Achamal n° 961 le 02 Octobre 2018

Page 1

‫منح جائزة «ذاكرة من أجل الديمقراطية‬ ‫والسالم» لعائشة الخطابي وساباتيرو‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 961‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 22‬محـرم ‪� 02 / 1440‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫أعلن مركز الذاكرة المشتركة من أجل‬ ‫الديمقراطية والسلم‪ ،‬أن الجائزة الكبرى‬ ‫«ذاكرة مـن أجـل الديمقراطية والسلم»‬ ‫لهذه السنة ستمنـح للسيدة الفاضلـة‬ ‫عائشة الخطابي‪ ،‬كريمـة األمير محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وإلى السنيور خوسي‬ ‫لويس ساباتيرو رئيس الحكومة اال سبانية‬ ‫األسبق‪.‬‬ ‫وأعلن المركز أن منح الجائزة لهاتين‬ ‫الشخصيتين البارزتين‪ ،‬جاء تكريما واعترافا‬ ‫بدورهما في الدفاع عن القيم االنسانية‬ ‫النبيلة وفي نشر ثقافة السلم والتسامح والديمقراطية والعيش المشترك‪ ،‬والعمل على تفعيل القيم‬ ‫المشتركة بين صفتي البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫كما تعتبر الجائزة إشادة بالمواقف المعلنة للسيدة عائشة الخطابي دفاعا عن اإلرث الوطني المشترك‬ ‫والمصير الواحد‪ ،‬بجعل سقف الوطن جامعا لكل مواطنيه مع اختالفهم المشروع‪.‬‬

‫مدينة الحسيمة تحتضن المؤتمر الوطني حول الطرق‬ ‫وسكان المنطقة يحتجون على االختالالت التي يشهدها‬ ‫إنجاز الطريق السريع تازة ‪ -‬الحسيمة‬

‫العثماني انتقل بالطائرة إلى الحسيمة‬ ‫ليتفقد حالة الطرق بهذا اإلقليم‬

‫لعلها بعض من سخرية القدر أن تنظم الحكومة مؤتمرا وطنيا ‪ -‬دوليا للطرق تحت شعار «ضخم» «شبكة الطرق في مواجهة تحديات التمويل‬ ‫والحكامة» بينما يشتكي سكان هذا اإلقليم مما يعتبرونه «اختالالت» حصلت في إنجاز الطريق السريع الرابط بين تازة والحسيمة‪.‬‬ ‫ومع أن حالة «االختالالت» تسري اليوم على معظم المشاريع التنموية الكبرى بالمغرب‪ ،‬تسييرا وتجهيزا‪ ،‬فإن «المفارقة» هنا جديرة بأن‬ ‫يلتفت إليها‪ ،‬ألنها تجمع بين الشيء ونقيضه ‪ ،‬وتبرز أن المشكل في إنجاز ودعم شبكة الطرق‪ ،‬ال يكمن في التمويل‪ ،‬بل في التدبير‪ ،‬وهذا شغل‬ ‫الحكومة ووزارتها المختصة وخبرائها وحكمائها ومن يدور في فلكهم ‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫طنجة ‪ :‬حافالت النقل الجماعي‬ ‫في حالة إضراب عام‬ ‫لم يكن إضراب حافالت النقل على‬ ‫الطرق بالمغرب حدثا مفاجئا بالنسبة‬ ‫لمتتبعي الوضع مند سنوات حيث ال‬ ‫«تخمد» المواجهات مع مسؤولي القطاع‬ ‫إال لتندلع من جديد‪ ،‬بسبب الفوضي التي‬ ‫تطبع طريقة تدبير هذا النوع من النقل‬ ‫العمومي وسوء تدبير معظم محطات النقل‬ ‫على الطرق‪ ،‬من طرف الجماعات المعنية‪.‬‬ ‫وهكذا دخلت شركات النقل الرابطة‬ ‫بين مختلف مدن وجهات المغرب‪ ،‬مدعومة‬ ‫من إحدى المركزيـــات النقابيــة الكبرى‬ ‫بالمغرب‪ ،‬إضرابـــا عامــــا ألربع وعشرين‬ ‫ساعة‪ ،‬منذ اإلثنين ‪ 24‬شتنبـــر النصرم‪،‬‬ ‫للتنديد بانعدام الحوار بين المهنيين‬ ‫وكتابة الدولة المكلفة بالنقل‪ ،‬التي يشرف‬ ‫عليها «الطنجاوي» اإلسالمي بوليف بسبب‬ ‫ما أعلنوه من رفض األخير التفاعل مع الملف‬ ‫المطلبي للمهنيين وإصرار إدارة بوليــف‬ ‫على «تهميــش» المهنيين والعزوف عن‬ ‫محاورتهم بخصوص إيجاد الحلول الناجعة‬ ‫للمشاكل العالقة‪ ،‬ومنها تفعيل اتفاقية‬ ‫‪ 2009‬المتضمنة لعدد من المطالب‬ ‫المهنية خاصة المتعلقة بمجانية البطاقة‬ ‫المهنية والعودة لما تضمنته مدونة السير‬ ‫في صيغتها األولى والمطالبة بعدم سحب‬ ‫البطاقة المهنية إال في الحاالت القصوى‪.‬‬ ‫وأمام ما اعتبروه «جمودا‪ ،‬بل ‘’تعنتا»‬ ‫من طرف المسؤولين عن قطاع النقل‪،‬‬ ‫قرر المهنيون تمديد إضرابهم ‪ 48‬ساعة‬ ‫أخرى والرحيل بمركباتهم إلى الرباط‬ ‫في «مسيرة» احتجاجية لدعم مطالبهم‬ ‫والتنبيهلقضيتهم‪.....‬‬ ‫إال أن السلطات اإلدارية بطنجــة‪،‬‬ ‫منعت مسيرة الحافالت نحو العاصمة‪ ،‬في‬ ‫خطوة تصعيدية أخرى دفاعا عن مطالبهم‬ ‫وتنديدا باإلجراءات «األحادية» التي تتخذها‬ ‫كتابة الدولة المكلفة بالنقل‪ ،‬دون الرجوع‬ ‫إلى مهنيي القطاع‪ ،‬ومحاورتهم بشأن‬ ‫الحلول المقترحة‪ ،‬بهدف تنظيم قطاع النقل‬ ‫وتحسينمردوديته‪.‬‬ ‫وكـــرد فعــل غاضــب للمهنييـــن‪،‬‬ ‫قرروا تمديد اإلضراب ألربع وعشرين ساعة‬ ‫أخرى‪ ،‬قد تكون وصلت إلى يوم الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬األمر الذي ضاعف من استياء‬ ‫المسافرين والمستعملين الذين وجدوا‬ ‫أنفسهم عالقين بالمحطة‪ ،‬بل وفرائس‬ ‫سائغة لبعض أصحــاب سـيـارات األجــرة‬ ‫والسماسرة المبتزين‪ ،‬نظرا لحاجة الطلبة‬

‫‪2‬‬

‫التنمية في المغرب‬ ‫أي واقع؟‬ ‫بقلم ‪ :‬األستاذة مارية الشرقاوي‬ ‫كاتبة و رئيسة منتدى أسرة‬

‫والموظفين والعمـال والمرضـى للتنقـل‬ ‫يوميا بين طنجة وتطوان ومدن الجهـة‬ ‫األخرى وكذلك للربـاط‪ ،‬و «الكل في الرباط‪،‬‬ ‫آسيدي» كما نعلم ‪....! ‬‬ ‫حقيقة إنه يالحظ تقصير مريع في‬ ‫التعامل مع النقل على الحافـالت‪ ،‬من‬ ‫جانب الحكومة وأيضا من جانب المهنيين‬ ‫والجماعات المحلية‪ ،‬بحيث يجد المواطن‬ ‫نفسـه أمـــام منظومة متخلفة‪ ،‬وفوضى‬ ‫عارمــة‪ ،‬يذكيهــا بشكـل إرادي‪ ،‬ال شك‪،‬‬ ‫ممثلو شركات النقل‪ ،‬بتعاملهم المريب‬ ‫مع السماسرة‪ ،‬و»الوسطاء» الذين يبتزون‬ ‫المواطنين فيما يتظاهرون بخدمتهم‬ ‫وتسهيل وصولهم إلى الحافالت التي‬ ‫تهمهم‪ ،‬بينما يتحالف «السماسرية» أو‬ ‫«الكورتية» بلغة محطات النقل «الوطنية»‬ ‫على إحداث فوضى عارمة‪ ،‬بما يقومون به‬ ‫من صخب وهم يعلنون وجهات الحافــالت‬ ‫«الداخلــة»‪ ،‬أو المستعدة لالنطالق ‪.‬‬ ‫ولعل زيارة خاطفة لمحطة طنجة‬ ‫الطرقية تغنيكم عن كل بيان‪ .‬فالمحطة‪،‬‬ ‫ليال‪ ،‬تتحول إلى مأوى لمبيت «الشماكرية»‬ ‫من الجنسين‪ ،‬ومن كل األعمار‪ ،‬ومن كل‬ ‫الجهات‪ ،‬وقد يحدث شنآن بين بعضهم‪،‬‬ ‫فيتحول فناء المحطة إلى حلبة مصارعة‬ ‫حرة «فيها الضعيف يداس» على قول‬ ‫الشاعر التونسي الراحل أبي القاسم الشابي‬ ‫في قصيدته الرائعة‪ :‬إن الحياة صراع فيها‬ ‫الضعيف يداس‪.! ‬‬ ‫أما بالنهار‪ ،‬فهـــي «جوطيـة» كل‬ ‫يصيح بلسان‪ ،‬ال يوحي بأمن وال بضمان‪،‬‬ ‫ويصادف أن تحصل «مفاجآت» صادمة‬ ‫بالنسبة للمسافرين‪ ،‬بين ساعة ولوج‬ ‫المحطة‪ ،‬ولحظة ولوج الحافلة‪ ،‬التي غالبا‬ ‫ال تحمل تذاكر السفر على متنها أرقام‬ ‫المقاعد‪ ،‬فيحدث الشنآن بين المسافرين‬

‫ويستعمل الكــالم النابـي بين المتشاجرين‬ ‫الذين ال يترددون في استعمال األيدي‪،‬‬ ‫ولكم أن تتصوروا حالة المسافرين على متن‬ ‫نفس الحافلة‪ ،‬التي تتحول‪ ،‬حين تسلم من‬ ‫حاالت التطاحن حول المقاعد‪ ،‬إلى منصات‬ ‫لعرض منتوجات صينية تخص الهواتف‬ ‫المحمولة‪ ،‬ولترويج بعض المطبوعات‬ ‫الدينية‪ ،‬كدليل الخيرات وما شابه‪ ،‬وعرض‬ ‫أدوية لكل األدواء‪« ،‬والضامن سيــدي‬ ‫ربــي»‪ .....! ‬ولتقــديـــم بعض المأكوالت‬ ‫من صنف البيسكويتات‪ ،‬والسندوتشات‬ ‫والمياه «البزبوزية»‪ ،‬إضافة إلى جحافل‬ ‫المتسولين‪ ،‬ومقدمي األهازيج الشعبية‬ ‫وأشكال أخرى من «المدبرين»‪ .‬بحيث ال‬ ‫تنطلق الحافلة إال بعد أن تكون «الشقيقة»‬ ‫قد تمكنت من رؤوسكم بما تحدث من‬ ‫صداع وآالم‪. ! ‬‬ ‫ال أريـــــد إثــارة هنــا موضـــوع‬ ‫المراحيــض بمحطة طنجة الطرقية‪ ،‬فقد‬ ‫سبق أن تحدثت عنها ووصفتها بـ «المنكر»‬ ‫حيث إنها ال تليق حتى بالكالب‪ ! ‬وتساءلت‬ ‫لماذا ال يفرض ٌ‬ ‫شكل من أشكال التمدن‬ ‫على هذه المحطات التي تشكل وجها من‬ ‫أوجه المغرب المتحضر ؟ ‪......‬‬ ‫على أي‪ ،‬لنبق هنا في الحديث عن‬ ‫إضراب الحافالت‪ ،‬ونسجل أن المشكل‬ ‫يكمن في قلة أو عدم التواصل بين‬ ‫المسؤولين والمهنيين‪ ،‬وما دام بعض‬ ‫وزراء الحكومة ال يؤمنون بفرضية الحوار‬ ‫وحتميته‪ ،‬ويصرون على اتخاذ قراراتهم‬ ‫بين أربعة حيطان‪ ،‬فلنتوقع مزيدا من‬ ‫اإلضرابات التي قد يكون إضراب الحافالت‬ ‫أقلها خطورة وتأثيرا على حياة المواطنين‪.‬‬ ‫ال قدر اهلل‪...! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم األربعاء ‪ 16‬محرم ‪1440‬‬ ‫موافق ‪ 26‬شتنبر ‪2018‬‬

‫العالمة الدكتور حسن الوراكلي‬

‫شيخ الدراسات األندلسية ومؤسس شعبة اللغة العربية بآداب تطوان‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم كل من‪ :‬الدكتور عبد الحق بخات المدير التنفيذي لجريدتي‬ ‫«طنجة» و «الشمال”»‪.‬‬ ‫ الدكتور أحمد هاشم الريسوني منسق ماستر األدب العربي في المغرب العلوي‪ :‬األصول‬‫واالمتدادات‪ ،‬ووحدة الدكتوراه‪ :‬النص األدبي العربي القديم‪ ،‬وبنية البحث ملتقى الدراسات المغربية واألندلسية بآداب تطوان‪.‬‬ ‫‪ .‬الدكتور عبد الرحمان بودرع منسق ماستر اللسانيات وتحليل الخطاب‪- ‬‬ ‫ الدكتورة سعاد الناصر منسقة ماستر الكتابة النسائية في المغرب‪.‬‬‫الدكتور محمد عبد الواحد العسري رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بآداب تطوان‪- ‬‬ ‫الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية‪ ‬التابع للرابطة المحمدية‬‫للعلماء‪ .‬‬ ‫ الدكتور عبد اللطيف شهبون رئيس جمعية أعمدة‪.‬‬‫ الدكتور عبد الخالق أحمدون نائب عميد كلية الحقوق بطنجة‪.‬‬‫ الدكتورة هدى المجاطي رئيسة مكتب طنجة لرابطة كاتبات المغرب‪ .‬‬‫أصالة عن أنفسهم ونيابة‪ ‬عن كافة أعضاء تحرير الجريدتين المذكورتين‪ ،‬وأعضاء الفريق العلمي والتربوي للبنيات‪ ‬البحثية‬ ‫بآداب تطوان‪ ،‬والعلماء العاملين بالمركز المذكور وبالمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيال‪ ‬بأحر التعازي وأصدق المواساة ألرملته‬ ‫الفاضلة ربيعة العلوي وأبنائه‪ :‬الدكتورة ندى‪ ،‬الدكتورة شذى‪ ،‬الدكتورة نسيبة‪ ،‬األستاذ أيمن‪ ،‬الدكتور البراء وأصهاره‪ :‬الدكتور‬ ‫طارق الريسوني‪ ،‬السيد مخلص الطوب والسيد نبيل الخالدي واألستاذة ندى الحبيب المسامري سائلين المولى عز وجل أن يتغمده‬ ‫برحمته الواسعة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪« .‬إنا هلل وإنا إليه راجعون»‪ .‬‬

‫التنمية لغة هي نمو وارتفاع الشيء من‬ ‫مكانه إلى مكان آخر مكان أفضل و أرقى ‪،‬لذلك‬ ‫حينما نتحدث عن تنمية مجتمع ما فإننا نقصد‬ ‫االرتقاء به في جميع المجاالت دون االقتصار على‬ ‫مجال واحد‪ ،‬بل في جميع المجاالت االقتصادي‬ ‫منها و االجتماعي والسياسي والتعليمي من أجل‬ ‫تحقيق الرخاء االقتصادي والعدالة االجتماعية‬ ‫والقضاء على كل أشكال الظلم داخله‪.‬‬ ‫والمغرب خالل العقدين األخيرين انخرط‬ ‫في مجموعة أوراش تهم التنمية ورصد لذلك‬ ‫ماليير الدراهم نذكر على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫* المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورش‬ ‫ملكي أعطى انطالقته صاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس في خطابه السامي بتاريخ‬ ‫‪ 18‬مايو ‪ ،2005‬هدفه التقليص من الفوارق‬ ‫االجتماعية والجغرافية و القضاء على الفقر‬ ‫والهشاشة للقضاء على كل إقصاء اجتماعي‬ ‫واقتصادي ‪.‬‬ ‫* نظام المساعــدة الطبيــة الراميــد‬ ‫برنامج يهـــدف إلى تحسيـــن الولوج للعالج‬ ‫تفعيال لمقتضيات دستور ‪ 2011‬موجه للفئة‬ ‫االجتماعية المحدودة الدخل ‪ .‬لكن صاحبته‬ ‫مجموعة من التعثرات على مستوى التفعيل‬ ‫نذكر منها تعقيد المساطر والوثائق المطلوبة‬ ‫وتعدد المتدخلين‪،‬مما يجعل طالب بطاقة‬ ‫الراميد ينتظر شهورا للحصول عليها‪ ،‬كما أن‬ ‫الشروط الموضوعة من طرف وزارة الصحة‬ ‫والمتمثلة في مرور حامل بطاقة الراميد عبر‬ ‫نظام للمسالك الصحية جعل العديد يتخلون‬ ‫عن استعمال البطاقة نظرا لتعقيداتها‬ ‫* برنامج تيسير وهو برنامج يعمل على‬ ‫الدعم المشروط بتمدرس أطفال األسر القاطنة‬ ‫بالمناطق التي تسجل معدال مرتفعا في نسبة‬ ‫الهدر المدرسي‪.‬‬ ‫* وكالة تنمية أقاليم الشمال والشرق‬ ‫والجنوب تبقى من أهم مهامها تصحيح االختالل‬ ‫في مجال التنمية وفي معدالت النمو ‪.‬‬ ‫*الوكالة الوطنية لمحاربة األمية‪،‬مهمتها‬ ‫توفير التعليم لكل المواطنين و المواطنات‬ ‫الذين لم تسعفهم الظروف على التعليم ‪،‬وذلك‬ ‫عن طريق عقد شراكات مع فعاليات المجتمع‬ ‫المدني كالجمعيات و غيرها‪ ،‬ومع دلك نجد‬ ‫نسبة األمية في المغرب حسب تقرير أصدرته‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط بلغت ‪41.9‬‬ ‫بالمائة بالنسبة لإلناث مقابل ‪ 22.1‬بالمائة‬ ‫بالنسبة للذكور سنة ‪.2014‬‬ ‫* المجلــــس االقتصـــادي واالجتماعــي‬ ‫والبيئي والدي سيشتغل في شقه االجتماعي‬ ‫على السياسات االجتماعية المتعلقة بالعناية‬ ‫باألشخاص المسنين والمساواة بين الرجل‬ ‫والمرأة في المجال االقتصادي‪ ،‬ومهام المدرسة‬ ‫الثقافيةوتحدياتهاالتكنولوجية‪.‬‬ ‫* صندوق دعم األرامل خصص لألرملة‬ ‫‪ 1000‬درهم كتعويض شهري لكن شروط‬ ‫االستفادة منه تثير االستغراب‪ ،‬فمثال األرملة‬ ‫بدون أطفال ال تستفيد من هذا التعويض ونحن‬ ‫نعلم أن نسبة كبيرة من األرامل يبلغن من‬ ‫السن عتيا ‪.‬‬ ‫* صندوق التكافل العائلي خصص مبلغ‬ ‫‪ 350‬درهم للطفل الواحد على أن ال يتجاوز‬ ‫المبلغ اإلجمالي لألسرة الواحدة ‪ 1050‬درهم‪،.‬‬ ‫لكن على مستوى التفعيل صاحبته عدة‬ ‫إشكاليات منها ‪،‬إجراءات ومساطر االستفادة منه‪،‬‬ ‫وسقف االستفادة الذي حدد في ‪ 1050‬درهم‬ ‫فقط الشيء الذي ال يتوافق وغالء المعيشة‬ ‫ناهيك عن السكن و التدريس والتطبيب ‪،‬كما‬ ‫أنه تضمن شرطا غريبا وهو ضرورة عدم توفر‬ ‫المطلقة على ملك بمعنى إن كان لديها بيت‬ ‫يؤويها وأطفالها فهي محرومة من التعويض‪،‬‬ ‫أما من ناحية الموارد المالية للصندوق فقد‬ ‫استعصي تحصيل نسبة ‪ 76‬في المائة من‬ ‫المبالغ الواجب تحصيلها حسب تصريح أدلى به‬ ‫وزير العدل و الحريات ‪.‬‬ ‫* مبادرة مليون محفظة وما اعتراها من‬ ‫إشكاليات‬ ‫رغم كل المجهودات و التدابير السالفة‬ ‫الذكر ظل المغرب حسب تقارير األمم المتحدة‬ ‫لسنة ‪ 2016‬و ‪ 2017‬و ‪ 2018‬يحتل المرتبة‬ ‫‪ 123‬في التنمية دون تقدم يذكر ولعل الواقع‬ ‫يعكس ذلك ‪:‬‬

‫*البطالة وحسب المندوبية السامية‬ ‫للتخطيط ارتفعت ب ‪ 63‬ألف شخص مابين‬ ‫الفصل األول لسنة ‪ 2016‬ونفس الفصل من‬ ‫سنة ‪ 2017‬بالوسط الحضري بحيث بلغ العدد‬ ‫اإلجمالي على المستوى الوطني مليون و ‪296‬‬ ‫ألف شخص ‪ .‬وقد أشار جاللة الملك في خطابه‬ ‫السامي األخير الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ثورة‬ ‫الملك و الشعب أن البطالة تمس شابا من بين‬ ‫أربعة ‪.‬‬ ‫*الفقر حسب تقرير المندوبية السامية‬ ‫للتخطيط لسنة ‪ 2016‬حوالي ‪ 14,2‬في المائة‬ ‫من المغاربة هم فقراء ‪ 4,2‬منهم يعيشون‬ ‫تحت خط الفقر و تجدر االشارة هنا الى كون‬ ‫المندوبية اعتمدت في انجاز التقرير مقاربة‬ ‫تعتمد على ثالثة أبعاد لتصنيف األسر في خانة‬ ‫الفقر وهي المعيشة‪ ،‬التعليم و الصحة على اعتبار‬ ‫أن األسر الفقيرة هي التي ال تستطيع تلبية ما‬ ‫ال يقل عن ‪ 30‬في المائة من احتياجاتها من‬ ‫الثالثي السابق ذكره ‪.‬‬ ‫*التعليم حسب تقرير صدر عن منظمة‬ ‫األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‬ ‫اليونيسكو سنة ‪ 2014‬صنف المغرب ضمن ‪21‬‬ ‫أسوأ دولة في مجال التعليم إلى جانب موريتانيا‬ ‫وباكستان وعدد من الدول اإلفريقية الفقيرة ‪.‬‬ ‫وقد أشار صاحب الجاللة إلى الوضع المخجل‬ ‫لقطاع التعليم بالمغرب في خطاب ألقاه بتاريخ‬ ‫‪ 20‬غشت ‪ 2013‬حيث جاء فيه « ‪......‬أن ما يحز‬ ‫في النفس أن الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر‬ ‫سوءا‪ ،‬مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من‬ ‫عشرين سنة‪ « .......‬وكذلك في خطاب الذكرى‬ ‫الخامسة والستين لثورة الملك و الشعب أشار‬ ‫إلى كون المنظومة التعليمية ال تتواكب مع‬ ‫متطلبات الشغل ‪.‬‬ ‫إذن وكخالصة لما سلف أعاله يتضح بأن‬ ‫النموذج التنموي الذي تبناه المغرب لتحقيق‬ ‫عدالة اجتماعية عرف فشال بحيث لم تتحقق‬ ‫الغاية المنشودة منه وقد أعلن عن هذا الفشل‬ ‫أيضا جاللة الملك في الخطاب الذي ألقاه عند‬ ‫افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬ ‫التاسعة حيث قال «‪...‬النموذج التنموي للمملكة‬ ‫أصبح غير قادر على تلبية احتياجات المواطن‬ ‫المغربي‪»...‬‬ ‫أكيد أن النموذج التنموي الهدف منه‬ ‫تحقيق تنمية متوازنة ومنصفة وتضمن العيش‬ ‫الكريم لكل مواطن عن طريق توفير فرص‬ ‫الشغل و تحسين الدخل وتعميم التغطية‬ ‫الصحية وتوفير الصحة للجميع بشكل يحافظ‬ ‫على كرامة المواطن اإلنسانية لكن كيف السبيل‬ ‫إلنجاح أي نموذج تنموي بديل ؟‬ ‫حسب وجهة نظرنا المتواضعة جدا ال‬ ‫يمكننا الحديث عن نجاح أي نموذج تنموي مهما‬ ‫برعنا في وضع أسسه ونقطه العريضة ما لم نقم‬ ‫بما يلي ‪:‬‬ ‫* نبذ الحسابات السياسيوية الضيقة بين‬ ‫الفرقاء السياسيين و االشتغال بقلب رجل واحد‬ ‫وبحس وطني عالي‪.‬‬ ‫* ترشيد النفقات العمومية مع تجفيف‬ ‫منابع الريع وتعديل أو حذف القوانين التي‬ ‫تعطيه مصداقية فهي تبقى قوانين وليست‬ ‫بقرآن منزل‪.‬‬ ‫* عودة النقابات للقيام بالدور المنوط بها‬ ‫بكل تفان وجرأة‪.‬‬ ‫* برلمان قوي محنك قادر على تفعيل دوره‬ ‫سواء في التشريع أو المعارضة‪ ،‬فبدون معارضة‬ ‫قوية قادرة على التتبع و المراقبة لتصحيح‬ ‫المسار لن تتحقق انجازات في مستوى تطلعات‬ ‫المغاربة‪.‬‬ ‫* التعاون بين القطاع العمومي و الخاص‬ ‫و المجتمع المدني واشتراكهم جميعا في عملية‬ ‫التخطيط والتصميم ‪.‬‬ ‫* مجتمع مدني يشتغل بتفان‪ ،‬بحس وطني‬ ‫وليس بحس استرزاقي‪.‬‬ ‫وأخيرا يبقى ربط المسؤولية بالمحاسبة‬ ‫جوهر كل هاته المقترحات فبدون مراقبة‬ ‫ومحاسبة يفتح الباب على مصراعيه للفساد‬ ‫واستنزاف خيرات الوطن‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫مساجد تطوان‪ ،‬تقفل أبوابها يوما بعد يوم بذريعة اإلصالح‪.‬‬ ‫ومن هــذه المساجـــد‪ ،‬مسجــد السوق الفوقــي‪ ،‬ومسجد المصيمــدي‪ ،‬ومسجد‬ ‫الساقية الفوقية‪ ،‬وجامع الربطة‪ ،‬والزاويـة الحراقيــة‪ ،‬والزاوية التيجانية‪ ،‬والزاوية‬ ‫الريسونية‪ ،‬وسيدي بلعباس‪ ،‬وسيدي علي بركة‪.‬‬ ‫وجميعها مما ذكرت وما لم أذكر‪ ،‬تنتظر دورها‪.‬‬ ‫وبعضها أقفلت أبوابه منذ سنوات وسنوات‪.‬‬ ‫والتساؤل المطروح‪ ،‬لم يتعجل المسؤولون قرار اإلغالق‪ ،‬ولما تتوفر نية اإلصالح؟‪.‬‬ ‫لم هذه العجلة‪ ،‬والحالة هذه أننا ال نتوفر على ميزانية محددة قارة ؟ ‪.‬‬ ‫المالحظ في إدارتنا‪ ،‬أنها تتعامل بمكيالين‪ :‬مكيال اإليقاف‪ ،‬وهو يتم دائما بسرعة‪،‬‬ ‫ومكيال اإلنجاز‪ ،‬وهو يسير سير السلحفاة‪ ،‬أو ال يسير بالمرة‪.‬‬ ‫وسأستدل بمؤسسات كبيرة‪ ،‬كمؤسسة اتصاالت المغرب‪ ،‬فإذا التمست منها أن‬ ‫تحول هاتفك الثابت إلى عنوان ما‪ ،‬فإنها تسارع في التو واللحظة‪ ،‬إلى نزع الحرارة منه‪،‬‬ ‫أما إذا جاء وقت ربطة بالشبكة‪ ،‬فقد تطول مدة اإلنجاز‪.‬‬ ‫نفس الشيء يقع لك‪ ،‬إذا كان هناك اقتطاع يهم وزارة المالية‪ ،‬فهذا األمر يتم في‬ ‫رمشة عين‪ ،‬أما إذا كنت تنتظر تسوية أو مكافأة‪ ،‬أو استعادة مبلغ لك الحق فيه‪ ،‬فانتظر‬ ‫السنة والسنتين‪ ،‬وقد ال تسوى وضعيتك المالية‪ ،‬إال إذا شددت الرحال للمركز‪.‬‬ ‫إنها إدارتنا البئيسة‪ ،‬تسير بسرعتين متناقضتين تمام التناقض‪.‬‬ ‫وإغالق المساجد بربوع مملكتنا الشريفة يخضع لهذا المنطق‪.‬‬ ‫والغريب أنني شاهدت زاوية سيدي على بركة تغلق لفترة قصيرة‪ ،‬ثم يشرع في‬ ‫إصالحها‪ ،‬فتساءلت إن كان هناك محسنون اتخذوا هذه المبادرة‪ ،‬وسارعوا إلى مد يد‬ ‫العون والمساعدة‪ ،‬لفتحها في وجه المصلين‪.‬‬ ‫ألتمس من وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬أن تعيد النظر في إصدار قرارات‬ ‫إغالق المساجد‪ ،‬مادامت ال تتوفر على السيولة الكافية لإلصالح‪.‬‬ ‫فتطوان وحدها‪ ،‬أغلق بها كما قال لي صديق ‪ 15‬مسجداً‪.‬‬

‫قضية «حياة»‬ ‫الوطن أوال‪ ...‬وأخيرا‬ ‫‪-‬‬

‫قد ال ينسى أحد منا الدروس واألناشيد التي حفظها في‬ ‫طفولته عن الوطن‪ ،‬وعن الوطنيين‪ ،‬وكلما كبرنا إال وازداد وعينا‬ ‫بالوطن رموزا وترابا ولغة وأفقا‪ ،‬وازدادت حيرتنا من تعدد المفاهيم‬ ‫والتصورات واختالفها الذي يتحول في بعض األحيان إلى صراعات‬ ‫قد تستعر أحيانا‪ ،‬ثم تخبو أحيانا أخرى في ظل توافقات تاريخية‪.‬‬ ‫اإلبعاد عن الوطن كان يعتبر والزال انتهاكا قاسيا لحق من‬ ‫حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬لذلك فالعيش في المنفى اليكون إال‬ ‫على وجه االضطرار واالستثناء‪ ،‬فيظل حق‪/‬حنين العودة إلى الوطن‬ ‫وكأنه حق‪/‬حنين الطفل للعودة إلى حضن أمه الطبيعي‪.‬‬ ‫قد ال يبدو طبيعيا اآلن الدعوات التي تمجد الهجرة الجماعية‬ ‫(أو بتعبير آخر المنفى الجماعي) من الوطن و هو ال يعاني حربا او‬ ‫قحطا أو مجاعة أو طاعونا أو طاغوتا‪ ،...‬لكن يمكننا أن نفهم رغبة‬ ‫بعض األشخاص وميلهم إلى الهجرة لسبب أو آخر‪ ،‬وهذا ما عرفته‬ ‫عبر التاريخ شعوب كوكب األرض بنسب مختلفة‪.‬‬ ‫ويلح في هذا السياق سؤال «لماذا كل هذا الجفاء للوطن» على‬ ‫كل عاقل‪ ،‬وقد يقلب البعض السؤال‪ ،‬ومن حقهم‪ ،‬ليصبح «لماذا كل‬ ‫هذا الجفاء من الوطن»‪ ،‬فتتطاير األجوبة شذرا مذرا‪ ،‬لكن المتفق‬ ‫عليه هو أن شيئا في هذا الوطن يقلق الروح الوطنية والشعور‬ ‫بالمواطنة‪ ،‬وشيئا في هذا الوطن يفقد الصبر و قد يعمي البصيرة‪.‬‬ ‫لقد فاض الكأس بغتة بعد سنوات من االستقرار والسكينة‪،‬‬ ‫بعد سنوات من رجع الصدى الكئيب حول الهجرة وعنفها وفراغها‬ ‫وعذابها؛ وبزوغ هجرة معاكسة‪ ،‬فاض الكأس بعد أن ظهر «الفانتوم»‬ ‫اللعين موقظا فتنة ‪-‬لعن اهلل من أيقظها‪ -‬ب»اإللدورادو» كانت قد‬ ‫تراجعت إلى الحضيض في النفوس والعقول‪.‬‬ ‫في الشهور األخيرة شاعت الصور التي تبث حول حوادث الهجرة‬ ‫السرية في عمق وأطرافه‪ ،‬وحول أشالء ضحايا يلفظهم من حين‬ ‫آلخر البحر الذي يفصلنا عن العالم اآلخر الذي يدغدغ أحالم أو أوهام‬ ‫شرائح من الشباب و حتى غيرهم من الشرائح األخرى‪ ،‬وتعممت‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫أخبار عن مآسي شباب وشابات وعائالت من هنا وهناك‪ ،‬كان آخرها‪،‬‬ ‫بعد أن أخذ الهيجان المجنون يخرج عن السيطرة‪ ،‬مأساة الفقيدة‬ ‫الشابة «حياة» التي ربما كانت ضحية لتأجج األعصاب وبالتالي عدم‬ ‫التحكم في الزناد‪ ،‬والتي كان استشهادها إيذانا بأن األمور تنحو‬ ‫منحى الخطر‪.‬‬ ‫ال زالت تداعيات المأساة ترخي بكلكلها على الوطن‪ ،‬لذلك لم‬ ‫تبق قضية «حياة» معزولة بل أصبحت عنوان غضب جيل ناقم له‬ ‫تقدير آخر أو فهم مختلف لمعنى الوطن‪ ،‬بحكم العولمة والرقمنة‬ ‫والعالم االفتراضي‪ ،‬و قضية حقوقية بالنسبة لفاعلين سياسيين‬ ‫ومدنيين على اعتبار أن استعمال الرصاص الحي الذي أودى بحياة‬ ‫«حياة» التي لم تكن تشكل أي تهديد وهي تركب أمواج البحر‪ ،‬كان‬ ‫خطأ جسيما إن لم يكن جرم مصادرة الحق في الحياة لشخص كان‬ ‫يتحتم تقديم المساعدة له‪.‬‬ ‫ال نعرف التطورات التي قد تأخذها قضية «حياة»‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ارتداداتها السلبية األولية تجسدت في األحداث المؤسفة بتطوان‪،‬‬ ‫ألننا خبرنا أن االنفعاالت الظرفية والهبات المصاحبة لها ال تسمح‬ ‫بتجاوز األنانيات والدوغمائيات لطرح األمور على محك العقل ‪ ،‬ومن‬ ‫ثم فتح نقاش وطني‪ ،‬مواطن حولها لبلورة مخارج حقيقية متوافق‬ ‫عليها من طرف قوى المجتمع الحية‪ ،‬حتى ال تتكرر مآسي الماضي‬ ‫ونتقدم خطوات نحو مصيرنا الجماعي‪.‬‬ ‫إن الوطن ليس في حاجة إلى من يرميه نهارا وليال بالحجر‪،‬‬ ‫وليس في حاجة إلى من يضع غشاوة على عينيه ناكرا أو مستصغرا‬ ‫للمطالب المشروعة والمعقولة لبعض شرائح المجتمع‪ ،‬وخاصة‬ ‫الشباب‪ ،‬بل هو في حاجة إلى من يصدقه ويصادقه‪ ،‬فالمثل العليا‬ ‫لدى جميع الشعوب األصيلة‪ ،‬الحية والمتحضرة يحتل فيها الوطن‬ ‫والمصير المشترك لألمة أعلى الدرجات؛ لذلك علينا بالوطن أوال‪...‬‬ ‫وأخيرا‪.‬‬

‫رحم اهلل‬ ‫سيدي حسن‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في مساء حزين أخبرتني السيدة الفاضلة العزيزة‬ ‫الشمشام بوفاة األستاذ والصديق العزيز سيدي حسن‬ ‫الوراكلي فنقلــت الخبر بدوري إلى بعض تالمذتـــه‬ ‫ومحبيه‪..‬‬ ‫بعد هذا الحدث الجلل‪..‬‬ ‫• عادت بي ذاكرتي لسنوات خلت من عمري الفاني‬ ‫في فضاءات‪:‬‬ ‫الفدان‪..‬‬ ‫زنقة القائد أحمد‪..‬‬ ‫درب عزيمان‪..‬‬ ‫زنقة الزاوية‪..‬‬ ‫ثانوية القاضي عياض‪..‬‬ ‫المكتبة العامة‪..‬‬ ‫آداب فاس‪..‬‬ ‫آداب تطوان‪..‬‬ ‫• في لقاء ثقافي بدار الصنائع بتطوان حكى لي‬ ‫أستاذي وصديقي العزيز رضوان احدادو ـ حفظه اهلل ـ‬ ‫تفاصيل واقعة زيارة مثيرة قام بها المرحومان محمد‬ ‫المنتصر الريسوني وحسن الوراكلي ورضوان احدادو‬ ‫حفظه اهلل لألمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في‬ ‫مقر اقامته بالقاهرة‬ ‫• بعد عودة هذا الثالوث التطواني من القاهرة ظل‬ ‫حامال لمشعل فكري وأدبي وثقافي وتعليمي مميز‪..‬‬ ‫لكن كل واحد فيه كان ‪:‬‬ ‫يحفر في صمت مجرى نهره الخاص‪..‬‬ ‫ينظم مفعوله القيمي البهي في دالئل خيراته‪..‬‬ ‫• ما زلت أتذكر صورة المرحوم سيدي حسن أستاذا‬ ‫بثانوية خديجة أم المؤمنين‪ ..‬وعلى يده تلقت شقيقتاي‬ ‫فطومة وأسيـة وزوجتي لطيفة دروس اللغة العربية‬ ‫وآدابها‪..‬‬ ‫في مطلع العقد السبعيني اقتـــرح علي أستاذي‬ ‫المرحوم سيدي عبد الســـالم الهـــراس أن أنسق مع‬ ‫المرحوم سيدي حسن إلنجاز ترجمتي لفصل من كتاب‬ ‫المستعرب اإلسباني اميليو غرثيا غومث «خمسة شعراء‬ ‫مسلمين» وتم ذلك بمساعدة المرحوم المهدي الدليرو‬ ‫الذي مكنني من نسخة للكتاب المذكور كانت ضمن‬ ‫محتويات الخزانة العامة بتطوان ‪ ،‬وهو وقتئذ مديرها‪.‬‬ ‫• في بدايــة السنة الجامعيـــة ‪ 1983‬ـ ‪ 1984‬وافق‬ ‫أستاذي العميـــد سيدي محمـــد الكتاني على التحاقي‬ ‫أستاذا بآداب تطوان بتزكية من سيــدي عبد السالم‬ ‫الهراس وسيدي محمـــد السرغيني وسيــدي حســـن‬ ‫الوراكلي‪ ..‬لكني تراجعت عن االلتحاق لسبب خاص‪..‬‬ ‫فأبدى الجميع استغرابه لقراري ‪..‬‬ ‫• ظل سيـــدي حسن رحمه على اتصال دائم بــي‪..‬‬ ‫وأشركني في كل المشاريع العلمية لملتقى الدراسات‬ ‫المغربية واألندلسية ؛ وهذا الملتقى هوأول بنية بحثية‬ ‫استحدثت بآداب تطوان ‪..‬‬ ‫• كانت عالقتي بالمرحوم مطبوعة باالحترام والتقدير‬ ‫والمحبة‪ ..‬وظل رحمه اهلل حريصا على استدعائي لحلقات‬ ‫«دارة زمزم» الجمعية المباركة‪..‬‬ ‫• وأما إهداءاته لكتبه الي فلسان أمين حال نفسه‬ ‫معي‪.‬‬ ‫رحم اهلل أخانا وأستاذنا العزيز سيدي حسن وألهم‬ ‫ذويه ومحبيه صبرا جميال وانا هلل وانا اليه راجعون‪.‬‬ ‫ال تفوتني المناسبة أن أوجه إلخواني أساتذة آداب‬ ‫تطوان (شعبة الللغة العربية وآدابها تحديدا) نداء بتنظيم‬ ‫لقاء تأبيني يليق بمقام الرجل علمياً وأخالقياً‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 02‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫تعليمات‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫�شهيد ُة الهجرة‬ ‫فليكتب القد ُر ما ي�شاء‪! ‬‬ ‫“لقد جفَّ بحر التمني‪ ،‬فليكتب القدر ما يشاء”‪.‬‬ ‫لعلها آخر ما دونت شهيدة الكرامة‪ ،‬قبل أن تحصدها قذيفة‬ ‫من سالح وطني ‪ ،‬أطلقتها البحرية الملكية صوب قارب «فانتوم»‬ ‫اسباني كان يقل مغاربة فضلوا «المغامرة بحياتهم» على حياة‬ ‫البطالة و الفقر والتهميش والحكرة‪ ،‬التي يعيشونها في بلدهم‪،‬‬ ‫رغم الخطابات الرسمية «المتفائلة»‪ ،‬والوعود الرنانة التي تصدر‬ ‫عن جهات تتغنى صباح مساء ب «النموذح المغربي» الذي يعتمد‬ ‫على االستقرار السياسي كمدخل لالستقرار االجتماعي واالقتصادي‬ ‫وللتنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫كلمات الراحلة حياة تنم عن يأسها من الغد اآلمن ببالدها‪،‬‬ ‫وفقدانها لألمل في تحسين وضعيتها االجتماعية‪ ،‬عبر الدرس‬ ‫والتحصيل‪ ،‬والفوز‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬بعمل مشرف ‪ ،‬ينقذها وأسرتها‬ ‫من الفقر المدقع الذي هو كل قدرها في بلد يعتصر ميسوروه‬ ‫والنافذون فيه كل موارده‪ ،‬ويتحايلون على معظم قوانينه‬ ‫ليضمنوا الهيمنة الدائمة على مصادر الثروة فيه‪ ،‬لتخلص إلى‬ ‫أنه ال مالذ من مواجهة المجهول‪ ،‬ومعانقة القدر‪ ،‬بخيره وشره‪،‬‬ ‫والقبول بـ «قضائه» بعد أن ملك اليأس عليها قلبها وكيانها وكل‬ ‫أحاسيسها اإلنسانية‪ ،‬لترتمي في أحضان «الغيب» الذي سريعا‬ ‫ما «غيبها» عن دنيا «األشرار» لتلقى ربها بشعور المجتهد الذي‬ ‫له أجر اجتهاده من أجل تغيير وضعيته التي تحالف الظلم والفقر‬ ‫والتعسف المادي والمعنوي على جعلها وضعية «كارثية» أو ًال‪.‬‬ ‫«بأي ذنب قتلت؟» تساءل العديدون من نشطاء مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهم ينددون بمقتل الشابة الطالبة التطوانية التي‬ ‫أصابتها نيران البحرية الملكية وهي تحاول الهجرة السرية‬ ‫والمغامرة بحياتها من أجل تحقيق حلمها في العيش الكريم‪،‬‬ ‫خارج بلدها الذي لم يوفها نصيبها من خيراته ولم يفتح أمامها‬ ‫وأمام اآلالف من الشباب المغربي سبل الترقي االجتماعي الذي‬ ‫يطمحون إليه‪.‬‬ ‫حياة‪ ،‬كانت تنشد الحياة‪ ،‬فاصطادها الموت على يد البحرية‬ ‫الملكية‪ ،‬في عملية قيل فيها وعنها الكثير‪ ،‬بين معتبر أن البحرية‬ ‫الملكية استعملت حقها في مطاردة قارب داخل المياه الوطنية‪،‬‬ ‫وبين مستنكر‪ ،‬لعلم العسكـر الملكـي بأن القـارب «النفاث»‬ ‫اإلسباني كان ينقل شبانا مغاربة إلى الضفة المقابلة‪ ،‬في عملية‬ ‫هجرة سرية‪ ،‬لم تعد كذلك‪ ،‬بعد تكرارها واإلعـالن عنها على‬ ‫المواقع‪ ،‬واإلقبال الكبيـر عليهـا من طرف الشبــاب من مختلف‬ ‫جهات المغرب‪ ،‬وبوجوه مكشوفة‪ ،‬بل وبترديد شعارات تندد‬ ‫بالوضع االقتصادي واالجتماعي بالمغرب القائم على مجموعة من‬ ‫«اإلختالالت» التي سبق وأن أدينت على أعلى مستوى في هرم‬ ‫النظام المغربي‪.‬‬ ‫جهات ‘سياسية وإعالمية‪ ،‬وطنية وأجنبية استغربت إلطالق‬ ‫النار على قارب يعلم الجميع أنه يسخر للهجرة السرية المغربية‪،‬‬ ‫يحتمل أن يكون على متنه «مهاجرون مغاربة» وهو ما صار‬ ‫فعال بعد أن أصابت «النيران المواطنة» الطالبة حياة (‪ 22‬سنة)‬ ‫وثالثة شبان مغاربة واحد منهم في حالة صعبة‪ ،‬بينما لم يصب‬ ‫قائد الزورق بأذى ليتم اعتقاله‪ ،‬ولربما كان هذا هو السبب في‬ ‫«ادخاره»‪.....‬‬ ‫موت حياة‪ ،‬موت للحياة بالنسبة آلمال جيل كامل في الهروب‬ ‫من الفقر والبؤس بعد أن فقد األمل في «فرج» يأتي أو ال يأتي‪.....‬‬ ‫وفي جو من الحزن االكبير‪ ،‬ودعت مدينة تطوان‪ ،‬عصر‪ ‬األربعاء‬ ‫الماضي ‪ ،‬الطالبة حياة بلقاسم وسط حالة من الصدمة من هول‬ ‫المصيبة‪ ،‬حيث شيع جثمان الراحلة في جنازة مهيبة‪ ‬حضرها عائلة‬ ‫وأقرباء وجيران الشهيدة‪ ،‬كما أصر على مرافقة جثمان الشهيدة‬ ‫الراحلة‪ ،‬إلى مثواهــا األخير‪ ،‬العديد من الفاعلين بالمنظمات‬ ‫األهلية ومن عامة المواطنيـن‪ ،‬الذين أصروا بدورهــم على‬ ‫المشاركة في هذا المأتم الكبير دون االلتفات إلى الطوق األمني‬ ‫الذي أحيط بالجنازة ‪ ،‬تحسبا‪....‬‬ ‫وعلم أن والدة الشهيدة أصيبت بانهيار تام وبنوبة قلبية‬ ‫حادة أدخلتها في غيبوبة استلزمت نقلها إلى المستشفى اإلقليمي‬ ‫بتطوان‪ ،‬حيث الحظت بعض وسائل اإلعالم الحاضرة‪ ،‬أن والدة‬ ‫الشهيدة عوملت بالمباالة من طرف بعض أطباء المستشفى‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يستوجب فتح تحقيق في الموضوع‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مع كل عملية تحضير مشروع‪ ‬الميزانية للسنة‪ ‬الموالية‪،‬‬ ‫تتجدد تعليمات الحكومة للوزراء‪ ،‬والمؤسسات العمومية‬ ‫واإلدارة‪ ‬والجماعات‪ ،‬بضرورة التقشف في صرف االعتمادات‬ ‫العمومية المخصصة لها عبر ترشيد النفقات‪ ‬واالمتناع عن‬ ‫اقتناء سيارات جديدة‪ ‬إال في الحاالت القصوى‪ ،‬والتقليص من‬ ‫نفقات المؤتمرات و الدراسات و «المأموريات في الخارج»‪ ‬ــ‬ ‫التي يتهافت عليها الموظفون والمنتخبون على حد سواء‪،‬‬ ‫جمعا للفائدة والمتعة ــ والتعويضات المختلفة‪ ،‬واالمتناع عن‬ ‫برمجة بنايات جديدة‪ ‬مع تشجيع االستغالل المشترك للبنايات‬ ‫الموجودة ‪ ،‬وإصالح تدبير الموارد البشرية‪ ‬نع االعتماد‬ ‫على «الكفاءة» وحسن األداء‪ ،‬في التوظيف والترقية وصرف‬ ‫المكافآت ‪......‬‬ ‫مذكرة بنشعبون‪ ،‬الوافد توا من البنك الشعبي لوزارة‬ ‫المالية‪ ،‬ال تختلف‪ ،‬في ناهيتها‪ ،‬عن مذكرات الوزراء السابقين‪،‬‬ ‫بالرغم من «لهجة التشديد» التي طبعتها والتي توحي لنا‬ ‫أن الوزير على علم بـ «التسيـــب» الحاصل في المؤسسات‬ ‫والمقاوالت العمومية‪ ،‬التي تعيش نوعا من «الرفاهية» من‬ ‫أجور مرتفعة وتعويضات خيالية‪ ،‬بالرغم من الوضع االقتصادي‬ ‫الصعب الذي تمر منه البالد وتشهد به تقارير األجهزة‬ ‫المختصة‪ ‬واألوضاع االجتماعية الهشة‪ ‬التي تعتبر االحتجاجات‬ ‫الشعبية المتواصلة في كل جهات البالد‪ ،‬وتنامي الرغبة في‬ ‫ركوب مغامرة الهجرة السرية‪ ،‬بالنسبة للشباب والكهول من‬ ‫الجنسين على حد سواء‪ ،‬وحاالت االحتقان التي تعيشها فئات‬ ‫واسعة من الشعب ‪ ،‬في الحواضر كما في البوادي‪.‬‬ ‫إال أن المالحظ أن هذه التعليمــات ال تشكـــل سوى‬ ‫«الزمة»‪ ‬لعمل وزارات المالية وشكلية من شكليات تعاملها‬ ‫مع الحكومة واإلدارة والجهات والمؤسسات العمومية‪ ،‬التي‪،‬‬ ‫غالبا‪ ،‬ما ال تتقيد بـ «التعليمــات» ذات الطابع «الموسمي»‪،‬‬ ‫لوزارة المالية‪.... ! ‬‬ ‫وال أدل على ذلك من مضامين تقارير المجلس األعلى‬ ‫للحسابات التي تظهر‪ ،‬بجـالء‪ ،‬التسيــب الحاصل في تدبيــر‬ ‫المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬بسبــب ضعف المراقبة‬ ‫والمحاسبة‪ ‬بحيـــث إن األجـــور بالنسبــة للمديرين وكبار‬ ‫المسؤولين توازي في معدلهــا ما يفـــوق ‪ 50‬مرة الحد‪ ‬األدنى‬ ‫لألجور بالمغرب‪ ،‬إضافة‪ ‬إلى التعويضات واالمتيــازات األخرى‬ ‫التي يستفيدون منها سنويا ‪.....‬‬ ‫أما الوزارات واإلدارة العمومية والجماعات‪ ...‬فحدث وال‬ ‫حرج‪ ....! ‬ولعل ما تطلع به الصحافة الوطنية من أخبار يومية‬ ‫في ما يحصل في هذه اإلدارات من فساد وتسيب‪ ،‬ما يغني‬ ‫عن كل بيان‪.‬‬ ‫أو لم ترفع حكومة اإلسالميين واألنصار الخمسة ‪ ،‬من‬ ‫اشتراكيين وشيوعيين و وجهاء قبيلة «بني ويوي» المناضلين‪،‬‬ ‫شعار محاربة الفساد ليصلوا إلى المراكز والمناصب والمغانم‪،‬‬ ‫حتى إذا استقر بهم األمر انقلبوا على بعضهم في محاوالت‬ ‫مكشوفة إللهائنــا عما نعيشــه من وضـع متأزم واحتقان‬ ‫اجتماعي‪ ‬مؤلم‪.....! ‬‬ ‫وكل عام والمغرب بألف خير‪.....!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ملف الـ ‪ 17‬مليار يدخل مرحلة التحقيق‬ ‫القضائي‬ ‫‪ ‬البد أنكم قد سمعتم بقضة الــ ‪ 17‬مليار سنتيم المشتبه‬ ‫في أنها كانت «أرباحا صافية»’ حققتها شركات المحروقات‬ ‫بعد‪« ‬تحريرها» من الدعم العمومي ‪ ،‬نهاية العام ‪، 2015‬‬ ‫بحيث تضاعفت أرباح هذا القطاع‪ ،‬خارج إطار اتفاق سنة ‪2014‬‬ ‫بين الحكومة وشركات المحروقات حول هامش الربح بالنسبة‬ ‫للبنزين والغازوال‪.‬‬ ‫تذكرون أن هذا الموضوع أثار جدال واسعا سواء على‬ ‫مستوى وسائل اإلعالم أو داخل قبة البرلمان‪ ،‬بحيث تشكلت‬ ‫لجنة لتقصي الحقائق‪ ‬تكون قد طلعت بما يثبت وجود‬ ‫«مضاربة» خارج القانون‪ ،‬بخصوص األرباح «االستثنائية» التي‬ ‫حققتها شركات المحروقات خالل الزمن الفاصل بين «التحرير»‬ ‫وبين «التشهير» الذي وصل صيته إلى القضاءـ ليصدر الوكيل‬ ‫العام للملك تعليماته لفرقة الشرطة القضائية بالرباط‪ ،‬قصد‬ ‫فتح تحقيق‪ ‬في الموضوع‪.‬‬ ‫الملف يوجد اآلن بيد القضاء وال يبقى لنا‪ ‬اآلن إال‪ ‬أن‬ ‫نأمل في أن يتم‪ ‬الكشف عن الحقيقة كاملة ‪ ،‬وأن تتاح الفرصة‬ ‫لكل من له صلة بالموضوع أو مسؤولية سياسية أو أخالقية‬ ‫بالملف‪ ،‬حتى تطمئن قلوبنا‪ ،‬رغم ثقتنا الكاملة في نزاهة‬ ‫القضاء المغربي‪ .‬والسالم‪.‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫وشهد شاهد من «أهلهم»‪! ‬‬ ‫نصف شباب المغرب في حالة عطالة‬ ‫ثم تحتــارون في فهــم ظاهــرة إقبال شباب المغرب‬ ‫على الهجرة التي تبقى حلمهــم الكبير في تحقيق ذواتهم‬ ‫والحصول على فرص العيش الكريم‪....‬‬ ‫قد يحدث ذلك‪ ،‬وقد اليحدث‪ ،‬مع ما يتهددهم من أخطار‪،‬‬ ‫أقلها إيالما‪ ،‬مواجهة الموت في أعالي البحار‪ ،‬ولكن‪ ،‬يبدو‬ ‫الشباب اقتنع‪ ،‬في األخير‪ ،‬أنه لم يعد لديه ما «يخسر» وأن‬ ‫«الموت أهون عليه من حياة الفقر واإلهمال والضياع‪....‬‬ ‫فهل سمع العثماني ومن وااله‪ ،‬صيحات جماعة من شباب‬ ‫«الحريك» بالمضيق‪ ،‬وهم يطالبون بــ «رفع الحصار» عن‬ ‫قوارب «الفانطوم» اإلسبانية‪ ،‬حتى يتمكنوا من الهروب إلى‬ ‫الضفة الشمالية‪ ،‬بحثا عن خبز نظيف وعيش كريم‪ ،‬بعد أن‬ ‫فقدوا األمل في بالدهم ؟‪ ‬والثقة في تصريحات وزراء حكومة‬ ‫بالدهم !‪....‬‬ ‫التقرير األخير للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬ ‫قدم صورة سوداء عن واقع الشباب بالمغرب ‪ ،‬الذي يعيش‬ ‫نصفه‪ ،‬تقريبا‪ ،‬داخل المدارات الحضرية‪ ،‬اأزمة بطالة حادة ‪،‬‬ ‫خانقة‪ ،‬بسبب ضعف مردودية البرامج الحكومية ‪ ،‬أو انعدامها‬ ‫بالمرة‪ ،‬في التخفيف من حدة الفوارق االجتماعية‪ ،‬بالرغم من‬ ‫مبادرات «المبادرة» ومخطط التسريع الصناعي‪ ،‬وغيرها من‬ ‫المشاريع التي أبانت عن قلة مفعولها في استيعاب بطالة‬ ‫الشباب‪ ،‬و توظيف عقولهم وسواعدهم في ما يخططون له‬ ‫من مشاريع «التنمية المستدامة»‪....‬‬ ‫لقد كان المغرب‪ ،‬إلى عهد قريب بلد العبور بالنسبة‬ ‫للراغبين األفارقــة واألجانــب‪ ،‬في الوصــول إلى «الفردوس‬ ‫األوروبي» الموعود‪ ،‬ليصبح اليــوم بلـــد «تصدير» المغاربة‬ ‫الفارين من الفقر والمعاناة والحكرة‪ ،‬حتى صارت أعدادهم‬ ‫باآلالف‪ ،‬ولتصلنا أخبار «الحراكة» المغاربة وليست كلها أخبار‬ ‫مشرفة‪ ،‬سارة‪ ،‬من مختلف البلدان األوروبية‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫الهجرة المغربية تشكل ظاهرة مجتمعية في تلك البلدان‪.‬‬ ‫تقرير المجلس تحدث بلسان الواقع عن االختالالت التي‬ ‫تعيق التنمية‪ ،‬بسبب الفساد المستشري في البالد‪ ،‬الذي‬ ‫يكبد الدولة كل عام خسارة تناهز الخمسين مليار درهم‪،‬‬ ‫واالمتيازات التي ترهق المال العام وتزيد من توسيع الهوة‬ ‫بين المواطنين والحكومة والمؤسسات‪ ،‬وتنفر الناس من‬ ‫العمل السياسي‪ ،‬خاصة الشباب‪ ،‬كما أوصى بإعادة النظر في‬ ‫«اإلعفاءات الضريبية التي تضيع على خزينة الدولة فوق ‪33‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬سنويا ‪.‬‬ ‫المجلس تقدم أيضا بتوصيات في مجاالت مهمة كإصالح‬ ‫التعليم العمومي وإعادة النظر في التوزيع العادل للثروة‬ ‫الوطنية ‪ ,‬وتعزيز الحماية االجتماعية وتعميمها‪ ،‬إلى آخره‪....‬‬ ‫على كل‪ ،‬فإني أدعوكم النتظار تقرير المجلس االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬للعام القادم‪ ،‬فقد تعثرون فيه على‬ ‫مالحظات وتوصيات قد تذكركم بما اطلعتم عليه في تقرير‬ ‫هذه السنة‪ ،‬واهلل أعلم‪.....! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫يافقراء المغرب‪ ،‬أبشروا ‪ :‬الدعم‬ ‫المباشر العام القادم‬ ‫يبدو أن الحكومة انتهت من وضع السجل الموحد لفقراء‬ ‫المغرب بهدف حصول الفقراء على الدعم العمومي بعد أن‬ ‫يكون العثماني قد رفع الدعم عن البوطا وأمور أخرى‪......‬‬ ‫وضع هذا السجل لم يكن باألمر الهين‪ ،‬حيث إنه تجاوز‬ ‫«الخبراء الوطنيين» ليستنجد المسؤولون بخبراء أجانب‪ ،‬خاصة‬ ‫من بالد الهند حيث الفقر بالعرام‪ ،‬ومع ذلك فالبلد في مصاف‬ ‫الدول الكبرى في ما يخص الصناعات الثقيلة والمعلوميات‬ ‫والفضاء والبحث العلمـــي‪ ....‬الهنود وضعــوا خارطة للفقر‬ ‫والفقراء في بلدهم‪ ،‬وبالرغم من أن فقراءنا يختلفون عن فقراء‬ ‫الهند‪ ،‬بمعنى أن التجربة قد يصعب تعميمها‪ ،‬وأن الحلول قد‬ ‫تختلف مادتها بين فقراء المغرب وفقراء الهند الذي يجاور عدد‬ ‫سكانه المليار ونصف المليار‪ ،‬والذي يعتبر بلد العباقرة رغم‬ ‫الفقر‪ ،‬والتناقضات المجتمعية‪ ،‬ألن الهند أمن بالعلم الذي‬ ‫اعتبره الراحل جواهر الل نهرو‪ ،‬الطريق الوحيد لتحقيق التقدم‪،‬‬ ‫فإن المغاربة «العفاريت» نجحوا في «رقمنة» الئحة الفقراء‬ ‫ونوعية فقرهم وما يحتاجونه من الحاجات األساسية ‪...‬بكل‬ ‫دقة وأمانة‪ ،‬ليخرج الحبيب العثماني بتصريح هام مفاده أن‬ ‫عمليــة الدعم المباشر ستبدأ مع بداية العام القادم‪ ....‬وسيتم‬ ‫تجريبها في جهة واحدة قبل تعميمها‪ ،‬ويعلم اهلل إن كانت‬ ‫تلك الجهة «بيجيدية» أو «اشتراكية» أو حركية‪ ،‬ولكن األكيد‪،‬‬ ‫حسب مبلغ علمنا أنها لن تكون «بامية»‪ ،‬وهو ما يفوت علينــا‬ ‫نحن أصحــاب الجهــة رقــم ‪ ،1‬من أن «تحظــى» جهتنــا بـ‬ ‫«شرف» الخضوع للتجربة ‪ ،‬في مراحلها األولى‪.‬‬ ‫ما عليهش‪ .‬المهم أن تقوم العملية على أساس الصدق‬ ‫والجد والعدل‪ ،‬وأن ال تستغل في «الكولسة» االنتخابية ‪...‬وهو‬ ‫ما يخشاه المغاربة اليائسين من مصداقية األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫ما ائتلف منها مع العثماني وإسالمييه‪ ،‬أو من فضل المعارضة‪،‬‬ ‫بكل موضوعية و «استقاللية»‪ ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪961‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫«شاطئ منير» بسيدي المغايث بأصيلة‪...‬‬ ‫احتكار بو�ضع اليد‪ ،‬خمر و ليايل ماجنة وبلطجية حلماية املكان‬ ‫من يأخذ سفيان؟ من ينصف روح سفيان؟؟؟ من يبرّد خاطر أبويه‬ ‫و ذويه؟ و من يعاقب قاتليه؟‬

‫هو شاب إطار في مقتبل العمر‪ ،‬خلوق‪ ،‬متزن وخدوم‪ ،‬حسب ما أقره أصدقاؤه وحسب ما‬

‫صرحت به عائلته‪ ،‬بشهادة الجميع‪ ،‬كان ذنبه الوحيد أنه أراد اإلستمتاع بوقته في‬ ‫فصل الصيف‪ ،‬واصطحاب خطيبته إلى شاطئ من أجمل شواطئ المنطقة‪ ،‬وهو شاطئ‬ ‫«سيدي المغايث» بأصيلة‪ ،‬في يوم‪ ،‬لم يكن يعلم أنه سيكون آخر يوم له بهذه الحياة‪،‬‬ ‫استجمع كل لوازمه وقصد موقف السيارات القريب من الشاطئ‪ ،‬هذا الموقف التابع ألحد‬ ‫محتكري جزء كبير من هذا الشاطئ‪ ،‬والتابع لشاطئ «منير»‪ ،‬فعندما نسمع‬ ‫باسم الشاطئ يخيل لنا أنه ملك خاص‪ ،‬خصوصا بعد تنامي‬ ‫ظاهرة احتكار الشواطئ بالمملكة من طرف الخواص‪.‬‬ ‫شاطئ «منير»‪ ،‬الواقع بسيدي المغايث بأصيلة كان‬ ‫مسرحا لجريمة نكراء استهدفت هذا الشـاب بعد أن‬ ‫تعرض لضربة قاتلة من طرف حراس الموقف وباقي‬ ‫أفراد عصابة هذا الشاطئ‪ ،‬حيث يعمد هؤالء‬ ‫إلى «احتـــالل» مساحــة كبيــرة من الشاطئ‬ ‫ومنع المواطنين غير الراغبين في استئجار‬ ‫الطاوالت أو الكراســي أو الواقيـــات‬ ‫الشمسيـــة من الجلوس فيها بدعوى‬ ‫أنها مرخصة لهم‪ ،‬رغم أنه ملكية‬ ‫عمومية‪ ،‬باإلضافة إلى فرض‬ ‫أسعــار مرتفعـة وغيــر قانونية‪.‬‬ ‫هذا الشاب تعرض الستفزاز هو‬ ‫وخطيبته التي كانت ترافقه بسبب‬ ‫مكـــان في هــذا الموقـف‪ ،‬ورغم‬ ‫أخذهم موافقــة زوجـة صاحـــب‬ ‫الشاطئ‪ ،‬إال أن حـراس الموقـف‬ ‫وهم من عائلة المالك الوهمي‪،‬‬ ‫عنفوا الفتـاة وخطيبهــا‪ ،‬وقاموا‬ ‫بقتله أمــام أعيــن الجميع بعد‬ ‫مشادات كالمية تحولت بسرعة إلى جريمة نكراء‪ ،‬أدخلت هذا الشاب في حالة غيبوبة‪ ،‬حيث نقل مباشرة‬ ‫إلى مستشفى أصيلة ليتم تحرير المحضر من طرف رجال الدرك الملكي‪ ،‬ثم نقله مرة أخرى إلى مستشفى‬ ‫محمد الخامس بطنجة لمتابعة حالته‪ ،‬وألن المستشفى ال يرقى لعالج حقيقي وفعال‪ ،‬قامت عائلة الضحية‬ ‫بنقله لمركز استشفائي بالدار البيضاء ليرقد هناك شهرا وأربعة أيام فينتقل إلى جوار ربه‪ ،‬تاركا وراءه‬ ‫أبويه وخطيبته وعائلته وأصحابه‪ ،‬نتيجة قتل متعمد شاركت فيه مجموعة من الخارجين عن القانون وعلى‬ ‫رأسهم صاحب شاطئ»منير»‪ ،‬هذا الشخص الذي يستبيح هذا المكان بشكل يجعل الكل يتساءل عن سبب‬ ‫جبروته ومنبع تسلطه‪.‬‬ ‫بعد اعتقال شخص واحد ممن نفذوا حكم اإلعدام في حق هذا الشاب‪ ،‬وترك الآلخرين ألسباب نجهلها‬ ‫ويجهلها ذوو الضحية‪ ،‬مع اإلصرار على عدم ذكر مسؤولية صاحب هذا المكان‪ ،‬ارتأينا أن نسلط الضوء‬ ‫على مثل هذه العصابات التي باتت تتحكم في كل شبر من أرض الوطن‪ ،‬وظاهرة رمال الشواطئ وتحريمها‬ ‫على المواطن الذي ال يقبل بدفع معلوم اإلنتفاع بخدماته يجد نفسه محروما من أبسط حقوقه في التمتع‬ ‫بالملك العمومي البحري ومنعه من الجلوس أو توقيف سيارته بالمنطقة المهيأة ما لم يدفع مقابال‪ ،‬ألن‬ ‫ليس له الحق في التمتع بشواطئ نظيفة وآمنة وصالحة للسباحة مجانا‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ملك عمومي‪ ..‬لكن‪..‬‬ ‫شكايات المواطنين والمشاكل الناجمة عن دخول أطراف أخرى إلى جانب النزل‬ ‫الستغالل الشواطئ بلغت منظمة الدفاع عن المستهلك التي وإن ترى في تهيئة‬ ‫الشواطئ مظهرا إيجابيا لضمان راحة المصطافين وإحاطتهم بجملة من الخدمات‬ ‫من مشرب وشمسيات ومقاعد مريحة بهكذا توجه لما يوفره من شواطئ نظيفة وآمنة‬ ‫ومهيأة‪ ..‬إال أنها تشدد على ضمان حق كل طرف دون تطاول على اآلخر‪ ...‬فالمستغل‬ ‫لجزء من الشاطئ في إطار عقد تسويغ مع البلدية مطالب باإللتزام بالشروط وما‬ ‫ينص عليه من معلوم مقابل خدمات توفير للمظالت الواقية من الشمس‬ ‫والكراسي والطاوالت البالستيكية وعدم تجاوز القيمة المحددة‬ ‫مهما كان الظرف‪..‬‬ ‫في المقابل على المستفيد تسديد معلوم ليضمن حقه في‬ ‫التمتع بالتجهيزات الشاطئية وقضاء وقت ممتع‪ ..‬وإلى جانب‬ ‫الملك العمومي المسوغ في إطار لزمة مع البلديات يبقى‬ ‫من حق العائالت التي تعوزها اإلمكانيات المادية اإلستفادة‬ ‫من الخدمات المعروضة‪ ..‬التمتع بشواطئ نظيفة وغير‬ ‫ملوثة صالحة للسباحة‪ ،‬مهما كان بعدها عن المناطق‬ ‫المحجوزة سلفا‪ .‬هذا هو القانون‪ ،‬أما‬ ‫قانون الغاب الذي يمارس اآلن فيعد عارا‬ ‫على الحكومة المغربية وعلى الوطن‪.‬‬ ‫و ألن هذه الشواطئ دائما ما تشهد‬ ‫مالسنات وشجارات بين عصاباتها وبين‬ ‫بعض المصطافين الذين يرفضون هذه‬ ‫التصرفات‪ ،‬ويعتبرون أن الشاطئ ملك‬ ‫لجميع الزوار وال يمكن أن يتم منعهم‬ ‫من الجلوس في أي مكان يرغبون فيه‪،‬‬ ‫فما كان مصير هذا الشاب إال الموت غدرا‬ ‫وقهرا وضيـاع حقـــه ودمار أسرته التي لم تستوعب إلى اآلن أن ولدها ذهب رفقة خطيبته‪ ،‬لالستجمام‬ ‫ليجد نفسه في خبر كان‪.‬‬ ‫ما يتوجب علينا اليوم كمجتمع مدني‪ ،‬أن نضرب بيد من حديد على األشخاص الذين يقومون باستغالل‬ ‫شواطئنا بشكل عشوائي وبدون ترخيص من طرف المصالح المختصة‪ ،‬والذين يعمدون إلى حجز مساحات‬ ‫كبيرة وكرائها للمصطافين‪ ،‬وبالتالي تعنيف كل من رفض هذه الممارسات غير القانونية وغير اإلنسانية‪.‬‬ ‫فإلى متى سنبقى على هذه الحال؟‪ ،‬ومن سيأخذ بحق هذا الشاب المقتول‪ ،‬ومن يبرد نار أبويه وأسرته‬ ‫بعد فقدانهم لفلذة كبدهم؟‪ ،‬من يرحمنا من جبروت المتجبرين‪ ،‬ومن عنف المتسلطين ومن قهر‬ ‫الظالمين؟ نتمنى أن نجد جوابا على أسئلتنا هذه من خالل تطبيق القانون على مرتكبي هذه الجريمة‬ ‫ومن هم يتخفون وراءها والذين لم تكلف السلطات نفسها الستنطاقهم وبالتالي إخضاعهم للقانون‪،‬؟‬ ‫ونضيف للرأي العام‪ ،‬أن المكان المسيطر عليه من طرف شخص يدعى «منير»‪ ،‬هو مكان تتناول فيه‬ ‫الكحول بدون رخصة وهناك من يقضي ليلته الصاخبة فيه دون حسيب وال رقيب‪ ،‬فإذا طبقنا القانون‪،‬‬ ‫علينا أن نطبقه على الجميع وال أحد فوق هذا القانون‪ .‬هكذا يكون البلد الذي يحترم أبناءه وقوانينه‪ .‬ولكم‬ ‫واسع النظر‪..........‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫تطوان تتحول‬ ‫إلى مزبلة بسبب تراجع‬ ‫خدمات النظافة‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫وفد رسمي في األندلس لتوطيد التبادل الثقافي‬ ‫بين طنجة والجزيرة الخضراء‬ ‫تفعيال التفاقية اإلطــار بين مدينــة طنجــة‬ ‫ومدينة الجزيرة الخضراء اإلسبانية‪ ،‬وفي إطار‬ ‫تقوية أواصر العالقات بين ضفتي البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬وتنمية لروابط الثنائية التي تجمع‬ ‫المملكة المغربيـة بنظيرتها اإلسبانية‪ ،‬قام وفد‬ ‫يضم مسؤولين ومنتخبين محليين وجهويين‪،‬‬ ‫الجمعة الماضي‪ ،‬بزيارة تعاون وصداقة إلى المدينة‬ ‫األندلسية‪.‬‬ ‫وضم الوفد الرسمي محمد البشير العبدالوي‪،‬‬ ‫عمدة مدينة طنجة‪ ،‬عمر مورو‪ ،‬رئيس غرفة الصناعة‬ ‫والتجارة والخدمات بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫ممثل عن المجلس الجهوي للسياحة‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى نور الدين البدراوي‪ ،‬المدير العام للمصالح‬ ‫الجماعيــة‪ ،‬وعزيـــز الزيدي طائــع رئيس مصلحة‬ ‫العالقات الخارجية‪.‬‬ ‫وأثمرت هذه الزيارة التوقيـع على اتفاقيـــة‬ ‫لتشكيل لجنة مشتركة لتتبع تفعيل اتفاقية اإلطار‬ ‫التي تجمع بين المدينتين‪ ،‬والتي ستهم بداية‬ ‫المجال الثقافي‪ ،‬لتشمل فيما بعد باقي المجاالت‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الزيارة على هامش احتضان مدينة‬ ‫الجزيرة الخضراء‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪13‬‬ ‫و‪ 16‬شتنبر الجاري‪ ،‬للنسخة الخامسة من المهرجان‬ ‫الثقافي «بين الضفتين»‪ ،‬والذي تحضر فيه مدينة‬

‫طنجة ممثلة بفرق فنية وموسيقية متنوعة ترمز‬ ‫للثقافة المتعددة لمدينة البوغاز ‪.‬‬ ‫وعلى هامش مهرجان الجزيرة الخضراء‪،‬‬ ‫تم تكريم عمدة مدينة طنجة من طرف عمدة‬ ‫مدينة الجزيرة الخضراء‪ ،‬تقديرا له على دوره في‬ ‫تعزيز التواصل وربط الجسور بين طنجة والجزيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬في الحفل الذي شهدته ساحة المرينيين‪،‬‬ ‫والذي شاركت فيه بشكل متميز‪ ،‬الفرقة الموسيقية‬ ‫الطنجية المشاركة في المهرجان‪ ،‬والممثلة في‬ ‫جمعية أبناء وبنات زرياب‪ ،‬برئاسة السيد محمد بن‬ ‫عالل العوامي‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫األطر الطبية تحتج على غياب األمن وقلة معدات‬ ‫العمل بالدريوش‬ ‫نظمت وقفة احتجاجية بالمركز الصحي‬ ‫نفذت األطر الطبية‪ ،‬أطباء وممرضين‪ ،‬قبل‬ ‫أيام‪ ،‬وقفة احتجاجية بالمركز الصحي بمدينة‬ ‫الدريوش‪ ،‬حيث رفعوا شعارات نددوا‪ ،‬من‬ ‫خاللها‪ ،‬باألوضاع المتردية بالمركز والتي لم‬ ‫تعد تشجع على تقديم الخدمات الطبية الالزمة‬ ‫للمواطنين‪.‬‬ ‫مصادر من قطاع الصحة باإلقليم ذكرت‬ ‫أن الوقفة االحتجاجية جاءت تنفيذا للقرار الذي‬ ‫اتخذه المكتب المحلي للنقابة الوطنية الصحة‬ ‫العمومية بالدريوش بعد ترأس أعضائه مختلف‬ ‫المشاكل التي تعيق عمل األطر الطبية بالمركز‬ ‫الصحي المشار إليه في ظل عدم تدخل الجهات‬ ‫المعنية‪ ،‬إقليميا وجهويا‪ ،‬من أجل إصالح األوضاع‬ ‫رغم المراسالت والشكاوى التي توصلت بها‪.‬‬ ‫المصادر أضافت أن المحتجين طالبوا‪ ،‬خالل‬ ‫الوقفة ذاتها‪ ،‬بضرورة توفير األمن بالمركز‬

‫الصحي للمدينة بعد تنامي ظاهرة استهداف‬ ‫األطر الطبية من قبل األغراب وبعض أفراد‬ ‫عائالت المرضى‪ ،‬والذين ال يتفهمون الظروف‬ ‫التي يشتغل فيها العاملون‪ ،‬كما طالبوا بتوفير‬ ‫التجهيزات الطبية الضرورية والمعدات األساسية‬ ‫للعمل‪ ،‬السيما بقسم المستعجالت الذي يستقبل‬ ‫عشرات الوافدين كل يوم‪ ،‬إلى جانب معالجة‬ ‫مشكل النقص الحاد في األدوية السيما تلك‬ ‫المتعلقة باألمراض المزمنة والتي يضطر‬ ‫المرضى إلى اقتنائها من الصيدليات باستمرار‪.‬‬ ‫المحتجون طالبوا‪ ،‬كذلك‪ ،‬بتوفير سيارات‬ ‫اإلسعاف‪ ،‬تكون رهن إشارة األطر الطبية بالمركز‬ ‫حتى يستجيبوا للحاالت الخطيرة التي تستدعي‬ ‫نقلها نحو المستشفى اإلقليمي الحسني بالناظور‪.‬‬ ‫كما شددوا على ضرورة فتح أبواب المستشفى‬ ‫اإلقليمي بالمدينة‪ ،‬معبرين عن استغرابهم عدم‬

‫قدرة المسؤولين‪ ،‬وطنيا وجهويا‪ ،‬على توفير‬ ‫التجهيزات الطبية الالزمة ألقسامه االستشفائية‬ ‫وتعيين الموارد البشرية‪ ،‬حتى يتمكن من حل‬ ‫مشاكل كثيرة والتي يؤدي األطباء والممرضون‬ ‫ضريبتها‪ ،‬رغم النداءات المتكررة التي يطلقها‬ ‫ممثلوهم باستمرار‪.‬‬ ‫ووجه المحتجــون رسالة من خالل وقفتهم‬ ‫للمدير الجهوي الجديد عبد اهلل كواال الذي تم‬ ‫تعيينه على رأس المديريــة الجهوية للصحـــة‬ ‫العمومية بالشرق‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬حتى‬ ‫يتحمل مسؤولياته كاملة إزاء الواقـــع الصحي‬ ‫المتدهور بإقليم الدريوش والذي سيزيد من‬ ‫احتقان الوضع داخـــل المؤسســات الصحية‬ ‫باإلقليم‪.‬‬

‫م‪.‬ب‬

‫بعدما غادرها الملك‪ ...‬عجلة اإلصالح تتوقف بالجبهة‬ ‫استبشرت ساكنـــة الجبهة بجماعة متيـــوة‬ ‫التابعة لعمالة شفشاون‪ ،‬خيــرا بتواجد الملك‬ ‫محمد السادس على شاطئهـــا مؤخـــرا‪ ،‬عندما‬ ‫سارعت الجهات المسؤولة‪ ،‬من سلطة محلية‬ ‫ومنتخبة‪ ،‬إلى ترقيع الشوارع واألزقة التي طالها‬ ‫النسيان والتهميش‪ ،‬إضافة إلى إنجاز قنطرة واد‬ ‫«مسيابة»‪ ،‬هذا المشروع الذي كلف ميزانية وزارة‬ ‫التجهيز والنقل‪ ،‬غالفا ماليا قدره ‪ 2.23‬مليون‬ ‫درهم من أجل قنطرة ال يتجاوز طولها ثالثة أمتار‪.‬‬

‫بالمقابل‪ ،‬تحظى بعض األحياء الراقية‪ ،‬كالحي‬ ‫اإلداري واألحياء المجاورة له من شارع الجيش‬ ‫الملكي إلى طريق مارتيل‪ ،‬باهتمام خاص من‬ ‫طرف الشركة الثانية المفوض لها قطاع سيدي‬ ‫المنظري‪ ،‬إذ يتم تنظيف الشوارع بشكل دوري‬ ‫وغسل حاويات األزبال يوميا وكأن هذه المنطقة‬ ‫محسوبة على مدينة أخرى وليس تطوان‪.‬‬ ‫واستنكر العديد من المواطنيـــن‪ ،‬تراجع‬ ‫خدمات الشركة المخول لها تدبير نظافة قطاع‬ ‫األزهر‪ ،‬ذلك أنها لم تلتزم بمقتضيات دفتر‬ ‫التحمالت في إزالة الحاويات المكسورة والقديمة‬ ‫والتي أصبحت تشكل خطرا على صحة المواطنين‪،‬‬ ‫على عكس ما يتم في األحياء الراقية‪ ،‬مما اعتبروها‬ ‫«انتقائية في تنظيف األحياء والشوارع» حسب‬ ‫العديد من التطوانيين‪.‬‬

‫نـداء إنـساني‬

‫وعلمت «األسبوع» من مصادر خاصة‪ ،‬أن‬ ‫تواجد الملك بمنطقة الجبهـــة‪ ،‬كــــان السبب‬ ‫وراء رفع الحصار عن مجموعة من المشاريع‬ ‫واإلصالحات التي كانت في طي النسيان‪ ،‬حيث‬ ‫شرعت الجهات المسؤولة في تعبيد الطرق‬ ‫والشوارع وصيانة اإلنارة العمومية وغيرها‪.‬‬ ‫ولم تستبعد ذات المصادر‪ ،‬أن يكون تواجد‬ ‫الملك بالمنطقة والذي وقف عــلى مجموعة من‬ ‫التجاوزات واالختالالت في العديد من المجاالت‬ ‫والمرافق‪ ،‬التي بفضلها يمكن المساهمة في‬ ‫تنمية المنطقة‪ ،‬وخاصة مجالي الصحة والتعليم‪،‬‬ ‫قد عجل برحيل عامل إقليم شفشاون وتعويضه‬ ‫بعامل جديد‪ ،‬الذي ومباشرة بعد تعيينه‪ ،‬عقد‬

‫تـعـرف خدمــات النظافــة بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫تراجعا مخيفا‪ ،‬نتج عنه تحول الشوارع إلى مطرح‬ ‫للنفايات‪ ،‬بسبب تراكم األزبال التي تبعث منها‬ ‫روائح كريهة‪ ،‬مع العلم أن الجماعة الترابية‬ ‫لتطوان‪ ،‬فوضت قطاع النظافة لشركتين‪ ،‬األولى‬ ‫في األزهر والثانية مكلفة بسيدي المنظري رغم‬ ‫صغر المدينة‪ ،‬غير أن الشركة األولى‪ ،‬وحسب‬ ‫العديد من المتتبعين للشأن المحلي‪ ،‬لم تقم‬ ‫بواجبها في تدبير نظافة المنطقة المسؤولة‬ ‫عنها‪ ،‬والتي باتت تغرق في األزبال وروائحها‬ ‫النتنة‪ ،‬خصوصا بسيدي طلحة وخندق الزربوح‬ ‫وجامع المزواق ولوضا والمدينة القديمة والتي‬ ‫يشرف على نظافتها شخص يتتبع عملية تنظيف‬ ‫الشوارع وتسيير العمال عبر الهاتف‪ ،‬وال يحضر‬ ‫للوقوف على ما تعانيه المعالم األثرية بالمدينة‬ ‫على غرار معاناة السكان الذين تقبع صناديق‬ ‫القمامة أمام منازلهم‪ ،‬حسب تصريح السكان‪.‬‬

‫لقاء مع فعاليات المجتمع المدني بالجبهة‪ ،‬بحر‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬وهو اللقاء الذي طالما انتظرته‬ ‫الساكنة وعلى رأسها الشباب‪ ،‬حيث تمت مناقشة‬ ‫مجموعة من الظواهر السلبية التي أثرت على‬ ‫تنمية المنطقة‪ ،‬غير أن الغريب‪ ،‬هو منع مجموعة‬ ‫من المواطنين الشباب من دخول قاعة االجتماع‬

‫وكأنه لقاء سري وليس مع المجتمع المدني‪.‬‬ ‫هذا التصرف الصادر عن بعض األشخاص‪،‬‬ ‫أثار حفيظة العديد من المواطنين‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫على استعداد لإلدالء بتدخالتهم ومالحظاتهم في‬ ‫مجاالت عدة‪ ،‬وخاصة تلك التي تساهم في بناء‬ ‫المنطقة وإخراجها من العزلة‪.‬‬

‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفه الطبي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمد يد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بني مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 16,5‬مليار درهم” عجز ميزانية ‪2018‬‬ ‫كشـف تقريــــر حديــث لوزارة‬ ‫االقتصاد والمالية أن تنفيذ قانون‬ ‫المالية ‪ 2018‬يظهر عجزا قدره ‪16,5‬‬ ‫مليار درهم خالل النصف األول من‬ ‫سنة ‪ .2018‬وأوضحت أن هذا العجز‬ ‫ناتج عن الفارق بين الموارد العادية‬ ‫(دون إيرادات القروض) وقدرها‬ ‫‪ 186,3‬مليار درهم‪ ،‬والنفقات (دون‬ ‫استهالك الدين) البالغة ‪ 202,8‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫و باحتساب إيرادات القروض (‪24‬‬ ‫مليار درهم) واستهالك الدين (‪ 16,5‬مليار درهم)‪ ،‬يفرز تنفيذ قانون المالية عجزا يقدر بـ‪ 9‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫أن إنجاز الموارد اإلجمالية خالل النصف األول من السنة الجارية (‪ 210.3‬ماليير درهم‪ ،‬كان في‬ ‫حدود نصف توقعات قانون المالية‪ ،‬كما أن إجمالي النفقات‪ 219,3( ،‬ماليير درهم‪ )،‬زاد قليال عن توقعات‬ ‫قانون المالية لنفس الفترة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب يتوقع تراجع النمو الوطني‬ ‫في بالغ صدر عقــب االجتماع‬ ‫الفصلي لبنـــك المغرب‪ ،‬المنعقـــد‬ ‫مؤخرا‪ ،‬تمــت اإلشـــارة إلى أنه من‬ ‫المتوقع أن يتراجع النمو الوطني من‬ ‫‪ 4,1‬في المئة في ‪ 2017‬إلى ‪ 3,5‬في‬ ‫المئة في ‪ 2018‬و‪ 3,1‬في المئة في‬ ‫‪.2019‬‬ ‫و في هذا الصدد‪ ،‬أوضح البنك‬ ‫أن “آخر معطيات الحسابات الوطنية‬ ‫المتعلقة بالفصل األول من سنـــة‬ ‫‪ 2018‬أبرزت تباطؤ النمو على أساس‬ ‫سنوي من ‪ 3,5‬في المئة إلى ‪ 3,2‬في المئة‪ ،‬مع تراجع القيمة المضافة الفالحية من ‪ 14,8‬في المئة إلى‬ ‫‪ 2,5‬في المائة وتحسن وتيرة األنشطة غير الفالحية من ‪ 2‬في المئة إلى ‪ 3,4‬في المائة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تستمر هذه التوجهات على المدى المتوسط‪ ،‬حيث سيتراجع النمو الوطني‪ ،‬حسب‬ ‫توقعات بنك المغرب‪ ،‬من ‪ 4,1‬في المائة في ‪ 2017‬إلى ‪ 3,5‬في المائة في ‪ 2018‬و‪ 3,1‬في المائة في‬ ‫‪.”2019‬‬ ‫كما أشار البنك إلى أنه من المتوقع أن ترتفع القيمة المضافة الفالحية بنسبة ‪ 5,1‬في المائة هذه‬ ‫السنة قبل أن تنخفض بنسبة ‪ 1,6‬في المئة في ‪ 2019‬باعتماد فرضية تسجيل موسم فالحي عاد ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫دعم أمريكي لمشاريع الغاز المسال الطبيعي بالمغرب‬ ‫في بيان أخير‪ ،‬أعلنت الوكالة‬ ‫األمريكية للتجارة والتنمية ‪ ،‬أنهـــا‬ ‫قدمت منحة مالية إلى وزارة الطاقة‬ ‫والمعادن والتنمية المستدامة في‬ ‫المغرب‪ ،‬من أجـل تمويــل دراسة‬ ‫الجـــدوى حــول إمكانيـــة تطوير‬ ‫محطة اسيتـراد للغـاز الطبيعـــي‬ ‫المسال‪ ،‬ومنشــأة إلعادة تحويل‬ ‫الغاز مرتبطة بخط أنبابيب الغــاز‬ ‫المغاربي األوروبي‪ .‬معتبرة أن هذا‬ ‫‪ ‬‬ ‫المشروع سوف يساعد على تلبية‬ ‫الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في المغرب‪ ،‬مع خلق فرص عمل جديدة للشركات األمريكية”ـ اعتبارا‬ ‫إلى أن الغاز الطبيعي يقوم بدور هام في تنويع مصادر الطاقة كما أن هذه الدراسة سوف تتيح‬ ‫للسلطات المغربية المختصة الحصول على نظرة واقعية حول دور الغاز الطبيعي المسال مستقبال في‬ ‫تنفيذ استراتيجية الطاقة في المملكة‪.‬‬ ‫وفي تصريح ألحد مسؤولي الشركة األمريكية التي كلفت بإنجاز هذه الدراسة‪ ، ،‬أكد أن الشركة‬ ‫تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع حكومة المملكة المغربية لدعم تنفيذ االستراتيجية الوطنية للطاقة‬ ‫في المملكة‪.‬‬ ‫من جانبها أشادت السفارة األمريكية في الرباط بالتعاون المغربي األمريكي في مجال الطاقة‪ ،‬وأفادت‬ ‫أن الجانب األمريكي يتطلع إلى رؤية نتائج دراسة الجدوى‪ ،‬وبداية العمل في محطة الغاز الطبيعي‬ ‫المسال‪ ،‬ومواصلة التعاون الممتاز بين بلدينا‪ ،‬في قطاع الطاقة وكما هو الحال في العديد في المجاالت‬ ‫األخرى”‪.‬‬

‫وضع إجتماعي صعب ومعدل النمو لم يتجاوز ‪ 2.4‬في المائة‬ ‫كشفت مندوبية التخطيط ان‬ ‫نتائج الحسابات الوطنية أظهرت أن‬ ‫معدل النمو االقتصادي بالمغرب‪،‬‬ ‫بلغ ‪ % 2,4‬خالل الفصل الثاني من‬ ‫سنة ‪ 2018‬عوض ‪ % 4,5‬خالل‬ ‫نفس الفترة من سنـة ‪ ،2017‬وان‬ ‫االستهالك النهائــي لألســر شكل‬ ‫قاطرة لهذا النمو وذلك في سيــاق‬ ‫اتسم بارتفاع طفيف في المستوى‬ ‫العام لألسعار واستقرار الحاجة‬ ‫لتمويل االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ووفق أرقـام المندوبيــة‪ ،‬فإن القطاع االولي سجل تباطؤا ملموسا في وتيرة نموه منتقال من ‪% 15,6‬‬ ‫في الفصل الثاني من سنة ‪ 2017‬إلى ‪ % 1,7‬خالل نفس الفترة من سنة ‪ .2018‬ويعزى هذا التباطؤ حسب‬ ‫المندوبية‪ ،‬إلى ارتفاع القيمة المضافة ألنشطة القطاع الفالحي بنسبة ‪ % 3‬عوض ‪ % 18,1‬سنة من قبل‪،‬‬ ‫وإلى انخفاض القيمة المضافة للصيد البحري بنسبة ‪ % 13,3‬عوض انخفاض قدره ‪.9,5‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬سجلت القيمة المضافة للقطاع الثانوي بالحجم‪ ،‬تباطؤا في معدل نموها الذي انتقل‬ ‫من ‪ % 3,8‬خالل الفصل الثاني من السنة الماضية إلى ‪ 2%‬نفس الفصل من سنة ‪ ،2018‬ويرجع هذا‪ ،‬إلى‬ ‫ارتفاع نمو القيم المضافة ألنشطة الكهرباء والماء بنسبة ‪ % 3,1‬عوض ‪% 5,4‬؛ والصناعات التحويلية‬ ‫بنسبة ‪ % 2,7‬عوض ‪% 2,5‬؛ باإلضافة الى البناء واألشغال العمومية بنسبة ‪ % 0,9‬عوض انخفاض بنسبة‬ ‫‪% 0,6‬؛ وإلى انخفاض نمو أنشطة الصناعات االستخراجية بنسبة ‪ % 1,1‬عوض ارتفاع بنسبة ‪.% 26,1‬‬ ‫أما القطاع الثالثي‪ ،‬فقد شهدت شبه استقرار في وتيرة نمو القيمة المضافة حيث ارتفعت بنسبــة‬ ‫‪ % 2,9‬عوض ‪ % 2,8‬خالل نفس الفصل من سنة ‪ .2017‬مشيرة إلى ان الخدمات سجلت تحسنا في‬ ‫معدالت نموها‪ ،‬حيث عرف قطاع النقل نموا بنسبة ‪ % 5‬عوض ‪% 3,3‬؛ والتجارة بنسبة ‪ % 4,2‬عوض ‪% 2,9‬؛‬ ‫والخدمات المقدمة من طرف اإلدارات العمومية والضمان االجتماعي بنسبة ‪ % 3,1‬عوض ‪% 2,8‬؛ والبريد‬ ‫والمواصالت بنسبة ‪ % 2,5‬عوض ‪% 0,7‬؛ وخدمات التعليم‪ ،‬الصحـة والعمل االجتماعــي بنسبة ‪% 0,2‬‬ ‫عوض انخفاض قدره ‪ 2,8‬بالمائة‪.%.‬‬ ‫كما أن أنشطة الخدمات شهدت أيضا تباطـؤا‪ ،‬فقد تراجعت الفنادق والمطاعم إلى ‪ % 6,1‬عوض‬ ‫‪% 13,5‬؛ والخدمات المقدمة لألسر والمقاوالت إلى ‪ % 2,8‬عوض ‪% 3,9‬؛ والخدمات المالية والتأمينية‬ ‫بنسبة ‪ % 2‬عوض ‪ 5,3‬بالمائة‪.‬‬ ‫وأضافت االمندوبية انه في المجموع‪ ،‬عرفت القيمة المضافة غير الفالحية تباطؤا في معدل نموها‬ ‫الذي انتقل من ‪ % 3‬خالل الفصل الثاني من سنة ‪ 2017‬إلى ‪ % 2,4‬نفس الفصل من سنة ‪.. 2018‬‬ ‫وجاء في تقرير المندوبية انه وباألسعار الجارية‪ ،‬عرف الناتج الداخلي اإلجمالي ارتفاعا بلغ ‪ % 4,2‬خالل‬ ‫الفصل الثاني من سنة ‪ ،2018‬ونتيجة لذلك سجل المستوى العام لألسعار ارتفاعا بلغ ‪ 1,8%‬عوض ‪0,7%‬‬ ‫سنة من قبل‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬ورد في أرقام المندوبية‪ ،‬ان المبادالت الخارجية للسلع والخدمات واصلت مساهمتها‬ ‫اإليجابية في النمو بلغت ‪ 0,3‬نقطة مقابل ‪ 0,6‬نقطة خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ .‬فصادرات‬ ‫السلع والخدمات ارتفعت بنسبة ‪ % 6,7‬خالل الفصل الثاني من سنة ‪ 2018‬عوض ‪ ،% 8,6‬مساهمة بذلك‬ ‫في النمو بنسبة ‪ 2,5‬نقطة بدل ‪ 3‬نقط‪ .‬كما عرفت الواردات نموا بنسبة ‪ % 4,9‬عوض ‪ 5,3%‬بمساهمة‬ ‫سلبية (‪ )2,2-‬نقطة بدل (‪ )2,4-‬نقطة سنة من قبل‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 17‬مليون سيجارة مهرّبة‬ ‫حسب دراسة أنجزتها إدارة‬ ‫الجمارك والضرائب غير المباشرة‪،‬‬ ‫فإن عدد السجائر التي تم حجزها‬ ‫خالل السنة الجارية‪ ،‬بلغ ‪ 17‬مليون‬ ‫وحدة األمر‪ ،‬الذي يبين حدوث‬ ‫‪.‬انخفاض في نسبة تهريب السجائر‬ ‫في السنة الجارية إلى ‪ 3.73‬بالمائة‪،‬‬ ‫مقارنة بسنة ‪ ،2017‬التي وصلت‬ ‫فيها النسبة المسجلة لتهريب‬ ‫السجائر إلى ‪ 5.64‬في المائة‪ ،‬وسنة‬ ‫‪ 2016‬التي سُجّلت فيها نسبة‬ ‫تعادل ‪ 7.64‬في المائة‪ ،‬وسنة ‪ 2015‬التي وصلت فيها نسبة تهريب السجائر على المستوى الوطني إلى‬ ‫‪ 12.48‬في المائة‪.‬‬ ‫وعزت إدارة الجمارك‪ ،‬في بالغ لها‪ ،‬سبب انخفاض نسب تهريب السجائر بالمملكة منذ سنة ‪2015‬‬ ‫إلى جهود أعوان إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة و كافة الجهات المتدخلة”‪.‬‬ ‫وزاد البالغ نفسه أنه من أجل ضمان مصداقية وموضوعية هذه الدراسة‪ ،‬تتبعت المصالح الجمركية‬ ‫جميع مراحل إنجازها التي تمّت على مستوى ‪ 40‬عمالة وإقليما وهمّت المناطق الحضرية والقروية‪،‬‬ ‫ومراكز المدن‪ ،‬والمدن العتيقة‪ ،‬واألحياء الشعبية والصناعية‪ ،‬والضواحي‪.‬‬ ‫وتعد هذه الدراسة الخامسة من نوعها التي تتم سنويا بهدف تتبع تطور ظاهرة تهريب السجائر‬ ‫وتحديد مواقعها‪ ،‬من أجل مد مختلف األطراف المعنية بالمعلومات الالزمة حتى تتمكن من التدخل بشكل‬ ‫أكثر نجاعة للحد من ظاهرة تهريب السجائر التي تلحق ضرراً باالقتصاد المغربي‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫ما بين الفكر و النقد‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫‪ ...‬أوْجبتُ على نفسي كتابة سطور تُقدِّرُ عمال علمياً‪ ،‬جاء به قلم كاتب‬ ‫يُقدِّم نفسه للقارئ بقوَّة كلمة نافذة‪ .‬فال حاجة له إلى خارقة يُنكرها العقل أوْ‬ ‫إلى َّ‬ ‫عِلة عوْجاء يلتوي بها ذووا األهواء‪ .‬المؤلف يتفرَّس أغوارَ النفس‪ ،‬من شعور‬ ‫ٌ‬ ‫«مباحث‬ ‫والالشعور‪ ،‬بأدوات فلسفية من علم النفس وعلم االجتماع‪ .‬وقد استقرأ‬ ‫نظري ٌة وتطبيقيَة في مسالك النظر ووظائف التعبير»‪ ،‬تحت عنوان ‪ :‬بين الفكر‬ ‫والنقد‪ .‬كتاب من القطع المتوسط‪ ،‬يضمُّ بين دفتيه ‪218‬صفحة‪ ،‬طبعته دار‬ ‫الكلمة للنشر والتوزيع بالقاهرة‪ .‬بقلم مؤلفه الدكتور الحسن الغشتول ‪.‬‬ ‫يعلو صدر صفحته الرئيسية‪ ،‬خيال انفصام محيا شخصية امرأة ذي وجهين‪،‬‬ ‫بلمحة فلسفية‪ ،‬وبلونين‪ ،‬ورديّ ونقيضه البنفسجي‪ .‬وقد احتوت الفهرسة على‬ ‫أربعة أبواب‪ ،‬بعد المقدِّمة‪ ،‬جاءتْ عناوين األبواب نموذجية –‬ ‫الباب األوَّل ‪ :‬رواء الكالم‪ ،‬أوْ مقام البهاء‬ ‫‪ - 1‬ابتهاج األسلوب وتدفق الخيال ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تجليات للعظمة بين جاذبية الحق وتناسبية المعنى ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تجديد سؤال الهوِّية‪ ،‬وصحوة الراوي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الذات في مرآة الفكر والوجدان‪.‬‬

‫الباب الثاني – زاد وموارد‪ ،‬باب ما تحيل عليه الكلمات من بُنى فكرية‪.‬‬ ‫‪ ،1‬فلسفة األدباء‪ ،‬الزاد الفكري النقدي المضمر ‪ /‬توازن اللحظة اإلبداعية ‪،2.‬‬ ‫أدبية الرحلة ومقامات الوعي المصادر (من زاوية نقدية في رحلة محمدالصفار)‪.‬‬ ‫‪ 3‬مصادر العالمة النصية وتجلياتها في مجريات الحكي ‪ 4-.‬مدارج الرؤيا الفكرية‬‫والفنية في الحكي النسوي‪.‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬نحن والطلل الجديد ‪ :‬مقام‬ ‫التذكرأو سلوة الغرباء والمستغربين‪.‬‬ ‫‪ - 1‬غربة الشعر في أرض المهجر‪.‬‬

‫‪ - 2‬مَرْوية «بني األنصار» – صيغ االستذكار‬ ‫واالستدالل في حضور الكتابة العجائبية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬رأس الماء أوْ ذاكرة شفشاون‪.‬‬

‫‪ - 4‬ذاكرة الزهد بعيون مستعربة ( ميزان‬ ‫النقد والنقد الذاتي )‪ ،‬أنموذج «لمنويال مارين» ‪.‬‬

‫الباب الرابع ‪ :‬من وحي الزمن األخير‪ :‬باب‬ ‫موثق األدب والنقد‪ ،‬أو ما تدل عليه مشروعية‬ ‫إحالل أثر الجمال‪ ،‬في مسعى الكمال‪.‬‬

‫‪ - 1‬أوان الرحيل ‪ :‬إيقاع الصمت ومقتضيات‬ ‫جديدة للفعل في (القصة القصيرة )‪ 1/1- .‬مجاورات‬ ‫آمنة ‪ ..‬على مدى تواقيع الرهبة‪ - 2/1 .‬على مفترق‬ ‫الطرق‪ 3/1- .‬نباش منتصف الليل‪.‬‬

‫‪ - 2‬عوْدة الهدْهد ‪ -‬تأمال في األدب وعوْدة‬ ‫الروح‪.‬‬

‫‪ - 3‬الرحلة األخيرة ‪ :‬استشراف مقامات جديدة‬ ‫للوصال الفكري والجمالي من خالل عظمة المكان‬ ‫أو رحلة القارئ إلى الموطن األسلوبي الخارق ‪.‬‬ ‫ مقدمة المؤلف – اختزل فيها مفهوم األديب‬‫المجدِّد‪ ،‬الفنان بفرشته يُشكل اللوْحة التحفة‬ ‫في أرقى صورة وأبهاها ليلتقيَ عندها الكاتب مع‬ ‫القارئ‪ ،‬ليُكتب لها البقاء‪ ،‬وهي نوع من التوطئة اختصر بها أبواب الكتاب‬ ‫وعناوينه بلغة البيان‪ ،‬أضفت عليه جمالية ومقام البهاء وهو يخوض في أعماق‬ ‫النفس بأسلوب أقرب ما يكون إلى الفلسفة‪ ،‬بحثاً عن اليقين‪ ،‬ألنّه توَخى منابيع‬ ‫الفكر من الفطرة‪ ،‬ابتغا ًء من المؤلف توثيق مقامات الناقد والقارئ‪ ،‬للوصول‬ ‫بهما إليها – فأقم وجهك للدِّين حنيفا فطرة اهلل التي فطر الناس‪ ،‬عليها ال‬ ‫تبديل لخلق اهلل‪ ،‬ذلك الدِّين القيِّم ولكنَّ أكثر الناس ال يعلمون – صدق اهلل‬ ‫العظيم (س‪.‬الروم اآلية ‪. )30‬‬ ‫ الباب األوَّل – يناقش فيه المؤلف البناء النفسي ويخوض في غماره ليصل‬‫أن وجه النورمضيء مهما عرْبد الظالم في ّ‬ ‫بقناعة إلى َّ‬ ‫كل زمان ومكان‪ .‬فالعالم‬ ‫ويْل ِّ‬ ‫جميل بانتفاء العداوة‪ ،‬وآمن بال كراهية – ٌ‬ ‫لكل همزةٍ لمزةٍ – صدق اهلل‬ ‫العظيم – (س‪.‬الهمزة‪ ،‬اآلية‪ .)1‬ويشتغل المؤلف على ديوان الكاتب « أحمد آيت‬ ‫وارهام» في شعره الذي ينحو نحو التصوُّف في نظمه ‪:‬‬ ‫أنتَ تهدي إلى الدليل ~ وأنا دليل الدليل ‪..‬‬ ‫وقد أجاد في البحث والتنقيب لكي يكشف أسرارَ ما ال يُرى بالعين وال‬ ‫يُدْرَكُ بالمالمس‪ْ .‬‬ ‫وإن لم يدرك فقد أدرك ‪ ..‬وكي ال تطغى الفرْدانية ويعلو‬ ‫صوت الذات‪ ،‬ينبغي ترسيخ فكر الحوار لتتبيت قِيَم العلم من أجل تحديد‬ ‫الهوية‪ .‬ولتحديد لغة «األنا»‪ ،‬لجأ المؤلف إلى ثالثية سردية لألدباء – فيصل عبد‬ ‫المحسن – و– أحمد المخلوفي – وعبد الجليل الوزاني‪َّ .‬‬ ‫إن القرآن الكريم يُخبرُنا‬ ‫أن تُحَو َ‬ ‫أن العظمة‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّل العدوَّ إلى الصديق‪ – .‬ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي‬ ‫بينك وبينه عداوة كأنَّه وليٌّ حميم – صدق اهلل العظيم ( س‪ .‬فصلت – ‪. )34/35‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع العديدة التي اعتمدها المؤلف منها ‪ :‬الشفا للقاضي‬ ‫عياض‪ .‬من كليات رسائل النور لسعيد النورسي‪ .‬فقه السيرة لمحمد سعيد‬ ‫رمضان البوطي‪ .‬كتاب السيرة النبوية‪ .‬دراسة تحليلية – للدكتور مهدي رزق اهلل‬ ‫أحمد‪ .‬ولمصطفى السباعي‪ .‬وعلى درب اإلسالم – لعبد اهلل كنون الحسني‪ .‬وفيما‬ ‫يخص الهوية – قصص قصيرة‪ ،‬لغازي العبادي – مجموع المطاف ‪ ..‬يطمح‬ ‫الكاتب رصد مَواطن اإلمتاع انطالقا من بالغة النص – (انظر البالغة واألدب )‪،‬‬ ‫للدكتور محمد مشبال‪ .‬ومحمد األمين مؤدب في بالغة النص الشعري القديم ‪-‬‬ ‫معالم وعوالم ‪. -‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫ الباب الثاني ‪ :‬باب ما تحيل عليه الكلمات من بُنى فكرية‪.‬‬‫‪ - 1‬فلسفة األدباء‪ ،‬عند توليفة مؤقتة بين األدب والفلسفة (غير المفهوم)‬ ‫الذي يمنح للعقل سلطانه وللغة سيادتها‪ .‬وهي الوسيلة لالطالع على عالم‬ ‫المعرفة من أجل التعايش بين الحكيم والشاعر‪ .‬اعتماداً على فلسفة عقالنية‬ ‫غربية مادية صرفة‪ ،‬ال تعترف بالنقل وعلم الغيب‪ ،‬فتقيمُ سدّاً منيعاً بين‬ ‫العقل والالعقل ‪.‬فاألقرب إلى الصواب ْ‬ ‫أن تعترف باالختالف دون السقوط في‬ ‫االتهام (انظر ظمأ الروح ) للدكتور محمد أنقار‪ .‬فللناقد ْ‬ ‫أن يدافع حقاً عن األدب‬ ‫الصادق حتى لو كان المتلقي يستشرف اآلثار التي تُعبِّرُ عن مطلبه الروحي‬ ‫مستقال عن ّ‬ ‫كل الفرَضيات‪ .‬يتطرَّق المؤلف إلى مهمَّة الناقد‪ ،‬وإلى نقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النصوص ونقد للنقد أيضا‪ .‬إذا به هو الوسيط إلبقاء النصّ حيّا ومتفاعال من‬ ‫حيث ذاكرة إيحائية واستبطان معرفي‪ .‬وقد خلص المؤلف إلى هذه النتيجة‪.‬‬ ‫الرومانسيون لم يفهموا فكرة الفلسفة التقدُمية من عصر األنوار الفرنسية‪،‬‬ ‫فوضعوا خلفاً لها من أجل الوحدة بين الروحانية والمادية ( انظر قضايا أدبية‪،‬‬ ‫آفاق جديدة في نظرية – إليمانويل فريس وبيرنار موراليس – ترجمة‪ ،‬لطيف‬ ‫الزيتوني )‪ .‬ويتساءل المؤلف‪ ،‬أليس اإلنسان آية ومعجزة من حيث األسرار التي‬ ‫يحملها في وجدانه ؟ ثمّ للفلسفة مسالك أخرى للنظر والتأمل‪( ،‬انظر اللزوميات‬ ‫ألبي العالء المعرّي)‪ .‬تحقيق أمين عبد العزيز الخانجي ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫يستدل الكاتب بالطيب المتنبي الذي يمتلك سلطة أدبية للكشف عن عالقة‬ ‫و‬ ‫األنساق القيِّميَة‪ ،‬من دوافع ونزعات وحقائق ومصالح‪ ،‬فتراه يدافع عن مكارم‬ ‫األخالق‪ ،‬بذكر تعدُّدِ سفاهات زمانه‪ ،‬فإذا به كانت له القدْرة والشجاعة األدبية‬ ‫لنقد عيوب مجتمعه‪ .‬فغلوُّ الشعر في الكرم‪ ،‬عملة ذو حدَّين‪ ،‬لِيتسبَّبَ في‬ ‫مضاعفات وعيوب اجتماعية أقرب إلى السفه منه‬ ‫إلى الجود‪َّ .‬‬ ‫وإن تأثر الغاوون بالشعر لرُبما أدَّاهُ‬ ‫الواقع إلى البخل والشح‪ .‬يدعو الدكتور الفيفي إلى‬ ‫عدم النظر إلى القِيَم من وجهة أحاديَة‪ ،‬والخروج‬ ‫من عباءة الشاعر(بقد القِيم)‪ .‬وينتصر للحكمة في‬ ‫عالج النفس البشرية بدعائها للوسطية – والذين‬ ‫إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك‬ ‫قواما‪-‬صدق اهلل العظيم(الفرقان ‪،‬آية ‪.)67‬‬ ‫‪ - 2‬من جنس آداب الرحلة‪ ،‬زاد وموارد‬ ‫– اختار لذلك المؤلف البعثة المغربية إلى فرنسا‬ ‫برئاسة السفير عبد القادر أشعاش‪ ،‬وكاتب الرحلة‬ ‫ومدونها‪ ،‬محمد الصفار‪ .‬دراسة وتحقيق «سوزان‬ ‫ميالر»‪ .‬عرَّبها وشارك في تحقيقها الدكتور خالد‬ ‫بن الصغير‪ .‬اصطفاء الكاتب لهذه الرحلة‪َّ ،‬‬ ‫لعل‬ ‫انتماؤه وعبد القادر أشعاش ومحمد الصفار إلى‬ ‫تطوان‪ ،‬كان سبباً في هذا االختيار ؟ أمْ جمالية‬ ‫التعبير عند الصفار في وصف السفر في بحار الروم‬ ‫والشام والمتوسط (وهونفس البحر)‪ .‬كيفية تالطم‬ ‫األمواج بالسفينة والدِقة’ في وصف أخطارها‪،‬‬ ‫كوَّنتْ عنده (الصفار) قولة حكيمة «مَنْ أراد‬ ‫أن اهلل هو الفاعل وحده‪َّ ،‬‬ ‫أن يوقن َّ‬ ‫ْ‬ ‫وأن األسباب‬ ‫ضعيفة‪ ،‬فليرْكب البحر»‪ .‬ثمَّ استحباباً في النزعة‬ ‫الدينية للكاتب‪ .‬وحقيقة األمر َّ‬ ‫أن المادة العلمية‬ ‫واألدبية والتاريخية الدسمة هي التي جذبتْ إليها‬ ‫الدكتور الحسن الغشتول ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مصدر العالمة النصية وتجلياتها في مجريات الحكي ‪ -‬لقد فتح المؤلف‬ ‫حواراً بالتحليل من اإلشكال النقدي مع لغة الكاتب البشير األزمي في قصصه‪،‬‬ ‫مجموعة الضفة األخرى‪ ،‬وقام بتقسيمها إلى ثالثة مقامات ‪..‬أخص بها الطفولة‬ ‫المنسية التي يركبها الحزن واألسى ويُصاحبها األلم‪ ،‬وتصير بضعة ملقاة‬ ‫َّ‬ ‫واستدل ألمثلة من «مختصر التاريخ – ألرنولدتويني‪ -‬في‬ ‫على قارعة الطرقات‪.‬‬ ‫تطلع لألطفال المهمشين‪ ،‬وكيف يصير مصيرهم وواقعهم هي أمكنة النفايات‪،‬‬ ‫عِوض المدارس والحدائق التي يجدون فيها تعليمهم وتربيتهم وسلواهم‪.‬‬ ‫فثنائية األديب والناقد عليهما معاً مسؤولية الخوض في غمار النفس السوية‬ ‫لهؤالء األطفال والتقرب منهم ‪..‬كان سيد البشرية –صلعم‪ -‬رحيماً باألطفال‪،‬‬ ‫فهم عِيال اهلل سبحانه‪ --4 .‬مدارج الرؤية الفكرية والفنية في المحكي النسوي‪:‬‬ ‫أقدم المؤلف على إحدى خبراء علم التربية‪ ،‬الكاتبة المتعددة االنشغاالت الفنية‬ ‫األدبية تمارس السرد والتشكيل‪ ،‬وهي الكاتبة زهرة زيراوي وقصصها «حنين»‪،‬‬ ‫واتزانها في الرؤية الزوجية‪ .‬لعلها تمتلك صالوناً أدبيا تجالس فيه زوجها‪،‬‬ ‫بحميمية في جلسة مصارحة ومكاشفة بأسلوب حضاري‪ ،‬يجمعهما إخالص‬ ‫متبادل وحبّ ووحدة األحاسيس والمشاعر والمودَّة‪ ،‬حتى أصبج زواجهما مضرب‬ ‫األمثال‪ .‬فهي امرأة الجدّ والرصانة بأقوالها ‪ :‬إله هذا الكون ! امنحني القوة على‬ ‫تأمله‪ .‬إله هذا الجمال ! امنحني القدرة على ْ‬ ‫أن أبتسم في وجه الرُعب‪ .‬إله هذا‬ ‫المكان ! امنحني القدرة على العزلة‪ ،‬فهي حِبرُ حياتي (قصص حنين)‪ ..‬انتقل‬ ‫المؤلف األديب إلى مجموعة السماوي للكاتبة‪ ،‬مليكة نجيب‪ .‬وقد أبدعت في‬ ‫مخيلتها شخوصاً غير آدمية‪ ،‬لتعبِّرَ عن رؤيتها البديلة‪ .‬لذلك الرجل الذي يرُدُّ‬ ‫على زوجته ويُغلطها فترفع صوتها وتسبُّه‪ ،‬ثمَّ يضربها ومعقبة على فعلته‬ ‫بلطمة على وجهه‪ ،.‬فيطلقها وتهدَم بتلك التصرفات أسرة بكاملها‪ْ .‬‬ ‫إن أنصت‬ ‫لها ثمَّ وافقها على كالمها العترافه بالخطإ‪ ،‬لبدأتْ هي تبحث له عنْ عذر‪.‬‬ ‫ثمَّ تأتي بقصة الطفل الذي يُؤمِّنُ وجود النص الروحي ‪..‬يثني المؤلف على‬ ‫األقالم النسوية المُبدعات‪ ،‬يجعلن من عالمهنَّ القصصي بيئة فنية جمالية‬ ‫من البهاء ‪..‬‬

‫( يتبع) ‪...‬‬

‫المجتمع المدني‬ ‫يصقل أدواره‬ ‫في بلورة وتتبع‬ ‫برامج العمل‬ ‫والتنمية المحلية‬

‫فاس ‪ :‬محمد حمضي‬

‫‪ ‬مساهمة منها في معرفة و ضبط األدوار المنوطة‬ ‫بالمجتمع المدني في تتبع ‪ ،‬تحيين وتقييم برامج‬ ‫الجماعات الترابية بناء على المؤشرات األساسية التي‬ ‫تم وضعها مسبقا‪ ،‬نظمت «حركة بدائل مواطنة»‬ ‫وشركاؤها ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و‪ 22‬شتنبر بمدينة فاس ‪ ،‬ملتقى‬ ‫تحت شعار « مساهمة المجتمع المدني ودوره في بلورة‬ ‫وتتبع برامج العمل والتنمية المحلية »‪.‬‬ ‫‪ ‬اختيار تنظيم هذا الملتقى في هذا الشهر‬ ‫بالضبط ‪ ،‬وتمحور أشغاله حول تتبع وتقييم برامج عمل‬ ‫الجماعات الترابية لم يكن عمال اعتباطيا ‪ ،‬بل أماله سياق‬ ‫استهالك مجالس الجماعات الترابية لثالث سنوات من‬ ‫عمرها ‪ ،‬ورسو مراكبها اليوم بميناء التقييم كمحطة‬ ‫أساسية قبل دخول مرحلة السرعة األخيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الهيئات االستشارية ‪ ،‬والطيف المدني ‪ ،‬والمنتخب‬ ‫‪ ،‬واألكاديمي ‪ ،‬المشارك في هذا اللقاء الهام ‪ ،‬حاول‬ ‫صياغة أجوبة دقيقة وموضوعية عن سيل من األسئلة‬ ‫المقلقة التي تشغل بال كل من يوجد في عالقة تماس‬ ‫بالتنمية المحلية ‪ ،‬وعالقة هذه األخيرة بالمقتضيات‬ ‫الدستورية ‪ ،‬التي وسعت كثيرا من مساحة المشاركة‬ ‫المواطنة ‪ ،‬ووضعت القوانين التنظيمية ذات الصلة ‪،‬‬ ‫آليات وهيئات لتفعيل مبدأي الحوار والتشاور ‪.‬‬ ‫‪ ‬عقل الفاعل السياسي والفاعل المدني كل من زاوية‬ ‫فعله وحضوره ساءل المبادرات التي قد تكون مجالس‬ ‫الجماعات الترابية بمستوياتها الثالثة اتخذتها إلفساح‬ ‫المجال للمواطنات والمواطنين والجمعيات للقيام بتتبع‬ ‫المشاريع‪ ،‬وأشكال هذا التتبع ‪ ....‬ومدى حضور الهيئات‬ ‫االستشارية في حياة الجماعة ‪ ،‬ومساهمات عضواتها‬ ‫وأعضائها في التتبع والتقييم ‪ ،‬وهل يؤخذ بآراء هيئات‬ ‫الحوار والتشاور ‪ ،‬أم أن دورها ال يخرج عن تأثيث الصورة‬ ‫العامة للمشاركة المواطنة ؟‬ ‫‪ ‬المشاركات والمشاركين في الملتقى تابعوا عدة‬ ‫عروض تقدم بها باحثون وأكاديميون وخبراء في‬ ‫مجال التنمية الترابية واآلليات االستشارية‪ .‬وهكذا‬ ‫سلط األستاذ محمد بومليك الضوء على « إعداد برامج‬ ‫التنمية الترابية بين المقتضيات الدستورية والقانونية‬ ‫ومتطلبات الحكامة « أما األستاذ الطاهر برادة فقدم‬ ‫«نتائج االستمارة حول تحيين وتتبع برامج عمل‬ ‫الجماعات الشريكة» ‪ .‬من جهته أفاض األستاذ عبد‬ ‫الكبير الجميعي الحديث في موضوع ‪ « ‬دور المجتمع‬ ‫المدني والهيئات االستشارية في بلورة وتحيين وتتبع‬ ‫المخططات التنموية الترابية « ‪.‬‬ ‫‪ ‬بعد هذه الحزمة من المداخالت الهامة التي‬ ‫غطت أشغال الملتقى‪ ،‬انتقل المشاركات والمشاركون‬ ‫لالستماع لتجارب بعض الهيئات االستشارية‪ ،‬والجماعات‬ ‫الترابية‪ ،‬والجمعيات‪ ،‬في مجال إعداد برامج التنمية‪،‬‬ ‫وتحيين برامج العمل‪.‬‬ ‫‪ ‬الملتقى المنظم من طرف «حركة بدائل مواطنة»‬ ‫وشركاؤها ‪ ،‬يدخل في إطار «برنامج دعم المجتمع‬ ‫المدني» الذي تموله وتساهم في تفعيله منظمات‬ ‫دولية ‪ ،‬صدرت عن أشغاله الئحة من التوصيات ‪ ،‬تنتصر‬ ‫في أبعادها لصياغة دفتر للتحمالت يرفع التحديات‬ ‫المحدقة بالمشاركة المواطنة ‪ ،‬وتساهم أطرافها كل‬ ‫من موقعه ‪ ،‬في إعطاء نفس قوي لهذه المشاركة ‪ .‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫محمد بن ددو�ش‬ ‫‪1929‬‬

‫محمـــد بن ددوش أحـــد أبرز الوجــوه اإلعالمية في المغرب‪ .‬عرفه المواطنون إذاعيا صحفيا ومسؤوال‪،‬‬ ‫ولكن ما ال يعرفه الجيل الحالي أنه كان يقدم النشرات اإلخبارية في التلفزة المغربية‪ .‬بدأ عمله باإلذاعة‪ ،‬قبل‬ ‫بداية البث التلفزي بالمغرب‪ ،‬وكباقي اإلذاعيين استعان به المسؤولون عن التلفزيون وبعدد آخر من نجوم‬ ‫اإلذاعة‪ ،‬إما لتقديم األخبار أو إلعداد وتقديم البرامج‪ ،‬مباشرة على الهواء‪ ،‬نظرا لقلة اإلمكانيات‪ .‬محمد بنددوش‬ ‫واحد من الذين وضعوا اللبنات األولى في الحقل السمعي البصري بالمغرب‪ ،‬وواحد من الشخصيات التي‬ ‫أثرت الحقل اإلعالمي المغربي‪ ،‬سواء على مستوى التلفزيون أو اإلذاعة‪ ،‬تألق فيهما في فترتي الستينيات‬ ‫والسبعينيات‪ ،‬ليتحول بذلك إلى نجم إذاعي وتلفزيوني ‪.‬‬ ‫ولــــد محمــد بــن ددوش سنـــة ‪ 1929‬بتلمسان‪ ،‬ودرس بجامعة القرويين بفاس والتحق باإلذاعة‬ ‫المغربية سنة ‪ 1952‬م‪ ،‬حيث ارتقى في عدة مناصب‪ ،‬وأصبح مديرا لها ما بين ‪ 1974‬م و ‪1986‬م‪ ،‬كما‬ ‫شغل منصب مستشار إعالمي في ديوان األمين العام لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬وشارك بكتابات متنوعة في‬ ‫مختلف الصحف المغربية‪ ،‬وحاز عدة أوسمة وطنية و دولية ‪.‬‬ ‫يرتبط تاريخ محمد بنددوش باإلذاعة‪ ،‬حتى وإن كان من رواد‬ ‫اإلذاعة الوطنية منذ بداياتها األولى‪ ،‬وكان أحد مدرائها لما يزيد على‬ ‫عقد ونصف من الزمن‪ ،‬بل ارتبط بصوت ثاقب‪ ،‬ال يمن أن تغفل األذن‬ ‫سريان نبراته إليها بالمرة‪.‬‬ ‫إن محمد بن ددوش لم يؤسس ألداء إعالمي ملؤه العفوية‬ ‫والتلقائية والصدق‪ ،‬في زمن كانت تقطع بظله األعناق واألرزاق‪،‬‬ ‫لمجرد تجاوز بسيط‪ ،‬بل أسس لهالمية تراتبية الصوت والصورة‬ ‫بالمنبر‪ ،‬لدرجة يدرك المرء معها بيسر كبير‪ ،‬أنه بإزاء بنددوش سواء‬ ‫سمعه باإلذاعة‪ ،‬أو أغمض عينيه‪ ،‬لإلنصات له وهو بالتلفزة‪.‬‬ ‫بنددوش‪ ،‬كان يتوجه عبر اإلذاعة إلى المستمعين من طبيعة‬ ‫أخرى‪ ،‬مستمعين متعطشين إلى معرفة تفاصيل ذلك الورش الكبير‬ ‫الذي انخرط فيه مغرب ما بعد االستقالل من أجل البناء والتقدم‪ ،‬بن‬ ‫ددوش وطني غيور وصحافي متفوق‪ ،‬عمل من أجل أن تصبح اإلذاعة‬ ‫على هذا النحو الذي توجد عليه اليوم‪ ،‬ضمن مغرب يتطور باستمرار‪.‬‬ ‫استمرت رحلة محمد بن ددوش مع العمل اإلذاعي لمدة ‪50‬‬ ‫سنة‪ ،‬هذه المسيرة دونها في مؤلف من ‪ 583‬صفحة من القطع‬ ‫الكبير‪ ،‬استعرض فيه أحداثا كبرى عاشتها البالد‪ ،‬بعد عودة جاللة‬ ‫المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى وحصول المغرب على‬ ‫االستقالل‪ ،‬وانطالق بناء الدولة المستقلة ودور اإلذاعة الوطنية في‬ ‫خضم التيارات السياسية التي عرفتها الساحة المغربية‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬يعتبر الكاتب والصحافي محمد العربي المساري‪ ،‬الذي جايل‪،‬‬ ‫بنددوش في اإلذاعة خالل السنوات األولى لالستقالل أن «بنددوش‬ ‫فضال عن كونه مؤرخا للعمل اإلذاعي في مغرب االستقالل‪ ،‬يجده‬ ‫القارئ شاهدا على التاريخ‪ ،‬حينما يقدم إضاءات على األحداث التي عاشها أو واكبها‪ ،‬ومنها وجوده كرهينة في‬ ‫دار اإلذاعة يوم محاولة انقالب الصخيرات‪ .‬بنددوش‪ ،‬يسير في ثالثة مسارات متوازية‪ ،‬فهو بشكل من األشكال‬ ‫سيرة عملية وإدارية لمؤلفه مثلما هو في نفس الوقت‪ ،‬تأريخ للمراحل التي قطعتها دار اإلذاعة التي كانت‬ ‫تسمى أثناء الحماية ـ راديو ماروك ـ ليصبح اسمها بعد االستقالل اإلذاعة المغربية أو راديو المغرب‪ .‬تلك النقلة‬ ‫الكبرى من بوق إعالمي يمجد سياسة االستعمار الفرنسي‪ ،‬إلى صوت الشعب المغربي‪ ،‬قادها إذاعيون مغاربة‪،‬‬ ‫من بينهم بنددوش‪.‬‬ ‫أما المسار األخير‪ ،‬فيتمثل في تدوين بنددوش‪ ،‬بأسلوب سلس‪ ،‬لكثير من األحداث السياسية واالجتماعية‬ ‫والفنية بما فيها المتسمة بالطرافة كان شاهدا عليها‪ ،‬على اعتبار أن اإلذاعة ظلت خالل سنوات ما بعد‬ ‫االستقالل‪ ،‬الصوت الذي يسمعه المغاربة في كل الجهات التي يصلها البث اإلذاعي وتغطيها األمواج العاملة‪،‬‬ ‫حيث الصحافة الورقية ذات توزيع محدود وضعيف مقصور على المدن‪.‬‬ ‫يستعرض الصحافي محمد بن ددوش في كتابه ـ رحلة حياتي مع الميكروفون ـ السجل الحافل للوقائع التي‬ ‫عاشها وواكبها خالل مسار‪ ،‬امتد ألزيد من خمسين عاما من ممارسة عمله في اإلذاعة‪ ،‬منذ بداية االستقالل‬ ‫معززا بانطباعاته خالل تغطيته الصحافية كشاهد يؤرخ ألحداث كبرى عاشتها البالد‪ .‬وبدأت رحلة بنددوش‬ ‫الطويلة سنة ‪ 1952‬م بترجمة نشرة األخبار من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية وإذاعتها‪ ،‬ويروي الكاتب‬ ‫تغطيته لعودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى وانطالقة بناء الدولة المستقلة‪ ،‬ودور اإلذاعة المغربية‬ ‫في خضم التيارات السياسية التي عرفتها الساحة في بداية االستقالل و أمام توالي الحكومات»‪ .‬وشكلت‬ ‫اإلذاعة أول نقطة توتر بين الحكومة المغربية وفرنسا في بداية عهد االستقالل‪ ،‬بعد إذاعة برنامج كان يقدمه‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫ابن ددوش أسبوعيا‪ ،‬وتضمن انتقادات شديدة اللهجة لسياسة فرنسا‪ ،‬آنذاك‪ ،‬في مستعمرتها الجزائر‪ ،‬وخلف‬ ‫حملة صحفية فرنسية ضد المغرب ‪ .‬ويرصد المؤلف كيف واكبت اإلذاعة رحلة الملك الراحل محمد الخامس إلى‬ ‫إسبانيا خالل المفاوضات التي أفضت إلى تكريس وحدة واستقالل المغرب ومرحلة االزدهار التي عاشتها مع‬ ‫الملك الراحل بعد رجوعه من المنفى‪ .‬وانطالقا من مواكبته المهنية لمختلف مراحلها‪ ،‬تناول الكاتب الجوانب‬ ‫الدبلوماسية للمسيرة كقوة ضغط خالل المفاوضات المغربية اإلسبانية التي توجت باتفاقية مدريد سنة‬ ‫‪1975‬م‪ ،‬وكذا أهمية دور إذاعة طرفاية المحلية التي عملت‪ ،‬إلى جانب اإلذاعة المركزية‪ ،‬على إيصال صوت‬ ‫المسيرة إلى المستمعين داخل المغرب وخارجه‪.‬‬ ‫وكان بن ددوش الصـــوت اإلذاعــي األول الذي أعلن مباشرة على اإلذاعة صباح يوم ‪ 6‬نونبر ‪1975‬م‪،‬‬ ‫انطالق المسيــرة واجتيازها للحدود الوهمية التي فرضها االستعمار على المنطقة‪.‬‬ ‫واعتبر بنددوش من جهة أخرى في كتابه أن تأسيس إذاعة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬شكل بداية مرحلة‬ ‫المزاحمة اإلذاعية‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه اإلذاعة استفادت في بداية عهدها‬ ‫من أجهزة البث الخاصة باإلذاعة الوطنية على حساب هذه األخيرة‪،‬‬ ‫التي سعى العاملون فيها بالمقابل إلى تطوير منتوجهم اإلخباري‪ ،‬قدر‬ ‫المستطاع‪ ،‬والخروج عن النمط التقليدي‪ ،‬رغم العراقيل المرتبطة أساسا‬ ‫بتبعية اإلعالم لوزارة الداخلية في ذلك العهد‪.‬‬ ‫وتطرق بن ددوش لهذه المرحلة بالذات‪ ،‬واعتبر أن تبعية اإلذاعة‬ ‫والتلفزة المباشرة لسيطرة وزارة الداخلية منذ ‪1986‬م‪ ،‬عملية قرصنة ال‬ ‫أقل وال أكثر وعملية احتجاز لإلبداع الفكري والفني وتكميم األفواه ونشر‬ ‫الرعب والخوف في صفوف العاملين بهذه المؤسسة‪.‬‬ ‫كما يورد بنددوش القصة الكاملة لسيطرة انقالبيي الصخيرات‬ ‫على اإلذاعة سنة ‪1971‬م‪ ،‬حين وجد نفسه رفقة الصحافيين والمذيعين‬ ‫والتقنيين والفنانين تحت رحمة السالح دون سابق إنذار لعشر ساعات‬ ‫عصبية‪ ،‬وتحولت اإلذاعة إلى مستودع للرهائن‪ ،‬من أبرزهم الفنان‬ ‫المصري الراحل عيد الحليم حافظ الذي كان موجودا في اإلذاعة آنذاك‪.‬‬ ‫وتكتسب الروايات التي يسجلها بنددوش عن األحداث العاصفة التي‬ ‫مر بها المغرب في مطلع السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬أهميتها البالغة‬ ‫من كونه كان قريبا من تلك األحداث من موقعه في اإلذاعة المغربية‪،‬‬ ‫حيث عاش تجربة صعبة شاقة على النفس‪ ،‬فعرف دقائق األمور وخبايا‬ ‫الوقائع‪ ،‬وسجل ما عاشه وعرفه وكابده‪ ،‬بقلمه الجميل الذي هو من‬ ‫جمال صوته الذي توفرت له الشروط المهنية لإلذاعي المحترف الناجح‬ ‫الذي يجمع بين المواهب الفطرية والملكات الذاتية‪ ،‬وبين المؤهالت‬ ‫التي اكتسبها بالقراءة واالطالع وتتبع األحداث وتحليلها والتعليق عليها‪،‬‬ ‫والخبرات التي جناها وتراكمت لديه من تجاربه الطويلة في اإلعالم‬ ‫السمعي‪.‬‬ ‫فمن مزايا هذا الكتاب أنه ينفرد بحصيلة وافرة من المعلومات الموثقة يوردها عن الوقائع واألحداث ال‬ ‫نجدها في مظـان أخــــرى‪ ،‬خاصة ما يتصـل منهـــا بخلفيــات مؤامرة الصخيرات سنة ‪1971‬م‪ ،‬وما جرى أثناء‬ ‫التحضير لإلعالن عن القرار التاريخي الذي اتخذه الملك الحسن الثاني‪ ،‬بانطالق المسيرة الخضراء سنة ‪1975‬م‪،‬‬ ‫وما كان يجري في اإلذاعة والتلفزة في الثمانينيات من هيمنة وزارة الداخلية في عهد الوزير البصري‪ .‬وهي‬ ‫مرحلة عانى منها المؤلف أشد المعاناة‪ ،‬بحيث عومل بطريقة غير إنسانية وبعيدة عن األصول الوظيفية‪ ،‬ال‬ ‫تليق بتاريخه المهني المشرف وال بعطائه الوطني لصالح بالده على مدى قرن من الزمن‪ ،‬عاش خاللها نجما‬ ‫إذاعيا ساطعا ورائدا إعالميا محمود الذكر من الجميع‪.‬‬ ‫وبدأت رحلة بن ددوش الطويلة سنة ‪ 1952‬م بترجمة نشرة األخبار من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية‬ ‫وإذاعتها‪ ،‬وسجله حافل بممارسة إعالمية إلى جانب جيل االستقالل الذي خلف جيال له لغة عتيقة ومفاهيم‬ ‫متوارثة منذ إنشاء اإلذاعة في ‪1928‬م‪.‬‬ ‫ومن المواقف الوطنية البن ددوش‪ ،‬إيقافه عن العمل من اإلذاعة بداية عام ‪1956‬م قبيل االستقالل‪ ،‬على‬ ‫يد آخر مقيم عام لفرنسا بالمغرب‪ ،‬ألنه أشاد على أمواج اإلذاعة في برنامجه «العالم في أسبوع» بالوطنيين في‬ ‫المغرب والجزائر‪ ،‬الذين خاضوا معركة واحدة ضد االحتالل الفرنسي‪ .‬فالرجل إذاعي كبير دخل تاريخ اإلذاعة‬ ‫من بابه الواسع دون منازع‪ .‬وتكفي اإلشارة إلى أن بنددوش‪ ،‬الذي غادر اإلذاعة سنة ‪1986‬م‪ ،‬عمل في ظل ‪17‬‬ ‫وزيرا لإلعالم و‪ 11‬مديرا عاما توالوا على اإلذاعة الوطنية التي تحولت اآلن إلى شركة وطنية مملوكة بالكامل‬ ‫للدولة‪.‬‬

‫التمييز بسبب المعتقد يالحق نقل األموات بوزان !‪ ‬‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‪ ‬‬ ‫هل مدينة وزان تنسحب عليها أحكام دستور‬ ‫المملكة المصادق عليه في عز الربيع الديمقراطي‬ ‫سنة ‪ 2011‬؟ إذا كان الجواب باإليجاب وهذا من‬ ‫بـاب تحصيل الحاصل‪ ،‬فمن هي جيوب مقاومة‬ ‫اشراقات أسمى قانون في البالد التي لم تستوعب‬ ‫بعد انخراط البالد في «حماية منظومتي حقوق‬ ‫اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني والنهوض‬ ‫بهما‪ ،»...‬فتعمل جاهدة على تعطيل أحكـامـه التي‬ ‫من بينهـا «حضر ومكافحة كل أشكال التمييز‪،‬‬ ‫بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو‬ ‫االنتماء االجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو اإلعاقة أو‬ ‫أي وضع شخصي‪ ،‬مهما كان»؟ وهل لم يكف هذه‬ ‫الجيوب التمييز بكل أشكاله الذي يعاني من آفاته‬ ‫األحياء‪ ،‬فانتقلوا لتعميمه حتى على األموات ؟‬ ‫كان البد من هذا المدخل الحقوقي لو أن الجهات الرسمية التي أقدمت مشكورة على‬ ‫وضع سيارة لنقل األموات بالجماعة الترابية وزان‪ ،‬لم تعتمد المقاربة المبنية على التمييز‬ ‫بسبب المعتقد حين خصصت سيارة لنقل المسلمين ( انظر الصورة) دون غيرهم من البشرغير‬ ‫المعتنق لديننا الحنيف‪ ،‬الذي قد يلفظ أنفاسه فوق تراب جماعة دار الضمانة ! هل الوثائق‬ ‫الرسمية( البطاقة الوطنية‪ ،‬جواز السفر‪ )...‬التي يحملها معه هذا الشخص مدونة فوقها الهوية‬

‫الدينية لحاملها حتى يتم تحديد نقل جثته من عدمه؟‬ ‫وهل هناك من فتوى تحرم نقل المسلمين وغير‬ ‫المسلمين في نفس سيارة نقل األموات ؟‬

‫العالم ؟‬

‫لم يستوعب كل من صادف هذه السيارة وهي‬ ‫تجوب الشوارع والطرقات لنقل الموتى‪( ،‬لم يستوعب)‬ ‫الخلفية الحقيقية التي دفعــت اللجنــة اإلقليميــة‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬ومجلس جماعة‬ ‫وزان البصم على واجهة هذه السيارة بعبارة «سيارة‬ ‫نقل أم��وات المسلمين» التي تمتح من قاموس‬ ‫التمييــز بسبب المعتقد الذي لم يقل به رب العالمين‪،‬‬ ‫ويحضره أسمى تشريع ببالدنا ‪ .‬هذه البالد التي‬ ‫تجد سر قوتها في تسامحها الديني‪ ،‬وانصهار كل‬ ‫مكوناتها‪ ،...‬والغنية بروافدها‪ ..... ‬ألم يتعايش فوق‬ ‫أرض وسماء دار الضمانة ردحــا من الزمن المسلمـون‬ ‫واليهـود في سكينة وطمأنينة وود قل نظيره في بقاع‬

‫إذا كانت عبارة «سيارة نقل أموات المسلمين» المنقوشة بالبنض العريض على واجهة‬ ‫السيارة قد سقطت سهوا! فإن التعجيل بالتشطيب عليها وتعويضها ب «سيارة نقل األموات»‬ ‫هو من سيحكم على النوايا التي يتمنى كل من يتملك النزر القليل من الثقافة الحقوقية بأن‬ ‫تكون حسنة‪ ،‬وأن ال تتكرر مثل هذه االنزالقات التي تكلف بالدنا الكثير في المحافل الدولية‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫خم�سة ت�آليف للفقيه العالمة احل�سن َ‬ ‫الغ ّ�سال الطنجي ‪:‬‬

‫‪ - 4‬مختصر إيضاح البرهان والحجة في تفضيل ثغر طنجة‬ ‫الدرة الثمينة البهية صانها اهلل رب البرية من كل سوء وبلية‬ ‫تقديم وتخريج ‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬

‫نسعى من خالل نشر هذه السلسة األولى من النصوص إلى تعريف قراء جريدة «الشمال» الغراء بخمسة تآليف قيدها الفقيه العالمة الحسن‬ ‫بن محمد الغسال الطنجي‪ .‬ولقد عرف عن الفقيه الغسال أنه كان غزير التقييد ال سيما للتآليف المختصرة التي تأتي على شاكلة المقاالت‬ ‫والرسائل اللطيفة‪ .‬وهي مقاالت على وجازتها ال تخلو من فوائد علمية وحضارية‪ ،‬سلك فيها الفقيه الحسن الغسال نهجا يتمثل في اختيار‬ ‫البحث في موضوع معين‪ ،‬فيقدم له ثم يعززه ببعض الشواهد األصلية‪ .‬وعلى طريقة «ما قل ّ‬ ‫ودل» هذه أجاد الحسن الغسال وأفاد في عدد من‬ ‫المواضيع العلمية والفقهية والتاريخية التي تناولها بالدرس والتحليل أو الوصف‪ .‬والتآليف التي سوف ننشرها تباعا هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أهل فاس ِنعْم الناس‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سؤال عن لعب الكرة وجوابه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الرحلة إلى جبل طارق لمقابلة سلطان اإلنجليز سنة ‪1321‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مختصر إيضاح البرهان والحجة في تاريخ ثغر مدينة طنجة‪ ،‬الدرة الثمينة البهية صانها اهلل خير البرية من كل سوء وبلية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬التعريف بالحضرة المراكشية وبمن وقفت عليه من األولياء والعلماء األجالء‪.‬‬ ‫• النص ‪:‬‬

‫وقال ابن خلدون‪« :‬وكانت طنجة من أول دولة الموحدين من‬ ‫أعظم عماالتهم وأكبر ممالكهم بما كان بيدهم من ثغور العدوة‬ ‫وكانت عندهم مرفأ األساطيل ودار إلنشاء اآلالت الحربية وفرضة‬ ‫الجواز إلى الجهاد‪ ،‬فكانت واليتها مختصة بالقرابة من السادات‬ ‫بني عبد المؤمن»‪ .‬انتهى‬

‫هذا مختصر ايضاح البرهان والحجة في تفضيل ثغر طنجة الدرة‬ ‫الثمينة البهية صانها اهلل رب البرية من كل سوء وبلية‪ .‬لعبيد ربه‬ ‫ عزّ ّ‬‫وجل‪ -‬الحسن الغسال‪ ،‬كان اهلل له في الحال والمئال‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد هلل الملك العزيز في ملكه‬ ‫واقتداره‪ ،‬الذي ملك الوجود بقوته‪ ،‬وأوجده بإرادته واختياره‪ ،‬وم ّلك‬ ‫منه ما شاء لمن شاء من عباده‪ ،‬على حسب ما سبق في علمه وتعلق‬ ‫إرادته‪ ،‬يعز من يشاء‪ ،‬ويذل من يشاء‪ ،‬ال شريك له في ملكه‪ ،‬فكل‬ ‫ما في العالم بأسره من أثر قدرته‪ ،‬فسبحان من أراد فأدار األفالك‬ ‫بالحكمة‪ ،‬وأنفذ في براياه قضاياه وحكمه‪ ،‬وسلم من سلم إليه األمر‬ ‫من األسواء والمكاره‪ ،‬ونظمه في سلك أبراره‪ .‬أحمده سبحانه على‬ ‫ما أولى من نعمه‪ ،‬وأجزل الناس من قسمه‪ ،‬وأصلي على رسوله‬ ‫موالنا محمد سيد العرب والعجم‪ ،‬المبعوث إلى جميع األمم‪ ،‬وعلى‬ ‫آله وأصحابه أعالم الهدى ومصابيح الظلم‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫وناهيك بفخامة ابنها حفيد سيدنا نوح عليه السالم‪.‬‬ ‫وفي وقعة الوطاسيين أيام دولة عبد الحق بن سعيد المريني‬ ‫آخر ملوك بني مرين استولى البورتقال على طنجة وزحفوا إليها‬ ‫من سبتة في ألوف من العساكر‪ ،‬واستولوا عليها‪ ،‬واستمرت في‬ ‫أيديهم أكثر من مائة سنة‪ .‬ثم استولى عليها اإلنجليز‪ ،‬وبقيت‬ ‫بيده أكثر من عشرين سنة‪ .‬وإنما األرض هلل يورثها من يشاء من‬ ‫عباده‪ .‬ثم إن السلطان عبد الجليل موالنا اسماعيل ‪ -‬قدس اهلل‬ ‫روحه ونور ضريحه وخلد الملك في عقبه إلى قيام الساعة‪ -‬عقد‬ ‫للباشا أبي الحسن علي بن عبد اهلل الريفي على جيش المجاهدين‬ ‫ووجهه لحصار طنجة‪ ،‬فضيقوا على من كان بها إلى أن تركوها‬ ‫خاوية على عروشها بعدما خربوها وهدموا أسوارها وأبراجها‬ ‫ومساجدها وأفسدوا مجاري مائها وتركوها خاوية وانصرفوا لحال‬ ‫سبيلهم فدخلها المسلمون والحمد هلل في ربيع األول سنة خمس‬ ‫وتسعين وألف‪ ،‬قاله في «النزهة»‪ .‬فكان لموالنا اسماعيل بها أثر‬ ‫جميل‪ ،‬وكل ذلك منه ابتغاء هلل تعالى وثوابه نفعه اهلل بقصده‪ .‬ثم‬ ‫شرع الباشا المذكور في بناء ما تهدم من مساجدها وأبراجها وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬فجزاه اهلل خيرا‪.‬‬

‫فال يكاد يخفى على من له أدنى دراية واطالع على كتب‬ ‫التواريخ القديمة والحديثة أن طنجة أقدم مدن الغرب كلها على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬ففي رحلة العالمة الزياني ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬ما نصه‪« :‬وأوّل‬ ‫من عمر سواحل المغرب البحرية قبل دخول البربر له أوالد يافث‬ ‫بن سيدنا نوح عليه السالم لما نزلوا األندلس‪ ،‬وأندلس بن يافث‬ ‫هو أول من نزلها في إخوته وتناسلوا بها ولما كثر نسلهم تفرقوا‪،‬‬ ‫فبنى سبت سبتة‪ ،‬وبنى طنج طنجة‪ ،‬فنسبتا إليهما»‪ .‬انتهى‬ ‫ويؤيده ما في «نفح الطيب» في الكالم عن األندلس فيراجع‪.‬‬ ‫وفي الروض المعطار‪« :‬وإن طنجة القديمة تركها أهلها وبنوا في‬ ‫سفح الجبل»‪ .‬انتهى‪ .‬ولعل المراد بطنجة القديمة التي تركها‬ ‫أهلها هي المعروفة عندنا اليوم بطنجة البالية واهلل أعلم بحقيقة‬ ‫األمر‪ .‬وقيل كانت ترسنة إلنشاء األساطيل الحربية‪.‬‬ ‫وقال ابن الجزار في كتابه عجائب البلدان‪« :‬ليس بعد مكة‬ ‫المشرفة في البنيان إال مدينة طنجة»‪ .‬وقال اإلمام عبد اهلل بن‬ ‫القاسم في «اختصار اقتباس األنوار»‪« :‬طنجة مدينة قديمة على‬ ‫ساحل البحر الشامي تقارب المجاز في عدوة افريقية ينسب إليها‬ ‫سليمان بن أحمد الطنجي أصله منها»‪.‬‬ ‫وقال في المسالك‪« :‬تعرف بالبربرية بوليلي على شاطئ بحر الزقاق مسورة متقنة البناء‪ ،‬وهي محط‬ ‫السفن اللطاف ألن الريح الشرقية توذي فيها‪ ،‬وهي طنجة البيضاء القديمة المذكورة في التواريخ‪ ،‬وهي آخر‬ ‫حدود أفريقية طوال‪ ،‬وقيل إن عمالة طنجة كانت مسيرة شهر في مثله‪ ،‬وإن ملوك المغرب كانت دار مملكتهم‬ ‫طنجة‪ ،‬وإن ملكا من ملوكها كان في عسكره ثالثون فيال‪ ،‬غير أن بناءها القديم اندثر وغلب عليها الرمل‬ ‫وانتقلت العمارة فوقها»‪.‬‬ ‫وفي «جذوة االقتباس» ما نصه‪« :‬وسار ادريس ومواله راشد حتى نزال مدينة طنجة الخضراء وهي يومئذ‬ ‫قاعدة بالد المغرب وأم مدنها إذ لم يكن يومئذ بالمغرب مدينة أعظم منها وال أقدم‪ ،‬فأقاما بها أياما ثم‬ ‫نهضا منها حتى نزال مدينة وليلي التي تعرف اليوم بقصر فرعون عند جبل زرهون»‪.‬‬ ‫وفي «تكميل التقييد» للعالمة بن غازي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬ما نصه‪« :‬فائدة‪ :‬طنجة كانت قاعدة المغرب‬ ‫األقصى في زمن اإلمام مالك وابن القاسم ولم تكن مدينة فاس في أيامها وإنما أسست بعد وفاة مالك‬ ‫ببضعة عشر عاما وبعد موت بن القاسم بنحو عام وذلك مما تضمنه قولنا في بعض األراجز‪:‬‬ ‫قد فتح الغرب بسوس األقصى موسى وطارق بما ال يحصى‬ ‫سنة تسعين خالفــة الوليـــد وبعد عامين غدا الفتح يزيد‬ ‫فافترس األندلــس العقبـــان وبـــر في قسمـــه يليـــان‬ ‫دخلهــا بعد الفتــى المــروان في عام فلحـ عابــد الرحمـن‬ ‫وعقدت رايتـــه في القصـــب وجاءنــا ادريـس عام فعـب‬ ‫إلى آخر الرجز‪.‬‬ ‫وقال صاحب «الجمان» ما نصه‪« :‬افتتح سيدنا عقبة بن نافع الفهري القرشي المغرب‪ ،‬ونزل على طنجة‬ ‫فحاصرها واستنزل ملكها يليان الغماري فنزل على حكمه بعد أن أعطى له أمواال باهظة‪ ،‬واهلل وارث األرض‬ ‫ومن عليها وهو خير الوارثين»‪.‬‬

‫كلها بيده‪.‬‬

‫هذا غاية ما وقفنا عليه من التعريف بثغرنا الطنجي كأله اهلل‬ ‫وحماه‪ ،‬ومن كل سوء وبالء وقاه‪ ،‬واهلل تعالى أعلم بغيبه األمور‬

‫وكانت حالة بين ظهراني أهل طنجة عدة من العلماء الجهابذة الذين كانت ترد عليهم األسئلة من كل‬ ‫ناحية‪ ،‬ويجيبون عنها بأجوبة مفيدة حسبما في «المعيار» من نوازل الشهادات واألقضية‪ ،‬وغيره من كتب‬ ‫النوازل الفقهية‪ .‬وقيل‪ :‬كان بمدينة طنجة أيام الدولة اللمتونية المرابطية نحو مائة من األدباء وأكبرهم‬ ‫الحصري الطنجي المشهور لدى أهل المشرق واألندلس بالرياسة في الشعر واألدب‪ ،‬ويؤيده ما في «نفح‬ ‫الطيب» في الكالم على المعتمد بن عباد ونصه‪« :‬ولما اجتاز إلى طنجة المعتمد بحال سجنه لقيه الحضري‬ ‫الشاعر وكان قد ألف له كتاب «المستحسن في األشعار»‪ ،‬فلم يقض بوصله له إليه إال وهو على تلك الحالة‪،‬‬ ‫فلما أخذ المعتمد الكتاب قال للحصري‪ :‬ارفع هذا البساط وخذ ما تحته‪ ،‬فباهلل ما أملك غيره»‪.‬‬ ‫فسبحان من بيده مصرف الخالئق بين رفع وخفض وبسط وقبض‪ ،‬وإبرام ونقض‪ ،‬وإسعاد وإضالل‪،‬‬ ‫وإعزاز وإذالل‪ ،‬وإماتة وإحياء‪ ،‬وإيجاد وإفناء‪ ،‬مبيد القرون الخالية واألمم الماضية‪ ،‬فهل ترى لهم من باقية‪.‬‬ ‫بتقديره النفع والضر‪ ،‬وله الخلق واألمر‪ ،‬ال يسأل عما يفعل وهم يسألون‪ ،‬واهلل غالب على أمره ولكن أكثر‬ ‫الناس ال يعلمون‪ ،‬إن في ذلك آليات للعالمين‪ .‬والصالة والسالم على سيدنا محمد خاتم النبيئين وعلى آله‬ ‫وأصحابه أجمعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫انتهى باختصار من «إيضاح البرهان والحجة في تفضيل ثغر طنجة» المؤرخ فاتح عام إحدى وعشرين‬ ‫وثالثمية وألف هجرية بمدينة طنجة البهية‪ ،‬حرسها اهلل رب البرية‪.‬‬ ‫على يد جامعها عبد ربه ‪-‬عزّ ّ‬ ‫وجل‪ -‬الحسن بن محمد الغسال‪ ،‬أصلح اهلل له األحوال في األقوال واألفعال‪،‬‬ ‫بمنه وكرمه آمين ‪1321‬هـ‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫‪11‬‬

‫وقفة مع كتاب «تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب‬ ‫من ‪ 1830‬إلى ‪ »1990‬للدكتور عباس الجراري (‪)2/2‬‬ ‫• سياقات المغرب وأثرها في الفكر واألدب‪.‬‬ ‫• إسهامات أدباء مغاربة في خارطة اإلبداع العربي‪.‬‬ ‫• فهم القضايا والظواهر سابق على نقدها‪.‬‬

‫ مفاهيم وتجليات‪:‬‬‫ساير الشعر الفترة الحديثة والمعاصرة (‪ )1990 - 1830‬في جمودها وتطورها‪ ،‬متأثرا بما‬ ‫اكتنفها من معطيات ومتطلبات‪ ،‬وهذا ما جعله في الفترة األولى « يبدو وقد أصابه الوهن‬ ‫والضعف‪ ،‬وهو ما أخمد فيه روح الجودة واألصالة‪ ،‬وما جعله ال ينبض بالحياة وال يتعمق التجاوب‪،‬‬ ‫وال يصدق القول وال يحمل في ترنيماته وقوافيه ما يدفق العواطف ويبعث فيها الدفء» أغلب‬ ‫موضوعاته تدور في إطار ذاتي خاص من غزل ووصف لمناظر الطبيعة ومجالس اللهو‪ ،‬وإن تعدته‬ ‫فإلى المساجالت واإلخوانيات والمدائح والمولديات‪.‬‬ ‫وألمر ما – لعله راجع إلى واقع الثقافة واألدب‪-‬انتقل مشعل الشعر من يد هؤالء إلى فئة خاصة‬ ‫من الشعراء أتيح لهم أن يبدعوا في المعرب والملحون‪.‬‬ ‫ومما يلفت االنتباه سواء في المشرق أم في المغرب‪ ،‬أن تحرك األدب عامة سار في اتجاهين‪:‬‬ ‫الكتابة النثرية اتجهت لتطوير أساليبها ومضامينها متمثلة الجديد الذي كانت تقدمه األنماط‬ ‫الغربية وتغري به‪ ،‬أما الشعر فيرجع إلى نماذجه األصلية محاوال بعثها وإحياءها‪.‬‬ ‫كما سعى النقد إلى المساهمة في تطوير الشعر مع مالحظة أمرين‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬أنه كان متأثرا بالحركة النقدية الجديدة في المشرق‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن هجوم نقاد هذه الحركة على شعراء كبار كانوا يعتبرون نموذجا مثاليا للمغاربة‪،‬‬ ‫جعل المغاربة يشكون في قيمة هذا النقد وال يميلون إليه‪.‬‬ ‫ومع تبلور الحركة الشعرية التي عرفها المشرق من خالل اتجاه شعراء الديوان وأبولو‬ ‫والمهجر‪ ،‬تأثرت المفاهيم المغربية‪.‬‬ ‫ومع استمرار الممارسة الشعرية المغربية مواكبة لكل التحوالت التي تفرزها الحركة الشعرية‬ ‫العربية المعاصرة‪ ،‬ظهرت مفاهيم طرحت قضايا جديدة كالشكل الجديد للقصيدة‪ ،‬وعمقت النظر‬ ‫في بعض القضايا السابقة كااللتزام‪ .‬إال أن أهم ما يلفت االنتباه في هذه الممارسة هو الرؤية‬ ‫الجديدة التي ينطلق منها الشعراء‪ ،‬وهي رؤية قد تتضح عند البعض فتفتح لهم واسع اآلفاق‪ ،‬وقد‬ ‫تغمض قليال أو كثيرا عند آخرين فتقصر أمامهم األبعاد‪.‬‬ ‫ويختم المؤلف هذه المفاهيم والتجليات بتصنيف الشعراء ووضعهم في فئات ست‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬مارست الشعر في حال ضعفه وانهياره‪ ،‬ويمثلها شعراء‬ ‫النصف الثاني من القرن الماضي‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬برزت في الربع األول من القرن الحالي مستمرة على نهج‬ ‫سابقتها مع تميز في المضامين ظهر به بعض الشعراء‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬تضم شعراء تفاعلوا مع عوامل اليقظة الوطنية‪ ،‬ووظفوا‬ ‫الشعر في مسار هذه اليقظة‪ ،‬في تأثر بالتراث وحركة اإلحياء المشرقية‬ ‫عند البعض‪ ،‬وفي تجاوب مع شعراء الديوان وأبولو والمهجر عند جيل‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬ظهرت بإبداعها في السنوات األولى لالستقالل‪ ،‬فتفاعلت مع‬ ‫الواقع وتحوالته اإليجابية والسلبية‪ ،‬وعاشت مشكالت اإلنسان المغربي‬ ‫والعربي‪ ،‬وتجاوبت معها بشيء غير قليل من الوعي والعمق‪ ،‬ووظفت‬ ‫الشعر لخدمة الوطن والمجتمع‪.‬‬ ‫الخامسة‪ :‬تتسم باالنفعال الثائر الرافض الذي يسعى إلى تجاوز‬ ‫التقاليد الشعرية وما تعارف عليه الشعراء السابقون من مضامين وأشكال‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬تسعى من منطلق إسالمي إلى أن تعيد للشعر ملمحه‬ ‫الروحي الصوفي‪ ،‬وتلقي عليه حلة من النقاء والطهر والسمو تجعله قادرا‬ ‫على التخطيط والتوجيه وحمل الرسالة‪.‬‬

‫‪ - 5‬معمار الكتاب‪:‬‬ ‫قسم المؤلف كتاب «تطور الشعرالعربي الحديث والمعاصر في المغرب من ‪ 1830‬إلى ‪»1990‬‬ ‫إلى ثالثة أبواب تتوزع على ستة فصول‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفرد والمجتمع‪ ،‬ويتضمن فصلين‪:‬‬ ‫• الفصل األول‪ :‬في رحاب الوجدان انطلق المؤلف من فكرة مفادها أن الشعر وجدان؛ باعتبار‬ ‫ه إبداعا ينطلق من التجربة‪ ،‬وال يكون إال صادرا من الوجدان ومفضيا إليه‪ ،‬سواء كانت موضوعاته‬ ‫عامة أو خاصة‪.‬‬ ‫وقد سار الشعر خالل الفترة المدروسة في خط تطوري مس التعبير العام الذي تجلى في‬ ‫مالمحه الوطنية واالجتماعية والقومية‪ ،‬إال أنه لم يبتعد عن مجاالت التعبير الخاص التي أتاحت‬ ‫له أن يتطلع إلى آفاق كان تجاوبه معها على غير ما هو معهود‪ ..‬مستشهدا بنصوص من شعر‬ ‫اإلخوانيات والمساجالت‪ ،‬وشعر المنافي الذي عبر فيه الشعراء عن مرارة الغربة وقساوة العيش‬ ‫بعيدا عن األهل والوطن‪ ،‬وشعر التغني بالمكان ووصف الطبيعة‪..‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصصه المؤلف ل «الواقع االجتماعي» متوقعا أن ينشغل الشاعر بقضايا أمته‬ ‫– االجتماعية منها خاصة‪ -‬للتحسيس بها والتنبيه إليجاد حلول لها‪ ،‬بالدعوة إلى اإلصالح والتغيير‪،‬‬ ‫أو غير ذلك مما يمكن أن يتوسل إليه بالرؤيا الشعرية القادرة على إثارة كوامن النفس‪.‬‬ ‫وبهذا تتحقق للشعر وظيفته الحق التي تتجاوز مجرد وصفه لهذا الواقع‪ ،‬ونقل حاالته إلى‬ ‫التفاعل معه وتفسيره وتأويله ثم تحريكه وتفجيره‪.‬‬ ‫فالشاعر المغربي على امتداد الحقبة المدروسة‪ ،‬والفترة المعاصرة منها على وجه الخصوص‬ ‫لم يفتأ يستمد من الواقع ومن كل ما تلقي به الحياة االجتماعية من مظاهر وظواهر وتناقضات‬ ‫وصراعات‪..‬يعترف بها ويعانيها ويتخذ منها موقفا واعيا يبرزه من خالل رؤاه‪.‬‬ ‫استشهد المؤلف بنصوص لشعراء الفترة المدروسة‪ :‬محمد بن العربي األدوزي‪ ،‬محمد‬ ‫بن اليمني الناصري وشقيقه محمد المكي الناصري‪ ،‬محمد عالل الفاسي‪ ،‬عبد المالك البلغيثي‬ ‫وغيرهم‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬الوطن واألمة في فصلين‪:‬‬

‫ الفصل األول‪ :‬التعبير الوطني المرتبط باألحداث السياسية‪ /‬الوطنية التي عرفها المغرب‬‫خالل الفترة المدروسة؛ فقد ركز المؤلف في هذا الفصل على الشعر الذي قيل عقب األحداث‬ ‫السياسية‪ :‬احتالل الجزائر‪ ،‬واقعة إيسلي‪ ،‬حرب تطوان‪..‬وشعر الدعوة إلى الجهاد‪.‬‬ ‫وكانت الحماية صدمة حركت المشاعر وهزت النفوس‪ ،‬إال أن المقاومة المسلحة بعثت األمل‪،‬‬ ‫وكانت انتصارات الثورة الريفية حافزا لبعث الهمم وإيقاظ الضمائر‪..‬‬

‫د‪ .‬هدى المجاطي‬

‫الدعوة إلى النهوض والتسلح بالعلم أبرز ما شغل الشعراء اإلصالحيين في موازاة مع مساندة‬ ‫المقاومة المسلحة‪ ،‬ومنهم‪ :‬محمد األعرج السليماني‪ ،‬محمد المكي الناصري‪ ،‬محمد المهدي‬ ‫الحجوي‪ ،..‬ومن نماذج هذا الشعر أورد المؤلف قصيدة «ليحيا الشباب وعصر الشباب» لمحمد‬ ‫اليمني الناصري‪ ،‬يحيي فيها الشباب المغربي الذي بدأ يرحل للدراسة في الخارج‪ ،‬ولعله قالها في‬ ‫البعثة التي وجهت إلى مصر سنة ‪.1938‬‬ ‫وكانت مناسبة عيد العرش فرصة فريدة للتعبير الوطني‪ ،‬وقد انبثقت فكرة االحتفال بها عن‬ ‫المؤتمر الثالث لطلبة شمال إفريقيا المسلمين الذي انعقد سنة ‪.1933‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬البعد القومي ويقصد به ذلكم الملمح الذي صدر نابعا من الشعور باالنتماء‬ ‫إلى األمة العربية‪ ،‬والتعلق بها والتجاوب مع قضاياها بوعي وحب‪ ،‬وهو انتماء نسجت خيوطه‬ ‫عوامل ثقافية وحضارية كثيرة في طليعتها اللغة والتاريخ والتراث واألصول المشتركة‪ ،‬وكذا وحدة‬ ‫الهموم والمشاكل والمصير؛ دون نسيان عامل الدين الذي يعتبر عنصرا أساسا في القومية‪ ،‬مما‬ ‫جعل المغاربة ينظرون إليها ممتزجة باإلسالم‪ ،‬وهي ال شك رؤية متطورة بالقياس إلى ما كان‬ ‫معهودا من قبل أن يعرف المفهوم القومي‪.‬‬ ‫وقد تجلت هذه الرؤية واضحة في التجاوب مع األحداث التي تعرضت لها بعض البالد‬ ‫اإلسالمية غير العربية؛ (ومثال ذلك تركيا حين احتل اليونان منها مدينة أزمير في ماي ‪)..1919‬‬ ‫ومن الشعراء الذين كتبوا عن هذا الحادث‪ :‬محمد الجزولي‪ ،‬محمد بن اليمني‪ ،‬عبد المالك‬ ‫البلغيثي‪..‬‬ ‫لقد كان الشاعر المغربي في تعبيره عن أحاسيسه القومية‪ ،‬يسعى دائما إلى إثبات أصالته‪،‬‬ ‫وتأكيد شخصيته العربية اإلسالمية‪ ،‬وتثبيت موقفه من االستعمار الذي يحاول أن يسلبه مالمح‬ ‫هذه الشخصية‪ ،‬ومن ثم كان الشاعر ينتهز مناسبة أي حدث عربي أو إسالمي ليعلن تجاوبه معها‬ ‫وتأثره بها‪.‬‬ ‫وتعد القضية الفلسطينية أهم موضوع قومي شغل الشعراء المغاربة على اختالف أجيالهم‬ ‫وثقافتهم وانتمائهم‪ ،‬وتباين أدواتهم التعبيرية‪..‬‬ ‫إضافة إلى قضية الجزائر – بدءا من احتاللها سنة ‪ 1830‬إلى قيام ثورتها التحريرية في نوفمبر‬ ‫‪ 1954‬التي شغلت كذلك نطاقا بالغ األهمية‪ ،‬وكانت تحث على القول فيها نفس‬ ‫الحوافز القومية المفعمة بروح العروبة واإلسالم‪ ،‬باإلضافة إلى الجوار‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬مقومات ومؤثرات‬ ‫الفصل األول‪ :‬مقومات فنية‬ ‫‪ - 1‬اإليقاع‪ :‬ال يفصل المؤلف بين شكل القصيدة ومضمونها‪ ،‬وما يرتبط‬ ‫بهما من عوالم نفسية ذات صلة بالتجربة الشعرية‪ ،‬كما يؤكد أن اإليقاع روح‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫وكانت لشعراء المغرب وجهات في هذا اإليقاع؛ منها ما هو رتيب وتقليدي‬ ‫ومنها ما يسعى إلى تطوير بعض األنماط التوشيحية‪ ،‬وعرج على نمط اإليقاع في‬ ‫القصيدة الحديثة المنبنية على التفعلة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اللغة‪ :‬كانت وقفة المؤلف مع لغة الشعراء من حيث سهولتها ولينها أو‬ ‫تكلفها وجزالتها أو خطابيتها أو غموضها أو استلهام المعجم الشعبي والغربي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الصورة‪ :‬رصد المؤلف عناصر التعبير بالصورة لدى شعراء المغرب بين‬ ‫مسايرة الصور الجاهزة والقائمة على عناصر المجاز واالستعارة والتشبيه وغير ذلك‪،‬‬ ‫ودلل على تفاوتهم من حيث الدقة ومراعاة البهاء األدائي المستميل‪ ،‬واستلهام‬ ‫الرمزية في أبعادها الدينية والتاريخية واألسطورية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التنـاص والمقصود به في الكتاب هو تعالق األفكار‪ ،‬إذ التناص‬ ‫هو استثمار لخبرات نصية سابقة‪ ،‬فال وجود لنص من عدم‪.‬‬ ‫خاتمة‪ :‬بينها المؤلف ب ‹‹تأمل واستنتاج›› وضمنها أهم الخالصات على المستوى الفكري‬ ‫والقيمي والفني‪.‬‬

‫‪ - 6‬المنهج‪:‬‬

‫ظل الدكتور عباس الجراري وفيا لمنهجه األثير وهو المنهج التاريخي الذي يربط القضية‬ ‫بالسياق الموضوعي‪ ،‬وداخل هذا المنهج التاريخي نجد المنهج اإلقليمي الذي يؤكد أن األدب‬ ‫يتأثر بمحيطه الخاص؛ لغة وتاريخا وثقافة‪..‬وهذه األطروحة بينها المؤلف أيضا في كتابه‬ ‫«األدب المغربي من خالل ظواهره وقضاياه»‪.‬‬

‫‪ - 7‬الكتاب وآفاق العمل‪:‬‬

‫للكتاية في موضوع «تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب» للدكتور عباس‬ ‫الجراري سمة تميزها عن غيرها‪ ،‬وهي أنها غير قائمة على االختصار‪ ،‬بل التتبع واالستقراء‬ ‫لببليوغرافية كمية ونوعية‪ ،‬ظاهرة وغميسة وبالتالي فاالستخالصات النظرية والتأويالت تأتي‬ ‫نتاج فهم وتحليل وتفكيك ال يقوم على االختزال‪ ،‬بل على ما أسماه المؤلف ب «التأمل» بما هو‬ ‫نظر وتدبر واستنطاق واستغوار‪..‬‬ ‫وتحتكم هذه الدراسة إلى سلطة النصوص بمبانيها ومعانيها‪ ،‬وتشمل هذه النصوص‬ ‫جميع األجيال‪ ،‬وتغطي مشاركات أدباء المغرب من شماله إلى جنوبه‪.‬‬ ‫وتتحكم في كتابة المؤلف أمور شتى منها‪:‬‬ ‫‪- 1‬االستشارة العميقة للمظان والمصادر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فهم وتحليل كل القضايا والظواهر‪ ،‬وعدم االكتفاء بالتوصيف‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اعتماد رؤية منهاجية‪ ،‬فالكتابة عنده مقيد بضابط منهاجي متكامل جامع بين النظر‬ ‫اإلقليمي والتاريخي واألسلوبي وغير ذلك مما يقف عليه المطلع على كتاباته بشكل عام‪.‬‬ ‫يفتح الكتاب آفاقا بحثية عديدة‪ ،‬كفيلة بالمتابعة العلمية بعدما أرسى الدكتور عباس‬ ‫الجراري مسالكها ودالئلها‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ مالبسات السياقات الموضوعية تاريخا وسياسة واجتماعا وثقافة للفترة الزمنية موضوع‬‫الدرس‪.‬‬ ‫ إشكالية النهضة في المغرب‪.‬‬‫ التثاقف واالستتباع‪.‬‬‫ اتجاهات الكتابة الشعرية‪.‬‬‫ الشخصيات التي لم تحظ بالدراسة الكافية‪.‬‬‫ قضية اإليقاع في الشعر‪.‬‬‫ المستويات اللغوية في النص الشعري المغربي الحديث والمعاصر‪.‬‬‫ بالغـة الصورة‪.‬‬‫كتاب «تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من ‪ 1830‬إلى ‪ »1990‬نموذج لما ينبغي‬ ‫أن تكون عليه األطروحة البحثية من حيث التوثيق والقراءة والتأويل‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الناقدة الأدبية الدكتورة فاطمة كدو‬

‫لـ «ال�شمال»‪:‬‬

‫“يف غياب النقد ي�صعب جتديد �أو تغيري �أمناط الكتابة الروائية”‬ ‫(‪)3/1‬‬

‫• ذ‪ .‬عبد اهلل بديع‬

‫قالت الدكتورة فاطمة كدو‪ ،‬الباحثة والناقدة الجامعية المتخصصة في التواصل‬ ‫والدراسات السردية‪ ،‬إن محمدا زفزاف «قد استطاع أن يحفر اسمه في الذاكرة‬ ‫القرائية للمتلقي‪ ،‬فال يمكنك قراءة أعمال زفزاف دون اإلحساس بهذا التأثير القوي‬ ‫لكتاباته في وصفه لمحيطه االجتماعي بكل مكوناته؛ وهو محيط جماعي لنا فيه‪،‬‬ ‫كقراء‪ ،‬نصيب من المعاناة ومن المصير المشترك ألبناء هذا الوطن»‪.‬‬ ‫وأضافت األستاذة بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالقنيطرة‪ ،‬التي شاركت في‬ ‫لجنة تحكيم «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية» دورتها (األخيرة السابعة) (دورة‬ ‫‪ ،)2018‬التي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة في المغرب في إطار فعاليات الموسم‬ ‫الثقافي للمدينة‪ ،‬أن هذه «الجائزة‪ ،‬كحدث وكفعل ثقافي‪ ،‬تصبح ذاكرة لها حمولتها‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وهي عقد وفاء بين المبدع وبين المهتمين بالشأن الثقافي‪ ،‬مؤسسات‬ ‫وأفرادا»‪.‬‬ ‫وقد تناولت جريدة «الشمال ‪ »2000‬مع الدكتورة كدو‪ ،‬في هذا اللقاء الذي‬ ‫تزامن مع الحدث الثقافي سالف الذكر‪ ،‬جملة من القضايا النقدية واألدبية المرتبطة‬ ‫باهتمام ضيفتنا‪ ،‬فضال عن أننا ألقينا أضواء حول هذه الجائزة التي فاز بها الروائي‬ ‫المغربي أحمد المديني عن مجمل أعماله الروائية‪ .‬وإلى الحوار‪:‬‬ ‫بداية‪ ،‬ما هي دالالت االسم الذي تحمله هذه الجائزة (جائزة محمد زفزاف للرواية العربية)‬ ‫بالنسبة إليك؟‬ ‫أوال‪ ،‬اسمح لي أن أشكر جريدة «الشمال ‪ ،»2000‬والشكر موصول إليك أيضا على االهتمام‬ ‫بالشأن األدبي ببالدنا‪ ،‬وإطالع القارئ والمهتم بالشأن األدبي عموما على قضايانا األدبية‬ ‫إبراهيم الكوني (‪ )2005‬والمغربي مبارك ربيع (‪ )2008‬والسوري حنا مينة (‪ )2010‬والفلسطينية‬ ‫ومستجداتها‪.‬‬ ‫أما سؤالك‪ ،‬بخصوص دالالت االسم الذي تحمله جائزة محمد زفزاف للرواية العربية‪ ،‬فهي سحر خليفة (‪ ،)2013‬والتونسي حسونة المصباحي (‪ ،)2016‬كانت هذه الدورة من نصيب األديب‬ ‫عديدة‪ .‬ويمكن إجمالها‪ ،‬أوال‪ ،‬في كونها مرتبطة باسم كبير في عالم الرواية والقصة القصيرة‪ ،‬الروائي واألستاذ الجامعي الدكتور أحمد المديني عن مجمل أعماله الروائية‪ ..‬فما رأيك في الرأي‬ ‫ليس فقط على الصعيد المحلي فقط بل والعالم العربي أيضا‪ .‬وقد استطاع محمد زفزاف أن يحفر القائل بأن الرواية المغربية لم تستطع‪ ،‬إلى حد اآلن‪ ،‬من الوصول إلى رواية مغربية قائمة الذات‬ ‫اسمه في الذاكرة القرائية للمتلقي‪ ،‬فال يمكنك قراءة أعمال زفزاف دون اإلحساس بهذا التأثير القوي والصفات؟‬ ‫تشهد الساحة األدبية في المغرب إنتاجات إبداعية روائية مهمة‪ ،‬بعضها وصل إلى القائمة‬ ‫لكتاباته في وصفه لمحيطه االجتماعي بكل مكوناته؛ وهو محيط جماعي لنا فيه‪ ،‬كقراء‪ ،‬نصيب‬ ‫من المعاناة ومن المصير المشترك ألبناء هذا الوطن‪ .‬وإن مقاربته الواقعية‪ /‬التخييلية لمجتمعنا‪ ،‬القصيرة لعدد من الجوائز‪ ،‬بمعنى استطاعت الرواية المغربية أن تفرض وجودها على األقل على‬ ‫مستوى المنافسة عربيا‪ .‬وللرواية المغربية قراؤها‬ ‫ولإلنسان بشكل خاص‪ ،‬حملت معها عنفوان كتابة‬ ‫على مستوى العالم العربي؛ لكن ما زالت الرواية‬ ‫جديدة‪ ،‬في األسلوب وجمالياته‪ ،‬وفي التصوير‬ ‫المغربية في حاجة إلى مزيد من الجهد من لدن‬ ‫المشهدي للشخصيات ولألمكنة‪ ،‬وفي البناء السردي‬ ‫الكتّاب الذين اتخذوا من الرواية وسيلتهم للتعبير‬ ‫بشكل عام‪ ،‬ال يسع المجال هنا للتفصيل فيه‪.‬‬ ‫عن القضايا اإلنسانية‪ ،‬وفي حاجة أكثر إلى سند‬ ‫أما الداللة الثانية‪ ،‬فتتجلى في نقل اسم زفزاف‬ ‫نقدي أدبي موضوعي يفعل النظريات األدبية في‬ ‫ومشروعه اإلبداعي إلى األجيال‪ .‬الجائزة هنا‪ ،‬كحدث‬ ‫مجال النقد وأساليبه‪ ،‬ويتابع اإلصدارات الروائية أوال‬ ‫وكفعل ثقافي‪ ،‬تصبح ذاكرة لها حمولتها اإلنسانية‪،‬‬ ‫بأول‪ ،‬وأن تنظم من أجل هذا الندوات المتخصصة‬ ‫وهي عقد وفاء بين المبدع وبين المهتمين بالشأن‬ ‫في النقد وبحضور المبدعين‪ ،‬لتقديم االختالالت‬ ‫الثقافي‪ ،‬مؤسسات وأفرادا‪.‬‬ ‫التي حالت وتحول دون تمكين الرواية المغربية من‬ ‫أما ثالث داللة فهي ارتباطها بالرواية العربية‪،‬‬ ‫تسجيل تطور فني إبداعي في البنية السردية‪ ،‬وفي‬ ‫وليس المغربية فقط‪ ،‬نظرا للتأثير الكبير لكتابات‬ ‫تشكيل اللعبة السردية‪ ،‬وتجديد الفكرة المحورية‬ ‫محمد زفزاف اإلبداعية على القارئ العربي عموما‪،‬‬ ‫لكل رواية‪ ،‬بعيدا عن المحاباة والمجامالت‪ ،‬قريبا‬ ‫وهي أيضا فرصة للتأكيد على البعد العربي للجائزة‪،‬‬ ‫من فلسفة نقدية هدفها تمكين المبدع في عالم‬ ‫والتأكيد على المشترك اإلنساني بين أفراد األمة‬ ‫الرواية من رؤى ووجهات نظر‪ ،‬تساعده على تطوير‬ ‫العربية‪ ،‬مهما تباعدت المسافات‪.‬‬ ‫فعل الكتابة الروائية لديه‪ .‬في غياب النقد‪ ،‬وهذا‬ ‫إلى‬ ‫أتوجه‬ ‫بأن‬ ‫المناسبة‬ ‫واسمحوا لي بهذه‬ ‫هو الوضع السائد في ساحتنا األدبية مع األسف‪،‬‬ ‫المبـــادرة‬ ‫هذه‬ ‫صاحــب‬ ‫منتدى أصيلة الثقافي‪،‬‬ ‫يصعب تجديد أو تغيير أنماط الكتابة الروائية‪ .‬وعلى‬ ‫محمد‬ ‫األستاذ‬ ‫العام‬ ‫أمينه‬ ‫الفكرية‪ /‬الثقافية‪ ،‬وإلى‬ ‫العموم‪ ،‬فقد بدأنا في اآلونة األخيرة نشهد ظهور‬ ‫الذي‬ ‫الوفاء‬ ‫وهذا‬ ‫المعرفي‪،‬‬ ‫الكرم‬ ‫بنعيسى على هذا‬ ‫روايات مميزة‪ ،‬على قلتها‪ ،‬تفتح المجال أمام أنماط‬ ‫ورموزها‪،‬‬ ‫والعربية‬ ‫المغربية‬ ‫لثقافتنا‬ ‫ال يقدر بثمن‬ ‫جديدة للرواية المغربية؛ لكن المصاحبة النقدية ال‬ ‫جائزته‪،‬‬ ‫اآلخر‬ ‫هو‬ ‫له‬ ‫الذي‬ ‫اإلفريقي‪،‬‬ ‫وأيضا لألدب‬ ‫بد منها‪ ،‬وتظل هي العين الساهرة على بناء الذائقة‬ ‫الروائي المغربي الدكتور أحمد المديني يتسلم الجائزة من يد األستاذ محمد بنعيسى‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫ومثلها ألدب‬ ‫القرائية لجمهور القراء ولطلبة الجامعات على وجه‬ ‫إلى حدود هذه الدورة ‪ /‬السابعة‪ ،‬حظيت امرأة‬ ‫الخصوص‪ ،‬الذين ينكبون بالدراسة والتحليل والنقد‬ ‫واحدة فقط بنيل «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية» في الوقت الذي استطاعت فيه العديد من على األعمال الروائية والمجاميع القصصية‪ ،‬من خالل بحوث اإلجازة والماستر والدكتوراه‪ ،‬وهم‬ ‫األصوات النسائية الروائية‪ ،‬في المغرب وفي باقي البالد العربية‪ ،‬أن تراكم رصيدا الفتا من األعمال في أمسّ الحاجة إلى توجيهات من لدن نقاد محترفين‪ ،‬أكاديميين من خالل مقاالت ودراسات‬ ‫والنصوص‪ ..‬فكيف ترين هذه المفارقة باعتبارك واحدة من الناقدات العربيات المتخصصات في يمكنونهم عبرها من آليات ومناهج النقد‪.‬‬ ‫السرد النسائي؟‬ ‫بتزامن مع إعالن «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»‪ ،‬أعلنت وزارة الثقافة عن األسماء الفائزة‬ ‫ال أعتبر األمر مفارقة‪ ،‬ألن المسألة ليست مرتبطة برجل أو امرأة‪ ،‬أي بجنس معين‪ ،‬وليست بجائزة المغرب للكتاب‪ ..‬فهل ترين أن هذه الجوائز قد حققت مراميها؟ أو بتعبير آخر‪ :‬كيف‬ ‫مرتبطة فقط بالتراكم اإلبداعي‪ ..‬هي مرتبطة بمقاييس أخرى موضوعية في كل األحوال‪ ،‬وال تخضع تنظرين إلى الجوائز في المغرب‪ ،‬وفي باقي البالد العربية‪ ،‬وخاصة منها األدبية؟‬ ‫للمزاجية من طرف أعضاء لجان التحكيم‪ ،‬على األقل التي شاركت فيها‪ ،‬حيث تكون اللجنة أمام أسماء‬ ‫الجوائز في المغرب‪ ،‬وفي العالم العربي والغربي عموما‪ ،‬تقليد فكري‪ /‬ثقافي مهم‪ ،‬ال بد منه‪،‬‬ ‫عديدة ألدباء وأديبات من العالم العربي‪ ،‬وأمام الئحة بعناوين إبداعاتهم (هن)‪ .‬ويمكنني أن أقدم وهي جوائز ال تهم الفرد الفائز بها فقط‪ ،‬بل هي تهم أمة بأكملها‪ ،‬وثقافة هذه األمة وهويتها؛‬ ‫مقياسا واحدا من بين مقاييس عديدة‪ ،‬على سبيل المثال ال غير‪ ،‬وهو مدى الحضور القوي للمبدع(ة) فعندما تمنح لجنة من اللجان جائزة ما عليها أن تضع في أولوياتها أن هذا الشخص الحائز عليها‬ ‫على الساحة الثقافية وتأثيره (ها) من خالل كتاباته(ها) في المشهد اإلبداعي‪ .‬ولعل األسماء الفائزة‪ ،‬يمثل ثقافة وهوية بلده‪ ،‬وأن كتابه الفائز يمثل ما وصلت إليه بالده من تطور في الفكر واألدب‬ ‫إلى حد اآلن‪ ،‬بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية تعطيك فكرة عن بعض أسباب اختيار هذه األسماء‪ .‬والعلوم اإلنسانية‪ .‬لذا‪ ،‬فالجمع بين الجائزة والبلد‪« :‬جائزة المغرب»‪ ،‬مثال‪ ،‬يجعل من عملية االختيار‬ ‫بعد أن سبق أن فاز بـ»جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»‪ ،‬التي تمنح مرة كل ثالث سنوات‪ ،‬مسؤولية كبيرة جدا‪ ،‬ويجب أن تخضع للمساءلة والنقد إذا ما تم منحها لغير مستحقيها‪.‬‬ ‫روائيون طبعوا المشهد اإلبداعي العربي هم السوداني الراحل الطيب صالح (‪ )2002‬والليبي‬ ‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪961‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪13‬‬

‫العالم األديب الداعية‬ ‫محمد المنتصر الريسوني (‪)2/2‬‬

‫االستشراق وقضايا اإلسالم وثقافته‪.‬‬ ‫ظهر االستشراق كعلم قائم بذاته على صعيد القارة األروبية استهدف دراسة‬ ‫تاريخ شعوب الشرق واقتصادياتها ولغاتها وفنونها وعاداتها ودياناتها وفلسفاتها وغير‬ ‫ذلك من المواضيع‪ .‬إنه (نحن) في أوضاع تاريخية وصور اجتماعية وممارسات حياتية لدى‬ ‫(اآلخر) الذي يعبر عن وجودنا بلغة شبكة من العالقات االجتماعية والسياسية والتاريخية‪.‬‬ ‫واالستشراق ليس شرا كله كما يعتقد البعض‪ ،‬وليس كله خيرا‪ ،‬فما رأي األستاذ محمد‬ ‫المنتصر الريسوني في هذا الموضوع ‪ ،‬رد قائال‪ :‬إن بعض المستشرقين ال يدخرون وسعا‬ ‫في تأليف رصيد هائل من الخرافات المضحكة حول الشخصية المحمدية العظمى حتى‬ ‫يتمكن لهم بذلك نسف قلعة اإلسالم من أساسها‪ ،‬وليس هناك من سبب إال لكون هذه‬ ‫الشخصية الكريمة المثلى غيرت مجرى التاريخ‪ ،‬وصححت المفاهيم الخاطئة التي تأصلت‬ ‫في العقل البشري‪ ،‬ودعت إلى دين مشرق يلم شعب اإلنسانية ويأخذ بيدها إلى شاطئ‬ ‫األمن والسالم‪ ،‬ويرأب صدع البشرية التي نخر جسمها العفن قرونا عديدة ليضع لها‬ ‫حياة فاضلة تؤلف مهرجانا من المحبة‪ ،‬والتوفيق بين شتى االتجاهات المتضاربة‪ ،‬ويشكل‬ ‫كومة تتجمع داخلها شرايين االطمئنان‪.‬‬ ‫زعموا أن رسول اهلل (ص) التقى ببحيرا الراهب‪ ،‬وتلقى عنه التعاليم الدينية مدة من‬ ‫الزمن‪ ،‬األمر الذي جعله يحرم الخمر بتاتا ألنها قتلت أستاذه بحيرا‪ .‬هذا محض افتراء صارخ‬ ‫ليس الهدف منه سوى نسف الدعوة اإلسالمية من أركانها‪ ،‬ومحاولة إقناع المسلمين‬ ‫أن رسولهم شخصية مزورة كاذبة ظهرت في شبه الجزيرة العربية مدعية النبوة من‬ ‫غير ما حجة تقطع بصحة ذلك‪ ،‬تلك هي الفكرة السامة األساسية التي روجها بعض‬ ‫المستشرقين‪ ،‬ودفعتهم إلى تنميق األكاذيب في صورة غربية من البحث العلمي النزيه‬ ‫الذي يخفي من ورائه سموما قائلة‪...‬‬ ‫ليت شعري كيف ينقل محمد عليه السالم عن بحيرا أو ورقة التعاليم الدينية والشريعة اإلسالمية بما احتوته‬ ‫من قوانين رائعة وأسرار ومعجزات تنطق بأنها من عند اهلل‪ ،‬فليرجع إلى كتاب اهلل من يشاء وليختر ما يشاء من آياته‬ ‫بروح منصفة‪ ،‬وموضوعية نزيهة يلمس الطابع اإللهي متجليا والنور الرباني متدفقا‪.‬‬ ‫ليت شعر ي ثانيا كيف ينقل الرسول عن بحيرا أو ورقة وقريش المتزمتة الطاغية تتربص به الدوائر وتحصي‬ ‫عليه أنفاسه‪ ،‬وتبحث عن المنافذ تنفذ منها للطعن في رسالته‪ ،‬وتحاول أن تختلق بال جدوى األكاذيب‪ .‬إذن ما‬ ‫هو موقف قريش لو اتضح لها آنئذ أن مسفه أحالمهم ومحقر أصنامهم تتلمذ على بحيرا وورقة‬ ‫اللذين يقرآن الكتب المقدسة ويلمان ببعض المعارف الدينية ؟‪.‬‬ ‫ال شك أن موقفهم سيكون حادا عنيفا يثير زوبعة و إعصارا وضجيجا وضوضاء‪ ،‬بيد أن كل‬ ‫أولئك لم يحدث بتاتا‪ ،‬ذلك أن خصومه من كفار قريش الذين عاصروه وتسقطوا أخباره ما رموه‬ ‫بهذا الباطل ‪-‬على كثرة أباطيلهم التي نسجوها لينفروا الناس من دعوته‪.-‬‬ ‫وهناك من المستشرقين المنصفين من نفى هذه القصة كالمستشرق (كارادوفو) ووصفها‬ ‫بالخرافة‪...‬‬ ‫ولم تنطلق هذه الحمالت من جهة واحدة فقط‪ ،‬بل انطلقت من جهات متعددة حملة لواء‬ ‫الهجوم ضد اإلسالم ومصدر قوته‪ ،‬فانبرت قوى الصهيونية والماركسية واالستعمار عن طريق‬ ‫المؤسسات االستشراقية والمنظمات التبشيرية واإلرساليات والتواليف ودور السينما تعمل أثناء‬ ‫الليل وأطراف النهار لتدبير المؤامرات ضد اإلسالم والمسلمين‪ ،‬ونذكر هنا على سبيل المثال أن‬ ‫رئيس وزراء بريطانيا (غالستون) أخذ المصحف الشريف أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني وقال‬ ‫مصرحا عن حقده وعداوته« ما دام هذا الكتاب باقيا في األرض فال أمل إخضاع المسلمين»‪...‬‬ ‫وهكذا يحاول المستشرقون في اتهاماتهم العديدة أن يجعلوا اإلسالم عدوا لذوذا للعلم‪،‬‬ ‫وهذا أمر أصبح ظاهر البطالن ال يقره إال رجل نخر الحقد قلبه وأعمى بصيرته بعد أن قال القرآن‬ ‫والحديث كلمتهما في القضية فلم يدع المجال ألي حاقد لتشويه الحقائق كما يشاء‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫فالدسائس تتوالى عن طريق الطعن في الشخصيات اإلسالمية التي رعت منهج اإلسالم خير رعاية‪،‬‬ ‫‪ ،‬وذلك حين اتهم الخليفة عمر بن الخطاب بإحراق مكتبة اإلسكندرية‪.‬‬

‫وماذا عن تهمة إحراق مكتبة اإلسكندرية؟‬ ‫يرى األستاذ محمد المنتصر الريسوني أن الذي روج لهذا البهتان هو جرجي زيدان وطه حسيين‪ ...‬وترجع حادثة‬ ‫حريق مكتبة اإلسكندرية كما في رأي الحاقدين وإتباعهم إلى فتح عمرو ابن العاص لمصر‪ ،‬ومعتمدهم ما رواه عبد‬ ‫اللطيف البغدادي في كتابه (اإلفادة واالعتبار) حين قال‪ «:‬أرى أنه هو الرواق الذي كان يدرس فيه أرسطو طاليس‪،‬‬ ‫وإنه دار العلم الذي بناها االسكندر وفيها كانت خزانة الكتب التي حرقها عمر بن الخطاب»‪ .‬وبعده جاء القفطي‬ ‫فذكر في كتابه (تاريخ الحكماء) قول البغدادي وزعم أن يحيى النحوي األسقف قرأ كتب الحكمة فأنكر التثليث وأصبح‬ ‫صديقا لعمرو بن العاص وطلب منه الكتب الموجودة في مكتبة اإلسكندرية فاستشار عمرو عمر‬ ‫بن الخطاب وأمره بإحراقها‪.‬‬ ‫ثم أورد أبو الفرج بن العبري وهو مسيحي يهودي األصل الخبر في كتابه (مختصر الدول)‬ ‫مسهبا وزعم أن رجال من أهل اإلسكندرية يسميه العرب حنا االجر هو من طلب إلى عمرو أن‬ ‫يعطيه ما في المكتبة من المخطوطات فكتب عمرو إلى الخليفة يستأذنه في هذا‪ ،‬فرد عليه عمر‬ ‫بقوله‪:‬أما ما ذكرت في أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء في كتاب اهلل فال حاجة لنا به‬ ‫وإذا خالفه فال إرب لنا فيه وأحرقها‪.‬‬ ‫وعبد اللطيف البغدادي الذي روى هذا الخبر ربما يكون قد استند فيه عند زيارته لمصر‬ ‫على بعض أقوال الرعاع من العامة دون تمحيص وليس هذا غريبا على من زعم أن أرسطو كان‬ ‫يدرس في اإلسكندرية‪ ،‬وأما يحيى السالف الذكر واتصاله بعمرو فاألمر ال يستند على أساس‬ ‫تاريخي ألن يحيى عاش قبل الفتح اإلسالمي بقرن كما يقول المستشرق يوسف فورالني‪.‬‬ ‫ومما يوهن هذا الزعم أن عمرو بن العاص قبل دخوله اإلسكندرية‪ ،‬أعطى ألهلها أحد‬ ‫عشر شهرا ال يدخلها إال بعد انتهاء هذا األجل المقرر‪ ،‬وكان من المنطقي ‪ -‬لو كانت المكتبة‬ ‫موجودة‪ -‬أن يغتنم الرومان هذه الفرصة فينقلون الكنوز العلمية التي توجد في مكتبة‬ ‫اإلسكندرية وال يتركونها للعرب‪ ،‬ونضيف إلى هذا أن عمرو بن العاص لو أحرق الكتب خشية‬ ‫تسرب أفكارها لعقول المسلمين ما وزعها على الحمامات لتحرق مدة ستة أشهر‪ -‬كما جاء‬ ‫في كالم ابن العبري‪ -‬وهي مدة كافية ألن تتعرض للسرقة وتصبح في متناول األيدي‪ ،‬وهذا‬ ‫تناقض واضح في القصة وتهافت بين بالقياس إلى ما عرف به عمرو من ذكاء يعصمه من‬ ‫الوقوع في أمثال هذه األخطاء البسيطة والبسيطة جدا‪.‬‬ ‫وإذا نحن بحثنا عن هذا الخبر لدى المؤرخين وكذلك غير المسلمين من اليونان‬ ‫واألقباط واليهود ممن عاشوا قبل عبد اللطيف البغدادي ومن أولئك‪« :‬أوتيكوس» كبير أساقفة اإلسكندرية‬ ‫الذي أسهب في وصف الفتح لإلسكندرية ولم ينبه إلى هذه الحادثةـ وليس من المنطق في شيء أن يسكت هذا‬ ‫المؤرخ عن مثل حادث إحراق وهو في معرض الحديث عن فتح عمر لمصر‪.‬‬

‫إذا من أحرق مكتبة اإلسكندرية؟‬ ‫سؤال الجواب عليه بسيط‪ ،‬ذلك أن التاريخ ينص على أن مكتبة اإلسكندرية أنشئت لنقل اآلثار اليونانية‬ ‫إلى مصر وقد دهمتها محن كثيرة في أيام الرومان فضاعت بين النهب واإلحراق‪ ،‬وحين جاء يوليوس قيصر إلى‬ ‫اإلسكندرية سنة ‪ 48‬ق‪.‬م قامت معركة بحرية أحرقت من جرائها دار صناعة السفن وما حولها من المباني ومنها‬ ‫مكتبة اإلسكندرية التي لم يبق منها إال النزر القليل الذي وضع بمعبد (سيرابيس) وهذا المعبد نفسه شب فيه‬ ‫الحريق في عهد اإلمبراطور ثيودسيوس الذي أمر بهدم المعابد ومنها معبد(سيرابيس) ومكتبته‪.‬‬ ‫ونظرا لكل هذه الحقائق الدامغة‪ ،‬فإن علماء أروبا لم يجدوا أبدا من االعتراف بإدانة الرومان‪.‬‬ ‫يقول (ول ديورانت) ‪ « :‬فإن معظم المؤرخين يرفضون هذه القصة ويرون أنها من الخرافات الباطلة‪( ».‬قصة‬ ‫الحضارة‪/‬ص‪/263:‬ج‪.)13:‬‬ ‫أما المؤرخ (لوكلير) فيقول‪ « :‬إن مكتبة اإلسكندرية لم تبق إلى عهد الفتح اإلسالمي لمصر حتى يقال أن العرب‬ ‫أحرقوها»‪...‬‬ ‫إن الذين يتشدقون في أقوالهم عن اإلسالم وموقفه من العلم افتراء‪ ،‬لم لم ينددوا بما عج به تاريخ أوربا‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫من اضطهاد للعلم والعلماء وتقتيل ألحرار الفكر الذين قالوا بنظريات رآها رجال الدين‬ ‫المسيحي مناقضة للمسيحية‪ ،‬وقصة جاليليو أسطع برهان على التخلف الفكري الذي‬ ‫عاشته أروبا ردحا من الزمن‪ ،‬ولم لم ينددوا بما فعله الصليبيون في طرابلس الشام خالل‬ ‫الحروب الصليبية عندما أحرقوا مكتبتها بأمر الكونت «يرتزان»‪ ،‬وما قام به المسيحيون‬ ‫حين دخولهم غرناطة حيث أشعلوا النيران في عدد كبير من الكتب العربية بأمر الكاردينال‬ ‫(خيمينيث) الذي لم يكتف بذلك فقط‪ ،‬وإنما أعطى أوامره إلبادة عصارة الفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫والمسيحيون معروفون بهذه الجرائم الفادحة سواء في العصور القديمة أو الحديثة‬ ‫رغم ادعائهم القيادة الحضارية‪ ،‬وليس أدل على ذلك من أن الفرنسيين عندما استعمروا‬ ‫الجزائر ما تورعوا عن إحراق الكتب في مدينة قسنطينة‪ .‬وال تزال في القرن العشرين هذه‬ ‫العقلية المسيحية البسيطة سائدة في بعض مناطق األرض تشجعها القوى اإلمبريالية‬ ‫والصهيونية فال ترعى حرمة للعلم وال تحترم القيم اإلنسانية من ذلك ما قام به جيش‬ ‫ماركوس الذي أضرم النار في الجامعة اإلسالمية في الفلبين ومكتبتها دون أن نسمع‬ ‫استنكارا لهذه الجرائم التي تقوم بها الصليبية ضد مسلمي العالم‪.‬‬

‫قانون الحسبة في اإلسالم ‪:‬‬ ‫وأنتقل مع األستاذ العالمة محمد المنتصر الريسوني إلى موضوع الحسبة في اإلسالم‬ ‫ومشروعية تطبيقها كقانون يكفل للمجتمع حياة الرخاء واألمن بعيدا عن الغش والتزوير‪،‬‬ ‫فكيف حدد األستاذ الريسوني قانون الحسبة كنظام إسالمي؟‪.‬‬ ‫يجيب قائال‪ :‬الحسبة في أصلها نظام إسالمي بحت نصت عليه آيات قرآنية قاطعة‪،‬‬ ‫من ذلك قوله تعالى‪ (:‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن‬ ‫المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران‪.104/‬‬ ‫وقوله تعالى‪( :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون‬ ‫عن المنكر ويقيمون الصالة) التوبة‪.7/‬‬ ‫كما نصت عليه أقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة أن رسول اهلل ص مر‬ ‫على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بلال فقال‪ (:‬ما هذا يا صاحب الطعام؟) قال‪ (:‬أصابته السماء يا رسول‬ ‫اهلل) قال‪ (:‬أفال جعلته فوق الطعام ليروه الناس؟ من غش فليس منا)‪.‬‬ ‫وقد أشرك رسول اهلل ص صحابته في هذا األمر فعين سعيد بن العاص على سوق مكة‬ ‫حتى يتسنى بذلك أن تسير الحياة على طريقة إسالمية سليمة ويلتزم من تسول له نفسه‬ ‫الغش األخالق الفاضلة والسلوك القويم‪ ،‬وعلى هذا النهج سار الخلفاء الراشدون‪ ،‬فكان عمر‬ ‫ابن الخطاب يقوم بوظيفة المحتسب بنفسه‪ ،‬فيجول في األسواق مراقبا الموازين‪ ،‬وسير العمل‬ ‫فيها‪ ،‬كما هو معروف عنه‪ ،‬وقد روي أنه ضرب جماال فقال له‪ ( :‬حملت جملك ما ال يطيق)‬ ‫وبجانب قيامه بهذه المهمة فقد عين على سوق المدينة عبد اهلل بن عتبة‪ ،‬وكلف ببعض‬ ‫أسواق المدينة امرأة أنصارية تسمى الشفاء بنت عبد اهلل ‪.‬‬ ‫وقد اشترط الفقهاء أن يكون المحتسب عالما بالشريعة‪ ،‬صلبا في الحق‪ ،‬عارفا بمعالجة‬ ‫المشاكل حتى يستطيع أن يقوم بالمهمة على خير وجه‪ ،‬وهذا النظام تكيف حسب تطورات‬ ‫الزمن‪ ،‬وتغيرت أساليبه بتغير العصور‪ ،‬ولكنه لم يخرج أبدا عن التصور الشرعي في جوهره‪.‬‬ ‫وقام الخلفاء األمويون والعباسيون بمهمة المحتسب رعاية للصالح العام‪ ،‬وكانوا‬ ‫ينيبون عنهم القضاء وعمال الشرطة‪ ،‬وهكذا نجد تداخال واضحا في االختصاصات‪ ،‬ولما جاء‬ ‫عصر المهدي العباسي أسس ديوانا خاصا لمحاربة الزنادقة الذين يعملون على تخريب‬ ‫المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فبرز نظام الحسبة للفصل في المشاكل االجتماعية‪ ،‬والقائم بها يعين‬ ‫من طرف الخليفة أو وزيره أو القاضي‪ ،‬وهكذا انتشر نظام الحسبة في رقعة العالم اإلسالمي‬ ‫في بغداد‪ ،‬ومصر‪ ،‬ودمشق‪ ،‬والمغرب‪ ،‬واألندلس‪.‬‬ ‫ثم أمسى في عهد الفاطميين المحتسب يعين عنه نوابا يجولون في األسواق‬ ‫متفقدين القدور واللحوم والطبخ ويجبرون أصحاب المراكب على عدم حمل ما ال يجب‬ ‫حمله من البضائع‪ ،‬ويراقبون السقائين لضمان نظافة القرب وهلم جرا‪.‬‬ ‫وكان يتولى في األندلس الحسبة موظف يدعى المحتسب أو صاحب السوق ألنه‬ ‫يشرف على كل ما يتعلق بالسوق من قريب أو بعيد‪ ،‬ويصور المقري ذلك بقوله‪ (،‬وأما خطة االحتساب‬ ‫فإنها عندهم موضوعة في أهل العلم والفطن‪ ،‬وكان صاحبها قاض والعادة فيه أن يمشي بنفسه راكبا على األسواق‬ ‫وأعوانه وميزان الذي يزن به الخبز في يد أحد األعوان ألن الخبز عندهم معلوم األوزان)‪( .‬النفع ج ‪/1‬ص‪.)218:‬‬ ‫وأما في المغرب استمرت الحسبة إلى وقت متأخر جدا‪ ،‬والزلت أذكر من كان يتولى أخيرا هذه الوظيفة في‬ ‫تطوان‪ ،‬وكان عمله ال يتجاوز السوق ثم اضطلعت بمهمة الحسبة في المغرب مصالح حكومية فاستغنى عن‬ ‫المحتسب‪.‬‬ ‫وإذا عدنا إلى المصادر التي تحدثت عن الحسبة فإننا ال نجدها تخرج في تعريفها وتحديدها عن المفهوم‬ ‫اإلسالمي األصيل‪ :‬ابن خلدون في «المقدمه و الماوردي في األحكام السلطانية « وابن تيمية في «الحسبة في‬ ‫اإلسالم» والشيزري في « نهاية الرتبة في طلب الحسبة» وغير هذا كثير‪.‬‬ ‫هذه هي الحسبة في اإلسالم بإيجاز‪ ...‬وليس بدعا أن تتفق بعض األحكام اإلسالمية‬ ‫مع بعض األحكام في البلدان األخرى‪ -‬إذا لم تكن مقتبسة منها‪ -‬أن كانت من البداهة‬ ‫التي تحتم هذا االتفاق مع الفارق المبتدى في أن حسبتنا من األمور الدينية التي تتحقق‬ ‫بها سعادة المجتمع البشري‪ ،‬باعتبار أن المنهج اإللهي اإلسالمي هو الذي يوجه الحياة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ويخطط لها في كل فرع من فروعها‪ ،‬وكل مجال من مجاالتها‪ ،‬ال الحياة هي التي‬ ‫تفرض إرادتها عليها‪.‬‬

‫أسباب ذيوع الخطأ في كتاباتنا‪:‬‬ ‫عرف عن األستاذ الباحث محمد المنتصر الريسوني حبه الشديد للغة العربية والدفاع‬ ‫عنها وانتقاد المنحرفين عنها سواء في مجال الكتابة اإلعالمية أو التأليف المدرسي أو غيرها‪.‬‬ ‫فما هي أسباب ذيوع الخطأ في كتاباتنا اليوم؟‪.‬‬ ‫نعم قد يتساءل البعض عن أسباب ذيوع الخطأ في كتاباتنا حتى من الذين أتيحت لهم‬ ‫فرص تعلمها ومعرفة قواعدها والتعمق في أسرارها‪ ،‬واالطالع على جمال بيانها حتى أصبحوا‬ ‫أقطابها‪ ،‬وعندي ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أن األسباب تتلخص في ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬طغيان اللهجة الدارجة على حياتنا اليومية‪ ،‬إذ أننا نصبح ونمسي عليها بجانب ما تسهم‬ ‫به أساليب اللغة األجنبية من تأثير في إبعاد العربية عن روحنا وسليقتنا‪ ،‬ولو أننا حاولنا االقتراب‬ ‫من لغتنا شيئا فشيئا وذلك باستعمالها في البيت والشارع والعمل وفي كل مجال من مجاالت‬ ‫حياتنا الستطعنا أن نخالط روحها وتخالط هي روحنا‪ ،‬وألمست حينذاك اللهجات المحلية تعيش‬ ‫في هامش الحياة‪.‬‬ ‫والحق أن اللحن ظهر مبكرا في العربية‪ ،‬إذ يعود إلى عصر الخلفاء الراشدين‪ ،‬ففي هذه الفترة أخذ اللحن يفشو‬ ‫وهو ما دعا أبا األسود الدؤلي إلى رسم معالم النحو للناس‪ ...‬ولما كثرت الفتوحات اإلسالمية ازداد اللحن فشوا‪،‬‬ ‫وظهر ما يسمى بالدخيل‪ ،‬وكل ذلك جعل علماءنا فيما بعد يؤلفون في لحن العامة ولحن الخاصة‪...‬‬ ‫‪ .2‬شيوع السماعي في اللغة الخاصة في الصرف واالشتقاق مما يسهم في الوقوع في الغلط حينما ال يحاول‬ ‫الباحث الرجوع إلى المعاجم التي يمكن أن تمده بما يروم‪ ،‬وليس هذا عيبا في لغتنا‪ ،‬بل العيب فينا نحن الناطقين‬ ‫بها‪ ،‬الذين نهملها باالنصراف عن اكتناه أسرارها ومعرفة مزاياها المتفردة‪.‬‬ ‫‪ .3‬الجهل باللغة العربية وذلك بالرغبة عنها واالكتفاء باالطالع الضئيل على قواعدها األمر الذي يكفي معه‬ ‫التعامل المستمر معها‪ ،‬ويتجلى هذا بوضوح تام في ضعف الناشئة في لغتهم‪ ،‬وضعف كذلك بعض من يلقنونهم‬ ‫العربية‪ ،‬ومما أثار انتباهي حقا استمعت يوما إلى حديث تلفزيوني ألحد المنتمين لمجمع من المجامع العربية‬ ‫اللغوية‪ ،‬وأحد المتصدرين لمسؤولية ملحوظة فيه ينصب االسم في غير محل النصب‪ ،‬ويرفع االسم في غير محل‬ ‫الرفع‪ ،‬ويجره في غير محل الجر‪ ،‬فحزنت أكبر الحزن لهذه الظاهرة الشاذة‪.‬‬ ‫ولست أزعم لنفسي بعد هذا أن ما قمت به هو ما تضل فيه األفهام في دروبه‪ ،‬وتزل األقالم في مسالكه‪،‬‬ ‫وتتنكب فيه األلسنة الصواب‪ ،‬ألن ذلك غير ممكن حصره‪ ،‬وال سيما أننا نلقى علماءنا المختصين في اللغة وممن‬ ‫عرفوا بطول الباع في الكتابة قديما وحديثا لم ينجح الجل منهم من الوقوع في الكبوات‪ ،‬ومن ينجو من الخطأ‬ ‫والعصمة ليست من طبيعة البشروليس أدل على ذلك من وجود مالحقات كثيرة ومتابعات ليست بالقليلة لعلماء‪-‬‬ ‫على مر العصور‪ -‬يصححون بها أوهام أندادهم من العلماء‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫السبعة الذين يظلهم اهلل‬ ‫يوم القيامة (‪)2/2‬‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن السبعة الذين يظلهم اهلل في ظل عرشه يوم ال ظل إال ظله‪،‬‬ ‫وذكرنا منهم‪:‬‬ ‫إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة اهلل‪ ،‬ورجل قلبه معلق في المساجد‪ ،‬ورجالن تحابا في اهلل‬ ‫اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف اهلل‪،‬‬ ‫ونتمم في هذا العدد الحديث عن الباقين فنقول‪:‬‬ ‫قوله‪« :‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه»‪ ،‬المراد بالصدقة‬ ‫صدقة التطوع‪ ،‬وقد صور بعضهم إخفاءها بأن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه‬ ‫فيدفع له مثال درهما فيما يساوي نصف درهم فالصورة مبايعة والحقيقة صدقة‪ ،‬قال اهلل‬ ‫ك ِّف ُر عَ ُ‬ ‫ك ْم ۚ َو ُي َ‬ ‫ي َّل ُ‬ ‫نكم ِّمن‬ ‫ال�ص َد َق ِ‬ ‫تعالى‪�ِ « :‬إن ُت ْب ُدوا َّ‬ ‫ات َف ِن ِع َّما هِ َي ۖ َو ِ�إن ت ُْخفُوهَ ا َو ُت ْ�ؤتُوهَ ا ا ْل ُف َق َرا َء َفهُ َو َخ رْ ٌ‬ ‫اللهَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ�س ِّي َئات ُ‬ ‫َ‬ ‫ري » وأخرج أحمد في مسنده‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ون‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِك ْم ۗ َو بمِ َا ت َْع َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫بسند حسن مرفوعا ‪« :‬إن المالئكة قالت يا رب هل من‬ ‫خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال نعم الحديد‪ ،‬قالت‬ ‫فهل أشد من الحديد؟ قال نعم النار‪ ،‬قالت فهل أشد‬ ‫من النار؟ قال نعم الماء‪ ،‬قالت فهل أشد من الماء؟ قال‬ ‫نعم الريح‪ ،‬قالت فهل أشد من الريح؟ قال نعم ابن ادم‬ ‫يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله»‪ ،‬وأخرج الطبراني‬ ‫مرفوعا «صدقة السر تطفئ غضب الرب»‪ ،‬وأخرج أحمد‬ ‫وابنا خزيمة وحبان والحاكم مرفوعا ‪« :‬أن الرجل في‬ ‫ظل صدقته حتى يقضى بين الناس وفي حديث آخر ما‬ ‫أحسن عبد الصدقة إال أحسن اهلل الخالفة على بنيه‪،‬‬ ‫وكان في ظل اهلل يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬وحفظ في يوم‬ ‫صدقته من كل عاهة وآفة»‪.‬‬ ‫قوله‪ :‬ورجل ذكر اهلل أي بلسانه أو بقلبه خاليا أي‬ ‫من الناس أو من االلتفات إلى غير المذكور وإن كان‬ ‫في مأل‪ ،‬ففاضت عيناه أي سالت بالدمع لرقة قلبه وشدة‬ ‫خوفه من جالله‪ ،‬وفي حديث الترمذي والنسائي مرفوعا‬ ‫‪« :‬ال يلج النار من بكى من خشية اهلل حتى يعود اللبن‬ ‫في الضرع وال يجتمع غبار في سبيل اهلل ودخان جهنم‬ ‫في منخر أبدا»‪ ،‬وفي حديث ءاخر ‪« :‬ما من عبد يخرج‬ ‫من عينيه دموع وإن كانت مثل رأس الذباب من خشية‬ ‫اهلل ثم تصيب شيئا من حر وجهه إال حرمه اهلل على النار»‪ ،‬وعن عائشة قالت قلت يا رسول‬ ‫اهلل أيدخل أحد من أمتك الجنة بغير حساب؟ قال نعم من ذكر ذنوبه فبكى ‪ ،‬وروى ابن ماجة‬ ‫عن أنس مرفوعا‪« :‬من ذكر اهلل ففاضت عيناه من خشية اهلل حتى يصيب األرض من دموعه‬ ‫لم يعذبه اهلل يوم القيامة»‪ ،‬وفي حديث آخر ‪« :‬إذا اقشعر قلب المومن من خشية اهلل تحاتت‬ ‫عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة ورقها»‪ ،‬وفي حديث آخر « ثالثة ال ترى أعينهم النار‪ ،‬عين‬ ‫حرست في سبيل اهلل وعين بكت من خشية اهلل وعين كفت عن محارم اهلل»‪.‬‬ ‫وقد ورد عن موالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خصال موجبة للظالل في ظل العرش‬ ‫يوم القيامة سوى ما ذكر في حديث السبعة من ذلك ما رواه مسلم وأحمد مرفوعا‪« :‬من أنظر‬ ‫معسرا أو وضع عنه أظله اهلل في ظله يوم ال ظل إال ظله»‪ ،‬المعسر هو من عليه دين وتعسر‬ ‫عليه أداؤه‪ ،‬وإنظاره تأخيره إلى أن ييسر اهلل عليه‪ ،‬والوضع عنه هو التصدق عليه باإلبراء من‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫كل الدين أو بعضه ‪ ،‬أما إنظاره أي تأخيره إلى اليسر فواجب‪ ،‬وأما التصدق عليه باإلبراء من‬ ‫الكل أو البعض فمستحب وهو أفضل هنا من الواجب‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬و�إِن َ‬ ‫ان ُذو ُع�سرْ َ ةٍ َفن َِظ َر ٌة‬ ‫ك َ‬ ‫ك ْم ۖ �إِن ُ‬ ‫ي َّل ُ‬ ‫�إِ َل ٰ‬ ‫ون »‪ ،‬ألن فيه الثناء الجميل في الدنيا والثواب‬ ‫ى َم ْي�سرَ َ ةٍ ۚ َو َ�أن ت َ‬ ‫كنت ُْم ت َْع َل ُم َ‬ ‫َ�ص َّد ُقوا َخ رْ ٌ‬ ‫الجزيل في العقبى‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه الطبراني في مكارم األخالق مرفوعا ‪ « :‬التاجر الصدوق تحت ظل العرش‬ ‫يوم القيامة»‪ ،‬وفي رواية‪ :‬إن سيد التجار رجل لزم التجارة التي دل اهلل عليها من اإليمان باهلل‬ ‫ورسوله وجهاد في سبيله فمن لزم البيع والشراء فال يذم إذا اشترى وال يمدح إذا باع وليصدق‬ ‫الحديث ويؤد األمانة وال يتمن للمسلمين الغالء فإذا كان كذلك كان كأحد السبعة الذين في‬ ‫ظل العرش‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه أبو الشيخ في الثواب واألصبهانى‬ ‫في الترغيب مرفوعا ‪« :‬ثالث من كن فيه أظله اهلل تحت‬ ‫عرشه يوم ال ظل إال ظله‪ :‬الوضوء على المكاره والمشي‬ ‫إلى المساجد في الظلم وإطعام الجائع»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه أحمد والبيهقـى في الشعب مرفوعـا‪:‬‬ ‫«أتدرون من السابقون إلى ظل العرش يوم القيامة؟‬ ‫قالوا اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال الذين إذا أعطوا الحق قبلوه‬ ‫وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس حكمهم ألنفسهم»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه أبو نعيم وأبو الشيخ في الثواب‬ ‫مرفوعا‪« :‬من أراد أن يظله اهلل بظله‪ ،‬فال يكن على‬ ‫المومنين غليظا وليكن بالمومنين رحيما»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه الديلمى في مسنده وأبو الشيخ‬ ‫مرفوعا‪« :‬ثالث في ظل العرش يوم القيمة يوم ال ظل‬ ‫إال ظله‪ ،‬واصل الرحم يزيد اهلل في رزقه ويمد في أجله‪،‬‬ ‫وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاما صغارا فقالت ال‬ ‫أتزوج أقوم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم اهلل‪،‬‬ ‫وعبد صنع طعاما فأطاب صنعه وأحسن نفقته ودعا عليه‬ ‫اليتيم والمسكين فأطعمهم لوجه اهلل»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه ابن عساكر عن ابن مسعود « قال اهلل‬ ‫لموسى عليه السالم الذي ال يحسد الناس وال يعق والديه‬ ‫وال يمشي بالنميمة في ظل العرش يوم القيامة»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه أبو نعيم في الحلية عن كعب األحبار‪ « :‬أوحى اهلل إلى موسى في التوراة يا‬ ‫موسى من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا الناس إلى طاعتي فله صحبتي في الدنيا وفي‬ ‫قبره وفي القيامة ظلي»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن علي بن أبي طالب مرفوعا ‪ « :‬من‬ ‫صلى بعد المغرب ركعتين يقرأ في كل ركعة الفاتحة وقل هو اهلل أحد خمس عشرة مرة جاء يوم‬ ‫القيامة فال يحجب حتى ينتهي إلى ظل العرش»‪.‬‬ ‫ومنها ما رواه الديلمى عن أنس مرفوعا ثالث تحت ظل عرش اهلل يوم ال ظل إال ظله‪« :‬من‬ ‫فرج عن مكروب من أمتي ومن أحيا سنتي ومن أكثر الصالة علي»‪.‬‬

‫التنور بمحبة الصحابة‬

‫الصحابة اسم يطلق على الذين عاشوا مع سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله‬ ‫وسلم‪ ،‬وآمنوا به‪ ،‬وماتوا مسلمين‪ ،‬مثل ما كان لسيدنا عيسى بن مريم عليه السالم‬ ‫حواريون‪ ،‬وهم الذين خلدهم القرآن فقال‪“ :‬من انصاري إلى اهلل قال الحواريون نحن‬ ‫أنصار اهلل”‬ ‫وقال عن الجيل الذي كان مع سيدنا محمد صلى اهلل عليه وآله وسلم “محمد رسول‬ ‫اهلل والذين معه” وعدد الحديث عنهم في مقامات متعددة‪.‬‬ ‫جاء التعبير عنهم في مقام امتثال أوامر الرسول ‪ ،‬وفي مقام الرضا عن اهلل ‪ ،‬ومواقف‬ ‫قرآنية كثيرة ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫سيدنا رسول الل ص ّلى اهلل عليه وآله وسلم تحدث عن مدرسة الصحابة في أحاديث‬ ‫كثيرة‪ ،‬منها حديث جامع شامل للنور المحمدي الواصف لمدرسة الصحابة حيث قال‬ ‫الحبيب‪“ :‬أصحابي كالنجوم‪ ،‬بأيهم اقتديتم اهتديتم” ‪ ،‬حقا ياسيدنا يارسول اهلل‪ ،‬نجوم‬ ‫وضاءة‪ ،‬نجوم حملت مشعل النور لألجيال الالحقة‪ ،‬نجوم تحملت المسؤولية على أكمل‬ ‫وجه ‪..‬‬ ‫الصحابة اسم نوراني محمدي جامع لكل من كان حول الرسول من المومنين‪ ،‬من‬ ‫مهاجرين وأنصار وغيرهم‪ ،‬على اختالف ألسنتهم وألوانهم ‪..‬‬ ‫الصحابة هم التالميذ الذين تلقوا الدين من منبعه‪ ،‬مباشرة‪ ،‬عن سيد الوجود‬ ‫موالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ .‬‬ ‫الصحابة هم من خاض اول امتحان في بقاء أو سحق هذا الدين‪ ،‬فعلى أيديهم أتم‬ ‫اهلل نوره ولو كره الكافرون‪.‬‬ ‫الصحابة كل واحد منهم مدرسة في مجال ما‪ ،‬فهذا أبو بكر رمز الصديقية والوفاء‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫وهذا عمر رمز الشجاعة والنصرة‪ ،‬وهذا عثمان رمز الحياء واإلنفاق‬ ‫في سبيل اهلل‪ ،‬وهذا علي باب علم رسول اهلل‪ ،‬وهذا أبو هريرة رمز‬ ‫العلم‪ ،‬وهذا ابن عباس رمز الفهم عن اهلل‪ ،‬وهذا الحسن والحسين ريحانتي رسول اهلل‪،‬‬ ‫وهذه الزهراء فاطمة بضعة من رسول اهلل‪ ،‬وهذا خالد بن الوليد رمز لسيف من سيوف‬ ‫اهلل‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فكل واحد منهم له مجاله‪ ،‬وله النور الذي أتمه اهلل له‪ ،‬وأقامه به‪ ،‬وادرس‬ ‫حياتهم‪ ،‬وقف على أحداثها ترى عجبا ‪..‬‬ ‫غيرة الصحابة وثباتهم على الدين جعل منهم الجبال الراسيات‪ ،‬التي ال تهزها‬ ‫الشكوك وال الظنون‪ ،‬سواء بحياة موالنا رسول اهلل أو بعد التحاقه بالرفيق األعلى‪.‬‬ ‫نعم وقعوا في ابتالءات وأخطاء منها العادي ومنها الفادح‪ ،‬ولكنهم بشر ال عصمة‬ ‫لهم‪ ،‬فحسناتهم تستر سيئاتهم‪ ،‬ومواقفهم البطولية لإلسالم تحجب ضدها‪ ،‬فال يحق‬ ‫المرئ منا أن ينال من رتبهم أو يبخس أحدهم حقهم‪ ،‬فلهم شرف الصحبة‪ ،‬ونظرة‬ ‫واحدة منهم في وجه رسول اهلل خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬فال نقدسهم وال ندنسهم‬ ‫«والذين جا�ؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا والخواننا الذين �سبقونا بالإميان‬ ‫وال جتعل يف قلوبنا غال للذين ءامنوا»‪.‬‬ ‫ختما اللهم أرض عن صحابة رسول اهلل‪ ،‬وارزقنا حبهم وحب نهجهم‪ ،‬ونورنا‬ ‫بمحبتهم يانور ياسالم‪ ،‬وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد نورك الساري ومددك‬ ‫الجاري‪ ،‬صالة عبد قلت حيلته‪ ،‬ورسول اهلل وسيلته‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫?‬

‫من خلف انحراف‬ ‫الشباب وضياعهم‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫• محمد الشاعر‬

‫ال يختلف اثنان في أن رأس مال كل شعب هو شبابه المعول عليه غدا في تحمل المسؤولية‪ ،‬حيث تبادر هذه‬ ‫الشعوب إلى بذل كل ما في وسعها‪ ،‬لالهتمام بالشباب وتربيته وتعليمه وتكوينه وتوجيهه وإعداده‪ ،‬ليخلفها‬ ‫ويكون خير خلف لها‪ ،‬فهل وعى أحباؤنا وأولياء أمورنا هذه المسؤولية الجليلة التي هي منوطة بهم؟‬ ‫من خالل التأمل في أحوال شبابنا في المجتمع‪ ،‬واالقتراب منهم بقصد التعرف على ما يحملون من أفكار‬ ‫وأحاسيس ويعانون من أزمات ـ نجدهم يغلب عليهم التذمر والسخط على األوضاع‪ ،‬واليأس من اإلصالح في‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬فيندفعون إلى االنحراف والشر وإلى ارتكاب الجرائم أمام الخاص والعام‪ ،‬فما هي يا ترى الدوافع‬ ‫واألسباب التي دفعت بهم إلى الضياع في ركام هذه الحياة؟‬ ‫أول مجال يحتك به الشاب المغربي هو المجتمع‪ ،‬فيلقاه يموج بجموع عجيبة تتصارع بضراوة وقساوة على‬ ‫حطام الدنيا وعلى اإلكثار من الكسب والغنى بكل وسيلة مباحة أو محظورة‪ ،‬وبكل طريقة شريفة كانت أو‬ ‫حقيرة‪ ،‬نافعة أو ضارة بالغير‪ ،‬بعيدا كل البعد عن عنصر األخالق والتربية‪ ،‬وعن تعاليم الدين‪ ،‬ويرى المغربي‬ ‫بأم عينه أو يسمع عن الجرائم المستفحلة‪ ،‬وعن المشاكل العويصة التي يتخبط فيها المجتمع‪ ،‬فيصيبه الذعر‪،‬‬ ‫ويستولي عليه الغم والحيرة‪.‬‬ ‫ويبحث الشباب المغربي عن األحزاب السياسية‪ ،‬لعله يجد عندها ما يخرجه من محنته الناتجة عن الفقر أو‬ ‫البطالة‪ ،‬فيقابل بالترحيب وبالوعود والتمنيات العذبة‪ ،‬ثم ال يلبث أن يصدم بتبخر كل الوعود وأن القصد إنما‬ ‫هو استغاللهم في االنتخابات ثم التنكر لهم‪ ،‬فيبتعد الشباب عن األحزاب وفي نفسه أسوء انطباع عنها يزيد‬ ‫من تعميق التذمر والسخط على الوضع والناس‪.‬‬ ‫وشاهد الشباب على القناة األولى اجتماع أعضاء البرلمان‪ ،‬ويتابع ما يجري فيه ويقال‪ ،‬ويصادق عليه من‬ ‫قرارات‪ ،‬فال يجد ما يالمس مشاكلهم وأوضاعهم والحلول المناسبة لها‪ ،‬إال ما كان من أمور ال تهمه‪ ،‬وال تفيد‬ ‫حتى المجتمع‪ ،‬ومن غير أن يريد تلفت نظره إلى المقاعد الفارغة‪ ،‬عند انعقاد الجلسة ونوم بعض األعضاء‪.‬‬ ‫وما يقال عن البرلمان‪ ،‬يصدق على مجلس المستشارين‪ ،‬فهمهم جميعا المزيد من التعويضات واالمتيازات‬ ‫واللقاءات بالخارج والمطالبة في النهاية بالمعاش منافسين الذين خدموا وطنهم ‪ 40‬عاما في شظف من‬ ‫العيش‪ ،‬ومغيظين للشباب الجامعي العاطل وللشرائح العريضة التي تعيش تحت عتبة الفقر‪.‬‬ ‫وال تسأل عن الماليير التي تؤديها الدولة لممثلي األمة ـ على ما يقال ـ مما دعا بعض األحزاب إلى المطالبة‬ ‫بإلغاء الغرفة الثانية‪ ،‬ألن عملها هو تكرار تقوم به الغرفة األولى‪ ،‬مع ما يتبع لك من تعويضات التنقل واإلقامة‪...‬‬ ‫وينتظر الشباب المغربي االنتخابات العامة والمحلية‪ ،‬فيقف على شراء الذمم‪ ،‬وارتشاء المصوتين‪ ،‬والتالعب‬ ‫بالمحاضر‪ ،‬وعلى سيل من الوعود باإلنجازات الممكنــة منها والمستحيلة‪ .‬وبمجـرد إعــالن النتائج يختفي‬ ‫الفائزون والناجحون نهائيا عن الساحــة وعن األنظـار‪ ،‬ويتنكرون لمن أعانوهم في الحملة‪ ،‬ولمن وعدوهم‬ ‫ومنوهم فيصاب الشباب مرة أخرى بالخيبة واإلحباط‪ ،‬ويزداد سخطا على األوضاع‪ ،‬لدرجة ال تنفع بعدها نداءات‬ ‫الحكومة الحالية وهي تدعوهم فيها للصبر‪ ،‬في انتظار المشاريع التي هي قيد اإلنجاز‪ ،‬والتي ستوفر العمل‬ ‫آلالف الشباب‪ ،‬لكن هيهات أن يصدقوها ويثقوا بها‪ ،‬النعدام المصداقية طيلة عقود خلت‪ ،‬ضاع معها الشباب‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وال ينبغي إغماض العين عن المشاريع الطموحة التي تقوم بها الحكومة بتوجيه جاللة الملك محمد‬ ‫السادس ورعايته‪ ،‬والتي أعلن عنها البرنامج الحكومي الذي يحتوي على نقط مضيئة تبعث على األمل‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمشاريع الكثيرة النافعة التي أنجزتها‪ ،‬ومنها تشجيع القروض‬ ‫الصغرى‪ ،‬ودعم المقاوالت والمشاريع التي يحتاجها سوق العمل وتضمن لهم العمل‪ ،‬بمجرد التخرج‪.‬‬ ‫ويسمع الشباب المغربي عن العدد المهول من أقرانه في السجون‪ ،‬وال يفكر في أنه قد يصبح لجنحة أو‬ ‫جناية أو جريمة ارتكبها‪ ،‬سجينا معهم‪.‬‬ ‫ويمراعاة حقوق اإلنسان ‪ ،‬فقد السجن دوره التربوي والردعي‪ ،‬فكم سمعنا عن مساجين خرجوا من السجن‬ ‫وهم أكثر جرأة وشراسة على العدوان وارتكاب الجرائم‪ ،‬بينما كان السجين قديما إذا غادر السجن يخرج تائبا‬ ‫لربه‪ ،‬نادما على أفعاله‪.‬‬ ‫وكم يفرح كل محب لهذا الوطن لو أن المسؤولين يستمعون لرأي الحكمة والتربية كونها ليست باإلكثار‬ ‫من السجون‪ ،‬بقدر ما هي بالتقليل منها وتدعيمها باألطباء النفسانيين وخيرة الوعاظ والعلماء الذين هم‬ ‫المؤهلون لإلصالح والتقويم‪ ،‬وإعادة المجرمين إلى جادة الصواب‪.‬‬

‫اجتماع لدراسة التدابير الالزمة‬ ‫لتنظيم عملية توزيع الصناديق‬ ‫الموحدة العازلة للحرارة‬ ‫بميناء بني أنصار‬

‫في إطار تتبع عملية توزيع الصناديق‬ ‫الموحدة العازلة للحرارة لفائدة قوارب الصيد‬ ‫التقليدي العاملة بالبحر األبيض المتوسط عقد‬ ‫يوم الخميس ‪ 20‬شتنير ‪ 2018‬بمقر مندوبية‬ ‫الصيد البحري بالناظور اجتماعا موسعا حضره‬ ‫كل من مدير غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫ومندوب الصيد البحري بالناظور ومدير المكتب‬ ‫الوطني للصيد ورئيس مدير شركة ميفا تجهيز‬ ‫ومجموعـــة من الموظفيـــن والمستخدمين‬ ‫وأعضـاء الغرفــة وكــان موضـــوع االجتمــاع‬ ‫هو أخذ جميـع التدابير الستقبال الشاحنتين‬ ‫األوليتين القادمتين من إسبانيا والمحملتين‬ ‫بما يقارب ‪ 1032‬صندوقا عازال للحرارة مع‬ ‫غطاء إضافي لكل ثالثة صناديق‪ .‬وقدم السيد‬ ‫رؤوف الحنصالي مدير الغرفة صاحبة المشروع‬ ‫الطريقة التي ينبغي االشتغال بها لتنظيم‬ ‫العملية وحتى تمر عملية التسليم بشكل منظم‬ ‫ويستفيد جميع البحارة الصيادين من الصناديق‬ ‫الموحدة العازلة للحرارة المخصصة لهم مجانا‬ ‫وفي جو من المسؤولية‪.‬‬ ‫إلى جانبه‪ ،‬تدخل السيد بغداد البودي‬ ‫مندوب الصيد البحري بالناظور بكلمته حول‬ ‫المشروع وأهميته لفائدة مهنيي قطاع الصيد‬ ‫التقليدي كما تدخل السيد عزيز سعود المدير‬ ‫الجهوي للمكتب الوطني للصيد بالناظور معربا‬ ‫عن استعداده لتقديم المساعدة لنجاح هذا‬ ‫المشروع‪.‬‬ ‫وبعد ذلك أخد الكلمة السيد مدير شركة‬ ‫(‪ )MIFA EQUIPEMENT‬وقدم شروحات‬

‫تقنية حول الصناديق الموحدة العازلة للحرارة‬ ‫وحول استعداد شركته تقديم الدعم الالزم‬ ‫لنجاح عملية التوزيع‪ ،‬ثم تدخل السيد بغداد‬ ‫مزعوج أحد أكبر مجهزي قطاع الصيد البحري‬ ‫بالناظور ورئيس جمعية مراكب صيد السردين‬ ‫بميناء بني انصار وبعد شكره للحاضرين صرح‬ ‫بدوره على استعداده لتقديم المساعدة لنجاح‬ ‫عملية توزيع الصناديق العازلة للحرارة على‬ ‫البحارة الصيادين في إقليم الناظور وأنه ال يمانع‬ ‫في تخزين جميع الصناديق بمحله الكائن داخل‬ ‫الميناء طيلة مدة التوزيع وبعد عدة مداخالت‬ ‫أخرى من أعضاء الغرفة‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬السيد مدير الغرفة والسيد‬ ‫المندوب قدموا الشكر للحاضرين على تعاونهم‬ ‫لتنظيم عملية التوزيع و رفع االجتماع ليتم بعد‬ ‫ذلك زيارة إلى الميناء ومحل التخزين ‪.‬‬ ‫وفي اتصال هاتفي‪ ،‬السيد يوسف بنجلون‬ ‫رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية شكر‬ ‫كل االطراف التي حضرت االجتماع والتي‬ ‫ستسعى جاهدة لنجاح عملية توزيع الصناديق‬ ‫العازلة للحرارة بالناظور صاحبة الحصة الكبيرة‬ ‫بالمشروع ومتمنياته للجميع التوفيق والنجاح‬ ‫وكل من سيظل ساهرا على العملية الى حين‬ ‫نهايتها وبتقديم جميع المساعدات الضرورية‬ ‫لنجاحها‪ .‬وسيتم تمثيل رئيس غرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية في انطالق عملية التوزيع‬ ‫التي ستتم ابتداء من يوم اإلثنين ‪ 24‬شتنبر من‬ ‫الشهر الجاري السيد مونير الدراز النائب الثاني‬ ‫لرئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية‪.‬‬

‫في مبادرة إنسانية‪..‬سائقو سيارات‬ ‫األجرة بالبيضاء المنتمون لنقابة‬ ‫االتحاد المغربي للشغل ‪UMT‬‬ ‫يقررون نقل المرضى مجاناً‬

‫في مبادرة إنسانية هي األولى من نوعها‪،‬‬ ‫اختار سائقو سيارات األجرة الصغيرة بمدينة الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬مساعدة مرضى اثنين من مستشفيات‬ ‫العاصمة االقتصادية من خالل حملهم بالمجان‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بمرضى المستشفى‬ ‫الجامعي عبد الرحيم الهاروشي لطب األطفال‪،‬‬ ‫والمستشفى الجامعي ابن رشد‪ ،‬حيث سيتم‬ ‫نقلهم بالمجان إلى وجهاتهم بمجرد خروجهم‬ ‫من أحد المؤسستين الصحيتين‪.‬‬ ‫الصديق بوزهرة‪ ،‬الكاتب العام الجهوي‬ ‫للنقابة الوطنية لسائقي سيارات األجرة بجهة‬ ‫الدار البيضاء‪-‬سطات ‪ ،‬قال إن هذه المبادرة‬ ‫وضعتها النقابة المنضوية تحت لواء االتحاد‬ ‫المغربي للشغل على مستوى جهة الدار البيضاء‪-‬‬

‫سطات ‪ ،‬و أن سائقي سيارات األجرة على علم‬ ‫بمعاناة المرضى الذين يحلون بالمستشفيات‬ ‫مع مشكل النقل في أوقات الذروة؛ خصوصا مع‬ ‫الساعة الـ‪ 12‬ظهرا والخامسة مساء‪.‬‬ ‫وأشار المتحدث ذاته إلى أن المبادرة تم‬ ‫االتفاق على جعلها تقليدا أسبوعيا أي كل اثنين‬ ‫على الساعة الـ‪ 12‬ظهرا والخامسة مساء‪ ،‬حيث‬ ‫تصطف ما بين ‪ 50‬و‪ 80‬سيارة أجرة أمام باب‬ ‫المستشفى ليتم نقل المرضى إلى وجهتهم‪،‬‬ ‫فيما يمكن أن يرتفع عدد سيارات األجرة‪.‬‬ ‫وأكد بوزهرة أن المرضى تفاجؤوا أول األمر‬ ‫بالمبادرة التي لقيت استحسانا وتفاعال كبيرين‬ ‫من قبل المواطنين‪ ،‬متمنيا أن تُعمم هذه‬ ‫المبادرة لتشمل جميع المراكز الصحية‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)864‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫“القطب الالمع والغوث الجامع‬ ‫موالي عبد السالم بن مشيش”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫في إطار هذا االهتمام المتجدد باالحتفاء بسيرة موالي عبد السالم‪،‬‬ ‫ظلت سيرة القطب موالي عبد السالم بن مشيش مثار اهتمام األجيال‬ ‫المتعاقبة لمؤرخي تحوالت تاريخ التصوف اإلسالمي سواء بالمشرق أم‬ ‫يندرج صدور كتاب “القطب الالمع والغوث الجامع موالي عبد السالم‬ ‫بالمغرب‪ .‬فالرجل حمل الكثير من الصفات التي جعلت منه األب الروحي لكل‬ ‫بن مشيش”‪ ،‬لمؤلفه األستاذ عبد اللطيف الوهابي‪ ،‬خالل السنة الجارية‬ ‫مدارس التصوف بالغرب اإلسالمي الممتد ببالد األندلس وعموم شمال‬ ‫(‪ ،)2018‬وذلك في ما مجموعه ‪ 183‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫إفريقيا‪ ،‬منذ نهاية القرن ‪12‬م وإلى يومنا هذا‪ .‬ويكفي أن نشير إلى الدور‬ ‫ويمكن القول‪ ،‬إن صدور هذا العمل الجديد يشكل إضافة نوعية إلصدارات‬ ‫الذي اضطلع به تلميذه أبي الحسن الشاذلي في إضفاء سمات خاصة على‬ ‫المؤلف التي ظلت –إلى اآلن‪ -‬وفية لتخصصها الحصري داخل مجال علم‬ ‫التصوف المغربي‪ ،‬بعد أن نقل عنه مجمل معارفه ومستويات الفتح لديه‪ ،‬مما‬ ‫اللسانيات الحديثة‪ .‬فالكتاب‪ ،‬يعبر عن جرأة المؤلف في االنفتاح على‬ ‫أصبح تراثا مشيشيا أوال‪ ،‬ثم مغربيا ثانيا‪ .‬لذلك‪ ،‬دأب المؤرخون على اعتبار‬ ‫عوالم متشعبة في سيرة القطب موالي عبد السالم‪ ،‬ليس بهدف اجترار‬ ‫موالي عبد السالم القطب المؤسس للتصوف المغربي‪ ،‬ببنياته المميزة‪،‬‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬لهدف إعادة تقييم رصيد المنجز‪ ،‬في أفق تقديم‬ ‫وبأنواره الفريدة‪ ،‬وبفتوحاته الرحبة‪ ،‬وبدروسه الخالدة‪ .‬وبالنسبة لمنطقة‬ ‫متن تركيبي يمكن أن يسد الكثير من الثغرات المرتبطة بمجال الدراسة‬ ‫جبالة وعموم شمال المغرب‪ ،‬أضحت سيرة القطب موالي عبد السالم عنوانا‬ ‫وبخبايا السيرة الذهنية لموالي عبد السالم بن مشيش‪ .‬ولعل هذا ما‬ ‫للهوية التعبدية لساكنة المنطقة‪ ،‬ورمزا النتماء جماعي داخل نسق إنتاج‬ ‫حاول األستاذ عبد السالم شقور إبرازه في كلمته التقديمية للكتاب‪ ،‬عندما‬ ‫الرموز الروحانية وتعبيراتها المادية والدينية التي دأبت السوسيولوجيا‬ ‫قال‪“ :‬األستاذ عبد اللطيف الوهابي يقدم كتابه للقارئ المبتدئ وللقارئ‬ ‫الكولونيالية على وصفها ب”اإلسالم المغربي”‪.‬‬ ‫المنتهي‪ ،‬كل يجد فيه ضالته‪ ..‬فالمبتدئ يقف فيه على المراحل الكبرى‬ ‫لم يقف األمر عند الجانب التعبدي الخالص‪ ،‬بل تجاوز ذلك إلى التأثير‬ ‫في حياة الشيخ‪ ،‬وكذا على األحداث المتميزة في مساره‪ ،‬والقارئ المنتهي‬ ‫في إنتاج التمثالت الجماعية لساكنة منطقة جبالة‪ ،‬بخصوص قضايا الوجود‬ ‫يتجاوز ذلك إلى اإلشكاالت الكثيرة التي أشار إليها وهي كثيرة‪ .‬والكاتب‬ ‫واإليمان وتوقير آل البيت‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬عرفت المنطقة إجماعا ال مثيل‬ ‫في ذلك يعتمد المصادر المدونة وهي كثيرة ومتنوعة منها ما يدخل في‬ ‫له في كل حلقات تاريخها الطويل حول مكانة موالي عبد السالم الروحية‬ ‫صلب اهتمامه ومنها ما يتصل بجوانب قد تبدو خارجة عن السياق ولكنها‬ ‫والتعبدية‪ .‬فحضوره يظل قويا في المخيال الجماعي للسكان وفي طرق‬ ‫قد تلقي الضوء على جوانب من حياة الشيخ ابن مشيش‪( ”...‬ص ص‪.‬‬ ‫التبرك بمسلكياتهم اليومية‪ ،‬بل إن الحرم المشيشي ظل يحظى بمكانة‬ ‫‪.)8-9‬‬ ‫مقدسة أكثر من أي مكان آخر ببالد المغرب‪ .‬فإليه تشد الرحال‪ ،‬وبه تحل‬ ‫في إطار هذا الميسم الموجه‪ ،‬حرص المؤلف على توسيع دوائر البحث‬ ‫الخصومات بين القبائل‪ ،‬وإليه تقصد النوايا‪ ،‬وبه تختبر السلوكات‪ .‬ويكفي‬ ‫لتشمل قضايا مركزية في السيرة الذهنية لموالي عبد السالم بن مشيش‪،‬‬ ‫أن نشير –في هذا المقام‪ -‬كيف أن الحركة الوطنية بالشمال خالل عهد‬ ‫وفي سيرته الخاصة‪ ،‬وفي تراثه الديني والروحي‪ ،‬وفي أدواره التاريخية‪،‬‬ ‫االستعمار ظلت حريصة على دوام زياراتها للحرم المشيشي بشكل سنوي‬ ‫وفي مرتكزاته العقائدية المرتبطة ب��دوره في إنشاء مدرسة صوفية‬ ‫ودوري‪ ،‬خاصة خالل أيام “النسخة”‪ ،‬كتعبير عن سلوك تبركي ظل أساسيا‬ ‫بمرتكزات مميزة وبامتدادات وارفة كان لها الدور الكبير داخل االمتداد‬ ‫لتلقيح المواقف والمبادرات والنوايا‪ .‬كما أن الحرم المشيشي ظل يمارس‬ ‫غالف الكناب‬ ‫الجغرافي الواسع بالغرب اإلسالمي وكذلك بأجزاء واسعة من بالد المشرق‪.‬‬ ‫سلطات معنوية كبيرة على قبائل جبالة على امتداد كل محطات القرون الثمانية الماضية‪،‬‬ ‫وفي كل ذلك‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على الجمع بين نسقين للتدوين وللتحليل ولالستثمار‪،‬‬ ‫واضعا منطلقات لتدبير الحياة الجماعية‪ ،‬سواء داخل األقاصي القروية أم داخل المراكز الحضرية للمنطقة‪،‬‬ ‫أولهما مرتبط بسيرة الشيخ موالي عبد السالم وبتراثه الروحي وعلى رأسه محكياته وكراماته وصالته‬ ‫مثل طنجة وتطوان وأصيال والعرائش وشفشاون والقصر الكبير‪...‬‬ ‫المشيشية المعروفة‪ ،‬وثانيهما مرتبط بالوقائع التاريخية المؤطرة للمواقف وللمبادرات ولإلسهامات التي‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أمكن القول إن الحضور القوي لهذه السلط المعنوية داخل المشترك الجماعي لسكان‬ ‫ارتبطت بسيرة القطب موالي عبد السالم‪ ،‬سواء داخل جبل العلم بمنطقة جبالة أم بمختلف االمتدادات‬ ‫شمال المغرب‪ ،‬يشكل إحدى أهم مقومات الهوية الثقافية واالجتماعية للمنطقة‪ .‬فهي المدخل لفهم‬ ‫الجهوية والوطنية الواسعة والممتدة‪.‬‬ ‫رصيد القيم المشتركة‪ ،‬وهي أساس تفسير نظيمة التراث الروحاني الخصب والمتنوع‪ ،‬كما أنها مدخل‬ ‫وعلى الرغم من أن الكثير من القضايا المثارة في الكتاب تظل في حاجة إلى المزيد من البحث ومن‬ ‫مؤطر للكثير من مسلكيات تدبير الحياة المادية اليومية للفرد وللجماعة‪.‬‬ ‫التدقيق‪ ،‬وعلى رأسها عالقة الشيخ بالخليفة الموحدي إدريس المامون وقضية اغتيال ابن مشيش على‬ ‫ونظرا لهذا الحضور القوي لسلط العوالم المشيشية‪ ،‬أصبح مؤرخو المغرب الراهن حريصين على‬ ‫يد الدعي أبي الطواجين‪ ،‬فإن األستاذ الوهابي قد نجح في إثارة االنتباه إلى تساؤالت جوهرية يمكن أن‬ ‫العودة للبحث في تفاصيل سيرة القطب موالي عبد السالم بن مشيش‪ ،‬وربطها بسياقاتها التاريخية‬ ‫توجه المؤرخ المتخصص نحو عناصر منهجية موازية للبحث وللتقصي وللتفكيك وللتحليل‪ .‬وتزداد آفاق‬ ‫المعروفة المرتبطة بمرحلة نهاية دولة المرابطين‪ ،‬ثم انبثاق دولة الموحدين وما عرفته البالد خالل‬ ‫هذا البعد وضوحا‪ ،‬مع النزوع الواضح للمؤلف نحو استثمار عطاء عملين اثنين‪ ،‬كان لهما الفضل الكبير‬ ‫القرنين ‪ 12‬و‪ 13‬الميالديين من تطورات عميقة كان لها دورها في رسم المسار العام للدولة وللمجتمع‬ ‫في توجيه االشتغال على سيرة القطب موالي عبد السالم بن مشيش ‪ ،‬أولهما للطاهر اللهيوي المعنون‬ ‫المغربيين‪ ،‬منذ تلك الفترة وإلى يومنا هذا‪ .‬ولم يقف هذا االهتمام المتزايد بشخصية موالي عبد السالم‬ ‫ب”بحصن السالم بين يدي أوالد موالي عبد السالم”‪ .‬وثانيهما لزكية الزوانات حول دور موالي عبد‬ ‫بن مشيش عند حدود المؤرخين المتخصصين بالمعنى الحصري للكلمة‪ ،‬بل تجاوز ذلك إلى باحثين‬ ‫السالم في ميالد التصوف الشاذلي بالعالم اإلسالمي خالل القرن ‪13‬م‪.‬‬ ‫ومفكرين من مجاالت علمية مختلفة‪ ،‬مثل علم االجتماع واألنتروبولوجيا واللسانيات‪ ...‬فكانت النتيجة‪،‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬استطاع األستاذ عبد اللطيف الوهابي تقديم عمل مجدد من خارج المجال التخصصي لعلم‬ ‫تزايد الوعي بضرورة تكثيف الجهد إلعادة تقليب صفحات سيرة الغوث موالي عبد السالم‪ ،‬باعتبارها تراثا‬ ‫التاريخ‪ ،‬ال شك وأنه يساهم في تحقيق التراكم المجهري المشتغل على نسق التصوف المغربي‪ ،‬وعلى‬ ‫حافظ على كل عناصر الراهنية‪ ،‬بكراماته الممتدة في الزمن‪ ،‬وبفتوحاته الكامنة في النفوس‪ ،‬وبفنائه‬ ‫بنياته المتشعبة الصانعة لعناصر التميز والثراء داخل مكونات الهوية الثقافية والروحية واالجتماعية‬ ‫المتماهي مع أسرار التعبد‪ ،‬وبوجده المؤطر لفعل التصوف المغربي‪ ،‬ثم بحلوله العرفاني حيث مكمن‬ ‫األنوار ومربط الفتح وسقف الفناء‪.‬‬ ‫لعموم ساكنة منطقة جبالة بشمال المغرب‪.‬‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‬ ‫تفتتح موسمها الجديد ‪ ‬‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‪ ‬‬ ‫‪ ‬تحت شعار “ من أجل موسم غني بالترافع وتفعيل‬ ‫المشاركة المواطنة ‪ “ ‬افتتحت هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان موسمها الجديد ‪،‬‬ ‫بعقد اجتماع احتضن أشغاله مقر الجماعة ‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫الخميس ‪ 27‬شتنبر المنصرم‪.‬‬ ‫عضوات وأعضاء الهيئة ‪ ،‬وكما جاء ذلك على‬ ‫لسان عضوة مشاركة في االجتماع المذكور التقت‬ ‫بها الجريدة ‪ ،‬انكبوا على تقييم حصيلة عمل الموسم‬ ‫السابق التي أطرها الفصل ‪ 139‬للدستور الذي جاء‬ ‫في فقرته األولى “ تضع مجالس الجهات والجماعات‬ ‫الترابية األخرى ‪ ،‬آليات تشاركية للحوار والتشاور ‪،‬‬ ‫لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات‬ ‫في إعداد برامج التنمية وتتبعها “ ‪ .‬وأضافت بأن‬ ‫االجتماع وقبل االنتقال إلى صياغة العناوين الكبرى‬ ‫للقضايا التي ستشتغل عليها الهيئة خالل الموسم‬ ‫الجديد ‪ ،‬سجل بارتياح كبير ‪ ،‬رغم البيئة والمحيط‬ ‫الغير مساعدين على إرساء قواعد شفافة للمشاركة‬ ‫المواطنة ‪ (،‬سجل) الحضور النوعي لهيئة جماعة وزان‬ ‫التي حظيت تجربتها ‪ ،‬رغم حداثتها ونواقص عملها‬ ‫الموضوعي منها والذاتي ‪ -‬باهتمام واسع من طرف‬‫الفاعلين المدنيين والعموميين ‪ ،‬إقليميا ‪ ،‬وجهويا ‪ ،‬ووطنيا ‪،‬مما جعلهم يعتمدونها مخاطبا محترما ‪.‬‬

‫من بين الملفات التي ستشتغل عليها الهيئة خالل‬ ‫هذا الموسم ‪ ،‬كما أفاد الجريدة بذلك عضو بمكتبها‬ ‫‪ ،‬تنزيل برنامج تقوية قدرات النسيج الجمعوي بوزان‬ ‫في مجال المشاركة المواطنة ( العرائض‪ -‬الملتمسات‬ ‫– الهيئات) ‪ ) ....‬وذلك بدعم من مجلس الجماعة ‪،‬‬ ‫وجمعيات وسيطة ‪ ،‬ومنظمات دولية تشتغل على هذا‬ ‫المحور ‪ .‬كما أن االجتماع يضيف نفس المخاطب خلص‬ ‫إلى شروع الهيئة في االشتغال على إعداد رأي استشاري‬ ‫من أجل إحداث “ مركز العالج من اإلدمان “ والترافع‬ ‫عليه لدى مختلف المتدخلين‪ ،‬على خلفية بأن العالج‬ ‫من هذه اآلفة حق من حقوق اإلنسان‪ .‬كما تعزم الهيئة‬ ‫تنظيم أياماً دراسية حول “ األمن المجتمعي بوزان “‪،‬‬ ‫و“حقوق الفئات في وضعية صعبة “‪ ،‬و “ المدينة‬ ‫المواطنة “ ‪.‬‬ ‫يذكر بأن هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع لجماعة وزان كانت قد اشتغلت بتعاون مع مجلس‬ ‫الجماعة‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‪ ،‬وممثلي وممثالت اإلقليم‬ ‫بالمؤسسة التشريعية‪ ، ‬على ملف إحداث نواة للتعليم‬ ‫العالي بوزان ‪ ،‬وبعد استقبال وزير التربية الوطنية لوفد‬ ‫الترافع بمكتبه في شهر يوليوز األخير ‪ ،‬جاءت مصادقة‬ ‫مجلس إدارة جامعة عبد المالك السعدي على مقرر في‬ ‫الموضوع‪ .‬وتفعيال لهذا المقرر يضيف مصدر موثوق‬ ‫بأن الهيئة تعتزم مخاطبة “فريق الترافع” لالجتماع من أجل توفير الشروط والمناخ لتنزيل مقرر المجلس‬ ‫اإلداري للجامعة ‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫من يقف في وجه فتح مركز حماية‬ ‫النساء في وضعية صعبة بوزان ؟‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)428‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‪ ‬‬ ‫لم ينجح النسيج المدني والحقوقي المتعارضة رسالته مع أجندات هذه الجهة أو تلك‪ ،‬في فك‬ ‫الطالسم المحيطة بتمادي بعض المتدخلين في إغالق أبواب أكثر من مركز اجتماعي ‪ ‬موجهة‬ ‫خدماته لمحاربة الفقر‪ ،‬واإلقصاء‪ ،‬والهشاشة‪ ،‬وتحسين عيش نسبة من الفئات المعوزة بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬الذي ال يختلف اثنان بأن جراحه‪ ‬لم تندمل بعد من زلزال الفقر الذي ضربها من عقود‪،‬‬ ‫وتوسعت رقعته في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫النموذج الذي نعرض تفاصيله اليوم أمام الرأي العام‪ ،‬يستدعي التعجيل بتفعيل المبدأ‬ ‫الدستوري «ربط المسؤولية بالمحاسبة»‪ ،‬ألن الجهات التي توجد في عالقة تماس بهذا‬ ‫المشروع االجتماعي ‪ ، ‬تتحمل المسؤولية المباشرة في إهدار المال العام‪ ،‬الناتج عن اهدار الزمن‬ ‫االجتماعي القاسي‪ ،‬الذي جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتضييق مساحة ضحاياه‬ ‫والتقليص من عددهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬قبل سنوات‪ ،‬وبعد أن تحدث أرقام مهولة عن اتساع دائرة العنف بكل أشكاله وألوانه‬ ‫الذي تتعرض له النساء بإقليم وزان‪ ،‬وبعد انخراط أكثر من متدخل عمومي ومدني في معركة‬ ‫حماية حقوق هذه الفئة من المواطنات والمواطنين والنهوض بوضعيتها‪ ،‬صادق بعض‬ ‫الشركاء (المبادرة‪ ،‬الجماعة‪ ،‬التعاون الوطني ‪ )..‬على انبات شتلة مشروع اجتماعي بالحي الشعبي‬ ‫«القشريين»‪ ،‬ورسمت مالمح نساء اإلقليم التي ستلج مداخله‪ ،‬وهن المعنفات اللواتي حكمت‬ ‫عليهن الثقافة السائدة‪ ،‬والسياسات العمومية والترابية التي بنيت لعقود على التمييز االجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬بأن تكون وضعيتهن صعبة‪ .‬‬ ‫المشروع االجتماعي ( انظر الصورة ) الذي أصبح جاهزا منذ أكثر من سنة‪ ،‬الستقبال نساء‬ ‫دار الضمانة الكبرى ضحايا العنف‪ ،‬ظلت أبوابه محكمة اإلغالق من دون أن يتجرأ وال شريك واحد‬ ‫تحديد سبب هذا «االستهتار بالمسؤولية»‪ ...‬استهتار تعلم كل جهة بأن مثله كان سبب الزلزال‬ ‫السياسي الذي هز السنة الماضية أركان الحكومة‪ ،‬واإلدارة الترابية‪ ،‬ومؤسسات عمومية‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذا الملف‪ ،‬وكما صرح بذلك للجريدة مصدر موثوق‪ ،‬سبق لهيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬وفي إطار تفعيلها لألدوار التي أوكلها لها دستور‬ ‫المملكة‪ ،‬والقوانين والمراسيم والدالئل ذات الصلة‪ ،‬أن تناولته في لقاءاتها مع كل من‪ ،‬العامل‬ ‫السابق‪ ،‬ونائب سابق لوكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بوزان‪ ،‬واللجنة اإلقليمية للمبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬ورئيس جماعة وزان‪ ،‬والمندوب اإلقليمي السابق للتعاون الوطني ‪.‬‬ ‫‪ ‬فهل ستفتح أبواب هذا المركز االجتماعي بامتياز بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية‬ ‫الذي يصادف ‪ 10‬أكتوبر من كل سنة ؟‬ ‫‪ ‬الجواب عند صناع القرار‪ ،‬كما أنها ستشكل فرصة أمام الرأي العام بإقليم وزان المتحان‬ ‫قوة االنصات عند حاملي المشروع قديمهم وجديدهم ‪ .‬‬

‫فاطمة حمادي‬ ‫مالكة مقهى ومطعم‬ ‫«الريا�ض»ال زالت‬ ‫تنتظر �إن�صافها‬ ‫في أعدادنا السابقة من جريدة طنجة‪ ،‬تطرقنا لقضية السيدة فاطمة حمادي‪،‬‬ ‫التي تعرضت للسرقة والتعنيف بإفراغها من محل سكناها ومطعمها الذي تملك‬ ‫سجله وكل وثائقه‪ ،‬والتي طرقت كل األبواب‪ ،‬وال أحد يريد سماعها‪ ،‬ال أحد يريد‬ ‫اإلطالع على الوثائق التي تثبت حقها وملكيتها لكل ما سلبوها إياه‪ ،‬حتى القضاء‬ ‫لم ينصفها‪ ،‬ففي كل مرة كانت تجد نفسها وسط ما يشبه العصابات المنظمة‪،‬‬ ‫التي تحكم بعرفها وقوتها‪ ،‬وتستعمل ثغرات القانون طريقا لها لالستيالء على‬ ‫حقوق الغير دون ترك دالئل ضدها‪.‬‬ ‫اليوم نحن نعاود التذكير بقضيتها متسائلين عن السبب الرئيسي لهذا‬ ‫السكوت المطبق من طرف السلطات المتواطئة في القضية‪ ،‬نقاط مهمة غابت‬ ‫عن المسؤولين‪ ،‬أولها حقها الشرعي في المكان المتنازع عليه‪ ،‬أيضا التدقيق‬ ‫في مدى صحة التوكيل الوهمي الذي تقدم به خصمها ليستبيح مالها وحياتها‬ ‫ويتركها اآلن بدون مأوى وال مصدر للرزق علما بكبر سنها‪ ،‬هذا التوكيل الذي ال‬ ‫يستجيب للشروط القانونية‪ ،‬هو توكيل غير مختوم بشكل رسمي من جهة رسمية‬ ‫وال يحمل إشارة توحي بصحته‪ ،‬والذي جعل فاطمة حمادي تدخل عالم المحاكم‬ ‫والقضاء‪ ،‬مدافعة عن حقها بكل ما أوتيت من قوة‪ ،‬وواقفة في وجه الشخص‬ ‫الذي تعامل معها بكل عنف وجبروت‪ ،‬والذي استقوى عليها بماله ومعارفه الذين‬ ‫سخرهم لالستيالء على كل ما تملكه‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪428‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 961‬ـ الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)19‬‬ ‫إنجازات ميالن لم تشفع‬ ‫ألمبروزيني‬

‫يظل حلم المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو األهم لدى جميع العبي كرة القدم‪،‬‬ ‫وكما ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك‬ ‫المسابقة األعظم على اإلطالق‪ ،‬عجز آخرون عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت‬ ‫دامت لسنوات عديدة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا‬ ‫‪ ،2018‬نعود بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك المحفل العالمي‪ ،‬كما‬ ‫نلقي الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور بالمونديال‪ .‬ويستعرض‬ ‫لكم‪« ‬كووورة»‪ ‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في‬ ‫المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة ‪ 17‬عن النجم اإليطالي ماسيمو أمبروزيني‪.‬‬

‫عين كابيلو‬

‫هو واحد ضمن كثيرين رفعوا راية الوالء لنادي ميالن طوال ‪ 18‬عاما‪ ،‬فمسيرته‬ ‫العامرة باأللقاب المحلية واألوروبية مع الروسونيري‪ ،‬جعلته ينال مجد أن يضع اسمه‬ ‫في الئحة شرف النادي العريق كقائد سابق للفريق‪ .‬لم يحتج ماسيمو أمبروزيني‬ ‫سوى موسما واحدا مع تشيزينا‪ ،‬ليخطف أنظار مسؤولي ميالن‪ ،‬وخاصة المدرب فابيو‬ ‫كابيلو الذي خاض سباقا مع عدة أندية حتى وقع معه عقدا في موسم ‪.1996-1995‬‬ ‫لم يتمكن المدرب اإليطالي من إشراك الالعب الجديد في مباريات كثيرة‪ ،‬نظرا‬ ‫للمجموعة الكبيرة من النجوم المتوفرين في الفريق‪ ،‬ليتفق الطرفان على انتقاله‬ ‫معارا لتشيزينا عام ‪ ،1997‬حيث قدم أداء مميزا وشارك معهم في الوصول لنصف‬ ‫نهائي كأس االتحاد األوروبي‪ ،‬ثم عاد في الموسم التالي لميالن‪.‬‬

‫إنجازات كبيرة‬

‫أدواره التكتيكية في وسط الملعب‪ ،‬كانت من أبرز المميزات التي اتسم بها‬ ‫أمبروزيني‪ ،‬فبعد العودة من اإلعارة‪ ،‬شارك في أكثر من ضعف ما شارك به في‬ ‫موسمه األخير‪ ،‬كما كان عنصرا أساسيا في الفوز بلقب الدوري في موسم ‪1998-‬‬ ‫‪ .1999‬أتى التعاقد مع عمالقي وسط الملعب‪ ،‬جينارو جاتوزو وأندريا بيرلو‪ ،‬ليقلل‬ ‫من أسهم أمبروزيني في حجز مقعد بالتشكيلة األساسية‪ ،‬كما ساهم بنفسه في ذلك‬ ‫بسبب اإلصابات الكثيرة التي تعرض لها‪ .‬حقق أمبروزيني ‪ 12‬لقبا مع ميالن‪ ،‬ما بين‬ ‫‪ 4‬بطوالت للدوري و‪ 2‬للسوبر و‪ 1‬للكأس‪ ،‬أما على المستوى األوروبي فقد ساهم‬ ‫بشكل أساسي في فوز الروسونيري بلقبي دوري األبطال عام ‪ 2003‬و‪ ،2007‬فقد‬ ‫شارك في جميع مباريات األولى فيما غاب عن واحدة في الثانية‪ ،‬بجانب لقبين لكأس‬ ‫السوبر األوروبي‪ ،‬ولقب واحد لكأس العالم لألندية‪.‬‬

‫المسيرة الدولية‬

‫عرف المنتخب اإليطالي بالعبين عظام في وسط الملعب‪ ،‬وكان الغالبية منهم‬ ‫يتمتعون بمزيج من األدوار التكتيكية‪ ،‬التي يفضلها المدربين الطليان‪ ،‬بجانب‬ ‫النواحي الفنية‪ ،‬ما جعل أمبروزيني بعيدا عن العديد من المحافل الدولية الكبرى‪،‬‬ ‫لكونه العب وسط مدافع ذو نزعة تقليدية‪ ،‬خاصة مع التفاهم الواضح بين بيرلو‬ ‫وجاتوزو في المنتخب والنادي‪ .‬أدت اإلصابة الحباط كبير لنجم ميالن في عام ‪،2002‬‬ ‫وحرمته من الظهور بمونديال كوريا واليابان‪ ،‬كما فشل في إقناع مارتشيلو ليبي‪،‬‬ ‫مدرب المنتخب بضمه لقائمة مونديال ‪ 2006‬في ألمانيا‪ ،‬الذي فازت به إيطاليا‪.‬‬ ‫شارك أمبروزيني في ‪ 35‬مباراة دولية‪ ،‬كما أنهى مسيرة مع كرة القدم بعد عام واحد‬ ‫من رحيله عن ميالن إلى فيورنتينا في ‪ ،2014‬وذلك بعدما خاض ‪ 489‬مواجهة مع‬ ‫الروسونيري‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫طرح‬

‫موضوع (خطف) تسعة العبين من مركز التكوين لفريق المغرب التطواني من‬ ‫طرف الرجاء البيضاوي‪ .‬وتم إلحاقهم بالمركز المؤقت للرجاء ببوركون‪ .‬والمثير‬ ‫أن اإلعالم دافع على أحقية الفريق البيضاوي من االستفادة من العبي مركز تطوان مستدلين‬ ‫بالقانون‪ .‬ولكن كيف كان رد اإلعالم سيكون لو كانت الحالة عكسية‪ ،‬أي أن المغرب التطواني‬ ‫هو من (اختطف العبي الرجاء)‪ ،‬طبعا سيقيم هذا اإلعالم المتحيز الدنيا ويقعدها بشعار «انصر‬ ‫أخاك ظالما أو مظلوما‪.‬‬ ‫المغرب التطواني استنكر التصرف‪ ،‬ويعتبر أن الالعبين مرتبطون معه بعقود‪ ،‬متحدثا عن‬ ‫مؤامرة قد يكون بطلها أحد األطر العاملة في مركز التكوين التابع للنادي بالمالليين‪ .‬ومن‬ ‫الجانب األخالقي‪ ،‬فهل كان الرجاء سيقبل بمثل هذا التصرف من طرف أي فريق آخر اتجاهه؟؟‪..‬‬ ‫فالبد من وضع حد لمثل هذه التطاوالت التي ال تخدم سمعة كرة القدم الوطنية‪ .‬وعلى‬ ‫اإلعالم أن يتعامل مع مثل هذه المواضع بنوع من المصداقية بطرح األمور كما هي سواء كان‬ ‫الموضوع يتعلق بالرجاء أو الوداد أو أي فريق مغربي آخر‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫إدريس المرابط‪...‬‬ ‫المدرب السابق التحاد طنجة لكرة القدم‬

‫كيف تفسر طلب إعفائك من تدريب الفريق وهو في بداية‬ ‫الموسم‪ ،‬و ما هي طبيعة العقد الذي يربطك بالفريق؟‬ ‫هذه ليست حقيقة‪ ،‬لم أطلب إعفائي من تدريب الفريق‪ .‬أعتبر‬ ‫نفسي مدربا محترفا‪ ،‬وال يمكنني أن أتخلى عن فريقي ونحن في‬ ‫بداية الموسم‪ .‬كل ما في األمر أن المكتب المسير ارتأى االستغناء عن‬ ‫خدماتي‪ .‬مباشرة بعد مباراة المغرب التطواني التي انتهت بالتعادل‬ ‫والتي جرت يوم السبت‪ ،‬تلقيت اتصاال من المكتب المسير من أجل‬ ‫عقد اجتماع عاجل في اليوم الموالي‪ ،‬فعال تم ذلك‪ ،‬فهمت مغزى‬ ‫االجتماع ورغبة المكتب في االنفصال عني واالستعانة بمدرب جديد‪.‬‬ ‫أكيد ان القرار غريب‪ ،‬ألننا في البداية‪ ،‬وفريقنا لم يكن يعد من الفرق‬ ‫التي تنافس على األلقاب حتى يكون القرار متخذ بكل هذه السرعة‪،‬‬ ‫نتائجنا لم تكن سلبية إلى درجة التفكير بكل هذه السرعة في االنفصال‬ ‫عن المدرب‪ ،‬الوقت لم يحن بعد لتحقيق االنسجام المطلوب بالفريق‪.‬‬ ‫العموم جلسنا للتفاوض بشأن االنفصال‪ ،‬كانت لدي شروط‪ ،‬احترام‬ ‫حقوقي التي يتضمنها العقد‪.‬‬ ‫سأضل أحترم الفريق الذي‬ ‫ت��رع��رع��ت فيه وحققت فيه‬ ‫إنجازين هامين‪ ،‬الصعود معه‬ ‫إلى القسم األول كالعب في‬ ‫أواسط الثمانينات والفوز معه‬ ‫بلقب البطولة كمدرب‪ .‬كما‬ ‫أحترم الجمهور الذي ساندني‪،‬‬ ‫أقصد الجمهور الحقيقي الذي‬ ‫يفهم في كرة القدم‪ .‬بالنسبة‬ ‫لطبيعة العقد ال��ذي يربطك‬ ‫بالفريق‪ ،‬في الموسم الماضي‪،‬‬ ‫حين تحملت مسؤولية تدريب‬ ‫الفريق‪ ،‬وقعت عقدا إلى نهاية‬ ‫الموسم‪ ،‬وتضمن بند التجديد‬ ‫الفوري لموسم إضافي في حال‬ ‫إح��راز إحدى المراكز الخمسة‬ ‫األوائل مع تحسين العقد‪.‬‬

‫كيف حدث هذا واألمور كانت عادية بعد نهاية الموسم‪،‬‬ ‫سيما أنكم وضعتم برنامج التحضير للموسم الحالي بشكل عادي؟‬ ‫بعد نهاية الموسم الماضي‪ ،‬قررت أداء مناسك العمرة قبل‬ ‫انطالق الموسم الحالي‪ ،‬قبل ذلك عقدت لقاء مع اللجنة التقنية بحضور‬ ‫األعضاء‪ ،‬حسن بلخيضر‪ ،‬ادريس حنيفة‪ ،‬وعبد الرحيم الهوازر‪ .‬اتفقنا‬ ‫على برنامج الموسم وحددنا الئحة الالعبين تضم المغادرين بصفة‬ ‫نهائية وبعض الالعبين الشباب بالفريق الذين اقترحت إعارتهم من‬ ‫أجل االحتكاك‪ ،‬كما تم اقتراح الوافدين وفق احتياجات الفريق ببعض‬ ‫المراكز التي نعاني فيها نقصا‪ .‬على أن يستمر التواصل واالستشارة‬ ‫بيننا إلى حين العودة من العمرة‪ .‬وأول الخيارات كان البحث عن بديل‬ ‫الالعب أحمد حمودان الذي انتقل إلى الدوري السعودي‪ ،‬طرحت ثالثة‬ ‫اسماء‪ ،‬بديع أووك‪ ،‬آدم النفاتي وعبد الكريم الوادي‪ ،‬فوقع االختيار على‬ ‫األخير‪ .‬ناقشنا كذلك برنامج التحضير والتربص وتم اقتراح وجهتين‪،‬‬ ‫بإسبانيا بين مربيا ومورسيا‪ ،‬ثم تركيا‪ ،‬فضلت الوجهة الثانية باعتبار‬ ‫أن منطقة التربص هادئة ومعزولة‪ ،‬مناخ ومالبس يسمحان بالتحضير‬ ‫الجيد‪.‬‬

‫ألم يكن سوء تدبير عملية االنتدابات من عوامل قرار المكتب‪،‬‬ ‫وكيف تفسر االنطالقة السلبية؟‬ ‫كما قلت أن االنتدابات كانت تدبر بشكل جماعي مع اللجنة‬ ‫السالفة الذكر‪ .‬بالنسبة لبعض الالعبين الذين تم فسخ العقد معهم‪،‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫فهناك عوامل حتمت ذلك‪ ،‬أوال أن العقد المبدئي الموقع معهم‬ ‫كان يتضمن بندا يمنح المكتب حق الفسخ في حالة عدم اقتناعي‬ ‫بمردودهم‪ .‬بالنسبة للمهاجم اإلسباني سلفا شامورو لم يكن من طينة‬ ‫المهاجمين الذين نحتاج إليهم‪ .‬بالنسبة للتونسي جالصي‪ ،‬نتوفر على‬ ‫العبين بنفس مستواه‪ ،‬نحن نبحث عن العب يمنحنا اإلضافة‪ .‬بالنسبة‬ ‫لعمر الداهري‪ ،‬صدرت منه تصرفات غريبة‪ ،‬كان يرفض المشاركة في‬ ‫المباريات الودية‪ ،‬يطالب بغرفة انفرادية في التربصات‪ ،‬بالنسبة لي‬ ‫مثل هذه التصرفات غير مقبولة كيفما كان مستوى الالعب‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫سيجلب لنا مشاكل مع مرور الوقت نحن في غنى عنها‪ .‬المدافع اإلفواري‬ ‫ماهي‪ ،‬قدم من الخليج‪ ،‬كنا في أمس الحاجة إلى مدافع محنك‪ ،‬بدوري‬ ‫فاجأني مردوده‪ .‬لدى التحاقه بالفريق خاض شوطا واحدا في مباراة‬ ‫ودية وكان يعاني من إصابة‪ ،‬لم يتسنى لي الوقوف على مستواه‪،‬‬ ‫سافر معنا إلى تربص تركيا وهو مصاب‪ ،‬لم يتدرب بالشكل الكافي‪،‬‬ ‫كان يباشر حصص للعالج‪ .‬كنا ندرس إمكانية فسخ عقده لدى عودتنا‪،‬‬ ‫وخ�لال مشاركتنا في دوري‬ ‫المرحوم الهزاز‪ ،‬ش��ارك في‬ ‫إحدى المباريات‪ ،‬كان مردوده‬ ‫جيدا‪ ،‬فاجأنا جميعا وقررنا‬ ‫االحتفاظ به‪ .‬لألسف تبين‬ ‫من خالل مباريات الدوري أننا‬ ‫أخطأنا االختيار‪ .‬بالنسبة لما‬ ‫يقال حول انطالقتنا سلبية‪،‬‬ ‫ال أعتقد‪ ،‬نحن ف��ي بداية‬ ‫الموسم‪ ،‬خضنا ثالث مباريات‬ ‫ولم ننهزم في اية مباراة‪،‬‬ ‫وتأهلنا في منافسات كاس‬ ‫ال��ع��رش‪ .‬انطالقة الموسم‬ ‫الماضي كانت أضعف من‬ ‫الموسم الحالي‪ .‬ثم أن نتائج‬ ‫بداية الموسم ع��ادي��ة‪ ،‬لم‬ ‫يكن مردودنا سيء في مباراة‬ ‫افتتاح الموسم أمام وادي زم‬ ‫رغم التعادل‪ .‬في المباراة الثانية كان مردودنا أفضل أمام مولودية‬ ‫وجدة‪ ،‬أهدرنا فرصا كثيرة واستقبلنا هدفا بخطء فادح من المدافع‬ ‫اإلفواري ماهي‪ ،‬وكان بإمكاننا أن ننتصر في هذه المباراة‪ .‬التعادل أمام‬ ‫المغرب التطواني أمر عادي في مباراة ديربي غالبا ما يتأثر بالضغط‪.‬‬ ‫وبلغ علمي أن الالعبون ركزوا طيلة أسبوع التحضير لهذه المباراة من‬ ‫أجل إهدائي فوزا بسبب الضغط الذي مورس علي منذ بداية الموسم‪،‬‬ ‫ألن الالعبون واعون بما يجري ويدور في كوليس الفريق‪ .‬اضف إلى‬ ‫هذا أن المردود بدا يتحسن كما أن االنتدابات األخيرة كان بإمكانها أن‬ ‫تمنحنا إضافة‪ ،‬إلى أن الوقائع اثبتت أنني كنت أعيش مؤامرة‪ .‬هذه أمور‬ ‫يعرفها الجميع‪ ،‬كيف يعقل أن تسمع بفتح مفاوضات مع مدربين وطرح‬ ‫اسماء بديلة لك وأنت بصدد التحضير لموسم وأنت حامل اللقب‪.‬‬ ‫عانيت مثل الالعبين من التشويش‪ ،‬تلقينا انتقادات ونحن نخوض‬ ‫مباريات ودية تحضيرية‪ .‬ثم ان الحديث عن مدرب بديل طرح مباشرة‬ ‫بعد التعادل مع وادي زم‪ ،‬وإسم المدرب المطروح حاليا لتولي تدريب‬ ‫الفريق كان في تواصل مع أعضاء من المكتب قبل مباراتنا مع المغرب‬ ‫التطواني‪ .‬في الواقع أن غيرتي على فريق مدينتي والحلم التاريخي‬ ‫الذي حققته كان بمثابة المسكن الذي يهدئ من الضغط الذي مورس‬ ‫علي منذ أن تحملت مسؤولية تدريب الفريق وتعودت عليه‪ .‬تصور أننا‬ ‫حققنا رقما قياسيا في الموسم الماضي بعدما أحرزنا ثمانية انتصارات‬ ‫متتالية‪ ،‬وحين انهزمنا في المباراة التاسعة بوادي زم انهالت علي‬ ‫االنتقادات‪ ،‬بمعنى أنني استهدافي لم يكن وليد اليوم‪.‬‬

‫إبراهيموفيتش‪:‬‬ ‫“هدف صالح ليس األفضل”‬

‫قال زالتان إبراهيموفيتش‪،‬مهاجم لوس أنجلوس جاالكسي‪ ،‬إن هدف المصري محمد صالح‪ ،‬نجم‬ ‫ليفربول‪ ،‬في شباك إيفرتون‪ ،‬لم يستحق الحصول على‪ ‬جائزة بوشكاش ألفضل هدف لعام ‪.2018‬‬ ‫وأضاف زالتان‪ ،‬في تصريحات أبرزتها صحيفة‪ ‬الديلي ستار‪« ‬هدف صالح لم يكن األفضل‪ ،‬أعتقد أن‬ ‫مقصية كريستيانو رونالدو في شباك يوفنتوس‪ ،‬كانت أفضل وأجمل‪ .‬وتابع «لم أر األهداف المرشحة‪،‬‬ ‫ألنني لم أكن مهتما باألمر‪ ،‬نظرا لعدم وجود أهداف خاصة بي ضمن الترشيحات‪ ،‬هدفي رقم ‪ 500‬في‬ ‫مسيرتي كان يستحق التواجد في القائم»‪ .‬وأوضح «كذلك هدفي في مرمى لوس أنجلوس إف سي‪ ،‬كان‬ ‫يستحق التواجد في قائمة الفيفا ألفضل هدف خالل ‪.»2018‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫اتحاد طنجة يتعاقد مع العجالني لموسمين‬ ‫بعد فسخ عقد المرابط‬

‫قدم اتحاد طنجة مدربه الجديد‪ ،‬التونسي أحمد العجالني‬ ‫لالعبين مساء الثالثاء بعد التعاقد معه بشكل رسمي لقيادة‬ ‫الفريق لموسمين‪ .‬وكشفت مصادر ل»الشمال الرياضي» أن‬ ‫العقد يتضمن راتبا شهري بقيمة ‪ 15‬مليون وامتيازات أخرى‬ ‫ستحددها النتائج‪ .‬وتم تقديم المدرب مباشرة بعد اجتماع المكتب‬ ‫في اليوم نفسه مع المدرب السابق‪ ،‬ادريس المرابط لفسخ‬ ‫االرتباط بشكل رسمي‪ ،‬و توصلهمــا إلى اتفاق بالتراضي بشـــأن‬ ‫المستحقــــات الماليـــة‪.‬‬ ‫وترك المسؤولين أبــواب‬ ‫الفريق مفتوحــة أمـــام‬ ‫المرابط باعتباره واحــدا‬ ‫من‪ ‬أبناء النادي‪ ،‬وساهم‬ ‫في تحقيق إنجاز تاريخي‬ ‫معه بإحراز لقب البطولة‬ ‫الوطنية‪ .‬وعرف قرار إقالة‬ ‫المرابـط انقسامـــا في‬ ‫الداخل بعدما لم يمهله‬ ‫المكتب أكثر من ثالث‬ ‫مباريات ليقرر إقالته بعد‬ ‫تعادل في ديربي الشمال‬ ‫امام المغـرب التطواني‬ ‫السبت الماضي لحساب‬ ‫الدورة الثالثة من البطولة‬ ‫االحترافية‪ ،‬القسم األول‬ ‫بهدف لمثله‪ .‬وتوقع أغلب‬ ‫المتتبعين لشؤون اتحاد‬ ‫طنجة سيناريو االستغناء‬ ‫المبكر بعدما كانت النية‬ ‫في تغيير المدرب تراود‬ ‫المكتب المسير مع بداية الموسم‪ ،‬بعد فتح باب المفاوضات مع‬ ‫المدرب الحسين عموتة رغم تكذيب الخبر من طرف بعض أعضاء‬ ‫من المكتب‪ .‬وتساءل البعض عن اسباب تريث مكتب اتحاد طنجة‬ ‫في االستغناء عن المدرب السابق بادو الزاكي ومنحه فرصة‬ ‫ثمان مباريات حصد منها ثمان نقط‪ .‬في حين بكر الفريق بإقالة‬ ‫المرابط بعد ثالث مباريات فقط ولم تلحق بالفريق اية هزيمة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬عبر العجالني عن سعادته بخوض تجربة‬ ‫جديدة في البطولة المغربية عبر بوابة حامل اللقب‪ ،‬اتحاد طنجة‬ ‫وقال «تعاقدي مع نادي كبير كاتحاد طنجة شرف لي كمدرب‬ ‫تونسي‪ .‬المهمة صعبة باعتبار أنني سأدرب بطل الدوري المغربي‬

‫للموسم الماضي‪ .‬مقبلون على مهمة أصعب‪ ،‬لكنني مسرور‬ ‫وقابل بهذا التحدي‪ .‬رسالتي إلى الالعبين العمل سويا باجتهاد‬ ‫من أجل أن نمنح أفضل ما عندنا الستعادة الصورة الطيبة‬ ‫التي يستهلها الفريق كمكتب وجمهور الذي أتمنى أن يدعمنا‬ ‫بتشجيعاته المعهودة وأنا واحد من المعجبين بهذا الجمهور»‪.‬‬ ‫وأضاف المدرب التونسي» سنعبئ الالعبين كي نبدل أكبر مجهود‬ ‫ونحن مقبلون على تحديات‬ ‫كبيرة من مباريات قوية‬ ‫على األبواب في البطولة‬ ‫أولها أمام الدفاع الحسني‬ ‫الجديـــدي‪ ،‬وفي الكــاس‬ ‫أمــام الوداد‪ ،‬وتنتظرنــا‬ ‫تحديات كبيـــرة أتمنى أن‬ ‫نكون في المستوى»‪ .‬وعن‬ ‫األهداف والطموحات‪ ،‬أوضح‬ ‫العجالني» مهمتنا صعبة‪،‬‬ ‫لكننا قادرون أن نكون في‬ ‫مستــوى طموحاتنــا‪ .‬لن‬ ‫نلعب من أجل تنشيط‬ ‫البطولة فحسب‪ ،‬بل الدفاع‬ ‫عن لقبنا بشراسة وأن‬ ‫نكــــون فـــي البوديـــوم‬ ‫في نهاية الموسم‪ ،‬وأن‬ ‫نذهب بعيدا في المنافسات‬ ‫القارية‪ ،‬وأقل شيء أطمح له‬ ‫في هذه المنافسة بلوغ دور‬ ‫المجموعات‪ ،‬الفريق عاش‬ ‫تجربة قارية سابقة لم يحقق فيها هذا الطموح‪ ،‬وحين تحقيق‬ ‫هذا الهدف قد تكبر الطموحات‪ ،‬ولكل حادث حديث وطموحاتنا‬ ‫ستكبر‪ ،‬ولما ال إحراز البطولة اإلفريقية‪ .‬الفريق يتوفر على عناصر‬ ‫مهمة لها خبرة‪ ،‬أتمنى وقفة الجماهير معنا‪ ،‬نعرف قوة الجمهور‬ ‫الطنجاوي في تشجيعاته المميزة‪ ،‬و انشاء اهلل سنجتهد من أجل‬ ‫إسعاده»‪ .‬وأجرى العجالني تعديالت في الطاقم التقني للفريق‪،‬‬ ‫باعتماده على مواطنه محمـد كريم الزواغي كمساعد أول‪ ،‬و سعيد‬ ‫الحموني معدا بدنيا‪ ،‬فيما حافظ على خالد باحيدا كمساعد ثاني‪،‬‬ ‫ومحـمد بيسطارة مدربا للحراس‪ .‬واستأنف مهامه مع الفريق منذ‬ ‫الحصة األولى ليوم األربعاء‪.‬‬

‫العب سابق التحاد‬ ‫طنجة رئيساً منتدباً‬ ‫ألولمبيك اخريبكة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫المنتخب الوطني يواجه جزر القمر يوم ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫برسم الجولة الثالثة من اإلقصائيات المؤهلة لكــأس إفريقيـا لألمم‬ ‫الكامرون ‪ ،2019‬تقرر رسميا إجراء المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني‬ ‫األول بمنتخب جزر القمر‪ ،‬بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬يوم السبت ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2018‬على الساعة السابعة مساء بالتوقيت‬ ‫المحلي‪ .‬وسيقود هذه المباراة طاقم تحكيمي من موريتانيــا يتألـــف من‬ ‫لمغيفري بوشعاب ‪ ،‬بمساعدة كل من عبد الرحمان وار ‪ ،‬وحميد الدين ديبا‪،‬‬ ‫فيما أنيطت مهمة الحكم الرابع لبيدا داحان‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫غرامات جديدة على األندية‬ ‫قررت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم في اجتماع عقدته يوم الثالثاء ‪ 25‬شتنبر ‪ ،2018‬تغريم اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫مبلغ ‪ 25‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬ورميها أرضية‬ ‫الملعب الكبير بمدينة طنجة بالقنينات‪ ،‬في المباراة التي جمعته بالمغرب‬ ‫التطواني لحساب الجولة الثالثة‪ ،‬وذلك بناء على المادة ‪ 105‬من قــانون‬ ‫العقوبات‪ .‬كما قررت تغريم المغرب التطواني‪ ،‬مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال‬ ‫جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬في المباراة ذاتها طبقا للمادة نفسها‪ .‬وقررت‬ ‫اللجنة كذلك وهي تبث في قضايا أخرى تهم أندية البطولة الوطنية االحترافية‬ ‫للقسم األول‪ ،‬توقيف المهدي النملي‪ ،‬العب أولمبيك أسفي‪ ،‬لمباراة واحدة‪،‬‬ ‫بعد طرده في المباراة التي جمعت فريقه بنادي سريع واد زم لحساب الجولة‬ ‫الثالثة‪ ،‬وذلك بناء على المادة ‪ 53-2‬من قانون العقوبات ‪ .‬و توقيف يوسف‬ ‫أوشويان‪ ،‬العب فريق سريع واد زم‪ ،‬لمباراة واحدة‪ ،‬بعد طرده في المباراة التي‬ ‫جمعت فريقه بنادي أولمبيك أسفي لحساب الجولة الثالثة‪ ،‬وفق نفس المادة‬ ‫من قانون العقوبات ‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تهنئة لنادي الرجاء الرياضي‪ ‬‬ ‫قدم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع‪ ،‬أصالة عن‬ ‫نفسه و نيابة عن أعضاء المكتب المديري‪ ،‬تهنئة لنادي الرجاء الرياضي‪ ،‬بعد‬ ‫تأهله لنصف نهاية مسابقة كأس اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬إثر فوزه مساء‬ ‫األحد ‪ 23‬شتنبر ‪ ، 2018‬بنتيجة هدف واحد لصفر‪ ،‬في لقاء اإلياب الذي جمعه‬ ‫بفريق كارا برزافيل الكونغولي‪ ،‬على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس‬ ‫بمدينة الدار البيضاء‪ .‬مباراة الذهاب بين الفريقين كانت قد انتهت بفوز‬ ‫الرجاء الرياضي‪ ،‬بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد ‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫انتخب مصطفى بلعقدة‪ ،‬الالعب السابق باتحاد‬ ‫طنجـــة وشباب علم طنجة‪ ،‬رئيسا منتدبا بالمكتب‬ ‫الجديد ألولمبيك اخريبكة لكرة القدم‪ ،‬وكان الجمـــع‬ ‫العام للفريق الخريبكي انتخب نزار السكتاني رئيسا‬ ‫جديدا بثقة كبيرة من األعضاء المنخرطين ليحل‬ ‫مكان مصطفـــى السكــادي‪ .‬وترك بلعقدة صدى طيبا‬ ‫بطنجة نظرا ألخالقه الطيبة‪ ،‬جعلته يحظى باحترام‬ ‫الجميع حين كان يعمل بسلــك األمن بمدينة طنجة‬ ‫قبل ان ينتقل للعمل بمدينة اخريبكة‪.‬‬

‫المغرب التطواني يتعهد بإجراءات جديدة‬ ‫في تنظيم المباريات المحلية‬

‫تجمع إعدادي للمنتخب الوطني‬ ‫لكرة القدم النسوية بالرباط‬ ‫دخل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في الفترة المتراوحة ما بين‬ ‫فاتح و ‪ 4‬أكتوبر ‪ 2018‬تجمعا إعداديا مغلقا بمدينة الرباط‪ .‬ولهذا الغرض‪،‬‬ ‫وجه السيد كريم بنشريفة‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية‬ ‫الدعوة إلى ‪ 24‬العبة ويتعلق األمر بكل من ‪،‬خديجة الرميشي‪ ،‬زينب غزيل‪،‬‬ ‫عزيزة الرباح‪ ،‬فاطمة الزهراء مداح‪ ،‬نعيمة فاضل‪ ،‬نجاة بدري‪ ،‬حنان أيت الحاج‪،‬‬ ‫إبتسام جريدي‪ ،‬فاطمة تكناوت‪ ،‬سناء مسودي‪ ،‬نهيلة بنزينة‪ ،‬غزالن شهيري‪،‬‬ ‫سهام بوخامي‪ ، ‬دليلة الذهبي‪ ،‬رانيا السالمي‪ ، ‬إيمان عبد الواحد‪ ،‬نهى النجار‪،‬‬ ‫حياة خيرو‪ ،‬فدوى صالبي‪ ،‬جيهان بارشي‪ ،‬صفاء بنوك‪ ،‬زينب رضواني‪ ، ‬شيماء‬ ‫اإلدريسي و سمية هادي‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬ ‫تسليم ملعب المنصورية‪ ‬‬

‫قررت اللجنة المنظمة للمباريات المحلية للمغرب التطواني‬ ‫التي يراسها‪ ،‬أحمد أحرباش‪ ،‬عضو المكتب المسير منذ أول مباراة‬ ‫بميدانه هذا الموسم الجمعة الماضي أمام الكوكب المراكشي‬ ‫لحساب الدورة الرابعة من البطولة الوطنية االحترافية‪ ،‬القسم األول‬ ‫بملعب سانية الرمل سن نظام جديد في عملية تنظيم المباريات‬ ‫المحلية لضمان مبادئ الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص بين‬ ‫الجماهير‪ ،‬واعتمادا ما وصفته اللجنة‪ ،‬على وعي فصائل األلتراس‬ ‫المحلية‪ ،‬وتفهمها للوضعية الصعبة التي يجتازها الفريق‪ .‬و أول‬ ‫إجراء تعهدت به اللجنة‪ ،‬ضبط عدد التذاكر المخصصة للمباراة‬ ‫وفق الطاقة االستيعابية للملعب‪ ،‬وتم طبع ‪ 6254‬تذكرة‪ ،‬منها‬ ‫‪ 967‬خاصة بالمنصة‪ ،‬تفاديا لالكتظاظ وضمانا لفرجة مريحة‬

‫للجماهير‪ ،‬وقامت في هذا الصدد بعدة إصالحات وتوفير اجهيزات‬ ‫ضرورية بمرافق الملعب من أجل تمكين الجماهير من متابعة‬ ‫المباريات هذا الموسم في ظروف مالئمة‪ .‬وحددت األثمنة في‬ ‫‪ 30‬درهما للعمومي و‪ 100‬درهم للمنصة‪ ،‬وناشدت الجماهير‬ ‫التطوانية وفصائل األلتراس لتفهم وضعية الفريق‪ .‬وتعهدت‬ ‫اللجنة بتقديم بيان عقب نهاية كل مباراة تجرى بملعب سانية‬ ‫الرمل يحدد مداخل المباراة التزاما بمبدأ الشفافية‪ .‬كما تمت‬ ‫إعادة النظر في عملية توزيع الدعوات الخاصة‪ ،‬وستكون محدودة‬ ‫وتخصص للشركاء والمستشهرين طبقا لالتفاقيات التي تربطهم‬ ‫بالنادي‪.‬‬

‫واصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬تسليم المالعب الكروية‬ ‫لألندية الوطنية وذلك بعدما تمت تكسيتها بالعشب االصطناعي من الجيل‬ ‫الثالث‪ .‬وسلمت الجامعة يومه الثالثاء ‪ 18‬شتنبر‪ ،‬الملعب البلدي لمدينة‬ ‫المنصورية إلى أندية المنطقة المنضوية تحت لوائها‪ .‬ومثل الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬في حفل تسليم الملعب نيابة عن رئيس الجامعة‪ ،‬محمد‬ ‫جودار‪ ،‬نائب رئيس الجامعة‪ ،‬ورئيس لجنة البنيات التحتية‪ .‬ويأتي تسليم‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬المالعب الكروية لمجموعة من الفرق‬ ‫المنضوية تحت لوائها‪ ،‬في إطار سياستها الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية‬ ‫للعديد من األندية الوطنية‪.‬‬


‫العدد ‪961‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫مدينة الحسيمة تحتضن المؤتمر الوطني حول الطرق‬ ‫وسكان المنطقة يحتجون على االختالالت التي يشهدها‬ ‫إنجاز الطريق السريع تازة ‪ -‬الحسيمة‬

‫غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة‬

‫تنظم الدورة الثالثة لتظاهرة‬ ‫«شيف بلجيكي بطنجة»‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫الطريق السريع تازة الحسيمة‪ 3,3 :‬ماليير درهم‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫ولو أن ر ئيس الحكومة المحترم‪ ،‬تنازل وحل بالحسيمة عبر الطريق الرابط بين عاصمة الملك ومدينة‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬للمس بنفسه مدى «االختالالت» الحاصلة في إنجاز هذه الطريق التي كانت من بين مطالب‬ ‫المواطنين ‪ .‬ولعله فضل االطالع على حالة الطرق بهذا اإلقليم عبر تقارير وزيره في النقل الذي ال يمكنه أن‬ ‫يخرج عن المثل الشعبي القائل «مول الفول ما يقول غير طياب»!‪.....‬‬ ‫إال أن العثماني ‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬جر عليه سيال من االنتقادات على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬التي أصبحت‬ ‫تمارس‪ ،‬بقوة‪ ،‬مسؤوليات «المراقبة الشعبية» على الحكومة‪« ،‬نيابة» عن المراقبة البرلمانية‪ ،‬المتمططة‪،‬‬ ‫حين صرح في خطابه االفتتاحي لمؤتمر الطرق‪ ،‬بأن احتضان مدينة الحسيمة لهذا المؤتمر «رسالة قوية»‬ ‫واعتراف بتاريخ ومكانة هذه المدينة التي هي «جزء ال يتجزأ من تراب المملكة»‪.‬‬ ‫هذه الفقرة من خطاب «دولة الرئيس» إن كانت صادفت بالحرف منطوق هذا الخطاب‪ ،‬أثارت كثيرا من‬ ‫الجدل‪ ،‬بل والغضب أيضا‪ ،‬على وسائط التواصل االجتماعي حيث اعتبر بعض المعلقين أن هذا الكالم ال معنى‬ ‫له على اإلطالق‪ ،‬ألن ال أحد «جادل» في انتماء الحسيمة والريف قاطبة للمغرب‪ ،‬إال أن يكون العثماني استغل‬ ‫هذه الفرصة لـ «يكفر» عما أصدره قادة األحزاب السياسية المكونة لالئتالف الحكومة‪ ،‬في بيانهم يوم ‪14‬‬ ‫ماي ‪ ،2017‬من أن حراك الحسيمة مسخر وممول من الخارج وأنه يمس بالوحدة الترابية للوطن وبالثوابت‬ ‫الدستورية وأنه تجاوز الخط األحمر بــ «نفس انفصالي»‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كتب رئيس جماعة لوطى المكي الحنودي في تدوينة فيسبوكية‪ ،‬أن الحسيمة وكل‬ ‫الريف جزء من المغرب‪ ،‬وأن هذا األمر ال يحتاج إلى تأكيد من أي طرف كان‪ ،‬كما نشر الكاتب الجهوي لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬في تدوينة أخرى أنه من «العيب الكبير» أن يعتبر رئيس الحكومة أن وجوده‬ ‫بالحسيمة رسالة سياسية وتأكيد ألن هذه المدينة هي جزء ال يتجزأ من التراب الوطني»‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬وقف العثماني في خطابه االفتتاحي بمؤتمر الطرق على إنجازات هذا القطاع منذ االستقالل‪،‬‬ ‫أي خالل ‪ 62‬سنة‪ ،‬هذه االنجازات التي تمثلت في بناء ‪ 43‬ألف كيلومتر من الطرق المعبدة و ‪ 1800‬كلم من‬ ‫الطرق السيارة و ‪ 1100‬كلم من الطرق السريعة إلى جانب شبكة الطرق المصنفة والغير مصنفة‪ ،‬معتبرا أن‬ ‫مؤتمر الحسيمة يؤشر لمرحلة جديدة بطرحه لموضوعي التمويل والحكامة اللذين يشكالن تحدياحقيقيا ال‬ ‫يهم المغرب فقط‪ ،‬بل عددا من دول العالم‪.‬‬ ‫وقد شارك في هذا المؤتمر حوالي سبعمائة فاعل في هذا المجال‪ ،‬مغاربة وأجانب‪ ،‬إلى جانب عدد من‬ ‫المسؤولين المغاربة المعنيين وممثلي الجهات المانحة‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى «اإلختالالت» الذي يشتكي منها ممثلو الحسيمة‪ ،‬فيما يخص إنجاز الطريق السريع بين‬ ‫تازة والحسيمة‪ ،‬نورد ما جاء في تصريح رئيس بلدية أكنول ‪ ،‬كريم الهمس‪ ،‬والمستشار البرلماني عن جهة‬ ‫فاس‪ ،‬لجريدة «هيسبريس»‪ ،‬والذي أكد فيه وجود «اختالالت» في إنجاز هذا المشروع وطالب بلجنة جهوية‬ ‫لمعاينة األوراش المفتوحة‪.‬‬ ‫الهمس حمل مسؤولية هذا الوضع لمكتب الدراسات ولضعف آليات المراقبة ‪ ،‬حيث قال إن األمطار األخيرة‬ ‫كشفت أخطاء الدراسة التقنية على مستوى المقطع الطرقي المحاذي لواد بني حازم الذي غمرته المياه‬ ‫مؤخرا ‪ ،‬معتبرا أن مرور طريق بواد «يعتبر من أكبر الفضائح بالعالم»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى اتهم الهمس وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء باالزدواجية في التعامل مع‬ ‫التعويضات عن األضرار السطحية‪ ،‬مبرزا أنه لم يتم احترام بنود االتفاقية المتعلقة بإنجاز هذه الطريق التي‬ ‫تنص على تأهيل المدن والقرى‪ ،‬مشيرا إلى عدم إحداث قنوات لتصريف المياه بأكنول؛ «ما يجعل الطريق‬ ‫تصبح عبارة عن واد عند تساقط األمطار»‪.‬‬ ‫يشار إلى أن أشغال إنجاز الطريق السريع تازة الحسيمة‪ ،‬التي تندرج في إطار تنمية أقاليم شمال وشرق‬ ‫المغرب عبر تطوير بنيات تحتية للنقل بتقنيات حديثة‪ ،‬تتضمن تثنية الطريق الوطنية رقم ‪ 2‬والطريق‬ ‫الجهوية رقم ‪ 505‬على طول ‪ 148‬كلم‪ ،‬بغالف مالي يقدر بـ ‪ 3,3‬مليارات درهم‪ ،‬باإلضافة إلى بناء مجموعة‬ ‫من المنشآت الفنية‪ ،‬من بينها حوالي ‪ 40‬قنطرة‪.‬‬ ‫وكما هو الشأن بالنسبة لمختلف المؤتمرات واللقاءات التي يشهدها المغرب‪ ،‬فقد أعلن أن مؤتمر‬ ‫الحسيمة تضمن جلسة عامة وسبع ورشات ومائدتين مستديرتين لتدارس مختلف المواضيع المتعلقة‬ ‫بتحديات التمويل والتدبير التي تواجه قطاع الطرق‪ ،‬وتنظيم زيارات تقنية لبعض المشاريع الطرقية المهمة‬ ‫التي يتم إنجازها بالمنطقة‪ ،‬ال نظن أن ورش إنجاز الطريق السريع تازة ـ الحسيمة‪ ،‬كانت ضمن المشاريع‬ ‫المبرمجة‪ ،‬بهذه المناسبة ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫لجهة طنجـــة ـ تطوان ‪ -‬الحسيمـــة‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع مجموعة ‪ YES4‬البلجيكية‪ ،‬لقاء العمل‬ ‫المغربي البلجيكي تحت شعار “الشيف البلجيكي‬ ‫بطنجة”‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 26‬شتنبر الجاري بمقر‬ ‫الغرفة‪ ،‬و تم التركيز خالل هذا اللقــاء في‬ ‫نسخته الثالثة‪ ،‬على القطاعات التالية‪ :‬الصناعــة‬ ‫الميكانيكيــة‪ ،‬آليــاتالبنـاء‪ ،‬الصناعات‪ ‬الطبية‪ ،‬ا‬ ‫لصناعات الغذائية… و شمل عقد لقاءات ثنائية‬ ‫بين المقاولين البلجيكيين ونظرائهم المغاربة‬ ‫حول سبل التعاون بينهم‪.‬‬ ‫ياسمينة حنتوت مديرة مكتب‪،YES4 ‬‬ ‫أكدت أنه و بعد نجاح الدورتين السابقتين‪،‬‬ ‫فإن هذه الدورة هي غنية بعدد المشاركين من‬ ‫الشركات البلجيكية المتخصصة في مجاالت‬ ‫الصناعة الميكانيكية و آليات البناء و الصناعات‬ ‫الطبية و الصناعات الغذائية‪.،‬‬ ‫واختتمت فعاليات هذه الدورة بعشاء‬ ‫رسمي أعده الطباخ العالمي البلجيكي و المغربي‬ ‫األصل‪ Laury Zioui‬حيث يعتبر المغربي‬ ‫الوحيد الحاصل على نجمة‪“ ‬ميشالن” العالمية‬ ‫في ميدان الطبخ‪.‬‬

‫يذكر أنه قد سبق للقصر الملكي البلجيكي‬ ‫أن أعلن منذ شهرين‪ ،‬أن وفدا بلجيكيا تترأسة‬ ‫األميرة أستريد‪ ،‬سيقوم بزيارة عمل رسمية إلى‬ ‫المغرب ما بين ‪ 25‬و ‪ 30‬نونبر‪ ،‬بحثا عن فرص‬ ‫االستثمار وتعزيز العالقات اإلقتصادية والتجارية‬ ‫بين المغرب و بلجيكا‪ ،‬ووفق البالغ الصادر عن‬ ‫القصر الملكي البلجيكي‪ ،‬فإن األميرة استريد‬ ‫شقيقة الملك فيلب‪ ،‬ملك بلجيكا‪ ،‬ستقوم بزيارة‬ ‫ثالث مدن مغربية رفقة وفد بلدها‪ ،‬وهذه المدن‬ ‫هي طنجة‪ ‬والرباط و الدار البيضاء‪ .‬وأضاف البالغ‬ ‫أن الوفد البلجيكي يسعى من خالل هذه الزيارة‬ ‫لالضطالع على المؤهالت التي يوفرها المغرب‬ ‫للمستثمرين البلجيكيين من أجل اإلستثمار‬ ‫وتعزيز العالقات التجارية بين المغرب و بلجيكا‪،‬‬ ‫ويتوقع أن تحظى مدينة طنجة‪ ‬بأكبر اهتمام من‬ ‫المستثمرين البلجيكيين‪ ،‬نظرا لما توفره من‬ ‫مؤهالت في مجال اللوجيستيك باالضافة إلى‬ ‫قربها الجغرافي من أوروبا‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫�إ�صدار جديد حول درا�سات �أندل�سية‬ ‫ِ‬

‫تحت عنوان «األندلس ‪ :‬دراسات في الفكر واالقتصاد والنوازل» صدر مؤلف‬ ‫للدكتورة فطيمة الكنوني يتضمن مجموعة من الدراسات المتعلقة باألندلس حول‬ ‫مختلف الجوانب‪ ،‬التاريخية والفكرية والفقهية والحضارية‪ ،‬بشكل عام‪.‬‬ ‫المؤلف قدم له الدكتور محمد القاضي‪ ،‬حيث أشار في تقديمـــه إلى «أن‬ ‫األندلس موضوع فخر جماعي‪ ،‬وهي رمز عاطفي‪ ،‬والحديث عنها يحلو ويطول‪ ،‬وهي‬ ‫كما قال الشاعر نزار قباني «مرجع تاريخي ال يحتمل»‪ .‬وتراث األندلس شمل جميع‬ ‫مجاالت المعرفة اإلنسانية‪ ،‬وغزارة تنوعه دليل على االهتمام الكبير الذي كانت‬ ‫تحظى به اللغة العربية التي دون بهــا هذا التراث‪ ،‬واحتفظت لنا به مئــات اآلالف‬ ‫من الكتـب المتنوعــة في كل بقاع العالم‪ ،‬وما ظهر منها ال يمثل إال القليل‪ ،‬مما‬ ‫سطره العلماء واألدباء والفقهــاء والمؤرخــون‬ ‫والفالسفـــة والقضاة والفنانون والشعراء‬ ‫واألطباء وغيرهم»‪.‬‬ ‫وأضاف د‪ .‬محمـــد القاضي في تقديمه‬ ‫للكتاب «أن هذه الدراسات تضيء جوانب‬ ‫معرفيــة‪ ،‬ال تدعـــي د‪ .‬فطيمة الكنوني أنهــــا‬ ‫جديـــدة ولكنها اجتهدت في إضافـــة رؤية‬ ‫خاصة‪ ،‬انطالقا من أهميتها كقيمة مضافة‪،‬‬ ‫قد تتيح للقارئ االطالع على ما كانت تزخر به‬ ‫الحضارة األندلسية في مراحل تاريخية تميزت‬ ‫بين مد وجزر‪ ،‬بدء بالدولة األموية ومرورا‬ ‫بعصر ملـوك الطوائـــف‪ ،‬فعصـــر المرابطين‬ ‫والموحديـــن‪ ،‬وأخيــــرا دولة بني نصر‪،‬‬ ‫ثم مرحلة السقوط واالنهيار النهائي‪ ،‬وما‬ ‫تلى ذلك من المآسي التي عاشتها الفئات‬ ‫االجتماعية في األندلس من صراعات‬ ‫وثورات ‪.»...‬‬ ‫اإلصدار جدير بالقراءة واالهتمام‪ ،‬ال سيما وأنه بذل فيه مجهود كبير‪ ،‬كما‬ ‫يبدو ذلك من خالل التوضيحات والتركيز على المراجع‪.‬‬ ‫يذكر أن مؤلفة الكتاب‪ ،‬فطيمة الكنوني حاصلة على الدكتوراه في التاريخ‪،‬‬ ‫وباحثة في التاريخ المعاصر والوسيط (المغربي واألندلسي) وتراجم أعالم المغرب‬ ‫واألندلس‪ ،‬وفي الترجمة وحقوق اإلنسان‪ ،‬كما أنها عضو برابطة الكتابة النسائية‬ ‫بالمغرب ـ فرع طنجة باإلضافة إلى أنها نشرت العديد من المقاالت‪ ،‬سواء عبر‬ ‫الجرائد والمجالت‪ ،‬أو عبر وسائل اإلعالم اإللكترونية‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.