Achamal n° 972 le 18 Décembre 2018

Page 1

‫الهجرة السرية‪ :‬دعم أوروبي للمغرب‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 972‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 07‬ربيع الثاين ‪� 18 / 1440‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫الحسيمة‬

‫رفع االتحاد األوروبي من منحته المالية‬ ‫المخصصة لدعم المغرب في مجال محاربة‬ ‫الهجرة السرية خالل عام ‪ ،2018‬حيث بلغ‬ ‫الرصيد المالي الذي ستتوصل به خزينة‬ ‫الدولة ‪ 148‬مليون يورو‪ .‬ويندرج هذا الدعم‬ ‫في إطار مساندة جهود المغرب من أجل‬ ‫محاربة الهجرة السرية واالتجار في البشر‬ ‫ومراقبة الحدود‪ ،‬خاصة واالتحاد األوروبي‬ ‫يعتبر التعاون مع المغرب أساسي لمواجهة‬ ‫الشبكات الدولية التي تنشط في مجال‬ ‫الهجرة السرية ‪.‬‬ ‫ويرى االتحاد األوروبي أن التعاون مع المغرب ‪ ،‬ال ينبغي أن يتوقف عند الهجرة ومشاكلها‪ ،‬بل‬ ‫يجب أن يشمل أيضا تطوير الشراكة االقتصادية واالجتماعية وقضايا إدماج الشباب‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ونفيا لما تنشره بعض الصحف اإلسبانية من وجود «تساهل» مغربي مع‬ ‫المهاجرين الغير شرعيين‪ ،‬أشــادت كاتبـة الدولـة اإلسبانيـة لشؤون الهجرة‪ ،‬كونسيولــو رومي‪ ،‬بـ‬ ‫«االلتزام المسؤول» للمغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية‪ ،‬مشددة على أنه ال أحد يمكنه‬ ‫التشكيك في دور المملكة في هذا المجال‪.‬‬

‫اجتماع وزاري لتقديم حصيلة المخطط‬ ‫االستراتيجي «الحسيمة منارة المتوسط»‬

‫• جل المشاريع في المراحل األخيرة لإلنجاز‬ ‫• نسبة تنفيذ االلتزامات المالية للمخطط ‪ 80.7 :‬بالمائة‬

‫المخطط الملكي «الحسيمة منارة المتوسط» كان موضوع اجتماع حكومي ترأسه‪ ،‬مؤخرا بالرباط‪ ،‬وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت‪ ،‬من أجل‬ ‫الوقوف على مدى تقدم األشغال الحاصل في إنجاز هذا المخطط‪ ،‬حيث استعرض خالله عدد من الوزراء نتائج تدخالتهم في تنفيذ المشاريع‬ ‫المبرمجة لقطاعاتهم في إطار مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» الذي سبق وأن كان موضوع انتقادات حادة‪ ،‬سواء على المستوى الرسمي‬ ‫أو الشعبي‪ ،‬بسبب ما شهدته المشاريع المبرمجة من اختالالت وتأخيرات‪ ،‬مراعاة لمضامينه على األرض‪ ،‬وللضبط الزمني ‪2015‬ـ‪ 2019‬الذي‬ ‫أعطي له عند انطالقه بتطوان‪ ،‬منتصف أكتوبر ‪ ،2015‬بإشراف جاللة الملك‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هذا المخطط التنموي الذي رصدت له اعتمادات تفوق ‪ 6‬مليارات ونصف المليار درهم‪ ،‬يقوم على خمسة محاور‪ ،‬وفق بيان والي‬ ‫الجهة ‪ :‬التأهيل الترابي‪ ،‬المجال االجتماعي‪ ،‬حماية البيئة‪ ،‬البنيات التحتية‪ ،‬المجال الديني‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫طنجة تحتل الصدارة في قائمة العواصم االقتصادية‬ ‫الكبرى الجاذبة لالستثمارات بإفريقيا‬

‫تتفق معظم التقارير االقتصادية الصادرة‬ ‫عن مؤسسات دولية متخصصة‪ ،‬كالبنك‬ ‫اإلفريقي للتنمية‪ ،‬ومؤتمر األمــم المتحــدة‬ ‫للتجارة والتنمية أونكتاد‪ ،‬ومؤسسة «ارنبيت‬ ‫أند يونغ اإلفريقية ومؤسسة كوانتوم جلوبال‬ ‫ريسيرش الب السويسرية‪ ،‬على أن مدينة‬ ‫طنجة المغربية تتصدر الئحة المدن األكثر‬ ‫جاذبية لالستثمارات بالقارة اإلفريقية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب الدار البيضاء التي احتلت المرتبــة‬ ‫الخامسة متأخرة عن طنجة بثالث مرتبات‪.‬‬ ‫ففي تقرير للبنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬عن‬ ‫الفترة ما بين ‪ 2003‬و ‪ ،2016‬جاء ترتيب طنجة‬ ‫الثالثة من حيث جذب االستثمارات األجنبية‬ ‫بإفريقيا بينما كان ترتيب الدار البيضاء‬ ‫الخامسة ‪ ،‬إذ فاق حجم االستثمارات في طنجة‬ ‫‪ 10,5‬مليارات دوالر بمعدل يناهز ‪ 24‬بالمائة‪،‬‬ ‫فيما حصلت الدار البيضاء على استثمارات‬ ‫بقيمة ‪ 8,37‬ماليير دوالر بمعدل نمو جاور‬ ‫‪ 24‬بالمائة ‪ ،‬فيما بلغ حجم االستثمارات بالدار‬ ‫البيضاء ‪ 8.37‬مليار دوالر بمعدل نمو بلغ ‪9,38‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬خالل نفس الفترة‪.‬‬ ‫وفـــي مجـــال المبــادالت الخــاصـــة‬ ‫باالستثمارات األجنبية المباشرة بين المدن‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬حلت الدار البيضاء في الصف الثاني‬ ‫ك «مدينة منبع» بعد جوهانسبورغ‪ ،‬و في‬ ‫الصف الرابع كـ «مدينة مستفيدة» بعد كل‬ ‫من طنجة (المرتبة الثالثة) وجوهانسبورغ‬ ‫(المرتبة الثانية) والقاهرة (المرتبة األولى)‬ ‫وحتى على مستوى التجمـع الحضــري‬ ‫األدنى‪ ،‬فقد ذكرتقرير البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫الذي أعد بتعاون مع منظمة األمم المتحدة‬ ‫لإلسكان‪ ،‬أن مدينة طنجة تنافس كبريات‬ ‫العواصم اإلفريقية فيما يخص أقوى معدل نمو‬ ‫لالستثمارات األجنبية المباشرة‪،‬حيث طلعت‬ ‫طنجة الرابعة بعد أكرا التي احتلت الصف األول‬ ‫أمام كل من أبيدجان ونيروبي‪.‬‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن مدينتــي طنجـة‬ ‫والدار البيضــاء تعتبـــران من بين المــدن‬ ‫األفريقية التي تتمتع بنموذج الستثمار متوازن‬ ‫بإفريقيا سواء من حيث معدل النمو أو الحجم‪.‬‬ ‫وحلت القاهرة على رأس الترتيب في‬ ‫مجال جذب االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بإفريقيا‪ ،‬متبوعـــة بجوهانسبورغ والغـــوس‬ ‫وطنجـــة والدار البيضـــاء والجزائر ونيروبي‬ ‫وأبيدجان ودكار‪.‬‬

‫وفي مجال آخـــر‪ ،‬فإن منفذ األطلــس‬ ‫بالمغرب يشكل حضورا قويــا بين المنافذ‬ ‫االستثمارات األجنبية حيث تتضمن هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬حسب تقرير البنك اإلفريقي للتنمية‪،‬‬ ‫مدنا هامة لجذب االستثمارات األجنبية كطنجة‬ ‫والدار البيضاء والجزائر وتونس‪ ،‬بينما تشكل‬ ‫مدن أبيدجان وأبوجا زأكرا والغوس ثاني‬ ‫منفذ لالستثمار بخليج غينيا‪ ،‬إضافة إلى ممر‬ ‫جوهانيبورغ الذي يضم كال من مدن دوربان و‬ ‫مابوتو وريتشارد باي‪.‬‬ ‫وحسب مصادر منظمة األمم المتحدة‬ ‫لإلسكان ‪ ،‬فإن األبحاث الواردة في هذا التقرير‬ ‫تطرقت إلى العالقة بين التحضر والتنمية‬ ‫الوطنية المستدامة من خالل توفير حلول ذات‬ ‫مصداقية للحد من الفقر والبطالة‪ ،‬مع اإلشارة‬ ‫إلى دور االستثمارات الخارجية المباشرة في‬ ‫خلق أنشطة اقتصادية جديدة‪ ،‬وكذا أهمية‬ ‫الشراكات العمومية والخاصة لتثمين االستثمار‬ ‫الحضري وخلق فرص عمل الئقة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مصر تصدرت العواصـــم‬ ‫اإلفريقية في جــذب االستثمارات األجنبيـــة‬ ‫المباشرة خالل العام الماضي‪ ،‬بحسب تقرير‬ ‫االستثمار العالمي لعام ‪ 2018‬الصادر عن‬ ‫مؤتمر األمم المتحــدة للتجـــارة والتنمية‬ ‫«أونكتاد»‪.‬‬ ‫حيث إن عاصمة الكنانة كانت الوجهة‬ ‫االولى لالستثمارات األجنبية المباشرة في‬ ‫أفريقيا‪ ،‬خالل العام الماضي‪ ،‬رغم تراجعها‬ ‫بنسبة ‪ % 8.8‬على أساس سنوي‪ ،‬مسجلة ‪7.4‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن االستثمارات الوافدة‬ ‫إلى مصر كانت ناتجة عن الزيادة الكبيرة في‬ ‫االستثمارات الصينية في الصناعات الخفيفة‪.‬‬ ‫وبحسب نفس التقرير فإن االستثمارات‬ ‫األجنبية المباشرة حول العالم تراجعت خالل‬ ‫العام الماضي بنسبة ‪ % 23‬لتصل إلى ‪1.43‬‬ ‫تريليون دوالر‪.‬‬ ‫كما تراجعت تدفقات االستثمار األجنبي‬ ‫إلى أفريقيا بنسبة ‪ % 3‬خالل العام الماضي‬ ‫نتيجة أسعار النفط الرخيصة والتأثيرات طويلة‬ ‫األجل من انهيار السلع األساسية‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬منح تقرير مؤسسة إرنست‬ ‫أند يونغ «‪ ،»EY‬الصدارة اإلفريقية للمغرب‬ ‫في مؤشر جاذبية االستثمارات بخصوص عام‬ ‫‪ ،2017‬متقدما بمركز واحد على رتبته عام‬

‫‪ ،2016‬بينما حققت دول شمال إفريقيا عموما‬ ‫قفزات كبيرة في مؤشر االستثمارات األجنبية‬ ‫المباشرة‪.‬الترتيب الصادر شهر ماي الماضي‬ ‫‪ ،‬منح مصر المركز الـ‪ 11‬في المؤشر‪ ،‬لتكون‬ ‫الدولة العربية الثانية خلف المغرب‪ ،‬بينما‬ ‫ح ّلت تونس في المركز الـ‪ ،13‬وح ّلت الجزائر‬ ‫في المركز الـ‪ ،15‬ولم يشمل المؤشر الدول‬ ‫العربية األخرى ودوال في جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫مكتفيا بتقديم رتب ‪ 25‬دولة بالمجموع من‬ ‫أصل ‪ 54‬دولة إفريقية‪ .‬وح ّلت كينيا في المركز‬ ‫الثاني‪ ،‬متقدمة بمركزين عن ترتيب عام‬ ‫‪ ،2016‬بينما تراجعت جنوب إفريقيا إلى المركز‬ ‫الثالث بدل األول‪ ،‬فيما ح ّلت غانا في المركز‬ ‫الرابع وتنزانيا في المركز الخامس‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن المستثمريــــن‬ ‫األجانب بدؤوا بالتحوّل نحو األسواق الكبيرة‬ ‫والمتنوعة في إفريقيا كالمغــرب وجنـــوب‬ ‫أفريقيا ومصر وكينيا ونيجييريا وأن نشاط‬ ‫االستثمارات األجنبية بالمغرب ومصر أثار‬ ‫اهتمام المستثمرين األجانب للتوجه إلى‬ ‫شمال أفريقيا‪ .‬وبصفة إجمالية حقق المغرب‬ ‫رتبا جيدة في المؤشرات الفرعية الخاصة‬ ‫بالتمكين االقتصادي واالستثمار في البنى‬ ‫التحتية‪ ،‬حيث إنه كان من بين الثالثة األوائل‬ ‫في هذا التصنيف‪.‬‬ ‫ويعتبـــر المغـــرب من بيـــن الدول‬ ‫اإلفريقية والعربية التي اتبعت نظام الخطط‬ ‫االستراتيجية الممتدة من عشر وخمس عشرة‬ ‫سنة في أهم القطاعات االستراتيجية خاصة في‬ ‫مجال االستثمار سواء في القطاع الفالحي أو‬ ‫الصناعي أو قطاع األوفشور وقد جذب المغرب‬ ‫استثمارات أجنبية مباشرة ‪ ،‬تقدر بـ ‪ 2.57‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وفقا لتقرير كوانتوم جلوبال‪ ،‬بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 12‬في المائة مقارنة بالعام ‪.2016‬‬ ‫وطنيا‪ ،‬ورد في التقرير االقتصادي والمالي‬ ‫المرفق بمشروع قانون المالية لسنة ‪2019‬‬ ‫بأن تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بالمغرب بلغت ‪ 2,7‬مليار دوالر في ‪ ،2017‬أي‬ ‫بارتفاع نسبته ‪ 23‬في المائة مقابل ‪ 2.2‬مليار‬ ‫درهم في سنة ‪ .2016‬وأوضح التقرير أن هذا‬ ‫االرتفاع يأتي في سياق يتسم بتراجع ملحوظ‬ ‫لالستثمارات األجنبية المباشرة على الصعيد‬ ‫العالمي وانخفاض االستثمارات المباشرة‬ ‫األجنبية في إفريقيا بنسبة ‪ 21,5‬في المائة‬ ‫خالل ‪ 2017‬مقارنة بسنة ‪.2016‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫الحملة الوطنية للتحسيس وكشف سرطان‬ ‫الثدي وعنق الرحم‬ ‫تنظم وزارة الصحة وفي إطار الشراكة مع جمعية لالسلمى للوقاية وعالج السرطان‪ ،‬حملة وطنية‬ ‫للتحسيس وتشخيص سرطان الثدي وعنق الرحم‪ ،‬وذلك من ‪ 22‬أكتوبر إلى ‪ 22‬نونبر ‪.2018‬‬ ‫تجدر اإلشارة أنه خالل حملة ‪ ،2017‬وبفضل الجهود المثمرة لكل األطر الصحية المكلفة بالبرنامج‪،‬‬ ‫استفادت أكثر من ‪ 1.000.151‬من الفئة المستهدفة وكشف سرطان الثدي‪ ،‬وإجراء ‪ 7690‬فحص‬ ‫ماموغرافيا وتشخيص ‪ 168‬حالة سرطان الثدي‪.‬‬ ‫ومن أهداف الحملة الوطنية لهذه السنة تحسيس الساكنة العامة والفئة المستهدفة بضرورة‬ ‫وأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫الرقية ال�شرعية‬ ‫عالجٌ �أم َدلجٌ‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫فضيحة راقي بركان أثارت غضب الرأي العام وحركت المواجع لدى‬ ‫فئات عريضة من الشعب الفقير الذي ال زال يعتقد في قدرة الرقاة على‬ ‫عالج «جميع» األمراض النفسية كالمس والعين والسحر والهم واالكتئاب‬ ‫والحزن والضيق والقلق وكثرة المشاكل والكسل والتعلق بالشهوات‬ ‫والمعاصي‪ ،‬واألمراض العضوية بال استثناء‪ ،‬من السرطان واإليدز والتهاب‬ ‫الكبد والبرص والعقم وغيرها‪.‬‬ ‫إال أن للرقية الشرعية شروطها وللراقي تكاليفه وواجباته وحدوده‪ ،‬عليه‬ ‫أن يكون إنسانا صالحا ومسلما يتصف بالتقوى‪ ،‬يخشى اهلل في عباده‪ ،‬وأن‬ ‫يكون على عالقة حسنة مع خالقه‪ ،‬وأن ال ينفرد بالنساء المريضات ألنّذلك‬ ‫حرام ويقود إلى الفساد‪ ،‬وأمور أخرى تدخل في عالقة الراقي مع المرضى‪.‬‬ ‫وأن ال يطلب شيئا من المرض كقطعة من ماليسه أو يسأله عن اسم أمه‪،‬‬ ‫أو أن يطالبه بأن يشتري له شيء ما‪ ،‬و غير ذلك من األمور التعسفية التي‬ ‫ال تدخل في ممارسة الرقية الشرعية‪ ،‬وأن يقتصر على ما ورد في القرآن‬ ‫الكريم والسنة النبوية فيما يخص الرقية الشرعية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن التداوي بالقرآن الكريم ليس على اإلطالق‪ ،‬فالرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم شرع الطب والدواء‪ ،‬فقد ورد في صحيح البخاري قول‬ ‫الرسول الكريم «الشفاء في ثالث‪ :‬شربة عسل وشرطة محجم وكية نار» وأنا‬ ‫أنهي أمتي عن الكي‪ .‬وكان صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬يةصي أصحابه بالذهاب‬ ‫إلى الحارث الثقفي وكان طبيبا مشهورا منذ الجاهلية‪.‬‬ ‫ويكون العالج بالرقية الشرعية بقراءة الفاتحة‪ ،‬وقراءة أول خمس آيات‬ ‫من سورة البقرة‪ ، :‬وقراءة اآليات أرقام ‪ 165 ،164 ،163‬من سورة البقرة‪،‬‬ ‫وآية الكرسي واآليات ‪ 257 ،256‬من سورة البقرة بعدها‪ ،‬وأوّل خمس آيات‬ ‫من سورة آل عمرآن‪ ،‬قراءة اآلية رقم ‪ 18‬من سورة آل عمرآن‪ ،‬واآليتين‬ ‫رقم ‪ 27 ،26‬من سورة آل عمرآن‪ ،‬واآليات رقم ‪ 54،55،56‬من سورة األعراف‪،‬‬ ‫واآليات رقم ‪ 119 ،118 ،117‬من سورة األعراف‪ ،‬واآليات رقم ‪82 ،81 ،80 ،79‬‬ ‫من سورة يونس‪ ،‬و اآليات رقم ‪ 69 ،68 ،67 ،66 ،65‬من سورة طه‪ ،‬واآليات‬ ‫رقم ‪ 118 ،117 ،116 ،115‬من سورة المؤمنون‪ ،‬و اآليات رقم ‪،23 ،22 ،21‬‬ ‫‪ 24‬من سورة الحشر‪ ،‬وأوّل ‪ 15‬آية من سورة الصّافات‪ ،‬واآليات ‪،33 ،32 ،31‬‬ ‫‪ 34‬من سورة الرّحمن واآليتين رقم ‪ 4 ،3‬من سورة الملك‪ ،‬و اآليتين رقم‬ ‫‪ 52 ،51‬من سورة القلم‪ ،‬واآلية رقم ‪ 3‬من سورة الجنّ‪ ،‬و سورة الكافرون‪،‬‬ ‫وسورة الفلق‪.‬‬ ‫فأين نحن مما يروج اليوم من قصص مخزية وفضائح شنيعة يندى‬ ‫لها الجبين يكون أبطالها من طينة راقي بركان الذي لم يكن يقتصر على‬ ‫ممارسة الجنس على النساء والفتيات ومنهن المحصنات‪ ،‬الالئي يقصدنه‬ ‫للعالج‪ ،‬بعد تخديرهن بسائل يدعي أنه ماء الرقية ‪ ،‬والرقية قراءة القرآن‬ ‫واألدعية الشرعية‪ ،‬وليست «جلسة شيشة»‪ ،‬بل إنه كان يعمد إلى «توثيق»‬ ‫عمله اإلجرامي الخسيس على أقراص فيديو قيل إنه كان يتاجر بها في‬ ‫أسواق «البورنو» ! لعنة اهلل عليه !‪.‬‬ ‫ومن أسباب ما تشهده «عيادات الرقية الشرعية» من انتشار واسع في‬ ‫مختلف الحواضر والبوادي بالمغرب‪ ،‬اعتقاد العامة بأن عيادات الطب النفسي‬ ‫تخص الحمقى والمضطربين نفسانيا‪ ،‬والتوجه إليها «بهدلة» مجتمعية‬ ‫مذلة‪ .‬ثم إن مراكز الرقية الشرعية «تضمن السرية» إلى حد ما‪ ،‬إذا نجت‬ ‫النساء والفتيات من عمليات االبتزاز المادي و «الجنسي»‪ .‬وأن تكلفة الرقية‬ ‫أرخص بكثير من «حصص» الجلسات العالجية عند طبيب مختص‪ .‬ولعل‬ ‫الفقر والحاجة من أسباب «ازدهار» العالج بالرقية‪ ،‬خاصة والصحة العمومية‬ ‫تفتقر إلى عيادات الطب النفسي بالقدر الذي يستوعب الحاجيات في هذا‬ ‫المجال االستشفائي‪ ،‬وليس من باب االفتراء أن نقول‪ ،‬كما تقول العامة‪ ،‬إن‬ ‫الصحة العمومية برمتها في حاجة إلى مصحات للطب النفسي !‪...‬‬ ‫وحتى ال ندخل في التفاصيل‪ ،‬نعود إلى «عيادات» الرقية الشرعية التي‬ ‫ال تخلو منها مدينة من طنجة إلى لكويرة‪ ،‬والتي أصبح «شيوخها» يعلنون‬ ‫عنها على صفحات الجرائد وفي مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬يستعرضون‬ ‫قوتهم الخارقة‪ ،‬في عالج العين والسحر والثقاف‪ ،‬والتوكال‪ ،‬وقدرتهم على‬ ‫طرد الجن من المرضى بالمس‪ ،‬حتى ولو كان جنيا يهوديا مستعصيا!‪....‬‬ ‫وال يرتابون في اإلعالن عن هواتفهم وعناوينهم اإلليكترونية و البريدية‪،‬‬ ‫يصولون ويجولون في حرية تامة‪ ،‬بدون رقيب أو حسيب‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫والمواطنون يتساءلون عن الجهة التي ترخص بفتح «مراكز الرقية‬ ‫الشرعية» ومراقبتها‪ ،‬إن كان ذلك يحدث فعال‪.‬‬ ‫الضحايا بالعشرات‪ ،‬والصحافة تتحدث وتستنكر‪ ،‬والمسؤولون يلوذون‬ ‫بالصمت حتى تفضل «السوبر مينيستر» أحمد التوفيق‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬فنفى عن‬ ‫وزارته كل تدخل في هذا الموضوع‪ ،‬وألقى بالمسؤولية على عاتق وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬ما دام األمر يتعلق «بعيادات» لمعالجة المصابين بأمراض نفسية‬ ‫وحتى البدنية المستعصية !!!‪....‬‬ ‫وإلى أن تتضح األمور‪ ،‬نبقى مع هذه األبيات الشعرية من قصيدة ألبي‬ ‫العتاهية‪:‬‬

‫يا بـائـع الديـن بالدنيـــا وباطلهـا‬ ‫تر�ضى بدينـك �شيئـ ًا لي�س ي�سـوا ُه‬ ‫ِـب‬ ‫حتى متى �أنـت يف لهـوٍ ويف َلع ٍ‬ ‫واملوت نحوك يهـوي فاغـر ًا فـا ُه‬ ‫ما ُّ‬ ‫كـل مـا يتمنـــى املـرء يدركــه‬ ‫امـرئ حتـــفـه فيمـــا تـمنـــاه‬ ‫ُر ّب‬ ‫ٍ‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫عثرتُ‪ -‬وأنا أحاول ترتيب بعض األوراق‪ -‬على ورقتين تحمالن عنوان‪« :‬نبذة عن الفقيه العالمة‬ ‫سيدي أحمد الحداد»‪ ،‬ساهمتُ بهما في حفل تدشين مدرسة سميت باسم هذا الرجل‪.‬‬ ‫فتوكلتُ على اهلل‪ ،‬وأدرجتهما في دردشة هذا العدد‪ ،‬قصد تعريف قرائنا بهذه الشخصية المتَميزة‪:‬‬ ‫العالمة الوزير سيدي أحمد الحداد‪ ،‬فارق الحياة وهو في الرابعة والتسعين من عمره‪ ،‬قضاها في‬ ‫الطاعة والعبادة واإلصالح وخدمة وطنه‪ .‬عايش عدة ملوك بدءاً بالمولى عبد العزيز‪ ،‬فالمولى عبد‬ ‫الحفيظ‪ ،‬فالمولى يوسف‪ ،‬فموالي محمداً الخامس‪ ،‬فجاللة الملك الحسن الثاني‪ ،‬وعاصر كذلك عهدَ‬ ‫ُ‬ ‫«منطقة الشمال» إثر االعتداء‬ ‫الحماية البغيض‪ ،‬وزامن عهدَ االستقالل‪ ،‬وشهد الموقف الذي وقفته‬ ‫على العرش يوم ‪ 20‬غشت ‪.1953‬‬ ‫ولد في أواخر سنة ‪1891‬م‪ ،‬وتوفي يوم ‪ 30‬يناير ‪1986‬م‪.‬‬ ‫وأهمُّ منصب شغله في الحكومة الخليفية منصبُ الصدر األعظم‪ُ ،‬‬ ‫وكلف للقيام به برسالة من‬ ‫لدن سمو الخليفة موالي الحسن بن المهدي بتاريخ ‪ 22‬شتنبر ‪ 1945‬عقب وفاة الصدر األعظم أحمد‬ ‫ُ‬ ‫الشمال‬ ‫وتوحّد‬ ‫الغنمية‪ ،‬وبقي سيدي أحمد الحداد على رأس الحكومة الخليفية إلى أن استقل المغرب‪ّ ،‬‬ ‫والجنوب‪ ،‬فخرج من الوزارة إلى داره‪ ،‬وتفرَّغ للعبادة والمطالعة‪ ،‬والتردد على الزاوية الكتانية‪ ،‬والقيام‬ ‫بالواجبات االجتماعية‪ ،‬واستقبال الزوار والمحبين‪ ،‬قانعاً راضياً بالستر والعفاف‪ ،‬إلى أن شملته ُ‬ ‫رعاية‬ ‫جاللة الملك الحسن الثاني قدس اهلل روحه‪ ،‬فخصَّص له معاشا يستعين به على مطالب الحياة‪.‬‬ ‫وقد أمد اهلل في حياته‪ ،‬ومتعه بالعافية‪ ،‬وبكامل قواه العقلية‪ ،‬إلى آخر لحظة من حياته رحمه اهلل‪،‬‬ ‫وأصبح بيتُه مزاراً يتردد عليه ُ‬ ‫أهل العلم والخير والفضل من تطوان‪ ،‬ومن خارج تطوان‪ ،‬لالستمتاع‬ ‫بحديثه‪ ،‬ولالستفادة من علمه واطالعه‪ ،‬واإلعراب له عن الحب واإلكبار والتكريم‪ ،‬إلى أن لقي ربه راضيا‬ ‫مرضيا‪.‬‬ ‫وحبّبَته إلى النفوس‪ُ ،‬‬ ‫صفة التواضع‪،‬‬ ‫وأبرزُ صفات سيدي أحمد الحداد التي جذبت إليه القلوب‪َّ ،‬‬ ‫فسيدي أحمد الحداد الصدر األعظم الذي يشغل أعلى منصب في اإلدارة المغربية بعد منصب سموّ‬ ‫الخليفة السلطاني‪ ،‬هو سيدي أحمد العدل في حانوته‪ ،‬التي كان يتعاطى فيها َ‬ ‫مهنة العدالة بالسّوق‬ ‫الفوقي‪ ،‬هو سيدي أحمد الحداد خطيبُ الجمعة بضريح سيدي عبد اهلل الحاج‪ ،‬هو سيدي أحمد الحداد‬ ‫مُقدَّمُ الطريقة الكتانية بتطوان‪ .‬لم يتغير شيء من طبيعته وعاداته وعالقاته بالناس‪ ،‬يُبادرُ َّ‬ ‫كل من‬ ‫لقيه بالتحية والسالم‪ ،‬ويشارك بحضوره في األفراح واألتراح‪ ،‬ويخدُم كل من طلب عونه ومساعدته‪،‬‬ ‫ولم يكن ذلك تطبُّعاً وال تصنعاً‪ ،‬كانت المشاركة الوجدانية طبيع ًة أصيل ًة فيه‪ ،‬يفرح ألفراح الناس‪،‬‬ ‫ويحزن ألحزانهم‪ ،‬ويُقدّر في اإلنسان إنسانيته وقيمته الروحية والخُلقية قبل كل شيء آخر‪ ،‬ولذلك‬ ‫كان يشعر ُّ‬ ‫كل من خالطه أنه أمام أب أو أخ أو صديق حميم‪.‬‬ ‫وصفاتٌ أخرى من الصفات البارزة في سيدي أحمد الحداد‪ ،‬هي النزاهة والزهد والقناعة‪ ،‬فقد كان‬ ‫في موقع يستطيع فيه‪ -‬لو أراد‪ -‬أن َ‬ ‫يُكوّن ثروة طائلة‪ ،‬ويعيش في نعيم مُقيم‪ ،‬ولكنَّ زُهدَه وقناعته‬ ‫وعُلوَّ همته‪ُّ ،‬‬ ‫كل ذلك جعله يعيش كسائر الناس‪ .‬وقد خرج من الوزارة وهو ال يملك من متاع الدنيا إال‬ ‫القليل‪ .‬وهذه صفة متوارَثة في هذه األسرة النبيلة‪.‬‬ ‫عرفتُ هذا الرجل في النصف الثاني من الخمسينات‪ ،‬حين أخذتُ أتردد مع الوالد رحمه اهلل على‬ ‫ّ‬ ‫مستهل عقدي الثاني‪ ،‬فالحظتُ أنه يُؤثر‬ ‫الزاوية الكتانية الموجود مقرُّها بزنقة المقدم‪ ،‬وأنا إذاك في‬ ‫الجلوس بآخر صفّ‪ ،‬كما الحظتُ أَنه كان يقف لتحية من أراد السالم عليه من فقراء الزاوية‪ ،‬وأنه كان‬ ‫ال يترُك يدَه ألحد ليقبلها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثم عرفتُ أنه َّ‬ ‫الفضل في بنائها يعود إليه‪ ،‬وإلى ثلة من الرُّوَّاد األوائل‪،‬‬ ‫مقدمُ الزاوية آنذاك‪ ،‬وأن‬ ‫وأن بناءها تمَّ – حسبما هو مسجل في أعلى المحراب – في ‪1350‬هـــ‪.‬‬ ‫كما عرفتُ ‪ -‬من والدي طيب اهلل ثراه‪ -‬أن سيدي أحمد الحداد هو الذي مدَّ الجسور بين زاوية‬ ‫تطوان وشيوخها بسال‪ ،‬وأنه كان يستقدمهم لزيارتها وصلة الرحم بروادها‪.‬‬ ‫فرحمه اهلل رحم ًة واسعة‪ ،‬وأسكنه فسيح الجنان‪ ،‬مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪.‬‬

‫يوم «الخبيزة» األول‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫الطريق إلى مقر العمل األول‬

‫مقر العمل األول‬

‫كان الوقت صباحا‪ ،‬وصباحات فصل الشتاء في مدينته تكون غالبا مكفهرة‬ ‫وباردة‪ ،‬نهض على غير عادته باكرا‪ ،‬فقد مرت سنوات طوال‪ ،‬وهو يقلب الليل‬ ‫نهارا والنهار ليال‪ ،‬حتى إن من يعرفونه إذا رأوا أنه يقظ ويدب في أرض اهلل‬ ‫في الضحى أو الظهيرة خمنوا أن في األمر ما فيه من استثناء ال يعلمه إال هو‪.‬‬ ‫كان في الرأس ثقل السهاد‪ ،‬وفي الرموش حنين جارف إلى النعاس‪،‬‬ ‫والدواخل تعج كبئر فائرة بهدير من األصوات المختلطة واألحاسيس المتناقضة‬ ‫كتناقض هذه الحياة العابرة التي يعيشها بين غيره من البشر‪ .‬كان عليه أن‬ ‫ينضبط بدقة للتوقيت في اليوم األول الذي سيلتحق فيه بمقر عمله‪ ،‬ربما األول‬ ‫واألخير ألنه مجبول على االستقرار‪ ،‬بعد حصوله على وظيفة في إدارة عمومية‬ ‫كانت والزالت في أذهان الناس هي أم اإلدارات؛ وإن كان الزمن قد غير كثيرا‬ ‫من هالتها الموروثة التي لن تتوقف أبدا محاوالت تجديدها واستعادة أمجادها‪.‬‬ ‫لبس للمقام ما يليق به‪ ،‬وكان قد اقترض قبل أسابيع بعض المال خصه‬ ‫للعناية بمظهره‪ ،‬ألن المظهر مبتدأ الحكم على الشخص وهو كذلك سيف على‬ ‫األعداء كما كانت تردد أمه كلما الحظت إهماله لحاله‪ ،‬وألن سنوات البطالة‬ ‫التي مرت عليه ثقيلة كالرصاص قتلت فيه شهوة االنضباط للقواعد المرسومة‬ ‫و لم يكن يهمه كثيرا‪ ،‬الستفحال هم الذات ومصيرها‪ ،‬أن يرى وجهه في مرآة‬ ‫المجتمع‪ ،‬وعليه اآلن أن يستعيد ما أمكن هذه الشهوة و وقبول المجتمع‪ ،‬وهو‬ ‫مقبل ألن يكون له منصب كم واحد قد يرغب فيه أو يحسده عليه‪ ،‬و راتب‬ ‫شهري محترم‪ ،‬ومكانة بين بني جلدته وموقع في العائلة‪.‬‬ ‫في الطريق األول إلى مقر العمل كان يلتفت يمينا وشماال فقد كان يتوهم‬ ‫أن عيونا تتلصص عليه و ضحكات متهكمة تالحقه‪ ،‬فقد قضى سنينا يلعن تلك‬

‫اإلدارة التي ستأويه ويكيل لها أقدح النعوت‪ ،‬وهو اآلن يمشي برجليه‪ ،‬ويتقدم‬ ‫طوعا برأسه الذي حمل تلك األفكار اللعينة ليكون واحدا من بين موظفيها‪.‬‬ ‫كلما اقترب من المدخل الفخم احتدت رهبته‪ ،‬وكأنه يلج مغارة؛ الداخل‬ ‫إليها مفقود والخارج منها مولود‪ ،‬لوال أن وجود أصدقاء له ساقتهم هم كذلك‬ ‫أقدارهم للعمل في تلك اإلدارة‪ ،‬كان يخفف عنه ما هو فيه من قلق‪ ،‬مصدره‬ ‫األول التوجس من االغتراب في وسط كان يقدر أنه سيكون ثقيل الظل‪.‬‬ ‫وتذكر وهو داخل بهو اإلدارة‪ ،‬أنه كان سيعيش هذه اللحظة منذ ثالث‬ ‫سنوات خلت‪ ،‬لوال أن التردد أكله فأخطأ التقدير باستنكافه في آخر ساعة عن‬ ‫تقديم طلبه حينما فتح الباب على مصراعيه لتشغيل الشباب المعطل من أجل‬ ‫امتصاص أزمة اجتماعية متنامية‪ ،‬ويأس متضخم‪ ،‬وغضب مقيم‪.‬‬ ‫وهو يتقدم متخطيا ذاك البهو نحو الطابق األول‪ ،‬وكأنه منساق دون‬ ‫إرادته بفعل ما يغشاه من ذكرى وترقب‪ ،‬وجد نفسه إلى جانب صديقيه واقفا‬ ‫في ذلك المكتب األنيق أمام نائب رئيس اإلدارة والمتحلقين حوله في اجتماع‪،‬‬ ‫وهم يحدقون بإمعان وصرامة إليهم‪ ،‬وكأنهم يذكرونهم بتوديع أحالم الحرية‬ ‫واالحتجاج والدعة واستقبال إمالءات الحزم والطاعة واالنضباط‪.‬‬ ‫خرج هو وصديقاه من المكتب األنيق الواسع‪ ،‬بعد تبادل خفيف لألراء بين‬ ‫المجتمعين تمخضت عنه قرارات التعيين‪ ،‬ليدخل المكتب المقابل الذي عين‬ ‫به‪ ،‬بدا له ضيقا وشحيحا من حيث األثاث‪ ،‬جوه مختلف عن أجواء األماكن التي‬ ‫تعود عليها في حياته السابقة‪ ،‬فهمست له نفسه‪ ،‬وصعقة من الكآبة تعبره من‬ ‫قمة رأسه إلى أخمص قدميه‪ :‬للبطالة ثمن كما للوظيفة‪«-‬الخبيزة» كما كانت‬ ‫تطلق عليها أمه‪ -‬ثمن‪...‬‬

‫من ذاكرة‬ ‫المنظمة‪..‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ 1‬ـ على مدى ثالثة عقود أصلت المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‬ ‫منهاجها في الدفاع والنهوض والتحسيس بسياسة حقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫بمهنية ومقاصد إصالحية‪ ..‬فكان لها حضور نوعي وازن في االنكباب‬ ‫على معالجة ملفات أخطرها «ماضي االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬ ‫اإلنسان بالمغرب» بعد والدتها في شرطية حرجة بالغة التعقيد‪..‬‬ ‫تولى رئاستها كل من ‪:‬‬ ‫• المرحوم المهدي المنجرة‬ ‫• عمر عزيمان‬ ‫• خالد الناصري‬ ‫• عمر أومليل‬ ‫• عبد العزيز بناني‬ ‫• المرحوم عبد اهلل الوالدي‬ ‫• أمينة بوعياش‬ ‫• محمد النشناش‬ ‫• بوبكر لركو‬ ‫كنت معدودا على جيل تأسيسها وتحملت مسؤوليات في قيادتها‬ ‫( في فرعها بطنجة وفي مجلسها الوطني وفي مكتبها الوطني ‪ :‬مكلفا‬ ‫باإلعالم والهجرة ثم نائبا للرئيسة أمينة بوعياش والرئيس محمد‬ ‫النشناش ) ومثلتها في بلدان إفريقية وأوربية وأسيوية وأمريكية‪..‬‬ ‫كانت المنظمــة مدرستــي في التربية على قيم المواطنة وفيها‬ ‫تعلمت ما لم أتعلمه في الحقل السياسي‪ ..‬من خالل منهجيات إعداد‪:‬‬ ‫• اإلعالنات والبيانات والمذكرات‬ ‫• التقارير السنوية‬ ‫• التقارير الموضوعاتية‬ ‫• تقارير األحداث‬ ‫• تقارير المؤتمرات واللقاءات الوطنية واإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وأنا مدين لكل ما قمت به إلى شخصين عزيزين ‪:‬‬ ‫• النقيب األستاذ الطيب الدليرو رحمه اهلل المثقف المخلق الغيور‬ ‫على وطنه الذي أطر نخبا حقوقية وأنجز مشاريع تعليمية وتربوية وثقافية‬ ‫• الدكتور محمد النشناش الذي أفنى عمره في العطاء السياسي‬ ‫والحقوقي والثقافي‬ ‫‪ 2‬ـ بعد بضعة أشهر من تأسيسها قدم رئيسها المؤسس المرحوم‬ ‫الدكتور المهدي المنجرة استقالته‪ .‬وقد بقيت هذه االستقالــة محط‬ ‫تساؤل واهتمام وكتمان‪..‬‬ ‫دون المرحوم المهدي المنجرة مذكرة تفصيلية في إحدى وثالثين‬ ‫صفحة ‪ ،‬تضمنت ثالثة وثمانين تعليال ؛ سعى فيها إلى تمكين المجلس‬ ‫الوطني للمنظمة من تسجيل استقالته على أتم علم واطالع‪..‬‬ ‫ولعل أبرز تعليل صدر به المرحوم المنجرة مذكرته هو موقفا ‪:‬‬ ‫• السيد جوفا رئيس المنظمة الفرنسية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫• السيد جاكوبي رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫فقد أكد األول أن التأسيس المحتمل التحاد مغاربي لحقوق اإلنسان‬ ‫هو تهديد بانفجار الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأكد الثاني أن ميالد فيدرالية عربية لحقوق اإلنسان يشكل خطرا‬ ‫يفضي إلى قمع األقليات‪..‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن ‪:‬‬ ‫• االتحاد المغاربي لحقوق اإلنسان تم اإلعالن عن نشأته في العاشر‬ ‫من دجنبر ‪ 1988‬خالل الجمع التأسيسـي للمنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫• أن تصريحات السيدين جوفا وجاكوبي وما تبعهما من مواقف‬ ‫أثارت احتجاج المنظمات التونسية والجزائرية والموريتانية‪..‬‬ ‫(يتبع)‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪Mme. LATIFA AMEZOUJ déclare avoir perdu dans‬‬ ‫‪des circonstances et lieu indéterminés, le‬‬

‫‪Titre foncier n° 178102/06‬‬

‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce docu‬‬‫‪ment de bien vouloir le rapporter à la Conserva‬‬‫‪tion foncière.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 18‬دي�سمبـر ‪2018‬‬

‫حلوم الكالب واحلمري والدواجن‬ ‫النافقة على موائد املغاربة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫قر�ض جديد للمغرب‬ ‫بقيمة ‪ 96،6‬مليون دوالر‬ ‫لماذا يستنفر المغاربة ارتفاع القروض الخارجية التي يحصل عليها المغرب؟‬ ‫االقتراض ضروري للتنمية المستدامة واألكثر استدامة‪ ،‬بالرغم من أن حكومة‬ ‫الشيخ بنكيران اقترضت خالل سنتين ‪ ،13 - 2012‬ما اقترضته الحكومات السابقة‬ ‫في ظرف عشر سنين‪ ،‬كما يرد في التصريحات المغرضة لبعض كبار الخبراء‬ ‫المختصين‪ ،‬من عرب وعجم‪.‬‬ ‫ال يهم ! إن وزراءنا الميامين طمـأنونا أكثر من مرة‪ ،‬أن ديون المغرب‬ ‫الخارجية والداخلية توجد «تحت السيطرة» المطلقة ‪ ،‬وأنها لم تصل «بعد» إلى‬ ‫منطقة الخطر‪ ،‬ولو أنها تسير بوتيرة قياسية في هذا االتجاه !‬ ‫وكما هو الشأن بالنسبة للعديد من المنظمات الدولية التي تصدر ضدنا‬ ‫تقارير مغرضة‪ ،‬سواء فيما يخص حقوق اإلنسان‪ ،‬أو حرية الصحافة‪ ،‬أو الحق‬ ‫في التعبير‪ ،‬أو حقوق المرأة ‪ ،‬سرعان ما ندحضها ببيانات واضحة وحجج دامغة‪،‬‬ ‫ال تقبل الرد‪ ،‬هاهي منظمات مالية دولية تروج لمعلومات مغلوطة أن ديون‬ ‫المغرب وصلت إلى شفا حفرة من النار‪ ،‬وأن تلك الديون أوصلت المغرب إلى‬ ‫منطقة الخطر‪ ،‬بالنسبة للناتج الداخلي الخام‪ ،‬وحذرت المغرب من خطورة ارتفاع‬ ‫ديونه العمومية منها والخاصة‪ ،‬على اقتصاد البلد‪ ،‬وأن المغرب يحتل الصدارة‬ ‫بالنسبة للدول العربية واإلفريقية بالنسبة للدول األكثر استيدانة‪ ،‬وأن مجموع‬ ‫الديون الخارجية للمغرب التي تشمل ديون الدولة‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬واألفراد‪،‬‬ ‫أصبحت تمثل ‪ 136‬في المائة من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬وهو ما أركن المملكة‬ ‫إلى المرتبة ‪ 29‬في ترتيب الدول األكثر حصوال على القروض‪ ،‬وكلها تأكيدات‬ ‫فارغة وإنذارات زائفة وباطلة وخاطئة بشهادة الحكومة التي أعلنت بكامل‬ ‫الثقة والموضوعية والوضوح‪ ،‬أن الدين الخارجي العمومي الجاري لم يصل إال‬ ‫إلى ‪ 331.1‬مليار درهم‪ ،‬فقط ال غير‪ ،‬مع نهاية الفصل األول من السنة الجارية‪،‬‬ ‫وأن الدين الداخلي لم يتعد ‪ 534‬مليار درهم‪ ،‬فقط‪ ،‬في أبريل الماضي ‪ ،‬وغير‬ ‫صحيح أن الدين العمومي بلغ ‪ 84‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬حيث قدرت‬ ‫مندوبية التخطيط‪ ،‬ديون المغرب اإلجمالية بما فيها تلك المضمونة من الدولة‬ ‫لحساب الشركات التابعة للقطاع العام‪ ،‬بنحو ‪ 81.6‬في المئة ‪ ،‬فقط‪ ،‬من الناتج‬ ‫اإلجمالي للعام الماضي ‪ ،‬وهي مرشحة لالرتفاع إلى ‪ 82.3‬في المئة من الناتج‬ ‫نهاية هذه السنة‪ .‬كما توقعت أن ترتفع ديون الخزينة لتبلغ ‪ 65‬في المئة من‬ ‫الناتج الداخلي الخام‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬وأن عجز الميزانية سوف يسجل تراجعــا كبيــرا‬ ‫للسنــة المالية ‪ ،2018-2017‬ينزل بسببه إلى نسبة ‪ 3.5‬بالمائة بعدما قدر‬ ‫بنحو ‪ 4‬بالمائة عام ‪.2016‬‬ ‫وهكذا يحق لنا نحن المغاربة أن نفخر بالجهود المضنية التي تبذلها‬ ‫الحكومة الرشيدة من أجل تحقيق التوازن على مستوى الميزانية العامة للدولة‪،‬‬ ‫دون التفريط في االستثمارات العمومية والشبه عمومية في مشاريع مهيكلة‬ ‫تروم تحقيق التنمية الشاملة المستدامة واألكثر استدامة‪.‬‬ ‫وألجــل تحقيــق هـذه الغايــة‪ ،‬ونظرا لـ «فـراغ» الصنـدوق الذي‪ .....‬ارتأت‬ ‫الحكومة أن تلتجئ ‪ ،‬من جديد‪ ،‬إلى البنك اإلفريقي للتنمية الذي لم يتــردد‬ ‫في الموافقة على منح المغرب‪ ،‬قرضا جديدا بقيمة ‪ 96,6‬مليون دوالر أمريكي‪،‬‬ ‫من أجل «تفعيل» برنامج تحسين الولوج إلى الشغل‪ .‬وأوضح البنك الذي صادق‬ ‫على القرض الجديد للمغرب يوم الخميس ‪ 13‬دجنبر الجاري‪ ،‬أن المغرب يعد‬ ‫من البلدان اإلفريقية األولى التي تستخدم هذه اآللية التمويلية المبتكرة التي‬ ‫تربط الحصول على التمويل بتحقيق النتائج‪ ،‬مع تقليص تكاليف المعامالت من‬ ‫أجل التحفيز على خلق مناصب الشغل عبر دعم روح المقاولة والتكوين وتيسير‬ ‫ولوج الشباب والنساء إلى سوق الشغل‪ ،‬بهدف المساهمة في تثمين الرأسمال‬ ‫البشري عبر تحسين الكفاءات والقابلية لتشغيل اليد العاملة‪ ،‬خاصة وأنه سيتم‬ ‫ألول مرة بالمغرب إحداث مركز لتكوين المكونين في مجال التكوين المهني‬ ‫المؤهل‪ ،‬ومؤسسة ثانية للتكوين موجهة للتكوين في مجال إحداث المقاوالت‪.‬‬ ‫كالم جميل !‬ ‫القرض الجديد لن يثقل كاهل المغرب القوي «بإيمانه وعزمه»‪ ،‬ولن يتسبب‬ ‫للمغرب في متاعب إضافية ترهق ميزانيته للسنة المقبلة التي وجهت عناية‬ ‫«فائقة» جدا للجانب االجتماعي حيث حدد مشروع الميزانية أربع أولويات للسنة‬ ‫المقبلة‪« ،‬تتمثل‪ ،‬ضمن محور السياسات االجتماعية وبرامج الحماية االجتماعية‪،‬‬ ‫في اإلسراع بإنجاح الحوار االجتماعي ودعم القدرة الشرائية للمواطنين؛ كما‬ ‫تتمثل األولويات في محاور مواصلة األوراش الكبرى واالستراتيجيات القطاعية‬ ‫لتوفير ظروف اإلقالع االقتصادي‪ ،‬بعد «التسريع االقتصادي»‪ ،‬إضافة إلى دعم‬ ‫االستثمار والمقاولة»‪ .‬انتهى كالم معد امشروع الميزانية‪.‬‬ ‫يتضح مما سبق‪ ،‬أن «كلشي في طمطمة الفقيه» وأن حالة مالية المغرب‬ ‫أحسن ما تكون‪ ،‬وديونه «تحت السيطرة»‪ ،‬وصدق العثماني حين صرح‪ ،‬متباهيا‪،‬‬ ‫أن المغرب أحسن حاال من فرنسا‪ .‬فهل كان يظن أنه يوجد من بين المغاربة‪،‬‬ ‫خارج دائرة «بويا عمر» رجل نبيه واحد سوف يصدقه ؟ !!!‪......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عشر سنوات سجنا نافذا‪ ،‬هذا كل ما ناله تجار لحوم الكالب‬ ‫واألبقار المريضة‪ ،‬السبعة‪ ،‬من عقاب‪ .‬حكم خفيف‪ ،‬قال بعضهم‪،‬‬ ‫ممن يعلمون خطورة الجرم‪ ،‬قاس‪ ،‬ممن يفكرون بقلوبهم‪ ،‬ولكنه‬ ‫يبقى حكما صادرا عن اقتناع وتقييم قاض يتحمل مسؤولية قضائه‪.‬‬ ‫وال يحق لنا أن نعترض عليه أو أن ننفجر فرحا به‪ .‬أمام النيابة العامة‬ ‫والمحكومين سلم من وسائل الطعن إلى قمة النقض‪.‬‬ ‫ما يمكن مالحظته حول هذه النازلة المؤلمة‪ ،‬هو تنامي ظاهرة‬ ‫«االختالالت» التي دونــتُ منها المئات‪ ،‬مما نشــر على صفحات‬ ‫الجرائد‪ ،‬خالل األشهر القليلة الماضية‪ ،‬تتنوع بين مختلف الممارسات‬ ‫التي تخص المواطن المغربي في حياته الخاصة والعامة‪.‬‬ ‫ويبدو أن ظاهرة «الغش» هذه ‪ ،‬ظهرت مع االستقالل‪ ،‬لتترك‬ ‫آثارا كارثية على آالف األسر ‪ ،‬ولتذكرنا‪ ،‬لألسف الشديد‪ ،‬أننا دخلنا‬ ‫عهد «الجهاد األكبر» مجاهدين في أبداننا‪ ،‬ونفوسنا وأموالنا‬ ‫وعقولنا وديننا‪ ،‬وهي الضروريات الشرعية الخمس‪ ،‬أقوى مراتب‬ ‫المقاصد‪،‬‬ ‫وضع شاذ متخلف‪ ،‬يتحكم بسببه الغش والتدليس والغوغائية‬ ‫والالمباالة في معاشنا اليومي‪ ،‬في غيبة ممن وكلناهم أمر شؤوننا‬ ‫والمحافظة على سالمتنا الصحية‪ ،‬بمراقبة مستمرة للمعروض‬ ‫لالستهالك العام‪ ،‬سواء في المحالت المرخص لها بذلك‪ ،‬أو‬ ‫بالمطاعم المجرورة على «الكراريس» والتي يقبل عليها العامة من‬ ‫ضعاف اليد‪ ،‬وهم األغلبية الغالبة من المواطنين الذين نخر الفقر‬ ‫أبدانهم وأضعف مواردهم‪ ،‬وخرب جيوبهم‪ ،‬وشتت أسرهم‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أن نسيمة الحقاوي‪ ،‬الوزيرة في حكومة األثرياء‪« ،‬صنفت» من‬ ‫دخلهم يعادل دوالرين‪ ،‬بأنهم يوجدون خارج دائرة الفقر والفقراء !‬ ‫ومما يزيد في آالمنا وغضبنا أيضا‪ ،‬أنها ليست المرة األولى‬ ‫التي تتسرب لحوم الكالب والحمير والماشية المريضة أو النافقة إلى‬ ‫موائد المغاربة‪ ،‬وليست المرة األولى التي تطلع أخبار هذه المآسي‬ ‫على صفحات الجرائد ‪ ،‬دون رادع وال حائل وال مانع‪ ،‬حتى ليخيل إليك‬ ‫«أنهم» ال يقرؤون‪ ،‬أو أنهم ال يقرؤون إال ما يحلو لهم من قبل «كل‬ ‫شيء على ما يرام‪ ،‬نعم آس» أو إننا في المغرب «أحسن حاال من‬ ‫الفرنسيين أنفسهم»‪ ،‬ولربما خير من الميريكان‪! .........‬‬ ‫اسألوا العثماني !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الدخان واخلمر واملي�سر‬ ‫موارد هامة للخزينة !‬

‫تطوع عدد من أعضاء مجلس النواب ‪ ،‬حفظهم اهلل‪ ،‬من‬ ‫األغلبية والمعارضة‪ ،‬للدفاع عن «المبليين» بالدخان‪« ،‬براطو»‬ ‫من جمهور الضعفاء هلل ‪ ،‬وذلك باالعتراض على مشروع الزيادة‬ ‫في الضرائب الداخلية على بعض أنواع التبغ‪ ،‬عند دراسته بمجلس‬ ‫النواب‪.‬‬ ‫ال تظنوا أن موقف هؤالء النواب النزهاء خضع لتأثيرات معنوية‬ ‫أو حتى مادية‪ ،‬من طرف بعض «لوبيات» الدخان ‪ ،‬كما حاول نائب‬ ‫بيجيدي‪ ،‬في إحدى جلسات البرلمان‪ ،‬أن يوهم زمالءه بذلك‪ .‬إنه‬ ‫موقف إنساني خالص لوجه اهلل‪ ،‬الغاية منه «التخفيف» من معاناة‬ ‫«الكماية» من الطبقات الهشة‪ ،‬ومساعدتهم على الحصول على‬ ‫«بكية» «باسطوس‪« ،‬أوالمبيك»‪ ،‬أو «كازا» أو «فافوريط»‪ ،‬بتكلفة‬ ‫ال ترهق ميزانيتهم المرهقة‪ ،‬أصال‪ ،‬بـ «تكاليف الحياة» التي أصبحت‬ ‫ال تطاق‪ ،‬على عهد حكومة «الزيادات في كل شيء» ‪ ....... ،‬حتى‬ ‫في الساعة !‬ ‫وخالفا لما قيل في بعض المواقع من أن البرلمانيين‬ ‫«تعاطفوا» مع بعض شركات التبغ المصنع‪ ،‬األمر الذي ال صلة له‬ ‫بالواقع‪ .‬فالحقيقة التي ال غبار عليها هي أن النواب الذين اعترضوا‬ ‫على الزيادة في الضرائب على التبغ‪ ،‬ضربوا عصفورين بحجر‬ ‫واحد ‪ :‬من جهة‪ ،‬حافظوا على «القدرة الشرائية ‘ التبغية» لهواة‬ ‫«رياضة» التدخين‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬حافظوا على مداخيل الدولة‬ ‫من الضرائب المفروضة على التبغ والتي تناهز ‪ 11‬مليار درهم‪،‬‬ ‫إذ أنه لو تمت الزيادة في هذه الضرائب‪ ،‬فإن ذلك سوف ينعكس‬ ‫على ثمن «الباكية» وسيدفع «المبليين» إلى التوجه للدخان‬ ‫«الكونطراباندو» ‪ ،‬وفي ذلك «مخسرة»وأي مخسرة للميزانية التي‬ ‫تعتمد بشكل كبير على الضرائب المضروبة على الخمر والميسر‬ ‫والدخان وما جاورها مما أحل اهلل أو حرمه‪ ،‬ولكن الضرائب ال لون‬ ‫وال رائحة لها وال دين لها وال ملة !‬ ‫اضربوا يغفر لنا ولكم اهلل !!! ‪.......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال�صحة العمومية‬ ‫«�إمارة الدار على باب الدار» !‬

‫تفاعلت وزارة الصحة بكامل الحزم والجدية مع مضمون فيديو‬ ‫تجول مؤخرا في العالم األزرق‪ ،‬الذي يظهر سيدة تضع مولودها في‬ ‫قاعة االنتظار وهي ملقاة على األرض‪ ،‬وحولها نسوة يساعدنها على‬ ‫الوضع‪ ،‬في ظروف ال إنسانية‪ ،‬بأحد مستشفيات الصحة العمومية‪.‬‬ ‫ولو أن قصة هذه السيدة‪ ،‬ال تثير استغراب المغاربة لكثرة ما‬ ‫ترددت في الصحافة من أخبار مماثلة أو أكثر فظاعة كالالئي وضعن‬ ‫مولودهن في باب المستشفى أو حتى في مرحاض المستشفى‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫العمومي‪ ،‬إال أن وزارة الصحة‪ ،‬أبت‪ ،‬مشكورة هذه المرة‪ ،‬إال أن‬ ‫«تسير» لجنة تفتيش جهوية حلت اإلثنين الماضي بمستشفى‬ ‫شيشاوة قصد التحقيق في هذا الحادث المأساوي الذي هز مشاعر‬ ‫الرأي العام الوطني‪.‬‬ ‫وقيل إن اللجنة شاهدت الفيديو الذي صوره زوج السيدة‬ ‫المنكوبة‪ ،‬واستمعت إليه وهو يصيح «اللهم إن هذا لمنكر» وال شك‬ ‫أن جميع من حضروا هذه الفاجعة الجديدة التي قد ال يخلو منها‬ ‫مستشفى من مستشفيات المغرب الذي هو أحسن حاال من فرنسا‬ ‫بشهادة العثماني العالم بأسرار العالم‪.‬‬ ‫ولن نستغرب من أن يعيد علينا مسؤولو المستشفى المذكور‪،‬‬ ‫ما سبق وأن سمعناه في مناسبة مماثلة سابقة‪ ،‬هو أن المرأة‬ ‫استقبلت بمصلحة الوالدة‪ ،‬و «حظيت» بالفحص الطبي المناسب‪،‬‬ ‫وطولب منها أن تبقى في المستشفى إال أنها فضلت العودة إلى‬ ‫منزلها‪ ،‬حيث باغتها المخاض وهي بباب المستشفى‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فال‬ ‫مسؤولية للصحة العمومية في ما حصل لها‪.‬‬ ‫ولن نستغرب أن نسمع تبريرات من المستشفى أو المصالح‬ ‫المعنبة بالوزارة‪ ،‬تحاول إقناعنا‪ ،‬كما حصل في حوادث مماثلة‪ ،‬بأن‬ ‫كل شيء على ما يرام بمستشفيات الصحة العمومية ‪ ،‬بيد أن «يمارة‬ ‫الدار على باب الدار» !!! ‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ٌ‬ ‫برتقال لعلف البهائم !‬ ‫تارودانت‪:‬‬

‫منكر ! يصيح بعض فالحي هوارة‪ ،‬وهم يؤاخذون على «المغرب‬ ‫األخضر» أنه اعتنى بتشجيع اإلنتاج دون أن يهتم بالتسويق ‪ ،‬الذي‬ ‫يمثل جانبا هاما جدا في سلسلة اإلنتاج الفالحي المتواصلة من‬ ‫عملية الغرس إلى عملية الجني والتسويق ‪ ،‬وإال ضاعت جهود الفالح‬ ‫المضنية‪.‬‬ ‫منطقة هوارة باإلقليم ترودانت‪ ،‬التي تعتمد على إنتاج‬ ‫الحوامض‪ ،‬دون تأطير علمي مدروس‪ ،‬من طرف وزارة الفالحة‪،‬‬ ‫ووجهت هذا العام‪ ،‬بفائض كبير في اإلنتاج وانسداد أفق التسويق‪،‬‬ ‫ما اضطر الفالحين إلى وضع الغلة للبيع بثلث كلفة اإلنتاج للكيلو‪.‬‬ ‫ومما زاد من تذمر فالحي هذه المنطقة‪ ،‬عدم مواكبة المغرب‬ ‫األخضر لسلسلة إنتاج وتسويق الحوامض‪ ،‬وعدم العمل على تفادي‬ ‫فائض مهول في اإلنتاج ‪ ،‬بإيجاد مصانع للتحويل‪ ،‬ومسالك جانبية‬ ‫للتوزيع‪ ،‬األمر الذي ترجمه فيديو «أبحر» مؤخرا في عالم األنترنيت‪،‬‬ ‫وهو يصور فالحا هواريا يتخلص من حوامضه برميها علفا للمواشي‪،‬‬ ‫بمنطقةغابوية‪.‬‬ ‫وال أحتاج ألصور لكم الحالة النفسية لهذا المواطن‪ ،‬الذي يرى‬ ‫سنة من عمره تنتهي ببياض‪ ،‬بعد شهور من الجهد والمكابرة‬ ‫والمعاناة‪....‬واألمل !‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ُون ُب ُي َ‬ ‫ي ُْخ ِرب َ‬ ‫وتهُم ِب�أَي ِْدي ِهم‬

‫شكرا لجمارك ميناء جينوا اإليطالية الذين نابوا عنا في‬ ‫االعتراض على شحن طنين من نفايات إيطاليا كانت متوجهة إلى‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫أصحاب «الصفقة» لم يكونوا مصدرين إيطاليين‪ ،‬في خدمة‬ ‫مستوردين مغاربة‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬بل كانوا مهاجرين مغاربة أقحاحا‪،‬‬ ‫أطاحت بهم‪ ،‬لحسن الحظ‪ ،‬عملية مراقبة روتينية للجمارك اإليطالية‪،‬‬ ‫ليتم الحجز على الشحنة‪ ،‬وإيقاف «أوالد البلد» الذين استرخصوا‬ ‫سالمة الوطن وأهله‪ ،‬مقابل إغراء دريهمات ممن ال وطنية لهم وال‬ ‫دين وال ملة‪ .‬وتتجه األبحاث مع الموقوفين حول ما إذا كانوا قد نقلوا‬ ‫نفايات أخرى في تاريخ سابق‪ ،‬في اتجاه المغرب‬ ‫ومعلوم أن استيراد حوالي ‪ 2500‬طن من» نفايات إيطاليا»‬ ‫وصلت إلى المغرب في يوليوز ‪ 2016‬كان قد أثار جدال واسعا‬ ‫داخل المغرب حيث أعربت منظمات أهلية وحقوقية عن رفضها‬ ‫أن يتحول المغرب إلى «مطرح» للنفايات األوروبية‪.‬إال أن الحكومة‬ ‫المغربية دافعت عن الصفقة‪ ،‬واعتبرتها مطابقة للمعايير الدولية ‪،‬‬ ‫كما أن تقريرا للجنة برلمانية للتحقيق في «نفايات إيطاليا» «عوم»‬ ‫الموضوع في بيانات وشهادات لم تجزم في شرعية وخطورة هذه‬ ‫الصفقة التي تزامنت ووصول أطنان من بقايا العجالت المطاطية‬ ‫والمواد البالستيكية إلى ميناء الجديدة‪ ،‬حيث حذر بعض المختصين‬ ‫الرسميين من أن إحراق هذه المواد السامة سيتسبب في أضرار‬ ‫محققة على اإلنسان والحيوان والنبات‪.‬‬

‫ومع ذلك‪! .........‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫المرأة المغربية‬ ‫وواقع العالقات العاطفية امل�سيئة و ال�سيئة‬ ‫شخصيا‪ ،‬أعتبر أنني عرفت مصطلح «عالقة عاطفية مسيئة» و‪/‬أو معناه‪ ،‬متأخرا قليال‬ ‫عما يجب أن يكون‪ ،‬وهنا‪ ،‬وسأكون منذ البداية حذرة قدر اإلمكان‪ ،‬بأن ال ألقي اللوم‬ ‫على نفسي وال أجلدها ألنني لم أعرف المصطلح‪ ،‬لكنني عرفت الحالة بدون إسمها‪ ،‬سواء‬ ‫بشكل مباشر أو من خالل تجارب نساء‪ ،‬أو من متابعة عامة ومتواصلة لمشاهد العالقات‬ ‫العاطفية في بالدنا‪ ،‬ولكل منا قصص يمكن أن يسردها عن مبنى عالقات عاطفية وزوجية‬ ‫مسيئة بحق النساء اللواتي هن طرف فيها‪.‬‬ ‫بداية‪ ،‬من المهم تعريف معنى مصطلح «عالقة عاطفية مسيئة»‪ ،‬وللبعض أسهل‬ ‫استخدام المصطلح‪ ‬باللغة الفرنسية كتعبير أفضل لهذا النوع من العالقات‪ ،‬أال وهو‬ ‫‪ ،relation abusive‬والترجمة الحرفية هي عالقات مسيئة أو مجحفة ضد أحد طرفي‬ ‫العالقة‪ ،‬وعادة يكون ضد طرف واحد تلعب عالقات‬ ‫القوى الجندرية ضده‪ ،‬بإمكان اإلسـاءة أن تكـون‬ ‫نفسيــة‪ ،‬جسدية وجنسية ومادية‪ ،‬وهي تعتمد على‬ ‫السيطرة وفرض القـوة على اآلخر‪ ،‬باإلضافـة إلى‬ ‫استغالله‪ ،‬وفي حديثنا هنا‪ ،‬وفي أغلب الحاالت‪ ،‬يكـون‬ ‫«اآلخـر» هو الطرف المستضعف اجتماعيا‪ ،‬أي النساء‪.‬‬ ‫تتنوع وتختلف درجات وأنواع العالقات العاطفية‬ ‫المسيئة بحق النساء في بلدنا‪ ،‬كما تختلف فتراتها‬ ‫الزمنية‪ ،‬وعلى الرغم من التعريفات العلمية الواضحة‬ ‫لماهية هذه العالقات ومضمونها الذي يتشابه أحيانا‬ ‫بين عالقة وأخرى‪ ،‬إال أن للنساء الحق في تعريف ماذا‬ ‫تعني لهن عالقة مسيئة‪ ،‬وفقا لقصصهن الذاتية‪.‬‬ ‫إن العالقات العاطفية المسيئة‪ ،‬هي إطـار جارح‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬ال يمكن معرفة ذلك‬ ‫عندما نكون داخل العالقات ذاتها‪ ،‬وبالتأكيد‪ ،‬كل‬ ‫من كانت وما زالت فيها‪ ،‬غير مالمة‪ ،‬وال يعطي الحق‬ ‫ألحد بأن يقول‪« :‬تمشي بحالها‪ ،‬هي لي قابلة هاد‬ ‫الوضع»‪ ..‬ألن ال أحد يعرف بالفعل ما تمر‬ ‫به المرأة ضمن منظومة عالقة مسيئة‪،‬‬ ‫ولذلك بإمكان األسباب أن تكـون كثيـرة‬ ‫لمواصلة البقاء في هذه العالقات‪ ،‬لكن‬ ‫على األقل‪ ،‬األهم هو‪ ‬توفير مساحة آمنـة‬ ‫للتفهم والدعم‪ ،‬الذي يمكن أن يساعدهن‬ ‫وتخفيف ثقــل كل ما يمكـن أن تأتي به‬ ‫هذه العالقات على قلوبهن؛ من الشريك‬ ‫والمجتمع ومنظومة الجلد الذاتي التي لم‬ ‫يبخل المجتمع بزرعها فينا!‬ ‫ال يأتي هذا المقال للبحث عن األسباب‬ ‫حول صعوبة الخروج من هذه العالقــات‬ ‫بالنسبة للنساء‪ ،‬بل يأتي ليفتح شباكا على‬ ‫بعض قصص نساء عشن عالقات يعرفنها‪،‬‬ ‫هن أولاً ‪ ،‬بأنها كانت مسيئــة بحقهن‪.‬‬ ‫وبنفس الوقت‪ ،‬يأتي هذا المقال كنقد على‬ ‫مجتمع‪ ،‬ما زال يلـوم المرأة في سياقـات‬ ‫ّ‬ ‫متمثل‬ ‫عديدة‪ ،‬منها هذا السياق‪ ،‬مجتمع‬ ‫بالعائالت واألصدقاء والزمالء في العمل‪،‬‬ ‫وأيضا في «جلد الذات» التي تمارسه المرأة على نفسها في أطر عديدة‪ ،‬هذا الجلد الذي‬ ‫سببه الموروث المجتمعي الذي يفيد بأن المرأة المسؤولة األولى عن كل شيء‪ ،‬وعن‬ ‫مصائبها أيضا‪ ،‬في الوقت الذي ما زال المجتمع يوفر مواد «للطبطبة» على المذنب األول‪:‬‬ ‫المنظومة العائلية الذكورية لفرض السلطة‪.‬‬ ‫لكتابة هذا المقال‪ ،‬نشرت عبر صفحتي في الفيسبوك منذ مدة بأنني أبحث عن آراء‬ ‫حول الموضوع‪ ،‬وصلتني رسائل عديدة من صديقات من المغرب و دول عربية‪ ،‬شاركن‬ ‫قصصهن بقوة وجرأة‪ ،‬هنالك محور تكرر في بعض القصص‪ ،‬وهي كيف ترى المرأة نفسها‬ ‫ضمن هذه العالقة‪ ،‬المنظور الذي خلقه الرجل المسيطِر تجاه نفسها ضمن عالقة من‬ ‫عدم االحترام وعدم التقدير‪« ،‬بأنها أقل قيمة منه‪ ،‬ليست جميلة‪ ،‬وزعزعة الثقة بالنفس‪،‬‬ ‫وانعدام شعور األمان‪ ،‬والوحدة»‪ ،‬وغيرها من المشاعر الناتجة عن التعزيز السلبي الذي‬ ‫يمارسه الرجل على المرأة‪ ،‬لكن دوامة العالقات هذه‪ ،‬محكومة بتكتيكات من تعزيز إيجابي‬ ‫يقدمها الرجل للمرأة أحيانا‪ ،‬مثل الكالم المعسول والهدايا‪ ،‬مما يخلق هذين القطبين‪،‬‬ ‫اإليجابي والسلبي‪ ،‬ترابط عاطفي صعب كسره‪.‬‬ ‫من القصص التي وصلتني‪ ،‬كانت لـ «م»‪ ،‬والتي انتهت عالقتها العاطفية قبل عامين‪،‬‬ ‫قالت عنها‪« :‬وصلت لمرحلة أنني لم أشعر باألمان أبدا‪ ،‬ورغم الحب الذي شعرت به نحوه‪،‬‬ ‫كنت قلقة طوال الوقت‪ .‬األمر الذي جعلني أوقف العالقة‪ ،‬هو أنه سمح لي بالذهاب‪ ،‬وبعد‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أقل من شهر‪ ،‬دخل في عالقة أخرى( مع إمرأة أخرى)‪ .‬المأساة‪ ،‬أن القصة انتهت قبل‬ ‫عامين‪ ،‬وال أكن له مشاعر حب‪ ،‬لكن عندما يحتاج خدمة ويطلبها مني‪ ،‬أنفذها له‪ ،‬لربما ما‬ ‫زلت داخل هذه الدوامة‪ ..‬األمر الوحيد الذي أنا متأكدة منه‪ ،‬هو أنني لم أعد أؤمن بشيء‬ ‫اسمه الحب»‪.‬‬ ‫في حديث آخر مع «ع»‪ ،‬قالت عن قصتها‪« :‬كنت أجد له مبررات دوما‪ ،‬حيث كان يخبرني‬ ‫بأنه يحبني وبنفس الوقت ال يعرف ماذا يفعل ومضغوط جدا‪ ،‬وكان من الصعب أن أنهي‬ ‫العالقة‪ ،‬كل الوقت كنت أجرب أن أصلح بعض األمور وأبحث عن طرق إلنقاذ العالقة‪ ،‬ولم‬ ‫أكن واعية لما يحدث‪ ،‬خاصة وأنا بداخلها‪ ،‬عرفت بعدما بدأت أراها من الخارج‪ ،‬بأنه كانت‬ ‫لدي مشاكل ثقة‪ ،‬وابتعدت عن أصدقائي‪ ،‬ألنهم كانوا‬ ‫يسألونني دوما عن صلتنا‪ ،‬ولم أرد أن يحاكمني أحد‬ ‫ألنني ما زلت هنـاك»‪ ،‬أمـا «هـ»‪ ،‬فتقول‪« :‬أعتقد أن‬ ‫الفتاة‪ ،‬وأتكلم عن نفسي‪ ،‬ال تعرف أنها في عالقة‬ ‫مسيئة‪ ،‬إال عندما تتورط فيها بشكل كبير‪ ،‬ولربما‬ ‫عندما تستيقظ‪ ،‬سيكون قد مر وقت طويل‪ ،‬لكن في‬ ‫نهاية المطاف فان هذه العالقات ال تستمر‪ ،‬خاصة‬ ‫أن النساء اآلن بدأن يرفضن الحفر بالبحر‪ ،‬لسنا مثل‬ ‫أهالينا‪ ،‬الذين كانوا يستثمرون في عالقات مدمرة‬ ‫من أجلنا‪ ،‬بالنهاية‪ ،‬عرفت أن أضع حدا لتلك العالقة‪،‬‬ ‫وأكملت حياتي»‪.‬‬ ‫ال يمكن الحديث عن العالقات العاطفية المسيئة‬ ‫كنوع واحد‪ ،‬أو أن ظروف النساء واحدة‪ ،‬هنالك‬ ‫الزوجات واألمهات أيضا‪ ،‬هنالك ظروف إجتماعية‬ ‫واقتصادية مختلفة‪ ،‬إال أن كل هذا االختالف يقع‬ ‫لألسف ضمن منظومة اجتماعية جندرية غير عادلة‬ ‫تجاه النساء‪ ،‬تلوم الضحية دوما‪ ،‬تعيش‬ ‫فيها النساء بانعدام الثقة من قبل المجتمع‬ ‫وقدرته بأن يقف في صفها ويدافع عنها‪،‬‬ ‫والمجتمع‪ ،‬ليس بالضرورة أن يكون ذاك‬ ‫الشيء البعيد عن فقاعاتنا التي نعتقد أنها‬ ‫متنورة‪ ،‬المجتمع بإمكانه أن يكون أقرب‬ ‫الناس أيضا من جهة‪ ،‬باإلضافة لألمثال‬ ‫الشعبية التي رسخوها في عقولنا من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬مثل‪« :‬ضرب الحبيب زبيب» وما إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬واألفالم واألغاني التي جعلتنا نفهم‬ ‫بأن هذه العالقات هي نوع من أنواع الحب!‬ ‫السيطرة و طمس شخصيـة اآلخـــر‪،‬‬ ‫هي غريزة في اإلنسان لكي يحافظ على‬ ‫األشيـاء التي في حوزتـه وال يستطيع أن‬ ‫يتركها بسهولـة‪ ،‬وبالتالي يعرف قيمتها‪،‬‬ ‫ومن أهـم العوامل التي تؤثــر في ذلك‬ ‫المفهوم‪ ،‬الظروف االجتماعية والبيئة التي‬ ‫تحيـط باإلنسـان‪ ،‬فحب السيطرة ينقسم‬ ‫إلى نوعين‪ :‬األول يكمن في حب امتالك األموال والسيارات وغيرهما من هذه األشياء‪،‬‬ ‫أما النوع الثاني‪ ،‬فهو حب تملك األشخاص والسيطرة عليهم وعلى تفكيرهم‪ ،‬فهناك حب‬ ‫االمتالك الجنوني الذي يكمن عند بعض الرجال للسيطرة على من يحبون‪ ،‬والذي يصاحبه‬ ‫غيرة مفرطة‪ ،‬ويكون أيضا مصحوبا بالخوف والشك‪.‬‬ ‫وهناك عالمات عدة تدل على حب امتالك الشخص للطرف اآلخر‪ ،‬والتي تتمثل في‬ ‫الغيرة المفرطة الشك واإلتهامات‪ ،‬وهذا من شأنه أن يكون مصدر إزعاج ألي شخص‬ ‫ويمكن أن يقود الحياة إلى الفشل‪ ،‬كذلك الرغبة في تلبية جميع األوامر بشكل ملح ومبالغ‬ ‫فيه‪ ،‬إال أنه يمكن عالج الرجل المسيطر أو السيئ من خالل إعطاء الثقة للمرأة‪ ،‬ألن عدم‬ ‫الثقة مرض يقتل صاحبه‪ ،‬باإلضافة إلى البعد عن كل ما يعكر صفو الحياة الزوجية‪ ،‬ونشر‬ ‫روح المودة والمشاركة في إدارة شؤون الحياة واألسرة‪.‬‬ ‫و رغم كل ما تعرضت وتتعرض له الماليين من النساء‪ ،‬هنالك جيل آخر يزرع نبتة‬ ‫جديدة في األرض‪ ،‬هذه النبتة ال تعني بالضرورة أن عدد العالقات المسيئة قد تنقص‪-‬‬ ‫على أمل ‪ -‬لكنها ستقول لكثيرات‪ :‬بأن ال يقسين على أنفسهن‪ ،‬وبأنهن لسن وحيدات‪،‬‬ ‫وبالتأكيد‪ ،‬هنالك مساحات آمنة لمشاركة كل هذا الخوف وهذه الخيبة‪ ،‬وأيضا استعادة‬ ‫األمل بما تمنح قلوبهن‪.‬‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫ستخلق أزيد من ‪1000‬‬ ‫منصب شغل‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫الظالم يخرج السكان لالحتجاج بضواحي الناظور‬ ‫خرج عدد كبير من سكان جماعة الساحلية‬ ‫التابعة إلقليم الناظور‪ ،‬قبل أيام‪ ،‬إلى الشارع العام‬ ‫حيث نفذوا وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة‬ ‫القروية‪ ،‬متبوعة بمسيرة مشيا على األقدام‪ ،‬احتجاجا‬ ‫على قطع اإلنارة العمومية عن أحياء المدينة‪.‬‬ ‫مصادر من المحتجين أوضحت في اتصال‬ ‫ب»المساء» أن الوقفة االحتجاجية والمسيرة جاءتا‬ ‫بعد تماطل المسؤولين‪ ،‬بكل من المجلس القروي‬ ‫والمكتب الوطني للكهرباء والسلطة المحلية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬في حل مشكل الظالم الدامس الذي‬ ‫تعيشه المدينة منذ أزيد من أربعة اشهر بسبب عدم‬ ‫تسديد المجلس الجماعي ما بذمته من مستحقات‬ ‫للمكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬والتي بلغت ‪ 500‬مليون‬ ‫سنتيم‪.‬‬ ‫المصادر ذاتها‪ ،‬أضافت أن المحتجين تحركوا‬ ‫في مسيرة سلمية مشيا على األقدام‪ ،‬حيث جالوا‬

‫عددا من شوارع المدينة وأزقتها‪ ،‬احتجاجا على‬ ‫االستمرار في قطع اإلنارة العمومية عن أحياء المدينة‬ ‫وهو ما يتسبب يوميا في مشاكل أمنية خطيرة تتمثل‬ ‫في تهديد حياة السكان‪ ،‬وخاصة التالميذ الصغار‬ ‫الذين يغادرون مساكنهم نحو مدارسهم في الظالم‪،‬‬ ‫من قبل الكالب الضالة والخنازير وغيرها‪.‬‬ ‫المحتجون‪ ،‬وفق المصادر‪ ،‬أوضحوا في كلماتهم‪،‬‬ ‫أن الظالم الدامس يخيم على المدينة ساعة الغروب‪،‬‬ ‫فيتسبب في إغالق المحالت التجارية‪ ،‬والمقاهي‪،‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬وهو ما ينتج عنه ركود تجاري كبير‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى حرمان عدد من السكان‪ ،‬وال سيما كبار السن‬ ‫منهم من اداء صالتي العشاء والفجر بالمساجد‪ ،‬إلى‬ ‫جانب مشاكل أخرى كانتشار الكالب الضالة بشكل‬ ‫مخيف‪ ،‬والتي تتربص بالمارة ليال‪ ،‬في ظل عدم‬ ‫تدخل المصالح المختصة لحل المشكل‪.‬‬

‫وهدد المحتجون‪ ،‬في كلمات لهم خالل الوقفة‬ ‫اااحتجاجية والمسيرة‪ ،‬بتصعيد أشكالهم االحتجاجية‬ ‫خالل األيام القليلة المقبلة‪ ،‬وذلك بإشراك كل أفراد‬ ‫األسر‪ ،‬من أطفال ونساء وغيرهم‪ ،‬في مسيرات كبيرة‪،‬‬ ‫إذا لم يتدخل عامل إقليم الناظور عاجال‪ ،‬لحل مشكل‬ ‫اإلنارة العمومية بالمدينة‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فإن مدينة أركمان السياحية‪ ،‬تشهد‬ ‫منذ تولي المجلس الجماعي الحالي انقطاعات‬ ‫متكررة لإلنارة العمومية‪ ،‬إلى درجة‪ ،‬أن المدينة سبق‬ ‫أن غرقت في الظالم الدامس ألزيد من سنة كاملة‪،‬‬ ‫بسبب عدم تسديد المجلس الجماعي لمستحقاته‬ ‫للمكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬رغم احتجاجات سابقة‬ ‫للسكان الذين بعثوا شكاوى ومراسالت في الموضوع‬ ‫للمسؤولين وعلى رأسهم عامل إقليم الناظور‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫رؤساء جماعات ونواب يتهددهم العزل والمتابعة‬ ‫القضائية بالشمال بسبب رخص البناء االنفرادية‬ ‫والشهادات اإلدارية والبناء العشوائي‬ ‫علمت «األخبار» من مصادرها‪ ،‬أن العديد من‬ ‫رؤساء الجماعات الترابية بالشمال أصبح ينتظرهم‬ ‫العزل والمتابعة القضائية‪ ،‬بسبب التقارير التي‬ ‫رفعتها مصالح وزارة الداخلية إلى الجهات المختصة‪،‬‬ ‫والتي تتعلق غالبا بتوقيع رخص بناء انفرادية تخالف‬ ‫تصاميم التهيئة المصادق عليها‪ ،‬فضال عن توقيع‬ ‫الشهادات اإلدارية ومنح رخص التزويد بالماء‬ ‫والكهرباء بشكل يساهم في انتشار ظاهرة البناء‬ ‫العشوائي‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر نفسها‪ ،‬فإن قرارات العزل‪،‬‬ ‫ينتظر أن تشمل مستشارين بمجلس مرتيل تحملوا‬ ‫مسؤوليات سابقة‪ ،‬وريئس جماعة واد لو الذي وقع‬ ‫العديد من رخص البناء االنفرادية تخالف تصاميم‬ ‫لتهيئة‪ ،‬فضال عن رئيس جماعة أزال التي تشهد‬ ‫اختالالت متعددة تتعلق بالتعمير‪ ،‬وانتشار البناء‬ ‫العشوائي‪ ،‬وظاهرة نهب الرمال‪ ،‬ورئيس الجماعة‬

‫الحضرية لتطوان‪ ،‬الذي يتابع في ملفات قضائية‬ ‫متعددة بتهم التزوير واستغالل المال العام في‬ ‫الحملة االنتخابية ومحاولة توسيع القاعدة الحزبية‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها‪ ،‬أن خروج قرارات العزل‬ ‫بالنسبة للجماعات المذكورة التي ارتكب رؤساؤها‬ ‫اختالالت خطيرة‪ ،‬تبقى مسألة وقت التخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية وسلك المساطر المعمول بها‪ ،‬سيما‬ ‫وحرص عبد الوافي لفتيت‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬على تفعيل‬ ‫مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وإحالة الخروقات‬ ‫وتقارير لجان التفتيش على المحاكم اإلدارية التخاذ‬ ‫المتعين في الموضوع‪.‬‬ ‫وذكر مصدر‪ ،‬أن الساحة السياسية بالشمال‬ ‫مقبلة على تحوالت مهمة في المرحلة المقبلة‪ ،‬ألن‬ ‫أغلب رؤساء الجماعات الذين يكتسحون االنتخابات‬ ‫الجماعية والبرلمانية‪ ،‬لم بنجحوا في تنمية الجماعات‬

‫التي يسهرون على تسييرها وأغرقوها في الديون‬ ‫والعشوائية والفوضى‪ ،‬والغرامات الناتجة عن‬ ‫مخالفات القوانين‪ ،‬والتسبب للمواطنين في أضرار‬ ‫جسيمة‪ ،‬ما يدفعهم إلى اللجوء للقضاء اإلداري‪،‬قصد‬ ‫إنصافهم‪.‬‬ ‫وأشار المصدر نفسه‪ ،‬إلى أن هناك أحزابا عن‬ ‫األغلبية الحكومية‪ ،‬تحاول بشتى الطرق‪ ،‬الدفاع‬ ‫عن رؤساء الجماعات المنتمين إليها‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫خوفها من فقدان األصوات االنتخابية‪ ،‬ألنها تعتمد‬ ‫على األشخاص وليس البرامج السياسية‪ ،‬أو القواعد‬ ‫الحزبية‪ ،‬التي تؤمن بالمشروع وتدافع عنه عن قناعة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫‪ 46‬سنة سجنا لمروعي سكان أحياء بطنجة والعرائش‬ ‫ضمنهم متهم اعتدى على رجال األمن بواسطة غاز‬ ‫مسيل للدموع‬

‫وزعت غرفة الجنايات االبتدائية لدى محكمة‬ ‫االستئناف بطنجة‪ ،‬يوم الخميس المنصرم‪ 46 ،‬سنة‬ ‫سجنا على خمسة متهمين‪ ،‬في قضايا لها ارتباط‬ ‫بترويع سكان المدينة‪ ،‬فضال عن أحياء هامشية‬ ‫بالعرائش والقصر الكبير‪ .‬وتابعت الغرفة المذكورة‬ ‫الملقب ب»القصري»‪ ،‬وهو حديث اإلفراج عنه من‬ ‫السجن‪ ،‬وذلك بتهم مرتبطة بتكوين عصابة‬ ‫إجرامية والسرقة الموصوفة مع العود»‪ ،‬إذ أدانته‬ ‫ب‪ 10‬سنوات سجنا‪ ،‬فيما أدين شريكه ب‪ 6‬سنوات‬ ‫سجنا‪.‬‬ ‫كما استعانت الهيئة القضائية‪ ،‬أثناء مناقشة‬ ‫الملف بالقرص المدمج الذي أظهر جانبا من‬ ‫االعتداءات التي يقوم بها المتهمون ضد المواطنين‪،‬‬ ‫في حين تم إحضار األسلحة البيضاء المستعملة في‬ ‫ذلك على مستوى أحياء بمغوغة وبني مكادة‪ ،‬حيث‬

‫كان المتهم األول يعتدي على النساء ويهددهن‬ ‫بواسطة السالح األبيض‪ ،‬ويسلب منهن هواتفهن‬ ‫وما في حوزتهن‪.‬‬ ‫وتعود فصول بعض هذه الجرائم إلى شهر‬ ‫رمضان المنصرم‪ ،‬حيث أجج المتهم المذكور استنفار‬ ‫المصالح األمنية على مستوى المدينة‪ ،‬بعد سلسلة‬ ‫من االعتداءات ضد النساء‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه ‪ ،‬تابعت الغرفة متهما‬ ‫آخر‪ ،‬وهو من ذوي السوابق القضائية والملقب‬ ‫ب»النظير»‪ ،‬حيث تابعته بتهم «العصيان والعنف‬ ‫وحمل السالح وتعنيف رجال الشرطة‪ ،‬أثناء قيامهم‬ ‫بمهامهم‪ ،‬والضرب والجرح والعصيان وحيازة بخاخ‬ ‫مسيل الدموع»‪.‬‬ ‫كما أحضرت المصالح المذكورة‪ ،‬اثناء مثول‬ ‫الظنين أمام الهيئة القضائية‪ ،‬المحجوز واعترف‬

‫اتفاقية شراكة‬ ‫إلحداث وحدة‬ ‫صناعية للنسيج‬ ‫بالمغرب‬

‫تلقائيا‪ ،‬حين تم عرضه عليه‪ ،‬مؤكدا اعتداءه على‬ ‫رجال األمن بحي العزيفات بطنجة باستعمال الغاز‬ ‫المسيل للدموع‪ ،‬وتطور األمر إلى اعتراض سبيل‬ ‫األطفال واالعتداء عليهم‪ ،‬لتتم إدانته ب‪ 10‬سنوات‬ ‫سجنا‪.‬‬ ‫وتابعت المحكمة نفسها متهمين ينحدران‬ ‫من العرائش بالسرقة الموصوفة‪ ،‬وذلك على‬ ‫مستوى سوق «خميس العوامرة»‪ ،‬حيث واجهتهما‬ ‫المحكمة باألسلحة البيضاء‪ ،‬بعد أن تم إحضارها إلى‬ ‫قاعة الجلسات‪ ،‬قبل ان تقرر إدانتهما ب‪ 10‬سنوات‬ ‫سجنا لكل واحد منهما‪ ،‬وذلك في إطار ردع القضاء‬ ‫لجانحين محليا‪ ،‬بعد تقاطر الشكاوى حول انتشار‬ ‫ظاهرة اعتراض السبيل واالعتداء على السكان‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫وقع السيد عبد النبي بعوي‪ ،‬رئيس الجهة‪،‬‬ ‫يوم االثنين ‪ 10‬دجنبر الجاري‪ ،‬اتفاقية شراكة مع‬ ‫«شركة الكرامة»‪ ،‬بمقر عمالة إقليم الناظور‪ ،‬إلحداث‬ ‫وحدة صناعية في قطاع النسيج بمدينة بني أنصار‪،‬‬ ‫تروم خلق أزيد من ‪ 1000‬منصب شغل لممتهني‬ ‫التهريب المعيشي‪ ،‬وذلك الى جانب كل من السيد‬ ‫معاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة‬ ‫أنجاد‪ ،‬والسيد علي خليل عامل إقليم الناظور‪.‬‬ ‫ويأتي توقيع هذه االتفاقية‪ ،‬في إطار دعم الميناء‬ ‫التجاري ببني أنصار‪ ،‬وتشجيع المستثمرين على‬ ‫التصدير في قطاع النسيج نحو دول جنوب إفريقيا‬ ‫وأمريكا الالتينية‪ ،‬واإلسهام في خلق المزيد من‬ ‫فرص الشغل‪ .‬وكشف عبد النبي بعوي‪ ،‬أن المشروع‬ ‫موضوع االتفاقية الذي تزيد تكلفته اإلجمالية عن‬ ‫‪ 900‬مليون درهم‪ ،‬ستنطلق أشغال إنجازه مع بداية‬ ‫شهر يناير المقبل‪ ،‬وستدوم لمدة ‪ 6‬أشهر‪.‬‬ ‫وأشار السيد عبد النبي بعوي‪ ،‬إلى أن المشروع‬ ‫الذي يحمل اسم الكرامة‪ ،‬والذي ساهم فيه مجلس‬ ‫جهة الشرق بمبلغ ‪ 100‬مليون درهم‪ ،‬سيعمل على‬ ‫حفظ كرامة النساء المشتغالت في مجال حمل السلع‬ ‫عبر المعابر الحدودية لمليلية المحتلة‪ ،‬وسيوفر في‬ ‫البداية ‪ 800‬منصب شغل‪ ،‬وفي ظرف سنة سيشغل‬ ‫ما يزيد عن ‪ 1100‬من اليد العاملة‪.‬‬ ‫وينضاف هذا المشروع إلى ‪ 6‬مشاريع أخرى‪،‬‬ ‫سبق وأن دعمها مجلس جهة الشرق بإقليم الناظور‪،‬‬ ‫تتعلق بقطاع التصنيع‪ ،‬والتي تروم تقوية الصناعة‬ ‫بجهة الشرق‪ ،‬وتوفير مناصب الشغل للشباب‬ ‫المعطل‪.‬‬ ‫وموازاة مع توقيع االتفاقية المذكورة‪ ،‬عقد‬ ‫رئيس جهة الشرق بمقر عمالة إقليم الناظور اجتماعا‬ ‫موسعا مع المستثمرين بالمنطقة‪ ،‬في إطار الدعم‬ ‫والتتبع للحركية التي يعرفها الميناء التجاري ببني‬ ‫أنصار‪ ،‬والرفع من عدد المستوردين والمصدرين‪،‬‬ ‫واإلسهام في خلق التنمية بالمنطقة وخلق فرص‬ ‫الشغل‪.‬‬ ‫وأوضح‪ ،‬رئيس مجلس جهة الشرق‪ ،‬على أن‬ ‫النجاح الذي يعرفه الميناء التجاري ببني أنصار هو‬ ‫نتاج لمجهودات‪ ،‬مجلس جهة الشرق‪ ،‬ووالية جهة‬ ‫الشرق‪ ،‬وعمالة إقليم الناظور‪ ،‬وإدارة الجمارك‪ ،‬وعدد‬ ‫من الشركاء االخرين‪ ،‬مشيرا إلى أنه تم إنجاز ‪11‬‬ ‫رحلة بالميناء التجاري والتي انطلقت ب ‪ 10‬حاويات‪،‬‬ ‫في حين وصلت اليوم الى ‪79‬حاوية في كل رحلة‪،‬‬ ‫على أمل تحقيق أزيد من ‪ 250‬حاوية شهريا‪.‬‬ ‫وعبر عبد النبي بعوي‪ ،‬عن شكره الكبير‬ ‫للمصالح األمنية والجمركية‪ ،‬على المجهودات التي‬ ‫تقوم بها داخل الميناء التجاري‪ ،‬وسهرها على تنظيم‬ ‫على عملية نقل وتصدير السلع‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن عبد النبي بعوي‪ ،‬رئيس‬ ‫مجلس جهة الشرق‪ ،‬كان قد وقع في أكتوبر‬ ‫الماضي‪ ،‬اتفاقية شراكة وتعاون مع شركة «المغرب‬ ‫كمباني ميد شيبين» تتوخى تنمية النشاط التجاري‬ ‫بميناء بني أنصار عبر تعزيز النقل البحري لسفن‬ ‫شحن الحاويات‪.‬‬

‫ر‪.‬ب‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫األستاذ الشاعر محمد البقالي‬

‫فارس ميدان التربية والتعليم سرمدية الشهادة ولوعة الغياب‬ ‫كلمة ألقيت في تأبينه‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين‬ ‫بداية أنا لست بناقد وال بمبدع أنا مؤرخ بل فقط دارس للتاريخ وأحاول أن أدرس هذا العلم أو هذا الفن‬ ‫حسب بعض المدارس بنظريات حديثة لعلها تجلي لنا المستور فيما غبر من األزمان‪ .‬ولهذا ما سأقوله عن‬ ‫الشاعر الفذ محمد البقالي وهو بالمناسبة في محل والدي ‪ ،‬ال يخضع مطلقا لعملية النقد المنهجي المبني على‬ ‫األسس والمرتكزات والمقاربات المتعارف عليها في ساحة النقد األدبي‪ .‬وإنما هي مجموعة من الخواطر والرؤى‬ ‫عنت لي وأنا أحاول رقن ورقم ما تعلق بذاكرتي اتجاه هذا الرجل‪.‬‬ ‫المرحوم محمد البقالي هو أستاذي درست عليه وتعلمت على يديه الشيء الكثير‪ ،‬وال زلت مدينا له بجزء‬ ‫كبير من ثقافتي التي راكمتها لسنين طوال‪ ،‬لقننا األستاذ البقالي جميع أنواع وضروب الشعر العربي وخاصة ذلك‬ ‫الصنف من الشعر الموسوم بالجاهلي والذي كان يسمى بالمعلقات‪ ،‬حيث كان يركز رحمه اهلل على المعلقات‬ ‫العشر التي جمعها ورتبها وبوبها العالم الفذ الخطيب التبريزي‪ ،‬ويعتبرها هي نواة هذا الشعر الجاهلي‪،‬وليس‬ ‫المعلقات السبع للزوزني‪.‬وألول مرة في مشوارنا الثقافي كنا نسمع بشعراء غرباء عن مسامعنا من مثل الشاعر‬ ‫عبيد ابن األبرص وليلى األخيلية وقصة تماضر الخنساء مع أخيها صخر‪ .‬كما لقننا األستاذ البقالي في ميدان‬ ‫علوم اللغة ألفية ابن مالك حفظا وفهما وإعرابا‪ .‬أما ضروب وأنواع األبواب البالغية الثالث من بديع ومعاني‬ ‫وبيان فكان المنوه به فارس هذا الميدان بدون منازع‪ .‬أما الحصة التي كانت مخصصة لدراسة العروض فربما‬ ‫كان أصعب يوم نلتقي فيه باألستاذ البقالي حيث اختلطت علينا جميع أنواع الزحافات والعلل والخروم وتشتت‬ ‫األوتاد وتداخلت بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي وتباعدت شطآنها‪ .‬نتيجة لتعارض عقليتنا الفقهية بعقلية‬ ‫الخليل الرياضية والمنطقية‪ .‬التقط األستاذ هذه اإلشارة‪ ،‬وفهم المفارقة جيدا‪ ،‬فراح يحاول جاهدا تفكيك ألغاز‬ ‫الدوائر العروضية الخليلية بكل صبر وأناة‪ ،‬وبحنكة بيداغوجية منقطعة النظير‪.‬‬ ‫بل األكثر من ذلك كنا نستفيد من المرحوم حتى من الدروس ذات المنحى الديني الصرف كعلم أصول‬ ‫الفقه والتفسير ومصطلحات علوم الحديث وعلوم القرآن‪ .‬حيث كنا نمطره بسيل من األسئلة في آخر كل حصة‬ ‫وبالضبط ما استشكل علينا من هذه المواد المذكورة‪.‬‬ ‫كنت مع بعض زمالئي من التالميذ المفضلين عند األستاذ‬ ‫البقالي‪ ،‬الشيء الذي دفع بنا الحقا لتأسيس مدرسة آخذة بتعاليم‬ ‫وباتجاهات أستاذنا المرحوم في ميدان القول الشعري ‪ ،‬وكذلك في‬ ‫ميدان نقد القول الشعري ذاته الذي تراوح بين االتجاهين الواقعي‬ ‫والرومانسي‪.‬‬ ‫مخطئ كل من يتصور بأن الراحل قد اقتصرت معارفه على عالم‬ ‫القوافي وحسب‪ ،‬بل إن الرجل كان يضرب بسهمه في شتى فروع‬ ‫وأنواع المعرفة‪ ،‬فهو ناقد أدبي متمرس‪ ،‬ومبدع في كثير من األجناس‬ ‫األدبية والفنية كالموسيقى والتشكيل والمسرح‪ .‬إضافة إلى أن الرجل‬ ‫كان دارس جيد للتراث العربي اإلسالمي‪ ،‬علمنا كيف نتعامل بل كيف‬ ‫نتفاعل في دراستنا مع هذا التراث‪ .‬كان الرجل ينفعل يشدة حين‬ ‫يلمس منا ونحن طلبة في مقتبل العمر نأخذ بالنظريات والمناهج‬ ‫الغربية الحديثة ونسقطها على النص التراثي‪ ،‬ولهذا كاد مرة أن يقتلع‬ ‫أذني من مكانها حين وصفت الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري بأنه أول‬ ‫اشتراكي في اإلسالم‪ ،‬في إطار ما كنا ندرسه من نصوص مقتبسة‬ ‫من نهج البالغة لعلي ابن أبي طالب كرم اهلل وجهه وبشرح ابن أبي‬ ‫الحديد‪ ،‬في مادة دراسة المؤلفات بالذات‪.‬‬ ‫ال يسعنا هنا إال أن ننحني أمام هامة فكرية وقامة شعرية وإبداعية‬ ‫يعز على الساحة الثقافية المغربية بل والعربية أن تنتج صنوها في‬ ‫عصورها المتأخرة التي نحياها اليوم بكل مرارة‪ .‬هذه القامة التي‬ ‫طوعت اللغة الشعرية‪ .‬واللغة اإلبداعية بصفة عامة لصالحها على‬ ‫مساحة زمنية تفوق السبعين سنة‪ ،‬سنخوض واإلخوان المشاركين‬ ‫في تفاصيل هذا التطويع وهذا البسط اإلبداعي المكثف لدى األستاذ‬ ‫والشاعر محمد البقالي ‪.‬‬ ‫كما سبقت اإلشارة من قبل فنحن لسنا اليوم نتذاكر حول شخصية‬ ‫رجل عادي ينتمي إلى ميدان اإلبداع الشعري أو اإلبداع الفني بصفة‬ ‫عامة‪ .‬وإن كان هذا هو الجانب الذي سينصب فيه كامل اهتمامنا اليوم‬ ‫ونحن نرسم صورة الشاعر محمد البقالي اإلبداعية مرجئين الحديث‬ ‫الحقا عن الصورة السياسية أو الفكرية بصفة عامة وهذا المسار األخير للمحتفى به حيا أوميتا هو مسار حافل‬ ‫بالعطاءات الكثيرة الجادة والعميقة‪.‬‬ ‫أيها السادة لم يكن اعتباطيا أن يصف الناقد المغربي الكبير الدكتور محمد برادة الرجل بصفات تنطبق‬ ‫على قمم القول الشعري في الفترة الحديثة والمعاصرة بالمغرب وأنا يحلو لي أن أخطو في تسميتهم بشعرائنا‬ ‫األمراء على غرار ما أتى به المرحوم عبد اهلل كنون حول بعض الشعراء المغاربة الذي كان يؤرخ لمسارهم‬ ‫الشعري وكذلك وظف الناقد أنيس المقدسي نفس المصطلح فيما يخص الشعراء األمراء المشارقة القدماء‬ ‫وخاصة في الحقبة العباسية‪ .‬أرجع إلى الموضوع حتى ال نترك كالم برادة معلقا‪ ،‬نعم يشير هذا األخير في‬ ‫مقال له نشر بجريدة العلم عام ‪ 1968‬تحت اسم مستعار ( أبو سعد ) والموضوع هو تشخيص دقيق لما راج‬ ‫في مهرجان شفشاون الشعري ‪ ،‬ما يهمنا الحديث عنه حاليا في هذا المهرجان المشار إليه‪ ،‬هو المحتفى به‬ ‫حاليا حتى وإن كان غادر دنيا البقاء‪ ،‬أستاذي الجليل السيد محمد البقالي‪ .‬في هذا الصدد يقول محمد برادة «‬ ‫من الصعب أن يحكم الناقد على اتجاه الشعر في المغرب من خالل تجمع شعري كمهرجان شفشاون ذلك ألن‬ ‫الذين ألقوا قصائدهم ال يمثلون كل اإلنتاج الشعري في بالدنا‪ ،‬لكن الذي أتاح لي الفرصة ليتضح أمام عيني‬ ‫اتجاه الشعر هو أن القصائد التي ألقيت في المهرجان كانت تمثل التيارات الرئيسية الثالثة في الشعر‪ :‬الشعر‬ ‫الكالسيكي المحافظ على البحور والبالغة‪ ،‬الشعر الحر المحافظ على التفعيلة والمقاطع الرامي إلى االلتزام‬ ‫باهتمامات الشاعر المعاصر‪ ،‬الشعر الثوري المتحرر من كل القياد الهادف إلى إحداث رجة داخل معسكر التقليد‪.‬‬ ‫في مهرجان شفشاون كان يمثل الشعر الكالسيكي عالل الهاشمي الفياللي ومحمد غربي ومحمد مهدي‬ ‫السعداني وعبد السالم الهراس وعبد السالم الزيتوني وإدريس الجاي‪ ،‬والشعر الحر كان ممثال في الشعراء‬ ‫محمد الميموني وعبد الكريم الطبال وأحمد صبري وأحمد الجوماري وشاعرنا الفذ محمد البقالي وعبد الرفيع‬ ‫الجوهري أما الشعر الثوري فقد مثله محمد زفزاف‪.‬‬ ‫مثل إذن االتجاه الشعري في المغرب حسب هذا المهرجان سيره نحو االتجاهات المعاصرة التي تحاول‬ ‫أن تقيم وحدة بين الشعر والشاعر وتجعل من هذه الوحدة سالحا من األسلحة التي في يد اإلنسان لمواجهة‬ ‫الوضع الذي يعانيه‪ :‬وضع التدهور الحضاري والصراعات السياسية التي غالبا مايكون األقوى فيها استعماريا أو‬ ‫تحت سيطرة استعماري‪ ،‬باإلضافة إلى قضايا اإلنسانية المعذبة في شتى األقطار العربية ومازالت كذلك إن لم‬ ‫نقل بأن الوضع قد استفحل أكثر فأكثر‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور إسماعيل شارية‬

‫إن المعاصرة حسب بعض النقاد تعني في الفترة التي نحيا ونعيش فيها ال أن يكون الشاعر مسجال لألحداث‬ ‫التي يعايشها‪ ،‬ولكن االنخراط الفعلي الموفي بالتزاماته في كفاح اإلنسانية المرير‪ ،‬ووقف كل أشكال التعبير‬ ‫وأنماطه وأغراضه لتبنى قضية اإلنسانية في كل مكان‪ ،‬ولتأمن نماذج أراكون وكيتس ووورد زورث وبدر شاكر‬ ‫السياب والبياتي وناظم حكمت وبيير إيمانويل أصدق مثل وأصحه‪ .‬وإلى جانب هذه األسماء العمالقة يقول‬ ‫محمد برادة « أذكر بكل فخر مجموعة من الشعراء استمعنا لها وهي في طريق اكتمال نضجها الشعري‪ ،‬أعني‬ ‫بها اإلخوان محمد البقالي ومحمد الميموني وأحمد الجوماري وعبد الكريم الطبال‪.‬‬ ‫إن شعرهم سالح في المعركة اإلنسانية الكبرى يبحثون عن حقيقة ما لوضع يرفضه فقصيدة ( المذكرة‬ ‫األخيرة) مثال التي ألقاها الشاعر البقالي في المهرجان أعتبرها نموذج نضج الشعر المعاصر في المغرب لمميزات‬ ‫مضمونية وفنية عديدة من أهمها أن ظل القصيدة ينم عن ثقافة شعرية وفكرية واسعة كما أن صياغة‬ ‫القصيدة جمعت بين األنساق والوحدة وتعدد طبقات النغمة الشعرية وأصالة الموضوع « تأمالت أخيرة لزنجي‬ ‫حكم عليه باإلعدام بتهمة قتل شرطي أبيض في حالة غضب « إن القصيدة من بدايتها إلى نهايتها موفقة في‬ ‫نقل تجربة فريدة من نوعها تجربة مضخة بدم أسود‪ ،‬بحقد أسود يرقص على إيقاعات الطبول التي تتابع دقاتها‬ ‫بإصرار ال حد له ‪ ،‬قريب من هذا المعنى عبر شاعرنا محمد البقالي وهو يقدم نفسه إلى القارئ من خالل ديوانه‬ ‫( كنز الحكيم ) يقول « وألن الشاعر وليد مجتمع جغرافي وحضاري‪ ،‬فهو يدرك أن عليه رسالة يجب تأديتها هي‪:‬‬ ‫رفع الحجاب عن صور التنافر بين ما طريقه القلب وبين حب ينمو ويتضخم حتى يشمل كل شيئ « انتهى كالم‬ ‫الشاعر‪ ،‬هذا وقد اعتبر الناقد محمد برادة بأن شعر الشاعر محمد البقالي يعد أنموذجا لباقي الشعراء المغاربة‬ ‫الذين عاصروه أو جايلوه‪.‬‬ ‫نعم يذكرنا الشاعر محمد البقالي في بحثه عن األصالة الشعرية موضوعا وشكال بزعماء الشعر المعاصر‬ ‫في الشرق العربي‪ ،‬وأنا أتأسف هنا كثيرا على الغبن الذي طال مبدعينا لفترة ليست بالقصيرة ‪،‬وعلى رأسهم‬ ‫هذا الجهبذ الذي نسطر اليوم بعض السطور في حقه‪ .‬اتجهنا نبحث وننقب ونرحب بكل وافد شرقي أو غربي‬ ‫وتجاهلنا عن قصد أو عن غير قصد ما قدمه لنا من رزانة إبداعية وقصائد مفرطة في الشعرية ومفرطة في‬ ‫التأمالت الفكرية العميقة الداللة ‪ .‬قبلنا بشعراء مغمورين شرقيين وتجاهلنا فطاحل الشعراء المحليين تناقض‬ ‫وانشراح في الذات عشناه لمدد طويلة من الدهر‪.‬‬ ‫نمضي من جديد مع الشاعر محمد البقالي كما تقول األستاذة‬ ‫حسناء داود» في محراب حبه‪ ،‬وعبر منعطفات مدينته‪ ،‬لنسايره في‬ ‫أحالم شبابه‪ ،‬وفي وقفاته وتأمالته ومعاناته مع القضايا االجتماعية‬ ‫والسياسية المختلفة‪ ،‬فيحكي لنا حكاية شعب تائه على الروابي ويغني‬ ‫لنا أنشودة الحادي وأنشودة الخالص‪ ،‬ثم يصور لنا بعين الناقد مآل‬ ‫الطغاة ومصير النادمين‪ ،‬ويحفر في نفق عمره‪ ،‬ليسير في رحلة طويلة‬ ‫مع مظاهر الظلم والظلمة‪.‬‬ ‫الشاعر محمد البقالي يظل مبدع زمانه وشاهد عصره‪ ،‬كما ‪ -‬يقول‬ ‫الصحافي والمؤرخ والناقد الفذ أسامة الزكاري ‪ -‬عاش تجارب طويلة في‬ ‫حياته المهنية بالمغرب وببعض دول أمريكا الالتينية‪ ،‬نهل من معين‬ ‫تراث الحركة الوطنية التحررية خالل النصف األول من القرن الماضي‪،‬‬ ‫وعززه بانفتاح واسع على العوالم اإليبيرية بحموالتها الثقافية والحضارية‬ ‫الكبرى‪ ،‬متشربا من حقول اإلبداع منذ نعومة أظافره ‪ ،‬األمر الذي ترجمه‬ ‫الحقا بمبادرات مسترسلة لنشر قصائده بالعديد من المجالت ومن‬ ‫الجرائد وكذا من خالل مشاركاته في عدة مهرجانات ثقافية داخل‬ ‫المغرب وخارجه‪ ،‬ومن انخراطه في مبادرات علمية ومؤسساتية أتاحت‬ ‫له فرص تخصيب تجاربه ومعرفته بمحيطه‪ ،‬مثلما هو الحال مع مهامه‬ ‫كمبعوث سابق لرابطة العالم اإلسالمي بكل من البرازيل والبرتغال‬ ‫وإسبانيا أو تمثيله لمنظمة اإليسيسكو بكوستاريكا أو إسهامه في‬ ‫تنظيم المؤتمر اإلسالمي ألمريكا الجنوبية‪ ،‬ثم مع سلسلة محاضراته‬ ‫الجامعية من موقعه كمحاضر زائر في كل من جامعة برازيليا وجامعة‬ ‫سان خوسي بكوستاريكا‪.‬‬ ‫الشك أن األمر يتعلق كما يضيف أسامة الزكاري برحلة ممتدة مع‬ ‫الحياة‪ ،‬انطلقت من سنة ‪ 1927‬تاريخ ميالد محمد البقالي ثم تقلبت عبر‬ ‫محطات شتى صهرت اهتمامات الشاعر وتكوينه وانشغاالته الثقافية‬ ‫والجمعوية‪ ،‬وجعلت منه إنسانا مقبال على الحياة وعلى تذوق مباهجها‪،‬‬ ‫قكان االنفتاح على هذه المباهج من خالل الكتابة الشعرية‪ .‬أوليس‬ ‫الشعر وجها معبرا عن روعة هذه المباهج؟ لقد أنتج محمد البقالي قصيدته بالكثير من عناصر «الصنعة « والحب‬ ‫واالحتراق واستطاع كما يقول أسامة دائما على األقل في هذا الديوان أن يعيد االحتفاء بعوالمه المخصوصة‬ ‫وبحميمياته المميزة وبمعشوقاته الصوفية‪ ،‬بشكل أثمر معالم البهاء التي ال يمكن إال أن تشكل مدخال لكتابة‬ ‫تحوالت القصيدة كما عاشها وكما أبدعها وكما كتب لنفسه – من خاللها – هناصر البقاء والخلود‪ ،‬ومن هذا‬ ‫الجانب بالذات يظل انفتاح حقل التاريخ الثقافي على تجربة الشاعر محمد البقالي أمرا مفيدا بالنظر لما يمكن‬ ‫أن يوفر من مواد خام ضرورية للتأمل وللتفكيك وللتشريح‪ ،‬فبغض النظر عن ما يمكن أن تفتحه االجتهادات‬ ‫النقدية التخصصية من إمكانات كبيرة للقراءة التركيبية تبدو مناهج البحث التاريخي قادرة على استيعاب الكثير‬ ‫من الحموالت النظرية التي تحبل بها قصيدة محمد البقالي‪ .‬من قبيل قيم التصوف والطوبونيميا والحرية‬ ‫ومأساة فلسطين والعبودية‪....‬وهي قيم يمكن أن تشكل زادا للبحث في قضايا تاريخ الذهنيات بالنسبة لنخب‬ ‫المغرب الثقافي الراهن‪ ...‬انتهى كالم أسامة الزكاري‪.‬‬ ‫صفوة القول القول إن شاعرنا محمد البقالي وإن كان قد صمت طويال قابعا في الظل كما قال صديقه‬ ‫وصنوه الشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬فإن قلبه ظل ينبض شعرا سابحا بخياله في دنيا الجمال والجالل حتى شرب‬ ‫من لبان الحكمة وارتوى به‪ ،‬فجاء ديوانه بهذا العنوان الجميل ( كنز الحكيم ) والشاعر هو الحكيم هنا وأما الكنز‬ ‫فهو ديوانه الفريد من نوعه‪.‬‬ ‫بعد هذه الجولة القصيرة في مسار المرحوم محمد البقالي الشعري واإلبداعي بصفة مجملة‪ ،‬أقول إن هذا‬ ‫المسار تضمن من الجواهر والاللئ ما جعله جديرا بالقراءة والتأمل ألنه في الحقيقة كما تضيف األستاذة حسناء‪،‬‬ ‫فيض من النظريات واألفكار والتحليالت والعواطف التي صيغت بعربية فصيحة منتقاة‪ ،‬تشهد لصاحبها بعلو‬ ‫كعبه في ساحة اللغة واألدب‪ ،‬ذلك بأن الشعر بالنسبة لشاعرنا « إبداع وإحساس بجمال الصورة وجالل الحقيقة‪،‬‬ ‫وهو في نفس الوقت حضور متسام نحو الحكمة في صحوه‪ ،‬وصفاته وصيرورته نحو عالم الحثق واالزدهار‪.‬‬ ‫انتهى كالم الشاعر‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فإن الديوان الثاني لشاعرنا محمد البقالي هو على وشك الصدور وكما قيل لي فإن جل قصائده‬ ‫جاءت على الشكل العمودي ومن ضمن هذه القصائد المشكلة للديوان هناك ثالثة قصائد من صنف الموشحات‬ ‫التي نذرت وانعدم شعراؤها اليوم ‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫الدورة الرابعة للجمعية العامة لغرفة ال�صيد البحري املتو�سطية‪:‬‬

‫يوسف بنجلون يؤكد استمرارية العمل‬ ‫بالمنهجية التشاركيــة‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ف�صل التو�شيات‬

‫جداري ٌ‬ ‫َّات وجدان َّي ٌة‬ ‫ـ �إلى � ِّأم الهديل تطوان ـ‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫تميزت أشغال الدورة الرابعة للجمعية‬ ‫العامة لغرفة الصيـد البحري المتوسطية‪،‬‬ ‫المنعقدة في ‪ 12‬من ديسمبر الجاري بمقرها‬ ‫بطنجة‪ ،‬بحضور السيدة المديـرة العامـــة‬ ‫للمكتب الوطني للصيد البحري من أجل‬ ‫التواصل المباشر مع المهنيين المنتخبين في‬ ‫دائرة نفوذ الغرفة التي تمتد من العرائش‬ ‫غربا إلى السعيدية شرقا‪.‬‬ ‫و كانت الدورة العادية مناسبة إلحاطة‬ ‫المهنيين بمضمون التصورات التي يسعى‬ ‫المكتب العتمادها في المرحلة المقبلة‪ ،‬وهي‬ ‫رؤية تعتمد‪ ،‬وفق العرض الذي قدمه مكتب‬ ‫دراسات معتمد لهذا الغرض‪ ،‬على «رؤية من‬ ‫أجل تطوير نظام تسويق األسماك»‪ ،‬رؤية‬ ‫تعتمد على خمس معطيات هي ‪ :‬تنظيم‬

‫التقارب المؤسساتي‪ ،‬مراقبة الصيد والمصايد‪،‬‬ ‫نماذج التسويق‪ ،‬الترسانة القانونية والتنظيم‪،‬‬ ‫هيكلة تجارة السمك والتصدير‪.‬‬ ‫العروض التي قدمها مكتب الدراسات‬ ‫بخصوص تطوير عمليات التسويق‪ ،‬واستأثرت‬ ‫بمتابعة المهنيين‪ ،‬لقيت مناقشة دقيقة‬ ‫لمضامينها ارتكزت بالدرجة األولى على‬ ‫ضرورة احترام الخصوصيات التي تمتاز بها‬ ‫المناطق في الجهات البحرية الثمانية‪ ،‬وهي‬ ‫خصوصيات تتجلى بشكل واضح سواء على‬ ‫مستوى طرق وأساليب الصيد المختلفة أو على‬ ‫مستوى أصناف السمك المصطاد‪.‬‬ ‫رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫السيد يوسف بنجلون‪ ،‬الذي ترأس أشغال هذه‬ ‫الدورة‪ ،‬أكد في تصريح أمام وسائل اإلعالم‬

‫عن االستمرار في العمل وفق المنهجية‬ ‫التشاركية بين أعضاء الغرفة بجميع هيئاتهم‬ ‫وتخصصاتهم ‪.‬‬ ‫من جانب آخر أشار رئيس الغرفة السيد‬ ‫يوسف بنجلون إلى أن أشغال الدورة القادمة‬ ‫للجمعية العامة للغرفة ستعقــد بمدينــة‬ ‫أكادير تزامنـــا مع تنظيــم المعـرض الدولي‬ ‫«أليوتيس»‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الجمعية العامة لغرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية صادقت باإلجماع على‬ ‫محضر الدورة السابقة ومشروع الميزانية‬ ‫وكذا برنامج العمل لسنة ‪ 2019‬الذي تضمن‬ ‫نقاطا هامة في مقدمتها العمل على «تأهيل‬ ‫هياكل الغرفة تماشيا مع التوجهات الجديدة‬ ‫المتمثلة في الجهوية الموسعة»‪.‬‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِإ� َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫انتقل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد ال�سالم املتنـي‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 10‬دجنبر ‪2018‬‬

‫وشيـع جثمانـه الطاهـر في موكب جنائـزي مهيب حضره األهـل‪ ،‬واألحبـاب‪،‬‬ ‫والمعارف‪ ،‬وووري الثـرى بمقبـرة سيدي اعمار‪ ،‬عصر نفس اليوم‪ ،‬بعد أداء صالة‬ ‫الجنازة بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته خديجة بنعالل وأبنائه‬ ‫محمد العربي‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬نبيل‪ ،‬محمد رضوان‪ ،‬عبد المحسن‪ ،‬ونوفل‪ ،‬وأحفاده ريم‪،‬‬ ‫يسرى‪ ،‬رانيا‪ ،‬مروان‪ ،‬حسام وسلمى‪ ،‬وباقي إخوته‪ ،‬وإلى كافة أفراد عائالت بنعالل‪،‬‬ ‫العوامي‪ ،‬ازغينو‪ ،‬بنسعيد‪ ،‬ولكل األصدقاء والمقربين‪.‬‬ ‫سائلين العلي القدير‪ ،‬أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته ‪ ،‬ويلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫تعزية ومواساة‬ ‫لبت نداء ربها المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫هـدى كرابيـال‬

‫عن عمر يناهز ‪ 36‬سنة‪ ،‬بعد مرض عضال لم ينفع معه عالج‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪ 29‬ربيع األول ‪،1440‬‬ ‫الموافق ل‪ 7‬دجنبر ‪ ،2018‬وشيع جثمانها الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‪ ،‬واألحباب‪ ،‬والمعارف‪،‬‬ ‫ودفن بمقبرة السواني بعد صالة الظهر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى زوجها السيد عبد السالم الشيقة‪ ،‬وإلى أبنائهما سفيان‬ ‫وياسمين‪ ،‬ومنال‪ ،‬وكذا إلى والدي الفقيدة‪ ،‬الحاج محمد كرابيال‪ ،‬والسيدة لويزا‪ ،‬وإخوة الفقيدة‪ :‬مروان‪ ،‬وعمر‪،‬‬ ‫وفاطمة‪ ،‬وهاجر‪ ،‬وإيمان‪ ،‬باإلضافة إلى جميع أفراد عائالت كرابيال‪ ،‬والجوهري‪ ،‬والشيقة‪ ،‬وأصهارهم‪ ،‬وأقاربهم‪،‬‬ ‫راجين لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جناته‪،‬‬ ‫مع النبيئين‪ ،‬والصديقين‪ ،‬والشهداء‪ ،‬والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫�ستان الن َّْحلِ ‪،‬‬ ‫( ‪ ) 1‬كَ ما حتْ كي ورد ٌة عن ُطفو َلتِها يف ُب ِ‬ ‫� ْأحكي عنكِ ‪..‬‬

‫الغياب‪،‬‬ ‫احلا�ض ُة يف‬ ‫�أ ّيتُها‬ ‫ِ‬ ‫رِ َ‬

‫لي !‬ ‫فتت َد َّلى كلماتي ُعنْقود ًا‪ ،‬و� َ‬ ‫أفر ُح بن َْطفِها ال َع َ�س ِّ‬

‫وقالت ‪:‬‬ ‫ارت �إلى �أق�صى اخلريطةِ ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫( ‪َ � ) 2‬أ�ش ْ‬ ‫�أنا من �شمالِ هذا ال َبهاءِ ‪،‬‬

‫لكن عينيكِ من ب�ساتنيِ الله‪..‬‬ ‫فق ْل ُت‪َّ :‬‬

‫قالت‪ :‬قل ُب َك ٌ‬ ‫طفل‪،‬‬ ‫(‪ْ )3‬‬

‫فائر ِك ال َّل ْي َلك َّية !‬ ‫ق ْل ُت ‪ :‬نعم‪ ..‬وملع ُبهُ َ�ض ُ‬ ‫َ‬ ‫�شامة ال ُّدنيا‪،‬‬ ‫�سميتكِ‬ ‫(‪َّ )4‬‬

‫ُ‬ ‫ات ‪..‬‬ ‫�شمع‪،‬‬ ‫فغارت منكِ ُم ُد ُن‬ ‫وقبائل حور َّي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أجه�شت بال ُبكاء !‬ ‫حتى َق�صائدي �‬ ‫ْ‬

‫واء َم َ�ص ّبي ؟‬ ‫الر ُ‬ ‫(‪� )5‬إلى متى هذا ُّ‬

‫فتطاردين � ُ‬ ‫الن ‪..‬‬ ‫أكتب عن َهديلِكِ ‪..‬‬ ‫آالف الغِ زْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫� ُ‬ ‫والنون ق�صائ ُد �أقر ُ�أها يف عينيكِ ‪..‬‬ ‫(‪ )6‬بني التَّاءِ‬ ‫ِ‬

‫فرط يف قارور ِة عطرٍ !‬ ‫وحت ِّدثني نف�سي‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫جمنون من َّ‬

‫ب�ضفاف � ْأهدابِكِ ‪..‬‬ ‫اغت�سلت‬ ‫(‪ )7‬حني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�صرِ ْ ِت َّ‬ ‫كل �شيءٍ من َح ْويل ‪:‬‬ ‫مِ ْر َو َد ُ�أ ِّمي‪،‬‬

‫وجلباب �أبي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جوحة طفلي‪،‬‬ ‫و�أُ ْر‬

‫كتب من التَّاريخ !‬ ‫يحتاج‬ ‫ق�ص َة �شامةٍ ‪..‬‬ ‫ن�سيانها �إلى ٍ‬ ‫ُ‬ ‫�رص ِت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫(‪ )8‬ك ّلما َح َّط ْت ع�صفور ٌة على َع َ‬ ‫عنب‪..‬‬ ‫ري�شةِ ٍ‬ ‫راودين �س� ٌ‬ ‫ؤال ‪:‬‬

‫متى ُّ‬ ‫حتط َ‬ ‫ري�شتي على ُمقل َت ْيكِ ؟‬

‫َراك‪..‬‬ ‫(‪ )9‬ق�صائدي التي ال ت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وج ِهها‪،‬‬ ‫نحلة‬ ‫هائمة على ْ‬

‫ُ‬ ‫تبحث عن َم ْر َ�ش ٍف �أو َمقيلٍ !‬ ‫(‪ )10‬يا �س ِّيدتي ‪..‬‬

‫ع�ساكر َق ْلبي‪..‬‬ ‫قل ُبكِ محت ٌَّل تُعر ِب ُد فيه‬ ‫ُ‬ ‫احلب‪،‬‬ ‫رايات‬ ‫لرت َف َع‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬

‫هامات بهائِك‪،‬‬ ‫فوق‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫ُّ‬ ‫العا�شق ‪! ..‬‬ ‫املحتل‬ ‫ال َت ْن َتفِ�ضي‪ ..‬ف�أنا‬ ‫ِ‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫الخزانة الداودية بتطوان‪...‬‬ ‫التعريف بصاحب الخزانة‪:‬‬ ‫محمد بن أحمد بن محمد داود ولد بمدينة‬ ‫تطوان (شمال المغرب) في ‪11‬ذي الحجة ‪1318‬هـ‪.‬‬ ‫الموافق لفاتح أبريل سنة ‪1901‬م ‪.‬من أسرة عريقة‬ ‫في ارستقراطيتها تعود بأصولها إلى غرناطة‬ ‫باألندلس ‪.‬وكان الولد البكر فأوقفه والده على العلم‬ ‫حيث أخذ بقسطه األولي داخل األسرة وعلى يد والده‪،‬‬ ‫ثم شيوخ تطوان قبل أن يرحل سنة ‪1920‬م إلى‬ ‫جامعة القرويين بفاس عاصمة العلم واألدب والدين‪،‬‬ ‫ليمكث بها سنتين فقط‪ ،‬ويعود إلى مسقط رأسه‬ ‫حيث أسندت إليه خطة العدالة‪ ،‬كما شرع في إعطاء‬ ‫الدروس للشباب موليا اهتمامه لمسألة العمل على‬ ‫نشر الثقافة المتفتحة بينهم واطالعهم على أوضاع‬ ‫العالم المتطور آنذاك‪ .‬إضافة إلى اهتمامه بالكتابة‬ ‫في الصحف المغربية والمشرقية‪ ،‬حيث عمل مراسال‬ ‫لجريدة األهرام المصرية تحت أسماء مستعارة أيام‬ ‫حرب الريف ضد االحتالل االسباني بزعامة محمد عبد‬ ‫الكريم الخطابي‪.‬‬ ‫وفي أواخر سنة ‪1924‬م أسس مع ثالثة من رفاقه(المدرسة األهلية) فكانت أول مدرسة عربية‬ ‫إسالمية وطنية حرة بشمال المغرب في عهد الحماية ‪.‬فتولى إدارتها والتدريس بها لمدة اثني عشرة‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1928‬م أسس شركة (المطبعة المهدية)وانتخب رئيسا لمجلس إدارتها ‪ ،‬فكانت أول‬ ‫مطبعة عربية وطنية كبرى ساهمت في نشر الثقافة حيث طبع فيها الصحف الوطنية والمؤلفات‬ ‫العربية في شمال المغرب ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1933‬م أنشأ مجلة (السالم ) فكانت أول مجلة عربية وطنية حرة مستقلة أيام الحماية‬ ‫األجنبية على المغرب‪.‬جعل لها شعارا(اإلسالم‪،‬العروبة‪،‬المغرب) وقد مثلت طفرة جديدة في التجربة‬ ‫الثقافية المغربية‪ ،‬فكانت منبرا صادقا للتعبير عن رغبات الشعب المغربي‪ ،‬وفيها نشرت عدة عرائض‬ ‫واحتجاجات ومقاالت وصورا تبرز الوجه النضالي للمغاربة ضد االستعمار ‪.‬‬ ‫تابع األستاذ المرحوم محمد داود إصدار مجلته وحمل البريد نسخها إلى المدن المغربية والبالد‬ ‫العربية لربط الصلة الوثيقة بينها وبين المشاهير من علماء وأدباء وزعماء الوطن اإلسالمي عمد‬ ‫إلى طبع أوراق خاصة تبعث إلى هؤالء لعرض أفكارهم‪ .‬وقد استجاب لرغبته عدد وافر منهم كاألمير‬ ‫شكيب أرسالن ‪ ،‬ومحمد رشيد رضا ‪ ،‬ومحمد كرد علي‪،‬ومحب الدين الخطيب‪ ،‬وعباس محمود العقاد‬ ‫‪،‬وعبد العزيز الثعالبي‪ ،‬وحسن حسين عبد الوهاب ‪،‬ومحمد بن الحسن الوزاني‪ ،‬ومحمد المختار‬ ‫السوسي‪ ،‬وأمين الريحاني ‪،‬وعبد الوهاب عزام ‪..‬وغيرهم‪.‬‬ ‫تميزت (السالم) بأسلوبها في الكتابة واإلخراج وفقا لما ابتكره صاحبها األستاذ محمد داود الذي‬ ‫كان إلى مؤهالته األدبية في التعبير‪ ،‬وموهبته في التسيير واالبتكار‪ ،‬مطلعا على التجارب الصحفية‬ ‫في األقطار األخرى ‪.‬‬ ‫لقد سعت المجلة إلى تأسيس ثقافة مركزية تتميز باستمرارية تاريخية تشملها وجوه رمزية‬ ‫اضطلعت بمهام سياسية أو إدارية أو ثقافية مهمة‪.‬وتابعت صدروها رغم تعدد العراقيل التي كانت‬ ‫تعترضها ‪،‬فصمدت في و جهها‪ ،‬واستطاعت أن تكمل سنتها األولى بجهد جهيد (صدر منها عشرة‬ ‫أعداد)‪ .‬ومع قصر عمرها فان مجلة(السالم)كما يقول األستاذ عالل الفاسي‪ (:‬هي من أمهات مصادر‬ ‫الحركة المغربية رغم قصر زمنها) ‪.‬‬ ‫وفي سنة‪1956‬م وبعد االستقالل مباشرة عينه المرحوم جاللة الملك محمد الخامس عضوا‬ ‫رسميا في الوفد الحجازي الذي يمثل جاللته ‪.‬‬ ‫وفي عهد جاللة الملك الحسن الثاني تم تعيينه مديرا للخزانة الملكية بالرباط سنة‪1969‬م‪.‬‬ ‫ولم يتخل عن هذه المهمة إال في سنة ‪1974‬م وذلك ألسباب صحية جعلته يرجع إلى مسقط‬ ‫رأسه‪،‬حيث اشتغل بأبحاثه ومؤلفاته إلى أن وافته المنية يوم االثنين‪4‬رمضان‪1404‬هـ موافق ‪4‬يونيه‬ ‫‪1984‬م رحمه اهلل ‪.‬‬ ‫خلف األستاذ محمد داود مجموعة من األبحاث والدراسات والمقاالت المختلفة التي ما زال بعضها‬ ‫موزعا بين الصحف والمجالت أو محفوظا في مكتبته العامرة في حين أن بعضها اآلخر قد طبع في‬ ‫مؤلفات سواء إبان حياته أو بعد وفاته‪.‬ومن أهم مؤلفاته المطبوعة ‪:‬‬ ‫ موسوعة (تاريخ تطوان) في خمسة عشر مجلدا‪ ،‬طبعت منها تسع مجلدات ‪.‬‬‫ مختصر تاريخ تطوان ‪.‬‬‫ على رأس األربعين (مذكرة محمد داود) طبع منها الجزء األول سنة ‪1421‬هـ ‪2001/‬م‪.‬‬‫الخزانة الداودية ‪:‬‬ ‫بناء على وصية المرحوم محمد داود أن تكون مكتبته الخاصة حبسا (وقفا) على أسرته وأبنائه‬ ‫وأحفاده‪ ،‬فقد فتحت أبوابها سنة ‪1986‬م في وجه عموم الباحثين من أساتذة وطلبة وكتاب وغيرهم‬ ‫من المغرب وخارجه ‪.‬وذلك لالطالع على ما تكتنزه هذه الخزانة من كتب ومخطوطات ونفائس‬ ‫ونوادر ووثائق ومجالت وجرائد وصور وبطاقات بريدية عالمية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫وتعتبر اليوم أهم مكتبة خاصة بمدينة تطوان‬ ‫شكال ومضمونا ‪،‬وتقع في حي (باب العقلة)‪.‬ويسهر على‬ ‫تسييرها كريمة المرحوم األستاذة حسناء داود التي‬ ‫تقول‪ (:‬إن الخزانة الداودية هي حصيلة للحياة الفكرية‬ ‫والعلمية والنضالية لوالدي رحمه اهلل‪،‬باإلضافة إلى‬ ‫كونها مؤسسة تضم الكثير من المصادر والمراجع‬ ‫والمستندات التي يستفيد منها المئات من الباحثين‬ ‫الذين يقصدونها من كل فج وصوب ‪.‬وعالقتي بهذه‬ ‫الخزانة قبل أن تكون عالقة إشراف و تنظيم وإدارة‪،‬‬ ‫فإنها عالقة محبة ووفاء وإخالص تستلزم مني كثيرا‬ ‫من التضحية واالهتمام والتفاني ‪ ،‬فالمسألة بالنسبة‬ ‫لي ليست مسألة كتب وصحف وأوراق ‪،‬وإنما هي‬ ‫مسألة رصيد معنوي ثمين وتراث ثقافي نفيس ‪،‬يتعين‬ ‫علي وعلى من سيتولى أمره من بعدي أن يعرف قيمته‬ ‫وأن يحافظ عليه)‪ * .‬‬ ‫وعقب الندوة التي نظمها اتحاد كتاب المغرب‬ ‫بتعاون مع المجلس البلدي بمدينة تطوان في‬ ‫أواخر شهر نونبر سنة‪1989‬م في موضوع ‪:‬محمد‬ ‫داود‪(:‬الحركة الوطنية في الشمال والمسألة الثقافية)أصدر الحاضرون والمشاركون نداء لحماية‬ ‫وصيانة خزانة األستاذ محمد داود ومما جاء فيه ‪:‬إن المشاركين في الندوة وبعد زيارتهم لمكتبة‬ ‫الفقيد واطالعهم على الجهد الخاص الذي بدلته عائلة األستاذ محمد داود في الحفاظ على هذه‬ ‫الثروة الغريرة ‪ ،‬إذ يحيون هذا الجهد ويؤكدون أن ما خلفه األستاذ هو رصيد ثقافي ووثائقي وطني‬ ‫يستحق اهتمام الرأي العام الثقافي الوطني بأكمله لذلك فإنهم يوجهون نداء للجهات المسؤولة‪:‬‬ ‫ــ للعمل على طبع كل مؤ لفات األستاذ داود وجعلها في متناول القارئ المغربي والعربي ‪.‬‬ ‫ــ لرصد اإلمكانات المادية والبشرية الكفيلة بحفظ الخزانة الداودية حفظا يقي محتوياتها من‬ ‫التلف واالندثار‪،‬ويحولها إلى مركز إشعاع وبحث علمي يليق بالطموحات النبيلة التي نذر الفقيد حياته‬ ‫لتحقيقها خدمة لثقافتنا الوطنية ‪.‬‬ ‫وتحتوي الخزانة على (‪)12‬الف كتاب‪ ،‬وتضم أربعة أقسام ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬قسم الكتب ‪ :‬المطبوعة باللغة العربي واالسبانية والفرنسية واالنجليزية ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قسم المخطوطات ‪ :‬ويضم ‪761‬عنوانا بين مجاميع وكتب مفرغة وتعالج جميع أصناف‬ ‫المعرفة من أدب‪،‬وفقه‪،‬وسيرة‪،‬وتاريخ‪،‬وفن‪،‬ومن بينها مجموعة مفهرسة وأخرى غير مفهرسة ‪.‬ومن‬ ‫أهم ما ينفرد به القسم(المصحف الغرناطي الذي يشتمل على الجزء‪49‬من القرآن الكريم ويعود إلى‬ ‫القرن الثامن الهجري ) وكذا الكناش األصلي لصنائع اآللة األندلسية المعروف بكناش الحايك ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬قسم الوثائق‪:‬‬ ‫ــ وثائق تاريخية( ظهائر ورسائل سلطانية ووزيرية وقرارات وغيرها ) وعددها ‪1579‬وثيقة ويرجع‬ ‫تاريخ أقدم وثيقة أصلية بالمجموعة إلى سنة ‪1116‬هـ الموافق ‪1704‬م وهي مصنفة كاآلتي ‪:‬‬ ‫وثائق حرب تطوان ‪.‬‬ ‫وثائق سلطانية‪.‬‬ ‫وثائق خليفية‪.‬‬ ‫وثائق عن العالقات المغربية الخارجية‪.‬‬ ‫وثائق النائب السلطاني الحاج محمد العربي الطريس‪.‬‬ ‫وثائق السفير الحاج عبد الكريم بريشة‬ ‫وثائق بيت المال بالمنطقة الخليفية (الشمالية)‪.‬‬ ‫وثائق ملفات الحرس الخليفي بتطوان ‪.‬‬ ‫وثائق الولي الصالح عبد السالم بن ريسون‪.‬‬ ‫وثائق أخرى نفيسة ‪.‬‬ ‫وثائق عدلية ‪:‬رسوم البيع والشراء والعقود والهبات والوصايا والتركات وغيرها وعددها‬ ‫‪1800‬وثيقة‪.‬ويرجع تاريخ أقدم وثيقة إلى سنة ‪994‬هـ الموافق ‪1586‬م‪.‬‬ ‫ــ ملفات المستندات ‪:‬وتضم مختلف المستندات واألوراق المتعلقة بالهيئات أوالمؤسسات‬ ‫والجمعيات السياسية والتاريخية واالجتماعية والثقافية التي شارك فيها األستاذ محمدداود‪ ،‬أو عرفها‬ ‫في تطوان أو في عموم المغرب أو في غيره من األقطار العربية األخرى ‪.‬‬ ‫ــ قسم الصحافة‪ :‬ويحتوي على كمية هائلة من الجرائد والمجالت المغربية والعربية واألجنبية ‪.‬‬ ‫وتتميز بغزارة مادتها وكثرة تنوعها وطرافة مصادرها‪ .‬وهي كما يلي‪:‬‬ ‫‪ 50.000‬صحيفة مكونة من مجموعات الجرائد (‪)247‬مجموعة ‪.‬والمجالت (‪ 282‬مجموعة عربية‬ ‫و‪18‬مجموعة أجنبية)‪ .‬نماذج الجرائد (‪729‬عنوانا) والمجالت (‪707‬عنوانا العربية واألجنبية‪14627.‬‬ ‫صورة) إضافة إلى قسم خاص بالصور الشخصية والتاريخية والوطنية والملفات الخاصة عالوة على‬ ‫بطاقات بريدية عالمية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــ‬ ‫* جريدةًالعلمًعدد يوم ‪18‬يناير ‪2003‬م ص ‪8:‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫كيف تمتد األزمة المغربية‪ ،‬من جيل آلخر‪...‬؟‬ ‫• محمد أديب السالوي‬ ‫‪-1‬‬‫األزمة‪ ،‬هي نمط معين من المشكالت أو‬ ‫المواقف التي يتعرض لها األفراد أو الجماعات‬ ‫أو الدول‪ ،‬وهي في نظر العديد من الباحثين‬ ‫والفالسفة نتيجة تأثير لموقف أو مشكل أو قضية‪،‬‬ ‫وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض سلوكية سلبية في‬ ‫الكثير من األحيان‪.‬‬ ‫واألزمة بهذه الصفة‪ ،‬كانت وما تزال من أكثر‬ ‫المصطلحات في اللغة العربية‪ ،‬كما في اللغات‬ ‫الحية استعماال في عصرنا الحديث‪ ،‬فهي من‬ ‫أكثر الكلمات ارتباطا بجوهر الحياة في المجتمع‬ ‫واالقتصاد والسياسة والثقافة‪ ،‬وعلى صدر‬ ‫القواميس والموسوعات العالمية‪.‬‬ ‫وعندما تحل األزمة بأمة من األمم‪ ،‬تبدأ هذه‬ ‫الكلمة الصغيرة تتخذ لها مجاالت أوسع‪ ،‬لتصبح‬ ‫سيدة اللغة والتعبير والبالغة‪ ،‬وسيدة المواقف‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اذ تنتقل‬ ‫بسرعة فائقة من مفاهيمها المعنوية والحسية‪،‬‬ ‫إلى مفاهيم أخرى‪ ،‬فتتخذ صورتها في الواقع‪...‬وفي‬ ‫األذهان والتصورات والمخططات‪ ،‬حسب الظروف‬ ‫والمالبسات‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫وخطاب األزمة استمر في الحياة البشرية‬ ‫وكأنه قدرنا الذي ال هروب لنا منه‪.‬‬ ‫فقد وظف البعض خطاب األزمة ليظهر في‬ ‫اإلنسانية ما يسمى بأغنياء األزمة على طريقة‬ ‫أغنياء الحرب في مناطق عدة من العالم‪ ،‬فباسم‬ ‫«األزمة» وتحت يافطتها تهربت مؤسسات كثيرة‬ ‫من أداء واجباتها تجاه الدولة من ضرائب وغيرها‬ ‫من المستحقات‪ ،‬فيما يؤدي المواطن الكادح‬ ‫هنا وهناك ثمن أخطاء اآلخرين‪ ،‬فهو – أي هذا‬ ‫المواطن الكادح‪ -‬تقتطع من مرتبه الهزيل جميع‬ ‫«الواجبات» دون اختيار منه خاصة وأن هذه‬ ‫«الواجبات» تتعدد كل سنة وتتلون وتفرض عليه‬ ‫بقوة القانون‪.‬‬ ‫لم يتوقف إذن خطاب األزمة وترديده في‬ ‫المغرب وبقاع الدنيا‪ ،‬ليتحول إلى واقع يعايشه‬ ‫الجميع كعاهة تلزم صاحبها بقبولها وااللتئام‬ ‫معها‪.‬‬ ‫والغريب في األمر أن عدوى األزمة مست في‬ ‫العديد من الدول‪ ،‬مختلف المرافق‪ ،‬وبذلك طبقت‬ ‫نظرية الجدلية في عالقاتها‪ ،‬إذ نسمع في آن‬ ‫واحد خطابا أزمويا في الرياضة كما في االقتصاد‬ ‫وفي القضايا االجتماعية وكذا في الثقافة وغيرها‬ ‫من األزمات األخرى في التجارة والسياحة والماء‬ ‫واألخالق وفي التعليم وفي كل ما له عالقة بالحياة‪.‬‬ ‫ولكي يخرج العالم من دائرة «األزمة» انعقدت‬ ‫خالل العقود الماضية ندوات ومناظرات ولقاءات‬ ‫لدراستها والبحث عن سبل تجاوزها‪ ،‬حيث تم إنشاء‬ ‫لجن مؤقتة (تتحول مع الزمن إلى لجن دائمة‬ ‫باالحتفاظ بنفس اإلسم المؤقت) وتصدر عنها‬ ‫توصيات وبرامج عمل ال تعرف طريقها إلى الترجمة‬

‫الملموسة‪ ،‬فتتراكم مشاكل وأسباب األزمة‪ ،‬لتصبح‬ ‫أزمة مضاعفة ومزدوجة نعود بها إلى النقطة ما‬ ‫قبل الصفر‪.‬‬ ‫وألن كثيرا من القضايا األساسية لم يتم‬ ‫الحسم فيها نهائيا‪ ،‬سقط العالم في أزمة بنيوية‬ ‫‪ /‬هيكلية حيث أصبحنا في المعاهد والجامعات‬ ‫والمؤسسات اإلعالمية نحلل اآلن أزمة األزمة‬ ‫وليس األزمة في ذاتها كظاهرة عابرة‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫هكذا أصبحت «األزمة» حاضرة في خطب‬ ‫الساسة والزعماء والوزراء‪ ،‬وفي كتابات الشعراء‬ ‫واإلعالميين والمثقفين‪ ،‬كل يقلب أوراقها من‬ ‫موقعه بصيغ مختلفة ومتباينة‪ ،‬اذ تلقينا في‬ ‫الساحة السياسية‪ ،‬خطبا وكلمات‪ ،‬عن أزمات‬ ‫االقتصاد‪ ،‬وأزمات التخطيط‪ ،‬وأزمات التشغيل‪،‬‬ ‫كما تلقينا في الساحة الثقافية مقاالت ومحاضرات‬ ‫ودراسات‪ ،‬عن أزمات النص‪ ،‬وأزمات النقد‪ ،‬وأزمات‬ ‫المنهج‪ ،‬وأزمات الكتابة والقراءة‪...‬وجميعها تعبر‬ ‫عن األزمات البنيوية والهيكلية التي لفت‪ /‬تلف‬ ‫حياتنا من كل جانب وزاوية‪..‬‬ ‫منذ عقود بعيدة‪ ،‬انتقلت هذه المفردة‬ ‫ ‬ ‫العجيبة بهدوء من تعابير المبدعين والمثقفين‬ ‫والنقاد‪ ،‬إلى تعابير السياسيين واالقتصاديين‬ ‫والحقوقيين والرياضيين‪ ،‬فأصبح كل في مجال‬ ‫تخصصه‪ ،‬يشرح لنا األزمة‪ .‬أو يفعل آليات‬ ‫مواجهتها‪ .‬ففي المؤتمرات السياسية والملتقيات‬ ‫الثقافية والفكرية والندوات‪ ،‬الصحفية‪ ،‬والمجالس‬ ‫الحكومية كما في الحمالت االنتخابية تتحول‬ ‫األزمة إلى أداة للعمل‪ .‬وإلى خارطة طريق سالكة‬ ‫إلى عقول المناضلين والناخبين والرياضيين‬ ‫واالقتصاديين والمثقفين‪ ،‬تتحول إلى عملة رابحة‪،‬‬ ‫للذين «يصنعون» األزمة والذين «يبحثون» لها‬ ‫عن حلول‪.‬‬ ‫و منذ عقود بعيدة أيضا‪ ،‬لم يتوقف خطاب‬ ‫األزمة على المستوى الشعبي‪ ،‬كما على المستوى‬ ‫الرسمي‪ ،‬لتصبح «األزمة» قضية منهجية تعايشنا‬ ‫ونعايشها في كل ثانية من حياتنا‪ ،‬بعدما مست‬ ‫عدواها كل البيــــوت والمرافــق والمؤسسات‬ ‫والقطاعات‪ ،‬لتصبح شاملة تمس كل األحاسيس‬ ‫والمشاعر‪ .‬وتسكن كل العقول والقلوب‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬ان هذه الكلمة الصغيرة‪ ،‬الخفيفة‪،‬‬ ‫والمركزة‪ ،‬اتخذت لنفسها بسبب ظروفنا االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية المتردية‪ ،‬أوسع مجال‬ ‫في حياتنا العامة‪ ،‬لتصبح هذه األزمة سيدة اللغة‬ ‫والتعبير والبالغة في خطابنا السياسي‪ /‬االجتماعي‪/‬‬ ‫االقتصادي‪ /‬الثقافي‪ .‬ولتصبح سيدة الموقف‬ ‫في كل خطاب وبرنامج وإيديولوجية‪ ،‬تنتقل من‬ ‫مفهومها المادي إلى إلى مفاهيم معنوية حسية‪،‬‬ ‫تتخذ صورتها في الواقع‪ ،‬من خالل صورتها في‬ ‫مكونات وهياكل هذا الواقع‪.‬‬ ‫يعني ذلك أيضا أن «األزمة» في حياتنا ‪ /‬في‬ ‫واقعنا‪ ،‬لم تعد حالة اعتراضية‪ ،‬فقد أصبحت في‬ ‫عالمنا اليوم تمتد‪ ،‬تتوسع عبر مساحات ال نهائية‪،‬‬

‫وكأنها قدر محتوم‪ ،‬تنتقل بين الناس واإلدارات‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬تتعمق في الوجدان‪ ،‬على جدارية‬ ‫األخالق‪ ،‬تتجاوز حدود الذات الفردية‪ ،‬لتشمل الذات‬ ‫الوطنية الشاملة‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫في منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬كانت األزمة‬ ‫في أوروبا وفي مناطق عديدة من العالم نتاج‬ ‫طبيعي ومباشر للخلخلة االقتصادية‪ ...‬ولنقص‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬ولم تكن تمس المناحي األخرى في حياة‬ ‫الناس‪ ،‬ألنها كانت محاصرة بموانع الثقافة والفكر‪،‬‬ ‫وبأسس التربية األولية لألفراد‪ ...‬لكن يبدو أن «‬ ‫األزمة « في عالم اليوم‪ ،‬تطورت كمفهوم وكواقع‬ ‫اقتصادي‪ /‬اجتماعي‪ /‬سياسي‪ /‬ثقافي عام‪ ،‬إلى الحد‬ ‫الذي أصبحت شاملة تتحدى كل الموانع الموضوعة‬ ‫في طريقها‪.‬‬ ‫ولقياس حقيقة األزمة‪ ،‬نتوقف قليال عند األزمة‬ ‫في المغرب الراهن‪ .‬أن «أزمات» الجيل الماضي‪،‬‬ ‫الذي عاصر تاريخ الحماية الفرنسية (‪)1955.1912‬‬ ‫وقاسي من ويالتها‪ ،‬تختلف أزماته شكال ومضمونا‬ ‫بكل تأكيد عن أزمات الجيل الذي بعده‪ ،‬وأزمات‬ ‫الجيل الحالي ستختلف حتما عن أزمات اآلتي‬ ‫بعده‪...‬مما يعني أن الظروف التاريخية والحضارية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬هي التي تتحكم بشكل أساسي‬ ‫ومباشر في نوعية وحجم وجنس األزمات‪ ،‬وفي‬ ‫مسارها وتوجهاتها‪.‬‬ ‫إن الجيل المغربي الذي عاش عهد الحماية‪،‬‬ ‫لم تمتد أزمته االقتصادية إلى انهيار مقوماته‬ ‫الخلقية وال إلى انهيار توازناته اإلنسانية‪ ،‬بل كانت‬ ‫أعظم أزماته وأكبرها حجما على المستوى الفردي‬ ‫والجماعي هي الحرية‪.‬‬ ‫الحرية كانت بالنسبة لهذا الجيل هي كل‬ ‫األزمة‪ ،‬هي الهدف‪ ،‬هي المصير الذي يفصل‬ ‫بينه وبين المغتصب‪ ،‬فتحت تأثيرها تولدت لديه‬ ‫كل أدوات المقاومة التي حولت مسار المغرب‪،‬‬ ‫وحولت تاريخه إلى منعطف جديد‪ ،‬وتحت تأثيرها‬ ‫جاء الجيل الجديد بمطالبه وصراعاته‪...‬وبأزماته‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫أما الجيل الثاني‪ ،‬جيل ما بعد االستقالل‪ ،‬الذي‬ ‫جاء كنتاج شرعي للجيل الذي قبله‪ ،‬فقد تطورت‬ ‫أزماته‪ ،‬بتطور طموحاته المتنوعة والعديدة‪،‬‬ ‫أزماته لم تتركه يتنفس الصعداء‪ ،‬ليعقلن أوضاعه‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والحضارية عموما‪ ،‬ولم‬ ‫تتح له الفرصة للخروج بالتاريخ إلى مرحلة أشمل‬ ‫وأرحب وأكبر‪ .‬فبقي أسير أزماته وطموحاتها‬ ‫إلى أن جاء الجيل الذي يعده‪ ،‬ليوسع من هذه‬ ‫األزمة‪ ،‬ويعطيها االمتداد التاريخي الالزم‪ ،‬إذن‬ ‫هناك تصاعد في األزمة وهناك تراكم في آلياتها‬ ‫وهناك توسع لسلطاتها‪ ،‬وهو ما أدى بها إلى‬ ‫اكتساح إنسانية اإلنسان‪ ،‬والسيطرة على صيرورته‬ ‫وكينونته‪ .‬إذ تعمقت في وجدانه وحياته‪ ،‬فأصبحت‬ ‫تربط بين الخبز والعنف‪ ،‬بين الخبز واإللحاد بين‬ ‫الحيرة والرعب والضياع‪ ،‬واالنهيار الخلقي والتجرد‬

‫من القيم وهو ما يعني بوضوح أن األزمات تجاوزت‬ ‫اإلنسان بعدما سيطرت على أوضاع اإلنسان‪.‬‬ ‫إن الجيل الجديد الذي وجد نفسه في عهد‬ ‫االستقالل‪ ،‬يتحمل أكثر من مسؤولية في ظرفه‬ ‫التاريخي المتميز بالصراعات اإليديولوجية‬ ‫والحضارية‪ ،‬وجد نفسه أيضا‪ ،‬ينغمس في سلسلة‬ ‫من األزمات ال بداية لها وال نهاية‪ ،‬أزمات تمتد على‬ ‫طول وعرض جدارية األخالق والسياسة والجنس‬ ‫والعقيدة واإليديولوجية والفكر‪ ...‬وتتجاوز أحيانا‬ ‫حدود الذات الفردية لتشمل الذات الوطنية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يجعلها خطيرة وقاسية‪.‬‬ ‫إن األوضاع االقتصادية واالجتماعية والتربوية‬ ‫التي ارتبطت بأزمات هذا الجيل منذ ميالده‪ ،‬قادته‬ ‫بالتأكيد إلى أن يطبع سلوكه الفردي والجماعي‬ ‫بسلسلة أزمات متشابكة ومتداخلة‪ ،‬كما قادته‬ ‫ليتلبس بهذه األزمات‪ ،‬لتصبح في النهاية جزء من‬ ‫كينونته ومن صيرورته النفسية واألخالقية‪.‬‬ ‫• على المستوى االجتماعي‪ ،‬يتواجد الجيل‬ ‫المغربي الجديد داخل أكثر الطبقات اكتظاظا‬ ‫وأكبرها حجما وهي طبقــة الفقــراء والعاطلين‬ ‫والمعطلين والمهمشين‪ ،‬وبفعل هذا التواجد‪،‬‬ ‫وجد نفسه مرغما يتفاعل مع الفقر والجوع واألمية‬ ‫والجهل‪ ،‬بين المدن القصديرية المرمية خارج‬ ‫أسوار الحضارة‪ ...‬وبين أرياف العالم القروي‪،‬‬ ‫القابعة في التهميش‪ ،‬ومن خالل هذا التفاعل‬ ‫تكون لهذا الجيل المسكين رصيده القوي من‬ ‫األزمات الروحية والمادية الخفية والظاهرة‪ ،‬من‬ ‫أزمات الجنس‪ ،‬إلى أزمات اإلخصاب والتناسل‪ ،‬إلى‬ ‫أزمات الفكر والحرية واالستمرار‪.‬‬ ‫• وعلى المستــــوى الفكري‪ /‬الحضــــاري‪،‬‬ ‫يتساكن هذا الجيل مع طموحاته الهادفة إلى‬ ‫الثورة والتغيير‪ ،‬ووحدة التراب الوطني وتحرير ما‬ ‫تبقى منه تحت السيطرة األجنبية‪ ،‬ولكن صدامه‬ ‫المستمر مع أوضاعه االقتصادية واالجتماعية‬ ‫فرض ‪ /‬يفرض عليه حصارا خطيرا وثقيال وقاسيا‪.‬‬ ‫في المدن والبوادي حيث آالف األطفال‬ ‫والشباب في سن الرشد والعطاء‪ ،‬يقتلون حياتهم‬ ‫وأوقاتهم بكل السموم الصغرى والكبرى ‪ :‬القمار‪،‬‬ ‫الحشيش‪،‬الخمور‪ ،‬اللصوصية‪ ،‬الفساد الجنسي‬ ‫واألخالقي‪ ،‬وحيث آالف الشباب يمضون أوقاتهم‬ ‫في فراغ ممل‪ ،‬ال جدوى منه‪ ،‬األزمات المتراكمة‬ ‫على حياة هذا الجيل‪ ،‬توضح أن شبابنا الذي يغطي‬ ‫مساحة هامة من تراثنا البشري (‪ %80‬من مجموع‬ ‫السكان) يعيش بفعل الفساد والبؤس والفقر‬ ‫والفراغ واألمية‪ ،‬سلسلة تمزقات ليست عادية وال‬ ‫طبيعية‪ ،‬فهو في المدن متسكع يمارس فراغه‬ ‫الروحي والجسدي بين المقاهي والحانات واألندية‬ ‫الليلية‪ ،‬وفي البوادي بئيس يتسول‪ ،‬ينتحر بين‬ ‫بيوت القصدير‪ ،‬تتكاثف حوله األوضاع االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والحضارية‪ ،‬يعيش حرب إبادة غير‬ ‫ممنهجة‪ ،‬العدو األول واألخير فيها‪ ،‬أزماته‪..‬أزماته‬ ‫التي يكبر حجمها كل يوم بالممارسة‪ ،‬وباإلعالم‬ ‫وبالتحدي الحضاري‪...‬والمناهج المضادة‪.‬‬


‫العدد ‪972‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫الخطاب الثقافي لفن المسرح‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬مهوى فؤاد المبدع القرطاس والقلم‬ ‫‪..‬وقد ازدهر المهرجان الوطني للمسرح في‬ ‫دورته العشرين بتطوان على لسان فنانة‬ ‫اجتمعت فيها جمالية مخارج الحروف من رطوبة‬ ‫اللسان‪ ،‬وهي تُبحرُ على شراع خشبة مسرح‬ ‫«إسبانيول»‪ .‬راحتْ الرائعة حنان خالدي في‬ ‫رحلة تقديم المهرجان‪ ،‬بعشرات كلمات من‬ ‫اللؤلؤ‪ ،‬لمكانة قدرتها للغة العربية بال هنات‬ ‫إمالئية وال سقطات نحوية‪ .‬أضفت عليه طعما‬ ‫ذواقاً لطبلة أذن الحاضرين‪ .‬استدرجتهم إلى‬ ‫استعراضها لتتبع الحدث بذات تسلسل منطقي‪،‬‬ ‫وعلى أنغام النشيد الوطني‪ ،‬ثم بدْءا بكلمة‬ ‫وزير الثقافة واالتصال‪ ،‬والترحيب بالفنانين‬ ‫والمسرحيين والحضور الكريم ‪.‬‬ ‫نبيلة هي رسالة المسرح في تشخيص حياة‬ ‫الناس‪ ،‬من الصورة المحرَّفة‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫الواقعية على غرار ما قام به «جورج لوكاش» مع‬ ‫أعمال «بالزاك»‪ ،‬معبِّراً عن الواقع االجتماعي‪.‬‬ ‫قد تتناقض عالقة بين شخصية المؤلف وبين‬ ‫شخصية عمله الروائي لدالالت ألسلوب نقد‬ ‫للسلوكات النفسية ألفراد المجتمعات‪ .‬والنقل‬ ‫المتواتر في فهم الذات‪ .‬على لفظ البهاء‬ ‫لفنانة مقتدرة جاءتْ حصة التكريم بثالثية‬ ‫األسماء ‪ -..‬أوَّلهم الدكتور موالي أحمد بدْري‪،‬‬ ‫مدير مؤسسة المعهد العالي للفن المسرحي‬ ‫بالرباط (سابقا)‪ .‬تفضلتْ بإلقاء كلمة في‬ ‫حق أستاذها الفنانة لطيفة أحرار‪ ،‬ولمساره‬ ‫األكاديمي الذي كان يبني من خالله اإلنسان‬ ‫نُخب‬ ‫الفنان‪ ،‬بإشرافه على طلب العلم‪ ،‬لصناعة ِ‬ ‫اإلبداع المسرحي‪ ،‬من حبهم لعالم فن التمثيل‪،‬‬ ‫وقد لقبه الخريجون من المعهد باألب الروحي‬ ‫للمسرحيين المغاربة‪ – .‬ثانية ثالثية التكريمات‪،‬‬ ‫حظيتْ بها الفنانة القديرة سعاد صابر‪ .‬انتصر‬ ‫لها مداد األستاذ الحسين الشعبي‪ ،‬وهي سيدة‬ ‫رأسمالها رمزي استطاعتْ من خالل مسيرتها‬ ‫الفنية انتزاع لقب األمومة من جمهورها‪ ،‬والتي‬ ‫عرفتْ كيف تسكنه بإيثارها وتواضعها‪ .‬وهي‬ ‫السيدة الطيبة ذات أخالق‪ ،‬إذ آمنتْ بالقيم‬ ‫الكونية‪ .‬ورفضها لألدوار الشريرة لفطرتها‬ ‫الخيْرية حتى ال تناقض شخصيتها الواقعية‪ .‬يوم‬ ‫كانت أدوار المسرح حكراً على الرجال‪ .‬فلم تيأس‬ ‫وثابرتْ بصبر جميل حتى اشتكى منها الصبر‪،‬‬ ‫فانحنى لها ذ‪ .‬الحسين الشعبي‪ ،‬إجالال لهذه‬ ‫القامة الشامخة سعاد صابر‪ .‬ولك أيتها المبدعة‪،‬‬ ‫ودام لك البهاء والتألق ‪ – ..‬ثالث الثالثية‪ ،‬إكراما‬

‫للفنان عبد السالم الصحراوي التطواني والدة‬ ‫ونشأة‪ .‬هو أستاذ اللغة الفرنسية‪ .‬مبدع عشق‬ ‫المسرح منذ نعومة أظفاره‪ ،‬إذ جاءتْ جيناته‬ ‫من رَحم خشبة المسرح‪ .‬وعلى فضائه قدَّم‬ ‫أدواراً عديدة ومتنوِّعة‪ ،‬وقد عمل أيضًا بالسينما‬ ‫بمعية المخرجين المغاربة الكبار أمثال الجياللي‬ ‫فرحاتي ومحمد اسماعيل والحسن بنجلون ‪..‬‬ ‫المسرح عمل أدبي وفني ينبني على العالقات‬ ‫اإلنسانية الكتشاف المتناقضات في حيوات‬ ‫المجتمعات‪ .‬وهو نوعٌ من مختبر بكيمياء لتحليل‬ ‫دماء طبقات اجتماعية تتالقح عبر أزمنة الزمان ‪.‬‬ ‫لم تمل األذن لسماع حنان وهي ترْشفُ منها‬ ‫حالوة التقديم‪ ،‬بما جاء به برنامج المهرجان‪،‬‬ ‫وهو ثري‪ ،‬بمنتدى من عرض اثنى عشر مسرحية‬ ‫للمسابقة الرسمية‪ ،‬وثمانية عشر أخريات للعرض‬ ‫خارج المسابقة‪ .‬أبدعتهم باكورة فرق مسرحية‬ ‫وطنية من طنجة وتطوان والحسيمة والفنيدق‬ ‫والشاون والناضور واجرادة ووجدة والقنيطرة‬ ‫وسال والرباط والبيضاء ومراكش وأكادير‬ ‫والعيون والداخلة ‪ ..‬دعوني ألتقط للقارئ بال‬ ‫لحن‪ ،‬معِدِّي المنتدى أو المهرجان من أساتذة‬ ‫متخصصين في اختيار أعضاء لجنتيْن‪ ،‬إحداهما‬ ‫للتحكيم وأخرى لالنتقاء‪ ،‬وقد باتتْ تمتلكُ‬ ‫القدْرة على المساهمة في تصنيف فئة من‬ ‫ومبدعي واتقان األدوار على خشبة المسرح وهم‬ ‫الذين يستحقون الفوز بالجوائز ‪ ..‬الجائزة الكبرى‬ ‫– جائزة اإلخراج – جائزة التشخيص ذكورا –‬ ‫جائزة التشخيص إناثا – جائزة السينوغرافيا –‬ ‫جائزة النص – جائزة المالبس – وجائزة األمل ‪..‬‬ ‫هو مسرح الواقعية وتصوير الحياة بأمانة‪ ،‬وقد‬ ‫يكون من األجدر‪ ،‬وال بأس‪ ،‬في اختيار مسرح‬ ‫حداثي بإضفاء إبداع الخيال عليه دون قيود إذ‬ ‫هو جنس من األجناس األدبية ‪..‬لألديب غازي‬ ‫القصيبي أبيات نظم في المسرح ‪:‬‬ ‫أمثل في مسرح الزيف ألف رواية‬ ‫و أهذي بألف حكاية‬ ‫و أرجع عند انسدال المساء‬ ‫و أحلم أني رميتُ شقائي‬ ‫بليل عيونكِ ‪...‬‬

‫‪11‬‬

‫رئيس مجلس الجهة يقود وفدا‬ ‫إلى بريطانيا من أجل شراكات‬ ‫في مجاالت التكوين والشغل ودعم‬ ‫المقاوالت الصغرى‬

‫بدعوة من وزارة الخارجية البريطانية‪ ،‬يقود‬ ‫رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫السيد إلياس العماري وفدا عن الجهة يقوم‬ ‫بزيارة ميدانية على مدى أسبوع إلى مانشستر‬ ‫وكورنوال‪.‬‬ ‫وتوجت الزيارة باجتماع ثنائي بين السيد‬ ‫العماري ومسؤول شمال إفريقيا بالخارجية‬ ‫البريطانية السيد نيكوال ويليامز‪ ،‬تاله اجتماع‬ ‫موسع حضره أعضاء الوفد‪.‬‬ ‫وانصب اللقاء على تدارس إمكانية توسيع‬ ‫الشراكة الموجودة بين الجانبين لتشمل مجاالت‬ ‫التكوين والشغل ودعم المقاوالت الصغرى‪.‬‬ ‫يذكر أن شهر أبريل الماضي شهد توقيع‬ ‫مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ومؤسسة‬ ‫‪ DAIEurope Ltd‬على مذكرة تفاهم لوضع‬ ‫إطار لشراكة مؤسساتية بين الطرفين‪ ،‬تهدف‬

‫لتعزيز سبل التعاون الالمركزي ودعم الجهوية‬ ‫المتقدمة عبر برنامج وزارة الخارجية ‪ FCO‬الذي‬ ‫تبلغ تكلفته اإلجمالية ‪ 7‬مليار سنتيم‪.‬‬ ‫وتتولى الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة تنفيذ هذا‬ ‫البرنامج إلى جانب مؤسسة «‪DAI Europe‬‬ ‫‪ »Ltd‬التي اختيرت كشريك من طرف سفارة‬ ‫المملكة المتحدة بالمغرب بعد وضع برامج عمل‬ ‫محددة تهم باألساس تعزيز القدرات اإلدارية‬ ‫والتدبيرية لمنتخبي مجلس الجهة وموظفي‬ ‫إدارتها‪ ،‬ومصاحبة الجهة في تنزيل وتحيين‬ ‫برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬وتعزيز منظومة‬ ‫التواصل االستراتيجي بالجهة‪ ،‬وكذا دعم آليات‬ ‫التعاون المشترك بين مجلس الجهة والمجتمع‬ ‫المدني بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬

‫مبادرات تنتصر ألنسنة الحياة‬ ‫بالمؤسسة السجنية بوزان‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫على إيقاع صور إبداعية جميلة‪ ،‬تماهى‬ ‫معها الطيف الذي تابع فقراتها‪ ،‬تم اسدال‬ ‫الستار يوم الجمعة ‪ 7‬دجنبر ‪ 2018‬على حزمة‬ ‫من المبادرات أطلقتها ادارة المؤسسة السجنية‬ ‫بوزان‪ ،‬مساهمة منها في تخليد اليوم الوطني‬ ‫للسجين الذي دأبت على إحيائه بشكل نوعي‬ ‫المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‬ ‫في نسخة المندوب العام الحالي ‪.‬‬ ‫باقة الفقرات الفنية التي نسجت خيوطها‬ ‫ساكنة السجن المحلي بوزان بصمت على‬ ‫التحول الكبير الذي لحق الحياة بأماكن الحرمان‬ ‫من الحرية (السجن نموذجا)‪ ‬التي نجحت‬ ‫نسبيا في مد جسور التواصل مع انسنة الحياة‬ ‫بالمؤسسة السجنية التي تعتبر(األنسنة)‪ ‬مدخال‬ ‫من بين المداخل الرئيسة لمصالحة هذه‬ ‫المؤسسة مع دورها في إعداد السجين إلدماجه‬ ‫من جديد في المجتمع‪ ،‬الذي عليه ( المجتمع)‬ ‫بدوره أن ينخرط في تحقيق هذا الهدف‪ ،‬وذلك‬ ‫بالقطع مع صور الوصم االجتماعي التي يحملها‬ ‫عن كل من مر بالمؤسسة السجنية‪.‬‬ ‫الحفل لم يخلو من نقد الذع أثثه نزالء بلغة‬ ‫ساخرة أدهشت الحضور‪ ،‬لواقع الصحة بالمغرب‪،‬‬ ‫ولفشل المدرسة العمومية في تربية الناشئة‬ ‫على المواطنة وحقنها بجرعات من قيمها‪ ،‬فكان‬ ‫أن نتج عن هذا الفشل مضاف إليه هشاشة‬ ‫األوضاع االجتماعية التي تسبح في بركتها‬ ‫اآلسنة غالبية أسر الساكنة السجنية الشابة‪،‬‬ ‫وغياب بنيات استقبال بجماعاتهم الترابية‬ ‫تساهم في عقلنة شغبهم وصقل مواهبهم‪،‬‬

‫(نتج عنه) ‪ ‬سقوط العشرات من الشباب في‬ ‫شباك األمراض االجتماعية التي تقود الكثير‬ ‫منهم إلى العيش ردحا من عمره محروما من‬ ‫حريته‪ .‬هذا الحرمان من الحرية كما جاء ذلك‬ ‫على لسان أكثر من نزيل تفاعل مع الحضور‪،‬‬ ‫يسمح باالنتقال من شط األلم إلى شط األمل‪،‬‬ ‫وذلك بالعودة إلى المجتمع مستفيدا من الدرس‬ ‫ومحصنا من األخطاء‪.‬‬ ‫حفل تخليد اليوم الوطني للسجين تميز‬ ‫بتوزيع شهادات تقديرية وجوائز كانت من‬ ‫نصيب نزالء تربعوا عرش الكثير من المسابقات‬ ‫الفنية والرياضية والثقافية‪ ،‬واالنخراط في برامج‬ ‫محاربة األمية‪ ،‬والتكوين المهني‪ .....‬كما أن‬ ‫تخليد هذا اليوم كان فرصة جديدة التقت فيها‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بجهة طنجة مع‬ ‫النزالء في ورشة حقوقية تمحورت حول « التربية‬ ‫على المواطنة وحقوق اإلنسان»‪ ،‬وفي نفس‬ ‫اإلطار كان للمجلس العلمي المحلي ولمديرية‬ ‫التربية الوطنية كلمتهما لتأطير النزالء ضد‬ ‫العنف بكل أشكاله ‪.‬‬ ‫يذكر‪ ،‬بأن الحفل المذكور تابع فقراته‬ ‫المندوب الجهوي إلدارة السجون واعادة االدماج‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ومدير سجن وزان‬ ‫المحلي‪ ،‬وممثل اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال‪ ،‬والسلطــة المحليــة (قائد وقائدة)‪،‬‬ ‫وممثل المجلس العلمي المحلي‪ ،‬وممثل مديرية‬ ‫التكوين المهني‪ ،‬وممثلة المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية‪ ،‬وفعاليــات مدنيـة متنوعـة‬ ‫يشهد لها بالحضور الدائم في تنشيط الحياة‬ ‫بالمؤسسة السجنية ‪ .‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )26‬ابن َ‬ ‫لنكك البصري‬ ‫( توفي سنة ‪ 360‬هـ ‪ 970 /‬م )‬

‫شاعر الشكوى والهجاء والوصف‬ ‫وصاحب (نعيبُ زماننا والعيب فينا)‬ ‫الشاعر‪ :‬هو ابو الحسن محمد بن محمد بن جعفر البصري‪ ،‬لقب بابن َ‬ ‫لنكك‪ .‬و( ابن‬ ‫ً‬ ‫لنكك بفتح الالم وسكون النون وكافين متواليين‪ ،‬وهو لفظ أعجمي‪ ،‬معناه بالعربي أعَيْرج‬ ‫تصغير أعرج‪ ،‬ألن كلمة َلنْك معناها أعرج‪ ،‬وعادة العجم إذا صغَّروا إسما ألحقوا في أخره‬ ‫كافا )‪ .‬ال تذكر كتب تاريخ األدب العربي تفاصيل حياته وسنة ومكان والدته ونشأته‪ .‬فقد‬ ‫عاش في القرن الرابع الهجري في العراق‪ ،‬حيث نشأ في البصرة ومنها انتقل إلى بغداد‪.‬‬ ‫وكانت له ثقافة جيدة ومعرفة واسعة‪ ،‬وحفظ الشعر‪ ،‬وأجاد اللغة واألدب العربيين‪ .‬ويعد‬ ‫ابن لنكك في شعراء العصر العباسي‪ ،‬حيث عاصر فطاحل شعراء وكبار شعراء هذا العصر‪.‬‬ ‫واشتهر بأشعار الشكوى والهجاء والوصف‪ ،‬الشكوى من الزمان وتقلباته وأهله‪ ،‬وهجاء الذع‬ ‫لبعض شعراء وأدباء عصره‪ ،‬كالمتنبي وأبي رياش اليمامي‪ ،‬والوصف الذي برع فيه‪ .‬وذاعت‬ ‫شهرته في ذلك حتى أصبح موضوع إعجاب المتلقين‪ ،‬وذائع الصيت بين الجميع‪ .‬وأن بعض‬ ‫أشعاره أضحت حكما وأمثلة‪ ،‬حيث سارت على ألسنة الناس‪ .‬مثل البيت المشهور ‪:‬‬ ‫نطق الزمان �إذن هجانا ) ‪.‬‬ ‫َعيب زمانَنا والعيب فينا ×× ولو َ‬ ‫(ن ُ‬ ‫وهو شاعر وناثر وأديب ونحوي‪ .‬وأكثر شعره ملح وطرف‪ ،‬وأن أبلغ شعره ال يتجاوز‬ ‫البيتين والثالثة‪ ،‬وهي مقطوعات قصيرة‪ .‬وقد تناول في شعره الشكوى والهجاء والوصف‬ ‫والرثاء والغزل والخمر‪ .‬وتوفي سنة ‪ 360‬هـ ‪ 970 /‬م‪.‬‬ ‫قال عنه الثعالبي ‪ ( :‬فردُ البصرة وصدر أدبائها‪ ،‬وبدر ظرفائها في زمانه‪ ،‬والمروع إليه‬ ‫في لطائف األدب وظرفائه طول أيامه‪ ،‬وكانت حرف األدب تمسه وتجشمه‪ ،‬ومحنة الفضل‬ ‫تدركه فتخدشه‪ ،‬ونفسه ترفعه‪ ،‬ودهره يضعه ) ‪.‬‬ ‫وقد ترك ابن لنكك مؤلفات منها ‪ :‬ديوان شعر‪ ،‬ورسالة في فضل الورد على النسرين‪،‬‬ ‫وجمعه لديوان الخبز آرزي‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫القصيدة ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أكثر أشعاره التي نالت شهرة واسعة وانتشارا‬ ‫كبيرا‪ ،‬والتي تدخل ضمن شعره في الشكوى من الزمان وتقلباته‪ ،‬وأهله وما لقيه منهم‬ ‫من تهميش ونسيان‪ ،‬وان حظه قليل أمام سطوع شمس الشعراء الكبار‪ ،‬مثل أبي الطيب‬ ‫المتنبي وأبي رياش اليمامي وغيرهم من شعراء ذلك العصر‪.‬‬ ‫يقول فيها ‪:‬‬ ‫يب ِ�س َوانَــــــا‬ ‫يعيب‬ ‫ُّهم الزَّ مانَــــا ×× وما لِزماننَا َع ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫النا�س كل ُ‬

‫هجانَا‬ ‫َنعِ ْي ُب زمانَنا والعيب ِف ْينَـــــا ×× َول َْو ن َ​َط َق الزَّ ُ‬ ‫مان �إ َِذ ْن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ان الذي فيه َب َرانَــــــا‬ ‫زي ن‬ ‫َــــــــا�س ×× َف ُ�س ْب َح َ‬ ‫ذِ َئ ٌ‬ ‫اب كلُّنا يف ّ‬ ‫َي َع ُ‬ ‫الذئب ي�أكلُ لحَ ْ َم ذِ ْئ ٍ‬ ‫وي�أْكلُ َب ْع ُ�ضنَا َب ْع َ�ض ًا ِع َيانَــــا‬ ‫اف‬ ‫ُ‬ ‫ــب ×× َ‬ ‫******‬

‫‪ ) 1‬قال ‪:‬‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫ف�سود كل ذي ُحمق جهول‬ ‫زمان قد تفرغ للف�ضــــول ××‬ ‫َّ‬ ‫�إذا �أحببتم فيه ارتفاعــــــا ×× فكونوا جاهلني بال عقـول‬

‫‪ ) 2‬وقال أيضا ‪:‬‬

‫******‬

‫زمان ر�أينا فيه كل العجائــــــــب ×× و�أ�صبحت االذناب فوق الذوائــب‬

‫لو ان على االفالك ما فى نفو�سنا ×× تهافتت االفالك من كل جانـــــب‬

‫‪ ) 3‬من قصائده في هجاء الشاعر أبي الطيب المتنبي ‪:‬‬ ‫ما �أوقح املتنبـــى ×× فيما حكى وادعـاه‬ ‫�أبيح ماال عظيمـــا ×× حتى اباح قفــــــاه‬ ‫يا �سائلى عن غناه ×× من ذاك كان عنــاه‬ ‫ان كان ذاك نبيــــ ًا ×× فاجلاثليق الــــــــه‬ ‫******‬ ‫‪ ) 4‬قصيدة مضى األحرار وانقرضوا وبادوا ‪:‬‬ ‫م�ضى االحرار وانقر�ضوا وبادوا ×× وخلفنى الزمان على علـــــوج‬ ‫وقالوا قد لزمت البيت جـــــــــدا ×× فقلت لفقد فائدة اخلـــــــــروج‬ ‫فمن �ألقى اذا �أب�رصت فيهــــــــم ×× قرودا راكبني على ال�ســـــروج‬ ‫زمان عز فيه اجلود حتــــــــــى ×× تعالى اجلود يف �أعلى البــروج‬ ‫******‬ ‫‪ ) 5‬وقال أيضا كل من حاز سرورا ‪:‬‬ ‫كل من حاز �رسورا ×× �أو نعيما هو فيـــه‬ ‫فاملنايا والرزايـــــا ×× عن قريب تقت�ضيه‬ ‫******‬ ‫‪ ) 6‬وقال أيضا ‪:‬‬ ‫وليتم فما �أوليتم النا�س طائــــــــال ×× وال حزمت �شكرا وال �صنتم اجـــــرا‬ ‫فان تفقدوا ال ي�ؤمل النا�س فقدكــــم ×× وان تذكروا ال يح�سنوا لكم الذكرى‬ ‫******‬ ‫‪ ) 7‬قصيدة لعنتم جميعا من وجوه بليدة ‪:‬‬ ‫لعنتم جميعا من وجوه بليــــــــدة ×× تكنّفهم جهلٌ ول� ٌؤم ف�أفرطـــــــــــــا‬ ‫وان زمانا انتم ر�ؤ�ســـــــــــــــا�ؤه ×× لأهل لأن يخرا عليه وي�رضطــــــا‬ ‫�أراكم تعينون اللئام واننــــــــــــى ×× �أراكم بطرق ال�ؤم �أهدى من القطا‬ ‫******‬ ‫‪ ) 8‬وقال أيضا ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫�صديــــق‬ ‫للغني‬ ‫وما الفقر �إال للمذلة �صاحب ×× وما النا�س �إال‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫�سـوق‬ ‫وا�صغر عيب يف زمانكَ �أنه ×× به العلم جهلٌ والعفاف ُف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلُ‬ ‫××‬ ‫مبطلب‬ ‫فيه‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫حقيق‬ ‫بال�رسور‬ ‫�شيء‬ ‫فيه‬ ‫وما‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وكيف ُ سرَ‬ ‫ــــــــــــ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ الثعالبي‪ .‬كتاب يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر‪ .‬الجزء الثاني‪ .‬الصفحة ‪ .407‬رقم ‪ .121‬الجزء األول‪.‬‬ ‫ـ ياقوت الحموي‪ .‬كتاب معجم األدباء‪ .‬الجزء ‪ .19‬الصفحة ‪ 6‬ـ ‪ .11‬رقم ‪.3‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي‪ .‬كتاب األعالم‪ .‬الجزء ‪.7‬‬ ‫ـ صالح جودت‪ .‬كتاب شعراء المجون‪ .‬كتاب الهالل‪ .‬العدد ‪ .264‬السنة ‪ 1972‬م ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫لوحة ربانية‬ ‫جاد بها المبدع العظيم في الطبيعة‬

‫تمهيد‬

‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫الَ‬ ‫« َو َما ت َْ�س ُق ُط مِن َو َر َق ٍة �إِ اّ َل َي ْع َل ُمهَ ا َو اَل َح ّ َب ٍة ف ُظ ُ‬ ‫ات ْ‬ ‫َاب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ب َو اَل َيا ِب ٍ�س �إِ اّ َل يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ض َو اَل َر ْط ٍ‬ ‫كت ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬ ‫ِني» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ُّمب ٍ‬ ‫لوحة ربانية‬ ‫هي لوحة ربانية‪ ،‬تتكرر على طول السنة‪ ،‬وتجدد تلقائيا في السنوات المقبلة‪ ،‬مع مرور الزمان والمكان بأمر‬ ‫ربها‪ ،‬جمعت فصول السنة األربعة ‪:‬‬ ‫فصل الشتاء ‪:‬‬ ‫فإذا حل فصل الشتاء‪ ،‬أفلت الغزالة الذهبية وراء الحجاب‪ ،‬واكفهرت السماء‪ ،‬وتلبدت بالغيوم‪ ،‬ثم تغيرت زرقتها‬ ‫إلى ليل حالك بلون رمادي غامق‪ ،‬حيث تبدأ برياح خفيفة ثم عاتية‪ ،‬تحمل معها السحاب‪ ،‬يعبها رعد يصم اآلذان‪،‬‬ ‫وبرق يخطف األبصار‪ ،‬ويدوي في األفق مخيفا‪ ،‬فتنهمر سيول جارفة‪ ..‬أنهار غزيرة‪ ،‬مياه وفيضانات بماء عكر‪ ،‬وتنبع‬ ‫عيون من باطن األرض‪ ،‬مياهها عذبة سائغة للشرب‪ ،‬تسقي النبت والشجر الظمآن‪ ،‬فتحييها من جديد‪ ،‬وتساعدها‬ ‫على النمو‪ ،‬لقد أصابها ظل‪ ،‬فشربت وابال طاهرا حتى استسقى ساقها وجذعها نهما‪ ..‬فإذا ابيضت السماء وتغير‬ ‫لونها في األفق‪ ،‬وظهر بها نور خافت‪ ،‬علمنا نحن البشر والحيوان أننا مقبلون على ندف الثلج تتساقط كقطع القطن‪،‬‬ ‫متحلل ومفتت وناصع البياض‪ ،‬يهوي رويدا وريدا‪ ،‬تصاحبه قطرات ندى تسر الناظرين‪ ،‬أكسب الشجر والسهول‬ ‫والهضاب حلة عروس بزيها األبيض‪ ،‬في أوج لبسها ليلة العرس‪ ،‬صنع اهلل العلي القدير ال مثيل لصنعه‪ ،‬فأحسن‬ ‫صنعه‪ ،‬فنسج جماال وبهاء‪ ،‬فسبحان من جعل من الماء كل شيء حي‪ ،‬فأحيا األرض والشجر بعد موتها‪ ،‬كما أنه يحيي‬ ‫العظام وهي رميم‪.‬‬ ‫ال�س َما ِء َما ًء َف َ�أ ْخ َر ْجنَا ِب ِه َن َب َ‬ ‫ات ُ‬ ‫ك ّ ِل َ�ش ْي ٍء َف َ�أ ْخ َر ْجنَا ِمن ُْه َخ�ضرِ ً ا ُن ّْخ ِر ُج ِمن ُْه‬ ‫قال تعالى ‪َ « :‬وهُ َو ّ َالذِ ي َ�أنز َ​َل م َ‬ ‫ِن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ي ُمت َ​َ�شا ِب ٍه ۗ‬ ‫ِن ال َن ّْخ ِل مِن َط ْلعِهَ ا ِق ْن َو ٌان دَ ا ِن َي ٌة َو َج َن ٍ‬ ‫َح ّ ًبا ُّم رَت ِ‬ ‫ّات ّ ِم ْن �أ ْعن ٍ‬ ‫َاك ًبا َوم َ‬ ‫َاب َوال ّ َز ْيت َ‬ ‫الر ّ َم َ‬ ‫ان ُم ْ�ش َت ِبهًا َو َغ رْ َ‬ ‫ُون َو ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫انظ ُروا �إِ َلىٰ ث َم ِرهِ �إِذا �أ ْث َم َر َو َي ْن ِع ِه ۚ �إِ ّ َن يِف ذٰل ُ‬ ‫ُون» صدق اهلل العظيم‪( .‬س األنعام اآلية ‪.)99‬‬ ‫ِك ْم آ‬ ‫ل َي ٍ‬ ‫ات لِ َق ْو ٍم ُي�ؤْ ِمن َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫«بديع السماوات واألرض» (س‪ .‬األنعام ‪.)101‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ك ّ َل َ�ش ْي ٍء ۖ َوهُ َو ِب ُ‬ ‫«خ َل َق ُ‬ ‫َ‬ ‫ِيم‪ ،‬ذلك اهلل ر ّبكم ال �إاله �إال هو» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ك ّ ِل َ�ش ْي ٍء عَ ل ٌ‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ك ٌ‬ ‫وه ۚ َوهُ َو عَ َلىٰ ُ‬ ‫«خال ُِق ُ‬ ‫اع ُبدُ ُ‬ ‫َ‬ ‫يل» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ك ّ ِل َ�ش ْي ٍء َو ِ‬ ‫ك ّ ِل َ�ش ْي ٍء َف ْ‬ ‫سبحان الخالق المبدع من أكسبها بلباس زهرة الياسمين البيضاء الوهاجة لونها‪ ،‬ال يستطيع أمهر الرسامين‬ ‫رسم اللوحة الربانية‪ ،‬وال أدق نحات نقش اللوحة‪ ،‬وال شاعر ينظم شعره‪ ،‬فيصف جمال الطبيعة بدقة متناهية‪ ،‬وال‬ ‫أديب فاحص للوحة‪ ،‬كتب وسطر ونمق كلمات‪ ،‬أن يعطي اللوحة ما تستحق من الجمال‪.‬‬ ‫سبحان من أنزل المُزن فخلق به وأحيا‪ ،‬ويزيد في خلقه ما يشاء‪ ،‬أحصاه وعده عدا ال يغرب عنه مثقال ذرة في‬ ‫األرض وال في السماء‪ ،‬سبحانه الجالس على العرش يدبر األمر‪.‬‬ ‫ِك ُة تَنز اًيل‪ ،‬مْ ُ‬ ‫ك َي ْو َمئِذٍ حْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُّق لِل ّ َر ْح َمن‪َ ،‬و َ‬ ‫ال ْل ُ‬ ‫ام َون ّ ُِز َل مْالَ اَلئ َ‬ ‫ان َي ْو ًما‬ ‫ك َ‬ ‫قال تعالى ‪َ « :‬و َي ْو َم ت َ​َ�ش ّ َق ُق ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س َما ُء ِبال َغ َم ِ‬ ‫عَ َلى ا ْل َ‬ ‫ريا» صدق اهلل العظيم‪( .‬س الفرقان ‪.)26‬‬ ‫كاف ِ​ِر َ‬ ‫ين عَ �سِ ً‬ ‫هي لوحة ربانية من زمرد وياقوت ومرجان‪ ،‬تشع نورا سطح الجبال بلباس أبيض غطى الجبل والسفح والسهول‪.‬‬ ‫لوحة فاقت كل جمال وبهاء‪ ،‬ال تستطيع األنامل واألقالم‪ ،‬ومدادها بحر رسم وتلوين لوحة‪ ،‬لوحة تجلت فيها‬ ‫عظمة المبدع‪ ،‬فأحسن صورتها‪ ،‬أمطار وثلوج ووديان ينهمر ماؤها جريانا بين الجداول والسهول‪ ..‬لوحة تسمع‬ ‫خريرها يطرب السمع‪ ،‬ويطفي عطش الضمآن‪ ..‬لوحة شكلت بياض البيض‪ ،‬كويرات من ثلج بارد يقذف بها األطفال‬ ‫مرحا وفرحا واستبشارا بحلول فصل الشتاء‪ .‬إنه فصل شتاء وبرد صاقع‪ ،‬ال يتجدد إال في السنة المقبلة‪ ..‬الحمد هلل‬ ‫الذي ألهمني التعبير ولو بنزر عن أشياء أبدعها الخالق‪ ،‬وخصها لنفسه ال يقدر على عمله أحد‪ ،‬فهو القادر على كل‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫ما أجمل الطبيعة ربيعا‬ ‫رحل الشتاء بشمائله اإليجابية ومميزاته السلبية الفذة‪ ،‬وحل محله فصل الربيع‪ ،‬فصل النماء والغبطة والسرور‪،‬‬ ‫فما أجمل الطبيعة ربيعا!!‬ ‫استبشر الخلق بقدوم الربيع‪ ،‬موسم النماء بنعيم الدنيا‪ ،‬هواء ناعم خفيف نقي‪ ،‬وظل ممدود وماء مسكوب‪.‬‬ ‫لوحة ذاتية‪ ،‬أشجار مورقة‪ ،‬وأغصان يافعة‪ ،‬وثمار في طريقها‪ ،‬أنعم العلي الخالق بتعدد نوع أشجارها وثمارها‪،‬‬ ‫ذات أشكال وأحجام‪ ،‬صغيرها وكبيرها‪ ،‬مستطيلة‪ ،‬مستديرة‪ ،‬سلبت العقول برونقها‪ ،‬لم تر العين مثلها إال ربيعا‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع أي مخلوق خلقها‪ ،‬خلقها اهلل وأوجدها بعنايتة الربانية بخلق رفيع‪.‬‬ ‫ لوحة أغنت العقول بديباجاتها‪ ،‬إنها صنع اهلل العلي القدير‪.‬‬‫ لوحة ال تباع في المزاد العلني‪ ،‬وال تشترى من محافل عالمية‪ ،‬تعددت ألوانها طبيعية وتنوعت أشكالها‬‫الهندسية وأصباغها الزاهية‪ ،‬ال يقدر صباغ أو منشئ لوحة تهيئة مثيل لها‪.‬‬ ‫ لوحة استهوتني رؤيتها على الطبيعة الخالبة‪ .‬هنا ضواحي مدينة (موريال ومدينة نياكرا) و(مدينة كرونطو)‬‫مدن في إقليم كبك‪ ،‬يتكلم سكانها ‪ 65‬في المائة منهم بالفرنسية و‪ 10‬في المائة منهم باإلنجليزية‪ ،‬وبقية النسبة‬ ‫تتكلم لغات مختلفة‪ .‬من المهاجرين إليها‪ ،‬مسلمون وعرب‪ ،‬ويهود‪ ،‬ومجوس‪.‬‬ ‫ لوحة أغنت بجماله‪ ..‬الغابة الباسقة أشجارها‪ ،‬واألنهار المتدفقة‪ ،‬والسهول والشالالت العجيبة‪ ،‬عشقتها حتى‬‫النخاع‪ ،‬وأحببتها حتى حيرني المنظر وسلب عقلي‪ ،‬فتهت بين األدغال‪ .‬لهذا أزورها‪ ،‬وأنا مفعم ومنتش بروعتها‪،‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫تحلو لي الرياضة بين ربوعها‪ ،‬سبحان من خط بيده كل شيء‪ ،‬وبعلمه‪ ،‬وهو العليم الحكيم‪.‬‬ ‫ سبحان الذي بيده خلق كل شيء وإليه المآب‪.‬‬‫ سبحان من أبدع الخلق وأحسن صوره وصنفه أبيض وأسود وأصفر‪ ،‬كل جعله على حدة‪ ،‬ال إله إال هو الرحمن‬‫الرحيم‪ ،‬خص كل شيء بسمة وصنفه‪.‬‬ ‫لوحة لم أنعم برؤية مثيالتها ببالدي المغرب إال نادرا‪ ،‬وذلك بمدينة إفران الجميلة ومنتزه مشليفان‪.‬‬ ‫ سبحان من ميز شجرة البرتقال عن شجر اإلجاص‪ ،‬وشجر الكرم عن شجر الزيتون‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬‫ سبحان من ميز كل نبت وشجر بأزهاره وألوانه وأحجامه‪ ،‬فهو يختلف كما ونوعا سبحان الذي جعل لذلك عبرة‬‫ألولي األبصار‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ب ٌة ّ ِلأُول ْ أَ‬ ‫َ‬ ‫اب» صدق اهلل العظيم‪( .‬س آل عمران ‪.)13‬‬ ‫«� ّإن يف‬ ‫ال ْل َب ِ‬ ‫ذلك عِ رْ َ‬ ‫يِ‬ ‫فصل الربيع فصل النزهة والترويح عن النفس‬ ‫جاء الربيع بخضرته ونماء نباته وأشجاره‪ ،‬وترعرعت أفنانه وأثمرت أغصانه‪ ،‬وظهر برعومها‪ ،‬فاخضرت سيقانها‪،‬‬ ‫وتدلت فروعها‪ ،‬وتنوعت مالمحها‪ ،‬وتفتحت ورودها وأزهارها‪ ،‬وتشكلت ألوانها‪ ،‬حيث بدت كلوحة فائقة الروعة‪،‬‬ ‫خلط من ورق أخضر فاتح‪ ،‬وزهور بيضاء‪ ،‬وأخرى برتقالية ووردية‪ ،‬وأخرى رمادية‪ ،‬خليط ممزوج ببياض وحمرة وزرقة‪،‬‬ ‫وأخرى قرنفلية‪ ،‬ونرجسية وبنفسجية‪ ،‬وأخرى آخذة في اصفرار فاقع لونها تسر الناظرين‪ ،‬وأخرى نبتة قهوية مائلة‬ ‫إلى سواد قاتم‪ ،‬مزيج من األلوان الباهية والباهتة والعاتمة‪ ،‬لم نعهدها في الطبيعة إال في فصل الربيع وآخره‪.‬‬ ‫تعددت هياكل وأحجام الزهور والثمار كتعداد األيام‪ ،‬واألسابيع والشهور‪ ،‬والفصول بمر الزمان‪ .‬كيف دبت‬ ‫الحياة فيها‪ ،‬وكيف ترعرعت واخضرت وأثمرت؟‪،‬كيف يتغير طعمها من حلو إلى حامض‪ ،‬ومن مليح إلى مره؟ تتنوع‬ ‫األشجار محملة بثمارها‪ ،‬ذلك صنع اهلل الذي يحيي ويميت‪ ،‬بيده ملكوت كل شيء في السماء واألرض وما بينهما ال‬ ‫لصنعه مثيل وال لجوده وكرمه مثيل‪.‬‬ ‫ سبحان الواحد الخالق المعبود‪ ،‬كل يسجد له‪ ،‬ويسبح له‪ ،‬ونحن البشر ال نرى سجود بقية الخلق من شجر‬‫وحجر‪ ،‬ال نسمع تسبيحهم وال نرى سجودهم‪.‬‬ ‫ سبحانه وتعالى‪ ،‬فاطر السماوات واألرض‪ ،‬يدبر األمر من أعلى عرشه‪ ،‬يميت ويحيي ويزيد في خلقه ما يشاء‬‫وإليه المآب‪.‬‬ ‫فما أجمل الطبيعة ربيعا‪ ،‬وما أبهاها‪ ،‬شكلت جزءا من لوحة ربانية صبغة اهلل القدير الذي ال إله إال هو الوحيد‬ ‫القهار المعبود‪.‬‬ ‫لوحة جمعت وضمت إليها روعة أيام الخريف‪ ،‬بعد صيف آهل بالعطاء‪..‬‬ ‫فصل الصيف فصل الخيرات‬ ‫فإذا حل الصيف وأشرقت الشمس ساطعة بأمر ربها‪ ،‬فساعدت األشجار والنبات على النمو‪ ،‬فأثمرت ودبت الحياة‬ ‫فيها من جديد‪ ،‬وأصبحت منتجاتها لقما صائغة لإلنسان والحيوان والحشرات‪ ،‬وكل موجود على سطح األرض بالدنيا‬ ‫الفانية‪.‬‬ ‫فصل العطلة واالسترخاء‪ ..‬فصل االستحمام بالشواطئ والمسابيح واألنهار والبحيرات‪ ..‬فصل الراحة‬ ‫واالستجمام‪ ..‬فصل جاد بفضل ربه علينا بخضر وفواكه من نعيم اهلل علينا‪ ،‬نشكره ونجله ونعيده الواحد ال إله إال‬ ‫اهلل هو الرحمن الرحيم الغفور ذو الرحمة‪.‬‬ ‫فصل الخريف المنيع‬ ‫يعقب فصل الصيف المحبب لكل مخلوقات الدنيا يأتي بعد فصل الخريف متغطرسا‪ ،‬ال يردعه إال الخالق الذي‬ ‫نشأه ومالئكته المسرفين بأمره‪ ،‬جاء مهروال وال مزمجرا عبوسا قمطريرا‪ ..‬جاء برياح خفيفة‪ ،‬ثم قوية‪ ،‬ثم عاتية‪،‬‬ ‫دمرت جزءا من اللوحة الطبيعية وغيرت وجهها‪ ،‬رياح هوجاء سلبت الشجر حلتها وأسقطت أوراقها المدثرة بين‬ ‫األغصان‪ ،‬تبعثرت على األرض رهنا وهونا‪ ،‬وهوت حزينة كئيبة لفقدان جمالها األخاذ‪ ..‬فعكرت الرياح صفوها‪،‬‬ ‫فشكلت األوراق المتساقطة منظرا آخر زين به اللوحة الربانية على سطح األرض متناثرة‪ ،‬أبدع الخالق حدوثها من‬ ‫خضرة يافعة إلى أصفرا ذابل‪ ،‬بها ألوان متناقضة‪ ،‬فهالني منظر األوراق الجافة المدمرة قهرا‪ ،‬وهي تسقط تترا‬ ‫مغشية عليها‪ ،‬يعبأ بها الريح بهوان ومحق‪ ،‬يمينا ويسارا‪..‬‬ ‫وقفت مشدوها أمام فعل زمان الفصول األربعة‪ ،‬بغيومه وظلمة سمائه وبهجة ربيعه‪ ،‬واصفرار ثماره‪ ،‬دنت‬ ‫قطوفها‪ ،‬وحل الخريف المدمر لكل ما سبق‪ ،‬بال رحمة وال شفقة‪ ،‬نبت الطبيعة أمر ربها راضية مرضية‪ ،‬كل من عليها‬ ‫فان ويبقى وجه اهلل ذو الجالل واإلكرام‪.‬‬ ‫لوحة ترى فيها أن الرياح العاتية دمرت األشجار والنبات‪ ،‬وانتزعت منها زهوها وعلوها‪ ،‬وحطمت بها إلى‬ ‫الحضيض‪ ،‬تندب حظها‪ ،‬رياح عالية عاتية هوت بها إلى عالم سحيق ظلما وعتيا وهشمت أوصالها‪ ،‬هذا أمر ربي لبته‬ ‫الطبيعة خاضعة عاتية عاشت أيام زهر ورنق‪ ،‬ورجع بها الزمان إلى اليأس والمغبة من الحياة‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ك ُذو جْ َ‬ ‫ان َو َي ْب َقىٰ َو ْج ُه َر ّ ِب َ‬ ‫ال ْ‬ ‫ام» صدق اهلل العظيم‪( .‬س‪ .‬الرحمن ‪)25‬‬ ‫ال اَل ِل َو ْ ِإ‬ ‫«كل َم ْن عَ ل ْيهَ ا َف ٍ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ات ْ أَ‬ ‫ك َمام َو حْ َ‬ ‫ال ُّ‬ ‫اكهَ ٌة َوال َن ّْخ ُل َذ ُ‬ ‫ف َوال ّ َر ْي َح ُان» صدق اهلل العظيم‪( .‬س‪ .‬الرحمان‬ ‫«فِيهَ ا َف ِ‬ ‫ب ُذو ا ْل َع ْ�ص ِ‬ ‫ال ْ ِ‬ ‫‪.)10‬‬ ‫إذا كانت هذه اللوحة الربانية التي تمثل جزءا من جنة اهلل في األرض‪.‬‬ ‫اللهم ال تحرمنا رؤيتها والتمتع بها وفيها‪ ،‬نرجو اهلل تعالى أن نكون من أصحاب الجنة‪ ،‬صحبة آبائنا وأمهاتنا‬ ‫وأحبابنا وكل المسلمين الذين يؤمنون باهلل ومالئكته وكتبه ورسله‪ ،‬الذين يدينون اإلسالم‪ ،‬دين اآلخرة والذي ال‬ ‫يقبل غير اإلسالم دينا‪.‬‬ ‫ومن اهلل الرضا والقبول‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫* تطلع إليها ورآها فنقلها على الورق‬ ‫في مدينة موريال ‪ -‬كندا‬ ‫يوم السبت ‪ 14‬صفر الخير ‪ /‬موافق ‪2018/10/27‬‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العالمة والفيلسوف الكبير «طه عبد الرحمن»‬ ‫ُيحاضر بكلية أصول الدين وحوار الحضارات بتطوان‬

‫صباح يوم الثالثاء‪،‬‬ ‫استضا َفت كلية أصول الدين وحوار الحضارات بمدينة تطوان‬ ‫ٍ‬ ‫دَرس افتِتاحي‬ ‫‪ 12‬دجنبر ‪ ،2018‬الفيلسوف المغربي الكبير (طه عبد الرحمن) في‬ ‫ٍ‬ ‫خَصَّ به المؤسسة والحضور حول موضوع‪“ :‬المعاني اإليمانية؛ كيف تصير أدواتٍ‬ ‫تحليلية؟»‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد عرفت المحاضرة‪ ‬حضور كل من رئيس جامعة عبد المالك السعدي ونائبه‪،‬‬ ‫والسيد عميد كلية أصول الدين ونوابه ‪ ‬إلى جانب شخصيات محلية ووطنية‪ ،‬وثلة من‬ ‫السادة األساتذة إلى جانب جمع غفير من الطلبة والباحثين‪.‬‬ ‫‪ ‬افتتحت المحاضرة بكلمة ‪ ‬لرئيس جامعة عبد المالك السعدي أعرب من خاللها‬ ‫عن سعادته باستقبال كلية أصول الدين بتطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‬ ‫للدكتور «طه عبد الرحمن» باعتباره أبرز الفالسفة و المفكرين في المغرب‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪ ‬وفي كلمته عبر السيد عميد كلية أصول الدين «د‪ .‬محمد الفقير التمسماني» عن‬ ‫فرحته الكبيرة ‪ ‬إلى جانب أسرة كلية أصول الدين بقدوم العالمة المنطقي الفيلسوف‬ ‫المجدد «طه عبد الرحمن»‪ ،‬للسنة الثانية على التوالي‪.‬‬ ‫وأضاف السيد العميد أن استضافة العالمة الفيلسوف مناسبة الستثمار ما أبدعه‬ ‫وابتكره العالم من مناهج وقوانين‪ ،‬واالسترشاد بما وضعه وأسسه من طرق للتفكير‪،‬‬ ‫تنير الطريق السوي للشباب وتحصنهم من ويالت الفكر المنزلق من عنف و تطرف‬ ‫وغلو ونحو ذلك‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فقد كان اليوم فرصة لتوقيـع آخر إصدارات الدكتــور والفيلســوف «طه‬ ‫عبد الرحمن» بعنوان «ثغور المرابطة»‪.‬‬

‫ما هو المقصود بالتصوف اإلسالمي ؟‬

‫التصوف مأخوذ من الصفـــاء‪ ،‬يقـــال‬ ‫صافى العبد ربه‪ ،‬حتى صار صوفيا‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية التعريف له أكثر من الفي تعريف‪.‬‬ ‫هو إسالمي محض‪ ،‬وال وجود له في‬ ‫الديانات األخرى بكيفية اإلسالم وتعاليمه‬ ‫السمحة‪.‬‬ ‫التصوف ثلث الدين‪ ،‬وتوضيــح ذلك‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫(حديث بينما نحن جلوس عند رسول‬ ‫اهلل إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب‪،‬‬ ‫شديد سواد الشعر‪ ،‬ال يرى عليه أثر السفر‪،‬‬ ‫وال يعرفه منا أحد‪ ،‬حتى جلس الى النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واسند ركبتيه الى‬ ‫ركبتيه‪ ،‬ووضع كفيه على فخذيه‪ ،‬وقال‬ ‫يامحمد‪ :‬اخبرني عن؛‬ ‫اإلس�لام‪ ،‬قال‪ :‬أن تشهد أن ال إله إال‬ ‫اهلل‪ ،‬وان محمدا رسول اهلل‪ ،‬وتقيم الصالة‪،‬‬ ‫وتوتي الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتحج البيت‪.‬‬ ‫قال فاخبرني عن اإليمان‪ :‬قال أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله وباليوم اآلخر‬ ‫وتؤمن بالقدر خيره وشره‪.‬‬ ‫قال فأخبرنــي عن اإلحسان‪ ،‬قال أن تعبد اهلل كانك تــراه فإن لم تكن تـراه فإنه‬ ‫يراك‪.‬‬ ‫ــ حسب هذا الحديث فإن الدين مقامات ثالث‪ :‬إسالم ‪ -‬إيمان ‪ -‬إحسان ‪ ،‬وكل مقام‬ ‫له عباداته وخصوصياته‪ ،‬ويزكي ذلك قول اهلل تبارك وتعالى (قالت األعراب آمنا قل ال‬ ‫تومنوا ولكن قولوا أسلمنا‪ ‬ولما يدخل اإليمان في قلوبكم) فأثبت لهم اإلسالم‪ ،‬ولم‬ ‫يثبت لهم اإليمان !‬ ‫* المقام الثالث من الدين‪ ،‬وهو اإلحسان‪ ،‬هو التصوف باختصار شديد‪.‬‬ ‫ من هو الصوفي ؟؟‬‫الصوفي هو من تحلى بأركان اإلسالم‪ ،‬وتيقن باركان اإليمان‪ ،‬وثبت على مقام‬ ‫اإلحسان‪ ،‬مسترشدا بالمحاسبة والمراقبة والمشاهدة‪.‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫فالصوفي إذن من تخلى عن أمراض‬ ‫القلب (الحقد‪ ،‬البغض‪ ،‬الكراهية‪ ،‬النفــاق‪،‬‬ ‫الخداع‪ ،‬المكر ‪ )..‬وتحلى بما هو طيب حسن‬ ‫من االخالق (الصدق‪ ،‬الوفاء‪ ،‬التزام حدود‬ ‫الشرع ‪ )..‬وتميز بالتوسع في العبادات‬ ‫النوافل (الذكر ‪ ،‬الصيام ‪ ،‬الصالة ‪.)..‬‬ ‫ هل م��ورس هذا التصوف في عهد‬‫رسول اهلل ؟‬ ‫أهل الصفة نموذج للتصوف في عهد‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬وهم طائفة من الصحابة كانت‬ ‫تنزوي بزاوية من المسجد النبوي‪ ،‬وشغلهم‬ ‫الشاغل ليل نهار‪ ،‬هو الذكر والعبادة‪،‬‬ ‫ومدحهم اهلل في ءايات قرءانية كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ قال اهلل لسيدنا محمد صلى اهلل عليه‬‫وعلى آله وصحبه وسلم (واصبر نفسك‬ ‫مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي‬

‫يريدون وجهه)‪.‬‬ ‫ (وال تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا)‬‫أما تسميته فجاءت كباقي العلوم‪ ،‬فالفقه مورس في عهد موالنا رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه ولم يسم بذلك‪ ،‬وعلم الحديث والمواريث والتجويد وكل العلوم كذلك‪ ،‬إال أن‬ ‫هذه العلوم علوم نظر وعقل‪ ،‬اما التصوف فهو علم عملي تطبيقي‪ ،‬ولذلك اإلمام أبو‬ ‫حامد الغزالي (‪505‬ه) نقد كل العلوم نقدا علميا بمدارستها‪ ،‬ولما وصل للتصوف قال‬ ‫علم تجربة النظر‪ ،‬فخاض التجربة وكان صوفيا بالسلوك‪ ،‬حتى قال قولته الشهيرة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فظن خيرا وال تسأل ما الخبر)‪.‬‬ ‫(اتى ما ترى من حيث ال ندري‬ ‫‪ ‬لماذا يختلفون في تعريف التصوف ؟‬‫يقول العلماء أن االختالف في تسمية الشيء‪ ،‬أو تعداد معاني اسمه‪ ،‬دليل على‬ ‫عظمته‪ ،‬وعدد تعاريفه وصلت أيام سيدي أحمد بن عجيبة رضي اهلل عنه الفي تعريف‬ ‫كما يوضح بكتبه‪ ،‬كما أن قواعد الشيخ زروق الفاسي‪ ،‬والرسالة لالمام القشيري مراجع‬ ‫مهمة في الموضوع للتوسع‪.‬‬


‫العدد ‪972‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫م�صنف البن حزم الأندل�سي �أغ�ضب فقهاء ع�صره ف�ألبوا‬ ‫احلاكم �ضده لتحرق كتبه‬ ‫عاش ابن حزم األندلسي الظاهري حياة مليئة بالمحن والمصائب (‪456 - 384‬هـ‪1063 - 995 /‬م)‪ ،‬قضاها مناض ًال بفكره وقلمه‪ ،‬أكثر من أربعين عامًا‪ ،‬ولكن فقهاء عصره‬ ‫حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة‪ ،‬إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت عالنية بإشبيلية‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫اختُلف في نسبه‪ ،‬أينحدر من أصول فارسية أم من أصل إسباني أم هو عربي صميم النسب؟!‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فقد كانت أسرته من تلك األسر التي صنعت تاريخ األندلس‪.‬‬ ‫عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل‪ ،‬فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود‪ ،‬وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة‪،‬‬ ‫ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم ّ‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة‪ ،‬ثم غادرها فاستقر بمدينة ألمريّة‪ ،‬وكان مشغو ًال بهاجس السياسة وإعادة الخالفة لألمويين‪ .‬ولقي من جراء ذلك عذابًا‬ ‫كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة‪ ،‬ويحن للعودة إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد أ ْلحَقَ زوال الدولة العامرية واستيالء البربر على قرطبة عام ‪400‬هـ وتعاقب الفتن فيها؛ أذىً كبيرا بأسرة ابن حزم‪ .‬ومما زاد األمر سوءا وفاة أخيه األكبر بالطاعون‬ ‫عام ‪401‬هـ‪ ،‬ثم وفاة أبيه عام ‪402‬هـ‪ ،‬ثمّ زوجتُهُ « ِنعَم» التي ُفجع بموتها وكتبَ فيها مراثيه‪ .‬كل ذلك ولم يبلغ العشرين من عمره حينها؛ وهذه الظروف جعلت ابن حزم‬ ‫بعيش‪ ،‬وال فارقني اإلطراق واالنغالق‬ ‫يتحمل مسؤولية أسرته‪ ،‬وقد اضطر ‪-‬شأن كثير من األسر القرطبية‪ -‬للنزوح إلى «المريّة» عام ‪404‬هـ‪ .‬وكتب يصف حاله‪« :‬ما انتفعتُ‬ ‫ٍ‬ ‫مذ ذقت طعم فراق األحبة‪ ...‬ولقد نغّص ّ‬ ‫تذكري ما مضى َّ‬ ‫عيش أستأ ِنفه‪ .‬وإنّي لقتيل الهموم في عداد األحياء‪ ،‬ودفين األسى بين أهل الدنيا»‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫ولما سقطت الخالفة األموية نهائيًا باألندلس وزالت دولة األمويين‪ ،‬تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف‪،‬فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من‬ ‫أشهرها‪ :‬الفِصَل في المِ َل ْل واألهواء والنِّحَل‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬جمهرة أنساب العرب؛ َ‬ ‫نُق ُط العروس؛ ورسالته في بيان فضل األندلس وذكر علمائه؛ اإلمامة والخالفة‪،‬مراتب‬ ‫اإلجماع‪،‬الناسخ والمنسوخ‪ ،‬األخالق والسير في مداواة النفوس‪ ،‬والمح ّلى باآلثار‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪،‬ومصنفه التقريب لحد المنطق الذي سننشره ضمن هذا الركن‬ ‫عبر سلسلة حلقات‪،‬فقراءة مفيدة وممتعة‪.‬‬ ‫اسم المصنف كما جاء على الورقة األولى من المخطوطة « كتاب التقريب لحد المنطق‪ ،‬كالم الرئيس األوحد ارسطاطاليس وغيره‪ ،‬مما عني بشرحه الفقيه اإلمام األوحد‬ ‫األعلم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم؟»‪ .‬وقد أشار إليه ابن حزم مرات في كتابه الفصل في الملل والنحل فقال في باب عن ماهية البراهين ‪« :‬هذا باب قد‬ ‫أحكمناه في كتابنا الموسوم بالتقريب في حدود الكالم»‪ .‬وقال في موضع آخر‪«:‬هذه شغبية قد طالما حذرنا من مثلها في كتبنا التي جمعناها في حدود المنطق»‪،‬فأطلق‬ ‫اسم «الكتاب»على هذا المصنف ألنه مؤلف من كتب ثمانية؛ وذكره مرة ثالثة في الفصل فقال‪« :‬وبينا في كتاب التقريب لحدود الكالم أن اآللة المسماة الزرافة؟ الخ »‪ ،‬وقال مرة رابعة‪:‬‬ ‫«على حسب المقدمات التي بيناها في كتابنا الموسوم بالتقريب في مائية البرهان»‪ ،‬فأشار في هذه التسمية إلى بعض جزء من الكتاب‪.‬ولم يكتب ابن حزم هذا الكتاب إال بعد أن حفزه كثير من الدواعي في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫وإال بعد أن وجد الحاجة ماسة إلى المنطق في النواحي العملية من عالقات الناس وتفكيرهم‪ ،‬فهو قد لقي من ينعته بالسؤال عن الفرق بين المحمول والمتمكن‪ ،‬ولقي كثيرا من المشتغبين اآلخذين بالسفسطة في الجدل‪،‬‬ ‫وواجه من يسومه أن يريه العرض منخوال عن الجوهر‪ ،‬وقرأ مؤلفات معقدة ال طائل تحت تعقيدها‪ ،‬ورأى من يدعي الحكمة وهو منها براء فأراد لكتابه أن يكون تسديدا لعوج هذه األمور وإصالح ًا لفسادها‪ ،‬وردا على المخالفين‬ ‫والمشاغبين وإقامة للقواعد الصحيحة في المناظرة‪ ،‬وهي يومئذ شغل شاغل لعلماء األندلس‪.‬‬

‫التقريب لحد المنطق والمدخل إليه باأللفاظ العامية واألمثلة‬ ‫الفقهية ـ ‪ 5‬ـ‬ ‫‪ - 2‬الكالم على األسماء التي تقع على جماعة أو أشخاص‬ ‫قد نظر إلى القسم الذي قصدنا الكالم عليه فوجدناه قسمين‪ :‬أحدهما دال على جماعة األشخاص‬ ‫داللة ال تفارقها البتة‪ ،‬وال ترتفع عنها إال بفسدها‪ ،‬وهذا القسم سماه الفيلسوف «ذاتيا» وشبهه بجزء من‬ ‫أجزاء ما هو فيه للزومه إياه‪ ،‬ونحن نقول إنه ألزم لما هو فيه من الجزء لسائر أجزائه‪ .‬فإن الجزء قد يذهب‬ ‫وتبقى سائر األجزاء بحسبها كيد اإلنسان تقع ويبقى إنسانا بحسه‪ .‬وهذا اللفظ إن ذهبت الصفات التي‬ ‫من أجلها استحق الشيء المسمى أن يسمى بهذا اإلسم بطل المسمى به جملة على ما نبينه بعد هذا‪ ،‬إن‬ ‫شاء اهلل عز وجل‪ .‬والقسم الثاني دال على جماعة أشخاص داللة قد تفارق ما هي فيه أو تتوهم مفارقتها‬ ‫له وال يفسد بمفارقتها إياه‪ .‬وهذا القسم سماه الفيلسوف «غيريا»للدليل الذي ذكرنا فيه‪.‬‬ ‫ثم نظرنا إلى القسم األول الذي قلنا أنه يسمى‬ ‫ذاتيا فوجدناه ينقسم ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫إما أن يكون لفظا يسمى به أشخاص كثيرة‬ ‫مختلفة بأشخاصها وبأنواعها‪ ،‬ويجاب بذلك اللفظ‬ ‫من سأل فقال‪« :‬ما هذا الشيء؟»‪ ،‬فاتفقنا على أن‬ ‫نسمي ذلك اللفظ «جنسا» وإما أن يكون لفظ يسمى‬ ‫به أشخاص كثيرة مختلفة بأشخاصها ال بأنواعها‪،‬‬ ‫ويجاب بذلك من سأل فقال‪« :‬ما هذا من الجملة‬ ‫التي سميت؟ ‪،‬فاتفقنا على أن سمينا هذا اللفظ» وإما‬ ‫أن يكون يسمى به أشخاص كثيرة مختلفة أنواعها‬ ‫وأشخاصها إال أنه يجاب به من سأل فقال‪« :‬أي شيء‬ ‫هذا من الجملة التي سميت؟»‪ ،‬فاتفقنا على أن سمينا‬ ‫هذا فصال‪ .‬وتفسير هذه المعاني يأتي بعد هذا‪ ،‬إن‬ ‫شاء اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫فهذه الثالثة أقسام هي ذاتيات كما قدمنا‪.‬‬ ‫وبيان ذلك أن تقول‪ :‬ما هذا؟ فيقال لك جسم؛ فتقول‪:‬‬ ‫أي األجسام هو؟ فيقال‪ :‬النمامى؛ فيقال أي النماة‬ ‫هو؟ فيقال لك‪ :‬ذو السعف والخوص والورق والجريد والمستطيل والثمرة المسماة تمرا‪ .‬فالجسم‪ :‬جنس‪،‬‬ ‫والنمامى‪ :‬نوع‪ ،‬وقولك‪ :‬ذو السعف والخواص والجريد‪ :‬فصل؛ وأنت إذا أسقطت الصفات التي ذكرنا‪ ،‬التي‬ ‫من أجلها استحقت تلك األشخاص أن تسمى باألسماء التي ذكرنا‪ ،‬وتوهمت معانيها معدومة‪ ،‬سقطت‬ ‫عنها تلك األسماء البتة‪ ،‬فلهذا سميت ذاتية‪.‬‬ ‫ثم نظرنا إلى القسم الثاني الذي ذكرنا أنه سمي غيريا فوجدناه ينقسم قسمين‪ :‬إما لفظ يدل على‬ ‫مختلفين بأنواعهما في جواب «أي» فيكون «عرضا عاما» وإما لفظا يدل على مختلفين بأشخاصهم في‬ ‫جواب «أي» فيكون «عرضا خاصا»‪ .‬واعلم أن اللغة العربية لم تكن العبارة فيها بأكثر مما ترى‪ .‬على أن‬ ‫السؤال ب «ما» والسؤال ب «أي» قد يستويان في اللغة العربية وينوب كل واحد من هذين اللفظين‬ ‫عن صاحبه ويقعان بمعنى واحد‪ ،‬ومن أحكم اللغة الالتينية عرف الفرق بين المعنيين اللذين قصدنا في‬ ‫االستفهام‪ ،‬فإن فيها لالستفهام عن العام لفظا غير لفظ االستفهام عن أبعاض ذلك العام ببيان ال يختل‬ ‫على صاحبه أصال‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكالم في تفسير ألفاظ اندرجت لنا في الباب الذي قبل هذا الذي نبدأ به‬

‫ذكرنا في الباب الذي قبل هذا أشياء تختلف بأنواعها وأشخاصها‪ ،‬وأشياء تختلف بأشخاصها فقط دون‬

‫أنواعها‪ ،‬ومثال ذلك أن نقول في الذاتية‪ :‬حيوان‪ ،‬فيدلنا على اإلنسان والفرس وغير ذلك‪ .‬وهذه أشياء‬ ‫تختلف باألنواع واألشخاص معا‪ ،‬فإن اإلنسان يخالف الفرس بشخصه في أنه غيره‪ ،‬ويخالف أيضاً بصفات‬ ‫شخصه؛ نقول‪ :‬فرس زيد‪ ،‬وفرس عمرو‪ ،‬فهذان إنما يختلفان بالشخص فقط‪ ،‬وإال فهذا فرس وهذا فرس‪،‬‬ ‫متفقان في الصفات التي استحق كل واحد منهما يسمى فرسا؛ وكذلك الدينار والدينار‪ ،‬والدرهم والدرهم‪،‬‬ ‫وهكذا سائر األشياء‪ .‬وكذلك نقول في الغيرية‪ :‬أبيض وأبيض ‪،‬ونعني اإلنسان أبيض‪ ،‬والحائط أبيض‪،‬‬ ‫وهذه كلها مختلفة بأنواعها في أن كل واحد منها غير اآلخر‪ .‬وتختلف أيضاً بصفاتها في أن أحدها لحم‬ ‫ودم والثاني كتان محوك والثالث تراب وماء وجص‪ .‬ونقول ضحاك وضحاك فإنما يختلفان بالشخص في‬ ‫أن هذا غير هذا‪ .‬وأما سائر الصفات التي بها استحقا اسم اإلنسانية فهما فيها متفقان‪ ،‬فهذه الجملة‬ ‫كافية تفرج أكثر الغم في الجهل بالمراد بهذا اللفظ الذي تقدم قبل؛ وبقي تفسير كثير يأتي بعد هذا‪،‬‬ ‫إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪ - 4‬الكالم في الحد والرسم وجمل الموجودات وتفسير الوضع والحمل‬

‫هذا باب ينبغي ضبطه جدا فهو كالمفتاح لما يأتي بعد هذا إن شاء اهلل عز وجل‪ .‬اعلم أنه ال موجود‬ ‫أصال وال حقيقة البتة إال الخالق وخلقه فقط‪ ،‬وال‬ ‫سبيل إلى ثالث أصال‪ .‬فالخالق واحد أول أزل ‪ .‬وأما‬ ‫الخلق فكثير‪ .‬ثم نقول‪ :‬أما الخلق فينقسم قسمين‬ ‫ال ثالث لهما أصال‪ :‬شيء يقوم بنفسه ويحمل غيره‪،‬‬ ‫فاتفقنا على أن سميناه «جوهرا» ؛ وشيء ال يقوم‬ ‫بنفسه وال بد أن السابقة التالية األخيرة‪،‬‬ ‫يحملها غيره فاتفقنا على أن سميناه‬ ‫«عرضا»؛فالجوهر هو جرم الحجر والحائط والعود‬ ‫وكل جرم في العالم‪ .‬والعرض وطوله ولونه وحركته‬ ‫وشكله وسائر صفاته هي محمولة في الجرم‪ .‬فإنك‬ ‫ترى البلحة خضراء ثم تصير حمراء ثم تصير صفراء‬ ‫‪،‬والحمرة غير الخضرة وغير الصفرة والعين التي‬ ‫تتصرف عليها هذه االلوان واحدة ثم تنقل فتصير‬ ‫جسما آخر‪ .‬وكذلك ترى الذهب زئبرة(خاما) ‪ ،‬ثم‬ ‫يصير سبيكة ثم يصير دينارا منقوشا والجسم في‬ ‫كل ذلك هو نفسه‪ .‬وكذلك ترى اإلنسان مضطجعا‬ ‫ثم راكعا قائما ثم قاعدا وهو في كل ذلك واحد لم‬ ‫يتبدل‪ ،‬وأعراضه متبدلة متغيرة‪ ،‬صفة تذهب وصفة‬ ‫تحدث‪ .‬وال بد لكل ما ذكرنا من قسمة الخالق من صفات محمولة فيه أو معنى يوجد له يمتاز بذلك عما‬ ‫سواه ويجب من أجله الفرق بين األسماء‪.‬‬ ‫وأما الخالق عز وجل‪ ،‬فليس حامال وال محموال بوجه من الوجوه‪ ،‬وقد أحكمنا هذا المعنى في مكان غير‬ ‫هذا‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين على توفيقه إيانا‪.‬‬ ‫ثم نرجع فنقول‪ :‬إن الصفات أو المعاني التي ذكرنا أنه ال بد لكل ما دون الخالق تعالى‪ ،‬فإنها تنقسم‬ ‫قسمين‪ :‬إما دالة على طبيعة ما هي فيه مميزة له مما سواه‪ ،‬فاتقنا على أن سميناها «حدا» ؛ وإما مميزة‬ ‫له مما سواه وهي غير دالة على طبيعة‪ ،‬فاتفقنا على أن سميناها «رسما»ونقول‪ :‬إن المحارجة في األسماء‬ ‫ال معنى لها‪ ،‬وإنما يشغل بذلك أهل الهذر والنوك والجهل؛ وإنما غرضنا منها الفرق بين المسميات‪ ،‬وما‬ ‫يقع به إفهام بعضنا بعضا فقط‪ .‬فقد أرسل اهلل تعالى رسال بلغات شتى‪ ،‬والمراد بها معنى واحد‪ ،‬فصح أن‬ ‫الغرض إنما هو التفاهم فقط‪ ،‬وال بد لكل ما دون الخالق تعالى من أن يكون مرسوما ومحدودا ضرورة‪،‬‬ ‫ألنه ال بد أن يوجد له معنى يميز به‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)875‬‬

‫‪16‬‬

‫“الوعي الوطني وحركة‬ ‫التعليم الحر بالقصر الكبير”‬

‫استطاعت الحركة الوطنية بشمال المغرب وضع معالم هوية نضالية‬ ‫أصيلة‪ ،‬جابهت مشاريع االستعمار‪ ،‬وعرقلت مخططاته فوق األرض المغربية‪.‬‬ ‫لم يكن األمر يتعلق –فقط‪ -‬بحركة تعبوية سياسية‪ ،‬ارتبطت بصدمة رد‬ ‫الفعل المواجه للغزو وللتدجين االستعماريين‪ ،‬بقدر ما أنها تحولت إلى مشروع‬ ‫مجتمعي طموح‪ ،‬ظل الرهان عليه قائما من أجل تحقيق النهوض المنشود‪ .‬لقد‬ ‫استوعب وطنيو الشمال‪ ،‬ومنذ نهاية الريف التحريرية سنة ‪ ،1926‬أنه لم يكن‬ ‫من الممكن قهر االستعمار الغاصب بحد البندقية وبدوي المدافع فقط‪ ،‬بل‬ ‫كان البد من العودة لتحصين الذات عبر بناء اإلنسان المغربي القوي‪ ،‬والمعتز‬ ‫بانتمائه‪ ،‬والمبادر في مشاريعه‪ ،‬والجريء في تطلعاته‪ .‬لذلك‪ ،‬بدأت األعمال‬ ‫التأصيلية األولى الهادفة إلى العودة لتفكيك أزمات الذات العليلة‪ ،‬في أفق‬ ‫توفير العالج الناجع القادر على تحقيق االستدامة لكل مشاريع التحرر والنهوض‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫في تدوينه القطاعي الذي توزعت عبره مجمل أبواب الكتاب‪ .‬لقد كان األستاذ‬ ‫الطريبق حريصا على تقديم نتائج غير مسبوقة حول تفاصيل الجهاد التربوي‬ ‫الذي قادته نخب مدينة القصر الكبير‪ ،‬دفاعا عن حق أبناء المغاربة في تعليم‬ ‫حر‪ ،‬مغربي‪ ،‬عربي‪ ،‬مسلم‪ ،‬منفتح على العصر‪ ،‬وقادر على التحول إلى واجهة‬ ‫للتأطير السياسي من أجل الحرية والكرامة وبناء الشخصية المغربية المعتزة‬ ‫بانتمائها‪ ،‬والقوية بسالح العلم والمعرفة والفكر‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬برزت تجارب‬ ‫على تجارب‪ ،‬ومسارات على مسارات‪ ،‬وأسماء على أسماء‪ ،‬نجح األستاذ الطريبق‬ ‫في تتبع جزئيات أدائها‪ ،‬وفي إبراز تقاطعاتها القائمة مع مشاريع انبثاق الوعي‬ ‫الوطني التحرري البديل عن المدرسة االستعمارية أوال‪ ،‬ثم عن نماذج التلقين‬ ‫التقليدي الموروث عن العهود السابقة ثانيا‪.‬‬

‫لم يكن الحاج عبد السالم بنونة مغاليا عندما طرح مشروعه التحديثي‬ ‫لم يكتف المؤلف بتقديم معطيات إحصائية تقنية جافة‪ ،‬وال مجرد تجميع‬ ‫القائم على أساس بناء الذات‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا وسياسيا‪،‬‬ ‫كمي للوقائع ولألحداث‪ ،‬بل ظل حريصا على إنصاف ذاكرة ذوي الفضل في صنع‬ ‫كشرط أساسي ألي محاولة لكسر الطوق االستعماري‪ .‬فمحاربة الجهل واألمية‬ ‫توهج ما يمكن أن نسميه ب”مدرسة القصر الكبير”‪ .‬هي مدرسة للعطاء الوطني‬ ‫والبطالة والخرافات‪ ،...‬ال تقل أهمية عن صوت البندقية‪ ،‬بل ربما كانت آثارها‬ ‫الخالص‪ ،‬أينعت أسماء رائدة‪ ،‬نجح المؤلف في التوثيق لعطائها وإلسهاماتها‪،‬‬ ‫أكثر عمقا ونتائجها أكثر تأثيرا وصداها أكثر امتدادا‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬استطاعت‬ ‫كما نجح في الكشف عن مبادراتها المتداخلة داخل مجال التربية والتعليم‪،‬‬ ‫الحركة الوطنية بالشمال بلورة مشروعها التحرري الذي استهدف العودة إلى‬ ‫سواء من خالل العمل داخل الفصول التعليمية‪ ،‬أم من خالل األنشطة الموازية‬ ‫المجتمع من أجل إعادة تفكيك بناه‪ ،‬قبل االنتقال إلى تشييد الصرح المبتغى‬ ‫وعلى رأسها تجارب المسرح المدرسي‪ ،‬أم من خالل المواكبة اإلعالمية‪ ،‬أم من‬ ‫والمطمح المأمول‪ .‬فكان التركيز على قضايا التربية والتعليم واإلعالم والعمل‬ ‫خالل التأطير الحزبي المباشر‪ ،‬أم من خالل االمتدادات المجتمعية التي جعلت‬ ‫الثقافي‪ ،‬واجهة مشرعة للعطاء وللفعل المتجدد الذي ألهم جيل معركة‬ ‫الجميع‪ ،‬نعم الجميع‪ ،‬ينخرط في العملية التربوية‪ ،‬من األسرة إلى المدرسة‬ ‫االستقالل‪ ،‬بل وأرخى بظالله الوارفة على أداء قطاعات عريضة من نخب منطقة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫مرورا بالشارع وبالجمعيات وبالمنظمات السياسية‪ ...‬بمعنى‪ ،‬أن المدرسة‬ ‫الشمال خالل المراحل الالحقة‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إنه ال يمكن فهم منطلقات أداء‬ ‫الوطنية أصبحت شأنا عاما‪ ،‬احتضنه المجتمع بكل تالوينه بعد أن جعل منه أفقه المفتوح‬ ‫الحركة الوطنية بالشمال‪ ،‬بدون العودة إلى استنطاق تجارب العمل التربوي الذي ارتبط بمشاريع التحرر وفق‬ ‫ما عكسته برامج التنظيمات السياسية للمرحلة‪ ،‬وعلى رأسها حزب اإلصالح الوطني وحزب الوحدة المغربية‪ .‬على الحرية وعلى الكرامة‪.‬‬ ‫وإذا كانت األعمال األكاديمية المنشغلة بالموضوع‪ ،‬قد اهتمت –أساسا‪ -‬بالتوثيق لتجارب العمل‬ ‫التعليمي والتربوي واإلعالمي بمدينة تطوان بالنظر لوضعها كعاصمة للمنطقة الخليفية‪ ،‬ومن خالل تجاربها‬ ‫الرائدة مثل “المعهد الحر” أو “معهد موالي المهدي” أو مجلة “السالم” أو مجلة “األنيس” أو جريدة “الحرية”‬ ‫أو جريدة “الحياة” أو جريدة “الريف” أو جريدة “الوحدة الكبرى”‪ ،‬فالمؤكد أن األمر لن تكتمل جوانبه التوثيقية‬ ‫إال باالنفتاح على تجارب أقاصي المنطقة الخليفية‪ ،‬بمراكزها الحضرية العديدة المتناثرة‪ .‬فكانت النتيجة‪،‬‬ ‫تزايد الوعي لدى المهتمين بضرورة العودة لتفكيك الموضوع بعيدا عن المركز بتطوان‪ ،‬بحثا في االمتدادات‬ ‫وتحليال للسياقات وتجميعا للتفاصيل‪ .‬هذه التفاصيل التي ظلت تصنع بهاء العمل الوطني الراشد‪ ،‬وتؤصل‬ ‫لهوية الحركة الوطنية بمنطقة الشمال‪ ،‬من موقعها كحركة جماهيرية حققت حولها التفافا واسعا‪ ،‬ساهم‬ ‫في تأثيث الذاكرة الجماعية لساكنة المنطقة خالل زماننا الراهن‪.‬‬ ‫في سياق هذا الجهد العلمي األصيل‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الوعي الوطني وحركة التعليم الحر بالقصر‬ ‫الكبير”‪ ،‬لألستاذ مصطفى الشريف الطريبق‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2018‬وذلك ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 110‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن هذا‬ ‫العمل يقدم حصيلة نبش عميق في رصيد التراث المادي والشفاهي الخاص بتجارب العمل التعليمي بمدينة‬ ‫القصر الكبير خالل عهد االستعمار اإلسباني‪ .‬فمن الواضح أن العمل قد استنزف من صاحبه الكثير من‬ ‫الجهد ومن التنقيب‪ ،‬تجميعا للمادة المصدرية والوثائقية‪ ،‬وتصنيفا لها‪ ،‬وتقييما لمضامينها‪ ،‬قبل استثمارها‬

‫ولعل هذا ما أضفى على أداء الحركة الوطنية بشمال المغرب ميسمها الخاص وهويتها المميزة التي‬ ‫انفردت بها‪ .‬ولقد أجمل األستاذ الطريبق هذا الملمح‪ ،‬عندما استشهد في كلمته التقديمية‪ ،‬بفقرة وردت‬ ‫في وثيقة “عريضة مطالب األمة” التي قدمتها الحركة الوطنية في الشمال يوم فاتح ماي من سنة ‪1931‬‬ ‫إلى رئيس الحكومة اإلسبانية‪ .‬تقول الوثيقة‪“ :‬ومما ال شك فيه أن بالدا على باب نهضتها تحتاج إلى صحافة‬ ‫حرة تثير الفكر العام وترشده‪ ،‬وتحتاج إلى جمعيات تدربها على الحياة العامة وتشعر الجماهير بكرامتهم‪،‬‬ ‫وتهذب مبادءهم‪ ،‬هذا زيادة على كون حرية النشر والصحافة والجمعيات هي من الحريات الالزمة لإلنسان‬ ‫والتي ال غنى له عنها‪ ،‬وكل قيد في سبيلها هو عقبة في سبيل الترقي وتنوير األذهان‪ ،‬مع كونه ماسا بأقدس‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ...‬ثم إننا نسجل هنا بمداد األسف كون الحكومة السابقة لم تبد أي اهتمام بتعليم األهالي‬ ‫كما يجب‪ ،‬فقد مضى على الحماية ما يقرب من عشرين سنة لم تفتح خاللها مدرسة ابتدائية خاصة باألهالي‬ ‫مبنية على ثقافتهم الخاصة ولغتهم العزيزة‪( ”...‬ص ص‪.)5-4 .‬‬ ‫لقد كان الخطاب مبادرا في كل شيء‪ ،‬عندما جمع بين قضايا الحرية والنضال من أجل حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ثم بين العمل التربوي والتعليمي الهادف إلى تعميم الوعي الوطني وتحصين الشخصية المغربية‪ .‬كان هذا‬ ‫الخطاب الوطني سابقا لزمانه‪ ،‬مما أعطاه قوته التعبوية‪ ،‬بل وأضفى عليه صفات المشروعية التاريخية التي‬ ‫الزالت تصنع راهنيته إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫المشاركة المواطنة في ضيافة جمعية جنان للمرأة بوزان‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫اختارت جمعية «جنان للمرأة واألسرة وزان» التفاعل مع حملة ‪ 16‬يوما لمناهضة العنف ضد المرأة‬ ‫التي أطلقتها منظمة األمم المتحـدة‪ ،‬بهـدف‬ ‫مناهضـة كـل أشكـال العنـف الموجه ضد النساء‬ ‫والفتيات ( اختارت)‪ ،‬بتنظيم مائدة مستديرة تمحور‬ ‫فيها النقاش حول «العمل التطوعي وأثره على‬ ‫المشاركة المواطنة»‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 8‬دجنبر‬ ‫‪ 2018‬بدار الشباب المسيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء الذي افتتحت به جمعية جنان للمرأة‬ ‫واألسرة برنامج عملهـا للموسم الجـاري‪ ،‬قالت‬ ‫عنه أسماء بنصبيح رئيسة الجمعية أنه ما هو إال‬ ‫خطوة في مسافة األلف ميل التي تريد أن تقطعها‬ ‫الجمعية من أجل تحصين المكتسبات التي حققتها‬ ‫المرأة المغربية‪ ،‬واالستمرار في النضال ‪ ‬من أجــل‬ ‫النهوض بحقوقهـا كما هي واردة في دستـــور‬ ‫المملكة أحكاما وروحا‪ ،‬وحمايتها من أي انتهاك‬ ‫مهما كان مصدره‪ .‬ولتجويد ترافعها من أجل‬ ‫مناهضة العنف ضد المرأة‪ ،‬تضيف المتدخلة‪ ،‬وجب‬ ‫تقوية قدرات الفاعالت المدنيات‪ ،‬وتصليب عود الجمعية ومد جسور تواصلها مع مختلف الفعاليات المحلية‬ ‫المنتصرة لقضايا المرأة ‪.‬‬

‫‪ ‬أما الفاعل الحقوق محمد حمضي الذي ساهم في تنشيط هذا اللقاء فقد سلط الضوء على المساحة‬ ‫التي أفردها دستور ‪ 2011‬للمجتمع المدني‪ ،‬واألدوار التي أناطه بها‪ ،‬واآلليات التي ‪ ‬أقر بإرسائها من‬ ‫أجل ضمان مشاركة واسعة للمواطنات والمواطنين والمجتمع المدني في رسم السياسات العمومية على‬ ‫المستوى الترابي ‪ .‬وأضاف بأنه ال يمكن تقدير‬ ‫احتياجات اآلخر دون إشراكه ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي سيــاق حديثــه عن استثمار المعطيات‬ ‫الدستورية التي ترتقـي ‪ ‬بأدوار الجيـل الجديـد‬ ‫للجمعيات‪ ،‬لم يفتـه فتــح القوس للحديث عن‬ ‫ممارسات ‪ ‬جيوب مقاومة اإلصالح تنتمي لمغرب‬ ‫ما قبل إقرار الدستور بأن الفاعل الجمعوي يوجد‬ ‫في صلب معادلة صناعة السياسة العمومية تفعيال‬ ‫وتنفيذا وتقييما ‪.‬‬ ‫‪ ‬وضمانا الستمرار العمل الجمعوي الهادف‪،‬‬ ‫ولكي تكون بصمته ملموسة في تجويد أداء آليات‬ ‫المشاركة المواطنة شـــدد المتدخل على تحلي‬ ‫الفاعــل(ة) الجمعــوي(ة) بروح التعـاون‪ ،‬والنفس‬ ‫الطويل‪ ،‬وااليمان بنبل العمل التطوعي لتحقيق‬ ‫مصلحة عامة‪ ،‬واالنتصار للديمقراطية الداخلية‬ ‫للجمعية‪ ،‬والسهر على نظامية االجتماعات‪ ،‬وتقوية‬ ‫قدرات عضوات وأعضاء الجمعية‪ ،‬واستعمال منصات‬ ‫اإلعالم للتعريف بأنشطة الجمعية‪ ،‬القادر على إحداث التحول االجتماعي والتغيير‪ ،‬مما يجعله ينتقل من‬ ‫األسلوب الكالسيكي المتمثل في نقل المعلومة إلى المشاركة الفعالة في كافة خطط التنمية ‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)438‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫اعتداء خطير بالسالح األبيض‬ ‫والجاني في حالة فرار !!‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وقعت بحر األسبوع الفارط‪ ،‬جريمة بشعة بالحي الجديد‪ ،‬خلف مقر الدائرة‬ ‫الخامسة‪ ،‬حيث تعرض الضحية فخرالدين المزداد سنة ‪ ،1992‬العتداء خطير‬ ‫بالسالح األبيض‪ ،‬إذ تربص به الجاني المسمى رضوان السباعي‪ ،‬الساكن بـ‬ ‫تجزئة النصر زنقة ‪ 2‬رقم ‪ 26‬طنجة (قرب مستشفى محمد السادس)‪ ،‬مساء يوم‬ ‫الثالثاء ‪ ،2018/12/04‬بباب منزل الضحية‪ ،‬فوجه له طعنات غادرة على مستوى‬ ‫الصدر تاركا إياه يتخبط في دمائه بين الحياة والموت‪ ،‬ثم نقل على وجه السرعة‬ ‫إلى مستعجالت المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة‪ ،‬وأدخل غرفة العناية‬ ‫المركزة‪ ،‬حيث حظي بالعناية الالزمة من طرف الطاقم الطبي الذي أجرى له‬ ‫عملية جراحية معقدة على الفور أنقذت حياته‪ ،‬ومنحت له شهادة طبية تثبت مدة‬ ‫العجز في ثالثة أشهر (‪ 3‬أشهر) قابلة للتمديد‪ ،‬في حين أن الجاني الذ بالفرار إلى‬ ‫وجهة مجهولة فور ارتكابه حادث االعتداء الشنيع (أنظر الصورة)‪.‬‬ ‫ولحد كتابة هذه السطور‪ ،‬الزل الضحية طريح الفراش تحت العناية الطبية‬ ‫المركزة‪ ،‬علما بأن فرقة المداومة «الدائرة الثانية» باشرت البحث في الموضوع‬ ‫(ملف عدد‪/ 4105 :‬ج ج ‪/‬د‪ . 2‬كما تقدم والد الضحية بشكاية إلى السيد وكيل‬ ‫الملك لدى المحكمة االبتدائية بطنجة يـوم الخميس ‪ 13‬دجنبر ‪ 2018‬تحت‬ ‫عدد‪.18/3107/13258 :‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن الضحية فخر الدين سبق وأن تعرض لتهديدات واستفزازات‬ ‫الجاني المدعو رضوان السباعي‪ ،‬مما دفعه حينها إلى توجيه شكاية للسيد وكيل‬ ‫الملك لدى المحكمة االبتدائية بطنجة (تتوفر الجريدة على نسخة منها) سجلت‬ ‫تحت عدد ‪ 5117/16/3101‬بتاريخ ‪.2016-06-13‬‬ ‫من هذا المنبر‪ ،‬تلتمس أسرة الضحية من الجهات األمنية والقضائية إيقاف‬ ‫المعتدي الذي ارتكب هذه الجريمة النكراء عن سبق اإلصرار والترصد‪.‬‬

‫سكان مدشر المنار يلتمسون رفع ضرر‬ ‫عمود كهربائي‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬

‫يوجد عمود كهربائي في وضعية غير مناسبة بمدشر المنار‪ ،‬حيث يضايق السكان والمارة‬ ‫ويعرقل حركة سير وسائل النقل‪ ،‬فضال عن خطورة ممكنة‪.‬‬ ‫وبسبب وجود هذا العمــود وأسالكه الكهربائية‪ ،‬والمجاور لمدرسة المنـــار‪ ،‬وما يشكله من‬ ‫منغصات‪ ،‬حســــب السكـــان المجاورين له‪ ،‬راسل السادة عبد اهلل أقلعي النوينو ومصطفى غزوان‬ ‫ومحمد الدهدوه‪ ،‬المستشارون الجماعيون عن دوائــــر مدشر المنار بجماعة البحراويين مدير‬ ‫شركة أمانديس بطنجة‪ ،‬ملتمسين منه‪ ،‬رفع الضرر المذكور‪ ،‬تتوفر الجريــدة على نسخــة من‬ ‫المراسلة‪ ،‬إال أن جواب مديرية الدراسات وأشغال الكهرباء بشركة أمانديس كان صادما للسكان‬ ‫المتضررين‪ ،‬حيث تمت مطالبتهم بمبلغ حوالي ‪ 8‬ماليين سنتيم‪ ،‬من أجل إزالة األسالك الكهربائية‬ ‫(للتوتر المتوسط) األمر الذي اعتبروه موقفا تعجيزيا لهم‪ ،‬متسائلين هل شركة أمانديس ال تعرف‬ ‫في تعاملها مع المواطنين غيــر لغــة األرقــام والفواتير والمداخيل لفائدتها؟‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫رقم ‪438‬‬


‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪972‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫هل كان المغرب محقاً‬ ‫في عدم الترشح الستضافة‬ ‫كأس إفريقيا لألمم ‪ 2019‬؟‬

‫قرار المغرب بعدم الترشح لتنظيم كأس افريقيا لألمم ‪ 2019‬بعد‬ ‫سحب التنظيم من الكامرون هل كان صائبا وما هي دالالته؟‬ ‫بعض الذين يحاولون االصطياد في الماء العكر وجهوا للمغرب‬ ‫اتهامات قوية كما اتهموا أحمد أحمد رئيس االتحاد اإلفريقي لكرة القدم‬ ‫بمحاباة المغرب ومنحه شرف تنظيـم كأس افريقيا لألمم لعام ‪2019‬‬ ‫في الخفاء‪.‬‬ ‫والمغرب بقــراره عـــدم الترشح أسكـــت منتقديـه ووضـع حـدا‬ ‫لخزعبالتهم وترهاتهـم‪ .‬ألنهم اليعلمـــون أن الذين يرشحون المغرب‬ ‫فوق العادة الحتضان العرس الكروي اإلفريقي يتصورون ذلك بفعل‬ ‫التطور الكبير الذي يشهده هذا البلد على صعيد بنيته التحتية وطرق‬ ‫تنظيمه ومواكبته لكل المشاريع التي يعتمد ها االتحاد اإلفريقي لكرة‬ ‫القدم للرقي بمستوى الممارسة في القارة السمراء‪.‬‬ ‫ولهذا يرى المراقبون والمتتبعون لهذا الملف أن قرار المغرب جاء‬ ‫ليسكت أفواه منتقديه والذين حاولوا الوقوف ضد هذا الترشح والتأكيد‬ ‫على أن توجه المغرب كان دائما وأبدا هو مساعدة القارة السمراء‬ ‫وبلدانها والوقوف معها وليس ضده أو العمل على سحب تنظيم أقوى‬ ‫تظاهرة رياضية منها في سبيل أن يحظى هو لوحده بهذا الشرف‪.‬‬

‫مصر تترشح لتنظيم كأس إفريقيا لعام ‪2019‬‬

‫بعد إعالن المغرب عدم ترشحه الستضافة كأس إفريقيا لألمم‬ ‫‪ 2019‬قررت مصر الترشح لتنظيم العرس الكروي القاري ووضعت رهن‬ ‫إشارة البلدان المؤهلة المالعب بأربع مدن هي القاهرة واإلسكندرية‬ ‫واإلسماعيلية والسويس‪.‬‬ ‫و لإلشـارة كانت مصر أول بلد استضــاف كـــأس إفريقيـــا لألمم‬ ‫عام‪1957‬وفاز بلقبها‪.‬‬

‫رسمياً «مباراة السوبر اإلفريقي‬ ‫تقام بالدوحة»‬

‫أعلن اال تحاد اإلفريقي لكرة القدم رسميا إقامة كأس السوبر اإلفريقي بين‬ ‫الترجي التونسي حامل لقب دوري أبطال إفريقيا والرجاء البيضاوي المغربي في‬ ‫العاصمة القطرية الدوحة‪ .‬وأكد االتحاد اإلفريقي قراره النهائــي عبر بيــــان على‬ ‫موقعه الرسمي على أن يحدد تاريخ وتوقيت وحكام المباراة من بعد‪.‬‬ ‫وبذلك سيقام نهائي كأس السوبر اإلفريقي ألول مرة خارج القارة السمراء‪.‬‬ ‫وكان فريق الترجي قد حاول الضغط على االتحاد اإلفريقي إلجراء المقابلة‬ ‫بملعب رادس بتونس لكن بدون جذوى‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫الالعب المغربي األصل عبد الحق النوري مهاجم نادي أياكس أمستردام الهولندي‬ ‫لن يعود إلى مالعب الكرة مجددا‪.‬‬ ‫فقد أعلن فريقه الهولندي رسميا عن نهاية مسيرته الكروية بعد سنة من المعاناة‬ ‫والعناية الطبية المركزة‪.‬‬ ‫وكان الالعب الموهبة عبد الحق النوري قد أصيب خالل مباراة لفريقه مع نادي فيردير‬ ‫بريمن األلماني حيث نقل على متن طائرة هيليكوبتر إلى المستشفى بعد هبوط‬ ‫حاد في القلب‪.‬‬ ‫ومنذ تلك اللحظة وإلى األن وهو في المستشفى تحت العناية المركزة واليتواصل‬ ‫مع عائلته إال بلغة العين‪.‬‬ ‫العديد من نجوم كرة القدم العالميون أثنوا على مو هبة الالعب النوري ومنهم نجم‬ ‫برشلونة عثمان ديمبيلي الذي قال بالحرف ‪ -‬النوري يعتبر العبا استثنائيا‪ ..‬لديه موهبة‬ ‫كبيرة وتمريراته التصدق‪ ..‬وعلى الر غم من مرور سنة على غيابه عن المالعب فسيظل‬ ‫في ذاكرتنا‪.‬‬

‫العجالني مدرب اتحاد طنجة‬

‫التحكيم المالي ظلمنا في الجزائر‬ ‫أكـد مدرب اتحــاد طنجــة التونسي‬ ‫أحمد العجالني بعد هزيمة اتحاد طنجة‬ ‫في الجزائر أمام شبيبة الساورة بهدفين‬ ‫لصفر في ذهاب الدور التمهيدي الثاني‬ ‫لدوري أبطال إفريقيا أن الحكم المالي‬ ‫الذي قاد اللقاء هو الذي تسبب في هزيمة‬ ‫فارس البوغاز بتحكيمه السيء خاصة‬ ‫بعد اإلعالن عن ركلة جزاء خيالية وعدم‬ ‫احتساب األخطاء ضد الفريق الجزائري‪.‬‬ ‫العجالني أشار إلى أن اتحــاد‬ ‫طنجـــة لن يسكت على هذا الظلم‬ ‫التحكيمــي الذي ال يشرف البطـــوالت‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫وأضاف العجالني‪ -‬مباراة العودة‬ ‫في ملعبنا ستكون فاصلة وسنخوضها‬ ‫بحماس وسنكون إن شاء اهلل في‬ ‫الموعد بفضل مساندة جماهيرنا ‪.‬‬

‫مشاركة إيجابية لألندية‬ ‫المغربية في الكؤوس اإلفريقية‬

‫خمس فرق مغربية شاركت في الكؤوس اإلفريقية وهو رقم يؤكد أن الكرة المغربية أصبحت معادلة‬ ‫صعبة ضمن المنظومة الكروية اإلفريقية بعد فوز الوداد البيضاوي قبل موسمين بدوري األبطال وتتويج‬ ‫جاره الرجاء بكأس الكونفدرالية مؤخرا‪.‬‬ ‫المشاركة المغربيـة جاءت هذه المرة مطمئنـة نسبيا ‪ ..‬فباستثناء هزيمة اتحاد طنجة في الجزائر أمام‬ ‫شبية الساورة بهدفين دون مقابل باقي األندية حققت الفوزوقوت من حظوظها في لقاء العودة‪.‬‬ ‫• اتحاد طنجة يتعثر في الجزائر‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة خاض لقاء صعبا في الجزائر أمام شبية‬ ‫الساورة انهزم خالله بهدفين دون رد‪.‬‬ ‫فارس البوغاز قاوم اإلعصار في الجولــة األولى‬ ‫وتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه‪ ..‬لكنه تهاوى‬ ‫في الشوط الثاني وخاصة بعد ركلة الجــزاء المشكوك‬ ‫فيها التي أعلن عنها الحكم المالي الذي قاد المباراة‬ ‫والخطأ الذي ارتكبه الحارس أوطـاح الذي لم يحسن‬ ‫إبعاد الكرة عن مربعه مما أدى إلى الهدف الثاني‪.‬‬ ‫ورغم ذلك فاتحااد طنجــة بدعـم جماهيره وبعـودة‬ ‫مهاجمه محمد فوزيـر الذي غاب بسبب اإليقاف بإمكانه‬ ‫الدفاع عن حظوظه في لقاء العودة يوم األحد ‪ 25‬دجنبر‬ ‫بملعـب ابن بطوطة الكبير بطنجة‪.‬‬ ‫• الوداد البيضاوي يتفوق على بطل السينغال‪.‬‬ ‫ممثل المغرب الثاني في دوري أبطال إفريقيا الوداد‬ ‫البيضاوي حامل لقب النسخـــة قبـل الماضية وبعودة‬ ‫مدربه المخضرم التونسـي فوزي البنزرتي عـــرف كيـف‬ ‫يتخطــى نـادي دجاراف دكـار بطل السينغـال بهدفين‬ ‫نظيفين ‪.‬‬ ‫فوز يقوي نسبيا من حظوظ الفريق البيضاوي في‬ ‫مباراة العودة‪.‬‬ ‫• الرجاء يضمن التأهل مسبقا‪.‬‬ ‫وفي كأس الكونفدراليـــة اإلفريقيـــة فريق الرجاء‬ ‫البيضاوي حامل اللقب بدأ حملة الدفــاع عن لقبـه بفوز‬ ‫كاسح على نادي سيركـل مبيــري الغابوني بخماسية‬ ‫نظيفة ‪.‬‬

‫الرجاء وجد صعوبة في الجولة األولى بفعل تكدس‬ ‫الخصــم في الدفــاع‪ ..‬لكنه في الشــوط الثاني بســط‬ ‫سيطرته وعرف كيف يدبـر أموره ويحقــق فوزا كبيرا‬ ‫يجعله يخوض لقاء العودة بارتياح بعدما وضع رجال في‬ ‫الدور المقبل مسبقا‪.‬‬ ‫• نهضة بركان تطيح باألهلي الليبي‪.‬‬ ‫فريق النهضة البركانية مزهوا بتتويجه بلقب كأس‬ ‫العرش وبعد مشاركته المتميزة في كأس الكونفدرالية‬ ‫في الموسم الماضي وتأقلمه مع األجواء اإلفريقية واجه‬ ‫االتحاد الليبي الذي يدربه اإلطـار الجزائري عبد الحق‬ ‫بنشيخة الذي خبر الكرة المغربية بحكم إشرافه على‬ ‫تدريب العديد من األندية الوطنية‪.‬‬ ‫ورغم بعض الصعوبات التي عرفها في البداية فقد‬ ‫تمكن من بسط سيطرته وهز شباك الفريق الليبي‬ ‫ثالث مرات ‪ ..‬الشيء الذي يقوي من حظوظه في لقاء‬ ‫اإلياب الذي سيقام بمدينة سوسة التونسية‪..‬‬ ‫• حسنية أكادير تواصل التحدي‪.‬‬ ‫فريق حسنية أكادير حقق انتصارا هاما على فريق‬ ‫–جنيراسيون فوت‪-‬السينغالي بهدفين لصفر‪.‬‬ ‫نتيجة غير مطمئنــة نسبيا بالنظر إلى قــوة الفريق‬ ‫السينغالي الذي يعتبر أكاديمية لتفريخ الالعبين أنجبت‬ ‫العديد من نجوم الكرة السينغالية الذين يزاولون حاليا‬ ‫بأعرق النوادي األوربية‪.‬‬ ‫وعلى العموم تبقى مشاركة األنديــة المغربية في‬ ‫المنافسات اإلفريقية إيجابية ويبقى عليها أن تقاوم‬ ‫وتؤكد حضورها في اإلياب لتحصل على مقاعد لها في‬ ‫دور المجموعات بالمسابقتين معا‪.‬‬


‫العدد ‪972‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫معاناة الجماهير الطنجاوية‬

‫قضى جمهور اتحاد طنجة ليلة السبت‬ ‫الماضي ليلة كاملة‪ ،‬تحـت البـرد القارس‬ ‫والمعانا ة بعدما ألغت إحدى شركـات‬ ‫الطيران العربية الرحلة التي كانـت متجهة‬ ‫إلى مدينة بشار بالجزائـر بدعـوى أن‬ ‫السلطات الجزائرية رفضت استقبال هذه‬ ‫الطائرة‪.‬‬ ‫الجماهير أدت ثمن التذكرة من أجل‬ ‫التوجه إلى بشار لمسانـدة فريقها اتحاد‬ ‫طنجة أمام شبيبة الساورة الجزائري برسم‬ ‫الدور الثاني لدوري أبطال إفريقيا‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫اتحاد طنجة يتعاقد رسمياً‬ ‫مع العب الوداد رشيد حسني‬

‫المصري صالح يتوج بجائزة أفضل‬ ‫العب إفريقي لعام ‪2018‬‬ ‫أكد عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد طنجة‬ ‫في تصريح إلذاعة طنجة أن فارس البوغاز تعاقد‬ ‫رسميا مع العب الوداد البيضاوي رشيد حسني‬

‫ومع مهاجم فيتا كلوب الكونغولي رقم ‪.7‬‬ ‫وأوضح أن الالعبين سيعززان صفوف اتحاد‬ ‫طنجة خالل الميركاتو الشتوي‪.‬‬

‫كأس إفريقيا لكرة القدم الشاطئية‬

‫المنتخب المغربي يحتل المرتبة الر ابعة‬

‫توج المصري محمد صالح بجائـــزة أفضــل‬ ‫العب إفريقي لعام ‪ 2018‬التي تمنحها هيئة اإلذاعة‬ ‫البريطانية ‪-‬بيبيسي‪.-‬‬ ‫صالح حصد هذا اللقب للمرة الثانية بعد منافسة‬ ‫قوية مع الرباعي مهدي بنعطية وتوماس بارتي‬ ‫وكاليدو كوليبالي وزميله ساديو ماني‪.‬‬

‫وقد عبر عن سعادته بهذا التتويج وعن أمنيته‬ ‫بالفوز ببطولة البريمير ليغ مع ليفيربول العام القادم‬ ‫وتطوير مستواه نحو األفضل‪..‬‬ ‫وكان المصــري صالح قـــد سجـــل الموســـم‬ ‫الماضي‪ 44‬هدفا في جميع المباريــات التي شارك‬ ‫فيها‪.‬‬

‫ريال مدريد يدخل غداً منافسات‬ ‫كأس العالم لألندية باإلمارات‬

‫يدخل رفريق ريال مدريد اإلسباني غدا األربعاء‬ ‫منافسات كأس العالم لألندية المقامة حاليا بدولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫حامل اللقب سيواجه األربعاء في نصف النهاية‬ ‫الفائز من مباراة كاشيما الياباني وديبورتيفو غوادا‬ ‫الخارا المكسيكي‪.‬‬ ‫الفريق الملكي يدخل هذه المسابقة الدولية على‬ ‫إيقاع الهزيمة الثقيلة التي لحقت به في بطولة دوري‬

‫األبطال أمام نادي سيسكا موسكو الروسي بثالثية‬ ‫نظيفة بملعبه وأمام جماهيره برسم الجولة السادسة‬ ‫عن المجموعة السابعة‪.‬‬ ‫فريق ريال مدريد خســر المباراة وخســـر أيضا‬ ‫مهاجمه الويليزي غاريث بايل الذي تعرض إلصابة‬ ‫في الكاحل ولم يشارك في التداريب اإلعدادية لمباراة‬ ‫الغد‪.‬‬

‫أسدل الستـــار على بطولــة إفريقيا لكرة‬ ‫القدم الشاطئية بشرم الشيخ بمصر‪ .‬وقد احتل‬ ‫المنتخب المغربــي لكــــرة القــدم الشاطئية‬ ‫المرتبة الرابعة بعد انهزامـه في مباراة الترتيب‬ ‫أمام منتخب مصر بحصة ‪.2-3‬‬

‫وقد توج منتخب السينغال مجددا باللقب‬ ‫عقب فوزه في المباراة النهائية على منتخب‬ ‫نيجيريا‪ ..‬وتأهال معا بشكل مباشر للمشاركة في‬ ‫بطولة العالم لكرة القدم الشاطئية التي ستقام‬ ‫عام‪ 2019‬بالباراغواي‪.‬‬

‫نيمار يحطم رقماً جديداً‬ ‫في دوري أبطال أوربا‬

‫حقق النجم البرازيلي نيمار داسيلفا العب‬ ‫نادي باريس سان جيرمان الفرنسي رقما قياسيا‬ ‫جديدا بعدما أصبح أكثر الالعبين البرازيليين‬ ‫تسجيال لألهداف في بطولة دوري أبطال أوربا‬ ‫بعدما تمكن من تسجيل الهدف الثاني للنادي‬ ‫الفرنسي أمام فريق النجـــم األحمر الصربي‬

‫ومكن فريقه من اعتـــالء صدارة المجموعـــة‬ ‫الثالثة‪..‬‬ ‫وبهدف نيمار في شباك الفريق الصربي‬ ‫وصل إلى الهدف رقـــم ‪ 32‬في دوري أبطــال‬ ‫أوربا متفوقا على مواطنه السابق ريفالدو بهدف‬ ‫واحد في هذه المنافسة الكروية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪972‬‬

‫الحسيمة‬

‫األخيرة‬

‫اجتماع وزاري لتقديم حصيلة المخطط‬ ‫االستراتيجي «الحسيمة منارة المتوسط»‬

‫• جل المشاريع في المراحل األخيرة لإلنجاز‬ ‫• نسبة تنفيذ االلتزامات المالية للمخطط ‪ 80.7 :‬بالمائة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫وبسبب العيوب التي شابت تنفيذ المخطط‪ ،‬ارتفعت أصوات العديد من نشطاء المنطقة منددين‬ ‫بتعطل األوراش‪،‬وجمود تنفيذ بعض المشاريع وااللتفاف على بعضها وعدم احترام األولويات وغياب‬ ‫الرقابة‪ ،‬ومعتبرين أن التفاعل الحكومي مع المخطط الملكي لم يكن في مستوى انتظارات المواطنين‪.‬‬ ‫وبمجرد أن وصلت «رسائل» الحسيميين‪ ،‬ضرب «زلزال سياسي» عددا من المتدخلين الحكوميين‬ ‫لتنطلق عمليات البحث والتقصي حول مدى تنفيذ المخطط الملكي‪ ،‬بعد أن عبر جاللة الملك خالل‬ ‫مجلس وزاري انعقد في ‪ 25‬يونيه من السنة الماضية‪ ،‬عن «استيائه» و «انزعاجه»‪ ،‬و «قلقه» بخصوص‬ ‫تنفيذ المشاريع التي تضمنها برنامج «الحسيمة منارة المتوسط»‪.‬‬ ‫وهكذا كلف جاللة الملك كال من وزير الداخلية والمالية بالقيام باألبحاث والتحريات الالزمة بشأن‬ ‫عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة وتحديد المسؤوليات‪ ،‬كما أمر الحقا رئيس المجلس األعلى للحسابات‪،‬‬ ‫ادريس جطو‪ ،‬بإعداد تقرير تكميلي حول الحسيمة‪.‬‬ ‫التعليمات الملكية ‪ ،‬وكما كان منتظرا‪ ،‬حركت‪ ،‬بسرعة‪ ،‬عجلة التنفيذ‪ ،‬ودفعت كافة الوزارات‬ ‫والقطاعات المعنية‪ ،‬الى االنخراط في عملية المراجعة والتحيين واإلنجاز‪ ،‬ليحصل تقدم كبير في تنفيذ‬ ‫المخطط الملكي للحسيمة التي أرادها جاللة الملك أن تكون منارة للمغرب على المتوسط‪.‬‬ ‫ومن أجل تتبع األوراش والتحقق من نسب اإلنجاز‪ ،‬ترأس لفتيت اجتماع الرباط حيث أكد وزير‬ ‫التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬عبد القادر اعمارة‪ ،‬أن المشاريع المسطرة في إطار المخطط «تتقدم‬ ‫بشكل جيد للغاية”‪.‬‬ ‫وقال اعمارة‪ ،‬في تصريح للصحافة‬ ‫عقب هذا االجتماع‪ ،‬إن المشاريع في‬ ‫جميع القطاعات تنفذ وبشكل عام‪،‬‬ ‫بصورة جيدة للغاية»‪.” .‬‬ ‫وأبرز أنه فيما يتعلــق بقطـــاع‬ ‫المياه‪ ،‬فقد تم عمليا االنتهاء من‬ ‫جميع األوراش‪ ،‬مشيرا إلى أن المشاريع‬ ‫المنجزة في هذا اإلطار تطلبت تمويال‬ ‫يقدر بـ ‪ 12‬مليار سنتيم‪.‬‬ ‫أﻣﺎ بالنسبــة لقطــــاع الطرق‪،‬‬ ‫فقد أوضح الوزير أن ﻣﻌﺪل االلتزام‬ ‫االستثماري بلغ نسبة ‪ 90‬في المائة‬ ‫من أصل ‪ 71‬ﻣﻠﻴﺎر سنتيم‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن وزارته منكبة على إنجاز مشاريع‬ ‫أخرى في إقليم الحسيمة‪ ،‬والتي‬ ‫ال تدخل ضمن برنامج “الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط” ‪ ،‬بما في ذلك سد‬ ‫واد غيس بتكلفة ‪ 1,3‬مليار درهم‪،‬‬ ‫والطريق الرابطة بين تازة والحسيمة‬ ‫(أربعة مليارات درهم) الذي تقدمت‬ ‫فيه األشغال بأزيد من ‪ 80‬في المائة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال وزير الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬رشيد الطالبي العلمي‪ ،‬إن‬ ‫التأخير الذي تم تسجيله في البداية ‪،‬‬ ‫عند اطالق مشروع تنمية “الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط”‪ ،‬تم تداركه خالل هذه السنة‪ ،‬مؤكدا أنه تم االنتهاء من مجموع المشاريع المبرمجة‬ ‫لسنة ‪ 2018‬من قبل وزارته في الموعد المحدد‪.‬‬ ‫وأضاف الطالبي العلمي‪ ،‬أن نسبة إنجاز المشاريع المبرمجة لقطاع وزارته وصلت إلى ‪ 100‬بالمائة‪،‬‬ ‫وأنه لم يعد لوزارته أي مشروع”‪ ،‬معطل‪ ،‬مشيرا إلى أن النقاشات التي عرفها هذا االجتماع الوزاري ‪،‬‬ ‫ركزت على تشغيل البنيات الرياضية المنجزة حتى يستفيد منها المواطنون‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد وزير الثقافة واالتصال‪ ،‬محمد األعرج أن جميع المشاريع التي تخص وزارته توجد‬ ‫في مراحل اإلنجاز النهائية‪ ،‬حيث تجاوزت نسبة التنفيذ ‪ 80‬بالمائة‪ ،‬معربا عن يقينه بأن هذه المشاريع‬ ‫التي تخص المسرح والموسيقى والمراكز الثقافية‪ ،‬ستساهم في تحريك ديناميكية ثقافية جديدة في‬ ‫هذا اإلقليم‪ ،‬انطالقا من سنة ‪ .2019‬كما أن أشغال إعادة تهيئة المواقع التاريخية في إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫تتواصل بجد بالوتيرة المطلوبة‪.‬‬ ‫وفيما يخص قطاع التربية والتعليم‪ ،‬أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي سعيد أمزازي‪ ،‬أن معدل إنجاز المشاريع التي برمجتها وزارته تجاوز الـ ‪ 80‬في المائة‪،‬‬ ‫موضحا أن األمر يتعلق ب ‪ 319‬مشروعا يتطلب إنجازها غالفا ماليا بقيمة ‪ 340‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وأبرز الوزير أنه تمت إعادة تأهيل عدد من الفصول الدراسية‪ ،‬وإحداث عدة مؤسسات تعليمية‬ ‫(ثانويات‪ ،‬ومدارس ابتدائية وجماعاتية )‪ ،‬باالضافة إلى الداخليات‪ ،‬معلنا أنه سيتم السنة المقبلة التخلص‬ ‫من أقسام البناء المفكك في جميع أنحاء إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وأضاف أن اثنين من المعاهد العليا للتكنولوجيا التطبيقية‪ ،‬سيفتحان أبوابهما السنة المقبلة في‬ ‫اإلقليم‪ ،‬معربا عن رغبة الوزارة في إنشاء مدرسة وطنية للتجارة والتسيير‪ ،‬وكلية متعددة التخصصات‪،‬‬ ‫وحي جامعي في اإلقليم على مساحة ‪ 50‬هكتارا‪.‬‬

‫تقرير عامل الحسيمة‬

‫وكان عامل إقليم الحسيمة‪ ،‬فريد شوراق‪ ،‬قدم بيانات تفصيلية حول تقدم األشغال في مشاريع‬ ‫«الحسيمة منارة المتوسط» وذلك خالل اجتماع موسع‪ ،‬عقد شهر يونيه الماضي لهذا الغرض ‪،‬حيث‬

‫أكد أن نسبة تقدم تنفيذ المشاريع وصلت إلى ‪ 94,97‬في المائة من االلتزامات المالية المسطرة‪ ،‬قبل‬ ‫‪ 31‬دجنبر ‪ ،2018‬مبرزا أن وتيرة اإلنجاز تسير وفق اآلجال المحددة‪.‬‬ ‫وأوضح أن مختلف المتدخلين في هذا المخطط تعهدوا بالتزامات مالية تصل إلى ‪ 5‬مليارات‬ ‫و‪ 549,5‬مليون درهم قبل متم ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2018‬موضحا أن كلفة المشاريع المنجزة أو في طور اإلنجاز‬ ‫تناهز ‪ 5‬مليارات و ‪ 257‬مليون درهم‪ ،‬ما يمثل ‪ 80,7‬في المائة من الغالف المالي اإلجمالي لبرنامج‬ ‫«منارة المتوسط»‪ ،‬والبالغ ‪ 6‬مليارات و ‪ 515‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وبعد أن أشار إلى أن وتيرة األشغال بلغت مستوى «مشرفا»‪ ،‬دعا عامل إقليم الحسيمة كل القطاعات‬ ‫إلى الحرص على الوفاء بااللتزامات ضمن اآلجال المحددة وبالمواصفات المطلوبة‪ ،‬معتبرا أن هذا‬ ‫المشروع يهدف إلى «دمقرطة الخدمات االجتماعية وخدمات القرب‪ ،‬مع الحرص على توزيع المشاريع‬ ‫بين مختلف المجاالت القروية والحضرية لتقليص الفوارق داخل اإلقليم»‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أبرز أن عدد المشاريع التي تدخل ضمن برنامج منارة المتوسط (‪،)2019 – 2015‬‬ ‫يصل إلى ‪ 804‬مشروعا في مختلف القطاعات‪ ،‬من بينها ‪ 300‬مشروعا جاهزا و‪ 504‬مشروعا في طور‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬جلها فاق تقدم األشغال بها عتبة ‪ 50‬في المائة‪.‬‬ ‫وبعد أن سجل بأن عددا كبيرا من المشاريع سيتم تسليمها قبل متم نهاية السنة الجارية‪ ،‬دعا‬ ‫شوراق مختلف الشركاء إلى القيام بشكل استباقي بكافة التدابير الضرورية إلنجاح مرحلة ما بعد التسليم‬ ‫وضمان التدبير الجيد لكافة المرافق‪ ،‬سواء تعلق األمر بالتجهيزات أو الموارد البشرية الضرورية‪ ،‬لتحقيق‬ ‫الغاية من هذا البرنامج الملكي‪ ،‬والمتمثلة في الرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين‪.‬‬ ‫وفي معــرض تطرقــه لقطـــاع‬ ‫الصحة‪ ،‬أفاد عامل اإلقليم خالل عرض‬ ‫بالمناسبة بأن هنـــاك ‪ 34‬مشروعا‬ ‫مخصصا لهذا الجانب‪ ،‬تم االنتهاء من‬ ‫‪ 22‬مشروعا‪ ،‬بينما يوجد ‪ 12‬مشروعا‬ ‫قيد اإلنجاز‪ ،‬مضيفا أن االعتمادات‬ ‫المالية المتلزم بها في هذا القطاع‬ ‫وصلــت إلى اآلن ‪ 343,16‬مليـــون‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وبخصــوص الشــق االجتماعي‪،‬‬ ‫تمت برمجة ‪ 21‬مشروعا‪ ،‬ضمنه‬ ‫مشروع واحد تم بالفعل استكماله‪،‬‬ ‫و‪ 20‬مشروعا في طور التنفيذ (‪47,58‬‬ ‫مليون درهم)‪ ،‬مذكرا أنه في ما يخص‬ ‫البنيات التحتية الرياضية (‪450,93‬‬ ‫مليون درهم) فقد خرج إلى حيز الوجود‬ ‫‪ 28‬مشروعا‪ ،‬وال يزال ‪ 26‬مشروعا في‬ ‫طور التنفيذ‪.‬‬ ‫أما على مستوى الطرق‪ ،‬فيصل‬ ‫عدد المشاريع المبرمجة ضمن «منارة‬ ‫المتوسط» إلى ‪ 12‬مشروعا‪ ،‬توجد‬ ‫كلها في طور اإلنجاز (‪ 543,22‬مليون‬ ‫درهم ملتزم بها)‪ ،‬بينما يصل عدد‬ ‫المسالك إلى ‪ 17‬مشروعا‪ ،‬أحدها تم‬ ‫االنتهاء من إنجازه بالفعل (‪152,84‬‬ ‫مليون درهم)‪.‬‬ ‫وفي ما يخص الفالحة‪ ،‬سجل المسؤول ذاته أنه تم االنتهاء من أشغال ‪ 38‬مشروعا‪ ،‬بينما توجد‬ ‫أشغال ‪ 25‬مشروعا آخر في طور التنفيذ (‪ 121,69‬مليون درهم)‪ ،‬إلى جانب ‪ 37‬مشروعا لتهيئة المدارات‬ ‫السقوية الفالحية‪ 15 ،‬منها بينها جاهزة‪ ،‬و ‪ 22‬في طور اإلنجاز (‪ 29,5‬مليون درهم)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالتأهيل الترابي‪ ،‬أبرز شوراق أنه تم بالفعل الشروع في إنجاز ‪ 5‬مشاريع (‪ 243,2‬مليون‬ ‫درهم) لتهيئة عدد من الواجهات الساحلية (كورنيش)‪ ،‬تم االنتهاء من أحدها في وقت سابق‪ ،‬بينما تم‬ ‫استكمال ستة من أصل ‪ 22‬مشروعا في مجال الوقاية من الفيضانات (‪153‬مليون درهم)‬ ‫وفي معرض تطرقه لقطاع الثقافة‪ ،‬أبرز عامل إقليم الحسيمة أنه يجري إنجاز ثالثة مشاريع (‪38,39‬‬ ‫مليون درهم) إلى جانب ‪ 5‬مشاريع أخرى لترميم التراث (‪ 11,3‬مليون درهم)‬ ‫من جهة أخرى‪ ، ،‬أفاد العامل أنه تم إنجاز ‪ 45‬مشروعا في مجال التزود بالماء والتطهير الصحي‬ ‫والكهربة (‪ 1143,05‬مليون درهم) فيما يوجد ‪ 21‬مشروعا آخر قيد اإلنجاز‪.‬‬ ‫أما بخصوص قطاع التربية الوطنية (‪ 339,46‬مليون درهم)‪ ،‬فقد أشار العامل إلى إنجاز ‪ 99‬مشروعا‪،‬‬ ‫في حين يوجد ‪ 225‬مشروعا آخر قيد التنفيذ‪ ،‬بينما تم إنجاز مشروعين في قطاع التكوين المهني‬ ‫(‪ 28,97‬في المائة)‪ ،‬وتم الشروع في إنجاز مشروعين اثنين‪.‬‬ ‫وفي الشق المتعلق بالشؤون الثقافية وتأهيل الحقل الديني‪ ،‬فقد تم االنتهاء من مشروع واحد من‬ ‫أصل ‪ 6‬مشاريع قيد االنجاز (‪ 86,11‬مليون درهم)ـ‬ ‫وبخصوص تهيئة األحياء الناقصة التجهيز والمراكز القروية (‪ 1100‬مليون درهم)‪ ،‬فقد تم االنتهاء‬ ‫من مشروعين من أصل ‪ 48‬مشروعا مبرمجا ضمن منارة المتوسط‪ ،‬بينما خصص لقطاع البيئة والمطارح‬ ‫العمومية‪ ،‬مشروعان يوجدان في طور اإلنجاز (‪ 72,33‬مليون درهم)‪.‬‬ ‫وبخصوص قطاع السياحة‪ ،‬أشار عامل اإلقليم إلى أنه تم إنجاز مشروع واحد فقط (‪ 51,64‬مليون‬ ‫درهم)‪ ،‬إلى جانب إطالق ‪ 62‬مشروعا (‪ 102‬مليون درهم) في مجال تثمين التراث الطبيعي‪ ،‬تم االنتهاء‬ ‫من ‪ 39‬مشروعا من بينها‪.‬‬

‫عزيز كنوني مع (و‪.‬م‪.‬ع)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.