Achamal n° 967 le 13 Novembre 2018

Page 1

‫ذكرى عيد املولد النبوي ال�رشيف‬ ‫بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف‪ ،‬تتقدم أسرة جريدتي «الشمال» و«طنجة»‬ ‫إلى أمير المؤمنين‪،‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 967‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 0‬ربيع الأول ‪� 13 / 1440‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫�صاحب اجلاللة امللك‬ ‫حممد ال�ساد�س‬

‫بأحر التهاني وأغلى األماني‪ ،‬داعين اهلل عز وجل أن يهل ذكرى مولد‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على جاللته بموفور الصحة والعافية‬ ‫والسعادة وطول العمر‬ ‫وأن يبارك جهوده ليحقق للشعب المغربي كل ما يصبو إليه من‬ ‫تقدم وازدهار‪ ،‬وأن يقر عينيه بصاحب السمو الملكي ولي العهد‬ ‫األمير موالي الحسن‪ ،‬وصاحبة السمو الملكي األميرة لالخديجة‪ ،‬وأن‬ ‫يشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي األمير موالي رشيد‪ ،‬وسائر أفراد األسرة الملكية الشريفة‪.‬‬ ‫كما نتوجه بالتهنئة الخالصة إلى الشعب المغربي‪ ،‬وإلى جميع المسلمين في مشارق األرض ومغاربها‪،‬‬ ‫متمنين أن ينعم اهلل عليهم جميعا بالخير واليمن والبركات واألمن والسالم‪.‬‬

‫األستاذ محمد بن عيسى ّ‬ ‫يحل ضيفا على مؤسسة‬ ‫عبد الحميد شومان الثقافية بعمان‬ ‫• بن عيسى يبهر‪ ،‬بنظرته االستشرافية حول موضوع الوحدة العربية في محاضرة‬ ‫بالعاصمة األردنية حول «النخب واألزمات العربية ‪ :‬رهانات المستقبل»‪.‬‬ ‫• استمرار تألق وتوهج األستاذ بن عيسى عبر تدخالته الجادة والحكيمة‬ ‫في العديد من المحافل العربية و الدولية‪.‬‬ ‫يزداد األستاذ محمد بن عيسى تألقا وتوهجا عبر مساره الثقافي‬ ‫والعلمي والسياسي‪ ،‬كما تزداد مكانته رفعة وحظوة ووجاهة‪ ،‬بين‬ ‫النخب العربية من سياسيين ومثقفين وأدباء ومبدعين ومفكرين‬ ‫ومستشرفين ألسرار التحوالت المستقبلية للعالم‪ ،‬ما جعل اإلقبال‬ ‫على مساهماته النيرة والحكيمة يزداد شدة في مختلف المحافل‬ ‫العربية والدولية‪.‬‬ ‫ولم يكن األستاذ محمد بن عيسى ليتخلف عن موعد هام يخص‬ ‫حاضر ومستقبل العالم العربي‪ ،‬أفردت له منظمة عبد الحميد شومان‬ ‫للثقافة‪ ،‬بالعاصمة األردنية‪ ،‬ندوة كبرى دعي لها كبار المفكرين‬ ‫والمنظرين من عرب وعجم‪ ،‬وكان األستاذ محمد بن عيسى من‬ ‫أبرزهم‪.‬‬ ‫وخالل تقديمه للمحاضر األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬قال السيد‬ ‫طاهر المصري رئيس الحكومة األردنية األسبق‪ ،‬إن «بن عيسى هو‬ ‫نتاج قوميتين يتميز بهما المغرب‪ :‬العربية واألمازيغية‪ ،‬وأيضا هو‬ ‫نتاج منتديات فقهيه وثقافية تعج بها مدن المغرب‪ ،‬مثل فاس‬ ‫والرباط ومراكش»‪.‬‬ ‫واعتبر أن مغرب العرب يمتاز عن مشرقه في أوجه عدة‪ ،‬من حيث‬ ‫أنه يتشارك مع أوروبا بالبحر المتوسط‪ ،‬مناصفة‪ ،‬وهو أكثر قبوال‬ ‫لآلخر وانفتاحا على الحضارات األخرى‪ ،‬كما أنه أكثر انحيازا وتوظيفا‬ ‫للعقل من المشرق العربي‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬يشغل حاليا منصب‬ ‫األمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة المنظم لموسم أصيلة الثقافي‬ ‫الدولي السنوي‪ ،‬وهو من مواليد مدينة أصيلة‪ ،‬حاصل على الدكتورة‬ ‫الفخرية بالقانون في جامعة منيسوطا في الواليات المتحدة‪ .‬كما‬ ‫أنه عمل خبيرا دوليا في األمم المتحدة ومنظمة األغذية والزراعة‪.‬‬ ‫وانتخب عمدة لمدينة أصيلة‪ ،‬هذا المنصب الذي يشغله لآلن‪ ،‬ثم‬ ‫نائبا في البرلمان المغربي‪ ،‬كما تولى وزارة الثقافة‪ ،‬وعمل سفيرا‬ ‫للمملكة المغربية في واشنطن‪ ،‬وتولى أيضا وزارة الشؤون الخارجية‬ ‫والتعاون ما بين ‪ 1999‬و ‪.2007‬‬ ‫ويحظى األستاذ محمد بن عيسى بتقدير واحترام كبيرين في‬ ‫مختلف األوساط الرسمية والسياسية والمنظمات األهلية بالمغرب‬ ‫وبالخارج‪ .‬وبفضل مكانته الرفيعة على المستوى الدولي‪ ،‬فإنه نجح‬ ‫في استقطاب العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والعلمية‬ ‫والفنية‪ ،‬من أعلى المستويات‪ ،‬للمشاركة في موسم أصيلة الثقافي‬ ‫الذي احتفل مؤخرا بدورته األربعين والذي يعتبر من أكبر وأشهر‬ ‫المواسم والمنتديات الثقافية بالعالم العربي‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫متقاعدو األمن يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء‬

‫‪2‬‬

‫تغييب جملة من‬ ‫الف�ضائل الغالية‬ ‫‪-‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫استضاف فرع طنجة لجمعية الصداقة‬ ‫لمتقاعدي األمن الوطني يومي اإلثنين والثالثاء‬ ‫‪ 5‬و‪ 6‬نونبر‪ 2018‬بفضاء ابن بطوطة لألعمال‬ ‫االجتماعية لرجال التعليم عدة تظاهرات منها‬ ‫حفل لتخليد الذكرى ‪ 43‬النطالق المسيرة‬ ‫الخضراء المظفرة‪ ،‬حيث استعرض المحاضر‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون أهمية الحدث‬ ‫تاريخيا والجدوى من االحتفال‪.‬‬ ‫وبعد الزوال‪ ،‬أقيم حفل بمناسبة الذكرى‬ ‫الخامسة‪ ،‬لتأسيس الجمعية‪ ،‬حيث نشط الحفل‬

‫جوق جمعية أبناء وبنات زرياب بقطع موسيقية‬ ‫أندلسية‪ ،‬تفاعل معها الحاضرون‪ ،‬انتهت بحفلة‬ ‫شاي على شرف المدعوين ورؤساء الفروع‬ ‫والمنخرطين واألرامل وفعاليــات المجتمـــع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫ويوم الثالثاء ‪ 6‬نونبر ‪ 2018‬انعقدت الدورة‬ ‫الثالثة للمجلس الوطني للجمعية‪ ،‬بمشاركة‬ ‫جميع رؤساء فروع الجمعية على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫تحت الرئاسة الفعلية للرئيس المؤسس السيد‬ ‫الحاج محمد خيير الذي قدم عرضـا شامـال‬

‫لمنجزات الجمعية وأنشطة الفروع‪ ،‬وفي نفس‬ ‫السياق استعرض بواسطــة الشاشـة شرحا‬ ‫مسهبا لدور مؤسسة محمد السادس لألعمال‬ ‫االجتماعية لرجال األمن الوطني والخدمات التي‬ ‫تقدمها للمزاولين وللمتقاعدين واألرامل وذوي‬ ‫الحقوق‪ ،‬حيث ثمن رؤساء الفروع هذه المبادرة‬ ‫من أجل الرفع من مستوى خدمات العمل‬ ‫الجمعوي‪ ،‬وكذا لوضع برنامج استراتيجي للعمل‬ ‫الموحد في ما يخص األنشطة التي يمكن أن‬ ‫تكون موحدة بين الفروع»‪.‬‬

‫المؤسسة المتوسطية للتعاون والتنمية توسع وعاء‬ ‫المشاركة المواطنة بشفشاون‬ ‫شفشاون ‪ :‬محمد حمضي‬

‫مساهمة منهــا في توسيـــع وعــــاء‬ ‫المشاركة المواطنة التي تربعت عرش دستور‬ ‫‪ ،2011‬المصاغة أحكامه ومقتضياته بمداد‬ ‫سياق المرحلة التي أطرتها شعارات( حرية –‬ ‫كرامة – عدالة اجتماعية ) التي صدحت بها‬ ‫حناجر حركة ‪ 20‬فبراير‪ ،‬ووجدت لها صدى‬ ‫في خطاب الملك محمد السادس يوم ‪9‬‬ ‫مارس‪ ،‬وهي الحقوق التي لن يعثر لها على‬ ‫أثر في غياب وضع آليات فسيحة مساحات‬ ‫الحوار والتشاور‪ ،‬وقادرة على تيسير مساهمة‬ ‫المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد‬ ‫برامـــج التنميــة وتتبعها‪ ( .‬مساهمة منها‬ ‫في ذلك ) كانت مدينة شفشاون يومي ‪ 1‬و‬ ‫‪ 2‬نونبر الجاري على موعد مع أيام دراسية‬ ‫انعقدت تحت شعار ‪ « :‬تجسيد الديمقراطية‬ ‫التشاركية بين المجتمع المدني والجماعات‬ ‫الترابية «‪ ،‬التي لم يسدل الستار على أشغالها‬ ‫قبل أن يتعزز رصيد جماعة شفشاون من‬ ‫الديمقراطية التشاركية بميالد آلية «‬ ‫مكتب المواطن(ة)» المستلهمة من التجربة‬ ‫األلمانية ‪.‬‬ ‫األيام الدراسية المذكـــورة دشنــــت‬ ‫حزمة فقراتها المتنوعة بعقـــد اجتمـــاع‬ ‫بمقر الجماعة‪ ،‬شارك فيه ممثالت وممثلي‬ ‫الجماعات الترابية حاملة مشروع إحداث مكتب‬ ‫المواطن(ة)‪ ،‬والشركاء األلمان الذين راكموا‬ ‫تجربة غنية في مجـــال المشاركة المواطنة‪،‬‬ ‫وآليات تنزيلها‪ ،‬التي عززها هؤالء باحداث‬ ‫مكتب المواطن(ة) بالجماعات الترابية‬ ‫األلمانية‪ ،‬وهو ما عبرت عنه خبيرة ألمانية‬ ‫بالقول «ال يمكن أن أتصور ديمقراطية بدون‬ ‫مشاركة جميع العناصر المكونة للجماعة»‪.‬‬ ‫االجتماع تمخضت أشغاله بإحداث «لجنة‬ ‫التتبع» التي ستضع تصورا لكيفية اشتغال‬ ‫مكتب المواطن(ة) أخذا بعين االعتبار‬ ‫التجارب الفضلى ذات الصلة بهــذه اآلليـــة‬ ‫الجديدة‪ ،‬والسهر بتعاون مع المجالس‬ ‫الجماعية والنسيج الجمعوي المحلي على‬ ‫توفير شروط تعزيز إحداث المكتب المذكور‬ ‫بالجماعات الترابية حاملة المشروع ‪.‬‬ ‫ومواكبتها‪ ،‬والحرص على االرتقاء بأدوارها‬ ‫بغاية تجويد الخدمة العمومية‪ ،‬وخدمات‬ ‫القرب‪.‬‬ ‫األيام الدراسية تميزت كذلك بتنظيم‬ ‫لقاء عمومي بمركـــب محمــد السادس‪،‬‬ ‫تناول فيه الكلمة كل من‪ ،‬الكاتب العام‬ ‫لوزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫ونائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫ورؤساء جماعات ترابية ( شفشاون‪ ،‬واد الو‪،‬‬ ‫تطوان‪ )...،‬وممثل ‪ ‬المؤسسة المتوسطية‬ ‫للتعــاون والتنميــة‪ ،‬ومديـــرة مؤسســة‬ ‫(‪ engagement global‬األلمانية) ‪ ‬أجمعت‬ ‫كلها (الكلمات) على أن المواطن(ة) يوجد‬ ‫في صلب معادلة الزواج بين الديمقراطية‬ ‫التشاركية والديمقراطية التنفيذية‪ ،‬وأن‬ ‫الرهان لتجاوز كل التحديات‪ ،‬يكمن في‬ ‫توسيع دائرة الحوار والتشاور على المستوى‬

‫ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫يحز في نفس المؤمن خاصة‪ ،‬والمتخلق بأخالق اإلسالم عامة أن يرى‬ ‫األجيال المسلمة اليوم شيبا وشبابا ذكورا وإناثا وهي ماضية في تغييب‬ ‫وإبعاد جملة من الفضائل والمحامد العالية عن سلوكها وتصرفها مثل‬ ‫التقوى والعفة واإليخاء والوفاء والتعاون‪ ،‬والتضامن‪ ،‬والتكافل‪ ،‬وحب‬ ‫الخير للغير‪ ،‬واإليثار الذي هو موضوع هذه الكلمة المتواضعة‪.‬‬ ‫اإليثار لغة ومعنى‪ ،‬هو تفضيل المرء غيره على نفسه وشخصه في‬ ‫المزايا والمكاسب والعطاء‪ ،‬وفي ثناء الناس على هذا األثير المفضل مع‬ ‫الشعور بالرضا وطيب الخاطر على ما حظي به هذا الغير‪ ،‬ولكل ذلك‪،‬‬ ‫كان اإليثار وتفضيل الغير على النفس شعار المفلحين‪ ،‬وصفة من صفات‬ ‫المرسلين ‪.‬‬ ‫بالوقوف على أحوال األجيال الحالية‪ ،‬نجد أنه صعب عليها التخلق‬ ‫باإليثار في حياتهم فاستعاضوا عنه بأضداده مثل الشح والبخل واألنانية‬ ‫والجشع‪ ،‬والتسلط على الناس والسطو على ما بأيديهم‪ ،‬وبذلك قل‬ ‫البذل والجود والسخاء‪.‬‬ ‫من ولد أوائل القـــرن ال‪ 20‬من المغاربة كان اإليثــار خلقهـــم‬ ‫وسلوكهم الذي تربوا عليه‪ ،‬وكان على رأس من يؤثرانه على أنفسهما‬ ‫وعلى كل غال عليهما الوالدان‪ ،‬ثم باقي األهل‪ ،‬فالفقهاء والعلماء‪ ،‬بحيث‬ ‫لو وجه ألحدهم مثل هذا السؤال ‪ :‬ما هو هدفك في الحياة؟ لكان الجواب‪:‬‬ ‫أن أعبد ربي‪ ،‬وأطيع والــدي‪ ،‬وأرد إليهمــا بعض الجميـــل على‬ ‫تضحياتهما من أجلي طيلة عمرهما‪ ،‬وأن أدفع عنهما كل شر وأذى‪،‬‬ ‫وأن أقوم بشؤونهما في مرحلة الشيخوخة والهرم‪ ،‬وأن أضحي بحياتي‬ ‫وروحي من أجلهما إن اقتضى األمر ذلك‪ .‬امتثاال لقوله تعالى ‪« :‬وق�ضى‬ ‫ربك �أال تعبدوا �إال �إياه وبالوالدين �إح�سانا» سورة اإلسراء ‪.23‬‬ ‫هذا حال من ولدوا أوائل القرن ال‪ ،20‬فما هو حال الذين ولدوا من‬ ‫بعدهم؟ ـ إال ما رحم اهلل ـ إنهم على خالف كل ذلك‪ ،‬إذ يرتمون بأنفسهم‬ ‫في أحضان المعاصي والمهلكات‪ ،‬وأفظع ما يرتكبونه ‪ :‬عقوق الوالدين‬ ‫وتعنيفهم لدرجة قتلهم أحيانا ثم باقي الموبقات من تعاطي المخدرات‬ ‫بأنواعها وارتكاب الجرائم الفظيعة والسخط على األوضاع والتخريب‬ ‫والتدمير ‪...‬‬

‫الترابي‪ ،‬والتزام كل طرف بفتح نافذة تتسلل‬ ‫منها أشعة مساهمة الجهة التي يمثلها‬ ‫في تجويد أداء مكتب المواطن(ة) الذي يتم‬ ‫التطلع إلحداثه بأكثر من جماعة ترابية بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬في أفق تعميمه‪،‬‬ ‫ونقل التجربة إلى باقي الجماعات الترابية‬ ‫على الصعيد الوطني ‪.‬‬ ‫وبما أن بعــض الجماعـــات الترابية‬ ‫بالجهة كانت سباقة في احداث آليات‬ ‫ذات صلــــة وثيقــة بالمشاركــــة‬ ‫المواطنة‪ ،‬ومنهــــا من حصل على رمــــز‬ ‫الجماعـــة ‪ ‬المواطنـــة‪ ،‬وفي إطار تقاسم‬ ‫التجارب فيما بين هذه الجماعات‪ ،‬وانفتاحا‬ ‫على التجربة األلمانية‪ ،‬فقد تم تخصيص‬ ‫أشغال صباح اليوم الثاني لأليام الدراسية‬ ‫الستعراض هذه التجارب‪ ،‬حيث سيتوج‬ ‫اللقاء بالمصادقة على جملة من التوصيات‬ ‫لعل أهمها اطالق حملة تواصلية للتعريف‬

‫بالمولود الجديد‪ ،‬واعداد نظـام داخلـــي‬ ‫يوحد منهجية اشتغال «مكتب المواطن(ة)‬ ‫بالجماعات الترابيـــة‪ ،‬تجـــويـــد فضاءات‬ ‫االستقبال‪ ،‬تأهيل الفاعيلن الجماعيين‬ ‫والجمعويين‪ ،‬ترسيــخ ثقافـــة المشاركة‬ ‫المواطنة ‪......‬‬ ‫يذكــر أن هــذه األيـــام الدراسيــــة‬ ‫شـــارك في تنظيمهـــا كل من المؤسسة‬ ‫المتوسطية للتعاون والتنمية‪ ،‬ومجلس‬ ‫جماعة شفشاون‪ ،‬والمؤسسة األلمانية‬ ‫(‪ ، )Konard Adenauer ‬بشراكـــة مع‬ ‫وزارة إصالح االدارة والوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫والمؤسســة األلمانيـــة‪ ،‬وجامعـــة عبد‬ ‫المالك السعــدي‪ ،‬والمجلـــس اإلقليمـــي‬ ‫لشفشاون‪ ،‬وعلى هامشها تابع المشاركات‬ ‫والمشاركون حفل فتح مكتب المواطن(ة)‬ ‫الخاص بجماعة شفشاون ‪ .‬‬

‫لقد كان اإليثار في فجر اإلسالم خلقا متأصال يجعل المؤمن الصحيح‬ ‫العقيدة يجود بنفسه وماله‪ ،‬وال يبخل بعزيز لديه في الدفاع عن عقيدته‬ ‫ونصرة شريعته‪ ،‬ولذلك عقد اهلل البيعة مع عباده المؤمنين فقال تعالى‪:‬‬

‫«�إن اهلل ا�شرتى من امل�ؤمنني �أنف�سهم و�أموالهم ب�أن لهم اجلنة»‬

‫سورة التوبة اآلية ‪. 111‬‬

‫واإليثار ـ الذي هو من أهم سيمات ومميزات المسلم ـ هو حب‬ ‫الخير للناس جميعا‪ ،‬ونشر اإليخاء بينهم‪ ،‬ونبذ األهواء والخالفات‪ ،‬وهذه‬ ‫المميزات هي أيضا الدعائم التي تسعد األفراد‪ ،‬وترفع شأن المجتمعات‪،‬‬ ‫وهي كذلك أساس الخير‪ ،‬وسبيل اإلصالح المنشود‪.‬‬ ‫واإليثار قرائي األعزاء ـ هو رمز المحبة والوفاء‪ ،‬وعنوان األلفة والوئام‪،‬‬ ‫واألمن واالطمئنان‪ ،‬به تقوى الروابط‪ ،‬وتتوثق المودة وتسود السكينة‪،‬‬ ‫وتعلو الكلمة الطيبة‪ ،‬وتعــم النعمــة والرحمة فتنعم األمم بحياة آمنة‬ ‫هادئة‪ ،‬وعيشة راضية‪ ،‬وال عجب بعد هذا أن مدح اهلل تعالى األنصار‪،‬‬ ‫وأثنى عليهم في كتابه العزيز‪ ،‬ومنحهم وسام الفوز والفالح قال تعالى‪:‬‬

‫«والذين تبوءوا الدار والإميان من قبلهم يحبون من هاجر‬ ‫�إليهم وال يجدون يف �صدورهم حاجة مما �أوتوا وي�ؤثرون على‬ ‫�أنف�سهم ولو كان بهم خ�صا�صة ‪ »...‬سورة الحشر اآلية ‪.9‬‬

‫ويبقى ما فعله األنصار مع المهاجرين في األخوة واإليثار مثال فريدا‬ ‫ال نظير له في تاريخ اإلنسانية كلها‪ ،‬ويبقى طرح هذا السؤال ‪ :‬في‬ ‫مجتمع مسلم مثلنا شبابه ما سبق ذكره وصفاته‪ ،‬وبمثل تجار ورجال‬ ‫أعمال راكموا ثروات طائلة‪ ،‬وبلغت أموالهم الماليير ال يؤدون عنها حق‬ ‫خالقهم ورازقهم فيما أعطاهم‪ ،‬ويتحايلون أو يمتنعون عن أداء ضريبة‬ ‫الدولة التي حمتهم وهيأت لهم مناخ األعمال‪ ،‬فصاروا أغنياء وأثرياء‪،‬‬ ‫وأمام الواقع المعيش‪ ،‬حاليا‪ ،‬هل يتوقع أن تسمع أو تتداول كلمتا اإليثار‬ ‫والتضحية؟‬ ‫قد يكون صعبا على المواطن العادي عودة اإليثار والرحمة‪ ،‬وأن‬ ‫يكون في القريب انفراج في الحياة وسعة في الرزق وما شاء اهلل وال حول‬ ‫وال قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫ولتطمين هذا المواطن نقول جميعا ‪ :‬ال مستحيل على اهلل في الحياة‪،‬‬ ‫فهو كل يوم في شأن‪ ،‬ال يعجزه شيء في ا ٍألرض وال في السماء‪ ،‬ولكن‬ ‫األمر يتعلق بالمسلم ذاته هل له إرادة وعزم على أن يغير ما بنفسه‬ ‫إلى األحسن واألفضل‪ ،‬كما جاء في قوله تعالى‪�« :‬إن اهلل ال يغري ما‬ ‫بقوم حتى يغريوا ما ب�أنف�سهم» سورة الرعد اآلية ‪.12‬‬


‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫بتطوان العامرة‪ ،‬توجد فضاءات ال توظف وال تستمثر‪ ،‬وال تزار وال تسخر‪ .‬وكأن الذين‬ ‫استحدثوها‪ ،‬وأنفقوا عليها ما أنفقوا‪ ،‬تركوها للزمن‪ ،‬يتصرف فيها كما يشاء‪.‬‬ ‫من هذه الفضاءات‪ ،‬الفدان الجديد‪ ،‬الذي أنجز – بأمر ملكي سام‪ -‬ليسد الفراغ الذي‬ ‫تركه فدان زمان‪.‬‬ ‫هذا الفضاء الذي أتخذه ممرا لي‪ ،‬لدخول حارة العيون‪ ،‬أشعر بأنه ميت‪ ،‬ال حركة‬ ‫فيه وال حياة‪ ،‬ولوال وجود هذا المدخل الذي يفضي إلى المدينة العتيقة‪ ،‬ولوال وجود‬ ‫مستودع للسيارات تحته‪ ،‬لما وطئته قدم‪.‬‬ ‫حتى الذين يقصدون المقهى الوحيدة التي فتحت أبوابها هنا‪ ،‬يلجون إليها من‬ ‫ممر جانبي‪.‬‬ ‫أين الحيوية التي عرفناها في الفدان القديم؟ أين اجتماع األصحاب حول موائد‬ ‫الشاي ؟ أين نداءات بائعي الجرائد؟ أين المقاهي التقليدية البسيطة؟‬ ‫لقد كانت هذه الساحة نادينا المفتوح على الطبيعة‪ ،‬برياحينها وأزهارها‪ ،‬وضجيجها‬ ‫وصخبها‪ ،‬وكنا نجد المتعة كل المتعة في جلساتنا المسائية بها ‪.‬‬ ‫وحين أردنا أن ننقل الفدان إلى مكان آخر ‪،‬نسينا أو تناسينا هذه التفاصيل الصغيرة‪.‬‬ ‫هل تشاركونني الرأي أم ال ؟‪.‬‬ ‫إنني حين أرى السياح وهو يساقون سوقا إلى فداننا الحديث‪ ،‬فال يجدون فيه ما‬ ‫يوحي بالحياة والنشاط‪ ،‬أزداد إيمانا بأن منتوجنا السياحي تنقصه أشياء وأشياء‪.‬‬ ‫ومن هذه الفضاءات‪ ،‬حديقة موالي رشيد‪ ،‬فهذه الحديقة‪ ،‬التي كنا نحرص على‬ ‫زيارتها‪ ،‬وأخذ صور بها في األعياد والمناسبات‪ ،‬ماتت‪ ،‬أو تكاد تموت‪،‬‬ ‫فمن منا تحدته نفسه بالتردد عليها؟ ومن منا يخاطر بنفسه ويلجها؟ لقد غدت‬ ‫موطنا للمشردين‪ ،‬يعيثون فيها فسادا‪.‬‬ ‫وقد سبق لي في دردشة سابقة‪ ،‬أن التمست من جماعتنا الحضرية الموقرة‪ ،‬أن‬ ‫تدرجها في إحدى جلساتها‪ ،‬لبعث الحياة فيها‪ ،‬ومحاولة خلق أجنحة بها‪ ،‬كجناح لأللعاب‪،‬‬ ‫وبحيرة لألسماك‪ ،‬وأقفاص للطيور‪ ،‬ومقصف يقدم للزوار المشروبات والمرطبات‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬فلن تستقيم األمور هنا بالحديقة‪ ،‬أو هناك بالساحة‪ ،‬ساحة الفدان‪ ،‬إال إذا‬ ‫وفرنا لهذين الفضاءين حراسا تتوفر فيهم الكفاءة والمقدرة ‪،‬ليفرضوا األمن واألمان‪.‬‬ ‫وما هذا على جماعتنا ومستشارينا المحترمين بعسير‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫• وقع تحريف في اسم السيد عبد السالم الشعشوع بالدردشة السابقة‪ .‬لذا‬ ‫وجبت اإلشارة إلى هذا الخطأ‪.‬‬

‫الشارع المغربي‬ ‫يضبط ساعة الحكومة «السريعة»‬ ‫‪-‬‬

‫في اجتماع استثنائي للحكومة تقرر استمرار العمل بساعة ما يسمى ب‬ ‫«التوقيت الصيفي» أو «الساعة الصيفية»؛ أي بزيادة ساعة إلى توقيت غرينيش‬ ‫الوسطي‪ ،‬في حين كان الجميع متأهبا للعودة إلى الساعة القانونية العادية‪،‬‬ ‫التي ليس فيها زيادة أو نقصان‪ ،‬في فحمة ليلة األحد ‪ 28‬أكتوبر‪ ،‬نزل الخبر‬ ‫كالقدر دون سابق إنذار‪ ،‬ورافقه بالغ حول التوقيت المدرسي‪ ،‬وكان اختراعا‬ ‫عجيبا ال يعلم أحد عن أي عقل عبقري قد تفتق؛ مضمونه منح مساحة ساعة‬ ‫واحدة فقط بين الفترة الصباحية والمسائية للتالميذ والتلميذات في المدرسة‬ ‫العمومية الستعادة األنفاس واللياقة البدنية والقدرة الذهنية‪ ،‬دون التفكير‬ ‫في انعكاسات ذلك على نظام‬ ‫اجتماعي أصبــح بفعــل السنين‬ ‫قريبا من العادة البيولوجية‪ ،‬ومن‬ ‫الصعب خلخلته‪ ،‬ثم إن المؤسسات‬ ‫التعليميــة من االبتدائـــي إلى‬ ‫الثانوي التأهيلي غير مؤهلة لتوفير‬ ‫الشروط الضرورية لالحتفاظ‬ ‫بالتالميذ أو جلهم وتقديم خدمات‬ ‫اإلطعام واالستراحة‪ ،‬وإال سيترك‬ ‫المتمدرسون بقضهم وقضيضهم‬ ‫عرضة للشــارع وــما أدراك ما‬ ‫الشارع‪.!!! ‬‬ ‫الحكومة ربما لم تكن تتوقع‬ ‫حجم رد الفعل الذي سينتج عن هذا‬ ‫القرار‪ ،‬وحاولت ما أمكن مع بداية‬ ‫«الشوشرة الفيسبوكة» المتموجة‬ ‫بين الجد والهــزل والتهكــــم‬ ‫والغضب‪ ،‬أن تلطف األجواء باإلتكاء‬ ‫على الدراسة التي قامت بها الوزارة‬ ‫المعنية بخصوص تغيير الساعة‬ ‫القانونية‪ ،‬وفائدة االحتفاظ بالساعة اإلضافية وانعكاساتها اإليجابية على‬ ‫استهالك الطاقة‪ ،‬لكن العفريت كان قد خرج من قمقمه ولم يكن لشروحات‬ ‫الحكومة ودفوعاتها ومبرراتها أن تنفع في وقف الزحف العارم الذي كان يسير في‬ ‫االتجاه المعاكس لعقارب ساعة الحكومة وتوقيتها المدرسي الجديد باألخص‪.‬‬ ‫لم تتراجع الحكومة عن ساعتها‪-‬وهي الساعة التي أقلقت وتقلقل الكثير‬ ‫من المغاربة‪ ،‬ولم يتأقلموا معها إال على مضض بعد تدافع طويل بين الساعة‬ ‫القديمة و الساعة الجديدة‪ ،‬بل إن بعضهم عند الصباح يعتبرها هي مصدر‬ ‫النحس وكل الشرور‪ ،‬و(الساعة هلل)‪ ،‬ثم إن عددا كبيرا من «الناس القدام» لم‬ ‫يقتنعوا أبدا بهذه الزيادة في الساعة التي أتتنا من تقليد أو من «عند» البراني»‪،‬‬ ‫وظلوا يحتفظون بالساعة الشمسية التي تعودت عليها نفوسهم وأمزجتهم‪-‬‬ ‫الحكومة تراجعت عقارب توقيتها المدرسي‪ ،‬الذي أصبح بيت القصيد‪ ،‬دقة دقة‪،‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫بعد أن ازدادت جرعات الغضب التالميذي‪ ،‬ونزلت األصوات إلى الشارع تهدر‬ ‫بإسقاط «التوقيت المرتبط بساعة الحكومة»‪.‬‬ ‫هل كان كل هذا ليقع لو اعتمدت المقاربة التشاركية‪ ،‬وتشاورت الحكومة‬ ‫بشكل واسع مع المعنيين باألمر عمال ب «وشاورهم في األمر» و «أمركم شورى‬ ‫بينكم»‪ ،‬وقامت بتهييئ النفوس والعقول ساعات كافية قبل تنزيل ساعتها؟‪.‬‬ ‫واآلن وقد اتجهت المياه نحو الرجوع إلى مجاريها‪ ،‬عندما تنازلت الحكومة‬ ‫عن توقيتها االنفرادي مفضلة بحكمة متأخرة إلى اإلنصات‪ ،‬من خالل‬ ‫تمثيلياتها الالممركزة‪ ،‬إلى الشارع‬ ‫وناسه اليقظين لترسيم التوقيت‬ ‫المدرسي الجديد المتفق عليه‪،‬‬ ‫علينا أو على الحكومات أخذ الدروس‬ ‫والعبر‪ ،‬فليس كل مرة تسلم الجرة‪،‬‬ ‫وإن كانت قرارات قد مست الجيوب‬ ‫والقدرة الشرائية‪ ...‬مرت في حينها‬ ‫دون ارتدادات شعبية تذكر‪ ،‬فإن‬ ‫جروحها و كدماتها لم تندمل‪،‬‬ ‫وقد كانت الهبة ضد ساعتها إيذانا‬ ‫بأن الخسارة المادية المضمرة قد‬ ‫تنعكس على ما قد يبدو بسيطا‬ ‫و ال تكون فيه إال خسارة معنوية‬ ‫مرتبطة بتنظيم الزمن االجتماعي‪.‬‬ ‫أن تضبط ساعة الحكومات‬ ‫على ساعة الشعب‪ ،‬فذلك ما يتمناه‬ ‫كل من يدق قلبه بنبض الوطن‪،‬‬ ‫لكن الترقب يزداد؛ ويظل سيد‬ ‫الموقف‪ ،‬ألن أمام حكوماتنا وشعبها تحديات عظمى في حقبة تتقدم فيها‬ ‫الشعوب الناهضة بسرعة خيالية‪ ،‬وكأنها تسابق الزمن‪ ،‬فهل سنطوي غدا سؤال‬ ‫الساعة ونمضي‪ ،‬أم سنظل سجناء جراح ظلمات الماضي والتنافر الدائم بين‬ ‫الحكومةوالشعب؟‪.‬‬ ‫أسئلة كثيرة تلح علينا‪ ،‬وإلى حين عثورنا أجمعين على مخارج لها‪ ،‬نلتقي‬ ‫قريبا في ساعة الخير‪ ،‬أما ساعتي الحائطية فإنها تشير إلى الثالثة والربع ليال‪،‬‬ ‫وقد أعفاني قرار الحكومة من صعودي على الكرسي لضبطها‪ ،‬بعد موعد كل‬ ‫تغيير ربيعي وخريفي‪ ،..‬على الساعة اللندنية القديمة التي كانت أمي‪ ،‬رحمها‬ ‫اهلل‪ ،‬وساعتها المجافية لساعة الحكومة اإلضافية‪ ،‬تذكرني بها كلما مررت‬ ‫لزيارتها‪.‬‬

‫تنويــر‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫احلبيــــــــب‬ ‫ال�سرائــــــر بذكر‬ ‫نوروا‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫قريــــــــب‬ ‫الب�صائـــر موالنا‬ ‫وافتحوا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫****‬ ‫اجلــالل‬ ‫يف ُحلـى‬ ‫قــــــــائم‬ ‫الوجود‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اجلمـال‬ ‫دائـــــم من عيـن‬ ‫والإنعام‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫حقا متتلــــــــــي‬ ‫اخلزائــــــن‬ ‫هذه‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ملّا جتـــتلــــــــــي‬ ‫فاك�شفواالبواطن‬ ‫ْ‬ ‫****‬ ‫احلبيـــــــب‬ ‫ال�سرائــــر بذكر‬ ‫نوروا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫قـريــــــب‬ ‫موالنا‬ ‫الب�صائر‬ ‫وافتحوا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫****‬ ‫احلبـيـــب‬ ‫�صحبة‬ ‫ــه‬ ‫من‬ ‫ْ‬ ‫ق�صد ِبنـيـّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يطـيـــــب‬ ‫عي�شه‬ ‫ــه‬ ‫ب�صدق‬ ‫الطوي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫الذهــول‬ ‫كف‬ ‫ـــه‬ ‫الفقري‬ ‫يف ِّ‬ ‫ْ‬ ‫زمامـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫للو�صــــول‬ ‫توقـا‬ ‫ـه‬ ‫غاب ع ْن ُه‬ ‫ْ‬ ‫منام ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫****‬ ‫نــــوروا ال�سرائـــر بذكر احلبـيــــب‬ ‫وافتحوا الب�صائـــر موالنا قريــــــب‬ ‫****‬ ‫لبـيــب‬ ‫دائــــر فافـهــم يا‬ ‫حكم ال�شوق‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫تغــيــب‬ ‫فيه‬ ‫ع�شقك‬ ‫دم يف‬ ‫ْ‬ ‫�صابـر وافْ َن ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فيك تــرى‬ ‫تفكــــــــــر وانظر‬ ‫فقري‬ ‫يا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫واتــــرك الــورى‬ ‫تدبــــــــر‬ ‫ذاتك‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫****‬ ‫نوروا ال�ســرائــــــر بذكــر احلبيــــــب‬ ‫وافتحـــوا الب�صائــر موالنـا قـريـــــــب‬ ‫****‬ ‫طــــــار‬ ‫والعقي ُل‬ ‫اجلـنـان مولــَّـــــــه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أذكــــار‬ ‫بفي�ض ال‬ ‫جتــوهــــر‬ ‫�س‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وال َّنفَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫نــــوروا ال�سرائـــــر بذكـر احلبـيــــب‬ ‫وافتحــوا الب�صائـــر موالنا قـريـــــب‬ ‫حبي ل�شيخــــــي‬ ‫�صادق‬ ‫ْ‬ ‫إذن منــــــــه‬ ‫وال ُ‬ ‫�سابـق‬ ‫ْ‬ ‫عنــــدو‬ ‫والقول‬ ‫ْ‬ ‫رائــق‬ ‫ْ‬ ‫وكا�سو ن�شربــو‬ ‫داهـق‬ ‫ْ‬ ‫وقــــت‬ ‫والوقت‬ ‫ٌ‬ ‫فائـق‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫اجلمــــــال‬ ‫جنم‬ ‫�شارق‬ ‫ْ‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 13‬نوفمبـر ‪2018‬‬

‫العثماين �أقنعنا ب�أنه غري مقنع باملرة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫الداودي ً‪ :‬املغرب “مافيه�ش الهراوة’’‬ ‫“الهراوة موجودة’’‪ ...‬نعم �آ�س !‬ ‫قيادات العدالة والتنمية تشتكي من استهداف بعض وزراء الحزب‪ ،‬خاصة‬ ‫الرباح واعمارة ويتيم والداودي‪ ،‬وتعتبر أن األمر مدبر‪ ،‬من الجهة المعلومة‪ ،‬دون‬ ‫اإلفصاح عنها‪.‬‬ ‫أما االعتراض على الوزراء األربعة فأمر حاصل‪ ،‬ألنهم معرضون للنقد باستمرار‬ ‫بسبب فقر أدائهم وضمور إنجازهم‪ ،‬وهزال سلوكهم وسالطة لسان بعضهم‪،‬‬ ‫كالوزير صاحب «السانيدة» الذي احتقر في البرلمانيين قدرتهم على فهم قوله‪،‬‬ ‫فاستعان بـ «خشيبات» المعلم في محاولته حمل األطفال الصغار على استيعاب‬ ‫العمليات األربع في مادة الحساب‪ ،‬حيث قام الداودي‪ ،‬بنثر سانيدة السكر في وجه‬ ‫ممثلي األمة‪.‬‬ ‫وكثيرا ما شاهدنا الداودي يدخل في نوبات «تبوريدة» على البرلمانيين‪،‬‬ ‫وهو يعلم أن وجود الحكومة أصال رهين بتزكية البرلمان وأن البرلمانيين هم‬ ‫أولياء نعمة الوزراء !‬ ‫وها هو الوزيـر الداودي يثيـر االنتبــاه‪ ،‬سلبا‪ ،‬حين خلق الجدل من جديد‬ ‫بالبرلمان في مواجهة «شاخذة» ضد نائب معارض في سياق جواب عن استفسار‬ ‫حول أسعار بعض المواد االستهالكية ‪ ،‬تزامنا مع إضراب أصحاب الشاحنات‪.‬‬ ‫الداودي لعب على وثر الديمقراطية‪ ،‬والحق في اإلضراب المكفول للجميع‪،‬‬ ‫وعبر عن نوع من «التعاطف» مع «المغاربة» المضربين وأعرب عن تفهم المغاربة‬ ‫لإلضراب‪ ،‬كما أن الفرنسيين يتفهمون تبعات اإلضراب وال يتضجرون من فراغ‬ ‫محطات توزيع المحروقات حين ال يجدون بها نقطة بنزين‪.‬‬ ‫وتساءل‪ ،‬هل نمنع المغاربة من حقهم في اإلضراب ؟‬ ‫ال يا سيد‪ ،‬الحل ليس في منع اإلضراب‪ ،‬بل في تقنينه وتسهيله وحماية‬ ‫منظميه والمشاركين فيه‪ ،‬واجبكم هو في تفادي وقوع اإلضراب الذي هو نوع‬ ‫من إثارة انتباه الدولة إلى أن شيئا ما ليس على ما يرام‪ ،‬وحين يقع‪ ،‬فإن على‬ ‫الحكومة أن تسعى إلى محاورة المضربين حول دواعي إضرابهم‪ ،‬واالستجابة‬ ‫الفورية لمطالبهم‪ ،‬حماية لمصالحهم وللمصلحة العامة‪ ،‬وأن ال تنتظر تفاقم‬ ‫مشاكل المواطنين قبل أن «تتكرم» بالوقوف على المطالب والوعد بتقديم‬ ‫«أنصاف الحلول» للمشاكل المطروحة‪.‬‬ ‫الداودي‪ ،‬وكعادته‪ ،‬استعمل لغة «القوة» في الرد على منتقدي سياسة وزارته‪،‬‬ ‫بخصوص ضبط أسعار المحروقات‪ ،‬وقال‪ « :‬إن األمر «بيدي» وأنا أطبق سياستي‬ ‫وليس سياسة النائب المستفسر‪ ،‬وسأتدخل في الوقت المناسب»‪.‬‬ ‫وبعد محاولة التشويش على تدخله من طرف بعض النواب ‪ ،‬خاصة الذين ال‬ ‫يحملون له ولحزبه أدنى درة من ودّ‪ ،‬صاح الوزير في وجه الجميع‪ ،‬غاضبا‪« ،‬الغواة‬ ‫«احنا مواليه» ‪«...‬نحن أصحابه»‪( ...‬وهذا صحيح)‪ ،‬وأضاف أن «غواتنا قوي و عامر»‬ ‫ومبني على الصح‪ ،‬وأننا ال نكذب على المغاربة‪ ،‬وموعدنا انتخابات سنة ‪،2021‬‬ ‫ليتضح للشعب من يخدمه بصدق ومن يخادعه‪......‬‬

‫كنت جاه ًال وي� َ‬ ‫�س ُت ْبدي َ‬ ‫أيام ما َ‬ ‫تـزودِ‬ ‫أتيـك بالأخبــارِ من لـم ِّ‬ ‫لك ال ُ‬ ‫وي� َ‬ ‫وقت َم ْوع ِد‬ ‫أتيك بالأنبــاءِ من مل َت ْبع لــه َبتات ًا ومل َت رْ�ض ْب له َ‬

‫(طرفة بن العبد)‬

‫ولدعم فكرته بخصوص تفاني حكومة البيجيدي في خدمة الشعب‪ ،‬دافع‬ ‫الوزير عن حصيلة عمل الحكومة البيجيدية الثانية‪ ،‬مؤكدا أن اإلصالحات التي‬ ‫أقدمت عليها هذه الحكومة لم يشهد المغرب مثلها من قبل»‪ ،‬خاصة في ما يخص‬ ‫مواكبة الطبقة المتوسطة ـــ التي تكاد تندثر ـــ من حيث الدعم االجتماعي‪.‬‬ ‫ولكن «جوهرة» تدخل الوزير الداودي‪ ،‬هي في إعالنه بصوت مرتفع‪ ،‬أن‬ ‫«المغرب مافيهش الهراوة»‬ ‫ال يامعالي الوزير‪ ،‬الهراوة كاينة‪ ،‬نعم آس‪ ،‬و «مجهدة» واألحذية الغليظة‬ ‫موجودة وتشتغل بجد ونشاط ‪ .‬وال تقتصر على من كانت «أم الوزارات» تسميهم‬ ‫أصحاب ‘’الرؤوس السخونة’’‪ ،‬بل إنه ال يسلم منها حتى المحتجين على محاوالت‬ ‫االستيالء على األراضي الساللية ‪ ،‬مثال ‪ ،‬ويكفي تصفح الجرائد اليومية أو القيام‬ ‫بجولة «ممتعة» في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬ليعلم الوزير الهمام أن «الهراوة»‬ ‫مالزمة للديمقراطية في البلدان التي ال تزال تلعب على وتر الواجهة !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫العثماني كان على حق حين زهــد في خدمــة القنـــاة‬ ‫الثانية‪ ،‬وفضل عليها «األولى» و «ميدي آن»‪ ،‬ليوصل خواطره‬ ‫للمواطنين‪ ،‬حول «قضايا الساعة»‪ ،‬ويقنع مواطنيه بمنجزات‬ ‫حكومته الباهرة‪ ،‬في مختلف الحياة العامة للبالد‪.‬‬ ‫ومن أهم تلك المنجزات‪« ،‬شقلبة» الساعة‪ ،‬بين يوم‬ ‫وليلة‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بمستخدمي عيادته‪ ،‬أو ب «خماسي»‬ ‫«فيرمته»‪ .....‬حيث تصرف دون أدنى اعتبار لمصالح حوالي‬ ‫أربعين مليون مغربي ومغربية وقرابة ‪ 8‬ماليين أسرة ودون‬ ‫تقدير المتاعب التي يسببها هذا اإلجراء الذي وصف بالمتسرع‬ ‫والمرتجل‪ ،‬من طرف أكثر من منبر وأكثر من جهة‪ ،‬إال من‬ ‫طرف الوزير محمد بن عبد القادر‪ ،‬و «زعيمه» «األشقر»‪ ،‬الذي‬ ‫اعتبر أن الجدل حول الساعة الصيفية «مغلوط»‪ ،‬وأنه «يضر‬ ‫بسمعة المغرب» وال يستفيد منه سوى خصوم المغرب‪ ،‬وأن‬ ‫المغاربة مع الساعة الصيفية‪ ،‬وأنهم مستعدون للعمل «على‬ ‫النبوري» !‬ ‫ولسنا ندري عن أي مغاربة يتحدث الزعيم االشتراكي‬ ‫األوحد ‪ .‬األكيد عندنا أنه ال يعرف المغاربة‪ ،‬وال يعيش‬ ‫هموم المغاربة ‪ ،‬وال يقرأ صحف المغاربة‪ ،‬وأن همه األكبر هو‬ ‫الدفاع عن وزيريه في اإلدارة والسكن‪ ،‬اللذين اعتبر أنهما‬ ‫مستهدفان‪ ،‬ولم يقل لنا من أي جهة‪ ،‬ولكننا فهمنا‪ ،‬وتجاهلنا‪،‬‬ ‫وقلنا ‪ :‬عبث عابثين‪.....‬‬ ‫حول موضوع «الساعة العثمانية» اعترف بتقصيره في‬ ‫التواصل مع المغاربة بهذا الخصوص وأعلن ‪mea culpa‬‬ ‫عما حصل ومرّ إلى «تلميع صورته» كرئيس للحكومة‪ ،‬بدون‬ ‫منازع‪ ،‬مهما عال شأنه وارتفعت أسهمه ‪ ،‬وأن حكومته متراصة‬ ‫األركان‪« ،‬كسمن على عسل» وأن ظهور بعض «الخالفات»‬ ‫في الرأي‪ ،‬من جانب مكونات الحكومة السياسية‪« ،‬كي والو» ‪،‬‬ ‫بل إنه «أمر صحي» «وال ضير في ذلك» !‬ ‫وتحدث‪ ،‬ال فض فوه‪ ،‬عن تعاقد األساتدة مشيدا بعبقرية‬ ‫أصحاب هذه المبادرة التي تضمن كل الحقوق للمتعاقدين ‪،‬‬ ‫باستثناء ما هو أهم من األجور والترقية‪ .....‬التقاعد ! فالتعاقد‬ ‫بدون تقاعد يبقى عمال «تدليسيا» وتمييزيا بين أصحاب‬ ‫المهنة الواحدة ‪ ،‬والمسؤولية الواحدة ‪ ،‬في بلد يبدو أن بعض‬ ‫مسؤوليه فقدوا بوصلة التمييز بين الشيء وضده‪.‬‬ ‫أما التعليم على خطورته ‪ ،‬فقد مر عليه مرور اللئام‪ ،‬معلنا‬ ‫أن ال تراجع عن مجانية التعليم العمومي إال في ما يخص‬ ‫األسر الميسورة التي عليها أن «تدفع»‪ .‬ولم يحدد لنا ما الذي‬ ‫يعنيه بالميسورة‪ ،‬إال أن يكون قصده الذكي يعني بها األسر‬ ‫المليونية الدخل‪ .‬أما األسر التي ال يصل مدخولها إلى ‪ 10‬آالف‬ ‫درهم شهريا فإنها تصنف في خانة «فقراء» الوزيرة نسيمة‬ ‫الحقاوي التي حددت «اليسر» في ما فوق ‪ 20‬درهما كحد‬ ‫أقصى للفوز برتبة الميسرة والنعمة والبركة !‪....‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال فرن�سية بعد اليوم يف الإدارة الوطنية‬

‫منشور «رئاسي» يلزم الحكومة والمؤسسات العمومية‬ ‫بالحد من استعمال اللغة الفرنسية في المراسالت اإلدارية‪،‬‬ ‫‪، conformément à l’article 5 de la Constitution‬‬ ‫واستعمال العربية أو األمازيغية أو هما معا‪ du fait ،‬أنهما‬ ‫اللغتان الرسميتان للبالد‪.‬‬ ‫‪ A signaler que‬المنشور يذكر بمنشورين سابقين‬ ‫اللذين يلزمان ‪ ouvertement‬اإلدارة العمومية باستعمال‬ ‫اللغة العربية في المراسالت اإلدارية ‪à l’exception des‬‬ ‫‪ correspondances‬الموجهة لجهات أجنبيــة‪ ،‬أو عنـد‬ ‫استعمال وثائق تقنية ‪:‬‬ ‫‪Qu’il s’avère difficile de traduire à l’Arabe.‬‬ ‫‪Donc,‬‬ ‫فإن استعمال العربية واألمازيغية صار ‪dorénavant‬‬ ‫ملزما لإلدارة الوطنية‪ ،‬والجماعــات المحلية والمؤسسات‬ ‫العمومية ‪:‬‬ ‫‪Dans tout acte, correspondance, contrat,‬‬ ‫‪ou document interne au dirigé au public‬‬ ‫! ‪A Bon Entendeur, Salut‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ديون املغرب «حتت ال�سيطرة»‪،‬‬ ‫قر�ض جديد ب ‪ 75‬مليون �أورو‪! ...‬‬

‫أراد الحبيب جطو أن «يخلعنا» حين دون في تقريره ما‬ ‫معناه أن الدين العمومي بلغ ‪ ،‬نهاية السنة الجارية‪ ،‬ما يفوق‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫‪ 970‬مليار درهم‪.‬وأن دين الخزينة بلغ ‪ 692,3‬مليار درهم‬ ‫أي ‪ 65,1‬بالمائة من النتاج الداخلي الخام‪ .‬أما المؤسسات‬ ‫والمقاوالت العمومية المضمونة وغير المضمونة فقد بلغت‬ ‫مديونيتها ‪ 277,7‬مليار درهم‪ .‬وأن التوجه الحكومي نحو‬ ‫تقليص الدين العمومي إلى ‪ 65‬بالمائة من الناتج الداخلي‬ ‫الخام سنة ‪ 2021‬أصبح أمرا صعبا‪.‬‬ ‫أما الحبيب الجواهري فقد أعلن أن حجم الدين الخارحي‬ ‫العمومي بلغ السنة الماضية ‪ 332,35‬مليار درهم وأن الدين‬ ‫الخرجي للخزينة يمثل ‪ 31‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫وحتى تبين الحكومة للسيد جطو وللسيد الجواهري‪،‬‬ ‫أن ال خطر في ارتفاع المديونية العامة‪ ،‬ومديونية الخزينة‬ ‫حتى وإن فاقت نسبتها في ‪ PIB‬تسعين بالمائة‪ ،‬فقد عمدت‬ ‫إلى االقتراض من جديد لدى بنك التنمية اإلفريقي بمبلغ ‪75‬‬ ‫مليون أورو‪ ،‬من أجل توسيع مطار سال الدولي‪.‬‬ ‫وأضيفت إلى هذا الهدف المعقول‪« ،‬أدبيات» معلومة عند‬ ‫محرري البالغات الحكومية‪ ،‬من أن هذا التمويل سوف «يعزز »‬ ‫تنافسية وجاذبية المنطقة وجعلها قطبا إقليميا ‪.‬‬ ‫ولكم كنا سعداء لو تم تمويل هذا المشروع ذاتيا‪ ،‬أما‬ ‫وأن الحكومة تعترف بأن تراجع «صدقات» الخليح عمقت‬ ‫عجز المديونية العمومية‪ ،‬فإن األمر ال يوحي بما كنا نتوقعه‬ ‫ونرجوه من طمأنينة وارتياح !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«لوبيات» ّ‬ ‫الدخان بالربملان‬

‫لوبيات التبغ موجودة ببرلمان المغرب منذ أكثر من‬ ‫عشرين سنة ‪ ،‬وتمارس «رياضة» الضغط إلقبار كل مبادرة‬ ‫جادة لتطبيق قانون منع التدخين واإلشهارللتبغ‪ ،‬وهو القانون‬ ‫رقم ‪ 15.91‬الذي يعود صدوره إلى العام ‪.1991‬‬ ‫وقد بدا ذلك جليا حين عمد برلماني إلى استفسار وزير‬ ‫الصحة‪ ،‬في يوليوز الماضي‪ ،‬حول هذا القانون‪ ،‬حيث أجاب‬ ‫الوزير الدكالي بأن هذا القانون أصبح متجاوزا وأن علينا أن‬ ‫نفكر في قانون جديد‪... ،‬البد وأنه سيبقى في الرفوف إلى أن‬ ‫يصبح متجاوزا بدوره‪ ،‬ونصبح البلد الوحيد في العالم الذي لم‬ ‫يصادق بعدُ على االتفاقية الدولية لمكافحة التدخين التي‬ ‫تضم ‪ 168‬دولة‪ ،‬من األطراف داخل األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ومن عجائب المغرب التي ال تنتهي‪ ،‬أنه كان من أوائل‬ ‫البلدان على الصعيد اإلقليمي الذي وضع في أبريل سنة‬ ‫‪ ،1991‬قانونا لمكافحة التدخين في األماكن العمومية‪ ،‬ونشر‬ ‫هذا القانون بالجريدة الرسمية في غشت سنة ‪ ،1995‬إال أن‬ ‫الحكومة لم تصدر أي مرسوم تطبيقي لتفعيل هذا القانون‬ ‫بالرغم من تدخالت فرق برلمانية من األحزاب الوطنية‪،‬‬ ‫بمشاريع قوانين بهذا الشأن‪ ،‬تم وضعها‪ ،‬بعناية فائقة‪ ،‬في‬ ‫ثالجة القوانين المجمدة‪ ،‬على طريقة اإلسبات الجليدي على‬ ‫طريقة لويس دي فونيس‪ Louis de Funès‬في فيلمه‬ ‫الشهير ‪! ........Hibernatus‬‬ ‫وهاهو اللوبي يتحرك من جديد في مواجهة مقترح‬ ‫يتعلق برفع الضرائب الداخلية على استهالك بعض أنواع‬ ‫التبغ‪ ،‬بحجة انعكاساته على «تشجيع التهريب» ! والحال أن‬ ‫البالد «مفدنة» أمام التهريب ‪ ،tout azimut‬شماال وجنوبا‬ ‫شرقا وغربا‪ ،‬وأن أنهر «الكونطراباندو» تتدفق على الداخل‪،‬‬ ‫من جبل طارق وسبتة ومليلية‪ ،‬وزوج بغال‪ ،‬وجزر الكاناري وما‬ ‫بعد الصحراء‪ ،‬بما تحمل من سلع استهالكية‪ ،‬ومنها‪ ،‬أساسا‬ ‫الدخان والخمور‪ ،‬يكون اإلقبال عليها عادة‪ ،‬باهرا‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حكومة «المرجعية» المعلومة تتوقع أن‬ ‫تتحصل على ما يقارب ‪ 150‬مليار سنتيم‪ ،‬ضرائب على الخمور‬ ‫بجميع أنواعه وما يفوق ‪ 1000‬مليار سنتيم من التبغ‪ ،‬أيضا‬ ‫بجميع أنواعه‪.‬‬ ‫ال تنتظروا من حكومة يقودها إسالميون «معتدلون»‬ ‫أن تحارب هذه «الموبقات» بالمنع والحد من االستهالك‪ ،‬ال‪،‬‬ ‫أبدا‪ ،‬ولكن بالرفق‪ ،‬والدعاء الصالح‪ ،‬وطلب الستر‪ ،‬والدعوة‬ ‫بالحكمة والموعظة الحسنة‪.....‬‬ ‫وإال فإن ثقب الميزانية الوطنية سوف تتسع‪ ،‬وتترهل‪،‬‬ ‫ويصعب «ترقيعها» ومديونة الخزينة سوف تتضخم وتتعاظم‪،‬‬ ‫وتصبح مستحقات الدين غير محتملة بل‪ ،‬وسببا من أسباب‬ ‫تعميق األزمة االجتماعية ‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬كلوا و «اشربوا» و «دخنوا» ‪ ،‬هنيئا مريئا‪ ،‬ال حرج‬ ‫عليكم‪ ،‬اليوم يغفر اهلل لكم‪ ،‬وساهموا في التخفيف من عبء‬ ‫الوضعية االقتصادية الصعبة‪ ،‬التي ال ذنب لكم فيها‪ ،‬ولو من‬ ‫باب «التضامن» المغربي الذي يعتبر قيمة من قيم شعبنا‬ ‫العظيم !!!‪.....‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫«عندما تخون المرأة زوجها‪ »!!! ‬ظاهرة حقيقية‬ ‫أصبحت تلح علينا طرحها و التداول فيها‬

‫«انتبهوا �أيها الأزواج‪ ...‬فالزوجة قد ت�صل �إلى �إر�ضاء‬ ‫الذات الغا�ضبة عرب اخليانة‪»....‬‬ ‫أظهرت الدراسات عبر التاريخ‪ ،‬أن الخيانة الزوجية كانت مرتبطة أساسا بالرجال‪ ،‬لكن أضحت‬ ‫مؤخرا ظاهرة خيانة الزوجات منتشرة في جميع األوساط الغربية والعربية‪ ،‬وفي المغرب أيضا‬ ‫وبشكل مخيف‪ ،‬صحيح أن عدد النساء اللواتي يخن أزواجهن ألسباب معينة لسن بنفس عدد‬ ‫الرجال‪ ،‬لكنهن موجودات‪ ...‬‬ ‫و ألننا في مجتمع ذكوري يتقبل خيانة األزواج‪ ،‬بل يعتبرها مسألة عادية أحيانا‪ ،‬ظلت خيانات‬ ‫الزوجات تمر في سرية تامة ما إن اعترفت الفاعلة بنفسها أو أكثرت من لقاء عاشقها أو‬ ‫عشاقها غير مهتمة بردود فعل اآلخرين‪...‬‬ ‫اليوم ظهرت خيانة من نوع آخر مع ظهور اإلنترنيت‪ ،‬حيث تلجأ العديد من النسوة إلى ربط‬ ‫عالقات حميمية من نوع خاص‪ ،‬أثناء غياب أزواجهن عبر شبكات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن هناك العديد من العوامل تساهم في تطوير هذا النوع من العالقات‪...‬‬ ‫يقول الباحثون االجتماعيون‪ ،‬إن هناك بشكل خاص نوعيات من النساء اللواتي من الممكن‬ ‫أن يخن أزواجهن‪ ،‬وقد يكون ذلك مبرراً بالنسبة لهن لسبب من األسباب‪.‬‬ ‫وأجريت دراسات عدة بخصوص موضوع الخيانة واإلنترنت‪ ،‬وتبين أن هناك نوعيات من‬ ‫النساء اللواتي يمكن أن يرتكبن الخيانة الزوجية‬ ‫أكثر من غيرهن‪ ،‬وهن كالآلتي‪:‬‬

‫* المـــرأة التـي لديهـا عدد كبيــر من‬ ‫األصدقاء الذكور‪...‬‬ ‫أثبتت الدراســـة أن الصداقــة بين الرجل‬ ‫والمرأة ممكنة‪ ،‬ولكنها في معظم الحاالت غير‬ ‫نظيفة‪ ،‬فالمرأة التي تحتفظ بعدد كبير من‬ ‫الصداقات من الرجال يمكن أن تقع في يوم من‬ ‫األيام ضحية الخيانة الزوجية‪ ،‬من حيث إعجابها‬ ‫بصديق وانجذابها له‪.‬‬

‫* المرأة التي عندها صديقات كثيرات‬ ‫وقعن في مطب خيانة أزواجهن‪...‬‬ ‫أضافت الدراسة أن هناك غيرة بين صفوف النساء من بعضهن البعض‪ ،‬فإذا كانت المرأة‬ ‫تملك عددا كبيراً من النساء اللواتي خنّ أزواجهن‪ ،‬فمن الممكن أن يلعب التأثير الشخصي‬ ‫دورا‪ ،‬وبخاصة المرأة التي تغار بسرعة من بقية النساء‪.‬‬

‫* المـرأة التي تشعـر بضرورة جذب‬ ‫اهتمام اآلخرين بها‪...‬‬

‫يوجد في عالم النساء ما يعرف بضرورة‬ ‫الشعور بأنها محـور اهتمام اآلخرين‪ ،‬ومن‬ ‫المعروف أيضاً‪ ،‬بحسب قـول الدراســـة‪ ،‬أن‬ ‫المرأة بشكل خــاص تتــوق دوما الهتمام‬ ‫اآلخرين بها‪ ،‬فإذا كانت المرأة ال تشعر بأنها‬ ‫تتلقى هذا االهتمام من زوجها‪ ،‬فقد تلجأ إلى‬ ‫الخيانة لمجرد جذب اهتمام رجل آخر‪.‬‬

‫* المرأة المادية‪...‬‬

‫إن المرأة التي تشعر بأن المادة هي كل‬ ‫شيء في حياتها يمكن أن تسعى إلى عالقة‬ ‫غير مشروعة مـع رجـل ثري فقـط‪ ،‬إلشباع‬ ‫رغباتها المادية‪ ،‬والشعور بأنها كسبت قلب‬ ‫رجل غني جداً‪ ،‬يمكن أن يقدم لها الهدايا‬ ‫الفاخرة‪.‬‬

‫* المـرأة التي تشعـر بأن أنوثتهـا‬ ‫تعني العالقة الحميمية‪...‬‬ ‫هناك نساء كثيرات يشعرن بأنهن جذابات‪ ،‬وبأن أنوثتهن تتطلب الكثير من الجنس‪،‬‬ ‫ولذلك فهي قد تظن بأنه من الجميل أن تمارس الجنس مع أكثر من رجل غير زوجها‪ ،‬لتشعر‬ ‫بأنوثتها‪ ،‬أو لتظهر أنوثتها لعدد كبير من الرجال‪.‬‬

‫* المرأة التي تحب المغامرة غير المحسوبة‪...‬‬ ‫أشارت الدراسة إلى أن هناك عددا كبيرا من النساء اللواتي يحببن المغامرة من دون حساب‬ ‫العواقب‪ ،‬وقد تمثل الخيانة بالنسبة لهن كنوع من المغامرة المثيرة‪.‬‬

‫* المرأة التي تمل من زوجها بسرعة‪...‬‬ ‫إن الملل قد يكون سببا لخيانة بعض الزوجات‪ ،‬أي أنهن ال يشعرن باإلثارة مع أزواجهن‪،‬‬ ‫ويعتقدن بأن رجال آخر قد يمنحهن تلك اإلثارة‪.‬‬

‫* المرأة التي خانها زوجها‪...‬‬

‫هناك نساء يملكن شعورا قويا باإلنتقام من الزوج‪ ،‬الذي خانهن‪ ،‬فتقوم هي أيضا بخيانته‬ ‫دون أن تطلب الطالق‪ ،‬وهي تفكر بشريعة «العين بالعين والسن بالسن»‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫* السعي وراء اكتساب خبرة جنسية‪...‬‬

‫هناك نساء كثيرات يشعرن بالرغبة الكتساب المزيد من الخبرة والتجربة الجنسية‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن يكون ذلك سببا عند بعضهن لخيانة أزواجهن مع رجال آخرين تحت هذه الذريعة‪....‬‬

‫* المرأة التي تشعر بالدونية‪...‬‬

‫إن المرأة التي تشعر بالدونية‪ ،‬نتيجة إهمال زوجها لها يمكن أن تلجأ للخيانة الزوجية‪،‬‬ ‫لتشعر بأنها ليست إمرأة سيئة أو غير جذابة‪ ،‬كما يقول لها زوجها‪...‬‬ ‫صادفنا نساء بعدة فضاءات تبرر أسباب خيانتهن ألزواجهن لسبب من هذه األسباب التي‬ ‫ذكرناها‪،‬لكن أغلب الزيجات أكدت أن فعل الخيانة جاء نتيجة االنتقام من أزواج تكررت خيانتهم‬ ‫ولم تكن هناك وسيلة إلطفاء تلك الغيرة‪ ،‬وإرضاء الذات الغاضبة غير ممارسة فعل الخيانة ‪...‬‬

‫ُخ ْن ُت و َل ْن �أَ ْن َدم‬

‫هكذا عبرت أسماء ‪ 38‬سنة عن تجربتها في خيانة زوجها‪ ،‬وهي تحكي روايتها متأسفة عن‬ ‫دوافع ما أقدمت عليه «لقد تعرضت لإلهانة مرات من طرف زوجي‪ ،‬وفي كل مرة أجد آثار‬ ‫خيانته‪ ،‬بل رأيته مرات يصطحب شابات بسيارته بحجة المهنة‪ ،‬إلى حين اكتشفت أنه يملك‬ ‫هاتفا أخر تنتهي صالحيته بدخوله للبيت‪ ،‬لم‬ ‫يكن باستطاعتي أن أطلـــب الطـالق بعد عشرة‬ ‫دامت ‪18‬سنة أنجبنا من خاللها أربعة أطفال‬ ‫ويعلم هو أنه ال يمكنني مغادرة بيتي فوالداي‬ ‫متوفيان وأنا ال أملك راتبا لتغطية مصاريـفي‬ ‫الخاصة‪ ،‬هو يعلم جيدا بنقاط ضعفي‪ ،‬وبعـد‬ ‫فشـــل كـل محاوالتـي لفـــرض احترامـه لي‪،‬‬ ‫قررت االنتقــام منــه عبر خيانتــه مع أقــرب‬ ‫أصدقائه الذي كنت دائما أشكو له كل همومي‬ ‫ومعاناتي مع زالته‪ ،‬فصديقه مطلق وكان دائما‬ ‫يدافع عني كلما أغضبني زوجي وكان يتدخل‬ ‫فيما بيننا بالخير‪ ،‬لكن كل محاوالته هو أيضا‬ ‫فشلت في إقناع زوجي أن يلتزم بمسؤولياته‬ ‫اتجاه بيته‪ ،‬فهو أصبح يدمن السهر والسفر مع رفاق السوء وكأنه يعاني مراهقة متأخرة‪،‬‬ ‫ثقته العمياء في صديقه مكنتني من إغراء هذا األخير خاصة وأنني أحسست بإعجابه الشديد‬ ‫حيث كلما رآني إال وردد العبارة التالية «شحال من راجل مالقى إمراة وشحال من إمراة ما لقت‬ ‫راجل‪ ،‬أنا بعد لو كنت محظوظ راني خذيت‬ ‫إمراة تشبهك‪.»....‬‬ ‫«هذه العبــارات كانت كافيــة ألتعلـق به‪،‬‬ ‫وهـو الذي عـاش معي كل أزمــاتـي األسريـة‪،‬‬ ‫وأكثر األشياء التي ربطتنا ببعض هو كثرة‬ ‫المكالمات الهاتفية التي كان يطول فيها‬ ‫الحديث كلما تأخر زوجي عن البيت أو سافر‬ ‫دون علمي‪ ،‬فليـــس لي أحد أشكو له غير‬ ‫صديقه وهو الذي يؤكــد لي سفــر زوجي‬ ‫خاصة حين يرفض‪ ،‬أي هذا األخير‪ ،‬الرد على‬ ‫مكالماتي‪ ،‬لربما صديقه مأل الفراغ الروحي‬ ‫الذي أصبحت أعانيه‪ ،‬ولربما أيضا قررت أن‬ ‫أختار بديال لزوجي بعد هجرانه‪ ،‬والحقيقة‬ ‫كل الحقيقة أن األمر ال يعدو انتقاما‪ ،‬فأنا‬ ‫كنت سعيدة في أخذ القرار‪ ،‬وقد خططت له‬ ‫بعد تفكير وأحسست بالسعادة وأنا أحقق‬ ‫هذا المبتغى‪ ،‬خاصة بعد نجاحي في إقناع‬ ‫صديق زوجي بمشاركته لي خيانته وهو األمر‬ ‫الذي لن يتوقعه أحد‪ ،‬صحيح أن كل واحد منا‬ ‫يمارس خيانته بعيدا عن البيت‪ ،‬لكن أحمل‬ ‫مسؤولية ما نعانيه لزوجي الذي تفرغ لنزواته‬ ‫وترك لي فرصة الصيد في الماء العكر‪ ،‬فأنا لم أكن فاسدة ولم يكن مبتغاي أن أعيش فيما‬ ‫أنا عليه اآلن‪ ،‬هو من أهانني ودفع بي إلى هذا الفعل‪ ،‬عبر االستمرار في عالقة غير شرعية مع‬ ‫أقرب أصدقائه‪ ،‬وأنا ال أحس بالذنب بل أعتبر الذنب ذنبه فهو الراعي والمسؤول عن سير بيته‬ ‫وانحرافه‪ ،‬وأحمله حتى مسؤولية أخطائي‪.»...‬‬ ‫نفس العذر‪ ,‬بررت به العديد من النساء خيانتهن تحت ضغط االنتقام‪ ،‬بينما هناك حاالت‬ ‫تؤكد أن دوافعها في الخيانة تنم عن بخل أزواجهن أي أن الدافع المالي هو الذي جعلهن‬ ‫يبحثن عما سيحقق لهن متطلباتهن المالية‪ ،‬خاصة وأن أزواجهن يملكون المال لكنهم‬ ‫يرفضون صرفه على زوجاتهم وقد دفعوهن للخيانة بشكل مباشر من أجل البحث عن النقود‬ ‫عند غيرهم‪...‬‬ ‫من حيث الكم‪ ،‬فإن واقع المجتمعات يؤكد أن خيانة الزوجات أقل بكثير من خيانة األزواج‪،‬‬ ‫فال تخون المرأة زوجها أو تنحرف إال وأن هناك اضطراباً في نفسيتها أوجدته ظروف تنشئتها‬ ‫اإلجتماعية غير السليمة‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل أخرى تتضافر لتدفعها إلى االنحراف‪ ،‬إال أن‬ ‫المرأة اتسمت بالمروءة في أغلب الحاالت التي تورط فيها زوجها بالخيانة‪ ،‬حيث لم تقبل له‬ ‫السجن بتلك التهمة من خالل إسراعها للتنازل له عن حقها في المتابعة‪ ،‬في حين لم تسجل‬ ‫إال حاالت نادرة تنازل فيها األزواج عن حقهم في المتابعة القضائية ضد زوجاتهم كلما تلبسن‬ ‫في الخيانة الزوجية‪ ،‬باعتبار أن المجتمع يجرم خيانة الزوجات أكثر من خيانة األزواج‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أنها جريمة ارتكبها إنسان‪ ،‬مهما كان جنسه‪ ،‬فهي خيانة لاللتزام وتعاقد بين طرفين‪،‬‬ ‫باسم الحب والدين والقانون‪..‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫ثالث سنوات لشاهد‬ ‫زور بطنجة‬

‫التحقيق في خروقات وتجاوزات خطيرة بجماعة تطوان‪ ‬‬ ‫إهمال استئناف أحكام ابتدائية ضدها وتعويضات‬ ‫بملياري سنتيم‪ ‬‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر خاصة أن لجنة‬ ‫تفتيش تابعة لوزارة الداخلية ما زالت تحقق في‬ ‫خروقات وتجاوزات تتعلق بملفات تسيير الشأن‬ ‫العام المحلي بالجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬فضال عن‬ ‫تدقيق أعضائها في ملفات نزع الملكية واالعتداء‬ ‫المادي والتعويض من المال العام‪ ،‬واستفسار جميع‬ ‫المصالح والمسؤولين لتحديد‪ .‬المسؤوليات وربطها‬ ‫بالمحاسبة حسب ما جاء في الدستور‪ ‬الجديد‬ ‫للمملكة‪ ‬والتوجيهات الملكية السامية‪ .‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر نفسها‪ ،‬فإن محمد ادعمار‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬سيكون ملزما بالجواب‬ ‫المفصل عن ظروف وحيثيات إهمال استئناف أحكام‬ ‫قضائية ابتدائية صادرة ضد الجماعة في ملفات نزع‬ ‫الملكية واالعتداء المادي‪ ،‬ال سيما والمبالغ المرتفعة‬ ‫للتعويضات والتي تجاوزت ملياري سنتيم‪ .‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن رئيس الجماعة‬ ‫يوجد في ورطة بسبب عجزه عن تبرير عدم استئناف‬ ‫حكمين ابتدائيين صادرين ضد الجماعة‪ ،‬ما ساهم‬ ‫في تكبيد الميزانية خسارات كبيرة‪ ،‬سيما وأن‬ ‫القانون الجاري به العمل‪ ،‬في مثل هذه الحاالت‬ ‫يتطلب استئناف األحكام واستنفاذ كافة الوسائل‬ ‫المشروعة في الدفاع عن مصلحة الجماعة والحفاظ‬ ‫على المال العام‪ .‬‬ ‫وحصلت «األخبار» على نسخ من تنفيذ حكمين‬ ‫ابتدائيين صدرا ضد الجماعة ولم يتم استئنافهما‬ ‫من طرف مصالح الجماعة في ظروف غامضة وغير‬ ‫مفهومة‪ ،‬حيث سبق وأدى ذلك إلى نشوب خالفات‬ ‫حادة بين الرئيس ونوابه خالل انعقاد الدورات‪،‬‬ ‫وسط مطالب بتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ .‬‬ ‫وذكر مصدر مطلع أن لجنة التفتيش ستحقق‬

‫وقررت الهيأة مناقشة ملف هذه القضية الحامل‬ ‫لرقم (‪ )718/18‬في جلسة عمومية‪ ،‬واستمعت‬ ‫لشاهد‪ ‬اإلثبات المحبوس (م‪.‬ك)‪ ،‬البالغ من العمر‬ ‫‪ 60‬سنة‪ ،‬الذي أقر بتخاذله في أداء شهادته‬ ‫وتناقض أقواله أمام المحكمة‪ ،‬عما سبق وأن أدلى‬ ‫به أمام الضابطة القضائية ولدى قاضي التحقيق‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أنها جاءت تحت التهديد‪ ،‬مكتفيا‬ ‫بمطالبة الهيأة بالعفو عنه‪ ،‬وهو الملتمس نفسه‬ ‫الذي تقدم به مؤازره‪ ،‬الذي طالب بتخفيف العقوبة‬ ‫عليه مراعاة‪ .‬لكبر سنه وظروفه االجتماعية‪ .‬‬ ‫ممثل النيابة العامة‪ ،‬وهو نفسه الذي سبق‬ ‫أن تقدم بملتمس المحكمة تم إثره اعتقال شاهد‬ ‫اإلثبات من داخل الجلسة بعد أن سجل عليه تناقضا‬ ‫واضحا في تصريحاته أثناء مناقشة جريمة قتل راح‬ ‫ضحيتها مشرف على مسجد القدس بمدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬أكد (ممثل النيابة ) من جديد خطورة الكذب‬ ‫وتعمد قلب الحقيقة في مجلس للقضاء‪ ،‬وكذا اآلثار‬ ‫الخطيرة المترتبة عنها في الفصل بالدعوى أمام‬ ‫المحكمة‪ ،‬سيما‪ ‬إذا توفر سوء النية‪ ،‬معتبرا ذلك‬ ‫من أبشع الرذائل وأشنع المعاصي وأكبر الكبائر‪،‬‬ ‫مطالبا في الوقت نفسه الهيأة بإنزال أشد‪ ‬العقوبة‬ ‫على المتهم وفقا لفصول المتابعة المنصوص‬ ‫عليها في الفصول ‪ 386‬إلى ‪ 379‬من القانون‬ ‫الجنائي‪ .‬‬

‫بتفصيل في ملفات الفساد التي أدت إلى عزل نائب‬ ‫ادعمار عبد الواحد أسريحن من طرف المحكمة‬ ‫اإلدارية بالرباط‪ ،‬سيما في خروقات تدبير ممتلكات‬ ‫الجماعة واإلعفاءات الضريبية‪ ،‬واختالالت تدبير‬ ‫المربعات بسوق الجملة للخضر والفواكه‪ ،‬فضال عن‬ ‫استغالل المال العام في توسيع القاعدة االنتخابية‪ .‬‬ ‫يذكر‪ ،‬أن الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬مازالت‬ ‫تغرق في ديون شركات التدبير المفوض‪ ،‬المكلفة‬

‫واعتقل المتهم‪ ,‬وهو حارس ليلي بحي أطاع اهلل‬ ‫بتدبير قطاعات الماء والكهرباء‪ ،‬والتطهير السائل بالقصر الكبير (مسرح الجريمة)‪ ،‬من قاعة الجلسات‬ ‫والنظافة والنقل الحضري‪ ،‬وذلك بسبب تراجع بعد أن تراجع بشكل مثير عن تصريحاته التمهيدية‬ ‫المداخيل وارتفاع المصاريف‪ ،‬في ظل استمرار المضمنة في محضر الضابطة القضائية بمفوضية‬ ‫الصراعات الشخصية وتصفية الحسابات السياسية المدينة‪ ،‬والمدلى بها أيضا أمام قاضي التحقيق‪،‬‬ ‫ونفى أمام الهيأة‪ ،‬بعد أدائه اليمين القانونية‪،‬‬ ‫داخل التحالف الهش‪ ،‬وغياب التنسيق الجيد بين‬ ‫تورط المتهم في جريمة الفقيه‪ ،‬مؤكدا أن الفاعل‬ ‫أعضاء األغلبية والرئيس للبحث في الحلول الناجعة الحقيقي شخص آخر يقضي عقوبة حبسية‪ ،‬وهو‬ ‫لألزمة الميزانية الخانقة‪ .‬‬ ‫ما دفع بممثل النيابة العامة إلى تقديم ملتمس‬ ‫‪ ‬‬ ‫الخضراوي‬ ‫حسن‬ ‫للمحكمة باعتقاله وفقا للفصل ‪ 425‬من القانون‬ ‫الجنائي ومتابعته بتهمة «شهادة الزور»‪ .‬‬

‫أسواق القرب بطنجة تفشل في احتواء الباعة المتجولين‪ ‬‬ ‫فشلت المصالح الوالئية لجماعة طنجة في‬ ‫إخضاع الباعة المتجولين لنظام أسواق القرب‬ ‫بالمدينة‪ ،‬حيث ما زالت عدد من النقاط بالمدينة‬ ‫تشهد‪ ‬تدفقا لهؤالء الباعة‪ ،‬في غياب تام لهذه‬ ‫المصالح‪ ،‬فضال عن تغاضيها‪ ‬عن مناطق أخرى‪،‬‬ ‫وكذا االقتصار على حمالت موسمية‪ .‬‬ ‫وحسب بعض المصادر المتتبعة لهذا الملف‪،‬‬ ‫فإنه بالرغم من كل الجهود التي بذلت للحد‬ ‫من هذه الظاهرة‪ ،‬بدءا من إحداث العشرات‬ ‫من أسواق القرب وإحصاء هذه الفئات‪ ،‬وتوزيع‬ ‫المحالت التجارية‪ ،‬فقد عجزت سلطات الوالية‬ ‫عن إدماج معظم التجار المستفيدين من هذه‬ ‫العملية‪ .‬وقد فضلوا العودة مرة أخرى إلى الشارع‬ ‫من أجل ممارسة نشاطهم المعتاد‪ ،‬بسبب فشل‬ ‫تجربة تلك األسواق وعدم فعاليتها‪ .‬‬ ‫وتساءلت هذه المصادر عن إمكانية صمود‬ ‫ما وصفته بشوكة سلطات الوالية بالرغم من‬ ‫هذه القالقل المستمرة‪ ،‬وذلك حتى يتم تعميم‬ ‫هذه العملية وتصفيـة جيوب الباعة بالتجوال‬ ‫في مختلف المناطق‪ ،‬والتي يوجــد معظمها‬ ‫بجوار األسواق العمومية‪ .‬ووضعت مطالب‬ ‫سابقة أمام عدة مصالح‪ ،‬تؤكد على أن المدخل‬ ‫األساسي للتصدي لهذه الظاهرة هو تصفية‬ ‫الملف الشائك الخاص بأسواق القرب‪ ،‬التي باءت‬ ‫تجربتها بالفشل‪ ،‬بسبب سوء التدبير الناتج عن‬ ‫توزيع نسبة عالية من المحالت التجارية على‬ ‫غير المستحقين الحقيقيين الذين يمارسون‬ ‫في الميدان‪ ،‬ثم اعتماد مقاربة موضوعية في‬

‫عاقبت غرفة الجنايات االبتدائية بطنجة‪ ،‬يوم‬ ‫الخميس‪ ،‬متهما بشهادة الزور وأداء يمين كاذبة‬ ‫في قضية جنائية تتعلق ب«القتل العمد مع سبق‬ ‫اإلصرار والترصد»‪ ،‬التي أدين من أجلها متهم‬ ‫بالسجن لمدة ‪ 30‬سنة سجنا نافذا‪ ،‬وحكمت عليه‬ ‫بعقوبة سالبة للحرية بلغت مدتها ‪ 3‬سنوات نافذة‬ ‫مع تعويض لفائدة المطالبين بالحق المدني قدره‬ ‫‪ 500‬ألف درهم وغرامة مالية يؤديها لخزينة الدولة‬ ‫مجبرة في األدنى‪ .‬‬

‫وتعود فصول الجريمة المرتكبة في حق‬ ‫الفقيه‪ ،‬إلى أواخر أكتوبر من السنة الماضية‪ ،‬حين‬ ‫كان الهالك متوجها كعادته قبل‪ ‬صالة الفجر لفتح‬ ‫باب المسجد‪ ،‬فاعترض سبيله شخص بواسطة‬ ‫سالح أبيض من أجل السرقة‪ ،‬إال أنه‪ ،‬عندما لم يجد‬ ‫لديه ما يسلبه منه‪ ،‬وجه له عدة طعنات وصلت‪،‬‬ ‫حسب التقرير الطبي‪ ،‬إلى ‪11‬طعنة بأنحاء متفرقة‬ ‫من جسده‪ ،‬نقل إثرها إلى مصحة خاصة بالرباط‪،‬‬ ‫حيث لفظ بها أنفاسه األخيرة رغم كل اإلسعافات‬ ‫المقدمة له ‪.‬‬

‫نـداء إنـساني‬

‫التعاطي مع هذا الملف من خالل فتح الحوار مع‬ ‫المعنيين باألمر‪ ،‬وإجراء إحصاء دقيق لعددهم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إشراك كل المتدخلين المعنيين‬ ‫بهذا الملف‪ ،‬مع العمل في إطار من الشفافية‬ ‫والمسؤولية والتعاون‪ .‬‬ ‫كما طالبت هيئات متتبعة للملف‪ ،‬بوضع‬ ‫ملف األسواق في إطاره الصحيح‪ ،‬من خالل إسناد‬ ‫المسؤولية إلى صاحب االختصاص وهو المجلس‬ ‫الجماعي الذي يجب أن يتحمل المسؤولية‪ ،‬وفي‬

‫هذه الحالة يحق للسلطة الوصية إخضاعه للمراقبة‬ ‫والمحاسبة‪ ،‬بالرغم من التخوفات السائدة حول‬ ‫إمكانية تحويل القضية إلى ملف انتخابي يلعب‬ ‫على وتره الحساس حزب العدالة والتنمية‪ ،‬المسير‬ ‫للشأن المحلي بالمدينة‪ ،‬خصوصا وأنه سبق أن‬ ‫تعرض تجار للموقف نفسه‪ ،‬أثناء إسناد الملف‬ ‫إلى منتخبين عن «البيجيدي» ببعض المؤسسات‬ ‫بالمدينة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‪ ‬‬

‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبـي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفــه الطبــي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هـــذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمد يد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بني مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫اقتصاد‬ ‫مؤشر المنافسة العالمي‪ :‬المغرب يحتل الدرجة ‪ 75 ‬‬

‫فعال لقد احتلت المملكة المغربية‬ ‫الرتبة ‪ 75‬م��ن أص��ل ‪ 140‬اقتصاد‬ ‫عالمي كما جاء في التقرير الذي جا ء به‬ ‫المنتدى العالمي لإلقتصاد ‪ WEF‬وذلك‬ ‫بمعدل ‪ 58،5‬نقطة‪.‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫مع العلم أن بلدنا يحتاج إلى اإلستثمارات الكبيرة للقيام بخلق فرص الشغل وتوفير البنيات‬ ‫التحتية الضرورية للنشاط اإلقتصادي‪.‬‬ ‫و إذا حددت الحكومة اإلستثمار العمومي للسنة المقبلة في حدود ‪ 100‬مليار درهم فعليها أن‬ ‫تمنح المستثمرين الخواص الجدد عددا من اإلعفاءات الضريبية والمساعدات األخرى ليرفعوا من‬ ‫استثماراتهم لتصل على األقل إلى نفس مستوى القطاع العام‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫شيكات و كمبياالت بدون رصيد بقيمة ‪ 35‬مليار درهم‬

‫بغض النظر عن المنهجية التي‬ ‫تم اعتمادها‪ ،‬فإن هذه الرتبة تعطينا‬ ‫فكرة عن تنافسية المغرب على الصعيد‬ ‫العالمي وتدفعنا إلى القيام ببعض‬ ‫التغييرات في سياستنا االقتصادية مع‬ ‫وضع اليد على مكامن الضعف والخلل‪.‬‬

‫ل��ق��د ت��ف��اق��م مشكل الشيكات‬ ‫والكمبياالت بدون رصيد بشكل كبير‬ ‫فمبلغ الشيكات قد وصل إلى ‪ 11،7‬مليار‬ ‫درهم في حين أن مبلغ الكمبياالت تعدى‬ ‫الضعف أي ما يناهز ‪ 23‬مليار درهم‪.‬‬

‫أما الدول األكثر تنافسية على الصعيد العالمي‪ ،‬فهي كاآلتي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الواليـات المتحـدة األمريكـيــة ـ ‪ - 2 ‬سنغــافــورة ـ ‪ - 3 ‬ألمانيا ـ ‪ - 4 ‬سويسرا ـ‪- 5 ‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪sssss‬‬

‫عجز الميزانية و المديونية مع بداية سنة ‪ 2019‬‬

‫إن الحكومة تقدر عجز الميزانية‬ ‫لسنة ‪ 2019‬بنسبة ‪ %3،8‎‬من الناتج‬ ‫الداخلي الخام عوض‪ %3‎‬كما أعلنت هي‬ ‫بنفسها في شهر غشت الماضي‪.‬‬

‫و ه��ذا بطبيعة الحال يؤثر سلبا‬ ‫على ميزانية الشركات و قد يؤدي إلى‬ ‫اإلف�لاس بالنسبة للشركات الصغيرة‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫وفي حالة عدم وجود الرصيد فإن‬ ‫الشركات ال تستطيع استرداد إال‪ %6‎‬من‬ ‫مجموع الشيكات والكمبياالت‪.‬‬ ‫وللحد من هذه األزمة ال بد أن يقوم بنك المغرب بعملية تواصل مع الشركات والتجار إلخبارهم‬ ‫باألشخاص الذاتيين والمعنويين الذين هم في حالة غير منتظمة وليس لهم رصيد كاف ألداء‬ ‫مستحقاتهم‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫وبما أن النمو االقتصادي ال يتجاوز‬ ‫‪ %3‎‬كما أن الحكومة ال تستطيع أن‬ ‫ترفع من ال��وع��اء الضريبي وبما أن‬ ‫الدولة لها نفقات ومصاريف عالية‪ ،‬فإن‬ ‫حل المديونية هو الذي يبقى مفتوحا‬ ‫أمامها‪.‬‬

‫االقتصاد الرقمي وعالقته بالتشغيل‪ ‬‬

‫و هذا سيدفع بالحكومة مرة أخرى‬ ‫إلى االستدانة‪ ،‬بما يناهز ‪ 67‬مليار درهم لتصل المديونية إلى ‪ 717‬مليار درهم خالل سنة ‪2019‬‬ ‫وهي بذلك ستتجاوز بكثير سقف‪ %64‎‬من الناتج الداخلي الخام سنويا‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫أهم التدابير الضريبية في مشروع قانون مالية ‪ 2019‬‬

‫‪ ‬هناك سبعة تدابير ضريبية جاء بها‬ ‫مشروع قانون مالية سنة ‪ 2019‬ولكن‬ ‫ليس فيها أي تخفيض لمعدل الضريبة‬ ‫على الدخل‪ .‬لذلك يجب على جميع‬ ‫األجراء والموظفين أن ينتظروا السنة‬ ‫المقبلة‪.‬‬

‫بدون أدنى شــك‪ ،‬قامــت الرقمنــة‬ ‫بتغيير وزعزعة معالم ســـوق الشغــل‪،‬‬ ‫وهناك مجموعة من المحللين تقــول‬ ‫بأن الرقمنة تخلق فرص شغــل كثيرة‬ ‫وجديدة‪ ،‬بينما هناك آخ��رون يقولون‬ ‫بأن صعود تكنولوجيات المعلوميــات‬ ‫والتواصل تقوم بقتــل فــرص الشغــل‬ ‫وترفع من معدالت البطالة عبر العالم‪.‬‬

‫ويالحــظ البنك الدولــي أن الدول‬ ‫العربية تتوفر على نساء لهن تخصصات‬ ‫في المعلوميات والعلوم والهندسة ومع‬ ‫ذلك فإن النساء في دول إفريقيا الشمالية والشرق األوسط ال يعملن بل إن أضعف معدل للنشاط‬ ‫االقتصادي النسوي هو الذي يوجد في منطقتنا‪.‬‬ ‫وحسب البنك الدولي دائما‪ ،‬إذا تم إدماج تلك النساء في سوق الشغل‪ ،‬فإن الناتج الداخلي‬ ‫الخام لمنطقة إفريقيا الشمالية والشرق األوسط سيرتفع على األقل بنسبة ‪ 2،7‬بليون دوالر من‬ ‫اآلن و إلى حدود سنة ‪.2025‬‬

‫أما فيما يخص الضرائب األخرى‪،‬‬ ‫فالتغييرات ستكون على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪sssss‬‬

‫‪ - 1‬ن��ق��ص ف��ي ال��ض��ري��ب��ة على‬ ‫الشركات في الشريحة الثانية من‪%20‎‬‬ ‫إلى‪ %17،5‎‬و الرفع في الشريحة األخيرة‬ ‫من‪ %31‎‬إلى‪.%32‎‬‬

‫ماذا يفضل المشغلون عند الشباب الذين سيتم توظيفهم؟‪ ‬‬

‫‪ - 2‬إن المصدرين الذين يحققون ربحا صافيا أكثر من ‪ 300.000‬درهم و أقل من ‪ 1‬مليون‬ ‫درهم سيؤدون ضريبة بقيمة‪ %10‎‬أما إذا كان أكثر من ‪ 1‬مليون درهم‪ ،‬فمعدل الضريبة الجزافي‬ ‫هو‪.%17،5‎‬‬ ‫‪ - 3‬هناك إلغاء التخفيض لمعدل‪ %40‎‬على المداخيل العقارية و سيوضع مكانه معدل‪%15‎‬‬ ‫وكذلك إعفاء من الضريبة بالنسبة للمداخيل العقارية التي ال تتجاوز ‪ 30.000‬درهم سنويا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اإلعفاء من الضريبة على الدخل المتعلقة بفائض القيمة المترتبة عن بيع السكن الرئيسي‬ ‫ستصبح الغية إذا كان ثمن البيع يتجاوز ‪ 500.000‬درهم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬سيتم حذف اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة فيما يخص التسليم لنفسه عند‬ ‫بناء ّ‬ ‫مسكن شخصي‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫االستثمار العمومي ينزل إلى مستوى ‪ 100‬مليار درهم‬

‫إن مجموع اإلستثمار العمومي الذي كان مبرمجا خالل سنة ‪ 2018‬هو ‪ 107،57‬مليار درهم‬ ‫في حين أن مشروع قانون مالية سنة ‪ 2019‬يقترح فقط ‪ 99‬مليار درهم أي بتراجع سنوي يقدر‬ ‫بنسبة‪.%8‎‬‬

‫إذا حاولنا أن نعرف ما هي الخصائص‬ ‫والمؤهالت التي يبحث عنها المشغلون‬ ‫عند الشبـــاب الذين سيتم توظيفهم‪،‬‬ ‫فإننا سنبقى مبهورين أم��ام النتائج‬ ‫والنسب المائوية‪.‬‬ ‫ ال يهتم المشغلـون المغاربــة‬‫إال بنسبــة ‪ %14‎‬بالنسبــة لشخصية‬ ‫المستخدمين ال��ج��دد‪ .‬ف��ي حين أن‬ ‫للشخصية دورا مهما في اتخاذ القرارات‬ ‫الصعبة والتواصل والمفاوضة وتسيير‬ ‫فريق العمل وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫ وتأتي التجربة في الدرجة األولى بنسبة‪.%46‎‬‬‫في حين أن التجربة في بعض األحيان ال تفيد شيئا‪ ،‬ال سيما في مشروعات جديدة وأعمال‬ ‫تتميز بالحداثة والتجديد والتغيير المستمر‪.‬‬ ‫ أما الدبلوم فيأتي في الدرجة الثانية بنسبة‪ .%40‎‬وهذا أراه شخصيا معقوال ألن الدبلوم‬‫ليس هي الكفاءات وفي بعض الحاالت‪ ،‬وعند إشكالية عويصة ومعقدة‪ ،‬قد ال يفيد الدبلوم تماما في‬ ‫حلها‪.‬‬

‫اقتصاد‬


‫العدد ‪967‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫صرخة سجين سابق ‪:‬‬

‫ما الجدوى من وجود مركز لإلدماج ‪ ...‬؟‬

‫ماذا بعد زيارة رئيس اإلدارة الترابية‬ ‫اإلقليمية لمؤسسات الرعاية‬ ‫االجتماعية بوزان ؟‬

‫‪ ‬وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫لم يخطر على باله ـ يوما ـ أنه سيمر بفترات‬ ‫عصيبة من حياته‪ ،‬وخاصة أن يفني سنين من عمره‪،‬‬ ‫وراء القضبان بمجموعة من سجون المملكة‪ .‬كما لم‬ ‫يتوقع ـ أبدا ـ أن يتورط في جريمة قتل‪ ،‬غير متعمد‪،‬‬ ‫أدى ثمنها غاليا ‪.‬‬ ‫لكنه آمن ـ وقتها ـ بالقضاء والقدر‪ ،‬وتحمل‬ ‫العذاب‪ ،‬منفيا عن أفراد أسرته‪ ،‬مرحال بين زنازن‬ ‫سجون المملكة‪ ،‬الباردة شتاء‪ ،‬الساخنة صيفا‪.‬‬ ‫عبد العزيز طبيب‪ ،‬المعتقل‪ ،‬السابق‪ ،‬ال يريد‬ ‫أن يسرد ‪ ،‬هنا‪ ،‬تفاصيل عن تجربته المريرة‪ ،‬وعما‬ ‫رآه وقاساه من سوء معاملة السجانين وتسيبهم‪،‬‬ ‫وغلظة إدارة المعتقالت‪ ،‬وعدم إصغائها للمطالب‬ ‫المشروعة للنزالء والنزيالت‪ ،‬بل يريد أن يتحدث‬ ‫عن الحاضر الذي يهمه أكثر‪ ...‬عن شغله الشاغل‬ ‫الذي يسيطر على تفكيره وتركيزه‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫يجد نفسه ـ حاليا ـ ضحية المجتمع والدولة‪ ،‬ألنه‬ ‫ابن عائلة شريفة ووطنية‪ ،‬تربى تربية حسنة ‪ ،‬ولم‬ ‫تكن له سوابق‪ ،‬وعندما تورط في القضية المذكورة‪،‬‬ ‫وخضع للعقوبة الحبسية التي لم يكملها‪ ،‬بفضل‬ ‫العفو الملكي المنعم به عليه‪ ،‬من فترة ألخرى أيام‬ ‫سجنه‪ ،‬ها هو اليوم يعانق الحرية‪ ،‬منذ حوالي ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬لكن ماذا استفاد من هذه الحرية‪ ،‬يقول‬ ‫عبد العزيز الذي تم تسجيله بمركز إدماج السجناء‬ ‫بطنجة‪ ،‬باعتباره يقطن بحي «بير الشعيري» وهو‬ ‫المركز الذي دشنه جاللة الملك وأعطى تعليماته‬ ‫السامية‪ ،‬بخصوص خدمة السجناء المفرج عنهم‬ ‫وإدماجهم في الحياة العملية‪ .‬لكن المركز المذكور‪،‬‬ ‫حسب الضحية‪ ،‬لم يقدم له شيئا ملموسا‪ ،‬ومنسق‬ ‫هذه البناية المفترض فيه أن يقوم بواجبه‪ ،‬هو خارج‬ ‫التغطية‪ ،‬تماما‪ ...‬يراوغ ويتماطل ويتهرب من خدمة‬ ‫السجناء‪ ،‬بل ويتعامل معهم بغلظة وجفاء‪ ،‬بينما هو‬ ‫ال يمكن أن يكون أكثر من موظف يتقاضى‪ ،‬أجره‬ ‫من الدولة‪ ،‬وعليه إذن أن يتفانى في عمله‪ ،‬بإنصاته‬ ‫إلى الوافدين عليه‪ ،‬بسعة صدر‪ ،‬وأن يحاول إعطاء‬ ‫الحلول والعمل على تحقيقها كما قد يفعل ـ مثال ـ مع‬ ‫قريب له‪ ،‬إذا دعت إلى ذلك ضرورة‪.‬‬ ‫وهكذا رمى المركز بالكرة في مرمى الوالية‪،‬‬ ‫باعتبارها هي التي تتوفر على الميزانية‪ ،‬والسيد‬ ‫الوالي دائما مشغول‪ ،‬بينما المشتكي ممنوع في‬ ‫كل وقت من مقابلته ‪ ،‬أو مقابلة من ينوب عنه‪ ،‬يشير‬ ‫المتحدث الذي بعد أن تم اإلفراج عنه بعفو ملكي‪،‬‬ ‫اصطدم بعائق الحصول على شهادة حسن السيرة‬ ‫والتي لن يحصل عليها‪« ،‬بكرا» إال بعد مرور خمس‬ ‫سنوات على مغادرته للسجن‪ ،‬األمر الذي أثر كثيرا‬ ‫على إيجاده عمال شريفا وقارا‪ ،‬إذ بالكاد يحصل على‬ ‫فرص العمل بشركات‪ ،‬تقدم خدمات األمن الخاص‪،‬‬

‫حيث تستغل الحاملين بها‪ ،‬وتتماطل في أداء أجورهم‬ ‫الهزيلة‪ ،‬مقابل مصاريفهم المرتفعة‪ ،‬من سومات‬ ‫الكراء وفواتير الماء والكهرباء‪ ،‬والمعيشة‪ ،‬بصفة عامة‪.‬‬ ‫وعن عائق الحصول على شهادة حسن السيرة‬ ‫«بكرا» يضيف المشتكي أن المنسق العام لمركز‬ ‫إدماج السجناء يجيب هؤالء‪ ،‬بكون الدولة هي التي‬ ‫عليها أن تنظر معهم‪ ،‬بخصوص منحهم شهادة‬ ‫حسن السيرة‪ ،‬بالشكل الذي يرغبون فيه‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬يواصل عبد العزيز طبيب‪ ،‬المعتقل‬ ‫السابق‪ ،‬حديثــه كونـه‪ ،‬بعد معانقته لـ «الحرية»‬ ‫تزوج ورزقه اهلل بمولود جميل (انظر الصورة)‪ ،‬مأل‬ ‫عليه وحدته‪ ،‬لكن سرعان ما تبين أن فلذة كبده‬ ‫مصاب على مستوى عموده الفقـــري‪ ،‬ويحتاج إلى‬ ‫عملية جراحية‪ ،‬تتطلب عشرات ماليين السنتيم‪ ،‬لتبدأ‬ ‫معاناة أخرى مع مصاريف األشعة والعالج والحفاظات‬ ‫والرحالت الماراطونية ‪ ،‬حيث طرق أبواب وزارة الصحة‬ ‫لمساعدته في ولوج ابنه للتطبيب والعالج‪ ،‬دون فائدة‪،‬‬ ‫فما العمل ‪ ،‬أليس هناك رحمة‪ ،‬تنقذ طفال صغيرا‪،‬‬ ‫والده حديث العهد بخروجه من السجن‪ ،‬وباحث عن‬ ‫عمل شريف وقار‪ ،‬تعيقه شهادة حسن السيرة‪ ،‬يشير‬ ‫المعتقل السابق‪ ،‬ملتمسا من جاللة الملك محمد‬ ‫السادس أن ينظر بعين الرأفة إلى ابنه الصغير‪ ،‬وهو‬ ‫يقاسي محنته الصحية‪ ،‬خاصة وأن المسؤولين بإدارة‬ ‫إدماج السجناء بارعون فقط في تقديم «الوهم»‬ ‫ومضغ «الشفوي» وإلهاء السجناء الراغبين في الحياة‬ ‫العملية‪ ،‬بالتسويفات والمماطالت والمراوغات‪ ،‬كما‬ ‫يقول المتحدث الذي‪ ،‬ولحد كتابة هذه السطور‪ ،‬وبعد‬ ‫حوالي ثالث سنوات مرت على مغادرته السجون‪ ،‬لم‬ ‫يجد شيئا ملموسا ينسيه تجربة اعتقاله المريرة‪،‬‬ ‫متسائال‪ ،‬ما الفائدة من وجود مركز إدماج السجناء‪،‬‬ ‫إذا لم يساعدهم في اإلدماج االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬ ‫للوصول إلى حياة كريمة‪ ،‬تقطع مع انحرافهم‬ ‫وضياعهم من جديد؟‬ ‫يذكر أن المعتقل السابق عبد العزيز طبيب هو‬ ‫نجل عسكري سابق في القوات المسلحة الملكية‬ ‫«ضابط صف ممتاز» معروف‪ ،‬اسمه علي طبيب الذي‬ ‫أبلى البالء الحسن لمدة ‪ 24‬سنة‪ ،‬قضاها بالصحراء‬ ‫المغربية المسترجعة‪ ،‬وحصل على أوسمة ملكية‬ ‫وشهادات واعترافات من رؤساء بعض الدول اإلفريقية‬ ‫ببسالته‪ ،‬ضمن التجريدة المغربية بهذه الدول‪.‬‬ ‫كما أن عم المعتقل هو الشهيد محمد طبيب‪،‬‬ ‫المعروف بوطنيتــه‪ ،‬والموظف السابـــق بجهـــاز‬ ‫االستخبارات المغربية والذي كان قــد قتـــل في‬ ‫ظروف غامضة‪ ،‬بمسكنه بحي التقدم بالرباط‪ ،‬خالل‬ ‫الثمانينات‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫من جديد يعــود ملــف مؤسســات‬ ‫الرعاية االجتماعية بوزان ليتصدر اهتمام‬ ‫ثلة من الفاعلين العموميين والمدنيين‪،‬‬ ‫والمحسنين‪ ،‬وذلك بمناسبة الزيارة‪ ‬التي‬ ‫قام رئيس االدارة الترابية اإلقليمية لهذه‬ ‫المؤسسات‪ ،‬تفعيال لخطاب العرش الذي‬ ‫أكد فيه الملك محمد السادس بأن « الشأن‬ ‫االجتماعي يحضى عندي باهتمام وانشغال‬ ‫بالغبن كملك وكإنسان ‪ ، »....‬وكذلك‬ ‫رغبة من المسؤول الجديد على رأس اإلدارة‬ ‫الترابية إلقليم وزان‪ ،‬رسم صورة مقربة عن‬ ‫واقع حال هذه المؤسسات‪ ،‬التي ال يختلف‬ ‫اثنان حول دورها في تمتيع ساكنتها من‪،‬‬ ‫مسنين ومسنات‪ ،‬وأطفال‪ ،‬بالحقوق التي‬ ‫تنهض بالكرامة االنسانية وتحميها ‪.‬‬ ‫فكيف وجـــد عامـــل اإلقليــم هـــذه‬ ‫المؤسسات؟ وهل لمس بعيدا عن لغة‬ ‫التقارير الرسمية‪ ،‬وما يأتي على لسان‬ ‫المخاطب الرسمي والمدني لهذه المرافق‪ ،‬بأن‬ ‫أنسنة الحياة بفضاءاتها‪ ،‬والمقاربة التشاركية‬ ‫والحكامة الرشيدة في تدبيرها‪ ،‬ماليا واداريا‬ ‫وتربويا‪ ،‬هي العملة المتداولة هناك؟ وبشكل‬ ‫أكثر وضوحا أين يمكن موقعة الزيارة من‬ ‫الحكمة الشعبية البليغة التي تقول « المزوق‬ ‫من برا آش خبارك من داخل ؟»‪.‬‬ ‫‪ ‬مصادر متعددة توجد في عالقة تماس‬ ‫قوية بتدبير دار األطفال‪ ،‬ودار المسنين‬ ‫والمسنات‪ ،‬ودار الطالبة‪ ،‬شددت في لقائها‬ ‫بالجريدة بأن كشافات الضوء لم يتم‬ ‫تشغيلها خالل هذه الزيارة لكي ال تتسلل‬ ‫أشعتها للزوايا المعتمة‪ ،‬فيقف رئيس االدارة‬ ‫الترابية اإلقليمية على الحقيقة كما هي‪،‬‬ ‫بعيدا عن المساحيق الرديئة الصنع والبشعة‬ ‫االستعمال‪ ،‬فيبادر إلى الدخول على الخط‬ ‫بقوة االختصاصات التي يمكنه منها القانون ‪.‬‬ ‫‪ ‬بالنسبة لدار األطفال‪ ،‬تتحدث مصادر‬ ‫جد مطلعة على أن تدبير هذه المؤسسة‬ ‫االجتماعية من طرف الجمعية الخيرية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬تحكمه العشوائية والقبضة‬ ‫الحديدية التي يستمدها حفنة من األشخاص‬ ‫من طرف الجمعية المذكورة‪ ،‬التي ولد مكتبها‬ ‫على المقاس‪ .‬ولن يؤدي فاتورة هذه المقاربة‬ ‫التي يتم شق كبير منها خارج قانون ‪05 /14‬‬ ‫المنظم لمؤسسات الرعاية االجتماعية اال‬ ‫أطفال جاؤوا الى هناك هروبا من «االبرتايد‬ ‫االجتماعي» الذي كانـــوا ضحية له خارجها‪،‬‬ ‫تشدد مصادرنا ‪ .‬فكيف لجمعية معطلة‬ ‫اجتماعات مكتبها لمدة قاربت السنتين‪،‬‬ ‫واستقالة عضو من مكتبها‪ ،‬واستحالة حضور‬ ‫عضوين بسبب تقدمهما في السن‪ ،‬وإقامة‬ ‫رئيسها خارج وزان‪ ( ،‬فكيف لها ) أن تتبع‬ ‫تفاصيل سير هذا المرفق االجتماعي بامتياز؟‬ ‫نفس المصادر تتحدث عن ال براءة ‪ ‬تعليق‬ ‫اجتماعات لجنة التدبير المنصوص عليها‬ ‫في القوانين ذات الصلة بمؤسسات الرعاية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ ‬وباالنتقال إلى ممتلكات دار األطفال‬ ‫التي يلزم القانون المشرفين عليها إخضاع‬ ‫التصرف فيها للقانون‪ ،‬وتضمينها بسجل‬ ‫خاص بذلك‪ ،‬فإن مصادر تتحدث عن‬ ‫دخول مالبس وأواني ‪ .....‬متاهات مجهولة‬ ‫محطات وصولها‪ .‬وأضافت‪ ،‬معززة حديثها‬ ‫عن العشوائية وااللتباس الذي يعرفه‬ ‫تدبير ممتلكات الدار‪ ،‬بأن كمية كبيرة من‬

‫خشب األشجار المشذبة تم ترحيلها ربما‬ ‫إلى المركز االجتماعي للقرب‪ ،‬الذي تشرف‬ ‫على تسييره جمعية دار وزان للثقافة‪ ،‬التي‬ ‫بالمناسبة يدير شؤونها نفس الرئيس الذي‬ ‫يدير شؤون ‪ ،‬دار األطفال‪ ،‬ودار المسنين‬ ‫والمسنات‪ ،‬ودار العطف‪ ،‬وكأن وزان أصبحت‬ ‫عقيمة إلى الحد الذي يجعل شخصا واحدا‬ ‫‪،‬مهما كانت درجة حسن نيته يترأس ثالث‬ ‫جمعيات ؟ نفس المصير المشار إليه لحق‬ ‫كتب دار األطفال والكثير من األواني ؟ ‪ ‬غياب‬ ‫ترشيد النفقات‪ ،‬وتعطيل الحكامة الرشيدة‬ ‫في تدبير المؤسسة‪ ،‬وتعليق تفعيل آليات‬ ‫المراقبة والتتبع المحددة بالقانون‪ ،‬والشلل‬ ‫الذي ينخر مفاصل الجمعية‪ ،‬نتج عنه حسب‬ ‫نفس المصادر تسجيل تراجع كبير في الئحة‬ ‫المحسنين‪ ،‬وقيمة الدعم‪ ‬المالي والعيني‬ ‫الذي اعتادوا تقديمه للجمعية‪ ،‬وسيادة‬ ‫الفوضى‪ ،‬واالصطدامات اليومية بين مكونات‬ ‫الطاقم العامل بالمؤسسة ‪.‬‬ ‫أما دار المسنين والمسنات التي تدير‬ ‫شؤونها جمعية دار العطف‪ ،‬فال ينكر أي‬ ‫زائر لمرافقها بأن الحد األدنى من شروط‬ ‫اإلقامة بها متوفر‪ ،‬لكن ساكنتها تشتكي‬ ‫بين الفينة واألخرى من غياب االهتمام‬ ‫المادي والنفسي بها‪ ،‬كما أن ما يقدم‬ ‫لها كتغذية ال يرقى إلى التغذية النوعية‬ ‫الحافظة للصحة ‪ .‬وتحدث مسن التقت به‬ ‫الجريدة بأن ساكنة الدار تتعرض لإلزعاج‬ ‫بل للخطر في موسم الشتاء‪ ،‬ألن السلطات‬ ‫المختصة تحولها إلى مأوى لتجميع الكثير‬ ‫من األشخاص المجهولي الهوية ‪ .‬وأضاف‬ ‫بأن المسنات والمسنين ‪ ‬يحتاجون للمراقبة‬ ‫الصحية الدائمة‪ ،‬وإنبات شتائل الحياة بالدار‪،‬‬ ‫وذلك بتنظيم أنشطة فنية وترفيهية ورحالت‬ ‫تخرجهم‪/‬هن من الرتابة القاتلة‪ ،‬وتصالحهم‪/‬‬ ‫هن ‪ ‬مع الحياة‪ ،‬وتصحح الصورة النمطية التي‬ ‫يالحق بها المجتمع اإلقامة بهذه الدور ‪.‬‬ ‫قصة دار الطالبة تحتاج لمجلد لتدوين‬ ‫تفاصيلها‪ .‬ولكي ال نتيه كثيرا في دروب ال‬ ‫ترسل عليها الشمس نور أشعتها‪ ،‬نحيل عامل‬ ‫اإلقليم على مكتب اإلعالم والتواصل بمقر‬ ‫عمالته ليمده بأكوام القصاصات اإلعالمية‬ ‫التي تابعت التدبير الملفوف باأللغام لهذا‬ ‫المرفق الذي نهجته الجمعية ‪ ، ‬كما عليه أن‬ ‫يحول وجهته نحو مكتب الضبط المجاور‬ ‫لمكتبه لالطالع على‪ ‬شكاوى كان قد وضعها‬ ‫بعض أعضاء مكتب الجمعية المذكورة قبل‬ ‫أن تالحقهم الدوخة من جديد ‪ .‬وبالمناسبة‬ ‫فإن االنخراط بالجمعية‪ ،‬حسب قانونها‬ ‫األساسي الذي كتب بخلفية االقصاء والرغبة‬ ‫في االستحواذ‪ ،‬يفرض على كل منخرط (ة)‬ ‫جديد تأدية مليون سنتيم ؟ فهل من أعضاء‬ ‫المكتب الحاليين من سبق له أن أدى هذا‬ ‫المبلغ ؟‬ ‫ماذا بعد كل هذا ؟ وهل وحدها مؤسسات‬ ‫الرعاية االجتماعية الموجودة فوق تراب‬ ‫جماعة وزان من تعاني من اختالالت عميقة‬ ‫في تدبيرها االداري والمالي أم أن المصيبة‬ ‫إذا عمت اإلقليم هانت ؟ وهل سيستمر إخضاع‬ ‫تسيير بعض المؤسسات باإلقليم إلى خدمة‬ ‫أجندات انتخابوية ؟‪ ‬ألم يحن الوقت بعد‬ ‫لتنظيم يوم دراسي يصالح هذه المؤسسات‬ ‫االجتماعية مع أهدافها اإلنسانية التي تصب‬ ‫في النهوض وحماية حقوق بعض الفئات من‬ ‫المواطنات والمواطنين ؟‬


‫العدد ‪967‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫الباحث المحقق‬ ‫سعيد بن أحمد أعراب (‪)2/1‬‬

‫األستاذ الباحث المحقق سعيد بن أحمد أعراب هو سليل أسرة مشهورة بالعلم‬ ‫والجهاد والتفقه في الدين‪ ،‬ينتمي إلى منطقة عرفت عبر تاريخها اإلسالمي بحرص أهلها‬ ‫على االهتمام بالعلم وقراءة القرآن الكريم وحفظه‪ ،‬إنها منطقة (غمارة) بشمال المغرب‪.‬‬ ‫عالم جليل‪ ،‬وباحث مقتدر‪ ،‬وأستاذ مخلص وصاحب أخالق عالية‪ ،‬ونفس مليئة إيمانا‬ ‫وطيبة وسماحة‪ .‬رأى نور الحياة في مدشر أعرابن ببني بوزرة (غمارة) سنة ‪1339‬هـ موافق‬ ‫‪1920‬م‪ ،‬تلقى مختلف العلوم الشرعية على جماعة من علماء قبيلة غمارة‪ ،‬وفي حدود‬ ‫سنة ‪1941‬م انتقل إلى مدينة تطوان لمتابعة دراسته في المعهد الديني النظامي (الطور‬ ‫الثانوي والعالي) حيث اختلف إلى حلقات كبار الشيوخ المدرسين‪ ،‬كما استفاد من الدروس‬ ‫االختيارية التي كانت تلقى في مختلف مساجد وزوايا مدينة تطوان‪.‬‬ ‫وبعد أن حصل على شهادة العالمية من المعهد الديني العالي بتطوان‪ ،‬ولي عضوا‬ ‫في وزارة األوقاف في الحكومة الخليفية بتطوان سنة ‪ ،1949‬ثم كاتبا بها مع الوزير‬ ‫األديب الشاعر محمد بن عبدالقادر بن موسى‪ .‬والتحق األستاذ سعيد أعراب بعد استقالل‬ ‫البالد بوزارة األوقاف بالرباط‪ ،‬على عهد الوزير األستاذ محمد المختار السوسي الذي كلفه‬ ‫بتنظيم القسم الشرعي بها فنظمه تنظيما جيدا‪.‬‬ ‫وفي أكتوبر ‪1956‬م صدر قرار رسمي بموجبه تم تعيين األستاذ سعيد أعراب مدرسا‬ ‫رسميا بالمعهد الديني بمدينة تطوان‪ ،‬وخالل الفترة التدريسية التي قضاها في ذاك‬ ‫المعهد أثبت األستاذ أعراب أهليته العلمية والتعليمية‪ ،‬وبعد سنة ‪ 1973‬انتدب باحثا‬ ‫متفرغا بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬ ‫األستاذ سعيد أعراب استهواه تراث المغرب واألندلس فتجند له بكل مؤهالته‬ ‫العلمية واألخالقية‪ ،‬فبحث ونقب وحقق وأنجز العديد من الدراسات الجادة في مجاالته‬ ‫المختلفة نشرت في مجالت مغربية كـ‪( :‬دعوة الحق) و(البحث العلمي) و(دار الحديث‬ ‫الحسنية) و(اإلرشاد) وغيرها‪ .‬كما نشر سلسلة من الكتب كان لها الصدى الطيب بين‬ ‫األوساط الثقافية المهتمة بالتراث المغربي واألندلسي واألعالم‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ـ القراء والقراءات بالمغرب‪.‬‬ ‫ــ كتاب مع القاضي أبي بكر بن العربي‪.‬‬ ‫وفي مجال التحقيق كان للشيخ األستاذ سعيد أعراب مساهمة موفقة في إحياء تراث الغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث حقق‬ ‫مجموعة من الكتب التاريخية واألدبية والصوفية بمفرده أو باشتراك مع غيره‪ .‬وهذه بعضها‪:‬‬ ‫ــ كتاب المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف‪ ،‬لعبدالحق البادسي‪.‬‬ ‫ــ كتاب التمهيد البن عبدالبر وقد أشرف على تحقيق أكثر من نصف الكتاب الذي تبلغ أجزاؤه المنشورة منه مع‬ ‫الفهارس إلى ‪ 26‬جزء‪.‬‬ ‫ــ كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك للقاضي عياض‬ ‫السبتي وقد أشرف على تحقيق أكثر أجزائه مع صنع فهارسه وصدر عن وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية في ثمانية أجزاء‪.‬‬ ‫ــ كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض تحقيق الجزءين الرابع والخامس باالشتراك‪،‬‬ ‫مع مراجعة األجزاء الثالثة األولى‪ ،‬وصدر عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬ ‫ــ كتاب صلة الصلة ألبي جعفر ابن الزبير الثقافي الغرناطي‪ ،‬وقد اشترك مع الدكتور‬ ‫عبدالسالم الهراس في تحقيق أجزائه الخمسة‪ ،‬وصدر عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬ ‫عرف عن األستاذ سعيد أعراب حماسته وغيرته ودفاعه المستميت عن اإلسالم عقيدة‬ ‫وحضارة وفكرا وقيما‪ ،‬تجلى ذلك في العديد من الدراسات والمقاالت التي أنجزها في هذا المجال‬ ‫نشرت في صحيفة (الميثاق) لسان رابطة علماء المغرب‪ ،‬وفي مجلة (اإلرشاد) التي تصدر عن وزارة‬ ‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬ ‫اشتغل بالتدريس لسنوات طويلة كان خاللها األستاذ النموذج‪ ،‬المعروف بكفاءته وإخالصه‬ ‫وعطائه المثمر وحبه للعلم وطالبه‪ ،‬لم يبخل قط بوقته من أجل مساعدة الباحثين في التراث‬ ‫المغربي واألندلسي والذين يفدون عليه من جهات مختلفة‪ .‬كان يحظى األستاذ سعيد أعراب‬ ‫بتقدير كبير داخل األوساط العلمية المغربية‪ ،‬لما عرف به من تواضع وإخالص وحب للعلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وتفانيه فيهما‪.‬‬ ‫وقد غادرنا رحمة اهلل عليه إلى دار البقاء يوم األحد ‪ 22‬شعبان عام ‪1414‬هـ موافق ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫سنة ‪2003‬م بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫نستضيفه في رحلة فكرية نجول من خاللها حول قضايا معرفية متنوعة وكانت البداية عن‪:‬‬

‫القراء والقراءات بالمغرب‬

‫‪9‬‬

‫يقول األستاذ سعيد أعراب‪:‬‬ ‫مما ال جدال فيه أن القرآن دخل المغرب بدخول اإلسالم‪ ،‬وقد كان من عمل عقبة بن نافع‬ ‫عندما فتح بالد المغرب سنة (‪ 63 - 62‬هـ) ‪ -‬وأراد العودة إلى المشرق ‪ -‬أن عين جماعة من‬ ‫أصحابه يعلمون الناس القرآن وشعائر اإلسالم‪ ،‬وجعل على رأسهم شاكر بن عبد اهلل األزدي‬ ‫ صاحب الرباط المشهور ‪ -‬على مراحل من مراكش (‪85‬كلم)‪ .‬ولما ارتد البربر ‪ -‬وجاء موسى‬‫بن نصير لفتح المغرب من جديد ‪ -‬كانت الركيزة األولى لسياسته الرشيدة‪ :‬تعليم القرآن‪،‬‬ ‫ونشر الوعي اإلسالمي في سائر الطبقات‪ ،‬وقد اختار من جنده بضعة عشر رجال من الفقهاء‬ ‫القراء‪ ،‬وندبهم إلى سائر الجهات ينشرون تعاليم اإلسالم‪ ،‬ويشيعون بين الناس حب القرآن‬ ‫والتشبث بأهدابه‪ ،‬ولقد نجحت هذه السياسة أيما نجاح‪ ،‬فلم تمض غير فترة قصيرة حتى‬ ‫رسخت العقيدة في النفوس‪ ،‬وتوطدت أركان اإلسالم‪ ،‬ورفرفت راية القرآن في ربوع افريقية‪.‬‬ ‫وتذكر بعض الروايات أن ابن زرعة ‪ -‬دفين سبتة ‪ -‬هو الذي أدخل القرآن إلى المغرب‪ ،‬وهي‬ ‫رواية يكتنفها كثير من الغموض‪ ،‬فال ندري من هو ابن زرعة هذا؟ وال في أي عهد كان؟ وكل‬ ‫ما قيل عنه‪ :‬أنه كان على جانب عظيم من الفضل والصالح‪ ،‬والمحتمل أنه أحد السبعة عشر‬ ‫الذين ندبهم ابن نصير إلى هذه المهمة‪ ،‬وإنما نسب إليه هذا العمل‪ ،‬لكونه رأس الجماعة‪،‬‬ ‫أو ألمر آخر نجهله‪.‬‬ ‫وإذا جاز لنا أن نقول‪ :‬إن شاكرا ‪ -‬صاحب عقبة ‪ -‬هو الذي وضع الحجر األساسي للمدرسة القرآنية بالمغرب‪،‬‬ ‫فإن هذا البناء لم يتم إال على عهد موسى بن نصير‪ ،‬على أن الروايات التاريخية تفصح بأن عمل شاكر هذا قد أقبر في‬ ‫مهده‪ ،‬وقضى عليه في بدايته‪ ،‬فلم يلبث البربر أن عادوا إلى شركهم األول‪ ،‬وضاللهم القديم‪ ،‬ولذا يعتبر موسى بن‬ ‫نصير الفاتح الحقيقي للمغرب‪ ،‬وهو الذي دشن المدرسة القرآنية‪ ،‬وفي عهده انتشرت الكتاتيب التي كانت الحصون‬ ‫المنيعة لكتاب اهلل‪ ،‬إلى جانب ما بني من مساجد‪ ،‬وكانت مهمتها مزدوجة بين التعليم والعبادة‪ ،‬وال يزال البعض‬ ‫منها قائم العين يحمل اسم موسى بن نصير‪ ،‬أو طارق بن زياد‪ .‬ثم جاءت بعثة عمر بن عبد العزيز التي كانت تتكون‬ ‫من عشرة فقهاء‪ ،‬فنزلت كالغيث الوابل على أرض افريقية‪ ،‬فعززت هذه الحركة‪ ،‬وزادت في نمائها‪ ،‬وإذا لم يقدر ألكثر‬ ‫رجال هذه البعثة أن يتجاوزا حدود القيروان‪ ،‬فإن حملتهم المباركة تجاوزت كل الحدود‪ ،‬فكانت المنطلق الفكري‬ ‫والديني في أقطار المغرب العربي‪ ،‬وفي أفريقية كلها‪.‬‬ ‫ولعل أول مصحف عرفه المغرب‪ ،‬هو مصحف عقبة بن نافع الفهري فاتح هذه البالد‪ ،‬وقد بقي متداوال بين ملوك‬ ‫المغرب يتوارثونه بينهم ‪ -‬إلى أن وقع في أيدي اإلشراف السعديين‪ ،‬ومنهم انتقل إلى الملوك العلويين‪ ،‬فبعث‬ ‫به السلطان عبد اهلل هدية إلى الحرم النبوي الشريف ‪ -‬في جملة مصاحف يحدثنا عنها الزياني فيقول‪( :‬ولما سافر‬ ‫الركب النبوي وجه معه السلطان المولى عبد اهلل ثالثة وعشرون مصحفا‪ ،‬ما بين كبير وصغير‪ ،‬كلها محالة بالذهب‬ ‫منبثة بالدرر واليواقيت‪ ،‬ومن جملتها‪ :‬المصحف الكبير العقباني ‪ -‬وهو مصحف عقبة بن نافع‪ ،‬نسخه بالقيروان من‬ ‫المصحف العثماني‪)...‬‬ ‫ويوجد بمعهد المخطوطات للجامعة العربية ميكرو فيلم لمصحف شريف كتبه خديج بم معاوية بن مسلمة سنة‬ ‫(‪47‬هـ) بمدينة القيروان رسم األمير عقبة بن نافع الفهري‪ .‬على أن بعض الفهارس تذكر أنه ال تزال بقيايا المصحف‬ ‫العقباني بإحدى خزائن تونس‪...‬‬ ‫واهتم ملوك المغرب بالمصحف الكريم واعتنوا بشأنه‪ ،‬فكان لهم خطاطون مهمتهم كتابة المصاحف ونشرها‬ ‫بين الناس‪ ،‬ولم يكتفوا بذلك‪ ،‬بل كان منهم من يتولى ذلك بنفسه‪ ،‬حسبة إلى اهلل تعالى‪ .‬فهناك مصحف ابن‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫تومرت مؤسس دولة الموحدين‪ ،‬وهو دون المصحف العثماني في الحجم‪ ،‬محلى بالفضة‬ ‫المموهة بالذهب‪ ،‬ومصحف عمر المرتضى‪ ،‬من أواخر ملوك الموحدين‪ ،‬يقع في عشرة‬ ‫أجزاء‪ ،‬وكتب أبو الحسن المريني ثالثة مصاحف بخطه وجهها إلى المساجد الثالثة‪:‬‬ ‫المسجد الحرام‪ ،‬والمسجد النبوي‪ ،‬والمسجد األقصى‪.‬‬ ‫أما المستوى الشعبي‪ ،‬فقد كان هناك خطاطون مصحفيون كثيرون‪ ،‬مما أغنى المكتبة‬ ‫المغربية في هذا السبيل‪ ،‬وال يكاد يخلو مسجد أو زاوية من خزائن وربعيات للمصاحف‬ ‫الموقوفة على القراء‪ ،‬يرجع تاريخ بعضها إلى حدود (‪598‬هـ) وبمكتبة الجامع األعظم‬ ‫بتطوان ‪ -‬إلى اآلن ‪ -‬مصحف أثري كتب ببلنسيه سنة (‪600‬هـ)‪ ،‬كان في ملك اإلمام ابن‬ ‫مرزوق الجد‪ ،‬وفي خزانة جامع القرويين بفاس وجامع ابن يوسف بمراكش ثروة هائلة من‬ ‫هذا القبيل‪ .‬ومنذ أوائل العصر الموحدي بدأ المصحف المغربي يأخذ طابعه الخاص في‬ ‫خطه ورسمه وقراءاته‪ ،‬ثم توج ذلك بالوقف الذي وضعه الهبطي‪ .‬وامتاز المغاربة ‪ -‬منذ‬ ‫القديم ‪ -‬بحفظ القرآن‪ ،‬وإتقان رمسه وضبطه وتجويده‪ ،‬وسيطروا في هذا الميدان سيطرة‬ ‫تامة‪ ،‬وال توجد أمة خدمت القرآن‪ ،‬وتفانت في حبه واالهتمام بشأنه مثل المغرب‪ ،‬وقد‬ ‫تأسست مدارس في الحواضر والبوادي كانت منار إشعاع لعلوم القرآن‪ ،‬وبرز أئمة مقرئون‬ ‫أثروا المكتبة اإلسالمية بمؤلفاتهم وإنتاجهم الخصب‪.‬‬ ‫وأما قراءة أهل المغرب فكان الغالب عليها ‪ -‬قراءة حمزة‪ ،‬ولم يكن يقرأ بحرف نافع إال‬ ‫الخواص‪ ،‬ثم اشتهرت لديهم قراءة نافع برواية ورش‪ ،‬واستمر الحال على ذلك إلى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬وكان أول من أدخلها المغرب وعمل على نشرها ‪ -‬أبو عبد اهلل بن خيرون األندلسي‬ ‫القيرواني (ت ‪306‬هـ)‪ ،‬وربما كان النتشار المذهب المالكي بهذه الديار أثر لذلك‪ ،‬فنافع‬ ‫القارئ شيخ لمالك‪ ،‬ويروى عنه أنه قال‪ :‬إن قراءة أهل المدينة سنة‪ ،‬قيل له قراءة نافع؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫ويحلل القاضي ابن العربي كلمة اإلمام هذه فيقول‪( :‬ليس معناه أن قراءة غيره ليست‬ ‫بسنة‪ ،‬بل المراد أن السنة في توسع الخلق في القراءة بهذه الوجوه‪ :‬من همز وحذفه‪ ،‬ومد وتركه‪ ،‬وتفخيم وترقيق‪،‬‬ ‫وإدغام وإظهار‪ ...‬من غير ارتباط إلى شيء مخصوص منها‪.)...‬‬ ‫على أن غازي بن قيس (ت ‪199‬هـ) الذي أدخل قراءة نافع إلى األندلس‪ ،‬أدخل معها موطأ مالك‪ ،‬فكان دخولهما‬ ‫مصطحبين‪ ،‬والحاجة إليها مزدوجة‪ ،‬وكان الناس يقرأون بروايته إلى أن قدم برواية ورش ‪ -‬محمد بن وضاح القرطبي‬ ‫(ت ‪287‬هـ) فاعتمدها أهل األندلس ودونوها‪.‬‬ ‫قال أبو الفضل الخزاعي (ت‪408‬هـ)‪( :‬أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب األزرق عن ورض‪ ،‬ال‬ ‫يعرفون سواها)‪ .‬ويعني بالمغرب ما يشمل األندلس‪ ،‬قال أبو حيان الغرناطي في مقدمة تفسيره (البحر)‪ :‬قراءة ورش‬ ‫هي القراءة التي نشأ عليها ببالدنا‪ ،‬ونتعلمها أوال في الكتاب‪.‬‬ ‫وكان أبو موسى الهواري ‪ -‬وهو من أهل األندلس ‪ -‬توفي ‪138‬هـ‪ ،‬أول من أدخل القراءات‬ ‫إلى األندلس وألف فيها‪ .‬ولعلها لن تشتهر على يديه‪ ،‬فهناك رواية تذكر أنه لم يكن ببالد‬ ‫األندلس شيء من هذه القراءات إلى أواخر المائة الرابعة‪ ،‬وأن أول من أدخلها إلى الغرب‬ ‫اإلسالمي واشتهرت على يديه ‪ -‬أبو عمر الطلمنكي (ت ‪429‬هـ)‪ ،‬وألف فيها كتابه (الروضة)‪ ،‬ثم‬ ‫تتبعه أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني (ت ‪437‬هـ) فألف (التبصرة) و (الكشف)‪،‬‬ ‫ثم جاء بعدهما اإلمام الحافظ أبو عمر الداني (ت ‪444‬هـ) إمام هذا الفن وشيخ القراء في‬ ‫عصره‪ ،‬وقد بلغ الغاية فيها‪ ،‬ووقفت عليه معرفتها‪ ،‬وانتهت إليه رواية أسانيدها‪ ،‬وتعدد تآليفه‬ ‫فيها‪ ،‬وعول الناس عليها‪ ،‬واعتمدوا من بينهما كتاب (التيسير) له‪ .‬ثم ظهر بعد ذلك أبو‬ ‫القاسم بن فيره الشاطبي (ت ‪590‬هـ) وعمد إلى تهذيب ما دونه أبو عمر وتلخيصه‪ ،‬ونظم‬ ‫ذلك في قصيدة رمز فيها أسماء القراء بحروف (أبجد)‪ ،‬وضمنها مسائل هذا الفن واستوعبها‪،‬‬ ‫وعني الناس بحفظها وتلقينها للطالب المتعلمين‪ ،‬وجرى العمل على ذلك في سائر أمصار‬ ‫المغرب واألندلس‪ ،‬وكان لهذين الكتابين‪( :‬التيسير) و (الشاطبية) أرثهما البارز في المدرسة‬ ‫القرآنية بالمغرب‪.‬‬ ‫ومن أوائل المقرئين بالمغرب‪ :‬أبو عمران الفاسي‪ ،‬أخذ القراءة عرضا على أبي الحسن‬ ‫علي بن عمر الحمامي وغيره‪ ،‬ورحل إلى المشرق‪ ،‬فدخل العراق وقرأ بها القرآن‪ ،‬وسمع‬ ‫الحروف‪ ،‬وقرأ القراءات السبع (ت‪430‬هـ)‪.‬‬ ‫وأبو محمد الباءاتي‪ ،‬من شيوخ القراءات بفاس‪ ،‬أخذ عنه ابن عربي الحاتمي‪ ،‬وأجازه‬ ‫إجازة عامة‪.‬‬

‫التحقيق علم ودراية‬

‫اهتم األستاذ سعيد أعراب بالتحقيق فأنجز العديد من األعمال في هذا المجال‪ .‬فما‬ ‫هي المنهجية التي يعتمدها في تحقيق التراث؟‬ ‫يقول‪ :‬يجب على المحقق قبل الشروع في التحقيق أن يبحث على أصول الكتاب‬ ‫الصحيحة المعتمدة وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إما نسخة المؤلف التي كتبها بخط يده‪ ،‬أو قرئت عليه‪ ،‬وقد كتبت بخط أحد‬ ‫أصدقائه أو تالمذته‪ ،‬وهذه نسميها النسخة (األم)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬النسخة الفرع عن (األم) وهي النسخة التي أنتسخت من أصل المؤلف‪ ،‬وقد كتبت‬ ‫بخط أحد العلماء الثقات وعليها سماعات ومقابالت وهذه النسخة أيضا تأتي في مرتبة (األم)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نسخة كتبت بخط بعض العلماء‪ ،‬وهي مصححة ولكن ليس عليها سماعات وال‬ ‫مقابالت‪ ،‬وهذه أيضا تعتبر أصال معتمدا عند عدم وجود األصلين السابقين‪ .‬وغير هذه األصول‬ ‫الثالثة تؤخذ ألجل االعتبار واالستثناس عند تصحيح النص وتقويمه‪.‬‬ ‫وعلى المحقق أن ينسخ الكتاب األصل الذي يعتمده‪ ،‬ثم يقابله بالنسخ األخرى إن كان‬ ‫هناك أصل‪ ،‬فإن لم يكن هناك أصل يلجأ إلى طريقة التلفيق بين النسخ‪ ،‬فيثبت في الهامش‬ ‫الفروق بينها‪ ،‬ما يختار منها أو يرجحه إن كان في حاجة إلى الترجيح‪ ،‬وهذه الفروق تخضع ألرقام‬ ‫السطور كما نجد على سبيل المثال في منهجية تحقيق كتاب (ترتيب المدارك) ثم حاشية أخرى‬ ‫للتعاليق‪ ،‬يشرح فيها كلمة لغوية‪ ،‬أو عبارة فيها غموض‪ ،‬أو يذكر ترجمة لعلم ورد في النص أو‬ ‫يذكر قائل بيت أو أثر أو يخرج حديثا الخ‪ .‬وهذه طريقة المستشرقين وهي تقوم على حاشيتين‪،‬‬ ‫وكنت متأثرا فيها بأستاذي الكبير محمد بن تاويت الطنجي‪ ،‬وهو إمام في هذا الفن‪.‬‬ ‫أما الطريقة الثانية المعتمدة في التحقيق‪ ،‬وهي التي نجدها في تحقيق كتاب (المقصد الشريف) ال تخضع ألرقام‬ ‫السطور‪ ،‬ألن الطريقة األولى توقع القارئ في التشويش‪ ،‬بينما الثانية تقوم على حاشية واحدة يجمع فيها بين الفروق‬ ‫والتعاليق ألنها تساير ثقافة القارئ العادي‪.‬‬ ‫بالنسبة لكتاب (المقصد الشريف) لعبد الحق البادسي‪ ،‬اعتمدت في تحقيقه على أربع نسخ مخطوطة كلها‬ ‫موجودة بالمغرب‪ ،‬وضعت حاشية واحدة جمعت فيها بين الفروق والتعاليق‪ ،‬فوضحت الفروق بين النسخ والزيادات‬ ‫التي انفردت بها كل نسخة معتمدا على نسخة األصل التي انتسخت من مسودة المؤلف‪ ،‬وهي التي رمزت إليها بحرف‬ ‫(أ)‪ ،‬وأخرجت األحاديث التي وردت في النص‪ ،‬وشرحت الكلمات الغامضة والعبارات التي يمكن أن يتوقف فيها القارئ‬ ‫العادي‪ ،‬كما ترجمت لبعض الرجال مع اإلحالة على المصادر‪ ،‬وأناقش المؤلف في بعض القضايا التي رأيت أنه مخطئ‬ ‫فيها‪ ،‬كما عملت على تصحيح بعض المفاهيم التاريخية التي ذهب إليها ابن خلدون في المقدمة والتاريخ‪ .‬وذيلت‬ ‫الكتاب بعشرة فهارس هي (فهرس الموضوعات‪ ،‬فهرس اآليات‪ ،‬فهرس األحاديث واآلثار‪ ،‬فهرس المصطلحات‬ ‫الصوفية‪ ،‬فهرس األعالم‪ ،‬فهرس الشعوب والطوائف والقبائل‪ ،‬فهرس البلدان واألماكن‪ ،‬فهرس الشعر‪ ،‬فهرس‬ ‫الكتب الواردة في المتن‪ ،‬وأخيرا مصادر التحقيق)‪ .‬وهكذا سرت في جميع األعمال التي حققتها‪ .‬وكان الدكتور محمد‬ ‫بن شريفة قد نوه بمجهودي في تحقيق الجزء الثامن من (ترتيب المدارك) للقاضي عياض فقال‪« :‬لقد حقق هذا‬ ‫السفر الثامن واألخير من ترتيب المدارك صديقنا األستاذ سعيد أعراب وقام بعملة كالعهد به خير قيام‪ ،‬فقابل نسخ‬ ‫الكتاب المخطوطة وأثبت الفروق الموجودة بينها‪ ،‬وأشار إلى المصادر األخرى التي توجد فيها تراجم المدارك‪ ،‬وبذل‬ ‫جهده في السهر على تصحيحه‪ ،‬ثم ذيله في األخير بأربعة مالحق مأخوذة من مختصر المدارك البن حمادة السبتي‬ ‫تلميذ القاضي عياض‪ ،‬وهي تشتمل على زيادات واستدراكات ال توجد في نسخ المدارك‪ .‬وقد زود المحقق هذا السفر‬ ‫بفهارس جيدة للموضوعات والشعوب والطوائف والقبائل والبلدان واألماكن واألبيات الشعرية‪ ،‬والكتب ومصادر‬ ‫التحقيق مع فهرس عام لجميع المترجم لهم في أسفار الكتاب»‪( .‬الكتاب المغربي ‪ /‬العدد الثاني ‪ /‬مارس ‪1984‬م)‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫القطاع الثقافي بالمغرب الراهن‬ ‫ما موقعـه في السياسـات الحكوميــة ؟‬ ‫‪-1‬‬‫ربما يكون من الضروري في هذه الورقة التي نخصها للثقافة في السياسات الحكومية‪ ،‬أن نتوقف قليال عند‬ ‫المفاهيم المتطورة للثقافة‪ ،‬وعند األسباب التي جعلت منها الدول النامية‪ ،‬آلية تندمج في السياسات والبرامج‬ ‫واالستراتيجيات البعيدة المدى للدفع بالتنمية في مختلف المجاالت والميادين المتصلة باإلنسان‪ /‬الهوية‪/‬‬ ‫التاريخ‪ /‬الجغرافية‪ ،‬وذلك قبل أن نتطرق إلى موقع هذه الثقافة في السياسات والبرامج الحكومية بمغرب اليوم‪/‬‬ ‫مغرب األلفية الثالثة‪ ،‬حيث أوكلت هذه السياسات القطاع الثقافي موقعا الفتا في المشهد الحكومي‪ ،‬باعتباره‬ ‫أوال يشمل العلم والتربية والمعرفة واآلداب والفنون والسلوك‪ ،‬وفق رغبات الفرد الشرعية وحقوق المجتمع‬ ‫القانونية حتى يتمكن كل أفراد المجتمع من نظرة متوازنة للتقدم والحضارة‪ ،‬من جهة‪ ،‬وحتى تتم المالءمة‬ ‫بين مصالح األفراد‪ ،‬ضمن ترقي المجتمعات‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬ ‫واعتبارا للدور الهام الذي تلعبه الثقافة في األمن المجتمعي‪ ،‬وفي التنمية الشاملة للمجتمعات كان األمل‬ ‫وما يزال معقودا على هذا القطاع‪ ،‬العناية باإلنسان صانع التنمية‪ ،‬من خالل عنايته بتراثه الماضي وتراثه‬ ‫الحاضر‪ ،‬وعنايته بهويته‪ ،‬بفكره وإبداعه وقيمه الراهنة والمستقبلية‪ .‬ذلك ألن الثقافة في مفهومها الجامع‪،‬‬ ‫وفي مدلولها الشامل‪ ،‬هي الوعاء الحضاري الذي يحفظ لألمة هويتها‪ ،‬ويضمن تماسكها‪ ،‬ويكسبها السمات‬ ‫الفكرية المميزة‪ ،‬التي تتحول إلى ركيزة وجودها‪ ،‬وإلى جماع فكرها وخالصة إبداعها‪ ،‬والتي تستودع عبقريتها‪،‬‬ ‫كمصدر لقوتها ومنبع تميزها بين األمم والشعوب‪.‬‬ ‫‪-2-‬‬

‫ليس غريبا إذن‪ ،‬على الثقافة أن تلعب مثل هذه ألدوار جميعا‪ ،‬فهي تمتد على مساحة واسعة من الفكر‬ ‫واإلبداع والخلق‪ /‬تمتد على مساحة واسعة من التاريخ والجغرافيا البشرية‪ /‬تؤدي أدوارا ومهاما في األمن‪ ‬‬ ‫الحضاري‪ /‬األمن القومي‪ /‬األمن السياسي‪ ،‬ال يقوم بها غيرها من القطاعات‪.‬‬ ‫‪ /1‬الثقافة في معاجم اللغة العربية القديمة‪ ،‬ترتبط بالفطنة والحدق وسرعة الفهم والبديهة‪ ،‬قال محمد‬ ‫بن منظور في «لسان العرب المحيط»‪ :‬رجل ثقف أي فطن‪ /‬فهم‪ /‬حادق‪ ،‬والمراد هنا أي ثابت المعرفة بما‬ ‫يحتاج إليه‪.‬‬ ‫وبالرغم من هذا المدلول الواسع الذي أعطته اللغة العربية لمصطلح الثقافة‪ /‬المثقف‪ ،‬فإن صيغته لم تكن‬ ‫شائعة في الكتابات العربية‪ ،‬لدى العرب األقدمين‪ ،‬فكان المثقف عندهم هو العالم‪ /‬األديب‪ /‬المحدث‪ /‬المشارك‪/‬‬ ‫الحافظ‪ /‬الفقيه‪ ،‬إلى غير ذلك من األوصاف‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذه التعريفات‪ ،‬كانت نماذج المثقف العربي في العصر الذهبي للثقافة العربية‪ ،‬تتمثل في‬ ‫كتاب وفقهاء وعلماء وفالسفة ومؤرخين‪ ،‬من أمثال‪ :‬الجاحظ وابن قتيبة وابن حزم وابن خلدون وعياض‬ ‫والحصبي والقزويني والسيوطي‪ ،‬وغيرهم من الموسوعيين الذين أغنوا المكتبة العربية بنتاجهم الفكري‪،‬‬ ‫المتعدد االهتمامات‪.‬‬ ‫بمثل هذه النماذج يمكن الباحث المتبصر أن يدرك حيوية الثقافة العربية ككلمة ومفهوم‪ ،‬وأن يالمس‬ ‫أبعادها الفكرية والوجدانية ومراميها اإلنسانية‪ ،‬فهي صفة من صفات العقل والنفس‪/‬نمط للتفكير والسلوك‬ ‫الوجداني استنارة للذهن‪ /‬تهذيب الذوق‪ /‬تنمية لملكة النقد والحكم لدى األفراد والمجتمعات‪ /‬منهاج لتقويم‬ ‫المزايا الروحية والعقلية والحسية‪ ،‬وهي أبعد من ذلك‪ ،‬مؤسسة أوجدها العقل اإلنساني المبدع‪ ،‬تعهدتها‬ ‫األجيال المتعاقبة بالشذب والتكميل‪ ،‬حتى أصبحت عنوانا بارزا لعبقرية اإلنسان([‪ .)]1‬وإحدى السمات المميزة‬ ‫لتقدمه العلمي والحضاري([‪.)]2‬‬ ‫‪ /2‬والثقافة في القواميس والموسوعات الغربية والحديثة‪ ،‬ال تختلف مفاهيمها عن العربية‪ ،‬هي ما يتصف‬ ‫به الحادق المتعلم من ذوق وحس انتقادي وأحكام صحيحة‪ ،‬بل هي التربية التي تؤدي إلى اكتساب هذه‬ ‫الصفات([‪ )]3‬وهي أبعد من ذلك‪ ،‬تنمية ملكات العقل وإثرائها بالتمارين الفكرية‪ ،‬وإنها حالة العقل الذي‬ ‫يتم إثراؤه على هذا النحو([‪ )]4‬وإنها منهاج الحياة الذي تسلكه جماعة بشرية ما‪ ،‬ويدخل في ذلك أنماط‬ ‫السلوك التي تكتسب بالتعليم أو تقوم على قواعد ثابتة ينهجها فرد ويعاينها ويقرها فرد آخر ينتمي إلى‬ ‫نفس المجموعة‪ ،‬وهي بذلك تشمل أغراض الشعر والنثر البياني والتعبير عن الفكر الراقي عن طريق الفلسفة‬ ‫والعلوم واآلداب والنحت والتصوير والفن المعماري والحرف التقليدية والموسيقى التراثية واإلبداع بكل‬ ‫أصنافه‪ ،‬وبمعنى أعم‪ ،‬تهتم الثقافة بأنماط الحياة التي يتميز بها اإلنسان عن الحيوان األعجم([‪.)]5‬‬ ‫‪-3-‬‬

‫انطالقا من هذا التعريف الموسع والشامل لمفهوم الثقافة‪ ،‬في الثقافة العربية واألوروبية ووعيا بوزنها‬ ‫في تحديد مسارات األمم والشعوب وفعلها فيما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي‪ ،‬كانت الثقافة فيما مضى‪،‬‬ ‫وحتى اليوم أكبر موضوع للتخطيط المستقبلي الذي يراعي األولويات والتوازنات‪ ،‬ويرمي إلى تحقيق أهداف‬ ‫معينة لها عالقة بحفظ النسيج االجتماعي وضمان حضور وإشعاع هذه الدولة أو تلك على المستوى العالمي‪،‬‬ ‫واالنفالت من الهيمنة التي تحاول ممارستها الثقافات التي تقف خلفها دول قوية‪ .‬وهنا تطرح السياسية‬ ‫الثقافية التي تتبناها الدول النامية والصناعية في عالم اليوم‪ ،‬بوصفها نموذجا للتنمية والرقي‪ ،‬إذ تقوم على‬ ‫خطط واستراتيجيات متكاملة متمثلة في تشجيع تطوير صناعة سمعية بصرية خاصة بها‪ ،‬وبناء تكتالت لغوية‬ ‫قوية وتنمية المعارف اللغوية والتركيز على الهوية التاريخية‪ /‬الثقافية‪...‬‬ ‫هكذا نجد الثقافة في عصرنا الحاضر‪ ،‬عصر التكنولوجيا والحضارة الرقمية قد تحولت إلى فضاء شامل‬ ‫لإلبداع واإلبتكار‪ ،‬ولتأسيس وعي نقدي تسنده قيم الحرية والمواطنة وحقوق اإلنسان‪ ،‬بل تحولت إلى سلطة‬ ‫رمزية ومعرفية فردية وجمعية متوزعة الروافد في التاريخ والحضارة‪ ،‬واعية بما تعلنه من مواقف بخصوص‬ ‫الدولة والسياسة والمجتمع([‪ )]6‬بل تحولت أكثر من ذلك إلى مساحة واسعة النتاج األفكار وترسيخ قيم‬ ‫المواطنة وتجديد ‪ ‬أسئلة التعقيل‪ ،‬واإلسهام في حل معضالت المجتمع ‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بمرجعيات‬ ‫القيم التي يحتاجها إنسان هذا العصر‪ ،‬وأبرزها الحفاظ على المكتسبات الرمزية لما يشكل هويته (إعادة‬ ‫كتابة تاريخه‪ /‬المسؤولة اللغوية) االستمرار في تشييد قيم وطنية في الدول المتخلفة تساهم في حل معضلة‬ ‫االجتماعي المختل بسبب تنامي حاالت الفقر واألمية والبطالة وتدني مستوى التعليم في مختلف أسالكه‬ ‫وبرامجه([‪ ،)]7‬وهو ما يعني بوضوح‪ ،‬تشجيع المبادرات الثقافية وتعميم المنشآت‪ /‬منشآت الطباعة والنشر‪/‬‬ ‫المنشآت السينمائية‪ /‬المنشآت التشكيلية والموسيقية والمسرحية) وإعادة هيكلة المكتبات العمومية وقاعات‬ ‫العرض والمتاحف في المدن والقرى ودعم كل ذلك سواء في السياسة الحكومية‪ ،‬أو في مبادرات القطاع‬ ‫الخاص‪.‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫والحاجيات المجتمعية الملحة‪ ،‬أو إلى اختياراتها المرجعية واإليديولوجية‪ ،‬وهو ما جعل الفعل الثقافي في مغرب‬ ‫اليوم محدود الفاعلية والتأثير على الرأي العام‪ ،‬وعلى مراكز القرار‪ ،‬في حين أن إعادة الوعي الثقافي‪ ،‬كان وما‬ ‫زال يقتضي إدماجه في المشاريع والبرامج واإلستراتيجيات والمقررات التنظيمية والسياسية‪ ،‬لمختلف تنظيمات‬ ‫المجتمع المدني أحزابا وجمعيات ونقابات وغيرها‪ ،‬ليتبلور ذلك في توجيهات السياسيات الحكومية‪ ،‬خاصة‬ ‫منها‪ :‬التربية‪ /‬التكوين‪ /‬اإلعالم‪ /‬العمران وغيرها من مظاهر الحياة في ظل المنظومة الثقافية التي جعلت‪/‬‬ ‫تجعل المواطن كمصدر للتنمية والفكر واإلبداع([‪.)]9‬‬ ‫وخارج هذا التوجه ستظل األزمة الثقافية في نظر هؤالء الباحثين قائمة تتعايش وتنمو في ظل أزمات‬ ‫التربية والتعليم والشغل والصحة والخبز واألمية والفقر على أكثر من صعيد‪ ،‬إلى أن يتم فتح أوراش فاعلة حول‬ ‫الثقافة‪ ،‬على غرار األوراش التنموية الكبرى التي بدأنا نشهد بعضها في جهات البالد‪ ،‬حينا بعد آخر‪ ،‬لالنخراط‬ ‫الفعلي في قيم الحداثة والتحديث‪ ،‬والقطع مع مظاهر التقليد والتراجع‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬يمكن قياس «السياسة الثقافية» بمغرب األلفية الثانية‪ ،‬أي بعد ستة عقود من حصول المغرب على‬ ‫استقالله‪ ،‬بما تحمله التقارير الدولية الرسمية عن القراءة والكتابة والنشر كما عن الصناعة الثقافية‪ /‬التنمية‬ ‫الثقافية عموما‪ ،‬وعن األدوات األكثر تعبيرا عن الثقافة والفكر‪ ،‬هنا وفي أنحاء الدنيا‪.‬‬ ‫تقول إحصائيات «اليونسكو» وإحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ /‬إيسيسكو‪ ،‬أن معدل‬ ‫القراءة في مغرب األلفية الثالثة ال يتجاوز ‪ 6‬دقائق في السنة للفرد الواحد‪ ،‬وأن معدل نشر الكتب‪ ،‬ال يصل إلى‬ ‫كتاب واحد لكل ربع مليون مواطن‪.‬‬ ‫وتقول هذه التقارير أيضا‪ ،‬أن الوزارة المعنية بالقطاع الثقافي‪ ،‬ال تقدم أي خدمات ثقافية من شأنها بلورة‬ ‫الوعي الوطني بالتراث واإلبداع‪ ،‬وال تساهم في دعم الكتاب أو المسرح أو الموسيقى أو التشكيل وفق منظور‬ ‫قريب أو متوسط أو بعيد المدى‪ ،‬من شأنه تبني خطط تنموية ثقافية قادرة على االستجابة إلى تطلعات الشعب‬ ‫المغربي‪ ،‬ونخبته الثقافية‪ .‬وهو ما يجعل السؤال ملحا‪ :‬ما هو الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة؟ وما عالقتها‬ ‫باألمن الثقافي المغربي؟‬ ‫من هذه الزاوية‪ ،‬يمكننا أن نالحظ‪ ،‬أن ما تقوم به الوزارة الوصية عن الثقافة‪ ،‬في كل تمظهراته‪ /‬في‬ ‫كل برامجه إن كانت هنالك برامج‪ ،‬ال ينتمي الجزء األكبر منه إلى الشأن الثقافي‪ ،‬وال يشكل في كلياته إال الجزء‬ ‫اليسير من مضامين الفعل الثقافي‪.‬‬ ‫‪-5-‬‬

‫السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في مغرب اليوم‪ :‬ليس فقط‪ ،‬ما هو الدور الذي لعبته‪ /‬تلعبه وزارة الثقافة‬ ‫في الحياة المغربية وهي تحتل مساحة من الميزانية العاملة لدولتنا الفقيرة‪ ،‬ومن الخطاب السياسي‪ ،‬بل‬ ‫السؤال ربما قد يكون أبعد من ذلك‪ :‬هل جعلتنا هذه الوزارة‪ ،‬نقوم بإنتاج ثقافة مبدعة‪ ،‬تخصب حاضرنا‪،‬‬ ‫وتلون أحالمنا وتمنحنا جدارة المعاناة في التاريخ‪ /‬هل استطاعت رسم بعض الخطوط لما يسمى في عالم‬ ‫اليوم باألمن الثقافي‪ /‬بالتنمية الثقافية‪..‬؟ إن هذه الوزارة ظلت قائمة في المشهد الحكومي المغربي‪ ،‬منذ‬ ‫عدة عقود ولكن دون أن تضيف للواقع الثقافي‪ ،‬ما يبرر وجودها‪ ،‬واستهالكها لجزء من الميزانية العامة‪.‬‬ ‫إننا مازلنا في الثقافة نستهلك أضعاف أضعاف ما ننتج‪ /‬ما نزال بدون مؤسسات ثقافية فعليه ترعى الثقافة‬ ‫والمثقفين‪ /‬ما زلنا بدون مؤسسات ترعى الفعل الثقافي‪ ،‬وتؤهله في البنيات المجتمعية‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪،‬‬ ‫ما زالت أروقة هذه الوزارة‪ /‬وزارة الثقافة‪ ،‬تساكن األموات‪ ،‬وتبلور أفكارهم ورؤاهم على منشوراتها ومجالتها‬ ‫وإصداراتها العجيبة‪ ،‬دون أن تنتبه إلى اإلنتاج الثقافي الحي‪ ،‬انتاج األجيال الجديدة‪ /‬الصاعدة‪ ،‬الذي من شأنه‬ ‫تغذية التطلعات المغربية‪ ،‬أو يرسم أمامها لوحة الثقافة التي يحلم المغاربة بها‪ ،‬وهو ما يرسخ سيادة مناخ‬ ‫الجمود الفكري والتأخر الثقافي‪.‬‬ ‫والحقيقة المؤلمة‪ ،‬أن موضوع الثقافة‪ ،‬ظل غائبا بمفاهيمه‪ /‬بفاعليته‪ /‬بمؤسساته عن التفكير‪ ،‬وعن‬ ‫السياسات الحكومية منذ حصول المغرب على استقالله (سنة ‪ ،)1955‬فكل ما تم تحقيقه على أرض الواقع‪،‬‬ ‫أنشطة متواضعة‪ ،‬فقيرة معدمة‪ ،‬وهشة‪ ،‬تمت بمجهود األفراد والباحثين والكتاب والفنانين‪ ،‬وبعض جمعيات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬حسب إمكاناتهم الذاتية‪ ،‬وتضحياتهم الخاصة‪ ،‬وهم بذلك حافظوا على بعض مالمح الثقافة‬ ‫المغربية‪ ،‬وعلى بعض مالمح تراثها ومكوناتها‪.‬‬ ‫وأكيد‪ ،‬أن غياب سياسة ثقافية بالمشهد الحكومي‪ ،‬طيلة العقود الماضية‪ ،‬لم يكن غيابا عشوائيا‪ ،‬بل‬ ‫حكمته طوال هذا التاريخ‪ ،‬خلفية إيديولوجية تعادي الثقافة‪ ،‬وتجعل منها عدوا للسلطة‪.‬‬ ‫‪-6-‬‬

‫سؤال أخير‪ ،‬ويبدو أكثر إلحاحا في المشهد الحكومي اليوم‪ :‬ما هو منظور الحكومة الجديدة‪ /‬القديمة‬ ‫لألمن الثقافي؟‬ ‫األمن الثقافي‪ ،‬هو الحفاظ على الهوية الوطنية بشتى الوسائل الثقافية والعلمية والتربوية والسياسية‪/‬‬ ‫هو تحسيس المواطنين بهويتهم‪ /‬باستقاللهم‪ ،‬وتحصين شخصيتهم من االغتراب واالستالب والتفكك‬ ‫والتمزق‪.‬‬ ‫فهل يمكن التفكير في األمن الثقافي‪ ،‬دون التفكير في صياغة إستراتيجية متكاملة لنشر الكتاب‪ ،‬وإشاعة‬ ‫اللوحة التشكيلية والقطعة النحتية والقطعة الموسيقية والشريط السينمائي‪ ،‬هل يمكن التفكير في هذه‬ ‫اإلستراتيجية دون صياغة سياسة تعليمية متوازنة‪ /‬صياغة فلسفة متوازنة للتعليم من الروض إلى الجامعة‪..‬؟‬ ‫دون صياغة إستراتيجية واسعة للبحث العلمي؟ وهل يمكن تحقيق األمن الثقافي خارج األمن السياسي‪/‬‬ ‫االجتماعي‪ /‬االقتصادي؟ أي خارج شروطه الموضوعية؟‬ ‫في الضفة المقابلة‪ ،‬نجد أمامنا العديد من األمم الواعية‪ /‬الراقية‪ ،‬أوكلت‪ /‬توكل لهذه الوزارة (وزارة‬ ‫الثقافة) مسؤوليات جسام‪ ،‬تتمثل في إعطاء الثقافة الوطنية‪ ،‬موقعها الريادي للدفاع عن هويتها‪ ،‬باالستثمار‬ ‫المتواصل في الصناعة الثقافية واالقتصاد الثقافي والتنمية الثقافية‪ ،‬وبكل الوسائل واإلمكانيات التي من‬ ‫شأنها بلورة مفاهيم األمن الثقافي‪ /‬إعطاء «الهوية» الثقافية موقعها على الخريطة البشرية‪.‬‬ ‫من موقعنا الحزين‪ ،‬نالحظ كما يالحظ العالم‪ ،‬أننا نضع استراتيجيات انقالبية ضد الثقافة والمثقفين‪،‬‬ ‫نضع للثقافة وألدواتها مسميات غريبة‪ ،‬في خطابنا السياسي‪ ،‬وهو ما يعني جهلنا المركب بحقيقة الثقافة‬ ‫المغربية وأوضاعها المريضة‪.‬‬ ‫أفال تنظرون‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫في ورقة لقطاع الثقافة بالكنفدرالية الديمقراطية للشغل (سنة ‪ ،)2011‬إن تناول هذه اإلشكالية بمغرب‬ ‫عهد االستقالل‪ ،‬طرح‪ /‬يطرح نقاشا محوريا حول مراميها ومساحاتها‪ ،‬خاصة أنها تخضع لتركيب مجتمعي معقد‬ ‫إلطار تتداخل فيه عوامل تمس الرقعة الجغرافية والتطور الكرونولوجي ألحداث ووقائع تنتج سلوكات ومفاهيم‬ ‫تؤطر المجتمع معرفيا‪ ،‬لغويا‪ ،‬عمرانيا‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن التمظهرات على مستوى العراقة والحداثة‪ ،‬هو تحصيل‬ ‫حاصل لبنية المجتمع وتموجاته التاريخية وموقعه الجغرافي‪ ،‬ومن هنا يصعب‪ ‬في نظر الباحثين والمهتمين‬ ‫والخبراء المغاربة تحديد مجال الفعل الثقافي وحدود مساحته‪ ،‬ألنه سلوك ونمط عيش ولغة تواصل‪ ،‬وبنية‬ ‫تدبير العالقة داخل المجتمع أفقيا وعموديا([‪ .)]8‬ما الحظته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل‪ ،‬أن مختلف‬ ‫التنظيمات الحزبية غيبت السؤال الثقافي‪ ،‬عن تصوراتها اإلستراتيجية ومقرراتها التنظيمية والسياسية‪ ،‬وهو‬ ‫ما غيب هذا السؤال عن السياسات الحكومية‪ ،‬ويعود ذلك باألساس في نظرها‪ ،‬إما إلى ضغط األولويات‬

‫هوامش ‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬محمد العربي الخطابي‪ /‬الثقافة لغة وفكرا وتنظيما الملحق األسبوعي لجريدة األنباء ‪ 18‬فبراير ‪.1985‬‬ ‫[‪ ]2‬مجدي وهبة‪/‬معجم مصطلحات األدب القاهرة ‪.1963‬‬ ‫[‪ ]3‬الدكتور جميل صليبا‪/‬المعجم الفلسفي (طبعة بيروت ‪)1980‬‬ ‫[‪ ]4‬معجم الروس (بارس ‪)1980‬‬ ‫[‪ ]5‬المستر روبنسن‪ /‬الثقافة والحضارة (الموسوعة البريطانية‪ /‬طبعة ‪)1969‬‬ ‫[‪ ]6‬عبد الفتاح الحجمري‪ /‬الفعل الثقافي في مغرب اليوم‬ ‫[‪ ]7‬عبد الفتاح الحجمري‪ /‬المرجع السابق‬ ‫[‪ ]8‬حسن األكحل‪/‬اإلشكالية الثقافية في المغرب رهانات الفرص الضائعة‪ ،‬جريدة المساء ‪ 3‬نونبر ‪.2011‬‬ ‫[‪ ]9‬حسن االكحل‪ /‬المرجع السابق‬


‫العدد ‪967‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫مقام ‪ ،‬رصد ‪ ،‬نهواند‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪11‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ف�صل التو�شيات‬

‫ٌ‬ ‫وعافية‬ ‫وحليب‪..‬‬ ‫متر‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬

‫‪...‬الموسيقى نغم الـــروح والوجـــدان‪ ،‬وقد‬ ‫كان العرب في شخص الكندي أوَّل من ألف في‬ ‫الموسيقى بتناوله اُللم الموسيقي‪ ،‬وله سبع مؤلفات‬ ‫في علمها‪ ،‬بقرون قبل‪ ،‬معرفته بأروبا‪ ،‬كما َّ‬ ‫أن‬ ‫الكندي حقق سبقاً لعصره عند استخدامه الموسيقى‬ ‫كوسيلة لعالج بعض األمراض ‪ .‬نشأتْ وترعرعتْ‬ ‫بعض العوائل المغربية على نغمات موسيقى‬ ‫اآللة‪ ،‬التي كانت مدارسها في بعض الزوايا‪ ،‬وهي‬ ‫بيوت يتزوَّدُ المريدون فيها بعلم الباطن من شيخ‬ ‫الطريقة‪ ،‬في سانحة بينية ‪.‬‬ ‫وهو فكر روحاني ينبتُ األولياء كما تنبتُ‬ ‫األرض الكأل ( ابن قنفود ) ‪ .‬التصوُفُ علمٌ إلدراك‬ ‫مدارك الروح في سُمُوِّها‪ ،‬مستبشراً بصالح القلب‪،‬‬ ‫لقدْرة اإلنسان على الحيـــاة‪ .‬ومن مقام‪ ،‬رصد‪،‬‬ ‫نهواند‪ ،‬للمديح والسماع ‪:‬‬ ‫اختارت م�شيئت ُ​ُه‬ ‫لله يف اخللق ما‬ ‫ْ‬ ‫اخلري كله يف ما اختاره الله‬ ‫�ضاقت لها فرج‬ ‫� َّإن الأمور �إذا‬ ‫ْ‬ ‫فرج الله‬ ‫كم من �أمور �شداد َّ‬ ‫الهم ُمفرج‬ ‫الهم � َّإن َّ‬ ‫يا �صاحب ِّ‬ ‫� ْأب�رش بخري ف� َّإن الفاحت الله‬ ‫فثق بالله وار�ضى به‬ ‫ُليت ْ‬ ‫�إذا ابت َ‬ ‫ُ‬ ‫يك�شف البلوى هو الله‬ ‫� َّإن الذي‬ ‫وقد تخرَّجَ من هذه الزوايا أفراد أسر عريقة‬ ‫ومريدون كان مسارهــم منـــذ نشأتهم‪ ،‬الفنّ‬ ‫الراقي من الطرب المغربي‪ -‬األندلسي ‪ .‬وأساتذة‬ ‫كبار‪ ،‬ومولعون بهذا البهاء والجمال‪ ،‬أحد العارفين‬ ‫بصنائع موسيقى اآللة‪ ،‬وهو السيد ‪ :‬عبد السالم‬ ‫الشرْتي‪ ،‬من تطوان بنت غرناطة وفاس‪ ،‬الذي أدلى‬ ‫بدلوه‪ ،‬كنوع من النقد‪ ،‬على «نار هادئة»‪ ،‬لإلذاعة‬ ‫الوطنية‪ ،‬بعنوان‪ :‬ما ضاع حق وراءه طالب ‪..‬قائال‪،‬‬ ‫ال يُغامرُني أيُّ شكٍّ من َّ‬ ‫أن خزانة اإلذاعة الوطنية‬ ‫ال زالت وستبقى بكامل برامجها التي كان يزيدُها‬ ‫على مرِّ السنين والشهور إال تقدُّماً واستحساناً‪،‬‬ ‫تُطربُ الجميع وتنال استحسانهم‪ ،‬ومما الريب فيه‬ ‫َّ‬ ‫أن تلك الخزانة التي تتدفق بكل ما يُعجب ويطرب‪،‬‬ ‫وال شك َّ‬ ‫أن المسؤول عنها يحتفظ على ما بداخلها‬ ‫من نفائس‪ ،‬التي كانت تُتداول أيامها‪ ،‬من األغاني‬ ‫والطرب واأللحان‪ ،‬كما تحتفظ األمُّ بأوالدها ‪.‬‬ ‫هذه الخزانة الغنية بمدَّخراتها الفنية الكالسيكية‬ ‫والعصرية وبروائع طرب اآللة‪ ،‬إذ المشرف على هذه‬

‫الكنوز من الجمال والبهاء‪ ،‬ذخائر وخيرات يجود بها‬ ‫الزمان‪ ،‬وتتكرَّم من حين آلخر إلرضاء كل أصناف‬ ‫المحبين والهواة وعشاق الموسيقى التي وهبها‬ ‫لعباده المولى َّ‬ ‫جل عاله ‪ .‬وهنا أودُّ ْ‬ ‫أن أشير – بكل‬ ‫أسف – ما حُرمنا منه بدون سبب‪ ،‬وهو ما كنا نتمتع‬ ‫به يومياً من الساعة الثانية إلى الثالثة بعد الزوال ‪.‬‬ ‫كان هذا النوع من موسيقى اآللة ال ُّ‬ ‫يمل‪ ،‬وخصوصا‬ ‫إذا كان أداؤه من جوق متميز‪ ،‬يطرب و يسلي كل‬ ‫اآلذان لزرع البهجة والحبّ لتسلية ّ‬ ‫كل «محزون»‬ ‫أو «مُكدَّر»‪ ،‬مستبشرين بأساتيذ الطرب كأمثال‬ ‫جوق موالي أحمد الوكيلي وعبد الكريم الرايس‬ ‫والتمسماني بكمان عبد الصادق اشقارة رحمهم اهلل‬ ‫جميعاً‪ ،‬أو «برويل» وغيرهم من فطاحل المطربين‬ ‫والعازفين‪ ،‬ناهيك عن المسمعين بأصواتهــم‬ ‫المالئكية العارفين بصنائع موسيقى اآللة ‪ .‬من‬ ‫أجل ذلك‪ ،‬ورجاؤنا‪ ،‬العودة والعود أحمد‪ ،‬الرجوع إلى‬ ‫ما كانت اإلذاعة الوطنية تقدِّمه وتهديه لهواة‬ ‫الطرب األندلسي بهذه الربوع من المملكة‪ ،‬حتى ال‬ ‫يتغلب «األلم» على البهجة والسرور‪ ،‬ولم تبقَ لنا إال‬ ‫«الجنائز» وزيارة القبور ‪ .‬راجين مَن بيده األمر ْ‬ ‫أن‬ ‫يتداركه ويعمل كل ما في وسعه واستطاعته لتلبية‬ ‫طبلة األذن التواقة والشغوفة إلى الطرب الرفيع‬ ‫من موسيقى اآللة‪ ،‬مع كامل الشكر الجميل ‪ ..‬وكما‬ ‫تتسلل األنامل كيْ تمضي يدُ الشادي على األوتار‪،‬‬ ‫بنغمات من شذرات نوبة عراق العجم لصنعة تخليل‬ ‫من بحر البسيط ‪:‬‬ ‫تكم‬ ‫لو خيرَّ وين يف َّ‬ ‫تالله ْ‬ ‫محب ْ‬ ‫كم والله والله‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫اخرتت َ‬ ‫غري ُ‬ ‫�صدري ملا وجدوا‬ ‫تالله لو فتحوا‬ ‫َ‬ ‫كم والله والله‬ ‫يف القلب َ‬ ‫غري ُ‬ ‫تالله لو �أنَّني �أ�شكو على حجرٍ‬ ‫حلن يلَ و بكى والله والله‬ ‫َّ‬ ‫لكم �أبد ًا‬ ‫تالله ما ُ‬ ‫خنت يف عه ِد ُ‬ ‫�صادق والله والله ‪.‬‬ ‫لأنني‬ ‫ٌ‬ ‫و البن الفارض العالم المتصوِّف من شعره‬ ‫الخفيف‪ ،‬بميزان بسيط االستهالل ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫جاء منكَ‬ ‫بعطف‬ ‫لو َ‬ ‫فب�شريي ْ‬ ‫قلت َ‬ ‫هاك‬ ‫ووجودي يف قب�ضتي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح�رش العا�شقون حتت لوائي‬ ‫ُي ُ‬ ‫حتت ل ِ‬ ‫ِواك‪.‬‬ ‫جميع املالحي‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫الكلمات من غ ْي َمةِ َم ٍّن‪..‬‬ ‫تنطف‬ ‫حني‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حني ُّ‬ ‫ترف على �أ ْيكَةِ ُرخاء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الــم َط َّيبةِ ‪..‬‬ ‫د‬ ‫املواعي‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫على‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ُ�ش‬ ‫ت‬ ‫حني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫سرْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الطبال حادي ًا بـ (�أ�شيائه املنك�رسة)‪ ،‬و (مننماته) اخل�رضاء‪،‬‬ ‫مر‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫ونقول‬ ‫ُكب‬ ‫ن رِّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫جيب العارفنيِ بِبهاء البهاء‪..‬‬ ‫بالِ‬ ‫ففي‬ ‫ذلك‬ ‫برهان‬ ‫�أما‬ ‫الري�شةِ ‪� ،‬أو يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ت�صطاد‬ ‫ي�صطاد �شذراتهِ ال�شعر َّية من حديقةِ الكون‪ ،‬كما‬ ‫أندل�سي‬ ‫َّحات ال‬ ‫هذا الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫قراءتَها ال يحلو له _ بعد ذلك _ �أن‬ ‫أدمن‬ ‫ومن � َ‬ ‫َ‬ ‫الفرا�شة �أحلـى ُقبالتها من ف ِم الن َّْورِ ‪َ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫املعجمات‪! ..‬‬ ‫متح ِف‬ ‫ِ‬ ‫ُي َ�س ِّم َي ال َ‬ ‫ري ف�ستانَها من َ‬ ‫أ�شياء ب�أ�سمائها‪� ،‬أو �أن ي�ستع َ‬ ‫بون‪:‬‬ ‫فبون � ُّأي ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�شعري ‪..‬‬ ‫ه‬ ‫رص‬ ‫بب�‬ ‫ُب‬ ‫ت‬ ‫يك‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫‪..‬‬ ‫ي‬ ‫ال�شعر‬ ‫ُب‬ ‫ت‬ ‫يك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ةِ‬ ‫بب�صريتهِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بني َ‬ ‫ِّ‬ ‫حوا�سه اخلر�ساء‪..‬‬ ‫ومن ي�ستنف ُِر‬ ‫الرواءِ‬ ‫َ‬ ‫بني من ي�ستنف ُِر ُغ َد َد ُّ‬ ‫املخبوء َة حتت �إهابهِ ‪َ ..‬‬ ‫َّ‬ ‫بني َمن ُّ‬ ‫ال�سدرةِ‪..‬‬ ‫يدف على وجهِ الأبجد َّيةِ ‪َ ..‬‬ ‫ومن يح ِّل ُق �إلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الرواء‬ ‫د‬ ‫وغ‬ ‫ة‬ ‫الب�صري‬ ‫عند‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫‪..‬‬ ‫الطبالِ‬ ‫يف‬ ‫املعنى‬ ‫معنى‬ ‫د‬ ‫�شعراءِ‬ ‫دِ‬ ‫ِ‬ ‫�شعرِ‬ ‫ولذلك لن جت َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ال�سحاب‪ /‬على جدار ال�صبح‪ /‬على رباب‬ ‫داليات‬ ‫يف‬ ‫القرنفل‪/‬‬ ‫دماء‬ ‫يف‬ ‫ّدى‪/‬‬ ‫�إال (بني جفون الن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫املاء ‪.)...‬‬

‫*****‬

‫يوم وقعت عيني مبكتبة الوالد رحمه‬ ‫و�صلتي ب�شعرِ الطبالِ‬ ‫تربعمت يف ِّ‬ ‫َ‬ ‫�سن ال َفتاء‪َ ،‬‬ ‫أكببت‬ ‫الله على ديوانه (الأ�شياء املنك�رسة)‪ ،‬وكان ديوان ًا‬ ‫عمودي النَّمط‪ ،‬مهجرِ َّي الأنفا�س‪ُ � ،‬‬ ‫َّ‬ ‫طفت ما �شاء الله‬ ‫حوراء‪ ،‬وغ ْيداء‪ ،‬و َبتول ‪ ! ..‬ث َّم ُ‬ ‫على قراءته � َ‬ ‫آناء ليلةٍ ‪ ..‬ومن حويل ْ‬ ‫ُ‬ ‫يل �أن � َ‬ ‫عري�ش (النَّمنمات)‪ ..‬وملا‬ ‫ِ‬ ‫التطواف يف‬ ‫قر‬ ‫أطوف يف معرو�شاته الن َ​َّغم َّيةِ ‪� ،‬إلى �أن َّ‬ ‫ات‬ ‫أ�شياء واملرئ ّي ُ‬ ‫الرجلِ يف اقتبايل واكتهايل‪ُ � ،‬‬ ‫أجبت‪ :‬ال ُ‬ ‫رس الذي �ش َّدين �إلى �شعرِ َّ‬ ‫ُ�سئلت عن ال� ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫و�شو�شتَها غريه من ُّ‬ ‫تو�شوِ ُ‬ ‫َ‬ ‫عندلة‬ ‫ي�سمع‬ ‫يكاد‬ ‫ال�شعراءِ ‪ ..‬فما مل تق ْلهُ‬ ‫�ش له بال َعجب‪ ،‬وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫موجة‬ ‫ِ‬ ‫لعندلةٍ يف‬ ‫عري�ش الهديلِ ‪ ،‬وما مل تقلهُ ورد ٌة لورد ٍة يف خلو ِة النَّدى‪ ،‬وما مل تقلهُ‬ ‫الرغى‪ ..‬جتده مبثوث ًا يف �شعرِ الطبال‪ ،‬وك�أين به م�ستودع �أ�رسارِ ِّ‬ ‫كل‬ ‫ملوجـــةٍ على مائد ِة ُّ‬ ‫وم�شنَّف‪!..‬‬ ‫رقيق‪ ،‬ون ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ�سيق‪ُ ،‬‬ ‫وال �أج ُد �أحلى من �شعر ِه يف ت�صوير �شعر ِه ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قنديل َّ‬ ‫ف�ضةٍ‬ ‫ي�ضيء‬ ‫ُ‬ ‫ما هو ليل ٌِّي يف ِّ‬ ‫الظ ْ‬ ‫الل‬ ‫يك�ش ُف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ياء‬ ‫ال�ض‬ ‫يف‬ ‫ري‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٌّ‬ ‫الع�شق‬ ‫لواله ما قر�أنا وِ ْر َد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الو�صل‬ ‫مقام‬ ‫يف ِ‬ ‫الورد‬ ‫وما �شهِ دنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يكون فكر ًة‬ ‫قبل �أن‬ ‫َ‬

‫*****‬

‫ُ‬ ‫الطبال �أن يكون فقيه ًا لكان‪ ،‬ولو �أراد �أن يكون نحو ّي ًا لكان »‪� :‬شهاد ٌة من‬ ‫« لو �أراد‬ ‫لكن �شاعرنا‬ ‫رفيقهِ يف ال َّدر�س‬ ‫ِ‬ ‫برحاب القرويني الأ�ستاذ عبد ال�سالم الهرا�س رحمه الله‪َّ ..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتوجتْهُ �س ِّي َد‬ ‫الكلمة‬ ‫أحب‬ ‫فم َهرتْهُ‬ ‫َ‬ ‫مراوحها البنف�سج َّي َة‪َّ ..‬‬ ‫� َّ‬ ‫وم َه َرها ْ‬ ‫ذو َب عينه‪َ ،‬‬ ‫البتول‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وكنايات‪!..‬‬ ‫جمازات‬ ‫عنب‪ ..‬وال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫متر‪..‬‬ ‫جميل �أن ُت َق ِّيل يف عري�شةِ ٍ‬ ‫أجمل �أن يكون مقي ُل َك يف �شعرِ الطبال‪ٌ :‬‬ ‫وحليب‪ ..‬وعافية‪..‬‬ ‫ٌ‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )21‬الوأواء الدمشقي‬ ‫شاعر التشبيه والوصف‬ ‫(توفي نحو ‪)995‬‬ ‫الشاعر‪ ( :‬أبو الفرج محمد بن أحمد العناني الغساني الدمشقي الملقب بالوأواء‪ ،‬من شعراء العصر‬ ‫العباسي‪ ،‬فقد ترجم له ابن عساكر في جملة الدمشقيين‪ ،‬وقال الذهبي فيه ‪ « :‬هو من حسنات الشام‪،‬‬ ‫ليس للشاميين في وقته مثله « ‪ .‬وكان عامال يشتغل في بيع البطيخ فلقب بالوأواء‪ ( ،‬حيث أن َل َقب‬ ‫الوأواء علق به ألنه كان منادياً في دار البطيخ بدمشق ينادي على الفواكه ) ‪ .‬وكان يشتغل جابيا في أحد‬ ‫الفنادق ‪ .‬وقد كان يستغل أوقات فراغه من العمل في القراءة والمطالعة وحفط األشعار العربية لشعراء‬ ‫كثر منهم عمر بن أبي ربيعة وأبو نواس وأبو تمام والمتنبي‪ ،‬إلى أن تجمعت لديه ثقافة لغوية وشعرية‬ ‫واسعة‪ ،‬وكان يتمتع بقريحة وقادة وفطرة مرهفة‪ ،‬فبدأ ينظم الشعر‪ ،‬حتى سطع نجمه في مجال الشعر‪،‬‬ ‫وأضحى من فحول الشعراء العرب ‪ .‬وقد نظم في أغراض الشعر ‪ :‬الغزل والخمر والمدح والطبيعة ) ‪.‬‬ ‫قصيدة وأمطرت لؤلؤا ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أكثر قصا ئد الشاعر الوأواء شهر ة وانتشارا‪ ،‬ومن‬ ‫أجمل قصائد الغزل والوصف في الشعر العربي ‪ .‬ونظرا لما حوته من صور شعرية وتشبيهات واستعارات‬ ‫فقد اهتم بها دراسة وتحليال المهتمون والدارسون للشعر العربي وكتب البالغة والبيان ‪.‬العربيين‬ ‫المتالئها بالتشبيهات واالستعارات والصور الشعرية‪ ،‬وخاصة البيت الشعري الذي يقول فيه ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِالبـ َردِ )‪،‬‬ ‫وع�ضت على‬ ‫و�سقـت ×× ورد ًا‪،‬‬ ‫نرج�س‬ ‫أمطرت ُل�ؤل�ؤ ًا من‬ ‫( و�‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫العناب ب َ‬ ‫وهو يعتبر من األبيات الشعرية التي يستشهد بها في التشبيه والوصف ‪ .‬يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫نالت على يدهـا ما لـم تنلـه يــــــــــــدي ×× نق�ش ًا على مع�ص ٍم �أوهت بـه جلـــــــدي‬ ‫ٌ‬ ‫ك� ُ‬ ‫أنـه ُط ْـر ُق منـلٍ فـي �أناملهـــــــــــــــــا ×× �أو‬ ‫ال�س ْح ُب بالبـــــــــردِ‬ ‫رو�ضة ر�صعتها ُ‬ ‫وقو�س حاجبهـا مِ ـنْ ُك ِّـل ناحيــــــــــــــةٍ ×× َو َن ْب ُـل ُم ْق َلتِهـا ترمـي بـه كبـــــــــــــدي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫شرَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا�شطها فـي كفهـا � َ كــــــــــــا ×× ت ِ�صي ُد قلبي بها مِ ـنْ داخـل اجل�ســــــــد‬ ‫مدت َم َو ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫طلعــــــــت ×× من بع ِد ُر�ؤ َيتها يومـا علـى �أحـــــــــــ ِد‬ ‫ال�شم�س مـا‬ ‫�إن�سية لو ر�أتها‬ ‫ُ‬ ‫قالت ‪:‬ال َت ُغ َّـر بِنــــــــــا ×× من رام مِ نا وِ �صـا ًال َم َ‬ ‫َ�س�أ ْل ُتها الو�صل ْ‬ ‫ـات بِالكمـــــــــ ِد‬ ‫باحلـب َ‬ ‫الغرام‪ ،‬ومل ُي ْبـدِئ ولـم يعــــــــــ ِد‬ ‫ـــــــــــو ًى ×× من‬ ‫مـات َج‬ ‫َف َكم َقتِيلٍ َلنا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫املحـب قليـل ال�صبـر واجللـــــــ ِد‬ ‫فقلت ‪:‬‬ ‫ا�ستغفر الرحمنَ مِ ـنْ َز َلــــــــلٍ ×× �إن‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الظبـي بالأ�ســــــــ ِد‬ ‫قائلــــــــــة ×× َت�أملوا كيف ف ِْع ُـل‬ ‫قد َخلفتنـي طرِ يحـ ًا وهـي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫قالت‪:‬لطيف خيالٍ زارنـي وم�ضــــــى ×× بالله ِ�ص ُفه وال تنقـ�ص وال َتـــــــــزِ دِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ظمــــــــــ�أٍ ××‬ ‫وقلت ‪:‬قف عن ورود املاء مل يـــرِ دِ‬ ‫فقال‪:‬خ َّلف ُت ُه لـو مـات مِ ـنْ َ‬ ‫ــه ×× يا َبردَ َ‬ ‫احلب ِ�شيم ُت ُ‬ ‫ذاك الذي ْ‬ ‫ْ‬ ‫قالت علـى كبــدي‬ ‫‪�:‬صد َْق َت الوفا يف ِّ‬ ‫قالت َ‬ ‫رمق ‪ ..‬و ْ‬ ‫وا�سرتجعت �س� ْ‬ ‫ْ‬ ‫دقـت يـد ًا ِب َيــ ِد‬ ‫ألت َعني‪ ،‬فقيل لهــا ×× ما فيه من ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫و�سقـت ×× ورد ًا‪،‬‬ ‫نرجـــ�س‬ ‫أمطرت ُل�ؤل�ؤ ًا من‬ ‫و�‬ ‫ٍ‬ ‫اب بِال َب َـردِ‬ ‫وع�ضت على ال ًع َّن ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫و�‬ ‫أن�شـدت ِبلِ�سـان احلـــالِ‬ ‫ري ُك ْر ٍه وال َم ْطـلٍ وال مــــــددِ‬ ‫قائـلــــــــــة ×× مِ نْ غ ِ‬ ‫حزنـت � ٌ‬ ‫ْ‬ ‫أخـت لِفقـــــــــــ ِد � ٍأخ ×× ُحزنـي عليـه وال � ٌأم علـى ولـــــــــــ ِد‬ ‫واللهِ مـا‬ ‫املوت ال �أخلو مِ نَ احل�سـ ِد‬ ‫�إن يح�سدوين على موتي‪َ ،‬ف َوا �أ�سفي ×× حتى على‬ ‫ِ‬ ‫‪kkk‬‬

‫مختارات من أشعاره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬قصيدة دواء قلبي في الهوى‬ ‫دواء قلبي يف الهوى دائــــــــي ××‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أ�سقام الورى مفــــــــردا ××‬ ‫حويت � َ‬ ‫ْلو ُ‬ ‫�شئت � ْأن �أم�شي لفرط ال�ضنى ××‬

‫عالجات الأطبــــــــــــــــاء‬ ‫�أعيا‬ ‫ِ‬ ‫النا�س ب�أ�سمـــــــــــــاء‬ ‫و حازها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م�شيت من �سقمي على املــــاءِ‬

‫‪ ) 2‬قصيدة أهالً‬ ‫بنمام ينمُّ بطيبــه‬ ‫ٍ‬ ‫كل �إبــانٍ َو َّ‬ ‫بنمام ين ُّم بطيبـــــــــــــــــــه ×× يف َّ‬ ‫كل زمــــــــــــــان‬ ‫�أه ًال ٍ‬ ‫عائبه فقدْ �أبدى لنــــــــــــا ×× َعينْ َ ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫َالكانَ‬ ‫مل َحالِ َو َج َاء بِال ُب ْه َتــــــــانِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س ْك َران‬ ‫ك�سمِ هِ ث َمل الف َتى َّ‬ ‫يحدو املفيقَ �إلى اخلمارِ لأنَّ يف ×× ن ِْ�ص ِف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫احل‬ ‫ق‬ ‫ط‬ ‫منام �إذا‬ ‫َثــــــانِ‬ ‫نك�ستــــــــــــــه ×× َل َك طارِ ٌف مِ نْ ارِ ِ‬ ‫َو ُ‬ ‫هجاء ٍ‬ ‫‪kkk‬‬

‫‪ ) 3‬قصيدة إني طلبت إلى القرطاس‬ ‫ا�س َي ْحمِ ُل لــي ×× َب ْع َ‬ ‫�ض ا َّلذِي بِي �إ َلي ُك ْم َزادَ ين َق َلقـــــــا‬ ‫�إنيِّ َط َل ْب ُت �إ َلى الق ِْر َط ِ‬ ‫َف َظ َّل َي ْر َعــ ُد يف َك ِّفي ف�أَ ْوهَ َمنـــــــــي ×× ب� ُ‬ ‫أنه �أهــوا ُه قــــدْ ع�شقــــــــــــــــــــــا‬ ‫ُ‬ ‫ا�ستنطقته نطــــقــــا‬ ‫�أَ ْ�ش ُكو �إ َل ْيهِ َف َي ْبكِي حِ نيَ َي ْ�س َم ُعنـــــــي ×× منْ رحمتي َولوِ‬ ‫كتبـــــت ×× َك ِّفي مِ نَ َّ‬ ‫ْ‬ ‫كحترَ َ قا‬ ‫القرطا�س ما‬ ‫حتى �إذا عل َم‬ ‫ال�ش ْو ِق يف �أَ ْح َ�شائِهِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪kkk‬‬

‫‪ )4‬قصيدة فؤاد صب أذابه الكمد‬

‫ــــــــــــــــــــ‬

‫�صب � ُ‬ ‫هـــــد‬ ‫ف�ؤادُ ًّ‬ ‫أذابه الكمـــ ُد ×× َو َج ْفنُ َعينْ ٍ َ�أ ْودَ ى بِهِ َّ‬ ‫ال�س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يا َز َفراتي َك ْم �أ ْ�ش َتكِيكِ ف َما ×× ين�صفني منكِ يف الهوى �أح ُد‬ ‫َّ‬ ‫لكل �شيءٍ ح ٌّد يبيـــنُ بـــهِ ×× َوما لوجدي ح ٌّد َوال �أمــــــــ ُد‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫ـ ديوان الوأواء الدمشقي ‪ .‬تحقيق سامي الدهان ‪.‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ .‬كتاب األعالم ‪ .‬الجزء ‪. 5‬‬ ‫ـ ابن رشيق ‪ .‬كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ‪ .‬الجزء ‪. 1‬‬ ‫ـ ابن بسام ‪ .‬كتاب الذخيرة ‪.‬‬ ‫ـ الثعالبي ‪ .‬كتاب يتيمة الدهر ‪ .‬الجزء األول ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬السنة ‪ 1983‬م ‪.‬‬ ‫ـ شهاب الدين محمد األبشيهي ‪ .‬كتاب المستطرف في كل فن مستظرف ‪ .‬طبعة السنة ‪ 2014‬م ‪.‬‬ ‫ـ جورجي زيدان ‪ .‬كتاب تاريخ آداب اللغة العربية ‪ .‬ج ‪. . 2‬‬ ‫ـ عمر فروخ ‪ .‬كتاب تاريخ األدب العربي ‪ .‬الجزء الثاني ‪ .‬الطبعة الرابعة ‪ .‬السنة ‪ 1981‬م ‪.‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫�إ�شعاع تربوي‬ ‫وق�ص�ص من احلياة‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫فاكهة النبق‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫هو شخصية مرموقة في عالم التجارة‪ ،‬يفد عليه عشاق الحرفة من كل مكان‪ ..‬ورث الصنعة عن أبيه وجده باألندلس‪ ،‬ثم حين‬ ‫استقروا بفاس‪ ،‬يرد عليه الناس من كل فج عميق‪ ،‬صناعته ال تضاهيها صناعة جودة وإتقانا‪ ،‬تشتغل معه يد ماهرة‪ ،‬ومعه المنهدس‬ ‫والخطاط‪ ،‬والنقاش‪ ،‬والخياط‪ ،‬والطراز‪ ،‬والحداد‪ ،‬والخشبي وغيرهم‪ ..‬وكلهم في دائرة اختصاصه‪.‬‬ ‫سروج الخيل األصيلة‬ ‫يتباهى بها أصحابها وهم يمتطون الجياد‬ ‫المسوّمة في المواسم المعلومة (التبوريدة)‬ ‫وفي الحفالت الرسمية يعشقها الجميع في‬ ‫الدواوير والمناطق المعروفة رجاال ونساء‪ .‬كما‬ ‫يعشقون جيادهم عشقا مبرحا‪ ،‬فالفارس ال‬ ‫يبخل على حصانه بأحسن سرج‪ ،‬وأجمل نوع‪،‬‬ ‫وأدق صنعة‪.‬‬

‫عائلة السقاط‬ ‫هو أحمد السقاط‪ ،‬أندلسي األصل‪ ،‬فاسي‬ ‫االزدياد والسكن‪ ،‬علمٌ من أعالم التجارة‪ ،‬لزم‬ ‫بيته لكبر سنه‪ ،‬ولمرضه المستعصي مع قلة‬ ‫األطباء المختصين في مرض «حصر البول»‬ ‫وقانا اهلل شرده ومحنته‪ .‬تردد على عدة أطباء‬ ‫بفاس والرباط والبيضاء‪ ،‬وأخيرا اهتدى إلى‬ ‫عنوان طبيب اشتغل بفاس إبان عهد الحماية‪،‬‬ ‫وعند االستقالل عاد إلى بلده بفرنسا حيث‬ ‫استقر بعاصمتها باريس‪ ،‬وله باع طويل في‬ ‫األمراض الباطنية‪..‬‬ ‫امتطى الحاج أحمد الطائرة التي نقلته إلى باريس واصطحب‬ ‫معه ابنه البكر الذي يتحدث الفرنسية بطالقة‪ ..‬كان صديقي أيام‬ ‫الطفولة في الحي وكان زميلي بالمدرسة االبتدائية‪ ،‬وشاركني‬ ‫اجتياز المرحلة الثانوية نراجع دروسا معا وال نفترق إال ساعة النوم‪،‬‬ ‫أعرف خبايا عائلته الميسورة وال أخفي عنه يتمي وقلة حيلتي‪..‬‬ ‫اتصل صديقي إدريس بالطبيب محددا معه موعدا‪ ،‬وفي‬ ‫العيادة‪ ،‬ولما كشف الطبيب حالة الحاج أحمد وفحصه‪ ،‬أبدى‬ ‫استغرابه وزمجر في وجه الحاج‪ ،‬فكيف يسكن في حي العودة‬ ‫قرب باب الفتوح ثم يأتي إليه؟‪ ..‬واستغرب الحاج أحمد‪ ،‬فما عالقة‬ ‫سكناه بمرضه؟ وكيف عرف الطبيب ذلك‪ ..‬إال أن الطبيب أجاب‬ ‫بأن عيادته كانت بباب الفتوح قرب مسجد األندلس‪ ،‬وكان يتردد‬ ‫على عيادته أهل العودة‪ ،‬ثم تابع مخاطبا الحاج أحمد ‪ :‬لقد خسرت‬ ‫أموالك بالمجيء إلى فرنسا ألشخص‬ ‫مرضك البسيط‪ ،‬ودواؤك بجانب بيتك‬ ‫وال يتعدى ثمنه عشرون سنتيما!‪ ..‬لذا‬ ‫كلفت نفسك مشقة السفر‪ ،‬وأنفقت‬ ‫ماال‪ ،‬وتركت أعمالك‪ ..‬وحسبها الحاج‬ ‫نكتة أو خفة دم من الطبيب الذي‬ ‫أكد أنه لو تجلت الحقيقة لما سيقوله‬ ‫فسيزيد العجب واالستغراب‪..‬‬ ‫فعند م��رور ال��ح��اج م��ن مسجد‬ ‫األندلس إلى بيته بالعودة في حي‬ ‫الحمراء توجد على جنبات الطريق‬ ‫شجرة (السدرة) تنتج حبات (النبق)‪..‬‬ ‫لكن ما دخل السدرة وحبات النبق‬ ‫بالمرض؟‪..‬‬ ‫وع�� ّق��ب اب��ن ال��ح��اج على كالم‬ ‫الطبيب بأنه عندما كان يذهب إلى‬ ‫المدرسة يعرج على حي الصفاح حي‬ ‫متاجر الحمامصيين يبيعون فكاهنة‬ ‫(النبق) فنمضمض بها أفواهنا قبل‬ ‫ال��دخ��ول إل��ى القسم‪ ،‬وه��ي حلوة‬ ‫المذاق عندما يتحول لونها إلى البني‪،‬‬ ‫وليموني عندما تكون خضراء‪..‬‬ ‫فصاح الطبيب ‪ :‬نعم‪ ،‬وهذا هو‬ ‫دواء الحاج أحمد‪ ..‬ع��ودا إلى فاس‬ ‫واشتريا من الحمامصي بحي الصفاح‬ ‫قليال من فاكهة النبق‪ ،‬كل لحمه وارم عظمه ثم تطبخ زوجتك مقدارا منه حتى تنسلخ النواة‬ ‫عن العظم‪ ،‬واتركه يبرد ثم اشرب كأسا قبل الفطور‪ ،‬وآخر قبل العشاء مدة عشرة أيام‪ ،‬وسترى‬ ‫النتيجة!‬ ‫وتابع ‪ :‬لقد أخذت من فاس كمية من حبات النبق وقدمتها لمرضاي وقد شفي جلهم من‬

‫ألم المثانة‪ ،‬وأصبح البول سلسا دون عناء وال‬ ‫ألم‪ .‬لم يأخذ الطبيب مقابال لفحصه‪ ،‬وقال إنه‬ ‫تنسم من زائريه رائحة فاس‪..‬‬ ‫اعتكف الحاج أحمد في بيته ال يبرحه‬ ‫إال لصالة الجمعة‪ ،‬ودأب على شرب منقوع‬ ‫النبق‪ ...‬تحسنت حالته‪ ..‬ولم تمض األيام‬ ‫العشرة حتى عاد دخوله إلى الحمام للتبول‬ ‫طبيعيا‪ ..‬فأقسم أن يعود إلى باريس لزيارة‬ ‫الطبيب شاكرا‪ ..‬وقدم له هدية عبارة عن ثريا‬ ‫نحاسية وسجادة رباطية مع كمية من النبق‬ ‫لمرضاه‪.‬‬

‫الطب النبوي‬ ‫أثناء قراءتي لكتاب «الطب النبوي»‬ ‫لإلمام ابن القيم الجوزية عثرت على فائدة‬ ‫حبات النبق (ص ‪ 298‬صرف النون‪ ،‬وذكر أبو‬ ‫النعيم في كتابه ص ‪ ،)300‬جاء فيه‪ ..‬أن آدم‬ ‫عليه السالم أبو البشرية لما نزل األرض كان‬ ‫أول شيء أكله ثمار النبق‪ .‬وقد ذكر النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم (النبق) في الحديث‬ ‫المتفق على صحته ‪ :‬أن��ه رأى عند سدرة‬ ‫المنتهى شجرة النبق مثل قالل هجز‪ ..‬أخرجه البخاري ج‪ 3‬ص ‪133‬‬ ‫وابن مالك ص ‪ - 185‬ج ‪.6/5‬‬

‫فوائد شجرة النبق‬ ‫النبق فاكهة تولد من شجر (السدرة) بها شوك‪ ،‬أوراقها صالحة‬ ‫لعالج الجروح‪ ،‬وحبات النبق خضراء كانت أو يابسة تنفع في حاالت‬ ‫اإلسهال وآالم المعدة‪ ،‬وتسكن آالم الصفراء وهي بطيئة الهضم‪.‬‬

‫ضيعة صفرو‬ ‫اشترى الحاج أحمد ضيعة في ضواحي مدينة صفرو تبعد عن‬ ‫مدينة فاس بـ ‪ 28‬كلم‪ ،‬ومساحتها ‪7‬‬ ‫هكتار‪ ..‬بها من نعيم الدنيا الكثير‪..‬‬ ‫الكرز‪ ،‬واإلجاص‪ ،‬والتفاح‪ ،‬والمشماش‬ ‫والجوز (األمريكي) مع البقر الحلوب‪..‬‬ ‫وم��ن لبنها تصنع له المربية‬ ‫الزبدة والرغيف والحرشة والجبن‪،‬‬ ‫فيتكرم علي بالكثير منه‪ ..‬وأثناء‬ ‫تجاذبه الحديث مع كبار تجار مدينة‬ ‫فاس‪ ،‬خصوصا أولئك الذين يشتري‬ ‫منهم الحاج أحمد حاجياته لصناعة‬ ‫السروج‪ ،‬تعلمت أبجديات التجارة‪،‬‬ ‫وأكثرها دخ�لا‪ ..‬فتركت الوظيفة‬ ‫العمومية (التعليم) ألعوضها بمهنة‬ ‫تنسيني السنوات العجاف‪ ،‬فترحت إلى‬ ‫الدار البيضاء قطب التجارة واالقتصاد‬ ‫ثم طنجة‪ ،‬وغابت عني فاس بوجوهها‬ ‫الكريمة ورقدت أغلبها بمقبرة باب‬ ‫الفتوح رحمهم اهلل أمثال الحاحج‬ ‫أحمد السقاط‪..‬‬ ‫ه��ذه القصة المقتضبة عشت‬ ‫دروبها وسقتها لما تحمله من معاني‬ ‫وتتضمنه من تجارب‪ ..‬وكانت فيها‬ ‫نهاية عملي في الوظيفة العمومية‬ ‫واشتغالي بالتجارة‪ ..‬وصدق من قال ‪:‬‬ ‫«علموا أبناءكم التجارة وال تعلموهم‬

‫اإليجار»‪..‬‬ ‫وكانت مغادرتي للوظيفة بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪.1983‬‬ ‫وما الحياة إال اجتهاد وابتكار وتقرب إلى اهلل بالصالحات من األعمال‪..‬‬ ‫وإنما لكل امرئ ما نوى‪.‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫ف�ضائل الر�سول‬

‫ال خفاء على من مارس شيئا من العلم‪ ،‬أو خص بأدنى لمحة من فهم‪ ،‬بتعظيم اهلل قدر نبينا‬ ‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬وتخصيصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب ال تنضبط بزمام‪ ،‬وتنويهه بعظيم‬ ‫قدره عليه السالم‪ ،‬بما تكل عنه األلسنة واألقالم‪ ،‬فمنها ما صرح به تعالى في كتابه‪ ،‬وأثنى به عليه‬ ‫من أخالقه وآدابه‪ ،‬فقد قال عز من قائل‪( :‬وإنك لعلى خلق عظيم)‪ ،‬وقال أيضا‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَ ا ال َّنب ُِّي ِ�إنَّا‬ ‫ريا) وقال‪�( :‬أَ مَ ْ‬ ‫ك َ�ص ْد َر َ‬ ‫ل َن�شرْ َ ْح َل َ‬ ‫�أَ ْر َ�س ْلن َ‬ ‫ك‬ ‫�شا َونَذِي ًرا َودَ اعِ ًيا ِ�إ َلى اللهَّ ِ ِب ِ�إ ْذ ِن ِه َو�سرِ َ ً‬ ‫اجا ُم ِن ً‬ ‫َاك َ�شاهِ ًدا َو ُم َب رِّ ً‬ ‫ك َّالذِي �أَ ْن َق َ‬ ‫ك َر َ‬ ‫ك َو َر َف ْعنَا َل َ‬ ‫�ض َظ ْه َر َ‬ ‫ْك ِو ْز َر َ‬ ‫َو َو َ�ض ْعنَا عَ ن َ‬ ‫ك ذِ ْ‬ ‫ك)‪ ،‬لقد أكرم اهلل نبيه صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم بفضائل جمّة ‪ ،‬وصفات عدة‪ ،‬فأحسن خ ْل َقه وأتم خُلقه‪ ،‬ومنحه جل وعال فضائل عديدة‪،‬‬ ‫وخصائص كثيرة‪ ،‬تميز بها صلى اهلل عليه وسلم عن غيره‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن مكانة النبوة التي هي أشرف‬ ‫المراتب‪ ،‬فعن ابن عباس مرفوعا « أن اهلل قسم الخالئق قسمين فجعلني من خيرهم قسما فذلك‬ ‫قوله عز وجل‪« :‬أصحاب اليمين وأصحاب الشمال‪ ،‬فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين‪ ،‬ثم‬ ‫جعل القسمين أثالثا فجعلني من خيرها ثلثا وذلك قوله تعالى‪« :‬وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة‬ ‫وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون»‪ ،‬فأنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم‬ ‫جعل األثالث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪« :‬ثم جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‬ ‫إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على اهلل وال فخر‪ ،‬ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني‬ ‫من خيرها بيتا» فذلك قوله تعالى‪« :‬إنما يريد اهلل ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»‬ ‫و عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪« :‬قالوا يا رسول اهلل متى وجبت لك النبوءة قال وآدم بين الروح‬ ‫والجسد» وعن عائشة مرفوعا» أتاني جبريل فقال قلبت مشارق األرض ومغاربها فلم أر رجال أفضل من‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم ولم أر بني‬ ‫أب أفضل من بني هاشم» وعن أنس أن‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم «اتى بالبراق‬ ‫ليلة أسري به فاستصعب عليه فقال له‬ ‫جبريل‪« :‬أبمحمد تفعل هذا فما ركبك أحد‬ ‫أكرم على اهلل منه فانتفض عرقا» وروى‬ ‫عنه عليه السالم أنه قال ‪« :‬أعطيت خمسا‬ ‫ـ وفي رواية ستا ـ لم يعطهن نبي قبلي‪،‬‬ ‫نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي‬ ‫األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬وأيما رجل من‬ ‫أمتي أدركته الصالة فليصل‪ ،‬وأحلت لي‬ ‫الغنائم ولم تحل لنبي قبلي‪ ،‬وبعثت إلى‬ ‫الناس كافة وأعطيت الشفاعة» وفي‬ ‫رواية «بعثت إلى األحمر واألسود»‪.‬‬ ‫ففضل رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم فوق ما يتصوره اإلنسان‪ ،‬فضله اهلل‬ ‫على سائر المخلوقات ومنحه فضائل ومزايا لم يمنحها أحد سواه‪ ،‬كما منحه سبحانه لكل المسلمين‬ ‫فما من مسلم من مبعثه صلى اهلل عليه وسلم إلى يوم القيامة إال ملتمسا من هديه سائرا على‬ ‫طريقته مجتهد في االتصاف بما منحه اهلل من مزايا األخالق‪ ،‬وعن ابن وهب أنه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قال ‪:‬قال اهلل تعالى سل يا محمد؟ فقلت يارب ما أسأل؟ اتخذت إبراهيم خليال‪ ،‬وكلمت موسى تكليما‪،‬‬ ‫واصطفيت نوحا وأعطيت سليمان ملكا ال ينبغي ألحد من بعده‪ ،‬فقال اهلل تعالى‪« :‬ما أعطيتك خير‬ ‫من ذلك‪ ،‬أعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جو السماء‪ ،‬وجعلت األرض طهورا‬ ‫لك وألمتك وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأنت تمشي في الناس مغفور لك‪ ،‬ولم أصنع ذلك‬ ‫ألحد قبلك‪ ،‬وجعلت قلوب أمتك مصاحفها‪ ،‬وخبأت لك شفاعتك ولم أخبئها لنبي غيرك» وعن حذيفة‬ ‫مرفوعا «بشرني ـ يعني ربه ـ أول من يدخل الجنة معي من أمتي سبعون ألفا مع كل مسلم سبعون‬ ‫ألفا ليس عليهم حساب وأعطاني أن ال تجوع أمتي وال تغلب‪ ،‬وأعطاني النصر والعزة والرعب‪ ،‬يسعى‬ ‫بين يدي أمتي شهرا‪ ،‬وطيب لي وألمتي الغنائم‪ ،‬وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫في الدين من حرج « وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه أن اهلل تعالى نظر إلى قلوب العباد فاختار منها‬ ‫قلب محمد صلى اهلل عليه وسلم فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته‪ .‬وروي أنه عليه السالم لما نزلت «‬ ‫وما كان لكم أن توذوا رسول اهلل وال تنكحوا أزواجه من بعده أبدا» قام صلى اهلل عليه وسلم خطيبا‬ ‫فقال‪« :‬يا معشر أهل اإليمان إن اهلل فضلني عليكم تفضيال وفضل نسائي على نسائكم تفضيال» وعن‬ ‫العرباض بن سارية مرفوعا أنه صلى اهلل عليه وسلم قال‪ « :‬إني عبد اهلل وخاتم النبيئين وإن آدم‬ ‫لمنجدل في طينته ودعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ابن مريم «وعن عبد اهلل بن عمرو مرفوعا «أنا‬ ‫محمد النبي األمي ال نبي بعدي أوتيت جوامع الكلم وخواتمه وعلمت خزنة النار وحملة العرش فياله‬ ‫من سيد ما أعظمه في الوجود ‪،‬وأوفر حرمة مكانته في السعود‪ ،‬وأشرف غرر أوصافه ومزاياه كأنها‬ ‫آللىء في عقود‪.‬‬ ‫وفضل هذا النبي الكريم ومكانته التنحصر في هذا الوجود وفي حياة الدنيا الفانية‪ ،‬بل هو ثابت‬ ‫منذ خلق اهلل هذا الكون ومستر حاضر حتى بعد فناء الدنيا وقيام الناس للحساب والعقاب‪ ،‬فقد أعطاه‬ ‫سبحانه وتعالى فضل الشفاعة العظمى يوم الينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم وعمل‬ ‫نافع صالح‪ ،‬فعن أنس بن مالك رضي اهلل عنه قال‪« :‬حدثنا محمد صلى اهلل عليه وسلم» فقال‪( :‬إذا كان‬ ‫يوم القيامة ماج الناس (اختلط واضطرب) بعضهم في بعض فيأتون آدم عليه السالم فيقولون‪ :‬اشفع‬ ‫لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقول لست‬ ‫لها ولكن عليكم بعيسى فانه روح اهلل وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد‪،‬‬ ‫فيأتونني فأقول‪« :‬أنا لها فأستأذن ربي‬ ‫فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها ال‬ ‫تحضرني اآلن‪ ،‬فأحمده بتلك المحامد وأخر‬ ‫له ساجدا فيقال‪ :‬يا محمد ارفع ارفع رأسك‬ ‫وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع)‬ ‫رواه البخاري في باب التوحيد‪.‬‬ ‫وروى اإلمام مسلم يقول الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪« :‬يا رب أمتي أمتي» فيقال‪:‬‬ ‫«يا محمد أدخل الجنة من أمتك من ال‬ ‫حساب عليه من الباب األيمن من أبواب‬ ‫الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك‬ ‫من األبواب»‪.‬‬ ‫وروى اإلمام البخاري‪ ،‬يقول الرسول‬ ‫فأقول‪ :‬يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق‬ ‫فأخرج من كان في قلبه أدنى مثقال حبة‬ ‫من خردل من إيمان فأخرجه من النار‬ ‫فأنطلق فأفعل)‪ .‬وعن أنس في رواية ثانية قال (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثمّ أخرّ له‬ ‫ساجدا فيقال‪ :‬يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول‪ :‬يا رب ائذن لي فيمن‬ ‫قال ال اله إال اهلل فيقول‪ :‬وعزتي وجاللي وكبريائي وعظمتي ألخرجن منها من قال ال اله إال اهلل)‪.‬‬ ‫وقد وجب علينا معشر المومنين تعظيم هذا النبي الكريم وتبجيله ومحبته‪ ،‬فإيمان المؤمن ال‬ ‫يكون مكتمال إذا كان حبه للرسول ناقصا أو غير كامل‪ ،‬يقول تعالى في سورة آل عمران ُ‬ ‫(ق ْل ِ�إ ْن ُ‬ ‫ك ْنت ُْم‬ ‫تب للهَّ َ‬ ‫ك ْم ُذنُو َب ُ‬ ‫ك ُم اللهَّ ُ َو َي ْغف ِْر َل ُ‬ ‫ون ُي ْح ِب ْب ُ‬ ‫يم )‪ ،‬وروى البخاري في صحيحة‬ ‫ك ْم ۗ َواللهَّ ُ َغ ُف ٌ‬ ‫ور َرحِ ٌ‬ ‫حُ ِ ُّ َ‬ ‫ون ا َفا َّتب ُِع يِ‬ ‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ّ‬ ‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال (فوالذي نفسي بيده ال يؤمن‬ ‫أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده)‬ ‫وحب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يكون أوال بإدراك مقامه ومكانته وفضله عند اهلل‪ ،‬والتعرف‬ ‫على هديه وسيرته وصفاته وشمائله وأخالقه‪ ،‬ثم باتباع سنته وهديه والسير على السبيل القويم‬ ‫والنهج الواضح الذي جاء به والعمل بكل ما أمر به واالبتعاد عن كل ما نها عنه‪.‬‬

‫فاتح ربيع األنوار‬

‫‪ ‬ليلة الجمعة األبرك‪ ،‬أهل اهلل علينا هالل ربيع األنوار‪،‬‬ ‫ربيع المحبين‪ ،‬موسم العاشقين‪ ،‬نسأل اهلل العلي األعلى‬ ‫أن يهله علينا باألمن واإليمان والسالمة واإلسالم‪ ،‬لنا‬ ‫ولوالدينا وأهلنا وذوينا‪ ،‬وكافة ذرية وأمة سيدنا وموالنا‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫‪ ‬بربيع األن���وار تشرق قلوب المحبين للحضرة‬ ‫المحمدية‪ ،‬بنور ربها‪ ،‬إذ نور سيدنا رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬منذ أن خلقه اهلل‪ ،‬قبل طينة آدم‪،‬‬ ‫واألرجاء تشرق به‪ ،‬حتى قال بعض العارفين “لو أبصر‬ ‫إبليس نور نبوة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫ألسلم إذعانا للنور”‬ ‫‪ ‬هكذا هو نور نبوة سيد الخلق‪ ،‬يشرق على العوالم‬ ‫كلها‪ ،‬فترحم به من الحضرة اإللهية‪ ،‬فقد رحم اهلل به‬ ‫مخلوقات عدة‪ ،‬وكائنات غير حيوانية حتى‪.‬‬ ‫‪ ‬سيدنا رسول اهلل‪ ،‬نور هذا الربيع المنير‪ ،‬نال بحقه‬ ‫الشفاعة أنبياء ومقربون‪ ،‬ووصل به أولياء صالحون‪ ،‬حتى‬ ‫قيل في بعض تفاسير قول الحق تعالى‪“ :‬فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه” بأنه‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫تلقى من ربه (اللهم بحق نور محمد‬ ‫عندك) فتاب اهلل عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬وهذا ما أجاب به موالنا اإلمام مالك رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫السائل الذي سأله عن أدب الدعاء عند قبر سيدنا رسول‬ ‫اهلل‪ ،‬أيستقبل القبلة أم الضريح‪ ،‬فأجابه ‪ -‬وكان السائل‬ ‫أمير المؤمنين آنذاك ‪ -‬كيف تعرض عنه وهو وسيلة أبيك‬ ‫آدم قبلك‪.‬‬ ‫‪ ‬ويوم الحشر‪ ،‬يوم العرض األكبر‪ ،‬يوم الوقوف بين‬ ‫حضرة الرب‪ ،‬الكل يقول نفسي نفسي‪ ،‬غير سيدنا الحبيب‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬أنا لها أنا لها‪ .‬وهو مقام عظيم‪ ،‬أحد األسبقيات‬ ‫األحمدية‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا المقام العظيم‪ ،‬تظهر الشفاعة الكبرى‪ ،‬ويبرز‬ ‫النور المحمدي األبهر‪ ،‬وكل يستمد حسب استعداده‪.‬‬ ‫‪ ‬بارك اهلل شهركم الكريم‪ ،‬وجعله سبب فتح ونور‬ ‫وتوفيق لنا ولكم جميعا‪ ،‬وألهلكم وذويكم‪ ،‬يارب بحق‬ ‫النور المحمدي األبهر يسر وبارك وافتح ووفق لنا ولكم جميعا‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من نوادر املخطوطات‬

‫«الر�سالة امل�صرية»‬

‫لأبي ال�صلت �أمية بن عبد العزيز الأندل�سي‬ ‫نزح كثيرون من رجال األندلس إلى الشرق طلباً للعلم أو المال أو الجاه‪ ،‬أو رغبة في أداء فريضة الحج‪ ،‬وكان من أولئك النازحين إلى مصر رجل جمع إلى األدب الحكمة‪،‬‬ ‫وإلى الطب التنجيم والموسيقى والرياضة‪ ،‬والبراعة في علم الحيل‪ .‬هذا الرجل هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت‪ ،‬المولود في مدينة دانية‪ ،‬من بالد‬ ‫األندلس سنة ‪470‬هجرية‪.‬‬ ‫قدم أبو الصلت إلى اإلسكندرية ومعه أمه ‪ -‬فيما يروي ابن خلكان سنة ‪ ،487‬أي في أيام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل أبي تميم معد بن الظاهر باهلل علي بن‬ ‫الحاكم بأمر اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بسطة في العيش‪ ،‬وثراء من المال‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في صدر رسالته‪ .‬ويبدو أنه ظل دهراً خام ً‬ ‫ال يتحين الفرص‪ ،‬إلى أن أتيح له أن يتصل‬ ‫وكان يأمل أبو الصلت من وراء رحلته هذه‬ ‫بأحد المقربين إلى الوزير األفضل‪ ،‬في أيام الخليفة اآلمر‪ ،‬وذلك الرجل هو تاج المعالي مختار‪ ،‬فخدمه بصناعتي الطب والتنجيم‪ ،‬فأعجب به‪ ،‬ووصفه بحضرة األفضل وأثنى عليه‪.‬‬ ‫ويروي ابن أبي أصيبعة في «طبقات األطباء»‪ ،‬أن دخول أبي الصلت إلى مصر كان في حدود سنة ‪ 510‬هـ‪ ،‬وأنه حبس في اإلسكندرية في خالفة اآلمر بأحكام اهلل ووزارة‪ .‬حيث ضاق أبو الصلت ذرعاً بمصر‪ ،‬وما‬ ‫لقي فيها من الخيبة والعنت‪ .‬قال القفطي‪« :‬ودخل مصر في أيام أفضلها فلم ينل منه إفضا ًال‪ ،‬وقصده للنيل فلم يجد لديه نوا ًال»‪ .‬فحينئذ شد رحاله إلى المغرب‪ ،‬واستعاد صلته بحضرة أبي الطاهر يحيى بن تميم‬ ‫بن باديس‪ ،‬الذي وضع له هذه «الرسالة المصرية» التي سنقتطف منها فصوال ننشرها ضمن هذا الركن عبر سلسة حلقات‪ ،‬فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫لثغة الإمام وا�صل بن عطاء ر�أ�س املعتزلة (‪)3‬‬ ‫ابن زيدون وواصل بن عطاء ‪:‬‬ ‫هما موقفان تاريخيان‪ ،‬أما موقف واصل فقد ألقي الضوء عليه‪ ،‬وأما موقف ابن‬ ‫زيدون فهو ذلك الموقف البياني الحرج الذي وقفه عند منصرَف الناس وعظمائهم‬ ‫وكبرائهم من جنازة ابنته التي واراها التراب‪ ،‬إذ نهض معه بيانهُ يشكر لهذا بقول‬ ‫غير ما يقوله لذاك‪ ،‬فيقولون‪ :‬إنه ما أعاد في ذلك الوقت عبارة ألحد وهو عجيب حقاً في‬ ‫ذلك الظرف الذي يغيض معه البيان‪ ،‬ويهرب اللسان‪ .‬قال الصفدي‪« :‬وهذا من التوسع‬ ‫في العبارة‪ ،‬والقدرة على التفتن في أساليب الكالم‪ ،‬وهو أمر صعب إلى الغاية‪ ،‬وأرى أنَّه‬ ‫أشقّ مما يحكى عن واصل بن عطاء‪ ،‬أنه ما سمعت منه كلمة فيها راء‪ ،‬ألنه كان يلثغ‬ ‫بحرف الراء لثغة قبيحة‪ .‬والسبب في تهوين هذا األمر وتهويله أن واصل بن عطاء كان‬ ‫يعدِل إلى ما يرادف تلك الكلمة مما ليس فيه راء‪ ،‬وهذا كثير في كالم العرب‪ ،‬فإذا أراد‬ ‫فرس مثال قال‪:‬‬ ‫العدول عن لفظ ٍ‬ ‫جواد أو ساٍع أو صافن‪ ،‬أو العدول‬ ‫عن رمح قال‪ :‬قناة أو صعــدة أو‬ ‫يزنىّ أو غير ذلك‪ ،‬أو العدول عن‬ ‫لفظ صارم قال‪ :‬حسام أو مهنــد‬ ‫غير ذلك‪ .‬وأما ابن زيدون فأقول‬ ‫في حقــه‪ :‬أقــل ما كــان في تلك‬ ‫الجنازة وهو وزير ٍ ممن يتعيّن‬ ‫َّ‬ ‫يتشكر له ويضطرّ إلى‬ ‫عليه أن‬ ‫ذلك‪ ،‬فيحتاج في هذا المقام إلى‬ ‫ُّ‬ ‫التشكر‪.‬‬ ‫ألف عبارةٍ مضمونها‬ ‫وهذا كثير إلى الغاية من محزونٍ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قطعة من كبده» والناقد يقف‬ ‫فقد‬ ‫في الموازنة بين الموقفين في‬ ‫شيء من الحيرة‪ ،‬ثم يجزم بأن‬ ‫المقايسة بينها مقايسة مع الفارق‬ ‫كما يقولون‪ ،‬فإن موقف واصل‬ ‫واضح‪ ،‬ظروفه معينة ونصوصه‬ ‫حاضرة‪ ،‬وال كذلك موقف ابن زيدون فقد يكون تطرقت إليه المبالغة في الرواية‪ .‬ولم‬ ‫يذكر الرواة لنا شيئاً من تلك األقوال التي غابر بينها‪ ،‬ولم يذكروا لنا عددها‪ ،‬وقد تكون‬ ‫قليلة العدد ولكنها المهار ُة التي أديرت بها تخيل للسامع أنها مئات العبارات‪ ،‬فإن‬ ‫السامع ال يكاد يعي وعيا تاما ما سمعه منذ لحظات إال إن وقف موقف التسجيل واالنتباه‬ ‫المتفرغ‪ .‬على أن احتمال اإلعداد والتهيئة فيها قريب‪ ،‬وليس كذلك خطبة واصل التي‬ ‫ارتجال وبداهة‪.‬‬ ‫اتفق الرواة وسجّل الشعر أنها كانت وليدة‬ ‫ٍ‬

‫خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها الراء ‪:‬‬

‫«الحمد اهلل القديم بال غاية‪ ،‬الباقي بال نهاية‪ ،‬الذي عال في دنوّه‪ ،‬ودنا في عُلوّه‪،‬‬ ‫مثال‬ ‫فال يحويه زمان‪ ،‬وال يحيط به مكان‪ ،‬وال يؤوده حفظ ما خَ َلق‪ ،‬ولم يخلقه على ِ‬ ‫سبق‪ ،‬بل أنشأه ابتداعا‪ ،‬وعدّله اصطناعا‪ ،‬فأحسن َّ‬ ‫كل شيء خلقه وتمم مشيئته‪،‬‬ ‫وأوضح حكمته‪َّ ،‬‬ ‫فدَل على ألوهيَّته‪ ،‬فسبحانه ال مع ّقب لحكمه‪ ،‬وال دافع لقضائه تواضع‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫كل شيء لعظمته‪ ،‬وذل كل شيء لسلطانه‪ ،‬ووسِعَ كل شيء فضلهُ‪ ،‬ال يعزُب عنه‬

‫مثقال حبّةٍ وهو السميع العليم‪ .‬وأشهد أن ال إِله إال اهلل وحده ال مثيل له إالها تقدست‬ ‫أسماؤه‪ ،‬وعظمت آالؤه‪ ،‬عال عن صفات ِّ‬ ‫كل مخلوق‪ ،‬وتنزّه عن شبه كل مصنوع‪ ،‬فال‬ ‫تبلغه األوهام‪ ،‬وال تحيط به العقول وال األفهام‪ ،‬يعصىَ فيحلم‪ ،‬ويُدعَى فيسمع‪ ،‬ويقبل‬ ‫التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون‪ .‬وأشهد شهاد َة حقّ‪َ ،‬‬ ‫وقول صدق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طوية‪َّ ،‬‬ ‫أن محمد بن عبد اهلل عبده ونبيه‪ ،‬وخالصتُهُ وصفيّه‪،‬‬ ‫بإخالص نية‪ ،‬وصدق‬ ‫ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق‪َّ ،‬‬ ‫فبلغ مالئكتَهَ‪ ،‬ونصح ألمته‪ ،‬وجاهد في‬ ‫سبيله‪ ،‬ال تأخذه في اهلل ُ‬ ‫لومة الئم‪ ،‬وال يصدُّه عنه زعم زاعم‪ ،‬ماضياً على سنتّه‪ ،‬موفياً‬ ‫على قصده‪ ،‬حتى أتاه اليقين‪ .‬فصلى اهلل على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى‪ ،‬وأتم‬ ‫وأنمى‪ ،‬أجل وأعلى صالةٍ ص ّ‬ ‫الها على صفوة أنبيائه‪ ،‬وخالصة مالئكته‪ ،‬وأضعافَ ذلك‬ ‫إنه حميد مجيد‪ .‬وأوصيكم فأحضكم على ما يدنيكم منه‪ ،‬ويزلفكم لديه‪َّ ،‬‬ ‫فإن تقوى اهلل‬ ‫أفضل زاد‪ ،‬وأحسن عاقبة في معاد‪.‬‬ ‫وال تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها‬ ‫وخدعها‪ ،‬وفواتن لذاتها‪ ،‬وشهوات‬ ‫آمالها‪ ،‬فإنها متاعٌ قليل‪ ،‬ومدة‬ ‫إلى حين‪ُّ ،‬‬ ‫وكل شيء منها يزول‪.‬‬ ‫فكم عاينتم من أعاجيبها‪ ،‬وكم‬ ‫نصبت لكم من حبائلها‪ ،‬وأهلكت‬ ‫ممن جنح إليها واعتمد عليها‪،‬‬ ‫أذاقتهم حلوا‪ ،‬وحرجت لهم سمّا‪.‬‬ ‫أين الملوك الذين بنو المدائن‪،‬‬ ‫وشيدوا المصانع‪ ،‬وأوثقوا األبواب‪،‬‬ ‫وكاثفوا الحجاب‪ ،‬وأعدوا الجياد‪،‬‬ ‫وملكوا البالد‪ ،‬واستخدموا التالد‪،‬‬ ‫قبضتهم بمخلبها‪ ،‬وطحنتهم‬ ‫بكلكلها‪ ،‬وعضتهم بأنيابها‬ ‫وعاضتهم من السعة ضيقا‪ ،‬ومن‬ ‫العز ذال‪ ،‬ومن الحياة فناء‪ ،‬فسكنوا‬ ‫ُّ‬ ‫اللحود‪ ،‬وأكلهم الدود‪ ،‬وأصبحوا‬ ‫ال تعاينُ إال مساكنهم‪ ،‬وال تجد إال معالمهم‪ ،‬وال تحسُّ منهم من أحد وال تسمع‬ ‫لهم نبسا‪ .‬فتزودوا عافاكم اهلل وإياكم فإن أفضل الزاد التقوى‪ ،‬واتقوا اهلل يا أولي‬ ‫األلباب لعلكم تفلحون‪ .‬جعلنا اهلل وإياكم ممن ينتفع بمواعظه‪ ،‬ويعمل وسعادته‪،‬‬ ‫وممن يستمع القول فيتبع أحسنه‪ ،‬أولئك الذين هداهم اهلل وأولئك هم أولوا األلباب‪.‬‬ ‫إن أحسن قصص المؤمنين‪ ،‬وأبلغ مواعظ المتقنين كتاب اهلل‪ ،‬الزكية آياته‪ ،‬الواضحة‬ ‫بيناته‪ ،‬فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون‪ .‬أعوذ باهلل القوي‪ ،‬من‬ ‫الشيطان الغوي‪ ،‬إن اهلل هو السميع العليم‪ .‬باسم اهلل الفتاح المنان‪ .‬قل هو اهلل أحد‪،‬‬ ‫اهلل الصمد‪ ،‬لم يلدْ ولم يولد‪ ،‬ولم يكن له كفواً أحد‪.‬‬ ‫نفعنا اهلل وإياكم بالكتاب الحكيم‪ ،‬وباآليات والوحي المبين‪ ،‬وأعاذنا وإياكم عباد‬ ‫اهلل من العذاب األليم ‪ ،‬وأدخلنا وإياكم جنات النعيم‪ .‬أقول ما به أعظكم‪ ،‬وأستعتب واهلل‬ ‫لي ولكم‪ .‬مع نفسي بتقوى اهلل والعمل بطاعته‪ ،‬والمجانبة لمعصيته»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪967‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)870‬‬

‫‪16‬‬

‫التصوف بصيغة المؤنث داخل فضاءات‬ ‫مدينة القصر الكبير‬

‫لم تكن ظاهرة التصوف ميزة ذكورية إال على مستوى‬ ‫التمثالت الكبرى للنخب العالمة‪ .‬ولم تكن الظاهرة مثار شك أو‬ ‫تساؤل حول هويتها كمجال إلنتاج الرموز واألفكار والروحانيات‪،‬‬ ‫خارج مرجعياتها الذكورية وأنماطها التعبدية والسلوكية‬ ‫المميزة‪ .‬ولم يكن العديد من الباحثين ليتجرؤوا على قراءة‬ ‫تفاصيلها العميقة خارج أنساق اإلنتاج التعبدية األبيسية للقرون‬ ‫المغربية الطويلة الماضية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ترسخت مرجعيات‬ ‫فكرية وروحانية ظلت تزكي سلط “الشيخ”‪ ،‬وليس “الشيخة”‪،‬‬ ‫كمجال فريد إلنتاج الحقول الداللية واالستعارات والمجازات‬ ‫المهيكلة لبنية التصوف‪ ،‬فكــرا وممارســة وشعائر ورموزا‬ ‫وأنماطا للتساكن وللعيش المشترك‪ .‬وإلى جانب سلطة “الشيخ‬ ‫الذكوري”‪ ،‬تحددت مالمح “المريد الذكوري”‪ ،‬الناقل للحكمة‬ ‫والمؤتمن على مفاتح األنوار والوجد والحلول والمحبة‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫‪ 221‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬ضمن منشورات جامعة‬ ‫ساالمنكا اإلسبانية‪ ،‬يعتبر عمال مؤسسا‪ ،‬ال شك وأنه يساهم‬ ‫في إثارة االنتباه نحو الكثير من قضايا الحضور الصوفي داخل‬ ‫المخيال الجماعي المشترك لمغاربة الراهن‪ ،‬وكذا داخل نظيمة‬ ‫السلوك التعبدي اليومي المؤطر لسكينة الروح ولطمأنينة‬ ‫الوجد ولمحبة الخالق والمخلوق‪.‬‬ ‫لقد استطاع الباحثان تقديم عمل غير مسبوق‪ ،‬بالنظر لقوته‬ ‫المنهجية المرتبطة بطرق تجميع المادة‪ ،‬حيث كان الحرص‬ ‫واضحا على االستناد إلى رصيد بيبليوغرافي غني ومتنوع‪ ،‬إلى‬ ‫جانب عمل ميداني مباشر أفرز كما كبيرا من الروايات الشفاهية‬ ‫والمحكيات اليومية‪ ،‬ثم تدقيق خرائطي وتوثيق فوطوغرافي‬ ‫مواز‪ ،‬وتشريح لوثائق غميسة عززها احتكاك بالفضاءات المادية‬ ‫للظاهرة المدروسة ولشواهدها الروحية القائمة‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه الصورة قد ترسخت كإطار ناظم للتأمل‬ ‫داخل حقل الممارسة التصوفية‪ ،‬فإن حقائق التاريخ ظلت تزخر‬ ‫إن صدور عمل من هذا النوع داخل الجامعة اإلسبانية‪،‬‬ ‫بالكثير من الوقائع الدالة على ضيق هذه الرؤى االختزالية‪.‬‬ ‫وبهذه القيمة األكاديمية الرفيعة‪ ،‬يساهم في التأصيل لشروط‬ ‫ففعل التصوف كان مجاال أنثويا بامتياز‪ ،‬وأفرز –بدوره‪ -‬نساء‬ ‫مغربة دراسة الظاهرة الدينية بالمغرب‪ ،‬داخل أسوار الجامعات‬ ‫صوفيات‪ ،‬مارسن سلطهن الروحية داخل وسطهن المحلي‬ ‫األوربية وداخل المراكز البحثية المتخصصة بالغرب‪ .‬ولعل هذا‬ ‫واإلقليمي والجهوي بل والدولي الواسع والممتد‪ .‬فمن رابعة‬ ‫ما انتبه له الباحثان في عملهما‪ ،‬موضوع هذا التقديم‪ ،‬عندما‬ ‫العدوية إلى فاطمة األندلسية‪ ،‬امتدت تجارب مسترسلة‪ ،‬ظل‬ ‫اختارا البحث المونوغرافي المجهري المرتبط بظاهرة التصوف‪،‬‬ ‫التوثيق لها جزئيا خارج المسار العام الهتمام المؤرخين‪ ،‬وذلك‬ ‫على الرغم من التأثيرات الكبرى التي الزالت تمارسها النساء‬ ‫في صيغته األنثوية‪ ،‬كمجال للدراسة وللتأمل‪ ،‬بعيدا عن أحكام‬ ‫غالف الكناب‬ ‫وليت‬ ‫فحيثما‬ ‫المتصوفات داخل مجاالت نفوذهن الروحي إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫التنميط وعن منزلقات الكتابات األوربية الكولونيالية وعن استيهامات‬ ‫وجهك عبر خريطة المغرب‪ ،‬إال وصادفتك أسماء عدة لنساء متصوفات الزلن محظيات امتداداتها النزوعية المهيمنة –إلى اليوم‪ -‬داخل الكثير من مراكز البحث وإنتاج‬ ‫وم��زارات وموضع تقدير وتوقير لدى الساكنة‪ .‬ونكاد نجزم أن التراث‪ ،‬الشفاهي المعارف حول المغرب بأوربا والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫في الغالب‪ ،‬المتوارث حول شخصيات نافذات روحانيا‪ ،‬مثل لالعائشة البحرية بأزمور‬ ‫لقد استطاع البحث تقديم صورة عن حضور المرأة داخل مجاالت فعل إنتاج طقوس‬ ‫ولالمنانة بأصيال ولالفاطمة األندلسية بالقصر الكبير وستي فاضمة بآسفي‪ ،‬يظل من‬ ‫الخصب ومن العمق ما يجعله موضوعا متجددا للبحث وللتشريح وللقراءات التحيينية التصوف ورموزه المعبرة‪ ،‬من خالل نماذج سير نساء رائدات بمدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫المتجددة‪ .‬ولعل هذا ما جعل باحثي المغرب الراهن يعودون إلثارة خبايا الموضوع‪ ،‬الزلن يمارسن سلطهن الروحية على الساكنة المحلية‪ ،‬عبر تعبيرات سلوكية ومواقفية‬ ‫وفق رؤى علمية راصدة للممكنات الهائلة التي تفتحها األدوات التنقيبية العلمية أمام وتعبدية قائمة‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬أصبح التصوف مجاال أنثويا مخصوصا‪ ،‬له‬ ‫الدراسة المجددة لظاهرة التصوف داخل بيئتها المنتجة لما اصطلحت السوسيولوجيا محدداته وخصائصه المعبرة‪ .‬وسيكون من االختزال ومن التقصير إسقاط هذه األبعاد‬ ‫الكولونيالية على وصفه ب”اإلسالم المغربي”‪.‬‬ ‫عن مجال البحث والسؤال‪ .‬ف”التصوف الذكوري” له محدداته وأسئلته‪ ،‬مثلما له كراماته‬ ‫في سياق هذا المسار العام‪ ،‬يندرج صدور الكتاب التوثيقي الهام لألستاذين رشيد ومظاهر سكينته وتبعات قلقه‪ .‬وفي نفس المقام‪ ،‬يحمل “التصوف األنثوي” محدداته‬ ‫الحور ومانويال مارين‪ ،‬حول حضور النساء المتصوفات داخل الفضاء العام لمدينة القصر الخاصة وأسئلته المميزة‪ ،‬مثلما يحمل كراماته وفتوحاته داخل عوالمه األميسية المنتجة‬ ‫الكبير بشمال المغرب‪ .‬والكتاب‪ ،‬الصادر سنة ‪ ،2018‬باللغة اإلسبانية‪ ،‬في ما مجموعه للرموز وللدالالت وللروحانيات الصانعة لمعالم السكينة والعوارف والفتح والنبوغ‪.‬‬

‫السيدة الحرة تزرع شتائل النهوض باإلنصاف والمساواة‬ ‫بين النساء والرجال شمال المملكة‬ ‫تطوان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫إذا كان «عرس ليلة تدبيره سنة» كما تقول المسكوكة‬ ‫الشعبية‪ ،‬فإن التحليل الملموس للواقع الملموس للتمييز المبني‬ ‫على النوع االجتماعي‪ ،‬يفيد بأن تدبير مسيرة عرس المساواة في‬ ‫الحقوق بين النساء والرجال يحتاج لخوض معركة طويلة النفس‪،‬‬ ‫وعلى مختلف الواجهات‪ .‬تلك هي الرؤية االستراتيجية لجمعية‬ ‫السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص التي تشكل « مشروع دعم‬ ‫النهوض باإلنصاف والمساوة بين النساء والرجال» ‪ ‬الذي كان محط‬ ‫ندوة جهوية ختامية‪ ،‬احتضنت أشغالها مساء يوم الجمعة ‪ 2‬نونبر‬ ‫‪ ،2018‬قاعة الندوات التابعة لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫فقرات النـــدوة الجهويــة العمومية تابعها باهتمام نوعي فاعــالت وفاعلــون نجح تملكهم‪/‬هن لثقافة‬ ‫المساواة التي زرعت شتائلها وسمدت تربتها بثالثين جماعة ترابية حرائر السيدة الحرة‪ ،‬في هزم كل التحديات‬ ‫الثقافية واالجتماعية والمناخية‪ ،‬فتوافدوا على الحمامة البيضاء من أكثر من قرية وحاضرة تقع تحت النفوذ‬ ‫الترابي لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬لتقديم شهادات حية أمام حضور نوعي ‪ ‬لبى بدوره دعوة الجمعية‪،‬‬ ‫بأن « مشروع دعم النهوض باإلنصاف والمساواة بين النساء و الرجال» الذي حملته مناضالت السيدة الحرة‬ ‫للمواطنة وتكافؤ الفرص وشركائها‪ ،‬جاءت آثاره إيجابية على ساكنة الجماعات الترابية والشرائح االجتماعية‬ ‫التي كانت لها معه عالقات تماس كثيرة‪ .‬ولعل الشهادة التي قدمتها مستشارة جماعية من المغرب العميق‬ ‫التي انتصرت لألمل وثقافة التراكم‪ ،‬فإنها في نفس اآلن توجه رسالة قوية لمختلف المتدخلين من أجل‬ ‫تعبئة الموارد البشرية والمالية الستدامة المشروع الذي يهدف إلحداث تغيير مجتمعي لتحقيق اإلنصاف ‪.‬‬ ‫بعد الكلمات التي تقدمت بها في الجلسة االفتتاحية للندوة الجهوية كل من رئيسة جمعية السيدة الحرة‬ ‫للمواطنة وتكافؤ الفرص‪ ،‬وممثلة وزارة األسرة والتضامن والمساواة والتنمية االجتماعية‪ ،‬وممثلة وكالة‬ ‫التنمية االجتماعية‪ ،‬ومنسقة البرنامج الجهوي للمشاركة المواطنة ( ‪ ) UNOPS‬التي نوهت كلها بالنتائج‬ ‫الملموسة التي حققها المشروع الذي أنزلته الجمعية وشركاؤها‪ ،‬وساهم في إنجاحه أكثر من فاعل عمومي‬ ‫ومدني‪ ،‬تم السفر بالحضور فوق التضاريس التي ركبت صعابها الجمعية بهدف االنتصار لمبادئ المساواة‬ ‫بدون تحفظ‪ ،‬وبلورة فكر نقدي مبني على النوع االجتماعي‪ ،‬والتربية على المساواة‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪،‬‬

‫والنهوض بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬في منطقة يستشري فوق ترابها التمييز‬ ‫المبني على النوع ‪ .‬ومن أجل ذلك‪ ،‬فعلت الجمعية أكثر من آلية تجلى أبرزها‬ ‫في ‪ : ‬احداث مدرسة وجامعة السيدة الحرة للديمقراطية والمساواة – عقد‬ ‫ندوات موضوعاتية – فتح أبواب المكتبة المتخصصة في قضايا المساواة‬ ‫والنوع – تنظيم قوافل اإلنصاف والمساواة – التربية على المساواة لفائدة‬ ‫التالميذ – تقوية قدرات عضوات وأعضاء الهيئات االستشارية بثالثين جماعة‬ ‫ترابية ‪ -‬تعزيز قدرات المنتخبات بالجماعات الترابية التي استهدفها مشروع‬ ‫دعم النهوض باإلنصاف والمساوة بين النساء والرجال ‪.......‬‬ ‫ومن بين نقط الضوء القوية التي انتبه إليها كل من تابع فقرات الندوة‬ ‫الجهوية للختامية للمشروع المذكور‪ ،‬الدراسة التي أنجزتها الجمعية حول‬ ‫التشخيص التشاركي من زاوية النوع الذي وقف على وضعية المرأة في ثالثة‬ ‫حقول وهي‪ ،‬الشغل والصحة والتعليم ‪ .‬وخلصت الدراسة التي ستعمل الجمعية‬ ‫على نشرها الحقا‪ ،‬إلى أن المؤشرات التي تعززها األرقام المسجلة‪ ،‬تأكد رغم كل ما تم انجازه من خطوات‬ ‫على سلم تقليص الفوارق االجتماعية المبنية على النوع االجتماعي‪ ،‬تبقى جد محتشمة في الكثير من‬ ‫مساحاتها مع المعدل الوطني‪ ،‬ناهيك مع المعايير الدولية ‪.‬‬ ‫وإذا كانت مسافـة إحداث تغييــر مجتمعي لتحقيق االنصاف تبدأ بمثل هذه المشاريع النوعية‪ ،‬فإن‬ ‫عناصر استدامة المشروع تستدعي االشتغال على مجموعة من المحاور‪ ،‬حددتها ورقة قدمتها الجمعية في‬ ‫‪ :‬تعزيز المعرفة والفكر النقدي – التأثير السياسي من زاويــة النوع على ضـوء الجهويــة المتقدمة( تعزيز‬ ‫قدرات الفاعلين السياسيين‪ ،‬ميزانيات مستجيبة للنوع ‪ - )....‬مناهضة العنف المبني على النوع – تعزيز‬ ‫المساواة في الحقوق االقتصادية واالجتماعية ( فجوات صادمة مسجلة في المستوى االقتصادي‪ – ) ....‬تعزيز‬ ‫التشبيك بين كل من ينتصر للحقوق اإلنسانية للمرأة ‪.‬‬ ‫يذكر أن «مشروع دعم النهوض باإلنصاف والمساواة ‪ ‬بين النساء والرجال» أطلقته جمعية السيدة‬ ‫الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص (‪ )2018 / 2016‬بشراكة مع وزارة األسرة والتضامن والمساواة والتنمية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ووكالة التنمية االجتماعية في إطار دعم الخطة الحكومية للمساواة‪ ،‬وبتمويل من االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬والوكالة الكتاالنية للتنمية والتعاون ‪ .‬وقد استفاد منه حسب بالغ عممته الجمعية ‪ 4225‬فاعالت‬ ‫وفاعلين محليين ب ‪ 30‬جماعة ترابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪.‬‬


17

2018 ‫ نوفمرب‬19 ‫ �إلى‬13 ‫الثالثاء‬

)433( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫ حسب الفئة المستهدفة‬،‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ : ‫الهاتــف‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 : ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 433 ‫رقم‬

967 ‫العدد‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE «SOUHA MOD » SARL AU

SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE A ASSOCIEE UNIQUE AU CAPITAL DE 10 000,00 DIRHAMS 29 RUE AMR IBN ASS 3ème ETAGE NUMERO 26 - TANGER I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, en date à Tanger du, 25/10/2018, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les principales caractéristiques sont les suivantes : L’ASSOCIE: Mme SOUHAILA LAHIATTA, né le 09/05/1985 à Tanger titulaire de la CIN N° : K409115. Domicilié à HAY IBN KHALDOUN RUE 163 N 21 TANGER. DENOMINATION : La société prend la dénomination de : «SOUHA MOD» SARL AU OBJET SOCIAL : • La commercialisation et la distribution de tous produits de confection. • Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières, mobilières, ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou indirectement, en partie ou en tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus indiquées pouvant faciliter, développer ou favoriser l’activité de la société. SIEGE SOCIAL : Il est fixé au : 29 RUE AMR IBN ASS 3ème ETAGE NUMERO 26 TANGER DUREE DE LA SOCIETE : Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives à compter de la date d’immatriculation de la société au registre du commerce, sauf en cas de prorogation ou dissolution anticipée. CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION : Le capital est fixé à 10 000.00 Dirhams divisé en Cent (100) parts de cent dirhams (100,00) chacune entièrement libérées GERANCE DE LA SOCIETE : La société sera gérée par Mme SOUHAILA LAHIATTA, pour une durée illimitée SIGNATURE. La société sera engagée sur tous les actes et documents la concernant par la signature de gérant unique Mme SOUHAILA LAHIATTA EXERCICE SOCIAL : Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre de chaque année. Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2018. BENEFICES : Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution des fonds de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée utile par les associés. II/ Le dépôt légal a été effectué au tribunal commercial de la wilaya de Tanger le 08/11/2018 sous n° 92 967 au registre analytique. POUR EXTRAIT ET MENTION Le Gérant

SOCIETE « GABERTTI GROUP» SARL

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE

I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, en date à Tanger du, 23/10/2018, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les principales caractéristiques sont les suivantes : LES ASSOCIEES: • Mme MERIAMA BOUZEROUATA, né le 02/01/1991 à KHOURIBGA Titulaire de la CIN n° : Q298419, domicilié à RUE MOHAMMADIA RES YASMINA ETG 5 N°1 TANGER • Mr GABERTAI MOHAMED SELIM, né le 27/06/1964 Titulaire du passeport N°516689138, domicilié à LONDON UNITED KINGDOM DENOMINATION : La société prend la dénomination de « GABERTTI GROUP» SARL OBJET SOCIAL : • Travaux divers de construction, promotion immobilière • L’importation l’exportation, la commercialisation et la distribution de tous produit matières et matériel de construction. • Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières, mobilières, ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou indirectement, en partie ou en tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus indiquées pouvant faciliter, développer ou favoriser l’activité de la société SIEGE SOCIAL : Il est fixé au : 29 RUE AMR IBN ASS 3ème ETAGE NUMERO 26 TANGER DUREE DE LA SOCIETE : Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives à compter de la date d’immatriculation de la société au registre du commerce, sauf en cas de prorogation ou dissolution anticipée. CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION : Le capital social est fixé à CENT Mille dirhams (100.000,00), divisé en MILLE (1000) parts de cent dirhams (100,00) chacune, souscrites en totalité, intégralement libérés et attribuées aux associés, à savoir : • Mme MERIAMA BOUZEROUATA …….........................………………. 500 PARTS • Mr GABERTAI MOHAMED SELIM …….……..........................…………500 PARTS TOTAL……...1000PARTS GERANCE DE LA SOCIETE : La société sera gérée par Mr GABERTAI MOHAMED SELIM. Il est désigné gérant de la société pour une durée illimitée. SIGNATURE. La société est valablement engagée pour tous ses actes et documents, seulement, par la signature de gérant Mr GABERTAI MOHAMED SELIM. EXERCICE SOCIAL : Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre de chaque année. Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2018. BENEFICES : Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution des fonds de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée utile par les associés. II/ Le dépôt légal a été effectué au tribunal commercial de la wilaya de Tanger le 09/11/2018 sous n° 93021 au registre analytique. POUR EXTRAIT ET MENTION Le Gérant


‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪967‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫شغب أنصار‬ ‫الرجاء البيضاوي‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫المبادرة التي أقــدم عليهـا فريـق اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫بتخصيصه المداخيـل الصافية لمباراته أمام الرجـاء البيضاوي‬ ‫برسم الجولة السابعة لبطولة الدوري االحترافي ألسر ضحايا‬ ‫الحادث األليـم الذي ذهب ضحيتـه ستــة من أنصار الفريق‬ ‫صدمتهم شاحنة أثناء عودتهم من مدينة أكادير‪ ،‬حيث تابعوا‬ ‫مباراة فريقهم مع الحسنية تستحق الثناء والشكر وتنم عن رد‬ ‫الدين والعرفـان لشبــاب وهبوا حياتهم فـداء لفريقهم وقدموا‬ ‫التضحيات الجسيمة داخل وخارج المدينة لنصرته ومساندته من‬ ‫أجل تحقيق األلقاب والنتائج اإليجابية‪.‬‬ ‫فشكرا لمكتب اتحـاد طنجـة لكرة القدم على هذه البادرة‬ ‫اإلنسانية ونتمنى أن تتلوها مبادرات أخرى للتخفيف ولو جزئيا من‬ ‫ألم فراق األحبة و األبناء‪.‬‬

‫يف اجلمع العام ل�سلة احتاد طنجة‬

‫إعادة انتخاب عبد الواحد بولعيش‬ ‫رئيساً للنادي‬ ‫الديون المترتبة على الفريق بلغت‬ ‫‪ 1777993‬مليون درهماً‬

‫األعمال المشينة التي قام بها مجموعة من المحسوبين‬ ‫على أنصار الرجاء البيضاوي لكرة القدم مؤخرا بمناسبة مباراة‬ ‫الدور نصف النهائي لكأس العرش التي أقيمت بطنجة شيء‬ ‫مشين وال يمت للروح الرياضية بصلة‪.‬‬ ‫وإتالف تجهيزات ملعب ابن بطوطــــة وانتزاع و تكسير‬ ‫الكراسي كتعبير عن الغضب بعد هزيمة فريقهم أمام الوداد‬ ‫الفاسي من أندية القسم الثاني وعدم بلوغه الدور النهائي‬ ‫للكأس الفضية شيء مرفوض ألنــه سلــوك عدوانـي‪ ،‬ينــم‬ ‫عن التعصـــب وعدم اإلحساس بالمسؤولية‪ ،‬فالملعب صرفت‬ ‫عليه ماليين الدراهـــم من أجل راحــــة الجميع‪ ،‬العبين‬ ‫وجمهوراً وصحافة‪ ،‬وإتالف وتكسير تجهيزاته ومحتوياته يضر‬ ‫بالجميع وخاصة بمدينة طنجة التي فتحت ذراعها الستضافة‬ ‫هذا الحـــدث الرياضي الهام وبفريقهـــا وجماهيره العريضة‪.‬‬ ‫ويبدو من خالل ما كان يردده أنصار الرجاء من شعارات‬ ‫بين الفينة واألخرى «االنتصار أو عكاشة» مــدى التعصب‬ ‫والسوك العدواني الذي يعشش في عقلية هؤالء المحسوبين‬ ‫على أنصار الرجاء البيضاوي‪ ،‬وعدم إدراكهم للضرر المعنــوي‬ ‫والمادي الذي سيلحق بفريقهـــم الذي سيكـــون مجبــرا‬ ‫ومضطرا على أداء ثمن شغب جماهيره على مرتين‪.‬‬ ‫إصالح التجهيزات التي تضررت بملعب ابن بطوطة إضافة‬ ‫إلى الغرامة المتر تبة عن إشعال الشهب االصطناعية تطبيقا‬ ‫لتعليمات االتحاد الدولي لكرة القدم‪.‬‬ ‫إذن لماذا اليفكـــر مناصرو الفريق األخضر في العواقب‬ ‫فينساقون وراء هذه التصرفات المشينة التي ال تخدم الرياضة‬ ‫وتؤثر على ميزانية الفريق‪.‬‬

‫عقد اتحاد طنجة لكرة السلة جمعه العام بمقر غرفة‬ ‫التجارة والصناعة والخدمات بطنجة‪.‬‬ ‫وقد تضمن التقرير األدبي مختلف األنشطة التي قام‬ ‫بها الفريق ومنها المشاركة في الدوري الممتاز ووصوله‬ ‫إلى البالي أوف‪.‬‬ ‫كما أشار إلى أن النــادي كان على وشك االنسجاب‬ ‫من البطولة بسبب المشاكل المادية واستحالة تسديد‬ ‫مستحقات ورواتب الالعبين لوال تدخل والي الجهة‪ ....‬كما‬ ‫تطرق التقريرلفريق اإلنات األول الذي أخفق في تحقيق‬ ‫الصعود إثر هزيمته أمام نادي الفالحة القنيطري‪..‬‬ ‫وكذا أنشطة الفئــات الصغـــرى ومختلـــف األوراش‬ ‫والبرامج التي نفذها الفريق ومن ضمنها طنجة تتنفس‬ ‫كرة السلة وبرامج انتقاء الالعبين الذي أشرف عليه اإلطار‬ ‫الوطني خليل الرواس والدوريات التي نظمت بمالعب‬ ‫القرب لفائدة أطفـال األحيــاء المهمشة‪ ،‬إضافـــة إلى‬ ‫المخيم الموضوعاتي والمعسكــر التدريبي األول للنخبة‬ ‫الخاص بالفئـــات الصغــرى ومهرجان طنجــة الكبرى‬ ‫الدولي الخامس للمينـــي باسكيط‪.‬‬ ‫وبالنسبــة للتقريـــر المالـــي‪ ،‬فقــد بلغــت الديون‬

‫المترتبة على النادي‪ 17777993‬مليون درهم بسبب‬ ‫غياب الدعم من قبل الجماعة الحضرية لطنجة والمجالس‬ ‫المنتخبة‪.‬‬ ‫أما المداخيل فناهز‪999.691‬درهما والمصاريف بلغت‬ ‫‪ 2777684‬درهما‪.‬‬ ‫وبعد المصادقة على التقريرين األدبي والمالي‪ ،‬وكذا‬ ‫المصادقة على البرنامج السنوي العام للموسم الجديد‬ ‫وميزانيتــه التقربيــة تحــول إلى استثنائي للتداول في‬ ‫مالءمة النظــام الداخلــي للجمعية مع النظام األساسي‬ ‫النموذجي‪..‬‬ ‫وفي آخر أعماله‪ ،‬تم انتخاب الالئحة التي وضع فيها‬ ‫المكتب ثقته ويرأسها السيد عبد الواحد بولعيش‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى العناصر التالية ‪:‬‬ ‫حسن شمــالل‪ ،‬عــادل السدراتي‪ ،‬بشرى الخواضرة‪،‬‬ ‫ووالحسين بن الطيب‪ ،‬طــارق المودني‪ ،‬عبد المنعـــم‬ ‫حنتوت‪ ،‬عبد العزيز البقيوي‪ ،‬أنور الشيوة‪ ،‬محمد وهبي‪،‬‬ ‫عبد المالك الصمــدي السريفـــي‪ ،‬حسن المزدودي‪،‬‬ ‫وفيصل صادق‪ .‬وسيتم توزيع المهام هذا األسبوع ‪.‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫بنعطية على رادار برشلونة‬

‫أشارت تقارير صحفيـــة إسبانيـــة إلى أن نادي‬ ‫برشلونة اإلسباني يبحث عن تدعيم خط دفاعه شهر‬ ‫يناير المقبل خالل فترة االنتقاالت الشتوية‪ .‬ويسعى‬ ‫للتعاقد مع مدافع أوسط له خبرة‪ ..‬ويضع نصب عينيه‬ ‫بعض الالعبين ومن ضمنهم الدولى المغربي المهدي‬ ‫بنعطية العب يوفنتوس اإليطالي والصربي برانيسالف‬ ‫إيفانوفيتش والفرنسي لوران كوشيلني‪.‬‬ ‫ويرغب الفريق الكتالوني في التعاقد مع مدافـع‬ ‫أوسط بشرط أن يتوفر على الخبرة وأن يكون سعره‬ ‫رخيصا ليكـون بديال للمدافــع الفرنسي صامويــــل‬ ‫اومتيتي الذي يعاني من إصابة في الركبة‪.‬‬ ‫الالعـــب بنعطيـــة وفي تصريح لصحيفــــة «ال‬ ‫إسطامبا» اإليطالية قال ‪« :‬أنا أعاني من اللعب من‬ ‫فترة إلى أخرى لقد كنت أفضل في الموسم الماضي‬ ‫وحظيت بالرسمية لكن هذا غير متاح اآلن»‪.‬‬

‫وتابــع ‪ -‬هــذا جــزء من مهمتي وعلي االستمرار‬ ‫وتقديم أقصى ما لدي عندما يحتاجني المدرب لكن‬ ‫بصراحة أنا أعيش وضعا ال أحسد عليه‪ ،‬أنا األن مع‬ ‫الفريق والوقت غير مناسب للحديث عن الر حيل خالل‬ ‫الميركاتو الشتوي وتحليل ما إذا كان علي البحث عن‬ ‫فرصة اللعب لدقائق أكثر‪.‬‬ ‫ولم يستبعد بنعطية إمكانية الرحيــل عن نادي‬ ‫يوفنتوس اإليطالي قبــــل انتهــاء عقـــده‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد ازدياد اهتمام األندية الكبــرى به كبرشلونة‬ ‫اإلسبـــانــي وأولمبيــك مارسيلـــيــا الفرنــــســي‬ ‫واألرسنــال اللندنــي وميــــالن اإليطالي سأنتظر‬ ‫يقول بنعطية حتى نهايـــة شهر ينايــر ألرى ما إذا‬ ‫كان فريق – اليوفي‪ -‬يحتاجني وإذا ما كان المدرب‬ ‫ينوي االعتماد علي أم ال؟‬

‫عصام الراقي‬ ‫يغيب عن المالعب‬ ‫ألربعة أسابيع‬ ‫أعلن الطاقم الطبي التحاد طنجة لكرة القدم أن العب‬ ‫وسط ميدانه عصام الراقي سيغيب عن المالعب لفترة‬ ‫تتراوح مابين ‪ 4‬و‪ 5‬أسابيع جراء اإلصابة التي تعرض لها يوم‬ ‫األربعاء الماضي في مؤجل الجولة السابعة بين اتحاد طنجة‬

‫المغربي أشرف حكيميي‬

‫يكشف كواليس رحيله عن ريال مدريد‬ ‫كـــــشــــف الـــدولــــي‬ ‫المغربي أشرف حكيمي العب‬ ‫ريــــال مدريــــد اإلسبانــــي‬ ‫المـــعـار إلى نادي بوروسيا‬ ‫دورتمو ند األلماني بمناسبة‬ ‫االحتفـــال بعيـــد ميــــالده‬ ‫العشرين عن كواليس رحيله‬ ‫عن ريـــال مدريـــد الصيــف‬ ‫الماضي واالنتقال إلى الدوري‬ ‫األلماني‪ ،‬وكذلـــك عالقتــــه‬ ‫بالمدرب السابـــق للفريـــق‬ ‫الملكي جولين لوبيتيجي الذي‬ ‫لم يكن يعلم برأيه أي شيء‬ ‫عن الصفقات التي قــام بها‬ ‫الرئيـــس فلورنتينو بيريــز‪...‬‬ ‫وأيضا عالقته بالمدرب المؤقت سوالري‪.‬‬ ‫واعترف حكيمي في حديث له مع برنامج «أل‬ ‫الرجيرو» الذي تبثه إذاعة كادينا سير اإلسبانية‪ ،‬أنه‬ ‫أجرى اتصاال هاتفيا مع المدرب لوبيتيجي الصيف‬ ‫الماضي لمعرفة وضعه مع الفريق تحت قيادته في‬ ‫إطار البحث عن رسميته في النادي الملكي فاكتشف‬ ‫أنه لم يكن يعرف أي شيء عن الصفقات التي يقوم‬ ‫بها الفريق‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬لم يكن هناك تعامل كثير بيني‬ ‫وبين المدرب لوبيتيجي فقط أجريت اتصاال به عبر‬ ‫الهاتف قبل انطالق الموسم الكروي لمعرفة ماذا‬ ‫سيحدث معي وال شيء آخر بعد ذلك»‪.‬‬ ‫وتابع حكيمي‪« :‬لقد قلــت لـــــه أننـــي أريــد‬

‫المشاركـــة والحصول على‬ ‫فرصتي مــع الفريـــق ولكنه‬ ‫لم يكن يعـرف هل سيقوم‬ ‫الفريق بصفقة في مركزي أم‬ ‫ال في إشارة إلى صفقة «ألفارو‬ ‫أدرويـــوزوال» التي قـام بهــا‬ ‫الرئيس فلو رنتينو بيريز‪.‬‬ ‫وحول الظروف الصعبة‬ ‫التي يعيشهـــا فريـــق ريال‬ ‫مدريد حاليــا قال حكيمي‪:‬‬ ‫«األمــور صعبة ولكن أعتقد‬ ‫أن الريــال سيخرج من هذه‬ ‫المحنة»‪.‬‬ ‫وأشـــــــاد بالمـــــدرب‬ ‫المؤقــت سانتياغــو ســوالري الذي تولى المهمــة‬ ‫بعــد إقالـــة لوبيتيجي والذي يعرفه جيدا مع فريق‬ ‫ريال مدريد للشباب ومع فريق «كاستيا» معبرا عن‬ ‫سعادته لحصوله على فرصة تدريب فريق كبير مثل‬ ‫ريال مدريد ملمحا إلى أنه يستطيع قيادة الفريق‬ ‫لمدة أطول وأن مجهوداته ستنعكس قريبا على‬ ‫أرضية الملعب‪.‬‬ ‫وعن ريال مدريد‪ ،‬قال الالعب حكيمي‪« :‬أنا‬ ‫مدريدي منذ الطفولة وأتمنى أن أفوز مع الفريق‬ ‫الذي أعشقه كثيرا‪..‬ولكن اآلن أنا أفكر في الحاضر‬ ‫والفوز مع بوروسيا دورتموند و أن تسير األمور‬ ‫على ما يرام‪ ،‬وبعد ذلك سأنظر ماذا سيحدث في‬ ‫المستقبل‪.‬‬

‫الزاكي مرشح لتدريب نصر حسين‬ ‫داي الجزائري‬ ‫كشفت مصادر صحفية جزائرية أن نادي‬ ‫نصر حسين داي الجزائري وضع اإلطار الوطني‬ ‫المغربي بادو الزاكي ضمن اهتماماته‪.‬‬ ‫ويهدف مسؤولـو الفريـــق الجزائري إلى‬ ‫العثور على مدرب له خبرة لخالفة بالل الدزيري‬ ‫الذي قدم استقالته مؤخراً‪.‬‬ ‫وسبق للمدرب الزاكي أن درب في الدوري‬ ‫الجزائري‪ ،‬حيث أشرف على العارضة الفنية لفريق‬ ‫شباب بلوزداد وتوج معه بلقب كأس الجزائر‬ ‫ألول مرة في تاريخه‪ ،‬كما درب فريق مولودية‬ ‫وهران لفترة قصيرة وأنهى ارتباطه به شهر‬ ‫شتنبر الماضي بسبب المشاكل الداخلية للنادي‪.‬‬

‫والرجاء البيضاوي الذي انتهى بالتعادل‪.1-1‬‬ ‫وقد أثبثت الفحوصات الطبية التي خضع لها الراقي أن‬ ‫إصابته خطيرة وتتطلـب بعض الوقت قبل خضوعه لعملية‬ ‫الترويض‪.‬‬

‫الترجي التونسي بطالً الإفريقيا‬

‫لبيان صادر عن قضاء مدينــــة ‪-‬‬ ‫ريو غرانديسول ‪.-‬‬ ‫وألزم الحكم الصادر عــــام‬ ‫‪ 2015‬الشقيقين بدفــع غرامـــة‬ ‫مالية قدرها ‪ 23‬مليون دوالر لم‬ ‫تسدد حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقـــالــــــت تــــقــــاريـــر‬ ‫صحفيـــة أن المحكمة البرازيلية‬ ‫اكتشفـــت عــــدم وجود رصيــد‬ ‫في حســـاب رونالدينيو وشقيقه‬ ‫لسداد تلك الغرامة‪.‬‬ ‫وكانت مدينة العيون قـــد‬ ‫عاشت أطوار مباراة استعراضيــة‬ ‫شـــارك فيها العديد من نجوم‬ ‫كرة القدم العالمية والقارية ومــن ضمنهـــم رونالدينيو‬ ‫وريفالـدو وخاليلو فاديغا وعبيدي بيلي وروجي ميال‬ ‫وكالرينس سيدورف وأحمد حسام ‪ -‬ميدو ‪ -‬والناخب‬ ‫الوطني هيرفي رونار والعديد من الدولييـــن المغاربة‬ ‫السابقين‪..‬‬

‫توج الترجي التونسي بطال إلفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه عقب انتصاره في إياب دوري أبطال‬ ‫إفريقيا على األهلي المصري بثالثة أهداف نظيفة‪ ...‬وقد تألق الالعب سعيد بقير بتسجيله لهدفين‬ ‫إضافة إلى هدف أنيس البدري‪.‬‬ ‫وكانت مباراة الذهاب التي جرت بمصر قد انتهت لفائدة النادي األهلي بثالثة أهداف مقابل‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫وفي نهاية هذه المباراة التي حضرها السيد إنفانتينو رئيس الفيفا و أحمد رئيس االتحاد اإلفريقي‬ ‫لكرة القدم ويوسف الشاهد الوزير األول التونسي تم تسليم الميداليات والكأس اإلفريقية للترجي‬ ‫الفائز‪.‬‬

‫البرازيلي رونالدينيو حضر إلى المغرب‬ ‫رغم قرار منعه من السفر‬ ‫شــــــــــارك النـــجـــم‬ ‫البرازيـــــلــــي رونالدينــيــو‬ ‫كما هــو معلـــــوم فـــي‬ ‫المباراة االستعراضيـــة التي‬ ‫نظمت بمدينة العيـــون على‬ ‫هامش االحتفال بالذكرى ‪43‬‬ ‫للمسيرة الخضراء إلى جانب‬ ‫العديد من الالعبين الدوليين‬ ‫واألفارقة والمغاربة‪.‬‬ ‫وظهر رونالدينيــو في‬ ‫المغرب رغم قرار محكمة‬ ‫برازيلية بالتحفظ على جواز‬ ‫سفـره هو وشقيـــقــه رجـــل رونالدينيو يحمل‬ ‫األعمال ‪ -‬روبيرطــو مويـــرا‬ ‫العلم املغربي‬ ‫ بسبـــب عـــدم سدادهما‬‫لغرامـــة فرضــــت عليهما‬ ‫بعدما أدينــا عــــام ‪ 2015‬بإنشاء منطقـــة للصيـــد‬ ‫ومكان إلرســـاء قــوارب الصيد في بحيــرة ‪ -‬جوايا ‪-‬‬ ‫ببورتو أليغري‪.‬‬ ‫وتعــد هذه المنطقــة محميــة طبيعية وال يملك‬ ‫الشقيقان رخصة عندمـــا قاما بإنشاء هذه المنصة وفقا‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬


‫العدد ‪967‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬نوفمرب ‪2018‬‬

‫األخيرة‬

‫األستاذ محمد بن عيسى ّ‬ ‫يحل ضيفا على مؤسسة‬ ‫عبد الحميد شومان الثقافية بعمان‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وفي معالجته لموضوع الندوة «النخب واألزمات العربية‪ :‬رهانات المستقبل» أكد األستاذ‬ ‫محمد بن عيسى أن مشروع الوحدة ال يمكن أن يتحقق بالقوة أو التوسع والهيمنة‪ ،‬حيث إن‬ ‫فكرة الوحدة االندماجية‪ ،‬تظل «طموحا» اتضح أنه غير قابل للتحقيق‪ .‬في حين بدا جليا أن‬ ‫استعادة النظام اإلقليمي المبني على أسس جديدة ووفق حقائق المرحلة وتجارب العالم‬ ‫الناجحة في االندماج‪ ،‬يقترح حال ناجعا لـ «المأزق الكبير» الذي تعاني منه النخب العربية‪،‬‬ ‫المتمثل في «الماضوية الجامدة» المنتثرة بغطاء الشرعية الدينية‪.‬‬ ‫يرى األستاذ محمد بن عيسى أن التسلح بالنظرة االستشرافية الحية يساعد على صناعة‬ ‫التاريخ ويكرس فاعلية اإلنسان وإرادته الحرة‪.‬‬ ‫وفي اعتبار األستاذ المحاضر‪ ،‬فإن العالم العربي يعاني من خمس أزمات كبرى‪ ،‬تتعلق‬ ‫األولى بانهيار الدولة الوطنية التي اختفت من الساحة العربية وتعرضت النتكاسات قوية في‬ ‫ساحات أخرى وأصبح مطروحا اليوم الحديث عن مستقبلها وإمكانات إصالحها وإنقاذها من‬ ‫االنهيار‪.‬‬ ‫أما األزمة الثانية‪ ، ،‬فإنها تتصل بالوضع المسدود الذي وصل إليه النظام اإلقليمي‬ ‫العربي الذي ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬وكان هدفه توحيد األمة العربية‬ ‫وتحقيق مقومات االندماج بين بلدانها‪ ،‬بينما تتعلق األزمة الثالثة بـ «مأزق» العالقات بمنطقة‬ ‫الجوار الجغرافي‪ ،‬والتي تخص القوتين اإلسالميتين المنتميتين لمنظومة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫بمفهومه الواسع‪ ،‬إي إيران وتركيا‪ ،‬في حين تخص األزمة الرابعة مسار التسوية السلمية‬ ‫للصراع الفلسطيني العربي ‪ -‬اإلسرائيلي الذي شكل طيلة سبعين سنة الماضية‪ ،‬اإلطار الناظم‬ ‫للدبلوماسية العربية ومحور االهتمام الفكري والسياسي العربي‪.‬‬ ‫وتتصل األزمة الخامسة‪ ،‬في اعتبار األستاذ المحاضر‪ ،‬بالمسألة الدينية‪ ،‬أي بما يشهده‬ ‫العالم العربي من تصاعد موجة التطرف الديني العنيف ومدى تأثيرها على تكريس الكراهية‬ ‫والغلو والتشدد‪ ،‬وعلى ما تقود إليه من تدمير المجتمعات وتقويض عالقة المسلمين بالعالم‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن األزمة الخامسة تتصل بالمسألة الدينية‪ ،‬أي بما يشهده عالمنا العربي من‬ ‫تصاعد موجة التطرف الديني العنيف ومدى تأثيرها على تكريس الكراهية والغلو والتشدد‪،‬‬ ‫وعلى ما تقود إليه من تدمير المجتمعات وتقويض عالقة المسلمين بالعالم‪.‬‬ ‫وتساءل األستاذ محمد بن عيسى عن دور النخب في هذا الوضع المتمثل في تنامي أزمات‬ ‫العالم العربي‪ ،‬تلك النخب التي تشمل الزعامات السياسية والصفوة المثقفة‪ ،‬والقوى المدنية‬ ‫الفاعلة‪ ،‬والتي عليها أن تضطلع بأدوارها ومسؤولياتها في معالجة الوضع العربي الراهن‪ ،‬مبرزا‬ ‫أن خطاب النخب العربية لم يسع في الغالب للتفكير الجدي الموضوعي في الدولة الوطنية‪،‬‬ ‫التي هي الصيغة التاريخية الحديثة للتجمع السياسي المنظم‪ ،‬مقابل األشكال السابقة من‬ ‫الدولة التي عرفتها المجتمعات العربية اإلسالمية وغيرها من المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬كالدولة‬ ‫اإلمبراطورية الوسيطة‪.‬‬ ‫وأكد أن الدولة الوطنية هي «الضمانة» الحقيقية لتأمين المجتمع من الفتنة والتصادم‪،‬‬

‫بما تقوم عليه من هياكل إدارية بيروقراطية ومؤسسات قانونية‪ ،‬الفتا إلى أن هذه الدولة‬ ‫المركزية ال تتعارض ضرورة مع البنيات االجتماعية العصبية والطائفية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أوضح األستاذ بن عيسى أن التجربة األوروبية أثبتت قدرة الدولة‬ ‫الوطنية في وحدة المجتمعات والبلدان ومنحها هوية قومية مشتركة‪ ،‬مبينا أن تجارب العالم‬ ‫كشفت عن أن األمة الواحدة تتوزع إلى كيانات سياسية متعددة‪ ،‬كما أن أغلب دول العالم‬ ‫متعددة‪ ،‬ثقافيا وقوميا رغم تجذر هوياتها الوطنية‪ .‬بينما التحدي الكبير المطروح اليوم أمام‬ ‫النخب العربية هو إعادة تصور الموضوع الفلسطيني‪ ،‬وتحديد أدوات وآليات إدارته‪ ،‬بعد أن‬ ‫أدت المعادلة العملية التي كرسها االحتالل إلى استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة‬ ‫السيادة‪.‬‬ ‫كما أن النخب العربيــة في حاجة اليوم‪ ،‬إلى وقفــة حقيقيــة لمعالجة األزمة المتعلقة‬ ‫بالموضوع الديني؛ بهدف تصحيح أخطاء نظرية وعملية عديدة طغت على الوعي والخطاب‬ ‫في العقود الماضية‬ ‫___________________________‬

‫عزيز كنوني‬

‫ومعلوم أن مؤسسة عبد الحميد شومان تأسست عام ‪ ،1978‬بمبادرة غير ربحية من قبل‬ ‫البنك العربي عبر تخصيص جزء من أرباحه السنوية إلنشائها‪ ،‬إيمانًا منه بأهمية بذل الجهد‬ ‫في بناء األرضية للتقدم العربي‪ ،‬من خالل دعم االقتصاد الوطني بالتوازي مع االعتناء الجاد‬ ‫بتشجيع البحث العلمي والدراسات اإلنسانية والتنوير الثقافي واالبتكار المجتمعي‪ ،‬ويتحقق‬ ‫ذلك من خالل األركان الثالثة التي تقوم عليها المؤسسة وهي‪:‬‬ ‫الفكر القيادي‬ ‫• ‬ ‫األدب والفنون‬ ‫• ‬ ‫االبتكار المجتمعي‬ ‫• ‬ ‫سميت المؤسسة على إسم الراحل عبد الحميد شومان‪ ،‬مؤسس البنك العربي (‪1888-‬‬ ‫‪ )1974‬والذي آمن بأهمية دعم العلم وتمويله ورعاية العلماء وتشجيعهم‪ ،‬ورعاية اإلبداع‬ ‫اإلنساني العربي‪ ،‬ومن هنا راودته فكرة تأسيس المؤسسة التي أنشئت عام ‪ 1978‬من أجل‬ ‫تعزيز الفكر القيادي من خالل دعم مجاالت البحث العلمي المختلفة وذلك بإطالق جائزة عبد‬ ‫الحميد شومان للباحثين العرب عام ‪ ،1982‬وصندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي‬ ‫لجمهور أوسع في التواصل مع المفكرين‬ ‫عام ‪ ،1999‬والمنتدى الثقافي بهدف إتاحة الفرصة‬ ‫ٍ‬ ‫والباحثين والعلماء من خالل فعاليات ونشاطات هذا المنتدى الذي انطلق في عام ‪،1986‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي والريادة بين األطفال واليافعين وإثراء التعليم بإطالق‬ ‫برنامج التعليم والعلوم عام ‪ ،2014‬والذي يتضمن إطالق معرض العلماء الصغار‪ ،‬ومختبر‬ ‫المبتكرين الصغار‪ ،‬وإحياء جائزة عبد الحميد شومان لمعلمي العلوم‪ ،‬ودعم مشاركة الطلبة‬ ‫األردنيين في معرض إنتل للهندسة والعلوم‪.‬إضافة إلى دعم المبادرات الهادفة إلى االستثمار‬ ‫في األدب والفنون وتعزيز ثقافة السينما والموسيقى‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.