Achamal n° 977 le 22 Janvier 2019

Page 1

‫البرلمان ‪:‬‬

‫سؤال باللغة األمازيغية لوزير الداخلية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 977‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 15‬جمادى الأولى ‪� 22 / 1440‬إلى ‪ 28‬يناير ‪2019‬‬

‫في سابقة «برلمانية» وجهـت النائبـة ابتسام‬ ‫عزاوي‪ ،‬عن األصالة والمعاصرة‪ ،‬يوم اإلثنين الماضي‪،‬‬ ‫سؤاال إلى وزير الداخلية‪ ،‬صاغته باللغة األمازيغية‬ ‫وخطته بحرف التيفيناغ‪ ،‬تستفسره فيه حول منـــع‬ ‫تقييد األسماء األمازيغية في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬ ‫وأكدت بالمناسبة توصلها بشكايات من مواطنين‬ ‫رفض قبول أسماء أمازيغية تقدموا بها إلى مسؤولي‬ ‫سجالت الحالة المدنية‪.‬‬ ‫وكانت النائبة البرلمانية قد طالبت وزير الثقافة‬ ‫واالتصال‪ ،‬بتوفير خدمة الترجمة خالل بث أشـغــال‬ ‫الجلسات البرلمانية باللغة العربية‪ ،‬في اإلذاعة‬ ‫األمازيغيـة‪ ،‬تعميمــا للفائدة بالنسبة لمن ال يتكلم‬ ‫غير األمازيغية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أسكاس أمباركي‬

‫السنة األمازيغية الجديدة‬

‫‪2969‬‬

‫احتفل أمازيغ العالم ومعهم أمازيغ المغرب‪ ،‬بالسنة األمازيغية الجديدة ‪ 2969‬التي تبدأ في ‪ 13‬يناير مقابل التقويم «العجمي» أما‬ ‫التقويم األمازيغي‪ ،‬فإنه تقويم فالحي يكرس ارتباط األمازيغ باألرض ويقوم على أساس تنظيم الحياة الزراعية واالجتماعية والسياسية في‬ ‫المجتمعات األمازيغية‪ ،‬منذ عهود قديمة‪.‬‬ ‫وقد انطلق هذا التقويم من قصّة اعتالء قائد أمازيغي «شيشنيق» أو «شاشانق» أو «شيشاق» أو «شوشنق»‪ ،‬عرش فراعنة مصر بعد‬ ‫انتصاره على جيوش رمسيس الثاني في معارك ضارية في بالد بني سنوس‪ ،‬قرب تلمسان‪ ،‬وموت آخر فراعنة األسرة ‪« ،21‬بسوسنس‬ ‫الثاني» الذي تزوج الفرعون األمازيغي ابنته‪.‬‬ ‫السنة األمازيغية لم تنطلق من حدث ديني كما هو الشأن بالديانات اإلسالمية أو المسيحية أو حتى اليهودية‪ ،‬بل من حادث سياسي أرخ‬ ‫لوصول «فرعون» أمازيغي إلى عرش مصر‪ .‬وحسب العديد من الروايات التاريخية‪ ،‬فإن بداية التقويم األمازيغي التي كانت في العام ‪950‬‬ ‫قبل الميالد‪ ،‬ال ترتبط بمرجعية أسطورية أو عقائدية أو دينية كما هي الحال بالنسبة للتقويمات التي سبقته‪ ،‬خاصة اليهودية والمسيحية‬ ‫واالسالمية‪ ،‬بل بحدث سياسي تاريخي‪ ،‬يسجل انتصار شعب األمازيغ على فراعنة مصر وارتقاء القائد األمازيغي «شيشنق « (‪ 929‬ـ ‪ 950‬قبل‬ ‫الميالد) عرش رمسيس الثالث‪ ،‬ليعطي بذلك انطالقة األسرة األمازيغية الثانية والعشرين في سلسلة األسر الفرعونية التي حكمت مصر‪،‬‬ ‫كما أن هذا التقويم يؤرخ لمرحلة تاريخية فريدة‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫شباب جهة الشمال يتواصلون مع ممثلي الشركات‬ ‫في الملتقى الدولي للموارد البشرية بطنجة‬

‫تميزت النسخـــة الخامــــسة للملتقـى‬ ‫الدولي للموارد البشرية لطنجة‪« ،‬إيتش آر دايز‬ ‫‪ .»2019‬المفتتحة صبيحة يوم الجمعة ‪ 18‬يناير‬ ‫‪ ،2019‬بقصر المؤتمرات موالي عبد الحفيظ‬ ‫بعاصمة البوغاز‪ ،‬والممتدة على مدى‬ ‫يومين‪ ،‬بتنظيم ندوات وورشات‪ ،‬المست‬ ‫مجال التشغيل والتوجيه المهني‪ ،‬أطرها‬ ‫مسؤولون وأكاديميون وخبراء في ميادين‬ ‫مختلفة‪ ،‬نذكر على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬ ‫كريمة مكيكة عضو المجلس االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬أسامة الوكيلي المختص في‬ ‫قضايا الشباب وريادة األعمال‪ ،‬عبد الرحمان‬ ‫لحلو‪ ،‬عمر علوي‪ .‬فضال عن المختصات‬ ‫في الموارد البشرية كدليلة هواري‪ ،‬زهور‬ ‫شاهير‪ ،‬وكذا سعد بنكيران المدير العام‬ ‫إلدارة الضرائب‪ ،‬ثم محمد علي السعيدي‪،‬‬ ‫محمد خلفاوي‪ ،‬وادريس سليوي‪.‬‬ ‫فقد كان اللقاء المنظم من لدن جمعية‬ ‫مسيري و مكوني الموارد البشرية بالشمال‪.‬‬ ‫بشراكة مع الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل‬ ‫والكفاءات‪ ،‬والمنظمة األلمانية (كونراد أديناور‬ ‫ستوفتون)‪ .‬مناسبة لشبان وشابات ‪ ،‬يمثلون‬ ‫مختلف أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫للتواصل المباشر مع ممثلي مئات المقاوالت‬ ‫المغربية واألجنبية‪ ،‬تعمل بمنطقة الشمال في‬ ‫تخصصاتمتعددة‪.‬‬ ‫وفي كلمة له بالمناسبة أوضـح عثمان‬ ‫القاسمي‪ ،‬رئيس جمعية مسيــري ومكونـــي‬ ‫الموارد البشريـــة بالشمال‪ ،‬بكون الملتقى‬ ‫يتماشى في مضامينه‪ ،‬مــع مشروع النموذج‬ ‫التنموي الجديد‪ ،‬الحاث عليه صاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬في خطابه‬

‫‪2‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫املطلوب‬ ‫«ر�أ�س» �أمينة‬

‫‪ -‬بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫يوم الجمعة ‪ 12‬اكتوبر المنصرم في افتتاح‬ ‫الدورة األولى من السنة البرلمانيــة‪ .‬عبر‬ ‫اإلصالحات والتدابير االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫لتحسين ظروف العيش المشترك بين جميع‬ ‫المغاربة‪ ،‬والحد من الفوارق االجتماعية‪.‬‬ ‫لذلك ألح عثمان القاسمي‪ ،‬على وجـــوب‬ ‫توفير تكوينات جديدة‪ ،‬من أجل توفير الكفاءات‪،‬‬ ‫بتقنيات ومهارات عاليــة‪ .‬لمواكبــــة تطور‬ ‫المقاوالت‪ ،‬في ظل التحول الكبير في النسيج‬

‫الصناعي المغربي المتطور‪ ،‬بشركات معتمدة‬ ‫على التكنلوجيا والبحث العلمي‪.‬‬ ‫لإلشارة فقد وقعت جمعيــة مسيـــري‬ ‫ومكوني الموارد البشرية بالشمال في شخص‬ ‫رئيسها عثمـــان القاسمــي‪ ،‬ثــالث اتفاقيات‬ ‫شراكات‪ ،‬مــع كــل من مؤسسة ( اورو ميدو)‪،‬‬ ‫والمعهد الوطني العالي للمهندسين‪ ،‬وكذا‬ ‫مع شبكـــة الموارد البشريــة بدولـة ساحل‬ ‫العاج‪.‬‬

‫حول ما يهم ‪....‬الصحافة المكتوبة !‬ ‫كالم اهلل كالم عظيم اليقبل ـ البتة ـ تعرضه للتحريف‪ ،‬ألنه صادر عن خالق هذا الكون‪ .‬ونفس األمر ينطبق‬ ‫على األحاديث النبوية الشريفة التي ال يمكنها بأي حال من األحوال أن تتعرض لنفس المصير‪ ،‬ألن مصدرها يعود‬ ‫إلى الصادق األمين وسيد الخلق أجمعين‪.‬‬ ‫وأما مرد هذا االنطباع‪ ،‬فيعود إلى كوني كثيرا ما وقفت من خالل الصحافة المكتوبة‪ ،‬تحديدا‪ ،‬على آيات‬ ‫قرآنية محرفة أوعلى أحاديث نبوية مشوهة‪ ،‬سواء على مستوى الكلمة أو المعنى أو ما شابه ذلك‪ ،‬وفي النهاية‬ ‫يكون مصيرالصحف‪ ،‬بعد مطالعتها‪ ،‬اإللقاء بها أرضا من طرف العموم‪ ،‬حيث النجاسة ‪ ..‬واإلهمال‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬كنت أتساءل دائما لماذا يعمد الكتاب أو هواة الكتابة‪ ،‬على األصح‪ ،‬إلى االستدالل باآليات القرآنية‬ ‫أو باألحاديث النبوية‪ ،‬دون التأكد من ضبطها جيداً ؟‬ ‫هل يعمدون إلى ذلك ـ فقط ـ إلظهار صالحهم أو اطالعهم وتشبعهم بالثقافة والمعرفة الدينية؟ بيد أن‬ ‫هذه األخيرة‪ ،‬ربما هي براء منهم‪ ،‬براءة الذئب من دم يوسف‪ ،‬ألن الدين هو القول والعمل والمعاملة والسلوك‬ ‫اليومي للمرء‪.‬‬ ‫وهم بأخطائهم تلك‪ ،‬وإن كانت غير مقصودة في غالب األحيان‪ ،‬يتسببون في متاعب جمة لرجال مهنة‬ ‫المتاعب العاملين بالصحف‪ ،‬وخاصة المكلفين بمراجعة النصوص وتصحيحها‪ ،‬حيث يضطرون إلى التفكير‬ ‫والبحث‪ ،‬انطالقا من محصولهم العلمي المتواضع في هذا المضمار‪ ،‬واعتمادا على وسائلهم الخاصة‪ ،‬مع ما‬ ‫يتطلب ذلك من وقت‪ ،‬من أجل أن يكون مصير المنشور في النهاية‪ ،‬بعد صدوره ومطالعته‪ ،‬عرضة للعبث به أو‬ ‫الدوس عليه باألقدام بالشارع العام !‬ ‫والحق أقول أن ال لوم على الكتاب المتمكنين من عملهم‪ ،‬وأما الكتاب الذين يستشهدون باآليات القرآنية أو‬ ‫األحاديث النبوية‪ ،‬دون ضبطها جيداً‪ ،‬إذ تكون ـ أحيانا ـ خارجة عن الموضوع‪ ،‬بل وإطنابا‪ ،‬ال أقل وال أكثر‪ ،‬فاألفضل‬ ‫لهم أن اليتجرؤوا على الخالق وعلى سيد الخلق‪ ،‬استهتارا‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫ثم إن اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬يكون المنبر المثالي الذي يليق بها متجليا في المجالت والكتب‬ ‫‪ /‬السلسالت التي يديرها أهل االختصاص والتي غالبا ما تكون محفوظة ومصانة‪ ،‬ويعتقد أن المصحف الكريم‬ ‫وتفسيره متوفران في كل بيت‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬لمن أراد أن يتفقه في أمور ديننا الحنيف‪.‬‬ ‫عاشت الكتابات المضبوطة والجادة‪ ،‬حول الراهن‪ ،‬وسلمت أقالمها من كل مداد «شارد»‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ األسى واألسف نبأ وفاة المرحوم‬

‫صبحي عبد السالم‬

‫جندي سابق حاز على وسام المسيرة الخضراء‬ ‫ويعد من المناضلين القدامى والعب سابق لفريق الجيش الملكي‬ ‫الذي وافاه أجله المحتـوم يوم اإلثنين ‪ 14‬يناير ‪ ،2019‬وتم تشييـع جثمانـه‬ ‫الطاهر إلى مثواه األخير في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهدين‪،‬‬ ‫بعد صالة الجنازة بمسجد األندلس‪.‬‬ ‫وإثر هذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعــازي والمواســاة لكل من عائلة صبحي‪ ،‬البقيوي وبن دهاري وجميع‬ ‫أفراد عائلته‪.‬‬ ‫نسأل اهلل عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫تنافسـت المواقـع في «توزيـع» صور السيدة أمينة ماء العينين‪،‬‬ ‫القيادية في حزب «العدالة والتنمية»‪ ‬بدون الخرقة التي تغطي بها‬ ‫رأسها‪ ،‬عادة‪ ،‬والتي شيع‪ ،‬هذا الحزب أنها من «اللباس الشرعي» وفق‬ ‫«المرجعية» المعلومة‪.‬‬ ‫الصور «المجرّمة» تبدو فيها السيدة آمنة‪ ،‬وقد تخلت ‪ ،‬زمن‪ ‬وجودها‬ ‫بباريس‪ ،‬في رحلة خاصة‪ ،‬عن اللباس‪ ‬الذي اعتادت الظهور به بالمغرب‪،‬‬ ‫والذي ال يختلف عن اللباس «الغير الشرعي» بمنطق «المرجعية» سوى‬ ‫بالخرقة التي تغطي بها «اإلخوانيات»‪ ‬رؤوسهن‪ ،‬أما باقي اللباس‪ ،‬فال‬ ‫حرج‪ ! ‬وهو ما أكده «شيخ القبيلة» حين التجأت إليه السيدة آمنة‪ ،‬حيث‬ ‫أكد أن لمحميته الحرية في لبس «الحجاب»‪ ‬ــ يعني خرقة غطاء الرأس‪،‬‬ ‫أو نزعه ‪ ،‬وتساءل‪ ،‬هل أنها‪ ‬خالفت تعاليم الدين اإلسالمي؟‪....‬‬ ‫«حجاب» ماء العينين تسبب في شرخ غائر داخل الحزب ودراعه‬ ‫الدعوي‪ ،‬وعدد من قياداته‪ ،‬بين معترض صارم‪ ،‬ومعتبر أن األمر مسألة‬ ‫شخصية‪ ،‬وقضية حرية خاصة‪ ،‬ال حق ألي في التدخل فيها‪ .‬حتى العثماني‬ ‫لم «يتخلف» عن «الحلقة» ليؤكد أن أعضاء وعضوات الحزب متشبثون‬ ‫بـ «المرجعية اإلسالمية» ‪،‬يعني بخرقة غطاء الرأس‪ ! ‬وهي «مرجعية‬ ‫التأسيس»‪ .‬وهكذا تحولت صور أمينة ماء العينين ‪ ‬وهي متحررة من‬ ‫خرقة غطاء الرأس في بالد اإلفرنج‪ ،‬إلى قضية رأي عام حزب العدالة‬ ‫والتنمية‪ ‬ليبرز بسببها وجود «تطور» معتقدي داخل هذا الحزب‪ ،‬الذي‬ ‫يبدو‪ ،‬حسب عميد الزاوية‪ ،‬أنه مال إلى «المرجعية السياسية» وتخلى‬ ‫عن بعض «الممارسات» المطبوعة بالتشدد في فرض أنماط «خاصة»‬ ‫على المرأة عموما‪ ،‬والبيجيدية خصوصا‪ ،‬من حيث لباسها وتصرفها في‬ ‫المجتمع وعالقاتها من الرجال «المالعين» «الفجرة»‪ ...!!! ‬وفق قاموس‬ ‫«العورات» التي ال تترك سنتيما مربعا واحدا‪ ‬من جسم المرأة دون أن‬ ‫تغطيه‪ ،‬وفق أقوال مأثورة عن «فقهاء» التفسير والتأويل‪.‬‬ ‫وكأن من أثاروا حكاية خرقة ماء العينين إنما أرادوا شغل الشعب عن‬ ‫معاناته الحياتية‪ ،‬وإلهاءه عن متطلباته اليومية‪ ،‬واحتياجاته األساسية‬ ‫وحقوقه اإلنسانية‪ ،‬والزج به في متاهات‪ ‬القول والقول المضاد‪.‬‬ ‫السيدة أمينة ماء العينين‪ ،‬تصرفت بكل مسؤولية وحرية حين نزعت‬ ‫«الخرقة» من على رأسها‪ ،‬ووضبت شعرها وفق مشيئتها ‪ ،‬وارتدت لباسا‬ ‫يحقق لها ذاتها‪ ،‬ويسعدها ‪ ،‬ولو لسويعات‪...‬‬ ‫وما كان ألحد‪ ،‬ال من داخل الحزب الذي تنتمي إليه وال من خارجه‪ ،‬أن‬ ‫يتدخل في شأن من شؤونها الخاصة‪ ،‬وال في قرار اتخذته بكامل وعيها‬ ‫ومسؤوليتها وحريتها‪ .‬فال حرج عليها في كل ذلك‪.‬‬ ‫ثم إن اعتبار خرقة تغطية الرأي «حجابا» خطأ كبير‪ ،‬وهو عمل‬ ‫«سياسي» أكثر منه ديني‪ .‬إذ أنه ليس مطلوبا من المرأة تغطية رأسها‬ ‫إال عند الصالة‪ ،‬شرط أن تكون بالغة‪ .‬ولتغطية الرأس عند الصالة أصول‬ ‫فرعونية‪ ،‬ثم يهودية ‪ ،‬ثم مسيحية‪ ،‬ووصلت ‪ ‬فيما بعد ذلك إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫لقد أصبح لباس الحجاب أو الخمار أو النقاب عادة شائعة‪ ،‬والجدل‬ ‫قائم بشأنه منذ خمسة عشر قرنا‪ ،‬بين من يرون أن غطاء الشعر‬ ‫«أمر» ديني‪ ،‬ومن يرون أنه أمر «ذكوري» وصل عن طريق الديانتين‬ ‫اليهودية والمسيحية‪ ،‬اللتين فرضتا غطاء شعر الرأس‪ ،‬سواء بالنسبة‬ ‫للمرأة أو الرجل‪ ،‬عند الصالة‪ ،‬احتراما هلل‪ ،‬حيث إن الشعر كان عنوانا‬ ‫للقوة في قديم الزمان‪ .‬وفي‪ ‬اإلسالم ما يؤكد هذه الصورة‪ ،‬بدليل‬ ‫الحديث الشريف ‪« ‬ال تقبل صالة الحائض ( المرأة البالغة) إال بخمار» أي‬ ‫بوضع غطاء على رأسها‪( ،‬أبوداود وابن حنبل وابن ماجه والترمذي) ‪،‬‬ ‫وبالتالي فاإلسالم لم يفرض زيا محددا ال للمرأة وال للرجل إال بما يفرض‬ ‫االحتشام ويحفظ الكرامة ‪ ،‬بدليل عدم وجود نص قرآني صريح بوجوب‬ ‫«لباس شرعي» أو تغطية الشعر‪ .‬وما ذهب إليه بعض المفسرين من‬ ‫مصدر «المقاصد»‪ ،‬ال يمكن أن تبنى عليه العقائد‪ ، ،‬ألنه «ال تكليف إال‬ ‫بنص»‪ ،‬وأن األصل في األشياء اإلباحة‪.‬‬ ‫والحديث في هذا الموضوع قد‪ ‬يتطلب خمسة عشر قرنا قادمة‪ ‬بغية‬ ‫الوصول إلى حل لغز « ما يجوز وما ال يجوز»‪ .‬وفي انتظار ذلك‪ ،‬خير لنا أن‬ ‫نكف عن رمي نسائنا بـ «المتبرجات» كلما اخترن لباسا ‪ ‬يساير ‪ ‬موضة‬ ‫العصر‪ ،‬أو نزعن غطاء شعر الرأس ‪ ‬أو تشبثن به ‪ ،‬ألن شعر المرأة (وشعر‬ ‫الرجل أيضا) اليعتبر «عورة» ‪ ،‬والعورة سوأة اإلنسان وكل ما يستحى‬ ‫منه؟ ‪ ‬وكل خلل يتخوف منه‪ ‬وكل ما يستحى إظهاره‪ ،‬وأصلها من العار‬ ‫والمذمة‪.! ‬‬


‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫التقاعد كما يحلو للبعض تعريفه‪ ،‬تحرُّرٌّ من قيود كانت تشدك إلى مكان ما‪،‬‬ ‫في أوقات محددة ومضبوطة‪.‬‬ ‫ومتقاعدنا الذي سنتناوله اليوم‪ ،‬كان يتوق ويتطلع إلى االنعتاق والتحرر من‬ ‫هذه القيود‪ .‬فلما بلغ سن المعاش‪ ،‬وأخذ استقالله‪ ،‬وجد نفسه مكبال بقيود ال‬ ‫تحدد بالساعات والدقائق‪ ،‬وال تخضع ألجراس تو ّقتُ دخوله وخروجه‪ ،‬أو للوائح‬ ‫تحصي عليه حركاته وسكناته‪ .‬وإنما هي قيود ناعمة اختيارية‪ ،‬يفرضها البيت‬ ‫أو مسؤوليات البيت‪ ،‬ويفرضها األوالد حتى وإن استقلوا بأنفسهم‪ ،‬ويفرضها‬ ‫األقارب بحكم القرابة‪ ،‬ويفرضها األصهار بحكم وشائج المصاهرة‪ ،‬وتشده إلى‬ ‫الجمعية التي انخرط فيها‪ ،‬وتسوقه إلى النادي الذي أصبح من روّاده‪.‬‬ ‫سيقول قائل‪ :‬أين كانت هذه االلتزامات قبل مرحلة التقاعد؟‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫والجواب‪ :‬ربما كانت تحت التغطية‪ ،‬فالعمل غطاء ووقاء‪ .‬فهؤالء الذين‬ ‫تربطهم به روابط البنوة أو القرابة أو المصاهرة أو الصداقة‪ ،‬كانوا يُدخلون في‬ ‫َ‬ ‫ارتباطه بالمصلحة التي كان‬ ‫حسابهم ‪ -‬يوم تحدثهم أنفسهم باالتكال عليه ‪-‬‬ ‫يعمل بها‪ ،‬فيعز عليهم أن يضيفوا إلى أعبائه الوظيفية‪ ،‬أعباءهم حتى وإن صغر‬ ‫شأنها وخف حملها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى أنه غطاء ووقاء‪ ،‬منظم للوقت وضابط له‪ .‬فأوقات النوم‬ ‫والعمل‬ ‫محددة ومضبوطة‪ ،‬وأوقات األكل منظمة ومضبوطة‪ ،‬وأوقات التلفاز ومتابعة‬ ‫األخبار مُميَّزة ومعروفة‪ ،‬و‪...‬‬ ‫وعلى أية حال‪ ،‬فهو يحمد اهلل ويشكره على أن مأل أفراغه‪ ،‬وشغل أوقاته‪،‬‬ ‫ووسّع «قشَّابته»‪ ،‬ومتعه بالصحة والعافية‪.‬‬ ‫فبعض المتقاعدين ‪ -‬عفا اهلل عنهم وغفـــر لهم ‪ -‬يشكــون من الفـــراغ‪،‬‬ ‫ويعيشون على هامش الحياة متذمرين متضجرين‪ ،‬وربما يستعجلون الموت‬ ‫بسبب العزلة واالنزواء‪ ،‬والوحدة واالنطواء‪.‬‬

‫رجل اسمه السيد ‪...BOUKHARAK‬‬ ‫هدية من السماء؟!‬ ‫‬‫على الطاولة الدائرية البيضاء في الركن الخلفي للمقهى فنجانان‬ ‫من القهوة السوداء؛ واحد خزفي وآخر زجاحي وكأسان من الماء البارد‬ ‫ومرمدة مألى باألعقاب‪ ،‬كان عبدو ورؤوف يتبادالن الحديث كعادتهما بين‬ ‫رشفة ورشفة‪ ،‬وجلبة الزبائن ووشوشاتهم تختلط مع أصوات التلفزيونات‬ ‫المفتوحة طول اليوم دون انقطاع على قنوات كرة القدم أو قنوات الطبيعة‬ ‫والحيوانات‪ ،‬وكأنها الزمة من لزوميات المقهى‪.‬‬ ‫عرج بهما الحديث إلى األسفار وحكاياتها‪ ،‬بعد تبادل لألخبار واألفكار‬ ‫ووجهات النظر في العديد من األمور المتداولة أو المستجدة‪ ،‬حينما‬ ‫التحق بالطاولة صديق آخر له قدرة عجيبة على صنع الكالم واإلطالة فيه‪،‬‬ ‫انزوى عبدو في عالم االسترجاع الذي حلق به بعيدا ليبقى جسده فقط مع‬ ‫صديقيه اللذين ذهب بهما النقاش مذاهب شتى‪.‬‬ ‫تذكر عبدو ذلك الرجل الذي اسمه بوخراق؛ رجل أنيق‪ ،‬ذو لحية مشذبة‬ ‫بإتقان‪ ،‬يتمتع بقامة رياضي‬ ‫محترف‪ ،‬وقد زادته‪ ،‬في ذلك اليوم‪،‬‬ ‫سترته الرمادية المفتوحة التي‬ ‫زاوجت قميصا أبيض بهجة وهبة‪،‬‬ ‫كان يجر حقيبته الصغيرة من‬ ‫النوع الممتاز وبجانبه فتاة حسناء‬ ‫هادئة القسمات كانت تجر هي‬ ‫األخرى حقيبة من النوع الثمين‪،‬‬ ‫يحدس اآلن أنها ابنته أو إحدى‬ ‫بناته‪.‬‬ ‫قبل أن يظهر له ذلك الرجل‬ ‫الذي يتمثله دائما كهدية من‬ ‫السماء‪ ،‬كان عبدو قد مر في‬ ‫مطار باريس العامر‪ ،‬والمدوخ من‬ ‫مكتب التسجيل كإجراء ضروري الستكمال شروط رحلة عودته‪ ،‬من هناك‬ ‫كانت خيبته حيث أكدت له المضيفة أن أمتعته الزائدة غير مضمنة في‬ ‫التذكرة وليس له الحق إال في متاع المقصورة‪ ،‬فهزه دوار خفيف‪ ،‬حاول أن‬ ‫يشرح لها لكن ردها كان فظا قاطعا‪ ،‬أحس أن فرنسيته غير مقنعة رغم‬ ‫قراءته لفلوبير وزوال وموباسان وهوغو والصفريوي والطاهر بن جلون‬ ‫والشرايبي وكليطو‪ ،...‬فتكلم بالعربية لعله يكون أوضح منطقا وأقوى‬ ‫أثرا‪ ،‬ألن المضيفة بدت أنها تنحدر من أصول عربية‪ ،‬ربما فرنسية تونسية‬ ‫أو فرنسية مغربية من الجيل الثالث‪ ،‬فلما امتعضت وأفهمته بفرنسية‬ ‫الغبار عليها أن عليه أن يؤدي ثمن األمتعة في مكتب آخر حددت له اسمه‬ ‫ومكانه‪ ،‬تيقن أن األمر قد يصبح ورطة لن يخرج منها إال بأعجوبة‪.‬‬ ‫في مكتب األداء جرب البطاقات التي معه دون جدوى‪ ،‬وما بقي في‬ ‫جيبه من عملة األورو ال يكفي‪ ،‬عاد إلى المضيفة فحسمت األمر قائلة‪ :‬لن‬ ‫تطير مع أمتعتك‪ ،‬فاختر بين أن تعود وحدك أو تبقى مع أمتعتك وتحجز‬ ‫تذكرة رحلة أخرى‪ ،‬فأخرج هاتفه عله يجد منقذا لكن لألسف هاتفه غير‬ ‫فرنسي وحتى وسائل التواصل االجتماعي لم تنفعه‪.‬‬ ‫وهو في غمرة االستسالم لكماشة الورطة‪ ،‬اتجه عبدو وكأن قلبه‬ ‫يقوده نحو المضيف الواقف الخفيف الظريف الذي أعلمه قبل قليل‪ ،‬حين‬ ‫استقباله في مقدمة المسلك المؤدي لمكتب تسجيل األمتعة ليساعده على‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫القيام بالتسجيل إلكترونيا ربحا للوقت وتخفيفا لثقل الطوابير‪ ،‬بما أكدته‬ ‫بعده المضيفة الجالسة في المكتب‪ ،‬كان المضيف منهمكا في حديث‬ ‫منطلق وانسيابي مع ذلك الرجل الذي سيعرف من خالل الالصقة العجيبة‪،‬‬ ‫المنفرجة لألمتعة المزعجة التي سجلت باسمه أنه السيد بوخراق‪.‬‬ ‫لما رأى السيد بوخراق عبدو وعالمات التيه والقلق بادية على صوته‬ ‫ومطبوعة على محياه سأله‪ :‬مابك‪...‬؟‪ ،‬فحكى له عبدو تفاصيل القصة‬ ‫التي كان يعززها المضيف بتوضيحاته‪ ،‬طلب منه االنتظار في مكتب‬ ‫التسجيل‪ ،‬ولما أكمل حديثه الحميمي مع المضيف التحق به‪ ،‬أقنع‪ ،‬بقوة‬ ‫حجاجه وثباته وفرنسيته األنيقة كأناقته المغربية‪ ،‬المضيفة الجالسة‬ ‫التي حرنت في بداية األمر أنه سيسجل أمتعة عبدو باسمه‪ ،‬فهو قد حجز‬ ‫تذكرة كاملة وال يحمل إال متاع المقصورة‪ ،‬جرى االتصال فرجعت أمتعة‬ ‫عبدو على أعقابها إلى مكتب التسجيل بعد أن كانت الحمالة الكهربائية‬ ‫قد أدخلتها إلى دهاليز أمتعة‬ ‫المسافرين‪ ،‬فاستكملت اإلجراءات‬ ‫لتدخل من جديد مدخلها‪ ،‬شكر‬ ‫عبدو السيد بوخراق بعمق وتأثر‪،‬‬ ‫طالبا منه بإرتباك زائد وامتنان‬ ‫مربك أن ال يشك قيد أنملة في‬ ‫الثقة التي وضعها فيه‪ ،‬رغم أن‬ ‫الثقة في المجهولين قد تكون‬ ‫قاتلة أو على األقل مزعجة عند‬ ‫مراكز الحدود‪.‬‬ ‫انسحب عبدو سريعا دون أن‬ ‫يطلقه االنزعاج‪ ،‬وكأنه وضع حمال‬ ‫ثقيال ولم يضعه‪ ،‬خرج ليتنفس‬ ‫الصعداء ويشم الهواء مع قهوة سوداء‪ ،‬ثم دخل وصعد إلى األعلى‪ ،‬ومر‬ ‫من نقط المراقبة والتفتيش بالسالمة المنتظرة والسالسة المعهودة‪ ،‬فهو‬ ‫يعشق السفر وال غير ذلك‪ ،‬ثم وجد نفسه يتفسح بين العطور والبائعات‬ ‫اللطيفات حد اإلحراج في المنطقة الحرة‪ ،‬اقتنى قارورتين بما تبقى له من‬ ‫«األورو» الذي لم يكن لينفعه لوال شهامة وحسنة السيد بوخراق‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫قهوة من الخادم اآللي قبل الرحيل‪ ،‬ورغم إمعانه في البحث لم يجد للسيد‬ ‫بوخراق ورفيقته أثرا‪.‬‬ ‫في السماء لمحه في مقدمة الطائرة‪ ،‬وعند النزول إلى أرض طنجة رآه‬ ‫وهو يسرع الخطى‪ ،‬وكأنه يستعجل لثم تراب الوطن ولقاء األحبة‪ ،‬ثم فقد‬ ‫أثره أو أثرهما ولم يخف حمله تماما‪ ،‬كان عبدو يفكر في رد التحية بأحسن‬ ‫منها‪ ،‬ولم يكن يعرف كيف ومتى‪...‬‬ ‫انتبه عبدو لصديقيه المنهمكين في اإلبحار بالهواتف الذكية بعد أن‬ ‫أعياهما طول الحجاج واللجاج‪ ،‬وفطن رؤوف إلى عودة عبدو من التحليق‪،‬‬ ‫فسأله‪ :‬أين كنت أو باألحرى إلى أين؟؛ فأجابه‪ :‬حملني حنين للسفر إلى‬ ‫باريس والبحث عن السيد بوخراق‪ ،‬فقد فاتني أن أعانقه بحرارة وأن أعتذر‬ ‫له عن اإلزعاج‪ ،‬ابتسم صديقه ألنه لم يفهم شيئا‪ ،‬رد عبدو على االبتسامة‬ ‫بمثلها ثم رشف رشفة عميقة من الفنجان‪ ،‬وأصر مجددا على الطيران‬ ‫والحنين بصمت‪...‬‬

‫شهادة كريمة‬ ‫في رجل كريم‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بعد أيام ستحل الذكرى الثانية لوفاة شيخ الطريقة القادرية‬ ‫البودشيشية سيدي حمزة ابن الحاج العباس القادري بودشيش قدس‬ ‫اهلل سره ‪.‬‬ ‫زرت سيدي أحمد أفيالل في منزله ‪ ،‬وطلبت منه أن يحدثني ببعض‬ ‫ما يحتفظ به من ذكرى صحبته لشيخه سيدي حمزة ؛ وهي صحبة‬ ‫استغرقت عقودا حافلة باستمداد وتلق مباركين‪..‬‬ ‫استجاب سيدي أحمد ـ حفظه اهلل ـ لطلبي وهو في حال تأثر كبير لم‬ ‫يسعفه في البدء‪..‬لكن سرعان ما انطلق في حديث خاطف مركز قال فيه ‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم وصلى اهلل على نبيه الكريم وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ‪:‬‬ ‫• منذ ما يناهز خمسة عقود شددت رحلي إلى مداغ لزيارة سيدي حمزة‬ ‫قدس اهلل سره‪..‬وكان سيدي أحمد بنداود ـ حفظه اهلل ـ (مقدم‬ ‫الطريقة القادرية البودشيشية بتطوان) سببا في مد حبل صحبتي‬ ‫المباركة مع شيخي سيدي حمزة قدس اهلل سره‪..‬‬ ‫كنت قبل ذلك مقتنعا أن الوالية ؛ إما اقتداء بولي مجتبى‪ ..‬وإما اندفاع‬ ‫مع شخص مدع‪..‬؟‬ ‫• منذ أن وطئت قدماي أرض مداغ ودخلت زاويتها األم ثبت في قلبي‬ ‫أني في صحبة رجل تواله اهلل إلى حضرة قدسه ‪ :‬حفظا وتمكينا‬ ‫وتوفيقا وقياما بالحق حد الفناء عن نفسه ‪..‬مما لمسته ألول وهلة في‬ ‫حاله المترجم لفيض أحواله‪..‬وفي كالمه الدال على حكمة عرفانه‪..‬‬ ‫ومن هذا التسنيم نهل وارث سره سيدي جمال الدين رضي اهلل عنه‬ ‫‪..‬ومن مدده الواصل من الحق تظفرت خبراته التربوية والتعليمية‬ ‫بمنظومة األخالق المحمدية الشريفة ‪.‬‬ ‫• كنت في بداية الطريق شديد االهتياج‪ ..‬عظيم االحتياج لتمكين‬ ‫استقامتي في الطريق‪..‬‬ ‫وجدت في سيدي حمزة شيخا ناصحا‪ ..‬وفقيرا صالحا‪ ..‬ومربيا متحققا‬ ‫بكتاب اهلل العزيز‪ ،‬مرتاضا في سنة نبيه الكريم صلى اهلل عليه وسلم ‪..‬‬ ‫سلك بي طريق الحق ودلني عليه أخذا بطريق أشياخ متحققين‬ ‫تسلسلت متابعتهم لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫• كان سيدي حمزة قدس اهلل سره عطاء مولويا ‪..‬ومنذ أن من اهلل علي‬ ‫بصحبته عرفت مسلكه فلزمته ‪..‬‬ ‫وأما مسلكه فهو مسلك الصديقين المحفوظين من اآلفات البشرية‪..‬‬ ‫المرفوعين في مجالس أنس رحمانية حيث تجد الروح لذاذاتها بكمال‬ ‫الجمال ؛ الذي هو جمال الجالل‪..‬‬ ‫• أحمد اهلل الذي قادني لصحبة شيخ مرب ظللت معه على حفظ عهد‬ ‫؛ واقفا عند حد اهلل‪..‬‬ ‫• اتخذ سيدي حمزة قدس اهلل سره القرآن الكريم شرعة ‪..‬‬ ‫واتخذ سنة رسوله الكريم صلى اهلل عليه وسلم منهاجا‪ ..‬وفي‬ ‫منهاجه حافظ على الشريعة بتفاصيل أحكامها وشمول مقتضياتها‪..‬ألن‬ ‫جوهر هذا المنهاج مجاهدة النفس ومحاسبتها استحقاقا ألكمل وجه من‬ ‫التقوى‪..‬‬ ‫• سيدي حمزة قدس اهلل سره وارث محمدي شرب من يقين شريف‬ ‫واشتم من روض ملكوتي ‪..‬‬ ‫لم يتوقف عن دعوة االستمساك بعروة األخوة والتآخي حتى تظل أرواح‬ ‫الناس ؛ كل الناس متعالقة ملتفة حول ميثاق أكبر هو ميثاق المحبة‬ ‫في اهلل ‪ .‬والمحبة في اهلل هي القرب القلبي المحقق للمقصود ؛‬ ‫والمقصود هو طعام القلب الذي يأكله المحب والمحبوب‪..‬ومن لم‬ ‫يعرف اهلل بقلبه لن يعرفه بعقله‪..‬‬ ‫• كانت توجيهات سيدي حمزة قدس اهلل سره في تربية الفقراء‬ ‫والفقيرات تضع التحلي في مقام أول ألنه السبيل إلصالح أعطاب‬ ‫النفس بدءا باللوم حتى االطمئنان ؛ وهو التشبه بالصادقين قوال‬ ‫وفعال‬ ‫• نحن فقراء الزاوية القادرية البودشيشية في طنجة كنا جمعا قليال ‪،‬‬ ‫نجتمع في منزلي بحي ابن خلدون ‪ ،‬ولما اتسع عددنا لذنا بمرأبين؛‬ ‫أحدهما لسيدي البوشيخي وثانيهما لسيدي ابن الشيخ‪..‬ثم ضاق‬ ‫بنا الفضاءان فسعينا إلى بناء زاويتنا المباركة بعد استئذان شيخنا‬ ‫سيدي حمزة قدس اهلل سره وبإشراف مواكب لسيدي جمال الدين‬ ‫منذ ما يقارب العقدين ‪..‬وكان لنا اجتهاد أدبي وحظينا بدعم من‬ ‫فقراء زاويتنا بتطوان خاصة سيدي العسري وسيدي علي‪..‬وما كنا‬ ‫بمستطيعين إتمام عملنا لوال ما تلقيناه من تشجيع فريد وجميل‬ ‫رعاية من سيدي حمزة قدس اهلل سره وسيدي جمال الدين رضي‬ ‫اهلل عنه ؛ فقد خصانا بتقدير وتنويه وثناء وعرفان ‪..‬مع تركيزهما في‬ ‫ذلك على نخبة من جيل أول للطريقة بطنجة ( سيدي محمد الزكاف‬ ‫رحمه اهلل وسيدي عياد وسيدي الفركاني وسيدي الحميدي وسيدي‬ ‫بوجمعة وصاحب هذه الشهادة )‬ ‫• نسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يثيب شيخنا ومربينا سيدي حمزة قدس‬ ‫اهلل سره على حسن أفضاله وجليل أعماله وجميل أفعاله التي مكنت‬ ‫طريقتنا من االنتشار في أرجاء الكون‪ ..‬كما نسأله أن يحفظ شيخنا‬ ‫سيدي جمال الدين رضي اهلل عنه ويديم عليه نعمة الصحة والعافية‬ ‫‪ ،‬ويكأل جميع أفراد أسرته وعائلته الشريفة ويحفظ بلدنا ويحفظ‬ ‫ملكنا أمير المؤمنين جاللة الملك محمد السادس دام عزه ونصره‪.‬‬ ‫• نسأل اهلل أن يبقينا في غاية الفقر والحاجة إلى اهلل والتوكل ؛ إذ ال‬ ‫حافظ لنا إال هو‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 22‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العثماين يتوا�صل مع جهة طنجة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫‪2019‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫الخالصة أن حاجة الحكومة إلى التواصل مع الشعب في كل‬ ‫ما يتصل بمشاريع تهم شؤون حياته‪ ،‬ال زالت كبيرة وأن الحكومة‬ ‫لم ترق بعد إلى إدراك مدى قدرة الشعب على التفاعل مع حقوقه‪،‬‬ ‫وأهمها حقه في الوصول إلى المعلومة‪ ،‬وهو حق لم يفز به‬ ‫الصحافيون وأهل اإلعالم إلى اآلن بصورة واضحة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫سنة اإلصالحات الكبرى‬ ‫العثماني مشغول في الوقت الراهن بـ «حمالت االستهداف» التي‬ ‫يتعرض لها حزبه من جهات ال يعرفها إال هو‪ ،‬ومع ذلك ال يريد اإلفصاح‬ ‫عنها‪ ،‬حتى «نلعنها» نحن بلساننا‪ ،‬وهو أضعف اإليمان‪ ،‬ألن األمر يتعلق‬ ‫بـ «جرم»«االغتياب» وهو من «كبائر الذنوب»‪ ،‬وأنه «ال يدخل الجنة نمام»‬ ‫(حديث)‪ ،‬ليس هذا فقط‪ ،‬فإن همومه تضاعفت بقضية ماء العينين‬ ‫و «رقصها» بجوار «الموالن روج» بـ «رأس مكشوف»‪ ،‬وما تبع ذلك من‬ ‫ردود فعل غريمه بنكيران الذي «قطر عليه الشمع» وأرسل «فتوى» ترفع‬ ‫«التكليف» الديني لنساء الحزب ولعموم نساء المغرب‪ ،‬فيما يخص غطاء‬ ‫الرأس‪ ،‬سواء كان ب «خرقة» عادية من «كراج عالل»‪ ،‬أو «درب عمر» أو‬ ‫«سوق بني مكادة»‪ ،‬أو ب «فوالر كشميري» من محالت كريستيان ديور‪،‬‬ ‫بباريس‪ ،‬أو «البازار» التركي الذي قيل‪ ،‬والعهـدة على الراوي‪ ،‬إن العزيزة‬ ‫الحقـاوي «تتسوق» منهما معا‪....،‬‬ ‫إال أن كل هـذه «االنشغـاالت»‪ ،‬على أهميتها وخطورتها وحساسيتها‬ ‫بالنسبة للحزب ومرجعيته المعلومة‪ ،‬لم تمنع العثماني من رد الصاع‬ ‫صاعين بالنسبة لفتوى بنكيران‪ ،‬كما لم تشغله عن «انشغاالت» الشعب‬ ‫المسكون بقضايا تبدو بعيدة عن المرجعية البيجيدية‪ ،‬الرتباطها بواقع‬ ‫الحال ‪ ،‬وهو واقع مترد ومتهاو‪ ،‬ومقلق للغاية !‪...‬‬ ‫وحتى يطمئن الجميع إلى أن قطارنا «يوجد على السكة» ويسير في‬ ‫االتجاه الصحيح‪ ،‬فقد أعلن أن الحكومة منكبة على إعداد حصيلة عملها‬ ‫لنصف الوالية لعرضها على البرلمان في شهر أبريل المقبل‪ ،‬وهي حصيلة‬ ‫«مشرفة» داعيا مريدي القبيلة إلى مواصلة الرفع من جاهزية الحـزب‬ ‫والتمثل العملي لقيم النزاهة واالستقامة والتصدي للحمالت الممنهجة‬ ‫التي تستهدفه من قبل خصوم أإلصالح وما أكثرهم والذين ال يخلو منهم‬ ‫محفل من محافل السياسة التي بات الشعب يرفضها ويرفضهم‪.‬‬ ‫وإمعانا في تفاؤله الذي ال حد له سوى الخيال‪ ،‬فقد أعلن العثماني‬ ‫في مجلس حكومي أخير‪ ،‬أن سنة ‪ ،2019‬ستكون سنة بدء تنفيذ اإلصالحات‬ ‫الكبرى وإخراج مجموعة من القوانين ‪ ،‬داعيا الحكومة إلى مضاعفة الجهود‬ ‫والرفع من وتيرة أدائها ‪ ،‬على اعتبار أن هناك إصالحات «في كل قطاع‬ ‫وكل مجال» بغاية الوصول إلى األهداف المنتظرة‪ ،‬وعلى رأسها الوصول‬ ‫بالمغــرب إلى مراتـب «الدول الصاعدة» وهو أمر «ممكن» برأي العثماني‪،‬‬ ‫ما دام أن المغرب تفوق على جنوب إفريقيا وإيطاليا في صناعة وتصدير‬ ‫السيارات على الخصوص‪ ،‬ومرشح لكي يتجاوز دوال أخرى في المستقبل‪ ،‬إال‬ ‫أن هذه األهداف يتطلب تحقيقها عمال «مكثفا ومتواصال»‪.‬‬ ‫والعثماني لم يكن بحاجة إلى تأكيد ذلك ‪ ،‬ألن بعض الوزراء مهـرة‬ ‫في «التكثيف» ومن معاني هذه الكلمة‪ ،‬تخنيث العجين وترييب اللبن‪،‬‬ ‫وتسييل البخار والتركيز في الدرس ‪ ،‬كما أن للتكثيف صلة بـ «المرجعية»‬ ‫المعلومة في مظاهرها و «تجلياتها»‪ ،‬حيث إن «العفو» عن اللحية‪« ،‬يكثف»‬ ‫شعرها ويجعده‪ ،‬فتقول إن الرجل كث ‪ ،‬و كثيث‪ ،‬أو كثيف اللحية‪ ،‬وكلها لغة‬ ‫سليمة‪.‬‬ ‫هذا من حيث الشكل‪ ،‬أما من حيث المضمون‪ ،‬فإن سنة ‪ ،2019‬ســوف‬ ‫تشهد انطــالق مشاريــع جديــدة‪« ،‬مهيكلـة» (والوصف عزيز على بعض‬ ‫وزراء الحكومة)‪ ،‬منها القانون اإلطار المتعلق بمنظومة التربية والتعليم‬ ‫والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬و قانون المراكز الجهوية لالستثمار والمشروعان‬ ‫معروضان حاليا على البرلمان‪ ،‬والخطة الوطنية في مجال الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان التي صادق عليها مجلس الحكومة‪ ،‬ويوجد حاليا على‬ ‫مكتب الوزير الرميد الذي يضع عليها اللمسات األخيرة لتدخل حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫إلى جانب مشروع تطوير منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬الذي ال يزال ببال‬ ‫الحكومة التي تشتغل حاليا على وضع تصور متكامل بخصوصها‪.‬‬ ‫ومع أن الحكومة البيجيدية «بيس» تخطت نصف واليتها‪ ،‬فإن العثماني‪،‬‬ ‫حرصا منه‪ ،‬ال شك‪ ،‬على وضع خطط لتنمية‪ ،‬مضبوطة و«مبنية على الصح»‪،‬‬ ‫اعترف مؤخرا بالبرلمان بـ «الحاجة إلى رؤية شاملة» تتضمن «موجهات‬ ‫عامة للسياسات الحكوميـــة‪ ،‬على المــدى البعيــد‪ ،‬مع تحديد األولـــويـات‬ ‫المتاقاسمة والمتفق بشأنها»‪.‬‬ ‫ودون انتظار تلك الموجهات‪ ،‬وعد رئيس الحكومة المواطنين‪ ،‬بتحسين‬ ‫قدرتهم الشرائية‪ ،‬وهو أمر يوجد في صلب اهتمامات الحكومة‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫دعم المواد األساسية موازاة مع إصالح صندوق المقاصة الذي لم يعد به‬ ‫سوى «قفة» من سكر وزيت وقنينة غاز‪ ،‬ودعم المرحلة الثالثة للمبادرة‬ ‫(‪ 2019‬ـ ‪ )2023‬أطال اهلل عمركم !‪......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫�صحايف من جريدة «هي�سربي�س»‬ ‫يعنف من طرف «مخازين»‬ ‫يعني أنه كان البد أن يوجه جاللة الملك تعليماته إلى رئيس‬ ‫الحكومة‪ ،‬ليزور جهة كبرى من جهات المملكة‪ ،‬ال تزال تعيش رواسب‬ ‫أحداث مأسوية‪ ،‬وفواجع اجتماعية شديدة األثر على نفسية مواطني‬ ‫هذه الجهة‪ ،‬لـ «يتفقد» أحوالها‪ ،‬ويتتبع ما اتخذ لصالحها من تدابير‪،‬‬ ‫ويتواصل مع مواطنيها ليتعرف على مواطن الرضى لديهم ومواطن‬ ‫الغضب‪ ،‬ويتخذ بعد ذلك من اإلجراءات ما يناسب !‪.‬‬ ‫أخبار رئاسة الحكومة تتحدث عن زيارة العثماني لعاصمة‬ ‫الجهة‪ ،‬طنجة‪ ،‬حيث يعقد اجتماعا‪ ،‬يومه السبت‪ ،‬بمقر عمالة الفحص‬ ‫ــ أنجرة‪( ،‬القروية)‪ ،‬كما سيلتقي عشية اليوم بمنتخبي طنجة‪،‬‬ ‫وممثلي المنظمات األهلية‪ ،‬بمقر الجهة‪ ،‬بغاية تعزيز «تواصل‬ ‫القرب» على مستوى هذه الجهة التي تغطي مساحة ‪ 11.570‬كلم‪،2‬‬ ‫ما يشكل ‪ 1,6‬بالمائة من مساحة المغرب والتي تضم ‪ 6‬أقاليم‬ ‫وعمالتين و‪ 150‬جماعة حضرية وقروية‪ ،‬ويجاور تعداد سكانها‬ ‫األربعة ماليين نسمة‪.‬‬ ‫نفهم أن التعليمات الملكية كانت «فرصة» ليقوم رئيس‬ ‫الحكومة بالتشاور مع أهالي الجهة‪ ،‬فيما يخص «انتظاراتهم‪،‬‬ ‫والوقوف على المشاريع التنموية التي تشهدها الجهة‪ .‬وأن لوال‬ ‫التعليمات السامية‪ ،‬لما «سعدنا» بالنظر إلى وجهه الكريم‪ ،‬قبل‬ ‫الحمالت االنتخابية القادمة‪ ،‬بطبيعة الحال !‬ ‫اللهم اغفر لنا سوء ظننا وقلة صبرنا !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫من هنا كانت جتب البداية !‬ ‫احلق يف املعلومة �أو ًال‬

‫مرة أخرى تعرض صحافي للتعنيف على يد مخازني بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬لم يتحمل رؤية رجل إعالم يستقصي حول اندالع حريق‬ ‫بحافة تابعة للنقل البلدي‪.‬‬ ‫ومع أن األمر ال يتعلق بسر من «أسرار الدولة»‪ ،‬فإن رواية‬ ‫التعنيف‪ ،‬كما ساقها ضحيتها عبد اإلله شبل‪ ،‬ونقلتها عنه النقابة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬تقول إن الصحافي المذكور فوجئ‬ ‫بالمخازني يعتدي عليه جسديا ولفظيا‪ ،‬بالرغم من إدالئه ببطاقته‬ ‫الصحافية ‪ ،‬بل ويطارده ويالحقه في الشارع العام‪ ،‬وبحضور عدد من‬ ‫المواطنين من بينهم صحافيون وعناصر أمنية‪ ،‬حيث جرّه من الخلف‬ ‫وضربه على مستوى رجليه وعنقه‪ ،‬مع ما رافق ذلك من كلمات نابية‪،‬‬ ‫وكل ذلك موثق بالصور‪ ،‬حسب النقابة التي استنكرت ما تعرّض‬ ‫له الزميل عبد اإلله شبل‪ ،‬الصحافي بجريدة هسبريس‪ ،‬من اعتداء‬ ‫جسدي ولفظي على خلفية مزاولته لمهامه اإلعالمية‪ ،‬بـأحد شوارع‬ ‫الدار البيضاء ‪ ،‬مؤكدة أن مهنة الصحافة تحتم على ممارسيها أن‬ ‫ينقلوا إلى الرأي العام كل الحقائق واألحداث‪ ،‬كيفما كانت طبيعتها‪،‬‬ ‫وأن الصحافيين يؤدون واجبهم المهني في ذلك؛ وهو ما يتطلب‬ ‫من األجهزة األمنية توفير الحماية لهم وليس التضييق عليهم‪.‬‬ ‫مرة أخرى تتسبب القوات العمومية في إلحاق األذى اللفظي‬ ‫والجسدي بصحافي كان يمارس مهنته اإلعالمية‪ ،‬في الشارع‬ ‫العام‪ ،‬ولعله «وثق» بحرية اإلعالم التي أقرها الدستور‪ ،‬ونص عليها‬ ‫كما نص على الحق في الوصول إلى المعلومة‪ ،‬كما أن صحافي‬ ‫«هيسبريس» المعنف‪ ،‬لربما وثق أيضا بأن الصحافة حققت في‬ ‫المغرب الجديد‪ ،‬ما كانت تطمح إليه منذ االستقالل‪ ،‬من حرية‬ ‫وحصانة واحترام‪ ،‬انطالقا من مبدأ أن مواطنا «يعلم» خير للوطن‬ ‫من مواطن «ال يعلم»‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬هذه وظيفته األساسية‪.‬‬ ‫أعلم خيبة أمل الزميل شبل‪ ،‬وعمق آالمه النفسية‪ ،‬قبل‬ ‫الجسدية‪ ،‬وطبيعة نظرته‪ ،‬منذ اآلن إلى كل ما يرى ويسمع ويوثق‬ ‫من «تصريحات» بشأن الحريات العامة في بالده وحرية الصحافة‬ ‫واإلعالم بوصف خاص‪ ،‬وأنا واثق من أنه سوف يتجاوز تشاؤم‬ ‫اللحظة‪ ،‬لينخرط في معركة حرية الصحافة‪ ،‬في المغرب‪ ،‬الذي يبدو‬ ‫أن بعض مسؤوليه لم يتشبعوا بعد بثقافة الصحافة‪.‬‬ ‫ولن نطالب بالقصاص‪ ،‬فهذا بعض من صميم عمل الدولة !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بين ليلة وضحاها‪ ،‬تحركت آليات الحكومة لتعلن قرار الفوترة‬ ‫الرقمية في التعامل التجاري‪ ،‬بل وتحدد تواريخ دخول هذا القرار‬ ‫العجيب حيز التنفيذ ‪ ،‬كما تجاوبت في الحال مديرية الضرائب مع هذا‬ ‫القرار لتعلن عن تدابيراتخذتها بهذا الشأن‪ ،‬والجمارك أيضا تحركت‬ ‫« لتكمل الباهية» وتزيد من الغموض الذي خلق جدال «فظيعا» بين‬ ‫تجار المغرب الذين يفوق عددهم المليون ونصف المليون والذين‬ ‫عبروا عن رفضهم لهذه الفوترة‪ ،‬التي ليسوا مؤهلين لها‪ ،‬والتي‬ ‫أطلقوا بسببها سلسلة من اإلضرابات واالحتجاجات شملت جل‬ ‫المدن المغربية الكبرى‪.‬‬ ‫وبعد أن كادت تحركات تجار المغرب أن تدخل منطقة الخطر‬ ‫«األحمر»‪ ،‬تداركت الحكومة األمر‪ ،‬بأن أعلنت عن «وقف» هذا التدبير‬ ‫الذي وصف بـ «المرتجل» و «المتسرع» و «المتهور» ليس بسبب‬ ‫«مضمونه» الذي يجهل التجار كل شيء عنه‪ ،‬بل بسبب طريقة‬ ‫صياغته واإلعالن عنه‪ ،‬كإجراء «فرضته» الحكومة على مليون‬ ‫ونصف المليون من المغاربة‪ ،‬وقد غفلت أن الشعب لم يعد مطواعا‪،‬‬ ‫سهل االنقياد‪ ،‬لين العريكة‪ ،‬وأنه يرفض سياسة «المفاجأة‪ ،‬واألمر‬ ‫الواقع‪ ،‬ويفضل سياسة الحوار الديمقراطي بعد أن يكون قد اطلع‬ ‫على «مقترحات» الحكومة في كل ما يتعلق بشأن من شؤون حياته‪.‬‬ ‫قرار العثماني بوقف تنفيذ هذا اإلجراء جاء بطبيعة الحال‬ ‫«متأخرا»‪ ،‬كقضية «الساعة اإلضافية»‪ ،‬بعد أن أحدث بلبلة في‬ ‫صفوف التجار‪ ،‬وتسبب في إضرابات وتحركات «شعبية» تنم عن‬ ‫أن الحكومة «ليست في التوقيت المطلوب» للتعامل مع فئة من‬ ‫فئات الشعب النشيطة‪ ،‬والتي وصفها رئيس الحكومة بأنها «عصب‬ ‫االقتصاد الوطني» !‬ ‫وكدليل على أن «المعلومة» ال تزال «مستعصية» على الشعب‪،‬‬ ‫ها هو الوزيرحفيظ العلمي يعلن عن عقد مناظرة وطنية حول‬ ‫التجارة‪ ،‬بعد شهرين‪ ،‬على هامش جدل الفوترة الرقمية التي أثارت‬ ‫غضب التجار عبر ربوع المملكة‪ .‬كما تم ‪ ،‬بداية األسبوع‪ ،‬التوقيع على‬ ‫اتفاق بين مديريتي الضرائب والجمارك وممثلي هيئات التجار‪ ،‬في‬ ‫إطار سعي الحكومة إلى تبديد القلق الذي ساد تجار المغرب‪ ,‬وفي‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬قال العلمي إن التعريف الموحد للمقاولة‪ ،‬يتعلق بالتاجر‬ ‫الكبير الخاضع للمحاسبة‪ ،‬وال يخص صغار التجار «بتاتاً»‪ .‬وأن العمل‬ ‫بـ «البون» سيستمر كوسيلة إلثبات حيازة السلع والتأكد من أنها‬ ‫بضاعة مغربية‪.‬‬

‫كامريات التالميذ التي تف�ضح‬ ‫امل�ستبدين‬

‫من أغرب ما قرأته حول «الدرر» الثمينة‪ ،‬التي تتضمنها تدخالت‬ ‫نواب األمة‪ ،‬مطالبة بعضهم وزير التربية والتعليم‪ ،‬بمنع التالميذ‬ ‫من تصوير حاالت العنف التي يكون أبطالها معلمين وأساتذة‪،‬‬ ‫وضحاياها تالميذ األقسام االبتدائية والثانوية‪ .‬وآخرها هذه الحاالت‬ ‫أستاذ «قلب الطاولة» على تلميذتين من تالميذه‪ ،‬وقبلها كانت حالة‬ ‫األستاذ الذي أشرف على التقاعد‪ ،‬والذي «شرمل» بالمعنى الهمجي‬ ‫للكلمة‪ ،‬تلميذة استجابت في األخير الستعطافه بالعفو عنه‪ ،‬من‬ ‫داخل السجن‪ ،‬كرما وإحسانا منها ورأفة بحاله‪ ،‬ال سامحه اهلل إلى‬ ‫يوم القيامة‪ .‬واألمثلة في هذه الباب كثيرة‪.‬‬ ‫التصوير وتسجيل الوقائع بالفيديو‪ ،‬دفعت بعض البرلمانيين‬ ‫إلى اعتبار عملية التصوير الفاضح لسلوكات بعض األساتدة‬ ‫المرفوضة‪ ،‬داخل األقسام‪« ،‬جريمة» وانتهاكا لحرمة القسم‪ ،‬وطالبوا‬ ‫بمنع التصوير في األقسام‪ ،‬إسوة بما يحدث بخصوص تصوير رجال‬ ‫األمن أو الدرك‪ ،‬في وضعية مزاولة المهنة‪ .‬اعتبارا إلى أن الوقائع‬ ‫التي كانت موضوع صور وفيديوهات‪ ،‬من داخل األقسام‪« ،‬حاالت‬ ‫معزولة» وأنها تشكل إساءة بالغة لصورة األسرة التعليمية‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬ال يمكننا إال أن نعترف بأن بعض الحاالت التي‬ ‫وثقتها كاميرات التالميذ «مذهلة» ومؤلمة‪ ،‬وتبعث على الحسرة‬ ‫والحزن الكثير على ضياع بعض القيم‪ ،‬خاصة حين نجد من‬ ‫يدين الضحايا بدل المتمردين على األعراف واألصول الذين يجب‬ ‫إصالحهم وإعادة تربيتهم ليكونوا القدوة والمثل الحسن !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫حزب العدالة و التنمية كابو�س ثقيل على املغاربة بعد الف�شل ال�سيا�سي والإفال�س‬ ‫الأيديولوجي واالنف�ضاح الأخالقي الذي طبع م�سريته‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا �أ�سو�أ بكثري مما كان عليه حتى يف زمن �سيا�سة التقومي‬ ‫واقع املغاربة اليوم‬ ‫الهيكلي ويف عهد احلكومات التكنوقراطية �أو التي كانت تقودها «الأحزاب الإدارية»‬ ‫« على احلزب الإ�سالمي االن�سحاب قبل �أن ي�سقط ال�سقف على اجلميع»‬

‫على امتداد الرقعة الجغرافية التي تُوصَف عادة ب«العالم اإلسالمي»‪ ،‬وفي عز الحرب الباردة بين المعسكرين‬ ‫الرأسمالي واإلشتراكي‪ ،‬طرأ على ساحة الفعل السياسي َ‬ ‫مكو ٌ‬ ‫ِّن بَدَا وكأنه يملك الحل السحري ال لمشاكل الدنيا‬ ‫وحدها‪ ،‬وإنما لمآالت اآلخرة أيضا‪.‬‬ ‫كان الصراع على الصعيد الكوني قائما بين رأسمالية تزعم أن خالص اإلنسان في الحرية اإلقتصادية والليبرالية‬ ‫السياسية‪ ،‬واشتراكية تعتبر أن خالص اإلنسان هو عينه الخالص من شرنقة اإلستغالل التي وضعته فيها الرأسمالية‪.‬‬ ‫وفجأة خرج من يدعي أن الخالص ليس في هذه وال في تلك وإنما هو في العودة إلى «الدين» وإقامة «دولة الخالفة»‪.‬‬ ‫وانتشرت كالفطر كتب سيد قطب‪ ،‬وحسن البنا‪ ،‬ويوسف القرضاوي وغيرهم‪ .‬وظهرت جماعات الملتحين في‬ ‫الشوارع والجامعات وبدأت تختفي تدريجيا كل مظاهر الحداثة التي كانت شعوب المنطقة قد اكتسبتها خالل الحقبة‬ ‫االستعمارية‪ :‬حرَّموا الموسيقى وتوعدوا كل من يسمع أغنية بصب الرصاص المذاب في أذنيه يوم القيامة‪ ،‬وجرموا‬ ‫ارتداء التنورة وحجبوا المرأة وراء األقمشة السوداء ووعدوا كل «متبرجة» بأن يتحول شعر رأسها إلى ثعابين في جهنم‪،‬‬ ‫و ـ باختصار! ـ فقد حرموا وجرَّموا كل ما هو جميل من النحت والرسم إلى َّ‬ ‫تعلم «لغة الكفار»‪.‬‬ ‫وباسم «الجهاد» حمل اإلسالميون السالح في ساحات القتال ضد «الكفرة الشيوعيين»‪ ،‬بتأطير من المخابرات‬ ‫األمريكية‪ ،‬في أفغانستان‪ .‬وعم ًال بالمبدأ الفقهي القائل ُ‬ ‫«حيثما كانت المصلحة فتم شرع اهلل» بايعوا جعفر النميري‬ ‫في السودان قبل أن ينقلبوا عليه‪ ،‬وفي إيران ركبوا على الثورة التي صنعها الشيوعيون واستولوا عليها‪ ،‬وعلى نظام‬ ‫الحكم بعدها‪ ،‬ثم علقوا «الكفار الشيوعيين» على المشانق ومزقوا صدورهم بالرصاص على أعمدة اإلعدام‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫سقوط في يد األنظمة وأداة طيعة في يد الرأسمالية العالمية‪.‬‬

‫ودون أن نسرد هنا كل المآسي التي صنعها «اإلسالم السياسي»‪ ،‬والتي ال يتسع لها المقام في كل األحوال‪،‬‬ ‫فالخالصة التي يؤكدها تاريخ القرن العشرين برمته هي أن «اإلسالميين» كانوا على الدوام أداة طيعة في يد‬ ‫الرأسمالية العالمية التي وظفتهم في محاربة المد الشيوعي داخل «العالم اإلسالمي»‪ ،‬مثلما كانوا السوط الذي جلدت‬ ‫به األنظمة الرجعية في المنطقة كل القوى المطالبة بالعدالة اإلجتماعية وبالتوزيع العادل للثروة‪ ،‬وفي تلك المعركة‬ ‫القذرة التي خاضها «اإلسالميون» ضد تطلعات الشعوب نحو الحرية والديموقراطية والحداثة ظلوا يتظاهرون ب‬ ‫«الطهرانية»‪ ،‬ويبخسون الدنيا في أعين الناس‪ ،‬ويعدونهم بنعيم اآلخرة‪ ،‬ويتوعدونهم بجحيمها‪ ،‬وتناسلت كتب‬ ‫«عذاب القبر» و «الثعبان األقرع» في األسواق‪ ،‬وذاعت األشرطة التي تتوعد كل «مارق» بالعذاب األليم‪ ،‬وتمني كل‬ ‫خَنُوع بالنعيم‪ .‬وكانت النتيجة هي انتشار الخرافة وانسحاب الجماهير العريضة من ساحة المواجهة مع قوى اإلستبداد‬ ‫ٍ‬ ‫واإلستغاللوالرجعية‪.‬‬ ‫ربما هو مكر التاريخ الذي شاء أن يتزامن انهيار اإلتحاد السوفياتي مع دخول «العالم اإلسالمي» عصر انتشار‬ ‫الفضائيات‪ ،‬وما أن احتلت الهوائيات المقعرة سطوح وواجهات البيوت حتى انهمرت القنوات التي تولت‪ ،‬بشكل أو‬ ‫بآخر‪ ،‬نشر ثقافة «اإلسالميين»‪ ،‬وظهر القرضاوي وأمثاله من شيوخ التضبيع‪ ،‬وانساقت وراءهم القطعان‪ ،‬وشيئا‬ ‫فشيئا اختفى اليسار الذي كان يشكل إطارا يحتضن مطالب الفئات األكثر حرمانا داخل مجتمعات «العالم اإلسالمي»‪،‬‬ ‫وتالشت النقابات‪ ،‬وتغوّ َلت الرأسمالية وذيوُلها‪ ،‬وتم الدوس على مكتسبات الفئات المظلومة وحقوقها أكثر من‬ ‫أي وقت مضى‪ .‬وقاد كل ذلك إلى اتساع الهوة بين الثراء الفاحش والفقر المذقع‪ .‬وبينما كانت قوى اإلستبداد‬ ‫تجهزُ على آخر مكتسبات وحقوق العمال والموظفين وباقي الفئات الوسطى والدنيا كان «اإلسالميون»‬ ‫واالستغالل ِ‬ ‫يجدُّون ويكدُّون في نشر الخرافة‪ ،‬وثقافة االنقياد‪ .‬وحتى حين خرجت الجماهير إلى الشوارع سنة ‪ 2011‬فقد امتطى‬ ‫«اإلسالميون» انتفاضات «الربيع العربي» لكي يصلوا إلى السلطة أو إلى المشاركة فيها‪ ،‬وفي الحالتين معا كانت‬ ‫النتائجكارثية‪.‬‬ ‫لم تقم دولة الخالفة المزعومة التي ظل «اإلسالميون» يبشرون بها‪ ،‬وحتى حين قام ما قيل إنه كذلك‪ ،‬في‬ ‫جزء من سوريا والعراق‪ ،‬فإنه انهار تحت ضربات السوخوي الروسية دون أن تنقذه «طيرٌ أبابيل» ودون أن ينزل اهلل‬ ‫لنصرَته جنودا «لم تروها»‪ ،‬وحين تدخل الجيش إلنهاء حكم «اإلسالميين» في مصر وخرج محمد مرسي العياط‬ ‫من القصر إلى الزنزانة لم تزلزل األرض وال انشقت السماء‪ .‬وحتى حين اعتصم أنصاره في «رابعة العدوية» وقال‬ ‫لهم شيوخ الخرافة بأنهم شاهدوا «جبريل» يأتي لنصرتهم في الفجر فلم يأتهم‪ ،‬قبل الفجر بقليل‪ ،‬سوى رصاص‬ ‫القوات الخاصة‪ ،‬ثم انتهى األمر بجماعة «اإلخوان المسلمين» إلى الحظر وإغالق المقرات ومصادرة الممتلكات‪ ،‬أما‬ ‫في تونس فقد اضطر «اإلسالميون» إلى اإلعتراف بقوة الواقع وانخرطوا (مكرهين طبعا ال أبطاال!) في مشروع الدولة‬ ‫المدنية حتى أنهم لم يقاوموا مشروع قانون المساواة في اإلرث‪ .‬وفي المغرب‪ ،‬وبعد ما يناهز ثمان سنوات من‬ ‫قيادة «اإلسالميين» للحكومة‪ ،‬فإن البالد توجد على حافة انفجار إجتماعي ينذر بقيادتها إلى المجهول‪ .‬ولم تظهر‬ ‫إنجازات «اإلسالميين» بقدر ما ظهر استغاللهم لمناصبهم في مراكمة الثروات‪ ،‬وتكريس المحسوبية والزبونية‪،‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫وضرب مكتسبات الجماهير الشعبية التي وعدوها بما لم تعد به ليلى َقيْسَهَا وال َ‬ ‫بث ُ‬ ‫ينة جمي َلها‪ .‬كما لم تظهر‬ ‫منهم «الطهرانية» المزعومة وال الزهد المدَّعى في الدنيا ومتاعها‪ .‬بل سرق بعضهم زوجات بعض‪ ،‬واقتنوا الفيالت‬ ‫والسيارات الفاخرة‪ ،‬وكان منهم من قال إنه يريد اقتناء هيلوكبتر‪ .‬ولم تظهر منهم «العفة» وإنما ضُ ِب ُطوا متلبسين‬ ‫ب«الفاحشة» على عتبات الش َفق‪.‬‬

‫فشل سياسي‪ ،‬وإفالس أيديولوجي‪ ،‬وانفضاح أخالقي‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬هذه هي حصيلة «اإلسالميين» في كلمات معدودة‪ :‬الفشل السياسي‪ ،‬واإلفالس األيديولوجي‪ ،‬واإلنفضاح‬ ‫األخالقي‪ .‬وباإلقتصار على الحالة المغربية يحق لنا‪ ،‬في ضوء كل ما سبق‪ ،‬أن نتساءل‪ :‬ألم يئن األوان ليعود‬ ‫«اإلسالميون» إلى المساجد والزوايا ودور القرآن ليهتموا بالوضوء والتيمم وغسل الجنابة ودم الحيض والنفاس‬ ‫ويتركوا السياسة ألهلها؟‬ ‫إن واقع المغاربة اليوم اجتماعيا أسوأ بكثير مما كان عليه حتى في زمن سياسة التقويم الهيكلي‪ ،‬وفي عهد‬ ‫تلك الحكومات التكنوقراطية أو التي كانت تقودها «األحزاب اإلدارية»‪ .‬فآنذاك كان المغربي يشكو من ضيق مجال‬ ‫الحريات‪ ،‬ومن الرشوة‪ ،‬ومن الفساد اإلداري‪ .‬لكنه كان ـ على األقل ـ يجد سبيال إلى النزهة في نهاية األسبوع‪ ،‬ويمشي‬ ‫في األسواق ويأكل الطعام ويتبضع‪ ،‬ويراوده حلم بناء بيت وامتالك سيارة دون أن يتحول إلى فريسة بين مخالب‬ ‫وأنياب األبناك‪ ،‬أما اليوم فالموظفون في الساللم العليا ال يُكملون الشهر إال بالقطاني و المعجنات‪ ،‬والبسمة غادرت‬ ‫الوجوه وأصبحت‪ ،‬وأنت تسير في الشارع‪ ،‬ترى وجوه الناس عابسة مكفهرة من فرط اإلحساس بالغبن‪ .‬وبدل أن يكون‬ ‫المغرب قد استمر في أفق اإلصالح الذي فتحته حركة ‪ 20‬فبراير قبل سبع سنوات‪ ،‬ويذهب في اتجاه ترسيخ المؤسسات‪،‬‬ ‫والحداثة‪ ،‬وبناء الدولة المدنية‪ ،‬وإقرار المساواة التامة بين النساء والرجال‪...‬إلخ‪ ،‬ويعتني بالجانب اإلجتماعي من حياة‬ ‫المواطنين‪ ،‬فقد كانت السنوات السبع عِجَافاً على عموم الشعب‪ ،‬وسِمَاناً على «اإلسالميين» الذين أصبحوا يذهبون‬ ‫لممارسة العشق في باريس‪ ،‬بينما المواطن المغربي ال يجد فرصة للإلصطياف في شواطئ بالده ألن عليه أن يواجه‬ ‫في نهاية الصيف مصاريف الدخول المدرسي وعيد األضحى وغيرها من الالزم والزم الالزم‪ .‬وبينما تتراكم الماليين‬ ‫في حسابات «اإلسالميين» األصفياء األتقياء‪ ،‬الزاهدين في متاع الغرور‪ ،‬تتراكم القروض البنكية على مختلف فئات‬ ‫المأجورين وتهدد بعضهم بالطرد من بيته‪ ،‬واآلخر بفقدان سيارته‪ ،‬والثالث بأمراض القلب والشرايين‪.‬‬

‫كابوس ثقيل على الجميع!‬

‫وفي الحالة المغربية‪ ،‬بالضبط‪َّ ،‬‬ ‫شكل «اإلسالميون» كابوسا ثقيال على الجميع‪ .‬بدأوا تاريخهم باغتيال عمر‬ ‫ً‬ ‫بنجلون اليساري وتوَّجوه باغتيال بنعيسى أيت الجيد‪ ،‬اليساري أيضا‪ .‬وكما هدد فصيل منهم الملكية في السبعينيات‬ ‫ب«الطوفان» قام قيادي منهم في السنة الماضية ليعلن أن الملكية عائق أمام التنمية‪ ،‬وبعد أن هدد زعيمهم‪،‬‬ ‫صاحبُ العفاريت والتماسيح‪ ،‬أثرياء البلد بفرض ضريبة على الثروة انتهى به األمر إلى فرض اقتطاعات جديدة‪،‬‬ ‫وقاسية‪ ،‬على المأجورين‪ .‬وليست األمثلة عن ثقل كابوس «اإلسالميين» على الحياة السياسية واالجتماعية هي ما‬ ‫ينقص في كل األحوال‪ .‬فوجودهم خرَّب الجامعة المغربية وأفرغها من زخمها السياسي عبر ضرب اإلتحاد الوطني‬ ‫لطلبة المغرب‪ ،‬وخرَّب النقابات التي تسللوا إليها وحولوا بعضها إلى أذرع لتنظيماتهم‪ ،‬وحرَّض الجماهير على معاداة‬ ‫نفسها ويصوِّرَها للناس كعائق أمام التنمية‪ ،‬أي كعائق أمام‬ ‫قوى الحداثة والتقدم‪ ،‬قبل أن يحرض على الملكية ِ‬ ‫طموحاتهم المشروعة في آخر المطاف‪ .‬وهكذا فهم يُخربون‪ ،‬في النهاية‪ ،‬كل ما بناه المغاربة منذ جيل الحركة‬ ‫الوطنية إلى جيل ‪ 20‬فبراير‪.‬‬ ‫وبذلك يعلن «إسالميو» المغرب أيضا التحاقهم بركب الفشل واإلفالس واالنفضاح‪ .‬وخارج المغرب يبدو‬ ‫«اإلسالميون» وقد فشلوا فشال ذريعاً في كل مكان‪ .‬حتى في إيران (التي قد يتباهون بها) فهم لم ينجحوا سوى في‬ ‫جر البالد والشعب إلى سباقات منهكة وإلى عزلة دولية خانقة‪ .‬أما في تركيا فسيكون من الغباء االدعاء بأن النموذج‬ ‫«اإلسالمي» ناجح هناك ألن الناجح هناك فعال هو العلمانية التي استوعبت «اإلسالميين» وأوصلتهم إلى السلطة في‬ ‫ظل دستور علماني‪ .‬أما اإلسالم السياسي‪ ،‬الذي طالما أوهم القطعان ب «الصحوة»‪ ،‬فهو اآلن يحصد الهزيمة‪ .‬وعليه‬ ‫أن ينسحب قبل أن يسقط السقف على الجميع‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫إطالق نظام معلوماتي لتسيير مراقبة المنتجات الغذائية‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‬ ‫شرع المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات‬ ‫الغذائية‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬في نشر النظام المعلوماتي للسالمة‬ ‫الصحية للحيوانات والنباتات والمنتجات الغذائية بميناء‬ ‫طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫وأبرز بالغ للمديرية الجهوية بطنجة ‪ -‬تطوان ‪-‬‬ ‫الحسيمة للمكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات‬ ‫الغذائية‪ ،‬أنه بعد التطبيق الناجح للنظام المعلوماتي‬ ‫للسالمة الصحية للحيوانات والنباتات والمنتجات‬ ‫الغذائية‪ ،‬المعروف اختصارا بـ «سيبس»‪ ،‬بموانئ أكادير‬ ‫والدار البيضاء‪ ،‬شرع في تعميم استغالل هذا النظام في‬ ‫ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫ويسمح نظــام «سيبس» بالتبادل اإللكتروني‬ ‫للمعطيات‪ ،‬كالتصريح الجمركي ونتائج المراقبة الصحية‬ ‫للمكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪،‬‬ ‫مع مصالح إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يمكن من تقليص أوقات عبور البضائع‪.‬‬ ‫واعتبرت المديرية الجهوية للمكتب الوطني‬ ‫للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية أن نشر هذا‬

‫النظام المعلوماتي بميناء طنجة المتوسط يندرج ضمن‬ ‫«مشروع اإلدارة اإللكترونية الشاملة لكل عمليات التجارة‬ ‫الخارجية للمغرب»‪.‬‬ ‫وإلنجاح نشر برنامج «سيبس»‪ ،‬احتضن ميناء‬ ‫طنجة المتوسط‪ ،‬بداية األسبوع الماضي‪ ،‬لقاء تحسيسيا‬

‫وتكوينيا بشأن هذا النظام المعلوماتي المتعلق بمراقبة‬ ‫استيراد الحيوانات الحية والنباتات والمواد الغذائية‪ ،‬حيث‬ ‫شهد اللقاء حضور جميع الشركاء والفاعلين المتدخلين‬ ‫في عمليات التصدير واستيراد المنتجات الغذائية‪.‬‬

‫احتجاجات ضد الدعم الجمعوي بجماعة الفنيدق‬ ‫نواب ال يؤدون الضرائب والرئيس يتستر عليهم لترقيع التحالف‬ ‫كشفت وقفة احتجاجية تم تنظيمها‪ ،‬مساء الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬أمام الجماعة الحضرية للفنيدق‪ ،‬عن خبايا‬ ‫وكواليس تسيير الشأن العام المحلي‪ ،‬بالمدينة‪ ،‬حيث‬ ‫رفع مجموعة من الرياضيين شعارات قوية تطالب محمد‬ ‫قروق‪ ،‬رئيس المجلس‪ ،‬بالرحيل رفقة النائب بلعيد‬ ‫السدهومي عن حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫حرمانهم من الدعم الجمعوي بطرق ملتوية‪ ،‬وااللتفاف‬ ‫على الوعود واستهداف فريق كرة القدم (النادي‬ ‫الرياضي) الذي يمثل المدينة‪.‬‬ ‫وحسب مصادر األخبار‪ ،‬فإن رئيس الجماعة قام‬ ‫بدعم فريق النادي الرياضي بمبلغ ‪ 29‬مليون سنتم‪،‬‬ ‫لكن إدارة الضرائب اقتطعت ‪ 19‬مليون سنتم كواجبات‬ ‫للضرائب التي لم تؤد منذ سنوات عن مجموعة من‬ ‫األكشاك في ملكية الجماعة‪ ،‬وتم تفويتها إلدارة النادي‬ ‫المذكور قصد كرائها واالستفادة من مبالغ الكراء لدعم‬ ‫البراعم الصغار‪ ،‬وفتح المجال الستفادة جميع األطفال‬ ‫من التدريب وممارسة هواية كرة القدم‪.‬‬

‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن األكشاك التي توجد‬ ‫في ملكية الجماعة‪ ،‬تم كراؤها من طرف نواب للرئيس‪،‬‬ ‫لكنهم امتنعوا عن أداء الضرائب‪ ،‬رغم أن عقد الكراء‬ ‫الموقع مع إدارة النادي الرياضي ينص على أن المكتري‬ ‫هو من يقوم بدع الضرائب التجارية والمستحقات‬ ‫الخاصة باالستغالل المؤقت للملك العام الجماعي‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر ذاتها‪ ،‬فإن إدارة النادي‬ ‫الرياضي بالفنيدق تحضر لمقاضاة نواب الرئيس الذين‬ ‫تهربوا من أداء الضرائب‪ ،‬وذلك بعد األزمة الخانقة التي‬ ‫تعرفها ميزانية الفريق وغرقه في الديون‪ ،‬وتنصل رئيس‬ ‫الجماعة من كافة الوعود التي منحها سابقا‪.‬‬ ‫وحسب أحد المحتجين‪ ،‬فإن محمد قروق‪ ،‬رئيس‬ ‫الجماعة‪ ،‬طلب من أعضاء في مكتب النادي الرياضي‬ ‫عقد جمع عام استثنائي قصد تغيير أشخاص يعارضون‬ ‫المجلس وينتقدون حزب العدالة والتنمية‪ ،‬مقابل‬ ‫االستفادة من الدعم الجمعوي‪ ،‬وتمت مسايرته في‬ ‫أهدافه نتيجة الضغوطات وتغليب مصلحة الفريق األول‬

‫بالمدينة من طرف األعضاء المعنيين‪ ،‬لكن تبين أن كل‬ ‫ما سبق كان مرواغات سياسية فقط‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن واجب الرئيس اآلن‬ ‫هو دعوة نوابه المعنيين إلى دفع الضرائب التي تنص‬ ‫عليها عقود الكراء‪ ،‬ألنه ال يعقل أن يقوم البعض بتقسيم‬ ‫األكشاك وكرائها مرة ثانية بمبالغ عالية‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫مداخيل شهرية مهمة دون أداء الضرائب ومستحقات‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫هذا وينتظر أن تفتح مصالح عمالة المضيق –‬ ‫الفنيدق‪ ،‬تحقيقا موسعا في كراء األكشاك التابعة لجماعة‬ ‫الفنيدق‪ ،‬ومدى قانونية العقود التي أبرمت مع بعض‬ ‫نواب الرئيس‪ ،‬والتقسيم العشوائي‪ ،‬وكذا حيثيات وظروف‬ ‫التهرب من دفع الضرائب واالتهامات الموجهة للرئيس‬ ‫بالتستر على الملف‪ ،‬بغية ترقيع األغلبية الهشة وتوزيع‬ ‫غنيمة االمتيازات بشكل سري‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫شكوك تدفع السلطة إلى إلغاء ميزانية‬ ‫جماعتي مارتيل والفنيدق‬

‫حرك الغياب الطويل وترك المجال مفتوحا في وجه‬ ‫معظم الجماعات بجهة الشمال‪ ،‬للتالعب بالميزانية‬ ‫وتركيب أرقام مخيفة وهدر المال العام على المحروقات‬ ‫والهواتف والسفريات‪ ،‬واقتناء سيارات جديدة رباعية‬ ‫الدفع‪ ،‬وغيرها من األمور البعيدة عن التنمية المحلية‪،‬‬ ‫وعلى الخصوص البنية التحتية والمسالك الطرقية‬ ‫التي تعاني منها معظم الجماعات‪ ،‬وخاصة القروية‬ ‫منها‪( ،‬حرك) روح المسؤوية لدى عامل عمالة المضيق‬ ‫الفنيدق الذي يشتغل في صمت بعيدا عن الظهور‬ ‫والتقرب لوسائل اإلعالم‪ ،‬حيث أقدم‪ ،‬وألول مرة في‬ ‫تاريخ جهة الشمال‪ ،‬على رفض ميزانية لجماعتين‪ ،‬ووقف‬ ‫موقفا مشرفا رغم ضغوطات الحزبين المسيرين لهاتين‬ ‫الجماعتين‪ ،‬حسب رأي العديد من المراقبين‪ ،‬ويتعلق‬ ‫األمر بكل من الجماعة الترابية لمارتيل‪ ،‬والجماعة‬ ‫الترابية للفنيدق‪ ،‬واللتين رفض العامل المذكور‬ ‫ميزانيتيهما لسنة ‪ ،2019‬من أجل إعادة النظر فيهما‬ ‫وقراءتهما مرة ثانية‪ ،‬وهذا يدل على أن هناك أشياء‬ ‫غير عادية بالميزانية التي خصصت لمارتيل‪ ،‬التي تعود‬ ‫لحزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬والثانية بالفنيدق التي تعود‬ ‫لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬ويظهر من خالل هذا الرفض‬

‫الذي أقدم عليه عامل اإلقليم‪ ،‬أن الميزانيتين مشكوك‬ ‫في بعض بنودهما أو تفتقدان للمصداقية‪ ،‬وهو ما‬

‫يستدعي إحالتهما على المجلس األعلى للحسابات الذي‬ ‫يعود له أمر التدقيق والمحاسبة‪.‬‬

‫ماليين مخصصة‬ ‫للطرق القروية‬ ‫تسيل لعاب‬ ‫منتخبين بطنجة‬ ‫أفادت مصادر مطلعة بأن عددا من المنتخبين‬ ‫على رأس الجماعات القروية التابعة لعمالة طنجة‬ ‫أصيلة‪ ،‬بات يسيل لعابهم بسبب مبلغ مالي‬ ‫قدره ‪ 54‬مليون درهم مخصص إلحداث الطرق‬ ‫والمسالك القروية على مستوى مختلف الجماعات‬ ‫الترابية التابعة لعمالة طنجة أصيلة‪،‬حيث جاء هذا‬ ‫مباشرة بعد تقديم المديرية اإلقليمية للتجهيز‬ ‫والنقل و اللوجستيك والماء‪ ،‬عرضا في الموضوع‬ ‫على هامش أشغال الدورة العادية للمجلس‬ ‫اإلقليمي المذكور‪ ،‬والذي انعقدت أشغاله يوم‬ ‫االثنين الماضي بطنجة‪ ،‬حيث كشفت المديرية أن‬ ‫هذا االستثمار يتوزع على ‪ 10‬مشاريع‪ ،‬تم االنتهاء‬ ‫من خمسة‪ ،‬فيما تتراوح نسبة تقدم المشاريع‬ ‫الخمسة المتبقية بين ‪ 2‬و ‪ 80‬في المائة‪.‬‬ ‫ويتم إنجاز هذه المشاريع‪ ،‬التي تدخل‬ ‫في خانة الطرق غير المصنفة التي تعتبر من‬ ‫االختصاصات الذاتية للجماعات الترابية‪ ،‬بتعاون‬ ‫بين وزارة التجهيز والنقل و اللوجيستك ومجلس‬ ‫عمالة طنجة أصيلة ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم‬ ‫الشمال وعدد من الشركاء المؤسساتيين‪.‬‬ ‫إذ انه على مستوى الجماعة الترابية دار‬ ‫الشاوي‪ ،‬تم االنتهاء من مشروع باستثمار يصل‬ ‫إلى ‪ 4.09‬ماليين درهم لبناء طريق على مسافة‬ ‫كيلومترين لربط دوار عيون القصب بالطريق‬ ‫اإلقليمية رقم ‪ ،4607‬فيما سيربط هذه األخيرة‬ ‫بدوار بني منكود‪ ،‬بلغت أشغاله نسبة ‪ 10‬في‬ ‫المائة وباستثمار يصل إلى ‪ 3.3‬ماليين درهم‪.‬‬ ‫أما بجماعة العوامة‪ ،‬فتوقف مشروع بناء‬ ‫طريق على مسافة ‪ 4‬كيلومترات‪ ،‬باستثمار يصل‬ ‫إلى ‪ 6.4‬ماليين درهم نحو دوار الشريعة‪ ،‬فيما‬ ‫أطلقت أشغال طريق بين مركز جماعة سيدي‬ ‫اليماني والطريق الجهوية رقم ‪ 417‬بطول ‪3.2‬‬ ‫كيلومترات‪ ،‬وبغالف مالي يصل إلى ‪ 6.61‬ماليين‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫كما تم االنتهاء من بناء طريق تربط بين‬ ‫الطريق الوطنية رقم ‪ 1‬والطريقة اإلقليمية‬ ‫رقم ‪ 4603‬على مستوى جماعة أقواس بريش‪،‬‬ ‫باستثمار يصل إلى ‪ ،5.54‬ماليين درهم وبطول‬ ‫‪ 3.9‬كيلومترات‪ ،‬فيما بلغت األشغال نسبة ‪ 50‬في‬ ‫المائة لبناء طريق بطول ‪ 2.9‬كيلومتر وغالف مالي‬ ‫يناهز ‪ 3.49‬ماليين درهم لربط الطريق اإلقليمية‬ ‫‪ 4602‬ودوار شراقة بجماعة حجر النحل‪.‬‬ ‫في الوقت الذي باتت وكالة الشمال تشرف‬ ‫على هذا الملف‪ ،‬وذلك قصد إبعاد المنتخبين من‬ ‫التصرف فيه‪ ،‬حتى ال يتم استعماله كقضية للتقرب‬ ‫من المواطنين انتخابيا‪ ،‬بعد أن تم تسجيل قضايا‬ ‫مماثلة وصلت إلى درجة‪ ،‬تراشق فرق األغلبية‬ ‫والمعارضة داخل هذه المجالس‪ ،‬حول أحقيتها في‬ ‫اإلشراف على مثل هذه الملفات‪ ،‬حيث سجل هذا‬ ‫األمر أثناء تقديم هذا العرض على هامش أشغال‬ ‫هذه الدورة التي جاءت مقتضبة‪ ،‬وتم التصويت‬ ‫بعجالة على هذه النقاط‪.‬‬ ‫األخبار ‪ :‬محمد أبطاش‬

‫نـداء إنـساني‬ ‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبـي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفــه الطبــي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هـــذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمد يد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بني مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫اقتصاد‬ ‫عودة المغرب إلى البنك الدولي القتراض ‪ 100‬مليون دوالر‬

‫بعد أن استدان المغرب من البنك‬ ‫الدولي في سنة ‪ 2016‬واستفاد من قرض‬ ‫آخ��ر بقيمة ‪ 100‬مليون دوالر من أجل‬ ‫تقوية تسييره ألخطار الكوارث‪ ،‬فإن هذا‬ ‫القرض سيخفف من عبء الكوارث الطبيعية‬ ‫التي تعاني منها المملكة وعلى رأسها‬ ‫الفيضانات والحريق والجفاف‪.‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫ومن جهة ثانية‪ ،‬صرح‪%33,5‎‬من المستجوبين أنهم يضطرون إلى اإلستدانة في نهاية الشهر لتلبية‬ ‫حاجاتهم من المشتريات وأن‪ %3,8‎‬منهم هم الذين يستطيعون توفير جزء من مداخلهم قصد اإلستثمار‬ ‫أو نفقات الحقة‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫مجموعة ‪ Mutandis‬في بورصة القيم‬ ‫وأخ��ي��را تم تسجيل دخ��ول مجموعة‬ ‫‪ ،Mutandis‬المتخصصة في إنتاج المواد‬ ‫اإلستهالكية مثل عصير البرتقال مراكش‬ ‫ومنتوجات التنظيف مثل ‪ …Maxis‬إلى‬ ‫بورصة القيم بالدار البيضاء مع بداية شهر‬ ‫دجنبر من سنة ‪.2018‬‬

‫وتصل خسائرالمغرب المترتبة عن‬ ‫الكوارث الطبيعية إلى تقريبا ‪ 800‬مليون‬ ‫دوالر أو ما يعادل ‪ 7,8‬مليار درهم أو‪%0,8‎‬‬ ‫من الناتج الداخلي الخام المغربي‪.‬‬ ‫وتقدر الكوارث الطبيعية المتعلقة بالفيضانات بما مجموعه ‪ 400‬مليون دوالر في حين تصل كلفة‬ ‫الجفاف إلى ‪ 360‬مليون دوالر سنويا‪.‬‬ ‫ولم تطلب المملكة من البنك الدولي أن يمنحها فقط قرضا بقيمة ‪ 100‬مليون دوالر وإنما أيضا‬ ‫لمواكبة ومساعدة الحكومة في وضع سياسة جديدة تعتمد على منع المخاطر وتوقعها‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫مخطط ‪ Junker‬لالستثمارات األوروبية‬ ‫لقد حشد مخطط جون كلود جانكر‬ ‫(رئيس المفوضية األوروبية ) أو ما يسمى‬ ‫بمخطط اإلستثمار من أجل أوروبا ما يناهز‬ ‫‪ 360‬مليار أورو من االستثمارات ترجع‪%66‎‬‬ ‫من هذه الميزانية إلى القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وق��د اس��ت��ف��ادت م��ن ه��ذا المشروع‬ ‫الضخم أكثر من ‪ 850.000‬شركة صغيرة‬ ‫ومتوسطة الحجم مما أدى إلى رفع الناتج‬ ‫الداخلي الخام لالتحاد األوروب��ي بنسبة‬ ‫‪ %0,6‎‬وخلـق ما ال يقل عن ‪750.000‬‬ ‫منصب شغل‪.‬‬ ‫ومع نهاية العام ‪ 2020‬سيصل عدد مناصب الشغل التي سيتم خلقها إلى ‪ 1,4‬مليون منصب في أهم‬ ‫القطاعات اإلقتصادية كالفالحة والرقمنة والنقل وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫وتطمح المفوضية األوروبية أن ترفع من هذه الميزانية لتصل بعد سنة ‪ 2020‬إلى ما يناهز ‪ 650‬مليار‬ ‫أورو معتمدة في ذلك منهجي ة �‪FESI (fonds européen pour les investissements straté‬‬ ‫‪ )giques‬الصندوق األوروبي لالستثمارات االستراتيجية‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫تناقضات سوق الشغل المغربية‬ ‫من أهم التناقضات التي تعاني منها‬ ‫السوق المغربيــة للشغـــل هي أن ‪1,79‬‬ ‫مليون “أجير” يقومون بعمل غير مأجور‬ ‫و‪ 3,43‬مليون “ أجير” ال يتوفرون على عقد‬ ‫عمل كيفما كان نوعه‪.‬‬ ‫وتؤكد المندوبية السامية للتخطيط‬ ‫أيضا أن ‪ %41,8‎‬من األجراء يعملون أكثر‬ ‫من ‪ 48‬ساعة أسبوعيا وأن ‪ 8,297‬مليون‬ ‫عامل ال يتوفرون على التغطية الصحية‪.‬‬ ‫وأعلن ‪ %20‎‬من األج���راء أنهم غير‬ ‫راضين عن عملهم ومؤسساتهم وأنهم‬ ‫يبحثون جادين عن تغيير عملهم أو المؤسسة التي يعملون بها‪.‬‬ ‫هذا يعني أن السوق المغربية للتشغيل لم ترق بعد إلى مستوى األسواق األخرى وأن هناك تناقضات‬ ‫كبيرة ومتعددة يجب العمل على إزالتها بوضع برامج تتعلق بالتكوين والمواكبة وخفض الضرائب…‬ ‫بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة ألنها تمثل أكثر من‪ %93‎‬من نسيجنا االقتصادي‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫هل المغاربة يستهلكون منتجات محلية أو مستوردة ؟‬ ‫جاء في استطالع ال��رأي الذي قامت‬ ‫به ‪ Sunergia‬مؤخراً والذي شارك فيه‬ ‫‪ 1000‬شخص من أصل ‪ 5.342‬شخص‬ ‫تم اإلتصال بهم أن ‪ %60‎‬من المغاربة‬ ‫يفضلون استهالك منتوجات محلية أو‬ ‫صنعت بالمغرب‪.‬‬ ‫وتصل نسبة المغاربة التي تتجاوز‬ ‫أعمارهم ‪ 65‬سنة والتي تفضل استهالك‬ ‫البضائع المغربية إلى ‪ %75‎‬في حين أن‬ ‫الشباب والذين تتراوح أعمارهم ما بين‬ ‫‪ 15‬و‪ 24‬سنة يفضلون استهالك المنتجات‬ ‫المستوردة والتي لها ماركة عالمية ال سيما تلك التي تتعلق بالمالبس واألحذية الرياضية والساعات‬ ‫والهواتف النقالة…‬

‫وتمت هذه العملية بالرفع من رأس‬ ‫مال الشركة وبيع ما ال يقل عن ‪ 400‬مليون‬ ‫درهم من األسهم بثمن محدد في ‪180‬‬ ‫درهم لكل سهم‪.‬‬ ‫ويؤكد عادل الدويري مؤسس ومدير مجموعة ‪ Mutandis‬أن الهدف من هذه العملية هو تمكين‬ ‫المستثمرين أن يصبحوا مالكين ألسهم الشركة وأن يساهموا في هذا المشروع المربح‪ .‬كما أن هذه العملية‬ ‫ستمكن المساهمين في الشركة أن يتوفروا على سيولة كاملة أو نسبية لمساهمتهم في رأس مال الشركة‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫القروض المجهرية ‪ :‬سقف جديد‬ ‫لقد صادقت لجنــة الماليـــة لغرفـــة‬ ‫المستشارين على مشـــروع قانون يتعلق‬ ‫بالقــروض المجهريـــة (‪)Micro Crédit‬‬ ‫وال��ذي سيدخل حيز التطبيق خالل سنة‬ ‫‪.2019‬‬ ‫وأهم بند في هذا المشروع هو الرفع‬ ‫من سقف القروض المجهرية من ‪50.000‬‬ ‫إلى ‪150.000‬درهم‪.‬‬ ‫وجاء هذا القرار استنادا إلى بحث ميداني‬ ‫مفاده أن ‪ %31‎‬من الشركات الصغيرة جدا‬ ‫والتي يصل عددها إلى أكثر من ‪ 21.000‬وحدة والتي ال تعتبر زبونا لجمعيات القروض المجهرية ‪ ‬ترغب في‬ ‫الحصول على قروض تتجاوز مبالغها ‪ 50.000‬درهم‪.‬‬ ‫لكن من المالحظ أن معدل الفائدة الذي يطبق على هذه المبالغ يبقى مرتفعا مقارنة مع القروض‬ ‫الكالسيكية األخرى‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫المدارس العليا لألساتذة ستغلق أبوابها‬ ‫لقد قررت لجنة التنسيـــق للتعليــم‬ ‫العالي إغالق جميع أبواب المدارس العليا‬ ‫‪Les Ecoles Normales Supéri‬‬‫‪ )eures (ENS‬والجامعــات الستــة التي‬ ‫توجد بها المدارس العليا لألساتذة أصبحت‬ ‫مطالبة بتحويلها إلى مدارس عليا للتربية‬ ‫والتكوين( )�‪ESEF) Écoles Supéri‬‬ ‫‪eures de l’Education et de la For‬‬‫‪.)mation‬‬ ‫وهكذا أصبح واجبا على الجامعات‬ ‫المغربية العمومية اإلثنى عشر أن تفتح هذه المدارس (‪ )ESEF‬الجديدة‪ ،‬ابتداء من الموسم الجامعي‬ ‫المقبل‪ .‬وستساهم هذه المدارس في تكوين ما ال يقل عن ‪ 100.000‬مدرس في أفق سنة ‪.2025‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫تمودة و الرحلة عبر أزمنة الزمان‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ُ‬ ‫ال�سانحات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫�س�أع ّلمك �أ�صابعي‪..‬‬

‫‪ ...‬لعلنا نالمس المستجد التاريخي‪ ،‬نحن تالميذ‬ ‫األمس البعيد وتالميذ اليوم‪ ،‬إذ ُّ‬ ‫نطل من باب النصر‬ ‫على ذاكرة الموقع األثري‪ ،‬في رحلة إلى ثمودَة‪ ،‬التي‬ ‫تعني باألمازيغية‪ ،‬المستنقع المتصل بمجرى النهر‪،‬‬ ‫وهي لغة ليبية‪.‬‬ ‫سافرنا بخيالن��ا عبر الزمان إلى القرن الثالث قبل‬ ‫المي�لاد نحو نهر مرتي��ل على متن ش��راع تتالطمه‬ ‫األمواج والرياح في بحر الظلمات‪ ،‬لترْسوَ بنا السفينة‬ ‫في مدينة تم��ودة‪ .‬المدينة التي تجثو في حجر جبل‬ ‫غورْغيز‪ ،‬بين األخشبين «درْسة» و «غورْغيز»‪ ،‬على‬ ‫ضف��اف نه��ر «المحن��شْ»‪ ،‬وهوامتداد لمج��رى واد‬ ‫مرتيل‪ ،‬الذي أخذ منه اسم��ه «مرتيل» والذي يصبُّ‬ ‫ف��ي البح��ر األبي��ض‬ ‫المتوس��ط‪ .‬م��ن هذا‬ ‫المنفذ لبحر الحضارات‬ ‫أبح��رتْ واستوطن��تْ‬ ‫المملك��ة «الموري��ة»‬ ‫مدين��ة تم��ودة‪ .‬وقد‬ ‫اكتش��ف ه��ذا الموقع‬ ‫اإلسبـانـــ��ي «سيـــزار‬ ‫لويس دي مونطالبان»‬ ‫سن��ة ‪1921‬م خ�لال‬ ‫الحفائر التي أجراها في‬ ‫المنطقة‪ .‬وأدْرجتْ في‬ ‫الئحة التراث الوطني ‪..‬‬ ‫راودنــــ��ي حــلمُ‬ ‫اليقظ��ة إلى سف��ر عبر‬ ‫الزم��ان ف��ي غياب��ات‬ ‫التأري��خ‪ ،‬وه��و مفهوم‬ ‫يتمث��ل ف��ي فلسف��ة‬ ‫المك��ان والزم��ان من‬ ‫نسج الخيال‪.‬‬ ‫في القـــ��رن األول‬ ‫قب��ل المي�لاد صكــتْ‬ ‫نقـــ��ود برونزي��ة ف��ي‬ ‫اس��م المدين��ة بكتابة‬ ‫«البوني��ة» وبأسم��اء‬ ‫ملوكها‪ .‬وهي المدينة‬ ‫«الموري��ة» الت��ي كان‬ ‫له��ا ميناء على واد مارتيل‪ .‬وتصمي��م األبنية األثرية‬ ‫للمدين��ة «الموريـــ��ة» ج��اءت بخصائ��ص النسيــج‬ ‫العمرانــــ��ي اليونان��ي (الهيليني) ف��ي ذلك الزمان‪.‬‬ ‫لشوارعها أربعة أب��واب‪ ،‬من الشرق والغرب والشمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬بسواقي المياه وحمام روماني‪ .‬على ناصية‬ ‫الشارع الرئيسي محالت تجاري��ة‪ ،‬وهناك أيضا ساحة‬ ‫عامة‪ .‬عرفت كذل��ك صناعات الخزف‪ .‬كما كانت لها‬ ‫تج��ارات مع شبه الجزيرة اإليبيرية ومع القرطاجنيين‪،‬‬ ‫إذ استأث��رت بثقافته��م وبحضارته��م‪ .‬حتى أصبحت‬ ‫مدين��ة كبيرة‪ .‬أكدت دراسات النق��وش عند الحفائر‬ ‫اكتش��اف حفريات من القارورات والقوالب والمصابيح‬ ‫والمباخر والصحون وع��دة أوان والعمالت بوجهين‪.‬‬

‫دم��رتْ مدينة تمودة في نهاية القرن األول للميالد‪،‬‬ ‫بحروب بي��ن المملكتين المورية الغربي��ة والمورية‬ ‫الشرقي��ة بالجزائر‪ .‬ودمرت ثانية على أيدي الجيوش‬ ‫الروماني��ة حواليْ سنة أربعين للمي�لاد‪ ،‬بعد اغتيال‬ ‫آلخر ملوك الموريين «بطليموس»‪ ،‬ثمَّ ضُمَّتْ إلى‬ ‫اإلمبراطوري��ة الرومانية على عه��د «كلود»‪ .‬فقضى‬ ‫الرومان على القرطاجنيين واستعمروا شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫نصَّبَ الروم��ان «جوبا الثاني»‪ ،‬مال��ك مغربي‪ ،‬على‬ ‫المملكة المورية‪ .‬تزوج هذا األخير بنت «كليوبترا»‪،‬‬ ‫فأنجب��تْ له ولدا اسمه «بالتيم��وس»‪ .‬وقد قاومتْ‬ ‫تم��ودة الوج��ود الرومان��ي‪ ،‬فدمَّروها‪ ،‬وبن��وا حصناً‬ ‫للحامية العسكرية الروماني��ة في نهاية القرن األول‬ ‫لميالد المسيح (علي��ه السالم)‪ .‬فأصبحت تنسب إلى‬ ‫الوج��ود الرومان��ي‬ ‫إل مبر ا طو ر يته��م‬ ‫التابعة لموريطانيا‬ ‫الطنجية ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن الموقع يحتاج‬ ‫إل��ى خط��ة علمي��ة‪،‬‬ ‫ولجولة جديدة لمسح‬ ‫أث��ري ف��ي المنطقة‪،‬‬ ‫ف�لا يمك��ن له��ا ْ‬ ‫أن‬ ‫تقف عند ه��ذا الحدّ‪،‬‬ ‫وقد غط��تْ أراضيها‬ ‫أطن��ان م��ن األتربة‪،‬‬ ‫أتت بها عوامل الزمن‬ ‫من��ذ مئ��ات السنين‪.‬‬ ‫فال شك َّ‬ ‫أن هناك تحت‬ ‫الثرى ف��ي هذا الصرح‬ ‫المعم��اري األثــــ��ري‬ ‫َّ‬ ‫ولع��ل هناك‬ ‫حفري��ات‪،‬‬ ‫معبداً ما زال يقبع تحت‬ ‫األنق��اض‪ ،‬أو معاب��د‬ ‫وثنية‪ ،‬أو حتى مسيحية‬ ‫بعد ميالد عيسى (عليه‬ ‫الس�لام)‪ ،‬ف��ي الق��رن‬ ‫األول للميالد ‪..‬ال يُقبل‬ ‫التبرير تح��ت أيّ ظرف‬ ‫وب��أيّ شك��ل‪ .‬م��ا برح‬ ‫الموق��ع يحت��وي على كن��وز‪ ،‬وعلى ما ه��و أكثر كلية‬ ‫مما يوج��د اآلن‪ْ ،‬‬ ‫إن استخدم��تْ التكنلوجيا الحديثة‬ ‫المتوف��رة‪ ،‬والت��ي ل��م تكن موج��ودة من قب��ل‪ ،‬بما‬ ‫فيها األقمار االصطناعي��ة الستكشاف باطن األرض‪،‬‬ ‫مفاهيم التطور والصيرورة لحض��ارات اختلطت فيها‬ ‫المورية والقرطاجني��ة والرومانية ‪ ..‬وإذ يقتضي من‬ ‫وزارة الثقاف��ة استثمار عناصر تل��ك القِيم التاريخية‬ ‫خرجنا توّاً من عوالم تخييلية‬ ‫له��ذه المعلمة ‪..‬‬ ‫لسفر عبر أزمنة تتقاطع منذ القرن الثالث قبل الميالد‪.‬‬ ‫فطوينا زم��ان المواضي وقد جرتْ بن��وع من الخيال‬ ‫عل��ى موقع مدائن تمودة‪ ،‬لتنطلق من الزمن الراهن‬ ‫لحظة الكتابة ‪،‬و قد انتهت رحلتنا بمشد البداية على‬ ‫أديم تمودة األثري‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫معرو�شات‪،‬‬ ‫أحدوك �إلى‬ ‫�س�أعلِّمك �أ�صابعي‪ ،‬اليوم‪ ،‬ما ال تعلمني‪ ،‬و�‬

‫ٍ‬ ‫أفنان ع�رشةٌ من‬ ‫وترنيمات‪ ،‬وباحةِ �شدوٍ وارفةٍ خ�رضاء‪ ..‬ف�أنت � ٌ‬ ‫كرمةِ خيايل‪ ،‬وبياين‪ ،‬و�صبابتي‪ ،‬ولهاثي‪!..‬‬ ‫وفطامكِ‬ ‫ِ‬ ‫وحبوك على ت�رسيحةِ بهاءٍ ‪،‬‬ ‫نه ِد مالحةٍ ‪،‬‬ ‫ر�ضاعتكِ من ْ‬ ‫ُ‬ ‫و�شبابكِ‬ ‫ُ‬ ‫وعري�س ُك‬ ‫قطاف رغدٍ‪ ،‬و�سنابلُ نُعمى‪،‬‬ ‫نغم‪،‬‬ ‫يف عري�ش ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فردو�س‪ ..‬فهذه �سبيلكِ‬ ‫ِ‬ ‫قمر �أو‬ ‫و�صباحات‪،‬‬ ‫بالغات‬ ‫اب‬ ‫ّ‬ ‫جو ُ‬ ‫ومولودك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫من غ�ضارةِ العودِ �إلى انثيالِ ال�شيخوخةِ الواهنةِ املحدودبةِ ‪..‬‬

‫و�صخَ به‪،‬‬ ‫�س�أعلّمكِ �أ�صابعي كيف تغازلني الألوان‪ :‬الأحمر بغُ نجه َ‬ ‫ب�شحوبه ُ‬ ‫والأزرق بفُ�سحته ون�ضارته‪ ،‬والأ�صفر ُ‬ ‫وذهوله‪ ،‬والأ�سود‬ ‫وهيبته‪ ،‬والأبي�ض بلأالئه وعافيته‪ ،‬والأخ�رض مبِ مراعه‬ ‫بعبو�سه‬ ‫ْ‬

‫أغر ‪.‬‬ ‫وممِ راحه‪ ،‬والأرجواينّ ب�شميمهِ ال ِّ‬

‫وباء‬ ‫ألف ال َأرج‪،‬‬ ‫ترو�ضني‬ ‫�س�أعلّمك �أ�صابعي كيف‬ ‫َ‬ ‫احلروف ‪َ � :‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫و�شني ّ‬ ‫وعني العفّة‪،‬‬ ‫ال�شفوف‪،‬‬ ‫الرفيف‪،‬‬ ‫وحاء احلُ داء‪،‬‬ ‫البهاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وراء ّ‬ ‫وهاء الهداية َّ‬ ‫ال�شجراء‪..‬‬ ‫ونون ال ّنبالةِ ‪،‬‬ ‫وميم املثالةِ ‪،‬‬ ‫والم اللَّيان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ملعب‬ ‫ت�سمني الأ�شياء بغري �أ�سمائها‪ :‬الفجر‬ ‫ُ‬ ‫�س�أعلّمكِ �أ�صابعي كيف ّ‬ ‫ُ‬ ‫فوراة‬ ‫النَّدى‪ ،‬واحلقل �‬ ‫أرجوحة الهديلِ ‪ ،‬والغيم بلبلُ املاء‪ ،‬واجلدولُ ( ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫�شامة الزهور‪ ،‬والق�صيدةُ �سل�سلُ النّمري ‪ ..‬وال‬ ‫والفرا�ش ُة‬ ‫الظم�أ )‪،1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫متربجات !‬ ‫ناهدات‬ ‫ا�ستعارات‬ ‫�أحلى من‬ ‫ّ‬

‫ٍ‬ ‫بالءات ملتهبةٍ ‪ ،‬وتنت�صبني يف‬ ‫�س�أعلّمك �أ�صابعي كيف جتهرين‬

‫وتتعممني‬ ‫املكاره‪ ،‬وتذودين عن الكلمات‪ ،‬وتر�سمني باملهجةِ ‪،‬‬ ‫ّ‬

‫يوم النفري (�شالَّلُ‬ ‫َ‬ ‫بالعلَم ال ِّ‬ ‫أ�شم من بوغازهِ �إلى �صحرائهِ ‪ .‬وك�أنّك َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ُ‬ ‫وقيامة القيامة‪..‬‬ ‫الأ�سود) ‪،‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫‪.......................................‬‬

‫و�سلْوى‪،‬‬ ‫دق‬ ‫َّ‬ ‫اجلر�س‪ ،‬فاخرجي �أ�صابعي �إلى ف�سحةِ فيَ ْ ءٍ ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وم ٍّن‪َ ،‬‬

‫در�س ٍ‬ ‫والورق‪،‬‬ ‫احلبق‪،‬‬ ‫غزلِكِ الو�ضيء‪ ،‬وطيبِك يف‬ ‫وغد ًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثان عن ْ‬ ‫ٌ‬ ‫وحدائق البيان !‬ ‫ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫‪ )1‬عنوان جمموعة للأديب محمد ال�صباغ‪.‬‬ ‫‪ )2‬عنوان جمموعة للأديب محمد ال�صباغ ‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫نزهة سلطان الطلبة‬

‫(من مذكرات األستاذ محمد داود) (‪)2/1‬‬ ‫‬‫من المعروف أن نزهة «سلطان الطلبة» إنما هي عادة اكتسبتها القرويين منذ فجر الدولة العلوية‪ ،‬حيث «قرر المولى‬ ‫الرشيد أن يمنح عطلة ربيعية للطالب الذين رافقوه في المعركة ضد اإلقطاعية‪ ،‬فأعطاهم حق تنصيب سلطان عليهم طيلة‬ ‫أيام العطلة‪ ،‬فكان هذا السلطان يرشح نفسه من بين الطلبة اآلفاقيين‪ ،‬بعد أن يشتري سلطنته بالمزاد العلني‪ ،‬ثم يعيش‬ ‫سلطان الطلبة في هذا الجو المرح خمسة عشر يوما على ضفاف وادي الجواهر من مدينة فاس‪ .‬والعادات التقليدية التي‬ ‫كانت تجري بمناسبة تنصيبه تدل على مدى تكريم السلطة المركزية للمعاهد العلمية» (‪.)1‬‬ ‫وكان سلطان البالد يقدم الهدايا لسلطان الطلبة‪ ،‬باإلضافة إلى تلبية طلباته التي غالبا ما تكون عبارة عن طلب‬ ‫للعفو عن بعض من أصدَر في حقهم عقابا معينا‪ ،‬أو السماح لمن ارتكب معصية من المعاصي‪ ،‬أو اإلعفاء من تأدية بعض‬ ‫المغارم لمن ال يستطيع تأديتها‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ولقد صادفتني‪ ،‬وأنا أبحث بين مذكرات والدي األستاذ محمد داود رحمه اهلل‪ ،‬تقاييد وأوراق تتعلق بهذه النزهة‪ ،‬فأثار‬ ‫انتباهي فيها شيئان‪:‬‬ ‫أولهما اهتمام طلبة العلم بإنجاز هذا النشاط الترفيهي الذي كان بمثابة العطلة السنوية التي يمرحون فيها‬ ‫ويتمتعون ويستعيدون نشاطهم واستعدادهم للتحصيل واالستفادة‪.‬‬ ‫وثانيهما ما كان يشغل بال الشباب المغربي – الذي يمثله األستاذ داود في هذه المذكرات – مما يراه من األحداث‬ ‫التي وسمت مغرب الربع األول من القرن العشرين‪ ،‬حيث كانت الكلمة للمستعمرين‪ ،‬بينما كان األهالي يلقون من اإلهانات‬ ‫ما يوقع في أنفسهم الغل والكدر‪.‬‬ ‫ومن هنا أردت أن أتوقف عند هذه الوريقات التي تنقل لنا بقلم أمين‪ ،‬مشاهدات الشاب محمد داود – طالب القرويين‬ ‫– في نزهة «سلطان الطلبة» بفاس‪ ،‬ثم ما كان هذا الطالب يؤمله من تنظيم لشؤون الطلبة‪ ،‬وذلك بتهيئ القانون الخاص‬ ‫بهذه النزهة بعد عودته إلى تطوان‪.‬‬ ‫فهذه صورة حية‪ ،‬ونقل مباشر ألحداث وقعت في وادي فاس‪ ،‬وذلك في شعبان عام ‪1340‬هـ الموافق ألبريل سنة‬ ‫‪1922‬م‪ ،‬اقتطفتها من مذكراته‪ ،‬حيث سجل بعض مشاهداته ومالحظاته أثناء هذه النزهة‪ ،‬جريا على عادته في تدوين‬ ‫مذكراته منذ فترة شبابه‪ .‬فلقد وجدت في بعض أوراقه الخاصة مسودات تحمل تسجيال ألحداث هذه النزهة‪ ،‬حيث كان‬ ‫إذ ذاك شابا من طلبة العلم بجامع القرويين بفاس‪ ،‬فصار يسجل ما يشاهده بقلمه البسيط الذي لم يتعمد فيه األسلوب‬ ‫األدبي البارع‪ ،‬وال الكتابة القائمة على اختيار الكلمات المنمقة والزخارف الكالمية‪ ،‬وإنما كتب ذلك بروح المدوّن للحقائق‬ ‫حفظا للتاريخ‪ ،‬والمصور لألوضاع كما هي‪ ،‬دون أن يهمل اإلشارة إلى ما تجيش به نفسه من االعتزاز بالنفس‪ ،‬وعدم الرضى‬ ‫باإلهانة من طرف الغير؛ هذا باإلضافة إلى تسجيل األلم الذي كان يحس به ويعبر عنه‪ ،‬عند مشاهدة اإلهانات التي كان‬ ‫يتلقاها المغاربة المسلمون من طرف النصارى أو الحراس التابعين لهم من المغاربة‪ ،‬أو الحرس السود الذين يعبر عنهم‬ ‫بقوله(السنيغال)‪.‬‬ ‫هي يوميات تبتدئ من يوم األحد ‪ 11‬شعبان ‪1340‬هـ‪ ،‬وتنتهي يم األحد ‪ 18‬منه‪ .‬ولقد وصف فيها مقدمات النزهة‬ ‫واالستعدادات التي قام بها مع جماعة من أصدقائه‪ ،‬فتحدث عن كيفية اختيار المساهمين فيها‪ ،‬وعن األشياء والمواد‬ ‫التي اتفقوا على تحضيرها‪ ،‬وعن تحديد موعد االنطالق‪ ،‬كما تطرق لوصف الحفل الذي وقع بحضور الخليفة السلطاني‬ ‫موالي المهدي‪ ،‬وتقديمه للهدايا التي سلمها لسلطان‬ ‫الطلبة‪ ،‬لكي يسجل بعد ذلك تفاصيل الحفل الكبير الذي‬ ‫ترأسه رئيس الجمهورية الفرنسية الذي كان يقوم في تلك‬ ‫األيام بزيارة للمغرب‪ ،‬هذا الحفل الذي حضرته الشخصيات‬ ‫الرسمية التي تم توشيحها باألوسمة من طرف الرئيس‪.‬‬ ‫ولقد أحببت أن أورد تفاصيل هذا الحفل بالخصوص‪،‬‬ ‫ألن األستاذ داود يبدو في وصفه دقيق المالحظة إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬حيث إنه وصف المشهد بطريقة تجعل القارئ كأنه‬ ‫يشهد معه الحدث‪ ،‬متتبعا جميع الحركات والسكنات‪،‬‬ ‫ومصورا لجميع الجوانب التي تضمها الصورة المتحدث‬ ‫عنها‪ ،‬مع إحصاء دقيق لكل ما رآه مما يسترعي االنتباه‪.‬‬ ‫ثم إنه قد ذيل مذكراته هذه بمجموعة من‬ ‫المالحظات التي يمكن أن نستخلص منها معلومات مهمة‬ ‫حول نوعية الشخصيات التي شاركت في هذه النزهة من‬ ‫شيوخ وطلبة‪ ،‬وكذا األنشطة التي كانت تزاول فيها من‬ ‫طرفهم‪ ،‬كالسباحة وغيرها‪ ،‬ثم وصف الجو الذي كان يسود‬ ‫أثناء هذه النزهة من بسط وغناء وسهرات‪ ،‬ثم نوعية‬ ‫الوسائل التي كانت تستعمل للتنقل من وسط مدينة فاس‬ ‫إلى مكان النزهة (وادي فاس)‪ ،‬واألجرة التي كانت تؤدى‬ ‫ألصحاب تلك الوسائل ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ففي يوم الثالثاء ‪ 13‬شعبان ‪1340‬هـ الموافق ليوم‬ ‫‪ 11‬أبريل سنة ‪1922‬م‪ ،‬وصف الشاب محمد داود ما شاهده مع رفيقه السيد محمد الحجام من حفل تقديم الهدايا إلى‬ ‫سلطان الطلبة من طرف الخليفة السلطاني موالي المهدي‪ ،‬الذي يقول إنه كان مرفوقا بالباشا بوشتى ابن البغدادي‪،‬‬ ‫والمحتسب إدريس المقري‪ ،‬والوزير عبداهلل الفاسي‪ ،‬وعبدالسالم عبابو‪ ،‬وبعض النقباء‪ ،‬وبعض ذوي الحيثيات من األهالي؛‬ ‫ولقد الحظ أن الحدث قد تم تصويره بالماكينة الكبيرة ذات األرجل من طرف اليهودي أبراهام كويهن‪ .‬كما الحظ وقوف‬ ‫مجموعة من الطلبة الذين صاروا يدعون للخليفة والباشا والسلطان‪ ،‬ومن جملة الطلبة الداعين الصرصري الصغير وعبد‬ ‫العزيز المشاول‪.‬‬ ‫وفي صباح يوم األربعاء ‪ 14‬شعبان ‪1340‬هـ الموافق ‪ 12‬أبريل ‪1922‬م‪ ،‬خرج الشاب محمد داود مع رفيقه محمد‬ ‫عجولو ليشاهدا الدخول الرسمي للرئيس الفرنسي‪ ،‬فسجل أحداث هذا االحتفال كما يلي‪:‬‬ ‫«األربعاء ‪ 11‬شعبان ‪40‬‬ ‫وأول ما شاهدناه من عالمات االحتفال ذهاب الكوشيات وإيابهم بكثرة‪ ،‬وعليهم أعالم فرنساوية‪ ،‬وبعضهم يضع‬ ‫األعالم حتى على ظهر الخيل‪ ،‬ثم الفرسان كذلك تذهب وتحوف‪ ،‬ثم جملة كبيرة من القباب بالمصلى‪ ،‬وحولها عدد غفير‬ ‫من الخيل متأهبة للركوب لمالقاة الرئيس (‪ ،)2‬ثم زدنا‪ ،‬وال ترى إال الناس مثنى وثالث ورباع ‪ ...‬ثم رأينا قرب الباب سيدي‬ ‫أحمد ابن الجاللي وسيدي الفاطمي الشرادي وسيدي عبد الحي الكتاني راكبين على بغال‪ ،‬وكلهم بالكساء‪ ،‬وهذا أول يوم‬ ‫رأيت فيه سيدي أحمد ابن الجاللي بالكساء‪.‬‬ ‫ثم رأينا الباشا – وبعض أصحابه ومقدمي الحومات – ينظم بعض الناس في محالهم‪ ،‬ثم أتى نقيب العلميين‬ ‫والعلويين‪ .‬ثم زدنا لباب المكينة‪ ،‬وبه موقف أصحاب الحرف‪ ،‬وكل منهم براية خاصة به‪ ،‬فعددت عن يسار الذاهب من جهة‬ ‫باب الساكمة‪ 45 ،‬علما للمسلمين‪ ،‬وجلها متوسطة ال تزيد على أذرع أربعة‪ ،‬وبعضها من ذراعين‪ ،‬وجلها مكتوبة بالذهب‬ ‫المتقن‪ .‬وفي آخر هذه الجهة بعض اليهود بأعالم صغار جلها سباني رومية(‪ )3‬على قضب شجرية ونحوها‪ ،‬وبمقدمهم جملة‬ ‫كراسي عليها مغنون بآالت الكمانجة والعود والطار‪ ،‬وعلى اليمين ‪ 19‬علما للمسلمين‪ ،‬ثم في باب بوجلود‪ ،‬في محل وقوف‬ ‫العربات ‪ 40‬علما عيساوية‪.‬‬ ‫ثم رجعنا ومعنا من أول مرة عبد العزيز القصري الفاسي‪ ،‬وحين الرجوع وجدنا الباشا في مشور الماكينة ينظم‬ ‫المحتشدين لالحتفال‪ ،‬والمخازنية يردّون من يريد الخروج لجهة باب الساكمة‪ .‬وأما نحن فمررنا بين أيديهم ولم نُرَد‪.‬‬ ‫ثم زدنا فوجدنا جماعة كبيرة من الخيالة العرب واقفين يمينا وشماال في باب الساكمة إلى منتهى السور‪ ،‬والجدرمية‬ ‫يمنعون الناس من المرور وسطا‪ ،‬ثم أتى جماعة من النصارى‪ ،‬ومن بينهم قنصل البلجيك‪ ،‬ووقفوا عن يمين الخارج‪ ،‬ومعهم‬ ‫(‪)5‬‬ ‫جماعة من مستخدمي اإلسبان‪ ،‬منهم أصحاب الحُزُم الحمر‪ ،‬ونظرا لكون ذاك المحل فارغا في الجملة‪ ،‬أراد (تط) (‪ )4‬و(بح)‬ ‫والقصري أن يقفوا ثمة‪ ،‬ولكنهم ويا لألسف منعوا من ذلك ككل من كان البسا للكسوة العربية‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬هناك كان (تط) تغلبه نفسه فيتكدّر‪ ،‬ولم يكن إذ ذاك عالما بما سيراه بعيد ذلك‪ .‬ثم قال لـ (بح) والقصري اللذين‬ ‫كانا يعاكسانه في الجملة‪« :‬أريد الدخول إلى الباب ألرى هل ثم محل يليق بنا»‪ ،‬ناويا أنه ال يرجع‪ ،‬ولكن (عجا)(‪ )6‬تبعه‪ ،‬فوقفا‬ ‫عن يسار الداخل بشبه درب هناك‪ ،‬وبمجرد وقوفهما أراد بعض الناس أن يدخل أيضا‪ ،‬ولكنه منعه عسكر السنيغال(‪،)7‬‬ ‫فعددناها من السعد‪ .‬ثم بمجرد دخولنا على الباب‪ ،‬صدر األمر برد كل آت‪ ،‬وإخالء الشارع‪ ،‬فكانت كذلك من السعد‪ ،‬إال‬ ‫أن الموقف كان حارا بالشمس‪ .‬وفي نحو الساعة ‪ 11‬وصل الرئيس على أوطمبيل‪ ،‬فترجل وسلم على بعض العلماء‪ ،‬وقلد‬ ‫نياشين لبعض الفاسيين‪ ،‬هكذا‪:‬‬ ‫• عبد الحي الكتاني – أوفيسيي(‪.)8‬‬ ‫• وعبد السالم الحلو – شوفاليي (‪.)9‬‬

‫بقلم‪ :‬حسناء محمد داود‬

‫• ومحمد بن العربي المرنيسي – مثله‪.‬‬ ‫• ومحمد التازي – مثله‪.‬‬ ‫• والغالي الكتاني‪.‬‬ ‫• والهادي غالب‪.‬‬ ‫• ومحمد بن العباس القباج‪.‬‬ ‫• والفضيل بن سعيد – الوسام العسكري‪.‬‬ ‫وحين دخوله كانت النساء يزغرتن‪ ،‬وحين إرادته لتقليد بعضهم – ومن بينهم عبد الحي – قبله ثم قلده‪ .‬ومن بين‬ ‫المق ّلد لهم خليفة السلطان موالي المهدي‪.‬‬ ‫ثم دخل أوال أوطمبيالن‪ ،‬ثم جدرمية راكبين البسكليط – ‪ 4‬نصارى و‪ 3‬مسلمون – ثم أوطمبيل آخر‪ ،‬ثم آخر فيه‬ ‫موريال حاكم النواحي‪ ،‬ثم آخر فيه ضباط‪ ،‬ثم آخر فيه مقران(‪ ،)10‬وعن يساره ليوطي‪ ،‬وقد حمل السالم(‪ )11‬لما دخل‪ ،‬ثم‬ ‫تبعته ‪ 34‬سيارة‪ ،‬وجلها عامرة بالكتاب والصحافيين‪ ،‬وجلهم يكتبون وهم سائرون‪ ،‬وفيهم امرأة كاتبة أيضا‪ ،‬وجماعة من‬ ‫المصورين وأصحاب السينما‪ ،‬وقد أخذوا مناظر إذ ذاك‪ .‬ثم بعد الجميع خيالة عسكريون‪ ،‬ثم القاضي العراقي ومعه بعض‬ ‫أصحابه‪ ،‬ثم جملة من الخيالة أيضا‪ ،‬ثم مقدمو الحومات وعددهم ‪ ،18‬ثم الخليفة السلطاني‪ ،‬ومعه وزيره عبد اهلل الفاسي‬ ‫الذي أراد أن يمر بعدهم‪ ،‬ولكن أولئك الرجال «المحسنون»‪ ،‬ذاك اإلحسان الذي يكل القلم عن وصفه‪ ،‬منعوهم من ذلك ‪...‬‬ ‫وها أنا أذكر ما شاهدته بعيني رأسي‪ ،‬أراد بعض من كان بجنبنا الخروج‪ ،‬فمنع بفظاظة زائدة‪ ،‬ثم أتى أعرابي‪ ،‬فضُرب‬ ‫بعجز البندقية ضربة قاسية‪ ،‬ثم أتى أعرابي آخر فضُرب من أول‪ ،‬ثم من ثان‪ ،‬ثم من ثالث في فخذيه‪ ،‬أخذ اهلل بثأره‪!!! ‬‬ ‫وهو ساكت ‪...‬‬ ‫ثم أراد طالب فاسي ضعيفٌ المرورَ‪ ،‬فضُرب ضربة كذلك في ظهره‪ ،‬أثرت في عظامه تأثيرًا سي ًئا‪ .‬ثم وقفت جماعة‬ ‫من السينغال في الطريق‪ ،‬قابضين بيمينهم في جعبة البندقية‪ ،‬وبيسارهم في وسطها‪ ،‬موَلين عجُزها للمارين‪« ،‬إتحافا»‬ ‫لهم بمناسبة وصول الرئيس‪ ،‬ومن بين أولئك المُهانين المدفوعين سيدي عمر ابن الخياط‪ ،‬والفاسي الطيب‪ ،‬الذي ظن‬ ‫أنه ِبرَزَّتِه وسَلاَ هِيمه يُوَ ّقر‪ ،‬ولكنه أُدخل بإزعاج في قطعة (‪ )12‬ممن ال يرضى حتى بالنظر إليهم‪ .‬أما شغل ذلك الصف‬ ‫من العسكر‪ ،‬فهو ضرب كل البس لكسوة عربية كيفما كان‪ ،‬وفتح الطريق لغيره‪ ،‬ولو كان من أخسّ الناس!‬ ‫وهكذا لبث الحال مدة‪ ،‬ثم أتت جماعة من العسكر بتنظيم‪ ،‬وأثناء مرور بعضها‪« ،‬أتحف» رجل منهم رجال ضعيفا مسلما‬ ‫بـ «تحفة» في عينه‪ ،‬فأبت نفسه الكبيرة احتمال ذلك‪ ،‬ففعل ما فعل‪ ،‬فلم نسمع إال قاعات الكاليط(‪ )13‬تزدحم لزيارة ظهره‪،‬‬ ‫وهو في وسطهم مسلم‪ ،‬وهم مسلمون‪ ،‬وبقوا كذلك‪ ،‬وال من يردهم من وازع إسالمي أو من الرحمة‪ ،‬ولكن ما أسرعهم‬ ‫إلى اإلقالع بمجرد سماع اإلذن حينما أمرهم بذلك نصراني‪!!! ‬‬ ‫أما في جهتنا‪ ،‬فإن نصرانيا قال لسنيكالي حين كثرة االزدحام وإرادة إخالء الطريق‪ :‬ال تدع أحدا يخرج‪ .‬ومن ذلك‬ ‫الحين والسنيكالي موجّه عجز مكحلته إلى الواقفين‪ ،‬وال عليه سواء أطلق السبيل للمرور أم ال‪ ،‬وبقي قائما بمأموريته‬ ‫المؤقتة‪ ،‬والناس يمرون ويرجعون‪ ،‬ومن في جهتنا محصور ال يتجاسر على التحرك‪ ،‬ومن تحرك «أتحف» بنكرة (‪ )14‬من العمل‬ ‫«اللطيف»‪ .‬ولم يطلق السبيل لهؤالء حتى صدر اإلذن باجتماع‬ ‫السنيغال وأخبرني عثمان بن شريف أنه أراد المرور‪ ،‬فمنعه أعرابي‬ ‫خيالي‪ ،‬فقال له أريد التكلم مع ذاك النصراني‪ ،‬فقال له‪ :‬زد أسيدي‪.‬‬ ‫ثم إن بقية الطريق كانت معمرة بالعساكر يمينا وشماال‪،‬‬ ‫وقبالة باب الساكمة كان الطبالون الفاسيون بالنفير‪ ،‬وفي ساحة‬ ‫المكينة جميع الطبالين والشطاطح»‪.‬‬ ‫ومن المالحظات التي سجلها األستاذ داود في آخر هذه‬ ‫الفقرات‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫«وكان متنزها وبرفقة واحدة‪( ،‬بس) (‪ )15‬و(فر) (‪ )16‬مع أهل‬ ‫الساحل‪ ،‬وكان (صا)(‪ )17‬مع أحمد الشرادي ومحمد التسولي‪ .‬وكان‬ ‫مَحمد الزكاري وعبد اهلل بن عبد الصادق مع محمد الودراسي وحاج‬ ‫ازنيبار‪ .‬وتنزه باشا فاس محمد بوعشرين‪ .‬وكان جل الليل يقضيه‬ ‫باألشياخ وشبه الزنداني والكف وغير ذلك‪.‬‬ ‫وقاعدتهم أنه إذا أراد أحدهم أن يرحل‪ ،‬شيعوه بما تشيع به‬ ‫الجنازة‪ .‬وعادتهم عدم العوم إال قليل منهم‪ .‬وجلهم يدق بعيدا عن‬ ‫الوادي‪ ،‬إال قليل منهم‪ ،‬ومنهم نحن‪ .‬وجل الناس بالخدم‪ ،‬ومنهم‬ ‫(بس)‪ .‬وكان هناك جماعة كثيرة من القياطين(‪ )18‬يباع فيها كل ما‬ ‫يتوقف عليه المتنزهون‪ ،‬من خبز وسكار وأتاي ولشين (‪ )19‬وفحم وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬والحوت مقلي والبيض وغير ذلك‪ .‬وهناك جماعة كثيرة من‬ ‫القهواجية‪.‬‬ ‫والكوشي(‪ )20‬يطلع إلى باب خزانتك إن أردت وكنت صاحب ُكرصة(‪ ،)21‬وأما العام(‪ )22‬فيصل إلى نصف الخزائن(‪ )23‬ويقف‪.‬‬ ‫وثمن الراكب حَسَني(‪ )24‬من المالح‪ ،‬في الكوشي الكبير‪ ،‬وفرنك في الكوشي الجيد‪ ،‬سواء من باب بوجلود أو المالح‪ .‬وكان‬ ‫الناس يطلعون ويرجعون»‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪« -1‬أحد عشر قرنا في جامعة القرويين» لألستاذ عبد الهادي التازي‪ – .‬ص ‪.35‬‬ ‫‪ -2‬المقصود بكلمة «الرئيس» أو «مقران» في هذه المذكرات هو رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك‪ :‬المسيو ألكسندر ميليران‬ ‫الذي ترأس الجمهورية الفرنسية ما بين ‪ 1920‬و‪ .1924‬وكان يقوم في تلك الفترة بالذات بزيارة للمغرب‪ ،‬وذلك حسب ما جاء في‬ ‫جريدة «الترقي» الصادرة بطنجة – العدد ‪ 634‬من السنة الحادية عشرة بتاريخ ‪ 27‬شعبان ‪ 1340‬الموافق ‪ 26‬أبريل ‪ 1922‬م‪ .‬ولقد زار‬ ‫الرئيس الفرنسي في تلك األيام كال من الدار البيضاء ومراكش والرباط‪ ،‬ثم فاس التي لقي فيها هذا الترحيب وهذه الحفاوة‪ .‬وبعدها‬ ‫ذهب إلى الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -3‬السباني‪ :‬هي المناديل التي تضعها النساء على رؤوسهن‪ .‬ومفردها سبنية‪.‬‬ ‫‪ -4‬كان األستاذ محمد داود يستعمل هذا الرمز (تط) أي التطواني‪ ،‬ويقصد به نفسه‪ ،‬بدال من أن يصرح باسمه‪ ،‬وذلك في جل‬ ‫مذكراته‪ ،‬حتى قبل ذهابه إلى فاس للدراسة بالقرويين‪ .‬كما كان يرمز إلى أسماء أصدقائه برموز يستمدها من األحرف األولى من‬ ‫أسمائهم‪ ،‬وهي الرموز التي نجدها بين قوسين في هذه المذكرات‪.‬‬ ‫‪ -5‬قد يكون المقصود بالحرفين (بح) هو السيد محمد ابن الحاج الذي كان من جملة الموجودين في هذه النزهة‪ ،‬حسب مذكرات‬ ‫األستاذ داود‪.‬‬ ‫‪ -6‬لعل المقصود بالحرفين (عج) هو السيد محمد عجولو‪ ،‬من رفقائه في الدراسة‪.‬‬ ‫‪ -7‬المراد العساكر السود التابعون للحرس‪.‬‬ ‫‪.Officier -8‬‬ ‫‪.Chevalier -9‬‬ ‫‪ -10‬يقصد الرئيس الفرنسي ألكسندر ميليران‪.‬‬ ‫‪ -11‬المراد بحمل السالم أي أداء التحية العسكرية المعروفة‪.‬‬ ‫‪ -12‬المراد بكلمة «القطعة» بالكاف المعقودة‪ ،‬أي مجموعة الغنم أو غيرها من الماشية التي تقاد من طرف الراعي‪ ،‬فتسير حسب‬ ‫إشارته وإرادته دون حول منها وال قوة‪.‬‬ ‫‪ -13‬الكاليط جمع كالطة‪ ،‬وهي البندقية أو ما كان يعرف بالمكحلة‪.‬‬ ‫‪ -14‬البكرة‪ ،‬بالكاف المعقودة‪ ،‬المقصود بها الدفعة الخشنة التي تصدر من الشخص الذي يريد إلحاق األذى بمن يجاوره‪.‬‬ ‫‪ -15‬لم أعرف من المقصود بهذين الحرفين من أصدقائه‪.‬‬ ‫‪ -16‬قد يكون المقصود بحرفي (فر) هو السيد أحمد الفرطاخ‪.‬‬ ‫‪ -17‬قد يكون المقصود بحرفي (صا) هو السيد محمد الصابونجي‪ ،‬من رفقائه السالويين بفاس‪.‬‬ ‫‪ -18‬القياطين مفردها قيْطون وهو الخيمة‪.‬‬ ‫‪ -19‬اللشين في لهجة تطوان وناحيتها هو فاكهة البرتقال‪.‬‬ ‫‪ -20‬الكوشي هو العربة التي كانت تستعمل كوسيلة للنقل داخل البلد‪ ،‬وكانت تجر بواسطة الخيول أو الحمير‪.‬‬ ‫‪ -21‬المقصود بصاحب ُ‬ ‫الكرصة في المفهوم العامي أن الشخص يكتري وسيلة النقل لتقوم بتوصيله إلى غايته وحده‪ ،‬دون أن‬ ‫يشاركه غيره في ركوبها‪.‬‬ ‫‪ -22‬الكوشي العام‪ ،‬هو الذي ينقل الناس عموما دون أن يلتزم مع شخص معين‪.‬‬ ‫‪ -23‬الخزائن أي الخيمات‪ ،‬والمقصود بهذه العبارة هو أن الكوشي العمومي كان يصل إلى منتصف المخيم الذي كان يضم‬ ‫المشاركين في هذه النزهة‪ ،‬وال يصل إلى نهاية المطاف‪.‬‬ ‫‪ -24‬المقصود بالحسني‪ ،‬الريال الحسني أي وحدة العملة المنسوبة للمولى الحسن األول‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫الحضور الشامي بالمغرب أواخر القرن التاسع عشر وبداية‬ ‫القرن العشرين محمد صادق العطار الشامي نموذجاً‬ ‫‬‫تعد كتابات محمد صادق العطار الشامي ‪ -‬وجلها ال زال مخطوطا ‪ ، -‬من أهم النصوص التي رصدت بدقة أوضاع‬ ‫المغرب السياسية واالجتماعية واالقتصادية أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬ترجمة محمد صادق العطار الشامي‬ ‫لم تسعفنا المصادر التي أرخت لمحمد صادق العطار الشامي ‪-‬وهي في مجملها نادرة وشحيحة وال تفي‬ ‫بالمطلوب‪ -‬أن تمدنا بترجمة وافية لحياته‪ ،‬يمكن أن تساعدنا في تسليط الضوء على جوانب مختلفة من أنشطته‬ ‫السياسية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬سواء داخل المغرب أو خارجه‪.‬‬

‫فمن هو محمد صادق العطار الشامي؟ ومتى حل بالمغرب؟ وفي أي إطار؟‬

‫يترجم العطار لنفسه في مقامين‪ ،‬األول بواسطة كتابه المخطوط «الثغر البسام في فضل موالنا عبد العزيز‬ ‫الهمام» حيث يقول‪« :‬وبعد فيقول العبد الفقير الحقير الذليل ذي الذنب والتقصير‪ ،‬المحتاج إلى رحمة ربه العزيز‬ ‫الغفار‪ ،‬محمد صادق بن العالمة المرحوم محمد سليم‪ ،‬بن العالمة المرحوم محمد ياسين‪ ،‬بن الولي الكامل محمد‬ ‫حامد‪ ،‬بن القطب العارف باهلل الشهاب أحمد‪ ،‬بن القطب العارف باهلل الشمس محمد بن الولي الصالح‪ ،‬العالمة‬ ‫صاحب السر الواضح‪ ،‬الشيخ محمد العطار نسبا الشامي شهرة الدمشقي وطنا ووالدة‪ ،‬ولوال خوف السآمة والتطويل‬ ‫لذكرت أجدادي بأنسابهم»‪.‬‬ ‫والثاني من خالل رسالته النصحية الصادرة في طنجة عام ‪ 1901‬عن مطبعة اآلباء الفرنسيسكانيين‪ ،‬فهو من‬ ‫خاللها‪« :‬محمد صادق بن العالمة سليم بن الولي ياسين بن القطب الشهير حامد العطار‪ ،‬الشامي أصال‪ ،‬الدمشقي‬ ‫وطنا‪ ،‬المغربي هجرة»‪.‬‬

‫ضبط القول في تحديد تاريخ قدومه إلى المغرب‪:‬‬

‫لقد أثارت هذه النقطة بعض المشاكل المتعلقة بتحديد تاريخ قدوم هذه الشخصية إلى أرض المغرب وفي هذا‬ ‫اإلطار يبدو لنا إن لم نجزم‪ ،‬بأن كل من أرخ لهذا القدوم – وهم قالئل جدا‪ -‬لم يتسن لهم االطالع على كتاب العطار‬ ‫المخطوط «الثغر البسام»‪ ،‬الذي عين فيه صاحبه بوضوح تام وبشكل ال يدع مجاال للجدل أو للشك‪ ،‬تاريخ هجرته‬ ‫إلى المغرب‪ ،‬فاألستاذ أحمد المكاوي إبان تعرضه في بعض أبحاثه المتعلقة بشخصية العطار‪ ،‬والمنشورة في بعض‬ ‫الدوريات المغربية كمجلة دار النيابة عدد ‪ ،26-27‬وكذلك في أعمال ندوة جامعة موالي علي الشريف خالل دورتها‬ ‫الثامنة‪ ،‬أو في أحد فصول كتابه الموسوم بـ «المغرب في تاريخه المنسي» لم يحدد على وجه الدقة تاريخ حلول‬ ‫المترجم له بالمغرب‪ .‬لكنه كان موجودا فيه – على حد قوله ‪ -‬أواخر سنة ‪ ،1896‬حسبما يظهر من رسالته التي بعث‬ ‫بها إلى الطريس‪ ،‬واصفا فيها مظاهر الحفاوة التي استقبل بها الشيخ ماء العينين في مدينة مراكش‪.‬‬ ‫ونحن نذهب مذهبا مغايرا بخصوص تحديد تاريخ هذا القدوم‪ ،‬اعتمادا منا على ما ورد في مخطوط «الثغر‬ ‫البسام» نفسه‪ ،‬حيث نصادف بين ثناياه‪ ،‬بأن هذا المهاجر السوري كان قد حل بأرض المملكة الشريفة قبل التاريخ‬ ‫الذي أشار إليه األستاذ أحمد المكاوي‪ ،‬وكذلك المرحوم مصطفى بوشعراء‪ ،‬على األقل بفارق ثالث سنوات‪.‬‬ ‫يقول العطار»أدركني الحال في البالد المغربية في سنة أحد عشر وثالثمائة وألف من هجرة من له شرف الكمال‬ ‫وكمال الشرف‪.» ،‬‬

‫خلفـية القـدوم‪:‬‬

‫لم تسعفنا المصادر والوثائق المذكورة مرة أخرى‪ ،‬في إماطة اللثام عن الخلفية‬ ‫التي تحكمت في توجه وحلول العطار بأرض المغرب‪ ،‬إال أننا نستشف من خالل قراءة‬ ‫ما بين سطور بعض كتاباته‪ ،‬بأن الرجل ‪-‬وهو مقيم على أرض الوطن‪ -‬كان يقوم‬ ‫بتنفيذ مهمة جد محددة‪ ،‬تتمثل في تعقب ومراقبة بعض أعضاء حزب تركيا الفتاة‬ ‫المناهض للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني ‪ ،‬وتأليب رأي السلطان عبد العزيز‬ ‫على هذا الحزب‪ .‬وهو ما تسنى لنا استنتاجه من خالل سياق كالمه الموجه على شكل‬ ‫نصائح للسلطان المذكور ولوزيره باحماد‪ :‬الذي يقول فيه «ليعلم األمير والوزير وأي‬ ‫رجل تولى أمرا من أمور المسلمين يجب في حقه شرعا وعقال عدم اإلصغاء لكالم‬ ‫الشياطين المتدلسين لما في ذلك من فساد أمور الدنيا والدين‪»...‬‬ ‫ويضيف «‪ ..‬ولقد أحببت أن أنبه سيادتكم لكالم أشاعه بعض أناس لو علموا‬ ‫أنفسهم الستحيوا من خالقهم‪ .‬وذلك أن أشخاصا مختلفي األديان‪ ،‬قدموا لمجلسكم‬ ‫السعيد‪ ...‬وقدموا لكم رسالة اسمها – النصيحة اإلسالمية‪ -‬واسمها يدل على ما‬ ‫فيها من باب براعة االستهالل‪ ،‬وأرتيكا سياسيا متعلقا بفرقة طاغية‪ ..‬فأما األرتيك‬ ‫فمما يمس بحقوق جاللة موالنا السلطان عبد الحميد نصره اهلل‪ .‬وأنا نائبه على كل‬ ‫طاغ وباغ أينما كان‪ ،‬وأما الرسالة فال يخلو ما فيها ما يمس بحقوق السلطان المشار‬ ‫إليه أو بحقوق أميرنا السلطان الجليل موالنا عبد العزيز‪.»..‬‬ ‫هذه النتيجة التي توصلنا إليها فيما يخص تحديد تاريخ القدوم المذكور‬ ‫المستند إلى الخلفية التي لمسنا بعض خيوطها‪ ،‬يؤكدها كذلك بوضوح تام‬ ‫«المنشور» الذي أصدره الرجل سنة ‪ ،1901‬باعتباره وكيال للسلطان العثماني‬ ‫ومديرا للطباعة العثمانية‪ .‬وقد خاطب فيه المسؤولين في المخزن العزيزي وحذرهم‬ ‫من بعض العثمانيين‪ ،‬الذين عارضوا توجهات الدولة العثمانية وفروا إلى أوربا‪ ،‬ومنها إلى المغرب‪ ،‬وحضهم على‬ ‫طرد هؤالء بل قتلهم‪ ،‬وطالب أعضاء المخزن على تنبيه السلطان موالي عبد العزيز والرعايا المغاربة لشأن هؤالء‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫«ومثل هؤالء يجب طردهم بل قتلهم‪ ...‬فكل من دخل البالد المغربية يتكلم باللسان التركي‪ ،‬أو البس ثوب‬ ‫األتراك‪ ،‬فهو منهم فاطردوه‪ ،‬بل اقتلوه‪ ...‬وعليه فنستلفت أنظار الوزراء‪ ...‬نيابة عن جاللة ولي نعمتنا‪ :‬الغازي‬ ‫عبد الحميد خان نصره اهلل‪ :....،‬أن ينبهوا موالنا عبد العزيز –نصره اهلل‪ -‬والرعايا لشأنهم‪ ،‬حتى تجري المخابرات‬ ‫الرسمية في حقهم‪ ،‬وانتصاركم هذا هلل ولرسوله صلى اهلل عليه وسلم»‪.‬‬

‫موقف المخزن المغربي من محمد صادق العطار الشامي‪:‬‬

‫لقد اكتشف الباحث المرحوم مصطفى بوشعراء من ضمن الربائد المهتمة بأواخر القرن التاسع عشر وبداية‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬إحدى رسائل العطار المؤرخة في ‪ ،17-8-1901‬والتي تفيد بأن حياة هذا األخير كانت معرضة‬ ‫للخطر على يد علي بوطالب‪ ،‬وهو شخص كانت له صالت واتصاالت باألتراك دون أن يبين علة هذا االتهام‪« .‬ولعل‬ ‫ذلك حصل في إطار صراع مصالح بين رجلين لهما االرتباطات نفسها(السلطات العثمانية)» ‪ ،‬يقول بوشعراء‪« :‬فهذا‬ ‫محمد صادق العطار الشامي الوكيل المتجول من قبل السلطان عبد الحميد الثاني‪ ،‬قد نسب إلى بوطالب التآمر على‬ ‫حياته‪ ،‬فطلب من المخزن ضمانة له من اإلذاية‪ .‬ولئن لم يأت بيان عن أسباب هاته التهمة بين رجلين كانت لهما‬ ‫اتصاالت باألتراك‪ ،‬فقد يكون ذلك من باب حرب األشباح المتعاركة في الظالم‪- .‬يقول العطار‪ -‬إن رجال يدعى بحاج‬ ‫علي بوطالب ومعه آخران مسيحيان متحقق بنفسي أن مرادهما قتلي‪ ،‬فأحببت أن أعلمكم بأن تكونوا على بال‪ ،‬إن‬ ‫وقع واقع فمنهم‪ ،‬وأنتم الشهود على ذلك‪ ،‬ولذا أطلب زيادة على الخمسة وعشرين ألف فرنك ضامن الروح بحضور‬ ‫عدولكم إن كانوا هم الداعين لي بحضرتكم‪ ،‬وإن كان غيرهم فمنه الدراهم ومنهم الضامن‪.‬‬ ‫وهنا تقف مغامرات العطار‪ ،‬ولم يعثر على ما يبرز تطور هذا األمر‪ ،‬يقول الباحث المذكور «ولم أقف على نهاية‬ ‫هاته القضية‪ ،‬وال على أسماء رحالة أو عمالء من بلدان المشرق من الذين قدموا إلى المغرب في القرن التاسع عشر‬ ‫أو بعده بقليل»(‪.)1‬‬ ‫يبدو أن العطار أيضا خاض في أمور ال نعلم بالضبط مدى خطورتها‪ ،‬حيث جرت عليه نقمة السلطان موالي‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬الذي صادر أمالكه وبهائمه وأمواله‪ ،‬وذلك قبيل وفاة الصدر األعظم أحمد بن موسى سنة ‪ ،1900‬وحينما‬ ‫أخفق في استرداد أمالكه والمحافظة على عالقاته مع بعض كبار المسؤولين بعد وفاة الحاجب المذكور‪ ،‬هرب‬ ‫«والظاهر أنه لما غادر المغرب استوطن جبل طارق وصار يحمل على المخزن وعلى السلطان حمالت شعواء وال سيما‬ ‫سنة ‪ ،1904‬فكتب عبد الكريم بنسليمان إلى الطريس رسالة يقول فيها خاصة(‪« )2‬فقد قدمنا لك الكتب‪ ...‬بتقرير ما‬ ‫عليه محمد صادق الشامي القاطن اآلن بجبل طارق من االجتراء على اهلل ورسوله برسائله المشحونة بهتك أعراض‬ ‫المسلمين‪ .‬وقد تزايد اآلن وتفاحش أعظم مما كان بأضعاف مضاعفة‪ ،‬وخصوصا في عرض الجناب الشريف ووزراء‬ ‫حضرته بما تقشعر منه الجلود‪ ،‬وال يستطيع لسان أحد أن يحكي بعضه‪ ...‬وتوجيهه في كل بوسطى عددا من تلك‬ ‫الرسائل معنونة بأسامي أعيان األشراف والعلماء وأعيان القبائل‪ ،‬وإغرائهم فيها على إثارة الفتن‪ ...‬وال أظن أن أحدا‬ ‫من ضعفة اإليمان يتلفظ ببعض ذلك في سالف األعصار واألقوام‪ .‬وكان الجناب الشريف قبل هذه األيام اقتضى‬ ‫نظره الشريف معاملة هذا الشامي بغض الطرف وإلغاء حماقاته حتى يمل‪ .‬وحيث تفاحش األمر في الرسائل الواردة‬ ‫منه أخيرا‪ ،‬لم يبق محل إلهمال أمره‪ ،‬وإن كان كتب قبل التاريخ بنحو ثالثة أيام معترفا بتنقيص نفسه بما صدر منه‬ ‫من التقوالت‪ ...‬وتصريحه بالتوبة مما ذكر‪ ،‬وتطارحه على شريف األعتاب في اإلنعام عليه باإلنصاف له فيما كان‬ ‫يدعيه من الدعاوى الواهية بناحية مراكش‪ .‬لكن ال يوثق بتطوراته وتلوناته هذه كلها»‪.‬‬ ‫ويضيف عبد الكريم بنسليمان في رسالته إلى الطريس «وعلى كل حال فيأمرك سيدنا‪ ...‬أن تجتمع بالسيد‬ ‫بناصر غنام و‪ ...‬الحاج محمد المقري‪ ...‬لكف ضرر هذا الفاجر الملعون وقطع لسانه‪ .‬فإن أمكن الظفر به والقبض‬ ‫عليه ولو بالمفاوضة مع نواب النجليز والفرنصيص والبروص‪ ...‬وإال فباستعمال سياسة لقدومه لطنجة ولو في‬ ‫األمان ومشافهته بأنه إن كانت توبته صحيحة فإن الجناب الشريف ال يواخذه بما تقدم صدوره منه‪ ..‬لكن بعد أن‬ ‫يشترط عليه‪ ...‬أنه إن عاد للتلفظ بشيء مما فيه تجاسر‪ ...‬فإنه يقبض عليه أينما كان من بالدات أوربا أو غيرها‪.»...‬‬

‫إعداد ‪ :‬الدكتور إسماعيل شارية‬

‫مخطوط‪:‬‬ ‫« الثغر البسام في فضل األمير موالنا عبد العزيز الهمام»‬

‫‪ .‬تأليفه ‪ ،‬رجحت أن يكون موافقا لنفس سنة قدوم صاحبه إلى المغرب ‪1893‬م‪ .‬اعتمادا على قوله‪« :‬أدركني‬ ‫الحال في البالد المغربية في سنة أحد عشر وثالثمائة وألف من هجرة من له شرف الكمال‪ ،‬وكمال الشرف‪ ،‬وحينئذ‬ ‫كنت غريب األوطان‪ ،‬عار ؟؟؟ عن معرفة بني اإلنسان‪ ،‬ألنه قبل أن كان الناس أنجاسا ال أجناسا‪ ،‬فاخترت التباعد عنهم‬ ‫والفرار منهم‪ ،‬إلى أن انضفت إلى وزيره رحمه اهلل‪ ،‬فغمرني بصبيب إحسانه ومنحني جزيل عطائه وأفضاله‪ ،‬وأنزلني‬ ‫من قلبه الشريف على تعهد عهده بمقامه الكريم»‪.‬‬

‫اإلشكاالت المرتبطة بوضع عنوان مخطوط «الثغر البسام»‬

‫انطالقا من مناقشة عنوان المخطوط‪ ،‬ووضعه في سكته الصحيحة‪ ،‬استطعنا أن نصحح كثير من المسارات‬ ‫الخاطئة في تناوله كطرح ابن سودة الوارد في دليله‪ ،‬والذي نقله بدوره من كتاب إتحاف عبد الرحمن بن زيدان‪،‬‬ ‫والذي ذهب فيه بأن كتاب العطار هو «في مآثر الوزير باحماد»‪ .‬وهذا خطأ قمنا بتصحيحه حسب ما ترجح لدينا من‬ ‫قرائن قوية مخالفة لطرح الباحثين السابقين‪ ،‬حيث أثبتنا في المقابل بأنه في مآثر السلطان عبد العزيز‪ ،‬بدليل ما‬ ‫ورد في ورقة ‪ 9‬من المخطوط نفسه‪ ،‬التي يقول فيها‪« :‬وأنا أرجو من اهلل تعالى أن يجعلها رسالة تقر بمطالعتها‬ ‫العيون‪ ،‬وتصدق في إنتاجها الظنون‪ .‬وحيث صنفتها برسمها‪ ،‬ووسمتها باسمها فسميتها الثغر البسام في فضل‬ ‫األمير موالنا عبد العزيز الهمام‪ ،‬وجعلتها مشتملة على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة»‪.‬‬ ‫وكذلك وقع العالمة المرحوم محمد المنوني هو اآلخر‪ ،‬في نفس الهنات الذي تبناها العالمان الجليالن أعاله‪،‬‬ ‫يقول المنوني بهذا الشأن بأن «الثغر البسام في فضل الوزير سيدي أحمد بن موسى الهمام‪ ،‬تأليف العطار محمد‬ ‫صادق بن محمد سليم بن محمد الشامي‪ ،‬عرف فيه بأحمد بن محمد السوسي‪ ،‬وزير السلطان ؟؟؟ العزيز‪ ،‬فذكر‬ ‫سياسته ومزاياه‪ ،‬وذكر بعض علماء المغرب في تراجم وجيزة‪ ،‬موزعا موضوعاته بين مداخل مطولة يتملق فيها‬ ‫للمترجم»‪.‬‬ ‫اعتمد العطار مجموعة من المصادر في تحرير مخطوط الثغر‪ ،‬أغلبها ذات منحى صوفي وفقهي‪ ،‬ومن المالحظ‬ ‫هنا‪ ،‬أن العطار أغفل أو تغافل االعتماد على المصادر المغربية‪ ،‬وهذا اإلغفال قد دفع به الرتكاب أخطاء كبيرة في‬ ‫تثبيت وفهم بعض سياقات األحداث التي أشار إليها في بعض ثنايا مخطوطه‪ ،‬مثال ذلك ما حصل في مسألة إحراق‬ ‫كتاب إحياء علوم الدين للغزالي‪ ،‬حيث نجده ينسب فعل اإلحراق المذكور للسلطان يوسف بن تاشفين‪.‬‬ ‫في حين أن قضية اإلحراق تمت في عهد الخليفة علي ابن يوسف بن تاشفين‪ .‬اعتمادا على ما أورده ابن القطان‬ ‫في كتابه «نظم الجمان»‬

‫‪ - 1‬على مستوى األسلوب‬

‫يوظف العطار في أسلوبه الخطاب الفقهي الصوفي‪ ،‬وإذا أردنا التوسع أكثر‪ ،‬نقول أنه كان أقرب بكثير إلى‬ ‫الخطاب السلفي اإلصالحي‪ ،‬وموقفه تحركه أطروحة العودة إلى األصول كشرط لتجاوز عالمات اإلخالل االجتماعي‬ ‫واالنحراف الديني‪.‬‬

‫‪ 2‬مكانة الكتاب التاريخية‪:‬‬

‫يكتسي مخطوط «الثغر البسام» أهمية قصوى بالنظر إلى ما اشتمل عليه‬ ‫من معلومات تاريخية وأنثروبولوجية وسياسية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬تهم الفترة‬ ‫التي عاشها المغرب نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬كما تكمن‬ ‫أهميته كذلك في الصورة التي رسمها األدباء والباحثون المشارقة للمغرب في‬ ‫مصنفاتهم‪ ،‬فقد «اعتاد مؤرخونا على دراسة صورة أوربا في الكتابات المغربية‪،‬‬ ‫ودراسة الصورة المعاكسة‪ ،‬صورة المغرب في الكتابات األوربية‪ ،‬ولكن لم يتم إنجاز‬ ‫أبحاث ومؤلفات حول صورة المغرب في المصادر العربية‪ ،‬وال سيما في الفترتين‬ ‫الحديثة والمعاصرة»»‪ .‬وكأمثلة على ذلك‪ ،‬هو جهل الكثير منا لحضور المغرب في‬ ‫كتاب محمد بيرم التونسي «صفوة االعتبار بمستودع األمصار واألقطار»‪ ،‬حيث نبه‬ ‫المرحوم محمد المنوني‪ ،‬في كتابه «المصادر العربية لتاريخ المغرب» إلى أهمية‬ ‫مؤلف بيرم الخامس التونسي‪ ،‬هذا الكتاب لم يسبق االستناد عليه إال بكيفية‬ ‫محدودة‪ .‬وكذلك موسوعة «دائرة معارف القرن العشرين» لمحمد فريد وجدي‪،‬‬ ‫الذي أولى اهتماما بأوضاع المغرب‪ ،‬وخاصة بعد هزيمة إيسلي ‪ ( .1844‬أحمد‬ ‫المكاوي )‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نجد محمد صادق العطار في جميع كتاباته‪ ،‬يقدم نظرة‬ ‫من الخارج إلى واقع المغرب خالل الفترة المشار إليها‪« ،‬وتكمن أهمية المخطوط‬ ‫كذلك بغض النظر عن طبيعة خطاب صاحبه المحشو بالتملق والمداهنة‪ »،‬فإنه‬ ‫يمنح الدارس فرصة للتأمل في طبيعة الخطاب اإلصالحي‪ /‬النصحي ومرتكزاته في‬ ‫مستهل القرن العشرين‪ ،‬واألهم من ذلك أنه يفصح عن جانب من الحضور الشامي‬ ‫في المغرب‪ ،‬ما زال في حاجة إلى االستقصاء والدراسة»‪.‬‬

‫أثــار محمد صادق العطار العلمية‪:‬‬

‫خلف لنا محمد صادق العطار الشامي إضافة إلى كتابه الثغر‪ ،‬مجموعة من الرسائل المتنوعة االتجاهات‬ ‫والطروحات‪ ،‬علما أنه كان قد أفصح عن عزمه على تأليف كتاب جامع مانع يخص تاريخ المغرب إبان رجوعه وحلوله‬ ‫«بثغر استانبول واالستراحة من النظر في أرتاب الحسد والفضول‪ ،‬نؤلف كتابا شافيا كافيا وافيا جامعا مانعا مستوفيا‬ ‫لجميع أحوال هذه الدولة الداخلية والخارجية باألدلة الواضحة والحجة القاطعة والبراهين الساطعة‪ ،‬لم أسبق إن شاء‬ ‫اهلل إليه منذ أسست هذه الدولة‪ ،‬وما ذلك على اهلل بعزيز‪.‬وهذا القول يوازي القول الذي أورده في مخطوطه «الثغر‬ ‫البسام»‪ ،‬فبعد أن مدح وتملق ألعضاء حكومة المولى عبد العزيز‪ ،‬تطرق لذكر ذات الموضوع بقوله «هذا ما كتبه‬ ‫العبد الحقير‪ ،‬ذو الذنب والتقصير بسبيل قلم االستعجال‪ ،‬وشغل وضيق المجال‪ ،‬وعدم بسط الحال‪ ،‬ألن قصدنا السفر‬ ‫إلى بالدنا وقبلها المرور إلى استانبول إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬والمقام بها مدة من الزمن‪ ،‬وحينذاك إن شاء اهلل نبسط‬ ‫الكالم الكافي‪ ،‬ونشرح القصد الشافي الوافي بحول اهلل وقوته وقدرته ومعونته»‪ .‬عالوة على ما أورده بهذا الشأن‬ ‫في آخر ورقة الرسالة النصحية‪ .‬وهنا يجب التساؤل حول ما إذا كان العطار بالفعل قد ألف هذا الكتاب‪ ،‬أم هو مجرد‬ ‫كالم عابر‪.‬‬ ‫‪ - 1‬رسالة «إيقاظ الغافل وإرشاد الضال»‪ ،‬مخطوطة جعلها العطار على شكل ملحق لكتابه «الثغر البسام»‪،‬‬ ‫ويبلغ عدد أوراقها ‪ 29‬ورقة‪.‬‬ ‫‪ :2‬رسالة «الدر المختار في فضل األمير عبد العزيز ووزيره الحاج المختار»‪.‬‬ ‫• الرسالة في مجملها أقرب إلى موضوع الفكر السياسي ‪-‬أو ما كان يصطلح عليه قديما بالسياسة الشرعية‪-‬‬ ‫منها إلى مجال التاريخ‪ ،‬وإن كنا نستشف ما بين سطورها أنها تؤرخ عرضا لفترة محددة من تاريخ المغرب الحديث‪،‬‬ ‫والمتمثلة في مرحلة حكم السلطان المولى عبد العزيز‪.‬‬ ‫• المؤلف في رسالته لم يحد عن تبني مرجعيته الفكرية التي آمن بها وتشبث بكل جزئياتها وتفاصيلها‪،‬‬ ‫والمتمثلة في تشبعه بنفس إصالحي قوي‪ ،‬كأغلب مفكري المرحلة الذين استقطبوا هذا الفكر في إطاره السلفي‪،‬‬ ‫دفاعا عن حوزة دار اإلسالم من المد الصليبي اآلتي من الغرب‪.‬‬ ‫• كما قدم نصائح من أجل رفع مستوى الدولة اقتصاديا‪ ،‬كضرورة إيالء األمير العناية الكافية لنقطتي ترتيب‬ ‫األمناء وتنظيم أحوال مداخل العمال‪ ،‬باعتبارهما سببا مباشرا في ضياع ثلثي مداخيل بيت المال‪ ،‬وقد اعتبر هاتين‬ ‫المهمتين شرطا الستعادة هيبة الدولة‪.‬‬ ‫ أمور العامة يجلس لها األمير في وقت من األوقات لكشف المظالم وإقامة فريضة العدل‪.‬‬‫‪ - 4‬رسالة نصحية من ‪ 117‬صفحة‪ ،‬طبعت بمطبعة اآلباء الفرنسيسكانيين بطنجة سنة ‪.1901‬‬ ‫تعمد المؤلف كتابتها بأسلوب بسيط‪ ،‬حتى يتمكن من تبليغ أفكاره إلى أكبر عدد ممكن من المتملقين‪ ،‬حيث‬ ‫يقول‪« :‬وقد أوردناها خالية عن الكالم البليغ‪ ،‬بل كالما عاميا منبسطا‪ ،‬ليفهمه العالم والجاهل والعامي والفاضل‪..‬‬ ‫خاتمة‬ ‫كانت للعطار تأثيرات قوية في وسط المجتمع المغربي‪ ،‬زمن السلطان عبد العزيز‪ ،‬نظرا لموقعه السياسي‬ ‫ولمواقفه الملتبسة‪ ،‬وما استطاع أن يحدثه داخل النسيج االجتماعي المغربي من تضارب الرؤى بشأن واقع الخلفية‬ ‫الحقيقية كدافع لهجرته للمغرب‪ ،‬والكيفية التي استطاع بواسطتها أن يتغلغل سياسيا واقتصاديا في عمق هذا‬ ‫النسيج نفسه‪ ،‬مخلخال إياه من الداخل عن طريق إثارته بعض المشاكل التي نجهل في واقع األمر كنهها وجوهرها‪،‬‬ ‫والتي تجلت وتفاقمت بوضوح من خالل تحركاته المشبوهة والغامضة والمبهمة‪ ،‬سواء داخل التراب المغربي أو‬ ‫خارجه( جبل طارق)‪.‬‬ ‫وقد اعتبر صاحب االستيطان والحماية كذلك‪ ،‬أن شخصية العطار ال زالت تمثل لغزا يصعب حله‪ ،‬في غياب‬ ‫الوثائق الكافية لحلها واستجالء معانيها وتوضيح حقيقتها‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫‪ )1‬بوشعراء‪ .‬ص ‪.1497‬‬ ‫‪ )2‬نفسه‪ .‬ص ‪.1497‬‬


‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫المغربية ليلى السليماني‬

‫تناقش الجريمة في الرواية بالمهرجان‬ ‫الدولي للرواية البوليسية ببرشلونة‬ ‫تشارك الكاتبة الفرنسية من أصل‬ ‫مغربي ليلى السليماني ضمن ‪100‬‬ ‫مؤلــف تمــت دعوتهم للمشاركة في‬ ‫المهرجــان الدولي للروايــة البوليسيــة‬ ‫«بي سينيغرا ‪ ،»2019‬المرتقب تنظيمه‬ ‫من ‪ 24‬يناير إلى ‪ 3‬فبراير ببرشلونة ‪ ،‬تحت‬ ‫شعار «الميناء كعنصر أيقوني في بعض‬ ‫المدن»‪.‬‬ ‫و ستعرف هذه الدورة مشاركة كتاب‬ ‫من عدة بلدان‪ ،‬خاصة المملكة المتحدة‪،‬‬ ‫فرنسا وإيطاليا والسينغال واألرجنتين‬ ‫وهنغاريا والواليات المتحــدة والجزائـــر‬ ‫وإيرلندا والمغرب‪.‬‬ ‫وستنشــــط الروائيــة المغـربيـــة‬ ‫مائــدة مستديرة إلى جانـــب المؤلف‬ ‫الكطاالني طوني هيل والكاتب األندلسي‬ ‫إشير غارسيا لوفيت الذين سيناقشــون‬ ‫موضـوع الجريمة في الرواية‪.‬‬ ‫وأبرز منــدوب المهرجان كارلوس‬ ‫زانون خالل ندوة صحفيــة خصصـــت‬ ‫لتقديم الحدث‪ ،‬أن هذه التظاهرة تطمح‬ ‫إلى اإلنفتاح على المدينة وعلى أجناس‬ ‫أدبية أخرى‪ ،‬من قبيل السينما والمسرح‬ ‫والموسيقى‪ ،‬مسجال أن هذه الدورة تأتي‬ ‫إلبراز الدور الذي تضطلع به الموانئ‬ ‫في الترويج لألدب بصفة عامة والكتابة‬ ‫الروائية على الخصوص‪.‬‬ ‫وتابـــع أن «الموانئ هي مكــــان‬ ‫للهروب‪ ،‬األمـــل والوداع‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫مجال للنفـــوذ وتجسيد للحرية واإلنفتاح‬ ‫الروحي»‪ ،‬مبـــرزا أن جميــع الموائـــد‬ ‫المستديرة مبرمجة خالل هذه الدورة‬

‫تحمل إسم المــدن المينائيـة ســواء‬ ‫الحقيقية أو خيالية‪.‬‬ ‫وستكون إحـــدى أقــوى اللحظـات‬ ‫لقـــاء بعنـــوان «السنونــو األســـود»‪،‬‬ ‫سيلتقي خالله العديد من الكتاب من‬ ‫قبيل كارلوس كويلز سيرا ومارك أرتيغو‬ ‫وجوردي باستي وروزا مونتيرو وأندرو‬ ‫مارتين بقرائهم عبر تنظيم رحلة إلى الس‬ ‫غولوندريناس في برشلونة‪ ،‬إحدى المعالم‬ ‫السياحية البحرية التي ال غنى عنها في‬ ‫ميناء فيل بالمدينة‪.‬‬

‫وستكون هـذه التظاهــرة الثقافيــة‬ ‫أيضا مناسبة لتسليم جائزة بيبي كارفاليو‬ ‫للكاتبة األرجنتينية كلوديــا بينيــــرو‪،‬‬ ‫وبتكريم باكـو كامـاراز‪ ،‬أحد مؤسسي‬ ‫المهرجـــان ومنـــدوب الدورات األولى‪.‬‬ ‫كانــت ليلى السليمانـــي المزدادة عام‬ ‫‪ 1981‬بالربـــاط‪ .‬قـــد حازت على جائـزة‬ ‫غونكـور ‪ 2016‬عن روايتــهــا الثانيـــة‬ ‫«اغنية هادئة»‪ .‬وفي ‪ 2014‬نشرت روايتها‬ ‫األولى «في حديقة الغول»‪.‬‬

‫إقليم العرائش ‪ :‬‬ ‫مندوبية التعاون الوطني تقود‬ ‫حملة طبية‬

‫في إطار تنفيــذ‪ ‬فقرات البرنامج السنوي‬ ‫االجتماعي للمندوبية اإلقليمية للتعاون الوطني‬ ‫بإقليم العرائش‪ ،‬ومن أجل انفتاح مؤسسة التعاون‬ ‫الوطني على المحيط الخارجي والمساهمة في‬ ‫تلبية احتياجاته اليومية كالتطبيب واإلرشاد‬ ‫والتوجيه ‪ ...‬حلت بحاضرتي‪ ‬اإلقليم ‪ /‬العرائش‬ ‫والقصر الكبير قافلة طبية تؤطرها جمعية الصحة‬ ‫لكم‪.‬‬ ‫توزع عمل القافلة على مرحلتيــن ‪ ،‬االولى‬ ‫الثالثاء ‪ 8‬يناير‪ 2019 ‬بمدينة العرائش بمركز‬ ‫التربية والتكوين موالي الحسن‪ ،‬والثانية في‪ ‬‬ ‫اليوم الموالي بمركز التربية والتكوين النهضة‬ ‫القصر الكبير ‪.‬‬ ‫استفــاد من‪ ‬خدمـــات الحملـــة الطبيــة‬ ‫مستفيدات ومستفيدو كافـة مراكـــز التعــاون‬ ‫الوطني وشركائه من الجمعيــات وأقربائهم‬ ‫وذويهم‪.‬‬ ‫أشرف على الحملة الطبية طاقم طبي يتكون‬ ‫من اربعة أفراد‪ ،‬إلى جانب األستاذة حفصة‬ ‫اليمالحي المنسقة التربوية بالمديرية اإلقليمية‬ ‫للتعاون الوطني ‪ ،‬والسيد عبد العزيز سابط عن‬ ‫مسؤولي المراكز بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫وشملت الحملة الطبية‪ ،‬تحليل داء السكر‬ ‫في الدم ‪ ،‬تحليل القصــور الكلــوي‪ ،‬تحليل نسبة‬ ‫الذهنيات في الجسم‪ ،‬تحليل نسبة السكري‬ ‫في البولة‪،‬قياس دقات القلــب في الدقيقــة‪،‬‬ ‫قياس الضغط الدموي‪ ،‬ثم الفحوصات الطبية‪ ‬‬ ‫بااليكوغرافي وتخطيط القلب‪ ،‬بحيث بلغ العدد‬ ‫اإلجمالي للمستفيدين أكثر من اربعمائة حالة‪،‬‬ ‫استفادوا من التحاليــل أو الفحص وتقديـــم‬ ‫الوصفاتوالتوجيه‪.‬‬

‫محمد كماشين‪ ‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫‪11‬‬

‫كيـف غـاب االحتشام عن‬ ‫تعامل الناس فيما بينهم؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫يتعاقب الليل والنهار‪ ،‬وتمضي بنا األيام والشهور واألعوام ونحن‬ ‫نيام‪ ،‬أو في شبه غياب‪ ،‬عما يجري من حولنا من تغيرات ومستجدات‬ ‫سريعة ومتالحقة‪ ،‬حتى إذا انتبهنا من غفلتنا‪ ،‬نجد أن الواقع أصبح غريبا‬ ‫عنا‪ ،‬فنُصاب بالذهول والدهشة لما حل بمجتمعنا من سوء في السلوك‬ ‫والمعامالت‪ ،‬ومن انحدار في األخالق العامة‪ ،‬ويقوم دليال على ذلك‪ ،‬أن‬ ‫العديد من القيم األخالقية الراقية أخذت تختفي عن الساحة‪ ،‬الواحدة‬ ‫منها تلو األخرى‪ ،‬مثل الصدق واألمانة والعفة وخوف اهلل‪ ،‬واالحتشام‪،‬‬ ‫الذي هو موضوع هذه الكلمة المتواضعة‪ ،‬تلك القيم المختفية كانت‬ ‫العالمة المميزة والمشرفة للمسلمين في أيام ازدهارهم‪ ،‬تكلل وجوههم‬ ‫بهالة من النور والبهاء‪ ،‬وكانت بحق رأسمالهم الالمادي‪ ،‬ومصدر عزهم‬ ‫وفخرهم‪ ،‬إلى جانب قوّتهم المعرفية والعسكرية‪.‬‬ ‫ويدخل في غرابة أحوال المجتمع عنا ضغوط الحياة القوية التي‬ ‫جعلت الفرد المسلم يرفس في أغاللها‪ ،‬عاجزا عن مقاومتها‪ ،‬فباألحرى‬ ‫التغلب عليها‪ ،‬فيضعف ويضعف ثم يستسلم‪ ،‬ألنه خلق ضعيفا كما‬ ‫جاء في (سورة النساء آية ‪ .)28‬وبالرجوع إلى االحتشام والحشمة‪ ،‬يرى‬ ‫باحث مسلم ملتزم‪( ،‬أن االحتشام والسلوك العام‪ ،‬يُعتبران من األخالق‬ ‫الفاضلة والقيم النبيلة‪ ،‬التي دعا إليها اإلسالم‪ ،‬وفي االلتزام بها ثواب‬ ‫كبير وأجر عظيم)‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فغياب خلق االحتشام غطى مساحة شاسعة‬ ‫من أرض المغرب‪ ،‬مما يجعل من الصعب عالجها‪ ،‬ولكن ال يمنع ذلك من‬ ‫الوقوف على عدد من أسبابها‪ ،‬وال يمنع المسؤولين ووالة األمر في بالد‬ ‫المسلمين من تهيئة البيئة الصالحة والشروط المناسبة التي تعين‬ ‫الناس على التمسك بالفضائل اإلسالمية‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪ )1‬لقد ّ‬ ‫حذر الشارع الحكيم من الفساد األخالقي‪ ،‬وعدّ فتنة النساء‬ ‫وتبرجهن وخالعتهن من أكثر العوامل في تحطيم العفة األخالقية‬ ‫وتطهير القلوب في مجتمعات المسلمين‪ ،‬وذلك لما تقوم به بعض‬ ‫النساء من تعمّد عدم التقيد بالضوابط اإلسالمية في اللباس والزينة‬ ‫واالختالط الكثير‪.‬‬ ‫‪ )2‬تسرب ظواهر غريبة دخيلة علينا‪ ،‬ليست من عادة والدينا وأجدادنا‪،‬‬ ‫وال من تقاليدهم وأعرافهم‪ ،‬جاء نتيجة االنفتاح على الثقافات واألفكار‬ ‫الغريبة الواردة عبر البث التلفزيوني‪ ،‬بحيث تجد نفسك مرغما ومكرها‬ ‫أمام مشاهد تناول الخمور والمشروبات المحرمة‪ ،‬وتبادل القبالت بين‬ ‫الجنسين‪ ،‬وارتداء المالبس الفاضحة التي ال تستر شيئا‪ ،‬لدرجة أصبحت‬ ‫لقطات عادية مألوفة لتكرار بثها وال تجد من ينكرها ويستقبحها‪.‬‬ ‫‪ )3‬ولكون العالم أصبح قرية صغيرة من جهة‪ ،‬ولجاذبية بالدنا وما‬ ‫حباها اهلل به من موقع استراتيجي‪ ،‬وتنوع في الطبيعة‪ ،‬واستقرار في‬ ‫الوضع السياسي من جهة ثانية‪ ،‬جاءتنا وفود السياح من مختلف الدول‪،‬‬ ‫وبوفودهم علينا بتنا وأصبحنا نشاهد في األسواق‪ ،‬وفي األماكن العامة‬ ‫والمزارات السياحية مناظر مخلة بالمروءة‪ ،‬ومشاهد لم نعتد عليها‪،‬كتبادل‬ ‫السياح قبالت طويلة مثيرة على مرأى ومسمع من المارة‪ ،‬وكتجرد الكثير‬ ‫من السائحات من مالبس الحشمة وارتداء المالبس القصيرة الشفافة‪،‬‬ ‫التي ال تستر عوراتهن‪ ،‬وال شك أن لمثل هذه التصرفات أثرها كقدوة‬ ‫سيئة وسط الشباب‪ ،‬وكم من حوادث وجنح نتجت عن ذلك‪ .‬ويؤكد‬ ‫علماء األمة الصالحون المصلحون أنه على السياح والجنسيات الموجودة‬ ‫في أي مجتمع مسلم اتباع تعاليم وآداب ذلك المجتمع‪ ،‬واحترام قوانينه‪،‬‬ ‫وأن يكونوا على اطالع على أخالقياته من خالل ما تزودهم به مكاتب‬ ‫السياحة‪ ،‬والجمارك من منشورات وكتيبات عند الحدود‪.‬‬ ‫أيها القراء األعزاء ‪ :‬االحتشام مسؤولية اجتماعية مشتركة بين‬ ‫الدولة وأفراد المجتمع ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬فعلى الدولة مشخصة في وزارة التربية والتعليم‪ ،‬تقع مسؤولية‬ ‫غرس ذلك في نفوس األبناء‪ ،‬عبر المناهج التعليمية واألنشطة المدرسية‪،‬‬ ‫وينبغي أال يغيب عن البال أن التنشئة القرآنية لألجيال وتوجيههم‬ ‫لالحتشام والتمسك باللباس اإلسالمي واالبتعاد عن االنفالت األخالقي‬ ‫وعن التحرر الجنسي‪ ،‬من شأنه إيجاد نواة حسنة لمجتمع مُعافى‪ ،‬أخالقيا‬ ‫وتربويا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وعلى الدولة تقع مسؤولية تشجيع موظفيها ومرتادي المكاتب‬ ‫اإلدارية والمؤسسات‪ ،‬على االلتزام باالحتشام‪ ،‬سواء أكان في الملبس‬ ‫والسلوك‪ ،‬أو في أنظمة العمل اإلدارية وأسلوب تنفيذها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وعلى وسائل اإلعالم تقع المسؤولية الكبرى في نشر الفضيلة‬ ‫واالحتشام‪ ،‬ألنها تتهم دائما بأن لها ضلعا كبيرا في إشاعة الفاحشة‬ ‫وبعض الرذائل داخل المجتمع‪ ،‬وهو دور ال يستهان به‪ ،‬بل هو أهم دور‬ ‫فعال مطلوب‪ ،‬إذ يخص الجميع ويحرك الكل من أجل إصالح النفس‬ ‫وتطهير المجتمع من عوامل الفساد واالنحراف والشذوذ‪.‬‬ ‫د‪ -‬ويتوقف دور أفراد المجتمع في اإلصالح على ما يقوم به الوالدان‬ ‫من التنشئة االجتماعية لألبناء‪ ،‬وتربيتهم على ممارسة قواعد السلوك‬ ‫اإلسالمي من خالل تعويدهم على آداب االستئذان‪ ،‬وغض البصر عن‬ ‫المحارم وعن عيوب الناس‪ ،‬وااللتزام بآداب الطرق والسير التي جاء بها‬ ‫المصطفى عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬وأما المرأة المسلمة‪ ،‬فعليها االلتزام باللباس الشرعي وعدم‬ ‫إظهار الزينة والمحاسن للرجال األجانب‪ ،‬وعليها كذلك االلتزام بآداب‬ ‫الحديث الذي يجب أن يخلو من الميوعة والتكسّر والتصنع حتى ال‬ ‫يطمع فيها أصحاب القلوب المريضة‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫شؤون وطنية ‪ :‬‬

‫القصر الكبير ندوة‪ ‬وطنية حول وحدتنا الترابية في موضوع‪:‬‬ ‫السيناريوهات واآلفاق الممكنة ما بعد المائدة المستديرة بجنيف‬ ‫• التأكيد على أهمية البعدين الديمقراطي والتنموي في أية مقاربة التسوية‬ ‫• ليس في مصلحة المغرب وجود جار فاشل ‪..‬‬

‫أجمــع المشاركـون في ندوة ‪« :‬السيناريوهات واآلفاق‬ ‫الممكنة ما بعد المائدة المستديرة بجنيف»‪ ‬المنعقدة بدار‬ ‫الثقافة محمد الخمار الكنوني مساء الجمعة ‪ 18‬يناير الجاري‬ ‫على أهمية المضي في الخـيـــار التفــاوضي‪ ،‬واستثمـــار‬ ‫البعدين الديمقراطي والتنموي في أية مقاربة لحل مشكل‬ ‫الصحراء‪.‬‬ ‫وجاء ذلك على لسان المشاركين في الندوة التي نظمها‬ ‫المجلس الترابي لمدينـــة القصر الكبير بتنسيق مع الكلية‬ ‫المتعددة التخصصات بالعرائش‪ ،‬والجامعة للجميع للتعلم‬ ‫مدى الحياة‪ ،‬وكذا منتدى الشمال للثقافة والتنمية‪.‬‬ ‫حضـــرت النــدوة فعاليات علمية جامعيـــة ومهتمــون‬ ‫وحقوقيون وطلبة ونسيج جمعوي وإعالمي‪ ‬إلى جانب منتخبين‬ ‫على الصعيدين الجماعي والتشريعي‪.‬‬ ‫وقبل متابعة أشغال الندوة تدخل رئيس المجلس البلدي‬ ‫لمدينة القصر الكبير موضحا‪ ‬دوافع عقد ندوة علمية في‬ ‫موضوع يحظى‪ ‬باهتمام جميع المغاربة خاصة بعد المائدة‬ ‫المستديرة لجنيف وما يمكن ان تفتحه من آفاق واعدة لصالح‬ ‫ملف وحدتنا الترابية‪.‬‬ ‫وتحدث ممثل الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة الشاب‬ ‫عدنان الضريوي‪ ‬عن سياق عقد الندوة التي جاءت بعد ست‬ ‫سنوات من الركود‪ ،‬وعن دور المجتمع المدني في تحريك‬ ‫البعد التنموي انسجاما مع ما‪ ‬يمنحه الدستور‪ ،‬والدور الذي‬ ‫لعبته الجامعة للجميع وما زالت في مجـال الدبلوماسيــة‬ ‫الموازية والمساهمــة في اإلشعاع المحلي والوطني‪ ،‬والدفاع‬ ‫عن المكتسبات‪.‬‬ ‫واعتبر مسير الندوة‪ ‬األستــــاذ محمد العريان أن‪ ‬عقد‬

‫مائدة جنيف جاء‪ ‬جمود نسبي لملف الصحراء و مدخال أساسيا‬ ‫للمستقبل بمؤشرات إيجابية خاصة بعد تحول مواقف المجتمع‬ ‫الدولي‪ ،‬ومشاركة الجارة الجزائر كطرف معني‪.‬‬ ‫‪ * ‬وأطر عنوان ‪« :‬األبعاد القانونية لتدبير ملف الصحراء»‪.‬‬ ‫‪ ‬مداخلـة األستــاذ عبد الفتـاح بلعمشــي رئيس المركز‬ ‫المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات والذي اعتبر‬ ‫الظرفية الحالية نقطة فارقة في ملف الوحدة الترابية‪ ،‬ليشرع‬ ‫في تحديد بعض األبعاد القانونية في تدبير هذا الملف انطالقا‬ ‫من التفاعل اإليجابي لالتحاد االفريقي مع طلب االنضمام من‬ ‫جديد له‪ ،‬وهو ما سمح للمغرب من ممارسة حق التعبير عن‬ ‫موقفه من داخل المؤسسة اإلفريقية ‪.‬‬ ‫وتحدث األستاذ بلعمشــي عن مواقــف المغرب الحازمة‬ ‫الرافضة لما أسماه بتجاوزات األمم المتحدة الختصاصاتها‪ ،‬‬ ‫في إشارة لزيارة بان كيمون للمخيمات وما تبعها من تأويالت‪..‬‬ ‫وهو ما جعل مبعوثي األمم المتحدة‪ ‬بعد ذلك يتعاملون مع‬ ‫ملف الصحراء انطالقا من مهامهم‪ ‬محددة ‪.‬‬ ‫ولترافع أمثل فضل االستاذ بلعمشي تبني الخيار التنموي‬ ‫لألقاليم الصحراوية والتعامل بواقعية مع كل الوقائع رافضا‬ ‫سياسة الكرسي الفارغ‪.‬‬ ‫تطرق االستاذ بلعمشي للتشويش الذي أثاره خصومنا‬ ‫بخصوص اتفاقيات القطاع الزراعي والصيد البحري مع االتحاد‬ ‫االوربي و» قصور» القضاء االوربي وكون المغرب نجح في إيجاد‬ ‫مسوغ قانوني يمكن السكان من استغالل الثروات المحلية‪..‬‬ ‫ودعا إلى تبني مقاربة ثنائية تعنى في شقها األول بما هو‬ ‫داخلي ديمقراطي دستوري ينصف كل االقاليم تنمويا‪ ،‬وشق‬ ‫ثان يهتم بالمسارات الدولية للملف‪،‬كما دعا كافة المنتخبين‬

‫فتح باب المشاركة في مسابقة ملتقى سينما المجتمع‬ ‫تفتح فعاليات الدورة الثالثة لملتقى سينما المجتمع ببئرمزوي ـ خريبكة(دورة الممثل والمخرج رشيد الوالي)‪ ،‬والتي‬ ‫تقام من ‪ 21‬الى ‪ 23‬مارس ‪ 2019‬باب المشاركة في المسابقة الرسمية ألفالم الهواة القصيرة‪.‬‬ ‫ويتعين على المترشحين‪ ،‬بعث أفالمهم الحديثة‪ ،‬التي تعالج قضايا المجتمع‪ ،‬على قرص مدمج(دي‪.‬في‪.‬دي) قبل ‪20‬‬ ‫فبراير ‪ ،2019‬وأال تتعدى مدة الفيلم ‪ 25‬دقيقة‪.‬‬ ‫كما يتعين على المشاركين بعث ملخص عن الفيلم ومخرجه وملصقه‪ ،‬وبطاقته التقنية‪ ،‬وطلب خطي للمشاركة‬ ‫يؤكد فيه الترخيص لعرض الفيلم‪ ،‬مع ملء استمارة المشاركة عبر موقع الجمعية في فيس بوك‪chorok birmezoui:‬‬ ‫ويبعث ملف المشاركة إلى العنوان التالي‪ :‬مسابقة ملتقى سينما المجتمع الثالث ـ جمعية الشروق للثقافة والتنمية‬ ‫ـ بئر مزوي ـ خريبكة‪.‬‬ ‫ولمزيد من المعلومات يرجى االتصال ب ‪ ،0662669050‬مع إمكانية بعث الملف عبر بريد الجمعية �‪chorouk‬‬ ‫‪birmezoui@gmail.com‬‬ ‫وستتبارى األفالم على ثالث جوائز‪ ،‬هي الجائزة الكبرى‪ ،‬التي تحمل اسم(جائزة العين)‪ ،‬وجائزة أحسن إخراج‪ ،‬وجائزة‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫يشار إلى ان هذه الدورة التي تنظمها جمعية الشروق‪ ،‬بشراكة مع جماعة بئر مزوي وبدعم من المجمع الشريف‬ ‫للفوسفاط والمركز السينمائي المغربي‪ ،‬تعرف فقرات متنوعة‪ ،‬كما يحضرها مهرجان األيام السينمائية لدكالة بالجديدة‬ ‫كضيف شرف‪.‬‬

‫على الصعيد الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم والمشاركة في‬ ‫دبلوماسية موازية فاعلة‪.‬‬ ‫‪ * ‬وتطرق األستاذ عبد الفتاح الفاتحي الخبير االستراتيجي‬ ‫في قضايـا الصحـراء والشـؤون اإلفريقية إلى ملف وحدتنـا‬ ‫الترابية من المآل السياسي إلى المآل الواقعي‪ ،‬وألجل ذلك‬ ‫اعتبر الملف مسألة حتمية وجودية تستدعي االقتناع بنجاح‬ ‫الخيار الدبلوماسي المفضي لمصلحة الشعوب وليس لفائدة‬ ‫ملف‪ ‬ينتهي بانتهاء إيجـاد حل له‪ !!! ‬وأضاف أنه ليس من‬ ‫مصلحة المغرب وجود جار فاشل لذلك وجــب التفكير في‬ ‫التنمية الشمولية لدول المنطقة فالمغرب اختار االختيار‬ ‫االقتصادي مع دول افريقيا انسجاما مع المنطق العالمي الذي‬ ‫يؤمن باالقتصاد و مصالحه‪.‬‬ ‫وركز األستاذ الفاتحـــي في تدخلـــه على االهتمـــام‬ ‫بالديمقراطية التنموية والتعامل بمنطق مغاير يقطــــع مع‬ ‫الماضي وينسجم مع رؤية كونية اقتصادية‪ ،‬معتبرا خيار الحكم‬ ‫الذاتي وعاء صالحا لذلك باعتماد جهوية متقدمة ونموذج‬ ‫تنموي فاعل ‪....‬‬ ‫* وفضل االستاذ ميلود بلقاضي األستاذ بجامعة محمد‬ ‫الخامس بالرباط ان يقدم قراءة في معنى « مائدة مستديرة «‬ ‫في القانون الدولي كمفهوم اساسي لتدبير األزمات اإلقليمية‬ ‫ليس له بداية والنهاية واعتبار كل المشاركين مسؤولين‬ ‫بهدف استرجاع الثقة‪.‬‬ ‫األستاذ بلقاضي اعتبر سياســة جاللة الملك وتدبيره‬ ‫لملف الصحراء أمرا متقدما عن النخب المغربية مع حديثه‬ ‫عن البعــد االقتصادي التنموي كحـــل واالنفتاح على كافة‬ ‫األطراف المعنية‪.‬‬

‫محمد كماسين‬


‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫‪13‬‬

‫باهظة الثمن‬

‫نصيحة ذات قيمة باهظة الثمن؟‬

‫إلى إخواني المسلمين والمسلمات‪ ،‬الذين‬ ‫هم بديار الغربة‪ ،‬المهاجرون عن بالدهم األصلية‬ ‫للعمل والعيش‪ ،‬ولهم أبناء يدرسون بالمدارس‬ ‫االبتدائية خاصة‪ ،‬فهم ينقادون بسهولة إلى طلب‬ ‫المعلمة أو المعلم‪.‬‬ ‫أحذروا أبناءكم من معامالت بعض المعلمين‬ ‫والمعلمات‪ ،‬فهم يوجهونهم توجيها غير منطقي‬ ‫وغير صائب‪ ،‬وإليكم بعض الوقائع التي يندى لها‬ ‫الجبين‪ ،‬وتقشعر منها األبدان‪ ،‬ألنها تمس الدين‬ ‫والهوية من غير قصد ربما؟ أو هي مقصودة بعلم‪.‬‬

‫القصة األولى‬

‫داخــل الفصــل الدراســي‪ ،‬طلبــت معلمــة‬ ‫من تالميذها أن يرسموا وجه الرسول األعظم‪،‬‬ ‫الذي يعتبره المسلمون جميعا‪ ،‬بأنه أعظم رجل‬ ‫في التاريخ‪ ،‬فيخضعون لرسم وجهه‪( ،‬روتوشات)‬ ‫تجميلية ل ّلحية والشارب والعمامة والشعر الطويل‪،‬‬ ‫يرسمونها وفق تخيالتهم‪ ،‬كل يغير مالمح وجهه‬ ‫حسب فهمه ورأيه‪ ،‬والمقصود من هذا‪ ،‬أن الرجل‬ ‫الذي يعتبــره المسلمـون نبيــا مرسال من اهلل‪،‬‬ ‫كيف هي مالمحـه‪ ،‬وخصوصا وجهه‪ ،‬وهذا نقص‬ ‫واستهزاء ومغبــة في حـق الرسـول عليه الصالة‬ ‫والسالم والمسلمين‪ ،‬وبــث في نفوسهـم حـــب‬ ‫(البابا) الذي يغدق عليهم بالهدايا واللعب‪ ،‬حين‬ ‫االحتفاالت بميالد عيسى عليه السالم‪.‬‬ ‫فالواجب أن تمنعوهــم من هـذا الشيء‪ ،‬فال‬ ‫يأخذون صورا مع البابا عند شهر نونبر ودجنبر‪،‬‬ ‫بالساحات العمومية والمتاجر الكبرى للتسوق‪ ،‬هذا‬ ‫قد يحدث بالدول األروبية المستعمرة للشعوب‪،‬‬ ‫المغلوبة على أمرها‪ ،‬ثم استقلت‪ .‬أما بدولة كندا‬ ‫حديثة العهد‪ ،‬فإنهم يمنعون منعا كليا ذكر األديان‬ ‫أو ذكر نبي من األنبياء والرسول بالمدارس‪ ،‬ومن المعلمين أو المعلمات‪ ،‬من يعرّض نفسه‬ ‫للمساءلة واإلنذار‪ ،‬وربما الطرد من الوظيفة والمحاكمة‪ ،‬إن ثبت عليه ذلك‪ ،‬فال لدين بالمدرسة‬ ‫وال لعبادة تذكر‪ ،‬ألن التالميذ أغلبهم من أجناس بشرية متعددة ومختلفة الديانات‪ ،‬فنسبة‬ ‫المهاجرين من ‪ 28‬دولة تتكون من يهود ومسلمين وهنود وصينيين‪ ،‬من أجل أن يعيش‬ ‫الكل في كندا دون حزازات وميول‪ ،‬إذ يمتاز المواطن عن اآلخر بما أسداه من عمل صالح للبالد‬ ‫والمواطنين كافة‪ ،‬وكل مواطن له حق العبادة بما يشاء في بيته أو باألماكن المعدة لذلك‪،‬‬ ‫كالكنيسة والمسجد‪ ،‬أما في المدارس يحرم كل من تعاطى أو دعا إلى دينه‪.‬‬ ‫في المدرسة والفصل ال فرق بين التالميذ‪،‬‬ ‫أبيض أو أسود أو صيني‪ ،‬الكل سواء‪ ،‬وال فرق بين‬ ‫مسلم ومسيحي وبودي إلخ‪ ..‬فالمدرسة تلبس‬ ‫اإلناث زيا موحدا‪ ،‬قميص أبيض وجوبة زرقاء‬ ‫وسروال أبيض يستر فخذيها ورجليها‪ ،‬أما الذكور‬ ‫‪ ،‬فلهم حق اللباس‪ ،‬ويكون مناسبا لسنهم‪،‬‬ ‫ومحترما بين أقرانهم ليس بالسروال تقاطع‪.‬‬ ‫مرت المعلمة بين الصفوف‪ ،‬ووقفت عند مقعد‬ ‫ولدي تراقب عمله‪ ،‬فلم تجده رسم شيئا‪ ،‬فقالت‬ ‫له ‪:‬‬ ‫ لماذا لم تنجز الرسم؟ أظن أنك تمانع؟‬‫قال ‪ :‬أنا تلميذ مسلم‪ ،‬أفتخر بانتمائي وكيف‬ ‫أرسم وجه من أحببت‪ ،‬إني لم أر وجهه ال في‬ ‫اليقظة وال في المنام‪ ،‬فكيف أرسم له رسما‪،‬‬ ‫فالرسم من فنون التعبير عن الواقع‪ ،‬فكيف يا‬ ‫معلمتي الجليلة أرسم شيئا لم أشاهده في حياتي‬ ‫ولم يتسن لي رؤيته‪ ،‬إنه من العبث أن أعيب وجه‬ ‫شخص ّ‬ ‫يعظمه المسلمون‪ ،‬فهذا نوع من العبث‬ ‫والنفاق والغباء‪ ،‬فإن فعلت‪ ،‬فإني أكون مخطئا في‬ ‫حق هذا الشخص وسأنال جزائي دنيويا وبآخرتي‪.‬‬ ‫فرجاء‪ ،‬يا معلمتي‪ ،‬اعفيني من هذا الرسم‪ ،‬فالعفو من شيم األخالق الحميدة‪ ،‬أطلب اهلل‬ ‫تعالى العفو والمغفرة إن أطعت طلبك‪ ،‬ورسمت عن شيء ال أعرفه وأحقه‪ ،‬حبّذا لم تأمريني‬ ‫بغير هذا الرسم‪ ،‬فأكون ممنونا وسعيدا بتلبية طلبك‪ .‬وإن فعلت‪ ،‬فإني أكون مذنبا‪ ،‬ومجرما في‬ ‫حقي وفي حق الرجل العظيم‪ ،‬ثم إني لو شكوت أمرك لوالدي األبي‪ ،‬فقد يغضب وإن فعلت فقد‬ ‫يشمئز مني ولن يسامحني مدى الدهر‪ ،‬فعفوك أرحم‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫القصة الثانية‬

‫جمعتني الصدفة بمواطن مغربي من الدار الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬على طاولة بمقهى نتناول كأس قهوة‪ ،‬ألن‬ ‫البرد قارس‪ ،‬وهناك زمهرير والثلوج تنزل بغزارة‪ ،‬هو‬ ‫موظف إطار بمصلحة معالجة الطرق وإصالحها‪ ،‬وبإزالة‬ ‫الثلوج التي تكسو الطريق العام‪ ،‬بجرار يسوقه أحيانا‬ ‫بنفسه‪ .‬وأثناء تجاذبي للحديث بالعربية مع حفيدتي‬ ‫«جود»‪ ،‬سمع حديثنا بالدارجة المغربية‪ ،‬تقدم إلي‬ ‫وخاطبني ‪ :‬أأنت من المغرب؟ قلت ‪ :‬نعم ‪-‬وهو كذلك‬ ‫ينحدر من مدينة طنجة‪ -‬ولدت بفاس‪ ،‬وأعمل حاليا‬ ‫بعروس الشمال‪ .‬قال‪ :‬رأيتك تكتب قصة‪ ،‬أليس معي‬ ‫حق؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬هي قصة معلمة وتلميذ وحكيت له‬ ‫ببالغ األسف‪ ،‬فقال سأحكي لك قصة ثانية أرجو أن‬ ‫يكون صداها بين الجاليات‪ ،‬لها وقع إيجابي‪ ،‬قلت له أنا‬ ‫لسعيد للقائك وسعيد بحكايتك لي‪ ،‬هيا تفضل‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫كندا بلد العز والكرامة‬

‫مرت من عمري ‪ 15‬سنة‪ ،‬وأنا بأرض كندا بلد العز‬ ‫والكرامة والعيش الهنيئ رغم الضرائب المهولة‪،‬‬ ‫والضريبة اإلضافية ‪ 4‬في المائة للمملكة المتحدة‪،‬‬ ‫و‪ 11‬في المائة لخزينة كندا‪ ،‬وفي المقابل هناك تعليم‬ ‫مجاني‪ ،‬وتطبيب وأدوية مجانا‪ ،‬وهناك دور للمعوزين‬ ‫والعجزة ومدارس تجمع أبناء شعوب الدول التي في‬ ‫طريق النمو‪ ،‬وهي في حاجة إلى ‪ 450‬ألف من اليد‬ ‫العاملة المؤهلة‪ ،‬في سنة ‪.2019‬‬ ‫لكن الحدث الذي ال يرقني وقض مضجعي‪ ،‬هو أن‬ ‫معلمة ولدي طلبت من تالميذها رسم شجرة (صابّا)‪،‬‬ ‫ولدي في العاشرة من العمر‪ ،‬لبّى رغبة المعلمة ورسم‬ ‫الشجرة صغيرة الحجم‪ ،‬لم يتعد طولها نصف متر‪،‬‬ ‫ليس عليها أضواء وال تتدلى من أغصانها كرويات‬ ‫حمراء وصفراء وزرقاء‪ ،‬وأكياس تحمل حلويات وقطع‬ ‫الشكالطة‪ ،‬قالت المعلمة‪ ،‬ليست شجرة (الصابا) هذه‪.‬‬ ‫قال لها على الفور‪ ،‬نحن المسلمين ال نؤمن بهذه‬ ‫الخزعبالت ونعدها جنونا‪ ،‬فالشجرة خلقها اهلل لتعطي ثمارا‪ ،‬ال حلوى وال شكالطة من صنع‬ ‫اإلنسان‪ ....‬سكتت وابتعدت عنه قليال‪ ،‬واتخذت من جوابه دليال قويا على إيمانه ورجاحة عقله‪،‬‬ ‫فهو قوي بإسالمه ومبادئه‪ ،‬قلت له ‪ :‬أعز اهلل ابنك كما عزز نبينا محمد عليه السالم‪ ،‬أرجو‬ ‫اهلل أن يحفظه بعينه التي ال تنام ويحفظه من شر الكائدين وحفظه اإلله العظيم من شر‬ ‫الحاسدين‪ ،‬ويجعله اهلل ذخرا وسندا لك في هذه الديار‪ ،‬وال أخفي عليك‪ ،‬أنا فخور بتصرف‬ ‫ابنك‪ ،‬ليتني ألتقي به وأجدد له شكري وامتناني‪ .‬واستطرد والده صديقنا هذا قائال‪ :‬آخذه معي‬ ‫للصالة يوم الجمعة‪ ،‬ولقد تعود على الصالة في أوقاتها‪ ،‬ويخاصم إخوته الصغار إن لم يؤدوا‬ ‫الصالة‪ ،‬قاطعت صديقي وقلت له‪ ،‬إنه ولد صالح من‬ ‫أب صالح من شجرة أصيلة تربته المغرب األقصى‪،‬‬ ‫اهلل يحفظه ويرعاه‪.‬‬

‫القصة الثالثة‬

‫طلب لي كأسا من عصير البرتقال‪ ،‬فشكرته على‬ ‫كرمه وحسن ضيافته وحكايته عن ولده بالمؤسسة‪،‬‬ ‫تنهد قليال وقال ‪:‬‬ ‫«سأحكي لك بإمهال‪ ،‬حالة ذعر يعيشها جاري‬ ‫من مكناس الزيتون‪ ،‬وما يقاسيه من معاناة مع‬ ‫ولده المراهق‪ ،‬يدخل البيت سكران ويتعاطى شرب‬ ‫السجائر‪ ،‬ويشم الممنوعات‪ ،‬ومن حين إلى آخر‪،‬‬ ‫يدخل البيت بصاحبته أو عشيقته‪ ،‬يدعي أنه يدرس‬ ‫سلوكها ويعرف أحوالها‪ ،‬ويتبادالن القبل بمحضر‬ ‫والديه وإخوته الصغار دون حياء ووقار‪ ،‬إنه شاب‬ ‫متهور‪ ،‬فاقد العقل والرزانة‪ ،‬ما عشنا في بلدنا هذه‬ ‫الخصال‪ ،‬اشتكيت حالته مرارا إلى األمن األسري‪،‬‬ ‫فكانوا يأخدونه أليام إلى (أ ْلفوّي) وهو مركز للعناية‬ ‫بالمراهقين وتهذيب سلوكهم‪ ،‬وسرعان ما يعود‬ ‫إلى أعماله الشنيعة‪ ،‬وذلك لمخالطته رفاق السوء‬ ‫بالثانوية‪ ،‬وكثيرا ما يدخل البيت مخمورا‪ ،‬أما البنات‬ ‫فيتحاشين هذه الخصال ويحافظن على أنوثتهن‪،‬‬ ‫فتكتري منهن مسكنا وتصرف عن نفسها من دخل‬ ‫عملها‪ ،‬وهي أرحم علي من طيش الولد‪ .‬كل يوم أطلب اهلل تعالى أن يهديه إلى الصواب‪ ،‬قلت‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قد تغري نفوسهم البريئة الحرية المطلقة المغلوطة‪ ،‬فيتصرفون بدون هوية ثم يميلون‬ ‫ميال عظيما من الطيش‪ ،‬وأختم وأقول ‪ :‬اهلل يهدي أوالدي وأوالدك إلى الطريق المستقيم‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫الفقر وضعف السياسة‪،‬‬ ‫وجها لوجه‪ ...‬؟‪.‬‬ ‫الفقر‪ ،‬كلمة باهظة‪ ،‬قاسية‪ ،‬ثقيلة‪ ،‬مرعبة‪ ،‬تسكن اإلنسانية‬ ‫بقوة الواقع‪ ،‬وبقوة السياسات والظرفيات المحلية والعالمية‬ ‫المتعاقبة‪ ،‬فهو (أي الفقر) ظاهرة قديمة جديدة في التاريخ‬ ‫البشري‪ ،‬تتقلص وتتسع في الشعوب حسب ظروفها ومواقعها‬ ‫وسياساتها وأنظمتها الداخلية والخارجية‪ ،‬وهو ليس حالة واحدة‪،‬‬ ‫بل حاالت متعددة الصفات واألشكال‪ ،‬تختلف من نظام إلى نظام‪،‬‬ ‫ومن قارة إلى أخرى‪ ،‬ومن حضارة إلى حضارة‪ ،‬إال أن عهد العولمة‪،‬‬ ‫وضع للفقر تعريفات‪ ،‬قد تتناسب وحاالت الفقر المنتشرة بقوة في‬ ‫أركان األرض‪ ،‬من حيث األرقام‪ ،‬ولكنها قد تختلف في أثارها على‬ ‫اإلنسان في هذه األركان‪.‬‬ ‫ورد في قواميس اللغة‪ :‬الفقر ضد الغنى‪ ،‬والفقير هو من يجد‬ ‫القوت‪ ،‬والمسكين من ال شيء له‪ .‬وورد في تعبير آخر‪ :‬الفقير هو‬ ‫المحتاج‪ ،‬والمسكين هو من أذلته الحاجة‪.‬‬ ‫وجاء في مفاهيم البنك العالمي‪ :‬الفقير هو الذي ال يحصل‬ ‫على الحد األدنى من معيشته‪.‬‬ ‫وبالنسبة لهيئة األمم المتحدة‪ :‬الفقير هو الذي ال يتجاوز‬ ‫دخله دوالرا واحدا في اليوم‪.‬‬ ‫ويرى خبراء علم االجتماع‪ :‬أن لظاهرة الفقر في عالم اليوم‪،‬‬ ‫أكثر من عالقة بالفساد‪ .‬الفقر في البناء الوظيفي االجتماعي‪ ،‬هو‬ ‫إحباط اجتماعي‪ ،‬ناتج عن عدم المساواة‪ ،‬لذلك أصبحت تندرج في‬ ‫خانة الفقراء‪ ،‬العديد من الفئات مثل المعدمين الذين ال يملكون‬ ‫شيئا‪ ،‬والعمال األجراء ممن يملكون قوة العمل ال غير‪ ،‬وأيضا‬ ‫صغار المالك وصغار التجار وصغار الموظفين والحرفيين والباعة‬ ‫المتجولين‪ .‬وغيرهم من مظلومي السياسيات الجائرة‪.‬‬ ‫في نظر باحث مغربي‪ :‬ال ينحصر الفقر في ضعف نسبة الدخل‪،‬‬ ‫بل يتعدى ذلك إلى التفاوت في فرص االندماج في المجتمع‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬إذ تتجلى مظاهره في‬ ‫صور متعددة‪ ،‬منها باألساس‪ :‬األمية‪ ،‬الجهل‪،‬‬ ‫البطالة‪ ،‬تشغيل األطفال‪ ،‬التشرد‪ ،‬التسول‪،‬‬ ‫ضعف القدرة الشرائية‪ ،‬سوء التغذية‪ ،‬المرض‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمغرب‪ ،‬أعلن التقرير الوطني‬ ‫حول السياسة السكانية (الصادر عن اللجنة‬ ‫العليا لإلسكان) أن سبعمائة وثمانين ألف‬ ‫(‪ )780.000‬أسرة تعيش فقرها المدقع في‬ ‫«مساكن» هامشية‪ .‬وأن تراجع نسبة نمو‬ ‫الدخل الفردي وصل إلى ‪ % 0.1‬بسبب الجفاف‬ ‫وفقدان العمل والبطالة طويلة األمد والمرض‬ ‫المزمن والترمل والطالق وغير وغيرها‪.‬‬ ‫ويفيد هذا التقرير أيضا‪ ،‬أن سكان العالم‬ ‫القروي‪ ،‬أكثر فقرا من سكان العالم الحضري‪،‬‬ ‫وأن جهات في وسط وشرق وغرب المغرب‪ ،‬هي‬ ‫األكثر تضررا من الفقر وأن األسر التي تعيلها‬ ‫النساء واألطفال تعد األكثر فقرا‪.‬‬ ‫وتقدر مصادر شبه رسمية‪ ،‬أن عدد السكان‬ ‫الفقراء الذين يقل دخلهم اليومي عن دوالر واحد‪ ،‬قد يصل إلى‬ ‫ست ماليين نسمة‪ ،‬يمثل سكان العالم القروي منهم حوالي‬ ‫سبعين في المائة (‪.)% 70‬‬ ‫وتفيد العديد من البحوث العلمية حول الفقر في المغرب‪ ،‬أن‬ ‫الدخل الفردي للمغاربة تطور بوتيرة منخفضة خالل التسعينات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬ويمكن اعتبار ارتفاع البطالة في المدن خالل‬ ‫الفترة الراهنة‪ ،‬إشارة واضحة النخفاض دخل األسر المغربية‪،‬‬ ‫خاصة تلك التي يكون الراتب الشهري هو المورد الوحيد الذي‬ ‫تعتمد عليه في تلبية حاجياتها األساسية‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬تكون العمليات اإلحصائية‪ ،‬وبحوث الخبراء والمختصين‪،‬‬ ‫قد كشفت أن ما يقرب من ثمانين في المائة (‪ )% 80‬من األسر‬ ‫المغربية‪ ،‬تعيش فقرها بصمت‪ ،‬وهو أمر لم يندهش له أحد‪ ،‬ألن‬ ‫الذين قاموا بالعمليات اإلحصائية‪ ،‬يعلمون أكثر من غيرهم‪ ،‬أن‬ ‫عوامل شتى تضافرت على مر السنين‪ ،‬لم يكن لها سوى خلق‬ ‫المزيد من الفقر‪ ،‬بالنسبة للفئات الواسعة من المواطنين‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمحللين االقتصاديين‪ ،‬أن حالة الفقر التي تفجرت‬ ‫في المجتمع المغربي على مراحل‪ ،‬وبإيقاع تصاعدي‪ ،‬لم تستند‬ ‫فقط على مؤشرات النمو الديمغرافي الغير خاضعة ألي تخطيط‪،‬‬ ‫ولكنها أيضا ارتكزت على انعدام التخطيط االستراتيجي‪ ،‬وعلى‬ ‫عدم توجيه االستثمارات إلى القطاعات المنتجة‪ ،‬التي تعتمد‬ ‫التوازن والفاعلية‪ ،‬كما استندت على اإلشكالية التي طبعت‪ /‬تطبع‬ ‫عالقة الجماعات واألفراد بالدولة‪ .‬وعلى إشكالية تهرب القطاع‬ ‫الخاص من تحمل مسؤولياته‪ ،‬وعلى الفساد المتعدد الصفات‬ ‫واألهداف‪ ،‬الذي طبع مرحلة هامة من التاريخ اإلداري والمالي‬ ‫والسياسي للبالد‪.‬‬ ‫والشك أن االرتفاع الفاحش للمديونية الخارجية‪ ،‬كارتفاع‬ ‫الفاتورة الطاقوية‪ ،‬وسقوط األسعار العالمية لكثير من المواد‬

‫األولية (منها أسعار الفوسفاط الذي يعتبر منتوجنا األساسي)‬ ‫كارتفاع فوائد القروض‪ ،‬عوامل إضافية أخرى‪ ،‬قلصت حتما ما‬ ‫كان بإمكاننا استثماره من المنتجات الوطنية‪ ،‬وكرست حالة الفقر‬ ‫المتفجرة إلى جانب ظواهر الفساد‪ ،‬لتصبح النتيجة ثقيلة ومرعبة‪.‬‬ ‫ال نريد في هذه المقاربة أن نتحدث عن ذلك الصنف اآلخر‬ ‫من الفقر الذي يتغلغل في أعماقنا في صمت‪ ،‬والذي نتغافل‬ ‫عليه بقصد أو بغير قصد يطلق عليه الخبراء‪ ،‬الفقر التكنولوجي‬ ‫المركب‪ ،‬يبرز بسرعة عند استعراض الحاجيات التي يتطلبها‬ ‫منطق العصر‪ /‬عصر الحداثة والعولمة واأللفية الثالثة‪ ،‬بمقاييسه‬ ‫القائمة‪ ،‬ومعاييره الضائعة‪ ،‬ال نريد أن نتحدث عن هذا الفقر‪ ،‬ألنه‬ ‫خارج السيطرة بكل المقاييس‪ .‬‬ ‫هكذا استمرت مؤشرات الفقر في الصعود‪ ،‬رغم العمليات‬ ‫الوقائية‪ ،‬حيث عملت السلطات الحكومية بسياسة التقشف‬ ‫وتقويم الحسابات‪ ،‬إلى تصعيد وثيرة الفساد اإلداري‪ /‬المالي‪/‬‬ ‫السياسي‪( ،‬انتشار الرشوة‪ /‬نهب المال العام‪ /‬تزوير اإلنتخابات‪)...‬‬ ‫وإلى إفراز طبقة صغيرة من األثرياء الجدد‪ ،‬وطبقة غير محدودة‬ ‫من الفقراء الجدد‪ ،‬خارج كل منطق وكل عقالنية سياسية‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬كانت تلك هي العوامل التي وضعت المغرب بثرواته‬ ‫البشرية والفالحية والبحرية والمناخية والسياحية‪ ،‬على الئحة‬ ‫البلدان الفقيرة‪ ،‬مع أن الواقع يقول عكس ذلك تماما‪.‬‬ ‫المغرب بلد زراعي‪ ،‬تغطي أراضيه الصالحة والقابلة‬ ‫لالستصالح‪ ،‬ماليين الهكتارات‪ .‬من المفترض أن تحقق فالحته‬ ‫اإلكتفاء الذاتي في التغذية‪ ،‬في الحبوب والزيتيات والسكريات‬ ‫واللحوم واأللبان‪ ،‬وغيرها من المواد التي أصبح يستوردها‬ ‫عالنية‪ ،‬وبال رقابة أحيانا‪.‬‬ ‫والمغرب بلد بحري‪ ،‬شواطئه طويلة وعريضة‪ ،‬تطل على‬ ‫بحرين عظيمين‪ ،‬وثرواته السمكية ال تحصى وال تعد‪ ،‬تقول‬

‫األرقام أن البحر المغربي‪ ،‬قادر على تزويد المغاربة بمليوني طن‬ ‫من األسماك سنويا‪ ،‬وأن قطاع الصيد البحري قادر على تشغيل‬ ‫أزيد من مليون من المواطنين‪.‬‬ ‫والمغرب بلد منجمي يملك ‪ % 60‬من اإلحتياطي العالمي من‬ ‫مادة الفوسفاط‪ ،‬ويملك مناجم الحديد والنحاس والذهب والفضة‬ ‫والحامض الفسفــوري واألورانيوم والصخــور النفطية‪ ...‬وربما‬ ‫النفط نفسه‪.‬‬ ‫فكيف لبلد على هذه الصــورة من الثـــراء‪ ،‬يملــك ثروات‬ ‫األرض وثروات ما في باطنها‪ ،‬يملك البحر وما يحويه في باطنه‬ ‫من ثروات‪ ،‬ويملك اإلنسان وطموحاته‪ ،‬وهو مسجل على الئحة‬ ‫الفقراء‪ ...‬وعلى الئحة البلدان األكثر فقرا‪ ...‬إنها معادلة «صعبة»‬ ‫حقا‪ ...‬ولكن الفقر حقيقة ال مناص منها‪.‬‬ ‫تقول كتب التاريخ والجغرافيا‪ ،‬أن المغرب بلد غني بموارده‬ ‫الطبيعية والبشريــة‪ ،‬وبأراضيــه الزراعيــة‪ ،‬وبمصادره المائيــة‬ ‫وبثرواته البحرية والمعدنية‪ ،‬وتقول تقارير الباحثين والدارسين‪،‬‬ ‫أن المغرب واحد من بلدان العالــم الفقيــرة‪ ،‬يعاني من أزمــات‬ ‫متعددة ومتداخلة تعيقه عن السير‪ ،‬وعن القفز وعن المغامرة‪.‬‬ ‫فيما يتصل بعالقة الفقر في مغرب اليوم‪ ،‬بالفوارق الطبقية‪،‬‬ ‫وأثارها االقتصادية واالجتماعيـة والنفسيــة يــرى العديد من‬ ‫الباحثين المغاربة الذين تتبعوا تداعيات هذه اآلثار على األجسام‬ ‫والمشاعر‪ ،‬إن الفوارق بين الفقراء وغيرهم في تزايد مستمر‪ ،‬رغم‬ ‫المشاريع المهيكلة التي تخطط لها السياسات الحكومية من أجل‬ ‫تقليص حاالت الفقر والتخفيف من أثاره‪ ،‬ورغم ضخامة الثروات‬ ‫البشرية والطبيعية التي يملكها المغرب على مساحات شاسعة‬ ‫وواسعة‪ .‬ومن ثمة يصبح السؤال ملحا‪:‬‬ ‫أين تغيب المعادلة وأين تحضر‪ ،‬ولماذا نحن أغنياء بمواردنا‬ ‫وفقراء في واقعنا ؟‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫سؤال نطرحه مباشرة على الذين يخططون للسياسات‬ ‫الصامتة في بالدنا‪ ،‬دون أن ننتظر منهم جوابا مقنعا‪.‬‬ ‫خارج أي معادلة‪ ،‬دفعنا الفقر لالنخراط في دوامة سوداء‪ ،‬قد‬ ‫نجد لها بداية‪ ،‬ولكن قد ال نجد لها نهاية‪.‬‬ ‫• عشرون في المائة من مجموع اليد العاملة في مغرب اليوم‪،‬‬ ‫تنخرط في البطالة‪.‬‬ ‫• حوالي ستة ماليين من المغاربة ينخرطون في متاهات‬ ‫الفقر الموحشة‪ .‬وهو ما يعني أن الشعب المغربي يتوزع بين قلة‬ ‫قليلة من األغنياء‪ ،‬وأكثرية مهولة من الفقراء‬ ‫• الشعب المغربـــي‪ ،‬يعاني من عجز واضح في التعليم‬ ‫والصحة والسكــن والتشغيــل واألمن والتجهيــزات األساسية‬ ‫والخدمات‪.‬‬ ‫• يعاني من ارتفاع مهول في الجريمة‬ ‫• يعاني من أوضاع أخالقية مخيفة‬ ‫• يعاني من أوضاع إدارية متدهورة‬ ‫وإذا أضفنا إلى اآلثار السلبية للفقر‪ ،‬وتداعياتها االجتماعية‪،‬‬ ‫آثاره النفسية على أصحاب الدخــل المحـــدود‪ ،‬والدخل الضعيف‬ ‫والعاطلين والمهمشيــن والمحروميــن‪ ،‬إضافـــة إلى الفقــر‬ ‫البيولوجي‪ ،‬والفقر التكنولوجي‪ ،‬ستكون النتيجة النهائية‪ ،‬الشك‬ ‫مرعبة‪ ،‬بالقياس إلى األرقام التي تتداولها التقارير الرسمية وغير‬ ‫الرسمية عن الفقر والفقراء في مغرب األلفية الثالثة‪.‬‬ ‫يعني‪ ،‬ذلك وبصيغة موضوعية‪ ،‬أن الظرفية السياسية‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية لمغرب اليـوم‪ ،‬تجعل ترتيبــه بسبب‬ ‫الفقر وتحدياته وتراكماته‪ ،‬في مرتبة متدنية في السلم العالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬وتجعله هذه الظرفية المشحونة بالتحديات الكبرى التي‬ ‫تواجه طموح المخططات التنموية واالستثمارية‪ ،‬أمام سلسلة من‬ ‫التحديات هي أقرب إلى المستحيل‪ ،‬منها إلى‬ ‫الممكن‪.‬‬ ‫طبعا هناك خطابات سياسية متعددة‪ ،‬تواجه‬ ‫«فاعلية» الفقر وتحدياته‪ .‬الحكومات المتعاقبة‬ ‫تحدثت دائما عن اإلصالحيات التي من شأنها‬ ‫تذويب هذه «الفاعلية»‪ /‬فاعلية الفقر‪ .‬تحدثت‬ ‫عن تأهيل النسيــج االقتصادي‪ ،‬عن تقويـــة‬ ‫المقاولة المغربية‪ ،‬عن تحديث أنظمة وآليات‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬عن تفعيل مراكز االستثمار‪ ،‬عن إخراج‬ ‫مدونة الشغل‪ ،‬عن إصالح القضاء واستقالله‪،‬‬ ‫عن تكريس األخالق المهنية‪ ،‬عن إصالح اإلدارة‬ ‫ومحاربة الفساد‪ ،‬وإحداث مناصب الشغل‪ ،‬عن‬ ‫اإلعتراف بدور المرأة ومواطنتها الكاملة‪ ،‬عن‬ ‫إدماج التراث الثقافي في الحياة االقتصادية‬ ‫واإلجتماعية‪ ،‬عن إصالح التعليم‪ ،‬عن ترجيع‬ ‫مبــدأ التشــارك مع الفاعليــن اإلقتصادييــن‬ ‫واإلجتماعيين‪ ...‬وتحدثت عن خلق جو من الثقة‬ ‫والشفافية والموضوعية بين الدولة والفاعلين‪،‬‬ ‫وعن بلورة إستراتيجية للتنمية في العالم القروي‪ ،‬وعن تطوير‬ ‫فاعلية التكوين المهني‪ ،‬وعن محاربة كل أشكال اإلنحراف‬ ‫واستغالل النفوذ وفساد المال العـــام والرشوة والمحسوبية‬ ‫والزبونية واالنتهازيــة‪ ...‬ولكن مع ذلك ظلـت مؤشرات الفقر‬ ‫مرتفعة‪ ،‬وظلت الخطابات السياسية للحكومات المتعاقبة حبرا‬ ‫على ورق‪ ،‬وظل المواطن حائرا‪ ،‬مهمشا‪ ،‬محبطا‪،‬ال يعرف أين تغيب‬ ‫المعادلة وال أين تحضر‪.‬‬ ‫خارج هذه الحقيقة‪ ،‬تبرز في مغرب اليوم‪ ،‬حيث يتبنى الملك‬ ‫الشاب‪ ،‬األوراش اإلصالحية‪ ،‬أسئلة ملحة وعلى قدر كبير من‬ ‫األهمية‪ :‬ماهية اإلجراءات التي ستواجه بها حكومات سياسية‪،‬‬ ‫الفساد المالي‪ /‬الفساد اإلداري‪ /‬الفساد السياسي‪ ،‬الذي اتخذ‬ ‫شكل الظاهرة المخيفة التي هددت ومازالت تهدد كل خطط‬ ‫التنمية واإلنقاذ في عهد دستوره الجديد‪..‬؟‬ ‫كيف ستواجه اإلجراءات الحكومية‪ ،‬ظواهر أطفال الفقر‬ ‫والتسول والعهارة والجريمة والعنف القسري والرشوة والمحسوبية‬ ‫واالنتهازية وكل مظاهر اإلحباط اإلجتماعي واإلقتصادي وغير ها‬ ‫من الظواهر السلبية الناتجة عن الفقر والفساد‪ ،‬والمتناقضة مع‬ ‫أهداف ومبادئ حقوق اإلنسان التي ألح عليها الخطاب الملكي‪،‬‬ ‫منذ اعتالء جاللة الملك عرش أسالفه المنعمين‪.‬‬ ‫طبعا ال أحد يستطيع اإلجابة عن هذه األسئلة‪ ...‬ولكن الحالة‬ ‫التي تطبعنا‪ ،‬وتخيف أجيالنا الصاعدة‪ ،‬تجعلنا على ثقة أن الجواب‬ ‫عنها سيأتي حتما‪ ،‬من طرف أجيال المغرب الصاعدة‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬ال بأس من القول‪ ،‬ليس من العيب أن نكون فقراء‪،‬‬ ‫نعمل من أجل التخفيف من آثاره المؤلمة‪ ،‬بأساليب واستراتيجيات‬ ‫عتيقة‪ ،‬ولكن العيب كل العيب أن نتستر عليه‪ ،‬وأن نرفض احتجاج‬ ‫الذين يقاسون من ويالته‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القاريء وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫• أسماء أقفال‬

‫التقى أعرابي بقوم فسألهم عن أسمائهم‪ ،‬فقال األول‪:‬‬ ‫اسمي «وثيق»‪.‬‬ ‫وقال الثاني ‪ :‬اسمي «ثابت»‪.‬‬ ‫وقال الثالث ‪ :‬اسمي «شديد»‪.‬‬ ‫وقال الرابع ‪ :‬اسمي «منيع»‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬ ‫ما أظن األقفال صنعت إال من أسمائكم‪.‬‬

‫• ماذنب الذين معك ؟‬

‫صلى أعرابي مع قوم‪ ،‬فقرأ اإلمام‪:‬‬ ‫«قل ارأيتم إن أهلكني اهلل ومن معي أو رحمنا»‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬ ‫«أهلكــك اهلل وحـدك‪ ،‬ما ذنـب الذين‬ ‫معك ؟»‪.‬‬ ‫فقطع القوم الصالة من شدة الضحك‪.‬‬

‫• ليتها كانت القاضية‬

‫عاد أحد األعراب نحويــا‪ ،‬فسألــه عمـا‬ ‫يشكو ‪ .‬فقال النحوي ‪:‬‬ ‫«حمى جاسيــة‪ ،‬نارهــا حاميــه‪ ،‬منهـــا‬ ‫األعضاء واهية‪ ،‬والعظام بالية»‪.‬‬ ‫فقال األعرابي ‪« :‬ال شفاك اهلل بعافيـة‪،‬‬ ‫يا ليتها كانت القاضية»‪.‬‬

‫• خرق وترقيع‬

‫قيل ألعرابي ‪« :‬كيف أنت في دينك؟»‪.‬‬ ‫فقال ‪« :‬أخـــرقـــه بالمعــــاصي وأرقعـــه‬ ‫باالستغفار»‪.‬‬

‫• يكذب على ربه‬

‫حضر قوم إلى الجاحظ فحضر إليهم‬ ‫غالمه فسألوه عن سيده فأجابهم‪:‬‬ ‫ــ «إنه في الدار»‪.‬‬ ‫فقالوا‪« :‬وماذا يصنع ؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬إنه يكذب على ربه»‪.‬‬ ‫فقالوا له‪« :‬وكيف ذلك ؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬إنه كلما نظر في المرآة مليا قال‬ ‫أحمدك ربي ألنك صورتني جمي ً‬ ‫ال»‪.‬‬

‫• ذكاء أشعب‬

‫بينما قوم جلوس عند رجل ثري يأكلون سمكا إذ استأذن عليهم أشعب فقال‬ ‫أحدهم ‪« :‬إن من عادة أشعب الجلوس إلى أعظم الطعام وأفضله‪ ،‬فخذوا كبار السمك‬ ‫واجعلوها في قصعة في ناحية لئال يأكلها أشعب»‪ .‬ففعلوا ذلك ثم أذنوا له بالدخول‬ ‫وقالوا له ‪« :‬كيف تقول وما رأيك في السمك ؟»‪ ،‬فقال ‪« :‬واهلل إني ألبغضه بغضا شديدا‬ ‫ألن أبي مات في البحر وأكله السمك»‪ ،‬فقالوا ‪« :‬إذن هيا لألخذ بثأر أبيك !»‪،‬فجلس إلى‬ ‫المائدة ومد يده إلى سمكة صغيرة من التي أبقوها بعد إخفاء األسماك الكبيرة ثم‬ ‫وضعها عند أذنه وراح ينظر إلى حيث القصعة التي فيها السمك الكبير – حيث الحظ‬ ‫بذكاء ما دبر القوم – ثم قال ‪« :‬أتدرون ما تقول هذه السمكة ؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬ال ندري !»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬إنها تقول إنها صغيرة لم تحضر موت أبي ولم تشارك في التهامه‪ ،‬ثم قالت لي‬ ‫عليك بتلك األسماك الكبيرة التي في القصعة‪ ،‬فهي التي أدركت أباك وأكلته فإن ثأرك‬

‫عندها»‪ .‬فانقلب القوم ضحكا فأحضروا له األسماك الكبيرة‪.‬‬

‫• الخير في ملك‪...‬‬

‫قال السماك الزاهد لهارون الرشيد و قد دعاه الى قدح ماء ليشربه‪:‬‬ ‫«يا امير المؤمنين لو منعت منك هذه الشربة بكم تشتريها؟»‪.‬‬ ‫فقال هارون الرشيد‪« :‬بملكي كله»‪.‬‬ ‫فقال له السماك‪« :‬فلو منعت خروجها منك ‪ -‬أي لم تتبول ‪ -‬فبكم تشتريها؟»‬ ‫فقال هارون ‪« :‬بملكي كله»‪.‬‬ ‫فقال السماك ‪« :‬ال خير في ملك ال يساوي شربة و ال بولة»‪.‬‬

‫• معاوية وابن األعور‬

‫دخل شريك بن األعور ‪ -‬وكان دميما ‪ -‬على معاوية‪ ،‬فقال له معاوية ‪« :‬إنك لدميم‪،‬‬ ‫والجميل خير من الدميم‪ ،‬وإنك لشريك‪ ،‬وما هلل من شريك‪ ،‬وإن أباك أعور‪ ،‬والصحيح‬ ‫خير من األعور‪ ،‬فكيف سدت قومك؟»‪.‬‬ ‫فقال له ‪« :‬إنك معاوية‪ ،‬وما معاوية إال‬ ‫كلبة عوت فاستعوت الكالب؛ وإنك البن‬ ‫صخر والسهل خير من الصخر‪ ،‬وإنك البن‬ ‫حرب والسلم خير من الحرب‪ ،‬وإنك البن‬ ‫أمية‪ ،‬وما أمية إال أمة صغرت ‪ .‬فكيف صرت‬ ‫أمير المؤمنين؟»‪.‬‬ ‫• فطنة أعرابي‬ ‫جيء بأعرابيّ إلى أحد الوالة لمحاكمته‬ ‫على جريمة أُتهم بارتكابهـــا‪ ،‬فلما دخل‬ ‫على الوالي في مجلسه‪ ،‬أخرج كتاباً ضمّنه‬ ‫قصته‪ ،‬وقدمــه له وهـــو يقـــول ‪« :‬هاكمُ‬ ‫إقرؤوا كتابيه»‪.‬‬ ‫فقــال الوالي ‪« :‬إنمـا يقـال هذا يـــوم‬ ‫القيامة»‪.‬‬ ‫فقـــال ‪« :‬هــذا واهلل شــرٌّ من يــــوم‬ ‫القيامة‪ ،‬ففي يوم القيامة يؤتى بحسناتي‬ ‫وسيئاتي‪ ،‬أما أنتــم فقــد جئتــم بسيئاتي‬ ‫وتركتم حسناتي»‪.‬‬

‫• جواد النجاة‬

‫جاء في األثر أنه عرض على أبي مسلم الخوالني جوادأصيل فقال لقواده‪:‬‬ ‫«لماذا يصلح هذا؟»‪.‬‬ ‫فقالوا له‪« :‬للجهاد في سبيل اهلل»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬ال»‪.‬‬ ‫فقالوا له‪« :‬فلماذا يصلح أصلحك اهلل؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬أن يركبه الرجل و يهرب من جار السوء؟»‪.‬‬

‫• محاكمة‬

‫جاء في العقد الفريد البن عبد ربه أنه‪:‬‬ ‫التقطت األرنب ثمرة فاختلسهــا الثعلــب فأكلها‪ ،‬فانطلقا يتخاصمـان إلى‬ ‫الضب‪ ،‬فقالــت األرنـب ‪« :‬يا أبا حســـل»‪ .‬قالت‪« :‬أتيناك نختصم»‪.‬فقال‪« :‬عادال‬ ‫ّ‬ ‫حكمتما » ‪.‬‬ ‫قالت‪« :‬فاخرج إلينا» قال‪« :‬في بيتـه يؤتى الحكم»‪ .‬قالت‪« :‬إني وجدت ثمرة»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬حلوة ُ‬ ‫فكليها»‪.‬قالت‪« :‬اختلسها مني الثعلب»‪ .‬قال‪« :‬لنفسه بغى الخير»‪ .‬قالت‪:‬‬ ‫«فاقض‬ ‫«فلطمته»‪ .‬قال‪« :‬بحقكِ أخذتِ»‪ .‬قالت‪« :‬فلطم ِني»‪ .‬قال‪« :‬حر إنتصرَ»‪ .‬قالت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫بيننا»‪ .‬قال‪« :‬لقد قضيتُ»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪977‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)879‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫“القصر الكبير‪ :‬مدينة في إقليم‬ ‫من المغرب الشمالي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫في إطار هذا االنفتاح العلمي على تراث السوسيولوجيا‬ ‫ظلت السوسيولوجيا الكولونيالية مجاال أثيرا للبحث‬ ‫وللتفكيك بالنسبة لمؤرخي الزمن المغربي الراهن‪ .‬كما‬ ‫الكولونيالية للعقود األولى للقرن الماضي‪ ،‬يندرج صدور‬ ‫ظلت أسئلتها المهيكلة لسقف جهود البحث والتقصي‬ ‫الترجمة العربية لكتاب “القصر الكبير‪ :‬مدينة في إقليم‬ ‫والتنقيب تحظى براهنيتها األكيدة‪ ،‬العتبارات متعددة‪،‬‬ ‫من المغرب الشمالي”‪ ،‬لمؤلفيه إدوارد ميشو بيلير وجورج‬ ‫لعل أهمها مرتبط بجرأتها على اقتحام حقل بياضات‬ ‫سالمون‪ ،‬بتوقيع األستاذ عبد المجيد المصباحي‪ ،‬خالل‬ ‫الكتابة اإلسطوغرافية الكالسيكية العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫سنة ‪ ،2018‬في ما مجموعه ‪ 222‬من الصفحات ذات‬ ‫لقد استطاعت الكتابات الكولونيالية إعادة طرح األسئلة‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬والكتاب‪ ،‬الصادر ضمن منشورات جمعية‬ ‫التفكيكية ألنساق البنى المجتمعيـة المتوارثـــة‪ ،‬وهي‬ ‫البحث التاريخي واالجتماعي بمدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫األسئلة التي لم تكن لتخطر ببال المؤرخ المغربي‬ ‫يشكل إضافة هامة لمجال البحث التاريخي المونوغرافي‬ ‫التقليدي‪ ،‬بحكم انتظامها خارج سياقات أسئلته وهواجسه‬ ‫الموجهة لصنعة الكتابة التاريخية التقليدانية‪ .‬وعلى‬ ‫المحلي‪ ،‬مادام العمل ظل يحتل مكانة رئيسية وارتكازية‬ ‫الرغم من الطابع الوظيفي الفاقع الذي ظلت تحمله‬ ‫بالنسبة لكل المشتغلين على تحوالت ماضي القصر‬ ‫الكتابات الكولونيالية بحكم انخراطها في مشاريع تمهيد‬ ‫الكبير‪ .‬ونكاد نجزم‪ ،‬أنه ال يمكن كتابة تاريخ المدينة‬ ‫المجال المغربي أمام جهود الغزو االستعماري‪ ،‬فالمؤكد‬ ‫بدون العودة لألخذ من معين مضامين هذا الكتاب‪،‬‬ ‫أن العودة المتجددة للتأمل في مضامينها وفي آليات‬ ‫وذلك على الرغم من منزلقاته العديدة المرتبطة‬ ‫تنقيباتها‪ ،‬تسمح بتجاوز منغلقات حقل الطابوهات داخل‬ ‫بطبيعة وظيفته االستطالعية الموجهة لمشاريع الغزو‬ ‫الكتابات الكالسيكية‪ .‬لقد كانت لرواد السوسيولوجيا‬ ‫االستعماري المعروفة‪ .‬وعلى الرغم من اعتماد أجيال‬ ‫الكولونيالية الجرأة على اقتحام حقول األلغام المسكوت‬ ‫الباحثين المغاربة المعاصرين على مضامين الكتاب‬ ‫عنها داخل المجتمع المغربي‪ ،‬بل وعلى إبراز تهافت‬ ‫كمادة مرجعية إلعادة تركيب الوقائع أو لتقييم عمل‬ ‫خطاب تساكن عالقة المركز بالهامش‪ ،‬الخاص بالعام‪،‬‬ ‫األنا باآلخر‪ ،‬داخل نظيمة الهوية المجتمعية المشتركة‪.‬‬ ‫البعثة العلمية الفرنسية ببالدنا‪ ،‬فإن المكتبة المغربية‬ ‫ظلت تفتقد لترجمة عربية يمكن أن تشكل أرضية إلنجاز‬ ‫وإذا كـان جيـل معركــة النضال من أجــل الحريـة‬ ‫عمليات التحقيق العلمي للمضامين ولألعالم البشرية‬ ‫واالستقالل من المؤرخين المغاربة الرواد‪ ،‬قد ظل ينعت‬ ‫والمكانية واإلدارية والدينية والثقافية والرمزية‪ .‬ولعل‬ ‫هذه الكتابات بأوصــاف مغاليــة في دفاعهــا عن البعــد‬ ‫الوطني الحماسي‪ ،‬فإن لألمر مبرراته المرتبطة بسياقات‬ ‫هذا ما حفز األستاذ المصباحي على خوض التجربة‪ ،‬حسب‬ ‫غالف الكناب‬ ‫النصف‬ ‫لعقود‬ ‫واإلسباني‬ ‫معركة المواجهة ضد االستعمارين الفرنسي‬ ‫ما أشار إليه في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬نظرا لكون أعمال هذه البعثة‪،‬‬ ‫المغربية‬ ‫الوطنية‬ ‫التاريخية‬ ‫المدرسة‬ ‫استطاعت‬ ‫األول من القرن الماضي‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فقد‬ ‫حول مدينة القصر الكبير‪ ،‬لم تحظ باالهتمام الالزم من قبل الدارسين المغاربة‪ ،‬فلقد‬ ‫التخلص من ثقل هذا “الحماس القاسي”‪ ،‬بعد أن انخرطت في مغامرة التأصيل العلمي ارتأيت أن أترجم المونوغرافية التي كتبها ميشو بيلير بتعاون مع جورج سالمون حول‬ ‫للقراءات التاريخية النقدية المتحررة من كل الضغوطات اآلنية ومن كل أشكال الغلو في‬ ‫هذه المدينة كمساهمة مني في تسليط الضوء على جانب من جوانب تاريخها العريق‪.‬‬ ‫الحماس الوطني غير المتحكم فيه‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬توالي صدور أعمال نقدية مجددة‬ ‫للتراث الكولونيالي التاريخي‪ ،‬وانتشار واسع لجهود ترجمة مضامين هذا التراث إلى فإقبالي على ترجمة هذه المونوغرافية هو بمثابة تعريف بها في أوساط الباحثين في‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬ثم تحويله إلى قاعدة ارتكازية لتفجير بنية النص أو الوثيقة‪ ،‬قبل االنتقال تاريخ االستعمار الفرنسي ومؤسساته وسياساته بالمغرب‪ .‬كما أن ترجمتها ستمنحها‬ ‫فرصة أخرى لالنتشار بين المهتمين‪ ،‬وستضعها في متناول عدد كبير من القراء باللغة‬ ‫إلى مرحلة إعادة بناء الحدث وضبط السياقات واستثمار الخالصات‪.‬‬ ‫العربية‪( ”...‬ص ص‪.)15-14 .‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬نالت البعثة العلمية الفرنسية التي رأت النور بطنجة سنة ‪،1904‬‬ ‫نصيب األسد من االهتمام ومن البحث ومن التوظيف‪ .‬كما عكف الباحثون على توسيع‬ ‫ويقينا إن إعادة تقييم مضامين الكتاب‪ ،‬بتوسيع دوائر البحث والتدقيق‪ ،‬سيقدم‬ ‫استثمار مواد منشوراتها بالدراسة النقدية وبالتأمل العلمي وبالترجمة األكاديمية‪ ،‬قراءة نقدية بديلة‪ ،‬ال شك وأنها كفيلة بإعادة الروح في هذه المضامين‪ ،‬عبر تشريحها‬ ‫وخاصة بالنسبة للمواد المنشورة ضمن دورية “األرشيفات المغربية”‪ ،‬أو ضمن دورية وتفكيكها وتحويلها إلى أرضية ارتكازية لالنطالق في الدراسات المجهرية التخصصية‪.‬‬ ‫“مجلة العالم اإلسالمي”‪ ،‬أو ضمن سلسلة “مدن المغرب وقبائله”‪ .‬وتحضرني –في هذا ويزداد هذا المنحى وضوحا‪ ،‬إذا أخذنا بعين االعتبار كثافة الجزئيات التي اشتغل عليها‬ ‫المقام‪ -‬الترجمة الرفيعة التي أنجزها األستاذ نور الدين فردي سنة ‪ ،2017‬لمجلدين‬ ‫ميشو بيلير وسالمون‪ ،‬استنادا إلى رصيد هائل من الوثائق والشواهد المادية‪ ،‬وإلى‬ ‫اثنين من سلسلة “مدن المغرب وقبائله”‪ ،‬كانت قد خصصتهما البعثة العلمية الفرنسية‬ ‫لمدينة الدار البيضاء وقبائل الشاوية‪ .‬وبالنسبة لشمال المغرب‪ ،‬فقد عرف المجال تواترا أرصدة الروايات الشفوية المستخلصة من االحتكاك اليومي مع الناس‪ ،‬وإلى تدقيق‬ ‫سريعا لتنظيم االشتغال على تجربة البعثة العلمية الفرنسية بطنجة‪ ،‬من خالل سير متشعب في أمهات المصادر التاريخية العربية اإلسالمية واألجنبية ذات الصلة بماضي‬ ‫رائديها الكبيرين‪ ،‬إدوارد ميشو بلير وجورج سالمون‪ ،‬وخاصة بالنسبة للدراسات التي مدينة القصر الكبير العريق‪ .‬باختصار‪ ،‬فالعمل يشكل نصا مفتوحا‪ ،‬بآفاق رحبة‪ ،‬وبأسئلة‬ ‫مركبة قادرة على تفكيك الكثير من التباسات التاريخ الراهن لمدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫شملت مدن طنجة وتطوان والقصر الكبير وقبائل حوض اللكوس‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫مسلمو العالم ‪.‬‬

‫جاءت الرسالــة المحمديــة مخالفـة لما قبلهـــا‬ ‫في حيزهـــا المكاني حيث قال الحــق سبحانـــه «وما‬ ‫�أر�سلناك �إال رحمة للعاملني» وقال صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم في باب ذكر خصوصياته األحمدية « وكان النبي‬ ‫يبعث إلى قومه خاصة‪ ،‬وبعثت إلى الناس عامة» وفي‬ ‫رواية لمسلم ‪ :‬وبعثت إلى كل أحمر وأسود‪ ،‬اإلنس‬ ‫والجن»‪.‬‬ ‫ولعل هذا واهلل أعلم لتكون الرسالة الخاتمة شاملة‬ ‫لما شملته ربوبية الرب تبارك وتعالى قال الحق سبحانه‬ ‫في افتتاح الكتاب الخاتم ( الحمد هلل رب العالمين)‪.‬‬ ‫اليوم وهلل الحمد والمنة بلغ هذا النور ما بلغ الليل‬ ‫والنهار‪ ،‬وجاء تفعيل حديث رسول اهلل «ليبلغن هذا‬ ‫األمر ما بلغ الليل والنهار‪ ،‬وال يترك اهلل بيت مدر وال وبر‪ ،‬إال أدخله اهلل هذا الدين بعز‬ ‫عزيز أو بذل ذليل‪ ،‬عزاً يعز اهلل به اإلسالم‪ ،‬وذال يذل اهلل به الكفر» فتفرق المسلمون‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫بعد النبوة والخالفة الراشدة‪ ،‬حاملين مشعل النـــور‪،‬‬ ‫هداة للعالمين‪ ،‬فبلــغ اإلسالم القـارات كلها اليـوم‪،‬‬ ‫على اختالف األلسن واأللوان‪ ،‬والحضارات والثقافات‪،‬‬ ‫تجمعهم كلمة التقوى ‪« :‬ال إله إال اهلل محمد رسول‬ ‫اهلل» ومع انتشار هذا النور المحمدي الرباني إال أن‬ ‫المؤسف اليوم‪ ،‬هو تشتت الكلمة‪ ،‬تشتت القرار‪ ،‬تشتت‪ ‬‬ ‫األخـوة‪ ،‬فرغم كل وسائل التواصل واإلعالم‪ ،‬ال يكاد‬ ‫يعرف مسلمو العالم بعضهم بعضاً معرفة حقيقية‪،‬‬ ‫فهل نعلم عن مسلمي آسيا‪ ،‬والهند تحديدا التي‬ ‫بفضل اهلل تجمع أكثر من ‪ 80‬مليون مسلم‪ ،‬وبها‬ ‫أكبر حلقة لتدريس البخاري‪ ،‬وهل نعلم شيئاً عن ‪4‬‬ ‫مليون مسلم بموسكو وحدها ؟ وعن الشيشان وعن كمبوديا وعن وعن ‪ ...‬إلخ‪ ‬ثقافات‬ ‫وحضارات وخيرات كبرى تجمعها أخوة الدين ولكن ال تواصل وال اتصال‪ ،‬فهل من‬ ‫مبادرات لخلق تواصل ؟‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫العدد ‪977‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)442‬‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫أب مكفوف يطالب بإنصاف‬ ‫ابنه المعتقل‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬ ‫زارنا بمقر الجريــدة المواطن المسمى محمد الغريبـــي‪ ،‬راغبـــــا في نشر شكايته‪،‬‬ ‫بخصوص قضية اعتقال ابنه والزج به في السجن‪ ،‬بعد الحكم عليه ب‪ 15‬سنة حبسا‬ ‫نافذة‪ ،‬بتهم ثقيلة‪ ،‬ضمن عـصابة‪ ،‬برأه أفرادها‪ ،‬خالل مراحل البحث واالستنطاق‪،‬‬ ‫مضيفا أن ابنه موسى‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬مسالم جدا وخلوق‪ ،‬ليس انحيازا له‪ ،‬بل‬ ‫وبشهادة سكان حي «اشويقراش» بجماعة اجزناية‪ ،‬كما كان معيل األسرة‪ ،‬حيث كان‬ ‫يعمل ويكد في أشغال البناء‪.‬‬ ‫والغريب في األمر‪ ،‬يضيف‪ ،‬محمد الغريبي‪ ،‬المكفوف‪ ،‬أنه ليس هناك إثبات واحد‬ ‫يدين ابنه من طرف شهود ـ مثال ـ أوضحايا معينين‪ ،‬وال حتى من طرف العصابة‬ ‫المذكورة التي يتكون أفرادها من أبناء الحي‪.‬وإنما تم إقحامه في المحاضر الثقيلة‪،‬‬ ‫انتقاما منه من قبل إحدى شقيقاته‪ ،‬بسبب اإلرث‪ ،‬خاصة وأنه كان وجه ضدها شكاية‬ ‫إلى الوكيل العام بمحكمة االستئناف بطنجة‪،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬تتعلق‬ ‫باختطاف واحتجاز ابنه موسى‪ ،‬لمدة ثالثة أيام‪ ،‬بمنطقة مهجورة بطنجة‪ ،‬بعد تحريضها‬ ‫ألشخاص‪ ،‬وتكليفها لهم بمهمة تصفيته‪ ،‬مقابل مبالغ مالية‪ ،‬حيث افتضح أمرها ـ يقول‬ ‫المتحدث ـ من طرف بعض هؤالء األشخاص‪ ،‬دون فائدة‪ ،‬ألنها تتحرك طليقة‪ ،‬بمختلف‬ ‫اإلدارات‪ ،‬وتستعين بقوة المال في قضاء جميع مآربها وتنفيذ مؤامراتها‪ ،‬أينما حلت‬ ‫وارتحلت‪ ،‬خاصة وأنها كانت باعت قطعة أرضية‪ ،‬متنازع بشأنها‪ ،‬بعد أن استولت على‬ ‫الوثائق المتعلقة بها‪ ،‬ثم شرعت في «رش» األموال‪ ،‬ذات الشمال‪ ،‬وذات اليمين‪،‬‬ ‫يقول شقيقها محمد الغريبي‪ ،‬مشيرا إلى أنه في الوقت الذي احتج على المشتكى‬ ‫بها‪ ،‬قالت له‪« :‬تنازل عن دعوى اإلرث‪ ،‬أتنازل لك عن أبنائك» في إشارة إلى ابنين اثنين‬ ‫قاصرين له‪ ،‬مبحوث عنهما كذلك‪ ،‬وينتظران نوع التهمة المجهزة لهما من طرفها!‬ ‫وفي الختام‪ ،‬يلتمس المواطن المشتكي محمد الغريبي تقريب أجــل استئنــاف‬ ‫الحكم‪ ،‬وإنصاف ابنه موسى‪ ،‬القابع وراء القضبان‪ ،‬نصرة للحق والعدالة‪.‬‬

‫أ‪ .‬ص‬

‫لص عاشق لألحذية الرياضية‬ ‫يقع في أيدي المصلين‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬تم إلقاء القبض على لص‪ ،‬ربما‬ ‫هواللص «الرسمي»‪ ،‬لمسجد الصفا‪ ،‬الكائن‬ ‫بالشارع المتفرع عن شارع المنصور الذهبي‪،‬‬ ‫بوسط المدينة‪ ،‬على اعتبار أن هذا المسجد‪،‬‬ ‫الحديث العهد‪ ،‬يعتبرمغمورا وغيرمعروف من‬ ‫طرف العموم‪ ،‬وخاصة من لدن اللصوص‪،‬‬ ‫قبل اكتشافه من طرف هذا اللص الذي كان‬ ‫يواظب على ولوجه‪ ،‬طيلة فترات متقطعة‪،‬‬ ‫حتى اليفتضح أمره‪ ،‬مستعينا في ذلك بلحية‬ ‫معتنى بها‪ ،‬وهندام يبعد من حوله شكوك‬ ‫الدنيا بأسرها‪ ،‬قبل أن يقع متلبسا في أيدي‬ ‫المصلين والمارة‪ ،‬حيث نال نصيبه من العنف‪،‬‬ ‫بشتمه حينا‪،‬وضربه حينا آخر‪ ،‬ليكون عبرة‬ ‫لغيره‪ .‬كما تم اإلمساك به‪ ،‬في انتظار قدوم‬ ‫رجال الشرطة‪.‬‬ ‫وكان مسجد «الصفا» تعرض للعديد‬ ‫من عمليات السرقة‪ ،‬خالل فترات متتابعة‪،‬‬

‫استهدفت أحذية للمصلين‪ ،‬وخاصة أحذيتهم‬ ‫الرياضية‪ ،‬المسيلــة للعــاب اللصوص‪ ،‬من‬ ‫مختلفأعمارهم‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فظاهرة استهـداف أحذيـــة‬ ‫المصلين طفت على السطــح‪ ،‬بشكــل غير‬ ‫مسبوق‪ ،‬حيث انتشــرت وتنتشر بجميع‬ ‫المساجد بالمدينة‪ ،‬وخاصة بالمناطق واألحياء‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬مما يستدعي تعاون الجميع‪،‬‬ ‫بمن فيهم وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬وذلك في البحث عن‬ ‫الحلول التي بإمكانها أن تحد من انتشار‬ ‫الظاهرة‪ ،‬باإلضافة إلى الدور الهام للمصالح‬ ‫األمنية‪ ،‬المطالبة بعدم التساهل مع هذا النوع‬ ‫من اللصوص الذين يتطاولون على بيوت‪،‬‬ ‫يذكر فيها اسم اهلل‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪442‬‬


‫الشمال‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪977‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬يناير ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫أبرهون ينتقل للدوري التركي‬ ‫وصل الالعب المغربي محمد أبرهون إلى تركيا إلجراء الفحوصات الطبية‪ ،‬قبل التوقيع لنادي‬ ‫« ريزا سبور» التركي ويجاور مواطنه عاطف شحشوح‪.‬‬ ‫الالعب أبرهــون‪ ،‬لإلشــارة‪ ،‬سبق أن لعب ألنديــة المغرب التطواني وشباب الريف الحسيمي‬ ‫وفريق «فلومينينسي» البرتغالي‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يودع المنافسات اإلفريقية‬

‫األخطاء القاتلة لحراس المرمى‬

‫مباشرة بعد التعليقــات واآلراء التي أشارت إلى أخطاء حراس‬ ‫اتحاد طنجة في المباريات األخيــرة ومـــدى تأثيرها على نتائــج‬ ‫ومسيرة الفريق‪ ..‬التقط مسؤولو الطاقم التقني واإلداري لفارس‬ ‫البوغاز الفكرة وقاموا بالتغييرات وحل هذه اإلشكالية التي كانت‬ ‫تشكل عائقا كبيرا أمام تطــور أسلـوب ونهج الفريق‪ ،‬حيث انفصلت‬ ‫عن الحارس عصام الحالفي بالتراضي ووضعت الثقة في الحارس‬ ‫هشام المجهد الذي كاد أن يطاله النسيان من فرط قلة االهتمام‬ ‫به وعدم إشراكه في المباريات‪ ..‬كما تعاقدت مع الحارس شهاب‬ ‫الذي كان يمارس بالدوري القطري‪.‬‬ ‫هذه التغييرات كان ال بد منها لبعــث الروح من جديـد في‬ ‫حراسة المرمى‪ ،‬حيث أكد الجميع على مباراة الزمالك ذهابا وإيابا‬ ‫التي أظهرت بصمة المدربين طالب وعبد الواحد بلقاسم‪ ...‬حيث‬ ‫لعب الفريق بقتالية وبأسلوب مغاير وأصبح ينافس بقوة عكس ما‬ ‫كانت عليه األمور مع المدرب السابق التونسي أحمد العجالني‪.‬‬ ‫ونعتقـد أن االنتدابـات الجديـدة وإشراك كل من الكونغولي‬ ‫موكوكو والغطاس والحارس شهاب سيكون له تأثيـر إيجابي على‬ ‫أسلوب االتحاد ونهجه الفني والتكتيكي‪.‬‬ ‫يبقـــى فقــط الصبــر قليـــال حتى تــؤدي هذه التغييــرات‬ ‫دورهـــا اإليجابي ويبقى على الجماهير العـودة إلى المالعب بقوة‬ ‫ومساندة فريقها والرفع من معنويــات الالعبيــن‪ ،‬لتحقيق النتائج‬ ‫اإليجابية‪،‬مطمح الجميع‪.‬‬

‫اتحاد طنجة ينفصل‬ ‫عن عصام الحالفي‬ ‫ويتعاقد مع‬ ‫حارس جديد‬ ‫انفصل فريق اتحاد طنجــة لكـــرة‬ ‫القدم عن الحـــارس عصام لحالفـــي‬ ‫بالتراضي وتعـــاقـــد مــع الحـــارس‬ ‫صالح شهاب الذي لعــب في الدوري‬ ‫القطــري وجـاور اولمبيك خريبكـــة‬ ‫لمدة موسمين ونصف‪.‬‬

‫بعد الخروج المبكر من دوري أبطال إفريقيا على يد شبيبة‬ ‫الساورة الجزائري غادر اتحاد طنجة يوم السبت مسابقة كأس‬ ‫االتحاد اإلفريقي بعد هزيمته في اإلسكندريــة أمام الزمالك‬ ‫المصري ‪ 1-3‬في إياب الدور ‪ 32‬مكرر ‪.‬‬ ‫ومرة أخرى أخطاء قاتلة في الدفــــاع تؤدي إلى الهزيمــة‬ ‫واإلقصاء مما يعني أن عمـال كبيرا ينتظــر المدربيـــن طاليب‬ ‫وبلقاسم لكي يستعيد فارس البوغاز توازنه ويعود للمنافسات‬ ‫بقوة‪.‬‬ ‫يحدث هذا اإلقصاء في الوقت الذي تألق فيه فريق النهضة‬ ‫البركانيـة وضمن تأهلـه لدور المجموعـات لكـأس الكاف على‬ ‫حساب فريق دياراف دكار السينغالي القوي الذي كان على وشك‬ ‫إقصاء الوداد البيضاوي في دوري أبطال إفريقيا‪.‬‬ ‫وفريق حسنية أكادير الذي ضمن هو اآلخر مقعدا له في‬

‫دور المجموعـات بعــد انتصاره العريــض على فريق – أباجافار ‪-‬‬ ‫اإلثيوبي برباعية نظيفة‪.‬‬ ‫وفي دوري أبطال إفريقيا الوداد البيضاوي حصد الهزيمة‬ ‫األولى في دور المجموعات أمام نادي ‪ -‬ماميلودي صن داونز ‪-‬‬ ‫من جنوب إفريقيا ‪.1-2‬‬ ‫ورغم الهزيمة احتفظ الوداد بمكانته في الصدارة بفارق‬ ‫األهداف‪.‬‬ ‫أما فريق الر جاء البيضاوي حامل اللقب فضمن بدوره التأهل‬ ‫إلى دور المجموعات لكأس االتحاد اإلفريقي بعد انتصاره الصعب‬ ‫علىفريق أفريكا ستارز من ناميبيا سجله المدافع بدر بانون‪.‬‬ ‫وبذلك يكون الرجاء البيضاوي ثالث فريق مغربي يضمن‬ ‫المرور إلى دور المجموعات‪.‬‬

‫غدا األربعاء بملعب ابن بطوطة بطنجة‬

‫اتحاد طنجة يواجه الوداد البيضاوي غداً االربعاء‬ ‫برســـم مــؤجـــل الجــولــة‬ ‫الرابعــة عشــر من بطولـة الدور‬ ‫االحترافي «اتصـــاالت المغـــرب»‬ ‫يواجه االتحــاد طنجة يوم األربعاء‬ ‫فريق الوداد البيضاوي المتزعم‪.‬‬ ‫هـــذا اللقــاء الهـــام يأتــي‬ ‫بعد عــودة الفريقيـــن منهوكين‬ ‫بسبب مشاركتهمــا اإلفريقيــــة‬ ‫وهزيمتهـمــا الوداد البيضــــاوي‬ ‫في دور مجموعـــات دوري أبطال‬ ‫إفريقيا أمام فريق ماميلودي صن‬ ‫داونزمن جنوب إفريقيا بهدفين لواحد وخروج اتحاد طنجة من‬ ‫كأس الكاف بعد الهزيمة القاسية أمام الزمالك المصري في‬ ‫اياب الدور‪ 32‬مكرر‪.‬‬ ‫هزيمة الفريقين سترخــي بظاللها على المستوى الفني‬ ‫حيث سيحاول الوداد البيضـاوي تحقيـق نتيجة إيجابية تمكنه‬ ‫من مواصلة تصدر الدوري االحترافي‪.‬‬

‫فيما سيسعـــى اتحاد طنجة‬ ‫للخروج من هــذه المواجهــــة‬ ‫بانتصار يمحي به أثار اإلقصاء‬ ‫المبكر من دوري ابطال إفريقيا‬ ‫وكـــأس الكـــاف ويعيــد‬ ‫البسمة ألنصــاره بعد سلسلة‬ ‫من االخفاقات والنتائج السلبية‪.‬‬ ‫اتحــاد طنجة سيكون معززا‬ ‫في مباراة األربعــاء بالوافدين‬ ‫الجديديـــن موكوكـــو القــادم‬ ‫من فيتا كلوب الكونغولي ورشيد‬ ‫حسني الالعب السابق للوداد البيضاوي والذي سيؤكد لمدربه‬ ‫السابق التونسي فوزي البنزرتي أنه أهل لحمل قميص الفريق‬ ‫البيضاوي‪.‬‬ ‫هذين الالعبان لم يشاركا في مباراة الزمالك األخيرة‬ ‫والمدير التقني عبد الرحيم طاليب يراهن عليهما للوقوف في‬ ‫وجه متزعم الدوري‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫إيفانتينـو بعد القمـة التنفيذية‬ ‫دوري طنجة الكبرى‪ ..‬طنجة‬ ‫الثانية للجنة التنفيذية للفيفا‬ ‫األبطال يكرم العديد من نجوم‬ ‫بمراكش‬ ‫كرة القدم العالمية والمغربية‬ ‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫ليس هناك ما يحول دون تقدم المغرب و إسبانيا‬ ‫والبرتغال لتنظيم مشترك لكأس العالم‪.2030‬‬ ‫أكد جياني إيفانتينو رئيس االتحاد الولي لكرة‬ ‫القدم أن الجولة الثانية من القمة التنفيذية للفيفا‬ ‫التي احتضنتها مدينة مراكش على مدى ثال ثة أيام‬ ‫ركزت على مناقشة مجموعة من التعديالت‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن إحداث عصبة األمم على غرار عصبة األمم األوربية‬ ‫كان من بين النقاط التي طرحت للنقاش على ‪60‬‬ ‫اتحادا كرويا في هذه القمة إضافـــة إلى البحث عن‬ ‫اطالق كأس العالم لألندية بطريقة جديدة‪.‬‬ ‫ومن ضمن النقاط األخرى التي طرحت تقنية‬ ‫الحكم المساعد «ذ الفار» وكذا كرة القدم النسوية‬ ‫والدعم المخصص لالتحادات الذي ارتفع خمسة‬ ‫أضعاف‪ ،‬حيث ستبلغ قيمته‪1.8‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫واعتبر ايفانتينو رئيس الفيفا أنه ليس هناك أي‬

‫عائق يحول دون تقدم المغرب و إسبانيا والبرتغال‬ ‫بترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم ‪.2030‬‬ ‫مشيرا إلى أن الباب مفتوح أمام كل االتحادات‬ ‫األخرى ‪.‬‬ ‫وبخصوص كأس العالم ‪ 2022‬بقطر وإمكانية‬ ‫الرفع من عدد المنتخبات المشاركة من ‪ 32‬إلى ‪48‬‬ ‫انطالقا من هذه النسخة‪ ،‬قال رئيس االتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم أن الفيفا لن تتخذ أي قرار معين بهذا‬ ‫الشأن إال بتوافق مع دولة قطر‪ ،‬مشيرا إلى أنها تلقت‬ ‫طلبات من دول أعضاء من أجل تطبيق التعديل بداية‬ ‫من ‪.2022‬‬ ‫إيفانتينو شكر فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم على توفير الظروف المالئمة‬ ‫الحتضان الجولة الثانية من القمة التنفيذية ‪.‬‬

‫البرازيلي ريفالدو‬ ‫مدربا لشباب المحمدية‬ ‫وافق النجم البرازيلي السابق ريفالدو على تدريب‬ ‫فريق شباب المحمدية الممارس في بطولة الهواة‬ ‫بداية من الموسم القادم‪.‬‬ ‫وتقدم مسؤولو فريق شباب المحمدية بمشروع‬ ‫للنجم البرازيلي السابق من أبرز مضامينه العمل على‬ ‫العودة إلى بطولــة الدوري االحترافي األول في قادم‬ ‫المواسم‪.‬‬ ‫ووضع ريفالدو شرطيــن لتدريــب فريق شباب‬ ‫المحمدية و ويتعلـق األول بحصوله على شهادة مدرب‬ ‫والثاني بصعود فريق شباب المحمدية من قسم الهواة‬ ‫إلى القسم الثاني‪.‬‬

‫ليدز يونايتد يتعاقد‬ ‫مع حارس ريال مدريد كيكو كاسيا‬

‫رسميا تعاقد فريق ليدز يونايتد اإلنجليزي مع الحارس اإلسباني «كيكو كاسيا» حتى عام ‪ 2023‬قادما من‬ ‫ريال مدريد اإلسياني‪.‬‬ ‫كاسيا قدم بالمناسبة عباراة مؤثرة لفريق الريال ولمحبيه‪.‬‬

‫عاشت مدينة طنجة حدثا رياضيا هاما‬ ‫بمناسبة اختتام فعاليات الدورة الثالثة لدوري‬ ‫طنجة الكبرى ‪ ..‬طنجة األبطال حيث تم تكريم‬ ‫العديد من الفعــاليــات الرياضية المغربيـــة‬ ‫والعالمية‪ .‬وهكذا تم تكريم الناخب الوطني‬ ‫هيرفي رونار والالعبيـن البرازيليين ريفالدو‬ ‫وكافو واإلسباني ميشيل سالكادو والدوليين‬ ‫المغاربة السابقين نور الدين النايبت و صالح‬ ‫الدين بصير ووليد الركراكي‪.‬‬ ‫كما تم خــالل هذا االحتفــال الذي ترأسه‬ ‫وزير الشباب والرياضـة ووالي جهـة طنجـة‬ ‫تطوان الحسيمة أربعة من الزمالء اإلعالميين‬ ‫بطنجة ويتعلق األمر بكل من عبد اهلل الجعفري‬ ‫عن الصحافة المرئية ومحمد الصمدي عن‬

‫الصحافة المسموعة ومحمد السعيدي عن‬ ‫الصحافة المكتوبة ورشيــــد الحذيفي عن‬ ‫الصحافة اإلليكترونية وجريدة الكرونيك‪.‬‬ ‫كمــا كـرم دوري طنجة الكبــرى‪ ..‬طنجة‬ ‫األبطـــال كال من الحـارس الدولي األسبــق‬ ‫عبد القادر البزيوي عن كــرة القدم وموالي‬ ‫عمر السباعي‪ ،‬العب دولي سابق في كرة اليد‬ ‫ومحمد أسريح عن كرة السلة‪ ،‬ويونس عبد‬ ‫الصادق عن كرة الطائرة‪ ،‬ومحمد الخمال مسير‬ ‫رياضي سابق‪.‬‬ ‫وحظيت العديد من الجمعيات وفرق‬ ‫األحياء بالتتويج بمختلف الجوائز في رياضات‬ ‫كرة القدو والسلة والطائرة وكرة اليد‪..‬‬

‫قرعة الدور ثمن النهائي‬ ‫لكأس ملك إسبانيا‬ ‫الحارس‬ ‫المغربي بونو‬ ‫في مواجهة‬ ‫ريال مدريد‬ ‫أو قعت قرعة الدور ثمن النهائي لكأس‬ ‫ملك إسبانيا فريق جيرونا الذي يحرس مرماه‬ ‫الحارس الدولي المغربــي ياسين بونــو في‬ ‫مواجهة فريق ريال مدريد ‪.‬‬

‫باقي اللقاءات‪.‬‬ ‫برشلونة ‪ -‬اشبيلية‪.‬‬ ‫بلنسية ‪ -‬خيتافي‬ ‫ريال بتيس ‪ -‬اإلسبانيول‪.‬‬

‫المغرب التطواني يتعاقد مع‬ ‫الحارس زهير لعروبي‬

‫تعاقد فريق المغرب التطواني مع الحارس‬ ‫زهير لعروبي حتى نهاية الموسم مع إمكانية‬ ‫تجديد عقده بعدمــا فــك ارتباطـــه بنــادي‬ ‫«أحد» السعودي‪.‬‬

‫المغرب التطواني تعادل في مؤجل الجولة‬

‫‪ 14‬من بطولة الدوري االحترافـي مع الرجــاء‬ ‫البيضاوي بهدف لمثله‪.‬‬


‫العدد ‪977‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫ّ‬ ‫أسكاس أمباركي‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫انتصار أمازيغ شمال افريقيا على فراعنة مصر‪ ،‬على ما‬ ‫اشتهروا به من قوة وعتاد ونفوذ واسع في منطقة الشرق‬ ‫األوسط ‪ ،‬غيّر مجرى تاريخ العالم‪ ،‬وال زالت أخبار هذا االنتصار‬ ‫العظيم محفورة بتفاصيلها على جدران وأعمدة معابد فرعونية‬ ‫عديدة خاصة في مدينة األقصر‪ .‬هذا االنتصار العظيم الذي‬ ‫حدث العام ‪ 950‬قبل الميالد‪ ،‬اختاره األمازيغ ليكون بداية‬ ‫لتاريخهم ولتدوين تقويمهم السنوي الذي ال يختلف كثيرا عن‬ ‫تقويم يوليان (جوليان) الروماني ‪ .‬على أن بعض الدارسين‬ ‫يرون أن التاريخ األمازيغي قريب من التاريخ القبطي المصري‪.‬‬ ‫فكال التقويمين ينبني على ثالث سنوات مكونة من ‪365‬‬ ‫يوما ومن سنة كبيسة من ‪ 366‬يوما مع بعض االختالفات‬ ‫بخصوص حساب شهر فبراير‪.‬‬ ‫السنة األمازيغية تنطلق إذا من انتصار القائد األمازيغي‬ ‫«شيشنيق» أو «شاشانق» أو شيشاق» أو «شوشنق»‪ ،‬عرش‬ ‫فراعنة مصر بعد انتصاره على جيوش رمسيس الثاني في‬ ‫معارك ضارية في بالد بني سنوس‪ ،‬بالمغرب األوسط‪ ،،‬وموت‬ ‫آخر فراعنة األسرة ‪« ،21‬بسوسنس الثاني» الذي تزوج الفرعون‬ ‫األمازيغي ابنته‪.‬‬ ‫شيشنق (‪ 950-929‬ق م) هو ابن نمروث من تنتس‬ ‫بح‪ ،‬من قبيلة المشواش الليبية ويعتبر مؤسس العائلة‬ ‫الثانية والعشرين‪ ،‬تولى الملك بعد وفاة آخر ملوك العائلة ‪21‬‬ ‫الفرعونية وأسس األسرة الجديدة عام ‪ 950‬والتي حكمت‬ ‫مصر زهاء قرنين من الزمن (‪ .)730 - 950‬وجاء ذكره في كتب‬ ‫االغريق باسم الملك سوساكوس‪ .‬وقد تزوج ابنة بسونسن ‪،‬‬ ‫آخر ملوك العائلة الواحدة والعشرين‪.‬‬ ‫كما ورد ذكره في االتوراة‪ ،‬كملك قوي رفع من شأن‬ ‫مصر وسيطر على العديد من البلدان المجاورة ومنها لبنان‬ ‫وفلسطين التي أغار عليها‪ ،‬واستولى على كنوز المعابد‬ ‫اليهودية بالقدس وكنوز بيت الرب يهودا وأيضا على خزائن‬ ‫سليمان الذهبية‪ .‬كما تروي صحف اليهود‪.‬‬ ‫وحتى يدعم نفوذه الروحي كملك وكابن للكاهن األكبر‬ ‫والده‪ ،‬زوج ولده وولي عهده «أوسركون»من بنت الفرعون‬ ‫الراحل الذي خلفه على عرش مصر كما زوج ابنه الثاني من‬ ‫إحدى بنات الكاهن األكبر «بينوزم الثاني» كبير كهنة اإلله‬ ‫أمون الذي كانت قبائل األمازيغ المصرية تدين به‪.‬‬ ‫اهتم الملك شيشنق بتعمير األرض فشيد القصور وأقام‬ ‫هيكله الشهير في مدينة القدس‪ ،‬حرص على مصاهرة ملوك‬ ‫الممالك المجاورة فتزوج من ابنة الفرعون وملكة سبأ في‬ ‫اليمن‪ ،‬وغزا امبراطورية سليمان بعد أن تحالف مع يربعام‬ ‫عدو سليمان وقد انضم إليه «رحبعام» ابن سليمان واتخذ من‬ ‫«بوبيستيس» عاصمة لملكه‪ ،‬وكانت تعرف لدى العبرانيين‬ ‫بأرض «جوشن»‪.‬‬ ‫وحقق لشعب مصر السالم واالزدهار االقتصادي بالعديد‬ ‫من المنجزات االقتصادية والعمرانية التي أنشأها ‪ .‬وألول مرة‪،‬‬ ‫منذ األسرة الثامنة‪ ،‬توافد عليه أمراء الفنيقيين يقدمون له‬ ‫الهدايا ويضعون القرابين في معابد مصر‪.‬‬ ‫وتم العثور في مدينة الكرنك المصرية على جزء من‬ ‫لوحة يظهر فيها هو وابنه «أوبوت» ” كبير الكهنة» في‬ ‫«طيبة» وهما يقدمان النبيذ في خشوع إلى اإلله آمون‪ ،‬في‬ ‫مدينة هيرونوبوليس التي تحتل موقعا هاما في الطريق الى‬ ‫السويس‪ .‬وظهرت على اللوحة أيضا «إالهة» الوجه البحري‬ ‫و«إالهة» الوجه القبلي وهما تدعوان لشيشنق بطول العمر‬ ‫وبالصحة والعافية في بلدة «الحيبة» الواقعة على الضفة‬ ‫الغربية للنيل قبالة «الفشن» الحالية‪ ،‬حيث كشفت الحفريات‬ ‫عن معبد للرب آمون وزوجته “موت” وابنه «خوفو»‪ .‬وأشارت‬ ‫النصوص إلى أن شيشنق بدأ بناء هذا المعبد في أواخر أيامه‬ ‫ثم أتمه من بعده ابنه «اوسركون» األول‪.‬‬ ‫ويعتبر االحتفال بالسنة األمازيغية حدثا اجتماعيا يحمل‬ ‫دالالت رمزية ‪ ،‬ثقافية وحضارية وتاريخية‪ ،‬على المستوى‬ ‫االجتماعي والثقافي والفني‪ ،‬كما يميز هذا االحتفال ممارسة‬

‫األخيرة‬ ‫بيت الصحافة يحتفي باتحاد‬ ‫كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا‬ ‫الالتينية‬

‫طقوس خاصة ترسخت في الثقافة األمازيغية التي تعتبر رافدا‬ ‫أساسيا من روافد الهوية المغربية والثروة الوطنية‪.‬‬ ‫ويتمثل االحتفال برأس السنة األمازيغية في إعداد الوجبات‬ ‫التقليدية وإقامة الطقوس االحتفالية وفق عادات وتقاليد ورثها‬ ‫الخلف عن السلف وتتنوع بتنوع المناطق المغربية إال أن القاسم‬ ‫المشترك هو غلبة الطابع االجتماعي لالحتفال‪ ،‬بحيث تشكل‬ ‫مناسبة االحتفال بالسنة األمازيغية الجديدة فرصة يجتمع فيها‬ ‫أفراد األسر لمد جسور التواصل وصلة الرحم‪.‬‬ ‫ويحتفل برأس السنة األمازيغية الجديدة‪ ،‬ليلة ‪ 13‬يناير‬ ‫من السنة الميالدية في كل دول شمال افريقيا‪ ،‬ومن خصائص‬ ‫هذه الليلة‪ ،‬أنها توافق أطول ليلة في السنة وبعدها يبدأ‬ ‫الشروع في امتداد طول النُّهاِر وقِصَ ِر َّ‬ ‫يْل على موعد أن‬ ‫الل ِ‬ ‫تكون مناسبة ليوم « ْلعْنْصْرَا»»‬ ‫ويطلق األمازيغ على الشهر األول من سنتهم اسم «ينير»‬ ‫وتعني الشهر األول كما يطلق على هذا الشهر اسم « تاكورت‬ ‫أوسوكاس» ويعني باب السنة وكذلك «نض ؤ فرعون» وتعني‬ ‫ليلة فرعون‬ ‫ويحتفل بـ «النَّايْر»ْ الذي يرمز إلى الخصوبة واالزدهار‪،‬‬ ‫بإقامة طقوس خاصة تباشرها القبائل األمازيغية‪ ،‬حيث يتم‬ ‫في هذه المناسبة‪ ،‬نحر ديك على عتبة المنزل‪ ،‬وذلك إلبعاد‬ ‫سوء الطالع‪ ،‬وللتفاؤل بالخير‪ ،‬ووفرة المحاصيل• كما يعد‬ ‫يناير مناسبة للقيام بطقوس محلية عديدة‪ ،‬تختلف باختالف‬ ‫المناطق‪ ،‬إال أن العائالت تشترك في اجتماع أفرادها حول مائدة‬ ‫عشاء يناير‪ ،‬الذي يبقى مناسبة تتوارثها األجيال‪.‬‬ ‫واحتفال المغاربة بالسنة الفالحية‪ ،‬تعبير عن تشبثهم‬ ‫باألرض‪ ،‬وخيراتها‪ ،‬ويتجلى ذلك في الطقوس المرتبطة‬ ‫باالحتفال‪ ،‬حيث يتم بالمناسبة إعداد العديد من المأكوالت‪،‬‬ ‫والوجبات التقليدية المتعارف عليها‪ ،‬والتي تختلف باختالف‬ ‫المناطق وبأنواع المحصوالت المنتجة بها من حبوب وخضر‬ ‫مْنْسي» أي العشاء احتفا ًء بالسنة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ويتم اعداد «إِ ِ‬ ‫األمازيغية‪ ،‬كما أن الطعام الذي يقدم‪ ،‬يجب أن يشكل رمزا‪،‬‬ ‫لغنى وخصوبة ووفرة المحصول‪.‬‬ ‫وإذا كانت االحتفاالت بالسنة األمازيغية تختلف باختالف‬ ‫مناطق تامزغا‪ ،‬فإن هذه االحتفاالت تمتد في الريف المغربي‬ ‫ليومين ‪ ،‬حسب بعض الدارسين‪ ،‬إذ يتميّز اليوم األول ب‬ ‫«أس نثشاريت إينودا» وهو يوم ملء األطباق بالفواكه الجافة‬ ‫خاصة‪ ،‬بينما تقوم النساء بإعداد األطباق التقليدية ومنها‬ ‫المسمن والبغرير‪ .‬أما اليوم الثاني فتقوم النساء بإعداد وجبة‬ ‫عشاء فاخرة ومتنوعة‪ ،‬تعتمد غالبا على أطباق الدجاج البلدي‪.‬‬ ‫وتتمثل دالالت االحتفال بالسنة األمازيغية في التشبث‬ ‫بالتقويم الفالحي الذي تعود جذوره إلى أقدم العصور‪ ،‬هذا‬ ‫التقويم الذي يختزل معطيات عن الدورة الفالحية وعن‬ ‫الطقوس والمعتقدات المتصلة بالمنتوج الفالحي الذي كان‪،‬‬ ‫وما يزال‪ ،‬الضامن لحياة اإلنسان على األرض‪ .‬كما أن طرق‬ ‫االحتفال بالسنة االمازيغية الجديدة تختلف من منطقة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬غير أنها “تشترك جميعها في إقامة وليمة جماعية‪،‬‬ ‫غالبا ما تحضر بالحبوب‪ ،‬وقد يصل عددها إلى سبعة‪ .‬وهناك‬ ‫طقوس وعادات تمارس في هذا اليوم‪ ،‬وكلها تعبر عن األمل‬ ‫في استقبال سنة فالحية جيدة‪.‬‬ ‫ولتأكيد أهمية هذه المناسبة وعراقتها‪ ،‬أدرجت منظمة‬ ‫اليونسكو التابعة لألمم المتحدة احتفاالت رأس السنة‬ ‫األمازيغية في قائمة التراث العالمي الالمادي باعتبارها تقليدا‬ ‫تاريخيا عريقا تمارسه مجموعة بشرية وتتداوله األجيال‪ ،‬وذلك‬ ‫إلى جانب أبجدية تيفيناغ باعتبارها تراثا إنسانيا الماديا‪ ،‬وكذا‬ ‫الطبق األمازيغي األصيل “الكسكس” الذي تم تصنيفه في‬ ‫قائمة التراث الثقاقي الالمادي‪.‬‬ ‫وختاما‪ ،‬نقول لجميع إخوتنا األمازيغ ‪ :‬عيدكم وعيدنا جميعا‬ ‫مبارك سعيد‪ ،‬وكل عام والمغرب‪ ،‬المتشبث بوحدته والمعتز‬ ‫بثقافاته ‪ ،‬بألف ألف خير!‪..‬‬ ‫عزيز كنوني‬

‫نظم بيت الصحافة من األحد الماضي‪،‬‬ ‫حفل استقبال على شرف اتحــاد كتاب إفريقيا‬ ‫وآسيا وأمريكا الالتينية‪ ،‬تحت شعار‪« :‬طنجة‬ ‫جسر الثقافات العالمية»‪.‬‬ ‫و خالل هذا الحفل الذي حضره أزيد من‬ ‫‪ 30‬شخصا من المثقفين و اإلعالميين من‬ ‫مختلف دول العالم‪ ،‬تم عرض شريط وثائقي‬ ‫يؤرخ للتطورات االقتصادية‪ ،‬النهضة الثقافية‪،‬‬ ‫والتطور السياحي الذي تشهـده عاصمـة البوغاز‬ ‫طنجة‪.‬‬

‫وخالل هذه المناسبـة‪ ،‬تم تقديم هدايا‬ ‫تذكارية و رمزية للمشاركين في هذا العرس‬ ‫الثقافي كعربون محبـة و إيخـاء لألمين العام‬ ‫السابق التحاد كتاب آسيا و أفريقيا و أمريكا‬ ‫الالتينية‪ ،‬محمــد سلمـاوي من طرف سعيد‬ ‫كوبريت رئيس بيت الصحافة‪ ،‬و هو عبــارة عن‬ ‫برنوس أو ” سلهام ” و ذرع تذكاري من طرف‬ ‫اتحاد كتاب األردن‪ ،‬الذي سلم أيضا ذرع المحبة‬ ‫لرئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العالم‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫شاب من طنجة يتوج بطالً‬ ‫في تغريد الطيور بالبيضاء‬

‫حصل البطــل الشاب رضى مفتـاح عن‬ ‫جمعية اتحاد مربي الطيور المغردة بطنجة‬ ‫على الرتبة األولى في صنف طائر الحسون‪،‬‬ ‫بمجموع ‪ 94‬نقطة‪ ،‬وذلك في مباراة‪ ،‬خاصة‬ ‫بتغريد الحسون وهجينه‪ ،‬نظمت خالل األسبوع‬ ‫الماضي بمدينــة الدار البيضاء‪ ،‬بمشاركـــة‬ ‫عصبة جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة لعلم‬ ‫الطيور‪ ،‬حيث تنافست العديد من الجمعيات‪،‬‬ ‫منها جمعية ابن بطوطة للثقافة والطيور‬ ‫بطنجة‪ ،‬وجمعية أصدقاء الطيــور والبيئـــة‬ ‫بالقصر الكبيــر‪ ،‬وجمعية اللكوس للحسون‬ ‫الذهبي للقصر الكبير‪ ،‬والجمعية المنظمة‪،‬‬ ‫بنسودة لعلم الطيور بالدار البيضاء‪ ،‬وجمعية‬

‫تهنئة‬

‫اتحاد مربي الطيور المغردة بمدينة طنجة التي‬ ‫فاز عنها البطل رضى مفتاح الذي كان سفيرا‬ ‫فوق العادة‪ ،‬ممثـال لعــروس الشمــال‪ ،‬وهو‬ ‫يمتطي «البوديـوم» الخاص بتغريد الحسون‬ ‫وهجينه‪ ،‬هذه الهوايــة الرائعـة التي تتطلب‬ ‫طيب الخاطر‪ ،‬بل وحب فن ترويض وتدريب‬ ‫الطيور على اللحن الجميل‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن مدينة طنجة تتوفر على‬ ‫هواة بارعين في تربية وتغريد الطيور‪ ،‬حيث‬ ‫غالبا ما يصعــدون منصات التتويـج‪ ،‬محليا‬ ‫ووطنيا ودوليا‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫نظم‪ ،‬م�ؤخرا‪ ،‬حفل زفاف للعري�سني‬ ‫ال�شاب الفا�ضل‬

‫حممد الأ�شقري البكدوري‬ ‫والآن�سة الفا�ضلة‬

‫�أمينة ال�سكوري التجنتي‬ ‫يف �أجواء �سادها الدفء الأ�رسي والعائلي‪ .‬وبهذه املنا�سبــة‪ ،‬نتقــدم‬ ‫ب�أحر التهاين للعري�سني وجلميع �أفراد عائلتهما‪ ،‬راجني منه تعالى �أن‬ ‫يحفظهما ويبارك لهما‪ ،‬ويرزقهما الذرية ال�صاحلة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.