيام تكون‬ ‫عرسا مهما يجمع عدة محاور مهمة كالندوات العلمية‬ ‫التي تكون مواضيعها غنية وحديث الساعة‪ ،‬تدريب خاص‬ ‫بالمدربين واألطر والحكام‪ ،‬ويشرف عليه خيرة األطر‬ ‫والخبراء المعتمدين من طرف االتحاد الدولي للعبة‪ .‬كما‬ ‫يكون محطة‪ ‬مهمة المستفيدين منه لتجديد مداركهم‬ ‫العلمية‪ ‬وتحديثها واالستفادة من أجودها لتطوير‬ ‫إمكاناتهم العلمية والتقنية‪ ،‬ملتقى مدارس إتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة ويجمع بين فرق مدارس إتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة للفئات العمرية إناثا وذكورا ألقل من ‪ 8‬و‪ 10‬و‪12‬‬ ‫سنة‪ ، ‬دوري دولي لفئة أقل من ‪ 12‬و‪ 14‬سنة ويكون‬ ‫فرصة حقيقية لفرقنا المشاركة والتنافس مع أجود الفرق‬ ‫محليا جهويا ووطنيا ‪ ،‬يتوج بحفل ختامي لتتويج الفرق‬ ‫المشاركة وتكريم شخصيات تساهم في اإلشعاع التنموي‬ ‫والرياضي بمدينة طنجة ‪.‬‬

‫دورات تكوينية خاصة‪:‬‬

‫تهم مدربي وأطر إتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬يشرف‬ ‫عليها المدير التقني للجمعية والخبير لدى االتحاد الدولي‬ ‫لكرة السلة اإلطار الوطني خليل الرواس لتاهيل األطر‬ ‫المشرفة على مختلف الفئات الصغرى وتوحيد طرق‬ ‫عملهم وتمكينهم من مستجدات الساحة على المستوى‬ ‫البيداغوجي والتقني‪ ،‬حتى يقدموا عمال يليق بسمعة‬ ‫الجمعية والمدينة ‪.‬‬

‫انخراط تام‪:‬‬

‫اإلنخراط في جميع برامج التكوين والتاهيل وتوسيع قاعدة الممارسين الرياضيين التي‬ ‫تنظمها وتشرف عليها المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫واإلنخراط والمشاركة في جميع األنشطة والبرامج المتنوعة التي تنظمها وتشرف عليها والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬عمالة طنجة أصيلة تنزيال لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪957‬‬

‫األخيرة‬

‫تقرير المجلس األعلى للحسابات ‪2017 - 2016‬‬

‫ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحر‬ ‫«االختالالت» قاسم‬ ‫مشترك بين جل‬ ‫القطاعات المعنية‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫تقرير السيد ادريس جطو‪ ،‬أبرز‪ ،‬بكامل الوضوح‪ ،‬فشل اإلدارة ‪ ‬المغربية في تحقيق‬ ‫التدبير السليم ــ ولو نسبيا ــ للشأن العام‪ ،‬بالرغم من أهمية‪ ‬االعتمادات العمومية‪ ‬‬ ‫المخصصة لذلك‪ ،‬خاصة على مستوى االستثمار العمومي من أجل تمويل‪ ‬االستراتيجيات‬ ‫القطاعية‪ ،‬لتتضح‪ ،‬في النهاية‪ ،‬محدودية‪ ‬أثر ذلك المجهود على التنمية‪ ‬بصفة عامة‪ ‬وعلى‬ ‫إحداث فرص الشغل‪ ،‬مع العلم أن البطالة‪ ،‬وبطالة الشباب بوجه خاص‪ ،‬تعتبر آفة المغرب‬ ‫األكثر خطورة على استقرار وتنمية البلد‪.‬‬ ‫ومما يعتبر مصدر قلق بالنسبة للمعنيين المتتبعين‪ ،‬وقوف تقرير المجلس األعلى‬ ‫للحسابات على «بعض العوامل»‪ ‬التي «قد تمثل مخاطر على استدامة‪ ‬المالية العمومية‪،‬‬ ‫ومنها المستوى المرتفع‪ ‬للدين العمومي ووتيرته التصاعدية»‪ ،‬األمر الذي كان وزير‬ ‫«المداويخ» ينفيه وبقوة‪ ،‬سواء خالل االستجوابات البرلمانية أو‪ ‬عبر تصريحات صحافية‪،‬‬ ‫معتبرا‪ ،‬باستمرار‪ ،‬أن الوضع ‪ ‬يوجد «تحت السيطرة الكاملة»‪...! ‬‬ ‫الجانب االجتماعي في هذا التقرير جاء بمعلومات «كارثية» حول «االختالالت» التي‬ ‫يشهدها عدد من البرامج االجتماعية‪ ،‬خاصة ما تعلق بصندوق دعم التماسك االجتماعي‬ ‫الذي يمول عددا من البرامج من قبيل « راميد» و«مليون محفظة»‪ ‬و«تيسير» وكذا الشأن‬ ‫ببرنامج السكن االجتماعي‪ .‬اختالالت بالجملة‪ ‬يشهدها تدبير تمويل هذه البرامج‪ ،‬كشف‬ ‫عنها تقرير جطو وقدم بشأنها مالحظات وتوصيات‪.‬‬ ‫أما برنامج السكن االجتماعي‪ ،‬فحدث وال حرج‪.‬‬ ‫تقرير المجلس األعلى للحسابات كشف المستور في ما يخص إنتاج السكن االجتماعي‬ ‫ليخلص إلى أن هذا البرنامج لم ينجح في استيعاب حاجيات هذا النوع من السكن‪ ،‬بصفة‬ ‫تامة‪ ،‬بسبب عدم اعتبار القدرة التمويلية للفئات المستهدفة التي وجدت نفسها خارج إطار‬ ‫االستفادة من هذا البرنامج‪ ،‬خاصة األسر التي توجد في وضعية «العجز السكني» وتعيش‬ ‫في دور الصفيح‪ ‬والمساكن اآليلة للسقوطـ‪ ،‬حيث إنه من بين ‪ 21006‬وحدات سكنية‬ ‫منجزة إلى نهاية سنة ‪ ،2016‬لم تخصص لبرنامج «مدن بدون صفيح» سوى ‪ 6020‬وحدة‬ ‫سكنية‪ ،‬بينما سكان المساكن اآليلة للسقوط استفادوا‪ ،‬فقط‪ ،‬من ‪ 1113‬وحدة‪ ،‬ويبقى‬ ‫التمويل الذاتي للراغبين في الحصول على سكن مدعوم‪ ،‬عائقا دون تحقيق حلمهم‪ ،‬حيث‬ ‫تم تحديد دخل شهري لهذه الفئة من األسر‪ ،‬ما بين ‪ 3800 ‬و ‪ 4700‬درهم‪ ،‬في حين أبانت‬ ‫دراسة رسمية أن ‪ 21‬بالمائة من بين الراغبين في الحصول على هذا النوع من السكن‪ ،‬هم‬ ‫من ذوي دخل شهري أقل من ‪ 2000‬درهم‪.‬‬ ‫يبدو من ذلك أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في شكل مساعدات للمشترين‬ ‫وتشجيعات‪ ‬للمنعشين العقاريين‪ ،‬لم تنجح‪ ،‬بسبب ضعف ‪ ‬إجراءات التدبير واالستهداف‪ ،‬في‬ ‫استقطاب الفئات التي من أجلها تم إحداث هذا النوع من السكن االجتماعي المحددة‬ ‫أثمانها ما بين ‪ 140‬و‪ 250‬ألف درهم‪.‬‬ ‫التقرير‪ ‬تطرق أيضا إلى مجال الصحة العمومية عبر آليات تدبير المؤسسات االستشفائية‪ ‬‬ ‫الغارقة ‪ ‬في ‪ ‬التسيب والفوضى‪ ،‬والتي «تعاني‪ ‬من اختالالت هيكلية على مستوى التخطيط‬ ‫االستراتيجي‪ ‬والبرمجة‪ ‬والتدبير االستشفائي وتدبير الخدمات‪ ‬والفوترة‪ ،‬وتحصيل‬ ‫المداخيل‪ ،‬وتدبير األدوية والمستلزمات الطبية‪ .‬اختالالت تخلق نوعا من الحرج لألطباء‬ ‫والممرضين واإلداريين‪ ،‬في مواجهتهم اليومية للمستعملين الراغبين في‪ ‬الحصول على‬ ‫خدمات طبية جيدة‪ .‬وتطرق التقرير كذلك إلى ضياع كميات كبيرة من األدوية بسبب‬ ‫تخزينها في أماكن غير صالحة ما يتسبب في فسادها ليتم إتالفها في ما بعد ‪.‬‬ ‫أما قطاع التعليم العمومي فقد خصه المجلس األعلى للحسابات بالعديد من المهام‬ ‫الرقابية تهم‪ ،‬بصفة خاصةـ نتائج البرنامج االستعجالي‪ ‬للتربية والتكوين لفترة ‪– 2009‬‬ ‫‪ ،2012‬هذا البرنامج الذي خصصت له الدولة فوق ‪ 43‬مليار درهم‪ ،‬تمت‪ ،‬على أساس هذه‬ ‫الميزانية الضخمة‪ ،‬برمجة مشاريع تطلبت التزامات مالية بقيمة ‪ 35,056‬مليار درهم في‬ ‫حين بلغت األداءات‪ ‬التي تم صرفها‪ 25,165 ‬مليار درهم‪.‬‬

‫إال أنه لوحظ عدم توفر اإلدارات المعنية بتخطيط وتنفيذ هذا البرنامج الذي ال زال يثير‬ ‫جدال حادا في الشارع العام‪ ،‬على حصيلة شاملة ودقيقة على المستوى المالي والعددي‬ ‫وهذا لم يمنع المجلس األعلى للحسابات من التصريح بأن البرنامج لم يبلغ كافة األهداف‬ ‫التي حددت له‪ .‬كما الحظ ‪ ‬المجلس عدم تعميم التعليم‪ ‬األولي‪ ،‬وعدم تغطية ‪ ‬كافة‬ ‫الجماعات القروية بالتعليم اإلعدادي والداخليات‪ ،‬وتفاقم نسبة االكتظاظ‪ ،‬وبقاء حجم الهدر‬ ‫المدرسي في مستويات مرتفعة‪ ،‬واستغالل مؤسسات تعليمية في وضعية متردية‪ ،‬وعدم‬ ‫ضبط حاجيات النظام التعليمي من الموارد البشرية‪.‬‬ ‫والغريب أن صدور ‪ ‬تقرير السيد ادريس جطو صادف اإلعالن عن إطالق مشروع جديد‬ ‫إلصالح المدرسة العمومية‪ .‬وهكذا دواليك‪ ،‬يسير التعليم العمومي من إصالح إلى إصالح‬ ‫دون أن نالحظ وجود أي شكل من أشكال هذا اإلصالح الذي قد يأتي وال يأتي‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا لن يمنع خزينة المال العام من صرف الماليير عند كل مشروع يحمل عنوان «إصالح‬ ‫المدرسة العمومية»‪.‬‬ ‫فقط‪ ،‬رجاء ال تسألوا عن من بدد ماليير البرنامج االستعجالي‪ ،‬إذ يبدو أن هذا األمر «سر‬ ‫من أسرار الدولة»‪ ......‬إلى أن يأتي من يثبت العكس‪! ‬‬ ‫بخصوص إشكالية التقاعد‪ ،‬أشار التقرير الى أن إشكالية ديمومة أنظمة التقاعد ال تزال‬ ‫مطروحة‪ ،‬مسجال بهذا الخصوص أنه على الرغم من اإلصالح الذي عرفه نظام المعاشات‬ ‫المدنية خالل سنة ‪ 2016‬فإن عجزه المالي واصل تفاقمه‪ .‬وأشار إلى أن اإلصالح المقياسي‪ ‬‬ ‫الذي أقرته الحكومة سنة ‪ ،2016‬سوف يكون له أثر إيجابي على ديمومة النظام‪ ‬والحد‬ ‫من ارتفاع مديونيته‪ ،‬لكن‪ ،‬بالنظر إلى حجم االختالالت‪ ‬وطابعها الهيكلي‪ ،‬فإن أثر هذه‬ ‫اإلصالحات لن يتعدى األمد القريب وسيظل نظام المعاشات المدنية يعاني‪ ‬من قلة توازنه‬ ‫إلى أن يخضع إلصالح عميق‪.‬‬ ‫تقرير المجلس األعلى للحسابات لم يستثـن قطاعـاً عمومياً يعتبر استراتيجيا في‬ ‫السياسات االقتصادية الوطنية‪ :‬قطاع السياحة التي سجل في حقه مجموعة من «االختالالت»‬ ‫على مستوى تدبير الصفقات والعقود ‪ ‬الذي خصت بها الوزارة بعض المتعهدين‪ ،‬دون‬ ‫سواهم‪ ،‬وذلك ضمن مسطرة عقود القانون العادي دون الخضوع لشروط المنافسة‪.‬‬ ‫كما الحظ التقرير عدم قدرة وزارة السياحة على تنفيذ «رؤية ‪ »2020‬كاستراتيجية‬ ‫وطنية للسياحة حيث إن نسبة تنفيذ المشاريع المسجلة في هذا اإلطار لم تتجاوز ‪1‬‬ ‫بالمائة‪ .‬وفي ما يخص برنامجي «قريتي» و«مدينتي» ‪ ‬التي تعتبرهما الوزارة «أداتين‬ ‫لتنفيذ االستراتيجية الوطنية للسياحة»‪ ،‬فلم يتم تنفيذ أي منهما‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫تقرير المجلس األعلى للحسابات أنجز أيضا مهمات المراقبة على مستوى صندوق‬ ‫اإليداع والتدبير‪ ‬والقرض الفالحي‪ ،‬ومكتب الفوسفاط ‪ ‬ومكتب المطارات‪ ،،‬ومخطط‬ ‫الصيد البحري‪ ،‬والجماعات المحلية وقطاع التدبير المفوض الذي تتقاسمه في ما يخص‬ ‫قطاع توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل أربع شركات‪ ‬و‪ 12‬وكالة مستقلة‪ ‬جماعية‪ ‬‬ ‫ومؤسسة عامة‪ :‬المكتب الوطني للماء والكهرباء‪.‬‬ ‫‪ ‬وتغطي الشركات األربع المفوض إليها (ليديك وريضال وأمانديس‪-‬طنجة وأمانديس‪ ‬‬ ‫تطوان) ‪ 46‬جماعة‪ .‬وبلغ عدد مستخدميها ‪ 7‬آالف و‪ 270‬إطارا وعونا من ضمنهم ‪ 4‬آالف‬ ‫و‪ 965‬كانوا‪ ‬تابعين للوكاالت المستقلة الجماعية السابقة‪ .‬‬ ‫إن قراءة متأنية لتقرير المجلس األعلى للحسابات تترك انطباع أن «االختالالت» تبقى‬ ‫القاسم المشترك بين جل القطاعات الوزارية التي كانت موضوع عملية تقييم من طرف‬ ‫المجلس‪ .‬والتي اتضح أن أداء المسؤولين عنها لم يكن بالصورة المطلوبة‪ .‬فهل يحق لنا‬ ‫أن ننتظر محاسبة المسؤولين عن تلك «االختالالت» التي كانت سببا في إلغاء كتابة الدولة‬ ‫المكلفة بالماء‪ ،‬أم «إنهم» سوف يخلصون هذه المرة أيضا‪ ،‬إلى تغليب مبدآ «عفا اهلل عما‬ ‫سلف» ؟‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.