Achamal n° 978 le 29 Janvier 2019

Page 1

‫شركة بريطانية تبحث عن النفط‬ ‫في سواحل المحمدية‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 978‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 22‬جمادى الأولى ‪ 29 / 1440‬يناير �إلى ‪ 4‬فرباير ‪2019‬‬

‫شرعت شركــة النفـــط البريطانية‬ ‫«شاريـــوت أويـــل و غـــاز» في عمليـــة‬ ‫استكشاف آبار بحرية قبالة سواحل مدينة‬ ‫المحمدية‪ ،‬بموجب رخصــة من المكتب‬ ‫الوطني للهيدروكربونات والمعادن‪.‬‬ ‫وتتوقع الشركة التي يوجد مقرها في‬ ‫لندن‪ ،‬بعد الدراسات األولية التي قامت‬ ‫بها استكشاف ما يـقــارب ‪ 2.4‬مليارات‬ ‫برميل من النفط الخام على مساحة قدرت‬ ‫بـ ‪ 1400‬متر مربع‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الشركة البريطانية المنخصصة‪ ،‬تواصل شركات عالمية كبرى عمليات البحث‬ ‫عن النفط والغاز بالمغرب‪ ،‬وال تخفي تفاؤلها بأن يصبح المغرب بلدا نفطيا‪ ،‬في وقت فاقت فيه‬ ‫االستثمارات المتراكمة‪ ،‬منذ انطالق عمليات استكشاف النفط والغاز بالمغرب ‪ 25‬مليار درهم‪.‬‬

‫مليلية‬

‫إغالق المركز الجمركي التجاري المغربي بمعبر بني أنصار‪ ،‬أربك‬ ‫السياسيين اإلسبان وخلق مواجهات حادة بين األحزاب والحكومة‬ ‫اإلغالق تسبب في خسائر فادحة تقدر بماليين األورو بالنسبة للميناء‬ ‫وللقطاع التجاري بمليلية‬

‫قرار المغرب بإغالق المركز الجمركي التجاري بمعبر بني أنصار‪ ،‬المقام منذ ستين عاما‪ ،‬ال زال يثير العديد من‬ ‫«التحركات» سواء على مستوى سلطات المدينة أو نشطاء الحزب الشعبي اليميني المتطرف‪ ،‬الذي يواصل استفزازاته‬ ‫لحكومة مدريد من أجل دفعها إلى رد فعل قوي‪ ،‬ضد قرار المغرب‪ ،‬بعد الخسارات الكبيرة التي تسبب فيها بالنسبة‬ ‫للميناء وللقطاعات التجارية بالمدينة‪ ،‬هذا القرار الذي اعتبر «موقفا عدائيا»‪ ،‬من أكثر من جهة‪ ،‬خاصة من طرف‬ ‫رئيس مليلية‪ ،‬خوان خوسيه إمبرادا الذي طالب رسميا تدخل حكومة مدريد‪ ،‬مباشرة‪ ،‬بعد إقدام المغرب على إغالق‬ ‫المركز الجمركي مع مليلية‪ ،‬وتحويل النشاط التجاري إلى ميناء الناظور‪ ،‬وهو عمل اعتبر «معاديا» إلسبانيا‪ ،‬و «مفاجئ ًا‬ ‫وغير متوقع»‪ ،‬خاصة وأنه قرار اتخذ من جانب واحد ودون «تشاور» مع مدريد وأنه كبد ميناء مليلية ماليين األورو‪،‬‬ ‫منذ ‪ 31‬يوليوز الماضي وتسبب في خفض نشاط الميناء إلى ما فوق النصف‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫مغاربة مقيمون بالخارج يشتكون سوء المعاملة‬ ‫وعرقلة االستثمارات لنعود من جديد إلى هذه اآلفة‬ ‫التي باتت ّ‬ ‫تشل الحركة االقتصادية بالبلد‬ ‫وزارة الصناعــة واإلستثمــار والتجـــارة‬ ‫واإلقتصاد الرقمي‪ ،‬صرحـــت في عديد من‬ ‫المناسبات‪ ،‬أنها وضعت آليات لدعم اإلستثمار‬ ‫المنتج لمغاربة العالم‪ ،‬من خالل مصاحبة‬ ‫المهاجرين الراغبين في إنشاء مشاريع تخدم‬ ‫وطنهم‪ ،‬و قامت بالفعل بإنشاء خلية مكلفة‬ ‫باإلستثمار‪ ،‬تتولى أساسا إعالم وتوجيه‬ ‫المستثمرين في مختلف قطاعات اإلقتصاد‪،‬‬ ‫وأيضا دعم ومساعدة حاملي المشاريع خالل‬ ‫كل مراحل إنجاز المشروع‪ ،‬إنطالقا من مرحلة‬ ‫التصور‪ ،‬وحتى تحقيق إستثماراتهم‪ ،‬كل هذا‬ ‫الكالم جميل‪ ...‬لكن يبقى السؤال الذي‬ ‫يفرض نفسه‪ ،‬هل هذا ما يتحقق على أرض‬ ‫الواقع عندما يسعى مهاجر مغربي إلى إنشاء‬ ‫مشروع يتوخى من خالله خدمة مدينته و‬ ‫بالتالي بلده‪ ،‬فيواجه صعوبات تعرقل هذا‬ ‫المشروع و يعود للبلد المستضيف ليستثمر‬ ‫هناك‪...‬أو يختار أي وجهة أخرى‪..‬؟! مشاكل‬ ‫جمة تلك التي يبسطها باستمرار مغــاربــة‬ ‫العالــم المستثمريــن في وطنهـم والذين‬ ‫ينوون اإلستثمار‪ ،‬مشاكل الفساد التي‬ ‫تواجههم تحبط آمالهم وتضرب عرض الحائط‬ ‫التعليمات السامية للملك‪ ،‬محمد السادس‪،‬‬ ‫عندما شدد أكثر من مرة على اإلعتناء بمغاربة‬ ‫العالم وتسهيل كل اإلجراءات ومواكبتهم في‬ ‫حالة رغبتهم اإلستثمار ببلدهم‪ ،‬قرارات وزارية‬ ‫وتعليمات سامية ودعوات مدنية كلها ربما ال‬ ‫تكفي لقطع رؤوس الفساد بالمغرب‪..‬‬ ‫جالل مسفيح‪ ،‬المعروف بجالل التطواني‪،‬‬ ‫مغربي من المضيق‪ ،‬نرويجي الجنسيـة‪ ،‬رجل‬ ‫أعمال متخصـص في المشاريــع السياحيـة‪،‬‬ ‫مقيم منذ عشرات السنين ببلد الغربة‪ ،‬كان‬ ‫الوطن دائما حاضرا بحياته‪ ،‬مدينته بالمغرب‬ ‫كانت في وقت من األوقات محط تواجد‬ ‫مشاريـع سياحية ذات طابــع عالمـي‪ ،‬اختفـت‬ ‫بسبب اإلهمال والفساد الذي تفشى بالمغرب‬ ‫بدء من الثمانينات تقريبا‪ ،‬حلم جالل ومعه‬ ‫رجال أعمال آخرون من مشاهير رجال األعمال‬ ‫المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬أرادوا إحياء هذه‬ ‫المشاريع السياحية وإعطاءها إشعاعا يخدمون‬ ‫به الجانب السياحي بمدينة المضيق التي‬ ‫أصبحت تعاني من ركود إقتصادي ملحوظ‬ ‫مع تفاقم ظاهرة البطالة بين صفوف الشباب‬ ‫هناك وبالتالي غيرة هؤالء المستثمرين على‬ ‫بلدهم‪ ،‬جعلتهم يفكرون في هذه الخطوة‪.‬‬

‫حضر جـالل ورجل األعمال بكندا محمد‬ ‫الخياط‪ ،‬إلى مدينة المضيق‪ ،‬لمقابلة‬ ‫عامل عمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬هذا العامل‬ ‫الذي خلف حسن بويا‪ ،‬الذي كان يشهد له‬ ‫الجميع بحسن المعاملة والحنكة في تقديم‬ ‫يع بعد أن‬ ‫الخدمات‪ ،‬إال أن خلفه ربما لم ِ‬ ‫المسؤولية بمدن الشمال أضخم من باقي‬ ‫مدن المملكة‪ ،‬مدن الشمال هي محطة‬ ‫حساسة في مسار أي مسؤول‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫معروف‪ ،‬لكن السيد العامل وبعد أن تقدم‬ ‫المستثمران بطلب اللقاء به ليتعرفا أوال‬ ‫عليه باعتباره عامال جديدا على المنطقة‪ ،‬ثم‬ ‫ليعطياه فكرة عن المشروع الذي سيتوجها‬ ‫به إلى قسم اإلستثمار فيما بعد‪« ،‬هذا‬ ‫القسم الذي يحتاج إلى مقال آخر لفضح ما‬ ‫يقــع فيـه»‪ ،‬عموما‪ ،‬هذا المسؤول حدد‬ ‫معهما موعدا للقاء إال أنه لم يف بوعده‬ ‫ولم يلتزم بموعده ولم يعتذر وبالتالي اعتبر‬ ‫المستثمران هذا التصرف إهانة في حقهما‪،‬‬ ‫ما دعاهما إلى غض النظر عن المشاريع التي‬ ‫تكلفتها كانت ستفوق المليوني يورو‪ ،‬وأعربـا‬ ‫عن أسفهما لما آلت إليـه هذه المؤسسات‬ ‫الرسمية بعد رحيــل محمـد اليعقوبـي والي‬ ‫الجهة حاليا‪ ،‬هذا الرجل حسب تعبيرهما‪،‬‬ ‫كان الدينامو المحوري بالمنطقة ولم يكن‬ ‫ليخلف موعدا مع مستثمرين قادمين بمبالغ‬ ‫ضخمة لدعم التنميـة ببلدهـم‪ ،‬وقد قدمت‬ ‫عروض فيها الكثير من اإلغراءات من دول‬ ‫أخرى مثل المكسيك والدومينيك وتونس‪،‬‬ ‫الحتضان هذه المشاريع لكن جالل التطواني‬

‫وأصدقاءه ال يزالون متشبتين باإلستثمار في‬ ‫بلدهم األم‪.‬‬ ‫أفال تستحون‪.‬؟؟‪ ....‬‬ ‫عندما نحضر بالمغرب‪ ،‬المناسبات التي‬ ‫تحتفي بالمهاجرين وما تمثله هذه المناسبات‬ ‫من اعترافــــات بالكفـــاءات المغربيـــة التي‬ ‫ساهمت في تنمية المغرب وقدمت خبراتها‬ ‫في خدمة الوطن‪ ،‬كما تكون فرصة إلرساء‬ ‫قنوات التواصل مع مغاربة العالم‪ ،‬وذلك بغية‬ ‫تحسيسهم بإمكانيات اإلستثمار التي يمنحها‬ ‫المغرب‪ ،‬ال سيما بالنسبة ألولئك الذين راكموا‬ ‫تجربة مهنية في بلدان اإلستقبال‪ ،‬وعندما‬ ‫تعمل الحكومة على تشجيع المغاربة المقيمين‬ ‫في الخارج على اإلستثمار في وطنهـم األصلي‬ ‫الذي يزخر بمؤهالت وكفاءات تريد المساهمة‬ ‫في التنمية اإلجتماعية واإلقتصادية بالمغرب‪،‬‬ ‫الذي يشهد دينامية غير مسبوقة على جميع‬ ‫األصعد‪ ،‬في ذات الوقت نجد عراقيل وصعوبات‬ ‫وتعقيدات في اإلجراءات اإلدارية وسوء المعاملة‬ ‫من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف‪ ،‬كل هذه‬ ‫المظاهر السلبية لبلدنا تجعل أبناءنا يشعرون‬ ‫باليأس واإلحباط ومن ثم‪ ،‬إلغاء كل المشاريع‬ ‫التي رغبوا في إنشائها ليخسر المغرب الماليين‬ ‫والماليين من الدراهم بالعملة الصعبة عجزا‬ ‫منه لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي‬ ‫بكل تأكيد لن تروق ملك المغرب وال تتماشى‬ ‫مع استراتيجيته الحكيمة التي سطرها لمصلحة‬ ‫هذا البلد‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربـه المشمـول بعفو اهلل المرحوم‬

‫المختار العلمي الهواري‬

‫عن عمر يناهز ‪ 77‬سنة‪ ،‬وذلك يوم األحد ‪ 20‬يناير‪،2019‬‬ ‫بالديار اإلنجليزية‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة «الشمال» بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد السيـدة مليكـة‬ ‫الخيضر‪ ،‬وإلى أبنائهما نور الدين وكوثر ولبنى ونوريا وياسين‪ ،‬و إلى شقيقي الفقيد‪ ،‬العربي وعبد المجيد‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى جميع أفراد عائلـة ‪ :‬العلمي الهواري والخيضر والغسال والشدادي‪ ،‬وكذا إلى أصهارهم‬ ‫وأقاربهم‪ ،‬راجية لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫هيئة المساواة بوزان تعزي محمد الهالوي‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل ورحمته يوم اإلثنين ‪ 21‬يناير المشمولة برحمة اهلل حماة محمد الهالوي‪ ،‬عضو‬ ‫مجلس جماعة وزان‪ ،‬والمنسق اإلقليمي لحزب التجمع الوطني لألحرار ‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم كل من محمد حمضي أصالة عن نفسه ونيابة عن أسرته ‪ ،‬وعضوات‬ ‫وأعضاء هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان بتعازيهم الحارة ومواساتهم القلبية‬ ‫ألبناء وبنات وأهل وأصهار‪ ‬الفقيدة راجين للجميع الصبر والسلوان وللفقيدة المغفرة والرضوان‪ .‬و أن‬ ‫يسكنها فسيح الجنان بجانب الصديقين والشهداء ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬ ‫عالم وخطيب جمعة ‪:‬‬

‫المسلم ليس حراً‬ ‫ بقلـم ‪:‬‬‫واللباس ليس حرية شخصية �سم ّيــة �أمغـار‬ ‫غطاء رأس «ماء العينين» ال زال «يطعم» الجدل القائم بشأنه في أوساط من‬ ‫ال شغل لهم من أصحاب النميمة وأهل الدسيسة واالغتياب ‪ ،‬ممن يدعون العلم‬ ‫والعلم منهم براء‪ ،‬ويستنجدون بأقوال القدامى يستخرجون منها أحكاما وفتاوى تخدم‬ ‫أهواءهم وأفكارهم المتحجرة‪ ،‬وتعزز مطامعهم في إحكام قبضتهم على الشعب‪ ،‬من‬ ‫باب فرض تفسيرهم‪ ،‬هم‪ ،‬وتأويلهم لنصوص الشريعة ومقاصدها‪ ،‬على غرار محاكم‬ ‫التفتيش البابوية بإسبانيا (‪ .)1478‬ومن تلك التأويالت «المغرضة‪ ،‬أن المسيحي ليس‬ ‫حرا بالمطلق‪ ،‬في تصرفاته بل إنه يخضع للتعليمات الدينية في مأكله وملبسه ومعامالته‬ ‫داخل المجتمع‪ ،‬وعليه الرجوع إلى الدين في كل أمر يطلبه‪.‬‬ ‫هذا التفكير هو ما قد يكون األستاذ الجامعي وخطيب الجمعة بمسجد بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬والقيادي البارز في حركة «التوحيد واإلصالح»‪ ،‬الذي روى عنه موقع إليكتروني‬ ‫واسع االنتشار‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬نقال عن يومية «أخبار اليوم»‪ ،‬قوله إن اإلنسان المسلم ليس حرا‬ ‫في تصرفاته‪ ،‬وإن مسألة اللباس «ليست حرية شخصية»‪ .‬وفهمت العامة أن الرجل كان‬ ‫يقصد بالضبط‪ ،‬السيدة آمنة ماء العينين‪ ،‬ويرد ضمنيا على عميد قبيلة اإلسالميين‪،‬‬ ‫بنكيران الذي ساند ماء العينين في تصرفها بالعاصمة الفرنسية‪ ،‬وقال ما معناه أن‬ ‫الحجاب مسألة شخصية‪ ،‬وأنه تم «تضخيم» مسألة اللحية والحجاب (يقصد غطاء الرأس)‬ ‫وربطهما بالدين‪ ،‬والحال‪ ،‬يقول بنكيران‪« ،‬العالقة لهذا بالدين» وأن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫«دافع» عن الحريات الفردية في قضايا أكبر من الحجاب واللحية !‬ ‫لم ندخل في نقاش مع بنكيران حول موقفه «الجديد» من الحريات الفردية‪ ،‬خاصة‬ ‫إذا قارناها بمواقفه السابقة‪ ،‬ولن نذهب إلى ما رمى إليه غيرنا من وجود تناقض‬ ‫بين بنكيران الذي طالب بطرد صحافية من البرلمان بسبب لباسها «المحفتر»‪ ،‬ألن‬ ‫الموضوع الذي تطلب نقاش خمسة عشر قرنا قد يحتاج اليوم إلى «مجلدات»‪ ،‬ولكن ننظر‬ ‫في العديد مما كتب من طرف بعض فقهاء الشريعة ممن أطلق عليهم الالتينيون‪،‬‬ ‫لقب « ‪ ، » Doctus cum libro‬وهم طائفة من «علماء» يعجزون عن التفكير بأنفسهم‪،‬‬ ‫فيستعيرون أفكارهم من أعمال غيرهم ‪.‬‬ ‫ويتضح من الدراسات المنشورة لعلماء مشهودين أن اإلسالم لم يحدد نوع ًا‬ ‫معينا من اللباس ليخصه بالذكر واألنثى‪ ،‬ويفرضه على الناس‪ ،‬السيما وأن اللباس مما‬ ‫يتغير ويتطور بحسب الزمان والمكان والعادات واألعراف‪ ،‬بل إن الشرع أعطى مقاييس‬ ‫معينة تتناسب واألخالق العامة التي هي غريزة في البشر عامة‪ ،‬منها أن يكون اللباس‬ ‫ساترا للمناطق «الحساسة» أو ما يطلق عليه تسمية «العورة» أو «العورتين»‪ ،‬ونفس‬ ‫الشروط تنطبق على المرأة‪ ،‬من أن يكون اللباس ساترا للزينة ال فاضحا لها‪ ،‬والزينة‬ ‫نوعان‪« :‬مخفية» و «ظاهرة» ‪ .‬وقد أولى اإلسالم زينة المرأة ولباسها اهتماما أكثر من‬ ‫اهتمامه بزينة الرجل ولباسه مراعاة لجانب الفطرة التي فطرت عليها المرأة من حُب‬ ‫تُعَدَ من الحاجيات ألن الزينة تلبية لنداء األنوثة‪ ،‬تلبي ًة‬ ‫الزينة‪ ،‬فالزينة‪ -‬بالنسبة للمرأة‪ّ -‬‬ ‫لفطرتها‪ .‬فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة‪ ،‬والزينة تختلف من عصر إلى عصر ولكن‬ ‫أساسها في الفطرة واحد‪ ،‬وهو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله‪ .‬واإلسالم ال يقاوم‬ ‫هذه الرغبة الفطرية ولكنه ينظمها ويضبطها‪.‬‬ ‫ومعلوم أن فقهاء ‪ Doctus cum libro‬أمعنوا بعد ذلك في تفسير شروط اللباس‬ ‫األنثوي‪ ،‬بما ضيق على المرأة حجم األكسجين الذي تتنفسه لتبقى على قيد الحياة‪ ،‬حيث‬ ‫جعلوا منها مومياء في شكل دمية «يتلها» بها الرجل‪« : ،‬معتدين بحديث» معناه أن‬ ‫المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إال هذا وهذا‪ ،‬وأشارالرسول الكريم‪ ،‬حسب‬ ‫الحديث‪ ،‬إلى وجهه وكفيه‪ .‬حديث رواه أبو داوود وهو ضعيف النقطاع سنده وألن خالد‬ ‫بن دريد الذي رواه عن عائشة رضي اهلل عنها ‪ ،‬لم يدركها‪ ،‬بل إن بن نمير وصفه بـ «منكر‬ ‫الحديث» ووصف الحافظ بن حجر صاحب رواية الحديث بـ «كثرة التدليس»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن غطاء الرأس عند الصالة موجود في معظم الديانات في شتى بقاع‬ ‫العالم‪ ،‬خضوعا هلل سبحانه وتعالى‪ ،‬قبل اليهودية وبعدها من الديانات األخرى‪ ،‬كما أنه‬ ‫يدخل في عادات أكثر شعوب األرض في القارات الخمس‪.‬‬ ‫وبينما يرى بعض المفسرين بوجوب غطاء المرأة لرأسها عند الصالة‪ ،‬يستوجب‬ ‫غيرهم تغطية كامل الجسد باستثناء الكفين والوجه الذي ال حرج في تغطيته أيضا‪.‬‬ ‫وال زال الخلط شائعا بين الخمار والحجاب والنقاب‪ ،‬ولكل واحد منها تفسير يستدل‬ ‫عليه إما بالسنة أو بإجماع المسلمين‪.‬‬ ‫وبرأي الشيخ القرضاوي فإن معنى الحجاب تغير بين التراث والعصر الحديث حيث‬ ‫إن سورة الحجاب تخص نساء النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأن التشدد في بعض األحكام‬ ‫يأتي من قبيل الناس‪ ،‬ألنه من فلسفة اإلسالم بخصوص المرأة صيانة كرامتها ومكانتها‬ ‫ألن الحجاب «شعار الطهر والعفاف» وألنه يبعد المرأة عن طريق «الشهوة» عبر النظرة‬ ‫المحرمة‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال المطروح من قبل بعض المفكرين‪ ،‬أال يمكن أن يصل المجتمع‬ ‫إلى نفس هذه الغايات‪ ،‬عن طريق التربية والتعليم وبناء مجتمع العلم واألخالق‪،‬‬ ‫ونبذ تعليمات بعض فقهاء التفسير والمشرعين الذين يحذرون‪ ،‬في األلفية الثالثة‪،‬‬ ‫من مخالطة النساء للرجال ويطالبون بأن يكون عمل المرأة في محل خاص وبدون‬ ‫رجال‪ ،‬لمنع «االختالط» بدل «النزول» على المرأة ومعاقبتها باعتبارها مصدر الشهوات‬ ‫والفتن؟ وأنها أصل «الخطيئة األولى» والحال أن آدم هو الذي ضعف أمام إغواء الشيطان‪،‬‬ ‫ثم استغفر ربه فغفر له وطرده من الجنة‪.‬‬ ‫وحسب دراسة برازيلية مختصة بالشؤون االجتماعية والمرأة‪ ،‬أشارت إليها مجلة‬ ‫«سيدتي نت» مقرونة باستطالع رأي عشرة آالف رجل من جنسيات مختلفة ولمدة ستة‬ ‫أشهر‪ ،‬فإن المرأة مخلوق يستطيع القيام بعدة مهمات‪ ،‬فهي تتمتع بمعرفة وبقدرات‬ ‫طبيعية للقيام بالواجبات المنزلية‪ ،‬إضافة إلى قدرات أخرى منحها إياها الخالق (عز وجل)‪،‬‬ ‫وعلى رأسها الحمل واإلنجاب‪ ،‬والتمتع بالصبر لتربية األوالد‪ ،‬ومرافقة مسيرة حياتهم‪.‬‬ ‫المرأة هي العمود الفقري لحياة جميع المجتمعات في العالم‪ ،‬وأهميتها بالنسبة للرجل‬ ‫تأتي على رأس قائمة األولويات‪ .‬ومنها معرفة ما تفعله في األسرة‪ ،‬ودورها الحيوي في‬ ‫الحياة العائلية‪ ،‬و جاذبيتها التي تسعد الرجل‪ ،‬و قدرتها على تحمل المواقف الصعبة‬ ‫وعلى تهدئة الرجل وفهمه بسرعة‪ ،‬وحرصها الالمحدود على العالقة الزوجية‪ ،‬والتزامها‬ ‫األخالقي للحفاظ على سمعتها‪ ..‬وقدرتها على مواجهة مصاعب الحياة‪ ،‬وأنه ال يمكن‬ ‫للرجل العيش بدونها‪.‬‬ ‫ونحن بعيدون هنا عن الفقهاء والعلماء المؤسسين لـ «علم الجسد العربي»‬ ‫وتآليفهم في هذا المجال على غرار «طوق الحمامة» والعقد الفريد البن عبد ربه و«تحفة‬ ‫العروس ومتعة النفوس» للتيجاني و»نزهة األلباب فيما ال يوجد في كتاب» للتيفاشي‬ ‫و«األغاني لإلصفهاني»‪ .‬ويزخر التراث العربي بكتب عن الجسد وجماليته ووظائفه‪ ،‬وكتب‬ ‫في تنظيم العملية الجنسية «الشرعية» «أحكام النساء» البن الجوزي‪ ،‬وغيرهم كثير ممن‬ ‫لم يروا في المرأة‪ ،‬سوى جسد خليلة أوجارية‪ ،‬أو أمة من إماء الرقيق‪ ،‬الالئي يمكن أن‬ ‫تطأن من غير عقد وال شهود وال مهر‪ ،‬فهن آدميات خلقن للشهوة والمتعة !!!‪.‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫جمعتني به المجامع‪ ،‬فوجدتُ التقاعد قد كدّر صفوه‪ ،‬وغيَّر طبعه‪ ،‬وبعثر‬ ‫أوراقه‪ ،‬فلم يعد الشخص المتقد نشاطا وحيوية‪ ،‬وانطالقا وحركة‪ ،‬وإنما غدا‬ ‫شخصا آخر‪ ،‬يسير على غير هدى‪.‬‬ ‫لقد حزَّ في نفسه أن يخرج من هذه المؤسسة العتيدة بهذه السهولة‪،‬‬ ‫وبواسطة ورقة صغيرة‪ ،‬تُشعره بانتهاء مدة صالحيته‪.‬‬ ‫صحيح أنه بلغ الستين‪ ،‬وصحيح أن قانون التقاعد صريح‪ ،‬ال يقبل التأويل‪.‬‬ ‫و لكنه لم يكن شخصا عاديا في هذه المؤسسة‪ ،‬بل إنه كان يأمر فيطاع‪ ،‬ويُصدر‬ ‫القرارات‪ ،‬فتُن ّفذ في الحال‪ .‬فكيف يتساوى مع أي موظف بسيط؟ كيف؟‪.‬‬ ‫كان من حق المؤسسة ‪ -‬بل من واجبها – أن تحرص على اكتساب وُدّه‪،‬‬ ‫واالستمرار في االستفادة من تجاربه وخبراته التي راكمها على مر السنين‪،‬‬ ‫َفتُمدّد أو تُجدّد له العقد‪ ،‬أو تتصرف أي تصرف يحتفظ فيه بكافة امتيازاته‪،‬‬ ‫من كرسي وثير‪ ،‬ومكتب فخم‪ ،‬وحارس أمين‪ ،‬ال يسمح لخلق اهلل بالتردد على‬ ‫رئيسه إال بعد سين وجيم‪ ،‬وتحقيق وتدقيق‪.‬‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫أما أن تلفظه إدارته بجرة قلم‪ ،‬وكأنه لم يكن له هذا النفوذ والهَيلمان‪،‬‬ ‫فهذا ما لم يستسغه‪ ،‬بل كدّر صفوه‪ ،‬وغيّر طبعه‪ ،‬وبعثر أوراقه‪.‬‬ ‫وقد فهمتُ أنه اآلن يحاول ترتيب هذه األوراق‪ ،‬فال تطاوعه‪ ،‬وال تنصاع‬ ‫لرغبته‪ .‬ويحاول تخطيط برنامج لحياته‪ ،‬فال يتوفق في ذلك‪ .‬ويحاول أن يصادق‬ ‫الكتاب‪ ،‬فال يجد الرغبة في القراءة‪.‬‬ ‫إنه فقد طعم الحياة‪ ،‬وفقد الحافز والمح ّفز‪ ،‬فزاغت نظراته‪ ،‬وثقلت‬ ‫خطواته‪ ،‬وغلب عليه اليأس والقنوط‪.‬‬ ‫فكر و ّقدر‪ ،‬ثم ّ‬ ‫ولو ّ‬ ‫فكر و ّقدر‪ ،‬الكتشف أن الحياة قد تبتدئ بعد الستين‪،‬‬ ‫خصوصا إذا كان الشخص صحيحا معافى‪ ،‬وأن مجال ممارسة الهوايات يكون‬ ‫أفسح وأرحب‪ ،‬حين تزول القيود التي كانت تربطك بالوظيف‪ ،‬أيّاً كان‪ ،‬وكيفما‬ ‫كان‪.‬‬

‫السوبرانو المغربية سميرة القادري‬ ‫وفنان الفالمنكو اإلسباني أركانغل‬ ‫يطلقان مشروعا فنياً جديداً بمهرجان‬ ‫الشارقة للموسيقى العالمية‬

‫تستعــد‪ ‬فنــانــــة األوبرا‬ ‫السوبرانــو المغربية سميـــرة‬ ‫ال��ق��ادري إلطــالق مشروعها‬ ‫الفني الجديــــد‪ ‬الـذي اختـــارت‬ ‫أن تمزج فيــه بين األوبــرا وفن‬ ‫الفالمنكــو ضمـــن فعالـــيات‬ ‫مهرجان الشارقــة للموسيقــى‬ ‫العالمية‪ ،‬في تجربـــة جديـــدة‪ ‬‬ ‫تجمعها مع فنـــان الفالمنكو‬ ‫اإلسباني أركانغل‪.‬‬ ‫وس��ت��ق��دم ال���ق���ادري في‬ ‫تجربتها الجديدة مزجـا غيــــر‬ ‫مسبــوق لفن األوبــرا مـــع فن‬ ‫الفالمنكـو‪ ،‬في حوار فني يجمع‬ ‫الشرق بالغرب والغرب بالغرب‪،‬‬ ‫على غرار باقي مشاريعها الفنية‬ ‫القروسطويـة التي أدتهــا على‬ ‫خشبات أرقى المسارح العالمية‪،‬‬ ‫والتي توجت من خاللها بأرقى‬ ‫الجوائز العالميــة في لبنــــان‬ ‫وأستراليا وفرنسا والمغرب‪.‬‬ ‫وكانت سميــرة القادري قد‬ ‫تخصصت في الغناء والموسيقى‬ ‫العريقة أو ما يطلــق عليه الغناء‬ ‫السيريالي المرتبــط‪ ‬بالكنائس‬ ‫ال��ش��رق��ي��ة وال��م��وس��ي��ق��ـ��ـ��ى‬ ‫المدجنـــة‪ ،‬وبعدهـــا اختـــارت‬ ‫األنــــدلسيـــــات ومختــــلـــف‬ ‫األنمـــاط الموسيقية المتوسطية الوسيطية‪ ،‬باإلضافة إلى القصائد الصوفية المورسكيــة التي تؤديها بلغة االلخميادو‪.‬‬ ‫والجدير بالذكــر‪ ،‬أن مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية ينظمــه مركـــز فرات قدوري للموسيقى‪ ،‬برعاية هيئة الشارقة‬ ‫لالستثمار والتطوير «شروق»‪ ،‬وسيحتضنه مسرح جزيرة العلم بإمارة الشارقة بداية فبراير المقبل‪ ،‬بمشاركــة نخبة من ألمع‬ ‫الفنانين العالميين من أروبا وآسيا وإفريقيا‪ ،‬كما سبق له أن استضاف ألمع الفنانين‪ ،‬منذ دورته األولى مطلع سنة ‪.2014‬‬

‫أنس الفياللي‬

‫يوميات طائر‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫رسالة‪..‬‬ ‫من ألف عام‬ ‫لم يزر قلبي أحد‬ ‫هذي أطايب نغمتي‬ ‫أنا في جذورك‬ ‫في أعاميق الجنان‬ ‫إلى األبد‪..‬‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫أنفاس‪..‬‬ ‫نور الفجر الح‪..‬‬ ‫فانجلى الطريق‬ ‫مرحى يا صباح‬ ‫الدنى حريق‪..‬‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫استشراف‪..‬‬ ‫مدرجي ضياء‬ ‫في ذرى الفناء‬ ‫ــــــــــــ‬ ‫انغمار‪..‬‬ ‫يشاجر ظلي‬ ‫مرآتي‬ ‫يعود فيحيي‬ ‫زالتي‪..‬‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫رحمة‪..‬‬ ‫الرمل يرسم خطه‬ ‫للراجلين‬ ‫والغيث يغسله هدى‬ ‫للسالكين‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫زوال‪..‬‬ ‫جناح شمسي‬ ‫درى بحالي‬ ‫لسان حالي‪..‬‬ ‫إلى زوالي‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫قتيل‪..‬‬ ‫ولدت آنذاك‬ ‫في مربع هنا‬ ‫أو روضة هناك‪..‬‬ ‫أصبحت من قتالك‬ ‫فما لي ال أراك ؟‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 29‬ينايـر ‪2019‬‬

‫احلكومة «عازمة»‬ ‫على محاربة التهريب‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫الكالب‬ ‫المهرجان الخطابي المنظم بمقر عمالة الفحص ـ أنجرة صباح‬ ‫السبت الماضي‪ ،‬بحضور وفد حكومي يتقدمـــه رئيس الحكومــة‪،‬‬ ‫العثماني‪ ،‬ذكرنا بـ «فيشطات» الراحل ادريس البصري‪ ،‬أيام «أم‬ ‫الوزارات»‪ ،‬الذي كانت العمالة تحشد له بقصر مرشان‪ ،‬المئات من‬ ‫المنتخبين واإلداريين واألعيان والوجهاء‪ ،‬ليستمع إلى «تدخالت»‬ ‫ومواجع السكان‪ ،‬ويستمعوا‪ ،‬هم‪ ،‬إ لى خطبه التي كان يبدأها بتأكيد‬ ‫«األهمية الكبرى» التي يوليها الملك لـ «مدينتكم»‪ ،‬ويكفي هذا‬ ‫«اإلستهالل» اللطيف لتنطلق تصفيقات الحضور وتنطلق الزغاربد ‪،‬‬ ‫من حناجر الحاضرات ممن بحت حناجرهن من فرط الشكوى هلل من‬ ‫قسوة العيش أيام «السنوات» الخوالي ال ردها اهلل‪! ‬‬ ‫ورغم أننا تطرقنا في هذا العدد‪ ،‬وبالتفصيل‪ ،‬لوقائع لقاء «الفحص‬ ‫ـ أنجرة»‪ ،‬فإننا أردنا أن ال نغفل حدثا نعتبره إشارة متمدنة لطنجة‬ ‫المتحضرة‪ ،‬ويعتبره الوافدون من عوالم خارج التمدن والحضارة‪،‬‬ ‫«سفسطة» وهراء وسخافة‪! ‬‬ ‫األمر يتعلق بكالب طنجة التي تمتعت «بحظوة» لدى سكان هذه‬ ‫المدينة‪ ،‬احتفاء برقتها وحسن مؤانستها للبشر‪ ،‬ووفائها‪ ،‬هذا الوفاء‬ ‫الذي تنصل منه اآلدميون بيننا‪ ،‬وخلت منه مشاعرهم وطباعهم‪.‬‬ ‫عمدة طنجة الذي حمل إلى اللقاء «هموم» البلدية وما تواجهـه‬ ‫من صعاب مالية بسبب شطط وزوغان المجالس السابقة‪ ،‬وبسبب‬ ‫تفريط وتقصير وتهاون السلطات المحلية والسلطات المركزية أيضا‪،‬‬ ‫أراد أن يذكر ببعض مظاهر التمدن الذي طبع سلوك أهالي طنجة‪،‬‬ ‫أيام كان لطنجة أهال يتمتعون بحس حضاري وبسلوك راق ومتميز‪،‬‬ ‫وبتربية ثقافية وفنية عالية‪ ،‬حيث إن سكان هذه المدينة التي لم‬ ‫يكن لكلمة «أجنبي» وجود في قاموسها الحضاري‪ ،‬خصوا الحيوانات‬ ‫األليفة من كالب وقطط‪ ،‬التي عايشتهم في بيوتاتهم وفي قلوبهم‪،‬‬ ‫وأثثت أفراحهم‪ ،‬ووفت لهم‪ ،‬بمقبـرة‪ ،‬في نهايـة أعمارها‪ ،‬تكريما‬ ‫لحسن معاشرتها ووفائها‪.‬‬ ‫عناية أهالي طنجة بالحيوانات من مختلف األجناس دفعتهم إلى‬ ‫إقامة «مستشفــى للحيوانـــات»‪ ،‬جمعوا التبرعـات لتمويل خدماتها‪،‬‬ ‫وأنشؤوا جمعيات أهلية للعناية بالدواب وحقوقها‪ ،‬سنوات طويلة‬ ‫قبل أن ينبه نظام الحماية إلى ضرورة العناية بالحيوان ‪.‬‬ ‫والبد أن مواطنين بطنجة قد استغربوا‪ ،‬كما استغربتُ‪ ،‬من موجة‬ ‫الضحك واالستهزاء التي أثارها حديث العمدة عن مقبــرة الكـالب‪،‬‬ ‫سواء بالمنصة أو بالقاعة‪ ،‬الشك أن الذين «استهجنوا» واستقبحـوا‬ ‫هذا األمر‪ ،‬ال مكــان لمثل تلك العواطف وإحساسات في قلوبهم‪،‬‬ ‫وألن تصورهـم للكلب وتعاملهـم معه ومصاحبتــه أمور ال تتوافق‬ ‫و«ثقافتهم» التي ترى أن الكلب تجــب القسوة عليه وأنه ال يجـب أن‬ ‫تقبل على كلب إال «والعصا» معك‪..! ‬‬ ‫مقبرة الكالب بطنجة‪ ،‬تعتبــر دليال على سمــو مشاعـر أهالـــي‬ ‫هذه المدية وعلو مكانتهم الحضارية بين شعوب حوض األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬وكثيرا ما يكبر زوار طنجة من مختلف أصقاع العالم‪ ،‬نبل‬ ‫أخالق الطنجاويين‪ ،‬وسمو مكانتهم الحضارية‪ ،‬ويصرون على زيارة‬ ‫موقع المقبرة‪ ،‬ليأخذوا صورا تذكارية بداخلها ويدونون أفكارهم‬ ‫بشأنها وإشادتهم بأصحاب هذه المبادرة اإلنسانية الرفيعة‪.‬‬ ‫العبدالوي لم يكن في نيته‪ ،‬كما أتصور‪ ،‬أن يستدل على حضارة‬ ‫طنجة بوجود مقبرة للكالب بها‪ ،‬ولو كان ذلك قصده‪ ،‬فهــو قصـد‬ ‫نبيل‪ ،‬ولكنه أراد ال شك‪ ،‬إبالغ رسالة إلى «من يهمهم األمر» مفادها‬ ‫أنهم يتعاملون مع مواطنين متميزين‪ ،‬متعودين على استيعاب‬ ‫المفاهيم الجديدة للمدنية والتمدن‪ ،‬والحضارة والتحضر‪ ،‬وأن درجة‬ ‫التطور الذي شهدته هذه المدينة من الفنيقيين إلى العلويين‪،‬‬ ‫مرورا باإلغريق والقرطاجينيين والرمان والبرتغال واإلنجليز والدولة‬ ‫اإلسالمية بالمغرب األقصى التي أقامها المولى إدريس األول‪ ،‬هذا‬ ‫التطور المتمدن إنما هو نتاج اختالط األجناس والشعوب والحضارات‬ ‫الذي شهدته هذه المدينة‪ ،‬منذ القرن التاسع قبل الميالد‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ما لنا نستعجل الحكومة في كل شيء‪ ،‬ونقارن أحوالنا بالدول‬ ‫التي تتجاوزنا بفارق ‪ 200‬عام‪ .‬يجب أن تقارن بلدنا بالدول التي‬ ‫توجد على حافة اإلفالس لتتضح لنا وضعية بلدنا الذي لم يشهد‬ ‫خالل األربعين سنة الماضية‪ ،‬ما يعرفه اليوم من مجهودات من أجل‬ ‫إيجاد الحلول المالئمة لكل المشاكل‪ ،‬ونحاسب الحكومة الحالية‪،‬‬ ‫باألسابيع‪! ‬‬ ‫علينا ‪ ،‬بدل ذلك‪ ،‬أن نحمد اهلل على الطفرة التي نشهدها‬ ‫في مجال جلب االستثمارات بفضل جهود الحكومة الحالية منذ‬ ‫تنصيبها سنة ‪ .2012‬وإلى صرف المليارات من أجل تجهيز المناطق‬ ‫الحدودية بالماء والكهرباء ‪ ،‬وتحلية مياه البحر‪ ،‬وبناء الطرق السيارة‬ ‫والسكك الحديدية‪ ،‬والموانئ‪ ،‬وكل ذلك يتم بمراقبة وتتبع‬ ‫رئيس الحكومة‪ ‬إن كنتم ال تعلمون‪ ! ‬وما على برلمانيينا الذين‬ ‫«عاطيينها» للنقد «الساهل» إال أن يعاينوا المشاريع المنجزة‪،‬‬ ‫ويقتنعـــوا أن الحكـومــة «عازمــة» واهلل العظيم‪ ،‬على توفيـــر‬ ‫فرص شغل تمنح الكرامة للمواطنين‪ ،‬وتجعلهم يشتغلون داخل‬ ‫«بلدهم»‪.‬‬ ‫كان هذا بعضا من مضمون رد الوزير الداودي عل استفسار أحد‬ ‫نواب األمة‪ ،‬حول وضعية المناطق الحدودية‪ .‬وحول انتشار التهريب‪،‬‬ ‫قال الوزير «إن المغاربة يلجؤون للتهريـب قهرا‪ ،‬ولم يختاروا ذلك‬ ‫بمحض إرادتهم»‪ ،‬لكون مناطقهم عاشت تهميشا ال يمكن انكاره‪.‬‬ ‫لم يذكر لنا من صاحب أو أصحاب هذا التهميش‪ ،‬ولكنه رد أسبابه‬ ‫لكون الحكومات السابقة لم تقدم لهم شيئا‪ ،‬ولكنه استدرك قائال‬ ‫«إن الحكومة الحالية‪ ،‬فإنها تحاول إيجاد الحلول المناسبة»‪ .‬وأضاف‬ ‫أن «الحكومة الحالية تحاول إيجاد الحلول المناسبة ‪ ،‬خاصة عبر فتح‬ ‫أوراش ليعيش المغاربة بكرامة في بلدهم »‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنكريان فوق احلمار‪! ‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫بن�شعبون ‪:‬‬ ‫اثنان من كل ثالثة جتار‬ ‫ال ُي�ؤدون ال�ضرائب‪ ‬‬ ‫وهذه م�س�ؤولية من ؟‬ ‫اعتبر محمد بنشعبون وزير االقتصاد والمالية ‪ ،‬احتجاجات التجار‬ ‫بأنها أتت عقب سوء فهم وضعف في التواصل ‪ ،‬وذلك خالل اجتماع‬ ‫حضره بنشعبون مساء اليوم اإلثنين خالل اجتماع لجنة المالية في‬ ‫مجلس النواب‪. ‬‬ ‫وقال بنشعبون بخصوص موضوع احتجاجات التجار أن “من‬ ‫بين النقط التي كانت موضوع احتجاج‪ ،‬التعريف الموحد للمقاولة”‬ ‫الفتا الى أنه حسب احصائيات رسمية للوزارة فإن اثنين من أصل‬ ‫ثالثة تجار ال يؤدون أي شيء من الضرائب‪ ،‬وغير معنيين بها‪.‬‬ ‫أضاف بنشعبون أن التعريف الموحد تم إقراره عبر مرسوم‪،‬‬ ‫صدر سنة ‪ ،2011‬وتم تطبيقه بشكل تدريجي‪ ،‬متسائال “فما هو‬ ‫الجديد ‪ ،..‬مردفا في القول ‪“ :‬علينا أن نتوافق أن القانون يظل قانونا‪،‬‬ ‫والنقاش يجب أن يكون حول فهمه وتدبير «تزيله»‪.‬‬ ‫وال تزال احتجاجات التجار متواصلة عبر تراب المغرب‪ ،‬تنديدا‬ ‫بالشروط التي أقرتها المديرية العامة للضرائب‪ ،‬ومن بينها فرض‬ ‫الفاتورة االلكترونية عوض “البون” التي كانوا يتعاملون بها سابقا‪.‬‬ ‫من جهته اتهم حفيظ العلمي وزير الصناعة‪ ،‬من أسماهم‬ ‫بـ”التجار الكبار” ‪ ،‬بـ”دفع التجار الصغار للخروج لإلحتجاج في الشارع”‬ ‫فيما يتعلق بقضية “الفوترة”‪.‬‬ ‫وبمنطق «التظلمية» أعلن العلمي في جوابه على أسئلة‬ ‫النواب البرلمانيين بمجلس النواب ‪ ،‬أن التعريف الموحد‪ )ICE( ‬ال‬ ‫يعني البقال و التاجر الصغير ‪ ،‬مشيراً إلى أن ” تجار كبار هم الذين‬ ‫خلقوا البلبلة ألنهم «خافوا يخلصو الضرائب مشاو كيدفعو التجار‬ ‫الصغارإلحتجاج»‪! ‬‬ ‫أين المشكل يا حضرات؟‬ ‫المشكل في التواصل مع الشعب الذي لم يعد يقبل قرارات‬ ‫تتخذها الحكومة بين أربعة حيطان‪ ،‬وتفرضها بمراسيم على‬ ‫المعنيين‪.‬‬ ‫شعب اليوم‪ ،‬لتذكير الغافلين‪ ،‬منتظم داخل هيئات سياسية‬ ‫ومهنية ونقابية وأهلية‪ ،‬وهو مسيس إلى أقصى حد‪ ،‬ويطلع على‬ ‫أحوال العالم لحظة بلحظة‪ ،‬عبر الشبكة «المقلقة» ألكثر من حكومة‬ ‫في عالم المعرفة والمعلوماتية‪ ،‬وأصبح يمارس حقوقه الدستورية‬ ‫ويعلن استعداده للحوارمع الحكومة من أجل تحقيق المصالح ودرء‬ ‫المفاسد‪ ،‬بما يحقق المنفعة العامة‪ .‬والبد أن تكون الحكومة على‬ ‫دراية بتصريحات المحتجين الذين لم يرفعوا شعارات «مستهلكة»‪،‬‬ ‫من قبيل «يافالن امشي بحالك‪ ،‬المغرب ماشي ديالك»‪ ،‬ال‪ ،‬بل‬ ‫أثاروا نصوص قوانين وفصوال من تلك القوانين التي يعتبرون أنها‬ ‫مجحفة بحقوقهم ويعلنون تذمرهم من إقصاء الحكومة لممثليهم‬ ‫قبل اتخاذ القرارات موضوع االحتجاجات واإلضرابات التي كان يمكن‬ ‫تفاديها بقليل من الحكمة والرشاد‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بطل ريا�ضي مغربي مياوم‬ ‫يف ور�شة بناء‬ ‫هذا العنوان ال يعني بتاتا أن رئيس الحكومة السابق قرر‬ ‫ركوب حماره بعد تخليه عن «المسؤولية الكبرى» ‪ ،‬تواضعا منه‬ ‫وتقربا للجماهير البيجيدية الوفية إلى أن يوصلوا «الوصلة» إلى‬ ‫‪.2012‬‬ ‫ال أبدا‪ ،‬فالرجل يتنقل على متن سيارته الفارهة الفاخرة التي قال‬ ‫إن سيدنا أكرم رحيله عن «البنيقة» ‪ ،‬بأن أهداها له مقرونة بتقاعد‬ ‫استثنائي جدا‪ ،‬بعد أن لم يجد في جيبه أكثر من عشرة آالف درهم‪،‬‬ ‫وكاد أن يصبح حارس أمن خاص في شركة عائلية‪ ،‬كما ادعى بعض‬ ‫المغرضينالناقمين‪.‬‬ ‫وزعيم العدالة والتنمية يعلم أن الشعب الذي أصابه التعب‬ ‫والوهن من التدابير «االجتماعية» الجريئة التي اتخذها بدءا من‬ ‫تحرير أسعار الوقود و»إصالح» المقاصة وسن التقاعد ومساهمات‬ ‫المتقاعدين‪ ،‬وصوال إلى سياسة «عفا اهلل عما سلف»‪ ،‬وتراجع النمو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وغالء المعيشة وإغراق المغرب في الديون الخارجية‪ ،‬إلى‬ ‫غير ذلك من «المنجزات» المسلم بها‪......‬‬ ‫هذا الشعب لن يرضى أبدا بأن يرى رئيس حكومته ولو سابقا‪،‬‬ ‫يعيش عيشة ضنك وعسر‪ ،‬وكان سوف يهب لمساعدته على تجاوز‬ ‫«محنته» التي أشفق سيدنا لها و اتخذ بشأنها قراره الحكيم‪،‬‬ ‫بخصوص التقاعد االستثنائي والسيارة الملكية‪ ،‬ألن خدام الدولة‬ ‫يجب أن يجازوا على حسن صنيعهم خالل تحملهم للمسؤولية‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫ونحن واثقون من أن العزيز بنكيران لن يلتفت إلى ما تناقلته‬ ‫بعض المنابر بخصوص تقاعده‪ ،‬ألنه صادر عن أناس «ال يحشمون»‬ ‫وال «يوقرون» وبالتالي فال معنى لكالمهم المراد منه دغدغة‬ ‫عواطف العامة‪.‬‬

‫لم يشفع له ماضيه المشرف في عالم الرياضات االستعراضية‪،‬‬ ‫كبطل مغربي في العدو األولمبي لكي يحظى بـ «التفاتة» من وزارة‬ ‫الشباب والرياضة في حكومة العهد الجديد‪ ،‬التي ترفع شعار الدفع‬ ‫بالرياضات المغربية إلى العالمية‪ ،‬كما لم تشفع له إنجازاته التي‬ ‫أبهر بها عالم الرياضة في مختلف العواصم العالمية بثالث قارات‪،‬‬ ‫ومشاركاته في لقاءات دولية حمل فيها العلم الوطني وحقق الكثير‬ ‫من النجاحات‪ . ،‬ولم يشفع له أيضا تكريمه من طرف ملك البالد‬ ‫الراحل الحسن الثاني طيب اهلل ثراه حين أنعم عليه باستقباله في‬ ‫إشارة من جاللته إلى رضى المغرب عن واحد من أبنائه الذين رفعوا‬ ‫رايته عالية في المحافل الرياضية العالمية‪،‬‬ ‫لم يشفع له كل ذلك في أن يحصل على «معاش» «زوج فرنك»‬ ‫يحميه من الفاقة والعوز‪ ،‬ويحفظ له كرامته كمغربي متبرز في واحد‬ ‫من المجاالت التي يسعى المغرب لكي يكون رائدا‪ ،‬بأبنائه‪ ،‬فيها‪.‬‬ ‫عبد الرحيم بنرضوان‪ ،‬لم يجد أمامه‪ ،‬وهو يطرق أيواب الجامعة‪،‬‬ ‫سوى آذانا أصابها الصمم‪ ،‬و شخوصا تملكوا القدرة على صد‬ ‫األبواب في وجه إخوتهم الرياضيين المغاربة‪ ،‬لينتهي إلى اليأس‬ ‫من إمكانية الحصول على منفذ ليواصل مشواره الرياضي ويسهم‬ ‫في بناء رياضيين شباب‪ ،‬يواصلون مسيرة السلف‪ ،‬ويسعى إلى‬ ‫تدبير أمر الحياة كيف ما حصل‪ .‬ولم يجد أمامه‪ ،‬نظرا لكونه لم يتهيأ‬ ‫لسوق العلمل‪ ،‬سوى «البريكوالج» الذي ال يسمن وال يعني من‬ ‫جوع‪ ،‬و ينتهي به المطاف إلى مياوم في البناء‪ ،‬بعد أن عجز عن‬ ‫توفير الحد األدنى من العيش‪ ،‬كيف ما كان‪ ،‬ألسرته وأطفاله‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن عددا من مواقع االتصال االجتماعي أثارت‬ ‫قضية عبد الرحيم بنرضوان‪ ،‬إال أننا لم نسمع بعدُ عن «تحرك»‬ ‫من الجامعة المغربية أو الوزارة الوصية لفائدة بطل مغربي ال نشك‬ ‫في طبيعة المشاعر التي يحملها اليوم لبلده ومسؤولي بلده‪ .‬وهو‬ ‫معذور في ذلك ‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪977‬‬

‫الثالثـاء ‪� 22‬إلى ‪ 28‬ينايـر ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫لقاء توا�صلي للحكومة بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬احل�سيمة‪..‬‬ ‫�إكراهات و حتديات طرحت حللها و النظر فيها مع الت�شديد على �ضرورة ِّ‬ ‫احلد‬ ‫من التفاوتات بني الأقاليم و دعم قدرات املدن و عمدة طنجة يحرج نف�سه باخت�صار معامل طنجة‬ ‫يف معلمة «مقربة الكالب» ما �أثار �سخرية عارمة من كل احلا�ضرين‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫وفد وزاري هام و منتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وجمعيات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬التأموا السبت المنصرم بطنجة في لقاء تواصلي للحكومة جاء ضمن‬ ‫سلسلة اللقاءات التي جاءت بتعليمات سامية لتتدارس الحكومة مع كل جهة على‬ ‫حدى مختلف المشاكل و التحديات التي تواجه جهات المملكة‪.‬‬ ‫و افتتح اللقاء والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫الذي قدم عرضا مفصال محكما عن الجهة‪ ،‬حيث أوضح أن جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬تعتبر األصغر مساحة في المغرب‪ ،‬تحتضن ‪ 10,6‬في المائة من سكان‬ ‫المملكة‪ ،‬كما تتميز بكونها األعلى كثافة بواقع ‪ 221‬نسمة في الكيلومتر المربع‪،‬‬ ‫مضيفا أن النمو الديموغرافي يصل إلى ‪ 1,49‬في المائة‪ ،‬بينما في مدينة طنجة‬ ‫يفوق ‪ 3,26‬في المائة‪ ،‬وهو األعلى من بين كبريات مدن المملكة‪.‬‬ ‫واعتبر الوالي‪ ،‬أن هذا التطور الديموغرافي “غير متوازن” على صعيد الجهة‪،‬‬ ‫إذ من المتوقع أن يتمركز حوالي ‪ 50‬في المائة من السكان في أفق عام ‪2030‬‬ ‫على مستوى الشريط الساحلي لمضيق البوغاز الممتد من طنجة إلى الفنيدق‪،‬‬ ‫كما أن المجال الحضري الذي يشكل ‪ 5‬في المائة فقط من المساحة‪ ،‬يستقبل ‪61‬‬ ‫في المائة من السكان‪.‬‬ ‫وأشار الوالي إلى أن األوراش التي أعطى الملك محمد السادس انطالقتها‬ ‫مكنت من استدراك التأخر المسجل على مستوى التنمية البشرية‪ ،‬موضحا أن وقع‬ ‫المشاريع التنموية كان “حاسما وملموسا”‪ ،‬حيث يصل معدل البطالة إلى ‪ 8,2‬في‬ ‫المائة‪ ،‬أي أقل بنقطتين عن المعدل الوطني‪.‬‬ ‫و بعد أن سرد محمد اليعقوبي مجموعة من المعطيات حول النهضة‬ ‫التنموية التي شهدتها الجهة على مدى السنوات القليلة الماضية‪ ،‬فقد شدد‬ ‫على ضرورة الحد من التفاوتات بين األقاليم و دعم قدرات المدن و تعزيز الربط‬ ‫الجوي و الطاقي بين مدن الجهة‪ ،‬و كذا تعزيز الموارد البشرية بقطاع الصحة‬ ‫و إيجاد حلول لتعبئة العقار من أجل اإلستثمار‪ ،‬مع دعم المقاوالت السياحية‬ ‫الصغرى و المتوسطة بمدن الحسيمة ووزان و شفشاون و تطوان و فك العزلة‬ ‫على العالم القروي بشق طرق و مسالك جديدة و تعميم تزويد العالم القروي‬ ‫بالماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫سعد الدين العثماني رئيس الحكومة و في كلمته نوه بإمكانيات الجهة‪،‬‬ ‫حيث ذكر أنها حظيت بعناية ملكية سامية مكنتها خالل العقدين الماضيين‪ ،‬من‬ ‫التوفر على “مؤهالت إقتصادية واعدة وقوية بفضل عدد من األوراش المهيكلة‪،‬‬ ‫التي أشرف الملك محمد السادس على إطالقها”‪ ،‬معتبرا أن المنطقة أضحت‬ ‫“قطبا وطنيا جاذبا لإلستثمارات” وتتوفر على بنيات تحتية قوية صارت بفضلها‬ ‫قاطرة لتقدم اإلقتصاد الوطني‪ ،‬خاصة في الميدان الصناعي‪.‬‬ ‫وأبرز العثماني أن اإلستثمارات العمومية في مختلف البرامج المهيكلة‬ ‫بالجهة‪ ،‬التي نفذتها الدولة عل مدى ‪ 20‬سنة الماضية بالجهة‪ ،‬فاقت ‪200‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مشيرا في هذا الصدد إلى عدد من المشاريع من قبيل المركب‬ ‫المينائي طنجة المتوسطي والمناطق الصناعية الحرة وخط القطار فائق السرعة‬ ‫والمطارات‪ ،‬والتي جعلت من المنطقة “مفخرة للمغرب على مشارف أوروبا”‪.‬‬ ‫‪ ‬في المقابل‪ ،‬أوضح رئيس الحكومة أن جهة طنجة – تطوان – الحسيمة‬ ‫تعاني تحديات وقضايا تحتاج إلى معالجة‪ ،‬في مقدمتها الفوارق المجالية بين‬ ‫مناطقها وأقاليمها ومدنها‪ ،‬إذ أنه في الوقت الذي تعرف فيه بعض المناطق‬ ‫تقدما في مؤشراتها اإلقتصادية واإلجتماعية‪“ ،‬مازالت مؤشرات مناطق أخرى‬ ‫ضعيفة وتحتاج إلى تكثيف الجهود”‪.‬‬ ‫واعتبر العثماني أن هذا اللقاء التواصلي‪ ،‬السابع ضمن سلسلة اللقاءات‬ ‫الجهوية التي جاءت بتعليمات ملكية سامية‪ ،‬يهدف إلى “التواصل المباشر‬ ‫والموسع”‪ ،‬مبرزا أنه سيمكن من “الوقوف عند اإلشكاالت وحلها وفق مقاربة‬

‫استباقية عبر القرب واإلنصات‪ ،‬إلى جانب تتبع إنجاز المشاريع واألوراش وكيفية‬ ‫حكامتها”‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬وقف العثماني عند برنامج التنمية المجالية “الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط”‪ ،‬الذي كان يعاني من بعض اإلشكاالت‪ ،‬لكن “تم استدراك‬ ‫التأخر‪ ،‬حيث تسير األشغال اآلن بسالسة‪ ،‬ويتوقع أن يتم إنجاز مختلف المشاريع‬ ‫المبرمجة قبل متم ‪.”2019‬‬ ‫و خلص رئيس الحكومة إلى دعوة جميع المتدخلين المعنيين بتكثيف‬ ‫الجهود لتجاوز الخصاص والضعف‪ ،‬موضحا «أمامنا عدد من التحديات للعمل على‬ ‫تقليص الفوارق المجالية بالجهة الذي يعد أهم إشكال سنشتغل لحله‪ ،‬ولدينا‬ ‫برنامج طموح‪ ،‬إلى جانب برامج أخرى على المستوى الجهوي التي تبقى مهمة‬ ‫سواء تعلق األمر بالنهوض بأوضاع الصحة أو التعليم أو تشجيع الشغل»‪.‬‬ ‫إلياس العماري و بصفته رئيسا للجهة‪ ،‬انتقد و بشدة‪ ،‬التأخر في نقل‬ ‫اإلختصاصات الذاتية لمجالس الجهـات‪ ،‬معتبـرا أن تأخـر صدور المراسيم‬ ‫التطبيقية الخاصة بهذا األمر يعرقل عملية التنمية في إطار اختصاصات الجهات‪،‬‬ ‫و أضاف في كلمة له بالمناسبة‪ ،‬أن ما تم تحقيقه على األرض ال يرقى لتطلعات‬ ‫الملك وطموح القوى السياسية لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وانتظارات‬ ‫المواطنين باألقاليم الثمانية المشكلة للجهة‪.‬‬ ‫وقال في نفس السياق‪“ :‬نحن في منتصف الطريق‪ ،‬مازالت القطاعات‬ ‫الحكومية المعنية مباشرة بتمكين الجهات من اختصاصاتها الذاتية تناقش‬ ‫ميثاق تمكين الجهات من ممارسة هذه االختصاصات التي منحها لها المشرع‪،‬‬ ‫مما جعل أداء مجالس الجهات فيما مضى من واليتها يكاد ينحصر في أقل‬ ‫مما تقوم به بعض المجالس الجماعية”‪ .‬وفي انتظار التغلب على اإلكراهات‬ ‫الموضوعية والذاتية التي تواجه تمكين الجهات من أداء األدوار المنوطة بها‪،‬‬ ‫يقول العماري‪ ،‬فإن «مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬سيبقى رهن إشارة‬ ‫الحكومة للتعاون من أجل تدارك ما فات‪ ،‬والرفع من مستوى األداء لالقتراب‬ ‫من تحقيق تطلعات الملك وانتظارات المواطنات والمواطنين»‪ ،‬وفي رده على‬ ‫انتقادات العماري‪ ،‬أوضح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬أن كل المراسيم‬ ‫التطبيقية المتعلقة باختصاصات الجهات صدرت‪ ،‬معتبرا أن هذا «ورش وطني ال‬ ‫مزايدات فيها ونسير فيه بالتدرج وفق اإلمكانيات المتاحة»‪.‬‬ ‫و من طرائف اللقاء‪ ،‬تصريح غريب لعمدة طنجة مفتخرا كون المدينة التي‬ ‫يرأس مجلسها البلدي معروفة عالمياً ب «مقبرة الكالب»‪ ،‬و لم يجد العبدالوي أي‬ ‫شيء يقدم به لؤلؤة المتوسط التي دفن بها الرحالة «ابن بطوطة» و حكمت‬ ‫بها عدة حضارات‪ ،‬غير «مقبرة الكالب» حيث أثار هذا األمر نوعا من اإلنقسام‪،‬‬ ‫حيث اعتبر البعض أن العمدة أخطأ في ربط الحضارة بمقبرة الكالب‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأنه كررها في أكثر من لقاء‪ ،‬موضحين أن طنجة تتوفر على العديد من المؤهالت‬ ‫والتاريخ الذي يضعها في مصاف المدن الرائدة‪.‬‬ ‫وزان كانت حاضرة و بقوة خالل اللقاء حيث أبى رئيس مجلس إقليم وزان‬ ‫العربي المحرشي إال أن يطرح و بوضوح تام مشاكل المنطقةمعتبرا أن بعض‬ ‫أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة تعيش أوضاعا صعبة كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫لشفشاون ووزان و أشار إلى بعض مظاهر الصعوبات التي تعيشها الساكنة‬ ‫في إقليمي شفشاون ووزان ومناطق أخرى‪ ،‬خاصة خالل فصل الشتاء‪ ،‬صعوبات‬ ‫عنوانها العزلة وعدم التمكن من الوصول إلى المرافق الضرورية (المدارس‪،‬‬ ‫المراكز االستشفائية ‪ ،)..‬ومما يزيد الوضع تعقيداً هو غياب مسالك الطرق‬ ‫والبنياتالتحتيةالمختلفة‪.‬‬ ‫«مشاكل أخرى تعيشها الساكنة من قبيل الحاجة إلى اإلنارة والماء الصالح‬ ‫للشرب»‪ ،‬حيث خلص إلى ضرورة التعامل الجدي مع الفوارق المجالية بمناطق‬

‫الجهة‪ ،‬وخلق الحد األدنى من التوازن المجالي بين كل أقاليم الجهة‪ .‬والتدخل في‬ ‫أقرب اآلجال لتحقيق األهداف المتوخاة من البرامج التنموية المسطرة باألقاليم‪.‬‬ ‫بالمقابل و على هامش اللقاء‪ ،‬كانت لبعض رؤساء الجماعات بالجهة ردود‬ ‫فعل متباينة حيث أكد رئيس جماعة “لوطا” بإقليم الحسيمة “المكي الحنودي”‪،‬‬ ‫أنه تم منع رؤساء الجماعات بشكل تعسفي من المداخالت في اللقاء التواصلي‬ ‫لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬حيث كتب الحنودي على صفحته‬ ‫الفايسبوكية يقول‪« :‬عن أي لقاء تواصلي تحدثت عنه السيد رئيس الحكومة؟‬ ‫وأي إنصات للمنتخبين وعدتنا به؟ تم منع رؤساء الجماعات بشكل تعسفي من‬ ‫المداخالت وتبين أنه تم استدعاؤنا فقط من أجل تأثيث القاعة والمشهد العام‪،‬‬ ‫ومن أجل التسويق النفتاح الحكومة على الجماعات الترابية عن قرب”‪.‬‬ ‫و أضاف‪« :‬رؤســاء الجماعــات هم األقرب إلى الهموم اليوميــة للسكان‬ ‫وهم المعبر المؤسساتي الحقيقي عن انتظاراتهم‪ ،‬وإقصاؤهم من التعبير عن‬ ‫الطموحات المشروعة للمواطنين وإيصال معاناتهم وتشخيص بعض اإلختالالت‬ ‫القطاعية محليا‪ ،‬يعبر عن نية مسبقة في عدم اإلستعداد لإلنصات لممثلي‬ ‫السكان»‪.‬‬ ‫ذات رئيس الجماعة‪ ،‬كان قد احتج في وقت سابق‪ ،‬على تبخيس دور رؤساء‬ ‫الجماعات باستدعائهم من أقاليم تبعد بأزيد من ‪ 400‬كلمتراً‪ ،‬على طنجة دون‬ ‫توفير المبيت لهم‪.‬‬ ‫وكتب الحنودي‪ ،‬في تدوينة على حسابه بالفيسبوك‪“ :‬رئيس الحكومة‬ ‫يستدعينا نحن رؤساء جماعات جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬إلى اجتماع بطنجة‬ ‫بدون جدول أعمال وال تحديد أي موضوع لذلك”‪ ،‬وزاد أن العثماني”لم يوفر لنا‬ ‫نحن ممثلي السكان أية شروط تذكر للراحة والمبيت”‪.‬‬ ‫و قارن الحنودي بين اهتمام وزارة الداخلية برؤساء الجماعات وتبخيس‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬معتبراً أن عبد الوافي لفتيت‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬اهتم بهم خالل لقاء‬ ‫له مع المنتخبين الجماعيين بمدينة مراكش‪.‬‬ ‫وختم الحنودي‪ ،‬تدوينته باحتجاج كتب فيه‪“ :‬نحن نحتج على هذا التبخيس‪،‬‬ ‫ونطالب باحترامنا وتقدير قيمتنا وقامتنا”‪ ،‬أسي سعيد”‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن رئيس الحكومة خالل اللقاء دخل على خط ملف‬ ‫مشروع «إغالق المطرح القديم وفتح المطرح العمومي الجديد»‪ ،‬المندرج ضمن‬ ‫الورش الملكي الكبير «مشروع طنجة الكبرى»‪ ،‬والذي حددت فترة إنجازه بين‬ ‫سنتي ‪ 2013‬و‪.2017‬‬ ‫وأبرز العثماني خالل اللقاء التواصلي الجهوي للحكومة بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬أن موضوع المطرح هو أول مشكل واجهه أثناء وصوله لطنجة‪ ،‬مساء‬ ‫الجمعة‪ ،‬عبر قطار البراق‪ ،‬وأضاف أن مصالح كتابة الدولة المكلفة بالتنمية‬ ‫المستدامة ستسهر مع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة طنجة‪ ،‬على‬ ‫اإلسراع بإغالق المطرح القديم وافتتاح الجديد في حدود شهر مارس المقبل‪.‬‬ ‫وسبق للتكتل الجمعوي بطنجة الكبرى وجمعية مغوغة للنهضة والتنمية‬ ‫أن راسلت الجهات الوصية ورئيس الحكومة بخصوص تأخر هذا الورش‪ ،‬الذي‬ ‫قض مضجع سكان منطقة مغوغة وعلى طول المقطع الشرقي لمدينة طنجة‪.‬‬ ‫ونبه تكتل طنجة في بيان سابق‪ ،‬إلى مشكل عدم تحديد الجهة المعنية‬ ‫المسند لها إنجاز الطريق الرابطة بين مركز التحويل بجماعة طنجة ومركز الطمر‬ ‫والتثمين بسكدلة (حوالي ‪ 30‬كلم)‪ ،‬مشيرين إلى أن الجهة المعنية مطالبة اليوم‬ ‫بإعداد الدراسات التقنية‪ ،‬وحيازة األوعية العقارية‪ ،‬وإعالن صفقة تهيئة الطريق‪،‬‬ ‫واإلجراءات القانونية المصاحبة‪.‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫جمعية تجار السمك ‪ :‬الوضع يهدد عيش ‪ 3‬آالف عائلة‬

‫النيكرو يطارد مراكب الصيد بالحسيمة وتجار السمك‬ ‫يستغيثون‬ ‫يبدو أن ال��دع��م ال��ذي قدمته ال��دول��ة‪،‬‬ ‫ألرباب مراكب صيد السمك السطحي‪ ،‬بمدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬لم يحل دون هجرة هذه المراكب إلى‬ ‫موانئ أخرى‪ ،‬هربا من فتك “الدلفين األسود”‪،‬‬ ‫المعروف محليا “بالنيكرو”‪ ،‬بشباك الصيد التي‬ ‫يستخدمونها‪.‬‬ ‫وضع أصبح وفق العديد من المتابعين‬ ‫يهدد قوت المئات من األسر‪ ،‬وخاصة األسر‬ ‫المرتبطة بتجارة السمك في اإلقليم‪.‬‬ ‫ودف��ع ه��ذا الوضع جمعية تجار السمك‬ ‫للتنمية والتضامن‪ ،‬إحدى أهم الجمعيات التي‬ ‫تنشط بين تجار السمك في ميناء الحسيمة‪ ،‬إلى‬ ‫دق ناقوس الخطر ومطالبة الجهات المسؤولة‬ ‫بالتدخل‪.‬‬ ‫وكشفت الجمعية في بيان توصلت “أخبار‬ ‫اليوم” بنسخة منه‪ ،‬أنه ومنذ نهايــة صيـف‬ ‫‪ 2018‬وجمعية تجار السمك بمينــاء الحسيمة‬ ‫تناشد وتطالب من السلطات المحلية ومن‬

‫وزارة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬التدخل من‬ ‫أجل‪ ‬إيجاد حلول استباقية لنزيف هجرة مراكب‬ ‫الصيد نحو موانئ أخرى‪ ،‬بسبب عدم قدرتها‬ ‫على مواجهة الخسائر الكبيرة المحدثة من‬ ‫قبل الهجومات المستمرة لسمك النيكرو‪ .‬هاته‬ ‫الهجرة التي أضحت اليوم واقعا بعد مغادرة‬ ‫جل مراكب الصيد ميناء الحسيمة نحو كل من‬ ‫طنجة والعرائش والقنيطرة‪.‬‬ ‫وأضاف البيان أنه سبق لوزارة الصيد أن‬ ‫عقدت اتفاقا بداية ‪ 2017‬مع أرباب المراكب‬ ‫وجمعية البحارة تلتزم من خالله بتعويضهم‬ ‫بملغ سنوي مقدر في ‪ 80‬مليون سنتيم‪ ،‬يوزع‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬مقابل التزام أرباب المراكب بعدم‬ ‫هجرتها نحو اتجاهات أخرى‪ ،‬في أفق إيجاد حل‬ ‫نهائي لمشكل سمك النيكرو‪ ،‬غير أن أرباب‬ ‫المراكب لم يلتزموا باالتفاق رغم توصلهم‬ ‫بالدعم‪ ‬المالي‪.‬‬ ‫وأبرز نفس المصدر أن هذا الوضع يهدد‬ ‫ثالثة آالف عائلة في لقمة عيشها‪“ ،‬مما قد‬

‫يسبب في إعادة إنتاج وضع اقتصادي وأمني غير‬ ‫مستقرين”‪ ،‬على حد تعبير نفس المصدر‪ ،‬قبل أن‬ ‫تكشف الجمعية أنها قررت مراسلة وزير الداخلية‬ ‫بصفة خاصة‪ ،‬لما قد تعرفه األوضاع من تدهور‬ ‫على المستويين االجتماعي واألمني‪ ،‬ومراسلة‬ ‫وزير الفالحة والصيد البحري‪ ،‬باعتباره وصيا‬ ‫مباشرا على قطاع الصيد‪ ،‬باإلضافة إلى ما سمته‬ ‫الجمعية “تعبئة ما تبقى من مكونات الميناء‬ ‫على التنظيم المشترك قصد بلورة برنامج‬ ‫نضالي‪ ،‬أساسه الدفاع عن قطاع الصيد البحري‬ ‫بالحسيمة”‪ .‬وأكدت الجمعية بأنها مستمرة في‬ ‫عملية تحسيس المسؤولين بالوضعية الكارثية‬ ‫التي يتخبط فيها أهم قطاع اقتصادي باإلقليم‪،‬‬ ‫وطالبت في نفس الوقت وزارة الفالحة والصيد‬ ‫البحري بالنظر العاجل في وضعية تجار السمك‬ ‫التي تزداد تأزما وتعقيدا يوما‪ ،‬بعد يوم‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬

‫الرصاص إليقاف مختل بالعرائش‬ ‫أطلق شرطيان يعمالن بالمنطقة اإلقليمية‬ ‫لألمن بالعرائش‪ ،‬صباح أول ي��وم اإلثنين‪،‬‬ ‫ال��رص��اص على شخص ك��ان ف��ي حالة غير‬ ‫طبيعية‪ ،‬يشتبه تورطه في جريمة قتل أحد‬ ‫جيرانه بحي النخلة وسط المدينة‪ ،‬بعد رفضه‬ ‫االستسالم وإبدائه مقاومة شرسة‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر أمني مسؤول‪ ،‬أن عملية إطالق‬ ‫النار‪ ،‬تمت بعد توصل مصالح األمن بمعلومات‬ ‫حول جريمة قتل وقعت بحي النخلة‪ ،‬أو ما يطلق‬ ‫عليه حي “باطيو”‪ ،‬تسبب فيها شخص عرض‬ ‫ج��اره العتداء جسدي بواسطة عصا كبيرة‪،‬‬ ‫ضربه بها على رأسه وأرداه قتيال‪ ،‬فتوجهت‬

‫على الفور دورية أمنية إلى المكان المبلغ عنه‪،‬‬ ‫لتجد المتهم متحصنا داخل منزله وهو في حالة‬ ‫هستيرية‪ ،‬إذ رفض االمتثال لتعليمات العناصر‬ ‫األمنية وأشهر سالحا أبيض وقضبانا حديدية‬ ‫كبيرة‪ ،‬رغم إطالق رصاصات تحذيرية‪.‬‬ ‫وأمام خطورة الوضع‪ ،‬اضطر ضابط ومفتش‬ ‫شرطة إلى إطالق الرصاص في اتجاهه‪ ،‬لتستقر‬ ‫إحداها بأطرافه السفلى‪ ،‬فيما أصابت أخرى كفه‬ ‫األيسر ليسقط على األرض مضرجا في دمائه‪،‬‬ ‫فتم إخطار مصالح الوقاية المدنية‪ ،‬التي حضرت‬ ‫إلى المكان وقامت عناصرها بنقل المصاب‬ ‫إلى المستشفى اإلقليمي لالمريم‪ ،‬من أجل‬

‫إخضاعه لإلسعافات األولية‪ ،‬قبل التحقيق معه‬ ‫في الواقعة‪.‬‬ ‫وحسب معلومات استقتها “الصباح”‪ ،‬فإن‬ ‫المشتبه فيه البالغ من العمر ‪ 54‬سنة‪ ،‬وهو‬ ‫مختل عقليا‪ ،‬دخل بعد منتصف ليلة األحد‪/‬‬ ‫االثنين‪ ،‬في نزاع مع جاره ذي ‪ 50‬سنة‪ ،‬ليتطور‬ ‫األمر إلى تشابك أصيب خالله الضحية بضربة‬ ‫قوية على رأسه بواسطة عصا كبيرة‪ ،‬ما تسبب‬ ‫له في نزيف ح��اد‪ ،‬ف��ارق إث��ره الحياة بمكان‬ ‫الحادث‪.‬‬

‫المختار الرمشي‬

‫المعارضة تفضح محاولة مجلس وزان إخفاء فشله‬ ‫وتنصله من الوعود‬ ‫أحياء تعاني التهميش وتعثر في المشاريع والرئيس يرد‬

‫علمت «األخ��ب��ار» م��ن داخ���ل المعارضة‬ ‫بالجماعة الحضرية لوزان‪ ،‬أن التحالف الذي يقوده‬ ‫حزب العدالة والتنمية يحاول جاهدا التغطية‬ ‫على إخفاقه في تسيير الشأن العام بالمدينة‪،‬‬ ‫وكذا تبعات التنصل من الوعود االنتخابية التي‬ ‫وزعها بخصوص إصالح البنيات التحتية باألحياء‬ ‫الهامشية‪ ،‬والحد من معاناة السكان مع األتربة‬ ‫واألوحال خالل التساقطات المطرية‪ ،‬فضال عن‬ ‫غياب االهتمام بالمناطق الخضراء والمالعب‬ ‫الرياضية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمدن الشمال‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصدر نفسه‪ ،‬فإن أعضاء داخل‬ ‫المعارضة سبق وأن طلبوا من رئاسة المجلس‪ ،‬أن‬ ‫يكون التسيير بتنسيق بين الجميع وتبادل كافة‬ ‫المعلومات الخاصة بالشأن العام المحلي‪ ،‬لكن‬ ‫لم يتم التفاعل إيجابيا مع اقتراحاتهم‪ ،‬واستغرق‬ ‫التحالف ف��ي ط��رح مجموعة م��ن اإلك��راه��ات‬ ‫والمعيقات‪ ،‬والتهرب من مسؤولية الفشل بمبرر‬ ‫غياب المداخيل وشح اإلستفادة من الميزانية‬ ‫االستثنائية‪.‬‬

‫‪ ‬وأشار المصدر ذاته إلى أن سكان وزان كانوا‬ ‫ينتظرون تنفيذ الوعود المعسولة‪ ،‬وتنزيل مشاريع‬ ‫اإلصالح على أرض الواقع‪ ،‬قبل أن يفاجأوا بمشاريع‬ ‫حفر متوقفة‪ ،‬وعشوائية الشوارع المكتظة بفعل‬ ‫انتشار ظاهرة احتالل الملك العمومي‪ ،‬وتبادل‬ ‫اتهامات بين المؤسسات المعنية حول الجهة‬ ‫التي أخلت بواجبها في الصفقات‪.‬‬ ‫‪ ‬من جانبه‪ ،‬أكد رئيس الجماعــة الحضرية‬ ‫لوزان‪ ‬أن بعض أعضـــاء المعارضــة يروجــون‬ ‫لمغالطات كثيرة بخصوص ملفات تسيير الشأن‬ ‫العام المحلي‪ ،‬ومشكل اإلقصاء غير مطروح تماما‪،‬‬ ‫ألن المعارضة تترأس ثالث لجان‪ ،‬ويتم التنسيق‬ ‫معها بشكل مؤسساتي وليس باالنتقادات‬ ‫الشفوية خارج ال��دورات المنعقدة واالجتماعات‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫‪ ‬وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن بعض المنتقدين‬ ‫للتسيير بوزان يقارنون بين اإلصالحات بالمدينة‬ ‫وباقي مدن الشمال‪ ،‬وهو أمر ال يستقيم في‬ ‫ظل عدم تكافؤ الفرص بالنسبة لالستفادة من‬

‫الميزانيات االستثنائية‪ ،‬ناهيك عن تسلم التسيير‬ ‫في ظل إفالس الجماعة واعتقال رئيسها السابق‪.‬‬ ‫‪ ‬وبخصوص السؤال عن عشوائية بعض‬ ‫المشاريع والعرقلة وغياب البنيات التحتية باألحياء‪،‬‬ ‫أجاب الرئيس بأن هناك بعض المشاريع المتعثرة‬ ‫نتيجة عدم التزام مؤسسات أخرى تمت مراسلتها‬ ‫في الموضوع أكثر من مرة‪ ،‬كما أن هناك مشاريع‬ ‫إصالح مبرمجة بميزانيات مهمة سترى النور في‬ ‫القريب العاجل‪.‬‬ ‫وكان مجموعة من المواطنين المتابعين‬ ‫للشأن العام المحلي بوزان‪ ،‬عبروا عن استيائهم‬ ‫من إهمال إص�لاح العديد من األزق��ة والطرق‪،‬‬ ‫وتحول بعض المناطق بالمدينة إل��ى ودي��ان‬ ‫جازفة عند التساقطات المطرية‪ ،‬بسبب غياب‬ ‫استراتيجيات واضحة تخص مشاريع لتجهيز‬ ‫البنيات التحتية‪ ،‬فضال عن تراجع جودة الخدمات‬ ‫المقدمة للسكان‪ ،‬مثل النظافة واإلنارة العمومية‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫رؤساء جماعات‬ ‫بالشمال مهددون‬ ‫بالعزل والمتابعة‬ ‫القضائية تطاردهم‬ ‫خروقات التعمير‬ ‫ونهب الرمال‬ ‫واالستيالء على‬ ‫أمالك الدولة‬ ‫كشفت مصادر «األخبار»‪ ،‬أن مجموعـــة‬ ‫من رؤساء الجماعات الترابية ونوابهم‪ ،‬بات‬ ‫يتهددهم العزل والمتابعة القضائية‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب ارتكابهم خروقات وتجاوزات‪ ،‬تم رصدها‬ ‫من طرف لجان التفتيش التابعة لمصالح وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬ورفعت بخصوصها تقارير مفصلة‬ ‫إلى الجهات المختصة بوزارة الداخلية بالرباط‪،‬‬ ‫قصد اتخاذ القــرار المناسب وإعطـــاء الضوء‬ ‫األخضر لعامل كل إقليم من أجل التوجه إلى‬ ‫القضاء اإلداري للفصل في الخروقات والتجاوزات‬ ‫المخالفة للقوانين وال��ق��ان��ون التنظيمي‬ ‫للجماعات ‪.113/ 14‬‬ ‫واستنادا إلى المصــادر نفسهــا‪ ،‬فإن من‬ ‫ضمن الرؤساء والنواب الذين رفعت بشأن‬ ‫تسييرهم تقارير مفصلة إلى مصالح وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬هناك رئيس الجماعة الحضرية لواد‬ ‫لو عن حزب االتحاد االشتراكي‪ ،‬ورئيس الجماعة‬ ‫القروية بأزال عن حزب التقدم واالشتراكية‪،‬‬ ‫ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان عن حزب‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬ونائب بالجماعة الحضرية‬ ‫لمرتيل سبق توليه منصب الرئاسة وقام بتوقيع‬ ‫مئات رخص البناء االنفرادية في مدة وجيزة‪،‬‬ ‫ونائب بجماعة المضيق عن ح��زب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬تم استفساره من طرف العامل‬ ‫حول ملف االستيالء على أراضي المياه والغابات‬ ‫ضواحي المدينة‪.‬‬ ‫وأشارت المصادر ذاتهــا‪ ،‬إلى أن بعــض‬ ‫رؤساء الجماعات والنواب المذكورين يشتبه في‬ ‫تورطهم في توقيع رخص التعمير‪ ،‬االنفرادية‬ ‫التي تتعارض وتصاميم التهيئة المصادق عليها‬ ‫من طرف الجهات الحكومية المختصة‪ ،‬فضال‬ ‫عن تفويت ممتلكات الجماعات خارج القوانين‬ ‫التنظيمية المعمول بها‪ ،‬إلى جانب العالقات‬ ‫الخفية مع مافيا نهب الرمال بشاطئ سيدي عبد‬ ‫السالم‪ ،‬وتسهيل عمليات االستيالء على أراضي‬ ‫الدولة التابعة للمياه والغابات‪ ،‬إلى غير ذلك من‬ ‫الخروقات والتجاوزات الموجبة للعزل‪.‬‬ ‫وسبق أن قضت المحكمة اإلدارية بالرباط‬ ‫بعزل عبد الواحد اسريحن‪ ،‬نائب عن حزب‬ ‫األصالة والمعاصرة بالجماعة الحضرية لتطوان‪،‬‬ ‫وعلي أمنيول‪ ،‬رئيس جماعة مرتيل عن حزب‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬وعبد الخالق بنعبود رئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي بالمضيق‪/‬الفنيدق‪ ،‬وذلك‬ ‫في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية‬ ‫الخاصة بربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وضمان‬ ‫جودة التسيير وخدمة المواطن خارج أي فوضى‬ ‫أو عشوائية‪.‬‬ ‫يذكر أن أغلب الجماعات الترابية بالشمال‬ ‫تترأسها أحزاب التقدم واالشتراكية واالتحاد‬ ‫االش��ت��راك��ي وال��ع��دال��ة والتنمية واألص��ال��ة‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬وتسهر على تسيير الشأن العام‬ ‫المحلي‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬دون أن تظهر أي مؤشرات‬ ‫إيجابية تتعلق بالنجاح في جلب االستثمارات‬ ‫وتجهيز البنيات التحتية‪ ،‬والرفع من جــودة‬ ‫الخدمات المقدمة‪ ،‬حيث مازالت العديد من‬ ‫األحياء تفتقر إلى أبســط شروط ومقومات‬ ‫السن الالئق والعيش الكريم‪ ،‬فضال عن انتشار‬ ‫العشوائية والفوضى وتنامي القطاعات غير‬ ‫المهيكلة على حساب المشاريع الكبرى التي‬ ‫دشنها الملك محمد السادس‪ ،‬وتروم تحريك‬ ‫عجلة التنمية واالهتمام باالستثمار السياحي‪،‬‬ ‫بالنظر إلى ما تتوفر عليه مدن الساحل الشمالي‬ ‫من مؤهالت متعددة في المجال‪.‬‬

‫األخبار ‪ :‬حسن الخضراوي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫اقتصاد‬ ‫التضخم والبطالة في االتحاد األوروبي‬ ‫ال شك أن معدل التضخم الذي‬ ‫ينصح به البنــك المركزي األوروبي‬ ‫(‪ )BCE‬هو ‪ %2‎‬ولكـــن ارتفع هـذا‬ ‫األخير نسبيا مع نهاية سنة ‪2018‬‬ ‫إلى حدود ‪ %2,2‎‬بينما كان في سنة‬ ‫‪ 2017‬ال يتعدى ‪.%2,1‎‬‬ ‫أما من حيث البطالة فهذه األخيرة‬ ‫ال زالت في المتوسط مرتفعة ألنها‬ ‫وصلت بالنسبة للشباب الذين تقل‬ ‫أعمارهم عن ‪ 25‬سنة إلى ‪.%16,8‎‬‬ ‫وإذا كانت الدول الثالثــة األكثـر‬ ‫عرضة للبطالة هي‪: ‬‬ ‫ اليونان بنسبة ‪، %37,9‎‬‬‫ اسبانيا ‪، %34,3‎ :‬‬‫ إيطاليا ‪، %31,6‎ :‬‬‫فإن الدول الثالثة األخرى األكثر تحكما في معضلة البطالة هي‪:‬‬ ‫ ألمانيا ‪ %6,3‎ :‬؛‬‫ التشيك نفس النسبة المائوية ؛‬‫ هوالندا ‪.%7,5‎ :‬‬‫‪sssss‬‬

‫المعامالت االقتصادية البينية مع مصر‬

‫ال تزيد التجارة البينية بين المملكة المغربية ومصر عن ‪ 5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وال تزيد اإلستثمارات الخارجية المباشرة المغربية داخل مصر على ‪ 505‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫بمعنى أن المغرب يوجد في الدرجة ‪ 42‬من حيث االستثمارات المصرية‪.‬‬ ‫وهذه اإلستثمارات وإن كانت متواجدة في جميع القطاعات االقتصادية إال أنها تبقى‬ ‫ضئيلة جدا ودون المستوى‪.‬‬ ‫ونفس الشيء يالحظ من الجانب المصري ألن استثمارات الفراعنة في المغرب ال تزيد‬ ‫عن ‪ 249‬مليون دوالر وهي ترتكز على قطاعين فقط هما ‪ :‬السياحة والعقار‪.‬‬ ‫إذن ال بد من الدفع نحو األمام والرفع من المعامالت االقتصادية بين هاتين الدولتين‬ ‫العربيتين لمزيد من الرفاهية والتقدم االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫المغرب في الرتبة ‪ 60‬حسب تقرير البنك الدولي لسنة ‪2019‬‬

‫حسب التقرير األخير للبنك الدولي‬ ‫لسنة ‪ 2019‬المتعلق بريادة األعمال‬ ‫(‪ )Doing Business‬فإن المملكة‬ ‫المغربية قد انتقلت من الرتبة ‪69‬‬ ‫عالميا إلى الرتبة ‪.60‬‬ ‫أي بأداء جيــد بأفضل من قطر‬ ‫(الرتبــة ‪ )83‬والمملكـــة العربيــة‬ ‫السعوديـــة (الرتبة ‪ )92‬وإفريقيـــا‬ ‫الجنوبية (الرتبــة ‪ )82‬وكينيـا التي‬ ‫تأتي في الرتبة ‪.61‬‬ ‫ول��ع��ل أه���م ال��م��ؤش��رات التي‬ ‫يعتمدها البنك الدولي في ري��ادة‬ ‫األعمال هي كالتالي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬خلق الشركات‪ .‬ــ ‪ - 2‬الحصول على رخصة البناء‪ .‬ــ ‪ - 3‬اآلتصال الكهربائي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬نقل الملكية‪ .‬ــ ‪ - 5‬الحصول على القروض‪ .‬ــ ‪ - 6‬حماية المستثمرين‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أداء الضريبة‪ .‬ــ ‪ - 8‬التجارة الحدودية‪ .‬ــ ‪ - 9‬تنفيذ العقود‪.‬‬ ‫‪ - 10‬تسوية المشاكل المالية المتعلقة باألداءات (‪.)Règlement de l’insolvabilité‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫تنافسية المغرب وجنوب إفريقيا على عرش االستثمارات‬

‫في السنوات الماضيــة األخيرة‬ ‫كانت جنوب إفريقيا هي التي تحتل‬ ‫ال��ص��دارة م��ن حيث الحصول على‬ ‫االستثمارات الخارجيــة المباشـــرة‪،‬‬ ‫أم��ا م��ع ن��ه��اي��ة س��ن��ة ‪ 2017‬فقد‬ ‫حصل المغـــرب على ‪ %13‎‬من تلك‬ ‫اإلستثمارات أي نفس النسبة التي‬ ‫حصلت عليها جنــوب إفريقيـــا على‬ ‫المستوى القاري‪.‬‬ ‫بمعنى أن ارتفـــاع اإلستثمارات‬ ‫الخارجية المباشرة قد وصل إلى ‪19%‬‬ ‫على صعيد المملكـة بينمـا حققـــت‬ ‫جنوب إفريقيا انخفاضا يقدر بنسبة‬ ‫‪.%31‎‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬خلقت هذه اإلستثمارات ما ال يقل عن ‪ 96‬مشروعا مهيكال و‪ %21‎‬من‬ ‫مناصب الشغل الجديدة في سوق الشغل المغربية‪.‬‬ ‫بعد جنوب إفريقيا التي تحتل هي األخرى ‪ 96‬مشروعا‪ ،‬تأتي كينيا في الدرجة الثالثة (‪67‬‬ ‫مشروع) ثم نيجريا في الدرجة الرابعة ( ‪ 64‬مشروعا )‪.‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫انتعاش السياحة المغربية مع نهاية صيف ‪2018‬‬

‫لقد ظل النشاط السياحي مرتفعا‬ ‫خ�لال الشهور الثمانية األول��ى من‬ ‫سنة ‪ 2018‬وإلى حدود نهاية موسم‬ ‫الصيف‪ .‬ووص��ل عدد الوافدين إلى‬ ‫الحدود المغربية ‪ 8,7‬مليون سائح أي‬ ‫بارتفاع سنوي يقدر ب ‪ %8‎‬مقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من سنة ‪.2017‬‬ ‫وال زالت فرنسا تعتبر أكبر مصدر‬ ‫للسياح بالنسبة للمغرب ألنها تصدر‬ ‫إل��ى المملكة ما ال يقل عن ‪2,75‬‬ ‫مليون سائح متبوعة بإسبانيا ب ‪1,82‬‬ ‫مليون سائح ثم ألمانيا في الدرجة‬ ‫الثالثة (‪ 526.000‬سائح)…‬ ‫أما على مستوى معدل االنشغال ( ‪ )d’occupation Taux‬فقد ارتفع بثالث درجات من‬ ‫سنة ‪ 2017‬إلى سنة ‪ 2018‬أي من ‪ %43‎‬إلى ما يناهز ‪.%46‎‬‬ ‫أما من حيث الليالي فإن مدن وجدة‪-‬السعيدية وطنجة هي التي سجلت أعلى االرتفاعات‬ ‫بنسبة ‪ %16‎‬و ‪ %10‎‬على التوالي‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫أسباب “وفاة” الشركات البيضاوية‬

‫من أغ��رب المالحظـات أن ‪%50‎‬‬ ‫من الشركات التي تم خلقهـــا في‬ ‫جهة الدار البيضاء‪ -‬سطات قد اختفت‬ ‫تماما من السوق المغربية في ظرف‬ ‫ال يتجاوز ‪ 12‬عاما‪ .‬وهكذا تكون هذه‬ ‫الجهة هي األكثر خلقا للشركات على‬ ‫الصعيد الوطني وهي نفسهــا التي‬ ‫تعانــي من أكبـــر معـــدل “للوفيات”‬ ‫لألشخاص المعنويين‪.‬‬ ‫ت��رى م��ا ه��ي أه��م أس��ب��اب هذه‬ ‫الظاهرة ؟‬ ‫هناك أربعة أسباب أساسية ‪:‬‬ ‫ أوال‪ ،‬ارتفاع نفقات التسيير والرسوم الثابتة ‪.%34‎ :‬‬‫ ثانيا‪ ،‬مشاكل الميزانية‪.%33‎ : ‬‬‫ ثالثا‪ ،‬قيمة تنافسية ضعيفة للمنتجات المعروضة في األسواق‪.%‎ : 32‬‬‫ وأخيرا‪ ،‬أسباب شخصية ألرباب األعمال ‪.%22‎ :‬‬‫وتأتي األنشطة التجارية في مقدمة وفيات الشركات البيضاوية (‪ )%34‎‬متبوعة بالبناء‬ ‫واألشغال العمومية ثم الصناعة‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫إنتاج واستهالك التمور بالمغرب‬

‫إن مشروع التمور ‪2020-2010‬‬ ‫الذي رصدت له ميزانية ضخمة تقدر‬ ‫ب ‪ 6,7‬مليار درهم قد استغل مساحة‬ ‫تقدر ب ‪ 59.640‬هكتار أي ما يعادل‬ ‫‪ %92‎‬من الهـدف المنشـود وإنتاج‬ ‫سنوي متوسط وصل إلى ‪170.000‬‬ ‫طن من التمور أي بنسبة ال تقل‬ ‫عن ‪ %73‎‬من األهداف المسطرة في‬ ‫المشروع‪.‬‬ ‫وهذا اإلنتاج الكلي يوزع بالنسب‬ ‫التالية على ‪:‬‬ ‫ االستهالك الذاتي ‪ %30‎ :‬؛‬‫ السوق المحلية ‪ %55‎ :‬؛‬‫ علف الماشية ‪.%15‎ :‬‬‫رغم هذه الجهود المتتالية‪ ،‬فال زالت المملكة المغربية تستورد سنويا ماال يقل عن‬ ‫‪ 30.000‬طن من التمور بجميع أنواعها من بعض الدول العربية مثل تونس والجزائر‬ ‫والسعودية…‬ ‫متى سيكون للمغرب اكتفاؤه الذاتي من هذه المادة الحيوية ال سيما في بعض المواسم‬ ‫التي يكثر فيها االستهالك مثل شهر رمضان؟‬


‫العدد ‪978‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫‪..‬وهي مغلولة بالقيود الفكرية !‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ُ‬ ‫ال�سانحات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫عزيزتي الق�صيدة‬

‫‪...‬في الذكرى السبعين‬ ‫لحقـــوق اإلنســان‪ ،‬وقــد‬ ‫يتحقق الســالم في الشرق‬ ‫العربي‪ ،‬باليمــن وسوريــا‬ ‫والعراق وليبيا والسودان‪،‬‬ ‫ولعـــل حقــوق اإلنســـان‬ ‫تتحقــق أيضاً في الذكرى‬ ‫الذهبية ! إذ من أين نبعتْ‬ ‫حقـــوق اإلنــســان والتــي‬ ‫أرست مبادءها المتساوية‬ ‫«مؤسسة» القرآن الكريم‪،‬‬ ‫للنـهــــــوض بالكرامـــــة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وتعضيد الترابط‬ ‫االجتماعـي‪ ،‬لقــول اهلل عزَّ‬ ‫َّ‬ ‫وجل ‪ :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم‬ ‫شعوبا وقبائل لتعارفوا‪َّ ،‬‬ ‫إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم – صدق‬ ‫اهلل العظيم (س‪.‬الحجرات‪،‬اآلية ‪ .)13‬وبعد أربعة عشر قرْنا‪،‬‬ ‫بتاريخ ‪1948/12/10‬م تبنتْ األمم المتحدة اإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان من ثالثين مادة‪ ،‬وقد نال صفة‬ ‫القانون الدولي مع وثيقتيْ الحقوق المدنية والسياسية‬ ‫(سنة ‪1966‬م )‪ ،‬لتشكل الوثائق الثالث «ال ئحة الحقوق‬ ‫الدولية»‪ ،‬وهي أساس الحرية والعدل والسالم في العالم ‪.‬‬ ‫من استدامة األمن االجتماعــي‪ .‬فالسـالم واألمن‬ ‫استراتيجية على أوليات «أجندات» كل الدول‪ .‬من أجل‬ ‫ذلك يجب ْ‬ ‫أن تصمد طبول الحرب في العالم العربي‪.‬‬ ‫ثمَّ تصفيات الحسابات تأتي عبر الحوار‪ ،‬رغم الخالفات‬ ‫اإلديلوجية والعرقية والدينية والطائفية‪ .‬الستتباب عناصر‬ ‫االستقرار في المناطق المشتعلة بالنيران‪ ،‬والمصطنعة‪،‬‬ ‫وقد اشتكتْ النار إلى بعضها‪ .‬فلن ينجح الوجود العسكري‬ ‫في الشرق األوسط‪ ،‬طالما لم يتم االعتراف بالقضية‬ ‫المحورية للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف‪.‬‬ ‫ولن ينفع خلق انشقاقات بين الدول العربية وإيران لتغليف‬ ‫واستبعاد القضية الفلسطينية التي «تتآكل» بمناورات‬ ‫سياسية إلعطاء إسرائيل ما تشاء‪ ،‬وتحويل القضية معهم‬ ‫(بعض الدول العربية) إلى «العدوِّ» اإليراني !؟ ثمَّ ضمان‬ ‫التطبيع مع الدول العربية وهي مغلولة بالقيود الفكرية‬ ‫وليست مع الشعوب العربية التي ترفض التطبيع جملة‬ ‫وتفصيال‪ .‬لكل شخص من هذه الشعوب العربية الحق‬ ‫بالتمتع بحرية الرأي والتعبير(المادة ‪19‬من اإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان )‪ .‬إذ بهذا (التطبيع) تحمل في‬ ‫طياتها انقالب السحر على الساحر‪ ،‬الذي اسنبط وخطط‬ ‫في خلق المشكلة الخليجية‪ ،‬فأصبحتْ تخيِّمُ بظاللها على‬ ‫الجوار العربي‪ -‬العربي‪ ،‬لتركِ الحبل على الغارب‪ ،‬في ِّ‬ ‫ظل‬ ‫الحصار الجائر على دولة قطر‪ .‬بنظرية ‪ -،‬ليبلي بعضهم‬ ‫ببعض‪، -‬أي»اشغلوهم ببعضهم»‪ .‬الستهداف النيل من‬ ‫استقرارهم واستنزاف ثرواتهم باقتناء األسلحة بفرية أمن‬ ‫الخليج ! وكل هذه األموال تعرِّج على المصارف الغربية‬ ‫لتحط رحالها في األبناك اإلسرائيلية «بماليير الدوالرات»‪،‬‬ ‫إلبادة الشعب العربي الفلسطيني‪« ،‬من أجل» ضمان أمن‬ ‫إسرائيل التي تمتلك «ثمانين» رأسا نوويا ! وهي الخصم‬ ‫والحكم ! الختالل التوازن في الشرق األوسط لصالح العرب‪،‬‬ ‫! وكل ما أصبحت تطرحه دولة غربية‪ ،‬استهتاراً بقرارات‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬مشروع «القرن»‪ ،‬هو تقسيم ما بقي من‬ ‫فلسطين إلى دويلة بين غزة وجزء من سيناء والقطاع‬ ‫يصبح جزءاً من إسرائيل‪ ،‬ونزع كل األسلحة من المقاومة‬ ‫الفلسطينية ! وما خفي كان أعظم ‪ ..‬كل الحلول الغربية‬ ‫تصبُّ في مصلحة الكيان الصهيوني ! إذن ما مكانة الدول‬ ‫الخليجية التي تتأسس على فرضيات اقتصادية ْ‬ ‫إن لم تستغل‬ ‫أوراقها لصالح قضايا الشعوب العربية والفلسطينية؟ على‬ ‫الدول الخليجية باألساس إعادة التفكر والتذكر واالعتبار‬ ‫خير من قيام ليلة‪ .‬وأحسن ما يحتاجه العالم العربي هي‬ ‫الحريات العامة‪ ،‬واستقالل السلطات األربع‪ .‬ال التبجح‬

‫بشكلياتها‪ ،‬فشرُّ البرية‬ ‫ما يضحــك‪ .‬كأنما أراد‬ ‫اإلخــوة «الخليجيون» ْ‬ ‫أن‬ ‫يكحلوا العين فأعموها!‬ ‫قــــد اهتــرأ المشـــجــب‬ ‫ولم يعـــدْ يصـحّ تعليـــق‬ ‫الشيطان عليه‪ ،‬إذ الشيطان‬ ‫يوســـوسُ في الصــــدور‬ ‫وال يوسوس في العقـول‪،‬‬ ‫و«بني يعرُب» قد وسوسوا‬ ‫فيهما معاً‪ .‬لعلى نقــاط‬ ‫الضعف التي تعاني منها‬ ‫منطقــة الشـــرق األوسط‬ ‫كـــدول «شمـــولـــيــــة»‪،‬‬ ‫عليهـــا االستفـــادة من‬ ‫ذلــك‪ ،‬لتنفيــذ اإلصالحات‬ ‫الدستورية‪ ،‬وتوسيع منظومة حقوق اإلنسان والحريات‬ ‫العامة لكيْ تخففَ من الضغوط التي تُمارس عليها‪.‬‬ ‫والتأكيد على الجانب االستراتيجي والحفاظ على األخالقي‬ ‫الذي يوَحد اللحمة العربية‪ ،‬واإلصرار على أولوياتها‪ .‬وهو‬ ‫الواقع المحسوس عند الشعوب العربية‪ .‬إشعال الحروب‬ ‫وإيقاظ النعرات في الشرق العربي لن ينفع إال إسرائيل‪،‬‬ ‫وبائعي األسلحة‪ .‬تلك هي استراتيجية صانعي األسلحة‬ ‫البتكار المكائد والحروب لجني الغنائم من دول العالم‬ ‫الثالث التي تقع فريسة لهؤالء الدول «الراقية»‪ ،‬وهو‬ ‫الغثيان الفكري ‪ ..‬وهم (العرب) في غفلة عمّا يُراد لهم‪.‬‬ ‫وليتهم اعتبروا وعرفوا عدُوَّهم الصهيوني العاق‪ ،‬لقول‬ ‫الشاعر ‪:‬‬

‫و ال تامن فروخ الداب لو عاشن وبوهن مات‬ ‫بأنياب تناسل كنّها أنيابه‬ ‫تجيك الصبح‬ ‫ٍ‬ ‫و لزهير بن أبي سلمى نظم ‪:‬‬

‫و من لم يذد عن حوضه بسالحه‬ ‫يهدَّم ومن ال يظلم الناسَ يظلم‬

‫وأما أفغانستان وتُعدُّ مقبـرة للخوارج‪ ،‬وهي قضية‬ ‫معقدة‪ ،‬لن ترى الشمـس إال بالحوار بين جميع األطراف‬ ‫بدون استثناء‪ ،‬لعلهـا تفضي إلى سالم ؟ والغريب في‬ ‫أن الصين القــوة «العظمى» ال تريــد ْ‬ ‫األمر َّ‬ ‫أن تتــورَّط‬ ‫ال في أفغانستان وال في الشرق األوســط وال حتى في‬ ‫فلسطين ! أظهرتْ أنها تنشأ بصورة بطيئة‪ ،‬الهتمامها‬ ‫«فقط» بتموضعها في المحيط الهادي‪ ،‬وجنوب شرق‬ ‫آسيا ومشكلة الكوريتين التي تهدِّدُ كوريا الشمالية‬ ‫بمنظومتها «النووية» كوريا الجنوبية !‬ ‫المهيمنـــون في الدول الغربيـــة يؤيدون األنظمة‬ ‫«الدكتاتورية» لتمثيلهم بالوكالة‪ ،‬فأضحت هذه الدول هي‬ ‫التي قد غذتْ االتجاه الراديكالي‪ ،‬وفكرة التطرُّف الفكري‪.‬‬ ‫هم (المهيمنون) يلعبون بالنار وينادون بحقوق اإلنسان‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬أليس هذا نفاقاً سياسياً ! وما أدري كيف‬ ‫يسمون هذه المتناقضات ؟ من أجل ذلك يجب توسيع دور‬ ‫األمم المتحدة وإصالح مجلسها األمني بالزيادة في عضوية‬ ‫النقض (الفيتو)‪ ،‬لتمثيل مليار ونصف المليار من المسلمين‬ ‫وثالثة مائة مليون عربي‪ ،‬واالعتراف لهم بإنسانيتهم ‪ ..‬وال‬ ‫أحد يملك الوصاية على اإلسالم وال هو ناطق باسم الدين‪.‬‬ ‫وقد حان الوقت لتعديل ميثاق األمم المتحدة بما في ذلك‬ ‫أن يكون كافئاً وليس صمّاً‬ ‫مجلس األمن الذي يُرادُ له ْ‬ ‫ومُحتكراً خماسياً الذي يُلقي بكلكله على المجلس ‪ ..‬وهو‬ ‫األنسب واألفضل إلرضاء الرأي العام العالمي في الذكرى‬ ‫السبعين لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪..‬‬ ‫وللطيب المتنبي عند نظمه الحكم ‪:‬‬

‫بمرحوم إذا ظفروا به‬ ‫فليس‬ ‫ٍ‬ ‫بآثم‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫الجاري‬ ‫الردى‬ ‫في‬ ‫وال‬ ‫ٍ‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫عزيزتي الق�صيدة ‪:‬‬ ‫�أرجو �أن ت�صلكِ كلماتي الال ُ‬ ‫ّ‬ ‫وال�شوق‪،‬‬ ‫ال�صبابة‬ ‫حر َّ‬ ‫ّهثة من ِّ‬

‫و� ِ‬ ‫أنت �أندى من النّدى‪ ،‬و�أحلى من دفقةِ ّ‬ ‫ال�شم�س‪..‬‬

‫أ�سبق‬ ‫رت عن موعد ِ​ِك قلي ً‬ ‫ت� ّأخ ُ‬ ‫ال ‪ ..‬وكنت �أمتنّى �أن � َ‬ ‫ً‬ ‫أوقظ � ً‬ ‫الورديةِ ؛ ل َ‬ ‫ع�صافري الفجرِ �إلى �رشفتكِ‬ ‫هاجعة‪� ،‬أو‬ ‫أغنية‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الطريق �إليكِ ‪..‬‬ ‫ترجلَ يف � ّأول‬ ‫لكن قلمي‬ ‫ِ‬ ‫قافية �سكرى‪ّ ..‬‬ ‫اخلو َ‬ ‫ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫والهدب الكحيلِ ‪ ،‬والعيننيِ البنف�سجيتنيِ ‪..‬‬ ‫�إلى ال ّثغر املع�سولِ ‪،‬‬ ‫ُ‬

‫ٍ‬ ‫رابية فِ را�شها من عبريٍ ‪،‬‬ ‫أعلم �أن ا�ضطجاعكِ يف‬ ‫�إين � ُ‬ ‫ومخ ّد ُتها من زهرٍ ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫وخلجان القمر‪..‬‬ ‫وا�ستحمامكِ يف نزيف القناديل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحليب العافية‪..‬‬ ‫احلرف‪،‬‬ ‫وطعامكِ من �شه ِد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫و�ض‪..‬‬ ‫ِبا�سكِ من �‬ ‫أفواف اجلدول‪ ،‬ووِ �شاء ّ‬ ‫ول ُ‬ ‫ّ‬ ‫وعطرت‬ ‫هممت مبغازلة عينيكِ بخّ رت قلمي‪،‬‬ ‫ولذلك كلّما‬ ‫ُ‬

‫�أوراقي‪ ،‬وانحنيت �إكبار ًا لغيمتكِ احلبلى ال ّدفوق !‬

‫طقو�سكِ‬ ‫أزرع يف كرا�ستي‬ ‫نعم‪ ..‬علّمتني‬ ‫الفردو�سي ُة �أن � َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫أقود جوق ًا من �شجرِ اللّبالب‪،‬‬ ‫التّفاح‪ ،‬والربقوق‪ ،‬والعنب‪ ،‬و� َ‬

‫احلوريات يف مراكبي املتهاديةِ على موجة اخليال‬ ‫أ�صطحب‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وزبد النّغم‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومراودك‪ ،‬وقارورات‬ ‫�ضفائرك‪،‬‬ ‫ت�ستبيح‬ ‫أقالم‬ ‫فما بال ال ِ‬ ‫ُ‬

‫بروي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّهيق‪،‬‬ ‫عطرك‪،‬‬ ‫الطننيِ ‪ ،‬والن ِ‬ ‫ِّ‬ ‫واجللبةِ‬ ‫ال�صماء ؟!‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫�س ّ‬ ‫ا�س اجلمال ؟!‬ ‫ال�شعر‬ ‫وما بال‬ ‫ّ‬ ‫وحر ُ‬ ‫حماك غفا عنه َع َ�س ُ‬ ‫ويجف خمرها احلالل ؟!‬ ‫ُّ‬ ‫وما بالُ كرمتكِ تذوي‪..‬‬ ‫بطيوب ّ‬ ‫الطيوب‪ ..‬و�أدعو لكِ �أن تكون عافي ُتكِ‬ ‫�أهفو �إليكِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ودمت لأ�صدقاء‬ ‫علو‪،‬‬ ‫ون�شاطك يف وفورٍ ‪،‬‬ ‫بخريٍ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫و�رسبكِ يف ٍّ‬ ‫وارفة‪ ،‬و� ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أغنية خ�رضاء‪..‬‬ ‫نزهة‬ ‫الكلمة‬


‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫نزهة سلطان الطلبة‬

‫(من مذكرات األستاذ محمد داود) (‪)2/2‬‬ ‫‬‫وما دمنا بصدد الحديث عن نزهة سلطان الطلبة‪ ،‬فماذا عن‬ ‫هذه النزهة بتطوان؟‬ ‫يقولون في المثل العامي‪( :‬تطوان بنت فاس)‪ ،‬وال أدل على‬ ‫ذلك من اإلجراء الذي سارع إلى تنفيذه كل من الطالبين محمد‬ ‫داود وأخيه وصديقه مَحمد بنونة اللذين رجعا من فاس‪ ،‬فقاما‬ ‫بتهييئ ضابط أساسي يكون بمثابة قانون خاص بالنزهة‬ ‫السنوية التي يقوم بها طلبة العلم في الحضرة التطوانية‪ ،‬حيث‬ ‫حررا فصوله وبنوده‪ ،‬وهيآه لكي يوقع من طرف كل من يعتزم‬ ‫المشاركة في هذه النزهة ويلتزم بالمحافظة على مقتضيات‬ ‫قانونها‪ ،‬وكان ذلك بتاريخ فاتح رجب الفرد عام ‪1341‬هـ الموافق‬ ‫‪ 17‬فبراير ‪1923‬م‪ .‬ولعله من الطريف أن نورد نص هذا الضابط‪،‬‬ ‫وللقارئ الكريم أن يستنتج منه ومما مر من المذكرات ما يريد‪:‬‬ ‫«الضابط األساسي للنزهة السنوية لطلبة العلم بالعاصمة‬ ‫التطوانية‬ ‫بما أن اإلدمان على العلم بدون انقطاع أصال يورث فتورا‬ ‫في األعضاء‪ ،‬بل وفي الفكر أيضا‪ ،‬وكان ترويح النفس مما ينشط‬ ‫على استئناف العمل‪ ،‬ويبعث في اإلنسان قابلية جديدة لمواصلة‬ ‫أشغاله‪ ،‬فقد وقع العزم على تأسيس نزهة سنوية لطلبة العلم‬ ‫في هذه الحاضرة حرسها اهلل‪ ،‬وذلك على مقتضى الفصول اآلتية‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬في اللجنة وأعمالها‬

‫الفصل ‪ :1‬في كل سنة تتألف لجنة ممن فيهم الكفاءة‬ ‫للقيام بشؤون هذه النزهة‪ ،‬ويشترط في أعضائها أن يكونوا من‬ ‫المتعاطين للعلم ومن الحائزين على ثقة عموم الطلبة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :2‬بعد انتظام هيئة اللجنة‪ ،‬يقع انتخاب أحد األعضاء‬ ‫أمينا على الصندوق‪ ،‬وآخر كاتبا عاما للجنة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :3‬يجب على اللجنة قبل كل شيء تقييد أسماء الطلبة‬ ‫الموافقين على الحضور في النزهة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :4‬بعد تقييد أسماء الطلبة‪ ،‬يلزم اللجنة أن تستفسر وزارة العدلية عما إذا كان جناب‬ ‫المخزن أعزه اهلل موافقا على القيام بالنزهة في السنة الحاضرة‪ ،‬فيصدر إذنه الشريف للطلبة‬ ‫أم ال‪ ،‬فيتأخر عن ذلك‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :5‬بعد صدور اإلذن‪ ،‬تعلن اللجنة تاريخ ابتداء النزهة ومحلها وعدد أيامها الرسمية‪،‬‬ ‫وتعين أقل شيء يلزم كل طالب أداؤه‪ ،‬وتعين من فيه األهلية لجمع الدراهم‪ ،‬ولكل طالب أن‬ ‫يزيد ما شاء على ما عينته اللجنة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :6‬بعد جمع الدراهم‪ ،‬تشتري اللجنة من األكباش والسكار والسمن ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ما يكفي‬ ‫أليام النزهة الرسمية‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :7‬تطلب اللجنة األخبية الكافية من جناب المخزن أعزه اهلل‪ ،‬كما تطلب منه أوطمبيال‬ ‫يقوم بشؤون النزهة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :8‬تعين اللجنة أفرادا من الخارج يقومون بشؤونها بدل أجرة تعين لهم من‬ ‫الصندوق‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :9‬تقبل اللجنة كل هدية ترد عليها‪ ،‬سواء من الطلبة أو من الخارج‪ ،‬وتشكر القائمين‬ ‫بها‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :10‬على اللجنة أن تعين من كل أسبوع يوما يقع فيه اجتماع األعضاء وعرض ما قام‬ ‫به كل واحد من األشغال‪ ،‬واالتفاق على ما يكلف به كل عضو في األسبوع القابل‪ .‬هذا فيما قبل‬ ‫أيام النزهة‪ ،‬أما فيها‪ ،‬فإن اللجنة توالي جلساتها كل يوم‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬فيما يرجع للطلبة‪:‬‬

‫الفصل ‪ :11‬لكل من يحضر ولو نصابا واحدا الحق في المشاركة في هذه النزهة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :12‬ينقسم الطلبة على أقسام‪ ،‬في كل قسم عشرة‪ ،‬ولكل واحد الحق في انتخاب‬ ‫من يوافقه‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :13‬ينفذ لكل جماعة خباء خاص بهم‪ ،‬وهم المكلفون بما يلزمهم من الفرش‬ ‫واألواني التي تتكلف اللجنة بإحضارها‪ ،‬وال تضر زيادة أو نقصان اثنين أو ثالثة عن العشرة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :14‬كل عشرة يعينون نائبا عنهم يمثلهم في اللجنة‪ ،‬وله الحق في حضور جلسات‬

‫بقلم‪ :‬حسناء محمد داود‬

‫اللجنة الرسمية‪ ،‬وفي عرض ما يرى فيه المصلحة العامة أو‬ ‫الراجعة لمن أنابه فقط‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬في سلطان الطلبة‪:‬‬

‫الفصل ‪ :15‬من أهم أركان النزهة سلطان الطلبة‪ ،‬وللجنة‬ ‫الحق في تقليد السلطنة لمن ترى فيه األهلية لذلك‪ ،‬ولها‬ ‫وللنواب الحق في تنظيم الهيئة المخزنية‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :16‬كل ما يلزم لخباء السلطان من الفرش واألواني‬ ‫تتكلف به اللجنة‪ ،‬كما تتكلف بجميع الشؤون المتعلقة بالسلطان‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬في أمور مختلفة‪:‬‬

‫الفصل ‪ :17‬وقت النزهة الرسمي شهر شعبان من كل سنة‪،‬‬ ‫أما عدد أيامها وتاريخ ابتدائها فمن حق اللجنة‪ ،‬وهي التي تنظر‬ ‫ماذا تقتضيه الظروف‪ .‬ومحلها الرسمي هو شاطئ البحر إن لم‬ ‫يكن مانع من األمرين‪ :‬الوقت والمحل‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :18‬في كل سنة يزاد على هذا الضابط ملحق تذكر‬ ‫فيه أسماء أعضاء اللجنة‪ ،‬ليكون توقيع الطلبة على هذا الضابط‬ ‫موافقة منهم على مشروعية النزهة على مقتضى فصوله‪ ،‬وعلى‬ ‫تقديم المسمون (كذا) بذلك الملحق للقيام بشؤون النزهة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :19‬إذا اقترح أحد األعضاء تنقيح شيء من هذه‬ ‫الفصول أو إضافة شيء إليها‪ ،‬فيصوّت على اقتراحه بقية أعضاء‬ ‫اللجنة‪.‬‬ ‫تحريرا بتطوان في فاتح رجب الفرد سنة ‪.)1( »1341‬‬ ‫ولقد حرر األستاذ محمد داود الملحق المتعلق بتعيين اللجنة‬ ‫المكلفة بالنزهة للسنة المذكورة‪ ،‬كما ذيله بااللتزام الذي يتعين‬ ‫توقيعه على كل من شاء المساهمة في هذه النزهة‪ ،‬وهذا نص‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫«ملحق‪:‬‬ ‫أسماء أعضاء اللجنة المكلفين بالقيام بشؤون نزهة الطلبة سنة ‪1341‬هـ ‪:‬‬ ‫عن طلبة المدرسة (‪:)2‬‬ ‫• السيد محمد العطيطار‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• سيدي عبد السالم العلوي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• السيد أحمد الدردابي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• السيد الطيب الجباري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• عن طلبة خارج المدرسة‪:‬‬ ‫ ‬ ‫• السيد مَحمد بنونة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• السيد محمد بن محمد اللبادي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫• السيد محمد بن أحمد مدينة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ولقد عينت اللجنة سيدي محمد النبخوت وسيدي محمد بن التهامي البقالي والسيد محمد‬ ‫داود مستشارين لها‪ ،‬كما عينت السيد محمد اللبادي أمينا للصندوق والسيد محمد مدينة‬ ‫كاتبا عاما لها‪ .‬كما جعلت لسيدي مَحمد بنونة وسيدي محمد العطيطار اعتبارًا خاصا يخولهما‬ ‫لألعمال الخارجية من جمع الدراهم وإنفاقها فيما يرجع لمصالح النزهة‪.‬‬ ‫الحمد هلل نحن الموقعون أسفله قد طالعنا الضابط والملحق أعاله‪ ،‬ونوافق على مشروعية‬ ‫النزهة على مقتضى تلك الفصول وعلى تقديم األعضاء المذكورين للقيام بما تعهدوا به‬ ‫والسالم»‪.‬‬ ‫هذه مقتطفات من مذكرات شاهدة على ما كان من أنشطة الطلبة في بلدنا منذ ما يقرب‬ ‫من قرن من الزمان‪ .‬فرحم اهلل عهدا كان فيه للعلم حرمة‪ ،‬وكان فيه لطلبة العلم سلطان‪ ،‬وكان‬ ‫فيه لهم هذا القدر من الوعي والنضوج‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ - 1‬موافق ‪ 16‬فبراير ‪1923‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المقصود مدرسة لوقش التي كانت تأوي طلبة العلم بتطوان‪.‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫النَّه ُي عن الت�شدُّ د وال ُغلو يف الأمو ِر‬ ‫ إعداد وتقديم ‪ :‬محمد أمين بنعفان‬‫احلمد لله رب العاملني وال�صالة وال�سالم على خامت الأنبياء واملر�سلني وعلى �آله و�صحبه‬ ‫�أجمعني ‪.‬‬ ‫معا�رش القراء‪:‬‬

‫ِال�سنَّةِ ال َّن َبوِ َّيةِ َ�سب ُ‬ ‫ِيل ُ‬ ‫ان َوا ْل َيقِنيِ ‪َ ،‬وال َّت�أَ ِّ�سي‬ ‫مي ِ‬ ‫ِني‪َ ،‬وا ْل ِعنَا َي ُة ب َِها َ�س ْم ُت �أَ ْهلِ ْ إِ‬ ‫امل َو َّفق َ‬ ‫�إن اِال ْه ِت َد ُ‬ ‫ال َ‬ ‫اء ب ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان ُ‬ ‫ني‪« :‬ق ْل �إِ ْن كُ ْنت ُْم حُ ِ‬ ‫ون اللهَ فا َّتب ُِعونيِ ُي ْح ِب ْبكُ ُم اللهُ َو َيغْ ف ِْر‬ ‫بِال َّنب ِِّي َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم ُب ْر َه ُ‬ ‫ت ُّب َ‬ ‫املحِ ِّب َ‬ ‫ُوح �إِ َلى الْغُ ُل ّو‪َ ،‬ووِ َقا َي ٌة‬ ‫َلكُ ْم ُذنُو َبكُ ْم ‪َ .‬واللهُ َغ ُف ٌ‬ ‫ِال�سنَّةِ ِح َما َي ٌة ِل ْل َع ْب ِد مِ َن الجْ ُ ن ِ‬ ‫ور َر ِح ٌيم»‪ ،1‬فيِ اِال ْه ِت َداءِ ب ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ�ص ُ‬ ‫َلهُ مِ َن ِ الجْ َ َفاءِ ‪َ ،‬و ُب ْع ٌد َع ْن َم َو ِ‬ ‫اف ا ْل َع ْب ِد‬ ‫وع فيِ ا ْلف نَ ِ‬ ‫ِت َ�س َب ُبهُ ات َ‬ ‫اطنِ ا ْل ِف ْتنَةِ َوا ْل َهلاَ ِك؛ َذل َِك �أ َّن ا ْل ُو ُق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِل�سنَنِ َيكْ َب ُح َه َو ُاه بِال َّت�أَ ِّ�سي‪َ ،‬و ُيزِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لاَ‬ ‫يل َظلاَ َم‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫زِ‬ ‫امل‬ ‫رِ‬ ‫ث‬ ‫أ‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫امل‬ ‫و‬ ‫ُ ُّ‬ ‫بِا ْل َه َوى �أَ ْو ِبالجْ َ ْهلِ �أَ ْو ِب ِك َل ْيهِ َما‪ُ َ َ ،‬‬ ‫ال�سنَّةِ ‪.‬‬ ‫الجْ َ ْهلِ ِب�أَن َْوارِ ُّ‬ ‫َو َه َذا َحد ٌ‬ ‫ِيث مِ ْن �أَ َحادِ ِ‬ ‫وع‬ ‫ال�سلاَ ُم‪ُ ،‬ي َعال ُِج َما فيِ ال َّن ْف ِ‬ ‫يث ال َّنب ِِّي َع َل ْيهِ َّ‬ ‫ال�صلاَ ُة َو َّ‬ ‫�س ا ْل َب�شرَ ِ َّيةِ مِ َن النُّزُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْف َر ِ‬ ‫ِت!‬ ‫�إِ َلى ِْ إ‬ ‫اب ا ْلف نَ ِ‬ ‫اط �أَوِ ال َّت ْفرِ يطِ ‪َ ،‬و َما �أ ْح َو َجنَا �إِ َلى َم ْعرِ فتِهِ فيِ َهذا الزَّ َمنِ ا َّلذِي فت ْ‬ ‫ِحت فِيهِ �أ ْب َو ُ‬ ‫ف َع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة َر ِ�ض َي اللهُ َعنْهُ ‪َ ،‬عنِ ال َّنب ِِّي َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َق َ‬ ‫ين ُي�سرْ ٌ ‪َ ،‬و َل ْن‬ ‫الد َ‬ ‫ال‪� « :‬إِ َّن ِّ‬ ‫الر ْو َحةِ َو َ�ش ْيءٍ مِ َن‬ ‫الد َ‬ ‫ُي َ�ش َّاد ِّ‬ ‫ا�س َتعِينُوا بِالْغَ ْد َو ِة َو َّ‬ ‫ين �أَ َح ٌد �إِ اَّل َغ َل َبهُ ‪َ ،‬ف َ�س ِّد ُدوا َو َقارِ ُبوا َو�أَ ْب�شرِ ُ وا‪َ ،‬و ْ‬ ‫ال ُّد َ‬ ‫جلةِ »‪.2‬‬

‫ما �أعظم هذا احلديث و�أجمعه للخري والو�صايا النافعة والأ�صول اجلامعة‪ ،‬فقد � ّأ�س�س ال َّنب ُِّي َ�ص َّلى‬ ‫ين ُي�سرْ ٌ »‪ ،‬مي�رس م�سهل‪،‬‬ ‫ين ْ إِ‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم « دِ ٌ‬ ‫اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم يف �أوله هذا الأ�صل الكبري‪ ،‬و َبينَّ َ �أَ َّن دِ َ‬ ‫املاَ ٍت‪َ ،‬ف َي ْ�ش َم ُل ُي�سرْ ُ ُه كُ َّل َعلاَ َقةٍ‬ ‫الدينِ ؛ ِل َي ْ�ش َم َل كُ َّل الجْ َ َوان ِ​ِب مِ ْن َع َقا ِئ َد َوعِ َب َاد ٍ‬ ‫َو�أَ ْط َل َق ا ْل ُي�سرْ َ فيِ ِّ‬ ‫ات َو ُم َع َ‬ ‫َ‬ ‫ان َقرِ ي ًبا مِ نْهُ �أ ْو َبعِي ًدا َعنْهُ ‪َ ،‬ذكَ ًرا‬ ‫اء كَ َ‬ ‫ِل ْل ُم�ؤْمِ نِ َم َع َر ِّبهِ ‪َ ،‬و َعلاَ َقتَهُ َم َع َن ْف ِ�سهِ ‪َ ،‬و َعلاَ َقتَهُ َم َع َغيرْ ِ ِه َ�س َو ً‬ ‫َ‬ ‫اء فيِ َحد ٍ‬ ‫ِيث � َآخ َر َ�أ َّن ال َّنب َِّي‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫ِين ْ إِ‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم فيِ كُ ِّل َذل َِك دِ ُ‬ ‫�أَ ْو �أُ ْن َثى‪ُ ،‬م�ؤْمِ نًا َ�أ ْو كَ اف ًِرا‪َ ،‬فد ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ين ُي�سرْ‬ ‫َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َق َ‬ ‫ال‪� « :‬إِ َّن َخيرْ َ دِ ينِكُ ْم �أَ ْي�سرَ ُ ُه‪� ،3‬إِ َّن َخيرْ َ دِ ينِكُ ْم �أَ ْي�سرَ ُ ُه »‪َ ،‬وفيِ رِ َوا َيةٍ ‪� « :‬إِنَّكُ ْم‬ ‫�أُ َّم ٌة �أُرِ ي َد بِكُ ُم ا ْل ُي�سرْ ُ »‪.4‬‬ ‫َومِ ْن َم َظاهِ رِ ُي�سرْ ِ ِه فيِ ا ْل َع َقا ِئدِ‪� :‬أَ َّن اللهَ َت َعا َلى مَ ْ‬ ‫ل ُي َك ِّل ِف ا ْل َع ْب َد َم ْعرِ َف َة َما َح َج َبهُ َعنْهُ مِ َن الْغَ ْي ِب‪َ ،‬ب ْل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ميانُهُ بِهِ ‪َ ،‬و مَ ْ‬ ‫ل ُي َك ِّل ِف ا ْل َع َو َّام َم ْعرِ َف َة َت َف ِ‬ ‫ان كُ ُّل �أ َح ٍد مِ َن‬ ‫ا�صيلِ ا ْل َع َقا ِئدِ‪َ ،‬ب ْل َي ِ�ص ُّح �أ ْن ُي َح ِّق َق ْ إِ‬ ‫مي َ‬ ‫ال َ‬ ‫َيكْ فِيهِ �إِ َ‬ ‫َّا�س ِب َكل َِمةِ الت َّْو ِحي ِد َينْطِ ـ ُق َها ُم ْع َت ِق ًدا ب َِها ُم�ؤْمِ نًا ِب َل َوازِ مِ َها‪.‬‬ ‫الن ِ‬ ‫ات‪� :‬أَ َّن ا ْل َف َرائ َ‬ ‫َومِ ْن َم َظاهِ رِ ُي�سرْ ِ ِه فيِ ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫ال�صلاَ ُة ُخ ِّف َف ْت مِ ْن‬ ‫ري ًة َو اَل ُم ْرهِ َق ًة‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِ�ض َل ْي َ�س ْت كَ ِث َ‬ ‫َ‬ ‫�س‪ ،‬مع بقاء الأجر خم�سني‪َ ،‬ون َ​َواف ُِل ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫ني �إِ َلى َخ ْم ٍ‬ ‫اب التَّط ُّو ِع‬ ‫�ص ا ْل َف َرائ ِ‬ ‫َخ ْم ِ�س َ‬ ‫ات ُتك َِّم ُل ن َْق َ‬ ‫ِ�ض‪َ ،‬و َب ُ‬ ‫ُوح فيِ ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫َم ْفت ٌ‬ ‫املاَ ِت‪� :‬أَ َّن ْ أَ‬ ‫اب َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫ار ِ‬ ‫ات‬ ‫الط َع ِام َوال ِّل َب ِ‬ ‫ال ْ�ص َل فيِ ال�شرَّ َ ِ‬ ‫َومِ ْن َم َظاهِ رِ ا ْل ُي�سرْ ِ فيِ‬ ‫امل َع َ‬ ‫ا�س َوا ْل ُع ُقودِ َوالت َِّج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫رَ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َاح ُه َو الحْ ِ ُّل‪َ ،‬و ُ‬ ‫لحْ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫القل‪.‬‬ ‫الكْ ث‪َ ،‬و َما َح ُر َم ُه َو أ‬ ‫امل َح َّر ُم ُم ْ�س َتثنًى‪ ،‬فا ل ُه َو أ‬ ‫َوال ِّنك ِ‬ ‫َ‬ ‫ات َقلِي َل ٌة؛ ِل ِق َّلةِ ُ‬ ‫امل َح َّر َم ِ‬ ‫ود َوا ْل ُع ُقو َب ِ‬ ‫ِيما‬ ‫َومِ ْن َم َظاهِ رِ ا ْل ُي�سرْ ِ فيِ ْ إ‬ ‫الِ ْ�سلاَ ِم‪� :‬أ َّن الحْ ُ ُد َ‬ ‫ات‪َ ،‬و َم ْن َو َق َع ف َ‬ ‫ال�س رْ ُ‬ ‫ُي ِ‬ ‫ت َع َلى َن ْف ِ�سهِ ‪َ ،‬والت َّْو َب ُة َب ْينَهُ َو َبينْ َ َر ِّبهِ َعزَّ َو َج َّل‪َ ،‬و�شرُ َِع لمِ َ ْن َع َر َف َحا َلهُ‬ ‫وج ُب َح ًّدا �شرُ َِع َلهُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُوه كَ َما فيِ الحْ َ د ِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ْ‬ ‫ت ُم ْ�سل ًِما َ�س رَت َُه اللهُ فيِ ال ُّد ْن َيا َو ْال ِآخ َر ِة »‪َ ،5‬و َل ْو‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫رُ‬ ‫ِيث‪َ « :‬و َم ْن َ�س رَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مِ ْن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّا�س ِب َف ْ�ض ِح �أَ ْهلِ ا َ‬ ‫اَّ‬ ‫ْ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫مل َع ِ‬ ‫ا�صي َب ْين َُه ْم؛ اَل ْ�ش َت َّد َذل َِك‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫زِ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ان‬ ‫ْ�س‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ُق‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫�أَ َّن الت َّْو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رَ‬ ‫ْ‬ ‫شرَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ةِ‬ ‫كْ‬ ‫الر ْج َعةِ ُدون َُه ْم كما قال‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ِق‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ا�ص‬ ‫ع‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ث‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫َّو‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫نِ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْيهِ ْم‪َ َ َ ْ َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ِيهِ ْ َ َ َ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪«:‬و َلو �أَنَّا كَ َت ْبنَا َعل ْيهِ ْم‪� ,‬أن اق ُتلوا �أ ْنف َ�سكُ ْم ‪� ,‬أوِ ْ‬ ‫وه �إِ اَّل قلِيل مِ ن ُْه ْم»‪،6‬‬ ‫اخ ُر ُجوا مِ ْن دِ َيارِ كُ ْم َما ف َعل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َان مِ ْن َو ْ�ص ِف ال َّنب ِِّي‬ ‫َو َق ْد كَ َ‬ ‫وج مِ ْن دِ َيارِ هِ ْم‪ ،‬فك َ‬ ‫ان فيِ �شرَ ْ ِع َم ْن َق ْب َلنَا َم ْن ُي�ؤ َْم ُر َ‬ ‫ون ِب َقتْلِ �أَ ْن ُف ِ�سهِ ْم َوالخْ ُ ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫«و َي َ�ض ُع َعن ُْه ْم‪� ,‬إِ�صرْ َ ُه ْم َوالأ ْغلاَ َل ا َّلتِي كَ ان َْت‬ ‫َع َل ْيهِ َّ‬ ‫ال�سلاَ ُم على �أمته كما �أخرب احلق تعالى‪َ :‬‬ ‫ال�صلاَ ُة َو َّ‬ ‫َع َل ْيهِ ْم»‪� 7‬أي‪ :‬ي�ضع عنهم ال َّتكَال ُ‬ ‫�س فيِ ت َْو َبتِهِ ْم‪َ ،‬و َق ْط ِع‬ ‫ال�ص ْع َب ُة التي كانت على من قبلنا؛ كَ َقتْلِ ال َّن ْف ِ‬ ‫ِيف َّ‬ ‫َام َّ‬ ‫الَ ْع َ�ضاءِ الخْ َ ِ‬ ‫اب‬ ‫ِ�ص ِ‬ ‫اطئَةِ ‪َ ،‬و ْ أ‬ ‫ْأ‬ ‫ُوب َع َلى �أَ ْب َو ِ‬ ‫ا�ص فيِ ا ْل َقتْلِ َخ َط�أً‪َ ،‬و ُط ُهورِ ال ُّذن ِ‬ ‫ال�شا َّق ُة ن َْح ُو ا ْلق َ‬ ‫الَ ْحك ُ‬ ‫ا ْل ُب ُي ِ‬ ‫وت‪ ،‬وتوبتهم بقتل �أنف�سهم ‪.‬‬ ‫فهذا الدين و�صف بالي�رس فيِ كُ ِّل ا َ‬ ‫مل َج اَال ِت‪ ،‬مبالغة بالن�سبة �إلى الأديان قبله‪ ،‬لأن الله تعالى‬ ‫رفع عن هذه الأمة الإ�رص والأغالل الذي كان على من قبلهم‪َ ،‬ومِ ْن َنتَائ ِ​ِج ا ْل ُي�سرْ ِ فِيهِ ‪� :‬أَ َّن َم ْن َ�ش َّاد ُه‬ ‫ين �أَ َح ٌد �إِ اَّل َغ َل َبهُ »‪ ،‬قال احلافظ بن رجب‬ ‫الد َ‬ ‫وب لقوله َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم‪َ «:‬و َل ْن ُي َ�ش َّاد ِّ‬ ‫َف ُه َو َمغْ ُل ٌ‬ ‫يحمل‬ ‫كمن‬ ‫باملغالبة‪،‬‬ ‫ؤخذ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫يف‬ ‫الت�شديد‬ ‫عن‬ ‫النهي‬ ‫احلديث‪:‬‬ ‫معنى‬ ‫الله‪:‬‬ ‫رحمه‬ ‫ِّ‬ ‫ويكلف الإن�سان نف�سه من العبادة ما ال يحتمله �إال بكلفة �شديدة فوق طاقته‪� ،‬أو يتعمق يف الأعمال‬ ‫الدينية ويرتك الرفق‪ ،‬فما طلب �أحد الت�شديد يف الدين �إال غلب وهزم‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻭﻣﻞ ﻭﺗﻌﺐ‪ ،‬وانقطع‬ ‫وترك‪.‬‬ ‫ومِ َن ُ‬ ‫الدينِ ‪� :‬أَ ْن ُي َ�ض ِّي َق َو ِ‬ ‫اج ٍب‪َ ،‬و َ�أ ْن‬ ‫�س ب َِو ِ‬ ‫احا‪� ،‬أَ ْو ُي ِ‬ ‫امل َ�ش َّاد ِة فيِ ِّ‬ ‫ا�س ًعا‪َ ،‬و�أَ ْن ُي َح ِّر َم ُم َب ً‬ ‫وج َب َما َل ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ْج َع َل َّ‬ ‫ات‪َ ،‬ب ْل َي ْق َط ُع ِب�أَ ْو َهامِ هِ ‪َ ،‬ف َم ْن مَ ْ‬ ‫ات َق ْط ِع َّي ٍ‬ ‫الظ ِّن َّي ِ‬ ‫ِيها َر َم ُاه بِا ْلكُ ْفرِ �أوِ ا ْلب ِْد َعةِ �أوِ ا ْلف ِْ�س ِق‪،‬‬ ‫ل ُي َواف ِْقهُ ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َام‪َ ،‬فلاَ َي ْق َب ُل ُع ْذ َر ا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ري مِ‬ ‫اءِ‬ ‫مَّ‬ ‫لِ‬ ‫مل ْع ُذورِ ‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ارِ‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ِ�س‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫�ض‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ُ َ َ فيِ‬ ‫َوكَ ِث ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لجْ‬ ‫لجْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مِ‬ ‫اهِ‬ ‫لِ‬ ‫ا‬ ‫اد‬ ‫�ش‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ين‪َ ،‬ف�إِ َّما َخ َر َج مِ نْهُ‬ ‫الد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يع فيِ دِ ينِهِ ْم َو ُم ْع َت َق َداتِهِ ْم‪َ ،‬ف َه َذا َيغْ ِل ُبهُ ِّ‬ ‫َو اَل َي ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لحْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بِزَ ْن َد َقةٍ َو�إِلحْ َ‬ ‫ةٍ‬ ‫ادٍ‬ ‫هِ‬ ‫مِ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الِ‬ ‫كَ‬ ‫كَ‬ ‫كَ‬ ‫ال�صلاَ ُة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ِد‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫وا‪،‬‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ري‬ ‫ث‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْهُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ برَ َ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫مِ‬ ‫مِ‬ ‫الرمِ َّيةِ »‪� ،8‬أي‪ :‬يجوزونه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ال�س‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫كَ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ينِ‬ ‫الد‬ ‫ن‬ ‫ون‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫«‬ ‫م‬ ‫َّه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ارِ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ال�سلاَ ُم َعنِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ يمَ ْ ُ َ َ ِّ‬ ‫َ يمَ ْ ُ ُ َّ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َو َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق ال�سهم ال�شيء املرمي به ويخرج منه‪َ ،‬وفيِ َحد ٍ‬ ‫ِيث � َآخ َر قال َعل ْيهِ‬ ‫ِاملغَ ا َل َبةِ »‪َ ،9‬و َق َ‬ ‫الَ ْم َر ب ُ‬ ‫‪«:‬ع َل ْيكُ ْم َه ْد ًيا َق ِ‬ ‫ا�ص ًدا‪،‬‬ ‫ال�سلاَ ُم‪� « :‬إِنَّكُ ْم َل ْن َتنَا ُلوا َه َذا ْ أ‬ ‫ال�سلاَ ُم َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َع َل ْيهِ َّ‬ ‫ال�صلاَ ُة َو َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين َيغْ ِل ْبهُ »‪َ ،10‬وا َ‬ ‫مل ْعنَى‪ :‬اَل َي َت َع َّم ُق �أ َح ٌد فيِ ْ أ‬ ‫الرف َق �إِ اَّل‬ ‫الد َ‬ ‫ال ْع َمالِ ِّ‬ ‫َف�إِنَّهُ َم ْن ُي َ�ش َّاد َه َذا ِّ‬ ‫الدي ِن َّيةِ َو َي رْت ُ​ُك ِّ‬ ‫َع َجزَ َوا ْن َق َط َع َف ُيغْ َل ُب ‪.‬‬ ‫َومِ َن ُ‬ ‫امل َ�ش َّاد ِة فيِ ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫يق‪َ ،‬حتَّى َي رْتُكَ َها كُ َّل َها؛ ِ َألنَّهُ َر َ�أى َ�أنَّهُ اَل‬ ‫ات‪�َ :‬أ ْن َيت َ​َح َّم َل مِ ن َْها َما اَل ُيطِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مَ‬ ‫مَ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫الدينِ ؛ ظنًّا نْهُ �أنَّهُ �إِذا ل َي�أت بِالن َ​َّوافِلِ كُ ل َها ل َي�أت ب ِّ‬ ‫َي ْقد ُِر َع َلى ِّ‬ ‫ِالدينِ ‪َ ،‬واللهُ َت َعالى َما َج َعل فيِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ات َف َرائ َ‬ ‫ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫اعاة ِ أل ْح َوالِ ال ِع َبادِ ‪َ ،‬و َما ن ََّو َع ُ�س ْب َحانَهُ الن َ​َّوافِل �إِ اَّل ِل َي�أ ُخذ كُ ل َع ْب ٍد‬ ‫ِ�ض َون َ​َوافِل �إِ اَّل ُم َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعتِهِ ؛ َو ِلذا ق َ‬ ‫ال َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم فيِ الحْ َ د ِ‬ ‫ِيث‪ « :‬ف َ�س ِّد ُدوا َوقارِ ُبوا‪،‬‬ ‫ا�ستِط َ‬ ‫َما َت َي�سرَّ َ مِ ن َْها َح َ�س َب ْ‬ ‫اب والكمال والتو�سط مِ ْن َغيرْ ِ �إِ ْف َر ٍ‬ ‫اط َو اَل َت ْفرِ يطٍ ‪،‬‬ ‫ال�س َدادِ ؛ َو ُه َو َّ‬ ‫ال�ص َو ُ‬ ‫َو�أَ ْب�شرِ ُ وا»‪َ ،‬ف َ�أ َم َر بمِ الزمة َّ‬ ‫ار َبةِ ‪� ،‬أَ ْي‪� :‬إِ ْن مَ ْ‬ ‫َو�أَ َم َر ب ُ‬ ‫اع َم ُلوا بمِ َ ا َي ْق ُر ُب مِ نْهُ ‪ ،‬و�ستكون النهاية هي‬ ‫الَ ْخ َذ ب ْ أ‬ ‫ل ت َْ�ستَطِ ُيعوا ْ أ‬ ‫ِالَكْ َملِ ‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ِامل َق َ‬ ‫َ‬ ‫اب َع َلى ا ْل َع َملِ ال َّدا ِئ ِم َو�إِ ْن َق َّل ف�إنكم �ستبلغون بذلك‪ ،‬وي�ؤخذ‬ ‫الفالح وعدم اخل�سارة‪َ ،‬و�أ ْب�شرِ ُ وا بِال َّث َو ِ‬

‫من هذا �أ�صل نافع ّ‬ ‫ا�ست َ​َط ْعت ُْم»‪ ،11‬وقوله �ص ّلى الله عليه‬ ‫دل عليه �أي�ض ًا قوله تعالى‪َ « :‬فا َّت ُقوا اللهَ َما ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّا�س‪،‬‬ ‫ا�ستَط ْعت ُْم»‪َ ،12‬وقال َ�صلى اللهُ َعل ْيهِ َو َ�سل َم‪� «:‬أ ُّي َها الن ُ‬ ‫و�سلم‪� «:‬إِ َذا �أَ َم ْرتُكُ ْم ِب�أ ْمرٍ ف�أتُوا مِ نْهُ َما ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�إِنَّكُ ْم َل ْن تُطِ ي ُقوا‪� -‬أَ ْو َل ْن َت ْف َع ُلوا‪ -‬كُ َّل َما �أُمِ ْرتمُ ْ بِهِ ‪َ ،‬ولك ِْن َ�س ِّد ُدوا‪َ ،‬و�أ ْب�شرِ ُ وا»‪ ،13‬وامل�سائل املبنية‬ ‫على هذا الأ�صل ال تنح�رص‪َ ،‬ف َم ْن َف َع َل َذل َِك َف ْل ُي ْب�شرِ ْ ؛ ِ ألَ َّن َف�أْ َلهُ َي ْق ِ�ضي َع َلى َي ْ�أ ِ�سهِ َو َقن ِ‬ ‫امهُ‬ ‫ُوطهِ ‪َ ،‬و َد َو َ‬ ‫اجت َِهادِ ِه فيِ الت َّْ�سدِي ِد َو ُ‬ ‫ار َبةِ ‪ ،‬وعدم الغلو‬ ‫امهُ ‪َ ،‬م َع ْ‬ ‫َع َلى ا ْل َع َملِ َي ْفت َُح �أَ ْب َو َ‬ ‫الر َجاءِ َو َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫الر ْح َمةِ �أَ َم َ‬ ‫امل َق َ‬ ‫يف العبادة‪ ،‬لأن �إجهاد النف�س ومغالبتها يف�ضي �إلى العجز وامللل‪� ،‬إذ املطلوب �أن يقارب املرء يف‬ ‫الأعمال وال يبالغ فيها‪ ،‬حتى ال يقع يف درجة التنطع الذي نهى الر�سول عنه بقوله َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ‬ ‫ون »‪ 14‬ثال ًثا‪�( :‬أي املت�شددون)‪.‬‬ ‫َو َ�س َّل َم‪َ « :‬ه َل َك المْ ُ َتن َِّط ُع َ‬ ‫فاحلديث علم من �أعالم النبوة‪ ،‬فقد ر�أيت ور�أى النا�س �أن كل متنطع يف الدين ينقطع ويهلك‪.‬‬

‫ُث َّم ختم ال َّنب ُِّي َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم احلديث بو�صية خفيفة على النفو�س‪ ،‬وهي يف غاية النفع‪،‬‬ ‫الر ْو َحةِ َو َ�ش ْيءٍ مِ َن ال ُّد َ‬ ‫جلةِ »‪،‬‬ ‫ا�س َتعِينُوا بِالْغَ ْد َو ِة َو َّ‬ ‫فقال َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم على �سبيل الأمر‪َ «:‬و ْ‬ ‫هذا توجيه كرمي �إلى اال�ستعانة على العبادة ب�إيقاعها يف الأوقات املن�شطة‪ :‬كالْغَ ْد َو ُة وهي �أَ َّو ُل‬ ‫الر ْو َح ُة � ِآخ ُر ُه‪� ،‬أي ال�سري بعد الزوال؛ َو ِل َذا �شرُ َِع‬ ‫الن َ​َّهارِ ‪ ،‬ما بني �صالة الغداة وطلوع ال�شم�س‪َ ،‬و َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�ص َل َو ِ‬ ‫ات‪َ ،‬وال ُّدلجْ َ ُة؛ هِ َي ال�سري يف �آخر‬ ‫ل‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫فيِ َه َذ ْينِ ا ْل َو ْق َتينْ ِ َ�صلاَ ُة ا ْل َف ْجرِ َو َ�صلاَ ُة ا ْل َع�صرْ ِ‪َ ،‬و ُه َم‬ ‫َّ‬ ‫ِني ب َِ�ش ْيءٍ مِ ْن ِق َي ِام ال َّل ْيلِ فيِ �أَ َّولِهِ �أَ ْو َو ْ�سطِ هِ �أَ ْو � ِآخرِ هِ‪ ،‬ب َِح َ�س ِب َما َي َت َي�سرَّ ُ َلهُ ‪ .‬فهذه‬ ‫ال َّل ْي ُل‪َ ،‬ف َي ْ�س َتع ُ‬ ‫احل�سية مع‬ ‫أ�سفار‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫والبعيدة‬ ‫القريبة‬ ‫امل�سافات‬ ‫لقطع‬ ‫الوحيد‬ ‫ال�سبب‬ ‫أنها‬ ‫�‬ ‫كما‬ ‫الثالثة‬ ‫الأوقات‬ ‫ِّ‬ ‫راحة امل�سافر‪ ،‬فهي ال�سبب الوحيد لقطع ال�سفر الأخروي‪ ،‬و�سلوك ال�رصاط امل�ستقيم‪ ،‬وال�سري �إلى‬ ‫الله �سري ًا جميالً‪ ،‬فمتى ا�ستعان العبد على مداومة العبادة‪ ،‬و�أخذ نف�سه و�شغلها باخلري والأعمال‬ ‫ال�صاحلة املنا�سبة لوقته؛ � ّأول نهاره و�آخره‪ ،‬و�شيئ ًا من ليله ‪ -‬وخ�صو�ص ًا �آخره ‪ -‬ح�صل له من‬ ‫اخلري والفالح �أكمل حظ و�أوفر ن�صيب ونال ال�سعادة والفوز والنجاح‪ ،‬ومت له النجاح يف راحة‬ ‫وطم�أنينة‪ ،‬مع ح�صول مقا�صده الدنيوية‪ ،‬و�أغرا�ضه النف�سية‪ ،‬وهذا من �أكرب الأدلة على رحمة‬ ‫الله بعباده بهذا الدين الذي هو مادة ال�سعادة الأبدية؛ �إذ اختاره لعباده و�أو�ضحه على �أل�سنة ر�سله‪،‬‬ ‫وجعله مي�رس ًا م�سهالً‪ ،‬و�أعان عليه من كل وجه ولطف بالعاملني‪،‬وحفظهم من القواطع والعوائق‪.‬‬ ‫ِيث َبلَغَ وامتثل َو مَ ْ‬ ‫َف َم ْن �أَ َخ َذ ب َِه َذا الحْ َ د ِ‬ ‫«و َجاهِ ُدوا فيِ ال َّلـهِ َح َّق ِج َهادِ هِ‪ُ .‬ه َو‬ ‫ل َي ْن َقطِ ْع‪ ،‬لقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫الدينِ مِ ْن َح َر ٍج »‪.15‬‬ ‫اج َت َباكُ ْم ‪َ .‬و َما َج َع َل َع َل ْيكُ ْم فيِ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أيها القارئ‪� :‬أ ْعظ ُم َما يمَ ْ ل ُِك ُ‬ ‫ار َة‬ ‫امل�ؤْمِ ُن �إِ َ‬ ‫ار َة ت َُوازِ ي َخ َ�س َ‬ ‫ميانَهُ ‪َ ،‬و�أ َ�ش ُّد َما َيخْ �سرَ ُ دِ ينَهُ ‪َ ،‬و اَل َخ َ�س َ‬ ‫ان َحرِ ًّيا ب ُ‬ ‫ميانَهُ ‪َ ،‬و ُي َر ِّقيهِ فيِ ُ�س َّل ِم‬ ‫الدينِ ؛ َو ِل َذا كَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِامل�ؤْمِ نِ �أَ ْن َي ْع َل َم َما َي ْح َف ُظ َع َل ْيهِ دِ ينَهُ ‪َ ،‬و ُي َق ِّوي �إِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات ِل َي ْبلغَ ا ْلك َ​َم َ‬ ‫اء فيِ َحد ِ‬ ‫ا ْل ِع َب َاد ِ‬ ‫ِيث �أن ِ‬ ‫َ�س ‪َ -‬ر ِ�ض َي اللهُ‬ ‫ال �أ ْو ُي َقارِ َبهُ ‪ُ ،‬د َ‬ ‫ون �أ ْن ُي ْق َط َع ب َِ�س َب ِب �إِيغَ الِهِ ‪َ ،‬و َق ْد َج َ‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َعنْهُ ‪َ -‬ق َ‬ ‫ِني‪َ ،‬ف�أَ ْوغِ ُلوا فِيهِ بِرِ ْف ٍق »‪.16‬‬ ‫الد َ‬ ‫ول ال َّلـهِ َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم‪� «:‬إِ َّن َه َذا ِّ‬ ‫ين َمت ٌ‬ ‫الدينِ ؛‬ ‫ِيها ت َْو ِجيهٌ ِ�إ َلى َع َد ِم ُم َ�ش َّاد ِة ِّ‬ ‫ِ�إ َّن ال َّد ْع َو َة ال َّن َبوِ َّي َة ِ�إ َلى ال�سري فيِ هذا ِّ‬ ‫الدينِ القوي بِرِ ْف ٍق‪ ،‬ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اليغَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال فِيه ِب ُق َّو ٍة ُي�ؤ َِّدي �إِ َلى ُ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫مِ‬ ‫اِ‬ ‫ريا‬ ‫ِ ألَ َّن ْ إِ‬ ‫وج َن ِّ‬ ‫الدين‪َ ،‬وكَ ث ً‬ ‫اع �أوِ ا ُر ِ‬ ‫امل َ�ش َّادةِ‪َ ،‬و ْن ث َّم �إِلى ال ْنقِط ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يغَ‬ ‫ار ُهم‬ ‫الدينِ ِبق َّو ٍة تَزْ كِ َية ال َّنف ِ‬ ‫َما �أَ ْو َرث ِْ إ‬ ‫ِّ‬ ‫وء الظ ِّن بِامل ْ�سلِمِ َ‬ ‫ال ال فيِ‬ ‫�س َوال ُع ْج َب ب َِها‪َ ،‬و ُ�س َ‬ ‫ني َو ْ‬ ‫اح ِتق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوكَ َراهِ َيت َُه ْم‪ ،‬كَ َما َوق َع فيِ ذل َِك ط َوائ ُِف مِ ْن �أ ْهلِ الْغُ ُل ِّو؛ ف�إِن َُّه ْم َّ‬ ‫ملا �أ ْح َ�سنُوا الظ َّن ِب�أ ْنف ِ�سهِ ْم َو�أ ْعجِ ُبوا‬ ‫اءوا َّ‬ ‫الظ َّن بِغَ يرْ ِهِ ْم‪َ ،‬ف َر َم ْوا َم ْن مَ ْ‬ ‫اء ُه ْم‬ ‫بمِ ُ ْع َت َقدِهِ ْم َوعِ َب َادتِهِ ْم؛ �أَ َ�س ُ‬ ‫ا�ست َ​َح ُّلوا دِ َم َ‬ ‫ل ُي َواف ِْق ُه ْم بِا ْلكُ ْفرِ ‪ُ ،‬ث َّم ْ‬ ‫اليغَ ُ‬ ‫َو�أَ ْع َر َ‬ ‫ال�سنَّةِ �إِ َلى ا ْلب ِْد َعةِ ‪،‬‬ ‫ا�ض ُه ْم َو�أَ ْم َوا َل ُه ْم‪َ ،‬ف�أَ َّدى بِهِ ُم ْ إِ‬ ‫ِّ‬ ‫ال فيِ‬ ‫الدينِ �إِ َلى ُم َ�ش َّادتِهِ َوالخْ ُ ُر ِ‬ ‫وج مِ َن ُّ‬ ‫َ‬ ‫وج ُب ا ْل ُع ُقو َبة ِبت َ​َح ُّملِ دِ َماءِ ُ‬ ‫ني َوالْغَ ْدرِ بِهِ ْم‪ ،‬وهذا مخالف متاما ملنهج‬ ‫ال�سلاَ َمةِ �إِ َلى َما ُي ِ‬ ‫امل ْ�سلِمِ َ‬ ‫َومِ َن َّ‬ ‫النبوة‪ ،‬فلقد كان ر�سول الله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬يتعامل باحلكمة مع املنافقني‪ ،‬ويق�ضي‬ ‫بينهم مبا يظهرونه من الإ�سالم‪ ،‬وهو يعلم كذبهم ونفاقهم‪ ،‬فكيف به�ؤالء ي�ستحلون تكفري من‬ ‫ي�شهد �أن ال �إله �إال الله و�أن محمدا ر�سول الله‪ ،‬وهم قطعا ال يعلمون �شيئا عنهم؟ َوكَ َذل َِك َغلاَ �أَ ْق َو ٌام‬ ‫اع ا ْل ِب َد ِع‪َ ،‬و َج َع ُلوا مِ ْن �شرَ ِي َعتِهِ ْم‬ ‫َف َق�صرَ ُ وا َمن َْه َج َّ‬ ‫ال�س َل ِف َع َلى َطا ِئ َفتِهِ ْم‪َ ،‬و َر َم ْوا َغيرْ َ ُه ْم ب َِ�شتَّى �أَن َْو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مَ‬ ‫َودِ ينِهِ ْم ت َْ�صن َ‬ ‫َّمِ‬ ‫هِ‬ ‫َّ‬ ‫يمةِ َوالْغِ ي َبةِ َوا ْلقِيلِ َوا ْل َقالِ ‪َ ،‬و اَل عِ لاَ َج‬ ‫ن‬ ‫ِال‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِق‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ِيف َم ْ‬ ‫ُ َ ُ ْ فيِ‬ ‫ِّ ْ َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َِه ِذ ِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫اَّ‬ ‫ِ‬ ‫ةِ‬ ‫عِ‬ ‫يء ا ْل َع ْب ُد َظنَّهُ ِب َن ْف ِ�سهِ ‪َ ،‬و اَل ُي ْع َج َب ِب َع َملِهِ ‪َ ،‬و َي ْق ِ�ض َي َع َلى ُغ ُرورِ ِه‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ج‬ ‫امل‬ ‫الظ َواهِ رِ‬ ‫ِ‬ ‫زْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان َ�ش ْيئًا مِ ْن َع رَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِمِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ْ‬ ‫ثاتِهِ ْم‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ال�ش‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫ل‬ ‫�س‬ ‫امل‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫الظ‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫�س‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫َا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫�س‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫زَ‬ ‫ْ َ ِ ْ ْ َ هُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫بِالن َ​َّظرِ ِ�إ َ ِّ‬ ‫ِّ ِ َ‬ ‫َ َ ِْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاَّ‬ ‫غَ‬ ‫ْ‬ ‫الكْ َرا ِه َوا ْهلِ ؛ ِل َئ َيق َع‬ ‫ير ال َّت�أوِ يلِ َو إِ‬ ‫�س ل ُه ْم َم َعاذِ َ‬ ‫ن َ​َظ َر �إِ َلى َح َ�سنَاتِهِ ْم‪ ،‬ف طى ب َِها َ�س ِّيئَاتِهِ ْم‪َ ،‬والت َ​َم َ‬ ‫ِيما ُي ْهلِكُ هُ َو ُيو ِب ُقهُ ‪.‬‬ ‫ف َ‬ ‫عزيزي القارئ‪ :‬هذه هي ق�ضايا هذا احلديث‪ ،‬يريد �صلى الله عليه و�سلم �أن يقرب �إلى الأفهام‬ ‫�أن هذا الدين لي�س باملغالبة‪ ،‬و�إمنا هو بالي�رس وبال�سهولة‪ ،‬وب�أخذه بالتي هي �أح�سن؛ لأن الله‬ ‫تعالى ي�رسه للنا�س‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ن َُع ُ‬ ‫ال�س َد َاد فيِ ا ْل َق ْولِ َوا ْل َع َملِ ‪.‬‬ ‫وذ بِال َّلـهِ ‪َ -‬ت َعا َلى ‪ -‬مِ َن الْغُ ُل ِّو َوالجْ َ ْهلِ َوا ْل َه َوى‪َ ،‬ون َْ�س�أ ُلهُ َّ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪� )1‬آل عمران‪.31 :‬‬ ‫‪َ )2‬ر َو ُاه ال ُْبخَ ارِ ُّي يف كتاب الإميان‪ ،‬باب الدين ي�رس‪ ،‬رقم‪ /)39( :‬وم�سلم (‪.)2816‬‬ ‫‪ )3‬م�سند الإمام �أحمد‪ 479/ 3( ،‬رقم‪. )15618 :‬‬ ‫‪َ )4‬ر َو ُاه الإمام �أَ ْح َم ُد‪ 455/ 33( ،‬رقم‪. )20347:‬‬ ‫‪ )5‬رواه الإمام م�سلم يف �صحيحه (‪ ،2074/ 4‬رقم‪. )2699:‬‬ ‫‪ )6‬الن�ساء‪66 :‬‬ ‫‪ )7‬الأعراف‪.157 :‬‬ ‫‪ )8‬رواه البخاري‪ ،‬باب‪ :‬من ترك قتال اخلوارج‪ ،‬ج‪� ،9:‬ص‪ ،17:‬رقم احلديث‪� /.3610:‬صحيح م�سلم‪ :‬باب‪:‬‬ ‫ذكر اخلوارج و�صفاتهم‪،‬ج‪� ،2 :‬ص‪ ،742:‬رقم‪.1064 :‬‬ ‫‪ )9‬م�سند الإمام �أحمد‪ ،‬ج‪� ،31:‬ص‪.306:‬‬ ‫‪ )10‬م�سند الإمام �أحمد‪ ،‬ج‪� ،38:‬ص‪.61:‬‬ ‫‪� )11‬سورة التغابن‪.16:‬‬ ‫‪� )12‬سنن �أبي داود‪ ،‬باب‪� :‬صالة القاعد‪ ،‬ج‪� ،2:‬ص‪.208:‬‬ ‫‪� )13‬سنن �أبي داود‪ ،‬ج‪� ،1 :‬ص‪.287 :‬‬ ‫‪� )14‬صحيح م�سلم‪ ،‬ج‪�،4 :‬ص‪.2055:‬‬ ‫‪� )15‬سورة احلج‪. 78 :‬‬ ‫‪ )16‬اجلامع ال�صحيح لل�سنن وامل�سانيد‪ ،‬باب‪ :‬االقت�صاد يف والعمل وترك التكلف‪ ،‬ج‪� ،8 :‬ص‪.97:‬‬


‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫بوادر موسم فالحي جيد‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫‪11‬‬

‫الإنفاق يف �سبيل اهلل‬ ‫‪-‬‬

‫يبدو أن مسؤولي الغرفة الفالحية لجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬ومعهم سائر سكان‬ ‫هذه الجهة متفائلون بموسم فالحي جيــد‪،‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬بفضل التساقطات المطرية التي‬ ‫شهدتها المنطقة‪ ،‬وسائــر تراب المملكــة‪،‬‬ ‫والتي جاءت متوازنــة وفي وقتهـا وبفضل‬ ‫الجهود المبذولة من طرف سائر المتدخلين‬ ‫في هذا القطاع بالجهة‪ ،‬إداريين وتقنييـــن‬ ‫ومهنيين‪..‬‬ ‫ومعاوم أن جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫تمتلك إمكانيات فالحية هائلة وتطمح إلى‬ ‫تحقيق نتائج كبيرة انطالقا من السنة القادمة‪،‬‬ ‫حيث ينتظر أن ينتقل رقم معامالت القطاع‬

‫الفالحي من ‪ 7939‬مليون درهم سنة ‪2010‬‬ ‫إلى ‪ 18067‬مليون دره��م سنة ‪ .2020‬في‬ ‫حين ستشهد وتيرة إحداث فرص الشغل نموا‬ ‫ملحوظا‪ ،‬حيث سترتفع من ‪ 26640‬يوم عمل‬ ‫إلى ‪ 49271‬يوم عمل في أفق ‪.2020‬‬ ‫وتفيد اإلحصائيات المتوفرة‪ ،‬أن اإلنتاج‬ ‫النباتي بالجهة سوف يصل إلى ‪ 526‬ألف طن‬ ‫من الحبوب و‪ 75‬ألف طن من البواكر‪ ،‬و‪1777‬‬ ‫ألف طن من الزراعات الموسمية‪ ،‬و‪646.5‬‬ ‫ألف طن من زراعة الزيتون و‪190‬ألف طن من‬ ‫الحوامض و‪ 125‬ألف طن من األشجار المثمرة‪.‬‬ ‫كما أن إنتاج لحوم األبقــار سينتقل إلى‬ ‫‪ 47880‬طنا‪ ،‬ولحوم األغنام والماعز‪ ،‬إلى‬

‫‪ 16540‬طنــا‪ ،‬والدواجن‪ ،‬إلى ‪ 48000‬طن‬ ‫والحليب‪ ،‬إلى ‪ 408‬مليون لتر‪.‬‬ ‫يذكر‪ ،‬أنه بمناسبــة انطـالق الموسم‬ ‫الفالحي الجديد‪ 2018 ،‬ـ ‪ ،2019‬تم اإلعالن عن‬ ‫عدد من التدابير والتحفيزات لفائدة الفالحين‪،‬‬ ‫سواء على مستوى البذور (‪ 2,2‬مليون قنطار)‬ ‫واألسمدة (‪ 680‬ألف طن)‪ .‬وفيما يخص الري‪،‬‬ ‫فسيتابَع تجهيز الضيعات بنظام الري الموضعي‬ ‫لتبلغ المساحة ‪ 610‬ألف هكتار مع عصرنة‬ ‫شبكات الري‪ ،‬وتوزيع ‪ 3‬مليارات و‪ 37‬مليون‬ ‫متر مكعب من أجل ضمان انطالق عمليات زرع‬ ‫الحبوب والزراعات السكرية واألشجار المثمرة‪.‬‬

‫حول ما يهم ‪ ...‬الصحافة المكتوبة !‬ ‫كالم اهلل كالم عظيم اليقبل ـ البتة ـ تعرضه للتحريف‪ ،‬ألنه صادر عن خالق هذا الكون‪ .‬ونفس األمر ينطبق‬ ‫على األحاديث النبوية الشريفة التي ال يمكنها بأي حال من األحوال أن تتعرض لنفس المصير‪ ،‬ألن مصدرها يعود‬ ‫إلى الصادق األمين وسيد الخلق أجمعين‪.‬‬ ‫وأما مرد هذا االنطباع‪ ،‬فيعود إلى كوني كثيرا ما وقفت من خالل الصحافة المكتوبة‪ ،‬تحديدا‪ ،‬على آيات‬ ‫قرآنية محرفة أوعلى أحاديث نبوية مشوهة‪ ،‬سواء على مستوى الكلمة أو المعنى أو ما شابه ذلك‪ ،‬وفي النهاية‬ ‫يكون مصيرالصحف‪ ،‬بعد مطالعتها‪ ،‬اإللقاء بها أرضا من طرف العموم‪ ،‬حيث النجاسة ‪ ..‬واإلهمال‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬كنت أتساءل دائما لماذا يعمد الكتاب أو هواة الكتابة‪ ،‬على األصح‪ ،‬إلى االستدالل باآليات القرآنية‬ ‫أو باألحاديث النبوية‪ ،‬دون التأكد من ضبطها جيداً ؟‬ ‫هل يعمدون إلى ذلك ـ فقط ـ إلظهار صالحهم أو اطالعهم وتشبعهم بالثقافة والمعرفة الدينية؟ بيد أن‬ ‫هذه األخيرة‪ ،‬ربما هي براء منهم‪ ،‬براءة الذئب من دم يوسف‪ ،‬ألن الدين هو القول والعمل والمعاملة والسلوك‬ ‫اليومي للمرء‪.‬‬ ‫وهم بأخطائهم تلك‪ ،‬وإن كانت غير مقصودة في غالب األحيان‪ ،‬يتسببون في متاعب جمة لرجال مهنة‬ ‫المتاعب العاملين بالصحف‪ ،‬وخاصة المكلفين بمراجعة النصوص وتصحيحها‪ ،‬حيث يضطرون إلى التفكير‬ ‫والبحث‪ ،‬انطالقا من محصولهم العلمي المتواضع في هذا المضمار‪ ،‬واعتمادا على وسائلهم الخاصة‪ ،‬مع ما‬ ‫يتطلب ذلك من وقت‪ ،‬من أجل أن يكون مصير المنشور في النهاية‪ ،‬بعد صدوره ومطالعته‪ ،‬عرضة للعبث به أو‬ ‫الدوس عليه باألقدام بالشارع العام !‬ ‫والحق أقول أن ال لوم على الكتاب المتمكنين من عملهم‪ ،‬وأما الكتاب الذين يستشهدون باآليات القرآنية أو‬ ‫األحاديث النبوية‪ ،‬دون ضبطها جيداً‪ ،‬إذ تكون ـ أحيانا ـ خارجة عن الموضوع‪ ،‬بل وإطنابا‪ ،‬ال أقل وال أكثر‪ ،‬فاألفضل‬ ‫لهم أن اليتجرؤوا على الخالق وعلى سيد الخلق‪ ،‬استهتارا‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫ثم إن اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬يكون المنبر المثالي الذي يليق بها متجليا في المجالت والكتب‬ ‫‪ /‬السلسالت التي يديرها أهل االختصاص والتي غالبا ما تكون محفوظة ومصانة‪ ،‬ويعتقد أن المصحف الكريم‬ ‫وتفسيره متوفران في كل بيت‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬لمن أراد أن يتفقه في أمور ديننا الحنيف‪.‬‬ ‫عاشت الكتابات المضبوطة والجادة‪ ،‬حول الراهن‪ ،‬وسلمت أقالمها من كل مداد «شارد»‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫شكر على تعزية‬ ‫على إثر وفاة المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫لطيفة ال�سعيدي‬

‫المتقاعدة ـ قيد حياتها ـ ببنك المغرب‬ ‫والتي وافتها المنية بتاريخ ‪ 5‬يناير‪ ،2019‬يتقدم أفراد عائلة السعيدي‬ ‫والمفرج واألقارب بشكرهم الجزيل لكل من واساهم في مصابهم الجلل‪،‬‬ ‫سواء بالحضور‪ ،‬أو عبر وسائل االتصال‪ ،‬راجين منه تعالى أال يريهم‬ ‫مكروها في عزيز لديهم‪ ،‬وأن يرزقهم بموفور الصحة ويبارك في عمرهم‪.‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫تبط بالبشر أشد االرتباط‪ ،‬بحيث ال يمكنهم االستغناء عنه‪،‬‬ ‫ألن باإلنفاق يحقق اإلنسان جلب قوته الذي تتوقف حياته وتحركه‬ ‫والقيام بمختلف وظائفه‪ ،‬وبذلك تحفظ له كرامته واستغناؤه عن‬ ‫غيره‪.‬‬ ‫ولإلنفاق هدف معلوم‪ ،‬متعارف عليه‪ ،‬باإلضافة إلى أنه أنواع وأساليب‬ ‫شتى‪ ،‬حتى إذا كان المرء المنفق مسلما اختلف مفهومه‪ ،‬وتنوعت أهدافه‬ ‫وأساليبه‪ .‬وإذا كانت تعاليم السماء والقوانين الوضعية تُلزم رب األسرة‬ ‫باإلنفاق على نفسه وعلى أبنائه‪ ،‬فإن تعاليم اإلسالم تتعدى ذلك إلى‬ ‫اإلنفاق في سبيل اهلل‪ ،‬وفي وجوه الخير والبر واإلحسان‪ ،‬يقول كاتب‬ ‫مسلم‪« :‬ينفق اإلنسان ما أعطاه اهلل من مال بكامل إرادته واختياره‪،‬‬ ‫فتتعدد نواحي اإلنفاق وتتباين أغراضه وتختلف أهدافه‪ ،‬فالمال أوال‬ ‫وأخيرا مال اهلل‪ ،‬يرزق من يشاء بغير حساب‪ ،‬ويبين القرآن الكريم كيف‬ ‫يكون ذلك المال طريقا للجنة أو طريقا للسعير‪ ،‬وال إجبار علينا في كلتا‬ ‫الحالتين‪ ،‬والمؤمن يدرك أن اهلل وحده هو الرزاق‪ ،‬وأن األسباب من عنده‪،‬‬ ‫وأنها ال تؤدي إلى حصول الرزق إال بأمره ومشيئته»‪ .‬ويجب أال يغيب عنا‬ ‫جميعا‪ ،‬أن المؤمن حين ينفق من ماله‪ ،‬فإنه ال ينفقه لهوا وعبثا‪ ،‬وإنما‬ ‫ينفقه ابتغاء مرضات اهلل وفيما أمره اهلل به وحببه إليه‪ ،‬وشتان ما بين‬ ‫إنفاق المؤمن وغير المؤمن‪ ،‬فالفرق بينهما فرق ما بين السماء واألرض‪،‬‬ ‫فالمؤمن يعطي من ماله‪ ،‬والكافر يعطي من ماله‪ ،‬وال فرق بينهما في‬ ‫العمل الظاهر‪ ،‬بل قد يزيد عمل الكافر كما عن عطاء المؤمن‪ ،‬لكن الفرق‬ ‫ين‬ ‫كبير والبون شاسع بين عطاء الكافر الذي وصفه اهلل بـ ‪َ ّ « :‬م َث ُل ّ َالذِ َ‬ ‫ك َف ُروا ِب َر ّ ِبهِ ْم �أَ ْع َم ُالهُ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫يح يِف َي ْو ٍم عَ ِ‬ ‫ا�ص ٍ‬ ‫الر ُ‬ ‫ك َر َمادٍ ْا�شت ّ َ​َد ْت ِب ِه ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك َ�س ُبوا عَ لى َ�ش ْي ٍء ذل َ‬ ‫ون ممِ ّ َا َ‬ ‫ِيد» (إبراهيم‬ ‫ِك هُ َو ال�ضلل ال َبع ُ‬ ‫اّ َل َيقْدِ ُر َ‬ ‫«ك َ�ش َج َرةٍ َط ّ ِي َب ٍة �أَ ْ�ص ُلهَ ا َثا ِب ٌ‬ ‫‪ ،)21‬وبين عطاء المؤمن الذي هو ‪َ :‬‬ ‫ت‬ ‫ك َلهَ ا ُ ّ َ‬ ‫ال�س َما ِء ُت�ؤْتِي �أُ ُ‬ ‫�ض ُب‬ ‫َو َف ْر ُعهَ ا يِف ّ َ‬ ‫كل حِ ٍ‬ ‫ني ِب ِ�إ ْذ ِن َر ّ ِبهَ ا َو َي رْ ِ‬ ‫هّ َ ُ‬ ‫الل ْ أَ َ‬ ‫ّا�س َل َع ّ َلهُ ْم َيت َ​َذ ّ َ‬ ‫ون‬ ‫ون» (إبراهيم ‪َ ّ « ،)27‬م َث ُل ّ َالذِ َ‬ ‫ين ُين ِف ُق َ‬ ‫ك ُر َ‬ ‫ال ْم َثال لِل َن ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ك َم َث ِل َح ّ َب ٍة �أَن َبت ْ‬ ‫َت َ�س ْب َع َ�سنَا ِب َل يِف ُ‬ ‫الل َ‬ ‫ك ّ ِل ُ�سن ُب َل ٍة‬ ‫ِيل هّ َ ِ‬ ‫�أ ْم َوالهُ ْم يِف َ�سب ِ‬ ‫ِما َئ ُة َحب ٍة و هّ َ ُ‬ ‫الل ُي َ�ضاعِ ُ‬ ‫ف لمِ َن َي َ�شا ُء» (البقرة ‪.)261‬‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫فالكافر يعطي للدنيا فتعطيه أو ال تعطيه‪ ،‬والمؤمن يعطي لآلخرة‬ ‫فيعطيه اهلل في الدنيا واآلخرة‪ ،‬بغير حساب وال حدود‪.‬‬ ‫وإن المسلم المنفق للمال في سبيل اهلل‪ ،‬ليفعل ذلك بمحض إرادته‬ ‫واختياره‪ ،‬ليجني من الخير عاجله وآجله‪ ،‬حيث ينفق القليل‪ ،‬ليجني الكثير‬ ‫في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وفوق ذلك‪ ،‬فإنه حين ينفق في سبيل اهلل يستشعر‬ ‫بأنه قريب من ربه وخالقه ورازقه‪ ،‬وبما في ذلك القرب من طمأنينة للقلب‬ ‫وراحة للنفس وأمن وأمان من اهلل‪ ،‬وهذا يجد في قلبه حالوة اإليمان‪،‬‬ ‫واألنس برضاه تبارك وتعالى‪ ،‬ويرى من عاجل الخير كذلك البركة في‬ ‫صحته وماله وأهله ورزقه‪ ،‬وفي تأمينه من مصائب الدنيا وتقلبات األيام‪،‬‬ ‫ومن لم تسعفه الظروف‪ ،‬ولم يتسن له اإلنفاق في األوجه السابقة الذكر‪،‬‬ ‫فإن من رحم اهلل بعباده أن فتح أمامهم أبوابا عديدة تعوضهم عن‬ ‫اإلنفاق والجود والسخاء‪ ،‬منها على سبل المثال العمل الصالح والكلمة‬ ‫الطيبة‪.‬‬ ‫رب ما ّ‬ ‫أجل قدرتك! وما أوسع رحمتك التي وسعت كل شيء! وما أعظم‬ ‫مغفرتك التي تغفر بها الذنوب جميعا‪ ،‬إال الشرك بك تشمل المذنبين‬ ‫والمسيئين والعصاة‪ ،‬ألنك أنت العفو الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫ومنذ أن خرج أجدادنا من الجهل والجهالة بفضل اهلل ‪-‬وبفضل‬ ‫الفتح العربي اإلسالمي‪ -‬ونحن شعب قوي متكتل عريق في التاريخ والعز‬ ‫والمجد‪ ،‬موحد في الدين واللغة والفكر‪ ،‬إلى أن ابتلينا باالستعمار الغاشم‬ ‫الظالم حتى ظهرت فئات من أبناء جلدتنا‪ ،‬نابت عن االستعمار في محاربة‬ ‫الدين والعربية وطمس هويتنا اإلسالمية‪ ،‬واجتهدت في إحياء ونشر‬ ‫العادات واألعراف واللهجات المحلية الضيقة‪ ،‬وال تنفق في سبيل اهلل البتة‬ ‫ إال من رحم اهلل ‪ -‬وينفقون عوض ذلك‪ ،‬في اللهو والشهوات والملذات‬‫والمهرجانات والحفالت والنزه والرحالت المكلفة ما ال يتصور من النفقات‪،‬‬ ‫وكأن بلدنا يعيش في بحبوحة الرفاهية والسعة‪ ،‬خال من الفقر والجهل‬ ‫ومن الجياع الحفاة العراة‪ ،‬ومن المشردين وأبناء الشوارع‪ ،‬الذين هم عار‬ ‫في جبين المجتمع‪ ،‬المقصر في حقهم‪ ،‬ومن المرضى المحتاجين للدواء‬ ‫والرعاية‪ ،‬ومن العجزة والمسنين واليتامى الذين اكتظت بهم دور اإليواء‬ ‫وضاقت‪.‬‬ ‫اللهم ارزقنا الخشية منك‪ ،‬وامأل قلوبنا رحمة بأنفسنا وبغيرنا يا رب‬ ‫العالمين‪.‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‪:‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫�أحمد بن علي ْ‬ ‫اغ ِز ِّيل‪:‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫اإلمامة والخطابة‪ :‬تبعٌ للتدريس‪ ،‬فحيثما درّس وخطب‪.‬‬

‫هو الفقيه القاضي أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم ْ‬ ‫اغ ِزيِّل األنجري‪ ،‬الرّميلي‪.‬‬

‫والدته‪:‬‬

‫وُلد رحمه اهلل بقبيلة أنجرة – مدشر الرّمِيالت حوالي سنة ‪1284‬هـ‪1867 /‬م‪.‬‬

‫نشأته وطلبه للعلم‪:‬‬ ‫نشأ بقبيلته أنجرة ببيت علم وصالح بحضن والده الفقيه علي بن محمد ْ‬ ‫اغ ِزيِّل‪ ،‬الذي رعاه‬ ‫واعتنى به‪ ،‬حتى اشتدّ عوده‪ ،‬وارتوى ‪...‬‬ ‫إذ حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق األزرق‪ ،‬وأتقنه إتقانا‪ ،‬مراعيا فيه وقف‬ ‫الهبطي‪ ،‬مع اإللمام بمبادئ اللغة‪ ،‬وقواعد الشرع الحنيف‪ّ ،‬‬ ‫كل ذلك على يد والده وأعمامه ‪..‬‬ ‫فلمّا سطعت منه أنوار النّباهة أذن له أعمامه في التّنقل بين المداشر والقرى‪ ،‬لالستزادة‬ ‫من العلوم‪ ،‬سنة (‪1298‬هـ‪1881/‬م)‪ ،‬ومن القرى التي نزل بها‪:‬‬ ‫عين بيضاء بقبيلة سُماتة‪ ،‬وبها ارتشف من حياض الفقيه المقرئ المتفنّن أحمد بن يرمق‪،‬‬ ‫الذي الزمه مدة خمس سنوات‪ ،‬ح ّقق معه فيها جملة علوم‪ ،‬وهي‪ :‬علم القراءات‪ ،‬والتفسير‪،‬‬ ‫والعقيدة‪ ،‬والفقه‪ ،‬واألصول‪ ،‬والنحو‪ ،‬واللغة‪ ،‬والحساب ‪ ...‬ثم أجازه إجازة عامة‪.‬‬ ‫لهرة بقبيلة بني كرفط‪ ،‬وبها ثنى ركبتيه بين يدي الفقيه المفتي والقاضي عبدالسالم‬ ‫بلحاج الصرّوخ‪ ،‬مستفيدا من مجالس الحديث والسيرة والتوحيد والفرائض والمنطق ‪ ..‬إلى أن‬ ‫حظي بإجازته أيضا‪.‬‬ ‫مَ مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب‪ ،‬و َقصدُه رحاب‬ ‫وفي سنة ‪1307‬هـ‪1890 /‬م‪ ،‬أَ ّ‬ ‫جامع القرويين‪ ،‬لألخذ عن كبار أعالمها‪ ،‬والراسخين من فقهائها‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫الفقيه األديب التهامي بن المدني كنون(ت‪1331‬هـ‪1913/‬م)‪.‬‬ ‫وشيخ الجماعة الفقيه األصولي أحمد بن الخيّاط الزّكاري(ت‪1343‬هـ‪1925/‬م)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫النّظار أحمد بن الجياللي األمغاري(ت‪1352‬هـ‪1934/‬م)‪.‬‬ ‫والفقيه العمدة‬ ‫وتوّجت تلك المدّة التي انتهت سنة ‪1313‬هـ‪1896/‬م بإجازات علمية عن أساطين فاس‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫بالنُّفرة ألداء زكاة العلم بقبيلته التي أتى منها‪.‬‬ ‫كانت إيذانا له‬

‫خصاله ‪:‬‬ ‫كان رحمه اهلل كريما‪ ،‬سمحا‪ ،‬متفانيا في سبيل الخير‪ ،‬عدال‪ ...‬قالت حفيدته األستاذة ليلى‬ ‫كنون‪( :‬عاش راضيا جواد‪ ،‬مرفوع الرأس شهابا‪ ،‬أبدا لم يحمل سوءاً ألحد أو عتابا)‪.‬‬

‫وظائفه ‪:‬‬ ‫التدريس واإلمامة‪ ،‬والقضاء‪.‬‬

‫التدريس‪ :‬درّس حسبة هلل تعالى بمداشر أنجرة‪ :‬بولعيشيش‪ ،‬الزاوية‪ ،‬منكرالة‪ ،‬عين حمرا‪،‬‬ ‫حسانة‪ ،‬الحمومي‪ ،‬الرميالت ‪ ..‬كتبا متنوعة‪ ،‬ك ّلها غالبا تصبّ في‪ :‬العقيدة والفقه واللغة‪.‬‬

‫�شخ�صيات فاعلة‬ ‫خلدها التاريخ‪...‬‬

‫‪-‬‬

‫الفقيه القا�ضي‬

‫اسمه ونسبه‪:‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫القضاء‪ :‬تو ّلى قضاء قبيلة أنجــرة بظهيــر شريف من السلطان مولى يوسف مؤرّخ‬ ‫ب ‪1330‬هـ‪1912/‬م‪ .‬وبتزكية من وزير العــدل بالحكومـة الخليفيــة بتطوان‪ :‬الفقيه أحمد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخطة من عام ‪1334‬هـ‪1914/‬م إلى أن وافته المَنيّة‪.‬‬ ‫وظل متو ّليا هذه‬ ‫الرهوني(ت‪1373‬هـ)‪،‬‬

‫شهادات قيلت فيه ‪:‬‬ ‫وسمه تلميذه الشيخ أحمد بن محمد الخمال العمراني الحوزي في كناش له‪ ،‬ب‪( :‬الفقيه‬ ‫المحقق‪ ،‬العالم العالمة المدقق‪ ،‬الفهامة الدّراكة‪ ،‬النوازلي‪.)..‬‬ ‫كان القاضي محمد بن عبدالسالم بنعجيبة يعتمد على فتاويه‪ ،‬ويستدل بها عندما كان‬ ‫مستشارا في محكمة االستئناف‪.‬‬ ‫ح ّلته حفيدته األستاذة ليلى كنون ب‪( :‬الفقيه المربي‪ ،‬العالمة المقرئ المفتي النّوازلي‬ ‫القاضي‪.)..‬‬

‫آثـاره ‪:‬‬ ‫لم يكن رحمه اهلل ذا ولع بالكتابة‪ ،‬إذ لم يؤثر عنه سوى فتاوى وأحكام في نوازل وقضايا‪ ،‬قال‬ ‫الفقيه القاضي محمد بن عبدالسالم بنعجيبة‪( :‬كثرت فتاوى الفقيه غزيل حتى إنها لو جمعت‬ ‫لكوّنت مج ّلدا ضخما)‪ .‬وقد وقفت على كناش صغير به بعض أحكامه محفوظ ببعض المكتبات‬ ‫الخاصة‪ ،‬وأملك مصورة عنه‪ .‬من أحكامه المودعة به‪:‬‬ ‫(الحمد هلل وحده ‪ ..‬الرّجل إذا أوصى بالثلث لما بيده‪ ،‬وكان لم يوص باجنازة‪ ،‬فإنها تخرج‬ ‫من رأس المال‪ ،‬وبعده يؤدّى الدّين‪ ،‬ثمّ يقسم الباقي أثالثا‪ :‬الثلث للموصى له‪ ،‬والثلثان‬ ‫للورثة‪ ،‬والغ ّلة تكون للورثة قبل وجود األحفاد؛ كما قال الفاسي‪ ،‬والحيوان والقوت التي تنوب‬ ‫الثلث يشترى بذلك األصل حتى يوجد األحفاد‪ ،‬أو يقع اإلياس‪ ،‬وحينئذ يصير الثلث ملكا‪ ،‬وأمّا‬ ‫األصل فهو حبسٌ فال يأخذ الورثة إال غ ّلتَهُ‪ ،‬وعليه تجري نازلة حامله‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬وكتبه أحمد‬ ‫اغزيل وفقه اهلل‪ .‬هـ من ّ‬ ‫خطه)‪.‬‬

‫وفاته ‪:‬‬ ‫توفي رحمه اهلل وأثابه‪ ،‬بعد عمر حافل بالعطاء والنشاط‪ ،‬في ميدان العلم‪ ،‬خالل شهر شوال‬ ‫من سنة ‪1343‬هـ‪1925/‬م‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬

‫مصادر الترجمة ‪:‬‬ ‫ــ كناش به بعض أحكام المترجم‪.‬‬ ‫ــ مجلة صدى أنجرة‪ ،‬العدد الرابع من سنة ‪ .2015‬الصادرة عن المجلس العلمي المحلي‬ ‫للفحص أنجرة‪.‬‬ ‫ــ معلومات شفهية عن األستاذ عبد اللطيف السماللي‪.‬‬

‫محمـد زنيبـر (‪ 1923‬ـ ‪)1993‬‬

‫محمد زنيبر‪ ،‬إنسان وهب حياته للفكر‪ ،‬فأصبح من كبار رجال التاريخ العربي‪ ،‬وأحد‬ ‫أقطاب اتحاد المؤرخين العرب‪ .‬زنيبر من مواليد مدينة سال في ‪ 3‬غشت ‪ ،1923‬وهو‬ ‫من قبيلة اغمارة‪ ،‬هاجرت أسرته إلى األندلس واستقرت بها‪ ،‬ثم عادت إلى المغرب بعد‬ ‫سقوطها‪ .‬دخل الكتاب وتلقى مجموعة من العلوم اإلسالمية عن شيوخ العصر‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتهم والده الفقيه بوبكر زنيبر‪ .‬تابع دراسته االبتدائية بمدرسة أبناء األعيان بسال‪،‬‬ ‫والثانوية بـ «ليسي غورو» بالرباط‪ ،‬والعليا بفرنسا‪ .‬كان زنيبر ضمن ‪ 12‬طالبا الذين‬ ‫حصلوا على منحة دراسية مولوية الستكمال دراستهم بالعاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬التي‬ ‫حصل فيها على ثالث إجازات في األدب والفلسفة والتاريخ سنة ‪.1950‬‬ ‫شارك محمد زنيبر في الحركة االحتجاجية التي تزعمها والده بمدينة سال سنة ‪1930‬‬ ‫لمناهضة الظهير البربري في الشوارع وقراءة اللطيف بالمساجد‪ .‬وقد اعتقل محمد زنيبر‬ ‫مع والده وأخيه الطاهر‪ ،‬إثر تقديم عريضة المطالبة باالستقالل سنة ‪ ،1944‬وتعرضوا‬ ‫ألنواع الضغط واالستنطاق والتعذيب على يد القوات العسكرية الفرنسية‪ ،‬ثم نقلوا إلى‬ ‫سجن العلو‪ ،‬وواصل نضاله من خالل تعليم وتثقيف المعتقلين الوطنيين بداخل السجون‪.‬‬ ‫اشتغــل زنيبـر سنة ‪ 1950‬بالتعليم الثانوي‪ ،‬ثم عمل في أوائل االستقالل بالديوان‬ ‫الملكي للمغفور له محمد الخامس‪ ،‬ثم بوزارة الخارجية‪ ،‬ترأس قسم إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية‪ ،‬وبقي‬ ‫رئيسا به إلى سنة ‪ .1961‬حصل على دكتوراه السلك الثالث من باريس في اللغة العربية سنة ‪ .1967‬كان من‬ ‫بين األساتذة المالزمين للمكتبة‪ ،‬يقرأ وينقب ويبحث دون أن يكل أو يمل‪ ،‬كانت له قدرة خارقة على البحث‬ ‫والتنقيب والمشاركة في الندوات‪ .‬محمد زنيبر من المؤثثين للمشهد الثقافي العربي‪ ،‬ومن المساهمين في‬ ‫تأهيل الحقل المعرفي المغربي‪ ،‬ساهم في تكوين جمعيات‪ ،‬منها اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬وفي مؤتمره الثالث في‬ ‫دجنبر ‪ ،1970‬انتخب عضوا في المكتب المركزي‪ ،‬وكان من المتحمسين األوائل لتعريب مقررات تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬ساهم في اإلشراف على تحرير مجلة «الثقافة المغربية»‪ ،‬وكان عضوا في الهيئة االستشارية‬ ‫لمجلة «الكتاب المغربي»‪ .‬ورغم كونه متخصصا في تاريخ المغرب الوسيط‪ ،‬فقد كان يشرف ويناقش ويؤطر‬ ‫الباحثين في جميع التخصصات‪ ،‬وكان معروفا ومتداوال بين زمالئه وطالبه‪ ،‬بأن أحب الحقب إلى نفسه وأقربها‬ ‫إلى مزاجه‪ ،‬هي حقبة التاريخ المعاصر‪ ،‬وخصوصا تاريخ الحركة الوطنية بشكل عام‪ ،‬وتاريخ الثورة الريفية‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬لذلك نشر مجموعة من المقاالت المتعلقة بالزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬ومنها مقاله‬ ‫المشهور الذي قدمه في ندوة باريس في ‪ 20‬يناير ‪ ،1973‬تحت عنوان «دور عبد الكريم في الكفاح من أجل‬

‫• ومضات ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬ ‫التحرر في بلدان المغرب»‪ .‬تفرغ للتدريس بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬وكان‬ ‫رئيسا لشعبة التاريخ بها ورئيسا لقسم الدراسات في السلك الثالث‪.‬‬ ‫التحق زنيبر بحزب االتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة ‪ ،1959‬ثم أصبح عضوا نشيطا‬ ‫في حزب االتحاد االشتراكي منذ ‪ .1975‬تحمل مسؤوليات حزبية في األجهزة التقريرية‬ ‫للحزب‪ ،‬وكان عنصرا فعاال داخله‪ ،‬واكب جل المحطات النضالية والمؤتمرات الحزبية‪ ،‬وكان‬ ‫يعتبر من األطر المثقفة داخل االتحاد‪ ،‬وكان إنسانا ينبه إلى االنضباط في ساعة الغضب‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن االنفعال‪ ،‬والتأني في إبداء الرأي‪ .‬شارك في العديد من الندوات العلمية‬ ‫بأبحاثه ودراساته سواء داخل الوطن أو خارجه‪ .‬نشر عدة دراسات وأبحاث في العديد‬ ‫من المجالت والصحف المغربية والعربية واألجنبية‪ .‬صدرت له مجموعة قصصية بعنوان‬ ‫«الهواء الجديد»‪ ،‬ومسرحية بعنوان «الشابل»‪ .‬أصدر باالشتراك مع محمد برادة ومولود‬ ‫فرعون كتاب حول «فرانزفانون» صدر له الجزء الثاني من «وثائق ونصوص»‪..‬‬ ‫عين زنيبر مديرا لمدرسة تكوين المكونين‪ ،‬وأستاذا للتاريخ والترجمة في الثمانينات‪،‬‬ ‫وهو عمدة في تاريخ المغرب في العصر الوسيط‪ .‬وش��ارك في الموسوعة الشهيرة‬ ‫«مذكرات من التراث المغربي»‪ ،‬التي صدرت في أول الثمانينات‪ ،‬وحرر فيها نحو عشر مقاالت جد نفيسة‪،‬‬ ‫تناولت بالدراسة والتحليل مواضيع هامة‪ ،‬تمتد من العصر المرابطي إلى عهد الملك محمد الخامس‪ ،‬وهو‬ ‫من األعضاء المؤسسين لموسوعة «معلمة المغرب» و«الجمعية» التي تصدرها الجمعية المغربية للتأليف‬ ‫والترجمة والنشر‪ ،‬وقد كان صلة وصل بين المغرب والمشرق العربي من خالل مسؤولياته التي تحملها داخل‬ ‫األمانة العامة التحاد المؤرخين العرب‪ .‬لم يكن مؤرخا فحسب‪ ،‬بل كان أيضا فيلسوفا وأديبا وفنانا‪ ،‬خبيرا‬ ‫بالموسيقى األندلسية ومقاماتها‪.‬‬ ‫توفي األستاذ محمد زنيبر إثر أزمة قلبية وهو يشارك في مهرجان األمداح النبوية والموسيقى األندلسية‬ ‫المقام بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف التي نظمته الجمعية اإلسالمية األندلسية بمدينة قصر النبيرة‬ ‫الجبلية بنواحي مالقة بإسبانيا يوم ‪ 20‬نونبر ‪ ،1993‬ونقل جثمانه إلىالمغرب ودفن بمقبرة سيدي ابن عاشر‬ ‫بمدينة سال‪ .‬آخر مقال كتبه بجريدة «الشرق األوسط» قبل وفاته بيومين خصصه إلى البطل العربي صالح‬ ‫الدين األيوبي‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫كانت اللغة العربية لغة البالد‬ ‫ألنها لغة القرآن الكريم‬

‫كانت اللغة العربية في أوج تحدياتها‪ ،‬لغة التخاطب والتعامل بين الناس‪ ،‬وبين سائر‬ ‫الدواوين وعموم الموظفين واإلداريين‪ ،‬لغة التمدرس بكل البالد‪ ،‬أناس جاءتهم الموعظة‬ ‫الحسنة‪ ،‬وحلت بدرياهم بدين فتي قويم على أصول ربانية‪.‬‬ ‫فكبكب الرهبان على نفوسهم الضالة فضح أمرهم‪ ،‬وتالعبهم بدين عيسى‪ ،‬وهو بريء‬ ‫منهم إلى يوم الدين‪ ،‬وحولوا الموعظة إلى شؤم‪ ،‬والدين همج ألصحابه‪ ،‬ووصفوا الفاتحين‬ ‫بالقتلة والشرذمة الضالة‪ ،‬هذا يوم تخاذل المسلمون وتطاحنوا فيما بينهم على الحكم‪،‬‬ ‫فسقطت األندلس الجوهرة المفقودة‪ .‬لكن شاء القدر أن يعيد التاريخ نفسه‪ ،‬ويعرف المواطن‬ ‫اإلسباني ماضي تاريخ بالده كما يقف عليه حديثا‪.‬‬ ‫كانت أيام عز وسؤدد‪ ،‬ثمانية قرون ونصف قرن من العدل المحكم‪ ،‬والرخاء عامة الناس‪،‬‬ ‫وطمأنينة على حياتهم وأمالكهم‪ ،‬ال ظلم اليوم‪.‬‬ ‫عاشت األندلس والبرتغال‪ ،‬ما سُلب حق مواطن‪ ،‬وما ثقل كاهله بالضرائب‪ ،‬وما قهر في‬ ‫قرع داره‪ ،‬وما نكل به‪ ،‬لقد أحب اإلسبان اإلسالم واعتنقوه بحب وطواعية‪ ،‬ال كرها وال غصبا‬ ‫وال تعذيبا‪.‬‬ ‫فمن أحب دينه النصراني‪ ،‬بقي على دينه وصلى بكنيسته‪.‬‬ ‫ومن يهوى اليهودية صلى بها في بيعته‪.‬‬ ‫ومن أحب اإلسالم صلى به في مساجده العامرة‪.‬‬ ‫فالدين هلل‪ ،‬والوطن للجميع‪.‬‬ ‫ال احتقار بين األدي��ان‪ ،‬فبنيت المساجد في كل مكان للمسلمين‪ ،‬وشيدت الكنائس‬ ‫للنصارى‪ ،‬وخصصت بيع لليهود‪ ،‬وفتحت المدارس والجامعات تعلم اللغة العربية وأصولها‬ ‫ألبناء المسلمين‪ ،‬وأنشئت أخرى تعلم اإلسبانية والبرتغالية‪ ،‬ولم تتدخل الحكومات اإلسالمية‬ ‫للتحريف كما فعلت الكنيسة بما جاء به عيسى عليه السالم‪ ،‬وبما جاء به موسى عليه السالم‪،‬‬ ‫وأقروا تعاليمهما لصالحهم‪ ،‬كما أن الخامات واألحبار حرفوا رسائل موسى (عشر آيات)‪ ،‬وهو‬ ‫متبرئ منهم إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫كما حذف الرهبان تعاليم عيسى‪ ،‬وحولوا تعاليمه السماوية لحماية مصالحهم‪ ،‬ويدعون‬ ‫أنهم أصحاب حق ومغفرة لذنوب النصارى مقابل هدايا وهبات للكنيسة‪.‬‬

‫األمل الوحيد‬ ‫أملي الوحيد في اهلل العظيم‪ ،‬القادر على كل شيء‪ ،‬أن أصلي في الصف األول خلف إمام‬ ‫بمسجد قرطبة‪ .‬وقد أعيدت له هيبته ووقاره‪ ،‬وفتحت أبوابه الموصدة للصالة لكل يوم جمعة‪،‬‬ ‫كما أني صليت بمسجد قلعة المعتمد بن عباد عصرا‪.‬‬

‫واجب الحكومات اإلسالمية اليوم‬ ‫فمن بني مسجدا كمن أحيا الدين في الدنيا لآلخرة‪ .‬على الحكومات اإلسالمية وأصحاب‬ ‫النيات الحسنة‪ ،‬اليوم قبل غد‪ ،‬أن يساهموا بشيء مما أفاء اهلل عليهم من خير الدنيا ونعيمها‪،‬‬ ‫لتجديد مآثر اإلسالم باألندلس والبرتغال‪ ،‬وأكون سباقا بقلمي الذي يظمأ لمعرفة ما جد‪،‬‬ ‫وعليهم أن يوقفوا الزحف على بالد اإلسالم بالشرق‪ ،‬وينفقوا األموال لشراء أحدث أسلحة‬ ‫الدمار‪ ،‬ليقتلوا أبناء بلدانهم اإلسالمية‪ .‬فأرواح أموات المسلمين مسؤولية وأمانة في‬ ‫أعناقهم‪.‬‬ ‫إن سياسة أروبا وروسيا وأمريكا‪ ،‬همهم الوحيد أن يعم العداء بين المسلمين‪ ،‬وقد‬ ‫وصلوا إلى مليار وربع المليار نسمة‪ ،‬وهذه قوة عظيمة يخافون نهضتها‪ ،‬فيشترون أدمغتهم‬ ‫ويطمسونهم بينهم إغراء بالمال‪ ،‬خوفا من أن تنقلب عليهم الدائرة فيصبحون في حضيض‪،‬‬ ‫أما إذا شاعت الفتنة في الوسط اإلسالمي‪ ،‬فإنه سيندثر ولن يشع نوره‪ ،‬وستذبل شمعته إلى‬ ‫األبد‪ ،‬لقد ساعدوا وكونوا المعتدين لخراب بلدانهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم‪ ،‬وجردوا‬

‫‪13‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫البالد من خيراتها‪ ،‬ونقبوا على الكنوز الدفينة ونقلوها إلى بلدانهم تحت غطاء سرمدي بدعوى‬ ‫القضاء على اإلرهاب وهم منشؤه‪.‬‬ ‫فويل للحكام الذين سعوا في خراب بيوت بلدانهم وأفسدوها مخافة النزوح عن كراسيهم‪،‬‬ ‫فليتبوؤوا مقاعدهم يوم الحساب الذي ال مفر منه‪ ،‬ويدخلون جهنم ال تبقي وال تدر لواحة‬ ‫للبشر‪.‬‬ ‫أال تعرفون أنكم تساقون يوم البعث لعدالة الخالق‪ ،‬ال يرحم الظالمين المعتدين على‬ ‫حقوق العباد والشعوب الضعيفة‪ ،‬أفيقوا من غفلتكم وابنوا صرح بالدكم‪ ،‬واسعوا في سعادة‬ ‫أبنائكم وأبناء وطنكم‪ ،‬ال يغرنكم الطيش والهبل‪ ،‬فتنزلون الحضيض بعدما كنتم أرقى الشعوب‬ ‫وأعظمها حضارة‪ ،‬وأحسنها عيشا ونعيما‪ ،‬فالتاريخ شاهد صدق على ذلك‪.‬‬ ‫كانت الحكمة والنبوغ تشع بين ظهرانكم‪ ،‬وأخذوا منكم الصدق والعدل واإلخاء والمحبة‬ ‫في اهلل وفي الدين‪ ،‬فنزلتهم إلى أذل األذليين‪ .‬سياسة محكمة أعطيتموها لهم مبادءها‪،‬‬ ‫ولما تمكنوا‪ ،‬حاربوكم بعدة أساليب‪ ،‬جاءتهم أشراطها منكم وبأيديكم‪ ،‬يقاتلون إخوانكم‬ ‫في الوطن والدين واللغة‪ ،‬وهذه مصيبة حلت بنا‪ ،‬وهذا مبتغاهم‪ ،‬تتقاتلون بينكم‪ ،‬وعيونهم‬ ‫ساهرة على نهب خيراتكم‪ ،‬وتشتيت شملكم‪ ،‬حتى الصبية من أوالدكم سرقوهم ليجددوا بهم‬ ‫ديانتهم ورهبانيتهم التي ابتدعوها ما أنزل اهلل بها من سلطان‪ ،‬ما كانوا يحلمون بها‪ ،‬مهدها‬ ‫لكم بعض حكامنا يوم ال تعتق رقابهم من عقاب اهلل تعالى‪ ،‬واألغالل في أعناقهم والسالسل‬ ‫تشد أرجلهم وتشل حركاتهم‪ ،‬يساقون دحورا إلى جهنم تحرق أجسادهم‪ ،‬كما أحرقوا بلدانهم‪،‬‬ ‫ويقول لهم خزنة جهنم‪ ،‬ذوقوا عذاب الهون وأشد العذاب جزاء بما كنتم تفعلون بشعوبكم‪،‬‬ ‫فتكوى جباههم وأجسامهم ونهبوا من أموال ونفائس‪ ،‬وسفروها إلى بالد العدو ونكاال بهم‬ ‫وبأوالدهم‪ ،‬كما ارتكبوا من ظلم وقتل وإبادة وسجون ظلما وبهتانا‪ ،‬ألن مواطنيهم مارضوا‬ ‫بالمهانة والذل والخنوع والقهر‪ ،‬لقد نسوا أن نار الجحيم أشد قوة وحرقا‪ ،‬وتشويها‪ ،‬وبتر أعضاء‬ ‫تشهد عليهم بأمر من اهلل تعالى‪.‬‬

‫ذوقوا ما كنت تكتنزون‬ ‫ذوقوا ما كنتم تفتـرون‬ ‫ال تغني عليهم أموالهم اليوم‪ ،‬وأين هي؟ وال أوالدهم عن اهلل شيئا‪.‬‬ ‫بعض ساستنا‪ ،‬سامحهم اهلل‪ ،‬يلعبون لعبة القط مع الفأر‪ ،‬يفسدون وال يصلحون إال قليال‪،‬‬ ‫ويقولون نحن المصلحون إال ساء ما يعملون‪ ،‬يحسبون أنهم خالدون في دنياهم وهم عنها‬ ‫غائبون ومحضرون‪.‬‬ ‫أال يعلمون أن أبناءهم رحلوا إلى بالد الغربة بمعيتهم‪ ،‬وسيندرجون مع الساكنة فينسون‬ ‫هويتهم‪ ،‬ثم يأخذون من عاداتهم ولغتهم وقوميتهم‪ ،‬ألنهم نزلوا أرضا ما سلكوها من قبل‪،‬‬ ‫ولكن تصرف آبائهم وغشاوتهم جعلتهم يهجرون بالدهم ولغتهم ودينهم الذي ارتضى لهم‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫سيعيشون أياما وشهورا‪ ،‬وربما سنوات‪ ،‬بأموال سرقها آباؤهم من شعوبهم قهرا وعنادا‬ ‫وزورا‪ ،‬سيقول لهم خزنة جهنم‪ ،‬ما سلككم في صقر‪.‬‬ ‫قالوا كنا نخوض مع الخائضين‪ ،‬ونأكل حق المسكين ونورطهم بتهم ونحكم عليهم‬ ‫بأحكام جائرة‪ ،‬من أطاع وامتثل تركناه‪ ،‬ومن عصى وعاند غضبنا عليه وشتتنا أهله ودياره‪،‬‬ ‫وألحقنا بهم السوء والعذاب‪ ،‬وتجاهلنا عذاب اآلخرة هو أشد وقعا ونكاال بما اقترفنا في الدنيا‬ ‫الفانية‪ ،‬وكنا ال نرحم‪ ،‬ورحمة ربنا أوسع‪ ،‬وقد تشهد علينا اليوم أيدينا وأرجلنا‪ ،‬أنطقها اهلل تعالى‬ ‫الذي يحيي ويميت‪ ،‬من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها‪ ،‬وما ربك بظالم للعبيد‪ .‬صدق‬ ‫اهلل العظيم‪.‬‬ ‫كانت هذه تذكرة لمن شاء أن يتذكر‪ ،‬وسنرى ما حل بإخواننا المسلمين باألندلس لما‬ ‫سقطت بأيدي اإلسبان‪ ،‬على رأسهم الملكة ليزابيط الحمقاء‪ ،‬بعد نشر الجزء الثاني من اإلسالم‬ ‫يحيا من جديد‪ ،‬وهو موضوع الحلقة المقبلة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫طنجة ‪2018/7/29‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫«جائزة النقد التشكيلي لجمعية الفنون‬ ‫التشكيلية بأكادير»‬

‫استضاف قصر المؤتمرات بمدينة أكادير مؤخراً أشغال اليومين‬ ‫الدراسيين حول قضايا الفنون التشكيلية بالمغرب الراهن‪ ،‬التي نظمتها‬ ‫جمعية أكادير للفنون التشكيلية في إطار فعاليات ربيع المغرب التشكيلي‬ ‫لسنة ‪.2018‬‬ ‫فيما يلي مداخلة الناقد والكاتب ذ‪ .‬محمد أديب السالوي ‪:‬‬ ‫قبل الغوص في مسألة «جائزة النقد التشكيلي» التي أحدثتها‬ ‫جمعية الفنون التشكيلية‪ ،‬وعالقتها بالحركة التشكيلية في المغرب‬ ‫والعالم العربي‪ ،‬ودورها في بلورة قيم الفنون التشكيلية‪ ،‬الجمالية‬ ‫والفكرية‪ ،‬البد من التساؤل ‪ :‬هل تعرف الحركة الثقافية العربية‪ ،‬جائزة‬ ‫للنقد التشكيلي ؟ وبالتالي هل تتوفر هذه الحركة على نقاد مختصين‬ ‫في الفنون التشكيلية من رسم ونحت وخزف ونقش وغيرها من الفنون‬ ‫البصرية‪ ،‬يقيمون عطاءاتها اإلبداعية والجمالية‪ ،‬ويجيبون عن أسئلتها‬ ‫الفكرية ويعكسون األهمية الحضارية لهذا الفن العريق في الحضارة‬ ‫اإلنسانية ؟‪.‬‬ ‫عالم اليوم‪ ،‬يعرف أكثر من ‪ 500‬جائزة ثقافية لوزارات الثقافة‪،‬‬ ‫ومنظمات وجمعيات وهيئات ثقافية وأكاديمية‪ ،‬ذات تاريخ متواصل‪،‬‬ ‫مخصصة لمجاالت اإلبداع األدبي كالرواية والقصة القصيرة والشعر‬ ‫والنص المسرحي وأدب الطفل‪ ،‬وهو ما يعني أن الجانب األكبر من هذه‬ ‫الجوائز في العالم العربي‪ ،‬يتجه نحو فنون السرد‪ ،‬ويغيب بوضوح كل ما‬ ‫يتصل بالفنون البصرية (السينما والفنون التشكيلية والتصوير وفنون‬ ‫الموسيقى والرقص والتصوير الفوتوغرافي والنحت والعمارة والتصميم‬ ‫وهندسةالبنيان)‪.‬‬ ‫من أهم الجوائز األدبية في العالم العربي‪ ،‬نذكر جوائز الملك‬ ‫فيصل العالمية وجوائز عبد العزيز البابطين لإلبداع الشعري‪ ،‬وعبد‬ ‫الحميد شومان للباحثين العرب‪ ،‬وجوائز الشيخ زايد للكتاب وجوائز دبي‬ ‫الثقافية لإلبداع العربي وجائزة الملك عبد اهلل الثاني لإلبداع والجائزة‬ ‫العالمية للرواية العربية (بوكر) وجائزة «كثارا» القطرية‪ ،‬فضال عن جوائز‬ ‫الكتاب التي تمنحها وزارات الثقافة في العالم العربي‪ ،‬وجميعها تستثني‬ ‫الفنون التشكيلية والفنون الموسيقية والبصرية عامة‪ ،‬ألسباب مازالت‬ ‫مجهولة‪...‬ومغيبة‪.‬‬ ‫السؤال الصعب خارج وجود جوائز للنقد التشكيلي من عدمه‪ ،‬هل‬ ‫ثمة جدوى من وجود نقد للفنون التشكيلية‪ ،‬وهل يساهم هذا النقد في‬ ‫تطوير وبلورة هذه الفنون ؟ وهل يعمل على تقريب العمل الفني من‬ ‫المتلقي ؟‪.‬‬ ‫في أوروبا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وآسيا وحتى في بعض البالد‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬يقوم النقد الفني عموما‪ ،‬والتشكيلي على وجه الخصوص على‬ ‫لغة متخصصة في مفرداتها ومفاهيمها وصيغها‪ ،‬تتجاوز حاالت الوصف‬ ‫والتعميم‪ ،‬وتجمع بين الفعل باأللوان والصورة والحس الجمالي والفعل‬ ‫بالكتابةاللغوية‪.‬‬ ‫بذلك أصبح النقد التشكيلي في عالم اإلبداع‪ ،‬وعالم الحداثة‬ ‫والعولمة‪ ،‬نافذة يرى الفنان والمتلقي من خاللها القواعد التي يبني عليها‬ ‫العمل الفني وفق إشارات ومالحظات قائمة على آليات التحليل المنهجي‬ ‫ومصطلحاتهالخاصة‪.‬‬ ‫تؤكد هذه النافذة‪ ،‬أن النقد الفني إذا لم يعتمد على المعرفة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن أن يكون له أي تأثير‪ ،‬ال على الفنان المبدع‪ ،‬وال على إنتاجه ‪ /‬وال‬ ‫يمكن لكتابته النصية إيجاد أية حلول ألية إشكالية تتعلق بجوهر اإلبداع‬ ‫الفني‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬وبغياب الناقد الفني المتخصص والمتمكن عن حركتنا الفنية‬ ‫العربية والتشكيلية على الخصوص‪ ،‬ظلت هذه الحركة تعاني من الفقر‬ ‫الثقافي‪ ،‬إذ لم تستطع بلورة مشروعها اإلبداعي إلى قيم جمالية‪.‬‬ ‫والشك أن هذا الواقع ‪ /‬غياب النقد الفني المتخصص عن الحركة‬ ‫النقدية الموازية لإلبداعات الفنية‪ ،‬هو ما جعل المؤسسات الرسمية‪،‬‬ ‫والتابعة للمجتمع المدني في المغرب والعالم العربي‪ ،‬تغيب أية جوائز‬ ‫عن الحركة التشكيلية المغربية‪.‬‬

‫يقول د‪.‬عفيف بهنسي‪ ،‬وهو أحد المختصين األكاديميين في فنون‬ ‫المعرفة ‪ :‬النقد الفني ليس تفسيرا للنص‪ ،‬بل هو تأويال له‪ ،‬أي اكتشاف‬ ‫مالمح غير مرئية وغير متوقعة كامنة في النص‪ ،‬لم يفصح عنها المبدع‪،‬‬ ‫وهو ما يفتح الباب لدالالت جديدة غابت عن المبدع ‪ /‬هو قراءة جمالية‬ ‫تخترق ظواهر الشكل إلى أعماقه‪ ،‬للتعرف على الثغرات الملتبسة في‬ ‫النص التشكيلي‪ ،‬أي اللوحة‪.‬‬ ‫فلماذا لم تفتح الهيئات الثقافية للنقد الفني أبواب التباري للنقاد‬ ‫الذين استقطبتهم إبداعات الفنون‪...‬؟‬ ‫الفن كان وما يزال موهبة مقدسة‪ ،‬يتمكن الفنان من خاللها التعبير‬ ‫عن نفسه‪ ،‬وعن مجتمعه وفكره وأحاسيسه بواسطة استخدام المهارات‬ ‫الفنية التي تترجم الصراعات واألحاسيس التي تنتابه وتستقطب‬ ‫مشاعره‪ .‬لذلك اعتبرتها الحضارات القديمة‪ ،‬أهم ركائز بناء اإلنسان ‪ /‬بناء‬ ‫المجتمع ونهوضه‪ ،‬إذ يعمل النشاط الفني على انتشار القيم الجمالية‬ ‫الرفيعة المستوى ‪ /‬على خلق أجيال تتمتع بخيال إبداعي خصب ‪ /‬على‬ ‫خلق أجيال تمتلك من المهارات والقدرات ما يميزها ويضمن نجاحها‪،‬‬ ‫تاريخياوحضاريا‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما خلفته الحضارات والشعوب عبر التاريخ البشري‬ ‫هو الفنون بكل مجاالتها وأنواعها التي تعد من التراث اإلنساني‪ ،‬في‬ ‫مقدمتها الفنون التشكيلية‪ ،‬التي تشهد على عظمة األمم التي شيدت‬ ‫حضاراتهاالخالدة‪.‬‬ ‫التاريخ يذكرنا‪ ،‬أنه بفضل الفنون التشكيلية ما تزال الحضارة‬ ‫الفرعونية حتى اآلن على قيد الحياة‪ ،‬الفنون التشكيلية التي كشفت‬ ‫للبشرية كنوز المعرفة وخالصات التجارب اإلنسانية في كل مجاالت الحياة‬ ‫الفرعونية‪ ،‬وتشهد على ذلك آالف اللوحات التي رسمها الفنان المصري‬ ‫الفرعوني القديم‪ .‬يمكن ذكر نفس الشيء عن الحضارة األندلسية التي‬ ‫جاءت بوجه حضاري جديد وقيم جديدة للفنون التشكيلية‪ ،‬نقش ونحث‬ ‫وتطريز وتصوير وفن خزفي وعمارة وبنيان وغيرها التي خلدت حتى اآلن‬ ‫القيم الجمالية والفكرية لهذه الحضارة‪.‬‬ ‫وفي العصر الحديث‪ ،‬تكشف لنا متاحف الفنون التشكيلية في‬ ‫أوروبا وآسيا والواليات المتحدة األمريكية وإفريقيا‪ ،‬ما توصل إليه الفكر‬ ‫اإلنساني من تطور ورقي‪ ،‬من خالل اإلبداعات الفنية‪ ،‬وفلسفتها وقيمها‬ ‫الجماليةوالحضارية‪.‬‬ ‫تقول متاحف الزمن الحاضر بصراحة ووضوح ‪ :‬أن اإلبداع التشكيلي‬ ‫كان وما يزال من المقومات األساسية والضرورية للتقدم وللتنمية‬ ‫البشرية في كل األزمنة الغابرة‪ ،‬كما كان وما يزال الدليل القوي على‬

‫حرص الثقافة والعلوم في هذه العصور‪ ،‬إذ جعل القيم الجمالية للفنون‬ ‫التشكيلية عنوانا بارزا لوجودنا وتفوقنا الحضاري‪.‬‬ ‫من خالل هذه المراجعة السريعة ألهمية الفنون التشكيلية في‬ ‫المثن الحضاري واإلنساني‪ ،‬يمكننا قراءة األسباب التي دفعت جمعية‬ ‫الفنون التشكيلية بمدينة اكادير إلى خلق « جائزة النقد التشكيلي سنة‪ ‬‬ ‫‪ 2014‬بالمغرب الراهن» وهي الجائزة التي ما زالت مغيبة عن‬ ‫المحيط الثقافي العربي‪ ،‬ألسباب ما زالت مجهولة‪.‬‬ ‫‪ -/1‬عربيا توجد هذه الجائزة بشكل محتشم في الشارقة (الخليج‬ ‫العربي) حيث تظهر وتختفي‪ ،‬مثقلة بشروط أكاديمية قاسية‪ ،‬ال تساعد‬ ‫النقاد على ولوجها‪.‬‬ ‫‪ -/2‬وعلى مستوى أوروبا والواليات المتحدة األمريكية وآسيا وجود‬ ‫هذه الجائزة يكاد ال يذكر في الحركة الثقافية‪ ،‬نظرا الندماج الفنون‬ ‫التشكيلية في اإلبداعات البصرية األخرى‪.‬‬ ‫‪ -/3‬مغربيا‪ ،‬جاء إحداث هذه الجائزة بالمغرب فجأة‪ ،‬وألهميتها في‬ ‫وضعنا الثقافي الراهن‪ ،‬حيث تكسر جدار الصمت الذي ضرب على النقد‬ ‫التشكيلي في المغرب‪...‬وكل المغرب العربي والشرق األوسط‪ ،‬نقترح‬ ‫على جمعية الفنون التشكيلية بأكادير‪ ،‬أن يكون لجائزتها إطار قانوني‬ ‫يحميها من التلف والغياب‪.‬‬ ‫نقترح ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وضع لجنة تحكيمية دائمة‪ ،‬من أساتذة وفنانين ومتابعين‬ ‫للحركة التشكيلية المغربية‪ ،‬تراجع الكتابات النقدية حول الفنون‬ ‫التشكيلية بالمغرب‪ ،‬وتقرأ البحوث والدراسات التي تتوصل بها من النقاد‬ ‫الذين يرشحون أنفسهم لهذه الجائزة وتعلن عن االسم الفائز بالجائزة‬ ‫علىمسؤوليتها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وضع شروط دقيقة للمشاركة في هذه الجائزة‪ ،‬منها أن يكون‬ ‫المشارك كاتب ‪ /‬ناقد ‪ /‬نشرت له خالل الخمس سنوات الماضية‪ ،‬مقاالت‬ ‫أو كتب في النقد التشكيلي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن يضع المرشح للجائزة بحثا أو مقاال حول فنان أو حول قضية‬ ‫مرفوقا بصور إيضاحية أمام لجنة التحكيم قبل شهرين من تاريخ إعالن‬ ‫الجائزة‪ ،‬مصحوبا بسيرته الثقافية الذاتية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تعلن الجائزة أثناء ندوة يحضرها الجمهور الثقافي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬يخصص مبلغ من المال للفائز بهذه الجائزة ال يقل عن ‪50.000‬‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تؤدى ألعضاء لجنة التحكيم منحة سنوية ال تقل عن ‪10.000‬‬ ‫درهم لكل عضو‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تلتمس جمعية الفنون التشكيلية بأكادير من وزارة الثقافة ‪،‬‬ ‫والمؤسسات االستثمارية بجهة اكادير ومجلس الجهة والمجلس البلدي‬ ‫ألكادير‪ ،‬المساهمة في الجائزة النقدية للفائز بها وألعضاء لجنة التحكيم‪.‬‬ ‫إن الحركة التشكيلية المغربية اليوم‪ ،‬بإبداعاتها وأعالمها ومدارسها‬ ‫ومتاحفها الخاصة والعامة التي تتعزز يوما بعد يوم بمبدعين ومبدعات‪،‬‬ ‫أصبحت في حاجة ماسة إلى نقاد أكفاء‪ ،‬يدركون أهمية الفكر الجمالي في‬ ‫بناء اإلنسان والتنمية والحضارة‪...‬‬ ‫والشك أن الجمعيات الثقافية والفنية في المغرب الراهن‪ ،‬أصبحت‬ ‫تتحمل مسؤولياتها الثقافية واألخالقية في الدفع بهذه الحركة لتلعب‬ ‫دورها في إظهار القدرات اإلبداعية‪ ،‬سواء في الفن أو النقد‪.‬‬ ‫ألجل ذلك نصفق بحرارة لجمعية الفنون التشكيلية بأكادير على‬ ‫إحداث جائزة النقد التشكيلي ‪ /‬نصفق لها على هذه المبادرة التي من‬ ‫شأنها أن ترسخ موقع الفن التشكيلي بالمغرب الراهن في الطموحات‬ ‫الثقافية والحضارية‪ ،‬وأن تدفع بالنقد التشكيلي ليكون دعامة قوية للقيم‬ ‫الجمالية في ثقافتنا الحديثة‪.‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القاريء وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫تمل كما ُّ‬ ‫يروى أن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه كان يقول ‪« :‬القلوب ُّ‬ ‫تمل‬ ‫تمل والبدَن ُّ‬ ‫األبدان ‪ ،‬فاتبعوا لها طرائف الحكمة»‪ .‬فالنفس ُّ‬ ‫يكل ‪ ،‬والبدن يطلب الراحة‬ ‫والنفس تطلب الرَّوْحَ»‪.‬‬

‫بين حانة ومانة‪...‬‬ ‫تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة‪ ،‬والثانية اسمها مانة‪ ،‬وكانت حانة صغيرة‬ ‫في السن عمرها ال يتجاوز العشرين بخالف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين‬ ‫والشيب لعب برأسها؛ فكان كلما دخل إلى غرفة حانة تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل‬ ‫شعرة بيضاء وتقول‪« :‬يصعب علي أن أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة‬ ‫وأنت مازلت شابا»‪.‬‬ ‫وحين يذهب إلى غرفة مانة تمسك لحيته هي األخرى وتنزع منها الشعر األسود‬ ‫وهي تقول له‪:‬‬ ‫«يكدرني أن أرى شعرا أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر؛ ودام الرجل‬ ‫على هذا الحال إلى أن نظر في المرآة يوما فرأى بلحيته نقصا عظيما ‪،‬فأمسك بها بعنف‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫«بين حانة ومانة ضاعت لحانا»‪ .‬ومن‬ ‫وقتها صارت مثال‪.‬‬

‫ما شبعـت‬

‫اشترى أحد المغفلين يوماً سمكاً‪ ،‬وقال‬ ‫ألهله‪« :‬اطبخوه !» ثم نام‪.‬‬ ‫فأكل عياله السمك ّ‬ ‫ولطخوا يده بزيته‪.‬‬ ‫فلما صحــا من نومـه قال‪« :‬قدّموا‬ ‫إليّ السمك»‪.‬‬ ‫قالوا ‪« :‬قــد أكلتـه»‪ .‬قال‪« :‬ال»‪.‬قالوا‪:‬‬ ‫«شمّ يدك !»‪ ،‬ففعل‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬صدقتم ‪ ..‬ولكنني ما شبعت»‪.‬‬

‫الموت فرحـاً‬

‫قيــل ألعــــرابـــي ‪« :‬أتـــحـــب أن‬ ‫تمـــــوت امرأتك؟»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬ال»‪.‬‬ ‫قيل ‪« :‬ولم ؟»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬أخاف أن أموت من الفرح»‪.‬‬

‫ثمن الفضول‬

‫أتى الحجاج بن يوسف الثقفي بصندوق مقفل كان قد غنمه من كسرى‪ .‬فأمر بالقفل‬ ‫أن يكسر فكسر‪ ،‬فإذا به صندوق آخر مغلق‪ .‬فقال الحجاج لمن في مجلسه‪:‬‬ ‫«من يشتري مني هذا الصندوق بما فيه وال أدري ماهو؟»‪.‬‬ ‫فتقدم عدد من الحاضرين في مزايدة على الصندوق التي رست على أحدهم بمبلغ‬ ‫خمسة آالف دينار؛ فتقدم المشتــري ليفتح الصندوق ويسعد بما فيه‪ ،‬وإذا به رقعة‬ ‫مكتوب عليها‪:‬‬

‫لست بشاعـر‪...‬‬

‫نظر طفيلي إلى قوم سائرين فظن أنهم ذاهبون إلى وليمة‪،‬فتبعهم فإذا هم شعراء‬ ‫قصدوااألمير بمدائح لهم‪.‬‬ ‫فلما أنشد كل واحد قصيدته في حضرة األميرلم يبق إال الطفيلي ‪ ،‬فقال له األمير‪:‬‬ ‫«انشد شعرك»‪ ،‬قال ‪« :‬لست بشاعر»‪ ،‬قال األمير ‪»:‬فمن أنت؟»‪.‬‬ ‫قال الطفيلي ‪« :‬من الغاوين» الذين قال اهلل فيهم‪:‬‬ ‫فضحك األمير وكافأه‪« ،‬والشعراء يتبعهم الغاوون»‪.‬‬

‫سـر السـر‬

‫قال رجل لعبد الملك بن مروان ‪« :‬إني أريد أن أُسِرَّ إليك شيئاً» ‪ .‬فقال عبد الملك‬ ‫ألصحابه‪« :‬إذا شئتم‪ ،»...‬فنهضوا ‪ .‬فأراد الرجل الكالم‪،‬فقال له عبد الملك‪:‬‬ ‫«قف‪ ،‬ال تمدحني فإني أعلم بنفسي منك ‪ ،‬وال تكذبني فإنه ال رأي لكذوب ‪ ،‬وال تغتب‬ ‫عندي أحداً»‪.‬‬

‫تواضع متنبئ‬ ‫قال ‪« :‬يا أمير المؤمنين‪،‬أفتأذن لي في االنصراف ؟»‪.‬قال ‪« :‬إذا شئت»‪.‬‬ ‫ادعى أحدهم النبوة‪ ،‬فاقتيد إلى الوالي‪ ،‬فسأله‪« :‬ما كرامتك؟»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬إني أعرف ما في قلوبكم»‪.‬‬ ‫قال الوالي‪»:‬قل ما الذي في قلوبنا؟»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬إن في قلوبكم كلكم إنني كاذب»‪.‬‬ ‫فقال الوالي‪« :‬صدقت‪ ..‬هل تعطينا برهانا آخر؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬إني آمر كل شجرة فتجيء إلي‬ ‫صاغرة»‪.‬‬ ‫فقالوا له‪« :‬قل لهذه النخلة أن تجيء‬ ‫إليك»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬تعالي أيتها النخلة؟»‪.‬‬ ‫فلم تجيء‪ ،‬فكرر قوله ثالث مرات‪،‬‬ ‫ولما لم تجيء قام ومشى نحوها‪ ،‬فقالوا‬ ‫له‪« :‬إلى أين؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬إن األنبياء ليس عندهم غرور‬ ‫وال كبر‪ ،‬فإن لم تجيء النخلة‪ ،‬فإني ذاهب‬ ‫إليها»‪.‬‬ ‫«من أراد أن تطول لحيته‪ ،‬فليمشطها‬ ‫من أسفلها !!»‪.‬‬

‫الخياط األعور‬ ‫حكى األصمعي قال‪ :‬كنت أسير في أحد شوارع الكوفة‪،‬فإذا بأعرابي يحمل قطعة‬ ‫من القماش‪ ،‬فسألني أن أدله على خياط قريب‪ ،‬فأخذته إلى خياط يدعى «زيدا» وكان‬ ‫أعور‪ ،‬فقال الخياط‪:‬‬ ‫«واهلل ألخيطنه خياطة ال تدري أقباء هو أم دراج»‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪« :‬واهلل ألقولن فيك شعرًا‪ ،‬ال تدري أمدح هو أم هجاء»‪.‬‬ ‫فلما أتم الخياط الثوب أخذه األعرابي‪ ،‬فلم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أم دراج‬ ‫فقال في الخياط هذا البيت‪:‬‬ ‫خـاط لي زيــد قبــاء‬

‫ليت عينيــه ســـواء‬

‫فلم يدر الخياط أكان هذا دعاء له أم دعاء عليه‪.‬‬

‫يناجي ربه‬

‫مما رواه األصمعي أن أعرابياً مرَّ به وقد أصابته فاقة ومسغبة ‪ ،‬وهو قاعد مع زوجته‬ ‫بقارعة الطريق وهو يقول مناجيا ربه‪:‬‬ ‫يارب إني قاعد كما تــرى‬ ‫فما ترى ياربنا فيما تـرى‬

‫وزوجتـي قاعدة كما تــرى‬ ‫والبطن مني جائع كما ترى‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪978‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)880‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫“االستعمار اإلسباني في المغرب‪ :‬المقاومة المسلحة‬ ‫النضال اإلصالحي والسياسي الوطني (‪”)2‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫من أجل تحقيق استقالل المغرب كله‪ .‬ونظرا للضغوط التي كانت‬ ‫لعل من حسنات تطور عطاء اهتمامات مؤرخي مغرب الزمن الراهن‪،‬‬ ‫تمارس خالل الحقبة المذكورة لمنع ممارسة الوطنيين لنشاطهم‬ ‫هذه العودة الجماعية إلعادة تقليب خبايا ذاكرة الحركة الوطنية‬ ‫السياسي بحرية‪ ،‬فلقد تم تركيز مثقفي منطقة الشمال على البعد‬ ‫المغربية بالمنطقة الخليفية‪ .‬وتكتسي هذه العودة قيمة معرفية كبرى‪،‬‬ ‫الثقافي والفني لتاريخ منطقتهم‪.‬‬ ‫لعل أهمها مرتبط بسعي نخب الشمال إلى إعادة تصحيح األحكام‬ ‫التنميطية الكبرى التي تحكمت في تعامل وطنيي المنطقة السلطانية‪،‬‬ ‫ثانيا‪ -‬إن وفرة المادة للدراسة شرط مهم النطالقة البحث‬ ‫التي كانت خاضعة لالحتالل الفرنسي‪ ،‬مع عطاء وطنيي الشمال ومع‬ ‫التاريخي بالشمال والبحث حول تاريخ الشمال ليس في تطوان فقط‪،‬‬ ‫مبادراتهم ومع مجهودهم الريادي داخل صرح النضال الوطني لعقود‬ ‫بل في مدن شمالية أخرى كطنجة وشفشاون والقصر الكبير والعرائش‬ ‫مغرب االستعمار‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير بهذا الخصوص‪ ،‬وارتفعت‬ ‫وأصيال والريف‪.‬‬ ‫العديد من األصوات المطالبة بإعادة تفكيك بنية العطاء الوطني‬ ‫ثالثا‪ -‬إذا كان االعتقاد شائعا بين المؤرخين المهتمين بتاريخ‬ ‫وإنصاف أهله‪ ،‬وصدرت آراء جريئة بهذا الخصوص‪ ،‬سواء من داخل صف‬ ‫المغرب عموما بأن قلة المادة التاريخية يشكل عائقا كبيرا أمامهم‪،‬‬ ‫الفاعلين المباشرين في األحداث وفي صنع الوقائع مثلما هو الحال مع‬ ‫فإننا في الشمال نقول بأن المادة التاريخية لدراسة منطقتنا غزيرة وأن‬ ‫األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬أم من داخل مؤرخي المرحلة الراهنة‬ ‫الخلل يتجلى في قلة المؤرخين المحترفين المتميزين‪...‬‬ ‫مثلما هو الحال مع المرحوم محمد بن عزوز حكيم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ظل‬ ‫رابعا‪ -‬إذا كان المنظور المخزني ينعكس في الدراسات التي تنجز‬ ‫مجال البحث المتخصص يصطدم بجحود غير مفهوم وال مبرر‪ ،‬مرتبط‬ ‫في جنوب المغرب‪ ،‬فإننا في الشمال كنا ومازلنا نتميز باستقالل فكرنا‬ ‫بتبخيس متواصل لقيمة عطاء منطقة الشمال‪ ،‬وذلك على الرغم من‬ ‫وحرية التعبير عن أفكارنا‪ .‬ال نتردد في االختالف مع بعضنا في اآلراء وال‬ ‫رحابة مجال الدراسة الذي يحفل برصيد هائل من الوثائق الغميسة‬ ‫نتردد في انتقاد غيرنا بل وانتقاد أنفسنا في بعض الحاالت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫واألعمال التصنيفية والدراسات القطاعية واألبحاث المونوغرافية‬ ‫لم يتردد الدكتور السعود في مناقشة مسألة تأثير الحركة الفاشية في‬ ‫المنجزة داخل المغرب وخارجه‪ .‬باختصار‪ ،‬ظل األمر مثيرا لالستغراب‪،‬‬ ‫بعض مظاهر نشاط حزب اإلصالح الوطني مثال‪.‬‬ ‫مع إصرار بعض فاعلي الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية على جعل‬ ‫خامسا‪ -‬إن نشر هذا الكتاب يؤكد أهمية حركة البحث العلمي حول‬ ‫غالف الكناب‬ ‫قطب الوطنية يتمحور حول أبعادها الحضرية الضيقة المختزلة –عن‬ ‫تاريخ الحركة الوطنية في شمال المغرب‪( ”...‬ص ص‪.)6-5 .‬‬ ‫باطل‪ -‬في قطبي فاس وسال‪ ،‬مع “التكرم” بإضفاء صيغ تكميلية أو هامشية لباقي‬ ‫ولالقتراب من سقف هذه المحددات العامة‪ ،‬اهتم األستاذ السعود في كتابه الصادر ضمن‬ ‫جهات البالد‪.‬‬ ‫لقد أثبت البحث التاريخي المغربي المعاصر أن نهر الحركة الوطنية كان شالال دافقا‪ ،‬منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬بتفصيل الحديث حول مسارات الحركة‬ ‫اخترق مجمل المجاالت الجغرافية للبالد‪ ،‬بقراها وبمراكزها الحضرية‪ ،‬وأن الكل‪ ،‬نعم الكل‪ ،‬اإلصالحية التي ارتبطت بنضال منطقة الشمال ضد االستعمار‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬عاد المؤلف‬ ‫لمقاربة قضايا مركزية في تحوالت هذه الحركة‪ ،‬وعلى رأسها السياقات التي أفرزت األنوية‬ ‫كان له دوره‪ .‬كل من موقعه‪ ،‬وكل انطالقا من انتمائه‪ ،‬وكل حسب إمكانياته‪ .‬وكانت النتيجة‪،‬‬ ‫األولى للعمل الوطني التأطيري بالشمال من خالل مجاالته الكبرى وعلى رأسها التعليم‬ ‫هذه التجربة الخالدة المسماة بالحركة الوطنية‪ .‬هي تجربة خارج التحنيط‪ ،‬وخارج التقديس‪،‬‬ ‫والصحافة والعمل الجمعوي والتوعوي‪ ،‬إلى جانب التنظيمات الحزبية األولى وعلى رأسها حزب‬ ‫وخارج االستثمار السياسوي الراهن‪ ،‬وخارج التدافع المصلحي الضيق‪ .‬هي تجربة قابلة للقراءات‬ ‫اإلصالح الوطني وحزب الوحدة المغربية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬نجح المؤلف في تجميع تراكم غزير‬ ‫المتجددة وللتفكيك العلمي الرصين الكفيل لوحده بإعادة تقييم عطائها وتراكماتها في‬ ‫من المعطيات التوثيقية الدالة على تحوالت المجال المدروس‪ ،‬وعلى توجيه عناصر الفعل‬ ‫زمانها وفي مكانها المخصوصين‪ ،‬وكذا من خالل هويتها الواحدة‪/‬المركبة والمتلونة باختالف‬ ‫والمبادرة داخله‪ ،‬سواء في إطار التفاعل مع التطورات الداخلية الخاصة بالمنطقة السلطانية‬ ‫تالوين االنتماءات الجهوية والثقافية والسوسيولوجية للبالد‪.‬‬ ‫أم مع التطورات الخارجية المرتبطة بوقائع حاسمة في توجيه العمل الوطني المحلي‪ ،‬مثلما هو‬ ‫“االستعمار‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫الثاني‬ ‫الجزء‬ ‫في إطار هذا التوجه العلمي األصيل‪ ،‬يندرج صدور‬ ‫الحال مع وقائع الحرب األهلية اإلسبانية أو ظروف الحرب العالمية الثانية وانعكاساتها على تغير‬ ‫لمؤلفه‬ ‫الوطني”‪،‬‬ ‫والسياسي‬ ‫اإلصالحي‬ ‫اإلسباني في المغرب‪ :‬المقاومة المسلحة والنضال‬ ‫خطاب الحركة الوطنية بالشمال وعلى محددات مبادراتها التأطيرية وعلى سقف مطالبها وعلى‬ ‫الدكتور عبد العزيز السعود‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬وذلك في ما مجموعه ‪ 412‬من الصفحات ذات الحجم تالوين نضاالتها اإلصالحية والسياسية التي صنعت لها هويتها التحررية الخالصة‪ ،‬في زمانها‬ ‫الكبير‪ .‬والعمل الجديد‪ ،‬تعبير جلي عن هذه الروح الجديدة التي أضحت تمثلها نخب منطقة المحدد وفي امتداداتها الجغرافية اإلقليمية والوطنية والدولية الواسعة‪.‬‬ ‫الشمال وباحثيها ومؤرخيها من أجل تنظيم العودة األكاديمية المجددة للبحث في تراث الحركة‬ ‫وفي كل هذه المستويات‪ ،‬ظل األستاذ السعود حريصا على تقديم كثافة استثنائية من‬ ‫الوطنية في المنطقة المذكورة‪ ،‬رصدا لمعالم تميزها وتشريحا لمكونات هويتها الجهوية التفاصيل المستندة إلى عدة وثائقية بالغة األهمية‪ ،‬وإلى رصيد ثري ومتنوع من األعمال‬ ‫المحلية وتفكيكا لخصوبة عطائها الفريد والمتميز داخل نهر العمل الوطني التحرري الواسع‪ .‬التصنيفية والمونوغرافية المتخصصة‪ ،‬العربية واإلسبانية‪ ،‬إلى جانب مواد داعمة من شواهد‬ ‫ولقد لخص األستاذ امحمد بن عبود معالم هذا األفق العام لمحددات الكتابة حول رصيد تجربة قائمة لها صالت عميقة بالموضوع‪ ،‬مثل األعمال الفنية والكتابات الصحافية ومختلف أوجه‬ ‫الحركة الوطنية بشمال المغرب‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬إن وضعية وحركة البحث العمل المدني التعبوي الذي ميز منطقة الشمال خالل عهد االستعمار‪.‬‬ ‫التاريخي في شمال المغرب تتميز عن وضعية البحث التاريخي على الصعيد الوطني بالعناصر‬ ‫هي مقاربة تعيد إنصاف ذاكرة منطقة الشمال‪ ،‬وتساهم في تجميع رذاذ الذاكرة‪ ،‬في أفق‬ ‫المكونة لها وذلك ألسباب متعددة يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬ ‫توسيع مجاالت البحث والتقصي‪ ،‬عبر تطوير القراءات وتوسيع المظان البيبليوغرافية والتنقيب‬ ‫أوال‪ -‬إن الشعور بإهمال منطقة الشمال من ‪ 1957‬إلى ‪ 2000‬أدى بالمثقفين الشماليين عن األرصدة الوثائقية الدفينة والغزيرة التي التزال متناثرة ومنسية في كل مدن المنطقة‬ ‫عموما والتطوانيين منهم على وجه الخصوص بتمسكهم بهويتهم الثقافية وتشبثهم الخليفية‪ ،‬بعيدا عن “المركز” بمدينة تطوان‪ ،‬وقريبا من األقاصي ومن األصوات العميقة لعموم‬ ‫بهويتهم العربية اإلسالمية وباعتزازهم بالمساهمة الفريدة لرواد الحركة الوطنية وكفاحهم أصقاع منطقة الشمال المترامية على ضفاف جناحي منطقتي جبالة والريف التاريخيتين‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫الظاهر لتقوية الباطن ‪.‬‬

‫الشريعة محل امتحان المسلمين‪ ،‬ليبلوا أيهم أحسن عمال‪ ،‬كلها نصوص وأحكام‬ ‫متنوعة متعددة‪ ،‬تخاطب المسلم بمختلف ظروفه وحيثياته وأحواله‪ ،‬فالشريعة هي‬ ‫الجانب التكليفي العملي‪.‬‬ ‫إذا الحظنا أحكام الشريعة نجدها أعماال محلها الجوارح‪ ،‬واإلتيان بها يقتضي العمل‬ ‫الظاهري المشهود‪ ،‬ال كالعقائد مثال التي محلها الجنان والقلب‪.‬‬ ‫غير أننا إذا الحظنا ونظرنا بتبصر‪ ،‬لهذا األمر‪ ،‬وجدنا الظاهر مجرد مقدمة لخدمة‬ ‫الباطن‪ ،‬وتقوية يقين القلب‪ ،‬وطمأنة الفؤاد‪.‬‬ ‫في شريعة الصالة‪ ،‬يقف المسلم أمام ربه‪ ،‬مؤتيا بشريعته كما أمره‪ ،‬بأركانها‬ ‫وشروطها وهيآتها‪ ،‬ولكن ليس ذلك هو المقصود في حد ذاته‪ ،‬بل كل ذلك وسيلة‪،‬‬ ‫والحضور مع اهلل هو القصد‪ ،‬وهذا هو المعبر عنه في الشريعة بالخشوع‪ ،‬الذي تحدث‬ ‫عنه الكثيرون‪ ،‬في مختلف الوسائل‪ ،‬والدليل على ما قلنا به‪ ،‬هو قول الحق جل جالله‬ ‫(وأقم الصالة لذكري)‪ ،‬فالقصد ال حركاتك فقط‪ ،‬ولكن حضورك معه‪ ،‬ويكون معك بقدر‬ ‫ذكرك له‪ ،‬وحضورك معه‪ ،‬ولهذا كان التحذير النبوي واضحا (ويل لمن لم تنهه صالته‬ ‫عن الفحشاء والمنكر)‪.‬‬ ‫في ذكر اهلل باللسان‪ ،‬وترتيل القرءان‪ ،‬واالستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل‪،‬‬ ‫جاء الترغيب كثيرا‪ ،‬سواء عبر آي القرءان ونصوص السنة‪ ،‬أو عبر أقوال الصالحين‪،‬‬ ‫وأحوال الواصلين‪ ،‬ولكن ليس القصد مجرد الترتيل باللسان والتمتمة بالشفتين‪،‬‬ ‫وحمل السبحة والمصحف فقط‪ ،‬ال وألف ال‪ ،‬بل القصد هو جوهر العبادة وروحها‪ ،‬كنهها‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫وحقيقة ما تصبو إليه‪ ،‬وهو وصول الذكر إلى القلب وامتالء الصدر به‪ ،‬وهو واهلل أعلم‬ ‫هو المعنى الذي عبر عنه سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم حين قال‪( :‬تنام‬ ‫عيني وال ينام قلبي) ‪ ،‬فرغم غفلة العين في النوم ‪ ،‬ال يفتر القلب الشريف عن الحضور‬ ‫مع ربه‪.‬‬ ‫فذكر اللسان هو تربية لذكر السر‪ ،‬ثم سر السر‪ ،‬كما هو معروف مرتب عند أهل اهلل‬ ‫العارفين به‪ ،‬وإال ظل اإلنسان بذكره عند شفتيه دون أن يختلط به قلبه‪ ،‬ويغتسل به‬ ‫من غفلة السهو عن اهلل‪ ،‬والتيه في سبل الشيطان‪ ،‬والذاكر من هذا الصنف ال يوثق‬ ‫بتعبادته‪ ،‬ومن ذا القبيل كان قول الحبيب المصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم‪( :‬رب‬ ‫قارئ القرءان والقرءان يلعنه)‪.‬‬ ‫تأملت كل عباداتنا وشرائعنا‪ ،‬فخلصت إلى ما أضع زبدته هنا بين يديك سيدي‬ ‫القارئ‪ ،‬بحثا في كتاب اهلل وسنة رسوله الكريم صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫الذكر مبتغى كل العبادات‪ ،‬ومقصد كل الوسائل الشرعية‪ ،‬وهو عمل قلبي خالص‬ ‫هلل‪.‬‬ ‫ختما‪ ،‬أصلح اللهم ظواهرنا لتقوية بواطننا‪ ،‬واحفظنا من كيد المشوشات والدواخل‪،‬‬ ‫وحقد الحاقدين‪ ،‬وحسد الحاسدين‪ ،‬بسر نور حروف ﴿«قل �أعوذ برب الفلق من �رش‬ ‫ما خلق »﴾‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪978‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)443‬‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫أمن القصر الكبير إحراق ‪ 700‬كلغ من‬ ‫المواد التي تدخل في تحضير «الماحيا»‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬ ‫أشرفت السلطات األمنية بالقصر الكبير بتنسيق مع مصالح حفظ الصحة ‪ ،‬صباح يوم األربعاء‬ ‫‪ 16‬يناير الجاري على عملية إحراق حوالي ‪ 700‬كيلوغرام من المواد التي تدخل في تحضير‬ ‫مشروب « الماحيا»‪.‬‬ ‫عملية الحرق تمت بمجزرة اللحوم الحمراء‪ ‬بمدينة القصر الكبير ‪ /‬أوالد احميد ‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫نقل المحجوزات من مفوضية الشرطية المركزية عبر شاحنة تابعة لجماعة القصر الكبير‪.‬‬ ‫وقد لوحظ أن المحجوزات من تمور وغيرها توجد في حالة متقدمة من التحلل والتعفن ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن األجهزة األمنية بالقصر الكبير كانت قد احتجزت خمسينيا‪ ‬بداية األسبوع بحي‬ ‫الحلوفي ‪ /‬السالم وبمنزله كمية كبيرة من المواد التي تدخل في تحضير مشروب الماحيا في‬ ‫ظروف غير صحية تماما‪ ،‬إلى جانب خمسين لترا جاهزة للبيع‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد كماشين‪ ‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫القصر الكبير ‪ :‬سرقة المقاطعة‬ ‫الحضرية الرابعة‪ ‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫تفاجأ البعض من‪ ‬موظفي‪ ‬المقاطعة اإلدارية الرابعة بمدينة القصر الكبير بتعرض مكاتبهم‬ ‫لعملية إتالف وسرقة‪ ،‬وجاء ذلك بعد إلتحاقهم بمقر عملهم صباح الخميس ‪ 17‬يناير الجاري‪.‬‬ ‫وفور اإلعالم بذلك حضرت لعين المكان السلطات بمختلف مستوياتها اإلدارية واألمنية‬ ‫الستجالء األمر‪.‬‬ ‫وقد اتضح بعد المعاينة أن السرقة مست مبالغ مالية لم تحدد قيمتها بعد ‪ ،‬ومجموعة من‬ ‫«التنابر» الخاصة باالستخالص‪ ....‬فيما ال زالت عملية التأكد من سالمة الوثائق جارية‪.‬‬ ‫السلطات األمنية ممثلة في الشرطة العلمية حضرت لمقر المقاطعة لمباشرة اختصاصها‪...‬‬ ‫فيما لوحظ عدم تعرض األبواب وال النوافذ لعملية الكسر ‪....‬‬

‫م‪ .‬ك‪ ‬‬

‫شاحنة تدهس عامالً بالقصر الكبير‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪443‬‬

‫تسببت شاحنة في وفاة عامل بناء‪( ‬ص ‪.‬ع ) وذلك‪ ‬في حدود الساعة ‪ 11‬صباحا من يوم‬ ‫الخميس ‪ 19‬يناير الجاري بحي أوالد احمايد القصر الكبير ‪.‬‬ ‫الحادث جاء بعدما كان المتوفى يعطي إشارة افراغ الحمولة‪ ‬للشاحنة التي دهسته وهو ما‬ ‫تسبب في حضور ممثلي السلطة واألمن‪ ‬الوقاية المدنية التي أقلته الى المستشفى المدني‪ ‬حيث‬ ‫لفظ أنفاسه األخيرة بقسم مستعجالتها‪.‬‬ ‫المتوفى من قاطني حي أوالد احمايد ‪ ،‬يعمل مياوما في البناء ‪ ،‬أعزب وبالغ من العمر‪ 32 ‬سنة‪ .‬‬ ‫ويذكر أن طفلة توفيت‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬بنفس الطريقة‪ ،‬حيث تركت وفاتها أسى وحزنا‬ ‫في أوساط السكان‪.‬‬

‫م‪ .‬ك‪ ‬‬


‫الشمال‬

‫يوم دراسي بوزان حول الممارسة‬ ‫الرياضية ‪..‬المعيقات والمخرجات‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪978‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬يناير �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫الحديث الذي أدلى به الناخب الوطني هيــرفــي رونار مؤخرا‬ ‫لمجلة «جون أفريك» يطرح أكثر من عالمة استفهام حول توقيته‬ ‫والهدف منه‪.‬‬ ‫فهو جاء مباشرة بعد اختيار مصر ال حتضان كأس افريقيا لألمم‬ ‫‪ 2019‬من قبل الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم وكأني بالمدرب‬ ‫رونار كــان يسعى ويرغب في تنظيــم هذا الحدث الكروي القــاري‬ ‫بالمغرب‪ ..‬وكان يراهـن على الجمهــور المغربي لمساندة أسود‬ ‫األطلس ومؤازر تهم من أجل بلوغ الهدف المنشود والمتمثل في‬ ‫الظفر بكأس إفريقيا لألمم التي غابت عن خزائن الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم منذ عام ‪.1966‬‬ ‫رونار ومن خالل تصريحه الذي أكد فيه أن حظوظ مصر البلد‬ ‫المنظم والسينغــال هي األوفر لنيل لقب كان ‪ 2019‬حاول إبــالغ‬ ‫رسالة إلى جامعة لقجع وإلى وزارة الشباب والرياضة مفادها أنه‬ ‫كان األجدى أن يترشح المغرب لتنظيم و احتضان هذه البطولة‬ ‫القارية‪ ...‬وأيضا لتهييء الرأي العام الرياضي مسبقا لتقبل أي‬ ‫إخفاق لألسود خالل هـذه المسابقة القارية التي يراهن عليها‬ ‫المغرب إلعادة االعتبار للكرة المغربية قاريا خاصة بعد التمثيل‬ ‫المشرف في كأس العالم األخيرة بروسيا‪ ..‬وكذا اإلطاحة بمنتخب‬ ‫الكامرون ألول مرة في تاريخ المواجهات التي جمعتهما‪.‬‬

‫رونار يراقب العبين جدد‬

‫كشفت مصادر صحفية أن الناخب الوطني هيرفي رونار يراقب العبين جدد‬ ‫في أفق المناداة عليهم لحمل قميص المنتخب المغربي الذي سيواجه في شهر‬ ‫مارس المقبل منتخب ماالوي برسم الجولة األخيرة من التصفيات المؤهلة إلى‬ ‫كأس إفريقيا لألمم التي ستقام عام ‪ 2019‬بمصر‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من ثنائي نادي «نيم» الفرنسي رشيدعليوي والظهير‬ ‫األيسر سفيان العكوش‪ ،‬باإلضافة إلى نجم نادي النصر السعودي عبد الرزاق‬ ‫حمد اهلل‪.‬‬ ‫هذا ومن المنتظر أن يتابع هيرفي رونار العبين آخرين‪ ،‬قبل استدعائهم‬ ‫للمعسكر المقبل ألسود األطلس‪ ،‬كمدافع بتيس اإلسباني زهير فضال وحارس‬ ‫أياكس أمستردام الهولندي معاش‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫احتضن مقر المديرية اإلقليمية للشباب والرياضــة بمدينــة وزان يوما‬ ‫دراسيا حول الممارسة الرياضية‪ ،‬المعيقات والمخرجات‪ ،‬حضره عامل اإلقليم‬ ‫والمنتخبون و الفعاليات الرياضية باإلقليم والعديد من الفعاليات الرياضية‬ ‫يتقدمهم الالعـــب الدولي السابـق مصطفى الحداوي والجمعية المغربية‬ ‫للصحافة الرياضية بطنجة‪.‬‬ ‫وقد أثيرت خالل هذا اليوم الدراسي المشاكل التي تعترض تطور الرياضة‬ ‫بإقليم وزان والحلول الكفيلة بالرقي بها‪.‬‬ ‫وسنقدم في العدد القادم تفاصيل أكثر عن هذا اليوم الدراسي وما خرج‬ ‫به من توصيات‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يعود إلى سكة االنتصارات‬ ‫من بوابة الوداد المتصدر‬

‫حقق اتحاد طنجة فوزا هاما على الوداد البيضاوي متصدر‬ ‫الدوري اال حترافي بهدف دون مقابل برسم مؤجل الجولة ‪ 14‬من‬ ‫مؤجل الدوري من توقيع الال عب المهدي النغمي‪.‬‬ ‫هدف من ذهب جــاء ليعيـــد االعتبار لفارس البوغاز بعد‬ ‫سلسلة من اإلخفاقات والنتائج السلبية‪ ،‬إن على مستوى الدوري أو‬ ‫المنافساتاإلفريقية‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه المباراة القوية التي اتسمت بالندية والقوة‬ ‫والتي خاضها اتحاد طنجة بأسلوب قتالي ودافــع خاللها عن النقاط‬ ‫الثالث اتضحت بصمة المدربين طاليب وبنقاسم‪ .‬وتأكد للجميع أن‬ ‫الفريق سائر نحو األحسن وأن االنتدابات الجديدة ستعطى اإلضافة‬ ‫المرجوة والسيما موكوكو القادم من فيتا كلوب الكونغولي والدولي‬

‫الغابوني نزامبي في الدفاع األيسر ورشيد حسني وسط الميدان ‪.‬‬ ‫الفوز على الوداد البيضاوي المتصدريعتبر الثالث بالنسبة‬ ‫التحاد طنجة هذا الموسم واألول داخل الميدان وأمام األنصار‪.‬‬ ‫وبواسطته تمكن فــارس البوغــاز من طــرد النحــس الذي‬ ‫الزمه‪ ،‬منذ انطالق بطولــة الدوري االحترافي‪ ،‬ومداواة جراح اإلخفاق‬ ‫والخروج المبكر من دوري أبطال إفريقيا على يد نادي شبيبة الساورة‬ ‫الجزائري وكأس الكونفدالية اإلفريقية أمام نادي الزمالك المصري‪.‬‬ ‫االنتفاضة والفوز المحقق على حساب الوداد البيضاوي المتزعم‬ ‫جعل فارس البوغاز يبتعد نسبيا عن المؤخرة وينتقل إلى الرتبة‬ ‫العاشرة برصيد ‪ 17‬نقطة قبل مواجهة الفتح الرباطي على ملعب‬ ‫موالي الحسن بالرباط‪.‬‬

‫صور لها معنى‬ ‫الصور التي نشرها موقع اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫مؤخراوالتي تظهر المدير التقنـــي عبد الرحيم طاليب‬ ‫برفقة الحــارس الجديد شهــاب و الغابونـــي نزامبي‬ ‫والمهاجم الجديــد حمزة الغطاس لها أكثر من معنى‬ ‫وداللة‪ ..‬وتؤكد أن عقلية اتحاد طنجــة فيما يتعلق‬ ‫باالنتدات بدأت تتغير تدريجيا بعد قدوم المدرب طاليب‬ ‫الذي أكد أنه لن يعتمد إال على الالعب الجيد الذي‬ ‫سيمنح اإلضافة للفريق‪.‬‬ ‫ونعتقد أن الر سالة التي حاول اتحاد طنجة إبالغها‬ ‫للجميع بمناسبة اال نتقاالت الشتوية هي أن القرار األول‬ ‫و األخير يعود إلى المدير التقني الحالي دون غيره‪ ،‬عكس‬ ‫ما كان عليه األمر في السابق‪ ،‬حيث كان هناك تضارب‬ ‫بخصوص المسـؤول عن االنتدابات‪ ،‬كما حــدث مع‬ ‫بدايــة الموســم الحالي الذي شهد انتداب أزيد من ‪11‬‬ ‫العبــا لم يقدم أغلبهم اإلضافة المرجوة ومنهم من عاد‬ ‫أدراجه بعد فترة قصيرة‪ ،‬مما جعل الفريق يهدر الوقت‬ ‫والمال من أجل السراب‪.‬‬ ‫ونعتقد أن تكليف الطاقم التقني بمهمة اإلشراف‬ ‫على االنتدابات هو عين العقـــل والدليل لمسناه جيدا‬ ‫خالل مباراة الوداد القويــة بعـد مشاركــة موكوكـــو‬ ‫ونزامبي ورشيــد حسنــي وما سيلي ذلك‪ ،‬بعـــد إشراك‬ ‫المهاجم الغطاس والحارس شهاب وغيرهما من العناصر‬ ‫الجديدة‪ ..‬إذن يمكن القول أن الرؤيا بدأت تتضح وتسير‬ ‫سيرها الطبيعي داخل اتحاد طنجة وأنه تم القطع مع‬ ‫السماسرة بهذا الخصوص‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪978‬‬

‫كأس ملك إسبانيا ‪:‬‬

‫حامل اللقب مهدد باإلقصاء‬

‫الثالثاء ‪ 29‬يناير �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬

‫األهلي المصري يرفض‬ ‫رفع الزيادة في أجر الالعب‬ ‫المغربي أزارو‬

‫رفض فريق األهلي المصري رفع قيمة‬ ‫العقد الذي يربطه بالدولي المغربي وليد أزارو‬ ‫إلى ‪16‬مليون جتيه مصري سنويا‪.‬‬ ‫وكان الالعـب قــد جعــل من الزيادة في‬ ‫عقده شرطا أساسيا لبقائه في الفريق المصري‬ ‫وعدم الرحيل‪ ،‬خاصة وأن أزارو يتقاضى حاليا‬ ‫مايقرب من ‪ 700‬ألف دوالر‪ ..‬بعدمــا كان‬ ‫يتقاضى‪600‬الف خالل بضعة أشهر‪.‬‬ ‫وكان الالعب وليـد أزارو قد تلقـى عرضــا‬

‫اقترب فريق إشبيلية من التأهل للدور نصف‬ ‫النهائي لكأس ملك إسبانيا في كرة القدم‪ ،‬بعد فوز‬ ‫في لقاء الذهاب على برشلونة بهدفين‪ ،‬دون مقابل‬ ‫من توقيع بابلو سارابيا ووسام بن يدر‪.‬‬ ‫هزيمة ستحتم على الفريق الكتالوني حامل اللقب‬ ‫خالل أربعة مواسم الفوز بأكثر من هدفين في مباراة‬ ‫اإلياب بملعب الكامب نو‪ ،‬لضمان بطاقة المرور‪.‬‬ ‫فيما يكفي الفريق األندلسي الخسارة بهدف دون‬ ‫مقابل‪ ،‬ليكسب جواز المرور للدور قبل النهائي‪.‬‬ ‫المدرب فال فيردي أدى ثمن االستخفاف بالخصم‬

‫واإلبقاء على الالعبين األساسيين و االعتماد على‬ ‫االحتياطيين‪.‬‬ ‫ومن المحتمل أن يغير الخطة في لقاء اإلياب‬ ‫ويشرك األساسيين وفي مقدمتهم األرجنتيني ليونيل‬ ‫ميسي‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫مغريا جديدا من فريق صيني‪.‬‬ ‫وأكد المسؤول المصري أن عقد أزارو من‬ ‫العقود الجيدة بالنادي األهلي وأنه يتقاضى‬ ‫حاليا ما يقرب من ‪ 13‬مليون جنيه مصري ولن‬ ‫يتم رفعه إلى ‪ 16‬مليون‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن أزارو مستمر مع الفريــق‬ ‫المصري وفق العقد الذي يربطهما وال توجد‬ ‫أي فكرة في تعديله‪ ،‬إال في حال تلقيه عرضا‬ ‫جيدا‪.‬‬

‫إصابة نيمار تثير القلق‬ ‫في باريس‬

‫باقي النتائج‪:‬‬

‫ريال مدريد فاز ت على جيرونا باربعة مقابل‬ ‫اثنين‪.‬‬ ‫واإلسبنيول تعادلت مع بتيس بهدف لمثله‪.‬‬

‫بنعطية يرفض االنتقال إلى الدوري‬ ‫اإلنجليزي ويفضل االنضمام لفريق‬ ‫الدحيل القطري‬ ‫اإلصابة القوية التي تعرض لها الالعب‬ ‫البرازيلي نيمار داسيلفا مهاجم نادي باريس‬ ‫سان جيرمان الفرنسي في المبــاراة األخيـــرة‬ ‫لفريقه أمام ستراسبورغ برســم الجولــة ‪32‬‬ ‫من كأس فرنسا والتي انتصــر فيها الفريـــق‬ ‫الباريسي بهدفيــن لصفر أقلقت مسؤولــــي‬ ‫الفريق الباريسي‪.‬‬

‫وقالت تقارير صحفية أن اإلصابة جاءت‬ ‫في نفس موقع اإلصابة القديمة لالعب والتي‬ ‫تعرض لها في لقاء أولمبيك مارسيليا في شهر‬ ‫فبرايــر من السنــة الماضية والتي استلزمت‬ ‫عملية جراحيــة‪ ،‬أبعدت الالعـــب نيمـــار عن‬ ‫المالعب لمدة طويلة‪.‬‬

‫استمرار التسجيل بمدرسة‬ ‫نهضة طنجة لكرة القدم‬ ‫أفادت الصحف اإليطالية واإلنجليزية أن الدولي‬ ‫المغربي مهدي بنعطية‪ ،‬العـــب نــادي يوفنتــوس‬ ‫اإليطالي رفض عرضا رسميا من فريق مانشستر‬ ‫يونايتد اإلنجليزي وفضل االنتقال إلى نادي الدحيل‬ ‫القطري‪.‬‬ ‫وأشارت الصحف اإلنجليزية إلى أن عميد األسود‬ ‫توصـل بعــرض رسمي من نــــادي مانشستــر‬

‫يونايتد لتقاضي راتــب سنوي بقيمة ‪ 3.5‬مليــــون‬ ‫يـورو مع استفادة فريقه يوفنتوس من مبلغ ‪9‬‬ ‫ماليين يورو من أجل بيعــه في ســـوق االنتقاالت‬ ‫الشتوية‪.‬‬ ‫لكن الالعب بنعطية رفض االنتقـــال إلى الدوري‬ ‫اإلنجليزي واختـــار عـرض الدحيـــل القطــري‪ ،‬حيث‬ ‫سيتقاضى ‪ 5‬ماليين يورو سنويا بقطر‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل وإعادة التسجيل‬ ‫للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬كما أن أنشطتها متواصلة‪ ،‬طيلة فصل‬ ‫الصيف دون توقف‪ .‬وعلى الراغبين في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي‬ ‫(‪ )0661720614‬أو الحضور بملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى الخامسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬


‫العدد ‪978‬‬

‫الثالثـاء ‪ 29‬ينايـر �إلى ‪ 04‬فرباير ‪2019‬‬ ‫األخيرة‬ ‫حسن أوريد يدعو من الناظور‬

‫مليلية‬

‫إلى ثورة ثقافية بالمغرب‬

‫اإلغالق تسبب في خسائر فادحة تقدر بماليين األورو‬ ‫بالنسبة للميناء وللقطاع التجاري بمليلية‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وكان الحزب الشعبي اإلسباني قد عبر عن استيائه‬ ‫من صمت الحكومة االسبانية «الغير معلل» بهذا‬ ‫الخصوص ووجهت ماريا ديل كارمين دويناس‪ ،‬نائبة‬ ‫رئيس هذا الحزب بمدينة مليلية انتقادات قوية إلى‬ ‫وزير الخارجية بوريل خالل إحدى الجلسات التشريعية‪،‬‬ ‫بسبب عدم استدعائه لسفيرة المغرب من أجل‬ ‫تقديم توضيحات حول قرار اإلغالق األحادي الجانب‬ ‫منذ فاتح غشت الماضي‪.‬‬ ‫وعلى مستوى القطاعات المهنية‪ ،‬وجهت ماري‬ ‫أورنيال شاكون مارتل‪ ،‬رئيسة الشبكة العامة للموانئ‬ ‫في إسبانيا ‪ ،‬استدعا ًء‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬إلى ميغيل‬ ‫مارتين‪ ،‬مدير ميناء ثغر مليلية‪ ،‬من أجل دراسة إمكانية‬ ‫مواجهة الخصاص في ميزانية ‪ ،2019‬بغرض توسيع‬ ‫وإعادة تهيئة الميناء البحري‪ ،‬على الرغم من النفي‬ ‫الذي قامت به الحكومة المركزية‪ ،‬وفق ما نقلته وكالة‬ ‫«أوروبا بريس»؛ ما يوضح بجالء التداعيات التي خلفها‬ ‫قرار إغالق النقطة الحدودية‪ ،‬التي يعود تاريخ افتتاحها‬ ‫إلى فترة استقالل المغرب‪.‬‬ ‫وشددت قيادة الحزب الشعبي بمليلية ضغطها‬ ‫على وزارة خارجية مدريد التي اتهمتها بعدم‬ ‫التفاعل مع موضوع المعبر التجاري المغربي ملحة‬ ‫على المطالبة باستفسارسفيرة المغرب بإسبانيا‬ ‫حول الموضوع‪ .‬وبالرغم من أنه لم يرد اإلعالن عن‬ ‫موقف رسمي للحكومة االسبانية في هذا الشأن‪ ،‬إال‬ ‫أن العديد من األحزاب السياسية عبرت عن مساندتها‬ ‫للحكومة المحلية بمليلية‪ ،‬في اعتبار أن إلغاء االتفاقية‬ ‫المبرمة بين البلدين‪ ،‬منذ سنة ‪ ،1956‬عمل غير ودي‬ ‫تجاه إسبانيا بشكل عام ومدينة مليلية بوجه خاص ‪،‬‬ ‫مطالبة الحكومة االسبانية بإيجاد حل لألزمة الحالية‬ ‫التي يشهدها ميناء مليلية‪ ،‬ومعه سائر القطاعات‬ ‫التجارية بهذه المدينة‪.‬‬ ‫وسبق للمغرب أن عبّر على لسان الناطق الرسمي‬ ‫باسم الحكومة‪ ،‬عن أن هذا القرار «سيادي» يخص‬ ‫المغرب‪ ،‬والمغرب وحده‪ ،‬وأن الهدف منه إنعاش ميناء‬ ‫الناظور الجديد‪.‬‬ ‫و ال زال الحزب الشعبي يوالي ضغطه على حكومة‬ ‫بالده‪ ،‬عبر المطالبة بدعوة وزير الخارجية واالتحاد‬ ‫األوروبي والتعاون‪ ،‬جوزيب بوريل‪ ،‬إلى جلسة عاجلة‪،‬‬ ‫لمجلس النواب بغاية شرح سياسة الحكومة فيما‬ ‫يتعلق بوقف تشغيل المعبر الجمركي بباب مليلية‪،‬‬ ‫«من جانب واحد» من أجل «معالجة المشاكل الناتجة‬ ‫عن إغالق المعبر‪ ،‬والتخفيف من آثاره السلبية» على‬ ‫اقتصاد مليلية‪.‬‬ ‫وفي خضم التحرك السياسي والمهني التي‬ ‫يهدف إلى دفع حكومة مدريد ومجلسي الكورتيس إلى‬ ‫اتخاذ موقف صارم من قضية المعبر التجاري المغربي‬ ‫على باب مليلية‪ ،‬ضاعف رئيس هذه المدينة خوان‬ ‫خوسيه إمبيردا‪ ،‬من تصريحاته الصحافية ينتقد من‬ ‫خاللها موقف حكومة سانتيش التي فضلت الصمت‬ ‫بخصوص المعبر المغربي على «حدود» مليلية وعدم‬

‫قيامه بأي مبادرة من أجل «إنقاذ الحقوق التاريخية‬ ‫إلسبانيا حول هذا الموضوع لمدة ‪ 60‬عاما»‪.‬‬ ‫وبالنسبة لرئيس مليلية‪ ،‬فإن إسبانيا كان عليها‬ ‫أن «تتحدث بصوت عال وقوي» ألن ما حدث هو إغالق‬ ‫المنفذ التجاري على «الحدود» البرية‪ ،‬ومحاصرة‬ ‫الشاحنات في ممر بني أنصار ‪ ،‬وهو ما يؤثر سياسيا‬ ‫ويهدد «بخيبة األمل»‪.‬‬ ‫وصرح من جهة أخرى أن تصرف المغرب ال يندرج‬ ‫في إطار تعامل بلد «جار» وصديق‪ ،‬مؤكدا أنه يجب أن‬ ‫يكون واضحا بالنسبة للمغرب أن «مليلية إسبانيا»‪،‬‬ ‫وأن مليلية «تساعد المغرب فوق ما يقدمه المغرب‬ ‫إلسبانيا»‪ .‬كما أنه إذا احتاجت الحكومة اإلسبانية إلى‬ ‫دعم مدينة الحكم الذاتي بمليلية «لتكون قادرة على‬ ‫الحصول على مزيد من القوة مع المغرب» ‪ ،‬فسوف‬ ‫تحصل على ذلك» ‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه بعد مرور خمسة أشهر على إغالق‬ ‫المغرب للمعبر الجمركي بباب مليلية‪ ،‬ترى منظمة‬ ‫رجال األعمال بمليلية أن موقف الحكومة االسبانية‬ ‫لم يتغير ليستمر ركود الموقف اإلسباني دون أدنى‬ ‫احتجاج ولو دبلوماسي لدى االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وترى المنظمة أنه إذا كانت حجة المغرب هي‬ ‫تشجيع التنمية التجارية لميناء بني أنصار‪ ،‬وهي حجة‬ ‫«تبدو منطقية ومعقولة للغاية» فإنه «ال ينبغي أن‬ ‫يكون ذلك على حساب مزيد من إغراق حركة المرور‬ ‫من ميناء مليلية»‪.‬‬ ‫وكانت منابر إعالمية إسبانية قد أعلنت بداية‬ ‫شتنبر الماضي أن اجتماعا كان مقررا بين مدير إدارة‬ ‫الضرائب بوزارة المالية ‪ ،‬ماريا بيالر خورادو ونظيرها‬ ‫المغربي‪ ،‬من أجل تدارس القضايا المتصلة بقرار‬ ‫المغرب بإغالق المركز الجمركي التجاري ببني أنصار‪.‬‬ ‫كما أعلن أنه في نفس اليوم سوف يمثل بالبرلمان‬ ‫وزير الشؤون الخارجية االسباني‪ ،‬بناء على طلبه‪،‬‬ ‫لتقديم شروح تتعلق بالموضوع‪.‬‬ ‫وعبرت جهات متتبعة عن شكوكها في إحراز‬ ‫أي تقدم مهم في هذا الشأن‪ ،‬نظرا لصرامة المغرب‬ ‫في التعامل مع ملف المعبر الجمركي الذي تسبب في‬ ‫حصار بري وبحري على العديد من شاحنات النقل‬ ‫والبواخر التي تنتقل عادة عبر المعبر «الحدودي»‬ ‫والبواخر المحصورة بالميناء والتي تحمل حاويات‬ ‫بضائع موجهة للمغرب‪ .‬ولم يبق بيد التجار األسبان‬ ‫سوى التوجه إلى الحمالين الذين ينفذون عبر أربعة‬ ‫معابر تصل بين مليلية وبني أنصار‪ ،‬وهي معابر‬ ‫مليلية‪ ،‬وبني أنصار وفرخانة والحي الصيني‪.‬وكلها‬ ‫معابر تعمل على مدار أربع وعشرين ساعة‪.‬‬ ‫ووفق إحصائيات سنة ‪ ،2017‬فإن معبر بني‬ ‫أنصار‪ ،‬وهو األهم‪ ،‬استعمله فوق ‪ 12‬مليون راجل‬ ‫و نصف مليون سيارة‪ ،‬بينما استعمل معبر فرخانة ‪7‬‬ ‫ماليين راجل وفوق مليونيى مركبة‪ ،‬أما الحي الصيني‬ ‫فقد استعمله فوق مليون ونصف راجل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫دعا حسن أوريد‪ ،‬األكاديمي والناطق‬ ‫الرسمي األسبق باسم القصر الملكي‪ ،‬إلى‬ ‫العمل سويا من أجل خلــق ثورة ثقافية‬ ‫جديدة بالمغرب‪ ،‬وذلك خالل لقــاء مفتوح‬ ‫أطره بالمركــب الثقافــي بالناظـور‪ ،‬يوم‬ ‫الخميس ‪ 17‬ينــايـر ‪ ،2019‬من تنظيـم‬ ‫جمعية أمزيان‪.‬‬ ‫واستهـل اللقـــاء األستــاذ والناشط‬ ‫االمازيغي محمد بودهان‪ ،‬بتقديم قراءة‬ ‫حرة لكتاب حسـن أوريـد «من اجـل ثورة‬ ‫ثقافية بالمغرب»‪ ،‬قدم فيه عصارة لمختلف‬ ‫المواضيع والمحاور التي ناقشها الكاتب‬ ‫بطريقــة فلسفيـة تحمـل اجتهادا خاصا‬ ‫ونوعيا يضفي قيمته على موضوع التربية‬ ‫والتعليم وما له من عالقة بتماسك النسيج‬ ‫المجتمعي واالستثمار في األجيال الصاعدة‬ ‫لبناء مستقبل يعيش فيه الفرد متصالحا مع‬ ‫ذاته ومجتمعه‪.‬‬ ‫واعتبر أوريـد‪ ،‬خالل تقديمه لمؤلفه‬ ‫«من أجل ثـورة ثقافيــة بالمغــرب»‪ ،‬ان‬ ‫اإلصالح الحقيقي للتعليم لن يتحقـق إال‬ ‫بالخروج من السطوة الثقافية التقليدية‪،‬‬ ‫مقدما وصفتـه الخاصة لتجـاوز مشكالت‬ ‫القطاع عن طريق االنغماس مع الحضارة‬ ‫الكونية ذات البعد اإلنساني وتقديس‬ ‫اإليمان باالختالف والتعدد وبقيم الحرية‬ ‫والمساواة‪.‬‬

‫ويرى أوريد‪ ،‬أن المجتمعات وإن كانت‬ ‫متعطشة للحرية‪ ،‬فإنها تميل أكثر إلى‬ ‫العدالة‪ ،‬معتبراً أن الحراك االجتماعي الذي‬ ‫يعرفه المغرب هو نتيجة انتفاء العدالة‬ ‫وضعف اآلليات المفضية لها وقصور التفكير‬ ‫حول توزيع الثروة‪ ،‬زد على ذلك عدم تمتع‬ ‫األفراد بتكافؤ الفرص وغياب إرادة الحد من‬ ‫الريع‪.‬‬ ‫وبخصوص األمازيغية‪ ،‬شدد الناطـق‬ ‫الرسمي األسبق باسم القصر الملكي‪ ،‬على‬ ‫ضرورة اعتماد الحرف الالتيني والتخلي عن‬ ‫حروف «تيفيناغ» لكي تضمن هذه اللغة‬ ‫مكانتها وتؤدي دورها التثقيفي والتعليمي‬ ‫والتواصلي بشكل جيد‪.‬‬ ‫وشكل اللقـاء‪ ،‬فرصة أمـام عدد من‬ ‫المثقفين بمدينة الناظور لتقديم آرائهم‬ ‫حول كتـب المؤلـف أمامه‪ ،‬والدخول معه‬ ‫في نقاشات لتبادل الرؤى واألفكــار بين‬ ‫الحاضرين و المؤطر‪.‬‬ ‫واعتبرت جمعية أمزيان المنظمة للقاء‪،‬‬ ‫أن مثل هذه الملتقيات تشكل دفعة قوية‬ ‫للعمل الجمعوي باإلقليم الذي يجب أن ال‬ ‫يحجم عمله فيما هو تنشيطي وفني فقط‪،‬‬ ‫واالشتغال على توسيع قاعدة أنشطتها‬ ‫لتشمـل اللقـاءات الفكريـة والعلمية لما‬ ‫تؤديه من أدوار توعوية وتأطيرية لصناعة‬ ‫النخبةالثقافية‪.‬‬

‫تهنئة مباركة‬

‫طلع نو ٌر ي�ش ُّع يف بيت ال�سيد �إدري�س حجاج ‪..‬‬ ‫ازدان فرا�ش �إدري�س بن م�صطفى حجاج مبولود‬ ‫�سعيد اختارا له �أبواه من الأ�سماء ‪:‬‬

‫«عمر»‬ ‫فهنيئ ًا للأ�سرتني الكرميتني �آل حجاج و �آل الع ْلوي ‪،‬‬ ‫اللهم �أنبته نبت ًا‬ ‫مبولده ‪..‬‬ ‫جواً احتفالي ًا‬ ‫َّ‬ ‫وقد �أدخل عليهما ّ‬ ‫ِ‬ ‫اللهم اجعل تن�شئته مت�سك ًا بالقيم الإ�سالمية ‪..‬‬ ‫ح�سن ًا‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫تهانينا احلارة للعائلتني ال�شريفتني و لأ�صهارهما ‪..‬‬ ‫عبد املجيد الإدري�سي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.