Achamal n° 975 le 08 Janvier 2019

Page 1

‫ارتفاع حركة النقل الجوي‬ ‫بمطار الحسيمة الدولي‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 975‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 31‬ربيع الثاين ‪� 08 / 1440‬إلى ‪ 14‬يناير ‪2019‬‬

‫احتل مطار الشريف اإلدريسي الدولي‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬المرتبــة الثالثة‪ ،‬وطنيــا‪ ،‬خالل‬ ‫األشهر ال ‪ 11‬األولى من سنة ‪2018‬ـ يأداء‬ ‫يعادل ‪ 0,36‬بالمائة من حركة النقل الجوي‬ ‫اإلجمالية بكافة مطارات المغرب‪.‬‬ ‫ويشكــل ‪ ‬هــذا األداء القفـــزة‪ ،‬برأي‬ ‫المختصين‪ ،‬قفزة نوعيةـ شهدتها حركة‬ ‫النقل الجوي على مستوى مطار الشريـــف‬ ‫اإلدريسي بالحسيمة خالل عام ‪ ،2017‬حيث حقق نموا قياسيا بنسبة ‪ 31‬في المائة‪ ،‬ليصل عدد‬ ‫المسافرين إلى ‪ 59‬ألفا و ‪ 676‬مسافرا‪ ،‬مقابل ‪ 45‬ألفا و ‪ 560‬مسافرا سنة ‪.2016‬‬ ‫وخالل األشهر األحد عشرة األولى من العام الجاري‪ ،‬واصلت حركة النقل الجوي بمطار الشريف‬ ‫اإلدريسي النمو‪ ،‬محققة ارتفاعا إجماليا بنسبة ‪ 8,46‬في المائة‪ ،‬لينتقل عدد المسافرين من ‪ 67‬ألفا و‬ ‫‪ 644‬شخصا عام ‪ 2017‬إلى ‪ 73‬ألفا و ‪ 364‬مسافرا بين يناير ونونبر من عام ‪.2018‬‬

‫المغرب ـ إسبانيا ‪:‬‬

‫ميناء طنجة المتوسط في قلب التعاون‪ ‬‬ ‫االقتصادي المغربي اإلسباني‬

‫صادقت السلطات المينائية في كل من ميناء طنجة المتوسط وميناء مدينة مالقا اإلسبانية‪ ،‬عاصمة منطقة األندلس‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫وميناء سانتا كروس لتينيريفي على مذكرة تفاهم من أجل تنشيط حركة المالحة السياحية‪ ‬في المنطقة األطلسية‪ ،‬ما سوف‬ ‫يعزز التعاون المشترك القائم خالل السنتين الماضيتين ‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫هل يفلت بنشماش من «محاولة االنقالب»‬ ‫في حزب األصالة والمعاصرة؟‬ ‫هل ينجح حزب األصالة والمعاصرة في‬ ‫تجاوز األزمة التي يشهدها هذه األيام‪ ،‬والتي‬ ‫بلغت حد «محاوالت انقالب» على أمينه العام‬ ‫حكيم بنشماش؟‪.‬‬ ‫ينتظر أن يعقد الحزب الذي يعد ثاني قوة‬ ‫سياسية في مجلس النواب‪ ،‬نهاية األسبوع‬ ‫الجاري‪ ،‬اجتماعا لمكتبه السياسي مع أعضاء‬ ‫المكتب الفيدرالي‪ ،‬من شأنه مناقشة تداعيات‬ ‫األزمة التي شهدها الحزب طــوال المـدة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وما نجم عنها من تصدعات وغليان‬ ‫بمراكش وسوس‪.‬‬ ‫وأكد مصدر من المكتب السياسي‪ ،‬في‬ ‫تصريح لجريدة هسبريس اإللكترونية‪ ،‬أن‬ ‫االجتماع سيعرف مناقشة الخطوات المناسبة‬ ‫التي سيتم اتخاذها للتعامل مع األوضاع‬ ‫بالحزب‪ ،‬خاصــة بعــد تعالي مجموعــة من‬ ‫األصوات الداعية إلى عدم قبول ما سيتم‬ ‫تسطيره من «لجنة الحكماء»‪.‬‬ ‫وأشار مصدر هسبريس‪ ،‬غير راغب في‬ ‫كشف هويتــه‪ ،‬إلى أن األوضاع حاليا داخل‬ ‫«حزب الجرار» تسير في االتجـاه اإليجابـي‬ ‫والسليم‪ ،‬و«سيتم الخروج بخالصات من أجل‬ ‫العودة بقوة إلى المشهد السياسي‪ ،‬حيث‬ ‫سيتم عقد لقاءات مع أعضاء الحزب بالمجلس‬ ‫الوطني المنتشرين بمختلف األقاليم»‪ ،‬وفق‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫وبخصوص دعــوة فاطمــة الزهـــراء‬ ‫المنصوري‪ ،‬رئيسة المجلس الوطني‪ ،‬إلى عقد‬ ‫دورة المجلس الوطني‪ ،‬أكد مصدر هسبريس‬ ‫أن «مفاوضات تجري على قدم وساق معها»‪،‬‬ ‫ملمحا إلى «إمكانية التوافق وإنهاء الخالف‬ ‫الدائر بينها وبين القيادة الحزبية»‪.‬‬

‫وأشار المتحدث نفســه إلى أن اجتمــاع‬ ‫المكتبين السياسي والفيدرالـــي‪ ،‬المزمــع‬ ‫عقده السبت المقبـل‪ ،‬سيعـرف مناقشـة‬ ‫دعوة المنصوري إلى عقد اجتماع للمجلس‬ ‫الوطني‪ ،‬الفتا االنتباه إلى أنه في حالة ما لم‬ ‫يتم التوصل إلى أي اتفاق مع القيادية ذاتها‬ ‫«سيتم استعمال حق المكتب السياسي الذي‬ ‫يكفله له القانون األساسي»‪.‬‬ ‫وشهد االجتماع األخير للمكتب السياسي‬ ‫لـ «البام» غليانا واسعا‪ ،‬بسبب ما أسمته‬ ‫مصادر هسبريس تصرفات أعضاء «لجنة‬ ‫الحكماء»‪ ،‬ومحاوالتهم «قيادة انقالب على‬ ‫األمين العام بنشماش»‪ ،‬الذي عبر عن غضبه‬

‫من هذه التصرفات‪ ،‬وقال‪« :‬هي محاولة انقالب‬ ‫على المؤسسات برمتها للحزب‪ ،‬وليس على‬ ‫شخصي فحسب‪ ،‬وهذا انقالب على الشرعية‬ ‫الديمقراطية للحزب ونوع من الوصاية والحجر‬ ‫علىالمناضلين»‪.‬‬ ‫ولوح أعضاء المكتب السياسي باتخاذ‬ ‫تدابير في حق المخالفين لتوجهات المكتب‬ ‫السياسي‪ ،‬حيث شددوا‪ ،‬وفق مصدر هسبريس‪،‬‬ ‫على «ضرورة وضع حد لهذه التصرفات‪ ،‬مع‬ ‫إحالة المخالفين على لجنة األخالقيات»‪ ،‬في‬ ‫إشارة إلى القيادي المثير للجدل عبد اللطيف‬ ‫وهبي‪.‬‬

‫• عن «هسبريس»‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِإ� َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫‪2‬‬

‫الثانوية التأهيلية ادريس بنزكري بتطوان‬ ‫تنظم ورشة تكوينية حول التربية‬ ‫على وسائل اإلعالم‬

‫نظم نادي التربية على المواطنة وحقوق‬ ‫اإلنسان بالثانوية التأهيلية ادريس بنزكري‬ ‫بتطوان‪ ،‬يومه الجمعة ‪ 28‬دجنبر ‪ 2018‬ورشة‬ ‫تكوينية حول موضوع «التربية على وسائل‬ ‫اإلعالم في المؤسسات التعليمية»‪ ،‬من تأطير‬ ‫مسؤول بجريدة بريس تطوان اإللكترونية‪.‬‬ ‫وتضمنت الورشة التكوينية عرضا حول‬ ‫مختلف األدوار التي يلعبها اإلع�لام في حياة‬ ‫الفرد والمجتمع وخصوصا داخل المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬باعتبارها النواة األولى التي يتلقى‬ ‫فيها الناشئة تكوينهم العلمي والمعرفي‪.‬‬ ‫كما تضمنت الورشة؛ تقنيات وضوابط‬ ‫كتابة مادة إعالمية مهنية وفق ضوابط أخالقية‬ ‫لفائدة ‪ 50‬تلميذة وتلميذا‪ ،‬من تأطير مسؤول‬

‫الجريدة وبإشراف منسقة النادي بذات المؤسسة‬ ‫األستاذة «سعاد الخياط الدري»‪ ،‬وبحضور مدير‬ ‫المؤسسة والناظر وأعضاء جمعية اآلباء وعدد‬ ‫من األساتذة‪.‬‬ ‫لإلشارة فقد عبر التالميذ في نهاية الورشة‬ ‫عن سعادتهم البالغة بحسن اختيار المؤسسة‬ ‫لموضوع الورشة التي استفادوا من خاللها‬ ‫جملة من المهارات في المجال اإلعالمي‪.‬‬ ‫وقد تم منح المؤطر شهادة شكر وتقدير‬ ‫من طرف مدير المؤسسة‪ ،‬الذي بدوره أشاد‬ ‫بنجاح الورشة التفاعلية‪ ،‬مؤكدا عزمه على‬ ‫مواصلة مثل هاته التكوينات والتدريبات داخل‬ ‫المؤسسة التعليمية‪ ،‬والتي تنعكس بشكل جد‬ ‫إيجابي على تنمية قدرات ومدارك التالميذ‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬‬ ‫اجتماع مجموعة البحث من أجل توسيع‬ ‫دائرة التشاور مع فعاليات وإطارات إقليم‬ ‫العرائش حول الجهة‪ ‬‬

‫لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫عبد العزيز كعبون‬

‫أستاذ متقاعد في مادة التربية البدنية‬ ‫بثانوية ابن الخطيب‬ ‫وذلك يوم الجمعة ‪ 28‬دجنبر ‪ ،2018‬وشيع جثمانه الطاهــر في موكــب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره أهله وأصدقاؤه ومعارفه‪ ،‬ودفن بمقبرة «سيدي اعمار»‬ ‫بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهــذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقــدم أسـرة جريدتي «الشمال» و «طنجة» بأحر‬ ‫التعازي إلى أرملة الفقيد‪ ،‬السيدة لالحبيبة العلمي‪ ،‬وإلى بناتهما هدى ونجوى‬ ‫وسلوى‪ ،‬باإلضافة إلى أخوي الفقيد‪ ،‬عبد المجيد وعبد األحد‪ ،‬وكذا إلى جميع‬ ‫أفراد عائلتي كعبون والعلمي‪ ،‬راجيـة لهم الصبر والسلوان وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته ‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫على إثر وفاة المشمول برحمة اهلل تعالى المرحوم‬

‫الحاج عبد الغني بن عبد السالم عمور‬ ‫جمركي متقاعد بوالية الدار البيضاء الكبرى‬

‫الذي وافته المنية يوم األربعاء ‪ 25‬ربيع الثاني ‪1440‬هـ‪ ،‬الموافق لـ ‪ 2‬يناير‬ ‫‪ ،2019‬إثر نوبة قلبية مفاجئة‪ ،‬حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الرحمة‬ ‫بالدار البيضاء في اليوم الموالي بعد صالة الظهر‪ ،‬في موكب جنائزي مهيب‬ ‫حضره األهل واألحباب واألقارب واألصهار‪.‬‬ ‫كان الفقيد قيد حياته مثال الجمركي المخلص الكفء‪ ،‬تميز بإخالص وتفان في عمله وفي خدمة وطنه‪،‬‬ ‫معروفا بين خالنه ومعارفه بدماثة خلقه وسعة صدره‪ ،‬محبا لفعل الخير‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم الحاج عبد الرحيم ابن جلون‪ ،‬أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أفراد أسرته‪،‬‬ ‫بتعازيهم الحارة إلى أرملة الفقيد الحاجة آسية ابن جلون‪ ،‬وكذا إلى كافة أفراد أسرة الفقيد العزيز‪ ،‬وإلى أسرة آل‬ ‫عمور وكل األحباب واألصهار واألقارب‪ ،‬راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح‬ ‫جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫انعقد صباح الثالثاء ‪ 1‬يناير ‪ 2018‬بمقر‬ ‫فيديرالية الجامعة للجميع ‪ /‬القصر الكبير ‪،‬‬ ‫اجتماع لمجموعة البحث ‪ ،‬من اجل توسيع دائرة‬ ‫التشاور مع فعاليات وإطارات المجتمع المدني‬ ‫بإقليم العرائش‪.‬‬ ‫تضمن عمل المجموعة قياس مفهوم‬ ‫«الجهة» والالتمركز ‪ ،‬واالختصاصات الممنوحة‬ ‫للجهة سواء كانت ذاتية أو منقولة أو مشتركة ‪.‬‬ ‫اعضاء المجموعة ناقشوا اإلطار التنظيمي‬ ‫دستوريا‪ ،‬والصالحيــات الممنوحــة لشركـــاء‬ ‫المجتمع المدني ‪ ،‬بوجوب فتح التشاور العمومي‬ ‫انطالقا من رؤية عامة مندمجة ‪ ،‬تنأى عن العمل‬ ‫األحادي المنفرد ‪.‬‬ ‫وناقش المشاركون الطرق الناجعة لتدبير‬ ‫المشاريع‪ ‬خاصة برنامج التنمية الجهوي ‪ ،‬ومدى‬

‫إشراك المجتمع المدني في إعداده ‪ ،‬وطبيعة‬ ‫العالقة بين الفاعل السياسي وباقي المتدخلين ‪،‬‬ ‫والتي غالبا ما تكون ذات ارتباط بالنفعية البعيدة‬ ‫عن التناول الشمولي ‪.‬‬ ‫خلص المشاركون بعد نقاش مستفيض‬ ‫إلى تبني مقترحات وصياغتها في توصيات من‬ ‫أجل تجويد العمل في إطار عالقة إيجابية بين‬ ‫مكونات الجهة ‪....‬‬ ‫ومعلوم أن اجتماع المجموعة البؤرية‬ ‫بالقصر الكبير يأتي في إطـــار برنامج تشارك‬ ‫من أجل جهة منفتحة بتمويل من الخارجية‬ ‫البريطانية ‪ ،‬وتنفيذ من ‪ DAI‬المعهد الوطني‬ ‫الديمقراطي‪.‬‬

‫محمد كماشين‪ ‬‬

‫أمل لمحاربة السرطان تنظم يوما تكوينيا في موضوع ‪:‬‬

‫«التفكير اإليجابي في مواجهة المرض»‪ ‬‬

‫‪ ‬نظمت جمعية أمل لمحاربة السرطان‬ ‫بالقصر الكبير يوما تكوينيا في موضوع ‪:‬‬ ‫«‪ ‬التفكير اإليجابي في مواجهة المرض « وذلك‬ ‫بدار الشباب ‪ 3‬مارس ابتداء من الساعة العاشرة‬ ‫صباحا من يوم السبت ‪ 29‬دجنبر ‪.2018‬‬ ‫أطر اليوم التكويني وبمنهجية تفاعلية‪ ‬‬ ‫السيد سعيد الفرحاني ‪ ،‬منطلقا من كون التفكير‬ ‫استثمارا للمعرفة والقدرات من أجل فهم ييسر‬ ‫عملية اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫واعتبر السيد الفرحاني‪ ‬التفكير اإليجابي‬ ‫ال يعني أن الفرد يتجاهل مواقف الحياة االقل‬ ‫سرورا‪ ...‬مع حديثه عن فوائد هذا التفكير‬

‫الذي من مزاياه التمتع بصحة نفسية وجسدية‬ ‫أفضل‪..‬‬ ‫وانتقل المؤطر لشرح الحديث مع الذات‬ ‫والذي يمكن أن يكون أساسه اعتقادات خاطئة‬ ‫يتمثلها الفرد بسبب فقدان المعلومات ‪ ،‬القلق‪،‬‬ ‫اليأس ‪ ،‬الخوف ‪ ،‬التكبر ‪...‬‬ ‫وبعد استراحة‪ ،‬التقى المستفيدون من‬ ‫الدورة التكوينية مـــع عمليــة التوريش التي‬ ‫أسفرت عن خالصات إيجابية من شأنها تغيير‬ ‫رؤية المرضى السلبية‪ ‬اتجاه المرض ‪.‬‬

‫محمد‪ .‬ك‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫كلما أردت أن أتحدث عن هذا الرجل‪ ،‬ال أهتدي إلى الخانة التي يمكن أن‬ ‫أصنفه فيها‪.‬‬ ‫فهو حين تقاعد‪ ،‬اعتبر أن التقاعد جنى عليه‪ ،‬فأجهض اآلمال التي كانت على‬ ‫وشك النضوج‪ ،‬والخروج إلى دنيا الوجود‪.‬‬ ‫وهو حين أراد أن يتكيف مع المتقاعدين‪ ،‬أو يسير سيرتهم‪ ،‬خاف أن يموت‬ ‫قبل األوان‪ ،‬وأن يطويه النسيان‪.‬‬ ‫وهو حين التفت يمنة ويسرة‪ ،‬ليعرف على أي أرض يقف‪ ،‬وفي أي صف يقف‪،‬‬ ‫تخوف من أن تكون هذه األرض غير ثابتة‪ ،‬وأن تكون الصفوف التي انتظم فيها‬ ‫صفوفا خلفية‪.‬‬ ‫فقرر أن يخرج إلى الدنيا من جديد‪ ،‬وأن يحقق حلما طالما راوده وهو في‬ ‫أسالك الوظيفة‪ ،‬قرر أن يؤسس جمعية من جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬ليستطيع‬ ‫أن يتحرك وينفعل ويتفاعل تحت مظلة قانونية‪.‬‬ ‫لم يكن يعتقد أن العمل الجمعوي بهذه الفورة‪ ،‬وبهذا االندفاع‪ ،‬وبهذه‬ ‫الحركية‪ ،‬فانغمس فيه انغماسا كليا‪ ،‬ووجد فيه لذة ومتاعا‪ ،‬ووجد فيه فرص‬ ‫االبتكار والخلق‪ ،‬ووجد فيه ميدانا فسيحا للدفاع عن مدينته‪ ،‬ووضعها في‬ ‫المكانة الالئقة بها‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن هناك ما يشغله خارج الجمعية من شؤون الحياة ومشاغلها‬ ‫ومطالبها‪ ،‬فقد ضحى بكل شيء من أجل العمل الجمعوي‪ ،‬وتفرغ له‪ ،‬وأعطاه من‬ ‫صحته وراحته‪.‬‬ ‫وفي كل يوم أو في كل مناسبة‪ ،‬يلج بابا من أبواب البر واإلحسان‪ ،‬فيصيب‬ ‫فيه النجاح أو بعض النجاح‪ ،‬فيحس بالرضا والغبطة‪ ،‬ويحس بأنه قد أرضى‬ ‫نفسه‪ ،‬وأرضى ربه‪ ،‬وفرش الطريق لعدد من القاصرين والعجزة‪ ،‬ويسر لهم سبل‬ ‫العيش الكريم‪ ،‬وآمنهم من خوف‪.‬‬ ‫مثل هذا الرجل جدير باالحترام‪ ،‬وجدير بالتقدير‪ .‬فالتقاعد في نظره ليس هو‬ ‫نهاية العالم‪ ،‬وإنما هو بداية لرحلة جديدة‪ ،‬وحياة مليئة بالبذل والعطاء‪.‬‬ ‫فلتسعد تطوان بمثل هذا النموذج‪ ،‬ولتنتظر منه الخير والنماء‪ ،‬والمستقبل‬ ‫الوضاء‪.‬‬ ‫فالمـدن بأبنائهـا الكـرام البـررة‪ ،‬ال بالمتقاعسيـن والمتكاسليـن والذيـن‬ ‫في قلوبهم مرض‪.‬‬

‫النقاش العمومي حول الحريات‬ ‫صحي إن صحت نياته‬ ‫‬‫الشيء يعلو فوق اإلنسان‪ ،‬فهو يولد حرا‪ ،‬وحريته مقدسة‪ ،‬واليقيد‬ ‫هذه الحرية إال اشتراطات العيش وسط الجماعة إلى جانب أخيه اإلنسان‪،‬‬ ‫ثم اعتبارات غايتها أن يظل تمتعته بالحرية غير مهدد‪.‬‬ ‫النقاش الفلسفي لمفهوم الحرية بين مقتضيات الطبيعة والمجتمع‪،‬‬ ‫والقانوني لمبدأ الحرية كأساس من األسس التي تقوم عليها الدولة‬ ‫الديموقراطية‪ ،‬نقاش قديم‪ ،‬شيق وعصي‪ ،‬والزالت التطورات التي تعتري‬ ‫المجتمعات والجماعات البشرية تجدد النقاش فيما يخص الحرية ارتباطا‬ ‫بالقيود والحدود التي ترسمها الدول أو المساحات الجديدة التي تمنحها‬ ‫لإلنسان الذي لم يفتر سعيه إلى مزيد من المكتسبات الفردية والجماعية‬ ‫سواء على مستوى حرية الفكر والتعبير أو‬ ‫الجسد والسلوك أو التنظيم والمشاركة‪.‬‬ ‫في تاريخ المغرب الحديث كانت‬ ‫الحرية دائما من الشعارات السياسية‬ ‫المهيمنة على الحركات االجتماعية‬ ‫و االحتجاجية‪ ،‬وآخرها حركة عشرين‬ ‫فبراير التي كانت الحرية هي الركن‬ ‫األول لشعارها الثالثي‪( :‬حرية‪ ،‬كرامة‪،‬‬ ‫عدالة اجتماعية)‪ ،‬ربما اعتبارا لكون‬ ‫العامل الرئيسي الذي طغى على‬ ‫الساحة السياسية والمدنية منذ بدايات‬ ‫االستقالل هو الصراع السياسي حول‬ ‫السلطة و طبيعة نظام الحكم‪ ،‬و مانتج عنه من مد وجزر‪ ،‬و تقييد للحريات‬ ‫العامة ومصادرة للحريات الفردية في فترات‪ ،‬وانفراجات في فترات أخرى‪.‬‬ ‫وقد اعتبر العديد من الفقهاء والدارسين أن دستور ‪ 2011‬قعد‬ ‫لمرحلة جديدة غير مسبوقة على مستوى الحقوق و الحريات‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يالحظ أن النقاش والجدال حول واقع وآفاق ممارسة هذه الحريات ارتفع‬ ‫سقفه‪ ،‬وكأن هذا الدستور فتح الطريق أمام اختبار حقيقي لمدى صدقية‬ ‫احتمال(تحمل) مؤسسات الرقابة االجتماعية والسياسية لجرعات واسعة‬ ‫وجديدة من الحريات العامة والفردية‪ ،‬خصوصا وأن جزءا من المجتمع‬ ‫وأفراده بدوا متعطشين لما حرموا منه سنينا طويلة‪ ،‬وجزءا آخر ظهر أنه ما‬ ‫يزال مترددا وضبابيا تجاه الموازين و المكاييل ذات الصلة بهذا المجال‪،‬‬ ‫في حين أن مجتمعات قريبة ناهضة‪ ،‬كان بعضها يعيش تحت قسوة نظام‬ ‫الديكاتورية إلى عهد قريب‪ ،‬حسمت مع معظم القيود والحدود التي تكبل‬ ‫اإلنسان وتخنق إبداعه وتعيق تطوره‪.‬‬ ‫وإذا كان المخاض يبدو عسيرا‪ ،‬وأسئلة كثيرة تتردد بخصوص‬ ‫مقدار التنزيل الحقوقي والحرياتي لمقتضيات الدستور الحالي‪ ،‬حيث إن‬ ‫األصوات تظل منقسمة بين برغماتي متفائل ومنتقد متشائم‪ ،‬ومحذر من‬ ‫منحى تراجعي‪ ،‬فإن «الظاهرة المستجدة» في ساحة النقاش العام هي‬ ‫استثمار واستعمال مجال الحريات الفردية في التدافع السياسي والثقافي‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫واإليديولوجي بين التيارين المحافظ أو «اإلسالمي» المحافظ والتيار‬ ‫الحداثي أو الليبرالي‪ -‬اليساري‪.‬‬ ‫لقد ابتعد هذا التدافع الساخن والمتشنج عن النقاش العائم أو‬ ‫التناول النظري الصرف للحريات الفردية خاصة‪ ،‬بل انصب على حاالت‬ ‫معينة يرتبط موضوعها بسلوكات أو تعبيرات صدرت عن رموز لنخبة‬ ‫من التيارين أو عن العامة تمثل وقائعها سندا لدفاع أو هجوم على‬ ‫الخصم وعلى مفهومه للحرية وحدودها‪ ،‬ففي حين يتكئ التيار الحداثي‬ ‫في مقارعته للتيار «اإلسالمي» المحافظ على اتهام نخب هذا التيار‬ ‫بتكبيل المسار الحقوقي‪ ،‬وبالسقوط في‬ ‫االزدواجية المتمثلة في تزمت الخطاب‬ ‫المؤدلج والسياسي و تحرر السلوك‬ ‫الفردي الذي يقتضيه وضع «التبرجز»‬ ‫وقبل ذلك الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬وهو يقصد‬ ‫بمرافعاته إلى مزيد من توسيع الحريات‬ ‫في إطار ما يسمى بكونية حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫فإن التيار اإلسالمي المحافظ يتكئ في‬ ‫مقارعته للتيار الليبرالي‪-‬اليساري على‬ ‫خصوصية المجتمع المغربي الدينية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬و على حجة مالءمة األخالق‬ ‫والقيم المحافظة لفطرة‪/‬طبيعة اإلنسان‬ ‫والمجتمع المغربي‪ ،‬هادفا بهذا إلى‬ ‫التعامل بانتقائية مع حقوق اإلنسان بمعناها الكوني من أجل إبعاد شبح‬ ‫كل ما يمكن أن يستفز القيم واألخالق المحروسة التي يمكن اعتبارها‬ ‫قضية وجود سياسي بالنسبة لهذا التيار وكل الحركات والتيارات المتكئة‬ ‫على الدين سياسيا‪.‬‬ ‫إن تجارب الشعوب عديدة من حيث المسالك واألساليب للوصول إلى‬ ‫توافقات تاريخية في مجال الحقوق والحريات تحظى برضى مختلف الجماعات‬ ‫والتيارات وتشكل لحمة قوية للمجتمع‪ ،‬فإن كانت بعض الشعوب(الشعوب‬ ‫العربية خاصة) ال زالت تتلكأ في تحقيق طفرتها الحقوقية والحرياتية‪ ،‬فإن‬ ‫شعوبا أخرى تجاوزت مطباتها واختالفاتها وتردداتها واستطاعت أن تنجز‬ ‫ثوراتها في مجال الحقوق والحريات‪ ،‬وهي الشعوب التي حقق أغلبها التقدم‬ ‫و احتل مكانة في العالم المتحضر أو في قيادته منذ قرون‪ ،‬لذلك فما تعرفه‬ ‫بالدنا من تدافع حقوقي‪/‬حرياتي‪ ،‬بغض النظر عن التجاوزات واألمراض‬ ‫الطفولية من هنا وهناك‪ ،‬ال محالة سيهدي إلى الرشد ويعبد الطريق إلى‬ ‫الحكمة الحرياتية والحقوقية‪ ،‬إذ ال قطيعة مع السلطوية والتسلط و ال‬ ‫ثقة في قطع جذور االستبداد وتجفيف منابعه‪ ،‬وال تحرير لإلرادة العامة وال‬ ‫انتعاش لإلرادارات الخاصة وتحفيزها إال بتوسيع وحماية الحريات الفردية‬ ‫والعامة وحقوق اإلنسان المتعارف عليها في ظل دولة القانون والمؤسسات‬ ‫ونظام ديموقراطي يتسع ويحتضن الجميع‪.‬‬

‫«الحياة الثقافية‬ ‫في شمال المغرب»‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫�إ�صدار جديد للأ�ستاذة‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫يتنزل هذا العمل في إطار الدراسات التأريخية لألدب‬ ‫العربي الحديث في شمال المغرب من خالل اإلعالم‬ ‫العربي المكتوب‪ ،‬ويغطي مساحــة زمنية تتجاوز أربعة‬ ‫عقود في فترة حرجة من تاريخ المغرب زمن الحماية‬ ‫االستعمارية‪.‬‬ ‫ينبني هذا العمل الجاد واألساسي على استقراء دقيق‬ ‫وتتبع يقظ لمادة الكتابة األدبية‪ ،‬اعتمادا على مظان‬ ‫لم تعد متيسرة للباحث والمتتبع‪ ،‬كما أنه اعتمد على‬ ‫تصنيف مبين‪ ،‬وتوصيف وظيفي في إطار معمار يتميز‬ ‫بنفس بحثي عالي الجودة‪.‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن هذا العمل ال يكتفي بالتوقف عند‬ ‫أعالم ومشاهير هذه الكتابة‪ ،‬بل يميط اللثام عن جملة‬ ‫من المغامير كان لهم فضل السبق واإلجادة‪ ،‬وظلوا‬ ‫بعيدين عن اهتمام البحث التأريخي‪.‬‬ ‫إن هذا العمل يربط منهجيا بين هذه الكتابة‬ ‫بتجلياتها وتشعباتها‪ ،‬وبين روافدها المؤثرة‪ ،‬وشروطها‬ ‫التاريخية التي تميزت باالنفتاح على قيم إنسانية وافدة‬ ‫من الشرق أو الغرب‪.‬‬ ‫وهو متسم في نظري بجدته‪ ،‬ألنه يتجاوز ما كتب‬ ‫بنوع من االختزال والتعميم دون الرجوع إلى المصادر‬ ‫األساسية؛ ونقصد بها األرشيف اإلعالمي المكتوب خالل‬ ‫الفترة الزمنية موضوع الدراسة‪.‬‬ ‫نؤكد مرة أخرى على أن النماذج التي تم استدعاؤها‬ ‫أو التمثيل بها ذاتا ونصوصا‪ ،‬لكفيلة بأن تساعدنا على‬ ‫استئناف كثير من األحكام التي ال ترتكز على جوهر‬ ‫المادة‪..‬‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬فقد صيغ هذا العمــل وحرر بلغة‬ ‫ميسرة ومبينة‪.‬‬ ‫والناظر فيه من حيث صورتُه ومادته‪ ،‬يخرج بإفادتين‪:‬‬ ‫ األولى متعلقة بجدة المعلومة‪.‬‬‫ الثانية خاصة بتوجيه القارئ إلى معينها؛ المعين‬‫الببليوغرافي الذي يفتح آفاقا جديدة لمتابعة البحث في‬ ‫أنماط واتجاهات الكتابة األدبية في شمال المغرب في‬ ‫الفترة المشار إليها‪.‬‬ ‫هذا العمل جليل القدر ألنه يُترجم جَهد الدكتورة‬ ‫هدى المجاطي؛ الباحثة المتخصصة في ثقافة وأدب‬ ‫شمال المغرب في العصر الحديـــث‪ ،‬والشاهد على هذا‬ ‫َّ‬ ‫المؤلف الذي بين أيدينا‪ ،‬وهو مثال من أمثلة البحث‬ ‫الخاص الذي تضطلع به الدكتــورة هدى في مجـــال‬ ‫تخصصها بصبر وأناة ويقظة وحذر‪..‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فهذا العمل قيمة مضافة ولبنة جديدة من‬ ‫لبنات التأريخ للثقافة واألدب المغربيين‪ ،‬وهو مرجع ال‬ ‫غنى للباحث المهتم من الرجوع إليه‪.‬‬ ‫ال يسعني إال أن أهنئ الدكتورة هدى على منجزها‬ ‫العلمي‪ ،‬داعيا اهلل سبحانه وتعالى أن يحفظها ويشملها‬ ‫بعنايته الربانية حتى تواصل ما هي منكبة على إتمامه‪،‬‬ ‫خدمة للثقافة الوطنية عموما وثقافة شمال المغرب‬ ‫خصوصا‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫‪2018‬‬

‫‪4‬‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 08‬ينايـر ‪2019‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫‪2019‬‬

‫سنة نودع وأخرى نستقبل‬ ‫دون أن نفقد األمل !‬

‫سنة ‪ 2018‬التي ودعناها‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬في طنجة‪ ،‬بما يليق من‬ ‫مظاهر «النشاط» والفروهة والميعة‪ ،‬كانت سنة إنجازات «قياسية»‬ ‫بامتياز‪ ،‬في تعميق االحتقان الشعبي وتوفير الظروف المالئمة‪ ،‬إلثارة‬ ‫غضب السكان وحنقهم‪ ،‬من تردي األوضاع‪ ،‬وتبدل األحوال وتراجع منسوب‬ ‫األمل والرجاء‪ ،‬في مدينة تحقق لسكانها إطارا مناسبا للحياة‪ ،‬ماديا ومعنويا‪،‬‬ ‫وتفتح في وجوه الشباب أبواب التفاؤل والتيمن واالستبشار‪.‬‬ ‫هذا ما توحي به تقارير صحافية طلعت على القراء طيلة السنة الماضية‪،‬‬ ‫وما يمكن أن نستنتجه من مبادرات القائمين على تدبير الشأن العام‪،‬‬ ‫إداريين ومنتخبين‪ ،‬رغم «التعليمات» والوعود والخطب الرنانة و«اللقاءات»‬ ‫االحتفالية‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬التي ال يطلع منها سوى «الزبد الذي يذهب جفاء»‬ ‫وال يبقى في األرض «ما ينفع الناس»‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المغاربة معروف عنهم تفاؤلهم ورجاؤهم وثقتهم‬ ‫في لطف اهلل ورحمته‪ ،‬وهم‪ ،‬بالتالي‪ ،‬ال يلتفتون إلى «النواقص» التي تطبع‬ ‫عمل «المدبرين» ممن جاؤونا بمرسوم أو خرجوا إلينا من «الصناديق»‬ ‫المعلومة‪ ،‬ليبعثوا فينا األمل «المتهاوي» ويعدونا بحلم جميل‪ ،‬سرعان ما‬ ‫تحول إلى كابوس شنيع‪! ‬‬ ‫هذا الكابوس النيدالن نقاومه بالتفاؤل بالغد الذي ال يمكن أن يكون‬ ‫إال سعيدا بعزم المواطن وقدرته على التحمل ويقينه بأن المستحيل‬ ‫غير موجود‪ .‬وبنفس هذه الروح نواجه أحوال المجالس المنتخبة وخاصة‬ ‫المجلس البلدي الذي أثبت أنه لم يعد قادرا حتى على عقد دوراته العادية‪،‬‬ ‫فأحرى االستثنائية‪ ،‬دون أن يواجه بغضب فئات من السكان تعتبر أنها‬ ‫ضحية إجحاف وإقصاء‪ ،‬وما جرى في األونة األخيرة‪ ،‬كاف ليجعل المواطنين‬ ‫في الصورة الحقيقية لمجلس تتقاذفه أهواء سياساوية‪ ،‬بين من اختاروا‬ ‫«األغلبية» التي يعتبرونها «متسلطة»‪ ،‬ومن فضلوا المعارضة‪ ،‬التي تتميز‬ ‫«بالصياح» واضرب على الطاولة‪ ،‬ليتضح للمتتبعين أن كال الفريقين «في‬ ‫الهوا سوا»‪ ،‬وأن ال خير يرجى منهما‪! ‬‬ ‫حقيقة إن المجلس البلدي يواجه ظروفا مالية صعبة ال قبل له بها‬ ‫وال مسؤولية له عنها‪ ،‬وأن الوالية والداخلية وإدارة الجماعات المحلية‪ ،‬ال‬ ‫تولي للقضية ما تستحق من االهتمام‪ ،‬وهي الجهات المعنية بإيجاد حل‬ ‫للمشكل الذي يهدد مصالح مدينة مليونية تعتبر ثاني أهم قطب اقتصادي‬ ‫في المغرب ومدخله السياحي وبوابته نحو أوروبا وإفريقيا‪ ،‬بوجه خاص‪.‬‬ ‫ماذا تنتظر هذه الجهات الثالث‪ ،‬أن يستفحل األمر بعد أن تعجز البلدية‬ ‫عن توفير الخدمات األساسية‪ ،‬وقد بدأت بوادر ذلك في الظهور‪ ،‬وتتفجر‬ ‫االحتجاجات الشعبية لتتدخل أو لتطلب «التدخل»‪.....! ‬‬ ‫حقيقة إن مواطني طنجة تفاءلوا خيرا بالمشاريع التي سبق اإلعالن‬ ‫عنها سواء في برامج الجماعة أو مخطط طنجة الكبرى‪ ،‬والتي ال زالت تتعثر‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬في حين تشهد المدينة اختالالت في التجهيز الجماعي‪ ،‬كثيرا‬ ‫ما تعرضت له الصحافة‪ ،‬والذي يثير حفيظة المواطنين‪ ،‬ناهيك عن األمن‬ ‫الذي وإن دفع بجهود كبرى لمواجهة الوضع‪ ،‬فإن الحالة تزداد صعوبة‬ ‫أمام الجحافل الوافدة باستمرار على طنجة من المتسكعين والمتسولين‬ ‫ومتعاطي المخدرات بجميع أنواعها واللصوص وقطاع الطريق المتربصين‬ ‫بالمواطنات والمواطنين داخل المدينة والمعشعشين في األحياء القديمة‬ ‫والحديثة‪ ،‬ليل نهار‪ ،‬حتى أصبح من الصعب على المواطن أوعلى السائح‬ ‫الجلوس في مقهى بوسط المدينة دون أن يتعرض لتحرشات واستفزازات‬ ‫هذه الجحافل المرابطة على الدوام بأبواب المقاهي والمطا عم واألسواق‬ ‫وعلى طول الشوارع التجارية من شارع المكسيك إلى ساحة النجمة‪ ،‬مرورا‬ ‫بساحة فرنسا والبوليفار‪ ،‬األمر الذي لم تعهده في طنجة من قبل‪...! ‬‬ ‫واألمل كبير في أن تحمل إلينا السنة الجديد‪ ،‬بشائر الخير بمدينة تنعم‬ ‫بإدارة ترابية صارمة ومجالس منتخبة حازمة وأحزاب سياسية جادة‪ ،‬وأن‬ ‫يخيم الوفاق على عالقات الفاعلين األساسيين بالمدينة ‪ :‬الوالية ومجلس‬ ‫الجهة والمجلس الجماعي‪ ،‬خدمة لطنجة وأهاليها الذين ينزهون والتهم‬ ‫ومنتخبيهم عن أي تقصير مقصود في أداء واجبهم نحو بلدهم‪.‬‬ ‫ولو أننا نعلم أن مثل هذه األماني ليس من السهل أن تتحقق في‬ ‫ظرف سنة‪ ،‬إال أننا نصر على التفاؤل‪ ،‬ونحن في ساعة األماني‪ ،‬مع بداية‬ ‫سنة نضع فيها كل أمانينا في التغيير إلى األفضل ‪ ،‬سنة نتمنى أن يحصل‬ ‫فيها المواطن على حقوقه كاملة في الصحة والتعليم والسكن ‪ ،‬وتخبو‬ ‫فيها مظاهر البؤس والفقر والكآبة‪ ،‬وينعم فيها باالعتبار واالحترام والرخاء‬ ‫والكرامة‪! ‬‬

‫وكل �سنة جديدة و�أنتم ب�ألف �ألف خري‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫رئي�س احلكومة يهنئ ال�شعب املغربي‬ ‫بال�سنة الن�صرانية !‬

‫رئيس الحكومة العثماني لم يتوقف عند فتاوى علماء «ما‬ ‫يجوز وما ال يجوز» فيما يخص احتفال المسلمين بحلول السنة‬ ‫«النصرانية» اعتمادا على «حكم» أن هذا االحتفال يدخل في إطار‬ ‫التشبه بالكفار ألن «الواجب أال يتشبه المسلمون بالكفار ‪ ،‬يهودا‬ ‫كانوا أو نصارى أو مجوسا‪ ،‬ال في أخالقهم وال في أعمالهم‪ ،‬وال‬ ‫في أقوالهم‪ ،‬وال في أعيادهم وال في أزيائهم‪ ،‬و «من تشبه بقوم‬ ‫فهو منهم»‪ .‬أما استعمال مخترعات جاءت من الكفار‪ ،‬واشترك‬ ‫في استعمالها المسلمون مع غيرهم من «أعداء اهلل» فال يعد‬ ‫ذلك تشبها بهم‪ ،‬لما فيه من نفع «يسره اهلل» للمسلمين !‪.‬‬ ‫(موقع ابن باز) ‪.‬‬ ‫ولهذا سارع رئيس الحكومة إلى توجيه رسالة تهنئة إلى‬ ‫الشعب المغربي‪ ،‬بمن فيه «إسالميو» البيجيدي بمناسبة‬ ‫السنة الميالدية الجديدة ‪ ،‬عبر فيها عن متمنياته الخالصة بأن‬ ‫تكون «سنة خير وبركة وازدهار ومزيد من اإلنجازات للمغرب‬ ‫والمغاربة» !‬ ‫آميــــــن !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ميزانية �سيارات الدولة‬ ‫‪ 400‬مليار �سنتيم يف ال�سنة‪ ..‬فقط !‬

‫مشكلة سيارات الدولة‪ ،‬عادت للواجهة عبر بيانات «مذهلة»‬ ‫قدمها بعض البرلمانيين مؤخرا‪ ،‬فيما يخص المبالغ «الخيالية»‬ ‫المرصودة لشراء وصيانة هذه السيارات التي يستغل عدد‬ ‫كبير منها في قضاء أمور الصلة لها بتاتا بالمصلحة العمومية‪،‬‬ ‫وكثيرا ما تم رصد البعض منها على الشواطي‪ ،‬وبأبواب األسواق‬ ‫والحمامات والكوافورات وعلى كورنشات البلد‪ ،‬أيام نهاية‬ ‫األسبوع والعطل‪.‬‬ ‫وقد تضاربت األقوال حول المبالغ التي تنفق على حظيرة‬ ‫«سيارات الدولة»‪ ،‬واألصح أنها «سيارات الشعب» الذي يسدد‬ ‫فواتير شرائها ووقودها وتأمينها وصيانتها‪ .‬واألرقام المقدمة‬ ‫تتراوح بين ‪ 160‬و ‪ 300‬مليار سنتيم سنويا‪.‬‬ ‫إال أن وزير المالية الجديد‪ ،‬محمد بنشعبون‪ ،‬جاء للبرلمان‬ ‫بالبيان «الصحيح» حيث قال في معرض حديثه عن ميزانية‬ ‫‪ ،2019‬ليفند القول الذي تردد بمجلس المستشارين من أن‬ ‫سيارات الدولة تستنزف ‪ 15‬مليار درهم سنويا وليؤكد أن‬ ‫نفقات شراء وكراء وصيانة وتأمين ووقود وزيوت‪ ،‬ال تتعدى‪ ،‬في‬ ‫مجملها‪ ،‬مبلغ ‪ 400‬مليار سنتيم في ميزانية ‪! 2019‬‬ ‫«وكان» ؟‪ .......‬بسيطة !‬ ‫ولكن الوزير البنكي الناجح‪ ،‬لم يؤكد أو ينفي أن ما يفوق‬ ‫‪ 115‬ألف سيارة تؤثث حظيرة السيارات الرسمية الموضوعة‬ ‫تحت تصرف موظفي الدولة‪ ،‬وهو رقم «مذهل» لو صحّ‪ ،‬إذا‬ ‫قورن بأعداد «سيارات الدولة» في غير المغرب من الدول‬ ‫المتقدمة كاليابان وأمريكا وبريطانيا‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫‪ 200‬مليون‪ ...‬واجلماعة ترد !‬ ‫ما كاين ال ميتاين مليون وال ميتاين‬ ‫قنفوذ !‬

‫الرد جاء صارما ‪ ،‬قاطعا‪ ،‬مانعا‪ ،‬ليفند ما جرت به أقالم بعض‬ ‫الصحف من كون نائبة العمدة‪« ،‬التهمت» ‪ 200‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫في سفرياتها التي ادعت هذه األقالم أنها لم تكن دائما «بريئة»‬ ‫أي «خالصة» لوجه اهلل تعالى‪ ،‬خرجت جماعة طنجة لتُنفذ القول‬ ‫المغلوط ‪ ،‬أن المعطيات الواردة في «االدعاء» باطل «الأساس‬ ‫لها من الصحة»‪.‬‬ ‫ولتأكيد صحة بيانها‪ ،‬المعمم من طرف الموقع الرسمي‬ ‫لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬وليس من موقع جماعة طنجة الحضرية‪،‬‬ ‫أفادت الجماعة أن االعتماد المفتوح بهذا الفصل والمخصص‬ ‫للتعويض عن مصاريف القيام بمهام خارج أرض الوطن لفائدة‬ ‫الرئيس والمستشارين ال يتعدى‪ ،‬بالكاد‪ ،‬عشرة ماليين سنتيم‬ ‫(‪ 100.000‬درهم)‪.‬وإمعانا في الشرح والتفسير‪ ،‬أكد بيان الجماعة‬ ‫أن نسبة صرف االعتمادات المرصودة لهذا الفصل‪ ،‬لم تتجاوز‬ ‫إلى تاريخ صدور هذا البيان‪ 20 ،‬في المائة من المبلغ اإلجمالي‬ ‫لالعتمادات المسجلة في فصل تعويضات القيام بمهام خارج‬ ‫المغرب‪ ،‬أي ‪ 20‬ألف درهم !‪...‬‬ ‫فأين نحن من الـ ‪ 200‬مليون التي «رصدها» كاتب المقال‬ ‫الذي رمي بالخبر في وجه «اللي يسوى واللي ما يسواش» هكذا‬ ‫بالمجان‪ ،‬والحال أن العين بصيرة واليد قصيرة‪ ،‬والنية سيئة‬ ‫للغاية والناس «مستهدفون» من الداخل ومن برة‪ ....‬وميزانية‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬تقضم جوانبها باستمرار على مرآى ومسمع ممن‬ ‫بيدهم الحل والعقد‪ ،‬حتى صارت مصالح المدينة األساسية‬ ‫مهددة بالعطب والعطل ‪! ....‬‬ ‫وحتى «تكتمل الباهية» رفضت الداخلية التأشير مرة ثانية‪،‬‬ ‫على ميزانية ‪ ، 2019‬لتتضخم مشاكل «التدبير المنزلي» في‬ ‫«طنجة الكبرى» التي تعيش مخططا تنمويا باعتمادات مالية‬ ‫تقارب ‪ 8‬ماليير درهم‪ ،.‬وضع لخماسية ‪ 2013‬ـ ‪ ،2017‬يعني أن‬

‫هذا المخطط يكون اليوم قد دخل في سنته الثانية خارج أجل‬ ‫التنفيذ «المهيكل» !!!‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الفقر يف املغرب‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة ‪:‬‬ ‫‪fifty-fifty‬‬

‫الفقر ليس قدرا وال وباء‪ .‬وقياسه ليس بمفهوم الوزيرة‬ ‫الحقاوي التي واجهت‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬نواب األمة بما ادعت أنها‬ ‫اعتبارات كونية‪ ،‬عالمية اعتمدها خبراء األمم المتحدة‪ ،‬أال وهي‬ ‫أنه من دخل دار الدوالرين‪ ،‬فهو آمن ( من الفقر) بطبيعة الحال !‬ ‫المرصد الوطني للتنمية البشرية‪ ،‬طلع مؤخرا بتقرير رصد‬ ‫فيه ظواهر الفقر النسبي مقارنة بين الجهات اإلثنتي عشرة حيث‬ ‫استخلص أن نسبة الفقر «المحسوس» بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة تبلغ ‪ 47,4‬بالمائة‪ ،‬إلى جانب جهات مراكش آسفي ‪،‬‬ ‫بنسبة تقارب المعدل الوطني للفقر‪ .‬أي ‪....fifty-fifty‬‬ ‫وكانت جامعة إكسفورد البريطانية قد أنجزت دراسة حول‬ ‫الفقر في العالم‪ ،‬جاء فيها أن ‪ % 15,4‬من المغاربة فقراء ‪ ،‬من‬ ‫بينهم ‪ % 4.6‬يعيشون تحت عتبة الفقر ‪.‬و صنفت نفس الدراسة‬ ‫جهة الدار البيضاء وجهة الرباط و سال زمور زعير أقل جهات‬ ‫المملكة فقرا بينما صنفت جهة مراكش تانسيفت‪ ،‬الحوز أكثر‬ ‫الجهات فقرا في المملكة‪.‬‬ ‫أما مندوبية التخطيط فقد أبرزت في تقرير نشر سنة‬ ‫‪ ،2017‬أن عدد المغاربة الذين يرزحون تحت عتبة الفقر متعدد‬ ‫األبعاد بالمغرب‪ ،‬وصل إلى ‪ 2.8‬ماليين شخص بحدود سنة‬ ‫‪ ،2014‬مشيرا إلى أن هذا الرقم انخفض بنسبة ‪ 9.4‬بالمائة‬ ‫مقارنة مع سنة ‪ ،2004‬حين كان عدد الفقراء متعددي األبعاد‬ ‫يصل إلى ‪ 7.5‬ماليين شخص‪.‬‬ ‫الحليمي‪ ،‬الذي عرف الفقر متعدد األبعاد بكونه يتحدد‬ ‫بمدى قدرة األسر على تلبية حاجياتها االجتماعية و الثقافية مثل‬ ‫السكن والتطبيب والتنقل‪ ،‬قال إن الفقر متعدد األبعاد انخفض‬ ‫بالحواضر‪ ،‬لكنه لم ينخفض بالقرى‪ ،‬لتبقى القرى هي معقل الفقر‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫وصنفت الدراسة جهة درعة تافياللت كثالث أشد جهات‬ ‫المغرب فقرا بنسبة ‪ 10‬بالمائة‪ ،‬متبوعة بجهة فاس مكناس بـ‬ ‫‪ 9.6‬بالمائة‪ ،‬ثم الجهة الشرقية بنسبة ‪ 9.5‬بالمائة‪ ،‬ثم جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة بنسبة ‪ 9.5‬بالمائة‪.‬‬ ‫وبخصوص الجهات األقل فقرا‪ ،‬وفق الدراسة‪ ،‬فتأتي جهة‬ ‫العيون الساقية الحمراء في المرتبة األولى بنسبة ‪ 1.7‬بالمائة‪،‬‬ ‫متبوعة بجهة الداخلة واد الذهب بنسبة ‪ 3.8‬بالمائة‪ ،‬ثم جهة‬ ‫الدار البيضاء سطات بنسبة ‪ 4.1‬بالمائة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ندوة حول «ال�صابو»‬

‫نظمت مؤخرا بطنجة ندوة «الصابو» بمشاركة عمدة‬ ‫طنجة‪ ،‬ومحامي الجماعة وممثل شركة الصابو وممثل جمعية‬ ‫المواطنة المسؤولة طارق النشناش الذي سبق وأن أوقفه األمن‬ ‫بسبب نشاطه ضمن مجموعة من الجمعيات األهلية‪ ،‬المناهضة‬ ‫لقرار الصابو‪.‬‬ ‫محمد أمحجور نائب العمدة‪ ،‬زكى وجود الصابو مستعرضا‬ ‫الجوانب «القانونية» التي اعتمدها العقد المبرم مع الشركة‪،‬‬ ‫وأكد أن مدينة طنجة «كانت في أمس الحاجة لهذه الخدمة‬ ‫وأهميتها لتخفيف االكتظاظ واالنسيابية في حركة السير‬ ‫والجوالن في المدينة»‪.‬‬ ‫العمدة العبدالوي كان «منرفزا» في تدخله الذي كان يمكن‬ ‫أن يوضح للمواطنين صورة التعاقد مع شركة الصابو وفوائد‬ ‫فرض هذا اإلجراء لردع المخالفين وجمع «البركة» مما يُتحصل‬ ‫من غرامات هي في صميم نقاش قانوني ال زال قائما‪ .‬إال أن‬ ‫كالم العمدة لم يكن بالوضوح الذي يمكننا من فهم المقصود‪،‬‬ ‫إذ لم يصلنا منه إال «أنني مع السيد طارق النشناش في مطالبه‬ ‫ومستعد»‪! ......‬‬ ‫النشنــاش الذي تعــرض لـ «متــاعــب» أمنيــة بعـد وقفـة‬ ‫احتجاجية‪ ،‬ضد الصابو‪ ،‬أكد أن مطالب جمعيته «المواطنة‬ ‫المسؤولة» تتلخص في ضرورة إلغاء الصابو‪ ،‬احتراما للقانون‬ ‫وألحكام القضاء وتوصيات المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬وتعويضه‬ ‫بإجراء حضاري يحترم حقوق ومصالح المواطنين وال ينغص‬ ‫عليهم حياتهم وحياة أسرهم‪ ،‬خاصة وأن العديد من المواطنين‬ ‫يصطدمون بسلوكات عنيفة من طرف بعض عمال الصابو‪،‬‬ ‫ومخلة بأداب التعامل مع المواطنين‪.‬‬ ‫طارق النشناش أضاف أيضا أن المجتمع المدني ليس له‬ ‫مشكلة مع الشركة‪ ،‬التي تدافع عن مصالحها ويحق لها ذلك‪،‬‬ ‫بل مع الجماعة الحضرية التي انتخبها المواطنون للدفاع عن‬ ‫مصالحهم‪ .‬وتساءل عما إذا كانت الجماعة تستطيع التوفيق بين‬ ‫مصالح المواطن ومصالح الشركة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪975‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫مأساة يومية صعب تحملها‪ ..‬وحان‬ ‫الوقت إليجاد حلول لها‬ ‫منذ اليوم الذي نجلــس فيــه‬ ‫على مقاعد الدراسة‪ ،‬تراودنا أحالم‬ ‫وردية بأننا سنكــون في الحيــاة كذا‬ ‫وكذا‪ ،‬نسـأل بعضنـــا البعـض عن‬ ‫مهننا المستقبلية فيتنــوع الجواب‬ ‫بين الطبيب والمهنـدس واألستاذ‬ ‫والمحامي والممثل وما إلى ذلك من‬ ‫تلك المهن التي تقع عليها أعيننا على‬ ‫شاشات التلفاز وكراسات المدارس‪..‬‬ ‫نتقدم في العمر رويدا رويدا‪ ،‬فتبدأ‬ ‫أحالمنا تصغر شيئا فشيئا‪ ،‬نصل إلى‬ ‫الدراسة الجامعية مثقلين بهموم ما‬ ‫بعد التخرج‪ ،‬فيتحول الشغل إلى مجرد‬ ‫رزق أو حظ‪ ،‬وتنتحر أحالم الكثيرين‬ ‫منا لتصير مجرد أماني صغيرة ترضى‬ ‫بالفتات مقابل عدم التمدد على سرير‬ ‫البطالة الذي قد يقتلك ببطئ وأنت‬ ‫في عز شبابك‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني‬ ‫أن تستفيق متأخرا بمزاج سيء بعد‬ ‫ليل عتيد ركض فيه دماغك ألف دورة ودورة في بقاع الحيرة دون نتيجة‪ ،‬تبحث عن ذلك‬ ‫المفتاح الذي يفتح بوابات األمل فال تجده وتترقب ذلك الغد الغامض المجهول الذي ال‬ ‫يختلف بشيء عن واقعك الحالي‪ ،‬ليل طويل ال تنام فيه عينك إال بعد إرهاق نفسي قد‬ ‫يصيبك باإلكتئاب الحاد إن لم تكن من ذوي اإلرادات القوية‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني أن تنتظر بشغف مواقيت صدور إعالنات الوظائف‬ ‫العمومية‪ ،‬فتسارع إلى نسخ شواهدك وإلى اخذ صور جديدة لك‪ ،‬تحاول عدم إقناع نفسك‬ ‫بصعوبة التوظيف بعد أن اقتصر الطلب على بضعة عشرات مقابل وجود آالف مثلك‬ ‫يحلمون بمثل هذه الوظيفة‪ ،‬فالمهم عندك هو أن تجرب حظك وأن تجعل ضميرك يرتاح‬ ‫ولو قليال بأنك فعلت ما عليك ورميت بالكرة إلى الجهات المعنية‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني أن تنفض الغبار عن بذلة قديمة جعلتها خاصة‬ ‫بالمهمات الصعبة‪ ،‬فتتوجه إلى الشركات الخاصة راغبا في عمل تقول شهادتك أنك كفؤ‬ ‫له‪ ،‬قد يكون حظك سيئا فتنتهي عند‬ ‫رجل األمن الخاص المنتصب بالباب‪،‬‬ ‫وقد يكون حظك وافرا إذا سمح لك‬ ‫بالدخول فتستقبلك السكرتيرة التي‬ ‫تجيبك بتلك الجملة السحرية التي‬ ‫كانت بمثابةـ أول درس تعلمته في‬ ‫الشـركــة «صافـــي‪ ..‬هانــا خذيــت‬ ‫الضوصي ديالك‪ ..‬ويـــال كانت شي‬ ‫حاجة غادي نعيطو عليك»‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني‬ ‫أن تبحث في الجرائد ومواقف الوظائف‬ ‫عن عمل‪ ،‬فتجــد إعالنــات تشترط‬ ‫دبلومات خاصة معينة لم تكن تقوى‬ ‫حتى على التفكير فيها بسبب أثمنتها‬ ‫التي تتجاوز أجرة والدك الشهرية‪،‬‬ ‫وحتـــى إن رأف أصحــاب الشغــل‬ ‫بشهادتك المتواضعــة‪ ،‬يضعـــون‬ ‫أمامك حائطا آخر إسمه التجربة التي‬ ‫ال يجب أن تقل عن سنتين‪ ،‬فمن أين‬ ‫لك بها وأنت الذي لم تجرب غير الحرمان والقهر‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني أن تدمى كرامتك وأنت تمد يدك إلى والدك منتظرا‬ ‫بضعة دراهم كي تلبي بعض اإلحتياجات الضرورية‪ ،‬تحس أنه قد تحملك كثيرا‪ ،‬وعندما‬ ‫حان الوقت لتخفف عنه ال زلت أنت أول من يستنزف أجره‪ ،‬وتعني أيضا عطالتك أن‬ ‫يبكي فؤادك دما وأنت تسمع صباح مساء‪ ،‬دعوات والدتك بأن يفتح اهلل عليك أبواب‬ ‫الرزق بينما تنسد هذه األبواب في وجهك تباعا‪ ،‬فينتحر الفرح في قلبك وأنت تقرأ في‬ ‫وجه والدتك ذلك األلم بتحطم آمالها بعدما كانت تتمنى أن تفاخر بك وسط العائلة‬ ‫والجيران‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني أن يصير جسدك عالة عليك فال تحضر المناسبات‬ ‫والتجمعات العائلية‪ ،‬وتحاول ما أمكن اإلختباء عن أقربائك وأصدقائك ممن يلتقون بك‬ ‫فيبدأ حديثهم بالسؤال المستفز‪»:‬ماذا تفعل ؟«وينتهي بجملة «اهلل يسهل عليك» وهي‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫نفس الجملة التي يرددها الجميع‬ ‫لمتسول ما‪ ،‬كما لو أنك صرت تتسول‬ ‫العمل بعد دراسة مضنية وهو ما كنت‬ ‫تعتقد أنه حق مشروع لك‪..‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني‬ ‫أن تحترق غيرة وأنت ترى غيرك قد‬ ‫استقر في حياتـه واشتـرى السيـــارة‬ ‫والشقــة ودخـل إلى قفـص الزوجيـة‪،‬‬ ‫أما أنت فسنــوات تمــر عليك وأنـت‬ ‫واقف في مكانك ال تتحرك أبدا‪،‬تغازل‬ ‫الوقت الذي يتمـــدد ليصير الشهر‬ ‫سنة وتتحول السنة إلى قرن‪ ،‬فتتركك‬ ‫الفتاة التي تحـب وتهـرب من بيـن‬ ‫يديك بعد أن انتظرتك طويال دون أن‬ ‫يكون لجيبك شرف التقدم لها ‪،‬فحتى‬ ‫لو أرادت أن تزيد من صبرها عليك‬ ‫يواجهها المجتمع بالعنوسة الدائمة‪،‬‬ ‫فتختار الرحيل عنك عوض تضحية قد‬ ‫ال تكون محمودة العواقب مع شخص‬ ‫لم يضمن حتى حاضره فكيف يضمن مستقبلهما؟ نفس الحال بالنسبة للفتاة العاطلة‪،‬‬ ‫فبعد أن كانت مصونة معززة ببيت أهلها‪ ،‬أصبحت هذه األسرة الصغيرة تطالبها بالخروج‬ ‫للعمل‪ ،‬ألن الرجـل اآلن ال يتزوج الفتاة العاطلة‪ ،‬فكل المفاهيم تبدلت وتغيرت مالمحها‪،‬‬ ‫ربما ألننا طالبنا بيوم من األيام أن نتساوى في الحقوق كما في الواجبات مع الجنس اآلخر‪،‬‬ ‫فكانت تلك نكبتنا‪ ،‬وكان الفخ المرصود أقوى من مطالبنا البسيطة‪ ،‬فأصبحنا نتحمـــل‬ ‫مسؤوليـــات من المفروض أن يتحملهـــا الرجل‪ ،‬هكذا هي الحياة‪ .....‬لم تعد كما كانت‪...‬‬ ‫أن تكون عاطال في المغرب‪ ،‬يعني أن تأبى كرامتك أن تبقى متفرغا طول الوقت‪ ،‬فتتجه‬ ‫نحو أعمال لم تكن تتخيل نفسك يوما أن تقوم بها‪ ،‬تعمل نادال وبناءا وجانيا للمحاصيل‪،‬‬ ‫وتعمل الفتاة نفس هذه المهن البسيطة مع أنها تملك من المؤهالت ما يجعلها تعمل‬ ‫في وظيفة تليق بشهادتها‪ ،‬فتتمنى فقط لو يتركك المجتمع في حالك ويكف عن عبارات‬ ‫الشفقة والعطف التي تقتلك فتكون سببا لهجرك مثل هذه األعمال‪...‬‬ ‫أن تكــون عاطــال في المغـــرب‪،‬‬ ‫يعني أن يطلب منــك سمسار ماليين‬ ‫السنتيمات مقابــل التوسـط لك‬ ‫لكي تعمل في مؤسسـة مـا‪ ،‬ويعنــي‬ ‫كذلك أن تحتقــر أولئـك المسؤولين‬ ‫الذين يظهرون على شاشات التلفاز‬ ‫ينافقون الشعب بكون المغرب يعرف‬ ‫دينامية وحركية معينة‪ ،‬وأن تضحك‬ ‫وأنت تسمع وزير الشغــل يقــول بأن‬ ‫البطالــة في المغرب في تراجع‪ ،‬وأن‬ ‫تشيخ قبل األوان وأنت تتحول إلى قاعة‬ ‫انتظار كتب عليها بالخط العريض‪:‬‬ ‫«عاطل عن العمل»‪.‬‬ ‫لذلك فــال أريــد من شبابنـا غيـــر‬ ‫الحاصل على الشواهد العليا أن يحسبوا‬ ‫أنفسهم أقل حظا من أصحاب الشواهد‪،‬‬ ‫ففي المغرب كل الشباب سواسية‬ ‫في ركن العطالة‪ ،‬والدليل على ذلك‪،‬‬ ‫نسبة البطالة التي ترتفع في أوساط كليات الحقوق والعلوم اإلجتماعية‪ ،‬بسبب غياب‬ ‫سوق للشغل يحتضن هذه الكفاءات‪ ،‬ما يجبر نسبة منها على الهجرة صوب الخارج‪ ،‬أما‬ ‫الباقي فيشتغل في وظائف ترقيعية فقط‪ ،‬أو يبحث عن حرفة جديدة مدرة للربح‪ .‬ذنبهم‬ ‫الوحيد أنهم رغبوا في دراسة تخصصات أدبية‪ ،‬بعدما تأثروا خالل فترة عمرية معينة بأحد‬ ‫الفالسفة أو المفكرين‪ ،‬لكن لم يكونوا على اطالع بمستجدات سوق الشغل غير القادر‬ ‫على استيعابهم‪.‬‬ ‫والمثير في األمر‪ ،‬أن البطالة تتفاقم أكثر فأكثر‪ ،‬بالرجوع إلى إحصائيات المندوبية‬ ‫السامية للتخطيط وتقارير البنك الدولي‪ ،‬دون أن تستطيع الحكومة أن تعثر على حل‬ ‫مؤقت لهذه الظاهرة التي تهدد األمن المجتمعي‪ ،‬وتدفع أغلب الشباب اليائسين إلى‬ ‫الهجرة نحو “الفردوس األوربي”‪ ،‬ولو عن طريق الهجرة السرية‪ ،‬اعتقادا منهم أن «الموت‬ ‫بكرامة أفضل من العيش في المذلة»‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫‪6‬‬

‫تكريس وتقديس قبور كبراء القوم والشهداء والمعبودات‬ ‫الخفية عبر التاريخ‬ ‫دفناء القرى بقلعية نموذجاً‬

‫• الباحث جمال بوطيبي‬

‫يواصل الباحث العالم األستاذ جمال بوطيبي إمتاع قرائنا ببحوثه القيمة حول تاريخ الريف والريفيين وينكش في هذا التاريخ الغابر‪ ،‬بحنكة وتمكن وخبرة نادرة‪.‬‬ ‫ويطلع علينا اليوم بهذا البحث القيم حول الممارسات الدينية في الريف القديم‪ ،‬متتبعا تلك الممارسات عبر جوار الريف القريب والبعيد‪ ،‬وصوال إلى ثقافة اإلغريق ومصر‬ ‫الفرعونية ‪ ،‬وإسقاطاتها على الزمن الحاضر‪ ،‬حيث تظل بعض آثار تلك المعتقدا ت راسخة في الثقافة الدينية المغربية‪.‬‬ ‫الباحث األستاذ جمال بوطيبي يقدم لنا قراءة ممتعة في تاريخ الريف العظيم‪ ،‬حول تقديس المراقد واألولياء حسب المصادر التاريخية الغابرة والروايات الشفاهية ‪ ،‬يسعدنا أن‬ ‫نشاطركم متعة قراءتها واالستفادة منها ‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫لقد مكن مجيء األديان السماوية بعض‬ ‫الميوالت الروحية التي كانت ممارسات سحرية هي‬ ‫في االصل‪ ،‬مخلفات وثنية مر بها المغربي القديم‬ ‫‪،‬ولو ان عقيدة التوحيد ترسخ به بأشد قوة تناغمت‬ ‫مع المعتقدات الموروثة التي تلخصها وتشخصها‬ ‫بعض الممارسات السحرية والروحية التي تعبد بها‬ ‫األسالف ‪،‬وهي معتقدات تظهر جليا في تكريس القبور‬ ‫والمزارات التي نالت مراتب التقديس والتوقير‪ ،‬لكن‬ ‫كانت الحاجة الماسة إلى وسيط ينال مرتبة العصمة‬ ‫وصدارة الجهاد وورع التقوى ليبلغ منال المراد‪ ،‬بين ال‬ ‫اإلله الواحد المقتدر ليكون وسيطا في كل شيء علما‬ ‫إن اإلله الواحد اليحتاج لوسيط مهما دعاه العبد هو‬ ‫اقرب إليه‪ ،‬وداللتها تعيدنا إلى المعتقدات الخفية التي‬ ‫نالت مراتب التقديس قديما‪.‬‬ ‫والشك أن األديان السماوية أظهرت وسطاء‬ ‫ووجهاء تمثلوا لعبادة اهلل وعرفوا بالطهارة الروحية‬ ‫والحسية والمادية وظلوا وسطاء الوحي والقرب من‬ ‫اهلل منهم األنبياء والقديسون والمجاهدون الشهداء‬ ‫وال ننسى ألوهية ملوك القوم وكبراؤ هم الذين‬ ‫نالوا اإللوهية و عبادة القوى الخفية كاألرواح والجن‬ ‫واآللهة الثانوية التي تتجلى مخلفاتها في الممارسات‬ ‫التي تدلنا إلى عقيدة األسالف التي تتعدد شكلياتها‬ ‫وتختلفشخصياتها‪.‬‬ ‫فدين اإلسالم يقر بوجود عالم الجن مواز لعالم‬ ‫البشر منهم األخيار واألشرار ورؤساء وملوك ومردة‬ ‫‪،‬وقد حظوا بمقام اإللوهية الحقيقية في القديم إذ‬ ‫يعتبرون كأرواح معمرة تشهد لفترات وزمن أجدادهم‬ ‫‪،‬وتحظى الروح بعناية التوقير والتقديس في المجتمع‬ ‫الوثني القديم باعتبارها أرواح خالدة التفنى‪ ،‬واألرواح‬ ‫الخفية تشهد وتبلغ لصاحب الطلبات ونذور البركات‪،‬‬ ‫ومن ذالك نرى في البوادي واألرياف والقرى وحتى‬ ‫المدن أماكن مقدسة تخصص لها الزيارات المتكررة‬ ‫وتحاط لبعض القبور مباني ومزارات اتخذت كمعابد‬ ‫بسيطة تستقبل الزوار والنذر‪ ،‬وتعتبر أماكن تجلب‬ ‫الحظ والبركة وتشفي األسقام‪ ،‬وتصلح العقم‬ ‫‪،‬ويخصص لها تقديم النذر وذبح القربان لنيل البركة‬ ‫‪،‬ولقدر سرد لنا المؤرخ الفرنسي ‘’غابرييل كامب‪ ،‬في‬ ‫كتابه ‘’البربر تاريخ وهوية’’ حول هذه الممارسات‬ ‫السحرية والروحية التي قال إنها امتدادات طقسية‬ ‫عرفت في علم اآلثار ‘’امتدادات الخزفيات الصغيرة’’‬ ‫التي تعود إلى ماقبيل التاريخ‪ ،‬وعرفت هذه األماكن‬ ‫بوفرة اآلنية الخزفية كان الغرض منها إيقاد النار‬ ‫لهذه المراقد والمزارات في مفاتل وانية مخصصة‬ ‫للبخور‪ ،‬ممارسات سحرية وروحانية كان الغرض من‬ ‫توقيرها وتقديسها تقديس أرواح األسالف والقوى‬ ‫الخفية وهي عبادة الجن ونالت بعناية دائمة من‬ ‫قبل المحيطين بها حرصوا دائما على إيقاد النار لها‬ ‫وتنظيم زائريها وان لم يكن للنار والنور دور في هذه‬ ‫العبادة التي ال يجرؤ الناس إلعطائها اسما منفردا داال‬ ‫عنها بقدر أنها دالة عن االستحسان والتوقير‪.‬‬ ‫وفي ارض الريف المغربي تكثر هذه المزارات‬ ‫التي يطغى عليها طابع التقديس والتكريس باعتبارها‬ ‫أماكن محروسة تبطل كل خائن لمكانتها‪.‬‬ ‫والنموذج الذي نستدل به في بحثنا قبر ولي صالح‬ ‫كما سموه أهل المكان ‘’بسيدي محند نتمزرينت’’‬ ‫هو مرقد ألحد مشايخ وكبراء’’ قرية بوحوى’’ التابعة‬ ‫لمنطقة ‘’بوغافر’’ شمال الناضور‪ ،‬تساءلت كثيرا عن‬ ‫السبب الذي جعل اهل المنطقة قديما كانوا اليحلفون‬ ‫بشيء حتى يذكر اسم دفين قريتهم البارز ‘’أحق‬ ‫سيذي محند’’‪ ،‬أي بحق السيد محند‪.‬‬ ‫وطبقا لهذا االستدالل‪ ،‬نجد له نموذجا بحلف‬ ‫أهل منطقة بوبافار بدفين بلدتهم أيضا ‪،‬يسمى‬

‫‘’سيذي محند واث’’ كانت كبيرات المنطقة يتفادين‬ ‫إثارة غضبه والخوف من لعنته بقولهن ‘’اذبعذ اربي‬ ‫ثسنانت انس’’ سيذي محند واث اوشا ياهلل’’ ‪ ،‬بمعنى‬ ‫ابعد اهلل عنا لعنات سيذي محند واث‪ ،‬التي الطاقة لنا‬ ‫بها وهو قريب إلى اهلل حسب قولهن وهذه تجليات‬ ‫تقديس وتكريس لهذه المراقد وألرواحها الشهداء ‪،‬‬ ‫ولزم أهل المنطقة بقريتي ‘’بوحوى وبوحمزة’’ العناية‬ ‫المقدمة لهذه المقامات الروحية باعتبارها محروسة‬ ‫وعنايتها وتقديرها يجلب بركة اهلل للبلدة وساكنتها‪،‬‬ ‫ونزوال إلى زيارات المقاصد المختلفة التي لزم الزوار‬ ‫طلبها من أولياء القرية الصالحين النوم داخلها قصد‬ ‫االستشفاء ‪ ،‬واستداللي هنا أيضا من قدماء المنطقة‬ ‫حكى لي مرضه في خمسينات القرن الماضي قصد‬ ‫النوم داخل الروضة حتى بلغ به الخوف مراحل وتمكن‬ ‫من النوم فوقف أمامه شيخ مسن حامال عصا وهو‬ ‫يصارع فتية تغلبوا عليه فطلع الشيخ يهدد تالميذه‬ ‫أن يتركوه وشانه‪ ،‬وأخرجه من الورطة قام فجرا‬ ‫تعرقا ليخبر األهل بحلمه وبحثهم على المغادرة‪،‬‬ ‫وبعد عودته لمسكنه استفسر فقيها من أهل القرية‬ ‫واستفتاه بحلمه ورؤياه فسر له الفقيه أن الشيخ‬ ‫الذي رآه بنفس المالمح والهيئة هو نفس الرجل‬

‫اليوناني ‘’هيرودوت’’ الذي عاش قبل القرن الخامس‬ ‫الميالدي وتكلم بالتفصيل عن معتقدات االمازيغ‬ ‫في زمن الديانات القديمة وخاصة التي تمازج معها‬ ‫الشعوب المجاورة كمصر القديمة والمعبود ‘’آمون‬ ‫رع’’ و’’اوزيريس’’ ‘’والذي حول في العهد الفينيقي إلى‬ ‫‘’حمون بعل’’ وذكر الشعب الليبي ومنه بعض القبائل‬ ‫العظيمة وذات الكم الوفير والثور الشديد ومنها‬ ‫شعب ‘’الناسمونيبن’’ يتحدث عنهم المؤرخ اليوناني‬ ‫‘’هيرودوت’’ بنوع من التفصيل يشير إلى أنهم رعاة‬ ‫مزارعون في الصيف يتركون قطعانهم بجانب البحر‬ ‫فينزلون الى ‘’اوجيلة’’ لقطف التمور ويصطادون‬ ‫الجراد ولهم عادات خاصة في الزواج ويتعاطون‬ ‫االستخارة بزيارة قبور األجداد ‘’يضيف ‘’هيرودوت’’‬ ‫في أحاديثه عن الليبيين ‘’فقرة’’ رقم ‪ 172‬صفحة‬ ‫‪ 43‬عن ‘’الناسمونيين’’ ‘’أما طريقتهم في القسم‬ ‫واستطالع الغيب فإنهم يقسمون بالرجال المنتمين‬ ‫إلى عشيرتهم والذين كانوا أكثر عدال وطيبي الذكر‪،‬‬ ‫وذالك بوضع أيديهم على قبور أسالفهم ثم يصلون‬ ‫وينامون على القبور ويعتبرون أحالمهم وحيا يجب‬ ‫إتباعه وأما المواثيق عندهم فيعقدونها بتبادل الشرب‬ ‫من أيدي بعضهم البعض وان لم يجدوا شرابا سائال‬

‫الذي تتواتر الروايات التاريخية حوله‪ ،‬وال يزال الراوي‬ ‫حيا يرزق هو الشاهد في هذه القصة هو أحد أعمامنا‬ ‫المسمى ‘’عمرو البوطيبي’’‪.‬‬ ‫إن كل تلك المعتقدات التي تبناها البربر تباعا‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يقول الباحث اإلسباني’’ غريلي’’ لم‬ ‫نتمكن من تحطيم العمق الديني البدائي البربري‪،‬‬ ‫أعني عبادة قوى الطبيعة ‪ .‬وعبادة الجن المتحكمين‬ ‫في هذه القوى‪ ،‬وطبيعة الماء‪ ،‬والعيون والنار‪...‬إلخ‪،‬‬ ‫والممارسات السحرية التي ال زالت سارية االستعمال‬ ‫إلى اآلن‪.‬‬ ‫ويقول ليون األفريقي في كتابه (وصف أفريقيا)‬ ‫بأن األمازيغ األفارقة‪ ،‬في الزمن القديم‪ ،‬كانوا»‬ ‫وثنيين على غرار الفرس الذين يعبدون النار‬ ‫والشمس‪ ،‬ويتخذون لعبادتهما معابد جميلة مزخرفة‬ ‫توقد داخلها نار تحرس ليل نهار حتى التنطفىء‪ ،‬كما‬ ‫كان يفعل ذلك في معبد اإللهة (فيستا) عند الرومان‪.‬‬ ‫ذلك ما ال تفتأ تواريخ األفارقة والفرس تتحدث عنه‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن أفارقة نوميديا وليبيا كانوا يعبدون‬ ‫الكواكب‪ ،‬ويقدمون لها القرابين‪ ،‬وأن بعض األفارقة‬ ‫السود كانوا يعبدون (كيغمو)‪ ،‬ومعناه في لغتهم رب‬ ‫السماء‪ .‬وقد أحسوا بهذا الشعور الحسن دون أن‬ ‫يهديهم إليه أي نبي أو عالم‪..‬‬ ‫أما استدالل األرشيف القديم ففي أحاديث المؤرخ‬

‫فإنهم يلتقطون بعض التراب من األرض ويلعقونه‪.‬‬ ‫أحاديث هيرودوت عن الليبيين ‘’فقرة’’ رقم ‪172‬‬ ‫صفحة ‪ 43‬ترجمة وتعليق مصطفى أعشي ’‘المعهد‬ ‫الملكي للثقافة األمازيغية‪.‬‬ ‫اعتبر مؤلف كتاب البربري اإلنجليزي أن تقديس‬ ‫الموتى أحد أهم مميزات األمازيغ في العصور القديمة‪،‬‬ ‫وبالفعل فهي ظاهرة قديمة في شمال أفريقيا غرب‬ ‫مصر‪ ،‬حيث كتب عنها بومبينوس أنه في أوجلة تعتبر‬ ‫أرواح األسالف بمثابة آلهة‪ ،‬إذ أنهم يقسمون بها‬ ‫ويستشيرونها في أمورهم ثم ينامون ليتلقوا اإلجابات‬ ‫في شكل أحالم‪.‬‬ ‫لم يغفل’’ هيروديت’’ الذي يرجع الفضل إليه‬ ‫بإمداد الكتب التاريخية بأخبار ليبيا القديمة‪ ،‬حيث‬ ‫يروي لنا في الكتاب الرابع في إطار الحديث عن قبيلة‬ ‫‘’الناسمون’’ ما يلي‪:‬‬ ‫يقسمون برجال منهم عرف عنهم الورع‬ ‫والشجاعة في حياتهم‪ ،‬بعدما يضعون أيديهم‬ ‫على قبورهم‪ .‬وهم يتعبدون بزيارة القبور التلية‬ ‫ألسالفهم‪ ،‬ويستلقون فوقها بعد الصالة‪ .‬ويتقبلون‬ ‫كل ما سيرونه في منامهم‪.‬‬ ‫إلى يومنا هذا الزال البربر يقدسون قبور األولياء‬ ‫في شمال أفريقيا خاصة في المغرب‪ ،‬البلد الذي‬ ‫يسمى أحيانا ببلد ألف ضريح وضريح‪ ،‬بحيث أنه ال‬

‫تكاد تخلو أي قرية من ضريح يقدسه سكانها حتى‬ ‫بعض المدن سميت نسبة إليها كالمدن التي تبدأ‬ ‫باسم‪« :‬سيدي‪ .»...‬ويعرف الولي أو القديس عند‬ ‫األمازيغ في أيامنا باسم‪« :‬أمرابض»‪ ،‬وهو اسم يعود‬ ‫إلى الكلمة العربية «مرابط» الرتباط المتصوفة غالباً‬ ‫بالجهاد ورباطهم في الصفوف األمامية المعروفة‬ ‫باسم «الرباط»‪ ،‬وقد حور الغربيون هذا االسم في‬ ‫لغاتهم إلى‪« :‬ماربوط» (‪ .)Marbout‬ولكن نجد هذا‬ ‫االسم قد رومن واسلم باعتباره في المصادر األسماء‬ ‫الدالة على رجل دين في المجتمع االمازيغي القديم‬ ‫حيث ذكر المؤلف اللبناني المسيحي ‘’جرجي زيدان’’‬ ‫في كتابه ‘’فتح األندلس’’ صفحة’’‪ 203‬قوله’’ كان‬ ‫لجماعة من البربر في المغرب يعبدون األوثان إال‬ ‫بعض من خالط الروم على شواطئ البحر فإنهم‬ ‫اعتنقوا المسيحية النصرانية وهم قلة وكان لكل‬ ‫قبيلة أصنام وعبادات وكهنة يديرون شؤونها ويتلون‬ ‫األحكام بين أهلها ويحلون المشاكل التي تقع فيها‬ ‫كما كان يفعل الكهان عند العرب في الجاهلية غير أن‬ ‫الكاهن يسمى عند البرابرة ب ‘’ماربوط’’ فيأتون إليه‬ ‫لالستشارة في حرب أو سلم ويحملون إليه الهدايا من‬ ‫الماشية او الحنطة او الرقيق االسود او االبيض‬ ‫فكل األولياء أو معظمهم امازيغ وعرب اغلبهم‬ ‫سموا بأسماء امازيغية كيفت مع االسماء العربية بعد‬ ‫دخول اإلسالم‪ ،‬ستحتار عندما تعلم أن أولياء مثل‬ ‫سيدي بوزيد بأسفي وسيدي بوزيد بالجديدة وأينما‬ ‫وجد تكريس هذا االسم فهو استدالل معبد وهيكل‬ ‫اإلله بوسيدون او بوزبدون األمازيغي اله البحار!‬ ‫وبشهادة هيرودوت نفسه‪ .‬وستحتار أيضا عندما تعلم‬ ‫أن شخصية بالشيخ الذي يرشونه بالماء ما هو اال‬ ‫‘’بوكوس باغوس ‘’او باخوس اله الخمر الذي كانوا‬ ‫يرشونه بالخمر هنا قبل دخول االسالم‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫فمن خالل ماسرد في الغابر القديم حول‬ ‫تقديس األمازيغ لقبور أسالفهم والحلف بها والنوم‬ ‫فيها فالزالت هذه المخلفات السحرية والروحانية‬ ‫في بوادي وأرياف ‘’الريف وقلعية ‘’خصوصا وبباقي‬ ‫مناطق المملكة من حيث العدد فان لكل قرية‬ ‫تقريبا لها ولي يزار وتكرس له نفس المواصفات‬ ‫التي سردها المؤرخون قبل وبعد ميالد المسيح‬ ‫طبقا لهذه المواصفات فتبقى مخلفات جنائزية‬ ‫وروحانية تذكرنا بماضي األسالف وعقيدتهم‬ ‫الغابرة‪.‬‬ ‫المصادر‬ ‫ بحثي الخاص المقتضب حول تقديس‬‫المراقد واالولياء في المجتمع الريفي وتناسق‬ ‫المصادر التاريخية الغابرة وتواتر الروايات التي‬ ‫تكرس هذه الظاهرة الطقسية على صفحتي‬ ‫‘’تاريخ الريف وقلعية بين االكتشافات الحديثة‬ ‫والروايات الشفهية‪.‬‬ ‫’’جرجي زيدان’’ بكتابه ‘’فتح األندلس’’‬‫صفحة’’‪203‬‬ ‫ أنجلو غريلي ‪:‬أسلمة وتعريب بربر شمال‬‫المغرب‪ ،‬ترجمة عبد العزيز شهبر‪،‬منشورات وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬مطبعة دار المناهل‪ ،‬الرباط‪،2009،‬ص‪:‬‬ ‫‪.200.‬‬ ‫ليون األفريقي‪ :‬وصف أفريقيا‪ ،‬ترجمة‪:‬‬‫محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1983‬م‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫’’هيرودوت’’ في أحاديثــه عن الليبيين‬‫‘’فقرة’’ رقم ‪ 172‬صفحة ‪ 43‬ترجمة وتعليق‬ ‫مصطفــى أعشي ’‘المعهد الملكي للثقافـــة‬ ‫االمازيغية‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫اقتصاد‬ ‫قمة مجموعة “العشرين” لسنة ‪2018‬‬

‫تم تنظيم قمة “العشرين” لسنة‬ ‫‪ 2018‬في األرجنتين ما بين ‪ 30‬نوفمبر‬ ‫وفاتح دجنبر من نفس السنة‪.‬‬ ‫وتطرق رؤس��اء ال��دول العشرين‬ ‫األكثر تقدما إلى عدة مواضيع تخص‬ ‫باألساس التجارة العالمية ومشكل‬ ‫الهجرة والمناخ وخروج بريطانيا من‬ ‫اإلتحاد األوروبي وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫ولعل أهم حدث تم التطرق إليه هو‬ ‫التقرير الذي جاءت به منظمة التجارة‬ ‫العالمية األخير والذي يقول بأن الدول‬ ‫المتقدمة اقتصاديا وضعت ما يناهز ‪ 40‬حاجزا جمركيا وتجاريا ما بين شهر ماي وشهر أكتوبر‬ ‫من سنة ‪ 2018‬على حجم من المبادالت الدولية وصل إلى ‪ 500‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ويقول السيد ‪ Roberto Azevedo‬رئيس المنظمة العالمية للتجارة إن على مجموعة‬ ‫العشرين أن تتخذ قرارات فورية وحازمة لترفع هذه القيود الجمركية والحواجز التجارية وإال‬ ‫سيؤثر ذلك سلبا على نمو اإلقتصاد العالمي والتشغيل واإلستهالك في جميع بلدان العالم‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫تحليل منظمة التعاون والتنمية االقتصادية لتكلفة الصحة‬ ‫العقلية على الصعيد األوروبي‬

‫إن اإلضطرابات العقلية مثل الكآبة والقلق والمشاكل النفسية الناتجة عن استهالك‬ ‫الكحول والمخدرات… أصبحت تمثل عبءا اقتصاديا ثقيال على كاهل دول اإلتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وحاليا وصل عدد األشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية إلى ‪ 84‬مليون نسمة أي أن‬ ‫شخصا أوروبيا من أصل ستة يعانون من هذه المشكلة‪ .‬وخالل سنة ‪ 2016‬وصل عدد الوفايات‬ ‫من جراءاإلضطرابات العقلية واإلنتحار إلى ‪ 84.000‬شخص‪.‬‬ ‫وتقدر المفوضية األوروبية ومنظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية تكلفة الصحة العقلية‬ ‫على الصعيد األوروبي بما يناهز ‪ 600‬مليار أورو أو ما يعادل‪ %4‎‬من الناتج الداخلي الخام لدول‬ ‫اإلتحاد‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫المالية اإلسالمية على المستوى القاري‬

‫توجد في القارة اإلفريقية أكثر من‬ ‫‪ 200‬مؤسسة مالية إسالمية يصل‬ ‫فيها مجموع األص��ول إلى ‪ 31‬مليار‬ ‫دوالر ومع ذلك فهي ال تمثل إال‪ %2‎‬من‬ ‫سوق البنوك المالية والتجارية‪.‬‬ ‫وأمام المالية اإلسالمية أكثر من‬ ‫‪ 480‬مليون مستهلك مسلم يريد أن‬ ‫يتعامل ويستهلك منتوجا تشاركيا‬ ‫حالال‪.‬‬ ‫ويمكن للشركات الصغيرة أن تجد‬ ‫ضالتها في البنوك التشاركية على‬ ‫الصعيد القاري ألنها ال تستطيع الولوج بسهولة إلى البنوك التقليدية لما تفرضه عليها من‬ ‫إجراءات إدارية صعبة وضمانات مالية باهظة باإلضافة إلى تكلفة عالية لخدمة الدين‪.‬‬ ‫ولعل إفريقيا الجنوبية هي البلد األول الذي يتعامل بالصيرفة اإلسالمية ألن مستوى‬ ‫األصول وصل إلى ‪ 2,6‬مليار دوالر‪ ،‬ثم كينيا بنسبة ‪ 416‬مليون دوالر وفي الدرجة الثالثة هناك‬ ‫نيجريا بنسبة ‪ 255‬مليون دوالر رغم أن هذا البلد يأوي أكثر من ‪ 80‬مليون مسلم‪.‬‬ ‫في المغرب وصل مستوى القروض إلى ‪ 2,2‬مليار درهم و‪ 1‬مليار درهم على شكل صكوك‪.‬‬ ‫وحسب بعض المتخصصين في المالية اإلسالمية يمكن لهذه األخيرة أن تمثل‪ %5‎‬من مجموع‬ ‫أصول البنوك في المغرب في خضون العقد المقبل‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫عودة إلى مشكل كارلوس غوسن‬

‫كان يعتبر كارلوس غوسن في اليابان بطال قوميا ألنه أنقد شركة نيسان من اإلفالس‬ ‫ويلقب كذلك” بقاتل التكاليف” (‪.)The costs killer‬‬ ‫وحاليا تم إدخاله إلى السجن في طوكيو لما قام به من تملص ضريبي ألنه لم يؤد الضريبة‬ ‫على الدخل في اليابان منذ ترأسه على شركة نيسان‪.‬‬ ‫فعال لقد تراجعت قيمة أسهم نيسان في بورصة طوكيو بأكثر من‪ %15‎‬ولم يعد كارلوس‬ ‫غوسن هو الرئيس لشركة نيسان ولكن كل هذه التداعيات لن تؤثر مباشرة على المغرب وعلى‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫شركة رونو سواء في الدار البيضاء أو مدينة البوغاز ألن مشروع رونو المغرب ال يتعلق بشركة‬ ‫نيسان تماما وتبقى سيارة داسيا ورونو هي األكثر مبيعا في السوق الوطنية‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫ما هي أهم مكتسبات عضوية المملكة المغربية‬ ‫إلى ‪ CEDEAO‬؟‬

‫وص���ل ح��ال��ي��ـ��ـ��ا ع��ـ��ـ��دد ال���دول‬ ‫اإلفريقيــة التي تنتمــي إلى المجموعة‬ ‫اإلق��ت��ص��ادي��ة ل���دول غ���رب إفريقيا‬ ‫“‪ ”Cedeao‬إل��ى ‪ 15‬بلدا بسوق‬ ‫إجمالية تفوق ‪ 350‬مليون نسمة‬ ‫وبناتج داخلي خام كلي يناهز ‪700‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وبعد عودته إلى حضيرة اإلتحاد‬ ‫اإلفريقي ف��ي شهر يناير م��ن سنة‬ ‫‪ ،2017‬قام المغرب بتقديم ترشيحه‬ ‫إلى منظمة ‪ Cedeao‬في شهر فبراير‬ ‫من نفس السنة‪.‬‬ ‫ويمكن للمغرب أن يصبح مهمشا إذا لم يقم بإدماج اقتصاده ضمن مجموعة اقتصادية‬ ‫وجغرافية مهمة مثل منظمة ‪.Cedeao‬‬ ‫مؤخراً‪ ،‬ومع نهاية سنة ‪ 2017‬وصلت صادرات المملكة المغربية نحو القارة اإلفريقية‬ ‫‪ 22,1‬مليار درهم أي‪ %9‎‬من مجموع صادرات المملكة‪ .‬إال أن هذه الصادرات تبقى مركزة على‬ ‫ثالثة دول وهي‪ :‬السينغال ونيجيريا وساحل العاج‪ .‬كما أن المغرب يستثمر تقريبا ‪ %64,7‎‬من‬ ‫استثماراته الخارجية في القارة السمراء‪.‬‬ ‫ال شك أن انضمام المغرب لمنظمة ‪ Cedeao‬سيكون له عواقب إيجابية وميزات استراتيجية‬ ‫لكال الطرفين فقط على الدول المعنية أن تقوم بتسريع وتيرة المفاوضات والتعجيل بعملية‬ ‫اإلنضمام‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫محاكمة المغرب وتركيا أمام المنظمة العالمية للتجارة‬

‫لقد قامت تركيا بتقديم شكوى‬ ‫ت��ج��اري��ة ألول م��رة أم���ام المنظمة‬ ‫العالمية للتجارة وذلك في شهر غشت‬ ‫من سنة ‪ .2018‬وتعود هذه الشكوى‬ ‫في الحقيقة إلى السياسة المغربية ضد‬ ‫اإلغراق التي طبقتها المملكة ابتداءا‬ ‫من ‪ 26‬شتنبر من سنة ‪ 2014‬ضدا‬ ‫على الفوالذ المدلفن الذي يستورده‬ ‫المغرب من تركيا‪ .‬وقد طبق المغرب‬ ‫ضريبة تتراوح ما بين ‪ 11‬و‪ %22‎‬على‬ ‫ال��ف��والذ المستورد من تركيا حتى‬ ‫يضمن المنافسة في السوق الوطنية‬ ‫وحتى يقوم بحماية بعض الشركات الصاعدة مثل ‪.Maghreb steel‬‬

‫وإذا حكمت المنظمة العالمية للتجارة لصالح تركيا فإن المغرب قد استأنف هذا الحكم في‬ ‫‪ 20‬نوفمبر من سنة ‪ 2018‬ألنه حكم ال يأخذ بعين اإلعتبار مصالح المملكة المغربية وردة‬ ‫فعلها المشروعة ضد هذا الهجوم التركي على سوق الفوالذ المغربية‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫استهالك اللحوم في المغرب‬

‫يصل استهالك المغاربة من اللحوم‬ ‫البيضاء إلى‪ %50‎‬و‪ %26‎‬من لحوم البقر‬ ‫و‪ %15‎‬من لحوم المعز والخرفان وما‬ ‫تبقى أي‪ %9‎‬من لحوم أخرى‪.‬‬ ‫وقد انتقل استهالك اللحوم من ‪6‬‬ ‫كيلوغرام لكل مغربي سنويا إلى ‪9,5‬‬ ‫كيلوغرام سنويا‪ .‬وهذا هو ما دفع خالل‬ ‫الخمس سنوات الماضية بأثمان اللحوم‬ ‫الحمراء إلى اإلرتفاع حيث انتقلت من‬ ‫‪ 55‬درهم للكيلوغرام إلى أكثر من ‪70‬‬ ‫درهم للكيلوغرام‪.‬‬ ‫وارتفاع أثمان اللحوم الحمراء ال يعود فقط إلى ارتفاع الطلب وإنما أيضا وعلى وجه التحديد‬ ‫إلى ارتفاع أثمان الحبوب المخصصة للعلف والتي تمثل ‪ %80‎‬من المواد المخصصة لتسمين‬ ‫الماشية وكذلك اإلرتفاع الكبير في تكلفة الطاقة‪.‬‬

‫اقتصاد‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫ما العمر إ َّال مراحل يطويها الراحل‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬لميثاق الزواج في اإلسالم ميزان دقيق‪ ،‬وسكن حبانا اهلل به بمقومات حضارية‬ ‫نبراساً يقتدى به‪ .‬ثمَّ حتمية تجديد وسائل الترغيب فيه بين الشباب‪( ،‬من استطاع‬ ‫فيكم الباءة فليتزوج )‪ ،‬ولهم ميل فطري إلى الزواج وهم ال يعرفون َّ‬ ‫إال نتفاً من أمور‬ ‫الحياة‪ .‬يقتضي (الزواج) النية الصالحة‪ ،‬ليتعاون فيه الزوجان على نوائب الدَّهر‬ ‫لبناء أسرة وذرية صالحة‪ ،‬من أجل تربية األجيال خلقياً وعلمياً‪ .‬مؤسسة األسرة‬ ‫تمثل الجنين الذي ينشئ بوجوده الحياة‪ ،‬وخلية المجتمعات‪ .‬وأيضاً تجديد الثقة‬ ‫في أمور المعاش والمعاد‪ ،‬لالستقامة على شرع اهلل‪ ،‬وهو الذي أسبغ علينا نعائمه‬ ‫ظاهرة وباطنة‪ .‬الستئصال أسباب الصراع بين القادر والمقدور‪ ،‬لتحصين مشروع‬ ‫األسرة من كيد المتربصين الذين يستهدفون النيل من الزوجين‪ .‬فالقوي هو من‬ ‫يملك نفسه عند الغضب‪ ،‬لرأب الصدع‪ ،‬ولعدم ضياع نفائس األوقات في الحياة‪.‬‬ ‫والسعي إلى طاعة اهلل تعالى وحسن الظنِّ به‪ .‬فما للمرْء َّ‬ ‫إال لقمة تؤكل‬ ‫وثياب تبلى‪ ،‬وما يتصدَّق به هو الباقي‪ ،‬وما أُكل فهو الفاني‪ .‬الصدق‬ ‫توأمٌ لخاليا جسم األسرة من أخالق اإلسالم‪ .‬ولإلخالص والصدق‬ ‫جل في عاله‪ .‬فمن أصدقَ َ‬ ‫منزلته عند اهلل َّ‬ ‫اهلل في جميع أموره‪ ،‬صنع‬ ‫اهلل له ما لم يصنع لغيره‪ .‬وما كان ألصحاب الغار‪ ،‬نجاتهم من كربهم‬ ‫َّ‬ ‫إال لصدْقهم‪ .‬فما أحوجنا االقتداء بالصادق المصدوق(صلعم)‪ .‬القلب‬ ‫َّ‬ ‫محل االعتقاد واالعتدال المقاصدي والتمسك بشريعة اهلل‪ .‬إذ الزوج‬ ‫(الزوجة) المطمئنُّ النفس صادق اللسان‪ .‬عليكم بالصدق‪ ،‬فإنه يهدي إلى البرِّ والبرُّ يهدي إلى الجنَّة‪ .‬فالرسول الكريم‬ ‫(صلعم) القائل ‪ :‬منْ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة‪ ،‬قيل من يا حبيب اهلل‪ ،‬قال‪ :‬منْ قال‪ ،‬ال إله إ ّال اهلل صدقاً منْ‬ ‫قلبه َّ‬ ‫إال حرَّمه اهلل على النار ‪ ..‬وفي حديث آخر‪ ،‬قال (صلعم) ‪ :‬تكاثروا تناسلوا فإني مباه بكم األمم يوم القيامة‪َّ .‬‬ ‫إن أبغض‬ ‫الحالل عند اهلل الطالق‪ ،‬وقد تطلب من العدل خطيب الجمعة األستاذ يونس بن عبد الوهاب‪ ،‬نثر مادة‪ ،‬ما تدفع نحو تعزيز‬ ‫مفهوم الزواج للحفاظ على كرامة الزوجين واستقرار الحياة األسرية ‪:‬‬ ‫الحمد هلل ربّ العلمين والصالة والسالم على سيد‬ ‫المرسلين الطاهرين والرضا عن أصحابه الغر الميامين‬ ‫وعن التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدِّين‪ .‬لقد أشعر باأللم‬ ‫والحزن واألسى واألسف والمرارة والحسرة عندما أكون أزاول‬ ‫مهنتي بمكتبي – عدل – ويكون موضوع القضية يتعلق‬ ‫بالطالق واالنفصال الذي يعمل على هدم البيوت وتحطيم‬ ‫األسر بعد الصراع والنزاع وبث األلم في النفوس‪ ،‬وعند‬ ‫طرح السؤال ‪ :‬لماذا الطالق ؟ يكون الجواب‪« ،‬عدم حصول‬ ‫التفاهم» وعند تأمل هذه العبارة ال نجد لها سوى َّ‬ ‫أن أحد‬ ‫الزوجين ال يعرف قواعد وضوابط الزواج‪ ،‬جاهل بسبيله‬ ‫ومنهجه أو –كليهما‪ ،-‬وعند مناقشتهما يظهر ذلك جلياً‬ ‫وبوضوح تام‪ ،‬حيث نجد الزوجين قاما باالرتباط دون معرفة‬ ‫سابقة بتلك القواعد والضوابط الشرعية المتعلقة بالزواج‪.‬‬ ‫الخاطب رأى البنت وأعجبته أنوثتها وجمالها‪ ،‬وتكون‬ ‫المخطوبة قد رأت الشاب وأعجبت بوسامته وظرافته‪ ،‬فقررا‬ ‫االرتباط بالزواج دون معرفة بما هو مطلوب‪ .‬والزواج‬ ‫بالضرورة يحتاج إلى فهم ضوابطه وقواعده ليتمّ تطبيقها‪،‬‬ ‫ال إلى الهوى والرأي‪ .‬وأصل كل نزاع واختالف وفتنة بين‬ ‫الزوجين إنما هو من تقديم الرأي على الشرع والقانون‬ ‫والهوى والشهوة على العقل‪ ،‬واإلنسان مطالب في جميع‬ ‫أحواله باللجوء إلى القواعد والضوابط قبل غيرها من‬ ‫االختيارات الشخصية والتي ربما تكون مخالفة ومعارضة‬ ‫لها‪ .‬قال تعالى ‪ :‬فمن تبع هداي فال يظل وال يشقى – صدق‬ ‫اهلل العظيم‪ .‬أي فمن اتبع القواعد والضوابط الشرعية‬ ‫فال يظل وال يضطرب وال يفتتن وال يشقى أي يسعد‪ .‬هذا‬ ‫الموضوع جعلني أفكر في طريقة ما كمساهمة مني في‬ ‫التوعية‪ ،‬وانطالقا من رغبتي األكيدة بأن ينجح الزوجان‬ ‫في حياتهما‪ .‬بدأتُ بإلقاء درس وموعظة في مكتبي قبل‬ ‫توثيق الزواج أو بعده من مدة تربو على أكثر من ثمان‬ ‫سنين‪ ،‬وذلك من أجل تبصير الزوجين بما يتوجب عليهما‪،‬‬ ‫فوجدتها طريقة نافعة إيجابية بشهادة كثير من األشخاص‪،‬‬ ‫وأظن أنني الوحيد الذي يقوم بهذه المهمة في تطوان‪ ،‬بل‬ ‫وربما على الصعيد الوطني‪ .‬أرجو من اهلل عز وجل أن أكون‬ ‫ممن قال فيهم رسول اهلل (ص) ‪ :‬من سنَّ سنة حسنة فله‬ ‫أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة (حديث)‪ .‬وهذا‬ ‫نابع من إيماني بجدوى هذه الطريقة ونجاحها وأنها تعطي‬ ‫ثمارها‪ .‬وفي هذا الصدد أؤكد أن المشكلة الحقيقية تكمن‬ ‫في عدم وجود الفهم الصحيح لما يخص العالقة الزوجية‪.‬‬ ‫حتى لدا بعض المثقفين من المستوى العالي‪ .‬وعدم الدراية‬ ‫بالقواعد والضوابط التي تنظم العالقة الزوجية‪ ،‬وهذا‬ ‫راجع إلى الالمباالة وعدم االهتمام ‪ ..‬جاء اإلسالم بمبادئ‬ ‫إنسانية سامية‪ ،‬وكان ال بدَّ أن يكون له قانون ونظام‬ ‫كسائر المهام واألعمال‪ ،‬ثم شرع تلك القوانين والقواعد‬ ‫والضوابط المتعلقة بالزواج باعتبارها من المقومات التي‬ ‫تبنى عليها البيوت وتنشأ عنها األسر‪ ،‬فكان من الالزم معرفة‬ ‫هذه القواعد والضوابط لكي يحصل النفع والخير للزوجين‬ ‫واألسرة معاً‪ -.‬أوال‪ -‬قيمة الزواج ‪ :‬هل للعالقة الزوجية قيمة‬ ‫وأهمية أم أنها مسألة عادية كباقي العالقات األخرى ؟ أقول‬ ‫إن العالقات الزوجية اإلنسانية المقدسة‪ ،‬فالزواج مقدَّس‪.‬‬ ‫له حرمته وله قدسيته‪ .‬والمقدَّس هو المطهر والمبارك‬ ‫بالطابع الديني ال يجوز انتهاكه ‪ ..‬دليل ذلك‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬ ‫وأخذن منكم ميثاقا غليظاً – صدق اهلل العظيم‪ .‬فالزواج هو‬‫الميثاق الغليظ ‪ ..‬ومعناه أي العهد المؤكد بالحلف‪ .‬واهلل عز‬ ‫وجل يوصي بالوفاء بالعهد‪ ،‬حيث يقول ‪ - :‬وأوفوا بعهد اهلل‬ ‫إذا عاهدتم وال تنقضوا األيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اهلل‬ ‫عليكم كفيال – صدق اهلل العظيم‪ .‬ويقول سبحانه ‪ :‬يا أيها‬ ‫الذين آمنوا أوفوا بالعقود – صدق اهلل العظيم ‪.‬و العقود هي‬ ‫العهود ومنها العقد والعهد الذي يكون بين المرء وزوجه‪،‬‬ ‫لذلك يجب على الزوجين أن يحترما العالقة الزوجية التي‬ ‫تربطهما وأن يحترم كل واحد منهما اآلخر بحيث ال يصدر‬ ‫منه ما يسيء إلى صاحبه ‪ ..‬وإذا ساد االحترام حصل النجاح‬

‫والفالح وكان اللباس والسكن وحصلت المودة والرحمة ‪..‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ – صدق اهلل‬ ‫العظيم ‪ ..‬وقال عز من قائل ‪ :‬ومن آياته أن خلق لكم من‬ ‫أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّ ًة ورحمة‪ّ ،‬‬ ‫إن‬ ‫في ذلك آليات لقوم يتفكرون – صدق اهلل العظيم‪ - ..‬ثانياً‪،‬‬ ‫النية في الزواج – معنى النية لغة ‪ :‬نوى الشيء وانتواه كالهما‬ ‫– قصده واعتقده أيضاً‪ .‬وفي االصطالح – هي عمل القلب‬ ‫والعزم المؤكد على إجراء العمل مقترنا بالهدف والغرض‬ ‫منه‪ ،‬وال ينفع دونها (النيّة)‪ .‬والزواج من األعمال التي تحتاج‬ ‫إلى النية لقول رسول اهلل (ص)‪ - ،‬إنما األعمال بالنيات وإنما‬ ‫لكل امرئ ما نوى – وأن تكون نية حسنة بحيث يعتقد‬ ‫الزوجان بقلبهما أنهما سيرتبطان وفق‪ )1( ،‬منهج الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ )2( .‬على وجه الدوام واالستمرار ال ألجل محدَّد‪،‬‬ ‫وإذا نوى أحد الزوجين أنه يتزوج ألجل محدد فعالقته بصاحبه‬ ‫عالقة محرَّمة‪ ،‬ألنه يكون عقد وفي نيته المفارقة بعد زمن أو‬ ‫بعد انقضاء حاجته أو مصلحته وكأنه زواج متعة ‪.‬قال الشيخ‬ ‫رشيد رضا في تفسيره المنار ‪« :‬هذا وأن تشديد علماء السلف‬ ‫والخلف في منع المتعة يقتضي منع النكاح بنية الطالق»‪ ،‬وإن‬ ‫كان الفقهاء يقولون عقد النكاح يكون صحيحا إذا نوى الزوج‬ ‫التوقيت ولم يشترطه في صيغة العقد‪ ،‬ولكن كتمانه إياه‬ ‫يعدُّ خداعاً وغشا وهو أجدر بالبطالن مع العقد الذي يشترط‬ ‫فيه التوقيت الذي يكون بالتراضي بين الزوج والمرأة والولي‬ ‫وال يكون فيه المفسدة أو العبث بهذه الرابطة العظيمة‬ ‫التي هي من أعظم الروابط البشرية‪ ،‬وإيثار التنقل في مراتع‬ ‫الشهوات‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من المنكرات‪ .‬إحصان كل‬ ‫من الزوجين لآلخر وإخالصه له وتعاونهما على تأسيس بيت‬ ‫صالح من بيوت األمة‪ .‬وبالجملة‪ ،‬إن كل ينتفع ويتمتع به إلى‬ ‫أجل معين هو زواج متفق على تحريمه بين أئمة المذاهب‪،‬‬ ‫حُكمُه حُكم زواج المتعة‪ ،‬والعقد وإن كان مشتمال على‬ ‫أركانه ‪ :‬الزوجين والمهر والولي عند االقتضاء والصيغة‬ ‫وموثقاً من طرف عدْلين فإنه ال يبيح ما حرَّم اهلل‪- )3( .‬‬ ‫غاية اإلحصان – نقول للزوجين أن تكون لهما نية الغاية من‬ ‫الزواج وهي اإلحصان والعفاف‪ ،‬بحيث يكون لكل من الزوجين‬ ‫القناعة بما لديه وراضيا بما اختار لنفسه مخلصا لصاحبه‪،‬‬ ‫ناصحا له مجتنبا لما يمكن أن يؤدي إلى الخيانة والغدر‬ ‫والفساد‪ ..‬فمن كانت له النية في إقامة عالقات وروابط أخرى‬ ‫عليه أال يتزوج‪ ،‬فلم يشأ اهلل أن يجعل اإلنسان كالحيوان فيدع‬ ‫غرائزه تنطلق دون وعي ويترك اتصال الذكر باألنثى فوضى‬ ‫بال ضابط له‪ ،‬فوضع سبحانه نظام الزواج ليحفظ شرف‬ ‫اإلنسان ويصون كرامته ‪ ..‬بالزواج يقضي الزوجان لبانتهما‬ ‫ويحفظان جوارحهما ويغضان بصرهما‪ .‬قال اهلل عز وجل ‪:‬‬ ‫وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك‬ ‫أزكى لهم‪ ،‬إن اهلل خبير بما تعملون‪ ،‬وقل للمؤمنات يغضضن‬ ‫من أبصارهن ويحفظن فروجهن وال يبدين زينتهن إال ما‬ ‫ظهر منها ‪..‬صدق اهلل العظيم‪ .‬وقال (صلعم)‪ :‬يا معشر‬ ‫الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر‬ ‫وأحصن للفرج ‪ – )4( ..‬أن تكون للزوجين نية تأسيس بيت‬ ‫صالح لزوجين صالحين وإلنشاء أسرة صالحة‪ .‬بأن ال يدخل‬ ‫الزوجان إلى بيتهما شيئا محرَّما من طعام أو شراب أو غير‬ ‫ذلك‪ ،‬وأن يخصصوا مكان للصالة في البيت فالزوجة تصلي‬ ‫فرائضها في بيتها باإلضافة إلى النوافل والسنن‪ ،‬والزوج إن‬ ‫كان يصلي فرائضه فهو مطلوب بأن يؤدي معظم نوافله في‬ ‫بيته‪ ،‬وأن تكون فيه أيضا قراءة القرآن الكريم ‪ ..‬فالزوجان‬ ‫في حاجة إلصالح دينهما وتزكية نفسيهما وتربية أوالدهما‬ ‫وتوجيههم ليست أقل من حاجتهما إلى الطعام والشراب‪،‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا‬ ‫‪..‬صدق اهلل العظيم‪ .‬وقد نهى رسول اهلل (صلعم) أن تكون‬ ‫بيوتنا كالمقابر ال يتعبد فيها‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ال�صبابات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫جميلة‬ ‫مدينة‬ ‫حوا ٌر مع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫ٍ‬ ‫ر�صيف �أرجواينٍّ مبدخل الكتب َّيةِ كان لقا�ؤنا‪..‬‬ ‫على‬ ‫أبحرت يف خ�رض ِة عينيها‪..‬‬ ‫ح ّيتتُها بتح ّية �صباح ّيةٍ ند ّيةٍ ‪ ،‬ثم �‬ ‫ُ‬ ‫تعر ْت فيهما‪ ،‬واغت�سلت‪ ،‬ثم التحفت بلحافِها‬ ‫وك�أن‬ ‫َ‬ ‫حدائق العا ِ‬ ‫مل قد َّ‬ ‫البهي‪..‬‬ ‫رض‬ ‫الأخ� ِ‬ ‫ِّ‬ ‫مل يطل �إبحاري‪� ..‬إذ باغتتني بال�س�ؤال‪ « :‬هل تريد �أن تقول‬ ‫�شيئ ًا ؟ ف�أنا على موع ٍد مع زائرٍ جديدٍ»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بطاقة ُهو َّيةٍ جديد ٍة ؟‬ ‫ِرين‬ ‫ُ‬ ‫فقلت لها ‪� :‬أال ت َْ�ست َْ�صد َ‬

‫قالت ‪ :‬لمِ َ ؟‬ ‫ْ‬

‫ُ‬ ‫املهنة‬ ‫اجلن�س‪ ،‬وال‬ ‫اجلن�س هو‬ ‫اال�سم‪ ،‬وال‬ ‫اال�سم هو‬ ‫قلت ‪ :‬ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�صاحب العالقةِ ‪..‬‬ ‫ختم‬ ‫املهنة‪ ،‬وال‬ ‫هي‬ ‫ِ‬ ‫اخلتم ُ‬ ‫ُ‬ ‫قالت ‪ :‬وكيف ؟‬ ‫ْ‬

‫قلت ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الهو ّيةِ ‪ُ � :‬‬ ‫ألف عنقودٍ وعنقودٍ ‪...‬‬ ‫رقم ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪...................................‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫اح‪.‬‬ ‫خم�سة‬ ‫ال�شخ�صي ‪:‬‬ ‫اال�سم‬ ‫حروف؛ بل �س َّل ُة ت ّف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬

‫ٌ‬ ‫نخلة �أطل�س ّي ٌة‪.‬‬ ‫العائلي ‪:‬‬ ‫اال�سم‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫اجلن�س ‪َ :‬قطِ ُ‬ ‫يفة ُ�سكَّرٍ ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اجلن�س َّي ُة ‪ :‬مرف�أٌ‬ ‫ِ‬ ‫لنوار�س ال ُّدنيا‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫املهنة ‪�َ :‬س ِّي ُ‬ ‫دة َبهاءٍ ‪..‬‬

‫كالقلب‪..‬‬ ‫وطن‬ ‫العنوان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫خريف لن ي�أتي‪..‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪:‬‬

‫�شاعر‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ٌ‬

‫ِ‬ ‫وبداخلِها‬ ‫اخلتم ‪ :‬دائر ٌة �أقحوان ّي ُة‬ ‫ُ‬

‫الهو ّيةِ اجلديد ِة ؟‬ ‫ْ‬ ‫قالت ‪ :‬و� ّأي �إدار ٍة �أق�ص ُد ال�ست ِْ�صدارِ ُ‬

‫بيت ّ‬ ‫َ‬ ‫هناك يف ِ‬ ‫لل�شعراءِ !‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫ال�ض َّفةِ الورد َّيةِ ‪ٌ ..‬‬ ‫ُ‬


‫العدد ‪975‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫نزهة سلطان الطلبة‬

‫(من مذكرات األستاذ محمد داود) (‪)2/1‬‬ ‫‬‫من المعروف أن نزهة «سلطان الطلبة» إنما هي عادة اكتسبتها‬ ‫القرويين منذ فجر الدولة العلوية‪ ،‬حيث «قرر المولى الرشيد أن يمنح‬ ‫عطلة ربيعية للطالب الذين رافقوه في المعركة ضد اإلقطاعية‪ ،‬فأعطاهم‬ ‫حق تنصيب سلطان عليهم طيلة أيام العطلة‪ ،‬فكان هذا السلطان يرشح‬ ‫نفسه من بين الطلبة اآلفاقيين‪ ،‬بعد أن يشتري سلطنته بالمزاد العلني‪،‬‬ ‫ثم يعيش سلطان الطلبة في هذا الجو المرح خمسة عشر يوما على ضفاف‬ ‫وادي الجواهر من مدينة فاس‪ .‬والعادات التقليدية التي كانت تجري بمناسبة‬ ‫تنصيبه تدل على مدى تكريم السلطة المركزية للمعاهد العلمية»‪.‬‬ ‫وكان سلطان البالد يقدم الهدايا لسلطان الطلبة‪ ،‬باإلضافة إلى تلبية‬ ‫طلباته التي غالبا ما تكون عبارة عن طلب للعفو عن بعض من أصدَر في‬ ‫حقهم عقابا معينا‪ ،‬أو السماح لمن ارتكب معصية من المعاصي‪ ،‬أو اإلعفاء‬ ‫من تأدية بعض المغارم لمن ال يستطيع تأديتها‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ولقد صادفتني‪ ،‬وأنا أبحث بين مذكرات والدي األستاذ محمد داود رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬تقاييد وأوراق تتعلق بهذه النزهة‪ ،‬فأثار انتباهي فيها شيئان‪:‬‬ ‫أولهما اهتمام طلبة العلم بإنجاز هذا النشاط الترفيهي الذي كان‬ ‫بمثابة العطلة السنوية التي يمرحون فيها ويتمتعون ويستعيدون نشاطهم‬ ‫واستعدادهم للتحصيل واالستفادة‪.‬‬ ‫وثانيهما ما كان يشغل بال الشباب المغربي – الذي يمثله األستاذ داود‬ ‫في هذه المذكرات – مما يراه من األحداث التي وسمت مغرب الربع األول من‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬حيث كانت الكلمة للمستعمرين‪ ،‬بينما كان األهالي يلقون‬ ‫من اإلهانات ما يوقع في أنفسهم الغل والكدر‪.‬‬ ‫ومن هنا أردت أن أتوقف عند هذه الوريقات التي تنقل لنا بقلم أمين‪،‬‬ ‫مشاهدات الشاب محمد داود – طالب القرويين – في نزهة «سلطان الطلبة»‬ ‫بفاس‪ ،‬ثم ما كان هذا الطالب يؤمله من تنظيم لشؤون الطلبة‪ ،‬وذلك بتهيئ‬ ‫القانون الخاص بهذه النزهة بعد عودته إلى تطوان‪.‬‬ ‫فهذه صورة حية‪ ،‬ونقل مباشر ألحداث وقعت في وادي فاس‪ ،‬وذلك في‬ ‫شعبان عام ‪1340‬هـ الموافق ألبريل سنة ‪1922‬م‪ ،‬اقتطفتها من مذكراته‪،‬‬ ‫حيث سجل بعض مشاهداته ومالحظاته أثناء هذه النزهة‪ ،‬جريا على عادته‬ ‫في تدوين مذكراته منذ فترة شبابه‪ .‬فلقد وجدت في بعض أوراقه الخاصة مسودات تحمل تسجيال ألحداث هذه‬ ‫النزهة‪ ،‬حيث كان إذ ذاك شابا من طلبة العلم بجامع القرويين بفاس‪ ،‬فصار يسجل ما يشاهده بقلمه البسيط الذي‬ ‫لم يتعمد فيه األسلوب األدبي البارع‪ ،‬وال الكتابة القائمة على اختيار الكلمات المنمقة والزخارف الكالمية‪ ،‬وإنما‬ ‫كتب ذلك بروح المدوّن للحقائق حفظا للتاريخ‪ ،‬والمصور لألوضاع كما هي‪ ،‬دون أن يهمل اإلشارة إلى ما تجيش به‬ ‫نفسه من االعتزاز بالنفس‪ ،‬وعدم الرضى باإلهانة من طرف الغير؛ هذا باإلضافة إلى تسجيل األلم الذي كان يحس‬ ‫به ويعبر عنه‪ ،‬عند مشاهدة اإلهانات التي كان يتلقاها المغاربة المسلمون من طرف النصارى أو الحراس التابعين‬ ‫لهم من المغاربة‪ ،‬أو الحرس السود الذين يعبر عنهم‬ ‫بقوله (السنيغال)‪.‬‬ ‫هي يوميات تبتدئ من يوم األحد ‪ 11‬شعبان‬ ‫‪1340‬هـ‪ ،‬وتنتهي يم األحد ‪ 18‬منه‪ .‬ولقد وصف فيها‬ ‫مقدمات النزهة واالستعدادات التي قام بها مع جماعة‬ ‫من أصدقائه‪ ،‬فتحدث عن كيفية اختيار المساهمين‬ ‫فيها‪ ،‬وعن األشياء والمواد التي اتفقوا على تحضيرها‪،‬‬ ‫وعن تحديد موعد االنطالق‪ ،‬كما تطرق لوصف الحفل‬ ‫الذي وقع بحضور الخليفة السلطاني موالي المهدي‪،‬‬ ‫وتقديمه للهدايا التي سلمها لسلطان الطلبة‪ ،‬لكي‬ ‫يسجل بعد ذلك تفاصيل الحفل الكبير الذي ترأسه‬ ‫رئيس الجمهورية الفرنسية الذي كان يقوم في‬ ‫تلك األيام بزيارة للمغرب‪ ،‬هذا الحفل الذي حضرته‬ ‫الشخصيات الرسمية التي تم توشيحها باألوسمة من‬ ‫طرف الرئيس‪.‬‬ ‫ولقد أحببت أن أورد تفاصيل هذا الحفل‬ ‫بالخصوص‪ ،‬ألن األستاذ داود يبدو في وصفه دقيق‬ ‫المالحظة إلى حد كبير‪ ،‬حيث إنه وصف المشهد‬ ‫بطريقة تجعل القارئ كأنه يشهد معه الحدث‪ ،‬متتبعا‬ ‫جميع الحركات والسكنات‪ ،‬ومصورا لجميع الجوانب التي‬ ‫تضمها الصورة المتحدث عنها‪ ،‬مع إحصاء دقيق لكل ما‬ ‫رآه مما يسترعي االنتباه‪.‬‬ ‫ثم إنه قد ذيل مذكراته هذه بمجموعة من‬ ‫المالحظات التي يمكن أن نستخلص منها معلومات مهمة حول نوعية الشخصيات التي شاركت في هذه النزهة‬ ‫من شيوخ وطلبة‪ ،‬وكذا األنشطة التي كانت تزاول فيها من طرفهم‪ ،‬كالسباحة وغيرها‪ ،‬ثم وصف الجو الذي كان‬ ‫يسود أثناء هذه النزهة من بسط وغناء وسهرات‪ ،‬ثم نوعية الوسائل التي كانت تستعمل للتنقل من وسط مدينة‬ ‫فاس إلى مكان النزهة (وادي فاس)‪ ،‬واألجرة التي كانت تؤدى ألصحاب تلك الوسائل ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ففي يوم الثالثاء ‪ 13‬شعبان ‪1340‬هـ الموافق ليوم ‪ 11‬أبريل سنة ‪1922‬م‪ ،‬وصف الشاب محمد داود ما‬ ‫شاهده مع رفيقه السيد محمد الحجام من حفل تقديم الهدايا إلى سلطان الطلبة من طرف الخليفة السلطاني‬ ‫موالي المهدي‪ ،‬الذي يقول إنه كان مرفوقا بالباشا بوشتى ابن البغدادي‪ ،‬والمحتسب إدريس المقري‪ ،‬والوزير‬ ‫عبداهلل الفاسي‪ ،‬وعبدالسالم عبابو‪ ،‬وبعض النقباء‪ ،‬وبعض ذوي الحيثيات من األهالي؛ ولقد الحظ أن الحدث‬ ‫قد تم تصويره بالماكينة الكبيرة ذات األرجل من طرف اليهودي أبراهام كويهن‪ .‬كما الحظ وقوف مجموعة من‬ ‫الطلبة الذين صاروا يدعون للخليفة والباشا والسلطان‪ ،‬ومن جملة الطلبة الداعين الصرصري الصغير وعبد العزيز‬ ‫المشاول‪.‬‬ ‫وفي صباح يوم األربعاء ‪ 14‬شعبان ‪1340‬هـ الموافق ‪ 12‬أبريل ‪1922‬م‪ ،‬خرج الشاب محمد داود مع رفيقه‬ ‫محمد عجولو ليشاهدا الدخول الرسمي للرئيس الفرنسي‪ ،‬فسجل أحداث هذا االحتفال كما يلي‪:‬‬ ‫«األربعاء ‪ 11‬شعبان ‪40‬‬ ‫وأول ما شاهدناه من عالمات االحتفال ذهاب الكوشيات وإيابهم بكثرة‪ ،‬وعليهم أعالم فرنساوية‪ ،‬وبعضهم‬ ‫يضع األعالم حتى على ظهر الخيل‪ ،‬ثم الفرسان كذلك تذهب وتحوف‪ ،‬ثم جملة كبيرة من القباب بالمصلى‪ ،‬وحولها‬ ‫عدد غفير من الخيل متأهبة للركوب لمالقاة الرئيس‪ ، 2‬ثم زدنا‪ ،‬وال ترى إال الناس مثنى وثالث ورباع ‪ ...‬ثم رأينا‬ ‫قرب الباب سيدي أحمد ابن الجاللي وسيدي الفاطمي الشرادي وسيدي عبد الحي الكتاني راكبين على بغال‪ ،‬وكلهم‬ ‫بالكساء‪ ،‬وهذا أول يوم رأيت فيه سيدي أحمد ابن الجاللي بالكساء‪.‬‬ ‫ثم رأينا الباشا – وبعض أصحابه ومقدمي الحومات – ينظم بعض الناس في محالهم‪ ،‬ثم أتى نقيب العلميين‬ ‫والعلويين‪ .‬ثم زدنا لباب المكينة‪ ،‬وبه موقف أصحاب الحرف‪ ،‬وكل منهم براية خاصة به‪ ،‬فعددت عن يسار الذاهب‬ ‫من جهة باب الساكمة‪ 45 ،‬علما للمسلمين‪ ،‬وجلها متوسطة ال تزيد على أذرع أربعة‪ ،‬وبعضها من ذراعين‪ ،‬وجلها‬ ‫مكتوبة بالذهب المتقن‪ .‬وفي آخر هذه الجهة بعض اليهود بأعالم صغار جلها سباني رومية على قضب شجرية‬ ‫ونحوها‪ ،‬وبمقدمهم جملة كراسي عليها مغنون بآالت الكمانجة والعود والطار‪ ،‬وعلى اليمين ‪ 19‬علما للمسلمين‪،‬‬

‫بقلم‪ :‬حسناء محمد داود‬

‫ثم في باب بوجلود‪ ،‬في محل وقوف العربات ‪ 40‬علما عيساوية‪.‬‬ ‫ثم رجعنا ومعنا من أول مرة عبد العزيز القصري الفاسي‪ ،‬وحين الرجوع‬ ‫وجدنا الباشا في مشور الماكينة ينظم المحتشدين لالحتفال‪ ،‬والمخازنية‬ ‫يردّون من يريد الخروج لجهة باب الساكمة‪ .‬وأما نحن فمررنا بين أيديهم‬ ‫ولم نُرَد‪ .‬ثم زدنا فوجدنا جماعة كبيرة من الخيالة العرب واقفين يمينا‬ ‫وشماال في باب الساكمة إلى منتهى السور‪ ،‬والجدرمية يمنعون الناس من‬ ‫المرور وسطا‪ ،‬ثم أتى جماعة من النصارى‪ ،‬ومن بينهم قنصل البلجيك‪،‬‬ ‫ووقفوا عن يمين الخارج‪ ،‬ومعهم جماعة من مستخدمي اإلسبان‪ ،‬منهم‬ ‫أصحاب الحُزُم الحمر‪ ،‬ونظرا لكون ذاك المحل فارغا في الجملة‪ ،‬أراد (تط)‬ ‫و(بح) والقصري أن يقفوا ثمة‪ ،‬ولكنهم ويا لألسف منعوا من ذلك ككل من‬ ‫كان البسا للكسوة العربية‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬هناك كان (تط) تغلبه نفسه فيتكدّر‪ ،‬ولم يكن إذ ذاك عالما‬ ‫بما سيراه بعيد ذلك‪ .‬ثم قال لـ (بح) والقصري اللذين كانا يعاكسانه في‬ ‫الجملة‪« :‬أريد الدخول إلى الباب ألرى هل ثم محل يليق بنا»‪ ،‬ناويا أنه ال‬ ‫يرجع‪ ،‬ولكن (عجا) تبعه‪ ،‬فوقفا عن يسار الداخل بشبه درب هناك‪ ،‬وبمجرد‬ ‫وقوفهما أراد بعض الناس أن يدخل أيضا‪ ،‬ولكنه منعه عسكر السنيغال ‪،‬‬ ‫فعددناها من السعد‪ .‬ثم بمجرد دخولنا على الباب‪ ،‬صدر األمر برد كل آت‪،‬‬ ‫وإخالء الشارع‪ ،‬فكانت كذلك من السعد‪ ،‬إال أن الموقف كان حارا بالشمس‪.‬‬ ‫وفي نحو الساعة ‪ 11‬وصل الرئيس على أوطمبيل‪ ،‬فترجل وسلم على بعض‬ ‫العلماء‪ ،‬وقلد نياشين لبعض الفاسيين‪ ،‬هكذا‪:‬‬ ‫• عبد الحي الكتاني – أوفيسيي ‪.‬‬ ‫• وعبد السالم الحلو – شوفاليي ‪.‬‬ ‫• ومحمد بن العربي المرنيسي – مثله‪.‬‬ ‫• ومحمد التازي – مثله‪.‬‬ ‫• والغالي الكتاني‪.‬‬ ‫• والهادي غالب‪.‬‬ ‫• ومحمد بن العباس القباج‪.‬‬ ‫• والفضيل بن سعيد – الوسام العسكري‪.‬‬ ‫وحين دخوله كانت النساء يزغرتن‪ ،‬وحين إرادته لتقليد بعضهم – ومن بينهم عبد الحي – قبله ثم قلده‪ .‬ومن‬ ‫بين المق ّلد لهم خليفة السلطان موالي المهدي‪.‬‬ ‫ثم دخل أوال أوطمبيالن‪ ،‬ثم جدرمية راكبين البسكليط – ‪ 4‬نصارى و‪ 3‬مسلمون – ثم أوطمبيل آخر‪ ،‬ثم آخر‬ ‫فيه موريال حاكم النواحي‪ ،‬ثم آخر فيه ضباط‪ ،‬ثم آخر فيه مقران ‪ ،‬وعن يساره ليوطي‪ ،‬وقد حمل السالم لما دخل‪،‬‬ ‫ثم تبعته ‪ 34‬سيارة‪ ،‬وجلها عامرة بالكتاب والصحافيين‪،‬‬ ‫وجلهم يكتبون وهم سائرون‪ ،‬وفيهم امرأة كاتبة أيضا‪،‬‬ ‫وجماعة من المصورين وأصحاب السينما‪ ،‬وقد أخذوا‬ ‫مناظر إذ ذاك‪ .‬ثم بعد الجميع خيالة عسكريون‪ ،‬ثم‬ ‫القاضي العراقي ومعه بعض أصحابه‪ ،‬ثم جملة من‬ ‫الخيالة أيضا‪ ،‬ثم مقدمو الحومات وعددهم ‪ ،18‬ثم‬ ‫الخليفة السلطاني‪ ،‬ومعه وزيره عبد اهلل الفاسي الذي‬ ‫أراد أن يمر بعدهم‪ ،‬ولكن أولئك الرجال «المحسنون»‪،‬‬ ‫ذاك اإلحسان الذي يكل القلم عن وصفه‪ ،‬منعوهم من‬ ‫ذلك ‪...‬‬ ‫وها أنا أذكر ما شاهدته بعيني رأسي‪ ،‬أراد بعض‬ ‫من كان بجنبنا الخروج‪ ،‬فمنع بفظاظة زائدة‪ ،‬ثم أتى‬ ‫أعرابي‪ ،‬فضُرب بعجز البندقية ضربة قاسية‪ ،‬ثم أتى‬ ‫أعرابي آخر فضُرب من أول‪ ،‬ثم من ثان‪ ،‬ثم من ثالث‬ ‫في فخذيه‪ ،‬أخذ اهلل بثأره !!! وهو ساكت ‪...‬‬ ‫ثم أراد طالب فاسي ضعيفٌ المرورَ‪ ،‬فضُرب‬ ‫ضربة كذلك في ظهره‪ ،‬أثرت في عظامه تأثيرًا سي ًئا‪.‬‬ ‫ثم وقفت جماعة من السينغال في الطريق‪ ،‬قابضين‬ ‫بيمينهم في جعبة البندقية‪ ،‬وبيسارهم في وسطها‪،‬‬ ‫موَلين عجُزها للمارين‪« ،‬إتحافا» لهم بمناسبة وصول‬ ‫الرئيس‪ ،‬ومن بين أولئك المُهانين المدفوعين سيدي‬ ‫عمر ابن الخياط‪ ،‬والفاسي الطيب‪ ،‬الذي ظن أنه ِبرَزَّتِه‬ ‫اَ‬ ‫وسَلهِيمه يُوَ ّقر‪ ،‬ولكنه أُدخل بإزعاج في قطعة ممن‬ ‫ال يرضى حتى بالنظر إليهم‪ .‬أما شغل ذلك الصف من العسكر‪ ،‬فهو ضرب كل البس لكسوة عربية كيفما كان‪ ،‬وفتح‬ ‫الطريق لغيره‪ ،‬ولو كان من أخسّ الناس!‬ ‫وهكذا لبث الحال مدة‪ ،‬ثم أتت جماعة من العسكر بتنظيم‪ ،‬وأثناء مرور بعضها‪« ،‬أتحف» رجل منهم رجال ضعيفا‬ ‫مسلما بـ «تحفة» في عينه‪ ،‬فأبت نفسه الكبيرة احتمال ذلك‪ ،‬ففعل ما فعل‪ ،‬فلم نسمع إال قاعات الكاليط تزدحم‬ ‫لزيارة ظهره‪ ،‬وهو في وسطهم مسلم‪ ،‬وهم مسلمون‪ ،‬وبقوا كذلك‪ ،‬وال من يردهم من وازع إسالمي أو من الرحمة‪،‬‬ ‫ولكن ما أسرعهم إلى اإلقالع بمجرد سماع اإلذن حينما أمرهم بذلك نصراني !!!‬ ‫أما في جهتنا‪ ،‬فإن نصرانيا قال لسنيكالي حين كثرة االزدحام وإرادة إخالء الطريق‪ :‬ال تدع أحدا يخرج‪ .‬ومن‬ ‫ذلك الحين والسنيكالي موجّه عجز مكحلته إلى الواقفين‪ ،‬وال عليه سواء أطلق السبيل للمرور أم ال‪ ،‬وبقي قائما‬ ‫بمأموريته المؤقتة‪ ،‬والناس يمرون ويرجعون‪ ،‬ومن في جهتنا محصور ال يتجاسر على التحرك‪ ،‬ومن تحرك «أتحف»‬ ‫بنكرة من العمل «اللطيف»‪ .‬ولم يطلق السبيل لهؤالء حتى صدر اإلذن باجتماع السنيغال وأخبرني عثمان بن‬ ‫شريف أنه أراد المرور‪ ،‬فمنعه أعرابي خيالي‪ ،‬فقال له أريد التكلم مع ذاك النصراني‪ ،‬فقال له‪ :‬زد أسيدي‪.‬‬ ‫ثم إن بقية الطريق كانت معمرة بالعساكر يمينا وشماال‪ ،‬وقبالة باب الساكمة كان الطبالون الفاسيون بالنفير‪،‬‬ ‫وفي ساحة المكينة جميع الطبالين والشطاطح»‪.‬‬ ‫ومن المالحظات التي سجلها األستاذ داود في آخر هذه الفقرات‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫«وكان متنزها وبرفقة واحدة‪( ،‬بس) و(فر) مع أهل الساحل‪ ،‬وكان (صا) مع أحمد الشرادي ومحمد التسولي‪.‬‬ ‫وكان مَحمد الزكاري وعبد اهلل بن عبد الصادق مع محمد الودراسي وحاج ازنيبار‪ .‬وتنزه باشا فاس محمد بوعشرين‪.‬‬ ‫وكان جل الليل يقضيه باألشياخ وشبه الزنداني والكف وغير ذلك‪.‬‬ ‫وقاعدتهم أنه إذا أراد أحدهم أن يرحل‪ ،‬شيعوه بما تشيع به الجنازة‪ .‬وعادتهم عدم العوم إال قليل منهم‪.‬‬ ‫وجلهم يدق بعيدا عن الوادي‪ ،‬إال قليل منهم‪ ،‬ومنهم نحن‪ .‬وجل الناس بالخدم‪ ،‬ومنهم (بس)‪ .‬وكان هناك جماعة‬ ‫كثيرة من القياطين يباع فيها كل ما يتوقف عليه المتنزهون‪ ،‬من خبز وسكار وأتاي ولشين وفحم وغير ذلك‪،‬‬ ‫والحوت مقلي والبيض وغير ذلك‪ .‬وهناك جماعة كثيرة من القهواجية‪.‬‬ ‫والكوشي يطلع إلى باب خزانتك إن أردت وكنت صاحب ُكرصة ‪ ،‬وأما العام فيصل إلى نصف الخزائن ويقف‪.‬‬ ‫وثمن الراكب حَسَني من المالح‪ ،‬في الكوشي الكبير‪ ،‬وفرنك في الكوشي الجيد‪ ،‬سواء من باب بوجلود أو المالح‪.‬‬ ‫وكان الناس يطلعون ويرجعون»‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان‬

‫مؤسسة ثقافية بامتياز‬

‫‬‫‪ - 1‬ظروف وأهداف التأسيس ‪:‬‬ ‫برزت مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة إلى الوجود سنة ‪ 2011‬حيث اعتبر‬ ‫هذا التأسيس حدثا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا من الطراز الرفيع ‪ ،‬يهدف باألساس‬ ‫إلى‪:‬‬ ‫تنمية رصيد الخزانة الداودية بالكتب والصحف والمجالت وغيرها حسب‬ ‫ ‬‫اإلمكان‪.‬‬ ‫طبع ونشر جميع اإلنتاج الفكري لألستاذ محمد داود‪.‬‬ ‫ ‬‫وضع جميع ما تحتويه الخزانة الداودية رهن إشارة الطلبة والمفكرين‬ ‫ ‬‫والباحثين‪ ،‬قصد تشجيع البحث العلمي‪.‬‬ ‫فتح نافذة الحوار على العلوم التاريخية واإلنسانية‪ ،‬وخلق جسور التواصل‬ ‫ ‬‫مع التخصصات التي تمثلها‪.‬‬ ‫خلق إطار من الحوار والتواصل بين مؤرخي المدينة ومثقفيها‪.‬‬ ‫ ‬‫تنظيم أنشطة فكرية علمية أدبية ثقافية عامة‪ :‬ندوات ‪ ،‬محاضرات‪،‬‬ ‫ ‬‫موائد مستديرة‪ ،‬أمسيات شعرية‪ ،‬معارض‪ ،‬وذلك عن طريق وصل المؤسسة بمختلف‬ ‫الجمعيات التاريخية والثقافية‪ ،‬وطنيا ودوليا‪ ،‬وكذا تنسيق األنشطة مع المؤسسات‬ ‫التربوية والتعليمية‪ .‬وهي ذات األهداف التي كان األستاذ المرحوم محمد داود يريد‬ ‫تحقيقها وأن يراها مجسدة أمام عينيه‪ .‬إال أن القدر لم يمهله حتى يرى أمنيته هذه‬ ‫تتحقق على يد كريمته الجليلة األستاذة حسناء محمد داود‬ ‫‪ - 2‬رئيسة المؤسسة‬

‫إعداد ‪ :‬الدكتور إسماعيل شارية‬

‫ولغوية وأدبية واجتماعية‪ ،‬واالطالع على ما يدخره الرصيد اللغوي المحلي لمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬من مفاهيم تعكس بوضوح صورة هذا المجتمع بالذات وهذه المدينة‬ ‫بالذات‪ -.‬حسب رأيها –‬ ‫وهذا اإلصدار في الحقيقة يمثل غيض من فيض‪ .‬فحجم الكتاب ضخم جدا‪.‬‬ ‫ويقع في أربع مجلدات‪ .‬هو تحت الطبع حاليا‪.‬‬ ‫ كتاب على رأس األربعين( عبارة عن مذكرات المرحوم محمد داود‪ .‬الطبعة‬‫األولى )‬ ‫ كتاب على رأس الثمانين ( وهو بمثابة الجزء الثاني لكتاب على رأس‬‫األربعين )‬ ‫ استكمال الخمسة أجزاء األخيرة من موسوعة تاريخ تطوان التي أغنتها‬‫بإضافات هامة زادتها قيمة وأثرتها بشروح وافية وهوامش مدققة افترضها السياق‬ ‫‪ .‬وبذلك قدمت موسوعة متميزة لم تقتصر فقط على مدينة تطوان وتاريخها ‪،‬‬ ‫كما يفهم من العنوان ‪ ،‬وإنما همت كذلك جوانب متعددة من تاريخ المغرب في‬ ‫شتى مراحله التاريخية‪ ،‬وباألخص منها تاريخ القرن التاسع عشر ومستهل القرن‬ ‫العشرين‪.‬‬ ‫فلوال دقة التحقيق والبحث والتمحيص في األوراق والملفات والوثائق‬ ‫والمخطوطات التي خلفها المؤلف والعالمة األلمعي والدها والتي تحتفظ بها‬ ‫شعار مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة الخزانة الداودية ‪ ،‬لما رأى هذا االنجاز التاريخي النـــور‪.‬‬ ‫صدرت هذه الموسوعة مؤخرا في طبعة كاملة وموحدة عن دار أبي رقراق‬ ‫بالرباط في إثنى عشر مجلدا‪ .‬بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪.‬‬

‫لقد بذلت مجهودات جبارة في سبيل الحفاظ على تراث األستاذ محمد داود النفيس الذي كان على‬ ‫وشك الضياع واالندثار وانفراط عقده من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية عملها الدؤوب‬ ‫على تثبيت دعائم صرح القطاع الثقافي بمدينة تطوان المشهود لها تاريخيا‬ ‫بطابعها الثقافي المتميز انطالقا من هذا التراث نفسه‪ .‬فمن هي يا ترى هذه‬ ‫السيدة التي طبقت شهرتها اآلفاق وحلق صيتها عاليا في سماء‬ ‫فهي أيقونة مدينة تطوان ‪ ،‬و عالمة بارزة من عالمات الساحة الثقافية‬ ‫بها ‪ ،‬استطاعت بمجهودها الفردي الجبار أن تطور الحقل الثقافي والدفع به‬ ‫إلى المقدمة ‪ ،‬بخطى ثابتة وحثيثة ومحسوبة بدقة متناهية‪ ،‬اتصفت األستاذة‬ ‫حسناء بأنها مدرسة في األخالق وحسن التربية قل أن يجود بهما الزمان من‬ ‫مثيالتها نساء تطوان ‪ ،‬كما تتميز ببساطة في العيش واقتصاد في الكالم إال‬ ‫ما قل ودل منه‪ .‬وهذا من شيم كبار العلماء األفذاذ‪.‬‬ ‫هي وال شك مدرسة أصيلة في األخالق وحسن التربية قل أن يجود‬ ‫بمثلها الزمان مربية أجيال من الطلبة والتالميذ و المثقفين بحكم وظيفتها‬ ‫التي مارستها ألعوام غير قليلة في رحاب سلك التعليم‪ ،‬قبل أن تغادره عن‬ ‫طواعية وعن طيب خاطر ‪ ،‬بعد رحيل أبيها إلى دار البقاء رحمه اهلل سنة ‪1984‬‬ ‫لتركز كامل عنايتها واهتمامها الستكمال وتتميم التراث الضخم والمشروع‬ ‫الثقافي األمثل الذي خلفه والدها أستاذ الجيل المرحوم محمد داود‪ ،‬والمتمثل‬ ‫في إعداد وتخريج وتحقيق وإضافات العديد من المصنفات التي لم يمهله‬ ‫الزمان على إعادة النظر في محتوياتها ومضامينها قبل طبعها ونشرها‪ .‬حيث‬ ‫اضطلعت األستاذة حسناء بهذه المهمة الصعبة والشاقة و أنفقت بشأن‬ ‫البلوغ إلى الهدف المنشود أياما عديدة و ليالي طوال كما حرمت على نفسها‬ ‫الكثير من ضروريات الحياة‪ ،‬إلى أن تمكنت في نهاية المطاف من إبرازها إلى‬ ‫حيز الوجود موظفة ذلك بأدوات منهجية ناجعة وبمقاربات موضوعية رزينة‬ ‫حيث تم نشرها في أبهى حلة وأجمل منظر وأعمق مضمونا‪:‬‬ ‫منشورات المؤسسة‪ « :‬لقد عمدت الخزانة الداودية منذ عقود مضت إلى‬ ‫إصدار ونشر الكتب واألبحاث التي أنتجها صاحب هذه الخزانة‪ ،‬مؤرخ تطوان‬ ‫المرحوم األستاذ محمد داود ( ‪ ،) 1984 – 1901‬وعندما تم إنشاء مؤسسة‬ ‫محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬تابعت هذه المؤسسة نشاطها في هذا المجال‪،‬‬ ‫فأخرجت ما تبقى من مؤلفات األستاذ محمد داود‪ ،‬على يد كريمته األستاذة‬ ‫حسناء داود»‪ .‬ومن بين هذه المنشورات‪.‬‬ ‫ كتاب تاريخ تطوان‪:‬‬‫موسوعة تتضمن تاريخ مدينة تطوان في إطار مجمل ‪ ،‬من خالل الوثائق‬ ‫التاريخية المغربية‪ .‬تقع في ‪ 12‬مجلدا‪ .‬المجلدات من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬بمراجعة‬ ‫وإضافات حسناء محمد داود ( الطبعة األولى‪ -‬تطوان وطنجة والرباط ‪1959-‬‬ ‫‪ ،) 2010‬منها ما طبع بدعم من معهد موالي الحسن ومن كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بالرباط‪ ،‬بمساهمة المركز الجامعي للبحث العلمي‪ ،‬ومن وزارة‬ ‫الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم األصلي‪ ،‬ومن المطبعة الملكية‪،‬‬ ‫ومن جمعية تطاون اسمير‪.‬‬ ‫ كتاب تاريخ تطوان‪:‬‬‫األجزاء من ‪ 1‬إلى ‪ ( 12‬الطبعة الثانية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪ .‬دار أبي رقراق بالرباط ‪2013‬‬ ‫كتاب زيارة المولى الحسن األول لتطوان (وهوعبارة عن فصلة مستخرجة‬‫من موسوعة تاريخ تطوان)‪.‬‬ ‫كتاب الرسائل المتبادلة بين األستاذ عالل الفاسي واألستاذ محمد داود ‪ :‬صادر بدعم من حزب‬ ‫االستقالل بالرباط سنة ‪ .1999‬ويحتوي على ‪ 66‬رسالة يتراوح تاريخها بين سنتي ‪ 1928‬و ‪ 1937‬وجل‬ ‫مواضيعها تدور حول الفترة الحرجة التي عاشها الشباب المغربي وهو يعلن تمرده في وجه المستعمر‪.‬‬ ‫ كتاب األمثال العامية في تطوان والبالد العربية‪ :‬أصدرته الجماعة الحضرية بتطوان سنة ‪.1999‬‬‫يعتبر هذا الكتاب مساهمة فعالة للكشف عن خبايا المجتمع التطواني ‪ ،‬بما فيه من خصائص حضارية‬

‫ كتاب الرحلة الشرقية‪.‬‬‫الصادر عن دار أبي رقراق بالرباط بدعم من وزارة الثقافة سنة ‪.2014‬‬ ‫هذا الكتاب لم يكن مخططا له من قبل أن يكون على هيئته الحالية‪ ،‬وإنما كان‬ ‫عبارة على شكل مشاهدات ومذكرات شخصية كتبها محمد داود أثناء رحلته‬ ‫الشرقية عام ‪ ، 1935‬وظلت قابعة في أدراج مكاتب الخزانة إلى أن جمعتها‬ ‫وبوبتها ونظمتها وحققتها األستاذة حسناء‪.‬‬ ‫ كتاب مراسالت وطنية أخوية‪:‬‬‫ إعداد وتقديم األستاذة حسناء داود‪ .‬الطبعة األولى بشراكة مع مؤسسة‬‫الشهيد امحمد بن عبود ‪ .‬تطوان ‪.2016‬‬ ‫الكتاب يضم المراسالت الموجهة إلى األستاذ محمد داود من طرف‬ ‫مجموعة من رجاالت النضال الوطني واإلخوة المثقفين( األساتذة أحمد بالفريج‬ ‫– الطيب بنونة – الحاج محمد بنونة‪ -‬الحاج عبد السالم بنونة – الحاج الحسن‬ ‫بوعياد – العربي الديوري – عبد الخالق الطريس – عبد اهلل كنون – محمد‬ ‫المكي الناصري – محمد المختار السوسي – محمد بن الحسن الوزاني – الحاج‬ ‫محمد اليزيدي )‬ ‫كتاب عائالت تطوان‪:‬‬ ‫صدر في ثالثة أجزاء باالشتراك مع جمعية تطاون أسمير في طبعة أولى‬ ‫سنة ‪.2017/2016‬‬ ‫نحن أمام كتاب ‪ ،‬ضخم وصعب التقديم والقراءة والتحليل‪ ،‬كونه منتزع‬ ‫من مشروع موسوعة أكبر هي موسوعة التكملة هذه األخيرة بدورها منتزعة‬ ‫من مشروع عريض هو مشروع كتابة تاريخ تطوان في كل أبعاده وعلى جميع‬ ‫مستوياته‪ .‬ولهذا فالقراءات يجب أن تكون خاضعة بدورها لنفس سياقات‬ ‫وقراءات الموسوعتين المشكلتين لصرحه المعرفي‪ .‬فالفصل الذي أتى به‬ ‫األستاذ المرحوم محمد داود بين موسوعاته الثالث (تاريخ تطوان ‪ -‬التكملة‬ ‫ عائالت تطوان )‪ ،‬ليس فصال على مستوى المنهج المتبع في الدراسة‬‫والتحليل‪ ،‬وإنما هو فصل تطلبه حجم الكتاب الموسوعة الكبير جدا‪ .‬بمعنى‬ ‫آخر أي إنه فصل على مستوى الكم وليس على مستوى الكيف‪ .‬وهذا بالضبط‬ ‫ما أشارت إليه محققة الكتاب بقولها « كتاب عائالت تطوان من التآليف التي‬ ‫ألفها األستاذ محمد داود رحمه اهلل‪ ،‬وذلك ضمن سلسلة األبحاث التي اعتنى‬ ‫فيها بإبراز تاريخ مدينة تطوان‪ ،‬وتدوين كل ما يتعلق بسكانها‪ ،‬ومجتمعها‬ ‫ولغتها وأمثالها ومختلف أحوالها‪ ،‬وفي إطار اهتمامه بهذه المجاالت‪ ،‬فلقد كان‬ ‫البحث في موضوع عائالت تطوان مثل البحث الخاص باألمثال العامية في هذه‬ ‫المدينة ( هذا الكتاب هو اآلخر كتاب ضخم يقع في أربعة أجزاء )‪ .‬فصال من‬ ‫الفصول التي يتضمنها كتابه التكملة الذي جعله ذيال لكتابه « تاريخ تطوان»‬ ‫إال أنه نظرا لوفرة المادة المتعلقة بالموضوع‪ ،‬فقد جعل منه تأليفا خاصا هو‬ ‫الذي بين أيدينا اآلن» انتهى كالم األستاذة حسناء‪.‬‬ ‫الكتاب المذكور تربو صفحاته مجتمعة على ‪ 1131‬ص‪ .‬بمراجعة وتحقيق‬ ‫وإضافات األستاذة الجليلة حسناء محمد داود‪ .‬وكلنا يتمثل الصعوبات الجمة‬ ‫التي واجهتها األستاذة حسناء في هذا التحقيق والتخريج‪ .‬كون مؤلفه لم‬ ‫يخلفه على شكل مخطوط سوي سهل القراءة والكتابة بل هو عبارة عن‬ ‫شذرات مبثوثة في وعلى أوراق منها ماهو دقيق الكتابة وصعب القراءة‪ ،‬ومنها‬ ‫ما هو مكتوب بطريقة استعجالية أو على شكل جدادات كان يستعملها األستاذ‬ ‫محمد داود حتى ال تضيع منه الفكرة المراد توظيفها في كتابه هذا‪.‬‬ ‫من الخطأ حين نظن بأن الكتاب هو من تأليف ومن صنع خالص لألستاذ المرحوم محمد داود‪.‬‬ ‫فبصمات كريمته األستاذة حسناء كانت حاضرة وبقوة في إخراج هذا الكتاب‪ ،‬وفي العمل المضنى والشاق‬ ‫الذي اضطلعت به وهي تسود وتبيض صفحاته‪ ،‬وتستكمل الناقص من عباراته‪ ،‬والساقط من أسماء‬ ‫عائالته‪ ،‬إضافة إلى الشروحات الوافية والكثيرة التي أثرت بها هوامش الكتاب مع مقدمة مركزة وشارحة‬ ‫لمحتواه في عبارات دقيقة ودالة‪ ،‬إذن هي مشاركة في التأليف بكل أبعاده وقوانينه العلمية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫الو�سطية يف الإ�سالم‬ ‫إعداد وتقديم‪ :‬محمد أمين بنعفان‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على موالنا رسول اهلل وعلى آله وصحبه ‪ ،‬ومن اهتدى بهديه واستن‬ ‫بسنته إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫اكم �أ َّم�ة َو َ�سطا لت ُ‬ ‫ِك َج َعل َن ُ‬ ‫ك َ ٰذل َ‬ ‫يقول اهلل تبارك وتعالى في محكم كتابه‪َ « :‬و َ‬ ‫َكونُوا ُ�ش َه َد َاء‬ ‫الر ُ�س ُ‬ ‫ول َع َل ْي ُ‬ ‫ا�س َو َي ُ‬ ‫يدا » [ البقرة ‪.] 143 :‬‬ ‫ك ْم َ�شهِ ً‬ ‫ك َ‬ ‫ون َّ‬ ‫َع َلى ال َّن ِ‬ ‫إن موضوع الوسطية في اإلسالم اليوم هو موضوع الساعة ‪ ،‬وهو في نظري أشد الموضوعات‬ ‫خطورة وأثرا ‪ ،‬وأجدرها بالدارس المتأني ذي النفس الطويل ؛ ذلك ألن المسلمين اليوم وهم يواجهون‬ ‫مشكالت الحضارة ‪ ،‬وتحديات العصر ومعركة البقاء ‪ ،‬ال يواجهون ذلك كله ‪ ،‬وهم على منهج واحد ‪ ،‬كما‬ ‫تواجه األمم األخرى هذه التحديات المصيرية ‪ ،‬بل هناك مناهج لدينا نشأت من االبتعاد عن المنهج‬ ‫األمثل‪ ،‬وهو المنهج الحق الذي ارتضاه اهلل لنا « َو�أَ َّن هَ َذا �صرِ َ ِ‬ ‫اطي ُم ْ�س َتقِي ًما َفا َّتب ُِع ُ‬ ‫ال�س ُب َل‬ ‫وه َو اَل َت َّتب ُِعوا ُّ‬ ‫َف َتف ََّر َق ب ُ‬ ‫ن َ�سبِي ِلهِ» [ األنعام‪ .] 153:‬وكل ابتعاد عن هذا النهج القويم يولد الفرقة والتناحر‬ ‫ِك ْم َع ْ‬ ‫والتشتت ‪ ،‬وإن مما رزئت به األمة اإلسالمية وأشد ما ابتليت به اليوم؛ قضية الغلو التي عصفت‬ ‫زوابعها في أذهان البسطاء من األمة وجهالها ‪ ،‬والتي افتتن بها أهل األهواء الذين زاغت قلوبهم عن‬ ‫اتباع كتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فكانت النتيجة الحتمية أن وقع االختالف بين أهل‬ ‫األهواء‪ ،‬وافترقوا إلى فرق متنازعة متناحرة همها األوحد إرغام خصومها ومعارضيها على اعتناق آرائها‬ ‫بأي وسيلة كانت ‪ ،‬وراح بعضهم يصدر أحكاما ويفعل إجراما ‪ ،‬يكفرون ويفجرون ‪ ،‬ويعيثون في األرض‬ ‫فسادا ‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬ ‫أمة سادت العالم باإلسالم ثم تخلفت عن ركب الحضارة في مجاالت شتى ‪ ،‬وهي ال تزال بحمد اهلل‬ ‫تعتنق اإلسالم دينا ‪ ،‬وتؤمن بمحمد صلى اهلل عليه وسلم رسوال‪ ،‬تصاب في المحز بهذا الخطر الداهم‪،‬‬ ‫وتبتلى بهذه الفرقة والتناحر والتشتت‪ ،‬ويظهر فيها الغلو في الدين إفراطا وتفريطا ‪ ،‬ويصير بأسها‬ ‫بينها شديدا ‪ ،‬فتكثر الفتن وتتشعب اآلراء ‪.‬‬ ‫فوا هلل ‪ ،‬إنها مسألة تستوجب التأمل وتستدعي التفكير ‪ ،‬فال بد إذن من وجود خلل ‪ ،‬ما هو سبب‬ ‫الخذالن والوهن ؟ فأين يكمن هذا الخلل ؟‬ ‫إننا نراه يكمن في سوء فهم المسلمين لعقيدتهم ال في العقيدة نفسها ‪ ،‬وانعدام الوسطية التي‬ ‫هي من ثوابت الحياة كما أنها من ثوابت اإلسالم ‪ ،‬وكمال الدين يكون بالتزام حدوده بال إفراط أو‬ ‫تفريط ‪.‬‬ ‫ال ريب أن أعداء اإلسالم كلهم متضافرون على محاربته ومحاربة األمة اإلسالمية وتدميرها ‪ ،‬ال‬ ‫تمزيقها ‪ ،‬وهذا موقف طبيعي ال تناقض فيه ‪ ،‬فهذه مصلحتهم وهذا شأنهم ‪.‬‬ ‫ولكن ما يصنع هؤالء كلهم لو كان المسلمون متوسطين ومتحدين ؟! ما يفعل جرثوم المرض إذا‬ ‫كان جسم اإلنسان سليما ؟!‬ ‫إن المشكلة تكمن في داء عضال أصاب المسلمين فأوهن قواهم‪ ،‬ودك معاقل القوة لديهم‪ ،‬هذا‬ ‫الداء اسمه (الالوسطية أو انعدام الوسطية)‪ ،‬فهو السرطان الفتاك الذي شل وحدة المسلمين ومزقهم‬ ‫كل ممزق‪ ،‬وجعلهم في مؤخرة الركب‪ ،‬وسببه األكبر منا نحن المسلمين‪ ،‬نحن أوجدناه واستغله‬ ‫اآلخرون‪ ،‬نحن الذين جعلنا من األشخاص أصناما‪ ،‬ومن المذاهب أديانا‪ ،‬ومن الخالف خصومة‪ ،‬ومن‬ ‫المناظرة محاجرة‪ ،‬ومن الرحمة نقمة‪ ،‬ومن الذي صنع؟ إنهم المسلمون!!‬ ‫فالوسطية التي هي وسام شرف لهذه األمة أناطها اهلل بها وجعلها شهيدة على الناس ‪ ،‬هذه‬ ‫الوسطية ذابت بين جانبي الغلو واالنحالل ‪ ،‬اإلفراط والتفريط ‪.‬‬ ‫لهذا كان الكشف عن جذور الغلو والتطرف والعنف والفساد واإلفساد في حياة المسلمين المعاصرين‬ ‫يعد من عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهلهم ‪ ،‬وأضعف قوتهم وفرق كلمتهم‪ ،‬فمعرفة الخلل‬ ‫توصل إلى عالج ناجع إذ لم ينشأ تطرف في حياة المسلمين إال عن خلل في البناء الفكري للغالة الذين‬ ‫يدعون إلى العنف والهرج والمرج والفساد واإلفساد ‪ .‬وكل تطرف في الدين أو غلو فيه فسببه هذه‬ ‫الفئة الباغية من الفرق والجماعات واألحزاب ‪ ،‬وهي بمجموعها مصدر البدع والفتن واألهواء واآلراء ‪.‬‬ ‫ولهذا كان من الواجب األعظم على األمة أن تدرأ عن نفسها خطر أصحاب هذه الدعوات الباطلة‪،‬‬ ‫ال بد من دراسة منهجية شمولية تحليلية لنصوص القرآن والسنة النبوية المرتبطة بوقائع السيرة‬ ‫الكريمة لخاتم األنبياء والمرسلين والسلف الصالح من هذه األمة المباركة ‪ ،‬إذ إن هذه الدراسة وسيلة‬ ‫للوصول إلى فهم مقنع مترابط لمعنى هذه النصوص وفحوى دالالت السياسة النبوية الراشدة ‪ ،‬وهذا‬ ‫هو النصح الواجب في دين اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وهذا هو المنهج المستقيم الذي‬ ‫يعيد لألمة وحدتها وقوتها وعزتها‪.‬‬ ‫إن البحث في هذه المسألة وتقعيدها وضبط شواردها من الضرورة بمكان ‪ ،‬فنحن اليوم مسؤولون‬ ‫عن ممارسة وسطيتنا التي هي أعظم خصائصنا ‪ ،‬فيها نتوحد وبها نبقى وبها نسبق وننتصر بإذن‬ ‫ين َجاهَ ُدوا فِي َنا َل َن ْهدِ َي َّن ُه ْم ُ�س ُب َل َنا َو�إِ َّن اللهَّ َ مَلَ َع مْ ُ‬ ‫ِني»‬ ‫ال ْح�سِ ن َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وإنه لجهاد للنفس والهوى « َوا َّلذِ َ‬ ‫[العنكبوت ‪.] 69 :‬‬ ‫ولعلي بهذه الكتابة المتعجلة المتواضعة أضع لبنة بسيطة في البناء الشامخ‪ ،‬بناء التعقل والمرونة‪،‬‬ ‫وإبراز محاسن اإلسالم وسماحته ويسره ‪ ،‬الذي يحمل لواءه ويعلي مناره وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية بوطننا المغرب العزيز‪ ،‬ومملكتنا الحبيبة التي ما فتئت تحمل لواء الوسطية الداعي إلى‬ ‫التعقل والتثبت والمرونة والتؤدة‪ ،‬وعدم التعجل والتسرع األرعن والتسلطية الهوجاء‪ ،‬كل هذا بقيادة‬ ‫موالنا أمير المومنين وحامي حمى الملة والدين جاللة الملك محمد السادس حفظه اهلل ورعاه‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬ويكف األذى عن هذه األمة‪ ،‬وأن يديم‬ ‫على هذه البالد المباركة نعمة اإلخاء واالستقرار‪ ،‬واألمن واألمان واالطمئنان‪ ،‬إنه نعم المجيب‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫تربويات‪:‬‬

‫التعليم األولي‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬

‫أكدت التجارب العلمية واألبحاث والدراسات في مجال التربية والتكوين‬ ‫أن مرحلة التعليم األولي تلعب دورا حاسما في صقل مواهب الطفولة المبكرة‬ ‫وتشكيل مواقفها واتجاهاتها‪ ،‬وتساهم في إعداد الطفل(ة)وتفتيح شخصيته‬ ‫وتهييئه للتعليم االبتدائي على جميع المستويات الحسية الحركية والعقلية‬ ‫المعرفية والوجدانية واالجتماعية‪ .‬كما تساهم في الحد من الهدر المدرسي‬ ‫والتكرار‪ .‬لذلك جعلته الوزارة الوصية حلقة أساسية‪ ،‬ومحطة إلزامية يمر منها‬ ‫األطفال في الحواضر كما في البوادي والمناطق النائية بمجرد بلوغ سن الرابعة‪،‬‬ ‫لتسهيل عملية ولوج المدرسة االبتدائية بحظوظ متساوية ومتكافئة ومنصفة‪.‬‬ ‫ورغم المجهود المبذول من طرف الجهات المسؤولة عن الشأن التربوي‬ ‫بالمغرب؛ للرفع من مستوى التعليم األولي‪ ،‬فإن تقارير المجلس األعلى للتعليم‪،‬‬ ‫وخبراء التربية والتكوين تؤكد أن التعليم األولي العمومي يعاني مجموعة من‬ ‫األعطاب‪ ،‬ال زالت تحتل إلى يومنا هذا الصدارة في الحديث عنها عبر المنابر‬ ‫االجتماعية بمختلف مواقعها وتوجهاتها؛ إذ يالحظ أن التعليم األولي قد عرف‬ ‫سلسلة من اإلصالحات على المستوى‪ :‬النظري ‪ ،‬التوجهات العامة‪ ،‬السياسة‬ ‫التربوية‪ ،‬وكذا الترسانة القانونية‪ ،‬لكن على مستوى الواقع والنتائج تبقى األزمة‬ ‫قائمة‪ .‬وهذا ما ذهبت إليه كلمة جاللة الملك في الرسالة الموجهة للمشاركين‬ ‫في اليوم الوطني حول التعليم األولي‪ ،‬الذي نظم صيف هذه السنة بالصخيرات‪،‬‬ ‫لتضع األصبع على مكامن الخلل حيث يقول‪ »:‬وإذا كان المغرب قد قطع خطوات‬ ‫هامة في مجال التعليم األساسي‪ ،‬والرفع من نسبة التمدرس‪ ،‬إال أن التعليم‬ ‫األولي لم يستفد من مجهود الدولة في هذا المجال‪ ،‬حيث إنه يعاني من ضعف‬ ‫ملحوظ لنسب المستفيدين ومن فوارق كبيرة بين المدن والقرى‪ ،‬ومن تفاوت‬ ‫مستوى النماذج البيداغوجية المعتمدة‪ ،‬وعدد المربين والمعلمين‪ ،‬وكثرة‬ ‫المتدخلين»‪.‬‬ ‫كما أشارت الرسالة إلى قضية أساسية من شأنها تحقيق النجاعة والجودة‬ ‫المطلوبتين في التعليم األولي‪ ،‬إنها قضية التعميم بمواصفات الجودة‬ ‫واإللزامية بقوة القانون‪ .‬ألن التعليم األولي‪ ،‬وإلى حدود األمس القريب‪،‬‬ ‫لم يكن إلزاميا؛ على غرار بقية األسالك التعليمية األخرى‪ ،‬نظرا لعدم وجود‬ ‫قانون بشأن إلزاميته‪ .‬لذلك ركزت الرؤية اإلستراتيجية ‪ ،2030-2015‬ضمن‬ ‫الرافعة الثانية‪ ،‬على إلزاميته وتعميمه باعتباره مدخال يروم الوصول إلى مدرسة‬ ‫اإلنصاف وتكافؤ الفرص‪ .‬واعتبرت تعميم التعليم األولي بمواصفات الجودة‬ ‫التزاما للدولة واألسرة بقوة القانون‪ .‬وهذا ما أكده الملك محمد السادس‬ ‫بقوله‪ « :‬ولرفع تحدي إصالح المنظومة التربوية‪ ،‬فإن التعليم األولي يجب أن‬ ‫يتميز بطابع اإللزامية بقوة القانون بالنسبة للدولة واألسرة‪ ،‬وبدمجه التدريجي‬ ‫ضمن سلك التعليم اإللزامي‪ ،‬في إطار هندسة تربوية متكاملة»‪.‬‬ ‫فبقليل من التمعن‪ ،‬من خالل استقرائنا للرسالة الملكية الموجهة‬ ‫للمشاركين في اليوم الوطني حول التعليم األولي‪ ،‬نستطيع فهم أسباب تخلف‬ ‫التعليم األولي عن بقية األسالك التعليمية األخرى‪ ،‬ونقر باالختالالت البنيوية‬ ‫الكامنة وراء هذا التخلف؛ فعلى المستوى التنظيمي واإلداري نالحظ ضعف‬ ‫االعتمادات المادية لتسيير التعليم األولي‪ ،‬وبناء وتجهيز فضاءاته؛ بحيث ال‬ ‫زالت تعاني من ضعف أو انعدام الحجرات المخصصة له‪ ،‬خاصة بالعالم القروي‬ ‫والمناطق النائية‪ ،‬مما يدفع أطفال هذه المناطق إلى ولوج مدارس التعليم‬ ‫التقليدي (العتيق)‪ ،‬التي تستقبل في الغالب الذكور دون اإلناث‪ ،‬أو على مستوى‬ ‫التجهيزات والمعينات التربوية ووسائل التفتح‪...‬عالوة على عدم كفاية البنية‬ ‫التحتية وافتقارها في بعض الحاالت إلى المرافق الصحية والتثقيفية‪ .‬الشيء‬ ‫الذي يفرض على السلطة الحكومية‪ ،‬في ظل محدودية مواردها المادية‪ ،‬عقد‬ ‫شراكات مع جهات أخرى كالجماعات الترابية‪ ،‬والتعاونيات المُؤَسَّسَةِ بكيفية‬ ‫قانونية‪ ،‬والجمعيات‪ ...‬مع ضرورة إحداث نصوص تنظيمية يراعى فيها الجانب‬ ‫اإلداري والقانوني والتربوي؛ حتى ال تسود العشوائية‪.‬‬ ‫أما على المستوى البيداغوجي‪ ،‬نالحظ تعدده؛ نتيجة تعدد أنماطه؛ منها‬ ‫النمط التقليدي المتمثل في التعليم ب «المسيد» بالعالم القروي والكتاتيب‬ ‫القرآنية التي تختص بالتعليم العتيق‪ ،‬والعصري المتمثل في دور الحضانة التي‬ ‫تستقبل األطفال المتراوحة أعمارهم ما بين ثالثة أشهر وأربع سنوات‪ ،‬ورياض‬ ‫األطفال أو ما يصطلح عليه بالتعليم األولي والتي تستقبل األطفال المتراوحة‬ ‫أعمارهم ما بين أربع سنوات وست سنوات‪ .‬وقد نتج عن هذا التعدد اختالف‬ ‫في المناهج والطرائق‪ ،‬لذلك بات من الضروري اعتماد منهاج تربوي موحد‬ ‫يراعي طبيعة المرحلة النمائية وخصوصيتها كما تقرها النظريات السيكولوجية‬ ‫الحديثة واألبحاث التربوية‪ .‬ويقطع نهائيا مع الطرق التقليدية والعشوائية‪ ،‬ومع‬ ‫تلك التي لم تكن تميز بين التعليم األولي ونظيره االبتدائي من حيث التخطيط‬ ‫والتنظيم والتدبير‪.‬‬ ‫على المستوى البشري‪ ،‬نالحظ أن التكوينات‪ ،‬على قلتها‪ ،‬ال تفي بالغرض‬ ‫المطلوب نظرا للمدة الزمنية القصيرة التي تنفذ فيها ‪ ،‬وكذلك تكوين‬ ‫المربيات والمربيين من المفروض أن يتم من قبل مكونين مختصين بمراكز‬ ‫التكوين‪ ،‬يليق بطبيعة المرحلة‪ ،‬ويزاوج بين النظري (علوم التربية والديدكتيك‬ ‫والبيداغوجية‪)...‬والعملي التطبيقي‪ .‬وإسناد مهمة تأطير ومراقبة المربيات‬ ‫والمربيين للمفتشين والمتفقدين‪ ،‬وتنظيم دورات تكوينية مستمرة الطالع‬ ‫العاملين بالتعليم األولي على المستجدات التربوية‪.‬‬ ‫وتماشيا مع البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم األولي الذي أعطت‬ ‫الوزارة انطالقته الرسمية تحت الرعاية الملكية‪ ،‬وتفعيال لمضامين الرؤية‬ ‫اإلستراتجية ‪ 2015/2030‬خاصة ما يتعلق بالتعليم األولي‪ ،‬وتنفيذا لمخطط‬ ‫العمل اإلقليمي لتفعيل اإلستراتيجية الجهوية لتعميم وتجويد التعليم األولي‬ ‫العمومي‪ ،‬نظمت مديرية طنجة أصيلة دورة تكوينية لفائدة ما يفوق مائة مربية‬ ‫و مربي‪ ،‬أطرها بعض مفتشي التعليم االبتدائي التابعين للمديرية‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف تقريب المستفيدين من اإلطارين‪ :‬المرجعي والمناهجي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من قصر المدة الزمنية المخصصة لهذا التكوين‪ ،‬إال أنه‬ ‫من دون شك هو بداية إلرساء مفهوم التكوين وتقاسم األفكار واآلراء حول‬ ‫المستجدات التربوية‪.‬‬ ‫وختاما‪ ،‬ينبغي التأكيد على أن تحقيق الجودة المطلوبة بالتعليم األولي‬ ‫‪ ،‬تقتضي التعبئة الوطنية لمختلف الفاعلين المؤسساتيين والخواص‪،‬‬ ‫وتحسيس القطاعات الحكومية والهيئات المنتخبة والمؤسسات والمقاوالت‬ ‫العمومية الوطنية والفاعلين في مجال التعليم األولي من أجل االنخراط الفعلي‬ ‫والمساهمة في تطوير وتعميم تعليم أولى منصف وبجودة عالية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )28‬إدريس محمد جماع‬ ‫( ‪ 1922‬ـ ‪ 1980‬م )‬

‫الشاعر المجنون شاعر الوجدان والجمال‬ ‫الشاعر‪ :‬هو إدريس محمد جماع ‪ ،‬شاعر سوداني ‪ ،‬ولد سنة ‪ 1922‬م في حلفاية الملوك بالخرطوم‬ ‫في السودان ‪ ،‬نشأ في أسرة دينية محافظة ‪ ،‬تعلم القراءة والكتابة بالكتاب في حلفاية الملوك ‪ ،‬ثم التحق‬ ‫بمدرسة حلفاية الملوك األولية سنة ‪ 1930‬م ‪ ،‬وبعدها انتقل سنة ‪1934‬م إلى مدرسة أم درمان الوسطى ‪،‬‬ ‫ونظرا لظروف مادية انقطع عن الدراسة بها ‪ ،‬وفي سنة ‪ 1936‬م التحق بكلية المعلمين ببخت الرضا ‪ ،‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1941‬م عين مدرسا بمدرسة تنقسي الجزيرة ‪ ،‬وبعدها نقل إلى الخرطوم األولية سنة ‪ 1943‬م ‪ ،‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1944‬نقل إلى حلفاوية الملوك ‪ .‬إال أنه استقال من التدريس وهاجر إلى مصر وذلك سنة ‪ ، 1947‬حيث‬ ‫التحق بمعهد المعلمين بالزيتونة ‪ ،‬ثم التحق بكلية دار العلوم بعد أن اجتاز مباراة االلتحاق بها ‪ ،‬ونال شهادة‬ ‫الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات اإلسالمية ‪ ،‬ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين فنال شهادة‬ ‫الدبلوم سنة ‪ . 1952‬ولما عاد إلى السودان اشتغل بالتدريس بمعهد التربية بشندي ‪ ،‬ثم مدرسة الخرطوم‬ ‫الثانوية ‪ ،‬ثم مدرسة الخرطوم بحري الوسطى ‪ ،‬وذلك بين سنوات ‪ 1952‬و‪. 1956‬‬ ‫وقد أصيب إدريس جماع في آخر أيامه بمرض الجنون فقد على إثره عقله ‪ ،‬مما جعل عائلته أن تذهب به‬ ‫إلى بعض األطباء وإدخاله مستشفى المجانين قصد العالج ‪ ،‬ونظرا لعدم تحسن حالته الصحية والعقلية ‪ ،‬قررت‬ ‫عائلته متابعة عالجه بالخارج من أجل شفائه واستعادة قواه العقلية ‪ .‬وكثرت الروايات حول تصرفاته خالل‬ ‫مرضه بالجنون ‪ ،‬وحول بعض قصائده الشعرية التي نظمها ‪ ،‬ومن طريف ما يحكى أن قصيدة أنت السماء‬ ‫(أعلى الجمال تغار منا ) قالها في امرأة جميلة رآها بالمطار رفقة زوجها ‪ ،‬حينما كان متوجها إلى الخارج مخاطبا‬ ‫زوجها ‪ .‬وما قاله كذلك في عيون الممرضة التي كانت تشرف على متابعة عالجه بالمستشفى بالخارج ‪ ،‬حيث‬ ‫أعجب بعينيها ‪ ،‬وكان يطيل النظر في عينيها ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺬﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ‬ ‫ﻓﻔﻌﻠﺖ ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ كعادتها ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ الشاعر ﻭ ﺃﻧﺸﺪ ‪:‬‬ ‫ﻭﺍﻟ�ﺴﻴﻒ ﻲﻓ ﺍﻟﻐ ِ‬ ‫ﻤﺪ ﻻ ﺗ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّـــــــــــﺎﺭ‬ ‫ﻭ�ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻲﻓ ﺍﺤﻟﺎﻟﻦﻴ ﺑﺘ‬ ‫ﻣ�ﻀﺎﺭﺑﻪ‬ ‫ُﺨ�ﺷﻰ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُـﺮﺟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺑﻜﺖ ‪ ...‬ﻭﺻﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ!!‪.‬‬ ‫هذه نماذج من تلك الروايات التي تبقى مجرد حكايات يتداولها محبو وعشاق شعره ‪ ،‬دون اإلشارة إلى مصادرها‬ ‫أو مراجعها يمكن الرجوع إليها واالعتماد عليها ‪.‬‬ ‫وقد ( أدرجت بعض قصائده الشعرية في مناهج التعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في‬ ‫السودان)‪ .‬وأعجب بعض المطربين السودانيين بشعره ‪ ،‬فاختار بعضهم بعض القصائد المشهورة وتغنى‬ ‫بها ‪ ،‬مثل المطرب سيد خليفة الذي تغنى من ألحانه قصائد « أنت السماء» و «شاء الهوى» و « ربيع الحب»‪.‬‬ ‫والمطرب خضر بشير الذي لحن وغنى « يامالك» ‪.‬‬ ‫القصيدة ‪ :‬قصيدة أنت السماء ( أعلى الجمال تغار منا ) التي نشرت بديوانه الوحيد ‪ ،‬الموسوم ب «لحظات‬ ‫باقية قصائد لم تنشر من قبل»‪ ،‬تعتبر من أروع قصائده ‪ ،‬وقد تغني بها المطرب السوداني سيد خليفة‪.‬‬ ‫ويرجع بعض المهتمين بشعره إلى سبب نظمها من طرف الشاعر جماع إلى أنه أصيب بمرض الجنون ودخل‬ ‫مستشفى المجانين قصد العالج ‪ ،‬إال أن ذلك لم يشفه من مرضه ‪ ،‬فأراد أهله أن يعالجوه بالخارج ‪ ،‬وفي يوم‬ ‫سفره لما كان في المطار رفقة أهله قصد السفر ‪ ،‬رأى إمرأة في غاية الجمال والحسن رفقة زوجها ‪ ،‬فنظر‬ ‫إليها وأطال النظر فيها ‪ ،‬وعندما الحظ زوجها ذلك حاول إبعادها عن نظره ‪ ،‬ويمنعه من مواصلة النظر‬ ‫إليها ‪ ،‬فجادت قريحته بتلك القصيدة التي بدأها بقوله ‪ « :‬أعلى الجمال تغار منا ×× ماذا علينا إذا نظرنا»‪.‬‬ ‫ويضيف بعضهم‪( ،‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻪﻠﻟ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ‪ :‬ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ‏(ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤﺎﻉ‏) ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ‪ ..‬ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻫﺫﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ‬ ‫ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ . )!!...‬وتبقى هذه الرواية وروايات أخرى كثيرة مجرد كالم متداول بين محبي شعره ‪ ،‬حيث لم يشر أحد‬ ‫إلى مصادرها أو مراجعها يمكن الرجوع إليها ‪ .‬والقصيدة كما وردت في ديوانه حيث يقول ‪:‬‬ ‫ﺗﻐﺎﺭ ﻣِ ﻨّـــﺎ ×× ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ْ�ﺇﺫ ﻧﻈﺮﻧـــــــــــﺎ‬ ‫َ‬ ‫�ﺃﻋﻠﻰ ﺍﺠﻟﻤﺎﻝ ُ‬ ‫ﻫﻲ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗ ِ‬ ‫ﻭﺡ ﺍﻤﻟُ ﻌﻧَّـــــــﻰ‬ ‫ُﻨ�ﺴﻲ َ‬ ‫ﻗــﺎﺭ ×× ﻭﺗُ�ﺴﻌِﺪ ّ‬ ‫ﺍﻟﺮ َ‬ ‫ﺍﻟﻮ َ‬ ‫َ‬ ‫ﺩﻧﻴﺎﻱ ِ‬ ‫ﻤَﻧـــــــﻰ‬ ‫�ﺃﻧﺕ ﻭﻓﺮﺣﺘــــــﻲ ×× ُ‬ ‫ﻭﻣﻧَﻰ ﺍﻟﻔ�ﺆﺍﺩِ �ﺇﺫﺍ ﺗ َّ‬ ‫ﺑﺎﻟﺒ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻧـــــﺎ‬ ‫�ﺃﻧﺕ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟ�ﺴﻤﺎﺀ َﺑ َﺪﺕ ﻟﻨـــــﺎ ×× ﻭﺍ�ﺳﺘﻌ�ﺼﻤﺖ ُ‬ ‫ﻌﺪ َّ‬

‫******‬

‫�آن�ست فيك‪ ‬قدا�ســـــــــة ×× ومل�ست �إ�رشاق ًا وفنــــــــــا‬ ‫ونظرت يف عينيــــك �آ ×× فاق ًا و�أ�رسار ًا ومعنـــــــــي‬ ‫و�سمعت �سحري ًا يــــذو ×× ب �صداه يف الأ�سماع حلنا‬ ‫نلت ال�سعادة يف الهوي ×× ور�شفتها دنا فدنّــــــــــــــا‬

‫******‬

‫قيدت ح�سنك يف اخلدو ×× ر و�صنته ملا جتنـــــــــــى‬ ‫وحجبته فحجبته �سحر ًا نا ×× طق ًا وحجبت كونـــــــــا‬ ‫و�أبيت �إال �أن ت�شيد لـــــلـــــــجمال احلر �سجنـــــــــــــــا‬

‫******‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬من قصيدة ندب فيها سوء حظه « أنا حظي كدقيق « وتعتبر من أشهر قصائده ‪ ،‬والتي يقول في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬ ‫�إن حظي كدقيق فوق �شوك نثـــــروه ×× ثم قالوا حلفاة يوم ريح اجمــــــــعوه‬ ‫�صعب الأمر عليهم قال قـــوم اتركوه‪� ×× ‬أن من �أ�شقاه ربي كيف انتم ت�سـعدوه‬

‫‪ ) 2‬من قصيدة شاعر االوجدان واألشجان ‪:‬‬ ‫خلقت طينة الآ�سي وغ�شتهـــا ×× نار وجد ف�أ�صبحت �صل�صــــاال‬ ‫ثم �صاح الق�ضاء كوين فكانت ×× طينة الب�ؤ�س �شاعر ًا مثـــــــاال‬ ‫يتغني مع الرياح �إذا غنّـــــــــــــــــت في�شجي خميله والتـــــــالال‬ ‫�صاغ من كل ربوة منربا ي�سكــــــــب يف �سمعه ال�شجون الطـواال‬ ‫هو طفل �شاد الرمال ق�صورا ×× هي �آ ماله‪ ‬ودك الرمــــــــــــاال‬ ‫هو كالعود ينفح العطر للنــا ×× �س ويفني حترق ًا وا�شتعــــــاال‬

‫******‬

‫‪ ) 3‬من قصيدة نحو القمه ‪:‬‬ ‫�إيل ال�سماء بعيــــــد ًا ×× مت�ضي الذري ال�شامخات‬ ‫فيها �صقيع و�صخــــر ×× �أنيابه مرهفـــــــــــــات‬ ‫ويف ال�صخور تراءت ×× مزالق وعـــــــــــــرات‬ ‫تكاد للعبد ال تــــــــــر ×× تقي لها االمنيــــــــــات‬ ‫لكن روح ًا ج�ســـــور ًا ×× �سمت به النزعــــــــات‬ ‫يبغي ال�صعـود و�إن ال ×× ح يف ال�صعود املمــات‬ ‫مل تثنه عن منـــــــاه ×× مخاطر �أ�شتــــــــــــــات‬ ‫وال�صخر يدمي ج�سوم ًا ×× تقودها العزمـــــــات‬ ‫وقد يعود وقـــــــد ال ×× تعود حتى الرفــــــــات‬

‫******‬

‫‪ ) 4‬من قصيدة‪ ‬ضمير له حدود ‪:‬‬ ‫�أنا ما زلت �ساخر ًا ×× من �ضمري له حدود‬ ‫تارة كله ا�شتعــال ×× وحينا به جمـــــــود‬ ‫هذه علة الوجـود ×× فهل ي�شفى الوجــود‬ ‫××‬ ‫‪ ) 5‬من قصيدة ‪ ‬إني ألعجب ‪:‬‬ ‫عجب ًا �أحتتمل احلياة‪ ‬برغم �أ�شتات ال�صـــور‬ ‫ورحابها تبدي اجلمال جمال نف�س �أو ب�صـر‬ ‫والفكر والإبداع والفن اخل�صيب املبتكـــــر‬ ‫واحلب والأحالم ن�شوي والأغاين وال�سمــر‬ ‫وبها الن�ضارة والندي والنهر يهدر والزهـر‬ ‫من لي�س يف جنبي ه �إن�سانية بني الب�شــــــر‬ ‫حقد علي الإن�سان يف جنبيه ع�ش�ش وانت�رش‬ ‫ويعي�ش مح�سوب ًا عليه �إنها �إحدى الكبـــــــر‬ ‫ولقد يتيه بعي�شه بني املزالق واحلفــــــــــر‬

‫******‬

‫‪ ) 6‬من قصيدة ‪ ‬نومة الراعي ‪:‬‬ ‫يف مرقد طافت به االحــــــــــالم م�رشقة ال�صـــــــور‬ ‫للنوم قد ا�سلمـــــــــت ر ×× �أ�سك مطمئن ًا للقــــــــدر‬ ‫�سال ال�شعاع من الغ�صو ×× ن علي جبينك وانحـــدر‬ ‫تعـــو ×× د حمل �أنفا�س الزهــــــر‬ ‫وغرقت يف ن�سيم‬ ‫ّ‬ ‫اغنامك املرحات تـــــق ×× فز يف الروابي واحلفـر‬ ‫كم وقعت �أقدامـــــــــــها ×× يف الأر�ض �أنغام املطر‬ ‫وهي كل همك يف احليـا ×× ة وجل مالك من فكــــر‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ ديوان الشاعر ‪ :‬لحظات باقية ‪ .‬قصائد لم تنشر من قبل ‪.‬‬ ‫ـ عبده بدوي ‪ .‬كتاب الشعر في السودان ‪ .‬مجلة المعرفة العدد ‪. 41‬‬ ‫ـ على الملك ‪ .‬كتاب مختارات من األدب السوداني ‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪975‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫�سل�سلة الأطفال‬

‫مذ‬

‫إلى حياة أفضل‬

‫هم يبنون جيال ليخدم نفسه ويخدم بالده‪ ،‬ونحن نهيئ جيال ال يخدم نفسه‪ ،‬فكيف يخدم بالده؟!‬ ‫شعارهم «تحيا الحياة»‪ ،‬إنها حكومة مقاطعة (مريال)‪ ،‬تشجع من حصل على شهادة تؤهله إلى خدمة الجيل‬ ‫الصاعد برفق ومودة‪ ،‬ترخص لهم مراكز إليواء األطفال‪ ،‬من اآلباء الذين يشتغلون نهارا في القطاع الوظيفي أو‬ ‫عمل عمومي‪ ،‬وال يمكن أخذ أبنائهم معهم مكان العمل‪ ،‬وال يسمح بذلك‪ ،‬يطلقون على هذه المراكز (كاردوري‬ ‫‪ ،)CARDERE‬مراكز تخضع لمراقبة صحية‪ ،‬وتتوفر على أسرّة كافية لنوم األطفال زواال بعد حصة الصباح‪ ،‬وتناول‬ ‫غذاءا شهيا‪ ،‬وبه فصول للدراسة والتعليم والتربية‪ ،‬وأماكن للعب األطفال في أمان وتحت مراقبة مختصين‪ ،‬ويشتمل‬ ‫المركز على ثالث فئات من األطفال ‪:‬‬ ‫‪ )1‬صالة فسيحة‪ ،‬يأوي إليها األطفال الرضع‪ ،‬تستقبل فيها األطفال ابتداء من األسبوع الثالث‪ ،‬تختص بهم‬ ‫مساعدات اجتماعيات‪ ،‬لهن دراية في معاملة الرضع كأنهم من صلبهن‪ .‬يتوفرون على الحفاضات ووسائل النظافة‪،‬‬ ‫ومرهمات ومرطبات وأدوية خاصة‪ ،‬ومالبس ثانوية يأتي بها اآلباء‪ ،‬وتمنح لهم الدولة مساعدات هامة لهذه المراكز‬ ‫من أغطية وأفرشة وخزانات‪ ،‬لتقوم هذه المراكز بواجبها في أحسن الظروف‪ ،‬لتهيء جيل سليم وذي بنية قوية‬ ‫وعقلية وموهوبة‪.‬‬ ‫وتراقب لجنة خاصة المطاعم والطعام الذي يعطى لهذه الفئة‪ ،‬مهما كانت أعمارهم وحالة أولياءهم على‬ ‫السواء‪ ،‬قد يدفع اآلباء مصاريف الحضانة‪ ،‬وتعويضا عن المأكوالت وعن الساعات اإلضافية بعد السادسة مساء‪،‬‬ ‫والدولة تتولى إرجاع هذه المصاريف لآلباء عند متم كل شهر‪ ،‬مادام األطفال في رعاية هذه المراكز إلى غاية ثالث‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫‪ )2‬وفي السنة الرابعة من عمر الطفل‪ ،‬يجبر على دخول المدارس‪ ،‬تشرف عليها الدولة‪ ،‬وال توجد بالبلد مدارس‬ ‫حرة يؤدي اآلباء مصاريف في الدراسة بها وال وجود لها‪ ،‬وتمنع منعا كليا‪.‬‬ ‫تتولى الدولة إتاحة نقل األطفال على متن حافالت مكيفة خاصة لكل حي‪ ،‬تقف وسط الحي صباحا ابتداء من‬ ‫الثامنة‪ ،‬وتعود بهم مساء الساعة الرابعة والربع حتى الساعة السادسة مساء‪ ،‬وال يسلم الطفل إال لواحد من اآلباء‬ ‫وإال يرجع إلى المؤسسة تحت مراقبة حراس مختصين حتى يحضر أحد اآلباء لكي يتسلم طفله‪ ،‬وتؤدى آخر الشهر‬ ‫مقابل حراسة وإيواء الطفل في الرابعة مساء إلى السادسة ومن تأخر أكثر من ذلك عليه تأدية غرامة مادية إال لعذر‬ ‫قاهر‪.‬‬ ‫ومن البديهيات أن الدولة تتولى مصاريف التنقل واألدوات المدرسية ومصاريف غذاء األطفال بالمؤسسة‪.‬‬ ‫ويشترط في المركز أن يكون بعيدا عن ضوضاء السيارات‪ ،‬به ساحات فسيحة للعب األطفال‪ ،‬وأماكن للمسرح‪،‬‬ ‫ووسائل الترفيه من رياضة وألعاب بهلوانية تنشط الطفل وتحبب إليه الرجوع إلى المركز بحب وشغف‪.‬‬ ‫ومما أعجبني وأخذ بلبي واكتشفته من حفيدتي (صوفيا)‪ ،‬وهي في الرابعة من العمر‪ ،‬وأول سنة لها بمدرسة‬ ‫الدولة‪ ،‬أن معلمتها الكندية تسلم كل تلميذة ساعة الخروج مساء كتابا صغيرا من عشر صفحات‪ ،‬به صور جذابة‬ ‫مزركشة تغري الطفل للقراءة‪ ،‬ويتقلب صفحاتها لالطالع على صور بديعة زاهية‪ ،‬تمثل كل صفحة صورة يسارا‬ ‫والصفحة اليمينية قصة مستوحاة من الحياة المعيشية أو قصة من عالم الخيال‪ ،‬كقصة األميرة والساحرة‪.‬‬ ‫تطلب المعلمة من كل تلميذة أن تحمل القصة إلى البيت وأن تقرأها وتناقش أمها وإخوتها موضوع الصورة‬ ‫والقصة‪ ،‬وتكتب ملخصا وجيزا في ثالثة أسطر‪ ،‬وآخر الشهر تنادي على التلميذة الفائزة‪ ،‬وتسلمها شهادة االستحقاق‬ ‫لما قامت به في البيت صحبة أمها وإخوتها (أنظر نموذج الشهادة)‪.‬‬ ‫شهادة استحقاق‬

‫مدرسة ‪ ........................:‬المقاطعة ‪...........:‬‬ ‫التلميذة ‪............................................... :‬‬ ‫القسم ‪ ................:‬الرقم الترتيبي ‪.............:‬‬ ‫الرقم المدرسي ‪.......................................:‬‬ ‫درجة االستحقاق ‪ .............. :‬على ‪...........10‬‬ ‫المعلمة ‪ .................:‬المديرة ‪..................:‬‬ ‫جائزة االستحقاق مطبوع وردي إذا كانت الفائزة بنتا‪ ،‬وإن كان الفائز ذكرا يكون المطبوع أخضر أو رماديا‪.‬‬ ‫وهذه المطبوعات بيد اإلدارة بالمدرسة‪.‬‬ ‫من فوائد هذه المطبوعات ‪:‬‬ ‫‪ )1‬تشجيع الطفل على القراءة‬ ‫‪ )2‬ربط أعمال المدرسة بالبيت‬ ‫‪ )3‬فتح آفاق الطفل وصقل مواهبه‪.‬‬ ‫‪ )4‬تجعله يتعاون مع إخواته وأمه على قراءة القصة‪.‬‬ ‫‪ )5‬الوقوف على الحياة العامة‪.‬‬ ‫‪ )6‬توسيع دائرة أفقه باالطالع والوقوف على تجارب الماضي من خالل القصص المتنوعة المشوقة‪ ،‬وتبعا‬ ‫لرغبات الطفل تنظيم رحالت مع المعلمة وتالميذ الفصل إلى زيارة حديقة الحيوان‪ ،‬رحلة إلى البادية القريبة لتتبع‬ ‫أعمال الفالح‪ ،‬زيارة حضيرة الماشية‪ ،‬وخم الدجاج‪ ،‬زيارة المنتزه العمومي ووصايتهم بعدم قطع شجرة أو تسلقها‬ ‫أو قطع وردة‪ ،‬زيارة نوادي رياضية وحضور عرض مسرحي هزلي فكاهي‪ ،‬مشاهدة فيلم خاص باألطفال‪ ،‬الدخول إلى‬ ‫إحدى المسابيح البلدية‪ ،‬ويمكن مصاحبة األولياء ألوالدهم لهذه المراكز‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫أين نحن من هذه المدارس؟!‬

‫عدت أدراجي البيت ‪ ،‬بعدما تفقدت (صوفيا) مع معلمتها‪ ،‬وأطلعت على بعض المنجزات التعليمية‪ ،‬وشكرت‬ ‫المعلمة على عنايتها الفائقة‪ ،‬وفي المساء‪ ،‬تصفحت القصة التي أتت بها صوفيا‪ ،‬وقرأت ما بها‪ ،‬وتجاذبت الحديث‬ ‫مع (صوفيا)‪ ،‬وقلت لها ‪ :‬ماذا أعجبك في هذه القصة‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫‪ )1‬الصور جميلة وتعبر عن القصة (ليلى والذئب)‪.‬‬ ‫‪ )2‬في القصة انتصار الحق على الباطل‪.‬‬ ‫‪ )3‬قتل الذئب من طرف السكان‪.‬‬ ‫‪ )4‬أدخل اللص إلى السجن‪.‬‬ ‫فبادرت إلى ذهني‪ ،‬لماذا ال أكتب قصصا جميلة دينية وتربوية وفكاهية في مستوى األطفال‪ ،‬وأكون بهذا‬ ‫سايرت الركب وخدمت أبناء وطني وأبنائي وأحفادي‪.‬‬

‫أنظر النموذج ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مثال القصص الدينية ‪:‬‬ ‫اهلل ربي ‪ -‬اهلل خلق كل شيء ‪ -‬اهلل خلق آدم ‪ -‬اهلل خلقني ‪ -‬اإلسالم ديني ‪ -‬النبي محمد رسول اهلل (أنظر‬ ‫النموذج)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قصص تربوية هادفة ‪:‬‬ ‫اهلل يرانا ‪ -‬الصدق ‪ -‬التعاون‪ ..‬إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫(أنظر قائمة المواضيع)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قصص لجلب انتباه الطفل وهي من الخيال العلمي‪.‬‬ ‫الوصول إلى القمر ‪ -‬النزول بالمريخ ‪ -‬جبال الثلج الخطيرة مستقبال‪..‬‬ ‫‪ )4‬قصص من القرآن الكريم ومعجزاته مثال‪.‬‬ ‫قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬قصة موسى مع فرعون ‪ -‬السحب المحملة بالشتاء ‪ -‬الرعد ‪ -‬البرق‪ ..‬إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫أنظر النموذج‬ ‫بمدينة كيب وموريال كندا‬ ‫في ‪ 6‬دجنبر ‪2018‬م (تتمة)‬

‫كيف السبيل إلى طبع هذه الكتب‪ ،‬وعلى عاتق جل مصاريفها ؟‬

‫‪ )1‬وزارة األحباس التي تهتم بالمسائل الدينية ولها موارد ضخمة‪ ،‬تخصص مبلغا لشراء هذه‬ ‫الكتب‪/‬القصص وتوزعها على مدارسها التي تحفظ القرآن الكريم‪ ،‬كمدرسة عائشة أم المؤمنين بحي‬ ‫السوريين بطنجة‪.‬‬ ‫‪ )2‬وزارة التعليم التي على كاهلها كل وسائل التعليم الهادف تخصص منحا للكتاب والناشرين ومبالغ تفي‬ ‫بالغرض المطلوب‪.‬‬ ‫‪ )3‬وزارة الثقافة واإلعالم تساهم ماديا‪ ،‬ثم اإلشهار بهذه القصص عبر وسائل اإلعالم كالجرائد والمجالت‬ ‫واإلذاعة‪.‬‬ ‫‪ )4‬وزارة العدل‪ ،‬يتكلف قضاة األحداث بحصر أعمال األحداث‪ ،‬فهم أولى بسن طرق العالج‪.‬‬ ‫‪ )5‬تحفيز األغنياء وذوي النيات الحسنة في إغناء المطبعة بالوسائل الضرورية للطبع‪ ،‬كتخفيض ثمن الورق‬ ‫واأللوان‪ ،‬وبهذا التعاون الجدي نكون مساهمين في نشر الوعي والثقافة وتهييء جيل المستقبل وهم رجال الغد‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬ ‫ومن غريب ما سمعت على أمواج إذاعة موريال وعلى شاشة التلفزة المحلية‪ ،‬أن من مرّ أمام أو وراء الحافالت‬ ‫التي تقل أطفال المدرسة للنزول أو الصعود إليها‪ ،‬وهي ترسل إشارات بالوقوف على بعد ‪ 5‬أمتار‪ ،‬من مر متلبسا يدفع‬ ‫غرامة ‪ 400‬دوالر كندي وتخصم له ‪ 4‬نقط وفي (كبيك) تسحب منه رخصة السياقة ويدخل السجن‪.‬‬ ‫هكذا يحافظون على سالمة أوالدهم‪ ،‬جيل المستقبل‪.‬‬


‫العدد ‪975‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫كلمة وفاء وتقدير وعربون مودة صادقة خطها يراع الكاتب األديب المختار محمد التمسماني يوم تكريم صديقه الشاعر المبدع محمد المختار‬ ‫العلمي بارك اهلل في عمره‪ ،‬وتخليدا للذكريات الطيبة التي جمعت الرجلين الطيبين‪ ،‬وإحياء للحظات مشرقة أنارت مجالس العلم واألدب بطنجة‪ ،‬ننثر بين‬ ‫يدي قراء جريدة (الشمال) الغراء‪ ،‬ورقة أدبية من وحي المحفل التكريمي الذي أقيم منذ بضع سنوات اعترافا بعطاءات األستاذ المربي والشاعر المبدع‬ ‫محمد المختار العلمي‪ ،‬وهذا نص الورقة المذكورة‪:‬‬

‫تحية وفاء‬

‫معاشر األفاضل‬ ‫سالم عليكم ورحمة منه وبركاته‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫عن املرء ال ت�س�أل ْ‬ ‫و�سل عن قرينه‬ ‫فكل قرين باملـقـــــارن ُمقتـــ ِد‬ ‫أجل‪:‬‬ ‫واجعل �صديقك �س ّيدًا حتظى به‬ ‫أدب‬ ‫ح ٌ‬ ‫رب لبيــب عاقـــل متــ� ُ‬ ‫هي الصداقة‪ ..‬تأصلت من مودة رائقة ورباط وثيق‬ ‫بيني وبين أخي الفاضل‪ ،‬األديب الشاعر المادح الضالع‬ ‫المتأنق‪ ،‬الفنان المبدع المتألق‪ ،‬األستاذ الجليل ـ المحتفى‬ ‫به ـ الشريف سيدي محمد المختار العلمي‪ ،‬رعاه اهلل‪ ،‬النجم‬ ‫المضيء ألخالئه‪ ،‬والغذق العذب إلخوانه‪:‬‬ ‫مودّ ُة‬ ‫�صدق مل تكن َ‬ ‫بنت �ساعةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫حني ار ِت َيادٍ زِ نادُهَ ا‬ ‫وال َو َر َب ْت َ‬ ‫تو َّل َدت‬ ‫ولكن على َ‬ ‫مهل �رست و َ‬ ‫عمادُهَ ا‬ ‫بطول ات�صال‬ ‫َّ‬ ‫فا�ستقر َ‬ ‫صداقة‪ ..‬أثيرة دلفت حتى أربى مداها اليوم على‬ ‫أربعة عقود‪ ،‬وما ا ْل َ‬ ‫تَاثتْ في إخالصها‪ ،‬وما نزعت عن‬ ‫أواصرها‪ ،‬قدام وصالها‪ ،‬وكأني أسمعه يردّد في أحناء‬ ‫نفسه‪:‬‬ ‫لت له = �صفو املودة مني �آخر الأب ِد‬ ‫ما و َّدنيِ �أحد �إال ب َذ ُ‬ ‫صداقة مفعمة تزدهي بذخائر مودة التي حظيت بها‪ ،‬وال يزيدها تعاقب األيام إال طيباً!‬ ‫�سالم على الدنيا �إذا مل يكن بها = �صديق �صدوق �صادق الوعد من�صفا‬ ‫صداقة مترعَة أوحت إليه ـ في إنصافٍ ـ بقصيدة أرَّجَ بها كتابي « مع صاحبي « ووشحه‪ ،‬وهي ذات مطلع‪:‬‬ ‫حي يف النا�س من تراه ُي َعانيِ = َو ُم َعانَاة ذلك الإن�سانِ‬ ‫ِّ‬ ‫مل َكا ِب ِد ا ُ‬ ‫واح َمدْ = َ�س ْع َي هَ َذا ا ُ‬ ‫مل َت َفان‬ ‫ال�س ْع ِي ْ‬ ‫حي منْ َظ َّل دائ َِب ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫ــلـ = َـل ي َغ ِّذ َ‬ ‫يك من معني املعاين‬ ‫ما بدنيا الإخاء غري � ٍأخ َظ ْ‬ ‫وحكيم مناول ما ُيزَ ِّكيـ = َ‬ ‫ــك َث َرا ًء من حِ ْك َمة القر�آنِ‬ ‫أليف ُم�ص َّن ٍف منْ َذوِ ي اللـ = ـطف تخيرَّ ْ تَهُ منَ اخلِ لاّ نِ‬ ‫َو� ٍ‬ ‫َوندمي محالف راح ي�سقيـ = ـك نبيذ احلاللِ يف �إدْ َمانِ‬ ‫ي�ستجيب يف ِّ‬ ‫ـت‪ ،‬و�أن‬ ‫متى ِ�شئْـ = َ‬ ‫كل �آنِ‬ ‫َ‬ ‫هو �أحرى ب�أن ُي َ‬ ‫رام َ‬ ‫َوهْ َو من � ْأ�ص َطفِيهِ ُودًّا حميـ = ًـما وخدينًا منْ �ص ْف َوة الأَ ْخدَانِ‬ ‫َح ْ�س ُبهُ منْ ُن ْبلِ اخلِ َ�صالِ مزايا = ُه‪َ ،‬وتكفيه نَزْ َع ُة الإن َْ�سانِ‬ ‫ما بدنيا الإخاء غري � ٍأخ َظـــ ْلـ َ‬ ‫=ـل ي َغ ِّذ َ‬ ‫يك من معني املعاين‬ ‫وحكيم مناول ما ُيزَ ِّكيـ = َ‬ ‫ــك َث َرا ًء من حِ ْك َمة القر�آنِ‬ ‫أليف ُم�ص َّن ٍف منْ َذوِ ي اللـ = ـطف تخيرَّ ْ تَهُ منَ اخلِ لاّ نِ‬ ‫َو� ٍ‬ ‫َوندمي محالف راح ي�سقيـ = ـك نبيذ احلاللِ يف �إدْ َمانِ‬ ‫ي�ستجيب يف ِّ‬ ‫ـت‪ ،‬و�أن‬ ‫متى ِ�شئْـ = َ‬ ‫كل �آنِ‬ ‫َ‬ ‫هو �أحرى ب�أن ُي َ‬ ‫رام َ‬ ‫َوهْ َو من � ْأ�ص َطفِيهِ ُودًّا حميـ = ًـما وخدينًا منْ �ص ْف َوة الأَ ْخدَانِ‬ ‫َح ْ�س ُبهُ منْ ُن ْبلِ اخلِ َ�صالِ مزايا = ُه‪َ ،‬وتكفيه نَزْ َع ُة الإن َْ�سانِ‬ ‫لقد استروحنا من هذه األبيات نفحات من خواطر الشاعر ولوامعه الذي ما َّ‬ ‫كل فيها عن سمو البيان‪ ،‬ومكنون المعنى‪،‬‬ ‫وفيض القريحة‪...‬‬ ‫وال أريد ـ وال يريد المقام أيضا لتزاحم الوقت ـ أن أنصُب لهذه القصيدة ميزاناً‪ ،‬وال أن أضعها على محك النقد‬ ‫الشعري وغرباله حتى تظل مداخلتي على قدر طاقة هذا الجمع الكريم ال على قدر طاقة كلماتي‪ ،‬وحتى ال يقال‪ :‬مادح نفسه‬ ‫يحييكم !‪ .‬فإبداعها فيها ومنها‪..‬غير أني أحب أن أُلِمَّ بشاعريته إلمامة قصيرة عابرة وإن كنت من الذين يعلمون أنهم‬ ‫ـ في هذا الفن ـ ال يعلمون إال قلي ًال!‬ ‫لقد سبرت شعره‪ ،‬وأحطت خُبْراً بكثير من ظروفه‪ ،‬فرأيت أنه يأخذ مالمحه من جالء أحاسيسه وصفاء وجدانه‪ ،‬فال‬ ‫يميل مع السوانح الوهمية‪ ،‬وال يتمسك بها‪ ،‬وال يسترسل مع األغراض الطارئة وال يتحذلق فيها‪ ،‬بل ِّ‬ ‫يُنقر عن المعاني‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫فيُعاقرها صرفاً غير ممزوجة‪ ،‬ويعتقبها‪ ،‬ويطوف في‬ ‫أرجائها‪ ،‬ويتلمّس حرارة عباراته فيص ّقلها في تمحيص‪،‬‬ ‫وين ُفر من اإلغراب في التوافه العارضة من أغوار اللغة‬ ‫حتى ال ينقطع عنه مدد بيانها!‪ .‬هو منهج أصيل ارتضاه‬ ‫ليجرد شاعريته من عقال التعويض في متاهات الخيال‬ ‫األعتم وغيبوبته‪ ،‬ومن غموض الرمزية الجوفاء ومغرياتها‬ ‫التي صار التوجه إليها أثيرا لدى طائفة من شعراء البيت‬ ‫الحر أو النثر اإلبداعي الذين ال يجدون اطمئنانهم إال في‬ ‫اضطرابها!‪ .‬وللشعراء فيما يعشقون أوداء فيها يهيمون!‬ ‫وكم له في قالئده من روائع اإللهام في سالمة‬ ‫الذوق‪ ،‬ومن آللي المواهب في ِب َّلة البدائع التي ال ّ‬ ‫مط‬ ‫فيها وال لتّ‪ ،‬كأنّه يسعى بنا ـ في طلق عموديته التي لها‬ ‫في اآلذان رنين وأي رنين ـ إلى أن نجوب في أبهى جنان‬ ‫الشعر‪ ،‬وننزِّه م َقل خواطرنا في مناكبها‪ ،‬ونتذوق قطوفها‬ ‫في ظليل ظ ّلها‪ ،‬ونُصْغي إلى تلك األصداء التي تنطبع‬ ‫في مضامر القلوب بين وثبات األشجان وتمويجاتها‪ ،‬وبين‬ ‫أحالم النفوس ومواجيدها‪ ،‬وكلها يتماسَّ في رفق وجالل‬ ‫كهمسات األوتار!‪.‬‬ ‫ويروقني هنا أن ألمع إلى أن في رثائه خاصة أنين‬ ‫الشجى التي تَ ِرقَّ ألنفاسها الحزينة المحترقة قساة‬ ‫األفئدة!‪ .‬وهذه صرخة رثائه لعزيزنا وفقيدنا األستاذ المرحوم سيدي عبدالصمد العشاب ما زالت أسيرة في مطاوي‬ ‫وجداننا‪ ،‬وهي ذات مطلع‪:‬‬ ‫هب القري�ض من َّك َ�س الأوزان = يرثي عزيزَ الأهل واخلِ لاّ نِ‬ ‫َّ‬ ‫ولنتساءل‪ :‬ما الشعر عنده؟‪ .‬فلنسمعه يجيب فيقول من قصيدة أسماها «في خيمة القريض» ‪:‬‬ ‫رجعِه ُم ْت َع ُة الأُ ْذنِ‬ ‫وما ال�شعر يف العمق �إال �صدًى = مدى ْ‬ ‫َي ُهزُّ ا ُ‬ ‫مل َ‬ ‫�صيخ كما ت َْ�س َتبِي = بدائ ُعه ُم ْه َج َة ال َكائنِ‬ ‫َ‬ ‫فكيف �إ َذا نَ َّ‬ ‫الهزَ ار َع َلى ال َف َننِ‬ ‫افت ُم َله ُمه = افتتانَ َ‬ ‫َحم ْت ب� َأ�صا َلتِهِ = َّ‬ ‫عت‬ ‫الط َرا َف ُة مِ نْ ُم ْبد ٍِع ُم نَ ِ‬ ‫�أَوِ الت َ‬ ‫َت‬ ‫وم ْفت نِ ِ‬ ‫َف َك ْم ُم ْع َجب َ‬ ‫ِني بِهِ ي ْنت َُ�شون = وكم من غريرٍ ُ‬ ‫أيها الجمع الكريم‪..‬‬ ‫ال تحسبَنّي أنّي جازفت في شاعرية أخينا وصديقنا جميعا فضيلة األستاذ الجليل المكرم سيدي محمد المختار‬ ‫العلمي‪ ..‬كال وفوق ألف كال!‪ .‬هي خطرات عن غرره التي مرحتْ في ثنيّات نفسي إنصافا ووفا ًء!‬ ‫فها أنا أحييك هنا في هذا المحفل الكريم بين رفقائك ومعارفك‪ ،‬وأصدقائك ومحبيك‪َ ،‬‬ ‫تحية من تعوَّد برَّك فأوجب‬ ‫شكرك‪ ،‬ومن يحترم أدَبَك‪ُّ ،‬‬ ‫ويجل أخالقك ألنك ما جابهت أحدًا ـ حتى طلبتَك ـ بقوارس الكلمات!‬ ‫وقل لي بربك‪ :‬كيف تتعدّم وتقسو وفي قلبك نقاء‪ ،‬وفي ضميرك صدق‪ ،‬وفي نفسك طهارة‪ ،‬وعلى محياك تباشير‬ ‫المودة والدعة ونبالة النسب الشريف!‪.‬‬ ‫ومالي ال أمدحك والمدائح في المحافل زينة! فنعم زينة الرجال كرائم الخالل!‪.‬‬ ‫وما يل ال �أثني عليك وطاملا = و ّف ْي َت بعهدي والوفاء ُ‬ ‫قليل‬ ‫و لِمَ ال أطريك‪:‬‬ ‫إبداع‬ ‫والنا�س �أكي�س من �أن يكرموا رجال = حتى يروا عنده � َ‬ ‫آثار � ِ‬ ‫ورحم اهلل ناهج البردة إذ يقول‪:‬‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫دْح �أذاع يف النا�س ف�ض ًال = و�أتاهم بقدوة ومثـــالٍ‬ ‫ُ َّ َ ٍ‬ ‫وثناءٍ على الفتى ع ّم قوم ًا = ُ‬ ‫قيمة العقد ح�سنُ بع�ض اللآيل‬ ‫يقـــدر‬ ‫�إمنا‬ ‫وزن الرجالِ‬ ‫الكــرام كريـــ ٌم = و ُيقيم الرجال ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أجل‪:‬‬ ‫وترهيب‬ ‫�إنَّ الك َِر َام �إذا ما �صادقوا �صدقوا = مل ُي ْثنهم عنه ترغيب‬ ‫ُ‬ ‫أخيرًا‪..‬‬ ‫أسأل اهلل ّ‬ ‫جل في عاله أن يتبوأك ـ أخي سيدي محمد ـ بالعافية‪ ،‬ويثبّتها لك‪ ،‬ويحرسها عليك‪ ،‬ويوصلك بمدد توفيقه‬ ‫عُذ َ‬ ‫وإنعامه‪ ،‬ويُج ِريَ لك خالص كل نوال وإفضال‪ ،‬ويغدِقَ عليَّ وعلى أحبائك ُ‬ ‫وبَة وُدِّكَ وصفاء مودتك‪..‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪..‬‬

‫استشهاد عالم‪..‬‬

‫الشيخ البركة العالمة الواصل سيدي سعيد أفندي قدس اهلل سره ورضي عنه‪،‬‬ ‫أمام مرابط بداغستان (من جوار روسيا)‪،‬مرجع في الفتوى والتعليم الشرعي درّس‬ ‫كتب التفسير والسنة وعلوم الشريعة والحقيقة‪ ،‬له جم غفير من طلبة هذه المنطقة‬ ‫المباركة‪ ،‬أخذ طريق السلوك بالسند المتصل الى سيدنا رسول َهّ‬ ‫الل‪ ،‬وأحيا الدين‬ ‫بمنطقة داغستان حرسها اهلل وأبقاها دار أمن وسالم‬ ‫حتى دخلت عليه شابة في مقتبل العمر تدعي أنها تود أخذ السند في الذكر‪ ،‬وكانت‬ ‫عادة الشيخ أن تظل معه بنته أو زوجته الى جانب أصحابه كمحرم له حين تأتي امرأة‬ ‫ألخذ الورد‪ .‬ويومه هذا قال لبنته اخرجي ولم يبق معه غير ثالثة من طالبه‬ ‫وكانت البنت تحمل حزاما ناسفا فدمرت المكان بدعوى محاربة البدع والشركيات‬ ‫وكانت غفر اهلل لها من خوارج العصر تحمل فكر قومها‪ ،‬فاستشهد الشيخ رحمه اهلل‬ ‫بخلوته هناك سنة ‪ 2012‬م‪.‬‬ ‫وهذا الموقف يذكرنا بمقتل أمة من علماء هذه األمة‪ ،‬علماء كبار‪ ،‬وصلحاء أطهار‪،‬‬ ‫ماتوا على أنقاض حضارات متعددة ‪..‬‬

‫بقلم‪ :‬المختار محمد التمسماني‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫‪ ‬فعلى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬الفقيه القاضي عياض قدس اهلل روحه‪ ،‬ومناسبة مع‬ ‫مداولة شريط الفكاهي واستهزائه بالفقيه القاضي عياض اليحصبي برد اهلل مضجعه‪،‬‬ ‫ومع ما تعيشه الساحة الوطنية والدولية‪ ،‬حول موضوع التقتيل واإلرهاب ال بأس وأن‬ ‫نعود إلى الوراء لنعرف كيف رحل الفقيه القاضي ومدى اإلرهاب الذي مورس عليه فال‬ ‫يخفى عليك ايها القارئ العزيز أن القاضي عياض قدس اهلل سره أجبر على القول‬ ‫بمهدوية بن تومرت فرفض واجبر على كتابة كتاب في األمر فرفض طبعا ‪..‬‬ ‫وكان ذلك سببا في تقتيله وتقطيع جسده وحرقه حرقا بالنار ثم جمعت أشالؤه‬ ‫فرميت في ضريح ولي صالح دون تكفين أو صالة ‪ ..‬الخ كأنه من غير الملة‪...‬‬ ‫هذا لتعلم أيها القارئ العزيز أن ثوب أمتك متسخ بدم اإلرهاب وفكره الدعشوشي‬ ‫متجذر في األمة‪ ،‬فال حل لنا غير االعتراف بالخطأ وتصحيح مسارنا ‪..‬‬ ‫هكذا هو حال أمتك اليوم ياسيدي يارسول اهلل‪ ،‬عامتها يذبحون علماءها وجهالها‬ ‫يوجهون رأيها واهلل غالب على أمره ولكن أكثر الناس ال يعلمون‪.‬‬


‫العدد ‪975‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫م�صنف البن حزم الأندل�سي �أغ�ضب فقهاء ع�صره ف�ألبوا‬ ‫احلاكم �ضده لتحرق كتبه‬ ‫عاش ابن حزم األندلسي الظاهري حياة مليئة بالمحن والمصائب (‪456 - 384‬هـ‪1063 - 995 /‬م)‪ ،‬قضاها مناض ًال بفكره وقلمه‪ ،‬أكثر من أربعين عاما‪ ،‬ولكن فقهاء عصره‬ ‫حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة‪ ،‬إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت عالنية بإشبيلية‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫اختُلف في نسبه‪ ،‬أينحدر من أصول فارسية أم من أصل إسباني أم هو عربي صميم النسب؟!‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فقد كانت أسرته من تلك األسر التي صنعت تاريخ األندلس‪.‬‬ ‫عمرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل‪ ،‬فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود‪ ،‬وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة‪،‬‬ ‫ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم ّ‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة‪ ،‬ثم غادرها فاستقر بمدينة ألمريّة‪ ،‬وكان مشغو ًال بهاجس السياسة وإعادة الخالفة لألمويين‪ .‬ولقي من جراء ذلك عذابا‬ ‫كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة‪ ،‬ويحن للعودة إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد أ ْلحَقَ زوال الدولة العامرية واستيالء البربر على قرطبة عام ‪400‬هـ وتعاقب الفتن فيها؛ أذىً كبيرا بأسرة ابن حزم‪ .‬ومما زاد األمر سوءا وفاة أخيه األكبر بالطاعون‬ ‫عام ‪401‬هـ‪ ،‬ثم وفاة أبيه عام ‪402‬هـ‪ ،‬ثمّ زوجتُهُ « ِنعَم» التي ُفجع بموتها وكتبَ فيها مراثيه‪ .‬كل ذلك ولم يبلغ العشرين من عمره حينها؛ وهذه الظروف جعلت ابن حزم‬ ‫يتحمل مسؤولية أسرته‪ ،‬وقد اضطر ‪-‬شأن كثير من األسر القرطبية‪ -‬للنزوح إلى «المريّة» عام ‪404‬هـ‪ .‬وكتب يصف حاله‪« :‬ما انتفعتُ بعيش‪ ،‬وال فارقني اإلطراق واالنغالق‬ ‫مذ ذقت طعم فراق األحبة‪ ...‬ولقد نغّص ّ‬ ‫تذكري ما مضى َّ‬ ‫عيش أستأ ِنفه‪ .‬وإني لقتيل الهموم في عداد األحياء‪ ،‬ودفين األسى بين أهل الدنيا»‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫ولما سقطت الخالفة األموية نهائيا باألندلس وزالت دولة األمويين‪ ،‬تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف‪،‬فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من‬ ‫أشهرها‪ :‬الفِصَل في المِ َل ْل واألهواء والنحل‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬جمهرة أنساب العرب؛ َ‬ ‫نُق ُط العروس؛ ورسالته في بيان فضل األندلس وذكر علمائه؛ اإلمامة والخالفة‪،‬مراتب‬ ‫اإلجماع‪،‬الناسخ والمنسوخ‪ ،‬األخالق والسير في مداواة النفوس‪ ،‬والمح ّلى باآلثار‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪،‬ومصنفه التقريب لحد المنطق الذي سننشره ضمن هذا الركن‬ ‫عبر سلسلة حلقات‪ ،‬فقراءة مفيدة وممتعة‪.‬‬ ‫اسم المصنف كما جاء على الورقة األولى من المخطوطة « كتاب التقريب لحد المنطق‪ ،‬كالم الرئيس األوحد أرسطاطاليس وغيره‪ ،‬مما عني بشرحه الفقيه اإلمام األوحد‬ ‫األعلم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم؟»‪ .‬وقد أشار إليه ابن حزم مرات في كتابه الفصل في الملل والنحل فقال في باب عن ماهية البراهين ‪« :‬هذا باب قد‬ ‫أحكمناه في كتابنا الموسوم بالتقريب في حدود الكالم»‪ .‬وقال في موضع آخر‪«:‬هذه شغبية قد طالما حذرنا من مثلها في كتبنا التي جمعناها في حدود المنطق»‪،‬فأطلق‬ ‫اسم «الكتاب»على هذا المصنف ألنه مؤلف من كتب ثمانية؛ وذكره مرة ثالثة في الفصل فقال‪« :‬وبينا في كتاب التقريب لحدود الكالم أن اآللة المسماة الزرافة؟ الخ »‪ ،‬وقال مرة رابعة‪:‬‬ ‫«على حسب المقدمات التي بيناها في كتابنا الموسوم بالتقريب في مائية البرهان»‪ ،‬فأشار في هذه التسمية إلى بعض جزء من الكتاب‪.‬ولم يكتب ابن حزم هذا الكتاب إال بعد أن حفزه كثير من الدواعي في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫وإال بعد أن وجد الحاجة ماسة إلى المنطق في النواحي العملية من عالقات الناس وتفكيرهم‪ ،‬فهو قد لقي من ينعته بالسؤال عن الفرق بين المحمول والمتمكن‪ ،‬ولقي كثيرا من المشتغبين اآلخذين بالسفسطة في الجدل‪،‬‬ ‫وواجه من يسومه أن يريه العرض منخوال عن الجوهر‪ ،‬وقرأ مؤلفات معقدة ال طائل تحت تعقيدها‪ ،‬ورأى من يدعي الحكمة وهو منها براء فأراد لكتابه أن يكون تسديدا لعوج هذه األمور وإصالح ًا لفسادها‪ ،‬وردا على المخالفين‬ ‫والمشاغبين وإقامة للقواعد الصحيحة في المناظرة‪ ،‬وهي يومئذ شغل شاغل لعلماء األندلس‪.‬‬

‫التقريب لحد المنطق والمدخل إليه باأللفاظ العامية واألمثلة‬ ‫الفقهية ـ ‪ 8‬ـ‬ ‫وتنقسم األسماء أقساما أربعة إما حاملة ناعتة‪ ،‬وإما حاملة منعوتة‪ ،‬وإما محمولة منعوتة‪،‬‬ ‫وإما محمولة ناعتة‪ .‬ومعنى قولك‪ :‬ناعتة‪ ،‬أي أنها تقال على جماعة أشخاص تحتها فتسمى تلك‬ ‫األشخاص كلها بذلك اإلسم‪ ،‬ومعنى قولنا‪ :‬منعوتة‪ ،‬أي تسمى باسم واحد وهي جماعة‪ ،‬ومعنى‬ ‫قولنا‪ :‬حاملة أي أنها تقوم بأنفسها وتحمل غيرها‪ ،‬ومعنى قولنا‪ :‬محمولة‪ :‬أي ال تقوم بأنفسها‪.‬‬ ‫والحمل المذكور حمالن‪ :‬حمل جوهري وحمل عرضي‪ ،‬فالجوهري يكون أعم ويكون مساويا‪،‬‬ ‫وال يكون أخص أصال‪ ،‬والعرضي يكون أعم ومساويا وأخص‪ ،‬فالحمل الجوهري األعم مثل قولك‪:‬‬ ‫اإلنسان حي‪ ،‬فإن الحياة محمولة في اإلنسان حمال جوهريا‪ ،‬إذ لوال لم يكن إنسانا‪ ،‬والحياة‬ ‫أيضا في غير اإلنسان موجودة‪ .‬فلذلك قلنا إن هذا الحمل أعم؛ والحمل الجوهري المساوي‬ ‫مثل كون الحياة في الحي فإنها مساوية‬ ‫للحي‪ ،‬ال تكون حياة في غير حي‪ ،‬وال‬ ‫يكون حي في العالم بال حياة‪ .‬وتسميتنا‬ ‫الخالق تعالى حيا ليس على هذا الوجه‪،‬‬ ‫وإنما سميناه بذلك اتباعا للنص‪ ،‬ولولم‬ ‫يجز لنا أن نسميه حيا‪ ،‬إذ الحياة ليست إال‬ ‫قوة تكون بها الحركة اإلرادية والحس‪،‬‬ ‫وكال األمرين منفي عن الباري عز وجل‪.‬‬ ‫وليست أسماؤه عز وجل مشتقة أصال وال‬ ‫واقعة تحت شيء من األقسام الخمسة‬ ‫التي ذكرنا‪ ،‬لكنها أسماء أعالم فقط‪،‬‬ ‫لم يوجب تسميه تعالى بها دليل‪ ،‬حاشا‬ ‫أننا أمرنا تعالى بأن نسميه بها وندعوه‬ ‫بها ونناديه بها‪ ،‬ال إله اال هو‪ .‬وإنما دل‬ ‫البرهان على أنه تعالى أول حق واحد‬ ‫خالق فقط ثم نخبر عنه بأفعاله‪ ،‬عز وجل‪،‬‬ ‫فقط من إحياء وإماتة وتصوير وترتيب‬ ‫ونحو ذلك‪ ،‬أو ما أمرنا أن نسميه به‪،‬‬ ‫دون أن يكون هنالك شيء أوجب تسميته‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫وال يجوز ان يكون حمل جوهري أخص أصال‪ ،‬حينئذ كأن يكون غير جوهري‪ ،‬إذ الجوهري هو‬ ‫ما لم يتسم جميع النوع إال به‪ ،‬ال بما يكون في بعضه دون بعض‪.‬‬ ‫وأما الحمل العرضي األعم فكقولنا للزنجي‪ :‬أسود‪ ،‬فإن األسود أعم من الزنجي‪ ،‬ألن السواد‬ ‫في الغراب والسبج(حجر بركاني أسود)‪ .‬أما الحمل العرضي المساوي‪ ،‬فكقولنا لإل نسان‪ :‬ضحاك‪،‬‬ ‫والضحك ال يكون في غير اإلنسان‪ ،‬وال يكون إنسان إال ضحاكا‪ .‬وأما الحمل العرضي األخص‬ ‫فكقولنا في بعض الناس‪ :‬فقهاء وحاكة وما أشبه ذلك‪ ،‬فإن هذه الصفات ال توجد في كل‬ ‫إنسان‪ ،‬لكن في بعضهم‪ ،‬وال توجد في غير إنسان؛ وقد يكون من هذا الحمل ما هو أخص‬ ‫الخاص‪ ،‬كقولك‪ :‬هذا الشخص هو زيد‪ .‬وأما الحمل الممكن فيكون أعم‪ ،‬كالسواد هو في بعض‬ ‫الناس وغيرهم‪ ،‬ويكون أخص كالطب‪ ،‬ليس إال في بعض الناس فقط ال في جميعهم‪ ،‬وال‬ ‫في غيرهم‪ ،‬وال يكون مساويا‪ ،‬كالضحك لإلنسان‪ .‬وأما الحمل الواجب فينقسم قسمين‪ :‬عام‬ ‫كالحياة للحي‪ ،‬ومساو كالضحك لإلنسان‪ ،‬ويكون أعم كالحياة له ولغيره‪ ،‬وال يكون أخص؛‬

‫والنفي في الممتنع يكون أعم فقط‪ ،‬كنفي الجمادية عن اإلنسان‪ ،‬وربما وجد مساويا‪،‬وال يوجد‬ ‫أخص فيما أوجبه الطبع للنوع ‪.‬‬ ‫وأما األشياء الحاملة الناعتة فكقولك‪ :‬اإلنسان الكلي‪ ،‬أي الواقع على كل أشخاص الناس‪،‬‬ ‫وهو الذي اراد اهلل تعالى بقوله‪( :‬ان اإلنسان خلق هلوعا)‪19( /‬المعارج‪ )70 :‬فإنه تعالى لم‬ ‫يرد إنسانا بعينه‪ ،‬لكنه عز وجل‪ ،‬عنى النوع كله‪ .‬فأما اإلنسان الكلي وقد يقال أيضاً‪ :‬اإلنسان‬ ‫المطلق‪ ،‬هو حامل لصفاته من النطق والحياة واللون والطول والعرض وغير ذلك‪ ،‬وناعت لزيد‬ ‫وخالد وهند وزينب‪ ،‬ولكل شخص من الناس‪ ،‬وهو المسمى اإلنسان الجزئي‪ ،‬فزيد يسمى‬ ‫إنسانا‪ ،‬وعمرو يسمى إنسانا‪ ،‬وكل واحد من الناس كذلك؛ فاإلنسان الكلي ناعت لكل من‬ ‫ذكرنا‪ ،‬أي مسمى به كل واحد من الناس‪ .‬وهذا القسم ال يكون محموال أص ً‬ ‫ال‪ ،‬أي ال يكون عرضا‬ ‫ألبتة‪ ،‬ألن العرض محمول ال حامل‪ ،‬والجوهر حامل ال محمول‪.‬‬ ‫واما الحاملة المنعوتة‪ :‬فاألشخاص الجوهرية‪ ،‬مثل قولك‪ :‬زيد وعمرو‪ ،‬وكلب خالد وجمل‬ ‫عبيد‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬فإن هذه كلها منعوتة تسمى كلها باسم واحد يجمعها كما بيننا‪ ،‬وهي حاملة‬ ‫لصفاتها من العلم والشجاعة والطول والعرض والنطق وغير ذلك من سائر الصفات‪ ،‬وهذه‬ ‫أيضاً ال تكون محمولة ألبتة‪.‬‬ ‫وأما المحمولة الناعتة‪ :‬فكقولنا العلم‬ ‫بأي نوع من كيفيات النفس‪ ،‬وتحت العلم‬ ‫أنواع كثيرة‪ ،‬هو لها جنس جامع‪ ،‬كالفقه‬ ‫والطب والفلسفة والنحو والشعر وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬وكل واحد من هذه يسمى علما‪،‬‬ ‫فالعلم ناعت لها‪ ،‬وكل واحد من هذه‬ ‫العلوم نوع يقع تحت أصناف منه وأشخاص‬ ‫أبواب ومسائل‪ ،‬كوقوع القبائل واشخاص‬ ‫الناس تحت قولك‪ :‬اإلنسان؛ وهكذا كل‬ ‫نوع تحت كل جنس‪ ،‬فسبحان مدبر العالم‬ ‫كما شاء‪ ،‬ال اله غيره‪.‬‬ ‫ثم نرجع إلى تفسير الناعتة المحمولة‬ ‫فنقول‪ :‬إن العلم الكلي محمول في أنفس‬ ‫النحويين‪ ،‬وكذلك كل علم في أنفس أهله‪،‬‬ ‫ونقول‪ :‬إن كل علم من العلوم ناعت لما‬ ‫تحته من األبواب والمسائل‪ ،‬أن جميعها‬ ‫يسمى باسم ذلك العلم‪ ،‬فكل مسألة من مسائل النحو تسمى نحوا وعلما‪ ،‬وكل مسألة من‬ ‫مسائل الفقه تسمى فقها وعلما‪ ،‬وكل قضية من قضايا الطب تسمى طبا وعلما‪ ،‬وكل لفظة‬ ‫من اللغة تسمى لغة وعلما‪ ،‬وكل حديث من الخبر يسمى خبرا وعلما‪ ،‬وهكذا في كل علم‪ .‬وهذه‬ ‫المسائل تسميها األوائل «علما جزئيا»‪ .‬وعلم كل واحد من الناس أيضاً يسمى علما جزئيا‪،‬‬ ‫وجميع علوم الناس تسمى‪« :‬علما كليا»‪.‬‬ ‫وأما المحمولة المنعوتة فهي علم كل امرئ على حياله‪،‬وهي أيضاً مسائل كل علم محمول‬ ‫في نفس العالم به‪ ،‬وهي منعوتة باسم العلم الجامع لها‪ ،‬أي أنها كلها تسمى علما‪،‬كما قلنا‪.‬‬ ‫واعلم أن الناعت قد يكون منعوتا‪ ،‬إال أنه ال بد في أول طرفيه من ناعت ال ينعته شيء‪ ،‬وهو‬ ‫جنس األجناس الذي قدمنا أوال‪ ،‬وال بد في آخر طرفيه من منعوت ال ينعت شيئا‪ ،‬وهو األشخاص‬ ‫من الجواهر ‪،‬على قدمنا‪.‬‬ ‫واعلم أن الحامل ال يكون محموال أصال‪ ،‬والمحمول ال يكون حامال أصال‪ .‬لذا قد بيننا من أن‬ ‫الحامل هو القائم بنفسه‪ ،‬والمحمول هو الذي ال يقوم بنفسه‪...‬‬


‫العدد ‪975‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)877‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫البحث في تاريخ شمال المغرب ‪:‬‬ ‫حصيلة سنة ‪2018‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعزز مجال الدراسات التاريخية المتخصصة في تحوالت ماضي منطقة الشمال‪ ،‬بصدور مجموعة من األعمال “الجديدة” التي ارتبطت بسنة ‪ .2018‬ويبدو أن التراكم المنجز إلى اليوم‪ ،‬قد‬ ‫فتح الباب أمام أمكانيات هائلة من أجل مقاربة األسئلة المغيبة داخل تالوين الذاكرة الجماعية للمنطقة‪ ،‬بمحوريها المتكاملين‪ ،‬الريف وجبالة‪ .‬هي أعمال تتراوح في قيمتها وفي خلفياتها‬ ‫وفي رؤاها وفي منطلقاتها وفي آليات اشتغالها‪ ،‬مما يسمح بمقاربة حصيلة المنجز الذي راكمته السنة التي ودعناها مؤخرا‪.‬‬ ‫وإذا كنا في هذا المقام ال ننوي تقديم قراءة تقييمية بمفهومها األكاديمي الخالص‪ ،‬فإننا سنسعى – وكما دأبنا على ذلك خالل السنوات القليلة الماضية‪-‬لتقديم جرد تجميعي لحصيلة‬ ‫المنجز في جانبه الكمي الذي يشكل أرضية للباحثين المتخصصين من أجل إنجاز الدراسات التقييمية الضرورية‪ ،‬تشريحا للمواد الوثائقية والمصدرية‪ ،‬وتحليال للرصيد اإلسطوغرافي المجدد‪،‬‬ ‫وتفكيكا للخالصات وللتراكمات المنجزة في مواقع مختلفة وبخلفيات متباينة‪ .‬ويبدو أن أهم األعمال المنجزة‪ ،‬بهذا الخصوص قد انطلقت من حضن مراكز بحثية وإطارات مدنية انخرطت في‬ ‫مغامرة التوثيق إلبداالت تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود بتطوان وجمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير ومؤسسة محمد داود‬ ‫للتاريخ والثقافة ومركز بنسعيد أيت إيدير لألبحاث والدراسات وجمعية ماسينسا للثقافة والتراث األمازيغيين بالحسيمة‪ ،‬إلى جانب مؤسستين رسميتين هما كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ .‬وغني عن التذكير أننا ال نقدم إال األعمال التي أتيحت لنا إمكانية مواكبة صدورها من اإلصدارات التصنيفية دون‬ ‫المقاالت الموزعة عبر الصحف والدوريات‪ ،‬وأي تغافل عن ذكر بعض العناوين يظل مرتبطا بمحدودية هذه المواكبة وبطبيعتها الفردية المطوقة بإكراهات تلقي سوق اإلصدارات ببالدنا‪.‬‬ ‫تتوزع أهم إصدارات سنة ‪ 2018‬حسب هذا التحديد المنهجي‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أعمال قطاعية ومونوغرافية ‪:‬‬

‫ـ خينس بريث دي هيتا‪ ،‬حروب غرناطة األهلية‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ترجمة ودراسة وتعليق‪:‬‬ ‫عبد العزيز السعود‪.‬‬

‫عرف هذا المجال غزارة واضحة في اإلنتاج المتخصص‪ ،‬تفاوتت قيمه العلمية باختالف‬ ‫مواقع أصحابه وسقف اهتماماتهم المعروفة‪ .‬على رأس هذه العناوين‪ ،‬يمكن أن نذكر ‪:‬‬ ‫ـ غييرمو غوثالبيس بوسطو‪ ،‬المورسكيون في المغرب‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد القاضي‬ ‫ـ أحمد السليماني وعثمان المنصوري وعبد الرحمن زكري‪ ،‬الهيئة الريفية‪ -‬ملف‬ ‫وإدريس الجبروني‪.‬‬ ‫وثائقي‪ ،‬منشورات مركز محمد بنسعيد آيت إيدير لألبحاث والدراسات‪.‬‬ ‫ـ شمال المغرب من خالل مصادر برتغالية (‪ ،)1415-1490‬ترجمة وتقديم‪ :‬أحمد‬ ‫ـ علي بنيس‪ ،‬مونوغرافية قرية أدوز‪ -‬تاريخ‪ ،‬أصول‪ ،‬اقتصاد وعادات‪ ،‬منشورات جمعية‬ ‫بوشرب‪.‬‬ ‫ماسينسا للثقافة والتراث األمازيغيين بالحسيمة‪.‬‬ ‫ـ خالد سهولي‪ ،‬طنجة‪ ..‬من هنا تبدأ الرحلة إلى العالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬فدوى الشعرة‪.‬‬ ‫ـ طارق الريسوني‪ ،‬المأساة الموريسكية من التنصير إلى التهجير‪.‬‬ ‫ـ إدوارد ميشو بلير وجورج سالمون‪ ،‬القصر الكبير‪ :‬مدينة في إقليم من المغرب‬ ‫ـ محمد الشريف‪ ،‬قضايا في تاريخ المغرب واألندلس‪ ،‬ج‪.2 .‬‬ ‫الشمالي‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد المجيد المصباحي‪ ،‬منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫ـ خديجة الخديري‪ ،‬التراث األثري لساحل بالد الريف‪.‬‬ ‫بالقصرالكبير‪.‬‬ ‫ـ محمد أمزيان‪ ،‬لعنة عبد الكريم‪.‬‬ ‫ـ فرانثيصكو صوريضا بالنيص‪ ،‬القصر الكبير ‪ :1920‬تقاليد وتوهمات‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد‬ ‫‪Rachid El Hour- Manuela Marin, Memoria y presencia de las mu‬‬‫الرحمان الشاوش‪ ،‬منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫‪jeres santas de Alcazarquivir (Marruecos)- Transmision oral y tradi‬‬‫ـ أنخيلو كيريلي‪ ،‬إبقوين قبيلة من الريف المغربي‪ ،‬ترجمةـ تحقيق وتقديم‪ :‬عبد‬ ‫‪cion escrita.‬‬ ‫المجيد عزوزي‪.‬‬ ‫‪- Khalid Mouna, Identité de la marge- Approche anthropologique‬‬ ‫ـ خالد سهولي‪ ،‬طنجة‪ :‬من هنا تبدأ الرحلة إلى العالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬فدوى الشعرة‪.‬‬ ‫‪du Rif.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ندوات علمية ‪:‬‬ ‫‪- Jamal Abarrou, contes berbères du Rif de la tribu d’Ayt wary‬‬‫أثارت بعض هذه الندوات اهتمام قطاعات واسعة من الباحثين على مستويات‬ ‫‪aghel.‬‬ ‫واسعة‪ ،‬تجاوز البعض منها الحدود الوطنية‪ .‬على رأس هذه الندوات ‪:‬‬ ‫ـ محمد أمزيان‪ ،‬محنة الريف من االنتفاضة إلى الحراك‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬من رموز الحركة الوطنية بتطوان‪ ،‬تنظيم‪ :‬جمعية دار النقسيس للثقافة‬ ‫ـ محمد جحاح‪ ،‬الزاوية بين القبيلة والدولة‪ -‬وثائق جديدة عن التاريخ االجتماعي‬ ‫والتراث بشراكة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬تطوان ‪ 12‬يناير‪.‬‬ ‫والسياسيللريف‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬مدرسة تطوان التشكيلية‪ ،‬تنظيم‪ :‬منتدى روافد للثقافة والفنون والمعهد‬ ‫ـ محمد ابن يعقوب‪ ،‬شفشاون‪ -‬ظواهر وعادات من معالم التراث الالمادي للمدينة‪:‬‬ ‫الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪ 15 ،‬أبريل ‪.2018‬‬ ‫الجزء الثاني‪ -‬ظواهر وعادات من التراث‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬سبتة العالمة بصرة علوم اللسان‪ ،‬تنظيم‪ :‬المجلس العلمي بعمالة المضيق‪-‬‬ ‫ـ محمد أونيا‪ ،‬عبد الكريم الخطابي وأسطورة االنفصال (‪ -)1921-1926‬حفريات‬ ‫غالف الكناب‬ ‫الفنيدق‪ ،‬المضيق ‪ 30‬أبريل‪.‬‬ ‫نقدية في خطاب الجمهورية الريفية‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬كتابات نسائية في صحافة شمال المغرب‪ ،‬تنظيم‪ :‬مقاطعة مدينة تطوان‪ 23 ،‬مارس‪.‬‬ ‫ـ أحمد الطاهري‪ ،‬الجزر ورباط الريحانة في تاريخ غرب األندلس‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬أعالم المدرسة الصديقية‪ ،‬تنظيم‪ :‬مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬طنجة ‪ 8‬يونيو‪.‬‬ ‫ـ مصطفى الشريف الطريبق‪ ،‬الوعي الوطني وحركة التعليم الحر بالقصر الكبير‪ ،‬منشورات جمعية البحث التاريخي‬ ‫ـ ندوة‪ :‬المغرب وإسبانيا‪ -‬تاريخ متقاسم وذاكرة مشتركة‪ ،‬تنظيم‪ :‬المؤسسة األوربية العربية‪ ،‬غرناطة‪ 20-19 ،‬يونيو‪.‬‬ ‫واالجتماعي بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬السلطان محمد الخامس والخليفة موالي الحسن بن المهدي وقضية الوحدة الترابية‪ ،‬تنظيم‪ :‬مؤسسة‬ ‫ـ محمد أخريف ومحمد العربي العسري‪ ،‬يهود القصر الكبير‪ :‬صفحات من تاريخ منسي –مقاربات متقاطعة‪ ،-‬منشورات‬ ‫الشهيد امحمد أحمد بن عبود بتعاون مع مركز محمد بنسعيد أيت إيدير لألبحاث والدراسات والجمعية المغربية للبحث‬ ‫جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫التاريخي‪ ،‬تطوان‪ 17 ،‬يوليوز‪.‬‬ ‫ـ محمد أخريف ومحمد العربي العسري‪ ،‬لمع من ذاكرة القصر الكبير(‪ ،)2‬منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫ـ ندوة‪ :‬أعالم المدرسة األشعرية بالريف المغربي‪ :‬دورة العالمة العربي اللوه‪ ،‬تنظيم‪ :‬المجلس العلمي المحلي إلقليم‬ ‫بالقصرالكبير‪.‬‬ ‫الناظور‪ ،‬الناظور‪ 17 .‬نونبر‪.‬‬ ‫ـ مصطفى الغاشي وعمر البقالي (تنسيق)‪ ،‬أعمال ندوة “األسر العلمية بشمال المغرب‪ :‬األسرة البقالية نموذجا”‪،‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬التاريخ والتراث في خدمة التنمية‪ -‬مدينة تطوان نموذجا‪ ،‬تنظيم‪ :‬الجمعية المغربية للبحث التاريخي والمكتبة‬ ‫منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪.‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬الرباط‪ 13 .‬دجنبر‪.‬‬ ‫ـ عبد العزيز السعود‪ ،‬االستعمار اإلسباني في المغرب‪ :‬المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني‪ ،‬ج‪.2.‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي ومحمد صالح الدين بنداكو الورياغلي‪ ،‬المدرسة األلمانية بطنجة (‪.)1914 - 1909‬‬ ‫‪ – 5‬مذكرات وسير األعالم ‪:‬‬ ‫منشزرات‬ ‫نموذجا‪،-‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬التاريخ الوطني لمدينة سبتة والدور الريادي ألعالم تطوان –سيدي طلحة الدريج‬ ‫الزالت اإلصدارات المرتبطة بهذا المجال محدودة إلى حد كبير‪ ،‬ومن أبرز ما صدر بهذا الخصوص سنة ‪ ،2018‬نذكر ‪:‬‬ ‫المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫ـ أسامة الزكاري‪ ،‬الهاشمي الطود‪ -‬خيار الكفاح المسلح‪ ،‬حوار سيرة ذاتية‪.‬‬ ‫المجلس‬ ‫البادسي‪،-‬‬ ‫يعقوب‬ ‫أبي‬ ‫–دورة‬ ‫بالريف‬ ‫والحضاري‬ ‫العلمي‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬أشغال الملتقى الوطني األول للتراث‬ ‫ـ توفيق الغلبزوري‪ ،‬عالمة الريف وتطوان الشيخ محمد حدو أمزيان‪ :‬مسيرة حياة ومجموع مقاالت‪.‬‬ ‫بالناظور‪.‬‬ ‫واألبحاث‬ ‫والدراسات‬ ‫العلمي إلقليم الحسيمة ومركز الريف للتراث‬ ‫ـ محمد البشير المسري‪ ،‬الشيخ والمريد‪ -‬رحلة ربع قرن‪.‬‬ ‫‪1923‬م‪-1956‬م‪.‬‬ ‫طنجة‬ ‫لمنطقة‬ ‫ـ سعيد عدي‪ ،‬المغرب والنظام الدولي‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬دراسات مهداة إلى فضيلة العالم الجليل د‪ .‬حسن الوراكلي‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد محمد المعلمي‪ ،‬مطبوعات ندوة‬ ‫للتراث‬ ‫الريف‬ ‫ومركز‬ ‫الحسيمة‬ ‫إلقليم‬ ‫العلمي‬ ‫المجلس‬ ‫تمسمان‪،‬‬ ‫لقبيلة‬ ‫والحضاري‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬شذرات من التراث العلمي‬ ‫“زمزم” الجمعية‪.‬‬ ‫والدراسات واألبحاث بالناظور‪.‬‬ ‫ـ عدنان الوهابي‪ ،‬حفريات التراث المغربي‪ :‬سيدي عبد اهلل المرابط الترغي منارة علم ونبع أفضال‪.‬‬ ‫الحماية‬ ‫عهد‬ ‫على‬ ‫القايدية‬ ‫في‬ ‫–دراسة‬ ‫الريف‬ ‫جبال‬ ‫مقدمة‬ ‫وقبائل‬ ‫السلطة‬ ‫بين‬ ‫العالقة‬ ‫أنماط‬ ‫ـ إدريس محارتي‪،‬‬ ‫ـ امحند البخالخي‪ ،‬جواهر الكمال في ذكر الشرفاء أوالد البقال‪ ،‬منشورات منتدى التراث والثقافات بطنجة‪.‬‬ ‫التحرير‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫وأعضاء‬ ‫المقاومين‬ ‫لقدماء‬ ‫السامية‬ ‫المندوبية‬ ‫منشورات‬ ‫‪،1956‬‬‫الفرنسية ‪1913‬ـ‬ ‫ـ عبد اللطيف الوهابي‪ ،‬القطب الالمع والغوث الجامع موالي عبد السالم بن مشيش‪.‬‬ ‫منشورات‬ ‫‪،1859-1956‬‬ ‫اإلسبانية‬ ‫الحماية‬ ‫فرض‬ ‫إلى‬ ‫االستعمارية‬ ‫الضغوط‬ ‫مواجهة‬ ‫من‬ ‫غمارة‬ ‫قبائل‬ ‫البكوري‪،‬‬ ‫ـ معاد‬ ‫ـ عبد الصمد العشاب‪ ،‬أنوار صوفية وإشراقات ربانية لعلماء وصلحاء المغرب‪ ،‬إعداد وتنسيق‪ :‬نبوية العشاب‪.‬‬ ‫المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫ـ جعفر ابن الحاج السلمي‪ ،‬المؤتمن على أنباء الزمن ألبي البركات ابن الحاج السلمي البلفيقي األندلسي‪ ،‬منشورات‬ ‫ـ شريف أدرداك‪ ،‬إشكالية األقليات اللغوية بالمغرب‪ :‬أمازيغية صنهاجة سراير نموذجا‪ ،‬منشورات مجلة تدغين لألبحاث‬ ‫جمعية تطاون أسمير والجمعية المغربية للدراسات األندلسية‪.‬‬ ‫األمازيغية‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ التاريخ الثقافي المعاصر ‪:‬‬ ‫ـ عبد الواحد الهيشو‪ ،‬تاريخ أنجرة المغربية وملحمة العنصرة‪.‬‬ ‫الزال هذا المجال بعيدا عن االستجابة النتظارات الباحثين والمهتمين‪ ،‬بالنظر لضعف وتيرة العمل على مستوى‬ ‫ـ حسن الفكيكي‪ ،‬الزاوية القادرية الشكرية‪ -‬ذاكرة الرصيد التاريخي والتراث الثقافي‪.‬‬ ‫ـ محمد أحميان‪ ،‬الريف والبحر األبيض المتوسط ‪.1830-1926‬‬ ‫البحث في تاريخ الذهنيات المحلية وتعبيراتها الرمزية المتعددة‪ ،‬وتوظيفاتها اإلبداعية المتشعبة‪ .‬وعلى رأس ما صدر بهذا‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬دراسات في تاريخ المغرب واألندلس ومباحث في التراث اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،2.‬منشورات كلية اآلداب والعلوم‬ ‫الخصوص‪ ،‬نذكر ‪:‬‬ ‫اإلنسانيةبتطوان‪.‬‬ ‫ـ عبد الواحد الطريس‪ ،‬تطاون‪ -‬مسارب ذاكرة‪ ،..‬تقديم‪ :‬عبد اللطيف شهبون‪.‬‬ ‫ـ طارق حيون‪ ،‬الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ دوريات متخصصة ‪:‬‬ ‫ـ عبد الناصر امحرف‪ ،‬شعر المقاومة بالمنطقة الريفية إبان االستعمار‪ ،1900/1940 -‬تقديم وإعداد ومراجعة‪ :‬فؤاد‬ ‫أن‬ ‫ويكفي‬ ‫السلبية‪.‬‬ ‫تداعياته‬ ‫من‬ ‫الحد‬ ‫الراهنة‬ ‫المرحلة‬ ‫نخب‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ‫رهيبا‬ ‫وفراغا‬ ‫خطيرا‬ ‫عرف هذا المجال ترديا‬ ‫ازروال‪.‬‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫البزاز‬ ‫األمين‬ ‫ومحمد‬ ‫خلوق‬ ‫التمسماني‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫رحيل‬ ‫خلفه‬ ‫الذي‬ ‫الرهيب‬ ‫نشير إلى مستوى الفراغ‬ ‫ـ حسن بيريش‪ ،‬بن يسف يتكلم ‪.‬‬ ‫ودوريات‬ ‫منابر‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫التاريخية‪،‬‬ ‫المعرفة‬ ‫تلقي‬ ‫حقل‬ ‫تخصيب‬ ‫في‬ ‫المركزي‬ ‫الدور‬ ‫لهم‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫األعالم‬ ‫عزوز حكيم‪ ،‬وهم‬ ‫ـ فطيمة الكنوني‪ ،‬األندلس‪ :‬دراسات في الفكر واالقتصاد والنوازل‪.‬‬ ‫ومجلة‬ ‫“الطنجيون”‬ ‫ومجلة‬ ‫النيابة”‬ ‫“دار‬ ‫دورية‬ ‫مع‬ ‫الحال‬ ‫هو‬ ‫مثلما‬ ‫الرائد‪،‬‬ ‫والثقافي‬ ‫العلمي‬ ‫إشعاعه‬ ‫للشمال‬ ‫علمية أعطت‬ ‫ـ محمد العربي العسري‪ ،‬مع محمد الخمار الكنوني في آثاره األخرى‪ :‬األشعار األولى‪ -‬في ركاب الحداثة‪ -‬حوارات‪ -‬نماذج‬ ‫“الوثائقالوطنية”‪...‬‬ ‫من كتاباته النثرية‪ -‬من آثاره النثرية المخطوطة‪ -‬ملحق‪ ،‬منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫ـ دورية “الزقاق”‪ -‬مجلة تاريخ المغرب واألندلس‪ ،‬ع‪ ،1 .‬فبراير ‪.2018‬‬ ‫ـ البراء الوراكلي‪ ،‬مقدمات العالمة األستاذ عبد اهلل كنون‪ ،‬ج‪.1.‬‬ ‫الوطنية‬ ‫الحركة‬ ‫ملف‪:‬‬ ‫التحرير‪،‬‬ ‫جيش‬ ‫وأعضاء‬ ‫المقاومين‬ ‫ـ مجلة الذاكرة الوطنية‪ ،‬منشورات المندوبية السامية لقدماء‬ ‫ـ حمزة المساري‪ ،‬أحاديث من باب مرشان‪.‬‬ ‫‪.2018‬‬ ‫بشمال المغرب ودورها في االستقالل والوحدة الوطنية‪ ،‬ع‪،31 .‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فال شك أن الحصيلة تبدو في حاجة إلى المزيد من العطاء‪ ،‬قصد إضفاء طابع مؤسساتي على الجهود الفردية‬ ‫الموزعة‪ ،‬خاصة مع وجود أقطاب جامعية متخصصة وإطارات مدنية مهتمة‪ ،‬جعلت من “درس التاريخ” محورا لتحقيق‬ ‫‪ – 3‬الترجمة ‪:‬‬ ‫التنمية الثقافية المنشودة‪ .‬والمالحظ أن الكثير من المبادرات الالفتة لالنتباه قد انطلقت كانعكاس الهتمامات جمعوية‬ ‫عرف هذا المجال تراكما متميزا الشك وأنه يقدم قيمة مضافة لرصيد العمل األكاديمي المنفتح على‬ ‫أو مدنية ألفراد حملوا مشاريع االشتغال على تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬في ظل غياب قاتل لجهد رسمي مؤطر أو حضن رسمي‬ ‫خصوبة فعل الترجمة وعلى عوالمها الرحبة‪ .‬من أهم هذه األعمال‪:‬‬ ‫معزز وداعم‪.‬‬


‫العدد ‪975‬‬

‫صرخة استغاثة من‬ ‫الحقوقي واألديب األستاذ‬ ‫عبد القادر أحمد بن قدور*‬ ‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)440‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫في مقالة جديدة للحقوقي والوطني الغيور واألديب األستاذ عبد القادر بن قدور‪ ،‬أطلق‬ ‫صرخة قوية مطالبا بحقه في اإلنصاف‪ ،‬كونه ضحية من ضحايا عهد الحديد والنار‪ ،‬واالنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق االنسان‪ ،‬مستشهدا بالكلمة السامية لجاللة الملك‪ ،‬وهو يخاطب الرئيسة‬ ‫الجديدة للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث أعلم جاللته أنه «لن يقبل أي تعسف في‬ ‫حق المواطنين» تلك الحقوق التي يكفلها الدستور المغربي الذي يعتبر ميثاقا متكامال لحقوق‬ ‫اإلنسان‪،‬في أبعادها السياسية و االقتصادية واالجتماعية و الثقافية و البيئية‬ ‫ويضيف األستاذ بن قدور قوال حكيما للمرحوم طه حسين أن «ال تعليم بدون ديمقراطية‬ ‫وال ديمقراطية ب��دون تعليم» وهو ما يفصح عن أولوية النظام السياسي على النظام‬ ‫التعليمي‪،‬ألن النظام المستبد ال ينتج إال مدرسة على صورته‪،‬وعن أولوية الوعي االجتماعي على‬ ‫النظام السياسي تلك األولوية التي اجتهد طه حسين في سبيلها‪،‬وأوكل تحققها إلى المستقبل‬ ‫و الرهان‪.‬‬ ‫وقد تساءل مرة أخرى‪ :‬ماهي األهداف المتوقعة من عروة وثقى بين التعليم(الثقافة)‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬ليجيب بأن هناك إنسانية اإلنسان و حقوقه كمواطن في وطن يتمتع بالسلم‬ ‫االجتماعي و الكرامة الذاتية‪ .‬وفي نفس السياق يقول المفكر و الفيلسوف الفرنسي روسو في‬ ‫«العقـــد االجتماعي» «نحن ال نبدأ حقا في أن نصير بشرا إال بعد أن نكون مواطنين» ‪.‬ذلك أن‬ ‫حقوق المواطنة تفضي إلى وعي وطني جماعي‪،‬يأتي به التعليم الديمقراطي ويمده بالتماسك‬ ‫و يؤمن له الوحدة‪.‬‬ ‫ويشير األستاذ بن قدور إلى أنه استهل مقالته بهذه المقدمة «الحقوقية»‪ ،‬ليصل إلى‬ ‫الظلم الذي تعرض له منذ عقود في العمل الوظيفي و غيره‪ ،‬وتعرض له غيره من حقوقيين‬ ‫ومعتقلين سياسيين بالمغرب ضحايا اإلضطهاد والبطش واالستبداد ومن ضياع لحقوقهم‬ ‫األكيدة‪ ،‬رغم النداءات و االلتماسات و االستعطافات واالستنجادات العديدة و االستغاثات التي‬ ‫تقدم بها شخصيا ذون أن يكون لذلك رجع صحي إيجابي ومنصف‪.‬‬ ‫ويضيف األستاذ بن قدور في مقالته‪ :‬فقد توجهت عدة مرات إلى وزارة الداخلية ألطالب‬ ‫بترقيتي اإلدارية و حقوقي المهضومة ألن حقي مكفول بالقانون اإلداري المغربي‪ ،‬فيمتنع‬ ‫بعض المسؤولين عن استقبالي لعلمهم بوجاهة مطلبي في الترقية المستحقة‪.،‬بل إنني كنت‬ ‫غالبا ما أطرد بالقوة من مكتب االستقبال بالوزارة من طرف األعوان الذين كانوا يعنفونني‬ ‫بشكل مفرط أمام الجميع‪.‬‬ ‫ويختم حديثه بالمطالبة من جديد بتسوية وضعيته وتمتيعه بحقوقه كاملة‪ ،‬عبر اإلسراع‬ ‫بإصدار توصيات تكميلية خاصة باإلدماج االجتماعي للذين لم يحصلوا عليه‪.‬في الفترة السابقة‪.‬‬ ‫* العضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية – فرع المغرب –‬ ‫وجمعيات حقوقية أخرى و غيرها‪.‬‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬ ‫‪CABINET PODOLOGIE TANGER SARL‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL : 35, RUE MANSOUR EDDAHBI Entre sol n° 19 TANGER‬‬

‫‪Dissolution Anticipée‬‬

‫‪I ) L’assemblée générale extraordinaire en date du 15/12/2018 a décidé la‬‬ ‫‪dissolution‬‬ ‫‪Anticipée de la société. Fixé le lieu de liquidation en son siège social à‬‬ ‫‪Tanger, 35 Rue Mansour Eddahbi Entre sol n° 19. Nommée Mme. IDRISSI NADA‬‬ ‫‪liquidateur de la société.‬‬ ‫‪II ) Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger‬‬ ‫‪le 02/01/2019.‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪LA GÉRANCE‬‬

‫‪Société I.F.M.A TRANS sarl‬‬ ‫‪Société à responsabilité limitée au capital de 100.000,00 dirhams.‬‬ ‫‪siège social : Tanger, rue Rue Khalid Ibn oualid 3éme Etage Appt N°6.‬‬ ‫‪RC : 93321 – Tanger.‬‬

‫‪MODIFICATIONS STATUTAIRES‬‬

‫‪I - Aux termes du procès verbal de l’Assemblée Générale Extraordinaire des‬‬ ‫‪Associés réunis au siège social le 19 Décembre 2018, il a été décidé à l’unanimité:‬‬ ‫‪• Approbation de la démission du gérante unique Mme Bouddahr Maryam‬‬ ‫‪avec quitus et nomination de M. El ourf Idriss comme nouveau gérant unique.‬‬ ‫‪II - Le dépôt légal a été effectué au secrétariat – Greffe du Tribunal de‬‬ ‫‪Commerce de Tanger en date du 04 / 01 /2019, sous n° 220210‬‬

‫‪Extrait pour la publicité‬‬ ‫‪LE GÉRANT‬‬

‫‪17‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪440‬‬


‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪975‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬يناير ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫الجامعة تصرف الدعم لألندية‬ ‫أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أنها قامت بصرف الجزء‬ ‫الثاني من مكافآت الدعم السنوي ألندية الدوري المغربي االحترافي‪.‬‬ ‫وتخصص الجامعة ‪ 600‬مليون سنتيم سنويا كمستحقات لألندية يتم‬ ‫تقسيمها على ‪ 3‬أجزاء‪.‬‬ ‫وتحصلت األندية على الجزء الثاني‪ ،‬حيث سيساعدها هذا المبلغ على‬ ‫أداء جزء من مستحقاتها‪.‬‬ ‫واقتطعت الجامعــة الغرامـات المالية التي بذمة األندية ومستحقات‬ ‫لالعبين ومدربين سابقين‪.‬‬

‫عبد الر حيم طاليب‬ ‫المدير التقني التحاد طنجة‬

‫• بالجدية واالنضباط سنصل إلى تحقيق األهداف‬ ‫• نحترم الزمالك المصري وال نهابه‪ ..‬وسنكرر‬ ‫مافعله الدفاع الجديدي أمام فيتا كلوب‬

‫شرع اإلطار الوطني عبد الرحيم طاليب في مهامه كمدير تقني التحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم في انتظار تعيينه في بداية الموسم القادم مدربا رسميا‬ ‫للفريق ‪.‬‬ ‫والمدرب طاليب مشهـود له بالكفاءة من خالل العمـل الذي قـام به في‬ ‫كل األندية التي أشرف على تدريبها وآخرها الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬حيث‬ ‫تمكن من الرقي به إلى مستوى عال ليضاهي أعتى األندية‪ ..‬كما مكنه من‬ ‫المشاركة في دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف‪ ..‬وتحقيق نتائج إيجابية في‬ ‫بطولة الدوري االحترافي إضافة إلى عمله في العمق لتكوين الفئات العمرية‬ ‫وفتح الفرصة أمام العناصر الشابة والتنقيب على المواهب من فرق الهواة‬ ‫كما حدث مع الال عبين وليد أزارو الذي يلعب حاليا لألهلي وحميد أحداد الذي‬ ‫يمارس بالزمالك المصري‪.‬‬ ‫عبد الر حيم طاليب قال في حديث صحفي سابق «أعطوني جمهور طنجة‪..‬‬ ‫أعطيكم اللقب» في إشارة إلى الدعم والمساندة التي يحظى بها فريق اتحاد‬ ‫طنجة من قبل جماهيره العريضة‪.‬‬ ‫وها هو المدرب طاليب يحط الرحال بطنجة ويستقبل من قبل جماهير‬ ‫االتحاد بالترحاب‪ ..‬فهل يتمكن من تحقيق أمنيته والسير بفارس البوغاز إلى‬ ‫أعلى المراتب مستغال في ذلك الدعم الجماهيري ‪.‬‬ ‫طاليب سيكون على موعد مع عشاق االتحاد في العديد من المناسبات‪..‬‬ ‫أمام الوداد البيضاوي في مؤجل بطولة الدوري االحترافي وضد الزمالك‬ ‫المصري في مواجهة العبه السابق حميد أحداد وغيرها من المبار يات بملعب‬ ‫ابن بطوطة الكبير‪ ..‬فهل سيتمكن من إعادة البسمة لهذا الجمهور العاشق‬ ‫للكرة والذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل فريقه وهو الذي كان له‬ ‫الفضل الكبير في دعم فريقه وإحرازه لقب بطولة الدوري االحترافي ألول مرة‬ ‫في تاريخه العام الماضي‪ ..‬وهل يتمكن أيضا من تحقيق الحلم الذي يتمناه‬ ‫األنصار ويجعل من اتحاد طنجة معادلة صعبة في كرة القدم المغربية ‪..‬‬ ‫نتمنى أن يستعيد اتحاد طنجة توهجه مع المدرب عبد الر حيم طاليب‪.‬‬

‫تغريم اتحاد طنجة‬ ‫بمبلغ ‪ 40‬ألف درهم‬ ‫أصدرت لجنة التأديب والروح الرياضاية بالجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم عدة عقوبات في حق العديد من أندية الدوري االحترافي‪.‬‬ ‫وقد غرمت اللجنة فريق اتحاد طنجة بمبلغ ‪ 40‬الف درهم الستعمال‬ ‫جماهيره للشهب االصطناعية خالل المباراة التي جمعته بنادي أولمبيك‬ ‫أسفي مع تسجيل حالة العود وذلك بناء على المادة ‪ 105‬من قانون‬ ‫العقوبات‪.‬‬

‫شرع اإلطار الوطني عبد الرحيم‬ ‫طاليب في مهامه كمدير فني‬ ‫التحاد طنجة‪ ..‬بالمناسبة أجرت‬ ‫«الشمال»حديثا تناول فيه العديد‬ ‫من القضايا التي تهم وضعية‬ ‫فارس البوغاز الحالية والمستقبلية‬ ‫واالنتدابات الجديدة في الميركاتو‬ ‫الشتوي واللقاءات المؤجلة ومواجهة‬ ‫الزمالك المصري برسم كأس‬ ‫االتحاد اإلفريقي‪.‬‬ ‫• لماذا اخترت العودة إلى بطولة الدوري االحترافي‬ ‫«اتصاالت المغرب» من بوابة اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫••• بداية أوجه التحية والشكر لجماهير اتحاد طنجة‬ ‫التي استقبلتني بحفـاوة خـالل األيـام األولى التي بدات‬ ‫فيها عملي على راس الهـرم الفني للفريــق‪ ..‬وبالنسبة‬ ‫للتعاقد فقد جاء كاختيار من قبل المكتب الذي كان يبحث‬ ‫عن مدرب لتحقيق أهدافه المتمثلة في التكوين ومسايرة‬ ‫الفريق من الناحية التقنية ‪.‬‬ ‫ولهذا لم أتردد في قبول عرض اتحاد طنجة رغم أنني‬ ‫توصلت بالعديد من العروض ألنه فريق بطل ومهيكل‬ ‫ويعتبر من بين األندية التي تسير في االتجاه الصحيح‬ ‫إضافة إلى قاعدته الجماهيرية رغم سوء الحظ الذي أثر‬ ‫سلبا على نفسية الالعبين وأدى إلى انعدام الثقة‪.‬‬ ‫وأول عمل قمت به بعد تسلم المهمة هو إعادة الثقة‬ ‫ومعرفة األسباب الحقيقية وراء اإلخفاق وعدم تحقيق نتائج‬ ‫إيجابية داخل الميدان حتى اآلن‪.‬‬ ‫• وماذا عن األجواء حالياً‪.‬‬ ‫••• األجواء جيدة والتداريب تمر في ظروف حماسية‬ ‫والالعبــون وخـــالل الحصص التدريبيـــة األولى بدأوا‬ ‫يستوعبون اآلسلوب التكتيكي الذي سننهجــه مستقبـال‬ ‫خاصة بعدما أفهمتهم مالهم وما عليهم وأنه للوصول‬ ‫إلى المبتغى وباالضافة إلى االنضبــاط يجب االشتغــال‬ ‫وأوضحت لهم أن الكل رسمي واألسبقية للجاهز‪.‬‬ ‫وقد وجدت التجاوب من قبل الالعبين والمكتب المسير‬ ‫والجماهير التي تتابع التداريب يوميا بأعداد كبيرة‪.‬‬ ‫• تسلمت المهمة في ظرف صعب جدا بعد االنفصال‬ ‫عن المدرب العجالني بسبب سوء النتائج وأمامك مقابالت‬ ‫مؤجلة صعبة‪،‬‬ ‫••• فعال تسلمت المهمة في ظرف صعب ألنني لم أبدأ‬ ‫الموسم مع الفريق ولم أسهر على االنتدابات والتحضيرات‬ ‫األولية للموسم ولكنني جئت ألكمل ما قام به الزمالء بادو‬ ‫الزاكي وادريس المرابط والعجالني من قبلي ‪.‬‬ ‫وأنا غير متخوف ألنني أتوفر على مجموعة جيدة وأغلب‬ ‫الالعبين أعرفهم ‪ ..‬فالمدافع أسامة الغريب جاورني عندما‬ ‫كنت مدربا للمغرب التطواني والراقي أعرفه جيدا عندما‬ ‫كان يلعب للرجاء البيضاوي وحمامي كان إلى جانبي في‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي وقد جاوروني ويعرفون جيدا‬ ‫طريقة لعبي‪ .‬ولكل مقابلة انضباطها ورجاالتها‪.‬‬

‫• وماذا عن الميركاتو الشتوي‪.‬‬ ‫••• الفريق تعاقد حتى اآلن مع الكونغولي موكوكو وهو‬ ‫صفقة رابحة بالقياس مع قدراته الهجومية والتهديفية‬ ‫وقدسجل على الرجاء وعلى نهضة بركان وعلى الدفــاع‬ ‫الجديــدي‪ ..‬والالعـــب رشيــد حسني لـه قــدرات هائلـــة‬ ‫كمتوسط ميدان هجومي ونجرب حاليا العـبا أجنبيــا في‬ ‫الرواق األيمن وهناك بعض األماكن التي التزال تشغلنا‬ ‫ومنها قلب دفاع والعب يجيد اللعب على األطراف‪.‬‬ ‫وإلعطاء الفرصة لالعبي الفريق الشبان فقد اخترت‬ ‫ثالثة العبين من فريـــق األمل وألحقتهم بفريق الكبار‬ ‫في محاولة أولى للتشبيب واالعتماد على العنصر المحلي‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫• الكل يتحدث عن مباراة الزمالك المصري برسم‬ ‫كأس اال تحاد اإلفريقي فكيف تقرأون هذه المواجهة‪.‬‬ ‫••• بخصوص هـــذه المباراة الهامــة والقويـــة قلت‬ ‫لالعبين خذوا المثل من فريق الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫عند ما وضعته القرعة أمام فريق فيتا كلوب الكونغولي‬ ‫القوي والمتمرس باألجواء اإلفريقية‪ ،‬الكل حكم على‬ ‫الفريق العبدي باإلقصاء المبكر‪ ..‬لكن الفريق فاز في‬ ‫الجديدة وانتزع التعادل في كينشاسا أمام أزيد من ‪40‬‬ ‫ألف متفرج‪.‬‬ ‫فريق الزمالــك المصــري له ماض كروي وألقـــاب‪..‬‬ ‫والعبوه محترفون والمباراة ستلعب في ‪ 90‬دقيقة ذهابا‬ ‫وإيابا ولدينا نفس القوة البدنية والجماهيرية والذي لديه‬ ‫حافز معنوي للتضحية وإسعاد جماهير طنجة والدفاع‬ ‫عن قميص الفريق فليستعد من اآلن لهذه المواجهة‪،‬‬ ‫وقد تقبل الالعبون الرسالة وأبدوا استعدادهم لتحمل‬ ‫المسؤولية وأتمنى من اهلل وبمساعدة جماهيرنا أن نحقق‬ ‫المراد والمبتغى‪.‬‬ ‫• في السابق كنت تتمنى أن يكون لك جمهور مثل‬ ‫جمهور طنجة‪..‬واآلن هاهي األمنية تحققت فما ذا تقول‬ ‫لجماهير فارس البوغاز‪،‬‬ ‫••• أوال أشكرها على حفاوة االستقبال وأطلب منها‬ ‫الصبر ألننا الزلنا في البداية ونعمل حاليا على التسطير‬ ‫والتحضير والتهييء لفريق قوي في الموسم القادم له‬ ‫ترسانة بشرية قوية ويمكن ان يلعب أدوارا طالئعية‪.‬‬


‫العدد ‪975‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫يوم دراسي للتعريف بقانون التربية‬ ‫البدنية ‪30.09‬‬

‫نظمــت المديريــة الجهويــة لوزارة الشبــاب‬ ‫والرياضة لقاءا تواصليا لبسط قانون التربية البدنية‬ ‫‪ 30.09‬أمام الجمعيات الرياضية بالجهة من أجـــل‬ ‫التعريف بهذا القانون الذي يعرف جدال منذ صدوره‪.‬‬ ‫وبالمناسبــة‪ ،‬أدلى السيـــد عبد الواحد اعزيبـــو‬ ‫المقراعي المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة لجريدة «الشمال»‬ ‫بالتصريح التالي‪.‬‬ ‫هذا اللقاء المنظم من قبل المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة حول قانون ‪ -‬التربية البدنية‬ ‫‪ 30.09‬يدخل في إطار التحسيس بأهمية هذا القانون‬‫وأهمية االنحراط فيه ألنه يشكل مستقبل ممارسة‬ ‫الرياضة بالمغرب‪ .‬أي أن جميـــع الجمعيات الرياضية‬ ‫مطالبة اليوم باالنضباط وااللتزام بهذا القانون‪،‬‬ ‫ألنه يعتبر الوثيقة القانونية و األساسية التي تنظم‬ ‫الممارسة الرياضية بالمغرب‪ ..‬حيــث لم يعد المجال‬ ‫مسموحا اليوم بالعمل بعشوائيـــة وإتاحـة العشوائية‬ ‫أمام التنظيم الممارسة الرياضية بالمغرب‪.‬‬

‫لذلك جـاء هذا اللقــاء في إطار عملية التحسيس‬ ‫وتعبئة جميع المتدخلين في المجال الر ياضي لالنضام‬ ‫حول هذا القانون ومرافقة الجمعيـــات الراغبة في‬ ‫االنضباط وفتح ورشات محلية على مستوى المديريات‬ ‫الجهوية واإلقليمية لدعـم الجمعيــات الراغبــة في‬ ‫الحصول على االعتمـاد الذي يشكل اليوم الوثيقـــة‬ ‫األساسية الضامنة لممارسة الجمعية ألي نشــاط‬ ‫رياضي‪ ..‬وفي غياب هذا االعتماد اليمكن ألي جمعية‬ ‫رياضية مستقبال أن تمـــارس العمل أو الممارســة‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫وأضاف السيد عبد الواحــد اعزيبو ‪« :‬اليوم عملنا‬ ‫لقاء عاما للتحسيس وسننظــم بعد ذلك ورشـــات‬ ‫تكوينية صغيرة متخصصة‪ ،‬األولى بالنسبة للعصب‬ ‫والثانية لألندية و أيضا إلتاحة الفرصة أمام المهتمين‬ ‫بالمجال الرياضي من أجل االطالع على هذا القانون‬ ‫وتعميق النقاش والفهم حوله»‪.‬‬ ‫حضر هذا اللقاء التحسيسي العديد من اآلندية‬ ‫الرياضية بطنجة ونواحيها ورجال اإلعالم ‪.‬‬

‫بوطيب سيدعم الزمالك‬ ‫أمام اتحاد طنجة‬

‫رسميا وقع الالعب الدولي المغربي خالد بوطيب‬ ‫لفريق الزمالك المصري قادما إليه من نادي ملطية‬ ‫سبور التركي‪.‬‬ ‫وقال مدير النادي التركي أن فريقه توصل إلى‬ ‫اتفاق مع فريق الزمالك يقضي بانتقال الدولي المغربي‬ ‫إلى الفريق المصري لمدة ثالثة مواسم ونصف مقابل‬ ‫مليون دوالر ونصف‪.‬‬ ‫وبذلك يكون الالعب بوطيب ثاني العب مغربي‬ ‫يلعب حاليا للزمالك المصري بعد العب الدفاع الحسني‬ ‫الجديدي السابق حميد أحداد‪.‬‬ ‫ومن المحتمل جدا أن يلعب بوطيب في المباراتين‬ ‫القادمتين للزمالك أمام اتحاد طنجة‪.‬‬

‫رابيو على وشك االنتقال لبرشلونة‬

‫كشفـــت تقارير فرنسيــة أإن صفقــــة انتــقــال‬ ‫أدريــــان رابيو العب نـــادي باريس سان جيرمـــان‬ ‫الفرنسي إلى برشلونة اإلسباني في طريقها إلى الحل‬ ‫خاصة و أن عقد الالعب سينتهي مع الفريق الباريسي‬ ‫في ‪ 30‬من يونيو المقبل ليصبح حرا للتعاقد مع أي‬

‫فريق بداية من فترة االنتقاالت الشتوية الحالية‪.‬‬ ‫وذكـــرت صحيفــة «باريس يونايتد» أن والدة‬ ‫الالعب رابيو ووكيلة أعماله سافرت إلى برشلونة من‬ ‫أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص انتقال الالعب‬ ‫إلى الفريق الكتالوني في الموسم المقبل‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫فوائد الرياضة للعقل‬

‫تعد الرياضـة هي مجموعـة من التمارين والحركــات الجسديــة التي يمارسها‬ ‫األشخاص ألهدافٍ متعددة‪ ،‬منها‪ :‬زيادة اللياقة البدنية‪ ،‬وإنقاص الوزن‪ ،‬والمحافظة‬ ‫على الشكل الخارجي للجسم‪ ،‬ومنها المنافسة أو التسلية وقضاء أوقات مفيدة‪ ،‬وهذه‬ ‫التمارين والحركات الجسديّة تكون مبنيّ ًة على قواعد محدّدة وأسس معروفة‪ ،‬وليست‬ ‫عشوائية‪ .‬الرّياضة لها فوائد جسديّة ونفسية وصحية‪ ،‬وتمنح ممارسها الشعور بقضاء‬ ‫وقت مفيد ومس ّلي مما يضفي عليه شعوراً بالراحة‪ ،‬وينصح بممارسة الرياضة يومياً‬ ‫لجميع األشخاص لما لها من فوائد عظيمة‪ .‬فوائد الرياضة للعقل ال تنحصر فوائد في‬ ‫المحافظة على الشّكل الخارجي ومنح الجسم اللياقة البدنية وغيرها‪ ،‬وإنما يطلق على‬ ‫الرياضة المصطلح الشهير «الرياضة غذاء الروح»؛ فالرياضة لها دور فاعل وكبير في‬ ‫تغذية العقل وتعود عليه بالفوائد الكبيرة‪ ،‬ومن أهم هذه الفوائد‪ :‬الرّياضة تقوّي‬ ‫بشكل أفضل‪ .‬تساعد‬ ‫حدٍ كبير‪ .‬تساعد على النوم‬ ‫الذاكرة وتزيد نسبة التركيز إلى ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسان على التخ ّلص من التوتر والضغوطات المحيطة به‪ .‬تحارب االكتئاب‪ ،‬وتق ّلل من‬ ‫نسبة حدوثه‪ ،‬وتعالج االكتئاب ذا الدرجة المتوسطة دون الحاجة إلى العقاقير المهدئة‪.‬‬ ‫تعزّز ثقة اإلنسان بنفسه وتع ّلمه الجرأة والقوّة في مواجهة بعض المواقف‪ .‬تحسن‬ ‫المزاج‪ ،‬وتساعد على زيادة قدرة اإلنسان على التع ّلم بشكل أسرع وذلك من خالل‬ ‫المساعدة في إنشاء خاليا دماغية جديدة عن طريق زيادة المواد الكيميائية التي لها‬ ‫عالقة بالنمو‪ .‬تساعد الرياضة مماريسيها على تع ّلم الصبر والثبات‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫محاولة الشخص على تمرين جسمه مراراً وتكراراً للوصول إلى الهدف الذي يريده‪ ،‬وهذا‬ ‫قد يستغرق معه وقتاً طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬وصبره للحصول على ما يريد‪ ،‬ويعزّز لديه الصبر‪ ،‬فيما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بشكل عام‪ .‬تعلم الرياضة الرياضيين االحترام وخاصة في الرياضة‬ ‫يقوم به في حياته‬ ‫ٍ‬ ‫التي تعتمد على المنافسة واللعب بروح الفريق؛ حيث ّ‬ ‫إن احترام الرياضيين لقوانين‬ ‫اللعبة ولألطراف المنافسة يجعلهم يتحلون باإلحترام في مجاالت حياتهم المختلفة‪.‬‬ ‫يعالج األطباء المراحل األولى من األمراض العقلية من خالل تحفيزهم على ممارسة‬ ‫بعض التمارين الرياضية‪ .‬تساعد الرياضة المخ على إفراز مادة اإلندورفين‪ ،‬والتي تمنح‬ ‫اإلنسان شعوراً ّ‬ ‫بأن حالته أصبحت أفضل‪ .‬تعمل الرياضة على تنشيط الدورة الدموية‬ ‫كثير من األمراض؛ كهشاشة العظام‪ ،‬والسمنة‪ ،‬وتص ّلب الشرايين‬ ‫من‬ ‫للجسم‪ ،‬وتحميه‬ ‫ٍ‬ ‫وغيرها‪ .‬تخ ّلص اإلنسان من مشاكل القلق والتوتر وكذلك األرق‪ .‬ننوّه إلى أنه يجب‬ ‫بشكل يومي‪ ،‬ليبقى جسمنا‬ ‫علينا تخصيص نصف ساعة من وقتنا لممارسة الرياضة‬ ‫ٍ‬ ‫وعقلنا سليمين‪ ،‬ونتخ ّلص من المزاج السيء والتوتر النفسي؛ فالعقل السليم في الجسم‬ ‫السليم‪.‬‬


‫العدد ‪975‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬ينايـر ‪2019‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫المغرب ـ إسبانيا ‪:‬‬

‫فاطمة ريحان‬ ‫�ضحية ‪ ‬الفقر واله�شا�شة‪ ‬‬ ‫والعنف الذكوري‬

‫ميناء طنجة المتوسط في قلب التعاون‪ ‬‬ ‫االقتصادي المغربي اإلسباني‬ ‫صادقت السلطات المينائية في كل من ميناء‬ ‫طنجة المتوسط وميناء مدينة مالقا اإلسبانية‪،‬‬ ‫عاصمة منطقة األندلس‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬وميناء سانتا‬ ‫كروس لتينيريفي على مذكرة تفاهم‪ ‬من أجل‬ ‫تنشيط حركة المالحة السياحية‪ ‬في المنطقة‬ ‫األطلسية ‪ ،‬ما سوف يعزز التعاون المشترك القائم‬ ‫خالل السنتين الماضيتين ‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن هــذه الموانئ الموجـــودة في‬ ‫المقدمة بالنسبة للواجهات السياحية بالعالم‪،‬‬ ‫خاصة وأن ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬بفضل موقعه‬ ‫الجغرافي المتميز‪ ،‬والحجم الكبير لالستثمارات‬ ‫التي ينجزها في مجال التجهيزات األساسية‪،‬‬ ‫ومنها‪ ‬إنشاء محطة بحرية جديدة وتمديد‬ ‫الرصيف الرئيسي‪ ،‬بغاية استقبال أضخم البواخر‬ ‫بالعالم‪ ،‬أصبح يحتل موقعا هاما سواء بحوض‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬أو على مستوى المالحة‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫ويعتبر المسؤولــون عن الموانئ الثالثـــة‪،‬‬ ‫أن هذه المذكرة‪ ‬سوف تسمح بتقديم عرض‬ ‫مشترك بخصوص‪ ‬تسيير خطوط جديدة كبديل‬ ‫للخطوط التقليدية في منطقة البحر األبيض‬ ‫المتوسط والكرايب‪ ،‬بهدف االستجابة لمتطلبات‬ ‫قطاع ينمو بشكل مستمر وسريع ‪ ،‬ما سوف يمكن‬ ‫من كسر الموسمية في هذا النشاط المالحي‬ ‫الهام‪.‬‬ ‫كما تنتظر سلطات الموانئ المصادقة على‬ ‫هذه المذكرة‪ ،‬أن تقوم بتطوير منتجات مشتركة‪ ‬‬ ‫والعمل على تطوير حركة مالحة الرحالت‪ ‬‬ ‫السياحية ‪ ،‬مع إشراك الموانئ المحيطة‪ ،‬في هذا‬ ‫النشاط‪.‬‬ ‫للتذكير‪ ،‬فقد شـارك ممثلــو سلطات مينـــاء‬ ‫مالقة اإلسباني‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬في االجتمـــاع السنوي‬ ‫المنظم من طرف ميناء ‪ ‬طنجة المتوسط‪ ،‬الذي‬ ‫دعي إليه كذلك ممثلو سلطات ميناءي الجزيرة‬ ‫الخضراء و مونتريل‪ ،‬والموانئ الثالثة ترتبط‬ ‫بطنجة‪ ،‬بخطوط بحرية منتظمة‪ ،‬هذا االجتماع‬ ‫الذي حضره كذلك ممثلو شركات التصدير‬ ‫المغربية في قطاع الخضر والفواكه‪ ،‬والذي شكل‬ ‫فرصة إضافية لتعزيز التواصل بين مسؤولي‬ ‫هذه الموانئ‪ ،‬والتعريف بالفرص الهائلة التي‬ ‫يوفرها ميناء طنجة المتوسط‪ ‬فيما يتعلق بحركة‬ ‫نقل البضائع‪ ‬التي تعتبر إحدى تحديات موانئ‬ ‫المنطقة المتوسطية‪ ‬والتي تهم أيضا شركات‬ ‫الخدمة البحرية ‪ ،‬وخدمات النقل البحري والتخزين‬ ‫والتوزيع‪.‬‬ ‫وأجمع المشاركــون على اإلشـــادة بمبادرة‬ ‫سلطات ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬بخصوص تنظيم‬ ‫هذا اللقاء الهام‪ ،‬من أجل تطوير الخدمات‬ ‫المستهدفة والتي سوف تشهد نموا هائال في‬ ‫السنوات القليلة القادمة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مينــاء طنجــة المتوسط ساهـم‬ ‫بشكل كبير في إلحاق المغرب بالدول العشرين‬ ‫األولى من حيث الربط المالحي‪ ،‬حيث إن المغرب‬ ‫قفز في ظرف وجيز‪ ،‬من المرتبة الثالثة والثمانين‬ ‫إلى الدرجة السادس عشرة ما بين سنى ‪2005‬‬ ‫و ‪.2017‬‬ ‫كما أن هذا الميناء ‪ ،‬اعتبارا لموقعه الجغرافي‬

‫على مضيق جبل طارق‪ ،‬تحول بسرعة إلى منصة‬ ‫بحرية عالمية وإلى أول ميناء للتصدير بالمغرب‬ ‫بفضل قدرته على تيسير عمليات التصدير التي ال‬ ‫تستغرق ‪ ‬إال سويعات لتصل إلى موانئ أوروبيةـ‬ ‫كبرشلونـــة‪ ،‬على سبيــل المثال‪ .‬وكذا الشأن‬ ‫بالنسبة للرحالت البحرية التجارية الطويلة‪ ،‬كما‬ ‫أن قدرة استيعاب الميناء للنقل البري تفوق ‪700‬‬ ‫ألف شاحنة سنويا‪.‬‬ ‫ويرتبط ميناء طنجة المتوسط اليوم بـ‪174‬‬ ‫ميناء في جميع أنحاء العالم‪ ،‬موزعة على ‪ 74‬بلدا‪،‬‬ ‫وهو يقدم خدمات كثيرة ومتنوعة‪ ،‬تشمل السفن‬ ‫والحاويات‪ ‬والسلع المختلفة والسيارات‪.‬‬ ‫ميناء طنجة المتوسط‪ ‬عزز موقعه كأول ميناء‬ ‫للتصدير بالمغرب حيث إن قيمة المنتوجات‬ ‫المغربية المصدرة عبر هذا الميناء فاقت‪88 ‬‬ ‫مليار درهم سنة ‪.2017 ‬كما أن هذا الميناء أصبح‬ ‫األول إفريقيا أمام بــور سعيد المصري وميناء‬ ‫«درين» ‪ ‬بجنوب إفريقيا وفــق تصنيف المجلة‬ ‫المتخصصــة‪« ‬كونتينييـــر ماناجمان» والـ ‪45‬‬ ‫عالميا‪ ‬على قائمة أكبر موانئ الحاويات بالعالم‪.‬‬ ‫وقد فاقت القدرة االستيعابية لميناء طنجة‬ ‫المتوسط ‪ 3‬ماليين حاوية إذ بلغت سنة ‪،2017‬‬ ‫ثالثة ماليين و ‪ 312‬ألفا‪ ‬و ‪ 409‬حاوية‪.‬‬ ‫وقالت إدارة الميناء أنه مع بدء تشغيل ميناء‬ ‫طنجة المتوسط ‪ 2‬في السنة الحالية‪،2019 ،‬‬ ‫سترتفع القدرة االستيعابية للمركــب المينائي‬ ‫طنجة المتوسط بـ ‪ 6‬ماليين حاوية إضافية‪،‬‬ ‫لتصل إلى ‪ 9‬ماليين حاوية من حجم ‪ 20‬قدم‪،‬‬ ‫األمر الذي سيمكن ميناء طنجة المتوسط من‬ ‫التألق بين الموانئ العشرين األكبر في العالم‪،‬‬ ‫مما سيعزز من مكانته ‪ ‬كمنصة رائدة للصادرات‬ ‫المغربية وكقطب رائد للتدفقات اللوجستية‬ ‫الدولية والتجارة العالمية‪.‬‬ ‫كما أن هذا الميناء حقق أرقاما قياسية أخرى‪ ‬‬ ‫فيما يتعلق بحركة المسافرين والشاحنات ‪ ،‬إذ‬ ‫ناهز عدد المسافرين ثالثة ماليين مسافر‪ ،‬بينما‪ ‬‬ ‫حققت حركة شاحنات النقل الدولي ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 9‬بالمائة‪ ،‬لتفوق ‪ 538 286‬شاحنة في عام‬ ‫‪..2017‬‬ ‫ويعالج الميناء ما يقرب من ‪ ٪ 97‬من حركة‬ ‫شاحنات النقل الدولي بالمغرب‪ ،‬و ‪ % 50‬من‬ ‫تدفقات مغاربة العالم عبر مضيق جبل طارق‪.‬‬ ‫ويعتبر ميناء طنجة المتوسط مركزا محوريا‬ ‫إلعادة الشحن بالنسبة لتدفقات البضائع العالمية‪.‬‬ ‫ويقدم خدمات بحرية تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا‬ ‫واألميركتين‪.‬‬ ‫ويشكـل هــذا المينـــاء ‪ ‬قطبـــا لوجيستيـــا‬ ‫موصوال ‪ ‬بمختلف جهات العالم وقطبا صناعيا‬ ‫تنشط في دائرته فوق ‪ 800‬شركة عالمية ‪ ،‬تنتج‬ ‫في مجاالت مختلفــة من الصناعات‪ ،‬والطائرات‪،‬‬ ‫والنسيج‪ ،‬واللوجستيك‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والتجارة‪،‬‬ ‫بحجم مبادالت يفوق ‪ 72‬مليار درهم (‪ 7.8‬مليار‬ ‫دوالر)‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪ -‬بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫يحار اإلنسان في فهم هذه الظاهرة‪ ‬الغريبة‪ ،‬ظاهرة العنف الشديد‬ ‫الذي بدأ يطغى على‪ ‬تصرف المغاربة‪ ‬من فئات مختلفة‪ ،‬وأعمار متفاوتة‪،‬‬ ‫ومواقع مجتمعية متباينة‪ ،‬في عالقاتهم مع مواطنيهم سواء في محيطهم‬ ‫األسري‪ ،‬أو في تعاملهم مع غيرهم‪ ،‬تعامل صار يخضع لمزاج العنف اللغوي‬ ‫أو الجسدي أو هما معا‪ ،‬األمر الذي يؤدي في الكثير من الحاالت‪ ،‬إلى جرائم‬ ‫يذهب ضحيتها أناس أبرياء‪ ،‬ال ذنب لهم إال أن ظروفهم التعيسة‪ ‬ساقتهم‬ ‫إلى حيث حتفهم ‪ ‬كان ينتظرهم‪.! ‬‬ ‫وتظل النساء الحلقة األضعف في دائرة العنف الذي يكون قدرها‪ ‬‬ ‫المحتوم داخل البيت أو خارجه أو حتى في ‪ ‬فضاء العمل لتكون حياتهن‬ ‫ثمنا‪ ‬للعنف‪ ‬الحيواني‪ ‬المتربص بهن على الدوام وأينما حللن وارتحلن‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار الحزين‪ ،‬تندرج جريمة «واد إفران» التي هزت الرأي‬ ‫العام المحلي والوطني ‪ ‬لوحشيتها وهمجيتها‪ ‬وبشاعتها‪ ‬والتي كانت‬ ‫المرحومة ‪ ‬فاطمة ريحان ضحيتها بعد أن انقض عليها وحش آدمي‪ ‬لم‬ ‫يكن أحد يعتقد بوجود نماذج بشرية من هذه الفصيلة الدموية بالمغرب‪،‬‬ ‫البلد الذي‪ ‬ال زال مواطنوه ‪ ‬يتباهون بحضارتهم وأخالقهم ‪ ‬وتقاليدهم‬ ‫وتدينهم‪ ‬ويعطون صورة مشعة عنه في الداخل والخارج‪! ‬‬ ‫ولكم أن تتصوروا فظاعة العمل اإلجرامي الشنيع الذي قام به‪ ‬الراعي‬ ‫حميد‪ 38 ،‬سنة‪ ،‬حين‪ ‬عمد إلى ترصد ضحيته‪ ،‬وتقفي أثرها واإلجهاز عليها‬ ‫وذبحها‪ ،‬وفصل رأسها عن جسدها ليفر بعد ذلك إلى الغابة المجاورة‪ ،‬بحثا‬ ‫عن مالذ لالختباء ‪ ،‬ولكن عين القدر التي ال تنام‪ ،‬أرشدت ‪ ‬إلى مكان وجوده‪،‬‬ ‫بمنطقة «تونفيت» ‪ ،‬نواحي ميدلت‪ ،‬ليتم اعتقاله واستنطاقه قبل محاكمته‬ ‫بما اعترف بارتكابه من جريمة القتل العمد‪ ،‬مع سبق اإلصرار والترصد‪.‬‬ ‫ولم ينف المتهم جريمته النكراء‪ ،‬بل إنه أعطى تفاصيل دقيقة‪ ‬عن‬ ‫أسباب وظروف ‪ ‬ذبحه لضحيته فاطمة‪ ،‬التي ادعى أنها رفضته زوجا‪ ،‬رغم‬ ‫إلحاحه‪ ،‬ما دفعه إلى «ذبحهــا» من الوريد إلى الوريد‪ ،‬وفصل رأسها عن‬ ‫الجسد‪ ،‬ليلــوذ بعد ذلك بالفــرار من «مسرح الجريمة» ‪ ،‬قبل أن يتـم‬ ‫القبـض عليـه يوما واحـد بعد الحــادث المؤلــم‪.‬‬ ‫الضحية فاطمة‪ ‬ريحان‪ 24 ،‬سنة‪ ،‬كانت قيد حياتها تشتغل في مركز‬ ‫الجماعة وفي الضيعات والحقول لتكسب ما تعول به والدها المصاب بمرض‬ ‫خطير‪ ،‬وطفلتها ذات السبع سنوات‪ ،‬إال أن القدر عاكس مجرى حياتها الرتيب‬ ‫‪ ،‬فأوقعها في طريق راع في خدمة خال الضحية‪ ،‬لتلقى حتفها على يده‬ ‫في ظروف مأساوية‪ ،‬حركت مشاعر غضب واستنكار‪ ‬سكان الجماعة ‪ ‬كما‬ ‫أنها حظيت بتضامن واسع للرأي العام وللمنظمات األهلية والحقوقية‬ ‫واإلعالمية‪ ،‬التي طالبت بعقاب شديد لكل من له صلة بهذه الجريمة‬ ‫النكراء التي تضرب في الصميم مقومات الشعب المغربي وقيمه وأخالقه‪.‬‬ ‫هذه القصة المؤلمة‪ ،‬تسائلنا جميعا‪ ،‬اليــوم‪ ،‬حــول ‪ ‬فائــدة التدابير‬ ‫المعلــــن عنهــا‪ ،‬بهدف تحسين واقــع األسر في وضــع الهشاشة‪ ،‬و‬ ‫فعالية العون المادي لألمهات‪ ‬في وضع ‪ ‬حرج‪ ،‬عبر برامج وزارة الحقاوي التي‬ ‫تضمن‪ ،‬نظريا على كل حال‪ ،‬المساعدة على التطبيب‪ ‬والتعليم‪ ‬والعيش‬ ‫الكريم للفئات الهشة وما إلى ذلك من أسباب العون الذي تضمنته البرامج‬ ‫االجتماعية للحكومة‪ ،‬خاصة صندوق التكافل‪ ،‬ومرسوم الدعم المباشر للنساء‬ ‫األرامل والمطلقات ‪ ‬واألمهات العازبات واألطفال المتخلى عنهم ‪ ‬وقانون‬ ‫دعم األسر في وضعية‪ ‬الهشاشة وهي قوانين على أهميتها البالغة‪ ،‬تترك‬ ‫لدينا االنطباع بأنها‪ ‬قوانين «حضرية» ال تشمل‪ ،‬بالمعنى الكامل للكلمة‪،‬‬ ‫البادية المغربية‪ ،‬وإال ‪ ‬لكانت الراحلة فاطمة ريحان‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬على رأس‬ ‫المستفيدات من صناديق العون االجتماعي‪ ،‬حيث إنها تجتمع لديها سائر‪ ‬‬ ‫شروط «الهشاشة»‪ ‬و الفقر والعوز ‪ ،‬ما كان يغنيها‪ ،‬ربما‪ ،‬عن‪ ‬البحث عن‬ ‫شغل خارج الخيمة‪ ،‬مع ما يفترض ذلك من تهديد أكيد لحياتها وحياة‬ ‫أمثالها من الفتيات‪ ،‬في مجتمع‪ ‬جديد ال يعتبر وال يرحم‪! ‬‬

‫بال�شفاء العاجل‬

‫علمنا‪ ،‬والجريدة ماثلة‬ ‫للطبع أن األستاذ المسرحي‬ ‫الكبير رضوان احدادو قد‬ ‫مرّ بوعكة صحية ألزمته‬ ‫الفراش‪ .‬وعلى إثر هذا‬ ‫الحدث‪ ،‬تتمنى له أسرة‬ ‫جريدة «الشمال» الشفاء‬ ‫العاجل والعودة السريعة‬ ‫إلى أهله وأصدقائه‬ ‫ومحبيه‪ ،‬وكذا إلى مزاولة‬ ‫نشاطه المعهود‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.