Achamal n° 960 le 25 Septembre 2018

Page 1

‫دعوة لواليات الجهات والمجالس المنتخبة‬ ‫للمساهمة في حل مشكلة بطالة الشباب‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 960‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 15‬محـرم ‪� 25 / 1440‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫شهد مقر والية الجهة‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬اجتماع الوالي اليعقوبي بعمال‬ ‫أقاليم الجهة‪ ،‬للتداول في قضية األوضاع االقتصادية واإلجتماعية‬ ‫بالجهة‪ ،‬وهو موضوع الساعة بالنسبة لعموم الشعب المغربي‪،‬‬ ‫خاصة بعد تنامي الشعور باالحتقان والغضب لدى شرائح‬ ‫واسعة من الشعب‪ ،‬وتعدد مظاهر االحتجاج لإللحاح على‬ ‫ضرورة توفير ظروف العيش الكريم‪ ،‬خاصة بالنسبة للشباب‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن‪ ،‬تم التداول بخصوص مذكرة وزير‬ ‫الداخلية الموجهة حديثا للوالة والعمال ورؤساء المجالس‬ ‫المحلية‪ ،‬بشأن بلورة مشاريع تنموية كفيلة بتحسين‬ ‫األوضاع االقتصاديـة واالجتماعيـة بالنسبـة لعمــوم‬ ‫مواطني الجهة‪ ،‬وللشباب بصفة خاصة‪ ،‬عبر خلق فرص‬ ‫واقعية للتشغيل والتكوين‪ ،‬وفق متطلبات سوق الشغل‪.‬‬ ‫فهل تنجح السلطات الجهوية واإلقليمية والمحلية والمجالس الترابية في تحقيق ما عجزت عنه‬ ‫الحكومة إلى اآلن‪ ،‬بشأن تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية بالبالد‪ ،‬عبر توفير الفرص أمام‬ ‫المواطنين للحصول على الخبز والكرامة؟‬

‫«بحر الشمال» منص ٌة متقدم ٌة للهجرة السرية‬

‫الفرارُ نحو المجهول‬

‫لم يعد لعملية «الحريكَ» ما كان يحيط بها من سرية‪ ،‬بعد أن تنامت بشكل مفاجئ‪ ،‬وأصبحت‬ ‫لها «هيكلة» إعالمية تمدها بأدق التفاصيل حول «الحريكَ» ‪ ،‬مكانا وزمانا وتكاليف‪ .....‬كما‬ ‫تطمئن املرشحني املحتملني إىل ظروف السالمة واألمن التي تحف بالرحلة وتضمن لها نسبة‬ ‫عالية من النجاح‪! ‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪960‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫عملية نصب واحتيال كبيرة تستهدف‬ ‫مصممة عالمية وزوجها الفرنسي بطنجة‬ ‫كنا نشرنا في عدد سابق موضوعا حول‬ ‫قضية المصممة العالمية‪ ،‬سليمة عبد الوهاب‬ ‫وزوجهـــا الفرنسـي‪ ،‬كريسطوف‪ ،‬والمتعلقة‬ ‫بعملية نصب كبيرة‪ ،‬تعرضا لها‪ ،‬فتركتهما في‬ ‫حيرة من أمرهما‪ .‬وها هي القضية‪ ،‬ولحد كتابة‬ ‫هذه السطور‪ ،‬ال زالت تتفاعل‪ ،‬ألن المصممة‬ ‫العالمية وزوجها لم يهضما بعد ما تعرضا له‬ ‫من ظلم وجور‪ ،‬األمر الذي جعلهما يواصالن‬ ‫رحلة البحث عن إنصافهما‪ ،‬باسترجاع حقوقهما‬ ‫المغتصبة‪ ،‬دون فائدة ‪.‬‬ ‫وتتجلى تفاصيـــل القضيــة في كــون‬ ‫المصممة المذكورة كانت اقتنت سنة ‪2006‬‬ ‫قطعة أرضية بدار زهيرو غرب مدينـة طنجـة‬ ‫مساحتها حوالي ‪ 6000‬متر مربـع‪ ،‬وشيدت‬ ‫فوقها منــزال‪ ،‬بمواصفــات رفيعــة وبتكاليف‬ ‫باهظة‪ ،‬يحتوي على ورشة تشغل ما مجموعه‬ ‫‪ 15‬شخصا‪ .‬لكن سرعان ما وجدت نفسها تواجه‬ ‫ما أسمته بعصابة‪ ،‬يدعي أفرادها أن عقارها‬ ‫الذي اشترته‪ ،‬يعود إلى ملكيتهم المحصلة‬ ‫عن اإلرث‪ ،‬حيث ظلوا ينغصون عليها حياتها‪،‬‬ ‫واستمرت معاناتها زهاء خمس سنوات‪ ،‬ذاقت‬ ‫خاللها هي وزوجها الويالت‪ ،‬الرشق بالحجارة‬ ‫والتهديد بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وتضيف المشتكية في تصريحها للجريدة‬ ‫أن الحكم االبتدائي كان لفائدتها‪ ،‬قبل أن‬ ‫تنقلب اآلية في المرحلة االستئنافية ‪ ،‬رغم أن‬ ‫الورثة المفترضين ال يوجد بحوزتهم ما يثبت‬ ‫أحقيتهم في العقار‪ .‬والمثير‪ ،‬توضح المشتكية‬ ‫أن دفاعها من مراكش تمادى في النسيان‪،‬‬ ‫وعدم تبليغها بالحكم‪ ،‬كما تحايل عليها الجميع‬ ‫في إيصال الحكم‪ ،‬الخاص بالنقض واإلبرام إلى‬ ‫أن انتهت مدة تمديده‪ .‬كما اتهموها بأنها‬ ‫امتنعت عن التوقيع على «التوصيالت»‪ .‬وتضيف‬ ‫المشتكية أن ما يحز في نفسها أكثر هو أن أحد‬ ‫الورثة المفترض الذي يعيش بفرنسا يقول‬ ‫دائما ‪« :‬إنه يجب ترحيل زوجها «كريسطوف»‬ ‫إلى بالده»‪ ،‬مما يدل على مشاعر الكراهية‬

‫والعنصرية التي تسيطر على هذا المشتكى‬ ‫به‪.‬‬ ‫وتتساءل المصممــة العالميــة سليمـة‬ ‫وزوجها كريسطوف‪ ،‬كيف ينتزع منهما عقارهما‪،‬‬ ‫ببرودة دم‪ ،‬الكائن بمنطقة دار زهيرو بطنجة‬ ‫التي قضيا فيها أكثر من ‪ 12‬سنة‪ ،‬وصرفا مبالغ‬ ‫مالية باهظة‪ ،‬وذلك بطرق تدليسية تبعث‬ ‫على االستغراب‪ ،‬في الوقت الذي ما فتئ جاللة‬ ‫الملك يدعو في خطاباته إلى ضرورة تسهيل‬ ‫فرص االستثمار‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار ما يتعلق‬ ‫باالستثمارات األجنبية على وجـه الخصوص‪،‬‬ ‫وليس ترك المستثمريـن عرضة للتيـه بين‬

‫مكاتب المحامـاة وردهـات المحاكم ومختلـف‬ ‫اإلدارات‪ ،‬دون جدوى‪.‬‬ ‫يذكــر أن سليمـة عبد الوهاب مصممة‬ ‫عالمية من العيار الثقيل في مجال األزياء‪ ،‬سبق‬ ‫لها أن مثلت المغرب في كثير من المحافل‬ ‫الدولية‪ ،‬كلبنان وجنوب إفريقيا وغيرهما‪ ،‬حيث‬ ‫تزاوج في عملها بين كل مكونات الموروث‬ ‫المغربي‪ ،‬وتضفي عليه لمسات عصرية‪ ،‬للخروج‬ ‫بتصاميم وفساتين‪ ،‬هي غاية في الروعة‪ .‬كما‬ ‫تتميز بحبها وغيرتها على بلدها المغرب الذي‬ ‫اختارت االستثمار فيه‪ ،‬قبل أن يتعرض مشروعها‬ ‫للنصبواالحتيال‪.‬‬

‫‪ ‬فريق (‪ )TRADT‬من جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي يتألق في مسابقة تصميم وبناء‬ ‫مساكن مستدامة وإيكولوجية‬ ‫اختير فريق (‪ )TRADT‬الذي يمثــل‬ ‫جامعــة عبد المالك السعـــدي من بين‬ ‫عشرين فريقـــا من جنسـيــات مختلفــة‪،‬‬ ‫تضم دول‪ ،‬جنوب افريقيا‪ ،‬بوركينا فاسو‪،‬‬ ‫الكاميرون‪ ،‬ساحــل العاج‪ ،‬مالي‪ ،‬نيجيريا‪،‬‬ ‫جمهوريـــة الكونـــغــو الديموقراطيــة‪،‬‬ ‫السنغال‪ ،‬تنزانيــا‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬مصر‪ ،‬تركيا‪،‬‬ ‫ألمانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬رومانيا‪ ،‬الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ماليزيا والهنــد‪ ،‬في المسابقة‬ ‫العالمية( (�‪Solar Decathlon AFRI‬‬ ‫‪ )CA‬التي تنظم ألول مرة على صعيد القارة‬ ‫اإلفريقية من قبل معهد البحث في الطاقة‬ ‫الشمسية والطاقـــات المتجددة‪ ،‬وجامعة‬ ‫محمـــد الســـادس متعددة التخصصات‬ ‫التقنية‪ ،‬تحت إشراف وزارة الطاقة والمعادن‬ ‫والتنمية المستدامة‪ ،‬و بدعم من كتابة‬ ‫الدولة األمريكية في الطاقة‪.‬‬ ‫وتهدف هذه المسابقة إلى تصميم‬ ‫وبناء مساكن مستدامة وإيكولوجية خالل‬ ‫سنة ونصف‪ ،‬تعتمد على الطاقة الشمسية‬ ‫كمصدر وحيد للطاقة‪ ،‬مع تلقيها لمبلغ ‪50‬‬ ‫ألف دوالر للفريق الواحد‪.‬‬ ‫وفــــي هــــذا السيــــاق‪ ،‬استـــطـــاع‬ ‫فريـــق (‪ )TRADT‬وفي ظرف وجيز‪ ،‬تقديم‬ ‫تصميم معماري مستوحـــى من المعمار‬ ‫المغربي األصيل «الرياض‪،‬القصبة» للمنزل‬ ‫المبتكر الذي ينافس به في هذه المسابقة‪.‬‬ ‫و يدمج المنزل تقنيات عالية وأجهزة ذكية‬ ‫من أجل توفير الراحة الضرورية للقاطنين‬ ‫به‪ .‬‬ ‫ويبذل فريق (‪ )TRADT‬الذي يتكون‬ ‫من طلبة مهندسين‪ ،‬طلبة دكاترة وأساتذة‬ ‫باحثين من مختلف المؤسسات الجامعية‪،‬‬ ‫كلية العلوم والتقنيات بطنجـة‪ ،‬المدرسة‬ ‫الوطنيـة للعلوم التطبيقية بطنجة‪ ،‬الكلية‬ ‫متعددة التخصصات بالعرائش والمدرسة‬

‫الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة المكونة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬مجهودا كبيرا‬ ‫منذ االنطالق الرسمي للمسابقة من أجل‬ ‫إنجاز منزل قادر على المنافسة القوية والذي‬

‫سيتم تقديمه أمام لجنة تحكيمية دولية‬ ‫في سبتمبر ‪ 2019‬ببنكرير‪ .‬ويحظى الفريق‬ ‫بدعم من جهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫‪2‬‬

‫هذه تفاصيل االجتماع العاصف‬ ‫للجنة المالية بمجلس جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫مثلما كان متوقعا‪ ،‬استغرق اجتماع لجنة‬ ‫المالية بمجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫الذي انعقد صباح أول الخميس‪ ،‬أزيد من ‪7‬‬ ‫ساعات متواصلة‪ ،‬عرفت حالة غير مسبوقة من‬ ‫االحتقان بسبب إصرار فريق العدالة والتنمية‬ ‫على عدم الخوض في مناقشة مشروع ميزانية‬ ‫مجلس الجهـة لسنــة ‪ ،2019‬إال بعد توفير‬ ‫مجموعة من الوثائق التي ينص عليها المرسوم‬ ‫رقم‪ ،2.16.314 :‬وبصفة خاصة ‪ :‬بيان عن‬ ‫البرمجة الممتدة لثالث سنوات الخاصة بميزانية‬ ‫الجهة ‪ -‬مشروع ونجاعـة األداء برسم السنـة‬ ‫المعنية ‪ -‬بيان خـاص عـن االلتزامات المالية‬ ‫الناتجة عن االتفاقيات والعقود المبرمة من‬ ‫قبل الجهة والضمانات الممنوحة ‪ -‬بيان خاص‬ ‫عن المداخيل المستخلصة‪ ،‬وتلك التي لم يتم‬ ‫استخالصها بعد خالل السنتين المنصرمتين‪،‬‬ ‫وكذا المداخيل المستخلصة إلى غاية متم‬ ‫شهر شتنبر من السنة الجارية ‪ -‬بيان خاص عن‬ ‫النفقات الملتزم بها والمؤداة برسم ميزانيتي‬ ‫التسيير والتجهيز خالل السنتين المنصرمتين‪،‬‬ ‫وكذا النفقات الملتزم بها والمؤداء إلى غاية‬ ‫متم شتنبر الجاري ‪ -‬مذكرة تقديم حول نفقات‬ ‫التسيير تبرز تطور النفقات وبنيتها وخصائصها‬ ‫وتقديراتهـــا برسم السنــة الماليــة الحاليــة‬ ‫والمقبلة‪ ،‬وكذا تطور عدد الموظفين‪...‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة‪ ،‬فإن هاته النقطة‬ ‫أخذت ساــعات من النقــاش‪ ،‬بسبب محاولة‬ ‫أعضاء االغلبية المسيرة لمجلس الجهة فرض‬ ‫األمر الواقع والتشبث بالشروع في مناقشة‬ ‫وثيقة مشروع الميزانية من دون االدالء بهاته‬ ‫الوثائق‪ ،‬لكن إصرار العدالة والتنمية على ذلك‪،‬‬

‫فرض تأجيل هاته النقطة إلى األسبوع المقبل‪.‬‬ ‫وخــالل نفس االجتماع‪ ،‬اتفقــت لجنـــة‬ ‫المالية على رفع توصية إلى مجلس الجهة‬ ‫تقضي بتشكيل لجنة مكونة من ممثلـي الفـرق‬ ‫المشكلة للمجلـس يعهــد لها بدراسة جميع‬ ‫تقارير تنفيذ االتفاقيات ورفع تقرير بشأنها‬ ‫يتضمن قائمة باالتفاقيات التي يجب إلغاؤها‬ ‫بسبب عدم تنفيذها‪.‬‬ ‫وحسب ذات المصادر‪ ،‬فإن هاته النقطة‬ ‫ستشكل إحراجا حقيقيا إللياس العماري‪ ،‬ألنها‬ ‫ستكون بمثابة تقييم مدى نجاعته في تدبير‬ ‫شؤون الجهة‪ ،‬خصوصا وأن مجلس الجهة كان‬ ‫يقدم هاته االتفاقيات كدليل على ديناميته‪،‬‬ ‫وكحصيلة مشرفة الداء الرئيس إلياس العماري‪.‬‬ ‫وخلصت المصـادر إلى أن اجتمـاع أول‬ ‫أمس يؤشر على مرحلــة جديدة سيعرفها‬ ‫مجلس الجهة بعد التموقــع الجديد لفريق‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬الذي يبدو أنــه حسم خيــار‬ ‫العودة الى المعارضة الصارمة إللياس العماري‬ ‫بعد حوالي ثالث سنوات من المهادنة ومن‬ ‫الغزل المتبادل‪ ،‬ورجحت المصــادر أن تنعقـــد‬ ‫دورة مجلس الجهة يوم فاتح أكتوبر دون ان‬ ‫تتمكن لجنة المالية من إنهاء أشغالها‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن المجلس سيكون مطالبا باإلبقاء على‬ ‫دورة أكتوبر مفتوحة إلى حين رفع تقرير اللجنة‬ ‫على أنظاره‪ ،‬اللهم إذا تحركت خطوط الهاتف‬ ‫بين إلياس وفريق العدالة والتنمية إلرجاع المياه‬ ‫إلى مجراها الطبيعي‪.‬‬

‫محمد العمراني‬


‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫في حديثٍ دار بيني وبين أخي األستاذ عبد القادر الزكاري حول الصيف واالصطياف‪ ،‬اتفقنا على‬ ‫أن آباءنا وأجدادنا كانوا ال ينزلون إلى مرتيل‪ ،‬إال مع تباشير الخريف‪.‬‬ ‫و السبب‪ ،‬انْشغا ُلهم بتوفير «عَوْ َلة العام»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فهم إذا انتهى موسم الحصاد‪ ،‬يستقبلون ما تفضَل اهلل به عليهم من أكياس القمح‪ ،‬فتتفرغ‬ ‫ربَّاتُ البيوت لتنقيتة‪ ،‬وإرساله إلى المطاحن‪ ،‬واستخراج ما يُستخرَج من الدقيق من «نُخّالة»‪،‬‬ ‫وصُنع ما يُصنع منه من سميد‪ ،‬وكسكس‪ ،‬و «مْحَمْصَة»‪.‬‬ ‫و العملية في مجملها تبتدئ بتنقية الزرع‪ ،‬وتنتهي «ب َفتْل» الكسكس‪ .‬وهي تتطلب الوقت‬ ‫والجهد‪ ،‬والكثير من الصبر‪ ،‬واالستعانة بذوي الخبرة من الجدّات والخاالت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فإذا نفضن أيديهن من مستخرجات الدقيق‪ ،‬ووضعْنها في براميلها‪ ،‬وتحققن من توفر شروط‬ ‫ادِّخارها‪ .‬فإن عنايتهن تنصرف إلى توفير القدر الكافي من الزبدة‪ ،‬وتذويبه أو تمليحه‪ ،‬ليصير سمنا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وتُقطع‬ ‫يخصُونه بعجل يُذبح لهذه الغاية‪.‬‬ ‫و يأتي «الخْليع» في الرتبة الموالية‪ ،‬والموسرون ّ‬ ‫وتُفصَل بكيفية معينة‪ ،‬ليتم وضعها في أوان كبيرة‪ ،‬وتُغمس في أنواع محددة من التوابل‪،‬‬ ‫لحمه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتظل هناك ليوم أو يومين‪ .‬فإذا أخذت حظها من الكمون والملح والقزبور و‪ ....‬نُشرت على حبال‬ ‫الغسيل بالسطوح‪ ،‬لتجف وتصير قديداً‪ .‬وكلما كانت الشمس حارة‪ ،‬أخذ القديد حقه كام ً‬ ‫ال من اليُبْس‬ ‫والجفاف‪ ،‬وسَهُل طهيه‪ ،‬وإحالته إلى خليع لذيذ‪.‬‬ ‫و إذا كانت هناك لحظة َ‬ ‫ذكرْناها بخير‪ ،‬فهي لحظة وقوف الخليع في إدَامِه ‪ -‬كما يقال ‪ -‬فهذه‬ ‫ّ‬ ‫لتُشكل أكلة هذا اليوم المشهود‪.‬‬ ‫اللحظة تُؤْذن بتغميس الخبز في الطنجرة‪،‬‬ ‫و بالطبع‪ ،‬فإن هذا المنتوج يُوضع في قدور تحافظ على مظهره‪ ،‬ومَخبره لمدة سنة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«الخُل» ويُصنع منه «الصّامت»‪ ،‬وهذا حلو المذاق‪ ،‬يُستعان‬ ‫ثم تأتي مرحلة العنب‪ ،‬ليُصنع منه‬ ‫به على طهي «التح‪+‬لية» في عيد األضحى‪.‬‬ ‫و من القدور التي كانت تصطف إلى جانب قدور الخل والصامت‪ ،‬قدور الفلفل األحمر الذي يُطحن‬ ‫ويُطبخ‪ ،‬ويصبح عبارة عن معجون‪ ،‬يُعتمَد عليه في طهي أنواع معينة من األكالت‪.‬‬ ‫و الزيتون أسوده وأبيضه‪ ،‬كان له محل من اإلعراب في الخزن واالدّخار‪ ،‬ويضاف إليه الليمون‪،‬‬ ‫أو يوضع بمعزل عنه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل هذه األنشطة وغيرها‪ ،‬كانت تمارس في الصيف‪ ،‬لضمان «عَوْ َلة العام»‪.‬‬ ‫و للقارئ أن يستنتج منها ما يشاء‪ .‬له أن يُشبّه هذه الحركة المباركة في جمع المحاصيل‬ ‫وخزنها‪ ،‬بحركة النمل في حرصه على االدخار‪ .‬وله أن يأخذ فكرة عن المجهود الخارق‪ ،‬الذي كانت‬ ‫تبذله ربات البيوت بأرْيَحيَة وطِيب نفس‪ .‬وله‪ ...‬وله‪. ...‬‬

‫على هامش الجدال حول برنامج التأهيل‬ ‫الحضري (‪)2019/2015‬‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫لمدينة شفشاون‬ ‫التنمية الحضرية‪ ،‬الـتأهيل الحضري من بين المصطلحات الحديثة‬ ‫الثقيلة التي دخلت إلى قاموس التدبير الترابي في إطار تدارك التأخر الحاصل‬ ‫في المدن و المراكز الشبه الحضرية على مستوى البنية التحتية والتجهيزات‬ ‫والمرافق العمومية والتهيئة‪ ،‬في أفق تحسين ظروف العيش‪ ،‬وتجويد مستوى‬ ‫الخدمات المقدمة للمواطن‪ ،‬وكذا خلق دينامية سوسيو‪-‬اقتصادية وثقافية في‬ ‫الوحدات الترابية‪.‬‬ ‫ومن خاصيات عمليات التنمية و التأهيل الحضريين‪ ،‬أن صياغتها تكون‬ ‫من خالل برامج يمتد إنجازها على سنوات‪ ،‬كما أن هذه البرامج تكون مناط‬ ‫شراكة والتقائية بين أطراف عمومية متعددة تقودهما الجماعة الترابية‪،‬‬ ‫ويشكل التمويل العقبة األساسية التي تعرقل أو تؤخر تنفيذ المشاريع المتنوعة‬ ‫المتضمنة في البرامج إن لم تلغها‪ ،‬وتعتمد تعبئة األطراف الممولة وتسريع‬ ‫عملية التمويل على القدرة التواصلية والتفاوضية لرؤساء الجماعات الترابية‬ ‫المعنيين‪ ،‬و على دعم السلطة اإلقليمية التي تمثل الدولة وتنوب عن الحكومة‪،‬‬ ‫و تقوم بتنسيق أعمال المصالح الخارجية للدولة على مستوى اإلقليم‪.‬‬ ‫من الواضح أن إنجاز برنامج التنمية لمدينة شفشاون (‪ )2009 2006-‬هو‬ ‫الذي وضع المدينة على السكة بعد أن بقيت لعقود من الزمن خارج الجغرافية‬ ‫الحديثة للتمدين‪ ،‬إذ بعد ما‬ ‫أنجزه القدامى منذ تولي موالي‬ ‫علي بن راشد مقاليد اإلمارة‪،‬‬ ‫وبعدهم اإلسبــان منذ دخول‬ ‫االستعمار للمدينة‪ ،‬فكأن الزمن‬ ‫توقف‪ ،‬بل إن المدينــة ظلت‬ ‫تفقد بريقها سنة بعد سنــة‪،‬‬ ‫وتتجه نحو االنحدار والتقهقر‬ ‫واألفول لوال األلطاف اإللهية‪.‬‬ ‫وبال شـــك‪ ،‬فــإن غيــاب‬ ‫التواصــل و ضعــف تعميــم‬ ‫المعلومة من طــرف الفاعـــل‬ ‫الترابي ساهـم في تكريـــس‬ ‫جهل تام بما تحقـق والذي‬ ‫تأخر تحقيقــه أو لم يتحقـــق‬ ‫أو المشاريع التي تمت إعادة‬ ‫صياغتها أو تحويلها في مختلف البرامج‪ ،‬و تكاد تكون اللحظة اليتيمة‪ ،‬التي‬ ‫يخرج فيها الفاعلون الترابيون المتصارعون في الميدان كل أوراق الدعاية‬ ‫اعترافا منهم بسلطة المواطن هي االنتخابات العامة‪ ،‬وهو ما يعاب بشكل‬ ‫خاص على الفاعلين السياسيين المحليين الذين يخطبون ود الناخب في هذه‬ ‫اللحظة ثم يرتكنون بعد ذلك إلى ممارساتهم التقليدية‪ ،‬رغم خطاب االنفتاح‬ ‫والشفافية واإلشراك والتشارك‪ ،...‬التي تنهل من قاموس الضبابية والتعتيم‬ ‫والتضبيع‪ ،‬وتقطير الشمع على المخالفين‪ ،‬واإلقصاء الممنهج لكل صوت ناصح‬ ‫أوناقد ال يتبع الجوقة‪.‬‬ ‫وألن السياسة تبقى في أغلب الحاالت حرابا مغلقا بين نخب األحزاب وذوي‬ ‫المصالح‪ ،‬وهو شيء عادي في كل المجتمعات الحديثة والقديمة‪ ،‬فإن غياب‬ ‫إعالم مستقل محلي وجهوي ووطني‪ ،‬تتحول معه في هذا الوضع السياسة‪،‬‬ ‫التي هي وسيلة لخدمة الصالح العام وشؤون العباد‪ ،‬إلى ما يشبه غرفة عمليات‬ ‫مغلقة؛ فتسود اإلشاعة و المغالطات وأنصاف الحقائق واألكاذيب‪.‬‬ ‫في هذا السياق يندرج الصدام الحالي بين األغلبية المسيرة لبلدية‬ ‫شفشاون والمعارضة االستقاللية‪ ،‬حيث إن احتكار المعلومة وحرمان اآلخرين‬ ‫منها‪ ،‬ولو كانوا شركاء مؤسساتيين‪ ،‬يكفي لوحده أن يفتح الباب أمام الشكوك‬

‫وعالقات عدم الثقة‪ ،‬ويطرح أكثر من سؤال حول الخلفيات التي تكمن وراء هذا‬ ‫السلوك الذي يناقض قواعد اللعب في مؤسسة منتخبة من المفروض أن تكون‬ ‫منفتحة على كافة الفاعلين‪ ،‬ناهيك عن من له شرعية انتخابية ال تقل شرعية‬ ‫عن شرعية األغلبية‪.‬‬ ‫كل المتتبعين للشأن المحلي بشفشاون يعرفون أن الرئيس الحالي‬ ‫المهندس محمد السفياني‪ ،‬وأغلبيته المنتمية لحزب العدالة التنمية‪ ،‬بنى‬ ‫حملته االنتخابية‪ ،‬التي منحته مفاتيح الجماعة الحضرية لوالية ثانية‪ ،‬على‬ ‫برنامج التأهيل الحضري‪ ،‬الذي صاغه بتنسيق مع العامل السابق الذي كان يقود‬ ‫إعداد برامج التأهيل الحضري للمراكز القروية‪ ،‬الذي كان يعد من خالله بحكم‬ ‫حجمه‪ ،‬كما وكيفا‪ ،‬بإيجاد الحلول إلشكاالت المدينة المستعصية خاصة في‬ ‫الهوامش‪ ،‬وباستكمال مسلسل النهوض الذي بدأه في الوالية السابقة‪ ،‬وإذا‬ ‫كان البرنامج تأخر ألن اعتماداته المالية ليست في الجيب‪ ،‬ثم إلن البيروقراطية‬ ‫تفرض ما تفرضه من خطوات ثقيلة قبل وأثناء وبعد تنفيذ المشاريع‪ ،‬فإن من‬ ‫حق المعارضة أوال ألن هذا هو دورها‪ ،‬ومن حق المجتمع المدني والفاعلين‬ ‫االقتصاديين ثانيا‪ ،‬والسكان عامة‪ ،‬أن يستفسروا عن مآل البرنامج وعن أسباب‬ ‫وكذا خلفيات تأخر إخراج مشاريعه‬ ‫إلى حيز الوجود في موعدها‬ ‫المحدد‪ ،‬لتأتي في مراحل الحقة‬ ‫عملية تتبع تنفيذ البرنامج‬ ‫وتقييـم محتوياتــه ووقعه على‬ ‫المدينة‪ ،‬ثم نقاش المشاريع أو‬ ‫البرامج األخرى التي من شأنها‬ ‫تعميم التهيئة على ما تبقى‬ ‫من شوارع المدينة واألحياء‬ ‫دون تمييز للخروج من حالة‬ ‫الفوضى المهيمنة‪ ،‬و الرفع من‬ ‫مستوى التجهيزات للحد من‬ ‫اختناقها وتحولها إلى سوق‬ ‫ومرآب مفتوح للسيارات إلخ‪.‬‬ ‫وال ينـكـــر إال جـــــاحــد‬ ‫أن المدينة حققت مكتسبات هامة وكبيرة في العقود األخيرة‪ ،‬وأصبحت قبلة‬ ‫سياحية ال يشق لها غبار‪ ،‬لكن هذه المكتسبات تحتاج إلى صيانة و توسيع‬ ‫وتقوية لكي تصبح مدينة شفشاون التاريخية مواكبة لعصرها‪ ،‬ولكي تتحول‬ ‫بالنسبة لسكانها وغيرهم‪ ،‬إلى فضاء حضاري للعيش المشترك وللفضيلة‪.‬‬ ‫فمن حق األغلبية في شفشاون أن تدافع عن إنجازاتها وأسلوب تسييرها‬ ‫للشان العام المحلي؛ ومن حق المعارضة كذلك‪ ،‬كما في المجتمعات المتمدنة‬ ‫كلها‪ ،‬أن تنتقد و تقترح وتتابع بعين فاحصة ما تقوم به األغلبية‪ ،‬وتسألها‪ ،‬على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬عن مآل برنامج التأهيل الحضري ومشروع التليفيريك‪،‬‬ ‫وعن مدى التجاوب مع بعض مطالب السكان كإحداث سوق الجملة‪ ،‬و مجزرة‬ ‫كبرى(للبهائم والدواجن)‪ ،‬ومركب ثقافي أو مسرح‪ ،‬ومسبح مغطى‪ ،‬و مرائب‬ ‫للسيارات إلخ‪ ،‬وتسألها‪ ،‬في أطار االحترام المتبادل لقواعد النقاش العمومي‪ ،‬عن‬ ‫حيثيات التسيير وما جاوره‪ ،‬لذلك فمن حسنات النظام الديموقراطي أنه يقوم‬ ‫على التناوب‪ ،‬كما يقوم على الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام التي تفرض‬ ‫وجود معارضة قوية؛ إذ بدونها التوجد أغلبية قوية‪ ،‬وكما قال الملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني‪ « :‬لو لم تكن عندي معارضة‪ ،‬لصنعت أنا المعارضة»‪.‬‬

‫وقال عيوش‪..‬؟‬ ‫)‪(2/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫قال عيوش وهو من هو ‪:‬‬ ‫«حرية الجسد مهمة بزاف‪..‬‬ ‫حرية الجسد فيها كثير من األشياء ‪..‬‬ ‫أوال ‪ :‬حرية الجسد هو ‪ :‬إنسان‪..‬رجل أو مرا‬ ‫رجل بغا يعيش مع رجل آخر‪ ..‬حتى هي حرية الجسد‪..‬‬ ‫مرا بغات تعيش مع مرا اخرى‪ ..‬حرية الجسد»‪.‬‬ ‫‪ /1‬الرجل يا عيوش رجل ؛ ذكر كامل في الرجال ؛ بين‬ ‫الرجولة والرجولية‪ ..‬هل فهمت ؟‬ ‫وأما النموذج الذي تتكلم عليه ـ في اطار حرية الجسد أو‬ ‫حرية الفساد ـ فهو إما ‪:‬‬ ‫أ ـ من يشبه خلقة النساء في حركاته وكالمه‪..‬‬ ‫ب ـ فرد فيه أمشاج الذكر وأمشاج األنثى‪ ..‬ويحبذ أن‬ ‫يدعى باسم امرأة‪..‬أو باسم جاذب من قبيل ‪:‬‬ ‫هيت أو ماتع أو أنة‪..‬‬ ‫وأخبار المخنثين موجودة في كتـب التـراث وغيرها‪..‬‬ ‫(راجــع مثـال ‪ :‬كتـاب التراتيــب اإلدارية للعــالمـة محمد‬ ‫عبد الحي الكتاني ج‪.) 2/‬‬ ‫ج ـ لوطي ‪..‬‬ ‫وأخبار اللوطيين معروفة ؛ والمجتمع المغربي ياعيوش‬ ‫ينبذ الشذوذ بأنماطه‪ ،‬كما في سلوك المثليين واللوطيين‬ ‫والسحاقيات‪..‬‬ ‫‪ /2‬يبدو أنك يا عيوش ـ وأنت تتطرق إلى موضوعة‬ ‫الجسد ـ وهي قضية ملتهبة بين بعض دعاة الحداثة‬ ‫وبين مناهضي تغولها ـ تخلط بين ‪:‬‬ ‫أ ـ حرمة الجسد ؛ وليست «حرية الجسد» ؛ وهي حرمة‬ ‫تنصرف الى ما ال يحل انتهاكه ‪..‬‬ ‫ب ـ الحرية وتعني في مفهومها اإلنساني العام ‪ :‬خلوص‬ ‫الشخصية من كل ما يعوقها عن إظهار مزاياها الخلقية‪..‬‬ ‫كان عليك يا عيوش أن تحدد مفاهيمك حتى تتمكن من‬ ‫الحديث عن دراية ؛ إذ ال يمكنك الحديث في موضوع‪ ،‬دون‬ ‫ضبط مفاهيمه األساس ‪..‬‬ ‫ثــم إن ما «تسميـه حرية الجسـد» ال تناظــر حرية‬ ‫النباتات في األحراش أو حرية فصيل الثدييات‪..‬‬ ‫حرمة الجسد وليس «حرية الجسد» تخضع لقوانين شتى‬ ‫من والدة وبلوغ وتوالد وكهولة وشيخوخة فموت‪..‬‬ ‫ما دعوت إليه ياعيوش شب عن طوقك فرحت تدعو إلى‬ ‫التذاذ جسدي بشراهة نار الحرائق‪ ..‬وفي تحرر أو تحلل من‬ ‫كل مسؤولية ‪..‬‬ ‫المسؤولية يا عيوش هي المدخل ألي حرية ‪..‬‬ ‫لقدعلم الناس مشربك يا عيوش‪ ..‬وعرفوا من وراءك‪..‬‬ ‫وتبينوا مقصودك‪ ..‬واتضحت لهم مصالحك ما ظهر منها‬ ‫وما خفي أعظم‪..‬‬ ‫وقبل كل هذا وبعده نقول لك يا عيوش ‪:‬‬ ‫المغرب بلد ديموقراطي‪ ..‬والديموقراطية نظام مرتاض‬ ‫يمكن أن يكون لينا أو مرنا ‪ ..‬لكنه لن يكون سائال في‬ ‫خدمة رمزيات مثلية وسحاقية دون تفكير في العواقب ‪..‬‬ ‫النظام الديمقراطي يا عيوش يمنع االحتكار والتسليع‬ ‫وهيمنة منطق السوق‪..‬‬ ‫لقد أثرت يا عيوش زوابع دونما تفكير في توابع‪..‬‬ ‫أفحمك علماء ومربون وأساتذة ‪ ..‬والبقية آتية ال ريب‬ ‫فيها؛ ألن الذي يصمت ليس راضيا ولن يسمح لك أو يمنحك‬ ‫الحق في الدعوة إلى االنحراف‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 25‬شتنرب ‪2018‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«طنز» وزاري‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫‪ ‬موسم الهجرة إلى‪...‬الشمال‬ ‫ال عالقة لهذه «الهجرة» مع كتاب «موسم الهجرة إلى الشمال‬ ‫لألديب السودانـي الراحل الطيـب صالــح‪ ،‬صديــق موسم أصيلـة‬ ‫الثقافي‪ ،‬ولو أن الهجرتين يأخذان «الشمال» كهدف لهما‪.‬‬ ‫الشمال عندي هو «إيل دورادو» األوروبي عبر إسبانيا المثقلة‬ ‫بهموم الغزو اإلفريقي الذي ال ينتهي بالرغم من الحرب الشنعاء التي‬ ‫قادتها إيطاليا واليونان‪ ،‬على هذا النوع من الهجرة السرية والتي‬ ‫كادت أن تطيـح بمستشـارة األلمان‪ ،‬ميركيل‪ ،‬وبمعاهدة شينغين‪ .‬‬ ‫الهجرة التي أعني هي‪ ‬اإلعصار الذي يضـرب بعنـف المجتمع‬ ‫المغربي‪ ،‬خاصة الفئــات الشابة منه‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬لألسباب التي‪ ‬لم‬ ‫تعد غائبة عن علم المسؤولين‪ ،‬وال جديدة عن معرفة وإدراك الشعب‬ ‫المغربي المتعب من كثـرة الخطــب والوعود والدعوات إلى التفاؤل‬ ‫التي يبرع فيها الوزير «الناطق» ليصطدم القول بالواقع الذي يدفع‬ ‫إلى «الهجرة» بما تحمل من تحديات وتهديدات أقلها إيالما‪ ،‬أن‬ ‫يقضي أطفالنا وشبابنا فرائس صائغة للحوت في قاع المتوسط أو‬ ‫األطلسي ‪.‬‬ ‫ورحم اهلل الشاعر الحكيم‪ ‬أبا الطيب‪ ‬المتنبي حين رثى نفسه‬ ‫في قصيد مؤثر‪ ‬ينشد فيه الموت‪ ‬كدواء شاف للشــدة والبلـــاء‬ ‫الذي‪ ‬يعيشه ويتمنى الموت‪ ‬للهــروب من مآسيـــه‪ ‬كما يتمنـــاه‬ ‫اليوم‪ ‬أوالدنا للهروب من «الحكرة» والجوع والفقر المدمر للنفوس‬ ‫والذوات ‪.‬‬

‫داء �أَن َترى املَ َ‬ ‫وت �شافيا َوحَ �سبُ املَـنايــا �أَن ي َُك َّن �أَما ِنيـا‬ ‫َكفى ِب َك ً‬

‫من كل جهات المغرب تطفو أخبار عن‪ ‬هجرة شبـــاب‪ ‬يعتبرون‬ ‫أن مجرد اإللقاء بأنفسهم في البحر‪ ،‬انتصار على حكامهــم‪ ،‬وطريقة‬ ‫للتنديد علنا باألوضاع في بالدهم المطبوعة بالفساد والريع‪ ‬وسوء‬ ‫التدبيــر‪ ،‬وبالعجـــز عـن مواجهـــة المشاكـــل المطروحـة‪ ‬على‬ ‫المجتمع واالكتفاء برصد تلك المشاكل وتعدادها والوعد بالبحث عن‬ ‫حلول تناسبها‪....‬وربما أنشأوا لها لجنة أو لجانا لتختفي آثارها بعد‬ ‫حين‪ .....‬ويبقى السؤال‪ ‬كامال! ‪......‬‬ ‫والمثير في الموضوع أن الهجرة لم تعد سرية وال «مخيفة»‬ ‫بالنسبة للمقبلين عليهــا‪ ،‬بل أصبــحــت مدعــاة للتباهــي على‬ ‫صفحــات وســـائـــط التواصل االجتماعي‪ ،‬حيـث تنشط عمليات‬ ‫«بيـــع وشــراء» فـــرص «الحريــك» إلى «الفـــردوس اإلسبانــي»‬ ‫المقابل‪ ،‬والذي يمكن مشاهدتــه بالعين المجردة‪ ،‬لقربـــه من‬ ‫سواحل المغرب الشمالي‪ .‬الهجـــرة «السرية» أصبحــت «فيشطـة»‬ ‫و«استعراضات» علنيـة يستفــز بهــا «الحاركون» حكومـة بالدهم‬ ‫ويدينون سياساتها االجتماعية والحقوقية ويدحضون مزاعمها في‬ ‫وجود فرص هائلة للشغل والحال أن بطالة الشباب تجاور األربعين‬ ‫في المائة من البطالة العامة‪ ،‬وأن آالف الشباب من حاملي الشهادات‬ ‫العليا يوجدون‪ ،‬ولسنوات‪ ،‬في حالة عطالة‪ ،‬ال الدولة تستفيد من‬ ‫كفاءاتهم العلمية وال هم يستفيدون من سنوات الدرس والتحصيل‬ ‫التي تفوق ثلث أعمارهم‪ .‬هؤالء كثيرا ما يتعرضون لمشاهد حاطة‬ ‫من كرامتهم حين تجهز القوات العمومية على وقفاتهم االحتجاجية‬ ‫المطلبية‪ ،‬بباب البرلمان‪ ،‬فتشبعهم ضربا وفتكا بحجة حماية األمن‬ ‫العام‪! ‬‬ ‫فكيف نقنع هؤالء الشبـــاب بالعــزوف عن إغراءات «البحــر»‬ ‫بأهواله وتهديداته‪ ،‬ونصـــده عن «عـروض» الفايسبوك المغرية‪،‬‬ ‫لالنتقال من عالم الفقر والبؤس إلى رحاب العيش الكريم‪ ،‬ونثبت له‬ ‫بالبينة أنه من الفضيلة القناعة بما قسم اهلل له في بلده الذي يعلم‬ ‫علم اليقين أن الحظوظ فيه غير متساوية‪ ،‬وإن االنتقاء والمحسوبية‬ ‫و»الباراجات» االجتماعية من أسباب االرتقاء االجتماعي‪ ،‬وأن حفنة‬ ‫من «المحظوظين» تملك جل الثروة المغربية‪ ،‬زادها اهلل بسطا في‬ ‫الرزق والسعة‪ ،‬وتتحكم في خيرات البلد ما كان منها على وجه‬ ‫األرض‪ ،‬وما اختزنه باطن األرض وما اكتنزته مياهه وبحوره وما‬ ‫وفرته سماؤه و «هواؤه» من نعم ‪.....‬‬ ‫إن اختيار الموت بدل العيش في بلد ال يجد فيه الشباب أبسط‬ ‫مقومات الحياة الكريمة حالة نفسية مدمرة‪ ،‬تنبئ بأن الشباب وصل‬ ‫إلى الباب المسدود وأن الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬ ‫التي يواجهها في بلده لم تعد تقنعه بعدم التفكير في الموت الذي‬ ‫هو أهون عليه من العيش بدون كرامة وعزة نفس‪ .‬ولعل البطالة‬ ‫والفقر أسوأ حــاالت العيــش الرديء واالمتهـــان‪ ،‬والحقارة والذل‬ ‫والمهانة‪.‬‬ ‫فهل توجيه سؤال شفوي لرئيس الحكومة حول تدافع المغاربة‬ ‫من أجل الهجرة وعودة قوارب الموت إلى واجهة األحداث ‪ ،‬في إطار‬ ‫«التنابز باأللقاب» بيــن «البـــام» و «البيجيدي»‪ ،‬كاف إلحداث آليات‬ ‫الردع ؟‬ ‫ننتظر لنرى‪.......!!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫كلما فتح بوقه ليحاول» قول شيء» أو يدلي برأي في ما يخص‬ ‫تدبير الشأن العام‪ ،‬إال وجر عليه أمواجا من االنتقــادات الالذعــة‬ ‫والسخرية الموجعة‪ .‬آخــر «خرجــات» اليتيم تصريحه بأن المواطن‬ ‫المغربي يمكنه العيش بـ «السميــك» الذي زيد قليال عن ‪2000‬‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫يتيم عزز بهذا التصريح المثير ما سبق ألخته في اهلل والحكومة‬ ‫‪ ،‬أن أعلنته من أن كل من يحصل على ‪ 20‬درهما في اليوم ‪ ،‬يكون‬ ‫قد خرج‪ ،‬نهائيا‪ ،‬من دائرة الفقر في المغرب‪! ‬‬ ‫أنا ال أريد أن أدخل في تفاصيل السوق و «القفة»‪ ،‬وتكاليف‬ ‫المعيشة األخرى‪ ،‬من كراء وماء وكهرباء وتعليم وصحة ونقل‪،‬‬ ‫التي أنهكت القوة الشرائية لموظفي السلم العاشر‪ ،‬فأحرى «طالب‬ ‫معاشه» الواقف على باب «السميك» الذي ال «يُحترم» إال نادرا في‬ ‫عالقات الترابط بين المشغلين واألجراء‪ ،‬ولكن أود أن أذكر الوزير‬ ‫النقابي الملتزم‪ ،‬أنه كان أشد «المناضلين» إلحاحا على ضرورة‬ ‫الرفع من قيمة السميك ليساير االرتفاع المهول والمستمر لتكاليف‬ ‫المعيشة ‪ .‬أعترف أن هذا كان يوم كان يتيم يتصدر جحافل العمال‬ ‫البيجيديين في مظاهرات فاتح ماي‪....‬‬ ‫أما اليوم فقد تحول «المواطن» يتيم إلى «الوزير» يتيم‪ ،‬كما‬ ‫تغيــــرت لغتــه واقتناعاتـــه وفــق «المعتقـد» الحزبـي المرتبــط‬ ‫بـ «الظروف» و«األوضاع االقتصادية» وبإإلمالءات «الخارجية»‪...! ‬‬ ‫فقط‪ ،‬أود أن يعرف الوزير المحترم‪ ،‬أن من يستطيع العيش في‬ ‫«مغرب اليوم» هو الذي يحصل على السميك مضروب في ‪!.....20‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫يفترون علينا‬ ‫‪ 20‬ألف طفل مغربي يموتون‬ ‫في سنة واحدة‪! ‬‬ ‫ال تقلقوا مما تقرؤون من «تقارير» دولية‪ ،‬حول المغرب‪،‬‬ ‫فهي تقارير «مغرضة»‪ ،‬تصاغ وتعمم بدافع الغيرة من «النموذج‬ ‫المغربي» والحسد بسبب النجاحات التي حققناها على كل األصعدة‪.‬‬ ‫هكذا يحاول بعض المسؤولين «مراوغتنا» و»إقناعنا» بأن ما يروج‬ ‫حولنا مسخ وبهتان وإفك عظيم‪ .‬وأن تعليمنا ليس متأخرا على‬ ‫فلسطين واليمن‪ ،‬وأن سياساتنا االجتماعية حققت نجاحات باهرة‪،‬‬ ‫وصحتنـا «زيّ البونـــب» و أن فــــرص الشغــل عندنــا متــوفـــرة‪ ‬‬ ‫‘’‪ .... ! ’‘ à gogo‬أليس هذا ما صرح به الوزير «الناطق» ؟‬ ‫أخر ما طلعت به علينـا تلك «التقارير»‪ ،‬أن وفيـات األطفـال‬ ‫والرضع بالمغرب بلغت ‪ 20‬ألفا العام الماضي‪ .‬كما وأن ‪ 10‬آالف‬ ‫رضيع وافاهم األجل المحتوم‪ ،‬بعد والدتهم‪ ،‬كذلك العام الماضي‪.‬‬ ‫في حين توفى خالل نفس السنة‪ ،‬حوالي ‪ 2000‬طفل ما بين ‪ 5‬و ‪14‬‬ ‫سنة‪ ،‬يفوق عدد الذكور اإلناث‪.‬‬ ‫ذلك قولهم‪ ،‬وهو ال يعنينا في شيء‪ ،‬ألننا ال نشك في ما نرى‬ ‫وما نسمع‪ ،‬وكل ما نرى ونسمع‪ ،‬يمن وخير وبركة ‪ ،‬وأن «الخير‬ ‫للقدام» ‪ ،‬ولنردد مع إبي الفضل التوزري ‪:‬‬

‫ا�ش َت َّدي �أز َم ُة َت َ‬ ‫نف ِرجي‬

‫عزيز گنوني‬

‫َقد �آ َذ َن َل ُ‬ ‫يل ِك ِبال َب َل ِج‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫«ناو» لعبد الرحيم الناو‬ ‫الرباح «خسر» «معركة الفنيدق» حيث طار من «قنيطرته»‬ ‫ليعزز موقع مرشح حزبه عبد الرحيم الناو‪ ،‬الذي ووجه بـ «ناو»‬ ‫من طرف مجموعات من شباب المدينة التي خرجت لالحتجاج‬ ‫على حزب الرباح ومستشاريه الذين يدبرون شؤون هذه المدينة‬ ‫الجميلة‪.‬‬ ‫«ناو» الجماهير أربكت العزيز الرباح‪ ،‬الذي ووجه بدوره بشعار‬ ‫«ارحل» من طرف من كان من المفروض أن يؤثثوا إيجابا‪ ،‬تجمعا‬ ‫شعبيا انتخابيا لنصرة «أخ في اهلل والدين والحزب» حيث رفعت‬ ‫الشعارات المنتقدة للبيجيدي ومستشاريه والمطالبة بمحاربة الفساد‬ ‫والريع والمحاباة في ما يخص دعم الجمعيات األهلية‪ ،‬وفتح التحقيق‬ ‫في الخروقات والتجاوزات التي شهدها تدبير شؤون المدينة على يد‬ ‫حزب «المصباح» الذي بدأ ض ِوءه يخفت في منطقة الشمال‪ ،‬حتى أن‬ ‫الرباح‪ ،‬الذي حاول تهدئة الوضع‪ ،‬بتوجيهه «الكالم المعسول» الذي‬ ‫عودنا عليه وزراء البيجيدي‪ ،‬وجد نفسه وسط «قلبة» وجلبة‪ ،‬وسط‬ ‫حلبة للمصارعة‪ ،‬بين األنصار والمعارضين الذين ووجهوا بأساليب‬ ‫البلطجة المعروفة‪.‬‬ ‫ورفع التجمع االنتخابي على وقع «ناو» لعبد الرحيم الناو‪.....!!! ‬‬ ‫وحاول قيادي آخر من نفس الحزب‪ ، ،‬المثير للجدل الدائن‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز أفتاتي‪« ،‬ترقيع الجرة»‪ ،‬فــ «كفسها» حين صرح وسط عدد‬ ‫من الذسن قبلوا االستماع إليه في مهرجانه «انتخابي تعزيزا للناو‪،‬‬ ‫حيث وصف عمدة تطوان الذي يواجه العدالة وسخط الجماهير‪،‬‬ ‫ورئيس جماعة الفنيدق‪ ،‬بأنهم مسؤولون «رضي اهلل عنهم»‪...‬‬ ‫فهل أسرّ إليه جبرائيل عليه السالم‪ ،‬برضا الحق سبحانه وتعالى‬ ‫عن إدعمار وقروق‪ ،‬أم إن إسالميي البيجيدي مؤهلون للحديث باسم‬ ‫الخالق عز وعال‪.....‬وبإمكانهم أن يصنفوا عباد اهلل بين من «رضي‬ ‫اهلل عنهم» ومن غضب اهلل عنهم والعياذ باهلل‪! ‬‬

‫عملية مرحبا ‪2018‬‬ ‫ضحية نجاحاته‪! ‬‬ ‫عبقرية أحد المتدخلين في برنامج «عبور» فاجأت الشاهدين‬ ‫والمستمعين‪ ،‬حين اعتبر أن ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬عاش حالة‬ ‫استثنائية‪ ،‬عند نهاية عملية «مرحبا» أهال وسهال‪ ،‬األخيرة‪ ،‬وان هذا‬ ‫الميناء كان ضحية «نجاحاته» التي ال شك فيها إطالقا‪ ،‬فيما يخص‬ ‫معالجة الحاويات‪.....‬‬ ‫األرقام القياسية التي تحدث عنها في ما يخص عبور مليون‬ ‫و‪ 670‬ألف مسافر ‪ ،‬ال تبعد كثيرا عن األرقام التي كان يسجلها‬ ‫الميناء القديم‪ ،‬خالل عمليات استقبال مغاربة العالم التي كان‬ ‫ينظمها «الهالل األحمر المغربي» في سبعينات وثمانينات القرن‬ ‫الماضي‪ .‬مع العلم أن ظروف النقل البحري ضربت في ‪ 15‬ما بين‬ ‫الفترتين‪.‬‬ ‫وليس من «العبقرية» في شيء أن يحاول بعض مسؤولي‬ ‫الميناء اإلنحاء بالالئمة على إدارة المالحة التجارية وشركات المالحة‬ ‫البحرية بسبب ما اعتبره «عدم احترام دفتر التحمالت» لخصوص‬ ‫ضبط بيع تذاكر السفر‪ ،‬األمر الذي فندته كتابة الدولة في النقل‬ ‫واعتبرته مزايدة وتبريرا «خارج النص»‪! ‬‬ ‫المالحظ أن االكتظاظ الكاسح الذي شهده ميناء المتوسط‪،‬‬ ‫في تلك الفترة بالذات من عودة مغاربة العالم إلى بلدان إقامتهم‪،‬‬ ‫فاجأ مسيري الميناء ألنهم لم يفكروا فيه مسبقا‪ ،‬بل لم يكونوا‬ ‫ينتظرونه إطالقا‪ .‬وهنا يكمن الخلل‪ .‬ذلك أن «العبقرية» هي في‬ ‫استباق األحداث وتصور حلول استباقية لما قد يحدث‪ ،‬وقد ال يحدث‪.‬‬ ‫ما اعليهش يا عباقرة‪ .‬ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬يجب أن ال يضيع‬ ‫بريقه وأن يسهر عباقرته على أن ال يصدرعنه أو في شأنه ‪ ،‬إال‬ ‫األخبار التي تعزز مكانته و نجاحاته المعترف له بها عالميا‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مقرر مدرسي مسيء للقيم الروحية‬ ‫المغربية في التعليم الخصوصي‬ ‫الفرنسي بالمغرب‬ ‫تسرب إلى مناهج التعليم‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬نص في مقرر‬ ‫بالفرنسية يحتوي على كالم مسيء للخالق سبحانه وتعالى‪ ،‬ولقصة‬ ‫نشء الكون كما وردت في كتاب اهلل عز وعال‪ ،‬األمر الذي فاجأ أولياء‬ ‫األمور‪،‬الذين سارعوا إلى االتصال بأولياء الدولة‪ ،‬مستفسرين عن‬ ‫سبب «إقحام» كتاب يحتوي مضامين تمس بالخالق ‪ ،‬تعالى اهلل عن‬ ‫ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫المشكل ليس في وجود كتاب مناف للقيم الروحية للشعب‬ ‫المغربي في مناهج التعليم الخصوصي الفرنسي بالمغرب‪ ،‬فقد‬ ‫عودونا على «ابتالع األبقار المسعورة» في كل ما يتصل بهويتنا‬ ‫العربية اإلسالمية األصيلة‪ ،‬ولكن‪ ،‬المشكل هو في معرفة كيفية‬ ‫وصول هذا المقرر إلى مدارس الخواص األجنبية‪ .‬والسؤال‪ ،‬هل‬ ‫إن التعليم الخصوصي الفرنسي بالمغرب «منطقة حرة» أو إنه‬ ‫مستعص على عين الوزارة المكلفة ؟ أم إن هذه المدارس من حقها‬ ‫أن تستورد‪ ،‬مباشرة‪ ،‬من أوطانها األصلية‪ ،‬كتبا «تستعين» بها على‬ ‫ترسيخ مفاهيم من ثقافتها لدى ناشئتنا‪ ،‬حتى وإن لم تكن محترمة‬ ‫لثقافتنا ومعتقداتنا الدينية‪ ،‬نحن المغاربة ‪.‬‬ ‫والغريب أنـه كــان الزما أن يثــار الموضوع في «الوسائط‬ ‫االجتماعية» بناء على الجدل الذي أثاره موضوع هذه المقررات لدى‬ ‫شريحة واسعة من المواطنين الذين اختاروا التعليم الخصوصي‪،‬‬ ‫لألسباب المعروفة‪ ،‬حتى «تنتبه» وزارة التعليم المغربية‪ ،‬وتقوم‬ ‫بسحب هذا الكتاب الذي قالت الوزارة إنه غير مدرج في الئحة الكتب‬ ‫الموازية للمقررات «الرسمية» وغير مرخص االستعمال من الجهات‬ ‫«المختصة» في التعليم الخصوصي‪...‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬اخترق هذا الكتاب الموجه لتالميذ السنة األولى‬ ‫للتعليم الثانوي‪ ،‬حـدود البلـد‪ ،‬ووصل إلى عقول أبناء هذا البلد‬ ‫المتعب بما يعاني من مشاكل في التعليم العمومي المتدهور‪،‬‬ ‫رغم البرامج االستعجالية‪ ،‬ومخططات اإلنقاذ الوطنية‪ ،‬و«منتديات»‬ ‫الخبراء االستشارية‪ ،‬ضدا على النظام األساسي للتعليم الخصوصي‬ ‫بالمغرب‪! ‬‬ ‫وبعد الضجة الكبرى التي أثارها وجود هذا المقرر في المستوى‬ ‫الثانوي بالتعليم الخصوصي الفرنسي بالمغرب‪ ،‬خرجت الجهات‬ ‫المسؤولة بالوزارة المفروض فيها أن تكون مسؤولة‪ ،‬بقرار سحب‬ ‫هذا المقرر بناء على تقرير لجنة أوفدتها أكاديمية جهة الرباط سال‬ ‫وما قاربهما‪.‬‬ ‫كما تم سحب ترخيص المديرة التربوية للمؤسسة اعتبارا‬ ‫لمسؤوليتها المباشرة في الموضوع‪.‬‬ ‫أين مراقبة المناهج التربوية التي يتحدثون عنها أم إنها ال‬ ‫تمس التعليم الوافد من بالد «ماما فرنسا» التي تملك على العديد‬ ‫من مسؤولينا لسانهم وعقولهم حتى إنهم ال يلهجون إال بلغتها وال‬ ‫يعتزون إال بثقافتها وفلسفتها وتاريخها ‪.‬‬ ‫فال مجال لالستغراب مما حدث وقد يحدث‪ ،‬ما دامــت عقـــول‬ ‫بعض المسؤوليــن عندنا توجــد تحت «تخدير» اللغــة الفرنسية‬ ‫والثقافة الفرنسية وما دامت قلوبهم وعواطفهم وأهواؤهم مفعمة‬ ‫بحب «ماما فرنسا» والوفاء لــ ‪! Nos ancêtres les Gaulois‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪960‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الواقع ال�شبابي باملغرب‪..‬‬

‫�أرقام �صادمة وم�ستقبل مقلق‬ ‫يشكل الشباب تاريخيا‪ ،‬المحرك الرئيس لكل التحوالت المجتمعية‪ ،‬وظلت مساهمته في إنجازات إعادة‬ ‫بناء األمم حقيقة ثابتة على مر العصور‪ ،‬نظرا لما لهذه الشريحة من ميزات وقدرات تمكنها من بذل أقصى‬ ‫الجهد والوقت للقيام بالمهمات الكبرى‪.‬‬ ‫بالمغرب حيث يمثل الشباب المخزون الديموغرافي األهم‪ ،‬يعيش الشباب واقعا مأساويا في غياب‬ ‫سياسة مواكبة لتطلعاته وحاجياته وفي تجاهل تام لوعيه المتزايد بحقوقه‪.‬‬ ‫نحاول في هذا المقال الرصدي تتبع وتجميع مؤشرات حول الوضع الشبابي المغربي‪ ،‬منها ما هو‬ ‫مستقى من تقارير لمراكز ومؤسسات دولية وأغلبها مأخوذ من تقارير مؤسسات مغربية رسمية نعتمدها‬ ‫على نسبيتها والتي غالبا ما تكون محجمة ومُضللة في غياب الحق في الحصول على المعلومة‪ ،‬لكنها‬ ‫تظهر جزءا من حجم المأساة‪.‬‬

‫نسبة الشباب في الهرم السكاني المغربي‪:‬‬

‫يشكل الشباب نسبة مهمة في الهرم السكاني المغربي‪ ،‬حيث كشفت إحصائيات حديثة أن نسبة‬ ‫الشباب ‪ -‬الفئة العمرية ما بين ‪ 15‬و‪ 34‬سنة ‪ -‬تمثل أزيد من ‪ % 34‬من التركيبة السكانية المغربية‪ .‬أي‬ ‫من الناحية العددية ‪ 11.7‬مليون شاب‪.‬‬ ‫هذه المؤشرات الرسمية‪ ،‬تؤشر على وجود رأسمال بشري شبابي مهم ومخزون استراتيجي يمثل حاضرا‬ ‫حيويا ومستقبال واعدا للبالد‪ ،‬ومصدرا متجددا للمجتمع إن أحسن استثماره وأتيحت له الفرصة للمساهمة‬ ‫الفاعلة في كافة مناحي الحياة السياسية والإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫واقع حال الشباب المغربي يقول عكس ذلك بالنظر إلى ما يعيشه من مشاكل بنيوية تعاني منها كل‬ ‫فئات المجتمع المغربي‪ ،‬في ظل نسق سياسي يمكن لالستبداد والفساد ويقمع ويهمش كل صوت حر‬ ‫ينادي بغد أفضل للمغاربة‪.‬‬

‫التعليم والتشغيـل ‪:‬‬ ‫تكريس للفوارق وإنتـاج‬ ‫للفشل وهجرة نحو المجهول‪:‬‬ ‫لن يجد الباحث والمتتبع عناء وال مشقة في‬ ‫جرد أهم األعطاب األساسية التي تعاني منها‬ ‫منظومتنـــا التعليميـة‪ ،‬والتي جعلتهـا مصدر‬ ‫معاناة وتيئيس للشباب منذ حداثة سنه‪ ،‬بدل‬ ‫أن تشكل مصدرا للتشجيع ومنبعا لإللهام‬ ‫وفتح اآلمال الواعدة التي تزين مخيلة كل شاب‬ ‫وشابة في مرحلة الدراسة والتحصيل‪.‬‬

‫–‪ ‬ثلث الشباب المغربي ال يعملون‬ ‫وال يدرسون!‬ ‫يزداد تصنيف التعليم في المغرب تقهقرا‬ ‫في كل التقارير الدولية‪ ،‬بل إن اإلقرار بهذا‬ ‫الفشل بات يتــردد على كل لسان من أعلى‬ ‫سلطة في البالد إلى أبسط تلميذ أو طالب‬ ‫يعيش مأساته‪ .‬حيــــث أظهــرت مــؤشــرات قياس مستوى التعليم بالمغــرب أن ‪ 270‬ألفا من الفئــة‬ ‫العمرية ما بين ‪ 15‬و‪ 34‬تغادر المدرسة سنويا‪ ،‬ونسبة البطالة تصل إلى ضعف المعدل الوطني فيها‪ ،‬أي‬ ‫‪ ،% 20‬فضال عن أن الفئة التي تتوفر على مناصب شغل ‪ 50‬في المائة منهم من لديهم وظائف ضعيفة‪.‬‬

‫–‪ ‬عطالة وبطالة تتراكم كل سنة‪:‬‬ ‫‪ ‬هذا ما أكدته دراسة حديثة بتاريخ ‪ 2018/02/05‬حين أعلنت المندوبية السامية للتخطيط أن عدد‬ ‫العاطلين سنة ‪ 2017‬قد ارتفع بـ ‪ 49.000‬شخصا‪ ،‬كلهم بالوسط الحضري‪ ،‬مما زاد من حجم البطالة‬ ‫بنسبة ‪ ،% 4,2‬تفوق تلك التي عرفها حجم التشغيل ‪ ،% 0,8‬وأن أعلى معدالت البطالة والشباب المتراوحة‬ ‫أعمارهم ما بين ‪ 15‬و‪24‬سنة ب ‪ ،% 26,5‬وحاملي الشهادات ب ‪ %.17.9‬‬

‫–‪ ‬نسبة الشباب المغربي في الوظيفة العمومية‪:‬‬ ‫حسب تقرير حول الموارد البشرية‪ ،‬مرفق بمشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬فإن أكثر من ‪ % 45‬من‬ ‫الموظفين المدنيين تتراوح أعمارهم من ‪ 40‬إلى أكثر من ‪ 55‬سنة‪ ،‬هذا فيما ال تتجاوز نسبة الموظفين‬ ‫الشباب أقل من ‪ 25‬سنة ‪ ،% 9‬ونسبة الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 25‬و‪ 35‬سنة ‪ ، % 35‬رغم أعداد‬ ‫الموظفين المحالين على التقاعد وأعداد الشباب الموظفين بالتعاقد‪.‬‬

‫– هجرة الشباب المغربي ‪:‬‬ ‫كشفت دراسة حديثة ‪-‬اشتغلت على عينات شبابية‪ -‬لمؤسسة بحثية تابعة لالتحاد األوربي في تقرير‬ ‫سمي ب “صحوة” خالل شهر فبراير ‪ 2017‬أن ‪ % 20‬من الشباب المغربي يرغب في الهجرة من بينهم‬ ‫حملة الشهادات وذلك بسبب شعورهم باإلحباط‪ ،‬وأوضحت أن السبب الرئيسي الذي يدفع بهؤالء الشباب‬ ‫إلى الهجرة هو إيجاد وظيفة شريفة وشروط عيش أفضل‪.‬‬ ‫وفي استطالع حديث‪ ،‬أجرته بوابة التوظيف ‪ Rekrute.com‬خالل شهـر أبريل الماضي‪ ،‬تم رصد أن‬ ‫‪ % 91‬من المغاربة مستعدون لمغادرة المغرب واإلستقرار في الخارج‪.‬‬ ‫وأفاد االستطالع‪ ،‬أن الشباب المغربي أقل من ‪ 35‬سنة بنسبة ‪ % 66‬يرغبون في مغادرة المغرب في‬ ‫أقرب فرصة من أجل تحسين عملهم‪ ،‬و‪ % 56‬لضمان جودة عيش وبيئة عمل أفضل‪ ،‬الشيء الذي تؤكده‬ ‫وقائع وفواجع قوارب الموت التي تحصد أرواح العشرات من الشباب هربا من شبح الفقر وبحثا عن لقمة‬ ‫عيش كريم خارج الوطن‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫– تغطية صحية شبه منعدمة وترفيه موسمي غير منظم ‪:‬‬ ‫حسب معطيات عرض وزير الشباب والرياضة المغربي حول السياسة المندمجة للشباب‪ ،‬فإن ‪ % 75‬من‬ ‫الشباب المغربي ال يتوفرون على أية تغطية صحية‪ ،‬بينما ‪ % 20‬منهم مهددون باإلصابة باضطرابات‬ ‫نفسية وصحية‪.‬‬ ‫وأن ‪ % 82‬من شباب المغرب ال يمارسون أي نشاط ترفيهي أو نشاط رياضي أو ثقافي‪ ،‬في حين تستمر‬ ‫الدولة في غلق العشرات من الفضاءات الشبابية من دور للشباب ودور الثقافة‪ ،‬أو تأميمها حسب المزاج‬ ‫والسياسة الرسمية‪.‬‬

‫الشباب والعمل السياسي والمدني‪:‬‬

‫–‪ ‬العمل السياسي‪ :‬احتكار وتضييق‬

‫أما المعطيات الصادمة أكثر‪ ،‬فهي تلك المتعلقة بمشاركة الشباب المغربي في المؤسسات السياسية‬ ‫الرسمية‪ ،‬والتي ال تتعدى نسبتها ‪. % 1‬‬ ‫كما أوردت دراسة “صحوة” المشار إليها سابقا أن السخط من السياسة مقلق جدا فحوالي ‪ % 60‬من‬ ‫الشباب المغاربة الذين هم في سن االقتراع لم يقوموا بذلك في اإلنتخابات األخيرة‪.‬‬ ‫ورغم كل التوصيفات التي تتحدث عن سلبية الشباب المغربي وعزوفه السياسي ومشاركته المجتمعية‬ ‫فإن الحراك الشبابي إبان ‪ 20‬فبراير وما تاله من احتجاجات شعبية قادها الشباب في مختلف ربوع الوطن‪،‬‬ ‫فند فرضية العزوف السياسي لدى الشباب وأكد حقيقة مفادها أن ذلك العزوف‪ ‬والمقاطعة العريضة‬ ‫لإلنتخابات لم يكن إال موقفا سياسيا ورد فعل شبابي رافض لشيخوخة المشهد السياسي المغربي‬ ‫ولسياسة الدولة الممعنة في اإلستحواذ على مقدرات الوطن‪ .‬فغياب فئات عريضة من الشباب عن الفعل‬ ‫السياسي‪ ،‬ليس إال نتيجة لثنائية اإلحتكار واإلقصاء اللتين تمارسهما الدولة اتجاه الشباب‪ .‬فهي تحتكر‬ ‫الفعل السياسي وتتحكم في خطوطه وحدوده‬ ‫بما ال يسمح بمشاركة فعالة ومنتجة ومجدية‬ ‫للشباب‪ ،‬وتميع الممارسة السياسية وتتالعب‬ ‫بقواعدها بشكل يفقدها المعنى والجدوى‪ ،‬ثم‬ ‫تستجدي بعد ذلك مشاركته اإلنتخابية وتنتقد‬ ‫عزوفه‪ ،‬وهي أول من يعلم حجم الدمار الذي‬ ‫لحق أوصال العمل السياسي‪ ،‬متجاهلة وعي‬ ‫الشباب ونضجه ومطالبته بحقوقه السياسية‬ ‫المصادرة وحرياته العامة المقيدة‪ ،‬غافلة عن‬ ‫أن المشاركة اإلنتخابية هي نتيجة وليست‬ ‫مدخال‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر بنظام سياسي‬ ‫شمولي‪ ،‬يستفرد بالسلطات كلها‪ ،‬وال يترك‬ ‫للشباب مجاال للتعبير والتجديد واإلبداع‪.‬‬

‫تـأخــر ســن زواج الشبـــاب‬ ‫بالمغرب‪ :‬اضطرار وليس اختيار ‪:‬‬

‫ضمن دراسـة حديـثـة مطلـع سنة ‪2018‬‬ ‫أنجزتها مؤسسة “فاميلي أوبتيميز” المتخصصة‬ ‫في بحوث األسرة والحياة الزوجية‪ ،‬تم الكشف‬ ‫عن أرقام مخيفة تخص ارتفاع نسبة العنوسة في البلدان العربية عموما والمغرب خصوصا الذي تصل‬ ‫نسبتها فيه إلى ‪.% 60‬‬ ‫وأوضحت الدراسة ذاتها‪ ،‬أن أزيد من ‪ 8‬ماليين امرأة مغربية هن في حالة عنوسة‪ ،‬وهذا ما جعل هذه‬ ‫الظاهرة تتضاعف بنسبة ‪ 2.6‬في المائة لدى الرجال مقابل ‪ 4.6‬في المائة لدى النساء‪.‬‬ ‫وأشارت الدراسة إلى أن نسبة العنوسة لدى الفئات العمرية التي تترواح بين ‪ 18‬و‪ 24‬سنة من الفتيات‬ ‫أصبحت مرتفعة بشكل كبير‪ ،‬وانتقل سن الزواج في المغرب إلى ‪ 28‬سنة فما فوق لدى الفتيات و‪ 27‬سنة‬ ‫فما فوق لدى الرجال‪ ،‬نتيجة البطالة والفقر ومحدودية الدخل وضعف القدرة الشرائية واالرتفاع المهول‬ ‫لألسعار والعقار‪.‬‬

‫الوضع األخالقي القيمي‪ :‬أورام تنتشر في غياب إعالم يوجه ومؤسسات‬ ‫تحتضن ‪:‬‬

‫أرقام ومعطيات جد مخيفة ومقلقة تلك التي كشفت عنها مديرية األوبئة ومحاربة األمراض المعدية‬ ‫شهر مارس ‪ 2017‬فيما يخص آفة إدمان الشباب المغربي على مختلف أنواع المخدرات‪ ،‬حين تحدثت عن‬ ‫أن حوالي ‪ 600‬ألف مغربي يدمنون على تعاطيها بشكل يومي وخاصة األطفال الذين تقل أعمارهم عن ‪15‬‬ ‫سنة والمتمركزين على وجه الخصوص باألحياء المهمشة‪ ،‬بينهم ‪ 16‬ألفا يدمنون على تناول المخدرات‬ ‫القوية من هيروين وكوكايين‪ ،‬الشيء الذي أكده فريق البحث للكيمياء الحيوية والتغذية والبانولوجيا‬ ‫الخلوية‪ ،‬التابع لكلية الطب والصيدلة بالبيضاء‪ ،‬حين قيامه بتحليل معطيات المديرية الصادمة‪ ،‬وذهب‬ ‫إلى أن هذه المؤشرات تبقى غير مكتملة وال تعكس واقع اإلدمان ألنها لم تأخذ بعين اإلعتبار سوى‬ ‫األشخاص الذين يستهلكون هذه المخدرات على األقل مرة في اليوم‪ ،‬مضيفة أن أهم األسباب التي تدفع‬ ‫المغاربة إلى اإلدمان مرتبطة بالفقر المدقع وانعدام اإلحساس باألمان إلى جانب البطالة التي تمس‬ ‫شريحة كبيرة من الشباب‪.‬‬ ‫هذا غيض من فيض واقع شبابي‪ ،‬يجعل من مستقبل الشباب المغربي هما مقلقا يقض مضجعه‬ ‫ويسرق أحالمه ويفقده استقراره النفسي والمادي‪ ،‬مما يولد لديه اليأس واإلحباط والسلبية وضعف الثقة‪.‬‬ ‫واقع شبابي يعكس الفوارق اإلجتماعية الصارخة ويفسر تنامي اإلحتجاجات الشبابية والشعبية‬ ‫المستمرة في العديد من مدن وقرى المغرب‪ ،‬بعد فواجع الموت غرقا أو طحنا أو حرقا من أجل لقمة‬ ‫العيش‪ ،‬حيث أصبح الشباب يرفع شعارات مطلبية واضحة بمضمون سياسي واجتماعي تدعو لبناء‬ ‫مغرب الحرية والكرامة والعدالة اإلجتماعية‪ ،‬أمام تمادي الدولة في نهج سياساتها المستحوذة على‬ ‫مقدرات الوطن‪.‬‬


‫العدد ‪960‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫تالميذ مؤسسة خاصة‬ ‫بواد لو مهددون‬ ‫بسنة بيضاء‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫فضيحة ميناء طنجة المتوسط‪..‬‬ ‫الوزارة والمديرية يتقاذفان االتهامات‬

‫تفاعال مع التحقيق الذي نشرته «المساء»‪ ،‬حول‬ ‫فضيحة االكتظاظ بميناء طنجة المتوسط‪ ،‬نهاية‬ ‫شهر غشت الماضي‪ ،‬خرج حسن عبقري‪ ،‬مدير ميناء‬ ‫طنجة المتوسط للمسافرين‪ ،‬عن صمته مقدما‬ ‫تصريحات رسمية على أثير محطة ميناء طنجة‬ ‫المتوسط‪ ،‬أن فترة الذروة التي شهدها الميناء نهاية‬ ‫غشت الماضي‪ ،‬ومشكل االكتظاظ «االستثنائي»‬ ‫الذي حدث به‪ ،‬يتطلب وقفة تفكير لتحليل ما وقع‪،‬‬ ‫واتخاذ التدابير واإلجراءات الالزمة لتفاديه مستقبال‪.‬‬ ‫وقدم حسن عبقري‪ ،‬أثناء الخرجة اإلعالمية‬ ‫ذاتها‪ ،‬أرقاما وإحصائيات رسمية تبرز الضغط الكبير‬ ‫واالستثنائي على الميناء هذا الموسم‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن حوالي مليون و ‪ 670‬ألف مسافر عبروا ميناء‬ ‫طنجة المتوسط خالل عملية مرحبا ‪ ،2018‬وأن‬

‫ذروة العبور لم تتعد خالل السنوات العشر الماضية‬ ‫‪ 32.000‬مسافر‪.‬‬ ‫لكن هذه السنة‪ ،‬يضيف عبقري‪ ،‬تم تسجيل‬ ‫عبور ‪ 102.000‬مسافر في يومين فقط‪ ،‬أي ما يعادل‬ ‫‪ 51.000‬مسافر في اليوم‪ ،‬علما أن أعدادا كبيرة من‬ ‫المسافرين قدمت من جهة الشرق بسبب عدم توفر‬ ‫التذاكر في موانئ الناظور والحسيمة وطنجة المدينة‬ ‫ومعبر سبتة‪ ،‬بعدما وصلوا إلى طاقتها االستيعابية‬ ‫القصوى‪ .‬وعزا مدير الميناء المتوسطي أبرز أسباب‬ ‫أزمة االكتظاظ بالميناء إلى عدم احترام بنود دفتر‬ ‫التحمالت‪ ،‬الذي يربط مديرية المالحة البحرية‪،‬‬ ‫التابعة لوزارة النقل‪ ،‬بشركات المالحة البحرية‪ ،‬والذي‬ ‫ينص على أن الشركات ال يمكنها بيع تذاكر أكثر‬ ‫من سعة أسطولها‪ .‬لكن‪ ،‬يؤكد عبقري‪ ،‬فالشركات‬ ‫لم توقف البيع سعيا إلى مزيد من الربح‪ ،‬كما أن‬

‫مديرية المالحة لم تصدر أوامرها بوقف البيع‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬أوضح مصدر مأذون بكتابة الدولة لدى‬ ‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬المكلفة‬ ‫بالنقل‪ ،‬أن مديرية المالحة البحرية التابعة لوزارة‬ ‫النقل ليست مسؤولة عن توقيف أو استئناف بيع‬ ‫تذاكر السفر للمسافرين المغاربة المقيمين بأوروبا‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أنه ال يوجد نص قانوني يضع هذه‬ ‫المهمة على عاتق المديرية‪ .‬وأكد المصدر الرسمي‬ ‫ذاته في اتصال مع «المساء» أن إدارات الموانئ هي‬ ‫التي تتحكم مباشرة في إيقاع بيع التذاكر وحتى‬ ‫في أثمنتها‪ ،‬بدليل تصريح حسن عبقري نفسه في‬ ‫البرنامج التوضيحي على محطة «راديو ميد»‪ ،‬حيث‬ ‫أكد إقدام إدارة الميناء‪ ،‬عن قصد‪ ،‬على تخفيض‬ ‫التذاكر في فترة معينة من عملية «مرحبا» ‪.2018‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫«حراكة» يسرقون قارباً من ميناء الصيد البحري بطنجة‬ ‫وشركة أمن متهمة ب «التواطؤ»‬ ‫لم تكن سيدة تقطن بقرية «الزرارع» التابعة‬ ‫إلقليم الفحص أنجرة تتوقع أن تصفحها لموقع‬ ‫التواصل االجتماعي «فيسبوك» سيقودها إلى‬ ‫اكتشاف خبر صادم يهمها‪ ،‬حيث توصلت بفيديو‬ ‫لمجموعة من الشبان الذين يخوضون مغامرة‬ ‫الهجرة السرية نحو إسبانيا لتكتشف أن زورق‬ ‫الصيد البحري التقليدي الخاص بها والذي من‬ ‫المفترض أنه يرسو بميناء الصيد الجديد بطنجة‪،‬‬ ‫كان وسيلتهم ل»الحريك»‪.‬‬ ‫ووجهــت السيدة المسماة أسماء اللغميش‬ ‫شكاية إلى الوكيـــل العــام للملــك بمحكمة‬ ‫االستئناف بطنجــة تقــول فيهـــا إنها اكتشفت‬ ‫سرقة قاربها المسمى «ازدهار ‪ »4‬المسجـل لدى‬ ‫مندوبية الصيد البحري تحت رقم ‪ 3-5190‬يوم‬ ‫الجمعة ‪ 14‬شتنبر الجاري‪ ،‬بعدما بعث لها أحد‬ ‫معارفها فيديــو عبر موقــع «فيسبوك» يظهــر‬

‫مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين المغاربة‬ ‫وهم يقطعون البحر على متنه‪.‬‬ ‫وأوردت المشتكية أنهـــا انتقلــت إلى ميناء‬ ‫الصيد البحري الجديد بطنجة‪ ،‬حيث كان قاربها‬ ‫راسيا‪ ،‬للتأكد من أنه قد اختفى‪ ،‬مما دفعها إلى‬ ‫التوجه إلى مركز الدرك الملكي في اليوم نفسه‬ ‫مبلغة عن واقعة السرقة‪ ،‬خاصة أنه اشتغل‬ ‫«في نشاط إجرامي يتمثل في التهجير السري‬ ‫ومساعدة أشخاص على مغادرة التراب الوطني‪،‬‬ ‫بشكل غير شرعي» وفق الشكاية‪.‬‬ ‫لكن الشكاية الموجهة للنيابة العامة حملت‬ ‫أيضا معطيات مثيرة‪ ،‬إذ ذكرت أن أحد أفراد األمن‬ ‫الخاص التابع لشركة تعمل بالميناء الجديد‬ ‫وضع شكاية لدى مصالح الشرطة يدعي فيها‬ ‫أنه تعرض لهجوم من طرف مجهولين اعتدوا‬ ‫عليه بواسطة سالح أبيض‪ ،‬وتسببوا في إغمائه‪،‬‬

‫قبل أن يقوموا بسرقة القارب‪ ،‬لكن الغريب وفق‬ ‫الوثيقة أن شكاية حارس األمن لم توضع مباشرة‬ ‫بعد الواقعة‪ ،‬ما يفتح الباب أمام «شبهة تواطؤ‬ ‫محتملة» ‪.‬‬ ‫ووفق المتضررة‪ ،‬فإن ما جرى يثير العديد من‬ ‫عالمات االستفهام‪ ،‬كون أن الميناء الجديد الذي‬ ‫ارتحل إليه أسطول الصيد التقليدي والساحلي لم‬ ‫يدشن من طرف الملك محمد السادس‪ ،‬إال قبل‬ ‫شهور قليلة‪ ،‬ومن المفروض أنه يتوفر على تقنيات‬ ‫مراقبة متطورة‪ ،‬باإلضافة إلى أن خروج أي مركب‬ ‫للصيد يتطلب اإلدالء بوثائق إدارية للسلطات‬ ‫المينائية‪ ،‬ومع ذلك استطاع «مجهولون» تجاوز‬ ‫كل هذه العقبات واقتحام سور الميناء وتجاوز‬ ‫نقاط المراقبة والوصول إلى المرفأ‪ ،‬ثم مغادرة‬ ‫المكان‪ ،‬دون أن يوقفهم أحد‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫مافيا المخدرات تدخل على خط الهجرة السرية بالشمال‬ ‫تنسيق بين الشبكات اإلجرامية المغربية اإلسبانية لتنفيذ عمليات خاطفة‬ ‫علمـــت «األخبــار» من مصادر خاصـــة أن‬ ‫مافيا التهريب الدولي للمخدرات‪ ،‬دخلت على‬ ‫خط موجة الهجرة السرية التي تتم انطالقا‬ ‫من شواطئ الشمال‪ ،‬وذلك بعد ارتفاع أثمان‬ ‫الرحالت السرية لتصل إلى ‪ 3‬ماليين سنتيم عن‬ ‫كل مرشح‪ ،‬ما أصبح يسيل لعاب بعض المافيات‬ ‫التي تمتلك الزوارق السريعة «الشبح»‪ ،‬وتقوم‬ ‫عادة بإيصال رزم المخدرات‪ ،‬مقابل تعويض مالي‬ ‫مهم حسب كمية الشحنة ونوع المغامرة‪ ،‬ويطلق‬ ‫على هذه الشبكات أسماء من قبيل «حمالة» أو‬ ‫«طرونسبورتور»‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسهـــا أن من ضمن‬ ‫الطرق التي تستعمل من طرف مافيا التهريب‬ ‫الدولي للمخدرات بعــد اقتحامهــا لألنشطة‬ ‫اإلجرامية للهجرة السرية‪ ،‬االتفاق مع المرشحين‬ ‫للهجرة للذهاب نحو أحـــد شواطــئ الشمال‬ ‫كمجموعة‪ ،‬وممارسة بعض األنشطة الرياضية‬ ‫بالمكان والسباحة بشكل عادي‪ ،‬قبل أن يحل‬ ‫الزورق السريع ويقترب من الساحل‪ ،‬حيث يتم‬ ‫حمل األشخاص المتفق معهم مسبقا على المبالغ‬

‫المالية الواجب دفعها واالنطالق نحو الضفة‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر ذاتها‪ ،‬فإن الشبكات‬ ‫اإلجرامية التي تمتلك الزوارق السريعة «الشبح»‬ ‫تنشط بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬وتضم مواطنين من‬ ‫البلدين‪ ،‬فضال عن جنسيات أخرى يتم استقطابها‬ ‫بأوربا‪ ،‬حيث يتم استعمال تقنيات جد متطورة‬ ‫لالتصال وتحديد األماكن‪ ،‬فضال عن استخدام‬ ‫عشرات الطرق الخاصة بالتمويه وتضليل دوريات‬ ‫المراقبة من الجانبين المغربي واإلسباني‪.‬‬ ‫وذكر مصدر أن شبكات الهجـرة السرية‬ ‫أصبحت تعمـــل على توثيـــق ونشـــر العمليات‬ ‫اإلجرامية التي تقوم بها على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬من أجل كسب المزيد من الزبائن‬ ‫الضحايا والتأكيد على أن المغامرة للوصول إلى‬ ‫الضفة األخرى مضمونة‪ ،‬وذلك من خالل التركيز‬ ‫على نقطتي االنطالق والوصول‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن الغرض من إحداث‬ ‫زوبعة داخل مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬هو الرفع‬ ‫من أعداد المرشحين للهجرة السرية‪ ،‬ليرتفع معه‬

‫بسبب عدم تسجيلهم‬ ‫بمنظومة «مسار»‬ ‫وعدم الترخيص‬ ‫النهائي للمؤسسة‬

‫اإلقبال وتزداد األثمان المخصصة للرحالت التي‬ ‫يروج أنها أكثر ضمانا بواسطة القوارب السريعة‬ ‫المسماة «الشبح» وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن‬ ‫الهواتف الذكية وتقنيات التواصل عبر «واتساب»‬ ‫سهلت عملية تواصل الشبكات اإلجرامية مع‬ ‫عائالت وأصدقاء المرشحين للهجرة السرية‪ ،‬حيث‬ ‫يتم توثيق عملية الوصول وإرسالها إلى الشخص‬ ‫المعني بالمغرب‪ ،‬كي يدفع إلى الشبكة المبلغ‬ ‫المالي المتفق عليه والباقي بعد العربون‪.‬‬ ‫إلى ذلك ما زالت مصالح البحرية الملكية‬ ‫تقوم بدوريات مكثفة على طول الساحل الشمالي‪،‬‬ ‫إلجهاض األنشطـــة اإلجرامية التي تقوم بها‬ ‫شبكــات تهريـــب المخــدرات والهجرة السرية‪،‬‬ ‫فضال عن التنسيق مع األجهزة االستخباراتية‪،‬‬ ‫لالطالع على حيثيات الطرق الجديدة للتمويه‪،‬‬ ‫وكشف االتصاالت السرية التي تتم لتحديد أماكن‬ ‫االنطالق والتاريخ والساعة‪ ،‬حسب معطيات يتم‬ ‫الحصول عليها من جهات مختلفة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫كشفت مصادر مطلعــة‪ ،‬أن مئـــات التالميذ‬ ‫الذين يدرسون بمؤسسة تعليمية خاصة بواد لو‪،‬‬ ‫باتوا مهددين بسنة بيضاء‪ ،‬بعد تأخر الترخيص‬ ‫النهائي من طرف المؤسسات المسؤولة‪ ،‬وذلك‬ ‫رغم محاوالت إدارة المؤسسة تجاوز العراقيل‬ ‫وعقد اجتماعات ماراثونية مع آباء وأولياء التالميذ‪،‬‬ ‫للنظر في المشكلــة والتنسيـــق إليجاد حلول‬ ‫مستعجلة‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر نفسها‪ ،‬فإن المؤسسة‬ ‫التعليمية الخاصة المعنية‪ ،‬حصلت خالل الموسم‬ ‫الدراسي الماضي ‪ 2017/2018‬على ترخيص‬ ‫مؤقت فقط من طرف المصالح المسؤولة بوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬لكنها فتحت أبوابها وقامت‬ ‫بتسجيل التالميذ‪ ،‬على أساس أن تتم تسوية‬ ‫وضعيتها القانونية‪ ،‬خالل هذا الموسم الحالي‬ ‫‪ ، 2018/2019‬وهو الشيء الذي لم يتم إلى حد‬ ‫اآلن رغم المراسالت وانتقال آباء وأولياء التالميذ‬ ‫إلى األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة للسؤال عن مصير‬ ‫أبنائهم والوضعية القانونية التي يوجدون عليها‪.‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن تالميذ المؤسسة‬ ‫التعليمية لم يتم تسجيلهم في منظومة «مسار»‬ ‫لهذا الموسم‪ ،‬ما يجعلهم إلى حد اآلن في حكم‬ ‫المنقطعين عن الدراسة‪ ،‬في انتظار ما ستسفر‬ ‫عنه االجتماعات التي تعقد في الموضوع من طرف‬ ‫مصالح الوزارة المسؤولة‪ ،‬والبحث الموسع في‬ ‫أسباب عدم الترخيص النهائي وكيفية الحصول‬ ‫على الترخيص المؤقت‪ ،‬ومدى استيفاء الشروط‬ ‫القانونية الخاصة بفتح مشروع مؤسسة تعليمية‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال مدير المؤسسة التعليمية‬ ‫الخاصة ل»األخبار» إن المؤسسة تتوفر على كل‬ ‫الشروط القانونية في ما يخص التعمير‪ ،‬وتتوفر‬ ‫على كل المؤهالت لكي تكون فضاء تربويا‬ ‫جذابا ومالئما لألطفال‪ ،‬ووضع ملف المؤسسة‬ ‫لفتحها في اآلجال القانونية وتم الحصول على‬ ‫الموافقة المبدئية من طرف األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬حيث تمت مباشرة العمل خالل‬ ‫الموسم الماضي ‪ ، 2016/2017‬غير أنه حصل‬ ‫تأخر في الحصول على الترخيص النهائي في‬ ‫ظروف غامضة‪.‬‬ ‫وبخصوص سؤال «األخبار» عن عدم تسجيل‬ ‫التالميذ في منظومة «مسار»‪ ،‬أكد المتحدث‬ ‫نفسه أن التالميذ الذين درسوا بالمؤسسة‬ ‫الموسم الماضي مسجلون بمنظومة «مسار»‪،‬‬ ‫أما الموسم الحالي فهم غير مسجلين‪ ،‬حيث تم‬ ‫تواصل أولياء األمور مع مدير األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫ووعدهم بحل المشكل قريبا‪.‬‬

‫تطوان ‪ :‬حسن الخضراوي‬

‫«األخبار»‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫إقتصاد‬ ‫النمو االقتصادي األمريكي في أعلى رتبه منذ أزمة ‪2008‬‬

‫أجور الموظفين المغاربة‬

‫كل المؤشرات اإلقتصادية األمريكية ‪ ،‬مع نهاية صيف ‪ ،2018‬كانت مضيئة باللون األخضر‬ ‫معلنة بذلك األداء الجيد إلقتصاد العم سام‪ ،‬ولعل أهم مؤشر اقتصادي هو معدل النمو الذي‬ ‫وصل إلى ‪ %4,2‎‬وهي نسبة مائوية لم تحققها‪ ‬الواليات المتحدة األمريكية منذ اندالع األزمة‬ ‫اإلقتصادية العالمية لسنة ‪ .2008‬‬ ‫وساهم في هذا النمو اإلنعاش الذي أحدثه دونالد ترامب في الميزانية الفدرالية وارتفاع‬ ‫الصادرات األمريكية قبل اندالع الحرب التجارية التي شنتها الواليات المتحدة األمريكية على‬ ‫عدد كبير من دول العالم وعلى رأسها الدول النامية أمثال الصين وإيران وتركيا‪ ...‬‬ ‫ويقول دونالد ترامب ‪ “ :‬إن هذه القفزة ‪ ‬اإلقتصادية حققتها الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫بفضل السياسة الجديدة التي نهجتًها والتي تعتمد على خفض الضرائب على الشركات‬ ‫والنقص الكبير في اإلعانات المالية التي كانت تمنحها أمريكا لبعض الدول الفقيرة وعلى‬ ‫رأسها فلسطين والرفع من الرسوم الجمركية على الواردات األمريكية‪ ،‬ويضيف ترامب أن هدفه‬ ‫هو تحقيق نمو اقتصادي يوازي‪ %5‎‬قبل نهاية العام الجاري “‪ .‬‬ ‫علينا أن ننتظر ردود فعل كل من الصين والدول األخرى حتى نتأكد أن سياسة ترامب هي‬ ‫التي نجحت أم أن هناك فقط ظرفية اقتصادية مواتية تزامنت مع ارتفاع كبير في اإلستهالك‬ ‫الداخلي األمريكي ؟!‪ ‬‬

‫نشرت وزارة اإلقتصاد والمالية في بالغها األخير إحصائيات تتعلق بأجور الموظفين‬ ‫العموميين وكانت األرقام على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ - %36‎‬يتقاضون أجرا شهريا أقل من ‪ 6.000‬درهم ؛‪ ‬‬ ‫ و‪% 58‎‬من الموظفين تتراوح أجورهم ما بين ‪ 6.000‬و ‪ 14.000‬درهم ؛‪ ‬‬‫ في حين أن ‪ 171‬موظفا يتوصلون بأجر شهري يفوق ‪ 50.000‬درهم‪.‬‬‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬البد من التذكير بأن الموظفين الكبار يستفيدون كذلك من تعويضات‬ ‫أخرى محددة على مستوى أجرهم الخام دون احتساب تلك العالوات المتعلقة بالمهمات الخاصة‬ ‫والسفر‪ ،‬سواء داخل المملكة أو خارجها‪.‬‬ ‫أما األجر الصافي الشهري المتوسط‪ ،‬في القطاع العام‪ ،‬فقد انتقل من ‪ 5.334‬درهم إلى‬ ‫‪ 7.600‬درهم ما بين سنة ‪ 2007‬و سنة ‪ ،2017‬أي بارتفاع يفوق‪ .%42،48‎‬‬ ‫وهكذا يكون المغرب قد احتل الصدارة من حيث أجور القطاع العام في منطقة شمال‬ ‫إفريقيا والشرق األوسط والذي تجاوز فيها حتى القطاع الخاص الذي ال يفوق مستوى األجر‬ ‫الصافي الشهري في المتوسط ‪ 4.850‬درهم‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اتفاقية التبادل الحر بين الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫والمكسيك‪ ‬‬ ‫لقد تم اإلمضاء على اتفاقية جديدة للتبادل الحر مع نهاية شهر غشت ‪ 2018‬بين الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية والمكسيك والذي أطلق عليها إسم «‪،: » ALENA VERSION 2.0 ‬‬ ‫وتنتظر الدولتان انضمام كندا إلى اإلتفاق في األسابيع القليلة القادمة‪ .‬‬ ‫هذه اإلتفاقية تهم عددا كبيرا من المنتوجات التي ستمثل عمليات التصدير واالستيراد‬ ‫بين الدولتين‪ .‬ونجد على رأس تلك المنتوجات ‪ :‬‬ ‫ النسيج واأللبسة ؛‪ ‬‬‫ األجبان والمنتوجات الكحولية ؛‪ ‬‬‫ الملكية الفكرية‪ ...‬وما إلى ذلك‪ .‬‬‫ولكن أهم ملف في االتفاقية هو الذي يتعلق بالسيارات‪ .‬‬ ‫فعال‪ ،‬يشير هذا الملف إلى أن ‪ :‬‬ ‫ ‪ %75‎‬من محتويات السيارة يجب أن يكون من أمريكا‪ .‬في الماضي كان هذا المعدل ال‬‫يتجاوز‪ %62‎‬؛‬ ‫ ‪ 40‬إلى ‪ %45‎‎‬من محتويات السيارة يجب أن يُنْتَجَ بيد عاملة تتقاضى ‪ 16‬دوالر للساعة‪ .‬‬‫وستساعد هذه األحكــام الجديدة على ضمـان أن المنتجيـن الذيــن يستخدمون مكونات‬ ‫أمريكية ومكسيكية كافية‪ ،‬هم فقـط من سيكونـون قادرين على االستفادة من التعريفات‬ ‫الجمركية التفضيلية‪ .‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫األوراش الكبرى التي تنتظر الدخول الحكومي‪ ‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫عشرية االستثمارات في المغرب‬ ‫ق���ال ب��ن��ك ال��م��غ��رب إن مستوى‬ ‫االستثمارات وصل إلى‪% 4‎‬مع نهاية سنة‬ ‫‪ 2017‬وفي المتوسط ‪% 34‎‬من الناتج‬ ‫الداخلي الخام تذهب إلى اإلستثمارات‬ ‫ول��ك��ن أغ��ل��ب ه��ذه اإلس��ت��ث��م��ارات هي‬ ‫عمومية وال يساهم القطاع الخاص‬ ‫إال بالشيء القليل مما يطرح مشكال‬ ‫عويصا على مستوى سوق الشغل ومعدل‬ ‫البطالة‪.‬‬ ‫ومنذ سنة ‪ 2008‬إل��ى ح��دود سنة‬ ‫‪ 2017‬لم يتجاوز هذا المعدل‪% 40‎‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫فخالل سنة ‪ 2008‬كان هذا المعدل مرتفعا حيث وصل إلى‪% 39،1‎‬ثم أخذ يتناقص ليصل‬ ‫إلى‪ %30‎‬خالل سنة ‪ 2015‬ثم أخذ في الصعود خالل السنتين الماضيتين ليصل إلى ‪%‎32،6‬أي‬ ‫إبان سنة ‪ 2016‬و ‪ 2017‬كان نفس المعدل‪.‬‬ ‫بالنسبة للقطاع الخاص ال زالت هناك مجموعة من المعوقات تقف دون انتعاش اإلستثمارات‬ ‫الخاصة ولعل أهمها ‪ :‬‬ ‫ التباطؤ في اإلصالحات االقتصادية واإلدارية ؛‪ ‬‬‫ الصعوبات اإلقتصادية التي تواجه الشركات المغربية والتي تفرض عليها مرونة أكثر‬‫واستباقا أكبر ؛‪ ‬‬ ‫ التنافسية الخارجية لبعض الدول مثل تركيا وإسبانيا والصين ؛‪ ‬‬‫‪ -‬صعوبة الولوج إلى النظام البنكي وارتفاع تكلفة القروض‪ ...‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫خلق فرص الشغل حسب المندوبية السامية للتخطيط‬

‫جرت العادة أن يفتح مجلس النواب‬ ‫دورته التشريعية في الجمعة الثانية من‬ ‫شهر أكتوبر من كل سنة‪ .‬‬ ‫ويضيف تقرير المندوبية أن اإلقتصاد الوطني خلق خالل نفس الفترة ‪ 117.000‬منصب‬ ‫وتنتظر الحكومة خالل هذه الدورة‬ ‫شغل ‪ 75.000 :‬منها في الميدان الحضري و ‪ 42.000‬منصب شغل في الميدان القروي‪.‬‬ ‫التشريعية ‪ 2019-2018‬عدة أوراش‬ ‫من أهمها ‪ :‬‬ ‫أما من حيث خلق فرص الشغل حسب القطاعات االقتصادية‪ ،‬فإن التوزيع يكون على الشكل‬ ‫ قانون ‪ 18-44‬المتعلق بإعادة‬‫التالي ‪ :‬‬ ‫إدم��اج الخدمة العسكرية اإلجبارية‬ ‫ قطاع الخدمات ‪ 53.000 :‬منصب شغل ؛‪ ‬‬‫بالنسبة للشباب الذين تتراوح أعمارهم‬ ‫ قطاع الفالحة ‪ 24.000 :‬منصب شغل ؛‪ ‬‬‫ما بين ‪ 19‬و ‪ 25‬سنة ولمدة زمنية‬ ‫ قطاع البناء واألشغال العمومية ‪ 19.000 :‬منصب شغل ؛‪ ‬‬‫محددة في ‪ 12‬شهراً‪ .‬‬ ‫ وتقريبا ‪ 21.000‬منصب شغل في قطاع الصناعة‪.‬‬‫ قانون إطار ‪ 17-51‬المتعلق بإصالح التعليم والذي يعتمد على مبدأ ‪ “ :‬المدرسة المفتوحة‬‫‪EEEEEEEE‬‬ ‫للكل “‪ .‬‬ ‫ قانون ‪ 18-47‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار (‪ .)CRI‬‬‫ميناء طنجة‪-‬المتوسط ‪ :‬أول ميناء على الصعيد اإلفريقي‬ ‫ الحوار اإلجتماعي مع جميع الفرقاء والمؤسسات والجمعيات المعنية مع إعطاء األولوية‬‫مر خالل سنة ‪ 3،3 : 2017‬مليون من الحاويات ‪ Conteneurs‬من ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫للشباب‪ .‬‬ ‫ولذلك يحتل ميناء طنجة الدرجة ‪ 45‬عالميا أمام ميناء بورج سعيد بمصر الذي يحتل الدرجة‬ ‫ مشروع قانون مالية ‪ 2019‬الذي يجب أن توضع مسودته في ‪ 20‬أكتوبر ويبقى أمام ‪ 52‬وميناء دوربان بإفريقيا الجنوبية الذي يحتل الدرجة ‪ 65‬عالميا‪ .‬وبهذا يكون ميناء طنجة قد‬‫المشرع ‪ 58‬يوما للمصادقة عليه‪ .‬‬ ‫احتل الدرجة األولى على الصعيد اإلفريقي حسب المجلة المتخصصة ‪Container Manage� .‬‬ ‫ إصالحات أخرى مهمة تتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والتشغيل ‪ ...‬‬‫‪ .ment‬‬ ‫إذن‪ ،‬أمام الحكومة سنة تشريعية حافلة ب��األوراش والمشروعات المهيكلة التي يجب‬ ‫هذا هو النوع من الموانئ والبنيات التحتية التي تحتاج إليها المملكة من أجل إعادة‬ ‫إنهاؤها خالل السنة التشريعية ‪ .2019-2018‬‬ ‫هيكلتها االقتصادية والبحث عن نمـوذج جديد للتنميــة االقتصادية‪ .‬‬ ‫حسب المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬فإن معدل البطالة قد ارتفع نسبيا من‪ % 9،1‎‬إلى‪%9،3‎‬‬ ‫ما بين نهاية شهر يونيو من سنة ‪ 2017‬ونفس الفترة من سنة ‪ .2018‬‬


‫العدد ‪960‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫انبعاث روح درويش من «تمودة»‬

‫عن األسلوب‬ ‫التشكيلي‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫بقلم‪ :‬محمد الشاوي (*)‬ ‫توطئة‪:‬‬

‫‪ ...‬و كانت الساعة على مسافة قصيرة من غروب الشمس‪ ،‬في جوّ مكفهرّ‬ ‫على موْقع تمودَة األثري ‪ .‬على ميْل أوْ ميْلين في السماء‪ ،‬سرْبٌ من الطيور تعود‬ ‫ِبطاناً‪ ،‬في جمال بديع عائدة إلى أعشاشها ‪ .‬فضا ٌء عبقٌ بالتاريخ ‪ .‬ساحة «األغوار»‬ ‫يعلوها قوس النصر‪ ،‬و تؤثثه صورة رائعة للشاعر الفلسطيني العربي محمود‬ ‫درويش احتفاء بذكراه الخالدة‪ ،‬على أنغام الثنائي «البيانو‪ -‬الساكسوفون» ‪.‬‬ ‫شعيْرات فرْوَة المبدع الراحل محمود درويش‪ ،‬و صورته تنطق بلسان عربي‬ ‫يُحاكي القابل من الزمان بحثاً عن ماض دفين بشهداء المسجد األقصى ‪ .‬على‬ ‫َ‬ ‫ضفاف نهر «المْحَنْشْ»‪ ،‬تحت ِّ‬ ‫أشعل درويش نوراً في‬ ‫ظل السحاب السوْداء‬ ‫العتمة ‪.‬‬ ‫الحفل الفني على غرار مهرجان «بعلبك» للشعر‪ ،‬تمَّ توْضيب موْقع تمودة‬ ‫األثري من فضاءات مسرحية‪ ،‬بمفاهيم و أشكال فرْجوية‪ ،‬أدّى أدوارها شعراء‬ ‫وأدباء بأصوات و حركات إبداعية فنية‪ ،‬بأحاسيس رومانسية على إيقاع موسيقى‬ ‫«تيتانيك» ‪ .‬قراءة األشعار بالفصحى خلق أجوا ًء توحي للمتفرِّج برؤية جمالية‬ ‫موسيقية النبعاث محمود درويش المبدِع «الخالد» بين ظهرانينا‪ .‬وكأنه يخاطب‬ ‫الحضور في مسرح الكوْن ‪ .‬و لم تختلط األشعار و لم تتداخل النصوص‪ ،‬بل كانت‬ ‫كلها لدرويش‪ ،‬و ال حتى على سبيل التناص أو التضمين‪ ،‬بشاعرة من رُواة كنوز‬ ‫الموْروث الشعري الراقي من اآلداب الفلسطيني‪ ،‬و توظيفه على خشبة الطبيعة‬ ‫في الهواء الطلق‪ ،‬مع نسيم يُنعشُ الروح المفعمة بالبهاء ‪ .‬سالح قلم محمود‬ ‫درويش خالد ينبعث من بين أطالل تمودة‪ ،‬ليحميَ المقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المحتل من المسجد األقصى‪ ،‬كما طرد‬ ‫من أجل تحقيق مسيرة العوْدة و طرْد‬ ‫المغاربة الرومان‪ ،‬و عاصمتهم أيامئذ «طينجيس»‪ ،‬فارّين بجلدتهم بحراً من‬ ‫منفذ نهر مرتيل عبر المتوسط‪ ،‬من حاضرة تمودة ‪.‬‬ ‫مَنْ يقف بعقلية مطاطة و ينحاز وراء الصهاينة المحتلين‪ ،‬كأنّما يأخذ بعصا‬ ‫األعمى في ظالم الظهيرة ‪.‬‬ ‫اعتمد المبدعون جوْدة نصوص شعر محمود دَرويش‪ ،‬وقد تداولته األقالم‬ ‫الحرَّة لصالح القضية الفلسطينية العادلة‪ .‬فهي قضية القضايا العربية ‪ .‬ما أجمل‬ ‫آللئ الشعر التي يشهد بها المكان‪ .‬إنّه ال إبداع دون توسل اإلنسان بلغة األمِّ‬ ‫التي تُعينُ على االنتقال إلى مجتمع المعرفة ‪ .‬مَنْ يُفرِّط في لغته العربية‬ ‫يُعرِّضها للتشويه‪ ،‬وهي تتعرَّضُ لإلقصاء باسم اللهجات «الدَّارجة»‪ ،‬و الحشْو‬ ‫بكلمات أجنبية ( الفرنسية و اإلسبانية )‪ ،‬و تلك هي الكارثة الفكرية ‪ .‬حذاري‪،‬‬ ‫حذاري ‪ ..‬االعتزاز باستخدام لغة الضاد‪ ،‬و ممارسة اإلبداع و االستمتاع بذخيرتها‬ ‫‪ .‬ال تخل بالسيادة اللغوية و عبقريتها في أرض المغرب العربي ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬مُدهِشة‬ ‫أنتِ أيتها الضاد في توحيد ألسنتنا و أمتنا‪ ،‬وعلى القدْر الباذخ من التواصلية ‪.‬‬ ‫يُحتّمُ علينا نحن المغاربة التمسُّك بلغة البيان‪ ،‬منبع اإلبداع اللغوي في الشعر‬ ‫و الفنّ و التشكيل‪ ،‬و اآلداب و العلوم ‪ .‬أما آن لهذه النفوس العربية ْ‬ ‫أن تخشع‪،‬‬ ‫و لعيونها ْ‬ ‫أن تدْمع ( ليستْ دموع التماسيح ) وهم يتقاعسون عن قول الحق‬ ‫إرْضا ًء لسياسة النعامة ‪ .‬وهي غاية ال تُدْرَكُ إال باإلخالص هلل تعالى في القضية‬ ‫بقالب بالغي تُكتسبُ‬ ‫الفلسطينية ‪ .‬و بمشاعر تعبِّرُ عن الهوية العربية‪ ،‬و‬ ‫ٍ‬ ‫معاني و دالالت إبداعية‪ ،‬قدم األديب ( رئيس األورْكيسترا ) األستاذ مخلص‬ ‫الصغير برنامج الحفل ‪:‬‬ ‫افتتحت دار الشعر بتطوان موسمها الثقافي بتنظيم لقاء شعري تخليدا‬ ‫للذكرى العاشرة لرحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش‪ ،‬وذلك يوم الجمعة‬ ‫‪ 14‬شتنبر الجاري‪ ،‬في فضاء الموقع األثري والتاريخي لمدينة تمودة‪ ،‬التي تأسست‬ ‫منذ أربعة قرون قبل الميالد‪ ،‬وتطل على مدينة تطوان‪.‬‬ ‫وشهد اللقاء تقديم مرتجلة شعرية مسرحية قدم فيها عدد من الشعراء‬ ‫والفنانين وأصدقاء دار الشعر قصائد محمود درويش بأصواتهم بطريقة خاصة‪،‬‬ ‫حيث رددوا وأنشدوا أشهر قصائد درويش‪ ،‬في صيغ المسرح وفنون األداء‪ ،‬مثل‬ ‫قصيدة «ريتا» وقصيدة «أثر الفراشة» و»جدارية» و»مأساة النرجس ملهاة‬ ‫الفضة» و»العب النرد» و»يطير الحمام» و»على هذه األرض» و»ليتني حجر»‪،‬‬ ‫ونصوص أخرى‪.‬‬ ‫وأبدع الفنان التشكيلي المغربي حسن الشاعر عمال فنيا معاصرا عبارة عن‬ ‫بورتريه كبير للشاعر محمود درويش‪ ،‬شكل خلفية منصة اللقاء‪ ،‬الذي أقيم أمام‬ ‫الباب الجنوبي لمدينة تمودة األثرية‪ ،‬ضمن هذه التظاهرة التي تحمل اسم‬ ‫«األطالل‪ :‬قراءات شعرية في مواقع أثرية»‪ ،‬وتنفتح فيه دار الشعر بتطوان على‬ ‫الفضاءات الحضارية والتاريخية العريقة في المغرب‪ .‬واعتبر مدير دار الشعر‬ ‫بتطوان الشاعر مخلص الصغير أن أصدقاء وضيوف دار الشعر إنما يقفون «لحظة‬

‫عرفان وامتنان للشاعر الفلسطيني والكوني الراحل محمود درويش‪ ،‬لنقول‬ ‫بصوت واحد‪ :‬على هذه األرض ما يستحق الحياة‪ .‬ألن تطوان التي تستحق أن‬ ‫نحيا فوقها بكرامة وعنفوان ليست هي تطوان التي نشاهد اليوم فقط‪ ،‬وال هي‬ ‫تطوان التي أسسها موالي علي المنظري سنة ‪ ،1492‬تاريخ سقوط األندلس‪ ،‬بل‬ ‫هي تطوان التي شيدها المغاربة أربعة قرون قبل الميالد‪ ،‬تقريبا‪ ،‬خالل الفترة‬ ‫المورية‪ ،‬لتكون واحدة من أولى المدن المغربية على اإلطالق‪ .‬كما تظل من‬ ‫المدن القليلة التي ظلت تتوفر على عمالت نقدية خاصة بها في تلك الفترة‪ .‬ما‬ ‫يدل على أنها كانت من ضمن المراكز التجارية األولى التي عرفتها منطقة البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ .‬ورغم تدمير الرومان للمدينة‪ ،‬وإقامة الحصن العسكري على‬ ‫أنقاضها‪ ،‬إال أن المغاربة سوف يتمكنون من طردهم على يد القائد إيديمون‪،‬‬ ‫الذي قاد معركة في هذه المنطقة استمرت مدة أربع سنوات‪ ،‬ما بين ‪ 40‬و‪44‬‬ ‫ميالدية»‪ .‬كما شدد مدير دار الشعر على أن المدينة كانت تتوفر على ساحة‬ ‫عمومية «أغورا» على غرار األغورا في أثينا اليونانية‪ ،‬وكانت فضاء للنقاش‬ ‫العمومي والحوار اإلبداعي والثقافي‪ .‬وهي الساحة التي أقيمت فيها تظاهرة‬ ‫«األطالل»‪ ،‬احتفاء بمحمود درويش‪ .‬وهنا‪ ،‬ذكر مخلص الصغير بأن المغرب‬ ‫«كان مصدر خيال بالنسبة إلى الشعراء اإلغريق والرومان‪ ،‬حيث كانوا ينظرون‬ ‫إلى المغرب على أنه أرض األساطير‪ ،‬وكانت طنجيس‪ ،‬أي طنجة‪ ،‬وتمودة‪ ،‬أي‬ ‫تطوان‪ ،‬مصدر إلهامهم وإبداعهم في الشعر»‪ .‬وأضاف الصغير أن افتتاح الموسم‬ ‫الشعري والثقافي انطالقا من موقع تمودة إنما يأتي «من أجل تأصيل وترسيخ‬ ‫دار الشعر بتطوان في عمقها الثقافي والحضاري اإلنساني العميق‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تمودة مركزا حضاريا وتجاريا كبيرا شكل صلة وصل بين القارات الثالث على‬ ‫ضفاف حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬في فترة ما قبل الميالد‪ ،‬وحتى القرن‬ ‫الخامس الميالدي»‪.‬‬ ‫وأحيى أمسية «األطالل» أربعة شعراء مغاربة‪ ،‬يمثلون أجياال شعرية متعاقبة‬ ‫من جيل الستينيات‪ ،‬كما يمثله الشاعر محمد عنيبة الحمري إلى الجيل الجديد‬ ‫كما تمثله الشاعرة علية اإلدريسي البوزيدي‪ ،‬مرورا بتجربة الشاعرين مبارك‬ ‫الراجي ونجيب بنداود‪ .‬واستهل محمد عنيبة قراءاته من أعماله الشعرية الكاملة‪،‬‬ ‫التي صدرت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬ومن ذلك قصيدة يحكي فيها سيرته في الشعر والحياة‪:‬‬ ‫وتعيش حياة البحار‪ /‬بين مد وجزر كالمحار‪ /‬كلما غمرته المياه‪ /‬يحتفي بالقمر‪/‬‬ ‫فاتحا صدفه‪ /‬وإذا انسحبت أغلق الباب ثم استدار‪ /‬ساحبا معطفه‪ /‬باحثا عن مكان‬ ‫سواه»‪ .‬مثلما يحكي لنا الشاعر حكايته مع الحرف في قصيدة «مع الحرف»‪ ،‬وهو‬ ‫ينشد‪ :‬هو ذا الليل ال ينجلي بالصباح‪ /‬وال يدرك الهائمون مداه‪ /‬جفت الصفحات‬ ‫وضاعت‪ /‬من الكف محبرتي‪ ،‬من تراه‪ /‬قد يمد األسير مداد‪ /‬يواصل في رحلة‬ ‫الخط نبض أساه‪.»...‬‬ ‫أما الشاعر مبارك الراجي‪ ،‬الذي فاز بجائزة عبد الوهاب البياتي سنة ‪،1998‬‬ ‫وقال عنه الشاعر العراقي الراحل إنه «شاعر المستقبل»‪ ،‬فقد قرأ قصائد مفتوحة‬ ‫على المستقبل‪ ،‬وهو يحكي سيرته مع الشعر أيضا‪« :‬أنا المشرد الجميل‪ :‬لن أطرق‬ ‫باب أحد‪ /‬هذه الليلة سوف أمي حتى تدمى قدماي‪ /‬أما قلبي ففاغم والحياة‪ /‬مثلما‬ ‫نويرس تشقق عن بيضته‪ /‬دافعا عن وجهه‪ /‬غماما العدم»‪.‬‬ ‫ومن ديوانها الجديد «ظالل تسقط إلى أعلى»‪ ،‬قرأت الشاعرة علية اإلدريسي‬ ‫البوزيدي سيرتها األولى‪« :‬أبي كان فالحا‪ /‬على أرضه يُر ِّبي البَسَمَات‪ /‬فِي‬ ‫مَالمِحِي بحر‪ /‬وَأنا لسْت مَوْجة‪َ /‬ف َكيفَ أُصَدق وَرْدة‪ /‬تَجْلسُ في صُورَة‬ ‫عَارية‪ /‬وَ َال يَ ْلمَع ظلي؟‪َ /‬كيفَ أزْهِر فِي ريح‪ /‬تَدْفِن أَحْالم الطريق وَ َال‬ ‫تَضِيعْ»‪ .‬بينما اختتم الشاعر نجيب بنداود لقاء «األطالل» بقصائد شعرية‬ ‫عميقة‪ ،‬كتبها بلغة موليير وبودلير‪ ،‬وهو أحد الشعراء المغاربة الذين يكتبون‬ ‫أسئلة ووجدان المغاربة والعرب المعاصرين بلغة فرنسية أنيقة‪.‬‬ ‫وشهد هذا اللقاء الشعري تنظيم جولة سياحية في المعالم األثرية لمدينة‬ ‫تمودة التاريخية‪ ،‬مع توزيع بطائق بريدية فنية على الحاضرين‪ ،‬تحمل صورة‬ ‫درويش كما رسمها الفنان حسن الشاعر‪ ،‬وعلى كل بطاقة مقطع من قصائد‬ ‫محمود درويش الخالدة‪.‬‬ ‫و من أسرار الروحية و الوجدان و الحبِّ لفلسطين األمّ ‪ :‬ش ِربتُ كأس‬ ‫عِشْقها ‪...‬‬ ‫ش ِربتُ كأسَ عِشقها حتى فاض الشوْقُ مني‬ ‫اسقني كأسَ العِشق و مُد الهمس فيني‬ ‫و اليوم فاض بيَ الشوق ~ و نبيذي أصبح فاخراً و حنيني ومكان‬ ‫عشقكِ خالداً فوق الجبيني‪ .‬أنتِ المنى‪ ،‬أنتِ الهوى و جنوني‬

‫يروم هذا المقال بيان خصائص األسلوب التشكيلي‬ ‫باعتباره نموذجا فنيا يتقاطع مع عدة حقول ومباحث فنية‬ ‫أخرى تشكل بؤرة الجوار والتقارب في االنتماء واالمتداد‪.‬‬ ‫فما يمتاز به الفنان التشكيلي هو القدرة على السير‬ ‫في طريق بلورة إحساس فني في قالب تشكيلي يرتبط‬ ‫بالمسعى الفني الذي يختاره الفنان‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن حديثنا عن األسلوب التشكيلي سيتركز‬ ‫باألساس على سمات هذا األسلوب ‪ ‬وخصائصه لدَى‬ ‫فئتين من المدارس التشكيلية‪ :‬الفئة األولى وهي التي‬ ‫جعلت من الواقعية ميزة أسلوبية؛ والثانية تلك التي‬ ‫تنضوي تحت لواء التجريدية متخذة من تكسير البنية‬ ‫الواقعية منهجا لها‪.‬‬ ‫فما هي أهم معالم األسلوب التشكيلي لدى كل من‬ ‫الواقعيين والتجريديين؟‬ ‫وهل هناك قطيعة بين األسلوبين أم استمرارية‬ ‫وامتداد؟‬ ‫أال يمكن الحديث عن تداخل وتجاور من داخل االتجاه‬ ‫وباستحضار عالقة التأثير واالقتباس؟ ‪ ‬‬ ‫وإلى أي حد يمكن ‪ ‬لألسلوب التشكيلي أن يساهم‬ ‫في تقريب المتلقي من العمل الفني وأن يدفعه للتفكير‬ ‫في تطلعات جديدة لتلقي األعمال الفنية؛ وللرقي بذوقه‬ ‫الفني وتهذيبه؟ ‪ ‬‬ ‫ال شك أن الحديث عن األسلوب التشكيلي هو حديث‬ ‫بالضرورة عن ما يمتاز به ‪ ‬العمل الفني‪ ،‬فنجد لألديب‬ ‫أسلوبه في التعبير والكتابة‪ ،‬وللمطرب أسلوبه خاص‬ ‫الذي ‪ ‬يمتاز به عن غيره في الغناء‪ ،‬وللفنان التشكيلي أيضاً‬ ‫أسلوبه الذي يشكل من خالله أفكاره وأحاسيسه في قالب‬ ‫فني سواء كان لوحة أو نحتا أو تركيبا أو تجهيز ا �‪instal‬‬ ‫‪ lation‬أو أشكا ًال تعبيري ًة أخرى يتوسلها الفنان التشكيلي‬ ‫سيراً مع حركية تطور الفن في صيغته المعاصرة‪.‬‬ ‫لذلك فإننا نجد في األسلوب التشكيلي الذي ينتحُ من‬ ‫المدرسة الواقعية تعدداً في إبراز معالم الواقع لدى العديد‬ ‫من التيارات التي عملت على إعادة تشكيله ‪ ‬في قالب فني‬ ‫يُلبي ذوق المتلقي‪ ،‬وفي اآلن نفسه يؤرخ لمراحل تطور‬ ‫الفن‪ .‬كما يجسد أيضاً ْ‬ ‫إن بصيغة أو بأخرى نظرة الفنان‬ ‫لبيئته اإلجتماعية كما هي‪ .‬فنجد فئة كبيرة من الفنانين‬ ‫قاموا بنقل الواقع اإلجتماعي ومعالمه سواء كانت طبيعة‬ ‫حية أو ميتة بجزئياتها وأدق تفاصيلها‪ .‬وعلى العكس من‬ ‫ذلك هناك من قام بتكسير هذا األسلوب طارحا مسألة نقل‬ ‫الواقع ومعطيات البيئة االجتماعية ال كما هي؛ وإنَّما كما‬ ‫يراها الفنان ويتخيلها في قوالب تعبيرية تستجيب لمبدإ‬ ‫تكسير البنية الواقعية بأخرى شبه واقعية تتجه نحو عملية‬ ‫ربط المتخيل بالواقع وعدم نقل هذا األخير بل عن طريق‬ ‫إبراز معالمه واالتجاه نحو دفع المتلقي إلعادة بناء مضمون‬ ‫اللوحة وتأثيث الفضاء الجوَّاني بنظرة تكاملية‪ .‬‬ ‫‪ ‬هذا النوع من تكسير البنية الواقعية سيتمر بشكل‬ ‫جد متطور مع المدرسة التجريدية التي عملت على خلق‬ ‫قطيعة مع الواقع المرئي نحو واقع آخر ذهني وتأملي يدفع‬ ‫المتلقي للبحث والتفكير في مضون العمل الفني بطرح‬ ‫تأويالت عدة تالمس أحيانا رؤية الفنان‪ ،‬وتتقاطع أحيانا‬ ‫أخرى مع المسعى الذي تنضوي تحته تيارات التجريد‬ ‫التي تختلف باختالف التوجهات والرؤى التي تنبني عليها‬ ‫معالم األسلوب سواء كان التجريد بشكل كلي أو جزئي‪،‬‬ ‫فإنه يقدم مجاوزة للتعبير الواقعي بتعبير آخر ينقلنا لعالم‬ ‫التخييل والالمرئي‪ .‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يمكن القول ختاما أن األسلوب‬ ‫التشكيلي ليس وليد التقليد أو النسخ على منوال الواقع أو‬ ‫باالتجاه نحو عملية تجريده إن بصيغة أو بأخرى؛ بل إنَّه‬ ‫يتسم باتساع وشساعة نظرة الفنان وطريقة تعبيره التي‬ ‫تجعله يمتاز عن غيره من الفنانين‪ .‬فليس التقيد بأسلوب‬ ‫بعينه أو مدرسة دون األخرى هو عماد األسلوب التشكيلي‪،‬‬ ‫إذ نؤكد أن الفنان التشكيلي المبدع هو الذي نجد عنده‬ ‫أساليب متعددة تتجه به لكي ينْسج على غير منوال‪.‬‬ ‫ومعنى هذا أن عمله حرٌ ومفتوحٌ على عدة إمكانيات‬ ‫إبداعية تتجه به نحو التميُّز بالسير ُقدماً في طريق‬ ‫المختلف الجمالي ومجاوزة ‪ dépassement‬المؤتلف‬ ‫الفني بتكسير بنيته وخلق بنى أخرى تتسع لمعانقة أسمى‬ ‫المعاني والقيم اإلبداعية‪.‬‬

‫_____________________‬

‫(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫‪9‬‬

‫عبد اجلبار ال�سحيمي‬ ‫‪ 1938‬ـ ‪2012‬‬

‫الكاتــب واإلعالمـــي عبـــد الجبـــار السحيمــي‪ ،‬أحــد رواد‬ ‫الصحافة المغربيةـ يتميز بأسلوب مميز في الكتابة الصحفية‬ ‫والتعبير األدبي‪ ،‬عرف بإنتاجاته األدبية‪ ،‬خاصة في مجال القصة‬ ‫القصيرة‪ .‬كان أحيانا يذهب لممارسة هوايته في صيد السمك‬ ‫في شواطئ الرباط أو ضواحيها‪.‬‬ ‫ولد سنة ‪ 1938‬بمدينة الرباط وتابع دراسته بمدرسة‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬قبل أن يلتحق بالعمل الصحفي سنة ‪.1958‬‬ ‫له إسهامات إعالمية من الموقع الذي كان يشغله كصحفي له‬ ‫أسلـوب فريد صنعــه بنفسه بعصاميـة وبالقـراءة المستمرة‬ ‫واإلصغاء الدائم‪ .‬مارس العمل الصحفي‪ ،‬منذ سنة ‪،1961‬‬ ‫وعمره ‪ 20‬سنة‪ ،‬وتحمل مسؤولية رئيس القسم الثقافي‬ ‫واألدبي لجريدة «العلم» وملحقها الثقافي فيما بعد‪ ،‬قبل أن‬ ‫يصبح رئيسا للتحرير‪ ،‬ثم مديرا عاما للجريدة‪ ،‬ابتداء من سنة‬ ‫‪ ،2004‬بعد استقالة عبد الكريم غـالب‪ .‬كـان يمارس السياسة‬ ‫بالفكر‪ ،‬وال يمارسها بالعمل‪ ،‬ويعتبر من بين المثقفين القالئل‬ ‫غير المنضبطين لصرامــة القواعد الحزبية‪ .‬تتلمذ على يديـه‬ ‫جيـش من الصحفيين بجريـدة «العلـم»‪ .‬كـان يكتـب عمـوده‬ ‫الشهير «بخـط اليـد» الذي كـان زاويــة يضع فيها تأمالته‬ ‫اليومية حول ما يروج في المجتمع‪ ،‬كان يبدع في قصصه‪ ،‬وفي‬ ‫مقاالته وأعمدته الصحفية‪ .‬كتب مذكراته في جريدة «العلم»‬ ‫تحت عنوان «الليالي» و«خواطر طائرة» و«أعترف أنني ال أفهم»‬ ‫و«كالم الليل» و«األيام والليالي» و«خاطر الصباح» و«كالم‬ ‫الفضاء»‪.‬‬ ‫السحيمي عمل كمنتج إذاعي‪ ،‬حيث كان يعد برنامجا‬ ‫إذاعيا مع محمد اإلدريسي تحت عنوان «على الخشبة» سنة‬ ‫‪ .1967‬تميز عمله الثقافي واإلذاعي بالجرأة في تناول قضايا‬ ‫الحركة المسرحية‪ ،‬البرنامج كان يزيــح الستــار عن كثيـر من‬ ‫الحقائـق المتعلقة بمسار المسرح المغربي‪ .‬إال أن أحد المؤلفين‬ ‫المسرحيين‪ ،‬عارض البرنامج وأوعز إلى وزارة األنباء التي كان على رأسها أحمد العلوي ـ آنذاك‬ ‫ـ فتم إيقافه‪ .‬عمل في إطار الجمعية الفلسطينية لمساندة الشعب الفلسطيني‪ ،‬وفي اتحاد كتاب‬ ‫العرب‪ ،‬وكان عضوا بارزا في اتحاد كتاب المغرب مدافعا عن استقالليته وعن مشروعه األدبي‪.‬‬ ‫وخـاض معركـة شرسة سنــة ‪ 1973‬ضمن اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬الذي تواجهت فيه مختلف‬ ‫فصائل الكتـاب الوطنيين والتقدميين مع جناح موال للسلطة‪ .‬وقد أسفرت هذه المواجهة عن‬ ‫انتصار الفئة األولى‪ ،‬وانتخب األستاذ عبد الكريم غالب رئيسا لالتحاد‪ ،‬وشكل مكتب مركزي‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬ ‫من بين أعضائه عبد الجبار السحيمي‪ ،‬وأحمد المديني وآخرون‪...‬‬ ‫وقف السحيمي محتجا ضد الظلم سنــوات الرصاص وسانـــد‬ ‫المناضلين السياسيين من أحزاب يسارية‪ ،‬الذين طالتهـم آلة‬ ‫القمــع‪ .‬وكــان من الموقعين والمدافعين عن حرية الشعراء‬ ‫والكتاب والفنانين المثقفين واإلعالميين‪ ،‬ممن تعرضوا لمحنة‬ ‫المنع والتعسف والتضييـق‪ .‬وأتذكــر حضوره في الذكرى العاشرة‬ ‫الغتيال عمر بنجلون بقاعة عبد الصمد الكنفاوي‪ .‬كان عبد الجبار‬ ‫من بين من تناولوا الكلمة في حق الشهيد‪ ،‬وكان متأثرا بتلك‬ ‫الفاجعة‪.‬‬ ‫تحمل مسؤولية رئيس القسم الثقافي بالصفحة األدبية في‬ ‫جريدة «العلم»‪ ،‬ثم «الملحق الثقافي» سنة ‪ ،1969‬ورئيس تحرير‬ ‫لنفــس الجريـدة لسنــوات طويلة منذ سنة ‪ 1961‬وعمره ‪ 28‬سنة‪،‬‬ ‫قبل أن يصبح مديرا لها‪ ...‬والحقا‪ ،‬أصدر السحيمي رفقة محمد‬ ‫العربي المساري ومحمد برادة مجلة «القصة والمسرح» سنة‬ ‫‪ .1964‬كما أصدر عدة مجموعات قصصية من بينها «موالي»‬ ‫الصادرة في القاهرة سنة ‪ ،1965‬وكان مديرا لمجلة «‪»2000‬‬ ‫التي صدر عددها األول والوحيد في يونيو ‪ ،1970‬ثم نشر رفقة‬ ‫عبد الكريم غالب كتابا مشتركا بعنوان «معركتنا العربية ضد‬ ‫االستعمار والصهيونية» الصادر عن مطبعة الرسالة سنة ‪.1979‬‬ ‫وله «الممكن والمستحيل» عن دار الرسالة المغربية‪ ،‬و»بخط اليد»‬ ‫ضمن شظايا شراع سنة ‪ .1996‬في سنة ‪ 2007‬أصدر مجموعته‬ ‫القصصية «سيدة المرايا» بالدار البيضاء‪ ،‬و»الفاركونيت» التي‬ ‫قدم من خاللها رؤية انتقادية للواقع والعصر‪ ،‬كانت ناجحة في‬ ‫تصويرها الفني العميق‪.‬‬

‫في مـاي ‪ 2008‬زار السحيمي مدينة مكناس على هامـش ندوة في ذكـرى رحيل عالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬وزار حسن أوريد وكان يهمه أن يستقي أخبار محمد العيساوي المسطاسي آخر موقع‬ ‫على وثيقة االستقالل‪ ،‬وأحد الباقين على قيد الحياة‪ .‬تم تكريم السحيمي ضمن فعاليات‬ ‫مهرجان القراءة المنعقد بالرباط أواخر دجنبر ‪ .2009‬بعد حضور قوي في الساحة الثقافية‬ ‫واإلبداعية والصحفية الوطنية‪ .‬هزمه المرض وفرض عليه التوقف عن الكتابة‪ .‬وبعد صراع‬ ‫طويل‪ ،‬فارق الحياة‪ ،‬فجر يوم ‪ 24‬أبريل ‪ 2012‬بالرباط‪ ،‬عن سن يناهز ‪ 74‬سنة‪.‬‬

‫المجتمع المدني يترافع من أجل ضخ جرعة من األوكسجين‬ ‫في شرايين االنتقال الديمقراطي‬ ‫الرباط ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬كانت الرباط يوم األربعاء ‪ 19‬شتنبر الجاري على موعد مع‬ ‫لقاء تواصلي دعت له “ حركة مبادرات من أجل إصالح المنظومة‬ ‫القانونية للجمعيات بالمغرب “‪ ،‬وذلك من أجل تقديم العناوين‬ ‫الكبرى لمذكرة “ إصالح المنظومة الجبائية والمالية للجمعيات‬ ‫في قانون المالية لسنة ‪.“2019‬‬ ‫‪ ‬اللقاء الذي أدار أشغاله الصحفي عمر أوشن‪ ،‬انطلق في‬ ‫شقه األول بكلمة الجهة المشرفة‪ ،‬ذكر فيها المتدخل بالنفس‬ ‫القوي الذي حقن به دستور ‪ 2011‬مفاصل الجمعيات (الفصل‬ ‫‪ ،)12‬وحدد أدواره��ا في “ تساهم الجمعيات المهتمة بقضايا‬ ‫الشأن العام‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬في إطار الديمقراطية‬ ‫التشاركية‪ ،‬في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة‬ ‫والسلطات العمومية‪ ،‬وكذا في تفعيلها وتقييمها “ ‪ .‬وشدد في‬ ‫معرض حديثه عن سياق إعداد المذكرة بأن ظهير ‪ 1958‬لم‬ ‫يعد كافياً ليؤطر الجمعيات‪ ،‬وأن البيئة القانونية الحالية ذات‬ ‫الصلة بالمجتمع المدني تثقل كاهل الجمعيات‪ ،‬وأضحت إكراها‬ ‫حقيقيا يفرمل تفعيل الجمعيات ألدواره��ا الدستورية‪ ،‬وتوجد‬ ‫على هامش مخرجات الحوارات الوطنية السابقة ‪ .‬كما سلط‬ ‫المتدخل كشافات من الضوء على محاور المذكرة التي لخصها‬ ‫في خمسة وهي ‪ :‬تمييز الجمعيات عن الشركات فيما يتعلق‬ ‫بالضرائب والضريبة عن القيمة المضافة – المطالبة بتعميم‬ ‫االعفاءات المتعلقة بحقوق التسجيل والتنبر على جميع الجمعيات‬ ‫– حقوق الجمارك والرسوم على االستيراد – تعميم االعفاءات‬ ‫على الرسوم المحلية والرسوم الشبه الضريبية – سن اجراءات‬ ‫وتدابير تحفيزية لتشجيع دعم العمل الجمعوي ‪.‬‬ ‫‪ ‬المشاركات والمشاركون في هذا اللقاء اإلعالمي الذي‬

‫يدشن انطالق مسلسل الترافع من أجل “ اشعار الدولة‬ ‫بأنها لم تستكمل ورش االنتقال الديمقراطي “ انتقلوا بعد‬ ‫ذلك لالستماع لشهادات حية قدمها ممثالت وممثلو أربع‬ ‫جمعيات عاشت تحديات ومشاكل في الجانب المالي‪ ،‬تحديات‬ ‫تصنف بأنها خارج المعطى الدستوري‪ ،‬والتشريعات الدولية ‪.‬‬ ‫‪ ‬الشق الثاني من اللقاء التواصلي تميز بلقاء مفتوح‬ ‫إلدارة “ حركة مبادرات من أجل إصالح المنظومة القانونية‬ ‫للجمعيات بالمغرب “ مع ثلة من الصحفيين الذين انصبت‬ ‫أسئلتهم حول عناصر المذكرة الترافعية‪ ،‬والجمعيات التي‬ ‫تقف وراء هذه المبادرة‪ ،‬ومدى تفاعل الفاعل العمومي مع‬ ‫المذكرة‪ ،‬والمحطات الترافعية المقبلة ‪......‬‬ ‫‪ ‬وقبل إسدال الستار على اللقاء اإلعالمي‪ ،‬كان الجسم‬ ‫المدني الحاضر بقوة قد التأم حول مائدة مستديرة انصب‬ ‫فيها النقــاش حول استراتيجية الترافع والتواصل للمرحلة‬ ‫القادمة ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر أن اللقاء التواصلي المنعقد بالرباط كان مسبوقا‬ ‫بعدة ورشات جهوية ومركزية شارك فيها خبراء وأساتذة‬ ‫جامعيون وفاعلون عموميون ومدنيون‪ ،‬وحظيت بمواكبة‬ ‫المركز الدولي لقوانين منظمات المجتمع المدني ‪ .‬وفي‬ ‫تصريحه للجريدة قال أحمد عيداني عضو “حركة مبادرات من‬ ‫أجل اصالح المنظومة القانونية لعمل الجمعيات بالمغرب”‪،‬‬ ‫أن المشاورات في هذه الورشات التي غطت التراب الوطني‬ ‫انصبت حول ثالثة محاور وهي ‪ :‬التشاور العمومي – تحسين‬ ‫البيئة القانونية الخاصة بالوضعية الجبائية للجمعيات‬ ‫بالمغرب – تعديل قانون الجمعيات بالمغرب ‪ .‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫خم�سة ت�آليف للفقيه العالمة احل�سن َ‬ ‫الغ ّ�سال الطنجي ‪:‬‬

‫‪ - 3‬الرحلة إلى جبل طارق لمقابلة سلطان اإلنجليز سنة ‪1321‬هـ‬ ‫تقديم وتخريج ‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬

‫نسعى من خالل نشر هذه السلسة األولى من النصوص إلى تعريف قراء جريدة «الشمال» الغراء بخمسة تآليف قيدها الفقيه العالمة‬ ‫الحسن بن محمد الغسال الطنجي‪ .‬ولقد عرف عن الفقيه الغسال أنه كان غزير التقييد ال سيما للتآليف المختصرة التي تأتي على‬ ‫شاكلة المقاالت والرسائل اللطيفة‪ .‬وهي مقاالت على وجازتها ال تخلو من فوائد علمية وحضارية‪ ،‬سلك فيها الفقيه الحسن الغسال‬ ‫نهجا يتمثل في اختيار البحث في موضوع معين‪ ،‬فيقدم له ثم يعززه ببعض الشواهد األصلية‪ .‬وعلى طريقة «ما قل ّ‬ ‫ودل» هذه أجاد‬ ‫الحسن الغسال وأفاد في عدد من المواضيع العلمية والفقهية والتاريخية التي تناولها بالدرس والتحليل أو الوصف‪ .‬والتآليف التي‬ ‫سوف ننشرها تباعا هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أهل فاس ِنعْم الناس‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سؤال عن لعب الكرة وجوابه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الرحلة إلى جبل طارق لمقابلة سلطان اإلنجليز سنة ‪1321‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مختصر إيضاح البرهان والحجة في تاريخ ثغر مدينة طنجة الدرة الثمينة البهية صانها اهلل خير البرية من كل سوء وبلية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬التعريف بالحضرة المراكشية وبمن وقفت عليه من األولياء والعلماء األجلة‪.‬‬ ‫• النص ‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله‪.‬‬ ‫الحمد هلل الملك العزيز الذي ذلت لعزته الرقاب وخضعت‪،‬‬ ‫وهابت لسطوته الصعاب وخشعت‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا‬ ‫محمد الذي جاهد في اهلل حق جهاده حتى علت كلمة التوحيد‬ ‫وارتفعت‪ ،‬وعلى آله وأصحابه ما ابتهلت الوفود بالمشاعر العظام‬ ‫ودعت‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫لما بلغ شريف حضرة موالنا أمير المومنين وحامي حوزة‬ ‫الدين‪ ،‬ظل اهلل في األرض‪ ،‬وخليفة الرسول في طولها والعرض‪،‬‬ ‫وسلسلة الذهب اإلبريز‪ ،‬موالنا عبد العزيز أعز اهلل به الحرمات‪،‬‬ ‫ومحى بضوء سراجه جميع الظلمات‪ ،‬ما عزمت عليه حضرة‬ ‫سلطان اإلنكليز المعظم لدى المسامع جاللة إدوارد السابع‬ ‫بالوصول لزيارة إيالته بجبل طارق‪ ،‬رشحت ‪-‬أعال اهلل منارها‪-‬‬ ‫خديمها الموفق‪ ،‬نخبة البشوات الصادق‪ ،‬السيد عبد الرحمن بن‬ ‫عبد الصادق‪ ،‬سفيرا لهذه السفارة السعيدة للنيابة عن الجناب‬ ‫الشريف ‪ -‬أعزه اهلل‪ -‬في مالقاة هذا الملك وتهنئته للقيام‬ ‫بالواجب في ذلك كله‪ ،‬فكان ركوبه على اليمن والبركة من ثغرنا‬ ‫السعيد ‪ -‬كاله اهلل وحماه‪ -‬في الساعة الواحدة ونصف بعد الزوال‬ ‫من يوم الثالثاء ثامن شهر تاريخه وذلك صحبة الدراعة المسماة‬ ‫«داميس»‪ .‬ولما صعدنا لها استقبلنا رئيسها وكبراؤها بما يليق‬ ‫بالوفادة السعيدة‪ ،‬بعدما أطلقت مدافع التحية من البلد والدراعة‬ ‫حسب العادة الرسمية‪ ،‬وفي الساعة الثانية أقلعت بنا قاصدة‬ ‫جبل طارق‪ ،‬وبعد سير أرسينا بالمون الجديد‪ ،‬فقابلنا عنده وكيل‬ ‫سيدنا األرضى السيد عبد السالم بوزيان الطنجي وخليفة حاكم‬ ‫البلد وقائد المرسى الذي هو في رتبة ميرانط البحر مع شرذمة‬ ‫من العساكر النظامية‪ ،‬حاملة السالح‪ ،‬مؤدية مراسم السالم‬ ‫والتحية‪ ،‬حامدين لنا بالسالمة‪ ،‬ثم أطلقت مدافع التحية من‬ ‫األبراج ومن الدراعة «داميس» المذكورة‪ .‬ثم ركبنا في العربة‬ ‫كانت مهيأة عندهم لركوب السفير ومن معه‪ ،‬وصار بنا والحالة‬ ‫أن الطرقات متزاحمة باألهالي واألجانب مظهرين االبتهاج‬ ‫والفرح بمقدمنا إلى أن وصلنا لدار القنصوات السعيدة‪ ،‬فنزلنا‬ ‫بها سالمين والحمد هلل‪.‬‬ ‫وفي الساعة الثانية ونصف من يوم األربعاء نزل حضرة‬ ‫السلطان من الباخرة الملوكية المخصوصة لركوبه المسماة‬ ‫«بكتوريا أولبط» المكتنفة بين عدة مراكب حربية‪ ،‬وكان نزوله‬ ‫باحتفال عظيم الئق بمقامه الملوكي‪ .‬وفي الساعة الرابعة من يومنا هذا تالقينا بحضرته بدار حاكم البلد‬ ‫التي كان نزوله بها في جملة ميرانطات البحر وغيرهم من الكبراء‪ ،‬ومن جملتهم باشا دورهم بطنجة‬

‫صارينكو الصو‪ ،‬مهنئين جنابه بحلوله إيالته حلول عز وعافية‪ ،‬وبعد أداء األدب الالئق بين يدي حضرة‬ ‫الملوك سرد عليه السفير الخطبة المهيأة لالجتماع به‪ ،‬وبعد ختمه إياها ترجمها له الترجمان مسطر‬ ‫اروين باللغة اإلنجليزية حرفا حرفا وهو ينصت لها‪ ،‬وبعد الفراغ من سردها ناوله الكتاب الشريف بكلتي‬ ‫يديه مظروفا في غالفه الموبري مطروزا بالصقلي ملفوفا في‬ ‫سبنية حرير‪ ،‬فتلقاه منه بيده بغاية التعظيم واالحترام‪ ،‬ثم أجاب‬ ‫الملك عن الخطبة بما اقتضى المقام وقد كنا أشرنا في رحلة‬ ‫التتويج على الكيفية المتبعة عند سرد الخطب ونحوها ما يلزم‬ ‫من األدب في ذلك الموطن بما ال مزيد عليه‪.‬‬ ‫وفي الساعة الثانية بعد الزوال من يوم الخميس توجهنا‬ ‫باستدعاء من السلطان لجنان في سفح الجبل الذي يسكن به‬ ‫قائد المرسى المشار له آنفا‪ ،‬فإذا هو جنان كبير‪ ،‬متسع‪ ،‬مشرف‬ ‫على البحر‪ ،‬كثير األشجار وأنواع األنوار‪ ،‬فتالقينا بحضرته هناك‬ ‫وتذاكر مع السفير هنية ورحب به‪ ،‬والحالة أن الموسيقى‬ ‫تصدع باأللحان والنغمات اإلنجليزية‪ ،‬وبقينا بالجنان المذكور‬ ‫نحو الساعتين‪ ،‬وبعد شرب القهوة والحلوات من جملة األعيان‬ ‫والكبراء رجعنا لمحلنا على أتم نشاط‪.‬‬ ‫وفي الساعة التاسعة ونصف من يوم السبت توجهنا صحبة‬ ‫الباشادور للباخرة الملكية المتقدمة الذكر آنفا باالستدعاء من‬ ‫السلطان‪ ،‬فإذا هي باخرة متتحفة مزخرفة بالتذهيب والتفضيض‬ ‫واألواني النفيسة والتحف الرفيعة والفرش الحريرية والموبرية‬ ‫على اختالف أنواعها‪ ،‬مما يحير العقل ويتعب النظر وذلك كله‬ ‫من آيات اهلل‪ .‬وبمجرد ما صعدنا لها‪ ،‬استقبلنا رئيسها وكبراؤها‬ ‫وما قصروا في الترحيب والتعظيم‪ ،‬ثم أتى صاحب المشوار‬ ‫وأحضر بين يدي حضرة السلطان وبعد جلوس السفير معه‬ ‫هنية أتحفه بنيشان من الصنف المسمى «رويال بكثو» وقلده‬ ‫إياه بيده زيادة منه في اإلجالل واإلكرام‪ ،‬وبعد أداء مراسم الوداع‬ ‫انصرفنا بعين االعتبار واإلعظام‪ ،‬ومن ثمة توجهنا للدراعة‬ ‫«دميس» التي قدمنا فيها‪.‬‬ ‫وفي الساعة العاشرة أقلعت من جبل طارق قاصدة طنجة‪.‬‬ ‫وأثناء السير أتحف السفير رئيسها بسكين رفيع مفضض‬ ‫بحمالته المذهبة‪ ،‬وخليفته بخنجار كذلك‪ ،‬وبعد مسير ساعتين‬ ‫وصلنا لثغرنا السعيد بخير وعافية‪ ،‬هلل الحمد وله المنة‪،‬‬ ‫واستقبلنا عند المون كيوم ركوبنا كل من نائب موالنا ‪ -‬حفظه‬ ‫اهلل‪ -‬وعامل البالد وسائر الموظفين برسم الخدمة الشريفة‪،‬‬ ‫حامدين لنا بالسالمة‪.‬‬ ‫وقيده أحوج الخلق إلى عفو ربه الحسن بن محمد الغسال‪ ،‬كان اهلل له في دنياه وأخراه‪ ،‬في منتصف‬ ‫محرم الحرام سنة إحدى وعشرين وثالثمائة وألف عام‪.‬‬


‫العدد ‪960‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫وقفة مع كتاب «تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب‬ ‫من ‪ 1830‬إلى ‪ »1990‬للدكتور عباس الجراري‬ ‫• سياقات المغرب وأثرها في الفكر واألدب‪.‬‬ ‫• إسهامات أدباء مغاربة في خارطة اإلبداع العربي‪.‬‬ ‫• فهم القضايا والظواهر سابق على نقدها‪.‬‬

‫د‪ .‬هدى المجاطي‬

‫بطاقة حياتية‪:‬‬

‫ولد الدكتور عباس الجراري في الرباط يوم ‪ 15‬فبراير ‪ ،1937‬تلقى تعليمه األولي بالكتاب القرآني ثم التحق بالمدارس الحكومية‪ ،‬كما تلقى‬ ‫على يد والده العالمة عبد اهلل الجراري جملة من العلوم العربية واإلسالمية أهلته – بعد حصوله على الباكلوريا سنة ‪ 1957-‬لاللتحاق بجامعة‬ ‫القاهرة في مصر‪ ،‬حصل على اإلجازة في اللغة العربية وآدابها سنة ‪ ،1961‬وعلى الماجستر سنة ‪ ،1965‬والدكتوراه سنة ‪ 1965‬من الجامعة نفسها‪.‬‬ ‫شغل عدة مهام منها‪:‬‬ ‫ أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط‪.‬‬‫ مدير الدراسات الجامعية العليا لتكوين أطر التدريس بجامعة محمد الخامس (‪)1982‬‬‫ أستاذ بالمدرسة المولوية (‪)2000-1979‬‬‫ عميد كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاضي عياض بمراكش‪.‬‬‫ عضو مكتب أكاديمية المملكة المغربية‪.‬‬‫األمين العام لمركز دراسات األندلس وحوار الحضارات‪.‬‬ ‫ رئيس المجلس اإلقليمي لوالية الرباط وسال (‪)2000-1994‬‬‫ مكلف بمهمة في الديوان الملكي (‪)2000-1999‬‬‫ مستشار جاللة الملك منذ سنة ‪.2000‬‬‫عرف الدكتور عباس الجراري بمشاركاته القوية وإنتاجه العلمي الغزير الذي يتوزع بين الدراسة األدبية والبحث في التراث العربي‪ ،‬الفكر‬ ‫اإلسالمي وقضايا الفلسفة‪ ،‬من مؤلفاته‪:‬‬ ‫القصيدة الزجل في المغرب‪.‬‬‫ الحرية واألدب‪.‬‬‫ موشحات مغربية‬‫ األمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي‪.‬‬‫ األدب المغربي من خالل ظواهره وقضاياه‪.‬‬‫ صفحات دراسية من القديم والحديث‪.‬‬‫ فنية التعبير في شعر ابن زيدون‪.‬‬‫ العالم المجاهد عبد اهلل بن العباس الجراري‪.‬‬‫ تطور الشعرالعربي الحديث والمعاصر في المغرب (من ‪ 1830‬إلى ‪.)1990‬‬‫حصل على أوسمة وجوائز منها‪:‬‬ ‫ وسام االستحقاق من مصر (‪)1965‬‬‫ وسام المؤرخ العربي (‪)1987‬‬‫ ميدالية أكاديمية المملكة المغربية (‪)1990‬‬‫ جائزة االستحقاق الكبرى (‪)1992‬‬‫ وسام العلوم والفنون من الطبقة األولى (مصر ‪)2004‬‬‫‪ -‬وسام اإليسيسكو من الدرجة األولى ‪.2006‬‬

‫‪ - 1‬لفت نظر‪:‬‬

‫في إطار المتابعة العلمية للكتب ذات التأثير العميق في الدرس األدبي في مستوييه األكاديمي والمفتوح‪،‬‬ ‫يسعدني اإلسهام في تقديم كتاب «تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من ‪ 1830‬إلى ‪ »1990‬وهو‬ ‫من منشورات النادي الجراري‪ ،‬والصادر عن مطبعة األمنية بالرباط في طبعته األولى سنة ‪.1997‬‬ ‫ال شك أن هذا الكتاب خالصة أثر لمدارسات علمية متخصصة تغطي عقودا؛ وثمرة خبرة تدريسية ترد الفروع‬ ‫إلى األصول‪ ،‬وتنبه على مواقع ذات أهمية كبرى في فهم سليم لألنساق الفكرية واألدبية واإلبداعية في عالقتها‬ ‫بحركية التاريخ‪.‬‬

‫‪ - 2‬بنية العنوان ‪:‬‬

‫«تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر من ‪ 1830‬إلى ‪»1990‬‬ ‫أوال‪ :‬تستوقفنا في العنوان جملة مفاهيم‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬يقصد المؤلف ب «التطور» ملمح النمو الذي جعل الشعر يتحرك متنقال من وضع إلى آخر في سياقه الذي‬ ‫أكسبه مظاهر ارتقائية شيدت كيانه ووجهته وجهات‪..‬‬ ‫ب‪« -‬الشعر» جنس أدبي ال ينفصل عن باقي األجناس األدبية والفنية‪ ،‬وال يخرج عن حدود مسير الفكر البشري‬ ‫والحياة اإلنسانية العامة؛ بمعنى أنه يتعرض لركود ويقظة‪ ،‬أو تطور وتجدد‪ ،‬أو صراع وتغيير‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ال يقصد ب «الحديث» و «المعاصر» غير مدلولهما التاريخي‪ /‬الزمني‪.‬‬ ‫د‪ -‬وأما الفترة الزمنية لهذه الدراسة فتمتد من تاريخ احتالل الجزائر سنة ‪ 1830‬إلى‬ ‫حرب الخليج سنة ‪ ،1990‬باعتبار ما كان لذلك االحتالل من أثر كبير في المغرب ‹‹ عد به‬ ‫كالصدمة التي حثت على اإلفاقة والنهوض‪ ،‬وباعتبار ما نتج عن هذه الحرب من شعور عميق‬ ‫بدخول العرب والمسلمين جميعا في مسيرة جديدة ولدت وعيا وفكرا ومواقف غير ما كان‬ ‫متعارفا عليه في السابق››‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ارتبط الشعر المغربي على امتداد هذه الفترة بظروف ومالبسات ال يمكن فهمه‬ ‫أو تذوقه أو التجاوب معه خارج معطياتها التي منحته سمات ‪ -‬هي على تنوعها وتعددها‬ ‫ نابعة من طبيعة تلك الظروف والمالبسات‪ ،‬مما يفرض على الدارس الذي يسعى إلى‬‫معرفة ذلك الشعر والتعريف به أن ينظر إليه من زاويتها‪.‬‬ ‫كتاب الدكتور عباس الجراري له جملة قيم داللية ووظائف تداولية‪ ،‬وهذه المسألة‬ ‫تبرز بشكل واضح في العنوان؛ ذلك أن هذا العنوان له ثالث عالقات؛ عالقة العنوان بذاته‪،‬‬ ‫وعالقة العنوان بالمضمون‪ ،‬وعالقته بالقارئ‪ .‬وهذه العالقات تبين دون ريب الوظائف‬ ‫المختلفة للكتاب‪.‬‬ ‫وباإلجمال‪ ،‬فعنوان هذا الكتاب يحيل على غرضه‪ ،‬كما يدل على ممن هو وإلى من‬ ‫هو؛ هو لألستاذ الدكتور عباس الجراري عميد األدب المغربي وهو موجه إلى الباحثين‬ ‫المتخصصين والمهتمين باآلداب العربية في المغرب‪.‬‬ ‫وال بد من التأكيد أن هذا الكتاب أول عمل في األدب المغربي يغطي قرنا وستة عقود‪،‬‬ ‫ويعكس الجهد الكبير الذي بذله المؤلف في جمع المادة واستقرائها ثم استثمارها في‬ ‫دراسة التطور الذي عرفه الشعر المغربي على المستوى النفسي واالجتماعي والسياسي‬ ‫والفني والثقافي‪.‬‬

‫‪ - 3‬موضوع الكتاب‪:‬‬

‫موضوع الكتاب دراسة الشعر العربي في المغرب من خالل التطور الذي عرفه في الزمنين‪ ،‬الحديث والمعاصر‪،‬‬ ‫بارتباطه مع ظروف ومالبسات ال يمكن فهمه خارج معطياتها‪:‬‬ ‫ بحكم طول الفترة وتداخل مراحلها ونوعية العوامل الفاعلة فيها‪ ،‬تميزت الممارسة الشعرية في المغرب‬‫بإنجاز خصيب‪ ،‬ال يخلو من إبداع‪..‬‬ ‫ دراسة الشعر العربي في المغرب من منظور يراعي مدى االرتباط بالشروط الشعرية المنبثقة من الداخل‪،‬‬‫وكذا العوامل الخارجية المؤثرة‪.‬‬ ‫ لم يقتصر المؤلف في دراسته للتجارب الشعرية في المغرب على المشهور منها أو المتداول‪ ،‬بل تجاوزها إلى‬‫النصوص الغميسة‪ ،‬بهدف التعرف على الشعر الذي صدر عن المغاربة‪ ،‬ودراسة وتحليل هذه النماذج‪ ،‬ثم التمييز‬ ‫والحكم‪.‬‬ ‫وقد اختار المؤلف المعمار اآلتي لتجلية مضمونه‪:‬‬ ‫ مقدمة‪.‬‬‫ مدخل‪ :‬ويتكون من مبحثين‪:‬‬‫‪ - 1‬إطار عام‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مفاهيم وتجليات‪.‬‬ ‫‪ -‬الباب األول‪ :‬الفرد والمجتمع ‪ ،‬ويتضمن فصلين‪:‬‬

‫‪ - 1‬في رحاب الوجدان‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الواقع االجتماعي‪.‬‬ ‫ الباب الثاني‪ :‬الوطن واألمة‪ ،‬وينقسم إلى فصلين‪:‬‬‫‪- 1‬التعبير الوطني‬ ‫‪ - 2‬البعد القومي‪.‬‬ ‫ الباب الثالث‪ :‬مقومات ومؤثرات ‪ ،‬ويشتمل على فصلين‪:‬‬‫‪- 1‬مقومات فنية (اللغة‪-‬اإليقاع‪-‬الصورة)‬ ‫‪ - 2‬التناص (مؤثرات)‬ ‫‪ -‬خاتمة‪ :‬تأمل واستنتاج‪.‬‬

‫‪- 4‬عتبتا الكتاب‪:‬‬

‫الكتاب موجه إلى فئة مخصوصة من القراء‪ ،‬وهذا مبين في عتبته التي قسمها المؤلف إلى‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬مقدمة‪ :‬أشار المؤلف فيها إلى أن هذا العمل يندرج ضمن اهتمامه باألدب العربي في المغرب تدريسا وتأليفا‬ ‫وتأطيرا‪ ،‬وشعوره بحاجة القارئ عامة وطالب األدب خاصة إلى دراسات تتسم بالشمولية‪ ،‬وتتوخى التعريف بالشعر‬ ‫العربي في المغرب من خالل التطور الذي عرفه على امتداد الفترة الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫وقد تميز الشعر في المغرب خالل هذه الفترة بإنجاز خصيب يتأرجح بين النمط‬ ‫التقليدي وبين محاوالت التحرر منه؛ وهو في هذا وذاك ال ينفصل عن القصيدة العربية‬ ‫بكل ما تحمله من إبداعات‪ .‬وفي هذا الصدد يندرج االستشهاد بنصوص شعرية دالة على‬ ‫جانب من جوانب التطور التي تسعى هذه الدراسة إلى إبرازه‪.‬‬ ‫وأكد في نهاية المقدمة أن النص الشعري يظل مغلفا ومغلقا وفي حاجة دائمة إلى‬ ‫الكشف عنه باعتباره ‹«نبعا ثرا ال سبيل إلى حصر مجاالته الرحبة وممكناته المتدفقة» وأنه‬ ‫يسعى إلى أن يتيح هذا العمل للقارئ تمثل الشعر العربي في المغرب‪ ،‬وأن يكون دافعا إلى‬ ‫مزيد من القراءة في صحائفه ودوواينه‪.‬‬ ‫ب‪-‬مدخل‪ :‬قسمه المؤلف إلى‪:‬‬ ‫ إطار عام‪ :‬خصصه لنهضة المغرب الحديث؛ ظروفها وتجلياتها الفكرية واألدبية‬‫وقد لخص عوامل النهضة في‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إرسال بعثات علمية إلى أوربا ومصر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العناية ببعض العلوم الحديثة وإقامة منشآت خاصة بها‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬االهتمام باإلصالح اإلداري وتنظيم الجيش وتنشيط حركة الصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫رابعا‪:‬ظهور المطبعة الحديثة‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬ظهور الصحافة بصدور جريدة «المغرب» سنة ‪ 1889‬بطنجة‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إعالن مشروع الدستور على إثر مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة ‪.1906‬‬ ‫لكن هذه العوامل في المغرب واجهتها عوائق كثيرة منها‪:‬‬ ‫• الظروف الصعبة التي عاشها المغرب‪:‬كثرة الديون‪ ،‬االمتيازات األجنبية والحمايات‪..‬‬ ‫• طبيعة البعوث التي وجهت للخارج‪ ،‬لم يكن يقصد منها التعليم الطويل‪ ،‬بقدر ما كان‬ ‫التكوين السريع والتدرب العملي على بعض التقنيات‪.‬‬ ‫الهدف منها‬ ‫• اقتصار المطبعة على إخراج بعض الكتب والمتون المقررة في الدراسة بالقرويين وغيرها من المعاهد‪.‬‬ ‫• معظم الصحف التي ظهرت في هذه المرحلة‪ ،‬كانت تصدر للدعاية إما لفرنسا مثل «السعادة» و«الترقي» وإما‬ ‫إلسبانيا مثل «الحق» و «الصباح» و «االتحاد»‪.‬‬ ‫• عدم تطبيق أي من المشروعين اللذين قدما للدستور‪.‬‬ ‫• عدم وجود رأي وطني عام‪ ،‬قادر على بلورة اختيارات األمة وتجسيد مطامحها‪.‬‬ ‫انتهت الحقبة األولى من الفترة المدروسة بإحالل الحماية التي شكلت صدمة جعلت المغاربة يسعون إلى‬ ‫استرجاع استقالل بالدهم متوسلين بكل اإلمكانات المتاحة‪ ،‬وفي طليعتها ‪:‬‬ ‫ انطالق المقاومة المسلحة ضد الحمايتين اإلسبانية والفرنسية‪.‬‬‫ بروز الحركة السلفية وهي ذات عمق في المغرب‪.‬‬‫ قيام العمل السياسي الوطني في أحضان الحركة اإلصالحية‪.‬‬‫ اعتماد التعليم ركيزة لم تعره إدارة الحماية الفرنسية كبير اهتمام‪.‬‬‫ ازدهار الصحافة الوطنية في المغرب‪ ،‬خاصة جرائد ومجالت أصدرتها الهيآت الوطنية وبعض األفراد‪.‬‬‫كان البد لهذه العوامل أن تخلق وعيا جديدا في المغرب‪ ،‬وفي ظل هذا الوعي وما صاحبه من يقظة وانبعاث‪،‬‬ ‫غدت الثقافة أداة فاعلة ومؤثرة‪ .‬وقد مس هذا النهوض مختلف األجناس وشتى أنماط التعبير‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫مبنا�سبة الدخول املدر�سي اجلديد ‪:‬‬

‫هل للمغرب مدر�سة يف م�ستوى الطموحات والتطلعات ؟‬ ‫(‪)2/2‬‬ ‫‪-1-‬‬

‫أزمة التعليم في المغرب‪ ،‬لم تعد شأنا داخليا بعد تدخل البنك الدولي الذي أثار انتباه المغاربة مؤخرا إلى‬ ‫وضعيته المتردية ‪ ،‬التي فشلت في اختيار الطريق األصلح للخروج من حالة التخلف االجتماعي واالقتصادي‬ ‫الذي يعاني منه المغرب منذ عدة عقود‪ ،‬رغما على « المجهودات المادية» المبذولة من أجل ارتقائه وتحسين‬ ‫أدائه‪.‬‬ ‫التقارير الداخلية والخارجية‪ ،‬التي أنجزت عن التعليم المغربي خالل العقود االخيرة‪ ،‬تؤكد بما ال يدع مجاال‬ ‫للشك‪ ،‬أن العراقيل والمشاكل التي تعيق هذا القطاع‪ ،‬تتمثل أساسا في التوسع المستمر آلفة األمية‪ ،‬من‬ ‫األمية األبجدية‪ ،‬إلى األمية التكنولوجية والسياسية والثقافية‪ /‬ضعف نسبة التمدرس خاصة في العالم القروي‪،‬‬ ‫وباألخص بالنسبة للفتيات‪ /‬ضعف جودة التعليم في كافة اسالكه‪ ،‬انطالقا من سلك التعليم األساسي‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني‪ ،‬الفشل الكلي في تحقيق مبدأ التعميم‪ .‬والفشل الشامل في ربط مناهج التعليم بالتنمية‪ ،‬رغما على‬ ‫المجهودات المادية الهائلة التي تمت في هذا المجال‪ ،‬واألموال الطائلة التي تم صرفها عليه‪ .‬وهي مجهودات‬ ‫تصنف المغرب من بين الدول العالم ثالثية التي تخصص نسبة عالية من مواردها لقطاع التعليم ‪.‬‬ ‫و من الجدير ذكره في هذا الصدد‪ ،‬أن كلفة التكوين الفردية السنوية للتلميذ المغربي الواحد‪ ،‬في السلك‬ ‫األول من التعليم األساسي‪ ،‬تبلغ حتى اآلن حوالي ‪ 2300‬درهم وفي السلك الثاني من هذا التعليم تبلغ ‪4400‬‬ ‫درهم ومع ذلك تبقى هذه األرقام متواضعة مع تكلفته في دول أخرى بأوربا ( أي حوالي ‪ 14‬مرة أقل مقارنة‬ ‫مع فرنسا مثال)‪.‬‬ ‫إن ميزانية التربية والتعليم‪ ،‬مثلت خالل العقود الثالثة الماضية معدال سنويا يفوق ‪ % 23‬من الميزانية‬ ‫العامة للدولة‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ % 6‬من الناتج الداخلي الخام وذلك دون الموارد التي تصرفها األسر مباشرة‬ ‫القتناء لوازم التمدرس ‪ ،‬من كتب ودفاتر وأدوات‪ .‬ودون أداء تكاليف الرسوم والدروس اإلضافية‪ .‬ومع ذلك‬ ‫لم تستطع هذه الميزانية الضخمة‪ ،‬تحقيق ما تحتاج إليه البالد من تكوين وقضاء على األمية‪ ،‬ورفع مستوى‬ ‫التعليم لمواجهة التحديات القائمة في القطاعات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما لم تستطع متابعة مجموع‬ ‫البرامج المقررة في مجال التعميم وتحسين التأطير‪ ،‬ورفع المردودية الداخلية للنظام التربوي‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫السؤال الذي تطرحه هذه الحالة اإلشكالية على مغرب اليوم ‪ :‬اين يكمن الخلل‪...‬؟ هل في نظرتنا إلى‬ ‫التعليم‪ ....‬أم في إدارتنا لقطاعه؟‬ ‫في اإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬علينا أن نتوقف عند سلك التعليم األساسي (كنموذج) باعتباره المدخل‬ ‫الرئيسي إلشكالية التعليم في كل أسالكه األخرى‪ ،‬وباعتباره أيضا األرضية الصلبة التي تقوم عليها الشخصية‬ ‫التعليمية بكل إيجابياتها وسلبياتها‪...‬‬ ‫التعليم األساسي‪ ،‬في التعريفات األكاديمية الدولية (اليونسيف‪ /‬اليونسكو‪ /‬اإلسيسكو)‪ ،‬هو الذي يزود‬ ‫المواطن بالمعارف والمهارات العلمية األساسية ‪،‬‬ ‫لمزاولة بعض الحرف البسيطة‪ ،‬أو لزيادة دخل األسرة‬ ‫في المجتمعات الريفية والحضرية ‪ ...‬وهو الذي يكفل‬ ‫للمواطن التمدرس عن طريق التفكيرالسليم‪،‬‬ ‫ويؤمن له حدا من المعارف والمهارات والخبرات‬ ‫التي تسمح له بالتهيء للحياة وممارسة دوره‬ ‫كمواطن منتج‪ ...‬وهو التعليم المناسب لجميع‬ ‫المواطنين‪ ،‬الذي يوفر لهم الحد األدنى من الفرص‬ ‫التعليمية‪.‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬ ‫أن نسب التمدرس الخام بالمغرب مقارنة مع الدول السائرة في طريق النمو سجلت تأخرا بمعدل ‪% 20‬‬ ‫بالنسبة للتعليم االبتدائي و‪ % 10‬بالنسبة لإلعدادي والثانوي‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫إن ما يلفت النظر في وضع التعليم األساسي بالمغرب اليوم‪ ،‬أنه بعيدا عن األرقام واإلحصائيات‪ ،‬بقي‬ ‫باستمرار‪ ،‬وعلى مدى أربعة أو خمسة عقود محل نقاش وتجاذب بين النخب السياسية والثقافية في البالد دون‬ ‫أية نتيجة تذكر‪ ،‬إذ تبلورت مناهجه وبرامجه في البداية داخل اللجنة الملكية إلصالح التعليم التي أسسها جاللة‬ ‫محمد الخامس تغمده اهلل برحمته سنة ‪ ،1957‬وهي اللجنة التي وافقت على اختياراته األساسية ‪ :‬التعميم‬ ‫‪ /‬التوحيد‪ /‬التعريب‪ /‬المغربة‪ .‬وهي نفسها االختيارات التي عكست الطابع التوافقي على عهد االستقالل‪ ،‬ثم‬ ‫أعيد النظر في هذه االختيارات والمناهج‪ ،‬داخل لجنة التربية والثقافة لسنة ‪ ،1960‬وهي اللجنة المتفرعة عن‬ ‫اللجنة الوطنية إلعداد المخطط الخماسي األول ( ‪ ) 1964 - 1960‬التي دافعت عن مشروع المدرسة الوطنية‬ ‫الموحدة‪ .‬وأخيرا شكل هذا السلك من التعليم‪ ،‬بعد تنبيهات البنك الدولي‪ ،‬هاجسا للميثاق الوطني للتعليم ‪،‬‬ ‫الذي رأى النور في مطلع األلفية الثالثة‪ ،‬على عهد جاللة محمد السادس‪ .‬وهو الميثاق الذي خرج إلى الوجود‬ ‫بعد جهد جهيد‪ ،‬والذي كان اآلمل منه‪ ،‬أن يدفع تجاه إصالح المدرسة المغربية‪ ،‬وإعادة االعتبار إلى المدرسة‬ ‫الوطنية‪ ...‬ولكن على ما يبدو أن إصالح هذا التعليم‪ ،‬مازال في حاجة إلى مجهودات أكبر‪ ...‬ولربما إلى سنوات‬ ‫أخرى من العمل واالجتهاد‪.‬‬ ‫يعني ذلك ‪،‬إن اإلصالح الذي كان المغرب ومازال يسعى إليه منذ سنة ‪ 1957‬وحتى اليوم هو أن ال تبقى‬ ‫مهام المدرسة المغربية‪ ،‬قائمة على حشو اذهان وعقول الناشئة المغربية بمعلومات تجريدية ‪ /‬ال قيمة لها‪،‬‬ ‫وال فائدة منها‪ .‬وأن تتحول إلى مدرسة جديدة عصرية‪ ،‬في مستوى طموحات وتحديات عصرها‪ ،‬قادرة على‬ ‫إعداد المواطن الصالح‪ ،‬المؤمن‪ ،‬المؤهل‪ ،‬الكفوء‪ ،‬الملتزم بخدمة وطنه‪ ،‬الواعي بواجبات المواطنة وحقوقها‪،‬‬ ‫المتشبت بقيمه الدينية والوطنية‪ ،‬المنفتح على ذاته وعلى الذات الكونية‪.‬‬ ‫اإلصالح المنشود‪ ،‬يسعى إلى جعل التعليم ركيزة أساسية في نسق التنمية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وهو يمثل ــ في كل الحاالت ــ استثمارا بشريا ضروريا لالنخراط في ركب الثورة العلمية‬ ‫والتكنولوجية‪ ،‬التي باتت تشترط التحاق الشعوب والدول بمسار النهضة الحضارية في عالم القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يرى كافة المربين المختصين‪ ،‬أن اإلصالح ‪ ،‬عليه أن يتجه لجعل قطاع التربية والتعليم‪ ،‬قطاعا‬ ‫استراتيجا في نسق التنمية االجتماعية واالقتصادية والثقافية وهو ما يشترط إلى حد بعيد إمكانية انخراط‬ ‫المغرب في حركة الثورة العلمية والتقنية والتكنولوجية ‪ ،‬هذا االنخراط الذي يشترط بدوره مواكبة مسيرة‬ ‫التطور والتقدم واالزدهار خالل العقود المقبلة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬أصبح رجال التربية والتعليم‪ ،‬والخبراء‪ ،‬والسياسيين المصلحين‪ ،‬يلحون على اإلصالح‬ ‫المنتج للتعليم األساسي‪ ،‬يلحون على جعله تعليما منفتحا على محيط المتعلمين‪ ،‬متعامال مع واقعهم بشكل‬ ‫جدلي‪ ،‬مؤثرا في واقعهم ومتأثرا بهذا الواقع‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني توفير فرص االندماج بسهولة في النسيج‬ ‫االقتصادي للبالد‪ ،‬ليصبح المتعلم عضوا فعاال في‬ ‫التنمية الشاملة للبالد‪ ...‬وهو ما يشترط كمرحلة أولى‬ ‫وأساسية عدة شروط‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى مؤسسات التعليم‬ ‫• ‬ ‫األساسي وذلك بإحداث قاعة متخصصة على األقل في‬ ‫كل مؤسسة ‪ ،‬وربط المؤسسات بشبكة األنترنيت‬ ‫وإحداث شبكة لالتصال بين المؤسسات‪.‬‬

‫و في الوثائق المغربية الرسمية‪ ،‬التعليم‬ ‫األساسي‪ ،‬هو مرحلة تعليمية تربوية إجبارية‪ ،‬مدتها‬ ‫تسع سنوات‪ ،‬تثبت في المتعلم القيم اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتكسبه القدر الضروري من المعارف والمهارات‬ ‫اإليجابية‪ ،‬مما يجعله قادرا على تحقيق الترقي الذاتي‪،‬‬ ‫ويؤهله لالندماج في مجتمعه‪ ،‬والمساهمة في‬ ‫تطويره‪ ،‬ومسايرة ركب التطور اإلنساني واإلسهام‬ ‫فيه‪.‬‬

‫وضع برامج التكوين المستمر الذي يعتبر من‬ ‫• ‬ ‫أهم الرافعات التي تعتمد عليها التربية من أجل تحسين‬ ‫أداء المدرسين وأطر اإلدارة التربوية‪ .‬واألطر المسؤولة‬ ‫بكل من اإلدارة المركزية واإلدارة الخارجية‪.‬‬

‫انطالقا من هذه التعريفات «األكاديمية» تبرز‬ ‫أمامنا العديد من األسئلة األخرى‪ ،‬أهمها ‪ :‬ما هي‬ ‫أسباب تراجع تعليمنا األساسي عن هذه القيم‬ ‫والمواصفات‪...‬؟‬

‫و ضع إصالح المناهج على ضوء توجيهات اللجنة‬ ‫• ‬ ‫الخاصة بإصالح التربية والتكوين‪ ،‬وعلى ضوء تقويم‬ ‫المناهج الحالية ‪ ،‬ووضع آليات العمل الخاصة بهذا‬ ‫المجال‪.‬‬

‫تقول الشهادات المتوفرة عن هذا السلك من التعليم ‪:‬‬ ‫ــ إنه بقي حتى اليوم‪ ،‬يعاني من القطيعة التامة بينه وبين التعليم األولى (ما قبل المدرسي ) رغم ما لهذا‬ ‫االخير من أهمية في تحديد وتشكيل معالم شخصية الطفل‪ ،‬وتفتيق مواهبه وقدراته‪ ،‬األمر الذي يحتم االبتعاد‬ ‫عن تلقين المضامين وخزن المعارف‪ ،‬ويفترض اعتماد المقاربات التواصلية التي تنمي فيه سلوكات ومواقف‬ ‫تؤهله للتفاعل اإليجابي‪ ،‬مع المحيط االجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫ــ إنه لم يستند إلى اختيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية واضحة ومحددة‪ ،‬يسهم فيها‬ ‫الجميع توجيها وتأطيرا‪ .‬وإنما جاء نتيجة ظروف وأزمات متعددة‪ ،‬انعكست عليه‪ ،‬مما جعل الوزارة الوصية‬ ‫ترفع باستمرار‪ ،‬شعار الترميم‪ ،‬عوض اإلصالح والتجديد وإعادة الهيكلة والبناء‪ ،‬بغية االنسجام مع اإلكراهات‬ ‫المتتالية التي تواجهها من كل جانب‪.‬‬ ‫ــ إنه رغم لجان اإلصالح المتعددة‪ ،‬بقي بعيدا عن االستراتيجية المتبصرة‪ ،‬التي من شانها تكييف مناهج‬ ‫التعليم األساسي‪ ،‬مع البيئة المحلية‪ ،‬وأساسا مع العالم القروي‪ ،‬الذي مازال تعليمه بعيدا في مستواه وحجمه‬ ‫عن التعليم في الحواضر‪ ،‬خاصة ما يتعلق بتعليم الفتيات‪.‬‬ ‫ــ إنه فشل في االنفتاح على محيطه الخارجي‪ ،‬إذ لم يتمكن من جعل المدرسة االبتدائية ( األساسية )‬ ‫فضاء للتنشيط االجتماعي والثقافي والفني‪ ،‬وإن يجعلها قطب انجذاب أساسي‪ ،‬في المحيط الذي تتواجد فيه‬ ‫ومن أجله‪.‬‬ ‫ــ إنه رغم ما يتطلبه من مصاريف ضخمة‪ ،‬وما يشكله كعبء ثقيل على كاهل ميزانية الدولة‪ ،‬فإن‬ ‫مردوديته ضلت ضعيفة شكال ومضمونا‪ ،‬إذ يستفاد من التقارير الرسمية‪ ،‬إن ثالثة عشرة في المائة ( ‪13‬‬ ‫‪ ) %‬فقط‪ ،‬ممن يلجون التعليم األساسي‪،‬هم الذين يحصلون على شهادة البكالوريا‪ ،‬بينما ال تشكل نسبة‬ ‫الحاصلين على شهادات عليا‪ ،‬سوى خمسة بالمائة (‪ ، )%‬وذلك دون ظاهرة مغادرة الدراسة في سن مبكرة‬ ‫لعدد كبير من التالميذ‪ ،‬في العالمين القروي والحضري‪ ،‬وهي ظاهرة يستعصي تبريرها بحكم تداخل عوامل‬ ‫عدة‪ ،‬أبرزها أن التعليم أصبح في نظر العديد من اآلباء واألمهات وأولياء التالميذ ال يجدي نفعا بحكم طبيعة‬ ‫التباعد القائمة بينه وبين سوق الشغل ‪ ،‬وبسبب صورة المعاناة اليومية للخرجين وحملة الشواهد الذين لم‬ ‫يعد بوسع ال القطاع العام‪ ،‬وال القطاع الخاص استيعابهم وتشغيلهم‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للهدر المدرسي فهو في ارتفاع مستمر وخاصة في األوساط الفقيرة ‪ :‬من بين ‪ 100‬طفل‬ ‫عمرهم ‪ 7‬سنوات يدخل المدرسة ‪ 85‬ويلتحق باإلعدادي ‪ ،45‬ويصل نهاية السلك اإلعدادي ‪ 32‬ويدخل الثانوي‬ ‫‪ 22‬ويحصل على الباكالوريا ‪ ،10‬باإلضافة إلى ذلك تتعمق الفوارق بين الوسط القروي والحضري وبين الذكور‬ ‫واإلناث ‪ :‬إذ من بين ‪ 100‬طفل قروي عمرهم ‪ 7‬سنوات يدخل المدرسة ‪ .66‬ومن بين ‪ 100‬فتاة عمرهن ‪7‬‬ ‫سنوات تدخل المدرسة ‪.59‬‬ ‫إن تشخيص وضعية التعليم األساسي‪ ،‬في مطلع األلفية الثالثة بالمغرب‪ ،‬من خالل هذه األرقام ‪ ،‬تكشف‬ ‫بالملموس مدى حجم التخلف الذي مازال يعاني منه نظامنا التعليمي‪ .‬تقول هذه األرقام بوضوح ‪:‬‬

‫تعميم المكتبات على المؤسسات المدرسية‬ ‫• ‬ ‫وإغنائها بالمراجــع الحديثـــة وتفعيــــل دورها داخل‬ ‫المنظومة التربوية‪.‬‬

‫• ‬

‫وضع تقويم وتأطير المؤسسات التعليمية الذي يرمي من جهة إلى وضع سياسة ناجعة لتقويم‬ ‫التالميذ والمؤسسات ومن جهة أخرى إلى تفعيل آليات التأطير التربوي واإلداري للمؤسسات‬ ‫التعليمية‪.‬‬

‫• ‬

‫وضع برامج الدعم لفائدة التالميذ المنتمين إلى الفئات االجتماعية ذات الدخل المحدود‪ ،‬ولتالميذ‬ ‫الوسط القروي‪ .‬ويتمثل هذا الدعم في توزيع األدوات والكتب المدرسية وتوزيع المواد والوجبات‬ ‫الغذائية ومنح الداخليات‪.‬‬

‫• ‬

‫صياغة أهداف واضحة ومحددة ودقيقة لكل سلك من أسالك التعليم‪ ،‬انطالقا من ما قبل المدرسي‬ ‫وحتى الجامعي‪.‬‬

‫• ‬

‫التخفيف من المقررات وإعادة صياغتها وفق طموحات المدرسة الوطنية‪.‬‬

‫• ‬

‫العمل بمبدأ التناوب لخلق جسور بين التعليم األساسي‪ ،‬والتعليم الثانوي‪ ،‬ومراكز التكوين‪.‬‬

‫• ‬

‫تمكين المتعلم بالتعليم األساسي‪ ،‬من اللغات الحية‪ ،‬العربية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلنجليزية‪ ،‬ومن القراءة‪/‬‬ ‫الحساب‪ /‬طرائق التفكير‪ /‬وسائل العمل‪.‬‬

‫• ‬

‫إعادة النظر في مواد التربية الوطنية‪ ،‬وتعميمها على سائر التخصصات وسائر المستويات‪.‬‬

‫• ‬

‫العمل بمبدأ التوجيه المعقلن‪. .‬‬

‫بذلك نخلص إلى أن نظام التعليم األساسي المغربي‪ ،‬في المرحلة الراهنة مقرون بإصالحات جذرية‪،‬‬ ‫تتجاوز اإلصالحات الهيكلية إلى إصالح مناهج الكتاب المدرسي واإلدارة المدرسية وقضايا التعميم والمجانية‬ ‫‪ ،‬إلى تحسين الكفاية الداخلية والخارجية للنظام التعليمي‪ ،‬وإلى الربط ما بين التربية والتعليم‪ ،‬واعتبارهما‬ ‫جزء ال يتجزأ من استراتيجية التنمية الشاملة‪ ،‬التي تنبني على أسس نابعة من التحديات العلمية التي تواجه‬ ‫المغرب في محيطه العالمي‪ .‬وعلى واقع المجتمع المغربي وطبيعة طموحاته الحضارية والثقافية‪ ،‬التي تسعى‬ ‫إلى تركيز موقعه على خارطة العالم الحديث‪ ،‬بتجاذباته العلمية والحضارية‪.‬‬ ‫و أن طرح مسألة التعليم األساسي ( كنموذج ) على هذا المستوى يرتبط في اعتقادنا بطرح أكبر وأشمل‪،‬‬ ‫يتعلق بمسألة التخلف والتقدم‪ ،‬في عصر تحولت فيه الثقافة والمعرفة إلى صناعة واستثمار‪ ،‬وإلى إصالح‬ ‫استراتيجي ألحكام السيطرة على التحديات القائمة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬نرى أن قضية إصالح التعليم في مغرب اليوم‪ ،‬يجب أن تبدأ من تفكيك األزمات المترابطة حول‬ ‫أسالكه‪ ،‬انطالقا من سلكي التعليم األولى ( ما قبل المدرسي) والتعليم األساسي‪ ،‬وإعادة تركيبها وفق شروطها‬ ‫العلمية أوال‪ ...‬ووفق طموحات المغرب الحضارية‪ /‬االجتماعية‪ /‬الثقافية‪/‬االقتصادية‪ ،‬ثانيا وأخيرا‪ ...‬وتلك مسألة‬ ‫تتعلق باإلرادة السياسية‪ ،‬قبل كل شيء ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪13‬‬

‫العالم األديب الداعية‬ ‫محمد المنتصر الريسوني (‪)2/1‬‬

‫محمد المنتصر الريسوني‬ ‫عالم من أعالم اإلسالم وأديب من أدباء المغرب الكبار‪ ،‬ورائد من رواد‬ ‫الوعي اإلنساني في الفكر والدين‪ ،‬وهب قلبه وعقله لخدمة اإلسالم عقيدة‬ ‫وفكرا وحضارة والدفاع عن المقدسات واللغة العربية‪ ،‬والوقوف في وجه‬ ‫التيارات الهدامة التي تتسرب إلى المجتمع اإلسالمي عن طريق االحتكاك‬ ‫بالمغرب وحضارته؛ لم يعرف فتورا وال توقفا في آداء رسالته سواء في المجال‬ ‫الفكري أو اإلصالحي‪ ،‬سالمة القلم الهادف والكلمة النافذة‪ ،‬وعمل متواصل‬ ‫في صمت وإصرار وثبات وثقة بالنفس‪ ،‬حامال أسمى رسالة دينية‪ ،‬موسوعي‬ ‫المعرفة غزير اإلنتاج‪.‬‬ ‫األستاذ محمد المنتصر الريسوني‪ ،‬ولد بمدينة تطوان عام ‪1941‬م‪،‬‬ ‫حصل على دبلوم في اللغة العربية وآدابها من المدرسة العليا لألساتذة‬ ‫بالرباط‪ ،‬كما نال شهادة الكفاية في التربية وعلم النفس‪ ،‬و له إجازات علمية‬ ‫من بعض العلماء‪.‬‬ ‫كان كاتبا بليغا وشاعرا فحال وباحثا مقتدرا وأستاذا جليال‪ ،‬ومرشدا‬ ‫تربويا وعضو بلجنة التأليف المدرسي بوزارة التعليم (سابقا) وأستاذا متفرغا‬ ‫للبحث العلمي‪.‬‬ ‫مارس الكتابة‪ ،‬منذ الخمسينات‪ ،‬فأصدر مجلة (النصر) سنة ‪1957‬م‪،‬‬ ‫وترأس تحرير صحيفة (النور) اإلسالمية التي كانت تصدر في تطوان‪ .‬كما‬ ‫أسهم في عدة لقاءات ومؤتمرات وندوات إسالمية وأدبية وعلمية جامعية‬ ‫وغير جامعية بالمغرب وخارجه‪ .‬عضو مكتب جمعية البحث اإلسالمي بتطوان‬ ‫وعضو رابطة علماء المغرب واتحاد كتاب المغرب ورابطة األدب اإلسالمي‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫ومؤلفاته األدبية والعلمية عديدة نشرت منها‪( :‬على درب اهلل) – (عند ما‬ ‫يزف ابن تيمية صبح الوالدة) – (إلى الجنة عبر أدغال العذاب) – (أفغانستان‬ ‫أعراس الدم في معارك الفتح) ـ أعراس الشهادة (مسرحية شعرية) ـ (الشعر‬ ‫النسوي في األندلس) ـ‪( ‬مواجهات إسالمية) ـ‪( ‬ال حلق للذكر البدعي في‬ ‫اإلسالم) ـ‪( ‬وانهارت الطرقية) ـ (اإلعالم اإلسالمي‪ :‬منطلقات وأهداف) ـ (وكل‬ ‫بدعة ضاللة) ـ (عثرات األقالم واأللسنة) ـ (الشاعر الوزير محمد بن موسى‪:‬‬ ‫دراسة في شعره)‪.‬‬ ‫ونشرت له أبحاث كثيرة في مجالت وصحف مغربية وشرقية‪( :‬مجلة‬ ‫دعوة الحق ـ مجلة النصر ـ جريدة النور ـ جريدة الحسنى ـ جريدة المسلمون)‪.‬‬ ‫وقد غادرنا إلى دار البقاء يوم السبت ‪ 21‬ربيع األول ‪1421‬هـ‪ 24 /‬يونيو ‪2000‬م‪ ،‬ودفن رحمة اهلل عليه بمسقط‬ ‫رأسه‪.‬‬ ‫نجول معه في رحلة نتعرف من خاللها عبر قضايا فكرية ومعرفية مختلفة‪ .‬وكانت‬ ‫البداية عن‪:‬‬

‫اإلسالم دين ودولة‬

‫يرى األستاذ العالمة محمد المنتصر الريسوني أن فكرة فصل الدين عن الدولة ترجع إلى‬ ‫العهود التي سيطرت فيها الكنيسة على الحياة المسيحية في أوربا‪ ،‬واستعملت في سيطرتها‬ ‫أنواعا من االضطهاد والتنكيل مدعية الحق اإللهي المزعوم‪ ،‬ذلك الحق الذي اتخذته سالحا‬ ‫حادا لمطاهدة الفكر والثقافة والمفاهيم العلمية الجديدة التي تخالف مفاهيمها‪.‬‬ ‫وكان من الضروري أن يكون رد فعل فقام (مارتن لوثر) يدعو إلى رفض الدكتاتورية‬ ‫البابوية وصكوك الغفران فوصفها بأنها عبودية ورق‪ ،‬ورأى أن خير إصالح لهذا الوضع الفاسد‬ ‫هو الرجوع إلى الكتاب المقدس والنظر فيه بالعقل‪ ،‬وجاء بعده (كالفين) فأيده فيما ذهب إليه‪،‬‬ ‫وتكونت حينذاك جبهة لمواجهة التسلط الكنسي الذي ذهب ضحيته المفكرون ومن بينهم‬ ‫«جاليليو»‪.‬‬ ‫وأصبح الصراع دائرا بين الكهانة والطبقة المعادية لها إلى أن تبلور هذا الصراع في صورة‬ ‫(فصل الدين عن الدولة) وسيادة العقل واتخاذه مرجعا للمعرفة اإلنسانية‪ ،‬ومن فالسفة عصر‬ ‫(التنوير) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر‪ ،‬الذين تميز طابعه الفكري بإسراف العقل على‬ ‫كل نزعة سياسية ودينية‪« :‬ولف» األلماني و»لوك» اإلنجليزي و»فولتير» الفرنسي‪.‬‬ ‫وأمسى تصور الغربيين للدين تصورا يختلف عما سبق وحددوا له دائرته التي يمكن أن‬ ‫يتحرك داخلها‪ ،‬وبهذه النظرة الجزئية‪ ،‬أخذ الغربيون‪ ،‬ومنهم المستشرقون‪ ،‬ينظرون إلى اإلسالم‬ ‫نظرتهم إلى المسيحية‪ ،‬بل منهم من ينكر عليه الروحية ويحصره في المادية‪ ،‬وينعته بالوحشية‬ ‫كالمستشرق اإلنجليزي (ر‪.‬ا‪ .‬نيكلسون)‪.‬‬ ‫وكان من البديهي‪ ،‬أن يعادي الناس الكنيسة ويلتجئوا إلى العلم مؤمنين بنظرياته إيمانا حتى ولو كانت‬ ‫فرضيات ال يساندها برهان وتوالت ‪ -‬بطبيعة الحال‪ -‬في أتون هذا الصراع آراء تنسف الوجود الكنسي فظهرت نظرية‬ ‫داروين في أصل األنواع‪ ،‬ونشأت فلسفة مادية ال تؤمن إال بما يقع تحت الحواس كنظرية ماركس‬ ‫في االقتصاد ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دوركايم في علم االجتماع‪.‬‬ ‫وهكذا أصبحت الفجوة واضحة بين الدين والعلم‪ ،‬وانتقلت كل هذه األفكار إلى الوطن‬ ‫اإلسالمي فأخذ المنبهرون بثقافة الغرب يدعون بحماس للعلمانية‪ ،‬ويجهرون بالطعن في‬ ‫المقدسات اإلسالمية في الصحف والمجالت والكتب غير ناظرين للظروف التي عاشتها أروبا‬ ‫في ظل الطغيان الكنسي‪ ،‬وال لتباين البيئات‪ ،‬واختالف الرؤية العقدية بيننا وبين المسيحيين‬ ‫المضطهدين‪ ،‬رغم ذلك تمادوا في الصياح‪ ،‬صياح من استولت عليه سورة من الصرع ال يدري‬ ‫ما يقول منادين بفصل الدين عن الدولة كما ولو كانوا يحيون تحت رحمة الجبروت الكنسي‪.‬‬ ‫وكان في مقدمة المهاجمين للشريعة اإلسالمية عام ‪1922‬م محمود عزمي الذي سمى‬ ‫بكل وقاحة البند الذي ينص في الدستور المصري أن الدين الرسمي لمصر اإلسالم بـ (النص‬ ‫المشؤوم) ومنصور فهمي الذي هاجم في أطروحة للدكتوراه تحت تأثير أستاذه اليهودي (ليفي‬ ‫بريل) «نظام الزواج في اإلسالم»‪ ...‬وهكذا تآمرت فئات من المناوئين على اإلسالم ولغته‬ ‫وثقافته في أوائل القرن العشرين‪ ،‬فئة لمصلحتها الشخصية‪ ،‬وفئة لمصلحة حزبية‪ ،‬وفئة‬ ‫لمصلحة السفارة البريطانية‪ ،‬وفئة لمصلحة الحركات التبشيرية والماسونية‪ ،‬وكل ذلك على‬ ‫حساب مقومات األمة اإلسالمية‪...‬‬ ‫إن فكرة فصل الدين عن الدولة في الحقيقة نغمة شاذة عن طبيعة تصور الشريعة‬ ‫اإلسالمية التي ترتكز على أرضية عقدية تؤطر نظرة المسلم إلى الكون في إطار متميز‬ ‫خاص‪ ،‬ذلك أن اإلسالم منهج متكامل جاء مع اإلنسان بحياة جديدة رائعة تقوم على تصميم‬ ‫شامل لكل أنظمة الواقع البشري من سياسية واقتصادية وتعليمية وعسكرية‪ ،‬وكان من‬ ‫الضروري‪ -‬والمنهج اإللهي يتميز بهذه الشمولية‪ -‬إقامة حكومة إسالمية ترعى هذا‬ ‫المنهج رعاية تامة من عبث العابثين‪ ،‬وتحكم في حياة الناس في كل جزئية من جزئياتها‪،‬‬ ‫ألنه ال يقبل التبعيض وال يمكن أن يزهر ويقدم للبشر ثمراته المرجوة‪ ،‬إال إذا اكتملت أجزاؤه في‬ ‫التطبيق وترابطت ترابطا ال يقبل االنفصال‪.‬‬ ‫ولهذا كانت مهمة الخليفة في رأي اإلسالم دينية ودنيوية‪ ،‬وال يمكن حصرها في مجال ضيق‪ ،‬ألنه من المستحيل‬ ‫فصل هذا عن ذاك‪ ،‬ألن النصوص القرآنية والسنة وسيرة الصحابة تقطع بخالف ما يقوله العلمانيون‪ ،‬ويتمثل ذلك‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫في قوله تعالى« وأن أحكم بينهم بما أنزل اهلل وال تتبع أهواءهم واحذرهم‬ ‫أن يفتنوك عن بعض ما أنزل هلل إليك» (المائدة ‪ )49/‬وقوله تعالى« إنا‬ ‫أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك اهلل وال تكن للخائنين‬ ‫خصيما» (النساء‪ )105/‬وقوله تعالى« وأمرهم شورى بينهم » (الشورى‪.)38/‬‬ ‫فما مدلول هذا الحكم بين الناس‪ ،‬أليس تطبيق منهج اهلل كامال بين‬ ‫العباد في شؤونهم الدنيوية‪ ،‬إذ ال يتصور مفهوم الحكم في العقل إال إذا‬ ‫اقترن بمفهومه الواقعي وهو الفصل في المنازعات المختلفة التي تحدث‬ ‫بين األفراد في شتى المجاالت الحياتية‪.‬‬

‫شريعة اإلسالم وقانون الرومان‬

‫أثيرت‪ ،‬منذ عقود من الزمن‪ ،‬مقولة تقول بتأثير الشريعة اإلسالمية‬ ‫بالقانون الروماني‪ ،‬وهي قضية ال تستند على برهان عقلي وتاريخي‪ ،‬وإنما‬ ‫نسبها الحاقدون على اإلسالم‪ ،‬فتصدى لها علماء اإلسالم األجالء مفندين‬ ‫رأيهم بالحجة والدليل‪ ،‬وكان من بين هؤالء األستاذ الجليل محمد المنتصر‬ ‫الريسوني‪ ،‬فكيف واجه هذه الحملة؟ يقول‪ :‬كان من بين الذين أثاروا أكذوبة‬ ‫تأثر الشريعة اإلسالمية بالقانون الروماني المستشرق اليهودي (جولد‬ ‫تسهير) في كتابه (العقيدة والشريعة في اإلسالم)‪ ،‬وكذلك المستشرق‬ ‫(شاخت) في محاضرة له تحت عنوان (القانون البيزنطي والشريعة اإلسالمية)‬ ‫وتبعهما في ذلك (فليب حتى) في كتابه (تاريخ العرب)‪.‬‬ ‫إنها لعمري أكذوبة لم يحسن صاحبها نسجها بإحكام‪ ،‬إذ هي متداعية‬ ‫ال يرفضها برهان عقلي وتاريخي‪ ،‬وقد يحسبها القارئ ألول وهلة حقيقة‬ ‫واقعة حين يقرأ ما كتبه المستشرق «جولد تسهير»‪ .‬وهذا هو منهج الغالة‬ ‫من المستشرقين وقس عليه في بقية القضايا اإلسالمية‪ ،‬وتأكد أن شعارهم‬ ‫الغش والتمويه والغدر والمكيدة والمراوغة‪ ،‬أما البحث العلمي المعتمد على‬ ‫االستقراء واالستنباط والتجرد فهو في عرفهم ستار خادع وواجهة مغرية‬ ‫انخدع بها البعض فسار في ركابهم‪ ،‬معصوب العينين‪ ،‬يصدر األحكام‬ ‫العشوائية‪.‬‬ ‫ولو تتبع أولئك شريعة اهلل بنزاهة‪ ،‬التضح لهم أنها والقانون الروماني‬ ‫على طرفي نقيض‪ ،‬ألن االختالف بينهما جذري لكون األولى ‪-‬شريعة‬ ‫اإلسالم‪ -‬ربانية مستمدة من الكتاب والسنة‪ ،‬لذلك كانت نظرتها إلى‬ ‫اإلنسان والحياة عميقة األبعاد تستهدف رسم الخط الذي ينبغي أن يسير‬ ‫عليه ركب الحياة‪ ،‬وطريقة الرسم هذه تقوم على أساس تصور توحيدي للوجود‪ ،‬وبيان ذلك أن كل النواميس التي‬ ‫تحكم الكون خلقها خالق مدبر حكيم‪ ،‬لذا هي تعمل بإرادته المطلقة‪ ،‬وفق سنة محكمة (وخلق كل شيء فقدره‬ ‫تقديرا) الفرقان‪ ،2/‬واإلنسان‪ -‬في تصور اإلسالم‪ -‬قضية هامة من قضايا هذا الكون الرحيب‪،‬‬ ‫مرتبط به وتهيمن عليه نفس النواميس المعجزة سواء في تكوينه الجسمي أو النفيس‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬اهلل الذي أبدع هذا الكون العجيب وأبدع معه اإلنسان على أحسن تقويم هو الذي‬ ‫وضع شريعة كاملة لتوجيهه الوجهة الصالحة‪ ،‬من أجل ذلك كانت شريعة اإلسالم جزءا ال‬ ‫يتجزأ من القوانين التي خلقها اهلل‪ ،‬تلك القوانين التي نطلق عليها في أحاديثنا العلمية‬ ‫القوانين الطبيعية‪.‬‬ ‫هنا يتبين الفرق الجوهري بين شريعة اهلل والقانون الوضعي ومنه الروماني الذي‬ ‫وضعه اإلنسان تحت ضغط من تأثير أهوائه المتعددة‪ ،‬وظروفه البيئية‪ ،‬غير مراع الفطرة‬ ‫البشرية واألحوال النفسية والعقلية والزمنية لإلنسان القديم والحديث الذي سيوجد في‬ ‫عصور مقبلة إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها‪ ،‬وغير معترف بالجزاء األخروي الذي يحدد‬ ‫مسؤولية كل فرد في الحياة‪ ،‬وإطار اضطالعه باألمانة العظمى‪ ،‬إذ يجاري في العالم اآلخر‬ ‫من أفلت من يد الشريعة اإلسالمية بطريقة أو بأخرى‪ ،‬ومن قدم العمل الصالح لنفسه‪،‬‬ ‫وغير العمل الصالح إلذاية األخرين‪.‬‬ ‫(وهلل ما في السماوات وما في األرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين‬ ‫أحسنوا بالحسنى) النجم‪.31/‬‬ ‫وإذا انتفت من ذهن اإلنسان الحقيقة األخروية‪ ،‬لم يعد هناك مفهوم للخالفة‬ ‫الدنيوية التي كلفه اهلل بها‪ ،‬فأعطاه حرية التصرف واالختيار ليعمل في عالمه بجد‬ ‫ونشاط‪ ،‬مقدرا وظيفته‪ ،‬ولم يعد هناك أيضا عدل بالنسبة للمظلومين الذين عاشوا‬ ‫أثناء حياتهم عيشة المذلة والهوان رغم تطلعهم الدائم لغد أفضل‪.‬‬ ‫لهذا كانت شريعة اإلسالم مخالفة كل المخالفة للقانون الروماني في كل شيء في النظرة إلى الرجل و المرأة‪،‬‬ ‫في النظرة إلى الحياة والكون‪ ،‬ونظام الحكم واالقتصاد والتعليم والعالقات الدولية‪ ،‬عموما نظرة اإلسالم تستقطب‬ ‫كل الجزئيات التي يعيشها اإلنسان في حياته‪ ،‬بعكس ما يتشدق به البعض من أنها ال تتعدى العبادات قياسا على‬ ‫الشرائع األخرى السابقة التي جاءت مصححة مفاهيم فترة معينة لعالج مؤقت‪.‬‬ ‫ولم توجد أمة ‪-‬وهذا تحد وتحد‪ -‬على وجه الكرة األرضية قديما وحديثا كتبت‬ ‫في الفقه واشتغلت به اشتغاال يبعث على العجب‪ ،‬وبالتالي على الفخر والعز كاألمة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وبراهين ذلك ال تكاد تحصى ‪-‬وكيف يحصى عدد الحصى والرمل‪ -‬تتمثل‬ ‫في العديد من المجلدات الضخام والكتب العديدة التي تناولت الفقه اإلسالمي على‬ ‫مختلف مذاهبه في المشرق والمغرب‪ ،‬مما يدل على عبقرية العقل اإلسالمي المعطاء‪،‬‬ ‫الثري‪ ،‬الخصب‪ ،‬الندي‪ ،‬ومع ذلك ال نعثر على إشارة إلى مصدر روماني أو أجنبي أو‬ ‫مصطلح غريب على الحس اإلسالمي‪ ،‬في حين نقع في لغتنا على كلمات أجنبية األصل‬ ‫استعملها العرب بحكم االتصال الحضاري‪ ،‬واستعملها القرآن الكريم نفسه ليساير لغة‬ ‫القوم الذين يخاطبهم‪ ،‬فلم إذا ال نقع على مثل هذا في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وهذا ينفي بتاتا‬ ‫ما يسمى باالقتباس أو النقل المزعوم‪ .‬وكيف يجرؤ علماؤنا على نقل ما عند الرومان في‬ ‫المجال الفقهي وكتاب اهلل وسنة رسوله منبع غني‪ ،‬مورق‪ ،‬سخي‪ ،‬حي خالد على مر األدهار‬ ‫والعصور‪ ،‬ال يحتاج إلى مصدر آخر يستقي منه‪ ،‬على حين لم يتوان البعض منهم عن نقل‬ ‫علوم اليونان وغيرهم لما وجدوا فيها ما يساعدهم على تطعيم رصيدهم المعرفي‪ ،‬ولم‬ ‫يتخوفوا من االطالع على أنواع المعارف األخرى لمواجهة كل ما يمكن أن ينجم من تحديات‬ ‫للعقيدة‪ ...‬إن الحقيقة الناصعة هي أن الشريعة اإلسالمية أسمى من أن يشهد لها أحد‬ ‫باالستقالل عن كل مصدر أجنبي لكونها بحقائقها الفذة تعلن لمن له فكر متفتح قويم وعقل‬ ‫تقدمي رزين عن إعجازها اإللهي وتفردها في األصول والفروع بين كل القوانين الوضعية‪.‬‬ ‫يقول( سانتيالنا)‪« :‬إن في الفقه اإلسالمي ما يكفي المسلمين في تشريعهم المدني‬ ‫إن لم نقل فيه ما يكفي اإلنسانية كلها‪ ».‬ويقول جرجي زيدان على ماله من هفوات في كتبه‬ ‫سواء منها رواياته اإلسالمية أو غيرها في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية)‪ «:‬وأما المسلمون‬ ‫فإنهم استخرجوا أحكامهم من القرآن والحديث ولم يمض عليهم قرنان والثالث حتى نضجت‬ ‫شريعتهم وتكون فقههم وهو من أفضل شرائع العالم»‪( .‬الجزء األول‪/‬ص‪.)216:‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪960‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫السبعة الذين يظلهم اهلل‬ ‫يوم القيامة (‪)2/1‬‬

‫أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة مرفوعا‪ « :‬سبعة يظلهم اهلل في ظل عرشه‬ ‫يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة اهلل‪ ،‬ورجل قلبه معلق في المساجد‪ ،‬ورجالن‬ ‫تحابا في اهلل اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها‪ ،‬فقال‬ ‫إني أخاف اهلل‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر اهلل‬ ‫خاليا‪ ،‬ففاضت عيناه»‪.‬‬ ‫قوله سبعة‪ :‬أي من األشخاص ليدخل النساء فيما يمكن إدخالهن فيه شرعا‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫«يظلهم اهلل في ظل عرشه»‪ ،‬ذلك المخلوق العظيم من جوهرة خضراء فوق السماوات ال‬ ‫يعلم قدر عظمته أحد غير اهلل عز وجل‪ ،‬دل على‬ ‫وجوده الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬وفي الحديث ما‬ ‫السماوات السبع واألرضون السبع بالنسبة إلى‬ ‫الكرسي إال كحلقة ملقاة في فالة من األرض‪،‬‬ ‫وما السماوات السبع واألرضون السبع والكرسي‬ ‫بالنسبة إلى العرش إال كحلقة ملقاة في فالة من‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫قوله‪« :‬يوم ال ظل إال ظله»‪ ،‬ذلك اليوم‬ ‫هو اليوم الهائل العظيم يوم يقوم الناس لرب‬ ‫العالمين يوم يجتمع فيه األولون واآلخرون في‬ ‫صعيد واحد يسمعهم فيه الداعي وينفذهم‬ ‫البصر‪ ،‬وتدنو منهم الشمس حتى تكون منهم‬ ‫مقدار ميل ويكون الناس على قدر أعمالهم في‬ ‫العرق‪ ،‬أخرج أحمد والطبراني عن أنس مرفوعا‪:‬‬ ‫«لم يلف ابن ادم شيئا منذ خلقه اهلل أشد عليه‬ ‫من الموت‪ ،‬ثم إن الموت أهون مما بعده‪،‬‬ ‫وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم الشديد شدة‬ ‫عظيمة حتى يلجمهم العرق حتى إن السفن لو‬ ‫أجريت فيه لجرت»‪.‬‬ ‫قوله‪« :‬إمام عدل»‪ ،‬وهو الواضع للشيء في‬ ‫محله والمطيع والمنفذ ألحكام ربه‪ ،‬والمراد به كل من له نظر في شيء من أمور المسلمين‬ ‫من الوالة والحكام‪ ،‬وقدم على ما بعده لعموم نفعه‪ ،‬وفي رواية للبخاري‪ :‬اإلمام العادل أي‬ ‫التابع ألوامر ربه الذي يضع كل شيء في موضعه من غير إفراط وال تفريط‪ ،‬وفي حديث‬ ‫أحمد والترمذي مرفوعا‪ »:‬إن أحب الناس إلى اهلل يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل‪،‬‬ ‫وإن أبغض الناس إليه وأبعدهم منه إمام جائر»‪ ،‬وأخرج الطبراني في الكبير واألوسط بسند‬ ‫حسن مرفوعا‪« :‬يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة»‪ ،‬زاد في رواية‪« :‬قيام ليلها‬ ‫وصيام نهارها»‪ ،‬وجور ساعة في حكم أشد وأعظم عند اهلل من معاصي ستين سنة‪ ،‬وأخرج‬ ‫مسلم وأحمد والنسائي مرفوعا‪« :‬إن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين‬ ‫الرحمان وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» وأخرج البيهقي‬ ‫والبزار وغيرهما مرفوعا‪« :‬السلطان ظل اهلل في األرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده‪ ،‬فإن‬ ‫عدل كان له األجر وكان على الرعية الشكر‪ ،‬وإن جار أو حاق أو ظلم كان عليه الوزر وكان على‬ ‫الرعية الصبر‪ ،‬وإذا جارت الوالة قحطت السماء‪ ،‬وإذا أمنعت الزكاة هلكت المواشي‪ ،‬وإذا ظهر‬ ‫الزنا ظهر الفقر والمسكنة»‪ ،‬الحديث‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫قوله‪« :‬وشاب» أي ومن األشخاص الذين يظلهم اهلل في ظل عرشه شاب نشأ في عبادة‬ ‫اهلل ألن عبادته أشق لغلبة شهوته عليه وكثرة الدواعي له على طاعة الهوى‪ ،‬فمالزمة العبادة‬ ‫حينئذ أشد وأدل على غلبة التقوى‪ ،‬زاد في رواية‪« :‬حتى توفي على ذلك»‪ ،‬وفي رواية‪ :‬وشاب‬ ‫أفنى شبابه ونشاطه في عبادة اهلل وفي حديث آخر ‪« :‬أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة‬ ‫حتى يكبر أي يطعن في السن أعطاه اهلل يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا»‪ ،‬وأخرج‬ ‫الديلمى وابن السني مرفوعا ‪« :‬إن اهلل تعالى يباهي بالشاب العابد المالئكة يقول أنظروا إلى‬ ‫عبدي ترك شهوته من أجلي»‪.‬‬ ‫قوله ‪« :‬ورجل قلبه معلق في المساجد»‪ ،‬أي‬ ‫بها يعني من شدة حبه لها وإن كان ليس فيها‪،‬‬ ‫وهو كناية عن انتظاره أوقات الصالة‪ ،‬فال يصلي‬ ‫صالة ويخرج من المسجد إال وهو ينتظر وقت صالة‬ ‫أخرى حتى يصلى فيه‪ ،‬فهو مالزم للمسجد بقلبه‬ ‫وإن عرض لجسده عارض‪ ،‬وفي حديث الترمذي‬ ‫وابن ماجة وابني خزيمة وحبان والحاكم وصححه‬ ‫مرفوعا‪« :‬إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فأشهدوا‬ ‫له باإليمان»‪ ،‬قال اهلل تعالى‪�ِ « :‬إ مَّنَا َي ْع ُم ُر َم َ�ساجِ َد‬ ‫ام ال�صَّ اَل َة َو�آتَى‬ ‫ن ِب هَّ ِ‬ ‫هَّ ِ‬ ‫الل َم ْن �آ َم َ‬ ‫الل َوا ْل َي ْو ِم ْالآخِ ِر َو�أَ َق َ‬ ‫�ش �إ اَّل هَّ َ‬ ‫الل َف َع َ�سى �أُ َ‬ ‫اة َو مَ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ِك �أَن َي ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ال َّز َ‬ ‫كونُوا‬ ‫ل َي ْخ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫مْ‬ ‫َدِين» وأخرج ابن ماجة وابن أبي شيبة‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ِن ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫وابنا خزيمة وحبان والحاكم وقال صحيح على شرط‬ ‫الشيخين مرفوعا‪« :‬ما توطن رجل المساجد للصالة‬ ‫والذكر‪ ،‬إال تبشبش اهلل إليه كما يتبشبش أهل‬ ‫الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم»‪ ،‬وفي حديث آخر‪:‬‬ ‫«إن عمار بيوت اهلل هم أهل اهلل عز وجل»‪ ،‬وفيه‬ ‫أيضا «من ألف المسجد ألفه اهلل»‪.‬‬ ‫قوله ‪« :‬ورجالن تحابا في اهلل»‪ ،‬أي ألجله ال‬ ‫لغرض دنيوي اجتمعا عليه أي على الحب في اهلل‪ ،‬سواء كان اجتماعهما بأجسادهما حقيقة أم‬ ‫ال‪ ،‬وتفرقا عليه أي استمرا على محبتهما ألجله فلم يقطعهما عارض دنيوي حتى فرقهما الموت‪،‬‬ ‫وأخرج الطبراني مرفوعا‪« :‬ما تحابا رجالن في اهلل إال وضع اهلل لهما كرسيا فأجلسا عليه حتى‬ ‫يفرغ الناس من الحساب»‪ ،‬وأخرج أيضا مرفوعا «إن في الجنة غرفا يرى ظواهرها من بواطنها‬ ‫وبواطنها من ظواهرها أعدها اهلل للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه»‪.‬‬ ‫قوله‪« :‬ورجل دعته ‪ -‬أي طلبته كما في رواية ‪ -‬امرأة ذات منصب ‪ -‬أي صاحبة ‪ -‬نسب‬ ‫شريف وجمال ‪ -‬أي حسن ‪ -‬إلى نفسها ‪ -‬أي إلى الزنا بها‪ -‬فقال أي بلسانه زجرا لها إني أخاف‬ ‫اهلل» أي عذابه وعقابه‪ ،‬والصبر على الموصوفة بما ذكر من األصل والشرف والجمال المرغوب‬ ‫فيها عادة لعزة ما جمع فيها من أكمل المراتب السيما وقد أغنت عن مشاق التوصل إليها‬ ‫بمراودة ونحوها رتبة صديقيه ووراثة نبوية‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫التنور بمحبة آل بيت المصطفى‬

‫الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم نقطة من طين‪ ،‬وقبضة من نور رب العالمين‪ ،‬ونوره‬ ‫سار في األمة‪ ،‬باق بقاء الدنيا‪ ،‬ودمه الشريف باق في األمة بقاء شريفا‪.‬‬ ‫هذا المعنى الدقيق ذاقه سيدنا الصديق أبو بكر رضي اللهّ عنه صديق رسول اهلل وصهره‬ ‫ورفيقه في الهجرة‪ ،‬فعبر عنه قائال‪“ :‬ارقبوا محمدا في آل بيته” ‪ ،‬وهذا شرف كريم ‪ ،‬ومقام‬ ‫عظيم‪ ،‬ولكن هل األمة ترقب محمدا في آل بيته ؟ هل األمة تعظم آل بيت النبي ؟ ‪..‬‬ ‫الل ص ّلى َهّ‬ ‫جاء في أثر عن سيدنا رسول َهّ‬ ‫الل عليه وآله وسلم حول التربية وتأديب األبناء‬ ‫‪ ،‬ووضع فيه أسسا لهذه التربية ‪ ،‬فقال فيما يرويه عنه سيدنا عليه رضوان اهلل عليه‪(( :‬أدبوا‬ ‫أوالدكم على ثالث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن‪ ،‬فإن حملة القرآن في ظل‬ ‫اهلل يوم ال ظل إال ظله مع أنبياء اهلل وأصفيائه )) فحب آل البيت من أسس التربية التي يجب‬ ‫أن تلقن في الصغر‪.‬‬ ‫سيدنا رسول َهّ‬ ‫الل‪ ،‬ذات مرة‪ ،‬تحدث عن بنته السيدة فاطمة الزهراء‪ ،‬أم العترة الطاهرة‪،‬‬ ‫فقال‪“ :‬فاطمة بضعة مني” ‪ ،‬كيف ال وهي تحمل الدم المحمدي النوراني الشريف‪ ،‬من صلب‬ ‫المصطفى نبع نورها‪ ،‬لتحمل هذا الشرف إلى األمة في ذريتها الطاهرة‪ ،‬التي قال عنها سيد‬ ‫البرية‪“ :‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا‪ ،‬كتاب اهلل وعترتي”‪.‬‬ ‫فعترة سيدنا النبي جاءتنا عن السيدة الزهراء فاطمة‪ ،‬رضوان اهلل عليها وسيدنا علي‬ ‫باب العلم‪ ،‬اختار اهلل هذين الزوجين من جد واحد‪ ،‬وشجرة نسب واحدة‪ ،‬تحمل نورا ربانيا‬ ‫شهد له القرءان فقال مخاطبا الحضرة المحمدية “وتقلبك في الساجدين” آباء طاهرون وأمهات‬ ‫طاهرات‪..‬‬ ‫كان من األدب المحمدي مع السيدة فاطمة الزهراء أم العترة‪ ،‬أنها كلما جاءته صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم وهو مع أصحابه أو عائلته وهو جالس ‪ ،‬قام إليها فقبل يدها‪ ،‬وكانت إذا دخل عليها‬ ‫وهي جالسة قامت إليه فقبلت يده‪ ،‬وهذا أدب رقيق من آداب البيت النبوي‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫إذا اطلعنا على موقف األمة مع آل بيت سيدنا النبي تاريخيا‪ ،‬نجده‬ ‫ثالثة مواقف‪:‬‬ ‫* موقف نصرة وحماية وحب لهم‪ ،‬إدراك��ا لحقيقتهم ومقامهم في األمة ‪ -‬وهم قلة‬ ‫كالكبريت األحمر ‪-‬‬ ‫* موقف خذالن وتنكيل ‪ ،‬وهم كثر منذ فجر اإلسالم‪ ،‬إلى يومنا هذا بوجه أو بآخر‪ ،‬تعددت‬ ‫الوسائل والمقصد واحد‪.‬‬ ‫* موقف محتشم ال الى هؤالء وال إلى هؤالء‪.‬‬ ‫اهلل جل عاله في القرءان الكريم قال على لسان سيدنا رسول اهلل‪“ :‬قل ال أسألكم عليه أجرا‬ ‫إال المودة في القربى” فأي مودة قدمنا لقربى سيدنا النبي ؟ أي وفاء قدمناه للعترة الطاهرة ؟‬ ‫هل المجزرة التي أقيمت في حقهم يوم ‪ 10‬محرم سنة ‪ 61‬هجرية ‪ ،‬يوم وقف ‪ 4000‬من جنود‬ ‫الطاغية اليزيد في وجه ‪ 72‬من أبناء سيدنا النبي ؟ وقس على ذلك من المجازر التي ارتكبت‬ ‫في حق العترة الطاهرة‪.‬‬ ‫= لقد حان الوقت ألعادة االعتبار لبر األمان‪ ،‬وسبيل النجاة لألمة‪ ،‬نصرة واحترام العترة‬ ‫الطاهرة “الشرفا” ‪ ،‬إرضاء ووفاء لمقام سيدنا وموالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪،‬‬ ‫دون اتباع مسلك متطرف من المسالك التي بين األمة‪ ،‬كمن يعلنون النحب والحزن كل سنة‬ ‫على سيدنا الحسين عليه سالم اهلل‪ ،‬فيضربون وجوههم وجنوبهم وظهورهم حزنا ادعاء‪ ،‬وهو‬ ‫مسلك خاطئ فيه ما فيه‪ ،‬وال كموقف الجانب اآلخر المحتشم الذي ال يعبر بشيء وال يقول حتى‬ ‫الحقيقة وينصف العترة‪ ،‬وذكرى عاشوراء أو غيرها‪ ،‬هي ذكريات لتجديد المحبة ال تجديد الحزن‪،‬‬ ‫تجديد الوفاء ال تجديد الغدر والخزي ‪..‬‬ ‫ختما اللهم نور قلوبنا وعقولنا بحب نبيك‪ ،‬وحب آل بيت نبيك‪.‬‬


‫العدد ‪960‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫المرأة المسلمة‬ ‫والحضارة الغربية‬

‫صدر قريبًا‪..‬‬

‫ي‬

‫• محمد الشاعر‬

‫يحدثنا التاريخ أنه حوالي القرن السادس الميالدي (‪ )570.08.20‬بعث اهلل سيدنا محمدا (ص) بنور اإلسالم‪،‬‬ ‫فآمن به أفراد قالئل أنار اهلل قلوبهم‪ ،‬وكشف الظلمة عن عقولهم‪ ،‬كان منهم بضع نساء على رأسهن سيدتنا خديجة‬ ‫بنت خويلد (ض)‪ ،‬وجاء إيمان كل امرأة عن اقتناع فكري وانقياد سلس لتعاليم وفضائل الدين‪ ،‬ومن هنا ولدت المرأة‬ ‫المسلمة وصار لها وجود وكيان وشخصية مؤثرة أسهمت بها في نشأة الدولة اإلسالمية‪ ،‬بدأ بالزمن الذي أشرق‬ ‫بعصر النبوة‪ ،‬ولم تلبث أن فرضت نفسها في شتى المجاالت والواجهات‪ ،‬إذ كان لها دور فعال في مختلف مراحل‬ ‫الحياة اإلسالمية بدأ باإليمان والتصديق‪ ،‬وتتابع بالدعوة وتثبيت الرسالة‪ ،‬حيث كانت تهز المهد بيمينها وتهز العالم‬ ‫بشمالها عندما تلد وتنشئ قادة ومفكرين وأبطاال ميامين تفخر بهم األمة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كان لها دور مميز في‬ ‫التربية‪ ،‬والبناء‪ ،‬والتضحية والبطولة‪ ،‬حيث كانت يحتذى بها في العبادة والزهد والدعوة‪ ،‬فهذه خديجة أم المؤمنين‬ ‫(ض) تفني شبابها وتنفق كل مالها‪ ،‬لنشر الدعوة وحماية الرسالة‪ .‬وقدمت المرأة المسلمة دمها وحياتها في سبيل اهلل‬ ‫شهيدة طاهرة في شخص سمية زوجة ياسر‪ ،‬وأم عمار بن ياسر‪ ،‬فكانت أول شهيدة في اإلسالم (ض)‪.‬‬ ‫وكانت المرأة المسلمة عالمة وفقيهة متمكنة في زمن خال من جامعات وكليات لتلقي العلم‪ ،‬فهذه عائشة أم‬ ‫المؤمنين (ض) يقول عنها أبو موسى األشعري «ما أشكل علينا نحن أصحاب رسول اهلل حديث قط‪ ،‬فسألناها إال وجدنا‬ ‫عندها منه علما» فصارت مرجعا للعلم‪ ،‬وحاللة لكل مشكلة‪ .‬وساهمت الفتاة المسلمة بكل جهدها في نصرة اإلسالم‪،‬‬ ‫فها هي أسماء بنت أبي بكر تشارك في الخطوة األولى للهجرة‪ ،‬باإلسراع إلى إعداد سفرة طعام وإغالق فم جراب‪ ،‬محتو‬ ‫عليها بقطعة اقتطعتها من نطاقها‪ ،‬فوصفت بذلك بذات النطاقين‪ ،‬وتتابع مهمتها بإيصال المؤونة إليهما بغار ثور‪،‬‬ ‫مع ما في ذلك من مشاق وخطر على حياتها‪ .‬وللمرأة المسلمة سبق في المشورة السياسية‪ ،‬ففي موقف عصيب عاشه‬ ‫رسول اهلل (ص) بعد توقيع صلح الحديبية أتت مشورة زوجته أم مسلمة‪ ،‬منقذة للموقف ومريحة للنبي (ص)‪ .‬وكانت‬ ‫المرأة المسلمة في صدر اإلسالم توجه األجيال وتهذب الرجال باألخالق والفضائل حتى أن نساء السلف الصالح كن‬ ‫يوصين أزواجهن إذا خرجوا للسعي والكسب فيقلن لهم ‪« :‬اتقوا اهلل فينا وال تطعمونا الحرام‪ ،‬فإنا نصبر على الجوع‪،‬‬ ‫وال نصبر على النار»‪.‬‬ ‫بعد سقوط الدولتين األموية ثم العباسية‪ ،‬انفرط عقد الخالفة اإلسالمية‪ ،‬وقامت على أنقاضه في العالم اإلسالمي‬ ‫دول ودويالت‪ ،‬ظلت معها المرأة المسلمة متمسكة بدينها‪ ،‬محافظة على لباسها الشرعي‪ ،‬كما أراده لها خالقها الذي‬ ‫صانها به من عبث العابثين وطمع الطامعين‪ .‬فال عجب بعد ذلك‪ ،‬أن حرم عليها االختالط والسفور والتبرج وألزمها‬ ‫الحجاب صيانة لعفتها‪ ،‬وحفظا لكرامتها حتى تبقى جوهرة مصونة مكنونة‪ ،‬ال تمتد إليها يد ثمنة أو لسان فاسق بأذى‪.‬‬ ‫يتغير الزمان‪ ،‬وتتالحق القرون واألعوام‪ ،‬ويتمزق العالم اإلسالمي ويسوده الجهل واالنحطاط‪ ،‬فيخنقه الغزو‬ ‫األجنبي وتتكالب عليه دول الغرب المسيحي الحاقد على اإلسالم‪ ،‬فتستعمره وتستعبده و تذله ويبقى المسلمون‬ ‫يرزحون تحت القهر والظلم والهوان إلى أوائل القرن ال‪ 20‬والقرن ال‪ 21‬حيث قامت الحضارة الغربية وفرضت نفسها‬ ‫على كل العالم بمبادئها ومرتكزاتها التي تبعد الدين عن الحياة بالمرة‪ ،‬وتنكر طوائف منها وجود اهلل‪ ،‬وتؤله العقل‬ ‫البشرى‪ ،‬وتقوم أساسا على حرية العقيدة والتعبير والتصرف وعلى الحرية الفردية المطلقة للرجل والمرأة على السواء‪،‬‬ ‫وتبيح الملذات والمحرمات وتشجع عليها‪.‬‬ ‫وتعززت الحضارة الغربية بالعولمة بقيادة إبليس وجنوده‪ ،‬وهجموا كلهم هجمة شرسة على المسلمة‪ ،‬ورموها‬ ‫بنعوت مستفزة وعاملوها بأنواع من الحيل والخدع واألكاذيب من مثل ‪ :‬إلى متى تبقين حبيسة أربعة جدران‪ ،‬محرومة‬ ‫من الهواء الطلق‪ ،‬والفضاء الرحب الفسيح ؟ وكيف تقبلين عدم الخروج إلى الشارع والتعرف على الناس واالحتكاك‬ ‫بهم‪ ،‬وربط الصالت والعالقات بهم‪ ،‬وتبادل المنافع معهم؟ ولم تخفين باللثام والبرقع والحجاب جمالك وحسنك عن‬ ‫الناس‪ ،‬ولم ال تظهرين رشاقتك وحسن خلقتك‪ ،‬ليعجب بك الناس ويتحدثوا عنك؟ ولم ال تشاركين الرجال في األعمال‬ ‫والوظائف ولك من المواهب ما ال يملكه الرجل ؟ إلى غير ذلك من األسئلة الخادعة التي يوقع الجواب عنها في فخ‬ ‫يصعب الخروج منه‪.‬‬ ‫وأمام ما تعرضت له المرأة المسلمة من هجمات وانتقادات مغرضة ـ انهارت قواها النفسية‪ ،‬وضعفت شخصيتها‪،‬‬ ‫فانقادت ولبت رغبات الغرب المسمومة‪ ،‬واستسلمت لألمر الواقع المر‪ ،‬فرمت بلباسها الشرعي‪ ،‬وخلعت عنها الحجاب‬ ‫وكشفت عن وجهها وعنقها وذراعيها في األعراس والحفالت والمناسبات‪ ،‬وتعرت في الشواطئ والمسابح‪ ،‬فصارت هدفا‬ ‫لكل فاسق ومنحرف‪ ،‬وسلعة مكشوفة قريبة لكل الراغبين والطامعين‪ ،‬وهذا واقع الحال في أغلب المجتمعات اإلسالمية‬ ‫وما شاء اهلل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫وحتى ال نكون من القانطين واليائسين من روح اهلل‪ ،‬فهناك شرائح وطوائف من المسلمات القويات الشجاعات‬ ‫اللواتي قاومن االنحراف‪ ،‬وكسرن كل تيار جارف‪ ،‬ولم ينخدعن بالمظاهر الزائفة واإلغراءات الملغومة‪ ،‬فثبتن على دين‬ ‫خالقهن‪ ،‬وعلى مبادئ وأخالق اإلسالم‪.‬‬ ‫وال يسع المسلم الغيور إال أن يهنئهن على موقفهن الثابت الشجاع ويقدرهن ويرفع من شأنهن‪ ،‬ويعلن لهن‬ ‫أنهن خميرة خبز ناضج لذيذ قريب‪ ،‬وأنهن قدوة صالحة لألجيال الحاضرة والقادمة‪ ،‬بحول اهلل مع قوته‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد اللطيف الشدادي‬ ‫يقدم قراءة جديدة وعميقة حول نظام‬ ‫الصفقات العمومية‬ ‫يصدر‪ ،‬خالل األسبوعين المقبلين‪ ،‬كتاب جديد للدكتور عبد اللطيف الشدادي‬ ‫بعنوان «نظام الصفقات العمومية في ضوء مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬ودفتر‬ ‫الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال ‪ ،»2016‬عن دار سليكي‬ ‫أخوين بطنجة‪.‬‬ ‫يقول المؤلف‪ ،‬في مقدمة هذا الكتاب المتكون من أزيد من ألف صفحة‬ ‫والواقع في جزءين‪ ،‬أن «الصفقات العمومية ّ‬ ‫شكلت دائما وسيلة لتنزيل وترجمة‬ ‫نشاط اإلدارة‪ ،‬بالرغم من خصوصية نظامها؛ ألن هذه الخصوصية تجد أساسها‬ ‫وسبب وجودها ليس فقط داخل هذه العقود ذات الطبيعة اإلدارية؛ لكن أيضا في‬ ‫عقد الصفقة الذي يكون هدفه هو االستجابة لرغبات اإلدارة‪ .‬ولقد عرف التشريع‬ ‫المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬خالل هذه العشرية األخيرة‪ ،‬تعديالت مهمة‪،‬‬ ‫بعد مدة طويلة من الجمود التشريعي؛ فبعد مرسوم ‪ 1905\05\19‬ومرسوم‬ ‫‪ ،1976\10\14‬قام المشرع المغربي بإدخال الجيل األول من اإلصالحات بواسطة‬ ‫مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪ ،1998‬وبعدها الجيل الثاني من اإلصالحات عن طريق مرسوم‬ ‫‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬ثم التعديل األخير الذي أعطى ميالد مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬ ‫المطبق حاليا»‪.‬‬ ‫ويضيف د‪ .‬عبد اللطيف الشدادي‪ ،‬الذي يشغل منصب أستاذ التعليم العالي‬ ‫بكلية الحقوق بطنجة‪ ،‬أن «المتغيرات العميقة التي عرفها المحيط الوطني‬ ‫والمحيط الدولي في السنوات األخيرة استلزمت إعادة تفكيك المنظومة القانونية‬ ‫والتقنية المؤطرة للطلبيات العمومية‪ ،‬لتواكب التطورات التي شهدها عالم األعمال‪،‬‬ ‫مع األخذ بعين االعتبار االلتزامات التي تعهدت بها بالدنا في إطار االتفاقيات‬ ‫الدولية‪ .‬كما استوجبت أوراش التحديث التي أطلقتها الحكومة في مجال تدعيم‬ ‫الحكامة الجيدة للشأن العام إصالحا عميقا لقواعد إبرام ومراقبة وتدبير الصفقات‬ ‫العمومية‪ ،‬من منطق التوضيح وتبسيط المساطر‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فقد تم اعتماد‬ ‫مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬الذي يشكل موضوع دراستنا‪ ،‬للصفقات العمومية تم‬ ‫تصورها وإعدادها وفق منهجية تشاركية‪ .‬إن إصالح المرسوم المتعلق بالصفقات‬ ‫العمومية يتمحور حول أوراش التحديث التي أطلقتها السلطات العمومية لترشيد‬ ‫الحكامة الجيدة في تسيير الشأن العام‪ ،‬بتوضيح وتبسيط المساطر والسهر على‬ ‫استقامة وشفافية الحياة العامة»‪.‬‬

‫وعن سياق وتحديات إصالح ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬يشدد المؤلف‪ ،‬الذي شغل‬ ‫منصب إطار سابق بالمكتب الوطني للكهرباء ونائب لرئيس المجلس البلدي‬ ‫لمدينة أصيلة‪ ،‬على أن «إصالح منظومة الصفقات العمومية‪ ،‬عن طريق أوراش‬ ‫التحديث المفتوحة من قبل السلطات العمومية‪ ،‬من أجل إقرار الحكامة في‬ ‫تسيير الشأن العام‪ ،‬يندرج في إطار محيط وطني ودولي متسم بتحوالت عميقة‬ ‫تهيكلها عناصر أساسية‪ :‬لقد أقر دستور ‪ 2011‬مبادئ الشفافية وربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة‪ ،‬من خالل إرساء حكامة المرافق العمومية والعمل على زجر كل مخالفة‬ ‫في الصفقات العمومية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن كل سياسة تتعلق بالشراء العمومي يجب‬ ‫إدماجها في مفهوم الطلبية العمومية‪ .‬إن البرنامج الحكومي قد جعل من إصالح‬ ‫الصفقات العمومية إحدى الركائز األساسية للشفافية وتحسين مناخ األعمال‬ ‫ونظام المالية العمومية‪ ،‬بالمرور من ثقافة الوسائل إلى منطق مؤسس على‬ ‫النتائج الناجعة للسياسات العمومية التي تؤطرها الطلبية العمومية‪ .‬تطور مناخ‬ ‫األعمال وعالقته بالتزامات المغرب في إطار اتفاقيات التعاون والتبادل الحر ومدى‬ ‫تأثيره على منظومة إبرام وتنفيذ الصفقات العمومية‪ .‬األزمة االقتصادية والمالية‪،‬‬ ‫التي أسهمت في خلخلة االقتصاد العالمي وفي عدم استقرار المالية العمومية‬ ‫العالمية‪ ،‬دفعت بعض الدول إلى المحافظة على اقتصادها»‪.‬‬ ‫ويحتوي هذا الكتاب الجديد‪ ،‬الذي يتكون من جزءين‪ ،‬على مقدمة عامة؛ فيما‬ ‫يتناول الجزء األول اإلطار القانوني والمالي للصفقات العمومية خصص الباب‬ ‫األول منه ألنواع الصفقات وطرق إبرامها‪ .‬وتحدث في البـاب الثاني عن المرتكزات‬ ‫القانونية لتنفيذ عقد الصفقة وإنهائها‪ .‬وفي الجزء الثاني الذي خصص المؤلف‬ ‫للرقابة والمنازعات والطرق البديلة لفض النزاعات المتعلقة بالصفقات العمومية‪،‬‬ ‫تناول في الباب األول الرقابة على الصفقات العمومية‪ .‬وفي الباب الثاني وقف‬ ‫عند المنازعات والطرق البديلة لفض النزاعات المتعلقة بالصفقات العمومية‪.‬‬ ‫وفي نهاية هذا الكتاب المعنون بـ»نظام الصفقات العمومية في ضوء مرسوم‬ ‫‪ 20‬مارس ‪ 2013‬ودفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬ ‫‪ ،»2016‬أورد د‪ .‬عبد اللطيف الشدادي خاتمة أجمل فيها عديدا من النتائج التي‬ ‫خلص إليها‪.‬‬ ‫يذكر أن المؤلف الدكتور عبد اللطيف الشدادي أصدر‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬األعمال‬ ‫اآلتية‪ :‬الحكامة الترابية على ضوء الميثاق الجماعي الجديد (بالفرنسية ‪،)2013‬‬ ‫وقانون الصفقات العمومية (بالفرنسية ‪ ،)2015‬والنشاط اإلداري (بالفرنسية‬ ‫‪ ،)2018‬باإلضافة إلى عدة مقاالت حول الحكامة الترابية باللغتين العربية‬ ‫والفرنسية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)863‬‬

‫‪16‬‬

‫مسرحية “همس الدمى”‬

‫صدر مؤخرا نص مسرحي للكاتب زهير الخراز‪،‬‬ ‫تحت عنوان “همس الدمى”‪ .‬ولالقتراب من محددات‬ ‫السقف العام لهذا العمل‪ ،‬نقترح إعادة نشر نص‬ ‫التقديم الذي كان لنا شرف وضعه لهذا اإلصدار‬ ‫الجديد‪ .‬يقول التقديم‪:‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫محارق هذه الحرب التي مزقت إسبانيا في ظل الصراع المحموم بين‬ ‫أنصار الجمهورية‪ ،‬وأنصار التيار الوطني الفاشستي‪ .‬لقد نجح زهير‬ ‫الخراز في استنطاق تفاصيل إسقاطات هذه الحرب المدمرة على واقع‬ ‫مغاربة المرحلة‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬بالنظر لسقوط العديد من األبرياء‬ ‫في جبهات القتال‪ ،‬وليس –كذلك‪ -‬بسبب عودة البعض اآلخر وهو‬ ‫يحمل آثار الحرب على جسده‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬بالنظر لدورها الخطير‬ ‫في تكريس عناصر التنافر التي طبعت‪/‬وتطبع العالقات المغربية‬ ‫اإلسبانية منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬الدور‬ ‫الكبير ألهوال الحرب في إنتاج ركام هائل من التمثالت المغربية‬ ‫المرتبطة بالجزئيات التي ساهم المجندون المغاربة في صنع‬ ‫حيثياتها‪ ،‬مثلما هو الحال مع “تقديس” شخصية سليمان ألعقاب‬ ‫السجائر بعد أن كانت سببا مباشرا في “إنقاذ” حياته داخل إحدى‬ ‫خنادق الحرب‪ ،‬تحت وابل القصف العنيف والمتواصل‪...‬‬

‫هي مغامرة جميلة تلك التي خاضها المبدع زهير الخراز‪،‬‬ ‫عندما خلع صفة الكاتب القاص‪ ،‬المفتون بمتعة السرد وبمتاهاته‬ ‫المتداخلة‪ ،‬ليؤسس مسارا ذاتيا منفتحا على عوالم الركح ومتعة‬ ‫االفتتان بالكتابة المسرحية التجسيدية‪ .‬لقد استطاع المبدع الخراز‬ ‫تحقيق تراكم مثير على مستوى رصيد منجزه اإلبداعي‪ ،‬مستفيدا من‬ ‫طراوة وجوه شخوصه ومن حميميات فضاءات محيطه التي تؤثثها‬ ‫شواهد مادية خالدة‪ ،‬تظل منتصبة داخل المجال الواسع لمدينة‬ ‫أصيال‪ ،‬وتعززها موروثات رمزية والمادية هائلة راكمتها الذاكرة‬ ‫هي محطات تاريخية أحسن زهير الخراز التقاط تفاصيلها‪،‬‬ ‫الجماعية للمدينة على امتداد عهود زمنية طويلة وممتدة‪ .‬فسواء‬ ‫في مجموعته القصصية األولى الصادرة سنة ‪ 2003‬تحت عنوان‬ ‫لتوظيفها في إطار إبداعي يعطي لفعل التخييل مساحات واسعة‬ ‫“العصا”‪ ،‬أم في مجموعته الثانية الصادرة سنة ‪ 2012‬تحت عنوان‬ ‫للخلق ولالبتكار‪ ،‬خاصة وأن المؤلف أضفى ملحه الخاص على‬ ‫“وصمة زعفران”‪ ،‬ظل المبدع الخراز وفيا إلنصاته‪ ،‬لنبض التحول‬ ‫األنساق الجمالية الناظمة للسرد‪ ،‬وعلى رأسها استحضار وظيفة‬ ‫المجتمعي والقيمي الذي يتفاعل داخل محيطه المحلي والوطني‬ ‫التشكيل وعوالمه الجمالية الالمتناهية‪ ،‬من خالل سيرة البطل‬ ‫والعربي الواسع والمتشعب‪ .‬وقبل ذلك‪ ،‬ظل زهير الخراز دقيقا في‬ ‫جمال‪ ،‬وكذا من خالل سير رواد هذا المجال على المستوى العالمي‪،‬‬ ‫تجسيد سمة االنسيابية والعمق والعشق الصوفي لنمط السكينة في‬ ‫مقاربة قضايا اإلبداع‪ ،‬مثلما جسدته تجارب مؤسسة في مجاالت الشعر‬ ‫من أمثال ميخائيل أنجلو وفان غوخ وبيكاسو‪ .‬وكأني بها رسالة‬ ‫الكناب‬ ‫غالف‬ ‫الوارفة‬ ‫بظاللها‬ ‫والقصة والتشكيل والمسرح‪ ،‬انطلقت من مدينة أصيال‪ ،‬وأرخت‬ ‫يوجهها المؤلف في شكل صرخة مستنكرة مهاوي السقوط‪ ،‬ومنتصرة لقيم الفن‬ ‫أمكن‬ ‫لذلك‪،‬‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫على مجاالت واسعة لحقل تلقي العطاء الثقافي بمغرب الزمن‬ ‫والجمال واإلبداع‪ ،‬قيم ال خلود إال لدروسها وال بقاء إال لبهائها‪.‬‬ ‫القول إن تربة أصيال قد تعززت بأعمال إبداعية راشدة ارتبطت باسم زهير الخراز‪ ،‬وظلت تبحث‬ ‫باختصار‪ ،‬يتعلق األمر بكتابة مفتوحة على التأمل المتوازي بين مجال تقدير الجمال والفكر‬ ‫لنفسها عن صيغ التميز وعن معالم الفردانيات المخصوصة بذات الكتاب وبأشكال تفاعل هذه‬ ‫الذات مع إبداالت التاريخ ومع تحوالت الواقع ومع جزئيات التغير داخل ثوابت الهوية واالنتماء واإلب��داع من جهة أولى‪ ،‬وبين مجال آخر يالمس حالة اليأس المعمم لدى جيل الهزيمة‬ ‫والوجود واألمل والطموح‪ .‬هي كتابة تعكس حاالت التشظي داخل واقع عنيد‪ ،‬انكسرت على والسقوط‪ ،‬جيل األمل الذي اختزلته صورة حنظلة داخل متن المسرحية من جهة ثانية‪.‬‬ ‫أعتابه طموحات جيل السقوط والتردي‪.‬‬ ‫وفي كل هذه المستويات‪ ،‬استطاعت الشخصيات المركزية في المسرحية تقاسم أدوارها‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬استطاع النص المسرحي “همس الدمى”‪ ،‬استنفار آليات الكتابة لدى زهير‬ ‫الخراز‪ ،‬استقراءا للحظة التاريخية التي هزت العالم العربي خالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬بعد الحكواتية‪ ،‬بشكل يضفي متعة استثنائية تغري بترجمة دوائر االفتتان بالنص فوق فضاء الركح‪.‬‬ ‫أن اشتد وقع تيارات نظام القطبية األحادية المرتبطة بمرحلة نهاية الحرب الباردة وبتفككك لقد استطاعت الشخصيات تأثيث عوالم زهير الخراز‪ ،‬وإضفاء الكنه المميز على نص المسرحية‪،‬‬ ‫االتحاد السوفياتي وبانفراد تيارات العولمة بالهيمنة وبالسطوة العالميتين‪ ،‬األمر الذي دفع من خالل االشتغال على التاريخ وعلى السياق وعلى النزوات الفردية والجماعية المؤطرة‬ ‫العالم العربي ثمنه باهظا من حريته ومن كرامته ومن نهوضه المنشود‪ .‬لقد استطاع المؤلف للموقف وللسلوك‪ .‬هي عوالم متداخلة تتعايش داخلها مروءة جمال وبطولة سليمان وبهاء‬ ‫التقاط تفاصيل عناصر الثابت والمتغير في سياق حالة التشظي هاته‪ ،‬من خالل وقائع حاسمة صفية وعطاء صالحة وثقافة حسام وخيانة عالل وكرم الحاج حسين وبراءة حنظلة‪.‬‬ ‫هزت العالم العربي‪ ،‬وعلى رأسها قضية فلسطين ثم الغزو األمريكي للعراق عقب احتالل‬ ‫هي شخصيات متنافرة من تنافر الواقع‪ ،‬شخصيات المعاناة واأللم والجرح‪ ،‬تتلمس طريقها‬ ‫الكويت سنة ‪.1990‬‬ ‫لقد انشغل متن المسرحية بإبراز معالم السقوط الحضاري المدوي المرتبط بجريمة تدمير داخل دهاليز الظالم‪ ،‬فاتحة نوافذ الحلم واألمل من أجل االرتقاء باللحظة والفعل فيها والسمو‬ ‫العراق والتنكيل بأهله‪ .‬وكان البد له من مغربة الوقائع‪ ،‬عبر رصد التداعيات الراهنة على الوعي بعطائها‪ ،‬ضدا على تكلس المرحلة وعلى قوة جاذبية فعل السقوط‪ .‬هذا المسعى‪ ،‬يذكرنا‬ ‫الجماعي لمغاربة المرحلة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يبرز درس التاريخ كإطار مرجعي للكتابة ولتفسير بتجارب رائدة في الكتابة المسرحية االحتفالية الوطنية الراهنة‪ ،‬اكتست طابع التأسيس‬ ‫منغلقات التحول‪ .‬يتعلق األمر باستنجاد عميق بعبر هذا الدرس‪ ،‬من أجل فهم أسباب السقوط والتأصيل‪ ،‬مثلما هو الحال مع أعمال الرائدين رضوان احدادو وعبد الكريم برشيد‪ .‬يتعلق األمر‪،‬‬ ‫الراهن‪ .‬وقد برز ذلك في محطات دالة‪ ،‬على رأسها مآسي الحرب األهلية اإلسبانية التي مزقت في نهاية المطاف‪ ،‬بلغة مسرحية شفيفة ومستفزة‪ ،‬استطاعت التحول إلى مرآة جماعية‪ ،‬إلثارة‬ ‫الجار اإليبيري بين سنتي ‪ 1936‬و‪ ،1939‬ومشاركة المغاربة غير المفهومة وال المبررة في‬ ‫أتونها وفي جحيمها المستعر‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من صور نمطية وسلبية حملها المخيال قلق السؤال داخل مجال انتظارات الفرد والجماعة‪ ،‬من خالل توظيف فني متميز لواقع التردي‪،‬‬ ‫الجماعي اإلسباني تجاه شخصية المغربي‪ ،‬المورو المتوحش‪ ،‬والنيكرو الوقح‪ ...،‬حسب ما تردد إلى جانب استشراف بارقة الحلم الجماعي التي نجحت في تكسير سلط الدمى وأعادت االعتبار‬ ‫أكثر من مرة على لسان إحدى الشخصيات الرئيسية في المسرحية‪ ،‬من موقع مشاركتها في لحنظلة‪ ،‬الفارس الحالم والثائر الطاهر ضد مهاوي السقوط وضد انتكاسات المرحلة‪.‬‬

‫للِهَّ‬ ‫ون �أُو َلئ َ‬ ‫�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ‬ ‫ِك‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫�ش ال�صَّ اب ِ​ِر َ‬ ‫�صي َب ٌة َقا ُلوا �إِنَّا ِ َو�إِنَّا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُو َلئ َِك هُ ُم مْ ُال ْهت َُد َون {‬ ‫َع َل ْيهِ ْم َ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫بعد مرض دام طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬لبت نداء ربها المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫فاطمة شقور‬

‫حرم زميلنـا نور الدين الفياللـي‬ ‫مدير التحرير بجريدة «الكرونيك»‬ ‫وذلك بتاريخ ‪ 16‬شتنبر ‪ ،2018‬وشيع جثمانهـا الطاهر في موكب جنائزي مهيب‬ ‫حضره األهـل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة زيانة بتطوان‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى زميلنا نور الدين الفياللي وإلى‬ ‫أبنائهما‪ ،‬باإلضافة إلى جميع أفراد أسرتيهما وعائلتيهما راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم‬ ‫األجر والغفران‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن‬ ‫أولئك رفيقا‪ ،‬وألهم أهلها وذويها الصبر الجميل‪.‬‬

‫}‬

‫َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫َف ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لب نداء ربه المشمول بعفو اهلل‬ ‫المرحوم‬

‫محمد المرابط‬ ‫إطار سابق في شركة المالحة‬ ‫لماديط‪/‬كوماناف‬

‫بعد صراع مع المرض دام طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم ‪ 15‬شتنبر ‪ 2018‬عن عمر يناهز ‪ 64‬سنة‪.‬‬ ‫وشيع جثمانه الطاهـر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضــره األهــل‬ ‫واألحبــاب والمعــارف‪ ،‬ودفـن بمقبرة سيـدي اعمـار‪ ،‬بعد صالة الظهر‬ ‫بمسجد محمد الخامس ‪.‬‬ ‫وبهـــذا المصـاب الجلل‪ ،‬نتـــقـــدم بأحـــر التعـــازي إلى أرملـــة‬ ‫الفقيـد نبيلـة الشراط‪ ،‬وأبنائــه‪ ،‬أميمـة‪ ،‬بشرى‪ ،‬عبد النور‪ ،‬وإلى إخوانه‬ ‫ثورية‪ ،‬وفتحية‪ ،‬وسعاد‪ ،‬ورشيد‪ ،‬ومصطفى‪ .‬راجين لهم منه تعالى الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪960‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)427‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫ما حكاية هذا «طروطوار»؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫عند بداية شارع موالي يوسف‪ ،‬غير بعيد عن مفترق للطرق (نفق حي كاسطيا) وبالضبط على‬ ‫مقربة من إقامة «ياسمين» يوجد ممر للراجلين (طروطوار) تقطعه شبه هاوية‪ ،‬تشكل ممرا نحو‬ ‫محل ما‪ ،‬حيث يتسبب في حصر المارة‪ ،‬ومنعهم من مواصلة مشيهم‪ ،‬وبالتالي يضطرون إلى النزول‬ ‫والمشي في الطريق الخاصة بوسائل النقل‪ ،‬علما أن هذه الطريق دائبة الحركة وتشهد السرعة في‬ ‫السياقة‪ ،‬األمر الذي يعرض الراجالت والراجلين لخطر حوادث السير‪ ،‬لحظة نزولهم من «طروطوار»‬ ‫عند نقطة الهاوية (انظر الصورة) قبل أن يصعدوا «طروطوار» ذاته ويواصلوا مشيهم‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن المكان المشار إليه‪ ،‬كثيرا ما كان سببا في سقوط امرأة مسنة أرضا‪ ،‬أو في‬ ‫فقدان رجل مسن لتوازنه‪ ،‬أو في تعثر أم شابة تحمل رضيعها‪.‬‬ ‫ويتساءل الرأي العام‪ ،‬حول الكيفية التي تم بها تعبيد هذا «طروطوار» العذاب‪ ،‬حيث لم يضبط‬ ‫عملهم أولئك الذين أوكلت لهم مهمة القيام باألشغال‪ ،‬من مسؤولين محليين ومسيرين ومراقبين‬ ‫وتقنيين وعمال‪ ،‬كل من موقعه الخاص‪ ،‬وذلك خالل فترة تشييد نفق حي «كاسطيا» وتعبيد طريق‬ ‫شارع موالي يوسف‪.‬‬ ‫واألنكى من هذا كله‪ ،‬هو أنه رغم مرور عدة شهور على االنتهاء من أشغال الهيكلة المذكورة‪،‬‬ ‫بقي «طروطوار» العذاب شاهدا على العبث واإلخالل بالواجب والمسؤولية‪ ،‬دون أي استدراك‪ ،‬من‬ ‫شأنه إيجاد حل‪ ،‬ولو نسبي؟‬

‫يوم الثالثاء ‪ 17‬شتنبر ‪ ،2018‬الموافق لـ‬ ‫‪ 7‬محرم ‪ ،1440‬عن سن تناهز ‪ 84‬سنة‪ .‬وتم‬ ‫تشييع الراحل إلى مثواه األخير في موكب جنائزي مهيب بعد صالة الظهر ليوم‬ ‫األربعاء‪ ،‬حيث وووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة المجاهدين‪ .‬وعمل المرحوم‬ ‫قيد حياته مديرا بإعدادية ابن األبار‪ ،‬كما شغل عدة مهام بنيابة التعليم بمدينة‬ ‫طنجة‪ .‬و لهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪،‬‬ ‫وعلى رأسها‪ ،‬أبناءه‪ ،‬بدر الدين‪ ،‬جعفر‪ ،‬محمد وهالة‪ .‬و أصهاره‪ ،‬ابن الصديق‪،‬‬ ‫الخياط‪ ،‬بنعجيبة‪ ،‬المدني‪ ،‬بوجنان‪ ،‬المريبطو العلوي وسعيد المزين‪ .‬راجين‬ ‫من العلي القدير أن يلهمهم الصبر الجميل‪ ،‬وأن يسكن الفقيد فسيح جنانه‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫تعزية ومواساة‬ ‫احلاج عمر الق�صار‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫فقدت أسرة التعليم بمدينة طنجة أحد‬ ‫أطرها البارزين‪ ،‬بوفاة المرحوم‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫بحث عن متغيب‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪427‬‬

‫غـادر السيد التهامي النعيمـي (‪ 62‬سنة)‪ ،‬مسقط رأسه مدينة‬ ‫مكناس في شهر ماي ‪ ،2018‬ولم يظهر له أثر وال سمع عنه خبر‪،‬‬ ‫ومن خالل هذا المنبر تلتمس أسرة المختفي المقيمة بطنجة‪ ،‬ممن‬ ‫لديه معلومات عنه أو صادفه‪ ،‬االتصال بها عبر الهاتف ‪:‬‬

‫‪0662253339‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 960‬ـ الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب�إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)18‬‬ ‫جولي الذي عجز عن منافسة‬ ‫الصغار‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو الحلم األهم لدى جميع العبي‬ ‫كرة القدم‪ ،‬وكما ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض‬ ‫منافسات تلك المسابقة األعظم على اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا‬ ‫الحلم بعد محاوالت دامت لسنوات عديدة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات‬ ‫كأس العالم روسيا ‪ ،2018‬نعود بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك‬ ‫المحفل العالمي‪ ،‬كما نلقي الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور‬ ‫بالمونديال‪ .‬ويستعرض لكم‪« ‬كووورة»‪ ‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز‬ ‫النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة السادسة عشر عن النجم‬ ‫الفرنسي لودوفيك جولي‪.‬‬

‫بوابة العبور‪:‬‬

‫بدأ جولي مسيرته مع االحترافية مع فريق ليون عام ‪ 1994‬وهو في الـ ‪18‬‬ ‫من عمره‪ ،‬وخالل ‪ 4‬مواسم استطاع أن يلفت األنظار بشكل كبير‪ ،‬بسبب سرعته‬ ‫كالعب على الجناحين األيمن واأليسر‪ .‬انتبه مسئولو موناكو لقدرات جولي‬ ‫الهجومية‪ ،‬وبعد ‪ 100‬مباراة و‪ 21‬هدفا‪ ،‬انضم إلى فريق اإلمارة في يناير عام‬ ‫‪ 1998‬مقابل ‪ 7.5‬ماليين يورو‪ ،‬توهج النجم الفرنسي مع فريقه الجديد‪ ،‬الذي‬ ‫لعب له ستة مواسم وحصل خاللهم على لقبي الدوري وكأس الدوري‪ ،‬محرزا ‪47‬‬ ‫هدفا خالل مشواره‪ ،‬ولكن الحدث األبرز هو قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبا ‪ 2004‬أمام بورتو‪ ،‬حينها ذاع صيته في أوروبا‪ ،‬حتى أقنعه فرانك ريكارد‬ ‫باالنضمام لبرشلونة في صيف هذا العام‪.‬‬

‫الحلم مع برشلونة‪:‬‬

‫اللعب لبرشلونة وضع جولي في مكان مغاير تماما عما كان عليه في فرنسا‪،‬‬ ‫حيث تشارك غرفة خلع المالبس مع نجوم كرونالدينيو وصامويل إيتو وكارلوس‬ ‫بويول وديكو‪ ،‬حيث كان عنصرا أساسيا في التشكيلة خالل الـ ‪ 3‬مواسم التي‬ ‫قضاها مع النادي الكتالوني‪ .‬ونجح جولي في الفوز مع البلوجرانا بعدة ألقاب من‬ ‫بينها لقبي ليجا عامي ‪ 2005‬و‪ ،2006‬بجانب كأس السوبر اإلسباني مرتين‪ ،‬فيما‬ ‫كان لقب دوري أوروبا هو األغلى في مسيرته‪ ،‬الذي ساهم فيه بعد الفوز على‬ ‫آرسنال في نهائي تاريخي شارك فيه بالكامل‪ .‬و على الرغم من اعتماد المدرب‬ ‫عليه بشكل أساسي‪ ،‬إال أن الفرنسي قرر الرحيل عن برشلونة في عام ‪،2007‬‬ ‫بعد تصعيد ليونيل ميسي‪ ،‬الذي أخذ يسرق منه األضواء عقب مشاركته في كل‬ ‫مباراة‪ ،‬وهو ما فسره في تصريحات بعد رحيله‪ ،‬بأن ريكارد أخبره برغبته في‬ ‫إشراك الالعب األرجنتيني في مباريات أكثر‪ .‬و انتقل جولي إلى روما وحقق معهم‬ ‫لقب كأس وسوبر إيطاليا‪ ،‬ومنه إلى باريس سان جيرمان‪ ،‬ثم العودة مجددا إلى‬ ‫موناكو‪ ،‬إلى أن أنهى مسيرته عام ‪ 2016‬في دوري الدرجة الثانية‪:‬‬

‫المسيرة الدولية‪:‬‬

‫تزامن تألق جولي في أواخر التسعينات وأوائل األلفية‪ ،‬مع عدد كبير من‬ ‫المهاجمين الكبار مع منتخب فرنسا‪ ،‬مثل تيري هنري وديفيد تريزيجيه وسيلفان‬ ‫ويلتورد‪ ،‬باإلضافة لكريستوف دوجاري‪ ،‬مما أحبط محاوالته في أكثر من مرة في‬ ‫المشاركة في المونديال‪ .‬و قام ريمون دومينيك مدرب فرنسا باستبعاد جولي‬ ‫من مونديال ‪ ،2006‬حيث فضل عليه فرانك ريبيري الصاعد بقوة في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫كما فشل في حجز مقعد في مونديال ‪ .2010‬وحقق جولي بطولة كأس القارات‬ ‫عام ‪ ،2003‬وهي البطولة الوحيدة التي فاز بها مع الديوك‪.‬‬

‫كيفما كانت نتائج المرحلة المقبلة التحاد طنجة‪ ،‬فكل ما هو إيجابي سينسب للمكتب‬ ‫المسير‪ ،‬وكل ما هو سلبي سينسب للمدرب المرابط‪ ،‬ألن البعض من المسؤولين على الفريق‬ ‫مثل المنشار (طالعين واكلين وهابطين واكلين)‪ ،‬لكننا مقتنعون أن الجميع ينتظر اية كبوة‬ ‫إلقالة ابن الدار وصانع ملحمة أول بطولة‪ ،‬رغم أن مسؤولية اي فشل يتحملها المكتب المسير‬ ‫الذي بسط يده على االنتدابات الفاشلة التي كان يتحكم فيها ويدبرها في الوقت الذي كان‬ ‫فيه المدرب يؤدي مناسك الحج‪ ،‬والدليل أن بعض الالعبين تم التعاقد معهم ثم فسخت‬ ‫عقودهم في ظرف وجيز لم يتعدى الشهر بمبررات غير واضحة‪ .‬ونحن هنا بخصوص هذه‬ ‫النقطة بالذات قد نلوم المرابط لصمته على بعض الصفقات المشبوهة والقبول بها رغم‬ ‫أننا مقتنعون بأن ال يد له فيها‪ .‬ومن خالل األصداء التي تصلنا فمستقبل المدرب الطنجاوي‬ ‫ادريس المرابط مع اتحاد طنجة اصبح في كف عفريت‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عز الدين الخطاب‪...‬‬

‫مؤسس ومدرب فريق اناث اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫مـــاذا عن مسيرتـــك‬ ‫الرياضيـــة و ما عالقتـــك‬ ‫باتحاد طنجة لإلنــاث وكيف‬ ‫تم تأسيس هذه الفئة؟‬

‫«ك��م��ا تعلمون‪ ،‬ارتباطي‬ ‫بلعبة ك��رة ال��ق��دم ليس وليد‬ ‫اليوم‪ ،‬ألنني مارستها منذ الصغر‪،‬‬ ‫وك��ان��ت انطالقتي م��ن حسنية‬ ‫طنجة الذي أنجب مجموعة من‬ ‫مواهب كرة القدم الطنجاوية عبر‬ ‫التاريخ‪ .‬لعبت بالفئات الصغرى‬ ‫لهذا الفريق قبل أن ألتحق بفئة‬ ‫الشبان التحاد طنجة سنة ‪،1989‬‬ ‫كما لعبت لفئة األمل ثم الكبار‬ ‫بين ‪ 1993‬و‪ .1994‬بعد ذلك‬ ‫خضت تجربة خارج طنجة بقميص‬ ‫ال��م��غ��رب ال��ت��ط��وان��ي وال��ب��ري��د‬ ‫الرباطي قبل أن أهاجر إلى إسبانيا‬ ‫ثم هولندا‪ .‬و عالقتي بهذا الفريق‬ ‫كوني مؤسسه ومدربه في آن واحد‪ ،‬وفكرة التاسيس جاءت‬ ‫عن قناعة وغيرة على اسم اتحاد طنجة‪ ،‬إذ ال يعقل أن الفريق‬ ‫الذي يعتبر األول في طنجة وأصبح بطال للمغرب ال يتوفر على‬ ‫فئة لإلناث بمدينة توجد بها فرق نسوية كفتيات البوغاز‪ ،‬وداد‬ ‫طنجة‪ ،‬المنار الرياضي‪ ،‬وأجيال التضامن»‪.‬‬

‫كيف هي نتائج الفريق بعد سنة من الوجود‬ ‫واإلمكانيات المتوفرة؟‬ ‫«نتائجنا فاجأت الجميع‪ ،‬والدليل أننا حققنا الصعود‬ ‫إلى القسم الثاني في ظرف وجيز‪ .‬وهذه النتائج لم تأت عن‬ ‫طريق الصدفة‪ ،‬بل نتيجة عمل جبار أق��وم به من تداريب‬ ‫يومية وتضحيات كبيرة أقدمها للفريق‪ .‬الدليل أننا لم نخسر‬ ‫اية مباراة لحدود الساعة ومنذ التأسيس وحتى في المباريات‬ ‫الودية‪ .‬لدينا تركيبة تضم أكثر من ‪ 30‬العبة‪ ،‬منهن ثمانية‬ ‫من خارج طنجة التحقن من أجل منح قيمة مضافة للفريق من‬ ‫خالل خبرتهن‪ ،‬نسير بخطى ثابتة في البطولة بهدف تحقيق‬ ‫الصعود إلى القسم األول‪ ،‬كما نواصل مسيرتنا في منافسات‬ ‫كاس العرش بعدما تجاوزنا دور سدس عشر النهائي بإقصاء‬ ‫فريق فتيات البوغاز الذي يسبقنا بخبرة تفوق ‪ 20‬سنة‪ ،‬و فزنا‬ ‫عليه بثالث اهداف لواحد‪ .‬وسنواجه في دور ثمن النهائي لفريق‬ ‫عين حرودة‪ ،‬أحد فرق القسم األول‪ ،‬وطموحنا التأهل على حسابه‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إلى دور الربع رغم الخبرة التي يتميز‬ ‫بها على مستوى منافسات ألكاس‪.‬‬ ‫هدفنا تكوين فريق قوي ينافس على‬ ‫األلقاب ويشرف كرة القدم النسوية‬ ‫بطنجة‪ .‬وهذا الموسم نطمح للصعود‬ ‫إلى القسم األول‪ .‬وبالنسبة لإلمكانيات‬ ‫صدقني إذا قلت لك أن كل شيء متوفر‬ ‫في الفريق إال الدعم المادي والتشجيع‪.‬‬ ‫بل لألسف وهذه أمور تنفرد بها مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬حيث يستحيل أن تنجح في‬ ‫ظل انتشار أعداء النجاح الذين يبقى‬ ‫شغلهم الشاغل إعالن الحرب على كل‬ ‫من يود أن يسدي خدمات لمصلحة‬ ‫المدينة‪ .‬لكننا بلغنا بعض األهداف‬ ‫بحكم عزيمتنا القوية وطموحنا‬ ‫والتحدي ال��ذي يسكننا‪ .‬وال زلت‬ ‫أعاني لوحدي منذ التأسيس‪ ،‬أتحمل‬ ‫مسؤولية توفير الدعم‪ ،‬وكما تعلمون‬ ‫أن لالعبات مطالب يومية‪ .‬وإذا كانت‬ ‫فرق الذكور في البطولة االحترافية تشتكي من المشكل المالي‬ ‫فما بالك من اإلناث في بطولة هاوية‪ ،‬وطبعا فاليد الواحدة ال‬ ‫تصفق وال بد من تظافر الجهود لدعم الفريق»‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫نفتقر إلى أبسط شروط الدعم‪ ،‬نتمنى أن يأخذ فريقنا‬ ‫بعين االعتبار وأن ينال الدعم المادي ال��ذي يستحقه حتى‬ ‫نستطيع مواصلة عملنا نحو األفضل خدمة لكرة القدم النسوية‬ ‫بالمدينة‪ .‬ونعلم أن كرة القدم النسوية بالمغرب تمر بظروف‬ ‫صعبة‪ ‬بسبب العقبات التي تحول دون بلوغها المستوى‬ ‫المطلوب‪ .‬لحد الساعة لم تنل االهتمام المطلوب مقارنة مع ما‬ ‫يرصد لفئة الذكور من إمكانيات وتحفيزات‪ .‬ألن ما يقدم حاليا‬ ‫هزيل جدا ال يستجيب للمطالب المرجوة‪ ،‬إن لم نقل منعدم في‬ ‫بعض األحيان‪ .‬وبهذا التهميش والالمباالة ال يمكننا تطوير كرة‬ ‫القدم النسوية ببالدنا والرقي بها للمستوى المطلوب رغم أن‬ ‫المغرب يزخر بمواهب كبيرة من الممارسات‪ .‬ولألسف المجالس‬ ‫المنتخبة تتعامل مع أندية كرة القدم النسوية وكأنها عالة‬ ‫على الرياضة‪ ،‬وليس عنصرا فاعال ومنتجا‪ ،‬رغم أن هناك شابات‬ ‫تطمحن إلى قليل من العناية والتشجيع‪ ،‬وهذا التهميش ينعكس‬ ‫بشكل سلبي على المنتخب المغربي‪ ،‬الذي توارى إلى الخلف منذ‬ ‫أعوام‪ ،‬وأصبح عاجزا عن التأهل إلى االستحقاقات القارية الكبيرة‬ ‫وبدأ مشواره يتوقف في األدوار اإلقصائية األولى»‪.‬‬

‫ريال مدريد محمي من الحكام؟؟‬

‫طغت البطاقة الحمراء «غير المستحقة» التي حصل عليها نجم يوفنتوس‬ ‫الجديد كريستيانو رونالدو ‪ ‬مساء األربعاء في دوري أبطال اوروبا على كل األخبار‬ ‫الرياضية في العالم‪ ،‬خصوصاً وأن قرار الحكم كان غريباً كما ّ‬ ‫أن الالعب سيغيب‬ ‫عن المباراة المقبلة على األقل‪ .‬لم يقم رونالدو بحركة تستدعي الطرد‪ ،‬وإذا كان‬ ‫الحكم مصرا على معاقبته فالبطاقة الصفراء كانت كافية لذلك‪ ،‬غير أن حكم اللقاء‬ ‫األلماني فيليكس بريش قرر تغيير مجريات اللقاء وطرد الالعب بغير حق‪ ،‬ليثير جدال‬ ‫واسعاً حول العالم‪ .‬وانطالقاً من هنا‪ ،‬ربط العديد من متابعي كرة القدم حول العالم‬ ‫لقطة طرد رونالدو بعنوان «ريال مدريد محمي من الحكام» على اعتبار أنه لو كان‬ ‫رونالدو بقميص ريال مدريد ‪ ‬بهذه اللقطة الستمر باللعب من دون يتحدث معه‬ ‫الحكم حتى‪ .‬لكن ما خفي على الكثير من المتابعين هو مسيرة حكم اللقاء وقراراته‬ ‫«الغريبة العجيبة» التي اتخذها في السابق ومنها ما حرمه من متابعة كأس العالم‬ ‫‪ 2018‬التي استضافتها روسيا الصيف المنصرم‪ ،‬بعد مباراة كارثية‪ .‬أدار فيليكس‬ ‫بريش (‪ 43‬عاماً) مباراة صربيا وسويسرا في كأس العالم‪ ،‬وأثارت قراراته الجدل حيث لم يحتسب ضربة جزاء واضحة لصالح المنتخب الصربي‪ ،‬كما أنه‬ ‫قرر عدم االعتماد على تقنية الفيديو التي طبقت للمرة األولى في المونديال‪ .‬و بعد هذه المباراة‪ ،‬قرر االتحاد الدولي لكرة القدم منع الحكم من متابعة‬ ‫مشواره وأُبعد عن أي مباراة أخرى‪ ،‬ورافق ذلك شكوى من قبل االتحاد الصربي لكرة القدم‪ .‬قرار آخر مثير للجدل يعود لهذا الحكم وهو في نهائي دوري‬ ‫أبطال أوروبا عام ‪ 2017‬بين يوفنتوس وريال مدريد والتي فاز بها األخير باللقب‪ ،‬ففي وقتها طرد بريش نجم يوفنتوس خوان كوادرادو في الدقيقة‬ ‫‪ 84‬من دون أن يقوم الالعب بأي مخالفة تذكر‪ .‬وال يخلو الدوري األلماني من قرارات بريش الغريبة‪ ،‬ففي موسم ‪ ،2013/2014‬احتسب هدفا وهميا‬ ‫أُطلق عليه الحقا «الهدف الشبح»‪ ،‬لمهاجم باير ليفركوزن شتيفان كيسلينغ ليفوز الفريق على هوفنهايم‪ ،‬علما بأن كيسلينغ قد مرر كرة رأسية دخلت‬ ‫مرمى هوفنهايم من ثقب خارجي في شبكة المرمى‪ ،‬وهو ما أكدته التسجيالت التلفزيونية الحقاً‪ .‬وبعد التطرق لمسيرة هذا الحكم‪ ،‬يبدو واضحاً أن‬ ‫طرد كريستيانو رونالدو ال يتعلق أبداً بريال مدريد وبما يعرف «بالعالقة الجيدة مع الحكام»‪ ،‬بل هو يتعلق بالحكم نفسه والذي أكد مرة أخرى أنه غير‬ ‫جدير بإدارة مباريات كبيرة كمباراة يوفنتوس أمام فالنسيا في دوري األبطال‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪960‬‬

‫مدافع اتحاد طنجة بـيـبـي يستأنف تداريبه بشكل‬ ‫فردي ويلمس الكرة بعد شهر وانتداب مواطنه‬ ‫ماهي يثير جد ًال‬

‫استأنف مدافع اتحاد طنجة ديديي بيبي تداريبه بشكل فردي‬ ‫بداية من األسبوع الماضي‪ .‬وكان بيبي تعرض إلصابة خطيرة‬ ‫في مباراة اتحاد طنجة بوادي زام برسم الجولة ‪ 26‬من منافسات‬ ‫البطولة االحترافية الموسم الماضي أنهت موسمه الرياضي‬ ‫بعدما كشفت الفحوصات تعرض الالعب لقطع بالرباط الصليبي‬ ‫على مستوى الرجل اليسرى‪ ،‬اضطرته إلجراء عملية جراحية بإحدى‬ ‫مصحات الدار البيضاء‪ .‬وطمأنة عودة الالعب‪ ،‬عشاق الفريق‪،‬‬ ‫بعدما أجرى حصة تدريبية على األرضية المعشوشبة‪ ،‬شملت‬ ‫الحصة بعض من الحركات الرياضية تحت إشراف المعالج الطبيعي‬ ‫للفريق‪ ،‬باإلضافة إلى الركض لمسافة محددة حول جنبات الملعب‪.‬‬ ‫وسيواصل بيبي تداريبه بشكل فردي لمدة ال تقل على ‪ 30‬يوم‪،‬‬

‫قبل أن يبدأ بمالمسة الكرة و العودة تدريجيا إلى التدريبات‬ ‫العادية رفقة باقي الالعبين‪ .‬ويعاني اتحاد طنجة على مستوى خط‬ ‫الدفاع‪ ،‬بعدما فشل الوافد الجديد‪ ،‬اإلفواري جوزي ماهي من سد‬ ‫الفراغ‪ ،‬وكان مردود الالعب باهتا في المباراة األولى أمام وادي زم‪،‬‬ ‫وحركاته بطيئة‪ ،‬وارتكب خطأ فادحا في مباراة الدورة الثانية الذي‬ ‫سجل منه المولودية الوجدية الهدف في المباراة التي انتهت‬ ‫بالتعادل بهدف لمثله‪ .‬وكان جوزي ماهي(‪ 27‬سنة)‪ ،‬ثالث انتدابات‬ ‫اتحاد طنجة هذا الموسم‪ ،‬بعد تجربة بالدوري االيفواري‪ ،‬والغيني‬ ‫بنادي كالوم ستار‪ ،‬والبنزرتي التونسي‪ ،‬ثم الخريطيات القطري في‬ ‫الموسم الماضي قبل أن يحل بطنجة معارا لموسم واحد‪.‬‬

‫البرنامج العام لبطولة القسم الممتاز لعصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم للموسم الرياضي (‪)2019 / 2018‬‬ ‫الدورة ‪1‬‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫النادي القصري ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫المحيط األصيلي ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫الدورة ‪2‬‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬النادي القصري‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫الدورة ‪3‬‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫النادي القصري ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫الدورة ‪4‬‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬النادي القصري‬ ‫المحيط األصيلي ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫الدورة ‪5‬‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫النادي القصري ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬المحيط األصيلي‬

‫الدورة ‪6‬‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫المحيط األصيلي ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬النادي القصري‬ ‫الدورة ‪7‬‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫جوهرة العرائش‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫النادي القصري ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫الدورة ‪8‬‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫المحيط األصيلي‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬النادي القصري‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫شباب المضيق‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫الدورة ‪9‬‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫النادي القصري ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫الدورة ‪10‬‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬النادي القصري‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫المحيط األصيلي‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬رجاء موح باكو‬

‫الدورة ‪11‬‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫النادي القصري ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫الدورة ‪12‬‬ ‫النادي القصري ‪ /‬جوهرة العرائش‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫المحيط األصيلي ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫الدورة ‪13‬‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬شباب المضيق‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫رجاء موح باكو‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬النادي القصري‬ ‫الدورة ‪14‬‬ ‫جوهرة العرائش ‪ /‬نهضة المضيق‬ ‫النادي القصري ‪ /‬شباب بنديبان‬ ‫رجاء البوغاز ‪ /‬شباب اصيلة‬ ‫أجاكس طنجة ‪ /‬أمل الفنيدق‬ ‫أولمبيك وزان ‪ /‬رجاء موح باكو‬ ‫حسنية طنجة ‪ /‬مغرب طنجة‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ /‬رجاء العرائش‬ ‫المحيط األصيلي‪ /‬شباب المضيق‬ ‫الدورة ‪15‬‬ ‫شباب المضيق ‪ /‬جوهرة مسنانة‬ ‫رجاء العرائش ‪ /‬حسنية طنجة‬ ‫مغرب طنجة ‪ /‬أولمبيك وزان‬ ‫رجاء موح باكو ‪ /‬أجاكس طنجة‬ ‫أمل الفنيدق ‪ /‬رجاء البوغاز‬ ‫شباب اصيلة ‪ /‬النادي القصري‬ ‫نهضة المضيق ‪ /‬المحيط األصيلي‬ ‫شباب بنديبان ‪ /‬جوهرة العرائش‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫غرامة من الجامعة بسبب الشهب االصطناعية‬ ‫غرمت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم في اجتماعها يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬فريق اتحاد طنجة بمبلغ ‪ 20‬ألف‬ ‫درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أثناء المباراة التي جمعته‬ ‫بمولودية وجدة لحساب الدورة الثانية من البطولة االحترافية‪ ،‬بناء على‬ ‫المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات‪ .‬وكانت اللجنة اتخذت مجموعة من القرارات‬ ‫خالل االجتماع ذاته‪ ،‬بتغريم اولمبيك اسفي‪ ،‬بمبلغ ‪ 50‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال‬ ‫جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أحدثت دخانا نتج عنه توقيف المباراة التي‬ ‫جمعته بالفتح الرياضي لحساب الدورة الثانية‪ ،‬بناء على نفس المادة من قانون‬ ‫العقوبات‪ ،‬إلى جانب ضيفه الفتح الرياضي بمبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال‬ ‫جماهيره للشهب االصطناعية‪ .‬كما نال الدفاع الحسني الجديدي حظه من‬ ‫العقوبة‪ ،‬بمبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أثناء‬ ‫المباراة التي جمعته باولمبيك خريبكة لحساب الدورة الثانية‪ .‬كما قررت اللجنة‬ ‫توقيف موسى موحام‪ ،‬نائب الكاتب العام لفريق الدفاع الحسني الجديدي لـ‪4‬‬ ‫مباريات‪ ،‬اثنتان منهما موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع تغريمه ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬لتهديده‬ ‫وسبه الحكم الذي قاد المباراة بناء على المادة ‪ 95‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وسبق للجنة المركزية للتأديب أن اصدرت عقوبات مماثلة في اجتماعها ليوم‬ ‫الخميس ‪ 13‬شتنبر ‪ ،2018‬حيث غرمت الرجاء الرياضي‪ ،‬بمبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪،‬‬ ‫الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أثناء المباراة التي جمعته بالنادي‬ ‫القنيطري برسم ثمن نهاية كأس العرش‪ ،‬والنادي القنيطري‪ ،‬بمبلغ ‪ 15‬ألف‬ ‫درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬أثناء هذه المباراة‪ ،‬و توقيف‬ ‫المهدي مصياف‪ ،‬العب فريق وداد تمارة‪ ،‬لمباراتين بعد طرده في المباراة التي‬ ‫جمعت فريقه بنادي سريع واد زم برسم ثمن نهاية كأس العرش‪ ،‬بناء على‬ ‫المادة ‪ 85‬من قانون العقوبات‪ .‬وتوقيف لؤي العاني‪ ،‬العب النادي القنيطري‪،‬‬ ‫لمباراة واحدة بعد طرده في المباراة التي جمعت فريقه بالرجاء الرياضي في‬ ‫منافسات كأس العرش بناء على المادة ‪ 85‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني يواجه الجزر القمر يوم ‪ 13‬أكتوبر‬

‫برسم الجولة الثالثة من اإلقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا لألمم‬ ‫الكامرون ‪ ،2019‬تقرر رسميا إجراء المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني‬ ‫األول بمنتخب جزر القمر‪ ،‬بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬يوم السبت ‪ 13‬أكتوبر ‪2018‬على الساعة السابعة مساء بالتوقيت‬ ‫المحلي‪ .‬وسيقود هذه المباراة طاقم تحكيمي من موريتانيا يتألف من‬ ‫لمغيفري بوشعاب ‪ ،‬بمساعدة كل من عبد الرحمان وار ‪ ،‬وحميد الدين ديبا‪،‬‬ ‫فيما أنيطت مهمة الحكم الرابع لبيدا داحان‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة يتعادل مع تونس‬

‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬بهدف لمثله في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء االثنين ‪ 10‬شتنبر ‪ ،2018‬بالمنتخب التونسي‪.‬‬ ‫وسجل هدف المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬في هذه المباراة الودية‪،‬‬ ‫التي أقيمت على أرضية ملعب الشاذلي زويتن‪ ،‬بالعاصمة التونسية تونس‪،‬‬ ‫الالعب محمد الحنكوري في الدقيقة ‪ ،57‬بينما وقع هدف التعادل للمنتخب‬ ‫التونسي عادل الشنيوي في الدقيقة األخيرة‪ .‬وتدخل المباراة التي قادها‬ ‫الحكم حسام بولعراس في إطار استعدادات المنتخب الوطني ألقل من ‪23‬‬ ‫سنة لالستحقاقات المقبلة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫قرعة البطولة الوطنية لكرة القدم داخل القاعة‬

‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم السادة رؤساء‬ ‫أندية كرة القدم داخل القاعة (القسم الوطني األول والثاني)‪ ،‬أن مراسيم‬ ‫عملية سحب قرعة البطولة الوطنية للموسم الرياضي ‪ 2018/2019‬ستتم‬ ‫يوم األربعاء ‪ 26‬شتنبر ‪ 2018‬على الساعة الثانية الزوال بمقر الجامعة بحي‬ ‫الرياض‪ ،‬شارع النخيل‪ ،‬الرباط‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بإمكان األندية المعنية‬ ‫باألمر انتداب ممثليها لحضور هذه المراسيم‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تسليم ملعب المنصورية‬

‫واصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬تسليم المالعب الكروية‬ ‫لألندية الوطنية وذلك بعدما تمت تكسيتها بالعشب االصطناعي من الجيل‬ ‫الثالث‪ .‬وسلمت الجامعة يوم الثالثاء ‪ 18‬شتنبر ‪ ،2018‬الملعب البلدي لمدينة‬ ‫المنصورية إلى أندية المنطقة المنضوية تحت لوائها‪ .‬ومثل الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬في حفل تسليم الملعب نيابة عن السيد رئيس الجامعة‪،‬‬ ‫محمد جودار‪ ،‬نائب رئيس الجامعة‪ ،‬ورئيس لجنة البنيات التحتية‪ .‬ويأتي تسليم‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬المالعب الكروية لمجموعة من الفرق‬ ‫المنضوية تحت لوائها‪ ،‬في إطار سياستها الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية‬ ‫للعديد من األندية الوطنية‪.‬‬


‫العدد ‪960‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 25‬سبتمرب �إلى ‪� 01‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫«بحر الشمال» منص ٌة متقدم ٌة‬ ‫للهجرة السرية‬

‫الفرارُ نحو المجهول‬

‫لم يعد لعملية «الحريكَ» ما كان يحيط بها من سرية‪ ،‬بعد أن تنامت بشكل مفاجئ‪ ،‬وأصبحت لها‬ ‫«هيكلة» إعالمية تمدها بأدق التفاصيل حول «الحريكَ» ‪ ،‬مكانا وزمانا وتكاليف‪.....‬كما تطمئن المرشحين‬ ‫المحتملين إلى ظروف السالمة واألمن التي تحف بالرحلة وتضمن لها نسبة عالية من النجاح‪! ‬‬ ‫«الحريكَ»أصبح هاجس فئات واسعة من الشباب‪ ،‬ليس من باب المغامرة التي تشكل إحدى خاصيات‬ ‫شباب العالم‪ ،‬الالهث دوما وراء كل حدث جديد ومثير‪ ،‬حتى وإن تطلب األمر المجازفة بحياته‪ ،‬بل ألن هذه‬ ‫العملية أصبحت تعني بالنسبة لشباب المغرب‪ ،‬ولغيره من شباب العالم المتخلف‪ ،‬باب األمل المشرع على‬ ‫مصراعيه في وجه الفارين من دنيا الفقر والعوز والحكرة‪ ،‬إلى الفضاء الوارف‪ ،‬للكفاف واليسر والكرامة‪.....‬‬ ‫أو هكذا تصوره لهم بعض مواقع التواصل االجتماعي «المتخصصة» في تسيير «الرحالت» نحو المجهول‬ ‫الذي لم يعد «مجهوال» عند غالبية الراغبين في عبور «بحر الشمال» نحو الشمال «الموعود»‪ ،‬بفضل ما‬ ‫تقدمه تلك المواقع من معلومات دقيقة حول ظروف الرحلة التي غالبا ما تكون موضوع «مفاوضات» بين‬ ‫الجانبين‪ ،‬حول أدق التفاصيل‪ ،‬وأهمها التكاليف المادية لـ «العبور» الذي تخطى السرية والكتمان‪ ،‬إلى اإلبانة‬ ‫واإلعالن‪ ، ‬عبر «فيديوهات» تظهر مدى فرح «الحاركين» بفوزهم « المبين على الحاكمين المتربصين !‬ ‫دخول الوسائط االجتماعية على خط الهجرة «السرية» ــ تجاوزا ــ أماط اللثام عن حجم المرشحين‬ ‫لـ «قطع المضيق» من شباب المغرب وكهوله أيضا‪ ،‬الذين يتفاعلون علنا مع تلك الوسائط‪ ،‬التي وصلت‬ ‫َ‬ ‫«حاركين» وهم يستقلون‪ ،‬في غاية االنبساط‬ ‫بها الرغبة في «التحصيل» درجة تقديم «نماذج» حية‪ ،‬لـ‬ ‫واالستبشار والحبور‪ ،‬ما اتفق على تسميتها بـ «قوارب الموت»‪ ،‬قاصدين «الفردوس األوروبي» وهم ال‬ ‫يعلمون‪ ،‬ربما‪ ،‬أن هذا الفردوس تحول إلى صقر وسعير بسبب األزمة االقتصادية واالجتماعية المستشرية‪،‬‬ ‫والقوانين المتشددة ضد الهجرة «الغير نظامية»‪! ‬‬ ‫حقيقة إن الوضع أصبح مقلقا للغاية‪ ،‬بسبب عدد الغرقى في مياه المتوسط‪ ،‬من المرشحين للهجرة‪،‬‬ ‫مغاربة وأفارقة وأسيويين‪ ،‬ممن أضناهم الفقر والعوز‪ ،‬وأنهكهم الشعور المالزم بالذل والمهانة‪ ،‬وأعياهم‬ ‫طول انتظار «الفرج»‪ ....‬فاختاروا الرمي بأنفسهم في األوابد والشدائد‪ ، ‬ومواجهة خطر الموت الماثل‬ ‫أمامهم‪ ،‬رغم كل ما يظهرون من صالبة ورباطة جأش‪ ،‬ومن نشوة وسعادة‪ ،‬وهم يرفعون شعارات التحدي‬ ‫في وجه من يعرفون ومن ال يعرفون‪ ، ،‬أولئك الذين عجزوا‪ ،‬برأيهم‪ ،‬عن خلق الظروف الصالحة لالستفادة‬ ‫من عقول الشباب وسواعدهم من أجل بناء مغرب «التنمية المستدامة» التي يعتبرونها «شعارا» لـ «نوايا‬ ‫حسنة» ليس إال‪ .......،‬ألنه ‪ ،‬في األخير‪ ،‬ال تبدو لهم في األفق‪ ،‬ال «تنمية» وال «مستدامة»‪! ‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬األحداث فرضت على الوزير الخلفي أن يقر بوجود نسبة «محدودة» من «الحراكة» المغاربة‬ ‫في محاوالت الهجرة السرية انطالقا من المغرب‪ ،‬التي أحبطتها الحكومة الحازمة والتي تراجعت بنسبة‬ ‫محترمة‪ ،‬مقارنة مع السنة الماضية‪ .‬ذلك أن الرأي العام ال ينتظر «بيانات» من الحكومة في هذا الباب‪ ،‬ألن‬ ‫األخبار بهذا الخصوص متوفرة بالقدر الكافي على المواقع المجدة‪.‬‬ ‫وبعيدا عن «المزايدات السياسية» لبعض األحزاب التي تود أن تركب على معاناة الشباب مع البطالة‪،‬‬ ‫لتحقيق مكاسب انتخابية مخزية‪ ،‬فإن مؤسسات رسمية ذات نوع من المصداقية‪ ،‬رصدت واقع الشباب المغربي‬ ‫الصعب‪ ،‬مع معاناته في ولوج سوق الشغل كطريق لتحقيق حلمه في العيش الكريم‪ ،‬حين كشفت أن غالبية‬ ‫الشباب ما بين ‪ 15‬و ‪ 30‬سنة‪ ،‬يوجدون في حالة إقصاء اجتماعي ‪ ،‬يدفعهم إلى الشعور باليأس واإلحباط‪،‬‬ ‫وفقدان الثقة واألمل في السياسات الرسمية التي يعتقدون أنها بدون طائل‪ ،‬ألن وضع مخططات عملية‬ ‫للتشغيل يقتضي‪ ،‬في نظر المتتبعين والخبراء‪ ،‬مراجعة النموذج التنموي من األساس‪ ،‬ومراجعة األنظمة‬ ‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬التي أثبتت فشلها بنسبة مرتفعة‪ ،‬ما دام أن الفقر اتسعت هوته‪،‬‬ ‫وازداد ضغطه ‪ ،‬بالرغم من التصريحات «المستفزة» للحقاوي والداودي واليتيم والخلفي في هذا الموضوع‪،‬‬ ‫كما يتطلب الوضع العمل على تحقيق إصالح شامل للمؤسسات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬خاصة‬ ‫التعليم الذي «تاه» المغاربة‪ ،‬حكومة وبرلمانا وأحزابا وخبراء في معالجة ملفه‪ ،‬وكذا الشأن بالنسبة لقطاع‬ ‫الصحة والتشغيل‪ ،‬والعمل‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬على تحقيق التوزيع العادل للثروة الوطنية التي ينتجها الشعب‪،‬‬ ‫وإقرار السياسات المالئمة من أجل فرض تدبير جيد ‪ ،‬وحكيم ‪ ،‬وعادل‪ ،‬للشأن العام وللموارد الوطنية‪ ،‬في إطار‬ ‫العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة وبين كافة أفراد الشعب حتى ال يبقى في البلد‬ ‫ما يتندر به اليوم من «انتقائية» ظالمة و «محسوبية» متعسفة‪ ،‬و»تزاوج» كارثي بين المال والسلطة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن أن ينتج عنه سوى الحرام والمحظور‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫مغربيان ببلجيكا‬ ‫يسعيان إلى إبراز تراث المغرب‬ ‫على المستوى العالمي‬

‫أطلق مغربيان يقيمان بالعاصمة البلجيكية بروكسيل‪ ،‬مشروعا رائدا يهدف إلى‬ ‫التعريــف وإبراز التراث المغربي للجمهور العالمي‪ ،‬عبـــر موقعين إلكترونيين تم تصميمهما‬ ‫بطريقةاحترافية‪.‬‬ ‫المشروع يتعلق بفكرة كل من كريم أبويا ورشيد حدول من مواليد بلجيكا ومن أبوين‬ ‫مغربيين‪ ،‬حيث يطمحان إلى الترويج للمغرب كعالمة تجارية من خالل تراثه العالمي‪.‬‬ ‫وبذل صاحبـــا المشروع مدة سنتين من الوقت والمال‪ ،‬في تصميــم موقعيـــن‬ ‫إلكترونيين همـــا «‪ »Pum.ma‬و»‪ »Lovemorocco.ma‬يحيـــالن إلى بعضهمــا البعض‪،‬‬ ‫وينقل المتصفحين تدريجيا إلى عمــق المغــرب‪ ،‬ويتنوع ما بين مستوى بسيط موجه للعامة‪،‬‬ ‫ومستوى آخر عميق موجه للنخبة‪.‬‬ ‫ويغوص المتصفح بين ثنايا الموقعيـن في المفاهيــم البسيطة منتقال إلى المفاهيـــم‬ ‫العميقة التي تحمل األبعاد الفلسفية للوطن‪ ،‬كلها معدة ومصممة بخمـــس لغــات هي‬ ‫العربية واإلسبانية والفرنسية واإلنجليزية والصينية‪.‬‬ ‫وقد صرح أصحاب المشروع عن أمنيتهما بتبني مؤسسات الدولة المشروع وتطويره‪،‬‬ ‫مشيرين إلى أن فكرة المشروع مستوحاة من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد‬ ‫العرش لسنة ‪ 2014‬فضال عن حبهما للوطن‪.‬‬ ‫هذا وقال يوسف حجي المسؤول بمجلس الجالية المغربية بالخارج أن العمل الذي يتم‬ ‫القيــام به بخصوص المشروع هو شيء مهم يجب أن يتم دعمه من أجل مستقبل ثقافتنا‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أنه بالموازاة مع المجهودات التي يقوم بها أصحاب المشروع على‬ ‫المستوى المؤسساتي‪ ،‬يعمل هؤالء على الترويج للمشروع من خالل جوالت ميدانية بعدد‬ ‫من المدن المغربية واألوروبية للتعريف بالمشروع على وجه الخصوص‪ ،‬وتراث المغرب عامة‬ ‫لدى المغاربة واألوروبيين‪.‬‬

‫عادل الطويل‬

‫ِ‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫ربورطاج صور ‪ :‬حمودة‬

‫هذا الكتاب قيمة علمية مضافة‪ ،‬لتعزيز الخزانة العربية األندلسية‪.‬‬ ‫أنجز الدكتور محمد بن شريفة حلقته األولى من أمثال العوام‪ ،‬وجاء عمل‬ ‫الدكتورة نزيهة المتني مكمال بأمثال الخواص‪.‬‬ ‫و هذا اإلصدار جهد علمي رفيع في تحقيق متن أندلسي‪ ،‬ظل‬ ‫المهتمون المختصون ينتظرونه منذ زمن بعيد‪ ،‬وفضال عن المجهود‬ ‫العلمي الرفيع في التحقيق الذي يستدعي اإللمام بجملة علوم لغوية في‬ ‫المقام األول ‪ ،‬وضعت الدكتورة نزيهة المتني دراسة مساعدة ومجلية‪..‬‬

‫• دة‪.‬هدى املجاطي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.