Achamal n° 965 le 30 Octobre 2018

Page 1

‫التغطية الكاملة على الصفحة األخيرة)‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫توقيع شراكة بين مجلس هيئة المحامين بطنجة‬ ‫و وزارة حقوق اإلنسان تنزيالً لخطة العمل الوطنية‬ ‫في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫مائة سنة على محطة قطار تطوان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 965‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 20‬صفـر ‪� 30 / 1440‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫في إطــار إغنــــاء الذاكــرة‬ ‫التاريخيــة والمشهــد الثقافـــي‬ ‫لمدينة تطوان‪ ،‬وبمركـز تطوان‬ ‫للفن الحديث‪ ،‬تم تنظيم معرض‬ ‫خاص بمئوية محطــة القطـــار‬ ‫بتطوان الذي كان يربط بين هذه‬ ‫المدينةومدينةتطوانالمجاورة‪ .‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬قــام المدعوون‬ ‫بجولـــة حــول الصور والرســوم‬ ‫المعروضة‪ ،‬والتي توثق للمراحل‬ ‫األولى من بنـــاء المحطة‪ ،‬برفقة‬ ‫الفنان بوزيـــد الذي يعلـــق على‬ ‫مختلف اللوحات الفوتوغرافية المعروضة‪ ،‬التي تمزج بين المعمار المغربي واألندلسي‪.‬‬ ‫وخالل هذا االحتفال‪ ،‬تم التأكيد‪ ،‬على أن القيمة التاريخية والرمزية لهذه المعلمة التي‬ ‫يمكن استثمارها اليوم في المجال السياحي خاصة‪ ،‬حيث إن مدينة تطوان تزخر بالمعالم‬ ‫التاريخية التي تؤهلها لتضطلع بدور رئيسي في الدفع بالسياحة الوطنية‪.‬‬

‫إعادة تأهيل مدينة تطوان العتيقة مكسب هام للثقافة واألصالة‬ ‫المغربية وتكريم لنبوغ أهل هذه المدينة الخالدة‬ ‫برنامج تكميلي على مدى ثالث سنوات بتكلفة ‪ 350‬مليون درهم‬ ‫عرض على جاللة الملك‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمدينة‬ ‫مراكش‪ ،‬البرنامج التكميلي لتثمين مدينة‬ ‫تطوان األصيلة‪ ،‬حيث أعلن وزير الداخلية‬ ‫الفتيت‪ ،‬أن هذا البرنامج يهدف إلى‬ ‫المحافظة على رصيد هذه المدينة الثقافي‬ ‫والحضاري والمعماري والعمراني وإدماج‬ ‫المدينة العتيقة المصنفة منذ ‪ 1997‬تراثا‬ ‫عالميا من طرف اليونيسكو‪ ،‬داخل النسيج‬ ‫الحضري‪ ،‬فضال عن استثمار مآثر ومعالم‬ ‫المدينة العتيقة في مخططات التنمية‬ ‫المحلية‪ ،‬فيما يتعلق بقطاع السياحة بوجه‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫وستبلغ تكلفة هذا البرنامج حوالي ‪350‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬يساهم فيها صندوق الحسن‬ ‫الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫بمبلغ ‪ 200‬مليون‪ ،‬ووزارة الداخلية‪ ،‬ب‪20‬‬ ‫مليون‪ ،‬ووزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬ ‫ب‪ 12‬مليون‪ ،‬ووزارة إعداد التراب الوطني‬ ‫والتعمير ب ‪ 10‬ماليين ووزارة الشباب‬ ‫والرياضة بـ ‪ 10‬ماليين ووزارة الثقافة‬ ‫واالتصال ب ‪ 10‬ماليين وجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ب ‪ 20‬مليون والمجلس اإلقليمي‬ ‫لتطوان ب ‪ 8‬ماليين وجماعة تطوان‬ ‫الحضرية بـ ‪ 10‬ماليين درهم‪.‬‬

‫(البقية ص ‪)6‬‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫‪2‬‬

‫فضيحة‪ ..‬ابتدائية الحسيمة تدين‬ ‫أوحلي‪« :‬الملك محمد السادس يضع قضية‬ ‫قياديا بالعدالة والتنمية‬ ‫المرأة بصفة عامة والقروية خاصة ضمن أولويات‬ ‫بالسجن النافذ‬ ‫اإلصالحات المؤسساتية بالمغرب»‬

‫قام السيد حمو أوحلي‪ ،‬كاتب الدولة‬ ‫المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات‪،‬‬ ‫بمقر مكتب األمم المتحدة في جنيف‪ ،‬خالل‬ ‫اجتماع حول ‪« :‬الدور المحوري للمرأة في‬ ‫المناطق القروية من أجل تنمية فالحية‬ ‫مستدامة وتضامنية» والذي يندرج في‬ ‫إطار فعاليات منتدى كرانس مونتانا بجنيف‪،‬‬ ‫بإلقاء عرض حول البرامج واالصالحات التي‬ ‫شهدتها المملكة المغربية تحت القيادة‬ ‫المتبصرة لصاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬والتي تروم‬ ‫النهوض بظروف ووضعية المرأة بصفة‬ ‫عامة والقروية خاصة‪.‬‬ ‫وقــــد أكــد السيــد الوزير‪ ،‬أن الملك‬ ‫محمد السادس يضع قضية المرأة عموما‬ ‫والقروية خاصة ضمن أولويات اإلصالحات‬ ‫المؤسساتية بالمغرب‪ ،‬حيــث تميــــزت‬ ‫الدينامية المجتمعية القوية التي تشهدها‬ ‫المملكة المغربية بإطالق جاللة الملك‬ ‫مبادرات وأوراش إلدماج مقاربــــة النوع‬ ‫االجتماعي في مشاريع وبرامج اﻟﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬ ‫لضمان وصول جميع أفراد المجتمع إلى‬ ‫حقوقهم المدنية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والبيئية دونما تمييز على قدم‬ ‫المساواة عالوة على ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ‬ ‫واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصــدد‪ ،‬أبرز السيد حمو‬ ‫أوحلي‪ ،‬للوفود المشاركــة‪ ،‬أن المملكة‬ ‫المغربية تتوفر على سياســة عموميـــة‬ ‫مندمجة للمساواة تتقاطع فيها مسؤوليات‬ ‫كل القطاعات الحكومية‪ ،‬مشيرا إلى أنه قد‬ ‫تم بموجب الدستور إحداث هيئة للمناصفة‬ ‫ومكافحة كل أشكال التمييز والتي تتولى‬

‫تقييم السياسات العمومية الخاصة بالمرأة‬ ‫وتلقــي الشكـايـات من النسـاء «اللواتي‬ ‫يعانين من التهميش أو من عدم التمكين‬ ‫من الحق في المساواة مع الرجال»‪.‬‬ ‫وقـــد أطلــع السيد الوزيــر خالل هذا‬ ‫االجتماع األممي‪ ،‬أن المغرب اعتمد منذ‬ ‫سنة ‪ 2004‬مدونة لألسرة تضمن المساواة‬ ‫في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل‪،‬‬ ‫وعمل منذ سنة ‪ 2010‬على تمتيع النساء‬ ‫السالليات من االستفادة من التعويضات‬ ‫العينية والمادية الناجمة عن المعامالت‬ ‫العقارية التي تعرفهـا األراضي الجماعية‬ ‫وذلك إسوة بذوي الحقوق الرجـال‪ ،‬وكـذا‬ ‫الحق في االنتفاع من األراضي الجماعية‬ ‫دون أي تمييز‪ ،‬فضال عن النسبة التي تم‬ ‫تخصيصها في قانون االنتخابات لفائدة‬ ‫النساء والتي تضمن تمثيلية المرأة في‬ ‫البرلمان والمجالس الترابية‪ ،‬وصوال إلى‬ ‫سنة ‪ ،2018‬حيث تم اعتماد قانون جديد‬ ‫لحماية المرأة المغربية ويتعلــق األمــر‬ ‫بقانون لمحاربة العنف ضد النساء يتضمن‬ ‫تدابير حمائية‪ ،‬وأخرى وقائية‪ ،‬تمكن التكفل‬ ‫بالمرأة ضحية العنف ومواكبتها بما يضمن‬ ‫حمايتها‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬شدد السيد الوزير‪،‬‬ ‫على أن المغرب عمل على دعـــم جهود‬ ‫التنمية المستدامــة الفالحية والقرويــة‪،‬‬ ‫بإطالق صاحـــب الجاللـــة سنــة ‪2008‬‬ ‫لمخطط المغرب األخضر والذي يتمحور‬ ‫حول المرأة في المجال القــروي؛ بكونها‬ ‫تلعب دورا أساسيا وحقيقيا في االقتصاد‬ ‫في الوسط القروي‪ ،‬مشددا على ما تتوخاه‬ ‫الدعامة الثانية من أهداف تروم تحسين‬

‫األنشطة الفالحية‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬ومن ثم‪،‬‬ ‫وضعية النساء القرويات خصوصا وأنهن‬ ‫يمثلن أكثر من ‪ ٪ 50‬من سكان المجال‬ ‫القروي ويساهمن في ‪ ٪ 93‬من األنشطة‬ ‫الفالحية وشبه الفالحية‪.‬‬ ‫كما أكـــد السيد حمــو أوحلي‪ ،‬أن‬ ‫المملكة المغربية ما فتئت تولي اهتماما‬ ‫متزايدا بالمرأة القروية‪ ،‬ويتجلى كذلك‬ ‫بإطالق البرنامج المندمج لتقليص الفوارق‬ ‫المجالية واالجتماعية واالقتصاديـــة في‬ ‫المجال القروي والمناطق الجبلية والذي‬ ‫يرمي إلى سد حاجيات المناطق القروية‬ ‫التي تعاني من خصاص في البنية التحتية‬ ‫وذلك من خالل تمويل وإنجاز مجموعة من‬ ‫المشاريع المتعلقة بالتأهيل االجتماعي‬ ‫وتحسين الولوج إلى الخدمات االجتماعية‬ ‫األساسية في المجال القروي والمناطق‬ ‫الجبلية والتي تصب جميعها في تحسين‬ ‫ظروف ووضعية المرأة القروية وتيسير‬ ‫االنشطة واألدوار الشاقة المسندة إليها‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن برنامج تنمية المجال القروي‬ ‫والمناطـــق الجبليــة هذا‪ ،‬يهم باألساس‬ ‫بناء الطرق وفتح وتهيئة المسالك القروية‬ ‫والمنشآت الفنية‪ ،‬التزويد بالماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬الربط بشبكة الكهرباء وتأهيل‬ ‫المؤسساتالتعليمية‪،‬والصحية‪.‬‬ ‫وأشــاد الحضــور في تفاعلــه مـــع‬ ‫المتدخلين باإلصالحــات الكبيرة والنتائج‬ ‫المتقدمة التي حققتها المملكة المغربية‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬بفضل سياسة التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬متعددة األبعاد‪،‬‬ ‫التي يقودها صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪ ،‬داعين حكومات بعض الدول‬ ‫اإلفريقية لالقتداء بها‪.‬‬

‫قضت ابتدائية الحسيمة‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬بإدانة المدعو الصديق الحداد‪،‬‬ ‫كاتب فرع العدالة والتنمية بجماعة بني‬ ‫بوفراح‪ ،‬بإقليم الحسيمة‪ ،‬وعضو مجلسها‬ ‫المنتخب‪،‬الذي كان موضوعا رهن االعتقال‬ ‫بسبب تورطـه في حيـــازة سيـــارة مزورة‪،‬‬ ‫بثالثة أشهر سجنا نافذا‪ ،‬وغرامة ‪5000‬‬ ‫لفائدة الدولة‪ ،‬و‪ 1200‬درهم بسبب عدم‬ ‫توفره على وثيقة تأمين‪ 300 ،‬درهم بسبب‬ ‫عدم توفره على الفحص التقني‪ ،‬و‪4800‬‬ ‫درهم لفائدة الصندوق الوطني للوقاية‬ ‫من حوادث السير‪ ،‬و ‪ 2000‬درهم بسبب‬ ‫استعماله لوحات مزورة‪.‬‬ ‫وكان القيادي في حزب المصباح قد‬ ‫تم اعتقاله يوم ‪ 2‬أكتوبر الجاري‪ ،‬على إثر‬ ‫مراقبة روتينية على مستوى أحد المحاور‬

‫الطرقية باالقليم‪ ،‬حيث تم توقيف المعني‬ ‫باألمر الذي كان يسوق سيارة بوجو ‪،405‬‬ ‫وبعد فحص الوثائق‪ ،‬تبين ان السيارة‬ ‫تحمل لوحـة ترقيـم مزورة‪ ،‬ليتم اعتقاله‬ ‫فورا‪ ،‬ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية‬ ‫لفائدة البحث‪ ،‬تحت إشراف النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬قبل إحالته على القضاء‪.‬‬ ‫وتؤكد هاته النازلة مرة أخرى‪ ،‬سقوط‬ ‫قناع العفة واألخالق الذي ظل حزب المصباح‬ ‫يختفي وراءه‪ ،‬ويسوق لنفسه صورة الحزب‬ ‫المدافع عن االخالق وعن القيم الجامعة‬ ‫للمجتمع المغربي‪ ،‬والهدف كسب التعاطف‬ ‫الشعبي وتعزيز رصيده االنتخابي‪ ،‬لكن‬ ‫توالي الفضائح عرت المستور‪ ،‬وكشفت‬ ‫حقيقة المتاجرين بالدين‪.‬‬

‫بمناسبة الذكرى الثالثة واألربعين للمسيرة الخضراء‪ ،‬ينظم النادي‬ ‫الملكي للدراجات النارية‪ ،‬طواف المسيرة الخضراء للتضامن في دورته‬ ‫السادسة‪ ،‬من مدينة العيون إلى مدينة الهاي الهولندية من ‪ 27‬أكتوبر‬ ‫إلى ‪ 13‬نونبر‪ ،‬مرورا بإسبانيا وفرنسا وبلجيكا‪ ،‬بمشاركة أزيد من ‪150‬‬ ‫مشاركا يمثلون ‪ 16‬دولة عربية وأوروبية‪ ،‬وأخرى من أمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫ستحل قافلة الطواف بمدينة طنجة يوم اإلثنين ‪ 29‬أكتوبر بفندق‬ ‫أندلوسيا كولدن توليب على الساعة الخامسة مساء‪ ،‬وستنطلق القافلة‬ ‫صوب ميناء طنجــة المتوسط يوم الثالثـــاء ‪ 30‬أكتوبر على الساعة‬ ‫السادسة صباحا‪.‬‬

‫ِ‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫جمعية الثقافة اإلسالمية و جمعية قدماء تالميذ مدرسة سكينة‬ ‫تنظمان ندوة حول كتاب ‪:‬‬

‫الجزائريون في تطوان‬ ‫خالل القرن ‪13‬للهجرة النبوية‪ 19 ،‬للميالد‬

‫مساهمة في التاريخ االجتماعي للمغرب الكبير ‪ ،‬بحضور مؤلفه ‪ ،‬الدكتور إدريس بوهليلة‬ ‫(رئيس شعبة التاريخ بكلية اآلداب) بمشاركة األساتذة ‪:‬‬

‫• الدكتور عبد العزير الساعود‬ ‫• الدكتور نزار التجديتي‬ ‫• األستاذ أوسامة الزكاري‬ ‫• تسيير األستاذ عبد المجيد اإلدريسي ‪..‬‬ ‫و ذلك يوم الجمعة ‪ 2‬نوفمبر ‪2018‬م بمقر جمعية الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬ساحة الحرية ‪/‬‬ ‫المحنش األول ‪ ،‬مسجد محمد الخامس بتطوان ‪...‬‬ ‫الدعوة عامة‬

‫كتاب «المدرسة المغربية الجديدة‪ :‬قراءة في سيرورات التجديد»‬ ‫لألستاذ عبد الرحمان زيطان‪ ،‬يندرج ضمن تاريخ إصالح منظومة التربية‬ ‫والتكوين في المغرب‪ ،‬وهو تجربة بحثية قامت على التفاعل بين ذات فاعل‬ ‫تربوي مارس التدريس‪ ،‬ثم التأطير ثم التدبير‪ ،‬وبين ما عرفته الساحة‬ ‫التربوية من مستجدات على امتداد سبع عشرة سنة ما بين ‪.2016-1999‬‬ ‫هو أيضا توثيق لمرحلة ما بعد الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫وقراءة في مختلف التشريعات والوثائق الصادرة‪ ،‬خالل هذه المرحلة‪ .‬‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫حين شاهدت جاللة الملك‪ ،‬وهو يشرف بنفسه على توقيع مشروع ترميم‬ ‫المدن العتيقة‪ ،‬ومن بينها مدينة تطوان‪ ،‬عادت بي الذاكرة إلى اليوم الذي‬ ‫لبى فيه جاللة الملك ملتمس جمعية تطاون أسمير‪ ،‬الذي التمست فيه من‬ ‫جاللته زيارة مدينة تطوان العتيقة‪ ،‬وإعطاء الضوء األخضر إلعادة هيكلتها‪.‬‬ ‫إنه يوم الجمعة سادس دجنبر ‪.2011‬‬ ‫في هذا اليوم‪ ،‬اصطف أعضاء المكتب التنفيذي لجمعية تطاون أسمير‬ ‫بباب الرواح المالصقة للقصر الملكي‪ ،‬ليكونوا أول المستقبلين لجاللته‪،‬‬ ‫ولينضموا إلى الوفد الذي رافق صاحب الجاللة في زيارته الميمونة لتطوان‬ ‫العتيقة ‪.‬‬ ‫ومن مسجد لوقش الذي أدى به جاللة الملــك صالة الجمعــــة‪ ،‬كان‬ ‫المنطلق‪ .‬ثم قدمت لجاللته البيانات الخاصة بهذا الورش الكبير‪ .‬وبباب‬ ‫السعيدة‪ ،‬ودعنا جاللة الملك‪ ،‬شاكرين له هذه المبادرة‪ ،‬وداعين له بالنصر‬ ‫والتمكين‪.‬‬ ‫الورش اإلصالحي حدد في أربع سنوات‪ ،‬لكن تطبيقه – لألسف الشديد –‬ ‫شابته الكثير من التعثرات‪ ،‬وجملة من الخروقات‪ ،‬وامتد لسنوات‪.‬‬ ‫لذا جاءت هذه المبادرة الملكية السامية‪ ،‬الستكمال المشروع‪ ،‬وتالفي‬ ‫األخطاء والهفوات التي شوهته وأساءت إليه‪.‬‬ ‫ويوم الجمعة ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2018‬عقد اجتماع بمقر عمالة تطوان بحضور‬ ‫ممثلي المجتمع المدني وعدة فعاليات لتحديد الرؤية‪ ،‬ووضع خريطة‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫وقد تقدمت جمعية تطاون أسمير بمشروع مدروس‪ ،‬يتوخى تصحيح‬ ‫عدد من األخطاء‪ ،‬وسد الثغرات التي ظهرت أثناء عمليتي الترميم واإلصالح‪.‬‬ ‫إن إعداد دفاتر التحمــالت‪ ،‬ال تصاحبه في أغلب األحيان‪ ،‬المتابعة‬ ‫والمراقبة وحسن التدبير‪ ،‬لذا تجد عددا من مشاريعنا تنفذ بكيفية يغلب‬ ‫عليها االرتجال وعدم الشعور بالمسؤولية ‪.‬‬ ‫فلنتق اهلل في األمانة التي يتحملها كل واحد منا‪ ،‬ولنربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة‪.‬‬

‫اإلطار التشريعي لمناهضة العنف ضد النساء‬ ‫في المغرب محور ندوة وطنية بطنجة‬

‫حال‬ ‫ومقام ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫شراب ‪..‬‬ ‫حال أول‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬اشرب‬ ‫عل طيور رياضك‬ ‫تطرب‪..‬‬ ‫ماذا أشرب قال لها ؟‬ ‫قالت ‪ :‬اشرب حبا‬ ‫عســـال‪..‬‬ ‫اشرب روحي‬ ‫حاال‬ ‫مهـــال‪..‬‬

‫مقام أول‪..‬‬ ‫من عالم الرحموت‬ ‫معنى ذا الشراب ؛‬ ‫نطقي شراب‪..‬‬ ‫سمعي شراب‪..‬‬ ‫نظري شراب‪..‬‬ ‫وجميع ذراتي‬ ‫تشاكل عشقها‬ ‫في ذا الشراب‬

‫احتراق‪..‬‬ ‫أنا نهب لنار ‪،‬‬ ‫ما لي عنها ازورار؛‬ ‫كبدي يحترق‬ ‫نظمت جمعية كرامــة‬ ‫للتنمية ومنتــدى الزهـــراء‬ ‫للمرأة المغربيـــة بمناسبة‬ ‫اليوم الوطني للمرأة‪ ،‬ندوة‬ ‫وطنية حول موضوع اإلطار‬ ‫التشريعي لمناهضة العنف‬ ‫ضد النساء في المغـــرب في‬ ‫إطار مشروع الكرامة لوقف‬ ‫العنف‪ ،‬وذلك يوم‪ ‬الجمعـــة‬ ‫‪ 19‬اكتوبر ‪ 2018‬بفندق‬ ‫أمنية بوريطو بطنجة‪.‬‬ ‫جـــاءت هـــذه النــدوة‪،‬‬ ‫بدعــم وتمويــل من وزارة‬ ‫العدل وبشراكة مع نــــادي‬ ‫قضاة المغرب بطنجة وماستر النظام الجمركي وماستر‬ ‫العلوم الجنائيــــة والدراســات األمنية بكلية الحقوق طنجة‬ ‫ومنظمة كيو البلجيكية وبتنسيق مع هيئة المحامين بحضور‬ ‫مجموعة من المحامين بهيئة طنجة أمثال مصطفى بوغنجــة‬ ‫وقضـــاة من بينهم أمينة أفروخي وأسماء عبيد ونقيب هيئة‬ ‫المحامين بطنجة ابراهيم السماللي‪،‬كما تشرف بالحضور‬ ‫إلى جانب المحامين أساتذة جامعيون أمثال هشام بوحوص‪،‬‬ ‫سعيدة العثمانـي وعبـــد اهلل أشركي أوفقير‪.‬‬ ‫وافتتحت رئيسة جمعية كرامــة لتنميـــة المرأة وفاء‬ ‫بن عبد القادر‪ ،‬الندوة الوطنية باألهمية الكبرى لقضية‬ ‫التشريع المغربي في العقوبات الزجريـــة لمعنفــي المرأة‪،‬‬ ‫والمستجدات القانونية بهذا الصدد هي التي أتت بفكرة‬ ‫إعداد ندوة وطنية في اليوم الوطني للمرأة سعيـــا وراء‬ ‫محاربة العنف الموجه ‪.‬‬ ‫و تطــرق المحامون في مداخالتهــم إلى االختيـــار‬

‫التشريــعــــي المغــــربــي‬ ‫والمقـــــاربــة الزجــــريــــة‬ ‫لمعــنـــــــفــي المـــــــــرأة‬ ‫والتعديالت التي عرفـهـــا‬ ‫القانون الجنائي بخصــوص‬ ‫حمايــة المـــرأة وأغنــــى‬ ‫المحــــامـــون حضورهــــم‬ ‫بمناقشة اإلطــار الحقوقـــي‬ ‫الذي منحه المشرع المغربي‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫و ختمـــت هـــذه الندوة‬ ‫بمحاولة تلخيـــص العنـــف‬ ‫المعاقــب عليـــه من خـــالل‬ ‫تجــارب المحامين في هذه القضايا‪ ،‬فحسب ماجاء به قانون‬ ‫رقم ‪ 10313‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء في إدراج كل‬ ‫ما يلحق ضررا بالمـــرأة من خـــالل امتناع الزوجة المطرودة‬ ‫من بيت الزوجية‪ ‬واإلكراه عن الزواج وتفويت أموال األسرة‬ ‫من خالل أداء الزوج النفقة لألبناء ‪.‬‬ ‫وكذا تجريم التحرش الجنسي بمختلف صوره وتشديـــد‬ ‫العقوبــات حـــول فـعــل التحرش الذي يخلف آثارا نفسية‬ ‫وجسدية سلبية للمراة المعرضة لإلغتصاب الجنسي أو‬ ‫التحرش الجنسي‪ ،‬إضافة إلى تشديد العقوبة على المعتدي‬ ‫على المرأة الحامل والذي يستغل وضعها الضعيف ‪.‬‬ ‫وتم اختتام الندوة الوطنية وإسدال الستار عليها عبــــر‬ ‫توزيـــع مجموعـــة من شهادات التقديـــر على المحاميـــن‬ ‫والقضاة الحاضرين ‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫شبحي‪..‬‬ ‫تحت رق‬ ‫أستضي باشتياق‬ ‫كل عمري‬ ‫احتراق‪..‬‬ ‫أغتبق‬ ‫جمر شوق‬ ‫ألفتي سر ذوق‬ ‫في بحوراشتهاء ؛‬ ‫ليس فيها انتهاء‬ ‫أنا نهب لنار‬ ‫فتعال‪..‬‬ ‫تعال اقتبس‬ ‫نور تسبيحة‪..‬‬ ‫واحمدن رب هذا الوجود‬ ‫فإليــــه نعود‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 30‬أكتـوبـر ‪2018‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫احلكومة تبي ُع �أثاث الدار‬ ‫َ‬ ‫لت�ستدرك العجز‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫خاشقجي بنبركة‬ ‫أو بنبركة خاشقجي‬ ‫التعريف في كلتا الحالتين صحيح صائب وقويم‪ .‬ذلك أن قصة الرجلين‪ ،‬وإن اختلفت‬ ‫في بعض التفاصيل‪ ،‬فإنها تتحد في عدد من الفصول منها أن الرجلين كانا مثقفين‬ ‫وذوي روابط متينة باإلعالم الدولي‪ ،‬وأنهما كانا مناضلين من أجل دولة الحق والقانون‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬وأنهما كانا قريبين من قمة هرم السلطة في بلديهما‪ ،‬وأنه كان مغضوبا‬ ‫عليهما من طرف نظام بلديهما بسبب إزعاجهما المستمر للسلطة العليا وأن الرجلين‬ ‫لقيا حتفهما في ظروف مشتبهة‪ ،‬عبر االختطاف والقتل والذبح والسلخ وإخفاء الجثة بعد‬ ‫العبث بها‪.‬‬ ‫المهدي ‪ ،‬وقد مر على اختفائه ثالث وخمسون سنة‪ ،‬اختطف من مقهى بباريس من‬ ‫طرف عميلين للمخابرات الفرنسية‪ ،‬ونقل إلى فيال أعدت لتلك الغاية‪ ،‬حيث تم تعذيبه‬ ‫وقتله وفصل رأسه عن جثته لتظل لغزا حير العالم‪.‬‬ ‫أما جمال‪ ،‬فقد تعددت الروايات بخصوص اختفائه وتبقى الرواية األكثر مصداقية أنه‬ ‫استدرج لمقر قنصلية بالده بالعاصمة التركية‪ ،‬حيث تم تعذيبه وقتله وفصل رأسه عن‬ ‫جثته تنفيذا ألوامر السيد الذي طلب بإتيانه «برأس الكلب»‪.‬‬ ‫وإذا كانت قصة المهدي بنبركة قد حصرت في «مؤامرة» مغربية فرنسية‪ ،‬بالرغم من‬ ‫وجود «بصمات» موسادية إسرائلية وأمريكية‪ ،‬فإن قصة جمال الخاشقجي كانت مؤامرة‬ ‫«وطنية» بامتياز‪ ،‬بالرغم من وجود عدد الروايات التي وقع تداولها والتي كان القصد‬ ‫منها إبعاد الشبهات عن أن يكون للسلطات المركزية في الدولة‪ ،‬أي دور في ما جرت به‬ ‫المقادير‪.‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬وأمام الضغط المتزايد على هذه السلطات‪ ،‬على مستوى العالم‪ ،‬راجعت تلك‬ ‫السلطات دفوعاتها السابقة واعترفت بأن الرجل حل فعال بقنصلية بالده‪ ،‬وأنه قابل هناك‬ ‫مجموعة من مواطنيه حاولوا إقناعه بالعودة إلى بالده; إال أن شجارا وقع بينه وبينهم ‪،‬‬ ‫تسبب في موته دون أية نية من هذا الجانب أو ذاك‪ ،‬في موته‪.‬‬ ‫والواقع أن سلطات القنصلية أغفلت أمرا مهما للغاية‪ ،‬وهو أن العالم يضج بمواقع‬ ‫التواصل االجتماعي التي نابت عن كاميرات القنصلية «التي تصور وال تسجل»‪ ،‬فسجلت ‪،‬‬ ‫أوال بأول‪ ،‬نزول طائرتين بمطار استانبول‪ ،‬نزل منها كوماندو من خمسة عشر نفرا‪ ،‬توجهوا‬ ‫لتوهم إلى مقر القنصلية حيث واجهوا خاشقجي في مهمة خاصة‪ ،‬من تلك المهمات التي‬ ‫تكلف بها‪ ،‬عادة‪ ،‬أجهزة المخابرات‪ ،‬ليغادروا بعد ذلك مقر القنصلية‪ ،‬والفندق ‪ ،‬على عجل ‪،‬‬ ‫ويلتحقوا بالطائرتين بعد إنهاء «المهمة» وفق ما تم الترتيب لها‪ ،‬من طرف الجهات التي‬ ‫يفيدها التخلص من صوت مزعج‪.‬‬ ‫إال أن الحكاية لم تتوقف عند هذا الحد‪ .‬بل تعالت أصوات مسؤولة في العديد من‬ ‫الدول‪ ،‬تطالب بتحديد مكان وجود الجثة التي قيل إنها سلمت لـ «متعاون تركي» من أجل‬ ‫التخلص منها‪ ،‬والغريب أن هذا المتعاون (مع مصالح االستعالمات) نكرة ال يعرف اسمه وال‬ ‫نسبه وال مكان االتصال به‪ ،‬ليدلي بما يعرفه عن مكان وجود الجثة !‪.....‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬تحركت الواليات المتحدة األمريكية وعدد من الدول األوروبية‬ ‫واآلسيوية‪ ،‬للتنديد بما حصل للصحافي السعودي‪ ،‬من باب الدفاع عن حقوق االنسان‬ ‫وعن الحق في الرأي والحق في االختالف‪ ،‬هكذا يزعمون‪ ،‬والحال أن اغتيال الصحافيين ال‬ ‫تقتصر على العالم الثالث‪ ،‬حيث تكثر تصفية نساء ورجال اإلعالم تصفية لحسابات ومصالح‬ ‫الدول المستبدة التي ال تقبل النقد بل تعتبره «تحديا» لسلطتها وجبروتها‪ ،‬بل إن جرائم‬ ‫الرأي تحدث في العديد من الدول التي تعتبر مهدا للديمقراطية ضد الصحافيين الذين‬ ‫يشكلون تهديدا حقيقيا لمصالح قادة بلدانهم المادية أو السياسية‪.‬‬ ‫ومن بين «شهداء» الصحافة‪ ،‬اإليراني سعيد كريمان‪ ،‬صاحب مؤسسة «شبكة جم تي‬ ‫في» الناطقة بالفارسية الذي تم اغتياله في أبريل ‪ ،2017‬في مدينة اسطانبول التركية‬ ‫بعد أن تعرض إلطالق النار عليه حين كان يهم بالخروج من سيارته‪ .‬وكذلك الصحافي‬ ‫السلوفاكي «بان كويساك» الذي اغتيل بالرصاص في ‪ 25‬فبراير ‪ 2018‬بعد التحقيقات‬ ‫التي نشرها بخصوص فساد سياسيين ورجال أعمال ببالده‪ .‬وأيضا الصحافية المالطية‬ ‫«دافنيكارونا غاليزيا» التي قضت في حادث انفجار سيارة مفخخة في أكتوبر ‪ 2017‬بعد‬ ‫أن تعرضت للتهديد بالقتل إثر نشرها بيانات تورط زوجة رئيس وزراء مالطا في فضيحة‬ ‫«أوراق بنما»‪ .‬وأيضا الصحافية السويدية «كيم وول» التي تم اغتيالها في غشت من‬ ‫العام الماضي وهي على متن غواصة دينماركية ‪ .‬والصحافي ‘ديمتري بوبكوف» مؤسس‬ ‫جريدة «تون أم» في ماي ‪ ،2017‬في مينوسينسك‪ ،‬بسيبريا‪ ،‬بعد أن تعرض لتسع طلقات‬ ‫نارية من مسدس أوتومتاتيكي‪ ،‬وكان معارضا شرسا لسلطات بالده بسبب تجاوزات كبار‬ ‫الموظفين‪ .‬والصحافي الروسي «نيكوالي أندروشنكو» وكان من أبرز المعارضين في‬ ‫مدينة بيترسبورغ الروسية‪ ،‬حيث إنه فارق الحياة بعد تعرضه للضرب المبرح في مارس‬ ‫‪ 2017‬دخل إثرها في غيبوبة إلى أن فارق الحياة‪.‬‬ ‫هذه عينة من الصحافيين الذين تم اغتيالهم بسبب كتاباتهم المزعجة بالنسبة‬ ‫لسياسيي بلدانهم الذين يضيق صدرهم عن النقد ألنهم يعتقدون‪ ،‬كما يعتقد سياسيونا‬ ‫في العالم الثالث‪ ،‬أنهم فوق النقد أو المؤاخذ‪ ،‬وأنهم يملكون الحقيقة الثابتة المطلقة‪.‬‬ ‫رحم اهلل المهدي وجمال ‪.‬‬ ‫واللعنة اللعنة لكل من عبثوا بحياتهما وتسببوا في موتهما والتمثيل بجثتيهما‪.‬‬ ‫إن اهلل يمهل وال يهمل‪.‬‬

‫ّف�س ّ َالتي ح ّ َر َم اهلل � ّ َ‬ ‫ً‬ ‫مظلوما فقد جعلنا لول ّ ِيه‬ ‫باحلق ومن ُقت َِل‬ ‫إال‬ ‫«وال تقتلوا ال َن َ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫�س ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ�س‬ ‫القتل �إ َنّه كان من�صورا»‪ .‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫يف‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫لطانا فال ُي رْ ِ‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫لم أهتم بكل هذا الهرج والمرج الذي قام حول مشروع‬ ‫ميزانية السنة القادمة‪ ،‬والبيانات التي قدمت حول الماليير‬ ‫المسخرة لتنفيذ مشاريع تنموية أو اجتماعية في الجهات‬ ‫اإلثنتي عشرة ‪ ،‬بلغ عددها ‪ 68‬مشروعا وتكلفتها ‪ 580‬مليارا من‬ ‫سنتيمات رواج وقته‪ ،‬ومناصب الشغل التي يتوفرها ‪ 9266‬أهمها‬ ‫في قطاعي الصناعة والسياحة والترفيه‪.‬‬ ‫ذلك أننا‪ ،‬عند تقديم كل مشروع ميزانية إال ونشعر وكأن‬ ‫أبواب السماء فتحت لتمطرنا نعما ورخاء وتسد في و في وجوهنا‬ ‫أبواب الفقر والشقاء والحرمان‪.‬وحجتي في ذلك الوعود «الجرارة»‬ ‫التي أتحفنا بها سياسيونا إلقناعنا بصواب سياساتهم وب‬ ‫«عدوانية» منتقديهم «العدميين»‪ ،‬الذين «ال يرون في الوجود‬ ‫شيئا جميال»‪! ‬‬ ‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬ما أهمني في خضم هذه البهرجة‪،‬‬ ‫الخبر المفرح الذي زفه إلينا الوزير البنكي بنشعبون‪ ،‬من أن‬ ‫الحكومة العثمانية تسعى لبيع «أثاث الدار» قصد دفع الدين‬ ‫الجرار ومحاولة تسوية الخصاص وتقويم التوازن وتسوية عجز‬ ‫الخزينة المتفاقم الذي فاق ‪ 40‬مليار درهم ‪ ،‬وذلك عبر تحصيل‬ ‫من ‪ 5‬إلى ‪ 6‬مليارات درهم‪ ،‬في حال ما إذا أقبل المزايدون‬ ‫على «الخردة» التي ستضعها الحكومة في المزايدة الدولية‪،‬‬ ‫حيث تتصدر الئحة المؤسسات العمومية المعروضة في المزاد‬ ‫الدولي‪« ،‬اتصاالت المغرب» التي تملك األمارات العربية المتحدة‬ ‫فوق نصف حصصها ‪ .‬ويتحدثون أيضا عن مؤسسة المطارات‬ ‫والخطوط الجوية من بين ‪ 210‬مؤسسة عامة قابلة للخصخصة‬ ‫بلغة المشارقة‪ ،‬من بينها «مارسا ماروك» وهو ما تتوقع الحكومة‬ ‫أن تحصل منها على ‪ 500‬مليار‪ .‬وقد تم استبعاد السكك‬ ‫الحديدية في الوقت الراهن‪ ،‬حتى تتم «هيكلتها» وتتعافى مما‬ ‫جرت به المقادير‪..... ! ‬‬ ‫خوصصة بعض الشركات العامة قد تدر على الحكومة‪،‬‬ ‫العام القادم‪ ،‬فوق ‪ 8‬مليارات درهم ما قد يمكن من تقليص‬ ‫العجز إلى ‪ 3,3‬بالمائة من الناتج اإلجمالي الخام‪ ،‬وبدون هذه‬ ‫العملية‪ ،‬فإن العجز سوف يرتفع إلى ‪ 3,8‬بالمائة‪ ،‬العام القادم ‪.‬‬ ‫و«فكها يامن وحلتيها «‪......!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الدنيا �سيجارة وكا�س‪! ‬‬

‫يالها من روعة‪ ،‬تلك األغنية التي كتب كلماتها حسين‬ ‫السيد وغناها محمد عبد الوهاب سنة ‪ ،1951‬والتي البد وأن‬ ‫تكون قد ألهمت المنظرين من بين سياسيينا «الملتزمين» بــ‬ ‫«الخلفية المعلومة» وأقنعتهم بعدم التدخل في كل ما يتصل‬ ‫ب«التينتو» واألوساك والبيرة المجععة‪ ،‬ونشوات الدخان ‪ ،‬ليس‬ ‫ألنهم يودون ردع الناس عن «تلك القاذورات» الموجية للستر‪،‬‬ ‫بل لتحسين «دخل» الحكومة التي تنتظر جني ‪ 1250‬مليارا‬ ‫من رسوم الخمور والتبغ والقمار‪ ،! ‬وكلها من تلك «القاذورات»‬ ‫الموجبة للحد‪ ،‬إال من تستر بستر اهلل وتاب وعمل صالحا‪.‬‬ ‫ميزانية المغرب الذي يقود حكومته تيار البيجيدي‪ ،‬تتطلع‬ ‫إلى أن يطعّم هواة النبيذ المعتق والبيرة المجععة‪ ،‬والكحول‬ ‫الرفيعة‪ ،‬ميزانية العام القادم بما يفوق ‪ 150‬مليار سنتيم‬ ‫أما «مواليع» السيجارة ‪« ،‬عزية» كانت أم «شقراء»‪ ،‬فسوف‬ ‫يضخون في ميزانية األمة ‪ ،‬للسنة القادمة مليار سنتيم بالتمام‬ ‫والكمال‪ ،‬بينما ال ينتظر أن تكون «مساهمة» أهل السيكار ذات‬ ‫وقع إيجابي على الميزانية‪ ،‬ألن معظم المستهلكين للماركات‬ ‫الفاخرة من صنف «كوهيبا» و «طرينداد‪ ،‬و «فيكاس روباينة»‪،‬‬ ‫ومونتيكرسيتو» و «كوابا»» «يتدبرون» سيكارهم» من وراء‬ ‫حجاب‪ .......‬واهلل أعلم‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫املديونية وعجز امليزانية وال�صناديق‬ ‫ال�سوداء‬

‫إدريس جطو وقع على أرقام مهولة تخص المديونية‬ ‫المغربية على عهد الحكومة البيجيدية‪ ،‬حيث اكتشف أن هذه‬ ‫المديونية فاقت ‪ 6000‬مليار سنتيم العام الماضي‪ ,‬وكان طبيعيا‬ ‫أن يدعو رئيس القضاة المحاسبين إلى اتخاذ تدابير «جريئة»‬ ‫لتقليص عجز الميزانية‪ ،‬الذي بلغ نهاية العام ‪ ، 2017‬فوق ‪692‬‬ ‫مليار درهم‪.‬‬ ‫كيف ؟ بتوسيع الوعاء الضريبي بالدرجة األولى « يعنى زيد‬ ‫الدقيق زيد الما»‪ ،‬والتحكم‪ ،‬بعد ذلك في النفقات‪ ،‬خارج الصناديق‬ ‫السوداء الـ ‪ 71‬الموضوعة رهن إشارة رئيس الحكومة (‪،)4‬‬ ‫ووزارة االقتصاد والمالية(‪ )25‬ووزارة الداخلية (‪ ،)10‬ووزارة الفالحة‬ ‫(‪ ،)5‬وإدارة الدفاع الوطني (‪ )4‬ووزارة التجهيز والنقل (‪ ،)3‬ووزارة‬ ‫المعادن والطاقة (‪ ،)2‬ووزارة العدل (‪ )2‬ووزارة الثقافة (‪.)2‬‬ ‫وبهذا يكون دين الخزينة قد بلغ عند نهاية ‪ ،2017‬ما‬ ‫يناهز ‪ 692,3‬مليار درهم وهو ما يمثل ‪ 65,1‬بالمائة من الناتج‬ ‫الداخلي الخام‪ .‬ولكن ال تفزعوا ‪ .‬الوضع متحكم فيه بشكل‬ ‫كامل‪ ،‬وفق ما أكده وزير االقتصاد والمالية ذلت يوم‪ ،‬ليطمئننا أن‬ ‫لجوء الحكومة المستمر لطلب القروض ال يشكل أدنى خطر على‬ ‫الجدارة االئتمانية للمغرب‪.‬‬ ‫وقلنا آمين‪! ‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫املغرب يطلب قر�ضا جديدا‬ ‫من �صندوق «كري�ستني الغارد»‬

‫يتعلق األمر ‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬بقرض مالي «وقائي» من شر‬ ‫الحاقدين والحاسدين وكل عائن «ال يصلي على النبي» وفتح‬ ‫من أجل ذلك مفاوضات مع النقد الدولي أمال في التوصل إلى‬ ‫اتفاق قبل نهاية العام الحالي‪.‬‬ ‫مديرة الصندوق «كريستين الغارد» لن تتأخر عن طلب‬ ‫المغرب الذي أبرم معه صندوقها ثالثة اتفاقيات بغاية «الوقاية‬ ‫والسيولة» القصد منها تأمين المغرب من «المخاطر الخارجية»‪،‬‬ ‫أما الداخلية فإنه «يتكلف بها»‪ ،‬حيث منح الصندوق للمغرب‬ ‫سنة ‪ 2016‬قرضا بقيمة ‪ 3.47‬مليارات دوالر‪ ،‬لدعم السياسات‬ ‫الحكومية‪ ،‬بهدف الرفع من نسبة النمو بالبالد‪ .‬وكان الصندوق‬ ‫قد منح المغرب سنة ‪ ،2012‬قرضا بقيمة ‪ 6,21‬ماليير دوالر‪ ،‬في‬ ‫إطار القروض التي يمنحها للدول األعضاء التي تتمتع بمالية‬ ‫«سليمة» وأداء قوي في مجال تنفيذ السياسات‪ ،‬والمغرب يوجد‬ ‫على رأس هذه الدول‪ .‬واهلل العظيم‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫يتيم يروج الرتفاع القدرة ال�شرائية‬ ‫للمغاربة‬

‫عن أي بلد يتحدث يتيم‪ ،‬حين يروج‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪،‬‬ ‫الرتفاع القدرة الشرائية للمغاربة مقابل انخفاض األسعار‪! ‬‬ ‫يحدث هذا ومندوبية التخطيط تنشر بيانات علمية ميدانية‬ ‫دقيقة ‪ ،‬تكشف خاللها نسب ارتفاع األسعار مع تراجع القدرة‬ ‫الشرائية للمغاربة الذين يعربون‪ ،‬باستمرار‪ ،‬عن تشاؤمهم من‬ ‫وضعية معيشتهم التي تسجل انتكاسا وراء انتكاس‪.‬‬ ‫لعل الرجل وثق بالبيانات التي قدمت له من طرف من ال‬ ‫يهمهم سوى التأكيد على أن «العام زين» وأن كل شيئ بخير‪،‬‬ ‫في هذا البلد األمين‪ ،‬بعد مراجعة الحد األدني لألجور ما بين‬ ‫‪ 2010‬و ‪ ،2015‬بما يمثل أقل من ثالثة دراهم في الساعة‪.‬‬ ‫الوزير «المؤمن» (على وزن «الرئيس المؤمن» الذي كان‬ ‫يحب أن يلقب به الرئيس السادات)‪ ،‬اكتشف بقدرة قادر أن‬ ‫مراجعات الحد األدنى لألجور عززت القدرة الشرائية للمغاربة إذ‬ ‫فاقت نسبة ارتفاع الرقم االستداللي ألسعار االستهالك‪ ،‬ما بين‬ ‫‪ 2015‬و ‪.2017‬‬ ‫ومعلوم أن آخر عملية مراجعة الحد األدنى لألجور تمت على‬ ‫مرحلتين سنة ‪ 2014‬و ‪ .2015‬وأن الحد األدنى لألجور بالمغرب‬ ‫هو ‪ 2586.84‬درهما في قطاع الصناعة والتجارة والمهن الحرة‪،‬‬ ‫و ‪ 1812.09‬في قطاع الفالحة‪ .‬وسبق لرئيس الحكومة أن صرح‬ ‫تحت قبة البرلمان بأن الحد األدنى لألجور في القطاع الخاص‬ ‫بالمغرب «منسجم مع معايير العمل الدولية»‪ ،‬واالتفاقيات‬ ‫الدولية في هذا الشأن حيث إن الحكومة تعمل‪ ‬باستمرار على‬ ‫تطوير ومراجعة الحد األدنى لألجر بهدف المحافظة على القدرة‬ ‫الشرائية للعمال وتحسين ظروفهم المعيشية‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫تطبيق التزامات الحكومة بمقتضى الحوار االجتماعي وربط‬ ‫األسعار باألجور وبالدخل»‬ ‫وقولوا بــــــاز‪!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫جمانية التعليم وال�سجل االجتماعي‬

‫ستعتمد الحكومة السجل االجتماعي الموحـــد لتحديــد‬ ‫«نوع» المغاربة الذين يمكنهم االستفادة من مجانية التعليم‬ ‫العالي أوال‪ ،‬والثانوي في مرحلة الحقة‪ .‬وقد يمتد مفعول هذه‬ ‫«الصيغة» إلى التعليم االبتدائي واألولي‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬تحقيقا‬ ‫«للعدل االجتماعي» و الديمقراطية المواطنة‪...! ‬‬ ‫وال مانع من أن يفهم من هذه «الصيغة» التي عرضها‬ ‫األمزازي علة اللجنة البرلمانية المختصة‪ ،‬أنها سوف تحدد‬ ‫الفئة من األسر المغربية التي سيلزمها «الدفع» مقابل تعليم‬ ‫أبنائها‪ ،‬ما دام أن السجل االجتماعي الموحد سوف يوحد جميع‬ ‫األسر الفقيرة في الئحة واحدة تستفيد ‪ ،‬نظريا‪ ،‬بحكم ذلك من‬ ‫الولوج إلى كافة البرامج االجتماعية كالمبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫االجتماعية ونظام التغطية الصحية واألنظمة الموازية‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أنه يجب عليك أن تكون فقيرا بمواصفات‬ ‫الوزيرة النابغة بسيمة الحقاوي‪ ،‬لتستفيد من مجانية التعليم‪ .‬أما‬ ‫إذا كان دخلك اليومي يفوق ‪ 20‬درهما‪ ،‬فإنك تكون قد غادرت‪،‬‬ ‫وإلى األبد‪ ،‬خانة الفقر والفقراء‪ ،‬وعليك أن «تدفع» بالتي هي‬ ‫أسوأ‪.....‬تضامنا مع «الفقراء» ومساهمة من األسر الميسورة‪،‬‬ ‫التي تكون قد انتميت إليها‪ ،‬األسر الميسورة التي عليها أن‬ ‫تساهم في تمويل منظومة التعليم والتكوين والتربية‪.‬‬ ‫ولم ال‪ .‬ألسنا أمة التضامن ؟‪.....! ‬‬


‫العدد ‪965‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫حال المرأة في عصرنا أسوأ مما كانت‬ ‫عليه في عصر الحريم‬ ‫منذ القدم والمرأة خط أحمر في عُرف المجتمعات‪ ،‬وكأنها من فصيل آخر من مخلوقات اهلل‪،‬‬ ‫ويعود ذلك للحساسية التي تمثلها‪ ،‬كونها تملك أغلى ما لدى الرجل وهو عرضه وشرفه‪ ،‬وحين‬ ‫حُكمت البشرية بنظام الغابة‪ ،‬كانت المرأة تُستعبد وتدفن في مهدها وهي حية‪ ،‬خو ًفا من‬ ‫أن تجرّ العار ألهلها‪ ،‬فتكسر أعينهم أمام مجتمع يشتعل غيرة على محارمه‪ ،‬ثم ما لبثت المرأة‬ ‫تتحلحل من الظلم واإلضطهاد حين جاء اإلسالم فكسر القيود عن معصمها الرقيق‪ ،‬وأخرجها‬ ‫من سراديب الظالم‪ ،‬وأكرمها بأن تعاطف معها فيما تعرضت له عبر حقب التاريخ من انتهاك‬ ‫واستبداد‪ ،‬ويمثل قول اهلل تعالى‪« :‬وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت»‪ ،‬رفع ملفات َظ َلمتها‬ ‫إلى محكمة اآلخرة وإشعارها بذلك‪ ،‬كي تنطفئ جمرة األسى التي و َّلدها ذلك العمل الوحشي‬ ‫والبشع‪ ،‬فأولياء المقتول حين يرَوْن القاتل في ساحة القصاص‪ ،‬فإن أنفسهم تطيب ويخرج ما‬ ‫بها من ألم واحتقان‪ ،‬ويستطيعون وقتها أن يحيون حياة طبيعية‪ ،‬يقول ّ‬ ‫جل شأنه‪« :‬ولكم في‬ ‫القصاص حياة»‪ ،‬وكأن المعنى أيضًا ولكم في تعطيل قصاص الموت بشقيه النفسي والجسدي‪.‬‬ ‫«وفي توجيه السؤال إلى الموؤودة‪( :‬بأي ذنب قتلت) في ذلك الحشر إدخال الروع على من‬ ‫وأدها‪ ،‬وجعل سؤالها عن تعيين ذنب أوجَب قتلها للتعريض بالتوبيخ والتخطئة للذي وأدها‪،‬‬ ‫وليكون جوابُها شهادة على من وأدها فيكون استحقاقه العقاب أشد وأظهر‪ ،‬كما جاء في‬ ‫تفسير «التحرير والتنوير» البن عاشور – رحمه اهلل‪.-‬‬ ‫ثم أخذ اإلسالم يتدرج في إعطاء المرأة حقوقها‪ ،‬عبر األحداث التي عايشها العرب في عصر‬ ‫الرسول – صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬والتي كان الوحي لها بالمرصاد يراقبها ويقوّمها‪ ،‬وكأن‬ ‫الرسول – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قد حمل على عاتقه قضية المرأة وترافع عنها في محكمة‬ ‫السماء‪ ،‬انتصارًا لها‪ ،‬ولينزل الوحي فيعيد مكانتها وح ّقها‪ ،‬وبعدما أنهى مرافعاتها واستردّ‬ ‫حقوقهـا أوصى بها خيـــرًا‪ ،‬لشعــــوره‬ ‫بضعفها وق ّلة حيلتها‪ ،‬وليحصنها مستقبلاً‬ ‫من عبث العابثين‪.‬‬ ‫وبعد أن أخذت المرأة حقوقهـــا غير‬ ‫منقوصة في اإلسالم‪ ،‬وعاشت حينًا من‬ ‫الدهر ترفل في ثوب الكرامة والحياة‬ ‫الطيبة‪ ،‬دخلت عليها ثقافات ال تناسب‬ ‫الدين والعرف‪ ،‬فأوهمتها أن هناك حقو ًقا‬ ‫لم تأخذها بعد‪ ،‬ويقصدون بذلك خروجها‬ ‫من خِدْ ِرهَا ومزاحمة الرجال في شتى‬ ‫الميادين بدعوى المساواة‪ ،‬لكنهم كذبوا‬ ‫واهلل فليس الذكر كاألنثى‪.‬‬ ‫إن حدود حرية المرأة تقف عند خدش‬ ‫غيرة الرجل‪ ،‬أو سلب عرضه بحديث‬ ‫ساخن‪ ،‬أو استعراض ماجن‪ ،‬أو إعجاب‪ ،‬أو‬ ‫صداقة قد تبدو في الظاهر أنها عادية‪.‬‬ ‫إن طبيعة المرأة وتكوينها الجسماني‬ ‫يجعلها فريسة للجياع ومن في قلبهم‬ ‫مرض أو حتى األسوياء‪ ،‬فالرجل مخلوق‬ ‫ضعيف أمام المرأة‪ ،‬ينصهر أمام نهدها‬ ‫البارز‪ ،‬ويذوب صبابة أمام قدّها الميّاس‬ ‫وخصرها النحيل وصوتها الرخيم‪.‬‬ ‫ال تصدقوا دعاة حرية المرأة‪ ،‬فليس في قاموسنا نحن البشر حرية! نعم‪ ،‬ليس في قاموس‬ ‫البشر حرية! بل نحن عبيد رجالاً ونسا ًء شئنا أم أبينا‪ ،‬يحكمنا الدين‪ ،‬ويحكمنا النظام المراعي‬ ‫للمصلحة العامة‪ ،‬وتحكمنا العادات والتقاليد‪ ،‬فأين الحرية من ذلك؟!‬ ‫إن الحرية المطلقة تعني الفوضى والعشوائية‪ ،‬وال شك أن هذا ال يتناسب مع النظام‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬وال يمكن أن تستقيم معه حياة سوية‪ ،‬ومن هنا على المرأة أن تدرك زيف أدعياء‬ ‫حرية المرأة‪ ،‬والذين ينادون من مكان بعيد‪ ،‬لكي تخلع عنها عباءة الحياء وتبيع نفسها بعرض‬ ‫من الدنيا‪.‬‬ ‫إن حقوق المرأة ال تعني الحرية المتفسخة‪ ،‬فالحق شيء والحرية شيء آخر‪ ،‬وحين نخلط بين‬ ‫الحقوق والحريات‪ ،‬فإن النتيجة هي كسر الخطوط الحمراء‪ ،‬وانتهاك حقوق المجتمع والذوق‬ ‫الفطري السليم باسم الحرية‪ ،‬التي ليس لها على أرض الواقع إال إسمها‪.‬‬ ‫حتى الموروث الشعبي من األمثال واألقوال التي تتناول المرأة موضوعاً لها عند غالبية‬ ‫شعوب األرض وشعوب العرب على وجه الخصوص‪ ،‬أجحفت في وصف المرأة بشتى النعوت‬ ‫واألوصاف السلبية‪ ،‬فوُصفت مرة بالشيطان عندما قيل أن «النساء حبائل الشيطان» ومرة‬ ‫بالثرثارة وأخرى بالحرباء «المرأة كالحرباء تتلون كيفما تشاء»‪ ،‬واتهمت مرة أخرى بأنها هي‬ ‫السبب في طرد آدم من الجنة بعد إغرائه بالتفاحة ومرة توصف بالكاذبة في المثل الذي يقول‪:‬‬ ‫دموع المرأة دليل كذبها‪ ،‬أرى أن الموروث الشعبي واألمثال الشعبية وعلى أساس أنها جزء من‬ ‫ثقافات الشعوب تعكس بشكل مباشر نظرة المجتمعات إلى ذلك الكائن الذي من المفروض به‬ ‫أنه نصف المجتمع المهم‪ ،‬وبالتالي فإن مدى رقي ذلك المجتمع يقاس من خالل تلك النظرة‬ ‫الدونية أحياناً‪ ،‬وهي لألسف عندنا نظرة تنطوي على الكثير من اإلجحاف والظلم ووضع المرأة‬ ‫في أسفل السافلين‪.‬‬ ‫و حتى الفكرة السامة المتخلفة القائمة على مقولة أن «النساء ناقصات عقل ودين» باتت في‬ ‫حكم الباطل وغير المبني على أساس من العلم‪ ،‬ومن المخجل أن تكون هناك أمة على األرض‬ ‫ال تزال تؤمن بها‪ ،‬فلو كانت تلك المقولة صحيحة فسوف لن يكون «وراء أي رجل عظيم إمرأة»‬ ‫كما يقال‪ ،‬فمن غير الممكن أن تكون المرأة ناقصة عقل ودين ويكون بإمكانها أن تساهم في‬ ‫نجاح الرجل وإيصاله إلى مرحلة العظمة‪ ،‬ولن تكون أي إمرأة ناقصة دين في نظر الدين نفسه‬ ‫وراء نجاح أي رجل عظيم‪ ،‬وهذا المثل ما هو إال إثبات للمقولة التي مفادها أن «ال يفلح قوم‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أولوا أمرهم إلمرأة»‪ ،‬فهنا تتجلى كل معاني التجريح وتقليل الشأن واأللم النفسي الذي يلحق‬ ‫بالمرأة من جراء مثل تلك األقاويل‪ ،‬فالمجتمع من ناحية ينتقد المرأة بأنها ضعيفة وال حول لها‬ ‫وال قوة‪ ،‬ومن ناحية يطالبها بإنجاز واجباتها على أكمل وجه‪ ،‬في الوقت الذي تقوم فيه المرأة‬ ‫بأكبر المهام والواجبات في الحياة وهي إنجاب األطفال وتحمل آالم الوالدة وغيرها من اآلالم‪،‬‬ ‫وعندما يأتي الحديث إلى تساوي المرأة بالرجل يقال أن الرجل قوي ألنه يمتلك القوة العضلية‪..‬‬ ‫وهكذا من البدع المتخلفة والتي يصب هدفها األساس في تحديد المساحة التي تتحرك فيها‬ ‫المرأة داخل المجتمع والتقليل من شأنها وسجنها داخل زنزانات من العادات البالية واألقاويل‪.‬‬ ‫و اآلن هل صحيح أن وراء كل رجل عظيم إمرأة؟ هذا المثل أثبت بطالنه مع تطور العقول‬ ‫والقفزات الهائلة في عالم التكنلوجيا وإقتحامها الحياة اليومية‪ ،‬فإن ترديد مثل ذلك المثل هو‬ ‫في حد ذاته إنتقاص للمرأة كإنسان خصوصاً في هذا الزمن الذي تشكل فيه المرأة شريك‬ ‫الرجل في اإلنجازات العلمية والتكنلوجية‪ ،‬فصفة العظمة هنا تقتصر على الرجل وال وجود ألي‬ ‫صفة إيجابية للمرأة في نص المقولة سوى إيهامها بكذبة أن نجاح الرجل يعود إليها‪ ،‬هذه‬ ‫المقولة التي إفتخرت البشرية بها عقودا طويلة وأوهمت المرأة بها طوال هذه المدة الطويلة‪،‬‬ ‫ثم لماذا كلمة «وراء» هل ألن المجتمع الشرقي مجتمع أبوي ذكوري وال يصح أن تقف المرأة‬ ‫إلى جانب الرجل ويجب أن تقف دائماً وراءه؟ ثم لماذا هذا اإلجبار على التقوقع في بوتقة خدمة‬ ‫رجل إلى أن يصل إلى درجة العظمة في الوقت الذي تبقى هي في الخلف‪ ،‬ولماذا ال تكون وراء‬ ‫نجاحها الشخصي‪ ،‬لماذا ال يكون هناك رجل مث ً‬ ‫ال وراء نجاحها‪ ،‬فحتى هذا المثل لم ينصف‬ ‫المرأة كما يجب‪ ،‬فهو قائم أص ً‬ ‫ال على أساس تعظيم الرجل وإبقاء المرأة في الظل وخلف الرجل‪،‬‬ ‫ثم من غير الممكن أن يكون بإمكاني‬ ‫في زمن العولمة واالنفتاح هذا أن أساهم‬ ‫في نجاح رجل في حياتي إن لم أقف إلى‬ ‫جانبه‪ ،‬فأنا أعرف أن األشخاص يقفون‬ ‫إلى جانب بعضهم البعض وقت الشدائد‬ ‫وأوقات المساعــدة ومد يد العون‪ ،‬وإذا‬ ‫أخذنا كلمة «عظيم» وفي المثل ودرسناه‪،‬‬ ‫سنخرج بنتيجة أن تلك الكلمـــة تحمل‬ ‫في طياتهـــا معاني الغـــرور والعنجهية‪،‬‬ ‫فصفة العظمة في هذا العصر المتميز‬ ‫باإلنجازات العلمية العظيمة صارت من‬ ‫الصفات التي ال تليق باإلنسان وهي‬ ‫تعطي صورة التفاخر والتباهي والغرور‬ ‫والنرجسية وحب العظمة‪ ،‬هذه المفاهيم‬ ‫التي تدخل في باب األمراض النفسية‬ ‫في العلم النفسي الحديث‪ .‬ألن التجارب‬ ‫أثبتت أن داء العظمة يداهم اإلنسان‬ ‫عندما يصاب بالغرور‪ ،‬فكلما كبر اإلنسان‬ ‫من المفـــروض أن يزداد تواضعـــاً وأن‬ ‫ينظر إلى من حوله بتساو‪ ،‬لذا فإن تلك‬ ‫األمثال ومع الزمن أثبتت بطالنها وأثبتت‬ ‫أنها أكذوبة أوهمت البشرية بها لتحصر‬ ‫المرأة وتبقيها خلف الرجل وفي الظل‪.‬‬

‫المرأة العصرية‬

‫منذ البداية جذب الرجل المرأة إلى األعمال التي تلزمها بالتخلي عن أنوثتها لتضمر تلقائياً‬ ‫بوصفها غير مستعملة‪ ،‬وقد أشركها بالجرم كي ال تكون شاهد إثبات كأعمال الغش في البناء‬ ‫بإشراف مهندسات والرشاوى الوظيفية وتسيير معامالت الدولة‪ .‬ثمّ تمّ إخضاع ماليين النساء‬ ‫للنموذج الواحد باستخدام األزياء‪ ،‬اإلعالن‪ ،‬وصنع نماذج من الفتيات يتصفن بالجمود بحيث‬ ‫يفقدن شخصيتهن وبذلك يستبعد كل خطر للمرأة األنثى!‬ ‫وكي يتسنى للمرأة التّفوق على الرجل في عالم مليء بالقتل والتّدمير والعدوان والنزعات‬ ‫الفردية ال بدّ لها من أن تفقد إنسانيتها‪..‬‬ ‫لم يأتِ الطغاة من العدم‪ ،‬بل من رحم امرأة فقدت إنسانيتها وسعت إلى هالكها لتضارع‬ ‫الرجل وتتفوق عليه بالعمل لديه وألجله فتصبح نصف رجل لكن تبقى الهيمنة للذكر‪ ،‬للرجل‬ ‫الكامل وليس ألنصاف الرجال بدليل تشبيهها بهم (أخت الرجال) فهي لن تصل إلى الرجولة‬ ‫التي فقدت ألجلها أنوثتها وإنسانيتها!‬ ‫حال المرأة في عصرنا أسوأ مما كانت عليه في عصر الحريم‪ ،‬كانت المرأة في ذلك العصر‬ ‫محتفظة بأنوثتها‪ ،‬تصغي وتقدّر وتالحظ وتنتظر ثمّ تتدخل لتصوغ القرار‪ ..‬اليوم المرأة‬ ‫مستعمرة باسم الحريّة من قبل هؤالء الرجال الذين يصرون على منحها الحريّة! حريّة‬ ‫الخضوع لآللة التي تراقب الدوام في مراكز العمل‪ ،‬حريّة الخضوع لرب العمل ولمساعديه‪،‬‬ ‫حريّة المعتقل الكبير خارج جدران المنزل‪ ..‬ح ّققت المرأة إذن الغاية المرجوة من حريتها‪،‬‬ ‫أيدٍ عاملة جيدة بأجر أقل‪ ،‬نساء ال شخصية واضحة لهنّ‪ ،‬نموذج للمجتمع الحيادي بمشاعره‬ ‫المبرمجة والمقننة حسب الحاجة‪ .‬ولم تبتعد النساء الذكيات والمتوازنات عن ورطة الحريّة‬ ‫فقد تمّ جرّهن للقيام بدورهن في صناعة الصواريخ واألسلحة واإلكترونيات ليتحوّلن إلى‬ ‫مشاركات في القتل والتّدمير ولتتوجه أصابع االتّهام لهنّ‪ .‬لو عادت المرأة إلى نفسها‬ ‫الكتشفت ّ‬ ‫أن األنوثة هي قوة وحكمة وذكاء وعمل ومن خاللها تتحكم بالعالم الخارجي الذي‬ ‫يوشك على االنهيار‪.‬‬


‫العدد ‪965‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫‪6‬‬

‫إعادة تأهيل مدينة تطوان العتيقة مكسب هام للثقافة واألصالة‬ ‫المغربية وتكريم لنبوغ أهل هذه المدينة الخالدة‬ ‫برنامج تكميلي على مدى ثالث سنوات بتكلفة ‪ 350‬مليون درهم‬

‫عرض على جاللة الملك‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمدينة مراكش‪ ،‬البرنامج التكميلي لتثمين مدينة تطوان‬ ‫األصيلة‪ ،‬حيث أعلن وزير الداخلية الفتيت‪ ،‬أن هذا البرنامج يهدف إلى المحافظة على رصيد‬ ‫هذه المدينة الثقافي والحضاري والمعماري والعمراني وإدماج المدينة العتيقة المصنفة‪ ،‬منذ‬ ‫‪ 1997‬تراثا عالميا من طرف اليونيسكو‪ ،‬داخل النسيج الحضري‪ ،‬فضال عن استثمار مآثر ومعالم‬ ‫المدينة العتيقة في مخططات التنمية المحلية فيما يتعلق بقطاع السياحة بوجه خاص‪.‬‬ ‫وستبلغ تكلفة هذا البرنامج حوالي ‪ 350‬مليون درهم‪ ،‬يساهم فيها صندوق الحسن الثاني‬ ‫للتنمية االقتصادية واالجتماعية بمبلغ ‪ 200‬مليون‪ ،‬ووزارة الداخلية‪ ،‬ب‪ 20‬مليون‪ ،‬ووزارة‬ ‫األوقاف والشؤون االسالمية ب‪ 12‬مليون‪ ،‬ووزارة إعداد التراب الوطنس والتعمير ب ‪10‬‬ ‫ماليين‪ ،‬ووزارة الشباب والرياضة بـ ‪ 10‬ماليين ووزارة الثقافة واالتصال ب ‪ 10‬ماليين‪ ،‬وجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ب ‪ 20‬مليون; والمجلس اإلقليمي لتطوان ب ‪ 8‬ماليين‪ ،‬وجماعة‬ ‫تطوان الحضرية بـ ‪ 10‬ماليين درهم‪.‬‬ ‫وسيرتكز المشروع على ثالثة محاور‪ .‬يتعلق المحور األول بتأهيل المجال العمراني بغالف‬ ‫مالي قدره ‪ 193‬مليون درهم‪ ،‬ويهم ترميم ‪ 150‬بناية آيلة للسقوط ومعالجة البنايات الخربة‪،‬‬ ‫واستكمال ترميم وتدعيم األقواس وتجهيز المسارات الرئيسية باألسقف الخشبية‪ ،‬وترميم ‪4‬‬ ‫مساجد‪ :‬الربطة‪ ،‬مسندي‪ ،‬الجامع الجديد‪ ،‬الساقية الفوقية‪ ،‬وكذا تعميم و دعم ‪N‬نارة أسوار‬ ‫المدينة العتيقة‪ ،‬ثم إنجاز مرأب بباب الجياف‪.‬‬ ‫أما المحور الثاني‪ ،‬فإنه يهم ترميم وتأهيل التراث‪ ،‬حيث رصد له مبلغ ‪ 117‬مليون درهم‪،‬‬ ‫من أجل متابعة إصالح القصبة‪ ،‬ومواكبة إصالح سجن المطامر إلى جانب إصالح دار بومبة‬ ‫ومسجد وزاوية سيدي الصعيدي‪ ،‬وكذا إصالح ‪ 30‬سقاية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالمحور الثالث‪ ،‬فإنه يشمل تقوية الجاذبية السياحية واالقتصادية للمدينة‬ ‫بمبلغ ‪ 40‬مليون درهم‪ ،‬من خالل خلق ثالثة مسارات سياحية على طول إجمالي ‪3,5‬كلم‪،‬‬ ‫واقتناء منزلين لهما قيمة تاريخية وتهيئة متحفين لصيانة التراث‪ ،‬وإحداث مأوى للشباب‪،‬‬ ‫وأسواق صغرى للقرب فضال عن تثبيث كاميرات المراقبة‪.‬‬ ‫وقد تم تكليف وكالة تنمية األقاليم الشمالية وقطاعات وزارية أخرى بتنفيذ هذا البرنامج‬ ‫الذي سوف يستغرق مدة ثالث سنوات‪ ،‬ما بين ‪ 2019‬و ‪.2023‬‬ ‫وفي هذا ال‪N‬طار‪ ،‬صرح المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال‪ ،‬منير البويسفي‪،‬‬ ‫بأن البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لتطوان يعد برنامجا مندمجا من أجل تطوير‬ ‫وازدهارهذه المدينة‪ .‬وأوضح أن هذا البرنامج الذي رصد له غالف مالي يقدر ب‪ 350‬مليون‬ ‫درهم ‪ ،‬يندرج في إطار استراتيجية تروم النهوض بالسياحة وخاصة الثقافية‪ ،‬بهدف تمكين‬ ‫تطوان التي تتميز بالسياحة الصيفية من ربح أشهر إضافية عبر تطوير برنامج يتعلق بالسياحة‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار البويسفي إلى أن االتفاقية التي تشكل إطارا للبرنامج التكميلي‬ ‫لتثمين مدينة تطوان العتيقة سوف تمكن من خلق فرص عديدة للشغل لفائدة الشباب‬ ‫وإطالق عملية التطور االقتصادي والسياحي والثقافي للمدينة العتيقة بتطوان التي صنفت‬ ‫منذ أكثر من ‪ 20‬سنة تراثا عالميا لإلنسانية‪ ،‬من قبل منظمة اليونسكو‪.‬‬ ‫وأبرز أنه من خالل هذا البرنامج ستضطلع المدينة العتيقة من خالل ما تزخر به من تراث‬ ‫بدور كبير كرافعة للتنمية االقتصادية والسياحة والثقافية بتطوان واإلقليم والجهة‪.‬‬ ‫يذكر أن جاللة الملك سبق وأن أعطى انطالقة مشروع إعادة تأهيل مدينة تطوان العتيقة‬

‫خالل زيارته لهذه المدينة في أكتوبر سنة ‪ 2011‬حيث تم اإلعالن عن الخطوط العريضة‬ ‫للمشروع وتكلفته التي فاقت ‪ 315‬مليون درهم‪ .‬وخالل هذه الزيارة أشرف جاللته على تدشين‬ ‫مجموعة من المعالم التراثية للمدينة كمتحف لوقاش للتراث الديني‪ ،‬كما اطلع على سير‬ ‫األشغال في مشروع ترميم الجامع الكبير بكلفة ‪ 12‬مليون درهم‪ ،‬ومشروع ترميم البنايات‬ ‫التي تعتبر مآثر تاريخية بالمدينة وكذا ترميم الشبكة الموازية التقليدية لتوزيع الماء داخل‬ ‫المدينة العتيقة (السيكوندو) والتي تنفرد تطوان بها‪ ،‬من بين سائر مدن المغرب‪.‬‬ ‫يشار إلى أنه في إطار المشاريع التي تم إنجازها بالمدينة العتيقة لتطوان‪ ،‬فقد تم تدعيـم‬ ‫البنـى التحتيـة مـن خـالل تجديـد وتقويـة وتوسـيع شـبكة الماء الصالـح للشـرب عـلى امتـداد‬ ‫‪ 8.3‬كيلومتر والتطهيـر الســائل عـلى طــول مــا يقــارب ‪ 31‬كيلومترا وتجديــد شــبكة‬ ‫السـكوندو عـلـى طــول ‪ 5.10‬كيلومتر ومــد مــا يناهــز ‪ 50‬كيلومترا مــن خطـوط الكهربـاء‬ ‫وتوسـيع شـبكة اإلنـارة العموميـة لمـا يزيـد عـن ‪ 36‬كيلومـترا وكـذا تركيـب ‪ 1500‬وحــدة‬ ‫مـن قناديـل اإلضـاءة‪.‬‬ ‫كما تم دعم وترميم ‪ 200‬دار آيلة للسقوط‪ ،‬وترميم الواجهات وتفعيل ميثاق الهندسة‬ ‫المعمارية‪ ،‬وتبليط وترصيف ‪ 27000‬متر مربع من الطرق واألزقة‪ ،‬وإصالح وترميم المسجد‬ ‫األعظم (الجامع الكبير) وبعض الزوايا؛ ترميم الصابات واألقواس وإضاءة ‪ 260‬متر من أسوار‬ ‫المدينة؛ ترميم بعض األسواق وتأهيل محالت تجارية وغيرها‪.‬‬ ‫وتعتبر تطوان أيقونة المدن المغربية‪ ،‬حيث يتجلى الجمال في كل شبر من بناياتها‬ ‫وساحاتها وفضاءاتها و مساجدها وزواياها ومعمارها الذي ينطق بعبقرية أهل هذه المدينة‬ ‫وحسهم الفني والجمالي ولهجتهم‪ ،‬ولباسهم وسلوكهم اإلنساني‪ ،‬حيث إن المجتمع التطواني‬ ‫يعتبر في نظر العديد من الباحثين األنثروبولوجيين ‪ ،‬من أرقى المجتمعات العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫وهي من أقدم المدن المغربية‪ ،‬جاء ذكرها في كتب التاريخ القديم على عهد الرومان‬ ‫واإلمبراطوريات التي تداولت على المغرب‪ ،‬حيث تم العثور على آثار مدينة رومانية مدينة‬ ‫«تمودة» يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميالد‪ ،‬وقد أقيم حصن روماني فوقها‪ ،‬بعد‬ ‫تدميرها حوالي ‪ 40‬عاما قبل الميالد‪.‬‬ ‫أما المدينة الحديثة‪ ،‬فإن تاريخها يبدأ بعد سقوط غرناطة نهاية القرن الخامس عشر‬ ‫(‪ )1492‬ليقوم ببنائها سيدي علي المنظري الغرناطي حيث قصدها آالف األندلسيين‪ ،‬مسلمين‬ ‫ويهود‪ ،‬فارين من بغي وطغيان الملوك الكاثوليك‪ ،‬حيث شهدت تطوان مرحلة مزدهرة‬ ‫اقتصاديا وعمرانيا وثقافيا وأصبحت مركزا للحضارة األندلسية بمغرب القرون الوسطى‪.‬‬ ‫وال زالت إلى اآلن مركز علم وثقافة وحضارة‪ ،‬حيث إنها كانت سباقة إلنجاز العديد من‬ ‫المنشآت الثقافية والعلمية والمعرفية والفنية‪ ،‬كما أنها اشتهرت بكثرة علمائها ونبغائها إلى‬ ‫اليوم‪ ،‬وبغيرة أبنائها على الحفاظ على طابع مدينتهم التاريخية ومفاخرتهم بها وذكرهم في‬ ‫كل مناسبة بأمجادها ومآثرها وأبرز معالمها التاريخية‪.‬‬ ‫وستظل مدينة تطوان منارة تضفي على الجهة‪ ،‬نفحة من الطهر والنبل والبراءة والفضل‬ ‫والجمال‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫إقتصاد‬ ‫اتفاقية الواليات المتحدة األمريكية وكندا والمكسيك‬ ‫يعتبر دونالد ترامب اتفاقي ة �‪ALE‬‬ ‫‪ NA‬التي تعود إلى سنة ‪1994‬مجحفة‬ ‫في حق الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫ألنها ضيعت على بلد ال��ع��ام سام‬ ‫ماليين فرص الشغل السيما في قطاع‬ ‫صناعة السيارات‪.‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫وبدون شك‪ ،‬حقق المغرب عدة إنجازات في السنوات العشر األخيرة‪ ،‬إال أن هناك بعض‬ ‫اإلخفاقات أو بعض المؤشرات التي يجب العمل على تجويدها‪.‬‬ ‫ هناك أوال معدل البطالة الذي أخذ يرتفع وقد تجاوز‪ %10‎‬في المتوسط ؛‬‫ هناك أيضا فوارق مجالية بين جهات المغرب ال ‪ 12‬ويقول خبراء البنك الدولي ‪ :‬يجب على‬‫المغرب أن ينتظر أكثر من ‪ 24‬سنة لتقليص هذه الفوارق المجالية بالنصف ؛‬ ‫ عدد النساء اللواتي يعملن ال يتعدين نسبة‪ %21‎‬وهي أقل نسبة في منطقة شمال إفريقيا‬‫والشرق األوسط‪.‬‬

‫و باإلضافة إلى اإلتفاقية القديمة‬ ‫ج��اءت االتفاقية الجديدة التي تم‬ ‫اإلمضاء عليها في نهاية شهر شتنبر‬ ‫‪ 2018‬بخمسة مستجدات ‪:‬‬

‫‪ - ‬رغم أن معدل االستثمار يفوق ‪ %30‎‬إال أنه ال يحقق أهدافه وليس له وقع مباشر على‬ ‫سوق الشغل ؛‬

‫ أوال‪ ،‬تمت إضافة فصل مهم يتعلق بالبيئة ؛‬‫ ثانيا‪ ،‬سيتم تعويض منتجي الحليب الكنديين من طرف الواليات المتحدة األمريكية‬‫وذلك من جراء األضرار والخسائر التي وقعت لهم ؛‬ ‫ ثالثا‪ ،‬ستستفيد كندا من حصة ‪ 2,6‬مليون سيارة ستنتج داخل كندا ؛‬‫ رابعا‪ ،‬على المكسيك أن ‪ ‬ترفع من أجور عمالها السيما في قطاع صناعة السيارات حتى‬‫تقلص من الفوارق االجتماعية بين الدول الثالث‪ .‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬البد من التذكير بأن هذا االتفاق الذي سيمتد إلى حدود سنة ‪( 2034‬أي ‪ 16‬سنة)‬ ‫يتعلق بسوق تناهز ‪ 500‬مليون مستهلك له عدة أهداف منها ‪:‬‬ ‫‪ ‬فتح أسواق حرة بين البلدان الثالثة ؛‬‫‪ ‬وضع أسس جديدة وسليمة لتجارة بينية منصفة ؛‬‫‪ ‬تحقيق نمو اقتصادي مرتفع ومستدام‪.‬‬‫‪ rrrrr‬‬

‫ضريبة مخفضة على الصحافة الرقمية في االتحاد األوروبي‬ ‫بعد سنتين كاملتين من المفاوضات وصلت دول اإلتحاد األوروبي إلى اآلتفاق حول تخفيض‬ ‫معدل الضريبة على القيمة المضافة فيما يخص الصحافة الرقمية والكتب اإللكترونية ‪ ...‬وذلك‬ ‫من أجل تحفيز هذه القطاعات الجديدة وتقليل استعمال الورق واستغالل شاشات الحواسيب‬ ‫والهواتف الذكية ‪...‬‬ ‫كان معدل الضريبة على القيمة المضافة يتراوح بين ‪ 15‬و ‪%20‬حسب دول االتحاد‪ ،‬أما اآلن‬ ‫فسيتراوح هذا المعدل ما بين ‪ 0‬و ‪.% 2‬‬ ‫‪ ‎‬ويبقى الهدف النهائي من هـذه العمليـة هو توحيـــد الضريبة على القيمة المضافة‬ ‫بالنسبة للدول ال‪ 28‬وخلق فيما بعد سوق رقمية موحدة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫النمو االقتصادي في منطقة شمال إفريقيا والشرق األوسط‬ ‫حسب تقديرات البنك الدولي‪ ،‬فإن‬ ‫النمو اإلقتصادي في منطقــة شمــال‬ ‫إفريقيا والشرق األوسط سيصل إلى‬ ‫‪ ‎%‎ 2‬في المتوسط خالل سنة ‪،2018‬‬ ‫في حين أن هذا المعدل لم يتعد‪%1,4‎‬‬ ‫سنة ‪.2017‬‬ ‫ول��ع��ل أه��م نمو اق��ت��ص��ادي في‬ ‫المنطقة هو الذي ستحققه دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي الست والذي سينتقل‬ ‫من معدل سالب ‪ –% 0,3‬إلى معدل‬ ‫إيجابي يفوق ‪ ‎%‎ 2‬وذلك بفعل ارتفاع سعر البترول وانتعاش االستهالك الداخلي‪.‬‬ ‫و يصل معدل البطالة في منطقة شمال إفريقيا والشرق األوسط إلى ‪ ،%24‎‎‬مما دفع بالبنك‬ ‫الدولي إلى اقتراح عدة توصيات من أهمها تسريـــع إيقـــاع اإلصالحات السياسية واالقتصادية‬ ‫والدستورية من أجل تقوية الرأسمال البشري وتجويد وتحسين مناخ األعمال‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫تحذير جديد للبنك الدولي‬ ‫يقول خبراء البنك الدولي أن التحدي الكبير الذي ينتظر المملكة المغربية هو تحقيق نمو‬ ‫اقتصادي قوي ومستدام‪.‬‬

‫‪ - ‬وأخيرا‪ ،‬يجب التحكم في المديونية وعجز الميزانية‪ ،‬أي العمل على تقليص المعدل األول‬ ‫الذي تجاوز‪ %64‎‬والمعدل الثاني الذي تجاوز‪.%3.3‎‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫المغرب من أقل الدول اإلفريقية خطورة اقتصاديا‬ ‫جاء في التقرير الفصلي الثالــث بتاريــــخ ‪ 2018.09.19‬الذي يعــــده المكتــــب العالمي‬ ‫‪ Euler Hermes‬أن المغرب يعد من الدول اإلفريقية األقل خطرا‪ .‬ومن أصل ‪ 54‬دولة يعتبر‬ ‫المغرب مثله مثل بوتسوانا وغانا دوال ليس فيها خطرا وبالتالي يكون االستثمار والسياحة‬ ‫وأنشطة اقتصادية أخرى نشيطة ومفعلة‪.‬‬ ‫و إذا كانت مصر والمملكة العربية السعودية تعدان من الدول ذات الخطورة المتوسطة‬ ‫فإن ليبيا وتونس وموريطانيا على العكس من ذلك تعد من الدول ذات الخطورة العالية‪ .‬‬ ‫على هذه الدول األخيرة أن تعمل على تحسين مناخ أعمالها واستتباب األمن والتقليل من‬ ‫الحروب اإلقليمية والحدودية‪ .‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫انطالق عملية الصكوك‬ ‫لقد قامـــت خزينـــة المملكـــة‬ ‫المغربية بإصدار صكوك اإلجارة يوم‬ ‫الجمعة الماضي (‪ )2018.10.05‬بقيمة‬ ‫إجمالية تصل إلى ‪ 1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ أوال‪ ،‬هذه عملية أولية وتجربة‬‫رائدة تقوم بها خزينة المملكة حتى‬ ‫تمهد الطريق للبنوك التشاركية أن‬ ‫تصدر هي األخر ى صكوكها‪.‬‬ ‫ مدة حياة الصكوك هي خمس‬‫سنوات‪ ،‬أي أن المستثمر يحصل كل‬ ‫سنة على خمس رأسماله ويستفيد أيضا من مردودية سنوية قد تصل إلى‪ .%2.72‎‬كمردودية‬ ‫قصوى خالية من الضريبة (‪.)Hors Taxe‬‬ ‫ هذه الصكوك هي مصادق عليها من طرف المجلس األعلى لعلماء المغرب‪.‬‬‫هذه العملية ستعمل على تمويل خزينة الدولة في الوهلة األولى‪ ،‬ثم ستمكن القطاع‬ ‫البنكي التشاركي من تنشيط أعماله التجارية و المالية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫اإلجازة خالل أربع سنوات من جديد‬ ‫خالل المناظرة الوطنيــة حـــول‬ ‫التعليم العالي التي تم تنظيمها خالل‬ ‫ثاني وثالث أكتوبر من هذه السنة تم‬ ‫التطرق إلى إمكانية الرجوع إلى النظام‬ ‫السابق المعمول به في سلك اإلجازة‪.‬‬ ‫بمعنى أن عدد السنوات التي على‬ ‫الطالب أن يقضيهــا في الجامعــة أو‬ ‫المدارس العليا هو أربع سنوات بدل‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وغالبا م��ا سيدخل ه��ذا النظام‬ ‫الجديد‪/‬القديم حيز التطبيق ابتداء من السنة الجامعية المقبلة ‪. 2020-2019‬‬ ‫هذا يعني‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن وزارة التعليم العالي ليست لها رؤية استراتيجية واضحة على‬ ‫المدى البعيد و أن نظام ‪ (LMD ‬إجازة ‪ -‬ماستر‪ -‬دكتوراه) لم يأت بثماره و لم يستطع تحقيق‬ ‫أهدافه !‬

‫اقتصاد‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫األستاذ عبد الكبير الفاسي يكتب عن آفة طنجة‬ ‫«الشرقي» أو «‪»Levante‬‬

‫أثبتت الدراسات المونوغرافية في الكتابة عن مدينة طنجة فاعليتها وأهميتها الكبيرة في تجلية‬ ‫جوانب مختلفة من تاريخها العريق‪ .‬وقد أسهم مجموعة من الدارسين والباحثين‪ ،‬أمثال عبد العزيز‬ ‫خلوق التمسماني(‪ )1‬ومحمد األمين البزاز(‪ )2‬وعبد الصمد العشاب(‪ )3‬ورشيد العفاقي(‪ ،)4‬في تقديم‬ ‫طائفة من األعمال والكتابات عن جوانب مهمة وحلقات أساسية من تاريخ هذه المدينة‪.‬‬ ‫ولما كانت طنجة مستقراً دائماً أو مؤقتاً لعدد من العلماء واألدباء المغاربة وغيرهم‪ ،‬فإن‬ ‫بعضهم لم يتوان في تحريك قلمه لتسجيل ما لفت انتباهه من ظواهر أو مظاهر امتازت بها هذه‬ ‫المدينة‪ ،‬مستجلياً عناصرها ومستقصياً جوانبها‪ .‬ولعل واحداً من أولئك العلماء الذين وفدوا على‬ ‫طنجة العالمة والمناضل عبد الكبير بن عبد الحفيظ الفاسي(‪ ، )5‬الذي اختار هذه المدينة أواخر‬ ‫األربعينيات «مقراً بحكم مصاهرته مع عائلة المنبهي الوزير‪ ...‬وكان له بها نشاط أدبي ووطني‬ ‫مذكور»(‪.)6‬‬ ‫لقد استوقفت هذا العالم بمدينة طنجة بعض الظواهر‪ ،‬التي سجلها في مقاالت له نشرها‬ ‫بأعمدة المجالت المغربية الصادرة منتصف القرن الماضي؛ فرصد في مقال له «طرائف عن‬ ‫طنجة»(‪ ،)7‬وتتبع في مقال آخر مناخ طنجة مخصصاً حديثه عن ريح «الشرقي»‪ .‬وهو المقال المعنون‬ ‫بـ «آفة طنجة»‪ ،‬الذي نقدم له ونعرضه في هذا الحيز‪.‬‬ ‫نشر المقال بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪1954‬م‪ ،‬بالعدد ‪ 27‬من مجلة «هنا كل شيء»(‪ .)8‬والواقع أنه‬ ‫مقال طريف في بابه وعرض مادته‪ ،‬حيث يتبين القارئ هذه الطرافة من أول عبارة فيه‪« :‬لكل‬ ‫بلد آفة‪ ،‬وآفة طنجة ريحها الشرقية»‪ .‬وقد سعى الكاتب في هذا المقال إلى رصد «ريح الشرقي»‪،‬‬ ‫التي تختص بها مدينة طنجة بحكم موقعها الجغرافي المطل على بحر الزقاق؛ فانطلق من ضبط‬ ‫تسميتها واختالفها بين بعض المناطق المغربية‪،‬ثم تتبع أثرها السيئءعلى طنجة من نواح مختلفة‪،‬‬ ‫فالحية وبحرية وسياحية‪ .‬وبحكم استقرار الكاتب بهذه المدينة‪ ،‬فقد استطاع أن يرصد أثرها األبعد‬ ‫على الحياة االجتماعية؛ فما من ساكن أو زائر إال ويمتعض منها امتعاضاً وينزعج منها انزعاجاً يظهر‬ ‫في تصرفاته‪ ،‬فهي ‪ -‬حسب عبد الكبير الفاسي‪« -‬تحطم األعصاب تحطيماً‪ ،‬وترخي أوتار العمل‪،‬‬ ‫فيتورث عن ذلك بعض تكاسل وتوان‪ ،‬وتسوء األخالق حتى يفضل الرجل االنزواء في قعر بيته على‬ ‫معاملة الناس‪،‬حيث يجد نفسه في حصانة نسبية من الريح ومن الناس ألنهم هم كذلك في حالة‬ ‫عصبية ال تصفو معها معاملتهم إلخوانهم من الناس»(‪.)9‬‬ ‫والواقع أن هذه الريح الشرقية وأثرها الضار على طنجة قد لفت كتاباً آخرين ممن مروا بطنجة‬ ‫قاصدين عبور بحر الزقاق نحو الضفة األندلسية‪ ،‬ومن أولئك الوزير محمد بن الحسن الحجوي‬ ‫(ت ‪1956‬م) في رحلته إلى األندلس‪ .‬فقد سجل هذا العالمة مالحظته حول هذه الريح وإذايتها‬ ‫للسفن التي ترسو بالميناء قائ ً‬ ‫ال‪« :‬فإذا تم المرفأ الصناعي‪ ،‬وهم فيه يشتغلون‪ ،‬وصارت المراكب‬ ‫ترسو بجانبه آمنة من أذية الريح الشرقية‪ ...‬عند ذلك تزداد عمارة طنجة جداً‪ ،‬ويقصدها السواح‬ ‫ُ‬ ‫األستاذ محمد بن سعيد الصديقي في كتابه «إيقاظ السريرة‬ ‫وغيرهم»(‪ .)10‬كما أشار إلى هذه الريح‬ ‫لتاريخ الصويرة»‪ ،‬حيث ساق الحديث إليها على سبيل المقارنة في هبوبها شبه الدائم على مدينة‬ ‫الصويرة أيضاً‪ .‬يقول‪« :‬واختصت من بين المدن المغربية بدوام الريح اآلتية من جهة المشرق‪ ،‬ال‬ ‫يشاركها في ذلك إال مدينة طنجة»(‪.)11‬‬ ‫فال غرابة‪ ،‬إذن‪ ،‬أن نعت عبد الكبير الفاسي هذه الريح بأوصاف دالة مخصوصة من قبيل‪:‬‬ ‫«الريح الكريهة» أو «الريح الخبيثة» أو»الريح العقيم» أو «الريح الشيطانية» أو ما أجمله بعبارة «آفة‬ ‫طنجة»‪ .‬وهي اآلفة التي ربطها بعض سكان طنجة بطريفة تاريخية ذات أثر إيجابي متمثل في جالء‬ ‫اإلنجليز عن هذه المدينة سنة ‪1684‬م‪.‬‬ ‫وفي ما يلي نص المقال كما ورد في المجلة المذكورة‪.‬‬

‫*****‬

‫«لكل بلد آفة‪ ،‬وآفة طنجة ريحها الشرقية»‪.‬‬

‫وأهلها يعبرون عنها بلفظ التذكير وبغير إضافة‪ ،‬فيقولون‪« :‬الشرقي» مع قاف مرققة تارة‬ ‫ومعقودة تارة أخرى‪.‬‬ ‫ويفعل مثل ذلك جوارهم اإلسبان في جنوب األندلس‪ ،‬وهم كذلك من جملة ضحاياها‪ ،‬فيقولون‬ ‫عنها‪ »Levante« :‬أي «الشرقي» من غير إضافة ريح السم مهبها‪.‬‬ ‫وإذا أُطلق هذا اللفظ في غير طنجة وغير مدينة الصويرة عُبّر به عن ريح مغايرة لشرقي طنجة‬ ‫تمام المغايرة ال من حيث مهبها وال من حيث ماهيتها‪ ،‬إذ الريح الشرقية‪ ،‬في غير طنجة والصويرة‪،‬‬ ‫ريح حارة من الجنائب تهب من الجنوب الشرقي‪ ،‬أي من الصحراء‪ ،‬وال تدع ناحية من المغرب ال‬ ‫تجتاحها‪ ،‬إال عصفتها جبال عالية من لهيبها‪ ،‬وهي السموم والحرور والهيف في اصطالح علماء‬ ‫الجغرافيا عند العرب‪ .‬وترتفع بها درجة الحرارة إلى ما يناهز ‪ 45‬في أواسط المغرب وجنوبه‪ ،‬كما‬ ‫ترتفع في األندلس في مثل إشبيلية حيث تصعد الحرارة إلى ما فوق ‪ ،50‬فيتساقط منها ورق الشجر‬ ‫كما تتساقط صغار الطيور والعصافير‪.‬‬ ‫وأما «شرقي» طنجة‪ ،‬فليس ريحاً شرقية تماماً‪ ،‬بل تهب من الشمال الشرقي‪ ،‬وهي ما يُعبّر‬ ‫عنه في اصطالح العرب بقولهم «الصبابية» وهي غير الصبا‪ .‬وهي أكثر أرياح طنجة هبوباً طول أيام‬ ‫السنة‪ ،‬وأقلها ‪ 182‬يوماً (كما لوحظ ذلك سنة ‪ )1926‬أي نصف عدد أيام السنة‪.‬‬ ‫ورغماً عن هبوبها من الشمال‪ ،‬فإنها ال تمطر طنجة‪ ،‬بل تزج السحاب زجاً نحو الغرب‪ ،‬أي نحو‬

‫بقلم الدكنور‬ ‫�سي حممد �أملح‪ /‬تطوان‬

‫شواطئ المحيط‪ ،‬وهي مهاب الرياح الدبائر الممطرة في طنجة والبالد المغربية‪ .‬ولذلك فإنها ريح‬ ‫عقيم‪.‬‬ ‫وإذا كانت في غالب األحوال ال تهب شديدة كالزعزع التي تأتي على الحرث والنسل‪ ،‬فإنهامع‬ ‫ذلك تزف زفيفاً ويدوم هبوبها يوماً أو بعض يوم أو ليلة أو بعضها إلى أسبوع فأسبوعين‪ .‬وكما أنها‬ ‫ال تأتي بالمطر‪ ،‬فإنها تشق األرض بعد تجفيفها‪ ،‬وال تلقح الشجر لكونها قوية الهبوب‪ ،‬فهي ريح‬ ‫عقيم فيها من الشرور أكثر مما فيها من المنافع‪ .‬وأقل شرورها أنها تسف تراب األرض سفاً‪ ،‬فتعري‬ ‫األرض من منافعها مع توالي األيام‪ ،‬فتصبح أقل صالحية للفالحة‪ .‬كما أنها تذهب لقاح الشجر‪ ،‬فال‬ ‫تصلح الفواكه وال الزهور في األجنة والحقول التي هي في طريقها إال شذوذاً‪ .‬وتفسد كذلك على‬ ‫البحارة عملهم‪ ،‬فال يقوى على العمل في البحر‪ ،‬إما لصيد الحيتان أو للمقام في الخليج أو للسباحة‬ ‫فيه إال الصابرون‪ ،‬وقليل ما هم‪.‬‬ ‫ولقد كان األمر على هذا الشكل منذ عُرفت طنجة في التاريخ مع أزليتها‪ .‬والمعتقد أن أمرها أيام‬ ‫الفتح العربي وفي القرون الوسطى هو أمرها في عهد االحتالل اإلنجليزي وفي عهدنا هذا‪ .‬فكانت‬ ‫المراكب والبواخر الكبرى ال ترسو بها إال بعيدة عن مرساها‪ ،‬إذا جاءتها حين هبوب هذه الريح‬ ‫الكريهة‪ .‬ولذلك‪ ،‬يقول أبو عبيد البكري (وهو من القرن الخامس الهجري) في «مسالكه» عند كالمه‬ ‫عن طنجة «البيضاء» وعن بحرها‪« :‬وهي محط السفن «اللطاف» ألن الريح الشرقية تؤذي فيه»‪.‬‬ ‫فإذا هبت هذه الريح‪ ،‬رأيت أهل طنجة‪ ،‬ما بين ساكن وزائر‪ ،‬يمتعضون منها امتعاضاً ويتبرّمون‬ ‫من عملها في تحريك الشجر وأبواب المنازل والنوافذ‪ ،‬وينزعجون انزعاجاً يظهر في تصرفاتهم‪ ،‬فال‬ ‫ترى منهم إال التبرم والتضجر‪ ،‬إذ تعوقهم عن العمل في البحر والبر‪ ،‬وتدخل الرمال في الخواشم‬ ‫والعيون‪ ،‬وتحطم األعصاب تحطيماً وترخي أوتار العمل‪ ،‬فيتورث عن ذلك بعض تكاسل وتوان‪،‬‬ ‫وتسوء األخالق حتى يفضّل الرجل االنزواء في قعر بيته على معاملة الناس حيث يجد نفسه في‬ ‫حصانة نسبية من الريح ومن الناس ألنهم هم كذلك في حالة عصبية ال تصفو معها معاملتهم‬ ‫إلخوانهم من الناس‪ ،‬ومهما بلغ اإلنسان من الحضارة العادية ما بلغ‪ ،‬فإنه قلما يظهر بمظهر‬ ‫الثبات‪ ،‬إذا حلت الزوابع وقامت األعاصير والزعازع‪...‬‬ ‫وحسبك بريح تهب فال تلمس أثرها فيما حولك‪ ،‬حتى تلمس أثرها في نفسك‪ ،‬فتذهب بهبوبها‬ ‫الراحة وطمأنينة النفس‪ ،‬تهز من بيتك األركان‪ ،‬وتأتي على النوافذ والمنافذ‪ ،‬وترعبك إذا كنت‬ ‫متلبساً بليل‪ ،‬وتضاجعك في فراشك إذا كان في بيتك أدنى ثلمة لم تعرها اهتمامك في نهارك‪.‬‬ ‫وحسبك بريح إذا هبت على مدينة طريفة األندلسية‪ ،‬وهي في مقابلة طنجة على بحر الزقاق‪ ،‬عزى‬ ‫إليها أهلها ما يصابون به من جنون!‬ ‫ولقد ارتبك الناس في القديم ‪ -‬كما نحار نحن اآلن في أمر هذه الريح الشيطانية ‪ -‬حين كانوا‬ ‫يعتقدون أن ظواهر الطبيعة ومظاهرها هي من عمل األبالسة والجان‪ ،‬حتى قال لسان الدين ابن‬ ‫الخطيب في بعض رسائله وهو يذكر محاسن طنجة ومثالبها‪« :‬يُذكر أن سليمان اختصها بسجن‬ ‫مردة الجن‪ ،‬فيعثر بها على أوان ملئت ريحاً تثير تبريحاً‪ ،‬ويسندون لذلك إفكاً صريحاً»‪.‬‬ ‫وفي نفس هذه الرسالة يقول عن «الشرقي» الخبيثة‪« :‬لكن رملها يحشو العين بالذرور عن‬ ‫المرور‪ ،‬ويدخل الدور ويفسد القدور‪ ،‬ورياحها ال تسكن إال في الندور‪ ،‬وظلمة جوها متسببة عما‬ ‫وراءها من مغرب الشموس والبدور‪...‬إلخ»‪.‬‬ ‫وإن لهذه الريح من األثر في النفوس ما جعل الرجل العامي من بين أولئك المختلفين إلى‬ ‫جوانب المرسى المتربصين للعمل القليل يسدون به بعض حاجاتهم الكثيرة‪ ،‬يأخذ على نفسه‬ ‫تعليل بعض األحداث التاريخية مثل جالء اإلنجليز عن طنجة (‪ )1684‬هذه الظاهرة الجغرافية (وهي‬ ‫طريقة علمية معقولة‪ ،‬ولها أنصار كثيرون!)‪ ،‬فيقول لك في بساطة ال يتطرق إليها الشك كما ال‬ ‫تسوغ معها السخرية‪:‬‬ ‫ حتى اإلنجليز‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬لم يستطيعوا البقاء في طنجة بسبب هذا الشرقي!‬‫فهل سيعيد التاريخ نفسه ما دامت الريح الشرقية على حالها والحياة هي هي؛ فيذهب عن طنجة‬ ‫خبث كل من يفسد فيها وال يصلح؟»‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ )1‬انظر مقاالته الغزيرة بمجلة دار النيابة ومجلة مواسم‪ ،‬إضافة إلى بعض تآليفه مثل‪ :‬طنجة ذات الطابع‬ ‫األوربي (‪ ،)1950 – 1947‬وجلسات المجلس التشريعي الدولي في منطقة طنجة (‪.)1928‬‬ ‫‪ )2‬انظر مقاالته الكثيرة في مجلة دار النيابة ومجلة مواسم ومجلة المناهل‪ .‬إلى جانب كتابه القيم «المجلس‬ ‫الصحي الدولي في المغرب من ‪ 1792‬إلى ‪ ،»1829‬الذي اعتمد فيه باألساس على وثائق المجلس الصحي في‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫‪ )3‬عدا مقاالته عن طنجة‪ ،‬فقد ألف كتاباً قيماً عن أعالمها بعنوان «من أعالم طنجة في العلم واألدب‬ ‫والسياسية»‪.‬‬ ‫‪ )4‬انظر «مدرسة الجامع الكبير بطنجة»‪ ،‬و»المدرسة المرينية بطنجة‪ :‬صفحات مجهولة من تاريخ مدينة‬ ‫منسية»‪ ،‬و»أوراق من تاريخ طنجة» في جزأين‪ ،‬إلى جانب مقاالت كثيرة‪ ،‬نشر أغلبها بجريدة الشمال‪.‬‬ ‫‪ )5‬انظر ترجمته بقلم قاسم الزهيري‪ ،‬معلمة المغرب‪.19/6406 ،‬‬ ‫‪ )6‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪ )7‬انظره بمجلة رسالة المغرب‪ ،‬العدد ‪ ،58‬السنة ‪1950‬م‪.‬‬ ‫‪ )8‬هي مجلة نصف شهرية أدبية اجتماعية علمية‪ .‬أنشأها الفقيه العالم محمد بن عبد اهلل كوثر الروداني بالدار‬ ‫البيضاء‪ .‬وقد صدر عددها األول في يونيو ‪1952‬م‪.‬‬ ‫‪ )9‬انظر نص المقال‪.‬‬ ‫‪ )10‬انظر الرحلة األندلسية الفيشية (غير تامة)‪ ،‬مخطوط الخزانة العامة بالرباط‪ ،‬رقم ‪126‬ح‪ ،‬ورقة ‪.2‬‬ ‫‪ )11‬إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة‪.29/1 ،‬‬


‫العدد ‪965‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور عبد السالم بن المختار شقور‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫ولد األستاذ الدكتور عبد السالم بن المختار شقور سنة (‪1943‬م) بقبيلة بني يدر (ناحية تطوان)‪ ،‬وبها‬ ‫نشأ فقرأ القرآن على شيوخها وأتقنه حفظا ورسما‪ ،‬وحفظ في المكتب أيضا بعض المتون العلمية المتعلقة‬ ‫بالنحو والفقه والتوحيد‪.‬‬ ‫ولما بلغ المرحلة الثانوية التحق بالمعهد األصيل بتطوان سنة (‪1957‬م) بعد اجتياز امتحان القبول‬ ‫ليسجل في السنة األولى فيه‪ ،‬مستفيدا في تلك الفترة من الحركة التعليمية المنظمة والمتطورة التي كانت‬ ‫تعيشها المدينة‪ ،‬فقد أصبح التعليم الديني منظما في سنواته الدراسية وبرامجه التعليمية واستعماالته‬ ‫الزمنية‪ ،‬وفي أساتذته الذين يشرفون على الدرس فيه‪ ،‬وهم متفرغون لذلك باعتبارهم أساتذة رسميين‬ ‫يخضعون لنظام الوظيفة وقوانينها‪ ،‬وفي اإلدارة المنظمة المكونة من شيخ المعهد ومعاونيه‪ ،‬والتي تسير‬ ‫شؤون المعهد وتسهر على تطبيق برامجه‪.‬‬ ‫وكان بجانب المعهد الديني معاهد علمية أخرى كالمعهد العصري ومدرسة تخريج المعلمين والمدرسين‬ ‫وبعض المدارس اإلسبانية األخرى وكذا الدروس الوعظية والتطوعية التي كان يقوم بها علماء تطوان في‬ ‫الجوامع والزوايا وهي تلبي رغبة المتطلعين إلى العلم والتثقيف الحر‪.‬‬ ‫وكانت الدروس في المعهد الديني الثانوي أكثر تنظيما وغزارة فالطالب ال يكتفي بدروس شيخ واحد كما‬ ‫هو األمر في المدارس العتيقة بالبوادي مثال‪ ،‬وإنما يحضر عند هذا في الصباح في قراءة المصنف‪ ،‬وعند غيره‬ ‫في قراءة مصنف آخر عند منتصف النهار‪ ،‬وعند غيرهما في مادة علمية أخرى في المساء‪ ،‬لتتنوع أعمال الدراسة‬ ‫وتتشعب موادها ومصنفاتها وجهود األساتذة الذين يتعاقبون عليها‪ .‬وألول مرة سيصادف دراسة بعض‬ ‫المصنفات التي كانت تبدو بعيدة المنال عند شيوخ البادية كمؤلفات الفقه الكبرى‪ ،‬وبخاصة شروح مختصر‬ ‫الشيخ خليل المطولة‪ ،‬وبعض مصنفات األصول مثل « جمع الجوامع» للمحلي‪ ،‬وبعض مصنفات الحديث‬ ‫والتفسير كالصحيحين والسنن وشروحها البن حجر والكرماني‬ ‫والعيني والنووي وغيرها‪ ،‬ومصنفات اللغة ومعاجمها الكبيرة‪،‬‬ ‫وتكون بذلك فرص التحليل بالنسبة للطلبة أكثر وفرة وغزارة‪،‬‬ ‫فتتطور مداركهم وتنمو مذخراتهم العلمية بشكل كبير()‪.‬‬ ‫إال أن صلته بالعلم انقطعت واضطر أن يغادر المعهد‬ ‫األصيل بعد ثالثة أشهر إلضراب قد طال وعاد إلى مسقط رأسه‬ ‫في البادية‪.‬‬ ‫وتشاء العناية اإللهية ان يعود مرة أخرى إلى تطوان‬ ‫بتشجيع دائم من والدته رحمها اهلل التي كانت تتمنى دائما‬ ‫أن تراه عالما جليال يحترمه الناس وينظرون إليه بالتوقير‬ ‫والتعظيم ليلتحق بالتعليم العصري بثانوية القاضي عياض وقد‬ ‫وجد الطالب عبدالسالم شقور نفسه في هذا المجال التعليمي‪،‬‬ ‫فشمر عن ساعد الجد‪ ،‬وكان يساعده نشاطه العلمي وذكاؤه‬ ‫البالغ وتكوينه المتين‪ ،‬وانغمس في أعمال الدراسة بشكل مثير‬ ‫ينمي مداركه ويضيف إلى ما لديه من العلوم والمعارف ومناهج‬ ‫التحصيل‪ .‬وكان يشغله في كل لحظة أن يكون هو األول في‬ ‫صفه‪ ،‬والمتفوق على أقرانه في فوجه‪ ،‬وفي كل االمتحانات التي‬ ‫كان يجريها من سنة إلى أخرى إلى أن وصل لسنته األخيرة‬ ‫ليغادر المؤسسة دون أن يحصل على شهادة الباكالوريا‪.‬‬ ‫وتشاء العناية اإللهية مرة أخرى أن يعود إلى ترشيح نفسه‬ ‫ضمن األحرار لنيل شهادة البكالوريا التي طالما حلم بها‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد جولة طويلة دامت سنوات‪ ،‬حيث عمل خاللها في التعليم‬ ‫االبتدائي بمدينة الرباط‪ ،‬إذ تم تعيينه مدرسا بالتعليم االبتدائي سنة (‪ ،)1961/1960‬وبعد ذلك حصل على‬ ‫شهادة الباكالوريا في التعليم األصيل‪.‬‬ ‫اختار الدكتور عبد السالم شقور بعد ذلك أن يكون طالبا منتظما في كلية اآلداب بالرباط إلكمال‬ ‫سنوات اإلجازة‪ .‬وقد درس في هذه المرحلة الجامعية على يد مجموعة من الشيوخ واألساتذة منهم‪ :‬األستاذ‬ ‫أحمد المجاطي (ت ‪1995‬م)‪ ،‬األستاذ أمجد الطرابلسي (ت‪ ،)2001‬واألستاذ أحمد األخضر غزال(ت‪2008‬م)‪،‬‬ ‫واألستاذ تقي الدين الهاللي (ت‪1987‬م)‪ ،‬والدكتور صالح األشتر‪ ،‬واألستاذ عالل الفاسي (ت‪1974‬م)‪ ،‬والدكتور‬ ‫عبداهلل العمراني (ت ‪1993‬م)‪ ،‬والدكتور عبد السالم الهراس(ت‪2015‬م)‪ ،‬واألستاذ عباس الجراري‪ ،‬وعبد القادر‬ ‫زمامة وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد توج مسيرته العلمية بحصوله على اإلجازة في شعبة اللغة العربية وآدابها سنة(‪1968‬م)‪ ،‬وهي‬ ‫نفس السنة التي نال فيها شهادة الكفاءة العليا في التربية من المدرسة العليا لألساتذة‪ ،‬لينتظم بعد ذلك‬ ‫في سلك التدريس للتعليم الثانوي بمدينة طنجة‪ ،‬حيث قضى خمسة عشر عاما أستاذا بالتعليم الثانوي‪ ،‬فكان‬ ‫فيها األستاذ الكفء لتدريس مادة اللغة العربية واألدب الحديث بثانوية ابن الخطيب ثم التحق أستاذا بالمركز‬ ‫التربوي الجهوي بطنجة‪ .‬فقد كانت دروسه نموذجية من حيث اإلعداد واإللقاء والتقويم‪ ،‬وكان يشكل حلقة‬ ‫نموذجية في الدرس األدبي مع ثلة من األساتذة وعلى رأسهم عبد اهلل المرابط الترغي وأحمد أحشاد وأحمد‬ ‫الطريبق اليدري‪ ،‬وبفضل هذه الجماعة ارتفع منسوب استفادة طلبة الباكالوريا()‪.‬‬

‫وفي مطلع السنة الجامعية (‪ )1976-1977‬انخرط مع أصدقائه‪ :‬الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمة‬ ‫اهلل عليه‪ ،‬والدكتور عبداللطيف شهبون‪ ،‬والدكتور أحمد الطريبق اليدري‪ ،‬في سلك الدراسات العليا بكلية‬ ‫اآلداب بالرباط « تخصص أدب مغربي وأندلسي»‪ ،‬وكانت هذه السنة نقطة تحوله الفكري من األدب الحديث‬ ‫الذي تملك أدواته ومناهجه وطرق التحليل فيه‪ ،‬إلى أدب الغرب االسالمي‪.‬‬ ‫وكانت الدراسة تستغرق سنة واحدة‪ ،‬أشرف على حلقاتها الدراسية الدكتوران‪ :‬عباس الجراري ومحمد‬ ‫بن شريفة‪ .‬فأما األول فاختار حصر مادته في « ظاهرة الشعر المغربي على عهد الموحدين» مسلطا الضوء‬ ‫على شعر األمير أبي الربيع سليمان الموحدي‪ ،‬وأما اآلخر فحدد مادته في كتب البرامج واألثبات والفهارس‬ ‫األندلسية مركزا أساسا على « برنامج شيوخ الرعيني»‪.‬‬ ‫وفي سنة واحدة استوعب كتب الصالت األندلسية‪ ،‬وديوان الشعر العربي بالمغرب على عهد الموحدين‪،‬‬ ‫مع تركيز تام على ديوان أبي الربيع سليمان الموحدي استظهارا وفهما وتحليال‪ .‬وهنا سيفعّل الدكتور عبد‬ ‫السالم شقور إمكانياته التحليلية في النظر إلى هذا التراث المغربي‪ ،‬فبدأ في إحياء النصوص المخطوطة‬ ‫والنادرة وإخراجها إلى الوجود‪ ،‬وبفضله وفضل مجموعة من زمالئه الدكاترة (عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬ميلودة‬ ‫الشرويطي رحمهما اهلل‪ ،‬سعيد بن األحرش‪ ،)... ،‬وشرع األستاذ عبد السالم شقور في االشتغال على األعالم‬ ‫وكان من بينها القاضي عياض الذي كان موضوع رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا بآداب الرباط في‬ ‫موضوع «القاضي عياض األديب‪ :‬األدب المغربي في ظل المرابطين»‪ ،‬وقد أعد بحثه تحت إشراف محمد بن‬ ‫تاويت التطواني رحمه اهلل سنة ‪ 1982‬م‪.‬‬ ‫وبعد هذه الفترة درّس بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بطنجة لموسمين‪ )1981-1982( :‬قبل أن‬ ‫يلتحق بكلية اآلداب بتطوان سنة (‪1983‬م)؛ لتطوير مسيرته العلمية المتميزة‪ ،‬واالرتقاء بمداركه المعرفية في‬ ‫مدارج العرفان‪ .‬ويخوض تجربة أخرى‪ ،‬أرحب نطاقا‪ ،‬وأغنى‬ ‫موردا وعطاء في مجال الدرس األكاديمي‪ ،‬والبحث العلمي‪.‬‬ ‫فعين أوال أستاذا مساعدا بكلية اآلداب بتطوان‪ ،‬فأستاذا‬ ‫مؤهال‪ ،‬فأستاذا للتعليم العالي بعد مناقشته سنة (‪1990‬م)‬ ‫أطروحة جامعية لنيل دكتوراه الدولة في اآلداب‪ ،‬وكان‬ ‫موضوعها (الحركة األدبية في عهد المرينيين)‪.‬‬ ‫وقد أشرف خالل مساره في الجامعة المغربية على عدد‬ ‫كبير من األطروحات الجامعية المتميزة‪ .‬كما شارك في‬ ‫ندوات علمية متنوعة خارج المغرب وداخله‪ ،‬وتقلد مجموعة‬ ‫من المهام العلمية‪.‬‬ ‫ويتوزع إنتاجه بين تاريخ األدب‪ ،‬والتاريخ السياسي‬ ‫والفكري للمغرب‪ .‬وله أعمال في التأليف المدرسي‪ ،‬والتحقيق‬ ‫كما نشر مجموعة من المقاالت بجريدة العلم‪ ،‬وبدعوة الحق‬ ‫وبمجلة كلية اآلداب بتطوان‪.‬‬ ‫والمالحظ أن القسم األوفر من هذه البحوث والمقاالت‬ ‫تجري في ثالثة خطوط أساسية‪:‬‬ ‫• األول‪ :‬ما اتجه إلى خدمة المجال التاريخي والفكري‬ ‫لألندلس والتعريف بأعالمها وحواضرها وآثارها العلمية‬ ‫واألدبية‪.‬‬ ‫• الثاني‪ :‬ما اتجه فيه إلى خدمة المجال التاريخي‬ ‫والفكري بمنطقة الشمال والتعريف بالرجال والشخصيات‬ ‫العلمية واألدبية والتاريخية والصوفية فيها‪ .‬وكانت أبحاثه في ذلك حفريات ناجحة‪ ،‬ألنها تكشف ألول مرة‬ ‫عن عديد من الشخصيات المغربية في شماله‪ ،‬التي كان لها حضور وازن في الثقافة والتأليف وصنع المواقف‪.‬‬ ‫• الثالث‪ :‬ما اتجه إلى خدمة األدب المغربي ودراسة أجناسه وفنونه ‪ -‬خصوصا في عهد الدولة المرينية‪-‬‬ ‫والتعريف بأعالمه وأدبائه ومفكريه‪.‬‬

‫صدرت له مجموعات كتب ودراسات وتحقيقات منها‪:‬‬

‫• دراسات حديثة في أدب البكالوريا المغربية‪ .‬دار الفكر المغربي‪ .‬طنجة‪1983 .‬م‪.‬‬ ‫• القاضي عياض األديب‪ :‬األدب المغربي في ظل المرابطين‪ .‬دار الفكر المغربي‪ .‬طنجة‪1983 .‬م‪.‬‬ ‫• اإلحاطة في أخبار غرناطة‪ :‬نصوص جديدة لم تنشر‪ .‬لسان الدين بن الخطيب‪( ،‬جمع وتحقيق)‪.‬‬ ‫مؤسسة التغليف‪ .‬طنجة‪1988 .‬م‬ ‫• الشعر المغربي في العصر المريني‪ :‬قضاياه وظواهره‪ .‬منشورات كلية األداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫تطوان‪1996 .‬م‪.‬‬ ‫• ديوان الشريف الحسيب العبد المنيب أبي الحسن علي شقور‪( .‬تقديم وتحقيق)‪ .‬مطبعة‬ ‫ألطوبريس‪ .‬طنجة‪1999 .‬م‪.‬‬ ‫• الشعراء المغاربة في عصر بني مرين‪ .‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬تطوان‪2003 .‬م‪.‬‬

‫مشهد من قبيلة بن يدر‬


‫العدد ‪965‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫ديمقراطيتنا كائن أم غير كائن‪...‬؟‬ ‫الديمقراطية في عالم اليوم‪ ،‬حولتها الصراعات الدولية‪ ،‬إلى شعار يرفع على نطاق واسع‪،‬‬ ‫رغم ما يشوب مفاهيمها من غموض على أرض الواقع‪ ،‬فهي نظام يروج له الغرب بكل الوسائل‬ ‫واإلمكانات‪ ،‬العسكرية واإلعالمية والثقافية‪ ،‬ويتدخل أحيانا بالقوة لفرضها‪ ،‬بدعوى سالمة الوضع‬ ‫االجتماعي والثقافي والسياسي العام‪ ،‬في عالم ينشد السالم واالستقرار‪.‬‬ ‫والديمقراطية كنظام وفلسفة وقضية‪ ،‬ليسـت ظاهـرة حضاريــة جديــدة‪ ،‬تعرفهــا وتمارسها‬ ‫أجيال األلفية الثالثة‪ ،‬ولكنها ضرورة اكتشفها فالسفة السياسة في الغرب‪ ،‬كعلم وأخالق ونظام‬ ‫قبل مئات السنين‪ ،‬وهو ما جعلها داخل‪ /‬خارج الصراعات الدولية‪ ،‬ذات ارتباط وثيق بالحضارة‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫فهي كلمة مشتقة من لفظين يونانيين هما‪« )Demos(:‬الشعب» و(‪« )kratos‬سلطة»‬ ‫أي (سلطة الشعب) وقد ظهرت كمفردة ألول مرة في التاريخ في كتاب (تاريخ حرب البيلوبونيز)‬ ‫للمؤلف اإلغريقي «توسيديدس»‪ ،‬وتعني في القواميس الفلسفية (حكم الشعب بالشعب وللشعب)‬ ‫وتعني أيضا (الحرية السياسية)‪ .‬وهذه األخيرة لن تتحقق ولن تؤتي ثمارها إال إذا ارتكزت على‬ ‫ترتيبات نظامية معينة واستندت على ضمانات قانونية وواقعية محددة‪.‬‬ ‫ومن الضمانات السياسية والقانونية التي أحيطت بها الديمقراطية في الدول الغربية حرية‬ ‫الرأي‪ /‬حرية الصحافة‪ /‬حرية االجتماع‪ /‬حق االعتراض‪ ...‬ويقال أن هذا المجتمع أو ذاك يتمتع‬ ‫بالديمقراطية والحرية السياسية إذا كان أفراده يحكمون أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬فيختارون حكامهم‬ ‫بملء إرادتهم‪ ،‬ويساهمون –بشكل مباشر أو غير مباشر‪ -‬في تسيير دفة الحكم ووضع القوانين‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق ممارسة حق التصويت وحق الترشيح‪ ،‬وحق تولي الوظائف العامة في الدولة‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬أن النظام الديمقراطي يعطي صالحيات واسعة وسلطات شبه مطلقة ألفراد‬ ‫المجتمع في رسم منهاج حياة الشعب‪ ،‬وهذا ما يسمونه في القانون ب «السيادة للشعب» بمعنى‬ ‫أنه هو السلطة العليا التي ال معقب عليها‪ ،‬وكل السلطات األخرى مستمدة منه‪.‬‬ ‫ولما كان الشعب كله يتعذر اجتماعه في مكان‬ ‫واحد إلبداء رأيه في القضايا الكبرى المتعلقة‬ ‫بالسياسة العامة للبالد‪ ،‬فقد وجد النظام النيابي‪،‬‬ ‫بحيث يختار الشعب من ينوب عنه ويمارس‬ ‫السلطة بإسمه ولمصلحته‪ ،‬على أن يقدم تقريرا‬ ‫دوريا للشعب‪ ،‬وهكذا وجدت المجالس النيابية التي‬ ‫تملك التحدث باسم الشعب‪.‬‬ ‫والبرلمان في النظام الديمقراطي‪ ،‬يوجد‬ ‫عن الطريق االنتخابات وليس عن طريق التعيين‬ ‫ويكون انتخابه دوريا‪ ،‬ألنه يعتبر نائبا عن األمة‪،‬‬ ‫فيجب أن يقدم لها حسابا دوريا لكي تكون على‬ ‫بينة من تصرفاته‪ .‬وعلى ضوء ذلك تتم إعادة‬ ‫انتخاب الصالحين وإزاحة غير الصالحين‪ ،‬ويتحقق‬ ‫هذا التجديد عادة كل أربع سنوات أو خمس‪.‬‬ ‫وألن الشعب هو األصل في السيادة‪ ،‬فإن‬ ‫البرلمان يستقل بممارسة السلطة العامة مدة‬ ‫نيابته‪ ،‬وال يمكن ألي جهة من الجهات أن تعقب‬ ‫عليه‪ ،‬وهو حر في التشريع ال قيد عليه‪ ،‬إال ما نص عليه الدستور صراحة‪ ،‬والغالب أن الدساتير ال‬ ‫تضع قيودا على سلطة البرلمان لدرجة يقال معها عن البرلمان اإلنجليزي مثال‪ ،‬إنه يملك أن يفعل‬ ‫أي شيء إال أن يحول الرجل إلى امرأة أو العكس‪ .‬والدستور تقوم بوضعه سلطة ينتخبها الشعب‬ ‫عادة للقيام بهذه المهمة وال قيد عليها‪ ،‬فهي تقوم باختيار نوع الحكم الذي يريده الشعب‬ ‫بمطلق الحرية‪ ،‬فإذا تم وضع الدستور قام الشعب بانتخاب البرلمان‪ ،‬هذا األخير يمارس السلطة‬ ‫التشريعية‪ ،‬كما يمارس شئون الدولة في األنظمة النيابية‪.‬‬ ‫ويعتبر الدستور القانون األساسي الذي ينظم شئون الحكم في الدولة ويحدد كل‬ ‫االختصاصات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعالقة كل منهما باألخرى‪ ،‬كما يقوم بإرساء كافة‬ ‫الحريات العامة في الدولة‪.‬‬ ‫وفي األنظمة الديمقراطية النيابية يكون االنتخاب حقا مكفوال لجميع المواطنين إذا بلغوا‬ ‫سنا معينا (‪ 18‬سنة)‪ ،‬ال فرق في ذلك بين الرجل والمرأة‪ ،‬بل هناك بعض التشريعات جعلت حق‬ ‫التصويت إجباريا يعاقب من يتخلف عنه بال عذر‪.‬‬ ‫كما أن حق الترشيح نظام تسير عليه األنظمة الديمقراطية‪ ،‬بل معظم دول العالم اليوم‪ ،‬وال‬ ‫يشترط في المرشح مبدئيا نصاب مالي معين‪ ،‬وال شهادة دراسية بل يكفي فيه إجادة القراءة‬ ‫والكتابة مع شروط أخرى كالجنسية والسن والسمعة الحسنة‪.‬‬ ‫الشـــك‪ ،‬أن هــذه الصورة المشــــعـة للديمقراطية‪ ،‬هي التي جعلت المغرب والمغاربة‪ ،‬منذ‬ ‫عدة عقود‪ ،‬يتجهون إليها كاختيار ال رجعة فيه للحكم‪ ،‬حيث قدمت الجماهير العريضة خالل عهد‬ ‫االستقالل تضحيات كبيرة من أجل إرساء دعائمها‪ ،‬واالنتقال بالنظام المغربي العتيق‪ ،‬إلى نظام‬ ‫يقوم على العدل والمساواة والقيم اإلنسانية‪ ،‬يضمن للحاكمين والمحكومين‪ ،‬حقوقهم على‬ ‫أسس ديمقراطية‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم‪ ،‬حيث يعم الفساد‪ ،‬وتتعطل المؤسسات‪ ،‬وتتبخر‬ ‫الوعود السياسية‪ ،‬وتتراجع الحريات‪ ،‬وتضرب الحقوق‪ ،‬وتتعاظم السلطات هو‪ :‬هل استطاع‬ ‫المغرب زرع النبتة الديمقراطية على أرضه وإدخال شعبه الذي رزح عقودا طويلة تحت نير طغيان‬ ‫التخلف واالستعمار إلى «العصر الديمقراطي» بعدما فتح الباب أمام تأسيس الجمعيات واألحزاب‬ ‫وإصدار الصحف والدوريات (سنة ‪ )1958‬وسن أول دستور (سنة ‪ )1962‬ليتحول «شكليا» إلى دولة‬ ‫ديمقراطية بعد ذلك‪.‬‬ ‫من الناحية الشكلية تعتبر األحزاب السياسية‪ ،‬الدعامة األساسية في كل األنظمة الديمقراطية‬ ‫حيث ال يمكن لهذه األنظمة العيش أو االستمرار‪ ،‬دون أحزاب قادرة على الفعل والتفاعل‪ ،‬وعلى‬ ‫تأمين المشاركة الجماهيرية في المشروع الديمقراطي‪ ،‬وهو ما يجعل الديمقراطية واألحزاب‬ ‫وجهان لعملة واحدة‪ ،‬ذلك أن هذه «العملة» تعتمد على العملية االنتخابية‪ ،‬كوحدة من أهم‬ ‫محدداتها الرئيسية‪ ،‬إذ بموجبها يتم تحديد التوجهات الكبرى (يمين يسار) للمؤسسات المسيرة‬ ‫للدولة‪ ،‬من المجالس القروية إلى المجالس البلدية‪ ،‬ومن مجلس النواب إلى مجلس الحكومة‪،‬‬ ‫وهو ما يتطلب من المواطن‪ /‬المنتخب‪ ،‬إدراكا عميقا وتصورا شامال للمسألة الديمقراطية‪...‬‬ ‫ومشاركة فعلية في دواليبها‪ .‬ذلك أن الديمقراطية بطبيعتها تفرز المسؤولين في أجهزة‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫الدولة ومؤسساتها وهيئاتها المختلفة عن طريق االنتخابات الحرة والنزيهة لتدبير شؤونها‪،‬‬ ‫على المستويات المحلية واإلقليمية وعلى المستوى الوطني‪ ،‬من خالل المؤسسات المنتخبة‬ ‫(البرلمان‪ /‬الجماعات المحلية‪ /‬الغرف المهنية) معتمدة في ذلك على المساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫إال أن االنتخابات كاألحزاب‪ ،‬في المغرب ظلت لعقود من الزمن‪ ،‬آلية يبد السلطة‪ ،‬حولت هذه‬ ‫المؤسسات‪ ،‬إلى مجرد هياكل شكلية فارغة المضمون‪ ،‬تعرقل المسار الديمقراطي‪ ،‬أكثر مما‬ ‫تعطيه وجوده على أرض الواقع‪.‬‬ ‫لذلك تطرح الديمقراطية في مغرب اليوم‪ ،‬وهي تشكيليا تستند على دستور وهياكل وقوانين‬ ‫وأحزاب وهيئات‪ ،‬تطرح العديد من األسئلة المحيرة‪ :‬ما هي عالقة الديمقراطية‪ ،‬بمغرب ما بعد‬ ‫االستعمار‪ .‬بمغرب ابتلعت دولته المستقلة المجتمع المدني‪ ،‬حاصرت مجاله العام‪ ،‬وأخضعت‬ ‫أحزابه لمشيئتها الخاصة‪ ،‬حتى ال تطرح القضايا الحقيقية المستجدة والمركزية‪ ،‬شلت حركتها‬ ‫وجعلتها غير قادرة على زرع القيم الديمقراطية‪ ،‬ليس لها أية إنجازات تنظيمية هيكلية تذكر‪ ،‬غير‬ ‫قادرة على التعبئة‪ ،‬ال تتمتع بمصداقية الشارع المغربي‪،‬ال تصنع الرأي العام السياسي وال تتحكم‬ ‫فيه‪ ،‬بل أبعد من ذلك وأكثر منه‪ ،‬أصبحت غالبيتها تلتزم «ثقافة» الصمت تجاه الفساد المتعدد‬ ‫الصفات والمواصفات‪ ،‬تتمعش من فتات السلطة ومن عطاءاتها المجزية‪.‬‬ ‫هل األحزاب المغربية بوضعها المهترئ‪ ،‬بإنشطاراتها المتوالية‪ ،‬بفساد العديد من قياداتها‬ ‫المزمنة‪ ،‬هل تشكل الوجه المعلن للديمقراطية؟ هل تستفيد من مؤشرات الدولة الحديثة‪ ،‬من‬ ‫اتساع مجال الحريات الفردية والجماعية والمدنية‪ ،‬هل بتركيباتها وأجهزتها وهياكلها مؤهلة‬ ‫لمسايرة واستيعاب الثقافة الديمقراطية‪..‬؟ هل تتوفر على مرجعيات فكرية‪ /‬مذهبية‪ /‬إيديولوجية‬ ‫لتأهيلها إلى الفعل الديمقراطي‪..‬؟ هل يتسع خطابها إلى قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬والتداول السلمي‬ ‫على السلطة وتقييم السلطات واستقاللها عن بعضها البعض‪ ،‬وتشجيع السلم والتسامح ونبذ‬ ‫العنف وغيرها من القيم التي تقوم عليها الثقافة الديمقراطية؟‬ ‫في واقع األمر‪ ،‬أن اإلطالع على الخطاب‬ ‫اإلبهاري للعديد من هذه األحزاب‪ ،‬يعطي اإلنطباع‬ ‫أن للبعض منها‪ ،‬أفكار جديدة‪ ،‬ال تتعارض مع‬ ‫مبادئ الديمقراطية‪ ،‬بل تؤكد على ضرورة‬ ‫المشاركة ولكنها في ذات الوقت تصمت عن‬ ‫التغيرات التي واجهت‪ /‬تواجه البناء الديمقراطي‬ ‫والفشل الذي أصاب‪ /‬يصيب التجربة الديمقراطية‬ ‫منذ حصول المغرب على استقالله حتى اليوم‪...‬‬ ‫كما تصمت غالبيتها عن الشروط التي جعلت‬ ‫المطلب الديمقراطي الجماهري‪ ،‬من خالل الرفض‬ ‫العلني للظلم والتهميش والتفقير‪ ،‬جرائم يواجهها‬ ‫القانون بأقصى العقوبات‪.‬كل ما نراه على أرض‬ ‫الواقع مع شديد األسف‪ ،‬هو التوتر المذهبي‪،‬‬ ‫التأدلج الحزبي المقيت‪ ،‬تصاعد األصوليات وتنامي‬ ‫السلفيات وهرولة أصحاب اليمين وأصحاب اليسار‬ ‫نحو المصالح الذاتية خارج كل منطق سياسي‪،‬‬ ‫وهو ما يكرس سلبية الفعل الديمقراطي‪ ،‬كفكر‬ ‫وكممارسة‪.‬‬ ‫الديمقراطيـــة في عالم اليــوم‪ ،‬حولتها الصراعات الدولية‪ ،‬إلى شعار يرفع على نطاق واسع‪،‬‬ ‫رغم ما يشوب مفاهيمها من غموض على أرض الواقع‪ ،‬ولكنها في المغرب ظلت منذ أول دستور‬ ‫في ستينيات القرن الماضي‪ ،‬حبرا على ورق‪ ،‬والسبب في ذلك‪ ،‬في نظر العديد من الباحثين‪ ،‬يعود‬ ‫إلى طبيعة ذلك الدستور الذي تزين ببنود عديدة تنص على الحقوق والحريات‪ ،‬ليس من أجل‬ ‫إعطاء الديمقراطية موقعها على األرض وتوفير الشروط والضمانات القابلة للممارسة‪ ،‬ولكن من‬ ‫أجل تلميع صورة النظام على الخريطة الدولية‪.‬‬ ‫فهل يكفي أن تتوفر الدولة على مؤسسات حزبية‪ /‬إعالمية لتعم الديمقراطية؟‬ ‫إن الديمقراطية في نظر العديد من الفالسفة والعلماء والسياسيين‪ ،‬ال يمكن وال ينبغي‬ ‫اختزالها في مجرد مؤسسات عامة‪ ،‬أو في مجرد انتخاب هذه المؤسسات انتخابات فاسدة ومزورة‬ ‫في فترات منتظمة‪ ،‬ذلك ألنه ال يمكن فصل الديمقراطية عن نظرية الحقوق أو عن ممارسة هذه‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫تتبلور الفكرة الديمقراطية‪ ،‬من خالل ثالث سلط دستورية‪ ،‬ما زالت غائبة على أرضنا‪:‬‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬السلطة التنفيذية‪ ،‬والسلطة القضائية‪ ،‬حيث تقوم كل واحدة منها على‬ ‫مبدأين أساسين هما‪ ،‬استقالل كل سلطة في مجالها‪ ،‬وهو ما يعبر عنه الفقهاء السياسيين بفصل‬ ‫السلط‪ ،‬ثم التداول على السلط‪ ،‬حيث ال احتكار وال دوام إال لألصلح بضمانة القانون‪.‬‬ ‫إن الديمقراطية ليست قوانين جاهزة يتم إقرارها من السلطة الحاكمة‪ ،‬بل هي حصيلة‬ ‫سياسية وتاريخية واجتماعية لحركة المجتمع‪ ،‬تتطلب توفر الظروف واألسباب الموضوعية‬ ‫لقيامها‪ ،‬وأن الديمقراطية يجب أن تكون انعكاسا حقيقيا لمتطلبات الناس بعيدا عن كل أشكال‬ ‫القبلية والطائفية والنخبوية‪ ،‬حيث أن المواطن ال يمكن أن يؤمن بالديمقراطية إال إذا مارسها‬ ‫بشكل حقيقي‪.‬‬ ‫الديمقراطية الحقيقية ال تعني تقديم بعض التنازالت الشكلية‪ ،‬أو إقامة مجلس نيابي أو‬ ‫برلمان بانتخابات فاسدة ومزورة‪ ،‬أو بشراء الضمائر أو بالفساد المالي واإلداري‪ ،‬ال وظيفة له إال‬ ‫التصديق والتصفيق للسلطة‪ ،‬أو السماح ألحزاب المعارضة بدخول الحياة السياسية والبرلمان‬ ‫دون السماح لها بشكل حقيقي أن تشارك في صياغة السياسة العامة‪ ،‬وتحقيق رغبة األغلبية مع‬ ‫احترام رأي األقلية‪.‬‬ ‫لذلك فإن ترسيخ الديمقراطية وازدهارها سيظل معلقا على شروط ثابتة منها‪ :‬ترسيخ ثقافة‬ ‫المواطنـــة‪ ،‬في طموحــات األحـــــزاب السياسيــة‪ ،‬ومؤسسات التعليـــم والتكوين والتأطير‪،‬‬ ‫وهو ما سيمكن الديمقراطية من بنية تحتية عميقة‪ ،‬تجعلها قادرة على السير واالستمرار والتطور‪،‬‬ ‫منها أيضا إصالح السلطة ووضع حد لفسادها‪ ،‬وأبعد من ذلك‪ ،‬جعل «فصل السلط» واالنتخابات‬ ‫الحرة والنزيهة حقيقة تتحرك على أرض الواقع‪ .‬ودون هذه الشروط الدنيا‪ ،‬ستظل الديمقراطية‬ ‫حبرا على ورق‪ ،‬مشروعا بعيد المنال عن التحقيق‪ ،‬يعاني من اإلحباط واالضطراب والتملق رغما‬ ‫على الضجيج الذي تصنعه المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية للمسألة الديمقراطية المفترى‬ ‫عليها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫المكانة القيمة للحلل البهية‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬على طلب العلم والرسوخ في علم التأريخ‪ ،‬أقدم‬ ‫الدكتور إدريس بوهليلة رئيس شعبة التاريخ والحضارة‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬بالدراسة والتحقيق‬ ‫في جزأين لكتاب الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية‬ ‫لمؤلفه الفقيه األديب محمد بن محمد المشرَفي ويحتوي‬ ‫الجزء األول على‪330‬صفحة‪ ،‬أضيفت إليها كلمة تقديم‬ ‫لألستاذ أحمد توفيق (وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية ) ‪.‬‬ ‫بمنهج علمي سليم خاض الباحث في أصوله‪ ،‬وقدم‬ ‫للمؤلف ترجمة منذ هجرة عائلة المشرفي من مدينة‬ ‫«غريس» بالجزائر إلى فاس‪ ،‬ودراسة عصر المؤلف‪ .‬وقد‬ ‫اعتمد الدكتور بوهليلة على «نسخة‪1463‬د»‪ ،‬بعد مقارنتها‬ ‫ب»نسخة‪320‬ك»‪ ،‬ونسخة الخزانة الحسنية «‪12487‬ز»‪،‬‬ ‫و«نسخة‪ »1019‬بالخزانة الحسنية كذلك و«نسخة‪»1020‬‬ ‫بنفس الخزانة بالرباط‪ .‬خمس نسخ من الخزانة الحسنية إال‬ ‫إحداهنَّ من الخزانة العامة‪ُّ .‬‬ ‫تدل هذه النسخ على قراءات‬ ‫واسعة لدولة النبي‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ودولة الخلفاء‬ ‫الراشدين المهديين ‪،‬و دولة بني أميَّة‪ ،‬ثمَّ معلومات‬ ‫اإلكسير وشعر في مدْح الملكية بفاس‪ .‬بينما النسخ األخرى‬ ‫أضاف لها محمد المشرفي أحداث هزيمة حرب إسلي سنة‬ ‫‪1844‬م‪ ،‬واتفاقية صلح في حرب تطاون ‪1860‬م‪ .‬وقد‬ ‫عاصر المؤلف شخصية السلطان موالي الحسن األول‬ ‫وغزوة بني مطير في عهده والشعر الذي قيل في مدحه‪.‬‬ ‫ثمَّ ذكر األوصاف الواجبة على السالطين والملوك‪ .‬اهتمَّ‬ ‫المؤلف بزيارة السلطان موالي الحسن إلى شمال المغرب‬ ‫إلجهاض األطماع األجنبية في المنطقة وعودته إلى فاس‪.‬‬ ‫حيث َّ‬ ‫إن المؤلف لم يغفل األحداث في سياقها الكرونلوجي‬ ‫إلى أواسط حكم موالي عبد العزير ‪..‬و لقد أمدَّنا األستاذ‬ ‫المحقق بمستند التأصيل بمهارة المؤرِّخ‪ ،‬لقراءة الواقع‬ ‫لألحــداث‪ ،‬للمــادة التاريخية‪،‬‬ ‫ليجد القـارئ المتعـــة بدْءأ من‬ ‫اختيـــاره الموضوع‪ ،‬وأسبــــاب‬ ‫تحقيقه والدراسة‪ ،‬بإعطاء نظرة‬ ‫موجزة عن النسخ وفكِّ رموزها‬ ‫في المتن المستعملـة‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل خماسية المبحث ‪- :‬‬ ‫المبحث األوَّل ‪ :‬جـــاء بهوامش‬ ‫االختالف والتعليــق والتوثيـق‪،‬‬ ‫وقسم المحقـق نصَّ المؤلف‬ ‫إلى تسعـة عشر مقصداً بمعية‬ ‫المقدمة‪ – .‬المبحث الثاني ‪:‬‬ ‫عصر المشرفي من خالل كتابه‬ ‫«الحلل البهية»‪ .‬يناقش أحداث‬ ‫النهضة في جوانبها السياسية‬ ‫واالجتماعية واألدبية والعلمية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬واحتالل «توات»‬ ‫وحجج الفرنسيين بأنها كانت‬ ‫أرض صحراء ال مالك لها ب‬ ‫«شروط معاهدة – لالمغنية»‪.‬‬ ‫وكان موقف محمد المشرفي‬ ‫من ذلك لصالح الرأي الفرنسي‪.‬‬ ‫فكان المشرفي على طرفيْ‬ ‫النقيض‪ ،‬بين النقد للسلطات‬ ‫المغربية واالستسالم لفرنسا‪.‬‬ ‫– المبحث الثالث ‪ :‬إبراز الحياة السياسية‪ ،‬ودور رجال‬ ‫المخزن‪ ،‬من الخليفة والعامل‪ ،‬والقاضي والمحتسب‬ ‫واألمين إلى المقدم‪ ،‬ومهام ُّ‬ ‫كل واحد من هؤالء ‪..‬عمل على‬ ‫التصنيف الديمغرافي السكاني بعناصره العربي والبربري‬ ‫واألندلسي‪ ،‬والجزائري بكثافة بعد االحتالل الفرنسي سنة‬ ‫‪1830‬م‪ ،‬وتكريم السلطان موالي عبد الرحمان للمهاجرين‬ ‫الجزائريين‪ ،‬بمنحهم شبه استقالل ذاتي ثم منحهُم سنويا‪،‬‬ ‫خمسمائة مدٍّ فاس من القمح‪ .‬ولألشراف منهم خمسمائة‬ ‫مثقال كذلك‪ .‬وتشغيلهم في الخدمات الحربية‪ .‬إضافة إلى‬ ‫قلة قليلة من األروبيين ‪ .‬وقد كان مجتمعاً طبقيا من الطبقة‬ ‫الدنيا والوسطى والنبالء‪ .‬التفت أيضاً إلى الحياة الصسيو‪-‬‬ ‫اقتصادية‪ ،‬من التجارة والصناعة الغدائية‪ ،‬وصناعة النسيج‬ ‫والصناعة المعدنية باحتالل الفالحة للصدارة‪ .‬نجمت‬ ‫الحياة عن تيارين للفكر السلفي والفكر الصوفي‪ ،‬من‬ ‫الطريقة التيجانية والدرْقاوية إلى الوزانية والكتانية‪ .‬كان‬ ‫محمد المشرفي سلفي الفكر على منوال شيخه محمد بن‬ ‫المدني جنون‪ .‬وانصرف إلى إضفاء الشرعية على السالطين‬ ‫ونصحهم بتأسيس جيش قوي للتصدي ألطماع العدُوّ‬ ‫المتكالب على المغرب‪ – .‬المبحث الرابع ‪ :‬ترجمته (محمد‬ ‫المشرفي )لبعض أفراد عائلته وأنسابه اإلدريسية‪ ،‬منهم‬ ‫من شارك النزوع في العلم كيوسف بن عيسى المشرفي‪،‬‬ ‫وعبد القادربن عبد اهلل المشرفي والطاهر بن عبد القادر‬ ‫ومحمد بن عبد اهلل المشرفي شيخ الجماعة بوهران‪.‬‬ ‫كما كانت منذ زمان طريق تلمسان وفاس التجارية‪ .‬وقد‬ ‫استوطنت عائلتهم فاس بعد هجرتهم من الجزائر( ولعلهم‬ ‫التجأوا إلى جدِّهم المولى إدريس األزهر بفاس )‪ .‬ويشير‬ ‫المحقق إلى إغفال العربي المشرفي‪ ،‬إال فيما يخصُّ إشارات‬

‫في كتاب «ذخيرة األوائل واألواخر»‪ ،‬وهو المؤرخ األديب‪.‬‬ ‫ويشير أيضا المحقق إلى «ميشوبلير» في تقرير له على‬ ‫هجرة المشرفيين‪ .‬ولمحمد السليماني في كتابه «اللسان‬ ‫المعرب» للهجرة الجزائرية‪ .‬ويتصف المحقق بروح النقد‬ ‫مع ذكر مؤلفات محمد المشرفي منها «السهام الصائبة»‬ ‫و«منهاج البشرى وسعادة الدنيا ة اآلخرة» و«الدرّ المكنون‬ ‫في التعريف بشيخنا سيدي محمد جنون»‪ .‬ولم ينسَ‬ ‫المصادر المعاصرة للمشرفي بالعربية والفرنسية‪ .‬أما‬ ‫المراجع الالحقة فقد رمز لها المحقق بالحروف األبجدية‬ ‫من «أ» (األلف) إلى «م» (الميم)‪ .‬كما أتمَّ المحقق في هذا‬ ‫المبحث ترجمة محمد محمد المشرفي بتفصيل لمولده‬ ‫وأنسابه‪ ،‬وكان عمره حينئذٍ خمس سنوات‪ ،‬لما هاجرت‬ ‫العائلة إلى فاس سنة‪1844‬م (ربما كان ذلك بُعيد هزيمة‬ ‫إسلي)‪ .‬حفظ القرآن الكريم «بالمسيد» بفاس ‪ .‬ونشأته‬ ‫الفاسية‪ ،‬بالتحاقه بالقرويين لحفظ قواعد اللغة العربية‪،‬‬ ‫ودراسته على أبرز شيوخها‪ .‬ثم التعرف آلل المشرفي‪،‬‬ ‫بأسلوب حيٍّ الذي يُروى به الحدث‪ .‬حج إلى بيت اهلل الحرام‬ ‫والزيارة إلى مقام الرسول –صلعم‪ -‬وهو في سن العشرين‬ ‫من عمره‪ ،‬واقتصرت زياراته إلى الجزائر ومصر وجبل طارق‬ ‫أعْجبَ بجيشها المنظم‪ ،‬وقد ذكر ذلك للسلطان‬ ‫حيث ِ‬ ‫موالي الحسن األول‪ .‬فحدَّثنا المحقق عن المشرفي المؤرِّخ‬ ‫والفقيه والشاعر والسياسي واألديب والمثقف والمصلح‪.‬‬ ‫أتى على ذكر مؤلفاته والتراجم لشيخه محمد المدني‬ ‫جنون‪ ،‬وسبب تأليفه «للدُّرَر»‪ ،‬وهو الردُّ على من طعن‬ ‫في نسب الشيـــخ‪ ،‬ثمَّ أهدى‪،‬‬ ‫سِراجه هذا إلى السلطان موالي‬ ‫الحســـن األوَّل‪ .‬عمـــل المؤلف‬ ‫بالتجارة لســدِّ حاجيــــات أهلــه‬ ‫بين فاس والجزائر‪ .‬ثمَّ عُيِّن‬ ‫قاضياً بالحْيايْنة سنة ‪1887‬م‬ ‫وهي السنــة التــي ألــف فيهـــا‬ ‫كتابه «مناهــج البشرى» حسب‬ ‫اجتهاد المحقــق‪ ،‬وهــي أقـــرب‬ ‫إلى الصواب‪ ،‬إذ كــان ِّ‬ ‫يشككُ‬ ‫بتاريخ تعيينـــه سنة ‪1892‬م‪،‬‬ ‫والــذي جـــــاء على لســـان عبد‬ ‫الحفيظ الفاسي‪ ،‬ودليل ذلك‬ ‫للمحقق‪ ،‬أنه عُيِّنَ قاضيا بعد‬ ‫تأليف الكتاب (‪1887‬ن) وليس‬ ‫قبله‪ .‬محمد محمــد المشرفـــي‬ ‫خريـــج القروييــن‪ ،‬وهم الذين‬ ‫كانوا يحظون بظهائر سلطانية‬ ‫تالئم مقام القضاء‪ .‬مارس أيضاً‬ ‫مهمة اإلفتاء التي تمَّ جمعها‬ ‫في كتابيه «السهام الصائبة»‬ ‫و«إظهار العقوق»‪ .‬وأجاد في مؤلفاته في هذه الفترة عدة‬ ‫كتب منها «الحلل البهية» و«الدرُّ المكنون» وكتب أخرى‬ ‫بقيتْ طي الكتمان‪ .‬كانت والدته سنة‪1839‬م‪ ،‬ووفاته‬ ‫‪1916‬م‪ ،‬حسب ما أرَّخ بها عبد الرحمان بن زيدان المتوفى‬ ‫سنة‪1946‬م‪ ،‬ومحمد النميشـــي المتوفــى سنة‪1966‬م‪،‬‬ ‫ومحمد المنوني‪ – .‬المبحث الخامس‪ :‬جاء على شكل أسلوب‬ ‫حيٍّ‪ ،‬والذي تُروى به األحداث‪ ،‬مستشهداً بأبيات من الشعر‬ ‫المقفى لألديب الغالي بن المكي بن سليمان‪ ،‬الذي أرَّخ‬ ‫بها للدولة العلوية منذ نشأتها إلى عهد السلطان موالي‬ ‫الحسن األول‪ ،‬والمولى عبد العزيز‪ ،‬وهي القصيدة التي‬ ‫كانت َّ‬ ‫محل احترام وإعجاب لمحمد محمد المشرفي‪ ،‬فاعتنى‬ ‫بشرحها‪ ،‬ثمَّ أبدع في عنوانها‪ :‬ب «الحلل البهية»‪ ،‬فأطلق‬ ‫نفس العنوان على مؤلفه هذا ب «الحلل البهية في ملوك‬ ‫الدولة العلوية»‪ ،‬وهي (القصيدة) وثيقة شعرية من ِّ‬ ‫كل‬ ‫بدْ ٍء‪:‬‬

‫واجـــــــــــــب‬ ‫�أقــــول ُ وحمــــد ًا لله � َّأو َل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫املراتـــب‬ ‫بعـــــــ�ض‬ ‫على العبد �إنَّ احلم َد‬ ‫ِ‬ ‫دائميـــن بـــقــــدر ما‬ ‫فحمـــــد ًا و�شكــــر ًا‬ ‫ْ‬ ‫واهـــب‬ ‫النعمــــاء من خــيـــر‬ ‫تراءت لنا‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫للمرءِ نا�رص ًا‬ ‫ومختتم‪� :‬إذا كان ْ‬ ‫عو ُن الله ْ‬ ‫ب�صائـــب‬ ‫ليــ�س‬ ‫احلــــرب‬ ‫ف�سه ُم العِدا يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫(يتبع)‬

‫‪11‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ف�صل التو�شيات‬

‫غنائم ْ‬ ‫من ْ‬ ‫�شد ٍو َ‬ ‫ُ‬ ‫وحرير ‪..‬‬ ‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬

‫َ‬ ‫ترجل الفارسُ‪ ،‬ومثله ال يترجل‪ ،‬وهو الغازي لمدنِ الكلمة‪ ،‬الجوّابُ ألقاليم‬ ‫الخيال‪..‬‬ ‫وفي كل بقعةٍ يستوطنها دالي ٌة من بيانهِ‪ ،‬وعريشٌ من نغمهِ ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫األول ‪ ..‬وفي الدفاتر والمنابر‬ ‫رحَل غازي القصيبيُّ عن دنيا األحياء بعمرهِ ِ‬ ‫عمره الثاني‪ ،‬غضُّ األماليد‪ ،‬ر ّفافُ الفصول‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫عمر مغدَوْدَنٍ مفتونٍ بالجمال حيث تأسمنَ‬ ‫ستّون عم ًال َأو يزيد قطافُ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عواصم‬ ‫إلى‬ ‫استدرجتهُ‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫َّة‬ ‫ي‬ ‫ِّعر‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫الكلمة‬ ‫‪ ،‬وتأقمَرَ ‪ ،‬وتكوثرَ ‪ ! ..‬لكن‬ ‫ِ‬ ‫تخوم النّجوم البعيدة‪ُ ..‬‬ ‫ً‬ ‫حيث مئات العصافي ِر‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫غازي‬ ‫الفنِّ البتول‪ ،‬وأبحرت به‬ ‫ِ‬ ‫إشراق‪ ،‬أو ضمَّةِ‬ ‫تستحمُّ بنه ِر الضياء ‪ ،‬ومئات الفراشاتِ تحترقُ من أجل نهْلةِ‬ ‫ٍ‬ ‫نور ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أتخيّل أن جنيات الشعر ال تنفحُ عطرَها‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكح َلها‪،‬‬ ‫قريب‪،‬‬ ‫وقتٍ‬ ‫إلى‬ ‫وكنتُ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مشيب القلم‪..‬‬ ‫اكتهال التجربة‪ ،‬أو‬ ‫وضفائرها الشَّقراء‪ ،‬إال بعد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أتخيل أن جمر َة الشع ِر ال تلتهمُ ثيابَ الشّاع ِر وأعصابَه إال بعد بحثٍ‬ ‫وكنتُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مضن عن موقدِها السحريِّ‪ ،‬وحَطبها األحمر‪ ..‬وهذا البحث قد يستغرقُ من‬ ‫ٍ‬ ‫العم ِر الشعريِّ سنينَ ذوات العدد‪ ،‬يُعمَّر فيه البيتُ حجراً حجراً‪ ،‬وورد ًة ورد ًة‪،‬‬ ‫حتى يصبح كالفسيفسا ِء المتناسق‪ ،‬أو المزهريَّة المضواع !‬ ‫ُ‬ ‫خمائل الدِّيوان األول‬ ‫لكنني انخدعتُ في هذا التَّخييل عندما استضافتني‬ ‫لغازي القصيبي ‪ ،‬فراقت النزهة‪ ،‬واح َلوْلى المقيل‪ ،‬وأدركتُ أن الجنينَ قد يخرجُ‬ ‫من رحم الوالدةِ شاعراً‪ ،‬ويرضعُ الشِّعر مع حليب أمـِّه‪ ،‬ويعزف أنشودَته في‬ ‫(وعوعاته ) األولى ‪!...‬‬ ‫ثم صدر الديوان الثاني والثالث‪ ،‬وإيماني بشاعريَّة غازي‪ ،‬كإيماني بشاعريَّة‬ ‫اللحن شجياًّ‪ْ ،‬‬ ‫مدغدِغاً للجوانح بن ْقرَةٍ ح ْلوةٍ ‪ ،‬ودندنةٍ ْ‬ ‫يرسل َّ‬ ‫ُ‬ ‫سكرى ‪،‬‬ ‫الوت ِر حين‬ ‫ونغم راقص ‪ ..‬وهاكَ من وتريَّاته هذا َّ‬ ‫اللحنَ النزاريَّ ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫� َّأم النخيل ! ‪ ..‬هبيني ً‬ ‫لت‬ ‫نخلة َذ ُب ْ‬ ‫ينبت ال ّن ُ‬ ‫ْ‬ ‫خل ّ‬ ‫غ�ض ًا بعد �أن َذ ُب َال ؟!‬ ‫هل ُ‬ ‫يا � ُّأم ‪ُ ..‬ردّ ي على قلبي طفو َلتَهُ‬ ‫و�أرجعي يل �شباب ًا ناعِ م ًا �أف َال‬ ‫وطهري مباءِ ال َعنيِ ‪� ..‬أوردتي‬ ‫ّ‬ ‫قد ينجلي اله ُّم عن �صدري �إذا ُغ ِ�س َال‬ ‫ال�صبي ‪ ..‬ودنيا ُه ‪..‬و ُلعبتهُ‬ ‫هاتي‬ ‫َّ‬ ‫والـــم َق َال‬ ‫وح‬ ‫وهاكِ عمري ‪ ..‬و ُبقيا ّ‬ ‫ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫ُ‬ ‫الحديث عن غازي الروائيِّ والكاتِب‪ ،‬فله فسح ٌة أخرى‪ ،‬وال بدَّ أن يسبقهُ‬ ‫أما‬ ‫ُ‬ ‫الحديث عن غازي الشاعر؛ ألنه بالشِّعر خاصمَ وشاكسَ‪ ،‬وأحبَّ وتغزّل‪ ،‬وشدا‬ ‫وحدا‪ ،‬ونثرَ قبابَهُ الخالدات في دنيا البيان ‪..‬‬ ‫رحل غازي ‪ ..‬وترك لورثةِ الكلمةِ‪ ،‬وأحبابهِ الطيبين‪ ،‬غنائمَ غزواته‪ :‬حرائرَ‬ ‫شدْو‪ ،‬وعرائسَ فنٍّ‪ ،‬وبناتَ هديل ‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫المنَمْنَمَة بأوْشِيَةِ السِّح ِر الحالل‪ ،‬وأشجانهُ‬ ‫ترك فينا ‪ ..‬دفاترَه الخضرا َء‬ ‫بلهب الصَّبابة والحُبّ ‪!..‬‬ ‫المق ّفا َة ِ‬


‫العدد ‪965‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )19‬إبراهيم طوقان‬ ‫شاعر الوطنية والغزل‬ ‫( ‪ 1905‬ـ ‪ 1941‬م )‬ ‫بفلسطين‪.‬‬ ‫الشاعر ‪ :‬إبراهيم عبد الفتاح طوقان ( ‪ 1905‬ـ ‪ 1941‬م ) ‪ ،‬شاعر فلسطيني من أهل نابلس‬ ‫ٍ‬ ‫وهو شقيق الشاعرة فدوى طوقان ‪ ،‬تلقى دروسه االبتدائية بالمدرسة االبتدائية الرشادية بنابلس ‪،‬‬ ‫وأمضى بها أربع سنوات ‪ .‬ثم انتقل إلى القدس وتابع دراسته بمدرسة المطران ‪ .‬وبعد ذلك انتقل إلى‬ ‫بيروت فالتحق بالجامعة األمريكية لمتابعة دراسته ‪ .‬وقد اطلع على األدبين العربي واإلنجليزي ‪ ،‬ودرس‬ ‫منتخبات من الشعر القديم والحديث وحفظ منه الكثير ‪ ،‬وكذلك اللغة العربية واهتمامه بالقرآن الكريم ‪،‬‬ ‫وقرأ علم العروض وبحور الشعر العربي ‪ ،‬حيث كان يساعده في ذلك أخوه أحمد ‪ ،‬وبدأ ينظم الشعر مبكرا‬ ‫‪ .‬بعد تخرجه من الجامعة األمريكية‪ .‬مارس التدريس والصحافة ‪ ،‬وتولى قسم المحاضرات في محطة‬ ‫اإلذاعة بفلسطين نحو خمس سنين ‪ ،‬وانتقل إلى بغداد مدرسا ‪ ،‬وكان يعاني مرضا في العظام ‪ ،‬فأنهكه‬ ‫السفر ‪ ،‬فعاد إلى بلده نابلس مريضا ‪ ،‬ثم حمل إلى المستشفى الفرنسي بالقدس فتوفي فيه ‪ .‬قال فيه‬ ‫أحد كتاب فلسطين ‪« :‬عذب النغمات ‪ ،‬ساحر الرنات ‪ ،‬تقسم بين هوى دفين ‪ ،‬ووطن حزين»‪.‬‬ ‫كان وديعا مرحا ‪ ،‬ونظم الشعر في الغزل والوطنية والرثاء ‪ ،‬له ديوان شعر ‪ ،‬مصدر بقصيدة لصديقه‬ ‫جالل أمين رزق في رثائه ‪ ،‬فكلمة ألحمد طوقان ناشر الديوان ‪ ،‬ثم رسالة من إنشاء أخته فدوى طوقان‬ ‫في سيرته ‪ .‬وساعد الدكتور لويس نيكل البوهيمي في نشر كتاب « الزهرة « لمحمد بن داوود الظاهري‬ ‫األصفهاني ‪ .‬وألخته الشاعرة فدوى طوقان كتاب في سيرته أسمته « أخي إبراهيم»‪.‬‬ ‫قصيدة مالئكة الرحمة ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أحسن قصائده وأجملها ‪ .‬بعد مغادرته المستشفى‬ ‫الذي كان يتابع فيه العالج من مرضه نظم هذه القصيدة في الممرضات حيث سماها «مالئكة الرحمة»‪،‬‬ ‫وقد شبه الممرضات بلباسهن األبيض بالحمائم ‪ ،‬نظرا للون األبيض المألوف في الحمام ‪ .‬وجاء في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪� ‬س ْج َع ُهن َّْـه‬ ‫‪ ‬ح ْ�س ُب ُهن َّْه‪� ××× ‬أن‬ ‫ب ُ‬ ‫ِي�ض ‪ ‬احلَ َمائ ِ‬ ‫ِـم َ‬ ‫يِّ‪� ‬أ َر ِّد ُد َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬هن َّْـه‬ ‫‪ ‬م ْنذ‪ َ ‬ب ْدءِ ‪ ‬اخلَ ل ِْق ُ‬ ‫‪ ‬و َ‬ ‫‪ ‬ال�سال َ​َمـةِ َ‬ ‫الو َدا‪َ ××× ‬عةِ ُ‬ ‫َر ْمـزُ ‪َّ ‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ض ‪ ‬ف ْـوق َدا‪ ××× ‬ن َِيـةِ ‪ ‬الق ُ​ُط ِ‬ ‫‪ ‬ر ْو ٍ‬ ‫َّـــــه‬ ‫وف‪ ‬ل َُه َّن‪� ‬أن ْ‬ ‫يف كُ ـلِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬ما‪××× ‬‬ ‫يل َْن‬ ‫‪ ‬بر ْو ِ�ضهن َّْـه‬ ‫َو مَ ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬والأ ْغ َ�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ـان‪َ ‬‬ ‫يم‪َ ‬‬ ‫‪ ‬خ َط َر ‪ ‬الن َِّ�س ُ‬ ‫ب ‪ ‬ن َْح َو َ‬ ‫‪ ‬غدِيرِ هن َّْـه‬ ‫‪� ‬صال َُه َّ‬ ‫ـري‪َ ‬ه َب نْ َ‬ ‫ـن‪َ ‬‬ ‫َف� َإذا‪َ ‬‬ ‫الهجـ‪ُ ××× ‬‬ ‫‪ ‬الو ْح ِي الَ‪ ‬ت َْدرِ ي‪ ‬بهِ ن َّْـه‬ ‫َي ْهب ِْط َن َ‪ ‬ب ْع َد ‪ ‬احلَ ْـو ِم ‪ ‬مِ ْثـ‪ ××× ‬ـلَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬علَى ‪ ‬الغَ دِيـ‪ ××× ‬ـرِ ‪ ‬ت َ​َرت َ​َّـب ْت ‪� ‬أ�سرْ َ ُاب ُهن َّْـه‬ ‫‪ ‬و َق ْع َ‬ ‫ـن َ‬ ‫َف� َإذا َ‬ ‫َ�صفَّنيِ ‪ُ ‬‬ ‫‪ ‬طـولَ‬ ‫‪ ‬ال�ض َّفت َْيـ‪ ××× ‬ـنِ ‪ ‬ت َ​َع َّر َجا‪ ‬ب ُِو ُقوفِهن ّْـه‬ ‫ِّ‬ ‫اع َة‪� ‬شرُ ْ بهِ ن َّْـه‬ ‫‪� ‬س َ‬ ‫كُ ــلٌّ ‪ُ ‬تق َِّبــــلُ ‪َ ‬‬ ‫‪ ‬ر ْ�س َم َهـا‪ ××× ‬يف ‪ ‬املَاءِ َ‬ ‫ور ُهن َّْـه‬ ‫ـن‪ ××× ‬بغَ ْم ِ�سهِ ّ‬ ‫‪ ‬ج ُ�سومِ هِ َّ‬ ‫ـن‪ُ ‬‬ ‫‪ ‬ح َّـر‪ُ ‬‬ ‫ُي ْط ِف ْئ َن َ‬ ‫‪� ‬ص ُد َ‬ ‫َ�ض َن ‪ ‬لآ ِل َئ ًا ‪ ‬ل ُِر�ؤ ِ‬ ‫‪ ‬الر َ�ش ُ‬ ‫َـع‬ ‫ُو�سهِ ن َّْـه‬ ‫ـا�ش ‪َ � ‬إذا‪ ××× ‬انْ َتف ْ‬ ‫َيق َ‬ ‫َّ‬ ‫ِـرادِ ‪� ××× ‬إِلى‪ ‬الغُ ُ�ص ِ‬ ‫‪ ‬م ُهودِ هِ ن َّْـه‬ ‫َو َيطِ ْر َن َ‬ ‫ون‪ُ ‬‬ ‫‪ ‬ب ْع َد ‪ ‬الإ ِْبت َ‬ ‫ور ُهن َّْـه‬ ‫ُ�صف ُ‬ ‫ِّـق‪ ××× ‬كَ ْي َف ‪ ‬كَ َ‬ ‫ُت ْنبيكَ ‪� ‬أَ ْجن َِح ٌة‪ ‬ت َ‬ ‫ان‪� ‬سرُ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬بري�شهن َّـه‬ ‫‪ ‬جثمـن‪ ، ‬‬ ‫ـن‪� ××× ‬إذا‬ ‫‪ ‬ع ْب ُث ُه َّ‬ ‫َ‬ ‫قـر ‪ ‬عي َنـكَ َ‬ ‫ُ‬ ‫وي ُّ‬ ‫يلُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪ - ‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ـو‬ ‫َ�ش‬ ‫ن‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ت‬ ‫‪ ‬هدِي ِلهِ ن َّْه‬ ‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫‪ ××× ‬خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو مَ‬ ‫بع ْذ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫‪ ‬ر�ؤ ٍ‬ ‫‪ ‬يقْ بِـل‪ ‬ل َْيل ُ​ُهن َّْـه‬ ‫َوتَخَ ال ُ​ُه َ‬ ‫ُو�س‪ِ ××× ‬ح َ‬ ‫ني ُ‬ ‫ـن‪ ‬ب َال ُ‬ ‫‪ ‬جفُو ِنهِ ن َّْـه‬ ‫‪ ‬و مِ ْ‬ ‫�أَ ْخف َْين َ​َها حَ ْ‬ ‫‪ ‬ت َت ‪ ‬اجلَ ن ِ‬ ‫ن َن ‪ ‬مِ ـلْ َء ُ‬ ‫َـاح‪َ ××× ‬‬ ‫‪ ‬كَ ْم ‪ ‬هِ ْجنَـن‬ ‫‪ ‬الهدِيـلَ ‪َ … ‬ف َد ْيت ُ​ُهن َّْه‬ ‫ِي‪ ‬ور َو ْي ُ‬ ‫ـت ‪َ ××× ‬‬ ‫‪ ‬عن ُْه َّن َ‬ ‫َ‬ ‫‪* * * ‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬املريـ�ض‪ ××× ‬غ َد ْو َن‪� ‬أ�شباهـاً‪ ‬ل َُهن َّْـه‪ ‬‬ ‫َـات ‪� ‬إلى‬ ‫املُ ْح ِ�سن ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬كاملُ‬ ‫نـا�س ُهن َّْـه‪ ‬‬ ‫إي‬ ‫�‬ ‫ُها‪ ‬‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫‪ ××× ‬‬ ‫�ست�شـفيـات‬ ‫الرو�ض‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫بـاء ِ‬ ‫‪ ‬وط ُّب َـها‪ ××× ‬ب�أَ َجـلَّ ‪ ‬من‪ ‬ن َ​َظ َرا ِتهِ ن َّْـه‬ ‫‪ ‬مـا‪ ‬الكَ ْه َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـن‪ ‬ولُطف ُ​ُهن َّْـه‬ ‫ـن‪ ××× ‬‬ ‫َي ْ�شفـي العليـلَ عنا�ؤ ُ​ُه َّ‬ ‫‪ ‬وعطف ُ​ُه َّ‬ ‫َ‬ ‫ْو‬ ‫ل‬ ‫‪ ‬ح‬ ‫ذوبـةِ ‪ ‬ن ُْط ِقهِ ن َّْـه‬ ‫ع‬ ‫‪ ××× ‬من‪ ‬‬ ‫ُم ُّـر ‪ ‬ال َّدواءِ ‪ ‬بفيكَ ُ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َم ْهـ ًال ‪ ‬فعندي‪ ‬فـارِ ٌق‬ ‫‪ ‬وب ْين َُهن َّْـه‬ ‫َ‬ ‫‪ ××× ‬بني‪ ‬احلَ َم ِ‬ ‫ـام‪َ ‬‬ ‫َ‬ ‫هِ‬ ‫َ‬ ‫َفل َُربمّ ا‬ ‫ِـم‪ ××× ‬يف ‪ ‬ال ُّد َجى ‪ ‬عن �ش ْدوِ ن َّْـه‬ ‫‪ ‬انقط َـع ‪ ‬احلَ َمائ ُ‬ ‫� ّأما‪َ ‬جمِ يـلُ ‪ ‬املُ ْح ِ�سن ِ‬ ‫َـات‪ ××× ‬ففي ‪ ‬الن َ​َّهارِ ‪ ‬ويف ‪ ‬ال ّد َجنَّـه‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬

‫‪ )1‬األرض تشهد أنك امرأة العصور‬ ‫الأر�ض ت�شهد �أنك امر�أة‪�......‬أنك امر�أة الع�صـــــور‬ ‫يازهرة فاحت يا زهــرة‪.......‬فاحت بها كل العطور‬ ‫واملوج يغفو كاحلنني‪.......‬املوج يغفو �إذا خطرت‬ ‫الليل يخجل من بهائك‪.......‬يخجل �إذا مــــــــــررت‬ ‫وكل هذا ال�سحر يف عينيك يا امـــر�أة‬ ‫وقف التاريخ ببابها �أعوامـــــــــــــــا‬ ‫من يل بهذا الكون لغة ت�صـــــــــــــف‬ ‫ت�صف اجلمال وتوقظ الإلهــــــــــــــام‬ ‫�أما النجوم فمن �ضيائــــــــــــــــــــــك‬ ‫من �ضيائك قد بدت وك�أنها يف مقلتيك‬ ‫يف مقلتيك حتملــــــــــــــــــــــــــــــت‬ ‫الأر�ض ت�شهد �أنك امر�أة‪�.....‬أنك امر�أة الع�صــــــــور‬ ‫يازهرة فاحت يا زهــرة‪. ....‬فاحت بها كل العطـــور‬ ‫واملوج يغفو كاحلنيـــن‪. ....‬املوج يغفو �إذا خطـرت‬ ‫الليل يخجل من بهائــــك‪. ....‬يخجل �إذا مــــــــــررت‬

‫ـ هذه القصيدة هي أغنية التتر لمسلسل كليوباترا التي توفيت وهي تبلغ من العمر‪ 39‬سنة (‪ 69‬ـ ‪30‬‬ ‫قبل الميالد) ‪ .‬بعد انتحارها بتناولها سم الثعبان ‪ .‬وهي من غناء المطربة شيرين وجدي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬قصيدة الشاعر المعل ‬ ‫م‬ ‫ ‬ ‫َ‬ ‫‪� ‬ش ْوقِ ي َيقُولُ َو َما َد َرى ‪ ‬بمِ ُ ِ�ص َيبتِي ُق ْم ِلل ُْم َعل ِ​ِّـم َو ِّفـهِ الت َّْبجِ يــــــــــــال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ان ‪ِ ‬ل ْلن ْ‬ ‫َ�شءِ‬ ‫َم ْن كَ ِ‬ ‫‪ ‬خلِيال‬ ‫‪ ‬م َب َّج ًال‬ ‫‪ ‬ال�صغَ ارِ َ‬ ‫اق ُع ْد ‪ ‬ف َد ْي ُتكَ َ‬ ‫‪ ‬هلْ َ‪ ‬يكُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ون ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِـهِ‬ ‫مِ‬ ‫ُ‬ ‫لمْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬ر ُ�سوال‬ ‫ون‬ ‫‪ ‬ي‬ ‫ن‬ ‫‪� ‬‬ ‫أ‬ ‫ِّم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫‪ ‬‬ ‫اد‬ ‫ل‬ ‫َو‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫‪ ‬‬ ‫ري‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬ا‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫َو َيكَ ُاد‪ َ ‬يفْ ِل ُق‬ ‫كُ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ�ضى ‪ ‬الحْ َ َياةَ َ‬ ‫ِيم َ‬ ‫‪ ‬و ُخ ُموال‬ ‫اع ًة‬ ‫َلق َ‬ ‫‪� ‬س َ‬ ‫ل َْو َ‬ ‫َاوةً َ‬ ‫‪� ‬شق َ‬ ‫‪� ‬ش ْوقِي َ‬ ‫‪ ‬ج َّر َب ‪ ‬الت َّْعل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬و�أ ِ�صيال‬ ‫‪ ‬وكَ � َآبـة َم ْر�أى ‪ ‬ال َّدفاتِرِ ُ‪ ‬بكْ َـرةً َ‬ ‫َح ْ�سب ‪ ‬المْ ُ َعلِّم ‪ ‬غ َّمـة َ‬ ‫الع َمى ن َْح َو‪ ‬ال ُْع ُي ِ‬ ‫ون َ�سبِيال‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ِّح‬ ‫ل‬ ‫‪� ‬ص‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫مِ َئ ٌـة َعلَى ‪ ‬مِ َئةٍ �إ َِذا هِ َي ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو�أبِيكَ مَ ْ‬ ‫‪ ‬ل ‪� ‬أ ُك ‪ ‬بِال ُْع ُيون َ‪ ‬بخِ يال‬ ‫تى‬ ‫َفْع ًا ُ‪ ‬ي ْر جَ َ‬ ‫َول َْو ‪� ‬أَ َّن يف الت َّْ�صل ِ‬ ‫ِيح ن َ‬ ‫لَكِ ْن‪� ‬أُ َ�صل ُِّح َ‬ ‫‪ ‬دلِيال‬ ‫َاب َ‬ ‫‪ ‬م َثـ ًال َ‬ ‫‪ ‬وا َّتخِ ذ ‪ ‬الكِ ت َ‬ ‫‪ ‬غل َْط ًـة ‪ ‬ن َ​َحوِ َّي ًـة َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ْ�ست َْ�شهِ َد ًا ‪ ‬بِالْغُ ِّـر ‪ ‬مِ ْن‪َ � ‬آياتِـه ‪� ‬أ ْو ‪ِ ‬بالحْ َ د ِ‬ ‫َ�صال‪َ ‬تفْ ِ�صيال‬ ‫‪ ‬مف ّ‬ ‫ِيث ُ‬ ‫ُ‬ ‫مي َ‬ ‫و�ص يف ِّ‬ ‫‪ ‬م ْبذوال‬ ‫‪ ‬ف�أَنْ َتقِي‬ ‫ال�ش ْعرِ ‪ ‬ا ْل َق ِد ِ‬ ‫َو�أَ ُغ ُ‬ ‫‪ ‬م ْل َتب َِ�س ًا َ‬ ‫�س ُ‬ ‫‪ ‬و َال َ‬ ‫َما ‪ ‬ل َْي َ‬ ‫َو�أَكَ ُاد ‪� ‬أَ ْب َع ُث ِ‬ ‫َو َذويِهِ ‪ ‬مِ ْن َ‪� ‬أ ْهلِ ‪ ‬ا ْلق ُ​ُر ِ‬ ‫ون ا ُلأولَى‬ ‫‪� ‬س َيب َو ْيهِ ‪ ‬مِ َن ‪ ‬الْبلَى‬ ‫ار ًا ) َ‪ ‬ب ْع َد َ‬ ‫َف�أَ َرى ِ‬ ‫‪ ‬ذلِكَ ‪ ‬كُ لّه َر َف َع ‪ ‬المْ ُ َ�ض َ‬ ‫‪ ‬والمْ َ فْ ُعوال‬ ‫اف ‪� ‬إِل َْيهِ َ‬ ‫‪( ‬ح َم َ‬ ‫‪ ‬ما َ‪ ‬بينْ َ ‪ ‬ال ُْبن ِ‬ ‫ُوك‪َ ‬قتِيال‬ ‫َال ت َْع َج ُبوا �إ ِْن ِ�ص ْح ُت َي ْو َم ًا َ�ص ْي َح ًة‬ ‫َو َو َق ْع ُت َ‬ ‫ي�ش‪َ ‬‬ ‫‪ ‬يعِ ُ‬ ‫‪ ‬طويال ‪.‬‬ ‫تـه �إ َِّن ‪ ‬المْ ُ َعل َِّم َ‬ ‫‪ ‬و َج ْد ُ‬ ‫‪ ‬م ْن ُ‪ ‬يرِ ُ‬ ‫ار َ‬ ‫‪ ‬ال َ‬ ‫َيا َ‬ ‫يد االنْ ت َِح َ‬ ‫ــــــــــــ ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ إبراهيم طوقان ‪ .‬ديوان األعمال الشعرية الكاملة ‪.‬‬ ‫ـ فدوى طوقان ‪ .‬كتاب أخي إبراهيم طوقان ‪.‬‬ ‫ـ يوسف عز الدين ‪ .‬كتاب في األدب العربي الحديث ‪ .‬السنة ‪ 1973‬م ‪.‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ .‬كتاب األعالم ‪ .‬الجزء ‪ . 1‬الصفحة ‪ . 47‬الطبعة الثالثة ‪ 1969‬م ‪.‬‬ ‫ـ كامل سلمان الجبوري ‪.‬كتاب معجم الشعراء حتى سنة ‪ 2002‬م ‪.‬من العصر الجاهلي ‪ .‬الجزء ‪. 1‬‬ ‫الصفحة ‪. 37‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫الإ�سالم‬

‫يحيى بديار الأندل�س‬ ‫من جديد (‪)3/3‬‬

‫الملكة إليزابيت الحمقاء النجسة‪.‬‬ ‫هي دوانة األولى ملكة قشتالة وأرغون الملقبة بالمجنونة (باكتالنية) اعتلت العرش ‪. 1474‬‬ ‫ازدادت في ‪ 22‬أبريل ‪1451‬‬ ‫وتوفيت في ‪ 26‬نونبر ‪1504‬‬ ‫وعمرها ‪ 53‬سنة‪ ،‬ودفنت في الكنيسة الملكية بغرناطة‪ .‬كانت ديانتها (كاتوليكية) ماتت بسرطان‬ ‫الرحم‪.‬‬ ‫زوجها هو فرناندو الثاني تزوجت به ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1469‬أمها إيزابيل أفيس سجنها والدها خوان‬ ‫الثاني‪ ،‬كانت متمردة حاقدة‪ ،‬لم تكن تحب الذهاب إلى الكنيسة‪.‬‬ ‫وكانت أكثر نساء العالم شرا‪ .‬وكانت متعصبة داهية لم تغتسل إال يوم زفافها ‪.‬‬ ‫وأطلق عليها النجسة لم تغتسل ولو يوما واحدا‪ .‬نذرت أال تغتسل وال تخلع قميصها‪ ،‬إال بعد آخر‬ ‫مسلم من األندلس‪.‬‬ ‫استولت على مدينة غرناطة من حكامها بني األحمر بسقوط أبو عبد اهلل سنة ‪ 1492‬حيث انتهى‬ ‫الحكم اإلسالمي بالديار ‪ .‬وفي أيامها اكتشف (كلومبوس) أمريكا عن طريق الخطأ ‪.‬‬ ‫ماتت وعمرها ‪ 53‬سنة‪.‬‬ ‫أمرت بإقامة محاكم التفتيش وطرد ‪ 3‬ماليين من المسلمين‪.‬‬ ‫تعرضت في حياتها األولى لإلهمال وعقوبات قاسية من أمها الملكة «إيزابيال) ولما اعتلت العرش‬ ‫صبت غضبها على اإلسالم والمسلمين بديار األندلس والمسلمين‪ ،‬فأنشأت محاكم التفتيش بإشارة‬ ‫من الكنيسة ‪ .‬وزادت من حدة القتل وأقامت المذابح ‪.‬لم يشهد تاريخ العالم من بداية الخلق إلى أيامه‬ ‫هذه مجزرة وال قتل وال تشريد إال في أيام حكمها‪ ،‬تبعا للرهبان الكاتوليك الذين قست قلوبهم حقدا‬ ‫وكراهية للعرب والمسلمين بديار األندلس‪ ،‬فشردتهم وشوهت أجسامهم واستولت على أمالكهم‪،‬‬ ‫غصبا وقهرا‪ ،‬وأحرقت كتبهم العربية التي كانت سببا في حضارة أوروبا ونهضتها‪ ،‬وأغرقت الباقي منها‬ ‫في البحر‪ ،‬وهدمت المساجد والمآذن‪ ،‬وقتلت نفوسا‪ ،‬رجاال ونساء وشيوخا‪ ،‬لشيء واحد ‪ :‬إنهم يشهدون‬ ‫أن ال إله إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل‪.‬‬ ‫واحتفظ الرهبان بالصبيان‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬لينشأوا على ملتهم‪ ،‬نصارى بالكنائس ودون الرهبان‪.‬‬ ‫كان يصاحبها الملك (فليب الثالث في التنكيل والقتل ‪ ...‬ما بين سنة ‪ 1469‬و ‪ 1504‬حتى سنة‬ ‫وفاتها ‪.1504‬‬

‫شعارها في الحياة المنبوذة‬ ‫عيشوا أنجاسا وموتوا أنجاسا‬

‫وكانت مأساة الترحيل القسري لشريحة كبيرة من ساكنة األندلس‪ ،‬نهاية القرن الخامس عشر‪.‬‬ ‫(مقتطفات من المؤتمر الدولي الذي كان تحت عنوان أعقاب األندلسيين المهجرين والمتضررين)‬ ‫فسقطت غرناطة آخر قلعة للمسلمين في الجزيرة اإليبرية على يد اإلسبان سنة ‪ 1492‬أيام بني‬ ‫األحمر ‪.‬‬ ‫وال زال التاريخ غامضا فيما بين ‪ 1609‬و‪. 1614‬‬ ‫فاحتلت البرتغال سبتة ‪ 1415‬و انتزعتها إسبانيا سنة ‪ 1478‬و احتلت امليلية سنة ‪ ،1497‬واحتلت‬ ‫إسبانيا أرض سيدي إيفني ‪ ،1860‬ورجعت إلى حظيرة الوطن األم ‪.‬‬

‫الملكة الحمقاء‬ ‫ال زالت سبتة ومليلية على ضفة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬تحت نفوذ اإلسبان وكذلك الجزر الجعفرية‬ ‫بالمحيط األطلسي‪ ،‬مما يشكل وصمة عار في جبين المغاربة‪ .‬وألن إسبانيا الدولة الوحيدة التي بقيت‬ ‫مستعمرة لجيوب المغرب األقصى‪ ،‬إن شاء اهلل ال تعالى‪ ،‬لن يتخلى المغاربة عن هذه الجيوب مهما‬ ‫كان الثمن ‪ .‬وقد بدت معالم الحل التوفيقي على هذه المدن المغتصبة في األفق القريب‪ .‬نرجو اهلل‬ ‫تعالى الخالص دون إزهاق أرواح ودون قطرة دم‪ ،‬ودون استعمال سالح لرجوع األرض ألصحابها‪ .‬وهذه‬ ‫المستعمرات يشهد العالم احتاللها من طرف إسبانيا بالغطرسة‪ ،‬لم تراع جوارا وال معاهدة وال حال‪.‬‬ ‫إنها غلطة بائنة يجب إصالح أعطابها‪ ،‬وإال فمسيرة أخرى تأخذ معها األخضر واليابس‪.‬‬ ‫ال نريد أنهارا تجري بسيول من دماء طاهرة مثل معركة وادي المخازن في القرن ‪ 15‬و‪ . 16‬وسميت‬ ‫بمعركة بدر الثانية‪ ،‬حيث كان عدد المرتزقة من اإلسبان والبرتغاليين والفرنسيين والسويسريين‬ ‫واإليطاليين وألمانييين ‪ 125.000‬مقاتل بينما كان عدد الجنود المغاربة أوال ‪ 28.000‬فقط‪ ،‬وكان‬ ‫النصر حليف المغاربة‪ ،‬وانضم إليهم ‪ 60‬ألفا من الشباب ومن رجال البحر ‪ 20‬ألف ومن األتباع ‪ 20‬ألف‬ ‫ومن األنفاط ‪ 200‬فقط ‪ .‬ما مجموعه ‪ 130‬ألف فارس ومقاتل‪.‬‬

‫احتالل المدينتين‬ ‫أنهار تجري بسيول من أموال صعبة تصب في جيوب اإلسبان من تهريب بضائع فات أوان‬ ‫صالحيتها‪ ،‬وأخرى كالسموم ألوالدنا ال نعرف منشأها وتاريخ صالحيتها‪ ،‬حاللها من حرامها ‪.‬‬ ‫كل التواريخ تزور‪ ،‬تغري المهربين بأثمانها‪ ،‬فيقتنوها طمعا في الربح‪ ،‬وهي أخطر على صحة‬ ‫المستهلك ‪.‬‬ ‫لو كانت هناك نية حسنة في إنشاء معامل ومصانع لتشغيل هذه الفئة الضالة التي كسبت الكثير‪،‬‬ ‫وأرهقت المالية القتنت الدور والمنازل وشرت الضيعات لتنعش الصندوق المغربي لو أن الجمارك أغلقت‬ ‫هذه األبواب في وجه التهريب فلن نحتاج إلى هذه األموال بالعملة الصعبة ونحن في أشد الحاجة إليها‪.‬‬

‫افيقوا من نومكم العميق يا أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫أسبوع واحد كفيل باالستفادة من أموال لو رصدت لبناء مصنع‪ ،‬لكان خيره أعم‪ .‬ثم لو شيد ميناء‬ ‫على غرار مينائي سبتة ومليلية على الشاطئ الستقبال هذه البضاعة مع تبادل تجاري متكافئ لكان‬ ‫أحسن عمل‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫أبيات شعرية في رثاء األندلس‬

‫من قصيدة الشاعر أبو البقاء الرندي‪:‬‬

‫فجائع الدهر أنواع منوعة‬ ‫وللزمان مسرات وأحزان‬ ‫وللحوادث سلوان يسهلها‬ ‫وما لها حل باإلسالم سلوان‬ ‫أصابها العين في اإلسالم فامتحنت‬ ‫حتى خلت منه أقطار وبلدان‬ ‫فاسأل بلنية ما شأن مرسية‬ ‫وأين شاطبة أم أين جيان‬ ‫على ديار من اإلسالم خالية‬ ‫قد أقفرت ولها بالكفر عمران‬ ‫حيث المساجد قد صارت كنائس‬ ‫ما فيهن إال نواقيس وصلبان‬ ‫حتى المحاريب تبكي وهي جامدة‬ ‫حتى المنابر ترثى وهي عيدان‬ ‫يا غافال وله في الدهر موعظة‬ ‫إن كنت في سنة‪ ،‬فالدهر يقظان‬ ‫تلك المصيبة أنست ما تقدمها‬ ‫ومالها مع طول الدهر نسيان‬ ‫أعندكم نبأ من أهل األندلس‬ ‫فقد سرى بحديث القوم ركبان‬ ‫كم يستغيث بنا المستضعفون وهم‬ ‫قتلى وأسرى فما يهتز إنسان‬ ‫ماذا التقاطع في اإلسالم بينكم‬ ‫وأنتم يا عباد اهلل إخوان‬ ‫يا من لذلة قوم بعد عزهم‬ ‫أحال حالهم كفر وطغيان‬ ‫باألمس كانوا ملوكا في منازلهم‬ ‫واليوم هم في بالد الكفر عبدان‬ ‫يا رب أم وطفل حيل بينهما‬ ‫كما تفرق أرواح وأبدان‬ ‫وطفلة مثل حسن الشمس إذا طلعت‬ ‫كأنما هي ياقوت ومرجان‬ ‫يقودها العلج للمكروه مكرهة‬ ‫والعين باكية والقلب حيران‬ ‫لمثل هذا يذوب القلب من كمد‬ ‫إن كان في القلب إسالم وإيمان‬ ‫(من نفح الطيب المجلد الصفحة ‪)487‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ف�ضل ال�صالة على النبي‬

‫مُحْكم كِتابهِ «�إن َ‬ ‫اهلل َو َم َالئ َ‬ ‫ذِين‬ ‫يقول سبحانه وتعالى فِي‬ ‫ون عَ َلى ال ّ َنب ّ ِ​ِي َيا �أَ ُّيهَ ا ّ َال َ‬ ‫ِكت َُه ُي َ�ص ُّل َ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫َِ‬ ‫َءا َمنُو ْا َ�ص ُّلو ْا عَ َل ْي ِه َو َ�س ّ ِل ُمو ْا ت َْ�سلِي ًما»‪ ،‬الصالة من اهلل ثناؤه على عبده في المأل األعلى‪ ،‬ثناؤه عليه‪ ،‬وذكره‬ ‫بأوصافه الجميلة عند المالئكة‪ ،‬وتطلق الصالة من اهلل على الرحمة‪ ،‬كما قال سبحانه‪« :‬هُ َو ّ َالذِي‬ ‫ك ْم َو َمالئ َ‬ ‫ُي َ�ص ّ ِلي عَ َل ْي ُ‬ ‫ِكت ُ​ُه» يعني‪ :‬يرحمكم ويثني عليكم سبحانه وتعالى‪ ،‬فثناء اهلل على عبده عند‬ ‫المالئكة هو ذكر أوصافه الجميلة العظيمة‪ ،‬هذه صالة اهلل على عبده‪ ،‬ويدخل فيها أيضاً رحمته‬ ‫لعباده‪ ،‬وإحسانه إليهم‪.‬‬ ‫وصالة المالئكة الدعاء‪ ،‬دعاؤهم للمصلى عليه‪ ،‬وترحمهم عليه وثناؤهم عليه‪ ،‬وصالة المومنين‬ ‫محم ٍد و�أَ َم َرنا �أَ ْن ن َْط ُل َب‬ ‫على رسولهم المبعوث رحمة لعالمين دعاء و َت ّْعظِ ُيم َفاللهُ َع َّظ َم َق ْد َر نينا �سيدنا َّ‬ ‫ُ‬ ‫ما َي ُ‬ ‫خاف َع َلى �أ َّمتِهِ ‪.‬‬ ‫الم �أَ ِي ا َلأ َ‬ ‫مان مِ َّ‬ ‫مِ نْهُ ُ�س ْبحانَهُ �أَ ْن َيزِ ي َد ه ت�شرَ َ ًفا وت َْعظِ ًيما و�أَ ْن ن َْط ُل َب َلهُ َّ‬ ‫ال�س َ‬ ‫لقد اصطفى اهلل نبينا سيدنا محمدًا ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬لتحمل أعباء الرسالة وتبليغ الشريعة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫المُعظم‪ ،‬والرسول المُكرَّم‪ ،‬سيدُ ولد آدم باالتفاق‪ ،‬وخيرُ أهل األرض على اإلطالق‪ ،‬سيدُ‬ ‫النبيُ‬ ‫ّ‬ ‫والمُقدَم إلمامتهم‪ ،‬وخاتم النبيين وصاحب شفاعتهم‪ ،‬أول‬ ‫المرسلين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شافع يوم القيامة‪ ،‬وأول من‬ ‫من تنشقُ عنه األرض يوم القيامة‪ ،‬وأول ٍ‬ ‫يجوز الصراط من الرسل بأمته يوم القيامة‪ ،‬وأكثرُ األنبياء تابعا يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬صاحبُ اللواء المعقود‪ ،‬والمقام المحمود‪ ،‬والحوض المورود‪،‬‬ ‫عبدُ اهلل المصطفى‪ ،‬ونبيه المجتبى‪ ،‬ورسوله المرتضى‪.‬‬ ‫يقول عبد اهلل بن عباس ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪« :-‬ما خلق اهلل وما‬ ‫َذرَأ وما برَأ نفسا أكرمَ عليه من محمدٍ ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪،-‬‬ ‫وما سمعتُ اهلل أقسمَ بحياة أحدٍ غيره»‪ ،.‬قال ابن كثير ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫تعالى ‪« :-‬وأقسمَ بحياته‪ ،‬وفي هذا تشريفٌ عظيمٌ‪ ،‬ومقامٌ رفيعٌ‪،‬‬ ‫وجاهٌ عريض»‪ .‬‬ ‫وعلو‬ ‫وإظهارًا لفضله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬وعظيم شرفه‪ِّ ،‬‬ ‫منزلته ومكانته‪ ،‬شرَعَ اهلل الصال َة على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫وجعلها قرب ًة جليل ًة‪ ،‬وعباد ًة عظيمة‪ ،‬قال ‪ -‬جل في عُاله ‪�« :-‬إن هّ َ َ‬ ‫الل‬ ‫ِ َّ‬ ‫َو َملاَ ئ َ‬ ‫ذِين �آ َمنُوا َ�ص ُّلوا عَ َل ْي ِه َو َ�س ّ ِل ُموا‬ ‫ون عَ َلى ال ّ َنب ّ ِ​ِي َيا �أَ ُّيهَ ا ّ َال َ‬ ‫ِكت َُه ُي َ�ص ُّل َ‬ ‫ت َْ�سلِي ًما»‪ .‬‬

‫ُ‬ ‫وينال العبدَ من ثواب اهلل وكرمه‪ ،‬ومغفرته بسبب صالته على‬ ‫أشرف الخلق ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬ما يشاء اهلل أن يناله من ثواب‬ ‫عظيم وأجر كبير؛ فعن أبي هريرة ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬أن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬من‬ ‫عليَ صالة واحد ًة ص َّلى اهلل عليه عشرًا»‪.‬‬ ‫ص َّلى ّ‬ ‫عليَ صال ًة‬ ‫أنس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬من ص َّلى ّ‬ ‫وعن ٍ‬ ‫واحد ًة ص َّلى عليه عشر صلوات‪َّ ،‬‬ ‫وحط عنه عشر خطيئات‪ ،‬ورُفِعت له عشرُ درجات» ‪ .‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن عامر بن ربيعة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬ما من مسلم‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫فليقل العبدُ من ذلك أو ليكثر»؛‬ ‫عليَ‪،‬‬ ‫عليَ إال ص َّلت عليه المالئكة ما ص َّلى ّ‬ ‫يصلِي ّ‬ ‫أوس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬إن من‬ ‫وعن أوس بن ٍ‬ ‫عليَ من‬ ‫أفضل أيامكم يوم الجمعة‪ ،‬فيه خُلِق آدم‪ ،‬وفيه ُق ِبض‪ ،‬وفيه النفخة‪ ،‬وفيه الصعقة‪ ،‬فأكثِروا ّ‬ ‫عليَ»‪ .‬فقالوا‪ :‬يا رسول اهلل! وكيف تُعرَضُ صالتنا عليك وقد‬ ‫الصالة فيه‪ ،‬فإن صالتكم معروض ٌة ّ‬ ‫أ ِرمتَ‪ -‬يعني‪ :‬بليتَ ‪-‬؟ فقال‪« :‬إن اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬حرَّم على األرض أجساد األنبياء»‪ .‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ويستحبُ في الدعاء االفتتاح بحمد اهلل وتمجيده والثناء عليه‪ ،‬ثم الصالة على رسوله ‪ -‬صلى اهلل‬ ‫ّ‬ ‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬رج ً‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫عليه وسلم ‪ ،-‬وختمه بهما؛ فعن فضالة بن عُبيد قال‪ :‬سمِعَ‬ ‫يمجد اهلل‪ ،‬ولم ِّ‬ ‫يصل على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬فقال رسول اهلل ‪ -‬صلى‬ ‫يدعو في صالته‪ ،‬لم ِّ‬ ‫‪« :‬عجلتَ أيها المُصلِّي»‪ ،‬وع َّلمهم رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬ثم سمع‬‫اهلل عليه وسلم‬ ‫ِ‬ ‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬رج ً‬ ‫ال يصلي‪ ،‬فمجد اهلل وحمدَه وص َّلى على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسل َ‬ ‫وسلم ‪ ،-‬فقال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬ادعُ تجب‪ْ ،‬‬ ‫تعط»؛‪.‬‬ ‫واألذان من شعائر اإلسالم ومعالمه الظاهرة‪ ،‬وعالماته البارزة‪ ،‬فكان من تشريف اهلل لنبيه ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬أن ش ِرعت الصالة عليه عقبه؛ فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪-‬‬ ‫أنه سمع النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يقول‪« :‬إذا سمعتم المُؤذِّن فقولوا مثل ما يقول‪ ،‬ثم ص ُّلوا‬ ‫عليَ صال ًة ص َّلى اهلل عليه بها عشرًا‪ ،‬ثم س ُّلوا اهلل لي الوسيلة‪ ،‬فإنها منزل ٌة في‬ ‫عليَ؛ فإنه من ص َّلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجنة ال تبغي إال لعبدٍ من عباد اهلل‪ ،‬وأرجو أن أكون أنا هو‪ ،‬فمن سأل لي الوسيلة ح َّلتْ له الشفاعة»؛‬ ‫أي أن يردد مع المؤذن‪ ،‬اللهم رب هذه الدعوة التامة والصالة القائمة‬ ‫آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك‬ ‫التخلف الميعاد‪.‬‬ ‫ومن لوازم محبته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ :-‬أن تتحرَّك األلسن‬ ‫بالصالة والسالم عليه كلما ُذكِر‪ ،‬وإن من الجفاء وقلة الوفاء‪ ،‬ومن‬ ‫التقصير وقلة التوقير‪ :‬أن َ‬ ‫يُذكر سيد البشر ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫علي ‪ -‬رضي‬ ‫بن‬ ‫الحسين‬ ‫فعن‬ ‫عليه؛‬ ‫والسالم‬ ‫فتحجم األلسن عن الصالة‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪« :‬البخيل الذي‬ ‫اهلل عنهما ‪ -‬أن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫عليَ»‪ ،‬وعند ابن حبان‪« :‬ما َقعدَ قومٌ مقعدًا‬ ‫ُذكِرتُ عنده فلم‬ ‫يُصَل ّ‬ ‫ال يذكرون اهلل فيه‪ ،‬وال يص ُّلون على النبي إال كان عليهم حسر ًة يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬وإن أُدخِلوا الجنة للثواب»‪.‬‬ ‫ويُشرعُ الصالة على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬كتاب ًة‪ ،‬كلما‬ ‫ُكتِب اسمه الشريف‪ ،‬ويُك ِّرر ذلك كلما تكرَّر اسمه ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪ ،-‬وال يُسأمُ من تكرير ذلك عند تكرُّره‪ ،‬وليجت ِنبَ المسلمُ كتابة‬ ‫الصالة على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬منقوصة‪ ،‬رامزًا إليها بحرفٍ‬ ‫الئق‬ ‫أو حرفين‪ ،‬كمن يكتب (ص)‪ ،‬أو (صل)‪ ،‬أو (صلعم)؛ ألن ذلك غيرُ ٍ‬ ‫بحقه ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وال تعتبر أن تحريك الشفتين بالصالة على النبي كافية للتعبير عن‬ ‫حبك لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬بل ال بد من إتباع القول بالعمل لتبرهن على حبك وتعلقك‬ ‫برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فماذا فعلنا لنعبر عن حبنا لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فرسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم لن يرضيه منا ولن يقبل منا قولنا وتحريك شفاهنا دون رجوعنا إلى سنته‬ ‫وتطبيق شريعته في الشادة والفادة من أمورنا‪ ،‬وفهم الدعوة اإلسالمية حق الفهم وتنفيذ تعاليمها‪.‬‬ ‫ال يرضيه صلى اهلل عليه وسلم منا أال أن نحكم القرآن الكريم في حياتنا‪ ،‬ونسير على النهج الذي‬ ‫رسمه لنا‪ ،‬أن نتعافى فنغسل قلوبنا من كل غل وحقد وحسد‪ ،‬وأن نكون إخوانا متحابين ننشر السالم‬ ‫والوئام بيننا‪ ،‬وأن نتعاون على محاربة الجهل والمرض والفقر في مجتمعنا‪ ،‬وأن نتناصر ضد البغي‬ ‫والظلم‪ ،‬وأن نحارب الغش والفساد والرشوة وكل أسباب االنحراف‪.‬‬ ‫ال يرضيه صلى اهلل عليه وسلم منا إال أن نراجع تعاليم ديننا ونحاسب أنفسنا على القيام بها وأن‬ ‫نعمل على إحياء ما اندثر منها‪ ،‬وصقل ما عال الموجود منها من صدإ البدع واالنحرافات‪ .‬‬

‫صفر الخير‪..‬‬

‫كان الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬ينشر الخير واإليجابية‪ ،‬حيثما وجد فرصة لذلك‪ ،‬وأي وجد سلبية في محيطه‬ ‫محاها‪ ،‬وعوضهم خيرا منها‪.‬‬ ‫‪ ‬كان سيدنا النبي ينتبه كثيرا بفطنته النبوية‪ ،‬لما يجول حوله وحواليه‪ ،‬من أقوال وأفعال وسلوكيات‪ ،‬يدقق ويزن األمور‬ ‫بميزان النبوة‪ ،‬فيقبل حسنها ويرد سيئها‪.‬‬ ‫‪ ‬كان العرب ومن حولهم من الحضارات يتشاءمون من كثير من األمور‪ ،‬أسماء وأزمنة‪ ،‬وأمكنة‪ ،‬ومناسبات‪ ،‬فكانوا مثال‬ ‫يتشاءمون من شهر اهلل صفر‪ ،‬فال يعقدون به زواجا خشية العقم‪ ،‬وال تجارة خشية الخسارة وهكذا ‪..‬‬ ‫‪ ‬فوسم صلى اهلل عليه وآله وسلم هذا الشهر باسم آخر‪ ،‬وأقرنه بالخير تمييزا له‪ ،‬صفر الخير‪ ،‬كي ال يبقى شيء من‬ ‫السلبية يحيط بالسامع كلما ذكر صفر‪.‬‬ ‫‪ ‬هذا نموذج فقط من حياة نبوية حافلة بأنوار وبركات محمدية شريفة‪ ،‬من قبيل تغيير األسماء‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ونحن‬ ‫لألسف نعيش مثل هذه السلبيات يوميا‪ ،‬فالمجتمع نخرته السلبية‪ ،‬وظل يعيش كوابيس شؤم‪ ،‬ال يقدرها أو ال يلقي لها باال‪.‬‬ ‫‪ ‬لعل هذا راجع إلى عدم وجود بوصلة نورانية واضحة تؤطر سلوكياتنا‪ ،‬في ظل زحمة الظلمانية التي يعيشها العالم‬ ‫اليوم‪ ،‬دون حسيب وال رقيب أخالقي !‬ ‫إننا اليوم نفتقد إلى نموذج أخالقي يقود الناس نحو ربوة السالم‪ ،‬والمحبة‪ ،‬وصفاء الظاهر والباطن‪ ،‬نحو الثقة باهلل‬ ‫وإبطال زعامات كل قوى الباطل‪ ،‬من حقد وحسد وعين ومس ‪..‬‬ ‫‪ ‬القرآن يوجه المؤمن ليكون شعلة نورانية‪ ،‬وسط المجتمع‪ ،‬أنى ولى حل الخير‪ ،‬ال يقول إال خيرا‪ ،‬وال يعامل إال خيرا‪ ،‬وال‬ ‫يصدر منه إال الخير‪ ،‬وكانت التوجيهات النبوية دائما تخدم هذا المنهج‪ ،‬وتعزز أواصره‪.‬‬ ‫‪ ‬يجب أن نحيي ما مات‪ ،‬ونستدرك ما فات‪ ،‬قبل أن تلتهمنا نيران الظالم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬


‫العدد ‪965‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل جمع إلى األدب الحكمة‪،‬‬ ‫وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد‬ ‫األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد بن الظاهر باهلل علي بن‬ ‫الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما‬ ‫لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪ .‬فحينئذ شد رحاله إلى المغرب في سنة ‪ ،2506‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر‬ ‫يحيى بن تميم بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية» التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫لثغة الإمام وا�صل بن عطاء ر�أ�س املعتزلة(‪)1‬‬ ‫ليس أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال‪ ،‬مولى بني ضبة أو بني مخزوم‪ ،‬في حاجة إلى أن نسهب في التعريف به‪،‬‬ ‫فإنه رأس المعتزلة‪ ،‬وأول إمام قوي دفع مذهب االعتزال‪ ،‬وكون الفرقة األولى من فرق المعتزلة العشرين‪.‬‬ ‫ولم يختلف المؤرخون أنه ولد بمدينة الرسول(ص)‪ ،‬سنة ثمانين للهجرة‪ ،‬وأنه نزح إلى العراق وأقام بها‪،‬‬ ‫ولزم الحسن البصري يحضر مجالسه ويقبس من علمه‪ ،‬إلى أن كان ما كان من قول واصل وصاحبه عمرو بن عبي‬ ‫بالمنزلة بين المنزلتين‪ ،‬فكان ذلك سبباً للقطيعة بين الحسن‪ ،‬وبين واصل وزميلهم وانتقل ميدان الرأي من مجلس‬ ‫العلم إلى الرأي العام‪ ،‬فكان لالعتزال أنصاره الذين ينضوون تحت لوائه‪ ،‬وصار مذهباً من المذاهب القائمة‪.‬‬ ‫تلقيبه بالغزال‪:‬‬ ‫اختلف الناس في تلقيب واصل بالغزال‪ ،‬فمنهم من زعم أنه كان غزا ًال‪ ،‬وأصح القولين أنه إنما لقب بذلك‬ ‫ألنه كان يكثر الجلوس في سوق الغزالين إلىأبي عبد اهلل مولى قطن الهاللي‪ .‬ويذكرون أنه كان يالزم الغزالين‬ ‫ليعرف المتعففات من النساء ممن يترددن عليهم‪ ،‬فيجعل صدقته لهن‪ .‬ويذكرون من أمثال ذلك في النسبة بعض‬ ‫األعالم كخالد الحذاء‪ ،‬قيل إنه سمي بذلك ألنه تزوج امرأة فنزل عليها في الحذاءين فنسب إليها‪ .‬وهشام الدستوائي‬ ‫إنما قيل له ذلك ألن اإلباضية كانت تبعث إليه من صدقاتها ثياباً دستوائية فكان يكسوها األعراب الذين يكونون‬ ‫بالجناب‪.‬‬ ‫واصل و الجاحظ‪:‬‬ ‫وبديهي أن الجاحظ لم يدرك واصل بن عطاء‪ ،‬ألن مولد الجاحظ كان في سنة ‪ 150‬ووفاة واصل كانت في‬ ‫سنة‪. 131‬‬ ‫لكن الجاحظ قد أدرك رجال له صلة بواصل بن عطاء‪ ،‬هو جعفر بن أخت واصل‪ ،‬عرفه الجاحظ‪ ،‬وسمع منه إنشاداً‬ ‫لشعر رواه في كتاب الحيوان‪ ،‬كما روى عنه شيئاً من الدعابة في البيان‪.‬‬ ‫والجاحظ يعجب بواصل وبصحة عقله‪ ،‬فهو يقول في كتاب الحيوان عند الكالم على الجن‪« :‬ألنهم لم يسلطوا‬ ‫على الصحيح العقل‪ ،‬ولو كان ذلك إليهم لبدؤوا بعلي بن أبي طالب‪ ،‬وحمزة بن عبد المطلب‪ ،‬وبأبي بكر وعمر في‬ ‫زمانهم وبغيالن والحسن في دهرهما‪ ،‬وبواصل وعمرو في أيامهما‪.‬‬ ‫عبقرية واصل‪:‬‬ ‫ويبدو أن واصال كان على جانب عبقري من الذكاء وجرأة العقل والقلب يقول المبرد‪« :‬وحدثت أن واصل‬ ‫بن عطاء أبا حذيفة أقبل في رفقة فأحسوا الخوارج‪ ،‬فقال واصل ألهل الرفقة‪ :‬إن هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا‬ ‫ودعوني وإياهم‪ .‬وكانوا قد أشرفوا على العطب‪ ،‬فقالوا‪ :‬شأنك‪ .‬فخرج إليهم فقالوا‪ :‬ما أنت وأصحابك؟ قال‪ :‬مشركون‬ ‫مستجيرون ليسمعوا كالم اهلل وليعرفوا حدوده‪ .‬فقالوا‪ :‬قد أجرناكم‪ .‬قال‪ :‬فعلمونا‪ .‬فجعلوا يعلمونه أحكامهم وجعل‬ ‫يقول‪ :‬قد قبلت أنا ومن معي‪ .‬قالوا‪ :‬فامضوا مصاحبين فإنكم إخواننا‪ .‬قال‪ :‬ليس ذلك لكم‪ .‬قال اله تبارك وتعالى‪:‬‬ ‫«وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم اهلل ثم أبلغه مأمنه»؛ فأبلغونا مأمننا‪ .‬فنظر بعضهم إلى‬ ‫بعض ثم قالوا‪ :‬ذاك لكم‪ .‬فساروا بأجمعهم حتى بلغوهم المأمن‪.‬‬ ‫وهذا الخبر على ما به من أثر الصنعة يطوي وراءه اعترافاً بعبقرية هذا الرجل وزعامته الفطرية‪ .‬على أن شيئاً‬ ‫مما ذكر ليس يعنينا لذاته‪ ،‬وإنما ليلقي ضوءاً على حياة هذا الرجل الذي هو رأس من رؤوس المعتزلة الذين قامت‬ ‫دعوتهم على المناظرة والمجادلة الملحة‪ ،‬والتي اعتمدت في أكثر ما تعتمد على الخطابة وعلى البيان‪ ،‬وعلى الجرأة‬ ‫في مواقف المخاصمة والمنازعة‪.‬‬ ‫لثغة واصل‪:‬‬ ‫ولكل حسناء ذامها‪ ،‬فهذا الخطيب واصل‪ ،‬مع ما رزقه اهلل من بيان وحسن تصريف للقول‪ ،‬كان صاحب عاهة‬ ‫منطقية عرف بها وذاعت بين الناس‪،‬وهي لثغة شنيعة كانت تقع له في حرف الراء فتحرجه في ذلك أيما إحراج فيتأتى‬ ‫لها بمجانبتها إلى سواها من الحروف‪ ،‬ويحمل على نفسه في هذا األمر ويجهدها فيوفق توفيقاً بالغاً‪.‬‬ ‫قال أحد معاصريه‪:‬‬ ‫ويجعل البر قمحاً في تصرفه **وجانب الراء حتى تحتال للشعر‬ ‫ولم يطق مطراً والقول يعجله**فعاذ بالغيث إشفـاقـاً من المطـر‬ ‫قال الجاحظ‪ :‬وسألت عثمان البري‪ :‬كيف كان واصل يصنع في العدد‪ ،‬وكيف كان يصنع بعشرة وعشرين وأربعين‪،‬‬ ‫وكيف كان واصل بالمحرم وصفر وربيع األول وربيع اآلخر وجمادى اآلخرة ورجب؟ فقال‪ :‬مالي فيه إال ما قال صفوان‪:‬‬ ‫ملقن ملهم فيما يحاوله ** جمٌّ خواطره جواب أفاق‬ ‫الراء من أكثر الحروف دورانا‪ :‬وقد لحظ الجاحظ‪ ،‬وهو صادق فيما فطن له‪ ،‬أن الراء من أكثر الحروف دورانا في‬ ‫الكالم العربي‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني ديسم قال‪ :‬أنشدني أبو محمد اليزيدي‪:‬‬ ‫وخلة اللفظ في الياءات إن ذكرت**كـخلـة اللفـظ في الـالمات واأللــف‬ ‫وخصـلة الراء فيها غيـر خافـيـةٍ**فاعرف مواقعها في القول والصحف‬ ‫يزعم أن هذه الحروف أكثر ترداداً من غيرها‪ ،‬والحاجة إليها أشد‪ .‬ثم قال الجاحظ‪« :‬واعتبر ذلك بأن تأخذ عدة‬ ‫رسائل وعدة خطب من جملة خطب الناس ورسائلهم‪ ،‬فإنك متى حصلت جميع حروفها وعددت كل شيء على حدة‬ ‫علمت أن هذه الحروف الحاجة إليها أشد»‪.‬‬ ‫وهذه براعة عجيبة للجاحظ‪،‬أن يتجه فكره في عصره إلى مثل هذه الطريقة التي لم تشتهر ولم يعرف االتجاه‬ ‫إليها في البحوث اللغوية واألدبية إال منذ عهد قريب‪.‬‬ ‫الجاحظ يعقد فصال للثغة‪:‬‬ ‫هذه اللثغة الشنيعة التي تقع لواصل‪ ،‬هي أقوى الدوافع التي دعت الجاحظ أن يعقد في كتابه فصال طويال في‬ ‫اللثغة يبين فيه أنها تقع في أربعة حروف‪ ،‬وهي القاف والسين والالم والراء‪ ،‬ولكل من هذه الحروف ضروب من اللثغ‬ ‫وال سيما الراء فإن لها ضروباً أربعة‪ ،‬إذ تقلب يا ًء كما يقال في عمر عمي‪ ،‬أو عيناً كما يقال عمغ‪ ،‬أو ذاال فتقول عمذ‪،‬‬ ‫أو ظاء فتقول عمظ‪ ،‬ثم يخص ضربا لها هو الذي كان يعرض لواصل بالكتابة‪ ،‬ولسليمان بن يزيد‪ .‬قال الجاحظ في‬ ‫تلك اللثغة‪« :‬فليس إلى تصورها سبيل»‪.‬‬ ‫وقد وجدت برهان الدين الوطواط في كتابه غر الخصائص يزعم أن لثغة واصل كانت بالظاء أخت الطاء‪ ،‬على‬

‫حين لم يعين الجاحظ نوعها‪ ،‬وكأنها كانت حرفاً بين حرفين‪ ،‬أو مزيجاً من حروف‪ .‬ولو كانت حرفاً واحداً لعينه‬ ‫الجاحظ‪ ،‬وهو من أقرب الناس به عهداً‪ ،‬وأخبرهم به علما‪.‬‬ ‫شهرة لثغة واصل‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬إن لثغة واصل كانت أمراً متعالما‪ ،‬ذكرها كل من ترجم له‪ ،‬ونطقت بها آثار الشعراء‪ .‬فهذا أبو محمد‬ ‫الخازن يقول من قصيدة مدح بها الصاحب إسماعيل بن عبا د‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬تجنب»ال» يوم العطاء كما ** تجنب ابن عطاء لفظة الراء‬ ‫وقال األرجاني‪:‬‬ ‫متعاض أخفى اختاللي عن الرا**ئي كإخفاء واصل للرا ِء‬ ‫ذا‬ ‫ٍ‬ ‫وقال‪ :‬فيما رواه ابن شاكر في عيون التواريخ‪ ،‬وليس في ديوانه‪:‬‬ ‫هجر الراء واصـل بن عطاء**في خطاب الورى من الخطباء‬ ‫وأنا سوف أهجر القاف والرا**ء مع الضاد من حروف الهجاء‬ ‫وقال آخر في محبوب له ألثغ‪:‬‬ ‫أعدْ لثغ ًة لو أن واصل حاضر**ليسمعها ما أسقط الراء واصل‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫واصل‬ ‫أجعلت وصلي الرا َء لم تنطق به ** وقطعتني حتى كأنك‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫واصل‬ ‫واصـل ** فتلحقني حذفـاً وال راء‬ ‫همزة‬ ‫مثـل‬ ‫تجعلني‬ ‫فال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫علة تجنب واصل للراء‪:‬‬ ‫هذه العيوب اللسانية التي منها اللثغ تعرض لكثير من الناس من يوم خلق اهلل الدنيا إلى يومنا هذا‪ ،‬والناس‬ ‫متفاوتون في أقدارها من الشفاعة‪ ،‬ويكادون يتفقون على الرضا بها مع طول العهد‪ ،‬وأال يحاولوا تغيير ما صنع اهلل‪،‬‬ ‫وإن كان العلم الحديث في وقتنا هذا يحاول أن يخفف من حدتها‪ ،‬وأن يأخذ بها إلى غير سبيلها‪ ،‬ولكننا لم نسمع فيما‬ ‫يروى في التاريخ من محاولة عنيدة للهرب من هذا العيب‪ ،‬كتلك المحاولة التي أرادها واصل‪ ،‬وقسر نفسه‬ ‫عليها‪ ،‬وذلك باجتثاث الداء من أصله‪ ،‬وهو التحرز من ذلك الحرف الذي يحمل تلك الشناعة‪ ،‬وهو حرف الراء‪.‬‬ ‫ويوضح الجاحظ علة التجاء واصل إلى مجانبة الراء بقوله‪« :‬ولما علم واصل بن عطاء أنه ألثغ فاحش اللثغ‪ ،‬وأن‬ ‫مخرج ذلك منه شنيع‪ ،‬وأنه إذا كان داعية مقلة ورئيس نحلة‪ ،‬وأنه يريد االحتجاج على أرباب النحل وزعماء الملل‪،‬‬ ‫وأنه ال بد من مقارعة األبطال ومن الخطب الطوال‪ ،‬وأن البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة وإلى ترتيب ورياضة‪ ،‬وإلى‬ ‫تمام اآللة وإحكام الصنعة‪ ،‬وإلى سهولة المخرج وجهارة المنطق‪ ،‬وتكميل الحروف وإقامة الوزن‪ ،‬وأن حاجة المنطق‬ ‫إلى الحالوة والطالوة كحاجته إلى الفخامة والجزالة‪ ،‬وأن ذلك من أكثر ما تستمال به القلوب وتنثني إليه األعناق‪،‬‬ ‫وتزين به المعاني(‪.)...‬‬ ‫ومن أجل الحاجة إلى حسن البيان وإعطاء الحروف حقها من الفصاحة رام أبو حذيفة إسقاط الراء من كالمه‪،‬‬ ‫وإخراجها من حروف منطقه‪ ،‬فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه‪ ،‬ويناضله ويساجله‪ ،‬ويتأنى لستره والراحة من هجنته‪ ،‬حتى‬ ‫انتظم له ما حاول‪ ،‬واتسق له أمل‪ .‬ولوال استفاضة هذا الخبر وظهور هذه الحال حتى صار لغرابته مث ًال‪ ،‬ولطرافته‬ ‫معلما‪ ،‬لما استجزنا اإلقرار به والتوكيد له‪ .‬ولست أعني خطبه المحفوظة‪ ،‬ورسائله المخلدة‪ ،‬ألن ذلك يحتمل الصنعة‪،‬‬ ‫وإنما عنيت محاجة الخصوم‪ ،‬ومناقلة األكفاء‪ ،‬ومفاوضة اإلخوان»‪.‬‬ ‫نماذج لمجانبته الراء مما رواه الجاحظ‪:‬‬ ‫ويذكر نموذجاً من مجانبته الراء إذ يقول‪ :‬وكان واصل بن عطاء قبيح اللثغة شنيعها‪ ،‬وكان طويل العنق جداً‪،‬‬ ‫ولذلك قال بشار األعمى‪:‬‬ ‫عـنـــق**كنقنق اـلدوَّ إن ولى وإن مثال‬ ‫مالي أشـابـع غزاال له‬ ‫ِ‬ ‫عنــقَ الزرافة ما بالي وبالكم**أتكفرون رجا ًال أكفـــروا رجال‬ ‫فلما هجا واصال وصوب رأي إبليس في تقديم النار على الطين‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫األرض مظلمة والنار مشرقــة**والنار معبــودة مذ كانــت النار‬ ‫وجعل واص ًال غزا ًال‪ ،‬وزعم أن جميع المسلمين كفروا بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقيل له‪ :‬وعلي‬ ‫أيضاً؟ فأنشد‪:‬‬ ‫أمَ عمرو**بصاحبك الذي ال تصبحينا‬ ‫وما دون الثالثة ّ‬ ‫قال واصل عند ذلك‪« :‬أما لهذا األعمى الملحد المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله‪ ،‬أما واهلل لوال أن الغيلة‬ ‫سجية من سجايا الغالية‪ ،‬لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه‪ ،‬ويقتله في جوف منزله‪ ،‬وفي يوم حفله‪ ،‬ثم كان‬ ‫ال يتولى ذلك منه إال عقيلي أو سدوسي»‪.‬‬ ‫قال إسماعيل بن محمد الصاري‪ ،‬وعبد الكريم بن روح الغفاري‪ :‬قال أبو حفص عمرو بن أبي عثمان الشمري‪ :‬أال‬ ‫تريان كيف تجنب الراء في كالمه هذا‪ ،‬وأنتما للذي تريان من سالمته وقلة ظهور التكلف فيه‪ ،‬ال تظنان به التكلف‬ ‫مع امتناعه من حرف كثير الدوران في الكالم ‪،‬أال تريان أنه حين لم يستطع أن يقول بشار وابن برد والمرعث‪،‬‬ ‫جعل المشنف بد ًال من المرعث‪ ،‬والملحد بد ًال من الكافر‪ ،‬وقال‪ :‬لوال أن الغيلة سجية من سجايا الغالية‪ ،‬ولم يذكر‬ ‫المنصورية وال المغيرية لمكان الراء‪ ،‬وقال‪ :‬لبعثت إليه من يبعج بطنه ولم يقل ألرسلت إليه‪ ،‬وقال‪ :‬على مضجعه‪،‬‬ ‫ولم يقل‪ :‬على فراشه‪.‬‬ ‫نماذج مما ذكره غير الجاحظ‪:‬‬ ‫(‪)...‬يذكر ابن العماد الحنبلي أنه دفعت إليه رقعة مضمونها‪« :‬أمر أمير األمراء الكرام أن تحفر بئر على قارعة‬ ‫الطريق فيشرب منها الصادر والوارد»‪ .‬فقرأ على الفور‪« :‬حكم حاكم الحكام الفخام‪ ،‬أن ينبش جب على جادة الممشى‬ ‫فيستقي منه الصادي والغازي»‪.‬‬ ‫وهذه الرواية توحي بأن واص ًال كان يشعر بتلك العاهة شعوراً مستبداً يجعله يتجنب الوقوع في أشراكها‪،‬‬ ‫وتوحي أيضاً بأن القوم كانوا يداعبونه على ضوئها‪ ،‬ويتحينون الفرص للتندر به وبها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)868‬‬

‫‪16‬‬

‫“مذكرات األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي”‬

‫صدرت الطبعة الجديدة من كتاب “مذكرات األمير محمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي”‪ ،‬لمؤلفه روجر ماثيو سنة ‪ ،2005‬وذلك في ما مجموعه‬ ‫‪ 131‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬حافظت موادها على نفس‬ ‫الترتيب العام الذي اعتمده المؤلف عند صدور الطبعة األولى سنة ‪،1927‬‬ ‫ثم عند صدور الترجمة العربية التي أنجزها عمر أبو النصر سنة ‪.1934‬‬ ‫وصدور الكتاب في حلته الجديدة هو –في نهاية المطاف‪ -‬استمرار لذلك‬ ‫االهتمام المتجدد لدى مؤرخي المغرب المعاصر من أجل توسيع دوائر‬ ‫االشتغال حول قضايا حروب الريف التحريرية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإنه يندرج في سياق‬ ‫روح االستقطاب العارمة التي مارست حرب الريف –من خاللها‪ -‬سلطتها‬ ‫العاطفية على عموم المهتمين بقضايا تاريخ المغرب وتحوالته العامة خالل‬ ‫القرن ‪ .20‬وتزداد هذه النزوعات العلمية إشعاعا إذا أخذنا بعين االعتبار‬ ‫استمرار انبثاق صورة أمير المجاهدين محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫داخل المخيال الجماعي لمغاربة اليوم‪ ،‬بأبعاد جهادية خالصة ارتقت بها‬ ‫إلى مستويات تقديسية ال مثيل لها في أي حركة تحررية داخل مجمل‬ ‫البلدان العربية أو تلك التي خضعت لالستعمار األوربي‪ .‬وانطالقا من هذا‬ ‫الوضع‪ ،‬أمكن القول إن قضايا حروب الريف التحريرية هي من المواضيع‬ ‫التي ال يمكن استنفاذها داخل حقل الدراسات التاريخية المعاصرة‪ ،‬بل إنها‬ ‫تكتسب كل مواصفات التجدد والراهنية مادام أن البحث األكاديمي لم‬ ‫يشف غليله بعد من كل تفاصيلها وخفاياها‪ ،‬ومادام هناك –على مستوى‬ ‫آخر‪ -‬من الزال يسعى جادا إلى استغالل تداعياتها لقراءة إبداالت المشهد‬ ‫السياسي الحالي وتوظيف إسقاطات هذه القراءة على الكثير من قضايا‬ ‫الراهن‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الوطنية الموؤودة‪ .‬وأيضا اعتبارنا لشهداء ثورة الريف وأحفادهم في‬ ‫الشمال المغربي األبي”‪.‬‬

‫تتوزع مضامين كتاب “مذكرات األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي”‬ ‫بين مجموعة من المواد المتراتبة جمعها روجر ماثيو أثناء مرافقته‬ ‫للخطابي عند ركوبه للباخرة التي كانت تقله إلى منفاه سنة ‪ .1925‬ولقد‬ ‫سعى المؤلف في ذلك‪ ،‬إلى مراعاة تدرج الوقائع وتسلسل األحداث‪ ،‬مع‬ ‫الحرص على الربط بين السياقات الداخلية والخارجية التي تحكمت في‬ ‫وقائع ثورة الريف وسيرة ملهمها محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬فبعد‬ ‫التقديم األول الذي وضعه المترجم ثم التقديم الثاني الذي وضعه صاحب‬ ‫الكتاب‪ ،‬اهتمت المذكرات بتقديم المعطيات األساسية لمضامين الكتاب‬ ‫على لسان األمير الخطابي‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬استهل حديثه بالتعريف بظروف‬ ‫نشأته وبتقلبات سيرته الشخصية‪ ،‬قبل أن ينتقل لتحديد أهم األسباب‬ ‫التي كانت من وراء اندالع الحرب الريفية اإلسبانية‪ .‬وعلى هامش هذا‬ ‫السرد العام‪ ،‬قدم األمير الخطابي وصفا لمعالم شخصية شقيقه امحمد‪،‬‬ ‫ولمظاهر العسف اإلسباني‪ ،‬ثم لجهود اإلسبان لالتفاق مع والده ولظروف‬ ‫ثورته على المستعمر ولمالبسات وفاته‪ .‬وفي سياق مختلف‪ ،‬كشف األمير‬ ‫الخطابي عن ظروف عرض إسبانيا لمبلغ ‪ 20‬مليون بسيطة عليه قصد‬ ‫محاربة فرنسا‪ ،‬قبل أن يفصل الحديث عن مواجهاته العسكرية مع اإلسبان‬ ‫وخاصة في معركة أنوال الشهيرة‪ ،‬ثم عن ظروف المناداة باسمه أميرا‬ ‫على الريف‪ ،‬وانتقاله للتعريف بقضيته لدى مختلف الدول األوربية‪ .‬وبعد‬ ‫أن استفاض في الحديث عن مالبسات إشهاره للحرب ضد فرنسا وعن‬ ‫غالف الكناب‬ ‫مجمل المواجهات العسكرية التي جمعته معها‪ ،‬عاد لتحديد المعالم العامة التي‬ ‫وبخصوص الدوافع الكبرى التي كانت من وراء التفكير في إعادة تعميم‬ ‫تحكمت في سياسته الخارجية سواء تجاه العالم اإلسالمي أم تجاه أوربا‪ .‬وأنهى‬ ‫جاء‬ ‫الداللة‪،‬‬ ‫بالغة‬ ‫مضامين الكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬فلقد لخصه التمهيد العام في فقرة‬ ‫مذكراته بتوضيح ظروف نهاية الحرب الريفية التحريرية وتسليم نفسه للفرنسيين ثم نفيه‬ ‫وتردد‬ ‫الملك‪...‬‬ ‫عاد‬ ‫فيها‪“ :‬على إثر مالحم كفاح مغربي‪ ،‬تكاد تكون أسطورية‪ ،‬مكثفة وسريعة‪...‬‬ ‫بجزيرة الرينيون‪ ،‬كما هو معروف‪.‬‬ ‫في العودة الزعيم‪ ،‬ولم يعد األمير حتى وهو محض جثمان وقبر رمزي‪ .‬لقد كان ذلك عنوان‬ ‫وفي كل هذه المحطات‪ ،‬ظل محمد بن عبد الكريم الخطابي دقيقا في وصفه للجزئيات‪،‬‬ ‫استقالل ووحدة وديمقراطية‪ ...‬مثلومة‪ ،‬ولم يستدرك التاريخ الالحق نواقص ماضيه القريب‪،‬‬ ‫بل إنه عمقها‪ .‬وبشكل مضاعف على منطقة الشمال‪ ،‬تركت للفقير وللبحر‪ ...‬واألخطر تشويه صارما في انتقاداته للمتآمرين سواء بالداخل أم بالخارج‪ ،‬ثاقبا في رؤاه التحليلية لمجريات‬ ‫الذاكرة‪ ،‬بل ومحوها أحيانا‪ ،‬في مقررات التعليم واإلعالم والحياة العامة‪ ،‬فال ذكر لبطل الريف األمور‪ .‬إنها شهادة ناطقة عن سيرة رجل عظيم استحق أن يكون عنوانا لكبرياء المغاربة‬ ‫الذي دوخ استعمارين‪ :‬حوالي مليون جندي بقيادة العشرات من الجنراالت والمارشالت‪ ،‬والذي ولشموخهم األبدي ضد كل أشكال االستعمار واالستبداد والظلم‪ .‬ولعل هذه هي الصفات التي‬ ‫لوال الحصار الشامل حتى على األغذية واألدوية‪ ،‬واستعمال األسلحة الكيماوية المحظورة دوليا‪ ،‬نجح عمر أبو النصر في اختزالها بدقة متناهية عندما قال في مقدمة ترجمته‪“ :‬إذا نظر اإلنسان‬ ‫وجفاف الطبيعة الطارئ‪ ...‬ما كان ليستسلم‪ .‬كل ذلك في مقابل اعتراف العالم بجدارة القائد إلى األمير ألول وهلة البد وأن يحار في أن يكون لهذا الرجل اللطيف المنظر ذلك التأثير العظيم‬ ‫سياسيا‪ ،‬عسكريا‪ ،‬إداريا وفكريا‪ ...‬وذلك من خالل مئات الدراسات حول ثورته‪ .‬واألهم دروسها على قبائل الريف الشكسة‪ ،‬ولكن من يعرفه يعلم أنه ذو شخصية عظيمة‪ .‬فهو أحد أوالئك‬ ‫التي اقتدت بحرفيتها جميع حركات التحرر الوطنية في العالم وانتصرت‪ ...‬وألننا لم نمتثل الذين يولدون زعماء في أزمنة مختلفة بين األمم ليكونوا مصيرها ويتركوا أثرهم في تاريخ‬ ‫لنصائحه‪ ،‬فها نحن نؤدي الثمن مضاعفا في الشمال والشرق والجنوب من ترابنا الوطني‪ .‬في العالم‪ ،‬وهو ليس زعيما فحسب‪ ،‬بل هو معلم أيضا‪ ،‬وتأثير حكمه قد بلغ إلى مدى يفوق حد‬ ‫سياق االنتقال‪ ...‬فإن قرينة كل ذلك‪ ،‬ستبقى مدى احترامنا لهذا القسط الهام من ذاكرتنا التصديق في خلق الريف خلقا جديدا‪( ”...‬ص‪.)6 .‬‬

‫فرع رابطة كاتبات المغرب بتطوان‬ ‫وحلم “ تلميذ اليوم‪ ،‬مثقف الغد”‬ ‫دأب فرع كاتبات المغرب بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫منذ تأسيسه بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪ ، 2018‬على‬ ‫برمجة أنشطة ثقافيـــة تحمل رسالة االلتزام‬ ‫بالتنوير الفكري‪ ،‬وتبشر بثقافـــة تراهــن على‬ ‫التنمية البشرية وبناء اإلنسان‪ .‬وفــي إطــار‬ ‫موسمه الثقافي الختامي لهذه السنة‪ ،‬ينتقي‬ ‫مواز‪،‬‬ ‫موضوع قضية المساهمة في خلق تعليم ٍ‬ ‫بشراكة مسؤولة بين اآلبــاء النواة التعليمية‬ ‫األولى للطفـــل‪ ،‬والمــدرس الذي على يديــه‬ ‫سيتحول ذلك الطفل إلى تلميذ مهيء لتقبل‬ ‫المعرفة‪.‬‬ ‫وفي هذا التوجه يختم الفرع برنامجه لهذه‬ ‫السنة‪ ،‬بنشاط فقراته متعــددة‪ ..‬وسيُفعّل‬ ‫على ثالثة مراحل‪ ،‬بمعدل نشاط لكل شهر‪.‬‬ ‫هدفه العام‪ ،‬المساهمة في إنتاج ثقافة مغايرة‬ ‫تؤثر وتؤسس لمجتمع المعرفة‪.‬وذلك بتنسيق‬ ‫وتعاون بينه وبين المديرية االقليمية لوزارة‬ ‫التربية والتعليم‪.‬‬ ‫استُهلِتْ هذه الفقرات بندوة فكرية‪/‬تربوية بشعار” طفل اليوم‪ ،‬مثقف الغد”‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫األربعاء ‪ 10‬اكتوبر بقاعة محمد أزطوط‪ ،‬بمقر الجماعة الحضرية لمدينة تطوان‪ .‬ساهم في تأطيرها‬ ‫السادة‪:‬‬ ‫• الدكتورة سعيدة الرجاني أستاذة بثانوية المكي الناصري ‪ :‬بدراسة بيداغوجية حول عالقة‬ ‫التلميذ بالكتاب في الظروف االجتماية الراهنة‪.‬‬ ‫• الدكتور عبد الرحيم تمحري ‪ ،‬أستاذ مادة علم النفس بجامعة عبد المالك السعدي ‪ ،‬بمداخلة‪:‬‬ ‫حول كيف ينظرعلم النفس التربوي لعالقة اآلباء باألبناء في سن التمدرس‪ ،‬وواقع الحال في بالدنا‬ ‫وفي العالم‪.‬‬ ‫• الدكتور عبد الكريم الطرماش‪ ،‬أستاذ اإلعالم والتواصل بجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬الذي‬ ‫جاءت مداخلته تتويجا لما ورد في الندوة‪ ،‬بحيث قدم للتالميذ الحاضرين‪ ،‬خطوات منهجية في بناء‬ ‫الذات‪ ،‬والتواصل‪ ،‬استفاد منها الحضور بكل فئاته‪ ،‬حسب تعبيرات المتدخلين‪.‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫الزهرة حمودان‬ ‫سيَّر هذه النــدوة األستــاذ مصطفـــي‬ ‫الستيتو‪ ،‬بديناميــة ثقافيـــة ْأثرت المنصــة‪،‬‬ ‫وجذبت اهتمام الحضور‪.‬‬ ‫عرفـــت القاعــة حضورا مميــزا لرجـــال‬ ‫ونساء التعليم‪ ،‬الذين منهم من أرفق معهم‬ ‫تالميذهم‪ ،‬والعديد من المهتمين بهموم‬ ‫التعليم ببالدنا‪.‬‬

‫كما تفاعل التالميذ مع المؤطرين للندوة‪،‬‬ ‫فكانت لهم الكلمة فسألوا‪ ،‬وانتقدوا‪ ،‬واستمعوا‬ ‫بانتباه لردود األساتذة على أسئلتهم‪.‬كذلك‬ ‫كان لرجال التعليم مداخالتهم‪ ،‬حيث قدم‬ ‫الدكتورجميل الحمداوي‪ ،‬إضافات حول األبعاد‬ ‫التربوية للقــراءة لدى التلميـــذ‪ ،‬مستشهدا‬ ‫بالدراسات التي قـــام بها متخصصون في‬ ‫الغرب حول هذا الموضوع‪ .‬كما شرفت القاعة‬ ‫بمداخلة الدكتــورة سعـــاد الناصر؛ منسقة‬ ‫ماستر الكتابة النسائية بكلية اآلداب و العلوم‬ ‫االنسانية بمرتيل‪ ،‬حول أهمية دور اآلباء في‬ ‫العملية التربوية‪ ،‬التي تساعد المدرس على تأدية الشق الخاص به المتعلق بالتعليم والتوجيه‪،‬‬ ‫على الوجه المطلوب‪.‬‬ ‫وفي ختام الندوة‪ ،‬تم تقديم شهادات التقدير للدكاترة األجالء على كرمهم التنويري‬ ‫والتربوي‪ ،‬الذي قدموه في هذه الندوة‪.‬‬ ‫هذا وسيعمل الفرع على إنجاز الفقرتين المتبقيتين من البرنامج‪ ،‬من خالل حصص على شكل‬ ‫ورشات تكوينية ببعض المؤسسات التعليمية التابعة للنفوذ اإلداري لنيابة التعليم بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫من أجل تشجيع اإلبداع في أوساط الموهوبين من التالميذ في مجاالت مختلفة ومتعددة يؤطرها‬ ‫بيداغوجيين ومتخصصون في األدب والتشكيل والموسيقى‪.‬‬ ‫و يلي هذا الشطر من البرنامج الذي سيطبق بحول اهلل في غضون شهر نوفمبر‪ ،‬نشاط‬ ‫الموسم الختامي لهذه السنة بيوم دراسي حول “ المعرفة المعلوماتية آفاق و مزالق”‪ ،‬يؤطرها‬ ‫مختصون في المجالين التربوي والمعلوماتي‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪965‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)432‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫منطقة الرميالت ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫حمل وديع نهارا‬ ‫كائن متوحش بعد الغروب‬

‫بمنطقة الرميالت بطنجة‪ ،‬ومنذ فترات‬ ‫طويلة جدا‪ ،‬يعشش شخص بين األشجار‪،‬‬ ‫متربصا لضحاياه‪ ،‬حيث ال يتردد في مداهمتهم‬ ‫شاهرا في وجوههم سالحا أبيض ومصباحا‬ ‫ينبعث منه نور قوي‪ ،‬ثم يسلب منهم هواتف‬ ‫نقالة أو محافظ نسائية‪ ،‬وغيرها من أغراض‬ ‫الضحايا‪ ،‬ويطلق بعد ذلك ساقيه للريح ‪...‬‬ ‫المشتكى به‪ ،‬وهو في بداية عقده الثالث‪،‬‬ ‫يكون خالل فترة النهار بالمنطقة ذاتها مثل‬ ‫حمل وديع‪ ،‬أو بعبارة أوضح‪ ،‬يكون خارج أوقات‬ ‫«السربيس» يتجول واثق الخطوة‪ ،‬ينظر ‪....‬‬ ‫يتأمل ‪ ...‬ويستنشق هواء «الرميالت» النقي‪،‬‬ ‫استعدادا لممارسة هوايته المفضلة التي تعتمد‬ ‫على تزوده بالسالح األبيض ومصباح‪ ،‬إذ يندمج‬ ‫في هوايته بعد الغروب‪ ،‬وبعد انصراف عناصر‬ ‫للشرطة من منتزه «بيير دي كاريس» ‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن المشتكى به‪ ،‬ذا الوجه‬ ‫المألوف بالمنطقة ذاتها‪ ،‬غالبا ما يهجم على‬ ‫كل ثنائي غريب عنه‪ ،‬يتكون من ذكر وأنثى‪،‬‬ ‫وزوج وزوجته‪ ...‬وللمزيد من المعلومات‪ ،‬فهو‬ ‫ممتلئ بدنيا‪ ،‬قصير القامة‪ ،‬عاشق الرتداء ألبسة‬ ‫رياضية‪ ،‬وبين الفينة واألخرى‪ ،‬يرتدي قميصا ذا‬ ‫لون يميل إلى اللون «الزيتي»‪.‬‬ ‫ويحكي المصدر ذاته أن مجموعة من‬ ‫األشخاص سبق لهم أن طاردوا المشتكى به‬ ‫الذي يجيد لعبة الكر والفر‪ ،‬وذلك خالل شهر‬ ‫غشت الماضي‪ ،‬ولم يتمكنوا من إيقافه‪ ،‬إال عند‬ ‫وصوله إلى منطقـة الرهــراه‪ ،‬وهنــاك أشبعــوه‬

‫‪17‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ضربا‪ ،‬ثم سلموه للشرطة‪ ،‬وفي مخفرها‪ ،‬ذرف‬ ‫دموعا غزيرة‪ ،‬وبكى بكاء من يحسن تمثيل‬ ‫لقطة من لقطات فيلم درامي‪ ،‬حيث ادعى أنه‬ ‫بدوره ضحية‪ ،‬تعرض للضرب واللكم‪ ،‬ظلما‬ ‫وعدوانا‪ .‬كما أكد لهم أنه بريء من دم يوسف‪،‬‬ ‫بل ومن دماء الخلق أجمعين‪ ،‬فتم إطالق سراحه‪،‬‬ ‫ليعود من جديد إلى فضاءات منطقة «الرميالت»‬ ‫مستجمعا أنفاسه‪ ،‬مستمتعا بالهواء النقي‪ ،‬نهارا‪،‬‬ ‫استعدادا للهجوم على الغير‪ ،‬مباشرة بعد غروب‬ ‫الشمس‪ ،‬حيث يختار ضحاياه بعناية‪ ،‬تراعي‬ ‫عامل السن والجنس‪ ،‬ومن مع من‪ ،‬قبل إشهار‬ ‫سالحه األبيض‪ ،‬مستعينا بضوء مصباح يلوح به‬ ‫في ظلمة نزواته وجرائمه التي يرتكبها في حق‬ ‫أبرياء‪ ،‬نسبة معينة منهم تتكاسل في تقديم‬ ‫شكايات في الموضوع لدى الجهات األمنية‪،‬‬ ‫ما دام أنها ستكون ضد مجهول‪ ،‬هو يظهر‬ ‫ويختفي بالمنطقة ذاتها‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬وحسب ذات المصدر‪ ،‬فقد شوهد‬ ‫المشتكى به‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬يجول ويحوم حول أمكنة‬ ‫خاصة بعملياته اإلجرامية‪ ،‬وذلك الستنشاق ما‬ ‫تيسر من هواء‪ ،‬وشحن نفسه بطاقة‪ ،‬في انتظار‬ ‫إفراغها‪ ،‬كل يوم‪ ،‬بعد غروب الشمس‪ ،‬وبعد‬ ‫انصراف عناصر أمنية من عين المكان‪ ،‬حبذا‬ ‫لو عاد بعضهم متخفيا‪ ،‬فجأة‪ ،‬ألداء دور واقعي‪،‬‬ ‫يوقع بالمشتكى به أو بغيره‪ ،‬مما سيريح العديد‬ ‫من المواطنين‪ ،‬وهم يقصدون متنفسهم‬ ‫الوحيد‪ ،‬طلبا للنزهة واالستجمام‪.‬‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫تفويت حصص شركة‬ ‫“‪”GO IMMOBILIER‬‬ ‫ش‪ .‬م ‪ .‬م‬

‫ذات ر‪.‬ا‪.‬م ‪ 10.000,00‬درهم‬ ‫و المقر االجتماعي الكائن بطنجة‪ 08 ،‬زنقة الفارابي إقامة باالس أنترسول رقم ‪5‬‬ ‫السجل التجاري رقم ‪82887‬‬

‫بمقتضى عقد توثيقي بتاريخ ‪ 25‬شتنبر ‪ 2018‬و المسجل بطبنجة بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪.2018‬‬ ‫تحت المراجع التالية‪ :‬سجل المداخيل‪ ،34934 :‬تم تفويت سبعون) ‪ (70‬حصة من طرف السيد محمد‬ ‫هنتيف‪ ،‬الكامل األهلية الحامل لبطاقة التعريف الوطنية عدد ‪ KB132363‬بصفته نائبا عن السيد‬ ‫محمد الجراري‪ ،‬المغربي‪ ،‬الكامل األهلية الحامل لبطاقة التعريف الوطنية عدد‪ ،KB78944‬وذلك‬ ‫بموجب وكالة توثيقية محررة بطنجة في ‪ 07‬غشت ‪ ،2018‬مسجلة بطنجة بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪،2018‬‬ ‫تحت المراجع التالية األمر باإلستخالص عدد‪ ،27904 :‬سجل المداخيل عدد‪ ،33170 :‬لفائدة السيد‬ ‫محمد البغدادي‪،‬المغربي ‪،‬الكامل األهلية‪ ،‬الحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم ‪. A213831‬‬ ‫تفويت خمسة عشر) ‪ (15‬حصة‪ ،‬من طرف السيد محمد هنتيف‪ ،‬الكامل األهلية الحامل لبطاقة‬ ‫التعريف الوطنية عدد ‪ ،KB132363‬لفائدة السيد محمد البغدادي‪ ،‬المغربي ‪،‬الكامل األهلية‪ ،‬الحامل‬ ‫لبطاقة التعريف الوطنية رقم ‪. A21383‬كما تم تفويت خمسة عشر) ‪ (15‬حصة من طرف السيد‬ ‫أشرف الغزواني الكامل األهلية الحامل لبطاقة التعريف الوطنية ‪ ، KB99525‬لفائدة السيد محمد‬ ‫البغدادي‪،‬المغربي ‪،‬الكامل األهلية‪ ،‬الحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم ‪. A213831‬‬ ‫اإليداع القانوني‪ :‬تم بالمحكمة التجارية بطنجة بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر ‪ 2018‬المقيد بالسجل‬ ‫التجاري تحت عدد ‪ 6187‬للسجل التحليلي‪.‬‬

‫األستاذة فاطمة الزهراء كطاية‬ ‫موثقة بطنجة‪.‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪AZIZINOX SARL AU‬‬ ‫‪Constitution‬‬ ‫‪RC 89653‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous seing privé et enregistré le 20/04/2018, il a été formé et établi les‬‬ ‫‪statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪Dénomination : AZIZINOX Sarl A.U‬‬ ‫…‪Objet : Tous travaux d’inox, accessoires, barres, tôles, escaliers set cloisons en inox‬‬ ‫‪Siège social : 5, av.Youssef Ibnou Tachefine, 2eme étage N°3 Tanger‬‬ ‫‪Durée : 99 ans à partir de la date de création‬‬ ‫‪Capital social : le capital social est fixé à la somme de : cent mille dhs (100.000,00 dhs) divisé‬‬ ‫‪en 1000 parts sociales de cent dirhams (100 dh) à savoir :‬‬ ‫)‪-M. Aziz Hermane (1000 parts‬‬ ‫)‪Soit au total : mille dirhams (1000 parts‬‬ ‫‪La gérance : la société est gérée par M. Aziz Hermane‬‬ ‫‪Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué au tribunal de commerce de Tanger le 07/06/2018‬‬ ‫‪sous le n° 3542.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬ ‫األستاذة فاطمة الزهراء كطاية موثقة بطنجة‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪ 20‬زنقة عالل بن عبد اهلل اقامة ياسمين الطابق الرابع رقم ‪ - 16‬طنجة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪432‬‬


‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪965‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫اتحاد طنجة هل دقت‬ ‫طبول الصراعات السياسية‬

‫?‬

‫إنه السؤال الذي يطرح بإلحـاح في اآلونـة أخيــرة بعد‬ ‫إقــدام الرئيـس على تعييــن أحـد المقـــربيـن منـه والذي‬ ‫ينتمـي في نفس الوقت لهيئته السياسية على رأس اللجنــة‬ ‫التنظيميـة لمبــاريات اتحاد طنجة داخل ملعب ابن بطوطة‬ ‫الكبير‪ ...‬وكذلك ما حدث من شنآن بين الكاتب العام الذي‬ ‫فضل متابعة مباراة اتحاد طنجة‪-‬شباب الريف الحسيمي من‬ ‫منصة الصحافة وعالمات الغضب بادية على محياه والمشــرف‬ ‫العــام الذي غــاب عن الظهور‪ ..‬إضافة إلى االنتقادات الحادة‬ ‫التي وجهـت للمدرب التونـسي أحمد العجالني‪ ،‬بعد انتهـاء‬ ‫كالسيكو الشمال بالتعادل ‪.1-1‬‬ ‫بوادر الصراع السياسي داخل اتحاد طنجــة كانت خفية‬ ‫وغير معلنة سابقا حيـث يتستــر السياسيــون ويعملــون على‬ ‫تجــاوز خالفاتهم بشتى الطرق ومنها إرضاء بعضهم البعض‬ ‫ومحاولة إخفاء الصراعات وعدم إخراجها إلى العلن‪.‬‬ ‫غير أن استمراريــة النتائـج السلبية واالنتقـادات التي‬ ‫وجهــت لمكتب الفريق من قبــل الجماهير جعلت الضغط‬ ‫يشتد على الجميع وبوادر االنقسامات السياسيــة تلوح في‬ ‫األفــق‪ ..‬وما تعيين الرئيس ألحد مقربيه على رأس اللجنة‬ ‫التنظيمية لمباريات اتحاد طنجة بملعب ابن بطوطة الكبير‬ ‫إال بداية لمرحلة جديدة‪ ،‬خاصة بعد ما تأكد أن العديد من‬ ‫تذاكر مباريات اتحاد طنجة اليستفيد منها الفريق وتذهب إلى‬ ‫جيوب جهة ما لم يكشف عنها‪.‬‬ ‫مانتمناه هو أال تؤثر الصراعات والتنافس السياسي على‬ ‫الجانب الرياضي وال يؤدي فارس البوغاز ثمن تلك الصراعات‬ ‫خاصة وأنها تأتي في ظرف صعب ينبغي أن تتضافر خالله‬ ‫الجهود إلعادة القطار إلى سكته الصحيحة‪ ،‬خاصة وأن لعنة‬ ‫المدرب ادريس المرابط الذي قاد النادي إلى فوز تاريخي وتم‬ ‫االنفصال عنه بعد ثالث تعادالت الزالت تطارد الفريق ‪.‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫اسألونـي عن فريقـي فقط أما الفريق الخصم فله مدرب يشرف‬ ‫على طاقمه الفني‪..‬‬ ‫بهذه العبارة رد بيدرو بنعلي مدرب شباب الر يف الحسيمي على سؤال ألحد الزمالء‬ ‫حول رأيه في مدرب اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫جواب في مننتهى الدقة يبرهن على ذكاء المدرب بيدرو بنعلي ابن مدينة طنجة‬ ‫الذي فضل عدم الخوض فيما ال يعنيه والحديث عن أمور فريقه الغير‪.‬‬ ‫مدرب شباب الريف الحسيمي اعتبر أن انتزاع نقطة من البطل بميدانه وأمام‬ ‫جماهيره بمثابة ثالث نقاط وأن ذلك سيكون بمثابة االنطالقة الحقيقية للخروج من‬ ‫عنق الزجاجة وإال بتعاد عن منطقة الخطر‪.‬‬ ‫وفعال كل من تابع مباراة اتحاد طنجة ‪ -‬شباب الحسيمة أدرك أن الفريق الريفي ال‬ ‫يستحق الر تبة التي يحتلها في ذيل الترتيب وأن العمل القاعدي الذي قام به المدرب‬ ‫بيدرو بنعلي منذ شهر بدأ يعطي ثماره‪.‬‬ ‫فما على مدربي البطولة سوى االهتمام بأمور أنديتهم واالبتعاد عن التدخل في‬ ‫األمور التي تهم األندية األخرى واحترام بعضهم البعض‪.‬‬

‫رونار يستنجد ببنعطية ويعيد‬ ‫بوفال للمنتخب‬

‫االنتقادات التي تعرض لها الناخب الوطني هيرفي رونار بعد‬ ‫العرض الباهت لألسود أمام منتخب جزر القمر ذهابا وإيابا برسم‬ ‫التصفيات اإلفريقية المؤهلة إلى كأس إفريقيا لألمم والتنبيه‬ ‫الذي وجه إليه من قبل فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم وتراجع األسود في التصنيف الشهري‬ ‫للفيفا‪ ،‬حيث أصبح يحتل المرتبة الخامسة إفريقيا بعد منتخبات‬ ‫تونس والسينغال ونيجيريا والكونغو الديمقراطية كلها عوامل‬ ‫جعلت المدرب هيرفي رونار يستوعب الدرس جيدا ويقر ر إحداث‬ ‫التغيير داخل التشكيلة التي سيواجه بها منتخب الكامرون برسم‬ ‫التصفيات اإلفريقية‪.‬‬ ‫رونار قرر االستنجاد بالعميد مهدي بنعطية مدافع يوفنتوس‬ ‫اإليطالي الذي غاب عن المجموعة‪ ،‬منذ كأس العالم األخيرة‬ ‫بروسيا والذي فضل التركيز الستعادة الرسمية مع فريقه‪.‬‬ ‫وأمام تألقه المستمر مع ناديه سيلتا فيغو اإلسباني‪ ،‬اضطر‬ ‫رونار إلعادة الالعب سفيان بوفال إلى صفوف المنتخب‪.‬‬

‫حكيم زياش الذي ترك غيابه أمام منتخب جزر القمر فراغا‬ ‫مهوال في الخط األمامي استعاد عافيته بعد اإلصابة وأصبح‬ ‫جاهزا لقيادة الهجوم أمام الكامرون‪.‬‬ ‫إضافة إلى الشاب أمين حارث العب شالكة األلماني وياسين‬ ‫بامو الذ ي لم يأخذ فرصته وظل على دكة االحتياط لفترة ‪.‬‬ ‫رونار يسعى من وراء هذه التغييرات وباإلضافة إلى محو‬ ‫الصورة الباهتة للمنتخب أمام نظيره منتخب جزر القمر إلى‬ ‫تحقيق فوز تاريخي على منتخب الكامرون الذي يشكل منذ سنوات‬ ‫عقدة للفريق الوطني‪ ..‬واستعادة الثقة واللحمة واالنسجام بين‬ ‫كل مكونات الفريق وبدء العمل بسياسة التشبيب والتجديد‬ ‫حتى يستعيد المنتخب الوطني بريقه وتوهجه وتكون مشاركته‬ ‫القادمة في كأس إفريقيا لألمم ‪ 2019‬إيجابية ولم ال الظفر‬ ‫بهذه الكأس التي غابت عن خزائن الجامعة منذ عام ‪1976‬‬ ‫بأديس أبابا مع جيل الشريف وبابا ومن صنعوا أمجاد الكرة‬ ‫المغربية‪.‬‬

‫جمال السالمي يقود منتخب الشبان‬ ‫في كأس إفريقيا‬ ‫تأكـد أن اإلطار الوطني جمال‬ ‫السالمي هو من سيقود منتخـب‬ ‫أقل من ‪17‬سنة في نهائيات كأس‬ ‫إفريقيا لألمم شهـر ماي المقبـل‬ ‫بتانزانيا بعدما كان مشرفـا على‬ ‫هذه الفئة في التصفيات بتونس‪.‬‬

‫الجامعة تعاقب اتحاد طنجة‬

‫قررت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تغريم‬ ‫فريق اتحاد طنجة مبلغ ‪ 30‬ألف درهم الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية خالل‬ ‫المباراة التي جمعته بشباب الريف الحسيمي مع تسجيل حالة العود‪ ،‬وذلك بناء على المادة‬ ‫‪ 105‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫كما غرمت الجامعة أندية الجيش الملكي والوداد والر جاء البيضاويين وسريع وادي زم‬ ‫وشباب الريف الحسيمي‪..‬‬ ‫كما قررت إيقاف مدافع الر جاء البيضاوي بدر بانون ألربع مباريات‪ ،‬اثنتان منها موقوفة التنفيذ‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪965‬‬

‫تبريرات العجالني‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الر جاء البيضاوي‬ ‫يواجه فتا كلوب في‬ ‫نهائي كأس الكاف‬

‫تأهل الرجاء البيضاوي لنهائي كأس االتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬بعد انتصاره على فريق أنييمبا‬ ‫النيجيري بهدفين لواحد في مباراة إياب الدور نصف النهائي‪.‬‬ ‫الفريق المغربي سيواجه في النهاية فريق فيتا كلوب الكونغولي الذي حجز بطاقة المرور‪ ،‬بعد فوزه‬ ‫الكاسح على المصري البورسعيدي ‪.0-4‬‬

‫هل يصبح البلجيكي هازارد األغلى‬ ‫في الدوري اإلنجليزي ؟‬

‫أمام النتائج السلبية وسلسلة االنتقادات التي تعرض‬ ‫لها حاول مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم إيجاد المبررات في‬ ‫محاولة إلقناع الغاضبين بوجهة نظره‪ .‬العجالني أشار إلى أن‬ ‫سبب النتائج السلبية يعود إلى تأخر االنسجام بين القدامى‬ ‫والجدد وتخلى البطل عن ثالثة من العبيه األساسيين‬ ‫وخص بالذكر الحارس رضا التاكناوتي الذي كان معارا من‬ ‫قبل الوداد البيضاوي والمدافع اإليفواري «ديديي بيبي»‬ ‫الذي تعرض إلصابة أبعدته عن المالعب لمدة تزيد عن‬ ‫ستة أشهر وخاصة المهاجم أحمد حمودان الذي انتقل إلى‬ ‫الرائد السعودي‪.‬‬ ‫المدرب التونسي أشار إلى المهاجم الفعال يترك أثره‬

‫واضحا ‪ ..‬وحموان كان يشكل بالنسبة للفريق الشيء الكثير‬ ‫وغيابه ترك ثغرة في الخط األمامي من الصعب سدها في‬ ‫ظرف وجيز‪.‬‬ ‫و أوضح المشرف على العارضة الفنية لفارس البوغاز أنه‬ ‫سيحاول إقناع المكتب بانتداب ثالثة العبين في المستوى‬ ‫لسد الخصاص‪ ..‬في بعض المراكز‪.‬‬ ‫وأكد على دعم الفريق معنويا ليتمكن من تجاوز الكبوة‬ ‫والعودة إلى سلسلة النتائج اإليجابية موضحا‪ ..‬أن البطل‬ ‫يجد دائما المنافسة القوية والشرشة من األندية األخرى‬ ‫التي تعمل المستحيل من أجل هزمه‪.‬‬

‫يحاول مســـؤولـــو نـــادي‬ ‫تشيلسي اإلنجليــــزي تحصين‬ ‫العبــهــم «إيديـــن هازارد» من‬ ‫إغــراءات ريــال مدريـــد اإلسباني‬ ‫ومـن رحيلـــه إلى ملعب سانتياغو‬ ‫بيرنابيو‪.‬‬ ‫ولهذا الغــرض عبـــرت إدارة‬ ‫تشيلسي عن استعدادها لرفع‬ ‫أجــر الالعــب ليصبح األعلى في‬ ‫الدوري اإلنجليزي‪.‬‬ ‫وقـد يقوم برفع العرض المقــدم مــن ‪300‬‬ ‫إلى ‪ 350‬الف جنيه إسترليني أسبوعيا إذا ما وافق‬ ‫الالعب البلجيكي على تجديد العقد لمدة أربع أو‬ ‫خمس سنوات‪...‬‬

‫وإذا ما توصـــل الطرفان‬ ‫التـــفــاق فسيصـبـــح هـــازارد‬ ‫الالعــب األعــلــى أجـــرا في‬ ‫البريمير ليغ وسيتفوق على العب‬ ‫مانشستـــر يونايتـــد «أليكـــس‬ ‫سانشيـــز» الـذي يحصل على‬ ‫راتـــب أسبوعي قدره ‪ 315‬ألف‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫وكـــان الالعــب هازارد قــد‬ ‫أبــدى رغبته في االنتقال إلى الدوري اإلسباني‬ ‫وخوض التجربة مع ريال مدريد‪.‬‬ ‫مايخشاه نادي تشيلسي حاليا هو أن يدخل‬ ‫الفريق الملكي في مفاوضات مع الالعب خالل‬ ‫الفترة المقبلة‪.‬‬

‫بين برشلونة والالعب نيمار‬ ‫من يكسب الدعوى القضائية‪..‬؟‬

‫أول فوز للمغرب التطواني‬ ‫وأخيرا ومع سلسلة من المعانــاة والضغط‪ ،‬تمكــن‬ ‫المغرب التطواني من معانقة أول فوز له هذا الموسم‪..‬‬ ‫وجاء على حساب النهضة البر كانية في مؤجل الجولة الثانية‬ ‫لبطولة الدوري االحترافي المغربي‪ ،‬مساء الجمعة على ملعب‬ ‫سانية الرمل بدون جمهور‪.‬‬

‫ويدين فريق الحمامة بهذا الفوز لمهاجمه نعيم في‬ ‫الجولةالثانية‪..‬‬ ‫وبذلك تمكن الفريــق التطواني من مداواة الجــراح‬ ‫وتجاوز مرحلة الفراغ التي كادت أن تؤدي إلى االنفصال عن‬ ‫المدرب بنحساين‪.‬‬

‫تأجيل البث في نزاع المدرب عموتة‬ ‫مع الوداد البيضاوي‬

‫أرجأت لجنة النزاعات بالجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم البث في ملف مستحقات الحسين عموتة‬ ‫المدرب السابــق للوداد البيضـــاوي والذي يطالب‬ ‫بتعويض قدره ‪ 500‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫وكان المدرب عموتــة قــد ساهم في الرفــع من‬ ‫مداخيل الوداد التي فاقت ‪ 300‬مليون سنتيم بعد فوزه‬ ‫مع الفريق بدوري أبطال إفريقيا عام ‪ 2017‬والمشاركة‬ ‫في مو نديال األندية ‪ ..‬إضافة إلى ‪ 400‬مليون سنتيم‬ ‫بعد التتويج بلقب بطولة الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬

‫سعيد الناصيــري رئيـس الوداد البيضـاوي أبدى‬ ‫رفضــه ألداء مستحقات عموتــة واتهمه بالتفاوض‬ ‫مع أنديــة عربيــة منهــــا الزمالـك المصــري وهو‬ ‫على ذمة الوداد وعموتــة رفض رفـــع نزاعـــه مــــع‬ ‫الفريق األحمــر إلى الفيفـــا وأصر على حسمـــه من‬ ‫قبل الجامعة‪.‬‬ ‫لجنة النزاعــات وبعد استماعها لمحامي عموتــة‬ ‫وفريق الوداد خلصت التخاذ الحكم في هذا الملف‬ ‫ونقلته لرئيس الجامعة للتأشير عليه‪..‬‬

‫رفـــع البـــرازيـــلـي‬ ‫نايمــــار داسيلفا العـــب‬ ‫نادي باريس سان جيرمــان‬ ‫الفرنسي دعــــوى قضائية‬ ‫ضد فريـــق برشلـــونـــة‬ ‫اإلسبـانـــي طالب فيهــا‬ ‫بمبلــغ ‪ 28.6‬ملـــيــون‬ ‫يــورو‪ ...‬فيما طالبت إدارة‬ ‫الفريــق الكتـالونــي مـن‬ ‫الالعـــب رد مبلـــــــغ ‪75‬‬ ‫مليون يورو‪ ...‬مما يؤكد أن‬ ‫الطرفين على موعد أمام‬ ‫القضاء مرة أخرى‪.‬‬ ‫وتعود جذور هذه القضيـــة إلى ما يقـــارب‬ ‫العامين حيث قام الالعب نيمار في األول من يونيو‬ ‫من عام ‪ 2016‬بتجديد عقده مع برشلونة حتى عام‬ ‫‪ ..2021‬ولم يتم اإلعالن عن ذلك رسميا حتى شهر‬ ‫أكتوبر من نفس السنة‪..‬بعدما تم رفع الشرط‬ ‫الجزائي من ‪ 200‬إلى ‪ 220‬مليون يورو شرط أن‬ ‫تزيد قيمته في بداية عام ‪ 2018‬لتصل إلى ‪250‬‬ ‫مليون يورو‪ ..‬ولكن الالعب رحل إلى باريس سان‬ ‫جيرمان الفرنسي قبل الدخول في العام الثاني‪.‬‬ ‫وكان يترتب على تجديد عقده مع برشلونة‬ ‫عام ‪ 2016‬حصوله على مبلغ مالي يقدرب ‪40‬‬ ‫مليون يورو على دفعتين كمكافأة‪.‬‬ ‫‪..‬وبالفعل حصل على الدفعة األولى وقدرت ب‬ ‫‪ 14‬مليون يورو لحظة توقيعه على التجديد وظلت‬ ‫الدفعة الثانية معلقة حتى معرفـــة موقـــف الالعب‬ ‫من البقاء أو الر حيل‪.‬‬ ‫وعنـــدمـــــا رأت إدارة برشلونة أن الالعـــب‬

‫قــــد يرحــــل في شهـــر‬ ‫غـشــت من العـــام الماضي‬ ‫قـــامـــت بإيــداع شيــــك‬ ‫بمبلـــغ ‪ 26‬مليـــون يورو‬ ‫بأحد مكاتب توثيــق العقود‬ ‫ببرشلونــة في انتظـــار ما‬ ‫ستؤول إليه األمور‪.‬‬ ‫وفيالثالـــثمنشهـــر‬ ‫غشت ‪ 2017‬قــام محامـــي‬ ‫بر شلونة بإيداع مبلغ ‪222‬‬ ‫مليون يورو بمقــر رابطــة‬ ‫أندية الدوري اإلسباني‪ ..‬وفي‬ ‫اليوم الموالي سحبت الشيك‬ ‫وأعلنت أنها لم تكن تفكر في دفعه لالعب‪.‬‬ ‫وخرج الناطق الر سمي باسم النادي الكتالوني‬ ‫لتبرير هذا األمر على أن نيمار كان يعرف أن الفريق‬ ‫سيدفع له المكافأة إذا قام باستيفاء ثالثة شروط‬ ‫وهي‪.‬‬ ‫ أوال أال يتفاوض مع أي ناد آخر في الشهر‬‫األخير وقبل‪31‬يوليوز‪.‬‬ ‫ ثانيا أن يعبر الالعب عالنية عن قراره بإكمال‬‫عقده مع برشلونة ‪.‬‬ ‫ ثالثا منح الدفعة األولى في شتنبر للتأكد من‬‫عدم رحيله ألي ناد آخر‪.‬‬ ‫وأمام عدم وفاء نيمار بتلك الشروط فإن النادي‬ ‫لن يقوم بدفع الجزء الثاني من المكافأة‪.‬‬ ‫وعندما أدرك نيمار أن فريق برلونة لن يدفع‬ ‫له المبلغ المتبقي قام برفع دعوى قضائية ضده‬ ‫مطالبا إياه بدفع مبلغ ‪ 26‬مليون يورو‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫عشرةبالمائةكفوائد‪.‬‬

‫برشلونة نحو التعاقد‬ ‫مع مدافع جديد‬

‫في ظل إصابة المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي‬ ‫وتوماس فيرمالين‪ ..‬يعتزم نادي برشلونة اإلسباني‬ ‫التعاقد مع مدافع أوسط جديد‪.‬‬ ‫وأكدت صحيفة موندو ديورتيفو أن األنظار تتجه‬ ‫نحو المدافع «ديان لوفرين» العب ليفربول اإلنجليزي‬ ‫خالل فترة االنتقاالت الشتوية القادمة‪.‬‬


‫العدد ‪965‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أكتوبر �إلى ‪ 5‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫توقيع شراكة بين مجلس هيئة المحامين بطنجة‬ ‫و وزارة حقوق اإلنسان تنزيالً لخطة العمل الوطنية في مجال‬ ‫الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫تم يوم الجمعة ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2018‬بمقر‬ ‫دار المحامي بطنجة‪ ،‬ترتيب لقاء تواصلي حول‬ ‫«خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان»‪ ،‬هذا اللقاء الذي أشرف على‬ ‫تنظيمــه مجلس هيئـــة المحامين بطنجة‪،‬‬ ‫ولجنة حقوق اإلنسان وكان بشراكة مع معهد‬ ‫التكوين لدى هيئة المحامين بطنجة‪.‬‬ ‫و أدار اللقاء كل من وزير الدولة المكلف‬ ‫بحقوق اإلنسان بالمغرب‪ ،‬المصطفى الرميد‪،‬‬ ‫النقيب‪ ،‬أحمد الطاهـــري‪ ،‬النقيـــب محمد‬ ‫مصطفى الريسونــي‪ ،‬وعبـــد القادر مساعــد‬ ‫أستاذ بكلية الحقوق بطنجة‪ ،‬وسيّر الندوة‬ ‫إسماعيل الجباري الكرفطي عضو مجلس‬ ‫هيئة المحامين بطنجة ومنسق لجنة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬كما حضر اللقاء ثلة من نساء ورجال‬ ‫القانون وحقوق اإلنسان‪ ،‬من قضاة ومحامين‬ ‫وأساتذة جامعيين وطلبة ومجموعة من‬ ‫المنابر اإلعالمية المحلية والوطنية‪.‬‬ ‫و تم في مستهل الندوة‪ ،‬توقيع شراكة‬ ‫بين مجلس هيئة المحامين بطنجة والوزارة‬ ‫المعنية بحقوق اإلنســان قصد المساهمــة‬ ‫الفعالة في تنزيــل مقتضيات هذه الخطة‬ ‫تعزيزا لجسور التـعاون بين وزارة حقـــوق‬ ‫اإلنسان وهيئات المحامين عامة‪ ،‬حيث يعتبر‬ ‫المحامون شركاء أساسيين للدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان والنهوض بها‪ ،‬بل ويتقاسمون مع‬ ‫الوزارة نفس األهداف بما فيها السعي نحو‬ ‫تعزيز المنجزات المغربية في هذا المجال‪.‬‬ ‫وفي خضم النـــدوة تم الوقــوف عند‬ ‫أبرز مبادئ خطة العمل الوطنية في مجال‬ ‫الديمقراطية وحقوق اإلنسان( ‪،)2021-2018‬‬ ‫والتي جاء إعدادها في سيـــاق اإلصالحات‬ ‫السياسية واإلنفتــاح الطوعـــي الذي عرفة‬ ‫المغرب منذ التسعينات‪ ،‬فبعد تجربة هيئة‬ ‫اإلنصاف والمصالحة التي مكنت من قراءة‬ ‫الماضي وتحديد ضمانات عدم التكرار شرعت‬ ‫الحكومة المغربية في اإلشتغـــال على إطار‬ ‫تأطيري للسياسات العمومية من أجل إدماج‬ ‫مبادئ حقــوق اإلنسان ومقاربة النوع في‬ ‫السياسات الحكوميــة وفي مختلــف الخطط‬ ‫والبرامج التنموية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية في إطار التنسيق وااللتقائية بغاية المساهمة في تحسين ظروف عيش األفراد‬ ‫والجماعات وتحقيق التنمية البشرية المستدامة وتوفير الشروط البشرية والمادية والضمانات‬ ‫المؤسساتية الكفيلة باحترام حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وتعد وثيقة خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان كما أبرز المصطفى‬ ‫الرميد‪ ،‬ثمرة عمل تشاوري تشاركي انطلق رسميا في المناظرة الوطنية المنعقدة بالرباط أبريل‬

‫‪ ،2008‬وتواصل بعد ذلك على مراحل‪ ،‬وسمح‬ ‫هذا المنهج التشـاوري التشاركي بانبثـــاق‬ ‫اختيارات إستراتيجية ورؤية جماعية لمحاور‬ ‫وأولويات الخطــة‪ ،‬وشكـل محطة تواصلية‬ ‫بين الفعاليات الحكومية والمدنية والجامعية‬ ‫باعتبارهم أطراف الشراكة والتعاون المعنيين‬ ‫بإعدادها والتخطيط لها وتتبع تنفيذها‪.‬‬ ‫وبنــــاء على البرنامـــج الحكـــــومــي‬ ‫‪ 2021-2016‬القاضي ب «اعتمـــاد سياسة‬ ‫حكومية مندمجة في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫وفق تخطيط استراتيجي تشاركي‪ ،‬وتحيين‬ ‫خطة العمل الوطنية في مجال الديموقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان بدءا من تعزيز قيم حقوق‬ ‫اإلنسان والمساواة واإلنصاف وفق مضامين‬ ‫األرضية المواطنة للنهوض بثقافـــة حقوق‬ ‫اإلنســان بما يتالءم مـــع دستـــور البالد‬ ‫واالتفاقيات الدولية التي صــادق عليهــا‬ ‫المغرب أو انضم إليها»‪ ،‬خضع مشروع الخطة‬ ‫إلى عملية تحيين وأصبحت المدة المحددة‬ ‫للتنفيذ هي ‪.2021-2018‬‬ ‫وقد تجاوبت عمليــة ‪ ‬تحيين مشـــروع‬ ‫خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنســـان مع مجمـــوع التطورات‬ ‫والديناميات التي عرفتها البالد منذ صدور‬ ‫دستور ‪ ،2011‬حيث تم اإلستناد إلى المبادئ‬ ‫والضمانات واألحكام الواردة في الدستور‬ ‫والتطورات الحاصلة في مجــال الممارسة‬ ‫اإلتفاقية ذات الصلة بحقوق اإلنسان وأعمال‬ ‫مؤسسات الديمقراطية التشاركية وحقوق‬ ‫اإلنسان من خــالل مذكراتهـــا وتقاريرها‬ ‫وتوصياتها ومجموع المكتسبات المعرفية‬ ‫والعملية الواردة في اإلستراتيجيات والخطط‬ ‫الوطنية‪ ،‬وما انتهى إليه الحوار الوطني حول‬ ‫اإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة‬ ‫ومقترحات منظمات المجتمع المدني العاملة‬ ‫في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫يشار إلى أنه مع إشعـــار هيئة األمـــم‬ ‫المتحدة المعنية بحقـوق االنسـان باعتمـاد‬ ‫“خطة العمل الوطنية في مجال الديقراطية‬ ‫وحقـوق اإلنسان” تفاعـال مع توصية إعـالن‬ ‫وبرنامـج عمـل فيينا‪ ،‬تكلفت وزارة حقوق‬ ‫اإلنسان باعتبارها القطاع الحكومي المختص بتسيير مهمة آلية التتبع والتقييم‪ ،‬وتحقيق‬ ‫األهداف المتوخاة على المدى الزمني الذي تغطيه الخطة (‪ ،)-2021 2018‬وتشتمل على أكثر‬ ‫من ‪ 400‬تدبير من حيث كونها ذات طبيعة تشريعية أو مؤسساتية أو تتعلق بالتحسيس‬ ‫والتواصل أو تعزيز قدرات الفاعلين‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.