Achamal n° 973 le 25 Décembre 2018

Page 1

‫المغاربة ال يريدون جهوية تظل‬ ‫حبرا على ورق‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 973‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 17‬ربيع الثاين ‪� 25 / 1440‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫المغاربة ال يريدون مؤسسات جهوية تظل‬ ‫حبرا على ورق‪ .‬بل إنهم يتطلعون لجهات فاعلة‬ ‫تتجاوب وانشغاالتهم المحلية وتساهم في تحسين‬ ‫معاشهم اليومي‪ .‬القوانين المنظمة للجماعات‬ ‫الترابية حددت للجهات مهام النهوض بالتنمية‬ ‫المندمجة والدائمة‪ ،‬كما رسمت لمجالس العماالت‬ ‫واألقاليم مهام النهوض بالتنمية االجتماعية‪ ،‬في‬ ‫المجال القروي كما في المجاالت الحضرية‪ ،‬وسطرت‬ ‫للجماعات مهام تقديم خدمات القرب للساكن‪ .‬إن‬ ‫مختلف جهات المملكة قطعت “أشواطا متفاوتة”‬ ‫في وضع برامج التنمية الجهوية‪ ،‬وأن ضمان ترجمة‬ ‫هذه البرامج إلى منجزات فعلية على المستوى الترابي‪ ،‬يتطلب إمعان التفكير في كيفية تعبئة التمويالت‬ ‫الضرورية لهذه البرامج وتنويعها عبر مختلف الشراكات بما فيها التعاون الالمركزي‪.‬‬ ‫من رسالة جاللة الملك للمشاركين في الملتقى البرلماني الثالث للجهات‪.‬‬

‫الذكرى السبعون لميثاق حقوق اإلنسان‬ ‫دستور ‪ 2011‬يعتبر ميثاقاً حقيقياً للحريات والحقوق‬ ‫األساسية ويتالءم والمرجعية الكونية لحقوق اإلنسان‬

‫احتفل العالم ‪ ،‬كما دأب في العاشر من دجنبر‪ ،‬من كل عام‪ ،‬باليوم العالمي لحقوق اإلنسان الذي يصادف‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬الذكرى السبعين إلعالن األمم‬ ‫المتحدة الئحة حقوق اإلنسان بباريس ‪ ،‬في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وما خلفت من موت ودمار وأهوال‪ ،‬حيث جاء هذا الميثاق ليؤكد حقيقة الوجود‬ ‫البشري على األرض‪ ،‬الرافض لمبدإ القوة‪ ،‬والمعانق لمبادئ القيم المبنية على الحق التي دعا الميثاق األممي إلى احترامها بدون نقاش‪.‬‬ ‫اإلعالن األممي لحقوق اإلنسان أكد عالمية هذه الحقوق وشموليتها وطابعها اإللزامي بالنسبة لكافة دول العالم‪ .‬إال أن الكثير من هذه الدول‪،‬‬ ‫الديمقراطية منها خاصة‪ ،‬تفضل مصالحها اآلنية‪ ،‬عن التنديد باالنتهاكات الصارخة لحقوق اإلنسان التي يشهدها العديد من بلدان العالم‪ ،‬خاصة‬ ‫بالعالم العربي‪ ،‬حيث يتنكرالعديد من قاداته لحقوق االنسان وأهمها الحق في الحياة !‬ ‫ولعل أشنع مثال على ذلك ما يالقيه الشعب اليمني من أهوال الحصار والتقتيل والتجويع والموت علي يد شعب عربي مسلم‪ ،‬يدعي خدمة األماكن‬ ‫المقدسة و رعاية «ضيوف الرحمان»‪ ،‬وال من يتحرك‪ ،‬مما يسمى بالعالم الحر‪ ،‬والعالم الديمقراطي الذي شغلته مصالحه عن االلتفات إلى معاناة الشعوب‬ ‫المقهورة بالعديد من أرجاء العالم‪ .‬فأين نحن من مفهوم عالمية وشمولية حقوق اإلنسان ؟ !‪....‬‬ ‫وفي المغرب‪ ،‬تطورت األوضاع الحقوقية في االتجاه الصحيح‪ ،‬ليحقق الشعب بعض مطالبه فيما يخص جوانب من الحقوق األساسية‪ ،‬ال منّ ألحد في‬ ‫ذلك‪ ،‬غير النضال الراسخ للنخبة الواعية التي راهنت على النضال من أجل انتزاع الحقوق‪ ،‬بعد أن اقتنع الجميع‪ ،‬بأن «القوة» ال تعدُ وال تعوض‪ ،‬وأن العنف‬ ‫ال ينفع وال يدفع وال يشفع !‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪973‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫إنجاز مشروع نموذجي لفائدة األشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة بشفشاون‬ ‫خطوة حقوقية ومدنية في االتجاه الصحيح‬ ‫‪-‬‬

‫ليس من باب التطفل على قضايا الغير أن نتناول موضوع حقوق‬ ‫األشخاص في وضعية إعاقة في المغرب‪ ،‬ألن هذه الحقوق ينبغي أن‬ ‫تكتسي أولوية في سلم االنشغاالت المجتمعية واالجتماعية‪ ،‬إذ أن نسبة‬ ‫هامة من أفراد المجتمع المغربي وأسرهم يعانون بمرارة من أوضاع‬ ‫الحيف والظلم والالمساواة بسبب ضعف وتأخر تنزيل السياسات العمومية‪،‬‬ ‫والبرامج الجهوية والمحلية واإلقليمية الموجهة لفئة األشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬وبالتالي يعانون من إهدار للحقوق األساسية لهذه الفئة التي كفلتها‬ ‫المواثيق والمعاهدات الدولية‪ ،‬والدستور المغربي و القوانين ذات الصلة‪.‬‬ ‫وإن كانت قضية األشخاص في وضعية إعاقة قد حملتها على عاتقها‬ ‫تنظيمات كما حملها أشخاص مناضلون استطاعوا أن يوصلوا صوت هذه‬ ‫الفئة عاليا وطنيا ودوليا‪ ،‬وجهويا ومحليا‪ ،‬كما حققوا العديد من اإلنجازات‬ ‫على األرض في معظم التراب الوطني‪ ،‬فإن المشوار مازال طويال لتمكين‬ ‫هذه الفئة من الحقوق األساسية وإدماجها في النسيج المجتمعي واإلنتاجي‬ ‫للمساهمة في تنمية البالد‪ ،‬والتمتع بالعيش الكريم والكرامة اإلنسانية‬ ‫كباقي األفراد والفئات األخرى دون تمييز أو إقصاء‪ ،‬ومن خالل مقاربة‬ ‫حقوقية شاملة تأخذ بعين االعتبار المقاربات األخرى ذات الفاعلية ومنها‬ ‫مقاربة النوع االجتماعي‪.‬‬ ‫ومن اإلشكاالت التي ترتبط بقضية األشخاص في وضعية إعاقة‪،‬‬ ‫التفاوت في التوزيع المجالي للتجهيزات والمرافق والخدمات المتعلقة‬ ‫باألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬وبشكل خاص بين المجال الحضري والمجال‬ ‫القروي وبين الحواضر الكبرى والمدن الصغرى والمراكز الحضرية والقروية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد يمكن اعتبار المشروع النموذجي لجمعية التنمية‬ ‫المحلية‪-‬المغرب بمدينة شفشاون لفائدة هذه الفئة بارقة أمل‪ ،‬حيث تنجزه‬ ‫بتمويل من الوكالة األندلسية للتعاون الدولي من أجل التنمية‪ ،‬وبشراكة‬ ‫مع منظمة بروديفيرسا اإلسبانية والجماعة الحضرية لشفشاون والمديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والمديرية اإلقليمية للصحة‪ ،‬وبمشاركة‬ ‫فاعلة للجمعيات العاملة في مجال اإلعاقة‪.‬‬ ‫المشروع يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في تعامل الفاعل العمومي‬ ‫المحلي بصفة خاصة والمجتمع المدني بصف عامة مع قضية األشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة باألساس‪ ،‬ويتوخى تحسين حقوق األشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة‪ ،‬خاصة النساء واألطفال بمدينة شفشاون الذين يعانون من‬ ‫الهشاشة واإلقصاء بدرجة مثيرة للقلق وغير القادرين على الولوج في أغلب‬ ‫األحيان للخدمات األساسية مثل التعليم والصحة‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬سيتم من خالل هذا التدخل تعزيز حق ولوج‬ ‫األشخاص في وضعية إعاقة للصحة والتعليم‪ ،‬وكذا الحق في العيش بصفة‬ ‫مستقلة حتى يتم إدماجهم داخل المجتمع ومشاركتهم في الحياة الثقافية‬ ‫واألنشطة الرياضية والترفيهية من خالل تكوين الفاعلين العاملين بمجال‬ ‫اإلعاقة‪ ،‬وتحسين الولوج للبنيات التحتية والولوج للمرافق وتقديم إرشادات‬ ‫لألشخاص (األساتذة‪ ،‬األطباء‪ ،‬النساء الحاضنات لشخص في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬الفاعلين‪ ،‬إلخ‪ ،)...‬تعليم لغة اإلشارة وطريقة برايل‪ ،‬والدعم النفسي‬ ‫باإلضافة إلى تنظيم حمالت تحسيسية وتوعية‪.‬‬

‫ويتوخى المشروع الذي انطلق في ماي ‪ 2017‬تحقيق نتائج مهمة‬ ‫على مدى سنتين‪ ،‬كتحسين قدرات الفاعلين بمجال اإلعاقة لضمان ولوج‬ ‫األشخاص في وضعية إعاقة للحقوق اإلنسانية‪ ،‬وتقوية دور الفاعلين بمجال‬ ‫اإلعاقة لتعزيز تمتع األشخاص في وضعية إعاقة بحقوقهم‪ ،‬وتعزيز احترام‪،‬‬ ‫وكذا تقبل األشخاص في وضعية إعاقة باعتبارهم فئة من المجتمع‪ ،‬وتقوية‬ ‫قدرات النساء لرفع التمييز والتهميش االجتماعي عن األشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬وذلك من خالل إنجاز األنشطة التالية‪:‬‬ ‫ إزالة الحواجز المعمارية وتوفير تجهيزات سهلة الولوج لمدرسة‬‫الحسن أبي جمعة؛‬ ‫ إنجاز ثمانية (‪ )08‬دورات تكوينية لفائدة األساتذة حول التعليم‬‫الدامج؛‬ ‫التقليص من الحواجز المعمارية واقتناء تجهيزات ومعدات مالئمة‬‫للمكتبةالبلدية؛‬ ‫ تحسين الولوج للمركز الصحي باب العين؛‬‫‪ -‬التقليص من الحواجز المعمارية للمجمع الرياضي محمد السادس؛‬

‫‪2‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫إنجاز ‪ 15‬دورة تكوينية (‪ 5‬ساعات لكل حصة) لفائدة العاملين في‬‫مجال الصحة حول «الرعاية والكشف المبكر عن اإلعاقة» بالتعاون مع‬ ‫المصلحة األندلسية للصحة؛‬ ‫إعداد المخطط الجماعي والمصادقة عليه وتنفيذه لولوج المباني‬‫والمرافقالعمومية؛‬ ‫ إزالة الحواجز الحضرية بمناطق مختلفة بمدينة شفشاون؛‬‫إحداث وسيلة نقل عمومية خاصة باألشخاص في وضعية إعاقة؛‬‫ تنظيم خمس (‪ )05‬دورات تكوينية حول «الولوجيات» لفائدة تقنيي‬‫البنية التحتية باإلقليم؛‬ ‫تجهيز وتأهيل البنية التحتية لدار الجمعيات باعتبارها فضاء يمكن‬‫الولوج إليه؛‬ ‫اقتناء تجهيزات وبرامج معلوماتية وتكوين األشخاص في وضعية‬‫إعاقة بصرية حول كيفية استعمال هذه التجهيزات؛‬ ‫إحداث شبكة من الجمعيات المحلية للدفاع عن حقوق األشخاص‬‫في وضعية إعاقة؛‬ ‫ تنظيم دورة تكوينية حول «لغة اإلشارة» لفائدة األشخاص في‬‫وضعية إعاقة والفاعلين المهتمين؛‬ ‫إنجاز خمس (‪ )05‬دورات تكوينية لتكوين المكونين في لغة اإلشارة؛‬‫ تنظيم دورة تكوينية حول «نظام القراءة والكتابة بطريقة برايل»‬‫لفائدة األشخاص في وضعية إعاقة بصرية؛‬ ‫تنظيم خمس (‪ )05‬دورات تكوينية لتكوين المكونين في نظام‬‫القراءة والكتابة بطريقة برايل؛‬ ‫تنظيم عشر (‪ )10‬دورات تكوينية حول «إيالء اهتمام خاص‬‫لألشخاص في وضعية إعاقة» لفائدة النساء الحاضنات ألشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة؛‬ ‫تنظيم يومين تحسيسين لفائدة االشخاص في وضعية إعاقة‬‫للتوعيةبحقوقهم؛‬ ‫ تنظيم لقاءين بين المنتخبين وموظفي جماعة شفشاون لتعزيز‬‫المواقف التقبلية تجاه حقوق األشخاص في وضعية إعاقة؛‬ ‫ تنظيم حملة تحسيسية (من خالل االحتفال بحدثين هامين) لتعزيز‬‫المفاهيم اإليجابية والرفع من الوعي االجتماعي لألشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة؛‬ ‫ إنجاز أنشطة لفائدة تالميذ المدارس‪ ،‬من خالل الحوار والوسائل‬‫السمعية ـ البصرية‪ ،‬لتشجيع االعتراف بمهارات وكفاءات وقدرات‬ ‫ومساهمات األشخاص في وضعية إعاقة؛‬ ‫دعم المجلة البلدية لنشر صورة محترمة وملتزمة عن وضعية‬‫األشخاص في وضعية إعاقة؛‬ ‫ تنظيم دروس لمحو األمية لمدة ‪ 10‬أشهر لفائدة النساء في وضعية‬‫إعاقة؛‬ ‫ تنظيم ‪ 10‬دورات في الدعم النفسي لفائدة النساء في وضعية إعاقة؛‬‫ تنظيم ورشتيين خاصتين لفائدة العاملين مع النساء في وضعية‬‫إعاقة وتمكينهم من اآلليات الخاصة بالكشف عن حاالت العنف؛‬ ‫تنظيم أربع (‪ )04‬دورات للتوعية والتحسيس لفائدة النساء في‬‫وضعية إعاقة حول حقوقهن كنساء؛‬ ‫ تنظيم عشر (‪ )10‬دورات في الدعم النفسي لفائدة الحاضنات‬‫لألشخاص في وضعية إعاقة‪.‬‬ ‫وإذا كان التنسيق والشراكة بين المجتمع المدني والجماعات الترابية‬ ‫بمختلف مستوياتها يبقى ضروريا لتحقيق بعض المكاسب الحقوقية في‬ ‫الميدان لألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬فإن األمر يقتضي إشراك دائم‬ ‫للمعنيين باألمر(ال شيء يخصنا أو لنا بدوننا )‪ ،‬كما يحتاج إلى مقاربة‬ ‫شمولية على صعيد التراب الوطني تكتسي طابع اإللزامية في التنفيذ‪ ،‬إذ‬ ‫يالحظ أنه رغم وجود اعتراف رسمي ومدني وشعبي بعدالة الملف الحقوقي‬ ‫العام والمطالب االجتماعية واالقتصادية والمدنية لألشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬فإن تنزيل هذه الحقوق واالستجابة لهذه المطالب ال يرقيان إلى‬ ‫طموحات األشخاص في وضعية إعاقة وتنظيماتهم المسؤولة والفاعلة‪.‬‬

‫ب�سبب ف�ستان‬ ‫امر�أة‪! ‬‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫القضاء المصري يوجد في حالة استنفار قصوى‪ ،‬ليس بسبب المحاكمات‪ ‬‬ ‫الماراطونية للرئيس محمد محمد مرسي وفوق المائتين من «قبيلته»‬ ‫المتابعين بجرائم «التخابر مع العدو»‪،‬و العدو المقصود هنا ليس ‪ ‬إسرائيل‪،‬‬ ‫أبدا‪ ،‬فإسرائيل صارت عزيزة على العسكر الحاكمين بأرض الكنانة‪ ،‬ال‪ ،‬بل إن‬ ‫العدو‪ ‬المقصود هم إخوة المصريين في اهلل ‪ ‬والدين والوطن‪ ،‬شعب قطر‬ ‫الذي استصغروا شأنه‪ ،‬فاستأسدوا ‪ ‬عليه‪ ‬وحاصروه وحاولوا «احتالله» لوال‬ ‫تدخل الرئيس الفرنسي جاك شيراك‪ ،‬في آخر لحظة‪.! ‬‬ ‫القضاء المصري استنفــر ‪ ‬جل «ميليشياته» بسبب «فستــان» فنانة‬ ‫مصرية أصيلة‪ ،‬رانية يوسف‪ ،‬طلعت به‪ ‬خالل حفل اختتام مهرجان القاهرة‬ ‫السينمائي الدولي‪ُ ،‬فتح لها‪ ،‬بسببه‪ ،‬ملف قضائي ‪« ‬ثقيل»‪ ،‬إثر «بالغ»‬ ‫تقدم به إلى النيابة العامة ‪ ‬أربعة محامين من «نبغاء» هيئة المحامين‬ ‫المصريين «األجالء»‪« ،‬الغيورين» على األخالق العامة ‪ ،‬األوصياء على‬ ‫«سمعة» المرأة المصرية في أرض الكنانة‪ ،‬بلد‪« ‬رقصني يا ولد» (وهم‬ ‫ينطقون القاف ألفا‪ ،‬كما تعلمون)‪ ،‬وتم تكييف التهم ‪ ‬على خلفية الشرع‬ ‫الحكيم‪ ،‬وصدر بذلك بالغ من النيابة العامة‪ ،‬يقضي بتقديم «المجرمة»‬ ‫رانيا يوسف‪ ،‬إلى «محاكمة عاجلة»‪ ،‬وفق قانون ‪ ،‬شدوا أحزمتكم‪« ،‬مكافحة‬ ‫الدعارة»‪ ،‬حدد يوم اإلثنين ‪ 12‬يتاير ‪ ‬ألولى جلساتها !‬ ‫الفنانة رانية يوسف‪ ،‬توبعت بجريمة ارتكاب «فعل فاضح» والتحريض‬ ‫على الفســق والفجــور‪ ،‬ونشــر‪ ‬الرذيلة‪ ،‬وإغواء الشبــاب واإلســاءة‬ ‫إلى المرأة المصرية‪« ،‬وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقانون «في بالد‬ ‫الحق والقانـون» ‪ ‬ولم يبق من هـذا النوع من الجرائـم سوى «تكوين‬ ‫عصابة» ‪ ‬لإلتجار بالبشر عن طريق التحريض على «الفساد» ‪ ‬و «القوادة» ‪ ‬ـ‬ ‫حاشاكم ـ ‪ ‬أو «الخيانة العظمى»‪ ،‬وهي من الجرائم «الشائعة» في‬ ‫محاكم الشرق األوسط‪ ،‬التي تتمتع بدرجة عالية من اإلستقامة والنزاهة‬ ‫واالستقاللية‪! ‬‬ ‫وليست هذه المرة األولى التي «يتطوع» فيها المحامون المصريون لـ‬ ‫«التبليغ» عن ممارسات يعتبرونها مخلة بالحياء‪ ‬أو عن مطبوعات‪ ‬يطعنون‬ ‫في محتواها بدعوى اإلساءة إلى تقاليد وقيم أهل المشرق‪ ،‬إذ إنه ليس‬ ‫ببعيد‪ ‬قدم المحامي سمير صبري بالغا ضد الفنانة غادة عبد الرزاق بسبب‬ ‫تدوينة على حسابها‪ ‬على انستجرام‪ ،‬ترد فيها على المعجبين بها «وهي‬ ‫في حالة تشبه السكر وترتدي مالبس نوم فاضحة» وطالب بمعاقبتها بجرم‬ ‫«الفعل الفاضح»‪ ! ‬وتمت بالفعل محاكمة الفنانة غادة‪ ،‬إال أن المحكمة‬ ‫برأتها من تهمة الفعل الفاضح‪.....!!! ‬‬ ‫بحثنا في مدلول الكلمات الدالة على هذه الجرائم‪ ،‬فوجدنا‪ ‬أن «الفسق»‬ ‫ارتكاب الكبائر كالسرقة والربا والزنا‪ ‬ونحو ذلك‪ .‬أما الفجور‪ ‬فهو في‬ ‫المصطلح الشرعي الخروج عن حدود الشرع‪ ،‬و االنحراف واالستهتار بتعاليم‬ ‫الشرع‪ ،‬وعدم االكتراث بالمعاصي‪ ‬كالبهتان والتنكيل في القتل واليمين‬ ‫المغموس‪ .‬وأما نشر الرذيلة فهو التحريض على الفسق والفجور‪ ،‬وإغواء‬ ‫القصر يعني استدراجهم إلى الغواية‪ ....‬وتبقى جريمة اإلساءة إلى المرأة‬ ‫المصرية التي أترك لها ولنساء بلدان العرب إبداء الرأي فيها‪ ! ‬‬ ‫كلمات فضفاضة‪ ،‬مطاطية‪ ،‬تذكرنا بقانون «كل ما من شأنه» الذي‬ ‫ابتكره االستعمار العتقال الوطنيين المغاربة ومتابعتهم‪ ،‬والذي يعفيه‬ ‫من تكييف التهم بالدقة المطلوبة قانونا‪.‬‬ ‫الفنانة رانيا يوسف التي أراد أربعة من المحامين المصريين الزج بها‬ ‫في السجن لخمس سنوات ‪ /‬وال تقل عن سنتين‪ ،‬ألصق بها «المتضايقون»‬ ‫من «فستانها»‪« ‬جرائم‪ ‬أخالقية»‪ ‬كالفعل الفاضح والتحريض على الفسق‬ ‫والفجور وإغواء‪ ‬القصر‪ ،‬ونشر الرذيلة ‪ ‬واإلساءة للمرأة المصرية‪.‬‬ ‫وإنه ليسهل على المالحظين القول بأن مهرجان القاهرة السينمائي‬ ‫«فضــاء» خـاص‪ ‬بالفنانيـن المصرييـن واألجانـب‪ ،‬وأن أهل الفـن لهم‬ ‫عالمهم الخاص ‪ ‬وموضاتهم و «إيتيكاتهم»‪ ،‬و «صيحاتهم» الخاصة في‬ ‫المأكل والملبس ‪ ‬والماكياج وتسريحات الشعر‪ ،‬والعطورات‪ ،‬وحتى المشي‬ ‫فوق ‪ ‬البساط األحمر له طقوسه وإيقاعاته إلى آخر ذلك من األمور التي‬ ‫يختص بها أهل الفن‪ ،‬نساء ورجاال‪.‬‬ ‫قد «يزعج»‪ ‬بعض «المكبوتين»‪ ‬تبختر الفنانات والفنانين وهم فوق‬ ‫البساط األحمر ‪ ،‬وقد يستفزهم ـ جنسيا ـ‪ ‬لباس الفنانات الكاشف لبعض‬ ‫المفاتن كالظهر واليدين والسيقان‪ ،‬هذا ال يعني إطالقا «فعال‪ ‬فاضحا»‬ ‫بالمفهوم الحديث للكلمة حين نسقطها على أهل الفن الذين ال يفرضون‬ ‫فنهم على من ال يرغب فيه أو يعتبره‪ ‬فجورا وفسقا وضاللة‪ ،‬وكل ضاللة‬ ‫في النار‪ .! ‬ومع ذلك فقد اعتذرت الفنانة رانية لجمهورها وللشعب المصري‬ ‫في بيان ‪ ‬قالت فيه إنها لم تكن تقصد الظهور بشكل يثير حفيظة وغضب‬ ‫الكثيرين ممن اعتبروا الفستان «غير الئق»‪ .‬وأضافت «من الممكن أن‬ ‫يكون خانني التقدير حيث ارتديت الفستان للمرة األولى‪ ...‬آراء مصممي‬ ‫األزياء ومتخصصي الموضة غالبا ما تؤثر علي قرارات اختيار المالبس»‪.‬‬ ‫ولكم أن تتصوروا حالة الشعب المصري والشعوب العربية األخرى لو أنه‬ ‫تم‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬التعامل ‪ ‬معهم بمنطق المحامين المصريين في فهمهم‬ ‫لـ «جرائم» الفعل الفاضح ‪ ‬والفجور والفسق ‪ ‬والتحريض على الرذيلة إلى‬ ‫آخره‪......‬‬ ‫ثم أال يمكنكم أن تصمدوا‪ ،‬لبضع دقائق‪ ،‬أمام جسد فاتن المرأة فاتنة‪،‬‬ ‫وساقين منحوتتين ممشوقتين‪ ‬وشعر يلمع كالشعاع ونهد نافر‪ ،‬وجسد‬ ‫كقصيدة شعر ‪ ‬تغنى بها عنترة بن شداد في جاهليته أو عمر بن أبي ربيعة‪ ‬‬ ‫في غزلياته‪ ،‬أو نزار قباني‪ ‬في «تسبيحاته» من أجل المرأة والحب ‪ ......‬أم إن‬ ‫المكر و «النفاق» بعض من طبائعكم أيها ‪ ‬المكبوتون ؟‪.....! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان‪ ،‬تأسست سنة ‪ .1919‬لذا تعتبر من أقدم‬ ‫وأبرز المؤسسات الثقافية والفنية والتراثية بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫ومن أهم أهدافها‪ :‬المحافظة على مجموعة من الحرَف المهنية‪ ،‬ذات الطابع‬ ‫اإلسالمي األندلسي‪ ،‬من خالل تلقين أسرارها لألجيال الراغبة في التكوين والتحصيل‪.‬‬ ‫ومازالت تؤدي دورها في هذا المجال داخل محترفات وأقسام الزخرفة والتلوين على‬ ‫الخشب ‪ -‬النجارة ‪ -‬الخشب المنقوش ‪ -‬الخزف والزليج‪ -‬الجبس المنقوش ‪ -‬النحاسيات‪-‬‬ ‫الحدادة الفنية ‪ -‬الخشب المطعَّم ‪ -‬الطرز ‪ -‬الجلود‪.‬‬ ‫مدة التكوين ‪ 4‬سنوات‪ ،‬يتمكن فيها التلميذ المتفوق‪ ،‬من الحصول على شهادة‬ ‫اعتراف بما أخذه عن معلمه من أسرار المهنة‪.‬‬ ‫وقد عرفت المدرسة خالل السنوات األخيرة‪ ،‬تطوراً ملحوظاً‪ ،‬برز في إنشاء رواق‬ ‫خاص بالفنون التشكيلية «قاعة بيرتوشي»‪ ،‬وفضاء المنظري للتراث والفنون‪ ،‬وانفتاحها‬ ‫على محيطها‪ ،‬واحتضانها للعديد من األنشطة الثقافية والفنية‪.‬‬ ‫وفي إطار تخليد ذكرى مرور ‪ 99‬سنة على تأسيسها‪ ،‬نظمت المدرسة مساء اإلثنين‬ ‫‪ 17‬دجنبر ‪ 2018‬بفضاء دار الثقافة‪ ،‬حف ً‬ ‫ال بهيجاً‪ ،‬افتُتح بمعرض لمنتجات دار الصنعة‪،‬‬ ‫واختتم بحصة موسيقية‪.‬‬ ‫وبين المفتتح والمختتم‪ ،‬تابع المدعوّون بالقاعة الكبرى لدار الثقافة الفقرات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫ حصة من الموسيقى األندلسيــة لجــوق محمد العربي التمسماني للمعهـــد‬‫الموسيقي بتطوان‪ ،‬برئاسة األستاذ محمد األمين األكرامي‪.‬‬ ‫ كلمة مدير المدرسة األستاذ أنس الصردو‪.‬‬‫ تقديم شريط وثائقي حول المدرسة‪.‬‬‫ توزيع الشواهد على المتخرجين برسم موسم ‪.2018/2017‬‬‫ عرض مسرحية من تشخيص تلميذات قسم الطرز بدار الصنعة‪.‬‬‫ حصة موسيقية‪.‬‬‫ تكريم أحد فعاليات المجتمع المدني بتطوان‪.‬‬‫ توزيع الجوائز على التالميذ المشاركين في النشاط الرياضي‪.‬‬‫ اإلعالن عن نتائج مسابقة أفضل اإلبداعات الحرفية لتالميذ المدرسة‪ ،‬مع تقديم‬‫الجوائز الخاصة بها‪.‬‬ ‫ اإلعالن عن نتائج مسابقة أفضل اإلبداعات الحرفية لمعلمي المدرسة‪ ،‬مع تقديم‬‫الجوائز الخاصة بها‪.‬‬ ‫وبما أنني كنت ضمن المدعوين‪ ،‬الذين خصهم أخونا األستاذ أنس الصردو بعنايته‬ ‫ورعايته‪ ،‬فيجب أن أُقرَّ وأعترف بأنني استمتعتُ بهذه األمسية أيما استمتاع‪ ،‬وخرجت‬ ‫منها بما يلي‪:‬‬ ‫ أن نجاح أية تظاهرة‪ ،‬رهين بالحضور المتميز‪ .‬وهذا ما كان مالحظاً في هذه‬‫األمسية‪.‬‬ ‫ أن التنظيم المحكم‪ ،‬شرط أساسيٌّ في أمثال هذه المناسبات‪ .‬وقد توفر‪.‬‬‫ أن وضع فقرات أي نشاط‪ ،‬يجب أن يُدخل في حسابه سعة صدر المدعوين‪ .‬وقد‬‫اتسع صدرنا ــ وهلل الحمد ــ لمتابعة جميع مراحل الحفل‪ ،‬والتفاعل معها‪.‬‬ ‫ أن وضع الرجل المناسب‪ ،‬في المكان المناسب‪ ،‬يضمن النجاح ألي مشروع‪ .‬ووجود‬‫األستاذ أنس الصردو على رأس هذه المؤسسة‪ٌ ،‬‬ ‫دليل على صدق هذه الم ُقولة‪.‬‬ ‫حبَّ المهنة‪ ،‬يخلق العجائب‪ ،‬ويحقق المعجزات‪.‬‬ ‫ أن َّ‬‫فلنسأل اهلل التوفيق والنجاح‪ ،‬والسداد والفالح‪ ،‬لمسيّري هذا الصرح الحضاري‪،‬‬ ‫ولحرفيّيه َّ‬ ‫ومعلميه وتالميذه‪ ،‬وللمدعّمين له ولو بالكلمة الطيبة‪.‬‬

‫على هامش مقتل السائحتين األروبيتين‬ ‫«رحمة اهلل عليهن»‬ ‫• شفشاون ‪ :‬سعيد هاللي‬

‫بين الفينــة واألخرى‬ ‫نُفاجأ بأح��داث تثير القلق‬ ‫كما االش��مئزاز ب��ل وأكثر‬ ‫من ذلك‪ ،‬تحثنا على إعادة‬ ‫صياغ��ة الس��ؤال األزل��ي‬ ‫ع��ن اإلنس��ان وماهيت��ه‬ ‫وعن االنس��انية وعالقتها‬ ‫بالدي��ن والتدي��ن وه��ل‬ ‫التدين مكمل إلنسانيتها‬ ‫وأخالقيتها أم مهدم لكل‬ ‫ما هو جميل‪....‬‬ ‫أن تقتـــل أو تذبـــح‬ ‫سائحتين بدم بارد يفتــح‬ ‫الباب على مصراعيه ألكثر‬ ‫من تســـاؤل واستفهــام وتعجب‪...‬أن يذبح اهلل باسم اهلل‪....‬أن‬ ‫ينحر الدين باسم الدين‪...‬أن يتحول المجتمع إلى غابة جرداء من‬ ‫اإلنسانية يسائلنا جميعا كل من موقع تموقعه‪ ..‬المثقف واألديب‬ ‫والفقيه والعالمة والفنان والرسام والمعلم والطبيب والمنتخب‬ ‫واإلداري واإلعالمي‪....‬‬ ‫أن ينتج المجتمع قاتال وسفاحا باسم الدين أو الالدين يدفعنا‬ ‫ضرورة إلى مراجعة النفس والذات عن كمائن الخلل الذي أنتج‬ ‫سفاحين وقتالين ومصاصي دماء‪...‬‬

‫منذ زمن غير بعيد‪ ،‬كنا نفخر بمجتمع أنتج شعراء وعلماء وفقهاء‬ ‫وأساتذة وكتابا وفنانين وموسيقيين أبدعوا في شتى المجاالت‬ ‫والمشارب‪ ..‬فنشأ على أيديهم جيل إنساني يشدو بالحنان والحب‬ ‫والود وترانيم اإلنسانية‪...‬‬ ‫اآلن لألس��ف‪ ،‬تعلو فوق سطح مياه آسنة‪ ،‬ظواهر العنف اللفظي‬

‫والجس��دي لتتش��كل ك��رة‬ ‫ثل��ج كلم��ا تدحرج��ت تكبر‬ ‫األح��داث ومعه��ا الوقائ��ع‬ ‫األليمة المرة‪.‬‬ ‫تعلم��ت م��ن الس��يرة‬ ‫العط��رة أن نب��ي الرحم��ة‬ ‫ل��م يقت��ل أعزل ول��م يروع‬ ‫ام��رأة وال أس��يرا وال طف�لا‬ ‫ب��ل على العك��س من ذلك‬ ‫كله‪...‬ك��ان يدع��و لظلمته‬ ‫ومعذبيه بالرحمة والغفران‬ ‫والهداية‪ ،‬هذا ديدان جميع‬ ‫أنبياء ورس��ل اهلل‪ ،‬ولم يكن‬ ‫فض��ا وال غليظ��ا وال إرهابيا‬

‫وال سفاحا وال مصاصا للدماء‪.‬‬ ‫أيقنت دوما أن من قتل النفس الزكية بغير حق (نباتا كانت أو‬ ‫حيوان ) كمن قتل األناسي جمعاء‪....‬‬ ‫وعرفت منذ نعومة أفكاري أن الدين دين اهلل وان اهلل رحيم‬ ‫وغفار وحليم وأن رحمته وسعت كل شيء‪...‬‬ ‫كما أيقنت أن الجهل والفقر والتهميش اذا أضيفت لهما جرعات‬ ‫تخدير مادي‪ ،‬مالي أوكيماوي أو «ديني» تحولت إنسانية اإلنسان‬ ‫إلى وحوش كاسرة تدمر نفسها قبل تدمير اآلخرين‪...‬‬ ‫فبئسا للقتلة وبئسا لكل من روع أو أرعب آمنــا أو سائحـا‪...‬‬ ‫وسحقا لتجار الدين ومشوشي عقائد المؤمنين‪ ....‬وسحقا أيضا‬ ‫لمن يتاجر في أرواح األبرياء والنفوس الزكية التي قدسها البارئ‬ ‫جل عاله‪.‬‬

‫من ذاكرة‬ ‫المنظمة‪..‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ 1‬ـ على مدى ثالثة عقود أصلت المنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان منهاجها في الدفاع والنهوض والتحسيس بسياسة حقوق‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬بمهنية ومقاصد إصالحية‪ ..‬فكان لها حضور نوعي‬ ‫وازن في االنكباب على معالجة ملفات أخطرها «ماضي االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان بالمغرب» بعد والدتها في شرطية حرجة‬ ‫بالغة التعقيد‪..‬‬ ‫تولى رئاستها كل من ‪:‬‬ ‫• المرحوم المهدي المنجرة‬ ‫• عمر عزيمان‬ ‫• خالد الناصري‬ ‫• عمر أومليل‬ ‫• عبد العزيز بناني‬ ‫• المرحوم عبد اهلل الوالدي‬ ‫• أمينة بوعياش‬ ‫• محمد النشناش‬ ‫• بوبكر لركو‬ ‫كنت معدودا على جيل تأسيسها وتحملت مسؤوليات في‬ ‫قيادتها ( في فرعها بطنجة وفي مجلسها الوطني وفي مكتبها‬ ‫الوطني ‪ :‬مكلفا باإلعالم والهجرة ثم نائبا للرئيسة أمينة بوعياش‬ ‫والرئيس محمد النشناش ) ومثلتها في بلدان إفريقية وأوربية‬ ‫وأسيوية وأمريكية‪..‬‬ ‫كانت المنظمــة مدرستــي في التربية على قيم المواطنة‬ ‫وفيها تعلمت ما لم أتعلمه في الحقل السياسي‪ ..‬من خالل‬ ‫منهجيات إعداد‪:‬‬ ‫• اإلعالنات والبيانات والمذكرات‬ ‫• التقارير السنوية‬ ‫• التقارير الموضوعاتية‬ ‫• تقارير األحداث‬ ‫• تقارير المؤتمرات واللقاءات الوطنية واإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وأنا مدين لكل ما قمت به إلى شخصين عزيزين ‪:‬‬ ‫• النقيب األستاذ الطيب الدليرو رحمه اهلل المثقف المخلق‬ ‫الغيور على وطنه الذي أطر نخبا حقوقية وأنجز مشاريع تعليمية‬ ‫وتربوية وثقافية‬ ‫• الدكتور محمد النشناش الذي أفنى عمره في العطاء السياسي‬ ‫والحقوقي والثقافي‬ ‫‪ 2‬ـ بعد بضعة أشهر من تأسيسها‪ ،‬قدم رئيسها المؤسس‬ ‫المرحوم الدكتور المهدي المنجرة استقالته‪ .‬وقد بقيت هذه‬ ‫االستقالــة محط تساؤل واهتمام وكتمان‪..‬‬ ‫دون المرحوم المهدي المنجرة مذكرة تفصيلية في إحدى‬ ‫وثالثين صفحة ‪ ،‬تضمنت ثالثة وثمانين تعليال ؛ سعى فيها إلى‬ ‫تمكين المجلس الوطني للمنظمة من تسجيل استقالته على أتم‬ ‫علم واطالع‪..‬‬ ‫ولعل أبرز تعليل صدر به المرحوم المنجرة مذكرته هو موقفا ‪:‬‬ ‫• السيد جوفا رئيس المنظمة الفرنسية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫• السيد جاكوبي رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫فقد أكد األول أن التأسيس المحتمل التحاد مغاربي لحقوق‬ ‫اإلنسان هو تهديد بانفجار الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأكد الثاني أن ميالد فيدرالية عربية لحقوق اإلنسان يشكل‬ ‫خطرا يفضي إلى قمع األقليات‪..‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن ‪:‬‬ ‫• االتحاد المغاربي لحقوق اإلنسان تم اإلعالن عن نشأته في‬ ‫العاشر من دجنبر ‪ 1988‬خالل الجمع التأسيسـي للمنظمة المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫• أن تصريحات السيدين جوفا وجاكوبي وما تبعهما من مواقف‬ ‫أثارت احتجاج المنظمات التونسية والجزائرية والموريتانية‪..‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 25‬دي�سمبـر ‪2018‬‬

‫احلكومة‪ .‬تريد‪ .‬ال�سيارات‬ ‫«اخل�ضراء» !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫اختالالت باجلملة‬

‫أعتقد أن الرأي العام لم يفاجئه خبر وجود‪ ‬مختبرات وهمية‪« ،‬تدليسية»‪ ‬تشتغل‬ ‫في عدد من المدن ضدا على قانون األدوية والصيدلة‪ ،‬حيث يكتفي أصحابها‪ ‬باستيراد‬ ‫أدوية تصنع بالخارج ويروجونها بداخل البالد‪ ،‬ما يعتبر منافسة غير مشروعة لصناعة‬ ‫األدوية الوطنية‪.‬‬ ‫هذه «الفضيحة» فجرتها جريدة األخبار وحملتها إلى قبة البرلمان نائبة اشتراكية‪،‬‬ ‫ابتسام مراس‪ ،‬التي استجوبت وزير الصحة العمومية‪ ،‬حول هذا الموضوع‪ ،‬معززة‬ ‫طرحها ببيانات واضحة ‪ ،‬وإحصائيات‪ ‬دقيقة‪ ‬أظهرت أن إنتاج‪ ‬صناعة األدوية الوطنية‪ ‬‬ ‫الذي كان يشكل إلى وقت قريب ‪ 80‬بالمائة من األدوية المعروضة في الصيدليات‪،‬‬ ‫انخفض اليوم إلى أقل من ‪ 55‬بالمائة في أحسن الحاالت‪ ،‬بحيث إن رقم المعامالت‬ ‫للمنتجات المستوردة ال زال يشكل الثلثين مقارنة مع المنتجات المصنعة‪ ‬بالمغرب‪،‬‬ ‫أو التي يمكن صنعها محليا‪.‬‬ ‫الوزير لم يخرج في رده عن سنة زمالئه حين يستجوبون‪ ،‬إذ يطلعون بردود تبين‬ ‫أن كل األمور تسير على ما يرام‪ ،‬وأن اإلشكال ناتج ‪ ،‬في غالب األحوال‪ ،‬عن نقص في‬ ‫المعلومات التي يتوفر عليها «نواب األمة»ـ أو عن سوء تقدير الجهد المبذول في‬ ‫هذا القطاع أو ذاك‪ .‬وخير دليل على ذلك «مرافعة» رئيس الحكومة في تعقيبه‪ ‬عن‬ ‫استفسارات النواب خالل جلسة المساءلة الشهرية األخيرة بأن تنفيذ مختلف برامج‬ ‫الحكومة يسير وفق ما هو مخطط‪ ،‬وأن المغرب يوجد‪ ‬في االتجاه الصحيح‪ ،‬ونبينا‬ ‫عليه السالم‪! ‬‬ ‫قضية األدوية‪ ‬التي يمكن إدراجها في خانة‪« ‬اإلختالالت»‪ ‬التدبيرية‪ ،‬دفعتني‪،‬‬ ‫من باب التسلية‪ ،‬أن أراجع‪« ‬كنانيشي»‪ ‬بحثا عما دونته من «اختالالت» فاضحة‪ ،‬خالل‬ ‫األيام القليلة الماضية‪ ،‬وكدت ال أصدق‪ .‬االختالالت باألطنان في جل المجاالت‪ ،‬منها‬ ‫ما نبهت إليه وسائل اإلعالم‪ ،‬ومنها ما اكتشفته المصالح المختصة‪ ،‬ولإلعالم عليها‬ ‫درجة‪! ‬‬ ‫أبدأ بخبر حجز أكثر من طنين‪ ‬ونصف الطن من الطماطم الفاسدة‪ ‬المتعفنة‬ ‫والغير صالحة لالستهالك‪ ،‬بمراكش ‪ ،‬وقد قام رجال الحال بإتالف صناديق الطماطم‬ ‫الـ ‪ ،110‬وسلمت الجرة‪ ،‬هذه المرة‪.‬‬ ‫وبمدينة الجديدة‪ ،‬تمكنت لجنة مختصة من حجز‪ 220‬كيلوغرام ‪ ‬من لحوم‬ ‫فاسدة‪ ،‬بمحل لبيع المأكوالت «الخفيفة» بحي سيدي موسى‪ ،‬أشرفت لجنة مختصة‬ ‫على إتالفها‪ ‬بعد إنجاز محضر رسمي كما ينص على ذلك القانون الذي هو أسمى‬ ‫تعبير عن إرادة األمة‪.‬‬ ‫ومن اللحوم إلى الزيتون الذي لم تنج ‪ ‬زيوته ‪ ‬اللذيذة من الفساد والتزييف‪ ،‬حيث‬ ‫تم وضع اليد على كمية كبيرة من زيت زيتون «مزيفة»‪ ‬كانت مشحونة على متن‬ ‫مركبة في طريقها إلى أحد المخازن قصد خلطها ‪ ‬بزيت زيتون حقيقية‪ ‬لتعرض‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬للبيع‪ .‬ويجب أن يكون اإلنسان خبيرا متمكنا‪ ‬ليصل إلى معرفة المزور والحقيقي‬ ‫في منتوج زيت الزيتون‪ .‬خاصة وغلة الزيتون وفيرة هذا العام ‪ .‬حذاري إذن‪! ‬‬ ‫جشع الربح السريع‪ ،‬ال حدود وال رادع له‪ ،‬ولو على حساب صحة المواطنين‪ ،‬في‬ ‫«مغرب الزيوت المسمومة»‪ .‬ولعلكم تذكرون المآسي التي تسببت فيها‪ ‬جماعة من‬ ‫«أوالد الحرام» بالنسبة لعدد كبير من المواطنين وأسرهم‪.‬‬ ‫الفساد مر‪ ،‬هذه المرة من «مريرت» وأعترف أنني لم أستطع تحديد موقعها إال‬ ‫بمساعدة الشيخ غوغول الذي أخبرني بأنها مدينة أطلسية‪ ،‬تعتبر مركزا لقبيلة أيت‬ ‫سكوكو‪ ،‬وهي تابعة إلقليم خنيفرة‪ .‬ففي هذه البلدة‪ ،‬تم‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬ضبط بائع دجاج‬ ‫نافق وغير صالح لالستهالك‪ ،‬بطبيعة الحال‪ .‬حيث إن‪ ‬السوق األسبوعي بهذه البلدة‪،‬‬ ‫يعتبر «موسما» لترويج دواجن مريضة أو نافقة بالكل‪« ،‬يتزود» منها إضافة إلى رواد‬ ‫السوق‪ ،‬عدد من المحالت في المدينة‪ .‬وقد تداول الشارع موضوع رواج الدجاج الفاسد‬ ‫في البلدة ‪ ،‬وتدخل األمن‪.‬‬ ‫ورفقا بمزاجكم‪ ،‬أمر مر الكرام على عصابة اللئام‪ ،‬مروجي لحوم الكالب في مدينة‬ ‫الزهور‪ ،‬المحمدية ‪ ،‬حيث تم توقيف مجموعة من «المغاربة» وبحوزهم لكل ما يدل‬ ‫على أنهم يروجون للحم الكالب ويتصيدون األبقار المريضة أو النافقة‪ ،‬بغرض‪ ‬بيع‬ ‫لحومها بعد تعرضها للمعالجة بمنتوج‪ ‬سام من صنع صيني‪ ،‬معروف عند عامة‬ ‫الجزارين باسم «مي مي» يعيد للحوم لونها األحمر القاني حتى تبدو «طرية»‪ ‬سليمة‪ ‬‬ ‫للمستهلكين‪ .‬المحكمة‪ ‬وزعت سبعين عاما حبسا نافذا على أفراد «عصابة اللئام»‪.‬‬ ‫«االختالالت» ال يختص بها مروجو مواد االستهالك فقط‪ ،‬بل أيضا موظفون‬ ‫ومسؤولون مؤتمنون على تنفيذ مشاريع عمومية في شتى المجاالت‪ .‬من ذلك‬ ‫مشروع‪ ‬غرس أشجار الزيتون‪ ‬في إطار مخطط المغرب األخضر‪ ،‬على مساحة ‪1500‬‬ ‫هكتار‪ ،‬بضواحي الدار البيضاء‪ ،‬بكلفة أربعة مليارات سنتيم ‪ ،‬ليتم اكتشاف تالعبات‬ ‫باألموال المرصودة للمشروع‪ ،‬في إطار الدعم واإلعانات العمومية‪ ‬لفائدة فالحي‬ ‫إقليم بن سليمان‪ ،‬ويفتح التحقيق في الموضوع مع مسؤولين وموظفين عموميين‬ ‫ومسؤولين عن تعاونية فالحية كانت حاملة للمشروع وموظفين سابقين بوزارة‬ ‫الفالحة ‪ .‬الملف تفجر إثر شكاية‪ ‬يتهم أصحابها‪ ‬بعض القائمين على المشروع‬ ‫بالتالعب في الشتائل‪ ،‬والتسميد وأمور أخرى‪ .‬والقضية معروضة على القضاء‪.‬‬ ‫دفاتري ال زالت تختزن الكثير من «االختالالت» التي أصبحت اليوم «لصيقة»‬ ‫بتدبير الشأن العام‪ ،‬محليا ووطنيا‪ ،‬قد ال يخلو منها مجال يدور فيه «البقشيش» أو‬ ‫يفتح أبواب «البيزنيس»‪ ‬في وجه هواة «التخرويض»‪.‬‬ ‫ولي عودة للموضوع إذا كان به ما يسليكم‪ ‬ويشغلكم‪ ،‬ولو للحظات عن هموم‬ ‫«السياسة والسياسيين‪ ،‬واألغلبية «المرقعة» والمعارضة «المشتتة»‪ ‬و «لواعج»‬ ‫الشعب ومعاناته اليومية‪.....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫لم يبق من أولويات أمام الحكومة سوى «التنقل الكهربائي»‬ ‫عبر «السيارات الخضراء» ليتم وضع هذا الموضوع «الهام والعاجل»‬ ‫على الئحة مجلس وزاري اعتبر خالله العثماني أن التنقل الكهربائي‬ ‫واجب تشجيعه في إطار مناقشة «دقيقة» بمشاركة جميع الوزارات‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬من أجل أن يأخذ المشروع اتجاهه الصحيح و يتم‬ ‫«تنزيله» على أرضية «صلبة»‪ ،‬وكل ذلك في مصلحة البالد‪ ،‬طبعا‪،‬‬ ‫طبعا ! وعيا من الحكومة بضرورة مواكبة التطورات التي يعرفها‬ ‫العالم في مجال حماية البيئة‪.‬‬ ‫أو لم يكن من األجدى االنكباب على مجاالت أخرى أكثر أهمية‬ ‫وآنية من السيارات الكهربائية التي ال تخص إال الفئة الميسورة من‬ ‫فئات الشعب الفقير العريضة؟‬ ‫أو لم يكن من األجدى أن تنكب الحكومة على مسألة البطالة‬ ‫المتفشية خاصة في أوساط الشباب المتعلم والذي صار يفضل‬ ‫معانقة الموت على قوارب الموت بدل انتظار وعودكم التي مل منها‪،‬‬ ‫أو لم يكن من األجدى أن تُسرع الحكومة عملها في مجال‬ ‫تنمية الرأسمال البشري الذي اعتبرته شخصيا في ردك على استفسار‬ ‫نواب األمة‪« ،‬تحديا أساسيا» لتحقيق التنمية البشرية الشاملة ألنه‬ ‫يشكل أداة رئيسية لالقتصاد المنتج للثروة ووسيلة لتحقيق التنمية‬ ‫البشريةالشاملة؟!‬ ‫أو لم يكن من األجدى واألنفع‪ ،‬سياسيا واجتماعيا وأيضا‬ ‫«حزبيا»‪ ،‬أن تدفع الحكومة بـ «مخطط استعجالي» نظير «البالن‬ ‫مارشال» األمريكي‪ ،‬يحدث «ثورة» اجتماعية في مجاالت يبدو أن‬ ‫الحكومة ال تستوعب أهميتها‪ ،‬بما يكفي‪ ،‬في تحقيق االستقرار‬ ‫المجتمعي والتماسك األسري‪ ،‬والقضاء على الفوارق المجتمعية التي‬ ‫تشحن النفوس باإلحن والضغائن واألحقاد‪ ،‬أال وهي ‪ ،‬أساسا‪ ،‬مجاالت‬ ‫الصحة والتعليم والسكن والبنيات التحتية والفوقية ‪ ،‬خاصة بالبادية‬ ‫المغربية التي «تكرمت» الحكومة على تالميذها‪ ،‬بدرهمين‪ ،‬من‬ ‫صندوق التماسك االجتماعي‪ ،‬كما ورد في بعض الصحف‪ ، ،‬دعما لهم‬ ‫على متابعة الدراسة التي نعلم أنهم يواجهون من الصعوبات ما ال‬ ‫يتصوره عاقل‪ ،‬من أجل الوصول إلى المدرسة ‪ ،‬حين توجد‪ ،‬وإلى‬ ‫كرسي الفصل‪ ،‬حين يوجد وإلى األخذ عن المعلم حين يوجد !!؟‪...‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫قرارات الردع وو�سائل التحفيز مل‬ ‫تقنع امل�ست�شارين ب�ضرورية «زيارة»‬ ‫مقر الربملان‬

‫لم «يندهش» المغاربة أمام الغياب الكبير و «المستفز»‬ ‫ألعضاء مجلس المستشارين عن جلسة التصويت على مشروع‬ ‫قانون ميزانية ‪ ،2019‬ما نعتبره استخفافا بمصالح المواطنين‪ ،‬بل‬ ‫و «خيانة» لوعودهم االنتخابية وتحديا لمشاعر المغاربة الذين‬ ‫ترسخ لديهم‪ ،‬في األخير‪ ،‬االقتناع بصدق الوصف الذي سبق وأن‬ ‫أطلقه الراحل الحسن الثاني على جلسات البرلمان‪.‬‬ ‫مكمن الصفاقة هنا أن األمة خصصت ‪ 150‬مليون سنتيم من‬ ‫أجل تغطية نفقات الحجز في الفنادق التي فرضوا على البرلمان أن‬ ‫تكون «هيت كالس» وذلك طيلة مدة جلسات المناقشة والتصويت‬ ‫بالغرفة«السفلى»‪.‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬فقد كان حضورهم باهتا ‪ ،‬خافتا‪ ،‬مستفزا‪ ،‬متحديا‬ ‫ألربعين مليونا من المغاربة الذين يزدادون‪ ،‬مع كل دورة برلمانية‬ ‫اإلقتناع بأن ال فائدة من كل هذا «الهرج» الديمقراطي !‬ ‫إحصائيات المجلس كشفت أن ‪ 52‬من المستشارين لم يروا‬ ‫من فائدة في حضور جلسة التصويت على ميزانية ‪ 2019‬التي ترهن‬ ‫عمل الدولة لسنة كاملة‪ ،‬حيث صوت لفائدة المشروع ‪ 42‬مستشارا‪،‬‬ ‫بفارق ‪ 19‬نائبا عن نصف عدد أعضاء الغرفة الثانية (‪ ،)120‬بينما‬ ‫عارض المشروع ‪ 33‬مستشارا وامتنع أربعة أعضاء عن التصويت‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬نشرت بعض الصحف الوطنية الرزينة خبرا مفاده أن‬ ‫عددا من فنادق الرباط تشتكي من «تجاوزات» بعض البرلمانيين‬ ‫بل وأخذوا يطالبون بفسخ العقدة مع البرلمان‪ ،‬بسبب المشاكل التي‬ ‫راسلوا بشأنها مجلسي البرلمان ‪ ،‬ومنها عدم احترام البرلمانيين‬ ‫للحجوزات والخدمات المخصصة لهم ويخصص بعضهم فترة‬ ‫العمل البرلماني إلى فرصة استجمام وإحضار أفراد أسرهم للفنادق‬ ‫واالستفادة من خدماتها وطلب غرف إضافية خارج التعاقد مع‬ ‫المجلس مما يتسبــب في مواجهات بين البرلمانيين وإدارات‬ ‫الفنادق التي تضطر لالستجابة لطلباتهم في انتظار تسوية الوضع‬ ‫مع إدارة البرلمان‪.‬‬ ‫ما رأي الحبيــب المالكي وحكيــم بنشمــاش في هذه‬ ‫«المشطبة» ؟ ! ‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنعتيق لل�شباب ‪:‬‬ ‫ال�شغل موجود و�أوروبا لي�ست جنة‬ ‫ولكنها أيضا‪ ،‬ليست جهنم‪ ،‬مع قليل من «الزهر» وكثير من‬ ‫«الصبر» !‬ ‫أما أن الشغل موجود بالمغرب‪ ،‬هكذا بصيغة اإلطالق‪ ،‬فالمسألة‬ ‫فيها نظر‪ ،‬إال أن تكون «استعارة» مكنية من علوم المعاني التي‬ ‫تقول كل شيء وال تقول شيئا على اإلطالق‪.‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫الشغل موجود‪ ،‬أمر صحيح‪ ،‬ولكن بـ «حدود» وفي حدود !‪،‬‬ ‫وأبوابه ليست مفتوحة في وجه كل طالبيه‪ ،‬أو على األقل‪ ،‬جل من‬ ‫يسعون إليه‪ .‬وإال‪ ،‬فال معنى لهذه الجحافل من المواطنين‪ ،‬والشباب‬ ‫في مقدمتهم‪ ،‬الذين يجوبون شوارع مختلف المدن‪ ،‬مطالبين بـ‬ ‫«الخبز والكرامة» ‪ .‬وإال ال معنى لألعداد من الشباب الذين يلقون‬ ‫بأنفسهم في قوارب الموت‪ ،‬متشبثين بأمل الخالص من بطالتهم‬ ‫المزمنة ‪ ،‬وقد صاحبتهم لسنوات بعد تخرجهم أو منذ والدتهم !‬ ‫وإن سألت بعضهم رد عليك بدون تردد‪ :‬لم يبق لي ما أخسر‬ ‫سوى حياتي‪ ،‬فلمَ ال أغامر إذن؟‬ ‫ولربما ال يعرف الوزير الشاب أن شوارعنا تضج بالمتسولين‬ ‫والمتشردين واللصوص والمتعاطين ألنواع المخدرات الرخيصة‪،‬‬ ‫والمشرملين أو مشاريع مشرملين‪ ، ،‬جاؤونا من مختلف الحواضر‬ ‫والبوادي بغاية «العبور» للضفة المقابلة‪ ،‬عبر قوارب الموت المكلفة‪،‬‬ ‫أو أمال في «التشعبط» وراء حافالت السياحة‪ ،‬من أجل «قطع‬ ‫البوغاز» بين عجالتها‪ ،‬فإما أو إما !‪....‬‬ ‫أما أن العمل موجود بالمغرب‪ ،‬فأمر فيه نظر‪ ،‬ولكنه مقرون‪...‬‬ ‫بشروط ‪ ،‬وهي معلومة عند الخاص والعام‪...‬وأبوابه غير مفتوحة‬ ‫في وجه طالبيه أو جل من يسعون إليه‪،‬وال يمكن‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫اآلعتقاد بإمكانية الحصول على عمل بمجرد «االنتقال إلى الرصيف‬ ‫المقابل»‪ ،‬حسب «نظرية» الرئيس الفرنسي ماكرون‪.‬‬ ‫إنها مسألة حظوظ و «توفيق أقدار ألقدار»!!!‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بن�شعبون ‪:‬‬ ‫�سيارات الدولة ال تكلف �إ ّال ‪400‬‬ ‫مليار �سنتيم فقط !‬

‫اعترض الوزير بنشعبون على «ادعاءات» بعض المستشارين‬ ‫من كون سيارات الدولة تكلف ‪ 15‬مليار درهم سنويا‪ ،‬وطمـأن ممثلي‬ ‫األمة‪ ،‬أو القلة التي حضرت منهم لسماع رد الوزير‪ ،‬أن نفقات الشراء‬ ‫والصيانة والتأمين والوقود والزيوت‪ ،‬ال تتعدى ‪ 4‬مليارات درهم‪،‬‬ ‫فقط ال غير !‬ ‫استفسار المستشارين جاء بعد الجدل الذي تثيره‪ ،‬باستمرار‪،‬‬ ‫السيبة في استغالل سيارات الدولة‪ ،‬بعد ما شاع أن عددا من‬ ‫المسؤولين حولوا سيارات الدولة الحاملة لـ «اإلم روج» إلى‬ ‫سيارات عادية بترقيم مدني ! وأن آالف السيارات سواء «الميمية» أو‬ ‫«الجيمية» وهي الموضوعة تحت تصرف الجماعات‪ ،‬يتم استغاللها‬ ‫ألغراض شخصية ‪ ،‬في تحد سافر لمشاعر المواطنين‪ ،‬وخصوصا‬ ‫لميزانية الشعب والجماعات المحلية وللضوابط المتعلقة بربط‬ ‫استعمال السيارات الرسمية بالمهمات اإلدارية ‪.‬‬ ‫وال يختلف اثنان في أن هذا الموضوع يحتاج إلى كثير من‬ ‫المعقول‪ ......‬والمعقول مفقود بعد أن ضيع الناس حس المسؤولية‬ ‫وتأنيب الضمير !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫محام من خريبكة ‪:‬‬ ‫ن�شيد «يف بالدي ظلموين» ي�ستوجب‬ ‫املتابعة وال�سجن !‬

‫لعل من أغرب ما قرأته‪ ،‬هذه األيام‪ ،‬أن ترديد نشيد «في بالدي‬ ‫ظلموني» «يُثير أمورا «خطيرة» تمس كيان الدولة والمؤسسات‬ ‫وتستوجب المتابعة القضائية ‪ ،‬وأن المغرب لو طبق الترسانة الكبيرة‬ ‫من القوانين المتصلة بالعنف المرتكب في المباريات الرياضية‪،‬‬ ‫لدَخلت جميع الجماهير إلى السجن‪ ،‬نظرا لتراوح عقوبات العنف‬ ‫الرياضي بين شهر و خمس سنوات مع إمكانية اإلحالة على القانون‬ ‫الجنائي !‬ ‫الكالم لمحام في هيئة خريبكة‪ ،‬دعي للمشاركة في تأطير ندوة‬ ‫«حول العنف والشغب داخل األوساط الرياضية والعقوبات المترتبة‬ ‫عن هذا العدوان»‪.‬‬ ‫بينما اعتبر الكثيرون أن النشيد نوع من البوح بمشاعر فئات‬ ‫من الشباب أمام ما يعيشه من إحباط وقهر وانسداد األفق‪ ،‬وهي‬ ‫ظاهرة صحية إذا اعتبرنا أن شباب المغرب يعبر عن معاناته بالشعر‬ ‫واللحن والنشيد‪ ،‬ويلمح إلى الجهات التي يعتقد أنها السبب في‬ ‫معاناته‪ ،‬بعيدا عن تمجيد «الميز العنصري والحث على الكراهية‬ ‫واالزدراء والسب والقذف‪ ،‬وترديد شعارات ممنوعة جنائيا»‪ ،‬وهي‬ ‫من األمور التي اعتمد عليها المحامي في مطالبته بمتابعة مرددي‬ ‫نشيد «في بالدي ظلموني» ‪ ،‬هذا النشيد الذي اخترق الحدود وتردد‬ ‫ذكره في العديد من وسائل اإلعالم المختلفة في العالم‪ ،‬إنما شكل‬ ‫جانبا من «الفعل االحتجاجي» الشعبي الذي اعتبره المحللون‪ ،‬ظاهرة‬ ‫صحية‪ ،‬تعبر عن حيوية شباب المغرب‪ ،‬ومتابعته لألوضاع السياسية‬ ‫في بالده‪ ،‬وعن رفضه لطريقة تدبير الشأن العام التي آلت به إلى‬ ‫هذه األوضاع التي يرفضها‪.‬‬ ‫نشيد «في بالدي ظلموني» حرك مشاعر الناس وخلق جدال‬ ‫سياسيا واسعا في األوساط السياسية بالمغرب وبالخارج‪ ،‬عبر عن‬ ‫هموم الشباب ومشاعر التهميش الحكرة التي تملك عليه ذاته‪،‬‬ ‫دون أي مساس بالثوابت‪.‬‬ ‫ألهذا الحد يزعج البعض أن يمارس الشباب‪ ،‬سلميا‪ ،‬حق‬ ‫البوح بهمومـه وأحزانه وأشجانـه‪ ،‬دون أي تهديـد بالمتابعـة‬ ‫والسجن ؟ !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪973‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫ذوي االحتياجات اخلا�صة ببالدنا‪....‬‬

‫مواطنون �أرادت لهم الأقدار �أن يكونوا كذلك‬ ‫يف وطن غري رحيم بال�ضعفاء‪ ‬‬ ‫اإلعاقة قدر ال يختاره الناس لكنهم يقبلون التعايش‬ ‫معه‪ ،‬حين يسكن أطراف الجسد أو ذهنه أو أحد أعضائه‪ .‬قدر‬ ‫ال يمكن رده حين يأتي‪ ،‬لكن أن يصير نقصا يشتم بسببه‬ ‫الناس أو يهملون‪ ،‬فاألمر غير منطقي‪ ،‬ألن ذلك ليس من‬ ‫قيم ثقافة اإلنسان األصيلة‪ .‬الكثير من هذا يحصل في وطننا‬ ‫وال يحس بعنفه إال الشخص المعاق أو المقربون منه‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تحكي عنه شهادات عديدة جمعناها من مدن وهوامش‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫اإلعاقة محنة بال حـدود ال يمكن أن يقلص عنفهـا إال‬ ‫مبادرات من‪ ‬طينة‪ ‬خاصة ال توجد في مجتمعنا‪ ،‬وال يمكن‬ ‫لكل شعارات الجهة الرسمية أن تعوضهـا‪ .‬فالشعار كما‬ ‫الخطاب يبقى بعيدا عن الواقع وال يسمح بتجاوزه‪ .‬لهذا تقول‬ ‫فاطمة‪.‬ل (أستاذة) بكامل المرارة‪« :‬الشيء األساسي الذي‬ ‫تقوم به الدولة هو رفع شعارات رنانة تتشدق باالهتمام‬ ‫باألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وهذا المصطلح هو‬ ‫تجميل فقط لكلمة معاق‪ ،‬واألمنية الحقيقية للمعاق هي أال‬ ‫يقتصر هذا التجميل على المصطلح وينتقل إلى جوهر حياة‬ ‫هذا الكائن المقصي والمهمش‪ ،‬وذلك بسن سياسة حقيقية‬ ‫تدمجه بالفعل في المجتمع وتقلص من معاناته»‪.‬‬

‫• اإلتجار بآالم الغير‬

‫ما يحصل اآلن‪ ،‬حسب فاطمة‪ ،‬هو االتجار بآالم هؤالء وتجميل الوجه الرسمي بدعوى‬ ‫اإلهتمام بقضية ذوي اإلحتياجات الخاصة‪« ،‬فال مبادرات حقيقية تجاه المعاق‪ ،‬وال مساعدات‬ ‫فاعلة‪ ،‬وال مساع جادة لإلدماج في المجتمع‪ ،‬وال مجهودات لتغيير النظرة السلبية المكرسة‬ ‫تجاههم‪ ،‬وال ولوجيات‪ ،‬وال مراكز لإلستشفاء والترويض‪ ،‬وال مستلزمات طبية خاصة‬ ‫بهم بشكل مجاني كالكراسي المتحركة‪،‬‬ ‫واألطراف اإلصطناعيــة‪ ،‬وآالت السمــع‪،‬‬ ‫وأجهزة المشي‪ ،‬وال قوانيـن خاصة تلزم‬ ‫اإلدارات بالتعامـل الخاص معهـم‪ ،‬وكل‬ ‫ما يوجد هو شعارات يوم المعاــق التي‬ ‫يتقن اإلعــالم الرسمي ترديدها‪ ،‬وخطب‬ ‫ال تكرس إال الكــذب والبهتان بصدد‬ ‫االهتمام بالمعــاق‪ ،‬فـي الوقـت الذي لن‬ ‫يفيد كل هذا في تغيير الواقع»‪.‬‬ ‫ما تعبــر عنه فاطمـة تؤكـده كـل‬ ‫الشهادات األخـرى‪ ،‬ويمكن أن يالحـظ‬ ‫في المحيـط الخـاص الذي نعيـش فيه‪،‬‬ ‫فالذين يتحملون مسؤوليــة اإلعتنــاء‬ ‫بالمعـاق هم أبناء عائلته‪ ،‬وكلما تقلـص‬ ‫إسهــام هـذا الطـرف إال وازداد اغتـراب‬ ‫المعــاق في الوجود والمجتمع‪ ،‬فالدولة‬ ‫تبدو من دون مسؤوليات ملزمة بالفعل تجاه هذه الفئة‪ ،‬لهذا تجعل الحديث عنهم‬ ‫مرتبطا ببعض المناسبات‪ ،‬كما أن وجود مناصب بصيغة كتابة الدولة أو حتى وزارة ال‬ ‫يفيد في تغيير وضعية المعاق‪ ،‬وذلك ببساطة ألن ال شيء يتأكد من كل ما يقال في الحياة‬ ‫اليومية للمعاق‪.‬‬ ‫معاناة المعاق يعيشها لوحده أو مع أسرته وأقاربه فقط‪ ،‬هذا ما يقوله عبد الحق‬ ‫أقشاش‪ ،‬وهو رئيس جمعية للمعاقين ‪ ،‬فبرأيه «ال أحد يهتم بالمعاق‪ ،‬خاصة إذا كان‬ ‫ينتمي إلى األسر الفقيرة والمناطق الهامشية‪ .‬هناك مجموعة من الحاالت تعيش أوضاعا‬ ‫مأساوية‪ ،‬ألنه ليس في إمكانها التحرك من مكانها‪ ،‬وتحتاج بالضرورة إلى من يساعدها‬ ‫على الحركة والنهوض من الفراش‪ ،‬والمؤلم هو أنها من وسط فقير بل معدم‪ .‬فما تحتاج‬ ‫إليه مثل هذه الحاالت هو الدعم المادي بشكل رسمي‪ ،‬وهذا ما ال يحصل ال لهذه الحاالت‬ ‫وال لكل الحاالت األخرى وأنا منها‪.‬‬ ‫وضعنا بئيس بال حدود‪ ،‬وعلى الدولة أن تقترح تعامال خاصا مع هذه الفئة التي تعيش‬ ‫أوضاعا جد سلبية‪ ،‬فما يرفع من شعارات ال يغير من بؤسنا‪ ،‬وما نحتاجه هو الترجمة‬ ‫الواقعية للكالم الذي نسمعه في بعض المناسبات»‪.‬‬ ‫مطالب أقشاش هي نفسها مطالب محمد‪ ،‬حيث يرى أن األشخاص ذوي اإلحتياجات‬ ‫الخاصة في المناطق المهمشة أكثر تهميشا من غيرهم بالمدن الكبرى‪ .‬فبرأيه‪ ،‬قد يكون‬ ‫هناك بعض اإلهتمام بهذه الفئة في المدن الكبرى‪ ،‬أما في الهوامش فالشيء هناك غير‬ ‫المعاناة الدائمة‪« .‬في منطقتنا ال نلمس أي اهتمام ال بالشخص المعاق وال باإلطارات‬ ‫الجمعوية التي ترتبط به وتحاول طرح معاناته»‪.‬‬ ‫إنه نفس ما يذهب إليه سليم محمد‪ ،‬رئيس جمعية الرحمة لإلعاقة الشاملة بإحدى‬ ‫مدن المغرب العريقة ‪ ،‬فبحسبه «وضع المعاق ال يتغير‪ ،‬والعمل إلى جانب هذه الفئة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫بشكل دائم يبين أن ما يقال عن اإلهتمام بذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة ليس له أثر في الواقع‪ ،‬ففي الكثير من المرات نعامل‬ ‫بشكل مهين خاصة في المستشفيات‪ ،‬وحينما ترغب في أن‬ ‫تكون مفيدا للمعاق من داخل العمل الجمعوي يعرقل عملك‬ ‫ويتم إكراهك على اإلرتباط بلون سياسي لهذا الحزب أو ذاك‬ ‫إن أردت اإلستمرار في عملك‪ .‬فالكثير من الوقائع في الحياة‬ ‫اليومية للمعاق تؤكد االهتمام الحقيقي بمسألة مؤجلة إلى‬ ‫عقود أخرى»‪.‬‬

‫• معاناة بال حدود‬

‫معاناة األشخـاص ذوي اإلحتياجـات الخاصة ال حدود‬ ‫لها حسب الجميع‪ ،‬وتتعدد بتعدد الحاالت والمناطق‪ .‬هناك‬ ‫المعاناة المفتوحة على كل العنف ويعيشها أولئك الذين‬ ‫يهيمون على وجوههم في أرض المغرب بسبب إعاقتهم‬ ‫الذهنية‪ ،‬وال من يرحم ألنه ال سقف يحميهم من برد الطقس‬ ‫واأليام‪ ،‬وال أكل ينعش ما تبقى فيهم من حياة‪ ،‬وال مؤسسات‬ ‫تلتقطهم للحماية والرعاية والعالج‪ ،‬وحين يُشحنون إلى‬ ‫مراكز خيرية يكون ذلك بكامل القساوة دون أن يتم توفير‬ ‫ما يقلص من محنتهم‪.‬‬ ‫وهناك معاناة فردية تفتح جراحا أخرى وجدانية ونفسية وجسدية تجعل اإلعاقة تأخذ‬ ‫أوجها متعددة بعد أن كان لها وجه واحد‪ .‬ومن معاناة المعاق ما يحصره المهدي من‪ ‬طنجة‬ ‫حيث يقول‪« :‬ما يجب تصحيحه أوال هو أنني حالة خاصة ولست شخصا معاقا‪ ،‬وما أعانيه‬ ‫كشخص يعيش فوق كرسي متحرك له أوجه عديدة‪ ،‬منها مشكل التنقل‪ ،‬فألجل الذهاب‬ ‫إلى المدرسة علي أن آخذ سيارة أجرة‪ ،‬وهكذا أستيقظ باكرا وأغادر البيت على الساعة‬ ‫السابعة عساي أجد من يوصلني إلى المدرسة في الثامنة‪ ،.‬فأغلبية أصحاب سيارات‬ ‫األجرة ال يرغبون في مساعدتي أثناء الركوب وحمل الكرسي الذي أتحرك بواسطته‪ ،‬وفي‬ ‫الكثير من األحيان ال يتوقفون لي حتى‬ ‫وإن كانوا ال يحملون معهم أحدا‪ ،‬وهذا‬ ‫برأيي مخالف لتربيتنا اإلسالمية‪ ،‬ويؤكد أننا‬ ‫بدون وعي إنساني‪ .‬الوجه اآلخر للمعاناة‬ ‫الخاصة بي ‪ -‬يضيف مهـدي ‪ -‬هـي أننــي‬ ‫حصلـت على دبلـوم في اإلعالميـات لكن‬ ‫لم تقبـل أية شركة طلبي للعمل عندها‬ ‫لسبب بسيط وأساسي هو غياب البنيات‬ ‫الضرورية والولوجيات‪ .‬المسألة األخرى هي‬ ‫أن المنظمات التي تدعي مساعدة أصحاب‬ ‫اإلحتياجات الخاصة يقف وراءها لصوص‬ ‫أحيانا‪ ،‬ويعملون على توجيه ما يتوصلون‬ ‫به من دعم إلى أقربائهم وإلى مصالحهم‬ ‫الذاتية‪ .‬وشخصيا‪ ،‬تعرضت البتزاز حقيقي‬ ‫من أجل الحصول على كرسي إلكتروني‪،‬‬ ‫فقد طلب مني مقابل ذلك أن أشارك في‬ ‫برنامج تلفزيوني‪ ،‬وقد رفضت ألنني لم‬ ‫أقبل أن أقوم بالدعاية ألي كان‪ .‬نحن طبعا‬ ‫أشخاص من ذوي اإلحتياجات الخاصة لكن لنا كرامتنا‪ .‬الشيء اآلخر الذي أعاني منه أيضا‬ ‫هو أنني أخشى الخروج مع عائلتي وأصدقائي‪ ،‬وذلك ألن بعض الناس يتوقفون أمامي‬ ‫ويمنحونني صدقة»‪.‬‬

‫• هموم مشتركة‬ ‫المرارة التي يعبر عنها المهدي هي الشيء المشترك بين الغالبية‪ ،‬وإلى هذا يشير‬ ‫سليم محمد‪ ،‬حيث يقول‪« :‬أتعرض أحيانا إلهانات وقد أشتم بإعاقتي‪ ،‬ويتم صدي في‬ ‫الكثير من المرات حين أتوجه باسم الجمعية التي أشتغل فيها إليجاد حل لحالة ما تأتي‬ ‫عندنا في الجمعية‪ ،‬خاصة في المستشفيات‪ ،‬وأحيانا أقول لو أنني كنت بصحة جيدة‬ ‫لتخليت عن هذا النوع من العمل الجمعوي الذي ال يتم دعمه إال بشرط خدمة المصالح‬ ‫السياسية لهذه الجهة أو تلك‪ .‬طبعا‪ ،‬في عملنا نالقي الكثير من المتفهمين والكثير من‬ ‫المحسنين‪ ،‬إال أن ما يطغى أكثر هو عدم التقدير وعدم المساعدة‪ ،‬وأكثر من هذا قد تجد‬ ‫من يستغل المعاق لتحقيق أهدافه الخاصة‪.‬‬ ‫ما يحز في نفس حاالت أخرى هو أن اإلعاقة والوضع اإلجتماعي كانا وراء انقطاعها عن‬ ‫الدراسة‪ ،‬وهذا هو حال محمد الذي يتحسر على حاله‪ .‬فبرأيه‪ ،‬لو كان هناك من يساعده‬ ‫على اإلستمرار في متابعة الدراسة لكان ذلك قد قلص من غبنه‪« .‬لقد تأثرت نفسيا بسبب‬ ‫إعاقتي الجسدية‪ ،‬وذلك انعكس على مساري التعليمي‪ ،‬وما عقد وضعيتي أكثر هو حالتي‬ ‫اإلجتماعية»‪ .‬إنه نفس حال عبد الحق أقشاش الذي يعاني من اإلعاقة هو وأخته‪ ،‬وقد كان‬ ‫ذلك وراء مغادرته للقسم‪.‬‬ ‫اآلالف من أبنائنا بصدد محنة اإلعاقة وعنف النكران ‪ ،‬مواطنون أرادت لهم األقدار أن‬ ‫يكونوا من ذوي االحتياجات الخاصة في وطن غير رحيم بالضعفاء‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫نداء احل�سيمة‪:‬‬ ‫«من �أ جل م�صارحات وم�صاحلات محلية ووطنية»‬ ‫أشرف الدكتور محمد بودرا‪ ،‬عضو المكتب الفيدرالي لحزب األصالة والمعاصرة ورئيس بلدية الحسيمة‪ ،‬يوم السبت ‪15‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬على اجتماع لمنتخبي بلدية الحسيمة‪ ،‬تم خالله تدارس األوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية على الصعيدين المحلي‬ ‫والوطني؛ كما تم استحضار الدينامية الجديدة التي دشنها الحزب‪ ،‬وكذا اإلكراهات والتحديات التي واجهها الحزب وال يزال‪.‬‬ ‫وبعد نقاش ديمقراطي مستفيض‪ ،‬مؤسس على تحاليل موضوعية صريحة وشفافة‪ ،‬اهتدى الجميع إلى اإلتفاق على إصدار‬ ‫نداء تحت عنوان‪« :‬نداء الحسيمة‪ :‬من أجل مصارحات ومصالحات محلية ووطنية»‪.‬‬

‫بالغ عن الحزب بالحسيمة‪:‬‬ ‫على المستوى المحلي‪: ‬‬

‫أوال‪ :‬إن حزبنـا الذي نال ثقـة سكـان الحسيمة منذ سنة‬ ‫‪ ،2009‬وتمكن من طرح مختلف قضايا اإلقليم والدفاع عنها‬ ‫على كافة الواجهات‪ ،‬ومن ثم استطاع جلب مشاريع مختلفة تهم‬ ‫البنيات التحتية‪ ،‬كالمحطات البرية والبحرية والجوية‪ ،‬واسترجاع‬ ‫الخط البحري‪ ،‬ودعم الخطوط الجوية الداخلية والطريق السريع‬ ‫تازة الحسيمة والمدرسة الوطنية للعلوم وكلية العلوم والتقنيات‬ ‫والمنطقة اإلقتصادية أليث قمرة‪ ...‬وغيرها من المشاريع؛ في‬ ‫أفق تدارك التأخر ونفض التهميش الذي عانت منه منطقتنا منذ‬ ‫االستقالل؛ فضال عن طرحنا حزمة من مشاريع منارة المتوسط‪.‬‬ ‫وهو األمر الذي جعل سهام أطراف متعددة تتكاثف‪ ،‬لتوجه نحو‬ ‫صدر حزبنا الفتي ابتغاء قتله في المهد وعدم السماح له بالتطور‬ ‫والتقوي أكثر؛ علما أنه‪ ،‬ومنذ ‪ ،2011‬اشتدت حدة هجومات هؤالء‬ ‫بشكل أكبر‪ ،‬بعد أن كثفوا من ضرباتهم تجاه الحزب‪ ،‬والمنتمين‬ ‫إليه من أبناء المنطقة بوجه خاص‪ ،‬مما أسفر عن عرقلة وفرملة‬ ‫وتعطيل مجموعة من المشاريع التي كان من المفترض أن‬ ‫تحرك عجلة التنمية بالمنطقة وتفتح أمامها أفاقا أفضل‪ .‬وبذلك‪،‬‬ ‫فقد تمكنوا من تحقيق هدفهم المتمثل في معاقبة الحسيمة‬ ‫وأهلها الذين اختاروا حزب األصالة والمعاصرة لتمثيلهم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إننا‪ ،‬كحزب‪ ،‬ال بد لنا من اإلقرار بأننا ارتكبنا العديد‬ ‫من األخطاء‪ ،‬من قبيل ما قمنا به أثناء مناقشة مسألة التقطيع‬ ‫الجهوي‪ ،‬بحيث كان يتوجب علينا التمسك بالحسيمة كمركز‬ ‫للجهة‪ ،‬علما أن السؤال المطروح في هذا اإلطار‪ ،‬هو‪ :‬هل كان‬ ‫بإمكاننا فرض ذلك؟ والحال أن الواقع يقر بكوننا ال نوجد لوحدنا‬ ‫في الساحة السياسية‪ .‬هذا‪ ،‬إضافة إلى اعترافنا بالوقوع في أخطاء‬ ‫تنظيمية وانتخابية عادية تحصل لكل األحزاب‪ .‬ناهيك عن كوننا‬ ‫عجزنا أيضا عن فرض مشاريع إقتصادية كفيلة بحل إشكالية‬ ‫البطالة‪ ،‬رغم كل الجهود التي بذلناها من خالل طرحنا لمجموعة‬ ‫من األسئلة‪ ،‬ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬على الحكومة قصد تنبيهها‬ ‫إلى الهشاشة التي تشكو منها المنطقة على مستوى القطاعات‬ ‫اإلجتماعية (كالتشغيل والصحة والتعليم‪ ،)...‬فضال عن طرحنا‬ ‫لمواضيع أخرى‪ ،‬مثل التحفيزات الضريبية لفائدة تجار المنطقة‪،‬‬ ‫وحل إشكاليات قطاع الصيد البحري‪ ،‬واإلهتمام بمغاربة العالم‬ ‫عن طريق تشجيعهم و تسهيل المساطر من أجل اإلستثمار في‬ ‫بلدهم األصلي ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬منذ سنة ‪ ،2011‬تفاقمت األزمة اإلقتصادية على‬ ‫صعيد المنطقة‪ ،‬وزادها تأزيما تقلص إمكانيات مهاجرينا‪ ،‬وأزمة‬ ‫قطاع الصيد البحري التي نبهنا إليها غير ما مرة من دون أن‬ ‫نتلقى أي تفاعل إيجابي من قبل الحكومة‪ .‬وعند حلول اإلنتخابات‬ ‫التشريعية‪ ،‬عمدنا إلى إقناع السكان بضرورة وأهمية المشاركة‬ ‫فيها‪ ،‬سيما وأننا كنــا مسلحين بأمل النجــاح وكسب الرهـــان‬ ‫لتشكيل الحكومة‪ ،‬وبالتالي العمل على حل كل تلك المشاكل‬ ‫المستعصية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬كانت النتيجة مخيبة لآلمال وجاءت عكس ما توقعنا‬ ‫ووعدنا به السكان‪ ،‬فكانت الصدمة كبيرة؛ وعوض القبول‬ ‫بالواقع والتوجه نحو الساكنة واالنفتاح عليها عن طريق العزم‬ ‫على عقد لقاءات تواصلية نفسر ونوضح من خاللها رؤيتنا‬ ‫لما حصل‪ ،‬حدث انكماش داخل حزبنا تم تفسيره وتشبيهه‬ ‫باستراحة المحارب؛ غير أن الوقت لم يمهلنا كثيرا‪ ،‬حيث جاءت‬

‫فاجعة المرحوم محسن فكري التي فجرت كل المعاناة‪ ،‬فكان‬ ‫االرتباك هو سيد الموقف‪ ،‬وبدأت التهجمات والراجمات تنزل على‬ ‫رؤوسنا من جميع األطراف‪ ،‬وأمسينا مجرد دكان سياسي بعدما‬ ‫كنا أمل السكان‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬ووجهنا بغضب شديد من لدن أطراف متعددة‪،‬‬ ‫سواء من داخل المجتمع أو الدولة‪ ،‬فقط ألننا لم ننجح في‬ ‫الوساطة رغم سعينا إليها‪ ،‬فكانت الفرصة سانحة ومواتية جدا‬ ‫لكل من كان يتمنى ويسعى ويعمل‪ ،‬في السر والعلن‪ ،‬ألجل‬ ‫تصفية الحسابات مع البام والريف‪ ،‬ومع مشاريع العهد الجديد‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬عملنا جاهدين على تدارك األمر بعد ذلك‪ ،‬لكن لم‬ ‫ننجح‪ ،‬حيث خذلنا الجميع وأصبحنا كأننا مسؤولين على كل ما‬ ‫حدث؛ في الوقت الذي يعلم فيه الكل أننا لم نشارك أبدا في‬ ‫الحكومة‪ ،‬ناهيك عن عمر حزبنا الذي لم يكن يتجاوز ‪ 8‬سنوات‪،‬‬ ‫وقد أسسناه بعد ‪ 50‬سنة من االستقالل‪.‬‬ ‫وبإيجاز شديد‪ ،‬فقد وقعنا في العديد من األخطاء‪ ،‬لكن مع‬ ‫ذلك ظللنا أوفياء للحسيمة وللريف وللوطن‪ ،‬ودافعنا باستماتة‬ ‫عن مشاريع العهد الجديد وعن اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬وناضلنا‬ ‫بكل ما أوتينا من قوة ألجل برنامج تنموي لإلقليم على صعيد‬ ‫كافة جماعاته؛ غير أن أخطاءنا هذه تم استغاللها من قبل‬ ‫خصومنا بذكاء‪ ،‬فتشكلت تحالفات تضم أطرافا مختلفة تنتمي‬ ‫للعهدين القديم والجديد‪ ،‬توحدت تحت سقف هدف واحد هو‬ ‫توجيه وتصويب الضربــات نحونـا لشـل قدراتنا وإحالتنا على‬ ‫المعاش‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وبعد مرور سنتين‪ ،‬يبدو أن الحسيمة باتت تفتقد‬ ‫لصوت األصالة والمعاصرة من أجل مصالحة بل مصالحات‪ ،‬سيما‬ ‫وأنه ليس هناك بديل للمصالحة إلرجاع ا ألمور إلى نصابها‬ ‫وخلق أجواء اإلنفراج‪ ،‬مصالحة مع الساكنة‪ ،‬مصالحة مع الدولة‪،‬‬ ‫مصالحة مع األحزاب‪ ،‬مصالحة داخل الحزب من أجل المستقبل‬ ‫وإعادة بناء الثقــة‪ .‬فنحن متشبثــون بأرضنا ووطننا وملكنا‪،‬‬ ‫وبالتالي ال سبيل نحو التقدم بدون هذه المصالحات‪.‬‬ ‫• على الصعيد الوطني‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬من الحسيمة‪ ،‬ندعو كافة مناضلي ومناضالت حزب‬ ‫األصالة والمعاصرة الى التشبث بالمشروع الحداثي الديمقراطي‬ ‫كما تمت صياغته من قبل المؤسسين التاريخيين ونبذ الخالفات‬ ‫الهامشية والصراعات العقيمة‪ ،‬وهذا ما يتطلب أيضا االعتراف‬ ‫باألخطاء والمصالحة والمصارحة والتشبث بخريطة الطريق‬ ‫المرسومة من لدن األمين العــام ورئيسـة المجلس الوطني‬ ‫لحزبنا‪ ،‬ومن ثم منح الوقت الكافي لصوغ وبلورة كافة االختيارات‬ ‫والقرارات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن حزب األصالــة والمعاصـــرة‪ ،‬بجميع مناضالته‬ ‫ومناضليه‪ ،‬على أتم اإلستعداد للتضحية بالغالي والنفيس من‬ ‫أجل الدفاع عن المغرب ومستقبل أبناءه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ندعو كافة المغاربة إلى التحلي باليقظة في مواجهة‬ ‫الخطابات الشعبوية التي ال تؤدي سوى إلى الكوارث والحروب‪،‬‬ ‫والتحلي بالروح الوطنية والتشبث بثوابت األمة المغربية‪.‬‬

‫�أهمية الوقت‬ ‫يف حياة امل�سلم‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫يتعاقب الليل والنهار على ال��دوام‪ ،‬ويخلف أحدهما اآلخر بنظام محكم‪،‬‬ ‫وبدقة متناهية‪ ،‬ويميز الناس بينهما بالمظهر وبالصفات التي لكل منهما‪،‬‬ ‫ويبنون حياتهم وأنشطتهم وحركاتهم الدنيوية على هذا التعاقب‪ ،‬لكن ّ‬ ‫قل‬ ‫جدا ‪-‬ولألسف‪ -‬من يفكر في قدرة تمكن هذين المخلوقين من التحكم في‬ ‫مسار حياتنا‪ ،‬وقل من يتأمل ويدرك عظمة خالقهما وقدرته‪ ،‬سبحانه بديع‬ ‫السماوات واألرض‪ ،‬رب كل شيء ومليكه‪ .‬والليل والنهار آيتان من اآليات‬ ‫الكونية العظيمة التي أقسم اهلل بهما في كتابه العزيز المحكم‪ ،‬في مطالع‬ ‫سور عديدة‪ ،‬مثل‪« :‬الليل‪ ،‬والنهار‪ ،‬والشمس‪ ،‬والقمر‪ ،‬والفجر‪ ،‬والنجم‪ ،‬والعصر»‪.‬‬ ‫ومن المعروف عند المفسرين وفي حس المسلمين‪ ،‬أن اهلل إذا أقسم بشيء‬ ‫من خلقه فليلفت انتباه الناس إليه أوال‪ ،‬ولتنبيههم إلى جليل منفعته وفضله‬ ‫ثانيا‪ ،‬كما جاء في قوله تعالى ‪َ « :‬و َج َع ْلنَا ّ َ‬ ‫َي َف َم َح ْونَا �آ َي َة ّ َ‬ ‫الل ْي ِل‬ ‫الل ْي َل َوال َنّهَ َ‬ ‫ار �آ َيت نْ ِ‬ ‫�ص ًة ّ ِل َت ْبت َُغوا َف ْ�ض اًل ّ ِمن ّ َر ّ ِب ُ‬ ‫ك ْم َولِت َْع َل ُموا عَ َددَ ّ ِ‬ ‫ال�سنِنيَ‬ ‫َو َج َع ْلنَا �آ َي َة ال َنّهَ ا ِر ُم ْب رِ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َو حْال َِ�س َ‬ ‫َ‬ ‫اب َو ُ‬ ‫ك� ّ َ�ل َ�ش ْي ٍء ف ّ َ�صلن ُ‬ ‫ْ�صيل» (اإلسراء ‪ )12‬أي لتعلموا عدد األيام‬ ‫َاه َتف ِ‬ ‫والجمع واألسابيع والشهور واألعوام‪ ،‬ولتعلموا مضي اآلجال المضروبة للديون‬ ‫والعبادات والمعامالت واإلجازات وغير ذلك‪ ،‬وتأتي السنة النبوية الشريفة بعد‬ ‫القرآن‪ ،‬لتؤكد قيمة الوقت وتقدر مسؤولية اإلنسان عنه أمام اهلل يوم القيامة‪،‬‬ ‫كما يتضح ذلك من الحديث التالي ‪« :‬لن تزول قدما عبد يوم القيامة من عند‬ ‫ربه حتى يسأل عن أربع خصال‪ ،‬عن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن شبابه فيما أباله‪،‬‬ ‫وعن ماله من اكتسبه وفيما أنفقه‪ ،‬وعن علمه ماذا فعل فيه» (عن معاذ بن جبل‬ ‫صحـ)‪ .‬وهكذا يُسأل اإلنسان عن عمره عامة‪ ،‬وعن شابه خاصة‪ ،‬ألن الشباب جزء‬ ‫من العمر‪ ،‬له قيمة متميزة باعتباره سن الحيوية المتدفقة والعزيمة الماضية‬ ‫ومرحلة القوة بين ضعفين‪ ،‬ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة‪.‬‬ ‫وينبغي للمسلم أن يكون على علم ودراية من الفرائض واآلداب اإلسالمية‪،‬‬ ‫إذ جاءت لتثبت هي األخرى هذا المعنى الجليل للوقت واالهتمام به‪ ،‬ولتوقظ‬ ‫في اإلنسان الوعي واالنتباه إلى أهمية حركة الكون‪ ،‬واختالف الليل والنهار‬ ‫فيه‪ .‬وللوقت خصائص عديدة‪ ،‬منها أن ما مضى منه ال يعود وال يعوض‪ ،‬فكل‬ ‫يوم يمضي‪ ،‬وكل ساعة تنقضي‪ ،‬وكل لحظة تمر ليس في اإلمكان استعادتها‪،‬‬ ‫وبالتالي ال يمكن تعويضها‪ ،‬وهذا ما عبر عنه اإلمام الحسن البصري بلسان‬ ‫الوقت قائال ‪« :‬ما من يوم ينشق فجره إال وينادي يا بن آدم‪ ،‬أنا خلق جديد وعلى‬ ‫عملك شهيد فتزود مني‪ ،‬ألني إذا مضيت فلن أعود إلى يوم القيامة»‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية الوقت وفائدته في الحياة‪ ،‬يؤكد علماء اإلسالم أن على‬ ‫اإلنسان المؤمن أن ينظم وقته بين الواجبات واألعمال المختلفة‪ ،‬دينية كانت‬ ‫أو دنيوية‪ ،‬بناء على ما رواه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬من صحف إبراهيم ‪:‬‬ ‫«ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له أربع ساعات ‪ :‬ساعة‬ ‫يناجي فيها ربه‪ ،‬وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر في صنع اهلل عز وجل‬ ‫وساعة يخلو فيها إلى نفسه لحاجته من المطعم والمشرب»‪.‬‬ ‫وتطرق كاتب مسلم إلى واجبات المسلم نحو وقته‪ ،‬فقال ‪« :‬إن أوجب‬ ‫واجبات اإلنسان المسلم نحو وقته‪ ،‬أن يحافظ عليه‪ ،‬وأن يحرص على االستفادة‬ ‫منه كله فيما ينفعه في دينه ودنياه‪ ،‬ويعود على أمته بالخير والسعادة والنماء‬ ‫الروحي والمادي» ال كما هي العادة التي أصبحت مألوفة ومتداولة لكثرة ما‬ ‫تدور على األلسنة‪ ،‬وهي «قتل الوقت»‪ ،‬فترى هؤالء القاتلين للوقت يجلسون‬ ‫الساعات الطوال‪ ،‬من ليل أو نهار حول موائد األلعاب‪ ،‬مما يحل أو يحرم‪ ،‬الهين‬ ‫عن ذكر اهلل وعن الصالة وعن واجبات الدين والدنيا‪ .‬والوقت أخي المسلم‬ ‫أختى المسلمة‪ ،‬أنفس من يملك اإلنسان‪ ،‬وهو ليس من ذهب‪ ،‬كما يقول المثل‬ ‫الشائع‪ ،‬بل هو يفوق في حقيقته الذهب والفضة واللولؤ‪ ،‬وال حول وال قوة إال‬ ‫باهلل!‬ ‫أبانا إبراهيم الخليل‪ ،‬من أين لنا أن ننعم أو نتمتع بساعتين من عمرنا‪ ،‬نناجي‬ ‫في األولى ربنا وإلهنا‪ ،‬ونتضرع إليه ليلهمنا الرشد والتوفيق والسداد‪ ،‬ونحاسب‬ ‫في الثانية أنفسنا على ما اقترفنا من معاصى وآثام‪ ،‬أو ما صدر منا عن خطإ أو‬ ‫نسيان‪ ،‬من أين لنا ما نريد وقد أخذ منا نظام العمل المعقد بإدارتنا العمومية‬ ‫والشبه عمومية وتصرف موظفي هذه اإلدارة على السواء في وقتنا‪ ،‬فيحصل أن‬ ‫يأتي المواطن أو المواطنة إلى اإلدارة‪ ،‬ويقصد المكتب الذي فيه قضاء مصلحته‬ ‫أو حاجته‪ ،‬فال يجد الموظف المعني بأمره‪ ،‬فيسأل عنه‪ ،‬فيكون الجواب ‪« :‬لم يأت‬ ‫بعد»‪ ،‬أو «خرج»‪ ،‬أو «سيأتي انتظره»‪ ،‬وكلمة «انتظره» قد تكلفه نصف يوم‪ ،‬ألن‬ ‫«خرج أو خرجت» لتناول وجبة الغذاء قد ال ترجع إال قبيل انتهاء عمل اإلدارة‪ ،‬وإذا‬ ‫صادف المواطن أو المواطنة الموظف المطلوب‪ ،‬فيستقبل ويطلب منه االنتظار‬ ‫الذي قد يستغرق مدة طويلة النهماكه وانشغاله بالمكالمات الهاتفية‪ ،‬أغلبها‬ ‫مع الخواص والمعارف دون اإلدارة‪ ،‬ويفقد المواطن صبره ويتذمر‪ ،‬فيحتج ألنه‬ ‫سيحرم من إنجاز أعمال أخرى في انتظاره‪ ،‬وهنا تقوم قيامة اإلدارة‪ ،‬إذ ستواجه‬ ‫المواطن بالسالح الجائر الجاهز الذي هو «إهانة موظف» ويصبح مدانا ومعابا‬ ‫وهو بريء مما نسب إليه‪ .‬ومن أين لنا أن نجد هذه الساعة الثمينة نخصصها‬ ‫لذكر اهلل وتسبيحه والصالة على نبيه الكريم‪ ،‬والمقاهي المنتشرة كاألوبئة‬ ‫الفتاكة قد ابتلعت روادها وخدّرتهم بأدخنتها وسجائرها المتنوعة وانغالق‬ ‫تهويتها‪ ،‬وأين وأين؟ والقنوات التلفزيونية والسهرات الماجنة والمسلسالت‬ ‫الفاضحة واألفالم الساقطة متحكمة‪ ،‬كلها يكاد يستحيل الخروج منها والتخلص‬ ‫من عبوديتها إال بلطف وقدرة من الخالق سبحانه الذي ال يعجزه شيء في األرض‬ ‫وال في السماء‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫اقتصاد‬ ‫تحليل المفوضية األوروبية لإلقتصـاد األوروبي‬ ‫جاء في التقرير األخير الذي نشرته‬ ‫المفوضية األوروبية حول اإلقتصاد‬ ‫األوروبي أن النمو اإلقتصادي في دول‬ ‫اإلتحاد سيعرف تراجعا طفيفا خالل‬ ‫السنوات المقبلة‪.‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫ تجويد مناخ األعمال ؛‪ ‬‬‫ إدخال بعض اإلصالحات الهيكلية ؛‬‫ الرفع من منافسة القطاع الخاص ؛‬‫ تعديل معدل الصرف ؛‬‫والرفع من اإلنتاجية‪.‬‬

‫فبعد أن وص��ل ه��ذا األخير إلى‬ ‫‪ %2,4‎‬خالل سنة ‪ 2017‬فإنه سيتراجع‬ ‫قليال خ�لال سنة ‪ 2018‬ليصل إلى‬ ‫‪ %2,1‎‬ثم إلى ‪ %1,9‎‬إبان سنة ‪2019‬‬ ‫ليستقر في حدود‪ %1,7‎‬مع حلول العام ‪.2020‬‬ ‫أما المديونية في دول اإلتحاد ال ‪ 27‬فال زالت مرتفعة وهي تمثل في المتوسط‬ ‫‪ %86,9‎‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫وتقول المفوضية األوروبية إن هذا المعدل سينخفض تدريجيا ليصل إلى ‪%84,9‎‬‬ ‫خالل سنة ‪ 2019‬ثم‪ %82,8‎‬خالل سنة ‪.2020‬‬ ‫أما معدل البطالة فقد عرف تراجعا مهما خالل هذه السنة ليستقر في حدود‪%8,4‎ ‬‬ ‫في المتوسط مع تراجع مرتقب خالل السنتين المقبلتين أي على التوالي‪ %7,9‎‬و‪.%7,5‎‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫عجز ميزانية إيطاليا بين المد والجزر‬ ‫لعل أكبر سوء فهم وقع ‪ ‬بين إيطاليا وبروكسل هو ذلك الذي يتعلق بعجز الميزانية‬ ‫الذي سيصل إلى ‪ %2,4‎‬من الناتج الداخلي الخام ‪ ‬اإليطالي والمديونية التي تعدت‬ ‫‪.%130‎‬‬ ‫وتقول بروكسيل أن روما استفادت من ‪ 30‬مليار أورو كهامش للميزانية ما بين سنة‬ ‫‪ 2015‬و‪.2018‬‬ ‫وإذا لم تحاول روما تقليص عجزها فإنها قد تدفع ببروكسيل على فرض عقوبات‬ ‫مالية قد تصل إلى‪ %0,2‎‬من الناتج الداخلي الخام اإليطالي أو ما يعادل ‪ 3,4‬مليار أورو‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫النمو االقتصادي المرتقب في دول الخليج‬

‫‪rrrrr‬‬

‫إنتاج الحليب على الصعيد الوطني‬ ‫يساهم إنتاج الحليب‪ ،‬حسب آخر إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬بنسبة‬ ‫‪ %5‎‬من اإلنتاج الفالحي المغربي ويساهم كذلك بنسبة ‪ %10,7‎‬من إنتاج األطعمة‬ ‫(‪.)Agroalimentaire‬‬ ‫أما من حيث إنتاج الجهات فهي كالتالي ‪:‬‬ ‫جهة الرباط‪-‬القنيطرة‪-‬سال ‪ 522 :‬مليون لتر في الدرجة األولى‪ ،‬متبوعة بجهات‬ ‫بني مالل‪-‬خنيفرة‪ ،‬الدار البيضاء‪-‬سطات ومراكش‪ -‬آسفي التي تساهم بنسبة‪ %47‎‬من‬ ‫اإلنتاج الوطني للحليب‪.‬‬ ‫ووصل حاليا عدد مراكز جمع الحليب إلى ‪ 2.800‬مركزا موزعا على التراب الوطني‬ ‫بطاقة إنتاجية تصل إلى ‪ 2,5‬مليون لتر يوميا‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬هناك ‪ 122‬وحدة إنتاجية مصنعة تقوم بمعالجة‪ %64‎‬من الحليب‬ ‫الطري يوميا‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫الرفع من الضريبة على المشروبات الغازية‬ ‫ستقوم الحكومة برفع الضريبة‬ ‫الداخلية لإلستهالك ‪ TIC‬ما بين‬ ‫‪ 85‬سنتيم ودرهم واحد على جميع‬ ‫المشروبات الغازية أو حسب كميات‬ ‫السكر في كل قنينة غازية أو علبة‬ ‫من الصودا‪.‬‬

‫عندما نتحدث عن دول الخليج فنحن نقصد بذلك كال من المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫البحرين‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الكويت‪ ،‬عمان‪ ،‬وقطر‪.‬‬

‫ه��ذا ال��ق��رار ي��أت��ي ك���ردة فعل‬ ‫لتوصيات المنظمة العالمية للصحة‬ ‫‪ OMS‬التي تحث جميع دول العالم‬ ‫على التقليل من استهالك المشروبات الغازية لما لها من أضرار على صحة المواطنين‬ ‫السيما فيما يخص تنامي أمراض السكري والسمنة‪.‬‬

‫ولعل هذه الطفرة تعود إلى اإلرتفاع األخير في أثمان البترول الذي وصل إنتاجه في‬ ‫دول الخليج مجتمعة إلى ‪ 17‬مليون برميل يوميا‪.‬‬

‫وحسب المندوبية السامية للتخطيط فإن ‪ 10,3‬مليون من المغاربة البالغين هم‬ ‫مصابون بمرض السمنة وتمثل النساء نسبة عالية تصل إلى ‪ %63,1‎‬وترتفع هذه‬ ‫السمنة بنسبة ‪ ‎%‎7,3‬سنويا‪.‬‬

‫وحسب صندوق النقد الدولي فإن معدل النمو في هذه الدول الستة سيصل إلى‬ ‫‪ %2,4‎‬خالل سنة ‪ 2018‬وتقريبا‪ %3‎‬خالل سنة ‪.2019‬‬

‫ومقارنة مع الدول الخليج يضيف صندوق النقد الدولي أن اإلقتصاد اإليراني سيتراجع‬ ‫من ناقص ‪ %1,6‬خالل سنة ‪ 2018‬إلى ناقص‪ ‎%‎ 3,6 ‬خالل السنة المقبلة وذلك من‬ ‫جراء العقوبات اإلقتصادية التي تفرضها الواليات المتحدة األمريكية على إيران‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫مراجعة صندوق النقد الدولي إلقتصاديات شمال إفريقيا‬ ‫بعد نمو اق��ت��ص��ادي للمملكة‬ ‫المغربية يقدر بنسبة‪ %4,1‎‬خالل سنة‬ ‫‪ 2017‬حدد صندوق النقد الدولي‬ ‫معدل هذا األخير في مستوى ‪%3,2‎‬‬ ‫خالل سنة ‪ 2018‬وسنة ‪.2019‬‬ ‫في حين أن تونس ستحقق نموا‪،‬‬ ‫حسب تقديرات الصندوق دائما‪ ،‬يصل‬ ‫إلى ‪ %2,9‎‬خالل سنة ‪ ،2019‬أما في‬ ‫مصر فإن هذا المؤشر اإلقتصادي‬ ‫المهم سيتجاوز‪ %5,5‎‬في العام القادم‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫انطالق البراق‪ :‬القطار المغربي فائق السرعة‬ ‫قام جاللة الملك مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتدشين القطار المغربي‬ ‫فائق السرعة الذي يدعى “البراق” يوم خامس عشر نوفمبر ‪ 2018‬بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫هذا اإلستثمار الهائل كلف المملكة المغربية ‪ 23‬مليار درهم وسبع سنوات من البناء‬ ‫والتشييد‪.‬‬ ‫وهو يربط حاليا بين مدن طنجة والقنيطرة والرباط والدار البيضاء في وقت قياسي‬ ‫على التوالي ‪ 47‬دقيقة ‪ ،‬ساعة و‪ 20‬دقيقة‪ ،‬ساعتين و‪ 10‬دقائق‪.‬‬ ‫بدون أدنى شك‪ ،‬سيساعد البراق على تنشيط الحركة السياحية والتجارية والمهنية‬ ‫بين هذه المدن كما أنه سيمكن رجال األعمال والتجار… أن يتنقلوا بسرعة وأن يقوموا‬ ‫بأعمالهم ذهابا وإيابا في يوم واحد‪.‬‬ ‫وهكذا يكون المغرب واحدا من الدول العشرة التي لها هذا النوع من القطارات‪.‬‬ ‫حاليا يقدر طول الشبكة الحديدية المخصصة للقطار فائق السرعة ب ‪ 200‬كلم في‬ ‫حين أن فرنسا تتوفر على شبكة يصل طولها إلى ‪ 2.000‬كلم أما في الصين فتصل‬ ‫هذه األخيرة إلى ‪ 19.000‬كلم‪.‬‬

‫اقتصاد‬ ‫ويوصي صندوق النقد الدولي ببعض اإلقتراحات على دول المنطقة منها ‪:‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫إحياء لذكرى أبرز أعمدة القصيدة العمودية بالمغرب‪ ،‬وأحد فحول شعراء‬ ‫العربية المعاصرين‪ ،‬وهو الشاعر المبدع محمد الحلوي الذي رحل عن دنيانا‬ ‫يوم ‪ 24‬دجنبر ‪2004‬م‪ .‬ويمثل هذا الشاعر األصيل عالمة مضيئة في مسار‬ ‫النهضة األدبية الحديثة بالمغرب‪ ،‬وهو صاحب تجربة إبداعية زاخرة باإلنتاجات‬ ‫المتنوعة‪ ،‬تنم عن ذاكرة تراثية قوية‪ ،‬ومخزون ثقافي متنوع يعكس بجالء‬ ‫المرجعية اإلسالمية والفكرية والسياسية التي كان يتبناها في حياته‪.‬‬ ‫ودواوينه الشعرية‪( :‬أنغام وأصداء)‪( ،‬شموع) و(أوراق الخريف) خير شاهد على‬ ‫غنى عطاءاته اإلبداعية المتميزة‪ ،‬ندرج القصيدة الجميلة التالية التي عددت‬ ‫فيها صاحبتها عند رحيله بعض أفضال الشاعر المبدع‪ ،‬مذكرة باألسى العميق‬ ‫الذي خلفه في نفوس متذوقي قصائده العذبة‪ .‬وقد ندبته مدينة تطوان التي‬ ‫طالما تغنى بجمالها‪ ،‬وألبسها من خالل جميل القول حلل البهاء‪.‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ف�صل التو�شيات‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مدينة ؟‬ ‫قرنفلة �أم‬

‫إلى روح الشاعر الكبير محمد الحلوي‬ ‫شعر‪ :‬حسناء داود‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫الإ�سكندر َّي ُة ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫الــم َع َّم ِم بجدائل ّ‬ ‫وان‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ْداح يف ت�رسيحةِ الزّ رقة‪ ،‬الن َّْ�ش ِ‬ ‫هبة البحرِ‬ ‫م�س‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الـمن ِ‬ ‫العائدين من رحلةِ الل�ؤل�ؤِ والفريوزِ ‪..‬‬ ‫أغنيات‬ ‫ب�‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الغيوم يف‬ ‫وت�صطاد‬ ‫املتعر ِج‪،‬‬ ‫الالزوردي‬ ‫بريئة تلهو يف رمالِ ال�شاطىء‬ ‫طفلة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫تخوم لهُ‬ ‫ال‬ ‫�سحيق‬ ‫منذ‬ ‫املولودة‬ ‫وهي‬ ‫غ�ضارتها‪،‬‬ ‫تذوي‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫اخلزف‬ ‫حقيبتها‬ ‫زمنٍ‬ ‫ةِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وال ُ�شطوط ‪!..‬‬ ‫ٌ‬ ‫الف�صول ال َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫الغ�ض‪،‬‬ ‫ال�صباح‬ ‫أ�رساب‬ ‫أربعة‪ ،‬وتطري مع �‬ ‫فرا�شة قزح َّي ٌة ت�صادق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال�ساهرين ‪..‬‬ ‫وجتذب �إليها قناديل ال�شعراءِ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و�شموع َّ‬ ‫ترب َع َم ْت يف‬ ‫هبطت من‬ ‫ال تدري هل‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّجوم ؟ وهل ْ‬ ‫يحان �أم من ِ�سوار الن ِ‬ ‫فرادي�س َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫تخوم‬ ‫يف‬ ‫ال�ض‬ ‫أجنحتهم‬ ‫�‬ ‫رغم‬ ‫ال�شعراء‬ ‫ح‬ ‫ؤال‬ ‫�‬ ‫�س‬ ‫؟‬ ‫مدينة‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫قرنفلة‬ ‫مان‬ ‫كتاب الزَّ ِ‬ ‫اربةِ‬ ‫َ‬ ‫يرّ‬ ‫ِ‬ ‫اخليالِ ‪ ، ..‬فقال ال�شاعر عبد العزيز املقالح على ل�سانهم ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫جاءت‬ ‫من البحرِ‬ ‫ْ‬ ‫هل َ‬

‫ُ‬ ‫القري�ض و�أَ ْع َ‬ ‫ر�ضت ع ّني القوا‬ ‫�ضـب‬ ‫َنـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الظـهــو‬ ‫فاحل ْر ُف مل َيج ِـد‬ ‫ال�سبيل �إلى ّ‬ ‫والغ ْي ُ‬ ‫يخج ُل حنيَ َي ْ�صبو � ْأن َي�سيــ‬ ‫�ض َ‬ ‫ّ‬ ‫عـــر � ْأقـ َ�س َم � ْأن ُيعَبرّ عـــن �أ�سـا‬ ‫وال�ش ُ‬ ‫علـى‬ ‫ف َغدَا َيهي ُم و َي ْر َتـج ِـي �صبـــر ًا َ‬ ‫فـــي عالـــ ِم الآداب والفنّ ا ّلـذي‬ ‫�شـ ْح َت بالأ�شعــار والأحلـــان ديــــ‬ ‫َو ّ‬ ‫�سج َ‬ ‫ـلت يف «الأنغـــام والأ�صداء» ما‬ ‫ّ‬ ‫ونــثــرت «�أوراق اخلريف» لآلئـــا‬ ‫تلك الق�صائـــ ُد ل ْيتنـــا جنري علـى‬ ‫فارقــــ ْتــ‬ ‫ظـهــــا �إذ َ‬ ‫تطوانُ َتـ ْند ُ​ُب َح ّ‬ ‫فرتنـ َم ْ‬ ‫غ ّن ْي َ‬ ‫ـــت‬ ‫ـــت ُح�ســـنَ َجما ِلهـــا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫حيـــــ‬ ‫وجعلت منهـــا م ْنزال ف� َأو ْتـك ْ‬ ‫ــو ّ�شــــ‬ ‫لتـ ُح ّل بيـــن ُر ِ‬ ‫بوعهــــا َع َلـم ًا ُت َ‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْلـ َب ْ�س َتـهـــا ُح َ‬ ‫لــل البهــــاء فه ّلـ َل ْـت‬ ‫� َ‬ ‫�شـــق َب ْح َرهـا‬ ‫أق�سمت �أن َتـ ْحيـــا ْ‬ ‫لتع َ‬ ‫ق�س ُم �أن ُ‬ ‫ت�ض ّم ُرفاتــك الــــ‬ ‫واليوم ُتـ ِ‬ ‫َ‬ ‫بفردو�س اخللو ِد مَ ْ‬ ‫ون قــريــــ‬ ‫فانـ َعم‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬

‫َ‬ ‫فيِ حني ُر ْم ُ‬ ‫رثـاك‬ ‫الرحيل ِ‬ ‫��ت لدى ّ‬ ‫َ‬ ‫طــــور َ‬ ‫يــداك‬ ‫غاز َلـ ْتـهــا‬ ‫ر على ُ�س‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـــل على ُ�سهولٍ قد َرواه��ا َ�ش َ‬ ‫ـذاك‬ ‫ُه ُم َخ ّلــد ًا َع�ْب�رْ امل���دى ِذك ْ��ـ��ـ��ـ َ‬ ‫��راك‬ ‫ف ُ��ـ��ق ْ��ـ��دا ِن��ه َم���نْ ج���اوز الأف��ـ��ـ َ‬ ‫��ـ�لاك‬ ‫��ره ب ُ��رب َ��ـ��ـ َ‬ ‫��اك‬ ‫�ير ِ‬ ‫ف���اح ال��ع��ب ُ‬ ‫��ط��ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫وع ْ‬ ‫َ‬ ‫�ضيـاك‬ ‫فالح فيه‬ ‫ـــوان «ال�شموع» َ‬ ‫��ت اخل��ل��ود ب��ه و���س��ا َد ل ِـ َ‬ ‫ِن��ل ْ��ـ َ‬ ‫ــواك‬ ‫َ‬ ‫��ط��ـ��اك‬ ‫ي���ت���وج ب���ال���ورود َع‬ ‫ع��ق��دا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫��ط��ـ��اك‬ ‫ِم�� ْن��وال��ه��ا ف��ن�����س�ير ع��ْب�رْ َ ُخ‬ ‫َ‬ ‫بـنـداك‬ ‫بوعها‬ ‫ـــك وق��د َغ َ��م ْ��رت ُر َ‬ ‫��ت ب��ه يمُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف��ا���ض ْ‬ ‫��ن��اك‬ ‫ب��ال�����ش��ع��ر �إذ‬ ‫كت فا�س ًا يف ُغ�ضون ِ�ص َ‬ ‫تر َ‬ ‫باك‬ ‫ـــــث َ‬ ‫فتـ�صونُ عهـــ َد ِح َ‬ ‫ماك‬ ‫ــــح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�صدرها َ‬ ‫َ‬ ‫وغ���د َْت ت ُ��ـ�� َب ُ‬ ‫��ارك يف النجـاح ُع َ‬ ‫�لاك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لهـواك‬ ‫فا�ست�سلـــمـــت‬ ‫ورمالهـــــا‬ ‫ـ��ـ��غ��ايل وت��ل ْ��ـ��ث ُ��ـ�� َم ب���ال���وداد َث��ـ��ـ َ‬ ‫��راك‬ ‫ــــر ال�� َع�ْي�نْ ِ ب�ْي�نْ ال�صاحليـن هُ َ‬ ‫نـاك‬ ‫َ‬

‫ُّجوم ؟‬ ‫من ِ‬ ‫�أم انح َد ْ‬ ‫رت ْ‬ ‫كتاب الن ِ‬ ‫هي ا�س َك ْن َدر َّي ُة‬ ‫َ‬

‫البحر‬ ‫كتب‬ ‫� ُ‬ ‫أروع ما َ‬ ‫ُ‬ ‫دن‬ ‫من ُم ٍ‬ ‫ْ‬

‫يف ف�ضاءٍ من املاءِ‬ ‫ّ‬ ‫وال�ضوءِ‬

‫�أط َل َقها كاملرايا ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫القلب‬ ‫�رضبات‬ ‫وتت�سارع‬ ‫أنفا�س‪،‬‬ ‫إ�سكندرية يف‬ ‫دخلت ال‬ ‫�صيف قائظٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تنحب�س فيه ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يحمل � َ‬ ‫ن�سمات رخ َّي ًة‬ ‫إليك بني احلني والآخر‬ ‫اجلميل‬ ‫ال�شاطىء‬ ‫لكن‬ ‫ٍ‬ ‫من ل ْفحةِ‬ ‫احلر‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عافية النَّ�شاط ‪!..‬‬ ‫وترد �إليها‬ ‫الروح‪،‬‬ ‫تداعب‬ ‫عليلة‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫خطوات على الكورني�ش‪،‬‬ ‫�سالم التح َّيةِ ‪ ،‬وتخطو‬ ‫ٍ‬ ‫وال تكاد تُلقي �إلى اال�سكندر َّيةِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إيقاعات امل ِّد واجلزرِ ‪..‬‬ ‫راق�صة على �‬ ‫أزرق‪،‬‬ ‫حالية‬ ‫حتى تتج َّلى لك عرو�س ًا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بف�ستان � ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫�سحرها‬ ‫ولي�س‬ ‫‪،‬وملهم ال�شعراءِ ‪ ،‬فللياب�سةِ يف الإ�سكندر َّيةِ‬ ‫البحر وحده مبعث الفتنةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ال�سنون‬ ‫وارع امل�ستديرةِ‪ ،‬واملباين التي ق�شرّ تها‬ ‫املتج ِّلي يف امل�آثرِ الباذخةِ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وال�ش ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املتمردِ العني ِد ‪!..‬‬ ‫املرتاخية‪،‬‬ ‫َمات الزَّ منِ‬ ‫وو�شتها بن َْمن ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫كل �ساحةٍ فيها‪� ،‬أو مبنى‪� ،‬أو متثالٍ ‪� ،‬أو حجرٍ ‪َ ،‬‬ ‫الف�سيح زادها‬ ‫من‬ ‫ينبئك عن �أن الزّ َ‬ ‫َ‬ ‫�شب عن َّ‬ ‫َ‬ ‫واحدو َد َب‬ ‫واكتهل‬ ‫الط ْو ِق يف �أح�ضانها‪،‬‬ ‫غ�ضار ًة ون�ضار ًة‪ ،‬وك�أنَّه َ‬ ‫حني ّ‬ ‫ْ‬ ‫الوداع _ �أن ي�ش َّد التَّجاعي َد يف محياها‬ ‫و�شابت نوا�صيهِ يف �شط�آنِها ‪� ،‬آ َث َر _ قبل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫بح ْ�سنها‪ ،‬و�إكبار ًا لتاريخِ ها ‪.‬‬ ‫الو�ضيءِ �شغف ًا ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ�سع موائ ُدهم‬ ‫أبناءها الط ِّيبني‪ ،‬تته ّل ُل �أ�ساريرهم حفاو ًة‬ ‫ِ‬ ‫بالغريب‪ ،‬وتت ُ‬ ‫وكيف �أن�سى � َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ورحيق �أفراحِ هم ‪!..‬‬ ‫النا�س‬ ‫ب�سمة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫جت‬ ‫التي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫رغم‬ ‫‪،‬‬ ‫يف‬ ‫لل�ض‬ ‫�إكرام ًا‬ ‫ِ‬ ‫أعباءِ امل�ضنيةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫‪.............‬‬

‫ال�شعراء ي�شت ّقون لغتَهم من زرقتِها‪ ،‬ومي�شون على �سجاجي ِد خيالِها‪،‬‬ ‫كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫غرو �أن تول َد ق�صيد ُة ال�شاعرِ �أمل‬ ‫فال‬ ‫‪..‬‬ ‫بحر‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ويغرفون‬ ‫امللوحةِ‬ ‫املجازِ‬ ‫بحرِ‬ ‫َ‬ ‫إ�سكندري‪ ،‬ثم تت� َّأجح من َ‬ ‫حط ِب قلبهِ وحرفهِ ‪:‬‬ ‫دنقل من براع ِم املاءِ ال‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫إ�سكندرية‬ ‫أع�شق �‬ ‫�أنا � ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تع�شق‬ ‫إ�سكندرية‬ ‫و�‬ ‫رائحة البحرِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫فاتنة‬ ‫يع�شق‬ ‫والبحر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫يف ّ‬ ‫فاف البعيدة ‪....‬‬ ‫ال�ض ِ‬


‫العدد ‪973‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫بعد هذه الموجة المسعورة من اإلجرام األسود‬

‫من يستطيع إلغاء عقوبة اإلعدام‪...‬؟‬ ‫‪-1‬‬‫اإلعدام‪ ،‬عقوبة ارتبطت دائما بوجود البشرية‪ ،‬نصت عليها‬ ‫الصكوك القانونية القديمة والديانات الوثنية والسماوية‪.‬‬ ‫واإلعدام‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬ال يعني في القوانين الجنائية‪ ،‬الردع‬ ‫القوي للمجرمين والمنحرفين الذين يشكلون خطرا على المجتمع‪،‬‬ ‫ولكنه يعني أيضا تغييب الجناة نهائيا عن المجتمع الذي خرجوا عن‬ ‫سننه وأعرافه وقوانينه‪.‬‬ ‫وقد ظهرت عقوبة اإلعدام‪ ،‬في القوانين البشرية األولى‪ ،‬وطبقت‬ ‫على كثير من األفعال‪ ،‬واتخذت صورة االنتقام الفردي في التشريعات‬ ‫األكادية وفي قوانين حمورابي والقوانين األشورية‪ ،‬وفي المدونات‬ ‫الهندية والمدونات الشرقية القديمة‪ ،‬وفي المدونات الرومانية‬ ‫والمصرية والفارسية‪.‬‬ ‫وفي الشريعة اإلسالمية‪ ،‬طبقت عقوبة اإلعدام في جرائم الزنا‬ ‫عند اإلحصان والحرابة والردة والبغي والقتل العمد‪ ،‬أما في القوانين‬ ‫الوضعية المعاصرة‪ ،‬فتطبق عقوبة اإلعدام في الخيانة العظمى وفي‬ ‫الجرائم المتعلقة بأمن وسالمة الدولة الداخلي والخارجي‪ ،‬وفي جرائم‬ ‫الجاسوسية والتخابر مع األعداء‪ ،‬وفي االعتداء على رؤساء الدول‪،‬‬ ‫والتآمر لقلب نظام الحكم‪ ،‬واالغتصاب‪ ،‬وقتل رجال األمن وحراس‬ ‫السجون‪ ،‬وفي جرائم التجارة في المخدرات‪ ،‬وجرائم القتل العمد مع‬ ‫سبق اإلصرار والترصد‪.‬‬ ‫ومعروف لدى فقهاء القانون بالمغرب‪ ،‬أن التشريع المغربي حافل‬ ‫بالجرائم المعاقبة باإلعدام (‪ 30‬في القانون الجنائي و‪ 15‬في قانون‬ ‫العدل العسكري)‪ ،‬تشمل جرائم أمن الدولة‬ ‫وجرائم النظام العام وجرائم األشخاص وجرائم‬ ‫األموال‪ ،‬إضافة إلى جرائم اإلرهاب‪.‬‬ ‫في الماضي البشري استعملت طرق عديدة‬ ‫لتنفيذ عقوبة اإلعدام‪ ،‬أشهرها الغرق والحرق‬ ‫والشنق والجلوس على الخازوق‪ ،‬وقطع الرأس‬ ‫والرجم بالحصى‪ ...‬وهي الطرق التي كانت‬ ‫األكثر استعماال قبل ظهور الرمي بالرصاص‪،‬‬ ‫واإلعدامالكهربائي‪ ،‬والخنق بالغاز السام‪ ،‬والموت‬ ‫باإلبرة المميتة‪ ...‬وغيرها كثير في عالم اليوم‪.‬‬ ‫وحسب المؤرخين‪ ،‬أن اإلعدام الفارسي‪ ،‬من‬ ‫أقدم طرق اإلعدام في األرض‪ ،‬ويعتبر من أكثر‬ ‫التقنيات إيذاء لكرامة اإلنسانية وحطا من قدرها‪،‬‬ ‫إذ تعتمد على أكبر قدر ممكن من القسوة‪ ،‬أي‬ ‫على بقر البطن على مستوى األمعاء وعلى تقطيع‬ ‫الجثة بعد ذلك على أربع‪ ،‬لدفن كل طرف في قبر‪.‬‬ ‫وفي العصـــر الحديـــث‪ ،‬مازالـــت أغلــب‬ ‫الدول(حوالي ‪ 90‬دولة) تنفذ عقوبة اإلعدام‬ ‫شنقا‪ ،‬التي تعتبر من أقدم أنواع عقوبات اإلعدام‬ ‫في تاريخ البشرية والقاسم المشترك بين كل‬ ‫الحضارات وكل التجارب االنسانية في مجال‬ ‫تنفيذ األحكام والقوانين‪.‬‬

‫حيث ذهب أنصار هذه الدعوة إلى التأكيد على عدم مشروعية أية‬ ‫عقوبة تتعدى حدود عالمنا اإلنساني‪ ،‬بحجة أنها تنفد اإلرادة اإللهية‪،‬‬ ‫معتبرين أن المشرع الذي يقرر عقوبة اإلعدام‪ ،‬يعتدي في حقيقة‬ ‫األمر على قدرة اهلل وسلطانه‪ ،‬وأنه ال يجوز ألي كائن أن يسلب حياة‬ ‫إنسان وهب اهلل له هذه الحياة‪.‬‬ ‫ان الحق في الحياة‪ ،‬يعتبر من أقدس حقوق االنسان الرتباطه‬ ‫بغريزة حب البقاء المتأصلة في النفس البشرية‪ ،‬وباعتبار عقوبة‬ ‫االعدام جزاء يحرم االنسان من حقه في الحياة‪ .‬وقد أثارت هذه‬ ‫العقوبة منذ بداية القرن الماضي (بل منذ ان صدر كتاب» في‬ ‫الجرائم والعقوبات) للفقيه االيطالي سيزار بيكاريا سنة ‪ )1964‬زوبعة‬ ‫من ردود الفعل‪ ،‬تمخض عنها ظهور تيارين كبيرين‪ ،‬تيار يعارض‬ ‫هذه العقوبة ويندد بها ويدعو الى الغائها‪ ،‬وتيار مضاد يدافع عنها‬ ‫ويحاول تبرير االبقاء عليها‪.‬‬ ‫في خضم هذين التيارين وما آثاراه في الرأي العام العالمي من‬ ‫تحيز لهذا الموقف أو لآلخر‪ ،‬كان البد لهذا النقاش ان يخرج تدريجيا‬ ‫من اطاره االصلي‪ -‬ونعني بذلك االطارالفقهي والفلسفي‪-‬الى رحاب‬ ‫المجال القانوني والتشريعي على صعيد الدول‪ ،‬حيث بادرت بعضها‬ ‫الى الغاء هذه العقوبة ومحو آثارها من قوانينها الوطنية‪ ،‬بينما‬ ‫اكتفى البعض منها بتقليص عدد الجرائم المعاقبة باالعدام‪ ،‬في‬ ‫حين ابانت مجموعة كبيرة من الدول معظمها من العالم السائر في‬ ‫طريق النمو عن ال مباالة مطلقة فيما يخص هذا الموضوع‪ ،‬ألنها‬ ‫تعتبر في صمت عقوبة االعدام من انجع الوسائل لفرض هيبة الدولة‬ ‫وحماية أنظمة الحكم‪.‬‬

‫جميع أنواع الجرائم‪ ،‬و‪ 13‬منها ألغتها في جرائم الحق العام فقط‪.‬‬ ‫في االتجاه المعاكس لهذه الدعاوى‪ ،‬هناك رفض اجتماعي‪ /‬ديني‬ ‫إللغائها‪ .‬من جهة‪ ،‬يرى العديد من المفكرين والفالسفة وعلماء‬ ‫االجتماع‪ ،‬أن اإلعدام عقوبة توارتتها البشرية عهد عن عهد‪ ،‬وحضارة‬ ‫عن حضارة‪ ،‬ودين عن آخر‪ ،‬وإلغائها يتطلب شرطا يكاد يكون‬ ‫مستحيال في األرض‪ ،‬وهو تعميم األمن والسالم في العالم‪ ،‬وإيقاف‬ ‫الحروب‪ ،‬وتمتيع كل البشرية بالحق في الغذاء والدواء والسكن‬ ‫والعيش الكريم‪...‬‬ ‫في‪ ‬الصين‪ ‬وجمهورية‪ ‬الكونغو‪ ‬الديموقراطية‪ ‬وايران‪ ‬والسعودة‬ ‫والواليات‪ ‬المتحدة‪ % 85 ‬من مجموع اإلعدامات في عالم اليوم‪.‬‬ ‫إن منظمة العفو الدولية أحصت ‪ 3847‬شخصا صدرت أحكام‬ ‫إعدام في حقهم في ‪ 63‬دولة خالل السنة األخيرة من القرن الماضي‪.‬‬ ‫وقالت المنظمة ان العدد اإلجمالي لعمليات اإلعدام في العالم خالل‬ ‫سنة ‪ 1999‬كان ‪ ،2258‬وأن دوال مثل‪ ‬ايران‪ ‬والواليات‪ ‬المتحة‪ ‬كثفت‬ ‫عمليات االعدام في خالل تلك السنة‪.‬‬ ‫اما‪ ‬الصين‪ ‬فقد شهدت عمليات إعدام يفوق عددها مجموع‬ ‫عمليات االعدام في دول العالم األخرى مجتمعة خالل سنة ‪،1999‬‬ ‫وكان أحد المعدومين أدين بجريمة ارتكبها عندما كان قاصرا‪.‬‬ ‫وافادت منظمة العفو ان البلد الوحيد اآلخر الذي اقدم على اعدام‬ ‫شخص ارتكب فعلته قبل سن الثامنة عشرة‪ ،‬كان‪ ‬ايران‪ ‬حيث اعدم‬ ‫‪ 165‬شخصا في سنة ‪ 1999‬في مقابل ‪ 99‬سنة ‪.1998‬‬ ‫وتلقت المنظمة تقارير عن إعدام المئــات في‪ ‬العراق‪ ،‬وقد‬ ‫وسعـــت دول مثــل‪ ‬كوبا‪ ‬وعمـان واالمارات‬ ‫العربية‪ ‬المتحدة‪ ‬نطاق عقوبة االعدام ليشمل‬ ‫ايضا الجرائم المتعلقة باالتجار بالمخدرات‬ ‫واالعتداءات المسلحة أو ادخال سلع محظورة‬ ‫الى البالد‪.‬‬ ‫تبعا لهذه الوضعية يرى العلماء والفقهاء‬ ‫والمختصين أنه من الصعــب إلغــاء هــذه‬ ‫العقوبة‪ ،‬في زمن تتوسع فيه مساحات الجريمة‬ ‫على الجسد االجتماعـــي اإلنساني‪ ،‬بتوسع‬ ‫وسائل التواصل والمعرفة‪ ،‬فإضافة إلى جرائم‬ ‫الفساد المالـي واألخالقــي والسياسي التي‬ ‫تنشط في خاليا هذا الجسد بكثافة وقوة‪،‬‬ ‫هناك جرائم اإلرهاب‪ ،‬جرائم األعراق والطوائف‪،‬‬ ‫جرائم االعتداء على األصول‪ ،‬سرقات األبناك‬ ‫والمؤسسات المالية‪ ،‬الجرائم الناتجة عن‬ ‫استعمال المخدرات والكحول‪ ،‬الجرائم الناتجة‬ ‫عن الشعوذة‪ ،‬التي تشترط مواجهتها والتحكم‬ ‫فيها بعقوبة اإلعدام‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫‪-2-‬‬

‫منذ زمن بعيد‪ ،‬بدأت اإلنسانية تطرح‬ ‫األسئلة حول جدوى اإلعدام في إيقاف الجريمة‬ ‫أو الحد منها‪ ،‬وحتى اآلن ما زالت هذه األسئلة‬ ‫متناسلة حول جدوى أو ال جدوى عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫هل تغلق باب التوبة وتمنع الرهان اإليجابي لخالص النفس‬ ‫البشرية أم أن العقاب هو الحل الطبيعي لمواجهة اإلجرام‪...‬؟‬ ‫انطالقا من هذا السؤال‪ ،‬ظهرت الدعاوى األولى إللغاء عقوبة‬ ‫اإلعدام‪ ،‬في القرون الوسطى‪ ،‬حيث اعتبرها القديس بيرنارد‪ ،‬مخالفة‬ ‫للروح المسيحية‪ ،‬وأمرا خارقا للعادة‪ ،‬ال شرعية لها‪ ،‬وال تستمد قوتها‬ ‫من القوة اإللهية‪ ،‬وحاولت الكنيسة استبدالها في الكثير من األحيان‬ ‫بعقوبات أخرى سالبة للحرية مع األخذ بفكرة التوبة والتكفير‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن اإلنسان كائنا مقدسا‪ ،‬ال يجوز ألحد أن يزهق روحه غير‬ ‫الخالق الذي وهب له وحده الحياة‪.‬‬ ‫وخالل القرن السادس عشر‪ ،‬عادت من جديد فكرة المطالبة‬ ‫بإلغاء عقوبةاإلعدام إلى الواجهة العلمية والفلسفية والثقافية‪ ،‬حيث‬ ‫وصفها الفقيه «بيكاريا» في كتابه الشهير «في الجرائم والعقوبات»‪،‬‬ ‫بالعقاب الوحشي عديم الفائدة‪ ،‬ورأى بعض المفكرين المسيحيين‪،‬‬ ‫أن مشروعية هذه العقوبة تتنافى والتعاليم المسيحية الصادرة عن‬ ‫السيد المسيح‪ ،‬التي تقول‪:‬أن اهلل ال يبتغي فقط إعدام المذنب‪ ،‬ولكنه‬ ‫يأمر المشرع بإصالح حاله وتقويم اعوجاجه وفتح باب التوبة أمامه‪.‬‬ ‫وفي العصر الحديث‪ ،‬وفي أعقاب الثورة الفرنسية‪ ،‬وجدت دعوة‬ ‫إلغاء عقوبةاإلعدام‪ ،‬أذانا صاغية في العديد من الدول األروبية‪،‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫ألجل ذلك‪ ،‬نجد أنصار إلغاء عقوبة اإلعدام‪ ،‬يدافعون عن‬ ‫حياة اإلنسان مهما كانت طبيعته‪ ،‬يؤكدون بمختلف الوسائل على‬ ‫المسؤولية الجماعية للمجتمع تجاه أفراده مهما كانت األفعال التي‬ ‫يرتكبونها‪.‬‬ ‫ويقول أنصار اإللغاء‪ ،‬أن المجتمع ليس في حاجة لعقوبة الموت‬ ‫للدفاع عن نفسه‪ ،‬فالقتل ال يمكن اعتباره هدفا لتحقيق العدالة‪...‬‬ ‫ويقولون‪ :‬إذا كانت عقوبةاإلعدام تحمي عدوى الجريمة باعتبارها أحد‬ ‫األمراض التي تصيب هذا المجتمع أو ذاك‪ ،‬فلماذا ال تطبق أيضا على‬ ‫مرضى السل والكوليرا وغيرهم من المصابين باألمراض المعدية‪،‬‬ ‫بحجة نقلهم العدوى لهذا المجتمع الطاهر السليم؟‬ ‫ويقول أنصار اإللغاء أيضا‪ :‬أن عقوبة اإلعدام‪ ،‬يخشاها الناس‬ ‫األسوياء الذين ال عالقة لهم بالجريمة أو العنف‪ ،‬إال أنها ال أثر لها‬ ‫بالنسبة للمجرمين ومرضى العقول وغير األسوياء‪ ،‬ومن هنا تفقد‬ ‫هذه العقوبة أي أثر لها‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫حتى اآلن‪ ،‬يكون النضال اإلنساني من أجل إلغاء عقوبة اإلعدام‪،‬‬ ‫قد حقق بعض أهدافه‪ ،‬حوالي ‪ 108‬دولة ألغت عقوبة اإلعدام داخل‬ ‫القوانين‪ ،‬أو في الممارسة‪ 75 ،‬دولة منها ألغت هذه العقوبة في‬

‫وخارج مواقف العلماء والحكماء‪ ،‬هناك‬ ‫الموقف الصارم لإلسالم‪ ،‬من مسألة العقاب‬ ‫باإلعدام‪ ،‬حيث يصعب على دولة المؤمنين‬ ‫أن تلغي من شرائعها وقوانينها أمر إالهي‪،‬‬ ‫لقد نص اإلسالم على حدود هذه العقوبة‬ ‫في الحدود‪ :‬النفس بالنفس‪ /‬الزنى‪ /‬المفارق‬ ‫لدينه‪ /‬التارك للجماعة‪ ،‬وبذلك تتحول هذه‬ ‫العقوبة‪ ،‬إلى واجب ديني‪ .‬يقول تعالى في‬ ‫كتابه العزيز‪{ :‬ولكم في القصاص حياة يا أولى‬ ‫األلباب} صدق اهلل العظيم‪ .‬ويقول سبحانه‬ ‫{إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض فسادا‪ ،‬إن‬ ‫يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خالف‪ ،‬أو ينفوا من‬ ‫األرض} صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل ستتمكن الدول العربية ‪/‬االسالمية من إلغاء هذه‬ ‫العقوبة المثيرة للجدل؟ وكيف؟‬ ‫ال أحد يستطيع الجواب‪ ،‬ولكن مع ذلك‪ ،‬هناك مؤشرات تقول أن‬ ‫حوارا في الموضوع‪ ،‬يحدث اليوم‪ ،‬وبعمق بين جمعيات هذه الدول‬ ‫ومنظماتها الحقوقية التي طالبت‪ /‬تطالب بإلغاء عقوبة اإلعدام‪،‬‬ ‫وبين الحكومات التي كشف بعضها مؤخرا عن وجود توجه نحو‬ ‫تعديل مجموعة من التشريعات لتتالئم مع االتفاقيات والمعاهدات‬ ‫الدولية لحقوق اإلنسان‪ ...‬والتي تحاول المالءمة بين األحكام‬ ‫المتصلة بعقوبة اإلعدام‪ ...‬في هذه التشريعات‪ ،‬وبين أراء ونظريات‬ ‫الفقهاء وعلماء الدين وأساتذة علوم الشريعة‪ ،‬التي ترفض الخروج‬ ‫عن ثوابت اإلسالم‪.‬‬ ‫إن اآلراء والنظريات المتنافرة والمتداخلة في هذه المسألة‪،‬‬ ‫جعلت عبارة الكاتب الفرنسي المارتين حول اإلعـدام‪ ،‬مرجعية‬ ‫لدعاة الرفض والقبول مرة واحدة‪« :‬إنه ليس الموت الذي يجب‬ ‫أن نتعلم كيف نخشاه‪ ،‬وإنما هي الحياة التي يجب أن نتعلم كيف‬ ‫نحترمها»‪. ‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪10‬‬

‫األستاذ والباحث والداعية‬ ‫عبد القادر العافية (‪)2/1‬‬

‫كرس األستاذ عبدالقادر العافية حياته لدراسة الفكر اإلسالمي والدعوة اإلسالمية‪ ،‬اشتغل‬ ‫بالتدريس لمدة طويلة بدء بالتعليم االبتدائي الثانوي ثم الجامعي‪ ،‬حيث عمل أستاذا بكلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬شعبة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط‪.‬‬ ‫األستاذ الجليل من مواليد مدينة شفشاون في ‪ 12‬ديسمبر‪ .1932‬حصل على اإلجازة في‬ ‫التاريخ من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ .‬كما أحرز على دبلوم الدراسات العليا من‬ ‫دار الحديث الحسنية سنة ‪.1980‬‬ ‫شارك في ملتقيات وندوات فكرية وعلمية بجهات مختلفة من المغرب‪ ،‬كما شارك في‬ ‫إلقاء الدروس للجالية المغربية بالديار األوربية خالل شهر رمضان ضمن بعثات العلماء التي‬ ‫تبعثها الحكومة كل سنة‪ .‬ساهم بأبحاثه ومقاالته في الصحف والمجالت اإلسالمية‪ :‬دعوة‬ ‫الحق‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬المسلمون‪ ،‬االعتصام‪ ،‬مجلة دار الحديث الحسنية وغيرها‪.‬‬ ‫كان عضوا في رابطة علماء المغرب‪ ،‬وسبق له كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب التحق‬ ‫بهذه الهيأة سنة ‪.1968‬‬ ‫وقد ساهم األستاذ عبد القادر العافية في تحرير مجلة «الشراع» التي صدرت بشفشاون‬ ‫سنة ‪ 1960‬تحت إدارة األديب الشاعر عبد الكريم الطبال‪.‬‬ ‫صدرت لألستاذ الجليل مجموعة كتب وأبحاث علمية منها‪:‬‬ ‫أميرة الجبل الحرة بنت علي بن راشد‪.‬‬ ‫• ‬ ‫الحياة السياسية واإلجتماعية والفكرية بشفشاون وأحوازها خالل القرن العاشر‬ ‫• ‬ ‫الهجري ‪ 16‬م‪.‬‬ ‫رحلة الحج ولقاء الشيوخ ‪ :‬التجيبي(‪ 666‬ـ ‪730‬هـ) نموذجا‪.‬‬ ‫• ‬ ‫عالمات جليالت وعلماء أماجد‪.‬‬ ‫• ‬ ‫المغرب والجهاد التاريخي‪.‬‬ ‫• ‬ ‫واألستاذ الباحث والداعية الدكتور عبدالقادر العافية غزير العطاءات له تجارب في حقل‬ ‫الدعوة واإلرشاد‪ ،‬نستضيفه اليوم في رحلة فكرية‪ ،‬وكانت البداية عن‪:‬‬

‫انطالق الدعوة اإلسالمية‪ :‬بين ماض وحاضر‬ ‫يرى األستاذ عبد القادر العافية أن الدعوة اإلسالمية بعدما تخطت البداية الصعبة ‪ -‬التي‬ ‫هي من سنن الحياة ‪ -‬تلك البداية التي استمرت نحو من حمس عشرة سنة‪ ،‬بعد تخطيها‬ ‫لتلك البداية انطلقت لتبشر برسالتها شرقا وغربا‪ ،‬فتفتحت لها أفئدة ماليين المتعطشين إلى‬ ‫العدالة والحق‪ ،‬واألمن واالستقرار‪.‬‬ ‫ولحكمة بالغة‪ ،‬كان مبدأ هذه االنطالقة هو مبدأ للتاريخ اإلسالمي‪ ،‬وهكذا بدأت السنوات‬ ‫تتوالى ثم تتوالى بعد ذلك القرون إلى أن أصبحنا اليوم في القرن الخامس عشر‪ ،‬وخالل‬ ‫هذه المدة الطويلة من الزمن عرفت الدعوة اإلسالمية تقدما وازدهارا وانتشارا بين سكان‬ ‫المعمور مع صمود‪ ،‬وتحد‪ ،‬واستمرارية‪ .‬وانتشرت كلمة اهلل في كل مكان ودخل الناس في‬ ‫دين اهلل أفواجا‪ ،‬وساد النظام اإلسالمي أمما وأقاليم وشعوبا وأقطارا‪ .‬وازدهرت الثقافة والعلوم‬ ‫اإلسالمية وعرف العالم أجمع بسبب ذلك االزدهار حضارة جديدة تمثل السمو اإلنساني بأكمل‬ ‫معانيه‪ ،‬وفي أجلي مظاهره‪ .‬وتفيأ ظالل هذه الحضارة المبنية على اإليمان وعلى تعاليم‬ ‫القرآن المنزل من لدن رب العالمين ‪ -‬تفيأ ظالل هذه الحضارة أجناس شتى من بني اإلنسان‬ ‫فوسعتهم جميعا‪ ،‬واستوعبت حضارتهم وأفكارهم‪ ...‬واستطاعت الثقافة اإلسالمية أن تهضم‬ ‫في يسر وسهولة مختلف ثقافات وحضارات تلك األمم والشعوب وبذلك أصبحت الحضارة‬ ‫اإلسالمية حضارة رائدة ومتفتحة على العالم أجمع وانتفع بها اإلنسان أيما انتفاع‪.‬‬ ‫بل ما لبثت أن أصبحت الحضارة اإلسالمية أساس متينا للتقدم العلمي واالزدهار الحضاري‬ ‫في عصرنا الحاضر‪ ،‬وكان لها الفضل في ربط حلقات الفكر اإلنساني قديمة وحديثة‪ .‬والسبب‬ ‫في ذلك هو أن الثقافة اإلسالمية هي ثقافة متفتحة ال تعرف التمييز بين لون ولون‪ ،‬وال بين‬ ‫شعب وشعب‪ ،‬وال بين جنس وجنس‪ .‬وحتى معاهدها التي كانت منبع إشعاع فكري لم تميز‬ ‫في حلقاتها في يوم من األيام بين غنى وفقير‪ ،‬وال بين طبقة وطبقة‪ ،‬فلقد كان التعليم في‬ ‫المعاهد اإلسالمية تعليما مفتوحا في وجه الجميع‪ ،‬وبهذا التفتح في المعاهد اإلسالمية كان‬ ‫التعليم مفتوحا في وجه الجميع‪ ،‬وبهذا التفتح استطاع أن يفيد ويستفيد‪ .‬وعلى هذا األسلوب‬ ‫انتشرت المدارس اإلسالمية في كل أنحاء العالم اإلسالمي» في الكوفة والبصرة وبغداد‬ ‫ودمشق ومصر والقيروان‪ ،‬وقرطبة‪ ،‬وفاس‪ ،‬وفيما وراء النهر من األقطار واألقاليم اإلسالمية‪.‬‬ ‫ومعنى هذا أن اإلسالم انطلق منذ أربعة عشر قرنا ليسعد اإلنسان بمبادئه وأفكاره‪ ،‬وبعدالته‬ ‫وتسامحه‪ ،‬وبفضائله وسمو أهدافه‪.‬‬ ‫وإذا‪ :‬كان من سنن الحياة أنها ال تسير على وتيرة واحدة‪ ،‬وال في درب واحد‪ ،‬فإن الذي‬ ‫وصل إليه حال المسلمين في القرون األخيرة ينذر بجفاف منابع اإليمان في قلوبهم‪ ،‬ويشير‬ ‫إلى أن كيد أعداء اإلسالم قد أثار على سمو مبادئه في نفوس المسلمين‪ .‬وبذلك أصبح الكثير‬ ‫ممن ينتمون إلى اإلسالم تخدعهم شعارات زائفة‪ ،‬وفقاقيع جوفاء ملونة باألحمر تارة وباألزرق‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬وباألصفر طورا آخر‪...‬‬ ‫وخالل القرن األخير ‪ -‬سجل التاريخ وبكل أسف ‪ -‬أن معظم المسلمين أضحوا منساقين‬ ‫وتابعين‪ ،‬وجاعلين من أنفسهم أنصارا مصفقين لهذا الجانب أو ذاك! ناسين أنهم أصحاب‬ ‫عقيدة وأصحاب مبادئ فعالة‪ ،‬وحضارة إنسانية خالدة‪ ،‬وأرباب ثقافة رائدة‪...‬‬ ‫إن القرون الماضية من حياتنا تختلف أشد االختالف عن زمننا الحاضر‪ ،‬ألن الحياة اليوم‬ ‫أصبحت ال مجال فيها للمتواني أو المتردد‪ ،‬وعلينا أن نأخذ مواقعنا الحقيقية في هذه الحياة‪،‬‬ ‫وأن نأخذ مكانتنا الجديرة بنا كأمة إسالمية تمتد من طنجة إلى جاكرتا‪ .‬وإال فسنظل تافهين‬ ‫مخذولين بالرغم من مئات مالينينا وبالرغم من تعدد شعوبنا وخيراتنا‪ ،‬ألن كل هذا سوف ال‬ ‫ينفعنا ما دمنا ال نخطط ألنفسنا بأنفسنا‪.‬‬

‫اإلسفاف والتردي‪ ..‬وحضارة الغرب‬ ‫وأسأل األستاذ العافية عن أسباب االنحدار الحضاري في الغرب‪ ،‬هذه الحضارة التي جاءت‬ ‫لتشكك الناس في أسس المنهج الرباني‪ ،‬وعملت على تحطيم الطموح الروحي في اإلنسان‬ ‫وعلى تدمير القيم النبيلة فيه‪.‬‬ ‫فرد قائال‪:‬‬ ‫فعال‪ ،‬جاءت حضارة الغرب لتشكك الناس في أسس المنهج الرباني‪ ،‬وعملت على تحطيم‬ ‫الطموح الروحي في اإلنسان‪ ،‬وعلى تدمير القيم النبيلة فيه‪ ،‬وجدت في نسف ما بناه الدين‪،‬‬ ‫وشيدته األخالق‪ ،‬من همم‪ ،‬ونخوة وكرامة‪ ،‬ورحمة‪ ،‬ومحبة‪ .‬فأباحت شتى المحظورات‪.‬‬ ‫واستهانت بالقيم واألخالق‪ ،‬فأباحت الزنا والفجور‪ ،‬وفككت الروابط القدسية بين األسرة‪،‬‬ ‫ووضعت الحواجز بين الصالت الرحيمة‪ ،‬فاستقلت الفتاة‪ ،‬واستقل الفتى‪ ،‬وانفصما عن روابط‬ ‫األسرة‪ ،‬وتحررت الزوجة من روابط الزوجية‪ ،‬واستقلت بنفسها‪ ،‬وتحررت من تبعات البيت‬ ‫ومتطلباته‪ ،‬وتحرر الزوج بدوره حلل كل واحد منهما من شاء وعبث كيف شاء فتمزقت األسرة‬ ‫وتصرف كل واحد من أفرادها حسب أهوائه الدنيئة‪ ،‬وهتك ستر الحياء‪ ،‬وحلت الحيوانية محل‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫المروءة والكرامة‪ ،‬والدنايا محل العفة والنبل‪ ،‬فتالشت القيم األخالقية‪ .‬وعرفت األسرة في أوربا‬ ‫وأمريكا انحدارا لم يعرف التاريخ له مثيال‪.‬‬ ‫وبذلك انحط المجتمع الغربي‪ ،‬وتفنن في االنحطاط األخالقي‪ ...‬وانعدم الفرق في الحضارة‬ ‫الغربية بين اإلنسان المكرم‪ ،‬والحيوان األعجم‪ ،‬وظهر إنسان األنبوب‪ ،‬وتخلى عن التكريم الذي‬ ‫ميزه اهلل به‪ ،‬وفضله على كثير من خلقه! والغريب في األمر أن التخلي عن الكرامة اإلنسانية جاء‬ ‫باسم العلم‪ ،‬والتطور العلمي‪ ،‬فالحضارة الغريبة ضجت بكل القيم اإلنسانية لتنحدر إلى مستوى‬ ‫أخس أنواع الحيوان‪.‬‬ ‫لقد نظمت الشريعة اإللهية عالقة الناس فيما بينهم في مختلف مجاالت الحياة وميادينها‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت نظمت عالقتهم بربهم وصلتهم بخالقهم تزكية للنفس وتقوية واطمئنانا‪.‬‬ ‫وبالتزام منهج القانون الرباني الذي وضع على أقوم أسس للنفس البشرية حيث وازن بين غرائزها‬ ‫وكرامتها‪ ،‬وسموها ومتطلباتها‪.‬‬ ‫إن ارتباط اإلنسان باهلل تعالي هو ارتباط قوي أو ارتباط فطري ال ينكره إال معاند جاحد بليد‬ ‫اإلحساس والمشاعر والعواطف‪ .‬وإلى ذلك فارتباط اإلنسان بخالقه أمر ضروري الستقامة الحياة‪،‬‬ ‫وقانون من قوانينها ومنهاج من مناهجها‪ ،‬ألن ارتباط المصنوع بالصانع من قوانين الحياة‪.‬‬ ‫وهذا واضح في األشياء المادية كلها فكيف يعدل عنه فيما هو مركب من مادة وروح؟!‬ ‫فاإلله الخالق المبدع ال يعبد بجهل‪ ،‬ومن رحمته بعباده‪ ،‬أنه اصطفى رسال من خلقه أوحى‬ ‫إليهم بمناهج وقوانين االرتباط بين المخلوق والخالق‪ .‬فالقانون الذي ارتضاه اهلل تعالى لتنظيم‬ ‫العالقة الروحية بينه وبين مخلوقاته هو القانون الوحيد الذي يرشد الناس ويهديهم ويسعدهم‪،‬‬ ‫ويطمئنهم ويعمل على استقرار حياتهم‪ .‬ومن هنا جاء شرف ومكانة الدعاة إلى منهاج اهلل‪ ،‬فهم‬ ‫وحدهم دعاة للهداية الحقيقية أو دعاة إلى الرحمة والخير‪ ،‬وبذلك كانوا أصحاب رساالت خالدة‪ ،‬ألن‬ ‫نداءهم هو نداء الحق والعدل في مختلف اإلعصار واألزمان‪.‬‬

‫اهتمام اإلسالم باألسرة‬

‫وأنتقل مع المفكر األستاذ عبد القادر العافية إلى موضوع يتعلق باألسرة ومدى اهتمام اإلسالم‬ ‫بتنظيمها‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬عندما نراجع النصوص المتعلقة بتكوين األسرة‪ ،‬وتنظيم العالقة بين أفرادها نجد أن‬ ‫المصادر األساسية للتشريع اإلسالمي اعتنت بهذا الموضوع عناية كبيرة ابتداء من الحث على حسن‬ ‫اختيار شريك الحياة‪ ،‬والحث على حسن المعاشرة ودوام المودة‪ ...‬إلى وجوب العناية برعاية األطفال‬ ‫وحسن تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم‪ ،‬وبث الفضائل في نفوسهم‪ .‬ويالحظ الدارس لنصوص‬ ‫القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في هذا المجال أنها تهدف إلى بناء األسرة اإلسالمية بناء‬ ‫متينا على قواعد سليمة‪ ،‬بحيث يدرك القارئ لهذه النصوص أن التوجيهات اإلسالمية في هذا الباب‬ ‫ترتكز على دعائم عقلية‪ ،‬منطقية‪ ،‬وعلى أسس نفسانية قويمة مع مراعاة الجوانب العاطفية لإلنسان‬ ‫وصيانة عرضه وتوفير كرامته‪ ...‬من هذه المنطلقات تنطلق التوجيهات اإلسالمية في بناء األسرة‬ ‫وتكوينها‪ ،‬وهي منطلقات لها جذور فطرية في النفس اإلنسانية‪ ،‬ولها أصل مكين في الطبائع‬ ‫السليمة فهي نصوص موجهة ومرشدة لما يسمو بروابط األسرة‪ ،‬ومنحدرة في نفس الوقت من‬ ‫الوقوع في المزالق والمآسي ومنغصات الحياة‪.‬‬ ‫وبتحليلنا لبعض النصوص الواردة في موضوع األسرة‪ ،‬ندرك مقدار سمو العالقات اإلنسانية‬ ‫التي يدعو إليها اإلسالم في هذا المجال فمن هذه النصوص قوله تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم‬ ‫الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثير ونساء واتقوا اهلل الذي‬ ‫تساءلون به واألرحام إن اهلل كان عليكم رقيبا»‪( .‬النساء ‪.)1 /‬‬ ‫ففي هذه اآلية نرى أن الخطاب موجه للناس كافة أي موجه لإلنسانية جمعاء‪ ،‬والخطاب القرآني‬ ‫ينادي بمراعاة قدسية الزواج‪ ،‬والروابط الزوجية‪ .‬ويذكر المخاطبين بأن الرجل والمرأة خلق من‬ ‫نفس واحدة‪ ،‬ومن عنصر واحد بحيث ال يتميز أحدهما عن اآلخر في التكوين‪ ،‬وهذا إبطال لما كانت‬ ‫تدعيه بعض المجتمعات والفلسفات من تميز الرجل عن المرأة في طبيعة تكوينها‪.‬‬ ‫فمن الرجل والمرأة حسب المنطوق القرآني تكونت الخلية األولى لألسرة ومن مجموعة األسر‬ ‫يتكون المجتمع اإلنساني‪...‬‬ ‫والحياة الزوجية في اإلسالم مبنية على سعة الصدر‪ ،‬والتجاوز عن الهفوات‪ ،‬وعلى حسن الظن‪،‬‬ ‫والتغاضي عن كل ما ال يخل بالمروءة‪ ،‬أو يخدش الكرامة‪ ،‬أو يمس العرض‪.‬‬ ‫والقرآن الكريم يطمئن الزوجين ويهدئ من حالتهما النفسية عندما تكون رغبتها شديدة‬ ‫في الحصول على الذرية وال يرزقانها‪ ،‬يقول تعالى‪« :‬يهب لمن تشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور‪،‬‬ ‫ويزوجهم ذكرانا وإناثا‪ ،‬ويجعل من يشاء عميقا»‪( .‬الشورى‪.)47 /‬‬ ‫وإذا كان من طبيعة النفس البشرية أنها تهفو إلى تحقيق رغبتها في الذرية فبالوسائل‬ ‫المشروعة‪ ،‬ودون اللجوء إلى تنغيص الحياة باللوم تلميحا أو تصريحا‪ ،‬ألن اهلل تعالى يهب الذرية‬ ‫لمن يشاء بإرادته هو تعالى‪ ،‬فالقرآن الكريم يتدخل ليحسم هذا األمر الذي يشغل بال الزوجين‪،‬‬ ‫والذي ينغص على كثير من الناس حياتهم‪ ،‬ويعطي درسا للذين يجهلون نوامس الحياة‪ ،‬أو يريدون‬ ‫تخطي ما قسم لهم‪.‬‬ ‫بل يذهب القرآن إلى أبعد من ذلك‪ ،‬فيقرر بأن المرأة ليست مسؤولة بتاتا عن إنجاب الذكر‬ ‫أو األنثى‪ « :‬ألم يكن نطفة من مني تمنى‪ ،‬ثم كان علقة فخلق فسوى‪ ،‬فجعل منه الزوجين الذكر‬ ‫واألنثى‪( »...‬القيامة ‪.)38 /‬‬ ‫إن القرآن الكريم يحذر المسلم من المزالق التي يقع فيها كثير ممن يجهلون نوامس الحياة‪،‬‬ ‫وبذلك يضفي على الحياة الزوجية هالة من االحترام‪ ،‬ويجعل منها رابطة متينة تقاوم تقلبات الحياة‬ ‫وعواطف الزمن وهو أجس النفوس‪ .‬وببناء الحياة الزوجية على تعاليم اإلسالم وبمراعاة التوجيهات‬ ‫الربانية يتهيأ الجو النافع والمناخ الصالح لتنشئة أسرة إسالمية قويمة‪ ،‬ولتربية أطفال ذوي أخالق‬ ‫كريمة‪.‬‬ ‫وإلى هذا رعت الشريعة اإلسالمية في الواجبات المطلوبة من الزوج مسؤولية الرجل عن األسرة‪،‬‬ ‫وقدرته الجسمية فأوجبت عليه واجبات نحو زوجته منها‪ :‬دفع الصداق لها‪ ،‬ووجوب اإلنفاق عليها‬ ‫وعلى أوالدها منه‪ ،‬ووجوب إرشادها إلى الخير‪ ،‬وإلى الطريق المستقيم‪ ،‬ووجوب معاشرتها بالمعروف‪.‬‬ ‫أوجبت على الرجل هذه الواجبات إكراما للمرأة‪ ،‬مع أن الرجل والمرأة متساويان في منافع الزوجية‪،‬‬ ‫من حيث أن كل واحد منهما يحمي صاحبه ويصونه‪ ،‬ويجعل حياته أكثر اطمئنانا‪ ،‬واستقرارا‪...‬‬ ‫إن األسرة في اإلسالم لها مكانة سامية فروعا وأصوال‪ ،‬وعملت التعاليم اإلسالمية على تنمية‬ ‫الروابط بين أفرادها في إطار من االحترام والمودة والمحبة وقيام كل واحد بواجبه نحو اآلخر‪.‬‬


‫العدد ‪973‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫مسك الختام للمسرح الوطني‬

‫تربويات‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬المسرح الوطني في رحلته العشرين‪ ،‬لمواكبة‬ ‫العصر‪ ،‬ومعالجة قضايا المجتمع‪ ،‬لِمنْ له القدرة على كتابة‬ ‫النص المسرحي ‪ .‬فأحسن طريقة لكيْ يتعلم الكتابة‪ْ ،‬‬ ‫أن‬ ‫يكتب باستمرار ‪ .‬وقد يكون النص رواية أدبية أو حادثة من‬ ‫واقع الحياة‪ ،‬أو من صنع الخيال الذي هو متعدِّد األبعاد إلى‬ ‫ما «ال نهاية» ‪ .‬وهو إبداع فرديّ لعمل فني ‪ .‬تلك الفكرة‬ ‫التي ينبعث منها النص‪ ،‬فسرعان ما تترْجم إلى حكاية‬ ‫ليتمَّ نصّ الرواية إلى مسرحية ‪.‬‬ ‫بمنهج إبداعي بعيداً عن المفهوم التجاري‪ ،‬يشتدُّ‬ ‫عود الكاتب الذي ابتدأ صغيراً وينتهي إلى روائي كبير‪،‬‬ ‫ليطلع عليها القارئ ويشاهدها الرائي والمتفرِّج على‬ ‫خشبة المسرح ‪ .‬فيصبح الكاتب أو المؤلف منتميا إلى نادي‬ ‫المبدعين ‪ .‬كتابة النص له أكثر من داللة (السيناريو) ‪ .‬لكل‬ ‫شيء في التفكير داللة ومعنى ‪ .‬فالحياة مسارح كبيرة ‪..‬‬ ‫تصوير الواقع(الواقعية)‪ ،‬باسم الحركة األدبية‪ ،‬بقلم‬ ‫«تولستوي» بروسيا‪ ،‬واتساع الطبقية في المجتمعات‪ ،‬من‬ ‫واقع الحياة ‪ .‬ولمعالجة الفوارق االجتماعية في قصص‬ ‫«إيميل زوال» في فرنسا‪ ،‬و«مارك توين» ‪ ..‬العبقريات‬ ‫اإلنسانية جزء من اإلبداع المسرحي على خشبة الحياة ‪.‬‬ ‫وقد نال سنة ‪2005‬م «هارولد بنتر» جائزة نوبل لآلداب‪،‬‬ ‫وهو األديب والمؤلف العالمي للرواية المسرحية ‪.‬‬ ‫زرع المهرجان الوطني للمسرح بذرة منذ عشرين‬ ‫عاما‪ ،‬وسقى نبته‪ ،‬فاكتسب تجربة فنية ومعرفة كافية عن‬ ‫مشروع السيرة اإلبداعية لخريجي المعهد العالي للمسرح‪،‬‬ ‫انتهتْ الرحلة بالحضور على خشبة مسرح «إسبانيول»‬ ‫بتطوان لتعلن‪ ،‬الرائعة المبدعة الفنانة‪ ،‬حنان خالدي‪ ،‬بلغة‬ ‫تشكيلية أضفتْ مزيداً من الجودة للمسرح المغربي‪ ،‬عن‬ ‫جوائز المهرجان لألعمال الفنية القيِّمة التنوُّع المتعدِّد‬ ‫الروافد ‪ :‬بالعربية و«الدارجة» واألمازيغية والحسّانية ‪.‬‬ ‫األمانة في فنِّ اإلبداع المسرحي يزيد من وضوح شخصية‬ ‫يرسمها المؤلف بفرشة على لوحة من حرير شفاف ‪..‬‬ ‫تذوَّقتْ لجنة التحكيم طعم األعمال المسرحية ومذاق‬ ‫مدادها‪ ،‬ليستمع جُالس قاعة سينما «إسبانيول» إلى‬ ‫عُصارة الهندسة البديعة لمهرجان المسرح الوطني‪ ،‬وقد‬ ‫‬‫صيغتْ في جوائز لمستحقيها ‪،‬‬ ‫بدْءاَ بجائزة األمـــل‪ ،‬التي فـــازت بها الفنانـة الشابـة‬ ‫(الشاونية) ‪ -،‬صراح الحمليلي‪ -‬وهي التي أهدتها إلى‬ ‫«ماما وبّا» أي أمها وأبيها‪ ،‬عن مسرحية نجمة لفرقة‬ ‫«اليت كوميدي» بالمحمدية ‪ .‬وهي (المسرحية) تحكي‬ ‫عن تجربة حبٍّ بين ممثلة مشهورة تدْعى نجمة‪ ،‬مُغرمة‬ ‫بشخصية (ذكر)خيالية افتراضية تعيش معها في بيتها‬ ‫وفي مخيِّلتها‪ ،‬سجينة ألكثر من خمس سنوات‪ ،‬خُفية‬ ‫عن بقية النساء غيرة ومخافة عن فقدانه ‪ .‬ليرصد المؤلف‬ ‫عالقة جدلية بين سجين وسجانة لهيام مرضي‪ ،‬وللتضحية‬ ‫بنفسيهما ( والعكس بالعكس)‪ ،‬وعلى نقيض ذلك تنعدِم‬

‫الثقة بينهما ‪َّ .‬‬ ‫لعل الفكرة جزْئيا من وحي قصة يوسف‬ ‫عليه السالم ‪ .‬وهي المسرحية التي أحرزت ميزة أحسن‬ ‫نص لمؤلفها الفنان ‪ -‬يحيى الفاني‪ ،-‬خريج المعهد العالي‬ ‫للفن المسرحي ‪ .‬شارك في هذا العمل‪ ،‬نوري إسماعيل في‬ ‫تصميم المالبس وعبد الرزاق آيت بها باإلنارة وإسماعيل‬ ‫نيكيطو في السينوغرافيا‪ ،‬وباإلخراج أمين غوادة ‪– .‬‬ ‫جائزة المالبس غنمها – نوري إسماعيل‪ -‬عن مسرحية‬ ‫«بيلماون» لفرقة البحث الفني المغربية العميقة بالرباط‬ ‫‪ – .‬جائزة السينوغرافية حظي بها الفنان‪ -‬رشيد الخطابي –‬ ‫عن مسرحية «إيتسوض عاوذ» لفرقة «تُفسوين» للمسرح‬ ‫األمازيغي بالحسيمة ‪ – .‬جائزة أجمل دور من تشخيص‬ ‫اإلناث أبدعت فيه الفنانة – هاجر الشركي‪ -‬عن مسرحية‬ ‫«لمبروك» لفرقة «تسيلكوم» من الرباط ‪ – .‬بينما أحسن‬ ‫تشخيص للذكور اقتنصها الفنان –توفيق إزديو» عن دوره‬ ‫في مسرحية «صباح ومسا» لفرقة «دوز تمسرح» بمراكش‪.‬‬ ‫– أما جائزة اإلخراج راحتْ إلى شخص المبدع – أمين غوادة‬ ‫– عن مسرحية «بيلماون» لفرقة البحث الفني للثقافة‬ ‫المغربية العميقة من الرباط ‪ – .‬مسك الختام جاء على‬ ‫لسان الفنان القدير عبد الحق الزروالي باسم لجنة التحكيم‬ ‫وبنوع من التشويق (السوسبانس)‪ ،‬ليعلن عن الجائزة‬ ‫الكبرى لمهرجان المسرح في دورته العشرين‪ ،‬وإذ حظيتْ‬ ‫بها مسرحية «الخالفة» لفرقة أنفاس للمسرح والثقافة‬ ‫بالداخلة‪ ،‬وهي من تأليف المبدع ‪-‬علي مسدور‪ -‬واإلخراج‬ ‫ألمين ناسور‪ -‬أما السينوغرافية أصبحت من حق –رشيد‬‫الخطابي‪ -‬للمرة الثانية‪ ،‬وثلة من الفنانين الذين أبدعوا‬ ‫في تشخيص المسرحية وهم ‪- :‬سالم بالل – علية طوير‬ ‫– وخديجة زروال ‪ .. -‬وهو المطلع على تراثنا المسرحي‪،‬‬ ‫أمسى عبد الحق الزروالي ناقداً باسم لجنة التحكيم لإلدالء‬ ‫بتوصياتها‪ ،‬من أجل تقويم وتأهيل خشبة المركز الثقافي‬ ‫(دار الثقافة) ـ ثمَّ تطوير تظاهرة المسرح ليواكب تحوالت‬ ‫الحداثة‪ .‬وأيضا من واجب مؤلف المسرحية المقتبسة‬ ‫ْ‬ ‫أن يذكر المرجعية (مؤلفها األصلي)‪ .‬وانتهت الرحلة‬ ‫بتوصية على مستوى إحداث جائزة التأليف الموسيقي ‪.‬‬ ‫مشروع إبداع من أجل المزيد من الجودة للمسرح المغربي‬ ‫واإلحساس بالجمال والبهاء كما نشأنا في فضاء الحب‬ ‫والهيام مع مسرحية مجنون ليلى ألمير الشعراء أحمد‬ ‫شوقي ‪ :‬ليلى‪ ،‬من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى~ ماذا وقوفك‬ ‫والفتيان قد صاروا‬ ‫ما كنتُ يا عمُّ فيهم ~ أين كنتَ إذن ؟‬ ‫في الدار حتى خلتْ من دارنا النارُ‬ ‫قيس ابن عمي عندنا ~ يا مرحباً يا مرحباً‬ ‫متعتِ ليلى بالحياة ~ وبلغت اإلربا‪...‬‬ ‫إلى ْ‬ ‫أن قال (والد ليلى)‬ ‫إمض قيس إمض‪ ،‬جئتَ تطلب ناراً‬ ‫ُ‬ ‫تشعل البيتَ ناراً ‪..‬‬ ‫أم جئتَ‬

‫كثيرة هي األسباب التي تدعو إلى تطوير وتحسين المناهج الدراسية‪ ،‬فمنها ما يرتبط‬ ‫بالتغيرات السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية سواء على المستوى المحلي أو اإلقليمي أو‬ ‫الدولي‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بالرغبة في التخلص من نقاط الضعف التي تظهر في نتائج‬ ‫تقويم المنهاج الدراسي السائد‪ ،‬ومنها كذلك ما هو مرتبط بمحاوالت االرتقاء بالعملية‬ ‫التربوية من خالل اللحاق بركب الحضارة واإلسهام فيها‪.‬‬ ‫وبهدف تطوير منظومتها التربوية‪ ،‬وجعلها في قلب التطورات االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية؛ بدأت الدول المتقدمة في البحث عن أساليب وصيغ جديدة للمناهج التربوية‬ ‫تربط بين العلم والعمل‪ ،‬وبين النظري والتطبيقي‪ .‬فال مجال لوجود مناهج ثابتة وقارة ال‬ ‫تستجيب لمقتضيات التغيير والمراجعة والتطوير‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فإن تطوير المنهاج يعد أساسيا‬ ‫في إطار أي نظرية يتبناها واضعوه‪.‬‬ ‫إال أن تطوير وتحسين المناهج التربوية يستند إلى العديد من األسس التي يقوم عليها‪،‬‬ ‫والتي يمكن إجمالها في‪:‬‬ ‫• أسس فلسفية تربوية واضحة المعالم‪ ،‬مبنية على دراسات عملية دقيقة؛‬ ‫• أن تتسم عملية التطوير بالشمولية‪ ،‬ألن المنهاج قطعة متكاملة تحتوي على العديد‬ ‫من المكونات‪ ،‬والتي تتمثل في األهداف‪ ،‬المحتوى والطرق والوسائل التعليمية‪ ،‬وأوجه‬ ‫النشاطوالتقويم‪...‬‬ ‫• خلق قنوات تشاركية بين جميع المتدخلين في الشأن التربوي لتطوير المناهج‪.‬‬ ‫في هذا االتجاه‪ ،‬ومن أجل تطوير العرض التربوي ببالدنا‪ ،‬والرفع من مستوى‬ ‫المتعلمين ودعم قدراتهم التحصيلية ‪ ،‬وتأهيل الموارد البشرية‪ .‬وقعت وزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يوم ‪ 6‬دجنبر ‪ ، 2013‬اتفاقية‬ ‫شراكة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «‪ ، »Jica‬مشروعا طموحا‪ ،‬يتماشى والرؤية‬ ‫االستراتيجية ‪ ،2030/2015‬اطلــق عليـه اســم « مشروع تحسيـن التربيــة عبــر اإلنصاف‬ ‫والجــودة‪.»PEEQ Promouvoir l’éducation avec l’équité et la qualité ‬‬ ‫تندرج الخطة البيداغوجية لمشروع» ‪ « PEEQ‬ضمن جملة المشاريع التربوية التي‬ ‫تتبناها وزارة التربية الوطنية من أجل تنمية كفايات المتعلمات والمتعلمين ودعمهم في‬ ‫مادتي الرياضيات والنشاط العلمي‪ ،‬معتمدة في ذلك على التقويم التشخيصي وتحليل نتائج‬ ‫التالميذ بشكل منتظم واستثمارها عبر معالجة التعثرات عن طريق بيداغوجيا الخطأ مع تقديم‬ ‫آليات وصيغ لمعالجة األخطاء وتحسين الممارسة التدريسية‪.‬‬ ‫وتهدف الخطة إلى التقليص والحد من الفوارق‪ ،‬وتحسين جودة التعليم والتعلم وتحقيق‬ ‫مزيد من اإلنصاف خاصة بالنسبة للفتيات بالوسط القروي جهويا ومحليا‪ ،‬وتقديم أدوات‬ ‫ووسائل مرجعية للفاعلين والمتدخلين التربويين وممارسي مهن التربية والتكوين‪ ،‬وكذا‬ ‫تنمية كفايات المتعلمين والمتعلمات‪ ،‬في مادتي الرياضيات والنشاط العلمي‪.‬‬ ‫وفي أفق تعميم الخطة البيداغوجية لمشروع « ‪ »PEEQ‬بجميع اكاديميات المملكة‪،‬‬ ‫بعد النجاح الذي حققته بمؤسسات التجريب التابعة ألكاديميات كل من الدار البيضاء سطات‪،‬‬ ‫الرباط سال القنيطرة و مراكش آسفي‪ ،‬أصبح لزاما إدراجها ضمن المخططات التربوية‬ ‫الجهوية‪ ،‬واعتماد عدة « ‪ .»PEEQ‬واستثمار الوثائق والموارد التي وفرها البرنامج؛ ( الدليل‬ ‫العملي لتحسين التربية بإنصاف وجودة؛ بطاقات األعداد الخاصة باألستاذ(ة) والمتعلم(ة)؛‬ ‫أوراق الحساب الذهني‪ :‬الروائز التشخيصية للمستلزمات الدراسية الخاصة بمادتي الرياضيات‬ ‫والنشاط العلمي‪ ،‬وشبكات استثمار النتائج)‪ .‬ووضع آليات لتتبع البرنامج ومصاحبة المدرسين‬ ‫ومديري المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تجندت هيئة المراقبة والتأطير التربوي بمديرية طنجة أصيلة لتنفيذ‬ ‫مجموعة من اللقاءات التكوينية‪ ،‬في ذات المشروع؛ استهدفت أستاذات وأساتذة التعليم‬ ‫االبتدائي بنوعيه الخصوصي والعمومي‪ ،‬وهيئة اإلدارة التربوية لمساعدتهم على فهم‬ ‫الخطة البيداغوجية‪ ،‬وتقريبهم من البرنامج والتحسيس بضرورة إدماج هذه المقاربة ضمن‬ ‫مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم االبتدائي‪ .‬وقد أطر اللقاءات التكوينية مفتشو التعليم‬ ‫االبتدائي بالمديرية االقليمية بطنجة أصيلة‪ ،‬وكانت مناسبة لفتح نقاش واسع بين المدرسين‬ ‫والمدرسات والمفتشين‪ ،‬حول المشروع وأهميته‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال المطروح في ظل التجارب البيداغوجية التي عرفتها الساحة التربوية‬ ‫المغربية منذ االستقالل هو‪ :‬هل بإمكان الخطة البيداغوجية لمشروع « ‪ »PEEQ‬أن تساعد‬ ‫على تنمية كفايات المتعلمات والمتعلمين وتحقيق جودة عالية بالمدرسة المغربية‪ ،‬وإنصاف‬ ‫مأمول‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن المشروع قد تم خلقه داخل بيئة تربوية مشهود لها‪ ،‬حسب‬ ‫الدراسات العالمية‪ ،‬بالجودة والتميز؟‬

‫}‬

‫�صا َبت ُْه ْم ُم ِ‬ ‫�صي َب ٌة َقا ُلوا ِ�إنَّا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إنَّا ِ�إ َل ْي ِه‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬

‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو ُ�أو َلئ َ‬ ‫ون �أُو َلئ َ‬ ‫ون‬ ‫ِك َع َل ْيهِ ْم َ‬ ‫ات م ْ‬ ‫ال ْهت َُد َ‬ ‫َراجِ ُع َ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫بقلوب خاشعة وعيون دامعة‪ ،‬ودعت الشغيلة التعليمية بوزان‬ ‫إلى مثواها األخير المشمولة برحمة اهلل ومغفرته‬

‫فاطمة حمزي‬

‫وذلك بعد مقاومة عسيرة لمرض لعين داهم‬ ‫جسمها في غفلة منها‪ ،‬واجهته بمعنويات عالية ‪.‬‬ ‫الفقيـدة يشكــل غيابهـا خســارة فادحـــة‬ ‫للمدرسة العمومية التي أعطتهـا بسخــاء ونكران‬ ‫للذات ســواء كممارســة بالقسـم‪ ،‬أو كمديـــرة‬ ‫الدروس بثانوية ابن زهر بوزان ‪ .‬كما فقــدت فيها‬ ‫الحركة الجمعوية فاعلة متميزة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم محمد حمضي‬ ‫«متعاون مع أسبوعية الشمال»‪ ،‬ونورة أوطالب عن هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬بتعازيهم الحارة ومواساتهم القلبية لزوج الفقيدة‬ ‫مصطفى معين مدير ثانوية القرطبي‪ ،‬وأبنائها‪ ،‬وباقي أفراد أسرتها بمكناس‪،‬‬ ‫راجين للجميع الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة المغفرة والرضوان‪ ،‬وأن يمطرها الذي‬ ‫جل جالله بشآبيب رحمته‪ ،‬ويسكنها فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫اإلشهار في الشعر العربي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬ ‫من خالل اطالعنا على ديوان الشعر العربي‪ ،‬نجد جماعة من الشعراء كانوا يقومون بدور‬ ‫اإلعالن واإلشهار في قصائدهم الشعرية‪ ،‬حيث كانوا يقومون بحفظ تاريخ العرب وبتدوين‬ ‫الحوادث واألخبار واأليام‪ ،‬وكذا األشخاص واألدوات والبضائع ذات األهمية والقيمة‪ ،‬وتكون‬ ‫ذات مغزى ومعنى‪ ،‬فتأخذ باهتمام الشعراء فينظمون قصائد في موضوعها‪ ،‬ويبرزون‬ ‫أحسن وأجمل مما جاء فيه بكل دقة وجمال‪ ،‬ويتفننون في الوصف والرسم والتصوير‬ ‫لموضوع القصيدة‪ ،‬مع االحتفاظ بكل عناصرها‪ ،‬حتى يبدو للقارئ أو المستمع أنه يرى ما‬ ‫يقول الشاعر‪ ،‬فيضمنون لها الذيوع واالنتشار وإشاعتها بين الناس‪.‬‬ ‫وبذاك تشيع تلك القصائد بين الناس من المستمعين ومن القراء‪ ،‬وتثير انتباه الجميع‪،‬‬ ‫فيهتم بها كل من علم بها أو سمع عنها‪ ،‬فيكون الشعراء قد قاموا بدور اإلشهار التجاري‬ ‫بالمفهوم المعروف في وقتنا الحاضر‪ ،‬الذي يعتمد على اإلعالن في وسائل اإلعالم العامة‪،‬‬ ‫كالتلفزة واإلذاعة والصحف والمجالت وما أشبهها ‪.‬‬ ‫وإني في موضوعي هذا المتواضع‪ ،‬سأسرد قصيدتين استطعت االهتداء إليهما‪ ،‬مما‬ ‫يزخر به ديوان العرب من شعر‪ ،‬ألضرب بهما مثال‪ ،‬وهي قصيدة لألعشى األكبر وأخرى‬ ‫لمسكين الدارمي ‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬األعشى األكبر( توفي سنة ‪7‬هـ ‪629/‬م ) هو أبو بصير ميمون بن قيس البكري‪،‬‬ ‫لقب باألعشى أي األعمى‪ ،‬أو من قل بصره‪ ،‬فكان يكنى بأبي البصير‪ .‬وسمي «صناجة‬ ‫العرب» ألنه كان يتغنى بشعره بالصنج وهي آلة للطرب‪ .‬ويقولون ‪ ( :‬على أن األعشى قد‬ ‫بلغ من الشهرة في الجاهلية بحيث إذا قال بيتا من الشعر تغنت به العرب في بواديها‬ ‫وفي حواضرها‪ ،‬وإذا مدح إنسانا رفعه إلى أعلى الرتب‪ ،‬ولو كان في حقيقته غير ذي مجد‪،‬‬ ‫كما جرى للمحلق )‪ .‬عاش في أواخر العصر الجاهلي وبداية العصر اإلسالمي‪ .‬له ديوان‬ ‫شعر كبير‪ ،‬جل قصائده طويلة‪ ،‬وتدور حول المدح‪ ،‬والهجاء والغزل ووصف الخمر‪ .‬وتعتبر‬ ‫قصيدته « ودع هريرة» من المعلقات ومن أشهر شعره‪ ،‬يقول في مطلعها ‪:‬‬ ‫الرجــــــــلُ‬ ‫الركب مرحتـلُ ×× وهل تطيق وداعا �أيها‬ ‫ودع ُهريرة‪� ،‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫الو َجى الوحـلُ‬ ‫غراء‪ ،‬فرعاء‪ ،‬م�صقول عوار�ضها ×× مت�شي الهوينى كما مي�شي َ‬ ‫جاء في قصة األعشى مع المحلق الكالبي‪ ،‬وقد سمي محلقاً‪ ،‬ألن حصاناً له عضه في‬ ‫وجنته‪ ،‬فحلق فيه حلقة‪ .‬وهي كما يلي ‪:‬‬ ‫( كان األعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة‪ ،‬وكان المحلق الكالبي مئناثا مملقا‪،‬‬ ‫فقالت له إمرأته ‪ :‬ما يمنعك من‬ ‫التعرض لهذا الشاعر‪ ،‬فما رأيت‬ ‫أحدا اقتطعه إلى نفسه إال أكسبه‬ ‫خيرا‪ .‬قال ‪ :‬ويحك ما عنــدي إال‬ ‫ناقتي‪ .‬قالت ‪ :‬اهلل يخلفها عليك‪.‬‬ ‫فتلقاه قبل أن يسبقه إليه أحد‪،‬‬ ‫وابنه يقوده‪ ،‬فأخذ الخطام‪ .‬فقال‬ ‫األعشى ‪ :‬من هذا الذي غلبنا على‬ ‫خطامنا ؟‪ .‬قال ‪ :‬المحلق‪ .‬قال ‪ :‬شريف‬ ‫كريم‪ .‬ثم سلمه إليه‪ ،‬فأناخه‪ ،‬فنحر‬ ‫له ناقته وكشــط له عن سنامها‬ ‫وكبدها ثم سقـاه خمـرا‪ ،‬وأحاطت‬ ‫به بناته يخدمنه ويمسحنه‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫ما هذه الجواري حولي؟‪ .‬فقال بنات‬ ‫أخيك وهن ثمان‪ .‬فلما رحل من‬ ‫عنده‪ ،‬ووافى سوق عكاظ‪ ،‬جعل‬ ‫ينشد قصيدته في مدحه‪ .‬فسلم‬ ‫عليه المحلق‪ ،‬فقال له األعشى ‪:‬‬ ‫مرحبا ياسيدي بسيد قومه‪ .‬ونادى يامعشر العرب‪ ،‬هل فيكم مذكار يزوج ابنه إلى الشريف‬ ‫الكريم؟‪ .‬فما قام من مقعده وفيهن مخطوبة إال وقد زوجها )‪ .‬وهكذا نجد أن الشاعر‬ ‫األعشى قد أدى دور اإلشهار لفائدة بنات المحلق‪ ،‬حيث كان أبا لثماني بنات عوانس لم‬ ‫يتقدم لخطبتهن أحد لمكانه من الخمول والفقر‪ ،‬حيث نظم قصيدة مدح المحلق‪ ،‬وهي‬ ‫قصيدة بليغة‪ ،‬وأنشدها في سوق عكاظ‪ ،‬فشاعت وذاعت‪ ،‬ولم يمض عام لم تبق واحدة‬ ‫من بناته إال وتزوجت من سيد كريم‪ ،‬فتحققت أمنية المحلق‪ .‬ومما جاء في تلك القصيدة ‪:‬‬ ‫ل َ​َع ْمري‪ ،‬لقد الحت‬ ‫رق‬ ‫عيون كثرية ٌ ‪� ×× ،‬إلى �ضوء نار‪ ،‬يف َيفَاع تحٌ َ ُّــ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫واملحلق‬ ‫ورين ي�صطليانهــــــا‪ ×× ،‬وبات على النار الندى‬ ‫ُ‬ ‫ت َُ�شب لمِ َقْ ُر َ‬

‫نتفــــرق‬ ‫�ض ال‬ ‫أ�سحم داج‪َ :‬ع ْو ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ر�ضيعي لبان ثدي‪� ،‬أم حتالفـــــا ×× ب� َ‬ ‫رونق‬ ‫ترى اجلود يجري ظاهرا فوق وجهه ×× كما زان منت الهندواين‬ ‫ُ‬

‫ِــق‬ ‫يداه يدا �صدق فكف مبيـــــــــــدة ×× وكف �إذا ما ُ�ضن باملال تُنف ُ‬ ‫ثانيا ‪ :‬الشاعر مسكين الدارمي (توفي سنة ‪98‬هـ‪708 /‬م) هوربيعة بن عامر بن أنيف‬ ‫بن شريح بن عمرو بن دارم‪ ،‬عاش في القرن األول الهجري‪ ،‬من أهل العراق‪ ،‬ينسب إلى‬ ‫بني دارم بني حنظلة من العدنانية‪ ،‬وهو (من سادات بني دارم ومن شعرائها المجيدين)‪،‬‬ ‫عاصر الفرزدق واألخطل‪ .‬نظم أشعارا في الغناء والهجاء والرثاء والفخر والوصف وله نوادر‪.‬‬ ‫ومسكين لقب له‪ ،‬وإنما لقب به لقوله ‪:‬‬ ‫�أنا م�سكني ملن �أنكرنـــــي ××‬

‫ال �أبيع النا�س عر�ضي �إنني ××‬ ‫وقال أيضا ‪ :‬‬

‫وملن يعرفني جد نطـــــــق‬

‫لو �أبيع النا�س عر�ضي لنفق‬

‫�سميت م�سكينا وكانت حلاجة ×× و�إين مل�سكني �إلى الله راغب‬

‫أما قصته مع تاجر الخمر الذي قصده من أجل مساعدته في بيع الخمر‪ ،‬حيث لبى طلبه‪،‬‬ ‫والتجأ إلى أسلوب اإلغراء واإلشهار لمنتوج نسائي‪ ،‬أي الخمار األسود‪ .‬والقصة كما يالي‪:‬‬ ‫(إن تاجرا من أهل الكوفة قدم المدينة بخمر‪ ،‬فباعها كلها‪ ،‬وبقيت السود منها فلم‬ ‫تنفق‪ .‬وكان صديقا للدارمي‪ ،‬فشكا ذاك إليه‪ ،‬وقد كان نسك وترك الغناء وقول الشعر‪ ،‬فقال‬ ‫له‪ :‬ال تهتم بذلك‪ ،‬فإني سأنفقها لك حتى تبيع أجمع‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫قل للمليحة‪ ،‬يف اخلمار الأ�سود ‪ ×× :‬ماذا �صنعت براهب متعبــــــــد ؟‬ ‫قد كان �شمر لل�صالة ثيابـــــــــه‪ ×× ،‬حتى وقفت له بباب امل�سجـــــد‬

‫وغنى فيه‪ ،‬وغنى فيه أيضا سنان الكاتب‪ ،‬وشاع في الناس‪ ،‬وقالوا‪ :‬قد فتك الدارمي ورجع‬ ‫عن نسكه‪ .‬فلم تبق في المدينة ظريفة إال ابتاعت خمارا أسود‪ ،‬حتى نفد ما كان مع العراقي‬ ‫منها‪ .‬فلما علم بذلك الدارمي‪ ،‬رجع إلى نسكه‪ ،‬ولزم المسجد )‪.‬‬ ‫فشاعت هذه القصيدة وانتشرت بين الناس‪ ،‬الشيء الذي دفع كل مليحة في المدينة‬ ‫إلى اقتناء ذلك الخمار األسود‪ ،‬لعلها تكون هي المعنية التي افتتن بها الشاعر وتغنى بها ‪.‬‬ ‫وأشير أنه ورد في ديوان مسكين الدارمي‪ ،‬البيتان على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫قل للمليحة يف اخلمار الأ�سود ‪ ×× :‬ماذا �أردت بنا�سك متعبـــــــــد ؟‬ ‫قد كان �شمر لل�صالة ثيابـــــــــه ×× حتى قعدت له بباب امل�سجـــــد‬

‫ومنهم من يضيف لهما بيتا ثالثا وهو ‪:‬‬ ‫ردي عليه �صالته و�صيامـــــــه ×× ال تقتليه بحق دين محمـــــــــــد‬ ‫وقد نالت هذه القصيدة رغم قلة أبياتها شهرة واسعة‪ ،‬وإعجاب الجميع والمطربين‬ ‫والملحنين‪ ،‬فتهافتوا على تلحينها‪ ،‬فغناها بعض المطربين منهم صباح فخري وناظم‬ ‫الغزالي ‪.‬‬ ‫ومن خالل هذين النموذجين اللذين اقتبستهما من ديوان الشعر العربي‪ ،‬لتبيان‬ ‫ظاهرة اإلشهار واإلعالن في الشعر العربي‪ ،‬نالحظ أن الشاعر العربي كان لسان قومه‪،‬‬ ‫وبمثابة وكالة لإلعالن واإلشهار‪.‬‬ ‫في القصيدة األولى لألعشى‬ ‫األكبر نجد أن الشاعــر التجــأ إلى‬ ‫االعتماد على مدح الرجــل وجعله‬ ‫سيد القوم وشريفا كريما‪ ،‬وأشاد‬ ‫به في القصيدة‪ ،‬فأصبح معروفا‬ ‫وله مكانة في المجتمع‪ ،‬وتم اإلقبال‬ ‫عليه من طرف راغبي الزواج‪ ،‬وتم‬ ‫تزويج بناته كلهن‪.‬‬ ‫أما القصيدة الثانية للدارمي‬ ‫نجد أن الشاعر التجأ إلى أسلوب‬ ‫اإلغراء والدعاية لمنتــوج نسائي‪،‬‬ ‫أي الخمار األسود‪ ،‬فشاع ذلك بين‬ ‫النساء‪ ،‬الشيء الذي دفع كل مليحة‬ ‫في المدينة إلى اقتناء ذلك الخمار‬ ‫األسود‪ ،‬لعلها تكون هي المعنية‬ ‫التي افتتن بها الشاعر وتغنى بها‪ .‬فنفد ما كان مع التاجر من خمر‪ .‬ورجع الشاعر إلى تعبده‬ ‫ونسكه‪.‬‬ ‫وهكذا نجد الشاعر يتخذ طريقة اإلشهار واإلعالن في شعره ليحقق ما يصبو إليه‪ ،‬أال‬ ‫وهو الذيوع واالنتشار لما يريد نشره‪ ،‬فكانت قصائده في هذا المجال ترفع ما يريد الشاعر‬ ‫اإلشهار به في سماء المدح والتمجيد‪ ،‬وتحط ما يحب الشاعر التشهير به في عالم الهجاء‬ ‫واإلساءة‪ ،‬حيث يستطيع الشاعر ببيت شعر واحد أن يعز من يشاء ويذل من يريد‪ ،‬والغاية‬ ‫تكون واحدة‪ ،‬أال وهي اإلعالن واإلشهار بالقبيلة أو الشخص أو الشيء المراد اإلشهار به‬ ‫واإلعالن عنه ‪.‬‬ ‫المراجع ‪:‬‬

‫ـ ديوان األعشى ‪.‬‬ ‫ـ ديوان مسكين الدارمي‪.‬‬ ‫ـ بطر البستاني ‪.‬كتاب منتقيات أدباء العرب في األعصر العباسية‪ .‬السنة ‪ 1948‬م ‪.‬‬ ‫ـ شوقي ضيف‪ .‬كتاب تاريخ األدب العربي‪ .‬العصر الجاهلي ‪.‬‬ ‫ـ األصفهاني‪ .‬كتاب األغاني‪ .‬تجريد ابن واصل الحموي‪ .‬ج ‪. 5‬‬ ‫ـ الزركلي‪ .‬كتاب األعالم ‪ ..‬ج ‪.3‬‬ ‫ـ ابن رشيق‪ .‬كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده‪ .‬الجزء ‪ .1‬الطبعة ‪.4‬‬ ‫السنة ‪ 1972‬م ‪.‬‬ ‫ـ عبد الرحمان البرقوقي ‪.‬كتاب دولة النساء‪ .‬الطبعة ‪ .1‬السنة ‪ 2007‬م ‪.‬‬ ‫ـ إيليا حاوي‪ .‬كتاب فن الشعر الخمري وتطوره عند العرب ‪.‬‬ ‫ـ جرجي زيدان ‪ .‬كتاب تاريخ آداب اللغة العربية ‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫هذه كندا‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫جولة سياحية‬

‫كندا أرض األحالم وقبلة المهاجرين‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫‪Régions touristiques du Québec‬‬

‫سكن الهنود الحمر قارة كندا‪ ،‬جاؤو إليها من آسيا قبل الميالد بـ ‪ 20.000‬سنة‪ ،‬عن طريق ممر أرضي كان‬ ‫يربط آسيا بأمريكا الشمالية جهة أالكسا‪ ،‬وكانت هذه القبائل يطلق عليها «قبائل هنود الباليو»‪ ،‬يضع رئيسهم تاجا‬ ‫من ريش النسر‪ ،‬ويضع نائبه ريشتين‪ ،‬أما بقية المدافعين عن األرض ريشة واحدة جهة يسار الرأس‪ ،‬هي أراض تقع‬ ‫في نصف الكرة األرضية الغربي‪ ،‬وتعرف أيضا بالعالم الجديد‪ ،‬تغطي األمريكيتين الشمالية والجنوبية بـ ‪ 8,3‬من‬ ‫إجمالي مساحة سطح األرض ‪ 28,4‬من مساحة اليابسة‪ .‬يسكنها حوالي ‪ 13,5‬في المائة من سكان العالم‪ ،‬حوالي‬ ‫‪ 900‬مليون نسمة بين األمريكيتين‪.‬‬ ‫دخل أراضيهم األربيون ما بين القرنين ‪ 15‬عشر و‪ 16‬عشر‪ .‬سكنها سجناء أروبا مطرودين لجرائمهم‪ ،‬بدل‬ ‫اإلعدام‪.‬‬ ‫ كشفها صدفة كريستوف كولومبوس‪ ،‬واستعمرتها إسبانيا إمبراطورية على طول الساحل الهادي أول األمر‪،‬‬‫واكتشفها الفرنسيون في القرن ‪( 17‬السابع عشر) للميالد‪ ،‬كانوا يأتون لشراء «الفراء» وتمكنوا من التوغل في‬ ‫البالد‪ ،‬وأسسوا مستعمرة لهم ومراكز للبيع والشراء‪.‬‬ ‫ وفي سنة ‪1763‬م‪ ،‬تمكنت بريطانيا من السيطرة على معظم األراضي الكندية‪ ،‬وهيأت الظروف لهجرة‬‫اإلنجليز إلى األراضي‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1867‬م‪ ،‬تعاون الفرنسيون واإلنجليز على إنشاء مستعمرة عرفت بالكلندين ‪ :‬شطر الشمال منطقة‬ ‫فرنسية‪ ،‬وشطر الجنوب منطقة إنجليزية‪.‬‬ ‫ استقلت كندا سنة ‪1931‬م‪ ،‬فاستولى األروبيون على كل األراضي وأبادوا السكان الحمر‪ ،‬فاستعمرت فرنسا‬‫الساحل األطلسي من شمال كندا حتى البرازيل‪ ،‬ثم أسست المملكة المتحدة مستعمراتها في الساحل الشرقي‬ ‫ألمريكا الشمالية‪ ،‬واستقلت أمريكا عن أروبا سنة ‪1776‬م‪.‬‬ ‫ ثار العبيد األفارقة في هايتي ضد المستعمرين الفرنسيين‪ ،‬سنة ‪1808‬م‪ ،‬وفي سنة ‪1816‬م تشكلت دولة‬‫مستقلة ضخمة في أمريكا الجنوبية تدعى‪ :‬كلومبيا الكبرى‪ .‬ثم انحلت هذه الجمهورية عام ‪1830‬م‪.‬‬ ‫ سكن الفرنسيون مقاطعة (كوبيك) وحاولوا االنفصال عن المستعمرات اإلنجليزية وحاولوا ذلك دائما‬‫باستمرار‪.‬‬ ‫‪ -‬كان الفتح البريطاني سنة ‪1689‬م‪ ،‬وحاولوا تكوين دولة مستقلة سنة ‪1968‬م‪.‬‬

‫مساحة كبيك‬

‫ مساحة كبيك ‪ 485.180‬م‪2‬؛ االرتفاع ‪98‬م؛ عدد السكان ‪ 531.902‬إحصاء ‪2015‬م‪ ،‬مقاطعة كبيك إحدى‬‫المقاطعات الشرقية‪ ،‬وعاصمتها (كابيتال)‪.‬‬ ‫ مدينة كبيك أهم تجمع حضري بشرق كندا على ضفاف نهر سان لوران‪ ،‬تأسست المدينة سنة ‪ ،1608‬بها‬‫أكبر ميناء‪.‬‬ ‫اللغة األم ‪:‬‬ ‫هي اللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫الكنديون مسيحيون‪ 16,5 ،‬في المائة ليس لهم انتماء ديني‪ ،‬ثم اإلسالم بنسبة ‪ 2‬في المائة مجموعهم‬ ‫‪ 1.500‬مليون ونصف مسلم‪ ،‬وهي الديانة بعد الكاثوليك‪ ،‬يسكن أكثرهم بموريال‪ ،‬يسكن كندا ‪ 33,5‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬ونسبة المسلمين ‪ 19‬في المائة‪.‬‬ ‫ بكندا ‪ 200‬مسجد في أنحاء األراضي‪.‬‬‫محو األمية ‪:‬‬ ‫‪ 99‬في المائة يتكلمون اإلنجليزية‪.‬‬ ‫واللغة الفرنسية ‪ 22,1‬في المائة‪.‬‬ ‫‪ 19‬في المائة اللغتين‪.‬‬ ‫أما لغة السكان األصليين الهنود الحمر ‪ 65‬لهجة‪ ،‬الدستور الكندي يتألف من ‪ 7‬أجزاء‪.‬‬

‫فصول السنة‬

‫طبيعتها أربعة فصول ‪:‬‬ ‫ شتاء ‪ 35‬درجة تحت الصفر‬‫ ثلوج ‪ - 72,9‬األمطار تصل إلى ‪ 70‬ملم‪.‬‬‫ الصيف ساخن ‪ 35 :‬درجة‪.‬‬‫ الخريف ‪ :‬أمطار ورياح تسقط أوراق األشجار وشتاء‪.‬‬‫ الربيع ‪ :‬دافئ وجميل‪.‬‬‫ الحرارة ‪ :‬على العموم ‪ 18‬درجة وأيام الشتاء ناقص ‪،33‬‬‫‪ -‬يصل إلى مطار موريال مليون مسافر سنويا‪.‬‬

‫المهاجرون‬

‫المهاجرون ‪ 22.775‬وهي في حاجة إلى ‪ 350.000‬من اليد العاملة المؤهلة سنة ‪ ،2019‬وفي سنة ‪2021‬‬ ‫تحتاج إلى ‪ 150.000‬ألف عامل آخر‪ ،‬هاجر إليها سنة ‪ 2003‬ما يناهز ‪ 221.130‬مهاجرا‪ ،‬ويعتبر ‪ 95‬في المائة منهم‬ ‫غير مهاجرين لهم وثائقهم إن سكنوا ثالث سنوات بدون انقطاع‪ ،‬دون سفر إلى البالد األصلي‪.‬‬ ‫ عدد العمال سنة ‪ 211.130 = 2003‬دخل إليها أجناس مختلفة الديانات ‪:‬‬‫اليهود ‪ 4 :‬في المائة‬ ‫البودية ‪ 63 :‬في المائة‬ ‫المسيحية ‪ 47 :‬في المائة‬ ‫الهندوسية ‪1.17 :‬‬

‫‪Accès à la région‬‬

‫المسلمون ‪ 235 :‬أكبر جالية دينية‪.‬‬

‫كندا الشرقية‬

‫ المساحة ‪ 10 :‬مليون كلم‪ 2‬أكبر من دولة روسيا‪.‬‬‫ ‪ 2‬مليون بحيرة؛ ‪ 50‬في المائة غابات‪.‬‬‫‪ -‬بلد مجالب للمهاجرين‪ ،‬أشهر مهرجانات العالم ‪ :‬مهرجان البرتقال‪ ،‬وكرنفال ريو دي جانيرو في شهر فبراير‪.‬‬

‫سكان كندا الشمالية ‪:‬‬

‫ السكان األصليون الهنود‪ ،‬بقي منهم ‪ 3‬في المائة فقط محاصرون من طرف اإلنجليز ‪ 21‬في المائة‪،‬‬‫اإليرالنديون ‪ 13,9‬في المائة‪ ،‬واأللمان ‪ 10,2‬في المائة‪ ،‬والطليان ‪ 4,6‬في المائة‪ ،‬الصينيون ‪ 4,3‬في المائة‪،‬‬ ‫األكرانيون ‪ 3,9‬في المائة‪ ،‬العرب المسلمون ‪ 19,50‬في المائة البقية الفرنسيون‪.‬‬ ‫‪ -‬استقلت أمريكا العظمى عن أروبا سنة ‪1776‬م على يد سيمو بوليفار‪.‬‬

‫الضرائب‬

‫الضرائب اإلضافية ‪ 15‬في المائة‪ 4 ،‬تحفظ بها إلى المملكة المتحدة و‪ 11‬الباقية للبلد‪.‬‬ ‫المواد الغذائية ال تترتب عليها ضرائب‪.‬‬ ‫الدخل للفرد سنويا ‪ 45.000‬دوالر‪ ،‬والدوالر الكندي ‪ 7,40‬درهم‪.‬‬ ‫تعتمد على الصادرات واإلنتاجات المحلية من صناعة وغيرها‪.‬‬

‫التعليم االبتدائي والثانوي‬

‫ التعليم االبتدائية ابتداء من ‪ 6‬سنوات بالمجان‪ ،‬والثانوي مجانا‪ ،‬حافالت خاصة لكل حي لنقل التالميذ مجانا‪،‬‬‫من الساعة ‪ 8‬صباحا إلى الرابعة مساء‪ ،‬حصة الزوال من ‪ 12‬إلى الثانية زواال‪ ،‬تناول الغذاء والنوم تحت حراسة‬ ‫مشددة‪.‬‬ ‫‪ -‬التعليم العالي وتكوين األطر برسوم مخففة‪.‬‬

‫العلم الوطني‬

‫العلم الوطني خرقة جانبها األيمن واأليسر بلون أحمر يتوسطهما مربع بلون أبيض‪ ،‬وسطه نموذج ورقة‬ ‫الخريف‪ ،‬لها ثالثة فروع‪ ،‬في كل فرع ثالثة رؤوس‪ ،‬تمثل ورقة الخريف‪ ،‬يتدلى من الورقة جذع (أنظر الصور)‪.‬‬

‫من مميزات كندا‬ ‫رمز‬ ‫كيبيـك‬

‫رمز‬ ‫كنـدا‬

‫‪ )1‬الماء الشروب مجانا‪.‬‬ ‫‪ )2‬حافلة خاصة لكل حي لتالميذ االبتدائي صباحا ومساء‪.‬‬ ‫‪ )3‬وجبة غذاء لألطفال دون ‪ 12‬عشر سنة‪.‬‬ ‫‪ )4‬تعويضات عائلية لكل أرملة وألوالدها معاشات شهرية محترمة كفيلة للعيش‪.‬‬ ‫‪ )5‬لها إعانة عند كراء مسكن‪.‬‬ ‫‪ )6‬تعطى للمسنين بيوت خاصة‪ ،‬لكل واحد بيته الخاص به‪ ،‬مجهز بتلفاز ومكتب وكرسي مريح وفراش وثير‪.‬‬ ‫‪ )7‬مساعدات اجتماعية تقوم بشؤون العجزة نساء ورجاال‪ ،‬من أكل ونظافة وتطبيب‪.‬‬ ‫‪ )8‬تعطى األسبقية لركوب الحافالت للنساء الحوامل‪ ،‬وأمهات األطفال‪ ،‬والشيوخ لهم مقاعد خاصة‪.‬‬ ‫‪ )9‬عند ركوب الحافالت خطوط بأرضية المرآب ترشدك إلى مكان االتجاه والركوب والحافلة ومكان توجهها‪.‬‬ ‫‪ )10‬المسابيح البلدية مجانا‪.‬‬ ‫‪ )11‬المرأة إذا وضعت‪ ،‬لها سنة كاملة من الراحة وأداء معاشها‪ ،‬وللرجل ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫‪ )12‬المستشفى بالمجان والعيادات الخاصة مجانا والعالج مجانا‪.‬‬ ‫‪ )13‬مكاتب البحث عن الشغل تعطي للعاطلين أجرة عند تدريبهم والبحث لهم عن عمل‪.‬‬ ‫‪ )14‬يعطى للعاطل تعويض حتى يجد عمال‪ ،‬ويساعدونه في البحث عن العمل‪.‬‬ ‫‪ )15‬اإلغاثة للشرطة تحضر بسرعة فائقة بمجرد إنهاء المكالمة‪.‬‬ ‫‪ )16‬المرأة التي تركت أوالدها بدون حراسة بالبيت أو بالشارع يأخذون األوالد إلى دور الحضانة‪ ،‬وتُغرم المرأة‬ ‫المقصرة‪.‬‬ ‫‪ )17‬مخالفات السير عمدا تطبق على مرتكبيها غرامات مهمة‪ ،‬وإن كرر الخطأ تسحب منه رخصة السياقة لمدة سنة‪.‬‬ ‫‪ )18‬للمهاجر ألقل من ستة أشهر يُمنع من السياقة بالبلد‪.‬‬ ‫‪ )19‬يؤدي السائق للسيارة سنويا ‪ 100‬دوالر‪.‬‬ ‫‪ )20‬الطرق السيارة بالمجان‪.‬‬ ‫‪ )21‬تغيير العجالت إبان الثلج واجب حتمي‪.‬‬ ‫‪ )22‬الشوارع بالحواضر‪ 4 ،‬اتجاهات وفي السيارة ‪ 6‬اتجاهات‪.‬‬ ‫‪ )23‬السرعة محدودة في ‪ 100‬كلم في الساعة في الطريق السيار‪ ،‬وفي المدن‪ ،‬حسب األحياء‪ ،‬وقرب المدارس ‪30‬‬ ‫كلم في الساعة‪ ،‬وتكرار الوقوف كل ‪50‬م‪.‬‬ ‫‪ )24‬إشارات المرور تصل أحيانا إلى ‪ 16‬ضوء يرشد السائق إلى الوقوف أو السير‪.‬‬ ‫‪ )25‬في الشوارع الشاسعة في كل ملتقى‪ ،‬كاميرات لرصد المخالف‪.‬‬


‫العدد ‪973‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫كلية اآلداب بمرتيل تحتفي بالتجربة الشعرية‬ ‫لثريا ماجدولين‬ ‫المحتفى بها ‪« :‬الكتابة طريقة إلثبات الوجود والنظرة إلى الحياة بطريقة أخرى»‬

‫كشفت الشاعرة والناقدة المغربية ثريا ماجدولين في يوم دراسي ‪ ،‬أن الكتابة طريقة‬ ‫إلثبات الوجود ونظرة الى الحياة‪ ‬بطريقة مختلفة‪ .‬وخالل لقاء مفتوح احتضنته كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية مرتيل حول التجربة الشعرية عند المحتفى بها‪ .‬استعرضت أستاذة التعليم‬ ‫العالي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط العالقة التي تربطها بعالم الكتابة‪ .‬مشيرة أن‬ ‫مقولة « الكتابة هي اليأس» ‪ ‬تختزل‪ ‬رؤية عميقة للكتابة التي ال تبدو ‪ ‬عملية سهلة‪ ،‬بقدر ما‬ ‫هي معاناة ومكابدة واختبار لكيفية االنخراط في الحياة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي أثناء هذا اللقاء الذي نظمه ماستر الكتابة النسائية في المغرب‪ ،‬وفرقة البحث في‬ ‫اإلبداع النسائي بكلية اآلداب بمرتيل‪ .‬رصدت الشاعرة مسيرة تجربتها في الكتابة‪ ،‬وقالت أنها‬ ‫بدأتها يوم أحست أن روحها أكبر من جسدها ‪ ،‬في محاولة لتحويلها إلى وسيلة لمواجهة عنف‬ ‫العالم ‪ .‬فتورطت في الكتابة لتساير عنف العالم‪ ،‬لكنها كانت تفشل في إقامة الهدنة معه‪ ،‬فلم‬ ‫تجد أمامها سوى الكتابة وسيلة وملجأ ومنفى‪ .‬‬ ‫وبقدر تورطها في الكتابة‪ ،‬كان يصعب عليها نقل العالم كما هو‪ .‬فقد كانت الكتابة‬ ‫بالنسبة لها‪ ‬فرصة لتجلس لذاتها‪ ،‬وتدون أحاسيسها‪ ‬الشاعرية في الزمان والمكان‪ ،‬وتتمكن‬ ‫بذلك من االصغاء لداخلها‪ ‬لفتح دواليب كثيرة‪.‬‬ ‫الحديث عن الكتابة عند الشاعرة ماجدولين ‪ ،‬يجري إلى الزمن البعيد في الذاكرة‪ ،‬منذ‬ ‫زمن البدايات األولى للكتابة‪ .‬لتقدم وجهة نظرها في الحياة وهي طفلة تبلغ من العمر أربعة‬ ‫عشر سنة‪ ..‬طفلة مليئة بالرفض والتحدي والرغبة في تغيير العالم‪ ،‬الذي بدى لها قاسيا‪ ‬‬ ‫وعنيفا ‪ ،‬فلم تكن لها من حيلة لرد العنف سوى الحلم عن طريق الكتابة‪ ،‬أو أن تكتب عن‬ ‫طريق الحلم‪ ‬في الواقع ‪ .‬وهكذا لم تكن الكتابة لديها سلما للمجد‪ ،‬بل معاناة وفعل تحرر‬ ‫وانتصار ومغامرة وتحديا ‪.‬‬ ‫اختارت ثريا ماجدولين خالل هذا اليوم الدراسي أن تحدث جمهورها العاشق في تطوان‪،‬‬ ‫عن الكتابة كطريقة إلثبات الوجود والنظرة إلى الحياة بطريقة أخرى‪ .‬وقد انتابها شعور‬ ‫مختلف وهي تستمع لتجربتها الشعرية من الخارج‪ ،‬على الرغم من إدراكها أن النص الشعري‬ ‫حينما ينشر يصبح ملكا للجميع وال تبقى‪ ‬للشاعر سلطة عليه ‪.‬‬ ‫وفي أثناء هذا البوح ‪ ،‬أقرت أن‪ ‬الحاجة إلى الشعر‪ ،‬ستظل دائما قيمة إنسانية عليا‪ .‬فالشعر‬ ‫تقول ثريا ماجدولين « هو األنسب لترميم ما ينتج عن تصدع وتشقق الروح داخل الجسد‪،‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫أو لعله األقدر على ردم الحفر التي تتركها خطوات األلم بداخلها ‪ ،‬أو أن يكون األقرب إلى‬ ‫اإلصغاء إلى الواقع ومساءلته» ‪ ‬إلى ذلك تؤمن ماجدولين دوما أن الشعر يجب أن يظل نبعا‬ ‫للجمال والحلم والحب والحرية وغيرها من القيم الجميلة‪ .‬كما سيظل الشعر لديها ذلك الضوء‬ ‫المباغث الذي يرسم بالجمال عالقة االنسان بالكون وباآلخر‪ .‬وبين هذا وذاك تبقى‪ ‬المعاناة‬ ‫عندها شرطا ضروريا‪ ‬للقصيدة‪ ،‬والبحث مستمرا عن المفقود وعن الضائع حتى يعطي معنى‬ ‫للحياة ‪ ،‬وفي نهاية خطوات كل قصيدة تحرص أن ال تجعل النشر هدفا أبدا‪ ،‬وما‪ ‬يهمها هو أن‬ ‫تجد القصيدة طريقها إلى القلوب ويحتفي بها القارئ كما يجب‪.‬‬ ‫ال تكتب والمحتفى بها مرتاحة البال‪ ،‬وال تكتب إال وهي تشتعل من الرأس إلى القلم‪ ،‬وال‬ ‫تكتب إال وهي في عزلة تامة عن العالم‪ .‬وال تدري لماذا تحس مع كل قصيدة أنها على أهبة‬ ‫للرحيل‪ ،‬وأن حكاية ما ستنتهي‪ .‬وتدري أن القصيدة عندها تخضع لرقابة صارمة قبل أن تسمح‬ ‫لها بالظهور تخضع فورة الداخل للقصيدة فتنهمر ألنها تستقي ماءها من حبر الروح‪ ،‬كأنها‬ ‫قناع من ماء يكشف ما ال يرى ويعري الروح والنفس معا ‪ .‬ويحدث في آخر مطاف القصيدة‬ ‫أن تحتفظ الشاعرة المحتفى ‪ ‬بها سنوات طويلة قبل أن تسمح لها بمغادرة عالمها الخاص‬ ‫واالنتشار‪.‬‬ ‫وخالل هذا اليوم الدراسي حظيت التجربة الشعرية للمحتفى بها‪ ‬بعناية فائقة من مجموعة‬ ‫من األساتذة‪ ‬الباحثين كسعاد الناصر‪ ‬وجميلة رزقي وأسماء الريسوني‪ ‬ونزهة الغماري ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الناقد ‪ ‬محمد الفهري والمعتمد الخراز وأحمد زنيبر‪ .‬حيث انكبوا على دراسة‬ ‫ومقاربة تجربتها الشعرية متناولين رصيدها اإلبداعي بالقراءة والتحليل‪ .‬واعتبرت الدكتورة‪ ‬‬ ‫سعاد الناصر‪ ‬أستاذة األدب المغربي ومنسقة ماستر الكتابة النسائية في المغرب الشاعرة‬ ‫ثريا مجدولين‪ ،‬عالمة بارزة في الشعر المغربي بصفة عامة‪ ،‬مؤكدة أنها تعد من أبرز‪ ‬شواعر‬ ‫المغرب‪ ،‬ألنها حفرت موقعا مهما في القصيدة النسائية المغربية وقدمت قيمة مضافة لها‪. ‬‬ ‫‪ ‬ويسعى ماستر الكتابة النسائية في المغرب خالل هذا الملتقى‪ ‬الى دراسة تجربتها‬ ‫الشعرية في رحابة االفق المنهجي والمعرفي والجمالي‪ ‬في الشق االنثوي ‪ ،‬الذي لن يظل خارج‬ ‫النقدي واالبداعي‪ .‬خاصة وأنها انخرطت في عوالم معرفية جديدة ومختلفة أثبتت أنها ‪ ‬قادرة‬ ‫على الريادة والتجدد والخروج من نفق الصمت‪ ،‬وشرنقة التهميش‪ ‬لتتدفق شهية تؤسس‬ ‫كونها الشعري المتميز‪.‬‬

‫أحمد المريني‬

‫اخلع نعليك وكن هلل‬

‫‪ ‬اإلقبال على اهلل‪ ،‬والعيش في حضرته‪ ،‬يقتضي االنكسار والتذلل والخضوع‪،‬‬ ‫واالستسالم الخالص‪ ،‬حيث يتجرد العبد أو السالك إلى اهلل‪ ،‬من كل أناه‪ ،‬ويتحقق‬ ‫بأسمائه وصفاته جل في عاله‪.‬‬ ‫‪ ‬في ليلة العمر لسيدنا موسى عليه السالم‪ ،‬وهو بالواد المقدس‪ ،‬في جوار ربه‪،‬‬ ‫مستأنسا بليلة األنس‪ ،‬بعد طول معاناة وقسوة تربية‪ ،‬ليصقله ربه ويخرج معدنه نقيا‬ ‫صابرا شاكرا‪ ،‬حتى ّ‬ ‫ذكره الحق بالقول “وفتناك فتونا” ؛ وهذا تعبير رقيق دقيق‪ ،‬بين‬ ‫حبيب ومحبوبه‪.‬‬ ‫‪ ‬في تلك الليلة المباركة خاطبه ربه بالقول‪( :‬إني أنا ربك فاخلع نعليك انك بالواد‬ ‫المقدس طوى) ‪ ،‬وال يخفى على عاقل ذائق متنور‪ ،‬أن النعل هنا ليس المراد به حقيقة‬ ‫ما ينتعل كحذاء‪.‬‬ ‫‪ ‬القرينة في اآلية دالة واضحة‪( ،‬إني أنا ربك) ‪ ،‬فما كان هلل أن يظهر لموسى لباس‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫ربوبيته‪ ،‬ثم يأمره بخلع حذائه‪ ،‬بينما المقصود المجازي بين بالسياق‪ ،‬أي اخلع ثوب‬ ‫نفسك‪ ،‬وتحل برداء الربوبية الذي يمنح المتحلي به تربية وعناية ‪..‬‬ ‫‪ ‬يؤيد هذا التأويل قول ربنا جل عاله‪ ،‬مخاطبا نبيه محمدا صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫(قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر) فسياق اآلية واضح بأنه ال عالقة لتنظيف الثياب‬ ‫وغسلها بتبليغ الدعوة وتكبير اهلل جل جالله ‪ ..‬فافهم اإلشارة‪.‬‬ ‫‪ ‬نحن جميعا مخاطبون بهذه النصوص‪ ،‬مطالبون بالتخلص من األنا‪ ،‬والتحقق‬ ‫بالقرب من اهلل‪ ،‬مقتا للنفس‪ ،‬وإذالال لها‪ ،‬وهذا الخفض والكسر هو الوحيد الذي يرفع‬ ‫العبد ويعلي شانه‪ ،‬فكلما زاد االنكسار بباب اهلل‪ ،‬ورث به العبد رفعة وسموا‪.‬‬ ‫‪ ‬ختما كل واحد منا نفسه هي أول مشروع له‪ ،‬وهي بحاجة إلى عناية وتربية يومية‪،‬‬ ‫ومجرد الغفلة عنها يزيغ بها عن سبيل الرشاد‪ ،‬فاللهم من ضيق النفس إلى سعة‬ ‫الحضور معك‪ ،‬ومن ظلمانية النفس والهوى والشيطان إلى نورك ومحبتك‪.‬‬


‫العدد ‪973‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫م�صنف البن حزم الأندل�سي �أغ�ضب فقهاء ع�صره ف�ألبوا‬ ‫احلاكم �ضده لتحرق كتبه‬ ‫عاش ابن حزم األندلسي الظاهري حياة مليئة بالمحن والمصائب (‪456 - 384‬هـ‪1063 - 995 /‬م)‪ ،‬قضاها مناض ًال بفكره وقلمه‪ ،‬أكثر من أربعين عاما‪ ،‬ولكن فقهاء عصره‬ ‫حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة‪ ،‬إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت عالنية بإشبيلية‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫اختُلف في نسبه‪ ،‬أينحدر من أصول فارسية أم من أصل إسباني أم هو عربي صميم النسب؟!‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فقد كانت أسرته من تلك األسر التي صنعت تاريخ األندلس‪.‬‬ ‫عمرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل‪ ،‬فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود‪ ،‬وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة‪،‬‬ ‫ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم ّ‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة‪ ،‬ثم غادرها فاستقر بمدينة ألمريّة‪ ،‬وكان مشغو ًال بهاجس السياسة وإعادة الخالفة لألمويين‪ .‬ولقي من جراء ذلك عذابا‬ ‫كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة‪ ،‬ويحن للعودة إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد أ ْلحَقَ زوال الدولة العامرية واستيالء البربر على قرطبة عام ‪400‬هـ وتعاقب الفتن فيها؛ أذىً كبيرا بأسرة ابن حزم‪ .‬ومما زاد األمر سوءا وفاة أخيه األكبر بالطاعون‬ ‫عام ‪401‬هـ‪ ،‬ثم وفاة أبيه عام ‪402‬هـ‪ ،‬ثمّ زوجتُهُ « ِنعَم» التي ُفجع بموتها وكتبَ فيها مراثيه‪ .‬كل ذلك ولم يبلغ العشرين من عمره حينها؛ وهذه الظروف جعلت ابن حزم‬ ‫يتحمل مسؤولية أسرته‪ ،‬وقد اضطر ‪-‬شأن كثير من األسر القرطبية‪ -‬للنزوح إلى «المريّة» عام ‪404‬هـ‪ .‬وكتب يصف حاله‪« :‬ما انتفعتُ بعيش‪ ،‬وال فارقني اإلطراق واالنغالق‬ ‫مذ ذقت طعم فراق األحبة‪ ...‬ولقد نغّص ّ‬ ‫تذكري ما مضى َّ‬ ‫عيش أستأ ِنفه‪ .‬وإني لقتيل الهموم في عداد األحياء‪ ،‬ودفين األسى بين أهل الدنيا»‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫ولما سقطت الخالفة األموية نهائيا باألندلس وزالت دولة األمويين‪ ،‬تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف‪،‬فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من‬ ‫أشهرها‪ :‬الفِصَل في المِ َل ْل واألهواء والنحل‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬جمهرة أنساب العرب؛ َ‬ ‫نُق ُط العروس؛ ورسالته في بيان فضل األندلس وذكر علمائه؛ اإلمامة والخالفة‪،‬مراتب‬ ‫اإلجماع‪،‬الناسخ والمنسوخ‪ ،‬األخالق والسير في مداواة النفوس‪ ،‬والمح ّلى باآلثار‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪،‬ومصنفه التقريب لحد المنطق الذي سننشره ضمن هذا الركن‬ ‫عبر سلسلة حلقات‪ ،‬فقراءة مفيدة وممتعة‪.‬‬ ‫اسم المصنف كما جاء على الورقة األولى من المخطوطة « كتاب التقريب لحد المنطق‪ ،‬كالم الرئيس األوحد أرسطاطاليس وغيره‪ ،‬مما عني بشرحه الفقيه اإلمام األوحد‬ ‫األعلم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم؟»‪ .‬وقد أشار إليه ابن حزم مرات في كتابه الفصل في الملل والنحل فقال في باب عن ماهية البراهين ‪« :‬هذا باب قد‬ ‫أحكمناه في كتابنا الموسوم بالتقريب في حدود الكالم»‪ .‬وقال في موضع آخر‪«:‬هذه شغبية قد طالما حذرنا من مثلها في كتبنا التي جمعناها في حدود المنطق»‪،‬فأطلق‬ ‫اسم «الكتاب»على هذا المصنف ألنه مؤلف من كتب ثمانية؛ وذكره مرة ثالثة في الفصل فقال‪« :‬وبينا في كتاب التقريب لحدود الكالم أن اآللة المسماة الزرافة؟ الخ »‪ ،‬وقال مرة رابعة‪:‬‬ ‫«على حسب المقدمات التي بيناها في كتابنا الموسوم بالتقريب في مائية البرهان»‪ ،‬فأشار في هذه التسمية إلى بعض جزء من الكتاب‪.‬ولم يكتب ابن حزم هذا الكتاب إال بعد أن حفزه كثير من الدواعي في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫وإال بعد أن وجد الحاجة ماسة إلى المنطق في النواحي العملية من عالقات الناس وتفكيرهم‪ ،‬فهو قد لقي من ينعته بالسؤال عن الفرق بين المحمول والمتمكن‪ ،‬ولقي كثيرا من المشتغبين اآلخذين بالسفسطة في الجدل‪،‬‬ ‫وواجه من يسومه أن يريه العرض منخوال عن الجوهر‪ ،‬وقرأ مؤلفات معقدة ال طائل تحت تعقيدها‪ ،‬ورأى من يدعي الحكمة وهو منها براء فأراد لكتابه أن يكون تسديدا لعوج هذه األمور وإصالح ًا لفسادها‪ ،‬وردا على المخالفين‬ ‫والمشاغبين وإقامة للقواعد الصحيحة في المناظرة‪ ،‬وهي يومئذ شغل شاغل لعلماء األندلس‪.‬‬

‫التقريب لحد المنطق والمدخل إليه باأللفاظ العامية واألمثلة‬ ‫الفقهية ـ ‪ 6‬ـ‬ ‫باب الفصل ‪:‬‬ ‫ذكرت األوائل في الفصل قسمين سموهما‪ :‬عاميا وخاصيا‪ ،‬وليس وضعهما عندنا في باب الكالم في الفصل‬ ‫الذي نقصده في الفلسفة صوابا‪ ،‬ألنهما واقعان في باب الكالم في الفصل الذي ال يفصل األنواع بعضها عن بعض‬ ‫تحت جنس واحد‪ .‬مثل أن تقول‪ :‬حي‪ ،‬ونفس الحمار حي‪ ،‬فأي الحيين تعني؟ فتقول‪ :‬الحي الناطق الميت‪ ،‬فالناطق‬ ‫الميت فصالن‪ ،‬فصال نوع اإلنسان من نوع الحمار تحت جنس الحي‪ ،‬فهذا الفصل نريد‪ ،‬ال ما سواه‪ .‬وهذا الذي‬ ‫يسميه األوائل «خاص الخاص»‪،‬وباهلل نستعين وبه التوفيق‬ ‫إن الفصل هو ما فصل طبيعة من طبيعة‪ ،‬فبان لنا به أن هذه غير هذه البتة مما إذا توهمنا أن ذلك الفصل‬ ‫معدوم مما هو فيه‪ ،‬مرتفع عنه‪ ،‬فقد فسد الذي هو فيه وبطل‬ ‫ألبتة‪ ،‬فإنك متى رفعت النطق والموت عن اإلنسان لم يكن‬ ‫إنسانا أصال‪ ،‬بوجه من الوجوه‪ ،‬وهذا فرق ما بين الفصل‬ ‫والخاصة على ما يقع بعد هذا إن شاء اهلل تعالى‪ .‬ولذلك‬ ‫سمي هذا الفصل ذاتيا فيما خال قبل هذا‪ .‬وبهذا الفصل‬ ‫تقوم األنواع تحت الجنس وينفصل بعضها من بعض‪ ،‬ويتميز‬ ‫بعضها من بعض‪ .‬ومنفعته عظيمة في كل علم‪ ،‬إذ قد يلزم‬ ‫بعض النامي ما ال يلزم بعضه‪ ،‬ويلزم بعض الحي ما ال يلزم‬ ‫سائره‪ ،‬فلوال الفصول المميزة لكل نوع على حدة‪ ،‬الختلطت‬ ‫األحكام والصناعات وجميع فوائد العالم‪ ،‬فلم تستبن‪.‬‬ ‫واعلم أن هذه الفصول تسميهـا األوائل «الجوهرية»‬ ‫للزومها ما هي فيه‪ ،‬فكأنها الجواهر لثباتها‪.‬‬ ‫واعلم أن الفصول واألجناس واألنواع ال تقبل األشد وال‬ ‫األضعف‪ ،‬والتقع على ما تقع إال وقوعا مستويا‪ ،‬ال يجوز أن‬ ‫يكون إنسان أشد في أنه إنسان من إنسان آخر‪ ،‬ولسنا نعني‬ ‫المرودة والذكورة‪ ،‬لكن نعني في أنه آدمي وإنسان فقط‪،‬‬ ‫وال يكون فرس أضعف فرسية من فرس آخر‪ ،‬وال حمار أقوى‬ ‫حمارية من حمار آخر؛ وهكذا كل أشياء استوت في جنس أو‬ ‫نوع أو فصل‪ ،‬فإنها كلها فيه متساوية ال يفضل في كونها إياه‬ ‫بعضها بعضا أصال بوجه‪.‬‬ ‫ورسم الفصل هو الذي تتميز به األنواع بعضها من‬ ‫بعض تحت جنس واحد‪ ،‬والفصول موجودة في األنواع بالفعل‪،‬‬ ‫وفي الجنس بالقوة‪ .‬ونريد بالقوة‪ :‬إمكان أن يكون‪ ،‬وبالفعل‪ :‬أنه قد كان وجب وظهر ووجد؛ فإنك إذا قلت‪ :‬الحي‪،‬فإن‬ ‫النطق فيه بالقوة‪ ،‬أي أن بعض األحياء ناطقون‪ ،‬ولو كان الناطق فيه بالفعل لكان كل حي ناطقا‪ ،‬وهذا محال‪ .‬وأنت‬ ‫إذا قلت‪ :‬الحي الناطق‪ ،‬فالنطق فيه بالفعل ‪،‬أي أنه قد ظهر ووجد‪.‬‬ ‫والنطق الذي يذكر في هذا العلم ليس الكالم ولكنه التمييز لألشياء والفكر في العلوم والصناعات والتجاورات‬ ‫وتدبير األمور‪ ،‬فعن جميع هذه المعاني كنينا بالنطق اتفاقا منا‪ .‬وكل إنسان فناطق النطق الذي بينا‪ ،‬إال من دخلت‬ ‫على ذهنه آفة عرضية‪ ،‬وإال فبنيته‪ ،‬ولو رمى الحجارة‪ ،‬محتملة أو زالت تلك اآلفة ‪ -‬لكل ما ذكرنا‪ .‬وليس كذلك سائر‬ ‫الحيوان‪ ،‬حاشا المالئكة والجن‪ ،‬فإنه ال يتوهم شيء من الحيوان غير ما ذكرنا ‪...‬‬ ‫وأما الفصول إذا حققتها فكيفيات‪ ،‬إال أنها ال تفارق ما هي فيه وال تتوهم مفارقتها له إال ببطالنه‪ .‬وذلك المعنى‬ ‫الذي به صارت األشخاص تسمى أنواعا وأجناسا‪ ،‬فإنه أيضاً كيفية كما ذكرنا‪ .‬وأنت إذا وجدت فصال ذاتيا يستغنى به‬ ‫في تمييز ما تريد منه من األنواع‪ ،‬فاكتف به وال معنى ألن تأتي بفصل آخر‪ .‬فإن اضطررت إلى فصول كثيرة‪ ،‬ينفرد‬ ‫النوع الذي تريد أن تفصله من غيره بجميعها وتشاركه أشياء أخر في كل واحد منها على االنفراد‪ ،‬فال بد أن تأتي‬ ‫بجميعها أو بما ينفرد منها به ليتم لك التمييز والتخليص الذي تريد إبانته‪.‬‬ ‫واعلم انه ليس الجنس والنوع شيئا غير األشخاص‪ ،‬وإنما هي أسماء تعم جماعة أشخاص اجتمعت واشتركت‬

‫في بعض صفاتها‪ ،‬وفارقتها سائر األشخاص فيها‪ ،‬فال تظن غير هذا‪ ،‬كما يظن كثير من الجهال الذين ال يعلمون‪.‬‬

‫باب الخاصة ‪:‬‬

‫من الخاصة ما هو مساو للمخصوص‪ ،‬أي أنها في جميع أشخاصه‪ ،‬وهذا الذي نقصد بالكالم في هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ومنها ما هو أخص من المخصوص بها أي أنها في بعض أشخاصه ال في كلها‪ ،‬وذلك مثل الشيب في حال الكبر‪،‬‬ ‫فإنه فيما هو في وقت دون وقت‪ ،‬ومثل النحو والشعر فإنهما بالفعل في بعض ما هما فيه بالقوة دون بعض‪ ،‬فليس‬ ‫كل إنسان نحويا وال شاعرا‪ ،‬إال أنه قد كان ممكنا ومتوهما أن يكون نحويا وشاعرا‪.‬‬ ‫وأما الخاصة المساوية فقد تقوم مقام الحد‪ ،‬ويرسم بها ما كان فيه رسما صحيحا دائرا على طرفي مرسومه‬ ‫منعكسا‪ .‬فإنك تقول‪ :‬كل إنسان حي ناطق ميت‪ ،‬وكل حي ناطق ميت إنسان‪ ،‬فهذا هو االنعكاس الصحيح‪ ،‬وهذا‬ ‫هو الدوران على الطرفين‪ .‬أي أنه ال يشذ عنه مما يريد أن ترسمه به أو تحده‪ .‬وكل إنسان فضاحك إما بالقوة أي‬ ‫باإلمكان في كل وقت‪ ،‬وإما بالفعل في بعض األوقات دون بعض ‪،‬أي بظهور الضحك منه‪ .‬فإن قال قائل‪ :‬فألي شيء‬ ‫فرقتم بين الخاصة والفصل؟ فالجواب‪ :‬إن الفصل هو ما ال يتوهم عدمه عن الشيء الذي هو فيه إال ببطالن ذلك‬ ‫الشيء‪ ،‬فإن النطق والموت أن توهم أنهما قد عدما من شيء لم يكن ذلك الشيء إنسانا ألبتة‪ ،‬وأما الخاصة فبخالف‬ ‫ذلك‪ ،‬ولو توهمنا الضحك معدوما بالكل جملة واحدة‪ ،‬حتى‬ ‫ال يعرف ما هو‪ ،‬لم يبطل اإلنسان وال امتنع من أجل عدم‬ ‫الضحك أن يتكلم في النحو والفقه والفلسفة وأن يعمل‬ ‫الديباج ويخيط ويغرس ويحرث ويحصد ‪،‬وذلك مما ينتجه‬ ‫له النطق الذي هو التمييز‪ ،‬فهذا فرق بين واضح‪.‬‬

‫باب العرض ‪:‬‬

‫هذا وإن كان كيفية كالفعل والخاصة ‪،‬فبينه وبينها‬ ‫فرق كثير‪ ،‬وهو أن الفصل ال يوجد في غير ما فصل به أصال‪،‬‬ ‫والخاصة أيضا كذلك‪ ،‬ال توجد في غير مخصوصها أص ًال‪.‬‬ ‫وأما العرض العام الذي قصدنا بالكالم فيه في هذا المكان‬ ‫فإنه يعم أنواعا كثيرة جدا‪ ،‬وهو ينقسم أقساما‪ :‬فمنه ما‬ ‫يعرض في بعض األنواع دون بعض ثم في بعض أحواله‬ ‫دون بعض‪ ،‬وذلك كحمرة الخجل‪ ،‬وصفرة الجزع‪ ،‬وكبدة‬ ‫الهم‪ ،‬وهذه سريعة الزوال جدا؛ وكالقعود والقيام والنوم‬ ‫وما أشبه ذلك‪ ،‬وهذه كلها تستحيل بها أحوال من هي فيه‬ ‫استحالة األسباب المولدة لها‪ ،‬وتنفصل بها أحواله بعضها‬ ‫من بعض؛ ومنها ما هو أبطأ زواال كصبا الصبى وكهولة‬ ‫الكهل وما أشبه ذلك؛ ومنها ماال يزول أص ًال‪ ،‬إال انها لو‬ ‫أمكن أن تزول لم يبطل شيء من معاني ما هي فيه‪ ،‬كزرقة‬ ‫األزرق وقنا األقنى وفطسة األفطس وسواد الغراب وحالوة‬ ‫العسل وما اشبه ذلك فإنه أن توهم الزنجي أبيض والغراب‬ ‫أعصم لم يخرجا بذلك عن الغرابية وال عن اإلنسانية‪ ،‬وكذلك العسل قد يكون منه مر وال يبطل عن أن يكون عسال؛‬ ‫وبالصفات التي ذكرنا ينفصل بعض أنواع األعراض عن بعض‪.‬‬ ‫واعلم أن في األعراض أنواعا وأجناسا وأشخاصا‪ ،‬كما في الجواهر‪ ،‬على ما قد منا قبل‪.‬‬ ‫واعلم أن بعض النوع لو توهم معدوما لم يعدم الجنس‪ ،‬أال ترى لو عدم البياض لم يعدم اللون ألنه يبقى‬ ‫السواد والخضرة والحمرة وغير ذلك‪ ،‬وكذلك لو عدم اإلنسان لم يعدم الحي‪ ،‬ألنه يبقى الخيل والدجاج وغير ذلك‬ ‫ولو عدم الجنس لعدمت جميع األنواع‪.‬‬ ‫وهنا انتهاء الكالم في المدخل إلى علم المنطق واأللفاظ الخمسة التي هي‪ :‬الجنس والنوع والفصل والخاصة‬ ‫والعرض‪ ،‬وهو الذي يسميه األوائل «ايساغوجي»‪،‬وأول من جمعه رجل يسمى فرفوريوس من أهل صور‪.‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين كثيرا ال شريك له وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪،‬وصلى اهلل على محمد عبده‬ ‫ورسوله وسلم تسليما‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)876‬‬

‫‪16‬‬

‫“الحماية اإلسبانية من خالل الكتابات‬ ‫التاريخية بشمال المغرب”‬

‫تعزز مجال الدراسات التاريخية الوطنية المعاصرة المتخصصة في تحوالت‬ ‫واقع منطقة الشمال خالل عهد االستعمار‪ ،‬بصدور كتاب “الحماية اإلسبانية‬ ‫من خالل الكتابات التاريخية بشمال المغرب (‪ ،”1956-1912‬لمؤلفه األستاذ‬ ‫عزيز الحساني‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2017‬في ما مجموعه ‪ 462‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬والكتاب الصادر ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء‬ ‫المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬يعكس حيوية جيل مؤرخي المغرب الراهن‪،‬‬ ‫المهووسين بهاجس التأصيل التاريخي للقضايا الكبرى المؤطرة لمكونات‬ ‫الذاكرة التحررية لمغرب عقود النصف الثاني من القرن الماضي‪ .‬ال يتعلق األمر‬ ‫بكتابة مونوغرافية تشخيصية في رصد األسئلة المهيكلة للبحث في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال‪ ،‬وال بتجميع كمي لحصيلة رصد منجزات البحث اإلسطوغرافي‬ ‫الوطني واألجنبي ذي الصلة بالموضوع‪ ،‬ولكنه –قبل كل ذلك‪ -‬استثمار عميق‬ ‫ألرقى مناهج البحث التاريخي المعاصر‪ ،‬من أجل بلورة رؤى تجديدية في أشكال‬ ‫التعاطي مع المصنفات التاريخية التي أنتجتها نخب منطقة الشمال في سياق‬ ‫تفاعالتها المتداخلة مع حيثيات فرض الواقع االستعماري خالل مرحلة ما بين‬ ‫سنتي ‪ 1912‬و‪.1956‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫المكي الناصري‪ ،‬وعبد اهلل كنون‪ ،‬وعبد الخالق الطريس‪ ،‬والطيب بنونة‪،‬‬ ‫وامحمد أحمد بنعبود‪ ،‬والمهدي بنونة‪ ،‬ومحمد بن عزوز حكيم‪ ،‬وبوبكر بنونة‪.‬‬

‫ولتوضيح السياق العام المهيكل للعمل‪ ،‬يقول المؤلف في كلمته‬ ‫التقديمية‪“ :‬نتيجة مجموعة من العوامل كالتقسيم اإلمبريالي األوربي لوسط‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬والعزلة السياسية إلسبانيا طيلة القرن التاسع عشر‪ ،‬وابتعاد‬ ‫اإلسبان نسبيا عن المشاكل األوربية‪ ،‬ثم اعتبار منطقة شمال المغرب مجاال‬ ‫لنفوذ إسبانيا‪ ،‬يضاف لها المناطق الصحراوية المغربية‪ .‬يتأسس عملنا هذا‬ ‫على نصوص الكتابات والمدونات التاريخية التي عاصر مؤلفوها مرحلة‬ ‫الحماية اإلسبانية ‪ ،1956-1912‬وكتبوا عن المرحلة انطالقا من مشاهداتهم‬ ‫المباشرة واحتكاكهم اليومي مع أحداث نلك الفترة‪ ،‬فمؤرخو شمال المغرب‪...‬‬ ‫ساهموا في صنع أحداث فترة الحماية‪ ،‬ويعدون مسؤولين عنها‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يعطي لكتاباتهم وشهاداتهم عن الفترة المذكورة قيمة علمية أكبر‪ ...‬فما‬ ‫هي إذن الصورة التي أنتجها مؤلفو ومؤرخو المنطقة الخليفية عن الحماية‬ ‫اإلسبانية؟ إن اإلجابة عن هذا اإلشكال الكبير ال يخلو من مغامرة وصعوبة نظرا‬ ‫من جهة لطول الفترة الزمنية ‪ ،1912-1956‬ومن جهة أخرى لتعدد القضايا‬ ‫واإلشكاليات المطروحة خالل تلك الفترة‪( ”...‬ص ص‪.)14-11 .‬‬ ‫لقد قيل الشيء الكثير حول مسارات الحركة الوطنية بالشمال‪ ،‬وأنجزت‬ ‫العديد من األعمال التأسيسية الرائدة‪ ،‬بل وتحول الموضوع إلى انشغال متجدد‬ ‫وعلى أساس هذا التصور‪ ،‬سعى المؤلف إلى مقاربة أطروحة بحثه اعتمادا‬ ‫لدى مؤرخي المنطقة ولدى مثقفيها وعموم مهتميها‪ .‬وإذا كان مجال التأليف‬ ‫على أربعة محاور متداخلة‪ ،‬اهتم في أوالها بالتعريف بالمعاهدات واالتفاقيات‬ ‫التاريخي قد ارتبط بمجاالت االنفعال العاطفي المؤطر للموقف وللمبادرات‬ ‫المنظمة للحماية اإلسبانية في شمال المغرب‪ ،‬وتوقف في ثانيها لتجميع‬ ‫تجاه الوضع االستعماري القائم‪ ،‬فإن تجاوز هذا اإلطار الضيق للبحث وللتدقيق‬ ‫المعطيات التوثيقية الخاصة بمؤسسات الحماية اإلسبانية بالشمال وكذا‬ ‫وللتأليف‪ ،‬أضحى ميسما ناظما لمؤرخي الزمن المغربي الراهن‪ ،‬قصد التحرر‬ ‫بأجهزتها العاملة‪ ،‬واهتم في ثالثها برصد التناول التاريخي لقضايا االحتالل‬ ‫من حالة الرقابة الذاتية التي أنتجها “المؤرخ الوطني” في تعاطيه مع تالوين‬ ‫العسكري والمقاومة المسلحة بشمال المغرب‪ ،‬وتوقف في رابعها للبحث في‬ ‫الذاكرة الكولونيالية ببالدنا‪ .‬وإذا كان هذا المطلب قد وجد الكثير من مبرراته‬ ‫الكناب‬ ‫غالف‬ ‫أداء الحركة الوطنية بالمنطقة الخليفية وفي إسهاماتها في معركة تحقيق‬ ‫الوطنية‬ ‫الحركة‬ ‫الموضوعية المرتبطة بأجواء التدافع النفسي العاطفي الذي أطرته خطابات‬ ‫استقالل البالد‪.‬‬ ‫أبرزها‬ ‫لعل‬ ‫متعددة‪،‬‬ ‫العتبارات‬ ‫في إطار معاركها الكبرى ضد االستعمار‪ ،‬فإن األمر لم يعد له ما يبرره اليوم‪،‬‬ ‫وبهذا التجميع الثري والمتنوع‪ ،‬استطاع المؤلف تقديم أطروحة مركزية حول طبيعة الصورة التي حملها‬ ‫ثم‬ ‫التقادم‪،‬‬ ‫لمنطق‬ ‫خضوعها‬ ‫مرتبط ببداية احتفاظ المؤرخين بالمسافة الضرورية تجاه األحداث بحكم‬ ‫مؤرخو مغرب الشمال خالل عهد االستعمار‪ ،‬وهي الصورة التي كانت تجد تالوين عن تركيبتها المنسجمة‬ ‫التقصي‬ ‫وفي‬ ‫البحث‬ ‫في‬ ‫المعتمدة‬ ‫بالنظر ألهمية الطفرات الهائلة التي عرفها علم التاريخ وأدواته اإلجرائية‬ ‫مع وظيفة حركة التأليف خالل هذه المرحلة‪ .‬فالمؤرخ بشمال المغرب خالل عهد الحماية‪ ،‬وقبل أن يكون‬ ‫لتفكيك‬ ‫الجماعية‬ ‫العودة‬ ‫هذه‬ ‫بدأت‬ ‫وفي النقد وفي االستثمار‪ .‬وعلى رأس هذه االهتمامات المتجددة‪،‬‬ ‫باحثا منقبا‪ ،‬كان فاعال سياسيا منخرطا في مشاريع الحركة الوطنية عبر التأطير المباشر والتعبئة الميدانية‬ ‫األسئلة‬ ‫طرح‬ ‫عبر‬ ‫ثم‬ ‫فعالة‪،‬‬ ‫وتشريحية‬ ‫طابوهات المصنفات اإلسطوغرافية الكالسيكية‪ ،‬عبر أدوات نقدية‬ ‫والمبادرة التأسيسية‪ .‬لم يستطع هذا المؤرخ أن يتخلى عن جبة الفاعل السياسي‪ ،‬بل اعتبر الكتابة والتأليف‬ ‫المغيبة وإدخال التجديدات المنهجية والمفاهيمية الضرورية‪ ،‬من قبيل توسيع مفهوم الوثيقة التاريخية‪ ،‬التاريخيين مجرد رافد داعم لنهر العمل الوطني المؤطر في التنظيمات السياسية أو المدنية أو الجمعوية‬ ‫وتطوير ملكة النقدين الداخلي والخارجي للنصوص‪ ،‬وتجميع البيبليوغرافيات الضرورية‪ ،‬واستثمار عطاء المعروفة‪ ،‬مثل حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬وحزب الوحدة المغربية‪ ،‬وجمعية الطالب المغربية‪ ،‬ومؤسسة المعهد‬ ‫العلوم األخرى المنفتحة على علم التاريخ‪.‬‬ ‫الحر‪ ،‬ومعهد موالي المهدي‪...،‬‬ ‫في إطار هذا التصور العام‪ ،‬يندرج صدور الكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬في محاولة إلعادة مقاربة قضايا‬ ‫البيبليوغرافيا المغربية الخاصة بتاريخ العمل التحرري الوطني بشمال البالد خالل مرحلة االستعمار اإلسباني‪،‬‬ ‫والتي أنتجتها نخب المرحلة وفاعليها ومؤرخيها‪ .‬يتعلق األمر بأعمال كل من أحمد الرهوني‪ ،‬ومحمد سكيرج‪،‬‬ ‫وأحمد سكيرج‪ ،‬ومحمد المرير‪ ،‬وعبد السالم بنونة‪ ،‬ومحمد داود‪ ،‬والتهامي الوزاني‪ ،‬والعربي اللوه‪ ،‬ومحمد‬

‫وبغض النظر عن أهمية هذا التجميع التصنيفي الذي أنجزه المؤلف‪ ،‬فالعمل يفتح المجال واسعا أمام‬ ‫جهود إعادة تقييم حصيلة المنجز اإلسطوغرافي المغربي لعقود االستعمار‪ ،‬بعيدا عن ضغط المرحلة وعن‬ ‫استيهامات الذوات الفاعلة‪ ،‬وقريبا من منطق النقد العلمي المخلص في وفائه ألدوات صنعة كتابة التاريخ‬ ‫كما هو متعارف عليها أكاديميا‪.‬‬

‫خلية النساء واألطفال بمحكمة وزان تستعد إلطالق حملة‬ ‫التعريف بقانون العمالة المنزلية‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬أوصى اللقاء التواصلي للخلية المحلية للنساء‬ ‫واألطفال بالمحكمة االبتدائية بوزان المجتمعة يوم‬ ‫األربعاء ‪ 19‬دجنبر الجاري في ثاني دورة لها بعد‬ ‫إعادة ضبط أدوارها و تركيبتها ‪ ،‬وتحديد منهجية‬ ‫اشتغالها ‪ (،‬أوصى) بإطالق حملة تحسيسية في‬ ‫صفوف مختلف األوساط للتعريف بالقانون ‪12/19‬‬ ‫الخاص بالعامالت والعمال المنزليين الصادر‬ ‫بالجريدة الرسمية مطلع شهر أكتوبر األخير ‪،‬‬ ‫وردم بعض االكراهات التي تحول دون تفعيل هذا‬ ‫القانون ‪ ،‬منها التعجيل بإحداث مديرية إقليمية‬ ‫بوزان تابعة لوزارة التشغيل واالدماج المهني ‪،‬‬ ‫وتعزيزها بالموارد البشرية المؤهلة ‪ .‬‬ ‫اللقاء التواصلي الذي احتضن أشغاله فضاء‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بوزان ‪ ،‬سلط فيه كل من‬ ‫ياسين راضي نائب وكيل الملك ‪ ،‬بصفته رئيسا للخلية المذكورة ‪،‬وفائزة الرحيلي المساعدة االجتماعية‬ ‫بالنيابة العامة بذات المحكمة ‪ ( ،‬سلط فيه) الضوء على السياق الوطني في عالقته بنسائم ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان التي هبت على المغرب مطلع القرن الجاري ‪ ،‬وترجمتها مساحة فسيحة من أحكام ومقتضيات دستور‬ ‫‪ . 2011‬وتنزيال لهذه المعطى الدستوري‪ ،‬سارعت السلطة التشريعية إلى المصادقة على القانون ( ‪)12/19‬‬ ‫ينتصر لكرامة العامالت والعمال المنزليين‪ ،‬وذلك بضبط وتقنين عالقة الشغل‪.‬‬ ‫المتدخالن ومساهمة منهما في تقريب المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء أفاضا في التعريف‬ ‫بالمفاهيم الجديدة التي أثثت بناء القانون المذكور‪ ،‬وهي المفاهيم التي جاءت للقطع مع ثقافة السيد والعبد‬ ‫المتعارضة حمولتها مع الثقافة الحقوقية التي يجب أن تؤطر العالقة بين المشغل والعامل(ة) المنزلي(ة) ‪.‬‬ ‫كما قربا الحضور وهما يستعرضان مواد القانون المذكور ‪ ،‬من دور النيابة العامة ومفتشية الشغل في حماية‬ ‫كرامة شريحة عريضة من المواطنات والمواطنين الذين اختاروا العمل المنزلي ‪.‬‬ ‫مساحة النقاش بعد التعريف بقانون العامالت والعمال المنزليين ( ‪ )12/19‬اقتطعت حيزا زمنيا واسعا‬

‫من عمر اللقاء المس فيها الحضور بعض ثغراته‬ ‫المتعارضة مع الدستور‪ ،‬والمواثيق الدولية التي‬ ‫سبق وصادقت عليها المملكة المغربية (اتفاقية‬ ‫حقوق الطفل) ‪ ، ‬وكمثال على ذلك شرعنة تشغيل‬ ‫القاصرين ( بين ‪ 16‬و ‪ 18‬سنة ) كمرحلة انتقالية‬ ‫محددة في خمس سنوات بعد صدور هذا القانون‬ ‫بالجريدة الرسمية ‪ .‬كما استغرب الحضور صمت‬ ‫وزارة التشغيل واالدماج المهني التي لم تواكب‬ ‫صدور هذا القانون بإطالق حملة تواصلية قوية‬ ‫وواسعة للتعريف به مما سيجعله معلقا في الهواء‪،‬‬ ‫أما اإلكراهات األخرى التي تقف سدا منيعا في وجه‬ ‫تفعيل هذا القانون فقد تم حصرها في الخصاص‬ ‫المهول المسجل في الموارد البشرية العاملة بوزارة‬ ‫التشغيل ‪ ،‬وغياب المديريات اإلقليمية التابعة لوزارة‬ ‫التشغيل بالعديد من اإلقليم ( وزان نموذجا) ‪،‬‬ ‫وصعوبة إنجاز مراقبة ظروف العمل داخل البيوت‬

‫التي ال يسمح القانون بانتهاك حرمتها ‪.‬‬ ‫مساحة زمنية أخرى اقتطعها الحضور من زمن اللقاء الهام سلط فيها كشافات الضوء على عملية االتجار‬ ‫في البشر التي يمارسها أشخاص تخصصوا في استغالل العوز االجتماعي الذي تعاني منه شريحة واسعة‬ ‫من ساكنة إقليم وزان ‪ ،‬فحولوا( أشخاص) ‪ ‬جماعاته الترابية إلى سوق شبيه بسوق النخاسة ‪ ،‬وأصبح اسم‬ ‫وزان على لسان كل من يرغب من المدن الكبرى « تبضع الخادمات « كما يقول قاموس بحمولة الوصم‬ ‫االجتماعي‪ ،‬لذلك جاءت المطالبة بوضع حد لهذه الظاهرة المشينة‪.‬‬ ‫يذكر بأن اللقاء المذكور شارك في أشغاله ممثالت وممثلي قطاعات حكومية كالصحة‪ ،‬والتعليم‪،‬‬ ‫والتعاون الوطني‪ ،‬والجماعة الترابية وزان‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‪ ،‬والضابطة القضائية بالمجالين الحضري‬ ‫والقروي‪ ،‬وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬والمجلس العلمي المحلي ‪ ،‬والمؤسسة‬ ‫الحقوقية الجهوية ‪ ،‬وممثل المفوضين القضائيين‪ ،‬وفاعلون مدنيون‪ ،‬يتموقع هذا القانون في صلب مجاالت‬ ‫اشتغالهم ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫العدد ‪973‬‬

‫هذا حول ال�سائحتني ال�ضحيتني‬ ‫على إثر االعتداء اإلجرامي واإلرهابي الذي استهدف‬ ‫السائحتين األجنبيتين بمنطقة إمليل‪ ،‬نواحـي مدينــة‬ ‫مراكــش‪ ،‬تعالـت العديد من األصوات‪ ،‬داخل المغرب‬ ‫وخارجه‪ ،‬تستنكر هـذا الفعــل الجبــان والمغرض‬ ‫والـذي يستهــدف المغــرب اآلمن والعريق بثوابته‬ ‫ومقدساتـه‪.‬‬ ‫ومن بين هذه األصوات‪ ،‬توصلت الجريـدة من‬ ‫السيد عبــد الواحد ياسيـن‪ ،‬خادم الزاويـة اإلدريسية‬ ‫بمدينة سبتــة السليبـــة‪ ،‬وشيــخ طريقتهــا اإلدريسية‪،‬‬ ‫وممثـل مراكزها‪ ،‬بنص االستنكــار لهــذا الفعــل الدنيء‪ ،‬ننشره فيما يلي ‪:‬‬ ‫• إننا نأســـف على ما نشر عبر المواقع التواصلية اإللكترونية من‬ ‫عمل إرهابي يوحي بالفهم المغلوط عن اإلسالم والمسلمين الذين‬ ‫هم براء من الفهم األعوج واألعرج للدّين‪ ،‬علما أن اإلرهاب ليس له‬ ‫دين أو وطن‪.‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)438‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫• إننــا نؤازر‪ ،‬باسم زاويتنــا‪ ،‬أسرتــي الضحيتيـن األجنبيتيـن‪،‬‬ ‫النرويجية والدنماركيـة‪ ،‬المكلومتيـن‪ ،‬ونطالب الجهــات المسؤولة‬ ‫بضرب أيدي الجنـاة‪ ،‬وكل من يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬في‬ ‫مثل هذه األفعـال التي تشوه خلق اإلسالم وتخلق المسلمين أجمعين‪.‬‬ ‫قال تعالى ؛ (وإنك لعلى خلق عظيم) والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫)‪DEAL – COOP s.a.r.l (AU‬‬

‫‪l’an Deux Mille Dix Huit‬‬ ‫‪Le 30 Novembre à Onze heures, l’associé unique de la société à responsabilité‬‬ ‫‪limitée dite : (DEAL – COOP s.a.r.l AU) s’est prononcé à l’assemblée collective‬‬ ‫‪extraordinaire, au siège de la dite société, en vue de délibérer l’ordre de jour‬‬ ‫‪suivant :‬‬ ‫‪- Dissolution anticipée de la Société‬‬ ‫‪- Questions diverses‬‬ ‫‪1ère Résolution :‬‬ ‫‪L’associé unique de la dite société décide de procéder à la dissolution‬‬ ‫‪anticipée de la société et ce conformément à l’article 33 des statuts et le règlement‬‬ ‫‪en vigueur‬‬ ‫‪2ème Résolution :‬‬ ‫‪L’associé unique de la société décide de nommer M. EL KARAT OMAR‬‬ ‫‪titulaire de la CIN N° R295870, en qualité de liquidateur, dont le siège sociale est‬‬ ‫‪désigné comme adresse de correspondance de la liquidation.‬‬ ‫‪3ème Résolution :‬‬ ‫‪Tous pouvoirs sont données au porteur d’un original d’une expédition ou‬‬ ‫‪d’un extrait des présentes pour efféctuer toutes formalités et publications prévus‬‬ ‫‪par la loi.‬‬ ‫‪4ème Résolution :‬‬ ‫‪Le dépôt de dossier de dissolution anticipée est effectué au service de‬‬ ‫‪Registre de Commerce, le greffier de Tribunal de première Instance de Tétouan le‬‬ ‫‪07 Décembre 2018 Sous numéro 5967‬‬ ‫‪Signé‬‬ ‫‪Le Liquidateur‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫‪** AITALI CONST** SARL AU‬‬

‫‪Société à responsabilité limitée d’associé unique‬‬ ‫‪Au capital de : 20.000.00 Dhs‬‬ ‫‪Siège social : Av Abderrahmane Eddakhel‬‬ ‫‪Hay el Fellah Rue Tamouda Tétouan‬‬ ‫‪R.C : 23289‬‬ ‫‪NIF : 25106389‬‬ ‫‪ICE : 002052685000007‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 30/11/2017 à Tanger. Il a‬‬ ‫‪établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques‬‬ ‫‪suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** AITALI CONST**SARL (AU )au capital social : 20.000‬‬ ‫‪dirhams divise en 200 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part Repartis comme‬‬ ‫‪suit :‬‬ ‫‪Mr. –AITALI REDOUAN : 200 parts.‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement :TRAVAUX DE CONSTRUCTION.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: AV HAFID IBN ABDELBAR N° 127 KISSARIAT ANDALOUS‬‬ ‫‪INZAREN SOUS TERRE N° 9 –TANGER‬‬‫‪GERANCE : Mr. – AITALI REDOUAN est désigné en qualité de gérant unique‬‬ ‫‪de la société et cela pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après prélèvement de la‬‬ ‫‪réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal‬‬ ‫‪de commerce de Tanger en date du 24/12/2018.‬‬ ‫‪Le gérant‬‬ ‫‪Mr. – AITALI REDOUAN.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫‪DISSOLUTION ANTICIPEE‬‬

‫‪17‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪438‬‬


‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪973‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫بلوغ فريق العين اإلماراتي للدور النهائي لكأس العالم لألندية يعتبر إنجازا كبيرا‬ ‫جديدا لكرة القدم العربية‪.‬‬ ‫فبعد نادي الرجاء المغربي العالمي الذي سبق أن بلغ هذا الدور وواجه في النهاية‬ ‫فريق باييرن ميونيخ األلماني‪ ..‬ها هو نادي العين اإلماراتي يعصف بالتكهنات والتوقعات‬ ‫المسبقة ويصل إلى نهائي هذه المسابقة ويواجه فريق ريال مدريد اإلسباني المتوج‬ ‫بلقب كأس العالم لألندية عدة مرات‪.‬‬ ‫فريق العين اإلماراتي الذي فرض نفسه عربيا وأسيويا بلغ العالمية من خالل وصوله‬ ‫للنهائي وهو إنجاز كبير يجب على الكرة العربية أن تفتخر به‪.‬‬ ‫وما أحوجنا لفرق عربية أخرى تدخل بدورها العالمية وتفرض نفسها كقوة كروية‬ ‫قادمة يحسب لها ألف حساب ‪ ..‬وترتقي بأداء الالعب العربي الذي بدأ هو اآلخر يتألق في‬ ‫الدوريات األوربية وعلى سبيل المثال ال الحصر المصري محمد صالح في نادي ليفيربول‬ ‫اإلنجليزي و المغربيان بنعطية في نادي يوفنتوس اإليطالي وحكيم زياش في نادي‬ ‫أياكس أمستردام الهولندي والجزائري محرز وغيرهم من نجوم الكرة العربية التي تزخر‬ ‫بهم الدوريات األوربية‪.‬‬

‫مباراة للنسيان بين اتحاد طنجة‬ ‫والكوكب المراكشي ‪1-1‬‬

‫ياما ضيـع المنتخــب المغربي لكرة القدم العديـد من المواهــب‬ ‫الكروية المغربية بأوربا بسبب صعوبــة التوصل بجوازات السفر أو‬ ‫الوثائق اإلدارية الضرورية التي تمنحهم فرصة اجتياز اختبارات‪ ،‬رغم أن‬ ‫أغلب العائالت المغربية في أوربا تلح على أبنائها الختيار اللعب لمنتخب‬ ‫وطنهم األم‪ ،‬الشيء الذي يدفعهم أمام اإلجراءات المعقدة إلى التخلي‬ ‫عن هذه الفكرة‪.‬‬ ‫نسوق ذلك بعدما عجزت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حتى‬ ‫اآلن عن تمكين الالعب الموهبة عصام العلمي‪ ،‬العب نادي سطراسبورغ‬ ‫الفرنسي‪ ،‬من جواز سفر مغربي لكي يشارك مع منتخب أقل من ‪17‬سنة‬ ‫لكون والديه من المغرب ويتوفران على الجنسية الفرنسية مما شكل‬ ‫صعوبة وعراقيل أمام الوالدين‪ ،‬لحث ابنهما على اللعب للمغرب‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنها توجهت للقنصلية المغربية في سطراسبورغ إلنهاء األزمة‪..‬‬ ‫لكنهما وجدا العديد من التعقيدات إضافة إلى رغبة منتخب اإلقامة في‬ ‫إقناع الالعب بتغيير رأيه في حال عدم التدخل السريع من قبل الجامعة‬ ‫والسلطات المغربية‪ ،‬لحل هذا اإلشكال بسرعة‪.‬‬ ‫حالــة الالعــب عصام ليست األولى في أوربا‪ ..‬فقد سبقتها حاالت‬ ‫مماثلة عجزت خاللها االسلطات المغربية عن حل إشكاليــة الوثائق‬ ‫اإلدارية مما تسبب في ضياع العديد من المواهب المغربية التي كانت‬ ‫تمني النفس بحمل قميص أسود األطلس لكنها اضطرت إلى تغيير‬ ‫وجهتها نحو منتخبات دول أوربية‪.‬‬

‫برسم مؤجل الجولة ‪ 12‬لبطولة الدوري االحترافي‬ ‫المغربي لكرة القدم تعادل اتحاد طنجة مع الكوكب‬ ‫المراكشي في مباراة غابــت عنهـــا الفنيات والجماهير‬ ‫وعرفت تسجيل هدفين‪ ،‬وكان على وشك تذوق هزيمـة‬ ‫جديدة لوال األلطاف اإللهية‪ ..‬حيث كان منهزما بهدف‬ ‫الالعب الزهراوي إلى حدود الدقيقة ‪ 94‬عندمــا صفــر‬ ‫الحكـم ركلــة جــزاء حـــولهــا النغــمــي إلى هـــدف‬ ‫التعـــادل‪.‬‬ ‫الفريق الطنجـاوي لم يقنـع أحـدا بمستواه الهزيـل‬ ‫والعبوه كانوا شاردين فوق أرضية الملعب وتفكيرهم‬

‫منصب حول مبـاراة شبيبة السـاورة برسم إيـاب الدور‬ ‫التمهيدي الثاني لدوري أبطال إفريقيا‪.‬‬ ‫الجماهيـر وعلى قلتهـا حوالي ‪ 1000‬متفـرج‪ ،‬منهـم‬ ‫‪100‬مراكشي ودعوا العجالني مجددا بصافرات االستهجان‬ ‫و طالبوا برحليه‪ ،‬ألن الفريق أصبح يلعب بدون روح وبدون‬ ‫فعالية‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة أصبح يحتل المرتبة ‪ 8‬إلى جانب النهضة‬ ‫البركانية برصيد ‪ 13‬نقطة مع مجموعة من الفرق‪ ،‬مما‬ ‫يدخله في خانة أندية أسفل الترتيب‪.‬‬

‫التصنيف العالمي للفيفا لشهر دجنبر ‪2018‬‬

‫المصري صالح يرتقي لصدارة‬ ‫هدافي الدوري اإلنجليزي‬

‫المنتخب المغربي الثاني عربياً واألربعين عالماً‬ ‫بتسجيله للهدف األول لفريقه ليفيربول الذي فاز على وولفيرامبثون‬ ‫بهدفي دون مقابل تربع الدولي المصري محمد صالح على صدارة الدوري‬ ‫اإلنجليزي لكرة القدم برصيد ‪11‬هدفا حتى اآلن‪.‬‬

‫أعلن االتحاد الدولي لكرة القدم ‪ -‬فيفا ‪ -‬عن تصنيفه‬ ‫الجديد واألخير لعام ‪.2018‬‬ ‫وحل فيه المنتخب البلجيكي في الصدارة بعد تألقه‬ ‫في مونديال روسيا واحتالله المركز الثالث‪ ..‬فيما جاء‬ ‫منتخب فرنسا حامل الميدالية الذهبية في كأس العالم‬

‫األخيرة في المركز الثاني وحافظ المنتخب البرازيلي على‬ ‫تصنيفه السابق في الصف الثالث‪.‬‬ ‫وعلى صعيد المنتخبــات العربيـة‪ ،‬أنهى المنتخــب‬ ‫التونسي عام ‪ 2018‬في المركز األول عربيـا والسادس‬ ‫والعشرين عالميا‪ ..‬وجاء المغرب في الصف الثاني عربيا‬ ‫واألربعين عالميا ‪.‬‬


‫العدد ‪973‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫العب الريال إيسكو قد ينتقل‬ ‫ديربي البيضاء في ‪ 6‬من يناير‬ ‫إلى مانشستر سيتي اإلنجليزي‬ ‫خارج الدار البيضاء‬ ‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫أشارت تقارير صحفية انجليزيةأن نادي مانشستر‬ ‫سيتي اإلنجليزي يسعى لضم العب ريال مدريد ‪-‬‬ ‫إيسكو ‪ -‬واستغالل أزمة الالعب مع جماهير الفريق‬ ‫الملكي والظروف الصعبة التي يعيشها هذا الموسم‬ ‫وأنه سيسعى بقوة للتعاقد معه خالل فترة االنتقاالت‬ ‫الصيفية القادمة‪.‬‬ ‫وأكدت صحيفة ‪ -‬ذاصن ‪ -‬البريطانية أن المدرب‬ ‫– بيب غوارديوال ‪ -‬طلب من إدارة مانشستر سيتي‬ ‫التحــرك من أجــل التفــاوض والتعاقـــد مع الالعب‬ ‫‪ -‬إيسكو ‪ -‬العب خط وسط ريال مدريد‪.‬‬

‫وكشفت هذه الصحيفـة أن الفريــق اإلنجليزي‬ ‫تواصل مع المقربين من هذا الالعب وأظهر اهتمامه‬ ‫بضمه صيف السنة المقبلة‪.‬‬ ‫ويعتبر المدرب غوارديوال صفقة انتقال – إيسكو ‪-‬‬ ‫من أولى أولوياته‪ ،‬مما يستدعي من الفريق اإلنجليزي‬ ‫بذل مجهود أكبر وتقديم عرض مغر للفريق الملكي‬ ‫إلقناعه بالتخلي عنه‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فان عقد – إيسكو ‪ -‬مع ريال مدريد‬ ‫يمتد حتى عام ‪ ،2022‬كما لديه شرط جزائي في عقده‬ ‫بقيمة ‪ 200‬مليون يورو‪.‬‬

‫هذه شروط الالعب الفرنسي كيليان‬ ‫مبابي لالنتقال إلى ريال مدريد‬ ‫أبدى الفرنسي ‪ -‬كيليان مبابي ‪ -‬نجم نادي‬ ‫باريس سان جيرمان الفرنسي موافقته المبدئية‬ ‫لالنضمام إلى ناد ي ريال مدريد اإلسباني‪.‬‬ ‫موقع ‪ -‬فوكس سبورت ‪ -‬أشار إلى أن الالعب‬ ‫الفرنسي‪ - 20 -‬عاما اشترط على الفريق الملكي‬ ‫شرطين أساسيين إلتمام الصفقة‪.‬‬ ‫الشرط األول هو عرض مواطنه كريم بنزيمة‬ ‫للبيع خالل الميركاتو المقبل‪ ..‬ألن تواجده معه في‬ ‫نفس الفريق سيعيق فرصة قيادته لخط هجوم‬ ‫الريال‪.‬‬ ‫أما الشرط الثاني الذي وصعه مبابي‪ ،‬فهو أن‬ ‫يصبح الالعب األعلى أجرا في العالم وهو ما يعني‬ ‫التفوق على ليونيل ميسي نجم برشلونة والمنتخب‬ ‫األرجنتيني الذي يتقاضى حاليا مبلغ ‪ 553‬ألف يورو‬ ‫أسبوعيا‪ ...‬بينما يحصل الالعب مبابي على‪353‬‬ ‫ألف يورو فقط‪...‬وهو ما يجعل من الصعب تحقيق‬ ‫مطالبه‪.‬‬ ‫وكان فريق باريس سان جيرمان الفرنسي قد وجد‬ ‫نفسه في ورطة بعد التعاقد مع البرازيلي نيمار بمبلغ‬ ‫‪ 222‬مليون يورو مع كليان مبابي على سبيل اإلعارة‬

‫لمدة عام انتهى خالل الصيف الماضي ليفعل بند‬ ‫شرائه مقابل ‪180‬مليو ن يورو‪.‬‬ ‫ومع عودة االتحاد األوربي لفتح ملف نادي باريس‬ ‫سان جيرمان والتحقيق في التجاوزات المالية أصبح‬ ‫على الفريق الفرنسي التحلي إما عن نيمار أو‬ ‫مبابي مما يعني انتقال أحدهما للعب لريال مدريد‬ ‫اإلسباني خالل فترة االنتقاالت الشتوية أو الصيفية‬ ‫التي تليها‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫حددت لجنة البر مجة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم‪6‬يناير المقبل كموعد‬ ‫إلجراء مباراة الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين‪ ،‬الوداد والرجاء‪ ،‬ضمن مؤجل الجولة‬ ‫العاشرة لبطولة الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬ ‫الجامعة لم تحدد مكان إجراء هذا الديربي الذي يتزامن موعد إقامته مع إغالق مركب محمد‬ ‫الخامس لمدة ‪ 8‬أشهر من أجل اإلصالح ‪.‬‬

‫فوزير نحو مغادرة‬ ‫اتحاد طنجة قريباً‬ ‫اقترب الالعب محمد فوزير من مغادرة‬ ‫اتحاد طنجة خالل الميركالتو الشتوي المقبل‪.‬‬ ‫فوزير وحسب مقربيه‪ ،‬سينتقل إلى نادي‬ ‫أحد السعودي على سبيل اإلعارة‪.‬‬ ‫وكان الالعب محمد فوزير قد انضم إلى‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬خــالل فترة االنتقــاالت الصيفية‬ ‫كالعب معار‪.‬‬

‫السينغالي تيون أوساينو يغادر‬ ‫اتحاد طنجة‬

‫تم التوصل إلى اتفاق نهائــي بين اتحاد طنجة والعب وسط ميدانه السينغالي – تيون‬ ‫أوساينو ‪ -‬يقضى بانتقاله لالحتراف بإسبانيا‪.‬‬ ‫أوساينـــو قضى ثالث سنوات مـــع فارس البوغاز وساهم في تتويجه بلقب بطولة الدوري‬ ‫االحترافي الموسم الماضي‪.‬‬ ‫وقد وضعه المدرب العجالني خارج حساباته‪ ،‬ولم يشركه في المقابالت ا األخيرة‪.‬‬

‫عصبة الشمال لكرة القدم‬

‫نتائج الجولة ‪10‬للقسم الممتاز‬

‫الشيخ راموس يرحب بكم‬ ‫قام المدافع الدولي اال سباني سيرخيو راموس‪ ،‬العب ريال مدريد اإلسباني‪ ،‬بنشر صور له مرتديا الزي‬ ‫الخليجي أثناء قيامه بجولة في مدينة أبوظبي‪.‬‬ ‫وفاجأ راموس الجميع أثناء خروجه مع زمالئه وهو يرتدي الزي الخليجي الرسمي لدولة اإلمارات العربية‬ ‫ومرتديا نظارات شمسية‪ ،‬مما جعله يجذب أنظار جميع من حوله‪.‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬قام راموس بنشر صورته بمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أثناء زيارته لمسجد الشيخ زايد مدونا أسفل‬ ‫الصورة ‪ -‬مكان فريد ورائع ومثير لإلعجاب ‪ ...‬شكرا للمعاملة الطيبة ‪.-‬‬ ‫صور راموس أثارت سخرية رواد مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫رجاء العرائش – رجاء مو ح باكو ‪. 1-0‬‬ ‫جوهرة مسنانة ‪ -‬الشباب األصيلي ‪.2-2‬‬ ‫حسنية طنجة ‪ -‬شباب بنديبان ‪.0-2‬‬ ‫أجاكس طنجة ‪ -‬جوهرة العرائش ‪.3-0‬‬ ‫المحيط األصيلي‪ -‬مغرب طنجة ‪.2-1‬‬ ‫شباب المضيق ‪ -‬أمل المضيق ‪.2-0‬‬


‫العدد ‪973‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬دي�سمرب ‪2018‬‬

‫الذكرى السبعون لميثاق حقوق اإلنسان‬ ‫بشراكة مع المعهد الوطني للفنون الجميلة‬

‫وزارة الثقافة واالتصال ودار‬ ‫الشعر بتطوان ينظمان ندوة عن‬ ‫الشعر والتشكيل في المغرب‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫ومن أجل ذلك تضمن دستور ‪ 2011‬فصوال تخص‬ ‫حماية منظومة حقوق االنسان األساسية ‪ ،‬منها المساواة‬ ‫بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات‪ ،‬وحظر ومكافحة‬ ‫كل أشكال التمييز‪ ،‬بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو‬ ‫الثقافة‪ ،‬والحق في الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان‪ ،‬وفي‬ ‫السالمة الشخصية‪ ،‬و في عدم التعرض للتعذيب أو غيره‬ ‫من ضروب المعاملة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‬ ‫أو الحاطة من الكرامة‪ ،‬وأن القانون هو أسمى تعبير عن‬ ‫إرادة األمة‪ .‬والجميع‪ ،‬أشخاصا ذاتيين واعتباريين‪ ،‬بما‬ ‫فيهم السلطات العمومية‪ ،‬متساوون أمامه‪ ،‬وملزمون‬ ‫باالمتثال له والحق في عدم الخضوع لالعتقال التعسفي إذ‬ ‫ال يجوز إلقاء القبض على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته‬ ‫أو إدانته‪،‬إال في الحاالت وطبقا للقانون‪،‬والحق في الحماية‬ ‫الشخصية الخاصة لكل شخص‪ :‬ال تنتهك حرمة المنزل‪.‬‬ ‫وال يمكن القيام بأي تفتيش إال وفق القانون‪ .‬وال تنتهك‬ ‫سرية االتصاالت‪ .‬والحق في التنقل بكل حرية داخل وخارج‬ ‫أرض الوطن ‪ ،‬وفي الزواج وتكوين أسرة‪ ،‬وفي توفر الحماية‬ ‫القانونية واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع األطفال‬ ‫بكيفية متساوية‪ ،‬وفي الملكية‪ ،‬وفي ممارسة الشؤون‬ ‫الدينية ‪ ،‬وفي حرية الفكر والرأي والتعبير‪ ،‬وفي الحصول‬ ‫على المعلومة‪ ،‬وفي التجمع وتكوين الجمعيات واالنتماء‬ ‫النقابي والسياسي‪ ،‬و في التمتع بالحقوق المدنية وفي‬ ‫الشغل والصحة والتعليم ‪ ،‬والحماية االجتماعية والتغطية‬ ‫الصحية والتضامن التعاضدي‪ .‬كما نص الدستور على‬ ‫الحقوق الثقافية وعلى حماية الحقوق الفئوية ال سيما‬ ‫حقوق النساء واألمهات و األطفال واألشخاص المسنين‬ ‫وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وعلى معاقبة جريمة اإلبادة‬ ‫وغيرها من الجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬وجرائم الحرب‪ ،‬وكافة‬ ‫االنتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫يبدو جليا أن معظم هذه الحقوق ال زالت في عالم‬ ‫الغيب‪ ،‬ولو أنه تتم اإلشارة إليها بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫لالعتداد بالسبق المغربي في مجال حقوق اإلنسان كما‬ ‫هو متعارف عليها دوليا‪ ،‬وفي هذا جانب كبير من الصواب‪،‬‬ ‫بالرغم من أن الحكومة المغربية تضم وزارة دولة مكلفة‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬يتوالها وزير سابق في العدل والحريات‪.‬‬ ‫قطعة نقدية وطابع بريدي‬ ‫احتفاال بحقوق االنسان بالمغرب‬ ‫وكان طبيعيا أن تغتنم هذه الوزارة مناسبة اليوم‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمناسبة شرط‪ ،‬كما يقول‬ ‫الفقهاء‪ ،‬لتنظيم احتفال تم خالله تقديم قطعة نقدية‬ ‫وطابع بريدي‪ ،‬فضال عن تكريم بعض الفاعلين الحقوقيين‬ ‫من اختيار الوزارة «الوصية»‬ ‫كما قدمت خالل هذا االحتفال عروض حول مسيرة‬ ‫حقوق االنسان بالمغرب بمشاركة رئيسة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق االنسان ووالي بنك المغرب وشخصيات أخرى‪ .‬وقد‬ ‫وجه جاللة الملك رسالة إلى هذا اللقاء‪ ،‬أشار فيها إلى أن‬ ‫وثيقة حقوق االنسان‪ ،‬ال تزال تعتبر ميثاقاً تأسيسياً وثمرة‬ ‫فكر متشبع بالمثل اإلنسانية‪ ،‬مرجعاً عالمياً ونبراساً مضيئاً‬ ‫تهتدي به الشعوب‪ ،‬في تطلعها إلى المزيد من الحرية‬ ‫والكرامة والتضامن‪ ،‬في إطار دولة الحق والقانون‪ ،‬بالرغم‬ ‫من مرور سبعين سنة على صدورها‪.‬‬ ‫العاهل المغربي نوه بالمناسبة باللقاءات والفعاليات‬ ‫المنظمة في مختلف ربوع المملكة من طرف فاعلين في‬ ‫مجاالت حقوق اإلنسان‪ ،‬وحقوق المرأة‪ ،‬وحقوق الطفل‪،‬‬ ‫والتنمية المستدامة‪ ،‬احتفاال بهذه المناسبة‪ .‬وهي مبادرات‬ ‫تجسد بجالء‪ ،‬التزامَ المغرب الراسخ بحماية حقوق اإلنسان‬ ‫وتعزيزها‪ ،‬وأبرز أن هذه الذكرى تكتسيه أهمية خاصة‪،‬‬ ‫تتجلى في تزامنها مع ظرفية تواجه فيها البشرية تحديات‬ ‫كونية من حيث أبعادها‪ ،‬وغير مسبوقة من حيث حجمها‪.‬‬ ‫وتضاف إلى الهوة العميقة الناجمة عن تفشي الفوارق‪،‬‬ ‫مختلف أشكال التمييز التي ال تزداد إال حد ًة وتفاقماً‪.‬‬ ‫وما فتئ صدام الجهاالت يتمخض عن أشكال شتى من‬

‫التعصب والتطرف‪ ،‬باإلضافـــة إلى التغيـــرات المناخيـة‪،‬‬ ‫وتدفقات الهجرة التي تشكل تحديات جديدة في طريق‬ ‫تفعيل الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫وذكر جاللة الملك بدستور ‪ 2011‬الذي يتضمن ميثاقاً‬ ‫َ‬ ‫والمرجعية‬ ‫حقيقيا للحريات والحقوق األساسية‪ ،‬يتالءم‬ ‫َ‬ ‫الكونية لحقوق اإلنسان‪ .‬فهو يكرس مبدأ االستقالل التام‬ ‫للسلطة القضائية‪ ،‬ويرسي مجموعة من الهيئات المستقلة‬ ‫المعنية بحماية الحقوق والحريات‪ ،‬والديمقراطية التشاركية‪،‬‬ ‫وتعزيز حقوق اإلنسان‪ ،‬والحكامة الجيدة‪ .‬وذكر جاللته‬ ‫بتفاعل المغرب اإليجابي مع المنظومة الدولية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬السيما مع مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬والمفوضية‬ ‫السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث صادق على المعاهدات‬ ‫الدولية التسع الرئيسية‪ ،‬المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ومع أن مسيرة حقوق االنسان لم تتوقف‪ ،‬يقول جاللة‬ ‫الملك‪ ،‬من خالل اعتماد صكوك ومواثيق في غاية الدقة‬ ‫والتركيز‪ ،‬وذلك بالرغم مما يعترض هذه المسيرة من‬ ‫صعوبات في غالب األحيان‪ ،‬فإن هذا المنحى اإليجابي‬ ‫يصطدم في العديد من مناطق العالم بالنزاعات المدمرة‪،‬‬ ‫والتيارات المتطرفة العنيفة‪ ،‬والنزوع إلى االنغالق‪ ،‬ورفض‬ ‫اآلخر‪ ،‬والتعصب‪ .‬وفي اآلن ذاته تبرز تحديات جديدة يتعين‬ ‫التصدي لها بالتدابير المالئمة أول ما ينبغي اعتماده من‬ ‫خطوات في هذا االتجاه هو تفعيل الحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬ومحاربة كل أشكال الميز‪،‬‬ ‫السيما منها الميز الذي يستهدف النساء‪ ،‬وتمكين الشباب‬ ‫وإدماجهم‪ ،‬وحماية حقوق الفئات الهشة‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫األطفال واألشخاص ذوو اإلعاقة‪ ،‬دون إغفال العمل على‬ ‫تقليص الفوارق االجتماعية والتفاوتات المجالية‪.‬‬ ‫وأعلن جاللة الملك أن العدالة االجتماعية والمجالية‬ ‫ظلت وما تزال‪ ،‬من المبادئ التي تحكم توجهات المغرب‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬إذ ينبغي أن تساهم‬ ‫كافة السياسات العمومية اليوم في إحقاقها‪ ،‬لتضع بذلك‬ ‫اللبنة األولى لمجتمعات متضامنة ومنسجمة‪ ،‬يتمتع فيها‬ ‫كل فرد بالحق في األمن والحرية والكرامة والمساواة‪.‬‬ ‫العالم يحتفل بيوم حقوق االنسان في مراكش‬ ‫في مرّاكش المغربية‪ ،‬احتفلت عدّة منظمات منبثقة‬ ‫عن األمم المتحدة بمدينة مراكش ‪ ،‬بالذكرى السبعين‬ ‫«لإلعالن العالمي عن حقوق اإلنسان»‪ ،‬الذي صادف انعقاد‬ ‫المؤتمر الدولي حول الهجرة‪ ،‬والذي وصف بأنه وثيقة حية‬ ‫وإلهام لنص «االتفاق العالمي للهجرة»»‪.‬‬ ‫وقال األمين العالم لألمم المتحدة‪ ،‬أنطونيو غوتيريش‪،‬‬ ‫إن نص اإلعالن «أوحى لماليين النساء والرجال للمطالبة‬ ‫بحقوقهم‪ ،‬واالعتراض على الظلم واالستغالل‪ ،‬والتمييز‬ ‫وغياب العدالة»‪.‬‬ ‫وفي الجانب المقابل‪ ،‬أصدرت العصبة المغربية للدفاع‬ ‫عن حقوق االنسان بيانها السنوي بمناسبة اليوم العالمي‬ ‫لحقوق االنسان سجلت فيه عددا من االختالالت والخروقات‬ ‫لمضامين الدستور خاصة ما تعلق بالتعذيب والتضييق على‬ ‫حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وعلى نشطاء حقوق االنسان ‪ .‬البيان‬ ‫أشار إلى استمرار العنف في حق المحتجين سلميا‪ ،‬والتضييق‬ ‫على حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وعلى الفاعلين في مجال حقوق‬ ‫االنسان‪ ،‬وعلى الصحافة والصحافيين ومتابعتهم قضائيا‪،‬‬ ‫وأيضا على حق التعبير السلمي بواسطة االحتجاج‪.‬‬ ‫وفيما يخص الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬سجل بيان العصبة أن هذه السنة سجلت‬ ‫اختالالت كبيرة في ما يخص الصحة العمومية‪ ،‬والتعليم‬ ‫والتربية والتكوين‪ ،‬والحق في السكن الالئق ‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن» الوضع االجتماعي المتسم بارتفاع منسوب االحتقان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬رهين بالوضع السياسي الموسوم بالبرود‬ ‫وغياب إرادة اإلصالح” ومشددا على ضرورة إنصات‬ ‫الحكومة إلى مطالب الشعب الرامية إلى تحقيق الكرامة‬ ‫والمساواة والعدالة االجتماعية‪ ،‬والتفاعل معها إيجابيا‪.‬‬ ‫وكل سنة وحقوق اإلنسان بألف ألف خير في المغرب ‪.‬‬

‫نظـمت وزارة الثقافـــة واالتصــال‬ ‫ودار الشعر بتطـوان ندوة حول «الشعر‬ ‫والتشكيل» بشراكة مع المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪20‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬ابتداء من الساعة الثالثة‬ ‫بعد الزوال‪ ،‬بفضاء المعهد‪.‬‬ ‫وانعقدت الندوة في جلستين‪ ،‬األولى‬ ‫بمشاركــة موليــم العروسي ويوســف‬ ‫وهبون وفؤاد البهالوي‪ ،‬ويسيرها شرف‬ ‫الدين ماجدولين‪ ،‬والثانية بمشاركة‬ ‫أحمد جاريد وبنيونس عميروش وأحمد‬ ‫مجيدو‪ ،‬وتسيرها آمال زكاري‪ .‬كما يُقام‬ ‫ضمن برنامج هذه الندوة معرض لطلبة‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة بعنوان‬ ‫«معلقات تشكيلية»‪ ،‬أش��رف عليه كل‬ ‫من عبد الكريم الوزاني وبوعبيد بوزيد‬ ‫وحسن الشاعر‪ ،‬واشتغل فيه طلبة المعهد‬ ‫على قصائد شعرية معاصرة‪.‬‬ ‫اقتربت ال��ن��دوة م��ن ج��دل الشعر‬ ‫والتشكيل‪ ،‬كما أثارته التأمالت واإلبداعات‬ ‫اإلنسانية الكبرى‪ ،‬منذ المحاورات األولى‬ ‫وص��وال إلى آخر المحاوالت والدراسات‬ ‫الفكرية والنقدية‪ ،‬ومعها ُّ‬ ‫جُل المقترحاتِ‬ ‫الجمالية التي يَعْ ِرضُها الفن المعاصر‪.‬‬ ‫وهذا من أجل تجديد النظر إلى العالقة‬ ‫بين الشعر والتشكيل بتجدد اإلبداعات‬ ‫التي يقترحها علينا الشاعر المعاصر وهو‬ ‫يكتب لوحات شعرية‪ ،‬والفنان المعاصر‬ ‫وهو يقوم بتشكيل قصائد ربما‪.‬‬ ‫كما رصدت هذه الندوة األكاديمية‬ ‫ح��وارَ الشع ِر والتشكيل في المشهد‬ ‫الثقافي واإلبداعي المغربي‪ ،‬حين تتلمسُ‬ ‫تقديمَ إجاباتٍ ممكن ًة عن جملةٍ من‬ ‫األسئلة التي تخص تقاطعاتِ الشعري‬ ‫والتشكيلي في المغرب‪ ،‬وحدودَ االتصال‬ ‫واالنفصال بين المروي والمرئي‪ ،‬وعما‬

‫َ‬ ‫التشكيليون المغارب ُة يهتمون‬ ‫إذا كان‬ ‫بالقصيدة المغربيــة‪ ،‬وكيــف يتفاعلون‬ ‫معها‪ ،‬وهل يستلهمــون منهـــا‪ ،‬على‬ ‫تَعَدُّدِ ألوا ِن ِهم ومذاهبهم وأساليبهم؟‬ ‫واألم��رُ نفسه بالنسبـــة إلى الشعــراء‬ ‫المغاربة باختالف ألسنتهم واختياراتهم‬ ‫عالقتِهم باألثر التشكيلي‪.‬‬ ‫الكتابية‪ ،‬في‬ ‫ِ‬ ‫مثلما تتساءل الندوة عن دور النقد في‬ ‫مقاربة وتتبع المبادرات الفنية التي‬ ‫جمعت بين الشعر والتشكيل‪ ،‬عبر تاريخنا‬ ‫الحديث والمعاصر‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬توقفت الندوة لدى مُخْتَ َلفِ‬ ‫التجارب التــي آلفــتْ بين تشكيليين‬ ‫ِ‬ ‫وشعــراء في أعمال مشتركــة ومتجاورة‪،‬‬ ‫من غــالف الديـوان‪ ،‬بما هو عتبة أولى‪،‬‬ ‫م��رورا بالرسومات واللوحات الموازية‬ ‫للقصيـــدة‪ ،‬والمنحوتــــات التي أوحـت‬ ‫للشعراء بقصائد خ��ال��دة‪ ،‬وص��وال إلى‬ ‫المعارض التشكيلية الشعرية الثنائية‬ ‫والجماعية‪ ،‬وانتهــاء بمختلـــف المشاريع‬ ‫الجديدة التي قدمت القصيدة المغربية‬ ‫في أعمال تنتمي إلى الفن المعاصر‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬سوف يتساءل المتدخلون‬ ‫عما إذا كان اللقاء بين الشعر والتشكيل‬ ‫يحظى بمتابعة نقدية من شأنها أن‬ ‫تثري الدرس النقدي في المجالين األدبي‬ ‫والفني‪ .‬وهل من شأن ذلك أن يقرب بين‬ ‫انشغال ناقد الشعر وناقد الفن معا؟ ثم‬ ‫كيف يتم تلقي هذه المنجزات والمبادرات‬ ‫الشعرية التشكيلية المشتركة؟ وهل‬ ‫تسعفُ‪ ،‬هي األخ��رى‪ ،‬في توسيع دائرة‬ ‫تلقي الشعر والفن بالمغرب؟ وما دورها‬ ‫في التقريب ما بين الحقول اإلبداعية‪،‬‬ ‫أفق جمالي مشترك؟‬ ‫ابتغا َء ِ‬ ‫رسم ٍ‬

‫ِ‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫هذه األراجيح تمثـل ما يشبـه الورشـة االحتفالية المفتوحة‬ ‫يشغلهـا من حيـث الموضوع هاجـس قـوي قوامـه التفكيـر‬ ‫بصوت مرتفع في مآسي العالم‪ .‬‬

‫• ح�سن البحراوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.