Achamal n° 959 le 18 Septembre 2018

Page 1

‫اختالالت مستفزة في عملية انطالق‬ ‫الموسم الدراسي الجديد بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 959‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 08‬محـرم ‪� 18 / 1440‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫أصداء مؤسفة تصلنا من جهات مختلفة حول‬ ‫دخول مدرسي «متعب» بالنسبة للتالميذ بطنجة‪،‬‬ ‫ما تسبب في غضب عارم ألولياء أمــور التالميذ‬ ‫واستوجب دخـول النقابات على الخــط للتنديــد‬ ‫بجوانب عدة من «إخفاقـــات» الموسم الدراسي‬ ‫الجديــد خــالفــا للوعــود التي أطلقت‪ ،‬بأن تكون‬ ‫هذه السنة سنة مثالية خالية من الشوائب التي‬ ‫صاحبتها خالل األعوام السابقة‪.‬‬ ‫ومن أشـد هذه االختـــالالت إيالمــا بالنسبة‬ ‫للتالميذ وأوليائهم على حد سواء‪ ،‬ما وصلنا صباح‬ ‫السبت ‪ 15‬شتنبر‪ ،‬من أخبار حول تأخر التسجيل وإعادة التسجيل في أقدم وأكبر ثانوية بطنجة‪،‬‬ ‫ثانوية ابن الخطيب‪ ،‬حيث يطلب يوميا من التالميذ وأوليائهم العودة في اليوم الموالي‪ ،‬دون‬ ‫طائلة‪ ،‬والحال أنه كان مقررا أن ينطلق الموسم الدراسي يوم ‪ 3‬من الشهر الجاري‪ ،‬في «مدارس‬ ‫المواطنة» ‪ ،‬وقد انتصف الشهر ياحضرات المسؤولين‪...! ‬‬ ‫وما زال‪ ،‬ما زال‪....‬‬

‫س‪ .‬أ‬

‫القصر الكبير‬

‫ساحة وادي المخازن تستقبل وفداً برتغالياً هاماً‬ ‫في «لقاء حضاري» انطالقاً من رؤية تؤمن بالمشترك‬ ‫الثقافي بين الشعوب كأفق ينطلق من حاضر متفائل‬ ‫نحو غد آمن ينتصر للتالقح والتكامل‬

‫انطلقت صباح اإلثنين الماضي ‪ ،‬بطنجة‪ ،‬الزيارة التذكارية التي يقوم بها وفد هام من شخصيات برتغالية بارزة إلى موقع معركة وادي‬ ‫المخازن‪ ،‬قرب مدينة القصر الكبير العريقة‪ ،‬للوقوف على معالم هذه الساحة وعلى المعلمة التاريخية التي تشير إلى موقع القيادة الحربية‬ ‫المغربية حيث دبـر السلطان السعدي عبد الملك المعتصم باهلل وأخوه أحمد المنصور‪ ،‬تنظيم الجيوش والمواقع ‪ ،‬وفق خطة محكمة انتهت‬ ‫بموت ملك البرتغال واندحار جيوشه وبضياع العرش البرتغالي‪ ،‬بعد أن استولى اإلسبان على البرتغال وحولوه إلى مقاطعة إسبانية‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫‪2‬‬

‫من أجل تحرير كورنيش طنجة والشاطئ البلدي «حج زعيم يساري» يثير جد ًال ‪..‬‬ ‫وتراب المقاطعات األربع من المحتلين للملك العام‬ ‫وبوطوالة‪:‬‬ ‫«التدين ال يخالف العلمانية»‬

‫أخبار ســـارة طلـــعت مـــن الواليـــة‪،‬‬ ‫هذا األسبــوع‪ ،‬حيـــث قامـــت مصالحها‬ ‫المختصة‪ ،‬تفاعال مع ما كتبنــا وكتب غيرنا‬ ‫في موضوع االستغالل الفاحش لكورنيش‬ ‫طنجة‪ ،‬بحملة «تحريــر» لشريط الكورنيش‬ ‫وللشاطئ البلدي لتطرد من المنطقة‪ ،‬جحافل‬ ‫المفسدين من باعة «كل شيء» مستهترين‬ ‫بمكانة هذه المنطقة‪ ،‬في فضــاء طنجــة‬ ‫السياحي والثقافــي واالقتصادي والجمالي‬ ‫بحيث تحولت الكورنيـــش‪ ،‬بسبـــب إهمال‬ ‫السلطات المعنية‪ ،‬إلى سوق شعبـي‪ ،‬ال فرق‬ ‫بينه وبين أسواق المجمعات الصفيحية ‪.‬‬ ‫حقيقة إن الشاطئ والكورنيش شهدا‬ ‫تطورا بنيويا وعمرانيا هائال‪ ،‬انتقل بهما إلى‬ ‫مصاف الواجهات البحرية الهامة والمثيرة‬ ‫على حوض البحـــر األبيــض المتوسط‪،‬‬ ‫بفضل مخطط «طنجة الكبــــرى» الذي‬ ‫يشرف الوالي محمد اليعقوبي على تنفيذه‬ ‫بالحزم المشهــود له به‪ ،‬وأصبح منطقة‬ ‫جذب للسياحة ولالستثمار االقتصادي‬ ‫بالمنطقة‪ .‬إال أنه لوحظ في الفترة السابقة‪،‬‬ ‫نوع من عدم االهتمام بأشغال الصيانة‬ ‫والحراسة‪ ،‬ما فتح الباب على مصراعيه أمام‬ ‫كل من هب ودب‪ ،‬يمارس فيها كل أنواع‬ ‫األنشطة «التجارية» العشوائية‪ ،‬التي ال تليق‬ ‫بالكورنيش وال بالشاطئ وال بالمدينة ككل‪،‬‬ ‫التي بدأت تسترجع «أنفاسها» بعد سبات‬ ‫«قسري» دام طويال‪.‬‬ ‫وكان ملفتا للنظــر وجود تجهيزات‬ ‫متطورة‪ ،‬للترفيه والراحـــة على امتــداد‬ ‫الكورنيش‪ ،‬إلى جانــب باعـــة «الهنديــة‪،‬‬ ‫و»طايب وهاري‪ ،‬والكاليينطي‪ ،‬وبائعــى‬ ‫القهوة والشاي الذين يجوبون الشريط‬ ‫حاملين أباريقهم وكؤوسهم التي تــرش‬ ‫بماء ملوث إلى جانــب باعـــة البيسكوي‬ ‫والحلويات‪ ،‬والعصائر «المهربـــة‪ ،‬و معدي‬ ‫«الساندويشات» وبائعي األيــس كريـــم‪،‬‬ ‫وأصحاب «السويرتي موالنا» وهم أصناف‬ ‫وأشكال‪ ،‬من استخبار القدرة على الرمي‪،‬‬ ‫إلى القدرة على تتبع «خفة» أصابع مول‬ ‫«الكارطات الثالث»‪ ،‬إلى أصحاب كراء الحمير‬ ‫والبغال والجياد‪ ،‬التي تحـــول الكورنيش‬ ‫والشاطـــئ إلى «حظيـــرة» تعبق بروائح‬ ‫البراز واآلمونياك‪ ،‬دون نسيان الضجة التي‬ ‫تغطي المنطقة بسبب اإلعالن عن السلع‬

‫والمأكوالت المعروضة من طرف أصحابها‬ ‫وكأنهم في «جوطية» وليسوا في فضاء‬ ‫جميل في مدينة متحضرة‪ ،‬أو كانت‪ ....‬إلى‬ ‫عهد قريب‪! ‬‬ ‫وحتى تكمل الباهية‪ ،‬تتجنـد نســوة‬ ‫قدمن من كل طيرة إلى طنجة‪ ،‬ألجل رسم‬ ‫الحناء «المزوقة» حسب الطلب‪ ،‬على أيدي‬ ‫جميالت الكورنيش المتباهيات بفسيفساء‬ ‫الحناء على أيديهن وأذرعهن وأقدامهن‬ ‫وكعابهن التي لفحتهـــا أشعــة الشمس‬ ‫في صيف طنجة الذي ال تنمحى ذكرياته‬ ‫بسهولة ‪.‬‬ ‫ولكم سرنا واألهالي معنا أن تعمد‬ ‫سلطات المدينة إلى «تنظيف» الكورنيش‬ ‫من كل تلك «الطفيليــات» الضارة‪ ،‬في‬ ‫إطار مخطط يهدف إلى تحرير الملك العام‬ ‫من يــد «تجار الشانطــة» كما يسميهم‬ ‫إخوتنا المصريون‪ ،‬ومن سيطرة المقاهي‬ ‫والمحلبات والمثلجات ووحتى الحوانيت‪،‬‬ ‫حيث أنه صار أمرا عاديا أن يعمد أحدهم إلى‬ ‫وضع طاولة وكرسي بباب متجره‪ ،‬ليقوم في‬ ‫اليوم الموالي بوضع طاولة ثانية إلى جانب‬ ‫األولى وإضافة كرسييــن اثنيـن‪ ،‬وهكذا‬ ‫دواليك حتى يتم االستحواذ على جزء كبير‬ ‫من الرصيف ويضطر الراجلون للنزول إلى‬ ‫قارعة الطريق‪ ،‬معرضين حياتهم ألخطار‬ ‫الدهس التي تكثر بطنجة وخصوصا على‬ ‫طول صعودية بامتياز‪ ،‬يمارس من خاللها‬ ‫الشباب استعراضــات جنونية بالسيارات‪،‬‬ ‫األمر الذي يؤدي إلى أحداث مؤلمة وخسارات‬ ‫فظيعة‪ ،‬في األرواح والمركبات‪.‬‬ ‫الباعة المتجولــون أو «المفرشـــون»‬ ‫وجدوا في الكورنيش فضاء جديدا لممارسة‬ ‫التجارة «الحرة» دون منطقة محددة وال‬ ‫قوانين منظمة‪ ،‬ودون منافسة لتجار المحال‬ ‫بالمدينة‪ ،‬كما يدعي بعض التجار لوجود‬ ‫تعاقد «مهني» بينهم وبين أصحاب المحال‬ ‫التجارية المزودين‪.‬‬ ‫إال أن المهم هو أن تظل السلطة يقظة‬ ‫ومصرة على تحصين الكورنيش من جيوش‬ ‫المتطفلين‪ ،‬الغرباء في معظمهم‪ ،‬الذين‬ ‫أرغمتهم صعوبة «الحريك» على «االستقرار‬ ‫بطنجة‪ ،‬وممارسة «كل شيء‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫السرقة و «الكرساج» للبقاء بطنجة أمال في‬ ‫تحقيق حلم الدورادو األوروبي‪...‬إال أننا نحن‬

‫من ندفع الثمن‪ ،‬عبر تخريب سمعة المدينة‬ ‫ونفور السياح و المستثمرين‪ ،‬وانتشار الخوف‬ ‫والرعب بين األهالي والزوار بسبب جحافل‬ ‫المشممين‪ ،‬ومتعاطي المخدرات والسكارى‬ ‫والمتسكعين الجيــاع‪ ،‬الباحثين‪ ،‬دوما عن‬ ‫فريسة سائغة‪.‬‬ ‫نعلم أن تحرير الملك العام بكامل تراب‬ ‫المدينة ليس باألمر السهل‪ ،‬ألن المحتلين‪،‬‬ ‫ومن يقف وراءهم‪ ،‬استفادوا من «صمت»‬ ‫المسؤولين الذين غضوا الطرف عنهم لمدد‬ ‫طويلة‪ ،‬حتى أصبحوا يتحدثون عن «حقوق‬ ‫مكتسبة»‪ ،‬بفعل «التقادم»‪ ،‬ربما‪ ،‬إال أن األمر‬ ‫أصبح على درجة عالية من الخطورة ويتطلب‬ ‫تخطيطا محكما‪ ،‬وإمكانيات هائلة‪ ،‬وشحنة‬ ‫كبيرة من الخيال واإلبداع‪ ،‬وهي أمور نعتقد‬ ‫أنها متوفرة في سلطات المدينة ووالي‬ ‫الجهة ومساعديه األقربين‪.‬‬ ‫وكانت رابطــــة الدفـــاع عن حقـــوق‬ ‫المستهلكين بطنجة قد تفاعلــت إيجابيــا‬ ‫مع مبادرة والي طنجة‪ ،‬خالل شهر مارس‬ ‫الماضي‪ ،‬المتعلقة بتحريــــر الملك العام‬ ‫بمنطقة ساحـــة ‪ 9‬أبريــل وشارع إيطاليا‬ ‫والصياغين لتنتقل فيما بعــد إلى منطقة‬ ‫السواني وجهات أخرى‪ ،‬وطالبت باستمرار‬ ‫هذه العملية بكامل الصرامة والجد وأيضا‬ ‫بما يفرضه واجب تحقيق المساواة والعدل‬ ‫بين المواطنين دون إغفال الجوانب الخفية‬ ‫لظاهرة «الفراشة» ومصادر التشجيع التي‬ ‫يتلقاها أصحابها دون مراعاة لواجب حماية‬ ‫طنجة من الفوضى و التسيــب حيــث إن‬ ‫تجارة األرصفة تحولت إلى احتراف ومناورات‬ ‫ال تخفى على المتتبعين للشأن المحلي‪.‬‬ ‫كما أن احتالل األرصفة بدون حق‪ ،‬يتسبب‬ ‫في متاعب جمـــة للمواطنيـــن العابرين‬ ‫والمتجولين‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬أهالي طنجة‪ ،‬ينظرون‬ ‫بعين الرضا إلى مبــادرات والي الجهــة‪،‬‬ ‫بشــأن تحريــر الملك العام‪ ،‬ليكون ذلك‬ ‫منفذا إلصالحات كبيرة أخرى‪ ،‬على أكثر من‬ ‫صعيد‪ ،‬لفائــدة مدينة طنجــة‪ ،‬التي تتوق‬ ‫إلى استرجاع إشعاعها الثقافي واالقتصادي‬ ‫والبيئي كمنارة متوهجة على مضيق جبل‬ ‫طارق الذي يشكل طريقا بحريا يربط القارت‬ ‫الخمس‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫تقــــدم الكـــاتـــب العـــام لحـــزب‬ ‫الطليعـــة الديمقراطي االشتـراكـــي‪ ،‬علي‬ ‫بوطوالـــة‪ ،‬بطلب إلعفائــه من جميــــع‬ ‫المسؤوليات التي يتحملهـــا داخــل‬ ‫التنظيــم السياســـي اليساري‪ ،‬وذلك بعــد‬ ‫الجـــدل الذي أثيـر حول سفـــره ألداء‬ ‫مناسك الحج بالديار السعودية‪.‬‬ ‫وكان زعيم حزب الطليعة نفى‪ ،‬في بيان‬ ‫حقيقة‪ ،‬أن يكون قد سافر ألداء مناسك الحج‬ ‫ضمن الوفد الرسمي للمملكة المغربية أو‬ ‫على نفقة الدولة‪ ،‬مورداً أنه «كل ما هنــاك‬ ‫أني رافقت زوجتي بعد فوزها في قرعة الحج‬ ‫الخاصة بوكاالت األسفار‪ ،‬وتمت تغطية‬ ‫نفقة السفر حصريا من مداخيل األسرة»‪،‬‬ ‫وأضاف أنه يحتفــظ بحقه في المتابعة‬ ‫القانونية لمروجــي األكاذيـــب واألخبار‬ ‫الزائفة حول سفره‪.‬‬ ‫«حج القيادي اليساري» أثار مواقف‬ ‫متباينة داخل مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬بين من اعتبره أمراً عادياً يدخل‬ ‫في إطار حرية التدين‪ ،‬وموقف آخر رأى في‬ ‫الخطوة تناقضاً مع مبادئ وقناعات اليسار‬ ‫والعلمانية‪.‬‬ ‫ورداً على منتقديه‪ ،‬قال بوطوالة إن‬ ‫«التدين عموما ال يحمل أية إساءة لسمعة‬ ‫الحزب واليسار داخل المجتمع المغربي‪ ،‬بل‬ ‫بالعكس قد يساهم في دحض الدعاية‬ ‫المغرضة ألعداء اليسار‪ ،‬فقــد كنت عازما‬ ‫وال زلت على طلب إعفائــي من جميــع‬ ‫مسؤولياتي التنظيمية من اللجنة المركزية‬ ‫للحزب التي انتخبتني كاتبا عاما‪ ،‬رفعا لكل‬ ‫حرج أو التباس»‪.‬‬ ‫وتابع موضحاً «إن قناعاتي بفكر اليسار‬ ‫وقيمه ومبادئه وأهدافه لم ولن تتغير‪،‬‬ ‫وسأظل أبذل ما بوسعي لنصرتها والدفاع‬ ‫عنها‪ ،‬وخاصة العلمانية ومحاربة توظيف‬

‫الدين في الحياة السياسية مهما كـــان‬ ‫موقعي التنظيمي»‪.‬‬ ‫وحول األسباب التي دفعته إلى تقديم‬ ‫استقالته ما دام أن األمر يدخل في إطار‬ ‫حرية شخصية‪ ،‬أوضح بوطوالة‪ ،‬في تصريح‬ ‫لجريدة هسبريس اإللكترونية‪ ،‬أن الخطوة‬ ‫التي أقدم عليها ال عالقة لها بموقف حزبـه‬ ‫من السياسـة السعودية بالمنطقة‪ ،‬بل ألنه‬ ‫لم يخبر أي مسؤول حزبي بموضوع الحـج‪،‬‬ ‫نافيا أن يكون قد تلقى أي عتاب من طرف‬ ‫رفاقه في الحزب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأضاف المتحـدث‪« :‬كنــت قد أخبرت‬ ‫رفاقي بسفري لمدة ثالثة أسابيع اعتقادا‬ ‫مني بأنه حق شخصي مثـل أي سفر آخر‪،‬‬ ‫ولكنني لم أخبرهــم بالجهــة التي سأسافر‬ ‫إليها‪ ،‬وهو األمر الذي فاجأ بعض أعضاء‬ ‫اللجنة المركزية للحزب‪ ،‬كونـي أتحمل‬ ‫مسؤولية الكاتب العــام وكان لزاماً أن‬ ‫أشعــرهــم بموضوع سفري‪ ،‬وليس أن‬ ‫يكونوا آخر من يعلم»‪.‬‬ ‫وأورد القيـادي اليسـاري أنه تبيـن له‬ ‫بعد عودته أن «عدم إخبار الكتابة الوطنية‬ ‫بالحج والتشاور معها كان خطأ تسبب في‬ ‫إحراج وإزعاج رفاقي ورفيقـاتي دون قصد‬ ‫مني‪ ،‬لذلك أعتذر لهم ولهن ولجميع‬ ‫المناضالت والمناضلين رغم اقتناعي بعدم‬ ‫اإلساءة ألحد»‪ ،‬بتعبيره‪.‬‬ ‫واستغرب بوطوالة من بعض القراءات‬ ‫المتعسفة في حق موضوع سفره إلى‬ ‫الحج‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪« :‬واش السعودية واقفة على‬ ‫الفلوس ديالي باش تشري السالح تحارب‬ ‫به الحوثيين في اليمن»‪.‬‬

‫الزفزافي األكبر يواصل رحلة االسترزاق بقضية نجله‬ ‫والدور هاته المرة على فرنسا‬ ‫يواصل الزفزافي األكبر تنفيذ مخططه االسترزاقي‪ ،‬الذي وضعه منذ اعتقال نجله ناصر‪ ،‬فالرجل وبعد أن حول قضية‬ ‫نجله إلى أصل تجاري‪ ،‬لم يعد يضيع أي فرصة للسفر إلى أوربا لجني المزيد من األموال من تجار المخدرات وجهات ال تخفي‬ ‫عداءها للوطن تحت ذريعة دعم أسر معتقلي أحداث الحسيمة‪.‬‬ ‫وحتى يحافظ على صنبور الدعم‪ ،‬وعلى حياة البـــذخ التي استحالهــا‪ ،‬وعلى سفريات الخمس نجوم‪ ،‬فإن أحمد الزفزافي‬ ‫أصبح تلميذا مطيعا لتعليمات أسياده الممولين‪ ،‬وجاهزا لتنفيذ أجنداتهم المعادية الستقرار الوطن‪.‬‬ ‫ولهذا عندمـا صدرت األوامــر للزفزافـي األكبر باالرتمــاء في أحضــان جماعة العدل واإلحسان‪ ،‬لم يتردد في استجدائها‬ ‫للنزول إلى الشارع ل»نصرة» قضية إبنه و من معه‪ ،‬متناسيا أن المغرب قوي بمؤسساته‪ ،‬وأن خرجة العدل واإلحسان لم‬ ‫ولن تؤثر بأي شكل من األشكال في قضية ناصر الزفزافي‪ ،‬علما أن من يعرف الجماعة جيدا يدرك أنها ال تنخرط في أي‬ ‫حراك إال وفقا ألجندتها الخاصة‪.‬‬ ‫وفي سياق نفس المخطط‪ ،‬تلقى والد ناصر الزفزافي األمر بالسفر إلى فرنسا للمشاركة في االحتفال السنوي الذي‬ ‫ينظمه الحزب الشيوعي الفرنسي «‪ ،»La fête de l’humanité‬وهو الحفل الذي فقد بريقه منذ انهيار جدار برلين‪ ،‬وتحول‬ ‫اليوم إلى ملتقى لبقايا الشيوعيين والعدميين والفوضويين‪ ،‬وما تبقى من جمعية المغربية للعمال بفرنسا‪ ،‬ولم يعد يثير‬ ‫اهتمام الطبقة السياسية بفرنسا‪.‬‬ ‫والستدرار عطـف المشاركيــن في هـــذا الحفل‪ ،‬أرغم الزفزافي زوجته المريضة على مرافقته إلى باريز‪ ،‬لجمع المزيد‬ ‫من األموال‪ ،‬في استغالل بشع لحالتها اإلنسانية‪ ،‬ما يكشف الطينة الحقيقية للزفزافي األكبر‪ ،‬الذي أكد للجميع أنه لن يتوان‬ ‫عن فعل أي شيئ يضمن له تدفق األموال‪.‬‬ ‫ويبدو أن الزفزافــي األب لم يستوعــب الدرس بعد‪ ،‬إذ ال زال يتوهم أن بمثل هاته الممارسات سينجـح في الضغط على‬ ‫الوطن‪ ،‬متناسيا أن المغرب قوي بمؤسساته‪ ،‬ويمتلك قراره السيادي‪ ،‬ولن يسمح ألي كان أن يتدخل في شؤونه الداخلية‪.‬‬

‫عن موقع «هسبريس»‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫أَخيراً َّ‬ ‫تنفس مصطاف مرتيل الصُّعَداء‪ ،‬ذلك أن تباشير الخريف الحت في األ ُفق‪ ،‬وأخذ‬ ‫الصيف يجمع «عَ ْفشَهُ» ومتاعه‪ ،‬مؤذنا بالرحيل‪ ،‬ومُوَدِّعاً المصيف‪ ،‬ليترك المكان رحبا واسعاً‬ ‫للخريف‪.‬‬ ‫ومن نافذة بيتي‪ ،‬أرى الشاطئ وقد استعاد عافيته ولياقته‪ ،‬واستردَّ فضاءاته‪َّ ،‬‬ ‫وتخلص من‬ ‫هذه المقاعد والمناضد والمظالت التي كانت جاثمة على صدره‪ ،‬وأفسح المجال لهذه األمواج‬ ‫الصغيرة‪ ،‬لتتالعب وتتسابق وتتحرك على راحتها‪ ،‬دون أن يكدر صفوها مكدر‪ ،‬أو يحاصرها‬ ‫محاصر‪ ،‬أو يفسد عليها لعبها مقيم أو عابر سبيل‪.‬‬ ‫وهكذا هي الطبيعة‪ ،‬تتعرض لمضايقات اإلنسان وتصرفاته الهوجاء‪ ،‬فيتسع صدرها إلى‬ ‫حين‪ ،‬ثم يتجهم وجهها‪ ،‬وتكفهر سماؤها‪ ،‬داعية الناس إلى الرحيل‪.‬‬ ‫مرتيل اآلن‪ ،‬مُنطلق األسارير‪ ،‬مستعد الستقبال فصل جديد‪ ،‬وكأني به يجلس إلى األرض‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ويتصفح النقط السوداء بها‪ ،‬ليتالفاها في العام المقبل إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ليرتب أوراقه من جديد‪،‬‬ ‫وهذه الصورة‪ ،‬صورة إعادة ترتيب األوراق‪ ،‬أتمنى أن أراها وألمسها في مجلس هذا‬ ‫المصطاف الجميل‪.‬‬ ‫فيُستحسن أن يعقد المجلس البلدي جلسة للتقييم‪ ،‬يُناقش فيها مشكل االكتظاظ‪،‬‬ ‫اكتظاظ الطرق‪ ،‬اكتظاظ مواقف السيارات‪ ،‬اكتظاظ األسواق‪ ،‬اكتظاظ مداخل ومخارج مرتيل‪،‬‬ ‫والبحث الجاد المسؤول عن أنجع الحلول‪.‬‬ ‫سوق الشبار مثال‪ ،‬لِمَ يسير فيه اإلصالح والترميم سير السلحفاة؟‬ ‫ُّ‬ ‫تَظل تسعيرة الوقوف أو المبيت خارج المراقبة؟‬ ‫تفويت مواقف السيارات كيف يتم؟ ولِمَ‬ ‫تسعيرة طاكسيات األجرة لِمَ ترتفع في الصيف؟‬ ‫رمال الشاطئ وأرضية الكورنيش كيف َّ‬ ‫تُسلم لمروجي األلعاب؟ هل تدخل في نطاق الملك‬ ‫العام أم ال؟‬ ‫هذه أسئلة أحب أن تُطرح في هذه الجلسة التقييمية‪ ،‬إِن كتب اهلل لها أن تنعقد‪.‬‬ ‫وأنا متأكد كل التأكد أن منتخبينا إن فتحوا هذه الباب‪ ،‬وبحثوا وفكروا وقدّروا‪ ،‬فالبد أن‬ ‫يخرجوا بنتائج إيجابية‪ ،‬وبقرارات مهمة‪ ،‬سيسجلها لهم الناخبون بمداد الفخر واالعتزاز‪ ،‬والشكر‬ ‫واالمتنان‪.‬‬ ‫فعلى بركة اهلل‪.‬‬

‫وقال عيوش‪..‬؟‬ ‫)‪(2/1‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ /1‬قال عيوش وهو من هو ‪:‬‬ ‫إن اللغة العربية ليست مقدسة ‪..‬‬ ‫وردا على هذا الجهل المطبق ‪ ،‬والجرأة الكريهة‪..‬‬ ‫نقول له وألمثاله ‪:‬‬ ‫• إن اهلل سبحانه وتعالى يقول في سورة يوسف ‪:‬‬ ‫«�ألر تلك �آيات الكتاب املبني‪� ،‬إنا �أنزلناه‬ ‫قر�آنا عربيا لعلكم تعقلون»‪.‬‬ ‫القرآن يا عيوش كتاب مقدس‪..‬‬ ‫القرآن يا عيوش أنزله اهلل باللغة العربية‪..‬‬ ‫أتدري لماذا أنزل اهلل القرآن العظيم بلسان‬ ‫عربي مبين يا عيوش؟‬

‫في الدورة العادية لشتنبر ‪2018‬‬

‫المجلس اإلقليمي لشفشاون يصادق باإلجماع على‬ ‫اتفاقية شراكة تتعلق بتثنية الطريق الرابطة بين‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫شفشاون و تطوان‬ ‫عقد المجلس اإلقليمي لشفشاون يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 10‬شتنبر الجاري دورته العادية التي‬ ‫خصصت لدراسة أربع اتفاقيات شراكة‪ ،‬همت‬ ‫القطاع الصحي‪ ،‬والنقل المدرسي‪ ،‬والطريق‬ ‫الوطنية رقم ‪ 2‬الرابطة بين مدينتي شفشاون‬ ‫وتطوان‪.‬‬ ‫فيما يخص القطــاع الصحــي‪ ،‬صــادق‬ ‫المجلس على اتفاقية تتعلق ببناء وتجهيز‬ ‫دار األمومة بجماعة تنقوب‪ ،‬وكذا على‬ ‫اتفاقية تتعلق بدعم الخدمات الصحية بإقليم‬ ‫شفشاون‪.‬‬ ‫واالتفاقيتان تندرجان في إطار البرنامج‬ ‫األفقي لدعم الولوج اإلى البنيات والخدمات‬ ‫األساسية) للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫وقد ساهم المجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫بمليون درهم في األولى‪ ،‬وسيساهم بمليونين‬ ‫وخمسمائة ألف‪ 2.500.000/‬درهم في الثانية‬ ‫على مدى خمس سنوات ابتداء من هذه السنة‪.‬‬ ‫ويعتبر القطاع الصحي بإقليم شفشاون‬ ‫من القطاعات التي تعرف إشكاالت متعددة‪،‬‬ ‫وتأتي هاتان االتفاقيتان في سياق تجسيد مبدأ‬ ‫التشاركية ودعم القطاعات االجتماعية األكثر‬ ‫حساسية‪ ،‬حيث إن الخدمات الصحية والوقائية‬ ‫باإلقليم تبقى دون طموحات المواطنين بل‬ ‫إنها تعتبر مصدر قلق واستياء في كثير من‬ ‫األحيان؛ رغم المجهودات المبذولة من حيث‬ ‫تمويل عدد من العمليات والمشاريع من طرف‬ ‫الجماعات الترابية وجهات وطنية ( وكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال وبعض الجمعيات إلخ) وأجنبية‬ ‫(الحكومة األندلسية‪ ،‬منظمات إلخ)‪.‬‬ ‫وإذا كان القطاع الصحي يحظى باألولوية‬ ‫من طرف مختلف المتدخلين‪ ،‬فإن قطاع‬ ‫التعليم يعتبر كذلك من القطاعات االجتماعية‬ ‫التي انصبت عليها مجهودات كبيرة في‬ ‫العقود األخيرة‪ ،‬ورغم ذلك فإن اإلقليم لم‬ ‫يستطع لحد اآلن التقليص بشكل مرض من‬ ‫الهدر المدرسي‪ ،‬والرفع من نسب تمدرس الفتاة والنجاح‪ ،‬وبصفة عامة تحسين‬ ‫الجودة‪.‬‬ ‫وتأتي اتفاقية دعم النقل المدرسي بالعالم القروي إلقليم شفشاون في‬ ‫إطار احترام االختصاصات الذاتية لألقاليم‪ ،‬وكذا في إطار توجه جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة الذي دشنته في السنة الفارطة‪ ،‬والذي كان محط انتقادات‬ ‫من بعض المنتخبين‪ ،‬للعناية بالقطاعات االجتماعية خاصة بالوسط القروي‬ ‫الذي يعرف عدة صعوبات في الولوج إلى الخدمات االجتماعية‪ ،‬وكذا في إطار‬ ‫تحسين مؤشرات جودة التعليم؛ حيث إن االتفاقية تهدف إلى تخصيص ‪41‬‬ ‫حافلة للنقل المدرسي (من فئة ‪ 27‬مقعد) إلقليم شفشاون والتي ستسلم كهبة‬ ‫للمجلس اإلقليمي الذي سيقوم بإجراءات التوزيع على الجماعات بناء على معايير‬ ‫موضوعية متوافق عليها في إطار التنسيق مع الواهب‪ ،‬كما سيحدد أسلوب‬

‫التسيير والصيانة مع الجماعات المستفيدة‪.‬‬ ‫وقد تأجل البت في هذه االتفاقية في‬ ‫انتظار استكمال صفقة االقتناء التي تباشرها‬ ‫الجهة لخطواتها اإلجرائية‪ ،‬لذلك فإن الموسم‬ ‫الدراسي الحالي سيدبر على مستوى النقل‬ ‫المدرسي بحظيرة الحافالت المدرسية‬ ‫المتوفرة لدى الجماعات باإلقليم‪,‬‬ ‫االتفاقية الرابعة‪ ،‬وقــد تمــت اإلشــارة‬ ‫إليها أعاله‪ ،‬تتعلق باستكمال مشروع طرقي‬ ‫استراتيجي يعزز التكامل الجهوي وجاذبية‬ ‫مدينة ومحيطها الطبيعي‪ ،‬وهو مشروع تثنية‬ ‫الطريق الوطنية رقم ‪ 2‬الرابطة بين شفشاون‬ ‫وتطوان التي يصفها الكثيرون بطريق الموت‬ ‫خاصة في فصل الشتاء‪ ،‬المشروع ينتظر سكان‬ ‫اإلقليم إتمام إنجازه‪ ،‬على أحر من الجمر‪،‬‬ ‫بعد أن انتهت أشغال شطرين منه‪ ،‬والثالث‬ ‫في مراحله األخيرة والذي يربط بن قريش‬ ‫بالزينات‪.‬‬ ‫االتفاقية تهم بالتحديد تثنية ‪ 21‬كلم‬ ‫بين الزينات(دوار أشكراد) ودار أقوبع من‬ ‫النقطة الكيلومترية ‪ 000+77‬إلى النقطة‬ ‫الكيلومترية ‪ 000+98‬بكلفة قدرت أوليا‬ ‫بثالثمائة‪ 300/‬مليون درهم بمساهمة وزارة‬ ‫التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬ومجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ووكالة إنعاش‬ ‫وتنمية األقاليم الشمالية‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون والمجلس اإلقليمي لتطوان‪.‬‬ ‫مشروع التثنية‪ ،‬حسب االتفاقية التي‬ ‫تمت المصادقة عليها‪ ،‬ستبتدئ أشغاله في‬ ‫السنة القادمة وستنتهي عملية إنجازه في سنة‬ ‫‪ ،2021‬ويساهم المجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫(ببركته)‪،‬كنظيره لتطوان‪ ،‬في غالفه المالي‬ ‫بنصف مليار سنتيم‪ 5/‬ماليين درهم‪ ،‬ويبقى‬ ‫التساؤل مطروحا هل ستستطيع وزارة التجهيز‬ ‫تحقيق ما تبقى من هذا المشروع الهيكلي في‬ ‫أقرب اآلجال‪ ،‬حيث يالحظ عدد من مستعملي‬ ‫هذه الطريق أن األشغال تسير ببطء مما تزيد معه المعاناة وال تتقلص األخطار‪،‬‬ ‫كما أن األمل الذي عبر عنه ممثلو اإلقليم هو امتداد عملية التثنية إلى الطريق‬ ‫الرابطة بين شفشاون ووزان‪ ،‬وكذا شفشاون والحسيمة‪ ،‬على اعتبار أن الجهوية‬ ‫المتقدمة ليست مقتضيات في نصوص فقط‪ ،‬بل هي تنزيل لمشاريع وبلورة‬ ‫إنجازات على أرض الواقع تعزز الترابط والتكامل والتضامن الجهوي‪ ،‬وتساهم‬ ‫في خلق إرادة مشتركة لإلنتاج والتنافس والتقدم‪ ،‬وبالتالي تحسين الجاذبية‪،‬‬ ‫والرفع من مستوى عيش السكان‪.‬‬ ‫وقد ترأس هذه الدورة السيد عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون إلى جانب محمد علمي ودان عامل اإلقليم الجديد‪ ،‬بحضور الكاتب‬ ‫العام للعمالة‪ ،‬والمدير العام للمصالح بالمجلس اإلقليمي‪ ،‬وأطر العمالة‬ ‫والمجلس اإلقليمي وبعض المنابر اإلعالمية‪.‬‬

‫أنزل رب العزة قرآنه الكريم حتى يدرك الناس‬ ‫أنه وحي منزل من عنده‪..‬‬ ‫وهل تدري يا عيوش لماذا قال رب العزة ‪« :‬تلك‬ ‫�آيات» ؟‬ ‫ألن اسم اإلشارة « تلك «للبعيد ؛ دالة على بعد‬ ‫كالم اهلل كماال وعلو شأن‪.»..‬‬ ‫• إن اهلل سبحانه وتعالى يقول في سورة طه ‪:‬‬ ‫«وكذلك �أنزلناه قر�آنا عربيا‪.»..‬‬ ‫القرآن يا عيوش أنزله رب العالمين على سيدنا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم باللغة العربية حتى‬ ‫يتبين الناس أنه بفصاحته وبالغته فوق طاقتهم‬ ‫ومكانتهم‪..‬‬ ‫• إن اهلل سبحانه وتعالى يقول في سورة فصلت ‪:‬‬ ‫«حم تنزيل من الرحمن الرحيم ‪ ،‬كتاب‬ ‫ف�صلت �آياته قر�آنا عربيا لقوم يعلمون»‪.‬‬ ‫القرآن يا عيوش أنزله رب العالمين جامعا ألمور‬ ‫الدنيا والدين‪ »..‬كتاب فصلت آياته‪.»..‬‬ ‫القرآن الكريم يا عيوش بين المعاني ‪..‬واضح‬ ‫األحكام‪ ..‬غاية الكمال‪.‬‬ ‫القرآن الكريم يا عيــوش أنزلـه رب العالمين‬ ‫بلسان عربي مبيـن على قوم حتى يدركوا جواهر‬ ‫آياته‪..‬‬ ‫وأما مسالـك إعجازه‪ ،‬فال يدركهـا إال من أوتي‬ ‫ذائقة أسرار ودالئل أنوار ودقائق أستار‪..‬‬ ‫فاسأل أهل الذكر يا عيوش ‪ ..‬وال تقف ما ليس‬ ‫لك به علم‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 18‬شتنرب ‪2018‬‬

‫خير وآش من خير !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫الدارجة بني «حمار» عيو�ش‬ ‫و«كـالبـه»‬ ‫‪ ‬ال ندري كيف ابتلينــا‪ ‬بهذا العيــوش الذي طلع لنـا من قــاع‬ ‫الخابية‪ ،‬لينتصب مربيا وعالما وخبيرا في التعليم والتربية‪ ‬وأمور‬ ‫أخرى‪ .‬ولو أنه توقف عند «التنظير» الذي ال يفقه فيه شيئا‪ ،‬لقلنا إنه‬ ‫رجل «يخرف» ولكنه تطاول على مقدسات‪ ‬أمة بكاملها‪ ،‬حين شرع في‬ ‫«تفسير» القرآن الذي ال يفقه فيه شيئا‪ ،‬بل ال يؤمن به إطالقا‪ ،‬حيث‬ ‫إنه تطاول على قول الحق سبحانه وتعالى وكذب آياته البينة‪ ،‬والعياذ‬ ‫باهلل‪ ،‬وادعى‪ ،‬إفكا‪ ،‬وبهتانا‪ ،‬وزندقة‪ ،‬وفجورا‪ ،‬أن القرآن «نزل بالدارجة»‬ ‫وأنه تمت ترجمته إلى عربيــة قريش في ما بعد‪ ،‬طاعنا في جوهر اآليات‬ ‫التي تؤكد عربية الوحي اإللهي‪ .‬يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة‬ ‫«الشعراء» بسم اهلل الرحمن الرحيم «وإنه لتنزيل رب العالمين ‪ ،‬نزل به‬ ‫الروح األمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين» وجاء‬ ‫في سورة يوسف قوله تعالى «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون»‬ ‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫فهل نفهم من عيوش أنه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض‪ ،‬حين‬ ‫يدعي بأن اللغة العربية ليست لغة التنزيل ‪ ،‬والحال أن كل معلوماته‬ ‫في هذه الباب استقاها من «أبالسة» المستشرقين ‪ ‬ودهاقنة المبشرين‬ ‫وكبار المنظرين ألبدية الهيمنة اللغوية الفرنسية على شعوب‬ ‫المستعمرات السابقة‪ ،‬عبر «برمجة» عقول الناشئة‪ ،‬ضمانا لوالئها‬ ‫ووفائها وتبعيتها ‪ ‬الثقافية والسياسية واالقتصادية للفرنكوفونية‬ ‫العالمية‪.!! ‬‬ ‫لنعترف بداية‪ ،‬أن عيوش نجح في فرض جدال وطني حول تدريج‬ ‫التعليم وفي إقناع من أراد أن يقتنع ‪ ‬ب «خزعبالته» داخل دائرة‬ ‫القرار ليعين عضوا في المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬ويستغل هذه المنصة لنشر ترهاته وأباطيله وأكاذيبه‬ ‫الواهية ‪ ،‬عبر وسائل اإلعالم التي تسمع له من باب اإلثارة والسخرية‪،‬‬ ‫إال‪ ‬أن الرجل دفعته «الوجاهة» إلى االعتقاد بحظوته‪ ‬وعلو كعبه‪ ،‬وإلى‬ ‫اإليمان ‪ ‬بقدرته على تحقيق حلم من يعمل لحسابهم من أجل محاربة‬ ‫اللغة العربية ‪ ‬التي هي ‪« ‬هوية» الشعب المغربي وذاكرته التي تختزل‬ ‫تاريخه وثقافته وحضارته ‪ ‬وعلومه وكل إبداعاته الفنية والعلمية‪،‬‬ ‫وإحالل الدارجة العامية مكانها‪ ،‬استمرارا لمشروع االستعمار الفرنسي‬ ‫أيام الحماية الذي خص الدارجة بمكانة متميزة في منظومة التعليم‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وجند لتلك الغاية جهابذة ‪ ‬المبرمجين لوضع مخططات‬ ‫التدريج بغاية محاربة اللغة العربية‪ ‬التي كان المستعمر يرهبها‬ ‫الرتباطها في عقول الشعب المغربي ووجدانه بهويته ودينه وفي ذلك‬ ‫ما يكفي‪ ‬لخلق وتقوية تيار الرفض إزاء الوجود االستعماري بالمغرب‪.‬‬ ‫عيوش هذا الذي ال يخفي هواه اليهودي ‪ ،‬ذهب في مشروعه‬ ‫السخيف بعيدا حين اعتبر كل من يقول بقدسية اللغة العربية‪« ،‬حمار»‪،‬‬ ‫والحال أن ال أحد جادل في هذا الموضوع‪ ،‬ذلك أن اللغة العربية شكلت‬ ‫«وعاء» لكالم اهلل المقدس‪ ،‬الذي «وسعته لفظا وغاية‪ ،‬وما ضاقت عن‬ ‫آي به وعظات» وبالتالي استحقت من ‪ ‬شعوب العرب ‪ ‬وشعوب اإلسالم‬ ‫األخرى‪ ،‬كامل التبجيل والتقديس‪ .‬وإمعانا في التعبير عن غيظه الشديد‬ ‫إزاء ماليين المناهضين لمشروع «دارجيته»‪ ،‬لم يتردد في وصفهم بـ‬ ‫«الكالب» وتحديهم بأن مشروعه يشق‪ ،‬بثبات‪ ،‬طريقه نحو النجاح‪.‬‬ ‫عيوش هذا ‪ ‬الذي تحرك من موقع الفتنة والتشويش‪ ‬على األمن‬ ‫اللغوي بالمغرب‪ ،‬عبر إقحام‪ ‬العامية في التعليم العمومي‪ ‬المنخور‬ ‫أصال ‪ ،‬يطالب‪ ‬من بين ما يؤثث‪« ‬عقيدته» الساذجة‪ ،‬بحرية الجنس‬ ‫المثلي بالنسبة للذكور واإلناث على حد سواء‪ ،‬وإباحة زواج المسلمة من‬ ‫غير المسلم‪ ،‬وحق المرأة في اإلجهاض وحرية المعتقد‪ ،‬وبالعلمانية‬ ‫المطلقة التي تضمن حياد الدولة إزاء األديان‪ ...‬وترون أن المطلب األخير‬ ‫يتناقض مع ثوابت «إمارة المؤمنين» بكل مكوناتها اإلثنية والدينية‪. ،‬‬ ‫ومع ذلك فإنه يشغل «كرسيا» في المجلس االستشاري للتربية والتكوين‬ ‫والبحث العلمي الذي يعين الملك ‪ 20‬عضوا من بين أعضائه المائة ‪،‬‬ ‫خبراء ومتخصصين فيما يتم تعيين ‪ 20‬عضوا لصفتهم‪ ‬و‪ 54‬يمثلون‬ ‫النقابات التعليمية والطلبة والتالميذ والجماعات الترابية والجمعيات‬ ‫األهلية والمقاوالت والتعليم الخاص‪ .‬واهلل وحده يعلم من أي موقع جر‬ ‫علينا سوء حظنا‪ ،‬الخبير عيوش الذي جاءت تصريحاته االنفعالية‪ ‬بعد‬ ‫الضجة التي أثارها إقحام بعض الكلمات الدارجة في مقرر‪.‬‬ ‫من مقررات التعليم االبتدائي هذه السنة‪ .‬والحال أن المشكل ال‬ ‫يكمن في البغرير والبريوات أو الشباكية والسفنج وال حتى زعلول‪ ،‬فهي‬ ‫مفردات يعرفها أطفالنا بالبداهة‪ ،‬المشكل في الرؤيا التي يبشر بها‬ ‫عيوش وجماعته والتي تهدف إلى تدريج التعليم في إطار «مشروعه»‬ ‫السخيف‪ ،‬إلصالح منظومة التعليم الوطنية والذي أجمع الشعب على‬ ‫رفضه ودحضه وتسفيهه‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫دخل الدرك الملكي على الخط وفتح كتاب التحقيقات في ما‬ ‫صار يعرف ب»االختالالت» في تدبير الشأن العام‪ .‬يتعلق األمر‪ ،‬هذه‬ ‫المرة‪ ،‬بخيرية بيضاوية‪ ،‬تسربت من داخلها أخبار «كارثية» حول‬ ‫الطريقة الالإنسانية التي يبدو أن النزالء يعانون منها في غياب‬ ‫االهتمام والرعاية المفروض أن يتمتعوا بها في «دار الخير» هذه !‬ ‫التحقيقات شملت كل جوانب العمل داخل هذه المؤسسة‪ ،‬حيث‬ ‫النزالء‪ ،‬حسب ما روته بعض التقارير الصحافية‪ ،‬يواجهون المرض‬ ‫والموت وسوء التغذية والنظافة واإلهمال الطبي ما تسبب لبعضهم‬ ‫في تعفنات ناتجة عن عمليات جراحية حد «تدود» تلك التعفنات‬ ‫وموت النزالء المصابين‪.‬‬ ‫هذه حالة من ألف‪ ،‬تــدل على مدى استهتار بعض العاملين‬ ‫في مجال «اإلحسان العام» بحياة نزالء المركبات االجتماعية التي‬ ‫تدعمها الدولة أو تتوالها بصورة كاملة‪.‬‬ ‫فما رأي وزيرة «التصريحات» الرنانــة‪ ،‬والقرارات «الثوريـــة»‬ ‫في نوعية «الخدمات االجتماعية» التي تقدمها بعض المراكز‬ ‫التي يشملها «عطف» وزارة األسرة والتضامن والمساواة والتنمية‬ ‫االجتماعية ‪...‬وأشياء أخرى !!!‪...‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ُ‬ ‫محاربة محاربي الفساد‬ ‫ألنها طالبت بفتح تحقيق في موضوع االختالالت الناتجة عن‬ ‫سوء تدبير األنسولين‪ ،‬في مستشفى عمومي‪ ،‬و عرضت لقضايا‬ ‫أخرى تهم السالمة الصحية للمواطنين وموظفي القطاع الصحي عبر‬ ‫مراسالت وجهتها إلى مندوبية وزارة الصحة‪ ،‬فقد تم إعفاؤها‪ ،‬وهي‬ ‫ـ لعلمكم ـ طبيبة رئيسية‪ ،‬بقرار وزاري اعتبرته نقابة األطباء قرارا‬ ‫تعسفيا يأتي أياما قليلة بعد حادثة «طبيب الفقراء»‪.‬‬ ‫يبدو أن الطبيبة «المسرحة» لم «تتكيف» بعدُ‪ ،‬رغم تجربتها‬ ‫في الميدان‪ ،‬مع «الجو العام» المهيمن على وزارة الصحة‪ ،‬و على‬ ‫معظم اإلدارات المغربية‪ ،‬حيث أن بعض المسؤولين «يتضايقون»‬ ‫من «صداع الرأس» الذي تسببه لهم مالحظات مرؤوسيهم حول‬ ‫طريقة تدبيرهم للشأن العام‪ ،‬ويسارعون إلى إبعاد «المشاغبين»‬ ‫الذين ال حق لهم‪ ،‬في االهتمام بما يعني رؤساءهم !‬ ‫هذه «الشريحة» من «المسؤولين تفضل أن ينتظم معاونوهم‬ ‫«السوبالطيرن» في منظومة « العام زين نعام أس» ويتركوا األمور‬ ‫تسير بـ «السير» طبعا‪ ،‬فما أحلى أن تعم السكينة كل دوالب‬ ‫«الماكينة»‪ ،‬ويدخل كل واحد في «سوق راسه» لينفردوا‪ ،‬هم‪،‬‬ ‫بالزعامة‪ ،‬ويمألوا العالم بتصريحاتهم الرنانة‪ ،‬أن «كل شيء على ما‬ ‫يرام ‪ ،‬يا مدام الماركيز» !‬ ‫ولكن الواقـــع يشهـد أن «كــل» شيء ليس كما يدعــي‬ ‫«البوحاطيون» األشقياء !!‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الريسوني‪:‬‬ ‫االقتداء بتونس في المساواة باإلرث‬ ‫إهانة للمغرب!‬ ‫ال يا حضرة !‪ .‬المغرب ال يهان‪ .‬اإلهانة هي التي تواجهها‬ ‫المرأة المغربية من طرف عقول متحجرة‪ ،‬ال تريد أن ترى في الوجود‬ ‫شيئا آخر غير «ما يجوز وما ال يجوز»‪ ....‬وهو حق أريد به باطل !‪..‬‬ ‫اإلهانـــة هي للمرأة المغربيــة التي يريدها بعض «الذكـور»‬ ‫بالمغرب‪« ،‬جارية» مطيعة تؤثث فضاء «المتعة» للرجل الذي يأتيها‬ ‫«متى وأنى شاء»‪ ،‬دون أن تسأل عن رأيها أو عن رغبتها‪ ،‬ودون أي‬ ‫اعتراض من طرفها على رغبة «البعل» الذي «يجب» أن يقضي منها‬ ‫وطره وينصرف في أمان !‬ ‫وكلما طفح على السطح «كتاب» الميراث إال وشحذ «الفقهاء»‬ ‫سيوفهم‪ ،‬واستعدوا لنزال غير متكافئ‪ ،‬دفاعا ‪ ،‬بكل تأكيد‪ ،‬عن‬ ‫«النصيب» المضاعف‪« ،‬للذكر مثل حظ األنثيين» حتى وإن كان في‬ ‫ذلك ضياع لحقوق المرأة وجهودها في بناء األسرة وثروة األسرة‪،‬‬ ‫حين ينبري لها بعد «الفاجعة»‪ ،‬من يطالب بـ «حق اهلل»‪ ،‬في‬ ‫األرث‪ ،‬حتى وإن لم يدفع في «النزاهة» سوى «سبحان الحي الدايم» !‬ ‫وال أحد يجادل في أن منظومة اإلرث في اإلسالم‪ ،‬منظومة‬ ‫متكاملة‪ ،‬إال أن واقع حياة‪ ،‬األسر في المجتمعات الحديثة‪ ،‬فرض‬ ‫أوضاعا جديدة ضاقت عنها بعض المفاهيم المتوارثة‪ ،‬والتي‬ ‫لم تكن متوقعة في أزمنة القبيلة والعشيرة‪ ،‬بعد أن استطاعت‬ ‫المرأة المسلمة أن تفرض وجودها في المجتمعات الذكورية حتى‬ ‫المتشددة منها ‪ ،‬وتستخلص لفائدتها حقوقا هي اليوم في تطور‬ ‫مستمر ومدهش‪.‬‬ ‫إال أن المدهش في «تدوينة» الريسوني‪ ،‬أنه مال إلى أسلوب‬ ‫«الجهالة» في معالجة ما بلغه من أن «بعض الحداثيين» المغاربة ‪،‬‬ ‫مالوا إلى «النموذج التونسي» في ما يتعلق بالمساواة في اإلرث بين‬ ‫الذكور واإلناث‪ ..‬فعوضا أن يناقش الفكرة بإيجابياتها وسلبياتها‪،‬‬ ‫سارع إلى وصف الحداثيين المغاربة بـ «أذناب السبسي» و «أذناب‬ ‫األذناب» كما وصف المتعاطفات والمتعاطفين مع نظرية المساواة‬ ‫في اإلرث‪ ،‬بـ «البئيسات» و «البؤساء» ‪...‬‬ ‫وهكذا يتضح أن صاحب المقاصد «المقصودة» لم يستطع‬ ‫أن يتخلص من عقدة «تسفيه» المعارضين التي دأب عليها شيوخ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬كلما انبرت أصوات تدعو لمزيد من االجتهاد في فهم‬ ‫نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة‪ .‬وكلما ارتفعت أصوات من‬ ‫داخل المجتمعات اإلسالمية تطالب بالمساواة في اإلرث بين الذكور‬ ‫واإلناث‪ ،‬رفع الشيوخ والفقهاء شعار الحدود‪ ،‬حدود اهلل‪ .‬فلم ال يقفون‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫بمثل هذه الحدة‪ ،‬في وجه الدول‪ ،‬ومنها المغرب‪ ،‬التي «تخلت»‬ ‫عن حدود اهلل‪ ،‬واستبدلتها بقوانين مدنية وضعية‪ .‬هل المساواة‬ ‫في اإلرث التي قد تحمل السعادة‪ ،‬عن طريق العدل واإلنصاف إلى‬ ‫األسر المسلمة‪ ،‬أخطر من الحدود التي أقرها اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫في باب القصاص في حق مرتكبي جرائم قطع الطريق والسرقة‬ ‫والزنا‪ ،‬والخمر‪ ،‬والبغي‪ ،‬والتي نهى عباده عن أن يعتدوها ‪« :‬تلك‬ ‫حدود اهلل‪ ،‬فال تعتدوها‪ ،‬ومن يتعد حدود اهلل فأولئك هم الظالمون»‬ ‫(البقرة ‪)229‬‬ ‫ثم إن انتقاد الفقيه عالنية لرئيس دولة ذات سيادة‪ ،‬واتهامه‬ ‫إياه بـ «الفشل» ومحاولة تغطية فشله في محاربة الفساد الذي قال‬ ‫إنه ينخر كل المؤسسات واإلدارات والخدمات العمومية في تونس‪،‬‬ ‫وعجزه عن إيقاف تدهور االقتصاد التونسي‪ ،‬أمر غير الئق وال مقبول‪،‬‬ ‫من طرف أجنبي حتى ولو كان فقيها مقاصدياـ بل نه أمر يجرم في‬ ‫العديد من القوانين الجنائية وقوانين الصحافة والنشر في بالد‬ ‫اهلل المتحضرة‪.‬‬ ‫أما ما خلص إليه الفقيه من أن علماء الزيتونة وأئمة المساجد‬ ‫وخطبائها وقفوا صفا واحدا وكلمة واحدة ضد مبادرة المناصفة في‬ ‫اإلرث‪ ،‬فهذا شغلهم وهم يعلمون أن رأيهم ال يعنينا في شيء‪ .‬ألننا‬ ‫واثقون من أن الفكرة متى وجدت‪ ،‬فإنها خالدة ال تفنى أو تموت‪.‬‬ ‫وفكرة المناصفة في اإلرث ‪ ،‬من تلك الفكر المستعصية على الفناء‪،‬‬ ‫حتى وإن اجتمع كل فقهاء العالم من أجل اجتثاتها أو استئصالها‬ ‫أو إبادتها !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ريعٌ جديدٌ للبرلمانيين‬ ‫‪ 1200‬درهم شهرياً لشراء الصحف !‬

‫يبدو أن الفقر المغربي الذي سبق وأن نفته وزيرة في حكومتي‬ ‫البيجيدي األولى والثانية‪ ،‬قد وصل فعال إلى البرلمان حيث إنه بعد‬ ‫أكباش العيد التي استفاد منها بعض «الزغابا» من فقراء البرلمان‪،‬‬ ‫والذي رق لحالهم الرئيس ومن معه‪ ،‬وبعد «اتفاق» الجميع على‬ ‫استمرار استفادتهم من ريع التقاعد بعد أن رق لحالهم من وقفوا‬ ‫باألمس ضد استمرار هذا الريع المكلف‪ ،‬وبعد سلسة االمتيازات‬ ‫المالية على حساب الشعب‪ ،‬ليتمكن النواب من تغطية احتياجاتهم‬ ‫من الوقود‪ ،‬ومصاريف المأكل والمبيت في الفنادق ‪ VIP‬و»بونات‬ ‫الطرق السيارة‪ ،‬والنقل األرضي والجوي والبحري‪ ،‬ها هم‪ ،‬أعني‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬يستفيدون من تعويض شهري‪ ،‬بقيمة ‪ 1200‬درهم‪،‬‬ ‫من أجل شراء الجرائد التي‪ ،‬نراهن‪ ،‬أنهم ال يقرأونها‪ ،‬وحتى إن‬ ‫اطلعوا على بعض ما يعنيهم مما يكتب في حقهم أو في حق غيرهم‪،‬‬ ‫تشفيا‪ ،‬من الفرق البرلمانية‪ ،‬فإن ذلك لن يغير من مفاهيمهم شيئا‪،‬‬ ‫ألن اهتماماتهم تسير في األساس في اتجاه المزيد من «المكاسب»‬ ‫«المعنوية» بطبيعة الحال !‬ ‫وهكذا‪ ،‬يضاف ريع الجرائد البالغ ‪ 1200‬درهم‪ ،‬شهريا إلى ‪7000‬‬ ‫درهم بالنسبة لنواب الرئيس من باب «التمثيل» بمكتب البرلمان‪،‬‬ ‫وإلى «أجرة»‪ ،‬ال‪ ،‬بل «تعويضــات النواب‪ ،‬التي تبلـــغ ‪35000‬‬ ‫درهم بالتمام والكمال ! ليشهد العالم أننا في المغرب الفقير‪ ،‬أو ذي‬ ‫الغالبية من سكانه المصنفين في خانة «فقراء العالم»‪« ،‬نفشش»‬ ‫بما فيه الكفاية‪ ،‬نوابنا األماجد‪ ،‬مكافأة لهم على «زين» الخدمات‬ ‫التي يقدمونها‪ ...‬لألمة !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الغارقون في الجوع والغارقون‬ ‫في التخمة‬ ‫وقف خبراء «الفاو» المنظمة األممية لألغذية والزراعة‪ ،‬على‬ ‫بعض الحقائق فيما يخص حالة الجوع والتخمة في المغرب‪ ،‬حيث‬ ‫أوضح تقرير حديث للمنظمة أن حوالي المليون ونصف المليون من‬ ‫مغاربة األلفية الثالثة يعانون من ضعف التغذية‪ .‬بحيث أن معدل‬ ‫الجوع‪ ،‬والعياذ باهلل‪ ،‬انتقل من ‪ 3.5‬بالمائة من عدد السكان سنة‬ ‫‪ 2016‬إلى ‪ 3,9‬بالمائة السنة الماضية‪.‬‬ ‫وكشف التقريــر أن أزيــد من ‪ 10‬بالمائــة من أطفال المغرب‬ ‫يعانون من سوء التغذية بينما ‪ 20‬بالمائــة من البالغين‪ ،‬حوالي ‪6‬‬ ‫ماليين‪ ،‬يعانون من السمنة‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن جياع المغرب وسمانه يوجدون في موقع أفضل‬ ‫من جيرانهم بشمال إفريقيا من حيث معدل الجوع مقارنة بعدد‬ ‫السكان‪ .‬في الوقت الذي يعاني فيه مليار من بني البشر من الجوع‬ ‫بالعالم ويوجد نحو ‪ 150‬مليون طفل أقل من ‪ 5‬أعوام في وضعية‬ ‫ضعف النمو بسبب سوء التغذية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪959‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪5‬‬

‫تغيري املناهج الدرا�سية باملغرب‪:‬‬

‫فوضى لغوية وإضعاف لمقومات‬ ‫الهوية العربية اإلسالمية‬ ‫مع الدخول السياسي الجديد‪ ،‬تفجر الجدل اللغوي القيمي مرة أخرى في المغرب‪ ،‬وذلك‬ ‫على خلفية إخراج مقررات مدرسية لمادة اللغة العربية‪ ،‬تم حشو عدد من المفردات‬ ‫والتراكيب العامية بها‪ ،‬وإدماج غير مالئم للتربية الجنسية‪ ،‬فضال عن إقحام مضامين غير‬ ‫تربوية في المنهاج الدراسي للناشئة‪.‬‬ ‫وزارة التربية الوطنيــة فتحـت ورش‬ ‫تعديل وتغيير المناهج الدراسية بشكل‬ ‫تجــاوزت فيــه منهجيـة تحريـر الكتاب‬ ‫المدرسي التي أقرت زمن وزير التربية‬ ‫الوطنية األسبق عبد اهلل ساعف‪ ،‬والتي‬ ‫كانت تخضع لتنافـس دور النشـر على‬ ‫تأليف الكتاب المدرسي‪ ،‬وفق المعايير‬ ‫التي تضعها الوزارة‪ ،‬ويتم اختيار‬ ‫ثالثة كتب منها‪ ،‬ترجحهم‬ ‫لجنة المصادقـــة التي‬ ‫تعينها الوزارة المعنية‪،‬‬ ‫بعد أن تعطـي للجـان‬ ‫التأليف مهلــة كافيــة‬ ‫إلنتاج هـــذه الوثائـــق‬ ‫التربوية‪.‬‬ ‫وزارة رشيـد بالمختار‪،‬‬ ‫وبعدهـا وزارة سعيـــد‬ ‫أمـزازي‪“ ،‬التفــت” على‬ ‫منهجية تحرير الكتـاب‬ ‫المدرسي‪ ،‬بمنهجية ملتبسة‪ ،‬منحت فيها الحق لدور النشر التي فازت في السابق‪ ،‬بتحمل‬ ‫مسؤولية تعديل المقررات الدراسية التي أنتجتها‪ ،‬ومنحت مديرية المناهج حق المصادقة‬ ‫على هذه الكتب المعدلة‪ ،‬دون أن تخضع لمبدأ المنافسة وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫في الظاهر تبدو األمور من غير خلفية سياسية‪ ،‬ففي نهاية المطاف‪ ،‬األمر يتعلق بدار‬ ‫نشر‪ ،‬وليس بسياسة دولة‪ ،‬واإلتهام الذي قد يوجه لمديرية المناهج التي صادقت على‬ ‫هذه المقررات‪ ،‬يمكن أن يفسر بميوالت إيديولوجية لبعض أعضائها‪ .‬لكن‪ ،‬هل األمر‬ ‫يتوقف عند هذه الحدود؟‬ ‫بدءا‪ ،‬ال يمكن فصل هذا الموضوع‬ ‫عن المسار الذي قطعته بعض النخب‬ ‫في التمهيد إلقحام العامية في المقررات‬ ‫الدراسية‪ ،‬فقد سبق لنور الدين عيوش‬ ‫أن نظم مؤتمرا “دوليا” لهذا الخصوص‪،‬‬ ‫وانتهت مخرجاتـــه إلى أن أزمة التعثــر‬ ‫في التحصيـــل الدراســي‪ ،‬ترجــع إلى‬ ‫تدريس األطفال باللغة الفصحى‪ ،‬وأن‬ ‫“الحل السحري” يكمن في تعليمهم‬ ‫بالعامية‪ ،‬واستثمر بعض الجهد في‬ ‫إنتاج “قواميس” للدارجة المغربيـــة!!‬ ‫كما سبق لعدد من المجـالت األسبوعية‬ ‫المعروفة بميولها الفرنكفوني أن‬ ‫دشنت الكتابـــة بالدارجة العامية بــدل‬ ‫اللغـــة العربية‪ ،‬وتابعتها بعض الصحف‪،‬‬ ‫فضال عن اإلذاعات الخاصة‪ ،‬وقنوات‬ ‫القطب العمومي‪ ،‬التي احتالت على دفاتر‬ ‫التحمالت‪ ،‬بتأويل غريب‪ ،‬أدخل الدارجة‬ ‫العامية ضمن مسمى اللغة العربية‪،‬‬ ‫وتحولت العامية إلى اللغة األولى لإلشهار‬ ‫باقتران مع اللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫المفارقة أن تتبع هذا المسار‪ ،‬يفيد بأن إقحام العامية في المقررات الدراسية ليس شيئا‬ ‫طارئا‪ ،‬وإنما هي سياسة مخطط لها أخذت مداها في الزمن‪ ،‬وفق رؤية متدرجة‪ ،‬لكن‪ ،‬في‬ ‫المقابل‪ ،‬ال وجود في السياسة الحكومية ألي مقتضى برنامجي‪ ،‬يشير إلى إدماج الدارجة‬ ‫أو حتى تعريبها‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬انتقد كاتب الدولة في التعليم العالي خالد الصمدي مؤخرا‬ ‫في تدوينة على الفايسبوك اإلزدواجية اللغوية‪ ،‬وإقحام العامية في التعليم‪ ،‬معتبرا ذلك من‬ ‫مالمح الفوضى اللغوية‪.‬‬ ‫يبدو التناقض كبيرا بين سياسة حكومة يعبر برنامجها الحكومي على عكس ما‬ ‫يجري‪ ،‬وسياسية جارية تعاكس تماما ما ورد في البرنامج الحكومي وما ورد في الرؤية‬ ‫اإلستراتيجية‪ .‬بيد أن هذا التناقض ليس وليد اليوم‪ ،‬فقد تم في السنوات القليلة الماضية‪،‬‬ ‫إقرار “البكالوريا الفرنسية”‪ ،‬ولم تكن في األصل جزءا من أي برنامج حكومي‪ ،‬وتم التخفيف‬ ‫من وقع الضغوط على الحكومة‪ ،‬بفكرة مناورة لوزير الدولة عبد اهلل بها رحمه اهلل‪ ،‬اقترح‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫فيها فكرة “البكالوريا الدولية” بدل “الباكلوريا الفرنسية”‪ ،‬حتى يوسع ما أرادت فرنسا أن‬ ‫تجعله مدخال للسيطرة اللغوية والثقافية في المغرب‪.‬‬ ‫والحقيقة أن الوعي بما يجري‪ ،‬ال يتطلب فقط فهم هذا المسار‪ ،‬وإنما يتطلب ضم بعض‬ ‫أخرى تخص النقد الكثيف الموجه للتعليم‬ ‫الحلقات لبعض‪ ،‬والتقــاط إشارات‬ ‫في المغــرب‪ ،‬والذي أخـــذ منحيين‬ ‫اثنين‪ ،‬يقودان إلى التمكين للثقافة‬ ‫الفرنكفونية‪ ،‬وإضعـــاف مقومـــات‬ ‫الهوية العربية اإلسالمية للمغرب‪.‬‬ ‫المنحــــى األول‪ ،‬ينتقـــد مخــرجــات‬ ‫التعليـ��م األســاس��ـــي‪ ،‬كــونـــ��ه‬ ‫يخـــ��رج متعلمــــيـــ��ن ال‬ ‫يتقنـــون اللغات‪ ،‬وباألخــص‬ ‫اللغــ��ات األجنبية‪ ،‬والمنحى‬ ‫الثان��ي‪ ،‬ينتقد عل��ى التعليم‬ ‫كونـ��ه يخـ��رج أفواجـ��ا من‬ ‫العاطلي��ن‪ ،‬بس��بـــب أن‬ ‫مناهجــه ال تقـدم الكفايات‬ ‫والتكوينــــات التي تالئـــم‬ ‫ســـوق الشغــــل‪ ،‬وتتجــه‬ ‫المقــــاربـــة الس��ائدة لحل‬ ‫المعضلة األول��ى‪ ،‬بطـــــرح كفايـــة إتقـــان اللغــــات‪ ،‬وبالخصوص اللغات األجنبية‪ ،‬بينما‬ ‫تتجه في حلها للمعضلة الثانية‪ ،‬إلى إلغاء الش��عب األدبية‪ ،‬واإلبقاء منها فقط على ش��عب‬ ‫اللغات األجنبية‪ ،‬وفتح المجال لإلجازات المهنية‪.‬‬ ‫التركيب الذي يمكن استخالصه من هذين المنحنين‪ ،‬أن األمر سيفضي في النهاية‬ ‫للتمكين للغات األجنبية‪ ،‬وإضعاف شعب اآلداب والدراسات اإلسالمية‪ .‬طبعا‪ ،‬األمر ال يمكن‬ ‫اختزاله في مقاربة اقتصادية تقنية‪ ،‬تنظر لمناهج التعليم بمنطق المردودية والنجاعة‬ ‫والفاعلية‪ ،‬وإال‪ ،‬فكثير من المعايير غير‬ ‫المادية‪ ،‬تكون لها كلفة مادية أكبر‪ ،‬فاليوم‬ ‫تدفع الدول العربية كلفة مالية ضخمة‬ ‫لمواجهة بعض الظواهر القيمية‪ ،‬كما‬ ‫تعاني من إسناد المسؤوليات التدبيرية‬ ‫لعقول تقنية ال تعرف مزاج الجمهور وال‬ ‫عقلياته‪ ،‬ألن تكوينها في العلوم اإلنسانية‬ ‫شبه معدوم‪.‬‬ ‫التحليل الذي نميل إليه‪ ،‬أن األمر‪ ،‬يتجاوز‬ ‫المقاربة اإلقتصادية التقنية لما هو أكبر‪،‬‬ ‫مما هو مرتبط بتقاطع مصالح أجندة ثقافية‬ ‫فرنسية تأبى أن تتنازل عن اإلحتكار اللغوي‬ ‫والثقافي في المغرب رغم تراجع الطلب على‬ ‫اللغة الفرنسية كلغة بحث علمي‪ ،‬وأجندة‬ ‫سياسية‪ ،‬تقرأ – خطأ ‪ -‬صعود اإلسالميين‬ ‫بأسباب في اللغة والتربية والثقافة ونوع‬ ‫التأويل الديني السائد‪ .‬ولذلك‪ ،‬تجد النخب‬ ‫التي تخدم مصلحة إضعاف اللغة العربية‬ ‫السند‪ ،‬في الوقت الذي يتأخر فيه إخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية‪ ،‬ويتم فرض‬ ‫اللغة الفرنسية منذ التعليم األولي‪ ،‬وتستحوذ الفرنسية على لغة اإلدارة واإلعالم واإلشهار‬ ‫والحياة العامة‪ ،‬ويتم النفخ في الدارجة ورفعها لمستوى معياري وهي ال تمتلك هذه الصفة‪،‬‬ ‫ويتم أيضا ‪ -‬بعد جهود تجديد الحقل الديني‪ -‬إسناد تجديد مناهج التعليم الديني لوزارة‬ ‫األوقاف والشؤون اإلسالمية للتحكم في المضامين الدينية التي يكتسبها المتعلمون‪.‬‬ ‫ثمة شك كبير في فعالية هذه السياسة وقدرتها على النجاح‪ ،‬فليست هذه هي المرة‬ ‫األولى التي تم فيها التمكين لألجندة الفرنسية في اللغة والتربية‪ ،‬فقد سبق أن اعتمدت‬ ‫عدداً من البرامج التي كانت تخرج من نفس المشكاة‪ ،‬ومنها ما عرف بشعب المسالك‬ ‫اللغوية‪ ،‬لكنها في األخير انتهت إلى كما انتهى البرنامج اإلستعجالي الذي مولته‬ ‫فرنسا إلى اإلخفاق الشامل‪ ،‬وإهدار األموال التي لحد اآلن لم يتم كشف مالبساتها‪،‬‬ ‫لتكون الخالصة‪ ،‬حلقات هذا المسار هو فشل ذريع في إتقان اللغة الفرنسية قبل اللغة‬ ‫العربية!!‬


‫العدد ‪959‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫درك العرائش يبحث عن ‪ 120‬مليون سنتيم‬ ‫باشر مركز الدرك بقيادة بني عروس بإقليم‬ ‫العرائش‪ ،‬طيلة األسبوع الماضي‪ ،‬التحقيق مع‬ ‫‪ 5‬متهمين باختالس أكثر من ‪ 120‬مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬من مداخيل تعاونية “المجموعة ذات‬ ‫النفع االقتصادي ببني عروس زعرورة” حيث تم‬ ‫االستماع اليهم في محاضر رسمية‪.‬‬ ‫وأمرت النيابة العامة بابتدائية العرائش‬ ‫باالستماع إلى خمسة أشخاص‪ ،‬بعدما تقدم عبد‬ ‫الرحمان الوهابي‪ ،‬الرئيس الجديد للتعاونية‪،‬‬ ‫الذي تم التصويت عليه خالل جمع عام بتاريخ ‪28‬‬ ‫غشت ‪ ، 2017‬بشكاية يتهمهم فيها بالسيطرة‬ ‫عنوة على معمل معصرة الزيتون‪ ،‬الكائن‬ ‫برمل ‪ ‬ميصرة دار لويز‪ ،‬بعدما وزعوا األدوار فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬رغم ان جلهم ال ينتمي للمكتب المسير‪،‬‬

‫المسجل بابتدائية العرائش‪ ،‬والذين أفرزهم‬ ‫الجمع العام‪ ،‬متهما إياهم بسرقة أكثر من‬ ‫‪ 120‬مليون سنتيم‪ ،‬معززا ذلك بقائمة مداخيل‬ ‫ومصاريف التعاونية‪..‬‬ ‫والغريب في األمر أن المشتكى بهم يقرون‬ ‫بتدبير شؤون معصرة الزيتون‪ ،‬حيث أكد المفضل‬ ‫الوهابي في محضر معاينة واستجواب‪ ،‬انجز في‬ ‫‪ 2017/11/12‬أن مسيري الوحدة هم احمد‬ ‫الجميلي وعبد السالم الوهابي اللذين عينا‬ ‫نفسيهما على التوالي‪ ،‬رئيسا وأمينا للمال‪ ،‬بعد‬ ‫وفاة سابقيهما‪ ،‬والباقي بصفتهم أعضاء بالمكتب‪،‬‬ ‫ليتم الحكم بابتدائية العرائش في ‪2017/12/28‬‬ ‫ملف عدد ‪ 249.17/1101‬على الرئيس وأمين‬ ‫المال وكل من يقوم مقامهما بالتخلي عن تسيير‬

‫المجموعة‪ ،‬وتسليم جميع ممتلكاتها والمفاتيح‪،‬‬ ‫للمشتكي تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها ‪500‬‬ ‫درهم كل يوم‪ ،‬لكونهما ومن معهما يباشرون‬ ‫التسيير دون سند قانوني‪ ،‬حيث تم تنفيذ الحكم‬ ‫عليهم‪ ،‬لكونهم لم يكشفوا عن مداخيل المعصرة‬ ‫للمسيرين الجدد‪ ،‬ولم يسددوا حتى ديون القرض‬ ‫الفالحي التي بلغت ‪ 300‬مليون سنتيم‪..‬‬ ‫والمشتكى بهم نفوا التهم الموجهة إليهم‪،‬‬ ‫ورمى كل واحد منهم الكرة في ملعب اآلخر‪ ،‬أثناء‬ ‫االستماع إليهم‪ ،‬مشيرين إلى أن ‪ 52‬مليون سنتيم‬ ‫توجد لدى الرئيس ونائب المال‪ ،‬دون الكشف عن‬ ‫باقي المبالغ‪.‬‬

‫العربي الجوخ‬

‫تالعبات تالحق مسؤولين بالمحجز الجماعي لطنجة‬ ‫همت عملية بيع محجوزات بدون خبرة تقنية ومعاينة‬ ‫قضائية‬

‫أورد تقرير المجلس األعلى للحسابات عدة‬ ‫فضائح وتالعبات بالمحجز البلدي‪ ،‬التابع للمجلس‬ ‫الجماعي لمدينة طنجة‪ ،‬والتي أضحت تالحق‬ ‫القائمين عليها‪ ،‬فضال عن المجلس بأكمله‪،‬‬ ‫خصوصا في نسخته الحالية التي يسيرها حزب‬ ‫العدالة والتنمية‪ .‬ومن ضمن هذه النقاط التي‬ ‫وردت في التقرير‪ ،‬كون عملية بيع المحجوزات‬ ‫تتم دون سند قانوني‪ .‬وذكر التقرير أن مسطرة‬ ‫البيع بالمزاد العلني لبعض السيارات والدراجات‬ ‫المودعة بالمحجز‪ ،‬والتي تتولى الجماعة القيام‬ ‫بها لفائدتها‪ ،‬تطرح عدة مالحظات‪ ،‬من خالل‬ ‫عدم وضوح مضمون لفصل ‪ 31‬من القرار‬ ‫الجبائي الخاص ببيع الحيوانات والسلع والخضر‬ ‫والعتاد المحجوز‪ ،‬حيث أشار التقرير إلى أنه ليس‬ ‫من المعقول احتساب أجل االستحقاق ابتداء من‬ ‫تاريخ الحجز ما دام أن تاريخ البيع بالمزاد العلني‬ ‫هو الذي يترتب عنه المبلغ المستحق لصاحب‬ ‫المحجوز‪ .‬ومن ضمن المالحظات التي أوردها‬

‫التقرير نفسه‪ ،‬أيضا‪ ،‬مدى قانونية المقتضى‬ ‫الوارد في القرار الجبائي المتعلق بالمدة القانونية‬ ‫األولى‪ ،‬وكيفية تطبيقها على كل المحجوزات‬ ‫بغض النظر عن أسباب وضعها بالمحجز‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الجماعة ال يمكنها أن تتصرف في‬ ‫ممتلكات األغيار بالبيع أو بالمعاوضة أو بالهبة أو‬ ‫بالكراء بدون سند قانوني‪ ،‬أو حكم قضائي على‬ ‫غرار مصالح الجمارك وإدارة أمالك الدولة‪ .‬وأضاف‬ ‫المصدر نفسه‪ ،‬أنه يمكن فهم سلوك مسطرة‬ ‫البيع بالمزاد العلني التي تقوم بها الجماعة‬ ‫بخصوص األشياء التي صنفت متالشيات واعتبرت‬ ‫ضمن ممتلكاتها‪ ،‬أما بخصوص ممتلكات‬ ‫غيرها فال بد من إجراء بحث إداري لتحديد‬ ‫أصحابها المفترضين والتواصل معهم وإصدار‬ ‫أوامر بالمداخيل ضدهم إذا امتنعوا عن أداء ما‬ ‫بذمتهم وديا‪ ،‬أو اللجوء إلى القضاء في حال تعذر‬ ‫الوصول إلى المالك المفترضين‪ ،‬الستصدار حكم‬ ‫بالمصادرة لفائدة الجماعة‪ ،‬على غرار ما تقوم‬

‫به إدارة الجمارك وإدارة أمالك الدولة‪ .‬وبذلك‬ ‫تكون الجماعة محمية قانونيا من وقوعها في‬ ‫خرق حق الملكية المضمون دستوريا للمواطن‪،‬‬ ‫ومن تعسفها في استعمال حقها في استخالص‬ ‫مستحقاتها من رسوم المحجز‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المعطيات نفسها‪ ،‬فإن بعض‬ ‫السيارات يتم تصنيفها تحت وصف «غير صالحة‬ ‫للسير»‪ ،‬وذلك دون أية خبرة تقنية مسبقة‪ ،‬وهي‬ ‫سابقة من نوعها‪ ،‬حيث أن من شأن هذا التصنيف‪،‬‬ ‫الذي وصفه قضاة الحسابات بالعشوائي وغير‬ ‫المبني على خبرة تقنية موثقة‪ ،‬أن يفتح الباب‬ ‫لتجاوزات تؤدي إلى مضاربات في هذا المجال‪،‬‬ ‫تتمثل في البيع بالمزاد العلني بأثمنة أقل من‬ ‫القيمة الحقيقية‪ ،‬وإعادة بيعها من طرف المشتري‬ ‫بأثمنة أفضل‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫مافيا تهريب البشر بالشمال تكثف أنشطتها‬ ‫اإلجرامية‬

‫كثفــت المافياـت الخطيرة لتهريب البشر‬ ‫بالشمال‪ ،‬من أنشطتهــا اإلجراميــة المتعلقة‬ ‫بالهجرة السرية‪ ،‬خالل األسابيع القليلة الماضية‪،‬‬ ‫وذلك بسبب ترويج اإلعالم الدولي ألخبار مفادها‬ ‫أن الحكومة اإلسبانية ستقوم بفتح المجال أمام‬ ‫المهاجرين السريين لتسوية وضعيتهم القانونية‬ ‫والحصول على بطاقة اإلقامة‪ ،‬التي تخول لهم‬ ‫االستفادة من مجموعة من االمتيازات والحقوق‪،‬‬ ‫حسب قانون الهجرة الجاري به العمل‪.‬‬ ‫وحسـب مصـادر «األخبـار»‪ ،‬فإن من ضمــن‬ ‫األساليب والطرق التي أصبحت تستعملها مافيا‬ ‫تهريب البشر‪ ،‬استغـالل الشواطئ على طول‬ ‫الساحل الشمالـــي‪ ،‬من أجل نقــل المرشحيــن‬ ‫للهجرة السرية لعرض البحر‪ ،‬باستعمال القوارب‬ ‫الترفيهية أو الدراجات النارية أو الدراجات العادية‬ ‫المائية‪« ،‬بيدالوس»‪ ،‬حيث تنتظرهم هناك‬ ‫القوارب المطاطية السريعة من أجل نقلهم إلى‬ ‫الضفة األخرى‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر نفسها‪ ،‬فإن مافيا‬

‫تهريب البشر تربط عالقات خفية مع مجموعة‬ ‫من الجهات التي توفر لها المعلومات الكافية‪،‬‬ ‫قبل تنفيذ العمليات واالنطالق نحو الوجهة‬ ‫المقصودة‪ ،‬سيما وتكثيف دوريات المراقبة من‬ ‫طرف البحرية الملكية‪ ،‬وتوجيه ضربات استباقية‬ ‫للعديد من المحاوالت التي تنطلق من الساحل‬ ‫أو بعرض البحر‪.‬‬

‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن انتهاء الموسم‬ ‫الصيفي سيعري على أنشطة مافيا تهريب البشر‪،‬‬ ‫وينهي استغاللها لالكتظاظ بالشواطئ وممارسة‬ ‫العـــديــد من المصطافيـــن لبعض الهوايات‬ ‫والرياضات المائية‪ ،‬وتواجد مجموعة من اليخوت‬ ‫السياحية بالمنطقة‪ ،‬حيث يتم استغالل كل هذا‬ ‫وغيره‪ ...‬من أجل تمويه دوريات المراقبة‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫مخططات بعض من األعمال اإلجرامية المتعلقة‬ ‫بالهجرة السرية‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬ما زالت كافة السلطات‬ ‫المسؤولة بالشمال تعيش حالـــة استنفار قوي‪،‬‬ ‫فضال عن التنسيق بين المؤسسات واألجهزة‬ ‫االستخباراتيــة لتوجيــه ضربــات استباقيــة إلى‬ ‫مافيا تهريب البشر‪ ،‬سيما وأن عالقاتها متشعبة‬ ‫مع شبكات أوروبية تنشط في المجال‪ ،‬ويتم‬ ‫اقتسام األرباح المالية حسب نوع وعدد العمليات‬ ‫الناجحة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫العثماني ينفي‬ ‫إنجاز مدينة‬ ‫«طنجة تيك»‬

‫العماري ‪ :‬الجهة جهزت الوعاء‬ ‫العقاري والباقي مسؤولية الحكومة‬

‫في الوقت الذي عرفت فيه مدينة «طنجة تيك»‬ ‫تعثرا‪ ،‬وكانت مهددة بأن تتحول المدينة التي أعلن‬ ‫عن إنجاز استثمارات صينية تصل قيمتها إلى ‪ 10‬ماليير‬ ‫دوالر‪ ،‬إلى «سراب»‪ ،‬خرج رئيس الحكومة‪ ،‬سعد الدين‬ ‫العثماني‪ ،‬عن صمته بعد سنة من التكهنات حول‬ ‫مصير المدينة‪ ،‬حيث أكد أن المشروع يحظى بدعم من‬ ‫الرئيس الصيني‪ ،‬شي جين بينغ‪ ،‬وأضاف العثماني في‬ ‫تدوينة على حسابه ب»تويتر»‪« ،‬أن الرئيس الصيني أكد‬ ‫استعداد الحكومة الصينية لمواكبة الشركات الصينية‬ ‫التي ترغب في االستثمار بمدينة محمد السادس طنجة‬ ‫تيك»‪.‬‬ ‫العثماني العائد من تمثيل الملك في القمة‬ ‫الصينية اإلفريقية ببكين‪ ،‬شدد على أن دعم الرئيس‬ ‫الصيني مستثمري بالده في مشروع «مدينة محمد‬ ‫السادس طنجة تيك»‪ ،‬جاء في إطار دعم جمهورية‬ ‫الصين الشعبية مختلف المشاريع التنموية التي تحدث‬ ‫عنها في اللقاء معه‪ ،‬مبددا بذلك كل التخوفات‪.‬‬ ‫رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬نفى في حديثه ل»أخبار اليوم» أن يكون‬ ‫المشروع يعرف تعثرا ومجرد حبر على ورق‪ ،‬حيث‬ ‫أوضح أنه «خالل هذه السنة تم تجهيز الوعاء العقاري‬ ‫الذي سيقام عليه المشروع‪ ،‬وقد أصبح جاهزا‪ ،‬كما تم‬ ‫تجهيز البنيات التحتية من طريق وسكة حديدية والماء‬ ‫والكهرباء»‪ ،‬وأضاف أنه «قبل إنجاز المشروع كان من‬ ‫المفروض أن تنجز دراسة عنه‪ ،‬وهو الذي تم فعال وقد‬ ‫تم االنتهاء منها‪ ،‬وهي الموكل لها أن تساعد على‬ ‫تشييد المدينة بمواصفات العالمية»‪ .‬وأضاف العماري‬ ‫في التصريح ذاته أن «العمل بالواد الذي كان يسبب‬ ‫الفيضانات في تلك المنطقة جار»‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى استوطان الشركات الصينية وغيرها‬ ‫من الشركات‪ ،‬فقد قال العماري‪ ،‬إن الشركات ستدخل‬ ‫المغرب عند انتهاء الحكومة من إعداد كل التجهيزات‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن مسؤولية الجهة تكمن في تجهيز العقار‪،‬‬ ‫وهو ما تم فعال‪ ،‬أما باقي التفاصيل فالقطاعات األخرى‬ ‫هي المكلفة بها‪ ،‬أما بخصوص شركات النسيج التي‬ ‫كان قد عقد الوالي اليعقوبي اجتماعا مع مديرها لنقل‬ ‫معاملهم صوب المدينة الصناعية‪ ،‬فقد أكد العماري أنه‬ ‫تم اتخاذ قرار بتحويل كل شركات النسيج إلى «طنجة‬ ‫تيك»‪ ،‬حيث خصص لها مساحة ‪ 300‬هكتار‪ ،‬وذلك لما‬ ‫لها من انعكاسات سلبية على بيئة المدينة‪ .‬هذا‪ ،‬وسبق‬ ‫لموقع «لوديسك» أن أجرى تحقيقا حول الشركة الصينية‬ ‫التي وقعت برتوكول االتفاق مع المملكة‪ ،‬حيث أكد أن‬ ‫المجموعة صغيرة الحجم ومكونة فقط‪ ،‬من شركات‬ ‫صغرى ال تلعب أي دور رئيسي في االقتصاد الصيني‪،‬‬ ‫وبعيدة كل البعد عن العالمات التجارية المعروفة عالميا‬ ‫في مجال التكنولوجيا‪ ،‬مضيفا أن خصوصيتها الوحيدة‬ ‫هي أنها متخصصة في الطيران‪ ،‬وهي مجموعة مدللة‬ ‫من طرف الحكومة المركزية في بكين‪.‬‬ ‫وأضاف التحقيق أن هناك «عددا من المؤشرات‬ ‫التي تدل على أن مشروع «طنجة تيك»‪ ،‬ربما «لن‬ ‫يتحقق» على أرض الواقع ‪ ،‬ومنها‪ ،‬أن الموقع الرسمي‬ ‫على اإلنترنيت لمجموعة «هايتي» الصينية التي‬ ‫ستستثمر في المشروع‪ ،‬لم يشر إلى المدينة الذكية‬ ‫التي ستقام بطنجة‪ ،‬باستثناء إشارته إلى أن المجموعة‬ ‫قامت برحلة استكشافية نظمتها حكومة مقاطعة‬ ‫«سيتشوان» الصينية في ‪ 12‬فبراير ‪ 2017‬لمدة ‪11‬‬ ‫يوما إلى المغرب وأبو ظبي‪ ،‬وأنه تمت زيارة مدينة‬ ‫طنجة للوقوف على مؤهالتها من حيث البنية التحتية‪.‬‬

‫هاجر الريسوني‬


‫العدد ‪959‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 53,5‬مليار درهم‪ ..‬قيمة صادرات المنتوجات الغذائية المغربية‬ ‫أبـرز بيـان صـــادر عن إدارة‬ ‫المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق‬ ‫أعمـــــال التصـديــر‪ ،‬أن صــادرات‬ ‫المنتوجات الغذائيــة شهــدت تطـورا‬ ‫مهمـا خــالل السنـوات األخــيــرة‪،‬‬ ‫حيـــث ارتفعت من ‪ 29,3‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 53,5‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ ،2017‬مسجلة بذلك نموا‬ ‫بنسبة ‪ 83‬بالمائة األمــر الذي عزز ‪ ‬‬ ‫موقع القطاع كثاني مورد للعملة‬ ‫الصعبة بالمغرب بعد أن ناهزت مساهمته ‪ 22‬في المائة من إجمالي صادرات المملكة‪،‬‬ ‫كما أن حجم صادرات هذه المنتوجات خالل موسم ‪ 2018-2017‬بلغ ما مجموعه ‪2,9‬‬ ‫مليون طن‪ ،‬بزيادة نسبتها ‪ 4‬بالمائة مقارنة بموسم ‪.2017-2016‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يضيف البالغ‪ ،‬تميز الموسم الحالي بارتفاع ملحوظ في صادرات‬ ‫بعض المنتوجات بالذات السيما األفوكادو الذي بلغ حجم صادراته ‪ 21,4‬ألف طن‪ ،‬بنمو‬ ‫يناهز ضعفين ونصفا مقارنة بموسم ‪ ،2017-2016‬وتوت العليق بحجم صادرات بلغ‬ ‫‪ 19,5‬ألف طن بزيادة قدرها ‪ 46‬بالمائة عن موسم ‪ ،2017-2016‬والبطيخ األحمر الذي‬ ‫زادت نسبة صادراته ب ‪ 25‬بالمائة عن موسم ‪ 2017-2016‬حيث بلغ حجمها ‪170,5‬‬ ‫ألف طن‪ ،‬بينما بلغ حجم صادرات المغرب من التوت األزرق ‪ 18‬ألف طن أي بنمو نسبته‬ ‫‪ 17‬بالمائة مقارنة بموسم ‪.2017-2016‬‬ ‫و بالموازاة مع ذلك‪ ،‬ارتفعت صادرات المملكة من الحوامض لتبلغ خالل موسم‬ ‫‪ 2018-2017‬حجم ‪ 677‬ألف طن أي بزيادة نسبتها ‪ 4‬بالمائة عن موسم ‪2016-‬‬ ‫‪ 650( 2017‬ألف طن) وبنسبة ‪ 28‬بالمائة عن موسم ‪ 529( 2011-2010‬ألف ط‬ ‫أما فيما يتعلق بالمنتوجات البحرية فأبرز البيان أن حجم صادراتها تطور ليبلغ‬ ‫‪ 689.000‬طن في موسم ‪ 2018-2017‬أي بزيادة نسبتها ‪ 7‬بالمائة مقارنة بموسم‬ ‫‪ 645( 2017-2016‬ألف طن) وبنسبة ‪ 46‬بالمائة عن موسم ‪ 472( 2011-2010‬ألف‬ ‫طن)‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫شركات جديدة في قطاع توزيع المحروقات‪..‬‬ ‫علم مؤخرا أن تسع شركات جديدة حصلت من وزارة الطاقة والمعادن على الموافقة‬ ‫لالستثمار في قطاع توزيع المحروقات‪ ،‬اعتبارا لتوفر هذه الشركات على اإلمكانيات‬ ‫اللوجستيكية والمالية والتقنية لالستثمار في القطاع‪ ،‬ومالءمة ملفاتها للشروط التي‬ ‫وضعتها الوزارة المعنية‪.‬‬ ‫الشركات الجديدة ستقوم في مرحلة أولي بإنشاء ‪ 10‬محطات للتوزيع للحصول على‬ ‫الرخصة االستثنائية‪ ،‬ثم في مرحلة ثانية إنشاء ‪ 20‬محطة جديدة للتوزيع كي تحصل‬ ‫على الرخصة النهائية‪ ،‬مع ضرورة توفرها على محطة للتخزين تبلغ سعتها ‪ 2000‬متر‬ ‫مكعب‪ ،‬سواء في ملكيتها‪ ،‬أو يمكنها أن تكتريها من أحد الفاعلين في القطاع‪.‬‬ ‫واالمالحظ أن دخول شركات جديدة على خط توزيع المحروقات بالمغرب سوف‬ ‫يرفع من التنافسية في القطاع‪ ،‬خاصة على مستوى الجودة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك الدولي ينوه بالبرنامج الوطني للطرق القروية‬ ‫أشاد البنك الدولي بالبرنامج الوطني المغربي للطرق القروية الذي أطلقته الحكومة‬ ‫المغربية سنة ‪ 1995‬والذي ساهم في تمويله‪ ،‬حيث إن هذا البرنامج مكن سكان القرى‬ ‫من التوفر على طرق صالحة فكت العزلة عنهم ورفعت من مستوى معيشتهم‪ .‬ووفر‬ ‫سبل تغطية ‪ 80‬بالمائة من المناطق القروية‪ ،‬بعد ‪ 13‬سنة من انطالقه‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد قالت المديرة اإلقليمية لشمال إفريقيا‪ ،‬بالبنك الدولي‪ ،‬ماري‬ ‫فرانسواز نيلي‪ ،‬إن دعم البنك لهذا البرنامج يدخل في مهمة البنك األساس‪ ،‬التي‬ ‫تهدف إلى الحد من الفقر وتحسين الرخاء المشترك‪ ،.‬مشيرة إلى أن نتائج هذا البرنامج‬ ‫واضحة اليوم وتبرز مدى التحسن الذي طرأ على الظروف المعيشية للسكان الذين‬ ‫يستطيعون اليوم التنقل‪ ،‬والوصول إلى األسواق والحصول على الخدمات األساسية‪،‬‬ ‫كالذهاب للمستشفى أو اصطحاب أطفالهم إلى المدرسة‪.‬‬

‫لهن‪ ،‬ترجم هذا إلى زيادة كبيرة في عدد الزيارات للمصالح الصحية‪ ،‬وإلى تراجع حاد‬ ‫في األعمال المنزلية اليومية المرهقة‪ ،‬حيث أصبح غاز البوتاجاز المستخدم في الطهي‬ ‫يصل اآلن إلى المنازل‪ ،‬مما يقيهم مؤونة قضاء ساعات طويلة في جمع الحطب”‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن الحكومة المغربية أطلقت البرنامج الوطني للطرق القروية سنة‬ ‫‪ ،1995‬وبعد عشر سنوات من تنفيذه‪ ،‬قررت توسيع البرنامج‪ ،‬وطلبت الدعم الفني‬ ‫والمالي من المانحين‪ ،‬ومن بينهم البنك الدولي الذي قدم حزمة مساعدات بقيمة‬ ‫‪ 180‬مليون يورو عبر ثالثة قروض تمت الموافقة عليها في ‪ 2006‬و ‪ 2010‬و ‪.2014‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق المقاصة ‪ ..‬نقطة النهاية‬ ‫تسير الحكومة ب “ثبات” في مخططها إللغاء صندوق المقاصة الذي أنشئ أيام‬ ‫االستعمار (‪ )1941‬من أجل دعم القدرة الشرائية للمغاربة “األوتوكتون” فيما يتعلق‬ ‫بالدقيق والغاز والخبز‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬بغاية تفادي االضطرابات الشعبية جراء تقلبات‬ ‫أثمان هذه السلع التي تعتبر أساسية‪ ،‬في األسواق العالمية‪.‬‬ ‫هذا الصندوق شهد عمليات “إصالح”‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2012‬برعاية حكومة بنكيران‬ ‫ليصل إلى نقطة الصفر على عهد “خليفته” العثماني الذي بشر بنهاية الصندوق العام‬ ‫المقبل‪ ،‬بعد أن تكون الحكومة‪ ،‬بشراكة مع خبراء الهند في الفقر وسبل مواجهته‪ ،‬قد‬ ‫وضعت سجال موحدا لفقراء المغرب المستحقين للدعم المالي العمومي المباشر لألسر‬ ‫الفقيرة والمعوزة‪.‬‬ ‫وال زال السؤال مطروحا حول مفهوم الفقر والعوز بالمغرب ليتم التأكد من أن‬ ‫الدعم سيوجه لمستحقيه‪ ،‬إذ يظهر أن الطبقة المتوسطة من عمال وموظفين وتجار‬ ‫صغار وكل من يتقاضي أزيد من ‪ 4‬آالف درهم‪ ،‬سيكونون “خارج “التغطية “ ما سيعجل‬ ‫بظهور طبقة “الفقراء الجدد”‪ ،‬أو “ضحايا المقاصة” ‪ ،‬ولربما استوجب األمر “إصالح”‬ ‫السجل الموحد‪ ،‬قبل الشروع في تنفيذه‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المجموعة العالمية “هواوي” تعتزم إنشاء مركز لوجسيتيك‬ ‫إقليمي في ميناء طنجةالمتوسط‬ ‫علم أن المجموعــة العالميــة‬ ‫هواوي ‪ ،‬الرائدة في مجال الحلول‬ ‫المتعلقة بالمعلومات واالتصاالت‬ ‫في العالـــم تعــتــزم إنشــاء مركز‬ ‫لوجسيتيك إقليمي في ميناء طنجة‬ ‫المتوسط لتغطية الدول المجاورة‬ ‫للمغرب‬ ‫وجاء في بالغ للمجموعة‬ ‫أن قرارها بإنشاء هذا المركز في‬ ‫المغرب ‪ ،‬يرتكز أساسا على توفر المغرب على موقع جغرافي استثنائي ‪ ،‬واستقرار سياسي‬ ‫كبير ‪ ،‬وتنوع ثقافي غني جدا ‪ ،‬وبيئة مواتية لألعمال التجارية ‪ ،‬وهو ما تم التأكيد‬ ‫عليه ‪ ،‬خالل لقاء جمع السيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والوفد المرافق له ‪،‬‬ ‫بالسيد بنغ تشونغ يانغ نائب رئيس هواوي ‪ ،‬وذلك على هامش منتدى التعاون الصيني‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬الذي انعقد ببكين يومي ‪ 3‬و ‪ 4‬شتنبر ‪.2018‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وشكل هذا اللقاء مناسبة بالنسبة لمجموعة «هواوي» لتقديم مختلف أنشطتها‬ ‫وإنجازاتها في جميع أرجاء العالم ونتائجها بالمغرب‪.‬‬ ‫وذكرت هواوي بهذه المناسبة بالتزامها في المملكة‪ ،‬الذي تعكسه استثماراتها‬ ‫على مستوى المنطقة الحرة بميناء طنجة المتوسط ‪ ،‬ومشاريعها وإنجازاتها لفائدة‬ ‫المدينة الذكية وأيضا تعاونها مع الفاعلين المغاربة في مجاالت االتصاالت‪ ،‬والمؤسسات‬ ‫العمومية والمقاوالت‪.‬‬ ‫كما عرض نائب رئيس مجموعة «هواوي» أيضا االستثمارات المنجزة في مقرات‬ ‫وهياكل هواوي بالمغرب من أجل ضمان بيئة عمل وتكوين مثالية للموظفين المغاربة‬ ‫في المجموعة‪.‬‬ ‫وتابع أن هواوي تلتزم أيضا تقاسم تجاربها وخبراتها العالمية في التقنيات المتطورة‬ ‫مع الحكومة المغربية ومؤسسات الدولة ‪ ،‬من أجل مواكبة استراتيجية المغرب الرقمي‬ ‫‪ 2020‬وتشجيع التحول الرقمي للمملكة‪.‬‬

‫وأضافت أن هذا النجاح هو ثمرة الشراكة المستدامة مع الحكومة المغربية على‬ ‫مدى أكثر من ‪10‬سنوات”‪.‬‬

‫بدوره‪ ،‬أكد العثماني لمخاطبيه أن الحكومة المغربية مستمرة في توفير بيئة أعمال‬ ‫صحية وجذابة ‪ ،‬مع تعزيز تعاونها مع المستثمرين الصينيين وخاصة شركة هواوي‪.‬‬

‫وأشار المصدر ذاته إلى أن النساء استفدن بدورهن “كثيرا من البرنامج‪ :‬فبالنسبة‬

‫كما أعرب رئيس الحكومة عن تقديره لجهود شركة هواوي في إطار برنامج “بذور‬ ‫المستقبل”‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى انه منذ دخولها السوق المغربية في ‪ ،1999‬أضحت هواوي شريكا‬ ‫استراتيجيا للفاعلين االقتصاديين بالمغرب‪ .‬حيث يقدم تعاون هواوي مع عدد من‬ ‫الشركاء المحليين في البناء المشترك للمشاريع الكبرى ‪ ،‬تجربة أفضل للمستهلكين‪،‬‬ ‫سواء تعلق األمر بالصوت أو بشبكات البيانات المحمولة‪.‬‬

‫وبحسب البنك الدولي فخالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2005‬و‪ ،2018‬تمكن البرنامج‬ ‫من تحسين ‪ 15500‬كيلومتر من الطرق القروية‪ ،‬خاصة في المناطق التي تعاني قصورا‬ ‫في الخدمات‪ ،‬ومن ثم زاد نصيب سكان القرى من الوصول إلى الطرق الصالحة لكافة‬ ‫األجواء‪ ،‬بحيث أنه بفضل البرنامج زاد معدل التحاق األطفال خاصة الفتيات‪ ،‬بالمدارس‬ ‫االبتدائية بدرجة كبيرة في المناطق القروية‪.‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫مَ ْ‬ ‫قرير العني �أبا اليتيم‬ ‫ن‬ ‫َ‬

‫‪ ‬من تخلص من رضيع‬ ‫حديث الوالدة بوزان ؟‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬صلوا على خير الورى‪ ،‬محمد اليتيم‪ ،‬صاحب الحوْض و الشفاعة‪ .‬بشعور‬ ‫فيَّاض لمشاهد إيمانية‪ ،‬فاضتْ بالخير و اإلحسان‪ ،‬احتفلت جمعية الثقافة‬ ‫اإلسالمية بتطوان ِّ‬ ‫ككل سنة بتوزيع الحقيبة المدرسية على األيتام‪ ،‬و تكريم‬ ‫المتفوقين منهم‪ .‬افتُتِحَالحفل بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬تاله النشيد‬ ‫الوطني‪ .‬زُهدُ اإلعالم في عمل اإلحسان‪ ،‬بل يحتاج منه إلى تعاضد و اهتمام‪،‬‬ ‫وتلك هي الرسالة النبيلة للقلم‪ ،‬حتى ال يبقى في ِّ‬ ‫الظل‪ .‬و ْ‬ ‫إن كانت هي طبيعة‬ ‫اإلحسان ‪ ..‬و لعقولنا ْ‬ ‫أن تجتهد في تدَبُّر عظيم قدْرة الخالق‪ ،‬و لفهم أسرار‬ ‫الكوْن و القضاء و القدر ‪ ..‬فقد جاء على لسان بعض الشعراء‪ ،‬نظم في حقِّ اليتيم‬ ‫الذي فقد والديْه أو إحداهما ‪:‬‬ ‫مَنْ الذي ألبــس اليتيــم البوالي وكسى صبيَّة الغنـيِّ الحريــرا‬ ‫حكمة اهلل قــد قضتْ بالتســاوي فأصابـتْ من األنــام النكيــرا‬ ‫غلبت الظلم في الحياة على العدل و صار اإلخاء أمـراً عســـيــــرا‬ ‫فاسترْقى القويّ فيهم ضعيفــا و استباح الكبير منهم صغيـرا‬ ‫فالعمل الخيري الدؤوب لوجهه تعالى‪ ،‬و األجر لهؤالء من ربِّ العالمين‪.‬‬ ‫محسنون يبنون لأليتام بيوتا لإليواء‪ ،‬و يكفلون لهم التغطية الصحية‪ ،‬و تحصيل‬ ‫العلم و الدراسة ‪ .‬أمّة اإلسالم أمّة العلم‪ ،‬و العناية بالمناهج التربوية‪ .‬صروح‬ ‫العلم و المعارف كالنور الساطع ‪.‬من أقوال الحبيب المصطفى – صلعم ‪ -‬أنا‬ ‫وكافل اليتيم كهاذين في الجنَّة ‪ ..‬و أشاربالسِّبابة و الوُسطى‪ .‬و من أجل‬ ‫السعي في طاعة اهلل َّ‬ ‫جل في عُاله‪ ،‬أقدمت جمعية الثقافة اإلسالمية على توزيع‬ ‫الحقيبة المدرسية‪ ،‬وقد استفاد منها ‪1013‬يتيم وهم من أيتام بيت الزكاة‪،‬‬ ‫للسنة الدراسية ‪2019/2018‬م‪ .‬كما نال أيتام هيئة اإلغاثة اإلسالمية العالمية‬ ‫الحقائب المدرسية لسنة ‪2018/2019‬م و عددهم ‪ 493‬يتيما‪ .‬وأليتام الهيئة‬ ‫الخيرية اإلسالمية العالمية‪ ،‬وقد استفادوا هم أيضاً من الحقيبة المدرسية لنفس‬ ‫السنة‪ ،‬وقد بلغ عددهم ‪ 230‬يتيما‪ .‬بينما أيتام الكفالة المحلية المستفيدين من‬ ‫الحقيبة المدرسية‪ ،‬بعد إضافتهم إخوة لهم من األيتام و الفقراء الغير المكفولين‪،‬‬ ‫وصل تعداهم إلى ‪ 470‬يتيما‪ .‬و قد أضحى مجموع األيتام ‪ 2206‬يتيم ‪ ..‬و َّ‬ ‫إن‬ ‫اهلل مع المحسنين – صدق اهلل العظيم‪ -‬هو ديننا الحنيف الذي يُنتجُ العلم و‬ ‫الفرح والقدرة على الحياة‪ ... .‬نحن في حاجة إلى التحديث بالمحافظة و حماية‬ ‫قيمنا وهويتنا القوْمية‪ ،‬من أجل مقاومة الغزو الكاسح الذي يُمارسه الغرب علينا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعمل على ضرْب خصوصيات ثقافتنا‬ ‫حضارة العلم و الثقافة األجنبية الحالية‬ ‫بتفكيك أسسها‪ .‬فالتخطيط لمستقبلنا بالعلم جز ٌء من عملية صنع المستقبل‪.‬‬ ‫فجاءت ما تصبو إليه األمة العربية من تطلعات سياسية و ثقافية مستقبلية على‬ ‫لسان المتنبي ‪:‬‬ ‫على قدر أهل العزم تأتي العزائـم و تأتي على قـدر الكـرام المكـارم‬ ‫و تعظم في عين الصغار صغارها و تصغر في عين العظيم العظائم‬

‫أنجزتْ الدكتورة لطيفة الوزاني الطيبي كلمة طيبة‪ ،‬استأنفت بها حفل‬ ‫األيتام البهيج ‪ ...‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على خاتم األنبياء‬ ‫والمرسلين‪ ،‬سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى‬ ‫يوم الدين‪.‬‬ ‫فضيلة السيد األمين العام لجمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان‬ ‫فضيلة األساتذة األفاضل أعضاء المكتب اإلداري التنفيذي للجمعية‬ ‫حضرات السيدات والسادة المحترمين ضيوف الجمعية الكرام‬ ‫أخواتي المشرفات المجدات‬ ‫السيدات أمهات األيتام الفضليات‬ ‫بناتي وأبنائي أيتام جمعيتنا األحباء‬ ‫سالم اهلل عليكم جميعا معطر بالمودة والتقدير وبعد‪،‬‬

‫امتثاال للتوجيهات السامية ألمير المؤمنين جاللة الملك محمد السادس أعز‬ ‫اهلل أمره؛ وفي إطار انخراطنا في التنمية البشرية الشاملة والرامية إلى تحقيق‬ ‫ارتقاء نوعي وتطور محمود في المجتمع من خالل عنصره البشري؛ وفي إطار‬ ‫األعمال الخيرية واالجتماعية التي تقوم بها جمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان‬ ‫منذ عقود وبطريقة دورية؛‬ ‫يطيب لنا أن نشكر ضيوفنا الكرام وكل الفاعلين على تلبيتهم الدعوة‬ ‫مرحبين بالجميع في رحاب جمعية الثقافة اإلسالمية العتيدة‪ ،‬وذلك إلحياء سُنة‬ ‫حميدة دأبت الجمعية على إحيائها كل موسم دراسي جديد‪ :‬وهي توزيع الحقيبة‬ ‫المدرسية للموسم الدراسي الحالي ‪ ،2019 – 2018‬المتضمنة للكتب الدراسية‬ ‫والدفاتر واألدوات المدرسية‪ ...‬على كل أيتامها المتمدرسين والمكفولين لديها‬

‫بكل من «بيت الزكاة» و»الهيئة الخيرية اإلسالمية العالمية» بدولة الكويت‬ ‫الشقيقة‪ ،‬و»هيئة اإلغاثة اإلسالمية العالمية» بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وكذا‬ ‫الكفالة الخاصة للجمعية بالمملكة المغربية‪.‬‬ ‫يصل رقم توزيع الجمعية لهذا الموسم ألكثر من ‪ 1860‬حقيبة مدرسية‪،‬‬ ‫تتراوح بين كل المستويات والشعب والمسالك الدراسية لفائدة جميع أيتامها‬ ‫المتمدرسين وبعض التالمذة المعوزين أيضا‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن ِّ‬ ‫نُذكر بشعار هذه السنة أال وهو‪« :‬كلنا من أجل إرساء مدرسة المواطنة»‪.‬‬ ‫وفي هذا المقام‪ ،‬نسجل وبكل افتخار ارتفاع نسبة النجاح في الموسم الدراسي‬ ‫المنفرط في قسم البكالوريا إلى ‪ 35‬يتيمة ويتيما بمعدالت حسنة وفي كل‬ ‫الشعب والمسالك من علوم بأنواعها وآداب بقِسميْها واقتصاد وغيرها‪ ،‬وكذا‬ ‫في باقي المستويات الدراسية األخرى‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬نهيب بجميع بناتنا وأبنائنا أن يبذلوا قصارى جهدهم ال من أجل النجاح‬ ‫في دراستكم فقط‪ ،‬ولكن من أجل التفوق فيها تحقيقا للحصول على أكبر نعمة‬ ‫دنيوية في المستقبل هي نعمة العلم‪ .‬وقد صدق من قال‪« :‬أ َلمُ الدراسةِ لحظ ٌة‬ ‫لكن إهما َلها ألمٌ يستمر مدى الحياة»‪ .‬فاعملوا بناتي وأبنائي واجتهدوا وثابروا‬ ‫لتتجنبوا كثيرا من اآلالم‪ .‬كما نهيب باألمهات الفاضالت كذلك أن يكثفن‬ ‫جهودهن في رعاية بناتهن وأبنائهن زياد ًة لمساعدتهم على النجاح والتفوق‬ ‫المنشود‪ ،‬فدورُكن عظيم يُؤتي ثمارا عظيمة‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يجعل‬ ‫موسمنا الدراسي هذا موسم نجاح وتوفيق وفالح لكل تالمذتنا األبرار لتكونوا في‬ ‫المستقبل القريب أفرادا صالحين فاعلين في المجتمع‪ ،‬خدومين لبقية أفراده في‬ ‫كل القطاعات كل من موقعه‪ ،‬بما يتماشى مع روح العصر بوطنية عالية وأخالق‬ ‫سامية وروح أبية‪...‬‬ ‫نجدد شكرنا الجزيل الخالص لكل الهيئات الداعمة والكافلة أليتامنا‬ ‫محسنين عظاما وعاملين كراما جزاهم اهلل خيرا وإحسانا‪ ،‬داعين اهلل تعالى أن‬ ‫ينعم على مغربنا الحبيب باألمن واألمان والرقي واالزدهار تحت القيادة السامية‬ ‫ألمير المؤمنين‪ ،‬جاللة الملك المفدى محمد السادس زاده اهلل عزا وسؤددا؛‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬ ‫ثمَّ السير على منهج سلف األمة الصالح في جمع الكلمة‪ ،‬و التحام اللحمة‬ ‫الوطنية بالعلم و المعرفة‪ ،‬ارتجل األستاذ الفقيه محمد البرْدعي خطيب مسجد‬ ‫محمد الخامس بتطوان كلمة في فضل اليتيم و مكانته عند اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪:‬‬ ‫لما خلق اهلل نبيه محمد – صلى اهلل عليه و سلم – اختار له أفضل الحاالت‬ ‫و أشرفها‪ .‬فوُلِدَ يتيماً –صلعم‪ .-‬يكفي اليتيم شرفاً أنه مرَّ بمرْحلة مرَّ منها‬ ‫أن نرى اليتيم سعيداً‪َّ .‬‬ ‫نبينا محمد‪-‬صلعم‪ ،-‬فسعادتنا ْ‬ ‫ألن بكاءه يهتزُّ منه عرش‬ ‫أن رسول اهلل –صلعم‪ -‬قال ‪َّ :‬‬ ‫الرحمان تعالى‪ .‬عن ابن عمر َّ‬ ‫إن اليتيم إذا بكى اهتزَّ‬ ‫لبكائه عرش الرحمان‪ ،‬فيقول اهلل لمالئكته ‪ :‬يا مالئكتي‪ ،‬مَنْ ذا الذي أبكى هذا‬ ‫اليتيم الذي غيَّبتُ أباه تحت التراب ؟ فيقول المالئكة‪ ،‬ربَّنا أنت أعلم‪ .‬فيقول‬ ‫اهلل تعالى لمالئكته‪ ،‬يا مالئكتي ‪ :‬اشهدوا َّ‬ ‫أن مَنْ أسكته و أرضاه‪ ،‬أرضيتهُ يوم‬ ‫القيامة‪ .‬و ممّا يزيد اليتيم فخراً و شرفاً‪َّ ،‬‬ ‫أن البيتَ الذي يكون فيه‪ ،‬يكون من‬ ‫أفضل البيوت عند اهلل تعالى‪ .‬كما في حديث أبي هرَيرَة رضي اهلل عنه َّ‬ ‫أن رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه و سلم‪ ،‬قال ‪ :‬خير البيوت عند اهلل يتيم فيه يُكرَم ‪..‬و ال‬ ‫ننسى مكانة أمُّ اليتيم‪ ،‬فقد أوالها اهلل مكانة خاصة‪ .‬أعظم مكانة هي مُزاحمتها‬ ‫للنبيّ –صلعم‪ -‬في دخول الجنَّة‪ .‬و عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪َّ ،‬‬ ‫أن النبي –‬ ‫صلعم‪ -‬قال‪ :‬أنا أو ُ‬ ‫َّل من يفتح باب الجنَّة‪ ،‬فأرى امرأة تُبادِرُني‪ ،‬فأقول لها‪ ،‬ما‬ ‫لك؟ مَنْ أنتِ ؟ فتقول ‪ :‬أنا امرأ ٌة قعدتُ على أيتام لي‪ .‬فهنيئاً لكِ بهذه المكانة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫و نُصحيَ بهذه المناسبة لكم أيها األيتام ْ‬ ‫أن تجتهدوا و تبادروا بالجدِّ و العمل‪.‬‬ ‫فإنه ال مكانة ألحدٍ في المجتمع إال بالجدِّ و العمل و االجتهاد‪ .‬و احرصوا على‬ ‫العلم والتعلم‪ ،‬فاليُتم ليس عُذراً للتكاسل‪ .‬فالتاريخ يشهدُ َّ‬ ‫أن معظم رجاالت‬ ‫التاريخ كانوا أيتاماً‪.‬‬ ‫اإلمام أحمد كان يتيماً ‪..‬و اإلمام الشافعي كان يتيماً و اإلمام البخاري كان‬ ‫هو أيضاً يتيماً‪ .‬إلى غير ذلك من العظماء ‪..‬و ختاماً أسأل اهلل تعالى ْ‬ ‫أن يُعينكم‬ ‫و يرْعاكم و يُوَفقكم و يُسدِّدَ خطاكم‪ ،‬و السالم عليكم و رحمة اهلل و بركاته‪.‬‬ ‫و لليتيم اإلمام الشافعي في العلم قائ ًال ‪:‬‬ ‫بفضل مِنَ الرَشادِ‬ ‫منْ طلـبَ العِلمَ للمعـادِ فازَ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫بفضل نيـل من العبــادِ ‪.‬‬ ‫فنال حُسنـــاً لطالبيـــه‬ ‫ِ‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫ربطت الجريدة االتصال بأكثر من مصدر رسمي‬ ‫للوقوف على المالبسات المحيطة بخبر العثور على‬ ‫رضيع تم التخلص منه في ظروف غامضة‪.‬‬ ‫المعطيات األولية تفيد أن مواطنا قادته الصدفة‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 10‬شتنبر حوالي الساعـــة التاسعة‬ ‫والنصف ‪ ،‬إلى منطقة تدعى سيدي سالم تقع تحت‬ ‫النفوذ الترابي للمقاطعة االدارية العدير ‪ ،‬حيث سيجد‬ ‫نفسه وجها لوجه أمام رضيع حديث الوالدة ملقى به‬ ‫بين األعشاب ‪....‬‬ ‫المواطن المشار إليه تضيف نفس المصادر واجه‬ ‫هذه الفاجعة باالنتصار لروح المواطنة ‪ ،‬حيث سيربط‬ ‫االتصال بعون للسلطة الذي انتقل إلى عين المكان‬ ‫بعد اخبار رؤسائه الذين ارتفعت حرارة هواتفهم التي‬ ‫نقلت الخبر‪ /‬المأساة إلى مختلف الدوائر المعنية‬ ‫بالموضوع كما يقول بذلك القانون ‪.‬‬ ‫انتقال مختلف الدوائر القضائية واألمنية ‪.....‬‬ ‫إلى عين المكان ‪ ،‬انتهى بتفعيل قرار التعجيل بنقل‬ ‫الرضيع الى المستشفى اإلقليمي لتقدم له االسعافات‬ ‫األولية انقاذا له من موت محقق ‪.‬‬ ‫وفي انتظار ما سيكشف عنه التحقيق الذي تباشره‬ ‫الجهة القضائية المختصة بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان ‪ ،‬أكد للجريدة مصدر تابع العملية‪ ،‬أن الرضيع‬ ‫يراوح عمره ثالثون يوما على األكثر ‪ ،‬وأنه سيتم‬ ‫االحتفاظ به بالمستشفى اإلقليمي إلى حين الوصول‬ ‫إلى والديه ‪ ،‬أو اعالن أسرة عن رغبتها تبنيه وفق‬ ‫القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬أو تنقيله إلى حضانة‬ ‫بمدينة شفشاون‪ .‬‬ ‫الواقعة المذكورة التي استنكرها الرأي العام‬ ‫المحلي بعد أن تناهى إلى علمه الخبر لتعارضها مع‬ ‫القيم االسالمية واالنسانية ‪ ،‬فتحت النقاش من جديد‬ ‫لمطالبة الدوائر المسؤولة التعجيل بإتمام بناء مركز‬ ‫األطفال في وضعية صعبة الذي انطلق ورش انجازه‬ ‫منذ مدة ‪ .‬وهو نفس المطلب الذي ترفعه فعاليات‬ ‫نسائية ومدنية وحقوقية من أجل فتح أبواب مركز‬ ‫حماية النساء في وضعيات صعبة (بحي القشريين)‬ ‫الذي وضعت اللمسات األخيرة على بنائه وتجهيزه‬ ‫منذ شهور ‪ ،‬من دون أن تستطيع أي جهة فك لغز‬ ‫االستمرار في اغالق أبوابه في وجه الضحايا ‪ .‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها المشمولة بعفو اهلل‬ ‫المرحومة‬

‫فاطمة الواد‬

‫وذلك يـــوم األربعـــاء ‪ 24‬ذو الحجـــة‬ ‫‪ 1439‬الموافق ‪ 5‬شتنبر ‪ .2018‬وشيع جثمانها‬ ‫الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة الريحان‬ ‫بأصيلة‪ ،‬بعد صالة الظهر من نفس اليوم‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي‬ ‫إلى أبنــاء الفقيـدة محمــد‪ ،‬سعيــد‪ ،‬وإبراهيــم‪،‬‬ ‫وفاطمة و الزهرة ورزقي وابتسام‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫جميع أفراد عائلتي الواد وبنعيسى ‪ ،‬راجين لهم‬ ‫منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم‬ ‫األجر والغفران تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪9‬‬

‫�أبو بكر القادري‬ ‫‪ 1914‬ـ ‪2012‬‬

‫من المؤسسين األوائـــل للحركــة الوطنيـــة‪ ،‬أحـــد أبرز رجال األدب والفكر والسياسة‪،‬‬ ‫ومن علماء المغرب ودعاته الوسطيين‪ ،‬عرف عنه مربيا ومعلما وموجها‪ ،‬يعتبر معلمة وطنية‬ ‫وقوميـة متميزة‪ ،‬وهو عم المناضل االتحادي عبد الرحمان القادري أستاذ القانون الدستـــوري‪،‬‬ ‫الذي كــــان يعتبره ابنه‪ ،‬ورافقه في الكثير من المعارك السياسية وغيرها‪.‬‬ ‫أبو بكر من مواليــد أبريــل ‪ 1914‬بمدينة ســال‪ .‬ينحــدر من أسرة سالوية عريقة‪ ،‬من‬ ‫األشراف القادريين الذين لهم زوايا في عدة مدن مغربية‪ ،‬تلقى تعليمه بمدرسة حرة‪،‬على‬ ‫يد كبار العلماء بسال من أمثال الشيخ أحمد الحريزي والشيخ زين العابدين بن عبود والشيخ‬ ‫موالي الشريف القادري‪ ،‬ومن مؤسسي النادي األدبي السالوي سنـــة ‪ .1927‬التحق بالحركة‬ ‫الوطنية منذ سنــة ‪ 1930‬وساهم في تأسيس جمعية شباب النهضة اإلسالمية‪ ،‬حيث شارك‬ ‫في مظاهرات ضد الظهيـــر البربـــري‪ ،‬الذي أراد‬ ‫منه االستعمار الفرنسي تقسيـم مكونات الشعب‬ ‫المغربـي‪ .‬كما كان من الموقعيــن على الرسالـــة‬ ‫التي وجهت إلى محمد الخامس باسم شباب سال‬ ‫في نونبر ‪ ،1932‬وفي نفس السنة تم إنشاء جمعية‬ ‫المحافظة على القرآن الكريم‪.‬‬ ‫كان من بين الذين تقدموا بمذكرة تضم‬ ‫مطالب الشعب المغربي لسلطات الحماية في دجنبر‬ ‫‪ ،1934‬أسس جمعية الشباب المسلم سنة ‪،1936‬‬ ‫وفي نفس السنة شارك في صياغة مطالب مستعجلة‬ ‫للشعب المغربي‪ ،‬وكذلك في تأسيس كتلة العمل‬ ‫الوطني‪ ،‬والحزب الوطني سنة ‪ ،1937‬ثم حزب‬ ‫االستقالل سنة ‪ ،1944‬وأصبح أحد أهم قادته‪ ،‬وكان‬ ‫كذلك من بين الموقعين على وثيقة ‪ 11‬يناير ‪1944‬‬ ‫للمطالبة باالستقالل‪ ،‬كان عمره ال يتجاوز ‪ 30‬سنة‪.‬‬ ‫في تلك الفترة جاءه عبد الرحيم بوعبيد‪ ،‬وطلب منه‬ ‫أن يقود أول مظاهرة بسال‪ ،‬لالحتجاج على اعتقال‬ ‫الزعيمين بالفريج‪ ،‬واليزيدي‪ ،‬وفي نفس اليوم ‪29‬‬ ‫يناير ‪ ،1944‬كان المهدي بنبركة يقود مظاهرات‬ ‫أخرى بالرباط‪ ،‬فتم اعتقالهم على إثر األحداث التي‬ ‫عرفتها مدينة سال‪ .‬كان القادري مهتما بالمجال‬ ‫التربوي والتعليمي‪ ،‬فتعاطى لمهنة التعليم‪ ،‬وأسس مدرسة «النهضة» الحرة بسال سنة‬ ‫‪ ،1946‬والذي كان يحاربها المستعمر الفرنسي ويضع العراقيل لتوقيف الدروس بها‪ ،‬تعرض‬ ‫للمضايقات والتعسفات من طرف السلطات االستعمارية على إثر إقدامه على فتح مدرسة حرة‬ ‫للتعليم الوطني‪ .‬وهي التي تخرج منها عشرات األطر الهامة‪ ،‬نذكر من بينهم أمينة أوشلح‪،‬‬ ‫وفاطمة بلمودن‪ ،‬وآخرين‪ ...‬وفي دجنبر ‪ 1947‬فتح أول أول مدرسة حرة لتعليم الفتيات اختار‬ ‫لها اسم «معهد األميرة عائشة»‪ .‬تم اعتقال أبو بكر على إثر اغتيال الزعيم النقابي الفرنسي‬ ‫فرحات حشاد في دجنبر ‪ ،1952‬بسبب المظاهرات واإلضراب العام الذي دعا إليه الحزب‪ .‬وتنقل‬ ‫بين سجن العلو والعاذر وأغبيل لمدة سنتين‪ ،‬كما تم نفيه إلى منظقة تافينغولت بتارودانت‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬ ‫بسوس‪ .‬يقول القادري عن فترة السجن ‪« :‬السجن معيار للثبات والصدق وحسن المعاشرة‬ ‫واإليثار وال تعرف أهمية هذه المواصفات إال في االمتحان‪ ،‬والسجن مدرسة من مدارس الحياة‬ ‫الحقيقية‪ ،‬المتخرج منها ال بد أن يحصل على شهادة في معرفة الحياة»‪.‬‬ ‫كان القادري عضوا في المجلس الوطني االستشاري الذي ترأسه المهدي بنبركة‪ ،‬أثناء‬ ‫السنوات األولى لالستقالل‪ ،‬حيث كان قد حررفي نونبر ‪ 1957‬مسودة تصريح شهير‪ ،‬يعلن‬ ‫التزام المغرب بسياسة عدم التبعية‪ ،‬وصادق عليه المجلس‪ .‬شارك القادري في تنظيم مؤتمر‬ ‫طنجة لألحزاب المغربية (المغرب ـ الجزائر ـ تونس) سنة ‪.1957‬‬ ‫وكان صحفيا مقتدرا‪ ،‬ومن المساهمين في صحف الحزب «المغرب» و»العلم»‪ ،‬وساهم في‬ ‫الكتابة بجريدة «الحسنى» و»دعوة الحق» وأسس‬ ‫مجلة «اإليمان» سنة ‪ 1964‬التي استمرت إلى‬ ‫سنة ‪ ، 1987‬وصحيفة «الرسالة» األسبوعية سنة‬ ‫‪.1981‬‬ ‫القادري باحـث ومــؤرخ‪ ،‬لــه كتابــات ومقاالت‬ ‫كثيرة‪ ،‬للتعريف برفاقه من رواد الحركة الوطنية‬ ‫مثل ‪« :‬رجال عرفتهم»‪ ،‬وعن شخصيات وطنية‬ ‫في تاريخ المغرب‪ ،‬وقضايا عربية إسالمية‪ ،‬وكنب‬ ‫مذكراته تحت عنوان ‪« :‬مذكرتي في الحركة‬ ‫الوطنية المغربية» في ثالثة أجزاء‪ .‬أنشأ العديد من‬ ‫المجالت‪ ،‬وكتاباته ومذكراته تزيد عن ‪ 50‬مؤلفا في‬ ‫مجاالت الفكر والتربية وأدب الرحالت والسياسية‬ ‫وتاريخ الحركة الوطنية ورجاالتها ورموزها‪.‬‬ ‫كان القادري إلى جانب عبد الرحيم بوعبيد‪،‬‬ ‫وعبد الكريم بنجلون وعمر بنجلون‪ ،‬من الرواد‬ ‫المؤسسين للجمعية المغربية لمساندة الكفاح‬ ‫الفلسطيني سنة ‪ ،1968‬وترأسها من سنة ‪1972‬‬ ‫إلى ‪ .1992‬وكان من المهندسين بقيام الجبهـــة‬ ‫العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية في بيروت‬ ‫سنة ‪ ،1972‬ونائبا لرئيسها كمال جنبالط‪.‬‬ ‫وخالل اجتماع المنظمات واألحزاب العربية‪ ،‬تم انتخابه رئيسا للجمعية العربية المساندة‬ ‫للكفاح الفلسطيني‪ ،‬ثم رئيسا شرفيا لها فيما بعد‪ .‬كان القائد والمجاهد ياسر عرفات يزور‬ ‫القادري في بيته كلما حل بالمغرب‪ .‬كما أن الرئيـس أبو مـازن وشحه بأعلى وسام فلسطيني‪،‬‬ ‫وهو «نجمة القدس»‪ .‬في السنوات األخيرة‪ ،‬أصبح أبو بكر القادري عضوا في مجلس رئاسة‬ ‫حزب االستقالل إلى جانب قادة آخرين‪ ،‬وعضو أكاديمية المملكة المغربيــة‪ .‬نال شرف التكريم‬ ‫والتوسيــم لمــرات عديدة‪ ،‬كان آخرها في ‪ 11‬يناير ‪ 2005‬وتوشيحه من لدن الملك محمد‬ ‫السادس بورزازات بوسام العرش‪ .‬فهو ذاكرة‪ ،‬وشخصيته مرجعية في المشهد السياسي‬ ‫والثقافي‪ ،‬آمن بوحدة أبناء المغرب حول الدين واللغة والمذهب المالكي‪ ،‬وظل على إيمانه هذا‬ ‫إلى أن التحق بالرفيق األعلى سنة ‪.2012‬‬

‫لمصلحة من يتم تبديد الذاكرة الرياضية لمدينة وزان ؟ ‪ ‬‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬لكي ال يحدث ما حدث ليلة اإلثنين ‪10‬‬ ‫شتنبر بفضاء نادي الكرة الحديدية الذي‬ ‫احتضن ابتداء من الساعة الثامنة والنصف‬ ‫ليال‪ ،‬الشوط الثاني للجمع العام المخصصة‬ ‫أشغاله لتجديد مكتب جمعية فريق شباب‬ ‫أولمبيك وزان لكرة القدم‪ ،‬كان ثلة من عشاق‬ ‫هذه الذاكرة الرياضية‪ ،‬وبعد أن جالوا فوق‬ ‫تضاريس تدبير شؤون الفريق في السنوات‬ ‫األخ��ي��رة‪ ،‬قد أوص��وا في لقاء صلة الرحم‬ ‫بمناسبة عيد األضحى المبارك‪ ،‬بتنظيم يوم‬ ‫دراس��ي يالمس واق��ع الرياضات الجماعية‬ ‫ب��وزان‪ ،‬الذي من بين أجنحتها المنكسرة‬ ‫جناح فريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم ‪.‬‬ ‫الكثير ممن تابع أشغال الشوط الثاني‬ ‫للجمع العام الملتئم شهرا بعد فشل الشوط‬ ‫األول ال��ذي لم يكتب له االنعقاد ي��وم ‪8‬‬ ‫غشت‪ ،‬بسبب عدم توفر النصاب القانوني‪ ( ،‬الكثير ) غادر نادي الكرة الحديدية‬ ‫ومعنوياته مثخنة بالجراح بسبب المناخ الالرياضي ‪ ‬الذي ساد االجتماع من ألفه‬ ‫إلى يائه ‪ .‬فقد تحدث للجريدة أكثر من مصدر بأن القاموس الذي أثث النقاش بين‬ ‫الحضور كانت مساحة الساقط منه واسعة‪ ،‬وأن االتهامات كانت خطيرة جدا‪ ،‬مما‬ ‫يستدعي التعجيل بفتح تحقيق من طرف النيابة العامة ‪ .‬وحملت مصادر موضوعية‬ ‫التقت بها الجريدة ما حدث‪ ،‬لمكتب الجمعية الذي جاء يجر وراءه خيبة السقوط‬

‫المدوي للفريق بعد أن ‪ ‬كان قد قطع على‬ ‫نفسه بأنه سيضمن صعود الفريق ومغادرته‬ ‫القسم الممتاز الذي يلعب به بعصبة الشمال‬ ‫‪ .‬وأضافت نفس هذه المصادر بأن مكتب‬ ‫الجمعية واجه الجمع العام ممزق الصفوف‬ ‫المتأرجحة أسبابه بين استقالة البعض‪،‬‬ ‫وإقصاء البعض اآلخر ‪......‬‬ ‫ومن العوامل األخرى التي كان لها اليد‬ ‫الطولى في تعطيل الروح الرياضية في هذا‬ ‫الجمع العام‪ ،‬عرض تقرير مالي جاءت بعض‬ ‫أبواب نفقاته غامضة‪ ،‬وأخرى ليست بقيمة‬ ‫ما ورد في النسخة األول��ى التي كان مقررا‬ ‫مناقشتها في الشوط األول للجمع العام يوم‬ ‫‪ 8‬غشت ‪ .‬أما التقرير األدبي فقد جاء متناغما‬ ‫مع الحكمة الشعبية “ أجي قولك‪ ،‬مقلت ليك‬ ‫والو “ ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ :‬الجمع العام ‪ ‬فشل في شوطيه ‪.‬‬ ‫البطولة انطلقت ‪ .‬الصندوق فارغ ‪ .‬واقع الفريق‬ ‫يعلو وال يعال عليه‪ .‬مساحة اليأس تتوسع ‪ .‬التغييب المتعمد للحكامة في تدبير‬ ‫شؤون الفريق‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من اختالالت ليس وليد اليوم حتى ال يتبجح من‬ ‫يصطاد في الماء العكر ‪ .‬فما العمل ؟ الجواب نجده في تنظيم يوم دراسي يناقش‬ ‫واقع الرياضة بوزان‪ ،‬لكن قبل ذلك على المجلسين الجماعي واإلقليمي‪ ،‬واإلدارة‬ ‫الترابية اإلقليمية التعجيل بالدخول على الخط انقاذا للفريق من مغادرته للبطولة‬ ‫التي ستنطلق بعد أيام ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪10‬‬

‫األستاذ الداعية‬ ‫محمد العربي الزكاري (‪)2/2‬‬

‫مسؤولية الدعاة‬ ‫وأسأل األستاذ الداعية محمد العربي الزكاري عن مسؤولية الدعاة في‬ ‫هذا المجال؟‬ ‫فرد قائال‪ :‬إن مسؤولية رجال الدعوة اإلسالمية فهي أن يكونوا على حذر‬ ‫من تسرب األفكار المسمومة والنظريات الملغومة المستوردة من الشرق‬ ‫أو الغرب‪ ،‬وأن يعملوا على تسفيه تلك الدعوات المضلة بالحجة والدليل‪،‬‬ ‫ولنا في كتاب اهلل وسنة رسوله الرصيد الضخم لتسفيه األفكار التي ال تثبت‬ ‫أمام البرهان‪ ،‬فهي الوسيلة المجدية واإليجابية للقضاء على أوكار الفساد‬ ‫واالنحالل وبؤر اإللحاد والضالل‪ ،‬وقد دلت التجربة على أن دعاة الفتنة ال‬ ‫يستطيعون الصمود في وجه الحق‪ ،‬ويتهربون من المرشد الحكيم الذي‬ ‫يعرف كيف يصارع الضالل بالهدى‪ ،‬ويقارع الباطل بالحق (إن الباطل كان‬ ‫زهوقا)‪.‬‬ ‫وال مناص للدعاة من الخروج عن عزلتهم‪ ،‬بحيث ال يقتصرون على‬ ‫الكتابة والوعظ واإلرشاد من بعيد‪ ،‬بل ال مندوحة من النزول إلى الشارع‬ ‫والمقهى وغشيان األندية والتجمعات لاللتحام بالشباب على جميع مستوياته‬ ‫لشرح ما حيره من تساؤالت‪ ،‬وتنفيذ ما علق بذهنه من وسوسة المفسدين‪،‬‬ ‫وهذه الطريقة ‪ -‬فيما اعتقد ‪ -‬ناجعة ومجدية في إرشاد الحيارى والوقوف‬ ‫في وجه مروجي الضالل‪ ،‬وكلنا يعلم أن خصومنا يكتسحون هذه الميادين‬ ‫وغيرها لبث الشكوك وتفجير قنابلهم المدمرة لنسق العقيدة اإلسالمية في‬ ‫أدمغة جميع الطبقات‪ ،‬وليس من المنطق أن نترك الميدان فارغا أمام الزيغ‬ ‫واإللحاد‪ ،‬بل البد من أن نؤكد حضور اإلسالم في كل وقت وحين‪ ،‬وبذلك‬ ‫نقطع الطريق على كل أفاك أثيم‪.‬‬ ‫وسيقول البعض إن المفسدين يمولون من جهات مختصة للتفرغ في‬ ‫العمل داخل هذا الميدان‪ ،‬ودعاتنا أكثرهم من المتطوعين في سبيل اهلل‪،‬‬ ‫والحقل واسع وعريض يحتاج إلى المتفرغين للحرث والبذر والسقي‪ .‬وهذا‬ ‫القول وجيه من بعض جوانبه‪ ،‬ولكننا يجب أن نعرف ‪ -‬في بلدنا على األقل‬ ‫ إن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية تتوفر على مديرية للشؤون اإلسالمية مختصة في هذا‬‫الميدان‪ ،‬ولها جهاز قار للتوعية واإلرشاد بمعنى أن لدينا نواة صالحة لهذا العمل الديني الكثير‪،‬‬ ‫وال يحتاج األمر إال لتوسيع هذا الجهاز من الوعاظ وتلقيحه بعناصر جديدة متنورة وواعية‪ ،‬وآمل أن‬ ‫تكون من الشباب الموثوق به في عقيدته‪ ،‬فقد يستطيع آداء الرسالة على أحسن وجه‪ ،‬وقد يكون‬ ‫في متناوله االحتكاك بالشباب في أي حين وعلى أي مستوى‪ .‬أما على الصعيد الرسمي في العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬فالبد أن نناقش بعض الحاالت في مجالنا هذا‪ ،‬ومن الواضح جدا أن الفتنة متى تسربت‬ ‫إلى األمة واندست في صفوف الشعب‪ ،‬فإن الحكومة ‪ -‬أية حكومة ‪ -‬ستكتوي بنارها‪ ،‬وستحتاج إلى‬ ‫كثير من الجهد والعديد من اإلجراءات للقضاء عليها‪ ،‬سواء أكانت فتنة عقائدية أم غيرها من الفتن‬ ‫التي يتخيلها العقل‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطق يأتي دورها في الحفاظ على سالمة مواطنيها من البلبلة الدخيلة على‬ ‫مجتمعها‪ ،‬وحماية الشعب من دعاة الفتنة التي لم تكن ولن تكون إال نفطا مشتعال يأتي على‬ ‫األخضر واليابس‪.‬‬

‫اإلسالم والعلم‬ ‫وأنتقل مع األستاذ محمد العربي الزكاري في هذه الرحلة ألساله عن دور العلم في اإلسالم؟‬ ‫حيث يرى أن العلم في نظر اإلسالم من أوجب الواجبات على أتباعه‪ ،‬وكتاب اهلل وسنة رسوله‬ ‫يطفحان بتمجيد العلم وينوهان بالعلماء‪ ،‬إال أن العلم الذي يعظمه اإلسالم ويدعو إليه ويبشر به‬ ‫ويحث عليه ال مجال فيه للتنكر للفضيلة وال مكان فيه لالستغالل وصبغ الحياة البشرية بصبغة‬ ‫مادية صرفة وعلى أساس المردود الخاص‪ ،‬وإنما العلم الذي يستخدم لخير اإلنسان وإسعاده‪،‬‬ ‫والذي له ضوابطه الهادفة إلى الحق والتي تدفع بالمسلم ليكون هاديا ورائدا‪.‬‬ ‫والمسلمون اليوم في حاجة ماسة وأكيدة إلى الصناعة الحديثة والتكنولوجيا المتطورة‪ ،‬وفي‬ ‫لهف لألخذ بأسباب االرتقاء في جميع المجاالت لمواجهة التحديات المعاصرة وتحقيق االكتفاء‬ ‫الذاتي في أهم الميادين‪ ،‬حتى ال يظلوا تحت رحمة أعدائهم كمستوردين ومستهلكين وخاضعين‬ ‫لتيارات السياسة الدولية المتلونة تلون الحرباء‪.‬‬ ‫ومن هنا تبرز أهمية مراحل إعداد الشباب المسلم على النطاق التعليمي باعتباره العصر‬ ‫الذي ستوكل إليه مهمة التطبيق العملي في المستقبل‪ ،‬ومعنى هذا بالحروف العريضة وضع‬ ‫مناهج تعليمية متناسقة ومتكاملة من الناحيتين التربوية والعلمية‪.‬‬ ‫فانطالقا من المدرسة الثانوية فالكلية تتكون العقلية التي ستتحكم في مستقبل العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وتطلعنا إلى نهضة إسالمية وعلمية حقيقية تفرض علينا أن يكون عنصر اإلسالم‬ ‫حاضرا في مناهجنا لصياغة عقول طالبنا وطالباتنا صياغة علمية ممزوجة باإليمان العميق‬ ‫الذي من شأنه أن يقود إلى الخير ويجعل من صاحبه عنصرا مبدعا في جميع المجاالت‪ ،‬ونحن‬ ‫كمسلمين في عنقنا رسالة إنسانية كبرى وخطيرة ال بد من أدائها على الوجه األكمل‪ ،‬وهي امتداد‬ ‫للرسالة التي جاء بها النبي محمد عليه الصالة والسالم (وما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا ونذيرا)‬ ‫فالتعليم الهادف هو حجر الزاوية في بناء نهضة المسلمين‪ ،‬وهو الكفيل بإعداد الجيل المرتقب‬ ‫الذي سيتولى حمل مشعل النهضة الحديثة التي نريدها إسالمية تعيد للمسلمين أمجادهم‬ ‫وتحقق الهناء والسعادة لهذه البشرية الحائرة‪ ،‬والسبيل إلى هذه المعطيات هو أن نسير في خط‬ ‫متواز مع تعاليم اإلسالم‪ ،‬بحيث ال يطغى جانب المادة على الروح‪ ،‬وال تمت الروح ما في اإلنسان من‬ ‫بشرية‪ ،‬ولئن استطاع المسلمون الحفاظ على هذا التوازن في نهضتهم الحديثة فمن المؤكد أن‬ ‫شمس مدينتهم ستسطع من جديد‪ ،‬وسيجدون من توفيق اهلل ومدده ما يدفعهم لبعث مجدهم‬ ‫التليد (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)‪.‬‬ ‫إن تاريخ البشر في تطور مستمر‪ ،‬وال بد في هذا الزحام من اقتحام الميدان بشجاعة المسلم‬ ‫الذي أعيته التبعية وأدمته قيود االستغالل واالبتزاز األجنبي‪ ،‬واألمة اإلسالمية ال مناص لها من‬ ‫أن تظل أمة وسطا في تحركاتها كما أرادها الخالق سبحانه (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا‬ ‫شهداء على الناس‪ ،‬ويكون الرسول عليكم شهيدا)‪.‬‬ ‫ومن هنا ندرك أن نهضة المسلمين البد وأن تخضع للضمير الذي يحس ويشعر دائما وأبدا‬ ‫بأنه تحت الرقابة اإللهية‪ ،‬ألن اإلسالم دين متكامل وال مندوحة من تطبيقه ككل وفي جميع‬ ‫الحاالت‪ ،‬فإن كان ضمير المؤمن حاضرا في خطواته‪ ،‬ويقظا في تصرفاته ومنتبها في تطلعاته‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫فسوف نشق طريق نهضتنا على بصيرة وفي أمن وأمان‪ ،‬وسنقيم دعائم‬ ‫حضارتنا على أسس من هداية اهلل القائل في كتابه الحكيم (قل إن هذا‬ ‫صراطي مستقيما فاتبعوه‪ ،‬وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‪ ،‬ذلكم‬ ‫وصاكم به لعلكم تتقون)‪.‬‬

‫دور المغرب في إثراء الفكر اإلسالمي‬

‫وأصل مع األستاذ المفكر العربي الزكاري إلى نهاية الرحلة ألعرف رأيه‬ ‫عن دور المغرب في إثراء الفكر اإلسالمي‪ ،‬وكيف يقومه؟‬ ‫يجيب موضحا‪ :‬إن كل شعب له خصائصه الوراثية ومميزاته الفكرية‪،‬‬ ‫وطابعه الحضاري الخاص‪ ،‬وشعبنا المتوفر على مزايا نبيلة وخصائص‬ ‫رفيعة جعلت منه شعبا ال يتلون في سلوكه وال يزن األوضاع على اختالف‬ ‫مستوياتها بميزان المنافع الذاتية‪ ،‬وإنما يكفيه االقتناع بعدالة قضية ما‬ ‫ليندفع تلقائيا لخدمتها والتفاني في نصرتها والتسامي في تبنيها والدفاع‬ ‫عنها والتضحية في سبيلها دون اعوجاج والتواء ومن غير مداهنة وافتراء‪.‬‬ ‫ومن منطلق هذا السلوك الرفيع نالحظ أن شعبنا بمجرد اعتناقه‬ ‫لعقيدة اإلسالم‪ ،‬وإيمانه بوحدانية اهلل وصدق الرسالة المحمدية‪ ،‬تحول‬ ‫إلى مبشر بالفكر اإلسالمي وداعية من دعائه‪ ،‬ال رغبة في مكسب وال طمعا‬ ‫في مغنم‪ ،‬أو تطلعا لزعامة‪ ،‬وإنما هي رسالة نبيلة طوق بها جيده والتزمها‬ ‫تلقائيا‪ ،‬خدمة لدينه ورغبة في انتشاره وتطلعا إلنقاذ التائهين في صحراء‬ ‫العقائد الضالة من أبناء البشر‪.‬‬ ‫وثبت تاريخيا أن الفكر اإلسالمي وجد في ربوع المغرب الساحة الخصبة‬ ‫للغرس واالزدهار والنماء واالبتكار‪ ،‬واكتشف في قلوب المغاربة التربة البكر‬ ‫الصالحة للبذر والنمو االنتشار‪ ،‬ومن هنا كان سلفنا على موعد مع اإلشعاع‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ومؤهلين فكريا ونفسيا للتجاوب مع االمتداد الروحي لعقيدة‬ ‫التوحيد في صفائها ونقائها‪ ،‬فوجهوا طاقاتهم الفكرية وملكاتهم العقلية‬ ‫وقدراتهم الخالقة في االتجاه الصحيح بشكل ملفت لألنظار‪ ،‬وترجموا وعيهم‬ ‫الديني العميق وإيمانهم الصادق‪ ،‬بتعدد معاقل البحث العلمي وتنوع مراكز الهداية اإلسالمية‪،‬‬ ‫فأينعت شجرة الفكر اإلسالمي عندنا وامتدت فروع هذه الدوحة العمالقة إلى كل مدينة وقرية‪،‬‬ ‫وتفيأ ظاللها القريب والبعيد وانتشرت أغصانها إلى ما وراء الحدود‪.‬‬ ‫وكنتيجة طبيعية لهذه النهضة الدينية والعلمية المباركة أبدعت العبقرية المغربية في‬ ‫ميدان التأليف إبداعا عظيما‪ ،‬وساهم الفكر المغربي بقسط وافر في إثراء الحركة العلمية بسيل‬ ‫من المؤلفات الرفيعة التي تزخر بها خزائننا العامة ومكتباتنا الخاصة ما بين مطبوع ومخطوط‪،‬‬ ‫والتي لها ‪ -‬بشهادة رواد البحث والمعرفة ‪-‬وزنها الثقيل في حقل الثقافة العامة والميدان العلمي‬ ‫الواسع‪.‬‬ ‫ويكفينا فخرا واعتزازا أن جامعة القرويين كانت كعبة كل راغب في االرتشاف من ينابيع‬ ‫المعرفة الصافية‪ ،‬وحلقاتها مجلسا للطالب من جميع أصقاع الدنيا للتلمذة على جهابذة العلم‬ ‫وفطاحل الثقافة من أبناء أمتنا الذين ساهموا بأكبر نصيب في إثراء العلوم على اختالف أنواعها‬ ‫وتعدد موضوعاتها وتشعب اختصاصاتها‪ ،‬وتزعموا الحركة الفكرية عن جدارة واستحقاق‪،‬‬ ‫وتصدروا طليعة رواد المعرفة دون منازع‪ ،‬مما ساعد على بقاء الفكر اإلسالمي عندنا نقيا من‬ ‫الدرس والتزوير والتحريف‪ ،‬والتشويه والتدجيل والتخريف‪.‬‬ ‫وللحقيقة والتاريخ نذكر أن من هذه المنارة العلمية الشاهقة امتد إشعاع الفكر اإلسالمي‬ ‫في إطار المذهب المالكي إلى إفريقيا وغيرها‪ ،‬بفضل ما بذله علماؤنا رحمهم اهلل من تضحيات‬ ‫شخصية تعتبر مثاال حيا لنكران الذات ونموذجا متجانسا للزهد بالمعنى الواسع والعميق للزهد‬ ‫في متاع الدنيا‪ ،‬حيث كان دافعهم األساسي وهدفهم األول يتبلور في هيامهم بأداء األمانة‬ ‫العلمية والدينية‪ ،‬وينحصر في رغبتهم العريضة في ادخار األجر والثواب كزاد ليوم المعاد‪،‬‬ ‫وتكريما لهذه المثالية وتنويها بهؤالء الزهاد‪ ،‬أرى أن الرواد األفاضل أول من تخلع عليهم شارة‬ ‫(الجندي المجهول) الذي يؤدي مهماته السامية والنبيلة بعيدا عن األضواء‪.‬‬ ‫وجدير بالمالحظة هنا أن اشعاع الفكر اإلسالمي الذي امتد خارج حدودنا الجغرافية لم يقتصر‬ ‫على دور العلماء وحدهم‪ ،‬وإنما ساهم فيه المواطن المغربي العادي أثناء جوالته التجارية ورحالته‬ ‫االستطالعية عبر مناطق نائية‪ ،‬بفضل استقامته وحسن سلوكه وتفانيه في أداء شعائره الدينية‬ ‫في حله وترحاله‪ ،‬مما يؤكد أن مواطنينا أخذوا العهد على أنفسهم‪ ،‬التبشير باإلسالم والحضارة‬ ‫اإلسالمية كواجب مقدس وبند من ميثاقهم الذي التزموه تلقائيا مع ضمائرهم لهداية الضالين‬ ‫إلى صراط اهلل المستقيم‪...‬‬ ‫وامتداداً لدور جامعة القرويين وغيرها من المساجد‪ ،‬البد من اإلشارة إلى حادثة تؤكد ما‬ ‫أسلفنا من حقائق‪ ،‬ذلك أن االستعمار األجنبي عندما تسرب داخل حدودنا حاول التظاهر باحترامه‬ ‫لعقائدنا الدينية‪ ،‬وتعمد تغطية أهدافه الجهنمية بالبعد عما يثير غضب جماهيرنا في هذا المجال‪،‬‬ ‫حتى إذا ما صور له خياله المريض أنه تمكن من تخدير شعبنا واستطاع أن يحكم قبضته الحديدية‬ ‫عليه‪ ،‬تطاول على مقدساتنا وعقائدنا ولغة قرآننا بإصدار مرسومه البربري الشهير‪ ،‬فكان هذا‬ ‫اإلجراء بداية لنهاية وجوده في مغربنا بفضل اإليمان الديني الذي أرساه سلفنا في أعماق ووجدان‬ ‫هذا الشعب الصادق في عقيدته اإلسالمية إلى أبعد الحدود‪ ،‬وعندي أن الفضل في االنتفاضة‬ ‫ضد االستعمار ومخططه الخطير يعود باألصالة إلى الكراسي العلمية المنتشرة في ربوع المملكة‬ ‫المغربية شرقا وغربا وشماال وجنوبا‪ ،‬ففي ساحات المساجد انعقدت التجمعات الشعبية ومن‬ ‫رحابها انطلقت المظاهرات الهادرة ضد هذا المخطط الصليبي الذي كان يهدف القضاء على‬ ‫الروح الدينية في المغبر باعتباره قلعة خطيرة من قالع اإلسالم التي تقف حجر عثرة في وجه‬ ‫المسيحية‪.‬‬ ‫ومن هنا ندرك أن انطالق الوعي اإلسالمي لم يكن إال من المسجد‪ ،‬ولم ينبع إال من‬ ‫الكراسي العلمية التي يتجمع حولها المثقفون‪ ،‬والدروس الوعظية واإلرشادية التي تتحلق في‬ ‫دائرتها الطبقات الشعبية للتزود بما يقوي إيمانها‪ ،‬فالمسجد في تاريخ اإلسالم اضطلع برسالة‬ ‫سامية منذ أن أرسى قواعده النبي ص باعتباره مقرا لعبادة اهلل‪ ،‬وتكوين الدعاة إلى الفضيلة‪،‬‬ ‫واستقبال الوفود‪ ،‬وإبرام المعاهدات‪ ،‬والتخطيط لمواجهة ما يستجد من أحداث‪ ،‬وانطالق جحافل‬ ‫المجاهدين في سبيل اهلل لحماية الدعوة اإلسالمية من كيد المنافقين والمشركين وعبدة‬ ‫الطاغوت‪.‬‬ ‫ونؤكد هنا أن مساجدنا ودروس علمائنا كانت امتدادا للتخطيط النبوي‪ ،‬وتمشيا مع النهج‬ ‫المحمدي الذي ابتكره منقذ البشرية من الضالل عليه الصالة والسالم‪ ،‬فمساجدنا وكراسي‬ ‫علمائنا ومنابر وعاظنا أعطت وهلل الحمد‪ ،‬نتائج باهرة من أهمها أن الروح الوطنية تمت وترعرعت‬ ‫في المساجد‪ ،‬والوعي الديني في أوساط جماهيرنا استمد جذوره من منابره‪ ،‬ورواد الحركة‬ ‫الوطنية تكونوا في حلقات تلك الدروس على أيدي علمائنا رحمهم اهلل‪.‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫الشيخ العالمة أحمد الحضري‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫هو الشيخ العالمة أحمد بن محمد بن عبد اهلل بن آحساين الحضري‪ ،‬من أسرة آل‬ ‫الحضري الشفشاونية الدار‪ ،‬األندلسية األصل‪ ،‬ولد بقرية «كاللة العليا» من قبيلة‬ ‫بني أحمد‪ ،‬إقليم شفشاون‪ ،‬سنة (‪1937‬م)‪ ،‬ونشأ بها فقرأ القرآن على شيوخها‬ ‫وأتقنه حفظا ورسما‪ ،‬وحفظ على يد والده المتون العلمية المتعلقة بالقراءات‬ ‫والرسم والتجويد والنحو والفقه والعقائد‪ ،‬حيث كان يحرص في هذه المرحلة أن‬ ‫يأخذه معه إلى القرية التي كان خطيبا بها في نفس القبيلة‪ ،‬الستكمال حفظ‬ ‫القرآن‪ ،‬و حفظ هذه المتون‪ ،‬وتولى‬ ‫رحمه اهلل ذلك بنفسه إلى أن تمكن في‬ ‫ظرف سنتين على إتمام حفظ القرأن‪ ،‬و‬ ‫حفظ هذه المتون‪ ،‬من ألفية ابن مالك‪،‬‬ ‫والمرشد المعين‪ ،‬وجزء العبادات من‬ ‫مختصر الشيخ خليل‪ ،‬و كان يلقي عليه‬ ‫وعلى الطلبة دروسا في التفسير والفقه‬ ‫والنحو‪...‬‬ ‫ويتحـــدث الشيــخ أحمد الحضــري‬ ‫بإعجاب وتفصيل عن كتاب أو مسيد‬ ‫القرية‪ ،‬ليرسم لنا نظامه‪ ،‬وما يميزه‪،‬‬ ‫وطريقة التدريس فيه‪:‬‬ ‫فأوال‪ :‬أن الفقيـــه لم يكن يباشـــر‬ ‫بنفسه جميــع شؤون مكتبــه‪ ،‬بل يوزع‬ ‫جل أعماله العادية على عدة أشخاص‬ ‫يقومون بها تحت إشرافـه ومالحظته‪،‬‬ ‫ولم يحتفـــظ بنفســـه إال باألعمــال‬ ‫النهائية التي ال ينبغي أن يقوم بها‬ ‫غيره‪ .‬وفــق الطريقة والمنهج المتبع‬ ‫آنذاك‪ ،‬الذي يبدأ بداية بحفظ الحروف‪:‬‬ ‫« مشافهة و سماعا‪ ،‬ثم كانت بعد هذه‬ ‫مرحلة التدرب على الكتابة بواسطة‬ ‫تتبع مايرسم على اللوح بدون حبر ثم‬ ‫بالحبر – مرحلة التحنيش‪ -‬ثم مرحلة‬ ‫الكتابة المباشرة ‪ ،‬وهذه المراحل الثالث‬ ‫يتوالها غير الفقيه ‪ ،‬بل من يساعده من‬ ‫الطلبة‪ ،‬أومن يأنس منهم الكفاءة من‬ ‫«المحاضرة» ويأمرهم بذلك»(‪.)1‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن الفقيه ال يترك التالميذ‬ ‫همال‪ ،‬بل إنه يتتبع ما حفظوه بالتكرار‬ ‫واإلنصات حتى ال ينسى التلميذ أي شيء‬ ‫حفظه‪ .‬وبسبب ذلك يتمكن عدد كبير‬ ‫من الطلبة من حفظ كتاب اهلل العزيز‪:‬‬ ‫«فإذا فرغ الطالب من حصة كتابته‪ ،‬مع‬ ‫باقي زمالئه‪ ،‬جاءت مرحلة التصحيح‪-‬‬ ‫السالكة‪-‬من قبل الفقيه‪ ،‬فمرحلة قراءة و حفظ ما كتب‪ ،‬ثم العرض على الفقيه‬ ‫ليعلم من حفظ و لم يحفظ‪ ،‬و قد كان القرئ‪-‬المحضري‪-‬عرف بعد تصحيح الفقيه‬ ‫للوحه ما أخطأ فيه‪ ،‬و ما أصاب‪ ،‬هذا في حصة الصباح‪ ،‬أما حصة المساء بشقيها‪:‬‬ ‫من الظهر إلى ما بعد العصر‪ ،‬ثم بين العشاءين‪ ،‬فهي خاصة بالقراءة و الحفظ‪،‬‬ ‫وفي اليوم الموالي يكون العرض األخير على الفقيه ليعلم من أتقن حفظا ممن‬ ‫لم يتقن‪ ،‬فمن أتقن أمره بمحو لوحه‪ ،‬ومن ال فال‪ ،‬وبهذا يسبق بعض»المحاضرة»‬ ‫زمالءهم و يتفوقون عليهم‪ ،‬وهكذا تختم هذه المرحلة» (‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬إذا ظهرت نجابة التلميذ‪ ،‬فإن الفقيه يجبره على حفظ متون التوحيد‬ ‫والنحو والتصريف وغير ذلك ‪ ،‬ثم يحضه على حضور الدروس العلمية ويتتبع أحواله‬ ‫ويوجهه التوجيه الذي يفيده ويفيد أمته‪ ،‬وهو ما فعله أب الشيخ معه‪.‬‬ ‫وهكذا كان المكتب يغلي بالنشاط والحركة‪ ،‬وكان في كل نشاط وحركة يحصل‬ ‫التالميذ على ما تنمو به حصيلتهم العلمية‪ ،‬بحفظ القرآن أوال‪ ،‬وبتحصيل تجربة‬ ‫علمية ثانيا‪ .‬فيكون المتخرج من المكتب‬ ‫قد تهيأ لمتابعة الدرس العلمـي‪ .‬وهو ما‬ ‫قام به الشيخ الحضري ففي سنة (‪1953‬م)‬ ‫التحق بالمعهد الديني بمدينة شفشاون‪.‬‬ ‫و بعد التسجيـل و اجتيـاز امتحان شفهي‬ ‫لمعرفة مستواه العلمـي والمعرفي قررت‬ ‫اإلدارة إدراجه في السنة الثانية اإلبتدائية‬ ‫‪ ،‬وقد قضى في هذا المعهد ثالث سنوات‬ ‫نال فيها شهادة التعليم اإلبتدائي‪ ،‬ثم‬ ‫انتقل إلى المعهد الديني بتطوان لمتابعة‬ ‫ما تبقى من مراحل الطور الثانوي‪.‬‬ ‫وبعــد أن أتـــم دراستـــه الثانويـــة‬ ‫التحق بمدرسـة المعلمين بتطوان سنـــة‬ ‫(‪1960/1961‬م) ‪ ،‬ليعين في أكتوبر سنة‬ ‫(‪1961‬م) معلما في طنجة بمدرسة بنجيو‬ ‫اإلبتدائية‪ ،‬وقضى بهــا أربــع سنوات‪ ،‬ثم‬ ‫عين أستــاذا منتدبــا بإعدادية ابن األبار‬ ‫بطنجة‪ ،‬وأثناء عمله في بنجيو وإبن األبار‬ ‫كـــان يهيئ حــرا اإلجازة من كلية أصول‬ ‫الدين بتطوان‪ .‬ليعمل أستاذا في ثانوية‬ ‫زينب للبنات‬ ‫و فـي شتنبـــر سنـــة (‪1989‬م) شارك‬ ‫في مبارة الدخــول لدار الحديث الحسنية‬ ‫بالرباط‪ ،‬عين بعد تخرجه بالمركز الجهوي‬ ‫لتكوين أساتذة السلك األول بطنجة‪ ،‬وبعد‬ ‫عشر سنوات ‪ ،‬تم حذف شعبتي اللغة العربية‬ ‫والدراسات اإلسالمية من المركز‪ ،‬فخير أطر‬ ‫التدريس بين الذهاب إلى تطوان للعمل‬ ‫بنفس بالمركز هناك‪ ،‬أو اإلنتقال للعمل‬ ‫بمركز المعلمين هنا بطنجة‪ ،‬فكان ممن‬ ‫اختار الخيار الثاني‪ .‬وظل يشتغل فيه إلى‬ ‫أن أحيل على التقاعد عام (‪1999‬م)‪ ،‬و في‬ ‫أخر تلك السنة عين عضوا في المجلس‬ ‫العلمي بطنجة‪ ،‬و ال يزال ينتمي إليه إلى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫وال أعلم له كتابات أو تآليف‪ ،‬باستثناء الخطب التي خطب بها في الجمعة‬ ‫والعيدين‪ ،‬وال أعرف إن كانت مجموعة أو متفرقة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬الموقع الرسمي للمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الموقع الرسمي للمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫مبنا�سبة الدخول املدر�سي اجلديد ‪:‬‬

‫هل للمغرب مدر�سة يف م�ستوى الطموحات والتطلعات ؟‬ ‫(‪)2/1‬‬ ‫‪-1-‬‬

‫• انطالقا من سنة ‪ ،1956‬حيث استعاد المغرب استقالله الوطني‪ ،‬عمل ورش التربية والتعليم بأساليب‬ ‫ومخططات وإستراتيجيات مختلفة‪ ،‬بهدف تعميم التعليم‪ ،‬وانفتاحه على القيم الروحية والثقافية‪ ،‬وتوفيره‬ ‫فرص متكافئة لمختلف مكونات الشعب المغربي‪ ،‬لالنخراط في أسالكه ومنظوماته‪ .‬كما بذل جهدا ملحوظا‬ ‫من أجل إدماج العلوم والتقنيات الجديدة في برامجه‪ ،‬في محاولة لتكييفه مع التحوالت االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية للعصر العالمي الحديث‪ .‬إال أن السياسات التي اعتمدها هذا الورش‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬والتي قامت في‬ ‫أساسياتها‪ ،‬على االستجابة لمرحلة ما بعد عهد الحماية‪ ،‬استنفذت أغراضها مع ظهور عصر العولمة‪ ،‬ومعالم‬ ‫« القرية الكونية» وهو ما كان يتطلب طي مرحلة الماضي‪ ،‬وبناء نظام تربوي جديد‪ ،‬في مستوى تحديات‬ ‫العولمة والقرية الكونية الجديدة‪ ،‬وهي تحديات تقوم على مبادئ وقيم مغايرة‪.‬‬ ‫في أفق ستينات القرن الماضي‪ ،‬عرفت التربية في بالدنا توجها عاما‪ ،‬تجلى في ربط التربية بالتنمية‪،‬‬ ‫وهو ما كان من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى التنمية البشرية‪ ،‬واإلحساس بإنسانية التربية ‪ ،‬ولكن مع حلول‬ ‫األلفية الثالثة‪ ،‬فوجئ المغاربة بتراجع موضوع التربية إلى مرتبة ثالثة‪ ،‬بعد العولمة والديمقراطية بحمولتها‬ ‫الضخمة‪ ،‬القائمة على حرية الفكر‪ /‬حرية السوق‪ /‬حرية االعتقاد‪ .‬وفوجئوا أكثر من ذلك‪ ،‬بعدم قدرة السياسة‬ ‫التربوية على التصدي لآلثار السلبية الناتجة عن عولمة االقتصاد‪ ،‬وال التصدي إلشعاعية الديمقراطية‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫هكذا‪ ،‬وبالرغم من اإلنفاق الضخم الذي صرفته الدولة على قطاع التعليم خالل العقود الخمسة الماضية‬ ‫( حوالي ‪ % 25‬من الميزانية السنوية العامة ) لم تستطع األنظمة التربوية ‪ ،‬اإلسهام في عملية التنمية‬ ‫المنشودة‪ ،‬ولم تستطع تحقيق النتائج المرجوة‪ ،‬للديمقراطية إذ ظل التعليم متخلفا في مناهجه وهياكله‬ ‫ومضامينه وطرائقه‪.‬‬ ‫إن النقد العلمي ‪ /‬التربوي‪ ،‬الذي واجه السياسات التعليمية بالمغرب خالل العقود الخمسة الماضية‪ ،‬يؤكد‬ ‫أن هذه السياسات عرفت تخبطا وعدم وضوح في العالقة بينها وبين احتياجات الهيكل الوظيفي للتعليم‪،‬‬ ‫إضافة إلى غياب فكر تربوي واضح المعالم من شأنه إنجاز مهام التنمية الشاملة‪ ،‬التي طرحت نفسها باستمرار‬ ‫على المغرب خالل هذه الفترة من التاريخ‪.‬‬ ‫و في نظر الباحثين في الشأن التربوي المغربي‪ ،‬أن القصور في هذه المسألة‪ ،‬ال يعود فقط إلى فشل‬ ‫النظام التعليمي وحده‪ ،‬ولكن أيضا إلى إخفاق وفشل برامج التنمية ذاتها‪ ،‬لعدم قدرتها على استيعاب‬ ‫االحتياجات الفعلية للواقع المغربي‪ ،‬وما يرتبط به من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ‪.‬‬ ‫و في نظر هؤالء الباحثين أيضا‪ ،‬أن السلبيات التي أحدثت فجوة واسعة بين النمو في جهاز التعليم‪ ،‬والنمو‬ ‫في حركة الواقع المغربي متعددة ‪ ،‬يمكن‬ ‫إنجازها في ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عدم استطاعة سياسات التعليم‪،‬‬ ‫الوفاء بحاجـــات البالد صناعيا‬ ‫وزراعيا‪ .‬واستيعـــاب الطاقـــة‬ ‫العاملة‪ ،‬مما خلق فائضا كميا‬ ‫كبيرا في إعـــداد الخريجيـــن‪،‬‬ ‫واعاق بشكل ملمــوس ‪ ،‬عملية‬ ‫التنمية والتطـــور االقتصادي‬ ‫واالجتماعي بالبالد‪.‬‬ ‫‪ – 2‬االتجاه المستمــر لسياسات‬ ‫التعليم‪ ،‬نحـو تغطيـــة حاجيات‬ ‫اإلدارة مـن الكوادر الوسطى‪،‬‬ ‫وهو مـا يتنافــى تمامـــا مـع‬ ‫مخططات التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية المطلوبة ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬عدم اهتمام سياسات التعليم‪،‬‬ ‫بالتعليــم التقنــي‪ ،‬وجعل كل‬ ‫الحوافز أمام التعليم الجامعي‬ ‫‪ – 4‬اعتماد سياســات التعليم‪ ،‬في‬ ‫العديد من المحطات ألهداف‬ ‫طموحة‪ ،‬من غير أن تسخر لها‬ ‫الوسائل الكفيلة لتحقيقها‪.‬‬ ‫‪ – 5‬عدم استناد هذه السياسات على‬ ‫تخطيط علمي‪ ،‬يضمن التوازن الضروري بين أهدافها وبرامجها من جهة‪ ،‬وبينها وبين المخططات‬ ‫االقتصادية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪ – 6‬عدم اعتماد هذه السياسات على استراتيجيات متواصلة للتكوين المستمر لألطر العاملة في حقل‬ ‫التعليم‪ ،‬تواكب أهداف التنمية وطموحاتها‪.‬‬ ‫‪ – 7‬افتقار هذه السياسات إلى مقومات وخصائص التعليم السليم‪ ،‬الذي يكون عونا على التعليم‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬إذ ظل مسخرا لخدمة أهداف النمو االقتصادي ‪ ،‬الذي تتحكم فيه قرارات‬ ‫خارجية‪ ،‬وليس التنمية البشرية التي تستجيب للمتطلبات الوطنية ‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫بذلك يكون ورش التربية والتعليم انطالقا من سنة ‪ ،1956‬وحتى اليوم‪ ،‬رغم ما بذله من جهد‪ ،‬لم‬ ‫يستطع اإلسهام في عملية التنمية المنشودة‪ ،‬لم يحقق النتائج المطلوبة‪ ،‬إذ ظل بشهادة الحكومات واألحزاب‬ ‫والنقابات والمجتمع المدني‪ ،‬وبشهادة علماء التربية‪ ،‬متخلفا في هياكله ومضامينه وطرائقه‪ .‬لم تمس‬ ‫المحاوالت المتعاقبة إلصالحه‪ ،‬إال بعض جزئياته الشكلية‪ ،‬من دون أن تغير من مقوماته الجوهرية‪ .‬فبقي‬ ‫أسير أوهام الماضي‪ ،‬سواء في تمسكه بأسلوب التلقين‪ ،‬أو في اختزاله تقويم الكفايات والكفاءات‪ ،‬أو في‬ ‫القدرة على االسترجاع واالستذكار‪ ،‬لم ينجح في أن يجعل التفكير العلمي بديال عن التفكير الخرافي القائم على‬ ‫الحدس والوهم‪ .‬لم ينجح في تأسيس ثقافة شعبية قائمة على أسس علمية بديلة‪ ،‬يتطلبها التواصل مع عصر‬ ‫العولمة‪...‬و مع تحديات الديمقراطية‪ ...‬ومع متطلبات التنمية‪.‬‬ ‫يعني ذلك بوضوح‪ ،‬أن السياسات التعليمية في المغرب ونتيجة للسلبيات المذكورة‪ ،‬قد ركزت خالل‬ ‫العقود الخمسة الماضية على المحفوظات والمعلومات والمقررات‪ ،‬أكثر مما اهتمت بصياغة اإلنسان‪ /‬المواطن‬ ‫الصالح‪ /‬العارف لحقوقه وواجباته‪ /‬المشبع بقيمه الوطنية والروحية واإلنسانية‪ /‬المؤهل لمواكبة التطورات‬ ‫الفكرية والعلمية‪ ،‬ومتطلبات العولمة والحداثة‪.‬‬ ‫و نظرا لهذه الحالة من التردي‪ ،‬التي لم يستطع ورش التعليم المفتوح على مصراعيه منذ سنة ‪،1956‬‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬معالجتها أو التحكم في سلبياتها‪ ،‬فإن أية مقاربة تقليدية لإلصالح أو المعالجة‪ ،‬لم يكن أمامها‬ ‫سوى إعادة إنتاج نفسها وبدرجة أسوأ‪ .‬وأقصى ما أعطته من نتائج‪ ،‬هو محافظتها على مستوى تخلفها عن‬ ‫الركب العالمي‪.‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬ ‫إن ما قد ينتج من آثار وخيمة على مستقبلنا االقتصادي‪ /‬االجتماعي‪ /‬الحضاري‪ ،‬جراء سيادة العولمة‪،‬‬ ‫واكتساحها في غياب نظام تربوي على مستوى تحديات هذه «السيادة» قد يعرض واقعنا‪ ،‬كبلد ينتمي للدول‬ ‫األكثر تخلفا في اقتصاده‪ ،‬يعاني من األمية المتعددة الصفات ‪ ( :‬أمية أبجدية‪ .‬أمية تكنولوجية ‪ .‬أمية سياسية‪.‬‬ ‫أمية ثقافية )‪ .‬ويعاني من الفقر والتهميش والبطالة‪ ،‬ال يخضع ألي تخطيط‪ ،‬غير مرتبط بأية صيرورة تنموية‪...‬‬ ‫قد يعرضنا لتأثيرات سلبية‪ ،‬ال أحد يستطيع تصورها أو تحديد نتائجها‪.‬‬ ‫إذن ما هي التربية التي يجب اختيارها لبلد في وضعية المغرب‪ ،‬في ظل المتغيرات التي يعرفها عالم‬ ‫اليوم‪ ،‬والمتعلقة خاصة بالتنمية البشرية‪ .‬وبالعولمة والتنافسية والتبادل الحر والحداثة والتكنولوجية؟‬ ‫ما هي التربية التي تستطيع تدارك ما فات لبلد في وضعيتنا‪ ،‬وتحقيق قفزته النوعية التي تضعه على‬ ‫سكة العصر‪ ،‬بقيم جديدة‪ ،‬ومسارات جديدة تستجيب الختياراته الديمقراطية والحضارية‪ ،‬ولقيمه الروحية‪...‬؟‬

‫‪-4-‬‬

‫يلخص علماء االقتصاد مفاهيم التنمية البشرية ‪ ،‬التي تضعها السياسات التعليمية ببالدنا كاختيار‬ ‫أساسي‪ ،‬في اكتساب الساكنة القدرة على الرفع من ناتجها الحقيقي اإلجمالي‪ ،‬بكيفية تراكمية‪ .‬وهو ما‬ ‫يعني الزيادة والتوسع في اإلنتاج‪ /‬االستغالل األمثل للموارد البشرية المتاحة‪ /‬الرفع من قدراتها اإلنتاجية‪/‬‬ ‫تهيء تكافؤ الفرص االقتصادية بين المواطنين وبين المناطق المختلفة للوطن‪ /‬االرتفاع في الدخل السنوي‬ ‫لألفراد‪ /‬التنوع في االقتصاد الوطني‪ /‬المحافظة على التوازن بين المشاريع الصناعية والزراعية ‪.‬‬ ‫و من أجل تحقيق هذه التنمية على أرض الواقع يؤكد العديد من المفكرين وعلماء التربية واالقتصاد‬ ‫في عالم اليوم‪ ،‬أن التخطيط التربوي القائم على تنمية الثروة البشرية ‪ ،‬وحده يستطيع تحقيق أهداف التنمية‬ ‫االقتصادية الشاملة‪ .‬فالتنمية البشرية ال تنحصر في إطار اقتصادي صرف‪ ،‬ولكنها تتجاوزه إلى إطار واسع‬ ‫للنمو‪ ،‬تأتي في تراتبيته ‪ ،‬الناحية البشرية قبل االقتصادية‪ ،‬لذا تأتي عناية الدول المتقدمة حضاريا واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‪ ،‬بالثروة البشرية‪ ،‬وتسخير هذه الثروة لالزدهار والتقدم ورقي المجتمع‪ ،‬في مقدمة أهدافها التربوية‬ ‫‪ ...‬والتنموية ‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬أن العالقة جدلية بين التربية والتنمية‪ .‬فكل واحدة منهما‪ ،‬تؤثر وتتأثر باألخرى‪ ،‬لدرجة يصعب‬ ‫الفصل بينهما‪ .‬فالتربية تؤثر على التنمية من خالل المشروع الذي يتم تحديد غاياته وأغراضه بكل دقة‬ ‫وموضوعية‪ ،‬ورصد الموارد واإلمكانات لتحقيقه وتقويم مراحل إنجازه‪ ،‬مما يسمح في نهاية المطاف من‬ ‫تحقيق أهدافه المخططة والمرسومة‪ .‬وبالمقابل تستفيد التربية من التنمية‪ ،‬بحيث يساهم النمو االقتصادي‪،‬‬ ‫في توفير الحاجيات األساسية للمجتمع وتحقيق فائض األموال الضرورية لتطوير العمل التربوي وجعله يحقق‬ ‫أفضل مردودية تنموية‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

‫• من بين السمــات البارزة لأللفية‬ ‫الثالثة‪ :‬العولمة االقتصادية‪ /‬شموليــة‬ ‫التبادل الحر‪ /‬الصراع التنافسي بين الدول‪/‬‬ ‫التطور التكنولوجي المتواصل‪ /‬التواصل‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬السياسي‪ ،‬الثقــافــي المطرد‪/‬‬ ‫التنمية البشرية‪ ،‬وهي تحديات تواجه قبل‬ ‫كل شيء ‪ ،‬األنظمة التربوية التي أصبح‬ ‫عليها تكوين المواطنين‪ ،‬بناء على مناهج‬ ‫المعرفة‪ ،‬وعلى روح الحداثة‪ ،‬وعلى استيعاب‬ ‫التطورات العلمية التكنولوجية وتسخيرها‬ ‫لفائدة المجتمع والدولة‪ ،‬ذلك ألن األنظمة‬ ‫التربوية ــ في عصر العولمة ــ أخذت تتجه‬ ‫باألساس‪ ،‬إلى حصر حاجيات المواطنين‪،‬‬ ‫من المعارف والتقنيات التي يمكن االنطالق‬ ‫منها‪ ،‬لتحقيق تراكمهم المعرفي الكفيل‪،‬‬ ‫بتشكيل ثقافة في مستوى هذا العصر‬ ‫واشتراطاته‪.‬‬ ‫إن الحضارة اإلنسانية ‪ ،‬أصبحت بفضل‬ ‫ثورة المعلومات واالتصاالت‪ ،‬تعيش على‬ ‫إيقاع ثورة معرفية جديدة‪ ،‬قلبت رأسا على‬ ‫عــــقــب كــل ما عرفــه اإلنسان ومارسه‬ ‫في المجـــاالت السياسيـــة واالقتصادية‬ ‫واالجتماعيـة‪ ،‬خــالل القـــرون الماضيـــة‪.‬‬ ‫فمفاهيم الدولة الوطنية‪ ،‬والسلطة واألسرة بدأت تتالشى‪ ،‬أمام الكم الهائل من المعلومات التي أصبح من‬ ‫الصعب ضبطها ‪ ،‬خارج شروطها العلمية‪ /‬التكنولوجية‪ /‬االتصاالتية‪ ...‬وهو ما يعني بالنسبة لعلماء التربية‪،‬‬ ‫استحالة صياغة أية سياسية تنموية‪ ،‬خارج هذه الشروط‪.‬‬ ‫يعني ذلك بوضوح‪ ،‬أن اكتساح العولمة‪ ،‬كالتخطيط للتنمية البشرية‪ ،‬يبدأ من المسألة التعليمية ومن‬ ‫تأهيل المدرسة لدورها المركزي في مواجهة واقع التخلف‪ ،‬والقيام بمهام التحديث والتغيير على مختلف‬ ‫المستويات المؤسسية‪ ،‬وفي تنشئة أجيال منتجة ومبدعة وحاملة ألصالتها الحضارية في مختلف أبعادها‪،‬‬ ‫باعتبار أن جوهر التربية والتعليم في ظل التحوالت العالمية الراهنة‪ ،‬هو تكوين النشء وإعداده ليصبح قادرا‬ ‫على مواجهة تحديات العولمة والتفاعل مع متطلبات التنمية وشروطها‪.‬‬ ‫تشترط التنمية البشرية‪ ،‬في عصرالعولمة على البلدان المختلفة‪ /‬الفقيرة‪ ،‬من أجل إخراجها من حالتها‬ ‫المتردية‪ ،‬ثالثة شروط أساسية ‪:‬‬ ‫ــ وضع نظام تعليمي حديث يقضي على األمية والجهل‪ ،‬ويعد الناشئة للحياة والعمل واإلنتاج‪.‬‬ ‫ــ األخذ بآخر التطورات العلمية والتكنولوجية وتطبيقاتها في الزراعة والصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫ــ وضع نظام حكم ديمقراطي يتيح مشاركة كل الشرائح الشعبية في صياغة القرارات‪ ،‬وفي إطالق قدراتها‬ ‫المبدعة في خدمة الشعب‪.‬‬ ‫إال أن هذه الشروط‪ ،‬بالنسبة لبلد عالم ثالثي‪ ،‬متخلف اقتصاديا‪ ،‬في عالم يعرف تحوالت حضارية عميقة‪،‬‬ ‫ال تعني مطلقا أن يفقد هذا البلد هويته الثقافية أو شخصيته ومكانته بين األمم‪.‬‬ ‫إن الخضوع لشروط التنمية البشرية في عصر العولمة في مجال التربية والتعليم‪ ،‬يبدأ من استثمار‬ ‫الجهد في التربية ‪ ،‬وإقامة تعليم موجه نحو المشاركة والتسلح برؤية مستقبلية‪ ،‬تقوم على قاعدة‪ ،‬أن يكون‬ ‫االستهالك في مستوى اإلنتاج‪ ،‬وأن يكون انفتاح األجيال الصاعدة على العمل وعلى اإلنتاج الذي ينفعها غدا‪،‬‬ ‫ذلك ألن فاعلية التعليم في عصر العولمة تعني قبل كل شيء ‪ ،‬تأهيل العنصر البشري المتالك ناصية العلم ‪،‬‬ ‫والتحكم في اآلليات التكنولوجية‪ ،‬وتأهيله للخلق واإلبداع في مختلف المجاالت‪ ،‬وتسخيرها للمصالح الوطنية ‪،‬‬ ‫انطالقا من محافظته على قيمه الروحية‪ /‬الدينية والثقافية‪ ...‬وتشبثه بقيمه الحضارية‪.‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪13‬‬

‫المعلم يتعلم من تلميذه‬

‫هل المعلم يتعلم هو بدوره من تالمذته ؟ نعم ‪.‬‬ ‫فهل يعقل هذا؟ نعم‪ ،‬وكيف ؟‬ ‫وهل هناك تبادل للمعلومات ؟ كيف يتأتى هذا ؟‬

‫إعداد ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫المعلم يحسن علم التربية‪ ،‬ويعلم المواد األولية للتلميذ كمادة الفقه ويحفظه القرآن‪ ،‬والقراءة والكتابة والنطق‪ .‬وإذا ما وصل الطفل في الدراسة عند‬ ‫القسم الرابع يكون اإلنشاء مادة حيوية يتعلم فيها كيف ينشئ قصة‪ ،‬موضوعا‪ ،‬شيئا يراه ويسمعه‪ ،‬يضيف إليه من خياله فيتدخل المعلم ويصقل موهبته‬ ‫ويوجهه‪ ،‬ويناقشه كتابته‪ ،‬ويعلم جيدا أين وصلت معارفه‪ ،‬فيعمل على تنميتها‪ .‬ويعلمه األخالق الحسنة ويستدل بقصص وآيات من القرآن الكريم‪ .‬ويشرح‬ ‫األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬مستدال بآراء الحكماء والنبهاء ليأخذه بها‪ .‬وهذه األشياء ال يتأتى للتلميذ أخذها إال بالمدرسة وتحت إرشاد المعلم ‪.‬‬ ‫أول مدرسة للطفل البيت‬ ‫الطفل في البيت يتعلم أشياء عديدة من أمه كأول معلمة له‪ ،‬ومن والده وإخوانه وأخواته‪،‬‬ ‫ويكسب بعض عاداتهم ويحفظ من أقوالهم‪ .‬وينشأ على منوالهم‪ ،‬ويتخلق بأقوالهم‬ ‫وأعمالهم‪ .‬قد يحفظ بعض آيات من القرآن حين يقرؤها األب في صالته أو يحفظها إخوانه في‬ ‫البيت‪ .‬كما تعلم األم البنت فنون الطبخ وتشاركها صنع الحلويات وترتيب البيت إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫ومن العادات التي نقف عليها في البيت كثيرا ما يقلد الطفل أباه في مشيته ونطقه وبعض‬ ‫معامالته‪ .‬كما أن البنت تأخذ من والدتها الحنان والعطف والمودة‪ ،‬والمعاملة مع بقية األحباب‬ ‫واألقارب‪ .‬فإذا عهدت به أسرته وأدخلته إلى المدرسة‪ .‬هي فرصة سانحة له ليتعلم من معلمه‬ ‫ما لم يتعلمه في البيت‪ ،‬الكتابة القراءة‪ ،‬ويتدرج باألقسام األولى‪ .‬فإذا وصل مستواه إلى القسم‬ ‫الرابع من االبتدائي أو الخامس يكون قد قويت لغته‪ .‬وتمكن من الكتابة وحسن التعبير‪.‬‬ ‫تكون مادة اإلنشاء أولى المواد التي يتدرب عليها التلميذ بالقسم‪ ،‬تحت توجيه المعلم‪.‬‬ ‫صلة المعلم باآلباء‬ ‫لتوجيه الطفل توجيها صحيحا‪ ،‬يجب على المعلم أن يربط الصلة بولي الطفل‪.‬هذا إن‬ ‫تمادى في اإلخالل بالنظام أو إهمال واجبات المدرسة بالبيت‪ .‬ومن نظم التعليم الحديث أن‬ ‫يشغل الطفل بواجبات مدرسية لم يتأت له إنجازها في القسم‪ .‬ال يشغل كل أوقاته‪ ،‬ولكن فترة‬ ‫يأخذها من لعبه‪ .‬على أن يكون على صلة بالمدرسة والبيت‪.‬‬ ‫على التلميذ أن ينقل لمعلمه الحياة البيتية في شكل إنشاء‪ ،‬يكتب قصته ويستعين بوالده‬ ‫أو والدته أو أحد إخوانه الذين سبقوه في التعليم ولهم دراية‪ .‬من هنا يأخذ المعلم نظرة عن‬ ‫الحياة التي يعيشها الطفل بين أفراد أسرته فيوجهه التوجيه الصحيح‪.‬‬ ‫فإن طلب المعلم من تلميذه أن يكتب عن المهنة التي يتعاطى لها والده لكسب رزق‬ ‫أوالده‪ ،‬وناقش دروب عمله مع زوجته أو أبنائه الكبار‪ ،‬إن اجتازوا المرحلة الثانوية وقد نمت‬ ‫معارفهم وتوثقت‪ ،‬فإن الطفل يكون حاضرا ويمكنه أن ينقل بعض ذلك في إنشائه قدر‬ ‫استطاعته‪ ،‬ويكتـــب بأسلوبــه‬ ‫البسيط‪ .‬هنـــا يتدخــل المعلم‬ ‫بالقسم لصقل مواهب الطفل‪.‬‬ ‫وي��ع��رف ع��ن كثب ع��دة مهن‬ ‫يتعاطاها اآلباء واألمهات‪ .‬ومن‬ ‫هنا يتعلم المعلم من تلميذه‪.‬‬ ‫المعلم يتعلم هو بدوره من‬ ‫تالميذه‬ ‫هل يعقـــل هذا ؟ نعم‪ .‬إن‬ ‫هو طلــب من كــل تلميذ على‬ ‫حدة أن يكتب له في إنشائه عن‬ ‫مهنة والده‪ ،‬فقد يتأتى للمعلم‬ ‫أن يكســب مهنـــا ال يباشرها‪،‬‬ ‫ولكنـــه علم بها من تالميــذه‬ ‫في كتاباتهم‪ .‬لنفــرض أن عدد‬ ‫تالميذ الفصل أربعــون تلميذا‬ ‫وتلميذة كل كتــب على منواله‬ ‫عن مهنة والده‪ .‬وما أكثر المهن‬ ‫الحديثة التي لم يعرفها أجدادنا من قبل ‪ ،‬فإن اطلع المعلم على كتابات تالميذه‪ ،‬ليصحح اللغة‬ ‫بها‪ ،‬ويرتب أسلوب الكتابة وينتقى كلمات تفي بالحاجة المطلوبة‪ ،‬يزيد في تعليم الطفل‪ ،‬وهو‬ ‫أيضا قد تعلم أسرار مهن ال يعرف عنها إال القليل ‪ .‬وهكذا يتعلم المعلم من تالميذه‪.‬‬ ‫فإذا اختار تلميذ مهنة غير مهنة والده‪ ،‬على المعلم أن يناقــش اختياره لهذه المهنة‬ ‫ويعطيه نقطة االستحقاق عن بحثه‪ ،‬ثم يعقب على إنشائه‪ .‬وهنا يكمن تبادل الرأي‪ ،‬وبهذا‬ ‫تكون المدرسة صلة بواقع الطفل وميوله‪ .‬وهذه من نجاحات التعليم ومردوديته‪.‬‬ ‫مهن جديدة متشعبة‬ ‫وال أخفي عن القارئ الكريم أن مهنا ظهرت للوجود لم يهتد إليها آباؤنا‪ ،‬ولكن تطور الفكر‬ ‫والعلم‪ ،‬فأصبحت وسائل العيش كثيرة وغير هينة‪ ،‬سوى أن المواطن عليه أن يختار ميوله‪،‬‬ ‫ويعمل بكفاءة ويجد للنجاح في مهنته‪ ،‬كيف ما كانت هذه المهنة قل شأنها أو ارتفع‪.‬‬ ‫فالرزق من اهلل العلي الكريم‬ ‫والغنى بيد اهلل‬ ‫والفقر والحرمان لمن أساء لنفسه‪.‬‬ ‫فاهلل يرزق العبد قدر عمله‪ ،‬وطريقه في حصوله على الرزق‪.‬‬ ‫و يهدي إلى الصراط المستقيم‪ .‬والعبد المسيء لنفسه يهوى إلى الحضيض في دنياه‬ ‫وفي آخرته‪.‬‬ ‫فمن يعمل ينل ثمرة عمله‪.‬‬ ‫ومن زرع يحصد ما زرع‪.‬‬

‫ومن اعتمد على عشاء جاره بات جوعان‬ ‫فاليد العليا خير من اليد السفلى‬ ‫إنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فعلى اآلباء أن يناقشوا أبناءهم‬ ‫في أمر مهنتهم‪ ،‬والمعلم الحصيف الماهر الحدق يوجه تلميذه إلى الصواب‪.‬‬ ‫مثال ‪ :‬من مستجدات الحياة اليوم‪ ،‬الهاتف الذكي الذي يوجد بين يدي الصغير والكبير‬ ‫ويتعلم منه ما لم يأخذه في البيت أو المدرسة‪ .‬فعلى اآلباء الحرص الشديد في استعمال هذا‬ ‫الهاتف‪ .‬وقد خلق هذا الهاتف مهنا لم تكن في الحسبان ظهر البائع والمشتري في الصانع‬ ‫الكفء‪ .‬وظهر المصلح لعطبه‪ .‬فالعالم في تجديد مستمر والعقول البشرية مشبعة باالختراع‬ ‫لكسب الرزق‪ .‬فاهلل تعالى أعطى اإلنسان سعة في العلم والمعرفة لم يكن األجداد يعرفون‬ ‫الكهرباء فعمت المدن والقرى فال غنى عنها اليوم في البيت‪ ،‬في إنجاز العمل‪ ،‬في الشارع‬ ‫ونظام السير‪ .‬فالكهرباء فتح أبوابا للعمل وكسب الرزق‪.‬‬ ‫ومن المهن الحديثة‪ ،‬الطاقة الشمسية بالبيوت للتخفيف من تكلفة استهالك الكهرباء‬ ‫وما أغالها‪.‬‬ ‫ومن المهن الحديثة‪ ،‬مثال وما أكثرها‪.‬‬ ‫‪1‬ـ تجارة األلومنيوم في صناعة األبواب والنوافذ وصناعة وتركيب أجزاء السيارات ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ التلحيم بالكهرباء في صناعات متعددة ال حصر لها ويقول المثل ‪:‬‬ ‫«إن علمت شيئا غابت عنك أشياء» ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ صناعات البالستيك المختلفة‪ ،‬حيث استخدم في عدة قطاعات‪ ،‬مما فتح أبواب معامل‬ ‫تشغل اليد العاملة وتحدث آليات للصناعة وتنوعها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ صناعة الطب‪ ،‬إذ أصبح األطباء يعيدون الكف إلى معصمها وقد بترت‪ ،‬ثم عادت الحياة‬ ‫إليها كما كانت‪ .‬كما اكتشفوا العالج بالليزر ألمراض مستعصية تكون حاالتها ميؤوسا منها‪.‬‬ ‫وتعددت مشارب الطب واختصاصاته‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ كما أحدثت طرق وأساليب والمدة في التعليم والتدريس‪ .‬ودمجت بها مدارس البحث‬ ‫العلمي ومناهج للتكوين المهني‪ ،‬وغير ذلك من المهن التي تستقطب الجيل الصاعد‪ ،‬وهي‬ ‫كثيرة ومتنوعة ومنها ‪:‬‬ ‫ـ صناعة أجزاء الطائرات‪.‬‬ ‫ـ صناعة السيارات ‪.‬‬ ‫تتعدد اختصاصات الرياضة‬ ‫ك��ك��رة ال��ق��دم‪ ،‬وك���رة السلة‪،‬‬ ‫ولعبة التنس‪ ،‬وغيرها يزاولها‬ ‫ممارسون يتدربون عليها ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ المقاوالت الحديثة في‬ ‫بناء ناطحات السحاب للتخفيف‬ ‫من ضياع األرض‪ ،‬ولم أكبر عدد‬ ‫من السكان‪ ،‬فيسهل عيشهم‪،‬‬ ‫وتحديدهم وتمكينهم من الماء‬ ‫والكهرباء والحاجيات الضرورية‬ ‫بمرافق العمارة وبأجزاء منها‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ الري والفالحة ‪:‬‬ ‫يتخرج من مدارس التكوين‬ ‫الفالحي مهندسون يكسبون‬ ‫خبرة م��ا سبق إليها أح��د من‬ ‫أجدادهم‪ ،‬في تنوع النبات وكثرة المحصول وجودته وتربية الدواجن والحيوانات األليفة‬ ‫والعمل على إخصابها‪ ،‬علميا‪ ،‬والتحكم في نوع الجنين‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ صناعة آالت الطبخ والغسيل والتصبين‪ ،‬مما خفف من عناء ووقت ربّات البيوت في‬ ‫أحسن الظروف ‪.‬‬ ‫‪9‬ـ الصيد البحري ميدان خصب وافر العطاء‪ ،‬اتخذه أصحاب المراكب مهنة جليلة‪ .‬فتفرع‬ ‫عنها صنع بواخر عمالقة تبحر في أعالي البحار‪ ،‬وتوفر الغذاء لماليين البشر‪.‬‬ ‫‪ 10‬ـ صناعة األثواب واستيراد أجودها للخياطة والحياكة وعرضها بالمحافل الوطنية‬ ‫والدولية كمعرض القفطان المغربي‪.‬‬ ‫هذه نبذة من فيض عارم من المهن تظهر في األفق‪ ،‬وما لها من خصوصيات يختص بها‬ ‫البعض ويختارها عاشقها لكسب العيش بكرامة‪.‬‬ ‫ولحصر مستجدات المهن‪ ،‬والتعريف بها قد نحتاج إلى كراسات ومجالت‪ ،‬ألن العالم اليوم‬ ‫في تطور دائم لقول اهلل تعالى ‪« :‬كل يوم هو في شأن»‪.‬‬ ‫فالنبوغ العلمي يتطور بفضل التشجيع على طلب العلم‪ .‬فالمعلم إن أعطى تالميذه ما‬ ‫وصلت إليه تجاربه في التعليم والتربية‪ .‬قد يأخذ من التلميذ أو من التالميذ جملة من المهن‬ ‫الجديدة يشغلها اآلباء وينقلون نجاحاتها وإخفاقاتها ألزواجهم وأوالدهم‪.‬‬ ‫فالشيء الوحيد الذي يقف عليه المعلم اليوم هو ربط المدرسة بالبيت في كتابة إنشاء من‬ ‫وحي التلميذ تبعا لطلب المعلم‪ .‬فينقل ما يحدث بالبيت‪.‬‬ ‫من هنا يتعلم التلميذ من معلمه‪ .‬ويتعلم المعلم من تلميذه‪.‬‬

‫انتهى وباختصار من بحث طويل‬


‫العدد ‪959‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫بمناسبة الدخول المدرسي‬

‫العلم نور والجهل ظلمة‪ ،‬العلم يحيي الهمم ويرفع من شأن األمم‪ ،‬لذلك وصف اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى القرآن الذي هو منبع حياة لنفوس هذه األمة‪ ،‬بأنه كتاب منير وضياء ونور‪ ،‬وشفاء لما‬ ‫في الصدور‪ ،‬ولما أراد اهلل سبحانه الخير لهذه األمة بعث لها رسوال يعلمها الكتاب والحكمة‬ ‫وينقذها من الجهل والضالل‪ ،‬قال تعالى‪ »:‬هو الذي بعث في األميين رسوال منهم يتلو عليهم‬ ‫آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل مبين» وقد بلغ النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم هذه الرسالة وأدى األمانة وأخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن‬ ‫الجهل إلى العرفان‪ ،‬وحض على هداية الناس بما يدفع كل كريم إلى اختيار خطة اإلرشاد‬ ‫والتعليم‪ ،‬أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال لعلي رضي اهلل عنه‪« :‬ألن‬ ‫يهدي اهلل بك رجال واحدا خير لك من حمر النعم»‪ ،‬وروى البخاري ومسلم عن النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪« :‬ال حسد إال في اثنين رجل أتاه اهلل ماال فسلطه على هلكته في الحق ورجل‬ ‫أتاه اهلل الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» فأخبر النبي أنه الينبغي ألحد أن يحسد أحدا ـ يعني‬ ‫حسد غبطة ـ ويتمنى مثل حاله من غير أن يتمنى زوال نعمة اهلل عنه إال في واحدة من هاتين‬ ‫الخصلتين ‪ ،‬وهي اإلحسان إلى الناس بعلمه‬ ‫أو بماله‪ ،‬وكفى بذلك ترغيبا للعاملين في‬ ‫تعليم الناس‪ ،‬وإرشادا لهذه الفئة سواء‬ ‫كانت مدرسة أو مسيرة أو مسؤولة من‬ ‫قريب أو بعيد عن التعليم إلى االجتهاد‬ ‫والعمل والنصح من أجل بلوغ هذه المرتبة‪.‬‬ ‫وفي هذه األيام التي ينطلق فيها موسم‬ ‫دراسي جديد ويتجه أبناؤنا إلى معاهد العلم‬ ‫ومدارس التربية‪ ،‬البد أن نذكر ببعض ما‬ ‫في ديننا الحنيف من وجوب الحرص على‬ ‫العلم والتعلم‪،‬فبدون العلم يظل المؤمن‬ ‫قاصرا عن إحسان العبادة لربه‪ ،‬وخدمة‬ ‫دينه ووطنه‪ .‬ولقد فرض اهلل تعالى العلم‬ ‫والتعلم على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وجعله‬ ‫من مقاييس التفاضل بينهم‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال‬ ‫يعلمون)‪ ،‬ولما كانت المدرسة فضاء للتربية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وفضاء األخالق والمعرفة‪ ،‬وفضاء للتنمية البشرية‪ ،‬كان البد من االعتناء بها وجعلها‬ ‫من أولويات األولويات على جميع المستويات‪ ،‬والبد من استحضارها في جميع المنتديات‪،‬‬ ‫فمن الواجب الديني والوطني واإلنساني دعمها وتقويتها وتطوير أساليبها‪ ،‬واالعتناء برجالها‬ ‫وببناياتها وفضاءاتها‪ ،‬والتفاف جميع قوى المجتمع الحية حولها‪ ،‬ألن تقدم األمم رهين بتقدم‬ ‫الدراسة وأساليب التعليم‪ ،‬ومبني على مستوى الخريجين والخريجات من مؤسسات التربية‬ ‫والتكوين‪ .‬ثم إن مدارس العلم ومعاهده هي الدروع الواقية والحصون التي تحصن األجيال‬ ‫واألمم بالعلم من أن تجرفهم التيارات الضالة واألفكار الهدامة والدعاوي الباطلة‪ .‬وإذا عدنا‬ ‫إلى تاريخ اإلسالم ورجاله وجدنا دعوات كثيرة ومواقف عديدة توحي بحرص هذه األمة على‬ ‫العلم والتعلم‪ ،‬وببدل جهود كبيرة من أجل تحصين األبناء مما قد يقودهم إلى االنحراف‪،‬‬ ‫يقول عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه في شأن تربية األبناء‪( :‬العبه سبعا‪ ،‬وأدبه سبعا‪ ،‬وصاحبه‬ ‫سبعا‪ ،‬ثم اترك له الحبل على الغارب) وهنا إشارة إلى المراحل التي يحتاج فيها األبناء آلبائهم‬ ‫ومعلميهم ومربيهم‪ ،‬وبقدر ما نختار ألبنائنا النخبة الصالحة من المعلمين والمؤدبين‪ ،‬بقدر ما‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫تستقيم تربيتهم وسلوكهم‪ ،‬فالمعلم المربي هو المؤتمن على فلذات األكباد‪ ،‬وهو أهل لكل‬ ‫عناية وتكريم‪.‬‬ ‫ولقد أخبر النبي صلى اهلل عليه وسلم أن الولد يولد على الفطرة السليمة القابلة للخير‬ ‫والتعلم والسير على النهج القويم‪ ،‬وتبقى مسؤولية األباء والمدرسة والمجتمع في التوجيه‬ ‫السليم أو السيء‪ ،‬والتربية الحسنة أو القبيحة‪ ،‬والتعليم أو التجهيل‪ ،‬يقول صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫( كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)‪ ،‬فالتربية بأشكالها‬ ‫الدينية والوطنية والعلمية تشكل الوسيلة األنجع لبناء شخصية الطفل وتهذيب سلوكه وترسيخ‬ ‫أسس دينه‪ ،‬وغرس القيم الجميلة في نفسه‪ ،‬وتربيتها على طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬وحب الوطن‬ ‫والذود عنه‪ ،‬والتشبث بالمقدسات وتعميق الوعي بالسلوك المدني‪ ،‬والتربية على المواطنة‬ ‫وعلى كل الفضائل‪ .‬وبما أن التربية ترتكز على العلم والمعرفة فهما اللذان يمثالن الوعاء‬ ‫األساس لتنوير العقول والقلوب‪ ،‬واالرتقاء بالقدرات والمؤهالت بما يخدم الفرد والمصالح العليا‬ ‫للوطن‪ ،‬وأساس شريعة اإلسالم العلم‪ ،‬وأول آية‬ ‫نزلت من القرآن الكريم جاءت آمرة بطلب العلم‪،‬‬ ‫قال تعالى‪ ( :‬إقرأ بسم ربك الذي خلق ‪.)...‬‬ ‫وما دام األوالد يولدون على الفطرة فهم‬ ‫مسؤولية الجميع وأمانة في عنق الكل‪ ،‬فاآلباء إذا‬ ‫لم يوجهوا أبناءهم نحو مدارس العلم ومعاهده‪،‬‬ ‫وإذا لم يعملوا على تربية أبنائهم وتأديبهم‬ ‫وتعليمهم مبادئ اإلسالم وأسسه‪،‬فقد أخلوا‬ ‫باألمانة‪ ،‬وكل مسؤول لم يعمل على نشر العلم‬ ‫والمعرفة وتطوير المناهج والبرامج وتقريب‬ ‫المدرسة من األبناء فقد أخل باألمانة‪ ،‬سواء كان‬ ‫في مبنى الوزارة أو مكتب النيابة أو على كرسي‬ ‫اإلدراة بأي مؤسسة تعليمية‪ ،‬وكل منتخب أو‬ ‫مسير لم يجعل همه األول بناء المدارس ومد‬ ‫الطرق وتسهيل المسالك لها فقد أخل باألمانة‪،‬‬ ‫وكل مدرس أو معلم تهاون في العمل أو تغيب‬ ‫من غير سبب‪ ،‬أو فضل األغراض الخاصة على‬ ‫مصلحة تالميذه فقد أخل باألمانة‪،‬وكل متاجر‬ ‫بأدوات وكتب الدراسة مضارب فيها متالعب بأثمانها مثقل بها كاهل الضعفاء فقد أخل‬ ‫باألمانة‪ ،‬وكل من لم يعمل على محاربة التيارات الضالة واألفكار الهدامة واألخالق الباطلة‬ ‫بفكره أو قلمه أو سلطته فقد أخل باألمانة‪ ،‬سواء كان أبا أو أما مسؤوال أو عالما أو مدرسا‪،‬‬ ‫وما أدراك ما األمانة‪ ،‬إنها التي عرضها الحق سبحانه على السموات واألرض والجبال فأبين‬ ‫أن يحملنها وحملها اإلنسان لجهله وظلمه لنفسه‪ .‬يقول سبحانه تعالى‪ ( :‬إنا عرضنا األمانة‬ ‫على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان إنه كان‬ ‫ظلوما جهوال)‪ ،‬فإذا تحملنا جميعا المسؤولية وحرصنا على أداء األمانة وتحلينا باإلخالص للدين‬ ‫والوطن فسنربي النشىء تربية صالحة‪ ،‬ونسير بالتعليم نحو مدارج الرقي‪ ،‬ونسعد بأطر مؤهلة‬ ‫صالحة لتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫إن نجاح المدرسة المغربية رهين باإلخالص في العمل والشعور بالمسؤولية‪ ،‬وتكاثف‬ ‫جهود مختلف القوى‪ ،‬آباء وأمهات‪ ،‬مدرسين ومسؤولين‪ ،‬علماء وإعالميين وحرص الجميع على‬ ‫بقاء التعليم واجبا دينيا ووطنيا مؤصال‪.‬‬

‫الهجرة النبوية‬

‫جعل اهلل الهجرة النبوية الطاهرة حدثا قاسما لعمر حياة النبوة المحمدية‪ ،‬ما بين العهد‬ ‫المكي بمكة المكرمة المعظمة‪ ،‬والعهد المدني بطيبة الطيبة‪ ،‬مد اهلل به سبيل نصرة الدعوة‬ ‫المحمدية‪ ،‬وتجديد أمل لضعفاء المسلمين‪ ،‬ونصرة للمظلومين‪ ،‬ونجاة للدين السمح الحنيف‪.‬‬ ‫الهجرة وان كانت مكانية من منطقة جغرافية إلى أخرى‪ ،‬إال أنها هجرة أفكار‪ ،‬هجرة قيم‪،‬‬ ‫هجرة روح‪ ،‬قبل أن تكون هجرة أشباح وفقط ‪..‬‬ ‫فسيدنا النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم فتح ألمته هذا الباب باطنا‪ ،‬قصد أن تهجر كل‬ ‫سلبي ظلماني‪ ،‬نحو ما هو إيجابي نوراني‪ ،‬من الظلم نحو العدل‪ ،‬من الظلمات نحو النور‪ ،‬من‬ ‫الفساد نحو اإلصالح‪ ،‬من الرذيلة نحو الفضيلة‪ ،‬وهلم تخلقا ‪..‬‬ ‫هذه الهجرة المباركة تحدث عنها سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم في نصوص‬ ‫شتى‪ ،‬ومن أشهر وأشمل ذلك‪ ،‬قوله صلى اهلل عليه وآله وسلم “المسلم من سلم المسلمون‬ ‫من لسانه ويده‪ ،‬والمهاجر من هجر ما نهى اهلل عنه”‪ ‬‬ ‫فالهجرة حسب حديث رسول َهّ‬ ‫الل هجرة ما يخالف رضا اهلل وشرعته‪ ،‬ال هجرة أقطاب جغرافية‬ ‫فقط‪ ،‬وإال سيكون هذا المفهوم ضيقا لمدرسة الهجرة المباركة‪.‬‬ ‫بداية كل سنة هجرية نتوقف مع هذا الحدث المبارك‪ ،‬تجديدا للوصال واالتصال مع الحضرة‬ ‫المحمدية‪ ،‬واستذكارا لحلقات السيرة النبوية الطاهرة‪ ،‬أحداثا ودروسا وعبرا‪ ،‬مدارسة لتاريخ‬ ‫الجيل األول الذي تربى وترعرع بالمدرسة المحمدية الشريفة‪ ،‬مدرسة المحبة‪ ،‬والسالم‪ ،‬وتقويم‬ ‫السلوك‪ ،‬وإتمام مكارم األخالق ‪ ..‬واستجالب الدروس والعبر لتقويم مسار الحياة المعاصرة‪ ،‬عبر‬ ‫إحياء السنن المحمدية السمحة‪ ،‬وإماتة األفكار الطاغوتية الظلمانية‪.‬‬ ‫سنة هجرية سعيدة‪ ،‬جعلها اهلل حاملة للفتح والتوفيق والنصر والسداد لألمة جمعاء‪ ،‬على‬ ‫شتى الميادين‪ ،‬ونسأل اهلل بها فرجا وفرحا وفتحا قريبا‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬


‫العدد ‪959‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫المُجد جمال بوطيبي ينكش في التاريخ القديم للمغرب ولمنطقة الريف الكبيربوجه خاص‪ ،‬من أجل استخراج الكنوز التي تزخر بها هذه‬ ‫ال زال الباحث ٍ‬ ‫المنطقة والوصول إلى فهم الكثير من أسرار الحياة بالنسبة لسكانها القدماء عبر ما احتفظ لنا به التاريخ من آثار وما ادخرته لنا الطبيعة من معالم‬ ‫أركيولوجية خاصة‪ ،‬ال زال الباحثون أمثال األستاذ جمال ينقبون فيها ليكتشفوا أسرارها ويضعوا أمامنا صورة أكـثـر ما تكون قربا من الحقيقة التاريخية‬ ‫لحياة أجدادنا القدماء فوق أرض المغرب‪ ،‬خاصة‪.‬‬ ‫وهذا بحث جديد لألستاذ جمال بوطيبي عن المدافن القديمة الطقوس الجنائزية بشمال الناظور في منطقة الريف القديم‪.‬‬ ‫ع‪.‬ك‬

‫البحث األركيولوجي حول المدافن الحجرية القديمة بشمال الناضور‬ ‫اكتشاف «دولمن» وطقوس شعائر الدفن بالمغرب القديم‬ ‫• بحث وحتقيق ‪ :‬جمال بوطيبي‬ ‫في غياب المصادر المكتوبة عن عقائد مابعد الموت عند سكان المغرب القديم‪ ،‬يتحتم على الباحث اللجوء‬ ‫للمخلفات األثرية المتمثلة في تموضع اماكن مقدسة ومتوارثات ‪ ،‬طقسية وشعائرية‪ ،‬وأيضا معالم وانصاب‬ ‫جنائزية مكتشفة‪ ،‬وخاصة آثاتها الجنائزية التي اكتشفها األركلوجيون في معظم األماكن التي تنتمي لعصر‬ ‫الدولمنات والمنضديات الحجرية‪.‬‬ ‫وما نتناوله في هذا البحث هو اكتشاف شاهد «دولمن» منقوش رجحناه بالمصادر التاريخية والتقارن‬ ‫الذي يؤرخ جانب مادي من مخلفات كانت تمارس عليه طقوس‬ ‫الذبح المدفني في بالد المغرب القديم‪ ،‬أملنا استقطاب الباحثيين‬ ‫والمهتمين والوزارة المكلفة بالبحث األركلوجي لتعميق البحوث‬ ‫وتقييم الموقع إلى قائمة المواقع األثرية بالمملكة‪,‬والسيما أن‬ ‫هذه المواقع تتعرض للقرصنة والتخريب على يد قراصنة باحثين‬ ‫عن الكنوز‪ ،‬ونحاول من خالل هذا البحث تسليط الضوء على‬ ‫أهمية هذه المواقع وقلتها بالشمال المغربي والتي تتضمن‬ ‫ذاكرة المغرب القديم وقراءة شعائر الدفن عند القدماء وهي‬ ‫مواقع تعطي صبغة اثرية للمنطقة وشرق اقصى المغرب‪ ،‬كما‬ ‫نبين الجانب االعتقادي والطقسي والشعائري عند المغربي‬ ‫القديم بمعتقداته واستمرارية اعتقاده بحياة ثانية بعد الموت‬ ‫اعتبارا بما أرَّخه الباحثون واالركلوجيون بمناطق عدة سواء داخل‬ ‫الوطن أو بشمال المغرب الكبير‪.‬‬

‫األنصاب الجنائـزيـــة تقديم القربــان وتوارث‬ ‫الطقوسالشعائرية‬ ‫يبدوا أن سكان المغرب القديم لم يختلفوا عن باقي‬ ‫الحضارات القديم في طريقة دفن الموتى فقد أولوا هم اهتماما‬ ‫بالغا بمسالة الدفن بموتاهم منذ العصور الحجرية القديمة مما‬ ‫يدفعنا لالستخالص بانهم قد اهتموا بالموت وشؤون العالم‬ ‫األخر فكانوا يردمون موتاهم بركام من الحجر أو يضعون الجثث‬ ‫داخل مدافن صخرية ذات احجام مختلفة مثل المغارات والدلمن‬ ‫والبازينا والتومولوس والحوانيت والدوائر الحجرية وهي المقابر‬ ‫ذات الشكل الدائري والقبور القالعية مما يؤكد منذ‬ ‫النظرة األولى على امتالكهم اللوع الديني وبالتالي‬ ‫يستوجب االهتمام بوضعيات الدفن المختلفة‬ ‫كوضعية القرفصاء والوضعية المنطوية والممددة إلى‬ ‫جانب طريقة الترميد وهي حرق الموتى وكل ذالك‬ ‫من استنتاج جملة من الطقوس المتعلقة باإلنسان‬ ‫المغربي القديم تجاه العالم اآلخر او المنشود‪.‬‬ ‫وعندما نحاول البحث في المعتقدات والطقوس‬ ‫التي مر بها المغربي القديم وهي معتقدات قائمة‬ ‫على تقديس الظواهر الكوكبية والطبيعية والتي‬ ‫كونت عليها العديد من المعبودات المحلية سواء‬ ‫ماقبل وقبيل التاريخ‪ ،‬وهي معتقدات كانت أولها‬ ‫كوكبية كعبادة الشمس والقمر ومن المؤكد تاريخيا‬ ‫أنه قبل القرن الخامس ق م أن كل المصادر القديمة‬ ‫تدل أن أول ماعبده المغاربة القدماء كان الشمس‬ ‫وهذا ماذهب إليه هيرودوت‪ .‬وهذه العبادة كان الدافع‬ ‫لها إنارة الشمس ودفئها باستثناء قبائل«االترانتس‬ ‫الجيتول» التي كانت تلعنها بسبب أشعتها المحرقة‪.‬‬ ‫والتصور العددي في العبادة إلى مستوى مايعرف‬ ‫بعبادة األرباب أو اآللهة‪ ،‬ولقد اشار الباحثون إلى هذه‬ ‫المدافن الحجرية وشكلوا منها انواعا حسب الطبيعة‬ ‫الجيولوجية التي استقر عنها المغربي القديم‪ ،‬كالمدافن الحجرية «دولمن» و«تيميلوس» وهي المرجحة‬ ‫بالبحث ومدافن دهليزية ‘’البازينا’’ وبدات هذه المقابر القديمة باشكال متنوعة كالدائري والمستطيلة‬ ‫والمربعة وكانت مثاوي الموات متعددة يجدد فيها الدفن في كل حالة وفاة لتصبح مدافن جماعية بغطاء‬ ‫حجري محدد لها طقوسها التعبدية والجنائزية‪ ،‬وتتميز كل منطقة جبلية بنوع من احد المدافن التي تحددها‬ ‫المنطقة وطبقاتها الجيولوجية تتنوع العمارة الجنائزية من مكان الخر فبعض المناطق المجاورة للسواحل‬ ‫تتضمن طبقات جبلية وصخرية فسماها المؤرخون «بالد الدلمنات»‪.‬‬ ‫ويتبن للباحث من خالل شكل النصب والرجم الحجري الذي يميزه نقش دائري بمدخل قصير ومستدار‬ ‫باكوام حجارة تراكمت بفعل التعرية والتي تتموقع بتالل تراببة ومنحذرات مشكلة على اسس المباني اصبحت‬ ‫أكوام أحجار متناثرة‪ ،‬ومن الغريب أن موقعين قريبي المسافة يتميزان بنفس النقش الدائري‪ ،‬ويتبين أن هذا‬ ‫الشاهد الصخري المنحوت كان مذبحا إما تعبديا أو إلقامة شعائر تقديم القربان إلى الميت أو إلى اآللهة في‬ ‫العصور القديمة‪ ،‬ويشير إليه الشكل الدائري إلى استدالالت عدة والذي يرجح انها كانت مائدة تقديم القربان‬ ‫مما يكون الرسم ممر يحتفظ بدم االضحية بإناء وإقامة الطقوس السارية والتي غالبا كان دم القربان وسيط‬ ‫تبرك وتمسح لنيل رضى اآللهة وطلبا لخلود الميت بعالمه السفلي‪ ،‬والثاني هو إشارة بموقع المدفن وشكله‬

‫المعماري الدائري بمدخل بسيط‪ ،‬واالستدالل الثالث إشارة بمعتقدات محلية لكل تجمع سكني حسب ماذكره‬ ‫الباحثون في معتقدات العصور القديمة‪.‬‬ ‫وفيما يخص االستدالل المتوارث بخاصية تقديس دم االضحية نجد العديد من األسر التي تقدس القربان‬ ‫في الريف وخاصة المحافظة على أدلة الذبح وهي ملطخة بدم االضحية وتمارس بها وصفات استشفائية لطرد‬ ‫القوى الخارقة والعين الحاسدة وتتكرر في كل عملية استشفائية ‪ ،‬والشك انها متوارثات تبرك بدم االضحية‬ ‫حافظت عليها العادات الطقسية من أجيال ألخرى‪.‬‬ ‫ولقد أرشدتنا البحوث االثنية والشعائر الغريبة والموروثات‬ ‫المادية والشفهية في تحليل العديد من األلغاز وأيضا ساعد علم االثار‬ ‫والتنقيب بالتعرف على هذه القبور الحجرية الدائرية المحاطة بسياج‬ ‫دائري من الحجارة‪ ،‬استعملت األغراض طقوسية أو لحرق الميت أو عند‬ ‫عرض الميت لمثواه ‪ ،‬كما كانت تلك الدلمونات منصات يتم استغاللها‬ ‫لعملية الترميد في العصور القديمة‪ ،‬ولذلك اليمكن فصل استخدامها‬ ‫عن دائرة الطقوس الجنائزية التي ارتبطت بالموت والعالم اآلخر ‪.‬‬ ‫‪- M.Reygass,Monuments furnéraies préisla‬‬‫‪mique,.‬‬ ‫‪- G.Camps ، Aux origine de la Berbérie Monu‬‬‫‪ments en rites furnéraies protohistorique ,‬‬ ‫رابح لحسن‪ ،‬مدافن حكام المور والنوميد‪،‬‬ ‫ محمد حسن فنطر‪ ،‬اسالفنا اللوبيون‪ ،‬تونس عبر التاريخ‪،‬‬‫العصورالقديمة‬ ‫‪-N.Saoudi، les temp protohistorique en Algérie.‬‬ ‫‪-F.Raymond ، Monuel de protohistoire général.‬‬ ‫ويرجح (د‪.‬سانتاس)و(ج‪.‬جوبيل) وصول الدلمنات وانتشارها‬ ‫بالمغرب الكبير من اربا نتيجة تقارب المسافة بين الضفتين ‪ ،‬فيما‬ ‫يفيد (س‪-‬جزيل) ان هذه المدافن تتضمنها مواقع ساحلية بشمال‬ ‫افريقيا ورجح انها قد استقلبت للدفن في العهدي القرطاجي والفنيقي‬ ‫وتموقعها ينذر بوجود تجمع سكني او مدينة قديمة‪.‬‬ ‫وبخصوص التوجية الجنائزي فإن راس الميت يتجه‬ ‫نحو الشمس باعتبارها إالها عند الليبيين القدماء‪ ،‬عثر على‬ ‫هذا النوع من المدافن في كل من ‘’مزورة نواحي تطوان‪،‬‬ ‫ومجموعة أخرى يتافياللت‪ ،‬ومنطقة وجدة بالمغرب الشرقي‬ ‫‪ ،‬وبفم الرجم ونواحي سيدي ملوك المغرب الشرقي ‪.‬‬ ‫لكن (فوانو) يرجح انتشارها بالمنطقة مع بداية القرون‬ ‫االولى بعد الميالد‪.‬‬ ‫‪- Rebout,’Note pour servir à l’étude de la‬‬ ‫‪Nécrople mégalitithique de sigus ,Balletine de‬‬ ‫‪l’académie d’Hippone,T18,163.‬‬ ‫‪- Hérodote,Histoire,traduction,188.‬‬ ‫‪- J.Meunié,la Nécropole de Foum‬‬‫‪le-rjem,tumuli de Maroc présharien‬‬ ‫‪Hésperis,TXLV,95-142.‬‬ ‫ويرى المؤرخ الفرنسي (غابرييل كامب –البربر تاريخ‬ ‫وهوية صفحة ‪ )120‬قوله’’ نلمس في هذه االنصاب التي‬ ‫تعود إلى الحقبة قبيل التاريخية بالتطور المهم الذي تحقق‬ ‫في العناصر المعمارية وهي اماكن فيما يبدوا ‘’للممارسة‬ ‫والحضانة’’ أو ‘’الجثوات او المصليات’’ وقد سبق للمؤرخ‬ ‫اليوناني ‘’هيرودوت أن ذكر بوجودها عند الرحل بالصحراء‪،‬‬ ‫واشار ‘’كامب’’ إن هذه األماكن المقدسة التزال على عهدها‪،‬‬ ‫وهي ممارسات استشفائية وتبركية كانت تقتضي بالنوم في هذه األماكن أو قربها للحصول على الشفاء عن‬ ‫طريق الحلم‪ ،‬وتكرر زيارتها كوصفات عالجية‪.‬‬ ‫ونفس النهج نستدل به من خالل وجود هذه المماريات وفي نفس الموقع المقدس الذي اكتشف فيه‬ ‫«دولمن» بمنطقة بني بوغافر إقليم الناضور ومغارة المسجد التحت ارضي ومزارة اغيل امدغار ونستدل هنا‬ ‫برواية واقعية من اقدم معمري القبيلة إذ يؤرخ عام ‪ 1927‬رافقته أمه إلى الموضع المكتشف أخيرا للنوم فيه‬ ‫وكان يعاني من األرق وحكى أن بعد النوم فيها شفي وانتهى مرضه وهو اليزال طفال في السبع سنين‪.‬‬ ‫ونفس الطقوس التي كانت تمارس بمزارة سميت ‘’لالالوداشية’’ باغيل امدغار‪ ،‬بعد تعاقب السنين‬ ‫اظهرت التعرية شاهد «دولمن» وعليه نقوش ورسوم نذرية مرفوعة الى االالهين المتزامنين «حمون»‬ ‫و«تانيث» واالستدالل التاريخي األخير ان هذه االنصاب وقربها من الساحل المتوسطي والمقابلة للجزيرة‬ ‫اإليبيرية التي أثبت األركلوجيون أن هذه الحضارة المعمارية الجنائزية كانت مشتركة ومن المفترض أن سكان‬ ‫الضفتين كانوا يتبادلون التجارة وخاصة في الدلمونات والفخاريات‪ ،‬وهذا االثبات ناتج عن التاثيرات التي قام‬ ‫علماء اآلثار بتحليلها على كسرات فخارية وازدواجية تلك القبور في إيبيريا وضفاف المغرب القديم الساحلية‬ ‫واثبتت الدراسة نوع من االندماج والتبادل التجاري‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪959‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)862‬‬

‫‪16‬‬

‫“أوراق من تاريخ طنجة (‪”)2‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي المتخصص في النبش في ذاكرة‬ ‫كلمته التقديمية‪“ :‬يضم (أي الكتاب) خمسة عشر مبحثا لها متات‬ ‫وصلة بتاريخ مدينة طنجة الثقافي واالجتماعي والفني والعمراني‬ ‫مدينة طنجة التاريخية‪ ،‬بصدور الجزء الثاني من كتاب “أوراق من‬ ‫واالقتصادي والبيئي‪ .‬وهو‪ ...‬ال يخضع فيه ترتيب األبحاث لمعيار‬ ‫تاريخ طنجة”‪ ،‬لألستاذ رشيد العفاقي‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه‬ ‫محدد‪ .‬أما الموضوعات التي انصبت عليها الدراسة‪ ...‬فهي تتوزع على‬ ‫‪ 186‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والعمل إضافة هامة لجهود‬ ‫عدة مجاالت‪ ،‬وقد وجدت في توثيق نصوصها تعبا كبيرا‪ ،‬ولعل هذا‬ ‫نخب طنجة الهادفة إلى تحويل درس التاريخ المحلي إلى طقس‬ ‫طبيعي بسبب عدم وحدة الموضوع‪ ،‬ولكن أيضا بسبب طبيعة تلك‬ ‫ناظم داخل اهتماماتها الثقافية وداخل دوائر اشتغالها العلمي في‬ ‫المواضيع التي تبدو متنافرة ومشتتة‪ ،‬ومتناثرة العناصر‪ ،‬ومتنوعة‬ ‫مستوياته المختلفة وفي تخصصاته المتشعبة‪ .‬وال شك أن هذا‬ ‫في اللغة‪ ،‬فمن جهة عناصر الموضوعات المطروحة فهي تعالج‬ ‫المنحى يساهم في إعادة تعميم قيم البهاء الثقافي الذي زكاه جيل‬ ‫قضايا تنطلق من التاريخ واألركيولوجيا ودور الفن والمخطوطات‬ ‫الرواد في تعاطيه مع قضايا الكتابة عن تاريخ طنجة‪ ،‬المكان والرموز‬ ‫وصوال إلى النباتات واألعشاب‪ .‬وبخصوص لغة هذه األوراق‪ ،‬فإنه‬ ‫واإلشعاع والسحر والفن واإلبداع‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن العمل الجديد لألستاذ‬ ‫يتحتم على دارس تاريخ طنجة أن يكون ملما على األقل على نصف‬ ‫رشيد العفاقي يشكل استثمارا راقيا لرصيد ضخم من التراكم‬ ‫دزينة من اللغات لكي يتمكن من فهم العديد من النصوص التي‬ ‫المعرفي الذي أضفى على المدينة ميسمها الحضاري باعتبارها عالمة‬ ‫توثق للحياة بطنجة في كثير من مراحلها التاريخية‪( ”...‬ص‪.)3 .‬‬ ‫فارقة لبث قيم السمو والعطاء والتعايش على امتداد القرون الطويلة‬ ‫تتوزع مضامين الجزء الثاني من كتاب “أوراق من تاريخ‬ ‫من تاريخنا المديد‪ .‬باختصار‪ ،‬فالعمل الجديد لألستاذ العفاقي يشكل‬ ‫طنجة” بين مجموعة من الدراسات غير المتراتبة من حيث وحدة‬ ‫إضافة هامة لرصيد منجز جيل التأسيس الذي صنع ذاكرة طنجة‬ ‫موضوعاتها‪ ،‬إذ شملت قضايا متنوعة في تاريخ المدينة‪ ،‬حيث نجد‬ ‫التاريخية من خالل أعمال كتبت لنفسها عناصر الريادة‪ ،‬بعد أن‬ ‫دراسة حول تاريخ صناعة السفن بطنجة البالية‪ ،‬ودراسة حول تاريخ‬ ‫أضحت مراجع ال غنى عنها لكل الباحثين في تالوين ماضي مدينة‬ ‫قنطرة وادي الحلق‪ ،‬ودراسات متنوعة حول قبة السلطان بطنجة‬ ‫طنجة العريق‪ .‬فهل يمكن أن نتحدث عن هذه التالوين بدون اإلحالة‬ ‫ومنطقة الشرف وسيدي المصمودي ومطحنة السلطان ومنار رأس‬ ‫المتجددة على أعمال رواد بصموا التراث العلمي للمدينة‪ ،‬من أمثال‬ ‫سبارطيل وفندق سيدي الرشدي والمسارح األولى التي رأت النور‬ ‫عبد اهلل كنون وعبد الصمد العشاب وعبد العزيز خلوق التمسماني‬ ‫خالل الفترة المتراوحة بين سنتي ‪ 1669‬و‪ ،1913‬وتاريخ أول مدرسة‬ ‫ومحمد األمين البزاز‪...‬؟ وهل يمكن إعادة تنظيم الجهد األكاديمي‬ ‫للطب بالمغرب‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬اهتم المؤلف بالوثائق الغميسة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫المتخصص في ماضي طنجة بدون النهل المستدام من تجارب النشر المتخصص‬ ‫وبتوظيفاتها القطاعية مثل المراسالت اإلسماعيلية الخاصة بوضعية طنجة تحت‬ ‫وهل‬ ‫“الطنجيون”؟‬ ‫التي انطلقت من المدينة مثلما جسدته دورية “مجلة دار النيابة” ودورية‬ ‫االحتالل اإلنجليزي‪ ،‬أو وثيقة فداء األسرى اإلسبان سنة ‪ .1740‬كما اهتم بسير األعالم وتراجمهم‪،‬‬ ‫يمكن تقييم الحصيلة بدون العودة لتجميع عطاء الندوات العلمية التي احتضنتها الجامعة من خالل سيرة الفقيه الوراق عبد السالم بن محمد بن الخليع الطنجي‪ ،‬ثم الفقيه محمد بن‬ ‫المغربية وبلورتها في شكل أعمال تشريحية وتوثيقية وبيبليوغرافية؟ وقبل كل ذلك‪ ،‬كيف يمكن الحسن الخليع األنجري‪.‬‬ ‫كتابة تاريخ طنجة بدون هذه العودة المتجددة الستنطاق مضامين اإلسطوغرافيات التاريخية‬ ‫هي دراسات تقدم قيما مضافة لرصيد منجز البحث التاريخي الخاص بمدينة طنجة‪ .‬وال شك أن‬ ‫التي تناولت هذا التاريخ بمختلف لغات العالم؟‬ ‫توسيع دوائر البحث وتوفير له شروط التخصيب والتطور الممتدة والمستمرة في الزمن‪ ،‬ستقدم‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬يفرضها سياق صدور الكتاب الجديد لألستاذ رشيد العفاقي‪ ،‬باعتباره حلقة العناصر الضرورية الستكمال مسيرة الرواد الذين وضعوا النواة الصلبة للكتابة ولالشتغال على‬ ‫هامة في مسار صرح هذا البناء المفتتن بسحر طنجة والمهووس بلوثة السؤال والبحث في الخبايا الذاكرة المشتركة لمدينة طنجة‪ .‬ويبدو أن األستاذ رشيد العفاقي يمتلك من المقومات ومن‬ ‫وفي التفاصيل وفي نقاط الظل الناظمة لهوية طنجة‪ ،‬الفضاء والرموز والتاريخ‪ .‬ولقد لخص عناصر الحيوية والثبات واإلرادة ما يمكنه من اإلسهام في تقديم عناصر التحفيز الضرورية إلنجاح‬ ‫األستاذ العفاقي أفقه العام في هذا النبش التوثيقي والتشريحي بدقة متناهية‪ ،‬عندما قال في هذه المهمة الحضارية النبيلة‪ ،‬صيانة لوجه طنجة البهي ولذاكرتها الغنية والمتميزة‪.‬‬

‫الالئحة القصيرة لجائزة “رونق المغرب” في القصة‬ ‫(دورة ‪)2018‬‬ ‫أعلن “الراصد الوطني للنشر والقراءة” عن الالئحة القصيرة لجائزة “رونق‬ ‫المغرب” للقصة (دورة ‪ ،)2018‬بعد التوصل بتقارير لجنة القراءة حول المجاميع‬ ‫القصصية المختارة‪ ،‬على أن تستمر المداوالت النتقاء األعمال الفائزة بالجائزة‪ ،‬وقد‬ ‫تضمنت الالئحة القصيرة المجاميع القصصية التالية‪:‬‬ ‫ “يبكي لغروبها الصباح” للقاص المغربي زهير اسليماني (مكناس‪/‬المغرب)‪.‬‬‫ “الطريق إلى النور” للقاصة الجزائرية صبرينة صيفي (باتنة‪ /‬الجزائر)‪.‬‬‫ “رهاب العودة” للقاص المغربي عبد الجليل ولد حموية (الخميسات‪/‬المغرب)‪.‬‬‫ “اللعب مع الزمن” للقاص المغربي مصطفى ملح (برشيد‪ /‬المغرب)‪.‬‬‫ “آخر تذكرة إلى جهنم” للقاص التونسي جميل فتحي الهمامي (صفاقس‪/‬‬‫تونس)‪.‬‬ ‫ “أحالم على حافة الوأد” للقاص المغربي ميلود عرنيبة (الصويرة‪/‬المغرب)‪.‬‬‫ “أنشوطة المطر” للقاص المغربي عماد شوقي (أسفي‪/‬المغرب)‪.‬‬‫ “آلهة السمر” للقاص الجزائري سليم قسطي (ستراسبورغ‪/‬فرنسا)‪.‬‬‫ “ومضات من الحياة” للقاصة السورية ميرفت علي (طرطوس‪ /‬سوريا)‪.‬‬‫وقد تم اختيار المجاميع القصصية التسع من بين ‪ 166‬مشاركة توصل بها‬ ‫“الراصد الوطني للنشر والقراءة” توزعت على الشكل التالي‪ :‬المغرب(‪ ،)65‬سوريا (‪،)18‬‬ ‫فرنسا(‪ ،)7‬ألمانيا(‪ ،)2‬العراق(‪ ،)11‬األردن(‪ ،)5‬مصر(‪ ،)31‬موريتانيا(‪ ،)1‬الجزائر(‪،)16‬‬ ‫فلسطين(‪ ،)1‬اليمن(‪ ،)2‬تونس(‪ ،)4‬السعودية(‪ ،)2‬تركيا(‪.)1‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫هذه هي العقوبات الحبسية تنتظر‬ ‫المتحرشين والمتحرشات‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)426‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫دخل القانون رقم ‪ 103.13‬الذي يتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬حيز التنفيذ‪ ،‬األربعاء ‪ 12‬شتنبر‬ ‫‪ ،2018‬بعدما نشر في الجريدة الرسمية رقم ‪ 6655‬الصادرة يوم ‪ 12‬مارس ‪ ،2018‬حيث نص في‬ ‫مادته األخيرة (المادة ‪ )18‬أنه «يدخل هذا القانون حيز التنفيذ بعد ستة أشهر من تاريخ نشره في‬ ‫الجريدةالرسمية»‪.‬‬ ‫الحبس مقابل التحرش ‪:‬‬ ‫ومن أهـــم ما جــاء به هـذا القانون‪ ،‬في تتميمه لمجموعة القانون الجنائي‪ ،‬خصوصا بعض‬ ‫الفصول منها؛‬ ‫الفصل ‪ ،503-1-1‬الذي ينص على أن «يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب‬ ‫بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر‪ ،‬وغرامة من ‪ 2000‬درهم إلى ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬أو إحدى هاتين‬ ‫العقوبتين‪ ،‬كل من أمعن في مضايقة الغير في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫الفضاءات العمومية أو غيرها‪ ،‬بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو ألغراض جنسية‪،‬‬ ‫بواسطة وسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيالت أو صور ذات طبيعة جنسية أو ألغراض‬ ‫جنسية»‪.‬‬ ‫وتضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميال في العمل أو من األشخاص المكلفين بحفظ‬ ‫النظام واألمن في الفضاءات العمومية أو غيرها»‪.‬‬ ‫وتضمن القانون تتميمــا آخر للقانـــون الجنائي (الفصل ‪ 503-1-2‬من القانون الجنائي) ينص‬ ‫على أنــه «يعاقــب بالحبس من ثالث سنوات إلى خمس سنوات‪ ،‬وغرامة من ‪ 5000‬إلى ‪50.000‬‬ ‫درهم‪ ،‬إذا ارتكب التحرش من‪ ‬طرف أحد األصول أو المحارم أو من له والية أو سلطة على الضحية أو‬ ‫مكلفا برعايته أو كافال له أو إذا كان الضحية قاصرا»‪.‬‬ ‫حدود الخصوصية ‪:‬‬ ‫وإذا كان هذا القانون قد أدخل تعديالت على العديد من مواد القانون الجنائي‪ ،‬فإن إضافة ثالثة‬ ‫فصول هي التي كان سيكون لها ما بعدها‪ ،‬ليس فقـط على مستـوى التحــرش الجنسي‪ ،‬بل على‬ ‫مستوى المساس بالخصوصية بصفة عامة‪ ،‬وهي الفصول ‪ 447-1 :‬و‪ 447-2‬و ‪.447-3‬‬ ‫و ينـــص الفصــل ‪ 447-1‬من القانــون الجنائي كما تم تعديله بالقانون رقم رقم ‪103.13‬‬ ‫على ما يلي‪:‬‬ ‫«يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 20.000‬درهم كل‬ ‫من قام عمدا‪ ،‬وبأي وسيلة بما في ذلك األنظمة المعلوماتية‪ ،‬بالتقاط‪ ‬أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال‬ ‫أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري‪ ،‬دون موافقة أصحابها‪.‬‬ ‫ويعاقب بنفس العقوبة‪ ،‬من قام عمدا وبأي وسيلة‪ ،‬بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع أو بث أو‬ ‫توزيع صورة شخص أثناء تواجده في مكان خاص‪ ،‬دون موافقته»‪.‬‬ ‫وينص الفصل ‪ 447-2‬على ما يلي‪:‬‬ ‫«يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 20.000‬درهم‪ ،‬كل‬ ‫من قام بأي وسيلة بما في ذلك األنظمة المعلوماتية‪ ،‬ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص‬ ‫أو صورته‪ ،‬دون موافقته‪ ،‬أو قام ببث أو توزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة‪ ،‬بقصد المس بالحياة الخاصة‬ ‫لألشخاص أو التشهير بهم»‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬ينص الفصل ‪ 447-3‬على ما يلي‪:‬‬ ‫«يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 5.000‬إلى ‪ 50.000‬درهم‪ ،‬إذا‬ ‫ارتكبت األفعال المنصوص عليها في الفصلين ‪ 447-1‬و‪ 447-2‬في حالة العود وفي حالة ارتكاب‬ ‫الجريمة من طرف الزوج أو الطليق أو الخاطب أو أحد الفروع أو أحد األصول أو الكافل أو شخص له‬ ‫والية أو سلطة على الضحية أو مكلف برعايتها أو ضد امرأة بسبب جنسها أو ضد قاصر»‪.‬‬

‫بحث عن متغيب‬

‫‪17‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪426‬‬

‫غـادر السيد التهامي النعيمـي (‪ 62‬سنة)‪ ،‬مسقط رأسه مدينة‬ ‫مكناس في شهر ماي ‪ ،2018‬ولم يظهر له أثر وال سمع عنه خبر‪،‬‬ ‫ومن خالل هذا المنبر تلتمس أسرة المختفي المقيمة بطنجة‪ ،‬ممن‬ ‫لديه معلومات عنه أو صادفه‪ ،‬االتصال بها عبر الهاتف ‪:‬‬

‫‪0662253339‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 959‬ـ الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)17‬‬ ‫ماكاي القناص التائه وسط‬ ‫عمالقة هولندا‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو الحلم األهم لدى جميع العبي كرة القدم‪،‬‬ ‫وكما ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك‬ ‫المسابقة األعظم على اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت دامت‬ ‫لسنوات عديدة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا ‪ ،2018‬نعود‬ ‫بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك المحفل العالمي‪ ،‬كما نلقي الضوء على نجوم‬ ‫كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور بالمونديال‪ .‬ويستعرض لكم «كووورة»‪ ،‬في سلسلة‬ ‫مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة رقم ‪15‬‬ ‫عن النجم الهولندي روي ماكاي‪.‬‬

‫االنطالقة من الليجا‬

‫لم يكن ماكاي مجرد مهاجم جيد وصاحب بنية جسدية قوية فقط‪ ،‬بل تمتع بأفضل‬ ‫الصفات التي يحتاجها أي مدرب في المهاجم‪ ،‬وهي إحراز األهداف من أي بقعة داخل‬ ‫منطقة الجزاء‪ .‬أنطلقت مسيرة المهاجم الهولندي مع نادي فيتيسه أرنهيم وهو في‬ ‫الـ ‪ 18‬من عمره‪ ،‬حيث لفت األنظار بشدة نظرا لقدرته في احراز العديد من األهداف‬ ‫وهو ال يزال صغير السن‪ ،‬حتى بدأ رحلته خارج هولندا مبكرا مع نادي تينريفي اإلسباني‬ ‫عام ‪ 1997‬بعدما خاص ‪ 4‬مواسم مع فريقه األم محرزا ‪ 42‬هد ًفا‪ .‬واستفاد تينريفي من‬ ‫خدمات النجم الشاب في موسمين فقط‪ ،‬حيث تألق بشدة في الليجا وتأقلم سريعا مع‬ ‫الكرة اإلسبانية‪ ،‬إلى أن انضم لديبورتيفو الكورونيا عام ‪ ،1999‬تلك الفترة التي شهدت‬ ‫توهجًا منقطعًا النظير في مواسمه األولى مع االحتراف‪ .‬ومحطة الكورونيا جعلت ماكاي‬ ‫أحد أبرز المهاجمين على الساحة األوروبية‪ ،‬ففي موسمه األول ساهم في حصول الفريق‬ ‫على لقب الليجا الوحيد في تاريخ النادي بجانب كأس السوبر‪ ،‬كما وصل لنصف نهائي‬ ‫دوري األبطال ‪ ،2003-2002‬وهو الموسم الذي فاز فيه بجائزة البيتشيتشي (أكثر العب‬ ‫تسجي ًال لألهداف في الدوري اإلسباني) بجانب الحذاء الذهبي األوروبي‪.‬‬

‫التألق مع البايرن‬

‫انتقل ماكاي إلى بايرن ميونخ عام ‪ 2003‬حيث واصل تألقه وحل وصيفا للهدافين‬ ‫لموسم ‪ 2004-2003‬بـ ‪ 23‬هدفا‪ ،‬ثم الموسم التالي أيضا برصيد ‪ 22‬هدفا‪ ،‬حيث‬ ‫ساهم بها في حصول العمالق البافاري على لقب الدوري‪ .‬دخل هداف بايرن ميونخ في‬ ‫تلك الفترة‪ ،‬تاريخ دوري أبطال أوروبا موسم ‪ 2007-2006‬برقم سيكون من الصعب‬ ‫تحطيمه‪ ،‬بعدما سجل أسرع هدف في تاريخ البطولة في دور ثمن النهائي أمام ريال‬ ‫مدريد‪ ،‬بعد ‪ 10.12‬ثانية‪ .‬وبعد ‪ 4‬مواسم بين جدران الملعب األوليمبي بميونخ ثم‬ ‫األليانز أرينا‪ ،‬رحل ماكاي عن البايرن عام ‪ 2007‬عائدا إلى هولندا عبر بوابة فينورد‪ ،‬بعدما‬ ‫حقق ‪ 5‬بطوالت مع الفريق األلماني‪.‬‬

‫المسيرة الدولية‬

‫ظهور ماكاي على الساحة العالمية خالل فترة توهجه في أواخر التسعينات وأوائل‬ ‫األلفية‪ ،‬تزامن مع تواجد عمالقة الهجوم في منتخب الطواحين مثل باتريك كلويفرت‬ ‫ودينيس بيركامب ورود فان نيستلروي‪ ،‬مما قلل من حظوظه بشكل كبير في الظهور‬ ‫بالشكل المطلوب‪ .‬و قال يورجن كلينسمان مدرب ألمانيا في مونديال ‪ 2006‬بأنه كان‬ ‫يرغب دائما في الحصول على مهاجم بمثل قدرات روي ماكاي خالل تلك النسخة التي‬ ‫أقيمت على األراضي األلمانية‪ .‬وشارك ماكاي مع منتخب هولندا في يورو ‪ 2000‬و‪،2004‬‬ ‫ولكنه كان يفشل دائما في حجز مقعد له في المونديال أمام عمالقة الهجوم‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من أنه أنضم للقائمة األولية لمونديال ‪ ،1998‬إال أنه فشل في دخول القائمة‬ ‫النهائية التي سافرت إلى فرنسا‪ ،‬وحصلت على المركز الرابع‪ .‬وأعتزل ماكاي كرة القدم‬ ‫عام ‪ 2010‬بعدما خاض ‪ 526‬مباراة مع جميع الفرق التي لعب لها‪ ،‬محرزا ‪ 256‬هدفا‪،‬‬ ‫بجانب ‪ 43‬مباراة دولية سجل فيها ‪ 6‬أهداف فقط مع المنتخب األول للطواحين‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫استقبل البشير العبدالوي‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية لطنجة (العمدة)‪ ،‬صباح الخميس بمقر‬ ‫الجماعة الحضرية طنجة‪ ،‬رؤساء و ممثلي فروع نادي اتحاد طنجة‪ ،‬لكرة السلة وكرة اليد‬ ‫وكرة الطائرة‪ .‬وحسب األصداء‪ ،‬فاالجتماع كان مثمرا طبعته الصراحة والمكاشفة منة خالل‬ ‫نقاش هادئ طرحت فيه مجموعة من اإلشكاالت والمعاناة لهذه الفروع‪ .‬ما هو جميل في هذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬هو اتخاذ قرار العمدة للجلوس مع بعض المسيرين الذين عاش معهم شد الحبل‬ ‫من بعيد دون أن يكلف نفسه عناء استقبالهم في السابق وفتح معهم حوار ونقاش تبادل‬ ‫األفكار وطرح المشاكل واستعراض البرامج للوقوف عن قرب من الحقائق‪ ،‬بعدما كان العمدة‬ ‫من جهة وبعض ممثلي الجمعيات الرياضية الحاضرة من جهة أخرى يحكمون على بعضهما‬ ‫سلبا من خالل ما يوصله السفهاء من أكاذيب بهدف زرع فتيل التفرقة‪ ،‬وتكون في النهاية‬ ‫المدينة ورياضتها الخاسران‪ .‬نتمنى أن تتواصل هذه اللقاءات مستقبال على أساس أن تتم‬ ‫غربلة حقيقية من خالل الوقوف على حقيقة جميع الجمعيات من خالل برامجها وأهدافها وفق‬ ‫دفتر تحمالت يروم دعم الجدية والقطع من ممتهني االرتزاق الرياضي‪ ،‬وهكذا سيكون البقاء‬ ‫لألقوى‪.‬‬

‫سيرجيو بوسكيتس‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نجم فريق برشلونة ومنتخب إسبانيا‬

‫ذكريات أول مباراة له مع الفريق األول‪ ،‬و بيب‬ ‫جوارديوال‪:‬‬ ‫«قبلها بيوم كنت أعرف أنني سألعب أساسيًا وكنت خائفا‬ ‫للغاية‪ ،‬فقد كانت المرة األولى التي ألعب فيها على الكامب نو‬ ‫في مباراة من الليجا وكنت شابًا صغيرًا وقتها‪ .‬بيب جوارديوال‬ ‫كان جوارديوال يعرفني بعد قضائي سنة كاملة مع برشلونة (ب)‬ ‫وكان يعرف كيف كنت ألعب ومساهمتي مع الفريق‪ ..‬وقال لي‬ ‫أن أكون هادئا وزمالئي أيضا قاموا بطمأنتي وكانوا يدعمونني‪،‬‬ ‫وفي النهاية كان األمر سهال أن ألعب بجانب العبي الفريق‬ ‫األول»‪.‬‬

‫مسيرة ناجحة‪ ،‬و تقييمك لنفسك‬ ‫«دائما ما يكون لديك شغف في التمكن من المواصلة‬ ‫وأن تتمكن من البقاء مع الفريق‪ ،‬ولكن ال تتخيل أبدا ما يأتي‬ ‫بعد ذلك‪ :‬التمكن من تحقيق الثالثية وأن تكون مهما وتكون‬ ‫أساسيا‪ ..‬الموسم األول لي كان جيدا وحصلت على المشاركة‬ ‫أساسيا في العديد من المباريات ولعب الكثير من الدقائق‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫بالرغم من صغر سني‪ .‬التقييم‪ ،‬أنا أكثر من العب متكامل‪.‬‬ ‫هذا ما يعطيه لك لعب المباريات والخبرة ولعب دقائق أكثر‪،‬‬ ‫فقد لعبت ‪ 10‬مواسم وهو عدد كبير وخاللها تمكنت من لعب‬ ‫مباريات كثيرة والفوز باأللقاب‪ ،‬أنا أكثر من العب ناضج‪...‬فأنا‬ ‫لدي أكثر خبرة ومع برشلونة حققت ألقابا كثيرة مثل الشامبيونز‬ ‫والليجا وكأس الملك وكأس العالم لألندية»‪.‬‬

‫المدرب والرفيق األفضل‪:‬‬ ‫«جوارديوال هو األفضل بالنسبة لي‪ ،‬ليس فقط ألنه أكثر‬ ‫مدرب عملت تحت قيادته لسنوات أكثر‪ ،‬بل ألنه كان يعرفني‬ ‫منذ أن كنت في برشلونة (ب)‪ ،‬وكان له الفضل في إعطائي‬ ‫الفرصة لكل ما وصلت له‪ .‬الرفيق األفضل‪،‬هناك العبون أخرون‬ ‫مثلي مروا بواسطة برشلونة (ب) مثل بيدرو رودريجيز وتشافي‬ ‫وإنييستا وبيول وبيكيه وميسي‪ ..‬العبون قاموا بنفس الطريق‬ ‫الذي مررت به وفي نفس هذه الحقبة من الزمن‪ ،‬وهناك العبون‬ ‫كبار في السن واعتزلوا اللعب»‪.‬‬

‫برشلونة يفند الشائعات‬ ‫حول صفقة نيمار‬

‫أصدر نادي برشلونة‪ ،‬بيانا رسميا‪ ،‬للرد على األنباء األخيرة‪ ،‬حول‬ ‫حصول أندري كوري‪ ،‬كشاف البلوجرانا في أمريكا الجنوبية‪ ،‬على أموال‬ ‫من صفقة انتقال البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان‪ .‬وأشارت‬ ‫تقارير صحفية‪ ،‬خالل الساعات الماضية‪ ،‬إلى أن كوري حصل على ‪6.6‬‬ ‫مليون يورو‪ ،‬من قيمة صفقة رحيل نيمار للنادي الباريسي‪ ،‬حيث دفع‬ ‫سان جيرمان‪ ،‬الشرط الجزائي في عقد الالعب‪ ،‬والبالغ قيمته ‪222‬‬ ‫مليون يورو‪ .‬وقال الفريق الكتالوني‪ ،‬خالل‪ ‬بيانه الرسمي‪ ،‬عبر موقعه‬ ‫األلكتروني «برشلونة لم يدفع أي أموال ألندري كوري‪ ،‬في صفقة انتقال‬ ‫نيمار‪ ،‬رحيل الالعب لم يكن عملية نقل‪ ،‬بل بدفع الشرط الجزائي في‬ ‫عقده»‪ .‬وأضاف البيان «كوري ال زال يحافظ على عالقته مع النادي‪ ،‬من‬ ‫خالل شركته‪ ،‬لمساعدتنا على ضم الالعبين‪ ،‬كما ساعدنا في الفترة‬ ‫األخيرة لضم باولينيو وياري مينا وكوتينيو وآرثر ميلو»‪ .‬وأتم البيان‬ ‫«يحافظ برشلونة على حقه في الرد‪ ،‬باتخاذ كافة اإلجراءات القانونية‬ ‫ضد أولئك الذين ينشرون األخبار الكاذبة عن النادي»‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪959‬‬

‫اختتام المعسكر التدريبي األول للنخبة إلتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫قرارات من اللجنة المركزية للتأديب‬ ‫بجامعة كرة القدم‬

‫في أجواء متميزة‪ ،‬إختتم المعسكر التدريبي األول للنخبة‬ ‫الخاص بالفئات الصغرى التحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬المنظم تحت‬ ‫إشراف والية طنجة وبشراكة بين الجمعية و المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة بطنجة ‪ -‬تطوان – الحسيمة‪ .‬و عرف‬ ‫اليوم الخامس و األخير برنامجا تقنيا غنيا بالفقرات المتنوعة بعد‬ ‫افتتاحه بالنشيد الوطني المغربي‪ ،‬تلتها وجبة الفطور‪ .‬وبعدها‬ ‫مباشرة توجه الالعبون و األطر إلى ساحة مقر اإلقامة إلتمام دوري‬ ‫المعسكر في رياضة كرة الطاولة التي عرفت تنافسية كبيرة بين‬ ‫المشاركين‪ ،‬ومنحت التتويج بلقب الدوري لالعب سعد احسيسن‪.‬‬ ‫وانطلقت القافلة بعد ذلك في اتجاه قاعة ادرادب إلجراء الحصة‬ ‫التدريبية الصباحية التي مرت في مستوى عال جدا بعد رفع االيقاع‬ ‫البدني و التقني من طرف المدير التقني الخبير الكندي ريمي‬ ‫فيروت و اإلطار الوطني محمد نزار المصباحي و األطر التقنية‬ ‫المساعدة‪.‬‬ ‫وشهدت الفترة ما بعد وجبة الغذاء و القيلولة االستفاذة من‬ ‫حصة الدروس النظرية و مشاهدة فيديو «كيف تتعلم من نجم‬ ‫أسطوري في كرة السلة» بقاعة المحاضرات التابعة للمركز‪ ،‬حيث‬ ‫إستمعت المجموعة من حياة نجاح العب االرتكاز العالمي الكرواتي‬ ‫دينو رادجا « ‪ . « DINO RADJA‬ومباشرة بعدها‪ ،‬توجهت قافلة‬ ‫المعسكر نحو قاعة ادرادب إلجراء الحصة التدريبية المسائية التي‬ ‫اختتمها الطاقم التقني بعد إجراء دروس تطبيقية‪ ،‬بمباريات بين‬ ‫المشاركين للوقوف على مؤهالت كل العب و مدى استفادته‬ ‫من هذا المعسكر التدريبي الذي ينظم ألول مرة في تاريخ كرة‬ ‫السلة الوطنية من طرف ناد‪ .‬مما جعل االتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة متميز بتنوع برامجه وتنوع أهدافه الرياضية ‪ ،‬التربوية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وإنطلق الحفل الختامي للمعسكر التدريبي بداية‬ ‫من الساعة التاسعة ليال في أجواء احتفالية عائلية طبعتها بسمة‬ ‫البراءة وفرحة الشباب المشارك الذي عبر عن ابتهاجه باأليام‬ ‫الرائعة و اللحظات الممتعة التي ستبقى راسخة في أذهان الجميع‪.‬‬ ‫هذا الحفل الختامي‪ ،‬إفتتح بكلمة عبد الواحد بولعيش‪ ،‬رئيس إتحاد‬ ‫طنجة لكرة السلة الذي شكر كل المساهمين في إنجاز هذه البرامج‬ ‫من والية طنجة ‪ ،‬المديرية الجهوية للشباب والرياضة بطنجة‬ ‫‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬وأعضاء المكتب المسير للجمعية واالطر‬

‫التقنية و الالعبين‪ ،‬واإلطار مراد بنكيران‪ ،‬المكلف باالسعافات‬ ‫الطبية والعالج الطبيعي‪ ،‬و الخبير الكندي ريمي فيروت‪ ،‬موضحا‬ ‫الغاية و االهداف من تنظيم المعسكر و باقي البرامج التي تجعل‬ ‫إتحاد طنجة لكرة السلة أكبر من جمعية او نادي‪ ،‬و أصبح مؤسسة‬ ‫قائمة الذات بتنوع برامجها و أبعادها‪ ،‬شاكرا كل المساهمين في‬ ‫إنجاح المعسكر من طباخين و متعاونين‪ .‬كما تم عرض شريطين‪،‬‬ ‫األول وثق ألقوى لحظات المعسكر التدريبي‪ ،‬والثاني جسد فرحة‬ ‫المستفيدين من خالل إرتساماتهم و توجيه شعارات تربوية‬ ‫للمشاهدين‪ .‬وتواصل الحفل الختامي بتمكين األطر و العاملين‬ ‫والالعبين من شواهد المشاركة‪ ،‬و تخصيص هدايا للخبير الكندي‬ ‫ريمي فيروت‪ ،‬المدير التقني للمعسكر التي كانت عبارة عن صورة‬ ‫جماعية لجميع مكونات المعسكر مع توقيعاتهم‪ ،‬و لباس رياضي‬ ‫و القميص الرسمي التحاد طنجة لكرة السلة من صنع شركة «‬ ‫‪ »AB SPORT‬مكتوب عليه إسمه‪ ،‬ليختتم الحفل بكلمة عبد‬ ‫الواحد اعزيبو‪ ،‬المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بطنجة ‪-‬‬ ‫تطوان – الحسيمة‪ ،‬الذي نوه بالمبادرات التي تقوم بها جمعية‬ ‫االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة ‪ ،‬موضحا أسباب ودوافع العمل‬ ‫المشترك الذي ينجزه رفقة هذه الجمعية و الذي يدخل في صلب‬ ‫إختصاصاته‪ ،‬وشكر جميع المساهمين في إنجاح المعسكر‪ ،‬مهنئا‬ ‫المكتب المسير لجمعية االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫بالعمل االحترافي المنجز طيلة الموسم الرياضي‪ ،‬والذي انطلق‬ ‫منذ فاتح شتنبر ‪ 2017‬واستمر الى غاية الشهر نفسه من السنة‬ ‫الحالية‪ ، 2018 ،‬حامال بين يده كرة السلة التي تم التوقيع عليها‬ ‫من طرف مكونات المعسكر و جعلها ميثاق نجاح و إلتزام من‬ ‫الالعبين المستفيدين من المعسكر في الجد واالجتهاد و المثابرة‬ ‫لالرتقاء بنادي إتحاد طنجة لكرة السلة و الدفاع عنه في كل مكان‬ ‫و زمان وحين‪ ،‬ليختتم الحفل بتوزيع شواهد تقديرية خصصها‬ ‫المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫لمدراء مراكز التخييم بالمديرية اإلقليمية لعمالة طنجة أصيلة مع‬ ‫التنويه بالعمل الذي أنجزوه إلنجاح محطة تخييم ‪ ،2018‬شاكرا‬ ‫لهم مجهوداتهم الجبارة ‪ ،‬لتختتم األمسية االحتفالية بحفل عشاء‬ ‫أقيم على شرف الحاضرين‪.‬‬

‫جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة ‪ ...‬المعادلة‬ ‫األساسية في المنظومة الكروية والرياضية بطنجة‬ ‫التأمت مساء اإلثنين بمقر الجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية فرع طنجة‪ ،‬فعاليات جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم في جمع مبارك حضره جل أعضاء المكتب المسير‪ .‬وانعقد‬ ‫هذا االجتماع من أجل تقييم مسار سنة من األنشطة االستثنائية‬ ‫التي نظمتها أو شاركت فيها الجمعية بثقلها وبأطرها الرياضية‬ ‫الخيرة‪ .‬وعرف االجتماع في معظم أطواره مناقشات هادفة بغية‬ ‫رسم خارطة طريق جديدة ومنهجية اشتغال هادفة ألن سقف‬ ‫األنشطة‪ ‬التي تنظمها الجمعية أصبح مرتفعا بحكم النجاحات‬ ‫الباهرة التي عرفتها المحطات السابقة حيث استقبلت الجمعية‬ ‫ولفترتين مختلفتين وفدين من دولة فلسطين الشقيقة‬ ‫واستقبلت كذلك وفدا من أطباء فرنسيين شاركوا بمعيّة الوفد‬ ‫الفلسطيني افراح سكان المدينة بالفوز التاريخي التحاد طنجة‬ ‫بالبطولة االحترافية‪ ،‬دون نسيان الدوري الدولي األول للتنمية‬ ‫بمشاركة منتخبات الجالية المغربية ببلجيكا وإنجلترا وقدماء‬ ‫حسنية أكادير‪ .‬وامتدت أنشطة الجمعية كذلك لتشمل مشاركتها‬

‫في األنشطة التي تنظم بمختلف أحياء المدينة وتأطير مجموعة‬ ‫من الملتقيات وتوقيع اتفاقيات شراكة‪ .‬و‪ ‬هذه الرزمنة الكثيفة‬ ‫من األنشطة الهادفة جعلت كل أعضاء الجمعية و منخرطيها‬ ‫يستشعرون بالفخر من جهة وبجسامة المسؤولية مستقبال‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫ومن خالل اجتماعها األخير برهنت لكل منخرطيها والمتعاطفين‬ ‫معها انها أصبحت مدرسة في اإلبداع والتنشيط وترجمة القيم‬ ‫االخالقية والوطنية‪ ،‬وبالتالي فهي معادلة أساسية في المنظومة‬ ‫الكروية بمنهجيتها وبرجاالتها و بأطرها القادرة على العطاء بدون‬ ‫حدود‪ .‬وتعد متابعيها والمتعاطفين معها بموسم استثنائي مع‬ ‫تمكين كل الجمعيات من إمكانية التعاون المشترك وتبادل‬ ‫الخبرات والكفاءات‪ ،‬وبمرحلة جديدة كلها عطاء وتوهج واستحقاق‬ ‫تحت شعار «جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة في خدمة المجتمع‬ ‫المدني الرياضي بطنجة»‪.‬‬

‫الركيك مديرا رياضياً و تقنياً لالتحاد الرياضي‬ ‫آليت ملول‬ ‫تعاقد المكتب المديري لجمعية االتحاد الرياضي البلدي اليت ملول‬ ‫مع اإلطار الوطني‪ ،‬جعفر الركيك ليتحمل مهام المدير الرياضي والتقني‬ ‫للجمعية ‪ .‬ويعتبر الركيك من األطر الشابة النشيطة باعتباره العب سابق‬ ‫بفريق اتحاد طنجة‪ ،‬والعبا محترفا سابقا بأندية هولندية‪ .‬وحاصل على‬ ‫شواهد مهمة‪ ،‬ضمنها‪ ،‬دبلوم مدرب كرة القدم مستوى متقدم من‬ ‫الدرجة «‪ »A‬من االتحاد االروبي لكرة القدم‪ ،‬وشهادة «كرة القدم ووسائط‬ ‫االعالم» تحت إشراف الجامعة الملكية البلجيكية لكرة القدم واالتحاد‬ ‫االوروبي‪ ،‬وشهادة «كيفية تكوين الجهاز الفني وكيفية العمل الجماعي‬ ‫داخل النادي» باالضافة إلى شواهد مختلفة في المجال الرياضي‪ .‬وحقق‬ ‫الركيك مجموعة من اإلنجازات كالعب‪ ،‬مع األندية الوطنية وخارج الوطنن‬ ‫من بينها المشاركة في نصف نهاية كأس العرش موسم ‪1994-1995‬‬ ‫كالعب في صفوف اتحاد طنجة‪ .‬كما عمل مدربا لفئة لشباب وداد طنجة‪،‬‬ ‫وفئة أمل اتحاد طنجة‪ ،‬وفئات منتخبات العصب‪ ،‬وفريق أدرار سوس‪ ،‬ثم‬ ‫النادي البلدي لورزازات‪.‬‬

‫أصدرت اللجنة المركزية للتأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬في اجتماع عقدته يوم الثالثاء ‪ 11‬شتنبر ‪ ،2018‬قرارات بخصوص‬ ‫أندية بطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪ ،‬بمعاقبة فريق الجيش‬ ‫الملكي بإجرائه مباراتين نافذتين دون جمهور‪ ،‬مع تغريمه مبلغ ‪ 70‬ألف‬ ‫درهما‪ ،‬بعد أحداث الشغب التي رافقت المباراة التي جمعته بفريق الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي برسم مؤجل الجولة األولى‪ ،‬وذلك بناء على المادة ‪105 ‬‬ ‫من قانون العقوبات‪ .‬و إصالح فريق الجيش الملكي األضرار التي تسبب خلفها‬ ‫جمهوره بالمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بالرباط‪ ،‬بعد إجراء خبرة‬ ‫لتقييم الخسائر‪ ،‬بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات‪ .‬و تغريم عبد‬ ‫الهادي السكتيوي‪ ،‬مدرب فريق الوداد الرياضي مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬لعدم‬ ‫حضوره الندوة الصحافية عقب اللقاء الذي جمع ناديه بفريق أولمبيك أسفي‬ ‫برسم مؤجل الجولة األولى‪ ،‬بناء على دورية كل من الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬والعصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية‪ ،‬رقم ‪ 938‬الصادرة‬ ‫بتاريخ ‪ 10‬فبراير ‪ .2016‬و تغريم نادي الوداد الرياضي‪ ،‬مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪،‬‬ ‫الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أثناء المباراة التي جمعته بنادي‬ ‫أولمبيك أسفي‪ ،‬برسم مؤجل الجولة األولى‪ ،‬وذلك بناء على المادة ‪ 105‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ .‬وتغريمه الفريق كذلك مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة نفسها بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫و تغريم نادي أولمبيك أسفي‪ ،‬مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب‬ ‫االصطناعية‪ ،‬أثناء نفس المباراة بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‬ ‫عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكر ة القدم‪ ،‬مساء‬ ‫األربعاء ‪ 12‬شتنبر ‪ 2018‬اجتماعا ‪ ،‬برئاسة فوزي لقجع‪ .‬وخالل هذا االجتماع‪،‬‬ ‫تمت مواصلة مناقشة النقطة المدرجة في جدول األعمال‪ ،‬والمتعلقة بدارسة‬ ‫ومناقشة التقريرين األدبي والمالي اللذان سيعرضان على أشغال الجمع العام‬ ‫يوم السبت ‪ 15‬شتنبر ‪ 2018‬بمدينة الصخيرات‪ .‬وبعد نقاش مستفيض‪ ،‬تمت‬ ‫المصادقة عليهما من قبل أعضاء المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تسليم المالعب الكروية ‪ :‬خريبكة‬ ‫وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم الخميس ‪ 13‬شتنبر‬ ‫‪ ،2017‬الملعب البلدي بمدينة خريبكة‪ ،‬رهن إشارة فرق المنطقة‪ ،‬المنضوية‬ ‫تحت لوائها‪ ،‬بعد أن تمت عملية تكسيته بالعشب االصطناعي من الجيل‬ ‫الثالث‪ً .‬‬ ‫ومثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في حفل تسليم الملعب‬ ‫نيابة عن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬محمد جودار‪ ،‬عضو‬ ‫المكتب المديري للجامعة ورئيس لجنة البنيات التحتية‪ .‬ويدخل تسليم‬ ‫الملعب ضمن العملية التي وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫ضمن خطة عملها‪ ،‬وسلمت بموجبها مالعب كروية لمجموعة من الفرق‬ ‫المنضوية تحت لوائها‪ ،‬في إطار سياستها الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية‬ ‫للعديد من األندية الوطنية‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة يتعادل‬ ‫مع المنتخب التونسي‬ ‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬بنتيجة هدف لمثله في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء يوم االثنين ‪ 10‬شتنبر ‪ ،2018‬بالمنتخب التونسي‪.‬‬ ‫وسجل هدف المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬في هذه المباراة الودية‪ ،‬التي‬ ‫أقيمت على أرضية ملعب الشاذلي زويتن‪ ،‬بالعاصمة التونسية تونس‪ ،‬الالعب‬ ‫محمد الحنكوري في الدقيقة ‪ ،57‬بينما وقع هدف التعادل للمنتخب التونسي‬ ‫الالعب عادل الشنيوي في الدقيقة األخيرة‪ .‬وتدخل هاته المباراة الودية التي‬ ‫قادها الحكم حسام بولعراس في إطار استعدادات المنتخب الوطني ألقل من‬ ‫‪ 23‬سنة لالستحقاقات المقبلة‪ .‬ويشار إلى أن المنتخب الوطني ألقل من ‪23‬‬ ‫سنة ‪ ،‬سبق أن فاز يوم الجمعة قبل الماضي على المنتخب التونسي بنتيجة‬ ‫هدف لصفر من توقيع الالعب بالل باري‪.‬‬


‫العدد ‪959‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬سبتمرب ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫القصر الكبير‬

‫ساحة وادي المخازن تستقبل وفداً برتغالياً هاماً‬ ‫في «لقاء حضاري» انطالقاً من رؤية تؤمن بالمشترك‬ ‫الثقافي بين الشعوب كأفق ينطلق من حاضر متفائل‬ ‫نحو غد آمن ينتصر للتالقح والتكامل‬

‫انطلقت صباح اإلثنين الماضي ‪ ،‬بطنجة‪ ،‬الزيارة التذكارية التي يقوم بها وفد هام من‬ ‫شخصيات برتغالية بارزة إلى موقع معركة وادي المخازن‪ ،‬قرب مدينة القصر الكبير العريقة‪،‬‬ ‫للوقوف على معالم هذه الساحة وعلى المعلمة التاريخية التي تشير إلى موقع القيادة الحربية‬ ‫المغربية حيث دبر السلطان السعدي عبد الملك المعتصم باهلل وأخوه أحمد المنصور‪ ،‬تنظيم‬ ‫الجيوش والمواقع ‪ ،‬وفق خطة محكمة انتهت بموت ملك البرتغال واندحار جيوشه وبضياع‬ ‫العرش البرتغالي بعد أن استولى اإلسبان على البرتغال وحولوه إلى مقاطعة إسبانية‪.‬‬ ‫ولقد كان النتصار المغرب على البرتغال وحلفائه األوروبيين صدى كبير في العالم آنذاك‪،‬‬ ‫عزز موقع هذا البلد في خارطة الدول الكبرى‪ ،‬كما اعتبر نوعا من ثأر المسلمين لنكبة «الطرد»‬ ‫ولخيانة الملوك الكاتوليك الذين لم يلتزموا بتعهداتهم إزاء‪ ،‬مقابل خروجهم من البالد التي‬ ‫«بكوها كالنساء‪ ،‬بعد أن عجزوا عن الدفاع عنها كالرجال» ومعلوم أيضا أن محاولة غزو المغرب‬ ‫من طرف البرتغال وحلفائه‪ ،‬كان سيفتح سلسلة جديدة من «الغزوات الصليبية» ضد األسالم‬ ‫والمسلمين‪ ،‬بدليل مباركة بابا الفاتيكان للعملية التي كانت في نظرهم‪ ،‬سوف تفتح الطريق‬ ‫أمام تنصير «المورو» تفاديا لغزو جديد قد يقومون به لشبه الجزيرة األيبيرية‪ ،‬بعد طردهم منها‬ ‫في العام ‪. 1492‬‬ ‫ومما زاد من طمع الغزاة البرتغاليين في المغرب الغني بسواحله وبزراعته وصناعته‬ ‫وثرواته الحيوانية‪ ،‬لجوء محمد المتوكل‪ ،‬إلى ملك البرتغال‪ ،‬دوم سيباستيان‪ ،‬مطالبا دعمه في‬ ‫حربه ضد عمه الملك المعتصم باهلل‪ ،‬معتبرا أنه أحق منه بالعرش ‪ ،‬مع الوعد بالتنازل له على‬ ‫كل الشواطئ المغربية‪.‬‬ ‫المعركة بأدق تفاصيلها معروفة لدى المختصين ولدى العامة أيضا ‪ ،‬في المغرب وفي العالم‪،‬‬ ‫مع وجود اختالفات جوهرية في الصيغتين المغربية اإلسالمية والبرتغالية األوروبية النصرانية‪،‬‬ ‫ولكن الثابت عند المحققين المسلمين والنصارى أن هذه المعركة المندرجة داخل الصراع‬ ‫الطويل بين اإلسالم والنصرانية‪ ،‬كانت نصرا لإلسالم ورفعت من مكانة وسمعة المغرب حيث‬ ‫جنى أحمد المنصور الذهبي غنائم كبرى ساعدته على تسليح جيشه وصيانته كما مكن تحرير‬ ‫األسرى من توفير مبالغ ذهبية من األموال لخزينة المغرب من أجل فك أسر المئات من نبالء‬ ‫البالط البرتغالي وكبار ضباط الجيش‪ ،‬إضافة إلى توافد العديد من سفارات الدول األروبية على‬ ‫المغرب مهنئين وساعين إلى كسب ود سلطان المغرب وصداقته وحياده‪.‬‬ ‫إال أن المحققين في تاريخ الشعوب يرون أن هذه المعركة يجب أن توضع في منطق زمانها‬ ‫وهو منطق القوة‪ ‬الذي هيمن على معظم «الغزوات» السياسية والعسكرية منذ القرون الوسطى‬ ‫وبعد أن بدأت أوروبا تتشكل سياسيا وتتخلص‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬من حروبها البينية‪ ،‬لتوجه اهتماماتها‬ ‫إلى الجوار الذي كان المغرب من أبرز دوله قوة وعتادا‪‬.‬‬ ‫‫وبالتالي‪ ،‬فإن االحتفال باالنتصارات العسكرية التاريخية‪ ،‬ال ينبغي‪ ‬أن‪ ‬ينظر إليه من باب‬ ‫تمجيد ماضي‪« ‬الفتوحات العسكرية» أو الدخول في‪« ‬جذبات عنترية» ‪ ،‬بل إن الغاية هي‬ ‫استنباط العبرة من كل حدث حدث‪ ،‬كان انتصارا أو أفوال‪ ،‬بغاية بناء الحاضر والمستقبل على‬ ‫أسس‪ ‬راسخة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أن الماضي يصنع المستقبل وأن مستقبل البشرية رهين‬ ‫بترسيخ قيم التعايش والتوافق والتعاون والسلم بين األمم‪ .‬ولنا في عالقات المغرب مع البرتغال‬ ‫خير مثال على ذلك‪ .‬فقد أبرم البلدان أول معاهدة للسلم والتعايش وعدم االعتداء‪ ،‬في بداية‬

‫القرن السابع عشر‪ ،‬قبل‪ ‬معاهدة مماثلة أبرمها المغرب مع الواليات المتحدة األمريكية بعد‬ ‫اعترافه باستقاللها‪.‬‬ ‫وللذكرى ‪ ،‬يقوم وفد هام من شخصيات برتغالية بارزة بزيارة إلى بعض مدن الشمال‪،‬‬ ‫المرتبطة بعالقات تاريخية مع البرتغال‪ ،‬في إطار «رحلة ثقافية» إلى موقع معركة وادي المخازن‪،‬‬ ‫ليستلهموا منها عبرا تاريخية ومبادرات إيجابية لتحقيق مزيد من التقارب والتعاون لما فيه خير‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬جعلت مدينة القصر الكبيرلالحتفال بموسمها الثقافي الصيفي لهذا العام‪،‬‬ ‫شعار ‪ :‬من الصدام العسكري إلى اللقاء الحضاري» تضمن عددا من المداخالت التي تمحورت‬ ‫حول المعركة من منظورها التاريخي كمادة للتأمل في ما يمكن أن يعزز أواصر السلم والتعايش‬ ‫ليس فقط بين المغرب والبرتغال ‪ ،‬بل وأيضا بين مختلف شعوب العالم‪.‬‬ ‫ومن أبرز تلك المداخالت ما ورد في ورقة للدكتور محمد العمراني أستاذ جامعي‪ ،‬بعنوان‪:‬‬ ‫«المغرب والبرتغال‪ :‬قراءة في الذاكرة المشتركة» وما ورد في مداخلة األستاذ محمد أخريف‬ ‫رئيس جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬حول «العالقات المغربية البرتغالية‪:‬‬ ‫بعض أوجه التسامح» ومداخلة الدكتور العميد عبد المجيد القدوري حول «تثمين التراث ودينامية‬ ‫الجماعات الترابية‪ :‬التراث التاريخي في قلب السياسات العمومية بين الحماية والتثمين‪.‬الحكامة‬ ‫في تدبير التراث التاريخي»‬ ‫وأخيرا‪ ،‬مداخلة المهندس فرديريكو مينديس باوال الخبير في ترميم التراث عالج فيها‬ ‫موضوع‪« :‬التراث المحمي مورد للتنمية المستدامة‪.‬نموذج التعاون الدولي حول التراث البرتغالي‬ ‫بالمغرب‪ .‬آفاق التعاون بين بلديتي الغوس البرتعالية والقصر الكبير‪ ،‬المتوأمتين»‪.‬‬ ‫وفي هذا الجو الذي ينبض بمشاعر الصداقة بين المغرب والبرتغال‪ ،‬يزور وفد من أعضاء‬ ‫جمعية «تاريخ استقالل البرتغال» التي يرأسها الدكتور «جوزي ألركاو تروني» والمعهد البرتغالي‬ ‫العربي للتعاون الذي يرأسه صديق المغرب الدكتور ماويل بشيرا»‪ ،‬مدينة القصر الكبير وموقع‬ ‫وادي المخازن‪ ،‬والوقوف عند النصب التذكاري المقام في مركز القيادة العسكرية للمعركة‪.‬‬ ‫فكرة هذه «الرحلة المغربية» تعود للسيد ‘فاسكو كاليكسو» عضو معهد «بارطولوميو دو‬ ‫غوسماو» تبنتها في ما بعد‪ ،‬جمعية تاريخ استقالل البرتغال والمعهد البرتغالي العربي للتعاون‪.‬‬ ‫وسوف يصل الوفد البرتغالي المكون من أزيد من خمسة وعشرين شخصية بارزة في عالم‬ ‫التاريخ والعلوم االنسانية‪ ،‬إلى طنجة ‪ 15‬شتنبر نصف ساعة بعد منتصف الليل‪ ، ،‬ويقوم بزيارة‬ ‫القصر الكبير وموقع المعركة يوم ‪ 18‬من هذا الشهر بعد زيارة كل من أصيلة والعرائش كما‬ ‫سيزور القصر الصغير الذي ال زال قصره يذكر بالوجود البرتغالي الذي جعل منه واحدا من أهم‬ ‫موانئ المتوسط آنذاك‪.‬‬ ‫وفي طنجة‪ ،‬يقوم الوفد بزيارة ساحة فارو في ميرادور ساحة فرنسا‪ ،‬ومتحف البعثة األمريكية‬ ‫ومتحف القصبة وكذا رأس سبارتيل ومغاور هرقل‪ ،‬قبل العودة صباح الخميس ‪ 20‬شتنبر إلى‬ ‫لشبونة‪.‬‬ ‫وأعلن المنظمون أن وقائع هذه الزيارة سوف تكون موضوع مطبوع ستعده وتنشره جمعية‬ ‫تاريخ استقالل البرتغال الحقا‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.