Achamal n° 971 le 11 Décembre 2018

Page 1

‫«لن أقبل أي تعسف في حق‬ ‫المواطنين المغاربة» (حممد ال�ساد�س)‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 971‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 26‬ربيع الأول ‪� 11 / 1440‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫عند استقباله لرئيسة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان أمينة بوعياش خلفا إلدريس‬ ‫اليزمي‪ ،‬وجــه جاللتــه للرئيســة الجديدة‬ ‫تعليمات صارمة بخصوص احترام حقـوق‬ ‫المغاربة نصا وروحا مؤكــدا أنه لن يقبل‬ ‫أي تعســف في حــق المواطنين المغاربـة‪.‬‬ ‫والتعسف‪ ،‬لغة‪ :‬الظلم والبغي والطغيان‪.‬‬ ‫وذكــر الملــك بالعنـايــة التي ما فتئ‬ ‫يوليها لحماية حقـوق وحريات المواطنات‬ ‫والمواطنين‪ ،‬والنهوض بها ثقافة وممارسة‪،‬‬ ‫في نطــاق احتــرام المرجعيـــات الوطنية‬ ‫والكونية في هـــذا المجال ومقتضيـــات‬ ‫دستور المغرب الذي يعتبر ميثاقـا متكامــال‬ ‫لحقــوق اإلنسان‪ ،‬في أبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪.‬‬

‫سبتة ومليلية‬

‫صحف إسبانية‪ :‬هدف المغرب االستيالء على المواقع اإلسبانية بإفريقيا‬ ‫معهد ‪ EL CANO‬الملكي‪ :‬مليلية وسبتة تقدان «إسبانيتهما» شيئاً فشيئاً‬ ‫حزب ‪ VOX‬المتطرف‪ :‬المطلوب بناء جدار فاصل على «حدود» سبتة ومليلية مع المغرب‬ ‫حزب «الساردا»‪ :CABALLA ‬نطالب بمراجعة معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع المغرب‪.‬‬

‫يبدو واضحا أن قرار المغرب القاضي‪ ‬بوقف‬ ‫التعامل التجاري مع ميناء مدينة مليلية‪ ‬فيما يخص‬ ‫عمليات االستيراد والتصدير‪ ،‬أثر بشكل واضح على‬ ‫اقتصاديات هذه المدينة وأثار غضب‪ ‬السلطات‬ ‫المحلية‪ ‬والتجار والمتعاملين مع المغرب‪ ،‬وأطلق‬ ‫لسانهم ضد المغرب‪ ‬الذي اعتبر اإلسبان أنه يمارس‬ ‫حصارا تجاريا على ميناء مدينة «إسبانية»‪ ،‬في‬ ‫إطار ‪ ‬استراتيجية‪« ‬توسعية» تستهدف «االستيالء» على‬ ‫مدينتي سبتة ومليلية اللتين لم يفتأ المغرب ‪ ‬يطالب‬ ‫بهما و «يدعي»‪ ‬ملكيتهما‪! ‬‬ ‫قرار المغرب بإغالق المعبر الجمركي مع مليليةـ أثر‬ ‫بشكل كبير على اقتصاديات هذه المدينة وإلغاء العديد‬ ‫من فرص الشغل المرتبطة بقطاع التجارة‪ ،‬حيث اعتبر‬ ‫تجمع لرجال أعمال إسبان ومنظمات مهنية بالمدينة‪ ‬‬ ‫أن الحركة التجارية بمليلية تتجه نحو شلل تام األمر‬ ‫الذي يتطلب تدخل حكومة مدريد للبحث عن حل مناسب‬ ‫لألزمة‪ .‬وتفيد إحصائيات مهنية أن حجم البضائع التي‬ ‫مرت من ميناء مليلية ما بين يناير وأكتوبر من السنة‬ ‫الحالية‪ ‬انخفض إلى النصف تقريبا عما كان عليه‬ ‫بالنسبة لنفس الفترة من العام الماضي‪ ،‬وكذا الشأن‬ ‫لعدد الحاويات المعالجة بهذا الميناء‪.‬‬ ‫وإضافة إلى المقاالت المتعددة التي تصدر‪ ،‬باستمرار‪،‬‬ ‫في الصحف المحلية والوطنية‪ ،‬فإن أحزابا يمينية‬ ‫متطرفة اتخذت من‪ ‬العالقات المغربية اإلسبانية‬ ‫مادة إلثارة البلبلة في عقول اإلسبان وتخويفهم من‬ ‫«المورو» الذي يريد «االستيالء» على سبتة ومليلية‬ ‫بعد أن أطلق المغرب خطة محكمة بدأها بالضغط‬ ‫االقتصادي على مليلية‪ ،‬ودعمها بالتسهيل المقصود‬ ‫لعمليات الهجرة عبر «حدود» المدينتين‪ .‬وفي هذا‬ ‫الموضوع كتبت إحدى هذه الصحف‪ ،‬خالل شهر شتنبر‬ ‫الماضي ما معناه أن المغرب مصر على ضرب مصالح‬ ‫إسبانيا‪ ،‬فبعد مشكلة‪ ‬الهجرة‪ ،‬ها هو يستعمل ملف‬ ‫الحاويات التي تشكل أمرا حيويا بالنسبة لمدينة مليلية‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬

‫سبتة المحتلة‬

‫مليلية السليبة‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫محمد اليعقوبي يتفقد سير األشغال في المشاريع‬ ‫التي تدخل في إطار برنامج‬

‫“الحسيمة منارة المتوسط”‬

‫قاد والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬وفدا رسميا من المسؤولين‬ ‫على مستوى الجهــة‪ ،‬بينهــم عامل إقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬في زيارات ميدانية شملت عددا‬ ‫من الجماعات القروية بإقليم الحسيمة‪ ،‬سعيا‬ ‫لتنزيل برنامج الحسيمة منارة المتوسط‪.‬‬ ‫ورافــق اليعقــوبـــي أيضـــا وفــدا من‬ ‫المسؤولين‪ ،‬زاروا عددا من الجماعات الواقعة‬ ‫بغرب إقليـــم الحسيمــة المنتميــة لدائرتي‬ ‫كتامة وتارجيست‪ ،‬وشملت كال من جماعات‬ ‫اساكن و أكاون وتاغــزوت وتبرانـــت وبني‬ ‫بونصار ‪ ،‬وبني أحمد اموكزن‪.‬‬ ‫وأبلغ رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء‬ ‫التالميذ‪ ،‬والي جهــة تطــوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫بالمشاكل التي يعانيها التالميذ وعلى رأسها‬ ‫افتقار المؤسسة لداخلية ومطعم ومشاكل‬ ‫النقل المدرسي‪ ،‬لينتقل بعد ذلك مرفوقا‬ ‫بالوفد المرافق له إلى بعض المشاريع الطرقية‬ ‫المبرمجة والتي بدأت أشغالها‪ ،‬كمشروع‬ ‫الطريق اإلقليمية الرابطة بين جماعة موالي‬ ‫أحمد الشريف وجماعة واوزكان الجبهة على‬ ‫طول ‪ 15‬كيلومتر والتي رصدت لها ميزانية‬ ‫(‪ 25‬مليون درهم)‪ ،‬وبعض الطرق المؤدية إلى‬

‫‪2‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫ا�ستمرار االعتداء‬ ‫على حقوق املر�أة باملغرب‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫«قبيلة» تحدد تحرك النساء والفتيات‬ ‫إلى حدود صالة المغرب !‬

‫المداشر ( موالي أحمد الشريف اماسينا)‪.‬‬ ‫وأكد اليعقوبي مع عدد من المقاوليــن‬ ‫والمسؤولين في المصالــح الخارجيــة على‬ ‫ضرورة اإلسراع من وتيرة إنجاز هذه المشاريع‪،‬‬ ‫والبحث عن الحلول التي يواجهون بها‬ ‫المشاكل التي يمكن أن تعترض أشغالهم‪،‬‬ ‫حتى تكون جاهزة لتقديم خدماتها في أقرب‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫وتأتي هـذه الزيــارة في إطــار الزيارات‬ ‫الدورية التي يقـــوم بها اليعقوبي وباقي‬

‫المسؤولين الجهويين إلى مختلــف مناطــق‬ ‫اإلقليم لتفقد سيـــر األشغــال في المشاريـــع‬ ‫التي تدخل في إطار برنامج “الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط” ‪ ،‬وباقي البرامج األخرى‪.‬‬ ‫واستمع والي الجهــة وعامـل اإلقليـم‪،‬‬ ‫لشكايات ومطالب ساكنة هذه الجماعات‪ ،‬التي‬ ‫تعاني منذ عقود من التهميش‪ ،‬بسبب ضعف‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬والنقــص الحـــاد في المرافـق‬ ‫األساسية‪.‬‬

‫مشاريع تهم إقليم وزان‬ ‫محور اجتماع لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬

‫لفائدة التلميذات والتالميذ‪ ،‬خاصة‬ ‫ما يتعلق بحصة اإلقليم من حافـالت‬ ‫النقــل المدرسي التي يوفرها مجلس‬ ‫الجهة حتى عام ‪.2021‬‬ ‫و تمت أيضا مناقشة مواضيـع‬ ‫تتعلـق بمشاريع التزويد بالكهرباء‬ ‫والمـاء الصالح للشرب‪ ،‬و التمس أعضاء‬ ‫مجلس الجهة عن إقليم وزان دعم‬ ‫المجلـس من أجل التنزيل الميداني‬ ‫لمضامين اتفاقية تجمع بين وزارة‬ ‫الصحة ومجلــس إقليم وزان بهـدف‬ ‫بنـــاءالمستشفىاإلقليمي‪.‬‬

‫ترأس رئيس مجلس جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬اإلثنين ‪ 03‬دجنبر الحالي‪،‬‬ ‫إجتماع أعضاء مجلـس الجهة عن‬ ‫إقليم وزان‪ ،‬وحضرت اإلجتماع‬ ‫مديرة الوكالة الجهويــة لتنفيذ‬ ‫المشاريع آمال وحيد‪.‬‬ ‫و تمحورت أشغال اإلجتماع‬ ‫حول المشاريع المبرمجة بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬خاصة بنــاء الطرق وإنشاء‬ ‫مجموعة من مالعــب القرب ودور‬ ‫الطلبة وإحداث دار الثقافة‪ ،‬فضال‬ ‫عن التطرق لمحور النقل المدرسي‬

‫هام لل�صحفيني‬ ‫قطاع االتصال يشرع في تلقي طلبات الحصول على بطاقة الصحافة‬ ‫تنهي وزارة الثقافة و االتصال ( قطاع االتصال ) والمجلس الوطني للصحافة ‪ ،‬إلى علم الصحافيات‬ ‫والصحافيين المهنيين‪ ،‬العاملين بمختلف المؤسسات اإلعالمية الوطنية‪ ،‬أن المصالح المختصة بالوزارة‪،‬‬ ‫ستشرع في تلقي ملفات طلبات الحصول على بطاقة الصحافة أو تجديدها‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2019‬ابتداء من‬ ‫‪ 10‬دجنبر ‪ 2018‬إلى غاية ‪ 25‬دجنبر ‪ ،2018‬وذلك طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها‬ ‫العمـــل‪ ،‬وال سيما مقتضيــات القانون رقــم ‪ 89.13‬المتعلق بالنظــام األساســي للصحافييــن المهنيين‪،‬‬ ‫و القانــون رقم ‪ 90.13‬المتعلق بإحداث المجلس الوطني للصحافة‪.‬‬

‫‬

‫وعليه‪ ،‬تدعو الوزارة والمجلس الوطني للصحافة‪ ،‬جميع الصحافيات و الصحافيين المهنيين‪ ،‬العاملين‬ ‫بمختلف المؤسسات اإلعالمية الوطنية‪ ،‬إلى سحب المطبوع المخصص لهذه الغاية‪ ،‬من الموقع اإللكتروني‬ ‫للوزارة (‪ ،) www.mincom.gov.ma ‬مع الحرص على تعبئته بدقة‪ ،‬و إرفاقه بجميع الوثائق اإلدارية‬ ‫المطلوبة‪ ،‬وطلب موجه إلى رئيس المجلس الوطني للصحافة‪ .‬و توضع الملفات بمكتب الضبط بمقر‬ ‫قطاع االتصال‪ ،‬بمدينة العرفان‪ ،‬داخل األجل المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫ال أعجب عجبي من «متطفلين» على الكالم‪ ،‬يحشرون أنوفهم في‬ ‫قضايا هي أكبر منهم ومن أحالمهم «العصفورية»‪ ،‬ويعتبرون حياة‬ ‫الناس ملكا لهم يفسرون األمور على هواهم ويصدرون أحكامهم‬ ‫بعيدا عن المنطق الذي هو سر الحكمـة‪ ،‬وال يجدون أنفسهم وال‬ ‫راحتهم إال في قمع المرأة التي ال زالوا يعتبرون أنهم أوصياء عليها‬ ‫وأنها بعض «متاع» يتصرف فيه الرجل كيف ومتى وأنى يشاء‪ .‬وهم‬ ‫بذلك إنما يقفون ضد تيار التطور البشري الذي يزحف على اإلنسان‬ ‫منذ نشأة الخلق‪ ،‬سنة اهلل في الكون !‪.....‬‬ ‫سبب هــذه المقدمــة ما «تكـرم» به بعض «المغردين» في‬ ‫تعاليقهم على خبر مثير‪ ،‬كان يجب عليهم التنديد به ألنه يخالف‬ ‫نظرية األمة والدولة‪ ،‬ويعبث بالحريات العامة‪ ،‬ويبعث الشك والقلق‬ ‫والفتنة في نفوس الناس‪ ،‬ويخالف مبادئ الديمقراطية التي تنظم‬ ‫سبل العيش داخل المجتمع الواحد‪.‬‬ ‫والخبر المثير يقول إن «أعيان» إحدى قبائل زاكورة‪ ،‬وقعوا‬ ‫«محضر اتفاق» على «تقنين» حفالت األعراس‪ ،‬بمنع موسيقى‬ ‫«الدي جي» وإنهاء خدمة «النكافة» المتأصلة في تقاليد الشعب‬ ‫على طول وعرض جغرافيته‪ ،‬ومنع االستعانة باألجواق الموسيقية‬ ‫في كل االحتفاالت والمناسبات العائلية‪.‬‬ ‫وحسب ما ورد في عدد أخير من جريدة «المساء» الغراء‪ ،‬فإن‬ ‫«اتفاق» األعيان‪ ،‬يضع حدا زمنيــا لتحــرك النساء والفتيات في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وهو موعد صالة المغرب‪ ،‬بعد هـــذا «الموعد» تعتبر‬ ‫«المخالفات» متجاوزات لـ «قانون» األعيان‪ ،‬ويتعرضن‪ ،‬لغرامة ال‬ ‫تقل عن ‪ 500‬درهم‪ . ،‬نفس هذه الغرامة يطالب بها كل من «أخر‬ ‫تقديم الطعام» إلى ما بعد صالة المغرب‪ ،‬بالنسبة للنساء والفتيات‬ ‫طبعا ! ‪...‬وسوف يدخل هذا «االتفاق األعياني» حيز التنفيذ في يوم‬ ‫فاتح يناير المقبل‪ ،‬دون ما حاجة إلى نشره بالجريدة الرسمية !‬ ‫المثير في الموضوع‪ ،‬ما دونه بعض التافهين في تعاليقهم‬ ‫حول ما اعتبره أعيان قبيلة «تنشيطة أخشاع» بزاكورة «قرارا» قابال‬ ‫للتنفيذ‪ ،‬بمجرد مصادقة القبيلة عليه‪ ،‬يضع قيودا استثنائية على‬ ‫تحرك النساء والفتيات بالمنطقة‪ ،‬ويقطع مع تقاليد وأعراف شعبية‬ ‫متجذرة في كيان ووجدان المغاربة حيث «تمنى» بعضهم أن لو‬ ‫يطبق هذا اإلجراء في كافة تراب المغرب‪ ،‬كما اعتبر غيرهم أن األمر‬ ‫يتعلق ببادرة حسنة من شأنها أن تغير «المنكرات» التي أصبحت‬ ‫ال مثيل لها وال تطاق وأنها بادرة طيبة تستحق النجاح والتعميم‪،‬‬ ‫وكتب آخر أن مناطق الجنوب يغلب عليها العرف المحلي وهذا األمر‬ ‫يدل على التشبث بثقافة اآلباء واألجداد‪ .‬وشكلت قمة العبث تغريدة‬ ‫لمعلق يقول إن المنطقة يحكمها الرجال أبناء الرجال وهي تابعة‬ ‫لمملكة الرجال !‬ ‫وفي الجانب المقابل‪ ،‬استغرب بعض المعلقين للخبر وتساءلوا‬ ‫هل أصبحت قبيلة «تنشيطة أخشاع» دولة داخل الدولة‪ ،‬بحيث تسمح‬ ‫لنفسها بالتشريع وأيضا بترتيب الجزاءات‪ .......،‬أم إن المنطقة‬ ‫تشهد عودة حكم بالبغدادي؟‪ .‬وكتب آخر معتبرا أن هذه القبيلة‬ ‫ليست لها الصفة القانونية التخاذ مثل هذه القرارات حتى ولو كانت‬ ‫صائبة ‪ .‬إنه «خروج عن القانون » سيفتح الباب على مصراعيه أمام‬ ‫«فوضى التشريع» بالبالد !!!‪...‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬وصفت «الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف‬ ‫واإلرهاب»‪ ،‬أصحاب قرار منع الموسيقى واحتفاالت األعراس بمنطقة‬ ‫زاكورة‪ ،‬ب «العصابة» وأنه يؤسس لنواة «إرهابية» بالمنطقة‪،‬‬ ‫وطالبت في بيان للرأي العام بضرورة تدخل رئيس النيابة العامة‪،‬‬ ‫ووزير الداخلية‪ ،‬ووزير الدولة المكلف بحقوق اإلنسان بالتدخل‬ ‫من أجل توقيف أصحاب هذا القرار الذي ال يمكن أن يصدر إال من‬ ‫الجهات المؤهلة قانونا ودستوريا‪.‬‬ ‫حقيقة إن بعض مظاهر االحتفال باألعراس تحتاج إلى ضبط‬ ‫قانوني متشدد‪ ،‬حماية للمواطنين من اإلزعاج الذي تسببه‬ ‫الموسيقى الصاخبة المتواصلة في بعض األحيان إلى ساعات‬ ‫متأخرة من الليل‪ ،‬ولكن األمر يعود إلى المؤهلين للتشريع‬ ‫والمؤهلين للتنفيذ وإلى القضاء الذي يحمي الموا طنين من أي‬ ‫شطط ضار بمصالحهم الشخصية والصحية والنفسية‪ .‬وال مجال ألي‬ ‫كان في أن يشرع لجماعته خارج القانون‪ .‬ألن في ذلك فتنة والفتنة‬ ‫نائمة‪ ،‬لعن اهلل موقظها»‪.‬‬

‫ي ْب ُن ُنف رَْيٍ‪َ ،‬عنِ ْابنِ ُع َم َر َر ِ�ض َي‬ ‫َقالَ �أَ ُبو الزَّ اهِ رِ َّيةِ ‪َ ،‬و َح َّد َثنَا ُج َب رْ ُ‬ ‫الل َُّه َعن ُْه َما‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬قالَ َر ُ�سولُ اللَّهِ َ�صلَّى الل َُّه َعل َْيهِ َو َ�سل َ​َّم ‪�« :‬إِ َّن‬ ‫ا ْل ِف ْتن َ​َة َرات َِع ٌة يِف بِالدِ اللَّهِ ‪ ،‬ت َ​َط�أُ يِف ِخ َطامِ َها‪ ،‬ال َيحِ لُّ لأَ َح ٍد �أَ ْن‬ ‫ُي َ‬ ‫َـن �أَ َخـ َذ بِخِ َطامِ َها»‪َ .‬قالَ �أَ ُبــو الزَّ اهِ رِ َّيةِ َو َقـالَ‬ ‫وقِظ َها‪َ ،‬و ْيـلٌ مِل ْ‬ ‫مِ‬ ‫َّهِ‬ ‫الء َوفِ ْتن ًَة‪َ ،‬ول َْن‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َر‬ ‫ت‬ ‫َن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َع ْب ُد‬ ‫َ ِ َّكُ ْ ْ َ ْ َ ُّ نْ َ ِ َ ً‬ ‫ْ ُ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ور �إِال ِ�ش َّدةً »‪.‬‬ ‫تَزْ َد َاد الأ ُم ُ‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫تناهى إلى مسامعــي خبرٌ مفاده‪ ،‬أن الحافــالت التي كانـت تربـط تطوان‬ ‫وضواحيها بالقطار‪ ،‬قد توقفت عن ممارسة نشاطها‪ .‬فاستفهمتُ القائمين على‬ ‫ٌ‬ ‫مرهون‬ ‫مكتب حجز التذاكر بتطوان‪ ،‬فأكدوا لي الخبر‪ ،‬لكنهم وضحُوا لي أن التوقف‬ ‫بوزير النقل‪ ،‬فما لم يؤشر على تجديد رخصة النقل‪ ،‬فسيظل األمر على ما هو عليه‪.‬‬ ‫فقلتُ في نفسي‪ :‬أين وُعودُ تبسيط المساطر اإلدارية؟ أين التعهد بما ورد في‬ ‫الخطب الملكية من تيسير اإلدارة‪ ،‬وجعلها في خدمة المواطن؟‬ ‫َّ‬ ‫إن إعطاء الضوء األخضر للبُـراق‪ ،‬يجب أن ترافقه وتواكبه إجراءات تحبب الناس‬ ‫في استخدام هذه الوسيلة‪.‬‬ ‫وال أعتقد أن حرمان المواطن بتطوان ونواحيها من الحافلة التي كانت تربطه‬ ‫بالخطوط السككية‪ ،‬يدخل في هذا الباب‪ :‬باب التسهيل والتيسير‪ ،‬وحُسن التدبير‪.‬‬ ‫إن المسافة بينه وبين محطة القطار بطنجة‪ ،‬أصبحت شاقة ومكلفة‪ ،‬تتطلب‬ ‫استعمال ‪ 3‬وسائل‪ :‬سيارة األجرة التي ستنقلك إلى محطة سيارات طنجة‪ ،‬أو محطة‬ ‫حافالتها‪ -‬ثم استخدام هذه الوسيلة أو تلك‪ -‬ثم البحث في طنجة عن طاكسي أجرة‬ ‫ينقلك إلى النقطة التي سينطلق منها القطار سريعا كان أو عادياً‪.‬‬ ‫وتصوروا معي كم ستكلفك هذه التنقالت من الوقت والجهد والمال‪.‬‬ ‫فهل يمكن لوزيرنا المحترم في النقل‪ ،‬أن يتصور معي هذا التصور‪ ،‬ويتقي اهلل‬ ‫في مواطننا المسكين الذي يريد أن يفرح بنفسه ويرفه عن عياله‪ ،‬ويمتطي صهوة‬ ‫البُراق؟‬ ‫هل يمكن أن يضع توقيعه الغالي على تجديد رخصة النقل‪ ،‬لتعيد لهذا الشريان‬ ‫دماء الحياة والحركة؟‬ ‫إن هناك من الوسائل ما يجعلنا نستغني عن القطار‪ ،‬إذا ما تعذر علينا الوصول‬ ‫إليه بالوسيلة التي تعوَّدنا علينا‪ ،‬والتي كانت تقودنا إلى محطة اثنين سيدي‬ ‫اليماني في زمن مضى‪ ،‬وإلى محطة أصيال في وقتنا هذا‪.‬‬ ‫فليتحرك مدير القطارات‪ ،‬عله يعيد األمور إلى نصابها‪ ،‬والحافالت المجمدة إلى‬ ‫سابق عهدها‪ ،‬وليعلم أن تطوان تشعر بالغبن حين ترى خطوط سكة الحديد تمر‬ ‫وتمرر في جهات وجهات‪ ،‬وال يفكر أي مسؤول في تقريبها من حاضرة تطوان‪.‬‬

‫العنف غير مقبول‬ ‫سـواء هنـا أو هنـاك‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫عنف حركة ‪-‬خرجت من رحم مستقل يجافي المؤسسات الوسيطة‬ ‫التقليدية‪ -‬موضع تساؤل‪:‬‬ ‫ال أحب أن أتدخل في شؤون اآلخرين من باب االحتياط من عدم‬ ‫القدرة على فهم ما يتعلق بدواخل األمور‪ ،‬خصوصا وأن الالمرئي قد‬ ‫يكون أهم من المرئي‪ ،‬والمصرح به قد يكون أقل أهمية من المسكوت‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫لكن بحكم إعجاب أدبي‪ /‬لغوي‪ ،‬وارتباطات عاطفية ال تعلو على‬ ‫االرتباط بالوطن‪/‬اللغة األم‪ ،‬وزيارات عديدة ازداد ميلي إلى تتبع أوضاع‬ ‫بلد األنوار عبر الوسائل السمعية البصرية ووسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫وإلى التقاط أخباره وتقصيها‪ ،‬إلى اإلنصات إلى تحاليل إعالمييه‪،‬‬ ‫ونقاشات نخبه الفكرية و أقطابه السياسية‪ ،‬ورموزه الثقافية والمدنية‪.‬‬ ‫‪...‬ربما لم يكن أحد يتوقع انبجاس حركة السترات الصفراء‪ ،‬بسبب‬ ‫زيادة قد ال تبدو ضخمة في ثمن ضريبة على المحروقات في إطار‬ ‫مرحلة االنتقال اإليكولوجي التي أخذت‬ ‫فرنسا فيها موقعا قياديا بعد الكوب‬ ‫‪ 21‬التي نظمت في فرنسا‪ ،‬ذلك أنــه‬ ‫قبل انبعــاث هذه الحركة لم يستطع‬ ‫الصمود الطويل إلضرابات السككيين‬ ‫ربح رهان القوة أمام التصميم «الدولتي‪/‬‬ ‫الحكومي»على تنفيذ مشروع «إصالح»‬ ‫قطاع السكك الحديدية‪ ،‬وإعادة تنظيمه‪،‬‬ ‫وفتحه على المنافسة‪.‬‬ ‫هذه الحركــة التي كـــان دافعهــا‬ ‫األول ارتفاع تحمالت العيش الناتجة‬ ‫عن استعمال السيـــارة التي تعتبــــر‬ ‫وسيلة نقل ضرورية بالنسبة لنسبة هامة من المواطنين الفرنسيين‪،‬‬ ‫وخاصة الشرائح ذات القدرة الشرائية الضعيفة في المجتمع‪ ،‬تصلب‬ ‫عودها‪ ،‬وتقوت استماثته‪،‬ا وكبرت ثقتها في نفسها‪ ،‬واتسعت رقعتها‬ ‫و مطالبها‪ ،...‬عكس ما كان يحتمل‪ ،‬انطالقا من الدعم الشعبي غير‬ ‫المنتظر التي أفصحت عنه استطالعات الرأي‪.‬‬ ‫ما يهمني وقد يهم العديد من المتتبعين‪ ،‬ليس الموقف من‬ ‫الحركة وهي بعيدة عنا قلبا وقالبا‪ ،...‬وإنما كيفية التعامل معها‪ ،‬في‬ ‫عقر دارها‪ ،‬على المستوى اإلعالمي والسياسي واألمني‪ ،‬في دولة قطعت‬ ‫أشواطا في الديموقراطية وبناء المؤسسات وإعمال القانون واالجتهاد‬ ‫المتميز فيه‪.‬‬ ‫كل شيء قد يبدو متاحا و قابال للوضع على طاولة النقاش والحوار‬ ‫والمفاوضات‪ ،‬لكن ما ال تقبله األغلبية من المواطنين الفرنسيين‬ ‫وغيرهم هو زيغان هذه نضال الحركة السلمي نحو العنف‪ ،‬ألن العنف‬ ‫يقوض المبادئ التي بنيت عليها الديموقراطية والسلم االجتماعي‬ ‫ويهدد بتفكيك النسيج المجتمعي‪ ،‬وبالتالي يفتح الباب أمام المجهول‬ ‫وربما المشي القهقرى‪.‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫الترقب على أشده واألعصاب متوترة قبل سبت ما يسمى ب‬ ‫«المشهد‪/‬الفعل الرابع»‪ ،‬فهل يخرج بلد األنوار‪ ،‬بلد فولتير‪ ،‬وروسو‬ ‫ومونتيسكيو و فيكتور هوغو‪...‬من عنق الزجاجة‪ ،‬إنه ناء عنا لكن‬ ‫سالمته وعافيته قد تؤثر فينا بردا وسالما ألن عالقاتنا به‪ ،‬أبينا أم كرهنا‪،‬‬ ‫وطيدة ومتشابكة‪.‬‬ ‫العنف ضد النساء أصبح له قانون لمناهضته في بلدي‪:‬‬ ‫«النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إال كريم وال أهانهن إال لئيم»‪،‬‬ ‫قولة عظيمة رفيعة القدر ربما يحفظها عن ظهر معظمنا‪ ،‬ويرددها‬ ‫بمناسبة وغير مناسبة‪ ،‬لكن واقع الحال يقول إن نسبة ربما تفوق‬ ‫التصور من نساء مجتمعنا يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي‪ ،‬ويعانين‬ ‫من الهشاشة والفقر واإلقصاء‪.‬‬ ‫لقد احتفل بلدنا باليوم الوطني في ‪ 25‬نونبر‪ ،‬ستعقبه حملة وطنية‬ ‫لوقف العنف ضد النساء (‪ 26‬نونبر‪-11‬دجنبر) تحت شعار» العنف ضد‬ ‫النساء ضسارة‪ ،‬والسكوت عليه‬ ‫خسارة»‪ ،‬هذا الشعار خلف ردود أفعال‬ ‫صارمة وانتقادات قوية في الندوة‬ ‫الجهوية المنظمة يوم ‪ 05‬دجنبر‬ ‫بطنجة‪ ،‬ربما لحمولته األخالقية التي‬ ‫تحجب المقاربة الحقوقية والقانونية‬ ‫لقضية العنف ضد النســاء الذي‬ ‫حملت نساء مناضالت منذ سنين‬ ‫على عاتقهن إعمالها من طرف‬ ‫الدولة وترسيخها وسط المجتمع‪.‬‬ ‫قضيــة النســـاء وحقوقهـن‬ ‫ال زالت في المجتمعات المـتأخرة‬ ‫«المحافظة» تعرف شدا وجذبا من طرف تيارات المجتمع المتدافعة بقوة‬ ‫حيث إن مفاهيم الحرية‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والمواطنة‪ ،‬والمساواة‪ ،‬والجنسانية‬ ‫إلخ‪ ،‬و التمتع بالحقوق اإلنسانية دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬تشكل عقدة‪،‬‬ ‫بل عقبة امام تقدم المجتمع في تناغم بين مكونيه األساسين‪ ،‬وإن كان‬ ‫االستثناء ال يقاس عليه‪.‬‬ ‫وهكذا يظل العنف في كثير من األحيان مبررا‪ ،‬بل تتحايل النزعة‬ ‫الذكورية المهيمنة على التنظير له و تصويره كأنه جزء من الهوية إن‬ ‫لم يكن صلبها‪ ،‬ووجه للتاريخ المشرق‪ ،‬وصد للتغريب‪ ،‬وإن كانت تصنع‬ ‫له أقنعة تلطفه ووصفات تجعله سهل الهضم‪.‬‬ ‫العنف له أوجه متعددة‪ ،‬لكن كلنا لنا مصلحة في مناهضته‪ ،‬فمن‬ ‫ال يكتوي بالعنف اليوم قد يكتوي به غدا‪ ،‬ومن يمارسه اليوم قد‬ ‫يمارس عليه غدا‪ ،‬لذلك كانت الديموقراطية من أهم اختراعات الحيوان‬ ‫السياسي‪ ،‬وكانت المدينة الفاضلة مبتغى ومنتهى أحالمه‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فالعنف ضد النساء خسارة للمجتمع والحماية الحقوقية‬ ‫والقانونية للنساء ضد العنف ربح له اآلن وغدا وبعد غد‪...‬‬

‫رحيل عين‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحمد هلل‬ ‫تلقيت بحــزن وأسى عميقين‬ ‫وفاة أستاذي المرحوم سيدي أحمد‬ ‫العمرانــي فعملـــت فكري ونفسي‬ ‫لكتابة شذرة تجلي مراتبه وتبين‬ ‫مناقبـه؛ إكرامــا لروحـــه وتشريفــا‬ ‫لقدره‪.‬‬ ‫تلقيــت على يــد المــرحـــوم‬ ‫سيـــدي أحمــد العمرانـــي دروس‬ ‫اللغة العربيـــة بقســـم المتوســـط‬ ‫الثانـــي بمجموعـــة مدارس موالي إسماعيل بتطوان خالل سنة ‪1960‬‬ ‫ـ ‪ 1961‬في سياق تاريخي عشت أحالمه مع أبناء جيلي الذي درجت على‬ ‫استعارة تسميته بجيل الظمأ‪..‬‬ ‫في هذه المدرسة تلقيــت دروسـي األولى على يد مدرسين مغاربة‬ ‫وإسبان ‪..‬كنا ـ نحن التالميذ ـ جمعا منثاال؛ سمعا وتعلما واستفادة وكان‬ ‫ذلك اللفيف المربي متفاوت التكوين‪ ،‬متنـوع مهـارات تدريس القرآن‬ ‫الكريم واللغتين العربية واإلسبانية والرياضيات والعلوم والصحة‬ ‫والموسيقى والتربية البدنية‪..‬‬ ‫لم يكن ذلك اللفيف على نمط واحد‪ ..‬لكنه كان متوحدا في أمر‬ ‫جامع بين صرامة ولين وتقدير تمثالت التالميذ تقديرا يسعى إلى‬ ‫ترجمة القيم البانية إلى فعل ملموس قابل للمالحظة والقياس‪..‬‬ ‫في استطاعتي أن آتي على ذكر سيرة كل واحد منهم‪ ..‬وما احتمله‬ ‫في سبيل تربيتنا وتعليمنا دون أن يجني شيئا من ثمار تعبه ؛ فجلهم‬ ‫ذهب ونحن في الطريق‪..‬‬ ‫كانت مدرسة موالي إسماعيل نموذج مدرسة عمومية أدارها باقتدار‬ ‫كبير مديرها األستاذ أحمد بولعيش‪..‬‬ ‫لم تكن مدرسة أعيان لكن فريقها التربوي ضم أعيان األساتيذ‬ ‫الذين اشتغلوا بضمير وقاد‪..‬‬ ‫كانت تحفة معلمة‪ ..‬وهي اآلن ملحقة متنكرة لماضيها بإرادة من‬ ‫آل إليهم أمر تحويلها إلى مصلحة للتوثيق‪ ..‬كما حولت مدارس إلى‬ ‫دكاكين أو مركبات أو مرافق ‪..‬‬ ‫كان لي شرف التتلمذ على يد أستاذي سيدي أحمد العمراني رحمه‬ ‫اهلل تعالى وأكرم مثواه وخلد في الصالحات ذكراه‪..‬‬ ‫كان رحمه اهلل من الوجوه الناضرة الفريدة المقدمة ‪..‬‬ ‫رفع منسوبنا العلمي في اللغة العربية نحوها وصرفها وبيانها‪،‬‬ ‫ومعتمده كتاب مقرر هو المطالعة العربية ( تأليف مشرقي)‪.‬‬ ‫كان أستاذي المرحوم سيدي أحمد العمراني ‪:‬‬ ‫• عينا من أعيان األسرة التعليمية بتطوان‬ ‫• مليح التخلق ‪..‬نموذجا لتصاون وحشمة ووقار‪ ،‬قليل البشاشة‪ ،‬ال‬ ‫يميل بطبعه إلى تفكه ‪..‬‬ ‫• فذ الكفايات التدريسية‪ ،‬مبرزا في أدائها‪ ،‬ماهرا في ترسيخها‪..‬‬ ‫فنفع اهلل به أجياال‪..‬‬ ‫• ظاهر الخصوصية والفرادة‪ ،‬محافظا على طريقته في ضبط المدة‬ ‫الزمنية لكل درس فال يضيع ثانية واحدة لحذره من التفريط‪..‬‬ ‫• متقدما على بقية اآلساتيذ في ضبط القسم‬ ‫• وقاد الذهن سريع البديهة عندما يفاجأ بسؤال قد يلقيه أحدنا‪..‬‬ ‫• جميل الوجه‪ ،‬نموذجا فريدا في حسن الهيئة ؛ تام العناية بلباسه‬ ‫األوربي وطربوشه التركي‪ ..‬و بذلتة الناصعة التي يلبسها في القسم‪..‬‬ ‫وهو على تباين واضح مع بقية األساتيذ في ذلك‪..‬‬ ‫• نموذج أبوة خيرة وهو بها صاحب ذرية صالحة ‪..‬‬ ‫سيدي أحمد العمراني أستاذي الذي حبـب إلي دروس العربيـة‪..‬‬ ‫وبدروسه النموذجية علق أملي للنجاح في امتحان شهادة الدروس‬ ‫االبتدائية ( اجتزته بمدرسة موالي الحسن ) وامتحان االلتحاق بالثانوي‬ ‫(اجتزته بثانوية القاضي عياض)‪.‬‬ ‫رحم اهلل أستاذي سيدي أحمد وألهم ذويه صبرا جميال‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 08‬دي�سمبـر ‪2018‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الطامة الكربى !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«التسقيف» فيه وفيه‪! ‬‬ ‫تأســد لحســن الداودي فهدد‪ ‬شركــات المحروقــات بعقاب‬ ‫«التسقيف» الحكومي في حالــة عدم خفــض األسعار إلى غاية‬ ‫السبت فاتح ديسمبر الجاري‪ .‬وها هو «اليوم الموعود»‪ ‬قد مر‪،‬‬ ‫دون أن تتحقق «أمنية» الوزير الذي سبق وأن اعتبر أن قرار تحرير‬ ‫المحروقات كان فيه «ضرر» وأن الحكومة السابقة اتخذته «تحت‬ ‫الضغط»‪.‬‬ ‫وبدل أن يؤاخذ الوزيـر شركات المحروقات بعــدم امتثالها لقــرار‬ ‫الحكومة‪ ،‬حين التقى بممثليها بصفة رسمية‪ ،‬إلبالغهم‪ ‬وجهة‬ ‫نظره بشأن تخفيض ثمن المحروقات بـ ‪ 60‬سنتيما للتر‪ ،‬بعد أن‬ ‫انخفضت أسعار النفط إلى مستوى قياسي في اآلونة األخيـــرة‪،‬‬ ‫وهوت إلى‪ 50 ‬دوالرا للبرميل‪ ،‬فاجأ الوزير الداودي الرأي العام‬ ‫الوطني بتراجعه عن التهديد بـ «التسقيف» الذي سبق وقال إنه‬ ‫«بيده» بحكم السلطة التي هي أيضا «بيده» ليعلن في األخير‪ ،‬أن‬ ‫«المذاكرات» مستمرة مع «لوبي» المحروقات‪ ،‬المصر على عدم‬ ‫القبول بفرض حلول أو بمزايدات سياسية عليه‪.‬‬ ‫وتعرض الداودي النتقادات شديدة من طرف نواب األمة‪،‬‬ ‫أغلبية ومعارضة‪ ،‬الذين حاصروه‪ ‬باستفسارات‪ ‬شديدة اللهجة‪،‬‬ ‫على خلفية تراجعه عن قرار التسقيف‪ ،‬بعد تهاوي أسعار النفط‬ ‫في السوق‪ ‬العالمية‪ .‬ووقعت في هذا اإلطار مالسنات حادة بين‬ ‫نواب «البام» الذين اتهموا الوزير بمحاباة شركات المحروقات و‬ ‫«لعب» دور «الوساطة» لفائدتها ‪ ،‬بسبب ما الحظه البرلمانيون‬ ‫من دفاعه المستميت عن األثمنة المطبقة حاليا والتي قال بشأنها‬ ‫إنه ال مجال لمقارنة أثمان الخام مع أثمان البترول المصفى الذي‬ ‫يستورده المغرب‪ ،‬مؤكدا أن أكثر من ثلث البترول الخام يضاف إلى‬ ‫تكلفة التصفية‪.‬‬ ‫حتى الفريق البرلماني لحزب الداودي‪« ،‬العدالة والتنمية»‬ ‫انخرط في «ثورة الغضب» الشعبي‪ ،‬وعبر عن استغرابه من‬ ‫استمرار ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب بالرغم من االنخفاض‬ ‫الكبير الذي سجلته أثمان النفط على مستوى األسواق الدولية‪،‬‬ ‫حيث ظهر جليا أن «المحروقات» دفعت «البيجيدي» إلى مواجهة‬ ‫مكشوفة مع الحكومة‪ ،‬ما فسره بعض المحللين‪ ‬بوجود «اتفاق»‬ ‫داخل «لوبي» المحروقات‪ ،‬من أجل فرض السعر الذي يرتضيه‪،‬‬ ‫ضدا‪ ‬على «تهديدات» الحكومة وغضب الشعب‪.‬‬ ‫وورد في تقريـــر جديــد لجريــدة «المساء» (طبعة الخميـس ‪6‬‬ ‫ديسمبر)‪ ‬إعالن الوزير عن اجتماع جديد له مع شركات المحروقات‬ ‫‪ ،‬بعد تجميد قرار «التسقيف»‪ ،‬وذلك خالل جلسة األسئلة الشفاهية‬ ‫بمجلس المستشارين حيث وقع تبادل االتهامات بين فريق حزب‬ ‫«األصالة والمعاصرة»‪ ‬وبين لحسن الداودي‪ ‬حول ما اعتبره الحزب‬ ‫المعارض «تحريرا متسرعا» ألثمان البترول‪ ،‬دون وضع اآلليات‬ ‫الضرورية لحماية المواطنين‪ ،‬ما نتج عنه حصول شركات المحروقات‬ ‫على أرباح عالية‪ ،‬بعد عملية «التحرير»‪ ،‬قيل إنها فاقت ‪ 17‬مليار‬ ‫سنتيم‪ ،‬سبق وأن حققت بشأنها لجنة برلمانية لتقصي الحقائق‪....‬‬ ‫دون طائل بطبيعة الحال‪! ‬‬ ‫ويبدو أن الوزير الداودي انزعج ــ على عادته ــ من حدة االنتقادات‬ ‫التي ووجه بها‪ ،‬حيث إنه دخل‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬في قصف كالمي مع‬ ‫بعض المستشارين ‪ ،‬ما استلزم توقيف الجلسة لفترة‪ ،‬حتى «يهدأ‬ ‫المزاج العام»‪ ،‬ليستأسد الوزير الداودي‪ ،‬من جديد‪ ،‬بعد العودة‬ ‫إلى الجلسة‪ ،‬حيث وجه كالما «سلطويا» لمنتقديه‪ ،‬معلنا أن أمر‬ ‫التسقيف «بيده»‪ ،‬وأنه إذا أراد استعماله‪ ‬فلن ينتظر أن يطالبه به‬ ‫أي أحد‪« ،‬ألنني أنا من أختار الوقت المناسب لذلك‪ ،‬وليس أي شخص‬ ‫آخر»‪....!!! ‬‬ ‫وذلك ربما سبق وأن صرح به من أن التخفيض سيكون في حدود‬ ‫‪ 60‬سنتيما للتر‪ ،‬وأنه سيجتمع من جديد مع الشركات «للتأكد‬ ‫من مدى التزامها بذلك»‪ .‬وسخر من منتقديه حين اعتبر أنهم‬ ‫ال‪« ‬يشوفون» أداء الحكومة‪ ‬التي تقوم بواجبها‪ ،‬وإذا شكل األمر‬ ‫بالنسبة لقصاري النظر‪ ،‬فإن األمر «ال يهمنا» ‪« ....‬ما شي شغلنا»‪! ‬‬ ‫وأضاف الداودي أنه يفضل تسوية عبر الحوار‪ ‬عوض أن يتم‬ ‫بالسلطة «التي هي بين أيدينا»‪ .‬أو هكذا يظن الوزير‪ ،‬بيد أن‬ ‫هناك من يعتقد أن السلطة‪ ،‬فيما يخص المحروقات‪ ،‬بالضبط‪،‬‬ ‫توجد في مكان آخر‪ ،‬وبين يدي من يبدو «عصيا» على «الترويض»‪،‬‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬على أي حال‪....! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫االستيالء على أراض ساللية‪ ،‬من طرف أصحاب «اإلسمنت‬ ‫المسلح»‪ ،‬ومن «يناصرهم» من أصحاب الحال‪ ،‬يقود في كثير من‬ ‫األحوال إلى مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وأصحاب الحق‬ ‫الساللي في أراضيهم‪.‬‬ ‫الصحافة الوطنية تتعرض كثيرا لمآسي السالليين‪ ،‬ضحايا‬ ‫«الكروش المنتفخة» واألطماع الواسعة‪ ،‬الذين يجدون في بعض‬ ‫النفوس الضعيفة واألطماع الدنيئة والسلوكات الهمجية‪ ،‬من يفتح‬ ‫لهم أبواب االعتداء على حق الغير‪ ،‬خاصة عند «التأكد» من أن هذا‬ ‫الغير ممن ال يحسب لهم حساب !‬ ‫وهنا مكمن الخطأ‪ ،‬ألن مواطـن اليوم استفـاد من دروس‬ ‫الماضي‪ ،‬و «تهرست فوق رأسه المطارق» و«طارت دهشته» أمام‬ ‫الهراوات واألحذية الثقيلة‪ ،‬وأصبح «جاهزا» للمواجهة‪ ،‬دفاعا عن‬ ‫حقه في ما يحق له ويعود إليه بـ «الشرع والقانون» !‬ ‫وهو ما حصل مؤخرا بإقليم سيدي سليمان‪ ،‬حين خرج مواطنون‬ ‫«مغبونون» من دوار «أوالد عبد اهلل» جماعة «الصفافعة» ليتم‬ ‫«صفعهم» بالعنف المعتاد وهم يحتجون على تفويت مساحات‬ ‫كبيرة من أراضيهم الجماعية لشركة في ملكية عائلة نافذة‪ ،‬حسب‬ ‫رواية جريدة «المساء»‪ .‬أما جريدة «األخبار» فقد أخبرت بوجود‬ ‫موافقة مبدئية بعقد كراء يخص ‪ 193‬هكتارا من أراضي ساللية‬ ‫«ألوالد عبداهلل» والتزام الشركة المتعاقدة ومقرها بمدينة سال‪،‬‬ ‫ببناء كيلومترين من الطريق وبناء مسجد وتشغيل ‪ 400‬مستخدم‬ ‫من أبناء سالليي «أوالد عبد اهلل» ‪.‬‬ ‫المواجهات بين المحتجين والقوات العمومية تكون قد‬ ‫«أنتجت» مصابين وجرحى من الجانبين‪ ،‬استقبل المستشفى‬ ‫المحلي بعضهم والبعض رفض تلقي العالج بالمؤسسة الصحية‪،‬‬ ‫مخافة االعتقال ! ووفق نفس المصدر فقد كان االعتقال من نصيب‬ ‫عدد من أفراد السالليين الغاضبين من بينهم قاصر وشاب في‬ ‫التاسعة عشرة وآخر في العشرين‪ ،‬في حين تم توفير «الحماية‬ ‫الكافية» للشركة الخاصة حتى «تقوم باشغالها» دون إزعاج !‪...‬‬ ‫ال يهم أن نبحث عن اسم وصفة وعنوان المسؤول عما حدث‪.‬‬ ‫المؤلم أن ما حدث زاد من حالة االحتقان ووسع الشرخ بين المواطن‬ ‫والسلطة وقوات األمن التي كثيرا ما يتجاوز «إنزالها» و«تصرفها»‬ ‫حجم الحدث‪ .‬وتكون النتيجة أن «تترسخ» لدى المواطن عقدة الحقد‬ ‫والشعور بالغبن إزاء المسؤولين‪.‬‬ ‫المالحظ أنه رغم األخبار التي روجها اإلعالم الوطني حول هذه‬ ‫الحادثة المؤلمة‪ ،‬لم يصدر أي بيان «رسمي» في الموضوع‪ ،‬ما‬ ‫يجعل الغموض سيد الموقف‪ ،‬ويزيد من اقتنا ع المتتبعين بانعدام‬ ‫التواصل والحوار بين المسؤولين والمواطنين‪ .‬وتلك هي المصيبة‬ ‫الداهية و الطامة الكبرى !!!‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫النقابات واحلوار االجتماعي ‪:‬‬ ‫من�سحبون �إلى �أن‪! ...‬‬

‫يبدو أن المياه توقفت‪ ،‬من جديد‪ ،‬عن التدفق تحت جسور‬ ‫الحكومة والمركزيات النقابية‪ .‬وأن المتفحص في وجوه ممثلي‬ ‫النقابات الثالث عند استقبالهم من طرف رئيس الحكومة الذي‬ ‫كان اليتيم يجلس مزهوا ‪ ،‬إلى يساره‪ ،‬يالحظ نظرات االستغراب‬ ‫والتشكيك المرسومة على وجوههم‪ ،‬قبل أن «يضربوا الباب»‬ ‫وينصرفوا غير مقتنعين بما عُرض عليهم‪.‬‬ ‫االتحــاد العام للشغاليــن‪ ،‬واالتحـــاد المغربــي للشغــل‪،‬‬ ‫والكونفدراليةالديموقراطية للشغل‪ ،‬هي النقابات الثالث التي قررت‬ ‫االنسحاب من «جلسات» الحوار االجتماعي مع الحكومة حول الرفع‬ ‫من األجور مطالبة الحكومة بتقديم عرض جديد الستئناف الحوار‪،‬‬ ‫بعد أن الحظت عدم حصول أي تقدم في العرض الحكومي خالل‬ ‫جلسة الحوار التي دعته إليها رئاسة الحكومة ‪.‬‬ ‫وأعلنت إحدى المركزيات أنها ستقاطع كل جلسة حوار تتضمن‬ ‫نفس العرض الحكومي “الهزيل” الذي ال يرقى إلى طموح وتطلعات‬ ‫عموم المأجورين بالقطاعين العام والخاص والتخفيض الضريبي‬ ‫والرفع من الحد األدنى لألجر‪.‬‬ ‫هذا االنسحاب هو الثاني من نوعه‪ ،‬بعد انسحاب زعماء‬ ‫المركزيات النقابية من اجتماع مماثل برئيس الحكومة‪ ،‬في ‪ 2‬نونبر‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وكان سعد الدين العثماني قد عرض على النقابات األكثر‬ ‫تمثيلية زيادة قدرها ‪ 400‬درهم في أجور الموظفين في الساللم‬ ‫‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬و‪ ،9‬وأصحاب الرتب من ‪ 1‬إلى ‪ 5‬في السلم العاشر‪ ،‬ثم‬ ‫الرفع من التعويضات العائلية بـ‪ 100‬درهم‪ ،‬والرفع من منحة الوالدة‬ ‫إلى ‪ 1000‬درهم‪ ،‬إال أن النقابات اعتبرت العرض هزيال وال يستجيب‬ ‫لمطالبها وال «يفي بالغرض»‪.‬‬

‫�سوق احلالل‬

‫‪ ‬‬

‫أشفقت بحق من تعليق قرأته في تدوينة من التدوينات‬ ‫«العجيبة التي تطفح بها مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬يعتبر أن‬ ‫تهافت شركات في أكثر من ‪ 70‬بلدا بالعالم على إنتاج وتصدير‬ ‫المنتوجات «الحالل»‪ ،‬فتح من فتوحات صالح الدين األيوبي وأن‬ ‫العالم اكتشف أخيرا أن «اإلسالم هو الحل» !‬ ‫والحال أن األمر أمر اقتصادي تجاري محض‪ ،‬ال يمت بأي صلة‬ ‫إلى «المرجعية الدينية» بدليل أن الدولة األولى بالعالم‪ ،‬المنتجة‬ ‫والمتاجرة ب «الحــالل» هي الواليات المتحــدة األمريكيــة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تسع دول أخرى غير مسلمة وهي الهند‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬والنمسا‪،‬‬ ‫واألرجنتين‪ ،‬ونيوزيلندا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وتايالند‪ ،‬والفلبين‪ ،‬وسنغافورة‪،‬‬ ‫وتبلغ حصة تلك الدول في سوق المنتجات الحالل إلى ‪ ،% 85‬في‬ ‫حين تبلغ حصة الدول المسلمة ‪ ،% 15‬وتتقدمها ماليزيا وإندونيسيا‪.‬‬ ‫األمر يتعلق إذن باستراتيجية السوق وليس بالمرجعية الدينية‪،‬‬ ‫بعد أن اكتشف خبراء هذه الدول العشر‪ ،‬أن حوالي مليار ونصف‬ ‫المليار من سكان العالم مسلمين وغير مسلمين‪ ،‬يفضلون الحالل‬ ‫على «الحرام» في المأكل والمشرب‪ ،‬بطبيعة الحال ! وأن البلدان‬ ‫اإلسالمية ال تتعاطى بالشكل الكافي مع إنتاج المواد الحالل‪.‬‬ ‫والمغرب يوجد‪ ،‬دستوريا‪ ،‬من بين الدول ذات «المرجعية‬ ‫المعلومة»‪ ،‬التي دخلت سوق «الحالل» واكتشفت هامش اإلقبال‬ ‫على هذه السوق‪ ،‬ليس من باب المرجعية الدينية‪ ،‬بل لفائدة‬ ‫منتوجاتها على المستوى الصحي‪ ،‬وكذا «هامش» الربح وأخذت‬ ‫تعمل على إغناء الئحة المنتوجات التي يمكن تصديرها وتحقق‬ ‫أرباحا مؤكدة ومضمونة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ببعض مواد االستهالك‬ ‫ومواد التجميل وغاسول إمبراطورية الصفريوي وزيت أركان‪...‬أمور‬ ‫قليلة ولكنها مفيدة وشهدت بعض اإلقبال في الدورة السادسة‬ ‫لمعرض المنتوجات الحالل التي استضافتها مدينة اسطنبول‬ ‫التركية مؤخرا‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫‪ 27‬مليار �سنتيم كلفة جمع النفايات‬ ‫املنزلية‬

‫‪ ‬‬

‫تنتج مدينة طنجة حاليا ما يفوق ‪ 350‬ألف طن سنويا‪ ،‬بمعدل‬ ‫كيلو غرام واحد فقط للفرد‪ .‬ولجمع هذه النفايات‪ ،‬تعتمد الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2002‬على «التدبير المفوض»‬ ‫لشركة أجنبية‪ ،‬نظرا لعجز إدارتنا الجماعية على تنظيم مصلحة‬ ‫تختص بجمع النفايات‪ ،‬و تأمين توزيع الماء واإلنارة ومعالجة‬ ‫التطهير السائل والتحكم‪ ،‬بالتالي‪ ،‬في الموارد البشرية والمالية التي‬ ‫يتطلبها التدبير «األجنبي» ألمور تخصنا‪.‬‬

‫فقد أعلن محمد أوفقير‪ ،‬خالل الملتقى الجهوي األول للعدالة‬ ‫المناخية‪ ،‬المنظم ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬من طرف التكتل الجمعوي لطنجة‬ ‫الكبرى‪ ،‬أن كلفة جمع ونقل النفايات المنزلية بطنجة نحو المطرح‬ ‫الجديد‪ ،‬التي توجد اليوم في حدود ‪ 19‬مليار‪ ،‬سوف تفوق ‪27‬‬ ‫مليار سنتيم قد تضاف إليها ‪ 8‬مليارات كمصاريف النقل والمعالجة‪،‬‬ ‫بعد االنتقال إلى المطرح الجديد الذي يبعد عن مدينة طنجة ب ‪40‬‬ ‫كيلومترا‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جماعة طنجة الحضرية تعيش أزمة مالية خانقة‬ ‫بسبب األحكام القضائية لصالح مواطنين تضرروا من قرارات جائرة‬ ‫في إطار عمليات متكررة لنزع الملكية دون الحصول على التعويضات‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫األمر الذي اقتضى الحجز على تعويضات المتضررين من‬ ‫ميزانية الجماعة التي صارت قاب قوسين أو أدنى من «إشهار‬ ‫اإلفالس»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪971‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫‪5‬‬

‫مقارنة ب�سيطة‪:‬‬ ‫بينما تدر�س فرن�سا جميع اخليارات لت�سيطر على االحتجاجات‪،‬‬ ‫حكومتنا تقابل محتجينا بال�سجن و الإهمال وعدم التجاوب‪...‬‬ ‫منذ ثالثة أسابيع و أنا أراقب حالة التذمر الفرنسية‪ ،‬و بعد أن زرت باريس األسبوع‬ ‫الفارط‪ ،‬أجد نفسى ال إراديا مضطرة لمقارنتها باألحداث المغربية األخيرة‪ ،‬مع الفارق‬ ‫بالطبع بين المعطيات والمخرجات‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الشعب هي المقررة في مصيره‪ ،‬و أن مصلحة الشعب أسمى من أي حسابات سياسية أو‬ ‫حياتية‪ ،‬و هنا نتحول إلى وضعنا نحن بالمغرب‪..،‬‬ ‫األحداث عندنا عرفت تسارعا حقيقيا بعد حوادث بصمت التاريخ المغربي‪ ،‬إحتجاجات‬ ‫في العديد من جهات المملكة‪ ،‬لكن ماذا كانت دوافعها وطبيعتها ومميزاتها؟ وكيف‬ ‫تعاطت معها الدولة واألحزاب السياسية؟ وما أسبابها البنيوية والعميقة وما كشفت عنه‬ ‫من أزمات تعتري التجربة الديمقراطية‪.‬‬

‫فضولي المهني جعلني أقترب من بعض المحتجين و أحاورهم بشكل ودي فيه الكثير‬ ‫من التضامن مع أهدافهم المشروعة‪ ،‬و تأكد لي بأنه منذ انتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا‪،‬‬ ‫اكتشف الفرنسيون هذا الشاب الذي أراد لنفسه حجما ربما أكبر مما تتيحه مواصفاته‬ ‫وإمكانياته‪ ،‬حتى أنه عبر عن نظرته للعامة من أفراد شعبه بشيء من التعالى‪ ،‬فى حين‬ ‫عندنا في المغرب‪ ،‬ال يخرج المحتجون إال إن وقعت حادثة مهما كان نوعها‪ ،‬ال‬ ‫أنه التجأ للصفوة منهم بشيء من المواءمة والتملق‪ .‬وبأسلوب أكاديمي ونظري‪ ،‬استمر‬ ‫فى اتخاذ اإلجراءات اإلقتصادية لدعم اإلنفتاح واإلستثمار الرأسمالي على حساب الطبقة يبادرون بتنظيم احتجاجات مهيكلة و متينة‪ ،‬هدفها مستقبلها و مستقبل أبناء الوطن‪،‬‬ ‫الوسطى األكثر سدادا للضرائب واألكثر تحمال ألعباء الدولة المركزية‪ .‬فكانت مجموعة منذ مقتل بائع السمك‪ ،‬محسن فكري‪ ،‬في ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،2016‬في مدينة الحسيمة سح ًقا‬ ‫في عربة لجمع النفايات تابعة للسلطات العمومية عندما حاول اإلعتراض على مصادرة‬ ‫من اإلجراءات مثل‪:‬‬ ‫بضائعه (أسماك محظور صيدها)‪ ،‬ومن ثم أشعل فتيل احتجاجات في المنطقة امتدت‬ ‫‪ ‬خفض دعم الدولة للمحافظات والبلديات البعيدة عن العاصمة‪ ،‬مطالبا العمد الح ًقا إلى مناطق مختلفة في المملكة على غرار مدينتي زاكورة وتنغير وغيرهما وصولاً‬‫والمحافظين بتمويل ميزانيات مناطقهم عن طريق زيادة الضرائب العقارية المتنوعة‪ .‬لمدينة جرادة‪ ،‬وقد قوبلت تلك اإلحتجاجات الح ًقا بمنع السلطات كما أسفرت عن موجة‬ ‫‪ ‬خفض قيمة المعاشات للحد األدنى لكل الفئات التى عبرت من مرحلة العمل إلى من اإلعتقاالت والمحاكمات والسجن‪ .‬‬‫مرحلة التقاعد‪.‬‬ ‫كان المتظاهرون يطالبون في بادئ األمر بإحقاق العدالة وكشف الحقيقة حول مقتل‬ ‫ زيادة ضرائب الدخل العام وضرائب كسب العمل مع خصمها من المنبع‪ ،‬أى من «شهيد الح ْقرَة»‪ ،‬غير أن الحركة اتسعت تدريجيا لتشمل مطالب اجتماعية واقتصادية‬‫المرتبات‪ ،‬سواء بالنسبة للعاملين فى الوظائف الحكومية أو فى الشركات الخاصة‪( ،‬وسياسية في منطقة الريف المعروفة تاريخيا بالعالقة المتوترة مع الدولة) والتي تشكو‬ ‫من التهميش وعدم المساواة في مشاريع التنمية‪ .‬‬ ‫وإضافة كم من الرسوم الجديدة على مختلف أنواع السلع والخدمات‪.‬‬ ‫ومع تدهور األوضاع اإلجتماعية واإلقتصادية من فقر وبطالة‪ ،‬وفي ظل تنامي‬ ‫‪ ‬زيادة الضريبة على المحروقات بدرجة جعلتها تمثل أكثر من ‪ % 65‬من قيمة‬‫بيعها‪ ،‬وهي الزيادة التى مثلت نقطة انطالق حركة التذمر‪ ،‬إذ أنها عبرت صراحة على األحداث واتساع رقعتها الجغرافية أبانت الدولة والحكومة على ارتباك كبير في تدبير‬ ‫إهمال منقطع النظير لفئات عديدة من الفرنسيين المقيمين خارج الحضر‪ ،‬والتى تعتمد كل األزمة‪ ،‬كما نلمح عجزا كبيرا للوسطاء الطبيعيين من أحزاب سياسية ومجتمع مدني‬ ‫وإعالم عن القيام بأية مبادرات ذات مصداقية للخروج من عنق الزجاجة‪ ،‬في سياق‬ ‫حياتهم على االنتقاالت بسياراتهم‪ ،‬سواء للعمل أو للمدارس أو للتسوق أو للعالج إلخ‪...‬‬ ‫وطني ودولي دقيق تميز بالوالدة القيصرية لحكومة سعد الدين العثماني بعد أشهر‬ ‫الملفت للنظر ثالثة أشياء‪ :‬الفئات العمرية للمتذمرين من ذوي السترة الصفراء‬ ‫من الفراغ السياسي‪.‬‬ ‫بدء من األطفال بالمدارس إلى كبار السن ممن زادت أعمارهم عن الثمانين عاما‪ .‬كما‬ ‫إذا تحدث الفرنسيون أو غيرهم عن الضرائب و أسعار المحروقات‪ ،‬فإن المحتجين‬ ‫أن الفئات المهنية جمعت من كل أطياف المجتمع سواء من أصحاب المهن الحرة إلى‬ ‫العمال أو الموظفين أو الفالحين‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬يطالبون فقط بحقوقهم المشروعة‪ ،‬من صحة و تعليم و شغل يصون‬ ‫طالب كل المتذمرين بعدم تدخل أى حزب أو نقابة أو جهة سياسية فى حركتهم كرامتهم و بالتالي يحققون العدالة اإلجتماعية التي يصبون إليها‪ ،‬و بالتالي‪ ،‬وجب النظر‬ ‫لمحاولة احتواءهم أو اإلستفادة منهم‪ .‬حتى أنهم هاجموا وطردوا من بينهم أي شخص لكل الحركات اإلحتجاجية كل على حدة من حيث تركيبها وسقف مطالبها ومسبباتها‬ ‫المباشرة‪ ،‬عالوة على عوامل تماسكها وصمودها الذي يمكن إرجاعه ألسباب داخلية‬ ‫له ميول سياسية معروفة‪.‬‬ ‫خاصة مثل التناغم الثقافي واإلثني والتاريخي ووحدة المصير ومشروعية المطالب‬ ‫وفقا لالحصائيات الرسمية تعاطف أكثر من ‪ % 90‬من الفرنسيين مع حركة السترات وعدالتها وعدم خروجها عن ثوابت المملكة‪.‬‬ ‫الصفراء‪ ،‬وحتى إن لم ينضموا لهم إنما عبروا عن تفهمهم الكامل للحركة‪.‬‬ ‫موقف الحكومة المغربية‪ ‬من األحداث كان متأخرا‪ ،‬نظرا‪ ‬إلى الفراغ السياسي بين‬ ‫السبت الماضي استمرت الحركة فى التصعيد‪ ،‬وألنها بال قيادة مسيسة أو زعامة اإلنتخابات التشريعية وتشكيل اإلئتالف الحكومي‪ ،‬ثم ثانيا بسبب عادة اإلنتظار التي‬ ‫ما‪ ،‬بدأت المطالب تتزايد فى كل اإلتجاهات‪ ،‬حتى وصلت إلى المطالبة بإقالة ماكرون أَلِ َفتها الطبقة السياسية في التعامل مع أزمات حرجة من هذا النوع‪ ،‬قبل تبني الدولة‬ ‫إلغاء البرلمان وإلغاء الدولة‪ ،‬و عدة آالف من المواطنين إلى باريس واستمر باقي أعضاء لموقف رسمي تتم مسايرته وتثمينه والثناء عليه‪ ،‬باإلضافة ‪ ‬إلى الخوف من تبني موقف‬ ‫الحركة فى تعطيل المرور على الطرق فى مختلف أنحاء البالد‪ .‬وبالطبع‪ ،‬اندسّ وسط متسرع قد تندم عليه فيما بعد‪ ،‬وهو ما حصل في واقع األمر حيث أثارت تصريحات زعماء‬ ‫ِّ‬ ‫المشكلة للحكومة جدال واسعا بتلميحها لكون احتجاجات الريف‬ ‫هؤالء الذين قدموا إلى باريس بحسن نية بعض الفئات من الراغبين فى تسخين األحزاب السياسية‬ ‫الموقف واإلشتباك مع األمن وتكسير المحالت‪ ،‬فكانت الفوضى متمركزة أساسا فى تحمل طابعا انفصاليا وهو ما ستتراجع عنه فيما بعد‪ .‬لذلك فإن تأخر تبني الحكومة‬ ‫أشهر شارع بباريس (الشان زيليزيه) وهو شارع لم يعهد على المظاهرات منذ سنة بأحزابها لمواقف واضحة في البداية بخصوص اإلحتجاجات‪ ،‬يجعل األمر يتعرض لنوع‬ ‫‪ ،1934‬ولم ينتج عن ذلك إال اإلصابات المتوقعة وبعض اإلتالفات‪ ...‬ولكن‪.‬‬ ‫من اإلهمال‪ ،‬و بالتالي يعود المحتجون إلى بيوتهم‪ ،‬و ال يستجاب لمطالبهم‪ ،‬هنا فقط‬ ‫‪ ‬أعلنت الحكومة الفرنسية الثالثاء‪ ،‬أنها ستعلق الزيادة المقرّرة على ضريبة الوقود نلمس الفرق الواضح بين التعاطي مع اإلحتجاجات بالدول المتقدمة و بالمغرب‪.‬‬ ‫مدة ستة أشهر في محاولة لتهدئة‪ ‬الوضع‪ ،‬الذي تحول إلى أسوأ أزمة يواجهها الرئيس‬ ‫فرنسا لم تكن إال مثاال بسيطا‪ ،‬عن الديمقراطية الحقة‪ ،‬و إن قارنا بيننا و بينهم‪،‬‬ ‫إيمانويل ماكرون‪ .‬‬ ‫فما هذا إال تعبير عن أمل في تغيير صحي يجعل منا بلدا ديمقراطيا حقيقيا‪ ،‬يحفظ‬ ‫ويعتبر هذا تنازال بين العديد من التنازالت التي قدمها رئيس الوزراء الفرنسي إدوار كرامة شعبه و يتجاوب معه‪ ،‬ال ينقصنا إال القليل من الضمير المهني و األخالق المهنية‬ ‫فيليب في كلمة تلفزيونية نادرة‪ ،‬و هذا إن دل على شيء‪ ،‬فإنما يدل على أن كلمة و الشخصية و اإليمان بأن مصلحة الشعب من مصلحة الوطن‪.‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫المهرجان الدولي‬ ‫للفيلم بمراكش يكرم‬ ‫المخرج المغربي‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫إضراب الموظفين يشل الجماعات الترابية لطنجة‬

‫جياللي فرحاتي‬

‫موظفون يستنكرون التضييق عليهم من قبل «البيجيدي»‬

‫نفذ العشرات من موظفي الجماعات الترابية‬ ‫لطنجة وبقية مدن الجهة‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬وقفة‬ ‫احتجاجية أمام مقر والية الجهة‪ .‬وكشف نقابيون‪،‬‬ ‫في تصريحات متفرقة ل»األخبار»‪ ،‬أن الوقفة تأتي‬ ‫ضد التوجه الجديد للحكومة قصد إذالل الموظفين‪،‬‬ ‫بالموازاة مع حالة التشنج التي تمر بها العالقة مع‬ ‫المجلس الجماعي لطنجة‪ ،‬مؤكدين أن الفراغ الذي‬ ‫يشهده حزب العدالة والتنمية‪ ،‬المسير للشأن‬ ‫المحلي‪ ،‬عبر رفض األطر اإلدارية االلتحاق بنقابته‪،‬‬ ‫جعله يمارس ما وصفوه بالتضييق عليهم‪ ،‬عبر‬ ‫إصدار قرارات‪ ،‬من قبيل عملية االنتشار‪ ،‬تحت ذريعة‬ ‫غياب الكفاءة‪ .‬ونبهت مصادر إلى ضرورة فتح تحقيق‬ ‫حول األموال المرصودة للتكوين المستمر في‬ ‫حال أراد الحزب تكوين الموظفين حتى يكونوا في‬ ‫مستوى التطلعات‪ ،‬وفق تعبير هذه المصادر‪.‬‬

‫وكشف بالغ صادر عن النقابات المشاركة في‬ ‫هذا اإلضراب‪( ،‬االتحاد المغربي للشغل والفيدرالية‬ ‫الديمقراطية للشغل)‪ ،‬عن كون الحكومة تسعى‬ ‫من خالل القرارات التي باتت تصدرها ضد فئة‬ ‫الموظفين‪ ،‬إلى إفشال الحوار االجتماعي من خالل‬ ‫عرضها الهزيل والتجزيئي الذي ال يرقى إلى تطلعات‬ ‫الموظفين والموظفات‪ ،‬فضال عن استمرار المس‬ ‫بالحريات النقابية من طرف المنتخبين‪ ،‬وتدخلهم في‬ ‫شؤون الموظفين‪ ،‬مما يتنافى مع الدستور والقوانين‬ ‫التنظيميةللجماعاتالترابية‪.‬‬ ‫وأكد المحتجون تسجيلهم ما قالوا عنه تعنت‬ ‫وزارة الداخلية وتوقيفها للحوار االجتماعي المفضي‬ ‫إلى حلول تستجيب النتظارات الشغيلة الجماعية‪،‬‬ ‫فيما ال تزال عدد من المطالب معلقة ولم تتم‬ ‫االستجابة لها‪ ،‬منها تلك الخاصة بالمساعدين‬

‫اإلداريين‪ ،‬وحاملي الشهادات‪ ،‬والمحررين‪ ،‬والتقنيين‪،‬‬ ‫والمتصرفين‪ .‬وطالبت النقابات‪ ،‬بالتحقيق في‬ ‫التالعبات المسجلة من قبل المجالس المنتخبة في‬ ‫التعويضات عن األعمال الشاقة والساعات اإلضافية‪،‬‬ ‫مع المطالبة بالرفع من قيمتها وتعميمها‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن المكتب الوطني للنقابة‬ ‫الديمقراطية للجماعات الترابية‪ ،‬طالب الموظفين‬ ‫باالنخراط في اإلضراب الوطني السالف ذكره‪ ،‬مع‬ ‫دعوتهم إلى االنخراط الواعي والمسؤول‪ ،‬لالحتجاج‬ ‫على تجميد الحوار القطاعي من طرف وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫وفشل الحوار االجتماعي من طرف الحكومة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫لجنة تفتيش تحقق في خروقات التعمير بجماعة تطوان‬

‫تدقيق في اإلعفاءات الضريبية وأسباب أزمة المداخيل وإفالس الميزانية‬ ‫بعد أيام قليلة فقط من مغادرتها‪ ،‬قالت مصادر‬ ‫متطابقة‪ ،‬إن لجن تفتيش تابعة لمصالح وزارة‬ ‫الداخلية عادت بداية األسبوع الجاري ‪ ،‬إلى الجماعة‬ ‫الحضرية لتطوان‪ ،‬من أجل التحقيق في الخروقات‬ ‫المرتكبة في قسم التعمير‪ ،‬والتدقيق في ملفات‬ ‫الجبايات واإلعفاءات الضريبية التي تم توقيعها‪،‬‬ ‫ومدى احترام القوانين التي تنظم المجال من طرف‬ ‫الرئاسة وكذا النواب المفوض لهم تسيير القطاعات‬ ‫المعنية‪.‬‬ ‫وكشف مصدر أن أعضاء لجنة التفتيش‬ ‫يقومون‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬بافتحاص كافة الملفات‬ ‫المتعلقة بالتعمير‪ ،‬ورخص البناء التي تم توقيعها‪،‬‬ ‫فضال عن طلبات اإلعفاءات الضريبية المتعلقة‬ ‫باألراضي غير المبنية‪ ،‬والتي كانت من أهم أسباب‬

‫عزل نائب الرئيس بواسطة حكم صادر عن المحمة‬ ‫اإلدارية بالرباط‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصدر نفسه‪ ،‬فإن لجنة‬ ‫التفتيش‪،‬ستبحث في أسباب أزمة المداخيل وإفالس‬ ‫ميزانية الجماعة الحضرية‪ ،‬سيما والعجز عن أداء‬ ‫تعويضات شركات مفوض لها تدبير قطاعات‬ ‫حساسة من قبيل النظافة والنقل الحضري ودعم‬ ‫الطلبة‪ ،‬واالنعكاسات السلبية لذلك على جودة‬ ‫الخدمات وتراكم الديون واللجوء إلى تدابير ترقيعية‪،‬‬ ‫لضمان السير العادي للمرافق‪.‬‬ ‫وفشل محمد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية‪،‬‬ ‫في محاوالت التملص من مسؤوليته السياسية‬ ‫والقانونية‪ ،‬في كل الخروقات والتجاوزات الخطيرة‬ ‫التي ارتكبها نائبه المعزول في التسيير‪ ،‬ما كبد‬

‫الجماعة خسائر مالية كبيرة فوتت فرصا مهمة‬ ‫للتنمية‪ ،‬وفتحت المجال أمام استفحال الفساد‬ ‫والعشوائية والزبونية والمحسوبية في تسيير‬ ‫المرافق العمومية كما هو الشأن بالنسبة لسوق‬ ‫الجملة للخضر والفواكه‪.‬‬ ‫يذكر أن رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‪،‬‬ ‫يوجد في ورطة حقيقية‪ ،‬بسبب عدم استئناف أحكام‬ ‫ابتدائية صادرة ضد الجماعة في ملفات نزع الملكية‪،‬‬ ‫وذلك بعد رفع لجنة تفتيش خاصة تابعة لوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬تقارير مفصلة في الموضوع إلى الجهات‬ ‫المختصة تتضمن أقوال وأجوبة الرئيس وعدد من‬ ‫الموظفين والنواب ورؤساء األقسام‪.‬‬

‫عصابة السماوي تسقط في طنجة‬ ‫تمكنت المصلحــة الوالئيــة للشرطـــة‬ ‫القضائية بطنجة من تفكيــك شبكة متورطة‬ ‫في عمليات السرقة عن طريــق ما يسمى ب”‬ ‫السماوي” ‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر أمني‪ ،‬أن وقائع القضية‪ ،‬تعود‬ ‫إلى شكاية توصلت بها مصالح أمن طنجة‪،‬‬ ‫تقدمت بها سيدة تتعلق بتعرضها لسرقة‬ ‫هاتفها النقال‪ ،‬ومبلغ مالي من طرف شخصين‬ ‫بالقرب من إحدى األسواق التجارية بطنجة عن‬ ‫طريق ” السماوي” مدلية بأوصافهما‪.‬‬ ‫وقامت فرقة األبحاث للشرطــة القضائية‬ ‫على توقيف المشتبه فيهمــا‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بكل من ( ه‪ ،‬م ) المزداد سنة ‪ ،1993‬و( ش‪ .‬إ)‬ ‫المزداد سنة ‪.1964‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته‪ ،‬أن المعنيين‪ ،‬اعترفا‬ ‫خالل البحث التمهيدي بالمنسوب إليهما‪ ،‬كما‬ ‫اعترفا باقترافهما لعدد من العمليات المماثلة‬ ‫بكل من طنجة‪ ،‬و فاس‪ ،‬ومكناس‪.‬‬ ‫وأظهرت األبحاث‪ ،‬أن الشخصين المتورطين‬ ‫في هذه القضية يتعامالن مع أحد التجار بسوق‬ ‫معروف بمدينة طنجة لبيع مسروقاتهما‪ ،‬حيث‬ ‫تم توقيف صاحب المحل التجاري ( ر‪.‬ب) المزداد‬ ‫سنة ‪ ،1983‬وتم استرجاع هاتف الفتاة‪.‬‬ ‫وبنــاء على تعليمات من النيابـــة العامــة‬ ‫المختصة‪ ،‬تم وضع صاحب المحل التجاري‪،‬‬ ‫رفقة الموقوفين رهن تدبير الحراسة النظرية‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش‪ ،‬مساء‬ ‫األربعاء‪ ،‬المخرج المغربي جياللي فرحاتي‪ ،‬بمنحه‬ ‫النجمة الذهبية للمهرجان‪ ،‬قدمها إليه صديقه‬ ‫الناقد المغربي حمادي كروم‪.‬‬ ‫جياللي فرحاتي‪ ،‬الذي يحمل معـــه تجربــة‬ ‫سينمائية عمرها ثالثون سنة‪ ،‬دمعت عيناه وتقنّع‬ ‫وجهه بيُمناه رهبة من هتاف الجماهير وتفاعال مع‬ ‫تصفيقهم ووقوفهم احتراما له بعد دخوله مسرح‬ ‫قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش‪.‬‬ ‫وشكر فرحاتي‪ ،‬في الكلمة التي ألقاها بعد‬ ‫تسلمه النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم‬ ‫بمراكش‪ ،‬الجمهور على الحبّ الذي تعامل معه به‪،‬‬ ‫وعلى «كل شيء»‪ ،‬كما شكر الملك محمدا السادس‬ ‫على دعمه غير المحدود للسينما المغربية‪ ،‬واألمير‬ ‫رشيد على حبه للسينما والمهرجان الدولي للفيلم‬ ‫بمراكش «الذي له اعتبار»‪.‬‬ ‫ورأى فرحاتي في أمسية تكريمه «أمسية خاصة‬ ‫ملؤها االعتراف والتقدير»‪ ،‬مضيفا أنه «من الجميل‬ ‫أن أكون جزءا من هذا الشيء الجميل الذي اسمه‬ ‫السينما»‪ ،‬ثم أجمل قائال إن «الفن السابع سيبقى‬ ‫واحدا من أحسن الكذبات من أجل قول الحقيقة»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال حمادي كروم إن «هذه اللحظة‬ ‫ُ‬ ‫لحظة اعتراف بجياللي فرحاتي اإلنسان‬ ‫التكريمية‬ ‫والمبدع الذي خلق للسينما المغربية عرائسها‪،‬‬ ‫وضفائرها‪ ،‬وخيولها‪ ،‬في المهرجان الذي ينظم‬ ‫بمدينة البهجة والفرح والسعادة»‪.‬‬ ‫وذكر كروم في كلمته التي احتفت بالمنجز‬ ‫السينمائي للمخرج المغربي‪ ،‬أنه «ال يمكن‬ ‫مشاهدة أفالم فرحاتي دون اإلحساس بن َف ِسها‬ ‫الشعري الذي يخلق المعاني‪ ،‬ويحرّض على التأمل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتفكر‪ ،‬والحب»‪.‬‬ ‫وأضاف كروم أن «جياللي فرحاتي من ساللة‬ ‫ّ‬ ‫الحكائين الكبار‪ ،‬وأيقونة السينما اإلفريقية التي‬ ‫ستخلد في الزمان؛ ألنها تنحت إيقاع أفالمها بدقات‬ ‫قلبها كما يظهر ذلك فيلمه األخير (التمرد األخير)»‪،‬‬ ‫وزاد أن فرحاتي يعكس «النبوغ المغربي»‪ ،‬داعيا‬ ‫الجمهور إلى تركه ليحلم‪ ،‬ويغفو‪ ،‬ويبدع‪.‬‬ ‫وبتكريم المخرج المغربي جياللي فرحاتي‪،‬‬ ‫ينهي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مواعيده‬ ‫التكريمية األربعة‪ ،‬التي كان أولها تكريم روبير‬ ‫ّ‬ ‫الممثل األمريكي‪ ،‬وثانيها تكريم أنييس‬ ‫دينيرو‪،‬‬ ‫فاردا‪ ،‬المخرجة الفرنسية‪ ،‬وثالثها تكريم روبين‬ ‫رايت‪ ،‬الممثلة األمريكية‪ ،‬التي تغيبت لمشاغل‬ ‫مهنية‪.‬‬

‫هسبريس‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫شهادة د‪.‬إسماعيل شارية في حق األستاذة حسناء محمد داود‬ ‫هي شهادة مقتضبة ومركزة ومكثفة‪ ،‬اضطربت فيها المشاعر وتقاطعت خطوطها وتشابكت وافترقت حينا لتتآلف وتتجمع‬ ‫طورا‪ ،‬وركنت حدود العقل ولم تسمح بحضوره أوظهوره إال بما سمح به السياق نفسه‪ .‬عنونتها ب ‪:‬‬

‫عمالق إنجاز المشاريع الثقافية الكبرى‬ ‫سرمدية الشهادة وأزلية الحضور‬ ‫بسم اهلل الرحمان الرحيم وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫بداية أتقدم بكامل امتناني وخالص شكري لمركز أبي الحسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان‬ ‫التابع للرابطة المحمدية للعلماء‪ ،‬في شخص مديره ورئيسه األستاذ الدكتور جمال عالل البختي‪ ،‬الذي تربطني‬ ‫به ذكريات جميلة يتعذر على المرء نسيانها يعود تاريخها إلى فترة بداية السبعينيات من القرن الماضي‪ ،‬عندما‬ ‫كنا ندرس سويا‪ ،‬حيث أبان حينها عن رغبة قوية في التحصيل والتثقيف ميزتاه عن سائر طبقة التالميذ التي‬ ‫عاصرته‪ ،‬كما أشكر كذلك هذه الوجوه الطيبة الحاضرة معنا اليوم أساتذة وطلبة وجمهورا‪،‬والتي لبت عن‬ ‫طواعية نداء المركز المذكور المتمثل في تكريم واعتراف بالجميل في اآلن عينه بهرم ثقافي وقامة سامقة من‬ ‫الهامات الفكرية الكبرى محليا ووطنيا وعالميا‪ .‬يتعلق األمر باألستاذة والمفكرة حسناء محمد داود‬ ‫في الحقيقة حينما طلب مني األستاذ الدكتور جمال عالل البختي‪ ،‬اإلدالء بشهادتي في حق األستاذة الحصيفة‬ ‫حسناء محمد داود إبان حفل التكريم المبرمج لهذا اليوم التاريخي األغر‪ ،‬انتابتني مسحة من الدهشة وعلى‬ ‫محياي شيء من الخوف‪ ،‬وأخذتني رعشة تفاوتت درجات اضطرابها حسب ظروف الموقف‪ ،‬فمن ذا الذي يمكن‬ ‫أن يقدم شهادة في حق هذا الطود الشامخ‪ ،‬فمهما بلغت موضوعيتها من الدقة واستندت إلى أسس منطقية‬ ‫ومرتكزات علمية وواقعية‪ ،‬ستظل في نهاية المطاف شهادة مجروحة ومتروكة‪ ،‬طبقا لمنهج المحدثين في‬ ‫الجرح والتعديل‪ ،‬هكذا تصورت موقفي إزاء الموضوع‪ ،‬إال أنني كنت دائما على يقين بأن الواقعي يصرع المثالي‬ ‫ويضحده‪ ،‬إن لم يجهز عليه نهائيا‪.‬فمن هذا المنطلق أقول‬ ‫بأن األستاذة حسناء التي عاشرتها لمدة ليست باليسيرة‬ ‫يصعب على المرء حصر مزايا شخصيتها التي تضرب‬ ‫بجذورها في مجاالت متعددة‪ ،‬سواء على المستوى األخالقي‬ ‫أو الثقافي أو االجتماعي أوالتربوي أو التأطيري‪ .‬إلخ‪.‬‬ ‫أتذكر جيدا وأنا تلميذ في السنوات الطالئع بثانوية‬ ‫القاضي عياض وتحديدا في الفترة الزمنية المشار إليها‬ ‫سابقا ‪،‬أقول كان ينتهي إلى مسامعنا عن طريق بعض‬ ‫الزمالء لنا الذين كانوا يتابعون تعليمهم الثانوي بثانوية‬ ‫الشريف اإلدريسي‪ ،‬أصداء عن أستاذة تنتمي لهيئة التدريس‬ ‫بهذه المؤسسة على أعلى مستوى أخالقي‪ ،‬وتمتلك قوة‬ ‫وقدرة كبيرتين ورغبة جامحة في نقل وإيصال شتى أنواع‬ ‫المعارف وغرسها بطرق بيداغوجية ناجعة وناجحة في أذهان‬ ‫تالمذتها‪ ،‬مما خلق صراعا وتسابقا حادا بين صفوف تالميذ‬ ‫المؤسسة المذكورة من أجل االلتحاق باألقسام المزمع‬ ‫تدريسها من طرف األستاذة حسناء‪ .‬وفي هذا الصدد أتذكر‬ ‫قول الدكتور جعفر بن الحاج السلمي في إحدى اللقاءات‬ ‫العلمية التي جمعتني وإياه‪ ،‬حين أشار في مداخلته بأن‬ ‫السيدة حسناء داود كانت تلقنهم وتدرسهم وهم ال زالوا في‬ ‫المراحل األولى من التعليم الثانوي‪ ،‬نصوصا من كتاب العقد‬ ‫الفريد البن عبد ربه‪ ،‬الذي يدرس اآلن في سلك التعليم‬ ‫الجامعي تخصص األدب األندلسي‪ ،‬وكلنا يتمثل صعوبة‬ ‫تدريس مثل هذه النصوص الغاية في التعقيد‪ ،‬وهذا إن دل‬ ‫على شيئ فإنما يدل على المساحة الثقافية الفسيحة األرجاء‬ ‫التي كانت تتحرك فيها وبواسطتها المنوه بها‪.‬كما يكفي‬ ‫األستاذة حسناء شرفا أن جل هؤالء التالميذ الذي تربوا على‬ ‫يديها أضحوا أطرا عليا في شتى أنواع المؤسسات المكونة‬ ‫ألسس ومرافق وهياكل الدولة‪ .‬بل منهم من وصل إلى‬ ‫درجة وزير‪.‬‬ ‫تمر السنون واألعوام وتشاء األقدار أن ألتقي بهذا الهرم وبهذا الطود الشامخ‪ ،‬في مناسبات عديدة منها‬ ‫تهييئ رسائلي العلمية‪ ،‬سواء على مستوى دبلوم الدراسات العليا أو على مستوى الدكتوراه‪ ،‬كما يبتسم الحظ‬ ‫لي مرة ثالثة حين يجمعني القدر ألعمل بجانبها وأن نشتغل سويا لمدة قاربت العشر سنوات‪ ،‬ونحن نحاول معا‬ ‫جاهدين إنقاذ العالئق النفيسة والكنوز الدفينة والثمينة المركونة في الخزانة الداودية من الضياع ومن االندثار‬ ‫ومن التالشي‪ ،‬وهذه السنوات المذكورة جعلتني أتعرف عن قرب على مزايا ومكنونات وخبايا السيدة حسناء‪،‬‬ ‫حيث اكتشفت وأيقنت جازما في النهاية‪ ،‬بشيء واحد ال صنو له‪ ،‬وهو أن الزمن لم ولن يجود ثانية بإنتاج مثل‬ ‫هذه المرأة في جميع أبعاده وعلى كافة مستوياته‪ .‬وهل أعاد لنا الزمن إنتاج مثل مي زيادة وسهير القلماوي‬ ‫وفدوى طوقان وعائشة بنت الشاطئ ورضوى عاشور والالئحة تطول‪.‬‬ ‫ولهذا كنت أقول دائما‪ -،‬ولست مبالغا في ذلك كوني ال أهاب من توظيف المقارنات‪ -‬إذا كانت الحرة بنت‬ ‫راشد قد حكمت تطوان عسكريا وسياسيا لمدة زمنية ناهزت الثالثين سنة‪ ،‬فإن السيدة حسناء داود قد حكمت‬ ‫نفس المدينة ولكن بمنطق يخالف منطق القوة‪ ،‬حكمتها بمنطق المعرفة والثقافة و بمنطق السمو األخالقي‬ ‫وبمنطق التربية والتكوين لمدة تفوق مدة الست الحرة بأشواط مديدة وبسنوات عديدة‪.‬‬ ‫السيدة حسناء جارت عليها عوادي الزمن وعاكستها أيامه كما يقال‪ ،‬وهي في عز عطائها الثقافي وفي‬ ‫قمة عنفوانها المعرفي ‪،‬إال أنها ظلت صابرة ومحتسبة أمرها إلى اهلل‪ ،‬إلى أن اجتازت المحن المقدرة عليها‬ ‫بفضل قوة شخصيتها التي ال يطالها إال الجهابذة من العلماء الذين ابتلوا بدورهم بجميع أنواع المصاعب‬ ‫والمصائب والباليا‪ ،‬كما تطلعنا على ذلك صفحات التاريخ المفعمة باألمثلة الكثيرة من هذا القبيل‪ .‬إن تشبث‬ ‫األستاذة حسناء بالمبادئ الرفيعة المستوى التي غرس جذورها والدها رحمه اهلل في قرارة نفسها‪ ،‬كانت كافية‬ ‫ووافية وشافية لمواجهة المحن المذكورة بشجاعة منقطعة النظير‪.‬قوة الشخصية هذه جعلتها ترتفع على كل‬ ‫الجراحات في مقام صوفي رفيع المستوى ال يرتقي إليه إال من خبر جيدا كنهه وجوهره‪.‬‬

‫د‪.‬إسماعيل شارية‬

‫كنت دائما في صراع خفي مع األستاذة حسناء ونحن نعمل سويا طوال المدة المذكورة تتلخص محاوره في‬ ‫محاولة فصل شخصيتها عن شخصية أبيها وهو ما كنت أسميه دائما باستراتيجية التماهي‪.‬‬ ‫ومصطلح التماهي الموظف هنا لم ولن يحمل في طياته أية خلفية سلبية‪ ،‬بل على العكس من ذلك‬ ‫فهو يعضد ما سبق القول بشأنه وكذلك الالحق منه ‪،‬نعم تحملت األستاذة حسناء عبئ التحقيقات والتآليف‬ ‫والتصنيفات والتخريجات واإلضافات ‪،‬ارتبطت معظمها أو باألحرى جلها باإلرث الثقافي الثقيل الذي خلفه والدها‬ ‫األستاذ المرحوم محمد داود‪،‬وفي رأينا أن هذه التراكمات الفكرية المشكلة لمشروعها الثقافي الضخم‪ ،‬أنجزت‬ ‫داخل صرح فكري محكم الصنعة ومتقن البناء قائما على دعائم متينة‪ ،‬ولهذا نخطئ نحن المتتبعين للشأن‬ ‫الثقافي بهذه المدينة وبغيرها حينما نطابق مطابقة تامة بين رؤية األستاذة حسناء للعالم أو للعوالم الممكنة‬ ‫المحكومة على مستوى أفقها المعرفي بتصور أخالقي شمولي بالمعنى القويم األنتروبولوجي للكلمة‪،‬وذلك في‬ ‫جميع أبعاده وتجلياته بالدرجة األولى‪ ،‬وبين رؤية األستاذ المرحوم محمد داود المحكومة هي األخرى بتصور‬ ‫علمي ثقافي تقدمي بحسب مقاييس العصر الذي تحرك فيه الرجل‪ ،‬وهذا هو عينه ما عبرت عنه أعاله باستراتيجية‬ ‫التماهي أو بلعبة التماهي‪ ،‬ومرادي هو بناء حاجز أو جدار وهمي بين المشروعين حتى ال يتم تبخيس أحدا حقه‬ ‫ويكون حسب مقولة السيد المسيح عليه السالم ما لقيصر لقيصر وما هلل هلل‪ ،‬فلكل من هذين العالمين– األب‬ ‫واإلبنة ‪ -‬تصور جامع وشامل حول مشروعه الفكري الذي تم إنجازه داخل دائرة أحكم تحديد محيطها بدقة‬ ‫متناهية وبشساعة األفق االستراتيجي ‪،‬رسم أبعادها‬ ‫ووضع معالمها منذ البداية‪ ،‬إال أن برور اإلبنة بوالدها‬ ‫وحضوره الدائم والمستمر في وعيها والالوعيها وفي‬ ‫شعورها والالشعورها‪ ،‬كلها عوامل أدت بها إلى التنازل‬ ‫عن حقها في استقالل مشروعها وتنازلها كذلك عن‬ ‫امتالك مفاتيحه‪ ،‬حيث نسبت جل أعمالها إلى والدها‬ ‫الذي تدين له بالشيئ الكثير‪ ،‬ألم يقال قديما بأن‬ ‫كل فتاة بأبيها معجبة ؟ ‪ -‬وتظل هذه الجدلية أي‬ ‫جدلية الخفاء والتجلي هي السمة البارزة التي أطرت‬ ‫كال المشروعين‪ .‬إال أنه وجب علينا نحن قراء إنتاجات‬ ‫الخزانة الداودية في بعديها المحمدي و الحسنائي قبل‬ ‫وبعد تأسيس مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬أن‬ ‫نضع لها حدودا فاصلة تميز المسارين الفكريين عن‬ ‫بعضهماالبعض‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار أقول إذا تسنى لنا جمع وتصنيف‬ ‫المقدمات و الهوامش واإلضافات والطرر التي‬ ‫اضطلعت األستاذة حسناء بوضعها وبصنعها بجانب‬ ‫المتون األصلية التي عملت على تحقيقها وتخريجها‬ ‫‪،‬ألفيناها سلسلة من المصنفات شكلت مجتمعة بدون‬ ‫ريب تصورها المستهدف إلقامة دعائم مشروعها‬ ‫الثقافي‪ ،‬وجب علينا نحن الباحثين مرة أخرى دراستها‬ ‫دراسة نقدية مركزة ومفصلة ومستقلة عن جل‬ ‫الخلفيات التي يمكن أن تشوش عليها وتضعها في‬ ‫قوالب نقدية جاهزة ومصطنعة‪.‬‬ ‫في المحور األخير من هذه الشهادة‪ ،‬يتعلق‬ ‫باطالعي على بعض المتون الشعرية التي دبجتها‬ ‫يراعة األستاذة حسناء وهي نادرة‪ ،‬حيث انتابتني دهشة‬ ‫كبيرة جدا من فرط ما اكتشفت من شاعرية قوية لهذه‬ ‫المرأة‪ ،‬ومن أدبية هذه النصوص التي تمتلك منشئتها نظرية شعرية خاصة بها‪ ،‬يمكن تصنيفها بموجبها في‬ ‫الطبقة األولى من طبقات فحول الشعراء إذا أخذنا بالمقاييس النقدية التي وضعها ابن سالم الجمحي لهذا‬ ‫الجنس األدبي الرفيع والراقي المستوى‪.‬أو بالنظرية التي أتى بها ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء‪.‬‬ ‫المحتفى بها اليوم هي نفسها قصيدة مفتوحة أقرأها كيفما اتفق لك وعن لك‪ .‬وقاربها بشتى أنواع‬ ‫المقاربات و جربها بجل أصناف المناهج‪.‬فلن تظفر يداك في النهاية إال بنتيجة فريدة من نوعها درة يتيمة‬ ‫كصاحبتها‪.‬‬ ‫خالصة القول وصفوته ونتيجته الحتمية‪ ،‬لقد سعت األستاذة حسناء داود الخبيرة بدروب وخفايا المعرفة‬ ‫والدراسات األكاديمية العلمية‪ ،‬إلى البحث عن تفاصيل دقيقة من جوانب تاريخ المغرب‪ ،‬لتقدمها للباحث في‬ ‫حلة إبداعية منقطعة النظير ‪،‬تخفف عنه عناء البحث والتنقيب‪ ،‬كما كان لها اليد الطولى وحيازة قصب السبق‪ ،‬في‬ ‫إماطة اللثام عن أسماء نسائية وازنة وفاعلة ورائدة‪ ،‬المنتمية لحقول معرفية شتى‪.‬‬ ‫أطال اهلل وأمد في عمر أستاذتنا الجليلة حسناء محمد داود وبارك لها فيه‪ ،‬ومتعها بكامل العافية وبموفور‬ ‫الصحة ‪،‬حتى تتمكن من مواصلة تحقيق مشاريعها الثقافية والفكرية وهي عديدة ومتعددة ومتشعبة االتجاهات‬ ‫وذلك على الوجه المطلوب وفي أحسن الظروف‪ ،‬وأن تظل قبسا من نور نهتدي بهديه في هذا الزمن الالثقافي‪.‬‬ ‫وأن تظل كذلك أما روحية رؤوما لكل من يتطلع للمساهمة في بناء الصرح المعرفي واألخالقي لهذه المنطقة‬ ‫ولغيرها‪.‬‬ ‫كما نجدد الرحمات على روح أستاذنا وشيخنا وفقيهنا الجليل المرحوم محمد داود الذي خلف لعصبة مريديه‬ ‫مثل هذه العملة النادرة والدرة العصماء‪ ،‬وحملنا شرف المحافظة عليها من التلف ومن الضياع‪ .‬كما حملنا في‬ ‫اآلن عينه تبعات وزر التفريط فيها ‪.‬‬ ‫أخيرا أجدد شكري لمركز أبي الحسن األشعري وللدكتور جمال عالل البختي على هذه المبادرات والمجهودات‬ ‫الطيبة والرفيعة المستوى التي يضطلع بها المركز المذكور في شخصه الكريم‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫“تذكري وتو�ضيح”‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ف�صل التو�شيات‬

‫ٌ‬ ‫كلمات يف �ص ّناع الكلمة‬ ‫(ه�ؤالء قر�أت لهم و�أحببتهم ‪)..‬‬

‫تميزت العقود الثالثة األخيرة من القرن الماضي‪،‬‬ ‫بظهور وصنع أحزاب سياسيـــة كثيــرة‪ ،‬تبعها قيام‬ ‫نقابات‪ ،‬وهيــآت‪ ،‬وجمعيـــات‪ ،‬تحمل شعــارات براقـــة‪،‬‬ ‫وأهدافا جذابة‪ ،‬تركز على الدفاع عن حقوق اإلنسان‬ ‫عامة وحقوق المرأة خاصة‪ ،‬ومن أهداف بعض هذه‬ ‫الهيآت‪ ،‬إحياء التراث والرجوع إلى األصالة‪ ،‬وتمخض‬ ‫عنها االعتزاز باللهجات‪ ،‬واالفتخار بالثقافات الجهوية‪،‬‬ ‫فدفعها هذا الشعور إلى التنافس في إقامة الحفالت‬ ‫والمهرجانات الكبيرة إلبراز هذه الثقافات من مكانة‬ ‫وغنى وثراء‪.‬‬ ‫وكلف هذا مصاريف باهظة مخيفة‪ ،‬كان المغرب في‬ ‫أمس الحاجة إليها للتخفيف من آفة الفقر‪ ،‬و لتشغيل‬ ‫الشباب العاطل‪ ،‬عوض إنفاقها في التسلية والفرجة‪،‬‬ ‫وفي إلهاء وتضييع أوقات المشاركين والمدعوين‪.‬‬ ‫وشيئا فشيئا‪ ،‬أخذت هذه الثقافات تنحو إلى االستعالء‬ ‫والتميز عن الغير‪ ،‬وحتى إلى التفرقة بسبب ما ينتج عن‬ ‫ذلك من نعرات ونزعات نحن جميعا في غنى عنها‪ ،‬وال‬ ‫نرضاها لوطننا وال للمسلمين‪.‬‬ ‫وإذا تأملنا في اللحمة التي يتكوزن منها المغرب‪،‬‬ ‫نجدهـــا تتألـــف وتتشكــل من ثـــالثة عناصر هي ‪:‬‬ ‫األمازيغي‪ ،‬والفرانكفوني‪ ،‬والعربي‪ ،‬ولكل واحد منهم‬ ‫توجهه وهدفه‪ .‬فاألمازيغي‪ ،‬يتعصب للغته‪ ،‬ويسعى‬ ‫إلى فرضها على الجميع‪ ،‬وإلى أن تكون لها المرتبة‬ ‫األولى في التخاطب والتسيير اإلداري‪ ،‬وهذا‪ ،‬يقابله‬ ‫عنده كره الغرب والعرب‪ ،‬ومن األدلة الصادمة على‬ ‫ذلك‪« ،‬خروج اإلخوة األمازيغ في مظاهرة فاتح ماي‬ ‫في العاصمة وهم رافعون الفتة كبيرة مكتوب عليها‬ ‫(أوهو للعربية) ومعناها «ال للعربية»‪« .‬كانت األمازيغية‬ ‫تكتب دائما بالحروف العربية‪ ،‬وللحقد على العربية‬ ‫والعرب‪ ،‬اجتمعت نخبتهم المفكرة والمدبرة ألمورهم‪،‬‬ ‫في اجتماع استثنائي‪ ،‬وقررت كتابتها بأحرف تيفيناغ‪،‬‬ ‫كما الحال اآلن»‪« ،‬قام أفراد من زعماء األمازيغ‪ ،‬بزيارة‬ ‫لعاصمة الكيــان الصهيونــي‪ ،‬واستقبلتهـــم رئيسة‬ ‫الحكومة (سيبي ليبني) بحفاوة وترحاب‪ ،‬وقال أحدهم‪،‬‬ ‫بل جميعهم‪ ،‬لها قوال سيئا فينا نحن المغاربة والعرب‬ ‫وبعد عودتهم‪ ،‬قام هذا القائل بتأسيس حزب سياسي‬ ‫يقوم على أساس عنصري أمازيغي‪ ،‬يلغي كل ما عداه‪،‬‬ ‫فمنع من ذلك»‪« ،‬قال واحد من المثقفين األمازيغ‪ ،‬من‬ ‫فوق منبر إعالمي وطني ‪ :‬نحن علمانيون ال عالقة لنا‬ ‫بالدين‪ ،‬ونفضل االحتكام إلى أعرافنا وتقاليدنا وحدها‪،‬‬ ‫وقال أيضا مؤيدا لما قاله‪( ،‬بابا الفاتكان) عن سيدنا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬بأن ما قاله البابا قليل‪ ،‬إذ‬ ‫(محمد (ص) على حد تعبيره) لم يأت بأي جديد»‪.‬‬ ‫أخي العزيز األمازيغي‪ :‬هؤالء العرب الذين تكرههم‬ ‫ليسوا غرباء وال بعيدين عن أجدادك‪ ،‬إذ تقول الروايات‬ ‫التاريخية‪ ،‬أنه بعد انهيار (سد مأرب) الشهير في بالد‬ ‫اليمن السعيدة‪ ،‬كما كانت تسمى في القديم‪ ،‬وقعت‬ ‫هجرة جماعية كبيرة مرت بالسودان وبشمال إفريقيا‪،‬‬ ‫وتوقفت واستقرت بالجنوب‪ ،‬موطن األمازيغ‪ ،‬وال زالت‬ ‫آثارهم شاهدة عليهم في نمط الدور والمساكن‬ ‫التي تصعد مع الجبل وكأنها تتسلقه‪ ،‬وفي القصبات‬ ‫والقصور التاريخية التي يفخر بها المغرب ويرممها‬ ‫لدرجة‪ ،‬أصبحت محطة جلب السياح‪.‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬مر أكثـر مـن ‪ 14‬قرنا على الهجرة‬ ‫النبوية والوجـود العربـي بالمغـرب موجـود وثابت‪،‬‬ ‫واالندماج كامل بين العنصرين‪ ،‬واالنسجام حاصل‪،‬‬ ‫فكيف يجرأ الواحد ويدعي التمييز بينهما‪ ،‬لو قمت أخي‬

‫بتحليل تراب المغرب ومياهه ونباته‪ ،‬ومناخه‪ ،‬لخرجت‬ ‫بنتيجة واحدة‪ ،‬هي المغربي القح‪ ،‬ال غير‪ ،‬فلنطو جميعا‬ ‫صفحة التفرقة‪ ،‬والنفور من بعضنا البعض‪.‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬كان المغاربة دائما ذاتا واحدة ممثلة‬ ‫في الشعب المغربي إلى أن احتل وطننا االستعمار‬ ‫الفرنسي البغيض‪ ،‬فهاله وأفزعه التكتل القوي بين‬ ‫أبنائه‪ ،‬فلجأ إلى أقبح وأخبث فعلة شق بها الصف وقسم‬ ‫المغاربة إلى (عرب) و(برابرة أمازيغ) استنادا إلى ما جاء‬ ‫به الظهور البربري المشؤوم‪ ،‬الذي واجهه المغاربة‬ ‫عربا وأمازيغ بمظاهرات صاخبة عارمة‪ ،‬عمت المغرب‬ ‫قاطبة‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬جاءت التفرقة‪ ،‬وتحركت النعرة‪ ،‬أحيت‬ ‫كل ذلك وغذته فرنسا بعقدها عدة مؤتمرات لألمازيغ‬ ‫بباريس‪ ،‬وتمويلها ثم بجزر كناريا‪ ،‬فبالناظور ‪.‬‬ ‫أخي العزيز األمازيغي‪ ،‬في غمرة التحمس للثقافة‬ ‫األمازيغية‪ ،‬والدعوة العتمادها اللغة الرسمية األولى‪،‬‬ ‫اتصل البعـض بالمثقـف والمفكر والعالـم المرحوم‪،‬‬ ‫السيد محمد عابد الجابري‪ ،‬لعرض الفكرة عليه‪ ،‬فابتسم‬ ‫ابتسامة اندهاش وقال ‪« :‬أنا من صلب األمازيغ‪ ،‬لكني‬ ‫تعلمت‪ ،‬ودرست‪ ،‬وحاضرت في الجامعات‪ ،‬وألفت‪ ،‬ونلت‬ ‫الجوائز الدولية‪ ،‬بفضل إنتاجي بالعربية‪ ،‬هذا عبث ‪!...‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬في نفس الغمرة المذكورة‪ ،‬اغتنم أفراد‬ ‫من األمازيغ وجود السيدة ندية ياسين‪ ،‬بفرنسا لنفس‬ ‫الغاية‪ ،‬فأجابتهم قائلة ‪ :‬أنا أمازيغية‪ ،‬وأعتز بذلك‪ ،‬لكن‬ ‫ال يشرفني أبدا أن أكون إلى جانب أمازيغ ذوي عالقة‬ ‫واتصال بالصهاينة‪.‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬رمز األمازيــغ‪ ،‬والهــرم في العلم‪،‬‬ ‫ومفخرة المغرب في العلوم اإلسالمية ووزير األوقاف‬ ‫المرحوم سيــدي المختـــار السوسي أدرك الشهـــرة‬ ‫والسمعة بتآليفه‪ ،‬وإنتاجه باللغة العربية ولم يكن‬ ‫يتكام باألمازيغية إال بينه وبني قومه‪.‬‬ ‫أخي العزيز الفرانكفوني‪ ،‬بلغ بك االفتتان والتعلق‬ ‫بالفرنسية شأوا كبيرا مع أنها لغة العدو الذي استعمر‬ ‫وطنك المغرب طيلة ‪ 40‬عاما‪ ،‬وأهان وأذل آباءك فكيف‬ ‫يليق بك ان تفعل هذا؟‬ ‫أخوي العزيزين‪ ،‬حربكما للعربية‪ ،‬لن يصمد طويال‪،‬‬ ‫ألن لها سنداً من القاعدة الشعبية العريضة‪ ،‬وألن لها‬ ‫امتدادا في الشعوب العربية‪ ،‬وبعض البلدان اإلسالمية‪،‬‬ ‫بينما األمازيغية ينحصر وجودها على نواح من المغرب‪،‬‬ ‫وعلى القبائل بالجزائر‪ ،‬وعلى جماعات قليلة في ليبيا‪.‬‬ ‫أخوي العزيزين ‪ :‬العربية عصية على من يحاربها‬ ‫ويكفيها شرفا وتعظيما أن اهلل عز وجل اختارها من‬ ‫بين اآلالف من اللغات واللهجات لينزل بها آخر الكتب‬ ‫السماوية‪ ،‬القرآن الكريم‪ ،‬على رسوله األمين‪ ،‬سيدنا‬ ‫محمد بن عبد اهلل العربي القرشي المكي الهاشمي‪،‬‬ ‫الذي ينتهي نسبه إلى سيدنا اسماعيل بن سيدنا‬ ‫إبراهيم الخليل عليهما السالم‪.‬‬ ‫أخوي العزيزين‪ ،‬ما رأيكما في أن نتخلى كلنا عن‬ ‫الصفــات واأللقــاب‪ ،‬وأن نوظــف ما أعطاكمــا اهلل‬ ‫من مواهب وقدرات في التفرغ لبناء الوطن‪ ،‬ومحاربة‬ ‫الفقر والهشاشة واألمية‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والفساد‪ ،‬والخيانة‪،‬‬ ‫والرذائل‪ ،‬ولكل ما يسيء إلى تاريخنا وسمعة بالدنا‬ ‫بالخارج‪ ،‬وفقنا اهلل جميعا‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫(‪ )1‬الجاحظ ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫بر�ش ِح البهاء‪ ،‬راودين �س� ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ك ّلما َّ‬ ‫ب�ض ْت ري�شتهُ‬ ‫ري‬ ‫ؤال‪ :‬ري�شة �أم‬ ‫ق�صب من مزام ِ‬ ‫ٌ‬ ‫داود ؟‬ ‫(‪ )2‬أبو حيان التوحيدي‪:‬‬ ‫ر�شيف مع�سولٍ ‪..‬‬ ‫ال�سكر‪ ،‬وال �أحلى من‬ ‫بيت النّحلِ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عبارتهُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وم�ستودع ُّ‬ ‫(‪ )3‬مصطفى صادق الرافعي ‪:‬‬ ‫اليقني‪..‬‬ ‫ينحت بيانَهُ من جمالِ اجلمالِ ‪ ،‬حتى ي�أت َيه‬ ‫ق�س َم �أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أَ َ‬ ‫(‪ )4‬عبد العزيز البشري ‪:‬‬ ‫ع َّلم احلرف كيف يكون مليح ًا وظريف ًا‪ ،‬و�أورثنا قطوف ًا ال كالقطوف !‬ ‫(‪ )5‬عباس محمود العقاد ‪:‬‬ ‫ميوت‪..‬‬ ‫القلم الباذخُ ال‬ ‫ُ‬ ‫�آخر �سطرٍ من كتابه يقول‪ُ :‬‬ ‫(‪ )6‬إبراهيم عبد القادر المازني ‪:‬‬ ‫ب�ساتني الله‪..‬‬ ‫البيان‪� ،‬أو‬ ‫دخلت حجرات‬ ‫ال تدري و�أنت تقر�أُ له‪ ،‬هل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )7‬محمود تيمور ‪:‬‬ ‫يكون يف مزهر َّيةِ ِّ‬ ‫بيت‪.‬‬ ‫أحب �أن‬ ‫كل ٍ‬ ‫َ‬ ‫بوح كالفوح‪ّ � ..‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )8‬األخطل الصغير‪:‬‬ ‫املدنِفني‪.‬‬ ‫�صنع للمر�أة َ‬ ‫قالد َة اللغةِ ‪ ،‬وكان حرف ًا قمر ّي ًا يف معج ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )9‬سعيد عقل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وتوجها �أمري َة �أبعادٍ ‪..‬‬ ‫الكلمة‬ ‫ر�س َم‬ ‫هوادج‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )10‬محمود شاكر ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الفحولة �إال من كلماتهِ العذراء‪..‬‬ ‫ُر�ضع‬ ‫ال ت ُ‬ ‫(‪ )11‬بدر شاكر السياب ‪:‬‬ ‫بنات الهديلِ �إال يف �رسيرِ قافيته‪..‬‬ ‫تنام ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫(‪ )12‬نازك المالئكة ‪:‬‬ ‫عرجت �إلى ِ�سدر ِة النَّغم ومل تنزل‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫(‪ )13‬محمد الصباغ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫مغاراتهن ال َع َجب‪..‬‬ ‫لهم يف‬ ‫أحب‬ ‫ِ‬ ‫حوريات الكالم‪ ،‬و�أ ِ‬ ‫َّ‬ ‫� َّ‬ ‫(‪ )14‬حسن األمراني‪:‬‬ ‫تبت َّل يف �صنوبر ِة ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ين�س �أن ُيطعم منه ال�ضعيف وذا احلاجة‪..‬‬ ‫ال�شعرِ ‪ ،‬ومل َ‬ ‫(‪ )15‬عبد الكريم الطبال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يكتب فتتبعهُ‬ ‫الفرا�شات‪ ..‬لتغت�سل بحقلهِ الأرجواينِّ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )16‬أحمد الطريبق‪:‬‬ ‫مفتون بجربان ّيتهِ ‪..‬‬ ‫متن�س ٌك يف �صومعةِ املجاز‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )17‬محمد المنتصر الريسوني‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫القلب‪..‬‬ ‫يفر ُق بني العباد ِة والكتابةِ ‪،‬‬ ‫وينق�ش ب�إزميلِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِّ‬ ‫(‪ )18‬حسن الوراكلي‪:‬‬ ‫هده َد الن َ‬ ‫ظن النا�س �أنه‬ ‫رث يف �‬ ‫ال�صغرى والفا�صلةِ الكربى‪ ،‬حتى َّ‬ ‫أراجيح الفا�صلةِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فرط يف ِّ‬ ‫ال�شعر !‬ ‫�شاعر َّ‬ ‫ٌ‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫م الحديث‬ ‫ل‬ ‫ع ف بطنجة‬ ‫الشري‬

‫‪9‬‬

‫أشهر أعالمه‪ ،‬وأبرز مجالسه‬

‫عبد الحفيظ كنون‬

‫(‪)3/3‬‬

‫مصطفى بلقات‬

‫مجالس الرواية‪:‬‬

‫والقصد منها المجالس التي اهتمت بوصل سلسلة اإلسناد فقط دون التفات إلى الدراية‪ ،‬منها‪:‬‬

‫(المسلسل بالمالكية) و(المسلسل باألولية) رواه الشيخ عبداهلل بن صالح العُبيد عن الشيخ محمد البقالي(ت‪1434‬هـ)‬ ‫عن الشيخ عبداهلل بن إدريس السنوسي‪.‬‬ ‫قلت وسماع البقالي من السنوسي ال يصح ألن التاريخ ال يسعفه‪:‬‬ ‫• أوال‪ :‬السنوسي توفي سنة ‪ 1350‬هـ‪ ،‬و البقالي رحمه اهلل ما دخل طنجة إال سنة ‪ 1360‬هـ بعد رجوعه من فاس‪ ،‬كما‬ ‫هو مثبت في تاريخ إجازته من الشيخ أحمد بن الصديق‪.‬‬ ‫• ثانيا‪ :‬أنه في سنة ‪ 1353‬هـ كان ما يزال في زاوية بني احمايد مالزما لشيخه محمد بن عبد السالم بوزيد اليدري و‬ ‫يشهد لهذا إجازته له‪.‬‬ ‫• ثالثا ‪ :‬أنه لم يذهب إلى فاس إال في المدة الفاصلة بين سنتي ‪ 1353‬هـ و ‪1360‬هـ‪ ،‬وهذه السنوات يستحيل فيها‬ ‫لقي السنوسي ‪ .‬قطعا لدعوى لقيه بفاس ‪.‬‬ ‫• رابعا‪ :‬إن الشيخ –أي البقالي رحمه اهلل‪ -‬سئل عن هذا األمر فأنكره ‪ ،‬و نفى معرفته بالسنوسي ‪ .‬واهلل أعلم بحقيقة‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫ رواية بعض الكتب الحديثية كالموطأ رواه الشيخ عبداهلل بن صالح بن محمد العبيد عن الفقيه المعمر محمد بن‬‫عبدالهادي البقالي الداهري(ت‪1434‬هـ) قراءة عليه لجميعه بطنجة‪ ،‬أخبرنا بجميعه الشريف محمد أبو زيد عدة مرات‪ ،‬أخبرنا‬ ‫بجميعه أحمد بن محمد بن عمر الزكاري الشهير بابن الخياط‪ ،‬عن أبي العباس أحمد بن أحمد البناني الفاسي‪ ،‬عن أبي‬ ‫محمد الوليد بن العربي العراقي‪ ،‬عن حمدون بن عبدالرحمن بن الحاج السلمي‪ ،‬أخبرنا صالح بن محمد الفالني‪ ،‬أخبرنا‬ ‫محمد بن سنة الفالني‪ ،‬أخبرنا الشريف محمد بن عبداهلل الوَالتي‪ ،‬أخبرنا سعيد بن إبراهيم الجزائري الشهير بقدّورة‪،‬‬ ‫أخبرنا مفتي تلمسان سعيد بن أحمد الم ّقري‪ ،‬أخبرنا أبو عبداهلل محمد بن محمد بن عبداهلل بن عبدالجليل التنسي‪ ،‬أخبرنا‬ ‫والدي‪ ،‬أخبرنا أبو عبداهلل محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق الحفيد‪ ،‬أخبرنا جدي‪ ،‬أخبرنا الحافظ محمد بن جابر الوادي‬ ‫آشي به(‪.)1‬‬ ‫واألوائل السنبلية للعالمة محمد سعيد بن محمد سُنبُل المكي الشافعي (ت‪1175‬هـ)‪ ،‬سمعها من الشيخ البقالي‬ ‫أيضا بمنزله األستاذ المؤرخ محمد بن عبداهلل آل الرشيد في جلسة واحدة بين العشائين‪ ،‬وأنا حاضر‪.‬‬ ‫واألربعون الكتانية في فضل آل خير البرية للعالمة المحدث محمد بن جعفر الكتاني (ت‪1345‬هـ)‪ ،‬رواها الشيخ عبداهلل‬ ‫بن صالح آل العبيد في كتابه اإلمتاع‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني بها الشيخ الصالح إدريس بن محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني قراءة‬ ‫عليه لجميعها ببيته بطنجة‪ ،‬أخبرني بها والدي إجازة(‪.)2‬‬ ‫ اإلجازة العامة‪ ،‬ومناولة بعض الكتب الحديثية‪ ،‬مثل ما وقع للشيخ أحمد سكيرج مع الشيخ عبداهلل السنوسي‪ ،‬قال‪:‬‬‫‪..‬فاستجزته بعد أن ناولني نسخة صحيح البخاري التي كان يقرأ بها‪ ،‬و عليها طرر نفيسة من تقريراته‪ ،‬فقرأت عليه طالعتها‪،‬‬ ‫و أخبرني أن شرط إجازته الخطية‪ ،‬هو‪ :‬المالزمة و الخدمة‪ ،‬فطلبت منه اإلجازة الشفهية من غير تكلف لمشقة كتابتها‪،‬‬ ‫فأجازني إجازة عامة‪ ،‬ثم استجزته للمسند الكبير أبي اإلسعاد الشيخ عبد الحي الكتاني بمثل ما أجازني به فأجابني لذلك‪،‬‬ ‫و ذكر لي أن الشيخ المذكور كان طلب منه ذلك كتابة فلم يجبه‪ ،‬وقوفا مع الشرط المشروط الذي هو لديه بحبل اإلجازة‬ ‫مربوط‪ ،‬و إن كان ممن يستحقها‪ ،‬و قال لي‪ :‬ال بأس أن تكاتبه بما تلقيته مني مشافهة( ‪.)3‬‬ ‫وإجازة الشيخ أبي الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني لشقيقه الشيخ عبدالحي الكتاني مكاتبة بطنجة في شهر‬ ‫جمادى األولى سنة ‪1321‬هـ‪ .‬وقد أوردها بنصها وفصها كاتب رحلة أبي الفيض الحجازية‪ ،‬فلتنظر( ‪.)4‬‬ ‫الوتْري (ت‪1322‬هـ) للقاضي حميد بناني(ت‪1327‬هـ) خالل مروره بطنجة في رحلته الثانية‬ ‫وإجازة الشيخ علي بن ظاهر ِ‬ ‫سنة ‪1297‬هـ( ‪ ،)5‬نص على ذلك الشيخ عبدالحي الكتاني في فهرس الفهارس لما ترجم للشيخ بناني‪ ،‬فقال‪( :‬واستجاز –أي‪:‬‬ ‫بناني‪ -‬من أهل المشرق أبا الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني حين ورد للمغرب وروده الثاني عام ‪ ،1297‬وعليه نزل في‬ ‫طنجة‪ ،‬وجده قاضياً بها‪ ،‬مقتصراً عليه) ( ‪ .)6‬وكتب له على فهرسة الكوهن‪ ،‬قاله الشيخ عبدالحفيظ الفاسي( ‪.)7‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مجالس المذاكرة‬ ‫ويقصد بها المجالس التي جمعت بين أهل العلم للتذاكر في مسائل أو كتب حديثية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫الرِّضَوي(ت‪1264‬هـ) علماء طنجة لما نزل بها خالل رحلته إلى المغرب سنة ‪1260‬هـ(‪،)8‬‬ ‫ ذاكر الشيخ محمد صالح‬‫ِ‬ ‫وقد حكى عنها المؤرخ إدريس الجعيدي صاحب كتاب االبتسام في دولة ابن هشام‪ ،‬فقال‪( :‬فأقام بفاس سنة أو أزيد ‪ ...‬ثم‬ ‫سافر من فاس إلى العرائش‪ ،‬فأقام فيها أشهرا في ضيافة عاملها بوسلهام بن علي أزطوط‪ ،‬فسمع عنه الكتب الستة‪ ،‬ثمّ‬ ‫ورد إلى طنجة‪ ،‬فأقام فيها نصف شهر‪ ،‬وسافر منها إلى المشرق‪ ،‬واجتمعنا عليه أيام إقامته في طنجة‪ ،‬فحدّثنا بأحاديث‪،‬‬ ‫واستفدنا منه فوائد‪ ،‬وكنا نغدو له ونروح‪ ،‬وتنتعش من مجالسته الروح‪ ،‬وكانت شمائله دالة على علمه‪ ،‬ومنطقه ّ‬ ‫يدل على‬ ‫فهمه‪ ،‬وبراعته ورسوخه‪ .)9 ()..‬ومن مذاكراته الحديثية قوله‪..( :‬وكان جالسا في المسجد الكبير بطنجة في عشية النهار‬ ‫فجلس عنده الشريف الخير سيدي أحمد بن العالمة سيدي أحمد بن عجيبة فروى لنا حديث الصحيحين عنه عليه السالم‬ ‫الدكُ ْم‪َ ،‬ف َم ْن‬ ‫بَايعُو ِني عَ َلى‪�« :‬أَ ْن ال ُت�شرْ ِكُ وا بِاللَّهِ َ�ش ْيئًا‪َ ،‬وال تَ�سرْ ُِقوا‪َ ،‬وال تَزْ نُوا‪َ ،‬وال َتقْ ُتلُوا �أَ ْو َ‬ ‫أنه قال في مإل من أصحابه‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِهِ‬ ‫وقِ‬ ‫مِ‬ ‫ِكَ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت َعل َْيهِ ‪،‬‬ ‫�ص‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫َّار‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ًا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫�ش‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫�ص‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫كَ‬ ‫اب مِ ْن َذلِكَ َ�ش ْيئًا‪َ ،‬ف ُ�س رِ َ‬ ‫هُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َو َّفى مِ نْكُ ْم َف�أَ ْج ُر ُه َعلَى اللَّهِ ‪َ ،‬و َم َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اء َغف َ​َر َلهُ »‪ )10 (،‬ثمّ قال لنا الشيخ في هذا الحديث نكتة من فن البيان‪ ،‬وهي‪ :‬أن‬ ‫اء َع َّذ َبهُ ‪َ ،‬و إِ� ْن َ�ش َ‬ ‫َف َذلِكَ �إِلَى اللَّهِ ‪� ،‬إ ِْن َ�ش َ‬ ‫يُقال‪ :‬قوله عليه السّالم «فمن أصاب من ذلك شيئا» الحديث يقتضي بعمومه أن اإلشراك فيه كفارة‪ ،‬مع أنه ال كفارة له‪،‬‬ ‫ففيه إشكال‪ ،‬فانقطع ابن عجيبة عن جوابه‪ ،‬وكنت أنا حاضر‪ ،‬فقلت‪ :‬عموم الحديث يخصصه قوله عز وجل‪( :‬إن اهلل ال يغفر أن‬ ‫يُشرك به) اآلية‪ .‬والسيد أحمد بن عجيبة كان من المدرّسين في الثغر المذكور‪ ،‬فلمّا لم يُجب الشيخ عن هذا اإلشكال‪ ،‬قال‬ ‫له‪ :‬فما فائدة التدريس إال من مراجعة األقران في النُّكت والبحث والتّفحّص عن أسرار الكالم‪ ،‬وإيراد اإلشكال‪ ،‬والتّفهم‬ ‫في الجواب‪ ،‬وال يكون لمجرّد حكاية كالم الناس‪.)11()..‬‬ ‫ ما جرى من المذاكرات أثناء مرور الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني بطنجة خالل رحلته الحجازية سنة ‪1321‬هـ‪ ،‬قال‬‫الشيخ عبدالسالم بن محمد بن المعطى العمراني السرغيني الحسني في اللؤلؤة الفاشية في الرحلة الحجازية‪( :‬وتذاكروا ـ‬ ‫أي العلماء الذين كانوا بصحبته مع بعض علماء طنجة‪ -‬في الحديث والفقه والطريق) ( ‪ .)12‬ومما وقع التذاكر فيه‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫عبد اهلل التليدي‬

‫حديث «روحوا القلوب»‪ ،‬قال‪( :‬فلما استقر بنا المجلس وقعت المذاكرة في حديث‪« :‬روحوا القلوب ساعة ساعة» ‪ ..‬بأن‬ ‫سر الحديث الذي يشير إليه هو تنقل العبد في مقتضيات األسماء؛ ألنه ال يعذر في التخ ّلق بواحد منها‪ ،‬كما أنّه ال يعذر‬ ‫في أداء الحقوق التي عليه للمؤمنين والمشايخ‪ ،‬والوالدين والصحابة والتابعين‪ ،‬والمالئكة والحيوانات والجمادات‪ ...‬فعليه‬ ‫حقوق للجميع‪ ،‬وال بد له من أداء ذلك كله‪ ،‬فحصل امتثال أمره‪ .‬والحمد هلل) ( ‪.)13‬‬ ‫وحديث تعذيب المصورين‪ ،‬قال‪( :‬أخذ ـ الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني‪ -‬بيده الكريمة كتابا في الحديث‪ ،‬وفتحه‪،‬‬ ‫وأملى منه حديث‪« :‬تعذيب المصورين»‪ ،‬فقال رضي اهلل عنه‪« :‬ولنا في المسألة تأليف نفيس ألفته لمّا كنت عندكم‬ ‫بمراكش‪ ،‬سميته «بيان اآلفات في تضيع األوقات» وفيه نحو العشرين كراسة‪ ،‬تكلمت فيه على أنواع الميسر‪ ،‬ولعبة الضامة‪،‬‬ ‫والنرد والشطرنج‪ ...‬وما أشبه ذلك) (‪.)14‬‬ ‫ومذاكرة حول موضوع سبب الفتن في الوجود مخالفة السُّنَّة‪ ،‬كان قطبها هو الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني‬ ‫وذلك ببيت الشيخ عبداهلل بن محمد بن سعيد السالوي عشية يوم الثالثاء ‪ 23‬جمادى األولى سنة ‪1321‬هـ(‪.)15‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مجالس التوريق‬ ‫ويقصد بها المجالس التي تُعْنى بسرد كتب الحديث الشريف للتبرك فقط‪ ،‬فيكون صنيعهم في ذلك بمثابة التوريق‪،‬‬ ‫أي‪ :‬تقليب صفحاته‪.‬‬ ‫وممن عرف بذلك في هذه المدينة‪:‬‬ ‫ الشيخ أبو البقاء خالد العُمَري (من أهل القرن الثالث عشر)‪ :‬كان يسرد صحيح مسلم بمسجد القصبة‪ ،‬بموجب ظهير‬‫السلطان عبدالرحمن بن هشام العلوي في ‪ 05‬ربيع األول النبوي األنور عام ‪1245‬هـ(‪.)16‬‬ ‫ الشيخ أحمد الف ّلوس (من أهل القرن الثالث عشر)‪ :‬كان يسرد صحيح مسلم بالمسجد األعظم‪ ،‬بموجب ظهير‬‫السلطان عبدالرحمن بن هشام العلوي في ‪ 05‬ربيع األول النبوي األنور عام ‪1245‬هـ(‪.)17‬‬ ‫ الفقيه أحمد بن الحاج محمد التمسماني‪ :‬كان له كرسي لتوريق الحديث بالجامع األعظم عند وقت صالة الظهر‪،‬‬‫ّ‬ ‫المعظم عام ‪1277‬هـ(‪.)18‬‬ ‫بموجب رسالة الخليفة السلطاني موالي العباس بن عبدالرحمن بن هشام العلوي في ‪29‬رمضان‬ ‫ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (ت‪1345‬هـ)‪ ،‬أثناء مروره بالمدينة خالل رحلته الحجازية‪ ،‬قال‪( :‬وأتى إلي الناس‬‫يسردون الصحيح‪ ،‬فطلبوا مني أن يأتوا إلي لسرده بمحضري‪ ،‬فأجبتهم إلى ذلك‪ ،‬فسردوا من (بناء الكعبة) إلى (غزوة الفتح)‬ ‫في مدة من ‪6‬أيام‪.)19()..‬‬ ‫ الشيخ عبداهلل بن إدريس السنوسي(ت‪1350‬هـ)‪ ،‬كان رحمه اهلل يعقد مجالس لصحيح البخاري بالجامع الكبير بطنجة‬‫خالل الشهور الثالثة‪ :‬رجب‪ ،‬شعبان‪ ،‬رمضان‪ .‬و طريقته فيها السرد المجرد إال ما تخللها من نكتة أو توضيح في بعض‬ ‫األحيان(‪ .)20‬وممن حضر مجالسه الشيخ عبداهلل كنون(‪.)21‬‬ ‫ الشيخ عبدالسالم بن محمد بن المعطى العمراني السرغيني الحسني (ت‪1350‬هـ)‪ ،‬سرد أبواباً من كتاب الترغيب‬‫والترهيب للحافظ عبدالعظيم المنذري‪ ،‬وهي‪ :‬الترغيب فيما جاء في المصافحة‪ ،‬والترهيب من رد السالم باإلشارة‪ ،‬وما ورد‬ ‫في رد السالم على الكفار‪ ،‬بحضور وإذن من الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني‪ ،‬إجابة لطلب بعض وجوه طنجة قصد‬ ‫التبرك‪ ،‬عشية يوم الخميس ‪ 18‬جمادى األولى سنة ‪1321‬هـ(‪.)22‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫و بعد هذه الجولة التاريخية بين أعالم وآثار أهل فن علم الحديث الشريف‪ ،‬والتملي بنفحات مجالسهم الزّكيّة نخلص‬ ‫من خالل هذا العرض إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ ّ‬‫أن علم الحديث الشريف كان له حضور ومازال بمجالسه وآثاره‪.‬‬ ‫ أن الزوار من أهل هذا الفن ال يمكن أن يمروا بهذه المدينة إال يتركون نفحاتهم بها ولو تبركا‪.‬‬‫ أن إشعاع هذا الفن بهذه المدينة لم يقتصر عليها بل تعداها إلى سائر اآلفاق بما خرجت من أعالم‪ ،‬وأبرزت من آثار‪.‬‬‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اإلمتاع بذكر بعض كتب السماع ‪.111‬‬ ‫(‪ )2‬اإلمتاع بذكر بعض كتب السماع ‪.146‬‬ ‫(‪ )3‬قدم الرسوخ ‪ .2/197‬الشيخ عبداهلل بن إدريس السنوسي رائد المدرسة األثرية ‪.157‬‬ ‫(‪ )4‬اللؤلؤة الفاشية ‪.132-136‬‬ ‫(‪ )5‬وكانت رحلته األولى سنة ‪1287‬هـ‪ .‬انظر فهرس الفهارس ‪.107/ 1‬‬ ‫(‪ )6‬فهرس الفهارس ‪.1/346‬‬ ‫(‪ )7‬معجم الشيوخ ‪.156‬‬ ‫(‪ )8‬انظر فهرس الفهارس خالل ترجمة الشيخ حميد بناني ‪ .1/346‬وقد استوطن فاس مدة سنة كاملة‪ ،‬ولم يخرج منها إال سنة‬ ‫‪1260‬هـ‪ .‬انظر تذكرة المحسنين لعبدالكبير الفاسي ضمن موسوعة أعالم المغرب ‪.2583-2584/ 7‬‬ ‫(‪ )9‬االبتسام في دولة ابن هشام (مخطوط) ‪.143‬‬ ‫(‪ )10‬رواه البخاري في الصحيح‪ -‬كتاب فضائل الصحابة‪-‬باب مناقب األنصار‪ ./1/55 .‬رقم‪ .3892 :‬ومسلم كتاب الحدود‪-‬باب الحدود‬ ‫كفارات ألهلها‪ .‬ص‪ .709‬رقم‪.1709 :‬‬ ‫(‪ )11‬االبتسام في دولة ابن هشام (مخطوط) ‪ .149‬وهناك مذاكرات أخرى في غيرها من المسائل فلتنظر هناك من ص‪ 147‬إلى‬ ‫ص‪.153‬‬ ‫(‪ )12‬اللؤلؤة الفاشية ‪.107‬‬ ‫(‪ )13‬اللؤلؤة الفاشية ‪.108‬‬ ‫(‪ )14‬اللؤلؤة الفاشية ‪.109-110‬‬ ‫(‪ )15‬اللؤلؤة الفاشية ‪.127‬‬ ‫(‪ )16‬المصادر العربية لتاريخ طنجة‪ :‬الظهائر السلطانية (‪ .)21‬ص‪.4:‬‬ ‫(‪ )17‬المصادر العربية لتاريخ طنجة‪ :‬الظهائر السلطانية (‪ .)21‬ص‪.4:‬‬ ‫(‪ )18‬المصادر العربية لتاريخ طنجة‪ :‬الظهائر السلطانية (‪ .)2‬ص‪.2:‬‬ ‫(‪ )19‬الرحلة السامية إلى اإلسكندرية ومصر والحجاز والبالد الشامية ‪.114‬‬ ‫(‪ )20‬الشيخ عبداهلل بن إدريس السنوسي رائد المدرسة األثرية‪ :‬قبس من سيرته يضيء سدى جيله وعصره ‪.157‬‬ ‫(‪ )21‬إسعاف اإلخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين ‪.404‬‬ ‫(‪ )22‬اللؤلؤة الفاشية ‪.125-124‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪971‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�صرين‪:‬‬

‫األستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد العيادي العروسي‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫ولد الدكتور عبد العزيز بن محمد العيادي العروسي بمدشر بوقمو‬ ‫من قبيلة بني عروس عام(‪1361‬هـ ‪1942/‬م)‪ .‬نشأ تحت رعاية والديه‬ ‫اللذين اعتنيا به بالتهذيب وتلقينه الخصال الحميدة هيأ له أسباب التعلم‬ ‫والتحصيل‪ ،‬ولما أدرك سن التمييز سلمه والده إلى كتاب القرية لتعلم‬ ‫القراءة والكتابة واستظهار كتاب اهلل تعالى‪ ،‬وقد تسنى له في المعمرة‬ ‫أن يتلقى دراسته األولية على جملة من الفقهاء المدررين‪ .‬وبفضل ذكائه‬ ‫المتوقد استطاع أن يختم القرآن في أقصر مدة وأسرعها‪ .‬وبعد إجادته‬ ‫للقراءة والكتابة والحساب (جدول الضرب بـ (الحمارة)) وحفظ القرآن برواية‬ ‫ورش عن نافع ثم برواية قالون عن نافع رسما وتجويدا عن والده الفقيه‬ ‫محمد العيادي رحمة اهلل عليه الذي كان يرويها من طريقين‪:‬‬ ‫األولى عن زوج خالته الشيخ أحمد بن سي قدور المهيرز‪ ،‬وهو عن‬ ‫صهره الفقيه السبعاوي عن الشيخ محمد أرارو‪.‬‬ ‫والثانية عن الشيخ أحمد العبدي عن الشيخ أحمد بن يرماق عن‬ ‫الفقيه بوزيد عن الشيخ إدريس بن عبد اهلل الودغيري اإلدريسي الحسني‬ ‫(ت ‪1250‬هـ) صاحب كتاب (التوضيح والبيان في مقر اإلمام نافع بن عبد‬ ‫الرحمن)‪.‬‬ ‫وبذلك يكون بين المترجم له والرسول صلى اهلل عليه وسلم بهذا‬ ‫السند (‪ 31‬شيخا)‪.‬‬ ‫ثم تاقت نفسه بعد ذلك إلى رحلة التخنيش (أي لتحصيل تصحيح‬ ‫الحفظ المتقن للقرآن الكريم)‪ ،‬واالنتقال إلى شيوخ آخرين بمداشر‬ ‫قبيلته‪ ،‬ليكمل عليهم أخذ القرآن‪ ،‬وليحفظ بين أيديهم المتون المتعلقة‬ ‫بالقراءات والرسم والتجويد‪ ،‬وغيرها من المتون التي تتعلق بعلوم القرآن‪،‬‬ ‫فكانت رحلته التخنيشية األولى بمداشر قبيلته (بني عروس) للجلوس إلى‬ ‫فقهائها الكبار في القرآن وعلومه لتصحيح لوحه أوال – وقد كان بها علماء‬ ‫كبار وحفاظ متقنون للروايات القرآنية ‪ -‬ولحضور مجالس فقهائها األعالم‪،‬‬ ‫وقد بلغ عدد شيوخه في القرآن الكريم ثمانية شيوخ رحمهم اهلل وهم‪:‬‬ ‫الفقيه أحمد المرابط الخجيوي‪ ،‬أول من لقنه حروف التهجي‬ ‫ •‬ ‫(ألف ـ البا ـ التا‪.)...‬‬ ‫والفقيه أحمد القيقاني‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه علي الكن‪،‬‬ ‫ •‬ ‫الفقيهالقنفود‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه المجاهد الهانا‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه السيد أحمد الريش‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه محمد ولد خْدِيمَة‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه عبد السالم الطالبي (ولد سي الطاهر)‪،‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه عبد القادر القشاش الذي أخذ عن الفقيه المازوري صاحب أنصاص (بُعَيْدَ)‪.‬‬ ‫ •‬ ‫ثم اتجه في رحلته الثانية الستكمال طلب العلم نحو مدشر عيادش‪ ،‬وجلس في هذه المرحلة إلى الفقيه عبد اهلل‬ ‫الهنا (خليفة قاضي بني عروس) الذي الزمه في حلقات دروسه المتنوعة‪ ،‬وقد درس عليه جملة من العلوم‪:‬‬ ‫األجرومية بشرح األزهري خمس ختمات‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ومتن ابن عاشر بشرح ميارة ثالث ختمات‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ومتن تحفة ابن عاصم بشرح التاودي بن سودة‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ومتن األلفية بشرح المكودي‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وعلم الفرائض (الترايك)‪ :‬متن فرائض الشيخ خليل بشرح الخِرْشي‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وتهيأ بعد ذلك إلى الرحلة إلى مدينة العرائش للدراسة النظامية (التعليم العربي اإلسباني) وتوسيع مداركه‬ ‫العلمية فالتحق بالمدرسة العصرية « المعتمد بن عباد» سنة (‪1372‬هـ ‪1953 /‬م)‪ ،‬وهناك تلقى معارف جديدة‬ ‫عصرية على مجموعة من األساتذة‪ ،‬من بينهم‪:‬‬ ‫المدير السيد محمد الشنتوف‪ :‬أخذ عنه النحو والعربية والدين والجغرافية والحساب‪ .‬واألستاذ األخضر الذي‬ ‫درس عليه الحساب‪.‬‬ ‫ثم ينتقل إلى المرحلة الثانوية‪ ،‬فدرس بمعهد الدراسات الثانوية (سي الطاهر غويطة) فدرس على مجموعة‬ ‫من األساتذة من بينهم‪:‬‬ ‫المدير‪ :‬سيدي عبدالقادر الساحلي‬ ‫ومصطفى الدواي‪ ،‬وأحمد عدة (ترقى إلى مستشار في المجلس األعلى للقضاء)‪ ،‬وعبد السالم الريفي‪ .‬وأساتذة‬ ‫إسبان درس عليهم اللغة واألدب اإلسبانيين‪.‬‬ ‫وفي عام (‪1377‬هـ‪1958/‬م) انتقل إلى مدينة تطوان ليتابع دراسته الثانوية في ثانوية القاضي عياض التي‬ ‫كان مديرها آنذاك األستاذ محمد مشبال ـ أحد أفراد البعثة الحسنية الذين درسوا في مصرـ‪ ،‬وكان التدريس فيها‬ ‫باللغة اإلسبانية وفق نظام التعليم اإلسباني‪ ،‬ألن المغرب في تلك الفترة لم يكن لديه نظام للباكالوريا‪ ،‬ومن‬ ‫األساتذة اإلسبان الذين تتلمذ عليهم في الثانوي‪:‬‬ ‫• مركادير مادة الرياضيات‪.‬‬ ‫• خاثنطو مادة األدب اإلسباني والحضارة‪.‬‬ ‫• كورْدُبَا مادة الفيزياء والكيمياء‪.‬‬ ‫• ِبنْيتُو مادة الفلسفة‪.‬‬ ‫وقد حصل على شهادة الباكالوريا سنة (‪1961‬م) من جامعة غرناطة‪.‬‬

‫ولما انهى دراسته الثانوية التحق بالمدرسة العليا لألساتذة بالرباط‬ ‫(‪1962‬م)‪ ،‬وهناك درس بها الرياضيات على األستاذ نادر النابلسي‪ ،‬وعلوم‬ ‫التربية على األستاذ إدريس الكتاني رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وبعد تخرجه عمل في مختبر كلية العلوم بالرباط‪ ،‬ولم تمض سوى ستة‬ ‫أشهر على عمله الجديد حتى انتقل إلى مدينة طنجة حيث اشتغل أستاذا‬ ‫للرياضيات في ثانوية محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبعد مرور فترة طويلة ومراجعة فكرية تاقت نفسه إلى متابعة الدراسة‬ ‫الشرعية‪ ،‬فانتسب إلى كلية أصول الدين‪ ،‬وتتلمذ في هذه المرحلة على نخبة‬ ‫األساتذة األكفاء والشيوخ النبهاء‪ ،‬وقد تم له الحصول على شهادة اإلجازة‬ ‫العليا من تلك الكلية عام (‪1977‬م)‪ ،‬وإثر ذلك تابع دراسته العليا بالرباط‬ ‫وتوج هذه المرحلة بنيله دبلوم الدراسات العليا (علوم القرآن) من دار الحديث‬ ‫الحسنية سنة (‪1990‬م)‪ ،‬كان موضوع أطروحته‪( :‬األنصاص القرآنية المتداولة‬ ‫ودورها في تحفيظ القرآن وتعلمه‪ :‬رواية ورش)‪ ،‬بإشراف األستاذ الدكتور‬ ‫محمد بنشقرون‪ ،‬وعضوية الدكتور التهامي الراجي الهاشمي‪ ،‬والدكتور محمد‬ ‫يسف‪( ،‬بميزة حسن جدا)‪.‬‬ ‫وأنهى مساره الدراسي بحصوله على شهادة دكتوراه الدولة في اآلداب‬ ‫شعبة الدراسات اإلسالمية (القراءات) من كلية اآلداب بتطوان‪ ،‬في موضوع‪:‬‬ ‫الهمزة في القرآن الكريم سنة (‪1995‬م) بإشراف الدكتور التهامي الراجي‬ ‫رحمه اهلل تعالى‪ ،‬وعضوية الدكاترة‪ :‬عبداهلل المرابط الترغي‪ ،‬ومحمد بلوالي‪،‬‬ ‫وعبدالسالم شقور‪ ،‬ومحمد الحبيب التجكاني‪.‬‬ ‫وللدكتور عبدالعزيز العيادي العروسي في الفترة األخيرة ولوع خاص‬ ‫باإلجازات العلمية من علماء الدراسات القرآنية‪ ،‬فقد أجازه األستاذ المقرئ‬ ‫صفاء الدين بن حمدي األعظمي البغدادي نزيل المغرب (ت ‪1432‬هـ‪2011/‬م)‬ ‫الذي يتصل سنده إلى اإلمام الشاطبي (ت‪590‬هـ) وبذلك يكون بين المترجم‬ ‫له وبين الرسول صلى اهلل عليه وسلم (‪37‬شيخا)‪.‬‬ ‫كما أجازه الشيخ أحمد بن الشيخ أحمد الشنقيطي صاحب‪ « :‬الكنز‬ ‫الثمين‪ :‬شرح رسم الطالب عبد اهلل»‪ ،‬ويجتمع سند هذا الشيخ مع سند‬ ‫المغاربة في العالمة عبد الرحمان بن القاضي المتوفى (‪1082‬هـ)‪.‬‬ ‫ويقصد العلماء وطلبة العلم الدكتور عبد العزيز العيادي الستجازته في علم الرسم بواسطة األنصاص القرآنية‬ ‫والتجويد‪ ،‬فيجيز المستحقين لذلك بعد التأكد من كفاءتهم في (الفتيا‪ ،‬السالكة‪ ،‬والنفذة)‪.‬‬ ‫لقد تقلد الدكتور عبد العزيز العيادي عدة وظائف ومهام في حياته العلمية والعملية فاشتغل‪:‬‬ ‫أستاذا بثانوية محمد الخامس‪ ،‬وابن الخطيب‪ ،‬ومركز تكوين األساتذة‪.‬‬ ‫مندوبا لوزارة الثقافة بكل من طنجة والعرائش بين (‪1991/1987‬م)‪،‬‬ ‫مؤطرا لألئمة ضمن ميثاق العلماء للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬ومازال يقوم بهذه المهمة إلى اآلن‪.‬‬ ‫كما اشتغل أستاذا زائرًا في كلية اآلداب في تطوان لمادة القراءات في التسعينيات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫ويشتغل حاليا مؤطرًا تربويا بالتعليم العتيق بطنجة‪،‬‬ ‫ويزاول حاليا مهنة عدل موثق بمحكمة األسرة بالمدينة نفسها‪.‬‬ ‫وسبق أن عين عضوا بالمجلس العلمي المحلي بطنجة من ‪ 2000‬إلى ‪2008‬م‪.‬‬ ‫كما يتقلد الدكتور العيادي مهمة خبير عالمي في بيداغوجية التعليم القرآني في المنظمة اإلسالمية للثقافة‬ ‫والعلوم(ايسيسكو)‪.‬‬ ‫وساهم المترجم خالل سنوات عديدة في تأطير عدة دورات تكوينية للفقهاء المدررين بعدة دول من بينها‪:‬‬ ‫فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬موريطانيا‪ ،‬النيجر‪ ،‬نركينا فاسو‪ ،‬تايالند‪ ،‬وغيرها من الدول‪.‬‬ ‫وخالل مساره العلمي ألف مجموعة من اإلنجازات العلمية الهادفة‪ ،‬بلغت ‪ 17‬عمال تأليفيا متداوال بين أيدي‬ ‫الطلبة والدارسين‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫األنصاص القرآنية (رواية ورش)‪ .‬في مجلدين‪ .‬الطبعة ‪ .11‬صدرت عام ‪2017‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫التصوف الراشد في خطب ميثاق العلماء لتأهيل أيمة المساجد‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الجامع في رسم وضبط مصحف ورش عن نافع‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫حروف االستعالء بين التجويد واإلمالء‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الحطية واالتصال‪ .‬يقع في أربعة أجزاء‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫دليل اإلمام والخطيب لنيل تزكية المجالس العلمية‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الروابط الدينية بقبائل جبالة (مترجم عن اإلسبانية)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫السلكة‪ :‬في منهجية القراءة ب ( السرابة)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه المازوري‪ ،‬أيقونة الحفاظ بشمال المغرب‪ ،‬ومنظومات أخرى‪ :‬منظومة طيور الجنة ـ حذفية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫الفِشْكاري ـ حذفية الحمراوي اللنجري‪.‬‬ ‫العسري‬ ‫الكناوية‪ :‬في ثبت وحذف األلف في القرآن الكريم‪ :‬محاولة تأسيس قراءة تفسيرية‪ .‬طبعة ‪.3‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫مصحف األنصاص‪ .‬يقع في جزأين‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المعمرة‪ :‬أدبيات القراءة واكتساب األخالق‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المنهاج في شرح رسمية الرجراج‪ .‬طبعة ‪.3‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المولد الموروث الشفوي من قصائد مديح المولد النبوي‪ .‬طبعة ‪.2‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الهمزة في القراءات السبعة في مدرسة الغرب اإلسالمي‪ (.‬أطروحة جامعية غير منشورة)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الوقفية بين الثوابت الوطنية والدبلوماسية الدينية‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫حقوق الطفل في اإلسالم (صدر باللغة اإلسبانية)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫مشهد من قبيلة بني عروس‬


‫العدد ‪971‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫تقرير أطروحة نيل شهادة الدكتوراه‬ ‫الحمد هلل ذي المن والفضل واإلحسان‪ ،‬حمداً يليق بجالله‬ ‫ِّ‬ ‫وصَل اللهم على خاتم الرسل‪ ،‬صال ًة تقضي لنا بها‬ ‫وعظمته‪،‬‬ ‫الحاجات‪ ،‬وترفعنا بها أعلى الدرجات‪ ،‬وتب ّلغنا بها أقصى الغايات‬ ‫من جميع الخيرات‪ ،‬في الحياة وبعد الممات‪.‬‬ ‫فالحمد هلل أن جعلني أمثل بين يدي لجنتكم العلمية‬ ‫الموقرة وأنال شرف مناقشتكم لألطروحة التي حضرتها بعنوان‬ ‫«الروض الزاهر في التعريف بالشيخ ابن حسين وأتباعه السادات‬ ‫األكابر» ألبي عبد اهلل محمد بن موسى بن محمد بن محمد بن‬ ‫ناصر تحقيق وتقديم‪.‬‬ ‫اسمحوا لي سادتي أعضاء اللجنة العلمية الموقرة أن‬ ‫أستهل هذا التقرير بكلمة أوجهها ألستاذيّ المشرفين الجليلين‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬والدكتور أحمد هاشم الريسوني؛‬ ‫واللذين أتشرف باألخذ عنهما منذ أن عرفتهما وأنا طالبة بهذه‬ ‫الكلية التي أفتخر باالنتماء إليها‪.‬‬ ‫وأبدأ بأستاذي الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬الذي أشكره‬ ‫جزيل الشكر بالتفضل باإلشراف على هذه األطروحة في‬ ‫مراحلها المختلفة‪ ،‬ورعايته منذ أن كانت فكرة وعنوانا إلى أن‬ ‫صارت رسالة وأطروحة‪ ،‬فكان نعم الموجه والمعين‪ ،‬وأتمنى‬ ‫أن تسعفني الكلمات ألعبر له عن خالص تقديري وامتناني له‪،‬‬ ‫لما خصني به من اهتمام وكريم العناية‪ ،‬فهو من أوقفني على‬ ‫موضوع األطروحة وحثني على درسه‪ ،‬وأنا ما زلت أتابع دراستي‬ ‫الجامعية العليا بماستر األدب العربي في المغرب العلوي األصول‬ ‫واالمتدادات‪ ،‬حيث قبل بأريحية أن يتعهدني باإلشراف والتتبع‪،‬‬ ‫وتدقيق النظر وتقويمه‪ ،‬ولم يدّخر جهدا ووقتا في إفادتي‬ ‫وتوجيهي واألخذ بيدي إلتمام هذا العمل وإخراجه على الصورة‬ ‫التي يرضاها كل متطلع لترسيخ البحث العلمي الجاد والمسؤول‪.‬‬ ‫فشكرا له مرة أخرى على ثقته الغالية‪ ،‬راجية من اهلل أن‬ ‫يجد في نتائج األطروحة بعضا من غرسه الطيب‪ ،‬وهو غرس ترجع‬ ‫بَذراتُهُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫األولى إلى األستاذ المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي مُؤصّل الدراسات المغربية بهذه الك ّلية‪.‬‬ ‫كما أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى أستاذي الدكتور‬ ‫هاشم الريسوني‪ ،‬الذي قبل متابعة اإلشراف على هذا العمل‬ ‫وتعهده بالفحص والتصويب والقراءة مرّات ومرّات على حساب‬ ‫وقته وراحته‪ ،‬على الرغم من التزاماته الكثيرة التي تفرضها‬ ‫مسؤوليته العلمية والبيداغوجية‪ ،‬وقد كان لصائب توجيهاته ما‬ ‫شدّ من أزري‪ ،‬ومنحني عظيم التشجيع إلتمام عملي وإخراجه‬ ‫بالصورة التي هو عليها اليوم‪ ،‬وأرجو من اهلل تعالى أن يكون هذا‬ ‫العمل مستجيبا النتظارات الطلبة الباحثين في جامعاتنا المغربية‪.‬‬ ‫السادة األساتذة أعضاء اللجنة العلمية المحترمة‪:‬‬ ‫من دواعي االعتراف بالفضل أن أتقدم إليكم بالشكر‬ ‫رئاسة وأعضاء وأخص بداية األستاذ‪ :‬الدكتور عبد اإلله الكنفاوي‬ ‫واألستاذ عبد الرحيم اإلدريسي اللذين كان لهما الفضل‪ ،‬بعد اهلل‬ ‫عز وجل‪ ،‬في تكويني واألخذ بيدي للتعلم والرقي المستمر بي في‬ ‫مدارج العلم منذ أن درست على يديهما بالماستر‪ ،‬وأشكرهما على‬ ‫تشريفهما لي بقراءة هذه األطروحة‪ ،‬وقبول مناقشتها وتقويمها‪،‬‬ ‫كما أشكر الدكتور أحمد بوعود على منحي من وقته‪ ،‬والمشاركة‬ ‫في تقويم ما اعترى األطروحة من خلل‪ ،‬وإثرائها بمالحظاته‬ ‫السديدة‪ ،‬فلهم مني جزيل االمتنان والتقدير‪.‬‬ ‫كما أتوجه بخالص الشكر واالمتنان إلى جميع من مد لي‬ ‫يد العون إلنجاز هذه األطروحة‪ ،‬وفي مقدمتهم القائمين على‬ ‫مكتبة الكلية‪ ،‬الذين لم يدخروا جهدا في تزويدي بالمصادر التي‬ ‫كنت بحاجة إليها‪ ،‬وتزودت منها الشيء الكثير‪ ،‬فلهم مني جزيل‬ ‫العرفان‪.‬‬ ‫كما أشكر أفراد عائلتي الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وأخص بالذكر‬ ‫والديّ الكريمين اللذين لوال دعمهما ما كنت هنا اليوم‪ ،‬وزوجي‬ ‫الذي ساندني طيلة فترة إعدادي لهذه األطروحة المتواضعة‬ ‫وكذا بناتي العزيزات وأختي وأخويّ‪ ،‬كما ال يفوتني شُكرَ جميع‬ ‫الحاضرين من أصدقائي ومعارفي الذين شرّفوني بحضورهم‬ ‫ومتابعتهم‪ ،‬وإني لمتشوقة لتوجيهات سادتي العلماء األجالء‬ ‫أعضاء اللجنة العلمية الموقرة‪ ،‬حتى أتمكن من إجراء التعديالت‬ ‫والمقترحات المقدمة من طرفهم‪ ،‬فهم منارة هدى لهذه‬ ‫األطروحة‪ .‬وأسأل اهلل تعالى أن ينفعني بهذا العمل ويجعله خالصا‬ ‫لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يغفر لنا ما كان فيه من الزلل والتقصير‪.‬‬ ‫وأستأذنكم جميعا في عرض تقرير هذه األطروحة في ثمان‬ ‫عناوين ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬موضوع األطروحة‪:‬‬ ‫موضوع األطروحة هو مخطوط «الروض الزاهر في التعريف‬ ‫بالشيخ ابن حسين وأتباعه السادة األكابر» للشيخ المكي الناصري‬ ‫تحقيق وتقديم‪ ،‬هذا المخطوط من تراث الزاوية الناصرية‪ ،‬يحمل‬ ‫شهادة مكتوبة عمَّا قدمته هذه الزاوية من خدمات جليلة في‬ ‫سبيل نشر العلم والتربية‪ ،‬وهو شاهد على ما عرفته هذه الفترة‬ ‫من ازدهار في مسير الحركة العلمية واألدبية‪.‬‬ ‫والمخطوط يندرج ضمن كتب التراجم المتخصصة التي‬ ‫تتناول التعريف بمجموعة من األعالم الذين ينتمون إلى القرن‬ ‫الحادي عشر والثاني عشر‪ ،‬وإلى طبقة معينة (الشيوخ واألولياء)‪،‬‬ ‫حيث يعرّف بهم ويعدّد مناقبهم وكراماتهم‪ ،‬ويذكر بعضا من‬ ‫تآليفهم كتبا أو أشعارا أو رسائل‪...‬‬ ‫والمخطوطاتُ أساسُ الدراسات األدبية والتاريخية‪ ،‬إذ‬ ‫تمثل مادة مصدرية لمعرفة ظواهر اجتماعية وثقافية موسومة‬ ‫ً‬ ‫توجيهية‬ ‫بغنى مادتها‪ ،‬وإشارات عارضة بين ثنايا التراجم وإحاالت‬ ‫للقضايا المعرفية في نطاق أدبيات التراث العربي اإلسالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علمية ال تنحصر‬ ‫وكتب التراجم بصنيعها هذا‪ ،‬تقدم موادَّ‬ ‫أهميتُها عند تصوير األشخاص ووضعهم في سياقاتهم‬ ‫التاريخية‪ ،‬بل تحديدُ سمات تلك العصور‪ ،‬واستجال ُء ما حدث فيها‬ ‫من ظواهر وقضايا وتحوالت‪.‬‬ ‫والمخطوط موضوع عملنا يحتوي على مقدمة وعشرين‬ ‫بابا متنوعة المحاور‪ ،‬لكنها تصب في المظان نفسه وهي‪:‬‬ ‫• المقدمة‪ :‬تحدث فيها المؤلف عن والدة فكرة التعريف‬ ‫بالشيخ عبد اهلل ابن حسين وأتباعه األكابر‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى‬ ‫الحديث عن المصادر التي اعتمدها في استقاء األخبار والمعلومات‬ ‫ضمَنها كتابَهُ عن هؤالء الشيوخ‪ ،‬وذكرَ األبوابَ التي قسم‬ ‫التي ّ‬ ‫عليها كتابه‪ ،‬مرفقا كل باب بالموضوع الذي خصه به‪.‬‬ ‫• الباب األول‪ :‬ذكر فيه القطبين الزاهدين الناسكين‬ ‫أبا محمد عبد اهلل بن حسين‪ ،‬وأبا العباس أحمد بن إبراهيم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ميمونة بنت عُمَرَ رضي اهلل عنهم‪ ،‬وضَمَّن‬ ‫ووالدتَه السيد َة‬ ‫هذا الباب فصلين تحدث في األول عن كرامات أبي العباس أحمد‬ ‫ابن إبراهيم‪ ،‬وفي الثاني استدعى بعضاً من كالمه وحكمه‪.‬‬ ‫• الباب الثاني‪ :‬خصه للتعريف بالشيخ أبي عبد اهلل محمد بن‬ ‫محمد بن ناصر‪ ،‬فذكر مولده وسيرته وشيوخه‪ ،‬وألحق به فصال‬ ‫تحدث فيه عن اجتماعه بالقطبين ابن حسين وأحمد بن إبراهيم‬ ‫وتطرق إلى بعض أحواله‪.‬‬ ‫• الباب الثالث‪ :‬في التحاق الشيخ محمد بن ناصر بالزاوية‬ ‫الحسينية اإلبراهيمية رفقة أبيه وأخيه وأهله بغرض التعلم‬ ‫والتعليم‪ ،‬وضم هذا الباب ثالثة فصول‪ ،‬تحدث في األول عن‬ ‫مغادرة ابن ناصر للزاوية بعد وفاة القطبين ابن الحسين وأحمد‬ ‫ابن إبراهيم‪ ،‬وفي الثاني عن تفسير ابن ناصر لرؤية شيخه ابن‬ ‫حسين في المنام‪ ،‬وفي الثالث عن رجوع الشيخ إلى الزاوية بعد‬ ‫ارتحاله منها واشتغاله بالعلم وأهله‪ ،‬وعرّج على بعض من رحالته‬ ‫في سبيل العلم ولقاء الشيوخ‪.‬‬ ‫• الباب الرابع‪ :‬في ذكر مؤلفات الشيخ ابن ناصر وبعض ما‬ ‫امتدحت به من طرف تالمذته وشُرّاحها‪ ،‬كما أتى على بعض‬ ‫توسالته‪.‬‬

‫• الباب الخامس‪ :‬في ذكر السلسلة الناصرية الشاذلية‪،‬‬ ‫واتصالها بالنبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبه فصل خاص ببعض‬ ‫مكاتبة الشيخ ابن ناصر‪.‬‬ ‫• الباب السادس‪ :‬في ذكر بعض تالمذته الذين ذاع صيتهم‬ ‫بالمشرق والمغرب منهم‪:‬‬ ‫• أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي؛‬ ‫• أبو سالم عبد اهلل بن محمد بن أبي بكر العياشي؛‬ ‫• أبو مروان عبد المالك بن محمد التاجموعتي؛‬ ‫• أبو العباس أحمد بن عبد القادر الحسني التستاوتي؛‬ ‫• أبو إسحاق إبراهيم االمسياني؛‬ ‫• أبو العباس أحمد بن عبد الحي الحلبي‪ ،‬مع ذكر أشعارهم‬ ‫ومؤلفاتهم‪.‬‬ ‫• الباب السابع‪ :‬في ذكر وفاة الشيخ ابن ناصر وبعض‬ ‫مراثيه‪ ،‬وما كان عليه رفاق الشيخ بعد وفاته يوم الثالثاء السادس‬ ‫عشر من صفر سنة خمس وثمانين وألف‪ ،‬مراسيم جنازته من‬ ‫غسله إلى دفنه في الروضة‪ .‬ولم يفته إيراد مجموعة من القصائد‬ ‫الطوال التي رثاه بها إخوانه وأصحابه‪.‬‬ ‫• الباب الثامن‪ :‬تحدّث فيه عن أخيه الولي المخلص أبي‬ ‫علي الحسن بن محمد بن ناصر‪ ،‬وذكر كرامات الشيخ وزهده وما‬ ‫تحصّل عليه من علوم اآللة‪.‬‬ ‫• الباب التاسع‪ :‬ذكر فيه أوالد الشيخ مبتدئا بأكبرهم مع‬ ‫إيراد بعض كراماتهم وتقييداتهم‪.‬‬ ‫• الباب العاشر‪ :‬خصّه لخليفة والده من بعده أبي العباس‬ ‫أحمد بن محمد بن ناصر‪ ،‬ومولده وسيرته وبعض أحواله‪ ،‬وما‬ ‫اتصف به من زهد وورع وكرم وسخاء‪.‬‬ ‫• الباب الحادي عشر‪ :‬أورد فيه رحلة الشيخ وتالمذته نحو‬ ‫طرابلس ورجوعهم منها‪ ،‬كما ذكر بعض فوائد اقتطفها من‬ ‫رحلته‪.‬‬ ‫• الباب الثاني عشر‪ :‬استدعى فيه مكاتباته إلى األحبة‬ ‫واإلخوان واألهل واألصحاب حاملة لبعض النصائح والوصايا‬ ‫القيمة‪ ،‬ثم إدراجه لسلسلة مباركة شريفة وقد نظمها العالمة‬ ‫محمد الحوات‪ ،‬حيث اعترف بأنها وحيد ُة دهرها ولم يُنسج على‬ ‫منوالها أحدٌ قبله وال بعده‪ ،‬وهي رائية طويلة تتكون من مائة‬ ‫وثمانية عشر بيتا كلها من ذكر الشيوخ ومواصفاتهم ومميزاتهم‬ ‫وكرامتهم‪.‬‬ ‫• الباب الثالث عشر‪ :‬في ذكر بعض كراماته من خالل ما‬ ‫نقله من تآليف العالمة أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن أحمد‬ ‫البوسعدي السنوسي النجار المراكشي في مناقب الشيخ المذكور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جملة من أهل الشيخ ودائرته‬ ‫• الباب الرابع عشر‪ :‬سرد‬ ‫وأصحابه أمثال أحمد بن داوود بن يعزى بن يوسف الجزولي‬

‫‪ - 2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬ ‫يرجع سبب اختياري لهذا الموضوع إلى إشارة من أستاذي‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون واستشارة علمية من أستاذي‬ ‫المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬فضال عن جملة أمور‬ ‫منها‪:‬‬ ‫• شغفي باالشتغال على المخطوط بعد استفادتي من‬ ‫دروس المرحوم الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي في علم‬ ‫التحقيق‪ ،‬وهو من أبرز العلماء في هذا الحقل الدقيق بهذه الكلية‪.‬‬ ‫• رغبتي في التعريف بما يختزنه تراثنا المغربي‪ ،‬بعد‬ ‫انتظامي في ماستر األدب العربي في المغرب العلوي‪ :‬األصول‬ ‫واالمتدادات‪.‬‬ ‫• المساهمة في إثراء المكتبة المغربية بالمصادر التي يحتاج‬ ‫إليها الباحث في األدب المغربي قديمه وحديثه‪.‬‬ ‫• إعجابي بشخصية وأعمال المؤلف خاصة ما يتعلق‬ ‫بالتراجم‪ ،‬وما يرتبط بها من أخبار ونصوص ذات ثراء جاللي‬ ‫وجمالي‪...‬‬ ‫• اهتمامي بالتراث الصوفي للزاوية الناصرية بعد اطالعي‬ ‫على بحوث وأطاريح في الموضوع‪.‬‬ ‫• الكشف عن معطيات وأحداث ميزت المغرب والعالم‬ ‫اإلسالمي خالل القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجري‪ ،‬وهي‬ ‫حقبة موّارة بدينامية سياسية وعلمية‪.‬‬ ‫تطلعي إلى الخوض في هذا الموضوع ألهميته‪،‬‬ ‫ •‬ ‫خاصة وأن هذا الصنف من التآليف ما زال في حاجة إلى من يهتم‬ ‫به من أدباء ونقاد ومؤرخين على السواء لبناء معرفة موضوعية‬ ‫تنطلق من النصوص المحققة تحقيقا علميا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اطالعي على بعض المنجز حول الزّاوية الناصرية‬ ‫ •‬ ‫من بحوث الماستر والدكتوراه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أهمية المخطوط‪:‬‬ ‫ترجع األهمية التي يكتسيها هذا المخطوط إلى‪:‬‬ ‫أ‪.‬كونه ذاكر ًة ً‬ ‫حية‪ ،‬تختزن أحداثا ووقائع وأخباراً‪ ،‬وإنتاجات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأدبية ألدباء وعلماء‪.‬‬ ‫علمية‬ ‫ب‪.‬تضمنه لنصوص جديدة غير معروفة (نص للشاعر‬ ‫الصوفي أحمد بن عبد القادر التستاوتي في موضوع خفاء‬ ‫الخصوصية‪ ،‬والذي قدم له الدكتور عبد اللطيف شهبون بقوله‪:‬‬ ‫وقفت على رسالة فريدة ألحمد بن عبد القادر التستاوتي الشاعر‬ ‫الصوفي الكبير (ت‪1127‬هـ) لم ترد في مجموعة نزهة الناظر‬ ‫وبهجة الغصن الناضر‪ ،‬كان قد كتب بها إلى الطائفة المراكشية‬ ‫لما دخل بينهم العباس الشراد بالتفريق والفساد خالل والية‬ ‫سيدي أحمد بن ناصر الدرعي رضي اهلل عنه‪ ،‬فارتأيت تعميم‬ ‫الفائدة ببيانها موضوعا وأسلوبا وحجاجا‪...‬وللمهتمين بالتراث‬ ‫الصوفي بالمغرب واسع النظر‪ ،‬وأما نصها‪.).....‬‬ ‫ج‪.‬تقديمه لمعلومات قيمة تهم مجموعة من العلماء‬

‫التملي مستشهدا ببعض القصائد في مدحهم‪ ،‬خاتما هذا الباب‬ ‫بوفاة هذا األخير‪.‬‬ ‫• الباب الخامس عشر‪ :‬أتى فيه على ذكر بعض القصائد التي‬ ‫امتدح بها الشيخ من بينها قصيدة العالمة أبي العباس أحمد بن‬ ‫عبد الكريم نجل سيدي أحمد سعيد القاضي المجلدي‪ ،‬وقصيدة‬ ‫ألحمد بن صالح األكتاوي‪.‬‬ ‫• الباب السادس عشر‪ :‬تحدث فيه عن وفاة الشيخ أحمد بن‬ ‫ناصر وبعض مراثيه‪ ،‬ففيما يتعلق بوفاته ذكر سنة وفاته ومكان‬ ‫دفنه بدرعة وبروضة خلف أبيه الشيخ السيد محمد بن ناصر‪.‬‬ ‫وأما مراثيه فذكر الشيوخ الذين رثوه بمجموعة من‬ ‫القصائد الطوال‪ ،‬على رأسهم الشيخ عمران السيد موسى بن‬ ‫محمد بن ناصر‪ ،‬والشيخ أبو محمد عبد الكريم ابن أحمد التنفيوي‬ ‫الدرعي‪ ،‬والفقيه النبيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الهشتوكي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى األديب الشريف أبي عبد اهلل السيد محمد الحوات‪.‬‬ ‫• الباب السابع عشر‪ :‬خصه للعالمة أبي عمران موسى بن‬ ‫محمد بن ناصر ابن أخ الشيخ ابي العباس أحمد بن ناصر الذي‬ ‫ً‬ ‫وخليفة له في الزاوية الناصرية‪،‬‬ ‫جعله وصيّاً على دَاِرهِ وحَرَمِهِ‬ ‫ومولدِهِ وسيرتِهِ وعلمِهِ ُ‬ ‫وطـرفٍ من أخباره رحمه اهلل تعالى‪،‬‬ ‫ففيما يخص سيرته‪ ،‬تحدث عن والدته ونسبه‪ ،‬وانتقل للحديث‬ ‫عن تعليمه مبتدئا بحفظه القرآن الكريم على أحد اصحاب الشيخ‬ ‫سيدي محمد بن ناصر السيد محمد التروقي‪ ،‬وصوال الى اشتغاله‬ ‫بقراءة النحو على يد العديد من الشيوخ على رأسهم عمه الشيخ‬ ‫أبي الحسن على بن محمد بن ناصر‪ ،‬والعالمة السيد أحمد‬ ‫الهشتوكي وغيرهم من العلماء‪ ،‬كما تطرق لقراءته للعديد من‬ ‫العلوم األخرى كعلم الحديث والفقه واألدب وصحيح البخاري‬ ‫ومسلم على يد عمه محمد بن ناصر‪.‬‬ ‫• الباب الثامن عشر‪ :‬ذكر فيه بعض الفوائد التي اصطلح‬ ‫عليها المؤلف بالفوائد المُجَرَّبَةِ اقتطفها من تقاييد الشيخ‬ ‫أبي عمران موسى بن محمد بن ناصر‪ .‬من بين هذه الفوائد‬ ‫فائدة للحفظ من األعداء والنجاة من شر كل سلطان وشيطان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أدعية‪ ،‬كدعاء النزول في السفر‬ ‫فضال عن فوائد أخرى تضمنت‬ ‫ويستشهد على ذلك باألحاديث النبوية وبعض الحكم‪.‬‬ ‫• الباب التاسع عشر‪ :‬تناول فيه مرويات الشيخ أبي عمران‬ ‫موسى بن محمد بن ناصر وبعض مطوالته ومقطعاته وما امتدح‬ ‫به وما رثي به‪ .‬وقسمه إلى أربعة فصول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مجموعة من القصائد الطوال من نظم‬ ‫األول‪ :‬تضمن‬ ‫الشيخ أبي موسى بن محمد بن ناصر‪ ،‬ومن بينها قصائد في‬ ‫مدح الشيخ أحمد بن ناصر‪ ،‬والتوسل إلى اهلل تعالى لما كان عبد‬ ‫الرحمن العلج نازال بالزاوية الناصرية نَاوياً نَهْـبَهَا وخَرابها‪.‬‬ ‫وقصيد ًة في مدح والده‪ ،‬وقصيد ًة في بناء الكعبة المشرفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مدحية‪ ،‬من بينها قصيد ٌة ألبي‬ ‫الثاني‪ :‬يشمل قصَائدَ‬ ‫العباس أحمد بن محمد بن يوسف األكتاوي‪ ،‬وقصيدة لألديب أبي‬ ‫عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد العزيز بن علي بن حمدان بن‬ ‫ادريس األندلسي األسفي‪ ،‬وقصائد أخرى لمحمد الحوات‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬جعله في ذكر كراماته التي تمثلت في أعمال الخير‬ ‫التي كان يقوم بها من إكرام ضيوفه ومساعدة الناس‪.‬‬ ‫وأما الرابع‪ :‬في ذكر وفاة الشيخ أبي عمران موسى بن محمد‬ ‫بن ناصر‪.‬‬ ‫• الباب العشرون‪ :‬في ذكر أخيه األستاذ العالمة أبي محمد‬ ‫عبد اهلل بن محمد بن ناصر والدته ونشأته وتعليمه وإجازاته‪،‬‬ ‫وبعض أدعية وأمداح نبوية‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فهذه نظرة وصفية مركزة عن أبواب « الروض الزاهر‬ ‫في التعريف بالشيخ ابن حسين وأتباعه السادات األكابر‪.‬‬

‫المغاربة الذين أسهموا بشكل كبير في تنشيط الحركة الفكرية‬ ‫والثقافية في البالد خالل القرنين الحادي عشر والثاني عشر‬ ‫الهجري‪.‬‬ ‫د‪ .‬بسطه لمادة علمية وأدبية وفنية وتاريخية‪ ،‬يستطيع‬ ‫الباحثون اإلفادة منها على اختالف تخصصاتهم‪.‬‬ ‫ه‪ .‬مساهمته في التعريف بتراث الزاوية الناصرية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أهداف األطروحة‪:‬‬ ‫سعيت باشتغالي بهذا الموضوع إلى تحقيق هدف رئيس‬ ‫ّ‬ ‫مركب‪:‬‬ ‫ التعريف بالشيخ ابن حسين وأتباعه السادة األكابر وهم‬‫جميعهم من أبناء الزاوية الحسينية اإلبراهيمية التي صارت‬ ‫تعرف بالزاوية الناصرية‪ .‬الذين تتلمذوا على القطب الكبير أبي‬ ‫العباس أحمد بن إبراهيم الدرعي‪ ،‬وذلك بذكر أسمائهم ونسبهم‬ ‫ومسيرهم العلمي‪ ،‬مع التطرق إلى ذكر شيوخهم وتالمذتهم‬ ‫بعض من‬ ‫واإلجازات التي سلمت منهم وإليهم‪ ،‬و كذا ذكر‬ ‫ٍ‬ ‫كراماتهم وأخبارهم وتآليفهم (أقوال‪ ،‬أمثال‪ ،‬حكم‪ ،‬رسائل‪،‬‬ ‫وأشعار‪ .)..‬وبالتالي التعرف على فترة أدبية عرفت إنتاجا علميا‬ ‫وأدبيا غزيرا في مختلف العلوم على يد شيوخ وعلماء‪.‬‬ ‫‪ ‬المشاركةِ في المشروع الثقافي الهام الذي أسهم فيه‬‫عدد من الباحثين‪ ،‬وهو تحقيقُ التراث الذي يعتبر شرطا ضروريا‬ ‫لبناء الذات في الحاضر والمستقبل‪ ،‬حيث ال يمكن أن تتم البحوث‬ ‫الموضوعية األخرى دون الرجوع إلى النصوص التراثية باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫أساسية‪.‬‬ ‫مصادرَ‬ ‫ الكشفُ عن بعض النصوص النثرية والشعرية ووضعها‬‫بين أيدي الباحثين لتمكينهم من إعادة دراستها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وصف المخطوط‪:‬‬ ‫كتاب « الروض الزاهر في التعريف بالشيخ ابن حسين‬ ‫وأتباعه السادة االكابر» للشيخ محمد بن موسى المكي الناصري‪،‬‬ ‫مخطوط موجود في في ثالث نسخ‪:‬‬ ‫النسخة األولى‪ :‬توجد تحت رقم (ك‪ )2261 :‬بالمكتبة‬ ‫الكتانية لمالك محمد عبد الحي الكتاني بفاس‪ ،‬تتكون من ‪252‬‬ ‫صفحة‪ ،‬عدد السطور في الصفحة‪ 22 :‬سطرا‪ ،‬قياسها ‪11x18‬‬ ‫سنتيمترا‪ ،‬كتبت بخط مغربي غير واضح‪ ،‬وهي تشمل مجموعة‬ ‫من الطرر والحواشي‪ ،‬وكتب المتن فيها داخل إطار‪ ،‬وكان الفراغ‬ ‫من تحريرها كما ورد بها يوم اإلثنين سابع شهر ربيع الثاني‬ ‫سنة ‪1121‬هـ ‪ ،‬وكان الفراغ من تبييضها يوم األربعاء الثامن‬ ‫والعشرين من ربيع الثاني في السنة المذكورة ـ على يد صاحبه‬ ‫عبد القادر بن محمد أبي ناصر بن أحمد الناصري وهي األصل‪،‬‬ ‫لكنها نسخة مبتورة‪.‬‬ ‫النسخة الثانية‪ :‬توجد بالخزانة الملكية بالرباط تحت رقم‬ ‫‪ ،11861‬تتكون من ‪ 216‬صفحة‪ ،‬عدد السطور في الصفحة‪21 :‬‬ ‫سطرا‪ ،‬قياسها‪ 15.5x21‬سنتيمترا‪ ،‬كتبت بخط مغربي مدموج‪.‬‬ ‫كان الفراغ من تحريرها يوم اإلثنين السابع من ربيع الثاني سنة‬ ‫‪1175‬ه‪ ،‬وهي نسخة سليمة من البتر وكان اعتمادي عليها في‬ ‫المقام األول‪.‬‬ ‫النسخة الثالثة‪ :‬توجد في المكتبة الوطنية بالرباط تحت‬ ‫رقم (ق‪ ،)187:‬تتكون من ‪ 255‬صفحة‪ ،‬تحتوي كل صفحة على‪:‬‬ ‫‪ 20‬سطرا‪ ،‬قياسها ‪ 11x15.5‬سنتيمترا‪ ،‬كتبت بخط مغربي‬ ‫واضح‪ ،‬وكتب المتن داخل إطار‪.‬وكان الفراغ من تحريرها يوم‬ ‫األربعاء ‪ 14‬رمضان سنة ‪1362‬ه على يد كاتبها أحمد بن الحسن‬ ‫بن أحمد البركة بن أحمد البدوي زويتن‪ ،‬وهي نسخة سليمة من‬ ‫البتر‪.‬‬ ‫وقد أفدت منها جميعا إلخراج النص على أقرب صورة‬ ‫ارتضاها صاحبه‪.‬‬

‫‪ - 6‬عملي في التحقيق‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫طبيعة العمل في هذا المخطوط‬ ‫التصميم‪ :‬اقتضتْ‬ ‫تقسيمَهُ إلى قسمين‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬يضم التقديم وفصلين‪:‬‬ ‫• التقديم‪ :‬تم التطرقُ فيه للسياق العام والدوافع الذاتية‬ ‫والموضوعية الختيار موضوع البحث‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بالمؤلف‪ ،‬من حيث ذكر مولده‬ ‫• الفصل األول‪ :‬في التعريف‬ ‫ونسبه وحياته وشيوخه ومؤلفاته ووفاته‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بالمؤلف‪ ،‬من حيث ذكر‬ ‫• الفصل الثاني‪ :‬في التعريف‬ ‫مضمونه ومصادره ومنهجيته ولغته‪ ،‬ووصفه‪.‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬ويضم تخريج المتن‪ ،‬بما يلزم من تعليقات‬ ‫وإضافات وشروح وتعريفات‪ ،‬حيث‪:‬‬ ‫• قابلت النسخة األصلية التي رمزت لها ب (أ) بالنسخ األخرى‬ ‫التي رمزت لها ب (ب) و(ج)‪.‬‬ ‫• أثبتّ الفروق الموجودة بين النسخ المعتمدة‪ ،‬وقد‬ ‫آثرت الوقوف على أهمها‪ ،‬وإهمال الفروق األخرى التي ال تفيد‬ ‫خدمة النص‪ ،‬كاألخطاء االمالئية والنحوية‪ ،‬وغير ذلك مما قد‬ ‫يثقل الهامش دون كبير فائدة‪ ،‬وكل هذا بتوجيه من أستاذي‬ ‫المشرفين‪.‬‬ ‫• وضعت في نهاية التصميم بابا للفهارس المساعدة ألنها‬ ‫مفتاح الكتاب‪ ،‬والغاية منها تيسير اإلفادة من كل ما اشتمل عليه‬ ‫المخطوط وهي‪ :‬فهرس اآليات القرآنية‪ ،‬فهرس األحاديث النبوية‬ ‫الشريفة‪ ،‬فهرس األشعار‪ ،‬فهرس األعالم البشرية‪ ،‬فهرس األعالم‬ ‫الجغرافية‪ ،‬فهرس الكتب الواردة في المخطوط‪.‬‬ ‫• ختمت بمسرد للمصادر والمراجع المعتمدة‪ ،‬بينت فيه‬ ‫كل المعلومات المتعلقة بهذه األخيرة على النحو التالي‪ :‬اسم‬ ‫الكتاب‪ ،‬مؤلفه‪ ،‬سنة وفاته‪ ،‬اسم محققه إذا كان الكتاب محققا‪،‬‬ ‫الدار الناشرة‪ ،‬رقم الطبعة وتاريخ الطبع‪.‬‬ ‫• أعددت فهرسا للموضوعات‪ :‬رتبته حسب أرقام الصفحات‪.‬‬ ‫فضال عن هذا‪:‬‬ ‫• قمت بنسخ الكتاب كامال بالرسم المتعارف عليه اليوم؛‬ ‫• وضعت عالمات الترقيم؛‬ ‫• ضبطت األبيات الشعرية ؛‬ ‫• أشرت إلى نهاية الصفحات من النسخة المخطوطة‬ ‫األصلية المعتمدة باستعمال الخطين المائلين ‪ /./‬مع ذكر رقم‬ ‫تلك الصفحة محافظة على ترقيم صفحات المخطوط كما هو في‬ ‫المجموع؛‬ ‫• عزوت اآليات القرآنية إلى سورها؛‬ ‫• خرجت األحاديث الواردة في الكتاب ما استطعت إلى ذلك‬ ‫سبيال؛‬ ‫• عرَّفتُ األعالم الواردة أسماؤهم في المخطوط‪ ،‬بتقديم‬ ‫نبذة عن حياة المترجم له مع التركيز على تاريخ وفاته بتوجيه من‬ ‫المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي والدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون‪ ،‬مع اإلشارة إلى المصادر التي استفدت منها في نقل هذه‬ ‫الترجمة؛‬ ‫• عرّفت ببعض األعالم الجغرافية؛‬ ‫• نسبت جل األشعار إلى قائليها‪ ،‬مع اإلحالة على مصادرها؛‬ ‫• وضعت القوسين المزهرين ﴿ ﴾ لحصر اآليات القرآنية؛‬ ‫• وضعت الالمتين {} لحصر النصوص الحديثية؛‬ ‫• وضعت المزدوجتين « » لحصر أقوال األعالم؛‬ ‫• وضعت القوسين ( ) لحصر السنوات والتواريخ‪ ،‬ولحصر‬ ‫النصوص التي ينقلها المؤلف بنصها إن تمكنت من حصرها؛‬ ‫• وضعت الحاصرتين « » لحصر عناوين الكتب الواردة في‬ ‫المخطوط؛‬ ‫• وضعت القوسين (( )) لحصر األدعية؛‬ ‫• رمزت بـ ح‪ :‬لرقم الحديث؛‬ ‫• رمزت بـ ص‪ :‬لرقم الصفحة؛‬ ‫• رمزت بـ ت‪ :‬لتوفي‪ ،‬وتكون مقرونة بتاريخ الوفاة؛‬ ‫• رمزت بـ هـ‪ :‬للسنة الهجرية؛‬ ‫• أعددت فهارس وظيفية ضرورية‪ ،‬ورتبتها حسب الحروف‬ ‫األبجدية؛ وكذا فهرس الموضوعات‪ ،‬ورتبته حسب أرقام‬ ‫الصفحات؛‬ ‫‪ - 7‬صعوبات األطروحة‪:‬‬ ‫ما يعطي للبحث العلمي في موضوع ما طعمه الخاص‬ ‫وجود بعض العقبات التي يسعى الباحث ‪ -‬وهو يشق طريقه في‬ ‫الدراسة و التحليل‪ -‬إلى تجاوزها و إيجاد الطرق الكفيلة للتغلب‬ ‫عليها‪ .‬وما من باحث إال عانى وهو بصدد إنجاز عمله صعوبات‪،‬‬ ‫وقد واجهتُ بدوري صعوبات منها‪:‬‬ ‫‪ ‬البحث عن نسخ من المخطوط‪.‬‬‫‪ ‬صعوبة الوصول إلى بعض من المراجع ذات الصلة‬‫بموضوع األطروحة‪.‬‬ ‫‪ - 8‬آ فاق األطروحة‪:‬‬ ‫إن أهم ما خلصت إليه بعد الفراغ من إتمام هذه األطروحة‬ ‫هو غنى وأهمية التراث الصوفي التي تتجلى في إحياء مصنفات‬ ‫الكتابة الصوفية باللسان العربي المبين‪ ،‬والوقوف على مختلف‬ ‫القضايا والظواهر األدبية الصوفية‪ ،‬التي ميزت نمط الكتابة في‬ ‫فترة تاريخية خاصة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشخصية‬ ‫نصيــة‬ ‫بحثية‬ ‫وتفتح هذه األطروحـــة آفاقــا‬ ‫ً‬ ‫وموضوعاتية في مجال محدد هو تراث الزاوية الناصرية تحديدا‪،‬‬ ‫والتراث األدبي والفكري والتاريخي والصوفي بالمغرب على وجه‬ ‫العموم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكمال هلل‪،‬‬ ‫وأخيرا فإني ال أدعي كماال في هذا العمل‪ ،‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫والخطأ من اإلنسان‪ ،‬لكني بذلتُ‬ ‫والنقصُ والتقصيرُ والتناقضُ‬ ‫جَهْدي ليخرج على الوجه المطلوب‪ ،‬وأعتقد أني مهما بالغت في‬ ‫تحريره وإتقانه البد من وجود خلل ونقص لقول اهلل عز وجل‪:‬‬ ‫ون ا ْلقُ رْ� َآن َو َل ْو َ‬ ‫ي هَّ ِ‬ ‫الل َل َو َج ُدوا فِي ِه‬ ‫ان م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َأ َفال َيت َ​َد َّب ُر َ‬ ‫ِن عِ ْندِ غَ رْ ِ‬ ‫اختِال ًفا َ‬ ‫ِري ﴾ا (سورة النساء‪ :‬آية‪ ،)82 :‬فهذه اآلية الكريمة دالة‬ ‫ْ‬ ‫كث ً‬ ‫على أن عمل البشر موسوم بالنقص‪.‬‬ ‫هذا العمل جَهْدُـ مقلةٍ ضعيفةٍ بذلت جَهدا فما كان‬ ‫صوابا أو قريبا منه‪ ،‬فهو فضل من الباري تعالى وتوفيقه‪ ،‬وأما‬ ‫النقص فمن المقلة الضعيفة وحسبها نيل أجر المجتهدة‪.‬‬ ‫السادة أعضاء لجنة المناقشة العلمية‪ ،‬أدعو اهلل أن يكون‬ ‫هذا العمل قد التزم بضوابط العمل التحقيقي سعيا لتقديم نص‬ ‫جديد‪ ،‬وأرجو أن يتقبله الكريم خالصا لوجهه‪ .‬وعلى اهلل قصد‬ ‫السبيل‪ ،‬والصالة والسالم على صاحب المحجة والدليل‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )25‬ليلى األخيلية‬

‫شاعرة الحب العفيف والرثاء البليغ‬ ‫( ‪ 75‬هـ ‪ 695 /‬م )‬ ‫الشاعرة ‪ :‬هي ليلى األخيلية بنت األخيل من عقيل بن كعب ‪ ،‬لم تحدد كتب تاريخ اآلداب‬ ‫العربي تاريخ مولدها ووفاتها ومكان وفاتها ‪ ،‬بل اختلفت في ذلك ‪ ،‬وإذا ما ذكرت ترجمتها‬ ‫تكون ترجمة في عبارات ضئيلة ‪ .‬وحسب بعض المراجع فقد سميت باألخيلية لقولها أو قول‬ ‫جدها في أبيات منها ‪:‬‬

‫نحن الأخايل ما يزال غالمنا حتى يدب على الع�صا مذكورا‬ ‫وكانت فصيحة وذكية وجميلة وتنظم الشعر ‪ ،‬وهي تعد في النساء المتقدمات في‬ ‫الشعر ‪ ،‬ونالت مكانة مرموقة بين الشعراء في عصرها ‪ ،‬وجالست خلفاء و وأمراء عصرها ‪،‬‬ ‫مادحة حينا وشاكية أحيانا ‪ ،‬أمثال معاوية بن أبي سفيان ومروان بن الحكم وعبد الملك بن‬ ‫مروان ‪ .‬وكانت لها صلة وثيقة بالحجاج ومدحته في بعض قصائدها ‪ .‬وقد اشتهرت ليلى‬ ‫األخيلية ضمن شواعر العرب بنظم الشعر ‪ ،‬حتى أصبح ذكر إسمها مع ذكر إسم الشاعرة‬ ‫الخنساء ‪ ،‬نظرا لما عرف عنهما من نظم شعر الرثاء ‪ .‬وقد أحبها توبة بن الحمير بن حزم‬ ‫بن كعب ‪ ،‬وكان الحب متبادال بينهما ‪ ،‬وهو يعد في شعراء العصر األموي ‪ ،‬وقال فيها شعرا‬ ‫يتغزل بها وبجمالها ‪ ،‬فانتشر شعره وذاع بين الناس ‪ .‬فاشتهرت ليلى بأخبارها مع توبة بن‬ ‫الحمير ‪ .‬فجاء يوما ليخطبها إلى أبيها فأبى أن يزوجه بها لما قال فيها من شعر ولما اشتهر‬ ‫من حبه لها ‪ ،‬بل زوجها رجال من بني األدلع ‪ .‬ولما توفي توبة في إحدى الغارات ‪ ،‬راحت‬ ‫ليلى تبكيه وترثيه شعرا جميال يعتبر من أبلغ شعر الرثاء ‪ .‬وهكذا بقيت إلى آخر حياتها ال‬ ‫تقلع عن البكاء والرثاء ‪ .‬حتى توفيت نحو سنة ‪ 695‬م ‪ .‬وقد تركت شعرا يدور حول أغراض‬ ‫شعرية مختلفة من مدح وهجاء ورثاء وما إلى ذلك ‪.‬‬ ‫القصيدة ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد الرثاء في الشعر العربي ‪ ،‬حيث كانت‬ ‫الشاعرة ال تخفي حبها العفيف لحبيبها توبة ‪ .‬وقد اتصل بها أحد األشخاص من أجل نظم‬ ‫قصيدة في رثاء أحد أفراد القبيلة ‪ ،‬فامتنعت عن تلبية ذلك الطلب ‪ ،‬وأن ال أحد يستحق‬ ‫رثاءها إال حبيبها توبة ‪ .‬ونظمت هذه القصيدة الرائعة والبليغة في رثاء حبيبها توبة ‪ ،‬ولها‬ ‫قصائد كثيرة في رثائه ‪ .‬تقول فيها ‪:‬‬

‫ق�صيدة �أَ ْق َ�س ْم ُت �أَ ْرثي َبع َْد َت ْوب َ​َة هالك ًا‬ ‫�أَ ْق َ�س ْم ُت َ �أ ْرثي َب ْع َد ت َْو َب َة هالكــــــــــــ ًا‬ ‫عار على الفَتـــى‬ ‫ل َ​َع ْم ُر َك ما بامل َْو ِت ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫عا�ش مِ‬ ‫َ‬ ‫�سالـــــــــ ًا‬ ‫حي و� ْإن‬ ‫وما �أ َح ٌد ٌّ‬ ‫وم ْن كان ممِ ّ ا ُي ْحد ُ‬ ‫ِث ال َّد ْه ُر جازِ عـــ ًا‬ ‫َ‬ ‫�س لذِي َع ٍ‬ ‫ي�ش عنِ امل َْو ِت َمقْ �صرَ ٌ‬ ‫ول َْي َ‬ ‫مما ُي ْحد ُ‬ ‫َــــب‬ ‫وال‬ ‫ِث ال َّد ْه ُر ُمعت ٌ‬ ‫احلي ّ‬ ‫ُّ‬ ‫وكلُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِلــــــــــــى‬ ‫ب‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫د‬ ‫ِي‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫�شباب‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وكُ لُّ َقرين َْي �إِلفَةٍ‬ ‫ِ‬ ‫َـــــــــــــــــــــر ٍق‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وم ِّيتــــــــــــــــــ ًا‬ ‫فال ُي ْبعِ َدنْ كَ الل ُّه ّ‬ ‫حي ًا َ‬ ‫ـــــــــــت‬ ‫ف� ْآلي ُت ال �أَنْ فَكُّ �أَ ْبكِ يـكَ ما َد َع‬ ‫ْ‬ ‫َــــــــــــه‬ ‫َقتِيلُ َبنِي َع ْو ٍف فيـا ل َْهفَتـا ل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َــــــــــــــــة‬ ‫ولكِ نَّما �أَ ْخ�شـى َعل َْيـهِ َقبِيل‬

‫دار ْت َعل َْيـهِ ال َّدوائـــــ ُِر‬ ‫و�أَ ْحفِلُ َم ْ‬ ‫ـن َ‬ ‫�إذا لمَ ْ ت ِ‬ ‫املَعـايـــــــر‬ ‫ُ�ص ْب ُه يف احليـا ِة‬ ‫ُ‬ ‫ِـــــــــــــــر‬ ‫مم ْن َغ َّيبت ُْه املقـاب‬ ‫ب� ْأخ َل َد َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِــــــر‬ ‫فال ُب َّد َي ْوم ًا � ْأن ُيرى وهو �صاب ُ‬ ‫ِــــــر‬ ‫ام‬ ‫�س َعلى ال ّأي ِ‬ ‫والدهـر غاب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ول َْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫لمَ‬ ‫املَي ُت � ْإن َي ْ�صبرِ ِ‬ ‫ــر‬ ‫وال ْ‬ ‫احلي نا�ش ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وكُ لُّ‬ ‫ً‬ ‫ّهِ‬ ‫ىءٍ‬ ‫امرِ‬ ‫ِـــــر‬ ‫ئ‬ ‫�صا‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ�شتات ًا و� ْإن َ�ضنَّا وطـالَ الت ُ‬ ‫ـــــــر‬ ‫َّعا�ش‬ ‫ُ‬ ‫�أَخا احلَ ِ‬ ‫دار ْت َعل َْيكَ ال َّدوائ ُِر‬ ‫رب �إ ِْن َ‬ ‫ِــــــــــر‬ ‫قاء �أَ ْو طار طائ‬ ‫على َفنَنٍ َو ْر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهـ ْم َعل َْيـهِ �أحــــــــــــــاذِ ُر‬ ‫وما كُ ن ُْت �إ َِّي ُ‬ ‫بد ُر ِ‬ ‫وم َبادٍ وحا�ضــــــــــ ُِر‬ ‫الر‬ ‫لَها ُ‬ ‫وب ُّ ِ‬

‫مختارات من شعرها ‪:‬‬

‫�صاب َت ْوب َ​َة ُم ْق َرم ًا‬ ‫‪ )1‬عَ َق ْر ُت عَ لى �أَ ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ــــــــــه‬ ‫ِــــر ُه َ�أقــــارِ ُب‬ ‫َعق َْر ُت َعلى �أَنْ‬ ‫ْ‬ ‫�صاب ت َْو َب َة ُمقْ َرمــــــــــ ًا ب َِه ْيــدةَ � ْإذ لمَ ْ ت َْخ َتف ْ‬ ‫املراتــــــــب‬ ‫ِهن‬ ‫ـــــــت‬ ‫ِيع ف�أَ ْ�ص َب َح‬ ‫ِح ُ‬ ‫ْ‬ ‫يا�ض النَّدى زال َْت ب َّ‬ ‫�أُرِ يق َْت ِج ُ‬ ‫فان ْابنِ اخلَ ل ِ‬ ‫ُ‬ ‫َف ُعفات ُ​ُه ل َْهفى َي ُط ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ�ض َع ْر ُ‬ ‫عا�ص ُب‬ ‫�ش ال ِب ْئرِ والورِ ُد‬ ‫ون َح ْول‬ ‫َــــــــــــــــه كما انْ ق َّ‬ ‫ُ‬ ‫وف َ‬

‫‪ )2‬ـ �أال ليت �شعري واخلطوب كثرية‬

‫ِريةٌ‬ ‫�أَال ل َْي َت ِ�ش ْعرِ ي واخلُ ُط ُ‬ ‫وب كَ ث َ‬ ‫�سي َم ْن ال َي ْ�س َتقِلُّ ب َِر ْحلِـــــــهِ‬ ‫ِب َنفْ َ‬

‫‪ )3‬ـ وقالت ترثي توبة ‪:‬‬

‫َمتى َر ْحلُ َق ْي ٍ‬ ‫راجـــع‬ ‫�س َم ْ�س َتقِلٌّ َف‬ ‫ُ‬ ‫ِـع‬ ‫َو َم ْن ُه َو �إن لمَ ْ َي ْحف َِظ الل ُّه �ضائ ُ‬

‫****‬

‫لتبك العذارى من خفاجـة كلها �شتاء و�صيفا دائبات ومربعــــــــا‬ ‫على نا�شئ نال املكارم كلهـــا فما انفك حتى �أحرز املجد �أجمعا‬

‫****‬

‫‪ )4‬ـ حدث رجل يقال له ورقاء قال ‪:‬‬

‫سمعت الحجاج يقول لليلى األخيلية ‪ :‬إن شبابك قد ذهب ‪ ،‬واضمحل أمرك وأمر توبة ‪،‬‬ ‫فأقسم عليك إال صدقتني ‪ ،‬هل كان بينكما ريبة قط ‪ ،‬أو خاطبك في ذلك قط ؟ ‪ .‬فقالت ‪:‬‬ ‫ال واهلل ‪ ،‬أيها األمير ‪ ،‬إال أنه قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض‬ ‫األمر ن فقلت له ‪:‬‬ ‫وذي حاجة قلنا له ال تبح بها فلي�س �إليها ما حييت �سبيل‬ ‫لنا �صاحب ال ينبغي �أن نخونه و�أنت لأخرى فارغ وحليـل‬ ‫تخالك تهوى غريها فك�أنهـــــا لها من تظنيها عليك دليـل‬ ‫فال والله ما �سمعت منه ريبة بعدها حتى فرق بيننا املوت)‪.‬‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ ديوان ليلى األخيلية ‪.‬‬ ‫ـ أبو الفرج الصفهاني ‪ .‬كتاب األغاني ج ‪. 3‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ .‬كتاب األعالم ‪ .‬الجزء ‪ . 6‬الطبعة ‪. 3‬‬ ‫ـ كامل سلمان الجبوري ‪ .‬كتاب معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة ‪ 2002‬م ‪ .‬الجزء ‪. 4‬‬ ‫ـ جرجي زيدان ‪ .‬كتاب تاريخ آداب اللغة العربية ‪ .‬الجزء األول ‪ .‬السنة ‪ 1957‬م ‪.‬‬ ‫ـ السراج ‪ .‬كتاب مصارع العشاق ‪ .‬الجزء ‪ ( .. 1‬ليلى األخيلية والحجاج )‪.‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫االنطالقة الكبرى لماستر السينما‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬وقد أصبح جلياً َّ‬ ‫أن السينما رسالة ثقافية نبيلة‪ ،‬فرضتْ نفسها باعتبارها لغة (اسْتَنْدار) وفناً راقياً‪ ،‬ووسيلة إبداع‬ ‫بحرية الفكر‪ .‬ترجمـتْ ذلك جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان فانفردتْ بشعبة الماستر‬ ‫للسينما‪ ،‬من أجل الدَّ ِرس والتحصيل لنيل الدرجات العلمية من فئة الماستر والدكتوراة‪ ،‬في بحر سنوات دراسية متخصصة‪.‬‬ ‫فكان احتفاء بالمهرجان الدولي الخامس لمدارس السينما بتطوان لهذه السنة ‪.‬لدعم صناعة السينما باستراتيجية عقالنية‬ ‫علمية في سياق الثورة المعلوماتية الحالية‪ .‬لعل بعض الجامعات المغربية األخرى تبدأ في طرح شعبة الماستر في برامجها‬ ‫الدراسية بكلياتها بعد حين ‪.‬‬ ‫استغربتْ (طلب علم السينما من الغرب ) مصر العربية بصناعة السينما منذ ما يزيد على قرن من الزمان‪ .‬وكان‬ ‫أو ُ‬ ‫َّل فيلم ناطق لها سنة ‪1932‬م‪ ،‬من إخراج محمد كريم وبطولة يوسف وهبي وأمينة رزق‪ ،‬تحت عنوان «أوالد الذوات»‪.‬‬ ‫وأول عرض للسينما كان سنة ‪1907‬م بسينما «لوميير»‪ ،‬والذي تم تصوير مناظره باإلسكندرية‪ .‬أما األفالم القصيرة‪،‬‬ ‫فكانت تحمل عناوين ‪« :‬الشرف البدوي» و«األزهار القاتلة» للمخرج محمد كريم‪ ،‬وهو أيضاً أول ممثل مصري‪ .‬و«صناعة»‬ ‫السينما العربية لم ترَ النور إال في سنة ‪1917‬م‪ ،‬إلى ْ‬ ‫أن وصلت اليوم تتمتع بهوية الصناعة السنيمائية إذ اعتُبرتْ‬ ‫نهضتها في العشرية األخيرة من القرن العشرين‪ .‬حينئذ كان الغرب سباقا لتأسيس أول لبنة للسينما منذ سنة ‪1893‬م‬ ‫تمَّ إنشاء استوديو «بالك ماريا» على أرض إيديسون لبناء تصميم التقاط الضوْء بكاميرا «كينوتوغراف» التي كانت تعمل‬ ‫بالكهرباء‪ .‬ومن الذاكرة الفنية أيضاً فيلم «مزحة البستاني» سنة ‪1895‬م «لوميير»‪ ،‬إذ لم تتجاوز دقائق من الكوميديا‪.‬‬ ‫بدْءاً من فرنسا وبريطانيا وأمريكا‪ .‬توالت التجارب الفنية سنة ‪1896‬م ل»توماس أرمات» الذي أدخل تحسينات على آلة‬ ‫العرض «فيتاسكوب إيديسون»‪ .‬أما البريطاني «سيسيل هيوورث»‪ ،‬فقد ابتدع في حديقة داره كوخا خشبيا استعمله‬ ‫كاستوديو للتصوير وذلك عام ‪1898‬م‪1899/‬م‪ ،‬وهي عبارة عن منصة مرتفعة عن األرض بجدار واحد الستوديو عتيق‪.‬‬ ‫بينما كان «جورج ميليس» أول من اكتشف إمكانية إخضاع الفيلم لمشاهد مصممة عوَض االكتفاء برصد عملية الواقع‪،‬‬ ‫وهو الذي أنشأ استوديو «مونطرويل سو بوا» بمنزله سنة ‪1897‬م‪ .‬وفي السينما الفرنسية سنة ‪1898‬م أقبل «جورج‬ ‫ملييه» على إخراج فيلم «القمر على بعد متر» ‪ ،‬وفيلم آخر يحمل عنوان «رحلة إلى القمر» وذلك سنة ‪1902‬م‪ .‬بينما قبله‬ ‫َّ‬ ‫استهل بتوسيع استوديو «كارل ليميل» وهو أول من أوحى إلى الشركة «إ‪.‬م‪.‬ب» أهمية‬ ‫كان «جورج مليس» سنة ‪1900‬م‬ ‫المناظر الطبيعية الخارجية لكاليفورنيا وذلك سنة ‪1915‬م‪ ،‬عند إنشائه ل «أونيفرسال فيلم فاكتورين»‪ .‬وقد صمم استوديو‬ ‫في وادي «سان فيرناندو» من جبال هوليود‪ .‬ومن رواد السينما العالمية الكلونيل «وليام سيليج»‪ ،‬صاحب الشركة التي‬ ‫تحمل اسمه «سيليج فيلم بولسكوب»‪ ،‬وقد تخصص في إنتاج أفالم الدراما‪ ،‬وانفتح على أفالم «الويستيرن» وهو أول‬ ‫من تعاقد مع «كاوْبويْ طوميكس»‪ .‬تمثلتْ آنذاك السينما اإليطالية سنة ‪1910‬م‪ ،‬إذ وصلت أفالمها ألبعاد ضخمة في‬ ‫فيلم «سقوط طرْوادة» ل «جيوفاني باسروني»‪ .‬وكذلك فيلم «كوفاديس» سنة ‪1912‬م «إلينريكو كوازوني»‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪1915‬م هيمن الفيلم الدانماركي بعنوان «الخيانة ونتائجها» و«حماقات األرستوقراطية»‪ .‬استقطبتْ أفالم «الويسترن»‬ ‫نظر المشاهدين عبر العالم من خالل إخراج «جون فورد» سنة ‪1924‬م لفيلميْه «الحصان الحديدي» و«ثالثة رجال أشرار»‬ ‫سنة ‪1926‬م‪ .‬وإلى أن التقى «جون فورد» و«جون واين» في عدة أفالم «الويستيرن» و«الكاوْبويْ»‪ ،‬إذ من بينهما وصلت‬ ‫صناعة السينما أوجها‪ ،‬في النصف الثاني من القرن العشرين ‪ ..‬بممثلين من العيار الثقيل أمثال (على العموم ال الحصر) ‪:‬‬ ‫«جوني ويست ميلير»‪»،‬سبينسير تراسي»‪« ،‬كالرك كايْبل»‪« ،‬كاري كوبير»‪« ،‬فرانك سيناطرا»‪« ،‬جون وايْن»‪« ،‬ليز تايلور»‪،‬‬ ‫«صوفيا لورين»‪ ،‬مارسيلو ماستريانني»‪ ،‬يوسف شاهين‪ ،‬مصطفى العقاد «فرانك سيناطرا» «ريتاهايْوورث»‪ ..‬وتبقى صناعة‬ ‫السينما للرعيل األول أمثال اإلخوة «ماركس» و«شارلي شابلن» و«لوريل وهاردي» واسماعيل ياسين ‪ ..‬المؤاخذ على‬ ‫صناعة السينما الغربية تسييسها من لدن الرأسمال الصهيوني والتي أضحتْ أداة طيِّعة في متناوله‪ ،‬يُمرِّرُ من خاللها‬ ‫إديلوجيته السادية ضدَّ القضايا العربية واإلسالمية ‪.‬‬ ‫من أهم دوافعي إلعداد هذه المادة‪ ،‬ضرورة التعاطي العلمي والمعرفي لصناعة السينما في بالدنا‪ .‬واإلفادة الجادَّة‬ ‫من المنهجية العلمية التي انتهجتها كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬في الحقل المعرفي كأساس لصناعة السينما‪،‬‬ ‫ببرمجة شعبة الماستر واالحتفاء به للسنة الرابعة‪ ،‬وقد ربحتْ رهان االستمرارية بالمجهودات والتضحيات والمثابرة كدليل‬ ‫على إقناعها وإيمانها بسينما الشباب‪ .‬افتتح المهرجان العلمي لمدارس السينما بتطوان البروفسور محمد سعد الزموري‬ ‫عميد كلية اآلداب‪ ،‬مرحبا بالحضور األجنبي والمغربي من مدارس فن السينما من أروبا وآسيا وأمريكا الالتينية‪ ،‬قائال‬ ‫َّ‬ ‫رَحِم الجامعة كما أعطى نبذة بالعربية والفرنسية عن محتواه‪ .‬قبل ذلك ألقى كلمة الجامعة‬ ‫إن المهرجان وُلِدَ من‬ ‫ِ‬ ‫رئيسها البروفسور حذيفة أمزيان بثالثية لغوية‪ ،‬معبِّرا عن ما يشعر به من تفاؤل بمنهج وصفي‪ ،‬شاكرا للجميع االهتمام‬ ‫بالدراسات السينمائية بشعبة الماستر بكلية الجامعة‪ .‬وقد تفضل عميد الكلية بتكريم رئيس الجامعة ‪ ..‬تكوَّنت لجنة‬ ‫التحكيم من ‪« :‬وييل هيكبي» رئيسا – (المملكة المتحدة) – «ديديي بوجارد»‪ ،‬عضوا ( فرنسا) – فاطمة الجبلي الوزاني‬ ‫(المغرب)‪« -‬فانطا ريجينة ناكرو» (بوركينا فاسو) ‪ ..‬اختتم المهرجان بمجموعة من الجوائز التي جاءت على النحو التالي ‪:‬‬ ‫الجائزة الكبرى فازت بها –تحية إلى كوبان‪ -‬ل «سوران كورباني» من جامعة «إدينبورك» ‪ ..‬جائزة لجنة التحكيم لفيلم‬ ‫«الندل األخير» ل «هاجني كيس» من جامعة «بودابيست» ‪ ..‬جائزة أحسن فيلم وثائقي فاز بها «بروميس» ل «بيونيامين‬ ‫موسولو»‪ ،‬للفيلم الدولي ب «كوهن» ألمانيا ‪ ..‬جائزة أحسن فيلم روائي ذهبت لفيلمين هما ‪« :‬بوند»‪-‬رباط‪ -‬ل»بيرناديت‬ ‫ميير» و«أوستروم» –حصار‪ -‬ل «إستفان كوفاكس» من جامعة المسرح والسينما للفن ب «بودابيست» ‪ ..‬أما الفيلم‬ ‫الحائز على جائزة حقوق اإلنسان كان من نصيب «قلب» ل يسمينة المصباحي‪ ،‬كما أحرز أيضا على جائزة الجمهور ‪/‬‬ ‫المسابقة الرسمية‪ ..‬جائزة اإلبداع «بسيكوالبس» – فشل نفسي ‪ -‬ذهبت ل «أرنو كوديا مونطيسينوس» من «إسيك‬ ‫برشلون»‪ ..‬جائزة لجنة التحكيم للشباب فازت بها «بوند» –رباط‪ -‬ل «بيرناديت ميير» من جامعة المسرح والسينما للفن‬ ‫ب «بودابيست» ‪..‬و أخيرا كانت جائزة الجمهور – وثائقي تطوان من نصيب هناء هويدار ‪ /‬ماستر سينما وثائق – تطوان‬ ‫على فيلمها «ميد نايت»‪( ،‬في ساعة متأخرة من الليل)‪ .‬وقد توج الحفل البهيج بتكريم البروفسور محمد سعد الزموري‪،‬‬ ‫بشعار المهرجان من يد البروفسور حميد العيدوني‪ ،‬رئيس جمعية بدايات ‪...‬‬

‫القطب الجمعوي لجهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة ينهض من أجل تحقيق‬ ‫مبدأ الشفافية والحكامة المالية‬

‫يتطلب الحديث عن المالية العامة‪،‬‬ ‫استحضار مفهوم الشفافية‪ ،‬باعتبار أن األخيرة‪،‬‬ ‫دعم لتنمية مالية‪ ،‬ومبدأ لتحقيق حكامة مالية‬ ‫جيدة‪ ،‬وتعزيز للثقة بين المواطن والمؤسسات‬ ‫المنتخبة‪.‬‬ ‫وتعد الميزانية العامة‪ ،‬برامج ومشاريع‬ ‫تنوي الحكومة تنفيذها‪ ،‬لكنها تواجه ضعفا‬ ‫مستمرا‪ ،‬ترجع أسبابه إلى غياب حكامة مالية‬ ‫جيدة‪ ،‬و رقابة حقوقية قانونية‪ ،‬وسوء التدبير‪...‬‬ ‫و يظل التطبيق الفعلي للمساءلة‪ ،‬والترافع‪،‬‬ ‫والشفافية‪ ،‬حبرا على ورق ‪.‬‬ ‫وفي إطار مشروع التعبئة المواطنة‪ ،‬الذي‬ ‫يهدف إلى ترسيخ مبادئ الحكامة المالية‪،‬‬ ‫والشفافية‪ ،‬عبر ربط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬ ‫وتمكين المواطنين والمواطنات‪ ،‬من التأثير‬ ‫على صناع القرار‪ ،‬وتدبير الشأن العام المحلي‬ ‫والجهوي‪ .‬وكذا‪ ،‬العالقة التي تربط المجتمع‬ ‫المدني بالمؤسسات المنتخبة‪ ،‬في المساءلة‬ ‫حول المالية العامة‪ ،‬والتتبع والرقابة‪ ،‬ودور‬ ‫الجماعات الترابيـــة في التنمية المحليـــة‬ ‫والوطنية‪ ،‬نظم القطب الجمعوي لجهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬لقاء جهويا‪ ،‬بأحد فنادق‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬حمل عنوان «الشراكة بين‬ ‫الجمعيات والمؤسسات المنتخبة مدخل لتعزيز‬ ‫الحكامة المالية»‪ ،‬بدعم من الفضاء الجمعوي‪،‬‬ ‫واالتحاد األوروبي‪ ،‬وحضور فاعلين جمعويين‪،‬‬ ‫وسياسيين‪ ،‬وحقوقيين‪ ،‬على المستوى المحلي‬ ‫والجهوي‪.‬‬ ‫وشارك في جلسة اللقاء‪ ،‬عالل القندوسي‬ ‫منسق القطب الجمعوي‪ ،‬و عدنان معز ‪ ،‬عن‬ ‫مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية‬ ‫المحلية‪ ،‬و»خالد هرميش»‪ ،‬عن شبكة العمل‬ ‫المدني بتطوان‪ ،‬و»نجوى معروف»‪ ،‬منسقة‬ ‫المشروع‪ ،‬وفاعلة حقوقية‪ ،‬وباحثة أكاديمية‪.‬‬ ‫نجـــوى معــروف‪ ،‬سلطــت الضـــوء في‬ ‫مداخلتها‪ ،‬على معيقـــات المكون السياسي‪،‬‬ ‫والخصاص في الموارد البشرية‪ ،‬ومعيق الجماعة‬ ‫الترابية في االستقالل المالي واإلداري‪ ،‬الذي‬ ‫يرتبط بمبدأ التدبير الحر‪ ،‬وتوزيع االختصاصات‪،‬‬ ‫وتحقيق المركزية‪ ...‬باعتبار منظمات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬فاعـــال محليـــا‪ ،‬وتنمويــا‪ ،‬له أدواره‬ ‫الحقوقية‪ ،‬والدستورية‪ ،‬في التتبع والتقييم‪.‬‬ ‫وتطرق خالد هرميش‪ ،‬إلى معايير الحكامة‬

‫المالية‪ ،‬المتمثلة في مبدأ الشفافية‪،‬والترافع‪،‬‬ ‫والتشاور‪ ،‬وحق الولوج إلى المعلومات المتعلقة‬ ‫باإلدارة المالية واالقتصادية‪ ،‬إذ سيدخل قانون‬ ‫الحصول على المعلومة‪ ،‬حيز التنفيذ في فاتح‬ ‫مارس ‪ ،2019‬و قانون الحصول على الميزانية‬ ‫العامة خالل السنة المالية‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬حيث‬ ‫يمكن للمواطنين‪ ،‬واإلداريين‪ ،‬والمؤسسات‬ ‫العمومية‪ ،‬والمنتخبين‪ ،‬المشاركة والتتبع‪،‬‬ ‫وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مما سيمكن‬ ‫هذين القانونين‪ ،‬من تحقيق حكامة مالية‬ ‫جيدة‪.‬‬ ‫وفي سياق المشروع‪ ،‬أجمع رئيس القطب‬ ‫الجمعوي‪ ،‬عالل القندوسي‪ ،‬على خطة وأهداف‬ ‫القطب‪ ،‬حول عملية الترافع‪ ،‬الهادفة إلى تعزيز‬ ‫الحكامة المالية‪ ،‬حيث يمر القطب من مراحل‪،‬‬ ‫تتمثل في تنظيم دورات تكوينية‪ ،‬تواكب‬ ‫فاعلين جمعويين‪ ،‬وفاعلين سياسيين‪ ،‬وإداريين‬ ‫مسؤولين عن المالية‪ ،‬من أجل التحسيس‬ ‫والتوعية بضعف الكفاءات البشرية‪ ،‬القادرة‬ ‫على مواجهة الصعوبات المالية‪ ،‬التي تعاني‬ ‫منها الجماعات الترابية‪ .‬فضال عن تنظيم‬ ‫موائد مستديرة‪ ،‬ولقاءات تواصلية‪ ،‬وتوعوية‪،‬‬ ‫وتحسيسية‪ ،‬وسينظم يوم دراسي‪ ،‬في إطار‬ ‫الشراكة بين جميع لجان القطب‪ ،‬في فبراير‬ ‫‪.2019‬‬ ‫وقــد أصدر دليل «المبسط في شرح‬ ‫الميزانية»‪ ،‬تـــم إعــداده من طرف الفضاء‬ ‫الجمعوي‪ ،‬بدعم من االتحاد األوروبي‪ ،‬حيث‬ ‫يبسط مبادئ‪ ،‬وهيكلــة‪ ،‬ومساطـــر اعتماد‬ ‫الميزانية الجماعية‪ ،‬وطرق مراقبتها‪ ،‬التي‬ ‫تتماشى مع المقتضيات القانونية الجديدة‪،‬‬ ‫وتساعد الفاعلين الجمعويين‪ ،‬والمدنيين‪،‬‬ ‫والمنتخبين‪ ،‬على تعزيز قدراتهم في مجال‬ ‫المالية المحلية‪ ،‬وتمكنهم من تقييم فعاليتها‪،‬‬ ‫وفعالية السياسات العمومية المحلية‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬يطالب المجتمع المدني‪،‬‬ ‫بتوفير آلية تشاركية ذات بعد حكامي‪ ،‬تربط‬ ‫بين جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬ومجلس جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬ومعايير واضحة من‬ ‫أجل أجرأة الترافع‪ ،‬وكذا توفير استراتيجية الدعم‬ ‫الجمعوي‪ ،‬بمنح جزء من المال العام‪ ،‬للمجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬زهراء بن سليمان‬

‫السلطة اإلقليمية تشرف على افتتاح‬ ‫مسجد «عائشة أم المؤمنين»‬ ‫بجماعة بني بوشيبت‬ ‫أشرفت يوم اإلثنين ‪ 3‬دجنبـــر ‪2018‬‬ ‫السلطات اإلقليمية والمحلية للحسيمة بحضور‬ ‫المندوب اإلقليمـي للشؤون اإلسالمية على‬ ‫االفتتاح الرسمي لمسجد بني بوشيبت‪ ،‬قيادة‬ ‫تبرانت دائرة كتامة‪ ،‬الذي أطلقت عليه وزارة‬ ‫األوقاف والشؤون اإلسالميــة اســم مسجــد‬ ‫«عائشة أم المؤمنين»‪ ،‬وقــد حضر االفتتـــاح‬ ‫رئيس جماعة بني بوشيبت ومجموعـــة من‬ ‫المصلين‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن هذا المسجد‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫من المشاريع الملكية‪ ،‬شيد بمواصفات تراعي‬ ‫خصوصية الطراز المعماري المغربي في عمارة‬ ‫المساجد‪ ،‬تم انجازه من طرف وزارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية على مساحة قدرها ‪ 819‬متر‬ ‫مربع‪ ،‬بغالف مالي يناهز ‪ 6.513.728,71‬درهم‪.‬‬ ‫ويتكون من قاعة للصالة خاصة بالرجال تسع‬ ‫لـ ‪ 600‬مصلي‪ ،‬وأخرى خاصة بالنساء تسع لـ‬ ‫‪ 180‬مصلية‪ ،‬باإلضافة إلى سكن لإلمام وكتاب‬ ‫قرآني‪ .‬وقد بدأت األشغال فيه يوم ‪ 2‬مارس‬ ‫‪ 2017‬وتم تسليمه يوم ‪ 30‬أكتوبر ‪.2018‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫ِ‬ ‫عر َع ْر ُ‬ ‫يبيب‬ ‫ط‬ ‫ف‬ ‫ف ِط‬ ‫َ ْ ُ‬

‫ال زلت أذكر ابتسامة الوُدّ ا ّلتي تألألت من فمه‬ ‫ّ‬ ‫الطليّ‪ ،‬تنير وجهه إشراقا وضيا ًء‪.‬‬

‫�سناء‬ ‫ُو ٌّد تراءى‬ ‫ً‬

‫و�ص ًال ب َِب ْ�س ٍم �أ�ضاءا‬ ‫ْ‬

‫ال زلت أذكر أخباره وقد ترنّمت بها األلسن شدْوًا‬ ‫وغنا ًء‪.‬‬

‫ت�سامت َع ْرف ًا ب ِ‬ ‫ذاه‬ ‫م ٍد‬ ‫ْ‬ ‫ِطيب َ�ش ُ‬ ‫�أخبار جَ ْ‬ ‫داه‬ ‫ت ُْبدي ابتهاجا متاهى‬ ‫ْ‬ ‫�شد ًوا بتِيهِ َ�ص ُ‬

‫إنّه النّجم ا ّلذي هوى من سماء العلوم بالمغرب‬ ‫خاصة والعالم العربي واإلسالمي عامة ‪...‬‬ ‫يوم الخميس‪ 15‬ربيع األول ‪1440‬هـ موافق ‪22‬‬ ‫نونبر ‪2018‬م‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫المطلع الدكتور محمد‬ ‫أال وهو األستاذ البحّاثة‬ ‫بنشريفة (من مواليد سنة ‪1932‬م)‪.‬‬ ‫هذا الذي أذكره خبيرا في دياجي التراث ‪ ..‬راهبا في‬ ‫محاريب البحث ‪ ...‬نديم التحقيق بين أعالق ّ‬ ‫الطروس‪ ،‬ال‬ ‫يبتغي بديال عن مرابعها؛ بل هو الدّليل في أحراشها ‪..‬‬ ‫بين فينة وأخرى ّ‬ ‫يُطل بممتع األخبار‪ ،‬وسني اآلثار‪،‬‬ ‫ويانع الثمار‪:‬‬ ‫تراجم أعالم ُغمروا في ُلجج التّاريخ‪ُ ،‬‬ ‫وطمست‬ ‫رسومهم أو كادت‪ ،‬فيحييهم في أسفار ماتعة‪ ،‬وقوالب‬ ‫عجيبة ‪ ..‬أمثال‪ :‬أبي مروان الباجي‪ ،‬وابن ُلبّال‬ ‫الشَّريشي‪ ،‬وابن عبدربّه الحفيد‪ ،‬وميمون بن ياسين‬ ‫المرابطي‪ ،‬والشّاعر البسطي‪ .. ،‬بها وبأنوارها عُدّ‬ ‫فردا في فن التّراجم معرفة ّ‬ ‫واطالعا وصناعة ‪..‬‬ ‫وتارات في ندوات علمية يسلب فيها األلباب‪،‬‬ ‫غوال‪...‬‬ ‫أخبار ٍ‬ ‫بفيوض معانٍ‪ ،‬ونثار ٍ‬

‫وأحايين بتحقيق نفائس األندلس؛ نحو‪ّ :‬‬ ‫الذيل والتّكملة البن عبد الملك‬ ‫المراكشي‪ ،‬وآثار ابن عَمِيرَة المخزومي‪ ،‬وفهرسة المِنْتُو ِري ‪ ...‬عبر إقامة‬ ‫األوزان‪ ،‬وضبط األعالم والتنبيه على األوهام‪ ..‬وال زال تحقيقه لنسبة البُنّاهي‬ ‫حديث الباحثين في النوادي العلمية بعد أن شاع تصحيفها بين النّاشرين‪:‬‬ ‫النُباهي‪ ..‬وأمثالها كثير حتّى ّ‬ ‫خط لنفسه منهجا خاصا في مجال تحقيق‬ ‫النّصوص؛ قد يُرى عمادَ مدرسة خاصة في هذا المهيع ‪..‬‬

‫ولذلك شيخنا محمد بوخبزة حفظه اهلل ال يرى له نظيرا في مجال األندلسيات‬ ‫على مستوى العالم اإلسالمي‪ ..‬وهو القائل‪( :‬أمّا المغاربة فال نظير للدكتور محمد‬ ‫بن شريفة في هذا المجال‪ ،‬وقد تصدّى للبحث في المغمورين‪ ،‬وإحياء ذكرياتهم‪،‬‬ ‫فكتب عن أكثر من عشرين أسرة وعلمًا كانت بالنسبة إلينا نكرات‪ ،‬فن ّقب عن‬ ‫أخبارها‪ ،‬وساعده إلمامه بال ّلغتين‪ ،‬وجمع في ذلك مجامع تتّسم بالدّ ّقة والتحرير‬ ‫والمقارنة والتّحليل‪ ،‬طبع منها نحو العشرة‪ ،‬وما زال يواصل البحث والتّنقيب‬ ‫أعانه اهلل تعالى‪ ،‬ولم نر لآلن من ينحو نحوه‪ ،‬ولألسف‪ ،‬فإنّه إذا درج سُدّ هذا‬ ‫الباب‪ ،‬واختفت معالمه‪ ،‬وهلل األمر من قبل ومن بعد)‪ .‬رسائل الشيخ بوخبزة إلى‬ ‫الدكتور محمد رستم ص‪.153‬‬ ‫ومن طرائفه أنّه برع في العامي والفصيح من إبداعات األندلسيين شعرا‬ ‫ونثرا وزَجَال‪ ،‬وهو مح ّقق أمثال العوام ألبي يحيى الزّجّالي ا ّلتي نال بها أطروحة‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫الدكتوراه‪ ،‬فقد حدّثني شيخنا بوخبزة أنه قال له معْلِيا‬ ‫من شأنه‪( :‬أجدت في فنّ ّ‬ ‫امْض في‬ ‫قل من يحسنه ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫تكترث بالحَسَدة‪ ،‬فهم ال يفهمون هذا الضرب‬ ‫طريقك‪ ،‬وال‬ ‫من الكتابات األندلسية‪ ،‬فأنّى لهم بنقدها‪ )..‬يقصد‪ :‬أحد‬ ‫الباحثين المصريين في تاريخ األندلس ‪..‬‬ ‫وهو أستاذ أجيال‪ ،‬ازدانت بهم الجامعات المغربية‪،‬‬ ‫ومراكز البحث‪ ،‬تخرّج على يديـــه الكبـــار أمثال‪ :‬عبداهلل‬ ‫المرابط الترغي‪ ،‬وحسن الوراكلي‪ ،‬وعبدالسّالم شقور‪،‬‬ ‫ومحمد الخمّار الكنوني‪ ،‬وعبدالهادي حميتو‪ ،‬وعبدالعزيز‬ ‫السّاوري‪ ،‬وعبداللطيف الجيالني‪ ،‬ومحمد ّ‬ ‫الطبراني‪...‬‬

‫وتشرّفت به مراكز البحث؛ احتفا ًء بتراثه‪ ،‬مثل‪ :‬مركز‬ ‫الدراسات واألبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء‪ ،..‬ونوادي األدب‪ ،‬كإثنينية عبد المقصود خوجة‪ ..‬بل‬ ‫وتطرّزت الجوائز باسمه ووسمه‪ ،‬نحو‪ :‬جائزة الملك فيصل‬ ‫العالمية لألدب العربي ‪...‬‬ ‫أمّا أنا فعرفته من خالل كتبه ودراساته‪ ،‬تنسّمت فيها‬ ‫عَبَقَ الفردوس المفقود‪ ،‬فقادتني إلى أزاهير بساتينها‪،‬‬ ‫أمثال‪ :‬ابن عبدربّه وابن حزم وابن خاتمة‪ ،‬وابن وَرْد ‪..‬‬ ‫ولقيته في ندوة أبي عمران الفاسي بالرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء؛ إذ جمعني به أستاذنا حسن الوراكلي رحمه اهلل‪،‬‬ ‫وأثنى عليّ بمحضره‪ ،‬وأعلمه بتحقيقي إليراد الآلل وإنشاد‬ ‫الضّوال البن خاتمة المَريّ‪ ..‬فاسته ّلت أسارير وجهه‪،‬‬ ‫مهتبال بهذا العِ ْلق‪ ،‬وراغبا في الحصول عليه‪ ،‬فوعدته به‬ ‫هدية‪ ..‬وقد و ّفيت بذلك ‪..‬‬ ‫ثم زرته ببيته قبل سنتين‪ ،‬وأهديته مجموعة من‬ ‫إصداراتي ‪ ...‬فاحتفل بي وأثنى عليّ وعلى كتاباتي؛ إذ‬ ‫وجدته بها ِّ‬ ‫حفيّا ‪ ..‬وأهداني كتاب المرآة في السّبع القراءات‬ ‫البن رشيق المُرْسي‪ ،‬هذا الذي ختم به مسيرته التحقيقية تيمّنا بخدمة القرآن‬ ‫الكريم؛ كي يكون آخر عمل يَ ْلقى به اهلل تعالى‪..‬‬ ‫وتسنيم هذه الشّهادة‪ ،‬ما َغنّى به الوزن‪ ،‬وحرّك أوتار القلب‪:‬‬

‫َق ْر ٌم جليــلُ املزايــــا‬ ‫ـــــم‬ ‫ّ‬ ‫محم ٌد منـــه َو ْ�س ٌ‬ ‫بف�ضلٍ جتلّــــى‬ ‫يزهـو ْ‬

‫بالعلم �أحيـــا �صنوفــا‬

‫و�صـلٍ و�أنْ ٍ‬ ‫ــ�س‬ ‫أ�سفار‬ ‫�‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ثنــاء‬ ‫عمــت وذاعــت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫باخلتم �ضاعت َ�شميما‬

‫لرب الربايــا‬ ‫�أف�ضـــى ّ‬ ‫باخليـــر زان ال ّثنايـــا‬

‫ال�سجـايــا‬ ‫فردا حميـــد ّ‬ ‫�سادت جنــوما هدايـا‬

‫ت�سلو بها النّا�س َر َايا‬

‫�صفاء عطــايــا‬ ‫تزكـو‬ ‫ً‬ ‫ــايا‬ ‫لل ّدهــر ت�سمــو حَت َ‬

‫رحمـه اهلل وغفر له‪ ،‬وأثابه الجنة‪ ،‬وأدام ذكره َّ‬ ‫الطيّب سنا ًء بين األنام‪.‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪ .‬وصلى اهلل وس ّلم على سيد المرسلين‪ ،‬وآله الطاهرين‪،‬‬ ‫وصحبه العدول أجمعين‪..‬‬

‫“علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل”‬

‫التواصل هو لغة الكون كله‪ ،‬ووسيلة لنشر األفكار واألديان واألهداف ‪...‬‬ ‫ونحن في ربيع األنوار‪ ،‬موسم ذكرى مولد نور اهلل ورسوله سيدنا محمد صلى اللهّ‬ ‫عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬ال بدّ وأن ننفض الغبار‪ ،‬عن أمور أخفيت من السيرة النبوية‪،‬‬ ‫بحسن أو بسوء نية‪ ،‬اهلل أعلم بخفايا ذلك‪ ،‬وهو أمر في غاية األهمية والدقة‪ ،‬أال وهو أمر‬ ‫البعثات التي كان يرسلها سيدنا رسول اهلل إلى اآلفاق واألمصار‪ ،‬وهي بعثات ال تحمل‬ ‫معها سوى هم الدعوة‪.‬‬ ‫هذه البعثات جاوزت األربعين بعثة‪ ،‬بينما الغزوات التي وقع فيها القتال لصد العدو‪،‬‬ ‫(وكانت جهاد دفع ال طلب‪ ،‬وهذا أمر آخر نتركه لمقام آخر) لم تتجاوز تسع غزوات فقط‬ ‫! ومع ذلك هي أكثر ما يروج للناس‪ ،‬و بصورة مشوهة‪ ،‬فأين هي البعثات السلمية‬ ‫الدعوية التي كانت ترسل لآلفاق‪ ،‬بدقة وعناية‪.‬‬ ‫لعل هذا ما جعل الناس ترى اإلسالم بصورة دموية مغرضة‪ ،‬فأين نحن من رسل‬ ‫الدعوة المحمدية الذين وصفهم الحبيب يوما فقال‪ :‬يحببون عباد اهلل إلى اهلل‪ ،‬ويحببون‬ ‫اهلل إلى عباده؛ كما روى البيهقي في شعب اإليمان‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬بدر العمراين‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫نحن اليوم على مسؤولية ومهمة أعظم‪ ،‬حيثما كنت فنحن رسل ديننا‪ ،‬في عملك‪،‬‬ ‫تجارتك‪ ،‬إدارتك‪ ،‬خدماتك‪ ،‬سفرك‪ ،‬سفير على كل أحوالك وأقوالك‪ ،‬بأخالقك ووفائك‬ ‫وصدقك‪ ،‬بجودك وكرمك‪ ،‬بحسن خلقك ‪ ..‬الخ‬ ‫اإلسالم اليوم بقيمه وأخالقه يعيش مرحلة من الغربة‪ ،‬وكأني به كما كان محصورا‬ ‫محاصرا في صدور أشخاص وبيوت‪ ،‬أول البعثة‪ ،‬ونعوذ باهلل من زمن ال يبقى فيه من‬ ‫اإلسالم إال اسمه‪ ،‬وال من القرءان إال رسمه‪ ،‬حيث يعود اإلسالم غريبا كما بدأ‪.‬‬ ‫جمعا نقول‪ :‬أزمتنا اليوم أننا ال نعتز بهويتنا الدينية‪ ،‬ظنا منا بجهلنا‪ ،‬أن اإلسالم‬ ‫(متخلف)‪ ،‬وغير قابل للتمدن‪ ،‬بينما هو األمر عكس ذلك تماما‪ ،‬فعش دينك كما أنت‪،‬‬ ‫من أي موقع أنزلكه اهلل‪ ،‬معتزا بهويتك‪ ،‬رسوال لدينك‪ ،‬ممتلئا بروح المحبة‪ ،‬والتعايش‬ ‫والتسامح‪ ،‬وقبول اآلخر مهما اختلفت معه‪.‬‬ ‫ختما اللهم اجعلنا وارثين محمديين قوال وفعال ظاهرا وباطنا‪ ،‬على كل األحوال‬ ‫واألقوال‪.‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫م�صنف البن حزم الأندل�سي �أغ�ضب فقهاء ع�صره ف�ألبوا‬ ‫احلاكم �ضده لتحرق كتبه‬ ‫عاش ابن حزم األندلسي الظاهري حياة مليئة بالمحن والمصائب (‪456 - 384‬هـ‪1063 - 995 /‬م)‪ ،‬قضاها مناض ًال بفكره وقلمه‪ ،‬أكثر من أربعين عامًا‪ ،‬ولكن فقهاء عصره‬ ‫حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة‪ ،‬إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت عالنية بإشبيلية‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫اختُلف في نسبه‪ ،‬أينحدر من أصول فارسية أم من أصل إسباني أم هو عربي صميم النسب؟!‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فقد كانت أسرته من تلك األسر التي صنعت تاريخ األندلس‪.‬‬ ‫عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل‪ ،‬فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود‪ ،‬وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة‪،‬‬ ‫ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم ّ‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة‪ ،‬ثم غادرها فاستقر بمدينة ألمريّة‪ ،‬وكان مشغو ًال بهاجس السياسة وإعادة الخالفة لألمويين‪ .‬ولقي من جراء ذلك عذابًا‬ ‫كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة‪ ،‬ويحن للعودة إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد أ ْلحَقَ زوال الدولة العامرية واستيالء البربر على قرطبة عام ‪400‬هـ وتعاقب الفتن فيها؛ أذىً كبيرا بأسرة ابن حزم‪ .‬ومما زاد األمر سوءا وفاة أخيه األكبر بالطاعون‬ ‫عام ‪401‬هـ‪ ،‬ثم وفاة أبيه عام ‪402‬هـ‪ ،‬ثمّ زوجتُهُ « ِنعَم» التي ُفجع بموتها وكتبَ فيها مراثيه‪ .‬كل ذلك ولم يبلغ العشرين من عمره حينها؛ وهذه الظروف جعلت ابن حزم‬ ‫بعيش‪ ،‬وال فارقني اإلطراق واالنغالق‬ ‫يتحمل مسؤولية أسرته‪ ،‬وقد اضطر ‪-‬شأن كثير من األسر القرطبية‪ -‬للنزوح إلى «المريّة» عام ‪404‬هـ‪ .‬وكتب يصف حاله‪« :‬ما انتفعتُ‬ ‫ٍ‬ ‫مذ ذقت طعم فراق األحبة‪ ...‬ولقد نغّص ّ‬ ‫تذكري ما مضى َّ‬ ‫عيش أستأ ِنفه‪ .‬وإنّي لقتيل الهموم في عداد األحياء‪ ،‬ودفين األسى بين أهل الدنيا»‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫ولما سقطت الخالفة األموية نهائيًا باألندلس وزالت دولة األمويين‪ ،‬تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف‪،‬فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من‬ ‫أشهرها‪ :‬الفِصَل في المِ َل ْل واألهواء والنِّحَل‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬جمهرة أنساب العرب؛ َ‬ ‫نُق ُط العروس؛ ورسالته في بيان فضل األندلس وذكر علمائه؛ اإلمامة والخالفة‪،‬مراتب‬ ‫اإلجماع‪،‬الناسخ والمنسوخ‪ ،‬األخالق والسير في مداواة النفوس‪ ،‬والمح ّلى باآلثار‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪،‬ومصنفه التقريب لحد المنطق الذي سننشره ضمن هذا الركن‬ ‫عبر سلسلة حلقات‪،‬فقراءة مفيدة وممتعة‪.‬‬ ‫اسم المصنف كما جاء على الورقة األولى من المخطوطة « كتاب التقريب لحد المنطق‪ ،‬كالم الرئيس األوحد ارسطاطاليس وغيره‪ ،‬مما عني بشرحه الفقيه اإلمام األوحد‬ ‫األعلم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم؟»‪ .‬وقد أشار إليه ابن حزم مرات في كتابه الفصل في الملل والنحل فقال في باب عن ماهية البراهين ‪« :‬هذا باب قد‬ ‫أحكمناه في كتابنا الموسوم بالتقريب في حدود الكالم»‪ .‬وقال في موضع آخر‪«:‬هذه شغبية قد طالما حذرنا من مثلها في كتبنا التي جمعناها في حدود المنطق»‪،‬فأطلق‬ ‫اسم «الكتاب»على هذا المصنف ألنه مؤلف من كتب ثمانية؛ وذكره مرة ثالثة في الفصل فقال‪« :‬وبينا في كتاب التقريب لحدود الكالم أن اآللة المسماة الزرافة؟ الخ »‪ ،‬وقال مرة رابعة‪:‬‬ ‫«على حسب المقدمات التي بيناها في كتابنا الموسوم بالتقريب في مائية البرهان « ‪،‬فأشار في هذه التسمية إلى بعض جزء من الكتاب‪.‬ولم يكتب ابن حزم هذا الكتاب إال بعد أن حفزه كثير من الدواعي في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫وإال بعد أن وجد الحاجة ماسة إلى المنطق في النواحي العملية من عالقات الناس وتفكيرهم‪ ،‬فهو قد لقي من ينعته بالسؤال عن الفرق بين المحمول والمتمكن‪ ،‬ولقي كثيرا من المشتغبين اآلخذين بالسفسطة في الجدل‪،‬‬ ‫وواجه من يسومه أن يريه العرض منخوال عن الجوهر‪ ،‬وقرأ مؤلفات معقدة ال طائل تحت تعقيدها‪ ،‬ورأى من يدعي الحكمة وهو منها براء فأراد لكتابه أن يكون تسديدا لعوج هذه األمور وإصالح ًا لفسادها‪ ،‬وردا على المخالفين‬ ‫والمشاغبين وإقامة للقواعد الصحيحة في المناظرة‪ ،‬وهي يومئذ شغل شاغل لعلماء األندلس‪.‬‬

‫التقريب لحد المنطق والمدخل إليه باأللفاظ العامية واألمثلة‬ ‫الفقهية ـ ‪ 4‬ـ‬

‫وليعلم من قرأ كتابنا هذا ان منفعة هذه الكتب ليست في علم واحد فقط بل كل علم‪ ،‬فمنفعتها في كتاب‬ ‫اهلل عز وجل‪ ،‬وحديث نبيه‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم وفي الفتيا في الحالل والحرام‪ ،‬والواجب والمباح‪ ،‬من أعظم منفعة‪.‬‬ ‫وجملة ذلك في فهم األشياء التي نص اهلل تعالى ورسوله‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬عليها وما تحتوي عليها من‬ ‫المعاني التي تقع عليها األحكام وما يخرج عنها من المسميات‪ ،‬وانتسابها تحت األحكام على حسب ذلك‪.‬‬ ‫واأللفاظ التي تختلف عبارتها وتتفق معانيها‪ .‬وليعلم العالمون أن من لم يفهم هذا القدر فقد بعد عن الفهم‬ ‫عن ربه تعالى وعن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولم يجز له أن يفتي بين اثنين لجهله بحدود الكالم‪ ،‬وبناء بعضه‬ ‫على بعض‪ ،‬وتقديم المقدمات‪ ،‬وإنتاجها النتائج التي يقوم بها البرهان وتصدق ابدا‪ ،‬أو يمييزها من المقدمات التي‬ ‫تصدق مرة وتكذب أخرى ‪...‬‬ ‫واما علم النظر باآلراء والديانات واألهواء والمقاالت فال غنى لصاحبه عن الوقوف على معاني هذه الكتب لما‬ ‫سنبينه من أبوابه إن شاء اهلل تعالى‪ .‬وجملة ذلك معرفة ما يقوم بنفسه مما ال يقوم‬ ‫بنفسه‪ ،‬والحامل والمحمول‪ ،‬ووجوه الحمل في الشغب واالتباع‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫فاما علم النحو واللغة والخبر وتمييز حقه من باطله والشعر والبالغة والعروض فلها‬ ‫في جميع ذلك تصرف شديد وولوج لطيف وتكرر كثير ونفع ظاهر‪ .‬فأما الطب والهندسة‬ ‫والنجوم فال غنى ألهلها عنها أيضاً لتحقيق األقسام والخالص من الثالثة أشياء المشتركة‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬مما ليس في كتابنا هذا مكان لذكره‪ .‬وهذه جمل يستبينها من قرأ هذه الكتب‬ ‫وتمهر فيها وتمرن بها ثم نظر في شيء من العلوم التي ذكرنا وجد ما قلنا حقا‪ ،‬والحت‬ ‫له أعالمها في فجاجها وأغماضها تبدي له كل ما اختفى وباهلل تعالى التوفيق‪.‬‬ ‫وكتابنا هذا واقع من األنواع التي ال يؤلف أهل العلم والتمييز الصحيح إال فيها تحت‬ ‫النوع الرابع‪ ،‬وهو شرح المستغلق‪ ،‬وهو المرتبة الرابعة من مراتب الشرف في التواليف‪.‬‬ ‫ولن نعدم‪ ،‬إن شاء اهلل‪ ،‬أن يكون فيها بيان تصحيح رأي فاسد يوشك أن يغلط فيه كثير‬ ‫من الناس وتنبيه على أمر غامض‪ ،‬واختصار لما ليست بطالب الحقائق إليه ضرورة‪ ،‬وجمع‬ ‫أشياء مفترقة مع االستيعاب لكل ما يطالب البرهان إليه اقل حاجة‪ ،‬وترك حذف من ذلك‬ ‫البتة‪ .‬واألنواع التي ذكرنا سبعة ال ثامن لها‪ :‬وهي إما شيء لم نسبق إلى استخراجه‬ ‫فنستخرجه؛ وإما شيء ناقص فنتممه‪ ،‬وإما شيء مخطأ فنصححه‪ ،‬وإما شيء مستغلق‬ ‫فنشرحه‪ ،‬وإما شيء طويل فنختصره‪ ،‬دون أن نحذف منه شيئا يخل حذفه إياه بغرض هو‬ ‫إما شيء متفرق فنجمعه‪ ،‬وإما شيء منثور فنرتبه‪ .‬ثم المؤلفون يتفاضلون فيما عانوه من‬ ‫تواليفهم مما ذكرنا على قدر استيعابهم ما قصدوا أو يقصر بعضهم عن بعض‪ ،‬ولكل‬ ‫قسط من اإلحسان والفضل والشكر واألجر‪ ،‬وإن لم يتكلم إال في مسألة واحدة إذا لم‬ ‫يخرج عن األنواع التي ذكرنا في أي علم ألف‪ .‬وإما من اخذ تأليف غيره فاعاده على وجهه‬ ‫وقدم وأخر‪ ،‬دون تحسين رتبه‪ ،‬أو بدل ألفاظه دون أن يأتي بأبسط منها وأبين‪ ،‬أو حذف‬ ‫مما يحتاج إليه‪ ،‬أو أتى بما ال يحتاج إليه‪ ،‬أو نقض صوابا بخطأ‪ ،‬وأتى بما ال فائدة فيه‪ ،‬فإنما هذه أفعال أهل الجهل‬ ‫والغفلة‪ ،‬وأهل القحة والسخف فنعوذ باهلل من ذلك‬ ‫المدخل إلى المنطق أو إيساغوجي‬ ‫وهذا حين نبدأ‪ ،‬إن شاء اهلل عز وجل بحوله وقوته‪ ،‬فيما له قصدنا فنشرع في بيان المدخل إلى الكتب المذكورة‪،‬‬ ‫وهو المسمى باللغة اليونانية إيساغوجي‪ .‬معنى إيساغوجي في اللغة اليونانية « المدخل « وهو خاصة من تأليف‬ ‫فرفوريوس الصوري‪ .‬والكتب التي بعده من تأليف أرسطاطاليس معلم اإلسكندر ومدبر مملكته‪ ،‬وباهلل تعالى‬ ‫التوفيق‪ ،‬وبه نعتصم ونتأيد‪ ،‬ال إله إال هو‬ ‫‪ - 1‬الكالم في انقسام األصوات المسموعة‬ ‫جميع األصوات الظاهرة من المصوتين فإنها تنقسم قسمين‪ :‬إما أن تدل على معنى‪ ،‬وإما أن ال تدل على‬ ‫معنى‪ .‬فالذي ال يدل على معنى ال وجه لالشتغال به ألنه ال يحصل لنا منه فائدة نفهمها؛ وطلب ما هذه صفته ليس‬ ‫من أفعال أهل العقول‪ .‬وهذا مثل كل صوت سمعته لم تدر ما هو؛ ويدخل فيه أيضا الكالم الظاهر من المبرسمين‬ ‫والمجانين ومن جرى مجراهما‪ .‬فإن قال قائل‪« :‬فإن هذا الكالم الذي ذكرت يدل على أن قائله ال يعقل أو أنه مريض‬ ‫«؛ قيل له وباهلل تعالى التوفيق‪ ،‬إنه يدلك على ذلك بمعناه‪ .‬لكن لما فارق كالم أهل التمييز كان كالدليل على آفة‬ ‫بصاحبه‪ .‬وأيضا فقد يظهر مثل هذا الكالم من حاك أو مجان‪ ،‬فال يدل على أن صاحبه ال يعقل‪ .‬فليس ما اعترض‬

‫به هذاالمعترض حقا‪ .‬وهذا العلم إنما قصد به ما يكون حقا‪ ،‬وتخليصه مما قد يكون حقا وقد ال يكون‪ .‬ثم نرجع‬ ‫فنقول إن الصوت الذي يدل على معنى ينقسم قسمين‪ :‬إما أن يدل بالطبع وإما أن يدل بالقصد‪ ،‬فالذي يدل بالطبع‬ ‫هو كصوت الديك الذي يدل في األغلب على السحر وكأصوات الطير الدالة على نحو ذلك وكأصوات البالرج والبرك‬ ‫واإلوز والكالب بالليل الدالة في األغلب على أنها رأت شخصا‪ ،‬وكأصوات السنانير في دعائها أوالدها وسؤالها وعند‬ ‫طلبها السفاد وعند التضارب‪ ،‬وكل صوت يدل بطبعه على مصوته كالهدم ونقر النحاس وما أشبه ذلك من أصوات‬ ‫الحيوان غير اإلنسان‪ .‬فهذه إنما تدل على كل ما ذكرنا بالعادة المعهودة مما في شاهده تلك األصوات‪ ،‬ال نفهمها‬ ‫وال نتخاطب بها فيما بيننا باللغات المتفق عليها بين االمم التي نتصرف بها في جميع مراداتنا‪ .‬فهذه األصوات‬ ‫التي ذكرناها لم نقصدها في كتابنا هذا إذ ليس يستفاد منها توقيف على علم وال تعلم صناعة وال إفادة خبر وقع‪.‬‬ ‫وأما الصوت الذي يدل بالقصد فهو الكالم الذي يتخاطب الناس به فيما بينهم ويتراسلون بالخطوط المعبرة عنه‬ ‫في كتبهم إليصال ما استقر في نفوسهم من عند بعضهم إلى بعض‪ ،‬وهذه التي عبر عنها الفيلسوف بأن سماها‬ ‫«األصوات المنطقية الدالة»‪.‬فإن شغب مشغب بما يظهر من بعض الحيوان غير الناطق من كالم مفهوم كالذي‬ ‫يعلمه الزرزور والببغاء والعقعق من حكاية كالم يدرى فيه قائم المعنى‪ ،‬فليس ذلك صحيحا وال مقصودا به إفهام‬ ‫معنى وال يعد مما علم وال يضعه موضعه ولكن يكرره كما يكرر سائر تغريده كما عوده‪ .‬وكثير من الحيوان في‬ ‫طبيعته أن يصوت بحروف ما على رتبة ما‪ ،‬وذلك كله بخالف كالم اإلنسان الذي يعبر به‬ ‫عن أنواع العلوم والصناعات واألخبار وجميع المرادات‪.‬‬ ‫ثم نرجع فنقول‪ :‬إن هذا القسم الذي ذكرنا أنه يدل بالقصد ينقسم قسمين‪:‬‬ ‫إما أن يدل على شخص واحد وإما أن يدل على أكثر من شخص واحد‪ .‬فأما الذي يدل‬ ‫على شخص واحد فهو كقولنا زيد وعمرو وأمير المؤمنين والوزير وهذا الفرس وحمار‬ ‫خالد وما أشبه ذلك‪ .‬فهذه إنما تعطينا إذا سمعنا الناطق ينطق بها الشخص الذي أراد‬ ‫الناطق وحده‪ ،‬لسنا نستفيد منه أكثر من ذلك وليس هذا الذي قصدنا الكالم عليه ألن‬ ‫هذه األسماء ال يضبط حدها من اسمها لفرق نذكره بعد هذا‪ ،‬إن شاء اهلل‪ .‬واعلم أن كل‬ ‫مجتمع في العالم يوجد في العالم أجزاء مثله كثيرة‪ ،‬إال أن بعضها منحاز عن بعض فإننا‬ ‫نسميه شخصا باالتفاق منا كالرجل الواحد‪ ،‬والكلب الواحد‪ ،‬والجبل الواحد‪ ،‬وبياض الثوب‬ ‫الواحد‪ ،‬والحركة الواحدة وسائر كل من انفرد عن غيره‪ ،‬فإذا سمعتنا نذكر الشخص‬ ‫واألشخاص فهذا ما نريد‪.‬‬ ‫واما القسم الثاني‪ :‬وهو الذي يدل على أكثر من واحد‪ ،‬فهو كقولنا‪ :‬الناس والخيل‬ ‫والحمير والثياب واأللوان وما أشبه ذلك‪ .‬فإن كل لفظة مما ذكرنا تدل إذا قلناها على‬ ‫أشخاص كثيرة العدد جدا‪ .‬وقد تقوم مقام هذه األلفاظ أيضاً في اللغة العربية أسماء‬ ‫تقع على الجماعة كما ذكرنا‪ ،‬وتقع أيضاً على الواحد‪ ،‬إال أن حال المتكلم يبين عن مراده‬ ‫كقولك‪« :‬اإلنسان»فإن هذه اللفظة تدل على النوع كله‪ ،‬كقول اهلل عز وجل‪{ :‬إن اإلنسان‬ ‫لفي خسر] (‪ 2‬العصر‪ )103 :‬فإنما عنى جماعته ولد آدم صلى اهلل عليه وسلم وتقع أيضاً‬ ‫هذه اللفظة على واحد فتقول‪ :‬أتأتي اإلنسان الذي تعرف‪ ،‬وانت تريد غالمه أو زوجته أو‬ ‫واحد من الناس بعينه‪ .‬وكذلك أيضاً في جميع األنواع فتقول «الفرس» فتعني كل فرس‪.‬‬ ‫أال ترى أنك تقول‪ :‬الفرس صهال‪ ،‬أو تقول «الفرس»لفرس واحد بعينه معهود‪ ،‬فإذا أردت‬ ‫رفع اإلشكال أتيت بلفظ الجمع الموضوع له فقلت‪ :‬الخيل أو الناس وما أشبه ذلك‪ .‬فهذا القسم هو الذي قصدنا‬ ‫بالكالم عليه‪ ،‬ولوقوعه على جماعة احتجنا إلى البيان عنه تكلمنا ال على غيره من األقسام التي ذكرنا قبل‪ ،‬لفرط‬ ‫الحاجة إلى أن تحد كل شخص واحد تحت هذه اللفظة بصفات وتوجد في جميعها‪.‬‬ ‫وال توجد في سائر األشخاص التي ال تقع عليها هذه اللفظة‪ ،‬تميزه مما سواه فإنك تقدر أن تأتي بصفات توجد‬ ‫في كل ما يسمى جمال ال يخلو منها أص ًال وال توجد البتة فيمن يسمى زيدا‪ .‬فهذا هو الفرق الذي وعدنا بذكره‬ ‫آنفا ودعت الضرورة أيضاً إلى طلب هذه الفروق الختالف االسماء في اللغات العربية والعجمية فاحتجنا إلى تقدير‬ ‫الصفات التي تتميز بها المسميات ‪،‬إذ المعاني في جميع اللغات واحدة ال تختلف وإنما تختلف األسماء فقط‪ .‬وأيضا‬ ‫فإن اللغة إما أن تضيق عن أن توقع على كل نوع اسما يفرد به‪ ،‬وإما أنه لم يتهيأ ذلك للناس باالتفاق أو أن اهلل‬ ‫عز وجل أعلم به‪ .‬وأكثر ذلك في الكيفيات فإنك تجد صفرة النرجس صفرة‪ ،‬وصفرة الشمس صفرة‪ ،‬وصفرة الخيري‬ ‫صفرة‪ ،‬وصفرة الذهب صفرة‪ ،‬وهذه كلها ظاهرة التباين للعين وليس لكل واحد منها اسم يخصه يبين به مرادنا‬ ‫منها‪ .‬وكذلك أيضاً كثير من أنواع الحيوان كالمتولد في مناقع المياه وعفن الرطوبات وحتى أنواع الحشرات التي‬ ‫ال نعلم لها اسماء تخصها واالختالف بين صفاتها مرئي معلوم‪ ،‬فال بد من طلب صفات مفرقة يقع بها البيان لما‬ ‫نريده‪ ،‬إن شاء اهلل عز وجل‪ ،‬ال اله‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪971‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)874‬‬

‫‪16‬‬

‫“الموريسكيون في األندلس‬ ‫وخارجها”‬

‫صدر كتاب “الموريسكيون في األندلس وخارجها” لمؤلف‬ ‫محمد قشتيليو‪ ،‬في طبعته الثالثة سنة ‪ ،2008‬ضمن منشورات‬ ‫مركز ودراسات األندلس وحوار الحضارات‪ ،‬وذلك في ما مجموعه‬ ‫‪ 143‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬عموما‪،‬‬ ‫إن صدور هذا العمل يشكل تعزيزا لحقل الدراسات األندلسية‬ ‫التي انشغلت بها نخب المغرب المعاصر وقطاعات واسعة‬ ‫من باحثيه ومن أكاديمييه في سياق السعي المتجدد إلعادة‬ ‫النبش في مكنونات هذا التراث الحضاري الذي أضحى إحدى‬ ‫المكونات المركزية في معالم تشكل الهوية المغربية الثقافية‬ ‫واالجتماعية الراهنة‪ .‬وعلى الرغم من أن محنة الموريسكيين‬ ‫قد ارتبطت بسياقات تاريخية صدامية بين ضفتي البحر األبيض‬ ‫المتوسط الشمالية والجنوبية مع سقوط آخر القالع اإلسالمية‬ ‫ببالد األندلس سنة ‪1492‬م وانفجار موجة الغزو اإليبيري الذي‬ ‫استهدف احتالل أجزاء واسعة من الشمال اإلفريقي‪ ،‬فإن تبعاته‬ ‫الزال��ت قائمة في المستويات الثقافية والسلوكية والذهنية‬ ‫والرمزية لدى مغاربة المرحلة الراهنة‪ ،‬وخاصة بالنسبة ألحفاد‬ ‫ضحايا حرب “التطهير العرقي” واالستئصال الذي اجتاح إسبانيا‬ ‫عند مطلع العصور الحديثة‪ ،‬بتأطير من الدولة الرسمية التي ظلت‬ ‫تجد في “وصية إيسابيال الكاثوليكية” إطارا مرجعيا ناظما لمجمل‬ ‫المواقف العدائية التي حملتها إسبانيا الموحدة‪ ،‬تجاه مسلمي‬ ‫البالد ويهودييها‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ال أجد لها إال جوابا واحدا‪ ،‬هو أنني أجهل كل شيء‪ .‬وأن كل ما‬ ‫أعرفه هو أنني من أصل أندلسي من منطقة قشتالة‪ ،‬اعتبارا للقب‬ ‫الذي أحمله‪ .‬كل هذه األشياء خلقت في فضوال خاصا للبحث في‬ ‫موضوع أولئك الذين غادروا وطنهم فرارا بعقيدتهم اإلسالمية‪.‬‬ ‫وكان يهمني في ذلك على الخصوص األواخر منهم الذين خرجوا‬ ‫في فترات متقطعة بعد سقوط غرناطة‪ ،‬والذين سيعرفون باسم‬ ‫الموريسكيين‪.”...‬‬ ‫ ويضيف المؤلف موضحا محددات بحثه‪ ،‬قائال‪“ :‬كلمة‬ ‫موريسكو مشتقة من مورو‪ ،‬هو المغربي باإلسبانية‪ ،‬وكانوا‬ ‫يقصدون بها الشعب المنتصر‪ ،‬وكانوا يعطون للموريسكيين‬ ‫صبغة أمة غريبة عن إسبانيا‪ ،‬تعيش فيها فيجب إدماجها بين‬ ‫اإلسبان بالتنصير أو إخراجها‪ .‬أما بقاؤها على حالتها‪ ،‬فهذا‬ ‫ما ال يقبل وال يمكن أن يحتمل وقد كان ما كان من نهايتهم‬ ‫المؤلمة‪ ...‬ولقد كافحت هذه األمة وجاهدت وخاضت معارك‬ ‫عدة وقامت بثورات عديدة أشهرها ثورة جبال البوشارات بناحية‬ ‫غرناطة في عام ‪ 1570‬التي عين فيها الموريسكيون ملكا‬ ‫عليهم‪ ...‬لهذا أردنا أن نعطي ولو فكرة موجزة عن هذه الجماعة‬ ‫التي شغلت تاريخ البشرية حقبة قصيرة من الزمن ولكتها حقبة‬ ‫مليئة بالمآسي واألحزان وفي نفس الوقت بالكفاح والبطولة‬ ‫والتضحية‪.”...‬‬

‫غالف الكناب‬ ‫ال شك أن المحنة كانت عميقة‪ ،‬وال شك كذلك أن آثارها الزالت منتصبة‬ ‫ولالستجابة لهذا األفق العام في البحث وفي التنقيب‪ ،‬اهتم المؤلف‬ ‫وفي‬ ‫الراهن‬ ‫داخل وعينا الجماعي بشكل يجد تعبيرات عنه في مواقف باحثي المغرب‬ ‫برصد أوضاع المسلمين باألندلس وخاصة بالممالك التي كانت قد سقطت في يد‬ ‫الرؤى‬ ‫في‬ ‫النكوص‬ ‫عودتهم المتجددة إلعادة تقييم الموضوع ولتجاوز مختلف مظاهر‬ ‫اإلسبان قبيل سقوط غرناطة‪ ،‬قبل أن ينتقل لتفصيل الحديث عن تطور األوضاع عقب‬ ‫وفي المنطلقات وفي اآلفاق التي طبعت مواقف إسبان اليوم تجاه المغرب وأهله‪ ،‬هذا تداعيات السقوط المدوي للمدينة المذكورة سنة ‪1492‬م‪ ،‬وتداعياته الشاملة على‬ ‫“الجار المقلق” والشريك الذي ال يمكن تجاوزه على الرغم من كل األحقاد التاريخية التي أوضاع مسلمي إسبانيا‪ .‬وقد تتبع المؤلف في رصده هذا‪ ،‬أهم المحطات المرتبطة بعهد‬ ‫ظلت ترخي بظاللها على مجمل العالقات الثنائية بين الطرفين‪ .‬ولقد استطاع األستاذ كل من كارلوس األول وفيليبي الثاني وفيليبي الثالث‪ ،‬مقدما معطيات دقيقة حول حرب‬ ‫محمد قشتيليو –في عمله موضوع هذا التقديم‪ -‬بلورة مقاربة عميقة حول هذا الوضع البوشارات وأسبابها‪ ،‬وحول ظروف تعيين الموريسكيين لملكهم‪ ،‬مع التعريف بشخصية‬ ‫التنافري‪ ،‬من خالل استقراء تركيبي للتفاصيل ولرصيد المنجز األكاديمي بالضفتين محمد بن أمية التي طبعت أحداث المرحلة‪ .‬وقد عزز المؤلف نبشه‪ ،‬بتقديم إضاءات حول‬ ‫المغربية واإليبيرية‪ ،‬سنده في ذلك‪ ،‬ولع استثنائي بوضع يؤطره انتماؤه للمكون أسباب طرد الموريسكيين من األندلس‪ ،‬وحول أهم الطرق التي اعتمدها اإلسبان لتنظيم‬ ‫الموريسكي بالنسب وباألصل وباالهتمام وبالتطلعات‪ .‬ولقد لخص هذا المنحى المميز‬ ‫هذه العملية‪ ،‬ثم حول العواقب التي نتجت عنها في الميدانين االقتصادي والسياسي‪.‬‬ ‫في شخصيته بكلمة تقديمية معبرة‪ ،‬جاء فيها‪“ :‬عندما كنت طالبا ومدرسا مساعدا بجامعة‬ ‫وبذلك‪ ،‬ساهم محمد قشتيليو في تعزيز مجال الدراسات الموريسكية المعاصرة‪،‬‬ ‫مدريد (في أربعينيات القرن الماضي) كان رفقائي الطلبة اإلسبان يمطرونني بوابل من‬ ‫األسئلة عن حملي للقب إسباني محض والحال أنني مغربي‪ ،‬لغته العربية ودينه اإلسالم‪ .‬موجها االهتمام نحو قضايا مركزية داخل هذا المجال‪ ،‬مما يشكل قيمة مضافة ال شك‬ ‫فكنت أجيبهم بأن أصلي من هذا البلد الذي هم منه وأن أجدادي هاجروا منه إلى المغرب وأنها تعيد مساءلة رصيد المنجز وتفتح الباب أمام الباحثين لتطوير التراكم وإعادة ربطه‬ ‫في أيام المحن واالضطهاد‪ .‬كما كانوا يحاصرونني بأسئلة أخرى عديدة ومتنوعة‪ ،‬كنت بمحدداته الهوياتية الثقافية واالجتماعية الراهنة‪.‬‬

‫مساحة االستشارة من أجل إحداث مؤسسة للتعليم العالي بوزان‬ ‫تتعزز بالخبراء‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫‪ ‬في إطار سلسلــة اللقــاءات التشاوريـة‬ ‫والتواصلية التي يجريها فريق العمل المكلف‬ ‫بمتابعة ملف احداث مؤسسة للتعليم العالي‬ ‫بوزان ‪ ،‬الذي كانت هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع لجماعة وزان ‪ ،‬قد أعدت حوله رأيا‬ ‫استشاريا في شهر ماي األخير‪ ،‬استقبــل فريق‬ ‫العمل المذكور يوم الجمعة ‪ 30‬نونبر األخير من‬ ‫طرف رئيس جامعة موالي اسماعيل بمكناس ‪.‬‬ ‫رئيس الجامعة المذكورة الذي كان مرفقا في‬ ‫هذا اللقاء الهام بنائبه ‪ ،‬وبعد متابعته لمختلف‬ ‫الشروحات والتفاصيل التي قدمها فريق العمل‬ ‫المكلف بتقريب مختلف المتدخلين من تضاريس‬ ‫هذا المطلب في كل أبعاده التعليمية والتربوية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وبعد افادته بمختلف‬ ‫الخطوات التي تم قطعها المطلب‪ ،‬منذ مصادقة‬ ‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‬ ‫لجماعة وزان على الرأي االستشاري الخاص بإحداث‬ ‫نواة للتعليم العالي بوزان في دورتها العادية يوم ‪ 4‬ماي ‪ ،2018‬لم يجد ( رئيس الجامعة ) من رسالة يوجهها‬ ‫لفريق الترافع غير التنويه بالمقاربة التشاركية المعتمدة في التعاطي مع هذا المطلب الذي « لعب عامل‬ ‫الزمن لصالحه رغم التأخر المسجل على إحداث هذه النواة بوزان»‪ .‬وبعد تقديمه وهو يستحضر خبرته العالية‬

‫في المجال ‪ ،‬لمختلف التوضيحات التي تميز مؤسسات‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬ذات االستقطاب الضيق عن األخرى‬ ‫ذات االستقطاب المفتوح ‪ ،‬مع ما تتمتع به األولى‬ ‫من جاذبية جهوية ووطنية ودولية ‪ ،‬ومساهمة منه‬ ‫في تسليط كشافات الضوء على هذا المشروع الذي‬ ‫انتصر الترافع عنه على جملة من االكراهات ‪،‬أبدى‬ ‫استعداده للمشاركة في لقاء تواصلي بوزان يقدم فيه‬ ‫أمام الفاعلين العموميين والمدنيين مختلف الخيارات‬ ‫والمسارات المطروحة ‪.‬‬ ‫يذكر بأن فريق الترافع من أجل إحداث نواة‬ ‫جامعية بوزان ‪ - ‬تعزز أخيرا بممثل اإلدارة الترابية‬ ‫اإلقليمية‪ -‬يتألف من رئيس مجلس جماعة وزان‪،‬‬ ‫ورئيس المجلـــس اإلقليمـــي‪ ،‬والنائبات والنــواب‬ ‫البرلمانيين عن دائرة وزان‪ ،‬وممثل عن مجلس‬ ‫الجهة ‪ ،‬كان قد أطلق سلسلة من اللقاءات مع مختلف‬ ‫المتدخلين ما أن توصل( فريق الترافع ) عضواته‬ ‫وأعضاءه بالرأي االستشاري الذي أعدته هيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ .‬وهكذا تم‬ ‫إجراء لقاء مع رئيس جامعة عبد المالك السعدي في شهر رمضان األخير ‪ ،‬انتهى بمصادقة المجلس اإلداري‬ ‫للجامعة على مقرر إحداث نواة للتعليم العالي بوزان ‪ .‬كما تم عقد لقاء في شهر يوليوز األخير مع وزير التربية‬ ‫الوطنية ‪ ،‬ولقاء آخر في شهر نونبر مع كاتب الدولة في التعليم العالي ‪ ،‬وهي كلها لقاءات واعدة ‪ ،‬بشهادة‬ ‫كل من شارك فيها ‪ .‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫الطفولة الشعبية ترفع راية حقوق‬ ‫الطفل بوزان‪ ‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)437‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫إذا كانت األوساط المعنية دستوريا بالنهوض بحقوق الطفل والسهر على حمايتها‬ ‫بوزان لم تعلم بأن المجموعة الدولية قد خصصت يوما عالميا ( ‪ 20‬نونبر) تطل من‬ ‫نافذته على ما تحقق من مكتسبات لفائدة الطفولة فتحصنها‪ ،‬وما تعرضت له هذه‬ ‫الحقوق من انتهاكات متباينة الجسامة‪ ،‬فتتدخل القتالع جذور أسبابها‪ ،‬فإن حركة‬ ‫الطفولة الشعبية بدار الضمانة‪ ،‬ووفاء منها ألرضيتها التأسيسية المنتصرة لحقوق‬ ‫الطفل‪ ،‬اختارت تخليد هذا اليوم بتنزيل حزمة من األنشطة الحقوقية استقطبت‬ ‫العشرات من األطفال الذين توافدوا على دار الشباب المسيرة أيام ‪ 25 / 24 / 23‬نونبر ‪.‬‬ ‫فتحت شعار “ النهوض بحقوق الطفل‪ :‬أي دور للفاعلين المحليين ؟” استضافت‬ ‫حركة الطفولة الشعبية بتعاون مه اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬والفرع‬ ‫المحلي للجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ولمدة ثالثة أيام‪ ،‬العشرات من أطفال دار‬ ‫الضمانة الذين ترجمت إبداعاتهم‪/‬ن في مجال الرسم والكتابة ‪...‬درجة تشبعهم‪/‬ن‬ ‫بثقافة المساواة والتربية على المواطنة ‪ .‬نفس المالحظة‪ ،‬استرعت انتباه الفاعلين‬ ‫الحقوقيين الذين أشرفوا على تسيير وتأطير الورشات الحقوقية‪ ،‬حيث أبان المشاركات‬ ‫والمشاركون األطفال سواء بالورشات المذكورة‪ ،‬أو بمحترف االبداعات‪ ،‬أو خالل الفقرات‬ ‫المتنوعة للصبيحة التربوية‪ ،‬بأنهم‪/‬ن على دراية تامة بالحقوق التي تضمنها االتفاقية‬ ‫الدولية لحقوق الطفل التي سارع المغرب للمصادقة عليها‪ ، ‬ونقل روحها دستور ‪،2011‬‬ ‫لكنهم‪/‬ن يسجلون بأن تخمة القوانين واآلليات الموجهة للنهوض بحماية حقوق‬ ‫الطفل المغربي‪ ،‬ال تنعكس أشعتها على واقع الطفولة الوزانية المحرومة من أبسط‬ ‫الحقوق ‪.‬‬ ‫ولمواجهة هذا الواقع المرير‪ ،‬وجهت حركة الطفولة الشعبية على لسان أبنائها‪،‬‬ ‫وبمساندة ودعم من مجلس الطفل لجماعة وزان‪ ،‬ومكونات الطيف الحقوقي النزيه‬ ‫والنظيف‪ ،‬نداء لكل الجهات‪ ،‬عمومية ومنتخبة‪ ،‬دعتهم من خالله النظر إلى مستقبل‬ ‫الوطن الذي يصنع اليوم‪ ،‬بقلوبهم‪/‬ن وضمائرهم‪/‬ن الحية إن كانوا يملكونها أصال ‪.‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪« ARTISAMOND» SARL AU‬‬

‫‪SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬

‫‪AU CAPITAL DE 100 000,00 DIRHAMS‬‬ ‫‪AV YOUSSEF IBN TACHEFINE KAISSARIET MEDITERRANEE LOCAL N°18‬‬ ‫‪TANGER‬‬

‫‪Modifications statutaires‬‬

‫‪Aux termes des Procès PROCES VERBAL DE LA DECISION DE L’ASSOCIE‬‬ ‫‪UNIQUE du 27/11/2018; Il a été décidé :‬‬ ‫‪• la dissolution anticipée de la société, conformément à la disposition de la loi‬‬ ‫‪15-95 du dahir (du01 août 1996) formant code de commerce.‬‬ ‫‪• Nommer Mr LAMAAMLI OMAR comme liquidateur, et de fixer l’adresse de‬‬ ‫‪liquidation à : AV YOUSSEF IBN TACHEFINE KAISSARIET MEDITERRANEE‬‬ ‫‪LOCAL N°18 TANGER.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au Greffe du Tribunal de Commerce de la ville de‬‬ ‫‪Tanger Le 07/12/2018 sous le n°7957 au registre chronologique.‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪La gérance.‬‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪M. ABDELHAMID HADDOUL déclare avoir perdu‬‬ ‫‪dans des circonstances et lieu indéterminés, le‬‬

‫‪Titre foncier n° 13964/G‬‬

‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière.‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 15‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪437‬‬


‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪971‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫ماذا بعد تهنئة الملك‬ ‫للرجاء البيضاوي‬

‫التهنئـة التي بعثهـا الملك محمد السادس لفريـق الرجــاء‬ ‫البيضــاوي مباشـرة بعد تتويجـــه بلقـب كأس االتحـاد اإلفريقي‬ ‫لكرة القدم للمرة الثانية في قلب العاصمة الكونغولية كينشاسا‬ ‫علىحساب فريق فيتا كلوب لها أكثر من مغزى وداللة‪.‬‬ ‫ذلك أن هذا التتويج جاء في ظرف دقيق وبعد عودة المغرب‬ ‫لمكانه الطبيعـي داخــل االتحاد اإلفريقـي‪ ...‬ومع اإلنجاز الذي‬ ‫حققه فريق الوداد البيضاوي على صعيد دوري أبطال إفريقيا في‬ ‫الموسم الماضي ‪ ..‬والفوز التاريخي للمنتخب المغربي على نظيره‬ ‫الكامروني برسم التصفيات المؤهلـــة إلى كأس إفريقيــا لألمم‬ ‫‪ ...2019‬وأيضا بعد الطفرة النوعية لكرة القدم المغربية قاريا‪،‬‬ ‫حيث تتواجد ‪ 5‬فرق مغربية ضمن المنافسات الكروية اإلفريقية‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة والوداد البيضاوي في دوري األبطـال وحسنيــة‬ ‫أكادير والنهضة البركانية والرجاء البيضاوي في كأس الكاف‪ ..‬وهو‬ ‫رقم قياسي لم يسبق للكرة المغربية أن بلغته في موسم واحد‬ ‫يؤكد بما ال يدع مجاال للشك أن الكرة المغربية بدأت تستعيد‬ ‫بريقها وهيبتها وقوتها على الصعيد اإلفريقي في انتظار التتويج‬ ‫بلقب كأس إفريقيـا ‪ 2019‬والتي نتمنى أن يسعدنــا الحظ في‬ ‫تنظيمها ببلدنا والظفر بها لثاني مرة في التاريخ بعدعام ‪1976‬‬ ‫بأديس أبابا مع بابا وفرس والمرحوم الهزاز‪ ،‬وغيرهم من النجوم‬ ‫الذين دافعوا عن سمعة الكرة المغربية قاريا‪.‬‬ ‫إذن وكما أشر ت في البداية فإن التهنئة التي بعث بها الملك‬ ‫محمد السادس للر جاء البيضاوي لها أكثر من معنى وداللة وتؤكد‬ ‫على أن المغرب عاد بقوة لعمقه اإلفريقي‪ ،‬سياسيا واقتصاديا‬ ‫ورياضيا‪.‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫بعد تتويج الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا خالل الموسم الماضي‪..‬‬ ‫ومعانقة جاره فريق الرجاء البيضاوي لكأس الكونفدرالية اإلفريقية هذا الموسم‪..‬‬ ‫تواصل األندية المغربية بسط سيطرتها على الكرة اال فريقية‪.‬‬ ‫فألول مرة في تاريخ الكرة المغربية خمس فرق وطنية تتنافس في مختلف المنافسات‬ ‫القارية ويتعلق األمر بكل من اتحاد طنجة والوداد البيضاوي في دوري األبطال والنهضة‬ ‫البركانية وحسنية أكادير والرجاء البيضاوي في كأ س الكونفدرالية‪.‬‬ ‫رقم قوي يؤكد الحضور القوي للكرة المغربية قاريا ويوضح انها تسير في الطريق‬ ‫الصحيح نحو استعادة أمجادها و ألقابهـا وتوهجهـا على الصعيد الكروي اإلفريقي‪.‬‬ ‫وكيف ال وهي التي شرفت القارة خالل عام ‪ 1970‬بمكسيكو‪ ،‬مع حمان وسعيد غاندي‬ ‫وعالل‪ ،‬وغيرهم من أساطير الكرة المغربية‪.‬‬ ‫نتمنى أن تسير الفرق الخمس بعيدا وأن تمنح للكرة المغربية ألقابا أخرى في قادم‬ ‫األيام‪..‬‬

‫اتحاد طنجة‪...‬‬ ‫هل هي بداية االنطالقة ؟‬

‫يبدو أن اتحاد طنجة بدأ يستوعب الدرس وأن مدربه‬ ‫التونسي العجالني أدرك مع مرور الدورات والنتائج أن‬ ‫الوضعية يجب أن تتغير نحو األفضل ألن اتحاد طنجة لبس‬ ‫الموسم الماضي ثوب البطل آلول مرة في تاريخه ويجب‬ ‫أن يدافع عن لقبه ويكون في مستوى األمال المعقودة‬ ‫عليه ألنه فريق كبير ويحظى بقاعدة جماهيرية عريضة‬ ‫ويحتاج ألن يكون ضمن األوائل في المغرب دائما و أن‬ ‫الرتبة التي كان يحتلها ال تتالئم أبدا مع طموحات مكتبه‬ ‫أنصاره‪.‬‬ ‫ويبـــدو أن التأهل الصعب الـــذي حققــه في دوري‬ ‫األبطال على حساب فريق إليكت سبور التشادي المغمور‬ ‫والضعيف بفوز من ركلة جزاء في طنجة وتعادل سلبي‬ ‫في نجامينا دفع بالمدرب إلى تغيير نهجه وبالالعبين إلى‬ ‫استيعاب الدرس والوقوف وقفةو رجل واحد من أجل رد‬ ‫االعتبار للفريق‪ .‬وإعادته إلى السكة الصحيحة‪.‬‬ ‫ويوم األحد الماضي في برشيد كانت االنطالقة وكان‬ ‫الفوز الثاني لفارس البوغاز في بطولة الدوري االحترافي‬ ‫على حساب يوسفية برشيد بهدفين مقابل واحد‪ .‬وبذلك‬ ‫ضرب اتحاد طنجة عصفورين بحجر واحد‪.‬‬ ‫حقق الفوز الثاني له هذا الموسم ‪ ..‬وطرد النحس‬ ‫الذي كان يالزمه‪ ،‬منذ أن كان بالقسم الثاني حيث كان‬ ‫دائما يعود بالهزيمة من برشيد‪.‬‬

‫فوز أنعش األمال من جديد وجعل فارس البوغاز يقفز‬ ‫إلى الصفوف األمامية لمزاحمة الكبار والتنافس معهم‪.‬‬ ‫نحن ندر ك صعوبة المهمة حيث يتعين على اتحاد‬ ‫طنجة اللعب على واجهتين الدفاع عن لقب البطولة الذي‬ ‫يوجد بحوزته والسير بعيدا في دوري األبطال‪ .‬الحديث عن‬ ‫الفوز الثاني الذي حققه اتحاد طنجة خارج الميدان يقودنا‬ ‫للحديث عن المجهود الكبير الذي بذله الالعبون من أجل‬ ‫ذلك وفي مقدمتهم مهدي النغمي الذي نفض عنه الغبار‬ ‫بعد صيام طويل وسجل هدفي االنتصار إلعادة االعتبار‬ ‫لنفسه أوال والمساهمة إلى جانب رفاقه في إعادة البسمة‬ ‫للجميع‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يطلب تدخل لقجع‪.‬‬

‫بالنظر إلى اإلشكالية المطروحة بالنسبة الى مباراته‬ ‫القادمة أمام مولودية الساورة بالجزائر وإشكالية تنقله إلى‬ ‫بشار التي تبعد بحوالي ‪1200‬كلم عن الجزائر العاصمة‪،‬‬ ‫التمس فريق اتحاد طنجة من فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم التدخل من أجل إيجاد حل‬ ‫إلشكالية التنقل ووضع طائرة خاصة‪ ،‬رهن إشارة الفريق‬ ‫مخافة تعرض الالعبين للتعب واإلرهاق‪ ،‬تمكنه من السفر‬ ‫والعودة مباشرة بعد انتهاء المباراة‪ ،‬تحسبا ألي طارىء‬ ‫خاصة في حال تحقيق نتيجة إيجابية هناك‪.‬‬

‫أرقام مميزة حققها الرجاء البيضاوي‬ ‫من فوزه بكأس الكاف‪2 .‬‬ ‫أشارت نتيجة لقاء الرجاء البيضاوي ‪ -‬فيتا كلوب الكونغولي في اياب الدور النهائي لكأس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم الى تتويج الفريق األخضر بلقب هذه البطولة للمرة الثانية بعد غياب دام ‪15‬سنة‪.‬‬ ‫بتتويج الرجاء تكون األندية المغربية أحرزت لقب هذه المسابقة القارية ‪ 6‬مرات‪.‬‬ ‫ الر جاء أحرز لقب هذه المسابقة للمرة األولى باسمها الجديد‪.‬‬‫ مدرب الفريق اإلسباني خوان كارلوس غاريدو أحرز لقب كأس الكونفدرالية اإلفريقية للمرة الثانية‪ ،‬بعدما سبق‬‫أن عانقه عام ‪ 2014‬مع نادي األهلي المصري‪.‬‬ ‫ تلقى الر جاء هزيمتين خالل هذه المسابقة هذا الموسم وكانت أمام فريق فيتا كلوب ا الكونغولي‪.‬‬‫ الر جاء البيضاوي تلقى التهنئة من الملك محمد السادس ومن رئيس االتحاد اإلسباني لكرة القدم الذي وصف‬‫الفريق بالعالمي‪.‬‬ ‫‪ -‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد تمكن الرجاء من سداد العجز المالي الذي كان يشتكي منه في السنوات األخيرة‪.‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫نبيل الزهر‬

‫الشمال الرياضي‬

‫من أبرز الالعبين المغاربة في الليغا‬ ‫يعتبر الالعب نبيل الزهر من أهم المغاربة‬ ‫المحترفين في الخارج و أحد أكثرهم بقاء في‬ ‫الليغا في الوقت الراهن (ست سنوات) وهو‬ ‫المتألق حاليا مع نادي ليغانيس‪.‬‬ ‫ولد الالعب نبيل الزهر بمدينة ـ أليس‬ ‫ـ الفرنسية وبدأ مشواره الكروي في نادي‬ ‫ـ واالك أليس ـ في فئة الشباب قبل‬ ‫االنتقال إلى نادي نيم ومنه إلى فريق‬ ‫سانتيتيان‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2006‬وقع الزهر لفريق‬ ‫ليفيربول اإلنجليزي وشارك معه في‬ ‫العديد من المباريات كأساسي‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2009‬تمت إعارتـــه‬ ‫لنادي ـ باوك سالونيك ـ اليوناني‬ ‫ومنه انتقـــل لفريـــق ليفانتي‬

‫اإلسباني‪ ،‬حيث حمل قميصه لمدة موسمين‪.‬‬ ‫وبعد ذلك انتقل إلى نادي الس بالماس قبل أن‬ ‫ينتقل عام ‪ 2007‬إلى فريق ليغانيس اإلسباني‪.‬‬ ‫ومذ ذلك الحين سجل ‪ 5‬أهداف في ‪25‬‬ ‫مباراة وأبرز أهدافه على اإلطالق‬ ‫في الليغا كان ضد برشلونة‬ ‫بملعب كامب نو‪.‬‬ ‫ست سنــوات قضاهــا‬ ‫نبيل الزهــر حتى اآلن في‬ ‫الليغا اإلسبانية وعمره ‪ 32‬سنــة وهو‬ ‫يعتبر من الالعبين العرب األكثر شهرة في‬ ‫إسبانيا‪.‬‬ ‫ورفقة المنتخب المغربي شارك الزهر‬ ‫في ‪ 10‬مباريات دولية وسجل هدفين‪.‬‬

‫أسرة وعشاق رونالدو «فوز مودريتش‬ ‫بالكرة الذهبية ظلم وعدم احترام»‬

‫شن عدد من المقربيــن من النجم البرتغالــي‬ ‫كريستيانو رونالدووأسرة الال عب هجوما على مسؤولي‬ ‫الكرة الذهبية في أعقاب عدم فوز كريستيانو مهاجم‬ ‫يوفنتوس اإليطالي بالجائزة ومنحها للكرواتي لوكا‬ ‫مودريتش‪ ،‬العب ريال مدريد اإلسباني‪.‬‬ ‫والبداية كانت بشقيقة رونالدو – إيلفا إيفيرو –‬ ‫التي أعربت عن أسفها لعدم فوزه ب ‪ -‬البالون دور‬ ‫ مع صورة لرونالدو‪.‬‬‫وكتبت لألسف هذا العالم تحكمه األموال و مافيا‬ ‫المخدرات ولكن قوة اهلل أقوى من هذا التعفن الذي‬ ‫نحياه ولكن الحق ال يضيع مهما مر الوقت‪.‬‬ ‫أما شقيقة الالعب األخرى ‪ -‬كارتيا ‪ -‬فنشرت من‬ ‫جانبها صورة لشقيقها كريستيانو وكتبت ‪ -‬هذا هو‬ ‫أفضل العب في العالم ولكن أتحدث للذين يفهمون‬ ‫في كرة القدم‪.‬‬ ‫أما ميغيل إيكاسو الصديق المقرب من رونالدو‬ ‫فانتقد منح الجائزة للكرواتي لوكا مودريتش مشيرا‬ ‫إلى أن رونالدو هو األحق بها ألن ما قام به الالعب‬

‫هذا العام ألمر مدهش ويدعو لإلعجاب‪ .‬ولكن في‬ ‫النهاية لم يجد سوى قلة االحترام والشك أن رونالدو‬ ‫هو األفضل واألكيد أنه سيظل األفضل لمدة طويلة‪.‬‬ ‫وأوضح بايكاسو أن من يقرأ تعليقي فسيقول‬ ‫أنني أكتب عن الالعب رونالدو ألنه صديقي ولكن هذا‬ ‫غير صحيح ولكنني أتحدث من منطلق الحق والعدل‬ ‫واآلرقام تتحدث عن رونالدو وإذا كانوا حرموه من‬ ‫الجائزة فال يستطيعون أن يتخطوا األرقام واإلنجازات‬ ‫التاريخية التي حققها‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن رونالدو يبقى األكثر تسجيال لألهداف‬ ‫في موسم ‪ 2018-2017‬بإحرازه ‪ 54‬هدفا وتتويجه‬ ‫بلقب دوري أبطال أوربا ‪ 6‬مرات على التوال وتوقيعه‬ ‫للهاتريك ضـــــد إسبانيـــا في كأس العالمى وغيرها‬ ‫من األرقام الالفتة التي ال يمكن إغفالها‪.‬‬ ‫فيمــا أبدى عدد كبير من عشـــاق البرتغـالــي‬ ‫كريستيانو رونالدو على مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫أيضا وقوفهم إلى جانب كريستيانو رونالدو مؤكدين‬ ‫أنه األحق بالفوز بالكرة الذهبية‪.‬‬

‫سيحتضن ملعب الجوهرة المشعة بجدة يوم‬ ‫األربعاء ‪ 16‬يناير المقبل مباراة كأس السوبر اإليطالي‬ ‫بين يوفنتوس والميالن‪.‬‬ ‫وكان نادي السيدة العجوز قد فاز ببطولتي الدوري‬ ‫والكأس اإليطاليين للمرة الرابعة على التوالي في‬ ‫الموسم الماضي‪ .‬كما تغلب في نهائي الكأس على‬

‫الميالن برباعية نظيفة وهو ما يقـوي من حظـــوظ‬ ‫أصدقاء رونالدو ‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫اتحاد طنجة نحو التعاقد مع العبين‬ ‫من فيتاكلوب الكونغولي‬ ‫أكد عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد طنجة في‬ ‫تصريحات صحفية أن العبين من فريق فيتا كلوب‬ ‫الكونغولي في طريقهما ال تحاد طنجة خالل الميركاتو‬ ‫الشتوي القادم‪..‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من رقم ‪ 4‬موكوكو ورقم‪7‬نكانكو‬ ‫نييمبا‪ .‬وهما معا تألقا بشكل الفت أمام الرجاء البيضاوي‬ ‫برسم نهائي كأس الكاف‪.‬‬ ‫ويأتي هذا التحرك في أعقاب قرار المدرب العجالني‬ ‫بعدم االعتماد على السنغالي تيون أساينو الذي تراجع‬ ‫مستواه والالعب النجدي الذي لم يقنع بمستواه‪ ،‬منذ‬ ‫التحاقه بفارس البوغاز هذا الموسم‪.‬‬

‫ماذا تعرف عن شبيبة الساورة خصم‬ ‫اتحاد طنجة في دوري أبطال إفريقيا ؟‬

‫تأسس فريق شبية الساورة الجزائري عام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫ومن إنجازاته ‪:‬‬ ‫وصيف بطل الرابطة االحترافية الجزائرية‬ ‫األولى موسم ‪.2017 - 2016‬‬ ‫بطل الرابطة الوطنية لمجموعة الغرب‬ ‫عام ‪.2015‬‬

‫بطل الرابطة الجهوية لمجموعة بشار عام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫من أبرز العبيه ‪:‬‬ ‫الهداف عبد الر حيم بورديم ‪ 6‬أهداف‬ ‫محمد المين حامية – عبد الهادي لعويدات‬ ‫ فاتح طلحة وكوناطي الحاج بوصوف‪.‬‬‫الملعب‪ :‬ملعب ‪ 20‬غشت ببشار‪.‬‬

‫المغربية رباب العرافي تتوج‬ ‫بجائزة ‪ -‬أس ‪ -‬كأفضل رياضية عربية‬ ‫لعام ‪2018‬‬

‫كأس السوبر اإليطالي بالسعودية‬

‫وتعتبر المباراة القادمة بين الفريقين هي الثالثة‬ ‫التي تقـام فيها مبـاراة كـأس السوبر اإليطالـي بين‬ ‫الغريمين التقليديين‪ ،‬يوفنتوس والميالن‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫توجت العداءة المغربيـــة رباب العرافـــي‬ ‫صحيفة‪ -‬أس‪ -‬اإلسبانية‪ ،‬كأفضل رياضية عربية‬ ‫في سنة‪.2018‬‬ ‫وتقدمت العرافي على العديد من األسماء‬ ‫المعروفـــة بإنجازاتـــهـــا خالل السنـــة التي‬ ‫سنودعها أمثال سارة سمير وفريدة عثمان من‬ ‫مصر والتونسيتين غفران بلخيرو أنس جابر‬ ‫والقطريتين رانيا الناجي وسارة مسعود إضافة‬ ‫إلى المغربية فطمة الزهراءأبوفارس‪.‬‬ ‫ويعد هذا اإلنجاز األول من نوعه للعداءة‬

‫المغربية رباب العرافي بسبب نتائجها المتميزة‬ ‫وخاصة عندما انتزعت المرتبة الثالثة في‬ ‫نهائي سباق ‪1500‬م ضمن كـــأس القارات‬ ‫التي أقيمت بالتشيك وهي المرتبة التي مكنت‬ ‫القارة السمراء من الظفر بالميداليـــة الذهبية‬ ‫للسباق في الترتيب النهائــي لكأس القارات‬ ‫أللعاب القوى‪.‬‬ ‫كما تمكنت رباب العرافي من تحطيم الرقم‬ ‫القياسي المغربي لسبـــاق ‪1500‬م خالل سنة‬ ‫‪.2018‬‬


‫العدد ‪971‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫سبتة ومليلية‬ ‫مليلية‬

‫األخيرة‬

‫�سبتة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وأضاف كاتب المقال أن للمغرب هدف واحد‪« :‬االستيالء على األراضي اإلسبانية بإفريقيا ‪ ،‬مع مدينة سبتة ومليلية‬ ‫اللتين ‪ ‬ال زال يعتبرهما‪ ‬جزءا من ترابه ‪ ،‬وبسبب ذلك يباشر المغرب التضييق على إسبانيا كلما‪ ‬أمكنه ذلك‪ ،‬فهو‬ ‫يقوم ‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بتسهيل تسرب المهاجرين األفارقة والتسبب في ضغط الهجرة على إسبانيا‪ ،‬وبالمقابل‪،‬‬ ‫يطالب المغرب بمزيد من المال من االتحاد اإلوروبي لمقاومة الهجرة السرية‪.‬‬ ‫كما أن إلغاء التعامل مع ميناء مليلية نهاية يوليوز الماضي‪ ،‬أدى إلى أضرار كبيرة باقتصاد المدينة والميناء‪ ‬الذي‬ ‫يعتبر المدخل الرئيسي لتصدير السلع‪ ‬إلى القارة اإلفريقية ‪ .‬وبالمقابل تسعى السلطات المغربية إلى تعزيز موانئها‬ ‫بالمنطقة‪ ‬لصرف نظر رجال األعمال المغاربة عن ميناء مليلية‪ .‬ويشير كاتب المقال‪ ،‬نقال عن خبراء إسبان‪ ،‬أنه‬ ‫إذا استمر الوضع على هذه الحال‪ ،‬سنة واحدة‪ ،‬فإن ميناء مليلية سوف يفقد ‪ 100‬مليون أورو‪ ‬بسبب «الفضاضة‬ ‫المغربية»‪ )! ( ‬‬ ‫يشار إلى أن الحكومة المحلية لمدينة مليلية المحتلة‪ ،‬أوضحت سابقا أن ما أقدمت عليه السلطات المغربية «فعل‬ ‫عدائي» يعارض بشكل علني مضمون االتفاقيات التجارية الموقعة بين البلدين منذ خمسينيات القرن‪ ‬الماضي‪.‬‬ ‫وفي تقرير للمعهد‪ ELCANO ‬الملكي‪ ،‬تحت عنوان‪« ‬إسبانيا تنظر إلى الجنوب‪ ،‬من البحر األبيض المتوسط‬ ‫إلى الساحل» ورد أن مدينتي سبتة و مليلية تفقدان «إسبانيتهما» ويتعزز وضعهما كمدينتين «مسلمتين»‪ ،‬شيئا‬ ‫فشيئا‪ .‬ويثير التقرير االنتباه إلى أن‪ ‬سكان‪ ‬سبتة ومليلية من أصل إسباني‪ ،‬يغادرون المدينتين أو «يعومون»‬ ‫إقامتهم فيهما ‪ ،‬بسبب تأثير الضغط الديموغرافي‪ ‬للمسلمين ‪ .‬ويحذر المعهد من أنه «إذا استمر هذا التطور‪ ،‬فإن‬ ‫مدينة مليلية ستصبح ‪ ،‬في القريب العاجل ‪ ،‬إن لم يكن ‪ ‬ذلك قد حصل بالفعل ‪ ،‬مدينة بربرية وعربية في األساس ‪،‬‬ ‫وستتبعها ‪ ‬مدينة سبتة في وقت الحق»‪.‬‬ ‫وتأتي نتائج االنتخابات‪ ‬األخيرة في‪ ‬جهة األندلس المستقلة‪ ‬ذاتيا‪ ،‬على غرار المناطق األخرى المتمتعة بنظام‬ ‫االستقالل الذاتي‪ ،‬لتعزز موقع اليمين المتطرف‪ ‬على خارطة األحزاب السياسية الكبرى‪ .‬وبالرغم من أن «اإلشتراكي»‬ ‫يظل القوة األولى بالجهةـ ‪ ‬إال أنه لن يستطيع تشكيل الحكومة بالتحالف مع اليمين المتطرف‪ ،‬الذي ضاعف من عدد‬ ‫المقاعد التي حصل عليها في انتخابات ‪.2015‬‬ ‫إال أن مفاجأة هذه االنتخابات سجلها حزب «فوكس» اليميني المتطرف بعد أن حصل على ‪ 12‬مقعدا ‪ ‬في برلمان‬ ‫األندلس ليصبح‪ ‬اللجوء إليه أمرا حتميا من أجل تشكيل الحكومة المقبلة‪ .‬ويبدو أن نجاح «فوكس» كان مثار قلق‬ ‫وإزعاج كبيرين في األوساط السياسية باألندلس‪ ،‬بسبب أفكاره المتطرفة‪ ‬التي قد تعصف بالوضع السياسي‪ ‬الحالي‬ ‫وبالنظام الديمقراطي‪ ،‬وألنه يعزز مكانة ومخططات اليمين في عدد من بلدان االتحاد األوروبي‪ ،‬خاصة في ما يتعلق‬ ‫بمطالبتها باإلنسحاب من االتحاد األوروبي‪! ‬‬

‫المناضل عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫«صرخة استغاثة‬ ‫من أمام البرلمان المغربي»‬

‫عاد المناضل والحقوقي عبد القادر‬ ‫أحمد بن قدور لالحتجاج من جديد‪ ‬بعد‬ ‫زوال األربعـــاء ‪ 5‬دجنبـــر ‪ 2018‬أمــام‬ ‫البرلمان المغربي بتوجيه صرخة استغاثة‬ ‫واستنجاد بمناسبة الذكرى ‪ 70‬لصدور‬ ‫الميثاق العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬‬ ‫وألقي السيد عبد القــادر أحمد بن‬ ‫قدور كلمة موجهة للرأي العـام‪ ،‬حيــث‬ ‫ذكر بأهمية العناية باإلنسان الذي هو‬ ‫محور كل تنمية حقيقية‪ ،‬وأن المجتمعات‬ ‫المتقدمة لم تصل لما وصلت إليه من‬ ‫تقدم إال بالـرفـــع من كرامــة اإلنسان‬ ‫وتحقيق مطالبه ‪.‬‬ ‫وأشار السيد عبد القــادر أحمد بن‬ ‫قدور إلى إعالن مراكش لحقوق اإلنسان‬ ‫والذي دعا إلى تفعيل اآلليات الدولية‬ ‫المتعلقة بحقوق اإلنسان وضمان االلتزام‬ ‫بها من طـرف الجهــات المعنيــة‪ ،‬كما‬ ‫أشار لما خصصته الحكومــة المغربيـــة‬ ‫لضحايا االنتهاكــات الجسيمـة لحقـوق‬ ‫اإلنسان من تعويضات مالية‪ ،‬وإدمــاج‬ ‫اجتماعي‪ ،‬وتغطية صحية بحيث بلغ عدد‬ ‫المستفيدين ‪ ،19919‬إال أن هنــاك من‬ ‫لم تسو حقوقهم إلى اآلن‪ ،‬ضاربا المثل‬ ‫لذلك بحالته‪.‬‬ ‫وتساءل المناضل عبد القادر أحمد‬ ‫بن قدور ‪« :‬لماذا توقفت الخطة الوطنية‬ ‫لتسوية الحقوق ولم تفعل لمدة طويلة‪،‬‬

‫حتى تسـرب اليـأس للعديد من الذين‬ ‫كانوا يأملون ذلك؟»‪....‬‬ ‫والتمس السيد عبد القادر أحمد بن‬ ‫قدور من جاللة الملك إعطاء توجيهاته‬ ‫السامية وأوامــره للحكومــة المغربيــة‬ ‫باعتماد مقاربة تشاركية حتى إنهاء هذا‬ ‫الملف وإنصاف أصحابه‪.‬‬ ‫وأكـــد‪ ‬األستـــاذ عبد القادر أحمـد‬ ‫بن قدور على أن المعنييــن سيواصلون‬ ‫االحتجاج واالعتصام حتى تنفيــذ كـــل‬ ‫التوصيات‪ ،‬مذكرا باالحتجاجـات السابقـة‬ ‫للمعنييــن من أمـام المجلــس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسـان‪ ،‬وعمـــالـــة العرائـــش‪،‬‬ ‫وباشوية القصر الكبير دون أدنى اهتمام‬ ‫من الجهات المسؤولة‪..‬‬

‫وأضاف أن الدولة المغربية لم تنصف‬ ‫جميع ضحايا زمن التعســف بالرغم من‬ ‫التعويضات الماليــة المرصـودة‪ ،‬مطالبا‬ ‫في األخير الجمعيـات الحقوقية الوطنيــة‬ ‫واألحزاب المغربيــة باالهتمــام الجــدي‬ ‫بقضايا ضحايا سنوات الرصاص حتى يتم‬ ‫إنصافهم طبقا للخطة الحكيمــة لجاللة‬ ‫الملك المستمدة من الميثــاق الوطنـي‬ ‫لحقوق اإلنسان كما هو متعــارف عليها‬ ‫دوليا‪.‬‬

‫ِ‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫ويرى المالحظون أن برنامج هذا الحزب‪ ،‬وإن‪ ،‬ظاهريا‪ ،‬يحترم الوضع القائم‪ ،‬دستوريا‪ ،‬إال أنه ينطوي على‬ ‫خطط‪ ‬يمينية رجعية‪ ،‬ويروج ألفكار عنصرية‪ ‬تصب بقوة في خانة محاربة الهجرة‪ ‬وطرد المهاجرين‪ ،‬كما هو الشأن‬ ‫بالنسبة لكافة األحزاب اليمينية األوروبية‪ ،‬حتى أنه رفع شعارا شعبويا يطالب بأن تكون «إسبانيا لإلسبان فقط»‪! ‬‬ ‫وطبيعي أن‪ ‬يقوم موقف هذا الحزب على العداء للمغـرب‪ ‬وللمصالـح المغربيــة‪ ،‬وللمهاجريـــن المغاربة‬ ‫باألندلس‪ ،‬ولقضية الصحراء «الموجعة» بالنسبة لليمين اإلسباني الوفي إليديولوجية الديكتاتور فرانكو «إسبانيا‬ ‫واحدة‪ ،‬كبيرة وحرة»‪....... ! ‬وأيضا لمغربية مدينتي سبتة ومليلية والجزر المتوسطية‪ ،‬حيث إنه طالب ببناء جدار واق‬ ‫حول المدينتين‪ ‬شبيه بالجدار الصهيوني حول إسرائيل والجدار األمريكي على حدود الواليات المتحدة مع الميكسيك‪.‬‬ ‫حدث ذلك األسبوع الماضي خالل تجمع انتخابي بمدينة سبتة إثر هجوم عدد كبير من المهاجرين األفارقة‪ ‬على‬ ‫حراس المعبر‪ ،‬حيث أكد الكاتب العام لهذا الحزب‪ Javier Ortega،‬أنه أصبح من الضروري بناء جدار خرساني‪ ‬ال‬ ‫يمكن اجتيازه‪ ،‬حول مدينتي سبتة ومليلية‪ .‬ويعتبر المتتبعون اإلسبان أن الهجوم األخير والعنيف للمهاجرين األفارقة‬ ‫على سلطات «الحدود» اإلسبان‪ ،‬بمعبر سبتة‪ ،‬جاء كرد فعل على مخطط حزب‪ VOX ‬ضد الهجرة والمهاجرين‪.‬‬ ‫إال أن رئيسي حكومتي سبتة ومليلية‪ ، Juan Jesús Vivas ،‬و ‪ Juan José Imbroda ‬وكالهما من الحزب‬ ‫الشعبي‪ ،‬أعربا عن رفضهما اقتراح حزب‪ VOX ‬هذا االقتراح الذي أثار بعض االهتمام على المستوى الشعبي بعد‬ ‫اقتحام اليمينيين المتطرفين لبرلمان األندلس‪ .‬كما أن رئيسي حكومتي المدينتين صرحا ‪ ،‬خالل لقائهما بالمناسبة‪،‬‬ ‫أن فكرة الجدار غير مقبولة وأنهما يفضالن التعاون مع المغرب في كل ما يتعلق بالهجرة الغير نظامية‪.‬‬ ‫وأمام رفض المسؤولين في سبتة ومليلية‪ ‬لمقترح الجدار «الفاصل بين المدينتين و المغرب»‪ ‬وإعراض األحزاب‬ ‫الكبرى عن هذا االقتراح‪ ،‬أسرّ‪ ‬منسق حزب‪ VOX ‬بمليلية‪ Jesús Delgado Aboy ،‬لجريدة‪El Confidencial ‬‬ ‫أن بناء الجدار ال يعني شيئا «ملموسا»‪ ،‬ولكنه «نوع من االستعارة»‪! ‬‬ ‫ونختم بهذه «التحفة» التي نعتبرها قمة في السخافة والعبث والتخلف السياسي‪ ،‬ما ورد في بعض الصحف اإلسبانية‬ ‫من أن حزب «كباياس»(‪ Caballas‬سمك اإلسقمري أو الساردة‪ ،‬وهو اسم يطلق على سكان سبتة)‪ ،‬المنتمي إلى‬ ‫التحالف المعارض‪ ،‬طالب الحكومة المحلية بسبتةـ بالعمل على إعادة النظر في معاهدة حسن الجوار التي تربط‬ ‫إسبانيا والمغرب‪ ،‬وذلك بسبب االزدحام الكبير الذي يشهده‪ ،‬يوميا‪ ،‬المعبران «الحدوديان»‪ ‬لسبتة ومليلية‪......!!! ‬‬ ‫تحالف «الساردة» الذي تأسس سنة ‪ ،2011‬والذي يتزعمه «المسلم» محمد علي‪ ،‬يتألف من االتحاد الديمقراطي‬ ‫لسبتة والحزب االشتراكي للشعب السبتي ‪ ،‬ولم يحصل هذا التحالف في انتخابات ‪ 2015 ‬إال على أربعة مقاعد في‬ ‫مجلس سبتة‪ ،‬المكون من ‪ 25‬عضوا‪« .‬المسلمة» فاطمة أحمد حسين‪ ،‬التي تتزعم حزب الحركة من أجل الكرامة‬ ‫والمواطنة‪ ،‬فازت هي األخرى بثالثة مقاعد في المجلس بينما «المسلم» طارق مزيان‪ ، ‬عن الحزب الديمقراطي‬ ‫واالشتراكي لسبتة خرج خاوي الوفاض من هذه االنتخابات‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫وردنا حديثا الديوان الثالث للشاعر الصديق عبد الجواد الخنيفي‬ ‫أبتسمُ للغـَـابة’ ‪،‬الصادر ضمن منشورات رابطة‬ ‫الموسوم ب‪ِ ` :‬‬ ‫أدباء الشمال‪ .‬ويمد عبد الجواد في هذا الديوان الحياة بالكثير من‬ ‫أسئلتها‪ ،‬ويحــول المعيش اليومي إلى تفاصيل كاشفة‪ ،‬عبر ثالث‬ ‫وأربعين قصيدة‪ ،‬حيث يصيخ السمع إلى نبرته الخاصة التي تنصهر‬ ‫بالموضوع وباآلخر وبممكنات التأويـل‪ ...‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.