Achamal n° 958 le 11 Septembre 2018

Page 1

‫«ماما فرنسا»‪ ...‬تتفهم !‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 958‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 30‬ذو احلجة ‪� 11 / 1439‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫وأخيرا عبرت فرنسا عن «تفهمها»‬ ‫لقلق المغرب من خرقها السافر التفاقية‬ ‫التعاون القضائي المبرمة بين البلدين‪،‬‬ ‫حين قام قضاؤها بتوجيه استدعاءات‬ ‫«مباشرة» لعدد من الصحافببن المغاربة‬ ‫بالمثول أمامه في ملف «قذف» مفترض‬ ‫في حق مواطـن مغربــي مناهض لنظام‬ ‫بالده بالخــارج‪ .‬وكانت وزيرة العــدل‬ ‫الفرنسية قد اعترفـــت‪ ،‬في حديـــث مع‬ ‫نظيرها المغربي‪ ،‬بوجود «اختالالت» في‬ ‫تنفيذ تلك االتفاقية‪..‬‬ ‫أخبار باريس تفيد أن وزير الخارجية‬ ‫الفرنسي‪« ،‬جون إيفل ودريان» سوف‬ ‫يقوم بزيارة للمغرب‪ ،‬في محاولة لرأب‬ ‫الصدع بين البلدين ‪.‬‬ ‫على كل حال يبدو أن «تفهم» فرنسا لغضب مسؤولينا كاف بما فيه الكفاية التامة‪ ،‬لطمأنتنا‬ ‫على أن عالقاتنا مع «ماما فرنسا» لن تنال منها شائبة من شوائب الممارسات المخالفة لالتفاقيات‬ ‫الثنائية ولو على حساب كرامة بعض الصحافيين المغاربة‪ ،‬طبعا !‬

‫بعد المغربية والتوحيد والتعريب‬

‫الحكومة ‪ 31‬تدرجُ «التدريج» و «التلهيج»‪ ‬في مقررات‬ ‫التعليم االبتدائي العمومي‬

‫طلعت الحكومة المغربية‪ ،‬غداة االستقالل‪ ،‬بمخطط المغربية والتعميم والتعريب‪ ،،‬الذي كان له ما يبرره بالرغم من التدبير الذي لقيه من طرف‬ ‫واضعيه والدعاة له‪ ،‬نظرا لتعدد المناهج التعليمية والتربوية‪ ،‬ولغات تدريس المواد العلمية‪ ،‬آنذاك بالمغرب‪ ،‬بين نظام الحماية اإلسبانية بالشمال‬ ‫وأقصى الجنوب‪ ،‬والحماية الفرنسية بوسط المغرب ( النافع) وأنظمة التعليم الدولي بمنطقة طنجة‪.‬‬ ‫إال أن طابع االرتجال ‪ ‬والتسرع‪ ،‬الذي طغى على معالجة هذا المخطط في المراحل األولى لالستقالل‪ ،‬وعدم وضوح الرؤية لدي منظري التربية والتعليم‬ ‫آنذاك‪ ،‬كانت من العوامل األساس‪ ‬في‪« ‬ضياع» األجيال األولى لالستقالل‪ ،‬بين مغربة ‪ ‬متعثرة‪ ،‬وتعميم معتل‪ ،‬وتعريب فوضوي‪ ،‬ترك‪ ،‬في الغالب‪،‬‬ ‫ألهواء‪ ‬بعض السياسيين‪ ‬الذين كانت تدفعهم حميتهم‪ ‬إلى «حرق المراحل» والمغامرة بمخطط لم يستوف الشروط المطلوبة ليبرهن عن نجاعته‬ ‫وقدرته على أداء رسالته في تحقيق تعليم وطني أصيل‪.‬‬ ‫غير أن هذا المخطط كان يحمل في طياته أسباب فشله‪ ،‬أال وهو «التعريب» الذي أقلق االستعمار الفرنسي‪ ،‬الذي ‪ ‬كان يعتبر أن تحويل التعليم‬ ‫العمومي بالمغرب‪ ،‬إلى اللغة العربية‪ ،‬يشكل خطرا حقيقيا بالنسبة لهيمنة اللغة والثقافة الفرنيستين ‪،‬على قطاع التعليم وبالتالي على تكوين أجيال‬ ‫ما بعد االستقالل‪ ،‬نظرا الرتباط‪ ‬اللغة العربية‪ ‬بالهوية التاريخية والثقافية والدينية‪ ،‬للمغرب وللمغاربة‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫‪2‬‬

‫مو�سم عودة مغاربة العامل‬

‫ازدحام واكتظاظ واختناق وساعات طوال من‬ ‫االنتظار في واحد من أكبر موانئ األبيض المتوسط‬ ‫وبوليف يعتذر ويعد‪! ‬‬

‫عجز ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬عن تحقيق ظروف مريحة‪ ،‬بل‬ ‫وحتى عادية‪ ،‬لعودة مغاربة العالم إلى بلدان‬ ‫إقامتهم بعد عطلة الصيف مع أهاليهم‬ ‫بالمغرب‪ ،‬الذي يصرون على زيارته كل‬ ‫سنة‪ ،‬رغم المعاناة التي يسببها لهم قطع‬ ‫آالف الكيلومترات ومواجهة العديد من‬ ‫«المضايقات» ورغم االبتسامات الناعمة‬ ‫التي توزعها عليهم‪« ،‬مضيفات» مؤسسة‬ ‫محمد الخامس للتضامن‪ .‬بعــد أسبـــاب‬ ‫الوضـع الكارثــي الذي شهدته عملية‬ ‫«مرحبا» في شق العودة‪ ،‬لم ينجح مسؤولو‬ ‫المينــاء‪ ،‬وال حتى بوليف نفسه‪ ،‬رغم‬ ‫«تغريدتيــن» على الفايسبوك‪ ،‬في إقناع‬ ‫المعنيين وال عامة المواطنين بصوابها‬ ‫وسداد مضمونها‪ ،‬حيث إن العديد ممن‬ ‫عاشوا «العمليــة» بكامـل فصولها‪ ،‬لم‬ ‫يتــرددوا في وصغهـــا بـ «الجحيــم»‪،‬‬ ‫و«الكــارثـــة» لما صاحبهـــا من اكتظاظ‬ ‫وازدحام واختناق مهول سواء داخل الميناء‬ ‫أو في فضائه‪ ،‬أو على الطرقات المؤدية إليه‪،‬‬ ‫حيث اضطروا إلى قضاء الساعات الطوال‬ ‫في انتظــار «فرحـة» اإلبحــار بعد انتظـــار‬ ‫طويل‪ ،‬هم وآباؤهم وأوالدهم في ظروف‬ ‫ال إنسانية‪ ،‬تحت أشعة الشمس الحارقة‪ ،‬بال‬ ‫مؤونة كافية وال خدمات اجتماعية مناسبة‪،‬‬ ‫«محجوزين» داخل سياراتهم أو مفترشين‬ ‫األرض على جانبي الطريق ليال ونهارا‪ ،‬دون‬ ‫«مبتدأ أو خبر»‪....! ‬‬ ‫ومما زاد في حدة استياء مغاربة العالم‬ ‫المغادرين شبه غياب تام لتدخل المسؤولين‬ ‫عن العملية‪ ،‬وندرة المعلومات حول القادم‬ ‫من الساعات في ما يخص تطورات «األزمة»‬ ‫الخانقة التي ضربت الميناء المتوسطي‬ ‫الذي فقد الكثير من «بريقه» وطنيا‪ ،‬وما‬ ‫تميز به من دينامية وقدرة على التطور‬ ‫ليصبح واحدا من الموانئ الهامة في محيط‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬حيث يبدو أن تجرية‬ ‫التعامل مع البشر منعدمة لدى «نبغاء»‬ ‫تدبير ماليين «الحاويات»‪...! ‬‬ ‫وكان طبيعيا أن ترتفع احتجاجات‬ ‫المغاربة المهاجرين ويرتفع صخبهم بسبب‬ ‫اضطرارهم للمبيت هم وأفراد أسرهم كبارا‬ ‫وصغارا وشيوخا في العراء واالنتظار لما‬ ‫يفوق العشرين ساعة في أوضاع مأساوية‪،‬‬ ‫حيث إنهم اضطروا إلى قضاء حاجاتهم‬ ‫البيولوجية على جانبي الطريق‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للذكور‪.....‬ليظل معظمهم سجنــاء داخــل‬ ‫سياراتهم لما يزيد عن ‪ 24‬ساعة دون‬ ‫أدنى شكل من أشكال الخدمات االجتماعية‬ ‫وأماكن االستراحة والمساعدة الطبية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي حول رحلتهم إلى معاناة مؤلمة‪ ،‬كثيرا‬ ‫ما عبروا عنها بالضغط العنيف والمتواصل‬ ‫على منبهات سياراتهم كطريقة لالحتجاج‬ ‫وإعالن الغضب‪.‬‬

‫وقـد أجمـع الكثيــرون من مغاربـــة‬ ‫العالم المسافرون على أن أسـبــاب هــذا‬ ‫الوضع الكارثي تكمن في التدبير السيء‬ ‫للعملية‪ ،‬من طــرف جميــع المتدخلين‬ ‫حكومة ومؤسسات‪ ،‬وأن المشكل يتعدى‬ ‫مستوى حنكة وخبرة «المدبرين» إلى‬ ‫وجود مشكل هيكلي عجز المسؤولون عن‬ ‫استئصاله والتخلص منه بصفة نهائية‪،‬‬ ‫حيث إن من معيبات هذه العملية‪ ،‬في اتجاه‬ ‫العودة‪ ،‬تشكل طوابير طويلة للراغبين في‬ ‫السفر‪ ،‬وفترات انتظار مستفزة أحيانا‪ ،‬إلى‬ ‫جانب فوضى السماسرة (في كل شيء)‬ ‫و«المدبرين» المستغلين للحالة النفسية‬ ‫للمسافرين قصد ممارســة حاالت االبتزاز‬ ‫عليهم بدعوى تسهيل أمورهم بالميناء‪ ،‬إلى‬ ‫آخر المتاعب التي تصاحب العملية‪.‬‬ ‫كثير من المسافريـــن صبـــوا جــام‬ ‫غضبهم على الوزارة المكلفة بمغاربة العالم‬ ‫بسبب موقف المتفرج الذي اتخذته من هذه‬ ‫العملية ومن الصعوبات والمضايقات التي‬ ‫تصاحبها ساعة عودتهم إلى مقار إقامتهم‬ ‫وعملهم‪ ،‬وطالبوا بمزيد من التنسيق مع‬ ‫سلطات الموانئ اإلسبانية التي ال تشهد‬ ‫مثل هذه االختالالت بالرغم من كونها‬ ‫تستقبل نفس حجم العابرين سواء في اتجاه‬ ‫المغرب أو في اتجاه أروبا‪.‬‬ ‫نقــطـــة مضيئــة وحيـدة‪ ،‬في هــذا‬ ‫«المشهد» يصـــر على إثــارتــها معظـــم‬ ‫المعنيين‪ ،‬هي تدخل رجال األمن والجمارك‬ ‫من أجل تنظيم حركة المرور والوصول إلى‬ ‫الميناء‪ ،‬تسهيال لعملية اإلبحار‪.‬‬ ‫إلى ذلك قدم كاتب الدولة في النقل‪،‬‬ ‫نجيب بوليف‪ ،‬اعتذاره «المبطن» عن كل‬ ‫ما أصاب مغاربة العالم من مصاعب ساعة‬ ‫العودة‪ ،‬وذلك في تدوينة‪ ،‬يعلم أنها لن‬ ‫تصل إلى جميع المعنيين‪ ،‬بدل إصدار بيان‬ ‫حكومي يشرح فيه طريقة تعامله وسائر‬ ‫المتدخلين‪ ،‬مع هذه العملية ‪.‬‬ ‫بوليف أغرق تدوينتـــه في «أدبيـــات‬ ‫الوزراء» من تلك التي لم تعد تقنع أحدا‪،‬‬ ‫من باب «إن الحكومة تولي «أهمية كبرى»‬ ‫لعودة مغاربة العالم وتوفـر لهـم «كـل‬ ‫الضروريـــات من أجــل أن تكــون العمليـة‬ ‫ناجحة»‪...! ‬‬ ‫كما أشــار إلى أن الحكـم على هــذه‬ ‫العملية يجب أن يأخذ بعين االعتبار العملية‬ ‫في مجملها وجهود الجهات التي تتدخل‬ ‫فيها حيث إن أمر تدبيرها موكول إلى‬ ‫لجنة وطنية تضم جميع الوزارات والجهات‬ ‫المعنية‪ .‬وهذا ما يرفع كل أشكال اللوم على‬ ‫كتابة الدولة في النقل‪.! ‬‬ ‫وبعد أن قدم معلومـــات «تقريبيــة»‬ ‫حول االستعداد للعملية وحجــم المغاربـــة‬ ‫الوافدين‪ ،‬ما بين مليون ونصف ومليونين‪،‬‬

‫تعرض لـ «االختــالالت» التي شهدتهــا‬ ‫العملية ما بين األربعاء ‪ 29‬غشت واإلثنين‬ ‫‪ 3‬شتنبر الجاري‪ ،‬حيث ارتفع الضغط على‬ ‫ميناء المتوسط‪ ،‬ما تسبب في االكتظاظ‬ ‫والمشاكل األخرى المصاحبة‪.‬‬ ‫بوليف أمعن في «جر» المسؤولية إلى‬ ‫ميدان «الغير» حين صرح بأن المشكل لم‬ ‫يكن في العدد الكافي لبواخر النقل‪ ،‬بل في‬ ‫عدم وجود أرصفة لرسو البواخر اإلضافية‪.‬‬ ‫ما تسبب في االكتظـــاظ واضطراب السير‬ ‫على الطرقات المؤديـة إلى المينــاء‪ ،‬وفي‬ ‫بعض الحاالت المؤسفة‪.‬‬ ‫بوليف أضــاف أن أفـواج المسافريــن‬ ‫الوافدين باآلالف على المينــاء وضعــــت‬ ‫المشرفين على العملية في حاالت لم تكن‬ ‫تتوقعها ما منع من تقديم خدمات اجتماعية‬ ‫أحسن جودة‪.‬‬ ‫كالم بوليــف يزيــد من اقتناعنـا بأن‬ ‫المتدخلين في العملية لم يكونوا «مهيئين»‬ ‫لمعالجة «الطوارئ» وفق مخطط استباقي‬ ‫مفتوح على كل االحتماالت‪ ،‬وبالتالي فقد‬ ‫«فوجئوا»‪ ،‬وال حـــق لهم في أن يفاجـؤوا»‬ ‫بما يدخل في صلب عملهم الذي يجب أن‬ ‫يكون «استباقيا» ومدركا لكل التوقعات‪،‬‬ ‫حتى األسوأ منها‪ ،‬ما دام األمر يتعلق بمئات‬ ‫اآلالف من المواطنين يتحركــون في وقت‬ ‫واحد تقريبــا‪ ،‬وصوال ومغــادرة‪ ،‬ويرتبط‬ ‫بظروف داخلية وخارجية وأخرى طارئة‪ ،‬كان‬ ‫يتحتم على «المدبرين» تصورها ووضع‬ ‫مخططات لمعالجتها بشكل سليم‪.‬‬ ‫وهذا ما وعد به بوليف بالنسبة لعملية‬ ‫«مرحبا» ‪ 2019‬حيث أعلن أن اللجنة ستنكب‬ ‫على دراسة أسباب «ما حصل» هذه السنة‪،‬‬ ‫بصفة «استثنائية» من أجل تالفيها‪ ،‬العام‬ ‫القادم بحول اهلل‪ .‬مؤكدا أن ما حصل‪ ،‬نغص‬ ‫على «بعض» مغاربة العالم نهاية عطلتهم‬ ‫بالمغرب ‪.‬‬ ‫حالة ما حصل بميناء طنجة هذه السنة‪،‬‬ ‫تذكرنا بما كان يحصل بميناء الجزيرة‬ ‫الخضراء خالل السنوات األولى من سبعينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬بسبب قلة البواخر حيث لم‬ ‫تكن تسير بالبوغاز سوى باخرتين‪ ،‬األولى‬ ‫إسبانية «ال طرانسميديتيرانا» والثانية نصف‬ ‫مغربية ـ نصف إسبانية «ليماديت»‪ ،‬قبل أن‬ ‫«يتسلط» على الربط البحري بالمضيــق‬ ‫صاحــب شركــة «كوماريت» الذي أراد أن‬ ‫يستولي على النقــل البحــري بين المغرب‬ ‫وإسبانيا وفرنسا‪ ،‬بابتالعه شركة «ليماديت»‬ ‫وحتى الشركة الوطنية العمالقة «كوماناف»‪،‬‬ ‫لتنتهي إحدى عشرة باخرة «كوماريتية» في‬ ‫أسواق الخردة العالمية تباع بالمزاد‪« ...‬أال‬ ‫أونو‪ ،‬آال دوي‪ ،‬آال طريس»‪ ،‬وضاع المئات‬ ‫من الضباط والبحارة واإلداريين الذين‬ ‫فقدوا عملهم بسبب جشع الوالد‪ ،‬وتهور‬ ‫«ولد الفشوش»‪.....!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بـــالغ‬

‫الرفض المطلق الستدعاء صحافيين‬ ‫مغاربة من طرف القضاء الفرنسي‬ ‫توصل الصحافيون المغاربة‪ ،‬نرجس الرغاي وجمال براوي‪ ،‬ونعيم كمال‪،‬‬ ‫وعادل لحلو‪ ،‬باستدعاءات مباشرة من إحدى المحاكم في العاصمة الفرنسية‪،‬‬ ‫باريس‪ ،‬للمثول أمامها‪ ،‬إستناداً على شكاية تقدم بها الجندي السابق‪ ،‬مصطفى‬ ‫أديب‪ ،‬بعد أن تم نشر مقاالت بالصحافة المغربية‪ ،‬تنتقد السلوكات التي قام بها‪،‬‬ ‫في أحد المستشفيات الفرنسية‪ ،‬ضد الجنرال الراحل‪ ،‬عبد العزيز بناني‪.‬‬ ‫والنقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬إذ تعتبر أنه من حق أي شخص اللجوء‬ ‫إلى القضاء‪ ،‬إذا اعتبر ‪B‬نه متضرر مما نشرته الصحافة‪ ،‬فإنها تعترض بشكل‬ ‫قاطع على المسطرة التي سلكتها العدالة الفرنسية‪ ،‬التي سمحت لنفسها بأن‬ ‫توجه استدعاءا مباشراً لصحافيين مغاربة‪ ،‬نشروا مقاالتهم في جرائد مغربية‪،‬‬ ‫في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يتوجه فيه المشتكي للقضاء المغربي‪،‬‬ ‫من أجل طلب إنصافه‪ ،‬لو اعتبر أن شرفه وكرامته قد تمت إهانتهما‪.‬‬ ‫و في جميع األحوال‪ ،‬إنه من غير المقبول أن تتجاوز العدالة الفرنسية‪،‬‬ ‫المسطرة القانونية التي ينبغي لها ‪h‬تباعها‪ ،‬في حالة إذا كان لها ما يبرراستدعاء‬ ‫صحافيين مغاربة‪ ،‬يشتغلون بالمغرب‪ ،‬ونشروا مقاالتهم في وسائط مغربية‪،‬‬ ‫دون المرور عبر اإلتفاقية القضائية التي تجمع البلدين‪ ،‬رغم أن ذلك سيشكل‬ ‫سابقة خطيرة في تاريخ الصحافة والنشر‪.‬‬ ‫إن ما أقدمت عليه العدالة الفرنسية‪ ،‬يفتح األبواب مشرعة أمام كل أشكال‬ ‫التجاوزات التي يمكن أن تسلط على حرية الصحافة والنشر‪ ،‬حيث يصبح من حق‬ ‫أي شخص تقديم شكاية من أي محكمة في أقصى بقاع العالم‪ ،‬ضد صحافيين‪،‬‬ ‫ويحصل على حق استدعائهم للمثول‪ ،‬بكل ما يكلف ذلك من تفرغ ‪ ‬للسفر‬ ‫ومصاريف وإجراءات قنصلية‪.‬‬ ‫لكل هذه األسباب‪ ،‬فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬تعلن تضامنها‬ ‫مع الصحافيين‪ ،‬الذين تعرضوا لهذه التجاوزات المرفوضة‪ ،‬التي ضربت عرض‬ ‫الحائط باإلتفاقية القضائية بين المغرب وفرنسا‪ ،‬وتنبه إلى أن أية إجراءات أخرى‬ ‫ضد الصحافيين المعنيين‪ ،‬ستواجه بقوة وحزم من طرف نقابتنا‪.‬‬ ‫وستوجه النقابة في هذا الشأن مذكرة إلى وزارة العدل الفرنسية‪ ،‬عن طريق‬ ‫سفارة فرنسا في الرباط‪ ،‬كما ستخاطب في شأن هذه التجاوزات‪ ،‬المنظمات‬ ‫العربية والدولية‪ ،‬المهتمة بالدفاع عن حرية الصحافة واإلعالم‪.‬‬ ‫الرباط في ‪ 04‬شتنبر ‪ 2018‬‬

‫إعـــالن‬ ‫يتشرف المكتب اإلداري للنادي الملكي للزوارق بطنجة بدعوة‬ ‫جميع األعضاء لحضور الجمع العام العادي االنتخابي ‪ ،‬الذي سيعقد‬ ‫يوم السبت ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،2018‬على الساعـة الثالثـة زواال بمقــر‬ ‫الجمعية الكائن بالميناء الترفيهي مارينا طنجة‪.‬‬

‫• جدول األعمال ‪:‬‬

‫ــ التقرير األدبي‬ ‫ــ التقرير المالي‬ ‫ــ نقط مختلفة‬ ‫ــ انتخاب المكتب اإلداري‪.‬‬ ‫وعلى كل عضو رسمي يرغب في الترشح لالنتخابات‪ ،‬أن يوجه‬ ‫الئحته للمكتب اإلداري (بمقر الجمعية الكائن بالميناء الترفيهي‬ ‫مارينا طنجة)‪ ،‬للتأشير على التوصل وإلصاق الالئحة في سبورة‬ ‫اإلعالنات بإدارة النادي الملكي للزوارق بطنجة عشرة أيام على‬ ‫األقل قبل الجمع العام ليوم السبت ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،2018‬وذلك طبقا‬ ‫لمقتضيات القانون األساسي للجمعية ـالفصل ‪ 13‬الفقرة ‪ ،)4‬وال‬ ‫تقبل أية الئحة وضعت خارج األجل‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫ّ‬ ‫عَنَ لي ‪ -‬وأنا أحضر «ت ْفريقاً» تُتلى فيه بردة البوصيري ‪ -‬أن أُعاتب هذا الفريق‬ ‫الذي لم يُو ّفها حقها من التأني وحُسْن األداء‪ ،‬فقد ختمها في مدة لم تتجاوز األربعين‬ ‫دقيقة‪.‬‬ ‫وهذه المدة ال يمكنها أن تحافظ على األوزان‪ ،‬كما وضعها اآلباء واألجداد‪ ،‬وال أن‬ ‫تسمح لنا بالتدبر والتمعن‪ ،‬وحُسْن الترتيل‪.‬‬ ‫وإذا كنتُ أُشفق على بردة البوصيري من هذه الطريقة المتسرّعة في القراءة‪.‬‬ ‫فإنني أشفق عليها من شيء آخر‪ ،‬هو تحريف األوزان‪ ،‬والتصرف في األلحان‪ .‬فالذين‬ ‫ومُلحَنة بهذه الكيفية‪ ،‬تركوها عُهْدة في أعناقنا‪،‬‬ ‫تركوها لنا موزونة بهذه الطريقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأمانة ينبغي الحفاظ عليها‪ ،‬شأنُهم في هذا شأن «الهمزية»‪ ،‬فهي تُقرأ في الزاوية‬ ‫الريسونية بوزن مُعيَّن وضعه «السّيّد» الريسوني رحمه اهلل وأحسن إليه‪ .‬وهي‬ ‫تُقرأ في الزاوية الحراقية بالميزان الذي وضعه لها شيخ الطريقة الحراقية سيدي محمد‬ ‫الحراق رحمه اهلل وأكرم مثواه‪.‬‬ ‫وال أعتقد أن لنا الحق في التصرف في هذه األوزان‪ ،‬بحجة التجديد أو االنسياق وراء‬ ‫موازين المدن األخرى‪.‬‬ ‫ليس لنا هذا الحق‪ ،‬حتى ولو كانت لنا مَ َل َكة التلحين‪ ،‬أو وضع «مَايَاتٍ» بمواصفات‬ ‫جديدة‪ ،‬وإيقاع جديد‪.‬‬ ‫ومن أراد أن يجدد‪ ،‬فله في األمداح النبوية مُتسَع إلظهار براعته في التلحين‪،‬‬ ‫شريطة أن يَترُكَ األمداح التي تُتلى في المولد النبوي الشريف‪ ،‬في حفظ اهلل ورعايته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مَصُونة من كل تعديل أو تبديل‪.‬‬ ‫هذا تراث تركه لنا اآلباء واألجداد‪ ،‬فحرام علينا أن نطمس معالمه‪ ،‬أو نبدل مالمحه‪.‬‬ ‫لقد حضرتُ مناسبات‪ ،‬شارك فيها منشدون من خارج تطوان‪ ،‬وأُنشدتْ فيها‬ ‫ْ‬ ‫نتفاعَل معها كما تفاعَ ْلنا مع‬ ‫قصائد دينية‪ ،‬فلم تطربني ولم تطرب الحاضرين‪ ،‬ولم‬ ‫أمداح وقصائد الزاوية الحراقية‪.‬‬ ‫ليس هذا تعصبا أو من قبيل التعصب‪ ،‬ولكن حتى لو أراد البعض إدراجه في هذه‬ ‫الخانة‪ ،‬فلن يُضيرني في شيء‪ ،‬ما دامت أذني تعوَّدتْ على النغمة التطوانية‪ ،‬في اآللة‬ ‫األندلسية‪ ،‬وفي البردة والهمزية‪ ،‬واألمداح النبوية‪.‬‬

‫شفشاون‬ ‫هل ودع إقليم الماء زمن «الكوليرا»؟‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ارتياضات في‬ ‫عوالم جزولية‪..‬‬ ‫)‪(5/5‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انشغلت في اآلونة األخيرة باالرتياض في كتابي‬ ‫«ممتع األسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما‬ ‫من األتباع» لمحمـد المهـدي الفاسـي‪ ،‬و «إظهــار‬ ‫الكمال في تتميم مناقب سبعة رجال» للعباس بن‬ ‫ابراهيم‪ .‬استوقفتني أقوال للشيخ الجزولي رضي اهلل‬ ‫عنه ؛ صاحـب «دالئل الخيرات وشوارق األنوار» وهي‬ ‫أقوال تجلي نواة تجربة و تبين جوهر تربية‪ ..‬فانتقيت‬ ‫منها بتصــرف لمعا تنير اللبيـب وتدني الحبيب‪..‬‬ ‫ونزوال عند طلــب عزيز ننشرها للنظــر واالعتبار‪..‬‬

‫‪ /22‬حبل اهلل‪..‬‬ ‫« الشيخ الواصل حبل اهلل في أرضه ؛ فمن تعلق‬ ‫به وصل ‪.»..‬‬ ‫‪ /23‬تعلم وتنور وفهم‪..‬‬ ‫«‪..‬والواصل هو الذي وصل إلى المشاهدة وغاب في‬ ‫أنوار الكمال ‪ ،‬ولم يشغله شيء عن الملك الحق؛ وهو‬ ‫الذي إن رجع إلى الخلق رجع بأنوار وعلوم وأحكام‪ ..‬من‬ ‫تبعه تعلم وتنور وفهم ما لم يفهمه غيره من أتباع‬ ‫المقطوعين‪.»..‬‬

‫‪ /24‬داع إلى اهلل على بصيرة‪..‬‬ ‫«ليس كل داع وجب اتباعه ؛ والداعي على الحقيقة‬ ‫هو الذي يدعو إلى اهلل على بصيرة ‪..‬أي معاينة‪.»..‬‬

‫‪ /25‬شرط التائب‪..‬‬ ‫« من شرط التائب أن يقتدي بشيخ عالم بالظاهر‬ ‫والباطن ‪.»..‬‬

‫‪ /26‬نور ورحمة‪..‬‬ ‫«‪..‬فعليك بالمشي إليهم‪ ،‬ولو كان من بغداد ‪.‬‬ ‫المشي إليهم نور ورحمة وسر في القلوب‪.»..‬‬

‫‪ /27‬لكل ولكل‪..‬‬

‫عادة ما يحكي أفراد ممن عاشوا بشفشاون بحرقة عن‬ ‫المآسي التي عاشتها عائالتهم جراء وباء الكوليرا الذي خلف‬ ‫وراءه ضحايا في القرن الماضي‪.‬‬ ‫وإذا كان الماء نعمة من بها اهلل على إقليم شفشاون‪ ،‬فإن‬ ‫هذه النعمة كانت كثيرا ما تتحول إلى نقمة لسوء تصرف اإلنسان‬ ‫وقصور في تدبيره لها‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن إشكاالت الماء باإلقليم ال زالت قائما بل‬ ‫قد تزداد تعقيدا‪ ،‬رغم بعض التغييرات والتطورات التي حصلت‬ ‫مع دخول مؤسسة المكتب الوطنى للماء الصالح للشرب للميدان‪،‬‬ ‫ثم وكالتي الحوضين المائيين للوكوس وسبو‪ ،‬وكذا منظمات‬ ‫دولية كاليونسيف وجمعيات المجتمع المدني التي أبلت البالء‬ ‫الحسن في التحسيس بمخاطر االستعمال غير السليم للماء‪.‬‬ ‫وإذا كان بعض الخبراء يتكهنون بأن الحروب القادمة في‬ ‫مناطق من العالم سيكون سببها الرئيسي المياه‪ ،‬فإن إقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬بمعنى من المعاني‪ ،‬يعيش منذ اآلن وجها من الوجوه‬ ‫المبكرة لهذه الحروب‪ ،‬حيث أن ازدياد الحاجة إلى الماء بشكل‬ ‫كبير يدفع إلى التعامل المتهور مع الموارد المائية السطحية‬ ‫والجوفية‪ ،‬مما ينذر بعواقب بيئية خطيرة في المستقبل‪ ،‬و ال‬ ‫تصيبنا الدهشة إذا عرفنا أن مناطق بني أحمد وغزاوة و غمارة‬ ‫واألخماس باإلقليم تعاني من ندرة المياه وتنتظر على أحر من‬

‫الجمر‪ ،‬منذ مايناهز عقدا من الزمن‪ ،‬تنفيذ مشاريع التزويد بالماء‬ ‫الشروب‪ ،‬خاصة‪ ،‬من سد موالي بوشتى وسد الوحدة ووادي‬ ‫القنار‪.‬‬ ‫ومع أن ندرة المياه أو سوء توزيعها الطبيعي باإلقليم يعتبر‬ ‫مشكال حقيقيا‪ ،‬فإن المشكل األخطر هو صعوبة حماية الموارد‬ ‫والنقط المائية؛ من وديان ومجاري وعيون وآبار‪ ...‬من التلوث‬ ‫ومراقبة استعمالها اليومي في الشرب أو الزراعة (السقي)‪ ،‬إذ‬ ‫أن شساعة اإلقليم‪ ،‬وتغير نمط الحياة بالبادية‪ ،‬و بروز النشاط‬ ‫السياحي‪ ،‬وغياب شبه كلي للتطهير السائل و محطات التصفية‬ ‫بالمراكز ناهيك عن الدواوير‪ ،‬يجعل هذه الموارد المائية‬ ‫السطحية والجوفية معرضة لكل التهديدات والمخاطر مع غياب‬ ‫الوعي البيئي والصحي‪.‬‬ ‫وإذا كان األعراف القديمة تعقد مهمة الدولة في بسط‬ ‫نفوذها على موارد المياه باإلقليم والتحكم في تدبيرها‪ ،‬خاصة‬ ‫خارج المراكز‪ ،‬فإن المطلوب‪ ،‬على األقل‪ ،‬حاليا هو التدبير‬ ‫التشاركي لهذه المادة الحيوية‪ ،‬وذلك لتشجيع الممارسات‬ ‫الجيدة فيما يخص استغالل المياه واستهالكها‪ ،‬وذلك درءا‬ ‫للمخاطر التي قد تنتج عن سوء استعمالها‪ ،‬وبالتالي حفاظا على‬ ‫هذه الثروة األساسية باإلقليم لألجيال القادمة‪ ،‬إذ ال تنمية و‬ ‫المستقبل بدون حكامة في تدبير الماء‪.‬‬

‫«لكل ذكر فكر‪ ..‬ولكل فكر نور‪ ..‬ولكل نور سر‬ ‫عبادة‪ ..‬ولكل عبادة حضور‪ ..‬ولكل حضور شهود‪.»..‬‬ ‫ولكل شهود هيبة‪..‬ولكل هيبة تعظيم‪ ..‬ولكل‬ ‫تعظيم تنزيه‪ ..‬ولكل تنزيه تحميد‪ ..‬ولكل تحميد‬ ‫تقريب‪..‬‬ ‫ولكل تقريب حديث‪ ..‬ولكل حديث فهم‪ ..‬ولكل‬ ‫فهم لذة‪ ..‬ولكل لـذة شـوق‪ ..‬ومن لم يسلك هذه‬ ‫المقامات فعليه بمجالسة أهلها‪.‬‬

‫‪ /28‬علمك فهم وعلمي إمداد‪..‬‬ ‫«يا عبدي ‪ :‬استضاء نورك بنوري‪ ،‬وعلمك بعلمي‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رب ‪ :‬ما نـوري ؟ فقال لي ‪ :‬نـورك عقلك ‪،‬‬ ‫ونوري إلهام ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا رب ‪ :‬وما علمي وما علمك ؟‬ ‫فقيل لي ‪ :‬علمك فهمك ‪ ،‬وعلمي إمدادي ‪.»..‬‬

‫‪ /29‬األولياء وعامة العلماء‪..‬‬ ‫« األولياء يحسنون الظن بعباد اهلل ‪ ،‬وعامة العلماء‬ ‫يسيئون الظن بعباد اهلل ‪ ..‬العامة ينظرون إلى ظلمة‬ ‫أنفسهم المائلة إلى الشهوات الشيطانية ؛ فحجبهم‬ ‫ذلك عن شهود المخصصين المختارين المجذوبين‬ ‫بتأديب اهلل وإحسانه ؛ فمثلهم كمثل رجل أصبح أعمى‬ ‫العينين وهو يحسب ظالم الليل‪.»..‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 11‬شتنرب ‪2018‬‬

‫هل صحيح أن الذي يمدّ يده‬ ‫‪ ‬ال يحق له أن يمدّ رجله؟!‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫الفقر في المغرب‬ ‫ومسخرة الـ ‪ 20‬درهماً الحقاوية‪! ‬‬ ‫أصال لم نكن بحاجة ال إلى تقرير أممي حول الفقر في المغرب‪ ،‬وال إلى‬ ‫مؤشرات «منتدى االقتصاد واألعمال ‪ ،2018‬حول «مراتب» تصنيف الدول‪،‬‬ ‫على خلفية تحديد مفهوم الفقر‪ ،‬بناء على دخل الفرد من الناتج اإلجمالي‪ ،‬وال‬ ‫حتى إلى تقرير مندوبية التخطيط لنقتنع بأن الفقر ‪ ،‬بتصنيفاته المتعددة‪،‬‬ ‫فقر مقدع‪ ،‬فقر مطلق‪ ،‬فقر نسبي‪ ،‬خط الفقر أو عتبة الفقر‪ ،‬موجود بيننا‬ ‫وبقوة‪ ،‬وأنه يزداد حدة وشراسة بالرغم من النظرة «الطوبائية» للعزيز‬ ‫أحمد الحليمي فيما يخص نسب الفقر والفقراء بالمغرب‪ ،‬بين باديته التي‬ ‫تأوي ‪ 24‬بالمائة من الفقراء‪ ،‬ومدنه التي ال «تحتضن» أزيد من ‪ 2‬بالمائة‬ ‫من مجموع فقراء المغرب‪ ،‬البالغ عددهم‪ ،‬بالتدقيق‪ ،‬مليونين وثمانمائة‬ ‫ألف فقير وفقيرة ‪ ،‬في حين‪ ،‬ال يتعدى عدد المغاربة الذين يعيشون فقرا‬ ‫حادا‪ 1,4 ،‬بالمائة من مجمل الفقراء في هذا البلد «الغني» بالحمد والشكر‬ ‫و «الرجا فاهلل»‪! ‬‬ ‫ويذكر المغاربة يوم صاحت مدام الحقاوي وزيرة األسرة واألمور األخرى‪،‬‬ ‫في وجه البرلمانيين الذين استجوبوها حول ظاهرة تفشي الفقر بالمغرب‪،‬‬ ‫بأن الفقر انتفى بالمغرب ‪ ،‬وفق معايير وطنية ودولية‪ ،‬التي تجعل من‬ ‫دوالرين كدخل يومي للفرد‪ ،‬حدا فاصال بين الفقر والكفاف وأن من مجموع‬ ‫سكان المغرب األربعين مليونا على وجه التقريب‪ ،‬ال يوجد سوى أربعة‬ ‫ماليين‪ ،‬يعيشون بدخل يومي يوازي عشرين درهما‪ ،‬وهو معدل الصرف‬ ‫الرسمي للدوالرين المعلومين‪ ،‬مقابل الدرهم‪ .‬ورغم محاولتها التخفيف من‬ ‫وطأة االحتجاجات الساخرة‪ ،‬سواء من داخل البرلمان أو من داخل الحزب‬ ‫الذي أوصلها إلى الوزارة‪ ،‬وذلك خالل مشاركتها في ندوة فكرية بمؤسسة‬ ‫الفقيه التطواني لآلداب والعلوم‪ ،‬بمدينة سال‪ ،‬فإن تصريحات الحقاوي‬ ‫أفقدتها «المصداقية» التي هي سر ثقة الشعوب في حكوماتها‪.‬‬ ‫ذلك أن الواقع المغربي يكذب ‪ ،‬قطعا‪ ،‬كالتقارير والبيانات‪ ،‬وطنية كانت‬ ‫أم خارجية‪ ،‬التي تحاول‪ ،‬عن قصد أو بدونه‪ ،‬إعطاء صورة مغايرة للوضع‬ ‫المأسوي الذي تعيشه فئات عريضة واسعة من الشعب المغربي‪ ،‬في المدن‬ ‫كما في البوادي والجبال‪ ،‬في مواجهة الفقر وصروف الدهر‪ ،‬بسبب سياسات‬ ‫«الترقيع» الممارسة في مجاالت التنمية االجتماعية‪ ،‬حيث تبقى المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية التي يرعاها جاللة الملك‪ ،‬النقطة المضيئة الوحيدة‪،‬‬ ‫في المشهد االجتماعي المغربي‪ ،‬بالرغم من أن نتائجها «محدودة» مقارنة‬ ‫مع الحاجيات الكبرى للخروج من دائرة الفقر التي وضعت المغرب في مرتبة‬ ‫متأخرة على الئحة دخل الفرد من الناتج اإلجمالي الخام ‪،‬وراء كل من ليبيا‪،‬‬ ‫وتونس‪ ،‬ومصر‪ ،‬والجزائر‪ ،‬والسعودية وإيران‪ ،‬بينما طلعت قطر األولى في‬ ‫هذا التصنيف األممي‪ ،‬أمام الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وسويسرا وكندا‬ ‫وأستراليا‪ ،‬في حين احتلت غينيا االستوائية‪ ،‬وهي مستعمرة صغيرة من‬ ‫المستعمرات األسبانية‪ ،‬سابقا‪ ،‬بإفريقيا‪ ،‬المرتبة األولى إفريقيا‪.‬‬ ‫والذين «أقصاهم» تحليل الوزيرة الحقاوي من دائر الفقر‪ ،‬بسبب‬ ‫«العشرين درهما» التي تشكل دخلهم اليومي‪ ،‬تشملهم‪ ،‬على أرض الواقع‪،‬‬ ‫تعريفات الفقر الواردة في العديد من الدراسات األممية والجامعية الدولية‪،‬‬ ‫والمؤسسات العالمية المختصة‪ ،‬التي تضع الفقير في دائرة األفراد الغير‬ ‫قادرين على توفير تكلفة إجمالية للحصول على «جميع» الموارد الضرورية‬ ‫لسنة كاملة»‪ ‬وهو نفس التعريف الذي وضعه اإلسالم للفقر‪ ،‬الذي هو‬ ‫«القصور عن إمكانية تغطية الكفاية من الحاجيات األصلية للمكلف ومن‬ ‫يعيله من أفراد أسرته لمدة سنة كاملة»‪ .‬بمعنى أن الفرد الذي ال يملك‬ ‫مؤونة الئقة بحاله وحال عياله لمدة سنة‪ ،‬يعتبر من الناحية الشرعية فقيرا‪.‬‬ ‫الفقير في المفهوم الحديث أيضا هو من ال يقدر على توفير المتطلبات‬ ‫الضرورية للعيش كالغذاء‪ ،‬والملبس‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمسكن‪ ،‬والرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬من مرافق الصرف الصحي والمياه الصالحة لالستهالك البشري‪،‬‬ ‫ومراكز االستشفاء والعالج من األمراض ‪ ،‬خاصة المزمنة‪ ،‬ورعاية الحوامل‪،‬‬ ‫واألطفال‪ ،‬في إطار العدالة االجتماعية الذي أقرها مؤتمر كوبنهاجن سنة‬ ‫‪ ،1995‬الذي ربط بين التحديات المتعلقة بالفقر والبطالة‪ ،‬واالستعباد‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬وجعل من القضاء على الفقر التزاما عالميا‪ ،‬بسبب الشعور‬ ‫باإلذالل واإلهانة التي تلحق بالفقراء واالنتقاص من كرامة اإلنسان وشعور‬ ‫االعتزاز بالنفس‪.‬‬ ‫تعريف دولي جديد للفقر‪ ،‬ينص على أن الفقر حالة اقتصادية ال يتوفر‬ ‫فيها الفرد على الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا في الرعاية‬ ‫الصحية والغذاء الصحيح السليم والملبس والتعليم ألفراد األسرة‪ ،‬وتلبية‬ ‫الواجبات االجتماعية ‪ ،‬وكل ما يعتبر «احتياجات ضرورية» لتأمين مستوى‬ ‫الئق بالحياة البشرية ‪.‬‬ ‫وبحسب هذا التعريف القديم ــ الحديث ‪ ،‬يحق للسائل أن يسأل‪ :‬كم من‬ ‫موظف مغربي في السلم التاسع أو حتى العاشر بقطاع الوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫يمكن أن يصنف خارج دائرة الفقر ؟‬ ‫سؤال لن أطرحه على الوزيرة الحقاوي وال على المندوب الحليمي وال‬ ‫حتى على العثماني الذي يسعى بتعاون مع الهنود إلى تحديد مواصفات‬ ‫الفقراء الذين سوف يوضعون على الئحة «فقراء المغرب» ليستفيدوا من‬ ‫«زكاة بيت مال المسلمين» حين تتحرر «البوطا» من دعم «المقاصة»‬ ‫ليتخطى ثمنها ‪ 120‬درهما بدل الـ ‪ 42‬حاليا‪.‬‬ ‫مبروك!!!‪....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫هل يعتبرها المغرب الرسمي «إهانة»‪ ‬غير مقبولة لسيادته‪،‬‬ ‫من طرف القضاء الفرنسي الذي يكون قد «تطاول» على االتفاقيات‬ ‫الثنائية في مجال التعاون القضائي‪ ،‬وعلى كل األعراف والمواثيق‬ ‫الدولية والتقاليد الدبلوماسية‪ ،‬حيث وجه استدعاء لصحافيين‬ ‫مغاربة‪ ‬للمثول أمام القضاء‪ ‬الفرنسي يوم ‪ 8‬أكتوبر المقبل‪ ،‬في‬ ‫«قضية»‪ ‬قذف‪ ‬في حق السيد مصطفى أديب‪ ،‬العسكري السابق‬ ‫في القوات الجوية المغربية المقيم‪ ،‬حاليا‪ ،‬بفرنسا حيث ينشط في‬ ‫مجال مناهضة النظام المغربي‪.‬‬ ‫فهل يحـق للقضـاء الفرنسي أن يحاكـــم «أربعــة صحافيين‬ ‫مغاربة»‪ ‬متابعين من طرف مغربي خامس‪ ،‬في قضية قذف يكون قد‬ ‫تضمنه مقال نشر منذ ما يزيد عن أربع سنوات‪ ،‬في موقع إليكتروني‬ ‫مغربي؟‪ ‬هل توفــرت للقضــاء الفرنسي كافة العناصر القانونية‬ ‫لتوجيه استدعاء قضائي لصحافيين مغاربة‪ ،‬بصورة مباشـرة‪ ،‬قـد‬ ‫يتابعهما‪ ‬بتهمة القذف‪ ‬ضد طرف مغربي أيضا؟‬ ‫أم إن «مامـــا فرنســا»‪ ‬ألغـــت من حسابهــا «مفاوضـات‬ ‫إيكس ليبان»‪ ‬وقفزت على‪ ‬تصريــح ‪ 2‬مــارس‪ ،‬المشترك الفرنسي‬ ‫المغربي‪ ،‬حول «االستقالل في إطار الترابط» ‪ ،‬أم إن فرنسا ال تزال‬ ‫مصرة على اعتبار المغرب عضوا في «اتحاد فرنسا ما وراء البحار»‬ ‫الذي‪ ‬رفض المغرب وبإصرار االنتماء إليه ‪ ‬رغم إغراءات المستعمر‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫حقيقة إنه تم استدعاء‪ ‬قاضي االتصال الفرنسي المقيم في‬ ‫الرباط‪ ،‬من طرف وزارة العدل المغربية‪ ،‬احتجاجاً على استدعاء‬ ‫القضاء الفرنسي‪ ‬صحافيين مغاربة «بشكل مباشر» ولتذكير هذا‬ ‫القاضي‪ ‬باتفاق التعاون القضائي المغربي الفرنسي الذي ينص على‬ ‫أن يتم االستدعاء عن طريق السلك الدبلوماسي عبر وزارة العدل‬ ‫وليس عبر قاضي االتصال الذي يتولى مهمة تحسين معالجة ملفات‬ ‫التعاون الجنائي والمدني بين فرنسا والمغرب‪ ‬في إطار‪« ‬معجزة»‬ ‫«استقالل الترابط» التي تفتقت عنها عبقرية مفاوضي إيكس ليبان‪.‬‬ ‫وهل سيكون المغرب «صارما» في فرض «هيبته» على القضاء‬ ‫الفرنسي المستخف بسيادة المغرب‪ ،‬أم «إن الذي يمد يده ‪ ‬ال‬ ‫يحق ‪ ‬له‪ ‬أن يمد رجله»‪!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫وأن المساجد هلل‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫كفى تجارب ياحضرات‪ ،‬فقـــد ضاعــت أجيال في متاهـــات‬ ‫التجارب‪ ‬منذ التوحيد والتعميم‪ ‬والتعريب‪ ‬إلى المخطط االستعجالي‬ ‫الذي «ابتلع» الماليير‪ ،‬إلى المخطط الجديد‪ ‬التي يراد إقناعنا‬ ‫بجديته‪ ‬في «تجويد» التعليم العمومي الذي فقد مصداقيته بين‬ ‫فئات واسعة من الشعب المغربي‪.‬‬ ‫عودوا إلى سلسلة «إقرأ»‪ ‬للمرحوم أحمد بوكماخ‪ ،‬التي تربت‬ ‫عليها أجيال االستقالل‪ ،‬والتي صيغت من أجل الرقي‪ ‬المتسلسل‬ ‫بمــدارك األطفــــال في ما يخـــص التعبيــر العربي السليــــم‪،‬‬ ‫بدل‪« ‬البريوات»‪ ‬أو‪« ‬البغريــــر» أو «الغريبية» أو حتى «كرموس‬ ‫النصارى» وكل الخزعبالت «البداغوجيــة» األخرى التي ال تقوى‬ ‫حتى على «تسليـة»‪ ‬أطفالنــا‪ ،‬فأحرى تحسين استعمالهــم للغــة‬ ‫العربية ‪ ......‬‬ ‫‪ DDDDDDD ‬‬

‫فساد ‪ :‬االتجار بحياة اإلنسان‬ ‫في المغرب‬

‫تقارير ادريس جطو األخيرة كشفت الكثير من مظاهر الفساد‬ ‫والتسيب في استغالل المال العام ألغراض خاصة‪ ،‬وهو أمر لم نكن‬ ‫بحاجة إال إلى التأكد من ‪ ‬بعض تفاصيله‪ ،‬ألن الفساد وضع معاش‬ ‫فى تدبير سيء للشأن العام‪ ،‬يغلب عليه طابع التسيب في غالب‬ ‫األحيان‪.‬‬ ‫ولكن أن يصل الجشع إلى االتجار بصحة‪ ،‬بل بحياة مواطنين‬ ‫مصابيـــن بأدواء مزمنــة تتطلــب من حصة إلى ثـــالث حصص‬ ‫لتصفية الدم أسبوعيا‪ ،‬فهذا أمــر يعد غاية في السفالة والنذالة‬ ‫واالنحطاط‪ ‬األخالقي ودليال على انعدام الضمير اإلنساني ‪ ‬والحس‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫تصوروا أن ‪« ‬أصحـــاب» بعض عيادات ومراكز تصفية الدم‬ ‫«يفوترون» حصصا لتصفية الدم لم تنجز‪ ،‬إما لغياب أصحابها أو‬ ‫انتقالهم لجهة أخرى أو لوفاتهم‪ .‬وهكذا تستمر «الفوترة» لحصص‬ ‫«وهمية» بغاية‪« ‬استهالك» الميزانية التي رصدتها وزارة الصحة‬ ‫العمومية من أجل تأمين خدمات تصفية الدم للفئات الفقيرة‪ ،‬والتي‬ ‫ارتفعت من ‪ 60‬مليون درهم سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 250‬مليون درهم سنة‬ ‫‪.2016‬‬

‫تداولت بعض المواقع اإلخبارية مؤخرا‪ ،‬خبرا مثيرا مفاده أن‬ ‫برلمانيا شفشاونيا عن حزب الفرس‪ ،‬استغل مسجدا بدوار بوصمعة‪،‬‬ ‫بعد صالة الجمعة‪ ،‬ليصعد المنبر ويقوم بــ‪« ‬شغــل»‪ ‬ذي «نفحة‬ ‫سياسية»‪ ‬لغاية حزبية بينة!‬ ‫وحيث أن التداول الواسع لهذا الخبر ال بد وأن يكون قد أقلق‬ ‫النائب المحترم‪ ،‬الذي وجد «صعوبة»‪ ‬منذ سنة‪ ،‬في وضع سؤال‬ ‫والتعقيب عليه‪ ،‬على وزير الصحة آنذاك في موضوع الحالة المتردية‬ ‫للمراكز االستشفائية‪ ‬بشفشاون‪ ،‬فقد عمــد إلى‪ ‬تقديــم اعتــذار‬ ‫«إليكتروني»‪ ‬للمغاربة‪ ‬على صفحته بالفايسبوك‪ ،‬حيث علل‪ ‬تدخله‬ ‫بالمسجد المذكور بدوار بوصمعة‪ ،‬إلى إقدام عدد من‪ ‬مواطنيه‪ ‬على‬ ‫عرض مشاكلهم عليه‪ ،‬وبإلحاح‪ ،‬داخل المسجد‪ ،‬بعد انتهاء صالة‬ ‫الجمعة‪ ،‬ومغادرة اإلمام‪ ‬وكل من ال مشاكل له وال مصالح في‬ ‫المنطقة‪ ،‬جديرة بأن يستفسر بشأنها نائب األمة‪! ‬‬

‫قيل إن وزارة الصحة فتحت تحقيقا في الموضوع‪ .‬نتمنى أن‬ ‫ال يكون تحقيقا من تلك التحقيقات التي نسمع بها و ال نرى لها‬ ‫أثرا على أرض الواقع‪ .‬فهل نصدق الرأي القائل بأن تقارير ‪ ‬ادريس‬ ‫جطو وتحقيقات بعض الوزارات واستطالعات البرلمان يجب أن‬ ‫ال تتجاوز حدود «المسموح» به ‪ ‬في قانون «اللعبة» وأن مسألة‬ ‫إقران‪ ‬المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬يدخل ‪ ‬أيضا في ‪ ‬هذا الربط «البديع»‬ ‫للمسؤولية بالمحاسبة الذي ال يؤدي‪ ،‬في الغالب‪ ،‬إال إلى «اإلعفاء»‬ ‫الناعم‪ ،‬في انتظار الدعوة لتسلم مسؤولية جديدة‪ ،‬في دواليب‬ ‫الحكومة أو اإلدارة العمومية‪.‬‬ ‫وفي انتظار تقرير جديد لقضاة جطو‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«حريك» الـ‪VIP ‬‬

‫النائب اعتذر عما صدر عنه «بحسن نية» طبعا‪ ،‬ورغبة‪ ‬منه‬ ‫في خدمة المواطنين‪ ،‬خاصة وأنه لم يكن على علم‪ ‬بأنه يمنع‬ ‫«استعمال» المساجد «للتواصل مع المواطنين»‪! ‬‬

‫يتحدثـــون‪ ‬في وسائـــط اإلعـــالم عن‪ ‬إبــاق عـــــدد من‬ ‫مستشاري‪ ‬العدالة‪ ‬إلى إسبانيا‪ ‬بعد سفرهم إليها‪ ‬وفضلوا البقاء‬ ‫فيها‪ ،‬ولو خارج «الشرعية» حتى بعد انتهاء مدة صالحية التأشيرة‬ ‫التي‪ ‬حصلوا عليها‪.‬‬

‫‪ DDDDDDD‬‬

‫وروى البعــض أن مستشـــارا‪ ‬بيجيديا من الناظــور‪ ‬عــــزز‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬صفـــوف «الفــاريـــن»‪ ‬إلى مملكـــة قشتالـة‪ ،‬من أكادير‪،‬‬ ‫وتارودانت‪ ،‬وآيت ملول‪ ،‬من‪ ‬منطقة سوس‪« ،‬العالمة» بما يجري‬ ‫ويدور من عجائب ‪« ‬الموغريب» العزيز‪.‬‬

‫وها هي في بالك يا حضرة‪ ،‬ولكن‪ ،‬احترس‪ ،‬ما كل مرة تسلم‬ ‫الجرة‪ ،‬يا علوي‪! ‬‬

‫الدارجة في مقررات التعليم‬ ‫بمبــررات‪ ‬بيداغوجيــــة‪ ،‬عللت وزارة التعليــــم‪ ‬إقحــــام‬ ‫مفردات‪ ‬دارجة‪ ،‬في مقرراتها الجديدة‪ ،‬ولو أن «الغريبة» و «كعب‬ ‫غزال» و «البسطيلـــة» ‪ ‬و «المحنشة»‪ ،‬و «الكسكس»‪ ،‬مفردات‬ ‫يتلقاها األطفال ويتعلمونها‪ ،‬في البيت‪ ،‬ودونما حاجة إلى مقررات‬ ‫مدرسية‪ ،‬تشترى بالذهب‪.‬‬

‫وكالعادة فإن مسؤولــي الحــزب‪« ،‬ما في راسهــم شي» من‬ ‫موضوع «الفارين» إلى العدوة الشمالية‪ ،‬بالطائرة أو سياراتهم‬ ‫الخصوصية‪ ،‬ألن األمر يتعلق بحريك‪ VIP ‬ولكنه «حريك»‪ ‬على كل‬ ‫حال‪ ،‬ومغامرة قبل بها أصحابها‪ ،‬ولكل‪ ‬أسراره وحساباته‪ ‬وغاياته‪،‬‬ ‫وسبل حل مشاكله في محيطه الحزبي أو القبلي‪.‬‬

‫لعل هذه «البيداغوجية»‪« ‬صرخة» جديدة في عالم «التجارب»‬ ‫التي‪ ‬ال تنتهي‪ ،‬في مختبرات خبراء هذه الوزارة التي يوجد من بين‬ ‫«منظريها»‪ ‬الخبير عيوش‪ ‬عميد دعاة إقحام‪ ‬الدارجة في التعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬والذي‪ ‬نجح في انتزاع «كرسي» ضمن خبراء‪ ‬المجلس‬ ‫األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪... ! ‬‬

‫وهكذا يتساوى‪ ،‬عمليا‪ ،‬في المغامرة «الحريكية»‪ ‬أفارقة جنوب‬ ‫الصحراء ومغاربة شمال الصحراء ‪ ،‬وإن تباينت أهواؤهم‪ ،‬فالهدف‬ ‫يظل واحدا‪ ....‬البحث عن مالذ آمن إلى أن يأذن اهلل بالفرج‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪958‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫عندما يرغب المدرس و المحامي و الطبيب و الصحفي‬ ‫في هجرة البلد لرفضهم اإلستمرار في العيش‬ ‫في ظروف ال تضمن لهم الكرامة و العيش الكريم‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫«بغيت الفيزا و الباسبور من كازا لمارسيل» (أريد تأشيرة و جواز سفر‪ ‬من الدار البيضاء إلى مارسيل)‬ ‫تقول األغنية الشعبية األكثر رواجاً في التسعينات التي تختزل رغبة المغاربة في مغادرة بلدهم‪.‬‬

‫يحسب لها ألف حساب في المناسبات اإلجتماعية‪ ،‬وأضاف بنيس‪ « :‬هناك تصورٌ جمعي لدى المغاربة أن‬ ‫من هاجر «سيعود «رج ً‬ ‫ال» ذا قيمة مرموقة في جماعته ومجتمعه»‪.‬‬

‫ورغم مرور سنوات على إصدارها مازال يدندن المغاربة كلماتها‪ ،‬إذ صار الرحيل مسألة ملحة لديهم‬ ‫في وطن يرونه بات يضيق بهم أكثر من أي وقت مضى‪.‬‬

‫ويعزي بنيس أسباب ذلك إلى «تمظهرات الهوية اإلنهزامية التي ترى في اآلخر وفي بالد األجنبي‬ ‫قيمة مضافة للفرد ولجماعته‪ ،‬إذاً تصبح الهجرة هي الحل مغلفة بقيم اجتماعية تروم العيش الرغيد‬ ‫واإلندماج مع اآلخر»‪.‬‬

‫«اللهم قطران بالدي وال عسل الناس»‬

‫«الوطن سجن وال مناص من الهروب»‬

‫كان يتداول المغاربة بشكل واسع مث ً‬ ‫ال شعبياً يقول‪« :‬اللهم قطران بالدي وال عسل الناس»‪ ،‬أي أن‬ ‫شظف العيش داخل الوطن أهون من رغد العيش في الغربة‪.‬‬ ‫لكن عملياً إن التقيت بمغربية وحدثتها عن األمر‪ ،‬أو بمغربي وسألته عن رغبته‪ ،‬سيجيبانك بعكس‬ ‫ذلك‪ ،‬فكيف كسبت فكرة الهجرة شعبية أوسع من التمسك بالوطن‪ ،‬مهما كانت حالة الحياة فيه؟‬

‫في الوقت الذي يتهافت فيه المغاربة لمغادرة بلدهم بدافع سوسيو‪-‬اقتصادي أو مهني‪ ،‬هناك من‬ ‫يرغب في الرحيل ألسباب أخرى مرتبطة بالبحث عن بحبوحة من الحرية واإلستمتاع بالخصوصية الفردية‬ ‫والخالص من قوانين المجتمع‪.‬‬

‫سنة بعد سنة تزداد رغبة المغاربة في الهجرة‪ ،‬إذ كشفت األرقام الصادرة عن المركز العربي لألبحاث‬ ‫و دراسة السياسات أن نحو ‪ ٪ 29‬من المغاربة كانوا ينوون مغادرة بلدهم عام ‪.2011‬‬

‫ومنهم من يسعى للتحرر من النمطية التي تقيد ممارسة حياته وقناعاته بحرية كاملة بدون وصاية‬ ‫دينية أو سياسية مؤسساتية‪.‬‬

‫وتزايدت النسبة من عام ‪ 2014‬لتصل إلى ‪ ،٪ 31‬لتبلغ ‪ ٪ 36‬عام ‪ ،2015‬ويبرر المغاربة بالدرجة األولى‬ ‫ميلهم للهجرة برغبتهم في تحسين ظروفهم اإلقتصادية‪.‬‬

‫ليلى (خريجة جامعية‪ 26 ،‬سنة)‪ ،‬واحدة من المغاربة ممن يبحثون عن وطن بديل كملجأ للهروب من‬ ‫وضع اجتماعي وثقافي تراه متردياً‪ ،‬وال تجد لنفسها موطئ قدم في مجتمع يفرض سلطاته على الفرد‬ ‫بشكل سلطوي‪.‬‬

‫فوفق المؤشر العربي لعام ‪ 2015‬الصادر عن المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬صرح ‪٪ 79‬‬ ‫من المغاربة المستجوبين نيتهم في الهجرة‬ ‫بغية تحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية‪.‬‬

‫تقول ليلى‪« :‬أشعــر بأن هنـــاك تضييقاً‬ ‫كبيراً على الحريات الفردية‪ ،‬بسبب السلطة‬ ‫من مؤسسة األسرة إلى الدولة»‪.‬‬

‫كما أن ‪ ٪ 12‬منهم يحلمون باإلستقرار في‬ ‫أمريكا‪ ،‬فيما يرغب ‪ ٪ 52‬منهم العيش في‬ ‫إحدى الدول األروبية‪.‬‬

‫وتضيف‪« :‬في بلدي يصعب علي ممارسة‬ ‫حريتي الفردية وقناعاتي الشخصية‪ ،‬وألني‬ ‫متزوجة يصعب علي عملياً أن أمارس ذلك‬ ‫في ظل سطوة األسرة وقوانين المجتمع»‪.‬‬

‫ويصل عـدد المغتربيـــن المغاربــة حول‬ ‫العالم ألزيد من ‪ 5.6‬مليون مغترب‪ ،‬يقطنون‬ ‫في األغلب في دول أروبا الغربية وأمريكا‬ ‫عال ومرشح للتصاعد‪.‬‬ ‫الشمالية‪ ،‬وهو رقم ٍ‬

‫وتضيف ليلى‪« :‬أرغب في هجرة بلدي بحثاً‬ ‫عن وطن يوفر حداً أدنى من الحرية الفردية‬ ‫وخدمات اجتماعيـــة كالتعليــم والتطبيــب‬ ‫المجانيين‪ ،‬كما أنني أتطلع ألنمي قدراتي‬ ‫العلمية والمعرفية واإلبداعية في مجتمع‬ ‫متعدد يحترم الفن والرأي المخالف»‪.‬‬

‫سعيد بنيس أستـــاذ علم اإلجتمـاع‪ ،‬يرى أن‬ ‫«الهجرة تمثل فكرة ومشروعاً بدي ً‬ ‫ال لوضعية‬ ‫اقتصادية واجتماعيـة غيــر مريحـة هدفهـا‬ ‫اإلنتقال إلى وضعية اقتصادية واجتماعية‬ ‫تتسم بالرفاهية والعيـش الرغيد واإلستقرار‬ ‫المعنوي والرمزي على أساس أنه مشروع‬ ‫مستقبلي وال يمكن التنبؤ بمآالته»‪.‬‬

‫ليلى على ما يبــدو ليست وحدها من‬ ‫يرغب في مغادرة البلد بحثاً عن فضاء أرحب‬ ‫للحرية‪ ،‬فإبراهيم يشاطرها الرأي فبحسبه‬ ‫ليس البحث عن ظروف مهنية أفضل هو‬ ‫السبب الوحيد للرحيل‪.‬‬

‫شيماء (صحفية ‪ 31 -‬سنة)‪ ،‬هي واحدة من‬ ‫الشابات اللواتي يحلمن بوظيفة خارج البلد‪،‬‬ ‫تتوفر على شروط مهنية مالئمة‪ ،‬وباعتبارها‬ ‫صحافية‪ ،‬تتطلع شيماء للعمل في ظروف‬ ‫تحميها من التعرض لمضايقات السلطات أو‬ ‫التحرش في العمل وخارجه‪ ،‬أو حتى التشرد‬ ‫بسبب الطرد أو ضعف الراتب‪.‬‬

‫بل يرى أنه يعيش مكرهاً في مجتمع‬ ‫يفرض عليه التديـــن أحيانـــاً و طقوساً‬ ‫اجتماعية هو يعتقد بأنها تعتبر بمثابة‬ ‫تضييق على حريته واختياراته الشخصية‪« ،‬فال مناص لي إال‬ ‫الهروب من هذا السجن» يردف إبراهيم‪.‬‬

‫وتقول في هذا الصدد‪« :‬عملي كصحفية يعرضني إلى‬ ‫الكثير من المشاكل‪ ،‬سواء مع السلطات أو مع المنابر‬ ‫اإلعالمية نفسها‪ ،‬نحن الصحفيون عرضة للتشرد في أي‬ ‫لحظة‪ ،‬إضافة إلى ضعف الرواتب وعدم توفر شروط العيش‬ ‫الالئق كتغطيات صحية أو اقتطاعات لتقاعد مريح»‪.‬‬

‫يقول جواد مبروكي أن هذه الفئة تلح على هجرة بلدها‬ ‫بسبب «رفضها للعقلية المجتمعية‪ ،‬وتكون األسباب عادة‬ ‫حقوقية أو أيديولوجية‪ ،‬إذ ال يمارسون حريتهم بشكل‬ ‫سلس المرتبطة باختياراتهم وقناعاتهم الشخصية»‪.‬‬

‫وتضيف‪« :‬لو سنحت لي الفرصة للهجرة إلى بلد يوفر‬ ‫لي عم ً‬ ‫ال يرضيني و عيشاً كريماً‪ ،‬أكيد لن أتردد أبداً في‬ ‫الرحيل»‪.‬‬

‫بالنسبة لرشيد أوراز‪ ،‬الباحث في اإلقتصاد‪« :‬إن ارتفاع‬ ‫مستوى التعليم يزيد من مستوى الوعي لدى األفراد‪ ،‬وهو‬ ‫ما يزيد الطلب على مستوى الحريات المدنية والسياسية»‪.‬‬

‫إبراهيم (مدرس‪ 31 ،‬سنة) يتفق مع رأي شيماء في أن‬ ‫ما يدفعه للرحيل هو البحث عن شروط مهنية ومعيشية‬ ‫مالئمة وكريمة‪.‬‬ ‫ورغم أن المدرسين العموميين يتمتعون باستقرار‬ ‫وظيفي نسبي قياساً بباقي الوظائف‪ ،‬إال أن ذلك لن يمنع‬ ‫إبراهيم من الهجرة قائ ً‬ ‫ال‪« :‬مدرس حكومي لم تعد تعني شيئاً‪ ...‬فالباعة المتجولون لهم وضعية مادية‬ ‫نسبياً أحسن منا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأضاف «المدخول الذي أجنيه ال يضمن لي تحسنا في مستواي المعيشي واإلقتصادي‪ ،‬بل فقط يسد‬ ‫احتياجاتي من أكل وشرب»‪.‬‬ ‫بالنسبة لجواد مبروكي‪ ،‬المحلل النفسي‪ ،‬فيعتقد أن سبب رغبة الكوادر المتعلمة من مدرسين‬ ‫وصحفيين ومهندسين في هجرة بلدهم ينبع من «رفضها اإلستمرار في العيش في ظروف ال تضمن‬ ‫لهم الكرامة و العيش الكريم ألبنائهم»‪.‬‬ ‫إن ظاهرة الهجرة تنبني على تمثالت إجتماعية جعلت من الهجرة جسراً لإلنتقال من وضعية اقتصادية‬ ‫مغر في بلدان اإلستقبال»‪.‬‬ ‫هشة إلى وضعية اقتصادية قارة تتمثل في وظيفة بأجر ٍ‬

‫النظرة الجمعية البن البلد «المهاجر»‬

‫كثيراً ما يلجأ المغاربة للهجرة كفرصة للترقي الطبقي والحظي بمكانة اجتماعية فيها نوع من‬ ‫االستعراض المادي واالستهالكي‪ ،‬إذ يصدِرُ المغترب صورة ذهنية لدى الشباب كونه يعيش الرفاه‬ ‫والرغد وأحياناً الثراء في وقت وجيز‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يذهب بنيس في تحليله لهذه النقطة في حضور «حقينة قيمية متجذرة لدى‬ ‫بعض المغاربة‪ ،‬إذ يرون أن اإلغتناء والحظوة اإلجتماعية ال يمكن اكتسابها إال عبر المرور من بالد‬ ‫اآلخر»‪.‬‬ ‫كما أضحت الهجرة مسألة وجود وهوية داخل مجموعة اإلنتماء حيث المهاجر هو الشخصية التي‬

‫المنفذ األسلم لهم»‪.‬‬

‫ويضيف أوراز أن «الفئات المتعلمة أكثر رغبة في التحرر‬ ‫من بقية الفئات التي تنزع للمحافظة‪ ،‬بينما يرغب المتعلمون‬ ‫في تغيير األشياء أو على األقل العيش في دينامية تغييرية‬ ‫ال تتوقف‪ ،‬وإذا لم يتحقق ذلك الشرط تكون الهجرة هي‬

‫دافع آخر للهجرة‬ ‫تكثر الدوافع و تتعدد األسباب التي تجعل المغاربة ينوون الرحيل‪ ،‬فرغم أن البلد يتمتع باستقرار وسلم‬ ‫إجتماعي‪ ،‬فض ً‬ ‫ال على أنه في منأى عن آتون الحروب‪ ،‬التي قد تجبرهم على طلب اللجوء‪ ،‬إال أن ذلك ال‬ ‫يمنعهم من الوقوف في طوابير طويلة أمام سفارات الدول المستقبلة للهجرة‪ .‬‬

‫فهل هناك دافع آخر قد يجعل المغربي يحمل حقائبه نحو الخارج؟‬ ‫«بسبب التهميش و «الحكرة» (الظلم والقهر) ازدادت لدي رغبة في هجرة البلد»‪ ،‬هكذا عبر سمير‬ ‫(خريج جامعي عاطل عن العمل‪ -27‬سنة)‪ ،‬عن نيته في مغادرة وطنه‪.‬‬ ‫سمير ليس لوحده من تنتابه تلك المشاعر تجاه بلده‪ ،‬فوفق دراسة صادرة عن مشروع صحوة‬ ‫لألبحاث‪ ،‬كشفت أن خمس الشباب المغربي يرغب في الهجرة‪ ،‬من بينهم خريجو الجامعات والمعاهد‪،‬‬ ‫بسبب شعورهم باإلحباط واإلقصاء اإلجتماعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دراسة أخرى صادرة عن المعهد الملكي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬نشرت مؤشرا عن تزايد رغبة الشباب‬ ‫المغربي لمغادرة بلدهم‪ ،‬إذ سجل مؤشر الرغبة في هجرة البلد ارتفاعا من ‪ 2‬من أصل ‪ 4‬عام ‪ ،2009‬إلى‬ ‫‪ 3‬من أصل ‪ 4‬عام ‪ ،2012‬والسبب‪« :‬الشباب ال يجدون أفقاً وال يتطلعون إلى مستقبل جیّد داخل البلد»‪.‬‬ ‫و أخيرا فإن الشعور باإلحباط واإلقصاء اإلجتماعي هو بمثابة دافع أقوى عند فئة انتظاراتها آنية‬ ‫وثقافتها تأثرت بمحيط معولم يفتح منطقها على عوالم وردية ال سيما منها اإلفتراضى توحي بسهولة‬ ‫اإلرتقاء اإلجتماعي مما يجعل من الهجرة الجسر الوحيد»‪.‬‬


‫العدد ‪958‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫الجامعة الوطنية للتعليم بتطوان تدعو إلى حمل‬ ‫شارة االحتجاج‬ ‫التنفيذي للجامعة الوطنية باالنخراط في المعركة‬ ‫الوطنية لملحقي االقتصاد واإلدارة والملحقين‬ ‫التربويين في شطرها األول‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫عبر فيه المكتب المذكور عن وعيه بضرورة فتح‬ ‫حوار جاد ومسؤول‪ ،‬وفق تعبيره‪ ،‬مع فئة ملحقي‬ ‫االقتصاد واإلدارة والملحقين التربويين يؤدي إلى‬ ‫إنصاف ورفع الحيف عنها‪ ،‬من خالل ما أسماه في‬ ‫بيانه‪ ،‬الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه‪ ،‬تغيير‬ ‫إطار كافة الملحقين إلى ممون متصرف أو مفتش‬ ‫حسب الرغبة واألقدمية العامة و «رفع الحيف‬ ‫المسلط» عن هذه الفئة ضد كل أشكال التمييز‬ ‫في الحركة‪.‬‬

‫دعا المكتب اإلقليمي للجامعة الوطنية‬ ‫للتعليم بتطوان إلى حمل شارة االحتجاج داخل‬ ‫مقرات العمل من ‪ 3‬شتنبر الجاري وإلى غاية ‪31‬‬ ‫أكتوبر المقبل‪ ،‬في الوقت الذي دعا فيه المكتب‬ ‫اإلقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بتطوان‪ ،‬إلى‬ ‫المشاركة في االعتصام الوطني المقرر تنفيذه‬ ‫وفق ما ذكره بيان المكتب اإلقليمي للجامعة‬ ‫الوطنية للتعليم بتطوان يوم ال‪ 10‬من شتنبر‬ ‫الجاري أمام مقر مديرية الموارد البشرية بالرباط‬ ‫ابتداء من العاشرة صباحا‪.‬‬ ‫وأعرب المكتب اإلقليمي للجامعة الوطنية‬ ‫للتعليم بتطوان عن تثمينه لقرار المكتب‬

‫نهاد لشهب‬

‫أفارقة طنجة ينتفضون ضد السلطات بعد حملة‬ ‫الترحيل نحو مراكز اإليواء‬ ‫خرج المئات من المهاجرين غير النظاميين‬ ‫القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في‬ ‫مسيرة احتجاجية‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬بطنجة‪،‬‬ ‫تعبيرا عن رفضهم لحمالت التنقيل التي تقودهم‬ ‫نحو مراكز اإليواء جنوب المغرب‪ ،‬والتي تحرمهم‬ ‫بالتالي من خوض مغامرة الهجرة نحو أوروبا‪.‬‬ ‫وبعد سلسلة من عمليات التوقيف والترحيل‬ ‫التي تقوم بها السلطات‪ ،‬خرج العشرات إلى‬ ‫االحتجاج‪ ،‬أمام الدائرة األمنية ‪ 1‬بحي مسنانة‪،‬‬ ‫وهو الحي الذي يعد من معاقل المهاجرين غير‬ ‫النظاميين األفارقة بطنجة‪ ،‬غير أن هذه الوقفة‬ ‫االحتجاجية ما فتئت أن تحولت إلى والية أمن‬ ‫طنجة ‪.‬‬ ‫وشرع العشرات من المهاجرين في االنضمام‬ ‫إلى المسيرة التي بلغت ذروتها بوصولها إلى‬ ‫شارع المولى رشيد‪ ،‬حيث شرع المحتجون في‬ ‫ترديد عبارة «حرية ‪ ...‬حرية»‪ ،‬مطالبين بالهجرة‬ ‫بحرا نحو إسبانيا‪.‬‬ ‫وتعمد مجموعة من المحتجين التوجه‬ ‫صوب كاميرات الصحافيين الذين كانوا يغطون‬ ‫االحتجاجات لتمرير رسائلهم‪ ،‬مرددين أنهم‬ ‫يعيشون وضعا اجتماعيا سيئا وأن حلمهم هو‬ ‫االنتقال نحو إسبانيا لكن السلطات األمنية‬ ‫تطاردهم داخل األحياء التي يقطنونها وأيضا في‬ ‫الغابات المجاورة لشواطئ طنجة‪.‬‬ ‫وحاولت السلطات األمنية عدم اللجوء إلى‬ ‫القوة لوقف هذه المسيرة‪ ،‬التي ذكرت بانتفاضة‬

‫أخرى للمهاجرين األفارقة سنة ‪ 2013‬والتي تلت‬ ‫مقتل مهاجر من جنسية سنغالية بحي العرفان‪،‬‬ ‫لكنها حاولت في الوقت نفسه منع المحتجين من‬ ‫متابعة سيرهم نحو الحي اإلداري الذي يحتضن‬ ‫مقر والية جهة طنجة‪ ،‬ومقر والية األمن‪ .‬وبعد‬ ‫إجبارهم على تغيير خط سير مسيرتهم لم يجد‬ ‫المهاجرون غير النظاميين أمامهم سوى مقر‬ ‫القنصلية اإلسبانية بطنجة حيث عمدوا لالحتجاج‬ ‫أمامه‪ ،‬األمر الذي دفع عناصر األمن والقوات‬ ‫المساعدة إلى تفريقهم بالقوة واعتقال العشرات‬ ‫منهم والشروع في تنقيلهم‪.‬‬

‫وتقوم سلطات مدينة مدينة طنجة‪ ،‬منذ‬ ‫أسابيع‪ ،‬بمطاردة هؤالء المهاجرين وتوقيفهم‬ ‫ومن ثم نقلهم عبر حافالت صوب مراكز اإليواء‬ ‫بأكادير وتيزنيت إلبعادهم عن شواطئ‬ ‫المتوسط التي عادت إليها بقوة موجة الهجرة‬ ‫غير النظامية خالل الشهور األخيرة‪ ،‬غير أن عددا‬ ‫كبيرا من هؤالء المهاجرين يستغلون أقرب‬ ‫فرصة للفرار من تلك المراكز والعودة إلى مدن‬ ‫شمال المغرب‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫اتهامات للعماري بعد تعطل آليات بمستشفى طنجة‬ ‫ـ كشفت مصادر طبية‪ ،‬أن تجهيزات سلمتها‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬بأمر من رئيسها‬ ‫إلياس العماري‪ ،‬قد تعطلت على اعتبار أنها من‬ ‫النوع التقليدي‪ ،‬مما بث حالة من السخط في‬ ‫أوساط المصالح الطبية بالمستشفى‪ ،‬حول‬ ‫الحيثيات المرتبطة بهذا الملف‪ ،‬علما أن العماري‬ ‫سبق أن أكد كون هذه التجهيزات كلفت ميزانية‬ ‫المجلس ماليين الدراهم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ينتظر التحقيق من قبل اللجان المختصة لوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬في هذه الفضيحة التي هزت المستشفى‬ ‫الجهوي محمد الخامس‪ ،‬بعد أن تعطلت هذه‬ ‫التجهيزات ألسبوعها الثاني على التوالي ومنها‬ ‫جهاز للسكانير‪ ،‬كان العماري قد قام باستقدام‬ ‫فريق تصويره الخاص لتوثيق عملية تسليمه‬ ‫بالمستشفى‪ ،‬فيما لم تصدر الجهة من جانبها‬

‫أي توضيح في هذا الصدد‪ ،‬علما أن اتصاالت‬ ‫هاتفية تلقتها حول هذه األزمة دون جدوى‪ ،‬تقول‬ ‫المصادر نفسها‪.‬‬ ‫وحسب بعض المتتبعين للوضع الصحي‪،‬‬ ‫بطنجة‪ ،‬فإنه كان من الالزم‪ ،‬أن يتم االعتناء‬ ‫بالوضع الصحي‪ ،‬لكونه على ارتباط مباشر‬ ‫بالمواطنين‪ ،‬خصوصا وأن العماري‪ ،‬سبق أن قام‪،‬‬ ‫بإلغاء عدة اتفاقيات خاصة بقطاع الصحة بجهة‬ ‫طنجة‪ ،‬علما أن القرارات األخيرة التي يقوم بها‪،‬‬ ‫أضحت تكتسي صبغة وصفت باالنتقامية ومن‬ ‫ضمنها كون رئيس الجهة‪ ،‬قام بإقصاء الملفات‬ ‫المرتبطة بتنمية األقاليم الريفية‪ ،‬كما نبهت‬ ‫بعض المصادر إلى أن كل الملفات التي سبق أن‬ ‫قدم حولها العماري وعودا أثناء انتخابه على رأس‬ ‫الجهة‪ ،‬سرعان ما قام بطي صفحتها‪ ،‬وعلى رأس‬

‫أكثر القطاعات حساسية ويتعلق األمر بقطاعي‬ ‫الصحة والتعليم في وقت وجهت انتقادات واسعة‬ ‫للعماري‪ ،‬حول عملية تقليص المنحة المتعلقة‬ ‫بدعم ومساهمة الجهة في بناء مراكز العالجات‬ ‫الصحية األولية بأقاليم الجهة‪ ،‬من ‪ 14‬مليون‬ ‫درهم حتى حدود ألف درهم بالنسبة للميزانية‬ ‫الخاصة بالسنة الجارية‪ ،‬حيث اعتبرت المسألة‬ ‫سابقة من نوعها‪ ،‬تزامنا والوضع الصحي‬ ‫القائم‪ ،‬حيث يأتي هذا كذلك‪ ،‬في ظل انسحاب‬ ‫كلي للمجلس الجماعي‪ ،‬وبات بحاجة لدعم‬ ‫المنتخبين لتأهيله‪ ،‬بسبب كون ميزانية الوزارة‬ ‫الوصية ال تستجيب لمتطلبات وحاجبات المراكز‬ ‫والمستشفيات الصحية بالمناطق الشمالية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫سلطات‬ ‫شفشاون تفتح‬ ‫تحقيقا في‬ ‫حرائق الغابات‬

‫شكوك حول وقوف لوبيات زراعة‬ ‫القنب الهندي خلفها‬

‫أفادت مصادر بأن السلطات المسؤولة بعمالة‬ ‫إقليم شفشاون‪ ،‬فتحت تحقيقا موسعا بتنسيق مع‬ ‫المؤسسات المعنية‪ ،‬وذلك من أجل كشف حيثيات‬ ‫وظروف اندالع عدد من الحرائق بالغابات خالل موسم‬ ‫الصيف الحالي‪ ،‬حيث أتت النيران على هكتارات من‬ ‫األشجار واألعشاب البرية‪ ،‬وتطلب إخمادها استنفار‬ ‫مصالح الوقاية المدنية والقوات المساعدة وعمال‬ ‫اإلنعاش الوطني والمتطوعين من السكان‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر نفسها‪ ،‬فإن من ضمن‬ ‫الحرائق المهولة التي شهدتها المناطق الغابوية‬ ‫بشفشاون‪ ،‬هناك حرائق جبال «إيركالن» و«باب أخناق»‬ ‫في دوار أمالوك بجماعة أونان ومناطق أخرى‪ ،‬حيث‬ ‫تتدخل كافة المصالح المسؤولة لمباشرة عمليات‬ ‫اإلطفاء‪ ،‬وسط إكراهات وعورة المسالك بالمناطق‬ ‫الجبلية وصعوبة التضاريس‪ ،‬وهبوب الرياح التي تزيد‬ ‫من انتشار النيران‪.‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن أصابع االتهام تشير‬ ‫إلى لوبيات زراعة القنب الهندي‪ ،‬التي تحاول توسيع‬ ‫المساحات األرضية الخاصة بزراعة «الكيف» على حساب‬ ‫الغطاء الغابوي باإلقليم‪ ،‬وذلك رغم تشدد السلطات في‬ ‫المراقبة وقيام مصالح المياه والغابات بدوريات مكثفة‬ ‫لتسجيل المخالفات وتقديم المشتبه بهم أمام العدالة‪.‬‬ ‫وأشار مصدر مطلع إلى أن بعض الحرائق المهولة‬ ‫تطلبت تدخل الطائرات المستعملة في عمليات اإلطفاء‪،‬‬ ‫فضال عن استنفار كافة المصالح المسؤولة للمساهمة‬ ‫في اإلخماد وعدم انتقال النيران بسرعة‪ ،‬سيما وأن‬ ‫المجال الغابوي بشفشاون يعتبر من أهم ثروات الجهة‬ ‫ويمثل رئتها التي تتنفس بها‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه‪ ،‬أن على الجهات المختصة‬ ‫عدم التساهل مع من يخربون البيئة‪ ،‬ويقومون بإضرام‬ ‫النار بالمساحات الغابوية‪ ،‬قصد استغاللها في زراعة‬ ‫القنب الهندي‪ ،‬أو تقطيع األشجار القريبة من أراضيهم‬ ‫وتوسيعها على حساب الملك العام الغابوي‪.‬‬

‫األخبار ‪ :‬حسن الخضراوي‬

‫�ضحية �إدمان‪ ..‬ي�ستغيث‬ ‫زارنا بمقر الجريدة‪ ،‬صباح يوم الخميس‬ ‫الفارط‪ ،‬المواطن محمد اللمي‪ ،‬الساكن بغرسة‬ ‫مورا‪ ،‬عارضا علينا معاناته مع مجموعة من‬ ‫األشخاص ذكرهم بأسمائهم في شكايتين‪،‬‬ ‫وجهتا إلى وكيل الملك بابتدائية طنجة‪ ،‬وأحيلتا‬ ‫على دائرتي الشرطة‪ ،‬الرابعة والسابعة‪ ،‬دون‬ ‫جدوى‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسختين منهما‪.‬‬ ‫وورد في مضمون الشكايتين أن المشتكى بهم‬ ‫هجموا عليه بمنزله بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫وعنفوه هو وخالته المسماة (أمينة‪ .‬أ) ‪ ،‬بهدف‬ ‫إتالف بعض األدلة الموجودة في هاتف الضحية‬ ‫«اللمي» الذي أشار لنا إلى أن المشتكى بهم‬ ‫يتاجرون في جمعية لمحاربة اإلدمان‪ ،‬وبحكم‬ ‫أنه مر بظروف صعبة‪ ،‬جعلته يخضع للعالج من‬ ‫اإلدمان‪ ،‬منذ ثالث‪ ،‬سنوات وبالتالي يتعرف إلى‬ ‫هؤالء‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬بدأ يتعافى‪ ،‬شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫علما أنه حاصل على مستوى الثانية جامعة‪،‬‬ ‫وسبق له أن كان بفرنسا‪ .‬وكان من الطبيعي‬ ‫بعد أن تحسنت حالته الصحية والنفسية أن‬ ‫يالحظ بعض األفعال الخطيرة التي يمارسها‬ ‫المشتكى بهم الذين يتاجرون في كل شيء‪،‬‬ ‫بما في ذلك تصوير مشاهد للدعارة واالتجار‬ ‫فيها‪ .‬أما رأس الحربة‪ ،‬يضيف المشتكي محمد‬ ‫اللمي‪ ،‬فإن حكايته طويلة‪ ،‬ملتمسا من الجهات‬ ‫المسؤولة أن تصغي إليه‪ ،‬وتحميه من تهديدات‬ ‫طرف رأس الحربة‪ ،‬خاصة وأن المشتكي يشير‬ ‫إلى أنه يتوفر على معلومات خطيرة‪ ،‬مرفوقة‬ ‫بأدلة قاطعة‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫إقتصاد‬ ‫العجز التجاري للمغرب يرتفع إلى ‪ 118.4‬مليار درهم‬ ‫أفاد مكتب الصرف بأن المبادالت الخارجية للمغرب تميزت بتفاقم العجز التجاري‬ ‫بنسبة ‪ 8,2‬في المائة إلى ‪ 118.4‬مليار درهم عند متم يوليوز ‪ 2018‬مقابل ‪109.5‬‬ ‫مليار درهم خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬

‫ليالي المبيت التي قضوها بالمؤسسات الفندقية المصنفة بإقليم الحسيمة‪ ،‬يليهم‬ ‫الفرنسيون‪ ،‬والهولنديون‪ ،‬ثم البلجيكيون‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬في حين بلغ عدد ليالي المبيت من قبل المواطنين المغاربة الذين زاروا‬ ‫اإلقليم خالل هذه الفترة ‪ ،19250‬بزيادة قدرها ‪ 1‬في المائة‪ ،‬مقارنة من نفس الفترة‬ ‫من السنة الماضية‪.‬‬

‫وأوضح مكتب الصرف‪ ،‬في مذكرة حول المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية لشهر‬ ‫يوليوز‪ ،‬أن الواردات ارتفعت بنسبة ‪ 10‬في المائة إلى حوالي ‪ 278.8‬مليار درهم‪ ،‬فيما‬ ‫بلغت الصادرات ‪ 160‬مليار درهم مسجلة ارتفاعا نسبته ‪ 11.4‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫نسبة تغطية الصادرات للواردات خالل األشهر السبعة األولى من السنة الجارية انتقلت‬ ‫إلى ‪ 57.5‬بالمائة‪ ،‬مقابل ‪ 56.8‬في المائة خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬

‫‪ 200‬ألف سيارة بوجو ستروين سنويا بحلول ‪2020‬‬ ‫“صنع بالمغرب”‬

‫وأضاف المصدر أن ارتفاع الواردات يعزى إلى الزيادة التي سجلتها جميع أصناف‬ ‫المنتجات‪ ،‬السيما مشتريات سلع التجهيز (زائد ‪ 7.587‬ماليير درهم)‪ ،‬والمنتجات الطاقية‬ ‫(زائد ‪ 6.729‬مليار درهم)‪ ،‬والمنتجات الجاهزة لالستهالك (زائد ‪ 4,208‬ماليير درهم)‪.‬‬

‫أعلنت مجموعة “بوجو ستروين” لصناعة السيارات‪ ،‬اليوم الثالثاء‪ ،‬أن الطاقة‬ ‫اإلنتاجية لمصنعها بالقنيطرة الذي سيشرع في اإلنتاج سنة ‪ ،2019‬سترتفع لتصل إلى‬ ‫‪ 200‬ألف وحدة سنويا بحلول ‪.2020‬‬

‫وفيما يتعلق بالصادرات‪ ،‬أبرز مكتب الصرف أن ارتفاعها راجع لتحسن صادرات جميع‬ ‫القطاعات‪ ،‬السيما قطاع الطيران (زائد ‪ 19,7‬في المائة) وقطاع السيارات (زائد ‪ 18,6‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 14,4‬في المائة) والصناعات الدوائية (زائد ‪ 7,9‬في‬ ‫المائة)‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ثالث جهات ساهمت في خلق نصف الثروة الوطنية‬ ‫أفادت المندوبية السامية‬ ‫للتخطيط أن ثــالث جهـات‬ ‫ساهمت في خلق ‪ 58,2‬في‬ ‫المائة من الثــروة الوطنية‬ ‫برسم سنــة ‪ ،2016‬ويتعلق‬ ‫األمر‪ ،‬بحسب مذكرة إخبارية‬ ‫حول الحسابات الجهوية لسنة‬ ‫‪ 2016‬أصدرتها المندوبية ‪،‬‬ ‫بجهات الدار البيضاء‪-‬سطات‬ ‫(‪ 32‬في المائـــة) والرباط‪-‬‬ ‫سال‪-‬القنيطرة (‪ 16‬في المائة)‬ ‫وطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة (‪ 10،2‬في المائة) ‪.‬‬ ‫وبلغت مساهمات أربع جهات ‪ 30,1‬في المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي‪ ،‬ويتعلق‬ ‫األمر بجهة فاس‪-‬مكناس (‪ 9‬في المائة) وجهة مراكش‪-‬آسفي (‪ 8,8‬في المائة) وجهة‬ ‫سوس‪-‬ماسة (‪ 6,7‬في المائة) وجهة بني مالل‪-‬خنيفرة (‪ 5,6‬في المائة)‪ ،‬فيما بلغت‬ ‫مساهمة كل من جهة الشرق وجهة درعة‪-‬تافياللت وجهات الجنوب الثالثة ‪ 11,5‬في‬ ‫المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي‪ ،‬بنسب ‪ 4,8‬في المائة و‪ 2,6‬في المائة و‪ 4,1‬في‬ ‫المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وأشارت المذكرة إلى أن ست جهات سجلت معدالت نمو تفوق المتوسط الوطني‬ ‫(‪ 1,1‬في المائة)‪ ،‬موضحة أن األمر يتعلق بجهات الداخلة وادي الذهب (‪ 7,6‬في المائة)‬ ‫والعيون‪-‬الساقية الحمراء (‪ 7,1‬في المائة) وكلميم – واد نون (‪ 6,3‬في المائة) و درعة‬ ‫– تافياللت (‪ 4,2‬في المائة) وطنجة‪-‬تطوان‪ -‬الحسيمة (‪ 2,5‬في المائة) و سوس‪ -‬ماسة‬ ‫(‪ 2,2‬في المائة)‪ .‬كما سجلت جهة الدار البيضاء‪ -‬سطات معدل نمو قريب من المعدل‬ ‫الوطني (‪ 1,2‬في المائة)‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬تضيف المندوبية‪ ،‬سجلت باقي الجهات معدالت نمو أقل من المعدل‬ ‫الوطني‪ ،‬تراوحت بين ‪ 1‬في المائة بالنسبة لجهة الرباط‪ -‬سال‪ -‬القنيطرة و ناقص ‪2,2‬‬ ‫في المائة بالنسبة لجهة بني مالل‪ -‬خنيفرة‪.‬‬ ‫وخلصت المذكرة إلى أن حدة الفوارق بين الجهات‪ ،‬في ظل هذه الشروط‪ ،‬ازدادت‬ ‫من حيث خلق الثروات‪ ،‬حيث أن متوسط الفارق المطلق بين الناتج الداخلي اإلجمالي‬ ‫لمختلف الجهات ومتوسط الناتج الداخلي اإلجمالي الجهوي انتقل من ‪ 56,8‬مليار‬ ‫درهم سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 58,1‬مليار درهم سنة ‪.2016‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫حركة السياحة بمدينة الحسيمة خالل النصف األول‬ ‫من سنة ‪2018‬‬ ‫سجلت المنشآت السياحية المصنفة في إقليم الحسيمة ‪ 24095‬ليلة مبيت خالل‬ ‫النصف األول من عام ‪ ،2018‬مقارنة بـ‪ 22506‬خالل نفس الفترة من عام ‪ ،2017‬وذلك‬ ‫بزيادة قدرها ‪ 7‬في المائة‪.‬‬ ‫وبلغت عدد ليالي المبيت التي سجلها السياح األجانب ‪ 4485‬الى حدود نهاية يونيو‬ ‫الماضي بزيادة ‪ 39‬في المائة‪ .‬وحسب أرقام مندوبية السياحة بلغ عدد السياح األجانب‬ ‫الذين زاروا الحسيمة خالل األشهر الخمسة األولى من‪ 3110 ،2017‬سياح‪.‬‬ ‫ووفق األرقام الرسمية‪ ،‬يأتي اإلسبان في مقدمة السياح األجانب من حيث عدد‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫وأوضحت المجموعة في بالغ صحافي أن مصنع القنيطرة‪ ،‬الذي سينتج ابتداء من‬ ‫‪ 2019‬محركات وسيارات‪ ،‬سينطلق بطاقة إنتاجية أولية تصل إلى ‪ 100‬ألف سيارة‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫وأضافت “بوجو ستروين” أن هذا االستثمار الذي يواكب مخطط نمو المجموعة‬ ‫في منطقة الشرق األوسط وإفريقيا سيرتكز على نسيج من الممونين المغاربة‪ ،‬مما‬ ‫سيمكن من بلوغ معدل إدماج محلي في حدود ‪ 60‬بالمائة عند االنطالقة ليصل إلى‬ ‫‪ 80‬بالمائة عند بلوغ الطاقة االنتاجية القصوى‪.‬‬ ‫كرسيتوف كيمار‪ ،‬عضو المجلس اإلداري لمجموعة “بوجو سيتروين” أكد خالل‬ ‫ندوة صحافية عقدت مؤخرا بالقنيطرة‪ ،‬بحضور الوزير العلمي‪ ،‬أكد أن مجموعة‬ ‫“بوجو ستروين” نجحت في إرساء منظومة متكاملة بالمغرب تغطي مجموع سلسلة‬ ‫القيم لصناعة السيارات‪ ،‬واصفا المشروع ب”الفريد من نوعه في إفريقيا‪ .‬وقال إن‬ ‫مجموعته تقطع شوطا جديدا من خالل مضاعفة الطاقة اإلنتاجية لمصنعها بالقنيطرة‬ ‫في أفق ‪ ،”2020‬معتبرا أن قرار مضاعفة الطاقة اإلنتاجية يعكس دينامية المجموعة‬ ‫في المنطقة وفي المغرب بشكل خاص‪ .‬يذكر أن مجموعة “بوجو ستروين” التي توفر‬ ‫عرضا متنوعا من الخدمات‪ ،‬تطمح ألن تكون رائدة في مجال السيارات ذاتية التحكم‬ ‫والمرتبطة بشبكة اإلنترنيت‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مكتب الفوسفاط يسجل ارتفاعا بنسبة ‪ 15‬بالمائة في رقم‬ ‫معامالته خالل النصف األول من ‪2018‬‬ ‫سجل رقم معامالت مجموعة المكتب المغربي للفوسفاط ارتفاعا بنسبة ‪ 15‬بالمائة‬ ‫خالل النصف األول من سنة ‪ ، 2018‬ببلوغه ‪ 26599‬مليون درهم مقابل ‪23152‬‬ ‫مليون درهم ‪ ،‬خالل الفترة نفسها من سنة ‪ .2017‬وذكرت المجموعة في بالغ لها ‪ ،‬أن‬ ‫هذا التحسن يعزى باألساس إلى النمو المسجل في رقم المعامالت الخاصة بمبيعات‬ ‫األسمدة والحامض الفوسفوري ‪ ،‬وذلك بنسبتي ‪ 21‬و‪ 17‬بالمائة على التوالي‪ ،‬مستفيدة‬ ‫في ذلك من ارتفاع في حجم مبيعات مجموعة المنتجات‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل أشارت المجموعة إلى أن الهامش الخام بلغ ‪ 17860‬مليون درهم‬ ‫مقارنة مع ما تم تسجيله في الفترة نفسها من سنة ‪ ، 2017‬وذلك بفضل االرتفاع‬ ‫المسجل في حجم المبيعات‪.‬‬ ‫وبلغت نفقات االستثمار ‪ 5140‬مليون درهم خالل النصف األول من سنة ‪،2018‬‬ ‫كما أعلنت عن ذلك مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في كشفها عن حصيلة‬ ‫أنشطتها برسم النصف االول من سنة ‪ ،2018‬مشيرة في الوقت ذاته إلى استمرار‬ ‫توسيع مجال خط األنابيب المتعلق بنقل الفوسفاط ‪ ،‬والذي كان من نتائجه اقتصاد‬ ‫في الشق المتعلق بالتكلفة ‪ ،‬حيث بلغ في مجمله ‪ 1،07‬مليار درهم خالل هذه الفترة ‪.‬‬ ‫وفي سياق تقديم حصيلة أنشطة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ‪ ،‬تمت‬ ‫اإلشارة أيضا إلى أن الهامش الخام ألنشطة المجموعة حدد في ‪ 11517‬مليون درهم‬ ‫مقابل ‪ 7645‬مليون درهم خالل الربع الثاني من سنة ‪2017‬‬ ‫أما األرباح‪ ،‬قبل احتساب الفوائد والضرائب ‪ ،‬برسم الربع الثاني من السنة الجارية‪،‬‬ ‫فقد بلغت ‪ 3497‬مليون درهم مقابل ‪ 1193‬مليون درهم خــالل الربـــع الثاني من‬ ‫سنة ‪.2017‬‬ ‫وخالل النصف الثاني من سنة ‪ ، 2018‬تحسن سياق السوق بشكل ملحوظ ‪ ،‬حيث‬ ‫كان للطلب المتزايد ‪ ،‬السيما خالل الربع الثاني من العام الجاري ‪ ،‬وارتفاع أسعار المواد‬ ‫الخام‪ ،‬وخاصة الكبريت‪ ،‬تأثير كبير على أسعار الفوسفاط‪ ،‬التي كانت تسجل ارتفاعا‬ ‫خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫كما أن الطلب كان مدعوما بزيادة كبيرة في واردات األسمدة على مستوى الهند‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬أثر هذا النمو في الطلب بهذه المناطق بشكل‬ ‫إيجابي على أحجام الصادرات من األسمدة ‪ ،‬ليصل إلى مستويات قياسية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫�سرية ذاتية بقلم �س ّيال‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫‪ ...‬بنونا وبناتُنا جميعاً بنو أبنائنا‪ .‬وليستْ بناتنا مُبعَدات‪ ،‬بدعوى بُعد‬ ‫أزواجهم عن نسبنا‪ .‬فما ينبغي ْ‬ ‫أن يفوتني هذا التعبير الجميل للمؤلف بآثار‬ ‫أدبيّ عند قوله ‪« :‬كان يُشفق على البُنَيَّات كمن يزقُّ فراخاً زُغب الحواصل»‪.‬‬ ‫وقد أجاد الكتابة نثراً‪ .‬وفي قول علي الجرجاني ‪ :‬النظم في اللغة جمع اللؤلؤ‬ ‫في السلك‪ ،‬وفي االصطالح تأليف الكلمات والجمل مترتبات المعاني‪ ،‬متناسبة‬ ‫الدالالت على حسب ما يقتضيه العقل ‪.‬‬ ‫مجتمعنا فيه شيء من الجاهلية في حق األنثى (أنثى اإلنسان)‪ .‬فقد كانت‬ ‫باألمس رهينة المحابس‪ ،‬وعند نضجها تتجرَّعُ كؤوس الظلم‪ ،‬بين مطرقة الزوج‬ ‫وسندان الحماة‪ .‬وهي ذاتها ستصير حماة البنتها ‪ .‬فهي الضحية بنتاً كانت أم‬ ‫زوجة أم حماة‪ .‬بل هي األمُّ الحنون‪ ،‬والجنة تحت أقدام األمهات ‪.‬‬ ‫‪ -h‬مالمح شخصية ناشئة ‪ :‬استأثرت القصة والرواية مشاعر المؤلف‪ ،‬فأقبل‬ ‫بنهم على قصص المنفلوطي «النظرات والعبرات» وإحسان عبد القدّوس‪،‬‬ ‫وتوفيق الحكيم ب «إخوان الصفا»‪ ،‬وقرأ لمحمد عبد الحليم عبد اهلل ونجيب‬ ‫محفوظ‪ ،‬وآخرون كثر‪ .‬وقراءات عديدة للروايات األجنبية‪ .‬ولحبِّه ألمّه‪ ،‬وفقدانه‬ ‫لها زاد حبُّه لرائحتها‪ ،‬فاختار رواية األمّ للكاتبة «بيرك باك» اإلنجليزية‪،‬‬ ‫بترجمتها للفرنسية والعربية‪ .‬لميول نفسيته الضائعة بهذا الحدث‪ ،‬تزوَّد من‬ ‫رواية «موْت على نهر النيل» ألكاتا كريستي‪ .‬وقصص عديدة ال حصر لها إذ‬ ‫تشدُّهُ الكلمات والمعاني بحثاً عن جزء من نفسه في بعضها‪ُّ .‬‬ ‫فكل كاتب يقدِّمُ‬ ‫لقرَّائه‪ ،‬ذات عوالمه الباطنية أدباً‪ .‬فهو زهرٌ ومطرٌ‪ ،‬وعطرٌ ودُرَرٌ‪ ،‬وشوكٌ‪ ،‬وإبرٌ‪،‬‬ ‫إن زُرعتْ زهراً ازدهرتْ‪ْ ،‬‬ ‫وأرضٌ ْ‬ ‫وإن أطعمتْ ناراً اجتاحَ الكوْن منها الشررُ‬ ‫‪..‬المحيط الصسوسيو‪ -‬ثقافي والسياسي كان يجمع بين المتناقضات في حياة‬ ‫المؤلف‪ .‬منها بيئة مؤمنة باهلل تحضُّ على الصلوات وقراءة كتاب اهلل‪ ،‬وأخرى‬ ‫ال تتورَّعُ على خلط العمل الصالح بالسيء‪ .‬إذ يُنكر الكاتب على هذه األخيرة‪.‬‬ ‫فقلبه مطمئنٌّ باإلنكار‪ ،‬ولسانه ال يُطاوعه على ذلك‪ .‬لكي يستكشف من جرَّاء‬ ‫ذلك حالوة الحياة ومرار َة حنضلها‪ .‬ولم‬ ‫يبخل الكاتب على شرح المنهج التربوي‬ ‫الدراسي الذي زاوله‪ ،‬أهله إلى كتابة‬ ‫مقاالت متواضعة ومحاوالت إبداعية‪،‬‬ ‫وكذا لحظات ضعف‪ .‬وهو الذي كان في‬ ‫صغره يؤثر على نفسه العزلة إال ما كان‬ ‫بين صديقه وأخيه رفيق عمره‪ .‬ومن‬ ‫اللعبة الغريبة التي كان يمارسها مع‬ ‫كل منهما َّ‬ ‫أن يتربص ٌّ‬ ‫أخيه‪ْ ،‬‬ ‫ظل أخيه‪،‬‬ ‫ليطأ منه الرأس‪ ،‬و على اآلخر ْ‬ ‫أن يسحب‬ ‫ظله بأقصى سرعة حتى ال يقع في شَرك‬ ‫الهزيمة‪ .‬وبعض ّ‬ ‫السذاج يعلقــون على‬ ‫أبواب دكاكينهم ومنازلهم صفائح‬ ‫هاللية‪ ،‬لترُدَّ عنهم العين السامَّة‪.‬‬ ‫ويقارن ذلك بصفائح حوافر الحمار‪ْ ،‬‬ ‫إن‬ ‫كانتْ ترُدُّ العار لردَّته على هذا األخير‬ ‫‪..‬لكي يزيد بذلك طبيعة فهم المعنى‬ ‫للتخلف الذي كان غارقاً فيه مجتمعنا‪.‬‬ ‫أورد المؤلف أمثلة كثيرة‪ .‬كاألمثال‬ ‫الشعبية تستولي على طرائق التفكير‪،‬‬ ‫مُعتقدين أنها من خالصة التجارب‪.‬‬ ‫بيد أنها قد تجاوزت حدَّ الحكمة إلى‬ ‫الحجر على العقل الذي يحرم البنات من‬ ‫التعليم‪ .‬وقيل عند دعوتها لوليمة ما‪،‬‬ ‫«المدعوَّة في نهارها تبقى في دارها»‪ ،‬ينبغي لها ْ‬ ‫أن تُدعى أياماً قبل الموعد‪،‬‬ ‫وليس في اليوم الموعود نفسه‪ ،‬مهما تكن ظروف تأخر الدعوة‪ .‬وستمضي‬ ‫سنوات وتتعاقب الشهور واأليام ليتحسَّر المؤلف عن خواطره التي يُكتب لها‬ ‫الحفظ في أوراق‪ ،‬ليبحث فيها عمّا توارى من ذكراها‪ .‬وينتقل الكاتب إلى رحلة‬ ‫الربيع والصيف في بادية فاس‪ .‬بينما صورة األمّ الحنون ال تغادر خياله بهدوءها‬ ‫وبسمتها وقسمات وجهها النبيل‪ ،‬وهي تتلقف ما يصدُر من صندوق الراديو‬ ‫بلهف برنامج المرأة التي كانت تقدِّمه السيدة «ليلى»‪ .‬إلى ْ‬ ‫أن يصل التلفاز إلى‬ ‫الحيّ حيث يجتمع حوْله عشرات المشاهدين‪ ،‬تجمع بينهم القرابة‪ .‬ومقتحما على‬ ‫العائالت خصوصياتهم من غير استئذان‪ ،‬وكسر صمتها وأنْسها حتى أوْشك ْ‬ ‫أن‬ ‫يُخدِّر عقول الناس ويحرمهم من التواصل فيما بينهم ‪.‬‬ ‫‪ -i‬ثقافة الكتاب ‪ :‬بأسلوب شيِّق وجميل من أدب الحكي‪ ،‬يهدي الكاتب‬ ‫لقرَّائه حنين أيام العيد ونشوته وبهجته‪ .‬كما اكتشف إحساسه بالجمال في ّ‬ ‫الخط‬ ‫الذي يُجيده ويُحسنه‪ .‬إحساسه أيضاً وتأمله بجمال الطبيعة في فصول الطيْف‪.‬‬ ‫إذا به أحياناً في غربة وانقباض وشعور بالحسرة‪ ،‬فإذا بيدٍ توضع على كتفيْه أوْ‬ ‫صوْت أليف يناديه أوْ بسمة تفتح قلبه المنقبض أوْ هبة نسيم تداعبُ وجهه‪،‬‬ ‫فتُبدَّدُ ظلمة نفسه وتُفرج الهمَّ بكلكله على صدره‪ ،‬وإذا بالحياة تمأل إهابته ‪..‬‬ ‫فيتناول الكاتب هامش الحرية الذي ينعم به جيل هذا العصر‪ ،‬على أنه‬ ‫أفضل من الجيل السالف‪ ،‬الذي عاش مرحلة عصيبة سُميتْ «بسنّي الجمر‬ ‫والرصاص»‪ .‬وهي منتصف الستينات وفي السبعينات من القرن العشرين‪ ،‬التي‬ ‫شهدتْ انتهاكات للحريات العامة‪ ،‬المانعون عبور األنفاس‪ ،‬من سجن واعتقاالت‬ ‫في صفوف المعارضة‪ ،‬التي تناضل ضدّ الفكر الواحد‪ ،‬الذي جاء تحليله في كتاب‬ ‫طه عبد الرحمان بعنوان «الحق العربي في االختالف الفلسفي»‪ .‬وقد ُطويت‬ ‫سنوات الرصاص بإنشاء هيئة اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬إسوة بما أقامته إفريقيا‬ ‫الجنوبية أيام الزعيم «مانديال»‪ .‬ورفع الضرر في بالدنا بقيَم وسلوك «عفا‬ ‫اهلل عمّا سلف»‪ .‬هيَّجت الكاتب العالقة بين اآلباء واألبناء‪ ،‬والهُوَّة الفاصلة‬ ‫بينهم‪ ،‬وفشل منهج نقل قِيَم اآلباء في نفوس األبناء‪ ،‬وهي قضية القضايا‪.‬‬ ‫ويُعلل بعضاً من ذلك بخطب الجمع وهي تنتصر لآلباء‪ ،‬وتصف األبناء بالعقوق‪،‬‬ ‫حتى ْ‬ ‫وإن كانت طاعتهم عمياء سالبة إلرادة ورأي األبناء‪ .‬إذ «يوصيكم اهلل في‬ ‫أوالدكم» صدق اهلل العظيم‪( ،‬سورة النساء اآلية ‪ .)11‬وكيف يتمتع اآلباء بالطفل‬ ‫الذي يسكن ذاكرتهم عندما يشاهدون عالم األطفال الجميل‪ ،‬وهم يُالعبون‬ ‫الدُمى والعرائس في حوار مع الصبية‪ .‬وبناء بيت صغير بالوسائد كعش الطيور‪،‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫حتى تلتقي بزمان األطفال أزمة اآلباء‪ ،‬وعناية هؤالء بعافيهم ودراستهم إلى أن‬ ‫َ‬ ‫تكبر الصبايا‪ .‬إلى ْ‬ ‫ويصرْن أمهات وهن‪ َّ،‬يبذلن للعالم أطفاال‬ ‫أن يصيروا آبا ًء‬ ‫من رحمهنّ‪ ،‬ويمنحن الحبَّ والعطف‪ ،‬ويمسحن دموع أطفالهنّ بدموعهنّ‪.‬‬ ‫ويستحضر الكاتب حادثتين روَعتا قلبه‪ ،‬أوالهما‪ ،‬يوم تاهتْ صبية وعثرعليها‬ ‫أهل الحي وهي في السنة الثالثة من عمرها‪ ،‬البريئة من البيت حاملة لعبتها بين‬ ‫ذراعيها‪ ،‬متنقلة بين أمكنة الحي‪ ،‬لوال ألطاف اهلل الخفية‪ ،‬لطار عقل أهل بيتها‪.‬‬ ‫والحادثة الثانية‪ ،‬بمدية فاس‪ ،‬مع األب وبصحبته أبناءه األربعة ينتظرون الحافلة‪،‬‬ ‫فإذا بها تفتح بابها الخلفي‪ ،‬فوثبتُ البُنية إلى داخل الحافلة الغلط‪ .‬أوشكت‬ ‫الحافلة ْ‬ ‫أن تنطلق بعد غلق الباب‪ ،‬لوال طرقها والصياح‪ ،‬ما كانت تتوقف الحافلة‪،‬‬ ‫وأُنْزلتْ الصبية وأبوها في حالة ذعر‪ ،‬لفقد عقله وحياته كلها‪ .‬لقد أذكرتني ما‬ ‫كان من أمري سنة ‪1951‬م‪ ،‬عند ذهابنا‪ ،‬أنا وأخي مع والدينا بالقطار من طنجة‬ ‫إلى فاس لزيارة جدّنا المولى إدريس‪ .‬أيقظ الكاتب في ذاكرتي راقد من زمان‪،‬‬ ‫وهي حادثة تِهتُ فيها‪ ،‬ونحن في طريقنا إلى مؤسس الدولة المغربية‪ ،‬عبر‬ ‫إحدى «الطالعتيْن»‪ ،‬الفاسيتين‪ ،‬مشياً على األقدام‪ ،‬والطفل األصغر من أخيه‬ ‫يتعقب في الخلف ظل والده‪ ،‬بلبوس جلبابيّ قهويّ اللون‪ ،‬إذ كانت ثقافة‬ ‫الجلباب أناقة العصر وفي عُرْف مجتمعنا «خذوا زينتكم عند كل مسجد»‪ .‬فنظر‬ ‫الطفل حواليه عند مفترق زقاقين ولم يجد أباه بل كان صدفة وراء رجل بجلباب‬ ‫من نفس اللون‪ ،‬تُشبه أناقة والده‪ .‬صاح الطفل بكل ما أوتي من قوة باكيا‪ ،‬ومن‬ ‫ألطاف اهلل علينا وعلى عباد اهلل‪ ،‬سمع الوالد نبرات صوت فلذة كبده‪ ،‬فرجع إلى‬ ‫الخلف مع األم واألخ‪ ،‬ليعثر على الطفل التائه الخائف المرْعوب في بالد أجداده‪.‬‬ ‫كادت الصدمة تذهب بعقولهم‪ .‬تمّتْ لنا زيارة المولى إدريس األزهر‪ ،‬حيث رحب‬ ‫بنا «مقدْمْ» الضريح ‪ ..‬فكانت لهذه الحادثة األثر البليغ على الخصوص في‬ ‫نفسية أمّ الطفل‪ ،‬المريضة أيامئذ بسرطان الثدي‪ ،‬إذ كان المجتمع يتحاشى ذكر‬ ‫اسم هذا الداء‪ .‬وقد فارقت الحياة عند عوْدتنا إلى طنجة بسنوات قليلة‪ ،‬ليجثم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪(.‬الكلة‪:‬‬ ‫وتُسدل الك ّلة على حياة الطفل‬ ‫ويُخيِّمَ اليُتم على األسرة الصغيرة‪،‬‬ ‫قماش يحيط بالسرير ليحصنه من تسرُّب‬ ‫الحشرات )‪ .‬لمّا حط الكاتب الرحال بتطوان‬ ‫الحمامة البيضاء أستاذا بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية وهي التي تألف وتؤلف من زوارها‬ ‫‪.‬مغربية األصل‪ ،‬أندلسية المدَنية‪ ،‬شغف بها‬ ‫األدباء والعلماء والشعراء والرسامون‪ .‬أحبّها‬ ‫الكاتب وهي مسقط رأس أبنائه‪ ،‬وقد قضى‬ ‫بها نصف عمره أستاذا للتعليم العالي‪ .‬وهو‬ ‫عند قولته المشهورة ‪ :‬حبُّ الكتاب وشغف‬ ‫القراءة زاد مَنْ ال زاد له‪ ،‬وعزاء مَنْ ال‬ ‫عزاء له‪ .‬عالق القلب بالكتب‪ ،‬كلِفاً بالدفاتر‬ ‫والكناشات وشغوفا بالوثائق ‪..‬‬ ‫‪ -j‬ثمَّ ماذا عن الدَّرْس اللساني ‪ :‬بعضٌ‬ ‫(الطلبة) مَنْ تخرجوا من الجامعات الفرنسية‬ ‫حصلوا على شهادات ال تشهد لهم بعلم!‬ ‫أُمِروا بالبحث في اللهجات واللغات بدل‬ ‫اللسان الجامـــع‪ .‬وفي البحـــث عن السبل‬ ‫المتشعبة في اتجاهات فكرية كالمية باطنية‪،‬‬ ‫البني عربي وابن سبعين والحالج‪ ،‬كحركة‬ ‫الزندقة والقرامطة والخوارج وغالة الشيعة‬ ‫والمُرْتدّين والمالحدة والمجوس إلخ ‪..‬‬ ‫وبعدما تخرَّج األوائل من الجامعة المغربية‪،‬‬ ‫اجتهــــدوا الستبانــــة دروس اللسانيات‪،‬‬ ‫فانتظمت لهم تركيبة طيبة متكاملة حافظتْ‬ ‫على األصيل‪ .‬فتخرَّج جيل جديد أثمر ثماراً طيبة أعطتْ أكلها‪ .‬ولبعض الشيوخ‬ ‫أن يشتغلوا في ّ‬ ‫الذين أثروا ْ‬ ‫الظل كاألستاذ إدريس السغروشني وكتابه «مدخل‬ ‫للصوتية»‪ ،‬وصاحب نظرية «انشطار الفتحة»‪ ،‬وهي نظرية صرفية ِّ‬ ‫تمكنُ من‬ ‫التعرُّف على تكوين القوالب الصيغية في اللغة العربية‪ .‬وتُسهمُ في ّ‬ ‫حل كثير‬ ‫من المشاكل الصرفية التي استعصتْ على النحاة من قبلُ‪.‬‬ ‫‪ -k‬مشاهد من مأساة المجتمع ‪ :‬حرقة في النفس من بين أحزان متواصلة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ويُكذبُ الصادق‪ ،‬ويؤتمن الخؤون ويُخو ُ‬ ‫َّن‬ ‫مظاهر الخداع‪ ،‬فيُصدَّقُ الكاذب‬ ‫األمين ‪..‬‬ ‫‪ -L‬ثم ماذا عن السفر خارج بالد المغرب ؟ في أدب الرحلة ‪ :‬كانت أو ُ‬ ‫َّل‬ ‫رحلة حظي بها المؤلف‪ ،‬الحج إلى بيت اهلل الحرام لقضاء مناسكه‪ ،‬وزيارة قبر‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬يذكر في أدب الرحلة «المنهج» ألبي منصور‬ ‫الثعالبي‪ ،‬و«مزاد سفر الملوك» لنفس المؤلف‪ .‬وقد عُرض على الدكتور محمد‬ ‫بودراع التدريس بإحدى جامعات اإلمارات‪ ،‬وفي جامعة حرَّة بإحدى الجمهوريات‬ ‫اإلسالمية (الروسية‪ ،‬قديما )‪ ،‬مروراً بالكويت‪ .‬لم يكن يُحبِّدْ مفارقة األوطان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ولعل أبو تمَّام قد أجاب نيابة عن كاتبنا ‪:‬‬

‫احلي ُم ْخلِـق‬ ‫املــرء يف‬ ‫وطولُ مقام‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫لديبـــاجتيــــه ْ‬ ‫َجـــــــــــ َّددِ‬ ‫ِب تت‬ ‫ْ‬ ‫فاغ رَت َ‬ ‫َ‬ ‫ال�شم�س زي َد ْت َم َح َّب ً‬ ‫ـــة‬ ‫أيت‬ ‫ف�إين ر� ُ‬ ‫َ‬ ‫ب�رس َم ِد‬ ‫�إلى النا�س � ْأن‬ ‫ْ‬ ‫لي�ست عليهم ْ‬

‫‪ -M‬من المحطات األخيرة ‪ ( :‬انظر رسالة التربيع والتدوير‪ ،‬للجاحظ ‪. )..‬ما‬ ‫العمر إال مراحل يطويها الراحل ‪ ..‬فما العمر إال مكارهُ ال تُغني وأدواء‪ْ ،‬‬ ‫فإن أعجبك‬ ‫منه شي ٌء‪ ،‬فكطارق قد زار في حُ ُلم ‪.‬فال تُعلنُ لليأس ضعفك واستسالمك‪-N .‬‬ ‫حلقة أخيرة في قالدة السيرة ‪ٍ :‬‬ ‫وقد حببَ للكاتب آخر كتابه منتهياً‪ ،‬ما حُبِّبَ‬ ‫له في أوَّله مبتدئاً ‪ ..‬بنبرة من الحزن ينتهي المؤلف المبدِع إلى إقناع القارئ‬ ‫بصدْق الكلمة ذي دالالت عميقة ينتصر فيها بكمياء لغويٍّ علمي للغة القرآن‬ ‫الكريم‪ .‬الذي ال يأتي الباطل من بين يديه وال من خلفه ‪..‬و في سورة النحل اآلية‬ ‫‪ ،103‬قال‪ ،‬عزَّ من قائل ‪« :‬لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي‬ ‫مبين» صدق اهلل العظيم‪ .‬ويكون ما دوّنه الكاتب أعمق إدراكاً لحرية األدب ‪..‬‬ ‫ولكنه سيظل حرَّ القلم واللسان العربي ‪...‬‬

‫(انتهى)‬

‫مشروع اجتماعي‬ ‫معطلة خدماته منذ‬ ‫أربع سنوات بجماعة‬ ‫زومي إقليم وزان‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫«وحتى يكون األثر مباشرا وملموسا فإني أؤكد‬ ‫على التركيز على المبادرات المستعجلة في المجاالت‬ ‫التالية ‪:‬‬

‫أوال إعطاء دفعة قوية لبرنامج دعم التمدرس‪،‬‬ ‫ومحاربة ال��ه��در ال��م��درس��ي‪ ،‬اب��ت��داء م��ن الدخول‬ ‫المدرسي المقبل‪ ،‬بما في ذلك برنامج – تيسير –‬ ‫للدعم المالي للتمدرس‪ ،‬والتعليم األولي‪ ،‬والنقل‬ ‫المدرسي‪ ،‬والمطاعم المدرسية والداخليات‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك من أجل التخفيف من التكاليف التي تتحملها‬ ‫األسر‪ ،‬ودعمها في سبيل مواصلة أبنائها للدراسة‬ ‫والتكوين»‪ .‬‬

‫اقتضت الضرورة تدبيج هذه المادة اإلعالمية‬ ‫بفقرة من خطاب الملك محمد السادس تخليدا‬ ‫لعيد الجلوس األخير‪ ،‬لعلنا نعثر( الخطاب) له على أثر‬ ‫التنزيل ‪ ‬بالجماعة الترابية زومي‪ ،‬التي تعتبر واحدة‬ ‫من الجماعات الترابية التي تأثث فضاء إقليم وزان‪،‬‬ ‫الذي انسلخت تسعة سنوات من زمن إحداثه من‬ ‫دون أن ينجح بعد في كسر الحواجز التي تقف في وجه‬ ‫انطالقته التنموية ‪ .‬‬

‫تقول المعطيات التي توفرت للجريدة من‬ ‫أكثر مصدر‪ ،‬بأن نسيج المرافق االجتماعية على‬ ‫محدوديتها بمركز زومي‪ ،‬كان قد تعزز بمرفق عمومي‬ ‫يعنى بالرعاية االجتماعية‪ ،‬وأن خدمات دار الطالبة‬ ‫الذي طالبت الساكنة بإحداثها تستهدف محاربة‬ ‫الهدر المدرسي المسجل بنسب عالية في صفوف‬ ‫التلميذات‪ ،‬وأنه بإحداث هذا المرفق االجتماعي سيتم‬ ‫ضخ نفس قوي في مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫التي يقر بهما دستور المملكة في ديباجته والكثير‬ ‫من مقتضياته وأحكامه ‪.‬‬

‫متدخلون كثيرون دخ��ل��وا على ه��ذا الخط‬ ‫االجتماعي ومن بينهم وكالة تنمية أقاليم الشمال‬ ‫التي أنجزت المشروع في وقته‪ ،‬لكن البناية ومنذ‬ ‫حوالي ‪ 4‬سنوات ‪ ....‬نعم ‪ 4‬سنوات وأبوابها‬ ‫محكمة اإلغ�لاق‪.....‬وح��ده��م التماسيح والعفاريت‬ ‫يمرحون في فضاء البناية‪....‬وتضيف بعض المصادر‬ ‫بأن التجهيزات المخصصة لهذا المرفق لربما تم‬ ‫تحويلها نحو جهة معلومة أو مجهولة‪ ،‬ما دام الحق‬ ‫في الحصول على المعلومات الزال يمشي على رأسه‬ ‫بهذه الرقعة الترابية من دار الضمانة الكبرى ‪.....‬‬ ‫هذا التعطيل الغير مفهومة أسبابه لم يستنفر‬ ‫كائنات تسللت للمؤسسات المنتخبة عبر قنوات‬ ‫وسخة‪ ،‬طرق األب��واب والترافع إقليميا‪ ،‬وجهويا‪،‬‬ ‫ومركزيا‪ ،‬من أجل «رفع الحضر» عن هذا المولود ذي‬ ‫الحمولة االجتماعية الذي يشكل شروعه في تقديم‬ ‫خدماته لتلميذات جماعة زومي بوابة من بوابات‬ ‫األمل المجسرة للطريق نحو رفع المعاناة عن المرأة‬ ‫بالمنطقة ‪.‬‬

‫فهل م��ن تنزيل وتفعيل للخطاب الملكي‬ ‫الذي كان واضحا حين تحدث عن االستعجال في‬ ‫األجرأة ‪ ‬التي حدد زمنها بانطالق الموسم الدراسي‬ ‫الجديد‪ ،‬والسهر على فتح أبواب دار الطالبة الواقعة‬ ‫بمركز زومي قبل نهاية شهر شتنبر ؟ الكلمة للقادم‬ ‫من األيام ‪ .‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫‪9‬‬

‫عبد اللطيف بنجلون‬ ‫‪ 1916‬ـ ‪1992‬‬

‫ازداد سنة ‪ 1916‬بسيدي بليوط بالدار البيضاء‪ ،‬تلقى‬ ‫دراسته االبتدائية في مدرسة أبناء األعيان في المدينة‬ ‫القديمة‪ ،‬بعـد حصولــه على الشهادة االبتدائية التحق‬ ‫بليسي اليوطي‪ ،‬كان مولعا بالسباحة وكرة القدم‪ ،‬ومصارعة‬ ‫أبطال الجالية الفرنسية واإليطالية في الثالثينات‪ ،‬عندما تم‬ ‫طرد المغاربة من نادي السباحة الذي كان عضوا به‪ ،‬فكر‬ ‫ورفاقه في تأسيس نادي رياضي مغربــي بيـــن ‪ 1937‬و‬ ‫‪( 1938‬وهــو نادي الوداد الرياضي الشهير)‪ ،‬وكان يلعب‬ ‫كرة السلة ببراعة‪ ،‬بعد حصوله على الباكالوريا أصبح معلما‬ ‫بمدرسة جسوس الحرة بالرباط مدة سنة‪.‬‬ ‫في سنــة ‪ 1941‬انتقــل إلى فرنسا ليدرس الطب بكلية‬ ‫مونبولي ضمن المجموعة األولى من الشباب المغاربة‪،‬‬ ‫تحمل مسؤوليات في صفــوف حـــزب االستقالل سنة‬ ‫‪ ،1951‬بعـد التحاقــه بطنجة‪ ،‬أشرف على جهاز الحزب خلفا‬ ‫لعالل الفاسي الذي كان يتأهب للذهاب إلى القاهرة‪ ،‬عمل‬ ‫على تأسيس مكتب الحزب بمدريد‪ ،‬وأنشأ شبكة للمخابرات‬ ‫لتتبع خطوات العـــدو واالطالع على دسائسه ومناوراته‪،‬‬ ‫استطاع استغالل الجهاز اإلعالمي إلذاعة طنجة الدولية‪،‬‬ ‫ليخدم الحركة الوطنية بفضل التحاق أفراد الجماعــــة‬ ‫بهـــذه المؤسســـة اإلعالمية‪ ،‬كان يراسل جريدة «العلم»‪،‬‬ ‫انتخب رئيسا لجمعيــة طلبــــة شمال إفريقيا المسلمين‬ ‫مرتين‪ ،‬تزوج في سويسرا‪ ،‬ثم عاد للوطن وحل بطنجة‬ ‫لممارسة مهنة الطب ومتابعة نضاله‪.‬‬ ‫بعــد غـشــت ‪ 1953‬أصبــح من المغاربة األساسيين‬ ‫في شبكـــة حركة المقاومة‪ ،‬كان من المثقفين القالئل‬ ‫الذين استجابــوا بـــال تــردد لنــــداء المقاومة وجيش‬ ‫التحرير‪ ،‬وقد لعب دورا هاما في مدينة البوغاز لتنشيط‬ ‫حركة المقاومة‪ ،‬انتخب عضوا في المجلس األعلى للمقاومة‬ ‫المغربية‪ ،‬قام بمهمة التنسيق بين المقاومـــة المغربيـــة والثورة الجزائرية‪ ،‬وكانت طريقته في‬ ‫تسليم السالح لرجال المقاومة حسب المقاوم الحسـن العـرائشـي‪ ،‬وهـي أن االتصال يجري بمدخــل‬ ‫إحدى قاعات السينما‪ ،‬عادة كان يأتي مصحوبا بزوجته في الوقت الذي يكون الجمهور يستعد للدخول‬ ‫إلى القاعة‪ .‬في هذه الفترة كان الدكتور يسلم إلى العرائشي الطرد في غالف أنيق‪.‬‬ ‫قابل الدكتور عبد اللطيف بنجلون المغفـور له محمد الخامــس ببــاريس عند عودته من‬ ‫منفاه ممثال للمجلس الوطني لحركة المقاومـــة وجيـــش التحرير سنة ‪ ،1954‬بعـــد االستقالل‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫عين إلى جانب المختار السوسي عضوا في لجنة التطهير‬ ‫التي وضعت قائمة للمتعاونين مع االستعمار‪ ،‬شارك في‬ ‫مفاوضات (سان جرمــان أونالي) في نونبر ‪ ،1955‬عين‬ ‫أول سفير للمغرب من طرف المغفور له محمد الخامس‬ ‫في ألمانيا (بون) ثم عامال على إقليم طنجة سنة ‪،1957‬‬ ‫ثم سفيرا بفرنسا (باريس) ومكث في هذا المنصب إلى أن‬ ‫فجرت فرنسا قنبلتها الذرية األولى في الصحراء الجزائريـة‪،‬‬ ‫حيــث قــررت الحكومة المغربية سحب سفيرها من باريس‪.‬‬ ‫وأخيرا عين عامال على إقليم الرباط وسال في ‪ 20‬غشت‬ ‫‪ 1960‬إلى أن أبلغ من طرف وزارة الداخلية أنه موقوف عن‬ ‫عمله وأن عليه مالزمة منزله‪ ،‬وقد جاء إيقافه على إثر عدم‬ ‫مشاركته في أعمال قمع ضد طلبة مدارس محمد الخامس‬ ‫المضربين ‪.‬‬ ‫عبـــــد اللطيــــف بنجلـــون من مؤسسي االتحـــاد‬ ‫الوطنــي للقــوات الشعبيــــة سنـــة ‪ ،1959‬وكان عضوا‬ ‫بمجلسه الوطني‪.‬‬ ‫في سنـة ‪ 1963‬انتخــب في أول برلمان نائبا عن‬ ‫مدينــــة طنجة التي عاد ليستقر بها ويتابع نضالـه في‬ ‫إطار االتحاد‪.‬‬ ‫كـان أول رئيس لفريـق االتحادي بمجلس النواب‪ ،‬قاد‬ ‫نقاش أول ملتمس رقابة تقدم به الفريق االتحادي ببراعة‬ ‫ضد حكومة باحنيني‪.‬‬ ‫تحمــل مسؤوليـــة إدارة جريــدة (ليبراسون) كثانــي‬ ‫مديــر لهـا ما بين سنتي ‪ 1965‬و ‪.1966‬‬ ‫بعد حل البرلمان إثر أحداث مارس ‪ 1965‬وإقــرار حالــة‬ ‫االستثنــاء‪ ،‬استقر بالدار البيضاء حيث فتـح عيادة طبيـــة بدرب السلطان‪.‬‬ ‫انتخب عضـوا بالمكتـب السياسي لالتحاد االشتراكي للقــوات الشعبيـــة في المؤتمر االستثنائي‬ ‫ينايــر ‪ ،1975‬وبقي في مهمته إلى أن طلب إعفــاءه في المؤتمر الوطني الخامــس سنـــة ‪1989‬‬ ‫نظرا لتدهور صحته‪ ،‬واحتفظ بعضويته في اللجنة المركزية لالتحاد االشتراكي للقــوات الشعبيـــة‬ ‫إلى أن توفـي يـوم السبت ‪ 22‬غشـت ‪ 1992‬بأحد مستشفيات جنيف بسويسرا‪.‬‬

‫هل من مبادرة إلخراج الرياضات الجماعية‬ ‫بوزان من قسم اإلنعاش؟ ‪ ‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫ال يختلف اثنان بوزان بأن التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية تشكل االنتظار المركزي الذي علقت عليه ساكنة دار‬ ‫الضمانة كل آمالها منذ عقود‪ ،‬وتجدد هذا االنتظار بمناسبة‬ ‫زيارة “جبر ضرر دار الضمانة” التي قام بها الملك محمد‬ ‫السادس للمدينة مطلع القرن الجديد‪ .‬زيارة أطرها سيـــاق‬ ‫اإلنصاف والمصالحة الذي دشن به الملك بدايــة اعتالئــه‬ ‫العرش ‪.‬‬ ‫الرياضة اليوم يصنفها الخبراء ضمن المداخل األساسية‬ ‫لتحقيق التنمية ‪ ،‬لهذا ال تتوانى الدول التي تحترم شعوبها‬ ‫في ضخ استثمارات خيالية في شرايين هذ القطاع ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي هــذا السيــاق فإن وزان التي تحلم بإقالع‪ ‬تنموي‬

‫يصالحها مع العصر ‪ ،‬تراهن على النهوض بقطاع الرياضة‬ ‫باعتبار هذه األخيرة ‪ ‬رافعة أساسية من بين الرافعات المتوفرة‬ ‫لها ‪ ،‬والغير مستثمرة بحكامة جيدة ‪.‬‬ ‫وألن الرياضة لم تعد شأن جهة واح��دة دون أخ��رى ‪،‬‬ ‫فإن التأسيس لسياسة رياضية على مستوى دار الضمانة‬ ‫الكبرى‪ ،‬يرتكز على تثبيت منصة للحوار العمومي ‪ ،‬ينتصر‬ ‫من فوقها الفاعلون ‪-‬المقتنعون بأن الرياضة شأنا مجتمعيا‪-‬‬ ‫للحوار والتشاور ‪ ،‬برامج وأهداف تنهض بالرياضات الجماعية‬ ‫والفردية ‪ ،‬وتنقب عن المواهب ‪ ،‬وتثمن المؤهالت البشرية‪،‬‬ ‫وتطلق مبادرات لصناعة األبطال‪ .‬وتفتــح المنافـــذ لولوج‬ ‫الرياضة من طرف الجميع‪.‬‬ ‫إذا كانت مسافة األلف ميل تبدأ بالخطوة األولى ‪ ،‬فإن‬ ‫مختلف الجهات المعنية التي تؤرقها فعال االختالالت البنيوية‬ ‫التي تكبل وزان ‪ ،‬مدعوة اليوم وقبل الغد للتفاعل مع خالصات‬

‫جلسة مناوشة الذاكرة التي احتضنها نادي الكرة الحديدية‬ ‫بمناسبة عيد األضحى األخير ‪ .‬جلسة حميمية جمعت ثلة من‬ ‫قدماء شباب أولمبيك وزان ‪ ،‬من بينهم من لعب مع فرق‬ ‫كبرى داخل الوطن وخارجه ‪ ،‬تحسروا فيها عن مآل فريق‬ ‫رفع العلم الوطني في بطولة شمال إفريقيا زمن عنفوان‬ ‫الرياضة ب��وزان‪ .....‬لكن احتكاكهم بالكبار انتصر في آخر‬ ‫المطاف لحكمة «ما أضيق العيش لوال فسحة األمل» ‪ ،‬فطالبوا‬ ‫بتنظيم يوم دراسي يالمس واقع الرياضة بوزان ‪ ،‬وعبروا عن‬ ‫استعدادهم لتشكيل لجنة من أبناء وبنات وزان المقيمين‬ ‫بديار الغربة لتقديم كل أشكال الدعم للرياضة بوزان بشكل‬ ‫عام ‪ ،‬ولفريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم بشكل خاص ‪.‬‬ ‫وفي انتظار تفاعل من يعنيهم األمر من جهات رسمية‬ ‫ومنتخبة مع ما هذا النداء‪ ،‬نشير بأن الرياضات الجماعية بوزان‬ ‫ترقد بقسم اإلنعاش ‪ .....‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪10‬‬

‫األستاذ الداعية‬ ‫محمد العربي الزكاري (‪)2/1‬‬

‫محمد العربي بن عبدالرحمن الزكاري‪:‬‬ ‫مفكر‪ ،‬وأديب‪ ،‬ومربي‪ ،‬وداعية وصحافي كبير‪ ،‬لقب بقيدوم الصحافة‬ ‫الوطنية بالمغرب‪ ،‬مارس الكتابة منذ ستة عقود من الزمن‪ ،‬أي منذ أيام‬ ‫الحماية الفرنسية واإلسبانية على المغرب‪ .‬فقد وظف فكره وقلمه آنذاك‬ ‫للدفاع عن حرية الوطن وكرامة اإلنسان المغربي وقيمه اإلسالمية‪ .‬اتخذ من‬ ‫منابر كثيرة ساحة للجهر بآرائه وأفكاره ومبادئه كان أهمها صحيفة «الوحدة‬ ‫الوطنية» التي صدرت بتطوان في فبراير عام ‪1937‬م تحت شعار (جريدة‬ ‫إسالمية وطنية ثقافية إخبارية حرة) وقد حرر فيها األستاذ الزكاري (‪)391‬‬ ‫مقاال إضافة إلى عشرات الدراسات والمقاالت التي نشرها بعد االستقالل‬ ‫في مجالت وصحف مغربية كـ‪« :‬دعوة الحق» و «اإلرشاد» و «االعتصام» و‬ ‫صحيفة «الميثاق» لسان رابطة علماء المغرب‪ ،‬باإلضافة إلى عشرات الخطب‬ ‫والمحاضرات التي ألقاها في مدن مختلفة‪ ،‬وأحاديث تلفزيونية وإذاعية تحت‬ ‫إشراف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في مناسبات عديدة‪.‬‬ ‫األستاذ الزكاري ساهم بنصيبه األوفر في التوعية الوطنية والدفاع عن‬ ‫المقدسات والمكتسبات‪ ،‬ونقذه الالذع لالستعمار فكان أن نفي من بلدته‬ ‫طنجة إلى تطوان أيام االستعمار‪ .‬ومن تطوان استمر في جهاده ونضاله‬ ‫ومواقفه الثابتة الشجاعة‪ .‬وصفه كل من ارتبط به بأنه شخصيه المبادئ‬ ‫والقيم بفضل خدماته وجهوده في الميادين الصحافية والثقافية والتربية‬ ‫والخيرية‪ .‬ساهم في التعليم الحر كما ساهم في ميدان الدعوة اإلسالمية‬ ‫السلفية بكتاباته وأحاديثه‪ .‬وصفه الدكتور محمد يسف في إحدى مناسبات‬ ‫تكريمه قائال‪:‬‬ ‫(كل الفضائل والقيم والمزايا‪ ،‬من الصدق والوفاء والعفة والشجاعة‬ ‫األدبية‪ ،‬والغيرة الوطنية والسخاء والزهد والمروءة وما إليها تجد لها مستقرا‬ ‫ومقاما في فكر األستاذ الزكاري وكيانه‪ ،‬وقد يكون لكل خلق من هذه األخالق‬ ‫حديث وشأن في حياة هذا الرجل‪ ،‬يؤكد لك أنه تمثله وعاشه فعال‪ ،‬ممارسة‬ ‫وتطبيقا)‪.‬‬ ‫تقلد األستاذ محمد العربي الزكاري مناصب كثيرة كان آخرها مكلف‬ ‫بديوان وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ثم بوزارة اإلعالم‪ ،‬توفي رحمة اهلل‬ ‫عليه يوم ‪ 25‬ربيع الثاني‪1419‬هـ موافق ‪ 13‬غشت ‪1998‬م‪.‬‬ ‫نجول معه عبر محطات معرفية مختلفة وكانت البداية عن‪:‬‬

‫صراع بين األصالة والذوبان‬

‫يرى األستاذ محمد العربي الزكاري أن من طبيعة االستعمار أن يجعل في‬ ‫طليعة مخططاته أن األمة المستعمرة ال تلبث أن تنقض عليه ما دامت تتغنى‬ ‫بأمجادها‪ ،‬وترتبط ارتباطا وثيقا بحضارتها‪ ،‬وتشعر شعورا عميقا بأصالتها‪،‬‬ ‫وذات جذور بتاريخها‪ ،‬وما من شك وال ريب أن اللغة كانت ‪ -‬وستظل ‪ -‬الحبل‬ ‫الرابط بين الشعب وحضارته والعروة الوثقى التي تشد األمة بأمجادها‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق استخدم المستعمرون عندها كل أساليب المكر‬ ‫والتحطيم ووسائل التخريب والتهديم لكياننا الحضاري‪ ،‬وجربوا جميع‬ ‫ما تفتقت عنه عقول دهاقنتهم من حيل ومناورات ودسائس ومؤامرات‬ ‫إلبعاد لغتنا عن المحيط الشعبي والتعليمي واإلداري حرصا منهم على محو‬ ‫شخصيتنا العربية‪ ،‬وطمس معالم حضارتنا اإلسالمية‪ ،‬والقضاء على ما تبقى‬ ‫لدينا من مقوماتنا الوطنية‪ ،‬وقطع كل صلة بيننا وبين أمجادنا‪ ،‬ونحمد‬ ‫اهلل على أن الوطنية المغربية في عهودنا الذهبية كانت لهذه المخططات‬ ‫الجهنمية بالمرصاد‪ ،‬فأفسدت الكثير من برامج االستعمار وأحبطت العديد من مؤامراته‪ .‬ولسنا في حاجة لسرد‬ ‫الوقائع واألحداث‪ ،‬واإلتيان بنماذج من تلك المالحم الخالدة‪ ،‬فأكثرية المناضلين الذين كانوا على قيد الحياة‪،‬‬ ‫حدثوا أبناءهم وأحفادهم عن تلك المواقف المشرقة‪ .‬ومجموعات جرائدنا ومجالتنا الحرة التي تروي الحقائق ال زالت‬ ‫محفوظة بالخزانات العامة والمكتبات الخاصة‪ ،‬وهي أفصح ناطق‪ ،‬وأعدل شاهد‪ ،‬وأكبر برهان‪ .‬على المالحم الشعبية‬ ‫والوطنية في هذا المجال‪ ،‬والشيء الوحيد الذي ينتظر إبراز هذه الحقيقية القومية وغيرها هو كتابة تاريخ الحركة‬ ‫الوطنية بموضوعية ونزاهة وأمانة‪ ،‬حتى يكون جيلنا الفتي على بينة من كفاح آبائه وأجداده في ميدان الحفاظ‬ ‫على الروابط الروحية التي تجمعنا بإخواننا في الدم والساللة والعقيدة والمصير‪ ،‬باإلضافة إلى الوحدة القومية بين‬ ‫أفراد شعبنا‪ ،‬وسيظل جيلنا الصاعد غير واع تمام الوعي للدور الطالئعي الذي لعبه رواد الحركة الوطنية ما دمنا قد‬ ‫تقاعسنا عن إبراز الحقائق في إطارها الصحيح‪ ،‬ولن نضع بين أيديه حصيلة حقبة مهمة وحاسمة من تاريخ بالدنا‪.‬‬ ‫ولقد كان من المفروض بعد اندحار االستعمار أن اللغة العربية يستحيل أن‬ ‫تحتل الصدارة في الحياة العامة‪ ،‬واذكر بهذه المناسبة أن األجانب تخيلوا‬ ‫معنا هذا الخيال فاندفعوا يتعلمون لغتنا‪ ،‬وبين عشية وضحاها طفت لغة‬ ‫المستعمر من جديد‪ ،‬وفي رمشة عين عدل األجانب عن مواصلة تعلم‬ ‫العربية‪ ،‬وانقلبت األوضاع في غير صالح لغتنا بسرعة مذهلة‪ ،‬ونشطت‬ ‫البعثات الثقافية األجنبية نشاطا ملحوظا ومتطورا لم تزاوله يوم كان‬ ‫االستعمار يحميها ويشجعها ويشد من أزرها ويمولها سرا وعلنا‪.‬‬ ‫ولست أدري لم هذا العقوق نحو لغتنا الضاربة جذورها في أعماق‬ ‫الحضارة البشرية يوم كان الغرب يغط في نومه‪ ،‬وكانت أوربا بالذات‬ ‫تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض من الجهل والتأخر واالنحطاط‪ ،‬فمن‬ ‫المسلم به من لدن الجميع والمعترف به من طرف المنصفين من مفكري‬ ‫الغرب نفسه أن لغتنا قادرة على استيعاب الحضارة الحديثة ومواكبة ركبها‬ ‫بما تتوفر عليه من معين ال ينضب من المفردات واالشتقاقات‪ ،‬فقد قامت‬ ‫األمة العربية بأدوار خالقة في تاريخ اإلنسانية دون أن تتنكر للغتها األصلية‪،‬‬ ‫فعربت كتب اليونان ودرستها دراسة عميقة وأضافت إليها ما تفتق عنه‬ ‫الفكر العربي‪ ،‬ثم قدمت هذا التراث المزدوج إلى الذين نكاد اليوم أن نذوب‬ ‫في حضارتهم على عالتها‪.‬‬ ‫يقول العالم الفرنسي «غوستاف لوبن»‪« :‬هل من الواجب أن نذكر أن العرب‪ ،‬والعرب وحدهم‪ ،‬هم الذين هدونا‬ ‫إلى العالم اليوناني والالتيني‪ ،‬وأن الجامعات األوربية‪ ،‬ومنها جامعة باريس‪ ،‬عاشت مدة ستمائة سنة من مترجمات‬ ‫كتبهم‪ ،‬وجرت على أساليبهم في البحث‪ ،‬وكانت المدينة العربية من أدهش ما عرف التاريخ»‪.‬‬ ‫من هذه الشهادة المنصفة ندري أننا نستطيع أن نعيد التاريخ دون التنكر للغتنا‪ ،‬ونفس أوربا لم تقبر لغاتها‬ ‫عندما أرادت االستفادة من علومنا‪ ،‬وإنما اقتبست ما أفادها من تراثنا مع الحفاظ على معنوياتها‪ ،‬ومعنى هذا أننا‬ ‫لسنا دعاة االنطواء واالنكماش واالنزواء‪ ،‬وإنما نسعى للتفتح على الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ومواكبة الرقي البشري في كل‬ ‫المجاالت النافعة‪ ،‬إال أن هذا التفتح ال يعني مطلقا التنكر ألصالتنا وتاريخنا ولغتنا التي اعتبر الدفاع عنها واجبا قوميا‬ ‫ودينيا في عنق كل كغربي صادق في مغربيته وعروبته وإسالمه‪.‬‬ ‫يجب أن نواصل الكفاح ما دام الصراع محتدنا بين أصالتنا والذوبان الذي يحاول أعداء المغرب والعروبة‬ ‫واإلسالم أن يلقوا بأجيالنا بين أمواجه الهادرة وزوابعه الهوجاء‪.‬‬

‫لماذا الهجوم على اإلسالم وحده‬

‫ال خالف في أن المسلمين يتعرضون اليوم لحمالت شرسة تستهدف تشكيكهم في معتقداتهم الدينية وبلبلة‬ ‫أفكارهم في قيمهم الروحية‪ ،‬وهي حمالت ليست بجديدة في الساحة اإلسالمية أو تقل مكرا عن الحمالت التي‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫رافقت مبدأ البعثة المحمدية‪ ،‬وإنما تختلف عن سابقاتها حسب الظروف‬ ‫والمالبسات التي عاشتها المجتمعات اإلسالمية قوة وضعفا‪ .‬لماذا الهجوم‬ ‫على اإلسالم وحده؟ يقول األستاذ الزكاري‪ :‬تشاء إرادة اهلل أن تتساقط الدول‬ ‫اإلسالمية تحت ضربات األغيار لحكمة نجلها‪ ،‬ولعلها تكمن في وقوله تعالى‪:‬‬ ‫«إن اهلل ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فكانت مرحلة التعثر‬ ‫امتحانا للمسلمين في سلوكهم ومعامالتهم‪ ،‬وتنبيها لهم من غفلتهم حتى‬ ‫يرجعوا إلى الصواب ليعود إليهم فجرهم من جديد‪.‬‬ ‫ولكن الشيء الملفت لألنظار هو أن الهجمات اإللحادية في هذا الوضع‬ ‫نفسه لن تتخذ شكال خطيرا إذا ما قارنا بمثيالتها في عصرنا الحديث الذي‬ ‫تحررت فيه الشعوب اإلسالمية من السيطرة السياسية والعسكرية األجنبية‬ ‫التي كانت تحمي المخربين وتؤازرهم سرا وعلنيا‪ .‬ورغم اقتناعنا بأن الشعوب‬ ‫اإلسالمية ال تزال في معظمها تبلع الغصة الناتجة عن الدسائس التي قام‬ ‫بها االستعمار األجنبي ضد شعوبنا عقائديا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬فإنه ال يزال في‬ ‫اإلمكان التغلب على الصعاب والقضاء على الرواسب إذا ما تفهم المسلمون‬ ‫ما هم معرضون له من أخطار وما ينتظر مستقبل أبنائهم من كوارث‪ .‬ولكي‬ ‫نقدر الظروف حق قدرها ونتصور التيه الذي ينتظر أجيالنا المقبلة ال بد من‬ ‫اإلشارة إلى أن الشعوب اإلسالمية تتعرض في الوقت الحاضر لغز و مذهبي‬ ‫منظم ومكشوف لم يكن مسموحا به حتى في أحلك الظروف التي مرت‬ ‫بها المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬فدعاة المذاهب الهدامة يحاضرون ويكتبون‬ ‫وينشرون ويدرسون ما يتنافى والعقيدة اإلسالمية في جوهرها‪ ،‬ويبثون‬ ‫أفكارا ونظريات ما أنزل اهلل بها من سلطات‪ ،‬وإنما تسير في اتجاه واحد هو‬ ‫تشكيك المسلمين في عقائدهم‪ ،‬وتنطلق من محور اإللحاد والزندقة دون‬ ‫حسيب وال رقيب‪.‬‬

‫ولكن لماذا اإلسالم وحده؟‬

‫ومن المالحظ أن هجمات األغيار لم تستهدف العقائد المسيحية أو‬ ‫اليهودية‪ ،‬وإنما توجه سهامها وتسخر أبوقها وإمكانياتها لمحاربة عقيدتنا‪،‬‬ ‫وفي تصوري أن ليس لهذا الموقف من مبرر سوى أن األيدي الخفية ‪ -‬أو‬ ‫الظاهرة على أصح تعبير ‪ -‬أدركت أن ال سبيل لعودة سيطرتها على بالد اإلسالم واالستيالء على خيراتها ما دام‬ ‫المسلمون متمسكين بدينهم‪ ،‬باعتباره العقبة الكأداء التي تحول دون الوصول إلى األطماع وتحقيق األحالم‪ ،‬وألنه‬ ‫الدين الوحيد الحق الذي ال يسمح ال تباعه بالذل والخنوع‪ ،‬وال يرضى لهم إال بالكرامة والعزة (وهلل العزة ولرسوله‬ ‫وللمؤمنين)‪.‬‬ ‫هذا منطلقهم في الحمالت الهوجاء التي تصم أجراسها آذان المسلمين في بقاع اإلسالم‪ ،‬وتلك أهدافهم‬ ‫التي يسعون إليها بطرق عجز حتى الشيطان عن ابتكارها واالهتداء إليها‪ ،‬فقد غلفوا حماالتهم وأهدافهم بنظريات‬ ‫ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب‪ .‬واألساليب اإلبليسية كثيرة األشكال ومتعددة الجوانب‪ ،‬ولو حولنا عرضها لطال‬ ‫بنا الحديث وتشعب‪ .‬فقيل مثال أن اإلسالم يجب أن يقدم إلى الشباب المسلم بشكل جديد يتالءم ومفاهيم العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬وإلى حدود هذه القولة نحن على اتفاق مع النظرية ونصفق لها من أعماق األعماق‪ ،‬إذ هي أمل كل مسلم‬ ‫صادق في إسالمه‪ ،‬ولكن هذه الجملة أحيطت بالشبهات واعتبرها السامعون من قبيل السم في الدسم‪ ،‬فقد ختمت‬ ‫بهجمة على ما تحتويه كتبنا القديمة والتي يقال عنها بأنها صفراء! وهنا يحق للمسلم أن يقف وقفة تأمل إزاء‬ ‫(األوراق الصفراء) المحشوة في أعقاب الحديث‪ ،‬كما يحق له أن يتساءل ما هو ذنب هذه األوراق هل تحارب العقيدة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهل أئمة المسلمين أذنبوا في حق الدين عندما سهروا الليالي الطوال في جمعها وتصنيفها وتحقيقها؟‪.‬‬ ‫أسئلة واردة وتفرض نفسها فرضا وتلح في الجواب‪ ،‬والجواب المنطقي‬ ‫والمعترف به قديما وحديثا هو أن فضلهم علينا وعلى اإلسالم كبير‬ ‫وعريض‪ ،‬ولوال أوراقهم هذه لم يصلنا من تراثنا الديني أي شيء‪ ،‬فبفضلها‬ ‫وتحقيقات رجالها عرفنا أشياء وأشياء تتصل باإلسالم من الناحية العقائدية‬ ‫والتاريخية والثقافية والحضارية‪.‬‬ ‫فهل من الحكمة أن نضعها فوق الرفوف ونبدأ من الصفر‪ ،‬وبذلك‬ ‫تتحول مجتمعاتنا المسلمة إلى مجتمعات غريبة عن دنيا البشرية وتصير‬ ‫كاللقيط في هذه الميادين كلها‪ ،‬ثم فمن أية نقطة سنبدأ رحلتنا‪ ،‬وهل‬ ‫نتوفر على البديل الذي نقدمه للناشئة المسلمة في هذا الخضم من‬ ‫الشبهات والنظريات التي لم تزد غيرنا إال حيرة وارتباكا؟‬ ‫إن الواجب علينا أن نعتز بتلك األوراق وننوه برجالها ونفتخر بهم كرواد‬ ‫أعدوا لنا مصادر في جميع فروع الحياة أكدت وتؤكد حضور الفكر اإلسالمي‬ ‫في الساحة منذ أربعة عشر قرنا‪.‬‬ ‫ويرتفع صوت آخر في دنيا اإلسالم يروج لزواج المسلمين بالكتابيات‬ ‫عليهن من نعوت االستقامة وحسن التدبير وقلة التكاليف ما سمحت له به‬ ‫فيخلع‬ ‫تعابيره البراقة‪ ،‬وقبل إبداء الرأي الصحيح في هذه الدعوة نؤكد أن اإلسالم أباح التباعه هذا النوع من الزواج‪ ،‬وال‬ ‫يوجد مسلم واحد ينازع في هذه اإلباحة‪ .‬ولكن الذي نعلمه وال تستسيغه األذواق هو الترويج لهذه العالقة والدعوة‬ ‫لها بشكل علني ومركز‪ ،‬األمر الذي يجعلنا نتساءل مع المتسائلين لماذا كل هذا التهريج في األوساط المسلمة التي‬ ‫تزخر بالفتيات المسلمات البالغات سن الرشد‪ ،‬فهل وصلنا ‪ -‬كمسلمين ‪ -‬إلى استيعاب عنصر المسلمات وفضل لدينا‬ ‫رجال وشباب لم يجدوا في مجتمعاتهم ما يسد الحاجة في هذا الباب؟‬ ‫إن هذه النغمة لها أبعادها بالنسبة لمستقبل الفتاة والمرأة المسلمة‪ ،‬خصوصا وقد رافقت هذه النغمة هالة‬ ‫من اإلكبار واإلعجاب التي أحاطها المتحدث بالمرأة الكتابية على حساب المسلمة التي وقع التعريض بها إلى حد‬ ‫الخجل‪ ،‬ذلك التعريض الذي يرفضه كل مسلم غيور على سمعة المرأى المسلمة باعتبارها شقيقته وأحسن بكثير من‬ ‫الكتابية ولو أعجبتهم! ونتساءل مرة ثانية هل في عالمنا المعاصر كتابيات‬ ‫بالمعنى الصحيح للكتابية التي تؤمن بأن اهلل واحد‪ ،‬بعد أن حرف أصحاب‬ ‫األديان السابقة كتبهم السماوية وأصبح فريق منهم يزعم أن عيسى ربه‪،‬‬ ‫وفريق آخر يدعي أن عزيز ابن اهلل‪ ،‬تعالى اهلل عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫وكيفما كانت األوضاع والمالبسات فنحن ال نعارض في إباحة هذا الزواج‬ ‫ما دام الحق سبحانه أقره‪ ،‬وال يسعنا أال أن نبارك من عمل بهذا االرتباط‬ ‫لظروفه الخاصة‪ ،‬واهلل تعالى هو المطلع على خبايا القلوب‪ ،‬والذي ال نقلبه‬ ‫بحال من األحوال كمسلمين هو أن تعقد الندوات للتبشير به في الوقت‬ ‫الذي تتوفر فيه مجتمعاتنا على فائض هائل من فتيات ينتظرن الزواج‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فتلك نماذج من النظريات الدخيلة على الفكر اإلسالمي‪ ،‬وهي في‬ ‫نظر المهتمين بالدراسات اإلسالمية المعمقة ومن لهم جوالت موفقة في‬ ‫اإلصالح االجتماعي في العالم اإلسالمي سخيفة ال تستحق االهتمام‪ ،‬ولكنها‬ ‫بالنسبة للعامة وللشباب المسلم المعرضين لهجمات منسقة من الناحية‬ ‫العقائدية تحمل بين طياتها السم الزعاف في معرض التشكك وفقد الثقة‬ ‫في كل القيم الرفيعة التي جاء بها اإلسالم‪.‬‬


‫العدد ‪958‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫الجانب الخطابي لشخصية الزعيم عبد الخالق‬ ‫الطريس من خالل كتاب الفكر السياسي‬ ‫للزعيم عبد الخالق الطريس‬ ‫لمؤلفه األستاذ محمذ طارق حيون‬

‫‪11‬‬

‫القصر الكبير‬

‫‪ ‬‬

‫متقاعدون يهانون بمؤسسة الحسن‬ ‫الثاني لرعاية الشؤون االجتماعية‬ ‫ذ‪.‬لطيفة الجباري‬

‫لقد استضافت الثانوية التأهيلية في األسبوع الثقافي التي اقامته اللجنة اإلدارية في شهر ماي من السنة الجارية‬ ‫األستاذ محمد طارق حيون لتقديم كتابه القيم « الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس « بتقديم من نجل‬ ‫الزعيم محمد بن عبد الخالق الطريس و المؤلف من منشورات عكاظ باسم جمعية تطاوين أسمير‪ .‬وهو يسلط الضوء‬ ‫أمام التالميذ الذين يمثلون الجيل الصاعد ويفتح أبصارهم على سيرة زعماء الحركة الوطنية و أقطابها في الجهة‬ ‫الشمالية و أخص بالذكر الزعيم عبد الخالق الطريس لتذكير التالميذ بأمجادهم و كفاح رواد الحركة الوطنية في‬ ‫سبيل حصول المغرب على االستقالل ‪ .‬هذا الكتاب يطلع التالميذ على هذا الرمز الوطني الذي سعدت ثانويتهم‬ ‫باالنتساب الى اسمه باعتباره منارا للمعرفة و العلم و الثقافة و الوطنية الصادقة و الوحدة العربية السيما و أن شخصية‬ ‫الزعيم عبد الخالق على حد تعبير المؤلف « محمد طارق حيون» لم تكن شخصية وطنية فحسب و لكنه كان بمواقفه‬ ‫واقتناعاته شخصية عربية و اسالمية ترقى إلى مصاف جيل الرواد في العالمين العربي و االسالمي الذين قدموا خدمات‬ ‫جليلة و دافعوا عن المصالح العليا لبلده المغرب ووطنه العربي الكبير‪,‬ومن محتويات كتاب «الفكر السياسي للزعيم‬ ‫عبد الخالق الطريس»‪-.‬كلمة البد منها‪ ,‬و تصدير لنجل الزعيم عبد الخالق الطريس ثم تقديم للكاتب نفسه ‪ .‬و ينقسم‬ ‫مضمون المؤلف إلى ثالثة فصول كبيرة‪ ...‬الفصل األول –المسار البيوغرافي لعبد الخالق الطريس – الفصل الثاني‬ ‫– الديمقراطية في الفكر السياسي لعبد الخالق الطريس – الفصل الثالث – الوحدة في الفكر السياسي لعبد الخالق‬ ‫الطريس ‪ -‬وقد ضمت الفصول الثالثة عناوين عديدة في مسار حياة الزعيم الطريس و اسرته االندلسية و تراجم ألفراد‬ ‫عائلته ثم فكر الزعيم و مواقفه و كفاحه وخطابته و سياسته و دوره في المحافظة على السيادة الوطنية والوحدة‬ ‫الترابية و مساهمته في كتابة وثيقة االستقالل و احداث الكتلة الديمقراطية و ما أسداه لوطنه من تضحيات جسام قبل‬ ‫االستقالل و بعده ‪ ...‬وبعد الفصول الثالثة التي يحتوي عليها كتاب الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس يضيف‬ ‫المؤلف أقوال مختلف الشخصيات الوطنية في حق الزعيم عبد الخالق الطريس ‪ ,‬ثم حياة الزعيم في صور ناطقة الى ان‬ ‫يصل الكاتب الى الخاتمة وينهي كتابه بقائمة المصادر و المراجع المعتمدة و فهرس للمحتويات‪.‬‬ ‫ويزخر مؤلف «الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس بجوانب مهمة من حياة الزعيم كنشأته في تطوان‬ ‫وتحصيله العلمي بين تطوان و فاس و القاهرة و باريس و مشاركته في فرنسا لتأسيس جمعية «طلبة شمال إفريقيا»‬ ‫و تحمله تأسيس جمعية «الطالب المغربية» والمعهد الحر و حزب االصالح الوطني كأول حزب سياسي منظم في‬ ‫المغرب و كفاحه الوطني و ما لقيه من معاناة من طرف سلطات االستعمار الفرنسي و االسباني من نفي و ابعاد خاصة‬ ‫عندما امتدت يد المستعمر الى رمز التحرير جاللة الملك محمد الخامس و نفته خارج الوطن الى أن عاد من المنفى‬ ‫مما ال يسع قارىء هذا المؤلف القيم اال دعوة كل مهتم بتاريخ الجهة الشمالية الى قراءته‪ ...‬كما عهد الى الزعيم عبد‬ ‫الخالق الطريس بمهام جليلة بعد االستقالل سواءفي عهد جاللة الملك محمد الخامس أو في عهد وارث سره جاللة‬ ‫الملك الحسن الثاني ‪.‬و أهم ما أثارني في كتاب «الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس أحد جوانب شخصية‬ ‫هذا الزعيم الوطني هو عبد الخالق الطريس « الخطيب « الذي كان له الدور الفعال في الهاب حماس الجماهير و تنظيم‬ ‫المظاهرات ضد سياسة المستعمرخاصة و ان الزعيم عبد الخالق الطريس كان ذا تكوين رصين في اللغة العربية‬ ‫يقول األستاذ طارق حيون « كان كاتبا المعا و خطيبا شعبيا عظيما وصحفيا محنكا قديرا سطر بقلمه مئات المقاالت‬ ‫في الجرائد كالحياة و الريف و الحرية و ألهب المشاعربمئات الخطب في سائر الجهات و بالخارج و كان يتوفر على‬ ‫ثقافة واسعة و قد أصدرالزعيم جريدة الحياة األسبوعية كأول جريدة وطنية صدرت في المغرب باللغة العربية كما أن‬ ‫الطريس كان من أبرزأعضاء لجنة التعليم الخاص‪ ,‬و قد برزت موهبة الطريس الخطابية عندما ألقى خطابا أثناء الحفل‬ ‫الذي أقيم على شرف أمير البيان شكيب أرسالن أثناء زيارته لتطوان و مقامه في بيت الحاج عبد السالم بنونة حيث بدت‬ ‫ملكة الطريس الخطابية في استمالة السامعين و اثارتهم وكان ذلك بمستواه الرفيع في اللغة العربية يقول الزعيم‬ ‫الطريس عن اللغة العربية « نعم أيها السادة قد رفعت هذه اللغة شأننا فعلينا أن نسموبها‪ ,‬فهي رابطتنا و عليها ينبني‬ ‫وجودنا « وقد أبان في موضع آخرالزعيم الطريس عن بالغة عجيبة عندما عين رئيسا لحزب االصالح الوطني و كان‬ ‫تنصيبه في حفل عمومي أقيم بالمسرح االسباني بتطوان مظهرا اصراره على العمل الوطني مقرنا كالمه بالفعل قائال‬ ‫« أيها اإلخوان المصلحون‪...‬كلمتنا فيكم فكرة هذه األمة ممثلة خير تمثيل اذا كان كالمنا يوقعنا في الزلل فاألولى‬ ‫أن نصبح بكما ‪ ,,‬ان الكالم هواء و الى الهواء يسير و ان العمل عمل و في االرض يدوم و قيمة العمل على قدرما يفيد‬ ‫المجموع « كما دعا الطريس الى محاربة الجهل في قوله « ان أهم ما نسعى اليه ان تصبح هذه االمة ذات سيادة في‬ ‫الداخل و حرمة في الخارج و لكنها غير مستعدة فكيف المة ان تتحرر و هي جاهلة؟ ‪ ..‬و األغلبية فيها فقيرة‪ ..‬أخالكم‬ ‫تهتفون باالستقالل فعليكم ان تعملوا كل في دائرة اختصاصه « و قد ساهم كما اثبت االستاذ طارق حيون في بناء‬ ‫حسن خطابة الزعيم الطريس و زعامته وجوده بالقاهرة في مطلع الثالثينات من القرن الماضي في وقت كانت فيه‬ ‫مصر موطنا للزعامات السياسية كالزعيم مصطفى النحاس باشا بعد أن خلف الزعيم سعد زغلول باشا زعيم حزب‬ ‫الوفد فتشبع الطريس بفن الخطابة و شربها من زعماء الشام‪ ,‬فكان الطريس مثاال للخطيب الوطني الذي يهز المنابر‬ ‫بلغته العربية الفصيحة و المجلجلة‪ .‬و من أبرز خطب الزعيم الطريس كما ورد في كتاب الفكر السياسي للزعيم عبد‬ ‫الخالق الطريس خطبته التي القاها في حضرة جاللة الملك محمد الخامس أثناء زيارته التاريخية لمدينة طنجة إذ أوقف‬ ‫جاللته جواده في السوق الخارجي ليستمع الى الطريس و هو يعبر لجاللته عن أماني الشعب المغربي في شخصه و ما‬ ‫يطمح إليه من حرية ووحدة فسالت دموع جاللته مدرارا من شدة تأثره بعبارات الزعيم عبد الخالق الطريس‪ ...‬وقد‬ ‫اشاد الشاعر القصري و أحد رواد شعراء االحياء المغاربة محمد الخباز بخطابة الزعيم عبد الخالق الطريس و سحر بيانه‬ ‫و هو من الشعراء المجايلين للزعيم و الشاهد على مواقفه و ذلك من خالل قصيدة رائعة بعد رجوعه من المنفى في‬ ‫حفل أقيم على شرفه في مدينة القصر الكبير ‪ .‬استهل الشاعر الخباز تلك القصيدة بمقدمة غزلية يعبر فيها عن الهجر‬ ‫ولواعج الشوق و الحب ويشكو ألم الحبس و األسر‪ ،‬ثم يصف معاناة دولة المغرب من االستعمار فهب رجالها األحرار‬ ‫للدفاع عنها و توعية الجماهير و ايقاظ حماسها لمناهضة االحتالل و أبرزهم الزعيم عبد الخالق الطريس ‪ ,‬يقول الشاعر‬ ‫في فصاحة الطريس‪....‬‬ ‫له مقول لو حطه فـوق جنــدل لهشم ما يلقـاه من غلــظ الصخـر‬ ‫خطيب بليغ مصقع أين من بيا ن منطقه أسلوب سحبان أو عمرو ؟‬ ‫اذا قام تاق السامعـون لقولـه و ان قـال أبكى بالخالبـة و السحـر‬ ‫و يذكر الشاعر محمد الخبازعدة خصال يتحلى بها الزعيم الطريس كالشجاعة والتضحية في سبيل الوطن مما‬ ‫جعله يستميل النفوس و يمتلك القلوب سواء في الجهة الشمالية أو في باقي الجهات‪ .‬يقول الشاعر‪..‬‬ ‫ثوى حبه في كل قلب و أصبحت مزاياه كالريــة الزكيـة إذ تســري‬ ‫ليحيا زعيم االمــة الفــذ قائـدا عن الوطن المحبوب و الترب و القطر‬ ‫و قد أظهر الكاتب محمد طارق حيون في كتابه القيم براعة الزعيم الطريس الخطابية و مستواه الثقافي باالضافة‬ ‫إلى وطنيته و حبه لوطنه وتضحيته في سبيل الوحدة الوطنية و احسن ما نستشهد به في األخير مما قرأناه في الكتاب‬ ‫من أقوال رواها الكاتب في حق الزعيم قول األستاذ محمد فرج الدكالي في مهرجان تخليد الذكرى الثامنة و العشرين‬ ‫لوفاة الزعيم الطريس « أتذكر و نحن صغاركيف كنا ننظر الى األستاذ الطريس و نتطلع اليه فحين يصعد إلى الشرفة‬ ‫أو من وراء منبر أو على خشبة مسرح تراه عمالقا و عندما يتكلم تنفث كلماته في جسمك كالتيار الكهربائي‪ ,‬و بعد كل‬ ‫خطبة نارية هناك مشروع مظاهرة أو مظاهرة اال اذا قرر الطريس أن يتفرق الجمع بسالم « ‪ .‬و في االخير نشكر المؤلف‬ ‫محمد طارق حيون على هذه التحفة الوطنية و الفكرية والثقافية التي أهداها لتالميذ ثانوية عبد الخالق الطريس‬ ‫التأهيلية و لكل األجيال‪.‬‬

‫ـ قبل أن أتطرق إلى بعض ما يقع بمؤسسة الحسن الثاني لرعاية الشؤون االجتماعية‬ ‫لرجال السلطة التابعة لوزارة الداخلية ومقارنتها ببعض االمتيازات التي تشهدها مؤسسة‬ ‫محمد السادس التابعة لوزارة التربية الوطنية ومؤسسة التعاون الوطني لألعمال‬ ‫االجتماعية بالمغرب ‪ ،‬ال بد أن أذكر بأن اإلعالم العالمي لحقوق اإلنسان ينص على أن‬ ‫جميع الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق وعليهم أن يعامل بعضهم‬ ‫بعضا بروح اإلخاء‪ ،‬كما أنه ال يعرض أي إنسان للتعذيب وال للعقوبات أو المعامالت‬ ‫القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة ‪ ،‬وأن كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق‬ ‫في التمتع بحماية متكافئة دون أية تفرقة‪ ،‬كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية‬ ‫ضد أي تمييز يخل بهذا اإلعالن ‪.‬‬ ‫وجاء في الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬بالباب الثاني ما يلي‪« : :‬يتمتع الرجل والمرأة‪،‬‬ ‫على قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والبيئية‪ ،‬الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته األخرى‪ ،‬وكذا‬ ‫في االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل ذلك في نطاق أحكام‬ ‫الدستور وثوابت المملكة وقوانينها»‪ ،‬وأنه ال يجوز المس بالسالمة الجسدية أو المعنوية‬ ‫ألي شخص‪ ،‬في أي ظرف‪ ،‬ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة‪.‬‬ ‫ومع ذلك يالحظ وجود بمؤسسة الحسن الثاني لألعمال االجتماعية‪ ...‬بعض‬ ‫المسؤولين ال يقومون بواجبهم على ما يرام وال يحترمون الكرامة لبعض المشاركين‬ ‫فيها وال يسيرونها تسييرا حسنا كجمعية األعمال االجتماعية لمؤسسة وزارة التربية‬ ‫الوطنية‪ ،‬واألعمال االجتماعية لمؤسسة التعاون الوطني‪ ،‬وسأشير إلى بعض ما يقع بها‬ ‫وما وقع لي بها شخصيا‪ ،‬فمنذ أن توظفت في وزارة الداخلية سنة ‪ 1978‬وتقاعدت في ‪19‬‬ ‫ماي ‪ 2010‬لم أمنح حقي في مؤسسة التخييم التابعة لجمعية األعمال االجتماعية لوزارة‬ ‫الداخلية المذكورة بمدينة المضيق أو غيرها لهاته المؤسسة رغم تقديمي مع موظفين‬ ‫آخرين طلبات للتخييم لسنوات عديدة‪ ،‬وعندما لم يستجيبوا لطلبي هذا كذلك في سنة‬ ‫‪ 2009‬توجهت إلى هاته المؤسسة واستقبلني السيد العامل مصطفى العلمي استقباال‬ ‫ممتازا وتأسف لي عن كل ذلك‪ ،‬وطلب مني أن أكتب تظلمي له عن هذا‪ ،‬فكتبته بالرباط‬ ‫بنفس المؤسسة يوم الخميس ‪ ،02/07/2009‬أخبرني أنه أرسل مذكرتي لعمالة إقليم‬ ‫العرائش ‪ ،‬إال أنني لم أتوصل بجواب عن طلبي‪.‬وطلبت في ما بعد مقابلة عامل هذه‬ ‫المؤسسة السيد (لحلو) الذي استدعى رئيس القسم المختص‪ ،‬بحضوري ومواجهتي‬ ‫معه‪ ،‬ولكن دون جدوى تذكر‪.‬‬ ‫ومؤخرا سجلت طلبي في موقعهم اإللكتروني خالل المدة المطلوبة وبقيت أتحدث‬ ‫مع من في هذا القسم بالهاتف خالل أسابيع عديدة ألعرف نتيجة طلبي ا ولكنني لم‬ ‫أتوصل بأي بيان في الموضوع‪ ،‬ولم أعلم بنتيجة شهر غشت األخير ‪ .‬السيد الحسين‪ ،‬بهذا‬ ‫القسم‪ ،‬تحدث معي في الموضوع بصورة حسنة وعاملني المعاملة الطيبة‪ ،‬وطلب مني‬ ‫الحضور للمؤسسة ‪ ،‬ولما وصلت في اليوم المذكور على الساعة ‪ 9‬وربع صباحا‪ ،‬نهرني‬ ‫رئيس هذا القسم وأهانني بشدة وقال لي أمام الموظفين بنفس القسم لماذا جئت في‬ ‫هذه الوقت المبكر‪« ،‬سير جيب شي دورة بالرباط ثم عد» ‪ .‬وبعد أن انتظرت طويال بباب‬ ‫المكتب‪ ،‬عاد فاستقبلني ليخبرني أنني مدرج الرابع في الئحة االنتظار‪ ،‬وبعد أن احتججت‪،‬‬ ‫معتدا بأسبقيتي حيث إنني أتقدم بطلب الحصول على حق التخييم منذ أربعين سنة‪،‬‬ ‫قال لي خذ التخييم بمدينة مراكش أو إيفران‪ ، ،‬ثم توجهت للشكاية به إلى مدير هذه‬ ‫المؤسسة الذي أخبرني أنه «بحث في قضيتي وأنه ليس لي الحق قال لي‪ ،‬لقد بحثت في‬ ‫األمر وأنه ليس لي الحق في التخييم وحين ذكرته بأني تقاعدت سنة ‪ 2010‬بعد أن كنت‬ ‫قد توظفت بوزارة الداخلية في العام ‪ ،1978‬و لم أستفد قط من حقي في التخييم ‪ ،‬رد‬ ‫علي‪ ،‬بما معناه أننا أوالد اليوم‪ ،‬وأنا ال أنظر إلى الماضي‪ .‬متناسيا أن اإلدارة مستمرة رغم‬ ‫تداول أعداد المسؤولين بها‪..‬وخرجت من جديد بخفي حنين !‬ ‫وأذكر كذلك بعض الخروقات األخرى بهاته المؤسسة‪ ،‬لما أحلت على المعاش في‬ ‫‪ 19‬ماي ‪ 2010‬وجددت اشتراكي بهاته المؤسسة في الوقت المطلوب‪ ،‬ولمدة سنة كاملة‬ ‫لم يريدوا أن ينجزوا لي االقتطاع الشهري المالي لمتابعة االشتراك كمنخرط بها من‬ ‫صندوق التقاعد‪ ،‬وكنت كل مرة أقدم من مدينتي القصر الكبير إلى مدينة الرباط عندهم‪،‬‬ ‫ألنهم لم يقتطعوا لي مقدار المشاركة كمنخرط بها‪ ،‬وكانوا يعطونني وثيقة وأتوجه‬ ‫بها إلى بنك القرض الفالحي بالرباط بعدما يقولون لي كل مرة توجه إلى مقر مكتب‬ ‫صندوق التقاعد المغربي‪ ،‬ألنهم هم الذين لم يقتطعوا لك ثمن المشاركة بمؤسستنا‬ ‫ويعذبونني بين الذهاب له واإلياب عندهم‪ ،‬وأخيرا عرفت هم من مؤسسة الحسن الثاني‬ ‫هاته كانوا لم يرسلوا لهذا الصندوق وثائقا لالقتطاع لي ثمن المشاركة واالنخراط من‬ ‫جديد بمؤسستهم ألنهم حقيقة كانوا يريدون ربما ان يتخلصوا مني لكي ال أبقى منخرطا‬ ‫بمؤسستنا هاته‪ ،‬وثمن الغذاء كان من قبل في هذه المؤسسة كان ب ‪ 25‬درهم فأصبح‬ ‫ب ‪ 30‬درهم‪ ،‬ثم بعد ذلك منذ شهور أصبح اآلن ‪ 40‬درهم للوجبة الغذائية مع العلم أنهم‬ ‫يقتطعون لنا شهريا ثمن االنخراط لي بالسلم ‪ 10‬تقريبا جدا ‪ 150‬درهم ولخارج السلم‬ ‫أكثر من ‪ 200‬درهم في الشهر‪ ،‬مع العلم مؤسسة محمد السادس لوزارة التربية الوطنية‬ ‫يقتطعون لهم ثمن االنخراط أقل منا كثيرا ولهم امتيازات عديدة للمنخرطين بها أفضل‬ ‫منا‪ ،‬مع العلم أن مدير مؤسسة الحسن الثاني اآلنف الذكر قال لي أن المنخرطين بها‬ ‫‪ 25‬ألف ومؤسسة محمد السادس لهم امتيازا آخر لرجال التعليم المنخرطين بها إذ لهم‬ ‫بطاقة للركوب في القطار هم وأزواجهم أو زوجاتهم وأوالدهم األقل من ‪ 18‬سنة بثمن أقل‬ ‫من الركاب العاديين‪ ،‬ومؤسسة الحسن الثاني هاته ليس عندها هذا‪ ،‬ومؤسسة األعمال‬ ‫االجتماعية للتعاون الوطني وهي جمعية أنشئت في السنوات األخيرة لمستخدمي التعاون‬ ‫الوطني تعلن عن التخييم الصيفي كل سنة وفي ‪ 2018/06/18‬لهذه السنة أعلنت عن‬ ‫التخييم بمذكرتها لالصطياف الخاص بالعائالت التي أقتطف منها هاته المعلومات‬ ‫عنها‪ ،‬حيث ستتحمل هاته الجمعية نسبة ‪ %50‬من ثمن كرائها‪ ،‬وسيتم الشروع الفعلي‬ ‫في االستفادة من ‪ 16‬يوليوز ‪ ،2018‬والفترات المخصصة لالصطياف بكل من أكادير‬ ‫وكابونيكرو والفنيدق وشفشاون ووادالو‪ 07( :‬أيام)‪ ،‬وبآسفي (‪ 10‬أيام)‪ ،‬وبمخيم التعاون‬ ‫الوطني بالسعيدية (‪ 10‬أيام)‪ ،‬وهي بصدد تعبئة أماكن إضافية لالصطياف سيتم اإلعالن‬ ‫عنها قريبا‪.‬‬ ‫ومعلوم أن تغيير مفهوم السلطة كان يوم ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1999‬حيث ربط جاللة‬ ‫الملك بين هذا المفهوم الجديد ورعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية والحريات‬ ‫الفردية والجماعات وعلى السهر على األمن واالستقرار وتدبير الشأن المحلي والمحافظة‬ ‫على السلم االجتماعي‪.‬‬ ‫وأشير إلى ما أكده الوزير المنتدب المكلف بإصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫بوجود العديد من النواقص واالختالالت داخل اإلدارة المغربية‪ ،‬التي قال إنها تشكل‬ ‫نموذجا تقليديا تعسفيا وعقيما من مقال بجريدة «الصباح» ليوم الخميس ‪ 5‬يوليوز‬ ‫‪2018‬الذي يحمل عنوان‪« :‬بنعبد القادر‪ :‬اإلدارة ظالمة وعقيمة»‪.‬‬

‫عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫إعالمي وعضو شرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫يتحدثون عن الحداثة بعقل آخر‪...‬؟‬ ‫‪-1-‬‬

‫على واجهة اإلعالم العربي والدولي‪ ،‬وفي المنابر األكاديمية العالمية‪ ،‬تردد ‪ /‬يتردد مصطلح « الحداثة»‬ ‫بكثافة‪ ،‬على ألسنة المفكرين السياسيين واالقتصاديين‪ ،‬كما على ألسنة الشعراء واألدباء والفنانين‪.‬‬ ‫وعلى أن مصطلح الحداثة‪ ،‬صعب التحديد لغويا وعلميا‪ ،‬إال أنه أصبح يستخدم إعالميا لتحديد مرحلة‬ ‫فنية ‪ /‬صناعية ‪ /‬حضارية متميزة آخذة في التالشي واالضمحالل‪ ،‬وطهور مرحلة جديدة ‪ ،‬ذات مواصفات وقيم‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫«الحداثة» في مفاهيمها الغربية‪ ،‬هي ذلك الوعي المتجدد بمتغيرات الحياة‪ /‬هي تلك المستجدات‬ ‫الحضارية المتوالية ‪ /‬هي االنسالخ من الماضي‪ ،‬ومن هيمنة أفكاره ومنجزاته واالنخراط الشامل في العصر‬ ‫الحديث بقيمه الثقافية والحضارية‪.‬‬ ‫والحداثة في هذه المفاهيم‪ ،‬ليست ظاهرة مقصورة على فئة أو طائفة أو نخبة أو جنس معين‪،‬‬ ‫ ‬ ‫فهي استجابة حضارية للقفز على الثوابت‪ ،‬وتأكيد مبدأ استقاللية العقل الفاعل‪ ،‬تجاه التجارب واالنجازات‬ ‫السابقة في كل المجاالت ولدى كل الشعوب‪.‬‬ ‫إن مرتكزات الحداثة الغربية في نظر العديد من الباحثين‪ ،‬تمثلت في ظواهر كبرى بارزة للعيان هي‪:‬‬ ‫الثورة العلمية والتقنية الهائلة التي غيرت جذريا نظام المعارف و حورت وقلبت الوضع اإلنساني نفسه بما‬ ‫وفرته من ادوات تحكم وتسيطر على الوسط الطبيعي‪ /‬الدولة المدنية الحديثة بنظمها المؤسسية وعقالنيتها‬ ‫البيروقراطية وشرعيتها المجتمعية في مقابل الدولة االستبدادية الفردية ‪ /‬هي المثل والقيم االنسانية التي‬ ‫شكلت القاعدة الفكرية وااليديولوجية لمسار الحداثة من حيث هي إعالن لشأن االنسان وتكريس لحريته‬ ‫الذاتية‪.‬‬ ‫والواقع ان هذه الظواهر الثالث تتلخص فلسفيا في منطلقين أساسيين هما ‪:‬‬ ‫• النموذج الرياضي‪-‬التجريبي ‪ :‬أي اعادة بناء المعارف والعلوم على معيار القابلية للتحقق التجريبي‪،‬‬ ‫واعتبار الطبيعة من هذا المنظور مخزون طاقة يستغل لتكريس سيطرة االنسان‪ ،‬وبالتالي تحويل المعرفة الى‬ ‫وظيفة نفعية اداتية ليست في ذاتها مقولة علمية‪ ،‬وان كانت المصادرة الميتافيزيقية التي يقتضيها معيار»‬ ‫اليقين العلمي» كما بين ذلك الفيلسوف االلماني هايدغر‪.‬‬ ‫• مفهوم «الذاتية» الذي اعتبره هيغل مفتاح فهم العصور الحديثة‪ ،‬ويعني هذا المفهوم تكريس مرجعية‬ ‫الذات ومحوريتها في مسار المعرفة من حيث هو تأمل وتفكير للوصول لليقين عبر حركية داخلية تتم ضمن‬ ‫الوعي نفسه‪ ،‬سواء اعتبرت مفاهيم الوعي افكارا تنتمي عضويا اليه أو ترد اليه عبر التجربة‪ ،‬أو هي مركب‬ ‫منهما‪.‬‬ ‫ويعني هذا المفهوم في ماوراء هذه التحديات األنطولوجية تكريس حرية اإلنسان في تجسيد ارادته‬ ‫«المطلقة» في بناء وعيه واختيار مؤسساته وادارة حرياته الشخصية‪.‬‬ ‫ومن الواضح ان هذا اإلطار المرجعي‪ -‬القيمي للحداثة أصبح اليوم‪-‬في الظاهر على األقل‪ -‬ملكا مشاعا‬ ‫بين األمم والثقافات‪ ،‬فالجميع يتحدث عن امتالك ناصية العلوم والتقنيات شرطا للتقدم والتحديث والنمو‪،‬‬ ‫والدول كلها تتبنى قيم الحريات العامة وحقوق اإلنسان واحترام إرادة المواطن‪.‬حتى ولو كانت الجذور‬ ‫الفلسفية والنظرية لهذه المفاهيم تظل غائبة ومسكوتا عنها‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫والسؤال الذي مازال يطرح نفسه بقوة على عالم اليوم ‪ :‬ماهي الحداثة؟ هل هي مشروع تحديث يقوم‬ ‫أساسا على العلم والتقنية‪ ،‬في رؤية عقالنية تتغلب فيها الثقافة على الطبيعة ويصبح اإلنسان فيها مركزا‬ ‫للكون ومصدرا للقيم‪ .‬أي تلك الرؤية التي أحدثت قطيعة بين اإلنسان وماضيه‪ ،‬عن طريق ضبط عقالني‬ ‫للتطور العلمي‪-‬التقني‪ ،‬أم الحداثة هي سلسلة عمليات للتحديث تقوم على فعاليات تراكمية يدعم بعضها‬ ‫بعضا‪ ،‬وتتجه نحو نمو علمي وفني وسياسي واقتصادي‪ « ،‬في درب العقلنة التي اختص بها الغرب» الذي يربط‬ ‫وجوده»رابط داخلي» لم يكن عرضيا‪ ،‬والذي أنتج بدوره علمنة الثقافة وعقلنتها‪ ،‬بالتوازي مع نمو المجتمعات‬ ‫وقواها المنتجة وزيادة إنتاجية العمل وتمركز السلطات السياسية وكذلك تشكيل الهويات الوطنية ومبادئ‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫بدأت الحداثة‪ ،‬بحسب هيغل‪ ،‬مع عصر االنوار‪ ،‬بفعل أولئك الذين أظهروا وعيا وبصيرة‪ ،‬باعتبار أن هذا‬ ‫العصر هو «حد فاصل» أو «مرحلة نهائية في التاريخ» في هذا العالم الذي هو عالمنا‪ ،‬ويفهم من هذا أن‬ ‫الحداثة‪ ،‬استمرارية الزمن الحاضر في أفق األزمنة الحديثة التي تشكل تجددا مستمرا‪:‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬كان هيغل أول فيلسوف طور مفهوم الحداثة ووضع مدلوال للعالقة الداخلية القائمة بين‬ ‫الحداثة والعقالنية‪ ،‬واستخدام هذه العالقة ضمن سياق تاريخي للداللة على األزمنة الحديثة‪ ،‬واعتبارها مفهوما‬ ‫زمنيا يعبر عن القناعة بالزمن المعاش والمرهون بالمستقبل والمنفتح على الجديد اآلتي‪ ،‬الذي يتضمن وعيا‬ ‫تاريخيا جديدا يفصل بين الزمن القائم الذي يعاصره‪ ،‬والذي يبدأ مع عصر األنوار والثورة الفرنسية وحركات‬ ‫اإلصالح الديني التي جاءت الحقة لذلك‪.‬‬ ‫يعني هذا في نظر العديد من الباحثين المختصين (‪ ،)5‬أن الفكر الغربي يتميز منذ عصر النهضة إلى اآلن‬ ‫بكونه ال يتوقف عن مساءلة مقوماته وأساليب اشتغاله‪ ،‬األمر الذي جعل من النقد مكونا من مكونات النظر‬ ‫إلى الذات واألشياء والزمن‪.‬حتى أن عصر األنوار كرس هذا اإلجراء الفكري وأعطاه بعده العقلي‪ .‬ومنذ بدايات‬ ‫ما يسمى بالحداثة الفكرية وهذه الحداثة ال تكف عن محاسبة نتائجها بأساليب تسترشد بمقاييس العقل‬ ‫والعلم ألن الفكر الفلسفي الغربي‪ ،‬منذ ديكارت إلى الستينيات من القرن الماضي‪ ،‬استبعد عموما كل الملكات‬ ‫اإلنسانية األخرى من أهواء وخيال واعتبرها مصدرا للخطأ وعنصرا مشوشا على المعرفة الحقة‪.‬‬ ‫هكذا يمكن النظر للحداثة من جهتين متكافئتين‪ ،‬بمكن النظر إليها كانفتاح لحقل إمكاني أي لحقل من‬ ‫الممكنات التاريخية انطالقا من تمازج وانصهار الروحين ‪ :‬العلمية والتحررية السياسية‪ ،‬ويمكن النظر إليها‬ ‫كتجربة ثقافية خصوصية في فهم وتأويل هذا االنفتاح وفي تأسيس عالم تاريخي جديد انطالقا من هذا‬ ‫التأويل(‪ ،)6‬وفي هذه الحالة يمكن القول بأن الحداثة كتجربة خصوصية غربية لم تستنفذ هذا الحقل االمكاني‬ ‫الناشئ من تمازج الروحين العلمية والتحررية وليست اإلمكانية الوحيدة داخله‪ ،‬وهذا التمييز الذي قمنا به بين‬ ‫هاتين الداللتين غير المتكافئتين للحداثة يفتح مسلكين كبيرين للتفكير‪:‬‬ ‫• إعادة النظر الجذري في الحقل االمكاني اآلنف الذكر‪ ،‬وفي ممكناته التي استنفذت خارج إكراهات التأويل‬ ‫الخصوصي الثقافي الغربي له‪.‬‬ ‫• وأما المسلك الثاني فيتمثل في اعادة تشكيل الوعي الفلسفي لألزمنة الحديثة بذاتها وفي الفحص‬ ‫النقدي لفعلها التأسيسي المؤطر لمساراتها الالحقة والمتمثل في تأويل تمازج الروحين العلمية والتحررية‬ ‫وفي النظر في هذه المسارات وفي مفضياتها ومآالتها التاريخية وفي المطالب التي انتهت إليها‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫عربيا‪ ،‬يعود ظهور مصطلح الحداثة الى مطلع القرن الثامن عشر‪ ،‬مع ظهور القوافل االستعمارية األولى‬ ‫على الخريطة العربية‪ ،‬التي أشعرت األمة العربية‪ ،‬أنها متخلفة عن الركب الحضاري اإلنساني‪ ،‬والتي حفزت‬ ‫همم عربية عديدة ونخب عربية عديدة لمواجهة القوافل الغازية من جهة‪ ،‬والدعوة الى االنخراط في العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬واالستفادة من منجزاته وصنائعه وقيمه الحضارية‪ .‬وما انفكت هذه النخب والهمم منذ محمد عبده‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬وطوال قرنين من الزمان تناضل من أجل الخروج من أزمات التخلف‪ ،‬واالنخراط في العهد الحضاري‬ ‫الجديد‪ ،‬مع التمسك بالهوية العربية ‪ /‬اإلسالمية‪.‬‬ ‫في كتابه « العرب والحداثة‪...‬دراسة في مقاالت الحداثيين» يضع الدكتور عبد االاله بلقزيز أفكار هؤالء‪،‬‬ ‫وسمات خطابهم‪ ،‬ومدى عقالنيته‪ ،‬ونقاط ضعفه وقوته‪ ،‬موضع تساؤل في محاولة جادة إلعادة كتابة تاريخ‬ ‫الحداثة في الفكر العربي المعاصر‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يميز الكاتب بين طورين رئيسين مر بهما الفكر الحداثي‬ ‫العربي‪ ،‬األول ‪ :‬يتمثل في نشأة خطاب الحداثة إبان القرن التاسع عشر‪ ،‬وانتهاء منتصف القرن العشرين‪.‬‬ ‫والثاني ‪ :‬يطلق عليه طور النضوج الفكري للحداثيين العرب‪ ،‬الذي يتميز على خالف الطور البدائي األول‪،‬‬ ‫بسريان النزعة العقالنية في شتى مفاصله الفكرية‪ ،‬وهو يبدأ من النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬وحتى‬ ‫اآلن‪ .‬وقد اقتصر المؤلف في كتابه هذا على تحليل الطور االول ويأمل التعرض للطور الثاني في جزء آخر يأمل‬ ‫في إصداره قريبا‪.‬‬ ‫تتوزع اهتمامات المؤلف ما بين رصد األطوار التي مر بها الحداثيون العرب‪ ،‬وما بين تحليل الخطابات‬ ‫السائدة تجاه الحداثة‪ ،‬وبديهي أن ينصب النقد في مجمله على خطاب األصالة المناهض للحداثة‪ ،‬والذي وافق‬ ‫ظهوره بروز تيارات االحيائية اإلسالمية في الثالثينيات من القرن الماضي‪.‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫في سياق نقده لهذا التيار‪ ،‬يرى المؤلف ان مثل هذه الدعوات تعد بمثابة تراجع الوعي العربي من‬ ‫حالة اليقظة والتفاعل التي دشنها اإلصالحيون اإلسالميون الكبار وعلى رأسهم كل من رائد التجديد في‬ ‫الدنيا والدين اإلمام محمد عبده‪ ،‬وجمال الدين األفغاني‪ ،‬وعبد الرحمان الكواكبي‪ ،‬إلى حالة التراجع الحضاري‬ ‫والتقوقع حول الذات والتذرع بإيديولوجيات الهوية واالسلمة‪ ،‬مع االنصراف الكامل عن الممكنات األخرى‬ ‫والتي‪ ،‬بحسب الكاتب‪ ،‬يمكن أن تؤدي وظيفة الممانعة االيجابية دونما تغريم المجتمع والثقافة بغرامة‬ ‫االنكماش واالنكفاء والتشرذق على الذات‪ ،‬وفي كل األحوال‪ ،‬يؤكد الكاتب ارتفاع المنسوب االيديولوجي لدى‬ ‫الفريقين‪ ،‬حيث ذهبت ايديولوجيا األصالة إلى « التشنيع على مدنية اآلخر وثقافته واصمة اياها بالجاهلية‪ ،‬كما‬ ‫انتقلت من الدفاع عن الهوية في وجه األجنبي إلى الهجوم على دعاة المعاصرة باسم الجهاد»‪.‬‬ ‫وفي مقابل ذلك‪ ،‬تحول االهتمام بالحداثة من صعيد اإلطار النظري إلى مستوى اإليديولوجيا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫فتح الباب على مصراعيه أمام إفقار معرفي لفكرة الحداثة نفسها في السياق العربي‪ ،‬حتى بالنسبة للداعين‬ ‫لها‪ ،‬ومن ثم باتت الحداثة في مجملها عبارة عن مجموعة من األفكار النخبوية التي تتخندق في خطاب النخبة‬ ‫الثقافية دون ان تجد لها رصيدا مؤازرا بين القطاعات الجماهيرية العريضة‪ ،‬ما اضطرها‪ ،‬في النهاية‪ ،‬إلى‬ ‫االنكفاء على الذات واالكتفاء بموقع الدفاع في وجه تيار االحياء والتقليد المتجدد‪ .‬على الرغم من ان خطاب‬ ‫الحداثة‪ ،‬بحد ذاته‪ ،‬ليس خطابا برانيا أو مفروضا من الخارج‪ ،‬حتى لو أرجعنا نشأته الى االحتكاك باوروبا‪،‬‬ ‫اضافة الى أن المطلوب حاليا وفي كل وقت مضى ليس التغريب أو «التغربن»‪ ،‬وانما القيام بنقد تركيبي‬ ‫لخطابي الماضوية الزمنية (خطاب التيار االحيائي) واالرتحال إلى الغرب (خطاب التغريب) وعندها فقط‪ ،‬يبدأ‬ ‫تاريخ الحداثة العربية في احتالل الموقع الذي يليق به‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬لم يدخل مفهوم الحداثة الساحة العربية من باب الفكر أو اإلنتاج النظري‪ ،‬اللهم إال لدى القلة‬ ‫من الرواد األوائل ممن كانوا مستعدين لتحمل أعباء السير في االتجاه المعاكس‪ .‬فمن الالفت للنظر في هذا‬ ‫االطار‪ ،‬ان الحداثة قد طرقت االبواب العربية من المدخل األدبي والفني في حقول المسرح والشعر والرواية‬ ‫والسينما والموسيقى‪ ،‬ولم تستطع أن تؤلف تيارا عريضا على صعيدي الفكر والسياسة‪ .‬وربما لهذا السبب‪ ،‬ال‬ ‫يزال سؤال الحداثة مطروحا على الوعي العربي‪.‬‬ ‫غير ان الكاتب يرجع هذا االمر لسببين ‪ ،‬أولهما ‪ :‬تجذر التيار التقليدي بقوة في المجتمعات االسالمية‪،‬‬ ‫واندفاعه المتجدد الذي يتغذى من اعراض أزمة الدولة الوطنية الحديثة‪ ،‬بما تشمله من ظواهر االقصاء‬ ‫والهميش االجتماعيين‪ ،‬فضال عن فشل البرامج التنموية‪ ،‬والتصدعات الحادة في منظومة القيم‪ .‬وثانيهما ‪:‬‬ ‫هشاشة الحداثة العربية ذاتها وعدم قدرتها على االستيعاب التام لفلسفة مثيلتها الغربية القائمة على تغليب‬ ‫عنصري العقالنية والنزعة االنسانية‪ ،‬بما يعني تنزيل العقل منزلة السلطة المرجعية المعرفية واالخالقية بصفة‬ ‫خاصة‪ .‬الممانعة الثقافية الالحقة أو البعدية‪ ،‬حيث ارتد المجال االجتماعي إلى تجديد اصوله المحلية بعد‬ ‫انتصار الحداثة في تلك المجتمعات‪ ،‬إذ شهدت مصر وايران منذ سبعينيات‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬عودة االيديولوجيات‬ ‫الرافضة لمضمون الحداثة بعد ان كانتا مركزين مهمين من مراكز الحداثة الثقافية االسالمية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬حدث‬ ‫تراجع للحداثة الثقافية ابان عقد ثمانينيات القرن المنصرم في كل من ‪ :‬تونس وتركيا وباكستان واندونيسيا‪،‬‬ ‫مع تزايد وتيرة تاثير الحركات الصحوية الداعية للتمسك بالتراث الحضاري االسالمي ونبذ كل ما يمت بصلة‬ ‫للحداثة بمفاهيمها وقيمها الغربية‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫من خالل الصياغات المتعددة لهذه الكلمة البسيطة والمشعة باآلمال (الحداثة) يبدو أن العديد من‬ ‫الكتاب والباحثين واألكاديميين العرب‪ ،‬ما زالوا ال يفرقون بين «الحداثة» و»التحديث» ومازالت الكتابات‬ ‫النقدية واإلعالمية تخلط بينهما‪ ،‬مع أن الفرق بينهما واسع وشاسع‪.‬‬ ‫إن الحداثة‪ ،‬كما يحددها علماء اللغة‪ ،‬وعلماء النقد االدبي هي الوجه اآلخر لألصالة‪ ،‬بينما التحديث هو قلع‬ ‫الجذور الحضارية واستبدالها بالنموذج البديل‪...‬وهو نفسه المصطلح الذي استعمله المصلحون في بداية‬ ‫هذا القرن في المشرق والمغرب للتعبير عن احتياج االمة الى التجديد والتنمية والتحديث‪ ،‬للخروج من عهد‬ ‫«التخلف» الماضي الى عهد «التقدم» الجديد‪ ،‬وهو ايضا‪ ،‬نفسه المصطلح الذي ما زلنا نعاني من بقايا مؤثراته‬ ‫في شتى المجاالت حتى زمننا الراهن‪ ،‬على المستوى السياسي كما على المستويات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫فال حداثة اذن بدون جذور حضارية‪ ،‬وألنها ترتبط ارتباطا وثيقا باالصالة‪ ،‬ال يمكنها ان تبقى في زوايا‬ ‫المتاحف التاريخية‪ ،‬فهي في حاجة مستمرة إلى التفاعل مع الحاضر والخروج بنماذج مناسبة للفكر والسلوك‬ ‫كما للحياة والحضارة والفنون‪.‬‬ ‫وألن «الحداثة» ارتبطت دائما بالتجاذب وبالمثاقفة وباألخذ والعطاء‪ ،‬كان خوف العديد من مفكرينا‬ ‫التقليديين ومن قادتنا السياسيين‪ ،‬من أن تصبح الحداثة بوابة للغزو الفكري والحضاري عموما‪ ،‬وكان من‬ ‫حقنا دائما أن نخشى على حضارتنا من الغزو‪ ،‬وأن نعمل باستمرار على مكافحته‪.‬‬ ‫وال شك‪ ،‬أن فعالية وحيوية التحرك ضد الغزو‪ ،‬من شأنها إحالة هذا الغزو إلى عنصر ايجابي في حداثة‬ ‫حضارتنا وثقافتنا وشخصيتنا‪ ،‬فاالمر كان وال يزال يتوقف على المواقف التي نتخذها من انفسنا والعالم‪ ،‬اكثر‬ ‫مما يتوقف على القوة الغازية‪ ،‬سواء منها التي تحملها لنا روح المثاقفة الحديثة‪ ،‬أو روح التقنولوجيا الحديثة‪،‬‬ ‫فاستسالمنا للعجز وخوفنا من ممارسة حقنا في التجديد واالصالح بوعي ومسؤولية‪ ،‬وعدم قدرتنا على مجابهة‬ ‫الواقع بالواقع والفكر بالفكر والنظام بالنظام والوعي بالوعي‪ ،‬قد كان وال زال أكثر فتكا بنا وبأصالتنا من أي‬ ‫غزو‪.‬‬ ‫وألننا أمة أصيلة في تراثها وفي حضارتها وفي قيمها االجتماعية والثقافية‪ ،‬فإن حداثتها ال بد وأن تطمح‬ ‫بإشهار اصول ماضيها في وجه حاضرها‪ ،‬وإعطاء ذلك الماضي األصيل حضوره الواضح على فضاء الحاضر‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫ان الحداثة هنا‪ ،‬تعني بكل وضوح‪ ،‬اضافة اصول الماضي على اصول الحاضر واعطاء ذلك صيغة موضوعية‪،‬‬ ‫تميز عالقة الماضي بالحاضر‪...‬وعالقة الحاضر بالمستقبل‪.‬‬ ‫ال أحد يستطيع أن ينكر الهوة القائمة باستمرار بين االجيال‪ ،‬وال أحد يمكنه ذلك‪ ،‬لكن األمم الحريصة‬ ‫على تراثها وعلى أصالتها ال تعتبر «التراث» و»االصالة» مختومين بالتمتع‪ .‬فاإلنسان هو تراثه وأصالته‪،‬‬ ‫ولكن مع ذلك يبقى من شروط بقائه‪ ،‬تفاعله‪ ،‬انفتاحه على نفسه وعلى العالم‪ ،‬فما يؤدي إلى حفظ شخصيته‬ ‫وصيانة روحه وقيمه يبقى ويصبح تراثا‪ ،‬وماعدا ذلك يصبح زبدا ويذهب أدراج الرياح‪.‬‬ ‫من هنا تصبح العالقة بين االجيال‪ ،‬مرتبطة بالوعي والنضج والحرص على استمرارية االنسان وتراثه‬ ‫الماضي وتراثه الحاضر‪ ،‬كما تصبح العالقة بين الحداثة وماقبلها محكومة بنفس الضوابط التي تحكم العالقة‬ ‫بين جيل وآخر‪.‬‬ ‫إن أصحاب الحداثة في القصيدة‪...‬وفي اللوحة‪ ،‬وفي القطعة الموسيقية‪ ،‬كما في السياسة واالقتصاد‬ ‫والمجتمع ال يمكنهم ان يستخرجوا أعمالهم الحديثة كما يستخرج الساحر االرنب من كمه‪ ،‬انهم يرتبطون‬ ‫بشروط إنسانية وجودية‪ ،‬لغة وحضارة‪ ،‬وتربية وعلوما وتقنولوجيا‪ ،‬وال يمكنهم التنكر لهذه الشروط‪ .‬فاإلبداع‬ ‫الفني كما اإلبداع السياسي أو االقتصادي أو االجتماعي‪ ،‬ال يأتي من فراغ وال من خواء‪ ،‬انه نتاج معرفي ‪/‬‬ ‫إنساني‪ /‬مجتمعي ‪ /‬حضاري‪ ،‬يخضع ألحكام اإلنسان المبدع ولمجتمعه وقيمه وثقافته ومعاييره الذوقية‬ ‫والجمالية‪ ،‬لكن هذه األحكام والمعايير ليست ثابتة‪ ،‬فهي مثل اإلنسان متحركة‪ ،‬متطورة‪ ،‬متحولة من جيل‬ ‫إلى آخر‪ ،‬ومن مجتمع إلى آخر‪ ،‬ومن ثقافة إلى ثقافة‪.‬‬ ‫فال توجد حداثة لكل العصور‪ ،‬كما ال توجد قصيدة أو لوحة لكل األزمنة‪ ،‬وال موسيقى لكل األجيال‪ ،‬فلكل‬ ‫عصر فنونه واختراعاته وصنائعه‪ ،‬ولكل جيل إبداعاته‪ ،‬ولكل زمن حداثته‪ ،‬ولكن هناك حوار خفي يربط بين‬ ‫اإلبداعات واألجيال واألزمنة‪ / ،‬بين التراث الماضي والتراث الحديث‪...‬وهو حوار حقيقي يقوم على مبدأ التناوب‬ ‫والمغايرة والتأصيل‪ ،‬يعطي لالنتماء الحضاري ‪ /‬االنتماء اإلبداعي معناه وجوهره بعيدا عن الخلط بين الحداثة‬ ‫والتحديث‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬

‫برج محمد السادس بطنجة‬ ‫إعداد ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫تنافس الدول على اإلعمار‬ ‫أصبحت الدول تتنافس في اإلعمار لتزايد عدد السكان بها‪ ،‬وأصبحت األرض تضيق‬ ‫من كثرة البنايات الصغيرة والفيالت ألنها تأخذ حيزا كبيرا من األرض‪ ،‬واهتدى بعض‬ ‫المهندسين إلى بناء عمارة بدل هذه المساكن‪.‬‬ ‫بناء العمارات‬ ‫فعمارة واحدة من ‪ 30‬طابقا في كل طابق ‪ 8‬شقق مثال من فئة ‪ 90‬م‪ ،2‬في كل‬ ‫شقة كافية للسكن‪.‬‬ ‫‪ 8‬شقق في كل ‪90‬م‪ 720 = 2‬م‪ 2‬علو‪ ،‬ال أرضيا تسكنها ‪ 240‬أسرة بدل بناية كل‬ ‫أسرة بيتا لها في فئة ‪90‬م‪ 2‬تكون قد أضعت من األرض مئات األمتار‪.‬‬ ‫من فوائد العمارة‬ ‫ثم إن الماء والكهرباء يسهل على المواطن الحصول عليها‪ ،‬ألن الخيوط الكهربائية‬ ‫متصلة وقنوات الماء واصلة‪ ،‬حتى مدخل العمارة‪ ،‬ولنفرض أننا بنينا عمارة داخل ‪10‬م‬ ‫عرضا على ‪ 80‬متر طوال = ‪ 800‬م‪ 2‬شيدت بها ‪ 20‬عمارة على علو ‪ 30‬طابقا سكنها‬ ‫أزيد من ‪ 1600‬أسرة‪ ،‬وبأرضية العمارة مرآب للسيارات ومتاجر ومكاتب تفي حاجيات‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫ناطحات السحاب‬ ‫تعددت ناطحات السحاب وهي عمارات ذات ‪ 100‬و‪ 140‬طابقا يسكنها آالف الناس‬ ‫ويصعب االطالع عليها من أسفل األرض‪ ،‬ومن جملة المباني الحديثة اليوم بناء األبراج‪،‬‬ ‫من جملة المباني الحديثة اليوم في بعض الدول بناء برج أو أبراج كما في دبي‬ ‫برج خليفة وبرج إيفل الحديدي بباريس وبالرباط برج في طور البناء ولم تحظ طنجة‬ ‫ببرج‪ ،‬أتمنى أن يحدث هذا وذلك في األرض الخالية بطنجة البالية طريق المنارة‬ ‫مساحتها تقريبا ‪ 10‬هكتار أو أكثر كانت كبحيرة لمراكب صغيرة سياحية‪ ،‬تمأل األرض‬ ‫مياه البحر األبيض المتوسط وأهملت وتراكمت بها األزبال واألتربة وهي مرتع للفئران‬ ‫والحشرات‪ ،‬ومخبأ خفي عن األنظار للصوص والمجرمين ليال‪ ،‬لهذا أقترح أن يشيد‬ ‫بالمكان برج يطلق عليه اسم الملك محمد السادس ليخلد به اسمه‪ ،‬ويكون هذا البرج‬ ‫معلمة تضاهي األبراج السالفة الذكر‪ ،‬ويكون ضمن المستجدات بطنجة الكبرى‪ ،‬يحاط‬ ‫به الماء ويعج بالمراكب الصغيرة‪ ،‬وأسفل البرج متاجر ومرآب للسيارات‪.‬‬ ‫برج السادس‬ ‫بمداد ذهب وفضة سجل في السماء‬ ‫برج محمد السادس شامخ العلياء‬ ‫جدد به عهد األجداد واآلباء‬ ‫اقتبست يا سادس من مآثر العظماء‬ ‫نافست بروج خليفة رغم البهاء‬ ‫وغار منك برج إيفل الحديدي الصادء‬ ‫آنست فيك الراحة والسكن الهناء‬ ‫فأضأت بنورك الوهاج إفريقيا السمراء‬ ‫أنرت شعاب أروبا بالضياء من الظلماء‬ ‫فتبددت غيوم‬ ‫منى نفسي الثواقة للجد والوفاء‬ ‫منارة شاع شعاعها عبر الزرقاء‬

‫أنرت طريق الضفتين بجالء‬ ‫فرحبت بك األندلس وقرطبة بالضياء‬ ‫وأضحت البالد مهد اإلنماء واألناء‬ ‫نور اإلسالم واضح لتعنت العداء‬ ‫يا غافال قم لذكر اهلل حتى اللقاء‬ ‫لتنعم بالرضى وجنة الفردوس النعماء‬ ‫صدى اآلذان يتعالى في األفق صم األعداء‬ ‫رددت بعده الصوامع حي على الوالء‬ ‫وربك المستعان على البر والعطاء‬ ‫فاح عطر الندى ودنا شعاع الضياء‬ ‫هرول المستثمر طمعا في‬ ‫برج العاصمة طور البناء والعلياء‬ ‫صرح تمدد علوه نحو السماء‬ ‫فعانق برج الرباط طنجة في السراء‬ ‫برج خليفة وبرج السادس وإيفل‬ ‫معلمات شاهدت لعبقرية األذكياء‬ ‫عم قول اهلل أكبر كل األرجاء‬ ‫الحمد هلل والشكر هلل خير العطاء‬ ‫كسبت ثقة إفريقيا بتكثل وإخاء‬ ‫سليل الحسن أغنى البالد باالهتداء‬ ‫يحفظك اهلل من كل ناقم وعداء‬ ‫تباهت بك األقوام والرؤساء‬ ‫يا زائر طنجة قم بإطاللة على النماء‬ ‫صل في المسجد السادس فرض العشاء‬ ‫تنال رضا اهلل والرسول واألنبياء‬ ‫اصعد برج السادس ترى كل بهاء‬ ‫وتُطل على جبل طارق قائما كاشف األضواء‬ ‫وحققت أمنية النافورة الغراء‬ ‫واستحم يا سائح بالشاطئ ضحى ومساء‬ ‫خير بعل من ساللة تمادت في العطاء‬ ‫بناء مفخرة جادت األقدار لكيد األعداء‬ ‫استقبلتك الشعوب بالهتاف واالنحناء‬ ‫أين مكان البرج‬ ‫قيل وما مكان التشييد بالبحيرة الندماء‬ ‫بحيرة عديمة أصبحت مرتعا للغرباء‬ ‫سور أسمنتي يمنع هيجان الماء‬ ‫ويخفف أمواج األبيض عند المساء‬ ‫األقصى موطني أضاهي كل األعداء‬ ‫شد العزم والشعب وراءك عند النداء‬ ‫طنجة في ‪ 20‬غشت ‪2017‬‬


‫العدد ‪957‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪� 10‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫ذكرى هجرة الر�سول‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫حتدثنا‬

‫يف العدد املا�ضي عن الأحداث التي �سبقت الهجرة النبوية‬ ‫وما عاناه الر�سول �صلى الله عليه و�سلم من �أذى امل�رشكني‬ ‫وت�سلطهم على من �آمن من قري�ش واعتنق الإ�سالم‪ ،‬ونتحدث اليوم عن هذا‬ ‫احلدث العظيم وكيف خرج نبي الهدى �صلى الله عليه و�سلم من بيته وم�سقط‬ ‫ر�أ�سه مهاجرا من �أجل ن�رش دين الله وتبليغ الر�سالة التي �أمر بتبليغها‬ ‫لإخراج النا�س من الظلمات �إلى النور‪.‬‬ ‫ملا �أذن الله �سبحانه وتعالى لنبيه بالهجرة �أ�رس بها �إلى �صديقه الأول‬ ‫�أبي بكر ال�صديق ر�ضي الله عنه‪ ،‬ف�س�أله ال�صحبة فقال‪:‬نعم‪ ،‬ثم �أخذ �أبو‬ ‫بكر يهيئ الزاد واتفقا على اخلروج حتت �ستار الليل حتى اليراهما �أحد‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من كل هذا فقد علمت قري�ش مبا عزم عليه الر�سول �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم فهاج هائجهم وذهبوا �إلى دار الندوة يت�شاورون فيما يفعلون‬ ‫فاتفقت كلمتهم بعد مناق�شة وجمادلة على �أن يختاروا من كل قبيلة �شابا جلدا‬ ‫ويحيطوا بدار النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬حتى �إذا خرج �رضبوه �رضبة‬ ‫رجل واحد فيتفرق دمه يف القبائل فال ي�ستطيع بنوا ها�شم وبنوا املطلب �أن‬ ‫يطالبوا بدمه‪ ،‬ف�أتاه جربيل و�أخربه مبكر القوم ونزل قوله تعالى‪َ « :‬و�إِ ْذ‬ ‫وك �أَ ْو ُي ْخرِ ُج َ‬ ‫وك �أَ ْو َي ْق ُت ُل َ‬ ‫ِين َك َف ُروا ِل ُي ْث ِب ُت َ‬ ‫ي ُك ُر ال َّلهُ‬ ‫ي ُك ُر َ‬ ‫ي ُك ُر ب َِك ا َّلذ َ‬ ‫ون َو مَ ْ‬ ‫وك َو مَ ْ‬ ‫مَ ْ‬ ‫َّ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين « ويف هذه الليلة �أمر �صلى الله عليه و�سلم علي بن‬ ‫ي ا اكِ رِ َ‬ ‫ۖ َواللهُ خ رْ ُ‬ ‫�أبي طالب �أن ينام يف فرا�شه و�أن يت�سجى بربدته ليظن القوم �أنه محمد‪،‬‬ ‫وقال له �إنه لن ي�صل �إليك �شيء تكرهه منهم‪ ،‬فخرج �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫و�أخذ حفنة من تراب فرماها يف وجوههم وهو يتلو قوله تعالى‪َ « :‬و َج َع ْل َنا‬ ‫ون» فلم يبق‬ ‫مِ ْن َبينْ ِ �أَ ْيد ِ‬ ‫ِيه ْم َ�س ًّدا َومِ ْن َخ ْلف ِ​ِه ْم َ�س ًّدا َف�أَ ْغ َ�ش ْي َن ُاه ْم َف ُه ْم اَل ُي ْب�صرِ ُ َ‬ ‫رجل منهم �إال در على ر�أ�سه ترابا ثم ان�رصف‪ ،‬ف�أتاهم �آت وهو �إبلي�س‬ ‫فقال‪ :‬خرج محمد عليكم ثم ما ترك منكم رجال �إال و�ضع على ر�أ�سه ترابا‪،‬‬ ‫فو�ضع كل منهم يده على ر�أ�سه فوجده‪ ،‬ثم جعلوا يتطلعون فوجدوا عليا‬ ‫على الفرا�ش م�سجى بربد النبي �صلى الله عليه و�سلم فيقولون والله �إنه‬ ‫ملحمد عليه برده‪ ،‬فلم يربحوا حتى �أ�صبحوا فقام علي من الفرا�ش فقالوا‬ ‫له �أين �صاحبك؟ قال ال �أدري‪ ،‬وذهب �صلى الله عليه و�سلم �إلى �أبي بكر‬ ‫و�سار �إلى غار ثور بقرب مكة‪ ،‬فلما علموا بخروجه جعلوا يقتفون �أثره‬ ‫حتى وقفوا على باب الغار‪ ،‬بحيث لو نظر �أحدهم حتت قدميه لرءاهما‪،‬‬ ‫و�أمر الله العنكبوت فن�سجت على باب الغار ن�سجا مرتاكبا بع�ضه على بع�ض‬ ‫كن�سج �أربعني �سنة‪ ،‬وملا انتهوا �إلى فم الغار قال �أمية ابن خلف‪ :‬وما �أربكم‬ ‫�إلى الغار �إن عليه لعنكبوتا �أقدم من ميالد محمد‪ ،‬و�أقبل فتيان قري�ش من‬ ‫كل بطن ب�سيوفهم فلما كانوا على �أربعني ذراعا من الغار تعجل بع�ضهم‬ ‫فنظر فيه فلم ير �إال حمامتني وح�شيتني قد با�ضتا يف فم الغار مع العنكبوت‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬لي�س فيه �أحد‪ ،‬ف�سمع النبي �صلى الله عليه و�سلم ما قال‪ :‬فعرف �أن‬ ‫الله قد در�أ عنه‪ ،‬وملا وقفوا على الغار قال �أبو بكر يار�سول الله لو �أن‬ ‫�أحدهم نظر �إلى قدميه لأب�رصنا وا�شتد حزن �أبي بكر على ر�سول الله �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم‪ ،‬وقال يار�سول الله‪� :‬إن قتلت �أنا ف�إمنا �أنا رجل واحد‪،‬‬ ‫و�إن قتلت �أنت هلكت الأمة‪ ،‬فقال له عليه ال�سالم‪ :‬ال حتزن �إن الله معنا‪،‬‬ ‫�أي بالهداية واملعونة والن�رص والطم�أنينة‪ ،‬ف�أنزل الله �سكينته عليه �أي‬ ‫على �أبي بكر‪ ،‬و�أيده �أي النبي �صلى الله عليه و�سلم بجنود مل تروها �أي‬ ‫املالئكة‪� ،‬أنزلهم الله عليه يف الغار يحر�سونه وي�رصفون �أب�صار الكفار‬ ‫عن ر�ؤيته ويب�رشونه بالن�رص على �أعدائه و�أعمى الله �أب�صار امل�رشكني‪،‬‬ ‫ثم ان�رصفوا ورد الله كيدهم يف نحورهم ‪:‬‬ ‫ظنوا احلمام وطنوا العنكبوت على خري الربيـة مل تن�ســج ومل تــحم‬ ‫وقايــة الله �أغنــت عن م�ضاعفــة من الدروع وعن عال من الأطم‬ ‫ومكثا يف الغار ثالث ليال حتى انقطع الطلب فخرجا و�سارا متتبعني‬ ‫طريق ال�ساحل حتى و�صال �إلى املدينة بعد �سبعة �أيام وخرج ال�صحابة‬ ‫واملومنون للقياه �صلى الله عليه و�سلم ووالئد الأن�صار يرددون الن�شيد‬ ‫التاريخي اخلالد‪:‬‬ ‫طلــع البــدر علينـــا من ثنيـــات الـوداع‬ ‫وجب ال�شكـر علينــا مــا دعــــا للـه داع‬ ‫�أيها املبعـوث فينـــا جئت بالأمر املطاع‬ ‫وهنا حدث وال حرج عن فرح �أهل املدينة مبقدم �إمام املر�سلني وخامت‬ ‫النبيئني �سيدنا محمد �صلوات الله و�سالمه عليه وعلى �آله و�أ�صحابه الذين‬ ‫�أر�شدونا �إلى الت�ضحية ب�أنف�سنا و�أموالنا يف �سبيل احلق والذود عن العقيدة‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫وعلمونا كيف يكون ال�صرب على الأذى وكيف يكون التوكل على الله والثقة‬ ‫به مع الأخذ بالأ�سباب‪.‬‬ ‫فيجب على امل�سلمني �إذ ي�ستقبلون �سنتهم اجلديدة وي�ستح�رضون ذكر‬ ‫تلك الهجرة ويقرءون �أ�سبابها و�آثارها‪ ،‬و�أن الله بها �أمت على املومنني‬ ‫نعمته و�أكمل لهم دينهم الذي ارت�ضى لهم‪ ،‬وبها ك�رس �شوكة الباطل وفرق‬ ‫قوته‪ ،‬يجب �أن يذكروا دائما �أن الباطل مهما كرثت �أعوانه وقويت �شوكته‬ ‫البد �أن تنهار دعائمه فيبقى �أمام احلق مغ�شيا عليه ميل�ؤه اخلزي وتعلوه‬ ‫الك�آبة يتوارى من القوم من �سوء مانزل به‪ ،‬تلك �سنة الله يف خلقه ولن‬ ‫جتد ل�سنة الله تبديال‪ ،‬ويذكروا �أن لالنت�صار احلق �أ�سبابا وعوامل تتلخ�ص‬ ‫يف توحيد الكلمة يف �شجاعة و�صرب وجلد و�إميان‪ ،‬وما انت�رص �أ�صحاب‬ ‫الهجرة‪� ،‬إال لتوحيد كلمتهم و�شجاعتهم و�صربهم‪ ،‬وقد كان لهم من كل ذلك‬ ‫الفتح والن�رص‪ ،‬و�أن يذكروا �أن رجال الهجرة �أودوا يف �سبيل الله وتوالت‬ ‫عليهم املحن والباليا ومل يكن الإيداء على �شدته ليزيدهم �إال �إميانا وتثبيتا‪،‬‬ ‫يجب �أن يذكر امل�سلمون كل هذا ثم يرجعوا �إلى �أنف�سهم لينظروا �أين هم من‬ ‫ه�ؤالء الذين �رشوا �أنف�سهم ابتغاء مر�ضاة الله‪ ،‬والذين �أبوا على �أنف�سهم‬ ‫وعلى دينهم �إال الكرامة والعزة‪ ،‬ولينظروا �أين هم من �أوامر هذا الدين‬ ‫و�أحكامه و�آدابه و�أخالقه‪� ،‬سريى امل�سلمون �أن الآية قد انعك�ست فيهم حيث‬ ‫�آلوا �إلى االتكال والك�سل وتركوا العمل واجلد وال�صرب‪ ،‬فبالإميان ال�صادق‬ ‫والإخال�ص يف العمل ارتفع �ش�أن العرب وامل�سلمني‪ ،‬وبتوطني النف�س على‬ ‫ن�رصة الدين واحلق وحتمل كل املكروهات يف �سبيل ذلك �ساد الإ�سالم‬ ‫وامل�سلمون يف �شتى �أقطار الأر�ض‪.‬‬ ‫فيجب على الأمة التي ترغب يف �صالح �أمرها و�إعادة عزها وجمدها‬ ‫�أن تهاجر �إلى الله ور�سوله برتك املعا�صي والإقبال على الطاعات وعمل‬ ‫اخلري لنفع امل�سلمني‪ ،‬فقد �أبقى لنا ر�سولنا الكرمي حظنا من الهجرة وهو‬ ‫حظ ال ينقطع �إلى يوم القيامة‪� ،‬أخرج البخاري مرفوعا « امل�سلم من �سلم‬ ‫امل�سلمون من ل�سانه ويده‪ ،‬واملهاجر من هاجر ما نها الله عنه» فالنبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم بهذا احلديث يرينا �أن الإ�سالم ينظر �إلى ثمرة الهجرة‬ ‫قبل النظر �إلى مظاهرها فظاهرها انتقال من مكان �إلى مكان‪ ،‬وباعثها‬ ‫وثمرتها يتعلقان بالروح والنية احل�سنة والق�صد اجلميل‪ ،‬وقد �أ�شار �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم �إلى هذا املعنى بقوله‪� « :‬إمنا الأعمال بالنيات و�إمنا لكل‬ ‫امرئ ما نوى فمن كانت هجرته �إلى دنيا ي�صيبها �أو امر�أة ينكحها فهجرته‬ ‫�إلى ما هاجر �إليه»‬ ‫وباجلملة ف�إن حادث الهجرة النبوية در�س عملي للعظة واالعتبار‪،‬‬ ‫يجب �أن تعلم منه �أن تكون �أعمال الر�سول الأكرم �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫هي القدوة‪ ،‬و�أن التلهينا املدنية احلديثة وزخرف الدنيا عما يف الأخالق‬ ‫والدين من جمال‪ ،‬و�أن يكون الإخال�ص وال�صرب واجلد يف العمل �شعار‬ ‫امل�ؤمن‪ ،‬فما �أحوجنا اليوم �إلى جعل هذه الذكرى النافعة منا�سبة لتوحيد‬ ‫الكلمة و�ضم ال�صفوف وجمع ال�شمل يف وقت طغت فيه املنافع الفردية وحب‬ ‫الأثرة‪ ،‬فاختلفت النزعات وت�شعبت ال�سبل وتنوعت امل�شاكل االجتماعية‪،‬‬ ‫فقلت �سبل اخلري و�ضاعت مقا�صد ال�سعادة والنجاح‪ ،‬و�إن خري ما ينفع الأمم‬ ‫يف حياتها امل�ستقبلية �أن تنظر �إلى حياتها املا�ضية وتتخذ لها منها منارا‬ ‫يهديها وير�شدها‪.‬‬ ‫�إن هذا االنت�صار الرائع الذي حققه الر�سول �صلى الله عليه و�سلم ب�سبب‬ ‫الهجرة يجب �أن يكون منطلقا للم�سلمني ومغزى وعربة يربطون من خالله‬ ‫املا�ضي باحلا�رض‪ ،‬يحثون ال�سري واخلطى ويتلم�سون ال�سبل والطرق التي‬ ‫�سار عليها ال�سلف ال�صالح‪ ،‬لعلنا ن�صل �إلى الغاية املرجوة والهدف الأ�سمى‬ ‫الذي هو عز هذه الأمة وجمدها ووحدة �صفها‪ ،‬و�أن نحقق فينا قوله �سبحانه‬ ‫وتعالى‪« :‬ولله العزة ولر�سوله واملومنني»‪.‬‬ ‫ن�س�أله �سبحانه �أن يهل هذه ال�سنة باليمن والربكة على الأمة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫وباخلري وال�سعادة وال�صحة والهناء على موالنا �أمري املومنني جاللة امللك‬ ‫محمد ال�ساد�س ن�رصه الله وعلى ويل عهده املحبوب موالي احل�سن‪ ،‬وعلى‬ ‫�سائر �أفراد �أ�رسته الكرمية وعامة �أبناء �شعبه الويف �إنه �سميع جميب‪.‬‬


‫العدد ‪958‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل جمع إلى األدب الحكمة‪،‬‬ ‫وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد األندلس‬ ‫سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد بن الظاهر باهلل علي بن‬ ‫الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل بأحد المقربين إلى الوزير‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما‬ ‫لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪ .‬فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر‬ ‫يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية»التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫فصل في القلم‪ ،‬وما لهم فيه من الحكم‬ ‫قيل‪« :‬هو أول ما خلقه اهلل تعالى‪ ،‬وبذكره بدأ في القرآن‪ ،‬فقال تعالى‪( :‬الذي َّ‬ ‫بالقلم‪.‬‬ ‫علمَ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسان ما لم يعلم) ‪ .‬وقال تعالى‪( :‬ن‪ .‬والقلم وما يسطرون) فأبان سبحانه وتعالى أن‬ ‫علمَ‬ ‫صناعة القلم أفضل الصنايع‪ ،‬وأجل البضايع»‪.‬‬ ‫قيل‪« :‬ال يسمى قلماً حتى يبرى‪ ،‬وإال فهو قصبة‪ .‬وال يقال للرمح رمح إال وعليه سنان‪ ،‬وإال‬ ‫فهو قناة‪ .‬وال يقال مائدة إال وعليها طعام‪ ،‬وإال فهي خوان‪ .‬وال يقال كأس إال إذا كان فيه شراب‪،‬‬ ‫وإال فهو زجاجة»‪.‬‬ ‫وقال بعض ملوك اليونان‪« :‬أمر الدنيا والدين واقع تحت شيئين‪ :‬سيف وقلم‪ ،‬والسيف‬ ‫تحت القلم»‪.‬‬ ‫قال أبو الفتح البستي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األبطال يوماً بسيفهـم‬ ‫إذا أقسمَ‬ ‫وعدُّوه مما يكسبُ المجدَ والكرمْ‬ ‫ً‬ ‫ورفعــة‬ ‫كفى قـلمَ الكتاب عـزَّا‬ ‫أن ا َ‬ ‫مدى الدَّه ِر َّ‬ ‫هلل أقسـمَ بالـقلـم‬ ‫وقال اإلسكندر‪« :‬ما أقرته األقالم‪ ،‬ولم تطمع في دروسه‬ ‫األيام»‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬القلم لسان البصر‪ ،‬ومطية الفكر»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪« :‬بالقلم تزف بنات العقول‪ ،‬إلى خدور الكتب»‪.‬‬ ‫وقال العتابي‪« :‬ببكاء األقالم تضحك الصحف»‪.‬‬ ‫وقال ابن المعتز‪« :‬القلم يخدم اإلرادة‪ ،‬وال يمل االستزادة‪،‬‬ ‫يسكت قائماً وينطق سائراً‪ ،‬في أرض بياضها مظلم‪ ،‬وسوادها‬ ‫مضيء»‪.‬‬ ‫وقال أرسططاليس‪« :‬الكاتب العلة الفاعلية‪ ،‬والقلم العلة اآللية‪،‬‬ ‫والمداد العلة الهيوالنية‪ ،‬والخط العلة الصورية‪ ،‬والبالغة العلة الغائية»‪.‬‬ ‫وقال إبراهيم بن العباس الصولي لكاتب‪« :‬أطل خرطوم قلمك»‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫«أله خرطوم؟»؛ قال‪« :‬نعم»‪ .‬وأنشد‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫كأن أنوفَ َّ‬ ‫الطير في عرصاتها‬ ‫أقالم ُّ‬ ‫تخط وتعجمُ‬ ‫خراطيم‬ ‫ٍ‬ ‫وأما قدره وإمساكه وحاالته فقال األستاذ ابن مقلة‪« :‬أحسن قدود القلم‬ ‫أن ال يتجاوز به الشبر بأكثر من جلفته»‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ترجمان أخرسُ َّ‬ ‫اللفظ صامتٌ‬ ‫له‬ ‫شبر بل يزيدُ على الشِّبر‬ ‫قاب‬ ‫على‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وقال الشيخ محمَّد بن العفيف رحمه اهلل تعالى‪« :‬صنعة مسكه باإلبهام‬ ‫والوسطى‪ ،‬وتكون السبابة تمنعه من الميل واالضطراب‪ ،‬وتكون مبسوطة‬ ‫غيرمقبوضة‪ ،‬ألن ببسط األصابع يتمكن الكاتب من إدارة القلم‪ .‬وال يتكئ‬ ‫على القلم االتكاء الشديد المضعف له‪ ،‬وال يمسك اإلمساك الضعيف فيضعف‬ ‫اقتداره في الخط‪ ،‬لكن يجعل الكاتب اعتماده في ذلك معتد ًال»‪.‬‬ ‫وقال إسحاق بن حماد‪« :‬القلم للكاتب‪ ،‬كالسيف للشجاع»‪.‬‬ ‫وقال الضحاك بن عجالن‪« :‬يا من تعاطى الكتاب‪ ،‬اجمع قلبك عند ضربك القلم‪ ،‬فإنما هو‬ ‫عقلك تظهره»‪.‬‬ ‫وأما حاله في الصالبة والرخاوة فإنه تابع لصحيفة‪ ،‬ألنها إذا كانت لينة احتاجت أن يكون‬ ‫في األنبوب لين‪ ،‬وفي لحمه فضل‪ ،‬وفي قشره صالبة‪ .‬وإن كانت صلبة احتاجت أن يكون‬ ‫في األنبوب يبس وصالبة‪ .‬وعلة ذلك أن حاجته من المداد في الصحيفة الرخوة أكثر من‬ ‫حاجته إليه في الصحيفة الصلبة؛ فرطوبته ولحمه يحفظان عليه غزارة االستمداد‪ ،‬ويكون في‬ ‫الصحيفة الصلبة ما وصل إليها من القلم الصلب الخالي من المداد كافياً‪..‬‬ ‫وقال شيخ هذه الصناعة عماد الدين الشيرازي‪ :‬أحمد األقالم ما توسطت حاالته في الطول‬ ‫والقصر‪ ،‬والغلظ والرقة‪ ،‬فإن الرقيق الضئيل تجتمع عليه األنامل فيبقى مائ ً‬ ‫ال إلى ما بين الثالث‪،‬‬ ‫والغليظ المفرط ال تحمله األنامل‬ ‫وقال بن الزيات‪« :‬خير األقالم ما استحكم نضجه وخف بزره‪ ،‬وبلغ أشده واستوى»‪.‬‬ ‫وصف في الدواة وصفتها وآالتها‬

‫قال الحسن بن وهب‪« :‬سبيل الدواة أن تكون متوسطة في قدرها‪ ،‬ال باللطيفة فتقصر‬ ‫أقالمها وتقبح‪ ،‬وال بالكثيفة فيثقل محملها»‪.‬‬ ‫قال الفضل‪« :‬ينبغي أن يتخذ القلم من أجود العيدان وأرفعها ثمناً كاآلبنوس والساسم‬ ‫والصندل ‪.‬‬ ‫وأما (الجونة) التي فيها حق المداد فينبغي أن يكون شك ً‬ ‫ال مدور الرأس‪ ،‬يجتمع على زاويتين‬ ‫قائمتين‪ ،‬وال يكون مربعاً على حال‪ ،‬ألنه إذا كان مربعاً يتكاثف المداد‪ ،‬فإذا كان مستيدراً كان‬ ‫أنقى للمداد وأسعد في االستمداد‪ .‬ويجتهد في تحسينها وتجويدها وتصوينها»‪.‬‬ ‫المدائني‪:‬‬ ‫وأنشد‬ ‫جوِّدْ دواتك واجتهد في صونها‬ ‫َّ‬ ‫اآلداب‬ ‫إن الدُّويَّ خزائن‬ ‫ِ‬ ‫ومن آالتها (الليقة) ويكون من الحرير والقطن والصوف‪.‬‬ ‫وسمت العرب كل ذلك كرسفا‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬من لم يحسن االستمداد وبري القلم‬ ‫والشق والقط وإمساك الطومار‪ ،‬وقسمة حركة اليد حين‬ ‫الكتابة فليس هو من الكتابة في شيء»‪.‬‬ ‫وقال ابن العفيف‪« :‬من لم يدر وجه القلم وصدره وعرضه‬ ‫فليس هو من الكتبة في شيء»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪« :‬على حسب تمكن الكاتب من إدارة قلمه وسرعة‬ ‫يده في الدوران يكون صفاء جوهر حروفه»‪.‬‬ ‫وإذا مد الكاتب فليكن القلم من أصابعه على صورة إمساكه له في‬ ‫حين الكتابة وال يديره لالستمداد‪ ،‬ألن أحسن المذاهب فيه أن يكون من‬ ‫يد الكاتب على وضعه في الكتاب‪ .‬ويحرك رأس القلم من باطن يده إلى‬ ‫خارجها‪ ،‬فإنه يمكنه معه مقام القلم على نصبته في األصابع‪ .‬ومتى عدل‬ ‫عن هذا لحقته المشقة في نقل نصبه األصابع في كل مدة‪ .‬وهذا من أكبر‬ ‫ما يحتاج إليه الكاتب‪ ،‬ألن هذا هو الذي عليه مدار جودة الخط ‪ ،‬وقلما يدريك‬ ‫علم هذا إال رؤيته من العالم الحاذق بهندسة الخط‪ ،‬مع ما يكون معه من‬ ‫األناة وحسن التأدية‪.‬‬ ‫قال بعض الكتاب‪« :‬ويتعين على الكاتب أن يتفقد الليقة ويطيبها‬ ‫بأجود ما يكون‪ ،‬فإنها تتغير على طول المدى»‪ .‬وأنشد‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫دواته**إن الفتى ال كان غيرَ ظريف‬ ‫متظرِّف شهدت عليه‬ ‫وكان بعض الكتاب يطيب دواته ببعض ما عنده من طيب نفسه‪،‬‬ ‫فسئل عن ذلك فقال‪ :‬ألننا نكتب به اسم اهلل تعالى واسم نبيه صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪« :‬يتعين على الكاتب تجديد الليقة في كل شهر‪ ،‬وأن يطبق المحبرة حين‬ ‫فراغه لئال يقع فيها ما يفسد الخط»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪« :‬ينبغي للكاتب أن ال يكثر االستمداد‪ ،‬بل يمد مداً معتد ًال‪ ،‬وال يحرك الليقة من‬ ‫مكانها‪ ،‬وال ينثر بالقلم وال يرد القلم إلى الليقة حتى يستوعب ما فيه من المداد‪ ،‬وال يدخل منه‬ ‫الدواة كثيراً بل إلى حد شقيه ال يجاوز ذلك إلى آخر الفتحة»‪.‬‬ ‫ومن آالتها (السكين) وهي المدية‪ .‬قالوا‪« :‬ال يستعمل لغير بري القلم‪ .‬ويستحب المبالغة‬ ‫في سقيها وحدها‪ ،‬ليتمكن من البري‪ ،‬فيصفو جوهر القلم وال يتشظى قطته‪ .‬وهي مسن‬ ‫األقالم تشحذ بها إذا كلت‪ ،‬وتطلقها إذا وقفت وتلمها إذا تشعثت‪ .‬وأحسنها ما عرض صدره‪،‬‬ ‫وأرهف حده‪ ،‬ولم يفصل عن القبضة نصابه‪ ،‬واستوى من غير اعوجاج‪ .‬وكانوا يستحسنون‬ ‫العقابية‪ ،‬وهي التي صدرها أعرض من بطنها‪.‬‬ ‫ومن آالتها (الملواق) ألنه بن تالق الدواة‪ .‬وأحسن ما يكون من اآلبنوس‪ ،‬لئال يغيره لون‬ ‫المداد‪ ،‬ويكون مستديراً مخروطاً‪ ،‬عريض الرأس نحيفه»‪.‬‬


‫العدد ‪958‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)861‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫“نظرات في منهج تحقيق‬ ‫النصوص التراثية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫هي أيقونة ال��دراس��ات التراثية بالمغرب‪ ،‬هي رائ��دة علم‬ ‫المخطوطات الشعرية الغميسة ببالدنا‪ ،‬هي المرجع األساسي في‬ ‫دراسة خبايا المتون والمدونات الشعرية المغربية الكالسيكية‪ ،‬وقبل‬ ‫كل ذلك‪ ،‬هي الباحثة األكاديمية نجاة المريني التي استطاعت أن‬ ‫تؤسس لقواعد البحث اإلجرائي المرتبط بمناهج تحقيق النصوص‬ ‫التراثية المغربية والعربية‪ .‬ولعلها اكتسبت شهرتها العلمية بهذه‬ ‫الصفة داخل الجامعة المغربية‪ ،‬بعد أن كان لها قصب السبق في‬ ‫اقتحام مجاهل علم المخطوطات الدفينة‪ ،‬ووضع الضوابط األكاديمية‬ ‫لفعل “التحقيق” باعتباره أداة علمية إلعادة بث الروح في مضامين‬ ‫المخطوط وتيسير االطالع عليه بالنسبة للباحثين وللمهتمين‪.‬‬ ‫وبخصوص السقف العام الموجه لمضامين الكتاب‪ ،‬تقول‬ ‫ونتيجة لهذا الجهد الفريد والممتد في الزمن‪ ،‬استطاعت األستاذة‬ ‫المؤلفة في كلمتها التقديمية‪“ :‬إن ما يسعى إليه هذا الكتاب الذي‬ ‫المريني تحقيق تراكم علمي غزير‪ ،‬جعلها تتحول إلى مرجع زماننا‬ ‫أضعه اليوم بين يدي الطلبة الباحثين هو تقديم تصور إيجابي –‬ ‫الراهن في كل ما يتعلق بخبايا االشتغال على ذخائر المخطوطات‬ ‫األدبية المغربية الدفينة‪ .‬وقد بلورت ذلك من خالل سلسلة من‬ ‫بناء على تجربتي المتواضعة‪ -‬لما يجب أن يكون عليه واقع التعامل‬ ‫المبادرات الرائدة‪ ،‬على رأسها إسهامها في تطوير الدرس الجامعي‬ ‫مع التراث العربي المخطوط‪ ،‬وما يجب أن يتوفر للباحث الذي يرغب‬ ‫المتخصص ونجاحها في إنشاء وحدة لتحقيق المخطوط العربي‬ ‫في التعامل مع هذا التراث المخطوط من مواد وآليات وزاد معرفي‬ ‫داخل شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية اآلداب التابعة لجامعة‬ ‫وقدرات‪ ،‬وكلها عوامل أساسية تساعده على النجاح في مهمته‪ ،‬مع‬ ‫محمد الخامس بالرباط‪ ،‬ثم االنخراط في تأطير سلسلة من األطاريح‬ ‫حسن امتالكه لوسائل العمل وأدواته المختلفة وأهمها علوم اآللة‬ ‫الجامعية المتخصصة في الموضوع‪ ،‬وتعزيز المسار بمجموعة من‬ ‫والخط والتاريخ‪ ،‬إضافة إلى ما للغة العربية من دور في اإلبحار في‬ ‫اإلصدارات العلمية الرائدة والمؤسسة‪ ،‬من قبيل كتاب “شعر عبد‬ ‫العزيز الفشتالي‪ -‬جمع وتحقيق دراسة” (‪ ،)1986‬وكتاب “من نوادر‬ ‫هذا العالم المتعب والمفيد في نفس اآلن‪( ”...‬ص ص‪.)13-14 .‬‬ ‫مخطوطات المكتبة المغربية” (‪ ،)2001‬وكتاب “شعر أبي العباس‬ ‫وبالنسبة لآلفاق العلمية الرحبة المؤطرة لمنطلقات االشتغال‬ ‫أحمد بن القاضي‪ -‬جمع وتحقيق دراسة” (‪ ،)2004‬وكتاب “ما تبقى‬ ‫على النصوص التراثية‪ ،‬فقد لخصتها األستاذة المريني بشكل دقيق‬ ‫من رحلة ابن حمويه‪ -‬جمع وتحقيق دراسة” (‪ ،)2012‬وكتاب “شعر‬ ‫غالف الكناب‬ ‫عندما قالت‪“ :‬الحديث عن التراث شائك ومربك‪ ،‬لذيذ ومفيد في نفس اآلن‪ ،‬ال يمكن‬ ‫علي بن منصور الشيظمي‪ -‬جمع وتحقيق دراسة” (‪ ،)2013‬وكتاب “شعر محمد بن‬ ‫أن يتحدث عنه إال من أحبه وملك عليه جوارحه‪ ،‬فاشتغل به ليعكف على فك طالسمه‬ ‫على الفشتالي‪ -‬جمع وتحقيق دراسة” (‪ ...،)2016‬أضف إلى ذلك‪ ،‬استطاعت األستاذة‬ ‫المريني ترسيخ تجربتها األكاديمية‪ ،‬تأصيليا ومنهجيا‪ ،‬من خالل اإليقاع المرتفع إلسهاماتها واستخالص مكنونه بحذر وتبصر وروية‪ ،‬ومن ثم يكون الباحث في التراث قارئا مستفزا يجتهد‬ ‫الغزيرة في ندوات علمية ومنتديات أكاديمية ومنابر تخصصية محكمة‪ ،‬سواء داخل المغرب أم في تحليله وتفكيكه وإعادة تركيبه ليمنحه حياة جديدة تغري باإلقبال عليه والتمتع بجماليته‪...‬‬ ‫خارجه‪ .‬ولعل هذا ما أضفى بعدا متميزا على رصيد منجزها العلمي الذي أضحى مصدرا للنهل إن البحث في التراث تقصيا وضبطا وتحقيقا وتوثيقا يدعو إلى وقفات متأنية عند النص التراثي‬ ‫وللتأمل ولالستثمار بالنسبة ألجيال الباحثين الذين ارتبطوا بها‪ ،‬سواء من موقعهم كطلبة أو‬ ‫كباحثين‪ ،‬أم من موقعهم كمهتمين وكمتخصصين انفتحوا –بفضل تنقيباتهم‪ -‬على عوالم باعتباره ذخيرة وأمانة في نفس اآلن‪ .‬فكيف ننجح في التعامل معه؟ وفي لفت النظر إليه بإعادة‬ ‫الحياة إليه أي بإحيائه بعد أن كان دفين رفوف مكتبة عامة أو خزانة خاصة؟ إن التعامل مع التراث‬ ‫المخطوطات التراثية المغربية والعربية‪.‬‬ ‫ونظرا لغزارة ما استطاعت األستاذة المريني تحقيقه‪ ،‬تأطيرا وتحقيقا ونشرا وإشرافا‪ ،‬فقد بالبحث والدرس يعني متابعة التطور الحضاري لألمة التي أنتجته بناء على موقف إيجابي يهدف‬ ‫اكتست من الريادة ما أهلها للتحول إلى خبيرة في مجال المدونات التراثية األدبية المغربية إلى تحليله ونقاشه لالستفادة منه مستقبال‪( ”...‬ص‪.)15 .‬‬ ‫المعاصرة‪ ،‬وواضعة القواعد اإلجرائية لطرق البحث في مجاهل المتون الدفينة‪ ،‬األمر الذي يسمح‬ ‫يبدو أن العودة المتجددة لتقليب صفحات النصوص التراثية الخاصة بالمجال اإلبداعي‪،‬‬ ‫بتصنيفها إلى جانب األعالم الكبار لهذا المجال‪ ،‬من أمثال محمد المنوني وعبد اهلل كنون وعباس والشعري تحديدا‪ ،‬تشكل قاعدة إلعادة تجميع تشظيات الهوية الثقافية والحضارية لمغاربة العقود‬ ‫الجراري ومحمد بنشريفة‪...‬‬ ‫والقرون الماضية‪ .‬وال شك أن تأطير هذا االنفتاح بعدة منهجية ومعرفية مجددة‪ ،‬وبرؤية نقدية‬ ‫ونظرا لهذه القيمة االعتبارية الراقية‪ ،‬انتبهت األستاذة المريني إلى ضرورة “التوثيق”‬ ‫صارمة‪ ،‬سيساهم في نفض الغبار عن ما ظل منسيا داخل دهاليز مكتباتنا الوطنية ومراكزنا‬ ‫لتجربتها العلمية مع عوالم المخطوط العربي وطالسمه المتداخلة‪ ،‬تجميعا لنتائج أعمالها ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬واستثمارا لجهدها التأطيري‪ ،‬وتعميما ألدوات البحث والتنقيب والتدقيق التي ارتبطت األرشيفية‪ .‬وغني عن التذكير أن هذه النصوص تمتلك من القوة ما يضمن تحيين مضامينها‬ ‫باسمها‪ ،‬عالمة مجددة وباحثة منقبة ومفكرة رصينة ومحققة صارمة‪ ،‬ال والء لها إال للبحث العلمي وتحويلها إلى مادة خام مركزية في االشتغال وفي االستثمار العلميين‪ .‬ولعل في ما قامت به‬ ‫وألدواته اإلجرائية التأصيلية‪ .‬وقد أجملت نتائج هذا المنحى في كتاب تجميعي صدر خالل مطلع األستاذة نجاة المريني في هذا اإلطار‪ ،‬خير دليل على رحابة حقل المخطوطات المغربية الدفينة‪،‬‬ ‫السنة الجارية (‪ ،)2017‬تحت عنوان “نظرات في منهج تحقيق النصوص التراثية”‪ ،‬في ما مجموعه باعتبارها المحتضن األمين لمعالم “النبوغ المغربي” الممتد في الزمن والمكتسب لعناصر البهاء‬ ‫‪ 161‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬إنه كتاب يستحضر مسار األستاذة المريني ويقدم والعطاء‪ .‬لقد استطاعت األستاذة المريني وضع ضوابط محترمة علميا لتجديد ذهنيات قراءة‬ ‫خالصة تعب السنين الماضية بين غبار المخطوطات الدفينة ورطوبة المكتبات ودور األرشيف‬ ‫متون المخطوطات‪ ،‬وتجاوزت ذلك بتقديم خالصات تجربتها الطويلة للعموم وبتمكين باحثي‬ ‫المتخصصة‪ .‬ال يتعلق األمر بتتبع كرونولوجي لمهام األستاذة المريني داخل الجامعة وخارجها‬ ‫في مجال االنفتاح على المخطوطات الدفينة‪ ،‬بقدر ما أنه رصد لمعالم النبوغ المنهجي والتفكيكي المغرب الراهن من استثمار هذه الخالصات‪ .‬وفي ذلك سلوك نبيل يكسب صاحبته كل عناصر‬ ‫في أدوات فعل التحقيق وسبل التدقيق في المضامين ومعالجتها‪ ،‬وتيسير االطالع عليها ثم التقدير واالحترام‪ ،‬باحثة ومنقبة ومثقفة أرخت بظاللها الوارفة على مجال االشتغال األكاديمي‬ ‫استثمارها‪ .‬ولعل هذا ما أدركه األستاذ عباس الجراري‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬وعلى بين ثنايا مخطوطات المغرب المبدع‪ ،‬المغرب المنتج للقيم وللثقافات ولمعالم السمو والنبوغ‪.‬‬ ‫عكس ما كان يظن بعض الراغبين في التحقيق من أن األمر يقضي‬ ‫بعد جمع نسخ النص‪ ،‬مجرد المقارنة السريعة بين نسخه األخرى‬ ‫لتحديد ما يمكن أن يكون األصل‪ ،‬مع كتابة مقدمة دراسية وإضافة‬ ‫بعض التعليقات في الهامش‪ ،‬فإن األستاذة نجاة كانت تلح على‬ ‫تعميق قراءة المتن بصبر وأناة‪ ،‬من خالل كل ما يكونه على مستوى‬ ‫اللغة والنحو والصرف والعروض والمقومات والبالغية واألسلوبية‪،‬‬ ‫وغيرها من األساسيات التي كان قد بدأ إهمالها أو التهاون في‬ ‫تدريسها‪( ”...‬ص‪.)9.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫وداعا ومرحبا ‪..‬‬

‫ونحن في خواتم الخاتم‪ ،‬بذي الحجة نهاية السنة الهجرية‪ ،‬على مشارف الختام‪ ،‬وفيه‬ ‫مراتب‪ ،‬كل بمقامه‪ ،‬وكل بمستواه‪ ،‬فأهل اإلسالم لهم ختمهم‪ ،‬وأهله اإليمان لهم ختمهم‪،‬‬ ‫وأهل اإلحسان لهم ختمهم‪ ،‬فكل ذي مرتبة له شهوده وشهادته‪ ،‬ومقامه ورتبته‪ ،‬عند اهلل قبل‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫‪ ‬يختم اهلل السنة بعد أن يجتمع المسلمون على اختالف ألسنتهم وألوانهم ومشاربهم‪،‬‬ ‫بذلكم الميقات الرباني العظيم‪ ،‬في موسم الحج المعظم‪ ،‬قياما بعبادة واحدة موحدة‪.‬‬ ‫‪ ‬نحن وإياهم نودع عاما لنستقبل عاما جديدا‪ ،‬بحزم وعزم‪ ،‬ونية صادقة في التغيير‪ ،‬نفتش‬ ‫ونقلب أفئدتنا وقلوبنا وبصائرنا قبل أوراقنا ومخططاتنا‪ ،‬لنسلك عاما روحيا جديدا‪ ،‬موسما‬ ‫للطاعات والقربات‪ ،‬سنة عملية ناجحة‪ ،‬سنة علمية موفقة‪ ،‬سنة روحية صادقة ‪..‬‬ ‫‪ ‬بحاجة إلى الوقوف مع الذات وقفة تأمل وخلوة‪ ،‬مراجعة وتنقيحا وتهذيبا‪ ،‬وقوفا بها على‬ ‫باب المهمة العظمى التي أنشأنا اهلل من أجلها‪ ،‬عبادته وحده ال شريك له‪ ،‬بحثا عن كماالت‬ ‫الروح‪ ،‬وتهذيبا وتنقية للنفس من وسخ ودنس وفيروسات المعصية‪ ،‬وما يتخلف عنها‪.‬‬ ‫‪ ‬على مشارف ختم السنة‪ ،‬نعيد ترتيب أثاث قلوبنا قصد أن تكون هلل وحده‪ ،‬نلوذ بها إلى‬ ‫خالقها‪ ،‬ونتعوذ به لها من كل التفات أو انشغال يميل بها عن رب جل عاله؛ كلنا نصاب بفتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫في الطاعات فال ندري من أي سبب كان‪ ،‬وجل ذلك من أثر التفات قلوبنا‬ ‫عن مهمتها العظمى وانشغالها بربها‪ ،‬أن خلوة أو وسط الهرج والمرج‪،‬‬ ‫والخلوة الحقيقية كما قال أهل الذوق‪ ،‬اختالؤك بالحق وسط الخلق‪.‬‬ ‫‪ ‬الموفقون في حياتهم‪ ،‬الملهمون من ربهم شغلوا أنفسهم بقلوبهم‪ ،‬بدل أن يشغلوها‬ ‫بالقيل والقال‪ ،‬وإطالق عنان اللسان في أعراض الناس‪ ،‬فمراقبتك لقلبك عبادة‪ ،‬واشتغالك‬ ‫بتقويم مسار روحك عبادة‪ ،‬ورب جلسة تأمل تعيد ترتيب أوراق روحك‪ ،‬خير من عبادة سنة هباء‬ ‫في هباء ‪..‬‬ ‫‪ ‬ونحن في مشهد الختم أسأل نفسك‪ ،‬حاسب نفسك‪ :‬ما الذي يجعلني متأخرا عن العبودية‬ ‫الحقة ؟ ما الذنب الذي يحول بيني وبين صلتي بربي ؟ ما العمل الذي به تكون قدمي على سير‬ ‫قدم سيدنا وموالنا رسول اللهّ صلى اللهّ عليه وآله وسلم ؟‬ ‫‪ ‬سنة سعيدة‪ ،‬نسأل اهلل أن يجعلها سنة فتح وخير وبركة لنا ولكم ولألمة الخاتمة جمعاء‪،‬‬ ‫سنة بر وتوفيق‪ ،‬وزيادة في العلم والرزق والسلوك إلى اهلل‪ ،‬سنة محبة وسالم لألمة المغربية‬ ‫جمعاء‪ ،‬ولموالنا أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين جاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل وأيده بتوفيقه ومدده‪ ،‬واهلل ولينا ووليكم قرائي األوفياء‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪958‬‬ ‫ِ‬

‫صدار جديد‬ ‫إ‬

‫هذا الكتاب قيمة علمية‬ ‫مضافة لتعزيز الخزانة العربية‬ ‫األندلسية‪ .‬أنجز الدكتور محمد‬ ‫بن شريفة حلقته أولى من أمثال‬ ‫العوام‪ ،‬وجاء عمل الدكتورة‬ ‫نزيهة المتني مكمال بأمثال‬ ‫الخواص‪.‬‬ ‫و هذا اإلصدار جهد علمي‬ ‫رفيع في تحقيق متن أندلسي‬ ‫ظل المهتمون المختصون‬ ‫ينتظرونه منذ زمن بعيد‪ ،‬وفضال‬ ‫عن المجهود العلمي الرفيع في‬ ‫التحقيق الذي يستدعي اإللمام‬ ‫بجملة علوم لغوية في المقام‬ ‫األول ‪ ،‬وضعت الدكتورة نزيهة‬ ‫المتني دراسة مساعدة ومجلية‪..‬‬

‫‪17‬‬

‫ربورطاج صور ‪ :‬حمودة‬

‫لعبة السودوكو (‪)425‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫• دة‪.‬هدى املجاطي‬

‫بحث عن متغيب‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫غـادر السيد التهامي النعيمـي (‪ 62‬سنة)‪ ،‬مسقط رأسه مدينة‬ ‫مكناس في شهر ماي ‪ ،2018‬ولم يظهر له أثر وال سمع عنه خبر‪،‬‬ ‫ومن خالل هذا المنبر تلتمس أسرة المختفي المقيمة بطنجة‪ ،‬ممن‬ ‫لديه معلومات عنه أو صادفه‪ ،‬االتصال بها عبر الهاتف ‪:‬‬

‫‪0662253339‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫‪SOCIETE DISTRIBUTION ABDELALI SARL AU‬‬ ‫‪CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬ ‫‪I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, en date à Tanger du 29/08/2018,‬‬ ‫‪il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les principales‬‬ ‫‪caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪L’ASSOCIE:‬‬ ‫‪Mr ALI YOUSRANI, né le 26/07/1982 titulaire de la CIN N° : K370118. Domicilié‬‬ ‫‪à HAY SANIA ROUTE D’EL AOUAMA TANGER.‬‬ ‫‪DENOMINATION :‬‬ ‫‪La société prend la dénomination de : DISTRIBUTION ABDELALI SARL AU‬‬ ‫‪OBJET SOCIAL :‬‬ ‫‪• La commercialisation et la distribution des produits alimentaires‬‬ ‫‪• Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières,‬‬ ‫‪mobilières, ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou indirectement,‬‬ ‫‪en partie ou en tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus indiquées pouvant‬‬ ‫‪faciliter, développer ou favoriser l’activité de la société.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il est fixé au :AV HAFID IBN ABDELBAR N°127, KISSARIAT ANDALOUS‬‬ ‫‪INZARAN ETG SOUS TERRE N°9 TANGER‬‬ ‫‪DUREE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives à‬‬ ‫‪compter de la date d’immatriculation de la société au registre du commerce, sauf‬‬ ‫‪en cas de prorogation ou dissolution anticipée.‬‬ ‫‪CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION :‬‬ ‫)‪Le capital social est fixé à dix Mille dirhams (10 000,00), divisé en cent (100‬‬ ‫‪parts de Cent dirhams (100,00) chacune, entièrement libérées, attribuées toutes à‬‬ ‫‪l’associé unique et numérotées de 01 à 100.‬‬ ‫‪GERANCE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪La société sera gérée par Mr ALI YOUSRANI, pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪EXERCICE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre de‬‬ ‫‪chaque année.‬‬ ‫‪Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2018.‬‬ ‫‪BENEFICES :‬‬ ‫‪Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution des‬‬ ‫‪fonds de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée utile par‬‬ ‫‪les associés.‬‬ ‫‪II/ Le dépôt légal a été effectué au tribunal commercial de la wilaya de Tanger‬‬ ‫ ‪le 07/09/2018 sous n° 91387 au registre analytique.‬‬ ‫ ‬ ‫‪POUR EXTAIT ET MENTION‬‬ ‫‪Le Gérant‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪425‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 958‬ـ الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)16‬‬ ‫مزاجية جوتي تحرمه‬ ‫من المنتخب اإلسباني‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو الحلم األهم لدى جميع‬ ‫العبي كرة القدم‪ ،‬وكما ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة‬ ‫المستديرة في خوض منافسات تلك المسابقة األعظم على اإلطالق‪،‬‬ ‫عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت دامت لسنوات‬ ‫عديدة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا ‪،2018‬‬ ‫نعود بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك المحفل العالمي‪ ،‬كما‬ ‫نلقي الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور بالمونديال‪.‬‬ ‫ويستعرض لكم «كووورة» في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم‬ ‫الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة الرابعة عشر عن النجم‬ ‫اإلسباني خوسيه ماريا جوتييرز‪ ،‬الشهير بـ «جوتي»‪.‬‬

‫ساحر مدريد‬

‫لمسته للكرة لم تكن كباقي زمالئه في فريق الشباب بريال مدريد‪،‬‬ ‫إذ كان دائما يقرر الخيار الصعب‪ ،‬وتأتي النتيجة على عكس ما توقع‬ ‫الجميع‪ ،‬إنه ساحر ريال مدريد الكسول جوتي‪ .‬قام خورخي فالدانو‪ ،‬المدير‬ ‫الفني للميرنجي عام ‪ 1995‬بتصعيد جوتي إلى الفريق األول‪ ،‬بعدما‬ ‫أظهر الفتى اإلسباني قدرات فنية رائعة وقدم يسارية مميزة‪ ،‬ليشارك مع‬ ‫الفريق في مباراة إشبيلية في العام نفسه‪ ،‬واستطاع أن يحرز هد ًفا في‬ ‫مباراته االفتتاحية‪ .‬وعرف جوتي بتمريراته السحرية بين المدافعين‪ ،‬التي‬ ‫تكسر خطي الوسط والدفاع لدي الخصوم‪ ،‬ليجد المهاجم نفسه منفردا‬ ‫بالمرمى‪ ،‬ولكنه كما كان يتمتع بقدر من الموهبة إلمتاع الجماهير‪ ،‬كان‬ ‫أحد المغضوب عليهم بسبب الكسل والمزاجية التي سيطرت عليه أغلب‬ ‫فترات مسيرته مع الريال‪.‬‬

‫التوهج مع األبيض‬

‫لم يلعب النجم الذي حمل رقم ‪ 14‬في إسبانيا سوى لريال مدريد‪،‬‬ ‫حيث شارك في حصول النادي على العديد من األلقاب كالليجا ‪ 5‬مرات‪،‬‬ ‫ودوري أبطال أوروبا ‪ 3‬مرات‪ ،‬بجانب كأس السوبر اإلسباني ‪ 4‬مرات‪،‬‬ ‫وكأس اإلنتركونتيننتال مرة واحدة‪ ،‬وكأس السوبر األوروبي مرة واحدة‪،‬‬ ‫باإلضافة لكأس العالم لألندية‪ .‬و مر جوتي بفترات صعبة فقد فيها‬ ‫مركزه في التشكيلة‪ ،‬إما بسبب اإلصابات المتكررة‪ ،‬أو مجهوده المتواضع‬ ‫على أرض الملعب‪ ،‬مما كان يدفع المدربين لتفضيل العبين آخرين‬ ‫عليه‪ ،‬خاصة بعد توقيع ريال مدريد مع لويس فيجو‪ ،‬األمر الذي قلل من‬ ‫مشاركاته بشكل ملحوظ‪ .‬وعقب رحيل زيدان‪ ،‬قدم جوتي‪ ،‬الذي أشتهر‬ ‫بكثرة الوشم على ذراعيه‪ ،‬واحدا من أفضل مواسمه مع البالنكوس‪،‬‬ ‫فقد حسم الفريق لقب الليجا قبل النهاية بجولتين تصدر خالله النجم‬ ‫اإلسباني ترتيب صانعي األهداف في البطولة ب‪ 17‬هدفا ‪،‬تبعه بحصد‬ ‫لقب السوبر‪ ،‬إذ وجد خالل هذا الموسم الفرصة الحقيقية في أخذ دور‬ ‫قيادي بوسط الملعب الغياب الدولي‪ .‬و لعب جوتي ‪ 16‬عاما لريال مدريد‪،‬‬ ‫خاض خاللها ‪ 416‬مباراة في كل البطوالت‪ ،‬محرزا ‪ 57‬هدفا‪ ،‬ولكن على‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬إال أن مشاركاته مع منتخب إسبانيا لم تتجاوز حاجز الـ ‪14‬‬ ‫مباراة‪ .‬و أدى تذبذب مستواه وكثرة إصاباته إلى غياب ثقة مدربي ال روخا‬ ‫في جوتي‪ ،‬الذي لم يمثل ألوان بالده في أي مناسبة عالمية أو قارية على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬ولكنه حقق لقب كأس أمم أوروبا تحت ‪ 18‬و‪ 21‬عاما‪ .‬و أعتزل‬ ‫جوتي دوليا عام ‪ 2005‬بعدما استبعده لويس أراجونيس من قائمة‬ ‫المنتخب المسافرة أللمانيا لخوض المونديال‪ ،‬على الرغم من مشاركته‬ ‫في التصفيات‪ ،‬كما رحل عن الفريق الملكي عام ‪ 2010‬إلى بشكتاش‪،‬‬ ‫حيث لعب موسم واحد وأعلن اعتزاله كرة القدم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كرمت‬

‫جمعية قدماء العبي حسنية طنجة في مباراة ودية مع جمعية قدماء‬ ‫العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬العربي حسون‪ ،‬الالعب السابق‬ ‫لحسنية طنجة ما بين السبعينات والثمانينات‪ .‬ورغم أن المبادرة جميلة‪ ،‬إلى أن مبارة‬ ‫تكريمية وحدها ليست حال للتخفيف من معاناة الرجل وغيره من الرياضيين الذين‬ ‫اسدوا خدمات كبيرة للمجال الرياضي‪ ،‬بل يجب على السلطات والمجالس المنتخبة‬ ‫والفعاليات االقتصادية بالمدينة االنخراط الفعلي في مثل هذه المبادرات اإلنسانية‬ ‫لبحث سبل التخفيف من المعاناة لمثل هؤالء األشخاص‪ ،‬سيما الذين يعانون من‬ ‫أمراض فتاكة ومكلفة في ظل وضعة اجتماعية هشة‪ .‬وإذ نشكر الجهة التي تذكرت‬ ‫الرجل وقامت بهذه المبادرة التحسيسية ذات أهمية كبيرة‪ ،‬نأمل أن ينال الرجل‬ ‫الدعم الكافي للتخفيف من معاناته الصحية‪ ،‬وهو يخضع لثالث حصص في األسبوع‬ ‫لغسيل الكلي (الدياليز)‪.‬‬

‫عبد الواحد بولعيش‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رئيس اتحاد طنجة لكرة السلة‬

‫بداية‪ ،‬هــل أنت مرتاح‬ ‫للعمل الذي تقـوم به مــع‬ ‫الجمعية بصفة عامة‪ ،‬وما‬ ‫هي أبرز البرامج التي قمتم‬ ‫بتنفيذها؟‬ ‫م��رت��اح ج���دا‪ ،‬وال��ح��م��د هلل‪،‬‬ ‫لما قدمته وال زلت أقدمه رفقة‬ ‫المكتب المسير واألط��ر التقنية‬ ‫مع الجمعية‪ ،‬قمنا ببناء مؤسسة‬ ‫رياضية تحمل إسم إتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة بما تحمله الكلمة من‬ ‫معنى‪ ،‬حققنا أكثر من ‪ 21‬إنجاز في‬ ‫ظرف سنتين‪ ،‬وهذا ما لم تحققه‬ ‫معظم الجمعيات في أكثر من عشر سنوات‪ ،‬ما يؤكد أننا في‬ ‫الطريق الصحيح‪ .‬فريقنا الوحيد الذي إستطاع الجمع بين الرياضة‬ ‫والتربية والتكوين واألعمال االجتماعية‪ .‬وسيبقى التاريخ يذكر‬ ‫«طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة» بعدما توفقنا في أن نجعل‬ ‫كرة السلة تتغلغل بالمناطق الهامشية بالمدينة‪ ،‬وجعل هذه‬ ‫الرياضة النبيلة وسيلة لتحقيق األمن االجتماعي‪ ،‬ومحاربة الهدر‬ ‫المدرسي والحد من اآلفات المجتمعية كالمخدرات وغيرها من‬ ‫األمور التي تنخر جسم الشباب المغربي‪ ،‬حيث بلغ عدد هذه‬ ‫المدارس إلى تسعة تؤطر أكثر من ‪ 1200‬مستفيدة ومستفيد‪.‬‬ ‫فبرنامجنا السنوي انطلق منذ شتنبر ‪ ،2017‬واختتم خالل هذا‬ ‫الشهر من هذه السنة‪ ،‬أي شتنبر ‪ 2018‬بالمعسكر التدريبي‬ ‫األول للنخبة إلتحاد طنجة لكرة السلة الخاص بالفئات الصغرى‬ ‫للجمعية‪ .‬وطيلة المرحلة‪ ،‬نظمنا العديد من األنشطة الرياضية‬ ‫وال��دوري��ات‪ ،‬منها‪ ،‬مهرجان طنجة الكبرى الدولي الخامس‬ ‫للميني باسكيط الذي عرف هذا الموسم ثالث محاور مهمة‪،‬‬ ‫أولها أكاديمي علمي بتنظيم ندوة علمية حول موضوع التسيير‬ ‫الجمعوي والتدبير المقاوالتي نموذج الشركات الرياضية ‪ ،‬النه‬ ‫موضوع الساعة الرياضية ونحن في إتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫دائما نصنع الحدث بمواكبتها لجديد الساحة الرياضية الوطنية‬ ‫والدولية‪ ،‬والمحور الثاني دورة تدريبية لمدربي الميني باسكيط‪،‬‬ ‫ثم الثالث الذي عرف تنظيم الدوري الدولي لفئة أقل من ‪12‬‬ ‫سنة‪ .‬وملتقى مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة الذي تم تنظيمه‬ ‫بمالعب القرب‪ ‬التابعة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوالية‬ ‫طنجة‪ .‬ولإلشارة فجمعيتنا تجسد مبدأ مقاربة النوع باهتمامها‬ ‫بالعنصر النسوي‪ ،‬حيث توجد جميع الفئات العمرية لالناث مثل‬ ‫الذكور‪ ،‬وننظم دوري��ات سنوية خاصة باالناث‪ ،‬أهمها دوري‬ ‫لالخديجة لفئة أقل من ‪ 14‬سنة صغيرات ودوري المؤسسات‬ ‫التعليمية لفئة أقل من ‪ 16‬سنة زيادة على دوري سنوي تخليدا‬ ‫لعيد المرأة واحتفاء بيومها األممي بمناسبة ثامن مارس من‬ ‫كل سنة‪ ،‬كما نتوج موسم الممارسات والممارسين بجمعيتنا‬ ‫بتنظيم مخيم صيفي موضوعاتي لكرة السلة في مرحلتين‬ ‫األول��ى خاصة بالناشئة والثانية خاصة بالشباب‪ ‬وبلغ سنته‬ ‫الثانية‪.‬‬

‫طبعا أن هذا الزخم من األنشطة يتطلب موارد‬ ‫مالية مهمة‪ ،‬أال تجدون مشاكل من أجل توفير هذا‬ ‫الدعم؟‬ ‫هنا تكمن مشكلتنا‪ ،‬لن تصدق إذا قلت أننا نعيش أزمة‬ ‫مالية خانقة‪ ،‬وصنابر الدعم توصد في وجوهنا‪ .‬وكما قلت أن قوة‬ ‫النضال والتضحية التي يتشبع بها أعضاء الجمعية ومؤطريها‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫جعلتنا نخلق هذا التحدي وننظم‬ ‫أكبر عدد من التظاهرات التي تعجز‬ ‫بعض الجمعيات المحظوظة والتي‬ ‫تتوفر على الدعم من كل الجهات‪،‬‬ ‫أن تنجز رب��ع م��ا ننجزه نحن في‬ ‫سنة‪ .‬فنحن عانينا وال زلنا نعاني‬ ‫من إنعدام الدعم المالي‪ ،‬ما يقتل‬ ‫طموحاتنا ويجعلنا نفكر في بعض‬ ‫األحياء في االنسحاب من الساحة‬ ‫الرياضية‪ .‬إن طموحنا اللعب على‬ ‫واجهة األلقاب‪ ،‬لكن مشاكلنا المالية‬ ‫هي من تحد من هذه الطموحات‬ ‫واأله����داف‪ .‬ول�لإش��ارة‪ ،‬فبرامجنا‬ ‫الرياضية‪ ،‬التربوية واإلجتماعية‬ ‫تنظم في إطار البرنامج المشترك «طنجة الكبرى تتنفس كرة‬ ‫السلة» تحت إشراف والية طنجة وبشراكة بين جمعيتنا «االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة» والمديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة ‪ .‬والزل��ت خزانتنا مليئة‬ ‫بالبرامج التي ستزكي أن إتحاد طنجة لكرة السلة أكبر من فريق‬ ‫ومن جمعية‪.‬‬

‫هل طرقتم باب السلطات المحلية‪ ،‬في شخص‬ ‫والي طنجة من أجل طرح مشاكلكم‪ ،‬وما هي‬ ‫الحلول إذا استمر هذا اإلجحاف؟‬ ‫بكل صدق أقول إن النقطة المضيئة في هذه المدينة هو‬ ‫السيد الوالي الذي يساعدنا على تنزيل برامجنا الهادفة‪ ،‬ويتضح‬ ‫من خالل االجتماع ال��ذي عقده خالل األسبوع الماضي مع‬ ‫الجمعيات الرياضية بالقاعة المغطاة بالزياتن بطنجة بعد افتتاح‬ ‫أبوابها في حلة جديدة‪ ،‬أكد لنا حرصه الشديد على بحث سبل‬ ‫دعم الجمعيات الجادة‪ ،‬التي تتوفر على برامج تخدم باألساس‬ ‫ناشئة وشباب المدينة‪ ،‬وتلعب األدوار الطالئعية على مستوى‬ ‫البطوالت الرسمية وطنيا ودوليا ‪ ،‬لجعل طنجة رائدة رياضيا‬ ‫خالل األربع سنوات المقبلة‪ .‬ودعم الشباب يعد من أولويات‬ ‫أعلى سلطة في البالد‪ ،‬وهذا ما جسده خطاب جاللة الملك محمد‬ ‫السادس نصره اهلل بمناسبة احتفاالت الشعب المغربي بذكرى‬ ‫عيد الشباب المجيد والذي خصه جاللته حول‪ ‬الشباب‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لجمعيتنا‪ ،‬فإنجازاتها ومنجزاتها تتكلم عن نفسها‪،‬على مستوى‬ ‫جودة العمل والبرامج التي تنسجم مع روح المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية بوالية طنجة‪ .‬وأغتنم هذه الفرصة من جديد‪،‬‬ ‫ألشكر المكتب المسير للجمعية واألطر التقنية وكل من دعمنا‬ ‫ماديا ومعنويا‪ ،‬ورجال اإلعالم بالمدينة‪ .‬والتاريخ يسجل البرامج‬ ‫واألنشطة الرياضية التربوية اإلجتماعية لجمعيتنا بمداد الفخر‬ ‫واإلعتزاز خالل الموسمين الرياضيين األخيرين‪ ،‬محليا جهويا‪،‬‬ ‫وطنيا ودوليا‪ .‬وهي اإلنجازات التي سطرنها في ‪ 21‬عمل إبداعي‬ ‫يتطلب موارد مالية كبيرة‪ ،‬لكننا أنجزنها بمعجزة في غياب‬ ‫الدعم الكافي‪ .‬وقد قمتم مشكورين بنشر الجزء األول من هذه‬ ‫اإلنجازات بجريدتكم في العدد الماضي والجزء الثاني ينشر‬ ‫ضمن هذا العدد‪ .‬ونؤكد أن صبرنا نفذ‪ ،‬انتظرنا الدعم المالي‬ ‫وقبلنا بالوعود لمدة طويلة‪ ،‬ويستحيل أن نصبر أكثر مما صبرنا‪،‬‬ ‫نأمل أن يكون هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة‪،‬‬ ‫وننال حقنا من الدعم المستحق‪ ،‬والكافي لتنفيذ برامجنا وأن‬ ‫ينال الفريق األول حقه الكافي من الدعم من أجل أن يعود إلى‬ ‫المنافسة على األلقاب وتتويج المدينة‪ ،‬وإذا استمر الجحود أكيد‬ ‫سوف نضع المفاتيح لدى الجهات المسؤولة وننسحب‪.‬‬

‫الكشف عن موعد كالسيكو‬ ‫الذهاب في الليغا‬

‫أعلن خافيير تيباس‪ ،‬رئيس رابطة الليغا‪ ،‬عن موعد أول مباراة كالسيكو بين قطبي الكرة اإلسبانية‪ ،‬ريال مدريد وبرشلونة هذا‬ ‫الموسم‪ .‬وقال تيباس‪ ،‬خالل تصريحاته لبرنامج ‪ ،El Transistor‬على إذاعة‪ ‬أوندا سيرو‪ ،‬إن كالسيكو الذهاب في الليغا‪ ،‬سيقام ‪28‬‬ ‫أكتوبر المقبل‪ ،‬في الساعة ‪ 4:15‬مساء بتوقيت إسبانيا على ملعب الكامب نو‪ .‬و يذكر أن هذا الموعد‪ُ ،‬لعبت فيه مباراة كالسيكو‬ ‫سابقة بين الفريقين‪ ،‬في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،2016‬وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لمثله‪ ،‬وسجل الهدفين‪ ،‬لويس سواريز وسيرجيو‬ ‫راموس‪ .‬ويتقاسم فريقا ريال مدريد وبرشلونة‪ ،‬صدارة ترتيب الليغا بعد مرور ‪ 3‬جوالت‪ ،‬برصيد ‪ 9‬نقاط‪ ،‬ولكن فارق األهداف يصب‬ ‫لصالح النادي الكتالوني‪.‬‬


‫العدد ‪958‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫يسجلها التاريخ بمداد الفخر و اإلعتزاز خالل الموسمين األخيرين‪:‬‬

‫برامج و أنشطة رياضية وتربوية واجتماعية مميزة‬ ‫التحاد طنجة لكرة السلة ‪2/2‬‬

‫يسجل التاريخ الرياضي بمداد الفخر و اإلعتزاز‪ ،‬محليا‪ ،‬جهويا‪ ،‬وطنيا ودوليا‬ ‫إبداعات جمعية االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة وهي تتوفق في تنزيل‬ ‫العديــد من البرامــج و األنشطــة المتميزة‪ ،‬ذات األهداف الرياضية ببعدها‬ ‫التربوي و حمولتها اإلجتماعية‪ ،‬تحت إشراف والية طنجة وبدعم من الوالي‪،‬‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬و بفضل الشريك اإلستراتيجي للجمعية تنفيذ في هذه‬ ‫األنشطة المتميزة و الموازية لرياضة النخبة‪ ،‬المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة و مديرها الديناميكي عبد الواحد اعزيبو‬ ‫المقراعي و ثلة من المناضلين الرياضيين بطنجة التي يوليها جاللة الملك‬ ‫محمد السادس نصره اهلل عناية خاصة‪ .‬وسيظل التاريخ يذكر إنجازات إتحاد‬ ‫طنجة لكرة السلة التي يسهر عليها طاقم شاب‪ ‬شعاره و قاسمه المشترك‪،‬‬ ‫خدمة‪ ‬المصلحة العامة للمدينة و الناشئة و شباب الوطن الغالي‪ ،‬ونحيلكم‬ ‫على الجزء الثاني من هذه األنشطة والبرامج الواعدة‪:‬‬ ‫تنظيم المخيم الصيفي الموضوعاتي‪:‬‬ ‫بلغ المخيـــم الصيفي الموضوعاتــي‬ ‫لكرة السلــة نسختـــه الثانيـــة‪ ،‬ويبقى‬ ‫الحلقـــة المهمــة ومسك ختام الموسم‬ ‫الرياضي‪ ،‬وجعله محطة أساسية لتتويج‬ ‫المتفوقيـــن رياضيــا ودراســـيــا بعــــد‬ ‫موســم طويـــل متعــب وشـاق‪ ،‬ويتميز‬ ‫المخيم بحمولته التربوية الرياضية ذات‬ ‫البعد االجتماعــي‪ ،‬يمنــح للمستفيديـن‬ ‫الذين يمثلون مختلف شرائــح المجتمع‬ ‫بطنجة فرصة حقيقية وذهبية للتكوين‬ ‫والتاهيل واإلدماج والتحلي بروح القيادة‬ ‫واإلعتمــاد على النفــس وغيــرهـــا من‬ ‫المكتسبات التربوية‪ ،‬الرياضية ‪ ،‬الثقافية‬ ‫والبيداغوجية‪.‬‬ ‫التربصات والمعسكرات التدريبية للنخب‪:‬‬ ‫التربصات والمعسكرات التدريبية للنخب بجمعية االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة‪ ،‬هي محطـة أساسيــة لتتويج‬ ‫المتفوقين رياضيا والمجتهدين المواظبين‪ ‬بفئات إتحاد‬ ‫طنجة لكرة السلة إناثا وذكورا‪ ،‬بتنظيم معسكرات دورية‬ ‫ومنتظمة خالل العطل المدرسية للرفع من مستواهم‬ ‫وتحسين قدراتهم البدنية ولتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم‬ ‫التقنية والتكتيكية وتشجيعهم على بـــذل جهــود أكثر‬ ‫لالستمرار في المواظبة والعمل الجاد للوصول إلى الفريق‬ ‫االول لإلناث والذكور لتمثيل الجمعية والمدينة أحسن‬ ‫تمثيل في المستقبل القريب إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫مؤسسة التنمية واألعمال اإلجتماعية‪:‬‬ ‫تم تأسيس «مؤسسة اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫للتنمية واألعمال اإلجتماعية»‪ ،‬هدفها تحمل المسؤولية‬ ‫االجتماعية للجمعية وتنزيلها في أرض الواقع‪ ،‬وهو ما‬ ‫أعطى أكله بعدما بصمت المؤسسة عملها االجتماعي في‬ ‫مساعدة ذوي الحاجة واألرامل من أمهات وأولياء الممارسين‬ ‫بمدارس إتحاد طنجة لكرة السلة للقرب والتي تدخل في‬ ‫برنامج «طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة» والمساعدة على‬ ‫محاربة الهدر المدرسي وغيرها من األمور ذات خصوصيات‬ ‫عمل الخير وعدم الجهر به‪.‬‬ ‫نادي األسرة‪:‬‬ ‫نادي أسرة االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة «‪CLUB‬‬ ‫‪ « FAMILLE IRT‬تمت إضافته إلى األنشطة الموازية التي‬ ‫تنظمها الجمعية ليكون فرصة مواتية ومعبرة تتيح ألولياء‬ ‫أمور االطفال المنتمين لمدارس إتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫مشاركة فلذات كبدهم في نشاطهم الرياضي‪ ،‬حيث يتميز‬ ‫هذا البرنامج العائلي بجعل كرة السلة وجمعينا وسيلة لدمج‬ ‫االسر في أنشطة رياضية ترفيهية تمنح الممارسين الصغار‬ ‫كسر حاجز الخوف والمساهمة في التالحم األسري اكثر‪.‬‬ ‫إعداد دليل‪ ‬جمعية‪:‬‬ ‫إعـداد دليــل الجمعيـة خاص بأولياء أمور الممارسين‪،‬‬ ‫لشرح الطرق البيداغوجيــة والتربويــة والتوجيهيــة التي‬ ‫يحتاجها االطفال الممارسين لكرة السلة بالجمعية وكذا‬ ‫لتسهيل توجيه األطفال من طرف أولياء أمورهم قبل وأثناء‬ ‫وبعد التداريب أو المنافسات‪ ،‬وكذالك لتوفير المستلزمات‬ ‫الضرورية لتحبيب األطفال للرياضة بصفة عامة وكرة السلة‬ ‫بصفة خاصة‪.‬‬

‫مالئمة قوانين الجمعية‪:‬‬ ‫مالئمة القوانين واألنظمة األساسية‬ ‫والداخلية لجمعية االتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة مع قانـــون التربيـــة البدنية‬ ‫والرياضــة ‪ 30/09‬كأول جمعيـــة تالئـــم‬ ‫أنظمتها األساسية والداخلية منذ أكثر من‬ ‫موسمين مصــادق عليهـا من طرف وزير‬ ‫الشباب والرياضة ‪ ،‬في إنتظار‪ ‬الحصول على‬ ‫اإلعتماد‪ ‬قريبا إن شاء اهلل‪ .‬‬ ‫حضور بجميع الفئات العمرية‪:‬‬ ‫ألول مـرة في تاريخ إتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪ ،‬وجميــع األندية الوطنيـة بمختلف‬ ‫أقسامها‪ ‬يتوفر نادي على جميع الفئات‬ ‫العمرية إناثا وذكورا بداية من فئة أقل من‬ ‫‪ 8‬سنوات ‪ ،‬فئة أقل من ‪ 10‬سنوات ‪ ،‬فئة اقل من ‪ 12‬سنة‪،‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 14‬سنة ‪ ،‬فئة اقل من ‪ 16‬سنة‪ ،‬فئة اقل من‬ ‫‪ 18‬سنة باإلضافة إلى‪ ‬فئتي اإلناث كبيرات التي تمارس‬ ‫بالقسم الوطني األول‪ ،‬والذكور كبار الممارس ضمن أندية‬ ‫القسم الوطني الممتاز‪.‬‬ ‫الرقم القياسي على مستوى األطر‪:‬‬ ‫حققت الجمعية رقما قياسيا على مستوى األطر التقنية‬ ‫المؤهلة بشواهدها والتي يفوق أكثر من ‪ 25‬إطار تقني‬ ‫يعملون تحت إشراف المدير التقني للجمعية والذي يتوفر‬ ‫على دبلوم خبير لدى االتحاد الدولي لكرة السلة‪.‬‬ ‫إتفاقيات شراكة‪:‬‬ ‫عقد الجمعية عدة إتفاقيات شراكة وتعاون مع مختلف‬ ‫المؤسسات والجمعيــات‪ ،‬وجمعيات أمهـــات وأباء وأولياء‬ ‫تالميذ المؤسســات التعليمية لتوسيــع دائرة األنشطــة‬ ‫واإلنفتاح على تجــارب وبرامج مختلفة تسمح للطرفين‬ ‫باإلستفادة من البرامج الهادفة التي يمكنها أن تكون قيمة‬ ‫مضافة لمسار الناشئة والشباب‪.‬‬ ‫افتتاح عيادة طبية خاصة بالجمعية‪:‬‬ ‫كسابقة‪ ،‬تم إفتتاح عيادة طبية خاصة بالجمعية‪ ،‬تتوفر‬ ‫على أحدث التجهيزات الطبية الخاصة بالعــالج الطبيعي‪،‬‬ ‫ويشــرف عليهـــا الخبيــر المختص في العــالج الطبيعي‬ ‫الرياضي‪ ،‬اإلطار حفيظ عريض‪ ،‬الذي راكم تجارب عديدة‬ ‫داخل العديـــد من الفــرق الرياضية واللجنة األولمبية‬ ‫الوطنية المغربية وبعض الجامعات الرياضية ‪ ،‬حيث كانت‬ ‫مكسب مهم للجمعية واألسرة‪ ‬الرياضيـة والتي وضعت‬ ‫رهن إشارة بعض الجمعيات واألندية الرياضية بمدينة‬ ‫طنجة الكبرى‪.‬‬ ‫كانت هذه أهم المكتسبات التي حققتها جمعية االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة بشراكة مع المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة تحت إشراف‬ ‫والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عمالة طنجة أصيلة‪،‬‬ ‫خالل الموسمين الرياضيين األخيرين بعزيمة األبطال ‪ ،‬كما‬ ‫أن هناك عدة برامج جاهزة في الخزانة العلمية للجمعية‬ ‫سيتم تنزيلها بداية من الموسم الرياضي الجاري ‪ ،‬وتحمل‬ ‫طابع االحترافية والتميز ‪ ،‬مما جعل إتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫رائــدا في مختلــف المجـاالت والبرامج المتنوعة والغنية‪،‬‬ ‫وسيبقى وفيا لبرامجه الهادفة‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪958‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫بعد المغربية والتوحيد والتعريب‬ ‫الحكومة ‪ 31‬تدرجُ «التدريج» و «التلهيج» ‪ ‬في مقررات‬ ‫التعليم االبتدائي العمومي‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫وأمام إصرار الشعب المغربي‪ ،‬بكل تكويناته اإلثنية والقبلية‪ ،‬على‪ ‬المغربة ‪ ‬والتعميم‬ ‫والتعريب أقدمت فرنسا على توسيع وتدعيم مراكز ومعاهد التعليم الفرنسي بالخارج لتدمج‪،‬‬ ‫ابتداء من سنة ‪ ،1990‬في «الوكالة من أجل التعليم الفرنسي بالخارج»‪ . AEFE ،‬وإلى جانب‬ ‫العمل البيداغوجي للوكالة التي هي مؤسسة فرنسية عمومية‪ ،‬جندت فرنسا جيوشا من «العمالء»‬ ‫للتشويش على حركات التعريب في «المستعمرات السابقة»‪ ،‬خاصة باختالق‪« ‬قضايا» لسانية‬ ‫كالقضية األمازيغية ‪ ‬بالمغرب والجزائر بشكل خاص‪ ،‬ثم‪ ‬حين ‪ ‬أيقن المستعمر أن المغاربة‬ ‫يعتبرون األمازيغية إحدى المكونات األساسية للهوية الوطنية‪ ،‬دفع ببعض «المأجورين» ممن‬ ‫ال رصيد علميا وال خبرة لهم في مجال التعليم‪ ،‬إلى «زرع»‪« ‬فتنة» الدارجة‪ ،‬في مناهج التعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬كمدخل إلصالح مناهج التعليم بالمغرب‪ ،‬ياحسرة‪! ‬‬ ‫والمؤلم أن بعض هؤالء «الفتانين» استطاع أن يلج «مجمع» القرار في ما يخص إصالح‬ ‫التربية والتعليم والتكوين‪ ،‬و «يفرض» نظريته على النقاش العام‪ ! .‬‬ ‫وبينما كدنا نصدق أن الدخول المدرسي هذا العام‪ ،‬سيمر ‪ ‬وفق ما قدمت لنا من وعود‬ ‫بهذا الخصوص‪ ،‬فوجئنا بـ «قربلة» داخل‪ ‬المجتمع‪ ،‬وبضجة كبرى على مستوى مواقع التواصل‪ ‬‬ ‫بسبب وقوف المغاربة على «زرع»‪ ‬كلمات دارجة‪ ،‬في مقرر القسم االبتدائي ‪ ‬األول والثاني من‬ ‫قبيل «البريوات» ـ و «البغرير»‪ ،‬و «الغريبية»‪ ،‬و «الشربيل»‪ ،‬ولن تستغريوا‪ ،‬إن وقفتم‪ ،‬غدا‪ ،‬في‬ ‫المناهج التعليمية التي تفتقت عنها ‪ ‬عبقرية «خبراء»‪« ‬التنظير التربوي» للوزارة‪ ،‬على كلمات‬ ‫من قبيل «الشفنج»‪ ،‬و»البيصارة»ـ و«الصباط»‪ ،‬و«التكشيطة» ألن مثل هذه الكلمات‪ ،‬تدخل‪،‬‬ ‫حسب الوزارة الوصية‪ ،‬في إطار «المنطلقات»‪ ‬ذات البعد االستراتيجي للمناهج بصفة عامة‪ ،‬حيث‬ ‫إن الوزارة حاولت «االستقواء» على رافضي أطروحتها‪ ‬بربط فكرة‪ ‬الكلمات الدارجة بالضرورة‬ ‫«البيداغوجية»‪. ‬‬ ‫وال شك أن احتجاجات واستنكار الشارع المغربي‪ ‬لمخطط وزارة التربية والتعليم بشأن‬ ‫«التدريج والتلهيج» الممنهج‪ ،‬في إطار تطوير مناهج تدريس اللغة العربية‪ ‬بالسلك االبتدائي‬ ‫من األمور التي دفعت الوزير إلى تقديم شرح إضافي في الموضوع‪ ،‬لم يكن مقنعا كسابقه‪ ،‬ألن‬ ‫«حشو» مقررات االبتدائي بكلمات من العامية المغربية‪ ،‬أمر مرفوض من طرف الشعب المغربي‬ ‫قاطبة‪ ،‬المتمسك بالدستور الذي حدد اللغات الرسمية للبالد بصفة نهائية‪ ،‬وال يهمنا أن يتخذ‬ ‫البعض موقفا‪ ‬متنافيا مع الدستور‪ ،‬حتى ولو تعلق األمر بالمسيو ‪ ‬عصيد ‪ ‬الذي نعرف موقفه من‬ ‫اللغة العربية التي «يحاضر» بها‪ ،‬ويدون أيضا بها‪ ،‬ويتخاطب مع النخبة المثقفة‪ ‬في المغرب بها‪،‬‬ ‫أو بالسنيور عيوش نفسه‪ ،‬وهو يوجد على رأس دعاة استعمال الدارجة المغربية‪ ،‬كلغة تدريس‪،‬‬ ‫في نطاق إصالح منظمة التربية والتعليم» بالمغرب‪....!!! ‬‬ ‫وفي حين تحركت بعض الهيئات السياسية كحزب االستقالل ‪ ‬الذي اعتبر‪ ‬األمر “إخالال‬ ‫صريحا بمقتضيات الدستور ‪ ‬الذي يحدد العربية واألمازيغية‪ ،‬حصرا‪ ،‬لغتين رسميتين للدولة”‪.‬‬

‫اعتبر رئيس االئتالف ‪ ‬الوطني من أجل اللغة العربية‪ ،‬األستاذ فؤاد أبو على‪ ،‬أن الخطوة الجديدة‬ ‫«كارثة» حقيقية‪ ‬تستهدف النظام التعليمي بالمغرب‪ ،‬ومحاولة لـ «تسطيح» وعي التلميذ‪،‬‬ ‫موجها االتهام إلى اللوبي الفرانكوفوني‪ ‬الذي يريد فرض العامية ‪ ‬لغرض قطع أواصر اال نتماء‪ ‬‬ ‫العربي للمغرب‪.‬‬ ‫وحول توظيف مفردات من العامية في المقرر الدراسي باعتبارها جزءا من الهوية الوطنية‬ ‫للمغاربة‪ ،‬قال بوعلي‪« :‬إن المشكل ال يكمن في الدارجة بعينها‪ ،‬فهي أيضا جزء من الهوية‬ ‫الوطنية وهي عامية العربية»‪ ،‬لكن المشكل يكمن‪ ،‬برأيه‪ ،‬في كون اللهجة المغربية ليست‬ ‫لغة تعليم وال لغة خطاب رسمي‪ ،‬ووظيفتها تقتصر في ما هو شفوي فقط‪« ،‬فالقضية هي صراع‬ ‫لفرض نموذج تلهيجي»‪ ،‬ليس حبا في هذه اللهجة‪ ،‬بكل تأكيد‪ ،‬بل من أجل «عزل» اللغة العربية‬ ‫في صراعها مع دعاة الفرنكوفونية ‪ ‬ومخططاتهم‪ ‬للهيمنة على عقول‪ ‬النشء وصياغتها وفق‬ ‫مصالحها‪ ‬المادية والمعنوية‪.‬‬ ‫من جهتها استنكرت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم‪ ‬حشو المقررات الدراسية بالكلمات‬ ‫والتعابير العامية في مخالفة‪ ‬واضحة للمرجعيات الوطنية‪ ‬المتعلقة بتدبير استعمال اللغتين‬ ‫الوطنيتين العربية واألمازيغية‪ ‬والتنوع اللغوي المغربي‪.‬‬ ‫ورفض بالغ الجامعة ‪ ‬منهجية تمرير اختيارات تربوية ومجتمعية مناقضة للدستور ‪ ‬التي‬ ‫تضرب في العمق المشترك الوطني وثوابته والشخصية الحضارية للمغاربة واصطناع حالة‬ ‫قيمية غريبة‪ ،‬داعيا الوزارة الوصية إلى التعجيل ‪ ‬بمراجعة هذه الكتب والبرامج التي تتنافى مع‬ ‫منطق التربية بمفهومها وبعدها الوطني السليم‪.‬‬ ‫كما دعت الجامعة ‪ ‬مكتبها الوطني التخاذ مواقف نضالية ضدا على ما وقع‪ ،‬حفاظا على هوية‬ ‫المنظومة التربوية ببالدنا ومرجعيتها الدستورية والدفاع عن المدرسة الوطنية‪ ‬وحماية هويتها‬ ‫المغربية‪ ‬تحصينا للناشئة‪ ‬وحفاظا على التماسك االجتماعي وعلى قيم المغاربة‪.‬‬ ‫هل كان البد من «مقررات مدرسية»‪ ‬وفــق «مناهج وزارية»‪ ،‬و «دفتر تحمالت»‪ ،‬و«لجان‬ ‫تقويم»‪ ،‬و «مختصين في المجال العلمي ‪ ‬والديداكتيكي»‪ ، ‬لتنمية الذوق ‪ ‬لدي المتعلمين‬ ‫وتقوية إحساسهم باالنتماء للمجتمع‪ ‬وللمشترك اإلنساني‪ ‬ككل‪ ،‬وتنمية الفضول المعرفي‪ ‬‬ ‫ليتمكن الطفل من ‪« ‬تصور» الغريبة‪ ،‬و«البغرير»‪ ،‬و«البريوات»‪ ‬و«البسطيلة» كذلك‪ ،‬وتذوقها‬ ‫«بيداغوجيا»‪ ،‬عبر دروس وواجبات منزلية‪ ،‬ومحفوظات‪ ،‬شعرية ونثرية‪ ،‬والحال أن معظم األطفال‬ ‫يعرفون‪ ،‬بالمشاهدة اليومية في المنزل والتواصل اليومي مع أمهاتهم‪ ،‬من أسماء الحلويات‬ ‫المنزلية ما قد يفوق مدارك «نبغاء» معدي وناشري الكتب المدرسية ‪ .....‬وفق مخططات‬ ‫واستراتيجيات وبيداغوجيات‪ ‬وديداكتيكيات‪ ‬وزارة التربية ‪.....‬‬

‫‪Señor Amzazi‬‬ ‫‪! Sorry‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.