Achamal n° 979 le 05 Février 2019

Page 1

‫الخطابي هو رجل الريفيين العظيم وبطلهم‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 979‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 29‬جمادى الأولى ‪� 05 / 1440‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫كان عبد الكريم الخطابي رجل دولة في غاية الذكاء‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يمكن إخراجه عن حقبته ووسطه‪ .‬وإنـه كان من بين الصحافيين‬ ‫المغاربة األوائل‪.‬‬ ‫الخطابي كان دوما يتحدث عن تشبثـه بالمغـــرب وبالحضارة‬ ‫العربية واالسالمية‪ ،‬بالرغم من كون الدولة المغربية كانت في‬ ‫تلك الفترة تبعث جنودا لمحاربته‪ ،‬ثم ال يجب أن ننسى أننا في عهد‬ ‫مصطفى أتاتورك ‪ ،‬والنهضة العربية‪....‬‬ ‫بالنسبة إلى الريفيين‪ ،‬الخطابي هو رجلهم العظيم‪ ،‬بطلهــم‪.‬‬ ‫وهم يدركون جيدا أنهــم ريفيـون ومغاربة‪ .‬ويجـب اإلقــرار بأن‬ ‫مشكلتهم األولى تتمثل في كونهم يعيشون على أرض فقيرة‪ ،‬وهذا‬ ‫حالهم دائما‪ .‬فحياة الريف كانت دائمة مرتبطة كليا بصادراته من‬ ‫اليد العاملة‪ ،‬للعيش‪ .‬ثم‪ ،‬ليست توجد لديهم استثمارات‪ ،‬وهذا مشكل كبير كذلك‪ .‬لقد ُقدمت‬ ‫لهم وعود لم يتم الوفاء بها‪.‬‬ ‫في رأيي المتواضع‪ ،‬كان القمع الذي سلط عليهم عنيفا جدا وأكثر عنفا من الالزم‪ .‬لم تسع‬ ‫السلطات لفهم الريفيين‪.‬‬ ‫الكاتبة والصحافية الكبيرة زكيا داوود‪ ،‬في لقاء مع صحيفة «تيل كيل»‬ ‫بمناسبة صدور كتابها األخير عن الزعيم عبد اهلل ابراهيم‬

‫ملف زعيم «حراك الريف» يعود إلى الواجهة‬ ‫تضارب روايات والد ناصر وإدارة السجون‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ‪ :‬ال خطر !‬

‫عاد ملف «حراك الريف» إلى الواجهة‪ ،‬بعد انتشار أخبار عن الحالة الصحية لناصر الزفزافي الذي تزعم الحراك وكان ناطقا باسم نشطائه‬ ‫في المطالبة بإصالحات اجتماعية واقتصادية وحقوقية يعتبرها سكان الريف «أساسية» و «مستعجلة» لتطوير المنطقة وإلحاقها بـ «المغرب‬ ‫النافع»‪.‬‬ ‫نزول سكان الريف إلى الشارع لم يكن مفاجئا البتة‪ ،‬بالنسبة للمتتبعين للحالة النفسية لسكان الريف‪ ،‬بعد مقتل الشهيد محسن فكري‬ ‫يوم ‪ 28‬اكتوبر ‪ ،2016‬ومحاوالت االلتفاف حول هذه الجريمة التي استنكرها المغاربة‪ ،‬كما استنكرها حقوقيون بالداخل والخارج‪.‬‬ ‫سكان الريف خرجوا في مظاهرات استنكارية وضعوها تحت شعار «السلمية»‪ ،‬ولكن «خرجات» االحتجاج شهدت تطورات مثيرة‪ ،‬قيل إن ذلك‬ ‫كان بسبب «اإلنزال المفرط» للقوات العمومية التي اعتبرها المحتجون «استفزازا» مرفوضا‪ ،‬ما دامت «السلمية» شعار االحتجاجات‪ .‬كما أن‬ ‫إهمال الحكومة للتعامل مع المحتجين وإعراضهم عن الحوار مع المحتجين‪ ،‬والحوار فضيلة الديمقراطيين‪ ،‬وما نتج عن ذلك كله من مظاهر‬ ‫مؤسفة‪ ،‬مست بمصالح المواطنين وأمنهم واستقرارهم‪ ،‬وتسببت في متاعب للقوات العمومية‪ ،‬أمور «ضخمت» الحراك في الداخل والخارج‪،‬‬ ‫وجعلت منه «معيارا» للممارسة الديمقراطية بالمغرب واللتزام المغرب باحترام حقوق اإلنسان «كما هو متعارف عليها عالميا» !‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫‪2‬‬

‫تأثير الرقمنة على النسيج االقتصادي بالجهة الفكاهيان «حسن ومحسن»‬ ‫يحتفالن مع جمعية األيادي‬ ‫المتضامنة ب ‪:‬‬ ‫«قافلة التعايش»‬

‫نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫لجهة طنجة – تطــوان – الحسيمــة‪ ،‬نـدوة‬ ‫تطرقت إلى تأثيــر الرقمنـــة على النسيــج‬ ‫المقاوالتيبالجهة‪.‬‬ ‫وأبرز عدد من المتدخليــن خالل اللقاء‪،‬‬ ‫المنظم تحت شعـار «الرقمنة وتأثيرها على‬ ‫النسيج االقتصادي بالجهة ‪ :‬الواقع والتحديات»‪،‬‬ ‫الفرص التي يتيحها التطور التكنولوجي أمام‬ ‫النسيج المقاوالتي للبحث عن فرص أعمال على‬ ‫الصعيد الدولي وخفض كلفة اإلنتاج‪ ،‬بالمقابل‬ ‫ساهمت الثورة الرقمية في تأجيج المنافسة‪.‬‬ ‫وأعرب رئيس غرفة التجـارة والصناعة‬ ‫والخدمات‪ ،‬عمر مورو‪ ،‬عن اقتناعه بأن الرقمنة‬ ‫أصبحت «واقعا ال مناص منه‪ ،‬بل هي ضرورة‬ ‫لتطور المجتمعات»‪ ،‬مبـــرزا األهميــة التي‬ ‫تكتسيها الندوة‪ ،‬خاصة ما يتعلق بمواكبة‬ ‫المقاوالت لتمكينها من اإلستفادة من الفرص‬ ‫التي يتيحها التطور الرقمي في المغرب‪ ،‬السيما‬ ‫وأن التكنولوجيا الرقمية باتت قاعدة لتحقيق‬ ‫إقالع المقاوالت الناشئة وآلية لنشر ثقافة‬ ‫اإلبداع‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وذكر عمر مورو‪ ،‬بالمســار الذي قطعـه‬ ‫المغرب في درب الرقمنة‪ ،‬خاصة وضع‬ ‫استراتيجية المغرب الرقمي ‪ ،2020‬و التي تعتبر‬ ‫فرصة سانحة لتأمين إقالع رقمي ناجح‪ ،‬ما يشي‬ ‫ب «دينامية تحول جديدة لقطاع االقتصاد‬ ‫الرقمي ومختلف الفاعلين فيه»‪ ،‬مذكرا في‬ ‫هذا الصدد بأن الشركات الناشئة في ميدان‬ ‫التكنولوجيا بالمغرب استقطبت ما يزيد عن‬ ‫‪ 4,3‬مليون دوالر أمريكي على شكل تمويالت‬ ‫واستثمارات‪.‬‬ ‫وذكــر بأن استراتيجيــة المغرب الرقمي‬ ‫استهدفت ســد الفجوة الرقمية وتعزيز مكانة‬ ‫المغرب على الصعيد الدولي في ميدان الصناعة‬ ‫اإلنتاجية ذات القدرة على التنافسية في قطاع‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬وباألخص‬ ‫تلك الموجهة إلى التصدير وتمكين المقاوالت‬ ‫المتخصصــة في تكنولوجيـــات المعلومــات‬ ‫واالتصال‪ ،‬موضحا أن تبني مشروع قانون إنشاء‬ ‫وكالة التنمية الرقمية يروم جعل «المغرب مركزا‬ ‫إقليميا ورائدا إفريقيا في المجال»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬اعتبر الخبير الفرنسي ميشيل‬ ‫رايموندو أننا «نعيش‪ ،‬بل غارقون‪ ،‬في الموجة‬

‫الرقمية‪ ،‬والتي يطلق عليها اسم «الصناعة‬ ‫‪ ،»0.4‬موضحا أن كل مقاوالت العالم لم تعد‬ ‫بمنأى عن تأثير العالم االفتراضي الذي سهل‬ ‫تبادل المعلومات والخدمات ووضع أسس ثورة‬ ‫صناعية رابعة‪.‬‬ ‫وبعد أن استعرض تحول قطاع الصناعة‬ ‫منذ عصر النهضـة‪ ،‬أشـــار إلى أن الثـــورات‬ ‫الصناعية كانت مرتبطة باكتشاف مصدر جديد‬ ‫للطاقة‪ ،‬إال أن التحول الرابع ناجم باألساس‬ ‫عن تقارب وتبدد الحدود بين العالمين المادي‬ ‫واالفتراضي‪ ،‬موضحا أن هذا التحول إلى جانب‬ ‫سرعة تغير أذواق الزبائن وندرة الموارد فرض‬ ‫تحديات جديدة على المقاوالت‪.‬‬ ‫وتطرقت الندوة‪ ،‬التي شهــدت حضـور‬ ‫ممثلين عن عدد من المقاوالت والمؤسسات‬ ‫المستقرة بالجهة‪ ،‬إلى فرص وتحديات الرقمنة‬ ‫وتكنولوجيات تخزين المعطيـــات (بيــغ داتا)‬ ‫وسلسلة الكتل والذكاء الصناعي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تقديم معرض “ميد آب تيك” المرتقب انعقاده‬ ‫في الصيف المقبل‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫ال�سيد محمد حجاج‬

‫وذلك يوم الجمعة ‪ 25‬يناير ‪ ،2019‬وشيع جثمانه الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة «الشمال» بأحر التعازي الحارة‬ ‫إلى أبنائـه أحمـد وأمينـة وفـاطمـة ومحمد وزينـب وعائشـة‪ ،‬وكذلك إلى أصهـاره وإلى أحفـاده وخـاصة‬ ‫‪ :‬ذ‪ /‬عبد العظيم الجوال الورياغلي‪ ،‬نائب وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بطنجة‪ ،‬راجية لهم الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫احلاج كرمي الرتكي يف ذمة اهلل‬ ‫تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمول بعفو اهلل المرحوم الحاج‬ ‫كريم التركي عن عمر يماهز ‪ 49‬سنة‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪ 30‬يناير ‪ ،2019‬وشيع‬ ‫جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف بعد‬ ‫صالتي العصر والجنازة بمسجد اإلمام مالك‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة «الشمال» بأحر التعازي إلى‬ ‫أرملة الفقيد‪ ،‬وإلى أبنائهما ‪ :‬حمزة ورانية وطه‪ ،‬وإلى شقيقي الفقيد‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى جميع أفراد عائلتي ‪ :‬التركي والمجدوبي‪ ،‬وكذا إلى أصهارهم وأقاربهم‪،‬‬ ‫راجية لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫في إطار فعاليات مشروع “تحسيس الفئات‬ ‫الناشئة حول موضوع الهجرة والميز العنصري”‬ ‫المنجز بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى وزير‬ ‫الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج وشــؤون الهجـــرة‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية األيادي المتضامنة حفال فنيا تربويا تحت‬ ‫شعار”إفريقيا تجمعنا “بمناسبة إختتام الشق‬ ‫الثاني من المشروع يوم األربعاء ‪ 30 ‬يناير‪2019‬‬ ‫إنطالقا من الساعة الثالثة بعد الزوال بقاعة‬ ‫إبن بطوطة مؤسسة األعمال اإلجتماعية لرجال‬ ‫التعليمطنجة‪.‬‬ ‫‪ ‬ويأتي هذا الحفل التربوي تتويجا لسلسلة‬ ‫من الورشات التحسيسية التي نظمتها الجمعية‬ ‫حول موضوع الهجرة و التعايش بمختلف‬ ‫مدن شمال المغرب أبرزها ” تطوان‪ ،‬مرتيل‪،‬‬ ‫المضيق‪ ،‬فنيدق‪ ،‬طنجة‪ ،‬أصيلة‪ ،‬العرائش‪،‬‬ ‫الناظور‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬و تأتي هذه الحملة بعد‬ ‫“قافلة التعايش” التي أطلقتها جمعية األيادي‬ ‫المتضامنة في بداية الموسم الدراسي بتعاون‬ ‫مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلف‬ ‫بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة‬ ‫وذلك بتنسيق مع المديريات اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي للجهــة‪ ،‬واستفــاد‪ ‬من‬ ‫هذه القافلة ‪ 1046‬تلميـذا و تلميــذة‪ ،‬وقد‬ ‫لقيت قافلة التعايش ترحيباً كبيراً من طرف‬ ‫المؤسسات التعليمية و األطر اإلدارية لدورها‬ ‫الكبير في تلقين قيم التسامح و تربية األطفال‬ ‫على المساواة و إحترام الغير و تقبله دون تمييز‬ ‫بسبب اللون أو العرق أو الدين و كذلك بسبب‬ ‫حنكة أطر الجمعية و تجربتها الرائدة والمنهجية‬ ‫البيداغوجيـــة المتبعــة في إلقــاء الورشـــات‬ ‫وتنشيطه‪.‬‬ ‫الحفل أتى تتويجا لنهاية الفترة الثانية من‬ ‫المشروع التحسيسي الذي احتضنته قاعة ‪ ‬ابن‬ ‫بطوطة هذه المرة بعروس الشمال‪ ‬طنجة‪،‬‬ ‫بعدما قامت الجمعية السنة الفارطة في تقديم‬

‫الحفل للتالميذ المشاركين من تطوان بدار‬ ‫الثقافة التابعة للمدينة‪ ،‬و الذي قامت بتنشيطه‬ ‫فرق موسيقية من الفلكلور المغربي منها فرقة‬ ‫الكناورة ذات الجذور اإلفريقية‪ ،‬و فرقة إفريقية‬ ‫من السينغال التى أتحفت التالميذ برقصات‬ ‫سنغالية وأغاني مختلفة‪ ،‬إضافة إلى مجموعة‬ ‫من الفقرات الفكاهية من تنشيط الفكاهيين‬ ‫الشماليين «حسن ومحسن» حيث أتحفا البراعم‬ ‫الصغار بأشهر المقاطع الفكاهية لهما كما عرف‬ ‫ايضا الحفل فقرات مختلفة لالطفال‪..‬‬ ‫وقد استفاد من الحفل ما يزيد عن ‪80‬‬ ‫تلميذ و تلميذة يدرسون بمدارس ابتدائية‬ ‫أحمد علي اومرزوق تابعة لمدينة أصيلة وغاب‬ ‫عن الحفل تالميذ مؤسسة الحسن الحصري‬ ‫بطنجة (رغم تنشيطنا فيها) بسبب عدم إلتزام‬ ‫مدير المؤسسة الحالي ورغم وجود تالميذ‬ ‫فائزين ايضا من نفس المؤسسة‪.‬‬ ‫وقد حضرت الحفل ممثلة الوزارة المنتدبة‬ ‫لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج و شؤون الهجرة وممثلو المديريات‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لطنجة‬ ‫أصيلة ومدير المؤسســة التعليميــة واألطر‬ ‫التربوية التابعة لنفس المؤسسة أحمد علي‬ ‫أومرزوق وممثلو جمعيات أباء وأولياء األمور‬ ‫ومجموعة من وسائل اإلعالم الوطنية‪..‬‬ ‫وقد نظم على هامش الحفل معرض فني‬ ‫لرسومات األطفال الفائزين في مسابقات الرسم‬ ‫التى نظمت خالل جوالت القافلة التحسيسية‬ ‫بجهة الشمال‪ ،‬كما تم تكريم مدير المؤسسة‪،‬‬ ‫إضافــة إلى توزيع الجوائــز على التلميـــذات‬ ‫والتالميذ الفائزين عن المؤسسة المشاركة‪..‬‬ ‫وقد لقي الحفل تجاوبا واسعا من لدن‬ ‫التالميذ الذين أبدوا تفاعال رائعا طيلة فقرات‬ ‫الحفل التي تميزت بين الترفيه والثقافة ونشر‬ ‫رسالة الجمعية التي هي تشبع جميع التالميذ‬ ‫بثقافةالتعايش‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫وفد علينا وافدٌ جديدٌ‪ ،‬سيشكل مع أخته ‪ -‬إن شاء اهلل ‪ -‬ثنائياً‪ ،‬يبعث في‬ ‫نفوسنا حُبَّ الحياة‪ ،‬والتفاؤل بالغد المشرق الوضاء‪.‬‬ ‫وإن تكن المصحة التي استقبلتْه‪ ،‬مصحة خصوصية‪َّ ،‬‬ ‫فإن اإلقبال الذي تشهده‬ ‫صباح مساء‪ ،‬يوحي لنا ويشعرنا بأن تطوان تفتقر إلى المزيد من المصحات‪،‬‬ ‫الخاص منها والعام‪ .‬وإلى إقامة مستشفيات‪ ،‬تليق بالمقام‪ .‬فمستشفى سانية‬ ‫الرمل لم يَعُدْ يسمن وال يغني من جوع‪ .‬والعاملون به يشكون من ضعف‬ ‫اإلمكانيات‪ ،‬وندرة اآلالت‪ .‬وال أدري إن كان تفكير وزارة الصحة‪ ،‬يحمل في‬ ‫مخططاته المستقبلية‪ ،‬إنشاء مستشفى جديد‪ ،‬ومستوصفات جديدة بتطوان‪،‬‬ ‫تخفف عن مرضانا ما يشعرون به من تهميش وإِهمال‪.‬‬ ‫وما دمت أتحدث عن مولود جديد‪ ،‬فينبغي أن أُ ّ‬ ‫ذكر هنا بأن الصحة حق من‬ ‫حقوق المواطن‪ ،‬وحديثو الوالدة‪ ،‬أحق الناس بهذا الحق‪.‬‬ ‫والدول المتقدمة‪ ،‬تستقبل أطفالها بالتهليل والتكبير‪ ،‬وتتدخَّل بأطرها‬ ‫الصحية المبثوثة هنا وهناك‪ ،‬وفي البلديات والجماعات الحضرية والقروية‪،‬‬ ‫لتطمئن على الظروف التي يعيش فيها المولود داخل أسرته‪ .‬فإن كان المنزل‬ ‫ال يتوفر على غرفة إضافية لهذا الضيف الصغير‪ ،‬فإن تدخُّل المؤطرين أو‬ ‫المهتمين بشؤون التربية‪ ،‬يحتم على البلدية أن تهيء مسكناً أرحب وأوسع‬ ‫لهذه األسرة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫وإذا ثبت التقصير من جانب الوالدين‪ ،‬أو عدم أهليتهما للتربية‪ ،‬فإن‬ ‫حسابهما يكون عسيراً‪ ،‬قد يصل إلى حد حرمانهما من هذا الوليد‪ ،‬وإدخاله إلى‬ ‫مؤسسة لحضانة األطفال‪ ،‬ليكون تحت أنظار المراقبين والمربين المقتدرين‪.‬‬ ‫المواطن في هذه الدول‪َّ ،‬‬ ‫مُدلل مكرَّم‪ ،‬يلقى الرعاية والعناية‪ ،‬منذ أن يفتح‬ ‫عينيه على الدنيا‪ ،‬إلى أن يأذن اهلل برحليه عنها‪.‬‬ ‫وعلى أي حال‪ ،‬فنحن نأمل ونرجو ونتطلع إلى الحد األدنى من العناية‪ ،‬ولو‬ ‫في المصحات التي يؤدي فيها المواطن ما يؤديه‪ .‬لتتم الوالدة تحت الرعاية‬ ‫الطبية الالزمة‪.‬‬ ‫إن قطاع الصحة ببلدنا‪ ،‬ال يساير التطور الحاصل في العالم‪ ،‬وال يبذل أي‬ ‫مجهود يذكر‪.‬‬ ‫وتطوان على سبيل المثال‪ ،‬ما أن يصاب المريض فيها بمصاب‪ ،‬حتى تجده‬ ‫ونقص في التجهيزات‪.‬‬ ‫يهرع إلى طنجة أو الرباط‪ ،‬بحثاً عن الشفاء‪ ،‬لنُدرة اآلالت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا الفراغ يشكو منه السكان‪ ،‬في كل وقت وآن‪.‬‬

‫احتفاالت السنة الميالدية‪ ،‬الهجرية‪،‬‬ ‫األمازيغية‪ ،‬الصينية وأنفلونزا الخنازير‬ ‫‪-‬‬

‫ال ينافس في العالم كلـه احتفاال من حيث االنتظار والحجـم‬ ‫واالهتمام كاحتفال رأس السنة الميالدية‪ ،‬فإشعاع هذا االحتفال‬ ‫يعكس بشكل واضح تأثير الغرب‪ ،‬وجاذبية ثقافته‪ ،‬وهيمنة نمط‬ ‫عيشه على معظم الشعوب سواء تلك التي احتك بها من خالل‬ ‫االستعمار وغيره من أشكال التدخل المباشر أو تلك التي أثر فيها‬ ‫عبر قنوات أخرى كالبعثات والتبادل الثقافي والجامعات واإلعالم‬ ‫والعالقات االقتصادية إلخ‪.‬‬ ‫ومع استمرار احتالل احتفال رأس السنة الميالديـــة لصدارة‬ ‫االحتفاالت العالمية؛ فإن العديد من األصوات داخل بعض البلدان؛‬ ‫وبالدنا خاصة أخذت تعلو منتقدة التبعية لآلخر في اإلصرار على هذا‬ ‫االحتفال و االغتراب الذي يكتنفه‪ ،‬ويأتي هذا النقد الذي قد يصل‬ ‫إلى القدح و التشنيع في إطار صراع حثيث‪ ،‬متصاعد لتقويض رموز‬ ‫الثقافة الغربية وغرس رموز أخرى مرتبطة أساسا باألصالة والهوية‬ ‫التاريخية والدينية والثقافية‪ ،‬وكذا في إطار إثبات الذات حضاريا أمام‬ ‫اآلخر‪ ،‬والتدافع مع القوى المستغربة‪ ،‬أوالحداثية‪ ،‬أوالتقدمية‪.‬‬ ‫وتأتي في هذا السياق إرادة زرع الروح لالحتفال بالسنة الهجرية‬ ‫الجديدة‪ ،‬وسن سنة تبادل التهاني عند مقدمها بين األفراد كما‬ ‫هو الشأن عند حلول السنة الميالدية الجديدة‪ ،‬وهناك إرهاصات‬ ‫بأن القادم من الزمن سيحمل معه إبداع طقوس لهذا االحتفال في‬ ‫ظل غياب موروث جمعي من الطقوس والعادات والتقاليد يغيننا عن‬ ‫البحث والتجريب والتكريس ثم الترسيخ والتكرار الذي حازته تباشير‬ ‫«طلع البدر علينا» التي تسكن اآلذان واألرواح‪...‬‬ ‫هذا‪ ،‬فإن كان االحتفال بالسنة الهجرية يسعى إلى تثبيت نفسه‬ ‫كتقليد‪ ،‬فإن االحتفال برأس السنة األمازيغية الجديدة «إض‪ -‬الناير‬ ‫أو يناير أو سكاس» أو «الحاكوزة» رغم رسوخه كاحتفال قديم‬ ‫مرتبط بطقوس وعادات وأبعاد رمزية مرتبطة باألرض وتمني‬ ‫الخصب وتمليه لدى المغاربة جميعا‪ ،‬فإن إرادة تملك هذا االحتفال‬ ‫والعمل من أجل االعتراف به كتراث شعبي مغربي أصيل أصبحت‬ ‫بارزة‪ ،‬في العقد األخير‪ ،‬ألن إحياء التراث في تجلياته المتعددة؛‬ ‫األمازيغية‪ ،‬والعربية‪ ،‬واألندلسية‪ ،‬واإلسالمية‪ ،‬واليهودية‪ ،...‬يرمز‬ ‫إلى خصب وتنوع مكونات الهوية المغربية التي تشكلت عبر مسار‬ ‫تاريخي طويل من التالقح والتجاذب والتناص‪...‬‬ ‫في هذه السنة عرفت مدن مغربية ومنها مدينة شفشاون‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫احتفاال برأس سنة أخرى‪ ،‬وهو االحتفال بالسنة الصينية الجديدة‬ ‫أو ما يعرف ببداية «عيد الربيع» والذي يصادق هذه السنة يوم‬ ‫‪ 5‬فبرابر حسب التقويم القمري‪-‬الشمسي للصينيين‪،‬و يستمر‬ ‫هذا االحتفال‪ ،‬كالعادة كل سنة‪ ،‬خمسة عشر يوما حيث يبدأ بليلة‬ ‫العيد «تشوشي» وينتهي بحفل الفوانيس؛ وهذا العيد الذي يعتبر‬ ‫الممر إلى السنة الجديدة يحتل مكانة خاصة في الذاكرة الصينية‬ ‫وفي هويتها الثقافية‪ ،‬حيث تبرز من خالله أصالة الصين وفرادتها‬ ‫وعظمتها كحضارة لها خصوصياتها التي لم تتراجع بل اندفعت في‬ ‫زمن العولمة لتسلط إشعاعها المختلف والقوي على الشعوب واألمم‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫الطقوس والعادات والتقاليد والدالالت المرتبطة بهذا العيد‬ ‫ترمز عصارتها إلى التفاؤل واألمل و االستبشار باآلتي وطرد وطالق‬ ‫وساوس و «شياطين» وقيود الماضي التي تعرقل جلب الحظ‬ ‫والسعادة‪ ،‬وكذا االحتفاء بالنبل والشجاعة والثراء كما تجسده رقصة‬ ‫التنين‪ ،‬والحرص على القيم اإليجابية المرتبطة بالعائلة والسلف‬ ‫والخلف‪.‬‬ ‫ويجب التنبيه هنا أن تشبت أمة أو شعب بهويته ال يجب أن‬ ‫يمنعهما من االنفتاح على الشعوب واألمم األخرى‪ ،‬ألن االنغالق هو‬ ‫وجه من أوجه الضعف‪ ،‬فقد يحرمها من التبادل والتعلم واالستفادة‬ ‫من اآلخرين واالقتداء بهم إن تطلب األمر ذلك‪ ،‬وقد يورثهما بالتالي‬ ‫الجهل والجهالة والتعصب والتأخر ثم التقهقر والفناء‪.‬‬ ‫في ليلة الخامس من فبراير الجاري سيودع الصينيون سنة‬ ‫الكلب و يستقبلون سنة الخنزير الذي سيأخذ من صفاته مواليد‬ ‫السنة صفة الحكمة‪ ،‬ومن غرائب الصدف أن احتفاالت الصين بسنة‬ ‫الخنزير عندنا تزامن مع عودة الحديث بقلق‪ ،‬بعد عقد من الزمن‪،‬‬ ‫عن وباء «أنفلونزا الخنازير»‪ ،‬فهل سنهتدي بحكمة الصينيين‪ ،‬وهم‬ ‫يحتفلون بين ظهرانينا‪ ،‬و نلتزم جميعا بالسلوكات الوقائية لكي ال‬ ‫نعادي بعضنا البعض؛ حيث نعي أنه من تجليات هذه الحكمة عدم‬ ‫االقتراب من اآلخرين والعطس عليهم أو بجانبهم‪ ،‬وذلك بااللتزام‬ ‫بلباس الكمامة الطبية التي نرى الصينين يلبسونها‪ ،‬وهم يتجولون‬ ‫في مدننا‪ ،‬تعبيرا عن المسؤولية تجاه اآلخرين كسلوك حضاري‬ ‫إنساني راسخ؟!‪.‬‬

‫رحيل الشاعر‬ ‫عمر البقالي‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫انتقل إلى عفو اهلل الصديق المرحوم عمر البقالي ‪..‬انتقل‬ ‫من منزل الدنيا إلى منزل اآلخرة ألن الموت كتاب مؤجل‪..‬‬ ‫لكن روحه لم تمت وحياته لم تكن مطموسة‪..‬‬ ‫في السنوات األولى من ستينيات القرن الماضي تعرفت‬ ‫إليه‪ .‬كنا تالميذ بثانوية القاضي عياض بتطوان ‪ ،‬وكان ـ‬ ‫رحمه اهلل ـ معدودا على رفقة تكبرني سنا ودراسة سعيد ابن‬ ‫األحرش ونجيب العوفي ومحمد الشيخي والعياشي بلفقيه‬ ‫«أبي الشتاء» ‪..‬‬ ‫في بداية الثمانينيات جددت اتصالي بالمرحوم بعدما‬ ‫دأب على تجديد نشــر مبدعاتـه الشعريـة والتشكيليــة‪،‬‬ ‫وجميعها من خالصات مشتل إبداعي كبير اسمه «ثانوية‬ ‫القاضي عياض بتطوان»‪.‬‬ ‫في نوفمبر ‪ 2010‬شاركت في قراءة ديوانه «باقات برية‪:‬‬ ‫إيقاعات وألوان» مع نجيب العوفي وسعاد الناصر‪ .‬ومما قلته‬ ‫في هذا الديوان ‪:‬‬ ‫«‪ ..‬أنه يتضمن بصمتين متفردتين تؤلفان بين الشعر‬ ‫والتشكيل‪ ..‬وقارئ هذه اإلضمامة البقالية ال يجد صعوبة‬ ‫لالندساس في محيطاتها بحكم بساطتها‪ ،‬لكنها بساطة‬ ‫مخادعة‪ ..‬عصية على المسك‪ ..‬وهي ذات مشرب رومانسي‬ ‫منشد إلى بحور خليلية‪..‬‬ ‫في نهاية ديسمبر ‪ 2017‬أهداني الصديق عمر البقالي‬ ‫رحمه اهلل ـ في سياق االحتفال باليوم العالمي للغة العربية‬ ‫ـ لوحة تشكيليــة من مبدعـاتـه وباقــة شعـريــة وسمهـا‬ ‫ب «إشارات»‪.‬‬ ‫خمس إشارات شعرية ميسمها بالغة جامعة بين صياغة‬ ‫معان جديدة في ثوب قديم‪..‬‬ ‫من اإلشارات الشعرية المذكورة أختار إشارة استدعى‬ ‫فيها مرابع الهوى والشباب التي سكنتنا وما زالت تسكننا‪..‬‬ ‫قال المرحوم عمر ‪:‬‬ ‫فكلمـــا هــزنـــي شــــوق إىل حلمــــي‬ ‫تضاعفت خفقاتــي واختفــى هرمـــي‬ ‫«زرقاء» «غرغيز» و «الكيتان» تسكنني‬ ‫و «درســــة» حـاضـــن للدار والعـلـــــم‬ ‫تلك املرابــع ال تنفـــك تصحبـــــــنـي‬ ‫متى تفقدتهــا شفيـــت مـن سقمـــي‬ ‫حســبي معـاهدك الفيحــاء مرتفــقي‬ ‫فيها ظفرت بسؤلي وارتقــت هممــي‬ ‫مـا أروع الذكـر يســري بيننـا بشــــدى‬ ‫تطـــوان مهـد الفتـــى ومعبــد الهــرم‬ ‫بوركـــت يــا دار أهـــل العلـــم واألدب‬ ‫يا منتدى الفكـر واإلبــــــــداع والحكـم‬ ‫رحم اهلل أخانا عمر البقالي وأحياه في كنفه‪..‬‬ ‫اللهم أمتنا في حياتنا قبل أن تميتنا‪..‬‬ ‫أمتنا موتة بيضاء بحلية أوليائك‪..‬‬ ‫وموتة حمراء بمخالفة هوانا‪..‬‬ ‫وموتة خضراء بكساء أحبابك‪ ..‬وموتة سوداء لتحمل‬ ‫مطلق أذى الناس‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 05‬فبـراير ‪2019‬‬

‫تحت قبة البرلمان‪:‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫ومع ذلك فإنها تدور‪! ‬‬ ‫«ومع ذلك فإنها تدور»! « ‪.... » ! Eppur si muove‬‬ ‫هكذا رد العالم اإليطالي ‪Galileo Galilei‬على قضاة الكنيسة‬ ‫خالل محاكمته في ‪ 20‬يونيه ‪ 1633‬بدعوى أنه خالف الكتاب المقدس‬ ‫بادعائه أن األرض تدور حول الشمس‪ .‬ورغم أنه حكم عليه بالسجن‬ ‫المؤبد‪ ،‬فإنة همس ساعة النطق بالحكم ‪« :‬ومع ذلك فإنها تدور»‪!!! ‬‬ ‫وهي ال زالت تدور إلى يومنا هذا‪ ،‬بالنفع والخير العميم لبعضهم‪،‬‬ ‫وبالشر والضير والنكد األليم لمن لم يحسن «تصريف» فعل «دارت»‬ ‫وأخواتها‪ ،‬ساعة النعمة والرخاء والسلطة والجاه والسراء!‪.....‬‬ ‫ذلك أن «دارت» يمكنها أن «تبيض» ذهبا وفضة‪ ،‬بل ويمكنها‬ ‫أن تحول التبن تبرا‪ ،‬في كف «معلم»‪ ،‬وتحول الحجر ألماسا وياقوتا‬ ‫ومرجانا ولؤلؤا وكهرمانا فيروزا‪ ،‬فقط‪ ،‬خالل جلســة من جلسات‬ ‫«دارت» التي حصل رئيس الحكومة بطريقتها على «فيال بالرباط»‪،‬‬ ‫حسب ما صرح به القيادي في حزب العدالة والتنمية‪ ،‬خالد البوقراعي‪،‬‬ ‫األمر الذي أثار جدال واسعا على موقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫وغير مستبعد أن تتوسع «دارت» لتشمل «دوائر» أخرى وتحقق‬ ‫منافع أخرى‪ ،‬بعيدا عن وجع «الكريدي» و«الربا»‪ ،‬و«الشوهة»‪«....‬دارت»‬ ‫تدور «حسي مسي»‪ ،‬وبين يوم وليلة‪ ،‬ينتقل «المورو» من مسكن بين‬ ‫«ظهور المسلمين» إلى فيال بـ «جردتها» و«كراجها» و«سيكوريطي»‬ ‫بأبوابها ليل نهار‪ ! ‬وال شبهة وال هم يحزنون‪! ‬‬ ‫ولكن «دارت» ليست الطريقة الوحيدة للحصول على «متعة»‬ ‫السعة والرفاهية‪ .‬سبل كثيرة توصل إلى الرفاهية والرخاء والنعيم‬ ‫والميسرة‪ ،‬بقليل من «النفاق» والمكر والخديعة و «الحربائية»‬ ‫المرادفة‪ ،‬في «لسان العرب» لإلنتهازية والتقلب والمكر‪ .‬ولعل أيسر‬ ‫الطرق إلى ذلك‪ ،‬حزب سياسي ترتمي في أحضانه‪ ،‬بعد التأكد من‬ ‫حظوظه في الفوز ب «الحصيصة» الحكومية‪ ،‬وال تهتم بأفكاره أو‬ ‫مبادئه‪ ،‬ألنه حين «يصل» يسبق الكل إلى التنكر لكل ما خطه في‬ ‫برنامجه وتوجهاته ومرجعياته‪ ،‬وينافسك على نفاقك ومكرك‬ ‫وخديعتك‪ ،‬وتنكرك ألفكارك ومبادئك‪ ،‬ويرمي بأقنعته الحربائية‬ ‫جانبا‪ ،‬ليلتزم بما هو أهم‪ ،‬السلطة والمال‪ ،‬وهما مفتاح النجاح‬ ‫والفالح‪ ،‬والرقي االجتماعي والظفر واالعتالء‪...! ‬‬ ‫وخذ العبرة من شيوخ السياسة‪ ،‬أصحاب الـ ‪gabarit politique‬‬ ‫الذين أدوا األمانة أحسن أداء‪ ،‬حتى إذا أذن المؤذن لرحيلهم‪ ،‬وتفرقت‬ ‫الخاصة والعامة من حولهم‪ ،‬إال الصفوة من أتباعهم‪ ،‬أتاهم «الغوث»‬ ‫من حيث ال يحتسبون‪ ،‬لينفرج الكرب وتنتعش «الخيمة»‪ ،‬وينشرح‬ ‫الصدر ألولي النعمة‪ ،‬حتى وإن أصبحت ماليين النعمة على كل لسان‪،‬‬ ‫سواء داخل صالونات الكذب والنفاق‪ ،‬أو بين متعهدي حلقات القيل‬ ‫والقال‪ ،‬وكلهم استكبروا على الرجل تقاعد «زوج فرنك»‪ ،‬بعد تاريخ‬ ‫حافل بالمكرومات والنضال الذي خاضه «ضد التيار»‪ ،‬وال حرج في‬ ‫«قلب الفيستة» أو بلغة المسيد‪ ،‬في مراجعة أفكارك‪ ،‬فقد يشكل‬ ‫ذلك طريقا إلى إحدى «بنيقات» التواركة بالمشـور‪ ،‬ويكون فوزا‬ ‫بالدارين ‪ :‬الوجاهة والغنيمة‪! ‬‬ ‫اللهم ال «عين» وال حسد‪! ‬‬ ‫انتبه إلى أن الرجال الصناديد في الرواية والحديث‪ ،‬ال يخيفهم أن‬ ‫يجيشوا ميليشيات من «فقراء» الزاوية والمريدين‪ ،‬ليردوا الصاع‬ ‫صاعين على المفترين األفاكين النمامين الذين «يغتابونهم»‬ ‫و«يبهّتونهم» وهي أمور من «الكبائر التي ليس فيها كفارة»‪،‬إال‬ ‫التوبة النصوح‪ ! ‬والندم الكثير‪( .‬عن أبي هريرة رضي اهلل عنه)‪.‬‬ ‫وال يمكن إنكار أن «التقاعد» المريح جدا الذي طغى على أحاديث‬ ‫الشارع‪ ،‬منذ اإلعالن عنه في وسائـط االتصال‪ ،‬أحـدث رجـة قويـــة‬ ‫على مستوى الرأي العام‪ ،‬ليس ألن المعترضن «ال يحشمون» وال‬ ‫«يوقرون»‪ ،‬بل ألن به ميز بين المواطنين‪ ،‬الذي يواجهون اقتطاعات‬ ‫قوية من أجورههم ومعاشاتهم‪ ،‬وقد ساهموا فيه سنوات عمرهم‪،‬‬ ‫دون أن تتوفر هذه الشروط في ملف التقاعد الذي هز مختلف فئات‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫اللهم ال عين وال حسد‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫نواب �أمازيغ يحتجون على نائب‬ ‫�أمازيغي و�صف �سيا�سة تعريب التعليم‬ ‫بــ «تخريب التعليم»!!!‬ ‫لم يفاجئني كالم النائب «األصالي» عن األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫هشام صابري‪ ،‬حين وصف «تعريب التعليم» بـ «تخريب التعليم»‬ ‫في استفسار لم يكن ذا صلة بمنظومة التربية والتعليم‪ ،‬بل بأمور‬ ‫إدارية تتعلق بتسوية أوضاع المفتشين التربويين‪.‬‬ ‫والسبب سببان‪ ،‬األول أن الشعب المغربي يعرف درجة النضج‬ ‫اإلجتماعي و الوعي السياسي المتدني لبعض «النواب»‪ ،‬والثاني‬ ‫أن بعض المغاربة األمازيغ يحملون «عداء «بنويا»» للعروبة وللغة‬ ‫العربية ‪ ،‬على غرار أحمد الذغرني األمين العام للحزب األمازيغي‬ ‫الممنوع منذ أبريل ‪ ،2008‬والناشط ضمن مجموعة إنشاء حزب‬ ‫«تامونت» ومعناه «الوحدة» (األمازيغية) طبعا‪.! ‬‬ ‫واللطيف في الموضوع أن نائبين أمازيغيين تصديا لهشام‬ ‫صابري‪ ،‬في وصفه الشنيع عملية «التعريب»‪ ،‬بـ «التخريب»‪ ،‬هكذا‬ ‫لوجه اهلل‪ ،‬دون مسببات وال مقدمات‪ ،‬إال من حسد دفين في قلوب‬ ‫وعقول بعض األمازيغ‪ ،‬وهم قلة بحمد اهلل‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بالسيد نور الدين مضيان‪ ،‬عن حزب االستقالل‪،‬‬ ‫الذي أعرب عن اعتزاز الشعوب بلغتها و بهويتها الثقافية وتأسف‬ ‫عن استمرار وجود بعض من ال زالوا أوفياء لالستعمار ولغته‪ ،‬ممن‬ ‫يربطون تدهور التعليم بسياسة التعريب‪ ،‬إذ ال يمكن لألمم أن‬ ‫تتطور بلغة الغير‪ ،‬مشددا على أن المغاربة أمازيغا وعربا‪ ،‬يعتزون‬ ‫بهويتهمالثقافيةوالدينية‪.‬‬ ‫الحاج محمد السيمو‪ ،‬عن الحركة الشعبية ‪ ،‬وهو الرافد السياسي‬ ‫لألمازيغ المغاربة منذ التأسيس‪ ،‬سنة ‪ ،1957‬على إثر اغتيال عباس‬ ‫المساعدي وهو أحد قادة جيش التحرير المغربي البارزين‪ ،‬انتفض‬ ‫في وجه النائب «األصالي» معلنا أن العربية هي لسان أهل األمة‬ ‫والذي يصر على إنكار ذلك‪« ،‬راه باقي ما عرفش آشكاين فهذ‬ ‫البالد»‪! ‬‬ ‫النائب السيد خالد بوقراع‪ ،‬عن العدالة والتنمية‪ ،‬اعتبر أن‬ ‫البرلمان مؤسسة دستورية وعلى كل مكونات هذه المؤسسة أن‬ ‫تكون حريصة على احترام مقتضيات الدستور الذي جعل من العربية‬ ‫لغة وطنية‪ ،‬وبالتالي فإنه من غير المقبول أن يستعمل‪ ،‬داخل‬ ‫البرلمان‪ ،‬مصطلح «التخريب» كمرادف لتعريب التعليم‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫يعتبر طعنا في مصداقية الدستور واللغة العربية‪.‬‬ ‫أريد أن أذكر فقط بعض «الغافلين» أن ميثاق قادة انتفاضة‬ ‫الريف األولى بقيادة محمد بن الحاج سالم أمزيان‪ ،‬بعد ثورة‬ ‫الريف الكبرى‪ ،‬والتي قامت القوات المساحة الملكية بقمعها بطرق‬ ‫شنيعة‪ ،‬تضمن ثمانية عشر مطلبا‪ ،‬كان من أهمها «تسريع التربية‬ ‫والتعليم» إلى جانب جالء القوات األجنبية وتوسيع عملية الحرث التي‬ ‫دشنها الملك محمد الخامس‪ ،‬لتشمل الريف‪ ،‬واختيار الموظفين‬ ‫المدنيين من السكان المحليين‪ ،‬وإطالق سراح المعتقلين‪ ،‬وخلق‬ ‫برنامج طموح ضد البطالة‪ ،‬وبناء مزيد من المدارس في القرى وفتح‬ ‫ثانوية أومدرسة عليا بالحسيمة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫المغربـ ــ صندوق النقد الدولي‪:‬‬

‫«من ميد يده ال يقدر �أن ميد رجله»‬ ‫وماذا كان بإمكان الحكومة أن تفعل‪ ،‬غير السكون واإلذعان‬ ‫‪ ،‬ألن من «يمد يده ال يستطيع مد رجليه‪ .»! ‬ما دامت الحكومة‬ ‫الرشيدة تحتاج إلى غطاء للوقاية والسيولة بقيمة مليارين‬ ‫وتسعمائة وسبعين مليون دوالر لمدة عامين‪ ،‬وهو ما تبقى من‬ ‫عمرها لتنصرف وتترك الجمل وما حمل‪...! ‬‬ ‫ومقابل الضمانات المعقولة التي تفرضها مدام كريستين‬ ‫الغارد‪ ،‬لـ «النظر»» في ملتمسات الدول «الواقفة على باب اهلل» ‪،‬‬ ‫بعث عبد اللطيف الجواهري ‪ ،‬وهو للتذكير‪ ،‬أحسن وال لبنك مركزي‬ ‫بالعالم‪ ،‬منذ استقالل أمريكا‪ ،‬ومحمد بنشعبون‪ ،‬الوافد على الكرسي‬ ‫الوزاري من البنك الشعبي‪ ،‬بكتاب» رسمي» تضمن عدة تعهدات‪،‬‬ ‫من أبرزها الحفاظ على كتلة أجور الموظفين العموميين‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫ذلك فإن الحكومة ستستمر في إصالح اإلدارة العمومية وتحديث‬ ‫الموارد البشرية والتركيز على التوظيف بالتعاقد‪.‬‬ ‫وقد يفهم من هذه التعهدات أنه ال نية لدى الحكومة في‬ ‫مراجعة أجور الموظفين بغرض تحسينها‪ ،‬بالرغم من أن الحوار‬ ‫االجتماعي ال زال مستمرا ‪ ،‬ولو على الورق‪ .....،‬وأن التعاقد سوف‬ ‫يتم ترسيخه كمبدأ عام للتوظيف حتى على مستوى الجماعات‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫وكان صندوق النقد الدولي قد حذر الحكومة المغربية‪ ،‬على‬ ‫وجه الخير واإلحسان‪ ،‬من مخاطر الرشوة واإلثراء غير المشروع‪،‬‬ ‫ومن ارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬ومن ضعف الخدمات االجتماعية‪،‬‬ ‫ومن التوترات االجتماعية ومن المخاطر الخارجية‪ ،‬كما نبهها إلى‬ ‫ضرورة إصالح النظام الضريبي‪ ،‬واحتواء النفقات العمومية‪ ،‬وتقوية‬ ‫المقاوالت العمومية والخاصة‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار التوقعات‬ ‫المنخفضة لنسبة النمو‪ ،‬و من أمور أخرى تندرج كلها‪ ،‬في دعم‬ ‫قدرة المغرب على تسديد ديونه التي تعد بالماليير‪ ،‬والتي ترهن‬ ‫أجياال قادمة‪ ،‬ولكنها توجد بشهادة الخبراء المحلفين‪« ،‬تحت‬ ‫السيطرة»‪! ‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ماء العينني ترفع جل�سة الربملان لع�شر‬ ‫�سنني من �أجل �صالة الع�صر‬ ‫تفاجأت «كمشة» النواب الذين حضروا جلسة األسئلة ليوم‬ ‫اإلثنين الماضي‪ ،‬بإعالن رئيسة الجلسة‪ ،‬السيدة ماء العينين‪ ،‬عن‬ ‫رفع الجلسة لــ «عشر سنين» من أجل أداء صالة العصر‪ ،‬طبقا ألحكام‬ ‫النظام الداخلي للمجلس‪.‬‬ ‫القاعة انفجرت بالضحك‪ ،‬وشاهدنا نائبا يرسم بحركة يديه‪،‬‬ ‫وهو مغادر‪ ،‬إشارة إلى أنه «اهلل ال يجمع وال يالقي»‪....! ‬أما ماء‬ ‫العينين فقد تداركت بضحكة عالية قبل أن تصحح‪ ،‬وتنصرف‪.‬‬ ‫هفوة ماء العينين‪ ،‬ويسميهـا خبراء علم النفـس ومنهم‬ ‫«سيجموند فرويد»‪ ،‬أيضا‪ ،‬فلتـة لسان‪ ،‬أو «زلة» لسان‪ ،‬تعتبر عرضا‬ ‫من أعراض ظهور الرغبات الالواعية التي تحبط حواجز اإلنسان‬ ‫الداخلية‪ ،‬ويعتبرها فرويد «ظاهرة نفسية» تفيد إما رغبة دفينة‬ ‫في الالوعي تحررت من قيود المراقبة الداخلية‪ ،‬أو تعبيرا عن صراع‬ ‫داخلي لشخص في خصام مع نفسه ورغباته‪ .‬وللظاهرة النفسية‬ ‫تفسيرات عديدة تضمنها كتاب فرويد «التحليل النفسي للحياة‬ ‫اليومية»‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬يمكن الوصول إلى فكرة أن ماء العينين‬ ‫كانت حقيقة تتمنى أن تنتهي تلك الجلسة البرلمانية بأقضى سرعة‬ ‫ممكنة‪ ،‬أو إنها كانت تتمنى‪ ،‬في داخلها‪ ،‬أن يذهب البرلمان في‬ ‫«ستين داهية» لتتخلص من إكراهاته ومشاكله‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن ماء العينين ومن تبقى من الحضور أدوا صالة العصر‬ ‫وعادوا‪ ،‬والعود أحمد‪ ،‬إلى مواجهة الوزراء بأسئلتهم التي يصعب‬ ‫على بعضهم «تهجيها» وليسمعوا من ممثلي الحكومة‪ ،‬نوعين من‬ ‫األجوبة‪ ،‬إما أن مطالبهم جاءت متأخرة‪ ،‬ألن عناية الحكومة سبقتهم‬ ‫إليها‪ ،‬وأنها توجد قيد التنفيذ فعال‪ ،‬أو أننا «عازمون» بحول اهلل‬ ‫وقوته على»‪! .....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الت�صوير ممنوع‬ ‫حصنت وزارة التربية والتعليم معلميها وأساتذتها والمربين‬ ‫بوجه عام‪ ،‬ضد كل مراقبة لتجاوزاتهم في حق التالميذ داخل أقسام‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث صدرت أوامر المنع من تصوير مشاهد العنف التي‬ ‫يتعرض لها بعضهم من طرف معلمين ساديين‪ ،‬يعتبرون أنه من‬ ‫حقهم «شرملة» تالميذهم‪ ،‬إناثا وذكورا وقلب الطاوالت عليهم‬ ‫وعليهن‪ ،‬وإشباعهم سبا ولعنة‪ ،‬في حصص «تبوريـدة» فرجويــة‬ ‫فريدة‪.‬‬ ‫التعليمات جانبت صلب الموضوع‪ ،‬لتطلب إضافة بند جديد‬ ‫إلى األنظمة الداخلية للمؤسسات يسمح بموجبه آلبـاء وأوليــاء‬ ‫التالميذ بالتقاط صور وفيديوهات للتالميذ فرادى وجماعات حماية‬ ‫للخصوصيات الفردية‪ ،‬وألهداف تواصلية داخلية كانت أم خارجية‪.‬‬ ‫هذه التعليمات جاءت بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي لواقعة أستاذ قلب الطاولة على تلميذتين بقلعة السراغنة‪،‬‬ ‫حيث ارتفعت أصوات من داخل المؤسسات التعليمية ومن البرلمان‪،‬‬ ‫مطالبة بمعاقبة مصوري مثل هذه الفيديوهات وتسريبها على‬ ‫منصات التواصل االجتماعي‪ .‬بينما تمت اإلشادة باألساتذة الذين‬ ‫تم تقديمهم على أنهم «ضحايا» مناورات التالميذ‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫‪� :2019‬سنة بدون مواعيد‬ ‫يف �أق�سام اجلراحة مب�ست�شفيات‬ ‫ال�صحة العمومية‬ ‫على غرار مدن بدون صفيح‪ ،‬أو أرصفة بدون فراشين‪ ،‬أعلن‬ ‫أنس الدكالي أن سنة ‪ 2019‬ستكون سنة «التحدي» األكبر بالنسبة‬ ‫للصحة العمومية‪ ،‬حيث ستتنهي طابورات اإلنتظار بالنسبة ألقسام‬ ‫الجراحة في مختلف مستشفيات البالد‪ ،‬تحقيقا لشعار رفعه الدكالي ‪:‬‬ ‫‪ 2019‬سنة بدون انتظار في أقسام الجراحة‪.‬‬ ‫الوزير التزم‪ ،‬على هامش حضوره ندوة حـول «المستشفى‬ ‫العمومي وآفاق المستقبـل» بأكاديـر‪ ،‬بتوفيـر الموارد البشرية‬ ‫الضرورية‪ ،‬وقاعات للجراحة‪ ،‬واألدوية ومختلف وسائل العمل‪ ،‬كما‬ ‫ستلتجئ الوزارة إلى خدمات أطباء القطاع الخاص في إطار الشراكة‬ ‫التي تربطهم بالصحة العمومية‪ ،‬وإيجاد تحفيزات مالية وإدارية‬ ‫لمديري المستشفيات نظرا ألهمية الدور الذي تقوم به في تأمين‬ ‫الصحةللمواطنين‪.‬‬ ‫هذه «ثورة» حقيقية في قطاع يعتبر من القطاعات التي‬ ‫«تحظى» بأكبر قدر من استياء و غضب المواطنين‪ ،‬الذين يتظلمون‬ ‫باستمرار من الفوضى الضاربة أطنابها في مختلف المؤسسات‬ ‫االستشفائية حيث الغلبة للقرش األحمر أو لحكاية «اباك حبيبنا»‬ ‫أو ما شابه ذلك من مظاهر التمييز والمحاباة وتساهالت «القرب»‪.! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫الرشوة في بالدنا‪...‬‬ ‫موروث �شعبي يطلق عليه املغاربة «القهيوة و التدويرة»‬ ‫وهو ُ�س ٌّم ينخر م�ؤ�س�ساتنا يوم ًا بعد يوم‬ ‫ظاهرة الرشوة كسلوك الشرعي وال أخالقي ظاهرة عرفتها جميع المجتمعات والثقافات‬ ‫في مختلف األزمنة والعصور‪ ،‬لكن درجة حدتها وطريقة معالجتها‪ ،‬تتفاوت بتفاوت تقدم‬ ‫هذه المجتمعات ورقيها على مستوى السلم اإلجتماعي‪ ،‬وكذا طبيعة الثقافة السائدة لدى‬ ‫مواطنيها‪ .‬‬ ‫الرشوة عموما هي آفة إجتماعية تجتاح المجتمعات المتخلفة على وجه الخصوص‪ ،‬حيث‬ ‫مظاهر الجهل والفقر واإلستهتار بالقانون والسعي إلى الربح السهل السريع ‪ ،‬تشكل الدوافع‬ ‫ّ‬ ‫مشكلة بذلك ركنا من أركان التعامل اإلجتماعي‪ ،‬ومحورا‬ ‫الرئيسية وراء انتشارها وذيوعها‪،‬‬ ‫أساسيا من محاور العالقات بين المواطنين واإلدارة‪ ،‬سواء داخل القطاع العمومي أو الخاص‪،‬‬ ‫وهي مظهر من مظاهر الفساد التي ال تنعزل وال‬ ‫تنفصل مطلقا عن مثيالتهـا من اآلفـات األخرى‬ ‫مثل التزوير‪ ،‬والغش‪ ،‬والمحسوبية‪ ،‬ونهب المال‬ ‫العام‪ ،‬بصفة مجملــة‪ ،‬وانتهاك حقـوق اإلنسان‬ ‫وكرامتـه‪ ،‬فهي ظاهـرة سلبيــة وخطيرة تعيش‬ ‫في محيــط عـام يشملــه الفساد فــي مختلـف‬ ‫جوانبه‪ ،‬تقتات منه وتتفاعــل معــه‪ ،‬حيث نمط‬ ‫الثقافة السائـدة يلعـب دورا كبيرا في تزكيتها‬ ‫وتكريسها داخــل الحيـــاة اليوميــة للمواطن‬ ‫رافعا عن متعاطيها والمسؤولين عنها الحرج‬ ‫والمسؤولية واإلدانة‪ .‬‬ ‫في مجتمع تقليدي ومتخلف إلى حد كبير‬ ‫كالمجتمع المغربي‪ ،‬حيث تنتشر الثقافة الشعبية‬ ‫والتقاليد المشدودة إلى الماضي البائـد بشكل‬ ‫واسع بين شرائح مختلفـة من هــذا المجتمــع‪،‬‬ ‫تصبح الرشوة لدى ضعـــاف النفوس‪ ،‬وأصحاب‬ ‫المنافع السريعة‪ ،‬الوسيلــة الفعالـة في قضـاء‬ ‫الحاجات والمآرب المختلفة في زمن قياسي كبير‪،‬‬ ‫والعادات الشعبيـة « المقدســة » الغير المغربلة‬ ‫التي لم تخضع بتاتا للمساءلة والفحص‪ ،‬وكذا‬ ‫تجلياتها ومورثاتها السوسيولوجية والنفسية‬ ‫تشكل القاعدة واألساس الصلب والسميك الذي ترتكز عليه ثقافة الفساد بصفة عامة ‪،‬وآفة‬ ‫الرشوة على وجه الخصوص‪ ،‬حيث تقدّم التبريرات والحجج الكافية التي تبيح سلوك سبل الرشوة‬ ‫في التعامل ما بين المواطنين فيما بينهم‪ ،‬أو في عالقاتهم اليومية مع اإلدارة‪ ،‬فبعدما تقرع‬ ‫أذننا أمثال شعبية مثل ‪« :‬اللي معندو سيدو عندو الاله» ‪ ،‬أو «فلوسي يغسلولي كفوسي»‪ ،‬أو‬ ‫أو أو أو‪ ،......‬كلها عبارات تثير في أنفسنا اإلشمئزاز والفظاعة واإلنكسار التي اليمكن أن يتقبلها‬ ‫العقل السليم وال الضمير اإلجتماعي الحي‪ ،‬ومن طرافة القول‪ ،‬أن موروثنا الشعبي يحتضن في‬ ‫صفحاته السوداء ليس فقط األمثال والحكم التي تصب في هذا االتجاه‪ ،‬بل كذلك مجموعة كبيرة‬ ‫من القصص والحكايات التي تزج ليس فقط في مستنقع الرشوة‪ ،‬األشخاص العاديين من عامة‬ ‫الناس‪ ،‬بل كذلك الحكام والعلماء والتي كان من المفروض في هذه الفئة اإلجتماعية الدفاع عن‬ ‫مصالح البالد والعباد وأن تكون بعيدة عن الشبهات وكل ما يمكن أن يمس هيبتها وشرفها‪،‬‬ ‫على اعتبارها تشكل رموزا لمغرب عالم اإلنتليجينسيا الوطنية ‪ ، l’intelligence Nationale‬إال‬ ‫أنها لألسف هي الفئة األكثر عرضة للسقوط في شوائب الرشوة ومخالبها‪ ،‬بل من المستفيدين‬ ‫المباشرين من منافعها وثمارها الالمشروعة‪ ،‬مستغلين في‬ ‫ذلك شيوع األمية والجهل وقلة اإليمان‪ ،‬وغياب الرادع الذاتي‬ ‫المتمثل في الضمير‪ ،‬والرادع الخارجي الذي يكمن في الرقيب‬ ‫الحكومي لدى الرعية‪.‬‬ ‫في وقتنـا الحاضر‪ ،‬ومع انتشــار وسيادة دولــة الحـق‬ ‫والقانون‪ ،‬ومع ذيوع ثقافة الديمقراطية وحقوق اإلنسان على‬ ‫مستوى الخطابات الرسمية والدعايات اإلعالمية‪ ،‬فإنه مازالت‬ ‫آفة الرشوة تعشش في مختلف مناحي الحياة اليومية للمواطن‬ ‫العادي في عالقته المعقدة مع اإلدارة‪ ،‬ذلك أن المواطن‬ ‫العادي يعتبر أن الولوج إلى خدمات المرافق العمومية التي‬ ‫تقدمها اإلدارة له‪ ،‬ليست سوى امتياز أو إكرامية منها له‪،‬‬ ‫وليست حقا من حقوقه األساسية تجاهها‪ ،‬ونفس النظرة يأخذ‬ ‫بها موظفو اإلدارة العمومية‪ ،‬كونهم يعتبرون المنصب الذي‬ ‫يشغلونه بمثابة امتياز وهبة (إالهية) جاءت عن طريق الزبونية‬ ‫والرشوة‪ ،‬وتعبوا في الحصول على ذلك اإلمتياز‪ ،‬لذلك يرون أن‬ ‫«النوبة» دارت دورتها وجاءت بين أيديهم وبتعين‪ ،‬بناء على‬ ‫ذلك أن يستخلصوا التكاليف والمصاريف التي خسروها أو بتعبير أدق التي استثمروها في حيازة‬ ‫هذه المناصب اإلدارية‪ ،‬والذي يدفع الثمن هو المواطن المغربي البسيط‪ .‬‬ ‫ومن طرائف التبريرات التي يقدمها لنا كل من المواطن العادي الساذج وكذا الموظف‬ ‫اإلنتهازي باستعمال الرشوة كأسلوب يومي في قضاء المآرب والمصالح المختلفة‪ ،‬أنها تعتبر‬ ‫ضربا من ضروب اإلسهام في تحسين وضعية موظفين التكفي أجورهم الهزيلة سد حاجاتهم‬ ‫الضرورية‪ ،‬لكن الواقع يعطينا أمثلة صارخة عن موظفين سامين وأطر كبيرة في مناصب إدارية‬ ‫سامية رغم األجور واإلمتيازات الكبيرة التي يتمتعون بها فالرشوة تبقى الطريقة الناجعة في‬ ‫تثبيت وزيادة هذه اإلمتيازات‪ ،‬فالرشوة في نظرنا تبقى ثقافة وتربية ينشأ عليها الفرد‪ ،‬وما‬ ‫تبريرات هزالة األجور وغيرها من الحجج الواهية إال درّ للرماد في األعين‪ ،‬ماتنفتئ ينقشع زيفها‬ ‫ومراوغتها مع مرور الوقت‪ .‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الواقع أن الفساد الذي تنتشر فيه آفة الرشوة هو تيار جارف له روافد كثيرة تصب فيه‬ ‫وتغذيه‪ ،‬لذلك يتوجب مواجهته إما بإقامة سدّ منيع وحصين‪ ،‬أو بحواجز وأكوام من الحجارة‬ ‫هشة ومهزوزة‪،‬لذا تتعدد وتختلف اآلراء واإلقتراحات حول األساليب والطرق الناجعة لمعالجة‬ ‫معضلة الرشوة‪ ،‬وكلها تصب في نظر أصحاب الرأي من المختصين‪ ،‬حول تفعيل القانون‬ ‫وجعله أكثر صرامة وقوة في زجر المخالفين‪ ،‬سواء بالنسبة للراشي أو المرتشي وكذلك الوسيط‬ ‫الذي يسهل عملية التواصل بين المفسدين ويساهم في إشاعة الفساد داخل الفضاء العام‪،‬‬ ‫لذلك نرى زيادة على الردع والزجر القانوني‪ ،‬هناك الردع والعقاب اإلجتماعي الذي يكون‬ ‫أساسه التربية الدينية والخلقية والتنشئة اإلجتماعية‪ ،‬فالبد من تربية الناس وتنشئتهم على‬ ‫كراهية الرشوة والفساد عموما من المهـد‪ ،‬ليـس‬ ‫بالطريقــة التي تنهجها مؤسساتنا التربوية الحالية‪،‬‬ ‫فهي كذلك تحتاج في وقتنا الحاضر‪ ،‬أكثر من أي وقت‬ ‫مضى‪ ،‬إلى نوع من التقييم والتقويم‪ ،‬فالمسؤولية‬ ‫كبيرة وعظيمة يتوجب على الجميع ‪-‬مؤسسات‬ ‫جماعات وأفراد‪ ،-‬ضرورة التعاون والتضامن‪ ،‬من‬ ‫أجل استئصال هذه المعضلة من إدارتنا ومؤسساتنا‬ ‫وحياتنا اليومية‪ ،‬فهي بدون مبالغة مشروع مجتمع‬ ‫يروم التقدم والرقي إلى مستوى الدول المتقدمة‪ .‬‬ ‫عندما ينظر الناس بازدراء واحتقار لكل من سولت‬ ‫له نفسه أن يضع في جيب أحد الموظفين مبلغا من‬ ‫المال من أجل تسهيل قضاء مصلحة أو من أجل‬ ‫الحصول على امتيازات غيـر مشروعة واغتصاب مال‬ ‫اآلخرين من حقوق مشروعة‪ ،‬حيث يصبح الضمير‬ ‫اإلجتماعي كابحا وزاجرا‪ ،‬ساعة ئدٍ يمكن أن نقول قد‬ ‫تسلحنا بثقافة جديدة تناهض الفساد بكل مظاهره‬ ‫بما في ذلك الرشوة‪ ،‬اآلفة ذات الرنين الساطع‪ ،‬التي‬ ‫تكبح لجام الحقوق‪ ،‬وتأكل من قرارية الواجبات‪ .‬‬

‫«ترانسبارنسي» جزيرة أحالم في محيط موبـوء‪ ‬‬ ‫في نهاية كل سنة‪ ،‬تبدأ المنظمات الدولية‪ ،‬والمراصد العالمية تمطرنا بتقاريرها عن‬ ‫أحوال العالم‪ ،‬القبيح منها والجميل‪ ،‬ساردة ألرقام ومؤشرات حول العمل والبطالة‪ ،‬الفقر والثراء‪،‬‬ ‫الحقوق واإلنتهاكات‪ ،‬واإلستهالك واإلنتاج‪ .‬‬ ‫ماهي الدول األكثر استهالكا للبنزين والحليب والورود والخبز؟!‪ ‬‬ ‫ماهي الدول األولى في إنتاج السيارات والمنازل الجاهزة؟!‪ ‬‬ ‫ماهي الدول الرائدة في طب العيون والصناعة االلكترونية؟‬ ‫ماهي الشعوب األكثر قابلية للتعامل مع اإلدارة؟‬ ‫أين ينتشر فاعلوا الخير‪ ،‬وأين يتمركز ذوو النيات السيئة‪ ،‬وقبل صدور هذه التقارير‪ ،‬تقف كل‬ ‫دول العالم مثل التالميذ في آخر السنة الدراسية‪ ،‬إذ ينتظرون‬ ‫نتائج عمل سنة برمتها‪ .‬‬ ‫والواقع أن الرأي العـام العالمي والوطنـي ــ عندنا في‬ ‫المغرب ــ يثق في أرقام وإحصائيات ودالالت ومؤشرات هذه‬ ‫التقارير‪ ،‬أكثر مما يثق في التقارير الحكومية‪ ،‬التي عادة‬ ‫ما تأتي غير مضبوطة‪ ،‬وأحيانا تكون انتقائية‪ ،.‬إذا ما تمت‬ ‫المقارنة بين ما تؤكد هذه المنظمات الدولية حول ظاهرة‬ ‫الرشوة في المغرب‪ ،‬وما تفصـــح عنـه الهيئـات الحكوميـة‪،‬‬ ‫ستكون المالحظات األولية‪ ،‬المدى الشاسع الذي يفصل‬ ‫بين الخاطبين‪ ،‬كأنهما اليتحدثان عن نفس البلد‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫يكشف المواطن والمتتبع والمهتم بمجال الرشوة المظلم‪ ،‬إن‬ ‫تقارير المنظمات الدولية تكون أكثر مصداقية‪ ،‬حول الرشوة‬ ‫بالمغرب‪ ،‬عن أرقام الحكومة التي تسير البالد‪ ،‬وتدبر الشأن‬ ‫العام فيها‪ .‬‬ ‫لقد كشف تقرير «ترانسبارنسي» إن المغرب في المرتبة‬ ‫‪ 77‬عالميا من حيت درجة تفشي الرشوة مؤخرا‪ ،‬ورغم هذه المرتبة المريرة‪ ،‬السيئة السمعة‬ ‫داخليا وخارجيا‪ ،‬فإن المواطنين المغاربة‪ ،‬يكادون يشكون في رقم ترانسبارنسي‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫البعض منهم‪ ،‬يؤكد أن بالدنا ــ تبارك اهلل ــ هي خارج السلم‪ ،‬بعد أن يتهامسوا فيما بينهم‬ ‫أن الرشوة أصبحت تطال كل شيء‪ ،‬مما يجعل المستثمرين العقاريين والصناعيين والفالحين‬ ‫يترددون للولوج بشكل عملي ضمن خريطة الوطن اإلقتصادية‪ .‬‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬الرشوة في الشأن االقتصادي‪ ،‬أصبحت لها مفاهيم خاصة‪ ،‬إذ تسمى‬ ‫أحيانا«قهيوة» والمحسوبية تعرف «بالتدويرة» إما اإلحتيال على القانون والتملص من أداء‬ ‫الضرائب فهو في نظر البعض«همزة»‪ ،‬ويبقى الذين يستندون على الجد في العمل‪ ،‬والشفافية‬ ‫في تقديم األعمال‪ ،‬وتهيئة الملفات‪ ،‬واإلعتماد على المنافسة الشريفة مجرد «كوانب ومكلخين»‬ ‫غير «قافزين وقوالبية » داخل البنية اإلجتماعية‪.‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫عمر البقالي‪ ..‬نجم ُطمس‬ ‫ األستاذة نبوية العشاب‬‫قال تعالى وقوله الحق ‪« :‬الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا هلل وإنا إليه راجعون»‪.‬‬ ‫فقدت مدينة طنجة الفنان والشاعر والفاعل الجمعوي عمر البقالي ‪ ،‬الذي سلم الروح‬ ‫لبارئها مغرب يوم الجمعة ‪ 18‬جمادى األولى ‪ 1440‬هـ الموافق ل ‪25‬يناير ‪2019‬م ‪،‬‬ ‫ووري جثمانه ظهر يوم السبت بمقبرة سيدي عمار‪.‬‬ ‫ولد بتطوان في فاتح يناير‪1944‬م ‪ ،‬وبها تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي ‪ ،‬ودروس‬ ‫الدعم بالمعهد الموسيقي والفنون الجميلة‪ .‬تابع دراسته الجامعية بكلية الحقوق بالدار‬ ‫البيضاء ‪ ،‬فأحرز على شهادة الدوك (علوم قانونية) ‪ ،‬وكان من خريجي مدرسة المعلمين‬ ‫بنفس المدينة ‪ ،‬وعين بها معلما للغة العربية وأستاذا ثم ملحقا إداريا بنيابة وزارة‬ ‫التربية الوطنية بطنجة سنة ‪.1977‬‬ ‫عمل أربعين سنة بالحقل التعليمي ‪ ،‬توج في ختامها بتوشيحه بوسام االستحقاق‬ ‫الوطني سنة ‪.2000‬‬

‫عمر البقالي الفنان ‪:‬‬ ‫تمكـن الفقيــد من تــرك بصماتــه‬ ‫واضحة في ميدان الفن التشكيلي‪ ،‬فقد‬ ‫عرف عنه تميزه بحس فني مرهف‪ ،‬وذوق‬ ‫راق فطري‪ .‬وهذا ما تؤكده موضوعات‬ ‫لوحاته التي أبدعتها أنامله الذهبية‪ ،‬مما‬ ‫جعلها محط إعجاب الكثيرين‪ ،‬فتم انتقاء‬ ‫بعض لوحاتــه ألغلفـة الكتــب التالية‪:‬‬ ‫لوحة باقة لديوان شعر «باقات برية» ـ‬ ‫لوحة أمومة لكتاب «صوت من طنجة»‬ ‫ـ لوحة حشود لكتاب «جواهر الكمال» ـ‬ ‫لوحة سكينــة لكتـــاب إصدار مؤسسة‬ ‫الزرقطوني‪.‬‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬كانت له مشاركات‬ ‫عديدة في مجموعة من المعارض محليا‬ ‫ودوليا‪ ،‬بطنجة وبدبي وبتونس وغيرها‪.‬‬ ‫كما نظم له المركز الثقافي الفرنســي‬ ‫أول معـرض فني تشكيـلـي لــه بـرواق‬ ‫«دو الكروى» في طنجة يناير ‪.1987‬‬

‫عمر البقالي الشاعر‪:‬‬ ‫كما عبر الراحل بالفرشـاة واأللوان‪،‬‬ ‫عبر كذلك بالكلمة والحرف‪ ،‬فجاء ديوانه‬ ‫الشعري «باقات بريــة ‪ :‬إيقاعات وألوان»‬ ‫على شكل عقد من جواهر مختلفة ‪ ،‬كل‬ ‫جوهرة تشدك بجمــال وبريق حرفهــا‪،‬‬ ‫وتأسرك ببهاء اللوحة التشكيليـــة التي‬ ‫ترافقها‪ ،‬مما وسم أشعــاره بالرومانسية‬ ‫والحلم وجنوح الخيال‪ .‬فقد تغنى البقالي‬ ‫بالحب وبالطبيعة وباألمكنة وبالوطن‬ ‫وبالمرأة‪ .‬وكان لمدينة طنجة نصيب من هذه الباقة الفواحة بقصيدة‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫«لمحات من طنجة العالية»‪.‬‬ ‫وقد أخذ هذا الديوان حظه من التوقيع والقراءة من طرف وزارة التربية الوطنية‬ ‫بشراكة مع جريدة الشمال‪ ،‬بنادي رجال التعليم ابن بطوطة سنة ‪ ،2010‬وبمبادرة‬ ‫أيضا من جمعية حماية اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للشعر بالمقهى الثقافي‪،‬‬ ‫لحظات طنجة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة كذلك‪ ،‬أنه قد لحن من كلماته كل من ‪ :‬محمد األشراقي ـ عبد اللطيف‬ ‫العدراوي ـ المختار بيريش ومحمد البوعناني‪.‬‬

‫عمر البقالي الكاتب‪:‬‬

‫نشط الراحل في العديد من اللقاءات األدبية والفنية واالجتماعية‪ ،‬وأحيا عدة‬ ‫أمسيات شعرية وزجلية في مختلف المناسبات‪ ،‬فنشرت له أعمال قيمة بالصحف الوطنية‬ ‫والمجالت العربية والمواقع اإللكترونية من قبيل‪ :‬جريدة الموقف األسبوعية ـ جريدة‬ ‫العلم ـ جريدة الشمال ـ تطوان بلوس ـ مغرس وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد حظي أيضا باهتمام الكثير من األساتذة والكتاب الذين أثنوا على موهبته‬ ‫وملكته الفنية والشعرية‪ ،‬وأخص بالذكر‪ :‬الكاتب والمؤرخ الطنجي عبد الصمد العشاب ـ‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون ـ الباحث أسامة الزكاري ـ الدكتور محمد اليمالحي الوزاني‬ ‫ـ الدكتور نجيب العوفي ـ الدكتورة سعاد الناصر وغيرهم كثير‪.‬‬

‫عمر البقالي الفاعل الجمعوي‪:‬‬

‫لم تكن األعمال السابقة الذكر وحدها‬ ‫تمثل جل انشغاالت الفقيد‪ ،‬بل كان رحمه‬ ‫اهلل عنصرا فعاال في مجتمعه‪ ،‬يساهم في‬ ‫جمعيات متعددة‪ ،‬حامال مشعل الدفاع عن‬ ‫قضايا مجتمعه في شتى الميادين‪ .‬وهكذا‬ ‫نجده‪:‬‬ ‫* عضو مؤســـس لتعاونية ابن‬ ‫بطوطة للسكن‪.‬‬ ‫* عضـو مؤسـس جمعيــة منتدى‬ ‫التراث والثقافات‪.‬‬ ‫* عضو مسير جمعية حماية اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫* عضو جمعية هواة اللغة العربية‬ ‫* عضو مسير جمعية طنجة للفنون‬ ‫التشكيلية‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 2011‬جرى تكريمه من خالل‬ ‫اختياره ضمن أبرز الشخصيات الفاعلة في‬ ‫تطوان ضمن كتاب «رجال من تطوان»‬ ‫واختياره كشخصية مميزة في إصدارية‬ ‫طنجة بوكيط ‪ ،‬وبجريدة الشمال في ركنها‬ ‫«هذا الرجل»‪.‬‬

‫عمر البقالي اإلنسان‪:‬‬

‫هو رحمة اهلل عليه‪ ،‬أشبه بقارورة عطر‪،‬‬ ‫يفوح أريجها أينما حل وارتحل‪ ،‬فيترك عبق‬ ‫رائحتها صدى جميال في العقول والقلوب‪.‬‬ ‫جمع من المحاسن أجودها‪ ،‬تراه دائما‬ ‫طليق الوجه‪ ،‬بشوشا‪ ،‬يبادر بالتحية والسالم‬ ‫في أنـاة وتواضـع‪ .‬محب لعنفـوان الشبـاب‪،‬‬ ‫متحمس ألفكارهم‪ ،‬مشجع لهممهم‪.‬‬ ‫أذكر مرارا‪ ،‬عندما كانت تجمعني لقاءات به‪ ،‬كنا نتجاذب أطراف الحديث حول قضايا‬ ‫التعليم‪ ،‬وطنجة‪ ،‬قديما وحديثا‪ ،‬وأزمة األخالق وهلم جر‪ .‬وكان يحلو له دائما أن يحدثني‬ ‫عن ذكرياته مع المرحوم والدي‪.‬‬ ‫زرته قبل ثالثة أيام من وفاته ‪ ،‬وكان قد اشتد المرض عليه‪ ،‬فأحس بحزني وتأثري‬ ‫لحالته‪ ،‬فحاول أن يستجمع قواه‪ ،‬وبدأ يسألني بكلمات متقطعة عن األنشطة التي‬ ‫سأشارك فيها‪ ،‬وعن أعمال أبي المخطوطة ثم قال لي‪ « :‬اهلل معك»‪ .‬وحرصا على راحته‪،‬‬ ‫غادرت منزله ولسانه يتوهج بالدعاء‪.‬‬

‫رحم اهلل األستاذ البقالي‪ ،‬وأفاض عليه سجال غفرانه ورضوانه‪،‬‬ ‫وأكرم مثواه مع الشهداء واألبرار‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫اقتصاد‬ ‫التكامل االقتصادي اإلقليمي في شمال إفريقيا‬ ‫ال زالت دول إفريقيا الشمالية تشكو من ضعف التكامل اإلقتصادي اإلقليمي مما يؤدي إلى خســارة‬ ‫كبيــرة للدول المعنية مع العلم أن هذه األخيرة قامت بمجهودات جبارة من أجل تسهيل التجارة الخارجية‬ ‫البينية ومراجعة اإلطار المؤسساتي للتكامل اإلقتصادي اإلقليمي وتحسين البنيات التحتية المتعلقة بقطاع‬ ‫النقل وما إلى ذلك…‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعتبر قطاع النسيج والمالبس قطاعا حيويا ولكن مصر ال تصدر إال ‪ %3,8‎‬من‬ ‫منتجاتها نحو الجزائر وليبيا وموريتانيا والسودان‪.‬‬ ‫ويعتبر المغرب أكبر خزان عالمي من حيث الفوسفاط ألنه يتوفر على‪ %73,5‎‬من اإلحتياط العالمي‬ ‫ولكنه ال يصدر إال‪ %3,6‎‬من الفوسفاط نحو دول شمال إفريقيا‪ .‬أما من حيث الفواكه والخضر فالمغرب‬ ‫وتونس ومصر هم الدول األكثر تصديرا ولكن صادراتهم ال تتجاوز‪ %8,2‎‬نحو دول شمال إفريقيا…‬ ‫نفس المالحظات يمكن تقديمها فيما يخص الصيد البحري والبترول والغاز الطبيعي وصناعة السيارات‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫خط الوقاية والسيولة‪:‬‬ ‫قرض جديد يصل إلى ‪ 2,97‬مليار دوالر‬ ‫لقد صادق صندوق النقد الدولي على قرض جديد في إطار خط الوقاية والسيولة يصل إلى‪ 2,97‎‬مليار‬ ‫دوالر مع نهاية سنة ‪ .2018‬وهذا القرض سيستغل في تقليل الصدمات االقتصادية الخارجية وتعزيز النمو‬ ‫اإلقتصادي للمملكة‪.‬‬ ‫وللتذكير فقط‪ ،‬فقد استفاد المغرب من ثالثة قروض فيما يسمى بخط الوقاية والسيولة ‪:‬‬ ‫ األول بقيمة ‪ 6,2‬مليار دوالر في ثالث غشت ‪.2012‬‬‫ والثاني بقيمة ‪ 5‬مليار دوالر في ‪ 28‬يوليوز ‪.2014‬‬‫ والثالث بقيمة ‪ 3,5‬مليار دوالر في ‪ 22‬يوليوز ‪.2016‬‬‫وكأن المغرب يستعمل كل “سنتين” خط الوقاية والسيولة ليزيد من مديونيته ويزيد من تبعيته‬ ‫لصندوق النقد والبنك الدوليين‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫مليار درهم كقرض من البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫إن الشراكة بين المملكة المغربية والبنك اإلفريقي للتنمية تعود إلى أكثر من خمسين سنة‪ .‬استفاد‬ ‫خاللها المغرب من أكثر من ‪ 10‬مليار دوالر موزعة على ‪ 160‬مشروعا وبرنامجا للتنمية‪ .‬وهذه المشاريع‬ ‫كلها تصب في خمسة قطاعات وهي الطاقة والماء والنقل والفالحة‪ ،‬ثم التنمية االجتماعية‪.‬‬ ‫وسيستفيد المغرب من قرض جديد يصل إلى مليار درهم الهدف منه هو ‪ “ :‬تعزيز سياسة خلق فرص‬ ‫الشغل ودعم النشاط المقاوالتي والتكوين”‪.‬‬ ‫وسيستفيد من هذا البرنامج أكثر من ‪ 90.000‬باحث عن العمل و ‪ 180.000‬عاطل ابتداءا من بداية‬ ‫سنة ‪.2019‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫تحليل عبد اللطيف الجواهري للمؤشرات الماكرو اقتصادية‬ ‫لسنة ‪2019‬‬ ‫‪ ‬إن التحليل الذي قام به السيد عبد اللطيف الجواهري حول المؤشرات الماكرو اقتصادية خالل سنة‬ ‫‪ 2019‬ال يتنافى كثيرا مع ما جاء به قانون مالية سنة ‪.2019‬‬ ‫فمعدل التضخم سيبقى مضبوطا ما بين ‪ 1‬و‪.%1,6‎‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫أما معدل النمو اإلقتصادي المرتقب فهو‪ ( %3,1‎‬بدال من‪ %3,2‎‬كما هو مسطر في قانون مالية ‪.)2019‬‬ ‫ويقول والي بنك المغرب أن عجز الميزانية سيكون أقرب من‪ %4‎‬بدال من‪ %3‎‬كما هو متداول في الصحف‬ ‫المغربية وعلى ألسنة بعض المحللين االقتصاديين‪.‬‬ ‫ويضيف والي بنك المغرب أن القروض المخصصة للقطاع غير المالي سترتفع فقط بنسبة‪ %3,3‎‬خالل‬ ‫سنة ‪ 2019‬بدال من‪ %3,5‎‬كما كان الشأن خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫تحسين المحاصيل برفع مستويات الري‬ ‫يعتبر المغرب أحدا من الدول الستة ومنها اثيوبيا وكينيا ومالي والنيجر وجنوب افريقيا التي استطاعت‬ ‫أن ترفع من مستويات الري في فالحتها والرفع من منتجاتها ومحاصيلها الفالحية وكذلك تحسين مداخيل‬ ‫الفالحين…‬ ‫وجاء في التقرير “‪( ”Panel Malabo Montpellier‬في دكار) “‪Water Wise : Smart Irrigation‬‬ ‫‪ ”Strategies for Africa‬أن الري بطريقة ذكية يمكنه أن يضاعف من إنتاج المحاصيل‪ ،‬وأن افريقيا ال‬ ‫تقوم بري إال‪ %6‎‬من األراضي الفالحية في حين أن هذه النسبة تصل إلى ‪ 14%‬في أمريكا الالتينية و‪%37‎‬‬ ‫في دول آسيا‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫عقد ‪ -‬برنـامج الحوامض لسنة ‪2018-2009‬‬ ‫إن عقد‪ -‬برنامج الحوامض الممتد من سنة ‪ 2009‬إلى غاية سنة ‪ 2018‬قد انتهى واستطاع أن يحقق‬ ‫بعض أهدافه‪.‬‬ ‫فبالنسبة لمساحة المخصصة لزراعة الحوامض كانت هي ‪ 105.000‬هكتار وتم تجاوزها بنسبة‪ %20‎‬أي‬ ‫أن المساحة المخصصة وصلت إلى ‪ 125.000‬هكتار‪.‬‬ ‫من ناحية اإلنتاج كان الهدف هو الوصول إلى إنتاج كلي يوازي ‪ 2,9‬مليــون طن و هذا يتغيــر حسب‬ ‫كل سنة فالحية‪ .‬ففي سنة ‪ 2017‬تم تجاوزه بينما في سنة ‪ 2018‬لم يصل اإلنتاج إال إلى ‪ 2,6‬مليون طن‬ ‫من الحوامض‪.‬‬ ‫كان كذلك من أهداف البرنامج تصدير ماال يقل عن ‪ 1,3‬مليون طن من الحوامض نحو الخارج وفي‬ ‫هذه السنة لم يصدر المغرب سوى ‪ 650.000‬طن‪.‬‬ ‫على العموم‪ ،‬تم تحقيق قسط وافر من أهداف عقد‪-‬برنامج الحوامض لسنة ‪ 2018 2009-‬ولكن ‪ ‬ال‬ ‫ننسى أن هذا المشروع استفاد من ‪ 3‬مليار درهم كإعانة مالية لدعم اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫شراكة بين المدرسة المحمدية للمهندسين وشركة رونو‬ ‫‪ ‬قامت المدرسة المحمدية للمهندسين بالتوقيع على اتفاقية شراكة مع شركة رونو المغرب من أجل‬ ‫دعم برامج التكوين المخصصة للمهندسين وذلك من أجل تنمية قطاع صناعة السيارات ببالدنا‪.‬‬ ‫وهكذا ستشارك شركة رونو في تكوين مهندسي الغد وذلك بوضع برامجها التكوينية وخبرتها‬ ‫الطويلة في يد المدرسة المحمدية للمهندسين‪ .‬وستنظم باإلضافة إلى ذلك مؤتمرات وتكوينات وورشات‬ ‫عمل لصالح مهندسي وخريجي المدرسة المحمدية‪.‬‬ ‫كما أن الشراكة ستنتــج سلكـا جديـدا من مستـوى الدكتوراه متخصصا في أطروحات تتعلق بقضايا‬ ‫وإشكاليات البيئة والطاقات المتجددة وقطاع صناعة السيارات بشكل عام‪.‬‬

‫إسبانيا أول زبون وأكبر مورّد للمغرب سنة ‪2018‬‬ ‫أفاد مكتب إحصاء االتحاد األوروبي بأن الصادرات‬ ‫المغربية نحو إسبانيا ارتفعت بنسبة ‪ 5,4‬في المائة خالل‬ ‫األحد عشرة شهرا من ‪ 2018‬مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من السنة التي قبلها‪ ،‬فيما سجلت نظيرتها نحو االتحاد‬ ‫األوروبي تقدما نسبته ‪ 6,5‬في المائة‪.‬‬ ‫وعلى مدى األشهر األحد عشرة األولى من ‪،2018‬‬ ‫سجلت الواردات المغربية من البضائع اإلسبانية ارتفاعا‬ ‫بنسبة ‪ 2,6‬في المائة كمعدل سنوي‪ ،‬في حين ارتفعت‬ ‫البضائع المستوردة من مجموع دول االتحاد األوروبي بـ‬ ‫‪ 4,4‬في المائة خالل نفس الفترة‪ ،‬وذلك حسب ما أفاد به‬ ‫مكتب إحصاء االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وبخصوص حصة السوق‪ ،‬خالل الفترة نفسها‪ ،‬تعد‬ ‫إسبانيا‪ ،‬حسب المصدر نفسه‪ ،‬أكبر زبون للمغرب بنسبة‬ ‫‪ 41,6‬في المائة من إجمالي الواردات من المملكة‪ ،‬في حين‬ ‫تحتفظ فرنسا بالرتبة الثانية بنسبة ‪ 28,6‬في المائة من‬ ‫إجمالي الواردات‪ ،‬تليها إيطاليا (‪ 6,3‬في المائة)‪ ،‬والمملكة‬ ‫المتحدة (‪ 4,8‬في المائة)‪ ،‬وألمانيا (‪ 4,4‬في المائة)‪.‬‬ ‫وتتكون الواردات اإلسبانية من المغرب‪ ،‬بشكل أساسي‪ ،‬من المعدات الكهربائية (‪ 28‬في المائة)‪،‬‬ ‫والمالبس للرجال والنساء (‪ 22,9‬في المائة)‪ ،‬والرخويات والقشريات (‪ 8,3‬في المائة)‪.‬‬ ‫في حين يستورد المغرب من إسبانيا‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬الوقود ومواد التشحيم (‪ 13,8‬في المائة)‪،‬‬

‫ومكونات السيارات (‪ 13,3‬في المائة) ونسيج األلبسة (‪ 10,2‬في‬ ‫المائة)‪.‬‬ ‫فضــال عن ذلك‪ ،‬تعـد إسبانيـا المـزود الرئيسي للمغرب‬ ‫بنسبة ‪ 35,6‬في المائة من إجمالي صادرات المجموعة‬ ‫األوروبية‪ ،‬متبوعة بفرنسا (‪ 19,2‬في المائة)‪ ،‬وألمانيا (‪ 8,9‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬وإيطاليا (‪ 8,7‬في المائة)‪ ،‬وهولندا (‪ 4,5‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأظهرت بيانات مكتب إحصاء االتحــاد األوروبي‪ ،‬الخاصة‬ ‫بالفترة ما بين يناير ونونبر ‪ ،2018‬أن نسبة التغطية بلغت‬ ‫‪ 122,9‬في المائة بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬الشيء الذي يؤكد‬ ‫تطورا نحو توازن جيد بين ما تم تصديره وما تم استيراده بين‬ ‫البلدين‪ ،‬في حين بلغت هذه النسبة ‪ 144‬بالمائة في عالقة‬ ‫اإلتحاد األوروبي بالمغرب خالل الفترة نفسها‪.‬‬ ‫وتبين هذه األرقام‪ ،‬مدى تكامل المبادالت التجارية بين‬ ‫إسبانيا والمغرب‪ ،‬والتي تقوم على تطوير عالقة تجارية تقوم‬ ‫على االندماج الفعال ضمن سلسلة القيم العالمية على مستوى ضفتي البحــر األبيــض المتوسط ‪ ،‬وذلك‬ ‫في قطاعات من قبيل السيارات والمنسوجات أو األسالك الكهربائية‪.‬‬

‫و‪.‬م‪.‬ع‬


‫العدد ‪979‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫«أنا لهم الضامن»‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬اهتمَّ العرب‪ ،‬ومنهم المغاربة تحت سماء زرقاء تتألأل‬ ‫نجومها‪ ،‬في بالدهم الشاسعة‪ ،‬تتشكل طبيعتها بفصولها األربعة‪،‬‬ ‫وهي أساس بيئتها الجغرافية‪ ،‬وعند اتساع رقعتها الديمغرافية أثناء‬ ‫حكم األدارسة‪ ،‬أصبح يهتم المجتمع المغربي على غرار آل البيت في‬ ‫الجزيرة العربية الستكشاف أنسابهم أباً عن جدّ ‪..‬فأضحت الحاجة إلى‬ ‫تأسيس منظومة لتوثيق النسب‪ ،‬أخذت إسم علم األنساب‪ ،‬أو شجرة‬ ‫أنساب الشرفاء مفعمة بعقود الزواج أو نسخ التآليف‪ ،‬الهتمام آل البيت‬ ‫المغاربة بنسبهم إلى رسول هلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وذلك منذ‬ ‫بيعة المغاربة المولى إدريس بن عبد اهلل الكامل‪ ،‬ثمَّ ابنه إدريس‬ ‫األزهر وأبنائه اإلثنى عشر‪ .‬من بين هذه المؤلفات – الروض المنيف‬ ‫في التعريف بأوالد سيدي عبد اهلل الشريف – من تأليف العالمة سيدي‬ ‫عبد اهلل بن الطيب الوزاني الحسني‪ .‬وهذا ُّ‬ ‫يدل على قيمة األنساب‬ ‫ُ‬ ‫يُستظل به ‪.‬‬ ‫عند المغاربة وحفظ جزء من ذاكرتهم‪ ،‬سراجٌ‬ ‫سببُ تسمية «دار الضمانة»‪« ،‬لقول رسول اهلل» –صلعم‪-‬‬ ‫للقطب سيدي عبد اهلل الشريف في رؤيا اليقظة‪ ،‬وهو في خلوته عند‬ ‫الغلس‪ ،‬قائال له ‪« :‬أبسط يدك ورجلك وأقبل من جاءك‪ ،‬أمَّنك اهلل‬ ‫ومن تبعك‪ ،‬أقبل الطائع والعاصي أنت وأوالدك‪ ،‬و‪ -‬أنا لهم الضامِن‬ ‫– يوم القيامة‪ ،‬منْ أحبَّكَ فقد أحبَّني ومن أبغضك فقد أبغضني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ولقنه الورد»‪..‬وقد ذكر هذا أيضاً في «تحفة اإلخوان» لإلمام الشريف‬ ‫الطاهري ‪.‬‬ ‫و قد أنتجت الدكتورة لطيفة الوزاني الطيبي بتحقيقها ودراستها‬ ‫لهذا المؤلف بمنهج علمي في جزءين‪ ،‬قراءة واسعة وشمولية ألنساب‬ ‫شرفاء وزان من بيت «دار الضمانة» بدْءاً بإهداء هذا العمل لمدى ما‬ ‫استحقه والدها رحمه اهلل بمتابعة إعداده ‪،‬حين كان أكثر مقروءاتها‬ ‫دروساً أبوية‪ .‬هما كتابان جزءان من القطع الكبير‪ ،‬في أحلى حلة بهية‬ ‫يسرُّ المطبوعان للناظر لجمال الزخرفة والخط العربي‪ ،‬من نشر الدار‬ ‫العالمية للكتاب (للطباعة والنشر والتوزيع)‪ .‬يحتوي المجلد األول على‬ ‫‪ 518‬صفحة أنيقة‪ ،‬من قسمين‪ – .‬القسم األول جاء بأربعة فصول‬ ‫– بينما – القسم الثاني قد احتوى على خمسة فصول‪ ،‬وثالثة أبواب‬ ‫‪ – .‬القسم األول في فصله األول ‪ :‬ورقة ببليوغرافية لمؤلف كتاب‬‫الروض المنيف السيد عبد اهلل بن الطيب‬ ‫الوزاني (‪1380/1240‬هجرية الموافق ل‬ ‫‪1824/1900‬للميالد )‪ – .‬المبحث األول‪:‬‬ ‫األحداث السياسية ونظرية األحداث‬ ‫الهامة في القرنين الثامن عشر والتاسع‬ ‫عشر الميالدي‪ ،‬من الثورة الفرنسة إلى‬ ‫الثورة الصناعية ‪،‬و األطماع االستعمارية‬ ‫في العالم العربي‪– .‬المبحث الثاني ‪:‬‬ ‫دراسة من الناحية االقتصادية‪ ،‬ثمَّ هزيمة‬ ‫«الحرْكة» أو»الجيش» المغربي في وادي‬ ‫إسلي سنة ‪1844‬م‪ ،‬وهزيمة في حرب‬ ‫تطوان واحتاللها من الجيش اإلسباني‬ ‫سنة ‪1859/1860‬م‪ ..‬كان يعيش المغرب‬ ‫تذبذباً مع انتشار الفتن في البالد‪ ،‬وقد‬ ‫عانت من الجفاف والجراد وانتشار األوبئة‬ ‫كالطاعون‪ – .‬المبحث الثالث ‪ :‬دراسة من‬ ‫الناحية االجتماعية وتأثير الوضع السياسي‬ ‫واالقتصادي على البالد‪– .‬المبحث الرابع‬ ‫‪:‬دراسة من الناحية الثقافية‪– .‬الفصل‬ ‫الثاني ‪:‬حياة المؤلف‪ -‬المبحث األول‬ ‫‪:‬مصادر الترجمة جاءت على لسان األعالم‬ ‫مثل القاضي العباس بن محمد السماللي‬ ‫المراكشي‪ ،‬وخير الدين بن محمود الزركلي‬ ‫الدمشقي‪ ،‬وعبد السالم بن عبد القادر بن سودة‪ ،‬وعمر رضا كحالة‪،‬‬ ‫والفقيه محمد المنوني في المصادر العربية لتاريخ المغرب‪ ،‬قائال‪،‬‬ ‫هو أي المؤلف السيد عبد اهلل بن الطيب‪ ،‬هو من نسل عبد اهلل بن‬ ‫إبراهيم الشريف ‪-.‬المبحث الثاني ‪ :‬إسمه ونسبه‪ ،‬وهو عبد اهلل بن‬ ‫الطيب‪ ،‬وبينه وبين عبد اهلل بن ابراهيم الشريف ستة أجداد‪ ،‬وخمسة‬ ‫عشر جدّ ليصل إلى جدِّه يمالح‪ ،‬وخمس وعشرين جدّاً إلى جدِّه‬ ‫المولى إدريس األول دفين زرهون‪ .‬وتسع وعشرون جدّاً تفصله‬ ‫عن علي كرم اهلل وجه وفاطمة ريحانة رسول اهلل –صلعم – وتفصله‬ ‫عن المبعوث رحمة للعالمين ثالثون جدًّا‪( ..‬و اهلل أعلم )‪ – .‬المبحث‬ ‫الثالث ‪ :‬والدته (عبد اهلل بن الطيب) عام‪1824‬م‪1240/‬ه بمدينة وزان‬ ‫من أمه طامة بنت التهامي الوزاني داراً والعمراني نسباً ‪-.‬المبحث‬ ‫الرابع ‪ :‬دراسته – بعد حفظ القرآن بوزان وبعض المتن العلمية‬ ‫وإتمام دراسته بفاس ‪-.‬المبحث الخامس ‪ :‬أخوته من طامة ومن‬ ‫زوجتيْ أبيه عربية وآمنة البكاري‪ ،‬له سبعة أشقاء‪ ،‬منهم خمسة ذكور‬ ‫وثنتان أنثى واثنان ذكورا وثالث بنات من أمهات أخريات ‪-.‬المبحث‬ ‫السادس ‪ :‬زوجتاه وأوالده منهما‪ .‬المبحث السابع ‪ :‬رحيله إلى قبيلة‬ ‫اغمارة‪ ،‬وأسباب مغادرته وزان‪ ،‬جاءت عند المحققة تحت عالمات‬ ‫االستفهامو لم تخضع ألي مصدر‪ ،‬ولعلى أقربها إلى القبول‪ ،‬هي‬ ‫تلك الوثائق والمستندات والعقود ألهل الذمَّة التي ائتمنوها عنده‬ ‫وكانت بحوزته‪ ،‬وقد رفض تسليمها لحاكم وزان‪ ،‬إال إذا طلبها منه‬ ‫أصحابها (أهل الذمة)‪ ،‬فأوقع به الباشا عند السلطان فنفاه‪ ،‬وحتى بعد‬ ‫العفو عنه كان قد اختار واستوطن منطقة بني بارون من قبيلة بني‬ ‫زيات الغمارية ليؤسس زاويته‪ ،‬وهو دفين بها‪ – .‬المبحث الثامن ‪:‬‬ ‫اإلنتاج الفكري‪ ،‬زيادة على الروض المنيف‪ ،‬وهي في الرياضيات وعلم‬ ‫التنجيم وعلم التوقيت‪ ،‬وقد كان قد اطلع عليها حفيده الشريف محمد‬ ‫بن المكي الوزاني الحسني‪ ،‬غير أنها ضاعت ولم يُعرف مصيرها ‪..‬‬ ‫(المؤلف للروض المنيف هوعبد اهلل بن الطيب وهو جدُّ المكي )‪-.‬‬ ‫المبحث التاسع ‪ :‬وفاته سنة ‪1318‬ه‪1900/‬م ‪ ..‬سُجل هذا التاريخ‬ ‫خلف إحدى صفحات َّ‬ ‫مؤلفه‪ ،‬وعليها وثيقة وقف المخطوط على كل من‬ ‫طلبه أو أراد االستفادة منه ‪ ..‬دُفن بزاويته ببني بارون بقبيلة اغمارة‬ ‫رحمه اهلل تعالى‪ – .‬الفصل الثالث ‪ :‬كتاب الروض المنيف في التعريف‬ ‫بأوالد موالي عبد اهلل الشريف ‪ -..‬المبحث األول ‪ :‬عتبة العنوان‬ ‫وأسباب التأليف ‪-.‬المبحث الثاني ‪ :‬المضمون العالم وبناء المواد‪– .‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬منهج المؤلف ومصادره ‪ .‬بدأ بتدوين أنساب األسرة‬ ‫الوزانية بذدءاً من الجدّ موالي عبد اهلل الشريف بن إبراهيم ولم‬

‫‪8‬‬

‫يبدأ بنفسه وهو عبد اهلل بن الطيب‪ – .‬المبحث الرابع ‪:‬مزايا الكتاب‬ ‫وقيمته العلمية ‪-.‬الفصل الرابع‪ :‬به وصف المخطوط ومنهج التحقيق‬ ‫‪ -.‬المبحث األول ‪ :‬ذكر أهم النسخ ‪ /1 ..‬المخطوط األم بخط المؤلف‬ ‫‪ /2..‬نسخة المكتبة الوطنية ‪ /3..‬نسخة محمد الهاشمي احنانا ‪/4..‬‬ ‫النسخ الخاصة ‪ -..‬المبحث الثاني ‪:‬منهج التحقيق ‪ ،‬وهو احترام النص‬ ‫األصلي وتصحيح البديهي من األمور داخل المتن إمالئيا ونحويا‪.‬‬ ‫مقارنة النسخ من الروض المنيف عند الخواص ونسخة الخزانة العامة‬ ‫بالرباط ‪ ،.‬ومصادر الحصول عليها بمنطقة اغمارة (أي نسخ أخرى )‪.‬‬ ‫تعاملت المحققة مع جميع النسخ بمنهج علمي أكاديمي الذي أخذته‬ ‫عن شيخ المحققين المرحوم الدكتور عبد اهلل الترغي‪ .‬ونماذج أخرى‬ ‫من صفحات المخطوط لبعض معالم وزان الروحية بالصور‪ – .‬القسم‬ ‫الثاني ‪- :‬المقدمة في فصله األول ‪ :‬للتعريف بوالدة موالي عبد اهلل‬ ‫الشريف‪ – .‬الفصل الثاني ‪ :‬والدته ‪- ..‬الفصل الثالث ‪ :‬صفاته الذاتية‬ ‫‪-.‬الفصل الرابع ‪ :‬عيشه وطلب كسبه ورحلته لطلب العلم ثم لقاء‬ ‫مشايخ الصوفية وسلوكه في الزهدية‪ – .‬الفصل الخامس‪ :‬في بيان‬ ‫حاله من خصاله بالتفصيل‪ ،‬وسلوكه طريق الصوفية‪ ،‬وذكر النزر من‬ ‫كراماته‪ – .‬الباب األول ‪ :‬ذكر عبد اهلل الشريف وأوالده ورثته ووارثهم‪،‬‬ ‫مع ترجمة إبراهيم بن إبراهيم بن عبد اهلل الشريف‪ – .‬الباب‬ ‫الثاني ‪ :‬ذكر محمد بن عبد اهلل الشريف وذكر أوالده وبعض كراماته‬ ‫وأذكاره‪ .‬ثم ترجمة الهاشمي بن محمد والعربي بن محمد بن عبد‬ ‫سبع وخمسين‬ ‫اهلل‪ – .‬الباب الثالث ‪ :‬وقفتْ المؤلفة المحققة على ٍ‬ ‫ترجمة لألشراف‪ – .‬الباب الرابع ‪ :‬في فراسة الواصلين العارفين وقد‬ ‫جاء به ‪-‬الجزء الثاني وعدد صفحاته‪، 517‬بدءاً بذكر بعض مناقب‬ ‫الشيخ نثرا وشعراً عند رحيله إلى اغمارة‪ .‬وقد احتوى هو أيضا على‬ ‫ستة أبواب كلها في ذكر أوالد موالي الطيب ‪..‬و تراجم سيدي أحمد‬ ‫بن الشيخ موالي الطيب وأوالده محمد زين العابدين‪ ،‬لتقف المحققة‬ ‫بعد ذلك على خمس عشرة ترجمات‪ – .‬الباب الخامس ‪ :‬ذكر أحمد بن‬ ‫الطيب وأوالده وبعض مآثره‪ .‬ثم ترجمة أوالد محمد زين العابدين‬ ‫بن الطيب‪ – .‬الباب السادس ‪ :‬ذكر علي بن‬ ‫أحمد وأوالده وبعض مناقبه‪ ،‬ثم ترجمات‬ ‫عديدة بلغت ثالثة عشرة ترجمة من‬ ‫األبناء والحفدة ‪ ..‬أعقبتها ‪ -‬أبواب في آداب‬ ‫الداخلين في هذه الطريقة من المؤمنين‬ ‫التائبين وكرامة األولياء ‪– ..‬فصول في بيان‬ ‫القصد والمراد في ذكر ما يكون عليه في‬ ‫النقل واالعتماد‪ .‬وفي ابتداء السرح األول‬ ‫الصغير بحوله وقوته وعليه المعول ‪ ..‬بيان‬ ‫الطهارة في –فصل على سبيل تقصير‬ ‫العبارة ‪ -..‬فصل ‪ :‬إن مبدأ هذا الوضوء إنما‬ ‫هو بالعلم والنية ‪..‬ثم قف على ما ورد في‬ ‫طاعة السلطان ‪ ،‬وعلى ما ورد في محبة‬ ‫أهل البيت‪ ،‬وآخراً وليس أخيراً‪ ،‬مستملحة‬ ‫في التصوف ومعرفته وحقيقته ومعانيه‬ ‫ومبانيه‪ ،‬في أربعة فصول‪ – ..‬الفصل‬ ‫األول ‪ :‬في التصوف ومن اتصف به وما‬ ‫به معناه‪ – .‬الفصل الثاني ‪ :‬في االجتماع‬ ‫على الذكر والجهر به ‪ –.‬الفصل الثالث ‪:‬في‬ ‫ذكر عالمة شيخ التربية‪ – .‬الفصل الرابع‬ ‫‪ :‬في كالم متفقرة الزمان والتتمة في ذكر‬ ‫آداب الصوفية واتيانهم الرخص‪ .‬وأخيراً نماذج من رسائل وظهائر‬ ‫سلطانية للشرفاء الوزانيين ‪ ..‬كانت فهارس الجزء الثاني‪ ،‬غنية بالبحث‬ ‫والتنقيب‪ ،‬وقد جاءت على الشكل التالي ‪ - :‬الفهارس العامة ‪ ..‬فهرست‬ ‫آيات القرآن الكريم ‪ ..‬فهرست األحاديث النبوية الشريفة ‪ ..‬فهرس‬ ‫القوافي ‪..‬فهرس األعالم الجماعية ‪ ..‬فهرس األعالم الفردية‪ ،‬بدءاً‬ ‫برسول اهلل –صلعم‪ -‬وآدم عليه السالم إلى أن تنتهي بيوسف عليه‬ ‫السالم ويونس بن أبي بكر ‪ ..‬فهرس األعالم الجغرافية ‪..‬فهرس‬ ‫المصطلحات الصوفية ‪..‬و كل هذه األعالم بالترتيب األبجد‪ ..‬وقد‬ ‫تجلى هذا اإلثراء في استثمار ‪105‬من المراجع والمصادر‪ ،‬ومن مصادر‬ ‫التحقيق أيضا القرآن الكريم ‪ ..‬و‪ 238‬من الكتب والمؤلفات – من‬ ‫أبطال صنعوا التاريخ إلى هدية العارفين‪ ،‬في أسماء المؤلفين وآثار‬ ‫المصنفين من كشف الظنون إلسماعيل باشا البغدادي (دار الفكر‬ ‫‪1402‬ه‪1982/‬م ) ‪ ..‬استطاعت الكاتبة المبدعة أن تؤلف بين علوم‬ ‫التأريخ واألنساب والتراجم والتصوف في توليفة بكمياء لغة الضاد‬ ‫لجميع هذه العناصر العلمية‪ .‬وقد ترجمت لعدد كبير من األقطاب‬ ‫المتصوفة وأنساب األشراف في القرى والحضر‪ .‬أجل أيها القارئ‪ ،‬في‬ ‫سياق المساهمة في العلم اجتهدت المؤلفة وجسَسَتْ ما جسَسَتْ‬ ‫ببصيرة الباحثة‪ .‬هذه رحلة في علم أنساب الشرفاء لن تقف ما دام‬ ‫النسل على أديم األرض‪ ،‬وبحر من بحور المعرفة في أرضية خصبة‬ ‫تتقبل هذا العلم المنقول من عوالم األنساب عامة‪ ،‬وهو حافظ‬ ‫لذاكرة األمم ويؤمِّنُ لها الديمومة واالستمرار‪ .‬وقد أثرت الباحثة‬ ‫الخزانة الوطنية والعربية بهذه اإلضافة العلمية كمرجعية للدارسين‬ ‫والباحثين ‪ ..‬هذا التحقيق والدراسة تقدمت بها الطالبة لطيفة الوزاني‬ ‫الطيبي كأطروحة لنيل شهادة الدكتوراة الوطنية‪ ،‬وأحرزت على مرتبة‬ ‫الشرف األولى مع التوصية بالطبع‪ ..‬ومن نظم‪ ،‬من بحر الرجز في‬ ‫نسب المصطفى –صلعم‪: -‬‬ ‫عشرون جدّأً من جدود المصطفى‬ ‫يجب علينـــــا حفظهـــم بال خفـــا‬ ‫خذهم على الترتيب عبدُ المطلـب‬ ‫فهاشمٌ عبدُ منافِ افهم تصـبْ ‪..‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ُ‬ ‫ال�سانحات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫جنون احلرب‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫ُ‬ ‫املزي ُ‬ ‫هذه ّ‬ ‫نة ب�ضفائر الل ِ‬ ‫ّدم‪،‬‬ ‫َّهب‪،‬‬ ‫مطاء‬ ‫احلالية ب�أ�ساوِ رِ ال ِ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫َّ‬ ‫اجلرح‪..‬‬ ‫عقيق‬ ‫امل�سافرةُ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تق�ضي �سحابة نهارها‪ ،‬وزلف ًا من الليلِ يف مغنى ح�ضارةٍ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر�ضيع ‪..‬‬ ‫وعري�ش خ�رضةٍ ‪ ،‬ومهد‬ ‫عافية‪،‬‬ ‫وملعب‬ ‫ومئذنةِ تقى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الرتق ِب‪ ،‬والتو ّثب‪،‬‬ ‫ن�ص ُب‬ ‫ال تخلد �إلى الن ِ‬ ‫َّوم مهما �أجهدها َ‬ ‫واالنق�ضا�ض‪ ،‬ف� ُ‬ ‫جراح ُه‪!..‬‬ ‫تندمل‬ ‫ال‬ ‫أحمر‬ ‫�‬ ‫أرق‬ ‫�‬ ‫ها‬ ‫أرق‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الة ‪ ،‬نف ً‬ ‫جو ً‬ ‫ِ‬ ‫وعرائ�ش‬ ‫عاثية يف ب�ساتنيِ بغداد‪،‬‬ ‫ّاثة‪،‬‬ ‫ر�أيتها ّ‬ ‫يافا‪ ،‬و�أفياءِ بريوت‪ ،‬ال ِّ‬ ‫توقر كبرياً‪ ،‬وال �صغرياً‪ ،‬وال امر�أةً ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نخلة عذراء !‬ ‫وال �صنوبرةً ‪ ،‬وال‬ ‫العطر‪ ،‬والظلَّ ‪ ،‬و�أقمار ًا‬ ‫تكره �شجرةَ اليا�سمني؛ لأنها تنفح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بي�ضاء ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وبركة‪،‬‬ ‫عافية‪،‬‬ ‫تكره �شجرةَ الزيتون؛ لأن زي َتها‬ ‫ُ‬ ‫احلب الأخ�رض‪..‬‬ ‫وتلد‬ ‫ت�شمخ‪ ،‬وتزهو‪،‬‬ ‫تكره ال�سنابلَ ؛ لأنها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫تكره الأناملَ ؛ لأنها تغزلُ‬ ‫ال�ضوءِ ‪ ،‬والنُّور‪ ،‬والأملِ‬ ‫�رشانق َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫املع�شو�شب ‪..‬‬

‫تكره الهديلَ ؛ لأنه ق�صيدةُ‬ ‫املحبةِ وال�سالم ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عر�س االخ�رضارِ ‪ ،‬واالفتـــرارِ ‪ ،‬وبهجــةِ‬ ‫بيع؛ لأنه‬ ‫الر َ‬ ‫ُ‬ ‫تكره َّ‬ ‫ُ‬ ‫النفو�س ‪..‬‬ ‫وزقزقات امل�ستقبل‪..‬‬ ‫براعم الفجرِ ‪،‬‬ ‫تكره الأطفالَ ؛ لأنهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ما زل ِْت �أيتها ّ‬ ‫حلــم �أو�سنـــا‬ ‫ال�شمطــاء تغرزيـــن �أنيابــكِ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعرا�ش تيننا وزيتوننا‪،‬‬ ‫وخزرجنا‪ ،‬و�ضفائرِ �سعادِ نا وليالنا‪ ،‬و�‬ ‫البدرية ‪..‬‬ ‫أحالم كتائبنا‬ ‫و� ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫عظام تاريخنا‪ ،‬وخاليا ح�ضارتنا‪،‬‬ ‫زلت ت�سافرين يف‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫املطي َب وامل� َّؤر َج‪،‬‬ ‫الدموية امل�ضيئة‪ ،‬وتلتهمني‬ ‫ودورتِنا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّا�صع ب�أ�شداق الل ِ‬ ‫ّهب‪ ،‬و�أل�سنةِ الدخان ‪..‬‬ ‫والن َ‬ ‫ِ‬ ‫أحقاد‪ ،‬وتلدين من‬ ‫تتزوجني‬ ‫زالت‬ ‫ما‬ ‫البغ�ضاء‪ ،‬وت�ضاجعني ال َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫�سما�رسة ال ّدم‪ ،‬واجلرح‪ ،‬والفجيعة ‪..‬‬ ‫امللته َ‬ ‫املعامع‬ ‫وتدمدم يف‬ ‫بة‪،‬‬ ‫ما زل َْت طبولكِ تعزف �أنا�شي َدها‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وعمروا‪،‬‬ ‫أحالم من زرعوا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وجتلجلُ ‪ ،‬وت�سحق بحوافرها � َ‬ ‫و�سقوا بدموعهم �سنابلَ العمر ‪..‬‬

‫ال�صديـــد‪ ،‬وجنيع‬ ‫ما َزال َْت‬ ‫ُ‬ ‫موائــد ِك وم�شتهيا ُتـــكِ من نخــب ّ‬ ‫العظام‪ُ ،‬‬ ‫وقمامة العفنِ ‪..‬‬ ‫املوتى‪ ،‬و�أ�شالء اجل�سد‪ ،‬ورميم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوزارك‪ ،‬وذيولِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلحيم ب�أغالل �‬ ‫أتـــون‬ ‫�أال فاذهبـــي �إلى �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خطاياك‪..‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومهدك الأثريِ‪:‬‬ ‫مثواك ال َّأولِ ‪،‬‬ ‫�أال فارجعي �أيتها احلرب �إلى‬ ‫جهنّم ‪ ..‬وبئ�س امل�صري!‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫إصدار جديد لألستاذة حسناء محمد داود‬ ‫تحت عنوان «الرسالة الوزانية»‬ ‫‬‫صدر مؤخرا عن منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬بشراكة مع مؤسسة‬ ‫محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان‪ ،‬كتاب جديد للمرحوم سيدي التهامي الوزاني‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫« الرسالة الوزانية» من سيدي التهامي الوزاني إلى محمد داود‪ ».‬من تقديم وتعليق األستاذة‬ ‫حسناء محمد داود‪ ،‬والعنوان المذكور ليس من أصل الكتاب ‪ ،‬بل هو من وضع المرحوم محمد‬ ‫داود ‪ .‬ألن الرسالة في واقعها وأصلها ال تحمل أي عنوان معين يدل على محتوى المصنف‪.‬‬ ‫هذه الرسالة‪ ،‬بعث بها المرحوم التهامي الوزاني إلى صديقه الحميم والمقرب إلى نفسه‬ ‫كثيرا‪ ،‬األستاذ محمد داود‪ ،‬الذي كان ال يقطع بأمر ذي أهمية إال بمشورة المرحوم التهامي‬ ‫الوزاني‪ ،‬والعكس صحيح حسب األستاذة حسناء داود‪.‬‬ ‫وقد كتبت على مساحة ‪ 153‬صفحة‪ ،‬مقسمة إلى جزأين‪ .‬األول يضم ‪ 122‬صفحة‪ ،‬والثاني‬ ‫‪ 31‬صفحة‪ ،‬حاملة لتاريخ إرسالها وهو سنة ‪ ،1955‬حاول من خاللها المرحوم التهامي الوزاني‬ ‫اإلجابة عن سؤال صديقه محمد داود المتعلق بإبداء رأيه في األسباب الداعية إلى تجديد‬ ‫الحكومة المخزنية بتطاون «‬ ‫لكن ‪ -‬وكما هو دأب األستاذ التهامي الوزاني دائما في جل كتاباته‪ ،‬يصول ويجول بين‬ ‫مواضيع جمة‪ ,‬و بين اتجاهات شتى وبين تفسيرات وتحليالت عديدة ومختلفة لطبيعة األشياء ‪-‬‬ ‫تفتقد أحيانا إلى صفة ربط الحلقات التاريخية ببعضها البعض سواء عن طريق التسلسل الزمني‬ ‫الكرنولوجي‪ ،‬أو عن طريق تصنيفها لطبيعة المواضيع المشكلة ألحداث تاريخية متشابهة‬ ‫ومتجانسة‪ ،‬إضافة إلى أن الحلقات المشار إليها تشتبك وتتداخل فيما بينها بواسطة خيوط‬ ‫رفيعة ال يبصر أو يعلم كنهها إال صاحبها‪ ،‬أو باألحرى من عاشر التهامي الوزاني عن قرب‪،‬‬ ‫وتمرس على خفايا طروحاته وكتاباته‪ ،‬شأن األستاذ محمد داود مثال‪.‬‬ ‫تكمن أهمية هذه الرسالة ‪ ،‬في النظرة الوزانية للمواضيع المعالجة والمبحوثة بين ثناياها‪،‬‬ ‫كتطرقه للحديث عن مفهوم الحرية وعن ضروبها وأنواعها وتشبيهها بحب العشاق‪ .‬وهنا‬ ‫وجب قراءة ما بين سطور هذا الطرح‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن الرسالة كتبت سنة ‪ ،1955‬أي قبل‬ ‫عام كامل من حصول المغرب على استقالله‪ .‬وهي نفس السنة كذلك التي شهدت فيها سواء‬ ‫المنطقة الخليفية أو السلطانية ضغطا رهيبا وقويا من طرف القوى االستعمارية على رواد‬ ‫الحركة الوطنية‪ ،‬وعلى الشعب المغربي ككل‪ .‬مما جعل الشريف‬ ‫التهامي الوزاني يصف الحرية وكأنها معشوق لكل فرد من أفراد‬ ‫الشعب المغربي‪ ،‬حيث طال ليلها وبعد زمانها ‪.‬‬ ‫تطرق الوزاني كذلك بالتحليل ألوضاع السياسة العالمية بعد‬ ‫الحرب العظمى األولى‪ ،‬وخاصة لسياسة إسبانيا التي عملت على‬ ‫إضعاف قوة الحلفاء بنصيب كبير حسب الرسالة‪ ،‬أما محاباة الوزاني‬ ‫للجنرال فرانكو فقد كان واضحا وله شروطه الموضوعية ومبرراته‬ ‫الخاصة وفي في هذا المقام يقول»‪ ...‬وهنا تظهر قوة إرادة الخنرال‬ ‫فرنكو‪ ،‬فإنه صبر صبر الكرام‪ ،‬واتخذ أساليب اقتصادية حديثة‪،‬‬ ‫مستعينا على ذلك بالخبراء األلمانيين المهاجرين‪ ،‬والمتجنسين‬ ‫فيما بعد بالجنسية اإلسبانية‪ ،‬وأسند فرنكو نظامه بالقوة وحسن‬ ‫التدبير‪ ،‬وطفق يرمم وينشئ المشاريع العظيمة الهامة‪»....‬‬ ‫تطرق كذلك للسياسة التي انتهجها المقيم العام اإلسباني‬ ‫بمنطقة الحماية اإلسبانية بالمغرب ( الخنرال بيكبيدر ) الذي تولى‬ ‫اإلشراف العسكري على المنطقة المذكورة بتاريخ من ‪ 13‬أبريل‬ ‫‪ 1937‬إلى ‪ 17‬غشت ‪ .1939‬هذا األخير استفاد منه التهامي‬ ‫الوزاني من خالل االنفتاح المحدود الذي نهجه مع أعضاء الحركة‬ ‫الوطنية بالمنطقة الخليفية‪ ،‬ومحاولة استقطابهم أو استمالتهم‬ ‫فاغتنم هذه الفرصة ليؤسس‪ .‬بالفعل جريدة الريف التي لعبت‬ ‫دورا ال يستهان به في تنشيط الحركة الثقافية بتطاون‪.‬‬ ‫لم يتورع المرحوم الوزاني أن يعمق الحديث عن الحركة‬ ‫الماسونية‪ ،‬وانخراط بعض األعيان المغاربة ضمن صفوفها‪ ،‬ولقد‬ ‫أسال هذا االنتماء كثيرا من المداد‪ ،‬حول طبيعة هذه الحركة‪،‬‬ ‫وحول أهدافها‪ ،‬وحول توجهاتها‪ ،‬حيث كان من بين المنتمين‬ ‫األوائل لحضيرتها‪ .‬ومن المعلوم أن المنظمة الماسونية تتصف‬ ‫بالسرية والغموض الشديدين‪ .‬لدرجة اإلبهام‪ ،‬يقول عن بداية‬ ‫هذا االنتماء الذي كان عن طريق صديقه اإلسباني « لورا « الذي‬ ‫اقترح عليه‪ ،‬االنخراط في سلك الماسونية ‪ »،‬فأجبته – يقول‬ ‫الوزاني ‪ -‬باإلثبات‪ ،‬ألنني من الرجال المغامرين الذين يريدون أن يعرفوا ما وسعتهم المعرفة‪،‬‬ ‫وقدم لي ورقة أمضيتها‪ ،‬وكتبا وأوراقا معلمة بالمثلث والعين المختفية‪ ،‬فأخذتها وعلمني بعض‬ ‫العالمات‪ ،‬وأفهمني أنني إنسان أخ لكل إنسان ) هذا ‪ ،‬وال زال انتماء الشريف الوزاني لهذا‬ ‫المحفل الماسوني يطرح أكثر من سؤال‪.‬‬ ‫شخصية القائد الحسين الحيحي التي أشار إليها المرحوم الوزاني‪ ،‬هي شخصية غامضة وقد‬ ‫تكلم عنها بشيئ من الحذر في رسالته‪ ،‬هذا األخير يعد من « أساطين الحركة الماسونية « وقد‬ ‫اختاره اإلسباني «لورا عندما تقلد منصب كمساري البوليس نائبا له‪ ،‬إضافة إلى أن المرحوم‬ ‫عبد السالم بنونة كان يتعامل مع شخصية الحيحي بحذر تام ويوصي أن يتحفظ رواد الحركة‬ ‫الوطنية في الكالم معه‪.‬‬ ‫عرج المرحوم التهامي الوزاني للحديث عن حزب اإلصالح الوطني تحت قيادة األستاذ عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ ،‬وحزب الوحدة المغربية الذي تزعمه المرحوم المكي الناصري‪ .‬والمنافسات‬ ‫التي نشأت بين الحزبين‪ ،‬حيث اتخذ حزب اإلصالح الوطني منظمة « الفتيان على غرار (الفلنخي)‪،‬‬ ‫ولكنه مغربي صميم ‪ ،‬وأقبل الشبان على لبس لباس الفتيان‪ ،‬وانضم إليهم رجال وشبان كانوا‬ ‫جنودا مرتزقة‪ ،‬وهم مدربون على التمارين العسكرية‪ ،‬من بينهم ذو أنفار وطبول‪ ،‬وانتشرت‬ ‫حركة الفتيان في مدن المنطقة‪ ،‬ونظمت لهم دروس وتمارين واجتماعات‪ ،‬ووجهوا توجيها‬ ‫صالحا‪ ،‬وال سيما بعد أن تولى تمرينهم المهندس األستاذ محمد الفاسي‪ .‬وكان مظهرهم‬ ‫يفوق مظهر الفالنخي‪ ،‬لكن رجال الجيش لم يكن يعجبهم هذا المظهر‪ ،‬الموذن بخلق سلطة‬ ‫ثالثة إلى جنب السلطتين المغربية واإلسبانية‪ ،‬وأخذ حزب الوحدة المغربية يتتبع عورات حزب‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وكان في الواقع يوجهه التوجيه الصالح‪ ،‬وكم من أغالط كان اإلصالحيون يرتكبونها‪،‬‬ ‫فتنبهوا لها عن طريق نقد جريدة « الوحدة المغربية «‬ ‫لقد قدم المرحوم التهامي الوزاني في محور خاص عن المقيم اإلسباني بيكبيدر نظرة‬ ‫مخالفة للمعتاد‪ ،‬حيث فند تلك التي كانت تنظر لهذا األخير مجرد كونه رجل يخدم قضية‬ ‫الحركة الوطنية اإلسبانية‪ ،‬متهمين إياه بأشياء كبيرة تفوق التصور المألوف‪ ،‬وهذا ما رفضه‬

‫إعداد ‪ :‬الدكتور إسماعيل شارية‬

‫المرحوم التهامي الوزاني الذي اعتبر فترة إشراف المقيم المذكور وتعيينه على رأس اإلدارة‬ ‫اإلسبانية المكلفة بتسيير شؤون المنطقة‪ ،‬هي ليست من الفترات الحرجة في تاريخ الحماية‬ ‫اإلسبانية بل على العكس من ذلك فقد عرفت المرحلة انفراجا‪ ،‬وليونة في المعاملة انطالقا من‬ ‫النتائج العلمية التي أنتجتها سياسة بيكبيدر « فلقد عرفت المنطقة في عهده التعليم المغربي‬ ‫المنظم‪ ،‬وعرفت توسيع دائرة التعليم الديني‪ ،‬وجعل األساتذة المسلمين موظفين ذوي سلك‬ ‫معترف له بكثير من الحقوق التي لم يكن يعرفها‪ ،‬وفي عهده عرفت المنطقة األحزاب‪ ،‬وسمح‬ ‫لها باالجتماعات دون حاجة إلى إذن ما دامت اجتماعات معتادة للحزب‪ ،‬وفي عهده أعلن استقالل‬ ‫األحباس اإلسالمية‪ ،‬والعدلية والشرعية‪ ،‬وهو الذي أمات المدارس االستعمارية المسماة‬ ‫بالمدارس اإلسبانية العربية‪ ،‬واستبدلها بمدارس مغربية عصرية‪ ،‬لها مديرون مغاربة‪ ،‬وإن‬ ‫كان لها مستشارون إسبانيون‪ ،‬وهو الذي فرض على سائر المتاجر واألماكن العامة أن تجعل‬ ‫عناوينها باللغتين العربية واإلسبانية أو اللغة العربية وحدها‪ ....‬الرسالة ص ‪.93‬‬

‫الرحلة في الرسالة الوزانية‬ ‫ضمت الرسالة الوزانية بين دفتيها ثالث أنواع من الرحالت‪ ،‬رحلتان إلى اسبانيا والثالثة‬ ‫داخلية إلى مدينة شفشاون‪:‬‬ ‫• األولى كان القصد منها تمثيل الوفد التطواني للمغرب في مدينة اشبيلية قصد حضور‬ ‫احتفاالت عيد الساللة اإلسبانية‪ 12 ( ،‬اكتوبر ‪ ،)1936‬وهو العيد الذي يتم االحتفال فيه بذكرى‬ ‫خروج كريستوف كولومبس من إسبانيا ال كتشاف أمريكا‪ « .‬ووصل يوم ثاني عشر اكتوبر‪،‬‬ ‫وهو يوم عيد الساللة‪ ،‬وكان برنامج رحلتنا يشتمل على زيارة الميناء الذي أبحر منه‪ ،‬كريستوف‬ ‫كولومب – ملجلجا في البحر األخضر األطلسي إلى غير غاية محدودة‪ ،‬فأدته – بعد ثالثين يوما‬ ‫بلياليها‪ -‬خاتمة المطاف إلى اكتشاف الدنيا الجديدة‪ ،‬إال أن تغير الجو حال دون تحقيق هذا‬ ‫الجزء من البرنامج‪ ،‬وحضرنا بالليل االجتماع الكبير الذي عقد بأكبر مراسح المدينة‪ ،‬وكان محور‬ ‫هذا االجتماع السنيور – غرسية سانشيث – المرتجل المشهور‪ ،‬وفي هذه المرة لم يطل حديثه‬ ‫أكثر من ساعة ونصف‪ ،‬لم يتلجلج في أثنائها‪ ،‬ولم يرتج عليه‪ ،‬على عادته المشهورة‪ ،‬وهو من‬ ‫أفذاذ المتحدثين في العالم‪.‬‬ ‫‪،‬الرحلة الثانية إلى شفشاون جاءت عن طريق اقتراح السيد‬ ‫عبد السالم بن جلون‪ ،‬وبواسطة حافلة عمومية تنتمي لشركة‬ ‫«الفالينثيانا»‪ ،‬ولقد وجد المرتحلون المدينة كلها في انتظارهم‬ ‫حيث نزلوا عند صديقهم سيدي أحمد بن األمين الريسوني‪،‬‬ ‫ومكثوا ثالثة أيام‪ ...‬وقد هيأت لهم سلطات الحماية كل أسباب‬ ‫الراحة‪ .‬مع تنظيم اللقاءات والتحدث في المواضيع الشائكة‬ ‫والعويصة‪ (....‬ص ‪.) 80‬‬ ‫الرحلة الثالثة‪ .‬وكانت كذلك إلى إسبانيا‪ .‬ارتأت المحققة‬ ‫حذف بعض الورقات جد شخصية التي يشرح فيها التهامي‬ ‫الوزاني األسباب والدواعي الداعية إلنجاز الرحلة المذكورة‬ ‫تقول في هامش صفحة ‪ « 165‬وهنا أيضا حذفنا أربع صفحات‬ ‫من الرسالة‪ ،‬لتضمنها أحداثا ومواقف من حياة سيدي التهامي‬ ‫العائلية التي ارتأت أسرته أنه ال داعي للتشهير بها»‪.‬‬ ‫تبتدئ فصول هذه الرحلة كالتالي « فأعددنا العدة‪ ،‬وركبنا‬ ‫البحر من طنجة‪ ،‬آمين الجزيرة الخضراء‪ ،‬وعرفنا لماذا نزل طارق‬ ‫بن زياد بجبل طارق‪ ،‬ونزل طريف بطريفة‪ ،‬ألن طنجة وسبتة كانت‬ ‫تشكالن منطقة واحدة‪ ،‬وقد وجد العرب هذه المنطقة في إمارة‬ ‫أخينا يليان الغماري‪ ،‬واستمرت المدينتان شقين متالصقين من‬ ‫عمالة واحدة‪ ،‬يحق أن نسميها منطقة المضيق الجنوبية‪( .....‬‬ ‫ص ‪.)165‬‬ ‫ونظرا لضيق المساحة ولطول تحليل محاور الرسالة نجمل ما‬ ‫فضل من مواضيعها على الشكل التالي‪:‬‬ ‫• الطلب الذي تقدم به التهامي الوزاني إلى المقيم العام‬ ‫اإلسباني بيكبيدر قصد تخصيص « البناية الجديدة الكائنة ببرج‬ ‫طوبانة الستغاللها مقرا لمؤسسة المعهد الحر‪.‬‬ ‫• مشاركة الجنود المغاربة في الحرب األهلية اإلسبانية‪.‬‬ ‫• شخصية الحاج عبد السالم بنونة ودوره في األحداث الجارية بتطاون والعالقات بين‬ ‫المغاربة واإلسبان وتقييمه للشخصيات العاملة في حقل الوطنية‪.‬‬ ‫• شخصية عبد الخالق الطريس واألدوار التي لعبها ومكانة أسرته العريقة في السياسة‬ ‫المغربية‪ ،‬يقول الوزاني في هذا اإلطار «‪ ...‬البالط اإلسباني كان يحترم الحاج محمد الطريس‪،‬‬ ‫احتراما خاصا‪ ،‬ولما جاءت الحماية‪ ،‬لم يختر اإلسبانيون لباشوية تطاون‪ ،‬التي كانت عند إبرام‬ ‫االتفاقيات الفرنسية اإلسبانية‪ ،‬المنصب التالي لمنصب خليفة السلطان‪ ،‬وما اكتسبت الصدارة‬ ‫مكانتها إال بعد هذه الظروف‪ ،‬ولو كانت أهميتها التي صارت لها بعد لما كان من شك في‬ ‫أن يكون الحاج أحمد الطريس صاحبها‪ ،‬ولعل اإلسبانيين حين قرروا قيام باشا تطاون مقام‬ ‫الخليفة السلطاني عند انعدامه‪ ،‬اهتموا كثيرا بالشخص الذي يمأل مكانة السلطان المؤقتة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فلم يجدوا أصلح لها من الحاج أحمد الطريس « (الرسالة ص ‪).84‬‬ ‫المحققة أنهت الدراسة التي خصت بها الرسالة الوزانية على شكل بعض التوصيات‪ ،‬أحببت‬ ‫أن أقتطف باقة منها قصد تقديمها للقارئ نظرا ألهميتها‪ ،‬واعتبارها كمفتاح لما طال من‬ ‫غموض فصول الرسالة‪ « :‬التهامي الوزاني كان شاهد عيان‪ ،‬وأحد العناصر التي كان لها حضور‬ ‫ومساهمات في الحياة السياسية والنضالية والعلمية واألدبية بالمغرب‪ ،‬في فترة قد شحت فيها‬ ‫أو عنها المصادر والمراجع المجللة لألوضاع المذكورة‪ .‬فكانت كتاباته في الموضوع بمثابة‬ ‫الشريط المصور والمسجل ألهم األحداث والوقائع التي تقرب إلى الباحث معلومات هو في أشد‬ ‫الحاجة إلى معرفتها‪ ( »....‬ص ‪) 14‬‬ ‫ختاما‪ ،‬أسجل أن األستاذة حسناء محمد داود‪ ،‬خيرا فعلت حين عزمت على تحقيق ونشر‬ ‫لهذه الرسالة الهامة‪ ،‬التي تميط اللثام عن كثير من القضايا التاريخية والسياسية الخفية‪،‬‬ ‫التي وسمت تاريخ المنطقة الخليفية بميسم نضالي وإصالحي خاص‪ ،‬يعز علينا استحضار كافة‬ ‫حيثياته ومكوناته في هذه العجالة‪ .‬ويبقى السؤال الجوهري والمحوري معلقا‪ ،‬وهو إلى أي حد‬ ‫استطاعت هذه الرسالة أن تحقق الوحدة الموضوعية بين كافة مواضيعها‪،‬؟ وما هو الخيط‬ ‫الناظم الرابط لجميع أبعادها و محاورها؟؟‪.‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫الصحفيان‪ :‬محمد العوني رئيس منظمة حاتم وعبد الرحيم العسري عن هسبريس ‪:‬‬

‫“ضمانات حرية التعبير وحق الوصول للمعلومات في بالدنا قاصرة”‬

‫حدد رئيس فرع الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان بالقصر الكبيــر الشـاب‬ ‫أيوب بركاكي‪ ،‬ومسير الندوة الحقوقية‪:‬‬ ‫«أيـــة ضمانــات لحرية التعبيــر وحــق‬ ‫الوصول للمعلومات» اإلطــار المرجعي‬ ‫لهذا الشعار‪ ،‬انطالقا من ميثاق األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬واإلعــالن العالمي لحقـــوق‬ ‫اإلنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية‬ ‫والسياسية‪ ،‬والعهــد الدولي للحقـــوق‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ .‬‬ ‫جاء ذلك أثنــاء انطالق أشغال هذه‬ ‫الندوة بمقر االتحــاد المغربي للشغـــل‬ ‫بالقصر الكبير مساء الجمعة ‪ 25‬يناير‬ ‫‪.2018‬‬ ‫• األستـاذ محمــد العونــي رئيس‬ ‫منظمة حرية التعبير واإلعالم – حاتم‬ ‫ اعتبر موضوع الندوة ذكيا وراهنيا‪،‬‬‫لمالمسته قضايا اقتصادية واجتماعية وألنه ‪ ‬يؤسس‪ ‬ألجوبة حقيقية‪ ‬لها جوانب واقعية‪.‬‬ ‫وعن الضمانات الخاصة‪ ‬بحرية التعبير وحق الوصول للمعلومات‪ ،‬فقد قسمها الى ‪ ‬دستورية‪ ،‬‬ ‫قانونية‪ ،‬سياسية‪ ،‬مجتمعية‪ .‬‬ ‫دستوريا‪ ،‬تحدث األستاذ العوني عن‪ ‬الفصل ‪ 27‬من الدستور‪ ‬الذي يمنح المواطنين‪ ‬حق‬ ‫الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات‬ ‫المكلفة بمهام المرفق العام ‪...‬‬ ‫وهذا الفصل حسب االستاذ العوني‪ ‬ال يقدم سوى إجابات جزئية‪ ، ‬ولتفعيله البد من آليات‬ ‫سياسية إدارية وتنظيمية‪. ‬‬ ‫وعن الضمانات السياسية الممنوحة لممارسة هذا الحـق اعتبـرهـــا غيــر كافية ولو‬ ‫أنها‪ ‬مرتبطة بالمؤسسات السياسية والفاعلين السياسيين وكل المؤسسات التي‪ ‬لهـا أدوار‬ ‫في ممارسة‪ ‬الحريات‪ .‬‬ ‫وفيما يخص الضمانات المجتمعية‪ ،‬فهـي حاضرة لكنها غير كافية وتبقى الدعوة إلى‬ ‫مأسستها مطلبا حتى تصير منتظمة الحضـور‪ ،‬لها قـدرة‪ ‬الترافـع على برنامج‪ ‬يحافـظ على‬ ‫المكتسبات‪ .‬‬ ‫إن مداخل ممارسة‪ ‬الحريــات متعددة ‪ :‬حق‪ ‬التعبير‪ ‬الفني‪ ،‬حــق‪ ‬تظاهر‪ ،‬حق البحــث‬ ‫األكاديمي‪ ...‬وتبقى حرية اإلعالم‪ ‬مدخال لحرية التعبيرفي شموليتها‪.‬‬ ‫وسجل األستاذ محمد العوني وجود تحوالت‪ ‬هندسية في مجال اإلعالم بوجود‪ ‬ثورة‬ ‫مستمرة ومالزمة لكل إنسان‪ ‬واعتبرها واقعا ماديا ( التعامل مع الهواتف ‪ ،)....‬ومن قبل أن‬ ‫ينتقل للحديث عن قصة حق الحصول على المعلومات بالمغرب توقف عند حيوية ومركزية‬ ‫حرية‪ ‬اإلعالم واعتبرها‪ ‬أساسية في ظل طغيان الرأسمال المتوحش الذي يهاجم‪ ‬الحرية باسم‬ ‫الحرية‪!!!!!! ‬‬ ‫ابتـدأت قصة حق الحصول على المعلومـات في المغـرب أواسط التسعينيات‪ ،‬أسسها‬ ‫حقوقيون وإطارات تهتم بالكشف عن ناهبي المال العام‪ ،‬وفي سنة ‪ 2000‬تبلور مطلب حق‪ ‬‬ ‫الوصول للمعلومة في‪ ‬إطار مشروع جيل جديد من الحقوق‪ ،‬ومع حلول سنة ‪ 2010‬تمت‪ ‬‬ ‫صياغة نموذج مشروع قانون‪ /‬الشبكة المغربية للحق في الوصول للمعلومات‪ ،‬وفي سنة ‪2011‬‬ ‫وبعد نقاش دستوري أفرز الفصل ‪ 27‬الذي ال يزال ينتظر تفعيله على أرض الواقع في مارس‬

‫المقبل بالرغم من اشتماله على الكثير من‬ ‫االستثناءات المعرقلة ‪...‬‬ ‫وعلى العمــوم يـــرى األستــاذ محمد‬ ‫العوني أن هناك نقصا في المعرفة الخاصة‬ ‫بحق الوصول للمعلومات‪ ،‬مقترحا إحداث‬ ‫نوادي للتربية وعالقتها باإلعالم‪ ،‬وتكثيف‬ ‫التواصل الجماعي‪ ،‬مع إشارتــه إلى األدوار‬ ‫اإليجابية التي يقــوم بها مرصد‪ ‬خدمات‬ ‫شبكة راصدي حريـــة اإلعالم بالمغرب‪ ‬في‬ ‫هذا الباب‪. ‬‬ ‫• الصحفـــي بجــريــدة هسبــريس‬ ‫اإللكترونيــة‪ ‬عبد الرحيم العســـري‪ ‬اعتبر‬ ‫بدوره الموضوع راهنيا‪ ،‬منطلقا من قصة‬ ‫صحفية فرنسية قررت مغادرة المغرب‬ ‫بعد ثالثة أشهــر فقط من إقامتها به‪،‬‬ ‫بسبب‪ ‬التضييق وعدم السماح بالوصول‬

‫للمعلومات‪.‬‬ ‫وعن قانون حق الوصول للمعلومات الذي سيرى النور في مارس المقبل‪ ،‬بعد ست سنوات‬ ‫من المخاض التشريعي‪ -‬يضيف العسري‪ -‬فإنه يأتي في سياق عام اتسم بتضييق على حرية‬ ‫التعبير‪ ،‬وبصدور البالغ الشهير لوزارة االتصال بغية التحكم في الرأي العام االفتراضي الرقمي‬ ‫الذي رافق ما يعرف بحملة «مقاطعة بعض المنتوجات» ورأي الصحفي العسري في ذلك تقنينا‬ ‫للحريات‪.‬‬ ‫وبخصوص قانون حرية الصحافة والنشر‪ ،‬فرغم خلوه من العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬فإن‬ ‫هناك تحايال يسمح بإعمال القانون الجنائي‪ ،‬ومن تم دعا العسري إلى ضرورة فك هذا التناقض‪،‬‬ ‫كما أشار للضغط الكبير الذي تمارسه المؤسسات الدولية الكبرى من أجل أال تبقى المعلومة‬ ‫محتكرة‪ ،‬خاصة االقتصادي منها ‪.‬‬ ‫إن نص القرار الذي يسمح بحق الوصول للمعلومات يبقى غير مكتمل بوجود الكثير من‬ ‫االستثناءات الواسعة‪ ‬بواسطة صيغ ملتبسة تقيد هذا الحق‪ ،‬كما أنه يمنح لإلدارة سلطات‬ ‫تقديرية واسعة‪ ،‬فضال عن كونه يتغاضى عن ضرورة إحداث لجنة اإلشراف على الحق في‬ ‫الحصول على المعلومة‪ .‬‬ ‫ووقف األستاذ عبد الرحيم العسري عند الصعوبات المسطرية في حالة امتناع الموظف عن‬ ‫الكشف عن‪ ‬المعلومة‪ ،‬وصالحيــات اإلدارة التي تحدد ذلك ‪ ،‬وتحمل طالب المعلومات لكافة‪ ‬‬ ‫النفقات‪ .‬‬ ‫‪...‬الصحفي عبد الرحيم العسري بعد تفصيله في الحديث عن االستثناءات التي يراها غير‬ ‫مبررة في القانون الخاص بحق الوصول للمعلومات ختم باإلشارة الى مجموعة من المؤثرات‬ ‫السلبية التي تحول دون الوصول إليها أو حجبها‪ ،‬كتعامل الشركات والمؤسسات مع اإلعالم في‬ ‫اطار التسويق االشهاري الذي تتحكم فيه مؤسسات مالية‪.‬‬ ‫وأوضح األستاذ عبد الرحيم العسري في نهاية مداخلته تلك العالقة بين الوصول للمعلومة‬ ‫وصحافة التشهير التي تستهدف األشخاص‪ ‬داعيا الى تنقية المشهد الصحفي وعدم التضييق‬ ‫على النشطاء ‪ ،‬وفسح المجال للوصول للمعلومة واالستفادة من التجارب الدولية‪.‬‬ ‫محمد كماشين ‪ ‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫‪11‬‬

‫في مغرب اليوم‪ ،‬من يقود من؟‬ ‫سؤال الثقافة‪ ،‬أم ثقافة السؤال ؟‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫‪-1-‬‬

‫‪-4-‬‬

‫الثقافة‪ ،‬كلمة واسعة وشاسعة‪ ،‬ال يحدها زمان وال مكان‪ ،‬وال تحدها معرفة وال علم‪ ،‬فهي كل‬ ‫أدوات الحضارة اإلنسانية‪ ،‬وهي التراث اإلنساني في كلياته‪ ،‬وهي الفكر في شمولياته‪ ،‬وأبعد من‬ ‫ذلك هي كل العقائد والديانات‪ ،‬الشرائع والقوانين‪ ...‬وكل ما ينتج عنها‪.‬‬

‫من داخل هذه االنشطارية‪ ،‬التي فرضتها علينا ظروفنا الخاصة‪ ،‬ظهرت تفجرات ثقافية‪ ،‬تبشر‬ ‫بالتجديد المعرفي‪ /‬التكنولوجي‪ ،‬تسعى إلى نقل الثقافة المغربية‪ ،‬إلى مستوى تطلعاتها‪ ،‬نحو‬ ‫عصرها الجديد دون أن تقطع مع «التراث» في مراتبه وتصنيفاته‪.‬‬

‫والثقافة في إتساعها‪ ،‬تحولت إلى ثقافات سياسية واقتصادية ومعلوماتية وأدبية وفنية‪...‬‬ ‫والالئحة بعدد العلوم واالختصاصات‪ ،‬التي تنتمي إلى الثقافة‪ ،‬طويلة وعريضة‪ .‬‬

‫ومن داخل هذه التقاطعات‪ ،‬المتحكمة في مشهدنا الثقافي‪ ،‬تصر الثقافة المغربية في‬ ‫شمولياتها‪ ،‬على إعادة انتاج هويتها التي هددها‪ /‬يهددها الغزو من كل جانب‪ ،‬لتظل بعيدة عن‬ ‫سلطة التقرير متشبثة باستقالليتها حتى وإن لم تستطع التخلص من الماضي وال من قيوده‪ ...‬ولم‬ ‫تعمق تواصلها مع الحداثة بشكل منهجي‪ /‬عملي‪.‬‬

‫فإلى أي حد يمكننا قياس هذه «الثقافة»‪ ،‬على أجهزتها في بالدنا؟طبعا‪ ،‬مثل هذا السؤال‬ ‫يستدعي على األقل‪ ،‬استحضار الوضع الثقافي العام‪ ،‬خالل القرن الذي ودعناه دون أسف‪ ،‬في‬ ‫سياقاته ومراحله وأزمانه‪ ،‬وهو ما يحتاج إلى كتب ومؤلفات‪ ...‬وإلى جيش عرمرم من المؤرخين‬ ‫المختصين‪ .‬فالوضع الثقافي المغربي‪ ،‬خالل المائة سنة الماضية‪ ،‬بالقياس إلى األوضاع الثقافية‬ ‫في البلدان المتوسطية التي تتقاسم معنا المتوسط‪ ،‬كان وضعنا في قيمه وانتاجيته وسلوكياته‪،‬‬ ‫بين الرجاء والترنح‪ ،‬بين الوعي والتحديث والمثاقفة والتجاوز واالنجداب نحو التراث الماضي‪ /‬بين‬ ‫الهوية واالختراق‪ ،‬في محاولة للبحث عن النموذج البهي الذي ورثناه عن سنوات االنحطاط‪ ...‬وعن‬ ‫سنوات العزلة الحضارية‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫القرن الماضي‪ ،‬وفي خضم الغزو الثقافي‪ /‬العسكري‪ /‬السياسي‪ ،‬المتعدد األهداف والصفات‪،‬‬ ‫انتقل المغرب من نظم ثقافية ميتولوجية‪ /‬شفاهية‪ /‬ومقدسة‪ ،‬إلى النظام المعرفي الحديث‪ ،‬القائم‬ ‫على المعرفة التجريبية‪ ،‬والكلمة المطبوعة‪ ،‬ليبدأ نقلة ثقافية جديدة‪ ،‬إلى عالم ما بعد األبجدية‪/‬‬ ‫عالم المعلوماتية ووسائل االتصال اإللكترونية‪...‬‬ ‫هكذا عندما انتقل المغرب إلى األلفية الثالثة‪ ،‬وجد نفسه محاطا بانماط ثقافية‪ /‬عربية‪/‬‬ ‫فرنسية‪ /‬أمازيغية‪ ،‬متداخلة ومتشابكة ومتناقضة‪ ،‬متعددة متصادمة ومتراكمة‪ ،‬يسعى بعضها‬ ‫إلى إلغاء البعض اآلخر‪ ،‬إال أنها في المحصلة النهائية أصبحت تشكل نظاما معرفيا يشتمل على‬ ‫انتاج المعاني‪ /‬منتجات العقل‪ ،‬وهو نظام رغم ما يعانيه من صراعات‪ ،‬يتوخى تحديد موقع المغرب‬ ‫في الزمان والمكان‪ ،‬وخدمة القضايا األساسية المتصلة بالتغيير الديمقراطي‪ ،‬وفي ذات الوقت‬ ‫يربط الرهان الثقافي بالرهان السياسي‪ ،‬الذي بلور الوعي بضرورة الفعل الديمقراطي في المغرب‬ ‫الراهن‪ ...‬والمغرب الذي تتطلع إليه األجيال الصاعدة‪.‬وألن مجتمعنا المغربي‪ ،‬خالل القرن الماضي‪،‬‬ ‫والقرون التي قبله‪ ،‬كان عبارة عن كيانات سياسية‪ ،‬فإنه أصبح مدعوا في إطار هذا الزخم الهائل من‬ ‫المتغيرات التي حملتها رياح األلفية الثالثة‪ ،‬أن يعيد النظر في المسلمات والبديهيات التي تحكمت‬ ‫في القيم واآلليات التي مازالت متداولة على جغرافيته‪ ،‬منذ عدة قرون‪.‬‬ ‫فالثقافة في عالم اليوم‪ ،‬لم تعد فقط فضاء لالبتكار واإلبداع‪ ،‬ولكنها تحولت إلى وعي نقدي‪،‬‬ ‫تسنده قيم الحرية والمساءلة في المجتمع السياسي والمجتمع المدني‪ ...‬تحولت إلى فعل‬ ‫يومي لتحصيل المعرفة وتربية الذوق وتنمية الملكة النقدية‪ ...‬وهي بذلك وضعت نفسها في‬ ‫مواجهة القيم السلبية والرجعية التي تسعى إلى تحويل الثقافة والمثقف إلى «أعوان» للسلطة‬ ‫وخدامها‪.‬‬ ‫لذلك تظل الثقافة في عرف األنتربولوجيين وعلماء علم االجتماع الثقافي‪ ،‬بنية متحولة باستمرار‪،‬‬ ‫وخاضعة لتأويالت التجارب الجديدة التي تصادف التاريخ في سيرورته‪ ،‬ولذلك أيضا يرى العديد من‬ ‫العلماء والباحثين‪ ،‬أن الثقافة ستظل شرطا أساسيا إلعادة بناء الرؤى حول القضايا الحيوية المرتبطة‬ ‫باالنسان وبجوهر كينونته‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫خالل العقود الخمسة الماضية‪ ،‬حيث تغير العالم بشكل كبير‪ ،‬وفق مستجدات التكنولوجيا‬ ‫الجديدة وجد المغرب نفسه أمام مشهد ثقافي في يهمن عليه تصور محكوم بآلية االعتماد على‬ ‫الغير‪ /‬اآلخر‪ ،‬إذ كنا منذ بداية القرن المنصرم نستكين إلى وعي ناقص‪ ،‬ال يستقيم بدون اآلخر‪...‬‬ ‫وفي مثل هذه الحالة جعلتنا السياسات الرسمية طيلة العقود األخيرة مجرد مستهلكين للثقافة‪،‬‬ ‫ال نستطيع التعامل مع الواقع دون وساطة أو اسقاط‪ ،‬وهو ما جعل «المثقف» المغربي مرغما في‬ ‫محطات عديدة من هذا التاريخ‪ ،‬بعيدا عن الفاعلية‪،‬بعيدا عن مجرى الزمن وإيقاع التاريخ المتحول‪،‬‬ ‫وبعيدا بالتالي عن اشكاالته ورهاناته‪.‬‬ ‫والسؤال المتردد عن المشهد الثقافي العام بمغرب األلفية الثالثة‪ ،‬ينصب على المجتمع الحداثي‬ ‫الذي نتخذه شعارا لمرحلة االنتقال الديمقراطي‪ ،‬والذي ال يمكن تصوره بمعزل عن وضعية الثقافة‬ ‫التي أصبحت تشتغل بعفوية وتلقائية في غياب تام ألي برامج أو مشاريع أو سياسات‪ ،‬ذلك ألن‬ ‫االنتقال المنشود‪ ،‬هو قبل كل شيء تصور ثقافي قبل أن يكون نضاال سياسيا‪ ،‬وهو ما يجعل غياب‬ ‫استراتيجية وطنية واضحة ومحددة لتحديث الثقافة‪ ،‬وجعلها في مستوى «العصر الديمقراطي»‬ ‫إستراتيجية بديلة قائمة الذات‪ ،‬لتكريس تخلفنا الثقافي‪ ،‬وإلبطال مفعول طاقتنا الثقافية‪.‬‬ ‫إن االنطباع الذي يخرج به المتأمل في الوضعية الثقافية بالمغرب الراهن‪ ،‬يؤكد أن األسئلة‬ ‫الحائرة التي تحيط بهذه الوضعية تستمد ذاتها من وضعية السياسة الثقافية لمغرب األلفية‬ ‫الثالثة‪ /‬من وضعية ومفاهيم وبرامج سياسات وزارة الشؤون الثقافية‪ /‬من مفاهيم المشهد‬ ‫الحكومي‪ /‬الحزبي العام بالبالد‪ /‬من وضعية المثقف المغربي‪ ،‬المتأرجحة والمتأزمة‪ /‬ومن خالل‬ ‫عالقاته بالسلطة وبالتحوالت المجتمعية‪.‬‬ ‫في عمق هذه الوضعية‪ ،‬تسود الفرقة واالنفصال‪ ،‬ويحتمي العديد من الفاعلين الثقافيين‬ ‫بالعزلة القصوى‪ ،‬مثلما يحتد منطق االقصاء‪ ،‬ويتنامى المنطق الدرائعي البراغماتي المؤسس على‬ ‫«الفرضية» وعلى تشكيل صورة افتراضية بعيدة عن الواقع المضحك‪ /‬المبكي للمثقف ولمواقفه‬ ‫وخطاباته‪.‬‬ ‫في عقود القرن الماضي جرت العادة‪ ،‬أن يطرح السؤال نفسه‪ ،‬عن دور المثقفين في أزمنة‬ ‫األزمات الكولونيالية‪ ،‬وفي لحظات التحول التاريخي داخل مجتمعنا المغربي‪ ،‬الذي أقر واعتمد على‬ ‫الوظيفة االستثنائية للمثقفين الملتزمين باألسئلة االجتماعية الكبرى‪ ،‬استطاع العديد منهم تحقيق‬ ‫معجزات سياسية‪ /‬اجتماعية‪ /‬ثقافية ال يمكن نكرانها‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق البد من اإلقرار‪ ،‬أن أدوار المثقفين المغاربة في عقود القرن الماضي حتى وإن‬ ‫كانت جزء من وضعية التراجع العامة الحاصلة في الواقع المغربي‪ ،‬إال أنها فاقت أدوار باقي الفاعلين‬ ‫في المشهد التاريخي‪ ،‬في تنوعاته وتعقيداته‪ ،‬ليس بسبب وعي النخبة الثقافية المبكر‪ ،‬ولكن أيضا‪،‬‬ ‫بسبب إيمانها وإصرارها على التغيير‪ ...‬واالنتقال إلى مرحلة أحسن‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬قبل أن ينتقل العالم إلى األلفية الثالثة‪ ،‬ظهرت على ساحة هذه الثقافة‪ ،‬اتجاهات الحداثة‬ ‫في النثر والشعر والموسيقى والفنون التشكيلية‪ ،‬وفي فنون إبداعية أخرى‪ ،‬لكن «اتجاهات» الثقافة‬ ‫العلمية‪ ،‬التكنولوجية‪ /‬األكاديمية‪ ،‬ظلت «تتبلور» ببطئ‪ ،‬تتوسل االقتراب من العالم في نهضته‬ ‫الثقافية‪ ،‬دون أن تتمكن من ربح الرهان‪.‬‬ ‫ويجب االعتراف هنا‪ ،‬أن االتجاهات الحداثية التي ظهرت متوسلة‪ ،‬قد أحدثت تحوالت عميقة‬ ‫في اهتمامات النخبة المثقفة بعيدا عن أي سياسية أو توجيه أو استراتيجية‪ ،‬حيث أصبح التفكير‬ ‫منصبا حول دور الثقافة في االنتقال الحضاري‪ ،‬اإلنساني‪ ،‬بعدما أصبح «االنسان» في حاجة إلى‬ ‫حضارة بديلة نابعة من صميم المكونات اإلنسانية‪ ،‬وثقافتها المتقابلة والمتعارضة‪ ،‬فاالنتقال‬ ‫الثقافي المرغوب فيه‪ ،‬يشترط عدم التنكر للعقالنية‪ ،‬ورفض االنغالق داخل المرجعيات المذهبية‪،‬‬ ‫وإعطاء المزيد من االهتمام إلى اآلخر‪ ،‬وهو ما يتطلب من هذه الثقافة المزيد من الصبر واالندماج‬ ‫والتواصل‪ ،‬ومن المواجهة‪ ،‬واالقتراب من التخطيط العلمي‪ /‬اإليجابي‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

‫السؤال الذي تطرحه مثل هذه الوضعية‪ :‬هل يعكس إدراك النخبة المغربية‪ ،‬واهتماماتها‬ ‫بالشأن الثقافي إحساسها الزمني باالستحقاق الراهن‪ ،‬موضوع السؤال؟‬ ‫األكيد أن الوعي الذي يتحصل على النخبة الثقافية‪ /‬المفكرة والمبدعة تجاه هذا االستحقاق‪،‬‬ ‫هو الذي يبيح لها وضع نفسها في عالقة مباشرة مع تراثها الثقافي‪ ،‬مع تطلعاتها المستقبلية في‬ ‫نفس اآلن‪ ،‬فهي تواجه الثقافة اإلمبريالية‪ ،‬والثقافة الصهيونية‪ ،‬والثقافة الغازية المتعددة األهداف‪،‬‬ ‫بثقافة تواجه موضعيا تحديات الحرية والديمقراطية وحقوق االنسان‪ ،‬تنطق بلغة الممارسة النضالية‬ ‫الحية‪ ،‬أو بلغة التراث العريق والمتجدر في الهوية والتاريخ‪ ،‬ولكنها تكرس قيم العقالنية واالستنارة‬ ‫واإلبداع والخلق وروح النقد والتجديد خارج أي تخطيط أو توجيه أو دعم أو رعاية‪ ،‬وتصر على التحرر‬ ‫االنساني والتقدم االجتماعي‪ ،‬وهو ما يترجم بعمق احساسها الزمني باالستحقاق السالف الذكر‪.‬‬ ‫إن النخبة الثقافية المغربية‪ ،‬تعتبر الثقافة من المحفزات والدعامات األساسية لهذا االستحقاق‪،‬‬ ‫فهي رهان تفرضه وتحتمه العولمة وتتطلبه التنمية الشاملة‪ ،‬وحتى يتحقق الفعل الثقافي بنضاالته‬ ‫وتطلعاته ورهاناته‪ ،‬ال بد من تحقيق شروطه الموضوعية‪ ،‬أولها أن تكون للثقافة مؤسسة راعية‬ ‫قادرة على حماية الثقافة والمثقفين من التلف واالندثار‪ ،‬قادرة على تحفيز المجتمع على دخول‬ ‫رهانات المستقبل‪ ،‬ولن يتأتي ذلك دون عدالة ومساواة وديمقراطية وانتقال ديمقراطي ومواطنة‬ ‫كاملة‪.‬‬

‫‪-6-‬‬

‫المثقف المغربي‪ ،‬الذي يعمل خارج أي سياسة أو إستراتيجية ثقافية‪ ،‬أضحى يعاني سلسلة أزمات‬ ‫الحد لها‪ ،‬فهو يعرف دوره في المجال ولكنه ضائع بين ضغط السلطة وبين تزلفه إليها‪ ،‬فهو‬ ‫إما عميل لهذه السلطة‪ ،‬أو متصارع معها‪ .‬والمالحظة األساسية التي يمكن تسجيلها عن الوضع‬ ‫الثقافي المغربي‪ ،‬في ظل المؤسسة الرسمية للثقافة‪ /‬السلطة الثقافية‪ ،‬هي أن هذه الثقافة بدأت‬ ‫تعود مكرهة إلى الخلف‪ ،‬ولم يعد لها التأثير المطلوب‪ ،‬وإن المثقفين بسبب هذه الوضعية‪ ،‬انعزل‬ ‫بعضهم عنها وأصبح البعض اآلخر يشعر بال جدوى الثقافة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬يمكننا أن نطلق سؤاال آخر‪ :‬هل تملك حكومة المغرب الجديدة‪ /‬القديمة‪ ،‬تصورا‬ ‫استراتيجيا متكامال للتغيير الثقافي‪ ،‬يأخذ بعين االعتبار التبدالت السريعة التي حدثت في القيم‬ ‫الثقافية بمغرب األلفية الثالثة؟ وهل تعي هذه الحكومة‪ ...‬ووزارتها المكلفة بالشؤون الثقافية‬ ‫تبذل االنساق الثقافية وقيم التبادل الثقافي‪..‬؟ أم أن خطابها الثقافي مازال منغمسا في األحالم‬ ‫الرومانسية والشعارات الدعوية الجوفاء؟‬ ‫إن الحكومة الراهنة‪ ،‬كالحكومات السابقة‪ ،‬وربما حتى الالحقة‪ ،‬ال يمكنها في منظورنا أن تتعامل‬ ‫مع الثقافة سياسيا أو استراتيجيا‪ ،‬إذا لم تجعل منها فضاء لالبتكار واإلبداع وتأسيس وعي نقدي‬ ‫تسنده قيم الحرية والمساءلة في المجتمعين السياسي والمدني‪ /‬ال يمكنها ذلك إذا لم تستفد من‬ ‫الثقافة في القطاعات االنتاجية األخرى‪ /‬إذا لم تجعل من الثقافة‪ ،‬إسهاما يوميا لتمكين المواطن من‬ ‫تحصيل المعرفة والتربية والذوق واإلحساس الجمالي وتنمية الملكة النقدية‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن التعامل مع الثقافة كسلطة رمزية ومعرفية‪ ،‬يتنافى والمهام المنوطة بها وبأدوارها‬ ‫ومسؤولياتها‪ ،‬حيث تقوم السياسات الرسمية على تكريس قيم القبول السلبي باألوضاع المتردية‬ ‫القائمة‪ /‬القبول بانعدام الثقة في فعاليات المؤسسات السياسية‪ /‬القبول يجعل الثقافة وانتاجيتها‬ ‫حبرا على ورق‪ ،‬وكالم رومانسي‪ ،‬ال يغني وال يسمن من جوع‪.‬‬ ‫لذلك اعتبر العديد من المحللين والسياسيين‪ ،‬وحتى بعض المثقفين‪ ،‬أن وصول شخصية‬ ‫تقدمية إلى موقع المؤسسة الرسمية للثقافة في هذا الظرف التاريخي المتميز‪ ،‬فرصة جديدة لوضع‬ ‫السؤال الثقافي المغربي في موقعه الصحيح‪ ،‬موقعه المرتبط من جهة بمفاهيم التقدم المجتمعي‬ ‫والحداثة واالنتقال الديمقراطي‪ .‬وبمفاهيم التعددية واالختالف من جهة ثانية‪.‬‬ ‫إن العديد من الفعاليات الثقافية‪ ،‬اعتبرت إن الفرصة أصبحت مواتية من أجل التداول والحوار‬ ‫مع الحكومة الجديدة القديمة‪ ،‬من أجل تشخيص الوضعية الثقافية الراهنة بالبالد‪ ،‬ووضع األسئلة‬ ‫المختلفة العميقة من أجل تحديد أسباب أزماتها المتراكمة‪ ،‬وإيجاد الحلول المناسبة والممكنة لها‪.‬‬ ‫ومن أجل إعادة النظر في منظومتنا الثقافية‪ ،‬ليس فقط بسبب الدعوات المتزايدة لإلصالح في كافة‬ ‫القطاعات‪ ،‬ولكن أيضا بسبب التحديات التي أضحت تملي إرادة التغيير على مغرب األلفية الثالثة‪،‬‬ ‫الذي شاهد‪ /‬يشاهد انهيار مجموعة من القيم والمفاهيم الثقافية والسياسية التي أثبتت جدارتها‬ ‫لعقود بعيدة‪ ،‬في الوقت الذي بدأت تبرز فيه أجيال جديدة‪ ،‬بخطابات جديدة‪ ،‬ووعي جديد‪ ،‬متشبع‬ ‫بالحداثة والديمقراطية وحقوق اإلنسان والمواطنة والذات والهوية‪ ،‬وغيرها من القيم الثقافية‪.‬‬

‫أفال تدركون‪..‬؟‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫ال�شيخ �أحمد بن علي‬ ‫الر ّماين‬ ‫ال�شراط ّ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫وقد كان خطيبا مُ َفوّها‪ ،‬له جرأة في الكالم بالمحافل‬ ‫والمجالس‪ ،‬لذلك كان يُدعى من طرف بعض الجمعيات‬ ‫للمحاضرة في المناسبات‪.‬‬

‫هو الفقيه األستاذ المرَبي أحمد بن علي الشرّاط الرّماني‬ ‫األنجري‪ ،‬ثم الطنجي‪.‬‬ ‫من مواليد سنة ‪ 1365‬هـ‪1946/‬م بمدشر الرّمان من‬ ‫قبيلة أنجرة بشمال المغرب‪.‬‬

‫ومن وظائفه أيضا‪ :‬تعيينه عضوا بالمجلس العلمي‬ ‫المحلي بطنجة لفترات متعددة‪ ،‬خالل رئاسة كل من‪ :‬الفقيه‬ ‫محمد الشنتوف‪ ،‬والدكتور إبراهيم ابن الصديق‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبداللطيف الوزاني‪ ،‬وأخيرا الدكتور محمد كنون‪..‬‬

‫حفظ القرآن الكريم على والده الفقيه علي الشراط‪ ،‬وتلقى‬ ‫مبادئ العلوم على الطريقة التقليدية بقبيلته‪ ،‬ثم انتقل إلى‬ ‫تطوان للدراسة بالمعهد الديني‪ ،‬وخاللها الزم األستاذ سعيد‬ ‫أعراب الغماري رحمه اهلل‪ ،‬واستمر في التعليم النظامي إلى أن‬ ‫ولج جامع القرويين بفاس‪ ،‬وحاز على شهادة اإلجازة من كلية‬ ‫الشريعة‪.‬‬

‫حجّ وزار الحرمين الشريفين مرارا كثيرة‪...‬‬ ‫أما في مجال التأليف والكتابة‪ ،‬فلم يكن له فيها نصيب‬ ‫يُذكر‪ ،‬سوى فتوى حررها حول نازلة وردت عليه من قبيلة بني‬ ‫أحمد بضواحي مدينة شفشاون حول مسجد قديم بُني على‬ ‫قبور دارسة‪ ،‬هل تجوز الصالة فيه أم ال؟ فأفتى بالجواز‪.‬‬

‫وبعد أن أتمّ تعليمه‪ ،‬واكتملت مؤهالته‪ ،‬ولج سلك التعليم‬ ‫عبر تخرّجه من المركز التربوي‪ ،‬فعُيّن أستاذا للتعليم الثانوي‬ ‫اإلعدادي بمدينة المحمدية‪ ،‬وتر ّقى ‪-‬بعد أن انتقل للتدريس‬ ‫بمدينة طنجة‪ -‬إلى أستاذ للتعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬فكان‬ ‫يدرس مادتي اللغة العربية والتربية اإلسالمية‪ ،‬وظل على هذا‬ ‫النحو يشغل مهنة التدريس إلى أن أحيل على المعاش سنة‬ ‫‪1426‬هـ‪2006/‬م‪ ،‬وآخر ثانوية درّس بها هي‪ :‬ثانوية أبي‬ ‫العبّاس السبتي‪.‬‬

‫ومن فتاواه التي تناقلتها األلسن‪ ،‬وحظيت باالعتناء‪:‬‬ ‫إجازته التداوي بالخمر‪ ،‬وهذه الفتوى كان لها صدى بمدشر‬ ‫الرّمان‪ ،‬ممّا حدا بخطيبها إلى معارضتها على منبر الجمعة‪.‬‬ ‫تح ّفظه على إمامة من يتعاطى اإلنشاد والسّماع‪ّ ،‬‬ ‫ألن ذلك‬ ‫مظنّة الختالل األداء في الصّالة‪ ،‬وال ّلحن في التالوة‪.‬‬

‫ودرّس أيضا بالتعليم العتيق بمعهد ابن عطية التابع‬ ‫لألوقاف بطنجة‪ .‬وكان يدرس به مادة التفسير‪.‬‬ ‫وامتهن الوعظ بكثير من مساجد مدينة طنجة‪ ،‬مثل‪ :‬مسجد السواني‪ ،‬ومسجد األزهر‪،‬‬ ‫ومسجد الحي الجديد‪..‬‬ ‫والخطابة بالجامع الكبير لمدة تقارب ‪ 20‬سنة منذ سنة ‪1413‬هـ‪1993/‬م‪ .‬وخطب بحضور‬ ‫الملك محمد السادس مرارا‪ ،‬وختم أيضا بحضوره صحيح البخاري بمسجد محمد الخامس ليلة‬ ‫‪ 27‬رمضان ‪1433‬هـ‪.‬‬

‫المحلي بطنجة‪.‬‬

‫ومقاالت نُشرت بمجلة الهدى‪ ،‬لسان المجلس العلمي‬

‫ّ‬ ‫وظل موفور النشاط‪ ،‬دائم االغتباط‪ ،‬إلى أن زاره هادم اللذات بغتة يوم الثالثاء ليال ‪03‬‬ ‫ربيع األول ‪1434‬هـ موافق ‪15‬يناير ‪2013‬م‪ .‬وصلي عليه في اليوم الموالي بالجامع الكبير‪ ،‬بعد‬ ‫صالة العصر‪ ،‬ثم شيع إلى مثواه األخير في موكب حافل إلى مقبرة مسجد السواني‪.‬‬

‫العرائش ـ القصر الكبير ‪ :‬‬

‫المديرية االقليمية للتربية الوطنية ‪ :‬عرض شريط «فداء» الدريس‬ ‫اشويكة ‪ ،‬وندوة علمية ‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 75‬لتقديم وثيقة االستقالل‬

‫استقبلت قاعة األنشطة بثانوية موالي محمد بن عبد اهلل بالعرائش ‪ ،‬ابتداء من الساعة الثالثة من يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 29‬يناير الجاري المخرج المغربي ادريس اشويكة ‪ ،‬بمناسبة عرض فيلمه «فداء» والذي يأتي في‬ ‫سياق تنفيذ البرنامج السنوي لقسم األنشطة بمديرية التربوية الوطنية بالعرائش ‪ ،‬بمناسبة الذكرى الخامسة‬ ‫والسبعين لتقديم وثيقة االستقالل ‪.1944‬‬ ‫حضر عرض الفيلم السينمائي المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية ‪ ،‬ورؤساء المصالح واألقسام‬ ‫بالمديرية ‪ ،‬واألطر اإلدارية والتربوية بالمؤسسة ‪ ،‬الى جانب الفئة المستهدفة من المتعلمين‪.‬‬ ‫افتتح األمسية السينمائية األستاذ محمد كليل المدير اإلقليمي للتربية والتكوين بالعرائش معربا عن‬ ‫سعادته الستضافة مخرج مرموق بقيمة ادريس اشويكة والذي أغنى الخزانة السينمائية المغربية بإنتاجات‬ ‫هامة استقبلها الجمهور بترحاب كبير ‪.‬‬ ‫واعتبر السيد‪ ‬المدير اإلقليمي استثمار السينما في االحتفاء بأعيادنا ومناسباتنا نمطا مكمال داعما جديدا‬ ‫من شأنه المساهمة في إعداد شخصية شبابنا وتصحيح تمثالته لتاريخه وثقافته ‪ ،‬كما أنه انفتاح متبادل بين‬ ‫المبدعين والمؤسسات التربوية ‪ ،‬يهدف إلى ترسيخ القيم وينسجم مع سيرورة اإلصالحات وتنزيل الرؤية‬ ‫االستراتيجية ‪ 2030 _ 2015‬والتي تسعى في جانب من جوانبها إلى تكريس السلوكات القيمة ‪ ،‬وتشجيع‬ ‫اإلبداع كمهارة حياتية‪.‬‬ ‫وتحدث المخرج ادريس اشويكة عن عوامل ارتبطت باإلنتاج كتوفير الديكورات والمالبس الخاصة‬ ‫بالمرحلة ‪....‬معتبرا التجربة مهمة خاصة وأنها تستهدف الشباب ‪ ،‬وأضاف أن عمله «فداء» سبق وأن عرض‬

‫في عدة مهرجانات بعدة مدن كطنجة مراكش والدار البيضاء في عروض خاصة ‪ ،‬وآخرى بالقاعات السينمائية‪ ،‬‬ ‫بحيث كانت مناسبة سانحة للمتلقي ليتعرف على أسماء صنعت تاريخ الحركة الوطنية ‪ ،‬وساهمت في التحرير‬ ‫كالشهيد محمد الزرقطوني وغيره‪.....‬‬ ‫وأعقب عرض الفيلم السينمائي نقاش شارك فيه المخرج واألساتذة وتالمذتهم‪.‬‬ ‫وصرح السيد محمد عابد‪ ‬رئيس قسم األنشطة بالمديرية اإلقليمية للتربية والتكوين بالعرائش أن‬ ‫عرض «فداء» يأتي في سياق االحتفال بالذكرى ‪ 75‬لتقديم وثيقة االستقالل‪ ،‬ولكونه يؤرخ لمرحلة مهمة‬ ‫من تاريخنا الوطني ‪ ،‬مشيرا إلى أهمية الصورة في المشهد الثقافي التربوي ‪ ،‬واألثر القوي الذي تتركه لدى‬ ‫المتلقي ‪.....‬‬ ‫وفي نفس السياق وبالثانوية التأهيلية المحمدية بالقصر الكبير عرفت قاعة ابن رشد يوم األربعاء ‪30‬‬ ‫يناير ‪ 2018‬تنظيم ندوة علمية في موضوع»‪ ‬من المقاومة إلى المطالبة باالستقالل»‪ ‬استهلها ممثل‬ ‫المديرية اإلقليمية السيد محمد المصباحي بكلمة بالمناسبة ‪ ،‬تالها عرض فيلم ‪ « :‬المغرب تاريخ نضال‬ ‫وعزة «‪ ‬لألستاذ‪ ‬قرمادي‪ ‬‬ ‫بعد ذلك التقى الحاضرون مع عروض أدارها االستاذ محمد عابد و شارك فيها األساتذة ‪ :‬مريم الخلوفي‪ ،‬‬ ‫عزيز الحساني‪ ،‬ياسين محبوب‪ .‬‬

‫محمد كماشين‪ ‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫الأمانة بني ال�صيانة واخليانة‬ ‫إعداد وتقديم‪:‬‬

‫محمد أمين بنعفان‬ ‫الحمد هلل يعلم خائنة األعين وما تخفي الصدور‪ ،‬وهو اهلل في السماوات وفي األرض يعلم سركم وجهركم‪ ،‬ويعلم ما تكسبون‪،‬‬ ‫أحمده تعالى وأشكره‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى‬ ‫آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‪.‬‬ ‫أما بعد ‪:‬‬ ‫معاشر القراء الفضالء‪ :‬نحن في عصر قد تعلق فيه كثير من الناس بالحياة المادية‪ ،‬وضعف عندهم جانب المراقبة هلل عز وجل‬ ‫والخوف منه‪ ،‬ناسين أو متناسين هذا الجانب وتعظيمه في األنفس‪ ،‬الذي به يضعف التعلق باألمور المادية‪ ،‬ويزيد من مستوى‬ ‫اإليمان لدى المسلم‪ ،‬ويقوي التعلق بربه سبحانه‪ ،‬فيرق قلبه‪ ،‬وال يغفل عن اهلل‪ ،‬وعن الدار اآلخرة‪،‬‬ ‫الل َ�ش ِه ً‬ ‫يدا) ‪.‬‬ ‫الل و َِكيلاً )‪( ،‬و َ​َك َفى ِب َهّ ِ‬ ‫قال اهلل تعالى في محكم كتابه‪( :‬و َ​َك َفى ِب هَّ ِ‬ ‫كلمتان عظيمتان يمأل بهما المؤمن قلبه‪ ،‬فربه الشهيد المطلع على كل شيء‪ ،‬الكفيل القائم بأموره‪ ،‬فهو الذي خلقه وهو‬ ‫المتكفل برزقه‪ ،‬ومن استكفى باهلل كفاه وأعانه وهداه ‪.‬‬ ‫ما أحوج اإلنسان في زمن طغت فيه المادة‪ ،‬وتعلق الناس فيه باألسباب إال من رحم اهلل‪ ،‬إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة‬ ‫باهلل‪ ،‬واالعتماد عليه في قضاء الحوائج‪ ،‬وتفريج الكروب‪ ،‬فقد يتعلق العبد باألسباب ويركن إليها‪ ،‬وينسى مسبب األسباب الذي بيده‬ ‫مقاليد األمور‪ ،‬وخزائن السماوات واألرض‪ ،‬ولذلك نجد أن اهلل عز وجل يبين في كثير من المواضع في كتابه هذه القضية من أجل‬ ‫ترسيخ هذا المعنى في النفوس‪ ،‬وعدم نسيانه في زحمة الحياة‪ ،‬وفي السنة قص النبي صلى اهلل عليه وسلم علينا قصة رجلين من‬ ‫األمم السابقة‪ ،‬ضربا أروع األمثلة في الوفاء والصدق‪ ،‬فقد أخرج اإلمام البخاري في صحيحه من حديث �أبي ُه َري َْر َة ر�ضي اهلل‪ ،‬عنه عن‬ ‫ينا ٍر فقال‪ْ :‬ائ ِت ِني ِب ُّ‬ ‫يل َ�س�أَ َل َبع َ‬ ‫يل �أَ ْن ي ُْ�س ِل َف ُه َ�أ ْل َف ِد َ‬ ‫ْ�ض َب ِني ِ�إ ْ�س َرا ِئ َ‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪� «:‬أَ َّن ُه َذ َك َر رَجُ لاً من َب ِني ِ�إ ْ�س َرا ِئ َ‬ ‫ال�شه َ​َد ِاء ُ�أ ْ�ش ِه ُد ُهمْ ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫فقال‪َ :‬ك َفى ِباهلل َ�ش ِه ً‬ ‫يل‪�( ،‬أي ب�ضامن ي�ضمنك ليكفل حقه فال ي�ضيع‬ ‫يدا‪�( ،‬أي‪ :‬يكفيك ويكفيني �أن يكون اهلل �شهيدا علينا )‪ ،‬قال‪ :‬ف�أ ِت ِني ِبالك ِف ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ�س م َْركبًا ي َْرك ُبهَا َيق َدمُ عليه‬ ‫عليه) قال‪َ :‬ك َفى ِباهلل ك ِفي ‪ ،‬قال‪�َ :‬ص َدق َت‪ ،‬ف َدف َعهَا �إليه �إلى �أجَ ٍل م َُ�س ًّمى‪ ،‬فخ َرجَ يف البَحْ ِر فق�ضى حَ اجَ ت ُه ث َّم التم َ‬ ‫ينا ٍر و َ​َ�ص ِح َ‬ ‫لَجَ ِل الذي �أَ َّج َل ُه فلم ي َِج ْد م َْر َكبًا َف َ�أ َخ َذ َخ َ�شب ًَة َف َن َق َر َها (�أي حفرها)‪َ ،‬ف�أَد َْخ َل فيها �أَ ْل َف ِد َ‬ ‫يف ًة منه �إلى َ�ص ِاح ِب ِه‪ُ ،‬ث َّم َز َّججَ َمو ِْ�ض َعهَا (�أي‪:‬‬ ‫ِل ْ أ‬ ‫لحه‪ ،‬و�سمره مب�سامري)‪ُ ،‬ث َّم �أتى بها �إلى ا ْلبَحْ ِر فقال‪ :‬اللهم �إِ َّن َك َت ْع َلمُ �أَ ِ يّن كنت َت َ�س َّل ْف ُت فُلاَ ًنا َ�أ ْل َف ِد َ‬ ‫ينا ٍر َف َ�س�أَ َل ِني َك ِفيلاَ ً‬ ‫َو�ضع النقر َو�أَ ْ�ص ُ‬ ‫�سوى م ِ‬ ‫يدا فقلت‪َ :‬ك َفى ِباهلل َ�ش ِه ً‬ ‫فقلت‪َ :‬ك َفى ِباهلل َك ِفيلاً َف َر ِ�ض َي ِب َك‪ ،‬و َ​َ�س�أَ َل ِني َ�ش ِه ً‬ ‫يدا َف َر ِ�ض َي ِب َك‪َ ،‬و َ�أ ِ يّن جَ ه َْد ُت �أَ ْن َ�أ ِج َد م َْر َكبًا َ�أ ْبع َُث �إليه الذي له فلم‬ ‫�أَ ْق ِد ْر‪َ ،‬و ِ�إ ِ يّن �أَ ْ�س َتو ِْدعُ َكهَا (�أي �أتركها عندك يا رب وديعة و�أمانة)‪َ ،‬ف َرمَى بها يف ا ْلبَحْ ِر حتى َولجَ َ ْت فيه‪ُ ،‬ث َّم ا ْن َ�ص َر َف وهو يف ذلك َي ْل َتمِ ُ�س م َْر َكبًا‬ ‫الرجُ ُل الذي �أَ ْ�س َل َف ُه َي ْن ُظ ُر َلع ََّل م َْر َكبًا قد جاء بمِ َا ِل ِه ف�إذا ِب خْ َ‬ ‫ال َ�شب َِة التي فيها المْ َ ُال‬ ‫ي َْخ ُرجُ �إلى َب َل ِد ِه‪( ،‬ظنا منه �أن فعله الأول غري كاف)‪َ ،‬ف َخ َرجَ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الل ِف ِدينا ٍر‪ ،‬فقال‪ :‬واهلل ما ِزل ُت‬ ‫َال�ص ِحيفة‪ ،‬ث َّم ق ِدمَ الذي كان �أ ْ�سلف ُه ف�أتى ِب أ‬ ‫َف�أَ َخ َذ َها َِ أل ْه ِل ِه حَ َطبًا‪ ،‬فلما َن َ�ش َر َها (�أي قطعها باملن�شار) وَجَ َد المْ َ َال و َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جَ ِاه ًدا يف َط َل ِب م َْر َك ٍب ِل ِآتي َ​َك بمِ َا ِل َك فما وَجَ ْد ُت م َْر َكبًا قبل الذي �أَ َتي ُْت فيه‪ ،‬قال‪ :‬هل ُك ْن َت َبعَث َت �إيل ِب�ش ْي ٍء‪ ،‬قال‪� :‬أخبرِ َُك �أ ِ يّن مل �أ ِج ْد م َْركبًا‬ ‫ا�ش ًدا»‪ .‬ويف رواية‪َ «:‬ق ْد �أَ َّدى هَّ ُ‬ ‫ال َ�شب َِة َفا ْن َ�ص ِر ْف ِب ْ أَ‬ ‫قبل الذي ِج ْئ ُت فيه‪ ،‬قال‪ :‬ف�إن اهلل قد �أَ َدّى عَ ْن َك الذي َبع َْث َت يف خْ َ‬ ‫الل عَ ْن َك‪ ،‬و َ​َق ْد‬ ‫ال ْل ِف دينار َر ِ‬ ‫ُوت َف�أَم ِْ�س ْك عَ َلي َْك �أَ ْل َف َك » ‪.‬‬ ‫َب َل َغ َنا ْ أ‬ ‫الَ ْل ُف فيِ ال َّتاب ِ‬ ‫هذا الحديث ذكره النبي صلى اهلل عليه وسلم ليبين ألمته أهمية األمانة والوفاء‪ ،‬ويربي فيهم هذا الخلق الجميل كما يربي‬ ‫أتباعه دائما على خير السجايا‪ ،‬وأنبل الشمائل‪ ،‬وأحسن األخالق‪ ،‬فهي قصة عظيمة من أخبار السابقين في أداء األمانة‪ ،‬ألجل أن‬ ‫يقتفي سامعها وقارئها أثر األمناء‪ ،‬ويتأسوا بهم‪ ،‬فيتخلقوا باألمانة في أمورهم كلها‪ ،‬فما أعظمها من قصة جمعت بين اإلحسان‪،‬‬ ‫وحسن األداء واألمانة‪ ،‬والرضا باهلل شهيداً وكفي ًال‪ .‬وانظروا إلى عظيم مراقبة هذا الرجل لربه سبحانه‪ ،‬وكيف أن اهلل عز وجل أوصل‬ ‫ذلك المبلغ لذلك الدائن في وقته المحدد‪ ،‬وهذا يدل على عظيم الخشية والمراقبة من هذا الرجل لربه سبحانه‪.‬أرأيتم كيف كان كل‬ ‫من الرجلين الدائن والمستدين مخلصاً صادقاً ورعاً ال سيما المدين المضطر؟ فبارك اهلل لهما وأتم لهما ما تعاقدا عليه‪ ،‬وأرأيتم‬ ‫كيف أن من استودع اهلل شيئاً حفظه‪ ،‬فلمّا علم اهلل تعالى صدق سريرته وصدق نيته‪ ،‬ورغبته في تأدية حق اهلل تعالى فيه‪ ،‬لم يجعل‬ ‫الخشبة تطفو‪ ،‬بل ساقها اهلل إلى صاحبها عند شاطئ البحر‪ ،‬وكتب لها أن تصل لصاحبها‪َ .‬ق َ‬ ‫ول‬ ‫ال أَبو هرَيرَ َة‪َ « :‬و َل َق ْد َر�أَ ْي ُت َنا ِع ْن َد َر ُ�س ِ‬ ‫الل َ�ص َّلى هَّ ُ‬ ‫الل عَ َلي ِْه و َ​َ�س َّلمَ يكرب ِم َرا�ؤُ َنا َو َل َغ ُط َنا �أَ ُّي ُهمَا �آم َُن»‪ ،‬يعني أيهما أشد أمانة من اآلخر؟ أهو الذي حرص على إيصال الدين وإبراء‬ ‫هَّ ِ‬ ‫ذمته حتى فعل واجتهد في أمر عجيب حين جعل المال في الخشبة؟ ومع ذلك لم تطب نفسه فتطلب الوصول لصاحبه حتى وجد‬ ‫مركباً ووصل إليه وأعطاه ألفاً أخرى‪ ،‬ولم يبين له ما فعل في الخشبة ليبقى األمر سراً قي إبراء ذمته بينه وبين ربه ! هل هذا هو‬ ‫األمين أو صاحب الدين الذي كان بإمكانه أن يأخذ األلف الثانية‪ ،‬وهي غنيمة سيقت إليه‪ ،‬ويسكت عما وجده في الخشبة‪ ،‬ال سيما‬ ‫وأن صاحب الشأن لم يفتح معه موضوع الخشبة‪ ،‬ولم يسأله عن وصولها إليها؟ هذه األطماع الخفية ليس له طريق إلى النفوس‬ ‫األبية‪ ،‬فهو محسن بإقراضه ال يرضى لنفسه أن يكون مسيئاً في إحسانه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اف عَ بْدهُ) ‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬وَق ْد‬ ‫فما أجمل الثقة باهلل‪ ،‬والقناعة بكفايته وكفالته‪ ،‬فهذا هو مصداق قوله تعالى‪�( :‬ألي َ‬ ‫ْ�س الل ِبك ٍ‬ ‫جَ َع ْل ُتمُ هَّ َ‬ ‫الل عَ َلي ُْكمْ َك ِفيلاً ) �أي‪ً :‬‬ ‫حافظا‪ً ،‬‬ ‫�ضامنا‪ ،‬رقيبًا؛ ألن الكفيل يراعي حال المكفول في كل ما يحتاج إلى رعاية ومراعاة‪.‬‬ ‫فالثقة والجزم باهلل تجعل اإلنسان سمحاً في التعامل مع عباد اهلل‪ ،‬وإن من ثمار السماحة مع الناس والرفق بمن هم أهل للرفق‬ ‫في التعامل؛ أن اهلل يحفظ له ماله‪ ،‬ويتكفل بعوضه‪ ،‬ويسوق له الصالحين من عباده‪ ،‬فهذا الرجل الصادق في مداينته للناس ساق‬ ‫اهلل له مستدينا صادقاً ينوي أداء ما سوف يقترضه‪ ،‬والنية أساس في هذا‪ ،‬كيف وقد قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ «:‬من أخذ أموال‬ ‫الناس يريد أداءها أدى اهلل عنه »؟ فيؤدي اهلل عنه بنيته الصادقة بتيسر ما يقضي به دينه‪ ،‬وتسهيل الطريق للوصول إلى صاحب‬ ‫الدين‪ ،‬فيا من تحملوا أمواال للناس في ذممهم‪ ،‬فقد علمتم أثر النية في تيسير السداد‪ ،‬فاحذروا المماطلة مع القدرة لمن يطالبكم‬ ‫بحق له؛ دين أو أجرة أو قيمة مبيع أو غير ذلك‪ ،‬وإن شق عليك الوفاء في وقته‪ ،‬وعجزت عن األداء‪ ،‬وانغلقت األبواب؛ فعليك بالصدق‬ ‫مع صاحب الدين‪ ،‬وأن تستسمحه فإنه أطيب لخاطره‪ ،‬وأهدأ لباله‪ ،‬واستعذ باهلل من الدين‪ ،‬كما كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يستعيذ باهلل من الدين وغلبته‪ ،‬وال ترهق نفسك بتهرب وإغالق للهاتف‪ ،‬وال تنتظر ممن أقرضك ماله أن يأتيك فيسألك حقه‪ ،‬فلربما‬ ‫منعه الحياء‪ ،‬أو وكل أمرك إلى اهلل تعالى‪ ،‬ولعل صدقك يكون عوناً لك على قضاء دينك‪ ،‬فالصدق منجاة ومفتاح أبواب السماوات إذا‬ ‫انغلقت أبواب األرض‪ .‬وقد اجتمع في قصة هذين الرجلين من بني إسرائيل ما يكفي ويغني‪ ،‬فما ألطف رب العباد بالعباد! ‪.‬‬ ‫فالوفاء‪ -‬إخواني القراء‪ -‬من األخالق الكريمة‪ ،‬ومن شيم النفوس العظيمة‪ ،‬وكفاه خصل ًة كريمة أن اهلل أمرنا به وحثنا عليه‪،‬‬ ‫وف ِب َعه ِْد ُكمْ‪ ،) ‬فصفة الوفاء بالعهد تعتبر بالنسبة إلى غيرها بمنزلة األصل من الفرع؛ إذ الوفاء بالعهد‬ ‫فقال تعالى‪َ ( :‬و�أَو ُْفوا ِب َعه ِْدي �أُ ِ‬ ‫يستلزم القيام بجميع الفروض والواجبات‪ ،‬والوفاء بكل العقود وااللتزامات‪ ،‬واألداء لكافة الحقوق واألمانات‪ ،‬وليس مقتصرا فقط على‬ ‫حفظ الودائع وردها عند طلب أصحابها‪ ،‬فما هذا إال جزء يسير من أجزائها الكثيرة‪ ،‬وصورة واحدة من صورها الوفيرة‪ :‬فاألمانة في‬ ‫اإلسالم حقيقتها أوسع وأكبر‪ ،‬ومفهومها أضخم وأشمل‪ ،‬فهي تشمل كل أمر يوكل إلى المسلم حفظه وقام به‪ ،‬وكل مسؤولية تقع‬ ‫على عاتقه سواء من أمر الدنيا أو من أمر اآلخرة‪ ،‬سواء من التكاليف الشرعية أو من الوظائف الدنيوية‪ ،‬سواء من حقوق اهلل تعالى‬ ‫أو حقوق عباده‪.‬‬ ‫فمقياس حضارة األمم ومعيار رقيها وتقدمها‪ ،‬إنما هو بنزاهة أفرادها وأمانة أبنائها‪ ،‬فإذا استشرى فيها الغدر وسادتها الخيانة‬ ‫والمكر‪ ،‬اختل أمرها وتصدع بنيانها‪ ،‬وسقطت في مهاوي الضياع‪ ،‬وإن ما تعانيه – اليوم ‪ -‬كثير من المجتمعات من خيانة وفساد‬ ‫بكل صوره؛ إنما هو بسبب رفع األمانة من بينهم‪.‬‬ ‫فهذه القصة وإن دلت على شيء‪ ،‬فإنما تدل على عظيم لطف اهلل وحفظه‪ ،‬وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض األمر إليه في‬ ‫قضاء الحاجات‪ ،‬فالذي يجب على اإلنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام وفي جميع األحوال‪ ،‬واهلل عز وجل عند ظن العبد به‪ ،‬فإن‬ ‫ظن به الخير كان اهلل له بكل خير أسرع‪ ،‬وإن ظن به غير ذلك‪ ،‬فقد ظن بربه ظن السوء ‪.‬‬ ‫فاللهم اغننا بطاعتك عن معصيتك‪ ،‬وبفضلك عمن سواك يارب العالمين ‪.‬‬

‫تربويات‪:‬‬ ‫األنشطة التربوية الالصفية‬ ‫بين الواقع والتنظير‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬ ‫عاشت الساحة التربوية التابعة لمديرية طنجة أصيلة‪ ،‬منتصف شهر يناير الفارط‪،‬‬ ‫حدثا تربويا هاما؛ تمثل في الحفل الختامي لبرنامج مدرستي قيم وإبداع الذي اختير له‬ ‫شعار « مبدعون مواطنون» تفتقت من خالله مواهب تلميذات وتالميذ المؤسسات‬ ‫التعليمية بجميع األسالك‪ .‬في مجاالت الغناء والمسرح والرياضة والشعر‪...‬هذا الحفل‬ ‫عرف حضور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫السيد سعيد أمزازي والسيد محمد اليعقوبي والي والية طنجة تطوان الحسيمة والسيد‬ ‫محمد عواج مدير االكاديمية الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ‬والمدراء اإلقليميين‬ ‫التابعين لنفس الجهة‪ ،‬وعدد من الشخصيات والفنانين واألدباء‪.‬‬ ‫كان هذا الحدث التالميذي مدعاة لتسليط الضوء على عنصر األنشطة التربوية‬ ‫غير الصفية‪ ،‬التي ساهمت بشكل كبير في إبراز مواهب المتعلمين الذين أثثوا لهذا‬ ‫الحفل من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية ألهميتها البالغة في سقل مواهب المتعلمين‪ ،‬وتنمية‬ ‫مجموعة من الخبرات والميول والقيم والكفايات التربوية لديهم‪ ،‬وتنمية شخصيتهم‬ ‫وتربتهم التربية الخلقية واالجتماعية والنفسية والجسمية والعقلية‪ ،‬وتزويدهم بالمعارف‬ ‫والمهارات التي تعينهم على الوقوف بثبات واقتدار امام التحديات المحيطة من كل‬ ‫جانب ‪ ،‬والتعامل االيجابي مع انفسهم أوال ثم مع أسرهم ومجتمعهم ووطنهم ثانيا‪.‬‬ ‫إذا ما المقصود باألنشطة التربوية الغير الصفية ؟ وما هي المعيقات التي تعترضها ؟‬ ‫عرفت دائرة المعارف األمريكية ‪Encyclopedia of American Education.‬‬ ‫‪ 1992.68‬األنشطة المندمجة أو الغير الصفية بقولها‪ « :‬النشاط التربوي يتمثل في‬ ‫البرامج التي تنفذ بإشراف وتوجيه المدرسة‪ ،‬والتي تتناول كل ما يتصل بالحياة الدراسية‬ ‫وأنشطتها المختلفة‪ ،‬ذات االرتباط بالمواد الدراسية‪ ،‬أو الجوانب االجتماعيـة والبيئيـة‪،‬‬ ‫أو األندية (الجماعات والجمعيات) ذات االهتمامات الخاصة بالنواحي العملية‪ ،‬أو العلمية‪،‬‬ ‫أو الرياضية‪ ،‬أو الموسيقية‪ ،‬أو المسرحية‪ ،‬أو المطبوعات»‪.‬‬ ‫نفس التعريف ذهب إليه دليل الحياة المدرسية الصادر عن وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ ‪20‬غشت ‪ 2008‬حين اعتبرت‬ ‫األنشطة الالصفية أنشطة تكميلية لمثيلتها الفصلية‪ ،‬تسعى إلى تحقيق أهداف‬ ‫المناهج الدراسية‪ ،‬وتعطي هامشا أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر‬ ‫بالواقع المحلي والجهوي‪ ،‬باإلضافة إلى كونها تتيح إمكانية مناولة المواضيع واألحداث‬ ‫الراهنة‪ ،‬وتفتح المجال للتعلم الذاتي والمالئم لخصوصيات المتعلمين‪ ،‬وتعتبر مجاال‬ ‫خصبا للتجديد واإلبداع من طرف المدرسين والمتعلمين على حد سواء‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يشارك في تنفيذها شركاء المؤسسة ومتدخلون آخرون‪ .‬وتشمل أنشطة الدعم التربوي‪،‬‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والنفسي‪ ،‬واألنشطة الثقافية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والرياضية‪ ،‬والتفتح‪....‬‬ ‫بناء على التعريفين السابقين؛ نستشف أن النشاط الغير الصفي هو مجموعة من‬ ‫الخبرات المتعلمة التي ال تتم داخل الفصول الدراسية وال يجبر أحد للمشاركة فيها وإنما‬ ‫هي مبنية على الرغبة‪ ،‬وهو النشاط الحر الذي يمارسه التالميذ بشكل غير رسمي‪.‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬وعلى الرغم من تأكيد الوزارة الوصية على ضرورة االهتمام بالجانب‬ ‫التنشيطي بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬فإننا ال زلنا نُمَنِّي النفس بإخراج هذه األنشطة‬ ‫إلى أرض الواقع؛ اعتبارا لما تعانيه من المعيقات التي تحول دون تطبيقها؛ بعضها‬ ‫مرتبط بالتالميذ وبأولياء أمورهم وأخرى تتعلق بالمدرسين‪ ،‬وتقديرهم ألهمية النشاط‬ ‫المدرسي‪ ،‬باإلضافة إلى معيقات تتعلق باإلدارة المدرسية وعدم توفير اإلمكانات المادية‬ ‫المناسبة لتحقيق متطلبات األنشطة‪.‬‬ ‫إن الفهم الخاطئ لألنشطة التربوية الغير الصفية‪ ،‬وعدم اإليمان الحقيقي بأهميتها‬ ‫لذى العديد من المدرسين واإلدارة التربوية‪ ،‬أدى إلى االعتقاد بأنها نوع من الترفيه‪،‬‬ ‫والتسلية‪ ،‬وخروجا عن المألوف في ظروف خاصة‪ ،‬وبمناسبات خاصة‪ ،‬وبالتالي فاألنشطة‬ ‫الالصفية‪ ،‬بالنسبة لهم‪ ،‬مسألة ثانوية تثقل كاهلهم‪ .‬وهذا أمر قد تكون له مبررات‬ ‫معقولة؛ ألن الواقع يفرض تأهيل المُدرِّس ومده بالخبرات لالزم لتنفيذ النشاط‬ ‫التربوي‪ .‬وفي غياب رصد حوافز مادية ومعنوية للمدرسين ومنحهم االهتمام الالزم‪،‬‬ ‫يبقى العزوف عن المشاركة في األنشطة التربوية أمرا واقعيا‪ .‬دون أن ننسى ما تعانيه‬ ‫المؤسسات التعليمية من نقص حاد على مستوى العنصر البشري المؤهل للتنشيط‪،‬‬ ‫والبنية التحتية كقاعات التشخيص المسرحي وقاعات الرياضة وقاعات الترفيه‪...‬عالوة‬ ‫على رفض العديد من أولياء أمور التالميذ السماح ألبنائهم بالمشاركة في هذه األنشطة‬ ‫المدرسية إما خوفا من إضاعة الوقت أو احتكاك أبنائهم بأشخاص منحرفين‪.‬‬ ‫ينضاف إلى كل هذه المعيقات‪ ،‬عوامل أخرى نذكر على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬عدم‬ ‫تخصيص غالف زمني لألنشطة الغير الصفية نظرا التساع الغالف الزمني المخصص‬ ‫لألنشطة الدراسية والذي ال يفسح المجال إلنجاز أي نشاط خارج ما هو مقرر‪ .‬ثم البرامج‬ ‫والمناهج التربوية التي يتم التأكيد من خاللها على الجانب التلقيني للمعارف واألفكار‬ ‫والقيم‪ ،‬وغياب الجانب الفني التنشيطي‪ .‬وهذا واضح من خالل النصوص التي توجه إلى‬ ‫التالميذ؛ فهي نصوص تخاطب العقل والمنطق والذاكرة‪ ،‬وحتى إن وجدت نصوص‬ ‫تنشيطية كالمسرح مثال‪ ،‬ال تعدو كونها نصوصا للقراءة والتحليل دون تمثيلها أو‬ ‫إخراجها للمسرح؛ نظرا‪ ،‬لعدم تخصيص غالف زمني خاص كما سبق الحديث‪ ،‬أو الفتقار‬ ‫المؤسسة التعليمية لمؤطرين متخصصين في المسرح وقاعات للعروض المسرحية‪.‬‬ ‫لكن على الرغم من كل العوائق المطروحة‪ ،‬وعلى الرغم كذلك من غياب تصور‬ ‫واضح عن األنشطة الغير الصفية لدى العديد من أطراف العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬البد‬ ‫من اإلقرار بالمجهودات التي يقوم بها بعض المدرسين إلنعاشها؛ إيمانا منهم بأنها‬ ‫مُكوِّن أساسي‪ ،‬إلخراج المدرسة من رتابتها وبث الحياة في مفاصلها‪ ،‬وجعلها ترقى‬ ‫بمستوى فضائها التربوي لجذب المتعلمين‪ ،‬واإلسهام في تطوير أفكارهم‪ ،‬واكتشاف‬ ‫مواهبهم والعمل على صقلها ورعايتها‪ ،‬وإكسابهم المناعة لحماية أرصدتهم الفكرية‪،‬‬ ‫إال أن هذه المجهودات‪ ،‬نظرا لقلتها واقتصارها على مؤسسات تعليمية دون أخرى أو‬ ‫مديرية إقليمية دون غيرها‪ ،‬ال ترقى إلى المستوى المطلوب للنهوض بمستوى تعليمنا‬ ‫وجعله قاطرة للتنمية البشرية الشاملة والمستدامة‪.‬‬ ‫خالصة القول يجب التذكير بأن األنشطة الالصفية‪ ،‬ليست كما جرى االعتقاد بأنها‬ ‫مجرد برامج اعتباطية لسد الفراغ والتسلية‪ ،‬بل هي مجموعة من العمليات التربوية‬ ‫واألشغال التكوينية ذات مغزى تربوي نبيل وهادف‪ ،‬تتكامل وتتقاطع مع أنشطة القسم‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتسعى إلى خلق دينامية جديدة لنشر الوعي ودعم المنهاج الدراسي وتحقيق‬ ‫مراميه‪ ،‬بإعطاء هامش أكبر للمبادرات الفردية والجماعية داخل المدرسة وخارجها‪ .‬إال‬ ‫أن تحقيق هذا الهدف يبقى رهينا بمساهمة كل األطراف المعنية بالتربية والتكوين‬ ‫ماديا ومعنويا‪ ،‬ودفع المتعلمين للمساهمة في التخطيط والقيادة والمراقبة في كل‬ ‫ما يتعلق بمؤسستهم التعليمية‪ ،‬وجعلهم يتحملون عبء المسؤولية تسييرا وتدبيرا‬ ‫وتنظيما‪ ،‬ويشعرون بسعادة التَّلمَذة من خالل المشاركة الفعَّالة في أنشطتها مع باقي‬ ‫المتدخلين التربويين‪ ،‬وشركاء المؤسسة الداخليين والخارجيين‪.‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫الرقية ال�شرعية‬

‫الب�شرَ َ وابتالهم بامل َِحنِ‬ ‫حياةُ َب�شرَ ٍ مِ ن نَكَ دٍ‪ ،‬وال َي ْ�صفُو‬ ‫َخل َ​َق ُ‬ ‫َ‬ ‫الله َ‬ ‫اليا‪ ،‬فال تَخلُو َ‬ ‫والب َ‬ ‫ري‬ ‫أمر ُه َخ ٌ‬ ‫ال�سخَ ُط ‪ ,‬وامل�ؤمِ ُن � ُ‬ ‫الر َ�ضا‪َ ،‬‬ ‫َو ْقت ُ​ُه مِ ْن كَ َدرٍ ‪َ ،‬ف َم ْن َر ِ�ض َي فل َُه ِّ‬ ‫وم ْن َ�سخِ َط َفل َُه ُّ‬ ‫له‪.‬‬ ‫ا‬ ‫خري‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫اء‬ ‫�‬ ‫ضرَ‬ ‫ابته‬ ‫أ�ص‬ ‫�‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫ا‬ ‫خري‬ ‫ً ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ان ً ُ‬ ‫أ�صاب ُ‬ ‫َّ ُ َ رَ َ فكَ َ‬ ‫ر‪ ،‬فكَ َ‬ ‫ته �سرَ َّ ُ‬ ‫� ْإن � َ‬ ‫اء َ�شكَ َ‬ ‫و� َّإن مِ ْن � َ‬ ‫ِالء بال ْأم َر ِ‬ ‫أوهام!‬ ‫قام‪ ،‬وال‬ ‫أوجاع وال ِ‬ ‫ا�ض وال ْأ�س ِ‬ ‫الب�شرَ ِ االبت ُ‬ ‫أعظ ِم َم َ�صائ ِ​ِب َ‬ ‫ِ‬ ‫العب َاد !كما قال‪َ ( :‬ون َْب ُلوكُ ْم بِال�شرَّ ِّ َو خْ َ‬ ‫اليرْ ِ فِ ْتن ًَة َو�إِل َْينَا‬ ‫كمةِ الباري � ْأن‬ ‫يبتلي َ‬ ‫ومن ِح َ‬ ‫َ‬ ‫ون )‪.‬‬ ‫ت ُْر َج ُع َ‬

‫الباري َجلَّ‬ ‫و�ش َّدةٍ‬ ‫ارةٍ ِ‬ ‫را�ض‬ ‫وال ْأم ُ‬ ‫َ‬ ‫وم و� ْإن كَ ان َْت َذ َ‬ ‫ُ‬ ‫بادئ الأمرِ ‪� ،‬إ َّال � َّأن َ‬ ‫ات َم َر َ‬ ‫واله ُم ُ‬ ‫أنه َج َعلَ لها ِحكَ ًما َ‬ ‫أبن الق َِّي ِم � رَ َ‬ ‫أكث من مِ ا َئةِ فائدةٍ فقالَ ‪:‬‬ ‫�ش� ُ‬ ‫إمام � ُ‬ ‫وفوا ِئ َد‪ ،‬فق َْد � َ‬ ‫أح�صى ال ُ‬ ‫ف�ص َحةُ‬ ‫ح�س بهِ �إال َم ْن فيهِ َحياةٌ‪ِ ،‬‬ ‫آالم وال ْأم َر ِ‬ ‫ِفاع الق ِ‬ ‫َلب‬ ‫وح بال ِ‬ ‫والر ِ‬ ‫«انْ ت ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ا�ض � ْأم ٌر ال ُي ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُقل ِ‬ ‫(و َع َ�سى �أَن تَكْ َر ُهو ْا‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫ِها»‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫�ش‬ ‫وم‬ ‫دان‬ ‫أب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫آالم‬ ‫�‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫موق‬ ‫واح‬ ‫أر‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ُوب‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ�ش ْي ًئا َو ُه َو َخيرْ ٌ َّلكُ ْم َو َع َ�سى �أن حُ ِ‬ ‫ون)‪،‬‬ ‫ت ُّبوا َ�ش ْي ًئا َو ُه َو �شرَ ٌّ َّلكُ ْم َو�ٱلل َُّه َي ْعل َُم َو�أنت ُْم َال ت َْعل َُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلَ‬ ‫اءِ‬ ‫الله ت َ​َعالَى �إِ َذا �أَ َح َّب‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫وقال �صلى الله عليه و�سلم‪َّ � ( :‬إن‬ ‫زَ‬ ‫البالَءِ ‪َ ،‬و� َّإن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س ْخط)‪.‬‬ ‫َق ْوم ًا ْاب َتال َُه ْم‪َ ،‬ف َم ْن َر ِ�ض َي َفل َُه ِّ‬ ‫الر َ�ضا‪َ ،‬و َم ْن َ�سخِ ط فل َُه ُّ‬ ‫ومن فوائ ِد البالءِ ‪� :‬أن ن َ‬ ‫َ�سالم‬ ‫ُدرك � َّأن ال‬ ‫إ�سالم َج َ‬ ‫اء ل ُِي َحاف َِظ على َبني َ‬ ‫الب�شرَ ِ‪ ،‬فال ا�ست َ‬ ‫َ‬ ‫ان مِ ْن َهدي الن َ​َّب ِّي �صلى الله عليه و�سلم ِفعلُ‬ ‫للم َر ِ‬ ‫�ض! بل � َأم َر ال‬ ‫إ�سالم بال َّت َداوي‪ ،‬وكَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أمر بهِ‬ ‫التَّداوي يف ِ‬ ‫فكان َيقُولُ ‪:‬‬ ‫�ض مِ ْن �أهلِهِ و� ْأ�ص َحابِهِ ‪،‬‬ ‫ملَن � َأ�ص َاب ُه َم َر ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫نفْ�سهِ وال ُ‬ ‫يب‬ ‫اووا ِع َ‬ ‫او ْوا ب َِح ٍ‬ ‫ب � َّأن ( ِلكُ لِّ َداءٍ َد َو ٌ‬ ‫( َت َد ُ‬ ‫رام )‪َ ،‬بلْ � ْأخ رَ َ‬ ‫باد اللهِ ‪ ،‬وال َت َت َد َ‬ ‫اء َف�إِ َذا �أُ ِ�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جعلْ ِ�شفاءنَا‬ ‫َد َو ُ‬ ‫اء ال َّداءِ َب َر�أ ِب�إِذ ِن اللَّهِ َعزَّ َو َجلَّ )‪.‬ومن رحمةِ اللهِ وحكمتهِ �أن َُّه مل َي َ‬ ‫جلَّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ�سم‬ ‫ل‬ ‫ْب‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫فاء‬ ‫ال�ش‬ ‫َه‬ ‫ل‬ ‫وجع‬ ‫مي‬ ‫الكر‬ ‫آن‬ ‫�‬ ‫بالقر‬ ‫وعال‬ ‫نا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫أكرم‬ ‫�‬ ‫قد‬ ‫بل‬ ‫!‬ ‫لينا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ما‬ ‫يف‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫(و ُننَزِّ لُ مِ ْن ا ْلق ُْر� ِآن‬ ‫فقال �‬ ‫ُ‬ ‫أ�صدق القائ َ‬ ‫ِلني ‪َ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زِ‬ ‫يد‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ِني‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َاء‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫و‬ ‫ؤْ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َما ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ارا) ‪،‬ويف هذا الزَّ َمنِ‬ ‫الظالمِ َ‬ ‫ِني �إِ َّال َخ َ�س ً‬ ‫أمرا�ض ُمتفاقِ ٌ‬ ‫مة‪ ،‬من �صرَ َ ٍع‬ ‫عمت �‬ ‫حني‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫فْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نٍ‬ ‫حــرٍ‬ ‫وح َ�س ٍد‬ ‫ــ�س‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يـ‬ ‫وع‬ ‫و�س‬ ‫�س‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وم ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّذكري بِن�صو�ص‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫وجـــب‬ ‫‪،‬‬ ‫َق‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫وه ٍّم‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫آيات القر� ُ‬ ‫آنية‬ ‫أ�رش َقت ال ُ‬ ‫ال َْو ْح َيينَ ِ ‪ ،‬فقد � َ‬ ‫أدع ُ‬ ‫وال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أروع‬ ‫أعظم ُب‬ ‫َّبوي ُة ب� ِ‬ ‫ية الن َّ‬ ‫رهان و� ِ‬ ‫والر ُ‬ ‫يان‪� ،‬أنَّهما ِّ‬ ‫َب ٍ‬ ‫حمة‬ ‫والهدى‬ ‫فاء‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّور‪ ،‬والمْ ُ َج ِّر ُب ُيب�صرِ ُ ذلِكَ‬ ‫بالع َي ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والن ُ‬ ‫�أمل َيقُلِ املولى يف ُمحكَ ِم القر� ِآن‪ُ :‬‬ ‫(قلْ ُه َو‬ ‫َاء)‪.‬‬ ‫ِل َّلذ َ‬ ‫ِين � َآمنُوا ُه ًدى َو ِ�شف ٌ‬

‫فالأمرا�ض احل�سيـــة هي الأمــــرا�ض‬ ‫التي ُيعاين منها عموم النا�س‪ ،‬فمثل هذه‬ ‫الأمرا�ض يجــوز التــداوي لها بالأدوية‬ ‫الطبية املعروفـــة‪ ،‬ويجــوز كذلك �أن‬ ‫ت�ستخدم لها الرقيـة ال�رشعية‪ ،‬كما ثبت‬ ‫(عن �أن�س بن مالك ر�ضي الله عنه �أنه قال لثابت البناين رحمه الله‪� :‬أال �أرقيك برقية‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم؟ قال بلى‪ ،‬قال ‪ :‬اللهم رب النا�س‪ُ ،‬مذهب الب�أ�س‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫�شفاء ال يغادر �سقماً)‪ .‬وكما ثبت (عن عثمان‬ ‫ا�شف �أنت ال�شايف‪ ،‬ال �شايف �إال �أنت‬ ‫ً‬ ‫بن �أبي العا�ص ر�ضي الله عنه‪� ،‬أنه �شكا �إلى ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم وجع ًا‬ ‫يجده يف ج�سده‪ ،‬فقال له ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪� :‬ضع يدك على الذي ت�أمل‬ ‫من ج�سدك وقل‪ :‬ب�سم الله ثالثاً‪ ،‬وقل �سبع مرات‪� :‬أعوذ بعزة الله وقدرته من �رش ما‬ ‫�أجد و�أحاذر‪.‬‬

‫واملق�صود �أن م�رشوعية الرقية ثابتة ثبوت ًا قطعي ًا يف �سنة ر�سول الله �صلى الله‬ ‫ِني»‪،‬‬ ‫َاء َو َر ْح َم ٌة ِلل ُْم�ؤْمِ ن َ‬ ‫«و ُننَزِّ لُ مِ َن ا ْلق ُْر� ِآن َما ُه َو ِ�شف ٌ‬ ‫عليه و�سلم‪ ،‬قد قال تعالى‪َ :‬‬ ‫وال�شفاء الذي يكون بالقر�آن ي�شمل �أمرين اثنني‪� :‬شفاء القلوب من الكفر والنفاق‬ ‫واملعا�صي‪ ،‬و�شفاء الأبدان من الأمرا�ض التي تُ�صيبها‪ ،‬وبهذا يتبني �أن الرقية جائزة‬ ‫بكتاب الله و�سنة ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬وقد رقي النبي �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم من الأوجاع والأمرا�ض املعروفة‪ ،‬ورقي كذلك من امل�س ال�شيطاين‪ ،‬كما‬ ‫جاءت بذلك الأحاديث الثابتة‪.‬‬ ‫و�أما عن كيفية الرقية ال�رشعية‪ ،‬ف�إنها جتوز بالآيات القر�آنية‪ ،‬وبالأدعية الواردة‬ ‫عن النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬وجتوز �أي�ض ًا بالأدعية اجلائزة امل�رشوعة‪ ،‬والأف�ضل‬ ‫ابن الق َِّي ِم رحمه الله‪« :‬فالقر� ُآن‬ ‫إمام ُ‬ ‫هو االقت�صار على الآيات القر�آنية والأدعية‪ .‬قال ال ُ‬ ‫ِيلُ‬ ‫جميع الأدواءِ القَلب َِّيةِ‬ ‫هو ِّ‬ ‫َّداوي به‪ ،‬وكيف‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫الع‬ ‫ن‬ ‫�س‬ ‫ح‬ ‫َّام من‬ ‫ِ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫نيةِ �إذا �أَ ْ َ َ َ‬ ‫والب َد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فاء الت ُّ‬ ‫رب ال ِ‬ ‫َ�ص َّد َعها‪� ،‬أو على‬ ‫أر�ض‬ ‫تُقاوِ ُم ال ُ‬ ‫وال�سماءِ ! الذي لو نَزَ لَ على الجْ ِ َبالِ ل َ‬ ‫كالم ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أدواء َ‬ ‫الأر�ض َلق ََّط َعها»‪.‬‬ ‫و�أما ال�رشوط التي يجب �أن تتوفر يف الرقية ال�رشعية فهي‪:‬‬ ‫‪� - 1‬أن تكون الرقية بكالم الله وب�أ�سمائه و�صفاته و�آياته القولية‪ ،‬وبالأدعية‬ ‫امل�أثورة عن ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫‪� - 2‬أن تكون بالكالم العربي �أو الكالم املفهوم الذي ُيعرف معناه‪ ،‬فال يجوز الرقية‬ ‫بكالم غري مفهوم‪� ،‬أو رموز ال يعرف معناها‪ .‬قال ابن حجر رحمه الله‪�« :‬أجمع العلماء‬ ‫على جواز الرقية عند اجتماع ثالثة �رشوط‪� :‬أن تكون بكالم الله تعالى �أو ب�أ�سمائه‬ ‫و�صفاته‪ ،‬وبالل�سان العربي‪� ،‬أو مبا يعرف معناه من غريه‪ ،‬ويعتقد �أن الرقية ال ت�ؤثر‬ ‫بذاتها‪ ،‬بل ب�أمر الله عز وجل»‪.‬‬

‫‪� - 3‬أن تكون الرقية خالية من املحرمات ومن ال�رشك بالله تعالى‪ ،.‬من ذلك‬ ‫مثال �أال تكون رقية �سحرية‪ ،‬حيث بينّ جلَّ وعال �أن ال�ساحر ال يفلح �أبد ًا‪ ،‬فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫ال�س ِ‬ ‫عراف �أو كاهن ولو مل تكن‬ ‫َ‬ ‫اح ُر َح ْي ُث �أَتَى»‪ ،‬و�أال تكون الرقية من ّ‬ ‫«ولاَ ُيفْ ل ُِح َّ‬ ‫�سحرية‪،‬بل يجب �أن تكون من ذوي العلم و�أهل التقوى وال�صالح‪.‬‬ ‫‪� - 4‬أن يعتقد الراقي واملرقى �أن الرقية �سبب من الأ�سباب‪ ،‬و�أنها ال ُت�ؤ ِّثر بذاتها؛‬ ‫بل بتقدير الله تعالى‪.‬‬ ‫‪� - 5‬أن تكون كتابة الرقية �إذا كانت من القر�آن �أو ال�سنة بالكتابة املعروفة‬ ‫العادية‪ ،‬فال يجوز كتابة الكالم مقلوب ًا �أو معكو�ساً‪ ،‬كما يفعل �أهل ال�ضالل واجلهل‪.‬‬

‫‪� - 6‬أال تكون الرقية بهيئة محرمة ‪،‬ك�أن يتعمد الراقي ‪ -‬حال الرقية ‪� -‬أن يكون‬ ‫جنباً‪� ،‬أو يف مقربة‪� ،‬أو يف حمام‪� ،‬أو حال كتابته للطال�سم‪� ،‬أو حال نظره يف النجوم‪،‬‬ ‫�أو يتلطخ بالدماء‪� ،‬أو النجا�سات وغريها من الأحوال ال�سيئة‪.‬‬ ‫‪� - 7‬أال تكون الرقية بعبارات محرمة ‪،‬كال�سب �أو اللعن‪ ،‬لأن الله مل يجعل الدواء‬ ‫وال�شفاء يف املحرم‪� .‬أما عن كيفية الو�صول �إلى درجة الراقي ملداواة النا�س‪ ،‬فيكون‬ ‫باالت�صاف بالآداب ال�رشعيـــة‪ ،‬ومراقبــة‬ ‫الله تعالى بعدم ا�ستغالل حاجـة النا�س‪،‬‬ ‫وباحلذر ال�شديد من الغرور والكرب �إذا وفق‬ ‫الله الراقي لأن يكون �سبب ًا يف ال�شفاء من‬ ‫املر�ض‪ ،‬بل يجب �أن يرجع ذلك �إلى ف�ضل‬ ‫الله وتوفيقه‪.‬‬ ‫ومما ينبغي �أن ُيراعى يف �أثناء الرقية‪،‬‬ ‫هو عدم اخللوة بالن�ســاء الأجنبيـــات �إذا‬ ‫احتجن �إلى من يرقيهن‪ ،‬بل يكـون ذلك يف‬ ‫ح�ضور �أهل املر�أة بحيث ي�صبح اجللو�س‬ ‫لرقيتها م�سموح ًا به �رشعاً‪.‬‬ ‫بعــــد احلديــث عــن الرقيــة ال�رشعية‬ ‫و�رشوطها ال ُب َّد من ك�شف �أحوال من يدعي‬ ‫الرقية وهو م�سرتزق مدع لل�صالح والفالح‬ ‫ومنع من‬ ‫وهو من �أهل الكذب والفجور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قية وهو عارٍ عن‬ ‫الر َ‬ ‫يتطرق �إلى جمال ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫عالج النفو�س‬ ‫م‬ ‫يتقح‬ ‫من‬ ‫وكف‬ ‫ردائها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫وهو بعيدعن معرفة �أدوائها‪ ،‬ف�ض ًال عن‬

‫دائِها‪.‬‬ ‫وحماية الأمة من اجلَ َهلة و�أهل التكدير‪ ،‬ممن يكذبون على العباد ويلج�ؤون‬ ‫�سف�س ُط بكتابةٍ غام�ضةٍ‬ ‫راق ُي ِ‬ ‫�إلى الن�صب واالحتيال لل�سطو على �أموال النا�س‪ ،‬فهذا ٍ‬ ‫آخر ُي ِ‬ ‫آخر‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ال�شيطان‪،‬‬ ‫من‬ ‫و�سوا�س‬ ‫ويدم ِدم فذاك‬ ‫مب َ‬ ‫هرط ُق ُ‬ ‫بهم الكالم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويتمت ُِم‪ ،‬و� ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مق وقطع‬ ‫درى �أنه �أتى احلُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يقطع ب�أن الداء عني‪ ،‬والعائ ُِن من ذوي الق ُْربى‪ ،‬وما َ‬ ‫أردى‪.‬‬ ‫ال‬ ‫أرحام و� َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫رب ٍح يهد ُِم اجلالمِ يد‪ ،‬فكيف باجل�سم املُ عنَّى العميد‪،‬‬ ‫آخر ال ينفكُّ عن‬ ‫�رضب ُم ِّ‬ ‫و� ُ‬ ‫أليم للمارِ دِ ال للإن�سان‪ ،‬و�آخر ي�أمر بخروج الزوج‬ ‫ويزع ُم ‪ -‬يف ُبهتان ‪� -‬أن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العذاب ال َ‬ ‫والأخ والأب لينفرد باملر�أة ويفعل بها ما يريد بدعوى العالج وفك التثقيف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العقالء التُّقاة‪ ،‬و�إن هم �إال من‬ ‫وجلُّ ه�ؤالء الأدعياء مُي ِّوهون ب�إظهار‬ ‫�سمت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫املُ خادِ‬ ‫املُ‬ ‫البتزازِ‬ ‫للوهم‪،‬‬ ‫ج‬ ‫ُرو‬ ‫ت‬ ‫َات‬ ‫ف‬ ‫بو�ص‬ ‫زج‬ ‫ي‬ ‫وقد‬ ‫النا�س‪،‬‬ ‫أموال‬ ‫�‬ ‫حتالني‬ ‫هاة‪،‬‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫عني‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫لواج ٌد يف عامل املر�أة مع‬ ‫يج ُّر �إلى الباليا وال�رشور‪ ،‬و�إنك‬ ‫ربات اخلُ ُدور مبا ُ‬ ‫وا�ستغالل َّ‬ ‫لُ‬ ‫ذهِ‬ ‫ِ‬ ‫العجاب‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫الع‬ ‫ثري‬ ‫وي‬ ‫ألباب‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫لة‬ ‫الدجاج‬ ‫ه�ؤالء‬ ‫ُ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فكيف وقد �أ�صبحت الرقية ال�رشعية مهنة حتل لها العيادات وتهي�أ لها البطاقات‪،‬‬ ‫وتن�رش على اجلرائد واملجالت‪ ،‬وينت�صب لها ال�شباب ممن يدعون املعرفة وال�صالح‪،‬‬ ‫والقدرة على عالج جميع الأمرا�ض والعلل‪ ،‬والك�آبة وم�س ال�شيطان‪ ،‬فمن �أين لهم هذا‬ ‫هل من علم مكت�سب بالدرا�سة والكد والتح�صيل‪� ،‬أم ب�صالح وعبادة وتدرج يف م�سالك‬ ‫ال�صاحلني من الأولياء؟؟؟‬ ‫الرقيةِ‬ ‫�إنه والله ن�صب واحتيال من ه�ؤالء الدجلة والن�صابني‪ ،‬واعلموا �أن َطلُب ُّ‬ ‫دق‬ ‫َفْ�س ُه ِب َنفْ ِ�سهِ لمِ َا فيه من ِ�ص ِ‬ ‫و� ْإن َ‬ ‫كان جائِز ًا يف الأ�صلِ �إال � َّأن الأف�ضلَ � َّأن المْ ُ �سل َِم َير ِقي ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عالمات ال ِ‬ ‫املري�ض � ْأن‬ ‫إميان‪َّ � ،‬إن على‬ ‫أعظم‬ ‫ور ُ�س ِ‬ ‫وخ َ‬ ‫الت َ​َّوكُّ لِ على الله ُ‬ ‫َ‬ ‫اليقِنيِ‏ الذي هو � ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يب المْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫قولُ‬ ‫عاءِ‬ ‫جِ‬ ‫ِ‬ ‫�ضط َّر‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫تعالى‬ ‫فالله‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫اب‬ ‫أ�ص‬ ‫�‬ ‫ما‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َب‬ ‫ل‬ ‫وط‬ ‫يلج�أَ �إلى َر ِّبه بال ُّد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وء‪.‬‬ ‫ال�س َ‬ ‫�إِ َذا َد َع ُاه َو َيكْ ِ�ش ُف ُّ‬


‫العدد ‪979‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القاريء وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫رأس برأس‬ ‫اشترى رجل رأسين‪ ،‬فوضعهما بين يدي امرأته‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«اقعدي لنأكل»‪.‬‬ ‫فأخذت رأسا فوضعته خلفها‪ ،‬وقالت ‪« :‬هذا ألمي»‪.‬‬ ‫فأخذ الرجل الرأس اآلخر‪ ،‬ووضعه خلفه‪ ،‬وقال ‪« :‬هذا ألبي»‪.‬‬ ‫قالت ‪« :‬فماذا نأكل ؟»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬ضعي رأس أمك‪ ،‬وأضع رأس أبي فنأكلهما»‪.‬‬ ‫مدمن اللحم كمدمن الخمر‬ ‫يروي الجاحظ قصة أبي عبد الرحمان الذي كان يحبّ أكل الرؤوس إال أنه لم يكن‬ ‫يأكل اللحم إال في عيد األضحى‪.‬‬ ‫يقول الجاحظ إن أبا عبد الرحمن هذا كان إذا اشترى رأسا ال يُقعِد ابنه األكبر معه‬ ‫على الخوان ( طاولة األكل ) إذ أن هذا اإلبن ربما رافق أباه إلى بعض الوالئم فيأكل‬ ‫اللحم هناك ‪ .‬أما اإلبن األصغر فكان يقعد على الخوان مع أبيه ولكن بشروط ووصايا‬ ‫كثيرة منها‪:‬‬ ‫ اعلم يا بني أن مدمن اللحــم‬‫كمدمن الخمر‪.‬‬ ‫ إياك ونهم الصبيان‪.‬‬‫ اعلم أن الشبع داعية البشم‬‫(التخمة) وأن البشم داعية السّقم وأن‬ ‫السقم داعية الموت ‪ .‬ومن مات هذه‬ ‫الميتة فقد مات ميتة لئيمة وهو قاتل‬ ‫نفسه ‪ .‬وقاتل نفسه أألم من قاتل غيره‪.‬‬ ‫ولو سألت ّ‬ ‫حذاق األطباء ألخبروك أن‬ ‫عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتخمة‪.‬‬ ‫أقضي لك إحداهما‬ ‫جــاء رجـل إلى ثمامــة بن أشرس‬ ‫فطلب أن يسلفه ويؤخره‪ ،‬فقال له ‪:‬‬ ‫«هذه حاجتان‪ ،‬فأنا أقضي لك إحداهما»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬قد رضيت»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬فأنا أؤخرك ما شئت وال‬ ‫أسلفك!»‪.‬‬ ‫الصابرة والشاكر‬ ‫دخل عمران بن حطان يوماً على امرأته ‪ ,‬و كان عمران قبيح الشكل ذميماً قصيراً‬ ‫وكانت امرأته حسناء‪ .‬فكلما نظر إليها ازدادت في عينه جما ًال و حسناً فلم يتمالك أن‬ ‫يديم النظر إليها فقالت ‪« :‬ما شأنك ؟»‪ .‬قال ‪« :‬الحمد هلل لقد أصبحت واهلل جميلة»‪.‬‬ ‫فقالت ‪« :‬أبشر فإني و إياك في الجنة !»‪.‬قال ‪« :‬و من أين علمت ذلك ؟»‪ .‬قالت ‪« :‬ألنك‬ ‫أُعطيت مثلي فشكرت‪،‬و أنا ابتليت بمثلك فصبرت‪ ،‬والصابر والشاكر في الجنة»‪.‬‬ ‫أوس بن حارثة‬ ‫حدث عمرو بن العالء فقال ‪ :‬جلس النعمان بن المنذر وعليه حلة مرصعة بالـدُّر‪ ،‬لم‬ ‫يـر مثلها قبل ذلك اليوم‪ ،‬وأذن للعرب‪ ،‬في الدخول عليه‪ ،‬وكان فيهم أوس بن حارثة‪،‬‬ ‫فجعلت العرب تنظر إلى الحُـلة‪ ،‬وكل منهم يقول لصاحبه ‪« :‬ما رأيت مثل هذه الحلة‬ ‫قط‪ ،‬وال سمعت أن أحداً من الملوك قدرّ على مثلها»‪ ،‬وأوس بن حارثة ال ينظر إليها‪،‬‬ ‫فقال له النعمان ‪« :‬ما أرى كل من دخل عليّ إال استحسن هذه الحـلة‪ ،‬وتحدث مع‬ ‫صاحبه في أمرها إال أنت‪ ،‬ما رأيتك استحسنتها وال نظرتها؟»‪.‬‬ ‫قال أوس ‪« :‬أسعد اهلل الملك‪ ،‬إنما أستحسن الحُـلة إذا كانت في يد التاجر‪ ،‬وأما إذا‬ ‫كانت على الملك وأشرق فيها وجههُ فنظري مقصور عليه ال عليها»‪ ،‬فاسترجع عقلهُ‪.‬‬ ‫فلما عزمواعلى االنصراف قال لهم النعمان ‪« :‬اجتمعوا إليّ في غد فإني ملبسٌ‬

‫هذه الحلة لسيد العرب منكم»؛فانصرف العرب عنهُ‪ ،‬وكل يزعم أنه البس الحلة‪.‬‬ ‫فلما أصبحوا تزينّوا بأفخر المالبس وت ّقلدوا بأحسن السيوف‪ ،‬وركبوا أجّود الخيول‪،‬‬ ‫وحضروا إلى النعمان‪ ،‬وتأخر عنه أوس بن حارثة‪ ،‬فقال له أصحابه ‪« :‬مالك ال تغدو مع‬ ‫الناس إلى مجلس الملك‪ ،‬فلعلك تكون صاحب الحلة؟»‪ ،‬فقال أوس ‪« :‬إن كنت سيد‬ ‫قومي فما أنا بسيد العرب عند نفسي‪ ،‬وإن حضرت ولم آخذها انصرفت منقوصا ً‪ ،‬وإن‬ ‫كنت المطلوب لها فسيُعرف مكاني»‪ ،‬فأمسكوا عنه‪.‬‬ ‫ونظر النعمان في وجوه القوم‪ ،‬فلم ير أوس بن حارثة‪ ،‬فاستدعى بعض خاصته‪،‬‬ ‫وقال ‪« :‬إذهب لتعرف خبر أوس»‪ ،‬فمضى رسول النعمان ‪،‬واستخبر بعض أصحابه‪،‬‬ ‫فأخبره بمقالته‪ ،‬فعاد إلى النعمان‪ ،‬فأخبره بذلك‪ ،‬فبعث النعمان إليه رسوال ً‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫«احضر آمناً مما خفت عليه»‪ ،‬فحضر أوس بثيابه التي حضر بها باألمس‪ ،‬وكانت العرب‬ ‫قد استبشرت بتأخره خوفاً من أن يكون هو اآلخذ للحلـة‪.‬‬ ‫فلما حضر وأخذ مجلسه‪ ،‬قال له النعمان ‪« :‬إني لم أرك غيّرت ثيابك في يومك‪،‬‬ ‫فالبس هذه الحـلة تستجمل بها»‪ ،‬ثم خلعها وألبسه إياها‪ ،‬فاشتد ذلك على العرب‬ ‫وحسدوه‪ ،‬وقالوا ‪« :‬ال حيلة لنا فيها‪ ،‬إال أن نرغب إلى الشعراء أن يهجوه بقبيح الفعل‪،‬‬ ‫فإنه ال يخفض رفعته إال الشعر»‪ ،‬فجمعوا فيما بينهم خمسمائة ناقة‪ ،‬وأتوا بها إلى رجل‬ ‫يقال له جرول‪ ،‬وقالوا له ‪« :‬خذ هذه‪،‬‬ ‫وأهج لنا أوس بن حارثة»‪.‬‬ ‫وكان جرول يومئذ أشعر العرب‬ ‫وأقواهم هجاء‪ ،‬فقال لهم ‪« :‬يا قوم‪،‬‬ ‫كيف أهجو رجال حسيبا ً ال يُنكر بيته‪،‬‬ ‫كريما ً ال ينقطع عطاؤه‪ ،‬فيصال ً‪ ،‬ال‬ ‫يطعن على رأيه‪ ،‬شجاعاً ال يظلم نزيله‪،‬‬ ‫محسنا ً ال أرى في بيتي شيئاً إال من‬ ‫فضله؟»‪.‬‬ ‫فسمع ذلك بشر بن أبي خازم‪ ،‬وكان‬ ‫شاعراً فرغب في البذل‪ ،‬وأخذ اإلبل‬ ‫وهجاه‪ ،‬وذكر أمه سعدى‪ ،‬فسمع أوس‬ ‫بذلك‪ ،‬فوجه في طلبه‪ ،‬فهرب وترك‬ ‫اإلبل‪ ،‬فأتـوا بها إلى أوس بن حارثة‪،‬‬ ‫فأخذها وشد في طلبــه‪ ،‬وجعــل بشر‬ ‫بن أبي خازم يطوف في أحياء العرب‬ ‫يلتمس عزيزاً يجيره ُ على أوس‪ ،‬وكل‬ ‫من قصده ُ يقول ‪« :‬قد أجرتك إال من‬ ‫أوس بن حارثة‪ ،‬فإني ال أقدر أن أُجير عليه»‪ ،‬وكان أوس قد بث عليه العيون‪ ،‬فرآه بعض‬ ‫من كان يرصدهُ‪ ،‬فقبض عليه‪ ،‬وأتى به إلى أوس‪ ،‬فلما ُ‬ ‫مثل بين يديه قال له ‪« :‬ويلك‬ ‫أتذكر أمي وليس في عصرنا مثلها ؟»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬قد كان ذلك أيها األمير «‪ .‬فقال ‪« :‬واهلل ألقتُلنّك قتلة تحيا بها سُعدى»‪.‬‬ ‫ثم دخل أوس إلى أمه سُعدى‪ ،‬وقال ‪« :‬قد أتيتك بالشاعر الذي هجاك‪ ،‬وقد آليت‬ ‫ألقتلنه ً‬ ‫قتلة تحيين بها»‪ ،‬قالت‪« :‬يا بني ‪،‬أو خير من ذلك ؟»‪ ،‬قال ‪« :‬وما هو ؟»‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫«إنه لم يجد ناصراً منك‪ ،‬وال مجيرا عليك‪ ،‬وإننا قوم ال نرى في اصطناع المعروف من‬ ‫بأس‪ ،‬فبحقي عليك إال أطلقته‪ ،‬ورددت عليه إبله‪ ،‬وأعطيته من مالك مثل ذلك‪ ،‬ومن‬ ‫مالي مثله وأرجعه إلى أهله سالماً‪ ،‬فإنهم أيسوا منه»‪ ،‬فخرج له أوسٌ‪ ،‬وقال ‪« :‬ما تقول‬ ‫أني فاعل بك ؟»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬تقتلني ال محالة»‪.‬قال ‪« :‬أفتستحق ذلك ؟»‪ .‬قال ‪« :‬نعم»‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬إن سُعدى التي هجوتها قد أشارت بكذا وكذا‪ ،‬وأمر بحل كتافه‪ ،‬وقال له ‪:‬‬ ‫«انصرف إلى أهلك سالماً‪ ،‬وخذ ما أمرت لك به»‪.‬‬ ‫فرفع بشر يده إلى السماء وقال ‪« :‬اللهم أنت الشاهد عليّ أال أقول شعرا ً إال أن‬ ‫يكون مدحا في أوس بن حارثة»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)881‬‬

‫‪16‬‬

‫“يوميات زعيم الوحدة (‪”)1‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الرصيد‪ ،‬فقد أجملها المرحوم ابن عزوز حكيم في مقدمة‬ ‫كتابه قائال‪“ :‬إن الوثائق الوطنية التي تركها لنا زعيم الوحدة‬ ‫الوطنية األستاذ عبد الخالق الطريس تكتسي أهمية بالغة‬ ‫ألنها تكون مع الوثائق التي تركها أب الحركة الوطنية الحاج‬ ‫عبد السالم بنونة المصدر األساسي والمرجع الوحيد والسند‬ ‫الصحيح لكتابة تاريخ الحركة الوطنية في شمال المملكة‪ .‬إال‬ ‫أن يوميات األستاذ الطريس التي نشرع في نشرها اليوم تعد‬ ‫ذات أهمية قصوى بحكم أنها‪:‬‬

‫صدر الجزء األول من كتاب “يوميات زعيم الوحدة”‬ ‫للمؤرخ محمد بن عزوز حكيم ضمن منشورات مؤسسة عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬وذلك في ما مجموعه ‪329‬‬ ‫من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويندرج هذا الصدور في‬ ‫سياق العمل الهام الذي أنجزه البحاثة ابن عزوز حكيم من‬ ‫أجل الكشف عن أسرار الحركة الوطنية بالشمال‪ ،‬استنادا‬ ‫إلى الرصيد الوثائقي الضخم الذي خلفه رموز هذه الحركة‪،‬‬ ‫وإلى الرؤى البديلة في الكتابة التأريخية لمسارات عموم‬ ‫الحركة الوطنية ببالد المغرب‪ ،‬وذلك على أساس تكسير‬ ‫أوال ‪ -‬تحتوي على بعض المعلومات واألسرار التي لم نجد‬ ‫طوق النظرات المركزية أو الشوفينية التي كثيرا ما طمست‬ ‫لها ذكراً في أية وثيقة أو مستند أو مصدر أو مرجع آخر‪.‬‬ ‫التراث النضالي لمنطقة الشمال‪ ،‬بعد أن تسرعت في الحكم‬ ‫ثانيا ‪ -‬ألنها تفسر أحيانا بعض األحداث والوقائع التي‬ ‫عليه بالدونية أو بالذيلية أو بالهامشية‪ .‬ومهما يكن من أمر‪،‬‬ ‫وردت غامضة في الوثائق التي نتوفر عليها‪.‬‬ ‫فالمؤرخ ابن عزوز حكيم قد استطاع إعادة األمور إلى نصابها‪،‬‬ ‫ليس باالحتماء وراء النزوات العاطفية واألحكام المستنسخة‬ ‫ثالثا ‪ -‬ألنها تغطي فترة طويلة من تاريخ الحركة الوطنية‪.‬‬ ‫والخالصات النمطية‪ ،‬ولكن ‪ -‬أساسا ‪ -‬باالحتكام إلى الرصيد‬ ‫رابعا ‪ -‬ألنها يوميات فريدة من نوعها بدليل أنه ال‬ ‫الوثائقي المحفوظ داخل المغرب وبإسبانيا‪ .‬وبذلك أصبح‬ ‫توجد يوميات مثلها عند أي زعيم من زعماء الحركة الوطنية‬ ‫مرجعا ال يمكن القفز عليه عند كل محاوالت تقييم أداء الحركة‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫الوطنية بالشمال‪ ،‬سواء عند البحث عن جذورها التاريخية‬ ‫خامسا ‪ -‬ألنها تمتاز على باقي المنشورة لحد اآلن بكونها‬ ‫التي تعود للقرون الماضية‪ ،‬أو عند تشريح امتداداتها خالل‬ ‫ليست من نوع المذكرات التي كتبت بعد حين‪ ،‬أي بعد مرور‬ ‫مرحلة خضوع بالدنا لالستعمارين الفرنسي واإلسباني‪ ،‬أو‬ ‫عدة سنوات على الحوادث والوقائع التي تشير إليها‪ ،‬بل إن‬ ‫عند قراءة مختلف مكوناتها المتكاملة‪ ،‬حيث يتداخل العمل‬ ‫غالف الكناب‬ ‫يوميات األستاذ الطريس قد كتبت في طراوة األحداث‪ ،‬وما من شك في‬ ‫السياسي التأطيري المباشر مع البعد الثقافي والحضاري واإلنساني الواسع‬ ‫الذي يظل عنوانا مميزا لتراكم تجارب نخب الشمال التي قادت تنظيمات هذه الحركة‪ ،‬أن هذا النوع من اليوميات المكتوبة في حينها تعد أكثر مصداقية من المذكرات التي‬ ‫مثلما هو الحال مع الزعماء الحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬وعبد الخالق الطريس‪ ،‬والتهامي كتبت بعد حين‪( ”...‬ص ص‪.)8-7 .‬‬ ‫الوزاني‪ ،‬ومحمد داود‪...،‬‬ ‫وبنشره لهذا العمل غير المسبوق‪ ،‬يكون المؤرخ ابن عزوز حكيم قد قدم خدمة‬ ‫وتأسيسا على هذا المنطلق‪ ،‬يأتي صدور الجزء األول من كتاب “يوميات زعيم‬ ‫الوحدة”‪ ،‬كمحاولة من المؤلف الستنطاق الصوت اآلخر للزعيم الطريس‪ ،‬صوت خافت‬ ‫لكنه عميق بالدالالت المرتبطة بريادة صاحبه في مجال العمل الوطني المخلص‬ ‫والصادق‪ .‬وإذا كان ابن عزوز حكيم قد سبق له أن نشر جزءا من مذكرات الطريس‪،‬‬ ‫في كتاب كان قد صدر سنة ‪ 1982‬تحت عنوان “من مذكرات الزعيم الطريس”‪ ،‬فإن‬ ‫األمر ظل مرتبطا بجزء معزول من مجموع المذكرات الشخصية لهذا الزعيم التاريخي‪،‬‬ ‫والمتعلقة بيومياته خالل الرحلة التي قام بها رفقة الحاج عبد السالم بنونة إلى مدينة‬ ‫مدريد سنة ‪ .1934‬لذلك‪ ،‬فقد سعى المؤلف في هذا الكتاب إلى توسيع مجال التجميع‬ ‫الوثائقي وترتيبه وتصنيفه بشكل يسمح بتغطية تجربة األستاذ الطريس خالل فترة‬ ‫زمنية أطول تمتد ما بين سنتي ‪ 1923‬و‪ ،1932‬معتمدا في ذلك على الرصيد الهائل‬ ‫من الوثائق الغميسة المحفوظة بخزانته الشخصية‪ ،‬أو ضمن ربائد مؤسسة عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ .‬وبخصوص القيمة التاريخية الكبرى التي تميز مجموع مكونات هذا‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫جليلة لمجال البحث في تجربة الحركة الوطنية بشمال المغرب‪ ،‬وبسيرة رائدها وملهمها‬ ‫الزعيم الطريس‪ .‬وتزداد هذه المسألة وضوحا‪ ،‬إذا علمنا أن المؤلف لم يكن يكتفي‬ ‫بإعادة نشر مضامين هذه اليوميات في شكلها الفطري‪ ،‬بل حرص على تعزيز عمله‬ ‫بالكثير من الهوامش ومن التوضيحات المرتبطة بمختلف األعالم البشرية والجغرافية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬وكذا بتفاصيل الوقائع التي ورد ذكرها في سياق المتن األصلي لهذا العمل‪.‬‬ ‫وعلى مستوى المضامين‪ ،‬فالعمل يعتبر نافذة على التراث النضالي لألستاذ الطريس‪،‬‬ ‫تنظيرا وجهادا وممارسة‪ .‬إنه سجل حي يعكس مختلف االهتمامات التي انشغل بها‬ ‫الطريس سواء على المستوى المحلي أم الوطني أم القومي العربي أم العالمي‪ ،‬كما أنه‬ ‫ذاكرة حية إلحدى أنبل تجارب العطاء السامي لنخب منطقة الشمال خالل النصف األول‬ ‫من القرن ‪ .20‬إنه –في نهاية المطاف‪ -‬اختزال لذاكرة جماعية يعتبر الكتاب مادتها‬ ‫الخام الكفيلة بتوفير المنطلقات األساسية للبحث التاريخي البديل في تراكم تجارب‬ ‫الحركة الوطنية بالشمال‪.‬‬

‫الوصل باهلل ‪.‬‬

‫اإلنسان في كل يقظته‪ ،‬وحضوره‪ ،‬متصل متواصل‪ ،‬إن بلسانه أو خاطره أو فكره ‪..‬‬ ‫يلتقط بنظره ماليين الصور يوميا‪ ،‬وهو ما يشكل خواطره وأفكاره ‪...‬‬ ‫‪ ‬هذه التواصالت السمعية والبصرية والفكرية‪ ،‬يجب أن تكون خالصتها في األخير‪،‬‬ ‫الوصول إلى الوقوف والتربع على ربوة التواصل مع ربنا جل في عاله‪.‬‬ ‫‪ ‬التواصل مع الباري جل جالله‪ ،‬يتربى عليه اإلنسان‬ ‫عبر الشريعة‪ ،‬فعبر الصالة مثال نتربى يوميا على‬ ‫التواصل مع اهلل‪ ،‬وحسن مجالسته جل جالله‪.‬‬ ‫‪ ‬عبر هاته الوسائل من التربيـة الشرعية‪ ،‬كالصالة‬ ‫والذكر وغير ذلك‪ ،‬يتربى اإلنسـان على حسن األنـس‬ ‫باهلل‪ ،‬والتلذذ بجواره‪.‬‬ ‫‪ ‬لما يصل المؤمن لهذا المستوى من األنس باهلل‪،‬‬ ‫يستطيع أن يرقى إلى مقام التلذذ بوصل اهلل‪ ،‬ووصل‬ ‫اهلل فصل عن التعلق بالسوى واألغيار وكل ما غير اهلل‪ ،‬فيبقى العبد على كل حاله‬ ‫ومقاله هلل‪ ،‬إن أصابته سراء حمد اهلل وشكره‪ ،‬وإن أصابته ضراء صبر وغفر‪ ،‬وشفتاه‬ ‫دائمتا التمتمة باهلل ذكرا وشكرا‪ ،‬ووجدانه يرشح بالحب والتعلق‪ ،‬وقلبه حاضر ال يغفل‬ ‫أو ينام ‪..‬‬ ‫‪ ‬هنا يتلذذ العبد ويرزق نشوة العبادة‪ ،‬فال يمل من الشريعة‪ ،‬ويطلب المزيد عبر‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫النافلة‪ ،‬ويستزيد بواسطة الذكر‪ ،‬حتى يكون هواه محمدي رباني ال حظ للشيطان فيه‪.‬‬ ‫(أهل اهلل مذ سجدوا ما رفعوا ‪ ،‬ومذ وصلوا ما رجعوا)‪.‬‬ ‫‪ ‬ال شك أن هذه منزلة كبرى ومقام رفيع‪ ،‬بلغه من بلغه‪ ،‬وحجب عنه من حُجب‪،‬‬ ‫فاألنبياء والمرسول والصالحون والكمل من العباد‪ ،‬عاشوا هذا الوصل‪ ،‬وهذا القرب‬ ‫باهلل‪ ،‬حتى غابوا في اهلل وفنوا فيه عن ما سواه‪ ،‬فما‬ ‫شغلهم شاغل عنه‪ ،‬وال حال بينهم وبينه حائل‪ ،‬تنام‬ ‫عيونهم عن الخلق‪ ،‬وال تنام قلوبهم عن الحق‪.‬‬ ‫‪ ‬بحبال هذا الوصال‪ ،‬ولذة هذا االتصال‪ ،‬ينسـى‬ ‫الواصلون والقاصدون اهلل‪ ،‬كل صعاب عتبات الوصول‪،‬‬ ‫وعقبات المقامات‪ ،‬حيث لذة الوصل أنستهم ما سبقوا‪،‬‬ ‫وجزاهم بما صبروا جنة وسكينة وطمأنينة بدار الفناء‬ ‫قبل دار البقاء‪.‬‬ ‫‪ ‬هنا وجب التنبيه إلى أن هذا الحال ليس حكرا على أحد‪ ،‬وال تختص به طائفة أو‬ ‫عرق دون آخر‪ ،‬وإنما الباب مفتوح‪ ،‬وحبل اهلل ممدود‪ ،‬فمن أراد اللحوق بركب اهلل ‪ ،‬ما‬ ‫عليه سوى البدار‪ ،‬وباب اهلل ما عليه بواب‪.‬‬ ‫وانتهاء‪ ،‬اللهم حققنا بك لك‪ ،‬وأيدنا بك لك‪ ،‬واجمعنا بك لك‪ ،‬وحل بيننا وبين غيرك‪،‬‬ ‫وصل على سيدنا ووسيلتنا محمد بن عبد اهلل صالة يدوم لنا بها االتصال بحضرتك‪،‬‬ ‫وتكون لنا ذخرا عندك‪ ،‬وأنسا بك في كل لقائك‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪979‬‬

‫مع‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫املواطنني‬

‫المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب يعقد اجتماعا مع‬ ‫المنتخبين والسلطات المحلية إلقليم‬ ‫وزان حول مشاريع الكهرباء والماء‬ ‫الشروب والتطهير السائل‬

‫لعبة السودوكو (‪)444‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫عقد السيد عبد الرحيم الحافظي‪ ،‬المدير‬ ‫العام للمكتب الوطني للكهرباء والمـــاء‬ ‫الصالح للشــرب يوم الخميـــس ‪ 31‬يناير‬ ‫‪2019‬اجتماعا مع المنتخبيـن والسلطــات‬ ‫المحلية‪ ،‬تحت رئاسة السيـد عامــل إقليـم‬ ‫وزان حول مشاريع الكهرباء والماء الشروب‬ ‫والتطهير السائل‪.‬‬ ‫ويدخل هذا االجتماع في إطار الرؤية‬ ‫الجديدة للمكتب‪ ،‬حيث يتم تنظيم زيارات‬ ‫ميدانية إلى أقاليم وجهات المملكة ليتقاسم‬ ‫مع ممثلي السكان والسلطات المحلية تقدم‬ ‫المشاريع ومناقشة العراقيل والتحديات التي‬ ‫تواجه إنجاز األشغال وكذا المشاريع المبرمجة‬ ‫التي تشكل برنامج العمل في المناطق التي‬ ‫تمت زيارتها وذلك لتلبية حاجيات السكان‬ ‫من المـاء الصالح للشـرب والتطهير السائل‬ ‫والكهربــاء ولتحسين الخدمة التي يوفرها‬ ‫المكتب‪.‬‬ ‫خـــالل هـــذا االجتمـــاع‪ ،‬تم ســــرد‬ ‫االستثمارات المنجزة من طرف المكتب في‬

‫‪17‬‬

‫هذا اإلقليم والتي بلغت ‪ 952‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وقد مكنت هذه االستثمارات من تعميم‬ ‫الولوج إلى الماء الصالح للشرب والكهربة‬ ‫بالوسط القروي وكذا تقوية وتأمين التزويد‬ ‫بالكهرباء والماء الصالح للشرب بالوسط‬ ‫الحضري وذلك من أجل مواكبة التنمية‬ ‫السوسيو‪-‬اقتصادية التي يعرفها اإلقليم‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يعتزم المكتب‪ ،‬خالل‬ ‫الفترة ‪ ،2023-2019‬إنجاز برنامج استثماري‬ ‫بغالف مالي يقـــدر ب ‪ 673‬مليون درهم‬ ‫لتحسين خدمات التزويد بالمـاء الصالـــح‬ ‫للشرب والكهرباء والتطهير السائل‪.‬‬ ‫مباشرة بعد االجتماع‪ ،‬قام السيد المدير‬ ‫العام رفقة السيد عامل اإلقليم والمنتخبين‬ ‫بزيارة لمحطة معالجة الماء الصالح للشرب‬ ‫على سد الوحدة التي تصل قدرتها اإلنتاجية‬ ‫إلى ‪ 360‬لتر‪/‬الثانية‪ .‬تزود هذه المحطة‪ ،‬التي‬ ‫تم الشروع في استغاللها سنة ‪ ،2017‬مدينة‬ ‫قرية با محمد وعدة جماعات تابعة إلقليمي‬ ‫وزان وشفشاون‪.‬‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬

‫‪ : C2ES‬االستشارات والخبرات والدراسات البيئية‬ ‫‪ ، 29‬شارع عمرو بنو العاص‪ ،‬الطابق الثالث ‪ ،‬رقم ‪ ، 26‬طنجة‬ ‫الهاتف‪ / 0660406039 :‬البريد اإللكتروني‪sarl.c2es@gmail.com:‬‬ ‫إسم الشركة‪ MELLAH AVENIR & DEVELOPPEMENT SA :‬‬ ‫‪RC : 6249‬‬ ‫المقر المركزي‪ :‬بتجزئة الطرابولسي‪ ،‬عمارة ‪ 4‬خارج باب شعفا‬ ‫الهاتف ‪)212+(661222009 :‬‬ ‫الفرع‪ :‬منطقة الحرة للتصدير‪- Lot : 178 ،‬طنجة – المغرب‬ ‫قامت شركة ‪ MELLAH AVENIR & DEVELOPPEMENT SA‬ببناء وحدة النقـل‬ ‫والخدمات اللوجستية وإنتاج أقمشة غير منسوجة من البولي بروبلين وذلك بمقتضى عقد حر‬ ‫مؤرخ ‪ .2017/01/01‬وتم اعداد القانون األساسي للشركة حسب المميزات التالية‪.‬‬ ‫اإلسم‪MELLAH AVENIR & DEVELOPMENT :‬‬ ‫المهمة‪ :‬التجارة واالستغالل والتجارة والتوزيع واالستيراد لألغذية العامة والمنتجات ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬وكذلك جميع العمليات الصناعية ذات الصلة‪.‬‬ ‫لن تتسبب األنشطة التي ستحدث داخل المصنع خالل مرحلة االستغالل في إحداث ضرر‬ ‫بيئي شديد‪.‬‬ ‫في الواقع ‪ ،‬لن يكون للمشروع الذي بدأته الشركة أي تأثير على التربة ‪ ،‬وال على المناظر‬ ‫الطبيعية والموارد المائية‪ ،‬وال على الهواء والوحدات الصناعية القريبة من الموقع‪ .‬وذلك‬ ‫لألسباب التالية‪:‬‬ ‫ الموقع الذي يضم المشروع مدرج في منطقة خالية من الغطاء النباتي ومجهز بشبكة‬‫صرف صحي كافية وفعالة‪.‬‬ ‫ الموقع بعيد عن أي مصدر للمياه السطحية‪.‬‬‫ عدم وجود نفايات خطيرة سائلة كانت أم صلبة‪ .‬في الواقع‪ ،‬فإن النفايات السائلة الوحيدة‬‫التي سيتم توليدها من المصنع ستكون على شكل مياه الصرف الصحي والتي سيتم نقلها إلى‬ ‫شبكة الصرف الصحي في المنطقة الحرة‪.‬‬ ‫ عدم وجود الروائح واالنبعاثات في الغالف الجوي‪.‬‬‫ سيتم وضع المعدات في أماكن مغلقة‪ .‬حتى ال تسبب تلوثا سمعيا بسبب الضوضاء الذي‬‫قد ينبعث منها أثناء التصنيع‪.‬‬ ‫الشكل القانوني‪ :‬شركة المساهمة‪.‬‬ ‫رأس المال‪ 36.000.000 :‬درهم‬ ‫المساهمين الرئيسيين‪( :‬هشام المالح ‪ ،‬صندوق االستثمار ‪.)FINACORP‬‬ ‫المقر الرئيسي‪:‬‬ ‫‪.LOT. TARABLOUSSI IMB. 4 OUT OF BAB CHEAAFA SALE‬‬ ‫مبلغ االستثمار‪ 70( :‬وظيفة ‪ 30 //‬مليون درهم)‪.‬‬ ‫المدة‪ 99 :‬سنة‬ ‫المدير‪ :‬مالح هشام‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪444‬‬


‫الشمال‬

‫البرغوت في المغرب‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪979‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫سيكون نجم برشلونة البرغوت ليونيل‬ ‫ميسي حاضرا بالمغرب مع منتخب بالده‬ ‫اآلرجنتين في اللقاء الودي الذي سيجمعـه‬ ‫بنظيره المغربي يوم ‪ 26‬مارس المقبل‬ ‫بملعـب مركـب األميـر موالي عبـد اهلل‬ ‫بالرباط استـعدادا لتحضيرات المغـرب‬ ‫لكأس إفريقيا لألمم التي ستقام بمصر‪.‬‬ ‫وكانـت الجامعـة الملكيــة المغربيـة‬ ‫لكرة القدم قد ضمنت العقد المبرم مع‬ ‫االتحاد األرجنتيني ضرورة حضور ميسي‬ ‫ومشاركته في هذه المباراة‪.‬‬

‫ذهاب الدوري االحترافي المغربي لكرة القدم‬

‫اتحاد طنجة‪ ..‬نتائج متقلبة ورقم قياسي‬ ‫في استبدال المدربين‬ ‫مدرب الحراس‬

‫محمد بيستارة‬ ‫عندما انتقدنا األخطاء المتكررة لحراس اتحاد طنجـة لم نكن‬ ‫نقصد سوى التنبيه وضرورة أخـذ العبرة وعدم التكرار‪ ،‬خاصة و أن‬ ‫تلك األخطاء تسببت في النتائج السلبية والهزيمة في العديد من‬ ‫المباريات‪.‬‬ ‫وقد شاهدنا مؤخرا أن الحارس أوطاح استعاد عافيته ورسميته‬ ‫ما يعني أن مدرب الحراس محمد بيستارة أخذ األمور بجدية وعمل‬ ‫على هذا الجانب مشكورا‪.‬‬ ‫وإذا كان الحارس عصام الحالفـي الذي ارتكب أخطـاء فادحـة‬ ‫ضد النهضة البركانية أدى اتحاد طنجة ثمنها مبكرا لم يستسغ‬ ‫االنتقاد وانفصل عن االتحاد‪ ،‬فهذا أمر يخصه‪ ،‬ألن هذا األمر ال‬ ‫مجال فيه للعاطفة والمجاملة‪.‬‬ ‫ونحن عندما أثرنا االنتباه ألخطـاء حراس طنجـة كـان همنــا‬ ‫الوحيــد الحـرص على تماسـك الفريـق حتى يؤدي أي العب دوره‬ ‫في المنظومة ويكتمل أداء المجموعة وتتحقق النتائـج اإليجابية‬ ‫ويعود قطار اتحاد طنجة إلى سكـة االنتصارات‪ ،‬كما حدث مؤخرا‬ ‫بعد الفـوز على الوداد البيضـاوي المتصدر و االنتصار في الرباط‬ ‫على الفتح الرباطي الذي كان يشكـل حصان «طروادة» بالنسبـة‬ ‫لفارس البوغاز‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬نثمن الجهـود التي بذلها مدرب الحراس بيستارة‬ ‫وكذا مختلف الحراس ونتمنى أن يتم القطع مع األخطـاء المؤثرة‬ ‫والتنافس اإليجابي بين حراس المرمى وال سيما بعـد التعاقـد مع‬ ‫الحارس شهاب الذي خاض تجربة احترافية بالدوري القطري وتبقى‬ ‫األسبقية لألصلح‪.‬‬

‫المغرب يصطدم بالجزائر في‬ ‫تصفيات كأس إفريقيا للمحليين‬

‫أسفرت قرعة تصفيات كأس إفريقيا للمحليين عن وقوع المنتخب المغربي‬ ‫في مواجهة نظيره الجزائري من أجل تحديد المتأهـل إلى نسخة البطولـة‬ ‫االفريقية القادمة للمحليين في إثيوبيا‪.‬‬ ‫ولم يحــدد بعد موعـد إجـراء مقابلتي الذهاب واإليـاب بين المنتخبين‬ ‫المغاربيين للحسم في ممثل شمال إفريقيـا في النهائيات‪.‬‬ ‫يذكر أن المنتخب المحلي المغربـي قد توج بلقب النسخة السابقة لكأس‬ ‫افريقيا للمحليين مع المدرب جمال السالمي‪.‬‬

‫أسدل الستار على المرحلة األولى من ذهاب البطولة االحترافية‬ ‫«اتصاالت المغرب» في كرة القدم باحتالل اتحاد طنجة الرتبة‬ ‫الثامنة برصيد ‪ 20‬نقطة‪.‬‬ ‫هذه المرحلة شهدت تذبذبا وتقلبات في مستوى ونتائج فارس‬ ‫البوغاز‪.‬‬ ‫بطل الموسم الماضي الذي بدأ التحضيرات مبكرا وأقام‬ ‫معسكرا تدريبيا مغلقا بطنجة وآخر في تركيا كان الجميع يعتقدون‬ ‫أنه سيبدأ مشوار البطولة بقوة وسينافس ويدافع عن لقبه لكن‬ ‫العكس هو الذي حصل وهذه هي األسباب‪.‬‬

‫رقم قياسي في استبدال المدربين‬

‫فريق اتحاد طنجة بدا الموسم على إيقاع المشاكل وتغيير‬ ‫المدربين‪ ،‬حيث ضرب الر قم القياسي في تغيير أطقمه التقنية ‪.‬‬ ‫فبعد ثالث تعادالت تم االنفصال عن المدرب ادريس المرابط‬ ‫ابن المدينة الذي قاد الفريق إلى الظفر بلقب البطولة‪ ،‬ألول مرة‬ ‫في التاريخ‪.‬‬ ‫وتم االستنجاد بالمدرب التونسي أحمد العجالني بدعوى أنه‬ ‫يعرف الكرة المغربية وسبق أن أحرز لقب كأس العرش مع نادي‬ ‫أولمبيك خريبكة‪ ،‬لكن األموزر ازدادت سوء مع هذا المدرب‪ ،‬حيث‬ ‫تم إقصاء الفريق الطنجاوي من منافسات كأس العرش على يد‬ ‫الوداد البيضاوي والخروج من الدور التمهيدي الثاني لدوري أبطال‬ ‫إفريقيا وهي المسابقة التي كان االتحاد يراهن عليها لبلوغ دور‬ ‫المجموعات‪.‬‬ ‫وأمام عدم بلوغ األهداف المسطرة في العقد‪ ،‬تم االنفصال‬ ‫والطالق بين الفريق والعجالني ‪.‬‬ ‫ومباشرة‪ ،‬تمت المناداة على المدرب عبد الواحد بنقاسم الذي‬ ‫كان يشغل مهمة المدرب المساعد للمدرب المرابط‪..‬‬ ‫وتعيين اإلطار الوطني عبد الرحيم طاليب‪ ،‬مديرا تقنيا في‬ ‫انتظار انتهاء الموسم ‪.‬‬

‫بصمة طاليب وبنقاسم‬ ‫وفعال ودون مجاملة تمكن المدربان بنقاسم وطاليب من‬ ‫إعادة الروح لفارس البوغاز ‪ ...‬ورغم اإلقصاء من منافسات كأس‬ ‫الكونفدرالية اإلفريقية بعد تعـادل في الذهاب وهزيمـة في‬ ‫اإلسكندرية أمام الزمالك المصري‪ ،‬فإن بوادر ومالمح التغيير بدأت‬ ‫تظهر من خالل النهج التكتيكي والنتائج اإليجابية‪.‬‬

‫انتدابات على المقاس‬ ‫ومن بين المؤاخذات التي تعرض لها اتحاد طنجة‪ ،‬قبل انطالق‬ ‫الموسم الكروي الحالي انتداب أكثر من ‪ 11‬العبا دون أن يتمكن‬ ‫أغلبهم من تقديم اإلضافة المرجوة وهو ما حذا بالمديـر التقنـي‬ ‫عبد الرحيم طاليب إلى االستغناء عن بعضهم ‪ ..‬وانتداب آخرين‬ ‫يمكن للفريق أن يعول عليهم في مرحلة اإلياب‪.‬‬ ‫ونخص بالذكر المهاجـم الكونغولي ـ موكوكـو ـ والمدافـع‬ ‫األيسر الغابوني نزامبي والمهاجم حمزة الغطاس والحارس شهاب‬ ‫القادم من الدوري القطري والذي سبق أن حمل قميص أولمبيك‬ ‫خريبكة أضافة إلى ثالثة العبين من الفريق الرديف‪ ،‬تم إلحاقهم‬ ‫بالفريق األول بناء على رغبة طاليب‪.‬‬

‫عودة النتائج اإليجابية‬ ‫وبالفعل بدأت تظهر مالمح التغيير في طريقة اللعب وبدأت‬ ‫معها النتائج اإليجابية‪ ،‬حيث تمكن اتحاد طنجة من حصد ست نقاط‬ ‫في أقل من أسبوع بفضل انتصار داخل الميدان تحقق على حساب‬ ‫الوداد المتصدر وفوز خارج القواعد على الفتح الرياضي الذي كان‬ ‫يشكل الحصان األسود لالتحاد‪.‬‬ ‫نتائج إيجابية ساهمت في تغيير العقليات وإبعاد النحس الذي‬ ‫الزم فارس البوغاز مع انطالق الموسم و أعطت االنطباع بأن اتحاد‬ ‫طنجة سيقول كلمته في النصف الثاني من البطولة وسيكون من‬ ‫ضمن األندية التي ستنافس بقوة من أجل اللقب‪.‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫ثالث مواجهات تجمع ريال مدريد الديربي البيضاوي في اإلمارات‬ ‫يوم ‪ 26‬مارس المقبل‬ ‫وبرشلونة في أقل من شهر‬

‫وقع رئيسا الر جاء والوداد البيضاويين جواد الزيات وسعيد الناصيري في اإلمارات بروتوكول‬ ‫اتفاق يقضي بإجراء ديربي البيضاء في ابوظبي يوم ‪ 26‬مارس المقبل‪.‬‬ ‫االتفاق تضمن أيضا إحياء شراكة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و االتحاد‬ ‫اإلماراتي للعبة وتبادل الخبرات والمعسكرات وكل ما يتعلق بتحضيرات األندية والمنتخبات‪.‬‬ ‫عملية التوقيــع على برتوكــول اإلتفـــاق حضرها فوزي لقجــع‪ ،‬رئيس الجامعــة‪ ،‬وأحمد‬ ‫جودار‪ ،‬العضو الجامعي‪ ،‬وهشام آيت منا‪ ،‬ووكيل األعمال كريم بلق‪.‬‬ ‫أسفـرت قـــرعـة الدور نصف النهائــي لكـــأس ملك إسبانيا لكرة القدم عن نهائي قبل األوان بين الغريمين‬ ‫التقليديين ريــال مدريد وبرشلونـــة في كالسيكو األرض‪.‬‬ ‫وتأتي هذه المواجهة بين قطبي الكرة اإلسبانية قبل كالسيكو آخر يجمع بين الفريقين في الثالث من شهر‬ ‫مارس المقبل برسم بطولة الليغا‪.‬‬ ‫أما لقاء نصف النهايـــة الثانــي فسيجمـــع نادي بلنسية بفريق بتيس‪.‬‬ ‫االتحاد اإلسباني لكرة القدم أعلن بالمناسبة عن حكام الدور نصف النهائي لكأس ملك إسبانيا‪.‬‬ ‫وهكذا سيدير الحكم «أنطونيو ماثيو ماهوز» لقاء ذهاب الكالسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة فيما يتولى‬ ‫الحكم كارلوس ديل سيرو قيادة مباراة بلنسية وبتيس‪.‬‬

‫فاليني ينتقل للدوري الصيني‬

‫الميركاتو الشتوي في إسبانيا‬ ‫كلف ‪ 82‬مليون يورو‬

‫كشفت مصادر إعالمية انجليزية أن ابن مدينة طنجة الحامل للجنسية البلجيكية مروان‬ ‫فاليني انضم إلى نادي «شاندونغ لونينغ» الصيني مقابل ‪12‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وأبرزت أن فاليني ‪ 31‬سنة وقع على عقد يمتد حتى عام ‪ 2022‬براتب شهري بقيمة مليون‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫وكان مروان فالينـــي قد قرر الرحيل عن فريق مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬بعدما قضى معه‬ ‫‪ 6‬سنوات منذ سنة ‪ 2013‬بعد مغادرة المدرب البرتغالي جوزي مورينيو الذي كان يعتمد عليه‬ ‫كأساسي قبل أن يضعه المدرب النرويجي غونار سولسكايـر على مقاعد البدالء‪.‬‬

‫كأس الصداقة المغربية اإلسبانية‬ ‫أنفقت األندية اإلسبانية مبلغ ‪ 82‬مليون يوروخالل فترة اال نتقاالت الشتوية الحالية‪.‬‬ ‫وجاءت أغلب صفقـات الميركاتو الشتـوي في إسبانيا كالتالي‪.‬‬ ‫تعاقد فريق ريال مدريد مع الالعب إبراهيم دياز قادما من مانشستر يونايتد اإلنجليزي كأغلى صفقة إسبانية‬ ‫في فترة االنتقاالت الشتوية مقابل‪ 15‬مليون يورو‪.‬‬ ‫كما تعاقد الفريق الملكي مع الالعب «جوليان فوبير» قادما من نادي ويست هام اإلنجليزي على سبيل‬ ‫اإلعارة مقابل مليون يورو ونصف‪.‬‬ ‫نادي برشلونة ضم البرازيلي «إيميرسون» من فريق أتلتيكو مينيرو مقابل ‪12‬مليون يورو بموجب عقد يمتد‬ ‫حتى عام ‪ 2024‬وسيلعب الالعب بقميص فريق بتيس على سبيل اإلعارة‪ ،‬حتى شهر يونيو المقبل‪.‬‬ ‫كما أنهى الفريق الكتالوني إجراءات التعاقد مع المدافع «كلير توربيدو» من فريق تولوز الفرنسي‪ ،‬مقابل‬ ‫مليوني يورو‪ ،‬وسيحمل قميص برشلونة شهر يونيو القادم‪.‬‬ ‫وضم نادي بلنسية مهاجم أالفيس «روبين سوبرينو» في صفقة بقيمة ‪ 5‬ماليين يورو‪.‬‬ ‫كما ضم بلنسية على سبيل اإلعارة المهاجم األرجنتيني «فاكوندو روكاليا» قادما من سيلتا فيغو بينما‬ ‫استعار األخير المدافع لوكاس أوالزا من فريق بوكاجينيور األرجنتيني والجزائري رياض محرز معارا من نادي‬ ‫بتيس ‪.‬‬ ‫كما انتقل الالعب «ألفــارو موراتا» إلى فريق أتلتيكو مدريد على سبيل اإلعارة مقابل ‪ 7.5‬مليون يورو‪.‬‬

‫يتطلع االتحاد اإلسباني لكرة القدم إلى تنظيم كأس الصداقة اإلسبانية – المغربية على‬ ‫غرار كأس الصداقة المغربية‪-‬اإلماراتية تجمع كل سنة الفائز ببطولة الليغا بالفريق الحائز على‬ ‫بطولة الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬

‫ويسعى االتحاد اإلسباني من وراء ذلك إلى توطيد العالقات مع الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم من خالل إطالق هذه الكأس بغرض تقريب الدولتين رياضيا استعدادا لتقديم ملف‬ ‫مشترك لتنظيم نهائيات كأس العاتلم ‪.2030‬‬


‫العدد ‪979‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬فرباير ‪2019‬‬

‫ملف زعيم «حراك الريف» يعود إلى الواجهة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫ومعلوم أن الحراك أعلن‪ ،‬في الخامس من مارس سنة‬ ‫‪ ،2017‬عن مجموعة من المطالب منها الحقوقية والقانونية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫وقد كان من أبرز هذه المطالب‪،‬إلغاء ظهير ‪1.58.381‬‬ ‫الذي يعتبر إقليم الحسيمة منطقـة عسكريــة وإسقـــاط‬ ‫المتابعات القضائية في حق بسطاء مزارعي القنب الهندي‬ ‫بإقليم الحسيمة والمناطق األخرى‪ .‬وإطالق سراح المعتقلين‬ ‫السياسيين وتسوية وضعيتهم من خالل مراجعة األحكام‬ ‫القاسية التي صدرت في حقهم‪ ،‬وتقديم جميع المتورطين‬ ‫في مقتل الشهيد محسن فكري إلى العدالـة والذهــاب‬ ‫بالتحقيقات إلى أبعد مــدى مع اإلفــراج على النتائـــج في‬ ‫أقرب وقــت‪ ،‬وضمان عـــدم تكرار هذه الجرائــم‪ ،‬وإحداث‬ ‫معاهد عليا في عدة تخصصات‪ ،‬وتوسيع شبكة المؤسسات‬ ‫التعليمة (االبتدائية‪ ،‬االعدادية‪ ،‬الثانوية) بكامل أسالكها‬ ‫على إمتداد الريف‪ ،‬وفتح مختلف التخصصات والشعب‬ ‫والمسالك التعليمية المعتمدة من طـــرف وزارة التربية‬ ‫الوطنية‪ :‬التخصصات التقنية والعلمية‪ ،‬األقسام التحضيرية‪،‬‬ ‫وإحداث معاهد للتكوين المهني والمعاهد المتخصصة‬ ‫في التكنولوجيا التطبيقية على امتداد مختلف بلديات‬ ‫اقليمي الحسيمة والدريوش‪ ،‬وإحداث مستشفى جامعي‬ ‫بإقليم الحسيمة وإتمام أشغال المستشفى اإلقليمي محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬وبناء مستشفى خاص بالسرطان في القريب‬ ‫العاجل بشتى مستلزماته وطاقمه الطبي‪ ،‬واحداث مركز‬ ‫جيوفزيائي متخصص في الزالزل والكوارث الطبيعية مع‬ ‫إحداث برنامج للحد من آثارها السلبية إلى جانب مجموعة‬ ‫من المطالب التي تخص الجانب الثقافي من إنجاز مركز‬ ‫ثقافي ومكتبات بالحسيمة‪ ،‬وإتمـــام أشغال متحف الريف‬ ‫مع فتح تحقيق في الخروقات التي طالته إضافة إلى ترميم‬ ‫المآثر الثاريخية للريف‪ ،‬وإلى مطالب تخص اإلســـراع‬ ‫في تطوير قطاعات الصيد والفالحة والسياحة بالمنطقة‬ ‫وربطها بالصناعات التحويلية المناسبة‪ ،‬وإنجاز تجهيزات‬ ‫بنيوية كبرى من طرق وسكة حديد وموانئ وغيرها‪..‬‬ ‫من الواضح أن نشطاء الحراك لم يكونوا يعتقدون بأن‬ ‫مطالبهم سيستجاب لها بين يوم وليلة‪ ،‬ولكنهم كانوا‬ ‫يرجون أن تفتح باب الحوار أمامهم مع المسؤولين في‬ ‫المركز‪ ،‬لوضع خارطة طريق لتنفيد تلك المطالب والرغبات‬ ‫في إطار خطة عمل يشترك فيها كافة الفاعلين‪ ،‬من رسميين‬ ‫ومنتخبين وخبراء‪ ،‬ومنظمات أهلية‪.‬‬ ‫المهم أن مطالب الحراك كانـــت «وطنيــة»‪ ،‬مغربية‪،‬‬ ‫وأنها كانت تهدف إلى «جلب المصالح ودرء المفاسد» وفق‬ ‫القاعدة الفقهية المعروفة‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه ألقي القبض على زعيـم الحـــراك‪ ،‬ناصر‬ ‫الزفزافي في ‪ 29‬ماي ‪ ،2017‬وتم الحكم عليه في ‪ 26‬يونيه‬ ‫‪ 2018‬بعشرين سنة سجنــا نافذا إلى جانب بعض رفاقه‪.‬‬ ‫خلل خلقي طفيف‬ ‫وقد راجت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬في عدد من وسائل اإلعالم بالمغرب‪،‬‬ ‫أخبار مفادها أن الحالة الصحية لناصر الزفزافي تدهورت في‬ ‫المدة األخيرة‪ ،‬وأنه مصاب بجلطة دماغية وبشلل نصفي‪،‬‬ ‫األمر الذي نفته إدارة السجون كما نفت قيامها بإخفاء نتيجة‬ ‫فحوصات أجريت له قبل نحو عام‪ ،‬وقالت إن المعني باألمر‬ ‫خضع قبل سنة تقريبا لمجموعة فحوصات‪ ،‬منها فحص‬ ‫بالرنين المغناطيسي ورسم كهربائي للدماغ‪ ،‬اتضح من‬ ‫خاللها أنه يحمل خلال خلقيا طفيفا حسب تشخيص الطبيب‬ ‫المعالج‪ .‬وقد أُخبر النزيل حينها بهذه النتائج وفقا ألخالقيات‬ ‫مهنة الطب‪ ،‬مع إعطائه الوصفة العالجية المناسبة‪ .‬إال أن‬ ‫ناصر تعمد إيذاء نفسه‪ ،‬يوم السبت المعلوم‪ ،‬بأن ضرب‬ ‫يده بطرف أحد المكاتب وأيضا بالحائط‪.‬‬ ‫إال أن رواية إدارة السجون للواقعة تختلف مع رواية والد‬ ‫ناصر الذي قال إن ابنه أخبره في اتصال هاتفي معه أنه‬ ‫شعر مساء السبت بتوعك على مستوى رجله قبل أن يصبح‬ ‫األمر أشبه بأعراض شلل نصفي؛ إذ فقد القدرة على تحريك‬ ‫نصفه األيمن واإلحساس به»‪ .‬بعد أن شعر بتوعك على‬

‫األخيرة‬

‫مستوى رجله قبل أن تتطور األمور ويتعرض لشلل نصفي‪،‬‬ ‫ما جعله يستنجد بالحراس»‪ .‬حيث جاء أحدهم وبيده قنينة‬ ‫كحول طلب منه أن يقوم بدهن المكان المتورم من رجله‪،‬‬ ‫األمر الذي رفضه ناصر وألح على حضور الطبيب المختص‪،‬‬ ‫الذي طالب‪ ،‬بعد الكشــف عليه‪ ،‬بنقـلــه إلى المستشفى‪،‬‬ ‫لتشخيص حالته الصحية حيث اتضح لألطباء المختصين‪،‬‬ ‫يقول والد الزفزافي‪ ،‬أن إدارة السجن حجبت عنه معلومات‬ ‫تخص حالته الصحية منذ فاتح مارس ‪ 2018‬تاريخ إصابته‬ ‫ألول مرة بأعراض جلطة دماغية وشلل نصفي‪ ،‬ولم يتم‬ ‫إخباره إال يوم السبت ‪ 26‬يناير ‪ 2019‬أن فحوصات ‪I.R.M‬‬ ‫للسنة الفارطـة كشفــت أنه مصاب بتقلص شريانـي على‬ ‫الجهة اليمنى من الرأس‪ ،‬وهو ما اعتبرته إدارة السجون‪،‬‬ ‫«خلال خلقيا طفيفا»‪.‬‬ ‫وقال الزفزافي األب إنه أخبر أن ابنه بدأت تنتابه نوبات‬ ‫هلوسة وتوتر وأن النوم جافاه وبدأت تطغى عليه كوابيس‪،‬‬ ‫بعد أن شرع في تناول األدوية التي قدمت له بالمستشفى‪،‬‬ ‫إثر الفحوصات التي أجريت له‪ ،‬وهي‬ ‫‪nupentin 300mg - arcoxia 90 mg - nodol‬‬ ‫‪500mg‬‬ ‫األستاذ محمد أغناج‪ ،‬الذي زار ناصر في سجنه رفقــة‬ ‫زميلته األستاذة زهرة المرابط وكالهما من فريق دفاع ناصر‬ ‫ورفاقه‪ ،‬أكد أن المرض الذي يشتكي منه ناصر على مستوى‬ ‫أسفل قدميه بسبب ضغط عظام أسفل الساق‪ ،‬يسبب له‬ ‫آالما حادة‪ ،‬وقال إنه تبين من الفحوصات الطبية األخيرة‪،‬‬ ‫أنه يعاني من تضيق أحد العروق على مستوى رأسه‪ ،‬مما قد‬ ‫يؤذي جهازه العصبي‪ .‬في حين اكتشـف المعتقل أن حالته‬ ‫سبق تشخيصها من طرف المستشفى منذ ‪،2018/03/01‬‬ ‫حين أصيب بنفس األعراض ونقل للمستشفى حيث خضع‬ ‫للتشخيص وتم تشخيص حالته‪ ،‬آنذاك‪ ،‬دون أن يُخبر بذلك‬ ‫ودون أن يتلقى أي عالج‪.‬‬ ‫المجلــس الوطني لحقــوق اإلنسـان يتـدخـل ‪:‬‬ ‫ال خطــر !‬ ‫وبعد أن تضاربت األقوال والروايات بخصوص الحالة‬ ‫الصحية لناصر الزفزافي‪ ،‬المحكوم بعشرين سنة سجنا‪،‬‬ ‫على خلفية احتجاجات الريف‪ ،‬طلع المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ليعلم الرأي العام الوطني‪ ،‬ببــالغ‪ ،‬رسمــي صدر‬ ‫الخميس الماضـــي‪ ،‬أن الحالـــة الصحيـــة لناصـر «ال تثير‬ ‫القلق»‪.‬‬ ‫هذا االستنتاج استخلصه فريق مكون من ثالثة أعضاء‬ ‫بالمجلس‪ ،‬من بينهـم طبيــب شرعـــي‪ ،‬انتدبوا للتحري‬ ‫بخصوص الوضع الصحي لناصر الزفزافي‪ ،‬واالضطالع على‬ ‫ملفه الطبي‪.‬‬ ‫وأوضح البالغ أن الفريق انتقل إلى المؤسسة السجنية‪،‬‬ ‫حيث عقد لقاءات مع إدارتها‪ ،‬وكذلك مع ناصر الزفزافي‪،‬‬ ‫والطبيبين العاملين في السجن المحلي‪ ،‬كما اضطلع الفريق‬ ‫على الملف الطبي للمعني باألمر‪ ،‬وتسجيالت ما وقع‪ ،‬يوم‬ ‫السبت المعلوم‪.‬‬ ‫وأكد الفريق الحقوقي أن ناصر الزفزافي خضع‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 26‬يناير الجاري‪ ،‬لسبعة فحوصات طبية في اختصاصات‬ ‫مختلفة‪ ،‬من طرف أطباء متخصصين في المركز االستشفائي‬ ‫الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء‪ ،‬كما أجريت له ثالثة‬ ‫كشوفات طبية‪.‬‬ ‫وأوضح تقرير الطبيب الشرعـــي المنتــدب من قبل‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان أن الحالة الصحية لناصر‬ ‫الزفزافي ال تثير أي قلق‪ ،‬وأوصى إدارة السجن بتمكين ناصر‬ ‫من استكمال الفحوصات اإلضافية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫الذي يتابع أطوار المحاكمة‪ ،‬سيصدر التقرير‪ ،‬الذي يتضمن‬ ‫مالحظاته بعد صدور الحكم النهائي عن محكمة االستئناف‬ ‫في الدارالبيضاء‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫«الصحافة والتاريخ»‬

‫إصدار جديد للمؤرخ المغربي الطيب بياض‬

‫ضمن فعايالت الدورة ‪ 25‬للمعرض‬ ‫الدولي‪ ‬للنشر والكتاب‪ ‬بالدار البيضاء الذي‬ ‫سيعقد ‪ ‬في الفترة ما بين ‪ 07‬و ‪ 17‬فبراير‬ ‫‪ 2019‬سيكون جمهور القراء على موعد مع‬ ‫إصدار جديد ضمن منشورات كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية عين الشق بالدار البيضاء ودار‬ ‫أبي رقراق لألكاديمي المغربي الطيب بياض‬ ‫موسوم ب « الصحافة والتاريخ»‪ .‬‬ ‫وفي تقديمه للعمـــل‪ ،‬أورد‪ ‬الكاتـــب‬ ‫والصحافي‪ ‬إدريس كسيكس ‪« :‬من ثمــة تأتي‬ ‫الفكرة الثانية التي تدافع عن المثقف كوسيط‪،‬‬ ‫قــد يكـون ممتهنا للتاريخ أو الصحافة ولكنه‬ ‫قبل هذا وذلك مواطن ملم‪ ،‬قارىء نهم‪ ،‬مهتم‬ ‫بما يدور ويجري‪ ،‬يضع تخصصه وآليـــات‬ ‫عمله في خدمة ضرورة فهم وتحليل الوقائع‬ ‫والمستجدات فهما عقالنيا يأخذ بعين االعتبار‬ ‫الحاضر والماضــي‪ ،‬ليــس كتــراث منســي‬ ‫ولكـن كمؤشر دال على ما هو قائم‪ .‬أمــا‬ ‫الفكرة الثالثة التي أود أن أختم بها هذه السطور‬ ‫فمرتبطة بمسألة الكتابة واإلنفتاح على األدب‬ ‫والتمكن من ناصيـة اللغـة كوسيلة للتواصل‬ ‫األنيقة ‪،‬تجعل القارئ أمام نصوص مركبة‪ ‬تركيبا‬ ‫متينا ينجذب إليها وليس أمام أخبار متتالية‪ ،‬في‬ ‫مجال الصحافة‪ ،‬أو أمام حوليات ال رابط بينها‬ ‫في التاريخ سوى قوانين علمية مجردة وممتنعة‬ ‫عن الفهم‪ .‬وقد استطاع المؤلف بسالســـة‬ ‫أسلوبـــه وأناقته أن يبرهن بالملموس في هذا‬ ‫الكتاب الشيق أن بساطة البناء ال تتعارض مع‬ ‫كثافة األفكار وغناها وأن ضرورة التأريخ المتزن‬ ‫ال تنفي الحاجة إلى التحليل المواكب لألحداث‪٠‬‬ ‫ما يهم في نهاية المطاف هو تأطير المعنى‬ ‫ووضعه في سياقه الصحيح‪.‬‬ ‫وفي تصديره للعمل‪ ،‬يقول المؤرخ محمد‬ ‫حبيدة‪« :‬في هذا الكتــاب‪ ،‬يكســـر المؤرخ‬

‫الطيب بياض القاعدة الوضعانية القائلة «ال‬ ‫يولد التاريخ كمرحلة إال عندما تموت هذه‬ ‫المرحلة‪ ،‬ألن ميدان التاريخ هو الماضي»‪،‬‬ ‫وينزع نزوعـا صريحــا نحو ما أكد عليه مارك‬ ‫بلوك‪ ،‬مؤسس مدرســة الحوليات‪ ،‬كون أن‬ ‫فهم الماضي ال يتأتى إال بإدراك القضايا‬ ‫التي يطرحها الزمن الراهن‪ ،‬في إطار جدلية‬ ‫زمنية منتجة‪ .‬من هنا تتبين األهمية البالغة‬ ‫التي‪ ‬يقترحها موضوع الصلة بين المؤرخ وحسه‬ ‫الزمني والصحافي وهاجسه اآلني‪ ،‬في قالب‬ ‫يجمع بين الصرامة األكاديمية والصنعة األدبية‪.‬‬ ‫يطرح الكتاب‪ ،‬على نحو صريح‪ ،‬ذلك السؤال‬ ‫األبدي‪« :‬ما جدوى التاريخ»؟ ويجيب على نفس‬ ‫النحو بالتنبيه إلى أن التاريخ في كنهه وشكله‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من تعدُّد التعريفات والمقاربــات‪،‬‬ ‫يبقــى حوارا مستمـــرا بين الحاضر والماضي‪،‬‬ ‫يبقى جسرا بين رهانات الحاضر وأسئلة الماضي‪،‬‬ ‫يبقى عملية فكرية تحيي الماضي في الحاضر‬ ‫وتستنير بقضايا الراهن لتلمس الدهاليز القابعة‬ ‫في بطن الماضي‪ .‬ما يقدمه الطيب بياض من‬ ‫درس في هذا الكتاب هو أن المؤرخ في نهاية‬ ‫المطاف ينتمي إلى الحاضر‪ ،‬مهما كانت درجة‬ ‫غرقه في الماضي‪».‬‬ ‫والجدير بالذكــر‪ ،‬فالدكتــور الطيـــب‬ ‫بياض‪ ‬هو باحث مغربي‪ ،‬وأستاذ التعليم العالي‪،‬‬ ‫تخصص التاريخ االقتصادي بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية عين الشق بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫صــدر لــه العديـــد من األبحاث والمقاالت‬ ‫العلمية بالعربية والفرنسيــة واإلنجليزية‪ ،‬كما‬ ‫صدر له كتـاب ‪ « :‬المخزن والضريبة واالستعمار‪،‬‬ ‫ضريبـــة الترتيــب ‪ ،»1915-1880‬و «رحالة‬ ‫مغاربة في أوروبا‪ :‬بين القرنين السابع عشر‬ ‫والعشرين ‪ -‬تمثالت ومواقف»‪.‬‬

‫فتيات جمعية نجمات الشمال للثقافة‬ ‫والفنون االستعراضية بطنجة‪..‬‬

‫طاقة وموهبة و �إحياء للرتاث اجلبلي‬

‫جمعــيـــة نجمـــات الشمال للثقافة‬ ‫والفنون االستعراضية‪ ،‬التي تأسست في شهر‬ ‫أكتوبر ‪ ،2017‬هي جمعية تعنـــى بالفلكلور‬ ‫المغربي‪ ،‬خاصــة الجبلي‪ ،‬وهدفها الرئيس‪،‬‬ ‫هو إحياء التراث الجبلـي والحديث عنه من‬ ‫خــالل لوحـات استعراضيــة فلكلوريــة‪،‬‬ ‫هن مجموعة من البنـــات جمعت بينهــن‬ ‫الصداقة وحب االستعــراض‪ ،‬بدأن موهبتهن‬ ‫منـــذ عشـــر سنوات وهــن طفــالت‬ ‫صغيرات‪ ،‬لذلك فالجمعية اآلن تضم فرقتين‪،‬‬ ‫األولى للبراعم الصغار والثانية للكبار‪.‬‬ ‫فرقة جمعية نجمات الشمــال للثقافة‬ ‫والفنون اإلستعراضية شاركت في مهرجانات‬ ‫متعددة داخل المغرب‪ ،‬وشهدت تجاوبا كبيرا‬ ‫من طرف الجمهور‪ ،‬وحاليا تستعد الفتيات‬ ‫لتمثيل بلدهن بجمهورية مصر العربية‪ ،‬تلبية‬ ‫لدعوة من وزارة الثقافة بمصر عبر مهرجـان‬

‫أسوان للفنــون الشعبيــة‪ ،‬إال أن الفرقة بحاجة‬ ‫اآلن إلى دعم حقيقي للقيام بهذه المهمة‬ ‫التي تعتبر إلى حــد ما وطنية‪ ،‬ألنهن سيكن‬ ‫سفيرات للفن الشعبـي الجبلــي‪ ،‬وحسـب‬ ‫رئيسة الجمعية‪،‬الشابة نجوى السباعي‪ ،‬فعدا‬ ‫دعم المديرية الجهوية للثقافة بطنجة‪ ،‬لم‬ ‫تأت بعد بادرة من جهة أخرى لمساعدة هؤالء‬ ‫الفتيات من أجل االستمرار والبروز بشكل أكبر‬ ‫على المستوى الوطني والدولي‪.‬‬ ‫لذلك نحن بدورنا نشــد على أيـــــدي‬ ‫هؤالء الفتيات‪ ،‬ونطلب من الجهات الخاصة‬ ‫والرسميــة دعــم هذه األنشطة التي من‬ ‫شأنها أن تضيف إشعاعا للمشهد الفني‬ ‫والثقافي بجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫وبالتالي للمغرب عامة‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.