Achamal n° 962 le 09 Octobre 2018

Page 1

‫هل اعترض بيجيديو الجهة على إحداث‬ ‫«متحف الريف» بالحسيمة ؟‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 962‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 29‬محـرم ‪� 09 / 1440‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫هل صحيح ما راج في بعض‬ ‫المواقع من كون ممثلــي حزب‬ ‫العدالة والتنميـة بمجلس جهــة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة امتنعوا‬ ‫عن التصويت خالل الدورة األخيرة‪،‬‬ ‫على إحداث متحـف الريف بمدينة‬ ‫الحسيمة الذي ســوف يستفيـد من‬ ‫دعم المجلـس الوطنـــي لحقــوق‬ ‫االنسان‪ ،‬بمقتضى اتفاقية شراكة‪،‬‬ ‫بينما صوت لفائدة هذا المشروع‬ ‫أغلبية أعضاء المجلس‪.‬‬ ‫ومعلوم أن رؤســاء المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومجلس الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬والمجلس البلدي للحسيمة‪ ،‬ومجلس جهة تازة‬ ‫ـ تاونات ـ الحسيمة‪ ،‬سبق وأن وقعوا في سنة ‪ 2011‬بمدينة الحسيمة‪ ،‬على اتفاقية شراكة إلحداث “متحف‬ ‫الريف”‪ ،‬بميزانية تصل ‘لى ‪ 60‬مليون درهم‪ ،‬وذلك في ختام ندوة علمية دولية حول موضوع “التراث‬ ‫الثقافي بالريف»‪.‬‬

‫إسبانيا تستفز المغرب بتخليدها «ألمجادها»‬ ‫االستعمارية في مليلية وسبتة والجزر‬

‫احتفاالت رسمية وشعبية بمناسبة «يوم مليلية» الذي يصادف‬ ‫مرور ‪ 521‬عاماً على نزول الجيش اإلسباني بهذه المدينة‬

‫منظر من مدينة مليلية املحتلة‬

‫بالرغم من التصريحات الحكومية‪ ،‬من الجانبين‪ ،‬المغربي واإلسباني‪ ،‬المشيدة بـ «متانة» عالقات التفاهم والتعاون التي تربط البلدين‬ ‫الجارين‪ ،‬ومن مظاهر «حسن النية» التي تبديها الحكومة المغربية‪ ،‬إزاء الجارة الشمالية‪ ،‬عبر تفادي إثارة «المشاكل» المقلقة بغية عدم التأثير‬ ‫على عالقات البلدين‪ ،‬فإن الحكومات اإلسبانية المتعاقبة‪ ،‬ال تترك أي فرصة تمر دون استفزاز المغرب وتحدي مشاعر المغاربة‪ ،‬بحرصها المستمر‬ ‫على االحتفال‪ ،‬سنويا‪ ،‬بذكرى احتالل المدينتين المغربيتين‪ ،‬سبته ومليلية والجزر الجعفرية وصخرة الحسيمة وغيرها من الصخور المغربية‬ ‫المتوسطية‪ ،‬التي كثيرا ما أشار إليها المؤرخ التطواني الكبير‪ ،‬الراحل محمد حكيم عزوز (‪ )2015 - 1924‬في محاضراته وكتبه والمقاالت العديدة‬ ‫التي نشرها حول تاريخ الغزو األوروبي للمغرب‪ ،‬حيث إنه ترك خزانة تشمل ماليين الوثائق حول احتالل إسبانيا للثغور والجزر المغربية‪ ،‬وما رافق‬ ‫ذلك من اتفاقيات دولية ومعاهدات ثنائية تضمنتها وثائق الكورتيس اإلسباني‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫‪2‬‬

‫إلياس العماري يبرئ الوالي اليعقوبي «تقنيات وتوليف المشاريع»‬ ‫من «تهمة» عرقلة تنزيل مشاريع الجهة محور أيام دراسية بطنجة‬

‫في أول رد رسمي‪ ،‬من إلياس العماري‪،‬‬ ‫على التسريبات التي تحدثت عن وجود عالقة‬ ‫«متشنجة» مع الوالي محمد اليعقوبي‪ ،‬وأن‬ ‫العديد من مشاريع وبرامج الجهة لم تجد‬ ‫طريقها الى التنفيذ بسبب «بلوكاج» والي‬ ‫الجهة‪ ،‬أعلن الياس العماري‪ ،‬الذي كان يتحدث‬ ‫في دورة اكتوبر المنعقدة يوم اإلثنين فاتح‬ ‫أكتوبر الجاري بمقر مجلس الجهة بطنجة‪ ،‬أن‬ ‫الوالي اليعقوبي ال مسؤولية له إطالقا في عدم‬ ‫تنفيذ المشاريع واالتفاقيات التي أبرمها مجلس‬ ‫الجهة منذ تشكيله في شتنبر ‪.2015‬‬ ‫الياس العماري ألقى بالالئمة على الحكومة‪،‬‬ ‫متهما إياها برفضها التخلي عن اختصاصاتها‬ ‫ونقلها إلى الجهات‪ ،‬مشددا على أن االجتماعات‬ ‫التي عقدها رؤساء الجهات االثنى عشر مع الوزراء‬ ‫لم تفض الى أي نتيجة تذكر‪ ،‬حيث يصر جميع‬ ‫المسؤولين الحكوميين على رفض نقل اي من‬

‫}‬

‫اختصاصاتهم للجهات‪ ،‬رغم ان األمر منصوص‬ ‫عليه في القانون التنظيمي المتعلق باختصاص‬ ‫الجهات‪.‬‬ ‫وجاءت مداخلة إلياس العماري‪ ،‬ردا على‬ ‫بعض التلميحات الصادرة عن أعضاء فريق‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬والتي طالبته بممارسة‬ ‫اختصاصاته طبقا للقانون‪ ،‬في إشارة الى تحميله‬ ‫مسؤولية عدم تنزيل المشاريع واالتفاقيات‬ ‫المصادق عليها من طرف مجلس الجهة‪.‬‬ ‫ورفع العماري السقف على منتخبي المصباح‪،‬‬ ‫حين طالب بان تكون للمجلس الشجاعة‬ ‫لمقاضاة الجهة التي تقف وراء هذا البلوكاج‪،‬‬ ‫في إشارة ضمنية للحكومة التي يترأسها حزب‬ ‫العدالةوالتنمية‪.‬‬ ‫وتميزت دورة اكتوبر بالمصادقة على‬ ‫مشروع ميزانية ‪ 2019‬بأغلبية ‪ 38‬صوتا‪ ،‬فيما‬ ‫صوت فريق العدالة ضد المشروع (‪14‬صوتا)‪،‬‬

‫وهو التصويت الذي يطرح أكثر من عالمة‬ ‫استفهام‪ ،‬خاصة وان فريق المصباح شارك‬ ‫في أشغال لجنة المالية‪ ،‬وأدخل العديد من‬ ‫التعديالت على الصيغة االولية لوثيقة مشروع‬ ‫الميزانية!!‪.‬‬ ‫كما صادق المجلس باالجماع على أربع‬ ‫اتفاقيات مع شركة العربية للطيران ومجالس‬ ‫جهات مراكش‪ ،‬اكادير‪ ،‬الشرق وفاس‪ ،‬من‬ ‫أجل تسويق الربط الجهوي بين مطار طنجة‬ ‫ومطارات مراكش‪ ،‬أكادير‪ ،‬الناظور وفاس‪.‬‬ ‫وبخصوص نقطة تقييم اتفاقيات الشراكة‬ ‫المبرمة بين مجلس جهة طنجة وباقي الشركاء‪،‬‬ ‫تم االتفاق على تشكيل لجنة مكونة من رؤساء‬ ‫الفرق الممثلة بالمجلس او من ينوب عنهم‪،‬‬ ‫مهمتها دراسة هاته االتفاقيات والوقوف على‬ ‫المراحل التي قطعتها‪ ،‬ورفع تقرير الى مجلس‬ ‫الجهة في دورة مقبلة‪.‬‬

‫ون �أُ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ات‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إنَّا لِهَّ ِ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ل َو ِ�إنَّا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْهت َُد َ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه المرحوم‬

‫ال�شريف �سيدي عبد الوهاب القادري‬

‫ولقد لبى الفقيد نداء ربه يوم اإلثنين ‪ 14‬محرم ‪1440‬هـ الموافق لـ ‪ 24‬شتنبر‬ ‫‪ ،2018‬حيث شيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب‬ ‫واألقارب‪ ،‬ووري الثرى بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة العصر بمسجد مرشان في‬ ‫نفس اليوم‪.‬‬ ‫والمرحوم من مواليد طنجة سنة ‪ ،1931‬زاول مهنة التدريس‪ ،‬وكان نقيبا‬ ‫للشرفاء القادريين بمدينة طنجة‪ ،‬وعضوا نشيطا بحزب الشورى واالستقالل للدفاع‬ ‫عن استقالل المغرب‪ ،‬وتفرغ للتجارة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسـرة «جريدة الشمال» بأحر التعازي إلى أرملة‬ ‫المرحوم لالالزهرة العشاب شقيقة المرحوم األستاذ سيدي عبد الصمد العشاب‪،‬‬ ‫وإلى أبنائه ‪ :‬الدكتور محمد رشيد‪ ،‬المهندس عز الدين‪ ،‬والدكتورة نعيمة‪ ،‬والدكتورة حميدة ومجيدة‪ ،‬وسيدي‬ ‫محمد‪ .‬وإلى أصهاره ‪ :‬عبد الباري القادري‪ ،‬وحسن بنجلون‪ ،‬وجعفر البقالي‪ ،‬وأحفاده‪ ،‬وإلى إبن أخيه السيد عبد‬ ‫الرفيع القادري رئيس األمن اإلقليمي لمدينة أزمور‪ ،‬وكذا إلى سائر أفراد عائالت ‪ :‬العشاب‪ ،‬القاسمي‪ ،‬بن سودة‪،‬‬ ‫الورياغلي‪ ،‬كنون‪ ،‬المرابط والحراق‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن‬ ‫أولئك رفيقا‪ ،‬وألهم أهله وذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫في بادرة تعتبر نموذجية واألولى‬ ‫من نوعها‪ ،‬تستحق التنويه‪ ،‬نظم القسم‬ ‫االجتماعي لعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬ايـــام‬ ‫‪ 2 ، 1‬و ‪ 3‬أكتوبر الحالي بفندق هيلتون‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬األيام الدراسية حول‬ ‫موضوع هام جدا‪ ،‬محوره «تقنيات وتوليف‬ ‫المشاريع» من تأطير األستاذ والخبير عبد‬ ‫العزيز الزروالي‪ .‬وما ميز هذا الموضوع ‪،‬‬ ‫طرح ومناقشة المشاريع الرياضية نظرا‬ ‫لألولوية التي بــات يستحقهـا القطــاع‬ ‫الرياضي وحاجته في الخروج من الفوضى‬ ‫والعشوائية على مستوى تسييره باعتباره‬ ‫مجاال منتجا وفي حاجة إلى إصالح شامل‪.‬‬ ‫وتميـزت األيـام الدراسيـة بحضـور‬ ‫فعاليات جمعوية مهمة جدا وأساتذة‬ ‫وأدباء‪ ،‬ما منحها شارة النجاح والتميز‬

‫الذي فاق كل التوقعات‪ ،‬كما أثبتت ذلك‬ ‫الشهادات الختامية التي واكبتها عملية‬ ‫تبادل مجموعة من المؤلفات تعود منها‬ ‫لألستاذ المؤطر‪ ،‬عبد العزيز الزروالي‪،‬‬ ‫واألديب والمسرحي المتميز الزبير بن‬ ‫بوشتى‪ ،‬والفاعل الجمعوي عبد الرحيم‬ ‫الكمراوي‪ ،‬إذ استفاد جميع الحاضرين‬ ‫من هذه المؤلفات قبل أن يختتم الفصل‬ ‫األول من هذه األيام الدراسية بعملية‬ ‫توزيع شواهد المشاركة على جميع األطر‬ ‫الجمعوية المستفيدة‪ .‬وضرب موعد جديد‬ ‫مع الفصل الثاني من هذه األيام الدراسية‪،‬‬ ‫التكوينية الذي سينظم أيام‪ 16 ،15 ،‬و ‪17‬‬ ‫أكتوبر الحالي‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫قراءة حول «مراكش» و «طنجة»‬

‫�شكر على تعزية‬ ‫«الحمد هلل الذي أعطانا فشكرنا‪ ،‬ثم أخذه منا فصبرنا‪ ،‬وحسبنا اهلل ونعم‬ ‫الوكيل‪ ،‬اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها‪.»...‬‬ ‫نحن آل الصفريوي و القندوسي جميعا نت ّقدم بجزيل الشكر واالمتنان والتقدير‬ ‫والعرفان لكل من قدم لنا واجب التعزية الصادقة والمواساة الحسنة‪ ،‬لكل من قام‬ ‫باالتصال بنا ليشاركوننا العزاء في وفاة ابننا و أخينا و والدنا الغالي‪،‬‬

‫املرحوم ح�سن ال�صفريوي‬

‫سائلين اهلل تعالى العزيز الرحيم أن يحفظكم ذخراً وسنداً كبيراً وعزيزاً لنا‪،‬‬ ‫نشكركم ونسأل اهلل أن يرعاكم بعنايته وأن يجنبكم كل مكروه‪ ،‬ولقد كان لعزائكم هذا األثر الطيب في نفوسنا‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه‪ ،‬إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫شكر اهلل سعيكم وأعظم أجركم وجزاكم اهلل عنا خير جزاء ‪.‬‬

‫ينظــم المعهـــد الثقـــافـــي األلمانـي‬ ‫بالمغرب ومتحف القصبة للثقافات المتوسطية‬ ‫بطنجة لقاء يخصص لقراءة كتابي «مراكش»‬ ‫و «طنجة» من هنا تبدأ الرحلة إلى العالم)‬ ‫للبروفســـور الدكتور خالد السهولي‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫اإلثنيـــن ‪ 8‬أكتوبر الجاري على الساعة السابعة‬ ‫مساء‪.‬‬ ‫المؤلــف‪ ،‬صدر له أول كتـاب إبداعــي له‬ ‫حــول مراكــش سنـــة ‪ ،2012‬وأعيد إصداره‬ ‫سنة ‪ ،2018‬بينما عمله الثاني حول «طنجة»‬ ‫الصادر سنة ‪ ،2016‬سيتم إصداره‪ ،‬السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬بترجمة الدكتورة فدوى الشعرة باللغــة‬ ‫العــربيـــة‪ ،‬عن دار النشــر «سليكي أخوين»‬ ‫بطنجــة‪ ،‬المدينة التي تعتبر واحدة من أكثر‬ ‫المدن غموضا في العالم‪ ،‬حسب البروفيسور‬ ‫خالد السهولي الذي شق طريقه باحثا عنها‪،‬‬ ‫عن مسقط ووطن والديه‪ .‬هذا الوطن الذي لم‬

‫يذق طعم العيش فيه‪ ،‬لكنه أعد بانوراما سردية‪،‬‬ ‫طافحــة بروعــة الحكي المنغمسة في مـداد‬ ‫من الشوق‪ ...‬والحب‪ ...‬واأللم‪ ....‬والوطن‪...‬‬ ‫والخسارة‪.‬‬ ‫يذكر أن الدكتور خالد السهولي من مواليد‬ ‫برلين سنة ‪ 1968‬من أبوين مغربيين‪ ،‬درس‬ ‫الطب البشري في الجامعة الحرة ببرلين‪ ،‬وهو‬ ‫حاليا أستاذ جامعي وطبيب أخصائي بمستشفى‬ ‫«شاريتيه» بنفس المدينة األلمانية ‪.‬‬ ‫سبـق أن وشحـــه جاللة الملــــك محمد‬ ‫السادس بوسـام تكريـمــا له على إنجازاتـــه‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫من مؤلفاته المتخصصة‪ ،‬كتاب ‪« :‬من فن‬ ‫تبليغ األخبار السيئة على نحو جيد» ‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫حين يجمعنا حفل زواج‪ ،‬ونختلط بوجوه غابت عنا سنين عددا‪ ،‬فإن شهية‬ ‫الحديث‪ ،‬تتفتح فينا‪ ،‬فإذا نحن ننبش كومة الذكريات‪ ،‬ونستحضر الكثير مما فات‪،‬‬ ‫ونحسب الحساب لما هو آت‪.‬‬ ‫ال يعكر صفونا‪ ،‬وينغص جلستنا‪ ،‬إال مكبر الصوت الذي يستعمله الجوق‬ ‫الموسيقي بنوع من التعسف والمغاالة‪.‬‬ ‫ولكن ما باليد حيلة‪ ،‬فرغم أن الكثير من المدعوين‪ ،‬يتضايقون من أجواق‬ ‫اليوم‪ ،‬ويتمنون لو ترفقت بنا وبمكبرات الصوت‪ ،‬فإن حضورنا في أمثال هذه‬ ‫المناسبات‪ ،‬فرض عين‪ ،‬ال يتخلف عنه‪ ،‬إال من أجبره الشديد القوي على عدم‬ ‫الحضور‪.‬‬ ‫وآخر حفل حضرناه‪ ،‬كان حفل زواج الشاب عرفة بن أخينا الشريف سيدي مزوار‬ ‫بن الشيخ سيدي عرفة الحراق‪ ،‬وشهد هذا الحفل البهيج حضورا متميزا‪ ،‬وامتد إلى‬ ‫أن تبين الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر‪.‬‬ ‫ومن حسنات هذه األعراس ـ كما قلت ـ أنها تجمعك بوجوه غيبتها عنا زحمة‬ ‫الحياة‪ ،‬وكر الليل والنهار‪ ،‬فتصل بها الرحم‪ ،‬وتصل بها ما انقطع من الصالت‪.‬‬ ‫من هذه الوجوه‪ ،‬وجه بشوش جمعتني به ساحة الفدان في نهاية الخمسينات‬ ‫وبداية الستينات من القرن الماضي‪ ،‬إنه وجه أخينا المنتصر الحراق‪ ،‬الذي استقر‬ ‫به المقام بطنجة‪ ،‬منذ ما يزيد على الثالثين سنة‪.‬‬ ‫هذا الرجل‪ ،‬فتح في وجهي ووجه أخينا السيد محمد عزت بن عبد الوهاب‪،‬‬ ‫شفاه اهلل‪ ،‬بابا كنا نطل منه على الحركة الثقافية التي عرفتها مصر آنذاك‪ .‬فقد‬ ‫تصفحنا في حانوته ـ أوحانوت عمه على األصح ـ مجالت الكواكب والمصور وآخر‬ ‫ساعة‪ ،‬وأدمنا قراءة المقال األسبوعي الذي كان يكتبه محمد حسنين هيكل‬ ‫بجريدة األهرام‪ ،‬تحت عنوان‪ :‬بصراحة‪ ،‬وتداولنا قصص يوسف السباعي‪ ،‬وإحسان‬ ‫عبد القدوس‪ ،‬ومحمد عبد الحليم عبد اهلل‪ ،‬ورددنا أغاني أم كلثوم‪ ،‬ومحمد عبد‬ ‫الوهاب‪ ،‬وعبد الحليم حافظ‪.‬‬ ‫ولوال أن طنجة غيبته عنا‪ ،‬يوم بنى كل واحد منا عش الزوجية‪ ،‬وتحمل‬ ‫المسؤولية‪ ،‬لما تفرق الشمل ‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن هذه الفرصة‪ ،‬كانت مواتية للنبش في ذاكرتنا‪ ،‬ومحاولة تسليط‬ ‫الضوء على فترة جميلة من حياتنا‪.‬‬ ‫أين منا هذا الزمن الذي كان فيه الكتاب يشكل عالما نلجه بشهية وطيب‬ ‫نفس؟‪ .‬أين منا هذا الزمن الجميل‪ ،‬الذي نترحم عليه بين الحين والحين؟‬

‫مركز «محمد حقون» وجمعية «ذاكرة‬ ‫شفشاون» يفتتحان الموسم الثقافي‬ ‫بمعرض تشكيلي بحي باب السوق‬ ‫‪-‬‬

‫الفنان محمد حقون من الوجوه الجمعوية المتألقة بمدينة شفشاون‪ ،‬إذ‬ ‫بعد عودته من ليون الفرنسية إلى مهد طفولته‪ ،‬وعناقه للتراب الذي سكنه‬ ‫رغم هجرة دامت قرابة ثالثة عقود‪ ،‬لم يركن إلى النقد السلبي‪ ،‬وإلى االرتخاء في‬ ‫الكراسي الكسلى‪ ،‬بل شمر عن ساعد الجد؛ مطلقا مبادرات كان لها وقع كبير‬ ‫وأثر ملموس على أجيال من أبناء المدينة‪ ،‬حيث كان وراء تأسيس جمعية «ريف‬ ‫األندلس» التي قامت ببعث الوعي بأهمية التراث المعماري األندلسي لمدينة‬ ‫شفشاون والقيمة المضافة لنظافتها‪ ،‬كما كان من بين المؤسسين لجمعيتين‬ ‫لهما حضور قوي على المستوى التنموي والبيئي بإقليم شفشاون هما‪ :‬جمعية‬ ‫«التنمية المحلية‪-‬المغرب» وجمعية « تالسمطان للبيئة والتنمية»‪.‬‬ ‫الحيوية الجمعوية التي مازالت تسري في شرايين الفنان محمد حقون‪،‬‬ ‫صاحبتها حيوية التقل ألقا في مضمار العناية باألرشيف المصور والمكتوب‪...‬‬ ‫لمدينة شفشاون التي مزجت في تاريخها بين ماهو بربري وأندلسي وجبلي‬ ‫وإسباني‪ ،...‬وقد توج هذا المجهود «األرشيفي» بإحداث مركز محمد حقون‬ ‫لذاكرة شفشاون بشراكة مع البلدية‪ ،‬والذي احتضن مقره قوس باب السوق‬ ‫الذي يعتبر من األقواس المتميزة معماريا والشاهدة تاريخيا ألنه يقع في حي‬ ‫مشهور حافظ على أصالته وبناياته الواطئة التي تطل على الجبل لسنين‬ ‫طويلة لوال أن إرادة التشويه والتخريب طالته مؤخرا بسبب آفة «ابني وعلي‪،»...‬‬ ‫ورغم أن الحي عرف ترميما لفرنه التقليدي بدعم من برنامج التعاون األلماني‬ ‫‪ ،GIZ‬وأصبح من المسالك السياحية األثيرة‪ ،‬فإن الخربة‪ /‬المزبلة (تقول مصادر‬ ‫إن البلدية قد اقتنتها من أصحابها الخواص) التي ال زالت تراوح مكانها بوسط‬ ‫الحي تشكل نشازا منفرا وغير مفهوم في إطار التوجه البيئي للمجلس البلدي‪،‬‬ ‫ومصدر قلق لسكانه‪ ،‬فبدل أن تكون مشروعا لمرفق عمومي تربوي‪،‬حضاري‬ ‫ومدني يعكس اإلشعاع الدولي والوطني للجوهرة «الزرقاء» ويكمل ما بدأه‬ ‫بيت‪ /‬متحف محمد حقون ومركزه لذاكرة شفشاون اللذان يعرفان إقباال من‬ ‫طرف زوار من جميع مدن المغرب والعالم؛ وفيهم قامات في عالم الفن‪ ،‬واألدب‬ ‫والسياسية‪.‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ومع تعدد المواهب واالهتمامات يظل الرسم بالنسبة للفنان محمد‬ ‫حقون ولعا أساسيا يالحق به شغب الطفولة ويستخدمه كسالح ناعم يرفد به‬ ‫المواهب واالهتمامات األخرى خدمة لرسالته األولى واألخيرة وهي التعريف‬ ‫بمدينة شفشاون التي تشبه حلم الطفولة رغم أن الحقيقة قد تصبح مفجعة‬ ‫إن لم تفهم هذه الرسالة من طرف نخبة المدينة والقائمين على أمرها‬ ‫بالخصوص‪.‬‬ ‫وفي سياق تبليغ هذه الرسالة لألجيال المختلفة وخاصة األطفال‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية «ذاكرة شفشاون» ومؤسسة «محمد حقون» بشراكة مع جماعة‬ ‫شفشاون‪ ،‬معرضا للوحات التشكيلية من المكتبة الفنية الخاصة للفنان‬ ‫احتضنه‪ ،‬على مدى أيام ‪ 28‬و‪ 29‬و‪ 30‬من شتنبر الماضي‪ ،‬حي باب السوق بل‬ ‫الدرب الذي يقطن به الفنان محمد حقون ‪ ،‬حيث كان هذا المعرض ملتقى للحي‬ ‫كعنصر مشرق بالمدينة كوحدة وأفق‪ ،‬كما كان ورشا لتحبيب الثقافة البصرية‬ ‫لألطفال‪ ،‬وتربيتهم على الحس الفني والجمالي‪ ،‬وغرس الصورة الجميلة للحي‬ ‫والمدينة في وعيهم والوعيهم‪.‬‬ ‫وقد حضر االفتتاح فعاليات جمعوية وفنية‪ ،‬وبعض أصدقاء الفنان محمد‬ ‫حقون‪ ،‬وأبناء الحي وأطفاله‪ ،‬إلى جانب نائبي رئيس المجلس البلدي سلوى‬ ‫البردعي والحسن الدحمان‪ ،‬وكاتب المجلس عبداللطيف بن شبتيت‪.‬‬ ‫الفنان التشكيلي محمد حقون‪ ،‬بعد هذا المعرض‪ ،‬سيشارك في النسخة‬ ‫الثالثة للمهرجان األفريقي‪-‬الدولي لموسيقى العالم والفنون اإلفريقية‪/‬‬ ‫‪ WOMAAF‬الذي سيقام بواغادوغو ببوركينا فاسو من ‪ 8‬إلى ‪ 10‬نونبر‬ ‫المقبل‪ ،‬حيث سيكون المغرب والكاميرون ضيفا شرف‪ ،‬وكان المغرب قد نظم‬ ‫في السنة الماضية النسخة الثانية لهذا المهرجان الكبير‪ ،‬الواعد‪ ،‬حيث احتضنته‬ ‫مدينة طنجة الشمالية رمز االنفتاح وتالقح الشعوب والحضارات‪.‬‬

‫من ذاكرة حديث‬ ‫لسيدي حسن‪*..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫آخر حديث علمي استمعت إليه للمرحوم سيدي حسن‬ ‫الوراكلي (أول رئيس لشعبـة اللغـة العربية بآداب تطوان)‬ ‫كان في طنجة بمناسبة مئوية المرحوم سيدي عبد كنون من‬ ‫تنظيم مؤسسة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي بقاعة‬ ‫قصر موالي عبد الحفيظ‪..‬‬ ‫كان حديث المرحوم حسن نموذجا لما اعتاد أن يقدمه في‬ ‫لقاءاته العلمية أو دروسه األكاديمية استمدادا وبناء ومنهجا‬ ‫وتحليال وتأويال‪..‬‬ ‫تحدث المرحوم سيدي حسن عن ‪:‬‬ ‫• شخصية سيدي عبد اهلل كنون ؛ سليل شجرة علمية‬ ‫يانعة‪..‬‬ ‫نشأته وهجرته من فاس إلى مدينة المواطن العالمي ابن‬ ‫بطوطة‪..‬‬ ‫• كتابه النبوغ المغربي ؛ وهو من فتوح الدراسات األدبية‬ ‫بالمغرب‪..‬‬ ‫• موسوعته « ذكريات مشاهيررجال المغرب‪.»..‬‬ ‫• مالمح شخصيته ‪ :‬مواقع العلمي‪..‬مهمات ومسؤوليات‪..‬‬ ‫عالقات اإلنسانية‪.‬‬ ‫ثم توقف عند تحليل مفهوم الوسطية عند سيدي عبد اهلل‬ ‫كنون موضحا أن الوسطية كانت عنده ‪:‬‬ ‫• مسؤولية ويسرا وقدرة على التعامل مع الواقع الراهن‪..‬‬ ‫• سلوكا مؤصال في كتاب اهلل وسنــة رسوله ومبينــا في‬ ‫متون فقهية‪..‬‬ ‫كان سيدي حسن يدقق في مفهوم الوسطية ‪..‬‬ ‫وكنت مياال إلى ربط مفهوم الوسطية بما سبق ذكره ‪..‬‬ ‫وكنت أميل إلى ربطه بالعدل إذ متى زاغ الوسط حصل الجور‬ ‫الموقع في الضالل عن القصد‪ ..‬كما يؤكد ذلك العارفون‬ ‫باهلل‪..‬‬ ‫استعرض سيدي حسن جهود سيدي عبد اهلل كنون في‬ ‫تفسير القرآن الكريم وربط ذلك بهاجس اإلصالح عنده مما‬ ‫أعلنه وبينه في منابر ثقافية ودعوية وفكرية بعناوين ‪:‬‬ ‫• اإلسالم أهدى‪..‬‬ ‫• مفاهيم إسالمية‪..‬‬ ‫• على درب اإلسالم‪..‬‬ ‫• إسالم رائد‪..‬‬ ‫جلى سيدي حسن مستويات الجهد الكنوني في الدرس‬ ‫القرآني بموجهات عقدية وأخالقية انتقدت جموديات خرافية‬ ‫وشعوذية وماديات موالية لتصورات غربية ‪ ،‬منتهيا إلى خالصة‬ ‫مؤداها أن اإلصالح في النظر الكنوني قائم على جوانب‪:‬‬ ‫• عقدية‬ ‫• اجتماعية‬ ‫• فكرية‬ ‫وأما مناط نظره فكان مركزا في التفسير المفصل لسورة‬ ‫يس بتأطير فكري سلفي مكتف بظاهــر اآليــة ومقاصدهــا‬ ‫الدعويـــة والعقديــة والثقافيـــة والفكرية‪ ..‬فكان بذلــك‬ ‫نموذج أحد قادة اإلصالح في العصر الحديث بالمغرب‪ ..‬الذي‬ ‫ال يستمدون من الطبري وابن كثير وابن عطية وابن جزي‬ ‫وآخرين ممن كان كنون وغيره يرى أن لهم تميزا فيمن عرف‬ ‫من علماء التفسير‪..‬‬ ‫وإنما أتيت بهذه النتف ألقدم نموذجا من أحاديث سيدي‬ ‫حسن الدالة على مكانته وضبطـه واتســاع أفقــه العلمي‬ ‫واألخالقي‪..‬‬ ‫وللباحث المهتم واسع النظر‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫* بعد حديث المرحوم سيدي حسن الوراكلي أعقبه حديث ذو قيمة‬ ‫توثيقية عن مساهمات سيدي عبد اهلل كنون في حقل الصحافة والمنابر‬ ‫الثقافية المغربية للمرحوم سيدي اسماعيل الخطيب‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫من دفاتري‬ ‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 09‬أكتـوبـر ‪2018‬‬

‫عابر‬

‫األمين العام للعدالة العثماني‪ ،‬ورئيسة منظمة «المصباحيات»‪ ‬نسبة إلى حزب المصباح وليس‬ ‫إلى «لال منانة المصباحية»‪ ،‬ولية العرائش‪ ،‬جميلة المصلي ‪ ‬وكذا منسقة أعمال هذه المنظمة‪،‬‬ ‫بسيمة الحقاوي‪ ،‬أهدوا لنا‪ ،‬ثالثتهم‪ ،‬مساء األحد الماضي‪ ،‬بقصر البلدية «البيجيدية»‪ ‬عرض سيرك‬ ‫«مرتجل» سيء التنظيم ومشقشق‪ ،‬بمناسبة إطالق سلسلة لقاءات «تواصلية»‪ ‬مع‪ ‬نساء الحزب‪،‬‬ ‫قالت بشأنها المصلي‪ ،‬رئيسة المنظمة إنها ضرورية»‪ ‬لتوعية‪« ‬المصباحيات» بأهمية دورهن‬ ‫في‪ ‬مواصلة البناء الديمقراطي‪.‬‬ ‫القاعة الكبرى غصت بــ «المناضالت» اآلتيات من مختلف جهات «الجهــة» «العمارية اإللياسية»‪،‬‬ ‫جلهن من تيار «إنا حكمنا»’‪ ‬ضد تيار «إنا غضبنا»‪ ،‬ليتم تذكيرهن‪ ،‬قبل انطالق مهرجان الخطب‪،‬‬ ‫بخلفية عقيدة الحزب‪ ،‬فيما يخص نظرة الدين إلى المرأة المسلمة‪ ،‬عبر اآلية الكريمة التي تالها‬ ‫ِك َون َِ�سا ِء مْ ُ‬ ‫ك َو َب َنات َ‬ ‫اج َ‬ ‫ِني‬ ‫لَزْ َو ِ‬ ‫مقرئ «بيجيدي»‪ ،‬أو ربما أوعز له بذلك‪َ « ،‬يا �أَ ُّي َها ال َّنب ُِّي ُقل ِّ أ‬ ‫ال�ؤْ ِمن َ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫ن ۗ َو َ‬ ‫ۚذل َ‬ ‫َغفُ و ًرا‬ ‫ان ا‬ ‫ن َٰ‬ ‫ُي ْدن َ‬ ‫ن َف اَل ُي�ؤْ َذ ْي َ‬ ‫ِك �أَ ْد َنىٰ �أَن ُي ْع َرفْ َ‬ ‫ن مِن َج اَلبِيبِهِ َّ‬ ‫ِني َع َل ْيهِ َّ‬ ‫ك َ‬ ‫َّر ِحي ًما‪( « ‬ص)‪.‬‬ ‫أحكام هذه اآلية ال «تسري» على كافة أعضاء الحزب‪ ،‬بل يستثنى منها‪ ‬بعض القياديين‪ ،‬كاألخ‬ ‫في اهلل والدين والحزب‪ ،‬المحترم يتيم‪ ،‬الذي طلع بما يبرر «تجواله الليلي» في جادة األيليزي‪ ،‬يدا‬ ‫في يد» مع «خطيبته» التي تقدم لخطبتها وأشهد على ذلك زمرة من «المؤمنين التقاة» دون أن‬ ‫يلتفت إلى قانون المدونة الذي يشترط إذن الزوجة األولى لالرتباط‪ ،‬شرعا‪ ،‬بالثانية‪ ،‬وكذلك فيما‬ ‫يتعلق بمثنى وثالث ورباع‪ ! ‬وعلى أي‪ ،‬فالحجاب لم يعد في نظر العاشق المتيم‪ ،‬يتيم‪ ،‬عالمة على‬ ‫«التدين» كما أن «السفور» بدوره لم يكن‪ ،‬يوما‪ ،‬دليال عن «التنكر» للدين‪ ،‬والعياد باهلل‪.! ‬‬ ‫هذا الموضوع ال يهمنا‪ ،‬بقدر ما شدتنــا خطــب «الزعمــاء» الذيـن كثيـرا ما ذكرتنا مقدمة‬ ‫الحفل‪ ‬بصفاتهم الحكومية‪...‬رئيس الحكومة‪ ،‬وزيرة كذا‪ ،‬كاتبة الدولة المكلفة بكذا‪ ....‬والحال‬ ‫أنهم كانوا هنا بصفتهم الحزبية ‪ ،‬أما «الشي الخور» فال حاجة إلى التذكير به ‪ ،‬ألنه بدون طائل‪! ‬‬ ‫وبينما توقفت «كاتبة الدولة المصلي عند‪« ‬قيم التضامن»‪ ‬والتكافل «التي عرف بها المغرب‬ ‫عبر العصور»‪ ،‬كمدخل إلثارة‪ ‬ملف «دعم األرامل» الذي نعلم ما تشوبه من «عيوب» سواء على‬ ‫مستوى التشريع أو التنفيذ‪ ،‬وأيضا للحديث عن المرأة القروية التي يلزم إحاطتها بالمزيد من‬ ‫االهتمام‪« ،‬لصقت» المنسقة العامة‪ ،‬بسيمة الحقاوي في الميكروفون‪ ،‬لتستظهر «لوحها» الوزاري‬ ‫والبرلماني والمجتمعي‪ ،‬عبر سرد مكرر وممل‪ ،‬لمجمل «القوانين» التي «شرعتها» وزارتها‪« ،‬بالريق‬ ‫الناشف» لصالح المرأة المغربية‪ ،‬والتي وصفتها ذات مرة بـ «قوانين «ثورية»‪ ‬ومنها قانون العنف‬ ‫ضد النساء» ‪ ،‬عمال بالمقولة الفرنسية‪( ،‬وسردتها باللغة الفرنسية ‪.Gouverner, c’est légiférer‬‬ ‫وبعد أن استجابت لـ «توسالت» مقدمة الحفل‪ ،‬باإلختصار‪ ‬في القول حتى يتم فسح المجال لألخ‬ ‫األمين العام ليلقي كلمة في الجمع الهام‪ ،‬التي أشار في مقدمتها إلى اهتمامه «المبكر» بحماية‬ ‫المرأة ضد ما أسماه بالتعسف‪ ،‬ومطالبته بتحرير المرأة‪ ‬تحريرا «إيجابيا»‪ ‬وليس «سلبيا»‪ ،‬واحترنا‬ ‫في فهم مدلول «السلبي» و«اإليجابي» في مفهوم «األخ العثماني»‪ ،‬بالنسبة للمرأة التي طالب‪ ،‬مرة‪،‬‬ ‫بضرورة «مراجعة نصوص القرآن»‪ ‬الموجهة للنساء‪ ،‬وهو ما كان قد أثار الكثير من التساؤالت حول‬ ‫قدرة حزب بالخلفية «المعلومة»‪ ‬على «المس» بالثوابت الدينية ‪ ،‬وإال أصبحت‪ ‬المطالبة بالمساواة‬ ‫في اإلرث‪ ،‬مثال‪ ،‬مطلبا «مشروعا» بل وقابال للتطبيق ‪ ،‬خاصة وأن جمهور الفقهاء من رجال الدين‪،‬‬ ‫«تجاوزوا» عن المطالبة بتطبيق حدود اهلل الواضحة بالكتاب والسنة‪ ،‬في ما يخص الزنا‪ ،‬والسرقة‬ ‫وقطع الطريق‪ ،‬وغيرها‪ ،‬إرضاء لتوجيهات‪ ‬منظمات «الكفــار»‪ ‬وأذنابهم «العلمانييـن» واحترامـا‬ ‫لـ «حقوق اإلنسان»‪« ‬الفاجرة»‪....!!! ‬‬ ‫ما عليهش‪ ! ‬ربما كان كالم األخ األمين العام كالما «مناسبتيا»‪ ‬أملته‪ ‬ضرورة «التحضير»‬ ‫للقادم من االستحقاقات التي تقوم فيها النساء بأدوار أساسية‪ ،‬ولذا وجب «تأطيرهن» والعناية‬ ‫بهن وإذكاء حماسهن وتعلقهن بالحزب الذي أقر الخطباء أنه حزب اإلصالح المستمر والنضال‬ ‫المستمر‪ ‬خدمة للمجتمع اآلمن‪ ،‬الهادن المستقر‪.‬‬ ‫األخ األمين العام ‪ ،‬وبعد أن أبدى امتعاضه مما يصدر عن بعض مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫من إيحاءات بأن «السواد» يلف واقع المغرب‪ ،‬بينما المغرب «يعج»‪ ‬بالمنجزات واإليجابيات‪ ،‬وأهمها‬ ‫نعمة االستقرار التي ال دخل لحزبه في استتبابه‪ ،‬بل إنه عنوان لوعي الشعب المغربي بالرغم مما‬ ‫يصيبه من ظلم الحكام‪ ‬واستخفاف بعضهم بمسؤولياتهم في خدمة الشعب‪ ،‬واعتبارهم االستوزار‬ ‫طريقا إلى تحقيق مكاسب‪ ‬سياسية أو اقتصادية أو «بريستيجية» لهم أو لجماعاتهم‪......‬‬ ‫إال أن األخ األمين العام لم يفوت الفرصة ليجامل «األخ» عمدة طنجة‪ ،‬المناضل الصادق‪،‬‬ ‫العبدالوي‪ ،‬الذي شهدت هذه المدينة على عهده منجزات عمرانية واقتصادية هامة‪ ،‬حتى إنها‬ ‫صارت «أفضل مثال» على أن األمور «جيدة بالمغرب»‪ ‬وأن «الوضع في المغرب أفضل منه في‬ ‫فرنسا»‪ ،‬وأن طنجة أصبحت قاعدة اقتصادية وصناعية هامة‪ ،‬توفر الشغل ألزيد من نصف مليون‬ ‫من العمال‪ ،‬جلهم وافدون من «طيرات» أخرى‪ ،‬وال عيب في ذلك‪ ،‬حتى أن حرف‪ K ‬الذي يرمز‬ ‫لطنجة في التعريف البيوميتري‪ ،‬قليال ما تجده في سجالت «الموارد البشرية للصناعات المقامة‬ ‫بطنجة‪ ،‬وحتى أن الوعود التي أعطيت‪ ‬بتشغيل أصحاب أو أبناء من‪ ‬انتزعت‪ ‬ملكيات أراضيهم لبناء‬ ‫المناطق الصناعية‪ ،‬لم يقع الوفاء بها بصفة مرضية‪ ،‬وال زالت تنظم الوقفات االحتجاجية‪ ‬بعين‬ ‫المكان للتذكير بتلك الوعود‪.‬‬ ‫وال شك أن «الخوت» في البيجيدي لم يجرؤوا على البوح لألخ األمين العام بوجود نصف‬ ‫مليون من الشماكرية والمتسولين واللصوص والمشرملين وشمامي السيليسيون‪ ،‬وأننا في‬ ‫طنجة «نعايش» في أصباحنا‪ ‬وأمسائنا‪ ،‬وفي شوارعنا ودروبنا‪ ،‬جحافل من هؤالء المتسكعين‬ ‫والحمقى والمجانين‪ ،‬بما يحمل كل ذلك من مشاعر الخوف والرعب وعدم االطمئنان‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لنا وألهالينا‪ ‬وأوالدنا في طنجة «اآلمنة» إلى أن يحصدك سيف من «مشرمل» باحث عن فريسة‬ ‫سائغة‪ ...‬واألمثلة في هذه الباب متوفرة‪ ،‬والحمد هلل!‬ ‫وال حاجة أن أشير هنا إلى قضية شهيدة الهجرة «االنعتاقية»‪ ‬حياة‪ ،‬التي كانت حاضرة بقوة‬ ‫في هذا اللقاء من أجل امتصاص غضب المواطنين الذي قال األمين العام‪ ،‬إن الغضب ينبغي أن‬ ‫ينصب على مافيات التهجير وليس على البحرية المغربية التي لم توجه مدفعيتها لفقيدة الحياة‪،‬‬ ‫وهي تسعى لمعانقة حياة‪ ‬الكرامة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫د ّالكتي!‬

‫كالم‬

‫منطق‪! ‬‬

‫‪4‬‬

‫لم تغب قضية القيادي البيجيدي يتيم‪ ،‬المتيم‬ ‫بـ «دالكته» عن كواليس لقـاء «المصباحيات»‬ ‫األحد الماضي بطنجة‪ ،‬في كواليس حفل انطالق‬ ‫مسلسل المؤتمرات الجهويــة لمنظمة نساء‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬خاصة بعد «اإلشارات» الدينية‬ ‫التي تضمنتهـا مداخــالت السيدتين المصلي‬ ‫والحقاوي و «األخ» األمين العام‪ ،‬ولو أن الموضوع‬ ‫ال يشكل «حدثا» سياسيا بالنسبة للمتتبعين للشأن‬ ‫الحزبي المنهار‪ ،‬إال أن إصرار الرجل الستيني على‬ ‫تبرير فعلته «السودة» ‪ ،‬بـ «أحكام دينية»‪ ،‬تصوروا‪،‬‬ ‫تخالف عقيدة «العدالة والتنمية‪ ،‬وطينوراتها في‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬أحدث نوعا من االمتعاض‪ ،‬ليس‬ ‫فقط‪ ،‬في «الوسائــط» التي «اكتشفــت» نوعا‬ ‫من النفاق الديني في سلوك الرحل‪ ،‬بل وأيضا‬ ‫داخل حزب المصباح الذي يتصرف وكأنه يحمل‬ ‫رسالة حماية الدين وصونــه من «الحداثيين»‬ ‫و«العلمانيين»الفجرة‪.‬‬ ‫وفيما طلعت كريمة «القائــــد» والمنظــر‬ ‫بنكيران بخرجة قوية ضد «صديق» والدها ‪ ،‬عبر‬ ‫تدوينة «نارية»‪ ،‬هاجمت فيها «عمو يتيم» بسبب‬ ‫قراره تطليق زوجته واتهمته ب‪« ،‬خيانة العهد»‬ ‫و «التنكر لوفاء السنين» واالنقالب على شريكة‬ ‫عمره ومربية أوالده وشريكته في النضال‪ ،‬ليرتبط‬ ‫ب «مدلكته» بعد «ترويجه لـ « سفاهات وتفاهات»‬ ‫في حق زوجته التي «لو تحدثت لفضحت ولكشفت‬ ‫الكثير من المستور»‪ ،‬ولكنه فضلت الصمت إلى‬ ‫اآلن‪ ،‬مراعاة للعشرة»‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن «العدالة والتنمية» حاول‬ ‫«التمييك» على حالة يتيم‪ ،‬بأن أكد بعض أعضائه‬ ‫وجود «الخطبة» ولكنهم لم يؤكدوا وجود عقد‬ ‫زواج شرعي متضمن لموافقة الزوجة األولى وأم‬ ‫األوالد‪ ،‬يبرر «اختالء» الخطيب بخطيبته‪ ،‬خالل‬ ‫شهر رمضان بباريس‪ ،‬فإن الخطيب «المتصابي»‬ ‫واجه منتقديه بخصوص لباس زوجته المقبلة‪،‬‬ ‫بكون «مسالة الحجاب التي كانت من قبل ‪ ،‬معيارًا‬ ‫للتدين وااللتزام األخالقي‪ ،‬دون أن أعني بذلك‬ ‫أنها ليست عنوانا لها بالنسبة لمن يرتدينه اقتناعا‬ ‫وإيمانا وأنه ال إكراه في الدين‪ ،‬وبشر الرأي العام‬ ‫المغربي بأن «خطيبته» المفترضة مقتنعة بأنها‬ ‫متفهمة للوضع االعتباري لزوجها الذي ليس هو‬ ‫«مواطنا عاديا فالزنقا» كما يعلم الجميع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن هذا الوضع يفرض عليها التحول تدريجيا في‬ ‫مسعاها لتحسين دينها تدريجيا‪.‬‬ ‫ومع أن محمد الهاللي أحد قياديي حركة‬ ‫التوحيد واإلصالح‪ ،‬تصدى للدفاع عن ‘معالي‬ ‫الوزير» ضدا على منتقدي مشروع زواجه‪ ،‬فإن هذه‬ ‫الحركة ‪ ،‬وهي الذراع الدعوي لحزب العثماني‪ ،‬أدانت‬ ‫تصرف يتيم واعتبرته من «األخطاء الغير مفبولة»‬ ‫حيث إن «خطبته» أخلت ببعض ضوابط الخطبة‬ ‫وشروطهـا وحدودهــا وجعلت تصـرف المعنـي‬ ‫باألمر تصرفا ال يليق بمقامه‪ ،‬بل إنه وضع نفسه‬ ‫في مواطن الشبهة‪ ! ‬وإلى أن تتضح األمور نبقى‬ ‫مع هذين البيتين المقابلين لبيتين من قصيدة‬ ‫أبي فراس الهمداني‪« :‬أراك عصي الدمع شيمتك‬ ‫الصبر»‪:‬‬

‫مدلكتي بالرفق والموت دونه‬

‫إذا مت تعبانا فال ثبت األجرُ‪! ‬‬ ‫فإن يك ما حاك الوشاة ولم يكن‬ ‫فقد يهدم الحب ما شيد الكفرُ‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫تالميذ الكراجات‬ ‫تداول اإلعالم الوطني هذا األسبوع‪ ،‬خبرا‬ ‫مثيرا‪ ،‬يتعلق بتالميذ مغاربة‪ ،‬ال زالوا يسكنون داخل‬ ‫محالت تجارية بالسوق األسبوعي للجماعة القروية‬ ‫«تتاوت» إقليم تارودانت‪ ،‬بعد ما استحال عليهم‬ ‫العثور على مأوى يستغلونه في انتظار «الداخلية»‬ ‫التي كان من المفروض أن تكون جاهزة الستقبال‬ ‫التالميذ الداخليين‪ ،‬الصيف الماضي‪ ،‬ولكن شيئا‬ ‫من هذا لم يحصل ولم يصدر بشأنه أي بيان كما‬ ‫يتطلب ذلك واجب االحترام للمواطن وللرأي العام‪.‬‬ ‫«تالميذالكراجات»كماينعتهمزمالؤهم‪،‬بنوع‬ ‫من السخرية‪ ،‬يشعرون بضيق من هذا الوضع الذي‬ ‫يلزمهم بقضاء لياليهم في ظروف مزرية‪ ،‬تنعدم‬

‫فيها أبسط مقومات النظافة واإلنارة وشروط‬ ‫العيش الكريم‪ ،‬وضع قد يدفعهم إلى االنقطاع‪،‬‬ ‫وتكون الوزارة مسؤولة المسؤولية الكاملة عن‬ ‫ذلك‪ ،‬خاصة وقد ارتفع التنديد بعدم االلتفات إلى‬ ‫حالة هؤالء األطفال‪ ،‬وكلهم من أسر قروية فقيرة ‪،‬‬ ‫غادروا أسرهم بغاية الدراسة‪ ،‬فإذا بهم يواجهون‬ ‫ظروفا ال إنسانية‪ ،‬فضال عن إمكانية تعرضهم‬ ‫لمخاطر محتملة في بلد «مكبوت» موبوء‪ ،‬ال ينجو‬ ‫من مخالب بعض ذئابه ال قاصر وال عجوز‪! ‬‬ ‫وقد سبق للجنة اليقظــة لمحاربـة الهــدر‬ ‫المدرسي بالمنطقة أن نبهت إلى خطورة هذا‬ ‫الوضع وحــذرت من الوضعيــة الكارثية لهذه‬ ‫المؤسسة‪ ،‬وهي الثانوية اإلعدادية «المستقبل»‬ ‫التي تالشت بعض فضاءاتها بينما أوراش بناء‬ ‫الداخلية ال تزال «مفتوحة» منذ ‪ 18‬سنة‪ ،‬وفق ما‬ ‫أشارت إليه جريدة «المساء» ‪.‬‬ ‫فقر أسر هؤالء األطفال وعجزهم عن توفير‬ ‫سكن ألبنائهم في محيط الثانوية سوف يدفعهم‬ ‫إلى االستسالم لألمر الواقع تاركين أبناءهم عرضة‬ ‫للتشرد وفرائس سائغة للسيلسيون‪ ،‬واإلكسطازي‪،‬‬ ‫ولكل مظاهر اإلنحراف‪ .‬هؤالء األطفال هم بعض‬ ‫ممن نشاهد يوميا جحافلهم المستفزة‪ ،‬بطنجة‪،‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫ثم تستغربون أن يسترخص أطفال وشباب‬ ‫مغاربة أرواحهـــم ويرتمـــون في «باطيــرات»‬ ‫و «فانطومات» الهجرة العلنية‪ ،‬من أجل الهرب‬ ‫من وجوهنا وتصرفاتنا بعد أن يئسوا من وعودنا‬ ‫ومسكناتنا وفقدوا كل أمل في اإلصالح الذي يظل‬ ‫شعارات نرفعها بين الفينة واألخرى‪« ،‬لندوخ بها‬ ‫العباد»‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫عندما يبكي الرجال‪....‬‬ ‫ما أقســى أن يطالــب مغاربــة بإسقـــاط‬ ‫جنسيتهم‪ ،‬وهم المشهود لهم بالوطنية الصادقة‬ ‫والغيرة الكبرى على وطنهم‪ ،‬والدفاع عنه والتضحية‬ ‫بالنفس والنفيس من أجل صون كرامته ووحدة‬ ‫ترابه ‪.‬‬ ‫من الريف إلى «حيـــاة» شهيــــدة الهجرة‬ ‫«االنعتاقية» ‪ ،‬مرورا بالمواجهات العنيفة أحيانا مع‬ ‫«األحذية الثقيلة» من أجل الحق في الماء والتعليم‬ ‫والتطبيب والسكن والخبز وشيء من الكرامة‪،‬‬ ‫إلى أحداث الدار البيضاء وتطوان وكارثة إقدام‬ ‫فئات من الشباب اليائس على المطالبة بإسقاط‬ ‫جنسيتهم عنهم‪.......‬شهد المجتمع المغربي‬ ‫تطورا مقلقا في طريقة تعامله مع الحكام ‪ ،‬بعد أن‬ ‫«طارت» الهيبة‪ ،‬أو كادت‪ ،‬وأصبحنا نشاهد تصرفات‬ ‫نفهم منها أنه لم يعد للشباب ما يخسر‪ ،‬وأن‬ ‫المغامرة تبقى طريقه الوحيد للخالص‪ ،‬بعد انسداد‬ ‫األفق‪ .‬بالرغم من التصريحات الغير مسؤولة‬ ‫لبعض المسؤولين‪ ،‬ومنها ما صدر عن «المناضلة»‬ ‫المصباحية بسيمة الحقاوي‪ ،‬حين صرحت بما‬ ‫معناه أن شهيدة تطوان‪ ،‬حياة‪ ،‬لو لم تختر طريق‬ ‫الهجرة‪ ،‬وتابعت دراستها الجامعية‪ ،‬النتفعت من‬ ‫المغرب‪......‬وعقب زميل كان إلى جانبي خالل لقاء‬ ‫«المصباحيات»‪ ،‬بالقول‪...‬النتفعت من المغرب كما‬ ‫انتفعت به جحافل الدكاترة والمجازين وأصحاب‬ ‫الشهادات العليا ‪ ،‬الذين يوجدون في حالة بطالة‬ ‫إجبارية‪ ،‬ومع كل «حركة» للمطالبة بالحق في‬ ‫الشغل‪ ،‬يواجهون بما تعلمون من أسباب «اإلقناع»‬ ‫باإلقالع عن هذه «الممارسات الغير مقبولة» من‬ ‫طرف حكومات ديمقراطية‪! ‬‬ ‫هذا الوضع‪ ،‬جاب الدنيا بأسرها عبر وسائط‬ ‫اإلعالم وشبكات المعلوماتية وأثار تعليقات شتى‪،‬‬ ‫أحيانا مغرضة وظالمة‪ ،‬ولكنها ال تخرج عن إطار‬ ‫الواقع المؤلم الذي تزيده حدة بعض القرارات الغير‬ ‫مناسبة‪ ،‬موضوعا وزمنا‪ ،.‬ومن هذه القرارات هدم‬ ‫دواوير القصديروسط بركان من الغضب الشعبي‬ ‫و بالحدة التي شاهدها المغاربة والعالم‪ ،‬وأثارت‬ ‫الكثير من الجدل‪ .‬فهل كنا بحاجة في ظروفنا‬ ‫الحالية هذه‪ ،‬القيام بتدخالت بمثل هذا العنف‪ ،‬حتى‬ ‫وإن قبلنا‪ ،‬جدال‪ ،‬بادعاء أنه تم احترام المساطر‪...‬‬ ‫ولكن يبقى اإلنسان الذي هو فوق المسطرات‬ ‫والغاية من كل الدساتير والقوانين واإلجراءات‪.....‬‬ ‫اإلنسان ياحضرات‪.....‬‬ ‫وعندما يبكي الرجال‪....‬فاعلم أن الهموم فاقت‬ ‫الجبال‪.....!!! ‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪962‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫قانون العمال المنزليين‪...‬‬ ‫بني ت�أييد للمبد�أ و معار�ضة لبع�ض امل�ضامني‬ ‫فعاليات حقوقية وجمعوية متعددة كانت تأمل في أن يوضع حد لما تعانيه «خادمات البيوت» بقوة‬ ‫القانون‪ ،‬غير أن كثيرا من هذه الفعاليات لم تخف خيبتها إزاء القانون المتعلق بالعمال المنزليين‬ ‫الذي أثار‪ ‬جدال كبيرا‪ ،‬سواء أثناء مناقشته أو حتى بعد المصادقة عليه‪.‬‬ ‫منظمة «هيومن رايتس ووتش»‪ ،‬ورغم أنها اعتبرت أن القانون «من شأنه توفير حماية آلالف‬ ‫النساء والفتيات من االستغالل واالنتهاكات»‪ ،‬إال أنها لفتت على أن «الفصول المتعلقة باألجور‬ ‫وساعات العمل مازالت ضعيفة‪ ،‬وخاصة الحد األدنى ألجر عامالت المنازل‪ ،‬الذي مازال منخفضا كثيرا‬ ‫مقارنة بالحد األدنى القانوني لغيرهن من العمال»‪.‬‬ ‫مراقبة وضع عامالت البيوت‪ ،‬عن طريق مفتشين‪ ،‬بدوره كان موضوع تساؤالت عديدة‪ ،‬وفي هذا‬ ‫السياق‪ ،‬كان يتيم الوزير‪ ،‬قد أكد في تدوينة له على أن «القيام بمهام التفتيش والمراقبة داخل‬ ‫المنازل يطرح مشاكل تتعلق بحرمة البيوت التي يختلف وضعها‬ ‫عن المقاوالت»‪ ،‬مشيرا إلى أنه سيتدارس «مع وزارة العدل والنيابة‬ ‫العامة اآلليات التي تسمح للمفتشين بالتدخل في حالة خرق‬ ‫مقتضيات قانون العمال المنزليين‪ ،‬وشروط عملهم بما في ذلك‬ ‫األعمال التي ال يجوز أن يقوموا بها خاصة إذا كان سنهم من ستة‬ ‫عشر سنة إلى ‪.»18‬‬

‫• ما خفي من المعاناة‪ ..‬أعظم ‪:‬‬ ‫كثير من عامالت البيوت هن قاصرات‪ ،‬ومن األشياء التي كانت‬ ‫موضوع جدل عالقة بالقانون المشار إليه‪ ،‬إقراره بأن الحد األدنى‬ ‫لسن العمال المنزليين هو ‪ ،16‬بينما الفعاليات الجمعوية كانت‬ ‫تطالب بحظر تشغيل البالغين أقل من ‪ 18‬سنة‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫الحكومة كانت قد صادقت في غشت الماضي على مشروع مرسوم‬ ‫يهم تتميم الئحة األشغال‪ ،‬التي يمنع فيها تشغيل‬ ‫العمال والعامالت المنزليين المتراوحة أعمارهم بين‬ ‫‪ 16‬و‪ 18‬عاما‪.‬‬ ‫رئيـــس جمعيــة منتــدى الطفـــولـــة‪ ،‬عبد العالي‬ ‫الرامي‪ ،‬أكد في تصريــح صحفي قائال‪« :‬كنا ضد إخراج‬ ‫قانون تقنيــن تشغيــل الخادمات خصوصا الخادمات‬ ‫القاصرات» مبديا أسفـــه لتمرير ذلك القانون رغم‬ ‫«المرافعات» التي كانت ترفضه‪.‬‬ ‫ويتساءل المتحدث‪ ،‬عـــن مــدى «نجاعــة» القانون‬ ‫المذكـــور‪ ،‬مشيــــرا بدوره إلى اإلشكــال المرتبــط‬ ‫بمراقبة وضعية عامالت المنازل‪.‬‬ ‫قراءة في قانون العمال المنزليين الذي دخل حيز‬ ‫التنفيذ يوم الثالثاء ‪ 02‬أكتوبر الجاري‪:‬‬ ‫بعد طول انتظـار صـدر أخيــرا القانون رقم ‪19.12‬‬ ‫بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعامالت‬ ‫والعمــال المنزلييــن‪ ،‬الذي أتى لينظم وضعية هذه‬ ‫الفئة األكثـر هشاشـة ضمن عموم العمال‪.‬‬ ‫القانون الجديد يتكون من ‪ 27‬مادة‪ ،‬ويضم ‪5‬‬ ‫أبواب‪ ،‬وقد تطرق الباب األول منه إلى أحكام‬ ‫عامة‪ ،‬حيث حدد نطاق تطبيقه الذي يشمــل‪،‬‬ ‫العامــل المنزلـــي‪ ،‬والعمل المنزلي‪ ،‬والمشغل‪.‬‬ ‫استبدل القانون الجديد تسمية “خدم البيوت”‬ ‫الواردة في مدونة الشغل‪ ،‬بتسمية جديدة وهي‬ ‫“العمال المنزليين”‪ ،‬تجاوزا للنظـرة الدونيــة‬ ‫لهذه الشريحة من العمـال التي لطالما ترسخت‬ ‫في الضمير الجمعـي كعنـوان للوصم والتمييز‪،‬‬ ‫واعترافا بدورهم في المجتمع ومساهمتهم في‬ ‫االقتصاد الوطني‪ ،‬وهو ما يتالءم واتفاقية العمل‬ ‫الالئق للعمـال المنزليين التي دعـت الستعمال‬ ‫جهاز مفاهيمي يستحضر قيم المواطنة واألبعاد‬ ‫اإلنسانية لهذه الشريحة من العمال‪.‬‬ ‫نظام الشغل وفق عقد الخدمة المنزلية الحد‬ ‫األدنى من الضمانات تطرق القانــون الجديد‬ ‫للعديد من المقتضيـات المنظمة لعقــد العمــل‬ ‫المنزلي‪ ،‬فبالنسبة لألجر نصت المادة ‪ 19‬منه‬ ‫على ضرورة أال يقل عن ‪ 60‬بالمائة من الحد‬ ‫األدنى لألجور‪ ،‬وال يدخل ضمن األجر النقدي مزايا اإلطعام والسكن‪.‬‬ ‫كما حدد مدة العمل في األشغال المنزلية في ‪ 48‬ساعة أسبوعيا‪ ،‬ونص على استفادة العامل‬ ‫المنزلي من راحة أسبوعية ال تقل عن ‪ 24‬ساعة متصلة‪ ،‬يمكن باتفاق الطرفين تأجيل االستفادة‬ ‫منها وتعويضها في أجل ال يتعدى ‪ 3‬أشهر‪ ،‬كما أكد على استفادته من عطلة سنوية مدفوعة األجر‬ ‫إذا قضى ستة أشهر متصلة في خدمة المشغل‪ ،‬ال تقل مدتها عن يوم ونصف عن كل شهر‪.‬‬ ‫يالحظ أن القانون الجديد منح سلطة تشغيل العمال المنزليين لوكاالت التشغيل الخصوصية‪،‬‬ ‫ومنع األفراد من الوساطة بمقابل في تشغيل العمال المنزليين‪ ،‬ولضمان حماية أكبر للعامل المنزلي‬ ‫أكدت المادة ‪ 21‬على حقه في التعويض على الفصل إذا قضى مدة ال تقل عن سنة متواصلة لدى‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫المشغل نفسه‪ ،‬كما تم تمتيع العمال المنزليين من االستفادة من قانون الضمان االجتماعي وفق‬ ‫التعديل الجديد الذي هو قيد اإلعداد والمناقشة‪.‬‬ ‫توثيق عقد العمل المنزلي إلتزام يفتقد صيغة اإللزام‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 3‬من القانون على‬ ‫أنه‪“ :‬يتم تشغيل العامل المنزلي بمقتضى عقد عمل محدد أو غير محدد المدة‪ ،‬يعده المشغل وفق‬ ‫نموذج يحدد بنص تنظيمي‪ ،‬ويوقع هذا العقد من قبل المشغل والعامل المنزلي‪ ،‬ويحرر العقد في‬ ‫ثالث نظائر يحتفظ المشغل بنسخة والعامل بثانية وتودع ثالثة لدى مفتش الشغل”‪ .‬و يبدو للوهلة‬ ‫األولى من خالل هذا المقتضى أن العقد يجب أن يكون مكتوبا‪ ،‬لكن بالرجوع الى المادة ‪ 9‬من‬ ‫القانون نفسه يتضح أنها تنص على أنه‪« :‬يمكن إثبات عقد شغل العامل المنزلي بجميع وسائل‬ ‫اإلثبات وإذا كان عقد الشغل ثابتا بالكتابة أعفي من رسوم التسجيل»‪ ،‬و ال شك أن المقتضى األخير‬ ‫يفرغ المقتضى األول المتعلق بالكتابة من عنصر اإللزام‪ ،‬ويسمح‬ ‫باستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من حيث طبيعة العقد‬ ‫الذي يتم في الغالب بصفة شفوية‪.‬‬ ‫تحديد سن أدنى لتشغيل العمال المنزليين‪ ..‬فترة إنتقالية‬ ‫لمعالجة الظاهرة أم تطبيع معها وفقا لتقديرات االئتالف من‬ ‫أجل حظر تشغيل الطفالت خادمات البيوت؟ يتراوح عدد الفتيات‬ ‫اللواتي يقل سنهن عن ‪ 15‬سنة‪ ،‬والالئي يعملن عامالت منزليات‬ ‫بين ‪ 60‬و‪ 80‬ألف طفلة‪ ،‬بحسب إحصائيات سنة ‪ 30 .2010‬بالمائة‬ ‫منهن لم تسبق لهن الدراسة؛ و‪ 49‬بالمائة منهن انقطعن عنها‪،‬‬ ‫و‪ 38‬بالمائة تتراوح أعمارهن بين ‪ 8‬و‪ 12‬سنة‪ .‬و‪ 62‬بالمائة‬ ‫تتراوح أعمارهن ما بين ‪ 13‬و‪ 15‬سنة‪ ،‬و‪ 21‬بالمائة منهن يتابعن‬ ‫دراستهن ويعملن بشكل متقطع‪ ،‬خاصة خالل العطل المدرسية‪.‬‬ ‫و تؤكد المعطيات بشأن أسر العامالت المنزليات من الطفالت‪،‬‬ ‫العالقة بين الفقر وعمل الطفالت في المنازل (‪75‬‬ ‫بالمائة من الحاالت) تنتمي أغلب األسـر المشغلــة‬ ‫إلى الطبقة المتوسطة (‪ 54‬بالمائة) والفئات الغنية‬ ‫(‪ 20‬بالمائة)‪ ،‬ويطال االستغـالل في العمل المنزلي‬ ‫الطفالت الالئي ينحدرن من المناطـق القروية وشبه‬ ‫الحضرية التي تعاني الهشاشة والتهميش‪.‬‬

‫• رأي المختصين ‪:‬‬ ‫وارتباطا بهذا الموضوع‪ ،‬اعتبر األستاذ الجامعي‪،‬‬ ‫عمر الشرقاوي‪ ،‬أن هذا القانون في جانبه النظري‬ ‫يعتبر “ثوريا” ألنه سينظم مجاال غير مهيكل يرتبط‬ ‫بتنظيم عالقات الشغل داخل البيوت وضمنه تشغيل‬ ‫القاصرات‪ ،‬مضيفا أن أهمية هذا األمر تكمن في حجم‬ ‫الكتلة المعنية بهذا القانون‪ ،‬والتي قد تصل إلى ‪100‬‬ ‫ألف معني حسب بعــض الدراسـات‪ .‬غير أن األستاذ‬ ‫الشرقاوي سجل‪ ،‬في تصريح لوكالة المغرب‬ ‫العربي لألنباء‪ ،‬أن القانون ال يتوفر على آليات‬ ‫فعالة إلجبار المعنيين به على تطبيقه‪ ،‬ألن األمر‬ ‫يتعلق بالعمل داخل البيوت ويصعب‪ ،‬بحسبه‪،‬‬ ‫مراقبة احترام األوقات المخصصة للعمل‬ ‫وطبيعـة العمل بارتباط مع السن‪ ،‬وأداء حقوق‬ ‫العمال المنزليين في مجال التغطية الصحية‬ ‫والتقاعد‪.‬‬ ‫وأكد أن نجاح أو فشــل القانـون يكمن في‬ ‫مــدى حسن تطبيقــه‪ ،‬مشيـرا إلى أن هنــاك‬ ‫إشكاالت كبرى في مجال تطبيق قوانين الشغل‬ ‫في عدد من الشركات‪ ،‬فباألحرى في مجاالت‬ ‫مغلقة كالبيوت التي يتم فيها استغالل حاجة‬ ‫وفقر بعض العائالت‪.‬‬ ‫وقال «اليوم نحتاج إلى متابعة تطبيق هذا‬ ‫القانون‪ ،‬وأول أمر يتعين الشروع فيه هو إحداث‬ ‫قاعدة معطيات حول “خادمات البيوت» حتى ال‬ ‫يبقى المجـال غيـر مهيكـل وغيـر منظم‪ ،‬لكون‬ ‫آخر دراسة في الموضوع تعود إلى سنة ‪،2012‬‬ ‫والتي قامت بها جمعية إنصاف”‪ ،‬مشددا أيضا على الحاجة إلى إعداد دراسة وافية في هذا المجال‪.‬‬ ‫وتطرق األستاذ الشرقاوي‪ ،‬من جانب آخر‪ ،‬إلى الدور المهم الذي يتعين أن تضطلع به الوزارة‬ ‫الوصية وأيضا المجتمع المدني من أجل تتبع ومراقبة حسن تطبيق القانون‪ ،‬داعيا إلى تعزيز تواجد‬ ‫الجمعيات المهتمة بالتشغيل داخل البيوت وتوسيع نطاق اشتغالها وتقوية أدائها ليكون فعاال‪.‬‬ ‫كما أكد على الدور الرقابي الذي يتعين أن يضطلع به البرلمان في هذا المجال‪ ،‬مذكرا بأن‬ ‫هناك بندا في النظام الداخلي لمجلس النواب حول متابعة تطبيق النصوص التنظيمية المنبثقة‬ ‫عن القانون الذي يصادق عليه البرلمان‪ ،‬وهو ما يعني‪ ،‬بحسبه‪ ،‬واجب البرلمانيين في متابعة حسن‬ ‫تطبيق القانون واستدعاء ومساءلة الوزير الوصي حول الموضوع‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫فاتح أكتوبر‬ ‫اليوم العالمي‬ ‫للمسنين‪..‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫حقوقيون يتهمون عناصر أمنية بتعنيف مهاجرين‬ ‫بالناظور‬

‫بعث فرع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالناظور رسالة إلى المدير العام لألمن الوطني عبد‬ ‫اللطيف الحموشي‪ ،‬أوضح فيها أنه في إطار متابعته‬ ‫الميدانية لملف الهجرة واللجوء بالناظور عاين الفرع‬ ‫استعمال أجهزة األمن لمكان معد داخل مفوضية‬ ‫األمن بالمدينة‪ ،‬يتم فيه تجميع مئات المهاجرين‬ ‫األفارقة لمدد مختلفة تمتد من بضع ساعات إلى‬ ‫بضعة أيام كما تتم فيه التوقيعات «بشكل غير‬ ‫قانوني» كونها ال تخضع ألية مراقبة قضائية‪ ،‬وفي‬ ‫أماكن غير معلن عنها وغير محددة قانونا كما هو‬ ‫الشأن بالنسبة ألماكن الحراسة النظرية واالعتقال‬ ‫االحتياطي‪.‬‬ ‫الفرع الحقوقي المذكور‪ ،‬اعتبر في الرسالة التي‬ ‫تتوفر «المساء» على نسخة منها أن األماكن المعدة‬ ‫لتجميع المهاجرين مراكز احتجاز غير قانونية‪،‬‬

‫وذلك بالنظر إلى اشتغالها خارج القانون واستقبالها‬ ‫لعدد من المهاجرين رجاال ونساء وأطفاال على مدار‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫واعتبارا لعدم قانونية هذا المركز واستحالة‬ ‫مراقبة ما يجري بداخله‪ ،‬يضيف الفرع الحقيقي‪ ،‬فإنه‬ ‫يشهد العديد من الخروقات التي يمارسها بعض‬ ‫أفراد الشرطة في حق المهاجرين والمهاجرات‬ ‫األفارقة‪ ،‬كما كان الشأن يوم ‪ 11‬من شتنبر الماضي‪،‬‬ ‫حيث تعرض أحد المهاجرين لمعاملة قاسية وغير‬ ‫مبررة من قبل ثمانية أفراد من شرطة الناظور بعد‬ ‫مطالبته لهم بنقله إلى المستشفى لتلقي العالجات‬ ‫وهو االعتداء الذي يوثقه شريط فيديو مسجل‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وعبر فرع الجمعية المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالناظور في الرسالة المبعوثة إلى عبد‬ ‫اللطيف الحموشي عن استغرابه رفض رئيس‬

‫المنطقة اإلقليمية ألمن الناظور استقبال أعضاء‬ ‫الجمعية‪ ،‬رغم الطلب الكتابي الموجه له‪ ،‬لذلك فهو‬ ‫يجدد مطالبته باإلغالق الفوري لمركز االحتجاز غير‬ ‫القانوني‪ ،‬المتواجد داخل مفوضية األمن بالمدينة‪،‬‬ ‫كونه يتعارض مع القانون ‪ 02-03‬الذي ينص على‬ ‫أن أماكن توقيف المهاجرين تحدد بنص تنظيمي لم‬ ‫يصدر بعد‪ ،‬كما طالب الفرع من المدير العام لألمن‬ ‫الوطني في الرسالة ذاتها بفتح تحقيق في االعتداء‬ ‫الذي تعرض له المهاجر داخل المركز المذكور‬ ‫يوم ‪ 11‬شتنبر الماضي‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات القانونية‬ ‫الالزمة لمعاقبة المسؤولين عن كل التجاوزات التي‬ ‫مورست في حق المهاجرين‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫تبادل االتهامات بين رؤساء مقاطعات عن «البيجيدي»‬ ‫وشركة النظافة‬

‫قالت مصادر جماعية مطلعة‪ ،‬إن رؤساء‬ ‫مقاطعات عن حزب العدالة والتنمية بطنجة‪،‬‬ ‫كالوا سيال من االتهامات إلى الشركة المفوض‬ ‫لها تدبير قطاع النظافة بعاصمة البوغاز‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تسبب في إهمال الشركة لعدة أحياء‬ ‫بالمدينة‪ ،‬بعدما طوقتها الروائح الكريهة ‪ ،‬حيث‬ ‫تدفع الشركة من جانبها باتجاه المطالبة بأداء ما‬ ‫بذمة الجماعة من ديون مقابل القيام بخدمات‬ ‫في المستوى‪ ،‬وهو األمر الذي جعل عمدة المدينة‬ ‫محمد البشير العبدالوي يتراجع عن مطالبة‬ ‫الشركة بااللتزام ببنود االتفاق‪ ،‬األمر الذي جعل‬ ‫رؤساء هذه المقاطعات يلجؤون إلى الصفحات‬ ‫الفيسبوكية الخاصة بالمقاطعات لنشر ما يشبه‬ ‫غسيل هذه الشركة‪ ،‬علما أن األخيرة قامت‬ ‫بتخفيض عدد العمال الموجهين ألحياء من قبيل‬ ‫مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬بسبب الصراع القائم‬ ‫بينها ورئيسها محمد أفقير‪.‬‬

‫ووفق المصادر نفسها‪ ،‬فإن مقاطعة المدينة‬ ‫عبرت‪ ،‬في تقريرها لها‪ ،‬عن كون جودة الخدمات‬ ‫المتعلقة بقطاع النظافة عرفت‪ ،‬خــالل األــيام‬ ‫األخيرة‪ ،‬تراجعا ملحوظا على مستوى العديد‬ ‫من الشوارع واألحيــاء التابعـة للنفـوذ الترابي‬ ‫للمقاطعة‪ ،‬وذلك نتيجة عدة معطيات ومستجدات‬ ‫تتعلق بوقوع تغييرات جذرية في اإلدارة المسيرة‬ ‫لشركة «سيطا بوغاز» المكلفة بقطاع النظافة‪،‬‬ ‫فضال عن أن اآلليات المستخدمة في جمع النفايات‬ ‫متهالكة وغير كافية‪ ،‬وبالتالي الستطيع أن تغطي‬ ‫جميع المناطق‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر نفسها‪ ،‬أن من ضمن النقاط‬ ‫التي وردت في هذا التقرير‪ ،‬وقوع مشاكل مرتبطة‬ ‫بالعمال داخل الشركة‪ ،‬ما أثر على جودة خدمات‬ ‫النظافة وتراجعها في مناطق عديدة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي شهدت المصلحة المختصة بقطاع النظافة‬

‫والبيئة بالمقاطعة‪ ،‬حالة استنفار بمعية باقي‬ ‫المتدخلين والمسؤولين‪ ،‬قصد إيجاد حلول ناجعة‬ ‫لتجاوز هذه األزمة التي باتت تؤرق بال سكان‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫هذا ومن المنتظر أن تفاقم هذه األزمة‪،‬‬ ‫خصوصا وأن عمدة طنجة بات يكشف في مختلف‬ ‫اللقاءات التي يحضرها‪ ،‬أن الجماعة أضحت عاجزة‬ ‫بشكل كلي عن إيجاد حل لمعضلة الديون التي‬ ‫تالحق مجلسه الجماعي‪ ،‬ومن ضمنها الماليين‬ ‫التي تعود إلى هذه الشركـــة‪ ،‬ما جعــل سكــان‬ ‫المدينة يعانون من الروائـــح الكريهـــة التي‬ ‫تحاصر أحياءهم بسبب هذا التعنت بين الشركة‬ ‫والمجالس الجماعية‪ ،‬بعد أن فشل «البيجيدي»‬ ‫في اختراقها‪ ،‬نقابيا قصد إخضاعهــا والسيطرة‬ ‫عليها‪ ،‬وفق استراتيجياته‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫جماعة تطوان تسارع الزمن لتصحيح اختالالت المحجز‬ ‫البلدي بعد رصد تقارير المجلس الجهوي للحسابات‬ ‫لخروقات وتجاوزات خطيرة‬ ‫كشفت مصادر مطلعة‪ ،‬أن محمد إدعمار‪،‬‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬قام بتشكيل‬ ‫لجنة مختلطة تحت إشراف المدير العام للمصالح‪،‬‬ ‫وذلك قصد اإلجابة عن االختالالت التي رصدتها‬ ‫تقارير المجلس الجهوي للحسابات بجهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬بخصوص تدبير المحجز‬ ‫البلدي من طرف مصالح الجماعة‪ ،‬فضال عن‬ ‫مسابقة الزمن لتصحيح االختالالت والخروقات‬ ‫المتعلقة بخرق القوانين وضياع حقوق المواطن‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن األولوية في‬ ‫تصحيح الخروقات منحت للمالحظات الخاصة ببيع‬ ‫المحجوزات دون سند قانوني‪ ،‬فضال عن تصنيف‬ ‫السيارات على أنها غير صالحة لالستعمال‪ ،‬دون‬ ‫أي إجراء خبرة تقنية لالعتماد عليها‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫فوضى وعشوائية التسيير خارج أي دفتر تحمالت‬ ‫ينظم العمل ويحفظ حق ملكية المواطنين‬ ‫لسياراتهم أو دراجتهم المحجوزة‪ ،‬وااللتزام‬

‫بالحفاظ عليها من التخريب‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪،‬‬ ‫حتى اتخاذ اإلجراءات القانونية المعمول بها في‬ ‫المجال ‪.‬‬ ‫وسبق أن ذكرت تقارير مجلس الحسابات‬ ‫أن الجماعة الحضرية لتطوان ال يمكنها أن‬ ‫تتصرف في ممتلكات األغيار بالبيع أو الهبة أو‬ ‫الكراء‪ ،‬دون سند قانوني أو حكم قضائي على‬ ‫غرار مصالح الجمارك وإدارة أمالك الدولة‪ ،‬وإن‬ ‫مكثت المحجوزات بالمحجز الجماعي لمدة طويلة‪،‬‬ ‫إذ يمكن ـ بحسب التقارير نفسها ـ تفهم سلك‬ ‫مسطرة البيع بالمزاد التي تقوم بها الجماعة‬ ‫بخصوص األشياء التي صنفت متالشيات واعتبرت‬ ‫ضمن ممتلكاتها‪ ،‬لكن‪ ،‬بخصوص ممتلكات‬ ‫غيرها‪ ،‬فإنه البد من إجراء بحث إداري‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع مركز تسجيل السيارات ومصالح أصحاب‬ ‫المحجوزات المفترضين والتواصل معهم وإصدار‬ ‫أوامر بالمداخيل ضدهم‪ ،‬أو اللجوء إلى القضاء‬

‫في الحاالت التي تتطلب ذلك كي تكون قرارات‬ ‫الجماعة محمية بالقانون‪.‬‬ ‫ومن ضمن خروقات جماعة تطوان في تدبير‬ ‫المحجز البلدي‪ ،‬تصنيف السيارات المحجوزة «غير‬ ‫صالحة للسير»‪ ،‬دون إجراء خبرة تقنية مسبقة‪ ،‬ما‬ ‫يفتح المجال أمام التصنيف العشوائي والتجاوزات‬ ‫التي تؤدي إلى مضاربات في هذا المجال‪ ،‬وتتمثل‬ ‫في البيع بالمزاد العلني بأثمنة أقل من القيمة‬ ‫الحقيقية‪ ،‬قبل إعادة بيع المحجوزات من طرف‬ ‫المشتري بأثمنة أفضل ‪.‬‬ ‫يذكر أن رئيس الجماعة ظل يؤكد‪ ،‬في جميع‬ ‫اللقاءات والدورات‪ ،‬على أن تسييره للشأن العام‬ ‫المحلي يتم وفق القوانين المنظمة ووفق الجودة‬ ‫المطلوبة‪ ،‬لكن تقارير المجلس الجهوي للحسابات‬ ‫كشفت عن اختالالت وتجاوزات بالجملة بخصوص‬ ‫ملفات التدبير المفوض الخاص بشركات النظافة‬ ‫والمحجز البلدي‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫احتفل العالم بفاتح أكتوبر‪ ،‬اليوم الدولي‬ ‫لألشخاص المسنين بموجب القرار ‪ 160/45‬المؤرخ‬ ‫في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1990‬طبقا للمادة ‪ 2‬من اإلعالن‬ ‫السياسي للجمعية العامة لألمم المتحدة «نحتفل‬ ‫بارتفاع متوسط العمر المتوقع في العديد من‬ ‫مناطق العالم بوصفه إنجازا رئيسيا من إنجازات‬ ‫البشرية ونعترف بأن العالم يشهد تحوال ديمغرافيا‬ ‫غير مسبوق وأنه بحلول عام ‪ 2050‬سيزداد عدد‬ ‫األشخاص الذين تزيد أعمارهم على ‪ 60‬سنة من‬ ‫‪ 600‬مليون إلى نحو بليوني شخص وأنه يتوقع أن‬ ‫تتضاعف نسبة األشخاص الذين تزيد أعمارهم على‬ ‫‪ 60‬سنة من ‪ 10‬إلى ‪ 21‬في المائة وستكون هذه‬ ‫الزيادة األكبر واألسرع في البلدان النامية‪ ،‬حيث يتوقع‬ ‫أن يتضاعف عدد كبار السن أربع مرات خالل فترة‬ ‫ال‪ 50‬سنة المقبلة ويشكل التحول الديمغرافي تحديا‬ ‫لجميع مجتمعاتنا لخلق مزيد من الفرص وخاصة فرصا‬ ‫لكبار السن‪ ،‬بغية تحقيق إمكانياتهم للمشاركة التامة‬ ‫في جميع جوانب الحياة»‪.‬‬ ‫وتؤكد المادة ‪ 3‬من نفس اإلعـالن «تكرر تأكيــد‬ ‫التزامــات رؤسـاء دولنــا وحكوماتنا التي قطعوها في‬ ‫المؤتمرات ومؤتمرات القمة الرئيسية التي عقدتها‬ ‫األمم المتحدة وفي عمليات المتابعة لها وفي إعالن‬ ‫األلفية بشأن تهيئة بيئتين دولية ووطنية تعززان قيام‬ ‫مجتمع لجميع األعمار وتؤكد من جديد عالوة على ذلك‬ ‫المبادئ والتوصيات الواردة في خطة العمل الدولية‬ ‫للشيخوخة التي أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة‬ ‫في عام ‪ 1982‬ومبادئ األمم المتحدة المتعلقة بكبار‬ ‫السن التي اعتمدتها الجمعية العامة في عام ‪1991‬‬ ‫والتي تتضمن توجيهات في مجاالت االستقاللية‬ ‫والمشاركة والرعاية وتحقق الذات والكرامة» وكذا‬ ‫المادة «‪ »4‬تؤكد أن تعزيز التعاون الدولي أمر‬ ‫أساسي‪ ،‬الستكمال الجهود الوطنية الرامية إلى تنفيذ‬ ‫خطة العمل الدولية للشيخوخة تنفيذا كامال‪..‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كان عباس الفاسي وزير‬ ‫التشغيل والتكوين المهني والتنمية االجتماعية‬ ‫والتضامن سابقا قد ترأس الوفد المغربي الذي‬ ‫شارك في أعمال المؤتمر الدولي للشيخوخة بتكليف‬ ‫من صاحب الجاللة محمد السادس بتمثيله في هذا‬ ‫الملتقى الدولي الهام الذي عقد بإسبانيا ما بين ‪8‬‬ ‫و‪ 12‬أبريل ‪ 2002‬تمخض عنه عقد اجتماع بالرباط‬ ‫بحضور وزير التوقعات االقتصادية والتخطيط آنذاك‬ ‫للتنسيق مع الوفد الذي مثل المغرب في المؤتمر‬ ‫الذي تمحورت أعماله على اعتماد خطة دولية في‬ ‫مجال رعاية المسنين خالل العقد المقبل انطالقا من‬ ‫سنة ‪.2002‬‬ ‫وما دمنا نتحدث عن المؤتمر الثاني للشيخوخة‬ ‫بمدريد‪ ،‬نذكر ببعض ما جاء في تقرير لألمم المتحدة‬ ‫‪ :‬أن كبار السن مهمشون وال يحصلون على معاشات‬ ‫تمكنهم من العيش بصورة الئقة‪ .‬ومناسبة فاتح‬ ‫أكتوبر تجعلنا نستعرض ولو باقتضاب ما تحقق لهذه‬ ‫الشريحة العريضة من األشخاص المسنين بهذا‬ ‫البلد الذي يحتفل بدوره كباقي دول المعمور ليعبر‬ ‫قطاع التقاعد من خالله عن معاناته ومعاناة ذوي‬ ‫حقوقه من جراء قوانين ال تساير التطور والظروف‬ ‫الحياتية اليومية التي تتطلب ممن يهمهم األمر‬ ‫االهتمام الجدي‪ ،‬الستدراك ما فات ومراجعة القوانين‬ ‫والتشريعات المعمول بها‪ ،‬حاليا‪ ،‬دون مواكبتها‬ ‫للمسار والزمن‪.‬‬ ‫فتعنت الحكومة بعدم إصالح منظومة المعاش‬ ‫تظلم وإقصاء ال مبرر لهما وجور على حقوق‬ ‫المتقاعدين الدستورية‪ ،‬فهم صامدون وبحقوقهم‬ ‫مرتبطون‪ ،‬ودائما حاضرون لكنهم ضائعون وعلى‬ ‫النهج سائرون بقيادة ملكهم الرائد أيده اهلل ونصره‬ ‫في انتظار تفعيل دستورهم الجديد الذي قال عنه‬ ‫جاللته ‪« :‬دستور من صنع المغاربة ومن أجلهم‬ ‫وتفعيله يعتبر خير وسيلة لتحقيق التطلع المشروع‬ ‫لكافة المغاربة»‪.‬‬

‫محمد الوسيني‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تداعيات الحرب العالمية التجارية‬

‫لقد أعلنت إدارة دونالد ترامب‬ ‫حربا ه��وج��اء على جميع الشركاء‬ ‫اإلقتصاديين‪ ،‬وبدون استثناء‪ .‬‬ ‫وإذا أخذنا فقط حالة الصين فإن‬ ‫الحرب التجارية التي تشنها الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية على هذا البلد قد‬ ‫تصل تكلفتها إلى ‪ %0،7‎‬من الناتج‬ ‫الداخلي الخام العالمي‪ .‬‬ ‫وحتى نبقى فقط في حالة الصين‪،‬‬ ‫فإن الواليات المتحدة األمريكية وبعد‬ ‫أن فرضت رسوما جمركية بقيمة‪%25‎‬‬ ‫على الحديد واأللومنيوم واألل��واح‬ ‫الشمسية‪ ،‬أي ما مجموعه ‪ 34‬مليار دوالر‪ ،‬تحاول واشنطن حاليا فرض ضرائب جديدة على منتوجات‬ ‫صينية أخرى بقيمة ‪ 16‬مليار دوالر‪ .‬وهذه المنتوجات هي عبارة عن دراجات نارية وأجهزة السكك الحديدية‬ ‫ومنتوجات أخرى مصنعة‪ ...‬‬ ‫وهدف واشنطن األخير هو الوصول إلى فرض ضرائب على بكين تصل إلى حدود ‪ 250‬مليار دوالر مع‬ ‫نهاية السنة الجارية وذلك من أجل تقليص عجز الميزان التجاري مع الصين الذي تجاوز في اآلونة األخيرة‬ ‫‪ 380‬مليار دوالر‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫تأثير مستوى الحرارة على إنتاج الدواجن‬

‫اعتبر ع��دد كبير م��ن محللي‬ ‫األرصاد الجوية أن فصل الصيف لسنة‬ ‫‪ 2018‬هو من أح��ر السنوات على‬ ‫اإلطالق إذ أن درجة الحرارة المتوسطة‬ ‫في بعض المناطق كانت تفوق ‪42‬‬ ‫درج��ة مائوية السيما ف��ي منطقة‬ ‫الجنوب والحوز والرحامنة‪ ...‬وبعض‬ ‫المدن مثل مراكش وبنكرير وبرشيد‬ ‫وسطات وفاس ومكناس‪ ...‬‬ ‫وقد أثرت هذه الحالة المناخية‬ ‫الصعبة على م��رب��ي ال��دج��اج ألن‬ ‫إنتاجهم في المتوسط تراجع ما بين‪ ‬‬ ‫‪ %10‎‬و‪ %15‎‬بسبب وفاة الدواجن في بعض الضيعات التي ال تتوفر على أماكن مكيفة لتربية الدجاج وال‬ ‫تحتوي أيضا على تجهيزات حديثة للتهوية‪ .‬‬ ‫هذا أدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أثمان الدواجن من واحد إلى ‪ 1،5‬درهم للكيلوغرام عند المنتجين وفي‬ ‫بعض المدن وعند التقسيط ارتفعت األثمان إلى أكثر من خمسة دراهم كما هو الشأن في مدينتي طنجة‬ ‫ووجدة وبعض المدن األخرى‪ .‬‬ ‫ورغم هذا كله فإن إنتاج الدواجن يبقى كافيا نسبيا في المغرب ألن المملكة أصبحت تنتج حاليا أكثر من‬ ‫‪ 640.000‬طن سنويا‪ ،‬بينما لم يكن يتعدى هذا اإلنتاج ‪ 495.000‬طن منذ خمس سنوات خلت‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫استيراد الدواجن من الواليات المتحدة األمريكية‬

‫منذ صيف ‪ 2018‬أصبحت المملكة المغربية تستورد تقريبا ‪ 9.000‬طن من لحوم الدواجن من الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية وذلك لتغطية خصاص استهالكها الداخلي‪ ،‬ال سيما في موسم القيظ‪ .‬‬ ‫وهذا يطرح أكثر من تساؤل حول عملية الذبح ؟ وعملية اإلعداد والتقطيع والتعليب والتبريد والتصدير‬ ‫وما إلى ذلك‪...‬؟‪ ‬‬ ‫وهل سيكون هذا الدجاج المستورد من أمريكا بنفس جودة (مذاق) الدجاج المغربي المحلي الطري ؟‪ ‬‬ ‫وما هي الضمانات التي يمكن أن يحصل عليها المستهلك المغربي عبر سلسلة اإلنتاج من األول إلى آخر‬ ‫المطاف ؟ أم أننا سنجد الدجاج األمريكي في موائدنا وطعامنا دون علم منا ؟‪ ‬‬ ‫‪ ssss‬‬

‫السياحة خالل األسدس األول من عام ‪2018‬‬

‫لقد وف��د إل��ى المغرب خالل‬ ‫األس���دس األول م��ن سنة ‪2018‬‬ ‫ما يناهز ‪ 5،1‬مليون سائح‪ .‬وهذا‬ ‫يعني أن تدفق السياح على بالدنا‬ ‫قد ارتفع بنسبة ‪ %10‎‬ما بين شهر‬ ‫يونيو ‪ 2017‬ونفس الشهر من سنة‬ ‫‪.2018‬‬ ‫وعلى العموم‪ ،‬كانت ال��دول‬ ‫المصدرة للسياح نحو المغرب على‬ ‫الشكل التالي ‪ :‬‬ ‫ إيطاليا ‪ :‬حققت نموا يوازي‬‫‪%18‎‬؛‪ ‬‬

‫‪ -‬ألمانيا ‪ %13‎:‬؛‪ - ‬فرنسا ‪ %10‎:‬؛‪ - ‬هوالندا ‪ %8‎:‬؛‪ - ‬المملكة المتحدة ‪ %7‎:‬؛‪ - ‬إسبانيا ‪ .%6‎:‬‬

‫ويالحظ مرة أخرى أن دول االتحاد األوروبي هي التي تأتي في قائمة الدول المصدرة للسياح وبنمو‬ ‫يتجاوز في المتوسط‪ .%11‎‬‬ ‫وعلى الصعيد الوطني تستحوذ كل من مدينتي مراكش وأكادير على تقريبا ‪ %60‎‬من الحجم الكلي‬ ‫لليالي الفندقية‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫حصيلة الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي‬

‫لقد ص���رف ص��ن��دوق الضمان‬ ‫اإلجتماعي ما يناهز‪ 16،52‎‬مليار درهم‬ ‫على شكل خدمات اجتماعية اتخذت‬ ‫عدة أشكال‪...‬‬ ‫وأهم ما جاء في الحصيلة هو ‪ :‬‬ ‫ هناك ‪ 3،38‬مليون مؤمن‬‫منخرط في الصندوق ؛‪ ‬‬

‫ وصل عدد الشركات المنخرطة‬‫إلى ‪ 221.000‬شركة ؛‪ ‬‬ ‫ وصلت كتلة األجور الكلية إلى‬‫‪ 137‬مليار درهم ؛‪ ‬‬ ‫ عدد الشهور المعلن عنها في المتوسط هو ‪ 9،1‬شهرا ؛‪ ‬‬‫ وصل األجر المتوسط (السقف) إلى ‪ 3.371‬درهم ؛‪ ‬‬‫ أما األجر المتوسط المعلن عنه فهو ‪ 5.120‬درهم ؛‬‫‪ - %39‎‬من األجراء الذين تم التصريح بهم يتقاضون أجرا أقل من الحد األدنى لألجور وهو ‪: 2.570,86‬‬ ‫درهم ‪.‬‬ ‫أصبح الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي يحقق أرقاما مشرفة لكن ال زالت أمامه عدة صعوبات يجب‬ ‫التغلب عليها ومنها خلق ما يسمى بتعويضات البطالة كما هو معمول به في الدول المتقدمة باإلضافة إلى‬ ‫الرفع من التغطية الصحية ومصاريف التطبيب والتعامل‪ ،‬بمبدأ التغطية الصحية الشاملة‪ ...‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫أرقام حول التعليم‬

‫ج��اء في التقرير ال��ذي أصدرته‬ ‫اليونسكو ‪”:‬التعليم للكل” أن المغرب‬ ‫يحتل درجة متدنية من حيث مستوى‬ ‫نجاعة تعليمه وهي الرتبة ‪ 11‬من أصل‬ ‫‪ 14‬دولة توجد في منطقة ‪MENA‬‬ ‫شمال إفريقيا والشرق األوسط‪ .‬هذا‬ ‫يعني أن معدل التمدرس ال يتجاوز‬ ‫‪ .%30‎‬‬

‫بالمغرب ‪ ‬‬

‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن من أصل‬ ‫‪ 1.000‬تلميذ‪ 620 ،‬هم فقط من‬ ‫يكملون دراستهم اإلبتدائية أي ست‬ ‫سنوات من التعليم األولي‪ ،‬بينما ‪ 380‬تلميذ يغادرون المدرسة قبل الوصول إلى نهاية السلك اإلبتدائي‪،‬‬ ‫وهذا هدر حقيقي للطاقات واإلمكانيات والموارد البشرية والمالية‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫إشكالية التعليم العالي ببالدنا‬

‫إن العرض المغربي من حيث‬ ‫مسالك التعليم العالي هو عرض مغر‬ ‫ومتنوع ألن الجامعة المغربية تعرض‬ ‫‪ 2.000‬مسلك معتمد‪ ،‬ويقترح التعليم‬ ‫العالي عند ال��خ��واص ‪ 400‬مسلك‬ ‫معتمد (‪.)Filières Accréditées‬‬

‫ورغم كل هذا يبقى إشكال مواءمة‬ ‫هذه المسالك مع سوق الشغل مطروحا‬ ‫وبإلحاح شديد‪.‬‬ ‫وهناك مفارقة أخرى مفادها أن‬ ‫الطلبة األجانب يثقون في تعليمنا‬ ‫العالي رغم ما يعانيه من مشاكل‪ ،‬والدليل على ذلك أن كل سنة جامعية يتم تسجيل فيها أكثر من ‪15.000‬‬ ‫طالب أجنبي‪ %60‎ ،‬منهم يأتون من الدول اإلفريقية الصديقة وتقريبا ‪ %95‎‬منهم يستفيدون من المنح‬ ‫الجامعية‪.‬‬ ‫وفي آخر المطاف‪ ،‬البد من التذكير بأن هناك خل ًال ما‪ ،‬لم تستطع ال الحكومة وال الوزارة المعنية إيجاد‬ ‫حد جذري ومناسب له !!‪ ‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫الحلم ومضاعفه‬

‫ما بين الفكر و النقد‬

‫الدكتور يوسف الريحاني‬

‫(‪)2/2‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬و تؤثر المادة العلمية على المستوى العام لإلبداع‪ ،‬وقد آثر المؤلف‬ ‫الناقد أقالماً نسوية للكاتبة مليكة نجيب في مجموعتها «مجموعة‬ ‫السماوي»‪ ،‬وللكاتبة زهرة زيراوي في قصصها «الحنين»‪ ،‬في الباب الثاني‬ ‫من الفهرسة ‪ ..‬ويتطرَّق المؤلف إلى تشكل تصورات اإلنسان ُ‬ ‫(الكتَ​َّاب)‬ ‫تشكال عميقاً في البابين الثالث والرابع ‪ – ...‬الباب الثالث ‪ :‬نحو الطلل‬ ‫الجديد – مقام التذكير أو سلوة الغرباء‪ ،‬والمستغربين‪.‬‬ ‫‪ -1‬غربة الشعر في أرض المهجر ‪ :‬أطوار تشكيل ذاكرة الغريب‪.‬‬ ‫بذهن الناقد وهو ينحو نحو»الشؤم»‪ ،‬بأسلوب محكم‪ ،‬يعبرُ فيه المؤلف‬ ‫عن حُرْقة الشاعر المغترب‪ ،‬ومرارته لصعوبة اندماجه في مجتمع ال‬ ‫يتذوَّق فيه لذة العيش قياساً بمسقط رأسه‪ .‬وقد تُسلبُ منه هويته‬ ‫وتنزَعُ روحه من جسده‪ .‬فهو ميِّتٌ وليس بميِّتٍ‪ ،‬وحيٌّ وليس بحيٍّ!‬ ‫يُصبح يعاني من انفصام الشخصية‪ .‬يُقرَأ بنسق لغوي عن مرامي‬ ‫المؤلف وهو يغوص في غيابات نفس شاعر المهجر فيكتشف‪ ،‬وال يرى‬ ‫في أعماقها إال كسوف أنوارها وخسوف ضياءها السرمدي‪ .‬وقد استعان‬ ‫المؤلف بالشاعر – ابن يونس ماجن‪(-‬انظرديوان مناورات في كواليس‬ ‫الصمت) في نظمه االنفعالي من الشعر الحرّ بعنوان «أيها القادم من‬ ‫هناك»‪ ،‬ويكأنه يخوض حرباً غير متكافئة وغير عادلة‪ ،‬كتلك اليد التي تكاد‬ ‫ال تُرى في ظلمات بعضها فوق بعض‪ .‬سرطان العنصرية في بالد المهجر‬ ‫يتجرَّعها المغترب‪ ،‬وتسكنه وساوس الشيطان‪ ،‬فيركبه الحنين لالنتماء‬ ‫إلى ماضيه «الوردي»‪ .‬فهو الدخيل على جسم ترفضه خالياه‪ .‬وللتزكية‬ ‫السوْداوية‪-‬النقدية‪ ،‬يقترح المؤلف على القارئ كتب أخرى لألديب الشاعر‪،‬‬ ‫التجاني بولعوالي‪ -‬ويُعدِّدُ تآليفه ‪« :‬بين عمق الفكرة وجمال األسلوب»‪،‬‬ ‫و«المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل»‪ ،‬و«من‬ ‫السماء إلى األرض»‪ ،‬و«الطريق إلى أمستردام»‪ ،‬و«البرتقال الصامت»‪،‬‬ ‫وله في الشعر أيضاً «الطين يعشبُ حزناً في وطني» و«إرهاصات»‪،‬‬ ‫و»قصائد مُتمرِّدة»‪ ،‬و»أسنان الشوك»‪ ،‬و«ديوان في مهبِّ اليتم»‪.‬‬ ‫يبدعُ هذا الشاعر عن تجربته بلسان عربي فصيح وخيال عميق عن نفسية‬ ‫المهاجر‪ ،‬بتشخيص الظل الذي يحتضر عند غياب النهار (أو عند الغروب)‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫فالكل يمسي ويصبح حزينا بشهادة التأريخ‪ .‬يوظف المبدع بأسلوب جميل‬ ‫موت ّ‬ ‫كل جميل‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال غربة النفس أكثر منها إلى‬ ‫الجسد ليتيتمَ فاقد األبويْن‪.‬‬ ‫‪ -2‬مرْوية بني األنصار ‪ :‬وهي تذكرنا‬ ‫بقصة»الجذور‪ -‬روتز»‪(،‬لبطلها كونتا كينتي) شبيهة‬ ‫بأحداث «غوروغو»‪ ،‬بالحدود مليلية ‪ -‬بني يْنْصار ‪-‬‬ ‫المغربة‪ .‬حيث كان السيد البريطاني يُهجر العبيد‬ ‫باقتالعهم من جذورهم ويشحنونهم في مواخر‬ ‫المنية إلى موائد المجهول ُطعماً للئام‪ ،‬مسجونين‬ ‫واألصفاد بأيديهم وأرجلهم إلى األراضي األمريكية‬ ‫لخدمة السادة اإلقطاعيين «فيوداليزم»‪ ،‬بممتلكات‬ ‫الهنود الحمر بعد إبادتهم ‪.‬المحمول الفكري‬ ‫لبني األنصار هو امتداد تاريخي للزنجي اإلفريقي‬ ‫الذي بنى النهضة االقتصادية للغرب على حساب‬ ‫استنزاف ثرواته‪ .‬فتدور الدائرة على هذا الغرب‬ ‫المنافق‪ ،‬ليبني سدّاً منيعاً‪ ،‬تعلوه أسالك شائكة‬ ‫لتمزيق أجساد أحفاد األفارقة‪ .‬العلة السادية‬ ‫للغرب نحو العالم الثالث ٌ‬ ‫إرث دفين من الجينات‪،‬‬ ‫أبدياً‪ .‬ومن سخرية القدر‪ ،‬وقد اعتلى من أصالب‬ ‫هؤالء «الزنوج»‪ ،‬وأحد أحفادهم‪ ،‬سدَّة رئاسة‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية ! رأيتُ الظلم ُ‬ ‫دمعة‬ ‫أسيل ‪...‬سقط غدْراً بتراب األبعدين (كنز الحكيم للشاعر‬ ‫ثكلى على خدٍّ ٍ‬ ‫محمد البقالي)‪( .‬انظر المروية إلسماعيل العثماني) وهو يرصد األحداث‬ ‫التاريخية السياسية والهوية الدينية لإلنسان المغربي‪.‬‬ ‫‪ -3‬رأس الماء أو ذاكرة شفشاون ‪ :‬تجليــات النسـب الكالميـة‬ ‫والذهنية والخارجية ومدلوالتها في ذكرى غرناطة‪ .‬الولع الطفولي ووعي‬ ‫الرُشد للشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬وهو يُبحر في رأس الماء‪ ،‬إذ يتسم‬ ‫المبدع بتلقائية تعبيرية وبقدرة فائقة من االرتقاء األدبي‪ ،‬لالستمتاع بنبوغ‬ ‫األديب في قصيدة «باب العنصر»‪ .‬ويُنزِّهه المؤلف الناقد عن النرْجسية‪،‬‬ ‫و(دون كوابح ذاتية )‪ .‬إنه يثني عليه بدالالت أدبية ال يقدر عليها إال منْ‬ ‫زُوِّدَ بلذة الحدس‪ ،‬لتحقيق الذات‪ ،‬وهو جانب جوهري من اإلبداع والنبوغ‪.‬‬ ‫معتكفاً عند مِحراب مسجده على نهل الصوفية‪ ،‬لمنْ ذاق عرَف‪ ،‬تنبجس‬ ‫منه مياه رأس الماء بالجمال والبهاء‪ .‬وهو وشاج للضياء وخيال سامق‬ ‫‪..‬ألالءة عوالمه ‪..‬كالنجم‪ ،‬بل هو النجم المخترق ّ‬ ‫لكل سديم‪ .‬إنه االرتحال‬ ‫إلى السماء (المؤلف)‪ .‬ال تخلو القصة من سمُوِّ اإليمان بلغة البيان لشاعر‬ ‫عاشق ْ‬ ‫أن يرتوي من زمزم األبدي االرتواء للحجيج والمعتمرين مدى حياة‬ ‫المعمور‪ .‬يرسم الشاعر بفرشته عظمة النداء للخالق‪ ،‬فالق الحبّ والنوى‪،‬‬ ‫أذان الصبح‪ ،‬من أجل أهل الديار متضرٍّعاً ‪ ..‬كي يصير القرطبي شمس‬ ‫الهدى لساللته حتى تُرى قرطبة من شفشاون األندلسية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ذاكرة الزهد بعيون مستعربة‪ .‬مناحي وتصورات في الجمال‬ ‫ومسالك النظر في ميزان النقد والنقد الذاتي ‪ ..‬أنموذج االستغراب‬ ‫لإلسبانية «مانويال مارين»‪ ،‬العضوة باألكاديمية اإلسبانية للتأريخ‪ .‬وهي‬ ‫تؤرٍّخ للزهد باألندلس‪ ،‬لحقبة بين نهاية القرن الثاني إلى العقد الثاني‬ ‫من القرن الخامس للهجرة‪ .‬سبب ذلك تزعم َّ‬ ‫أن عنصر الرهبانية‪ ،‬وتقليدا‬ ‫لها صار الزهد دخيال على األندلس‪ .‬فالكاتبة لم تكن من أهل االختصاص‪.‬‬ ‫ولم تأخذ من مصادر منْ يشهدُ لهم بالضلوع في علم الزهد‪ .‬اعتمدتْ‬ ‫في بحثها لرأي – محمود علي مكي‪ -‬فانحرفت بداية عن المفهوم الديني‬ ‫للزهد‪ ،‬لدى المسلمين‪ّ ،‬‬ ‫وأن من شعائرهم ال رهبانية في الدين‪ .‬فتتجه‬ ‫بكتابتها نحو السجال أكثر منه إلى اإلقناع‪ .‬تشتغل على لغة مطاطية‪ ،‬من‬ ‫قدرتها (اللغة) اختالف اللفظ عن المعنى‪ .‬هو ما يطلق عليه التلميح‪ .‬يُلحُّ‬ ‫الناقد على التعريف بالتديُّن والزُّهد والتصوُّف‪ ،‬والفرق بين ٍّ‬ ‫كل منهم‪.‬‬ ‫فاإلقبال على الدِّين الذي يرعى للدنيا ذاتها‪ .‬فأما التصوف أو علم الباطن‪،‬‬ ‫فيختلف عن الزُّهد الذي قد تيسّرَتْ له أمور الدنيا‪ ،‬فأعرض عنها وتركها‬ ‫زُهداً فيها‪ْ .‬‬ ‫وإن كانت تجمعهم عقيدة اإلسالم‪ .‬وقد يكون التصوف عند‬ ‫الديانات األخرى‪ .‬كان لنا في خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز مثاال‬ ‫للزُّهد والورع والتقوى‪ ،‬وهو الراعي لمصالح العباد والبالد‪( .‬انظر أعالم‬ ‫سِير النبالء ألبي عبد اهلل محمد بن عثمان بن قايماز الذهبي(‪748‬ه)‪.‬‬ ‫و لنا في رسول اهلل (صلعم)‪ ،‬شفيعنا يوم القيامة‪ ،‬أسوة حسنة ألعال‬

‫مقامات الزهد في الدنيا‪ .‬دراسة «مانويال مارين» جاءت على عموميتها‬ ‫دون الخوض والتنقيب على منابع الشعائر‪ ،‬والطقوس ! فهي ترى بنظرة‬ ‫المؤرخ العلمية في قصة بني سلمة ودعاء الزاهد «ابن المغلس» عليهم‬ ‫شيء ال يقبله العقل‪ ،‬وتنكر على الزاهد ْ‬ ‫أن يكون مُجاب الدعوة‪ .‬فلم‬ ‫تعتمد إال على العقل دون النقل‪ .‬تختصر الباحثة بإقرار علماء األندلس‬ ‫بالتباس وغموض في أصول معرفية لعلم الزهد‪ .‬ثم يخلص الناقد إلى‬ ‫مجموعة من األسئلة منها ‪ :‬هل عمل الكاتبة اإلسبانية موَجه وتابع‬ ‫لمقاصد ؟ أم مذعن إلرادة فوقية؟ وهل سكوت العلماء على ذلك من باب‬ ‫التواطؤ ؟ أم استسهالهم لألمر ما دام لم يناقض الثابت الشرعي‪ ،‬الذي‬ ‫أقرَّته السلطة السياسية باألندلس ؟ وللناقد المبدع‪ ،‬هو أيضاً ْ‬ ‫أن يشرح‬ ‫بقيام الليل وحالوة اإليمان‪ ،‬ليتأتى للزاهد مقام اإلحسان والتقوى‪ ،‬أي ما‬ ‫أمركم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ‪ .‬و حتى يكون اهلل ورسوله‬ ‫أحبَّ إليكم من أنفسكم‪- .‬الباب الرابع‪.‬‬ ‫‪ -1‬أوان الرحيل ‪ :‬استيعاب الناقد عند قراءته «ألوان الرحيل»‬ ‫للدكتور علي القاسمي‪ ،‬بدا له (الناقد)‪َّ ،‬‬ ‫أن هذا العمل الفني يعكس وجها‬ ‫خاصا لغربة اإلنسان أمام اإلنسان‪ ،‬وتتحو ُ‬ ‫َّل الغربة إلى صدام مع البشر‬ ‫والحيوان أيضاً‪ .‬الحس النقدي عند المؤلف َّ‬ ‫أن االتفاق واالختالف أنتج عنده‬ ‫تشابه المقدِّمة والخاتمة‪ ،‬حدَّدتا المصالحة لألنا مع الذات‪ .‬الهوية في‬ ‫«أوان الرحيل» تقود المهاجر إلى المعاناة والحنين إلى أحضان اآلباء‪ .‬وقد‬ ‫جاءنا الناقد باألديب العراقي العربي البياتي القائم بمدريد‪ ،‬كان يكثر من‬ ‫الزيارات إلى المغرب ليرى مالمح الوجوه العربية‪ ،‬ويستمتع بسماعه للغة‬ ‫العربية في الطرقات‪ ،‬وليتناهى األذان من المنابر إلى أذنيه‪ .‬بمستوى‬ ‫عالي من السرد األدبي‪ ،‬خلفت مجموعة «أوان الرحيل» أثرا واحدا بألوان‬ ‫متعدِّدة‪ .‬فأطال الناقد بال ملل في تحليل النصوص التي جمعت بين‬ ‫السهلوالممتنع‪.‬‬ ‫‪ -2‬عودة الهدْهد ‪ :‬تأمالت األدب وعودة الروح من منظور تداولي‪.‬‬ ‫من األدب الخالص إلى األدب الفاعل ‪ :‬اآلداب اإلبداعي من ابتكار الخيال‬ ‫للدكتور محمد الحافظ الروسي ومن وحي ديوانه‪« ،‬مالي ال أرى الهدهد»‬ ‫؟ المؤلف الناقد يرصد األزمة الحزينة بعيون طير الهدهد‪ ،‬من تشخيص‬ ‫الكاتب كأسلوب قصصي يحكي بقدرة فائقة كيف‬ ‫اجتمع سرب من الطيور لإلعالن عن الموت‬ ‫بدون عزَّة النفس‪ ،‬وهم يشهدون سقوط‬ ‫الحضارة في الهاوية‪ .‬و يقارن ذلك بشهداء‬ ‫غزوات بدر الكبرى واليرموك وحنين وأحد‪..‬‬ ‫ويبقى الطير على قيد الحياة آمال فيها ما‬ ‫تعاقب الليل والنهار‪ .‬ومن البشر كالطيور‬ ‫– هم أممٌ أمثالكم‪ -‬معادنهم الترابية من‬ ‫ذهب أو فضة أو حديد أو قصدير! يتمثل ذلك‬ ‫بوداعة الحمام‪ ،‬والطاووس الفرعوني معتذراً‬ ‫عن الكبر والنسر الذي يتشبث بنياشين‬ ‫الملوك‪ ،‬وهدْهدُ سليمان عليه السالم الذي‬ ‫يسبِّحُ بحمد اهلل‪ .‬اصطفى الكاتب والشاعر‪،‬‬ ‫وهو الذي يخشى الفتنة في الدين والعقل‪،‬‬ ‫ليُمِّل ضياع فلسطين والقدس الشريف لبني‬ ‫يعرُب‪ ،‬وهم يمدُّنها بالشجب والعويل‪ .‬قلم‬ ‫الكاتب يتفرَّسُ مداده حروفاً لمنحه سيادته‬ ‫المغتصبة ببهاء العبارة‪ .‬وقد أثنى على ثقافة‬ ‫الخيال واإلبداع ونبوغ الدكتور محمد الحافظ‬ ‫الروسي‪ ،‬العالم الجليل الدكتور الراحل حسن‬ ‫الوراكلي حسن (تغمده اهلل بواسع رحمته )‪.‬‬ ‫(انظر من وحي ديوان د‪ .‬محمد الحافظ الروسي) ‪..‬‬ ‫‪ -3‬الرحلة األخيرة ‪ :‬استشراف مقامات جديدة للوصول الفكري‬ ‫والجمالي من خالل عظمة المكان أو رحلة القارئ العادي إلى الموطن‬ ‫األسلوبي الخارق‪ – .‬حِراء وجنبات الماضي الحبيب (رحلة االعتبار والتفكبر)‪:‬‬ ‫آثر الناقد آداب الرحلة اعلي الطنطاوي‪ .‬نفحات الحرم وجالل النظرة من‬ ‫غار حراء إلى الكعبة المشرَّفة بين األخشبين‪ .‬شعور اإلنسان وهو في‬ ‫الغار كأنه في الدنيا وما هو في الدنيا‪ ،‬وقد انفصل عنها‪ .‬الشيخ الطنطاوي‬ ‫وهو يفكر ويتأمل بماذا كان ينشغل محمد وحيدا فريدا في الغار إال بخالق‬ ‫الكوْن الواحد األحد الفرد الصمد ‪ .‬واستقصاء بشائر الرسالة المحمدية‪،‬‬ ‫بانطالق ذهن الشيخ في األربعين سنة التي سبقتْ الرسالة المحمدية‪،‬‬ ‫إلى حين مجيء مالك الوحي برسالة من اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ليقول لمحمد‬ ‫–صلعم‪ : -‬إقرَأ ‪ ..‬ثمَّ قدسية المكان المدعومة بالوحي‪ ،‬وهو موطن‬ ‫رسول اهلل –صلعم‪ .‬كلما اقترب الحجيج والمعتمرون من بيت اهلل الحرام‬ ‫إال وتخشع قلوبهم لذكر اهلل‪ .‬فسُرَّ القوم لرؤية الكعبة واستحضروا الفتح‬ ‫المبين‪ ،‬يوم نزلت اآلية الكريمة إثر اتفاق الحديبية – إنا فتحنا لك فتحاً‬ ‫مبيناً ‪ ..‬اآلية ‪ ،-‬وامتألت عيونهم بعبرات البهجة والبهاء‪ ،‬تمأل جوانح‬ ‫المؤمن سعادة‪ ،‬فلبس لبوس المكان الطاهر لقضاء أركان المناسك‬ ‫واالرتواء من ماء زمزم ( زمزم لما شُرب له )‪ .‬يشعُّ نور محمد في النفوس‬ ‫عند زيارته للمسجد النبوي الشريف‪ .‬باعث اإليمان في القلوب‪ ،‬وكان‬ ‫يدعو اهلل ويقول ‪ :‬يا مقلب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك‪ .‬فيتكشف للزائر‬ ‫حجاب ذكرى غزوات بدر الكبرى والخندق أُحُد بشهدائها البررة‪ .‬بعد تاريخ‬ ‫الهجرة النبوية ‪..‬و تأسيس دولة اإلسالم‪ .‬في حضرة المصطفى تتلعثم‬ ‫وتتعتعُ الكلمات بين فكيْ فم المرء وهو يسلم على الحبيب المختار‬ ‫بصوت على استحياء‪ ،‬وفي طوية نفسه ْ‬ ‫أن يجمعه اهلل وذويه مع شفيعنا‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬والعين مغرورقة بالدموع‪ .‬ثم يسلم على أبي بكر الصديق‬ ‫وعلى عمر الفاروق‪ .‬ولشهداء البقيع‪- .‬حجة الوداع وما أدراكما حجة الوداع‬ ‫بعرفات يوم الحج األكبر لرسول هلل –صلعم‪ -‬مع الصحابة الكرام‪ ،‬نزلت‬ ‫عليه اآلية الكريمة – اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي‬ ‫ورضيت لكم اإلسالم دينا – صدق اهلل العظيم‪ .‬االرتقاء النفسي تتغلب‬ ‫فيه الروح على المادة الفانية‪ .‬تستحث الفكر على تجديد المرء لنمط حياته‬ ‫بعد عودته من الديار المقدسة بتوبة نصوحة‪ ،‬كيوم ولدته أمُّه‪ .‬من نظم‬ ‫أمير الشعرا ء أحمد شوقي ‪:‬‬

‫وُلد الهدى والكائناتُ ضيا ُء وفمُ الزمان تبسمُ وثناء‬ ‫ُتيه الزمان على الزمان سنا ُء وسنــاؤه بمحمدٍ وضا ُء‪..‬‬

‫( انتهى) ‪...‬‬

‫ال نحتاج في كتابة تقديم لعمل‬ ‫مسرحي تضخيم سيرة صاحبه‬ ‫لتأخذ أبعادا أسطورية؛ كال‪ ،‬فهذا‬ ‫عكس ما تطمح إليه المقدمة‬ ‫الجيدة التي ينبغــي لهــا أن‬ ‫تنهل من صدق الحقيقة؛‬ ‫والحقيقة التي تصــدق على‬ ‫مؤلفنا الدكتور الطيــب الوزاني‬ ‫أنه مبدع مسرحي بالفطـرة‬ ‫وبالتمرس‪ ،‬عشق المسرح‬ ‫منــذ شبابــه‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتـــدرج في مختلــف‬ ‫مراتب الممارســـة‬ ‫العملية رفقـة كبــار‬ ‫المسرحييـــن الرواد‬ ‫بتطوان في فرقــــة‬ ‫المسرح األدبي المجيدة كالمرحوم محمد‬ ‫الدحروش والمرحوم حسني الوزاني واألستاذ‬ ‫رضوان احدادو أطال اهلل في عمره‪ .‬فقد عمل‬ ‫ممثال على الخشبة‪ ،‬وأدار عروضا أخرى من‬ ‫الكواليس؛ وساهم في اإلدارة والتسيير‪ ،‬كما‬ ‫أشرف مرات عدة على إدارة مهرجان «فضاء‬ ‫تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد» خالل‬ ‫العقد األخير‪ ،‬قبل أن ينتهي به األمر مؤلفا‬ ‫دراميا‪ ،‬بعد أن تعمقت مداركه بأسرار صناعة‬ ‫الدراما والمسرح‪ .‬ثالثة عقود من االحتكاك‬ ‫بأبي الفنون مكنته ‪ -‬وعن اقتدار ‪ -‬من استنطاق‬ ‫الجسد الحي‪ ،‬ومحاورة الفضاء الفارغ بالكلمات‬ ‫واألشعار؛ وتلك هي أصعب مهمة في هذه‬ ‫الصناعة العجائبية وأعقدها‪ ..‬مهنة المؤلف‬ ‫الدرامي؛ لذا ال عجب أن كتاب المسرح الكبار‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬صمويل بكيت ‪Samuel Beckett‬‬ ‫ويونسكو‪ Ionesco‬ويان فوس‪Jon Fosse‬‬ ‫لم تسعفهم أقالمهم للكتابة للمسرح إال بعد أن‬ ‫طرقوا عقدهم الخامس‪.‬‬ ‫يقـــوم المتــــن‬ ‫الدرامــي في عملـــه‬ ‫المسرحي الثاني (آلهة‬ ‫بالطابـــق السفـــلــي)‬ ‫على مفارقـــة عجائبية‬ ‫بموجبها يستحضــــر‬ ‫الكـاتـــب شخصيـــات‬ ‫أسطــوريـــة شرقيـــة‬ ‫وغربية (زرقاء اليمامة‪/‬‬ ‫إلهة الحكمة أثينا‪ /‬إله‬ ‫الفنـــون أبولو وإلهــة‬ ‫الجمال أفروديــت) في‬ ‫عود يتأرجح بين الحلم‬ ‫واليقظة‪ .‬الفضاء ورشة‬ ‫رسام بكامل فوضويتها‬ ‫يتخذها صاحبها (هائم)‬ ‫ بطل هذه المسرحية ‪-‬‬‫للعمل واالبتكار‪ ،‬وأيضا للراحة التي هي المدخل‬ ‫للحلم‪ .‬التماثيل في الحلم تتحرك وتتحول إلى‬ ‫آلهة حية يدور بينها حوار يذكرنا بتأمالت نيتشه‬ ‫في كتابه الشهير (التراجيديا)‪ ،‬حيث منشأ الفن‬ ‫من ذلك الصراع القديم بين أبولو وديونيزوس؛‬ ‫وهنا قوة هذه المسرحية في محيطها السوسيو‪-‬‬ ‫ثقافي المغربي والعربي‪ ،‬لكونها تعيد االعتبار‬ ‫لقوة التراجيديا من جديد‪ ،‬بعدما هيمنت على‬ ‫مسرحنا لوقت طويل تلك المعالجات االجتماعية‬ ‫المبسطة‪ ،‬التي ال يرقى معظمها في النهاية إلى‬ ‫تشكيل لغة درامية حقة‪.‬‬ ‫من حيث البناء الدرامي عمد المؤلف‬ ‫إلى تقنية اللوحات بحيث يتم االنتقال من‬ ‫لوحة الواقع (خدعة األلوان) التي فيها تشريح‬ ‫بليغ لدالالت اللون وعالقته بالمعنى؛ إلى‬ ‫لوحة (الحلم) بخفة وحسن تخلص‪ ،‬باستخدام‬ ‫المؤثرات الصوتية (موسيقى‪ /‬غناء) والبصرية‬ ‫(سمفونية الضوء والعتمة) فتتحول زرقاء إلى‬ ‫أثينا وتتحرك التماثيل في الورشة لتصبح آلهة‬ ‫إغريقية؛ وهذه اللوحة بالذات تمنح المخرج‬ ‫إمكانيات هائلة لالشتغال على الكوريغرافيا‬ ‫والتشكيالت الجسدية المبهرة‪.‬‬ ‫لقد اختار الكاتب لآللهة لغة بارودية‬ ‫ساخرة وشديدة االنتقاد للضعف البشري‪ ،‬الذي‬ ‫يكون سببا في انسياق صاحبه وراء المتع العابرة‪،‬‬ ‫فتضيع منه السعادة األبدية التي ال تقترن إال‬ ‫بالفن والمعرفة؛ يقول نيتشه‪« :‬الفضيلة معرفة‪،‬‬ ‫ونحن ال نذنب إال عن جهل‪ ،‬اإلنسان الفاضل‬ ‫سعيد»‪.‬‬ ‫يتواصل هذا الجدل الفلسفي العميق حول‬ ‫حقيقة الحياة الغائبة أو المغيبة في أذهان العوام‬ ‫من خالل اللوحة الثالثة (الصحوة)‪ ،‬التي جاءت‬ ‫بمثابة بيان مباشر يضع األصبع على الجرح‬ ‫العميقلمجتمعنا‪:‬‬ ‫زرقاء‪ :‬بحق يا هائم‪ ،‬أ لهذا الحد تكون‬ ‫المعرفة مهمة؟!‪!.......‬‬ ‫هائــم ‪( :‬مستهزئا) ههـــه‪ ..‬مهمة فقط؟‬ ‫أكثــر‪ ..‬وأكثـــر «لو يعلمون»‪ ...‬مع األســـف‬ ‫الشديــد‪ ،‬األغلبية الساحقة لبني جلدتنا ال تقرأ‪،‬‬

‫وال توجد ببيتها مكتبة‪( .‬مستدركــا)‬ ‫وإن وجــدت تحفظ حيث ال تصل إليها‬ ‫اليد‪..‬‬ ‫في حين تصعد بنا اللوحة‬ ‫الرابعة (سيمفونية النور) إلى نورانية‬ ‫العوالم العليا حيث التعالي واختراق‬ ‫الحجب‪ ،‬وحيث فرصة الفنان هائم‬ ‫ليحاور اآللهة فيما استغلق‬ ‫على عقلــه‪ ،‬كمسائل‬ ‫القبـــح والجمـــال‪،‬‬ ‫ليكتشف بأن الجمال‬ ‫وحـــده كنــه هــذا‬ ‫الوجــود األزلي‪ ،‬أما‬ ‫د‪ .‬الطيــب الوزاين‬ ‫القبح فمـن صنـــع‬ ‫اإلنسان وحده‪:‬‬ ‫هائــم ‪ :‬والقــبـــح ؟ مــــاذا عســـاه أن‬ ‫يكـــون ؟‬ ‫أبولو‪ :‬هو من خيالكم وابتكاركم معشر‬ ‫البشر‪ .‬أحكامكم المسبقة بالقبح على بعض‬ ‫األشياء حيف في حقها‪ .‬كل األشياء جميلة‪،‬‬ ‫جميلة في شكلها‪ ،‬في دقة صنعها‪ ،‬في ذاتها‪،‬‬ ‫في كنهها‪ .‬من قال مثال‪ :‬إن الخنازير والقرود‬ ‫والضفادع غير جميلة؟ القبح يا هائم وهم من‬ ‫صنع اإلنسان‪.‬‬ ‫ولعل من مظاهر قوة هذا العمل لوحته‬ ‫األخيرة (جدل اآللهة) التي يشتبك فيها التمثيل‬ ‫بالال تمثيل من خالل حضور المؤلف والمخرج‬ ‫والنقابي؛ ذلك أن التمثيل هنا يتجاوز أبعاده‬ ‫الفنية إلى تمظهراته السياسية المعقدة‪ ،‬التي‬ ‫يكون الفن ‪ -‬وفي مقدمته المسرح ‪ -‬ضحية‬ ‫لها؛ حيث الرسائل تظل عالقة‪ ،‬وإن وصلت‬ ‫فبعد معاناة‪ ،‬ولكن الخاتمة التي يريد الكاتب‬ ‫أن يوصلها لجمهوره هي أن «المسرح باق ما‬ ‫بقيت الحياة وما بقي الصبر‬ ‫والعناد»‪.‬‬ ‫في مسرحيـة آلهــة‬ ‫بالطابق السفلي يحاول‬ ‫الدكتور الطيب الوزاني أن‬ ‫ينحت لغة شفافة للمسرح‬ ‫تصل إلى وجدان متلقيها‬ ‫دونما حاجة إلى استعارات‬ ‫ال طائل منها؛ أو توريات‬ ‫لغوية؛ هاجســـه الرئيس‬ ‫انشغاله بمسببات التخلف‬ ‫االجتماعي؛ لذلك‪ ،‬كــــان‬ ‫من الطبيعي أن ينهض‬ ‫الحوار المسرحــي هــنا‬ ‫بمهمة الفضح‪ ،‬سالحه في‬ ‫ذلك لغة مشحونة بالنزعة‬ ‫التحليليـــة‪ ،‬ترجـح كفـــة‬ ‫المقاومـــة الساخـرة على‬ ‫المتعة العابرة‪ .‬ال يكتب الطيب الوزاني للمسرح‬ ‫إال وهو يفترض مسبقا بأن ذلك يعني المقاومة‬ ‫واإلصالح‪ ،‬تماما كما فكر في ذلك شيخ المؤلفين‬ ‫الدراميين المرحوم عبد الخالق الطريس‪ ،‬وكما‬ ‫سار على دربه رواد تطوانيون الحقون كالمهدي‬ ‫الطود ومحمد الدحروش ورضوان احدادو‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ولتخفيف وطأة هذه النزعة النقدية‬ ‫حتى ال تقع في المباشرة المجانية‪ ،‬يعمد المؤلف‬ ‫إلى التوسل بتقنية الحلم الذي يقف كمضاعف‬ ‫للواقع؛ فإذا كان هذا األخير يشكل معادال‬ ‫للشخصيات الطبيعية الموسومة بالنقص‬ ‫والهشاشة (هائم الرسام المغلوب على أمره‬ ‫وزرقاء الفتاة العمياء) فإن الحلم هو فضاء اآللهة‬ ‫بعليائها وشموخها (أبولو‪ /‬أثينا‪ /‬أفروديت)؛‬ ‫الحلم هنا مساحة للبوح وللنقد؛ هو المثال وهو‬ ‫المنتهى وهو ما يبعث على الرأفة على واقع مزر‪.‬‬

‫إن هذا البناء المتأرجح بين الواقع والحلم‬ ‫هو ما يطلق العنان لمخيلة الكاتب للمضي إلى‬ ‫أقصى الحدود في نقده الالذع لمظاهر التخلف‬ ‫الفكري‪ ،‬عبر حوار مليء بالحكم الثاقبة‪ ،‬والمزج‬ ‫التركيبي‪ ،‬بين المعقول والالمعقول‪ ،‬بين القسوة‬ ‫الجارحة‪ ،‬والتوجيه الرشيد؛ كل ذلك يلملمه نص‬ ‫هذا الكاتب المخلص لنبض مجتمعه والمؤمن‬ ‫بالكتابة الدرامية‪ ،‬كمشرط جراحي يعالج الجرح‬ ‫بشقه ويرمرم الذاكرة بإيقاظها في أجواء‬ ‫يتداخل فيها الجد بالعبث‪ ،‬والواقع بالفانتازيا‪،‬‬ ‫والبشر باآللهة؛ ولو تعلق األمر بأحداث تدور في‬ ‫قبو أو بطابق سفلي‪.‬‬ ‫الدكتور الطيب الوزاني إضافــة نوعيــة‬ ‫للمشهد الدرامي ببالدنا التي ما أحوجها إلى‬ ‫مزيد من المؤلفين الدراميين العاشقين لإلبداع‬ ‫والحالمين بمسرح مجتمعي جديد‪ ،‬ينهض‬ ‫بهذه األمة‪ ،‬ويكون في مستوى تطلعاتها للرقي‬ ‫واالزدهار والتقدم‪ .‬فهنيئا له بهذا المولود‬ ‫الثاني الذي نتمنى أن نشاهده على الخشبة‬ ‫في أقرب الفرص‪ ،‬متطلعين منه إلى مزيد من‬ ‫النصوص‪ ،‬التي وال شك ستفاجئنا بالجديد في‬ ‫المستقبلالقريب‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫�شخ�صيات‬ ‫فاعلة خلدها‬ ‫التاريخ‪...‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪9‬‬

‫عبد اخلالق الطري�س‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪1970‬‬

‫عبد الخالق الطريس زعيم وطني‪ ،‬صحفي‪ ،‬من رجال الحركة الوطنية في المغرب‪ ،‬ينحدر من أصول‬ ‫أندلسية‪ ،‬ومن أسرة كان ربها من المحنكين في السياسة‪ ،‬ومن دائرة المخزن‪ .‬عمل نائبا للسلطان‬ ‫عبد العزيز بطنجة ورئيسا للوفد المغربي إلى مؤتمــر الجزيرة الخضراء‪ .‬ولد في ‪ 26‬ماي ‪1910‬‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬درس التعليم االبتدائي والثانوي والتحق سنة ‪ 1925‬بصفوف المدرسة األهليـــة‪،‬‬ ‫ثم إلى فاس لمتابعة دراسته بالقرويين‪ ،‬وبعدها سافر إلى القاهرة‪ ،‬حيث التحق بالجامعة المصرية‪،‬‬ ‫ثم إلى فرنسا من أجل الدراسة في السوربون‪ ،‬وشارك في تأسيس جمعية طلبة شمال إفريقيا‪ .‬في‬ ‫سنة ‪ 1930‬ألقى عبد الخالق الطريس خطابا بمدينة تطــوان أمـــام شكيــب أرسالن‪ .‬بدأ كفاحه‬ ‫الوطني‪ ،‬بتأسيس جمعيـــة «الطالب المغربية» ابتداء من ‪ 23‬مارس ‪ 1932‬والتي حملت مشعل‬ ‫التوعية وجعلت من أهدافها نشر األفكار الوطنية وتنوير المواطنين والتي جاءت كنواة لحزب سياسي‬ ‫فيما بعد‪ ،‬أصدر أول جريدة وطنية في المغرب باللغة العربية‪ ،‬وهي جريدة «الحياة» األسبوعية في‬ ‫فاتح مارس ‪ ،1934‬ثم جريدة «الحياة» اليومية وبعدها جريدة «األمة» والتي كانت تعبر عن آمال‬ ‫وآالم المغاربة‪ ،‬ساهم في تأسيس المعهد الحر كأول ثانوية عصرية‪ ،‬بعد انقالب فرانكو اتخذ رجال‬ ‫الحركة الوطنية الموقف الحـيــادي في اجتماع طارئ عقدوه في منزل عبد الخالق الطريس جاؤوا إليه‬ ‫متنكرين في زي النساء نظرا للحراسة العسكرية المفروضة على المنزل ‪ .‬وفي هذا االجتماع‪ ،‬تقرر‬ ‫اتخاذ موقف الحياد المطلق من الحرب القائمة بين العسكريين وحكومة الجمهورية‪ ،‬كما تقرر أيضا‬ ‫التزام الصمت في قضية مشاركة المغاربة في هذه الحرب‪ ،‬وكل المجاهدين الذين قاوموا‬ ‫الغزو اإلسباني‪ ،‬منذ سنة ‪ 1909‬حتى ‪ 1927‬اعتقلهم فرانكو‪.‬‬ ‫أسس عصبة الدفاع عن حقوق اإلنسان في ‪ 10‬يناير ‪ ،1935‬التابعة للعصبة‬ ‫الدولية بمدريد مع عبد السالم بنونة‪ ،‬كما أسس في فاتح أكتوبر من نفس السنة‬ ‫ألول معهد للتعليم العربي العصري في المغرب (المعهد الحر)‪ ،‬وقدم بتاريخ ‪12‬‬ ‫دجنبر ‪ 1936‬الئحة مطالب لسلطـات الحمايـة‪ ،‬ثم أسس حزب اإلصالح الوطني‬ ‫في ‪ 18‬دجنبــر ‪ ،1936‬وذلك بعد انقسام الوطنيين وقام المكي الناصري بتأسيس‬ ‫حزب الوحدة المغربية والطريس حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬هذا الحــزب قد سبــق في‬ ‫الظهور الحزب الوطنـي بشهـور قليلة‪ .‬وعندما منع الحزب الوطني في أكتوبر ‪،1937‬‬ ‫ظل حزب اإلصالح الوطني هو الصوت المعبر عن الحركة الوطنية المغربية‪ .‬شارك‬ ‫عبد الخالق الطريس في تأسيس الكتلة الوطنية بالشمال وانتخب رئيسا لها سنة ‪1936‬ز و في ‪ 8‬مارس ‪ 1938‬قدم‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫مطالب الشعب المغربي إلى كل من الخليفة السلطاني والمقيم العام اإلسباني‪ .‬وفي ‪ 11‬مارس ‪1937‬‬ ‫أسس جريدة «الحرية» لسان حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬ثم أسس عصبة الفكر المغربي في ‪ 26‬نونبر‬ ‫‪.1938‬‬ ‫كان الطريس سفيرا للحركة الوطنيـة بالمشرق العربي‪ ،‬دافع عن فلسطين في وقت مبكر‪،‬‬ ‫حضرا المؤتمر البرلمانـي العربي سنة ‪.1938‬‬ ‫اعتقــل وحوكــم في إحــدى المحاكــم العسكرية الفرنسية بمدينة مكنــاس حيــث حكمت‬ ‫عليه المحكمة باإلعدام غيابيا سنة ‪.1944‬‬ ‫استقبله المغفور له محمد الخامس سنة ‪ 1947‬في طنجة السم حزب اإلصالح ومنعته‬ ‫السلطات اإلسبانية من الدخول إلى تطوان‪ ،‬كان قد ألقى في نفس السنة خطابا حماسيا قويا‬ ‫أمام الملك محمد الخامس‪ ،‬أثناء زيارته لمدينة طنجة‪ .‬نفي من طرف السلطات اإلسبانية من‬ ‫تطوان وطنجة سنة ‪ 1947‬إلى سنة ‪ 1952‬شارك في تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة‪،‬‬ ‫كما شارك في التخطيط الستقبال البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي بمصر‪ ،‬وفي تنظيم‬ ‫المظاهرات الصاخبة سنة ‪ ،1953‬بعد نفي المغفور له محمد الخامس واألسرة الملكية‪.‬‬ ‫تولى مهام مديرية األحباس بالشمال سنة ‪ 1954‬وتكلف من طرف محمد‬ ‫الخامس بتسلم السلط من إدارة الحماية اإلسبانية‪ ،‬بعد االستقالل‪ .‬كما عين‬ ‫سفيرا قيما على شؤون المنطقة الشمالية في ‪ 31‬يوليوز ‪ 1956‬وسفيرا للمغرب بعد‬ ‫االستقالل بمدريد‪ ،‬ثم سفيرا بالقاهرة مرتين‪ ،‬وعين سنة ‪ 1960‬وزيرا للعدل‪ ،‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1963‬انتخب عضوا في البرلمان المغربي‪ .‬كما دمج عبد الخالق الطريس حزبه‬ ‫(اإلصالح) في حزب االستقالل‪ ،‬وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب االستقالل ‪.‬‬ ‫توفي عبد الخالق الطريس بمدينة طنجة في ‪ 26‬ماي ‪ ،1970‬عن سن ‪ 60‬سنة‪ ،‬إثر‬ ‫نوبة قلبية وهو في أحد فنادق مدينة طنجة ‪ ،‬بعد معاناة مع مرض السكري‪ .‬ودفن‬ ‫بمدينة تطوان‪ .‬وقد حرصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش‬ ‫التحرير على تكريم الزعيم الوطني بمسكنه بدار األمة يوم ‪ 18‬شتنبر ‪ ،2004‬كما‬ ‫حظي بنيل الوسام الملكي الذي أنعم به عليه الملك محمد السادس يوم ‪ 9‬أبريل ‪ 2005‬من درجة قائد‪.‬‬

‫إسدال الستار على فعاليات الجامعة الصيفية في دورتها السادسة بالحسيمة‬ ‫افتتحت جمعية ريف القرن ‪ 21‬يوم الجمعة ‪ 28‬شتنبر ‪2018‬‬ ‫فعاليات الدورة السادسة للجامعة الصيفية لنيل دبلوم في مسلك‬ ‫“هندسة الطاقة‪ :‬الطاقات المتجددة والتغيرات المناخية” بدار‬ ‫الثقافة بالحسيمة‪ ،‬وذلك بتنسيق مع كل من نادي هندسة الطاقة‬ ‫والطاقات المتجددة ‪ G2ER‬والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية‬ ‫بالحسيمة ‪ ،ENSAH‬والتي استمرت لمدة ثالثة أيام متتالية إلى‬ ‫غاية ‪ 30‬شتنبر ‪.2018‬‬ ‫شارك في تنشيط فقرات هذه الدورة عدد من األساتذة‬ ‫والدكاترة والطلبة المختصين من المدرسة الوطنية للعلوم‬ ‫التطبيقية وجامعات مغربية أخرى‪.‬‬ ‫استهل مساء اليوم األول بكلمة من رئيس جمعية ريف‬ ‫القرن‪ 21‬السيد ياسين الرحموني‪ ،‬الذي رحب بالحضور وعرف‬ ‫ببرنامج الدورة وتعمق في شرح مضمونها الذي تم اختياره هذه‬ ‫السنة‪ ،‬كما استعرض مسار ال��دورات السالفة التي كللت كلها‬ ‫بالنجاح وتعدّ قيمة مضافة لألعمال األكاديمية بالمنطقة‪.‬‬ ‫بعد ذلك تناولت الكلمة السيدة د‪ .‬خديجة حبوبي‪ ،‬ممثلة‬ ‫لـ ‪ ENSAH‬استهلتها بكلمات شكر وترحيب بالحضور‪ ،‬وأشادت‬ ‫بدورها بمجهودات جمعية ريف القرن ‪ 21‬في إصرارها على‬ ‫تنظيم مثل هذه التظاهرات المتميزة من أجل صقل وابراز طاقات‬ ‫الشباب المعرفية‪.‬‬ ‫الندوة االفتتاحية كانت من تقديم نفس األستاذة خديجة‬ ‫حبوبي أستاذة باحثة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية‬ ‫ومنسقة مسلك هندسة الماء والبيئة بذات المؤسسة الجامعية‬ ‫تحت عنوان التغيرات المناخية والطاقات المتجددة حيث اكدت ان‬ ‫التوجه للطاقة المتجددة هو المفتاح للحد من ظاهرة االحتباس‬ ‫الحراري وتجنب آثار التغير المناخي الذي يعاني منه كوكب األرض‬ ‫إذ ارتفعت االستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة وأصبح‬ ‫العالم مستعدا للتحول إلى الطاقة المتجددة كبديل الستخدام‬ ‫الوقود األحفوري المسؤول عن انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني‬ ‫أوكسيد الكربون‪ .‬وتطرقت كذلك إلى التجربة المغربية في انتاج‬ ‫الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫بعد انتهاء المحاضرة تحت تصفيقات الحضور‪ ،‬منحت الكلمة للمشاركين والمشاركات للتعبير عن آرائهم وطرح‬ ‫تساؤالتهم حول المحاضرة والتي لم تخرج البتة عن الشكر واالمتنان لما قدمته األستاذة من معلومات قيمة في‬ ‫مجال الطاقات المتجددة والتغيرات المناخية‪.‬‬ ‫بعد استراحة قصيرة تمثلت في فسحة شاي‪ ،‬تم تنظيم مائدة مستديرة من تنشيط أربع طالبات مهندسات‬ ‫بالسنة الخامسة في مسلك هندسة الطاقة والطاقات المتجددة هن‪ :‬جيهان افريحي وأمل بلحسن ومونيا افريحي‬ ‫وندى العبادي واللواتي استفدن في شهر يوليوز ‪ 2018‬من برنامج تكويني بين جمعيات ألمانية ومصرية وجمعية‬ ‫مغربية “الشباب المتضامن” التي يترأسها األستاذ عبد الحميد توفيق حول الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية فقد‬ ‫تطرقن لتجربتهن الفريدة واستفادتهن من هذا البرنامج الطموح الذي يهدف إلى التكوين الموازي للشباب من‬ ‫ثالث دول المغرب ومصر وألمانيا في مجال الطاقات المتجددة‪.‬‬ ‫في اليوم الثاني‪ ،‬وبعد النجاح المتميز لليوم األول‪ ،‬استهل المشاركون والمشاركات فعاليات الدورة بزيارة‬ ‫للمعرض المنظم في ساحة دار الثقافة والذي تضمن مشروعين لنادي «‪ »G2ER‬هم ‪:‬‬ ‫«‪ »Chauffe-Eau solaire‬و «‪»Chargeur Solaire‬‬ ‫بعده تلتها مداخلة المهندس عبد االله باكوح المدير العام لشركة ‪ AFRICA‬للنجاعة الطاقية فقد تمحورت‬ ‫حول طرق اقتصاد الطاقة وحساب فاتورة استهالك الكهرباء وأضاف أن االستثمار في حلول النجاعة الطاقية سيضمن‬ ‫للمقاوالت تحقيق مزيد من األرباح‪ ،‬من خالل تقليص كلفة الطاقة على منتوجها النهائي أو خدماتها التي تسوقها‬ ‫مستعرضا الطرق الحديثة المتبعة في النجاعة الطاقية‪.‬‬ ‫بعد انتهاء المحاضرة القيمة‪ ،‬تم فسح المجال للحاضرين ليدلوا بآرائهم وكذا تساؤالتهم‪ ،‬والذين أبانوا عن‬

‫رقي في التعامل وطرح األسئلة والتي أكدت على أن العرض كان‬ ‫في مستوى جد راق‪ ،‬ليشتد النقاش بينهم وبين الدكتور عبد اإلله‬ ‫بكوح‪ ،‬والذي بدوره أظهر مستوى جد عال في التحاور واإلجابة‬ ‫عن األسئلة المطروحة‪ ،‬لينهي محاضرته القيمة تحت تصفيقات‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫مباشرة بعد ذلك تلتها مداخلة المهندس محمد العزوزي‬ ‫تحت عنوان تثمين النفايات في إنتاج الطاقة البديلة التي أكد من‬ ‫خاللها ان النفايات لها قيمة حرارية تكاد توازي “الفحم البُني”‬ ‫وهو الفحم المستخرج من األرض مؤكدا اننا في زمن تُستنزف‬ ‫فيه الطاقة التقليدية وال أحد ينكر تأثيرها السلبي على البيئة‪،‬‬ ‫تظهر قضية إعادة تدوير النفايات ّ‬ ‫كحل أساسي لتنشْيط العجلة‬ ‫االقتصادية وتوفير الطاقة‪.‬‬ ‫وبعد عرضه القيم‪ ،‬اتيحت الفرصة مرة أخرى للمشاركين‬ ‫والمشاركات لقول كلمتهم وطرح تساؤالتهم واستفساراتهم‪،‬‬ ‫والتي صبت بشكل كبير في نجاح المحاضرة بكل المقاييس‪.‬‬ ‫بعد المحاضرتين القيمتين‪ ،‬كان ال بد من أخذ استراحة‬ ‫قصيرة والتي ترجمت على شكل فسحة شاي لتبادل المعلومات‬ ‫واألفكار‪ ،‬والتي اعتبرت بمثابة متنفس لكل الحضور‪.‬‬ ‫تم اختتام ال��دورة السادسة للجامعة الصيفية بالحسيمة‪،‬‬ ‫مساء يوم األحد ‪ 28‬شتنبر ‪ 2018‬والتي كانت قد عرفت تنظيم‬ ‫عدة فقرات من محاضرات وورشات ومسابقة علمية وخرجة بحرية‬ ‫وزيارة لمعارض‪ ،‬امتدت على مدار ‪ 3‬أيام‪.‬‬ ‫في البداية تطرق السيد ياسين الرحموني رئيس جمعية ريف‬ ‫القرن ‪ 21‬في كلمته‪ ،‬للظروف المصاحبة إلطالق هذه الدورة‪ ،‬كما‬ ‫أشار إلى كل الوقائع المرتبطة بالتظاهرة‪ ،‬وقد عمل بعدها على‬ ‫فسح المجال للطلبة الحاضرين والمشاركين للتعبير في مائدة‬ ‫مستديرة عن ارتسماتهم ومالحظاتهم حول الجوانب التنظيمية‬ ‫للجامعة وهو ما عبر عنه فعال الطلبة والطالبات في كلماتهم‬ ‫المختصرة والتي عبروا من خاللها على ثنائهم حول نجاح الدورة‬ ‫السادسة من الناحية التنظيمية ومن الناحية الثقافية والعلمية‪ ،‬كما عبر البعض عن بعض االنتقادات المرتبطة‬ ‫بالجانب الزمني وتوزيع الحصص الدراسية‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدم السيد رئيس الجمعية كل اإلجابات والتوضيحات المتعلقة باستفسارات ومالحظات المشاركين‪،‬‬ ‫كما فسح المجال لكلمة الدكاترة المشاركين التي عبروا من خاللها عن سرورهم بنجاح الدورة وتشجيعهم للجهة‬ ‫المنظمة على ضرورة تطوير التجربة والمحافظة علبها كترسيخ أكاديمي وثقافي ومدني يساهم في اغناء وتنمية‬ ‫الوعي العلمي في منطقة الريف بصفة عامة وذلك من أجل االنخراط اإليجابي والفعال في بناء حداثة خالقة ومبدعة‪.‬‬ ‫وبعد االنتهاء من المائدة المستديرة شرع الفنان الموسيقي عبد العلي الرحماني في تنشيط الحفل الختامي‬ ‫بمقاطع موسيقية معبرة نالت إعجاب الحاضرين‪ ،‬كما تلت هذا الحفل عملية توزيع شواهد الجامعة على المشاركين‬ ‫والمشاركات والسادة والسيدات المؤطرين للدورة السادسة‪.‬‬ ‫وقد جاء هذا الحفل الختامي بعد مشاركة الحاضرين والحاضرات في زيارة بحرية ترفيهية لخليج الحسيمة‬ ‫الرائع‪ ،‬الذي اختير من ضمن أجمل خلجان العالم‪ ،‬هذه الخرجة الفريدة من نوعها نالت ارتياح وإعجاب كل الحاضرين‬ ‫وساهمت في زرع البسمة والبهجة على محياهم‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة الى انه تم تنظيم مسابقة علمية تربوية حول الطاقات المتجددة والتغيرات المناخية لفائدة‬ ‫تالميذة المؤسسات التعليمية‪ ،‬وتم اإلعالن عن الفائزين خالل حفل اإلختتام‪.‬‬ ‫وعلى وقع اإلشادة من طرف المنظمين والمؤطرين والطالب والمتتبعين على حد سواء كان اختتام هذه الدورة‬ ‫التي أجمع الكل على تميزها‪ ،‬على أمل اللقاء السنة المقبلة لخوض غمار التحصيل العلمي والتبادل الثقافي في إطار‬ ‫دورة سابعة بمسلك جديد ومواضيع جديدة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫خم�سة ت�آليف للفقيه العالمة احل�سن َ‬ ‫الغ ّ�سال الطنجي ‪:‬‬

‫‪ - 5‬التعريف بالحضرة المراكشية‬ ‫وِبمن وقفتُ عليه من األولياء والعلماء األجالء‬

‫تقديم وتخريج ‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬

‫احتضن ثرى مدينة مراكش العديد من جثامين أهل العلم والصالح عبر التاريخ‪ ،‬وقد أُقبروا في مواضع متعددة من‬ ‫الحمراء‪ ،‬واعتنى بقبورهم عامة الناس وخاصتهم‪ ،‬فصارت أضرحة وزوايا ومساجد‪ ،‬وبالتالي أصبحوا مقصودين بالزيارة‬ ‫أن ِّ‬ ‫الذ ْكر َّ‬ ‫من قبل عموم أهل مراكش والطارئين عليها‪ .‬وال شكّ في ّ‬ ‫الطيب الذي خَ ّلفه هؤالء العلماء والصلحاء في‬ ‫ّ‬ ‫الذاكرة الجماعية للمغاربة والمتمثل في سيرتهم الحسنة الحافلة بالعمل الصالح والتّعبد الخالص هلل ‪ -‬عزّ وَجل‪ -‬هو‬ ‫الذي بوّأهم تلك المنزلة السامية في المجتمع وجعلت أفئدة الناس تهوي إليهم وتسعى إلى زيارة مراقدهم متبركين‬ ‫وقاصدين االقتداء بهم والسّير على طريقتهم المثلى في العمل الصالح والعبادة‪ .‬وأشهر مزارات مراكش هي مزارات‬ ‫رجالها الصلحاء السبعة‪ ،‬وَهمْ‪:‬‬

‫‪ - 1‬سيدي يوسف بن علي‪ - 2 .‬القاضي عياض‪ - 3 .‬اإلمام السهيلي‪ - 4 .‬أبو العباس السبتي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬محمد بن سليمان الجزولي‪ - 6 .‬أبو عبد اهلل الغزواني‪ - 7 .‬عبد العزيز التباع‪.‬‬ ‫ويَحكي اإلفراني ّ‬ ‫أن تقليد زيارة قبورهم بدأ في العصر السعدي‪ .‬وقد انتشر هذا التقليد في أوساط عامة أهل مراكش‬ ‫وخاصتهم‪ ،‬وسار على نهجهم الطارئون على المدينة إذ كانوا يعتقدون أن زيارة مراكش ال تكتمل إال بزيارة مراقد رجالها‬ ‫وعَرْض تاريخهم وجالئل‬ ‫السبعة‪ .‬ومن جانب أهل التصنيف والتقييد‪ ،‬نشط عدد من العلماء في التعريف بأولئك الرجال‬ ‫ِ‬ ‫أعمالهم‪ .‬كما حثوا على التماس البركة من زيارتهم‪ ،‬وسنوا في ذلك ترتيبا معيناً‪ ،‬ومن الجدير بالذكر هنا أن الحسن‬ ‫اليوسي له قصيدة عينية شهيرة في ذلك الترتيب مطلعها‪:‬‬

‫بمراكش الحت نجوم طوالع‬

‫جبال رواسي بل سيوف قواطع‬

‫وقد اهتم الذين أَ َّل ُفوا في رجال مراكش السبعة بهذا الترتيب منهم الحسن الغَسّال الطنجي صاحب التأليف الذي‬ ‫ننشره َّ‬ ‫األجالء»‪.‬‬ ‫محق ًقا في هذا الكتاب‪ ،‬وهو المسمى «التعريف بالحضرة المراكشية وبمن وقفت عليه من األولياء والعلماء ِ‬

‫• النص ‪:‬‬

‫بسم اهلل الرّحمن الرحيم‪ ،‬وص ّلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وس ّلم‪.‬‬ ‫التعريف بالحضرة المراكشية و ِبمَن وقفتُ عليه من األولياء والعُلماء األج ّلة‪.‬‬

‫جَمْع‪ :‬أحقر العبيد‪ ،‬وأفقرهم إلى رحمة رَبهِ الحميد الحسن بن محمد الغسال كان اهلل له في جميع‬ ‫األحوال‪ِ ،‬بمنّهِ َ‬ ‫وكرَمهِ‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫الحمد هلل رَبّ العالمين‪ ،‬والصالة والسّالم على سيدنا محمد خاتم النبيين‪ ،‬وإمام المتقين‪ ،‬والرضى عن‬ ‫ساداتنا اآلل واألصحاب أجمعين‪ ،‬وعن التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫ففي فاتح شعبان األبرك عام ثمانية عشر وثالث ماية وألف هجرية‪ ،‬دَخ ْلتُ مدينة مراكش المباركة‪،‬‬ ‫فإذا هي مدينة كبيرة متصلة البناء‪ ،‬واسعة الفناء‪ ،‬وبها من األسواق العامرة‪ ،‬وفنادق التجارة الوافرة‪ ،‬وفنون‬ ‫الصنائع الظريفة‪ ،‬ما ال يحصى كثرة‪ ،‬كما عبر عنها أبو العباس المقري في «نفح الطيب» بـ«بغداد المغرب»‬ ‫حرسها اهلل وصانها من ريب الزمان‪ ،‬وطوارق الحدثان‪.‬‬ ‫وَ ِبهَا من الجوامع التي تُقام بها الجمعة إحدى وعشرون جامعا‪ ،‬فمنها‪ :‬جامع ابن صالح‪ ،‬وجامع هيالنة‪،‬‬ ‫وجامع جنان بني شقراء‪ ،‬وجامع رياض الزيتون القديم‪ ،‬وجامع رياض الزيتون الجديد‪ ،‬وجامع القنارية‪ ،‬وجامع‬ ‫بريمة‪ ،‬وجامع القصبة‪ ،‬وجامع الكتبيين‪ ،‬وجامع المواسيين‪ ،‬وجامع باب دكالة‪ ،‬وجامع سيدي أبو عمر‪ ،‬وجامع‬ ‫سيدي عبد العزيز التباع‪ ،‬وجامع ابن سليمان الجزولي‪ ،‬وجامع سيدي أبي العباس السبتي‪ ،‬وجامع سيدي غانم‪،‬‬ ‫وجامع ابن يوسف‪ ،‬وجامع حرث الصور‪ ،‬وجامع سيدي إسحاق‪ ،‬وجامع ضبشي‪ ،‬وجامع سيدي يعقوب‪.‬‬ ‫وبها سبعة أبواب أصالة‪ ،‬والثامن منشأ يسمى‪ :‬باب القصبة‪ ،‬فمنها ‪:‬‬ ‫ باب هيالنة‪ .‬ومن أَ ِّ‬‫جَل المشاهير به‪ :‬القاضي أبو الفضل سيدي القاضي عياض‪ ،‬وسيدي عزور‪ ،‬وموالنا‬ ‫علي الشريف‪.‬‬ ‫ منها باب الدبغ‪ ،‬بخارجه‪ .‬ومن المشاهير به‪ :‬سيدي إبراهيم السفاح‪ ،‬وسيدي محمد المعطي‪ ،‬وسيدي‬‫إبراهيم الخلوفي‪ ،‬وبداخله سيدي يعقوب‪ ،‬وسيدي مسعود الحاج‪ ،‬وَللاَّ عزونة‪ ،‬وسيدي بوحربة‪.‬‬ ‫ ومنها‪ :‬باب الخميس‪ ،‬بداخله‪ :‬الشيخ األكبر سيدي أبو العباس السبتي‪ ،‬والشيخ األنور سيدي محمد‬‫بن سليمان الجزولي‪ ،‬وسيدي أبو العباس الجباب‪ ،‬وسيدي غانم‪ ،‬وسيدي أبو زيد الهزميري‪ ،‬وبخارجه‪ :‬سيدي‬ ‫البربوسي‪ ،‬وسيدي أحمد الزاويا‪.‬‬ ‫ منها ‪ :‬باب ّ‬‫دُكالة‪ ،‬خارجه سيدي أبو النور‪ ،‬وداخله‪ :‬الوَليّ األشهر سيدي أبو عمر‪ ،‬وسيدي الدقاق‪،‬‬ ‫وسيدي أحمد بن علي‪ ،‬وسيدي الحاج محمد بن العريف‪ ،‬وسيدي ابن برجان المدعو أبو الرجال‪ ،‬وسيدي‬ ‫إسحاق‪ ،‬وسيدي عبد العزيز التباع‪ ،‬وموالي عبد اهلل الغزواني‪ ،‬والفقيه المُحَدِّث السمرقندي‪.‬‬ ‫ ومنها ‪ :‬باب الدرب‪ ،‬بخارجه‪ :‬سيدي عبد الرحمن السهيلي‪ .‬وبداخله‪ :‬سيدي ميمون الصحراوي‪،‬‬‫والسلطان يوسف بن تاشفين‪ ،‬وَللاّ زهرا بنت الكوشر‪.‬‬ ‫ وباب القصبية‪ ،‬خارجه‪ :‬ولد سيدي رحال‪ ،‬وسيدي عمارة المجذوب‪ .‬وداخله‪ :‬سيدي منصور‪.‬‬‫ ومنها ‪ :‬الباب األحمر‪ ،‬وهو باب دار الملك بمراكش‪.‬‬‫ ومنها ‪ :‬باب أغمات‪ ،‬خارجه‪ :‬سيدي يوسف ابن علي‪ ،‬وسيدي أبو البنا‪ .‬وداخله‪ :‬سيدي أيوب‪ ،‬وسيدي‬‫محمد بن صالح‪ ،‬وسيدي أبو العبادات‪ ،‬إلى غير ذلك من ضرائح السادات التي يضيق القول في استقصائها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويَكِل اللسان والقلم عن إحصائها‪ ،‬أمطر اهلل علينا من غيث مددهم وأفاض علينا من بحر كرمهم‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫وبالجملة ّ‬ ‫فإن فضل مراكش أشهر من أن يُذكر‪ ،‬السيما ما اشتملت عليه من مزارات هؤالء األولياء‬ ‫األبرار‪ ،‬ومدافن الصلحاء الكبار واألئمة األخيار‪ ،‬حتى قال الوزير ابن الخطيب في مقامات البلدان عند ذكر‬ ‫مدينة مراكش‪« :‬هي تربة المولى وحضـرة الملـك األولى»‪.‬‬ ‫نسأله تعالى بجاههم‪ ،‬ودُنُوّ مكانهم‪ ،‬أن يغفر ذنوبنا‪ ،‬ويستر بفضله وكرمه عيوبنا‪ ،‬ويمنّ علينا بفضل‬ ‫الدارين برضاه‪ ،‬ويحشرنا في زمرة حبيبه وتحت لوائه‪ ..،‬آمين‪.‬‬ ‫وأما ترتيب زيارة الرجال السبعة بها الذين قال فيهم العلاّ مة أبو علي سيدي الحسن بن مسعود اليوسي‬ ‫‪ -‬رحمه اهلل‪ ،‬ونفعنا ببركاته‪ ،-‬آمين‪:‬‬

‫بمراكش الحت نجـــــوم طوالــــع‬

‫جبـال رواســي بل سيــــوف قواطــع‬

‫فمنهم أبو يعقوب ذو الغار يوسف إليـــــه تشيـــر باألكــــف األصابــــع‬ ‫ونجل أو عمــــران عيـــــاض الذي إلى علمه في الكون تصغى المسامــع‬ ‫وبحر أبو العباس ليس يخوضــــه‬

‫ســـواه كريـــم ال بالهــزل يـــدامـــع‬

‫ونجل سليمان الجزولـــي فضلـــه‬

‫شهـيــــر ويـدعـــوا إليــه ســــــــارع‬

‫وتباعهم نجل المكـــارم والنــــدا‬

‫وسيدنـا الغزوانـــي نــوره ســاطــــع‬

‫سبيلهم من شاع شرقــا ومغربـــا وفي نيلـــه كـــل األنـــام تطـــامـــع‬ ‫فزرهم على الترتيب في كل حاجـة‬

‫يسهلهـــا المولـى وتنفــى الموانــع‬

‫فيا أهل حزب اهلل قومـوا بسرعـــة‬

‫وجـــدوا في سيـركـــم فال مطــــاوع‬

‫فعار عليكم أن يضـــام عبيدكـــم‬

‫وقــــد بينــكـــم يــــراو األصــابـــع‬

‫ببحركم بحر الثر المكــارم والنــدا‬

‫وفضلكــم بيــن البـــريــة شـائــــع‪.‬‬

‫هذه كيفية زيارتهم رضي اهلل عنهم أجمعين‪ ،‬ونفعنا ببركاتهم‪ ..،‬آمين‪.‬‬ ‫وحقّ من كانت عنده فسحة من الزمان فيزورهم على حسب أيام األسبوع إن أمكنه ذلك وتيسر له مع‬ ‫فإن ّ‬ ‫مراعاته للترتيب المُشار إليه‪ ،‬وإلاّ ْ‬ ‫تعذر عليه ذلك فيزورهم في يوم واحد من غير تعيين‪ ،‬وال حد مع‬ ‫الترتيب‪ ،‬وكيفية ذلك ّ‬ ‫أن‪:‬‬ ‫يوم الثالثاء يزور سيدي يوسف بن علي‪.‬‬ ‫ويوم األربعاء لسيدي القاضي عياض‪.‬‬ ‫ويوم الخميس أبو العباس السبتي‪.‬‬ ‫ويوم الجمعة سيدي محمد بن سليمان الجزولي‪.‬‬ ‫ويوم السبت سيدي عبد العزيز التباع‪.‬‬ ‫ويوم األحد سيدي عبد اهلل الغزواني‪.‬‬ ‫ويوم اإلثنين اإلمام السهيلي‪.‬‬

‫هّ‬ ‫والل أسأل عطفهم ورضاهم‪ ،‬والدخول في الدنيا واآلخرة تحت جناحهم ولوائهم‪.‬‬ ‫هاذا آخر ما يَسّر اهلل لنا ذكره من أولياء هذه المدينة المباركة‪ ،‬وذلك في خالل مُدّة اإلقامة بها وهي‬ ‫أربعة أشهر كاملة‪ ،‬وكنت مستقرا بدويرية قرب زاوية الشيخ البركة النّفاع‪ ،‬الذي له في سماء العُلاَ عُ ُلوّ‬ ‫وارتفاع‪ ،‬سيدي عبد العزيز التباع‪ ،‬نفعنا اهلل به وبجميع الصالحين الكرام‪ ،‬وختم لنا وألحبائنا ولكل من له‬ ‫حقّ علينا باإليمان واإلسالم‪ ،‬وطهرنا وإياهم من الذنوب واآلثام‪ ،‬وجمع الكل من األشياخ واألحباب واآلباء‬ ‫واألمهات في دار السالم‪ ،‬بسالم‪ ،‬بجاه سيدنا وموالنا محمد عليه أفضل الصالة وأزكى السالم‪ ،‬الذي قال‪:‬‬ ‫«توسلوا بجاهي‪ّ ،‬‬ ‫فإن جاهي عند اهلل عظيم»‪.‬‬ ‫وص ّلى اهلل على سيدنا محمد خير خلقه‪ ،‬وآله وصحبه أجمعين‪ ،‬وس ّلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين‪،‬‬ ‫والحمد هلل ربّ العالمين‪.‬‬ ‫وكان الفراغ منه عشية األحد مكمل ثالثين يوما من محرم الحرام فاتح تسعة وثالثمائة وألف عام‪ ،‬على‬ ‫يد مُ َقيِّدِه لنفسه‪ ،‬ولمن شاء اهلل من بعده‪ ،‬العبيد الذليل الفقير‪ ،‬المضطر لمغفرة مواله الغني الكبير‪،‬‬ ‫الحسن بن محمد الغسال‪ ،‬ختم اهلل له بصالح األعمال‪ِ ،‬بمنهِ وكرمه‪ ..،‬آمين‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪962‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫األستاذ عبد السالم بقاش‬ ‫هو عبد السالم بن محمد بن الهاشمي بن محمد بن الحسن بن محمد‬ ‫البقاش‪ ،‬المزداد بتاريخ ‪ 6‬يناير (‪1942‬م) بمدشر الرمان ‪ -‬جماعة ملوسة ‪-‬‬ ‫قبيلة الفحص أنجرة‪ .‬ونشأ بها في حضن أسرته‪ ،‬وحين بلغ ثالث سنوات من‬ ‫عمره أدخل إلى الكتاب القرآني قصد تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن‪.‬‬ ‫فكان أول فقيه احتضنه في مكتبه هو الفقيه المختار السعيد‪ ،‬فحفظ‬ ‫على يديه أوائل السور‪ ،‬ثم انتقل إلى الفقيه المختار الزيدي‪ ،‬بعد أن‬ ‫جرت األقدار أن ينتقل الفقيه المختار السعيد إلى مدشر أخر‪ ،‬وفي هذا‬ ‫المكتب وعلى الفقيه الزيدي أتم الطالب عبد السالم البقاش حفظ‬ ‫القرآن وتعلم الكتابة والقراءة‪ ،‬وبداية تحصيل المتون العلمية بعد أن‬ ‫أصبح أحد أنجب تالميذ‪ ،‬ويحكي األستاذ عبد السالم البقاش عن ذلك‬ ‫قائال‪ « :‬فوجدني (الفقيه المختار الزيدي) أحفظ القرآن من الفاتحة‬ ‫إلى سورة الحاقة بطريقة السمع وجعل يعلمني الكتابة ولقد‬ ‫صعب علي تعلم الكتابة‪ ،‬فاشتكيت إلى والدي صعوبة الكتابة‬ ‫وقساوة الفقيه الزيدي وشدة ضربه من أجل الكتابة وخصوصا‬ ‫شكل الحروف‪ ،‬فأرشدني والدي إلى كيفية شكل الحروف في لحظة‬ ‫بين العشاءين‪ ،‬ففرحت فرحا كبيرا‪ ،‬حتى إني استيقظت بالليل‬ ‫وجعلت أتذكر كيف كيف تشكل الكتابـة وفـي الصباح‬ ‫توجهت إلى الكتاب فرحا مسرورا وبعد أن محوت‬ ‫اللوح ويبس جعلت استفتي الفقيه فاملى علي‬ ‫كلمة القرأن فكتبتها فطلب منه أيضا‬ ‫كلمة قرأنية أخرى فأمالها على فطلب‬ ‫منّي اللوح فمددته له وجعل يتأمله‬ ‫فوجد كل ماكتبته صحيحا‪ ،‬فتعجب‬ ‫فأخبرته أن والدي علمني كيف أكتب‬ ‫الكلمة وأشكلها‪ .‬ثم طلب مني أن أعلم‬ ‫األطفال الكتابة بالطريقة التي علمني‬ ‫والدي‪،‬ثم جعل لي سورا من فاتحة‬ ‫الكتاب حتى ختمت القرآن»(‪.)1‬‬ ‫و في هذا الوقت بالذات يصحبه‬ ‫والده معه إلى مدشــر القصيبة قرب‬ ‫خميس أنجرة حيث يعمل إماما وخطيبا‬ ‫للجمعة‪ ،‬ومدرســـا قواعــــد القراءات‬ ‫السبعة ومبادءها للطبة‪ ،‬فختتم عليه‬ ‫السلكة الرابعـة من القـــرأن الكريم‬ ‫بالتجويد والرسـم القرآنــي والضبط‪،‬‬ ‫ومبادئ القراءات‪.‬‬ ‫وبعــد إجادتـــه لحفــظ القـــرآن بالقراءات السبع على والده‪ ،‬واستظهاره وهو ما يزال في‬ ‫سن مبكرة‪ ،‬تاقت نفسه لرحلة التخنيش واالنتقال إلى شيوخ آخرين‪ ،‬ليتعمق أكثر في أخذ القرآن‬ ‫بالقراءات السبع‪ ،‬وليحفظ على أيديهم المتون المتعلقة بالقراءات والرسم والتجويد وغيرها‬ ‫من المتون التي تتعلق بعلوم القرآن‪ ،‬وليستظهر على أيديهم أيضا المتون المتعلقة بعلم‬ ‫النحو‪ ،‬كاألجرومية لمحمد بن أجروم الصنهاجي‪ ،‬واأللفية والمية األفعال البن مالك الجياني‬ ‫األندلسي في النحو والصرف‪ ،‬والمتون المتعلقة بالفقه الكمنظومة المرشد المعين لعبد الواحد‬ ‫ابن عاشر‪ ،‬وتحفة الحكام للقاضي أبي بكر ابن عاصم األندلسي وغيرها‪ .‬فكانت رحلته التخنيشية‬ ‫األولى تسير نحو مدشر ايغيلش القريب من مدشر القصيبة للجلوس إلى فقهائه‪ ،‬فقادته إلى‬ ‫الفقيه العالمة السيد أحمد أغزيل‪ ،‬فيالزمه بالجلوس في حلقة الدرس عنده لسنوات‪ ،‬درس عليه‬ ‫فيها كل العلوم التي يتناولها درس هذا الشيخ من فقه وأصول ونحو وعقائد وحديث وتفسير‬ ‫وسيرة وبالغة وغير ذلك‪ .‬ليرجع بعدها إلى مسقط رأسه بمدشر الرمان بأنجرة حيث أخد على‬ ‫العالمة المشارك الفقيه سيدي محمد الرغيوي عدة علوم وفنون منها ‪ :‬ألفية ابن مالك بشرح‬

‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬

‫المكودي ‪ ،‬ومتن األجرومية ‪ ،‬وكتاب القواعد والتطبيق في النحو‪ ،‬والشيخ خليل‬ ‫بشرح الدردير المتعلق بالعبادات‪ ،‬والبالغة شرح بحرق‪ ،‬ومتن بن عاصم بشرح‬ ‫التسولي‪ ،‬وشرح كتاب اهلل من سورة الفاتحة ثم سورة البقرة بشرح ذي الجاللين‬ ‫بين العشاءين ‪ ،‬وتاريخ المغرب لألستاذ بن عبود‪.‬‬ ‫وكانت عالقته بشيخه الرغيوي جيدة جدا فيصف دروسه قائال‪ « :‬وكانت‬ ‫دروس الشيخ الفقيه سيدي محمد الرغيوي مباركة إذ كان يعمل على تفهيم‬ ‫الطالب بكل الوسائل حتى يفهم المادة ثم يبدأ في التطبيقات واألسئلة‬ ‫حتى أنه جعل لمتن العصمية أسئلة حول نوازلها‪ ،‬كما نظم تاريخ الدول‬ ‫التي حكمت المغرب وألف كتابا يتعلق بالعقائد األشعرية والعبادات ‪ ،‬وألف‬ ‫كتابا بكيفية االحتفال بليلة ميالد الرسول صلى اهلل عليه وسلم»(‪.)2‬‬ ‫ورحل بعد ذلك إلى طنجة والتحق بالتعليم النظامي بالمعهد الديني‬ ‫بالسنة الثانية ابتدائي عام (‪1957‬م) بعد اجتياز امتحان القبول‪ .‬فأخذ‬ ‫به عن شيوخه الكبار من بينهم‪ :‬العالمة الشيخ عبد الحفيظ كنون‬ ‫الحسني الذي درسه فقه األخالق والعبادات‪ ،‬والشيخ التهامي العمراني‬ ‫الذي قرأ عليه األدب وتاريخه مع تاريخ المغرب‪ ،‬والسيد عبد الرحمان زولو‬ ‫الذي أخد عنه الحساب والفلسفة‪ .‬والفقيه العالمة األديب الشاعر سيدي‬ ‫عبد المجيد الفاسي الفهري الذي قرأ عليه صحيح اإلمام البخاري‬ ‫بشرحي فتح الباري والقسطالني بالمسجد األعظم بطنجة وسيرة‬ ‫الرسول للشيخ بالمسجد الجديد بطنجة والعقائد‬ ‫األشعرية بمسجد المصلى‪ ،‬حتى حصل على‬ ‫الشهادة االبتدائية بامتياز‪.‬‬ ‫ثم تابع دراسته حتى الباكلوريا لكن‬ ‫النجاح لم يحالف أحدا في المغرب حيث‬ ‫كانت سنة بيضاء في كل معاهد المغرب‪.‬‬ ‫مما دفعه إلى تــرك الدراســة والتقدم‬ ‫لمباراة مستكتب الضبــط بوزارة العدل‬ ‫فعين بالقنيطرة‪ ،‬وبعــــد سنــة تقدم‬ ‫المتحان كاتب الضبط في نفس المحكمة‬ ‫فنجح‪ ،‬ثم نجح مرة أخرى في مباراة كتاب‬ ‫الضبط الممتازين‪ .‬وفي سنة (‪1974‬م)‬ ‫عين محررا قضائيا فمحررا ممتازا‪ .‬قبل‬ ‫أن يزوال مهنة منتدب قضائي في سنة‬ ‫(‪1990‬م)‪.‬‬ ‫عين الشيخ عبد السالم البقاش عام‬ ‫(‪1991‬م) واعظا ومرشدا تابعا للمجلس‬ ‫العلمي بطنجة‪ ،‬ويشتغل عضوا بالمجلس‬ ‫المحلي لطنجة أصيال‪ ،‬منذ عام (‪2009‬م)‬ ‫وهو ما يزال يقوم بوظيفته خير قيام وبإخالص‪.‬‬ ‫خط يراعه مجموعة من المقاالت التي تعرف برجال المنطقة وأعالمها‪ ،‬وتدافع عن الهوية‬ ‫الدينية والحضارية للمغرب من بينها‪« :‬التعريف ببعض علماء قبيلة انجرة»‪« ،‬العالمة المؤقت‬ ‫سيدي أحمد بوزيد» ‪ « ،‬العالمة القاضي المجاهد سيدي محمد تاج الدين بن عجيبة»‪ « ،‬العالمة‬ ‫الفقيه المقرئ العشري سيدي حمان البقاش»‪ « ،‬العالمة الفقيه القاضي سيدي أحمد بن علي‬ ‫غزيل»‪.‬‬ ‫كما نشر مقاالت مختلفة في مجلة اإلرشاد التي تصدرها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬ ‫وجريدة العلم‪ ،‬وجريدة طنجة وجريدة الشمال إلى جانب مواضيع متنوعة‪ ،‬شارك بها في إذاعة‬ ‫طنجة وغيرها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬الموقع الرسمي للمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الموقع الرسمي للمجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة‬


‫العدد ‪962‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الناقدة الأدبية الدكتورة فاطمة كدو‬

‫لـ «ال�شمال»‪:‬‬

‫“االنتقال من الورقي �إلى الرقمي يتطلب االنتقال من منط قراءة معينة”‬ ‫(‪)3/2‬‬

‫• ذ‪ .‬عبد اهلل بديع‬

‫قالت الدكتورة فاطمة كــدو‪ ،‬الباحثة والناقــدة الجامعية المتخصصة في‬ ‫التواصل وتحليل الخطـاب‪« ،‬ليس كل ما ينشـر على شبكة اإلنترنيت هو أدب‬ ‫رقمي»‪ ،‬مشددة على أن «األدب الرقمـي في عالمنا العربي ال يزال يعاني من‬ ‫ضعف في اإلنتاج اإلبداعي‪ ..‬فقليلة هي النصوص الرقمية المتاحة اآلن على‬ ‫شبكة اإلنترنيت‪ ،‬سردا وشعرا»‪.‬‬ ‫وأوضحت مؤلفة كتاب «أدب‪ com .‬مقاربة للدرس األدبي الرقمي بالجامعة»‬ ‫أن األدب الرقمي يقصد به «تلك الكتابة التي تعتمد في تشكيلها السردي أو‬ ‫الشعري على «الروابط» ‪ ،les liens‬وكل رابط يتم النقر عليه للدخول إلى‬ ‫كتابات متعددة شكال ومضمونا‪ ،‬قد يحيل الرابط على نثر أو أغنية أو شعر أو‬ ‫مقطع فيديو أو موسيقى‪ ...‬وغير ذلك من الوسائط المتعددة التي تشكل نسيج‬ ‫الكتابة الرقمية‪ ،‬حيث يكون لهذه الكتابة‪ /‬النص الرقمي عدة مداخل أو نوافذ أو‬ ‫روابط‪ ،‬تعطي للقارئ مشهدا عبارة عن مجرة‪ ،‬أو شبيهة بمجرة من الكواكب»‪.‬‬ ‫وخلصت األستاذة بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالقنيطرة (جامعة ابن‬ ‫طفيل)‪ ،‬في هذا المحور الثاني من محاور الحوار الذي تجريه معها جريدة «الشمال‬ ‫‪ »2000‬بمناسبة مشاركتها في لجنة تحكيم «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»‬ ‫دورتها (األخيرة السابعة) (دورة ‪ )2018‬التي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة في‬ ‫المغرب في إطار فعاليات الموسم الثقافي للمدينة‪ ،‬إلى أن «االنتقال من الورقي‬ ‫إلى الرقمي يتطلب أيضا االنتقال من نمط قراءة معينة»‪ .‬وإليكم نص الحلقة‬ ‫الثانية من الحوار‪:‬‬ ‫في عالقة بالجوائز‪ّ ،‬‬ ‫تمكن الروائي المغربي عبد الواحد استيتو‪ ،‬في مطلع السنة الحالية‪ ،‬من أن‬ ‫يحرز جائزة اإلبداع األدبي بدبي التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي‪ ،‬عن روايته الفايسبوكية «على‬ ‫بُعد مليمتر واحد فقط»‪ ..‬فكيف ترين هذا التتويج‪ ،‬باعتبارك واحدة من الدارسين المتمرسين‬ ‫باألدب الرقمي؟‬ ‫هي رواية فايسبوكية إن صحت هذه التسمية؛ ولكنها ال تنتمي إلى األدب الرقمي‪ ..‬صحيح‬ ‫هي منشورة على شبكة اإلنترنيت؛ لكن ليس كل ما ينشر على هذه الشبكة هو أدب رقمي‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬وجب توضيح هذا المسألة بشكل دقيق‪ :‬في كتابي الذي صدر عن دار األمان بالرباط سنة‬ ‫‪ ،2014‬وهو بعنوان‪« :‬أدب‪ com .‬مقاربة للدرس األدبي الرقمي بالجامعة» قدّمتُ تعريفات‬ ‫لألدب الرقمي كما وردنا من الغرب‪ ،‬الذي كان سباقا في الربط‬ ‫بين األدب والتكنولوجيا‪ ،‬حيث يعتبر األدب رقميا‪ :‬شعر – رواية‬ ‫– قصة‪ ..‬تلك الكتابة التي تعتمد في تشكيلها السردي أو‬ ‫الشعري على «الروابط» (‪ ، )les liens‬وكل رابط يتم النقر‬ ‫عليه للدخول إلى كتابات متعددة شكال ومضمونا‪ ،‬قد يحيل‬ ‫الرابط على نثر أو أغنية أو شعر أو مقطع فيديو أو موسيقى‪...‬‬ ‫وغير ذلك من الوسائط المتعددة التي تشكل نسيج الكتابة‬ ‫الرقمية‪ ،‬حيث يكون لهذه الكتابة‪ /‬النص الرقمي عدة مداخل‬ ‫أو نوافذ أو روابط‪ ،‬تعطي للقارئ مشهدا عبارة عن مجرة‪ ،‬أو‬ ‫شبيهة بمجرة من الكواكب‪ .‬هذا التعبير عن التحوالت التي‬ ‫سيعرفها النص والتي ستجعل منه عبارة عن مجرة ‪galaxie‬‬ ‫تنبأ به الناقد الفرنسي روالن بارث واصفا به نصه المثالي الذي‬ ‫كان يحلم به‪ ،‬بحيث سيعرف الدال والمدلول تجليات أخرى‪.‬‬ ‫وقد وقفت عند هذه المسألة في كتابي «أدب‪ com .‬مقاربة‬ ‫للدرس األدبي الرقمي بالجامعة»‪ ،‬الذي ذكرت سابقا‪ .‬اعتبرت‪،‬‬ ‫حسب تحليلي لفكرة روالن بارث‪ ،‬أن الرابط في النص الرقمي‬ ‫هو «الدال» وعند النقر عليه ندخل إلى «المدلول»؛ لكنه توفي‬ ‫قبل أن يرى حلمه يتحقق في شكل نص رقمي‪ .‬إذن‪ ،‬بدون‬ ‫هذه الروابط المتفاعلة ال يمكن الحديث عن أدب رقمي‪.‬‬ ‫رواية «على بُعد مليمتر واحد فقط» وُلدت من رحم‬ ‫الفايسبوك‪ ،‬وموضوعها مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وفكرتها‬ ‫جميلة مبتكرة؛ لكن ليست لها خاصية األدب الرقمي‪ .‬وبهذه‬ ‫المناسبة‪ ،‬ال يفوتني أن أهنئ األديب عبد الواحد استيتو على‬ ‫حصوله على الجائزة‪ ،‬فهذه إضافة نوعية إلى الكتابة اإلبداعية‬ ‫بالمغرب نرجو المزيد منها إلغناء الساحة الثقافية أوال‪ ،‬وثانيا‬ ‫لتمكين النقد األدبي من مقاربة هذه األنماط الجديدة من‬ ‫الكتابة اإلبداعية التي مجالها وموضوعها وسائط التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫يسجل المتتبع لحركة األدب الرقمي في البالد العربية‪ ،‬ومنه المغرب‪ ،‬الضعف الذي يشكو‬ ‫منه هذا األدب على المستويين الكمي والكيفي‪ ..‬أال ترين أن هذا الضعف‪ ،‬خاصة على المستوى‬ ‫الكيفي‪ ،‬يعد أحد األسباب التي تدفع القراء إلى النفور منه؟‬ ‫ال أعتقد أن من بين أسباب نفور القراء من األدب الرقمي مرتبط بضعف األدب الرقمي على‬ ‫المستويين الكمي والكيفي أو أحدهما؛ لكن في اآلن ذاته يجب اإلقرار واالعتراف بأن األدب‬ ‫الرقمي في عالمنا العربي ال يزال يعاني من ضعف في اإلنتاج اإلبداعي‪ ،‬فقليلة هي النصوص‬ ‫الرقمية المتاحة اآلن على شبكة اإلنترنيت‪ ،‬سردا وشعرا‪ .‬وهذا الضعف في اإلنتاج اإلبداعي‬ ‫مرتبط بمدى انخراط المبدع في العالم التكنولوجي‪ ،‬هناك عزوف من قبل الكتّاب عن التعاطي‬

‫مع هذا النمط الجديد من الكتابة‪ ،‬أي االنتقال من الكتابة الورقية إلى الرقمية؛ بل إن من‬ ‫الكتّاب من حكم على تجربة األدب الرقمي بأن مآلها إلى الزوال‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬نجد قلة من المبدعين هم الذين انخرطوا في هذه الكتابة الجديدة وقدموا‬ ‫إبداعات مهمة‪ ،‬وكان من السباقين إلى هذه التجربة ومن المدافعين عنها محمد سناجلة من‬ ‫األردن‪ .‬كما ظهرت نصوص أخرى في مصر والعراق والمغرب‪ ،‬تعد على أصابع اليد‪.‬‬ ‫ال شك في أن تجربة ربط األدب بالتكنولوجيا تتطلب مجهودا في التعاطي مع هذه‬ ‫الكتابة؛ كتعلم فنون البرمجة واإلخراج وحيازة خبرة في التعاطي مع الوسائط المتعددة‪ .‬كما‬ ‫أن الدولة مطالبة بدعم هذه التجربة على المستوى المؤسساتي‬ ‫‪ /‬الجامعي‪ ،‬من خالل دعم الدرس الرقمي بكافة التقنيات‬ ‫التكنولوجية لتمكين الطلبة من االشتغال على نصوص ورقية‪.‬‬ ‫ولتكن البداية بالقصة القصيرة‪ ،‬وتحويلها إلى مشاريع سرود‬ ‫رقمية‪ .‬نحن ما زلنا في الجامعة نكتفي بعرض نظريات األدب‬ ‫الرقمي مرفوقة بعروض لنماذج من هذا األدب عبر الداتا شو‪.‬‬ ‫ليست هناك إمكانات لجعل الطالب ينخرط في كتابة رقمية‬ ‫كتطبيق لما أخذه من نظريات‪ .‬وفي مقابل قلة اإلنتاج اإلبداعي‬ ‫الرقمي‪ ،‬هناك متابعة نقدية ونظرية لهذا اإلبداع‪ ،‬خصوصا‬ ‫على مستوى ترجمة النصوص النظرية التي أنتجها الغرب‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالقراء‪ ،‬فأريد أن أوضح أن األمر يتطلب تغيير‬ ‫الذهنيات والعقليات؛ فاالنتقال من الورقي إلى الرقمي يتطلب‬ ‫أيضا االنتقال من نمط قراءة معينة‪ ،‬وهي القراءة الورقية‪ ،‬إلى‬ ‫نمط آخر مغاير تماما وهو القراءة الرقمية‪ :‬القراءة عبر الشاشة‬ ‫واالنتقال بحرفية بين رابط وآخر‪ ،‬ثم الرجوع باستمرار إلى‬ ‫الرابط السابق الستكمال القراءة‪ .‬هذا عمل شاق يتط ّلب طاقة‬ ‫ذهنية وجسدية‪ ،‬وإرادة‪ .‬أعتقد أن هذا هو ما ينفر القراء من‬ ‫متابعة اإلصدارات اإلبداعية الرقمية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك ال بد‬ ‫من تدريس األدب الرقمي خالل المراحل الثانوية من التعليم‬ ‫وليس فقط على المستوى الجامعي‪ ،‬كي يتمكن التلميذ من‬ ‫االستئناس بهذا الدرس الرقمي والتعمق فيه بالجامعة‪.‬‬ ‫ظهرت بالمغرب‪ ،‬على غرار العديد من البلدان العربية‪ ،‬أعمال‬ ‫ونصوص تندرج في باب األدب الرقمي‪ ،‬على مستوى اإلبداع والنقد‪..‬‬ ‫فكيف تقيمين هذه الجهود التي يقدمها المغاربة في هذا المجال‬ ‫بالمقارنة مع المهتمين في باقي البالد العربية؟ وما هي اآلفاق‬ ‫التي تتصورينها لهذا األدب في المستقبل؟‬ ‫كما أشرت سابقا‪ ،‬ما زلنا على مستوى العالم العربي نعاني من قلة في إنتاج اإلبداع الرقمي‪.‬‬ ‫ويكشف هذا الضعف في اإلنتاج أننا لم نتصالح بعد مع التكنولوجيا‪ ،‬أدبيا وفنيا وتعليميا‪ .‬ما‬ ‫زالت التكنولوجيا في عالمنا العربي مرتبطة باإلدارات والمؤسسات على كافة أنواعها من‬ ‫تخزين للمعلومات وأرشفة وغير ذلك‪ .‬وبكل تأكيد‪ ،‬إن هذا األدب له آفاق؛ لكنه يسير ببطء‬ ‫شديد نحو هذه اآلفاق على مستوى اإلبداع‪ .‬أما على مستوى النقد‪ ،‬فهناك حصيلة مهمة على‬ ‫مستوى الكتب والمقاالت‪ ،‬وأيضا وبشكل الفت على مستوى األطروحات الجامعية بالمغرب‬ ‫وبالعالم العربي بصفة عامة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫العدد ‪962‬‬

‫الإ�سالم‬

‫‪13‬‬

‫يحيى بديار الأندل�س‬ ‫من جديد (‪)3/1‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫مدينة قرطبة باألندلس‬ ‫قطعة من أرض خلقها اهلل يحن إليها قلبي كل حين‪ ...‬فأمر بها زائرا‪ ،‬متأمال‪ ،‬متأثرا‪ ،‬لي‬ ‫صديق سكن مدينة قرطبة باألندلس منذ الستينات من القرن الماضي له صلة ببلدية المدينة‬ ‫ودهاليزها‪ ،‬وقد اطلع على سجالتها القديمة خصوصا أيام الفتح اإلسالمي‪ ،‬ووجد بها أسماء‬ ‫العائالت التي كانت دورها بقرطبة عربية وبربرية مكتوبة بالخط العربي الواضح‪.‬‬ ‫وهاجر سكان هذه البيوت عربا وبربرا قهرا‪ ،‬حيث طردوا من األندلس أيام النكبة التي‬ ‫ارتكبتها الملكة إيليزابيت الملقبة بالحمقاء‪ .‬وقد ورثت الملك عن أخيها (فيليب الثالث) الذي‬ ‫لم يعمر في الملك أقل من سنتين‪.‬‬

‫نفسي تواقة لزيارة هذه الدور‬ ‫قلت لصديقي في حسرة ‪ :‬ليتني أزور هذه الدور التي سكنها الرهبان وأتباعهم وامتلكوها‬ ‫غصبا ولو من بعيد‪ ،‬أذكر من خاللها الجوهرة المفقودة‪ ،‬وأن أطلع على السجالت التي تحمل‬ ‫أسماء العائالت العربية الذين عمروها ثمانية قرون ونصف قرن (‪ 850‬سنة) من يوم طارق بن‬ ‫زياد وموسى بن نصير أيام الخالفة األموية‪ .‬فالرجوع إلى دفاتر التاريخ أحسن وجبة تتغذى‬ ‫منها األجيال الصاعدة فتنير لهم الطريق‪ ،‬ويستفيدون من أثر األجداد ولو طمس اإلسبان‬ ‫حقيقة وجودهم لمدة ‪ 8‬قرون ونصف‪ .‬وحذفوا تاريخ هذه الحقبة من الزمن من مقرراتهم‬ ‫الدراسية المدرسية ضمن برامج مادة التاريخ‪.‬‬

‫قرار حكيم نرجو تحقيقه‬ ‫بديار األندلس اآلن‪ ..‬وفي أوساط الجيل الجديد خصوصا الطبقة المثقفة نشهد قيامها‬ ‫بمطالبة الحكومة اإلسبانية برد االعتبار لهذا التاريخ‪ ،‬وإعادة دراسته‪ ،‬سيما أيام الفتح‬ ‫اإلسالمي وما واكب ذلك من مظاهر حضارة رائدة وعمران وإبداع ال زالت قائمة تشهد بالفترة‬ ‫الزاهية للوجود اإلسالمي باألندلس‪ .‬هذا الجيل الصاعد هو من بقايا آباء وأجداد ال زالت‬ ‫عروقهم وشرا بينهم يجري فيها دم إسالمي‪ ،‬وقلوبهم تنبض بالحنين‪ ،‬وحسرتهم ألجداد‬ ‫قتلوا قهرا‪ ،‬وهجروا غصبا‪ ،‬ونزحوا عن البالد خوفا على أنفسهم وأوالدهم‪.‬‬

‫نعيم اإلسالم بالديار‬ ‫يوم بزغ نور اإلسالم في ربوع البالد كان اإلسبان يرزحون تحت نير الظلم واالستعباد‬ ‫والقهر تحت وطأة سيطرة الرهبان أيام القوط‪ .‬وتبددت غيوم هذه المظالم يوم تم الفتح‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬حيث تم ضبط األمور وانتشار العدل والطمأنينة‪ ،‬وازدهرت العلوم بشتى أنواعها‪،‬‬ ‫وبزغ العلماء والمفكرون‪ ،‬وازدهرت التجارة‪ .‬ودبت السعادة في أوساط الساكنة‪ ،‬وعاش اإلسبان‬ ‫في ود وسالم مع العرب والبربر المسلمين‪.‬‬

‫وفود العلماء على إسبانيا والبرتغال‬ ‫ونتيجة لهذه الطفرة المشرقة التي عمت ديار األندلس توافد علماء أجالء على األندلس‬ ‫من الشام‪ ،‬كما استقطبت البرتغال أبرز الفقهاء والعلماء من الشرق (من الشام عاصمة الحكم‬ ‫اإلسالمي ‪ :‬من محاضرة للدكتور أحمد الطاهري) وانتشر اإلسالم طواعية ال قهرا‪.‬‬ ‫تسابق السكان لحفظ القرآن الكريم بعدما تعلموا اللغة العربية‪.‬‬

‫تعنت رجال الكنيسة‬

‫منع رجال الكنيسة دراسة حقبة وجود اإلسالم باألندلس‪ ،‬وعدم إدراجها ضمن مناهج‬ ‫التعليم اإلسبانية‪ ...‬واليوم صدرت عدة نشرات ودراسات معمقة‪ ،‬تستعرض هذه الحقبة‪،‬‬ ‫بسنواتها المشرقات‪ ..‬إنها سنوات االزدهار السياسي‪ ،‬والتعليمي‪ ،‬والتجاري‪ ،‬والفالحي والبناء‬ ‫والتعمير‪ ...‬وال أدل على ذلك من قصر الحمراء‪ ،‬الذي ما زال قائماً ماث ً‬ ‫ال للعيون حتى اليوم‪ .‬بل‬ ‫وأصبح موردا سياحيا هاما‪ ،‬ثم مسجد قرطبة ومأذنته العجيبة‪ ،‬ومدينة الزهراء‪ .‬وهناك مآثر‬ ‫عمرانية تاريخية قائمة كاألسوار واألبراج التي تشهد بعظمة اإلسالم‪.‬‬

‫مداخيل ‪ ..‬وسياحة‬

‫لزيارة هذه المآثر واألداء عند دخولها تحتاج إلى وقت للوصول إليها لكثرة الزائرين الوافدين‬ ‫من كل أقطار العالم للوقوف على عظمة اإلسالم حيث عم الرخاء واألمن بالقرى والمدن أيامها‪،‬‬ ‫وانطفأت شمعة الرهبانية‪ ،‬وتراجع نفوذ الكنيسة‪ ،‬وقد تعمدت هذه األخيرة اليوم إلغاء معالم‬ ‫هذه السنوات‪ ،‬وأحرقت ماليين الكتب العربية في شتى الميادين‪ ،‬وقد ترجمت بعضها إلى لغات‬ ‫عالمية استفادت منها أوربا بالدرجة األولى ‪ .‬وأخيرا استيقظت إسبانيا من سباتها العميق‪،‬‬ ‫حيث جثمت عليها تعاليم الكنيسة ردحا من الزمن فخنقت أنفاسها لتشاء األقدار أن ينتبه‬ ‫المختصون في علوم التاريخ‪ ،‬ويعيدوا صفحاته المطوية والمعكوسة فال يمكن تجاهل هذه‬ ‫السنوات العجاف أيام القوط والرخاء الذي عم البالد عند بزوغ شمس اإلسالم ‪.‬‬

‫عائالت ال تزال على إسالمها‬

‫حسب علمي‪ ،‬فإن عائالت باألندلس ال زالت إلى يومنا هذا محافظة على هويتها متشبثة‬ ‫بدينها اإلسالمي‪ ،‬وتقوم بكل الشعائر التعبدية‪ .‬وقد عشت الحدث يوم حلولي ضيفا بضيعة‬ ‫عند مدخل قرطبة‪ ،‬صاحبها إسباني الجنسية‪ ،‬يدين باإلسالم وقد كتبت حول هذا الموضوع‬ ‫في مقال بجريدة الشمال عدد (‪ )951‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 2018‬تحت عنوان «قديدة عيد‬ ‫األضحى باألندلس»‪.‬‬ ‫وهو يحيي سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السالم‪ ،‬وذلك بنحر األضحية‪ ،‬كان يحتفظ‬ ‫بالقرآن الكريم محفوظا على رف يتلو آياته كل صباح عند صالة الفجر‪ .‬وله خزانة يخفي‬ ‫واجهتها بإزار وهي تضم كتب العلوم والفلسفة والتاريخ‪ .‬وهي موجودة كإرث عن أجداده لم‬ ‫يعثر عليها رجال محاكم التفتيش‪ ،‬ورجال الكنيسة‪.‬‬

‫إحياء ذكرى غابرة‬

‫نفسي الملحة تواقة للوقوف على بقية آثار السلف باألندلس والبرتغال ولمسها‪ ،‬والترحم‬ ‫على من مات وفات واندثر من الفاتحين والهادين والعلماء والرجال‪ ..‬وأذرف دموع األسى‬ ‫والحزن على من اغتيلوا غدرا وقطعت أطرافهم فقط ألنهم يقولون ربنا اهلل ‪ ..‬وعلى صبية‬ ‫أخذوهم للكنائس لتنصيرهم وأردد مع الشاعر أبي البقاء الرندي مرثيته ‪:‬‬

‫لكل شيء إذا ما تـم نقصـان‬ ‫هي األمور كما شاهدتها دول‬

‫فال يغر بطيب العيش إنسان‬ ‫من سـره زمن سـاءتـه أزمـان‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪962‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫السلم والتضامن والتآخي‬ ‫االتحاد و التعاون‬

‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫ت اللهَّ ِ عَ َل ْي ُ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل اللهَّ ِ َجمِي ًعا َو اَل َت َف َّر ُقوا َو ْاذ ُ‬ ‫ك ْم ِ�إ ْذ‬ ‫يقول موالنا جل عاله‪َ « :‬و ْاعت ِ‬ ‫َ‬ ‫كنت ُْم �أَ ْع َدا ًء َف َ�أ َّل َ‬ ‫ن النَّا ِر َف�أن َق َذ ُ‬ ‫ك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِه ِ�إ ْخ َوانًا َو ُ‬ ‫ف بَينْ َ ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫كم‬ ‫كنت ُْم عَ َلى َ�ش َفا ُح ْف َرةٍ ِّم َ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون‬ ‫ون‪َ ،‬ولتَكن ِّمنك ْم �أ َّمة َي ْد ُع َ‬ ‫ِّمنْهَ ا كذلِك ُي َبينِّ ُ ا لك ْم �آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم ت َْهت َُد َ‬ ‫ي َو َي�أ ُم ُر َ‬ ‫ون �إِلى ال رْ ِ‬ ‫نك ِر َو�أُ َ‬ ‫َكونُوا َ‬ ‫ون‪َ ،‬و اَل ت ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ن مْ ُال َ‬ ‫ذِين َت َف َّر ُقوا َو ْ‬ ‫اخت َ​َل ُفوا مِن َب ْعدِ‬ ‫ِب مْالَ ْع ُر ِ‬ ‫ك َّال َ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُال ْفل ُِح َ‬ ‫وف َو َينْهَ ْو َن عَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َما َجا َءهُ ُم ال َب ِّينَات َو�أولئ َ‬ ‫يم»‪.‬‬ ‫ِك لهُ ْم عَ َذاب عَ ِظ ٌ‬ ‫أمر اهلل المومنين باالعتصام بالكتاب والسنة واالحتفاظ بالدين والملة‪ ،‬واالبتعاد عن‬ ‫الشقاق والفرقة وترك الخصومة والنزاع‪ ،‬ثم أمر عز وجل بالتواصي بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر وعمل كل ما يؤدي إلى جمع الكلمة واتفاق األمة‪ ،‬ثم عاد الكتاب الكريم ينهى المومنين‬ ‫َكونُوا َ‬ ‫عن الفرقة واالختالف فقال جل شأنه « َو اَل ت ُ‬ ‫ذِين َت َف َّر ُقوا َو ْ‬ ‫اخت َ​َل ُفوا مِن َب ْعدِ َما َجا َءهُ ُم‬ ‫ك َّال َ‬ ‫ا ْل َب ِّين ُ‬ ‫َات» ينهى اهلل تعالى هذه األمة أن تكون مثل األمم الماضية في افتراقهم واختالفهم‬ ‫وتركهم األمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم من أنبيائهم وكتبهم‪ ،‬روى‬ ‫أحمد عن أبي عامر عبد اهلل بن يحيى قال حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام‬ ‫حين صلى صالة الظهر فقال‪ :‬إن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا‬ ‫في دينهم على تنثين وتسعين ملة وإن هذه األمة ستفترق على ثالث وسبعين ملة كلها في‬ ‫النار‪ ،‬إال واحدة وهي الجماعة‪ ،‬وأنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم األهواء كما يتجارى‬ ‫الكلب بصاحبه ال يبقى منه عرف وال مفصل إال دخله‪ ،‬واهلل يا معشر العرب لئن لم تقوموا‬ ‫بما جاء به نبيكم لغيركم من الناس أحرى أال يقوم به‪ ،‬وفي رواية افترقت اليهود على إحدى‬ ‫وسبعين فرقة‪ ،‬وتفرقت النصارى على تنثين وسبعين فرقة‪ ،‬وتفترق أمتي على ثالث وسبعين‬ ‫فرقة‪ ،‬وأخرج الحاكم نحوه عن ابن عمر وزاد كلها في النار إال واحدة‪ ،‬فقيل له ما الواحدة قال ما‬ ‫انأ عليه اليوم وأصحابي‪.‬‬ ‫فاالفتراق حصل في فهم كتاب اهلل وتأويله واختراع العقائد التي ال يرضاها اهلل ورسوله‪،‬‬ ‫وبعد هذا االفتراق كان االختالف والشقاق والنزاع والخصام‪ ،‬وصارت كل فرقة تكفر أختها‬ ‫وتدعي أنها وحدها على الحق ومن عداها على الباطل فتستحل دماء غيرها وأموالهم‪ ،‬فالتفرق‬ ‫في الدين يعقبه االختالف بالمخاصمة والمنازعة والقتال وقد تفرق اليهود والنصارى بسبب‬ ‫المعتقدات الدينية واختلفوا اختالفا شديدا ووقعت بينهم المذابح والحروب التي تقشعر لهولها‬ ‫األبدان وتشيب منها الولدان‪ ،‬واآلن وفيما مضى من األزمان‪ ،‬وجدت الفرق اإلسالمية المختلفة‬ ‫مما أدى إلى الحروب بين المسلمين زمن الخوارج وإلى حصول العداوة بين الفرق اإلسالمية‪،‬‬ ‫كما وقع وهو واقع اآلن وما أوجد هذه الفرق إال دسائس أعداء اإلسالم ليوهنوا قوة اإلسالم‬ ‫فقد أغشى اإلسالم كثير من الدساسين‪ ،‬ليستطيع نفث سمومه‪ ،‬فمنهم من أوجد المعتقدات‬ ‫الفاسدة‪ ،‬ومنهم من وضع األحاديث الكاذبة‪ ،‬ومنهم من أول كتاب اهلل على غير ما انزل اهلل‪،‬‬ ‫ولكن رد اهلل كيدهم في نحرهم بهمة وجهاد العلماء العاملين في كل وقت وحين‪ ،‬حتى‬ ‫اضمحلت هذه الفرق أو كادت تضمحل‪ ،‬ولكن قد حل محلها التفرق واالختالف بسبب السياسة‪،‬‬ ‫فما مكن أعداء اإلسالم منه في كل األمم اإلسالمية عن والتفرق بكل أنواعه حرام ومنهي عنه‪،‬‬ ‫فمتى تسبب أحد في إضعاف المسلمين بالحياد التفرق واالختالف استحق العذاب والمقيت‬ ‫الكبير دنيا وأخرى قال تعالى‪َ « :‬و�أُ َ‬ ‫ِك َلهُ ْم عَ َذ ٌ‬ ‫يم َي ْو َم َت ْب َي ُّ‬ ‫ولئ َ‬ ‫وه َوت َْ�س َودُّ ُو ُج ٌ‬ ‫�ض ُو ُج ٌ‬ ‫وه»‪.‬‬ ‫اب عَ ِظ ٌ‬ ‫«�ش َع َل ُ‬ ‫ن‬ ‫كم ِّم َ‬ ‫وقد نهى اهلل عن التفرق واالختالف في آيات كثيرة منها قوله تعالى‪ :‬رَ َ‬ ‫ين َولاَ‬ ‫ُوحا َو َّالذِي �أَ ْو َح ْينَا �إِ َل ْي َ‬ ‫ين َما َو َّ�صى ِب ِه ن ً‬ ‫ِيموا ال ِّد َ‬ ‫ك َو َما َو َّ�ص ْينَا ِب ِه �إِ ْب َراهِ َ‬ ‫يم َو ُم َ‬ ‫ي�سى َ�أ ْن َ�أق ُ‬ ‫و�سى َوعِ َ‬ ‫ال ِّد ِ‬ ‫«ل�س َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ِمنْهُ ْم يِف‬ ‫طرائف‬ ‫أي‬ ‫ا»‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ذِين‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫شأنه‪:‬‬ ‫جل‬ ‫وقوله‬ ‫ِ»‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫َت َت َف َّر ُق‬ ‫دِ‬ ‫ِ‬ ‫َهُ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫َ�ش ْيءٍ» أي أنت منهم بريء وهم منك براء‪ ،‬وقوله جلت عظمته ‪َ «:‬و َ�أ ِط ُيعوا اللهَّ َ َو َر ُ�س َ‬ ‫ول ُه َو اَل َتن َ‬ ‫َاز ُعوا �أي‬ ‫تختلفوا َف َتف َْ�ش ُلوا» أي تجبنوا وتضعفوا « َوت َْذهَ َ‬ ‫يح ُ‬ ‫ك ْم» أي قوتكم وحدتكم وقيل نصركم وقيل‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫دولتكم‪ ،‬وقد قيل في قوله تعالى « َو اَل ت ُْل ُقوا ِب�أ ْيدِيك ْم �إِلى الت َّْهلكة» إنها التنازع واالختالف وفي‬ ‫ذِين َظ َل ُموا م ُ‬ ‫ا�صة ً» إنها افتراق الكلمة ومخالفة بعضهم‬ ‫قوله « َوا َّت ُقوا ِف ْت َن ًة اَّل ت ِ‬ ‫ُ�ص نَ َّ‬ ‫ِنك ْم َخ َّ‬ ‫يب َّال َ‬ ‫بعضا واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم في قوله تعالى‪�ِ « :‬إن مَ ْت َ�س ْ�س ُ‬ ‫ك ْم َح َ�س َن ٌة ت َُ�س�ؤْهُ ْم‬ ‫ُ�ص ْب ُ‬ ‫ك ْم َ�س ِّي َئ ٌة َي ْف َر ُحوا بِهَ ا»‪ ،‬فإذا رأوا من أهل اإلسالم ألفة وجماعة وظهورا غاضهم ذلك‬ ‫َو ِ�إن ت ِ‬ ‫وساءهم وإذا رأوا من أهل اإلسالم فرقة واختالفا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرهم‬ ‫ذلك وابتهجوا به‪ ،‬وأخرج الطبراني في األوسط مرفوعا‪ »:‬ما اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل‬ ‫باطلها على أهل حقها»‪ ،‬وأخرج أحمد والطبراني مرفوعا ‪«:‬عليكم بالجماعة واأللفة والعامة‬ ‫والمساجد‪ ،‬وإياكم والشعاب»‪.‬‬ ‫القرءان الكريم يدعو إلى الوحدة ويدعو إلى رد ما اختلف فيه إلى اهلل ورسوله وصفهم‬ ‫باألخوة فقال‪�« :‬إمنا املومنون �إخوة»‪ ،‬وفي البخاري أنه صلى اهلل عليه وسلم لما بعث أبا موسى‬ ‫ومعاذا إلى اليمن قال يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا وتطاوعا وال تختلفا‪ ،‬وفيه أيضا من حديث‬ ‫البراء في قصة غزوة أحد وفيه أنه صرفت وجوه المسلمين وأقبلوا منهزمين بسبب مخالفتهم‬ ‫لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ال تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل اليكم‪ ،‬وفي حديث‬ ‫وفد بني الحارث بن كعب أنه عليه السالم قال لهم بما كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟‬ ‫فقالوا له‪ :‬كنا نجتمع وال نتفرق وال نبدأ أحدا بظلم‪ ،‬فقال صدقتم‪ ،‬وقد وصف النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم المومنين بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر األعضاء‬ ‫بالحمى والسهر‪.‬‬ ‫اإلسالم عقيدة وجنسية بمعنى أن المسلمين جنسية واحدة‪ ،‬وأمة متحدة مهما حلوا في‬ ‫شتات األرض وحيثما كانوا في شعابها‪ ،‬تجمعهم غاية واحدة ونظام واحد فهم متصلون على‬ ‫تباعدهم ومجتمعون على تفرقهم‪ ،‬وقد أكد اهلل هذا وقواه بلحمة طبيعية شديدة االتصال‬ ‫واإلحكام وتلك هي األخوة‪« ،‬إنما المومنون إخوة» وقد عمل الرسول على تقوية هذه الروح‬ ‫والصلة بين المسلمين فآخى بين المهاجرين واألنصار‪ ،‬وحث على التعاضد والتعاون في الخير‬ ‫ند اللهَّ ِ �أَ ْت َق ُ‬ ‫ك َر َم ُ‬ ‫ودفع الشر ومحو التعصب‪ ،‬وبين أن الناس سواء كما قال تعالى‪�« :‬إِ َّن �أَ ْ‬ ‫اك ْم»‬ ‫ك ْم عِ َ‬ ‫وقال الرسول صلى اهلل عليه وسلم في خطبة الوداع ‪« :‬أيها الناس إن اهلل أذهب عنكم نخوة‬ ‫الجاهلية وفخر اآلباء كلكم ألدم وآدم من تراب‪ ،‬ليس لعربي فضل على عجمي إال بالتقوى»‪.‬‬ ‫إن من المفارقات المؤلمة ان نجد غير المسلمين هم الذين يأخذون بمبدإ التعاون الذي‬ ‫شرعه اهلل للمسلمين وهم الذين يقتدون بأسالفنا ويعملون على منهاج أجدادنا‪ ،‬فال نراهم‬ ‫إال متحدين متساندين حكاما ومحكومين‪ ،‬أما نحن ولألسف على الضد من ذلك ينظر كل منا‬ ‫إلى عمل أخيه نظرة االحتقار والسخرية وعدم التقدير‪ ،‬أو نظرة الحقد والحسد وتربص الدوائر‬ ‫وبذلك ضاعت المصلحة بين تحكم الحزازات‪ ،‬وتغلب الشهوات وانقطعت هذه الصلة الكريمة‬ ‫بيننا وبين أسالفنا وانمحت من قلوبنا عاطفة التعاون والرابطة اإلسالمية‪ ،‬فال نكاد نتألم لما‬ ‫يصيب إخواننا وال نكاد نحس بما ينزل بساحتنا‪ ،‬واستبدلنا بالتعاون على البر والتقوى الذي‬ ‫أمرنا به موالنا التعاون على اإلثم والعدوان‪.‬‬ ‫إن لنا تاريخا إنسانيا حافال فيه لكل عظة ذكرى‪ ،‬ولكل ملمة تجربة‪ ،‬وإن لنا دستورا إلهيا‬ ‫كامال فيه لكل مضلة هدى‪ ،‬ولكل هضبة بينة‪ ،‬فإذا التمسنا القدوة من روح أسالفنا واقتبسنا‬ ‫الهدى من وحي ربنا‪ ،‬استقمنا على الطريقة التي نهجها لنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫وضمنا استرداد ما كان لنا من المجد العظيم‪.‬‬

‫إعالن َّ‬ ‫التوبة‬

‫‪ ‬كانت البعثة المحمدية نذيرا للعالمين باقتراب قيامة الساعة‪ ،‬فأولى عالمات‬ ‫الساعة في هذه األمة هي بعثة رسولها صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬وكما جاء في الحديث‬ ‫الشريف‪“ :‬بعثت أنا والساعة كهاتين” ورفع السبابة واإلبهام‪ ،‬كناية عن شدة قربها‪.‬‬ ‫‪ ‬وجاء في األثار عن سيدنا النبي المختار أنه لما بعث صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬أخذ‬ ‫إسرافيل السور ليستعد للنفخة‪ ،‬وكما قال الحق جل جالله‪“ :‬ويوم ينفخ في الصور ففزع‬ ‫من في السماوات ومن في األرض إال من شاء اهلل وكل آتوه داخرين”‬ ‫‪ ‬ثم تحدث صلى اهلل عليه وآله وسلم في حياته عن أماراتها وعالماتها وإرهاصات‬ ‫تسبقها‪ ،‬ففضل في مواطن‪ ،‬وأحمل في أخرى‪ ،‬منها ما تذكره الصحابة ومنها ال‪،‬‬ ‫واألحاديث في هذا كثيرة‪ ،‬حتى جاء في خبر أنه صلى هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم ظل يوما كامال‬ ‫وهو يحدثهم عن اهوالها وتفاصيلها واماراتها‪ ،‬عقل ذلك من عقل‪ ،‬وغفل عنه من غفل‪،‬‬ ‫وعام الناس في البكاء والخشية ‪..‬‬ ‫‪ ‬وهذا علم كبير‪ ،‬نادر‪ ،‬قل ما اشتغل به المسلمون‪ ،‬ولعله واهلل أجل وأعلم داخل في‬ ‫خطاب وقول ربنا جل جالله‪“ :‬الساعة آتية أكاد أخفيها” ‪ ،‬وأحاديث الفتن المتعلقة بآخر‬ ‫الزمان كثيرة‪ ،‬مبوبة بالصحاح والسنن والمسانيد‪.‬‬ ‫‪ ‬هناك أمر هام وخطير كان الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم يلفت انتباه الصحابة‬ ‫إليه كلما حدثهم عن الساعة‪ ،‬وكلما دخلوا معه في أسئلة عن تفاصيلها‪.‬‬ ‫‪ ‬من ذلك حديث األعرابي الذي سأله عن الساعة ؟ فقال له صلى اهلل عليه وآله‬ ‫وسلم‪“ :‬ماذا أعددت لها ؟”‬ ‫‪ ‬فهذه العبارة النبوية‪ ،‬فيها إشارات كثيرة‪ ،‬منها أن الدين ال ّ‬ ‫ينظر أكثر ما هو عملي‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫‪ ‬ونحن جميعا مخاطبون بذلك السؤال النبوي الكريم‪ ،‬فماذا‬ ‫أعددنا لهذه الساعة ؟ وهل نحن على أهبة االستعداد لكي نلقى‬ ‫ربنا ؟ ‪...‬‬ ‫‪ ‬إننا في مرحلة زمنية عصيبة‪ ،‬تكاد تنذر بأن الساعة قاب قوسين أو أدنى‪ ،‬وجل‬ ‫أحاديث فتن آخر الزمان قد بدا جليا للعام والخاص‪ ،‬فما لنا اآلن إال أن نعلن توبتنا‪،‬‬ ‫ونبدي أهبتنا‪ ،‬متوسلين بافتقارنا إلى ربنا‪ ،‬متذرعين بشفاعة سيد األنام‪.‬‬ ‫‪ ‬فالحق سبحانه في القرءان الكريم نبه إلى إعالن التوبة الجماعية في شتى مقامات‬ ‫قرءانية‪ ،‬فقال جل جالله وتقدست صفاته‪:‬‬ ‫(ف�إن يتوبوا يك خريا لهم)‬ ‫(ثم تاب عليهم ليتوبوا)‬

‫(و�أن ا�ستغفر اهلل ربكم ثم توبوا �إليه)‬

‫(وتوبوا �إلى اهلل جميعا ايها املومنون)‬

‫(ي�أيها الذين �آمنوا توبوا �إلى اهلل توبة ن�صوحا)‬

‫‪ ‬هذا ونسأل اهلل أن يرزقنا الفهم عنه‪ ،‬والتبصر في آيات كتابه‪ ،‬والتقاط إشارات‬ ‫السنة النبوية الشريفة‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد وآله‪ ،‬صالة عبد قلت حيلته‪،‬‬ ‫ورسول اهلل وسيلته‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫في رثاء فقيد األدب الرفيع وفارس البيان المطرب‬

‫الشيخ حسن عبد الكريم الوراكلي‬

‫استأثرت رحمة اهلل تعالى‪ ،‬المشمول بعفوه الكريم العالم الجليل واألستاذ القدير أحد أعمدة الدراسات األندلسية بالمغرب‪ ،‬الدكتور حسن بن عبدالكريم الوراكلي‪،‬‬ ‫الذي لبى نداء ربه راضيا مرضيا‪ ،‬مساء األربعاء ‪ 16‬محرم ‪1440‬هـ موافق ‪ 26‬شتنبر ‪2018‬م بمدينة تطوان‪ .‬ووري الثرى بمسقط رأسه يوم الخميس‪.‬‬ ‫وقد امتألت قلوب رفاقه في الجامعة المغربية‪ ،‬وطالبه الكثر في المغرب والمشرق‪ ،‬حزنا كبيرا على فراق علم فذ وأديب كبير ومحقق مقتدر‪ ،‬أثرى الساحة العلمية‬ ‫العربية بمجموعة كبيرة من المؤلفات واألبحاث والدراسات العلمية المتميزة في موضوعاتها وفي طرق عرض موادها‪ ،‬وقد لقيت مجموع أعماله عناية كبيرة من‬ ‫الباحثين وطالب الدراسات العليا الذين أفادوا منها واغترفوا من معينها العلم الغزير‪.‬‬ ‫ويبدو أن لوعة الفراق وحرقة رحيل هذا األستاذ الجليل الذي ملك الناس بأدبه وخلقه الطيب‪ ،‬حركت بيان الكلمة وأعذب األوزان للتعبير عما تكنه قلوب أوداده من‬ ‫مشاعر التقدير واإلجالل لهذا الرجل المفضال‪ ،‬الذي عاش محبا للعلم‪ ،‬ومجالس العلماء حيثما حل وارتحل‪.‬‬ ‫و من وحي لحظة رحيل هذا األستاذ الكبير جادت قريحة أديبين مبدعين بنصين جميلين‪ ،‬وكان لهذين األدبيين االتصال المباشر بفقيد العلم واألدب‪ ،‬وتسنى لهما‬ ‫االقتراب منه والتلمذة له‪ ،‬واالغتراف من معين فهومه‪ ،‬وهما الشاعران‪ :‬قطب الريسوني وبدر العمراني‪.‬‬ ‫وإليكم صدق اللهجة المفعمة بالحزن العميق واألسى الكبير الذي بادر للتعبير عنهما النثر والشعر في تلك اللحظة األليمة‪ ،‬وحين نزل الرزء الكبير بساحة العلم‬ ‫واألدب‪.‬‬

‫وداعاً ‪ ..‬أيها الغالي‬ ‫بقلم‪ :‬الدكتور قطب الريسوني‪ /‬الشارقة‬

‫ويت َ‬ ‫للب ِ‬ ‫بون يف‬ ‫َعاق َ‬ ‫َ�ساب َ‬ ‫يان ُفر�سان ًا َيت َ‬ ‫� َّإن َ‬ ‫قون يف مِ ْ�ضمارِ ه‪َ ،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫احلِ ـ فال ت َ​َ�سلْ عن ت َ​َع ِ‬ ‫اجيب‬ ‫َحل َْبتِهِ ‪ ،‬ف�إذا كُ ت َِب لأحدِهِ ْم �أن‬ ‫َ‬ ‫الــم َجلِّي ـ كالفَقي ِد ّ‬ ‫يكون ُ‬ ‫ال َقلَم‪ُ :‬ق ْر ٌط‪ِ ،‬‬ ‫ار‪ ،‬ومِ ْر َو ُد كُ ْحل‪..‬‬ ‫و�س َو ٌ‬

‫واجت َ​َم ْعت ُْم لت�أبينِهِ اليوم ـ ‪ :‬هلْ‬ ‫َفخَ رِّبوين باللهِ عليكم ـ وقد َ�ش َّي ْعتُم ج ْثمانَه بالأم�س‪ْ ،‬‬ ‫عن ُي ْتمِ ها‪ُ ،‬‬ ‫ت‬ ‫ا�س ُاه‬ ‫قلمه الذي‬ ‫�أَنْ َب ْ�أ مُ ْ‬ ‫الكلم َة ْ‬ ‫َ‬ ‫وغ َ‬ ‫�صاب َح ُه َ‬ ‫ربتِها القادِ َمة‪..‬؟ ‪ :‬هلْ �أنْ َب� مُأت َ‬ ‫َ‬ ‫وم َ‬ ‫َاعلني‪...‬لأنَّكم ت ُْ�شفِقون عليهِ‬ ‫ـــبـةٍ َوارِ َفة‪..‬؟ ما �أظنُّكم بف ِ‬ ‫برحيلِ َحبيبهِ �إلى ُظلَلٍ َ�ص ِّ‬ ‫ــي َ‬ ‫�سماع َنـحِ ـيبِه �أو َنحِ يبِها‪...‬‬ ‫ال�ص ْدمةِ الأولى‪� ...‬أو لأن َُّه َي ُ�ش ُّق عليكم‬ ‫�أو عليها من َّ‬ ‫ُ‬ ‫لـم َطل ِ‬ ‫َ‬ ‫حيب؟!‬ ‫َّقات الف ِ‬ ‫نــ ٌ‬ ‫وكيف ال يكون ُ‬ ‫َرح‪ ،‬وامل َ​َر ِح‪ ،‬والعافيةِ ‪َ ،‬‬ ‫أوفياء‪:‬‬ ‫لَكِ ْن عزا�ؤكُ م‪� ،‬أيها الإخوةُ ال‬ ‫ُ‬

‫عندليب الحرف‬

‫شعر‪ :‬بدر العمراني‬

‫َ�شيجا كَ ئيبا = و� ْأ�ضحى بنفْ �سي ُيثري النَّحيبا‬ ‫عور تعالى ن ً‬ ‫ُ�ش ٌ‬

‫تئا�سا ب� ْأ�ش ِ‬ ‫ارتَوى مِ ْن َج ًوى ُم ْ�ستَجِ َيبا‬ ‫جان رِ ّ‬ ‫�سي = �إذا ما ْ‬ ‫تجَ َ لّى ْاب ً‬ ‫ُي ِ‬ ‫ارا لَهِ َيبا‬ ‫داجي ُه ُم ً‬ ‫وما َت َدان َْت ِبن َْع ٍي = َف�أَ ْذكَ ْت ِب َق ْلبِي �أُ َو ً‬ ‫ياقا توارى انْ ً‬ ‫�س ْت ِ�س ً‬ ‫�سياقا = ل ِ‬ ‫َنايا تُدارِ ي خْ ُ‬ ‫وبا‬ ‫ال ُط َ‬ ‫ِداعي المْ َ‬ ‫َو�أَ رْ َ‬ ‫وان َخ ْطفًا = َوت َْ�سبِي َخ ِ‬ ‫واط َر �أُنْ ٍ‬ ‫وبا‬ ‫َفت َْح ُدو ِبق َْر ٍم ِبت َْط َ‬ ‫�س ن ُ​ُد َ‬ ‫يبا‬ ‫ت َُو ّريهِ َر ْم ً�سا َو َق ْد كَ َ‬ ‫امى بِعِ ل ٍْم َو ُخل ٍْق َ�أرِ َ‬ ‫ان َر ْ�أ ً�سا = ت َ​َ�س َ‬ ‫ياه َوزْ نًا لَطِ يفًا َعجِ َيبا‬ ‫ُي َر ِّد ُد ُه ال َّد ْه ُر لحَ ْ نًا َجميلاً = َو�أَ ْح ُ‬

‫(ح َ�سنٍ ) َجلَّ َو ْ�س ًما َفرِ ي ًدا = ِب َ�أ ْط ِ‬ ‫ليبا‬ ‫َل َدى َ‬ ‫ياف َ�ش ْدوٍ َر َوى َع ْن َد َ‬ ‫َّث تَزْ ُهو ُح ُر ٌ‬ ‫ارةِ الن رْ ِ‬ ‫وبا‬ ‫ِ�ص ِ�س ْحرٍ �أَ َ�ض َ‬ ‫وف = َمراق َ‬ ‫اء ْت ُد ُر َ‬ ‫بِقي َث َ‬

‫م�ضات يف ( النّور)‪َّ ،‬‬ ‫أ�صنام اللَّيل‪..‬‬ ‫حط َم ْت �‬ ‫َو‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬

‫َارت ِبن َْج َوى = ُف�ؤادٍ َجرى َقل ًَما ُم ْ�س َتطِ َيبا‬ ‫لَها (ال َْو َم ُ‬ ‫ا�س َتن ْ‬ ‫�ضات) ْ‬

‫يح ‪..‬‬ ‫وج ٌ‬ ‫الر ِ‬ ‫َ‬ ‫ذوات َهزَ َم ْت ُفلولَ ّ‬

‫تهاجا َوت ُْذكِ ي ُّ‬ ‫وبا‬ ‫ديع = ت ُ‬ ‫َبيانًا ب�آثارِ َو ْع ٍي َب ٍ‬ ‫وع ْاب ً‬ ‫َ�ض ُ‬ ‫الط ُي َ‬ ‫واق َ�أنْ َد = ل ٍ‬ ‫الح فِ كْ ًرا ُي َر ّوى ُم ِ�ص َيبا‬ ‫(و ْه ٍج) لِ (�أَ ْر ٍج) ِب َ�أ ْ�ش ِ‬ ‫َو َ‬ ‫ُ�س َ‬

‫�س َج ْت قناديلَ الفَجر ‪..‬‬ ‫ونيازِ ُك �أَ رْ َ‬

‫الــمق ََّر َطات‪..‬‬ ‫تل َّْت بها الغَ َواين الأندل�س ّيات‬ ‫يت حَ َ‬ ‫الـــم َ�ش َّنف ُ‬ ‫ويواقِ ُ‬ ‫َات ُ‬ ‫ُ‬

‫َّ‬ ‫ا�ســمِ يـن ٍِّي وال � ْأبهى حلبيبتهِ‬ ‫كال�ش َذ ِ‬ ‫َ‬ ‫رات ْلي َ�س ْت‬ ‫و�ش َذ ٌ‬ ‫رات‪َ ..‬م ْ�ضفورةٌ يف َط ْو ٍق َي َ‬ ‫تِطوان‪...‬‬

‫وارجتالِهِ احلُ لْوِ ‪،‬‬ ‫مي ٌة‬ ‫الب�صرَ ‪ ،‬يت�ص َّد ُر جمل َِ�سها ب َِ�س ْمتِهِ الأَ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫وذكريات زَ ْمزَ ّ‬ ‫ملء َ‬ ‫نيق‪ْ ،‬‬ ‫الر ِ�ض َّيةِ ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫وب ْ�س َمتِهِ َ‬ ‫أوفياء‪:‬‬ ‫�أ ّيها الإخوةُ ال‬ ‫ُ‬

‫وم َ�ص ّبي تطوان‪ُ ..‬‬ ‫رب ُة الغَ ْي َبةِ عن‬ ‫رب ُة ُ‬ ‫وغ َ‬ ‫ُغ ْر َبتي ُغربتان‪ُ :‬غ َ‬ ‫الب ْع ِد عن َم ْر َتعِ ي َ‬ ‫لدعائي َم ْط َر ٌة راوِ َي ٌة على قربه‪:‬‬ ‫لكن �أرجو �أن‬ ‫ت�شييع جنازةِ ال ِأب الثاين‪ْ ..‬‬ ‫َ‬ ‫يكون ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح�سن ِّ‬ ‫ح�سن ِّ‬ ‫الذكْ رِ ‪� ،‬أقبلَ عليكَ ِ‬ ‫ب�ساللِ‬ ‫ح�سن ال ِ‬ ‫أدب‪،‬‬ ‫الطباع‪،‬‬ ‫عبدك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاللهم هذا ُ‬ ‫َّ‬ ‫�أعمالهِ ‪ ،‬ف� ْأثقِلْ بها ميزانَه‪َ ،‬‬ ‫وط ّي ْب ِ�سجِ لَّه‪...‬‬

‫الم �شرَ ْ ٍق لِغَ ْر ٍب ن ِ‬ ‫َ�ص َيبا‬ ‫(حل ٍْي) تَراءى ُيباهي = ب� ْأع ِ‬ ‫ِـ(و ْ�ش ٍي) َو َ‬ ‫ب َ‬

‫ُوبا‬ ‫ُي َجلّي (النَّيازِ َك) يف كُ لِّ حالٍ = �إذا ما (ال َْبوارِ ُق) َهزَّ ْت ُقل َ‬ ‫وبا‬ ‫ر�سائلُ تزْ ُهو ب(� ْأ�شذاءِ ) َو ْ�صلٍ = و( َ�أنْ داءِ ) لمَ ْ ٍع �‬ ‫ْ‬ ‫أ�ضاءت ُغ ُي َ‬ ‫باب َم ْعنًى َم ُ�ش ً‬ ‫قاعا) ُفتُونًا = لأَ ْر ِ‬ ‫وبا‬ ‫ب َِ�ش ْه ٍد َ�أ�سالَ (رِ ً‬ ‫وقا َط ُر َ‬ ‫وي ْ�سلي ُ‬ ‫�صال َحنانًا = مِ ِ‬ ‫ِيبا‬ ‫يو�ضا) وِ اً‬ ‫(ف ً‬ ‫ب ْر�سالِ ُح ٍّب َب َ‬ ‫ُ‬ ‫راها ُطب َ‬ ‫آلئ َو ْج ٍد َرفِ ٍ‬ ‫وبا‬ ‫يف = ُيزَ ِّي ُن لَفْ ًظا ن َ‬ ‫نَداها ل ُ‬ ‫ارا َم ُ�ش َ‬ ‫ُ�ض ً‬

‫ب� ْأخ ِيلَةٍ يف َم ِ‬ ‫َ�ص ُبو = َمراوِ َد ن َْب ٍع َف ُي ْحيِي جَ َ‬ ‫ِيبا‬ ‫�شاع َر ت ْ‬ ‫الد َ‬

‫ري = ُي َجارِ يهِ ِخ ْ�ص ًبا مِ َث اًال َو ِط َيبا‬ ‫بِرِ َّقةِ َ�سل َْوى َج َمالٍ ُم ِن ٍ‬ ‫ِ�س �أُنْ ٍ‬ ‫�ضاء َر ِح َيبا‬ ‫�س َغ َ‬ ‫ــمعارِ ِف ُي ْهدِي َف ً‬ ‫داها َ�سف َ‬ ‫ِري الْـ = َ‬ ‫مجَ ال ُ‬ ‫ناء = ب ُِج ْم َعةِ َخيرْ ٍ َقوِ ًّيا َمهِ َيبا‬ ‫ِدار ِة زَ ْمزَ َم باهٍ َ�س ً‬ ‫ب َ‬

‫َ‬ ‫ورحابة‬ ‫ود َما َث ًة‪،‬‬ ‫اللهم �إن َُّه َو َف َد على بابِك‪،‬‬ ‫والنا�س ي�شهدون‪ُّ �( :‬أي رجلٍ َ‬ ‫كان ل ُْطفاً‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اف ِجنان ِْك‪ُ ،‬‬ ‫ودعا ِئهِ م‪ ..‬و�أ ْف ِ�س ْح له َمقْ َعد ًا بني �أ ْف َو ِ‬ ‫وظلَــــلِ‬ ‫َ�ص ْدرٍ ‪ ،)..‬ف�أكرِ ْم ُهم يف َظنِّهِ م ُ‬

‫ِيارا َو�ضي ًئا = ِب�أنْ ظارِ َر ْو ٍ‬ ‫�ض َت َدنّى َخ ِ�ض َيبا‬ ‫ِلكُ ت ٍْب َح َباها ْ‬ ‫اخت ً‬ ‫ْ‬ ‫ليبا‬ ‫بتط َ‬ ‫وان َ‬ ‫ور ْ�أ ًيا َ�ص َ‬ ‫وم ْابتِعا ًثا َ‬ ‫ذاع ْت َم�سارِ َب ِفكْ رٍ = ت َُر ُ‬

‫لقاءك ِ‬ ‫لقاءه‪ ،‬ون َِّو ْر مر َق َده‪،‬‬ ‫اللهم �إنه ْ‬ ‫با�سماً‪ُ ،‬مت َ​َه ِّلالً‪َ ،‬ج ْذالن‪ ،‬ف�أَ ْحب ِْب َ‬ ‫قد َ�أ َح َّب َ‬ ‫َّ‬ ‫وخف ْ‬ ‫احلني الأبرار‪.‬‬ ‫ال�ص‬ ‫ِّف ِح َ�س َابه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واكتب ُه يف زمر ِة َّ‬ ‫ْ‬

‫�س َو َد ْر ٍ‬ ‫ف� ْأر�سى بِغَ ْر ٍ‬ ‫وبا‬ ‫�س َب ُ‬ ‫�صار ِبل َْح ٍد ُيداين الغُ ُر َ‬ ‫هاه = َو َ‬

‫وري ِ‬ ‫ات َنعيمِ كَ ون ُْع َماك‪...‬‬ ‫َر ْح َمتِك‪ُ ،‬‬ ‫وح َّ‬

‫أوفياء‪:‬‬ ‫إخوةُ ال‬ ‫ُ‬ ‫�أيها ال َ‬ ‫مر ٍ‬ ‫ثان‪ ،‬وهدايا للنَّا�س‬ ‫حق‪،‬‬ ‫واملوت‬ ‫مات َح َ�س ٌن‪..‬‬ ‫نقول‪:‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫لكن كلماتِه ُع ٌ‬ ‫والو َطن‪!...‬‬ ‫َ‬

‫وبا‬ ‫بك َ​َّة َه ْد ًيا = لمِ َْج ٍد زَ مانًا ُيال ِقي ُ�ش ُع ً‬ ‫وارا مِ َ‬ ‫َو َق ْبلُ ِج ً‬ ‫َف� ْأثرى تُرا ًثا ب َِب ْح ٍث َو ِج ٍّد = ِب� ْإخ ِ‬ ‫�سيبا‬ ‫ال�ص ُر ٍ‬ ‫وح َو ً‬ ‫فاء َح َ‬ ‫ِواء َق ِ�ش َيبا‬ ‫َولَكِ ْن ُخل ً‬ ‫ُودا ب ُِدنْ يا ُعل ٍ‬ ‫ُوم = تَراها الْبرَايا ل ً‬

‫راه َر ْح َب ال ُْو ُجودِ = َمكانًا مِ َن خْ ُ‬ ‫ينَى َر ِغ َيبا‬ ‫َفت َْح َتلُ ذِ كْ ُ‬ ‫ال ْل ِد مُ ْ‬ ‫الر َح َم ِ‬ ‫عاء خِ َ‬ ‫لت ٍْم = ُي َ�س ُّح َهتُونًا َو َيغْ ُدو مجُ ِ َيبا‬ ‫ات ُد ً‬ ‫مِ َن َّ‬


‫العدد ‪962‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)865‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫“العرائش في تاريخ المغرب‬ ‫قبل الحماية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫يعد كتاب “العرائش في تاريخ المغرب قبل الحماية‪ :‬جوانب من‬ ‫للمدينة خالل القرن ‪ ،17‬وظروف استرجاع العرائش لدورها الجهادي‬ ‫الحياة السياسية واالقتصادية والعمرانية”‪ ،‬لمؤلفه األستاذ إدريس‬ ‫خالل القرن ‪ ،18‬وأخيرا حيثيات تراجع نشاط القرصنة بها وتصاعد‬ ‫شهبون‪ ،‬والصادر سنة ‪ ،2014‬ضمن منشورات أكاديمية المملكة‬ ‫األطماع األوربية حولها خالل القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬وفي‬ ‫المغربية‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 580‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬أول‬ ‫الباب الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف للبحث في خصائص التطور العمراني‬ ‫عمل أكاديمي متخصص في التنقيب في خبايا ماضي مدينة العرائش‪،‬‬ ‫للمدينة‪ ،‬من خالل مضامين أربعة فصول متكاملة‪ ،‬تناولت قضايا‬ ‫في حدود علمنا المتواضع‪ .‬فالكتاب‪ ،‬الذي هو –في األصل‪ -‬أطروحة‬ ‫جامعية تقدم بها المؤلف سنة ‪ 2005‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪-‬‬ ‫تشريحية إلشكالية تأسيس المدينة وتطورها إلى حدود القرن‬ ‫النبش‬ ‫عين الشق بالدار البيضاء‪ ،‬يشكل تجميعا غزيرا ألدوات‬ ‫‪ ،16‬ثم مراحل استكمال تحصيناتها وإحكام عناصر مناعتها خالل‬ ‫المونوغرافي المشتغل بالبحث في التفاصيل المحلية المجهرية‪،‬‬ ‫القرن ‪ ،17‬فخصائص توسعها العمراني خالل القرن ‪ ،18‬وأخيرا‬ ‫وفي امتداداتها اإلقليمية والوطنية والدولية المتشعبة والواسعة‪.‬‬ ‫تحوالتها المجالية العميقة التي حملتها مرحلة القرن ‪ 19‬وبداية‬ ‫ال يتعلق األمر بتجميع استنساخي لرصيد منجز اإلسطوغرافيات‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬العربية واألجنبية‪ ،‬وال بكتابة نوسطالجية حالمة ومغرقة‬ ‫القرن ‪ .20‬أما في الباب الثالث‪ ،‬من الكتاب‪ ،‬فقد عاد المؤلف للوقوف‬ ‫في نرجسياتها المنتجة لألحكام السهلة‪ ،‬بقدر ما أنها عمل فاحص‪،‬‬ ‫على عطاء الحركة التجارية بمدينة العرائش‪ ،‬باعتبار الدور المركزي‬ ‫يستنطق الوثائق الغميسة‪ ،‬ويحقق متون الكتابات التقليدية‪ ،‬ويعمل‬ ‫لهذه الحركة في تعزيز األهمية االقتصادية للمدينة على امتداد‬ ‫على تفكيك األطروحات الكولونيالية األصلية والمجددة‪ ،‬ويسائل عطاء‬ ‫القرون الماضية‪ .‬وقد تفرعت عن هذا المحور أربعة فصول تركيبية‪،‬‬ ‫الدرس الجامعي الوطني وحدود الفعل والتجديد داخل بنية اشتغاله‬ ‫اهتمت بالبحث في واقع النشاط التجاري بالمدينة قبل القرن ‪،19‬‬ ‫األكاديمي‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك‪ ،‬حرص المؤلف على توظيف األدوات‬ ‫اإلجرائية في النقد وفي المقارنة وفي التحقيق وفي االستثمار‪ ،‬أمكن‬ ‫ثم االنتقال لتقديم تشخيص لتحوالت هذا النشاط خالل القرن ‪،19‬‬ ‫القول إن األمر يتعلق –في نهاية المطاف‪ -‬بعمل غير مسبوق في‬ ‫مع التركيز على أهمية التجارة البحرية بهذا الخصوص‪ ،‬ونوعية‬ ‫مجاله‪ ،‬ومؤسس في ميدانه‪ ،‬ال شك وأنه يساهم في إضافة العديد‬ ‫الصادرات والواردات التي كانت تتم عبر مرسى المدينة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫من القيم بالنسبة لرصيد منجز الجامعة المغربية الراهنة بخصوص‬ ‫سمح برسم معالم النشاط المالحي الذي ميز المرسى المذكور‬ ‫أعمالها المتخصصة في ماضي مدينة العرائش وأحوازها‪.‬‬ ‫خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1850‬و‪.1912‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فالكتاب يعد مرجعا لكل باحث في التفاصيل‪ ،‬وأرضية لما‬ ‫يمكن إنجازه مستقبال‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬بالنسبة للفترة الزمنية الرئيسية‬ ‫وبتواضع العلماء الكبار‪ ،‬يشير األستاذ إدريس شهبون إلى‬ ‫المعتمدة في الدراسة‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬بالنسبة لكل حلقات تاريخ‬ ‫محدودية نتائج تنقيباته المرتبطة بإمكانياته الفردية في البحث‬ ‫مدينة العرائش العريق‪ .‬ولعلي أستحضر –في هذا اإلطار‪ -‬تجارب‬ ‫غالف الكناب‬ ‫وفي التقصي‪ ،‬فاتحا المجال أمام جهود مستقبلية كفيلة بتطوير خالصات الكتاب‬ ‫رائدة في كتابة “تاريخ المدينة”‪ ،‬عندما نجحت في تخليد قيمها الحضارية الكبرى‬ ‫من خالل أعمال مونوغرافية مؤسسة‪ ،‬مثلما هو الحال مع المؤرخ محمد داود بخصوص مدينة وإضافاته العلمية‪ .‬يقول المؤلف في خاتمة عمله‪“ :‬ولئن كانت هذه هي أهم النقط التي‬ ‫تطوان‪ ،‬أو مع المؤرخ أحمد الرهوني بالنسبة لنفس المدينة‪ ،‬أو مع المؤرخ عبد الرحمن بن تناولناها‪ ،‬حسب مبلغ علمنا وجهدنا‪ ،‬في هذا البحث مع اإلشارة إلى أننا لم نحط بكل ما له‬ ‫زيدان بالنسبة لمدينة مكناس‪ ،‬أو مع األستاذ محمد مزين بالنسبة لمدينة فاس‪ ...،‬فكتاب عالقة بالجانب التاريخي والعمراني واالقتصادي‪ ،‬فهناك جوانب أخرى لم نتمكن من الوقوف‬ ‫إدريس شهبون يستحق أن يصنف إلى جانب مثل هذه األعمال المرجعية‪ ،‬بالنظر لقوته العلمية‬ ‫ولجرأته التحليلية‪ ،‬ولفعالية أدواته المنهجية في تجميع المادة الخام وفي غربلتها وفي تصنيفها عندها الفتقارنا للمادة المصدرية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬نذكر منها الحياة االجتماعية والدينية‬ ‫ثم توظيفها‪ .‬ولقد أجمل األستاذ عبد اللطيف بربيش هذا البعد العلمي األصيل‪ ،‬بشكل دقيق والثقافية للعرائش‪ .‬كما أنه الزالت هناك العديد من المصادر المختلفة‪ ،‬المغربية واألجنبية‪،‬‬ ‫في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬نظرا لما يتضمنه الكتاب من معلومات وحقائق عن الدور المتعلقة بهذه المدينة تنتظر الدراسة والتحليل‪( ”...‬ص‪.)480 .‬‬ ‫الجهادي والتطور العمراني والبحري والديبلوماسي لمدينة العرائش‪ ،‬التي قال في وصف‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فكتاب األستاذ شهبون يشكل دليال مرجعيا‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬على مستوى كثافة‬ ‫مكانتها ملك إسبانيا فيليب الثاني “تساوي العرائش وحدها أفريقيا كلها”‪ ،‬فإننا نقدر الجهود‬ ‫التي بذلها المؤلف حق قدرها في جمع ما تناثر من آثارها في الوثائق والمصادر المرجعية مضامينه وتنوعها‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬على مستوى منهجية استثمار الوثائق والمصادر والمراجع‪،‬‬ ‫النادرة‪ ،‬وما تحمله من عناء وكد لكشف المخبوء وتجلية الجوانب التجارية واالستراتيجية وتعزيزها بسلسلة هامة من الجداول اإلحصائية التفصيلية‪ ،‬والتصاميم التوطينية‪ ،‬والرسوم‬ ‫والدفاعية لمدينة العرائش‪( ”...‬ص‪.)4 .‬‬ ‫التوضيحية‪ ،‬والفهارس التصنيفية‪ ،‬واللوائح البيبليوغرافية‪ ،‬والخرائط التركيبية‪ ،‬والمظان‬ ‫إلى‬ ‫أبواب‪،‬‬ ‫ثالثة‬ ‫بين‬ ‫عمله‬ ‫مضامين‬ ‫توزيع‬ ‫إلى‬ ‫المؤلف‬ ‫ولالستجابة ألفق البحث‪ ،‬سعى‬ ‫المصدرية‪ ،‬والذخائر الوثائقية‪ ،‬والمبيانات التجسيدية‪ ،‬والصور الفوتوغرافية‪ .‬كل ذلك‪ ،‬ساهم‬ ‫جانب مدخل تمهيدي للتعريف بالمنطقة ولضبط خصائصها الجغرافية والبشرية المتداخلة‪.‬‬ ‫ففي الباب األول‪ ،‬اهتم المؤلف بتتبع التطور التاريخي لمدينة العرائش‪ ،‬استنادا إلى خمسة في تقديم متن علمي مؤسس‪ ،‬ال شك وأنه يعتبر قاعدة للبحث في تحوالت الواقع السياسي‬ ‫فصول تجزيئية‪ ،‬تناولت وضع منطقة مصب نهر لوكوس في العصور القديمة والوسطى‪ ،‬ثم واالقتصادي والعمراني لمدينة العرائش خالل المراحل التاريخية الطويلة السابقة عن فترة‬ ‫األطماع البرتغالية في العرائش خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ ،‬فوضعية االحتالل اإلسباني االحتالل اإلسباني لعقود النصف األول من القرن ‪.20‬‬

‫التوقيت الصيفي يهدر الزمن المدرسي لتالميذ وزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬هل فعال وزارة التربية الوطنية جادة‬ ‫في االرتقاء بالتعليم لجعله نافعا كما‬ ‫سبق ودعا لذلك الملك محمد السادس؟‬ ‫هل فعال شعار “المدرسة المواطنة”‬ ‫الذي يؤطر الموسم الدراسي الجاري كما‬ ‫أعلنت عن ذلك الوزارة الوصية ‪ ،‬يجد له‬ ‫صدى في االجراءات والتدابير التي يتم‬ ‫تنزيلها ؟ كيف يمكن إنقاذ المدرسة‬ ‫العمومية من االنهيار والوزارة المعنية‬ ‫نفسها تمعن في إهدار الزمن المدرسي‬ ‫للتالميذ باستمرارها في اعتماد التوقيت‬ ‫الصيفي ؟‬ ‫ال صوت يعلو هذه األي��ام بإقليم‬ ‫وزان على صـــوت احتجاج أمهات وآباء‬ ‫التالميذ ‪ ،‬وخصوصا المتابعين أبناءهم‬ ‫لدراستهــم بالمؤسســـات التعليميــــة‬ ‫المنتشرة بالعالم القروي‪ ،‬وهم يقفون‬ ‫شهود عيان على مساحة واسعة من الزمن المدرسي تجرفها سيول استهتار الوزارة الوصية التي أذعنت‬ ‫لقرار الحكومة القاضي باعتماد التوقيت الصيفي ‪ ،‬ولم ترفع نقطة نظام في وجهها حتى ال يسري هذا‬ ‫التوقيت على المدرسة العمومية نظرا للطبيعة االستثنائية للقطاع ‪.‬‬ ‫الظروف الصعبة التي تعيشها ساكنة العالم القروي ‪ ،‬ورغم المجهودات المبذولة المسجلة في‬ ‫العقدين األخيرين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ‪ ،‬ال تحتاج لتشريح ‪ ،‬لكن للمسكوكة الشعبية “ لي حرثو‬ ‫الجمل دكو “ موقع قدم فيما تم فتحه من أوراش ‪ .‬ويكفي االشارة إلى أن من يؤدي فاتورة التهميش‬

‫واإلق��ص��اء بهذا العالم المنكوب هم‬ ‫التالميذ الذين على الكثير منهم قطع‬ ‫مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة‬ ‫تحت جنح الظالم ‪ ،‬مع ما تحمله معها‬ ‫خيوط الظالم هذه من مخاطر تذهب‬ ‫ضحيتها الفتيات‪ .‬وحســب شهــــادات‬ ‫متعددة أفاد بها الجريدة العديد من‬ ‫نساء ورج��ال التعليم‪ ،‬فإن عددا كبيرا‬ ‫من التالميذ ال يصلــون نهائيــا إلى‬ ‫مدارسهم في الوقت المحدد‪ ،‬وهذا‬ ‫خ��ارج عن ارادتهم ‪ ،‬والنتيجة يضيف‬ ‫هؤالء ‪ ،‬ضياع مساحة زمنية واسعة من‬ ‫الزمن المدرسي ‪ ،‬وحصول ارتباك كبير‬ ‫في تدبير الغالف الزمني المخصص لكل‬ ‫مادة دراسية ‪.‬‬ ‫للتذكير فقط‪ ،‬فقــد سبــق لرئيسة‬ ‫مجلس الطفل بوزان الذي كانت وراء‬ ‫إحداثه هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬وذلك تفعيال‬ ‫لروح المشاركة المواطنة التي يؤطرها دستور المملكة والقوانين التنظيمية ذات الصلة ‪ ،‬سبق)لها أن‬ ‫ترافعت في لقاء عمومي هام نظمته المديرية االقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان شهر أبريل األخير‬ ‫‪ ،‬طالبت فيه باسم تالميذ وزان بعدم اعتماد هذا التوقيت ‪ ‬واستفاضت في تشريح أضراره ‪ .‬لكن غابت‬ ‫“ المدرسة المواطنة “ ‪ ،‬وتم تعطيل الدستور الذي ينتصر للحوار والتشاور ‪ ،‬عندما لم تتفاعل ايجابيا‬ ‫وسريعا ‪ ،‬المديرية اإلقليمية واألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مع هذا المطلب الذي يحمي مبدأ‬ ‫تكافؤ الفرص ‪ ،‬ويعمل على مأسسة التشاور العمومي ‪ ،‬وينمي روح االجتهاد والترافع لدى الناشئة‪ .‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫من يقف وراء تخريب‬ ‫الملك العام بوزان ؟‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)429‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‪ ‬‬ ‫هل تكلست قيم المواطنة الحقة عند حفنة من المحسوبين على فصيلة البشر‬ ‫بدار الضمانة وما هم ببشر‪ ،‬وانحطت أخالقهم‪/‬هن إلى ما تحت درجة الصفر ‪ ،‬فقرروا‬ ‫تفريغ أكياس الحقد التي تسكن قلوبهم‪/‬هن ‪ ،‬على كل ما هو مشترك ماديا ورمزيا بين‬ ‫الساكنة ‪ ،‬وبين هذه األخيرة وزوار وزان ؟‬ ‫فبعد عملية إشعال النيران في العشرات من حاويات األزبال ‪ ،‬وإتالف تلك المعلقة‬ ‫بأعمدة اإلنارة العمومية ‪ ،‬وبعد تحطيم المزهريات (المحابق) ‪ ‬التي كانت قد تزينت بها‬ ‫شوارع رئيسية ‪ ‬بالمدينة بمناسبة تنظيم الدورة الرابعة لمنتدى المدن العتيقة ‪ ،‬يأتي‬ ‫اليوم الدور على الكراسي القليلة التي تعززت بها بعض الفضاءات العمومية ‪.‬‬ ‫فقد وقفت الجريدة مساء يوم اإلثنين على عمل إجرامي ‪ /‬همجي‪ ،‬كانت عرضة له‬ ‫بعض الكراسي سبق لمجلس الجماعة في والية سابقة أن ثبتها على طول رصيفي‬ ‫طريق الرباط ‪ ،‬وذلك تفاعال مع مطلب كان فاعلون مدنيون قد ترافعوا من أجله حتى‬ ‫يتمكن المسنون والمسنات والنساء وغيرهم من أخد قسط من الراحة بعد جولة على‬ ‫امتداد الشارع المذكور بعيدا عن ضجيج قلب المدينة ‪.‬‬ ‫الفعل االجرامي المذكور الذي خلف استياء عميقا في نفس كل من وقف على‬ ‫بشاعته ‪ ،‬تجلى في صب كمية كبيرة من الزيوت المحروقة للسيارات على بعض‬ ‫الكراسي( انظر الصورة ) ‪ ‬حتى ال يستعملها من جديد رواد الشارع المذكور‪ .‬كما أكد‬ ‫هذا االعتداء على الملك العام ‪ ،‬بأن العملية من فعل فاعل‪ ،‬وأنها مدروسة ومرتب لها‬ ‫بعناية دقيقة‪.‬‬ ‫موجة االستنكار التي توسعت رقعتها تنديدا بهذه الهمجية ‪ ،‬انتهت بارتفاع‬ ‫أصوات مدنية مطالبة بالتعجيل بفتح تحقيق يمكن العدالة من وضع يدها على من‬ ‫يقف وراء تخريب الممتلكات العامة ‪.‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪** HOME IMPORT EXPORT** SARL AU‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 28/09/2018 à Tanger. Il a‬‬ ‫‪établi les statuts d’une société à responsabilité limitée a associé unique dont les‬‬ ‫‪caractéristiques suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** STE HOME IMPORT EXPORT** SARL (AU) au capital‬‬ ‫‪social : 10.000 dirhams divisé en 100 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part‬‬ ‫‪réparties comme suit :‬‬ ‫‪Mlle. BLADI SOUHAILA: 100 parts.‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement : IMPORT EXPORT.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: AV. HAFID IBN ABDELBAR N° 127 KAISSARIAT ANDALOUS‬‬ ‫‪INZAREN SOUS-SOL N° 9 –TANGER.‬‬ ‫‪GERANCE : Mlle. BLADI SOUHAILA est désigné en qualité de gérante de la‬‬ ‫‪société et cela pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont réparties entre les associés après prélèvement de la‬‬ ‫‪réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal‬‬ ‫‪de commerce de Tanger en date du 09/10/2018‬‬ ‫‪La gérante‬‬ ‫‪Mlle : BLADI SOUHAILA‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪429‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 962‬ـ الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)20‬‬ ‫الحظ السئ يعطل مسيرة‬ ‫أرشافين مع روسيا‬

‫تظل المشاركة في كأس العالم‪ ،‬هو الحلم األهم لدى جميع العبي كرة القدم‪،‬‬ ‫وكما ابتسم الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك‬ ‫المسابقة األعظم على اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت‬ ‫دامت لسنوات عديدة‪ .‬ومع اقتراب موعد انطالق نهائيات كأس العالم روسيا‬ ‫‪ ،2018‬نعود بالذاكرة لبعض النجوم الذين خاضوا ذلك المحفل العالمي‪ ،‬كما نلقي‬ ‫الضوء على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ في الظهور بالمونديال‪ .‬ويستعرض لكم‬ ‫«كووورة»‪ ،‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في‬ ‫المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة رقم ‪ 18‬عن النجم الروسي أندري أرشافين‪.‬‬

‫موهبة كبيرة‪:‬‬

‫برز أرشافين مع فريق زينيت سان بطرسبرج وتدرج في المراحل السنية حتى‬ ‫تم تصعيده ألول مرة إلى الفريق األول موسم ‪ 1999-2000‬بعدما لفت األنظار‬ ‫لسرعته الكبيرة وقدرته على المراوغة‪ .‬ولعب النجم الروسي الشهير دورا مع زينيت‬ ‫في الحصول على لقب كأس االتحاد األوروبي موسم ‪ ،2007-2008‬حيث تألق خالل‬ ‫المسابقة وحصل على جائزة أفضل صانع ألعاب‪ ،‬كما دخل قائمة المرشحين الـ ‪28‬‬ ‫للكرة الذهبية‪ .‬توهجه على المستوى القاري بالفوز بكأس االتحاد األوروبي‪ ،‬ثم الفوز‬ ‫بكأس السوبر األوروبي أمام مانشستر يونايتد‪ ،‬وضع أمامه العديد من العروض من‬ ‫فرق أوروبية كبيرة‪ ،‬إال أنه قرر خوض تجربة االحتراف في يناير ‪/‬كانون الثاني ‪2009‬‬ ‫باالنتقال إلى آرسنال اإلنجليزي مقابل ‪ 15‬مليون جنيه استرليني‪.‬‬

‫مباراة العمر‪:‬‬

‫ركز أرشافين في أولى مواسمه مع آرسنال على البطوالت المحلية فقط‪ ،‬حيث‬ ‫منع من المشاركة في دوري األبطال نظرا لمشاركته في دور المجموعات مع زينيت‪،‬‬ ‫وسرعان ما اكتسب حب الجمهور الذي استمتع بطريقة لعبه‪ .‬في أبريل ‪ 2009‬كان‬ ‫أندري على موعد مع مباراة تاريخية‪ ،‬بعدما سجل بمفرده ‪ 4‬أهداف في مرمى ليفربول‬ ‫على ملعب أنفيلد‪ ،‬في مباراة أنتهت بالتعادل ‪ ،4-4‬حيث أصبح سادس العب يسجل‬ ‫سوبر هاتريك خارج ملعبه طوال تاريخ الدوري اإلنجليزي‪ ،‬إلى أن أختاره الجمهور‬ ‫كثاني أفضل العب في الموسم على الرغم من مشاركته في ‪ 12‬مباراة فقط في‬ ‫الدور الثاني‪ .‬كانت اإلصابات العقبة الوحيدة أمام النجم الروسي‪ ،‬حيث انتظر منه‬ ‫الجميع أن يقود الفريق لتحقيق األلقاب‪ ،‬حيث لعب موسمي ‪ 2009-2010‬و‪2010-‬‬ ‫‪ 2011‬بصورة أساسية‪ ،‬ولكن انخفض مستواه بسبب كثرة اإلصابات حتى قلت‬ ‫مشاركته وعاد إلى زينيت عام ‪.2012‬‬

‫المسيرة الدولية‪:‬‬

‫كاد أن ينضم أرشافين لقائمة المنتخب الروسي في مونديال ‪ 2002‬ولكنه‬ ‫أستبعد في المراحل األخيرة نظرا لصغر سنه‪ ،‬فيما لم يشارك في مونديال ‪2006‬‬ ‫بعدما حلت روسيا ثالثا في مجموعتها بالتصفيات‪ ،‬كما فشلت محاولته الثالثة في‬ ‫مونديال ‪ 2010‬حيث فشلت في تجاوز مبارتي البالي أوف أمام سلوفينيا بالفوز ‪2-1‬‬ ‫في الذهاب والهزيمة ‪ 1-0‬في العودة‪ .‬وفي مونديال ‪ ،2014‬قام اإليطالي فابيو‬ ‫كابيلو باستبعاد أرشافين من القائمة المسافرة إلى البرازيل‪ ،‬ليتبدد حلمه في‬ ‫المشاركة في المحفل العالمي‪ .‬كان ‪ 2008‬هو عام التألق بالنسبة ألرشافين‪ ،‬حيث‬ ‫ذهب للمشاركة في يورو ‪ 2008‬مع روسيا وتمكن من إحراز هدف التأهل إلى دور‬ ‫ربع النهائي أمام السويد‪ ،‬ثم عاود التألق أمام هولندا بتسجيل هدف وصناعه اآلخر‪،‬‬ ‫ولكن توقفت رحلته بالهزيمة من إسبانيا في نصف النهائي بثالثية نظيفة‪ .‬ويلعب‬ ‫أرشافين صاحب الـ ‪ 36‬عاما اآلن مع نادي كاريات في الدوري األوزبكي بعد خوض‬ ‫فترة مع فريقي زينيت وكوبان بالدوري الروسي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫حقق العجالني المدرب الجديد التحاد طنجة عالمتين سلبيتين بهزيمة في أول ظهور له في‬ ‫البطولة أمام الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬وخروج من منافسات كاس العرش أمام الوداد‪ .‬ما يوحي أن حامل‬ ‫اللقب سيعاني بدون شك‪ .‬وسيكون مكتب اتحاد طنجة وضع نفسه في ورطة حين اتخذ قرارا متسرعا‬ ‫بإقالة المدرب ادريس لمرابط‪ .‬وسيكون المكتب المسير كذلك هو المسؤول األول واألخير عن تراجع‬ ‫الفريق‪ ،‬ألن المدرب التونسي بدون سيختفي وراء التشكيلة واالنتدابات‪ ،‬وسيقول أنه ليس هو المسؤول‬ ‫عليها ووجد الفريق بال روح‪ ،‬في حين أن النتائج لو حالفته فإن كالمه سيختلف بطبيعة الحال‪ ،‬والخاسر‬ ‫األكبر هنا هو الفريق وجمهوره‪ .‬وكان على المكتب أن يتحلى بقليل من الصبر ويحكم المنطق‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن الفريق في بداية مشوار الموسم الجديد‪ ،‬والعبرة من فريق الجيش الملكي بمسيريه المحنكين‬ ‫الذين لم يتسرعوا بإقالة امحمد فاخر رغم أن نتائج الفريق أسوأ بكثير من اتحاد طنجة‪ ،‬ألنهم واعون‬ ‫بظروف بداية الموسم الرياضي‪ .‬عموما نتمنى أن يكون تخميننا خاطئ‪ ،‬وأن يخرج الفريق من عنق‬ ‫الزجاجة‪ ،‬وننتظر األيام المقبلة عساها توضح لنا خبايا ما يحدث داخل الفريق‪ .‬ربما أن هناك أشياء غلط‬ ‫يجب تصحيحها لمصلحة الفريق والجمهور والمدينة ككل‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫أنطوان سمرايا‪...‬‬

‫المحامي للمغرب التطواني المعتمد لدى القضايا الدولية‬

‫صباح الخير السيد أنطوان‪ ،‬من فضلك هل يمكنك تقديم‬ ‫نفسك للجمهور ولقراء موقعنا‪ ،‬و كيف تقيم طبيعة العالقة التي‬ ‫تجمعك كمحام بنادي المغرب التطواني؟‬ ‫أنا أنطوان سمرايا‪ ،‬محامي بهيئة‬ ‫باريس بفرنسا‪ ،‬أشتغل على نحو مستمر‬ ‫ودائم في القضايا والملفات الرياضية ‪،‬‬ ‫سواء بفرنسا أو على المستوى الدولي‪.‬‬ ‫تغمرني السعادة للدفاع عن مصالح‬ ‫ن��ادي المغرب التطواني‪ ،‬عبر عالقة‬ ‫الوساطة التي أرساها معي الدكتور‬ ‫مصطفى الزباخ‪ .‬والذي حدّثني ضمن‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬عن بعض الملفات والنزاعات‬ ‫القانونية المعروضة لها عالقة بأجراء‬ ‫قدامى للنادي الذين وضعوا شكاوى لدى‬ ‫مؤسسة االتحاد الدولي الفيفا‪ .‬وعلى‬ ‫خلفية ذلك‪ ،‬أتشرف بتوّلي موقع المدافع‬ ‫عن مصالح النادي التطواني في مختلف‬ ‫الملفات المطروحة على الفيفا‪ ،‬وأتمنى‬ ‫أن أستطيع التخفيف من حجم اإلضرار‬ ‫المالي بالفريق‪ .‬وإلغاء العقوبات ضده‪،‬‬ ‫ليتسنّى له أداء مبالغ مالية أقل من‬ ‫المطالب بها من قبل هؤالء الالعبين‪،‬‬ ‫ألن هناك م��ب��ررات قانونية لصالح‬ ‫النادي أيضا‪ .‬وبالنسبة لطبيعة العالقة‬ ‫التي تجمعني كمحام بنادي المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬ما يمكن اإلشارة إليه ضمن‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬هو االفتقاد إلى ذلك الجانب البسيط في التعاطي مع ملفات‬ ‫الفريق‪ ،‬فبالمقابل نجد سهولة في التعامل مع األندية الفرنسية‪ .‬حيث‬ ‫أن األمور هناك أكثر هيكلة‪ ،‬أكثر احترافية‪ ،‬بينما هنا األمر العجيب هو‬ ‫أننا نحتاج إلى فعل كل شيء في مجال االحتراف‪ .‬فإن أمورا حدثت على‬ ‫زمن الرئيس السابق‪ ،‬ما تكلمت بشأنه قليال‪ ،‬هذا الصباح مع الدكتور‬ ‫الزباخ‪ .‬وأتمنى أن أستغل مناسبة تدخلي لصالح الفريق‪ ،‬وأتمكن ربما‬ ‫للحديث عن النادي التطواني في باريس بفرنسا‪ ،‬وأن أحاول ‪-‬لما ال؟‬ ‫ جلب بعض المستشهرين‪ .‬فتطوان مدينة أحبها‪ .‬لقد كرست وقتا‬‫للدفاع عن النادي ومساعدته قانونيا‪ .‬وأود أن تمتدّ هذه العالقة إلى‬ ‫جوانب أخرى لتنمية الجانب التجاري واالستراتيجي واإلشهاري‪ ،‬من أجل‬ ‫مصلحة المدينة والنادي‪.‬‬

‫هل يمكننا أن نعول عليك في التخفيف من وطأة تكاليف‬ ‫هذه النزاعات؟‬ ‫سنبذل قصارى الجهد‪ .‬النقاشات جارية مع محاميي األجراء الذين‬ ‫رحلوا عن النادي‪ ،‬والذين لم يعد لهم ما يفعلون بتطوان‪ ،‬وطالبوا‬ ‫بالمال‪ .‬ونحن من جهتنا‪ ،‬سنحاول أن نفهمهم أن هذه األموال متنازع‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫عليها‪ ،‬وبما أنهم غادروا الفريق أخالقيا ال تحق لهم‪ ،‬بناء على النتائج‬ ‫التي حققوها مع الفريق‪ ،‬والتي لم تكن في مستوى انتظارات النادي‬ ‫وتطلعاته‪ .‬واليوم عندما نطالب بتحصيل األجور كاملة‪ ،‬إلى حدود‬ ‫نهاية مدة العقود التي كانت تربطهم‬ ‫بالفريق‪ ،‬هذا األمر ليس حتميا ـ وإن كان‬ ‫يتأسس على معطيات قانونية‪ .‬ألنه ال‬ ‫يعكس الحقيقة‪ .‬التي أتمنى الدفاع عنها‬ ‫من أجل تخفيض المبالغ اإلجمالية‪ ،‬التي‬ ‫يطالب بها هؤالء الالعبون‪.‬‬

‫كيف تنظر إلى موقفنا القانوني‬ ‫كناد على صعيد هده الملفات؟‬ ‫أعتقد أنه كانت هناك ربما بعض‬ ‫النقائص أثناء إب��رام العقود‪ ،‬حيث أن‬ ‫األجور كانت مرتفعة جدا في عالقتها مع‬ ‫القيمة الرياضية واالستراتيجية لبعض‬ ‫المدربين‪ .‬ولكن لألسف تم توقيع تلك‬ ‫العقود‪ .‬وعندما نوقع عقودا من الطبيعي‬ ‫أن تبلغ تنفيذ مدتها الكاملة‪ .‬بل وعندما‬ ‫نريد توقيف هده العقود‪ ،‬علينا أن نبرر‬ ‫ذلك عبر خطأ جسيم بشكل عام‪ ،‬أو أن‬ ‫نصل إلى اتفاق بالتراضي‪ .‬أعتقد أن‬ ‫نادي تطوان‪ ،‬حاول من جهته بشكل ما‬ ‫التوصل إلى اتفاق بالتراضي مع األطراف‬ ‫األخرى‪ .‬ولكن لألسف هؤالء المدربون‬ ‫والالعبون لم يرغبوا في الدخول في مفاوضات وحوار‪ ،‬ولألسف لجؤوا‬ ‫إلى أقصى حد كما فعل البعض للمطالبة باألموال من الفيفا‪ .‬إذن ال‬ ‫يتعلق األمر بتماطل وال بلعبة شد الحبل من قبل النادي التطواني‪.‬‬ ‫ألنني أعتقد أنه كان باإلمكان التوصل إلى اتفاق‪ .‬فإذا تبقت سنة من‬ ‫العقد‪ ،‬كان يمكن تسوية ستة شهور مثال‪ .‬وبما أنهم ذهبوا بعيدا‬ ‫بهذا المسار يطالبون اليوم بمبالغ األجور كاملة‪ ،‬التي كان باإلمكان‬ ‫تخفيضها إذا ما كنا توصلنا إلى اتفاق‪ .‬إذن قانونيا مطلبهم مؤسس‪،‬‬ ‫ولكن مرة أخرى ومن زاوية أخالقية‪ ،‬واستنادا إلى موارد النادي كان‬ ‫يجب عليهم أخذ ذلك بعين االعتبار‪ .‬رغم أنني أعتقد أن األطراف‬ ‫األخرى ال تفكر إال في المال‪ ،‬واليهمها االنتباه إلى واقع النادي الذي‬ ‫يوجد في طور إعادة البناء والهيكلة وال يمكنه دفع كل هذه األموال‬ ‫دفعة واحدة‪ .‬أكثر من ذلك فإن ناديكم يخضع في شكله لنموذج‬ ‫الجمعية التي تعتمد على الدعم العمومي‪ .‬حيث المال ال يسقط من‬ ‫السماء‪ .‬وعليه تحتاجون أن تشرحوا لهؤالء األشخاص أنه علينا أن‬ ‫نتصرف وفق هذه المعطيات في أداء المبالغ المالية‪ .‬حيث المسألة‬ ‫ليست بيد النادي وحده‪ ،‬بل مرهونة أيضا بالمنح العمومية‪.‬‬

‫مزاعم االغتصاب تهدد رونالدو‬ ‫بخسارة مليار إسترليني‬

‫كشفت تقارير صحفية بريطانية يوم الجمعة‪ ،‬عن تهديد جديد لالعب البرتغالي‬ ‫كريستيانو رونالدو‪ ،‬نجم يوفنتوس‪ ،‬والذي يتعلق بمزاعم قضية االغتصاب التي وجهت‬ ‫إليه‪ .‬وكشفت‪ ‬صحيفة «ذا صن» البريطانية‪ ،‬أنه في حالة إدانة الالعب البرتغالي فإنه‬ ‫سيخسر الكثير من الرعاة‪ ،‬كما أنه سيتعرض للضرر على مستوى عالمته التجارية‬ ‫الخاصة‪ ،CR7 ‬وهو ما سيكلفه مبالغ طائلة قد تصل إلى مليار جنيه إسترليني‪ .‬ويملك‬ ‫الالعب البرتغالي عقودا طويلة األجل مع العديد من الشركات‪ ،‬والتي يحصل بموجبها‬ ‫على مبالغ طائلة‪ ،‬وصلت في عام ‪ 2017‬إلى ‪ 70‬مليون جنيه‪ ‬إسترليني‪ .‬وكانت شركة‬ ‫نايكي قد أعلنت عن عقد رعاية مدى الحياة مع الالعب البرتغالي في أواخر عام ‪،2016‬‬ ‫والذي سيكلفها ما يقرب من ‪ 760‬مليون جنيه إسترليني‪ .‬أما شركة ‪EA Sports‬‬ ‫لأللعاب اإللكترونية والتي تستخدم النجم البرتغالي كوجه إعالمي‪ ،‬فقالت أيضًا‪« :‬نحن‬ ‫نراقب الوضع عن كثب‪ ،‬حيث نتوقع من الرياضيين والسفراء التعامل بطريقة تتفق مع قيم ‪ .»EA‬كما يحصل رونالدو على الكثير من األموال من‬ ‫خالل نشره على حساباته في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬ويقال أنه في آخر ‪ 12‬شهرًا نشر ‪ 580‬مرة على حساباته الشخصية‪ ،‬وهو ما جعل حجم‬ ‫الرعاية يصل إلى ‪ 700‬مليون جنيه إسترليني‪ .‬واستشهدت الصحيفة بعدد من الرياضيين مثل سائق الدراجات النس أرمسترونج الذي خسر ‪150‬‬ ‫مليون جنيه إسترليني بسبب فضيحة منشطات‪ ،‬والمالكم مايك تايسون الذي خسر كل ثروته بعد أن سحبت شركة (بيبسي) رعايتها منه بعد‬ ‫اتهامه بإساءة معاملة زوجته السابقة‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الروح الرياضية تغرم المغرب التطواني‬ ‫وتغلق ملعبه لمباراة واحدة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫رئيس الفيفا ينوه بدور المغرب في تطوير كرة القدم اإلفريقية‬

‫على أثر األحداث التي عرفتها المباراة التي جمعت بين‬ ‫المغرب التطوان ونظيره الكوكب المراكشي يوم الجمعة‬ ‫‪ 28‬شتنبر برسم الدورة الرابعة من بطولة اتصاالت المغرب‬ ‫القسم الوطني األول‪ ،‬اجتمعت لجنة الروح الرياضية والتأديب‬ ‫يوم االثنين فاتح أكتوبر‪ ،‬وبعد اطالعها على التقارير الواردة‬ ‫عليها بخصوص هذه المباراة‪ ،‬سجلت تجاوزات صدرت عن‬ ‫فئة من جمهور المغرب التطواني‪ ،‬والمتمثلة في رمي الفريق‬ ‫الزائر بالقنينيات والحجارة‪ ،‬ترتب عنها إصابة أحد الالعبين‬ ‫وتوقيف مؤقت للمباراة وكذلك رفع وترديد شعارات ال صلة‬ ‫لها بالرياضة‪ ،‬وقررت اللجنة معاقبة الفريق التطواني بإجرائه‬ ‫مباراة واحدة دون جمهور تغريمه بمبلغ ‪ 50‬الف درهما‪.‬‬

‫وبلغت الغرامات الموقعة على الفريق ‪ 70‬ألف درهم في‬ ‫اسبوع واحد‪ ،‬بعدما كانت اللجنة المركزية التأديبية غرمت‬ ‫الفريق بمبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب‬ ‫االصطناعية في ديربي الشمال أمام اتحاد طنجة وتزيد مثل‬ ‫هذه القرارات من معاناة فريق الحمامة البيضاء الذي يشكو‬ ‫أزمة مالية وأزمة نتائج بعدما حقق نقطة واحدة هذا الموسم‬ ‫في منافسات البطولة من تعادل في ديربي الشمال أمام جاره‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬وهزيمة باخريبكة ثم هزيمة مذلة بملعبه أمام‬ ‫الكوكب المراكشي بأربعة أهداف مقابل هدف في مباراة ضخ‬ ‫فيها الفريق في خزانته مبلغ ‪ 150670‬درهما مداخل بيع‬ ‫‪ 5021‬تذكرة وفق بالغ للجنة التنظيمية للمباراة‪.‬‬

‫يحل وفد من جمعية الصحافة لمدينة كاديس‪ ،‬جنوب‬ ‫إسبانيا‪ ،‬بمدينة طنجة أيام الجمعة‪ ،‬السبت و االحد ‪ 3 ،2‬و‪4‬‬ ‫نوفمبر المقبل‪ ،‬من أجل المشاركة في مباراة ودية في كرة‬ ‫القدم ضد فريق الجمعية الرياضية لقدماء العبي اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬ ‫وتدخل هذه المباراة في إطار أنشطة الجمعية الطنجاوية‬ ‫التي يرأسها أمين بنجيد من أجل فتح جسور التواصل ونسج‬ ‫عالقات التعارف وتبادل الخبرات مع جمعيات الضفة األخرى‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن جمعية الصحافة لمقاطعة كاديس‬ ‫األندلسية‪ ،‬تعتبر من أعرق الجمعيات بالجارة إسبانيا‪ ،‬تنشط‬

‫منذ ‪ 109‬سنة‪ ،‬حيث تأسست بالتحديد سنة ‪ 1909‬وتحتضن‬ ‫‪ 250‬صحفي‪ ،‬وتنشط تحت شعار «حرية التعبير»‪ .‬واختارت‬ ‫االنخراط في التنشيط الرياضي منذ سنة ‪ 2001‬من خالل‬ ‫تكوين فريق لكرة القدم بمتوسط العمر ‪ 40‬سنة‪ ،‬يشرف عليه‬ ‫السيد فيرناندو سانتياغو الذي سبق له أن تقلد مهام رئيس‬ ‫الجمعية في عهد سابق‪ .‬واختار فريق الضيف اإلسباني‪ ،‬وجهة‬ ‫طنجة لالنفتاح على المغرب بعد جوالت أخرى قام بها في إطار‬ ‫أنشطته الخارجية لكل من المكسيك‪ ،‬نيويورك‪ ،‬لندن‪ ،‬برلين‪،‬‬ ‫باريس‪ ،‬دبلن‪ ،‬استوكهولم وجميع أنحاء إسبانيا‪.‬‬

‫صحافة كاديس في ضيافة الجمعية‬ ‫الرياضية لقدماء العبي اتحاد طنجة نوفمبر‬ ‫المقبل‬

‫ألقى فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬والنائب الثالث‬ ‫لرئيس الكاف‪ ،‬كلمة باسم االتحادات اإلفريقية في أشغال الجمعية العمومية غير‬ ‫العادية ال‪ 12‬للكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪ ،‬أعلن من خاللها دعم االتحاد‬ ‫اإلفريقي لكرة القدم لترشيح جياني إنفانتينو لوالية ثانية على رأس اإلتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬في االنتخابات التي ستعقدها الفيفا شهر يونيو المقبل‪ ،‬بمدينة باريس‬ ‫‪ .‬من جهته شكر‪ ‬رئيس الفيفا‪ ،‬فوزي لقجع على كلمته‪ ،‬وشكر المغرب على ما قدمه‬ ‫لتطوير كرة القدم في إفريقيا‪ ،‬مثنيا على االستقبال األخير الذي خصص له من قبل‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬والذي فتح آفاقا جديدة‬ ‫للتعاون المثمر‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬نوه جياني انفانتينو‪ ،‬بالدور الكبير الذي يلعبه‬ ‫المغرب في مجال تطوير منظومة كرة القدم االفريقية‪ .‬وقال رئيس االتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم‪»:‬أود أن أشيد بالعمل الريادي الذي يضطلع به المغرب في سبيل تطوير‬ ‫منظومة كرة القدم اإلفريقية»‪ ،‬كما «نوه بالعمل الدؤوب والحثيث الذي يقوم به‬ ‫رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وعضو المكتب التنفيذي للكاف‪ ،‬السيد‬ ‫فوزي لقجع في سبيل النهوض بكرة القدم المغربية‪ ،‬وتطوير آليات ممارسة هذا‬ ‫الصنف الرياضي بالقارة اإلفريقية»‪ .‬وأوضح انفانتينو أن المملكة المغربية تحظى‬ ‫بمكانة الخاصة لدى اإلتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬مذكرا أنه قام بالعديد من الزيارات‬ ‫إلى المغرب‪ ،‬حيث وقف عن قرب على األوراش التي فتحتها الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم لتطوير منظومة كرة القدم‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫العيون تستضيف نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل‬ ‫القاعة لسنة ‪2020‬‬ ‫منح المكتب التنفيذي لالتحاد االفريقي لكرة القدم شرف تنظيم بطولة إفريقيا‬ ‫لكرة القدم داخل القاعة سنة ‪ 2020‬لمدينة العيون‪ ،‬التي تستجيب لدفتر التحمالت‬ ‫التي تشترطها الكونفيدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪ ،‬في تنظيم مثل هذه المنافسات‪.‬‬ ‫كما أسندت الكاف للمغرب كذلك‪ ،‬شرف تنظيم كأس إفريقيا ألقل من ‪ 17‬لسنة‬ ‫‪ ،2021‬خالل اجتماع المكتب التنفيذي للكاف الذي عقده مساء الجمعة ‪ 28‬شتنبر‬ ‫‪ 2018‬بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫رونار يكشف عن الئحة األسود التي تواجه جزر القمر‬ ‫كشف الناخب الوطني هيرفي رونار يوم الثالثاء ‪ 2‬أكتوبر ‪ 2018‬عن الالئحة‬ ‫النهائية للمنتخب الوطني األول‪ ،‬في مواجهته المزدوجة لمنتخب جزر القمر‪،‬برسم‬ ‫الجولتين الثالثة والرابعة من اإلقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا ‪ .2019‬‬ ‫المباراة األولى سيستضيفها المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء‬ ‫يوم السبت ‪ 13‬أكتوبر‪ 2018‬على الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي‪ ،‬فيما‬ ‫ستجرى المباراة الثانية يوم الثالثاء ‪ 16‬أكتوبر بملعب سعيد محمد الشيخ الدولي‬ ‫في ميتساميولي بدولة جزر القمر على الساعة‪ ‬الثالثة بعد الزوال بالتوقيت المحلي‪.‬‬ ‫وسينطلق معسكر األسود يوم اإلثنين ‪ 8‬أكتوبر ‪ 2018‬ببوزنيقة‪ ،‬وفيما يلي أسماء‬ ‫‪ 26‬العبا المنادى وهم‪ ،‬الكجوي (المحمدي) منير‪ ،‬بونو ياسين‪ ،‬التكناوتي أحمد رضى‪،‬‬ ‫درار نبيل‪ ،‬مزراوي نصير‪ ، ‬داكوستا مروان‪ ،‬سايس غانم‪ ،‬منديل حمزة‪ ،‬أمرابط سفيان‪،‬‬ ‫حكيمي أشرف‪ ،‬اكرد نايف‪ ،‬األحمدي العروسي كريم‪ ،‬أيت بناصر يوسف‪ ،‬بوصوفة‬ ‫مبارك‪ ،‬بوربيعة مهدي‪ ، ‬بلهندة يونس‪ ،‬فجر فيصل‪ ،‬أمرابط نورالدين‪ ،‬زياش حكيم‪،‬‬ ‫الكعبي أيوب‪ ،‬بوطيب خالد‪ ،‬النصيري يوسف‪ ،‬أزارو وليد‪ ، ‬السعيدي صالح الدين‪، ‬‬ ‫الحداد إسماعيل‪ ‬و حافيظي عبد اإلله‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫توقيف مدربين وتغريم أندية من طرف لجنة التأديب‬

‫عصبة الشمال تحدد ‪ 15‬أكتوبر آخر أجل‬ ‫لتسوية وضعية أنديتها‬

‫تحضيرا النطالق الموسم الرياضي ‪ 2018/2019‬تهيب‬ ‫عصبة الشمال إلى السادة رؤساء األندية التي لم تجدد انخراطها‬ ‫و لم تعمل على وضع ملفاتها بإدارة العصبة بضرورة تسوية‬ ‫وضعيتها اإلدارية و المالية‪ .‬و حددت العصبة تاريخ ‪ 15‬أكتوبر‬ ‫‪ 2018‬كآخر أجل‪ .‬وبناء على قرار مجلس العصبة فكل فريق لم‬ ‫يسوي وضعيته القانونية والمالية منها الديون المترتبة على‬ ‫الفرق بسبب عقوبات االعتذارات الموسم الماضي لن يستفيد من‬ ‫مجانية التحكيم وسيكون ملزما بأدائه في كل مبارة‪ .‬وللتذكير‬ ‫فالوثائق المطلوبة هي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -‬نسختين من طلب المشاركة مع تحديد عدد الفئات‪ ‬‬

‫ نسختين من نموذج التوقيعات‪ ‬‬‫ نسختين من محضر الجمع العام السنوي مصادق عليه‬‫ نسختين من الئحة أعضاء المكتب ‪ 2015/2016‬مصادق‬‫عليها‬ ‫ نسختين من القانون األساسي للجمعية مصادق عليه‬‫ نسختين من التقرير األدبي والمالي للجمعية مصادق عليه‬‫ نسختين من وصل اإليداع لدى السلطة مصادق عليه‬‫‪ -‬رخصة الملعب‪ ‬وواجب االنخراط‪.‬‬

‫في اجتماعها ليوم الثالثاء ‪ 2‬أكتوبر‪ ،‬قررت اللجنة المركزية للتأديب التابعة‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬توقيف محمد أمين بنهاشم‪ ،‬مدرب فريق‬ ‫أولمبيك خريبكة لمباراتين واحدة منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪5000‬‬ ‫درهما‪ ،‬بعد طرده في المباراة التي جمعت ناديه بنهضة بركان برسم دور الثمن‬ ‫نهائي من منافسات كأس العرش‪ .‬كما أوقفت منير الجعواني‪ ،‬مدرب فريق نهضة‬ ‫بركان لمباراتين واحدة منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪،‬‬ ‫بعد طرده في المباراة نفس المباراة‪ ،‬و‪ ‬تغريم أولمبيك خريبكة‪ ،‬مبلغ ‪ 25‬ألف درهما‪،‬‬ ‫الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‪ ،‬ورميها على أرضية ملعب الفوسفات‪ ،‬ومبلغ‬ ‫‪ 2000‬درهما لحصول الفريق على ‪ 4‬إنذارات خالل نفس المباراة‪ .‬وتغريم نهضة‬ ‫بركان مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته‬ ‫بشباب الريف الحسيمة برسم الجولة ‪ 4‬من بطولة اتصاالت المغرب القسم األول‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫وديتان للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة أمام المنتخب‬ ‫الجزائري‪ ‬‬ ‫يخوض المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬يومي ‪ 12‬و ‪ 15‬أكتوبر ‪2018‬‬ ‫مباراتين وديتين أمام المنتخب الجزائري‪ .‬وستجرى المباراتان على أرضية ملعب‬ ‫العبدي بمدينة الجديدة‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬وجه السيد مارك فوت‪ ،‬مدرب المنتخب‬ ‫الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة الدعوة إلى ‪ 24‬العبا ويتعلق األمر بكل من ‪ ،‬المهدي‬ ‫بنعبيد‪ ،‬عبد الرحمان كرنان‪ ،‬ألكسيس جنيور‬ ‫أندري‪ ،‬محمد الحنكوري‪ ،‬أشرف داري‪ ،‬سعد أكزول‪ ،‬عبد المنعم بوطويل‪ ،‬أنس‬ ‫الباش‪ ،‬زهير الهاشمي‪ ،‬أنس أحناش‪ ،‬زكارياء ناسيك‪ ،‬عثمان فاديز‪ ،‬سفيان كيين‪،‬‬ ‫زكارياء الوردي‪ ،‬اسماعيل لحرش‪،‬بالل باري‪ ،‬يوسف بلعمري‪ ،‬أشرف لعدول‪ ،‬فارس‬ ‫حموتي‪ ، ‬نسيم بوجالب‪ ،‬أمين خمًاس‪ ،‬محمد الزرفاني‪ ،‬حمزة حنوري وأسامة فلوح‪.‬‬


‫العدد ‪962‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫إسبانيا تستفز المغرب بتخليدها «ألمجادها» االستعمارية‬ ‫في مليلية وسبتة والجزر‬ ‫احتفاالت رسمية وشعبية بمناسبة «يوم مليلية» الذي يصادف‬ ‫مرور ‪ 521‬عاما على نزول الجيش اإلسباني بهذه المدينة‬ ‫بالرغم من التصريحات الحكومية‪ ،‬من الجانبين‪ ،‬المغربي واإلسباني‪ ،‬المشيدة بـ «متانة»‬ ‫عالقات التفاهم والتعاون التي تربط البلدين الجارين‪ ،‬ومن مظاهر «حسن النية» التي‬ ‫تبديها الحكومة المغربية‪ ،‬إزاء الجارة الشمالية‪ ،‬عبر تفادي إثارة «المشاكل» المقلقة بغية‬ ‫عدم التأثير على عالقات البلدين‪ ،‬فإن الحكومات اإلسبانية المتعاقبة‪ ،‬ال تترك أي فرصة تمر‬ ‫دون استفزاز المغرب وتحدي مشاعر المغاربة‪ ،‬بحرصها المستمر على االحتفال‪ ،‬سنويا‪ ،‬بذكرى‬ ‫احتالل المدينتين المغربيتين‪ ،‬سبته ومليلية والجزر الجعفرية وصخرة الحسيمة وغيرها‬ ‫من الصخور المغربية المتوسطية‪ ،‬التي كثيرا ما أشار إليها المؤرخ التطواني الكبير‪ ،‬الراحل‬ ‫محمد حكيم عزوز (‪ )2015 - 1924‬في محاضراته وكتبه والمقاالت العديدة التي نشرها حول‬ ‫تاريخ الغزو األوروبي للمغرب‪ ،‬حيث إنه ترك خزانة تشمل ماليين الوثائق حول احتالل إسبانيا‬ ‫للثغور والجزر المغربية‪ ،‬وما رافق ذلك من اتفاقيات دولية ومعاهدات ثنائية‪ ،‬تضمنتها وثائق‬ ‫الكورتيس اإلسباني‪.‬‬ ‫المثيــر في الموضـــوع أنه‬ ‫لم يتم االهتمام بهذه الخزانة‬ ‫العامرة‪ ،‬التي تعتبر ذخيرة وطنية‬ ‫هائلة‪ ،‬تؤرخ‪ ،‬معظم الوثائق التي‬ ‫تتوفر عليها جانبا هاما من تاريخ‬ ‫المغرب والمناورات االستعمارية‬ ‫األوروبية لغزو هذا البلد بعد‬ ‫طردهم من األندلس في العام‬ ‫‪.1492‬‬ ‫وبالرغم من أن السلطــــات‬ ‫اإلسبانية تحاول إقناع األسبان‪،‬‬ ‫بأن سبتــة ومليلــيـــة والجـــزر‬ ‫الجعفرية مدينتـــان إسبانيتــان‬ ‫كقادس ومالكـــا‪( ،‬الملك خوان‬ ‫كارلوس) فإن سكان المدينتين‬ ‫المحتلتين واعون بالوضع «الغير‬ ‫طبيعي» لوجودهم في مدينتين‬ ‫تقعان في قارة أخرى وبشمال‬ ‫بلد يفصلــه البحــر عن شواطئ‬ ‫بلدهم‪ ،‬وبالتالي فإنهم يعيشون‪،‬‬ ‫دومــا على هاجــس «المورو»‬ ‫المقلق والمهدد‪.‬‬ ‫وحتى يطمئن الجيش سكان‬ ‫الثغرين إلى أنهم في أمن وأمان‪،‬‬ ‫ويثير في نفوسهم مشاعر الثقة‬ ‫واالطمئنــان‪ ،‬فإنـــه يعمــــــد‪،‬‬ ‫كل سنة‪ ،‬إلى تنظيـم احتفاالت ضخمة تخليدا لذكرى احتالل سبتة ومليلية‪ ،‬تتضمن باألساس‬ ‫استعراضات عسكرية وتكريم شخصيات مدنيــــة‬ ‫وعسكرية بل وفيالق من الجيش اعتبر األسبان‬ ‫أداءها «بطوليا» لبسط سيطرتهم على المدينتين‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبمناسبة الذكرى الـ ‪ 521‬الحتــالل‬ ‫مليلية‪ ،‬أو «يوم مليلية» الذي يصادف ‪ 17‬شتنبر‬ ‫من كل سنة‪ ،‬وهو يوم االستيــالء على المدينة‪،‬‬ ‫في ‪ 17‬شتنبر ‪ 1497‬على يد فيالق الدوق ميدينا‬ ‫سيدونيا‪ ،‬عادت السلطات اإلسبانية إلى استفزاز‬ ‫المغرب عبر تنظيم احتفاالت كبرى بمدينة مليلية‬ ‫المحتلة‪ ،‬تضمنت بوجه خاص‪ ،‬استعراضا عسكريا‬ ‫بمركز المدينة‪ ،‬بينما قامت طائــــرات مروحيــة‬ ‫قدمت من قاعدتها بغرناطة‪ ،‬بألعاب بهلوانية فوق‬ ‫شاطيء «لوس كارابوس» لتسلية السكان اإلسبان‪،‬‬ ‫وإلهائهم عن «هاجس» ‪ »El Moro‬المتربص‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أدلى ضابط من لواء المظليين‪،‬‬ ‫بتصريحات للصحافة‪ ،‬شدد فيها على مشاعر االعتزاز‬ ‫بانتماء هذه المدينة إلسبانيا وأن سكان مليليـــة‬ ‫يشعرون بأنهم في إسبانيا‪ ،‬أكثر من أي مكان آخر»‪.. !!! ‬‬ ‫هذه االستفزازات صادفت قرار المغرب بوقف استعمال ميناء مليلية في عمليات بعض‬ ‫مبادالته التجارية‪ ،‬األمر الذي تسبب للمدينة في خسائر اقتصادية كبيرة‪ ،‬ودفع باألوساط‬ ‫االقتصادية بالمدينة إلى مطالبة الحكومة المركزية بإيجاد حل لهذه القضية التي فاجأت‬ ‫الجميع وأدت إلى انخفاض مريع في تجارة المدينة التي تتمتع بـ «استقالل داخلي» شأنها في‬ ‫ذلك شأن مدينة سبتة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬وحتى تبٌقى «بطوالت» الجيش اإلسباني حاضرة في أذهان الشعب‬ ‫اإلسباني‪ ،‬خاصة األجيال المتالحقة قامت السلطات اإلسبانية بتنظيم احتفاالت عسكرية‬ ‫بالقاعدة العسكرية «بيدرو دي إيستوبينان دي فيرويس ‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 14‬شتنبر الماضي‪،‬‬ ‫التابعة لوحدة اللوجستيك‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 92‬لحصول وحدة اإلمداد في البحرية على ميدالية‬

‫كبرى‪ ،‬نظير ما اعتبر «أداء متميزا» خالل «إنزال الحسيمة» ‪ ،‬سنة ‪ .1925‬وبالمناسبة‪ ،‬تم‬ ‫تكريم العديد من الشخصيات العسكرية ومنحها أوسمة مختلفة‪ ،‬إلى جانب تنظيم مراسم‬ ‫التحية للجنود الذين لقوا حتفهم في هذه العملية‪.‬‬ ‫وفي إطار إحياء إسبانيا لتاريخها االستعماري‪ ،‬أورد موقع «الريفينيو نيط»‪ ،‬بداية أكتوبر‬ ‫الجاري‪ ،‬خبرا مفاده أن إسبانيا قامت بعرض الدبابة التي غزت بها الريف بعد أشهر من‬ ‫ترميمها في قاعدة عسكرية‪ ،‬حيث إن الجيش اإلسباني يعتبر أنها كانت إحدى أهم الدبابات‬ ‫التي خاضت بها حرب الريف في مواجهة مجاهدي األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وقد‬ ‫مرت مائة سنة على دخولها الخدمة في الجيش اإلسباني‪ ،‬وهي من نوع “رينو ‪17-‬اف تي”‬ ‫تم عرضها في قاعدة عسكرية بالعاصمة اإلسبانية‪ ،‬تخليدا لذكرى الجنود الذين «قاتلوا‪ ،‬عبر‬ ‫التاريخ‪ ،‬من أجل إسبانيا» ‪ ،‬حسب‬ ‫قائد عسكري إسباني‪.‬‬ ‫وحسب موقع «ريفينيو نيط»‬ ‫فإن إسبانيا كانت قد حصلت‬ ‫من الشركة الفرنسية المنتجة‬ ‫لهذه الدبابات على ثالث دبابات‬ ‫في سنة ‪ 1918‬على عهد الملك‬ ‫ألـفونســو الثالــث عشر‪ ،‬إال أن‬ ‫اشتداد الحرب في الريف وهزيمة‬ ‫الجيش اإلسبانـــي المذلــة في‬ ‫معركة أنـــوال‪ ،‬أجبـــرت إسبانيا‬ ‫على طلب ‪ 11‬مدرعة جديدة‪ ،‬تم‬ ‫نقلها الى شمال المغرب في سنة‬ ‫‪ ،1922‬للمشاركة في الحرب‪ ،‬كما‬ ‫شاركت ‪ 12‬مدرعة من هذا النوع‬ ‫تحت إشراف القائد فرانسيسكو‬ ‫فرانكو‪ ،‬في إنزال الحسيمة سنة‬ ‫‪ ،1925‬الحتـــالل المناطـــق التي‬ ‫استرجعها األمير محمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وقــد اعتـبــــر العديـــد من‬ ‫المغاربة‪ ،‬المهتميـن بالعالقــات‬ ‫المغربية اإلسبانيـــة‪ ،‬أن هــذه‬ ‫«االحتفاالت» تشكل استفــــزازا‬ ‫حقيقيا‪ ،‬وتبرز بشكـــل واضــح‬ ‫حنيـن بعــض ضبــاط الجيش‬ ‫اإلسباني إلى عهد فرانسيسكو‬ ‫فرانكو‪ ،‬خاصــة بعـــد اإلشارات «القوية» التي التقطتها المصالح االستخباراتية االسبانية‬ ‫بشأن التطور الهائل الذي شهدته القوات المسلحة‬ ‫المغربية‪ ،‬سواء على مستــوى العتــــاد أو مختلــف‬ ‫التجهيزات المتطــورة األخرى‪ ،‬ودخول األقمـــار‬ ‫االصناعـــية المغربية في خدمة الجيـــش المغربي‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن أثــــار الدمار البشري والنفسي‬ ‫والبيئي والتي ال زالت بادية في منطقة الريف‪ ،‬حيث‬ ‫قامت القوات االسبانية بعد الهزيمة المدوية التي‬ ‫أصابتها في أنوال بضرب المنطقة بمواد سامة‪،‬‬ ‫بما فيها غاز الخردل‪ ،‬فإن المغرب ال زال مصرا على‬ ‫االحتفاظ بعالقات ودية مع الجارة إسبانيا‪ ،‬أمال‬ ‫في تعاون مثمر قد يفضي إلى تفاهم بخصوص‬ ‫القضايا الترابية العالقة‪ ،‬وفي إطار العالقات التي‬ ‫يسعى المغرب إلى ربطها وتنميتها مع بلدان االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬نظرا للمكانة المتميزة و «المتقدمة» التي‬ ‫يتمتع بها داخل االتحاد‪.‬‬ ‫ومعلوم أن «إنزال الحسيمة» لسنة ‪ ،1925‬أو ما‬ ‫يعرف عند اإلسبان بـ «‪ » El Desembarco de Alhucemas ‬هو عملية عسكرية مشتركة‬ ‫بين الجيشين االسباني والفرنسي‪ ،‬تمت بساحل الحسيمة في ‪ 8‬شتنبر ‪ 1925‬وساعدت في‬ ‫حصر المقاومـة الريفيـة‪ ،‬ليقـرر األمير الخطابي وقف القتال‪ ،‬حقنا للدماء وفضل االستسالم‬ ‫للفرنسيين الذين عاملوه بما يليق بـ «األعداء الكبار»‪ ،‬من التوقير واالحترام‪ ،‬ونقلوه إلى‬ ‫جزيرة «ال رينيون» (‪ )1926‬قبل أن يقرروا نقله إلى فرنسا‪ ،‬عام ‪ ،1947‬وهي سنة «خطاب‬ ‫طنجة التاريخي› إلى أن فك اهلل أسره عند توقف الباخرة التي كانت تقله وأسرته المجاهدة‬ ‫سنة ‪ ،1947‬في ميناء بور سعيد‪ ،‬حيث أكرم الملك الراحل فاروق وفادته واشتغل في ما بعد‬ ‫على قضايا تحرير بلدان شمال إفريقيا التي أطلق عليها األمير إسم «المغرب العربي ‪ ،‬والبقية‬ ‫معروفة لدى الجميع‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.