Achamal n° 974 le 01 Janvier 2019

‫‪ 2018‬سنة «إيجابية» في قطاع‬ ‫التعليم بالجهة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 974‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 24‬ربيع الثاين ‪� 01 / 1440‬إلى ‪ 07‬يناير ‪2019‬‬

‫اعتبرت األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة أن حصيلة عملها‬ ‫سنة ‪ 2018‬كانت «إيجابية» من حيــث مشاريـــع‬ ‫البناء والتجهيز والتوسيع‪ ،‬حيث تـــم تنفيـــذ ‪34‬‬ ‫مشروعا منها ‪ 5‬داخليــات و ‪ 13‬مدرسة مستقلة‬ ‫و‪ 5‬مدارس الجماعات‪ ،‬و ‪ 5‬إعداديات بدون داخلية‪،‬‬ ‫و‪ 5‬ثانويات تأهيلية بدون داخلية وثانوية تأهيلية‬ ‫بداخلية ‪.‬وعلى مستوى التوسيع‪ ،‬فقد تم إنجاز ‪162‬‬ ‫مشروعا توزع بين ‪ 7‬حجرات للتعليم األولي و‪78‬‬ ‫حجرة لالبتدائي و‪ 54‬حجرة أخرى بالثانوي اإلعدادي و‪ 21‬بالثانوي التأهيلي باإلضافة إلى توسيع مقر مديريتين‬ ‫كما تم إنجاز ‪ 766‬عملية‪ ،‬تخص إصالح ‪ 124‬حجرة وإصالح وترميم ‪ 64‬مؤسسة تعليمية وتعويض ‪327‬‬ ‫حجرة من البناء المفكك و‪ 34‬عملية بناء للسياجات واألسوار و‪ 31‬عملية ربط بشبكات الماء والكهرباء والصرف‬ ‫الصحي‪ ،‬وتهيئة ‪ 136‬فضاء خارجيا و‪ 20‬عملية فصل العدادات وتأهيل ملعب رياضي واحد‪ .‬وقد بلغت تكاليف‬ ‫هذه اإلنجازات ‪ 458‬مليون درهم‪,‬‬

‫اليوم العالمي للغة العربية‬ ‫وسعتُ كتـاب اهلل لفظـاً وغايـة ومـا ضقـتُ عـن آي بـه وعـظــات‬ ‫ٍ‬ ‫فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسـيـق أسـمــا ٍء لـمخـتـرعــات‬

‫مر يوم ‪ 18‬دجنبر الماضي كأيام اهلل العادية‪ ،‬إال من كتابات «يتيمة» في بعض الصحف‪ ،‬ولقاءات «محتشمة» هنا وهناك‪ ،‬لتخليد‬ ‫اليوم العالمي للغة العربية‪ ،‬ذاك اليوم من سنة ‪ 1973‬الذي أصدرت فيه الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬قرارها ‪، 3190‬القاضي بجعل‬ ‫اللغة العربية لغة رسمية من بين لغات العمل بالمنظمة األممية ‪ .‬ويعود الفضل في ذلك إلى المغرب الذي ضغط‪ ،‬منذ بداية‬ ‫الستينات‪ ،‬إلى جانب بعض الدول العربية‪ ،‬من أجل أن تصبح اللغة العربية لغة رسمية لألمم المتحدة إلى جانب االنجليزية والصينية‬ ‫واإلسبانية والفرنسية والروسية‪.‬‬ ‫وقد تم االتفاق على جعل يوم ‪ 18‬دجنبر من كل سنة «يوما عالميا للغة العربية» خالل انعقاد الدورة التسعين بعد المائة للمجلس‬ ‫التنفيذي لمنظمة اليونسكو بتاريخ أكتوبر ‪ .2012‬حيث تم اعتماد اللغة العربية كأحد العناصر األساسية لعملها وداخل الهيئة‬ ‫االستشارية للخطة الدولية بتنمية الثقافة العربية‪ ،‬التابعة لليونسكو‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫مزربـة « مبروكـة»‬

‫‪2‬‬

‫جمعية البعثات اإلفريقية للتوعية والدعم‬ ‫بالمغرب تعقد جمعها العام االستثنائي‬

‫تحل بميناء«عاصمة التونة الحمراء»‬

‫يوسف بنجلون ‪“ :‬الدور األساسي للمشروع توفير ‪ 250‬منصب‬ ‫شغل للكفاءات المحلية و جلب العملة الصعبة للبلد”‬

‫مدير الصيد يقص شريط المزربة‬ ‫تعـززت االستثمــارات في قطــاع الصيد‬ ‫البحـري بالمنطقـة الشمالية للمملكة بشكل‬ ‫ملحوظ‪ ،‬خالل الفترة األخيرة‪ ،‬السيمـا‬ ‫في نشـاط الصيـد بتقنيـــة المزارب التي‬ ‫تستهـدف صيــد أسماك التونة الحمراء‪،‬‬ ‫حيــث جـرى‪ ،‬بحضور شخصيات وازنة‪ ،‬بينهم‬ ‫المدير المركـــزي للصيــد بالوزارة السيـد‬ ‫عيشان بوشتة ورئيس لجنـة الصيـــد بجهة‬ ‫طنجة ـ تطــوان ـ الحسيـمـة السيد عبد‬ ‫الواحـــد الشاعــــر‪( ،‬جرى) االفتتاح الرسمي‬ ‫زوال يوم الجمعة ‪ 21‬ديسمبر المنصرم‬ ‫بميناء العرائش لمزربة جديدة باسم‬ ‫«مبروكة» التي تعود ملكيتها لشركة «كلين‬ ‫ميـر» العاملة في مجال الصيد البحري‪.‬‬ ‫و بحسب معطيات حصلت عليهـــا‬ ‫جريدة طنجة فإن مشروع «المزربة» كلف‬ ‫استثمارا ماليا ضخما يقدر بأزيد من ‪72‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬يشكل اكتساب حقوق نقل‬ ‫األسهم الحجم األكبر منه ب ‪ 25‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬فيما أخذت المنشآت والتجهيزات‬ ‫التقنية ما يزيد عن ‪ 15‬مليون درهم‪ ،‬كما‬ ‫تطلب توفير أدوات وآليات الصيد والنقل‬ ‫حوالي ‪ 20‬مليون درهم‪ ،‬وتطلب بناء مركبين‬ ‫للمزربة توفير اعتماد مالي يفوق ‪ 14‬مليــون‬ ‫درهم‪ ،‬إضافـة إلى مبلغ يتعدى المليــون‬ ‫درهم كنفقات لتغطية التجهيزات المكتبية‬ ‫وأداء حقوق التسجيل‪.‬‬ ‫و تعتبر تقنية الصيد بالمزارب أسلوبا‬ ‫فريدا لصيـــد سمــك التونـــة يستخدمها‬ ‫المهنيون المغاربـة بشكـــل مطـرد منـــذ‬

‫القدم‪ ،‬وذلك خـــالل الهجـرة الموسمية‬ ‫لسمك التونة من غــرب المحيـط نحو شرق‬ ‫المتوسط‪.‬‬ ‫و عن اآلثار االقتصادية واالجتماعية‬ ‫اإليجابية لهذا االستثمار على مستوى الجهة‪،‬‬ ‫وبشكل أكثر تحديدا على مدينة العرائش‪،‬‬ ‫يرى عدد من الفاعلين أن الوقع سيكون هاما‬ ‫بالنسبة لخدمة التنمية المجالية ارتباطــا‬ ‫بخصوصية الجهــة السيمـا بالنظــر إلى‬ ‫طبيعـة االقتصاد البحري الذي يغلـب على‬ ‫نشـاط اإلقليم باإلضافة لقطاع الفالحة‪.‬‬ ‫و في هذا السياق أكـد السيد يوسف‬ ‫بنجلون‪ ،‬الرئيس المديـــر العام لمجموعة‬ ‫«مونتـــي بالنكــو هولدينــغ» المالكة‬ ‫لمزربة «كلين ميــر»‪ ،‬في حــوار خص به‬ ‫جريدة طنجـــة‪ ،‬أن الدور األساســي للمشروع‬ ‫هو توفير الشغل لليد العاملة‪ ،‬بما يفوق ‪80‬‬ ‫منصب شغـل قــار ومـــا يناهز ‪ 200‬منصب‬ ‫شغل موسمي يمتد لثمانية أشهر في السنة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى فريق تقني يتكـون من خمسة‬ ‫أفــراد‪ ،‬وفريق آخر يشتغل في الورش البحــري‬ ‫لبناء وإصالح السفن»‪ ،‬وفي حديث عن طبيعة‬ ‫هذا المشروع اعتبر السيد يوسف بنجلون‬ ‫أنه كان «عمال شاقا استغرق أزيد من ثالث‬ ‫سنوات من إجل إيجاد البنية التحتية والمقار‬ ‫واألدوات التقنية الخاصة بصيد المزارب وكذا‬ ‫توفير اعتماد مالي جد مهم يبلغ حوالي ‪70‬‬ ‫مليون درهم»‪ ،‬وفي سياق إعطاء كل ذي حق‬ ‫حقه‪ ،‬فإن الرئيس المدير العام عبر للجريدة‬ ‫عن شكره الخالص للفريق التقني الذي سهر‬

‫على إعداد المشروع ‪ ،‬وفي نفس السياق‬ ‫تحدث الرئيس عن دور الموارد البشرية في‬ ‫إدارة المشروع واستغالله قائال‪«:‬إن الموارد‬ ‫مغربية مائة بالمائة كما رأسمال الشركة‬ ‫المالكة فيما سيكون اإلنتـاج موجها نحو‬ ‫التصدير ومردوديته ستكون لفائدة البلد‬ ‫مائة بالمائة»‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك من‬ ‫تحويـل العمالت األجنبية لفائدة الخزينة‬ ‫العامة للمملكة‪.‬‬ ‫مدينة العرائـش «تعـرف منـــذ مئـات‬ ‫السنين وجود هذه المزارب وتطورت مع مرور‬ ‫الوقت‪ ،‬والمدينة تزخر بإمكانيات هائلة ويد‬ ‫عاملة متخصصة‪ ،‬وهذا هو السبب والداعي‬ ‫األساسـي الذي جعلنـا نختــار ميناء مدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬التي تعتبر عاصمة للتونة الحمراء‪،‬‬ ‫كموقع لتثبيت المشـــروع»‪ ،‬يضيــف السيد‬ ‫يوسف بنجلون‪.‬‬ ‫بالموازاة مع ذلك‪ ،‬جديـــر بالذكـر أن‬ ‫األعمال االجتماعية المنسوبة لجمعية الصيد‬ ‫بالمزارب ما فتئت تعرف تطورا ومساهمات‬ ‫عينـــيــة في سبيـل تحقيــق التضامــن‬ ‫االجتماعي‪ ،‬مساهمات تمثلت باألساس في‬ ‫شـراء «جهـاز السكانيــر» الطبي وجهازين‬ ‫طبيين لتصفية الدم‪ ،‬كبادرة من القطاع‬ ‫لفائدة المحتاجين‪ ،‬وهو ما يشكل‪ ،‬في نظر‬ ‫خيــر وبركــة‬ ‫أبنــاء المهنة بالميناء‪ ،‬تباشير ٍ‬ ‫حم َلتها المضربــة الــ «مبروكــة» لمينـــاء‬ ‫العرائش التاريخي‪.‬‬

‫محمد العطالتي ( العرائش)‬

‫انعقد يوم السبت ‪ 08‬دجنبر ‪ ،2018‬الجمع‬ ‫العام االستثنائي للجمعية بمقرها‪ ،‬بحضور‬ ‫ممثل السلطة المحلية ومجموعة من فعاليات‬ ‫المجتمع المدني اإلفريقي‪ ،‬وأعضاء الجمعية‬ ‫المغربية لدعم التنمية التشاركية المستدامة‪.‬‬ ‫أشــرف على تأطيــر هذا اللقــاء‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعية السيــد خليـــل البقيـري‪ ،‬الذي يشيد‬ ‫جل الفاعلين في الحقــل الجمعوي بكفاءته‬ ‫ونزاهته‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بعمله الدؤوب على‬ ‫التحسيس بالمسؤولية تجاه المجتمع اإلفريقي‬ ‫داخل المملكة المغربية‪.‬‬ ‫وقد تضمن جدول األعمال النقط التالية‪:‬‬ ‫ تقديم التقريــر األدب��ي ومناقشتــه‬‫والتصويتعليه‪.‬‬ ‫ تقديم التقـريـــر المالــي ومناقشتــه‬‫والتصويتعليه‪.‬‬ ‫ تقديم استقالـة بعض أعضاء المكتب‬‫التنفيذي‪.‬‬ ‫ تطعيم أعضاء المكتب الحالي بعناصر‬‫جدد‪.‬‬ ‫ انتخاب أعضاء للمجلس اإلداري‪.‬‬‫ تعديل بعض البنود لتحقيق العدالة بين‬‫كافة األسالك المشتركة من النظام األساسي‬ ‫(المادة ‪ - 4‬المادة ‪ - 23‬المادة ‪ - 18‬المادة‬ ‫‪ - 29‬المادة ‪.)37‬‬ ‫ تغيير اسم الجمعية من «جمعية المطفأة‬‫اإلفريقية لدعم التنمية االجتماعي» إلى اسم‬ ‫«جمعية البعثات اإلفريقية للتوعية والدعم‬ ‫بالمغـرب »‪.‬‬ ‫‪ASSOCIATION AFRICAIN DES‬‬ ‫‪MISSIONS POUR LA SENSIBILISA‬‬‫‪TION ET LE SOUTIEN AU MAROC.‬‬ ‫‪ASSOCIATION OF AFRICA MIS‬‬‫‪SIONS COMMUNITY OUTREACH‬‬ ‫‪AND SUPPORT IN MOROCCO‬‬ ‫ كلمة رئيس اللجنة التحضيرية السيد‬‫كودالك مو اموروبي‪.‬‬ ‫ كلمة رئيس الجمعية المغربية لدعم‬‫التنمية التشاركية المستدامــة السيــد خليل‬ ‫البقيري‪.‬‬ ‫وفي كلمته بالمناسبة‪ ،‬رحب السيد خليل‬ ‫البقيري بالحضور في هذا اللقاء‪ ،‬من أجل إعداد‬

‫وتنفيذ استراتيجية تهم سياسة شاملة في‬ ‫مجال الهجرة‪ ،‬مؤكدا دعمه الكامل للجمعية‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬تم التصويت باإلجماع على‬ ‫التقريرين األدبي والمالي والمصادقة عليهما‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدم بعض أعضاء المكتب التنفيذي‬ ‫استقالتهم‪ ،‬إلتاحة الفرصة للمرشحين الجدد‬ ‫قصد تحمل المسؤولية‪ ،‬كما تم اتفاق األعضاء‬ ‫على تغيير اسم الجمعية من «جمعية المطفأة‬ ‫اإلفريقية لدعم التنمية االجتماعي» إلى اسم‬ ‫«جمعية البعثات اإلفريقية للتوعية والدعم‬ ‫بالمغـرب»‪.‬‬ ‫وقد أسفرت عملية االقتراع على تشكيلة‬ ‫المكتب التنفيذي بعناصر جدد على الشكل‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫الرئيس ‪:‬‬ ‫‪GOODLUCK OMO OMORUYI‬‬

‫نائب الرئيس األول ‪:‬‬

‫‪STANLEY ABUMERE ORIAIFOH‬‬

‫نائب الرئيس الثاني ‪:‬‬ ‫الكاتب العام ‪:‬‬

‫‪PAUL ANAGA‬‬

‫‪EBIKEME FRANCIS BRISIBE‬‬

‫نائب الكاتب العام ‪:‬‬

‫‪KELVIN AGHAGHOWA‬‬ ‫‪AGHATOTIKOLO‬‬

‫أمين المال ‪:‬‬

‫‪EMEKA JOSEPH NNAMDI‬‬

‫نائبة أمين المال ‪:‬‬

‫‪EKIOMADO EMA BENIKAOU‬‬

‫المستشار األول ‪:‬‬

‫‪ONORIDE ISAAC UBOREKOMO‬‬

‫المستشارة الثاني ‪:‬‬

‫‪SANDRA OMO AIKHOBARE‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬تمت‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬تالوة برقية‬ ‫الوالء واإلخالص إلى السدة العالية باهلل صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪.‬‬

‫‪ 34‬إحداثا جديدا ضمن حصيلة ‪2018‬‬ ‫ألكاديمية جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫جمعية العون واإلغاثة تستعد إلغناء جيوب اإلخوان بطنجة‬ ‫ومساندتهم في حملتهم االنتخابية عبر حفلها الخيري السنوي‬ ‫وجد إخوان العدالة و التنمية في طنجة‪،‬‬ ‫في الجمعيات«الخيرية»‪ ،‬مالذا‪ ،‬فكما هو معلوم‬ ‫ال يمكن ألفكار من القرن الماضي كان دعا‬ ‫إليها حسن البناء وسيد قطب‪ ،‬تحث الشباب‬ ‫على اإلنعزال عن المجتمع‪ ،‬أن تجد مكانا في‬ ‫القرن الحادي والعشرين‪ ،‬لذلك لعبوا على‬ ‫استثمار الوضع اإلجتماعي ليسوّقوا ألفكارهم‬ ‫و أساليبهم‪ ،‬و يكمن خطر هذه الجمعيات‬ ‫في استقطاب الفقراء والمهمشين و توظيف‬ ‫أصواتهم خالل اإلنتخابات مثلما جرى في‬ ‫‪ 2011‬و ‪ ،2015‬و ها هم اآلن يعيدون نفس‬ ‫الممارسات‪ ،‬خصوصا بعد ما راج من أخبار أن‬ ‫اإلنتخابات باتت وشيكة و استعجالية‪ ،‬و حان‬ ‫الوقت لتجييش جنودهم‪ ،‬و أولهم‪ ،‬جمعياتهم‬ ‫الخيرية التي تعمل تحت لوائهم‪ ،‬و في طنجة‬ ‫نجد جمعية العون و اإلغاثة‪ ،‬هذه الجمعية‬ ‫التي تستعد إلطالق الحملة اإلعالنية لنشاطها‬ ‫الخيري السنوي‪ ،‬و الذي أعطيت له هذه السنة‪،‬‬ ‫أهمية أكبر‪ ،‬باعتبار أن عمر البيجيدي في طنجة‬ ‫بات قصيرا جدا‪ ،‬و هم في حالة احتضار‪.‬‬ ‫الحملة اإلعالنية التي تبدأ في هذه األيام‪،‬‬ ‫ما هي إال حملة خيرية مغموسة بمرق السياسة‪،‬‬

‫حيث يتم السعي لتعبئة موارد مالية‪ ،‬عبر حملة‬ ‫للتسويق العمومي وحفل عشاء خيري‪ ،‬لتوفير‬ ‫التمويل الالزم لمساندة البيجيديين‪ ،‬و هذه‬ ‫ليست المرة األول��ى التي تسقط فيها هذه‬ ‫الجمعية في شبهة استغالل األعمال الخيرية في‬ ‫الحمالتاإلنتخابية‪.‬‬ ‫إن قانون الجمعيات الخيرية يشترط عدم‬ ‫استغالل أنشطة هذه الجمعيات في السياسة‪،‬‬ ‫و تسييس العمل الخيري موجود منذ سنوات‬ ‫لألسف‪ ،‬خاصة الجمعيات الموالية لإلخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬تستقبل تبرعات و هبات من قطر‬ ‫و تركيا‪ ،‬تستغل ما لديها من أعمال خيرية ومنح‬ ‫وعطايا وما لديها من قواعد معلومات وقوائم‬ ‫و بيانات فى التأثير على الناخبين واإليحاء لهم‬ ‫بشكل مباشر بانتخاب أشخاص بعينهم‪.‬‬

‫و األصل في هذه الجمعيات أنها خيرية‪،‬‬ ‫لكن تفرعت عنهـا جمعيــات سياسية تقدم‬ ‫مرشحين وتدعمهم وبالتالي تداخل العمل‬ ‫الخيري مع العمل السياسي‪ ،‬مع أن القانون‬ ‫يمنع اإلشتغـال بالسياسـة لغيـر الجمعيــات‬ ‫السياسية‪ ،‬ويمنع على الجمعيات السياسية‬ ‫ذاتها استغالل المال والعطايا الستمالة‬ ‫الناخبين‪ ،‬واستغالل األطفال و المستضعفين‬ ‫في العمل السياسي‪.‬‬ ‫إن ضبـط مسار الجمعيــات الخيريــة‬ ‫والسياسية معـا يحتــاج إلى تطبيق القانون‪،‬‬ ‫و القانون المغربي واضح جــدا في الفصـل‬ ‫بين العمل الخيري والسياسي‪ ،‬و يحتوي على‬ ‫نصوص صريحة تجرم استغالل المال السياسي‬ ‫واستخدام العطايا اإلنتخابية‪.‬‬ ‫متى إذن نتخلـص من هذه الجمعيــات‬ ‫الخبيثة‪ ،‬التي تحاول خلق دولة بقلب دولة‪،‬‬ ‫بالسيطرة على أحياء و مناطق بأكملها مقابل‬ ‫رغيف و دواء‪ ،‬مستغلة فقر الناس و حياتهم‬ ‫البئيسة‪ ،‬من يعاقب هؤالء و من ينصف الحق؟‬

‫ج‪.‬ط‬

‫تعــززت بنيـــة االستقبـال باألكاديميــة‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين لجهـــة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة برسم سنة ‪ ،2018‬بتنفيذ ‪34‬‬ ‫مشروعا في برنامج اإلحداثات توزعت إلى بناء‬ ‫‪ 5‬داخليات و‪ 13‬مدرسـة مستقلـة و‪ 5‬مدارس‬ ‫جماعاتية و‪ 5‬إعداديات بدون داخلية و‪ 5‬ثانويات‬ ‫تأهيلية بدون داخلية وثانوية تأهيلية بداخلية‪،‬‬ ‫بمبلغ إجمالي بلغ ‪ 262.3‬مليون درهم؛‬ ‫أما بالنسبة لبرنامج التوسيع فقد تم تنفيذ‬ ‫‪ 162‬مشروعا ي��وزع مابين إضافة ‪ 7‬حجرات‬ ‫للتعليم األولي و ‪ 78‬حجـــرة لالبتدائي و‪54‬‬

‫أخرى بالثانوي اإلعدادي و‪ 21‬بالثانوي التأهيلي‬ ‫باإلضافة إلى توسيع مقر مديريتين بغالف مالي‬ ‫إجمالي بلغ ‪ 64.6‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وفيما يخص التأهيل فقد تم إنجاز ‪766‬‬ ‫عملية‪ ،‬تخص إصالح ‪ 124‬حجرة وإصالح وترميم‬ ‫‪ 64‬مؤسسة تعليمية وتعويض ‪ 327‬من البناء‬ ‫المفكك و‪ 34‬عملية بناء للسياجات واألسوار و‪31‬‬ ‫عملية ربط بشبكات الماء والكهرباء والصرف‬ ‫الصحي‪ ،‬وتهيئة ‪ 136‬فضاء خارجيا و‪ 20‬عملية‬ ‫فصل العدادات وتأهيل ملعب رياضي واحد‬ ‫بغالف مالي إجمالي يبلغ ‪ 131‬مليون درهم‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫حين دعانا الشريف عبد السالم بن عبد الوهاب‪ ،‬رئيس جمعية المبادرة‬ ‫التنموية‪ ،‬لتطوان والناحية‪ ،‬لحضور أمسية موسيقية بمقر جمعيته‪ ،‬لم أكن‬ ‫أتصور أن حضورنا_نحن جماعة إسماعيل الخطيب_ سيكون بهذه الكثافة‪،‬‬ ‫وبهذا العدد‪.‬‬ ‫ساعتان ونصف الساعة‪ ،‬هي المدة الزمنية التي قضيناها في دار ابن عبد‬ ‫الوهاب‪ ،‬كنا فيها محط عناية ورعاية من صاحب الدار‪ ،‬ومن فرقة بنت غرناطة‪،‬‬ ‫ومن رئيسها األستاذ هشام الزبيري‪.‬‬ ‫والفرقة التي شنفت أسماعنا بأعذب األنغام‪ ،‬وأحسن األلحان‪ ،‬اعتادت أن‬ ‫تتخذ من هذا المقر مكانا لتداريبها األسبوعية‪ ،‬التي تتم في كل يوم أربعاء‪.‬‬ ‫وبما أنها فرقة كورال‪ ،‬تعتمد على الغناء الجماعي بالدرجة األولى‪ ،‬فقد ارتأت‬ ‫أو ارتأى باألصح رئيسها‪ ،‬أن تحتل الموشحات‪ ،‬أهم جزء في أمسيتنا‪ ،‬وهكذا‬ ‫استمتعنا بموشحات‪ :‬اماللي األقداح‪ -‬ياشادي األلحان‪ -‬صحت وجداً‪ -‬خفيف‬ ‫الروح‪ -‬قم يا نديم‪ -‬أهوى قمراً‪.‬‬ ‫و جميعها أُديت بطريقة ُّ‬ ‫تدل على أن هذه المجموعة‪ -‬بارك اهلل فيها‪-‬‬ ‫متجانسة‪ ،‬وعلى قدر كبير من التجربة والخبرة‪ ،‬ولها رغبة في المزيد من التجربة‬ ‫والخبرة‪ ،‬لتقف على أرض صلبة مع الفرق الموسيقية الكبرى‪.‬‬ ‫حبّ الموسيقى‪ ،‬فاجتمعوا على‬ ‫طالبات وطالب في ريعان الشباب‪ ،‬جمعهم ُّ‬ ‫فنان مقتدر‪ ،‬يتعلمون منه الحرفة‪ ،‬فكان لهم ما أرادوا‪.‬‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫من األغاني التي رددناها في هذا الحفل البهيج‪ :‬أغنية األطالل‪ -‬أغنية‬ ‫يامسهرني‪ -‬أغنية سيرة الحب‪.‬‬ ‫وكان مسك الختام بأغنية المثل العالي إلسماعيل أحمد‪.‬‬

‫شة‬

‫وقد استغربنا جميعا من أن تَظل هذه الفرقة التي تأسست في ‪ 1999‬خارج‬ ‫التغطية‪ ،‬ال دعم‪ ،‬وال مساندة‪ ،‬وال سلم تصعد عليه‪ ،‬لتنال حظها من الشهرة‬ ‫واالنتشار‪.‬‬ ‫صحيح أنها وصلت في ‪ 2004‬إلى مسرح محمد الخامس بالرباط‪ ،‬و صحيح‬ ‫أن أفرادها كان عددهم يتجاوز الخمسين‪ ،‬وصحيح أن رئيس جمعية المبادرة‪ ،‬ال‬ ‫يفتأ يجمع شتاتها‪ ،‬لكن هذا لم يكن كافياً لتخرج إلى األضواء‪ ،‬وليشهدها الناس‬ ‫في الحفالت واألفراح‪.‬‬ ‫في الطريق‪ ،‬التمستُ من أخينا عبد القادر الزكاري‪ ،‬الذي هو رئيس جمعية‬ ‫تطاون للموسيقى‪ ،‬أن يُدخل بنت غرناطة في برنامجه السنوي‪ ،‬ويقدمها للناس‬ ‫على خشبة مسرح إسبانيول‪ .‬فلعل هذه البادرة‪ ،‬تكون فاتحة خير‪ ،‬وبارقة أمل‬ ‫لهذه الطاقات الواعدة‪ ،‬فوعدني خيراً‪.‬‬ ‫كثيرة هي الكفاءات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة‪ ،‬والتشجيع والمساعدة‪.‬‬

‫تؤرقني الكتابة‪...‬‬ ‫‬‫يؤرقني باستمرار سؤال متعدد وواحد هو‪ :‬ماذا أكتب أو‬ ‫عن ماذا أكتب‪ ،‬ولمن أكتب أو من هم القراء المفترضون لما‬ ‫أكتب‪ ،‬وهل لما أكتب أثر أو هل ما أكتب يصيب الهدف أم ال‪.‬‬ ‫ويبقى الجواب معلقا‪،‬وال ألتقي إال لماما بمن يذكرني أنني‬ ‫أكتب‪ ،‬ومع ذلك شيء مبهم يتجاوزني و يدفعني أن أكتب‬ ‫حينما تحين لحظة الكتابة كما المدمن الذي يحتاج إلى الجرعة‬ ‫المخلصة‪ ،‬أو كالمرأة التي تعيش المخاض وال ترتاح إال عند‬ ‫وضع مولودها‪.‬‬ ‫الكتابة ال تكون بالقلم أو بلوحة المفاتيح‪ ،‬الكتابة هي‬ ‫قبل كل شيء بالجسد‪ ،‬بالروح‪ ،‬بالعقل‪ ،‬باللغة والسديم‪ ،‬باآلن‬ ‫والماقبل والمابعد‪...‬‬ ‫الكتابة تكون بالذات وباآلخر‪ ،‬بالمجتمع والكون‪ ،‬بما‬ ‫قرأناه ولم نقرأه‪ ،‬بالحرف والكلمة والجملة والنص والبياض‪،‬‬ ‫بالنفس وتموجاته‪ ،‬تكون عند السكون والحركة‪ ،‬حين المشي‬ ‫أو التوقف‪ ،‬في الرحيل أو المقام‪ ،‬مع الناس أو في الوحدة‪ ،‬في‬ ‫زحام الضوضاء أو صمت الوحدة‪...‬‬ ‫الكتابة تتضمخ بورود الحلم أو قلق الواقع‪ ،‬وتلبس‬ ‫لقوامها شتى األلوان فتكون مرات شفافة واضحة‪ ،‬ومرات أخرى‬ ‫محجبة أو ملثمة‪ ،‬و قد تقبل عليك هادئة أو متوترة‪ ،‬مستفزة أو‬ ‫مطمئنة‪ ،‬ناقدة أو راضية‪ ،‬داعية أو رافضة‪ ،‬فاضحة أو خائفة‪...‬‬ ‫الكتابة فعل و ممارسة ودربة‪ ،‬بحث المناص منه في‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫المكتوب‪ ،‬وغوص في الذاكرة‪ ،‬ترتيب وتركيب‪ ،‬تعديل وقص‬ ‫ومحو‪ ،‬نقصان يشتاق إلى الكمال‪ ،‬كبوات وإحباطات‪ ،‬سكرات‬ ‫ونشوات‪...‬‬ ‫وأنا أكتب اآلن عن الكتابة‪ ،‬أعرف أن مأكتبه قد يتقاسم‬ ‫معي بعضه اآلخرون‪ ،‬أو قد يختلفون معه أو يرفضونه جملة‬ ‫وتفصيال‪ ،‬أحس أن عيون عظماء الكتابة تراقبني وتهزمني‪ ،‬أن‬ ‫خطوتي ما هي إال خطوة تلميذ يتقفى آثار الشيوخ المبهرين‪.‬‬ ‫أكتب وأنا أودع عاما آخر من حياتي‪ ،‬أكتب و العالم يشرئب‬ ‫إلى عام جديد‪ ،‬أكتب وأنا ممزق بين جرحي العميق والجراح‬ ‫الثخينة إلخوتي في المغرب والمشرق وماوراء البحار‪ ،‬أكتب‬ ‫والحزن يهدني من هول الخراب وإرهاصات بامتداد األفكار‬ ‫المرعبة المهددة للحضارة اإلنسانية إلى ساحات واسعة من‬ ‫األرض‪...‬‬ ‫أكتب والفراغ قد عمر المكان‪ ،‬ألنني تكاسلت عن تشغيل‬ ‫قناة من قنوات الموسيقى الكالسيكية‪ ،‬أكتب ورغبة جارفة‬ ‫تجتاحني للرقص حتى الجذبة علنى أنسى ما أنا فيه‪ ،‬أكتب‬ ‫ورأسي يطالب بحقه المشروع في هدهدات الوسادة لعل‬ ‫أعصابي تسترجع ما فقدته من توفز‪...‬‬ ‫أكتب وأختم بالقول‪ :‬كل سنة و طاقم وقراء جريدتنا‬ ‫الطنجاوية الشمالية(الشمال) بخير‪ ،‬وهي الجريدة التي اتسعت‬ ‫و تتسع رحابة صدرها لكل الوطن بل الدنيا‪...‬‬

‫طنجة‬ ‫العالمـة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في يوم الجمعة ثاني وعشري ديسمبر المنصرم نظم فرع‬ ‫الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية بطنجة بتعاون مع مجمع اإلحياء‬ ‫والتجديد‪.‬‬ ‫لقاء تكريم لعين من أعيان « طنجة العالمة « األستاذ الدكتور عبد‬ ‫السالم شقور‪.‬‬ ‫التلميذة مريم العبدي استهلت اللقاء بتالوة مباركة آليات بينات‬ ‫من سورة الفتح‪.‬‬ ‫األستاذ نور الدين الحداد تكلف بتسيير اللقاء‪.‬‬ ‫األستاذ رضوان بنصار عن فرع الجمعية المذكورة ( ربط بين‬ ‫االحتفال باليوم العالمي للغة العربية وتكريم شخصية قدمت خدمات‬ ‫جليلة للغة الدين والوطن خالل مسير حافل بالعطاء‪.)..‬‬ ‫الدكتورة زبيدة الورياغلي عن مجمع اإلحياء والتجديد ( أكدت أن‬ ‫اللقاء رامز لالحتفاء بعلم من أعالم الثقافة والفكر بالمغرب وذاكرة‬ ‫علمية حية‪.)..‬‬ ‫الدكتور محمد كنون الحسني ( قدم شهادة في شخصية فذة ؛‬ ‫أملتها أخوة صادقة وتقدير كبير لرجل بذر حبا وسقاه وأنضجه ثمارا‬ ‫في رحاب جامعي مع ثلة من خالن وفاء‪ ،‬وقد تلتها نيابة عنه الدكتورة‬ ‫نبوية العشاب)‪.‬‬ ‫الدكتور محمد سعيد الصمدي (استحضر مشاركته في لقاءات‬ ‫تكريمية ألستاذ األجيال سيدي عبد السالم شقور‪ ،‬وتوقف على بعض‬ ‫ما اختص به من إجادة في التحليل وإفادة في تأويل لنصوص األدبين‬ ‫المغربي واألندلسي واجتهاد فريد في تراث الغرب اإلسالمي‪ ..‬كما ذكر‬ ‫بعض ما صدرعنه من تواليف كاشفة لمحجوب حقائق ودقائق‪.)..‬‬ ‫الدكتور عبد السالم المنصور ( أشاد باألستاذ المحتفى به لكونه‬ ‫صاحب يد بيضاء ومعروف جميل ‪ ..‬فتح باب منزله وأبواب قلبه لكل ساع‬ ‫إلى االستمداد واالسترفاد‪..‬وأما دروسه بآداب تطوان‪ ،‬فكانت موائد‬ ‫فوائد وإمتاعا للعروج في طلب حكمة العلم‪..‬منذمجا ببعض التراجم من‬ ‫كتاب صفوة من انتشر وما كان يبذل فيها األستاذ سيدي عبد السالم‬ ‫من استنباط وفتح شعاب ممكنات مفتوحة للتتبع واالستقراء‪.)..‬‬ ‫األستاذ فيصل البقالي ( ألقى قصيدة « طريق النهى» في مقام‬ ‫شكر واحتفال بالمعنى ؛ معنى تخليد اليوم العالمي للغة العربية)‪.‬‬ ‫األستاذة جليلة الخليع ( ألقت قصيدتين «ذنب» و «سنة ال غير»‬ ‫مهدت لهما بقولة للشيخ األكبروالكبريت األحمر محيي الدين بن عربي‬ ‫« اإلنسان هو الكلمة الجامعة»)‬ ‫صاحب هذا العمود ( قال ‪ :‬هذا جمع مبارك يكرم فيه عين من أعيان‬ ‫« طنجة العالمة» تعددت مالمح شخصيته بين ‪ :‬العالم المحقق المدقق‬ ‫والناقد الفطن والمفكر المبدع واألستاذ الماهر المتمكن والمؤلف‬ ‫لكتب في شتى مجاالت المعرفة والمترجم والمدافع عن اللغة العربية‬ ‫والعضو في لجان التحكيم العلمي‪..‬ونحن نغتنمها فرصة إلظهار صدق‬ ‫مودتنا له ونعلمه بها ؛ كما هو ثابت في حكمة سيد الخلق « من أحب‬ ‫أحدا فليعلمه» فاللهم أمتنا على المحبة‪..‬ثم استعراض محطات دالة‬ ‫في عالقته بسيدي عبد السالم ‪:‬‬ ‫ـ فاس ‪ :‬تعرف أول في مؤتمر طالبي سنة ‪1967‬ـ‪1968‬‬ ‫ـ طنحة‪ :‬مسير مهني مشترك بثانويتي ابن الخطيب وزينب‬ ‫النفزاوية‬ ‫والمركز التربوي الجهوي‪..‬وانغمار في فعاليات النقابة الوطنية‬ ‫للتعليم والجمعية المغربية لمدرسي اللغة العربية وفرع اتحاد كتاب‬ ‫المغرب سنوات ‪ 1973‬ـ ‪. 1983‬‬ ‫ـ تطوان‪ :‬مسير مهني مشترك في التدريس والتأطير والبحث بآداب‬ ‫تطوان في قاعات الدرس والتأطير وحلقات البحث وندوات‪.‬‬ ‫« ملتقى الدراسات المغربية واألندلسية» ‪1984‬ـ ‪2006‬‬ ‫ـ شفشاون‪ :‬ندوة التراث الشاذلي سنة ‪ 1999‬بحضور علمي وازن‬ ‫من داخل المغرب وخارجه ‪ :‬طه عبد الرحمن ‪ ،‬سعاد الحكيم ‪ ،‬المرحوم‬ ‫محمد بوطالب ‪ ،‬أحمد الطريبق ‪ ،‬المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫‪،‬سعيد ابن األحرش ‪ ..‬توجت بليلة مباركة بالزاوية الشقورية بحضور‬ ‫فقراء الزاوية القادرية البودشيشية‪.‬‬ ‫ـ الصحراء المغربية ‪ 2007‬و‪ 2009‬لقاءات علمية بإشراف نقابة‬ ‫األشراف العلميين توكيدا على وحدة اآلصرة والمصير ‪.‬‬ ‫سيدي عبد السالم شقور ( شكر منظمي التكريم ‪..‬والشكر هلل أوال‬ ‫وآخرا ‪..‬مشيرا إلى أن تكريم مواطن يتجاوز االعتراف بما قدمه إلى‬ ‫اإلقرار بأن ‪:‬الثقافة العربية اإلسالمية حاضرة من خالل رموز « طنجة‬ ‫العالمة»‪..‬واللغة العربية ما تزال بخير رغم األصوات الناشزة والعاجزة‬ ‫عن معرفة جواب ‪ :‬من نكون ؟ ماذا نريد أن نكون ؟ من كنا ؟‬ ‫التلميذان شيماء أكدي ومحمد بن جودة أكرما سيدي عبد السالم‬ ‫والجمهور الحاضر بإنشاد صوفي عزيز النظير‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 01‬ينــايـر ‪2019‬‬

‫اعطني نعطيك �آلعيا�شي !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«شمهروش» ينتصر للشعوذة والدجل‬ ‫والفكر الخرافي في بلد اإلسالم‬ ‫قد يبدو غريبا أنه في بلد األقمار االصطناعية والتكنولوجية المتطورة‪ ،‬يعيش‬ ‫شعب ال يزال ِيؤمن بخرافات‪ ‬يلتجئ إليها ليجد عندها تفسيرات «غيبية» للمشاكل‬ ‫التي تستعصي على فهمه وإدراكه‪ ،‬لجهله وخوفه من «المجهول»‪ ،‬وهو بذلك إنما‬ ‫يسير في اتجاه معاكس لمنطق تطور العقل البشري‪ ،‬الذي «يحول المعرفة إلى قوة»‪،‬‬ ‫«فرانسيس باكون (‪1561‬ـ ‪ ،)1626‬ولنظرية الفيلسوف الفرنسي «بليز باسكال‬ ‫(‪1662‬ـ ‪ )1623‬القائلة بأنه مع توسع آفاق المعرفة‪ ،‬لدى اإلنسان‪ ،‬فإن معتقداته‬ ‫تتحول إلى معارف يقينية وواضحة ولحكمة غوتاها بودا‪ ،‬مؤسس رابع أكبر ديانة‬ ‫بالعالم بعد المسيحية واإلسالم واليهودية القائلة بأن المعرفة «ليست القيام‬ ‫بعمل توضيح أو شرح‪ ،‬بل هي الوصول إلى الرؤية»‪! ‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬بالنسبة لفئات عريضة من الشعب المغربي‪ ،‬يتدخل عنصر قديم ـ‬ ‫حديث في‪ ‬معادلة المعتقدات‪ ‬والعلم ‪ ،‬أال وهو عنصر الخرافة التي تجد عندها‬ ‫العامة أجوبة‪ ‬شافية ناجعة لكل تساؤالتها عن الكون واإلنسان والموت والحياة‬ ‫والمصير‪ ،‬ويغذي هذا التوجه‪ ،‬رؤى وفتاوى شيوخ‪ ‬يسعون إلى ضبط إيقاعات حياة‬ ‫الناس‪ ،‬في كل تفاصيلها‪ ،‬من المهد إلى اللحد‪ ،‬خاصة في أيامنا هذه حيث ينبري‬ ‫للتفسيرالدينيوللوعظواإلرشاد‪،‬بعضالجهلة‪ ‬بحقيقةالدينومقاصده‪ ‬وينشرون‬ ‫بين بسطاء الناس مفاهيم خرافية ترتبط بالكذب والدجل والشعوذة‪ ،‬مستغلين‬ ‫ضعفهم وحاجتهم إلى الخروج من ضائقتهم النفسية أو المادية أو المجتمعية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل في راقي بركان الذي تندرج تصرفاته الدنيئة الخسيسة في خانة الجهل‬ ‫والخرافة والشعبذة‪ ،‬لخير دليل على االستغالل الشنيع الذي تباشره طائفة من‬ ‫الدجالين والمشعوذين‪ ‬باسم الشرع والدين‪ ،‬لشرائح واسعة من المغاربة‪ ،‬من أجل‬ ‫ابتزازهم وسرقتهم‪ ،‬عن طريق الغش و النصب واالحتيال‪ ،‬يبيعونهم الوهم والخرافة‬ ‫والعبث‪ ،‬من أجل حصولهم على خدمات «شيطانية»‪ ،‬كالشفاء من جميع األمراض‬ ‫حتى تلك التي ال تزال مستعصية على الطب الحديث بالرغم من التطور الهائل للعقل‬ ‫البشري في مختلف مجاالت البحث العلمي المتقدم‪ ،‬ومن األمراض الوهمية‪ ‬كالسحر‬ ‫والتابعة‪ ‬والعين و «الثقاف»‪ ،‬وهي من «األمراض» التي يؤثثون‪ ‬بها لوحات‬ ‫«تخصصاتهم» «الغيبية»‪ ‬ويقنعون أقوام «الغافلين» بامتالكهم قوة خارقة لصرع‬ ‫الشيطان وتسخير سلطان‪ ‬الجن لخدمتهم بما يحقق سالمة وسعادة زبنائهم‪.‬‬ ‫والغريب في األمر أنه كلما خطونا خطوة جديدة على طريق العلم والتطور‬ ‫تواجهنا « «وقائع» و «أحداث»‪ ،‬تذكرنا أننا ال نزال «مشدودين» إلى عهد الخرافات‬ ‫واألساطير‪ ،‬وأن جانبا من شعبنا ال يزال‪ ‬متشبثا بما نسميه « ثقافة شعبية»‪ ‬أو‬ ‫«تقاليد» مجتمعية‪ ،‬أو «معتقدات» راسخة‪ ،‬تمارس وفق طقوس متوارثة عن‬ ‫«السلف»‪ ،‬داخــل «زوايــا»‪ ‬طرقية أو‪« ‬أضرحة» لألوليــاء والصالحيــن‪ ،‬ومنهم‬ ‫السلطان‪« ‬شمهروش» الذي يمارس «القضاء» «الجنيو ـ إنساني»‪ ،‬بمحكمة اختار‬ ‫لها قمة في أعلى قمم األطلس الكبير‪ ،‬يقصدها الناس من أجل الفصل في قضايا‬ ‫تربطهم بالجن‪ ،‬كما يقصدها‪« ‬حجاج» من صنف جديد‪ ،‬بنية «الجهاد في الكفار»‬ ‫كما حدث منذ أيام‪ ،‬وقصة الضحيتين الدنماركية والنرويجية‪ ،‬معلومة عالميا‪! ‬‬ ‫المحير في هذا الوضع‪ ،‬أن الطرق والزوايا واألضرحة‪ ‬والمزارات‪ ، ‬التي تمثل جانبا‬ ‫من «الموروث» الخرافي الشعبي ‪ ‬تستفيد بانتظام ‪ ،‬ماديا ومعنويا‪ ،‬من دعم عمومي‬ ‫يذهب غالبا‪ ،‬إلى جيوب القيمين والنقباء وبعض «الشرفاء» من أوالد أو أحفاد‬ ‫«األولياء» و «الصالحين» ‪ ،‬الذين ينظمون «مواسم»‪ ‬سنوية‪ ،‬تمارس في بعضها‬ ‫طقوس وثنية ‪ ،‬همجية‪ ،‬ال صلة لها ال بالدين وال بالملة‪ ،‬ومع ذلك ترجى دعوات‬ ‫«الشرفاء» وبركة دفناء المراقد «الشريفة»‪.‬‬ ‫فكيف نريد أن نخلق دينامية التطور و «نسرع» الثورة الرقمية‪ ،‬وندفع بالشعب‬ ‫المغربي‪ ‬ليلتحق بركب الحداثة‪ ‬المبنية على العلم وليس على الخرافة وإن كانت‬ ‫بخلفية دينية‪ ،‬ونحن «نبارك»‪« ‬الحضرات» و «الجذبات» التي «تفترس» فيها‬ ‫األتياس‪ ‬القائمة‪ ،‬في مشاهد همجية مقززة‪ ،‬وتقام خاللها «الحضرات» و«الجذبات»‬ ‫و «الشطحات الصوفية» وتمارس أفعال ال تحترم أصحاب تلك «المزارات» ولو بعد‬ ‫أن انقطع عملهم «إال من ثالث»‪ ....،‬كما يحصل عند مواسم «الحمادشة»‪ !!! ‬حيث‬ ‫تقدم القرابين و «يشتعل» الضريح شموعا و بخورا ودخانا وبقايا التيوس المفترسة‬ ‫ليرمى بها بجانب الشجرة «المباركة» قبل النزول إلى «حفرة» لال عائشة الحمدوشية‬ ‫«موالت المرجة» ثم زيارة «قبة» سيدي على بنحمدوش‪ ،‬والعوم في مياه «سبع‬ ‫عيون»‪ ! ‬ولكل طقس من هذه الطقوس «تكلفة» تتراوح ما بين ‪ 50‬و ‪ 1000‬درهم‪،‬‬ ‫تصاحبها فرق عيساوة واحمادشة وكناوة وترافقها «استعراضات» للفتيات والشواذ‬ ‫ونسوة في مواكب فساد ودعارة وخمر وقمار وفحش‪...!!! ‬‬ ‫ولعلكم تذكرون أن محرر المغرب‪ ،‬الراحل محمد الخامس‪ ،‬كان قد دعا في أكثر‬ ‫من مرة‪ ،‬وخاصة في خطبة الجمعة التي أمها بالمسلمين خالل زيارته التاريخية‬ ‫لطنجة‪ ،‬دعا إلى نبذ الفكر الخرافي والتمسك برابطة الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬الحصن‬ ‫الحصين لألمة‪ ،‬والذي ال مكان فيه للبدع والهرطقات‪ ، ،‬وأن رأس الحكمة التمسك‬ ‫بسنة رسول اهلل والبعد عن «محدثات األمور» «ألن كل بدعة ضاللة» (حديث صحيح‬ ‫رواه مسلم في صحيحه) ‪ ،‬وزا النسائي‪ ،‬بإسناد صحيح‪« ،‬وكل ضاللة في النار»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫التعيينات في المناصــب الكبـرى ذات «الغالفــات» الكبرى‬ ‫واالمتيازات الكبـرى‪ ،‬أخذت تستفز بعض البرلمانيين من أحزاب‬ ‫المعارضة‪ ،‬لما اعتبروه من ممارسة الحكومة لنوع من «لوزيعة»‬ ‫بين األحزاب المكونة لألغلبية‪ ،‬بمنطق «اعطني نعطيك» !‬ ‫«األصالة والمعاصرة» ضاق درعا بهذا المنطق «المتعارف عليه‬ ‫وطنيا» منذ االستقالل‪ ،‬وقرر أن يتحرك في اتجاه «فضح اللعبة» عبر‬ ‫تشكيل «لجنـة برلمانيـة» لتقصي الحقائـق حول التعيينات التي‬ ‫قررتها الحكومة والتي تكون قد جاوزت األلف منصب‪ ،‬خالل الوالية‬ ‫«البيجيدية» السابقة والحالية ‪ .‬األخبار تتحدث عن حصول «البام»‬ ‫على توقيع خمس البرلمانيين وهو العدد الضروري لقبول طلب‬ ‫تكوين لجنة برلمانية لتقصي الحقائق ‪.‬‬ ‫ويرى األصالة والمعاصرة الذي يكون قد حصل على مساندة‬ ‫«نقدية» من حزب االستقالل‪ ،‬أنه ليس من المعقول أن يتم التعيين‬ ‫في المناصب «المخمخمة»‪ ،‬وفق مبدأ «اللهم ارحمني» وبعيدا‬ ‫عن الحق في تكافؤ الفرص بين الحكومة والمعارضة التي‬ ‫تدعي أن هذا الوضع أثار حفيظة العديد من الذين تقدموا لهذه‬ ‫المناصب من أطر أحزاب من خارج قبيلة الحكومة ولم يفوزوا ال‬ ‫بالعظم وال بمخه !‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫نعمة يف طيها �ألف نقمة‪...‬ونقمة !‬

‫نعمة في طيها ألف نقمة ونقمة‪ .‬منتجو الحوامض بجهة‬ ‫سوس وجهة الشرق‪ ،‬ومنطقة الغرب‪ ،‬اضطروا إلتالف محصول هذه‬ ‫السنة الذي كان وفيرا بفضل توفره على ظروف مناخية مناسبة‪.‬‬ ‫وعوض أن يستبشر الفالحون المنتجون للحوامض بهذه المناطق‬ ‫خيرا‪ ،‬بالغلة الوفيرة‪ ،‬إذا بهم يرمون باألطنان من منتوجهم‬ ‫الثمين إلى البهائم في الخالء‪ ،‬وما تم تسويقه ال يزيد ثمنه عن‬ ‫درهم ونصف إلى ‪ 3‬دراهم للكيلو حتى في األسـواق البعيـدة عن‬ ‫مناطق اإلنتاج‪.‬‬ ‫وبعد أن عكست وسائل اإلعالم المختلفة تظلمات المنتجين‬ ‫والضائقة المالية التي يشكون منها بسبب الديون المتراكمة‬ ‫وفواتير المياه السقوية‪ ،‬والطاقة الكهربائية‪ ،‬وبعد أن تخلص عدد‬ ‫كبير من المنتجين وهم في غالبيتهم من صغار الفالحين من أطنان‬ ‫الكليمانتين‪ ،‬ووصلت شكاواهم إلى الرأي العام وتظلمههم من‬ ‫غياب سياسة محكمة للتخزين والتسويق والتحويل لهذا الصنف من‬ ‫الحوامض السريعة التلف‪ ،‬طلعت أخبار من وزارة «المغرب األخضر»‬ ‫تقول بأنها «برمجت» اجتماعات مع المهنيين على مستوى الجهات‬ ‫خالل شهر يناير المقبل‪« ،‬لمناقشة تطوير سلسلة الحوامض‬ ‫والصعوبات التي يواجهها المنتجون والتي قد تتسبب في عرقلة‬ ‫تنمية هذه السلسلة» !‪ .‬ومع ذلك فإن المسؤولين عن القطاع‬ ‫يؤكدون أن تسويق وتصدير الحوامض طبيعي إال ببعض مناطق‬ ‫اإلنتاج التي تشهد بعض االضطرابات‪.‬‬ ‫وقريبا منا‪ ،‬تأكد أن إنتاج الزيتون خالل الموسم الحالي بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة سوف يحقق مستوى قياسيا ليصل إلى‬ ‫‪ 240‬ألف طن وبالتالي فإن إنتاج زيت الزيتون قد يصل إلى ‪35‬‬ ‫ألف طن‪.‬‬ ‫نتمنى أن ال يضطر منتجـو الجهـة إلى دفـق زيوتهـم في‬ ‫مجاري المياه العادمة‪ ،‬لنفس األسباب التي تم بها إتالف قناطير‬ ‫الكليمانتين برميها في الخالء أكال شهيا للبهائم !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫قر�ضان جديدان للمغرب‪ ،‬الأول‬ ‫فرن�سي والثاين �أملاين‬

‫يودع المغرب سنة ‪ 2018‬على إيقاع حصوله على قرضين‬ ‫جديدين األول من فرنسا ومبلغه خمسون مليون أورو بهدف إنجاز‬ ‫برنامج توسيع وتحسين أداء وقدرة خدمة الماء الصالح للشرب في‬ ‫أقاليم الحسيمة والدريوش والناظور وتاونات بشمال المغرب‪ ,‬أما‬ ‫القرض الثاني فألماني تفوق قيمته خمسين مليون أورو لتمويل‬ ‫عملية ربط مركب الطاقة الشمسية «نور ميدلت» بالشبكة الوطنية‬ ‫للتوتر العالي وتمويل إجراءات للتكوين المهني‪ .‬ويروم هذا المشروع‬ ‫الذي سيتولى المكتب الوطني للكهرباء والماء إنجازه‪ ،‬ربط مركب‬ ‫«نور ميدلت» بالشبكة الوطنية ذات التوتر العالي‪،‬‬ ‫هذا وقد بلغ جاري الدين الخارجي العمومي ما يناهز ‪331.1‬‬ ‫مليار درهم ما يقارب ‪ 36‬مليار دوالر نهاية مارس الماضي‪ ،‬وأن عملة‬ ‫األورو تمثل ‪ 61,8‬من إجمالي الدين بينما يمثل الدوالر األمريكي‬ ‫ما يقارب ‪ 27.1‬في المائة‪ ،‬والين الياباني يمثل ‪ 3.7‬في المائة‪ ،‬مع‬ ‫نهاية الفصل األول من العام الجاري‪.‬‬ ‫أما ديون المغرب الداخلية المقومة بالدرهم فقد وصلت إلى‬ ‫‪ 541‬بليون درهم (‪ 59‬بليون دوالر) خالل النصف األول من العام‬ ‫الحالي‪ ،‬بزيادة ‪ 4.1‬في المئة مقارنة بنهاية عام ‪ ،2017‬ما يمثل نحو‬ ‫نصف الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وفق تقرير وزارة المال واالقتصاد‬ ‫الذي أشار إلى أن الخزينة العامة اقترضت من سوق المال المحلية‬ ‫‪ 28‬بليون درهم حتى نهاية يوليوزالماضي‪ ،‬من خالل استعمال‬ ‫آليات سندات الخزينة واالكتتاب اإللزامي لدى المصارف التجارية‬ ‫وصناديق التقاعد والتحول االجتماعي ومؤسسات التأمين وإعادة‬ ‫التأمين‪.‬‬ ‫عمرو وزيدو !‪ ......‬وزيدو ‪...‬خلفة !!‬ ‫وعفا اهلل عما سلف !!!‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫�صرا�صري وديدان وح�شرات‬ ‫يف �أطباق �أطر م�ست�شفى بالرباط !‬

‫«أخبارنا المغربية» طلعـت علينـا‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬بخبر عجيب‬ ‫يفيد أن صراصير وديدان وحشرات «طلعت» في أطبـاق عشـاء‬ ‫أطر مستشفى تابع للمستشفى الجامعي بالعاصمة الرباط ! هذه‬ ‫الحشرات تم العثور عليها «بصدفة» داخل علب سمك قدمت ألطر‬ ‫المستشفى كوجبة عشاء خالل المداومة الليلية ليوم الجمعة ‪21‬‬ ‫دجنبر المشرف على نهايته‪.‬‬ ‫الجريدة اإلليكترونية وزعت أيضا صورة للرسالة التي وجهها‬ ‫األطر المعنيون بأطباق الصراصير والديدان والحشرات للطبيب‬ ‫الرئيس بالمستشفى المذكور‪ ،‬تعبيرا عن استيائهم «العارم» من‬ ‫غياب مراقبة الوجبات المقدمة‪ ،‬وغياب أبسط شروط السالمة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي اعتبروه استهتارا «حقيقيا» بصحة أطر وموظفي المستشفى‬ ‫المذكور‪.‬‬ ‫هذا الخبر ال يمكن إال أن يكون أثار انزعاجا كبيرا للمشرفين‬ ‫على «تغذية» أطباء وممرضي مستشفى عمومي تابع لمستشفى‬ ‫جامعي بعاصمة المملكة المغربية‪ ،‬وعلى مشارف السنة ‪ 18‬لأللفية‬ ‫الثالثة !‬ ‫وال نشك إطالقا في أن المسؤولين الكبار عن الصحة العمومية‪،‬‬ ‫سوف يتخذون اإلجراءات الالزمة من أجل ضمان أال يختلط األمر‬ ‫على «السربايـة» فيوصلـون وجبـات أكـل المرضى إلى األطبـاء‬ ‫والممرضين األصحاء‪ ،‬الذين «يكتفون» بعلبة سردين وقطعة خبز‬ ‫وحبة موز‪ ،‬حتى خالل المداومة الليلية !‪..‬‬ ‫ثم يستغربون من «هروب» األطباء المغاربة إلى حيث يجدون‬ ‫االحترام الالزم لمكانتهم وعملهم في خدمة اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫قائد و�أربعة مخازنية �أمام غرفة‬ ‫اجلنايات با�ستئنافية طنجة‬

‫تداول اإلعالم خبرا كان منتظرا من سكان طنجة‪ ،‬حول مآل‬ ‫ملف قائد وأربعة عناصر من القوات المساعدة‪ ،‬المشتبه في ارتكاب‬ ‫«جريمة» تعنيف تلميذ بمقاطعة مغوغة بطنجة‪ ،‬نهاية شهر أبريل‬ ‫الماضي‪ ،‬أصيب على إثر ذلك بانهيار تام وشلل نصفي قد يرافقه‬ ‫مدى الحياة‪.‬‬ ‫وكان القائد قد تم توقيفـه وإحالتـه بدون مهام على عمالة‬ ‫طنجةـ أصيلة في انتظار نتائج البحث القضائي الذي أمرت به النيابة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وقد كشفت الخبرة الطبية التي وقعها أطباء محلفون أن‬ ‫الضحية يعاني من آثار نفسية تتمثل في االكتئاب والتوتر‪ ،‬مترتبة‬ ‫عن الحادث ‪ ،‬كما أشارت الخبرة الى توفر الضحية على شهادة طبية‬ ‫تؤكد إصابته برضوض في الرأس واليد ‪ ،‬وشهادة أخرى من طبيب‬ ‫مختص تؤكد أن االزمة النفسية التي يعاني منها قد تستمر معه‬ ‫مدى الحياة‪.‬‬ ‫وقد قرر قاضي التحقيق بمحكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬أحالة ملف‬ ‫هذه القضية على غرفة الجنايات بهذه المحكمة‪ ،‬ومن المنتظر أن‬ ‫تحظى محاكمة القائد ومن معه بتتبع كبير ال من طرف السكان‪،‬‬ ‫بل وأيضا من جانب نشطاء المنظمات األهلية المدافعة عن حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫يا عوازل فلفلوا…‪! ..‬‬

‫بعد «القلبة» والجلبة التي أثارها أربعة محامين مصريين‪،‬‬ ‫تطوعوا خيرا للتشهير بفنانة مصرية كبيرة‪ ،‬رانيا يوسف‪ ،‬بسبب‬ ‫فستان ارتدته خالل مرورها بالبساط األحمر‪ ،‬في حفل مهرجان‬ ‫القاهرة السينمائي الدولي‪ ،‬اعتبره حماة األخالق ودعاة النسك‬ ‫والزهد واإليمان‪ ،‬فستانا فاضحا‪ ،‬ومخال باآلداب العامة ومسيئا للمرأة‬ ‫المصرية‪ ،‬وتقدموا بشكاية قضائية ضدها من أجل جناية تصل‬ ‫عقوبتها إلى خمس سنـوات سجنا نافذا‪ ،‬هاهي الفنانة األصيلة رانيا‬ ‫يوسف تواصل «استفزازهـا» للمتربصين بها من ذوي «البـدالت‬ ‫السوداء» المتطفلين على المرجعية «المعلومة»‪ ،‬فتطلع بفستان‬ ‫ال يقل «فظاعة» عن سابقه‪ ،‬ولسان حالها يقول يا عوازل فلفلوا !!!‬ ‫صاحبة ركن «فضاء األنثى» سمية أمغـار‪ ،‬خصصت حديثها‬ ‫األخير لفستان رانيا يوسف‪ ،‬ودحضت مزاعم المحامين األربعة‪،‬‬ ‫واستغربت أال يستطيع هؤالء القوم أن «يصمدوا» بضع دقائق‪ ،‬أمام‬ ‫جسد فاتن المرأة فاتنة ‪ ،‬دون أن يتحرك الكبت العربي المعشعش‬ ‫بدواخلهم وفي «أمخاخهم « المتحجرة !‬ ‫وها هي رانيا يوسف تتحدى مرة أخرى قبائل المكبوتين‬ ‫العرب بإطاللة «ساخنة» أشعلت بها البساط األحمر حين أطلت‬ ‫بفستان جديد أصفر‪ ،‬كشف عن أحد ساقيها بالكامل‪ ،‬في تحد سافر‬ ‫للمتربصين بفساتينها واحتقار تام لتفاهة عقليات يطغى عليها‬ ‫المكر والنفاق‪.‬‬ ‫حبذا لو تدبر «الغافلون» بعضا من قصائد عنترة بن شداد في‬ ‫الغزل حتى تتوهج مهجهم وينشرح خاطرهم للجمال المطلق الذي‬ ‫ال يعرض عنه إال ذوو النفوس المريضة‪.‬‬

‫مهفهفه والسحـر في لحظاتهـا‬ ‫أشارت إليها الشمس عند غروبها‬ ‫وقال لهـا البـدر المنيـر أال اسفري‬ ‫فولـت حيـاء ثـم أرخـت لثامهــا‬

‫إذا كلـمـت ميتـا يقـوم مـن اللحـدِ‬ ‫تقول إذا اسود الدجى فاطلعي بعدِ‬ ‫فإنك مثلي في الكمال وفي السعد‬ ‫وقـد نـثرت من خدهـا رطـب الـوردِ‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫العدد ‪974‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫تقرير أطروحة نيل شهادة الدكتوراه‬ ‫احتضنت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية يوم الجمعة ‪ 30‬نونبر ‪ ،2017‬مناقشة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه‬ ‫في اآلداب مركز « اآلداب والعلوم اإلنسانية والترجمة»‪ ،‬وحدة التكوين‪« :‬النص األدبي العربي القديم» ‪ ،‬في موضوع‪ « :‬أدب‬ ‫الرحلة المغربي القديم‪ :‬رؤى نقديةـ» ‪ ،‬والتي أعدها الطالب الباحث المدني بنجدي‪ ،‬تحت إشراف فضيلة األستاذة الدكتورة‬ ‫سعاد الناصر‪ ،‬وقد تكونت لجنة المناقشة من السادة األساتذة األجالء‪:‬‬ ‫ األستاذ الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيسا‬‫ األستاذةالدكتورةسعاد الناصر مشرفة ومقررة‬‫–األستاذ الدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي عضوا‬ ‫ األستاذ الدكتور مصطفى الغاشي عضوا‬‫وخالل المناقشة‪ ،‬قدم السادة األساتذة مجموعة من المالحظات والتصحيحات‪ .‬وبعد المداولة قررت اللجنة العلمية منح‬ ‫الطالب الباحث «المدني بنجدي» شهادة الدكتوراه في اآلداب بميزة مشرف جدا ‪ ،‬مع اإلشادة بمجهوداته والتنويه بالعمل‬ ‫الذي أنجزه‪.‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على‬ ‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫توطئة‪:‬‬

‫يرتبط الحاضر بالماضي ارتباطــا وثيقـــــا‪،‬‬ ‫وتتماهى في صناعة اآلني دول األيام السابقات بما‬ ‫فيها من ألوان المعرفة والعلوم‪ ،‬فحقيق علينا أن‬ ‫نعود التراث إن نحن طمعنا في فهم حادث الثقافة‬ ‫وطريف المعارف‪ ،‬كيف ال و«وراءك أوسع لك» ‪،‬‬ ‫فبه تتحدد صفاتك وهويتك‪ ،‬وترتسم شخصيتك‬ ‫ونيتك‪ ،‬لتعلن وجودك الفعلي وفق تأثير ماضيك‬ ‫فيك وفي حاضرك‪.‬‬ ‫والحقيقة أن يد البحث الجامعي المغربي طالت‬ ‫التراث في مختلف أجناسه العلمية والمعرفية حتى‬ ‫صار عينا بعد أثر‪ ،‬فقلبته ظهرا عن بطن‪ ،‬وضخّت‬ ‫في شرايينه دماء جديدة أشّرت على إحيائه‬ ‫وبعثه‪ .‬ولم يكن لي أن أخرج عن دائرة االهتمام‬ ‫بهذا التراث‪ ،‬فلقد تيممت النص الرحلي المغربي‬ ‫القديم‪ ،‬حركت به لساني ألعجل به‪،‬‬ ‫وهو المتن الواسع الرحب الذي بات مزار‬ ‫الباحثين تحقيقا ودراسة وتحليال‪ ...‬إال‬ ‫أنه ورغم ذلك لم يبح بكل أسراره‪ ،‬فلم‬ ‫تنل العزائم كل قطافه‪ ،‬وهو ما يحفز‬ ‫على بذل مزيد من الجهد طمعا في حلو‬ ‫الشهد‪ ،‬وإنه لعمري الدافع الذي رمنا من‬ ‫خالله اكتشاف الموروث‪ ،‬لبنة يرتفع بها‬ ‫صرح البحث في التراث فيتيح للمطل‬ ‫منه النظر الفاحص الواضح العميق‪.‬‬ ‫إن النص الرحلـــي من األلـــوان‬ ‫اإلبداعية والمعرفية التي غفــل عنهــا‬ ‫الغافلون‪ ،‬وتناساهـــا البحـــث النقدي‬ ‫طويال‪ ،‬فلم تنله هـــاالت االهتمام إال‬ ‫لسنوات خلت‪ ،‬ولعــل هـــذا االحتفال‬ ‫المتأخر به هو الذي دفعني إلى تسليط‬ ‫مزيد ضوء عليه‪ ،‬إيمانا بسعة هذا النص‬ ‫وقدرته على استيعاب دراسات كثيرة‪.‬‬ ‫فهو المتن المديد المتنوع الذي يخبر‬ ‫وينفتح على األجناس العلمية والمعرفية المختلفة‪،‬‬ ‫وهو اإلبداع الذي يصعب على دارسه الفصل في‬ ‫ارتباطاته وتعالقاته‪ ،‬إذ تتمازج نكهاته لتصنع ذلك‬ ‫الطبق الشهي المأدوم‪.‬‬ ‫ولما كان المغرب أقصى البالد العربية‬ ‫وأبعدها‪ ،‬وطالت المسافات بينه وبين المشرق‪،‬‬ ‫فقد كان االرتحال من أهم أوجه االتصال واالرتباط‬ ‫بينهما‪ .‬ومع اختالف أسباب الترحال ودوافعه‪،‬‬ ‫وجدنا في المغاربة من الهمم ما استصغر الصعاب‬ ‫والمشاق‪ ،‬رجاال لم تثنهم المخاوف عن تحقيق‬ ‫غاياتهم‪ ،‬فلم تلههم أموالهم وال أوالدهم عن‬ ‫ذكر أهدافهم‪ ،‬فرحلوا وارتحلوا ودونوا رحالتهم‪،‬‬ ‫ليخلفوا كنوزا معرفية أولى بنا أن نحيطها بما‬ ‫تستحق من اهتمام‪ ،‬وفي هذا اإلطار تندرج دراستي‬ ‫هذه‪.‬‬

‫موضوع البحث‪:‬‬

‫يتكون عنوان البحث‪« :‬أدب الرحلة المغربي‬ ‫القديم‪ :‬رؤى نقدية» من مكونين اثنين ال بد من‬ ‫توضيحهما وإبراز دالالتهما‪.‬‬ ‫المكون األول‪« :‬أدب الرحلة المغربي القديم»‬ ‫فيه موصوف وصفتان‪ :‬الموصوف هو أدب الرحلة‪،‬‬ ‫والمقصود به مجموع النصوص الرحلية التي‬ ‫دبّج من خاللها الرحالون رحالتهم‪ ،‬بما يثيره‬ ‫مصطلح أدب من إشكاالت تصنيفية وتجنيسية‬ ‫من جهة‪ ،‬وبما يتطلبه مفهوم الرحلة من شروط‬

‫تجعله يندرج ضمن المتن المدروس‪ ،‬وارتباطا‬ ‫بذلك فالرحلة المقصودة هي ما توافر فيها شرط‬ ‫التدوين أوال وشرط الترحال الذي يشمل الخروج‬ ‫والعودة ثانيا‪ ،‬طال زمنه أو قصر‪.‬‬ ‫أما الصفتان فكلمة «المغربي» تحدد هُوية‬ ‫النص الرحلي وجغرافيته‪ ،‬فإذا كانت هذه الصفة‬ ‫تطلق قديما على ما خالف المشرق فولج فيه عديد‬ ‫األقطار كتونس والجزائـــر والمغرب وموريتانيا‬ ‫واألندلس‪ ،‬فإننــا نـروم من هــذه الصفــة تلك‬ ‫الرحالت التي انطلقت من المغرب بوصفه كيانا‬ ‫سياسيا قائما بذاته على اختالف أحواله وامتداداته‬ ‫الجغرافية بين مدّ وجزر‪.‬‬ ‫أما صفة «القديم» فتمتد من بكور اإلنتاج‬ ‫الرحلي المغـربــي إلى حدود القــرن الثاني عشر‬ ‫الهجري الثامن عشر الميالدي لتكون الرحالت‬ ‫السفارية جزءا ال يتجزأ من المتن الرحلي المدروس‪،‬‬ ‫رغم بعض الدراسات التاريخية التي نأت بالرحلة‬ ‫السفارية المتأخرة عن اعتبارها قديمة‪.‬‬ ‫أما المكون الثاني‪ :‬فـ «رؤى نقدية» تبين‬

‫ألن يُقرَأ من زوايا متعددة؛ فنظر إليه الدارسون‬ ‫كل من موقعه الخاص‪ ،‬وفي أتون الخوض‬ ‫المختلف في هذا المتن‪ ،‬يحضر السؤال األدبي‬ ‫ليبحث عن مشروعية االعتبار األدبي لهذا النص‬ ‫من جهة‪ ،‬ويسأل عن مقومات األدب في النص‬ ‫الرحلي من جهة أخرى‪ :‬فهل نكتفي بالوقوف على‬ ‫أسلوب الرحالة وما أودع فيه من محسنات بالغية‬ ‫لنحكم بأدبيته؟ أال يعتبر هذا تضييقا لواسع دبّج‬ ‫فيه نقاد األدب الصفحات تلو الصفحات؟ أال نقصي‬ ‫بذلك أحد أهم العناصر األدبية الضامنة لفنية‬ ‫هذا النص؟ وما هو البديل الذي بمراعاته يحضر‬ ‫االعتبار األدبي في النص الرحلي حضورا مركزيا؟‬ ‫تتعدد زوايا التعامل مع النص الرحلي باختالف‬ ‫نوع البحث والهدف منه‪ ،‬ولما كان النقد األدبي‬ ‫محركا أساسيا لبحثنا‪ ،‬فقد نظرنا إلى النص الرحلي‬ ‫بمنظار لم يكتف بتتبع المتون الرحلية‪ ،‬وإنما امتد‬ ‫في كثير من األحيان إلى وصف ما تعرضت له هذه‬ ‫المتون من نقود‪ ،‬ليتلمس البحث طريقه الخاص‬ ‫ويبلور رؤية نقدية تحف النص الرحلي بأدبية لم‬

‫الطابع العام للبحث وتحدد كيفية التعامل مع‬ ‫النص الرحلي المغربي قيد الدرس‪ ،‬فالرؤى جمع‬ ‫رؤية‪ ،‬وال شك في أن النص الرحلي قد تفرسته رؤى‬ ‫وتحليالت نقدية اختلفت زوايا النظر فيها لتنتج‬ ‫دراسات نقدية متنوعة‪.‬‬ ‫واألكيد أن وصف هذه الرؤى النقدية سمح‬ ‫لنا بتصور رؤية نقدية تنظر إلى النص الرحلي‬ ‫المغربي فتتحسس أدبيته وفق تصور متفرد‬ ‫وبرؤية نقدية خاصة‪.‬‬

‫يكد يبرحها منذ نشأته‪ ،‬فكان موضوع البحث‪:‬‬ ‫«أدب الرحلة المغربي القديم‪ :‬رؤى نقدية»‪.‬‬

‫إشكاليات في األطروحة‪:‬‬

‫إن الطبيعة التي تميز النص الرحلي عن غيره‬ ‫من النصوص‪ ،‬والمتمثلة في غناه وتعالقاته مع‬ ‫مختلف الحقول المعرفية تجعلنا نبحث ‪-‬أول ما‬ ‫نبحث‪ -‬عن تعريف للرحلة؛ فما المقصود بهذا‬ ‫المفهوم وما هي األنواع التي بمعرفتها يتبلور‬ ‫مفهوم الرحلة بشكل أوضح؟‪ .‬ولعل ربط الرحلة‬ ‫باألدب من خالل تسميتنا لهذا النص بـ»أدب‬ ‫الرحلة» يختزل إشكالية التجنيس‪ ،‬ويقفز عليها‬ ‫قفزا‪ ،‬فما المسوغات التي تجعل هذا النص أدبا؟‬ ‫وما هي مظاهر األدبية في هذا النص؟ وكيف يتميز‬ ‫هذا النص بوصفه أدبا عن باقي األجناس األدبية؟‬ ‫لقد شكل النص الرحلي المغربي سهافا‬ ‫اغترفت من شاطئه الهمم غرفات ما بلت ظمأها‬ ‫وال روت غليلها‪ .‬وقد اختلفت االعتبارات القرائية‬ ‫لهذا النص بالنظر إلى ما اتصف به من أنه صالح‬

‫من نتائج البحث‪:‬‬ ‫يعد التخييل المرفأ الذي ترسو فيه سفن‬ ‫الشعرية وناديها الذي تستدعى له زبانيته‪ ،‬لذلك‬ ‫لم نبغ عنه حوال‪ ،‬وهو قطب الرحى الذي دارت في‬ ‫فلكه النظريات النقدية في بحثها الذؤوب عن سر‬ ‫الشعرية واألدبية‪.‬‬ ‫إن عنصر التخييل له من صفات التمدد ما‬ ‫يجعله متكأ لطالب األدبية ومعتمدا للباحث عن‬ ‫الفنية‪ ،‬لذلك حاولنا أن نبين صفة التمدد في‬ ‫التخييل‪ ،‬ونظرنا به إلى النص الرحلي المغربي‬ ‫فوجدنا فيه من السعة ما أجج أدبية هذا النص‬ ‫وأذكى حرتها‪.‬‬ ‫فالتخييل ال يمكن أن ينحصر في عناصر بالغية‬ ‫كاستعمال التشبيه واالستعارة والجناس والطباق‬ ‫وغيرها‪ ،‬وإال ضيقنا واسعا وقزمناه‪ ،‬فالتخييل‬ ‫يرتبط بتأثر الرحالة وانفعاله ويتمركز في الفاصل‬ ‫الذي يفرق بين زمن الحدث وزمن تدوينه‪ ،‬كما أن‬ ‫التخييل يمتزج بعمل الرحالة الذي يقصد إلى إمتاع‬ ‫المتلقي ويشد انتباهه بمختلف الوسائل والصور‬ ‫الفنية‪ ،‬وبذلك فهو أوسع من أن يحد بإيراد تشيه‬ ‫أو استعارة أو محسن بالغي لفظي كان أو معنوي‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬جاء بحثنا لينظر إلى النص الرحلي‬

‫يحضر فيه التخييل بمفهومه الواسع ليطرق أبواب‬ ‫األدبية فتنفتح له طيعة منقادة‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬ ‫ال شك في أن النص المدروس هو الذي يحدد‬ ‫بالدرجة األولى طبيعة المنهج الذي يصلح التوسل‬ ‫به لمقاربته‪ ،‬ولعل الطبيعة المعقدة للنص الرحلي‬ ‫ولإلشكاالت التي ضمّناها في البحث كان باعثا‬ ‫على التوسل بأدوات منهجية مختلفة ال ندعي أن‬ ‫استعمالها يعني بالضرورة استخدام المنهج الذي‬ ‫ولدت فيه‪.‬‬ ‫وال يعني هذا االستعمال السعي الفاضح إلى‬ ‫استجالب آليات المناهج وإقحامهــا في الدراسة‬ ‫عنوة‪ ،‬بل هي الحاجة إلى التوضيح واإلفصاح‪،‬‬ ‫وضرورة التعامل مع اإلشكاالت في مختلِف محطات‬ ‫البحث‪ ،‬ومن ثم فقـــد أملى البحـث االستعانــة‬ ‫بمجموعة من اآلليات منها‪:‬‬ ‫التتبع التاريخي الذي راعى التسلسل الزمني‬‫في رصد نشأة النص الرحلي وتطوره‪،‬‬ ‫وفي تتبع العوامل المؤثرة على مسيره‪.‬‬ ‫ المقارنة بوصفهـــا آلية ناجعة‬‫في تحديد فاعلية الرؤية في القراءات‬ ‫التـي باشــرت المتن الرحلي المغربـي‪،‬‬ ‫وقد مكنتنا من الوقوف على االعتبارات‬ ‫والركائز المختلفة التي تعتمدها المتون‬ ‫الرحلية من جهـــة‪ ،‬والقــراءات التي‬ ‫تناولتها من جهة أخرى‪.‬‬ ‫االنفتاح على آليـــات المنهــــج‬‫االجتماعي‪ ،‬لتتبع مـدى تأثيـــر المحيط‬ ‫السوسيــوثقــــافــي فـــي الرحـاليـــن‬ ‫المغاربة‪ ،‬بوصفهم عاشوا عصورهم‬ ‫وتأثروا بمحيطهم والثقافة السائدة فيه‪،‬‬ ‫فنهجوا النهج المطروق‪ ،‬فحاولت الوقوف‬ ‫على هذه المؤثـــرات وتحديد طبيعة‬ ‫تأثيرها‪ ،‬ومدى التزام الرحالين بها‪.‬‬ ‫ لم يغب عن البحث اآلليات التي رمت من‬‫َ‬ ‫والبرهنة والشرح‪ ،...‬فتمت‬ ‫خاللها التوضيحَ‬ ‫االستعانة بالتحليل والوصف والحجاج‪ ،‬وتم اعتماد‬ ‫التعريف والتفسير وإيراد األمثلة والشواهد‪ ،‬ولعل‬ ‫أهم ما يعطي البحث قيمته العلمية والمعرفية هو‬ ‫القدرة على اقتراح بديل أدبي يضفي على النص‬ ‫الرحلي المغربي طابعه األدبي ومَسْحته الجمالية‬ ‫والفنية الخاصة‪.‬‬

‫كلمة شكر‪:‬‬ ‫ال يسعني في نهاية هذا التقرير سوى أن أجدد‬ ‫شكري الجزيل ألستاذتي المشرفة الدكتورة سعاد‬ ‫الناصر وهي التي صيرت إشرافها احتضانا علميا‬ ‫بدد المخاوف وشحذ العزائم‪ ،‬بعدما ذلل الصعاب‪،‬‬ ‫فما كان لهذا الجهد أن يستوي على سوقه لوال‬ ‫توجيهاتها وإرشاداتها التي رسمت المسير‪.‬‬ ‫أجدد الشكر لكم أساتذتي الكرام وقد‬ ‫تجشمتم عناء الدراسة والتمحيص وكلي لهفة‬ ‫لالستماع لتصويباتكم‪.‬‬ ‫والشكر موصول للحضور الكريم وبخاصة‬ ‫لرفقاء الدرب االذين تكبدوا وعثاء السفر وجلبهم‬ ‫الوصل واألصل‪.‬‬ ‫شكرا لكم جميعا‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل‬ ‫تعالى وبركاته‪.‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫زيت زيتون‬ ‫مغشوشة‬ ‫وسامة تغزو‬ ‫مدن الشمال‬

‫محتجون يشلون حركة القطار بالناظور‬ ‫ودرك سلوان يعتقل ثالثة منهم‬ ‫أقدم عدد من سكان دوار «الحرشة»‪ ،‬الواقع بتراب‬ ‫جماعة بوعراك‪ ،‬التابعة إلقليم الناظور‪ ،‬الجمعة الماضي‪،‬‬ ‫على قطع السكة الحديدية في وجه القطار القادم من‬ ‫الناظور باتجاه ت��اوري��رت‪ ،‬وذل��ك احتجاجا منهم على‬ ‫مجموعة من المشاكل التي يتسبب فيها‪ ،‬في ظل غياب‬ ‫أي تدخل لمكتب السكك الحديدية والسلطات اإلقليمية‪.‬‬ ‫مصادر من المحتجين‪ ،‬أوضحت أن وقفتهم االحتجاجية‬ ‫وشل حركة القطار‪ ،‬جاءت بعدما استنفذ سكان عدد من‬ ‫الدواوير المحاذية للسكة الحديدية بجماعة بوعراك‪،‬‬ ‫أساليب المراسالت والشكاوى الموجه للمسؤولين محليا‪،‬‬ ‫جهويا ووطنيا‪ ،‬من أجل إنصاف السكان‪ ،‬من خالل إيجاد‬ ‫الحلول المناسبة لمجموعة من المشاكل التي يتخبطون‬ ‫فيها منذ سنوات‪ ،‬منها على الخصوص مشكل القنطرة‬ ‫التي تمر فوقها السكة الحديدية‪ ،‬والتي تعتبر المنفذ‬ ‫الوحيد الذي يمكنهم من الخروج من دواويرهم نحو‬ ‫أماكن أخرى‪.‬‬

‫المصادر أضافت أن القنطرة الوحيدة بالمنطقة‪،‬‬ ‫وبمجرد ما تتساقط األمطار‪ ،‬تغلق في وجه السكان الذين‬ ‫يبقوا محاصرين داخل منازلهم‪ ،‬غير قادرين على الذهاب‬ ‫ألي مكان غير دواويرهم‪ ،‬وهو ما يعطل مصالحهم‪ ،‬وخاصة‬ ‫المهمة منها‪ ،‬حتى إن القنطرة المذكورة أغلقت أسبوعا‬ ‫كامال في األيام األخيرة‪ ،‬ولم يسجل السكان أي تدخل من‬ ‫قبل المعنيين باألمر لمساعتدهم‪ ،‬سيما التالميذ منهم‪.‬‬ ‫المصادر ذاتها أضافت أن مكتب السكك الحديدية‬ ‫لم يكلف نفسه كذلك وضع الحواجز الضرورية بمحاذاة‬ ‫الدواوير المعنية لحماية السكان من الحوادث القاتلة‪ ،‬التي‬ ‫يتسبب فيها القطار‪ ،‬رغم تسجيل عدد منها ذهب ضحيتها‬ ‫مواطنون أبرياء‪ .‬وقد حمل المحتجون مسؤولية ذلك لكل‬ ‫من المكتب ذاته والسلطات اإلقليمية والجماعة القروية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وكشفت المصادر أن عناصر من الدرك الملكي‬ ‫بسلوان قامت‪ ،‬أول أمس السبت‪ ،‬باعتقال ثالثة أشخاص‬ ‫شاركوا في الوقفة االحتجاجية‪ ،‬ضمنهم مستشار جماعي‬

‫عن حزب االستقالل‪ ،‬ويجري التحقيق معهم بتهمة الوقوف‬ ‫وراء حادث قطع الطريق على القطار القادم من الناظور‬ ‫باتجاه تاوريرت الجمعة الماضي‪ ،‬خاصة وأن ممثلين عن‬ ‫جماعة بوعراك القروية اجتمعوا‪ ،‬قبل يومين‪ ،‬مع ممثلي‬ ‫السكك الحديدية‪ ،‬من أجل البحث عن حلول للمشاكل‪،‬‬ ‫سيما مشكل األزبال المتراكمة على طول السكة الحديدية‬ ‫المحاذية للدواوير التي نفذ عدد من سكانها الوقفة‬ ‫االحتجاجية المشار إليها‪.‬‬ ‫وه��ددت مصادر الجريدة‪ ،‬باستعداد السكان لتنفيذ‬ ‫أشكال احتجاجية أشد تصعيدا خالل األيام المقبلة‪ ،‬حتى‬ ‫تتم االستجابة لمطالبهم المشروعة‪ ،‬ولن يخيفهم حادث‬ ‫إطالق سراحهم ف��ورا‪ ،‬لكونهم لم يرتكبوا أية جريمة‬ ‫تفرض اعتقالهم من قبل الدرك الملكي‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫فقدان اللقاح المضاد للسعار بمكاتب حفظ الصحة‬ ‫بالشمال‬

‫رؤساء الجماعات يلوذون بالصمت أمام سخط السكان واحتجاجاتهم‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر خاصة‪ ،‬أن جميع‬ ‫مكاتب حفظ الصحة بالجماعات الترابية بالشمال‪،‬‬ ‫ال تتوفر منذ أكثر من أسبوعين على حقن اللقاح‬ ‫المضاد ل��داء السعار‪ ،‬ما يهدد حياة العديد من‬ ‫المواطنين الذين يتعرضون للعض من طرف‬ ‫الكالب أو القطط الضالة‪ ،‬وذل��ك وسط صمت‬ ‫المؤسسات المسؤولة ورؤس��اء الجماعات الذين‬ ‫تنصلوا من مسؤوليتهم في الموضوع بحجج‬ ‫واهية‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصدر نفسه‪ ،‬فإن مكتب حفظ‬ ‫الصحة بالجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬يستقبل يوميا‬ ‫حاالت من مناطق مختلفة تتطلب الحقن بالدواء‬

‫المضاد لداء السعار‪ ،‬لكن تتم مواجهتهم بعدم‬ ‫تواجد ال��دواء‪ ،‬ما يتسبب في خلق أج��واء محتقنة‬ ‫بين الموظفين والمواطنين‪ ،‬واالحتجاج على تهديد‬ ‫سالمة وحياة السكان‪ ،‬ناهيك عن السخط على‬ ‫إهمال المسؤولين في معالجة هذا المشكل الخطير‬ ‫الذي يتطلب حال استعجاليا‪.‬‬ ‫وأش��ار المصدر نفس‪ ،‬إلى أن أحد المواطنين‬ ‫تعرض لعضة كلب بالشارع بمدينة الفنيدق‪ ،‬وتوجه‬ ‫إلى مكتب حفظ الصحة بالمدينة ليتم توجيهه إلى‬ ‫المضيق‪ ،‬ومن ثم إلى تطوان دون أن يجد الدواء‬ ‫المضاد للسعار‪ ،‬ما اضطره للتوجه نحو العاصمة‬ ‫الرباط بحثا عن العالج‪ ،‬وتجنبا ألي مضاعفات يمكن‬

‫أن تتسبب فيها العضة‪ ،‬في حال كان الكلب مصابا‬ ‫بداء السعار‪.‬‬ ‫وطالب سكان الجماعـــات الترابيــة بعمالتـــي‬ ‫المضيق‪-‬الفنيدق و تطـــوان‪ ،‬الجهات المسؤولة‬ ‫بضرورة حل مشكل انعدام ال��دواء المضاد لداء‬ ‫السعار بمكاتب حفظ الصحة‪ ،‬وذلك حماية لصحة‬ ‫وسالمة المواطنين‪ ،‬سيما وانتشار ظاهرة الكالب‬ ‫الضالة بالجماعات‪ ،‬حيث سبق وتسببت عضة قطة‬ ‫مصابة بداء السعار في وفاة طفل قاصر بتطوان‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫شركة النظافة بطنجة تقتني تجهيزات مهترئة‬ ‫بسبب األزمة المالية‬

‫أفادت مصادر مطلعة‪ ،‬بأن الشركة المفوض لها‬ ‫تدبير قطاع النظافة بمدينة طنجة‪ ،‬قامت باقتناء‬ ‫تجهيزات وصفت بالمهترئة‪ ،‬ذلك في ظل األزمة‬ ‫الخانقة التي تعيش على وقعها‪ ،‬بفعل عجز المجلس‬ ‫الجماعي عن منحها مستحقاتها من الديون بسبب‬ ‫ضعف الميزانية‪.‬‬ ‫وأف��ادت المصادر نفسها‪ ،‬بأن هذه األزمة أدت‬ ‫بالشركة‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى خفض عدد الشاحنات الموجهة‬ ‫إلى عدة أحياء هامشية‪ ،‬مما جعل النفايات تتراكم‬ ‫بشكل كبير داخلها‪ ،‬فضال عن كون المسؤولين‬ ‫عليها باتوا‪ ،‬هم أيضا‪ ،‬يعيشون على أعصابهم‬ ‫بفعل التنبيهات المستمرة التي يتلقونها من طرف‬ ‫المنتخبين عن حزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر نفسها‪ ،‬أن الشركة وجهت‬ ‫شكاية إلى والي الجهة محمد اليعقوبي‪ ،‬مطالة إياه‬ ‫بالتدخل إللزام المجلس باحترام البرنامج التعاقدي‪،‬‬ ‫كما دعت إلى ضرورة توقيع اتفاقية «بروتوكول»‬ ‫بهدف تأدية المجلس لديونه بشكل متسلسل‪،‬‬ ‫مخافة أن تدفع بها هذه األزمة إلى اإلفالس التام‪.‬‬ ‫ورص��د نشطاء حاويات تابعة لهذه الشركة‪،‬‬ ‫تعكس الحالة التي وصلت إليها هذه الشركة‪ ،‬وفق‬ ‫تعبير المصادر نفسها‪ ،‬إذ يتعلق األمر بصنف جديد‬ ‫من الحاويات بدأ استعماله من طرف الشركة بعد‬

‫فشل التجربة الخاصة بالحاويات البالستيكية التي‬ ‫كانت تتعرض لإلتالف والتدمير والحرق أحيانا‪ ،‬لكن‬ ‫يبدو أن هذه الحاويات‪ ،‬وفق المصادر‪ ،‬ال تنسجم مع‬ ‫طبيعة النفايات العضوية الممتلئة بالعصارة التي‬ ‫تظل تتدفق فوق الطرقات عند عملية إفراغها في‬ ‫الشاحنات‪ ،‬تشدد المعطيات المتوفرة‪.‬‬ ‫واستغربت المصادر نفسها من الحالة التي توجد‬ ‫عليها مواقع هذه الحاويات وأثرها على المحيط‬ ‫وعلى السكان المجاورين‪ ،‬وحول ما إذا كانت الشركة‬ ‫شرعت في تجريب استعمال حاويات تحت أرضية‪،‬‬

‫تحولت مدن الشمال‪ ،‬إلى سوق مفتوحة لبيع وترويج‬ ‫المواد السامة والخطيرة‪ ،‬التي تهدد حياة المواطنين‪،‬‬ ‫وخصوصا حين تكون ه��ذه المواد مهربة من سبتة‬ ‫ومليلية المحتلتين‪ ،‬أو من الدول المجاورة‪ ،‬وال تخضع ألية‬ ‫مراقبة أو تتبع‪.‬‬ ‫والنموذج على ذلك‪ ،‬هو تهريب أقراص و«سيروم»‪،‬‬ ‫يتحول بعد دمجه مع الماء إلى حليب‪ ،‬ما يشبه زيت‬ ‫الزيتون‪ ،‬وتتم إعادة بيعه على أنه مواد صالحة لالستعمال‬ ‫واالستهالك‪ ،‬حيث يتم حظر هذه المواد داخل الدول‬ ‫األوروبية‪ ،‬وعلى رأسها إسبانيا‪ ،‬لكنها بمدن الشمال‪ ،‬تروج‬ ‫دون حسيب وال رقيب‪ ،‬حتى صارت تغزو الشوارع واألزقة‪،‬‬ ‫ودخلت إلى المحالت التجارية التي لم تكن تهتم ببيع زيت‬ ‫الزيتون المعبأة في القنينات العادية والتقليدية‪.‬‬ ‫وانتشار هذا الخطر المحدق بساكنة الشمال‪ ،‬بسبب‬ ‫ترويج زيت زيتون مشبوهة‪ ،‬يتم تزويرها بأقراص مهربة‬ ‫من مليلية وسبتة المحتلتين‪ ،‬تحول الماء إلى هذه المادة‬ ‫السامة‪ ،‬التي وصفها بعض األطباء بالقاتلة‪ ،‬وتصطاد‬ ‫الزبائن بلونها الذي يشبه لون زيت الزيتون الحقيقية‪،‬‬ ‫لكنها في الواقع غير ذلك‪ ،‬فهي مزورة وتشكل خطرا على‬ ‫صحة المواطنين‪ ،‬خصوصا وأنها تباع بأثمنة منخفضة‪.‬‬ ‫فهل سيتم فتح تحقيق بشأن هذه المواد واألقراص‬ ‫التي تهرب أمام مرأى رجال الجمارك بمعبر باب سبتة‪،‬‬ ‫أم أن دار لقمان ستظل على حالها في ظل غياب لجن‬ ‫المراقبة والتتبع بالمعبر الحدودي «باب سبتة»؟!‪.‬‬

‫مركز سوسيو‬ ‫ثقافي يفتح‬ ‫أبوابه لفائدة‬ ‫أسرة التعليم‬ ‫بتطوان‬

‫تزامنا وهذا الوضع القائم‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مشكل تراجع خدمات النظافة على‬ ‫صعيد ت��راب طنجة‪ ،‬تمت مناقشته على هامش‬ ‫الدورة العادية لشهر أكتوبر الماضي داخل المجلس‬ ‫الجماعي‪ ،‬مما يفرض إعادة النظر في بنود االتفاقية‬ ‫الخاصة بالتدبير المفوض التي شارفت على نهايتها‪،‬‬ ‫وتم حث المجلس على عدم التهاون تجاه هذا الملف‬ ‫الذي يمس بسمعة المدينة وسالمة المواطنين‪.‬‬

‫تعززت مدينة تطوان بإنشاء مركز سوسيو ثقافي تابع‬ ‫لمؤسسة محمد السادس للنهوض باألعمال االجتماعية‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬لفائدة أسرة التعليم بتطوان‪ ،‬وهو‬ ‫المركز الذي أشرف على تدشينه كل من سعيد أمزازي‪،‬‬ ‫وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬ويوسف البقالي‪ ،‬رئيس مؤسسة محمد‬ ‫السادس للنهوض باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين‪.‬‬ ‫وتهدف المنشأة التي تحتضنها المدرسة الملكية‬ ‫سابقا‪ ،‬والمتواجدة بقلب مدينة تطوان‪ ،‬إلى انفتاح األسرة‬ ‫التعليمية على مختلف التعبيرات الفنية والثقافية‪ ،‬إذ‬ ‫يوفر المركز أنشطة متنوعة من قراءة ورشات في الفنون‬ ‫التشكيلية والنحت والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي‬ ‫ومعارض فنية وع��روض مسرحية‪ ،‬كما يؤطر الورشات‬ ‫الفنية أساتذة فنيونو وتتم باقي األنشطة الثقافية من‬ ‫خالل شراكات مع فاعلين جمعويين وثقافيين وجمعيات‬ ‫لألعمال االجتماعية‪.‬‬ ‫وأقيم المركز على مساحة ‪ 650‬مترا مربعا ويضم ‪8‬‬ ‫ورشات فنية يبلغ عدد المسجلين فيها ‪ 850‬شخصا ويضم‬ ‫‪ 16‬قاعدة بيانات رقمية متعددة التخصصات في الوقت‬ ‫الذي يبلغ عدد المسجلين في المركز ‪ 2745‬شخصا‪.‬‬ ‫ه��ذا وتعتزم مؤسسة محمد ال��س��ادس للنهوض‬ ‫باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين في إطار مخطط‬ ‫عملها للعشرية ‪ 2028/2018‬إنشاء ‪ 10‬مراكز ثقافية‬ ‫لتشمل جميع جهات المملكة عن طريق هذه البيانات‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫المساء‬

‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫اقتصاد‬ ‫ميناء طنجة المتوسط األول إفريقيا و الـ‪ 45‬عالميا في ‪ ‬تصنيف‬ ‫الموانئ العالمية للحاويات‬ ‫حسب تصنيف جديد للمجلة المتخصصة “كونتينير مانجمنت” ‪ ‬فإن ميناء طنجة‬ ‫المتوسط ‪ ‬يعتبر أكبر ميناء بإفريقيا و يحتل الـمرتب ‪ 45‬عالميا ‪ ‬على الئحة أكبر موانئ‬ ‫الحاويات بالعالم‪.‬‬ ‫وأفاد بالغ للسلطة المينائية طنجة المتوسط أن القدرة االستيعابية لميناء طنجة‬ ‫المتوسط ‪ 1‬تبلغ ‪ 3‬مليون حاوية‪ ،‬مضيفة أنه “في عام ‪ 2017‬تمت معالجة ‪ 3‬ماليين‬ ‫و ‪ 312‬ألفا و ‪ 409‬حاوية من حجم ‪ 20‬قدما‪ ،‬أي بزيادة قدرها ‪ 11‬في المائة عن القدرة‬ ‫االستيعابية‪ ،‬وهو األداء الذي مكنه من االرتقاء لستة مراتب إضافية ليحل في المرتبة‬ ‫‪ 45‬في هذا الترتيب العالمي”‪.‬‬ ‫كما أن ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬يتمركز ‪ ‬يتمركز كأول ميناء للحاويات في القارة‪ ،‬يليه‬ ‫ميناء بور سعيد في مصر (المرتبة ‪ 52‬عالميا) بمعالجة مليونين و ‪ 989‬ألف حاوية‪ ،‬ثم‬ ‫ميناء دربن بجنوب إفريقيا (المرتبة ‪ )65‬بمعالجة مليونين و ‪ 699‬حاوية‪ ،‬كما حجز كل‬ ‫من ميناء الغوس بنيجيريا (‪ 1,5‬مليون حاوية) ومومباسا بكينيا (‪ 1,18‬مليون حاوية)‬ ‫مكانا لهما في هذا التصنيف العالمي‪.‬‬ ‫واعتبرت السلطة المينائية بطنجة المتوسط‪ ،‬أن هذا األداء يعتبر “ثمرة الشراكة‬ ‫القوية القائمة بين جميع شركاء طنجة المتوسط”‪ ،‬مشيدة باإلنتاجية الممتازة‬ ‫لمتعهدي األرصفة (أ بي إم طنجة‪ ،‬وأوروغيت‪ ،‬بولودا)‪ ،‬واستمرار ثقة شركات المالحة‬ ‫البحرية (ميرسك الين‪ ،‬هاباك لويد‪ ،‬سي إم أ سي جي إم ‪ ،)...‬والتزام الربابنة والسلطة‬ ‫المينائية لتحسين عمليات التوقف‪ ،‬وإشراك اإلدارات المعنية‪ ،‬والتزام طنجة المتوسط‬ ‫برقمنة الخدمات‪ ،‬بما في ذلك رقمنة حركة دخول وخروج السفن‪ ،‬خاصة لحجز فترات‬ ‫التوقف المصممة للتعامل مع حركات اإلرساء‪.‬‬ ‫وخلص البالغ إلى أنه مع بدء تشغيل ميناء طنجة المتوسط ‪ 2‬في عام ‪،2019‬‬ ‫سترتفع القدرة االستيعابية للمركب المينائي طنجة المتوسط ب ‪ 6‬ماليين حاوية‬ ‫إضافية‪ ،‬لتصل إلى ‪ 9‬ماليين حاوية من حجم ‪ 20‬قدما‪.‬‬ ‫وفي هذه اآلفاق ستمكن طنجة المتوسط من المزيد من التألق لكي يصبح من بين‬ ‫الموانئ العشرين األكبر في العالم‪ ،‬مما سيعزز من مكانة المركب المينائي كمنصة‬ ‫رائدة للصادرات المغربية وكقطب رائد للتدفقات اللوجستية الدولية والتجارة العالمية‪.‬‬ ‫يذكر أن‪ ‬ميناء طنجة المتوسط‪ ‬يرتبط اليوم بـ‪ 174‬ميناء في جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫موزعة على ‪ 74‬بلدا‪ ،‬ويقدم خدمات كثيرة لشتى أنواع التدفقات من الحاويات والسفن‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى كونه محطة للسلع المتنوعة والسيارات‪.‬‬ ‫تجدر األشارة إلى أن “طنجة المتوسط” هو أول ميناء أفريقي يمنح لقب “الميناء‬ ‫البيئي”‪ ،‬جنبا إلى جنب مع شهادة إدارة البيئة أيزو ‪ 14001‬ألنشطة “استقبال السفن‬ ‫والخدمات المرتبطة بها”‪ .‬ويصنف ميناء طنجة المتوسط أيضا ضمن مصاف ‪ 10‬موانئ‬ ‫أوروبية حاصلة على شهادة أيزو ‪ -‬بيرس المزدوجة‪ ،‬من بين نحو ‪ 100‬ميناء معتمد من‬ ‫قبل المنظمة األوروبية للموانئ البحرية (إسبو)‬ ‫‪sssss‬‬

‫أسعار المحروقات على طاولة مجلس المنافسة‬ ‫شرع مجلس المنافسة‪ ،‬في مناقشة أسعار المحروقات في المغرب ‪ ‬بعد أن التقى‬ ‫بمهنيي القطاع من أجل مناقشة المنافسة في القطاع‪ ،‬وذلك إثر توالي الشكاوى‪ ،‬حول‬ ‫ارتفاع أسعارها‪ .‬‬ ‫ويعتبر ملف أسعار المحروقات‪ ،‬أول ملف يناقشة المجلس‪ ،‬بعد تعيين رئيسه في‬ ‫‪ 17‬نونبر الماضي‪ ،‬وذلك بعد مرور أربع سنوات على تجميد عمل المجلس‪ ،‬بسبب عدم‬ ‫تجديد هياكله‪.‬‬ ‫وسيستمع المجلس باإلضافة إلى أصحاب محطات الوقود‪ ،‬بحسب مصدر من‬ ‫المجلس ‪ ،‬إلى وزراء القطاعات المعنية والنقابات العمالبة‪ ،‬وأيضا إلى جمعيات حماية‬ ‫المستهلك‪.،‬‬ ‫وكانت اللجنة االستطالعية حول أسعار المحروقات التي شكلها مجلس النواب‪ ،‬قد‬ ‫قدمت تقريرها خالل شهر ماي الماضي‪ ،‬وأكدت أن بعض الشركات ضاعفت أرباحها‬ ‫بحوالي ألف في المائة‪..‬‬ ‫وقال تقرير اللجنة إنه في سنة واحدة بعد تحرير قطاع المحروقات‪ ،‬ظهرت حوالي‬ ‫‪ 500‬محطة لتوزيع المحروقات‪ ،‬ومن بين أهم ما أوصت به “تحديد سقف للربح”‪.‬‬ ‫معلوم أن المستهلكين تقدموا بشكايات حول تحكم مهنيي القطاع في أسعار‬ ‫المحروقات‪ ‬وطالبوا بحماية القدرة الشرائية للمواطنين‪ ‬بنخفيض األسعار التي هي‬ ‫مرتبطة بالثمن الدولي‪ ‬المرتبط هو أيضا بالصراعات الجغرافية والسياسية‪..‬‬

‫ويرى المعنيون أن التحرير تم بشكل متسرع‪ ،‬وهو ما شجع على األرب��اح غير‬ ‫القانونية‪،‬التي تعددت األقوال في تحديد قيمتها ولكن الجميع اتفق على أنها بالمليارات‪.‬‬ ‫‪sssss ‬‬

‫المغرب يحتل المرتبة األولى إفريقيا والثانية عربيا في مؤشر‬ ‫“أونكتاد” للربط البحري‬ ‫حل المغرب في المرتبة األولى إفريقيا والثانية عربيا في مؤشر الربط البحري‬ ‫العالمي ‪ 2018‬وفق بيان لمؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد”‪.‬‬ ‫ويقيس هذا المؤشر الذي صدر للمرة األولى سنة ‪ ،2004‬مستوى اندماج البلد‬ ‫في شبكة الخطوط الدولية المنتظمة للنقل البحري‪ .‬وحصل المغرب على ‪17,5‬‬ ‫نقطة ‪ ‬متقدما على مصر‪ ،‬فيما كانت المرتبة الثالثة من نصيب جنوب إفريقيا بـ ‪،40,1‬‬ ‫متبوعة بجيبوتي التي حصلت على ‪ 37‬نقطة‪ ،‬ثم الطوغو ب ‪ 35,9‬نقطة‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد العربي حل المغرب في المرتبة الثانية خلف دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة التي حصلت على ‪ 83.9‬نقطة‪ .‬وشهد ترتيب المغرب تحسنا متواصال‬ ‫خالل ‪ ‬لسنوات األخيرة‪ ،‬إذ حصل في سنة ‪ 2004‬على ‪ 9,39‬نقطة‪ ،‬لينتقل في سنة‬ ‫‪ 2008‬إلى ‪ ،29,79‬و‪ 55,9‬سنة ‪ 2012‬و‪ 61,89‬سنة ‪.2016‬‬ ‫ويعود التطور الحاصل في تصنيف المغرب إلى ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬الذي يعد‬ ‫من أهم الموانئ العالمية‪ ،‬كما أن ترتيب المغرب مرشح للتحسن أكثر خالل السنوات‬ ‫المقبلة مع تشييد منشآت بحرية جديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتعتمد أونكتاد‪ ‬في تصنيفها للدول على معطيات الجداول الزمنية لألسطول‬ ‫العالمي للنقل البحري بالحاويات‪ ،‬وقياس الخيارات المتاحة لربط كل بلد باألسواق‬ ‫الخارجية من خالل شبكة خطوط النقل البحري المنتظمة التي تعبر موانئه‪.‬‬ ‫ويرتكز المؤشر على خمسة عناصر‪ ،‬وهو عدد السفن المستخدمة الذاهبة إلى‬ ‫موانئ كل بلد والعائدة منها‪ ،‬وطاقة حمولتها المتراكمة من الحاويات‪ ،‬وعدد الشركات‬ ‫التي تقدم خدمات منتظمة في تلك الموانئ‪ ،‬وعدد الخدمات وحجم أكبر السفن التي‬ ‫يمكنها استقبالها‪.‬‬ ‫عالميا تصدرت الصين القائمة بعد حصولها على ‪ 187.8‬نقطة‪ ،‬متبوعة بسنغافورة‬ ‫بـ‪ 133.9‬نقطة‪ ،‬ثم كوريا الجنوبية ‪ 118.8‬نقطة‪ ،‬وهونغ كونغ ‪ 113.5‬نقطة‪ ،‬وماليزيا‬ ‫‪ 109.1‬نقطة‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫البنك الدولي‪ :‬البرنامج الوطني للطرق القروية حقق نجاحا كبيرا‬ ‫حسب البنك الدولي‬ ‫جاء في بيان للبنك الدولي أن”البرنامج الوطني للطرق القروية” الذي أطلقته‬ ‫الحكومة المغربية سنة ‪ ،1995‬وساهم في تمويله‪ ،‬مكن سكان القرى من التوفر على‬ ‫طرق صالحة فكت العزلة عنهم ورفعت من مستوى معيشتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬وأكد‪ ‬البنك ‪ ‬أنه في سنة ‪ ،2005‬كانت “جودة ونجاعة شبكة الطرق القروية محدودة‬ ‫جدا حيث كانت تغلق أياما عديدة‪ ،‬وأحيانا أسابيع‪ ،‬بسبب قسوة أحوال الطقس‪ ،‬خاصة‬ ‫بالمناطق الجبلية”‪.‬‬ ‫وكان البرنامج الوطني للطرق القروية يهدف إلى زيادة تمكين السكان والسلطات‬ ‫المحلية من المساهمة باآلراء في اختيار الطرق ذات األولوية والتمتع بالمزيد من‬ ‫االستقاللية في إدارة كافة أوجه التنفيذ على األرض‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قالت ماري فرانسواز نيلي‪ ،‬المديرة اإلقليمية للمغرب العربي‬ ‫بالبنك الدولي‪“ ،‬إن دعم البنك لهذا البرنامج ‪ ‬جاء في صميم مهمة هذه المؤسسة‬ ‫المالية العالمية‪ ،‬من أجل الحد من الفقر ويمكن مالحظة التأثير المذهل لهذا المشروع‬ ‫على الظروف المعيشية للمواطن‪ .‬هذا النجاح هو ثمرة الشراكة المستدامة مع الحكومة‬ ‫المغربية على مدى أكثر من ‪10‬سنوات”‪.‬‬ ‫وبحسب البنك الدولي‪ ،‬فخالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2005‬و‪ ،2018‬تمكن البرنامج‬ ‫من تحسين ‪ 15500‬كيلومتر من الطرق القروية‪ ،‬خاصة في المناطق التي تعاني قصورا‬ ‫في الخدمات‪ ،‬ومن ثم زاد نصيب سكان القرى من الوصول إلى الطرق الصالحة لكافة‬ ‫األجواء‪.‬‬ ‫وتحدثت المؤسسة المالية الدولية عن أن مسحا أجري مؤخرا للمستفيدين أظهر‬ ‫أنه بفضل البرنامج زاد معدل التحاق األطفال بالمدارس االبتدائية بدرجة كبيرة في‬ ‫المناطق القروية‪ .‬وأكثر ما يبعث على التشجيع بحسب نفس المصدر هو زيادة التحاق‬ ‫الفتيات بالمدارس بنسبة ‪.% 7.4‬‬

‫اقتصاد‬

‫العدد ‪974‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫اإلنسان الصانع يعبرُ عن نفسه‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ال�صبابات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫ٌ‬ ‫جنمة يف ُذرانا‪..‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫‪...‬ثمّة جوق لمحمـــد العربـــي التمسماني في‬ ‫محــراب الطــرب على خشبــة المركز الثقافي بتطوان‪،‬‬ ‫برئاسة المايسترو محمد األميـن األكرمي‪ ،‬يفتـــح‬ ‫الريبيرطواراألندلسي ليمتّع الحضور‪ ،‬في افتتــاح حفــل‬ ‫مدرسة الصنائع والفنون‪ .‬في هذاالحفل األستاذ أنس‬ ‫الصُردو مدير دار الصنائع‪ ،‬بقراءة حصيفة يستند إلى رؤى‬ ‫فكرية معرفة عميقة واضحة المعالم للحفاظ على ثروة‬ ‫مدرسة الصنائع بشقيْها الحرفي واإلبداعي‪ .‬لفهم واقع هذه‬ ‫المؤسسة وقد تبلور من خالل األعمال الفنية بأيادي المغربي‬ ‫التطواني ‪.‬‬ ‫بالتغلب على المعوِّقات اكتسبت المدرسة عدداً من‬ ‫اإليجابيات ال يمكن إغفالها والتي تتمثل في تنمية اإلبداع‬ ‫للحرفيين‪ .‬فالحرفة ليستْ منفصلة عن الفنّ وهي تنطوي‬ ‫على معنى اإلخالص في العمل ليبلغ الصانع غايته‪ ( .‬رحم اهلل‬ ‫رجال عمل عمال صالحاً فأتقنه )‪ .‬وقد يستغرق األمر وقتاً ال بأس‬ ‫به‪ ،‬من أجل إبداع القطع الفنية بتفاصيلها الصغيرة‪ ،‬يسبكها‬ ‫في قالب من البهاء والجمال‪ ،‬حتى يتفوَّقَ فيها على نفسه‪.‬‬ ‫المسؤول الذي ينفق كل بياض النهار والنابع على القدرة‪،‬‬ ‫على وضع تخطيط لبرنامج العمل‪ْ .‬‬ ‫وأن يُعدَّ كالمه من عمله‬ ‫لكي تكون الكافة الرّاجحة لصالح مستقبل الخريجين لكسب‬ ‫العيش بكرامة‪ .‬فتلك المرحلة «النهضوية» التي تعيشها دار‬ ‫الصنائع والفنون في عهد مديرها األستاذ أنس الصُرْدو‪.‬‬ ‫لرصد هذا العمل وتوثيقه والمحافظة على التراث والتعبير‬ ‫عن سياق التطوُّر‪ ،‬باستحداث عمل مسرحي لطلبة المدرسة‪.‬‬ ‫فالحداثة رفض الجمود واالنغالق‪ .‬يستفيض المسؤول في‬ ‫فكرة الحفاظ على ثروة مدرس الصنائع وتحديثها وتطويرها‪،‬‬ ‫وهذا ما يصبو إليه مديرها‪ .‬بذلك يتمُّ تجميع القطع الفنية‬ ‫وعرضها على الحضور‪ .‬وقد جاء على لسان مدير المؤسسة‪،‬‬ ‫بعذوبة التعبير‪ ،‬برنامج الحفل وهو جزء من اإلنتاج الثقافي‬ ‫لمدرسة الصنائع والفنون الوطنية ‪..‬‬ ‫احتفاء كبيرلمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان‬ ‫بالذكرى ‪ 99‬لتأسيسها ‪..‬‬ ‫تحت شعـــار ‪« :‬دار الصنعة ‪ 99....‬سنة في خدمة التراث‬ ‫الحرفي» وتحت رعاية وزارة الثقافة واالتصال (قطاع الثقافة)‬ ‫احتضن فضاء المركز الثقافي بتطوان (دار الثقافة سابقا)‬ ‫مساء يوم االثنين األخير ‪ 17‬دجنبر الحفل الذي خلدت به‬ ‫مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان ذكرى مرور ‪99‬‬ ‫سنة على تأسيسها بحضور العديد من الشخصيات المسؤولة‬ ‫محليا وممثلي المجتمع المدني ومعلمي وتالميذ المدرسة‬ ‫وأولياء أمورهم باإلضافة إلى عدد من المدعوين من مثقفي‬ ‫وفناني وحرفيي المدينة ‪...‬‬ ‫األمسية عرفت تقديم فقرات متنوعة لعل من أبرزها‬ ‫الشريط الوثائقي الذي أعدته إدارة المدرسة بتنسيق‬ ‫وإخراج السيد محمد سعيد الدرْدابي تم فيه عرض مسيرة‬ ‫هذه المؤسسة الفريدة من نوعها على المستوى الوطني‬ ‫مع تقديم لمختلف أقسامها واجتهاداتها مع اإلشارة إلى‬ ‫بعض مشاكلها‪ ،‬كما كان الشريط معززا بشهادات ألطرها‬ ‫وتالمذتها وبعض فعاليات المدينة من الباحثين والمهتمين‬ ‫كاألستاذ أحمد مغارة والباحثة بثينة بن األمين‪.‬‬ ‫كما تمَّ في نفس اإلطار عرض مسرحية من تشخيص‬ ‫تلميذات قسم الطرز وتأطير السيدة رشيدة أحراث‪...‬مسرحية‬ ‫(الموقيدات) التي هي من تأليف السيد رشيد بن زروق وإخراج‬ ‫السيد رشيد الميموني ‪...‬‬

‫الحفل أيضا شهد تقديم شواهد التخرج برسم موسم‬ ‫‪ 2018-2017‬وهدايا تشجيعية على تالميذ المدرسة‪ ،‬سواء‬ ‫المتفوقين في المجال الحرفـــي أو المسرحي أو الرياضي‪.‬‬ ‫ومن أبرز فقرات هذه األمسية كانت عندما تم اإلعالن‬ ‫عن أسماء الفائزين في مسابقة أفضل إبداعات التالميذ‬ ‫ومسابقة أفضل إبداعات المعلمين الحرفيين وهي الجائزة‬ ‫التي خصصتها وزارة الثقافة‪.‬‬ ‫* جائزة التالميذ‪:‬‬ ‫فازت بالرتبة األولى تلميذة قسم الطرز (شيماء أشغا))‬‫ وبالرتبة الثانية فازت التلميذة ( العزيزة الخياط ) من‬‫قسم الزليج‪.‬‬ ‫أما الرتبة الثالثة فكانت من نصيب تلميذ قسم الجبس‬ ‫المنقوش ( حمزة بعذر))‬ ‫* جائزة المعلمين ‪:‬‬ ‫ الرتبة األولى فاز بها معلم قسم الجبس المنقوش‬‫السيد عبد الجليل الرورو‪.‬‬ ‫ الرترة الثانية فازت بها معلمة قسم الطرز السيدة‬‫رحمة الورداني‪.‬‬ ‫ الرتبة الثالثة كانت من نصيب معلم قسم النجارة‬‫السيد إدريس الزيدي‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر كان الحفل قد انطلق بافتتاح معرض‬ ‫منتجات المدرسة الذي تم عرضه برواق السرغيني ونال‬ ‫استحسان كل زائريه‪...‬كما شهد لحظة تقدير وتكريم ألحد‬ ‫فعاليات المجتمع التطواني مشهود له بغيرته وتشجيعه لكل‬ ‫األنشطة الهادفة هو السيد الخاج محمد الناصر مازوز‪.‬‬ ‫كما قدمت إدارة المدرسة تهنئتها ألحد تالمذتها‬ ‫بمناسبة حصوله على شهادة الباكلوريا (دورة سنة ‪)2018‬‬ ‫التي تقدم الجتيازها مع فئة األحرار‪.‬وهو التلميذ أحمد‬ ‫المريني‪.‬‬ ‫ومما زاد من رونق الحفل الحصص الموسيقية األندلسية‬ ‫والتراثية التي أداها جوق محمد العربي التمسماني للمعهد‬ ‫الموسيقي بتطوان برئاسة الفنان محمد األمين األكرامي‪.‬‬ ‫هذا وكان مدير المدرسة السيد أنس الصردو قد ألقى‬ ‫كلمة بالمناسبة سلط فيها الضوء على اإلطار الذي تقام‬ ‫فيه هذه التظاهرة منوها بكل الكفاءات التي تعمل من اجل‬ ‫استمرار عطاء هذه المؤسسة الرائدة وآمال في أن تكون‬ ‫السنة المقبلة (سنة االحتفاء بالذكرى المائوية ) مناسبة‬ ‫لالهتمام أكثر بالمدرسة‪ .‬خاصة على مستوى تحصينها‬ ‫بقوانين تساير طموحاتها وتعيد االعتبار للعاملين فيها‬ ‫والمتخرجين منها‪....‬كما اقترح أن تتبنى المديرية الجهوية‬ ‫للثقافة لطنجة تطوان الحسيمة والمديرية االقليمية لتطوان‬ ‫فكرة تقديم معرض منتجات مدرسة الصنائع والفنون‬ ‫الوطنية بتطوان في مختلف األروقة التابعة لوزارة الثقافة في‬ ‫كل مدن الجهة خالل سنة ‪ 2019‬في إطار االحتفاء بالذكرى‬ ‫المائوية للمدرسة ‪..‬‬ ‫وانتهى الحفل بتنويه خاص من كل الحاضرين ‪..‬‬ ‫عند أوَّل شطر الليل تبششتْ وجوه الحاضرين‪ ،‬ألفراد جوق‬ ‫محمد العربي التمسماني برئاسة محمد األمين األكرمي‪،‬‬ ‫وقد سُرَّ لرؤية الحضور‪ ،‬وهو يُطربُ اآلذان بتحفة الشمس‬ ‫والعشية ‪..‬‬

‫الن�ص حتية مخ�ضلَّة لبلدي احلبيب يف عيد ا�ستقالله‪،‬‬ ‫كتبت هذا‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وعار�ضت به‬ ‫رائعة محمد ال�صباغ‪ « :‬اليوم الزعيم الأغر» ـ‬ ‫�ضةُ ‪..‬‬ ‫طاب‬ ‫دا�سي ُة املخ�ضَ ْو رَ‬ ‫ال�س َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يومكِ � َّأيتها الن َ‬ ‫َّجم ُة ُّ‬ ‫وريحانةِ‬ ‫احلُ‬ ‫طر َزةُ يف ُ�سن ُْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫القلب‪..‬‬ ‫ْم َرةِ‪،‬‬ ‫�س‬ ‫الــم َّ‬ ‫ُ‬

‫ورو ِ‬ ‫بوبكِ‬ ‫�ضات‬ ‫َّاريخ‪،‬‬ ‫اليا�سميني ‪ ..‬من ب�ساتنيِ الت ِ‬ ‫طاب ُه ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شهداءِ ‪..‬‬

‫طاب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وباب الغنيمةِ ‪..‬‬ ‫قو�س النَّ�رص‪،‬‬ ‫هتافكِ املعن َدلُ ‪ ..‬حتت‬ ‫َ‬ ‫كلُّ مواعيد ِ​ِك ت ُّ‬ ‫بعلَم جم ٍد‬ ‫املحجلِ ‪،‬‬ ‫قدوم ال َأغ ِّر‬ ‫َزف‬ ‫َّ‬ ‫املعمم َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ونباهةٍ ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫�ضحكة الوترِ ‪،‬‬ ‫وم ْي َ�س ُة الأرجوحةِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ور َّف ُة َّ‬ ‫ميم‪،‬‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫َّ�سيم‪،‬ـ‬ ‫َ‬ ‫وه ْين َ​َم ُة الن ِ‬ ‫ول ْ َأألةُ الز ّينةِ ‪،‬‬

‫ومر ُح الأطفالِ يف ُف�سحةِ العيدِ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تعزف ن�شي َد‬ ‫والع�صافري الوليدةُ ‪،‬‬ ‫اله�ش ُة‪،‬‬ ‫الرباعم‬ ‫حتى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ض ِ‬ ‫يف البهيج!‬ ‫الوطنِ �إكرام ًا لوفاد ِة َّ‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعري�ش‪،‬‬ ‫ارع‪،‬‬ ‫البيت‪،‬‬ ‫ن�ستقبلُ عي َد ا�ستقاللِكِ يف‬ ‫وال�ش ِ‬ ‫واملنربِ‪ ،‬والق�صيدةِ‪ ،‬بب�شا�شةِ احل�ضنِ ‪ ،‬ونداو ِة القُبلةِ ‪ ،‬واخ�ضاللِ‬ ‫وال�س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احات‪،‬‬ ‫املعامع‪،‬‬ ‫وزئريك يف‬ ‫نفريك‬ ‫روائع‬ ‫التحيةِ ‪ ..‬و َنتَملَّى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مالحم ُوثوبِكَ‬ ‫وانق�ضا�ضكَ على فلولِ‬ ‫ون�ستح�رض‬ ‫‪..‬‬ ‫والغمرات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫املتوح ِ‬ ‫املفرت�س‪ :‬اال�ستعمار‪.‬‬ ‫�ش‪،‬‬ ‫ال�ضاري‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وال ندري على � ِّأي �صهوةٍ حتلُّ بنا هذا العام‪:‬‬

‫على ل ِ‬ ‫ُهاث �سنابكَ ‪..‬‬

‫�أو َرفِ ِ‬ ‫يف بيارِ َق‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكبريات ‪ ..‬وزغاريد ؟؟؟؟؟؟‬ ‫�أو َه ْو َد ِج‬

‫ِ‬ ‫واكتظاظ‬ ‫فنحن على �أهبةِ االحتفالِ ‪،‬‬ ‫كيفما � ْأتي ِت وحلل ِْت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والعِ‬ ‫ناق‪..‬نزي ُن �أطفالَنا‬ ‫وال�ضمة‪،‬‬ ‫وج ْمرِ اللَّهفةِ ‪،‬‬ ‫اال�ستقبالِ ‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وحناجرنا ب�أحلى‬ ‫احللوى‪،‬‬ ‫مب�شتهيات‬ ‫نا‬ ‫د‬ ‫وموائ‬ ‫بكِ �ساء العيد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫النَّ�شيدِ‪..‬‬ ‫وينٍ ‪ ،‬ونُعمى‪..‬‬ ‫دام ْت � ُ‬ ‫أعياد ِك �سنابلَ خريٍ‪ ،‬مُ ْ‬ ‫َ‬ ‫جنم َة �أل ٍْق‪ ،‬ويف بيتِنا َ‬ ‫م�رسةٍ ‪ ،‬ويف بالِنا‬ ‫باقة‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ودم ِت يف ُذرانا َ‬ ‫وِ �سام ًا على �صدرِ الوطن‪..‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫من تاريخ المجتمع المدني بتطوان‬ ‫تأسيس «جمعية أصدقاء تطوان» أنموذجاً‬ ‫( وثائق لم تنشر )‬ ‫من ضمن فصول تاريخ شمال المغرب المنسية أو المخرومة الحلقات‪ ،‬تتجلى في عدم التطرق أو‬ ‫التركيز على ظهور وإنشاء وخلق بعض الجمعيات التي وال شك أنها كانت نشيطة وفاعلة ‪،‬ولعبت أدوارا‬ ‫طالئعية كمجتمع مدني قوي في تنمية وازدهار المنطقة الشمالية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا بل وحتى‬ ‫اقتصاديا في بعض فترات معينة من تاريخه‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار وأثناء قيامي بترتيب وتنظيم المحتويات النفيسة واألعالق النادرة للخزانة الداودية‬ ‫بتطوان‪ ،‬رفقة محافظتها األستاذة الجليلة حسناء محمد داود‪ ،‬وقع بين يدي من ثنايا ربائد الخزانة‬ ‫المذكورة ملف أثار انتباهي وجذب فكري بقوة نحو نشر معطياته وتفاصيله تعميما للفائدة لمن يهمه‬ ‫البحث والتنقيب في التاريخ االجتماعي للمنطقة‪ ،‬وكان الملف المشار إليه يضم مجموعة من األوراق‬ ‫تحتوي تقارير ومحاضر واستدعاءات‪ .....‬تخص مجتمعة تأسيس جمعية لم أكن في واقع األمر على علم‬ ‫وبينة من تأسيسها أو بوجودها أصال‪ ،‬إنها «جمعية أصدقاء تطوان» المؤسسة سنة ‪ 1960‬حسب ما جاء‬ ‫في مشروع التأسيس الموضوع لهذا الغرض والذي ينص على ما يلي ‪.‬‬ ‫« رغبة في تأسيس جمعية تهتم بشؤون تطوان وتاريخها وتخليد مآثرها وعاداتها على غرار الجمعيات‬ ‫المؤسسة في مختلف المدن والعواصم‪ ،‬اجتمع فريق من المشتغلين بالمسائل العامة‪ ،‬وقرروا تأسيس‬ ‫جمعية يطلق عليها « جمعية أصدقاء تطوان»‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 26‬مارس سنة ‪ ،1960‬كان القانون األساسي لهذه الجمعية قد تم وضعه وكانت األهداف‬ ‫التي أشار إليها القانون هي اآلتية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬دراسة تاريخ تطوان والتعريف بحضارتها في الماضي والحاضر وجمع الوثائق المتعلقة بتاريخ‬ ‫تطوان سواء منها الخطية والمطبوعة‪ ،‬والبحث عن‬ ‫اآلثار التطوانية والمحافظة عليها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬‬

‫تأسيس متحف خاص بحضارة تطوان‪.‬‬

‫‪ - 3‬السعي في بناء وصيانة أضرحة المجاهدين‬ ‫والعلماء وغيرهم من مشاهير أبناء تطوان‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تسجيل الموسيقى األندلسية التطوانية‬ ‫والفنون الشعبية مع العمل على نشرها وتطويرها‪.‬‬ ‫‪- 5‬‬ ‫أبنائها‪.‬‬

‫طبع الكتب المتعلقة بتطوان أو من تأليف‬

‫‪ - 6‬حماية كل جميل في تطوان وإحياء موائدها‬ ‫الجميلة مع المحافظة عليها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫حافظ الوثائق‪ ..........................‬السيد عبد السالم الصفار‪.‬‬ ‫المستشارون‪:‬‬ ‫السيد الحاج محمد داود‪.‬‬ ‫• ‬ ‫السيد عبد السالم بناني‪.‬‬ ‫• ‬ ‫السيد محمد العلوي‪.‬‬ ‫• ‬ ‫السيد عبد الكريم بنونة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫السيد عبد السالم المودن‪.‬‬ ‫• ‬ ‫وفي ‪ 7‬أبريل تم تقديم الطلب الرسمي مع النسخ الرسمية للقانون األساسي والوثائق المتعلقة‬ ‫بالحالة المدنية ألفراد المجلس اإلداري للجمعية إلى الهيئات المختصة ووكيل الدولة‪ ،‬حسب ما ينص على‬ ‫ذلك ظهير تأسيس الجمعيات‪ ،‬وبذلك أصبحت الجمعية تتمتع بوجودها القانوني‪.‬‬ ‫وفي يوم األربعاء ‪ 13‬أبريل ‪ 1960‬تقابل أعضاء مكتب الجمعية مع عامل إقليم تطوان وكذلك مع باشا‬ ‫تطوان‪ ،‬وكان موضوع المقابلة حول تعاون الجمعية مع السلطات المحلية في شأن تحقيق األهداف التي‬ ‫ستعمل الجمعية على تحقيقها‪ ،‬وقد وجدت فكرة الجمعية في نفوس المسؤولين صدى حميدا سيكون لها‬ ‫األثر العميق في تقدم الجمعية والسير نحو تحقيق األهداف المؤسسة من أجلها لخير تطوان والنهضة‬ ‫الثقافية بها‪.‬‬ ‫وقد جاء في جريدة العلم الصادرة بتاريخ ‪ .1960/7/20‬تتميما لماورد أعاله ما يلي ‪:‬‬ ‫« وحيث أن يوم ‪ 7‬أبريل يوافق اليوم الذي وقع فيه صاحب الجاللة وثيقة توحيد الشمال بالجنوب‬ ‫رسميا‪ ،‬فقد كان هذا اليوم هو أول فرصة أتيحت‬ ‫للجمعية للتعبير لصاحب الجاللة عن إخالصها ووفائها‪،‬‬ ‫فبعثت إلى الديوان الملكي بالبرقية اآلتية ( إلى مدير‬ ‫الديوان الملكي أرجو أن تالفعوا إلى مقام جاللة موالنا‬ ‫الملك نصره اهلل والءنا وإجاللنا بمناسبة ذكرى زيارة‬ ‫جاللته لمدينة تطوان وإعالنه توحيد التراب المغربي‬ ‫رسميا وقد توصلت الجمعية من الديوان الملكي بالرد‬ ‫التالي‪ :‬رفعت لمقام صاحب الجاللة المنصور باهلل‬ ‫نص البرقية التي وجهتم بمناسبة زيارته التاريخية‬ ‫لمدينتكم وإعالنه توحيد التراب المغربي‪ ،‬يسرني أن‬ ‫أبلغكم تحيات جاللته ألهل تطوان العزيزة وشكره‬ ‫الجزيل ورضاه‪ – .‬إمضاء مدير الديوان أحمد الحمياني»‪.‬‬

‫‪ - 7‬إنشاء مكتبة خاصة تضم جميع ما ألف‬ ‫عن تطوان‪ ،‬وما ألفه أو سيؤلفه التطوانيون‪ ،‬وكذلك‬ ‫المخطوطات التي ال توجد إال في تطوان‪ ،‬كما تتكلف‬ ‫الجمعية بوضع فهارس لجميع الخزائن الموجودة‬ ‫في حوزة بعض العائالت والهيئات والعمل على أخذ‬ ‫صور للوثائق الناذرة‪ ،‬والموجودة أيضا في حوزة بعض العائالت أو‬ ‫الهيئات والتي لها عالقة بتطوان‪.‬‬

‫نموذج من وثيقة العضوية الشرفية الذي حققته‬ ‫وخرجته كونه ال زال مخطوطا ضمن وثائق الجمعية‬ ‫بالخزانة‪.‬‬ ‫«جمعية أصدقاء تطوان»‬ ‫المؤسسة سنة ‪.1960‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫حضرة األستاذ الجليل مفخرة تطوان ومؤرخها‪ ،‬ورائد‬ ‫نهضتها وشيخ مثقفيها‪ ،‬السيد الحاج محمد داود‪ ،‬حفظكم‬ ‫اهلل ورعاكم‪ ،‬ومن كل سوء وقاكم‪ ،‬وسالم عليكم ورحمته‬ ‫تعالى وبركاته تحوطكم وتدافع عنكم كل عناء وتحجبكم عن‬ ‫كل مكروه‪.‬‬

‫‪ - 8‬تقديم جميع المساعدات للهيئات الرسمية والخاصة‪،‬‬ ‫وكذلك لألفراد فيما يتصل بأهداف الجمعية‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تشجيع السياحة إلى تطوان وضواحيها بالتعاون مع‬ ‫الهيئات الخاصة والعامة والدعوة إلى إقامة أسبوع تطوان السنوي‪.‬‬ ‫‪ - 10‬ربط العالقات الثقافية مع األوساط العلمية داخل المغرب‬ ‫وخارجه‪ .‬وجاء في قانون الجمعية أن وسائلها لتحقيق أهدافها هي‪:‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فإن إخوانكم ومريديكم من مؤسسي ومناصري‬ ‫جمعية أصدقاء تطوان‪ ،‬تلك الجمعية التي نبعت فكرة‬ ‫تأسيسها من فيض أفكاركم في إحدى السهرات الرمضانية‬ ‫بمنزلكم الموقر عام ‪ 1379‬ه‪.‬‬

‫‪ /1‬المحاضرات‪.‬‬ ‫‪ /2‬الترجمة والنشر‪.‬‬

‫بمناسبة انبعاث نشاطها من غياب دام نحو من‬ ‫العشرين سنة مضت‪ ،‬يرفعون إلى سيادتكم بعدما قضيتم‬ ‫أياما في رحاب الحرم المكي‪ ،‬وبين أحضان البيت العتيق‪.‬‬ ‫وعدتم إلى مسقط رأسكم تطوان حامدين شاكرين‪ ،‬أخلص‬ ‫متمنياتهم بالشفاء العاجل حتى تعودوا كسابق عهدكم‪،‬‬ ‫مصدر إشعاع نوراني يستضيئ بدفء درب الحيرة من يريد‬ ‫من أبناء تطوان التطلع إلى فيض الحقيقة‪ ،‬واالرتواء من‬ ‫معين بحر المعرفة‪ ،‬والتزود منكم بزاد الهداية واإلرشاد‪،‬‬ ‫كما كنتم دائما منذ أن أخذتم على عاتقكم مسؤولية تربية‬ ‫النشأة األولى التي أنجبت قادة النهضة في مدينة تطوان‪.‬‬

‫‪ /3‬المعارض ( صور – مالبس – مصنوعات – نماذج للموائد –‬ ‫موسيقى – فنون – أسلحة – مخطوطات – وثائق )‪.‬‬ ‫‪ /4‬المهرجانات‪.‬‬ ‫‪ /5‬الرحالت والزيارات‪.‬‬ ‫‪ /6‬تخليد أسماء التطوانيين من مجاهدين وعلماء وغيرهم‬ ‫بإطالق أسمائهم على الساحات والشوارع والمنشآت العامة‪.‬‬ ‫‪ /7‬التعاون مع بلدية تطوان فيما يتعلق بأهداف الجمعية‪.‬‬ ‫وفي القانون األساسي للجمعية ثالثة أنواع من األعضاء‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬أعضاء عاملون‪.‬‬

‫وفي انتظار عودتكم لتحتلوا مكانتكم الرفيعة بيننا‬ ‫سالمين معافين إن شاء اهلل‪ ،‬أتقدم إلى سيادتكم باسمي‬ ‫الخاص واسم كافة أسرة المكتب اإلداري لجمعية أصدقاء‬ ‫تطوان بملتمس أرجوكم قبوله وهو‪:.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أعضاء مناصرون‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أعضاء شرفيون‪.‬‬ ‫وقد حدد القانون شروط العضوية في هذه الجمعية‪.‬‬

‫الرئاسة الشرفية الدائمة لجمعية أصدقاء تطوان‪.‬‬

‫وفي نفس اليوم تم انتخاب المجلس اإلداري للجمعية الذي‬ ‫أصبح يتركب من ‪:‬‬ ‫الرئيس ‪ ..................................‬السيد الحاج محمد بنونة‪.‬‬ ‫الوكيل‪ ...................................‬السيد التهامي الوزاني‪.‬‬ ‫الكاتب العام‪ ............................‬السيد مصطفى بن عبد الوهاب‪.‬‬ ‫مساعد الكاتب العام‪ ..................‬السيد عبد السالم الفاسي الفهري‪.‬‬ ‫األمين‪ ....................................‬السيد عبد القادر الرزيني‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬الدكتور إسماعيل شارية‬

‫ورحمة اهلل»‪.‬‬

‫حفظكم اهلل ووقاكم ورفع في الصالحات ذكركم وأعاد‬ ‫عليكم صحتكم وعافيتكم إنه سميع مجيب‪ ،‬والسالم عليكم‬ ‫إمضاء‪ :‬الرئيس امحمد عزيمان‬ ‫تطوان في‪ 12 :‬رمضان ‪.1401‬‬ ‫‪ 14‬يوليه ‪.1981‬‬ ‫طابع الجمعية بداخله‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪10‬‬

‫األستاذ والباحث والداعية‬ ‫عبد القادر العافية (‪)2/2‬‬

‫االتجاه السلفي بالمغرب‬ ‫وأقف مع المفكر األستاذ الدكتور عبد القادر العافية عند نقطة أراها مهمة‬ ‫بالنسبة لرحلتنا هذه وهي المتعلقة باالتجاه السلفي بالمغرب‪.‬‬ ‫فماذا يقول ضيفنا؟‬ ‫إن االتجاه السلفي بالمغرب له جذور تمتد بأعماق تاريخنا‪ ،‬ومنذ الفترات‬ ‫األولى للوجود اإلسالمي بهذه البالد‪ ،‬واالتجاه السلفي هو االتجاه الصحيح‬ ‫الذي يقف باستمرار في وجه االنحراف والزيغ عن الجادة‪...‬‬ ‫واالتجاه السفلي في أساسه يعمل على نقاوة العقيدة وتخليصها من‬ ‫الشوائب التي تفسدها وتميعها‪ ،‬وبذلك تبلور الفكر السلفي كرد فعل على‬ ‫االنحرافات التي ظهرت في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فهذا االتجاه ناهض الشيعة‬ ‫والخوارج والمرجئة وغالة المعتزلة‪ ،‬وصمد في وجه الفرق الضالة‪ ،‬وتمثل‬ ‫صموده في المعارك التي خاضها أهل السنة مع القرامطة‪ ،‬وإخوان الصفا‪،‬‬ ‫والباطنية‪.‬‬ ‫وكان لعلماء المذهب المالكي مواقف مشرفة في الدفاع عن السنة‪ ،‬وعن‬ ‫االتجاه السفلي‪ ،‬إبتداء من زعيم السفلية مالك إلى نهاية المطاف‪ .‬إن الحركة‬ ‫السفلية لها جذور قديمة في تاريخ الفكر اإلسالمي بشمال إفريقيا‪ .‬ويسجل‬ ‫التاريخ أن كثيرا من أمراء المغرب وقادته كانوا يناصرون االتجاه السفلى بهذه‬ ‫البالد‪ .‬واستطاع الفكر السلفي بالمغرب العربي أن ينشئ دولة المرابطين‬ ‫التي قاومت انحراف برغواطة‪ ،‬وخلصت المغرب من االنقسامات القبلية‪،‬‬ ‫وكان يوسف بن تشافين‪ ،‬وولده علي من المهتمين بالعلم والعلماء‪ .‬وفي‬ ‫هذه الفترة ساهم القاضي عياض ‪ -‬وهو من كبار فقهاء المالكية في الغرب‬ ‫اإلسالمي ‪ -‬في إثراء الدراسات الحديثية بكتبه العديدة‪ ،‬وتآليفه الجيدة‪ ،‬مثل‬ ‫(شرحه لصحيح اإلمام مسلم) و (مشارق األنوار على صحاح اآلثار) وغيرهما‪،‬‬ ‫وسجل في كتابه المدارك المعارك القاسية التي خاضتها المالكية ضد‬ ‫االنحراف العقائدي‪...‬‬ ‫وإبان مناهضة علماء السلفية لألفكار االستعمارية بالمشرق‪ ،‬حصل تجاوب‬ ‫بين المشرق والمغرب في هذا المجال‪ ،‬حيث اتصل الشيخ أبو شعيب الدكالي‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬بالشيخ محمد عبده في مصر‪ ،‬وعمل الشيخ أبو شعيب على نشر‬ ‫السلفية بالمغرب‪ ،‬وبذلك أصبح أستاذ جيل بكامله‪ ،‬حيث تصدى للتدريس‪،‬‬ ‫وتلقى عنه الكثير من علماء المغرب مثل‪ :‬الشيخ محمد بن العربي العلوي‪،‬‬ ‫والشيخ المدني بن الحسني وغيرهما‪ .‬ووجدت الحركة السلفية في شباب علماء‬ ‫جامعة القرويين خير مدافع ومعتنق لها‪ .‬وتلقف هؤالء الشباب ما كتبه محمد‬ ‫عبده‪ ،‬والشيخ رشيد رضا‪ ،‬وعبد الرحمن الكواكبي‪ ،‬وغيرهم‪ ..‬وفي هذا الجو‬ ‫السلفي نشأت الحركة الوطنية بالمغرب التي تزعمها األستاذ عالل الفاسي‬ ‫والشيخ محمد المكي الناصري ومحمد بن الحسن الوزاني ومجموعة من‬ ‫شباب علماء القرويين‪ .‬وكان من أهم أهداف الحركة الوطنية مقاومة االحتالل‬ ‫األجنبي ومقاومة التخلف الفكري‪ .‬وتبلور التيار السلفي فيما كانت تقوم به‬ ‫كتلة العمل الوطني من بث الوعي ونشر األفكار المناهضة لالستعمار‪ .‬وبذلك‬ ‫صمم شباب المغرب الناهض في هذا الوقت على العمل في واجهتين‪:‬‬ ‫* الصراع السياسي مع االستعمار‪.‬‬ ‫* محاربة البدع والتخلف الفكري‪.‬‬ ‫واحتدم هذا الصراع ومر بمراحل وأحداث‪ ،‬إلى أن استقلت البالد‪ .‬وهكذا‬ ‫نرى أن صمود المغاربة على الخط اإلسالمي المالكي السلفي وقف في وجه‬ ‫التيارات المنحرفة‪ ،‬ووقف في وجه االستعمار وناهضه‪ .‬وبنفس الصمود ناهض‬ ‫التخلف ورواسب االستعمار‪.‬‬ ‫إن االتجاه السلفي بالمغرب هدف دائما وأبدا إلى إيقاظ الهمم‪ ،‬وتحرير‬ ‫العقول ومناهضة عوامل التخلف‪ ،‬ومقاومة االستسالم‪ ،‬كما جعل من غاياته‬ ‫المحافظة على األصالة في العقيدة والفكر والحضارة‪ .‬وهو اتجاه سليم بريء‬ ‫من كل من وصمه به أعداؤه من الرجعية والتخلف‪ ،‬وتاريخ المغرب خير شاهد‬ ‫على ذلك‪ .‬وأمام البلبلة التي يثيرها أعداء االتجاه السلفي اإلسالمي‪ ،‬ينبغي أن‬ ‫تبلور الحقائق حتى ال تطغى حملة التضليل والتشويه‪.‬‬

‫المجتمع اإلسالمي والتيارات المعاصرة‬

‫وأصل مع األستاذ المفكر عبد القادر العافية إلى موضوع يتعلق باإلسالم‬ ‫وموقعه في الحياة المعاصرة‪ .‬حيث يرى أن اإلسالم كعقيدة وكمبادئ شيء‪،‬‬ ‫وأما كتطبيق‪ ،‬فشيء آخر‪ ،‬وقد الحظ هذا كثير من الدارسين لإلسالم ومنهم‬ ‫صاحب كتاب (المجتمع اإلسالمي والتيارات المعاصرة) الذي يقول‪ :‬إن المشكلة‬ ‫ليست في تلقين الفرد عقيدة يؤمن بها (فعقيدتنا باقية) بل المشكلة هي في‬ ‫إعادة الفعالية إلى هذه العقيدة‪ ،‬والمبادئ هي اإلطارات العقلية للعمل)‪ .‬إلى‬ ‫أن يقول‪ :‬يجب أن يحسب لكل ذلك حسابه ونحن ندرس تفاعالت األفكار‬ ‫المعاصرة‪ ،‬والقيم االجتماعية الحديثة مع المجتمع اإلسالمي لنرسم في ضوء‬ ‫ذلك الخطوط الكبرى لمنهاج رشيد يستهدف بعث اإلسالم وعقائده! ويحق‬ ‫لهذا الموضوع أن يأخذ حيزا كبيرا من التفكير وأن يشغل البال ألن إسالم‬ ‫االنتماء والكتب والخزانات المرصوفة‪ ،‬والرفوف المملوءة واأللسنة والشفاه‪...‬‬ ‫سوف ال يغير شيئا من واقع األمة اإلسالمية‪ .‬ويفيدنا هذا المقطع من الكتاب‬ ‫السالف الذكر أن اإلسالم من أجل أن يصبح مسايرا لواقع المسلمين البد‬ ‫لذلك من رسم خطوط كبرى لمنهاج رشيد يستهدف بعث اإلسالم في‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫النفوس‪ .‬وما دامت هذه الخطوط الكبرى للمنهاج الرشيد لم تخطط بعد أو لم‬ ‫تخطط بعد بالوضوح الالزم‪ ،‬وبفعالية مستجيبة‪ .‬مادام ذلك لم يحل فإن واقع‬ ‫المسلمين ال ينطبق مع واقع اإلسالم‪.‬‬ ‫وكل الذي نراه اليوم‪ ،‬هو ما نستطيع أن نسميه بموجة تدعو إلى دراسة‬ ‫اإلسالم دراسة عميقة و (تدعو) إلى دراسته دراسة علمية رزينة بعيدة عن األحقاد‬ ‫والجمود والعناد‪ .‬هذا واقع فعال في حياة مسلمي اليوم‪ ،‬إال أن الدعوة إلى هذا‬ ‫الشيء‪ ،‬وتطبيق اإلسالم فشيء آخر‪ .‬فهناك مجالت‪ ،‬وجرائد‪ ،‬ودوريات عديدة‬ ‫خصصت صفحاتها للدعوة إلى اإلسالم وإلى دراسته كدين ينظم الحياة البشرية‪:‬‬ ‫اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحضاريا‪ .‬وهناك كتب كثيرة في هذا الموضوع‪،‬‬ ‫ومنها ما هو عميق في تحليالته ودراسته واستنتاجاته‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك حركة‬ ‫بعث للترات اإلسالمي‪ ،‬وهناك حركة تدعو إلى توحيد المسلمين وتكتلهم‪.‬‬ ‫وهناك الدعوة إلى عقد مؤتمرات إسالمية وإلى إيقاظ الشعور بالوحدة اإلسالمية‬ ‫بين جميع مسلمي العالم‪ ....‬من أجل كل ذلك تعقد الندوات والمؤتمرات على‬ ‫مختلف المستويات‪.‬‬ ‫وهذه الموجة الداعية إلى دراسة اإلسالم وبعثه وإلى جعله واقعا في حياة‬ ‫المسلمين‪ ،‬بل وفي حياة البشر جميعا‪ .‬هذه الموجة لم تثمر بعد ثمراتها المرجوة‪،‬‬ ‫إال أنها ماضية في طريقها بالرغم مما يحف طريقها من صعوبات‪ ،‬وأعراض وحدود‪.‬‬ ‫هي ماضية تشق طريقها الصعب‪ .‬وينبغي أال يغيب عن أذهاننا ما يضعه الثالوث‬ ‫الهدام في طريق هذه الصيحة الداعية إلى اإلسالم من عراقل ومثبطات‪ ،‬وهذا‬ ‫مما يزيد في صعوبة هذه الدعوة‪ ،‬وما األعراض والصدود داخل بالد المسلمين‪:‬‬ ‫إال استجابة لمفعول مخدر تلك المثبطات‪.‬‬ ‫وهذه الدعوة تالقي في صعوبات أخرى‪ ،‬وذلك بسبب وجود أنظمة مضادة‬ ‫لها داخل البالد اإلسالمية تلك األنظمة المستوحاة من مذاهب أجنبية وأفكار‬ ‫مستوردة‪ .‬وبالرغم من فشل هذه األنظمة فإن بريقها ال يزال يخدع بعض‬ ‫المغرورين في عالمنا!‪ .‬وما دام هذا البريق الظاهري موجودا فمن الصعب أن‬ ‫يلتفت األغرار إلى ما فيه الخير العميق‪ ،‬والنفع العميم لهم ولإلنسانية جمعاء‪.‬‬ ‫ومادام هؤالء متشبثين باألفكار التي تتصدى لإلسالم ومصرين على تطبيقها في‬ ‫عالم المسلمين‪ ،‬فإن أمد التيه قد يطول‪.‬‬ ‫وإذا كان الوضع هكذا فما موقع اإلسالم بين التيارات الفكرية التي تتصدى‬ ‫له اليوم؟‬ ‫إن األفكار التي تتصدى لإلسالم اليوم هي أفكـار بشريـة وضعها البشر‬ ‫ليسعدوا بها حسب زعمهم! إال أن أهم ما يوقع الفكر البشري في الخطأ هو النظرة‬ ‫الهامشية للحياة أو النظرة الجانبية السطحية والمحدودة‪ ،‬ومنذ وجد اإلنسان‬ ‫على ظهر األرض وهو يتلمس الطريق ليضمن السعادة لنفسه‪ .‬وهذه النظرة‬ ‫السطحية تجعله ضيق األفق‪ ،‬فتارة يبدو له أنه أتفه شيء في هذا الوجود‪ ،‬فيسرع‬ ‫بالخضوع لألحجار والمياه وحتى للحشرات! وحينما يبدو له أنه هو المهيمن وحده‬ ‫على الكون‪ ،‬وإنه ال قوة تقهره وتحد من جبروته فيدعى األلوهية والربوبية‪،‬‬ ‫ويختال ويفتخر‪ .‬وتارة أخرى يبدو له أنه عابر سبيل‪ ،‬وإنه عليه أن يغتنم من لذات‬ ‫الحياة بقدر ما يستطيع وأن ال يبالي بآالمها وأحزانها‪ ،‬ألن الحياة في نظره ماضية‬ ‫ولن تعود‪ .‬وإذا مضت فقد خسر كل شيء! إلى غير ذلك من المذاهب واآلراء‪...‬‬ ‫والغريب في هذه الحياة أنه بعد التمادي في الخطأ قد يشعر اإلنسان بفطرته‬ ‫بخطئه‪ ،‬ولكن عناده يأبي عليه إال التمادي في الخطـ‪ ،‬بل يأبى عليه إال التعصب‬ ‫له‪ ،‬والدعوة إليه‪ .‬وإلى هذا يشير قول اهلل عز وجل حكاية عن الضالين «إن وجدنا‬ ‫آباءنا على أمة وإن على أثارهم مقتدون»‪ .‬وقوله تعالى‪« :‬كل حزب بما لديهم‬ ‫فرحون»‪ .‬وإذا ما تنبه راشد منهم سفهوه‪ .‬وهكذا تنزلق البشرية نحو مهاوي‬ ‫الضالل في غير شعور‪ ،‬أو في شعور مع المباالة وهذا من أعظم ما يحيق باإلنسان‬ ‫من خطر‪ .‬وبهذا تنبت األفكار في مزارع الضالل‪ ،‬وتغذي بالتعصب والعناد‪ ،‬ويتشبث‬ ‫المنتفعون بالوضع الفاسد بضاللهم القديم‪ ،‬ويجندون مختلف الطاقات للدفاع‬ ‫عن الضالل والتشبث به‪ ،‬وإحالله محل الهداية!‪ .‬أما نظرة اإلسالم إلى الحياة‬ ‫والكون فهي تخالف تلك النظرات الهامشية والجانبية‪ ،‬وتنظر إلى اإلنسان والحياة‬ ‫نظرة شمولية لحمتها وسداها التوسط‪ ،‬وتكريم اإلنسان‪ ،‬ومسؤولية اإلنسان‪ .‬ال‬ ‫ذلة وال جبروت‪ ،‬وال طغيان وال رهبانية‪ ،‬وال فجور وال فسوق‪ .‬بل ضمير يقظ يعرف‬ ‫ماله وما عليه‪ ،‬عدالة ورحمة‪ ،‬ومعها كرامة وجدارة‪...‬‬ ‫فالمستقبل لإلسالم والدور دوره‪ .‬وكم عودتنا روح اإلسالم من مفاجآت‪.‬‬ ‫وكم اعتز اإلسالم بأسلحة الذين كانوا يحاربون‪ :‬كالعرب‪ ،‬والترك‪ ،‬والتتر‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وتلك هي معجزته الكبرى‪.‬‬ ‫إن عباقرة الشرق والغرب‪ ،‬يدورون اليوم في حلقة مفرغة‪ ،‬تبتدئ من حيث‬ ‫تنتهي وتنتهي من حيث تبتدئ‪ ...‬وعمل الذين يترقبون هذا الدور أن يعدوا له‬ ‫وأن يجعلوا من أنفسهم نماذج حية يقف عندها الحيارى مطمئنين‪ ،‬وأن يأخذوا بيد‬ ‫المتلمسين لطرق الهدى الرباني‪.‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫حكم االحتفال بر�أ�س ال�سنة امليالدية‬ ‫إعداد وتقديم‪ :‬محمد أمين بنعفان‬

‫احلمد لله الذي خ�ص الأمة ببعثة خري الأبرار‪ ،‬وميزها بقبلة تتجه �إليها يف ال�صلوات والأذكار‪ ،‬ف�أمرنا‬

‫باالقتداء ب�سيد الأخيار‪ ،‬ونهانا عن الت�شبه بامل�رشكني والكفار‪ ،‬و�أ�شهد �أن ال �إله �إال الله الواحد القهار‪،‬‬ ‫عامل اخلفايا والأ�رسار‪ ،‬واملطلع على مكنون ال�ضمائر والأفكار‪ ،‬و�أ�شهد �أن �سيدنا محمدا عبده ور�سوله‬ ‫�صاحب احللم والوقار‪ ،‬باتباعه ينال امل�سلم املقا�صد والأوطار‪ ،‬ويتجنب خطوات الأ�رشار‪� ،‬صلى الله‬ ‫و�سلم عليه وعلى �آله و�أ�صحابه الأطهار‪ ،‬وعلى التابعني لهم ب�إح�سان ما دام الليل والنهار‪.‬‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫مما عمت به البلوى يف جمتمعاتنا الإ�سالمية للأ�سف ال�شديد‪ ،‬ظاهرة االحتفال مبا ي�سمى عيد ر�أ�س‬ ‫ال�سنة امليالدية‪ ،‬مع �أن يف الإ�سالم عيدين اثنني ال ثالث لهما‪ :‬عيد الفطر وعيد الأ�ضحى‪� ،‬أ�ضف �إلى‬ ‫ُ‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫ذلك عيد امل�ؤمنني‪ :‬يوم اجلمعة‪ ،‬فعن �أ َن ٍ�س ر�ضي الله عنه‪ ،‬قال‪َ ( :‬قد َِم‬ ‫ا َ‬ ‫ِيه َما يف الجَْ اهِ ليةِ ‪ ،‬فقال‬ ‫«ما هَ َذانِ ا ْل َي ْو َمانِ »؟ قا ُلوا‪ُ :‬كنا َن ْل َع ُب ف ِ‬ ‫ملدِي َن َة َو َل ُه ْم َي ْو َمانِ َيل َع ُبونَ ِ‬ ‫فيه َما فقال‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪َّ �« :‬إن الله َق ْد �أ ْب َد َل ُكم ب ِ​ِه َما خَيرْ ًا مِ ْن ُه َما‪َ :‬ي ْو َم ال ْأ�ض َحى‪َ ،‬و َي ْو َم ا ْلف ِْطرِ »‪.1‬‬ ‫وهذا احلديث ي ُد ُّل على �أن اللهَ �أب َدلنا ب�أعياد اجلاهلية عيدين ال ثالث لهما؛ عي َدي الفطر والأ�ضحى‪،‬‬ ‫فكيف جنمع بني عي َدي الإ�سالم و�أعياد اجلاهلية؟ !‪ ،‬فالواجب على امل�سلمني �أن َي�ستغنوا يف الأعياد مبا‬ ‫�أغناهم الله به‪ ،‬و َيكتفوا بهذه الأعياد التي �رشَ عها الله لهم عن �أعياد الأمم الأخرى‪ ،‬قال الله تعالى‪« :‬ل ُِك ٍّل‬ ‫اجا»‪ ،2‬ف�رشيعتنا غري �رشيعتهم‪ ،‬وقِبلتنا غري قِبلتهم‪ ،‬وعبادتنا غري عبادتهم‪،‬‬ ‫َج َع ْل َنا مِ ْن ُك ْم �شرِ ْ َع ًة َومِ ْن َه ً‬ ‫و�صالتنا غري �صالتهم‪ ،‬و�صيامنا غري �صيامهم‪ ،‬فكذلك عي ُدنا غري عيدهم‪ ،‬فال ُي�شارِ كوننا فيه‪ ،‬وال نحن‬ ‫ن�شارِ كهم يف �أعيادهم‪.‬‬ ‫قال النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪�« :-‬إن لكل قوم عي ًدا وهذا عيدنا»‪ ،3‬وهذا و�إن دل على �شيء‬ ‫ف�إمنا يدل على �أن العيد ق�ضية دينية َعقد َّية‪ ،‬ولي�س عادة مدن َّية ي�شرتك النا�س فيها‪ ،‬بل من اخل�صو�صيات‬ ‫ال�شعائرية الدينية التي تتما َيز فيها الأمم ‪.‬‬

‫�إن االحتفال بر�أ�س ال�سنة امليالدية فيه تقليد للن�صارى يف عاداتهم ال�سيئة‪ ،‬وهذا العيد ال �أ�صل له من‬ ‫الدين وفيه ت�شبه بالن�صارى‪ ،‬وقد نهانا الله عز وجل عن مواالة الكفار وعن م�شابهتهم يف ن�صو�ص كثرية‬ ‫�ض‪َ .‬و َمن‬ ‫ود َوال َّن�صَ َارى �أَ ْو ِل َياء‪َ .‬ب ْع ُ�ض ُهم‪� ,‬أَ ْو ِل َياء َب ْع ٍ‬ ‫منها قوله تعالى‪َ « :‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذِينَ � َآم ُنو ْا الَ َت َّتخِ ُذو ْا ا ْل َي ُه َ‬ ‫َيت َ​َو َّل ُهم ِّم ُنك ْم فَ�إِنَّهُ مِ ْن ُه ْم‪� .‬إِنَّ ال ّلهَ الَ َي ْهدِي ا ْل َق ْو َم َّ‬ ‫اَ‬ ‫وتعالى‪«:‬ل َتت َ​َو َّل ْوا َق ْو ًما َغ ِ�ض َب‬ ‫ِني»‪ ،4‬وقال �سبحانه‬ ‫الظالمِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِني‪َ .‬و َمن َي ْف َع ْل‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫اء‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫نِ‬ ‫ْمِ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫ْمِ‬ ‫ِرِ‬ ‫ال َّلهُ َع َل ْي ِه ْم» ‪ ،5‬وقال عز من قائل‪َّ «:‬ال َي َّتخِ ِذ المْ ُ ونَ‬ ‫َ‬ ‫دُ ْ‬ ‫ينَ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫لمَْ‬ ‫َ‬ ‫ري‪ ،6‬وقال عز‬ ‫َذل َِك َف َل ْي�سَ مِ نَ ال ّلهِ فيِ �شَ ْيءٍ �إِ َّال �أَن َت َّت ُقو ْا مِ ْن ُه ْم ُت َقا ًة‪َ .‬و ُي َحذ ُر ُك ُم اللهُ َنف َ�سهُ ‪ .‬وَ�إِلى اللهِ ا ِ�ص ُ‬ ‫«و َلن ت َْر�ضَ ى َع َ‬ ‫نك ا ْل َي ُهودُ وَالَ ال َّن�صَ َارى َح َّتى َت َّتب َِع مِ َّلت َُه ْم‪ُ .‬ق ْل �إِ َّن هُ َدي ال ّلهِ هُ َو ا ْل ُه َدى‪َ .‬و َلئِنِ ا َّت َب ْع َت‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫اءك مِ نَ ا ْل ِع ْل ِم َما َل َك مِ نَ ال ّلهِ مِ ن َو يِ ٍّ‬ ‫�أَهْ َواءهُ م َب ْع َد ا َّلذِي َج َ‬ ‫ل وَالَ َن ِ�صريٍ‪،»7‬والنبي �صلى الله عليه و�سلم كان‬ ‫حري�صا على مخالفة اليهود والن�صارى‪ ،‬كما �أنه حذرنا من تقليدهم والت�شبه بهم‪ ،‬فعن �أبي عمر ر�ضي‬ ‫الله عنه �أن النبي �صلى الله عليه و�سلم قال‪« :‬من ت�شبه بقوم فهو منهم» ‪ ،8‬وقوله �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫« َل َت ْت َب ُعنَّ َ�س َننَ َمنْ َكانَ َق ْب َل ُك ْم ‪�ِ ،‬شبرْ ً ا �شربا وذراعا ِبذ َِر ٍاع‪َ ،‬ح َّتى َل ْو َد َخ ُلوا ُج ْح َر �ضَ ٍّب َتب ِْع ُت ُموهُ ْم‪ُ ،‬ق ْل َنا‪َ :‬يا‬ ‫َر ُ�س َ‬ ‫ول ال َّلهِ ‪ ،‬ال َي ُهودُ َوال َّن�صَ َارى؟ َق َال ‪َ :‬ف َمنْ »‪ ،9‬فهم يحتفلون مبيالد ابن الله يف زعمهم يف قوله تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شَ‬ ‫لجْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِلر ْح َمنِ َول ًدا‪َ )91(.‬و َما‬ ‫ات َيتفط ْرنَ مِ نْهُ َوتَن� ُّق أ‬ ‫ال�س َم َاو ُ‬ ‫ال ْر�ض َوتخِ ُّر ا ِ َبال هَ ًّدا (‪� )90‬أن َد َع ْوا ل َّ‬ ‫«ي َكادُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِلر ْح َمنِ �أن َي َّتخِ ذ َو َل ًدا‪ ،10 )92( .‬فكيف ن�شاركهم !! ال حول وال قوة �إال بالله‪.‬‬ ‫َين َبغِي ل َّ‬

‫وقد وقع ما �أخرب به النبي �صلى الله عليه و�سلم وانت�رش ذلك يف الأزمنة املت�أخرة‪ ،‬من �إتباع كثري من‬ ‫امل�سلمني للكفار يف عاداتهم وتقاليدهم و�سلوكياتهم و�شعائرهم و�أعيادهم‪ ،‬وكان ذلك نتيجة لغلبة الكفار‪،‬‬ ‫فما يحدث يف ر�أ�س ال�سنة اليوم من بع�ض امل�سلمني مع الأ�سف‪ ،‬الإ�سالم منه بريء‪ ،‬و�سيدنا عي�سى منه‬ ‫بريء‪ ،‬حيث تت�سع االحتفاالت وتغ�ص برواد اللهو والفجور القاعات‪ ،‬فتذبح الف�ضيلة‪ ،‬وتقتحم املناكر‪،‬‬ ‫وتدا�س الأعرا�ض‪ ،‬ويوزع ع�صري ال�شياطني على قلوب احلا�رضين‪ ،‬وحترق نار اخلمور وال�شهوة كل‬ ‫ح�شمة وحياء وعفاف‪ ،‬ف�إذا �ضاقت تلكم القاعات انتقل الفجور �إلى داخل الديار‪ ،‬في�شرتك فيها الكبار قبل‬ ‫ال�صغار‪ ،‬وتزين فيها الأ�شجار‪ ،‬وت�ضاء فيها الأنوار‪ ،‬وتوزع فيها الألعاب واحللوى وهدايا ال�صليب‪.‬‬ ‫ويف ليلة ر�أ�س‪ ،‬ويف �ساعة ال�صفر ‪ -‬كما يقولون نعم �إنها �ساعة ال�صفر؛ ولكن ال�صفر من الأخالق‪،‬‬ ‫ال�صفر من الكرامة‪ ،‬ال�صفر من الرجولة‪ ،‬والإن�سانية ‪ -‬ي�ستباح ما تبقى من املمنوعات‪ ،‬وهنا تقف عن‬ ‫الو�صف الأقالم‪ ،‬وتعجز الأل�سنة عن الكالم‪ ،‬وهنا توزع اجلراثيم‪ :‬جراثيم فقدان املناعة وفقدان الأخالق‬ ‫وفقدان الإميان وفقدان الإن�سانية‪ ،‬وغري ذلك من املظاهر العامة واخلا�صة‪ ،‬وكل هذا يحدث يف بالد‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وممن يدعي الإ�سالم؛ ونت�ساءل‪� :‬أين �سيدنا عي�سى من كل هذا؟ �أين زهده وعفافه؟ �أين عفاف‬ ‫�أمه البتول العذراء الطاهرة‪ ،‬من هذا البحر اخل�ضم من املنكرات؟ والإ�سالم ال يعاين من �أعدائه بالقدر‬ ‫الذي يعاين من �أدعيائه‪ .‬و�إنني لأتعجب كل العجب للم�سلمني الذين ي�شاركون الن�صارى يف احتفاالتهم‪ ،‬مع‬ ‫�أنني مل �أجد يهوديا �أو ن�رصانيا ي�شارك امل�سلمني يف �أعيادهم‪ ،‬فلم �أ�سمع قط يهوديا �أو ن�رصانيا ا�شرتى‬

‫كب�شا يف عيد الأ�ضحى لذبحه من �أجل م�شاركة امل�سلمني يف عيدهم‪� ،‬إنهم يتجاهلوننا ويتجاهلون �أعيادنا؟‬ ‫وي�ضل عن ذاته؟ و�أين النخوة وال�شهامة الدينية‪،‬‬ ‫فلم هذا التقليد الأعمى الذي يجعل امل�سلم يفقِد هويته ِ‬ ‫�أ�صبحنا نقلد الغرب يف عاداتهم ال�سيئة‪ ،‬والن�ساء يقلدن الغربيات يف لبا�سهن الفا�ضح‪ ،‬وغري ذلك من‬ ‫مظاهر التقليد املذموم‪ ،‬زعما منهم �أن ذلك يدل على احلداثة والتقدم‪ ،‬وحتت �شعارات التعاي�ش ال�سلمي‪،‬‬ ‫والأخوة الإن�سانية‪ ،‬والنظام العاملي اجلديد‪ ،‬والعوملة وغريها من ال�شعارات الرباقة اخلادعة‪ ،‬ويا ليتنا‬ ‫كنا نقلد الغرب يف ما يعود علينا بالنفع‪ ،‬وعلى جمتمعنا من تقدم وتطور يف التكنولوجيا وغريها من‬ ‫الأمور النافعة‪ ،‬فما يقوم به بع�ض امل�سلمني من االحتفاالت ب�أعياد �أخرى لي�س له �أي �صلة بهذا الدين‪،‬‬ ‫ويتذكرون نبيه‪ ،‬فهذا زع ٌم ٌ‬ ‫َّ‬ ‫باطل ومحبة كاذبة‪ ،‬و�إمنا تكون املحبة‬ ‫و�إن زعموا �أنهم ُيحيون فيه �شعائره‬ ‫واملحدثات‪ ،‬قال تعالى‪ُ « :‬ق ْل �إِن ُكن ُت ْم تحُ ِ ُّبونَ ال َّلهَ َفا َّت ِب ُعونيِ ُي ْح ِب ْب ُك ُم اللهَُّ‬ ‫بالبدع‬ ‫بالإتباع والت� ِّأ�سي‪ ،‬لي�ست‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َي ْغف ِْر َل ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َوال َّلهُ‬ ‫ور َّرحِ ي ٌم »‪.11‬‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫ٌ‬ ‫فاحذر �أيها امل�سلم �أن تكون بوقا ل�شعارات ال�صليبيني‪� ،‬أو ببغاء حتكي �أقوالهم وتقلد �أحوالهم و�أنت‬ ‫ت�صلي وتقر�أ يف الفاحتة كل يوم‪« :‬اهدنا ال�رصاط امل�ستقيم‪� ،‬رصاط الذين �أنعمت عليهم‪ ،‬غري املغ�ضوب‬ ‫عليهم وال ال�ضالني �آمني»؟ ‪ ،12‬واحذر عبد الله من التقليد يف هذا اليوم‪ ،‬بتقدمي الهدايا و�أخذها من �أحد‪،‬‬ ‫واجتنبوا الف�سق واملجون يف هذه الليلة ويف غريها من الليايل‪ ،‬وال ت�شرتوا لأبنائكم الألعاب اخلا�صة‬ ‫ب�أعياد الكفار‪ ،‬فلكم يف الأيام الأخرى ما �شئتم من الألعاب‪ ،‬وعلى التجار امل�سلمني �أال ي�ساهموا يف هذه‬ ‫املظاهر ال�صليبية‪ ،‬يف نوع التجارة التي يعر�ضونها‪ ،‬و�أال يزينوا الدكاكني بالأ�ضواء والأنوار‪.‬‬ ‫واعلم �أخي امل�سلم �أن الله قد �أكمل لنا الدين و�أمت علينا النعمة‪ ،‬فديننا الإ�سالمي دين كامل ال نق�ص‬ ‫فيه‪ ،‬و�إن الله ال يقبل منا عم ًال حتى يكون ُموافق ًا ملا ب َّينه لنا هذا الدين‪� ،‬أما ما كان مخالف ًا له فال يقبله‪،‬‬ ‫والله هو الذي �رشع لنا هذا ال�رشع‪ ،‬و�أمرنا �أن نعبده على وفقه‪ ،‬فال جنتهد يف عبادات �أخرى لي�ست‬ ‫من دين الإ�سالم‪ ،‬لأننا ندخل يف باب البدع واملحدثات التي نهينا عنها‪ ،‬فقد قال النبي ‪� -‬صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪« :-‬من �أحدث يف �أمرنا هذا ما لي�س منه فهو رد»‪ ،13‬وقال ال�صحابي اجلليل ابن م�سعود ‪ -‬ر�ضي‬ ‫و�س َّل َم منْ‬ ‫الله عنه ‪« :-‬اتبعوا وال تبتدعوا فقد كفيتم »‪ ،14‬واملعنى‪ :‬ال َتزِ ُموا � َ‬ ‫النبي �صَ َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َ‬ ‫آثار ِّ‬ ‫ري زياد ٍة وال َن ْق�ص وال تحُ ْ ِد ُثوا ب ِْد َع ًة يف الدينِ ‪ ،‬فقد َك َف ُاكم ال�سا ِب ُقونَ َم َه َّم َة الدِّينِ ‪ُ ،‬‬ ‫حيث � ْأك َم َل اللهُ تعالى‬ ‫غ ِ‬ ‫و�س َّل َم ‪ ،‬فاتباع النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪� -‬رشط يف قبول العمل‪.‬‬ ‫الدينَ لنب ِّيهِ �صَ َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َ‬ ‫وحب العمل‬ ‫وح َّب من يحبه‪،‬‬ ‫ن�س�أل الله �أن يوفقنا لطاعته‪ ،‬و�أن يجنبنا معا�صيه‪ ،‬و�أن يرزقنا ُح َّبهُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫الذي يقربنا �إلى ح ِّبهِ ‪ ،‬و ُيعيننا على ذكرِ ِه ُ‬ ‫وح ْ�سنِ عبادتِهِ ‪ ،‬ويجعلنا ُمتبعني ل�سنةِ نب ِّيهِ ‪ُ ،‬منقادين‬ ‫و�شكرِ ِه ُ‬ ‫عما ُيغ�ضبه‪� -‬سبحانه وتعالى‪.-‬‬ ‫ل�رشعِ ه‪ ِ،‬بعيدين َّ‬

‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪� )1‬أخرجه الإمام �أحمد و�أبو داود والن�سائي ب�سند �صحيح ‪ ،‬و�صححه الألباين‪ ،‬انظر‪� :‬صحيح �أبي داود رقم‬ ‫(‪. ) 1004‬‬ ‫‪� )2‬سورة املائدة‪.48 :‬‬ ‫‪� )3‬صحيح م�سلم » كتاب �صالة العيدين‪ ،‬رقم‪.892:‬‬ ‫‪� )4‬سورة املائدة‪. 51:‬‬ ‫‪� )5‬سورة املمتحنة ‪. 13‬‬ ‫‪� )6‬سورة �آل عمران ‪. 28:‬‬ ‫‪� )7‬سورة البقرة‪. 120:‬‬ ‫‪� )8‬أخرجه الإمام �أحمد يف «م�سنده» (‪ ،)5667 ،5115 ،5114‬و�أبو داود يف «�سننه» (‪ ،)4031‬وابن �أبي‬ ‫�شيبة (‪ ،)4/575‬وعبد بن حميد يف «م�سنده» (‪ ،)848‬والبيهقي يف «�شعب الإميان» (‪ ،)1199‬والطرباين يف «م�سند‬ ‫ال�ّشَ ام ِّيني» (‪َّ ،)216‬‬ ‫والطحاوي يف «م�شكل الآثار» (‪ ،)1/125‬وابن عبد الرب يف «التمهيد» (‪. )11/76‬‬ ‫‪� )9‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االعت�صام بالكتاب وال�سنة‪ ،‬حديث رقم‪6928:‬‬ ‫‪� )10‬سورة مرمي‪ ،‬الآية‪. 90-92:‬‬ ‫‪� )11‬سورة �آل عمران‪ ،‬الآية‪31:‬‬ ‫‪� )12‬سورة الفاحتة ‪.‬‬ ‫‪� )13‬أخرجه البخاري وم�سلم ويف رواية مل�سلم (من عمل عمال لي�س عليه �أمرنا فهو رد) ‪.‬‬ ‫‪ )14‬حديث موقوف �أخرجه الدارمي يف (ال�سنن‪ ،)211‬والطرباين يف (الكبري ‪ ،)8870‬والبيهقي يف (املدخل‬ ‫‪ ،)204‬وابن و�ضاح يف (البدع والنهي عنها‪� ،‬ص‪ ،)10‬وزهري بن حرب يف (العلم‪ )54‬وهو ثابت عن ابن م�سعود‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )27‬علي بن الجهم‬ ‫( ‪ 198‬ـ ‪ 249‬هـ ‪ 803 /‬ـ ‪ 863‬م )‬

‫صاحب (عيون الـمها بين الرُّصافة والجسر)‬ ‫الشاعر ‪ :‬هو علي بن الجهم بن بدر أبو الحسن‪ ،‬من أهل بغداد بالعراق‪ ،‬وقد ولد فيها‪ ،‬دون أن يحدد‬ ‫ممن ترجم له تاريخ ومكان والدته ‪ .‬وهو ينتمي إلى أسرة من علية القوم‪ ،‬معروفة بالجاه والعلم واألدب‪.‬‬ ‫وقد دخل كتاب الحي ليتعلم القراءة والكتابة‪ ،‬واهتم في تعليمه بالثقافة العربية واألدب والشعر ‪ .‬وقد‬ ‫ظهرت عليه موهبة نظم الشعر والنجابة منذ طفولته ‪ .‬واهتمامه باألدب والشعر دفعه إلى الذهاب إلى‬ ‫قبة الشعر في المسجد ببغداد‪ ،‬حيث كانت تعتبر هذه القبة ناديا ثقافيا‪ ،‬يجتمع فيها الشعراء كل يوم‬ ‫جمعة ( ينشدون الشعر ويعرض كل منهم على أصحابه ما يكون قد نظمه بعد مفارقتهم في الجمعة‬ ‫التي قبلها ) ‪ .‬وكان معاصرا للشاعر أبي تمام‪ ،‬حيث توطدت بينهما أواصر الصداقة‪ ،‬وأعجب كل بصاحبه‪.‬‬ ‫وابن الجهم عاش في العصر العباسي‪ ،‬وعاصر بعض الخلفاء العباسيين‪ ،‬وقد تقرب من بعضهم‪ ،‬وال سيما‬ ‫المعتصم باهلل والواثق باهلل والمتوكل‪ ،‬وقد كان يمدحهم بقصائد شعرية‪ ،‬إال أن المتوكل كانت له معه‬ ‫حظوة عالية وخاصة‪ ،‬حيث اتخذه جليسا‪ ،‬وجعله من خاصة ندمائه ‪ .‬وقد كانت أشعاره في الهجاء سبب‬ ‫متاعبه ومشاكله‪ ،‬و( ما كان يحاك له من دسائس تحت سماء قصر المتوكل ‪ .‬سعى البحتري وغيره من‬ ‫شعراء المتوكل في شاعره ابن حزم فأمسى في السجن بعد أن كان سمير الخليفة ونجيه ‪ .‬ثم يمعن‬ ‫هؤالء الشعراء في الكيد له والدس عليه ) ‪ .‬وغضب عليه المتوكل وحبسه‪ ،‬ثم نفاه إلى خراسان‪ ،‬وكتب‬ ‫الخليفة إلى صاحب خراسان أن يصلبه‪ ،‬فتم إلقاء القبض على ابن الجهم وصلب يوما كامال مجردا ‪ .‬وبعد‬ ‫أن أقام بها مدة انتقل إلى حلب‪ ،‬ثم خرج منها متجها نحو العراق‪ ،‬فاعترضه فرسان بني كلب‪ ،‬فقاتلهم‬ ‫إال أنه أصيب بجرح ومات ‪.‬‬

‫‪ ) 2‬وقال في مدح الخليفة المتوكل ‪:‬‬ ‫لب يف ِح ِ‬ ‫قِراع اخلُ‬ ‫ِلــود ×× دِ َوكَ الت ِ‬ ‫نت كَ الكَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طوب‬ ‫َي�س يف‬ ‫َ�أ َ‬ ‫فاظكَ ل ُ‬ ‫ِ‬ ‫نت كَ ال َدلوِ ال َعد َ‬ ‫ِ‬ ‫نـــــوب‬ ‫ثري ال َذ‬ ‫َ�أ َ‬ ‫ِمناك َدلـــــو ًا ×× مِ ن كِ بارِ الدِال كَ َ‬

‫*****‬

‫‪ ) 3‬وقال يصف نفسه مصلوبا عريانا لما صلبه صاحب خراسان ‪:‬‬ ‫مل َينْ�صبوا َّ‬ ‫بيحة الإثنني ×× َمغمور ًا وال جمهـــــــــوالَ‬ ‫ياخ �صَ َ‬ ‫بال�شاذِ ِ‬

‫�شفاً‪ ،‬ومِ لْ َء ُ�ص ُدورِ هم ت َْبجيال‬ ‫َن�صَ بوا بِحمد اللهِ مِ لْ َء ُع‬ ‫يونهم ×× رَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ازداد �إال رِ ْف ً‬ ‫ِ‬ ‫أعداء عنه نُكـــــوال‬ ‫عة ِبنُكولـــــــــه ××‬ ‫ما َ‬ ‫وازدادت ال ُ‬ ‫هامهم تف�صيـــــــال‬ ‫ال يَ� ُ‬ ‫أمن ال ُ‬ ‫أعداء من �شَ َّداتـــــه ×× �شَ ّد ًا ُيف ِّ‬ ‫َ�صل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م�سـلوال‬ ‫ا�ســــــهُ ××‬ ‫ما َ‬ ‫عابهُ � ْأن ُبزَّ عنه ل َِب ُ‬ ‫فال�سيف �أ ْه َولُ ما ُي َرى ْ‬ ‫فالبدر ال ُيزْ ري بـــه ×× � ْأن كان َ‬ ‫� ْإن يب َت َذلْ‬ ‫تهِ َم ْبـــــــــــذوال‬ ‫ليلة مِ ِّ‬ ‫ُ‬

‫وقد كانت لعلي بن الجهم ثقافة أدبية واسعة واطالع كبير على الشعر واألدب ‪ .‬وكان فصيحا‬ ‫مطبوعا‪ ،‬ورقيق الشعر‪ ،‬له أشعار في الوصف والغزل والعتاب والحكمة والمدح والهجاء ‪ .‬وقد نظم شعرا‬ ‫في الحوادث والتاريخ اإلسالمي‪ ،‬حيث يقال أنه أول من نظم فيه ‪.‬‬ ‫القصيدة ‪ :‬نظم علي بن الجهم قصيدة طويلة في مدح الخليفة العباسي المتوكل‪ ،‬تعرف ب ‪« :‬عيون‬ ‫المها بين الرُّصافة والجسر»‪ ،‬الذائعة الصيت‪ ،‬والقصيدة طويلة تضم ‪ 56‬بيتا من الشعر ‪ .‬وتعتبر هذه‬ ‫القصيدة من أشهر قصائده‪ ،‬وقد نال بها شهرة كبيرة بين الشعراء واألدباء ومحبي الشعر ‪ .‬يقول في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬ ‫الر َ‬ ‫الهوى مِ ن َح ُ‬ ‫�صافةِ َواجلِ � ِ‬ ‫يث َ�أدري وَال َ�أدري‬ ‫ُع ُ‬ ‫رس ×× َجل َ‬ ‫يون املَها َب َ‬ ‫َنب َ‬ ‫ني ُ‬ ‫دن يَِ‬ ‫دن َجمر ًا َعلى َجمـــــرِ‬ ‫َدمي وَلمَ �أَكُ ـــن ×× َ�سل ُ‬ ‫ل ال�شَ َ‬ ‫َوت َولكِ ن زِ َ‬ ‫�أَ َع َ‬ ‫وق الق َ‬ ‫ُلوب كَ�أَنمَّ ــــــــــا ×× ُت�شَ كُّ ِب�أَ‬ ‫ِ‬ ‫مــــــــــــــرِ‬ ‫ِمن و َ​َ�أ�سل َ‬ ‫َ�سل َ‬ ‫َمن الق َ‬ ‫طراف املُ َث َّقفَةِ ُ‬ ‫ال�س ْ‬ ‫ُ‬ ‫َقـــــــري‬ ‫َحن ا َلأهِ ل َُّة �إِنمَّ ـــــــــــــــا ×× ت‬ ‫لن لَنا ن ُ‬ ‫وق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ�ضيء لمَِن َي�رسي ِبلَيلٍ وَال ت ْ‬ ‫َفال َبذلَ �إ اِّل ما تَزَ َّو َد ِ‬ ‫�ســــــــري‬ ‫ناظ‬ ‫ٌ‬ ‫ــــــــــــــــر ×× وَال َو�صلَ �إ اِّل بِاخلَ يالِ الَّذي َي ْ‬ ‫ني اجلَ وان ِ​ِح َوال�صَ ــــــــــدر‬ ‫نب ما َب َ‬ ‫له َ‬ ‫َــرهِ ×× وَ�أَ َ‬ ‫�أزَ ْح َن َر�سي�سَ الق َ‬ ‫َلب َعن ُم�س َتق ِّ‬

‫أ�س ُمبنيٍ �أَو َجن َْح َن ِ�إلى الغَ‬ ‫َ�شيب َبدَ�أنَنـــــي ×× ِبيَ� ٍ‬ ‫ــــــــــــدرِ‬ ‫ْ‬ ‫فلو َقبلَ �أَن َيبدو امل ُ‬ ‫فـــــــــــرِ‬ ‫باب و إَِ�نمَّ ــــــــــــــا ×× ت ُ‬ ‫ُ�صاد املَها َب َ‬ ‫َولكِ نَّهُ َ�أودى ال�شَ ُ‬ ‫بيبةِ َو َ‬ ‫ني ال�شَ َ‬ ‫الو ْ‬ ‫ني َ�س ْحرٍ �إِلى ن َْحـــــــــــــرِ‬ ‫�أَما َو َم ٍ‬ ‫راع ُه َّن ل َُربمَّ ـــــــــــــــا ×× َغ َم َ‬ ‫زن َبنان ًا َب َ‬ ‫�شيب َ‬ ‫مـــــــــرِ‬ ‫ِ‬ ‫الو�شاةِ ك َ​َ�أنَّنــــــــــا ×× َخ‬ ‫َوبِتنا َعلى َر ِ‬ ‫غم ُ‬ ‫ليطان مِ ن ماءِ الغَ َ‬ ‫مامةِ َواخلَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مــــــــ َّر ُه ×× وَ�أعل َ​َمني بِاحلُ لوِ مِ نهُ َوبِاملُ‬ ‫الهوى وَ�أ‬ ‫ـــــــــــــــــر‬ ‫َخليل ََّي ما �أَحلى َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬

‫كفى بالهوى ُ�شغْ ًال وبال�شيب ِ‬ ‫مما ُين َْهنَهُ بالزَّ ْجــــــــــــر‬ ‫زاجر ًا ×× لو � َّأن الهوى ّ‬ ‫الهجـــــر‬ ‫أق�سى من‬ ‫مبا بيننا من ُح ْرمةٍ هل ر�أيتمـــــــا ×× � َأر َّق من‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال�شكوى و� َ‬

‫*****‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬قال عن الشعر بالقصيدة نفسها ‪:‬‬ ‫يردن بنا م�رص ًا وي�صدرن عب م�صـــــرِ‬ ‫فقالت ك�أنا بالقوايف َ�سوائر ًا ××‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫يجي�ش به �صَ ـدري‬ ‫ل�ست �شاعر ًا ×× و�إن كان �أحيانا‬ ‫الظن بي‬ ‫فقلت �أ�س� ْأت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬

‫ِ‬ ‫ال�رس‬ ‫م�ستود ُع‬ ‫يخرب ِك �أنني ×× على كل حال نعم‬ ‫�شئت‬ ‫ِ�صلي وا�س�أيل من‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�شعر مما �أ�ستظلُّ بظله ×× ووال زادين قدر ًا وال حط مِ ن قـــــــدري‬ ‫وما‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي�سري بها ذكــــــــــــري‬ ‫أ�شعاري‬ ‫ذكر ُه ××‬ ‫َّ‬ ‫ولكن � َ‬ ‫ُ‬ ‫ممن �سَيرََّ‬ ‫وما �أنا َّ‬ ‫ُ‬ ‫ال�شعر َ‬ ‫أكن ×× له تابع ًا يف حالِ ُع�رس وال ي�ســــــــــــــر‬ ‫أتباع‬ ‫كثري ومل � ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ولل�شعر � ٌ‬ ‫ي�سو�سها ×× وال كلُّ من �أَ ْج َرى ُيقال له مجُ ْ ـــــرِ ي‬ ‫وال كل من قاد‬ ‫َ‬ ‫اجلياد ُ‬

‫فقــد ُه ×× �ضَ ْيف ًا �أَلمَ َّ وطارق ًا ونزيــــــــــال‬ ‫� ْأو َي�سلبوه املال ُي ْحزِ ُن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�سائر ×× من �شعره َي َد ُع العزيزَ ذليـــــال‬ ‫� ْأن َيحب�سوه فلي�س ُي ْحب�س‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ) 4‬وقال في الحبس أشعارا منها ‪:‬‬

‫*****‬

‫ب�ست‬ ‫ـــــد‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫قالت ُح َ‬ ‫غم ُ‬ ‫فقلت لي�س ب�ضائري ×× َح ْب�سي و� ُّأي ُمهن ٍد ال ُي َ‬ ‫�أو ما ر� ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الليث ي�أل ُ‬ ‫ــرد ُد‬ ‫َف ِغي َلــــــهُ ×× كِ برْ ًا و�‬ ‫أيت‬ ‫ال�سباع َتـ َّ‬ ‫أوبا�ش ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫وال�شم�س لوال �أنها محجوبــــــة ×× عن ِ‬ ‫أ�ضاء الف َْر َق ُد‬ ‫ناظ َر ْيكِ ملا � َ‬ ‫ُ‬ ‫ـــــــــــــــد ُد‬ ‫تجـ‬ ‫ِّ‬ ‫والبدر ُيدركُ هُ ال�سرِّ ار فتنجلــــي ×× � ُ‬ ‫ُ‬ ‫أيامه وك�أنه ُم َ‬

‫*****‬

‫‪ ) 5‬وقال أيضا َأبلغ َأخانا توَلّى هَُ‬ ‫الل صحبتـهُ ‪:‬‬ ‫لقاه �أَ‬ ‫لقـــاه‬ ‫حبتَـهُ ×× �أَنيّ وَ�إِن كُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫نت ال �أَ ُ‬ ‫�أَبلِغ �أَخانا ت َ​َولّى ال َلهُ ُ�ص َ‬ ‫ثواه‬ ‫وَ�أَ َّن َطرفيَِ َمو�صولٌ ب ُِر� َؤيتِـهِ ×× و إَِ�ن ت َ‬ ‫ثواي َم ُ‬ ‫َباع َد َعن َم َ‬ ‫َ�ست �أَ‬ ‫ــــــر ُه ×× َوكَ َ‬ ‫ن�ســاه‬ ‫َ�ست �أَذكُ‬ ‫ال َلهُ َيعل َُم �أَنيّ ل ُ‬ ‫يف َ �أذكُ ُر ُه �إِذ ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫*****‬

‫يهنَّ المَشيبُ ‪:‬‬ ‫‪ ) 6‬وقال أيضا ِإنَّما َذنبي ِإَل ِ‬ ‫يف �أَ‬ ‫عفون �أَم كَ َ‬ ‫�إِنمَّ ا َذنبي �إِلَيهِ َّن‬ ‫تــوب‬ ‫املَ�شيـــــب ×× َف َمتى َي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫غاب ٍ‬ ‫كان َيق�ضي َبينَنا ×× َومِ َن الغُ ّي ِ‬ ‫ؤوب‬ ‫قا�ض َ‬ ‫اب َمن لَي�سَ يَ� ُ‬ ‫َ‬

‫*****‬

‫‪ ) 6‬وقال يهجو الوزير ابن الزيات ‪:‬‬ ‫�أَ‬ ‫ناه َّن يف ِ‬ ‫بيت‬ ‫ح�سن من‬ ‫ت�سعني بيت ًا ُ�س ًدى ×× َج ْم ُعكَ َم ْع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ــرة ×× ت ِ‬ ‫�ض الزَّ ْي ِت‬ ‫ما � َ‬ ‫طـ َ‬ ‫َغ�سلُ عنه َو رَ َ‬ ‫أحو َج املُ لْكَ �إلى َم ْ‬ ‫المراجع ‪:‬‬

‫*****‬

‫ـ علي بن الجهم ‪ .‬الديوان ‪.‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ .‬كتاب األعالم ‪ .‬الجزء ‪ . 5‬الصفحة ‪. 77‬‬ ‫ـ األصفهاني ‪ .‬كتاب األغاني ‪ .‬تهذيب ابن واصل الحموي ‪ .‬الجزء ‪ . 3‬الصفحة ‪. 1165‬‬ ‫ـ شوقي ضيف ‪ .‬كتاب تاريخ األدب العربي العصر الثاني ‪ .‬الطبعة ‪ . 2‬السنة ‪ 1975‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 255‬‬ ‫ـ كارل بروكلمان ‪ .‬كتاب تاريخ األدب العربي ‪ .‬الجزء ‪ . 2‬الطبعة ‪ . 4‬السنة ‪ 1977‬م ‪ .‬الصفحة ‪43‬‬ ‫ـ جرجي زيدان ‪ .‬كتاب تاريخ آداب اللغة العربية ‪ .‬الجزء ‪ . 2‬الصفحة ‪. 89‬‬ ‫ـ ابن حجة الحموي ‪ .‬كتاب ثمرات األوراق ‪ .‬الطبعة ‪ . 1‬السنة ‪ 1971‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 161‬‬ ‫ـ كامل سلمان الجبوري ‪ .‬كتاب معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى ‪ 2002‬م ‪ .‬الجزء ‪ . 3‬الطبعة ‪ . 3‬السنة‬ ‫‪ 2003‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 414‬‬ ‫ـ ياقوت الحموي ‪ .‬كتاب معجم األدباء ‪ .‬الجزء ‪ . 2‬الصفحة ‪. 62‬‬ ‫ـ مارون عبود ‪ .‬كتاب في المختبر ‪ .‬طبعة سنة ‪ 1952‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 233‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫عيد هالوين‬ ‫عيد األموات‬

‫في الثالثين من كل شهر أكتوبر ( ‪ )10-30‬من كل سنة‪ ،‬يوم عطلة عامة بكل اإلدارات والمدارس‬ ‫ماعدا المتاجر‪ ،‬حيث يحتفل السكان قاطبة‪ ،‬وخصوصا المسيحيون بـ (هالوين) (عيد الموت)‪.‬‬ ‫نشأت هذه االحتفاالت بكندا (أمريكا الشمالية)‪ ،‬ثم الواليات المتحدة (أمريكا الشمالية‪ ،‬وانتقلت هذه‬ ‫الحفالت إلى أمريكا الجنوبية (البرازيل)‪.‬‬ ‫وقلدها األروبيون ‪ :‬إنه «هالوين» عيد الموت‪.‬‬ ‫تسبق اليوم مهرجانات بالمدارس االبتدائية‪ ،‬حيث سيتنافس األطفال وذويهم في اقتناء أقنعة توحي‬ ‫بالخوف‪ ،‬ويلبس بعضهم لباسا مخيفا‪ ،‬وبذال ذات ألوان مزركشة وعليها دماء‪ ،‬ويرتدون شعورا مسدلة‬ ‫بألوان غريبة‪ ،‬وصدريات عليها صور لهياكل عظمية لجسم اإلنسان‪ ،‬الجمجمة واألطراف‪ ،‬وعظام الصدر‪،‬‬ ‫أما أبواب المنازل يتنافس سكان‪ ،‬كل سكان‪ ،‬كل حي يجلب مجسمات لحيوان الغابات‪ ،‬فنبت مثل مجسم‬ ‫(ديناصور) بالستيكي ضخم الجثة تحركه محركات كهربائية من داخل البيت وبداخل جسمه إنارة يرسل‬ ‫أصواتا مزعجة ويظهرون من النوافذ الخارجية هياكل عجيبة توحي بالموت والخوف‪ ،‬وأخرى تمثل ساحرات‬ ‫ومشعوذات‪.‬‬

‫الفوائد االجتماعية‬ ‫يسمح اآلباء ألبنائهم بطرق‬ ‫منازل الجيران‪ ،‬وهم يلبسون‬ ‫مالبس غير عادية‪ ،‬ليظفروا بقطع‬ ‫من الحلوى والشكالطة‪ .‬والمغزى‬ ‫الحقيقي من هذا العيد وتبعاته‪،‬‬ ‫هو التذكير بمصير الموت‪ ،‬ثم إن‬ ‫المالبس تظهر اإلنسان عندما‬ ‫يصبح نازال القبر‪ .‬وتبقى عظامه ال‬ ‫يجد إال ما عمل صغيرا‪ ،‬وما أعطى‬ ‫من صدقة جارية‪ .‬والتذكير بهول‬ ‫الحياة الدنيوية ومشاكلها‪ ،‬التي‬ ‫ال تنتهي إال بموت اإلنسان‪ ،‬فقد‬ ‫يتعرض لخطر الحيوانات الضخمة‪،‬‬ ‫وإلى الهالك النفسي والجسدي‪ ،‬واالبتعاد عن أعمال السحر ومحاربة الشعوذة‪.‬‬ ‫ففعل الخير والصدقة‪ ،‬تدفع البالء عن الصغار‪ ،‬ألنهم رجال الغذ‪ ،‬ويفرحونهم بالحياة‪ ،‬وذلك‬ ‫بحالوة الفم بالحلويات‪ ،‬التي يأخذها األطفال من منازل الجيران‪ ،‬ثم إن الطفل يثني على‬ ‫العطاء‪ ،‬ويشكر لمن أسدى له خيرا‪.‬‬ ‫وتقام بالمتاجر الكبرى مسارح لحركات تمثيلية وموسيقى صاخبة ورقص يهز‬ ‫األجسام‪.‬‬ ‫هو عيد تتصفى فيه القلوب‪ ،‬وتنضج العقول‪ ،‬وتؤمن البشرية بالموت الذي ال مفر‬ ‫منه‪ ،‬ويؤمنون بالبعث للحساب والجزاء‪.‬‬ ‫وهذا ما يتطابق مع الدين اإلسالمي‪ ،‬من أن كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬ويبعث اهلل‬ ‫ما في القبور‪ ،‬ثم إن اليهود يكذبون بالبحث والحساب ويقولون إذا مات اإلنسان‬ ‫انقطع عمله وال وجود لدنيا أخرى‪.‬‬ ‫وفي الرابعة مساء‪ ،‬تنطلق بالشوارع االستعراضات لشاحنات مكشوفة‪ ،‬على‬ ‫مثنها فتيات في ريعان الشباب‪ ،‬عاريات كاسيات‪ ،‬يرمون بقطع الحلوى والورود‬ ‫لكل الواقفين على الرصيف‪ ،‬يمينا ويسارا وهن يرقصن‪ ..‬وتحمل شاحنات أخرى‬ ‫مجسما لمريم العذراء‪ ،‬وهي تحتضن وليدها عيسى عليه السالم‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫تاج ذهبي مرصع بالجواهر‪ ،‬وتحمل أخرى صليبا علق عليه سيدنا عيسى من يديه‬ ‫ورجليه‪ ،‬والناس حوله يندبون حظه ويلعنون اليهود الذين تخلصوا منه ومن دينه‪،‬‬ ‫الجديد‪ ،‬هو عبادة اهلل الواحد القهار‪ ،‬يتشبثون بدينهم الذي ابتدعوه ألنفسهم ووفق‬ ‫حاجياتهم‪ ،‬وقد غيروا ما نزل بصحف موسى عليه السالم‪ .‬ولكن اهلل تعالى رفعه إليه‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر القرآن هذه األحداث‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪( :‬سورة النحل ‪( )23‬سورة النحل ‪.)97‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫عيد الحماق‬ ‫من أغرب العادات التي يمارسها هؤالء الكنديون هو االحتفال يوم الجمعة األخير من شهر نونبر‪،‬‬ ‫يعدونه يوم (الحماق)‪ ،‬حيث يخرج كل سكان البلدة والقرى المجاوررة للمدينة‪ ،‬ويدخلون األسواق التجارية‬ ‫لشراء مالبس جديدة‪ ،‬ألن في اليوم تحفض المتاجر ثمن بضاعتهم من ‪ 20‬إلى ‪ 70‬في المائة من الثمن‪،‬‬ ‫فالكل يتسابق للشراء من ‪ 9‬صباحا إلى العاشرة ليال طيلة اليوم‪ ،‬يتجول السكان بين المتاجر الكبرى‬ ‫لشراء مالبس صيفية أو شتوية‪ .‬ومما هالني أن كل متجر عليه صفوف متراصة‪ ،‬يعين كل متجر من ينظم‬ ‫دخول المشترين في الباب الرئيسي‪ ،‬ويخرجونهم من باب ورائي محملين باأللبسة بال تدافع وال ازدحام‪،‬‬ ‫الكل في هدوء ونظام‪ ،‬وأخذ صور مع بابا نويل‪ ،‬ثم في شهر دجنبر يوم ‪ 26‬منه‪ ،‬ومما زاد في دهشتي‪،‬‬ ‫هو يوم التضارب واقتناء معدات المالكمة‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 25‬دجنبر يحتفلون بمولد المسيح عيسى عليه السالم‪ ،‬وليلة الثالثين من دجنبر‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫يحتفلون بانسالخ سنة كاملة‪ ،‬واستقبال سنة جديدة (‪ ،)2019/2018‬يقومون بحفالت بالشوارع‪،‬‬ ‫ساهرين إلى منتصف الليل‪ ،‬فإذا دقت‬ ‫الساعة ‪ 12‬عشرة ليـال‪ ،‬يقبل بعضهم‬ ‫البعض‪ ،‬وتــرن األجــراس بالكنائس‪،‬‬ ‫ويطلقون الشهــب االصطناعيـــة في‬ ‫الهواء الطلق ذات ألوان شتى‪ ،‬ومناظر‬ ‫عجيبة تحدثها في األفـق‪ ،‬والكـل فرح‬ ‫بحلول سنة جديدة‪ ،‬وهذه العادة تعود‬ ‫عليها المسيحيون بكل أقطار العالم‪،‬‬ ‫ويطلقون فيها العنان بأكل الحلويات‬ ‫وشرب الخمر ألكثرهم‪.‬‬

‫عيد الشكر‬ ‫ويـوم اإلثنيــن اآلخــر من شهـــر‬ ‫نونبر‪ ،‬يحتفلون بعيد الشكر‪ ،‬ويتناولون‬ ‫ليلتهم الديك الرومي‪ ،‬تجتمع عليه كل‬

‫أفراد العائلة‪.‬‬

‫عيد الفصح ‪ :‬عيد الباك‬ ‫وفي يوم األحد األخير من شهر أبريل‪ ،‬يحتفلون عند تمام القمر بعيد القيامة‪ ،‬ألنهم‬ ‫يعتقدون أن عيسى مات‪ ،‬وبعد ثالثة أيام أحياه اهلل تعالى ورفعه إليه‪ ،‬وهو أعظم عيد عند‬ ‫المسيحيين‪ ،‬وهو مسطور وعندهم في «العهد الجديد»‪ ،‬وفيه أيام الصيام الكبير الذي‬ ‫يدوم بين ‪ 40‬و‪ 50‬يوما‪ ،‬حتى العنصرة‪.‬‬ ‫ويحتفي اليهود بهذا العيد‪ ،‬ألنهم تخلصوا من عيسى عليه السالم‪ ،‬وتزين‬ ‫المنازل بشجرة‪ ،‬عليها مصابيح ملونة وقطع الحلوى‪ ،‬وهو عيد تباع فيه الشكالتة على‬ ‫حجم أرنب بأثمان خيالية‪.‬‬ ‫والصوم عبارة ‪ :‬عدم تناول طعام معين‪ ،‬وصيام ساعات معينة ليس فيها تزاوج‬ ‫وال جنس‪.‬‬

‫عيد العنصرة‬ ‫هو يوم ميالد مريم العذراء‪ ،‬ويوم ارتفاع الصليب وعليه عيسى‪ ،‬ويرمون‬ ‫الصليب في النهر‪ ،‬ويتطوع شاب إلخراجه‪ ،‬ويشيعون أن هذا اليوم تفتح فيه أبواب‬ ‫السماء للدعاء‪.‬‬

‫كندا موريال‬

‫العدد ‪974‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫مقام االعتراف وتوهج الذاكرة‬ ‫في «الشيخ والمريد»‬

‫• د‪ .‬محمد الفهري‬

‫اختار الكاتب محمد البشير لهذا العمل الذي نقدمه اليوم للمرة األولى عنوان (الشيخ والمريد‪ :‬رحلة ربع قرن)‪،‬‬ ‫وهو عنوان يشبه إلى حد ما في شقه األول عنوان الكاتب األنتروبولوجي المغربي د‪ .‬عبد اهلل حمودي (الشيخ‬ ‫والمريد‪:‬النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة‪ ،‬دار توبقال ‪ )2004‬إال أن مضمونهما متباين‪.‬‬

‫ولإلشارة‪ ،‬فالكتاب المذكور هو في حقيقة األمر عبارة عن حوارات كان قد أجراها الصحافي محمد البشير‬ ‫المسري مع أسماء تطوانية في مجاالت مختلفة‪ ،‬وعددها أربعة وأربعون حوارا كان قد نشرها ما بين سنوات ‪1994‬‬ ‫وسنة ‪.2009‬‬

‫وقد قامت ابنته الفنانة التشكيلية خديجة المسري بتصميم الغالف‪ ،‬وقد أتى هذا التصميم منسجما مع‬ ‫موضوع الكتاب‪ ،‬بحيث جعلت العنوان المركزي مكتوبا باللون األبيض للداللة على صفاء العالقة التي كانت تربط‬ ‫بين الشيخ الذي تتقدم صورته على صورة المريد وهو محمد البشير المسري الذي يقف خلفه‪ ،‬وهما ينظران إلى‬ ‫نفس االتجاه‪.‬‬

‫ومن األشياء المثيرة في هذه السيرة للشيخ والمريد إبراز الكاتب محمد البشير المسري لوجوه أخرى كان‬ ‫يتميز بها األستاذ خالد مشبال‪ ،‬وهي الوجه الرياضي‪ ،‬ففي معرض حديث الكاتب عن تجربته في الصحافة الرياضية‬ ‫بجريدة الشمال‪ ،‬سيعرفنا على هذا الوجه في هذه الشخصية‪ ،‬ويبرز ذلك في متابعته للرياضة وتحديدا لكرة القدم‪،‬‬ ‫ولعبه ضمن فرقة من الفرق المصرية لما كان يتابع تكوينه هناك‪ ،‬غير أن السي محمد البشير ‪ -‬لألسف‪ -‬لم يفصل‬ ‫الحديث في هذا الموضوع‪ ،‬واكتفى بهذه اإلشارة الطريفة‪ ،‬فلنستمع إليه وهو يعرض لنا هذه الحكاية في ثنايا‬ ‫سيرته‪:‬‬

‫أما العنوان الفرعي (رحلة ربع قرن) فقد أتى باللون األسود‪ ،‬وهو يمثل تجربة الكاتب في مهنة المتاعب‬ ‫كما يطلقون عليها‪ ،‬ومسيرتَه الصحافية التي تجاوزت ‪ -‬في الحقيقة‪ -‬ربع قرن من الزمن‪ ،‬حيث سيكتب العديد‬ ‫من المقاالت‪ ،‬وسيحاور العديد من الشخصيات‪ ،‬وسينجز العشرات من االستطالعات‪ ،‬وسيجلو الغبار عن عدد من‬ ‫األشخاص واألماكن‪ .‬ولم تكن طريقه ‪ -‬كما يذكر‪ -‬على طولها مفروشة ورودا ورياحين‪ ،‬كما لم تكن كلها منعرجات‬ ‫وعقبات‪ ،‬عانى الكثير وسعد أكثر‪ ،‬عرف أناسا غمروه بمحبتهم وحدبهم‪ ،‬كما عرف آخرين كانوا نماذج في الجحود‬ ‫وعدم الوفاء(‪.)1‬‬ ‫أما بالنسبة لتجنيس النص‪ ،‬فقد ظل هذا العمل غفال من أي تصنيف نوعي مشار إليه فوق الغالف‪ ،‬ومن‬ ‫ثمة تظل مجموعة من األسئلة مطروحة حتى بعد قراءته‪ :‬هل سيعتبر هذا النص سيرة ذاتية للكاتب‪ ،‬أم سيرة‬ ‫غيرية للشيخ األستاذ خالد مشبال‪ ،‬أم ذكريات أم اعترافات أم صورة شخصية(‪)Autoportrait‬أم يوميات (‪Journal‬‬ ‫‪ )intime‬أم مذكرات (‪ )Memoires‬أم حتى رواية سير ذاتيةأو رواية شخصية؟‬ ‫صحيح أن قارئ نص «الشيخ والمريد» سيلحظ اتحادا وتطابقا بين راوي النص أو المؤلف وبين الشخص‬ ‫المتحدث عنه داخل العمل‪ ،‬ومن هنا فإننا نرجّح من بين هذه االختيارات المتعددة إمكانية تصنيف هذا العمل الذي‬ ‫نقدمه اليوم ضمن جنس السيرة الذاتية على اعتبار أن السيرة الذاتية تعتبر من األنواع األدبية التي ال تؤمن بنقاء‬ ‫النوع‪ ،‬وال بالقواعد والمعايير األجناسية الصارمة‪ ،‬بل تؤكد على التداخل فيما بينها‪ ،‬وعلى ضعف الحدود الفاصلة‬ ‫بين األنواع األدبية‪.‬‬ ‫وعليه فإن صلة السيرة الذاتية بغيرها من أنواع السرد القصصي تغدو قوية ومتداخلة‪ ،‬وال سيما تلك األنواع‬ ‫المقاربة لها‪ .‬نضيف إلى هذا أن الكاتب في عمله الجديد «الشيخ والمريد» يحاول ‪-‬عن طريق الحكي‪ -‬استعادة‬ ‫قصة حياته وتاريخ شخصيته‪ .‬وهو مشير دال على انتمائه إلى هذا النوع األدبي‪.‬‬ ‫ونجد فيليب لوجون يعرف السيرة الذاتية بأنها‪« :‬الرواية النثرية التي يروي فيها شخص ما قصة حياته بعد‬ ‫مضي فترة من الزمن‪ ،‬مسلطاً الضوء على حياته بخاصة على تاريخ تكوين شخصيته»(‪.)2‬‬ ‫ويشير في كتابه (أنا أيضا) ‪ Moi aussi ‬إلى أن منطق الحكي في السيرة الذاتية أساسه الصدق والتطابق‪،‬‬ ‫مما يجعل منه محكيا يعتمد الوثيقة والشهادة‪ ،‬ويستبعد التخييل؛ ألنه يندرج ضمن نمط أدبي مرجعي يدعي قول‬ ‫كل شيء‪ ،‬والتزام الدقة المتناهية والشفافية التامة في الوصف والحكي معا‪ ،‬إلى درجة االكتفاء بسطحية الحدث‪،‬‬ ‫والوقوف عند رتابة اليومي(‪.)3‬‬ ‫‪ ‬يضفي محمد البشير المسري مجموعة من األوصاف على رجل اإلعالم خالد مشبال‪ ،‬فمنذ التحاقه بوكالة شراع‬ ‫لخدمات اإلعالم والتواصل محررا صحفيا متعاونا غير مأجور وهو ينادي الرجل باسم األستاذ(‪ ،)4‬وذلك تأدبا منه أمام‬ ‫هذه القامة الشامخة التي سوف يتعلم على يديها‪ ،‬وكم كان يؤلمه ويحز في نفسه أن يقرأ أو يسمع أحدهم يقرن‬ ‫نفسه بـ»األستاذ» ويدعوه بـ(الزميل)‪ ،‬وشتان بينهما خبرة وتجربة وطول مراس في مجال الصحافي واإلعالمي‬ ‫بمختلف أشكاله(‪.)5‬‬ ‫وسيلحظ القارئ أنه سوف يذكره على طول امتداد الكتاب بهذه الصفة‪ ،‬إال في حاالت قليلة سوف يغير الصفة‬ ‫ليناديه باإلمام كما في قوله‪:‬‬ ‫«عودنا «األستاذ» أال يأتي مكتب «شراع» إال بعد أن يعرج على مقهى (مدام بورت)‪ ،‬ليستمتع بجلسته الصباحية‬ ‫مع أحبائه وأوفيائه‪ ،‬وما أن يفتح له أحدنا الباب‪ ،‬ويلقي تحيته السريعة‪ ،‬حتى تنادي ليلى لالجتماع‪ .‬فنترك ما بأيدينا‬ ‫ونهرول نحو (اإلمام)(‪.)6‬‬ ‫وهذه الصفة تعد إحدى استبداالت صفة «الشيخ» الموجودة في العنوان‪ ،‬مثلما سنجده قد وظف صفة أخرى‬ ‫تنتمي إلى نفس الحقل وهي «الطود»‪ ،‬وذلك في معرض الحديث السابق لما كان يتحدث عن بعض الذين يكونون‬ ‫حديثي العهد بالصحافة‪ ،‬ويجعلون أنفسهم في مرتبة األستاذ خالد مشبال‪ ،‬وكفؤا لهذا الطود الشامخ في عالم‬ ‫الصحافة منذ عهد يعود إلى سنة ‪.)7(1952‬‬ ‫هذا ونجد الكاتب محمد البشير المسري سيطلق على أستاذه ‪-‬أيضا‪ -‬صفة جديدة مشيرا إلى أنه أول من‬ ‫أطلقها عليه‪ ،‬أال وهي صفة (المايسترو)‪ ،‬وذلك عند قيامه بتصدير كتابه الذي كان قد أصدره سنة ‪ 2009‬الموسوم‬ ‫بـ»هؤالء حاورتهم» بإهداء خطي يقول فيه‪( :‬إلى مايسترو اإلعالم في المغرب‪ ،‬خالد مشبال الذي لقنني أبجديات‬ ‫الكتابة الصحافية) (‪.)8‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫«كان األستاذ بعدما ينهي أشغاله صباح االثنين‪ ،‬يطلبني للجلوس معه‪ ،‬فيشرع في طرح أسئلة دقيقة حول‬ ‫‪ ،LA LIGA‬أسئلته كانت تشعرني‪ ،‬وكأنني أمتحن‪ ،‬وما أن يتأكد من متابعتي اللصيقة لما أكتب عنه‪ ،‬حتى ينطلق‬ ‫في تحليل مقابلة شاهدها‪ ،‬ورغم انتمائه الالمحدود لفريق العاصمة الثاني ‪ ،ATLATICO MADRID‬فإن الرجل‬ ‫كان موضوعيا في تحليله وتقييمه للفرق والحكام والالعبين‪ ،‬في وقت الحق‪ ،‬سأعرف منه أنه خالل تواجده بالقاهرة‬ ‫لعب إلحدى الفرق المصرية»(‪.)9‬‬ ‫إلى جانب اهتمام األستاذ خالد مشبال بمتابعة مقابالت كرة القدم اإلسبانية‪ ،‬كان لهذه الشخصية وجه آخر‬ ‫ال يعرفه إال من اقترب من األستاذ كثيرا واحتك به عن قرب‪ ،‬ويتمثل ذلك في الوجه المسرحي‪ ،‬وقد أتت هذه‬ ‫اإلشارة في معرض حديث الكاتب محمد البشير المسري عن التكريم الذي حظي به األستاذ خالد من لدُن جمعية‬ ‫المسرح األدبي‪ ،‬وقد أشار األستاذ رضوان احدادو وهو الخبير بالمشهد المسرحي بالمغرب وبإقليم الشمال تحديدا‬ ‫في الحوار الذي كان قد أجراه معه المؤلف‪ ،‬ونشره في جريدة الشمال يوم ‪ 27‬نوفمبر ‪ 2007‬إلى أن ثمة وجها غير‬ ‫مرئي بوضوح لألستاذ يقصد خالد مشبال‪ ،‬غير أن هذا الجانب – لألسف‪ -‬لم تسلط عليه األضواء بما فيه الكفاية‬ ‫داخل ثنايا هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ومن خالل قراءتي لهذا المؤلف استوقفتني صورتان قويتان فيه هما‪:‬‬ ‫صورة القراءة في المجتمع المغربي(‪.)10‬‬ ‫وصورة مدينة تطوان التي غادرها خالد وفي نفسه غصة(‪.)11‬‬ ‫كما استوقفتني مجموعة من الخصائص المميزة للكتابة عند محمد البشير المسري مثل‪:‬‬ ‫سرده الواقعي بحيث يسعى إلى كشف الحقيقة كما هي‪ ،‬ولو على حساب الذات‪ ،‬ولعله في هذا استفاد من‬ ‫أسلوب أستاذه خالد مشبال في كتابة المقاالت‪ ،‬فالرجل كان يحرص على الموضوعية وذكر الحقيقة‪.‬‬ ‫إتقان البشير المسري لغة الحكي‪ ،‬فسرده مشوق مكتوب بلغة عربية فصيحة وواضحة‪ ،‬يمكن للقارئ أن‬ ‫يفهمها بسهولة ويسر‪.‬‬ ‫خضوع الحكي لديه للتسلسل ولبنية منطقية‪ ،‬وإن كان الكاتب ‪ -‬أحيانا‪ -‬يعمد إلى تكسير خطية السرد من‬ ‫خالل االسترجاع لبعض اللحظات من الذاكرة والواقع‪.‬‬ ‫وأخيرا يمكن القول في عجالة إن ذاكرة الحكي في هذا النص تبدو قوية‪ ،‬فهي تقف على دقائق األشياء‪،‬‬ ‫وتستحضر األشخاص بأسمائهم وأقوالهم ومواقفهم‪،‬كما تستطيع االحتفاظ بكل تفاصيل األحداث‪ ،‬وقلما تتوقف‬ ‫ذاكرة الكاتب أمام حادثة معينة ال تستطيع استرجاعها‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ )1‬الشيخ والمريد‪.94 :‬‬ ‫‪2) -LEJEUNE (Philippe), Le pacte autobiographique, coll. Poétique, Ed. Seuil, Paris, 1975, p14.‬‬ ‫‪3) LEJEUNE (Philippe), Moi aussi, Ed. Seuil, Paris, 1986, p19-20‬‬ ‫نقال عن دراسة هشام العلوي ‪ :‬السيرة الذاتية بالمغرب‪ :‬ثالث زوايا للنظر في تجربتها ‪.‬‬ ‫‪ )4‬الشيخ والمريد‪.13 :‬‬ ‫‪ )5‬نفسه‪.15 :‬‬ ‫‪ )6‬نفسه‪.47 :‬‬ ‫‪ )7‬نفسه‪.15 :‬‬ ‫‪ )8‬نفسه‪.93 :‬‬ ‫‪ )9‬نفسه‪.17 :‬‬ ‫‪ )10‬نفسه‪:‬تنظر الصفحات‪ )25 24-( :‬و(‪ )27-28‬و (‪.)31-32‬‬ ‫‪ )11‬نفسه‪.79 76- :‬‬

‫انتشار النور‪ ،‬وانكماش‬ ‫الظلمانية‪.‬‬

‫ال يخفى على مطلع متبصر أننا اليوم في هذا العالم الفسيح‪ ،‬الممتلئ بالثروات المادية والالمادية‪ ،‬على‬ ‫اختالفا أشكالها وتالوينها‪ ،‬نعيش ظلمانية عامة‪ ،‬وقلقا مهوال‪ ،‬وأزمات وحوارات داخلية خاصة بشكل ملفت‬ ‫للنظر‪.‬‬ ‫‪ ‬هذه المؤشرات والمسببات أعطتنا قلة في التركيز‪ ،‬وعطبا في اإلنتاجية‪ ،‬ودناءة أخالقية‪ ،‬مثيرة ‪..‬‬ ‫‪ ‬فمن أين يمكننا أخذ الحل‪ ،‬ومن أي جهة نستورد الحل من أجل إخماد هذه البراكين ؟ قصد إطفاء‬ ‫ظلمانية هذا البيت المشترك بين مختلف األلسنة واأللوان والديانات ‪..‬‬ ‫‪ ‬ظلمات وظلمانية خطيرة نعيشها على المستوى الخاص أو العام‪ ،‬وال سبيل إلزالتها غير نور تنجلي به‪،‬‬ ‫وتنسلخ‪.‬‬ ‫‪ ‬القرءان يقول “وأشرقت األرض بنور ربها” هذه األرض غدا ستشرق بنور ربها‪ ،‬بعد ظلمتها‪ ،‬فما كان‬ ‫لها أن تشرق اليوم إال بالنور الذي ستشرق به غدا‪ ،‬وهو نور ربها الذي سمى نفسه نورا “اهلل نور السماوات‬ ‫واألرض”‪.‬‬ ‫اهلل جل عاله قال في مقام آخر‪ ،‬في نفس المعنى “أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في‬ ‫الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها” هذه اآلية جليلة المقال‪ ،‬عظيمة المقام‪ ،‬تحتاج للتفكيك‬ ‫والتدبر قصد أخذ الدروس والعبر‪ ،‬فاهلل جل عاله جعل آلة التبصر واالهتداء للمشي في الناس ببصيرة هي‬ ‫نور منه‪ ،‬وعد هذا النور أيضا سبب حياة (فأحييناه وجعلنا له نورا) وسبيل اهتداء (يمشي به في الناس)‪ ‬وذلك‬ ‫بعد موته في ظلمانيات نفسه وهواه وقرينه ومحيطه ومشوشاته ‪ ...‬إلى غير ذلك من الظلمات المتعددة‪.‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫‪ ‬من غير تكوين وال إرشاد وال نصح يدخل الواحد منا في ظلمات ال حصر لها‪ ،‬متلذذا بها‪ ،‬ساهيا عن‬ ‫المراد منه‪ ،‬غافال عن الحضور مع ربه‪ ،‬فهل نجرؤ على الخروج من هذه الظلمات دون نور اهلل ؟! أبدا هما‬ ‫اثنان ال ثالث لهما‪ ،‬إما مع الرحمان وإما مع الشيطان‪ ،‬لذا عقب الحق بالقول (كمن مثله في الظلمات ليس‬ ‫بخارج منها)‪.‬‬ ‫ال يمكن للعبد أن يخرج من ضيق المشوشات والدواخل وكل هذه الظلمانية إلى سعة من أمره‪ ،‬إال‬ ‫بالتنور بنور اهلل‪ ،‬تحققا به باطنا‪ ،‬وتخلقا به ظاهرا‪ ،‬حتى تنجلي له البركات في اقتصاده‪ ،‬وسعة في رزقه‪،‬‬ ‫وخيرية في نسله‪ ،‬وسالم في مجاالت حياته‪ ،‬وسعة صدر لقبول اآلخر مهما اختلف ‪..‬‬ ‫السبل إلى ذلك متعددة‪ ،‬نجملها اآلن‪ ،‬ثم نفصل القول في كل واحد منها في قادم المقاالت بنور اهلل‬ ‫وتوفيقه‪ ،‬وهي حسب تتبع اآليات القرآنية‪( :‬القرءان الكريم‪ :‬تالوة وتدبرا وتفقها ‪ - ..‬أسماء اهلل الحسنى‪:‬‬ ‫ذكرا ومالزمة وتأمال ‪ - ..‬الذكر هلل جل عاله‪ :‬استغفار‪ ،‬تسبيح‪ ،‬تحميد‪ ،‬تهليل‪ ،‬تكبير ‪ - ..‬الصالة والسالم على‬ ‫سيدنا رسول اهلل ‪ -‬مجالسة الصالحين ‪...‬‬ ‫* الحاصل‪ :‬الطرق الى اهلل كثيرة‪ ،‬ونحن بإمكاننا عبر هذه الطرق أن نحصل على خيري الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫ونسهم في إخماد نيران الفتن والحروب واألزمات وكل الظلمانية المحلقة في سماء هذا العالم‪ ،‬فالواحد منا‬ ‫عبر ختماته وأذكاره ينير سبيال للناس‪ ،‬ويطفئ ظلمات‪ ،‬سواء أأدرك الناس ذلك أم ال‪ ،‬وبيوت الذاكرين في‬ ‫األرض تُرى من المإل األعلى كما ترى النجوم في السماء‪.‬‬ ‫ختما‪ ،‬اللهم من ضيق ظلماتنا إلى سعة نورك‪ ،‬ومن ترف غفلتنا إلى رحمتك ورضوانك والحضور معك؛‬ ‫آمين‪.‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫م�صنف البن حزم الأندل�سي �أغ�ضب فقهاء ع�صره ف�ألبوا‬ ‫احلاكم �ضده لتحرق كتبه‬ ‫عاش ابن حزم األندلسي الظاهري حياة مليئة بالمحن والمصائب (‪456 - 384‬هـ‪1063 - 995 /‬م)‪ ،‬قضاها مناض ًال بفكره وقلمه‪ ،‬أكثر من أربعين عاما‪ ،‬ولكن فقهاء عصره‬ ‫حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة‪ ،‬إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت عالنية بإشبيلية‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫اختُلف في نسبه‪ ،‬أينحدر من أصول فارسية أم من أصل إسباني أم هو عربي صميم النسب؟!‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فقد كانت أسرته من تلك األسر التي صنعت تاريخ األندلس‪.‬‬ ‫عمرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل‪ ،‬فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود‪ ،‬وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة‪،‬‬ ‫ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم ّ‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة‪ ،‬ثم غادرها فاستقر بمدينة ألمريّة‪ ،‬وكان مشغو ًال بهاجس السياسة وإعادة الخالفة لألمويين‪ .‬ولقي من جراء ذلك عذابا‬ ‫كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة‪ ،‬ويحن للعودة إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد أ ْلحَقَ زوال الدولة العامرية واستيالء البربر على قرطبة عام ‪400‬هـ وتعاقب الفتن فيها؛ أذىً كبيرا بأسرة ابن حزم‪ .‬ومما زاد األمر سوءا وفاة أخيه األكبر بالطاعون‬ ‫عام ‪401‬هـ‪ ،‬ثم وفاة أبيه عام ‪402‬هـ‪ ،‬ثمّ زوجتُهُ « ِنعَم» التي ُفجع بموتها وكتبَ فيها مراثيه‪ .‬كل ذلك ولم يبلغ العشرين من عمره حينها؛ وهذه الظروف جعلت ابن حزم‬ ‫يتحمل مسؤولية أسرته‪ ،‬وقد اضطر ‪-‬شأن كثير من األسر القرطبية‪ -‬للنزوح إلى «المريّة» عام ‪404‬هـ‪ .‬وكتب يصف حاله‪« :‬ما انتفعتُ بعيش‪ ،‬وال فارقني اإلطراق واالنغالق‬ ‫مذ ذقت طعم فراق األحبة‪ ...‬ولقد نغّص ّ‬ ‫تذكري ما مضى َّ‬ ‫عيش أستأ ِنفه‪ .‬وإني لقتيل الهموم في عداد األحياء‪ ،‬ودفين األسى بين أهل الدنيا»‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫ولما سقطت الخالفة األموية نهائيا باألندلس وزالت دولة األمويين‪ ،‬تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف‪،‬فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من‬ ‫أشهرها‪ :‬الفِصَل في المِ َل ْل واألهواء والنحل‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬جمهرة أنساب العرب؛ َ‬ ‫نُق ُط العروس؛ ورسالته في بيان فضل األندلس وذكر علمائه؛ اإلمامة والخالفة‪،‬مراتب‬ ‫اإلجماع‪،‬الناسخ والمنسوخ‪ ،‬األخالق والسير في مداواة النفوس‪ ،‬والمح ّلى باآلثار‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪،‬ومصنفه التقريب لحد المنطق الذي سننشره ضمن هذا الركن‬ ‫عبر سلسلة حلقات‪ ،‬فقراءة مفيدة وممتعة‪.‬‬ ‫اسم المصنف كما جاء على الورقة األولى من المخطوطة « كتاب التقريب لحد المنطق‪ ،‬كالم الرئيس األوحد أرسطاطاليس وغيره‪ ،‬مما عني بشرحه الفقيه اإلمام األوحد‬ ‫األعلم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم؟»‪ .‬وقد أشار إليه ابن حزم مرات في كتابه الفصل في الملل والنحل فقال في باب عن ماهية البراهين ‪« :‬هذا باب قد‬ ‫أحكمناه في كتابنا الموسوم بالتقريب في حدود الكالم»‪ .‬وقال في موضع آخر‪«:‬هذه شغبية قد طالما حذرنا من مثلها في كتبنا التي جمعناها في حدود المنطق»‪،‬فأطلق‬ ‫اسم «الكتاب»على هذا المصنف ألنه مؤلف من كتب ثمانية؛ وذكره مرة ثالثة في الفصل فقال‪« :‬وبينا في كتاب التقريب لحدود الكالم أن اآللة المسماة الزرافة؟ الخ »‪ ،‬وقال مرة رابعة‪:‬‬ ‫«على حسب المقدمات التي بيناها في كتابنا الموسوم بالتقريب في مائية البرهان»‪ ،‬فأشار في هذه التسمية إلى بعض جزء من الكتاب‪.‬ولم يكتب ابن حزم هذا الكتاب إال بعد أن حفزه كثير من الدواعي في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫وإال بعد أن وجد الحاجة ماسة إلى المنطق في النواحي العملية من عالقات الناس وتفكيرهم‪ ،‬فهو قد لقي من ينعته بالسؤال عن الفرق بين المحمول والمتمكن‪ ،‬ولقي كثيرا من المشتغبين اآلخذين بالسفسطة في الجدل‪،‬‬ ‫وواجه من يسومه أن يريه العرض منخوال عن الجوهر‪ ،‬وقرأ مؤلفات معقدة ال طائل تحت تعقيدها‪ ،‬ورأى من يدعي الحكمة وهو منها براء فأراد لكتابه أن يكون تسديدا لعوج هذه األمور وإصالح ًا لفسادها‪ ،‬وردا على المخالفين‬ ‫والمشاغبين وإقامة للقواعد الصحيحة في المناظرة‪ ،‬وهي يومئذ شغل شاغل لعلماء األندلس‪.‬‬

‫التقريب لحد المنطق والمدخل إليه باأللفاظ العامية واألمثلة‬ ‫الفقهية ـ ‪ 7‬ـ‬ ‫كتاب األسماء املفردة‪:‬‬ ‫وهو أول ما بدأ به أرسطاطاليس من كتبه‪ ،‬وهو المسمى في اللغة اليونانية»قاطاغورياس»‪،‬معناه‪« :‬العشر‬ ‫المقاالت»‪ ،‬فنقول وباهلل التوفيق‪ :‬إن االسماء التي يقع كل واحد منها على كثير‪ ،‬أي على جماعة اشخاص فإنها يقع‬ ‫تحتها مسمياتها في جميع اللغات‪ ،‬أولها عن آخرها‪ ،‬على خمسة أوجه ال سادس لها‪:‬‬ ‫إما أن يكون المسمى يوافق المسمى الثاني في اسمه وحده معا‪ ،‬كقولنا‪ :‬فرس وفرس‪ ،‬أو كقولنا‪ :‬حي وحي؛‬ ‫فان كل واحد من هذين المسميين يوافق اآلخر في اسمه‪ ،‬ألنه لفظ واحد‪ ،‬ويوافقه أيضاً في حده‪ ،‬ألن كليهما‬ ‫حساس متحرك بإرادة‪ ،‬وكالهما أيضاً صهال محدد اآلذان‬ ‫مستعمل في الركوب‪ ،‬متوهم منه السرعة في الجري‪ ،‬وهذا‬ ‫النوع يسمى «األسماء المتواطئة»‪،‬وإن شئت قلت‪ :‬المتفقة‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أن يكون المسمى يخالف المسمى في اسمه‬ ‫وحده‪ ،‬كقولنا‪ :‬رجل وحمار‪ ،‬فإن هذين مختلفان‪ ،‬وهذا النوع‬ ‫يسمى»األسماء المختلفة»‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬أن يكون المسمى يوافق المسمى في اسمه‬ ‫ويخالفه في حده‪ ،‬كقولنا‪« :‬نسر» للطائر المبالغ في االستعالء‬ ‫في الجو الذي يأكل الجيف‪ ،‬وقولنا لبعض أعضاء الفرس‪:‬‬ ‫حافر الفرس ‪ -‬نسر‪ ،‬وقولنا‪ ،‬نسر‪ ،‬للنجم الذي في السماء وما‬ ‫أشبه هذا مما هو كثير في اللغة‪ ،‬وهذا النوع يسمى «األسماء‬ ‫المشتركة»؛ومنها يقع البالء كثيرا في المناظرة‪ ،‬فيتنازع‬ ‫الخصمان ويكثران الهراش وأحدهما يريد معنى واآلخر‬ ‫يريد معنى‪ ،‬وهذا ال يقع إال بين جاهلين أو جاهل وعالم أو‬ ‫سوفسطانيين أو سوفسطاني ومنصف‪ ،‬وال يقع أبدا بين‬ ‫عالمين منصفين بوجه من الوجوه‪ ،‬وال يسلم من ذلك إال من‬ ‫تميز في هذه الصناعة وأشرف عليها وقوي فيها‪ ،‬فإنه ال يخفى‬ ‫عليه من معاني الكالم شيء‪.‬‬ ‫والرابع‪ :‬أن يكون المسمى يوافق المسمى في حده‪،‬‬ ‫ويخالفه في اسمه‪ ،‬مثل قولنا‪ :‬سنور وقط وهر‪ ،‬فإن هذه ألفاظ مختلفة‪ ،‬وهي كلها واقعة وقوعا واحدا على كل‬ ‫شخص من أشخص النوع المتخذ في البيوت لصيد الفأر‪..‬وتشبه األسد في خلقه‪ ،‬وهذا النوع من األسماء يسمى‬ ‫« المترادفة»‪.‬‬ ‫والخامس‪ :‬أن يكون المسمى يخالف المسمى في حده وفي اسمه الذي خص نوعه به إال أنهما يتفقان في‬ ‫صفة من صفاتها أوجبت لهما االشتراك في اسم مشتق منهما‪ ،‬إما جسمانية وإما نفسانية‪ ،‬حاال كانت أو هيئة‪،‬‬ ‫فالجسمانية كقولنا‪ :‬ثوب أبيض‪ ،‬وطائر أبيض‪ ،‬ورجل أبيض‪ ،‬فإن كل واحد‪ ،‬من هذه المسميات حده غير حد صاحبه‪،‬‬ ‫واسمه في نوعه غير اسم صاحبه‪ ،‬وقد اشتركت كلها في أن سمي كل واحد منها أبيض‪ .‬والنفسانية كقولنا أسد‬ ‫شجاع ورجل شجاع‪ ،‬وهذا النوع من األسماء يسمى «المشتقة»‪.‬‬

‫باب من أقسام الكالم ومعانيه‪:‬‬

‫قد بينا‪ ،‬قبل‪ ،‬أن الكالم ينقسم قسمين‪ :‬مفرد ومركب‪ ،‬فالمفرد ال يفيدك فائدة أكثر من نفسه‪ ،‬كقولك‪ :‬رجل‬ ‫وزيد وما أشبه ذلك؛ والمركب يفيدك خبرا صحيحا‪ ،‬كقولك‪ :‬زيد أمير‪ ،‬واإلنسان حي وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫والمركب كله ينقسم أقساما خمسة السادس لها وهي‪ :‬إما خبر وإما استخبار‪ -‬وهو االستفهام ‪ -‬وإما نداء وإما‬ ‫رغبة وإما أمر‪.‬‬ ‫فهذه األربعة منها ال يقع فيها صدق وال كذب‪ ،‬وال يقوم منها برهان أول‪ .‬على من ينكر وجوب األمر‪ ،‬وأما‬ ‫بعد وجوب قبول األمر لخبر يوجبه أو باتفاق من الخصمين فاألمر حينئذ مبرهن على صحة وجوبه‪ ،‬وليس برهانا؛‬ ‫وقد ينطوي في األمر خبر‪ ،‬وذلك أن القائل‪ :‬افعل كذا‪ ،‬ينطوي فيه أنك ملزم أن تفعل كذا‪ .‬وأما النهي فهو نوع‬ ‫من أنواع األمر‪ ،‬ألنه أمر بالترك‪ .‬وكذلك ينطوي في الطلبة‪ ،‬وهي الرغبة‪ ،‬إخبار بأن الراغب يريد الشيء المرغوب‬ ‫فيه‪ ،‬وال تظن أن قولك آمرا‪ :‬قم‪ :‬أنه اسم مفرد‪ ،‬فذلك ظن فاسد‪ ،‬بل هو مركب ألن معناه»قم انت»‪.‬وكذلك قولك‬ ‫مخبرا عن غائب‪« :‬قام هو»‪،‬ولو انفرد في حقيقة المعنى دون ضمير‪ ،‬لما تم ولكان ناقصا‪ ،‬فاعلم هو كذلك قولك‬ ‫مستفهما‪ :‬أقام؟ أي هل قام هو‪ .‬وأما إذا خرجت الرغبة على غير وجهها‪ ،‬فإن الكذب قد يدخل فيها‪ ،‬كمن قال وهو‬ ‫صحيح‪ :‬اللهم أصحني‪ ،‬وإنما الحق أن يقول‪ :‬اللهم أدم صحتي‪ .‬وكذلك االستفهام‪ ،‬إذا استفهم عن باطل‪ ،‬كسائل‬ ‫سأل‪ :‬لم اشتد الحر في الشتاء؟‪.‬‬ ‫وأما الخبر ففيه يدخل الصدق والكذب‪ ،‬وفيه تقع‬ ‫الضرورة واإلقناع‪ ،‬وفي فاسد البنية منه يقع الشغب‪ ،‬ومن‬ ‫صحيحه يقوم البرهان على كل قضية في العالم‪ ،‬وإياه قصد‬ ‫األوائل والمتأخرون بالقول‪ ،‬وتحته تدخل جميع الشرائع‪،‬‬ ‫وكل موات من الطبيعات وغيرها اتفق الناس عليه أو‬ ‫اختلفوا فيه‪.‬‬ ‫وهو يصح بوجوه‪ :‬أحدها أن يكون معلوما صحته بأول‬ ‫العقل أو بالحواس ومنها ما يصح ببرهان‪ ،‬يقوم على صحته‬ ‫من مقدمات تنتج نتائج على ما يقع في هذا الديوان إن‬ ‫شاء اهلل عز وجل‪ ،‬ومنها ما ينقله صادق قد قام على صدقه‬ ‫برهان مما قدمنا‪ ،‬أو نقله مصدقون بضرورة‪ ،‬على ما قد‬ ‫وقع في غير هذا القول؛ وقد ظن قوم أن القسم والشرط‬ ‫والتعجب والشك‪ ،‬وجوه زائدة على ما ذكرنا‪ ،‬وذلك ظن‬ ‫فاسد‪،‬ألنها كلها واقعة تحت قسم الخبر وراجعة إليه‪.‬‬ ‫أما القسم فإنه إخبار بإرادتك إذا قلت‪« :‬واهلل»‪،‬فإن‬ ‫قولك ذلك إنما هو أحلف معظما ألمر اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وأما الشرط فإنه خبر واضح ال خفاء به؛ والشك كذلك؛‬ ‫والتعجب إخبار بالحال التي تعجبت منها؛‬ ‫وقد ظن قوم أن من الخبر ما ال يدخله صدق وال كذب‪،‬‬ ‫وهو إخبار الهاذي بأمر متيقن صحته‪ ،‬لم يقصده‪ ،‬كقوله‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬مات فالن؛ فهذان خبران صحيحان‪.‬‬ ‫قال أبو محمد‪ :‬وهذا الظن غير صحيح ألنه ال يكون مخبرا إال من قصد الخبر‪ ،‬والخبر مع الخبر من باب اإلضافة‪،‬‬ ‫فال خبر إال المخبر‪ ،‬والهاذي ليس مخبرا بكالمه‪ ،‬فكالمه ليس خبرا‪.‬وإذا قد وافانا ذكر األمر فلنقل على أقسامه قوال‬ ‫مجيزا؛ وذلك أن األمر ينقسم أقساما منها‪ :‬الواجب الملزم‪ ،‬وهو عنصر األمر‪،‬ال ينقل عنه لفظ األمر اال بدليل برهاني؛‬ ‫ومنها المحضوض عليه غير الملزم‪ ،‬ومنها المسموح فيه‪ ،‬وهو الذي تركه أفضل؛ ومنها التبرؤ كقول القائل‪ :‬اعمل‬ ‫ما شئت؛ ويكون اآلمر غير راض عن المأمور؛ ومنها الوعيد كقوله تعالى‪{ :‬اعملوا ما شئتم} ‪ 40(/‬فصلت‪)41 :‬؛ ومنها‬ ‫التهكم كقوله تعالى‪{ :‬ذق إنك أنت العزيز الكريم} ‪ 49(/‬الدخان ‪)44‬؛ ومنها تقرير كقول المعصي‪ :‬قد نهيتك فاصبر‬ ‫واحتمل ما أتاك؛ ومنها تعجيز كقوله تعالى‪{ :‬قل كونوا حجارة أو حديدا}‪ 50( /‬اإلسراء‪)17 :‬؛ ومنها ما هو بمعنى‬ ‫الدعاء‪ ،‬كقول القائل‪ :‬ابعد‪ ،‬اخسأ؛ ومنها زجر‪ ،‬كقول القائل‪ :‬اخسئوا فيها؛ومنها تكوين‪ ،‬وليس هذا القسم إال للباري‬ ‫تعالى وحده في أمره ما يريد أن يكون بالكون‪ ،‬وما يريد أن يعدم بالتلف‪ .‬ومنه أمر بمعنى النهي كقول القائل لمن‬ ‫تقدم نهيه إياه عن شيء‪ :‬افعله وسترى ما يكون أو وادري أنك رجل‪ .‬وما أشبه ذلك؛ ومنه أمر بمعنى التعجب كقوله‪:‬‬ ‫أحسن بزيد أي ما أحسنه‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)877‬‬

‫‪16‬‬

‫“رحلة في ذاكرة مدينة إمزورن”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ال يمكن الحديث عن ذاكرة الحاضر إال من خالل سير أعالمها‪ .‬وال يمكن‬ ‫التوثيق لهؤالء األعالم إال عبر تجميع شهادات المجايلين ووثائقهم الخاصة‬ ‫ومدوناتهم المختلفة‪ .‬وال يمكن –كذلك‪ -‬إنقاذ التراث الرمزي وكل ما ال يمكن‬ ‫تدوينه في نسق الحياة الخاصة والجماعية إال عبر تنظيم االشتغال على ذاكرة‬ ‫الزمن الراهن‪ ،‬من خالل المشاهدات المباشرة واالحتكاك الدائم والتوظيف‬ ‫العلمي‪ .‬لذلك‪ ،‬أضحت واضحة هذه العودة لدى الباحثين والمؤرخين نحو‬ ‫استنطاق ذاكرة المدن من خالل سير أناسها وجزئيات حياة ساكنتها‪ .‬وعلى‬ ‫أساس ذلك‪ ،‬أصبحت هذه السير تشكل عناصر لالرتكاز‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬في‬ ‫الكتابة التاريخية التخصصية‪ ،‬ولكن ـ كذلك ـ في مجال االستلهام في مختلف‬ ‫األعمال اإلبداعية‪ ،‬من شعر ورواية وقصة ومسرح وسينما وتشكيل‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫أضحت المدينة‪ ،‬من خالل فضاءاتها ووجوهها وتراثها الرمزي‪ ،‬محورا لكتابة‬ ‫تاريخها‪ ،‬بعيدا عن الهوس الذي انشغل به المؤرخون التقليدانيون بتجميع‬ ‫عناصر االهتمام ومحور التدوين بنقاط المركز وبعواصمه الرئيسية‪ .‬فهناك‪،‬‬ ‫بعيدا في األقاصي‪ ،‬تكمن التفاصيل التي تصنع حياة الناس وتعطي للمجتمع‬ ‫حيويته ونبضه المنتج والمتحرك في موطنه المحلي‪ ،‬كنقطة انطالق لممارسة‬ ‫تأثيراتـه المعيشيـة والحضاريـة في محيطيـه الجهوي والوطني الواسعين‬ ‫والممتدين عبر جغرافية البالد‪.‬‬

‫وهم يتحركون ويسبحون في ذلك الفضاء الفسيح من الكلمات والجمل‬ ‫المؤدية إلى مشاهد متناسلة وتوليدية‪ ،‬تضفي على هذه النصوص مسحة‬ ‫من المتعة والتشويق‪ ،‬وقيمة مضافة‪ ...‬ولتبق هذه النصوص في األخير‪ ،‬صلة‬ ‫وصل بالذاكرة المشتركة لبلدة إمزورن‪ ،‬وهدفا من أجل نشر الوعي بالتحوالت‬ ‫العميقة التي حدثت بأرجاء المدينة‪ ...‬هذه المدينة التي اتسعت رقعتها بسرعة‬ ‫خارقة‪ ،‬وترامت أطرافها‪ ،‬لتصبح بالشكل الذي آلت إليه حديثا‪( ”...‬ص‪.)4 .‬‬ ‫ تنهض نصوص هذا الكتاب على بعد استقرائي وعلى صور انطباعية‬ ‫ال تعطي أي أهمية لعناصر التدقيق المنهجي والصرامة العلمية في التوثيق‬ ‫لشواهد الماضي‪ .‬ويبدو أن األمر مستساغ مادام الكتاب قد ابتعد عن مجال‬ ‫الكتابة التاريخية التخصصية المعروفة‪ .‬ولعل من األمور المثيرة في هذا الباب‪،‬‬ ‫ابتعاد المؤلف –كليا‪ -‬عن االسترشاد بالمادة المصدرية والوثائقية المكتوبة‪،‬‬ ‫ليس فقط في مشاهداته المباشرة‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬عندما كان يتحدث عن‬ ‫ظروف ميالد مدينة إمزورن وتطوراتها المجالية وبنياتها اإلدارية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬فمن المؤكد أن ثمة أعمال رائدة ومؤسسة يمكن أن تغني‬ ‫الموضوع من جوانبه المشار إليها أعاله‪ ،‬خاصة وأن البحث الجامعي األكاديمي‬ ‫قد عرف إنجاز أعمال رائدة ومؤسسة يمكن أن تغني الموضوع من جوانبه‬ ‫المشار إليها أعاله‪ ،‬خاصة وأن البحث الجامعي األكاديمي قد عرف إنجاز أعمال‬ ‫وأطروحات لها قيمتها بهذا الخصوص‪ ،‬وخاصة بشعب التاريخ والجغرافيا وعلم‬ ‫االجتماع بكليات اآلداب بكل من وجدة وفاس وتطوان والرباط‪.‬‬

‫في إطار هذا االهتمام بكتابة تاريخ المدينة وبتحويله إلى ورش للتأمل‬ ‫وللتفكيك‪ ،‬يندرج صدور كتاب “رحلة في ذاكرة مدينة إمزورن”‪ ،‬لمؤلفه األستاذ‬ ‫سليمان عال‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 197‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫الكبير‪ .‬والكتاب‪ ،‬الصادر ضمن منشورات جمعية الريف للذاكرة والتراث‪ ،‬يشكل‬ ‫ وعلى الرغم من أن المؤلف قد اعترف ب”تسلل” قضايا التاريخ بين أسطر‬ ‫تجميعا لشتات ذاكرة المؤلف من معطيات ووقائع‪ ،‬تغطي المرحلة الممتدة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫متنه السردي‪ ،‬فقد ظل هذا “التسلل” حبيس مخزون الذاكرة الفردية‪ ،‬مما خلف‬ ‫من ميالد المدينة إلى يوم ‪ 24‬فبراير من سنة ‪ 2004‬تاريخ الزلزال الذي ضرب‬ ‫عوائق البد وأن تكون موضوعا لالهتمام وللبحث‪ ،‬قبل استثمار عطائها في مجال الكتابات‬ ‫المنطقة كما هو معروف‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابة تاريخية تخصصية مخلصة لضوابط البحث‬ ‫التاريخي العلمي‪ ،‬بقدر ما أنها مشاهدات وكليشيهات حرص المؤلف على تدوينها حفظا لها من الضياع‪ .‬اإلبداعية التخييلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد استطاع الكتاب تقديم معطيات هامة مرتبطة بالتحوالت المجالية لمدينة‬ ‫هي عين راصدة لتحوالت المكان والوجوه‪ ،‬بشكل يدقق في تفاصيل تحول إمزورن من مركز قروي إلى إمزورن وبأعالمها الذين صنعوا هويتها االقتصادية واالجتماعية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على‬ ‫مركز حضري‪ ،‬بما حمله ذلك من إرث استعماري واضح ومن تطورات داخلية مست بنية المجتمع وأنساقه االسترشاد بالكثير من األسماء التي بصمت بحضورها الفعال وجه مدينة إمزورن االقتصادي واالجتماعي في‬ ‫المعيشية ونظمه الفكرية والتربوية والدينية والثقافية‪ .‬وقد أجمل المؤلف مالمح اإلطار المهيكل لتأليفه‪ ،‬مجاالت عدة الزالت معالمها قائمة إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫في كلمة تقديمية جاء فيها‪“ :‬رحلة في ذاكرة مدينة إمزورن‪ ،‬اختصار أدبي اتخذ السرد منهجية للتحرير‪،‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فالكتاب نبش داخل متاهات الذاكرة‪ ،‬ال شك وأنه يحفز همم نخب المدينة إلنقاذ ما يمكن إنقاذه‬ ‫لكن التاريخ سيقتحم مسارها ويدخل على الخط‪ ،‬فيتسلل إلى هذه النصوص السردية‪ ،‬ليزج بها في متاهة‬ ‫الزمان والمكان الماديين إرغاما‪ ...‬لكن ذلك لن يقيدها‪ ،‬ولن يسلب هذا النوع من الجنس األدبي حريته من نقاط الحاضر التي أضحت مهددة باالندثار وبالتالشي‪ ،‬تحت فعل تحوالت المرحلة وجحود اإلنسان‬ ‫في التحليق في فضاء ذلك الزمان وذلك المكان كما يحلو له‪ ،‬مستعمال أجنحته الرفرافة كما يشاء‪ ،‬ليرتفع وعوادي الزمان‪ .‬هي كتابة تركز على الحميميات في سعيها الجاد نحو تحويل عطاء الذاكرة إلى رافعة للتحول‬ ‫بالقارئ إلى األعلى‪ ،‬من حيث يمكن مشاهدة الصور البانورامية التي تخص تلك األمكنة وأولئك األشخاص‪ ،‬وللنهوض‪ ،‬حاال واستقباال‪.‬‬

‫القصر الكبير‪ :‬ندوة علمية في موضوع «التحسيس بمرض شلل الرعاش» ‪PARKINSON‬‬ ‫واحتفاء بالعالمين المغربيين عبد الحميد بنعزوز ‪ ،‬والدكتورة ربيعة بوعلي بنعزوز‬ ‫أقيمت بدار الثقافة ‪ /‬محمد الخمار الكنوني بمدينة القصر‬ ‫الكبير ‪ ،‬مساء السبت ‪ 22‬دجنبر المنصرم ندوة علمية في‬ ‫موضوع» التحسيس بمرض شلل الرعاش ‘’ ‪ parkinson‬من‬ ‫تنظيم المجلس البلدي للمدينة بتعاون مع الجامعة للجميع‬ ‫القصر الكبير ‪،‬هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‪،‬‬ ‫الجمعية المغربية لإلعالم الوسائطي ‪ ،‬منتدى اوبيدوم لإلعالم‬ ‫والتواصل‪ ،‬وتنسيق مع ودادية األطباء ونقابة الصيادلة بالقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وحضور باحثين وطلبة ‪ ،‬وذلك على شرف الدكتور‬ ‫عبد الحميد بنعزوز مدير األبحاث بجامعة بوردو الفرنسية ‪،‬‬ ‫والدكتورة ربيعة بوعلي بنعزوز مهندسة‪ ‬أبحاث علوم األعصاب‬ ‫بجامعة بوردو‪ .2‬‬ ‫لقد كانت المناسبة فرصة إللقاء كلمات من طرف كل من ‪:‬‬ ‫_‪ ‬رئاسة المجلس البلدي ومن خاللها تم التذكير بمبادرة‬ ‫كل من‪ ‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ووزارة‪ ‬الصحة‪.‬‬ ‫ناب االستاذ ادريس حيدر عضو مكتب الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة في كلمته عن الجمعيات‬ ‫صاحبة مبادرة االحتفاء‪ ‬شاكرا كل الطيف الثقافي و االجتماعي على روح التضامن والتعاون باالنتصار للعقل‬ ‫والعلم والعلماء لما فيه صالح اإلنسانية جمعاء‪ ،‬صيانة لكرامة المواطمين‪ ‬‬ ‫وبعدما تحدث األستاذ حيدر عن نقل تجربة الدكتورين ربيعة وعبد الحميد من العالمية إلى المحلية‬ ‫ليستفيد منها أبناء الوطن ‪ ،‬أضاف أن اإلنسانية ستظل‪ ‬مدينة لهذا التحصيل العلمي ‪ ،‬معتبرا مدينة القصر‬ ‫الكبير والدة ‪ ،‬وكون هجرة األدمغة ال بد وأن تعود بالنفع على الوطن ‪،،‬وهذا من شأنه أن يدعم أسس‬ ‫التسامح بين الشعوب‪.‬‬ ‫شكر الدكتور عبد الحميد بنونة رئيس‪ ‬ودادية األطباء بالقصر الكبير المنظمين على مبادرتهم‪ ،‬مثمنا‬ ‫عقد ندوات التكوين المستمر مساهمة في جعل مهنة الطب ترعى صحة المواطن وكرامة الطبيب‪ .‬‬ ‫وعن الشلل الرعاش قال الدكتور بنونة بأن البحث العلمي أضاف مجموعة من المفاهيم التي قد تجعل‬ ‫من هذا المرض قابال للشفاء ‪ ،‬وفتح آفاق جديدة‪.‬‬ ‫وعن تقييمه لتجربة الدكتور بنعزوز أضاف بأننا نشعر باالعتزاز اتجاهها لكونها حافزا نحو إنجازات اخرى‪ ‬‬ ‫و اعتبر الدكتور محمد الرامي العميد السابق لكلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان تكريم‬ ‫الدكتور بنعزوز والدكتورة بو علي تكريما ألبناء المدينة من جهة ‪ ،‬والبحث العلمي من جهة أخرى ‪ ،‬معتبرا‬ ‫انجازهما حافزا لمشاريع علمية أخرى لدى أوساط الطلبة والباحثين‪ .‬‬ ‫السيد محمد العربي‪ ‬عميد كلية متعددة التخصصات العرائش ‪ ،‬شكر المنظمين ودعا إلى تقاسم‬ ‫الخبرات من أجل تنمية الوطن بمشاركة جميع أبنائه سواء كانوا بالداخل او بالخارج‪ .‬‬

‫وثمن السيد حسن الزباخ نائب جامعة‪ ‬عبد المالك السعدي‬ ‫بتطوان ما قدمته المدينة وأبناؤها في سائر المجاالت داعيا‬ ‫الدكتور بنعزوز الى تقديم الدرس االفتتاحي بالكلية المتعددة‬ ‫التخصصات المرتقب افتتاحها مستقبال ‪ ،‬ونفس الشيء بكلية‬ ‫الطب والصيدلة التي سوف تنتقل لمقرها الجديد ‪.‬‬ ‫و تحدث الدكتور سعيد الدكالي عن الجانب االنساني في‬ ‫شخصية صديق الطفولة بنعزوز والذي استمده من شغفه‬ ‫الموسيقي الذي يتوخى االحساس المتميز والدقة والعمق ‪....‬‬ ‫وهي كلها مميزات مطلوبة في عمله الطبي اليومي ‪ ،‬كما تحدث‬ ‫عن الحب والتضحية‪ ‬في حياة المحتفى بهما وكونهما حافزا‬ ‫نحو أن نجتهد ونتقدم‪.‬‬ ‫باقي الكلمات كانت لكل من االستاذ المؤرخ محمد أخريف‬ ‫والذي انطلق من سؤال ‪ :‬لماذا نفتخر بهذه المدينة ؟ مقدما‬ ‫استشهادات دالة من التاريخ القديم والمعاصر على‪ ‬النبوغ المحلي في شتى مناحي الفكر و الذي بلغ أقصى‬ ‫اآلفاق ‪.....‬أما المهندس خالد الضاوي فتحدث عن تقديم النموذج اإليجابي واألمثل لألبناء ومدى تأثير ذلك‬ ‫في حياة اآلباء ‪.‬‬ ‫تتبع الحاضرون بعد ذلك عرض شريط وثائقي صور بمدينة بوردو الفرنسية وخاصة بمركز االبحاث‬ ‫بجامعتها ‪ ،‬يبرز طرق االشتغال مع الفريق المكلف باألبحاث بإشراف من الدكتور عبد الحميد بنعزوز‪ ،‬كما‬ ‫يوضح وجهة نظر العالمين والفريق من مختلف مراحل البحث ‪...‬‬ ‫المحور الثاني من هذا الملتقى تضمن عرضين علميين األول للدكتورعبد حميد بنعزوز تضمن الحديث‬ ‫عن تجربته‪ ‬وفريقه العلمي‪ ،‬كأول من وضع مقاربة عالجية جراحية عصبية جديدة لمرض الشلل الرعاش‪،‬‬ ‫مبنية على التحفيز العميق للنواة تحت المهادية لدى القردة داخل وحدة بحث بالمعهد الوطني للبحث‬ ‫العلمي في جامعة بوردو‪ ،‬ونجاح هذه التقنية وتطبيقها على الحيوانات سمح‪ ‬بالمساهمة في نقله إلى‬ ‫مرضى باركنسون في فرنسا واخيرا في المغرب‪..‬‬ ‫العرض الثاني كان‪ ‬للباحثة المغربية ربيعة بوعلي بنعزوز حيث انطلقت من نشأة األلم لدى الشعوب‬ ‫القديمة وذكره في مؤلفاتهم وتطوره مع الحقب لتصل للحديث‪ ‬على الميكانيزمات الخلوية ذات الصلة‬ ‫باإلحساس باأللم‪ ،‬من أجل تطوير عالجات آلالم األعصاب خاصة لدى مرضى شلل الرعاش ‪....‬‬ ‫الفقرة األخيرة من هذا الملتقى تميزت بتقديم هدايا للعالمين الكبيرين‪ ،‬وسط احتفالية خاصة تليق‬ ‫بمقامهما ‪.‬‬

‫محمد كماشين‬

‫العدد ‪974‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫السليمي يتوقع انتخابات‬ ‫مبكرة وحكومة «وحدة‬ ‫وطنية» في ‪2019‬‬ ‫توقع عبد الرحيم منار السليمي‪ ،‬رئيس المركز األطلســي‬ ‫للدراســـات االستراتيجية والتحليل األمني‪ ،‬أن تشهد سنة‬ ‫‪ 2019‬تشكيل حكومة وحدة وطنية إذا استمــرت الحكومــة‬ ‫في العمل بشكلها الحالي‪ ،‬مضيفا في معرض مشاركته في‬ ‫نقاش هسبريس المباشر أن السيناريو اآلخر هو أن تستعد‬ ‫األحزاب المغربية لالنتخابات‪ ،‬داعيا إلى إعادة إحياء نموذج‬ ‫أحزاب الحركة الوطنية‪.‬‬ ‫ورأى السليمي أن العمليــة اإلرهابية التي شهدتها‬ ‫منطقة إمليل‪ ،‬نواحي مراكش‪ ،‬وراءها عقل مدبر‪ ،‬وهو ما‬ ‫يظهر في وحشية العملية والترويج للفيديو الذي يوثقها وفي‬ ‫الحديث عن وجود أمير‪ ،‬داعيا إلى قراءة الحادث أمنيا بشكل‬ ‫جيد؛ ألن هناك مخاطر متزايدة مع انتقالها إلى البوادي‪،‬‬ ‫وتحول تنظيم «داعش» اإلرهابي إلى فكرة‪ ،‬ووجود المغرب‬ ‫داخل القارة اإلفريقية التي يوجد بها ‪ 64‬تنظيما إرهابيا‪ ،‬رغم‬ ‫عدم تشكيل هذه التنظيمات تأثيرا على مسار المغرب‪.‬‬ ‫واستحضر المحلل السياسي دالالت خروج الشباب والشيوخ للتنديد بهذا العمل اإلرهابي‬ ‫المنعزل‪ ،‬ورأى في ذلك «صمودا للمجتمع أمام الظاهرة اإلرهابية»‪ ،‬وشدد على أهمية عدم السقوط‬ ‫في شرخ اإلسالميين والعلمانيين الذي يمثل نقاشا قد ينتج العديد من المخاطر‪ ،‬ودعا إلى استحضار‬ ‫دروس النقاشات التي عرفها المغرب بعد الحادث اإلرهابي في ‪ 16‬ماي من سنة ‪.2003‬‬ ‫وفي سياق تطرقه للتقارير الدولية التي تتحدث عن حدوث خروقات في بعض القضايا التي‬ ‫شهدها المغرب هـذه السنة مثل أحكام «حراك الريـف»‪ّ ،‬‬ ‫ذكر السليمي بأن وظيفة التقارير تواصلية‪،‬‬ ‫وبأن التقارير تصدر حول الدول التي تعرف تحوال‪.‬‬ ‫ورأى المتحدث أن ما يثير القلق عند تناول مجموعة من القضايـا التي عرفها المغرب خالل هذه‬ ‫السنة هو عندما تتحول النقاشات إلى «نقاشات سياسية ال تعطي ثقة للقضاء»‪ ،‬مضيفا أن في كل‬ ‫الدول يكون هناك احتكام للقضاء وثقة فيه‪ ،‬منتقدا مشكل عدم الثقة في المؤسسات‪ ،‬ال على مستوى‬ ‫اليسار وال على مستوى اإلسالميين والسقوط في الطائفية السياسية باالنتماء إلى طائفـة وليـس إلى‬ ‫الدولة‪ ،‬ورؤية كل شيء مظلما‪ ،‬داعيا إلى «الثقة في القضاء والمراقبة والمقارنة‪ ،‬وأن تكون المرافعات‬ ‫قانونية وتسمح بالتطور»‪.‬‬ ‫وتحـدث السليمي عن اقتــراب المشهـد الحزبي السياسي في سنة ‪ 2018‬من السقوط في‬ ‫«الطائفية السياسية»‪ ،‬رغم مجهودات مؤسسات الدولـة طيلـة السنــوات الماضيـة‪ ،‬مضيفا أن «هذا‬ ‫يظهر في عمل بعض األحزاب السياسية بشكل يمثل عكس فكرة المواطنة‪ ،‬وتمرد بعض الوزراء‬ ‫على الحكومة»‪.‬‬ ‫ورغم غياب كاريزما سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة‪ ،‬وعدم قيام األحزاب السياسية بأي دور‪،‬‬ ‫فإن السياسات العامة للدولة‪ ،‬حسب المحلل السياسي‪ ،‬تسير وتظهر في إطالق القمر الصناعي محمد‬ ‫السادس على سبيل المثال‪ ،‬رغم وجود ما أسماه السليمي بـ«المعارضة الجاهزة التي تنتج إشاعات‬ ‫وأفكارا ببيانات جاهزة أحيانا تسبق الحكومة أو تلي تصريحاتها مباشرة»‪ ،‬كما تحدث في السياق نفسه‬ ‫عن االنتقادات التي وجهت للقطار فائق السرعة (‪ )TGV‬دون االنتباه الى تغييره االقتصاد وهيك َلته‪.‬‬ ‫دعوة الملك محمــد السادس إلى حــوار مباشر وصريح بين المغــرب والجزائــر هي أقصى ما‬ ‫يمكن أن تصل إليه المملكة‪ ،‬حسب السليمي‪ ،‬وهي مبادرة ذات أبعاد استراتيجية‪ ،‬وكانت مفاجئة في‬ ‫ظل قول القيادة الجزائرية للجزائريين الذين تحكمهم إن المغرب عدو يرفض الحوار‪ ،‬وتبين معها أن‬ ‫األطراف الجزائرية ليست ك ّلها ضد الحوار الثنائي‪.‬‬ ‫مبادرة المغرب‪ ،‬حسب المتحدث‪ ،‬جعلت المجتمع الدولي يراقب الجزائر وموقفها‪ ،‬دون أن ينتظر‬ ‫مبادرة أخـرى من المغـرب‪ ،‬وجعلت هناك تخوفا عند البوليساريو من وجود شيء تحت الطاولة بين‬ ‫المغرب والجزائر؛ ألن كل تقارب بينهما سيعصف بورقة الجبهة‪.‬‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬ ‫‪THE UNPLUGGED CLUB‬‬ ‫شارع أبو العالء المعري‬ ‫إقامة ميديتراني الطابق ‪ 1‬رقم ‪2‬‬ ‫‪ 90.000‬طنجة المغرب‬ ‫شركة ذات المسؤولية المحدودة‬ ‫وعنوان مقرها االجتماعي شارع أبو عالء المعري‪ ،‬إقامة ميديتراني الطابق ‪ 1‬رقم ‪2‬‬ ‫‪ 90.000‬طنجة المغرب‬ ‫تأسيس شركة ذات المسؤولية المحدودة‬ ‫رقم التقييد في السجل التجاري ‪93789 :‬‬ ‫بمقتضى عقـد حـر مـؤرخ في ‪ 29‬من شتنبـر ‪ ،2018‬تم إعداد القانـون األساســي لشركة‬ ‫ذات المسؤولية المحدودة بالمميزات التالية ‪:‬‬ ‫ شكل الشركة ‪ :‬شركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬‫ تسمية الشركـة متبوعــة عنـد االقتضــاء بمختصر تسميتها ‪:‬‬‫‪THE UNPLUGGED CLUB.‬‬ ‫ غرض الشركة بإيجاز ‪ :‬أنشطة ترفيهية لألطفال والمراهقين‪.‬‬‫ عنوان المقر االجتماعي ‪ :‬شارع أبو العالء المعري‪ ،‬إقامة ميديتراني الطابق ‪ 1‬رقم ‪2‬‬‫‪ 90.000‬طنجة المغرب‪.‬‬ ‫ المدة التي تأسست من أجلها الشركة ‪ 99 :‬سنة‪.‬‬‫ مبلغ رأسمال الشركة ‪ 10.000 :‬درهم‪ ،‬مقسم كالتالي ‪:‬‬‫السيدة بن عبد الهادي الخياط أمينة ‪ 55 :‬حصة بقيمة ‪ 100‬درهم للحصة‪.‬‬ ‫السيدة بن عبد الهادي الخياط زينب ‪ 45 :‬حصة بقيمة ‪ 100‬درهم للحصة‪.‬‬ ‫ األسماء الشخصية والعائلية وصفات ومواطن الشركاء ‪:‬‬‫السيدة بن عبد الهادي الخياط أمينة‪ ،‬عنوانها ‪ :‬إقامة شكيرة‪ ،‬عمارة ب ‪ 3‬رقم ‪189‬‬ ‫‪ 90090‬طنجة المغرب‪.‬‬ ‫السيدة بن عبد الهادي الخياط زينب‪ ،‬عنوانها ‪ :‬إقامة باب إفريقيا‪ ،‬عمارة ‪ 3‬الطابق ‪ 1‬رقم‬ ‫‪ 90040‬طنجة المغرب‪.‬‬ ‫األسماء الشخصية والعائلية ومواطن مسيري الشركة ‪:‬‬ ‫السيدة بن عبد الهادي الخياط زينب‪ ،‬عنوانها ‪ :‬إقامة باب إفريقيا عمارة ‪ 3‬الطابق ‪ 1‬رقم ‪49‬‬ ‫‪ 90040‬طنجة المغرب‪.‬‬ ‫تم اإليــداع القانونـي بالمحكمــة التجارية بطنجة بتاريخ ‪ 13‬من دجنبر ‪ 2018‬تحت رقم‬ ‫‪.M10181851966‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)439‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪439‬‬

‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪974‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬يناير ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫واخيرا وبعد طول انتظار‪ ،‬أقدم اتحاد طنجة لكرة القدم على فك ارتباطه‬ ‫بالمدرب أحمد العجالني‪.‬‬ ‫العملية لم تكن بالسهلة كما كان يعتقد البعض‪..‬نظرا لتعنت المدرب التونسي‬ ‫الذي رفض فسخ العقد وطالب بالعديد من االمتيازات رغم أن بنود العقد المبرم‬ ‫بين الطرفين واضحة وتنص على أن هدف التعاقد يبقى السير بعيدا في دوري أبطال‬ ‫إفريقيا وبلوغ دور المجموعات على األقل‪.‬‬ ‫ورغم كل ذلك‪ ،‬يمكن القول أن اتحاد طنجة أحسن صنعا بفك ارتباطه بالمدرب‬ ‫العجالني الذي لم يقدم أي شيء التحاد طنجة سوى النتائج السلبية والسخط‬ ‫الجماهيري‪.‬‬ ‫وقد سبق أن نبهنا إلى ذلك وقلنـــا أن اتحاد طنجـــة بطــل المغـــرب فقد‬ ‫هويته وأصبح على عهد المدرب العجالني أكثر من عادي‪ ...‬والدليل هو النتائج‬ ‫التي حققها والهزائم التي تلقاها‪ ..‬والخروج الصاغر لفارس البوغاز من دوري أبطال‬ ‫إفريقيا وعلى يد من ‪...‬على يد فريق جزائري مغمور اسمه شبيبة الساورة بهزيمة‬ ‫في الذهاب ‪ 2-0‬وانتصار صغير في اإلياب ‪ 0-1‬لم يكن كافيا لتحقيق األماني‬ ‫واألهداف وبلوغ المراد‪.‬‬ ‫وتماما كما حدث مع المدرب الزاكي حيث تم تعويضه بمساعده ادريس‬ ‫المرابط الذي قاد الفريق إلى الظفر بلقب البطولة‪ ،‬ها هو اتحاد طنجة يعين عبد‬ ‫الواحد أبو القاسم مدربا مؤقتا إلى حين التعاقد مع مدرب جديد‪....‬‬ ‫الوضعية الصعبة التي يعيشها اتحاد طنجة حاليا تتطلب تضافر جهود الجميع‬ ‫من أجل اإلنقاذ واالبتعاد ما أمكن عن تبادل التهم والتحريض‪.‬‬ ‫وفي نهاية الموسم نتحاسب‪......‬‬

‫انتدابات اتحاد طنجة‬ ‫في الميركاتو الشتوي‬ ‫أعلن رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم السيد عبد الحميد أبرشان أن اتحاد طنجة‬ ‫سيتعاقد مع ثالثة العبين خالل الميركاتو الشتوي لتعزيز صفوف فريقه‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من العب الوداد البيضاوي السابق رشيد حسني ومهاجم‬ ‫نادي فيتا كلوب الكونغولي جان مارك ماكوسو والعب من صربيا يدعىزيلكو‪.‬‬ ‫وتأتي هذه التعاقدات لسد الخصاص الحاصل في العديد من المراكز والسيما‬ ‫في الخط األمامي بعد رحيل الالعب محمد فوزير للسعودية وتقلص مستوى‬ ‫وعطاء كل من النغمي و الكامروني مباي‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫اآلن وبعد رحيل المدرب أحمد العجالني ‪..‬وبعد سلسلة من النتائج‬ ‫السلبية سواء في بطولة الدوري االحترافي أو في كأس العرش أو دوري‬ ‫أبطال إفريقيا واإلقصاء المبكر في الدور التمهيدي الثاني ‪ ..‬مما جعل‬ ‫اتحاد طنجة يفقد هوية البطل ويفقد بالتالي أسلوبه ونهجه‪ ..‬وبعدما‬ ‫بدأت األزمة تنفرج تدريجيا رغم الهزيمة غير المنتظرة أمام أولمبيك‬ ‫أسفي في اللحظات األخيــرة من عمر المبــاراة‪ ....‬آن األوان للمصالحة‬ ‫ونسيان أخطاء الماضي وتضافر جهود كل مكونات فارس البوغاز من‬ ‫العبين وطاقم تقني ومكتب مسير وجماهير وصحافة محلية إلنقاذ ما‬ ‫يمكن إنقاذه وإعادة اتحاد طنجة إلى السكــة الصحيحــة‪ ،‬ألن ذلك هو‬ ‫السبيل الوحيد إلعادة االعتبار وعودة النتائج اإليجابية‪.‬‬

‫الكؤوس اإلفريقية‬

‫فارس البوغاز يقابل الزمالك المصري في مواجهة‬ ‫عربية بثوب إفريقي‪.‬‬ ‫أوقعت قرعة الدور ‪ 23‬مكرر لكأس الكون فدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم فريق اتحاد طنجة في مواجهة‬ ‫الزمالك المصري صاحب األلقاب العديدة على الصعيد‬ ‫الكروي اإلفريقي‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة الذي خرج من دوري أبطال افريقيا مبكرا‬ ‫على يد فريق شبيبة الساورة الجزائري المغمور في الدور‬ ‫التمهيدي الثاني مما أدى الى اقالة مدربه التونسي أحمد‬ ‫العجالني سيقابل فريقا متمرسا بمرجعية تاريخية رغم‬ ‫كونه فقد الكثير من هيبته إفريقيا في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة سيخوض لقاء الذهاب بمصر وعليه ان‬ ‫يحترس حتى ال يتعرض لهزيمة قاسية جدا في هذه‬ ‫المباراة القوية التي تعتبر فرصة لمواجهة فريق متمرس‬ ‫ومناسبة لكسب التجربة وتصحيح األوراق قبل لقاء العودة‬ ‫بملعب ابن بطوطة الكبير‪.‬‬ ‫الرجاء البيضاوي حامل لقب هذه المسابقة وضعته‬ ‫القرعة أمام فريق سهل نسبيا وهو أفريكا ستارز الناميبي‪.‬‬ ‫الفريق البيضـاوي سيكون عليه الدفــاع عن لقبـــه‬ ‫بتحقيق فوز كاســح في مباراة الذهاب بالمغرب‪ ،‬تحسبا‬ ‫للمفاجاة في اإلياب‪.‬‬

‫النهضة البر كانية التي بدأت تستأنس وتتأقلم مع‬ ‫األ جواء اإلفريقية ستواجه فريقا قويا كان قاب من إقصاء‬ ‫الوداد البيضاوي لوال هدف أوناجم القاتل الذي منح التأهل‬ ‫للفريق البيضاوي‪..‬‬ ‫مهمة النهضة البركانية لن تكون بالسهلة وعليها‬ ‫أن تستفيد من الدرس وتعمل على تحقيق فوز كبير في‬ ‫بركان أمام جاراف دكار السينغالي‪.‬‬ ‫أما فريق حسنية أكادير الممثل الر ابع للكرة المغربية‬ ‫في كأس الكاف‪ ،‬فسيرحل إلى إثيوبيا لمالقاة ناديجيما‬ ‫اإلثيوبي وهو فريق مغمور ‪.‬‬ ‫الفريق السوسي عليه أن يلعب باحتراس تحسبا‬ ‫للمفاجاة في انتظار لقاء العودة بملعب أدرار ب أكادير‪.‬‬ ‫دوري اآلبطال‪ :‬الوداد في مجموعة متوازنة‪.‬‬ ‫وأوقعت قرعة دور المجموعات لدوري أبطال افريقيا‬ ‫فريق الوداد البيضاوي الممثل الوحيد للكرة المغربية في‬ ‫هذه المسابقة في المجموعة األولى إلى جانب أندية‪ :‬صن‬ ‫داوز من جنوب إفريقيا وأسيك ميموزا اإليفواري ولوبي‬ ‫ستاروهي مجموعة في المتناول ويمكن للوداد أن يكسب‬ ‫رهانها ويتأهل إلى الدور نصف النهائي‪.‬‬

‫الجمهور المغربي شخصية ‪2018‬‬ ‫استطاع الجمهور المغربي صنع ملحمة تاريخية خالل كأس العالم األ خيرة بروسيا بحضور غفير وإبداع في التشجيع‬ ‫بالفولكلور والزي المغربي‪.‬‬ ‫وشكل الحضور الجماهيــري الغفير للمغاربة بالديار الروسية عمال رئيسيا في تحفيز أسود األطلس الذين قدموا‬ ‫مستويات عالية وكبيرة أمام عمالقة الكرة األوربية من أمثال إسبانيا والبرتغال‪.‬‬ ‫وحطم الجمهور المغربي الر قم ا القياسي أل كبر عدد من جماهير المنتخبات المشاركة في المو نديال إلى جانب‬ ‫الجمهور الروسي‪ ،‬حيث قدرت األرقام الحضور المغربي في ‪ 42000‬مغربيا بينهم ‪ 30‬ألف من الجالية المغربيةا المقيمة‬ ‫بالخارج‪..‬‬

‫العدد ‪974‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫أبرز ما قدمه الالعبون العرب‬ ‫نزهة بيدوان‬ ‫في الدوريات األوربية عام ‪2018‬‬ ‫مستشارة بالمكتب التنفيذي‬ ‫التحاد االتحادات الرياضية‬ ‫العربية‬ ‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫أسدل الستار على عام ‪ 2018‬واستقبلنا العام‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫وبالمناسبة نقدم أهم وأبرز ما قدمه الالعبون‬ ‫الدوليون العرب مع أنديتهم األوربية عام ‪.2018‬‬

‫حكيم زياش ‪:‬‬

‫الدولي المغربي حكيم زيــاش العــب أياكــس‬ ‫أمستردام الهولندي استطاع الفوز بجائزةأفضل‬ ‫العب في الدوري الهولندي لما قدمه من مستويات‬ ‫رائعةوأهداف منحت الفوز لفريقه وللمنتخب المغربي‬ ‫في العديد من المناسبات‪ ،‬حيث تمكن من قيادة فريق‬ ‫أياكس لتأهل لدور المجموعات لدوري أبطال أوربا‬ ‫وشارك مع أسود األطلس في كأس العالم األخيرة‬ ‫بروسيا‪.‬‬ ‫لعب زياش ‪ 52‬مباراة في العام الذي ودعناه مع‬ ‫فريقه أياكس واستطاع تسجيل‪ 22‬هدفا وصنع‪.21‬‬

‫المصري محمد صالح ‪:‬‬

‫ساهم المصري محمد صالح الذي انتقل الموسم‬ ‫الماضي لنادي ليفيربول اإلنجليزي قادما من نادي‬ ‫روما اإليطالي مقابل ‪ 42‬مليون يورو لتكون البداية‬ ‫الحقيقية له على الصعيد الكروي العالمي‪.‬‬

‫ساهم الالعب محمد صالح في بلوغ فريقه المباراة‬ ‫النهائية لدوري أبطال أوربا أمام ريال مدريد االسباني‬ ‫وخسر بحصة‪.3-1‬‬ ‫ونجح صالح في الحصول على لقب هداف الدوري‬ ‫اإلنجليزي في الموسم الماضــي‪ ،‬حيث سجـــل ‪32‬‬ ‫هدفا وقاد فريقه الحتالل الرتبة الرابعة في الدوري‬ ‫اإلنجليزي إلى جانب حصوله على مجموعة من األلقاب‬ ‫الفردية كأفضل العب في البريمير ليغ‪.‬‬ ‫لعب صالح ‪ 54‬مباراة وسجل‪42‬هدفا وصنع ‪.16‬‬ ‫ووصلت القيمة السوقية لالعب المصري حتى اآلن‬ ‫‪15‬مليون يورو‪.‬‬

‫الجزائري رياض محرز ‪:‬‬

‫انتقــل الدولي الجزائري رياض محرز إلى نادي‬ ‫مانشستر سيتي اإلنجليزي قادما من فريــق ليستر‬ ‫سيتي مقابل ‪ 57‬مليون يورو لدعم الخط األمامي‬ ‫لفريق غوارديوال‪.‬‬ ‫وقد لعب رياض محرز ‪ 52‬مباراة في العام الماضي‬ ‫وسجل ‪15‬هدفا وصنع ‪.16‬‬

‫‪19‬‬

‫عين األمير طالل بن بندر بن سعود بن عبد العزيز رئيس المجلس الرياضي العربي‬ ‫ورئيس المكتب التنفيذي التحاد االتحادات الرياضية العربية البطلة العالمية المغربية نزهة‬ ‫بيدوان مستشارة بالمكتب التنفيذي لهذه الهيئة الرياضية العربية‪.‬‬ ‫نزهة بيدوان باإلضافة إلى ذلك تشغل منصب نائب لرئيس االتحاد العربي واإلفريقي‬ ‫لرياضة الترياتلون وعضو لجنة الرياضات المتعددة باالتحاد الدولي للعبة‪.‬‬

‫ريال مدريد يخطط لضم‬ ‫الالعب جونيور فريبو‬

‫اتحاد طنجة يتعاقد مع العبين جدد لمحو‬ ‫الصورة القاتمة في عصبة األبطال‬ ‫أبرشان‪ :‬نرحب باالنتقادات البناءة ونرفض‬ ‫التنظير باألسماء المستعارة‬ ‫يسارع اتحاد طنجة الزمن من أجل الظفر بانتدابات‬ ‫وازنة لمحو الصورة الباهتة التي ظهر بها بطل‬ ‫الموسم الماضي في بداية الموسم الحالي وخروجه‬ ‫من عصبة األبطال بعد ظهوره بصورة مذلة‪.‬‬ ‫واعترف المكتب المسير بأخطائه في بعض‬ ‫القرارات التي اتخذها هذا الموسم واألخطاء التي‬ ‫ارتكبها في عملية االنتدابات الفاشلة‪.‬‬ ‫ووفق مصادر متطابقة‪ ،‬فإن الفريق الذي غادره‬ ‫العب وسط الميدان السنغالي تيون أوساينو بعد فسخ‬ ‫عقده بالتراضي‪ ،‬والتحاقه بناستيك تاراغونا اإلسباني‪،‬‬ ‫ومحمد فوزير المعار‪ ،‬الذي وافق على االنضمام‬ ‫لنادي أحد السعودي في فترة االنتقاالت الشتوية‬ ‫الحالية‪ ،‬في انتظار فسخ عقود العبين آخرين‪ ،‬يحاول‬ ‫امتصاص غضب مشجعيه الذين يطالبون باستقالة‬ ‫مكتبه المسير‪ ،‬بدأ ترميم تركيبته بانتداب العب‬ ‫الوداد البيضاوي رشيد حسني‪ ،‬وحارس المرمى ياسين‬ ‫الخروبي‪ ،‬والالعب السلوفيني زيلكو فيليبوفيتش‬ ‫القادم من دينامو بريست البيالروسي ‪ .‬وفي الطريق‬ ‫للتوقيع مع الالعب موكوكو باتيزاديو ‪ ،‬المحترف بنادي‬ ‫فيتا كلوب الكونغولي‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬دعا حميد أبرشان‪ ،‬رئيس الفريق‪،‬‬ ‫الغاضبين إلى الحوار وتقديم المقترحات البناءة‪ ،‬مجددا‬ ‫الدعوة لمن يرى نفسه صاحب رؤية ومشروع فيهما‬ ‫مصلحة اتحاد طنجة أن يسارع باالنخراط في النادي‪،‬‬ ‫بدل االكتفاء بالتنظير من خلف الشاشات والعضويات‬

‫المستعـــارة ــ حسب تدنوينة أبرشـــان ــ بصفحته‬ ‫الخاصة على فايسبوك‪ ،‬معترفا بقساوة الخروج من‬ ‫عصبة األبطال‪« ،‬اإلقصاء من عصبة األبطال اإلفريقية‬ ‫كان قاسيا على الجميع‪ ،‬جمهورا وإدارة والعبين‪..‬‬ ‫ولكن ال بأس من العودة بالذاكرة خمس سنوات إلى‬ ‫الوراء‪ ،‬حيث كان التتويج بلقب البطولة أو المشاركة‬ ‫في العصبة حلما بعيد المنال أوضربا من الخيال‪ .‬لذلك‬ ‫من اإلنصاف تقدير العمل الذي أنجز في السنوات‬ ‫الخمس األخيرة حتى وصل االتحاد إلى مكانته الحالية‪،‬‬ ‫ومعظم األهداف المُسطرة قد تحققت بفضل اهلل‬ ‫وتظافر جهود الجميع»‪ .‬ودعا رئيس اتحاد طنجة إلى‬ ‫التفاؤل بالمستقبل»بالطبع كان باإلمكان أحسن مما‬ ‫كان‪ ،‬ولكن هذا اإلقصاء لن يثنينا عن السعي لتحقيق‬ ‫طموحات هذه المدينة وجمهورها الوفي‪ ..‬خاصة وأن‬ ‫اتحاد طنجة صار يضرب له ألف حساب وبات االنضمام‬ ‫إلى صفوفه مطمحا لالعبين والمدربين‪.‬‬ ‫كما ال يخفى على كل ذي عين‪ ،‬المصداقية‬ ‫والسمعة اللتان اكتسبهما االتحاد‪ ،‬ال ّ‬ ‫أدل على ذلك‬ ‫من الثقة التي وضعها المستشهرون والمحتضنون‪،‬‬ ‫ذوو الصيت العالمي‪ ،‬معترفا بارتكاب مكتبه ألخطاء‬ ‫أدت إلى الصورة الباهتة للفريق هذا الموسم» بالطبع‪،‬‬ ‫وكأي عمل بشري البد أننا أخطأنا التقدير في بعض‬ ‫المواقف‪ ،‬وهو أمر نتقبل بشأنه النقد‪ ،‬ولكن ذلك‬ ‫النقد البناء الذي تحركه الغيرة على الفريق ال المصالح‬ ‫الشخصية»‪.‬‬

‫وضعت ادارة نادي ريال مدريد اإلسباني عينها على الالعب اإلسباني الشاب‪-‬جونيو فريبو‪-‬‬ ‫الظهير األيسر لفريق ريال بتيس حيث قرر النادي الملكي الدخول في صراع مع فريقي أرسنال‬ ‫ومانشستر سيتي اإلنجليزين من أجل ضمه‪.‬‬ ‫وأصبح الالعب – جونيور فريبو ‪ -‬واحدا من أهداف ريال مدريد‪ ،‬حيث يسعى للتعاقد معه خالل‬ ‫الصيف المقبل من أجل تدعيم مركز الظهير األيسر خاصة بعد األداء الكبير والرائع الذي قدمه‬ ‫هذا الالعب الشاب خالل الموسم الحالي‪.‬‬ ‫الفريق الملكي أبدى استعداده لدفع‪50‬مليون يورو من اجل التعاقد معه وهي قيمة فسخ عقده‬ ‫مع ريال بتيس‪.‬‬

‫استمرار التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬ ‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل وإعادة التسجيل‬ ‫للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬كما أن أنشطتها متواصلة‪ ،‬طيلة فصل‬ ‫الصيف دون توقف‪ .‬وعلى الراغبين في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي‬ ‫(‪ )0661720614‬أو الحضور بملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى الخامسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬

‫العدد ‪974‬‬

‫الثالثـاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬ينايـر ‪2019‬‬

‫اليوم العالمي للغة العربية‬ ‫وسعتُ كتـاب اهلل لفظـاً وغايـة وما ضقتُ عن آي به وعظــات‬ ‫ٍ‬ ‫فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسمــا ٍء لـمخترعــات‬

‫مر يوم ‪ 18‬دجنبر الماضي كأيام اهلل العادية‪ ،‬إال من‬ ‫كتابات «يتيمة « في بعض الصحف‪ ،‬ولقاءات «محتشمة»‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬لتخليد اليوم العالمي للغة العربية‪ ،‬ذاك اليوم‬ ‫من سنة ‪1973‬الذي أصدرت فيه الجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬قرارها ‪ ،3190‬القاضي بجعل اللغة العربية لغة‬ ‫رسمية من بين لغات العمل بالمنظمة األممية‪ .‬ويعود‬ ‫الفضل في ذلك إلى المغــرب الذي ضغط‪ ،‬منــذ بداية‬ ‫الستينات‪ ،‬إلى جانب بعـــض الدول العربية‪ ،‬من أجل أن‬ ‫تصبح اللغة العربية لغة رسمية لألمم المتحدة إلى جانب‬ ‫االنجليزية والصينية واإلسبانية والفرنسية والروسية‪.‬‬ ‫وقد تم االتفاق على جعل يوم ‪ 18‬دجنبر من كل سنة‬ ‫«بوما عالميا للغة العربية» خالل انعقاد الدورة التسعين‬ ‫بعد المائة للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بتاريخ‬ ‫اكتوبر ‪ .2012‬حيث تم اعتماد اللغة العربية كأحد العناصر‬ ‫األساسية لعملها وداخل الهيئة االستشارية للخطة الدولية‬ ‫بتنمية الثقافة العربية التابعة لليونسكو‪.‬‬ ‫وتعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات انتشارا واستخداما‬ ‫في العالم‪ ،‬وقد أبهرت العالم خالل القرون الوسطى‬ ‫بقدرتها على استيعاب شتى العلوم الدقيقة كالرياضيات‪،‬‬ ‫والطبيعيات‪ ،‬والطب‪ ،‬والصيدلة‪ ،‬والفيزياء والكمياء‪،‬‬ ‫والهندسة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬والسياسة واالقتصاد‪،‬‬ ‫والموسيقى والفلسفة‪ ،‬والفلك‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وبرز في كل تلك‬ ‫العلوم‪ ،‬نبغاء عرب ومسلمون‪ ،‬حللوا في اآلالف من كتبهم‪،‬‬ ‫نظريات من سبقوهم‪ ،‬خاصة من علماء اليونان‪ ،‬والرومان‪،‬‬ ‫وصححوا عددا منها‪ ،‬و كانت تعتبر حقائق ثابتة‪،‬‬ ‫ومن أبرز علماء العرب والمسلمين القدماء البيروني‬ ‫وابن شاكر‪ ،‬في الرياضيات والكندي الذي قال عنه بعض‬ ‫المستشرقين إنه واحد من إحدى عشرة شخصية تمثل‬ ‫قمة الفكر اإلنساني‪ ،‬وابن الهيثم في الحساب والهندسة‬ ‫والظواهر الطبيعية‪ ،‬والرازي وابن سينا وابن رشد وابن‬ ‫السراج في الطب‪ ،‬والخوارزمي وابن باجة والبرجاني‬ ‫والحارثي في الجبر والرياضيات‪ ، ،‬وغيرهم كثير كثير ممن‬ ‫عم فضلهم عالم المعرفة في القرون الوسطى ولغاية‬ ‫بزوغ عصر النهضة األوروبية‪ ،‬التي استلهمت من العلوم‬ ‫العربية واالسالمية ومن اللغة العربية بالذات‪،‬التي كانت‬ ‫لغة العلم والألدب والحضارة‪ ،‬ما مكن شعوبها من تحقيق‬ ‫نهضة علمية أهلتها لتحتل المكانة التي لها اليوم في‬ ‫شتى مجاالت العلوم‪ .‬ويكفي أن نعلم أن علماء أوروبا من‬ ‫ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا كانوا يطلبون العلم في‬ ‫األندلس‪ ،‬والبالد العربية المجاورة كالمغرب حيث إن بابا‬ ‫الكنيسة الكاتوليكية‪ ،‬الفرنسي «سيلفيستر الثان ي �‪Syl‬‬ ‫‪ vestre II‬قصد جامعة القرويين بعد مروره بمدارس‬ ‫العلم بقرطبة‪ ،‬لدراسة علوم الرياضيات والطب والفلسفة‪.‬‬ ‫وله يعود الفضل في نشر األرقام العربية في أوروبا التي‬ ‫تخلت بعد ذلك عن األرقام الرومانية ‪ .‬وكان شباب الغرب‬ ‫المسيحي يتباهون بمعرفتهم باللغة العربية وقدرتهم‬ ‫على التعبير بها‪ ،‬األمر الذي أثار حفيظة رجال الدين الذين‬ ‫طالبوا شباب بلدانهم بالتمسك بلغاتهم خشية فقدان‬ ‫هويتهم األوروبية المسيحية‪ .‬ومنهــم القــس األندلسي‬ ‫«ألفارو دي كوردوبا» ‪ Alvaro de Cordoba‬الذي نشر‬ ‫وثيقة بعنوان «البيان المنير » �‪Indiculus lumino‬‬ ‫‪ sus‬يتحسر فيه على انصراف قومه إلى اللغة العربية‪،‬‬ ‫وخاصة الشباب منهم‪ ،‬من أجل تحسين أسلوبهم وملكات‬ ‫التعبيرلديهم‪ ،‬عبر حفظ أشعار العرب وقراءة كتبهم‬ ‫واالستمتاع بموسيقاهم‪.‬‬ ‫فأين نحن اليوم من أمجاد اللغة العربية ومن إشعاعها‬ ‫الفكري والثقافي والعلمي‪ ،‬الذي أنار طريق شعوب كثيرة‬ ‫نحو التقدم العلمي واالرتقاء المجتمعي؟‬ ‫لعل بعض جوانب الجواب نجدها في قصيدة حافظ‬

‫إبراهيم التي أشاد فيها بلغة الضاد ونبه إلى خطورة‬ ‫عمليات الهدم «من الداخل» التي تتعرض لها على يد‬ ‫أبنائها المنبهرين باللغات األجنبية‪ ،‬والذين ينعتون لغتهم‬ ‫بكونها لغة «صعبة» «متخلفة» و «عاجزة» عن مسايرة‬ ‫العصر‪ ،‬وتناسوا أنها هي من حققت لبلدان الغرب األكثر‬ ‫تقدما وتطورا‪ ،‬أسباب هذا التقدم والتطور حين وضعت‬ ‫بين أيديهم‪ ،‬آلية امتالك العلوم العربية واإلسالمية‪ ،‬يوم‬ ‫كان ملوك فرنسا ال يغتسلون إال بعد أن يقوم الكهنة‬ ‫بترتيل «تسبيحاتهم» على الماء لطرد الشياطين منها !‬ ‫اللغة العربية ليس لها ما تثبته اليوم في مواجهة‬ ‫متهميها بـــ «العقم» بعد أن ثبت لدينا أن العيب فينا‬ ‫وليس في اللغة‪ ،‬في قاداتنا وحكامنا ومدبري شؤون التعليم‬ ‫في مدارسنا وجامعاتنا ومعدي برامج التعليم في بلداننا‬ ‫المنبهرة قياداتها بلغات المستعمر وثقافة المستعمر‪،‬‬ ‫وحضارة المستعمر القديم والجديد الذي حارب لغتنا العربية‬ ‫وحاول طمس معالمها وبث الشكوك في عقول شبابنا في‬ ‫قدرة لغتنا العربية على مساير العصر‪ ،‬عصر المستعمر‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ولنا في المارشال ليوطي‪ ،‬أول مقيم عام‬ ‫فرنسي بالمغرب‪ ،‬أسوأ مثال على ذلك‪ ،‬حيث إنه أرسى‬ ‫مخططاته التعليمية على مبدأ «ضرب اللغة العربية» حتى‬ ‫يسهل ضرب وحدة الشعب المغربي وهو ما حاول الوصل‬ ‫إليه عبر الظهير البربري في ‪ 16‬مارس ‪ ،1930‬أي بعد‬ ‫‪ 18‬سنة فقط‪ ،‬من معاهدة الحماية !‪..‬ومع أن مادة «الراب»‬ ‫(العربية) لم يكن حظها من التوزيع الزمني إال ساعة في‬ ‫اليوم‪ ،‬غاليا الساعة األخيرة‪ ،‬فإن التالميذ استطاعوا أن‬ ‫يكتسبوا مهارات عالية في اللغة العربية‪ ،‬إمالء ونحوا وصرفا‬ ‫وتعبيرا‪ ،‬إلى درجة أن علوم البالغة كانت تدرس في األولى‬ ‫ثانوي (اآلولى إعدادي اليوم) !‬ ‫ولوال يقظة الحركة الوطنية التي عممت‪ ،‬باكرا‪،‬‬ ‫المدارس الحرة في شمال المغرب (حزب اإلصالح الوطني‬ ‫وحزب الوحدة واالستقالل) وجنوبه‪( ،‬حزب االستقالل وحزب‬ ‫الشورى واالستقالل)‪ ،‬لكانت اللغة العربية اليوم‪ ،‬أردأ‬ ‫وضعا وأسوأ حاال !‬ ‫ولعل من أسباب ضعف اللغة العربية اليوم‪ ،‬ضغط‬ ‫اللهجات العامية التي يراهن خصوم العربية على تسريبها‬ ‫إلى مناهج التعليم بعد أن «عمموها» في وسائل االعالم‬ ‫واالتصال‪ ،‬وفي الفضاءات العامة‪ ،‬بمباركة من الحكام‪،‬‬ ‫الذين‪ ،‬إلى جانب ذلك‪ ،‬تساهلوا في تعليم اللغة العربية‬ ‫وفق مناهج حديثة‪ ،‬وطرق تدريس علمية متطورة تحبب‬ ‫تعلم اللغة العربية في نفوس الطالب‪ ،‬حتى ترسخت في‬ ‫أذهان التالميذ والطلبة فكرة أن «الراب» لغة صعبة للغاية‬ ‫وأن ال فائدة من تعلمها ما دامت لغة «متحفية»‪ ،‬ميتة‪،‬‬ ‫إلى جانب الالتينية واليونانية القديمة ! والغريب أال شيء‬ ‫يوحي بأن مجهودا ما يبذل من أجل أن تتحول اللغة‬ ‫العربية إلى لغة رسمية بالفعل‪ ،‬عن طريق اإللزام و التعميم‬ ‫‪ ،‬باستثناء منشور عممه رئيس الحكومة العثماني مؤخرا‬ ‫طالب فيه مسؤولي الدولة بإلزامية استعمال اللغة العربية‬ ‫أو األمازيغية في المراسالت الرسمية ‪ ،‬وهو منشور سبقه‬ ‫إليه جل المتعاقبين على كرسي الوزارة األولى قبله‪ ،‬ليظل‬ ‫منشورا شكليا وبدون فائدة !‪..‬‬ ‫الموضوع يحتاج إلى متخصصين في علوم التدريس‬ ‫ووضع المناهج‪ ،‬ليس‪ ،‬بالضرورة من بين أصحاب‬ ‫«الشهــادات والحيثيات التي «تخلـــع»‪ ،‬بل إلى «خبــــراء‬ ‫ومجربين» يحملون حب اللغة العربية في قلوبهم‪ ،‬والغيرة‬ ‫عليها في أعماقهم‪ ،‬وهمّ العربية في وجدانهم !‬ ‫وإلى اللقاء يوم الثالثاء ‪ 18‬دجنبر ‪ 2019‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫األخيرة‬ ‫امحمد جبرون يكتب «في هدي‬ ‫القرآن في السياسة والحكم»‬ ‫�أطروحة بناء املعامالت ال�سيا�سية على القيم‬

‫عنوان الكتاب الجديد الذي صدر قبل أيام‬ ‫عن المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‬ ‫الذي يوجد مقره بالدوحة‪ ،‬وهو الكتاب الذي‬ ‫بدأ األستاذ امحمد جبرون‪ ،‬االشتغال عليه منذ‬ ‫‪ ،2014‬ويندرج ضمن جهود تجديد الفكر‬ ‫السياسي اإلسالمي‪ ،‬ويدشن مقاربة جديدة‬ ‫لقضايا السياسة من منظور إسالمي‪ ،‬مقاربة‬ ‫تتجاوز عمليا وبشكل علمي راشــد «نظرية‬ ‫الحاكمية» التي سادت الفكــر السياســي‬ ‫اإلسالمي وال زالت‪ ،‬وتعتبر الروح األيديولوجي‬ ‫للفكرالداعشي‪.‬‬ ‫ويمثل هذا الكتاب حلقة أساسية ضمن‬ ‫المشروع الفكري التجديدي في مجال الفكر‬ ‫السياسي اإلسالمي و الذي أصدر بخصوصه‬ ‫الدكتور جبرون‪ ،‬لحد اآلن ثالثة أجزاء‪ :‬مفهوم‬ ‫الدولة اإلسالمية‪ :‬أزمة األسس وحتمية‬ ‫الحداثة؛ ونشأة الفكر السياسي اإلسالمي‬ ‫وتطوره؛ والكتاب الجديد «هدي القرآن في‬ ‫السياسة والحكم»؛ وسيصدر في المستقبل‬ ‫ضمن نفس السلسلة‪ ،‬كتاب «الفكر السياسي‬ ‫اإلسالمي بعد عصر التدوين»‪ ..‬ويستند هذا‬ ‫المشروع على فرضية رئيسة‪ ،‬أن القيم هي‬ ‫أساس تشريعي ثابت وأصيل‪ ..‬وهي حكم‬ ‫على غيرها‪ ،‬ويمكن من خاللها تأطير مجال‬

‫المعامـــالت اإلنسانيــة على امتدادهــا دون‬ ‫مشاكل مع العصر‪ ،..‬حسب ما أوضح الدكتور‬ ‫جبرون‪ ،‬بل أكثر من ذلك‪-‬يضيف‪ -‬تشكل‬ ‫منطلقا للتحالف والتواصل مع دعاة الخير حيثما‬ ‫وجدوا ومهما كان دينهم واعتقادهم‪.‬‬ ‫الدكتور امحمد جبرون و من خالل إعالنه‬ ‫عن الكتاب‪ ،‬أكد أن كتاب «في هدي القرآن‬ ‫في السياسة والحكم» محاولة جادة إلخراج‬ ‫الفكر السياسي اإلسالمي من ضيق التاريخ‬ ‫إلى رحابة القيم التي تشكل مشتركا إنسانيا‪،‬‬ ‫ويشكل أيضا أرضية متينة الستيعاب كافة‬ ‫الحساسياتالفكريةوالثقافية‪..‬‬ ‫و تشاء األقدار‪ ،‬حسب امحمد جبرون‪ ،‬أن‬ ‫يصدر هذا المتن التجديدي مع حدث أليم‬ ‫عاشه المغرب‪ ،‬قبل أيام ويتعلق األمر بمقتل‬ ‫السائحتين األسكندنافيتين‪ ،‬وهو الحدث الذي‬ ‫يحيل على تأويالت وقراءات تاريخية لإلسالم‬ ‫وهديه ال زالت نافذة إلى اليوم‪ ،‬ونتعايش‬ ‫معها بشكل فصامي»‪.‬‬ ‫وسيكون الكتاب موجــودا رهن إشــارة‬ ‫القراء بمعرض الكتــاب بالبيضاء خالل شهر‬ ‫فبراير القادم‪.‬‬

‫طنجة الملهمة في سرديات الباحث‬

‫األستاذ عبد الصمد العشاب‬

‫الطـرح المتميــز الذي عالجــه الباحــث‬ ‫األستاذ المرحـــوم عبد الصمـد العشــاب‬ ‫لــه دالالت عــدة‪ ،‬وتسلــســل بموجبــه‬ ‫استفهامـــات تولدت والتي تطــرح في أولها‬ ‫وآخرهـا عن ميـزة طنجة من بين المدن‬ ‫العالمية‪ ،‬بصفتها مدينــة تألــف وتؤلف‪ ،‬تقع‬ ‫فوق هضبة تطل على البحرين‪ ،‬وأريجها من‬ ‫عبق التاريخ‪ ،‬وزائرها والقاطن بها يتفسخ من‬ ‫هذا العبق في دورات زمانه‪.‬‬ ‫فوق هضبة طنجة تمازجت حضارات‪،‬‬ ‫كانت قائمة أو عــابــرة بهــا‪ ،‬وتناجــت مع‬ ‫الوافدين إليهـا من الرومــان‪ ،‬والفينيقيين‪،‬‬ ‫وأوروبيين‪ ،‬وإفريقييــن‪ ،‬وعــــرب وهـــنا‬ ‫يكـمـن الســر في هـــذا التنوع الحضاري في‬ ‫االنجذاب إليها‪ ،‬ألن كل حضارة لها بصمة في‬ ‫وجودها‪.‬‬ ‫في هــذا السيــاق‪ ،‬تمــت المصاهـــرة‬ ‫بين حاكمهـا «يوبا الثاني» مع الحضارة‬ ‫الفرعونيـة‪ ،‬إذ تزوج بابنـة «كيلوباترة» ملكـة‬ ‫مصــر‪ ،‬وممــا أتــت به في جهازها مائدة‬ ‫طعام «الطيفور» كمائدة نضع فوقها األكل‬ ‫أثناء الوجبات‪ ،‬ومازال هذا الطيفور نستعمله‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬كمــا في صعيـد مصر‪ ،‬اصطالحا‪.‬‬ ‫واسم الطيفـور المتـداول بيننــا هو اصطــالح‬ ‫فرعوني‪ ،‬وسجـل تاريـخ الحضـارات أنها كانت‬ ‫معبرا لفتح األندلس‪ ،‬حيث سادت العلوم‬

‫والفنون لمدة ثمانية قرون نصل منها الغرب‬ ‫األوروبي في ميدان الطب واألدب وسائر‬ ‫العلوم واالبتكار في ميدان الموسيقى‪.‬‬ ‫البيئة الجذور التاريخية تفرز مبدعين‬ ‫بالفطرة‪ ،‬فتـراوح الباحــث بين بيئـــة علمية‪،‬‬ ‫وبين منابع الثقافة‪ ،‬ومن توجيه المشمول‬ ‫برحمته أستاذنا وحبيبنا سيدي عبد اهلل كنون‬ ‫الحسني أسكنه اهلل فسيح جنانه‪.‬‬ ‫نستشـف من هذا البحث‪ ،‬أن األستاذ عبد‬ ‫الصمــد العشــاب أرَّخ لفطاحلنا من خالل‬ ‫أثــارهم األدبية ــ والفكــرية حتى العقائدية‬ ‫مدركين أن الباحث عبد الصمد ملما بشمولية‬ ‫ما تطرق إليه هؤالء‪ ،‬ومتفحص‪ ،‬ومستنتج أن‬ ‫هناك تنوعا إبداعيا في مجال الفن واألدب‪،‬‬ ‫والصحافة‪ ،‬وكذا في مجال المقالة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫الكتابة الكاريكاتورية والملحمة الشعرية‬ ‫جادت بها مدينة طنجــة من إلهامهــا لهؤالء‬ ‫الفطاحل‪ ،‬قاسمهم المشترك الواحد هو‬ ‫اإلقامة‪ ،‬في المدينة أو العابرين فقطنوا بها‬ ‫فأنتجوا وأبدعوا‪.‬‬ ‫ كتاب «من أعالم طنجـة في العلم‬‫واألدب والسياسة» بجـــزأيــه لألستــاذ عبد‬ ‫الصمد العشــاب‪ ،‬إشراقــة ساطعــة لمبدعي‬

‫طنجة يجب قراءته بتمعن‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬