Achamal n° 980 le 12 Février 2019

Page 1

‫الحسيمة ‪ :‬تأسيس مركز مغربي ‪ -‬إسباني لخلق‬ ‫حوار بين ثقافات وفنون الضفتين‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 980‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 03‬جمادى الثانية ‪� 12 / 1440‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫قامــت مجموعـــة من المثقفيـــن‬ ‫المغاربة واإلسبان‪ ،‬بتأسيس مركز لحوار‬ ‫الثقافات والفنون بمدينة الحسيمة تحت‬ ‫اسم مركز “البطريق”‪ ،‬من أجـل تعزيـز‬ ‫الحوار وثقافة التسامح والتعدد والتنوع‬ ‫واالختالف بين أطراف الضفتين وإشاعة‬ ‫ثقافة الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وتم تعيين األستـــاذ عبد الســالم‬ ‫بوطيب رئيسا لهذا المركز الذي يضـم‬ ‫في مكتبه التأسيسي كال من الصحافية االسبانية تيريسا تومي‪ ،‬واإلذاعي بميدي آن راديو أحمد‬ ‫سعيد القادري‪ ،‬والمخرج اإلسباني خوسي أنطونيو توريس ماركيز كنواب للرئيس‪.‬‬ ‫ويضم المكتــب في عضويته العديد من أسماء المثقفين الذين ينشطون في العديد من‬ ‫المجاالت‪ ،‬وهم من جنسية مغربية وإسبانية‪.‬‬

‫ملتقى «طنجة المتوسط أوطوموتيف ـ ميتينغ»‬ ‫تحت شعار «االلتقائية االستباقية باتجاه أهداف المنظومات‬ ‫الصناعية ‪»2020 – 2014‬‬ ‫• المغرب أول منتج للسيارات بإفريقيا‬ ‫• القطاع يطمح إلى إنتاج مليون سيارة في السنة‬

‫احتضنت مدينة طنجة‪ ،‬أيام ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬فبراير الجاري‪ ،‬الدورة السادسة بملتقى «طنجة المتوسطـ أوتوموتيف ـ ميتينغ»‪ ،‬الذي نظم من طرف‬ ‫الجمعية المغربية لصناعة وتركيب السيارات‪ ،‬بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي والوكالة المغربية لتنمية‬ ‫االستثمارات والصادرات‪ ،‬تحت شعار “االلتقائية االستباقية باتجاه أهداف المنظومات الصناعية ‪”2020 – 2014‬‬ ‫وقد شارك في هذا الملتقى والمعرض فــوق المائة وخمسين فاعال في ميدان السيارات‪ ،‬قدموا من البرتغــال‪ ،‬وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا‬ ‫وألمانيـــا وبريطانيا العظمى ورومانيا والنمسا‪ ،‬وجنوب إفريقيا والهند وكوريا الجنوبية والميكسيك واليابان وماليزيا‪ ،‬بصفة خاصة‪.‬‬ ‫كما نظم على هامش الملتقى معرض السيارات الخاص بقطع الغيار ‪ ،‬حيث تم عرض أزيد من ‪ 2000‬قطعة تدخل في صناعة السيارات‪،‬‬ ‫وكذلك لقاءات ومحاضرات حول مواضيع تهم صناعة السيارات‪ ،‬واآلفاق الواعدة لهذه الصناعات بطنجة‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫‪2‬‬

‫مدونة األسرة‪:‬‬

‫افتتاح السنة القضائية الجديدة‬

‫المادة ‪ 16‬سند تشريعي‬ ‫لالستمرار في عدم‬ ‫توثيق الزواج!؟‬

‫«الق�ضاء �ضمانة للحقوق واحلريات»‬ ‫شهدت القاعة الكبرى لمحكمة االستئناف‬ ‫بطنجة مؤخراً‪ ،‬حفل افتتاح السنة القضائية‬ ‫الجديدة ‪ ،2019‬المنعقد تحت شعار «القضاء‬ ‫ضمانة للحقوق والحريات»‪ ،‬بحضور عضوي‬ ‫المجلس األعلى للسلطة القضائية أحمد الغزلي‬ ‫ومحمد جالل الموسوي‪.‬‬ ‫وبالمناسبــة‪ ،‬استعـــرض الرئيـس األول‬ ‫لمحكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬األستاذ بوشعيب‬ ‫محب‪ ،‬حصيلة عمل محكمة االستئناف ومختلف‬ ‫المحاكم االبتدائية التابعة للدائرة القضائية‬ ‫بطنجة‪ ،‬معتبرا أن افتتاح السنة القضائية يعتبر‬ ‫محطة متميزة في ظل اإلنجازات المحققة‪ ،‬خاصة‬ ‫بعدما أصبح مرفق القضاء سلطة مستقلة‪،‬‬ ‫مؤكدا أن محكمة االستئناف والمحاكم االبتدائية‬ ‫التابعة لها‪ ،‬عازمة على االنخراط الفعلي في‬ ‫اإلصالح الشامل والعميق لمنظومة القضاء‬ ‫وملتزمة بمواصلة العمل من أجل أن يكون‬ ‫القضاء وبكيفية فعالة‪ ،‬في خدمة المواطن‪.‬‬ ‫وفي نفس هذا السيـــاق‪ ،‬أكــد األســتاذ‬ ‫بوشعيب محب أن ارتفـــاع “وتيرة البت في‬ ‫القضايا الرائجة أمام المحاكم لم يكن إطالقا‬ ‫على حساب جودة األحكام الصادرة”‪ ،‬بل إن هذا‬ ‫األداء كان بفضل “التعاون البناء واالنسجام التام‬ ‫الحاصل بين جميع مكونات منظومة العدالة‬ ‫بالدائرة القضائية في إطار االحترام المتبادل‬ ‫والتواصلالمستمر”‪.‬‬ ‫وتابع الرئيس األول لمحكمة االستئناف‬ ‫بطنجة عرضه بتقديم حصيلة السنة القضائية‬ ‫المنصرمة بمحكمة االستئناف بطنجة والتي‬ ‫تميزت بارتفاع نسبة الحكم في القضايا الرائجة‬ ‫التي وصلت إلى ‪ 84‬بالمائة‪ ،‬وانخفاض عدد‬ ‫الملفات المخلفة (أزيد من سنة) والمزمنة (أزيد‬ ‫من سنتين) وخفض نسبة االعتقال االحتياطي‪،‬‬ ‫وارتفاع وتيرة التنفيذ المدني والزجري‪ ،‬موضحا‬ ‫أن هذه النتائج “ساهمت في ترسيخ الثقة في‬ ‫األحكامالقضائية”‪.‬‬ ‫من جهــة أخـرى‪ ،‬كشـــف الرئيس األول‬ ‫لمحكمة االستئنـــاف بطنجـــة‪ ،‬أن مجمـــوع‬ ‫المداخيل التي حققتها الدائرة القضائية التابعة‬ ‫لنفوذ هذه المحكمة‪ ،‬فاقت ‪ 9‬ماليير درهم خالل‬ ‫السنة الماضية ‪.2018‬‬ ‫من جانبــه‪ ،‬اعتبر الوكيـل العام للملك‬ ‫بمحكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬األستـــاذ حسن‬ ‫القيسوني بنشيخ‪ ،‬أن افتتاح السنة القضائية‬ ‫يعتبر مناسبة للرقي بعمل النيابة العامة لمراتب‬ ‫أفضل من أجل ترسيخ الثقة واالطمئنان لدى‬ ‫المتقاضين‪ ،‬موضحا أن األمر يتعلق أيضا بعرض‬ ‫حصيلة مختلف مصالح النيابة العامة بمحكمة‬ ‫االستئناف والمحاكم االبتدائية التابعة لها‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫وبعد أن ذكـر بأن الدور األساسي للنيابة‬ ‫العامة يتمثل في تنفيذ السياسـة الجنائية‬ ‫ومحاربة الجريمة بكافة أنواعها والدفاع عن‬ ‫مصالح المجتمع واستقراره وضمان سيادة‬ ‫القانون‪ ،‬جدد األستاذ القيسوني بنشيخ االلتزام‬ ‫بالعمل على تنفيذ القانون بإنصاف لحماية‬ ‫كرامة الناس وااللتزام بحقوق االنسان من خالل‬ ‫ضمان سالمة االشخاص والممتلكات وحسن‬ ‫سير نظام العدالة‪.‬‬ ‫حضر مراسيم افتتاح السنة القضائيــة‬ ‫الجديدة بقصر محكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬والي‬ ‫الجهة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬وعمدة طنجة‪ ،‬البشير‬ ‫العبدالوي‪ ،‬ورئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة‪،‬‬ ‫وعدد من المسؤولين الجهويين‪ ،‬قضائيين‬ ‫ومدنيين وعسكريين‪ ،‬وشخصيات أخرى‪.‬‬

‫ال أحد اليوم فوق‬ ‫المحاسبة وال مجال لإلخالل‬ ‫بالثقة العامة‬

‫ومعلوم أن الرئيس األول لمحكمة النقض‬ ‫بالرباط‪ ،‬األستاذ مصطفي فارس‪ ،‬أعلن‪ ،‬خالل‬ ‫افتتاح السنة القضائية الجديدة ‪ ،2019‬يوم‬ ‫األربعاء ‪ 30‬يناير الماضي‪ ،‬أنه «ال أحد اليوم فوق‬ ‫المحاسبة‪ ،‬وأنه ال مجال لإلخالل بالثقة العامة‪،‬‬ ‫وأن القضاء المغربي مصمم على مواجهة كل‬ ‫الحاالت الشاذة التي تسيء للصورة العامة»‪.‬‬ ‫الرئيس األول لمحكمة النقض بالرباط‪،‬‬ ‫أكد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن مجلسه أصدر عقوبات‬ ‫تأديبية في حق ‪ 24‬قاضيا تتراوح بين العزل‬ ‫واإلنذار وعدم المؤاخذة في حق قاضيين‬ ‫فقط‪ .‬وقال فارس “القضاة مطالبون بالذود‬ ‫عن استقالليتهم والحفاظ على حرمة هذه‬

‫المهنة والتمسك بأخالقيتها وتقاليدها سواء‬ ‫في حياتهم المهنية أو الخاصة‪ ،‬وأنه لم يعد‬ ‫مقبوال أي تهاون أو استهتار بهذه المسؤولية‬ ‫واألمانة”‪ .‬كما أفاد بأن مجلس النقض بصدد‬ ‫وضع اللمسات النهائيــة لمدونـة األخالق‬ ‫القضائية التي ستؤطر الممارسة القضائية في‬ ‫بعديها الجماعي والفردي»‪ ،‬مضيفا أن المجلس‬ ‫يسهر بكل حزم على صدور قانون جديد ينظم‬ ‫عمل المفتشية العامة للشؤون القضائية‪.‬‬ ‫الرئيس األول لمحكمـة النقـض‪ ،‬أوضح‬ ‫أن من شأن القانون الجديــد المنظـم لعمل‬ ‫المفتشية العامة للشؤون القضائية المساعدة‬ ‫على تطوير آليات اشتغالها‪ ،‬طبقا لمنهجية‬ ‫ومقاربة عصرية تساعد على النجاعة القضائية‪،‬‬ ‫كاشفا عن إعداد ‪ 97‬تقريرا للتفتيش الالمركزي‪.‬‬ ‫وقال فارس «إن القضاء ليس بحاجة إلى»تقنيي‬ ‫القانون»‪“ ،‬بل إلى شخصية القاضي بحمولتها‬ ‫وأخالقيتها وتكوينها وجرأتها واستقالليتها وهو‬ ‫ما لم يتحقق بالشكل المطلوب”‪ ،‬داعيا المعهد‬ ‫العالي للقضاء النكباب بكل جدية من أجل إيجاد‬ ‫الحلول لهذا المشكل المحوري‪.‬‬ ‫من جهته أكــد رئيس النيابــة العامـــة‪،‬‬ ‫األستاذ محمد عبد النبوي‪ ،‬أن «استقالل السلطة‬ ‫القضائية لن ْ‬ ‫يكتمــل بدون استقــالل مالي»‬ ‫وأضاف أن عهد المسؤول الذي يالزم كرسيه‪،‬‬ ‫ويغلق عليه أبواب مكتبه‪ ،‬قد ولى‪ ،‬وأن المسؤول‬ ‫القضائي‪ ،‬اليوم‪ ،‬يجب أن يعبر عن إرادة حقيقية‬ ‫وتجاوب فعال مع كل األطراف”‪ ،‬مشددا على‬ ‫حرص المجلس على تكريس قواعــد الشفافيـة‬ ‫والمسؤوليـةوالمحاسبة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫انتقل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه‪ ،‬المرحوم‬

‫محمد الفهداري‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 05‬فبراير ‪2019‬‬

‫وشيـع جثمــانـه الطاهـر في مـوكــب جنائـزي مهيــب حضره األهـل‪ ،‬واألحبـاب‪،‬‬ ‫والمعارف‪ ،‬وووري الثـرى بمقبـرة سيـدي اعمـار‪ ،‬يــوم األربعــاء بعد أداء صالة الظهــر‬ ‫بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقـدم «جريدة الشمال» بأحــر التعــازي إلى أرملتــه لطيفة‬ ‫وأبنائه‪ :‬محمد العربي‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬إحسان‪ ،‬أسية‪ ،‬وكريمة‪ ،‬وباقي إخوته‪ ،‬وإلى كافة أفراد‬ ‫العائلة‪ ،‬وإلى كل األصدقاء والمقربين‪ ،‬سائلة العلي القدير‪ ،‬أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته‪،‬‬ ‫ويلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫انتهت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬فترة انتقالية أقرتها‬ ‫مدونة األسرة لتوثيق زواج الفاتحة بالمغرب‪،‬‬ ‫بعد مرحلة دامت ‪ 15‬سنة‪ ،‬منذ انطالق‬ ‫العمل بمدونة األسرة سنة ‪2004‬؛ وهو ما‬ ‫يجعل الحكومة أمام مفترق طرق للتعاطي‬ ‫مع ما أنتجته مقتضيات المادة الـ‪ 16‬من‬ ‫المدونة‪ ،‬في ظل استمرار حاالت الزواج غير‬ ‫الموثق‪.‬‬ ‫محمــد ألمو‪ ،‬المحامي بهيئة الرباط‪،‬‬ ‫يرى أن مقتضيات المادة‪ ،‬سالفة الذكر‪ ،‬من‬ ‫مدونة األسرة استُعملت كنص قانوني‬ ‫إلتاحة التعدد وزواج القاصرات بعيداً عن‬ ‫المساطر التقليدية المتضمنة في المدونة‬ ‫نفسها‪ .‬كما اعتبر ألمو أن الغاية‪ ،‬التي‬ ‫وضعها المُشرع لمعالجة تركة الزواج غير‬ ‫الموثق‪ ،‬لم تتحقق؛ بل استمعت لحاالت‬ ‫زواج جديدة ويشير المحامي إلى أن التعديل‬ ‫المرتقب لهذه المادة‪ ،‬بعد نهاية فترتها‬ ‫االنتقالية‪ ،‬يجب أال تقتصر على الجانب‬ ‫التقني المتعلق بالتمديد؛ بل يتعين النظر‬ ‫في مضمونها‪ ،‬ولما ال تجريم استمرار زواج‬ ‫الفاتحة أو فرض غرامات مالية على الذين‬ ‫يستغلونهاللتحايل‪.‬‬ ‫ويضيف األستاذ أن المادة الـ ‪ 16‬لها‬ ‫وضع متميز في مدونة األسرة‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن الغاية من وضعها هو تصفية تركة ما‬ ‫قبل ‪ ،2004‬مرحلة ما قبل اعتماد المدونة‪،‬‬ ‫المتمثلة في وجود العديد من العالقات‬ ‫الزوجية غير الموثقة العتبارات اجتماعية‬ ‫واقتصاديةوثقافية‬ ‫والمشــرع حيــن أعـد المدونة‪ ،‬ربط‬ ‫هذه المادة بمدة زمنية معينة‪ ،‬النتهاء‬ ‫نفاذها لتصفية هذه التركة‪ ،‬ولتدعيم هذا‬ ‫الوضع التشريعي قامت وزارة العدل بحمالت‬ ‫تحسيسية ومحاكم متنقلة إلى المداشر‬ ‫والمناطق القروية قصد توثيــق الزيجات‬ ‫التي كانت قائمة وفق العادات الفاتحة؛‬ ‫لكن الواقع العملي أفرز وضعاً جديداً يتمثل‬ ‫في كون أغلب الحاالت التي عُرضت على‬ ‫القضاء‪ ،‬بعد إقرار مدونة األسرة‪ ،‬تتعلق‬ ‫بعالقات زوجية جديــــدة‪ .‬وبالتالــي‪ُ ،‬طرح‬ ‫إشكال جديد لم يكن المشرع يتوقعه أال‬ ‫وهو أن المادة الـ‪ 16‬أصبحت سنداً تشريعياً‬ ‫لالستمرار في عدم توثيــق عقـود الزواج‪،‬‬

‫وبالتالي الغاية التي كان يتوخاها المشرع‬ ‫لم تتحقق‪.‬‬ ‫فكيف سمحت هذه المادة باستمرار‬ ‫زواج الفاتحة؟ يقول األستاذ أن المادة الـ‪16‬‬ ‫أصبحت مدخ ًال‪ ،‬وال نقول تحاي ًال‪ ،‬وتوظيفاً‬ ‫لنص قانوني كما هو لتجاوز المقتضيات‬ ‫المتعلقة بالتعدد وزواج القاصرات؛ ألن‬ ‫المشرع في مدونة األسرة أوقع نفسه في‬ ‫تناقض بين مقتضيات قانونية‪ ،‬ألنه وضع‬ ‫مساطر لتقييد مسطرة التعدد بالمقابل‬ ‫منح بوابة في المادة الـ ‪ 16‬في تجاوز تام‬ ‫للمقتضياتالسابقة‪.‬‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬فقـــد وجــدت هــذه‬ ‫المادة سنداً قضائياً بصدور قرار لمحكمة‬ ‫النقض‪ ،‬واعتمدت عليه المحاكم‪ ،‬يفصل‬ ‫بين مقتضيات التعدد ومقتضيات المادة‬ ‫الـ‪ .16‬ويخلص القرار إلى أن هذه المادة‬ ‫تتعلق بزواج قائم والمحكمة فقط تؤشر‬ ‫عليه بالثبوت؛ في حين تفترض فيما يخص‬ ‫التعدد أن العالقة الزوجية لم تقم بعد‪،‬‬ ‫وأن الشخص الذي يستهدف التعدد ينتظر‬ ‫من القضاء أن يأذن له لقيام عالقة زوجية‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫بعد انتهاء المرحلة االنتقالية لفترة‬ ‫ثبوت الزوجية‪ ،‬ما الذي يتوجب عمله؟ يقول‬ ‫األستاذ آن األوان للحسم في هذا الوضع‬ ‫التشريعي الشاذ؛ ألنه ثبت‪ ،‬من خالل‬ ‫التمديدات التي وصلت ‪ 15‬سنة‪ ،‬أن الغاية‬ ‫التي كان يتوخاها المُشرع من المادة لم‬ ‫تتحقق‪ ..‬إذن‪ ،‬يتعين تعديلها لتجاوز الواقع‬ ‫العملي الذي كشف العديد من الثغرات‪.‬‬ ‫وباعتباره رجل قانون‪ ،‬يمكن أن يفتي بأنه‬ ‫يمكن للشخص الذي له زوجة ويريد أن‬ ‫يتعدد عليها أن يلجأ إلى المادة ويحصل‬ ‫على وضعية تعدد بشكل قانوني بكل‬ ‫سهولة‪.‬التعديل الذي سيشمل هذه المادة‬ ‫يجب أال يقتصر على الجانب التقني بالتمديد‬ ‫فقط‪ ،‬بل النظر في موضوعها بالشكل الذي‬ ‫يُفسر مقتضياته بطريقة دقيقة‪ ،‬خصوصاً‬ ‫وضع العالقة بينه وبين مقتضيات التعدد‬ ‫وزواج القاصرات بهدف منع استغالل المادة‬ ‫الـ‪.16‬‬

‫• إعداد ‪ :‬أحمد صدقي‬

‫ألول مرة بجهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة استئصال سرطان المثانة‬ ‫بمستشفى محمد السادس بطنجة‬

‫نجح فريق طبي متخصص بمستشفى‬ ‫محمد السادس بطنجة‪ ،‬في إجراء عملية جراحية‬ ‫معقدة‪ ،‬تعتبر األولى من نوعها على مستوى‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬لعـالج سرطان‬ ‫المثانة‪ ،‬باستعمال طرق حديثة ومتطورة‪.‬‬ ‫المستفيد من هــذه العمليــة الجراحيـة‬ ‫الناجحة‪ ،‬مريض يبلـــغ من العمــر حوالي ‪58‬‬ ‫سنة‪ ،‬كان يعاني من سرطان المثانة ويشكو‬ ‫من آالم حادة وعدم القدرة على التحكم في‬ ‫البول‪ ،‬كما تظهر عليه آثار البول الدموي‪ ,‬وبعد‬ ‫إجراء العديد من الفحوصات الطبية للمريض‪،‬‬ ‫قرر األطباء األخصائيون اللجــوء إلى الجراحة‬ ‫الستئصال الورم‪.‬‬ ‫وقــد قـام بإنجــاز هذا التدخــل الطبـي‬ ‫الناجح‪ ،‬فريق من األطباء األخصائيين‪ ،‬برئاسة‬ ‫البروفيسور خلــوق‪ ،‬وهو أخصائــي المسالك‬ ‫البولية والتناسلية‪ ،‬واستغرقت العملية ست‬ ‫ساعات متواصلة‪ ،‬نقل على إثرها المريض إلى‬ ‫قاعة اإلنعاش الستكمال الفحوصات الطبية‬ ‫الضرورية‪.‬‬ ‫وعلم من مصادر مديرية الصحة بطنجة‪،‬‬ ‫أن «هذا النوع من العمليات يعد من الجراحات‬ ‫الكبرى والمعقدة‪ ،‬في المسالك البولية‪ ،‬وأن‬ ‫عملية مريض طنجة‪ ،‬تطلبت خدمات أطباء‬ ‫مهرة‪ ،‬أثبتوا قدراتهم على استخدام أحدث‬

‫التقنيات الجراحية في عالج أورام المسالك‬ ‫البولية‪ ،‬وبفضـل تضافـر جهـود كافـة األطر‬ ‫والمتدخلين على مستوى المديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة الصحة بطنجة‪ ،‬وبتنسيق مع إدارة وأطباء‬ ‫مستشفى محمد السادس بهذه المدينة‪.‬‬ ‫ما يمكن استنتاجه من هذه الحالة الطبية‬ ‫الفريدة‪ ،‬هو أن الطبيب المغربي يتوفر على‬ ‫الكفاءات العالية المطلوبة‪ ،‬لمواجهة أصعب‬ ‫الحاالت الطبية‪ ،‬وأن مــا يعـاب على الصحــة‬ ‫العمومية بالمغرب‪ ،‬هو ضعف التجهيز المادي‪،‬‬ ‫وضعف التنظيم اإلداري وضعف تحفيز األطباء‪،‬‬ ‫ماديا ومعنويا‪ ،‬لتفادي مجازفتهم بالعمل في‬ ‫بالدهم والهجرة إلى حيث يجدون ظروف العمل‬ ‫المريحة واإلعتبار اإلنساني الواسع‪.‬‬ ‫ومع تهانينا للفريق الطبي الذي أجرى هذه‬ ‫العملية الجراحية الفريدة‪ ،‬فإننا نسر إلى الوزير‬ ‫الدكالي أن العيب ليس في األطر الطبية‪ ،‬بل‬ ‫في األطر اإلدارية التي ال تملك تصورا واضحا‬ ‫لما تحتاجـه الصحـة العموميـة من إمكانات‬ ‫مادية ومعنوية وتجهيزات تقنية وأدوية‪ ،‬وفي‬ ‫سوء توزيع المؤسسات االستشفائية‪ ،‬من أجل‬ ‫االستجابة لحق المواطنين في الحياة‪.‬‬

‫ع ‪.‬ك‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫تعرف مدينــة تطـوان العتيقــة‪ ،‬حرك ًة مبارك ًة‪َّ ،‬‬ ‫تتجلى في ترميــم جدرانها‪ ،‬وإعادة‬ ‫تركيب أسالكها الكهربائية‪ ،‬وتسقيف عدد من أحيائها‪.‬‬ ‫والحي الذي سُقـــف بأكملــه‪ ،‬حيُّ العيـون‪ ،‬من باب النوادر إلى الحدادين‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن هذه العملية ستشمل اإلترنكات‪ ،‬وقد تصل إلى الخرازين‪ ،‬وأحياء أخرى من بينهـا‬ ‫الحي الذي يصل بين باب العقلة والمصداع‪.‬‬ ‫هي كما قلتُ حركة مباركة‪ ،‬ربما تشمل جميع أحياء المدينة العتيقة‪.‬‬ ‫لكن ما ين ُقصها‪ ،‬المشرفون عليها‪ ،‬فال نالحظ مستشاراً من مستشارينا بالجماعة‪،‬‬ ‫يؤطر هذه العمليات المتفرقة‪ ،‬وال نرى مسؤو ًال من المسؤولين يقف على رأس العمال‬ ‫ليراقب ما يعملون‪ ،‬ويُشعرهم بأنهم مرا َقبُون‪.‬‬ ‫فهل يعني هــذا‪ ،‬أننا نترك المقاولـة تتصرف على هواهـا‪ ،‬دون أن نُبَصّرها‬ ‫بالتقصير الذي قد يصدُر من هذا العامل أو ذاك‪ ،‬أو بالغش في المواد المستعملة‪ ،‬أو‬ ‫بأشياء وأشياء‪ ،‬ال تثير انتباهنا إال بعد حين؟‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫إن ما ُف َ‬ ‫َّ‬ ‫عل بأرضية المدينة العتيقــة‪ ،‬في إصالحات مَّرت‪ ،‬وبأيـدي رؤساء مجالس‬ ‫بلدية محترمين‪ ،‬يجعلنا حريصين على أن َّ‬ ‫ينفذ المشروع الملكي الخاص بالمدينة‬ ‫العتيقة «على حقه وطريقه»‪ ،‬ال أن يجد المتالعبون به وفيه‪ ،‬مرتعاً خصباً يجنون من‬ ‫ورائه ما يجنون من أرباح ومكاسب‪.‬‬

‫شة‬

‫فلو أن الشطر التكميلي‪ ،‬أدخَل في حسابه‪ ،‬ترصيف المدينة‪ ،‬وهي في حاجة ماسة‬ ‫إلى هذا الترصيف‪ ،‬فإن الغيورين عليها‪ ،‬يتمنَّوْن لو أعدنا إليها وإلى أرضيتها األحجار‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫فقد كانت أرضيتها تحفة‪ ،‬ترصيفاً وجودة‪ ،‬وصالب ًة وقوَّة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وألعُــد إلى السقـف الذي غطـى العيـــون‪ ،‬ألثير انتباه المسؤوليــن إلى ظاهرة‪،‬‬

‫ربما الحظوها وهم يمرون بهذا الحي‪ .‬وهي ظاهرة نشر السكان زرابيهم وأغطيتهم‬ ‫فوق هذا السقف الخشبي‪ ،‬لتنال حظها من أشعة الشمس‪ ،‬وكأنها ُ‬ ‫حَبل غسيل‪.‬‬ ‫هؤالء السكان معروفون‪ ،‬ومُ َقدَّمو حاراتنا ‪ -‬بارك هلل فيهم ‪ -‬يعرفونهم بأسمائهم‬ ‫وبطائقهم‪َ .‬فلمَ ال نضع حدّاً لهذه التصرفات الخرقاء؟ لمَ؟‬

‫الخيبة وشجرة الالرنج‬ ‫‬‫يقف ساهيا ينظر من خالل زجاج النافذة شجرة األرنج وبرتقالها‬ ‫المر الذي يتحلل شيئا فشيئا في طريقه إلى توديع األغصان‪ ،‬وشعاع‬ ‫شمس النافذة األخرى المفتوحة وراءه يضيء مكتبه البسيط ويدفئه‪،‬‬ ‫الشمس سخان المكتب الطبيعي في غياب التدفئة االصطناعية‪،‬‬ ‫حفيف القناة الثقافية يؤنس المكان‪ ،‬الحوار كما يصل إلى مسامعه‬ ‫يتمحور حول تاريخ األمراض وطرق الوقاية منها‪.‬‬ ‫سافرت به شجرة الرنج إلى غرناطة و قصر الحمراء وجنة العريف‪،‬‬ ‫سفره ذات ربيع إلى آخر قلعة للعرب في األندلس‪ ،‬حلم يقظة الزال‬ ‫يدغدغ مسامعه من حين آلخر؛ يبتسم بمرارة ألن زمن التراجع‬ ‫والتقهقر بدأ من هناك وبقيت نوستالجيا األندلس عصية كجرح‬ ‫غائر لم يندمل‪ ،‬و سرعان ما نزل‬ ‫بصره إلى حديقة المؤسسة التي‬ ‫تحظى برعاية خاصة من معظــم‬ ‫المسؤولين الكبار المتعاقبين على‬ ‫اإلدارة‪ ،‬كانت هــذه الحديقــة رغم‬ ‫كل شيء تميل إلى األناقــة‪ ،‬ربما‬ ‫ألنها وجــه المؤسسة وألنها راحة‬ ‫للناظريــن حينما يخنقهـم تعــب‬ ‫المكاتب ومسؤولياتهــا‪ ،‬ويهدهم‬ ‫قنوط الروتين‪ ،‬وتحاصرهم ألغام‬ ‫الفراغ‪.‬‬ ‫لحسن الحظ أن أفق المكان‬ ‫مفتوح ليس على الحديقة فقط‬ ‫وإنما على سماء وجبال وغابات بعيدة‪ ،‬ومن حسن حظه أن المكاتب‬ ‫التي مر منها طيلة حياته المهنية بها إطالالت أوشرفات على جزء‬ ‫من السماء أو الجبل أو الغابة أو الحديقة‪ ،‬فالتفكير في ظروف العمل‬ ‫وفي صحة الموظف النفسية والجسدية أبعد ما يكون عن علم‬ ‫اإلدارة وفن التدبير عندهم‪ ،‬إن لم يكن البعض ممن يقودون في‬ ‫اإلدارة عامة يعتقدون أن الموظف كلما كان مسحوقا كلما كانت‬ ‫األمور بخير؛ فالمأثور أنه ال يجب ترك مجال للبق لفتح عينه‪.‬‬ ‫انطفأ شعاع الشمس‪ ،‬وها هو اآلن يحس بصقيع البرودة يجمد‬ ‫أصابع قدميه ويدب إلى ساقيه ونصفه األسفل كله‪ ،‬يتحرك لعله‬ ‫يولد الطاقة الطبيعية ففي الحركة البركة‪ ،‬ومعركته مع البرودة لم‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫تكد تبدأ‪ ،‬انتابته نوبة من العطس‪ ،‬ثم موجة اختناق؛ فعفن الرطوبة‬ ‫التف حول حنجرته‪ ،‬كح ليطرد ما استنشقه من هواء عطن فأشرف‬ ‫على التقيؤ‪ ،‬ثم هرول خارجا إلى الهواء الطلق متمتما «رحمتك‬ ‫يارب‪ ،»! ‬جال بنظره في الحديقة والساحة شبه‪ ،‬الفارغة‪ ،‬فاستعادت‬ ‫حنجرته بعض الهدوء واالطمئنان‪.‬‬ ‫في قناة الراديو الثقافية أصبح الموضوع هو المسار الفكري‬ ‫لجيرار جنيت الذي أطلع على شذرات من أعماله حين دراسته في‬ ‫الجامعة نسيها لعدم حاجة االشتغال في اإلدارة إليها‪ ،‬انقاد مع الكالم‬ ‫الحلو المنساب وإن كان ال يهمه منه إال حالوته المنطقية وجمال‬ ‫لغته‪ ،‬ثم بغتة انقبض صدره حنقا‪ ،‬فقبل سبع سنوات خلت أو أكثر أو‬ ‫أقل‪ ،‬أصابته حساسية رهيبة في عينيه‪ ،‬لم يشف منها لحد الساعة‪،‬‬ ‫بفعــل غبــار الترميــم العشوائي‬ ‫للجناح الذي كان يوجد به مكتبه‬ ‫السابق‪ ،‬حتى أن طبيــب العيون‬ ‫الذي فحصه سأله متعجبا إن كان‬ ‫يشتغل في ورش للبناء‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫ضربته حساسية أخرى جراء بقع‬ ‫الرطوبة في مكتبه بعد شتاء تميز‬ ‫بأمطار الخير االستثنائية‪ ،‬وال يعرف‬ ‫ماذا يخبئه المستقبل في طريقه‬ ‫من أمراض الحساسية ما دامت‬ ‫أغلب مكاتب المؤسسة مريضة‬ ‫بالرطوبة وتعاني من سل الغبار‪.‬‬ ‫انسحب من المؤسسة التي تعود عليها كبيته الثاني‪ ،‬والتعود‬ ‫صداقة أو حب رغم كل شيء؛ فطنطن في رأسه شعار اإلصالح‬ ‫اإلداري الذي عمر طويال وأمارات الشيخوخة تهزمه‪ ،‬وكأن العثور‬ ‫على المفتاح الضائع مستحيل‪ ،‬في حين أن سر المفتاح في تثمين‬ ‫المورد البشري و صون كرامته كإنسان‪.‬‬ ‫يمشي اآلن الهوينى‪ ،‬غير محدد وجهته‪ ،‬متجرعا علقم الخيبات‬ ‫التي مصدرها ودواؤها اإلنسان‪ ،‬دون أن يعفي نفسه هو كذلك‪،‬‬ ‫وناشد القدر أن يخفف من غلوائه‪ ،‬فقد أعياه ما خبأه له من مفاجآت‪،‬‬ ‫وأعياه أن يكون ناقما على الماضي و محبطا في الحاضر‪ ،‬ومتوجسا‬ ‫قلقا من المستقبل لوال شجرة النارنج‪...‬‬

‫األشعري في ضيافة طلبة‬ ‫الماستر والدكتوراه‬ ‫بآداب تطوان‪1( ..‬ـ ‪)2‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في يوم األربعاء سادس فبراير الجاري نظمت بنية البحث «ملتقى‬ ‫الدراسات المغربية واألندلسية» بآداب تطوان وفي قاعة األستاذ العميد‬ ‫محمد الكتاني حلقة دراسية خامسة مع األديب المغربي محمد األشعري‬ ‫لفائدة طلبة الماستر والدكتوراه‪.‬‬ ‫بعد كلمـة أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬منسق بنية البحث المذكورة‬ ‫وماستــر األدب العربي في المغــرب العلــوي‪ :‬األصــول واالمتـدادات‬ ‫ووحدة الدكتوراه «النص األدبي العربي القديم» التي ذكرت بحلقات‬ ‫دراسية سابقة مع أدباء من المغرب ومصر‪ ..‬ودالالت اللقاء مع ضيف‬ ‫الحلقة استمع الحاضرون إلى خمسة عروض حسب اآلتي ‪:‬‬

‫• عبداللطيف شهبون‬

‫عنون حديثه ب «عين العقل ‪ :‬أشهر من نار على منار‪ »..‬بعد حديث‬ ‫مركز عن شخصية محمد األشعري ؛ نموذج العصامية ذات المالمح‬ ‫الممتدة في الفعـل السياسي والنقابي والثقافي واألدبي قدم مدخال‬ ‫تعريفيا للعمود بصفته جنسا من أجناس مادة الرأي‪ ..‬تكتبه ذات أو‬ ‫ذوات يوميا أو أسبوعيا لبسط رأي أو خبرة أو تجربة في مساحة محددة‬ ‫وبعنوان ثابت في األغلب األعم في موضوعات متقاطعة ومتماسة‬ ‫مع مجاالت سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية‪ ..‬باسم صريح أو‬ ‫مستعار‪ ..‬باالحتكام إلى‪:‬‬ ‫• قاعدة بالغية ذهبية مؤداها «تجميــع أكبـر كم من المعانـي‬ ‫والدالالت في أقل قدر من الكلمات»‪.‬‬ ‫• بنية هرميـة ؛ قمتها تجلية خبرأو حدث أو فكرة أو حكمة أو مثل‪..‬‬ ‫ووسطها تقديم استدالل وحجاج واقناع وجواب‪ ..‬وقاعدتها بسط خالصة‬ ‫رأي ذات كاتبة للعمود مع توجيه القارئ ‪..‬‬ ‫• تنويع مصادر االستمداد الفكري‪..‬‬ ‫• أضرب البالغة الشعبية‪..‬‬ ‫• السالمة األسلوبية والبيانية‪..‬‬ ‫• رؤية إصالحية لمشروع مجتمعي ‪..‬‬ ‫«عين العقل» عمود رأي لمحمد األشعري ينتظم ضمن نماذج أعمدة‬ ‫كتاب الرأي المرحومين عبد الجبار السحيمي « بخط اليد» وعبد الكريم‬ ‫غالب «مع الشعب» وخالد مشبال «حالة شرود»‪.‬‬ ‫غير أن عمود األشعري تميز بخصائص وسمات فريدة في اإلبالغ‬ ‫من قبيل السخريـة وتوظيـف المثـل السائـــر والحكاية والزخم الفكري‬ ‫والثقافي وخصوبة الخيال وقوة الحجاج ووجاهة القناع‪..‬‬ ‫تستوقفنا بالغة عنوان عمود األشعـري «عين العقــل»‪ ..‬فالعين‬ ‫حاسة أبصار‪ ..‬وتعني في داللتها األصلية حقيقـة الشيء وجوهره‪ ..‬وعين‬ ‫العقل بالغة مركبـة من ادراك حسي ( الصورة ) وإدراك عقلي (المعنى)‪..‬‬ ‫وأما العقل فقـوة موجهــة ورادعة عن كل اندفاع غريزي‪ ..‬وآلية للتمييز‬ ‫بين ما يضر الناس وينفعهم‪ ..‬وقد اقتصر القرآن الكريم على إيراد فعل‬ ‫العقل ؛ بمعنى داللته في االستدالل والتمييز بين الحق والباطل‪ ..‬كما‬ ‫أورد أفعاال تندرج تطبيقاتها في نشاط العقل ‪ :‬يتفكرون‪ ..‬يتدبرون‪..‬‬ ‫ينظرون‪ ..‬يعلمون‪..‬‬ ‫وإلى هذه الدالالت أشــار العارف باهلل سيدي أحمد بن عجيبة في‬ ‫كتابـــه «معــراج التشوف إلى حقائق التصوف» فقال‪« :‬العقل نور يميز‬ ‫به بين النافع والضار‪ ،‬ويحجز صاحبه عن ارتكاب األوزار»‪.‬‬ ‫وتأسيسا على هذا يكون «عين العقـل» خطاباً تكليفياً تنويريــاً‬ ‫مبصــراً مغايــراً للتحكم واالنزياح واالستبــداد والفوضى‪ ..‬جرياً على‬ ‫مفهوم إخواننا األشاعرة للعقل بكونه علما ضروريا يجعل صاحبه مكلفا؛‬ ‫بمعنى مسؤوال‪ ..‬وتمت النمذجة لكل هذا من خالل أعمدة من العقد‬ ‫التسعيني من القرن الماضي‪..‬‬

‫• خالد بلقاسم‬ ‫اختار تقديم قراءة في ديوان «جمرة تحت عش الكلمات» مستهل‬ ‫مسلكه باستفهامات ‪:‬‬ ‫كيف نقرأ ؟‬ ‫كيف نقرأ الشعر ؟‬ ‫كيف نقرأ التجربة الشعرية لمحمد األشعري ؟‬ ‫كيف نقرأ مجموعته الصادرة أخيرا ؟‬ ‫وهي استفهامات تنأى عن التصنيفات القائمة على التعميم وتركز‬ ‫على استدعاء موجهات التجربة وخواصها البنائية واالنغمار في صميم‬ ‫الممارسة النصية واالستلذاذ بالقراءة العالمة العاشقة‪..‬‬

‫• محمد العناز‬

‫عنون حديثه ب « انفتاح الحكي الشعري على خطاب الرسالة» من‬ ‫خالل ديوان محمد األشعري « يباب ال يقتل أحداً»‪.‬‬

‫• عماد الورداني‬

‫قدم قراءة لرواية «ثالث ليال» اختار لها عنوان «تمثيالت رمزية‬ ‫للجسد»‪.‬‬

‫• سعاد الناصر‬

‫قدمت قراءة مركزة لرواية «القوس والفراشة» بوصفها دعوة إلى‬ ‫مناهضة التطرف واإلرهاب والدعوة إلى قيم التسامح والمحبة‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 12‬فبـراير ‪2019‬‬

‫مؤشر الفساد العاملي ‪2018‬‬ ‫المغـرب في الرتبـة ‪ 73‬عالميـاً‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عام الخنزير لم يكن لطيفاً معنا‬ ‫في المغرب‪! ‬‬ ‫يبدو أن عام الخنزير الصينـي لم يكن «لطيفا» معنا في المغرب‪،‬‬ ‫حيث «دخل علينا» بوباء «خنزيري» أثار الهلـع بيننـا حين باغتنا على‬ ‫حين غرة‪ ،‬وأصابنا في صميم واقعنـا الصحي المطبوع بكثرة الوعود‬ ‫و«المسكنـات»‪ ،‬من باب «إن شاء اهلل»‪ ،‬و«نحن عازمون»‪ ‬و «الحالة تحت‬ ‫السيطرة»‪ ‬و «الصحة للجميـع»‪ ،‬حتى إن وزير الصحـة رسم لنا لوحــة‬ ‫وردية‪ ‬لواقعمستشفيات البلد‪ ،‬وزاد فطمأننا أن تعميم نظام المساعدة‬ ‫الطبية «راميد» يغطي أزيد من ‪ 60‬بالمائة من المغاربة‪ ،‬وأن الوزارة‬ ‫«عازمة» على توسيع تغطية «راميد» ليشمل فوق ‪ 90‬بالمائة بعد سنتين‪،‬‬ ‫كما ضاعف شعورنا بالثقة واإلطمئنان‪ ،‬حين أكد لنا أن المغرب يعتبر‬ ‫رائدا في محاربة األوبئة على المستوى العالمي‪ ،‬لنزداد يقينا أن األنفلونزا‬ ‫الخنزيرية‪« ،‬كي والو» بالنسبة للرواد‪! ‬‬ ‫ولم يكن بوسعنا إال أن نصدق الكالم الطيب المطمئن والواعد‪ ،‬ما‬ ‫دمنا «نعلم» والوزير «كمان» يعلم‪ ،‬أن حالة المستشفيات التي نلجها‪،‬‬ ‫حين يسعفنا الحظ أن نلج‪ ،‬ليست كما يدعي بعض المسؤولين‪ ،‬ويعرضها‬ ‫علينا أصحاب الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬والحال أننا نعلم أنه «ما‬ ‫بيدهم حيلة»…! كما هي الحال بالنسبة إلينا‪ ،‬جميعنا‪! ‬‬ ‫والغريب في األمر أن ينجح فيروس الخنازير في اختـراق «قلعتنا»‬ ‫المحصنة ضد هذا الحيوان الملعـون‪ ،‬المغضوب عليه إلى يوم الدين‪،‬‬ ‫ويقذف‪ ‬بالعشرات من المواطنين إلى مستعجــالت البلد‪ ،‬بـل‪ ،‬ويزهـق‬ ‫أرواح ستة عشـر من مواطنينا نساء ورجاال وأطفاال‪ ،‬إلى حدود الخميـس‬ ‫الماضي‪ ،‬في عدد من المدن‪ ،‬اتهمهم الوزير الداودي بأنهم تسببوا في‬ ‫هالكهم حين لم يسارعوا إلى التوجه للسبيطارات‪ ،‬المفتوحة في وجوههم‬ ‫‪ 24‬على ‪ ،24‬لتقي العالج الموجود‪ ‬بوفرة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة ألمصال‬ ‫التلقيح‪ ! ‬الداودي شدد على أن األنفلونزا الخنزيرية «ال تقتل»‪ ‬و «بنادم‬ ‫غير داوي وخالص»‪.....! ‬‬ ‫إال أن زميله في الحكومة‪« ،‬الناطق» الرسمي‪ ،‬مصطفى الخلفي‪ ،‬نطق‬ ‫بما يخالف ادعاءات الداودي حين كشف‪ ،‬بمجلس المستشارين‪ ‬عن وفاة ‪16‬‬ ‫شخصا‪ ،‬وتماثل ‪ 20‬أخرين للشفاء‪ ،‬وخضوع ‪ 36‬حالة للعالج‪ ،‬في‪ ‬حصيلة‬ ‫جديدة لضحايا أنفلونزا الخنازير‪ .‬‬ ‫وعلى منوال كل من رئيس الحكومة ووزير الصحة‪ ،‬طمأن الخلفي‬ ‫المواطنين إلى أن الحكومة «قايمة بالواجب» وأن الوضع عاد مقارنة مع‬ ‫ما هو مسجل على المستوى العالمي‪ ,‬وأن اللقاح موجود والدواء موجود‪،‬‬ ‫ويقدم بالمجان لحاملي «الراميد» أما اآلخرون‪ ،‬فإن عليهم أن يدخلوا‬ ‫أيديهم في جيوبهم‪ ،‬علما بأن كافة المغاربة المصنفين في خانة الفقراء‬ ‫والمعـوزيـن والمحتاجيـن‪ ‬يحصلـون على بطـاقــة «راميــد» بمنتهـى‬ ‫السهولـــة‪« ،‬على ما احكاوا»‪...! ‬‬ ‫كما أعلن أن العالج موجود ومتكفل به في‪ ‬مختلف المستشفيات‬ ‫والمؤسسات الصحية بالبالد‪ ،‬ولهذا فال داعي للقلق أو التهويل‪ ،‬ما‬ ‫دام أن ليس هناك «حالة طوارئ»‪ ،‬وأن‪« ‬الخنزير» الملعون‪ ،‬يوجد تحت‬ ‫السيطرة‪ ،‬وأن «منظومة اليقظة» التي نسمع بها ألول مرة‪ ،‬تسهر على‬ ‫المراقبة الوبائية‪ ،‬عبر ‪ 375‬مركزا صحيا عموميا عبر التراب الوطني‪.! ‬‬ ‫للتذكير فإن عدوى أنفلونزا الخنازيرتنتقل من المريض إلى األصحاء‬ ‫عبر الهواء واستقبال «زخات» العطس أو السعال‪ ،‬من جانب من‪ ‬يفتقدون‬ ‫آداب العيش في المجتمـع المتحضـر‪ ،‬ويعجـزون عن «لجــم» أفواههم‬ ‫المفتوحة على «باب اهلل»‪ .‬وال حرج في «أكل» لحوم الخنازير «الموبوءة»‬ ‫بالنسبة لمن ال يومنون باهلل وال باليوم اآلخر‪ ،‬ويخالفون «المرجعية»‬ ‫المعلومة التي‪ ،‬بسببها‪ ،‬ال تزال السيدة ماء العينين تواجه «المصاعب»‬ ‫وتعيش الكوارث البيجيديةالتي قد ال تنتهي إال بتصفية الحسابات مع‬ ‫فريق «االستوزار»‪.‬‬ ‫وزير الصحة يوصي المواطنين بالتلقيح المبكر‪ ،‬ويبشرهم بوجود‬ ‫األمصال بوفرة‪ ...‬في الصيدليات‪ ،‬طبعا (‪ .) ! ‬دون اإلشارة إلى أن جل‬ ‫المحتاجين لألمصال فقراء‪ ،‬ليس بمعاييــر «السجل اإلجتماعي الموحد»‪،‬‬ ‫أو ب «تصنيف» الوزيرة الحقاوي‪ ،‬التي جعلت من دوالرين اثنين قنطرة‬ ‫للقفز على خط الفقر المدقع إلى فضاء الغنى المريح مع أصحاب المعاشات‬ ‫«االستثنائية» الذهبيــة‪ ،‬والتعويضات البرلمانيـــة المغريــة‪ ،‬والرواتـــب‬ ‫المليونية‪ ،‬واإلنفاقات‪ ‬السخية‪ ،‬بينما يجادل رئيس الحكومة في المطالب‬ ‫النقابية بالرفع من قيمة السميك‪ ،‬بدريهمات‪ ،‬وتصر الحكومة على‬ ‫االكتفاء بإجراءات «ترقيعية»باقتراح زيادة ‪ 400‬درهم في أجور بعض‬ ‫فئات الموظفين العموميين‪ ،‬على ثالث سنوات أي بزيادة حوالي ‪ 3‬دراهم‬ ‫في اليوم‪ ،‬وفق ما صرح به للصحافة‪ ،‬ميلود موخارق‪ ،‬أمين عام االتحاد‬ ‫المغربي للشغل‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫نوه العثماني بالتقرير الدولي حول مؤشر الفساد في العالم‪،‬‬ ‫الذي صنف المغرب في الرتبة ‪ 73‬من أصل ‪ 180‬دولة شملها البحث‬ ‫الذي قامت به «منظمة الشفافية الدولية» التي أشارت إلى أن المغرب‬ ‫«حسن» ترتيبه بالنسبة لعام ‪.2017‬‬ ‫العثماني نوه بالمنظمة وتقريرها في تقريره عن الوضع العام‬ ‫بالبالد‪ ،‬معتبرا أن «الجهـــود» المبذولـة في محاربـة الفسـاد‪ ،‬والتي‬ ‫شكلت محور برنامج البيجيدي االنتخابي بكل أنواعه‪ ،‬بدأت تثمر وتثير‬ ‫انتباه المنظمات العالمية المختصة‪.‬‬ ‫الجميل في الموضوع‪ ،‬أن الرتبة التي حصل عليها المغرب‪ ،‬من‬ ‫بين ‪ 180‬دولة مشمولة بالتقرير ليس بها ما يوحي بالزهو واالرتياح‪،‬‬ ‫فال زلنا بعيدين عن «الكوكبة» التي يحف لها أن تفخر‪ ،‬والتي تتزعمها‬ ‫بالد الدانمرك‪.‬‬ ‫إال أن ما يستغرب له هو أن «يتفجر» التنويه الرسمي بمنظمات‬ ‫دولية تتحدث عن تحسن في تصنيف المغرب ‪ ،‬في بعض المجاالت‪،‬‬ ‫بينما يصب المسؤولون جام غضبهم على المنظمات الدولية التي‬ ‫تضع المغرب في الرنب المتدنية‪ ،‬خاصة في مؤشر التنافسية العالمية‬ ‫(‪ 71‬من أصل ‪ ،)163‬أو مؤشر حرية الصحافة (‪ 153‬من أصل ‪،)180‬‬ ‫أو جودة التعليم الذي قذف بالمغرب إلى مراتب متأخرة والتي‬ ‫تزعمته سويسرا‪ ،‬أو مؤشر الصحة‪ ،‬والحد من الالمساواة ومحاربة‬ ‫الفجوة بين األغنياء والفقراء واالنفاق االجتماعي والصحة والتعليم‬ ‫والسياسة الضريبية وسياسة األجور وحقوق العمال الذي أعدته‬ ‫منظمة أوكسفام البريطانية) والتي تراوح ترتيبه بين ‪ 78‬و ‪ 112‬من‬ ‫أصل ‪ ،157‬ومؤشر المعرفة‪ ،‬حيث تراجع المغرب من رتبة ‪ 77‬سنة‬ ‫‪ 2017‬إلى رتبة ‪ ،94‬عالميا من أصل ‪ 134‬دولة‪ .‬وال حاجة إلى البحث‬ ‫في مراتب المغرب بخصوص احترام حقوق اإلنسان والمساواة بين‬ ‫الجنسين !‬ ‫وحتى ال نختم على إيقاع «متشائم»‪ ،‬نورد أن مؤتمر األمان العام‬ ‫صنف المغرب في الرتبة الـ ‪ 20‬من أصل ‪ ،136‬عالميا‪ ،‬وهذا راجع في‬ ‫األصل إلى أخالق المغاربة ووطنيتهم وتشبثهم باألمن واالستقرار‪،‬‬ ‫وإيمانهم القوي في أن يتولى اهلل سبحانه وتعالى بكرمه وواسع‬ ‫إحسانه‪ ،‬تفريج الكرب ورفع الغبن والضيم عن عباده !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنكيران ‪ :‬المعاش‪ ،‬باها ‪ ،‬المقاصة‪،‬‬ ‫وأمور أخرى في خرجة جديدة‬ ‫لـ «القيصر» !‬ ‫خرجة جديدة لبنكيران هذه المرة‪ ،‬عبر منابر إعالمية دعاها‬ ‫لمسكنه‪ ،‬ليمرر أخبارا اعتبرها «سكوبية» بخصوص «معاشه» الذهبي‬ ‫الذي ينسبه إلى القصر‪ ،‬وليس إلى ميزانية الشعب‪ ،‬والحال أن أموال‬ ‫القصر من أموال األمة‪ ،‬وأن البرلمان يصادق على الالئحة المدنية في‬ ‫إطار مصادقته على الميزانية‪ .‬وهو يعرف ذلك‪ ،‬على ما نظن !‬ ‫على كل حال‪ ،‬رئيس الحكومة السابق دافع عن «معاشه»‬ ‫المليوني كيف ما أراد‪ ،‬ويحق له ذلك‪ ،‬وكان صادقا حين قال إن‬ ‫«هدية» سيدنا ال ترد !‪ .‬كما أن من حقه أيضا أن ينزعج من الصحافة‬ ‫التي ذهبت لتنبش في ممتلكاته التي كانت أمالكا «حزبية» في‬ ‫الشيع» مسجلة باسمه فقط قبل أن يعيدها إلى «أصحابها»‪ ،‬ومنها‬ ‫المطبعة المعروفة‪.‬‬ ‫من جديده أيضا‪ ،‬تذكيره بشكوكه حول وفاة الراحل عبد اهلل‬ ‫باها‪ ،‬معتبرا أن موت إنسان سياسي ترافقه الشكوك ‪ ،‬معتبرا أن وفاة‬ ‫باها لغز استعصى‪ ،‬إلى اليوم‪ ،‬فك طالسيمه مع وجود مؤشرات تدعو‬ ‫إلى الشك في سبب وفاة الرجل‪.‬‬ ‫ويحق التساؤل عما إذا كان بنكيران يتوفر على معطيات جديدة‬ ‫حول الواقعة‪ ،‬بعد أن «أقفل الملف» نتيجة توفر معلومات كافية لدى‬ ‫الجهات القضائية المختصة‪ ،‬عبر تحاليل وخبرات جينية‪ ،‬وتقارير‪،‬‬ ‫وأقوال شهود بأن وفاة الراحل عبد اهلل باها كانت ناتجة عن حادثة‬ ‫قطار‪.‬‬ ‫فهل تشكل تصريحات بنكيران المتكررة حول وفاة رفيقه في‬ ‫اهلل والدين والحزب‪ ،‬التي يشكك في أسباب حدوثها‪ ،‬كما يبدو أنه‬ ‫يشك في صدق المعلومات التي جمعتها الجهات األمنية والقضائية‬ ‫المختصة في الموضوع‪.‬‬ ‫والطبيعي أنه على بنكيران أن يدلي لمن يعنيهم األمر بما يتوفر‬ ‫عليه من دالئل تفند الحجج التي اعتمدت لحفظ الملف ‪ ،‬بدل تكرار‬ ‫مقولة الشك التي تزعج أكثر من واحد ويمكن تأويلها على أنه تضرب‬ ‫في مصداقية الجهات الرسمية إدارية وأمنية وقضائية التي عالجت‬ ‫ملف الراحل عبد اهلل باها‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنكيران ‪ :‬أنا لست مواطناً عادياً‬ ‫أنا جزء من تاريخ المغرب‬ ‫بنكيران يلتحق الوزير يتيم في اعتبار أنه ليس من «أيها الناس»‪،‬‬ ‫وأنه «مواطن غير عاد» وال يمكنه أن «يتزاحم» مع المواطنين‪ ،‬داخل‬ ‫اإلدارة و «يكاليزي» بشكل عاد (يطلب المصادقة على التوقيع)‪ ،‬بل‬ ‫إنه جزء من تاريخ المغرب ‪ ،‬هكذا‪( ،‬األخبار عدد ‪ ، )1908‬تماما كما‬ ‫سبق ليتيم‪ ،‬أن صرح ردا على استفسار لصحافي‪ ،‬بأنه وزير وليس‬ ‫مواطنا ! وإذا كان الوزير يتيم قد حاول تبرير تصريحه بتأكيد أن‬ ‫كالمه أخرج عن سياقة وتم تأويله بشكل خاطئ‪ ،‬فإن بنكيران ظل‬ ‫معتدا بأقواله‪ ،‬واثقا من نفسه‪ ،‬درجة اعتبار أنه جزء من تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫هذا كالم كبير يحتاج للمناقشة انطالقا من أن الرجال العظام‬ ‫هم من صنعوا تاريخ المغرب‪ ،‬بإنتاجهم الثقافي والفكري والعلمي أو‬ ‫بنضالهم السياسي أو الحربي‪ ،‬دفاعا عن المغرب واستقالله ووحدة‬ ‫ترابه‪ ،‬وليس من يتبارى لسنوات في «تبوريضات» حزبية وبرلمانية‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫ويستعين بالتماسيح والعفاريت لتبرير عدم توفقه في تحقيق وعوده‬ ‫الحزبية والحكومية !‬ ‫وقد وجدتني وأنا أطالع كالم بنكيران في خرجته األخيرة التي‬ ‫دعا إليها نفر من الصحافيين‪ ،‬أراجع سجالت الخالدين من صناع‬ ‫«النبوغ المغربي» والتاريخ المغربي‪ ،‬وبناة المغرب الحديث ‪ ،‬ألحتار‬ ‫أين أضع «الرئيس « بنكيران داخل هذه «اللوحة» المشرقة‪ ،‬الزاخرة‬ ‫باألمجاد والمكرومات والعبقريات المغربية التي نقلت المغرب من‬ ‫«العهد الخرافي» إلى الدولة العصرية التي وإن تعثر بنائها لألسباب‬ ‫التي ال تغيب عن علم العامة والخاصة‪ ،‬فإن الرواد رسموا لها الطريق‬ ‫ووضعوها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال «هالك»‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الدكالي ‪ :‬المغرب رائد في مواجهة‬ ‫األوبئة‬ ‫الداودي‪ :‬األنفلونزا الخنزيرية ال تقتل !‬ ‫وبينما الوضع يتفاقم بالنسبة لفيروس الخنازير الذي ال زال‬ ‫يحصد أرواح عباد اهلل‪ ،‬وقد يكون قد فاق ال ‪ 16‬وفاة المعلن عنها في‬ ‫آخر بيان في الموضوع‪ ،‬فإن وزير الصحة ال زال يعتبر أن األمر يتعلق ب‬ ‫«زكام موسمي» معتادة «زياراته» للمغرب في مواسم الشتاء والبرد‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الحالة عادية‪ ،‬وأن اإلصابة بالفيروس الملعون «إش ‪ 1‬ن‬ ‫‪« »1‬ال تدعو إلى القلق» وأن المنظومة الوطنية لليقظة والمراقبة‬ ‫الوبائية (!) تهتم بالموضوع وتسجل اإلصابات سنويا كما هو معمول‬ ‫به في العالم !‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬طالب الوزير عموم المواطنين بالتلقيح ‪ ،‬وإني‬ ‫ألخشى أن يقبض عزرائيل أرواح المرضى قبل أن تصلهم «النوبة»‬ ‫بأبواب المستشفيات العمومية التي توجد بها «وفرة» في األمصال‬ ‫وفي األطر الطبية المتخصصة‪ ،‬كما هو موجود في العالم أجمع !‬ ‫الدكالي‪ ،‬قال خالل ندوة صحافية‪ ،‬إن تسجيل حاالت اإلصابة‬ ‫بفيروس األنفلونزا «الموسمية» يظل أمرا عاديا‪ ،‬وأن وزارة الصحة‬ ‫تسهر على تقوية المراقبة السريرية والفيروسية ألعراض األنفلونزا‬ ‫وااللتهابات التنفسية الحادة‪ ،‬والتي يتم حاليا تفعيلها حاليا بالعديد‬ ‫من المستشفيات العمومية بالمغرب‪.‬‬ ‫وكان الزما أن يحشر الوزير الداودي أنفه في موضوع األنفلونزا‬ ‫الخنزيرية‪ ،‬ليكشف عن سر طبي هام اهتدى إليه وهو أن “أنفلونزا‬ ‫الخنازير ال يقتل‪ ،‬وأن «بنادم غير داوي وخالص» وال يوجد مشكل‬ ‫بالنسبة لهذا المرض العادي الذي «يشرف» مع كل «موجة برد»‪.‬‬ ‫وزيادة في التوضيح قال‪« :‬إن المواطنين يساهمــون في‬ ‫التشويش على كالم الوزراء بنشر األكاذيب واالفتراءات عبر مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي”‪ .‬وأن «اللقاحــات موجودة وال مشكل فيها»‪،‬‬ ‫وأننا (هم) «جاهزون لمواجهة كل األمور”‪ .‬وأن المتوفين بسبب‬ ‫أنفلونزا الجنازير «يتحملون المسؤولية الكاملة في ما حصل لهم»‪،‬‬ ‫ألنهم “لم يتوجهوا إلى المستشفى في الوقت المناسب” !!!!‪...‬‬ ‫فهمتونا والال !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫معرة !‬ ‫تستعظمون بناء مسلك من ‪ 200‬متر‬ ‫لربط كلية الطب بالطريق العمومية‬ ‫تصوروا أعدادا من الطلبة الجامعيين‪ ،‬يعانون لثالث سنوات‪،‬‬ ‫من مشكل مسلك من ‪ 200‬متر‪ ،‬كان من المفروض أن يربط كلية‬ ‫الطب بالطريق الرئيسية بين طنجة والرباط‪ ،‬ويربط أعدادا كبيرة‬ ‫من الطلبة‪ ،‬أبناء المغاربة‪ ،‬بقاعات الدرس والتحصيل‪ ،‬وبمسقبل‬ ‫المغرب ككل‪.‬‬ ‫تتبعت هذا المشكل منذ «تفجره»‪ ،‬والحظـــت ضعف الحس‬ ‫بالمواطنة‪ ،‬عند من كانوا يتنصلون من القيام بهذا العمل بحجة‬ ‫االختصاصات والموارد المالية‪ ،‬والتعقيدات اإلدارية دون اعتـبـار‬ ‫مصلحة المغرب القصوى في تكوين األطباء وهو قطاع يشكو من‬ ‫عجز مقيم بالمغرب‪.‬‬ ‫وبعد أن ضجر الطلبة وتعالت أصواتهم منددة بالمعاناة التي‬ ‫يواجهونها بسبب طريق من ‪ 200‬متر‪ ،‬وللعام الثالث على انتظار‬ ‫افتتاح كلية الطب‪ ،‬حيث إنهم يتوزعون على المدرسة الوطنية للعلوم‬ ‫التطبيقية وكلية العلوم والتقنيات األمر الذي البد وأن يؤثر سلبا‬ ‫على معنوياتهم قبل مستوى تكوينهم‪ ،‬رغم المجهودات الكبيرة‬ ‫المبذولة من طرف األساتذة‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬تدخل والي الجهة‪ ،‬محمد اليعقوبي ليواجه وزارة التربية‬ ‫الوطنية بضرورة بناء طريق المائتي متر‪ ،‬لتشرع وزارة التجهيز في‬ ‫أشغال بناء هذه الطريق التي‪ ،‬باكتمالها سوف تصبح بناية كلية‬ ‫الطب بطنجة قابلة لالستغالل‪.‬‬ ‫هذه الواقعة‪ ،‬حالة أخرى من حاالت التهاون واإلهمال التي‬ ‫يشهدها تدبير الشأن العام‪ ،‬من طرف قطاعات مهمة من قطاعات‬ ‫الدولة‪ ،‬وإال أليس من العار أن يتوقف افتتاح كلية بكاملها‪ ،‬وكلية‬ ‫الطب بالذات‪ ،‬بسبب تقاذف المسؤوليات وتبادل «اللغو» اإلداري‬ ‫بين مختلف الفاعلين‪ ،‬وزارات ومجالس منتخبة ؟ وهل استعصى على‬ ‫رئيس الحكومة تدبير موارد كافية ‪ ،‬لبناء طريق من مائتي متر‪ ،‬منذ‬ ‫اإلنتهاء من بناء الكلية‪ ،‬وهل صعب على وزارة التعليم إدراج الطريق‬ ‫في المشروع ككل؟ حتى وإن كان ثمة نقص في الموارد المالية‪ ،‬أو‬ ‫اعتراض بسبب نزع ملكية؟‬ ‫أتمنى أن يصفح الطلبة عن أخطائنا ويلتمسوا لنا األعذار‪ ،‬لجهلنا‬ ‫وسوء تقديرنا‪ ،‬و «عنادنا» اإلداري المعلوم‪ ،‬ويقبلوا على العلم بدون‬ ‫حنق أو حقد‪ ،‬وأن يومنوا بأن «هذا ما اعطى اهلل والسالم»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪980‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫الأمهات العازبات ببلدنا‪...‬‬ ‫ارحموهن يرحمكم اهلل‬ ‫عاشت تحلم ببيت صغير وأسرة حالها كحال عدد من الفتيات‪ ،‬لكنها أخطأت فكان خطؤها سهمًا صوبته نحو‬ ‫مستقبلها فكسر كل مخططاتها‪ ،‬وأصبحت اليوم امرأة منبوذة من قبل المجتمع‪.‬أصبح هذا حال األم العازبة في‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬وهذه هي النظرة التي يصعب تغييرها‪ ،‬نظرة قاسية ال ترحم‪ ،‬وتنسى في كثير من األحيان أن الخطأ‬ ‫أمر وارد‪ ،‬وأن هذه األنثى المخطئة تبقى بشرًا‪ ،‬وتتأثر‪ ،‬ولها إحساس وشعور إنساني‪.‬أضحت للمرأة في المغرب اليوم‬ ‫مكانة مميزة‪ ،‬واألم ‪ ‬العازبة جزء ال ينبغي استثناؤه‪ ،‬فهي أم ولألم في اإلسالم مكانة‪ ،‬وهي امرأة وللمرأة في القرآن‬ ‫درجة عظيمة‪ ،‬فكيف إلنسان أيًا كان أن يحرمها هذه المكانة؟ وكيف تحاسب واهلل فوق كل شيء غفور رحيم؟ قررنا‬ ‫في تحقيقنا هذا منح الكلمة لهذه الفئة من المجتمع للبوح بما طال السكوت عنه‪ ،‬فإلى أي حد تغيرت نظرة المجتمع‬ ‫إليهن؟ وما دور الجمعيات في حفظ كرامتهن وكرامة أوالدهن؟ وماذا عن كلمة المشرّع المغربي في هذا الصدد ؟‬ ‫لنترك ولو لمرة واحدة العقل ومعتقداته جانبًا‪ ،‬ونبتعد قلي ً‬ ‫ال عن األفكار الراسخة التي تؤمن بالمفروض والمحظور‪.‬‬ ‫حتى نتغلب ولو جزئيًا على األحكام المسبقة التي تضع الغشاوة على أعيننا في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫‪ ‬لندع األحاسيس تتكلم ونستحضر المنطق القائل ال أحد من الخطأ سالم‪ ،‬فبهذا فقط يمكن الحديث عن األم‬ ‫العازبة‪ ،‬وننظر إليها نظرة األم اإلنسانة ال األم المجرمة كما يحلو للكثير القول‪ .‬دخلت «جريدة طنجة» عالم األمهات‬ ‫العازبات‪ ،‬فكان وراء كل أم جرح ينزف يحتاج ترميمًا‪ ،‬وخلف كل جرح قصة وللقصة بداية‪ ،‬سلسلة من العذاب والمواجع‬ ‫وحّدت هؤالء النساء على اختالف قصصهن‪ ،‬التي احترنا في انتقاء بعضها أو على أي منها سنسلط الضوء‪ ،‬وكل واحدة‬ ‫لها من المعاناة ما يصعب حصرها في كلمات‪ .‬وإن قلت في نفسك إنهن من أردن ذلك فأنت هنا لم تلتزم بما ذكرناه‬ ‫في البدء «أن نترك العقل وأحكامه المسبقة جانبًا»‪.‬‬ ‫‪ ‬أول أم قررت ومن دون تردد مشاركتنا قصتها كانت فاطمة‪ ،‬وهي عاملة‪ ،‬تروي هذه السيدة أن والد طفلها‬ ‫ينتمي إلى أسرتها‪ ،‬وقد التقيا في أحد األعراس‪ ،‬وهناك بدأت العالقة بينهما‪ ،‬حيث تقدم لخطبتها وهي في سن ‪،18‬‬ ‫واستمر اللقاء بينهما إلى أن وصلت ‪ 21‬من عمرها‪ ،‬وهناك وقعا في الخطأ الذي بعده مباشرة ابتعد وترك هاتفه ألحد‬ ‫أصدقائه‪ ،‬الذي في كل مرة تكلمه يقول لها إن فالنًا هاجر إلى إيطاليا‪ ،‬وفي ليلة أحد األعياد كلمته وقال لها‪ :‬أنا‬ ‫مستعد لالعتراف بحملك حالة إذا ما تأكدت أنه ابني‪ ،‬لكنه اختفى بعدها‪ .‬وألن أمرًا كهذا يصعب إخفاؤه كثر القيل‬ ‫والقال عليها‪ ،‬ووجدت نفسها في مأزق أمام أسرتها‪ ،‬فقررت السفر من طنجة إلى الدار البيضاء حيث طرقت جميع‬ ‫األبواب‪ ،‬إلى أن احتضنتها جمعية «إنصاف» التي حسب ما ذكرت خصّتها وطفلها بالرعاية الالزمة‪ ،‬وتعلمت عندهم‬ ‫فنون الطبخ‪ ،‬وكانوا يهتمون بالطفل أثناء المرض‪ ،‬كما تكفلوا لها بأجر الكراء والمربية بعدما غادرت الجمعية لتستقر‬ ‫في بيتها‪ ،‬كما وجدوا لها العمل في مستشفى ابن رشد‪ ،‬وعندما أصبحت تتوصل باألجر حينها فقط توقف عمل‬ ‫الجمعية‪ .‬تروي فاطمة أن نظرة الناس ال ترحم‪ ،‬ينعتون األم العازبة بأسوأ األلفاظ‪ ،‬ويتعاملون مع طفلها الذي لم‬ ‫يتجاوز السنوات األربع على أساس أنه لقيط‪ ،‬كما لو كان المذنب في كل هذا‪ .‬لكن على الرغم من المعاناة‪ ،‬رفضت‬ ‫التخلي عنه حتى إنها ترفض الزواج من شخص قد ال يحترم طفلها ويحبه‪.‬‬ ‫‪ ‬لهند قصة قد تتشارك فيها مجموعة من المراهقات‪ ،‬فهي كما تقول كانت فتاة متمردة منذ أن صعدت للصف‬ ‫األول اإلعدادي‪ ،‬في إحدى اإلعداديات‪ .‬كانت تكذب على أهلها وتضيف بعض الساعات إلى توقيتها الزمني لتذهب‬ ‫رفقة زميالتها في نزهة ‪ ،‬حيث في كل مرة تقضي بعض األوقات رفقة شاب جديد وهي حينها لم تتجاور ‪ 14‬من‬ ‫عمرها‪ .‬إلى أن وصلت السنة الثالثة من اإلعدادي‪ ،‬وكان يوم إضراب‬ ‫لألساتذة حيث اصطحبها رفيقها إلى البحر وهناك فقدت عذريتها‪،‬‬ ‫وقبل أن تتكيف مع الصدمة األولى صفعت بأخرى أعظم وأنها حامل‬ ‫بتوأم‪ .‬كان أول ما فكرت فيه هند هو االنتحار‪ ،‬وهذا أول ما قد يخطر‬ ‫في ذهن مراهقة لم تتعلم من الحياة شي ًئا‪ ،‬فشل االنتحار بعدما‬ ‫أخدها أفراد عائلتها إلى المستشفى‪ ،‬وعلموا من األطباء أنها حامل‪،‬‬ ‫وبعد الخبر مباشرة توارت أسرتها على األنظار وتركوها من دون‬ ‫عودة‪ ،‬فوجدت نفسها مشردة ضائعة بال سند أو مأوى‪ ،‬من دون أن‬ ‫يشفق أحد عليها تتنقل من مكان لمكان‪ ،‬وتتوارى عن أنظار الشباب‬ ‫حتى تتجنب االعتداء عليها من طرفهم‪ ،‬أدخلتها سيدة فرنسية إلى‬ ‫منزلها‪ ،‬وآوتها حتى أنجبت طفليها التوأم‪ ،‬وهي لآلن تشتغل عندها‬ ‫كخادمة‪ ،‬وفي الوقت نفسه تسكن هي وطفالها في كنفها‪ .‬تقول‬ ‫هند «لوال تمردي لحصلت اليوم على دبلوم جامعي ولخطبت من‬ ‫أهلي ودخلت بيت زوجي برأس مرفوع‪ ،‬لكنه طيش المراهقة وإهمال‬ ‫األهل الذين لم يتعاملوا مع مرحلة دراستي إلعدادية بالشكل الالزم‪،‬‬ ‫وتركوني ألهو كما يحلو لي‪ ،‬ناسين أنه إن زاد الشيء عن حده انقلب‬ ‫إلى ضده»‪ .‬‬ ‫‪ ‬ما ال يجب اإلغفال عنه أنه ليس لكل أم عازبة يد في واقعها‪،‬‬ ‫والنمودج فاطمة من طنجة والتي تعرضت لالغتصاب من طرف أخ‬ ‫صديقتها‪ .‬توجهت يوم الحادث إلى بيت رفيقتها لتصطحبها معها‬ ‫إلى سيارة تعليم ففتح أخوها الباب وطلب منها أن تصعد فأخته في الدور الثاني من البيت تنظف‪ ،‬لتتفاجأ بعد‪ ‬ذلك‬ ‫أنه لوحده في البيت‪ ،‬فأخذ يتحرش بها إلى أن أغمي عليها‪ ،‬وتقول «حينما فتحت عيني وجدت نفسي ملقاة على‬ ‫األرض وما إن فتحتها هددني وقال لو فتحت فمك بكلمة سأحرقك»‪ .‬وجدت فاطمة الزهراء نفسها مصدومة وفي‬ ‫حالة نفسية صعبة مكثت بغرفتها مدة أسبوع لم تغادرها‪ ،‬إلى أن قررت مصارحة أهلها‪ ،‬وحينما فعلت كان هو قد غادر‬ ‫منزل أسرته وقالوا إنهم ال يعلمون شي ًئا عنه‪ .‬تقول فاطمة الزهراء «كانت أسرتي محافظة ولم ترد أن تكبر الموضوع‬ ‫تفاديًا للفضيحة‪ ،‬وسكتوا عن القصة مكتفين بكلمة «اهلل يأخذ فيه الحق» «غير أن الجملة تغيرت ما إن علموا أنني‬ ‫حامل وباتوا يحملونني المسؤولية كأنني المذنبة‪ ،‬بل حتى وصلوا لمرحلة شتمي وعدم تصديق القصة التي رويتها‪،‬‬ ‫سئمت فحملت ثيابي وتوجهت لمنزل إحدى زميالتي في الشغل‪ ،‬ولبثت عندها إلى أن أنجبت‪ ،‬وبعد شهر استأجرت‬ ‫مربية‪ ،‬وبدأت شغلي كسكرتيرة في إحدى الشركات‪ ،‬من دون الحاجة لدعم أو مساعدة أحد‪ ،‬نظرة الناس قاسية لكن‬ ‫حينما أحتضن طفلتي الجميلة وأرى ابتسامتها أنسى العالم بما فيه‪ ،‬حتى لم أعد أتأسف لما حصل‪ ،‬بل على العكس‬ ‫سعيدة ألني تلقيت هدية رائعة لم تكن في البال»‪.‬‬ ‫ظاهرة األمهات العازبات مثار قلق في المجتمع المغربي‪ ،‬وإشكالية عويصة أثارت جدال كبيرا لدى المغاربة على‬ ‫حد سواء‪ .‬عموما استطاع المغرب أن يخرجها من نطاق الطابو أوالمسكوت عنه متجاوزا كل الخطوط الحمراء وكل‬ ‫هذا في سبيل إيجاد حلول لها أو حتى التقليص منها‪ .‬فعوض أن نعالج الظاهرة في أوانها نجد أنفسنا أمام تراكمات‬ ‫يصعب حلها‪.‬‬ ‫ليس عيبا أن نعترف بمظاهر الخلل في مجتمعاتنا وإنما العيب هو أن نغطي عليها ونتركها تنخر عظام المجتمع‬ ‫وتستفحل يوما عن يوم هذا بالضبط ماقامت به جمعية التضامن النسوي برئاسة عائشة الشنا المعروفة في وسطها‬ ‫«بالحاجة العزيزة»‬ ‫في سعيها الدؤوب للتصدي لهذه الظاهرة المثيرة للجدل ‪ ،‬تعرضت عائشة الشنا لشتى أنواع االحباط وارتفعت‬ ‫األصوات ضدها منادية بوقف عمل الجمعية أوالمهزلة كما سماها البعض على اعتبار أنها تحرض على الفساد‬ ‫والدعارة‪.‬‬ ‫كل عالقة غير شرعية هي عالقة محرمة والنقاش في ذلك‪ ،‬ولكن هناك بعض الظروف أن يقع ذئب بشرى على‬ ‫فتاة بريئة وتتحمل وحدها المسؤولية‪ .‬ولو أنها في كثير من االحيان تتحمل جزءا من المسؤولية ونحن نعلم أن أي‬ ‫عقاب شرعي البد أن يكون بثوابت تؤدي الى أن يستحق الجاني عقابه وهي اليمكن أن تطبق التطبيق الكامل ألن‬ ‫الظروف التي تؤدي الى أن يقع الناس في عالقات محرمة متاحة ومتوفرة‪.‬‬ ‫والضحية هي التي تحمل وتلد وهي التي تتعرض لعواقب وخيمة ولذلك يجب أن تحمى وتهيأ لها ظروف العيش‬ ‫الكريم ألن اهلل سبحانه وتعالى‪.‬كرم بني آدم وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير ممن‬ ‫خلق تفضيال‪.‬‬ ‫فهذه األم العازبة ينبغي أن تحمى وأن توفر لها ظروف مناسبة حتى التكون فريسة‪ .‬وأتذكر هنا واقعة وقعت في‬ ‫عهد سيدنا عمر رضي اهلل عنه حين اعتدى أحد على فتاة بريئة بخدعة لئيمة خسيسة فحملت ووضعت فأخذ سيدنا‬ ‫عمر الطفل بعد أن تحقق من ظروف والدته وبراءة أمه وعهد به إلى أسرة تنشئه على نفقة بيت مال المسلمين‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫وطالبهم بتقرير دوري عن حالته ومعيشته ثم زار والد الفتاة وطلب منه أن ينفرد بها وعلم منها ظروف الخديعة التي‬ ‫تعرضت لها وخرج إلى والدها وقال له إن ابنتك فتاة كريمة طيبة فصنها وارعها وإذا جاء من يستحقها فزوجها له‬ ‫ونفقة زواجها على بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫أظن أن مغزى هذه الواقعة واضح في الداللة على ما تستحقه أولئك األمهات العازبات من رعاية وصيانة وحسن‬ ‫عناية لهن وألوالدهن ‪ ،‬ومن جنى جناية على نفسه أو غيره وثبتت عليه هذه الجناية فإن للقانون أن يتصرف بما‬ ‫يمليه الضمير االنساني والشرع االسالمي الذي ال يقبل الظلم ‪.‬واهلل تعالى حرم الظلم وجعله بيننا محرما وهل‬ ‫هناك ظلم أكبر من أن يعتدى على عفة فتاة بريئة فتغتصب في شرفها ثم تتحمل عبء تربية ثمرة هذا االتصال‬ ‫غير الشرعي وحدها وتهمل هي ويهمل طفلها وال يقبل هذا شرع وال ضمير إنساني وواجبنا تجاه هؤالء األطفال أن‬ ‫نكفلهم ونحسن تربيتهم وأن نعهد بهم إلى أسر شريفة من أسر المسلمين ليحسنوا إليهم على اعتبار ما جاء في‬ ‫حديث رسول اهلل (ص) عن التمامي بأن خير بيت في المسلمين فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين فيه‬ ‫يتيم يساء إليه‪[.‬وأطفال العالقات غير الشرعية هم في حالة أسوأ من اليتامى] فهم أيضا جديرون بالرعاية والحماية‬ ‫وحسن التربية ونحن كذلك نعرف أن من أهل البر والتقوي الساعين على األرامل فأولئك األمهات العازبات كما‬ ‫يسمون اآلن حالتهن أسوأ من حاالت األرامل فهن كذلك أحق بالرعاية والحماية ولنا في صحابة رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أحسن القدوة واإلسوة الحسنة فلقد علمنا أن سيدنا عبد اهلل بن مسعود دخل ليزور أحد القضاة في ذلك‬ ‫العهد فإذا برجل معه صبية صغيرة فسأله ما مكان هذه الصبية منك قال ابنة أخي مات وتركها في وصايتي وقد‬ ‫أصابت إثما كبيرا فجئت بها إلى القاضي ليقيم عليها الحد فقال لنا سيدنا عبد اهلل بن مسعود بئس كافل اليتيم انت‬ ‫ما أحسنت التربية وما سترت الخزية فانصرف الرجل باكيا متعمدا بستر الصبية وحسن القيام عليها وعدم تعريضها‬ ‫إلى ما قد يسيء إليها‪.‬‬

‫عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي‬

‫حكايتي مع األمهات العازبات بدأت بالصدفة‬

‫ما الذي جعلك سيدة عائشة تفكرين في تأسيس جمعية التضامن النسوي لرعاية األمهات‬ ‫العازبات؟‬ ‫أنا بدأت العمل الجمعوي منذ أن كنت شابة وحكايتي مع األمهات العازبات بدأت بالصدفة‪ ،‬ذات يوم عندما‬ ‫شاهدت منظر أم عازبة ترفض طفلها في انتظار مجيء العائلة التي ستتبناه وعند وصولهم نزعت ثديها من‬ ‫فمه وقطرات الحليب تتقاطر من ثديها وطفلها يبكي‪ .‬ذلك المنظر لم يمحى من ذاكرتي وقررت حينها أن‬ ‫أؤسس جمعية تضمن لألطفال أن يبقوا مع أمهاتهم‪.‬‬

‫ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تأسيسك للجمعية؟‬

‫كانت هناك تحديات كثيرة على مستويات عدة أولها الجانب المالي ففي البداية الجمعية كانت تتوفر على‬ ‫مبلغ ‪ 2000‬درهم وتضم ‪ 11‬أم عازبة ليست لهن دراية بالتدبير‬ ‫والطبخ‪ ،‬وكنا نقدم وجبات يتم اقتسام أرباحها بين المستفيدات‬ ‫وبالتدريج تطور المشروع لتهتم به الصحافة وحصلت الجمعية‬ ‫على مساعدات المحسنين‪.‬‬ ‫وتعرضت كذلك لكثير من االتهامات تفيد أننا نشجع على‬ ‫الدعارة والفساد في أوساط الفتيات‪ ،‬واألغرب من ذلك أننا كنا‬ ‫نسمع هذه العبارات حتى من أناس مثقفين‪.‬‬

‫ما الرد الذي تقدمينه سيدة عائشة للذين يتهمونك‬ ‫بالتشجيع على الدعارة‪.‬‬

‫أنا قبل كل شيء مسلمة قلبا وقالبا واإلتهام المقدم ضدي‬ ‫ال يتوافق مع مبادئي‪.‬‬ ‫عندما فكرت بتأسيس جمعية تهتم باألمهات العازبات كان‬ ‫الهدف هو التقليص من ظاهرة األطفال المتخلى عنهم‪ .‬ما‬ ‫األفضل أن ناوي األطفال وأمهاتهم أم نزج بهم في الخيريات‪.‬‬ ‫نحن ال ننكر‪ ،‬هناك فتيات يقعن في الخطأ وهن يعلمن أن هناك‬ ‫جمعية ستأوينهن ولكن هي نسبة قليلة جدا‪ .‬ما يجب أن يفهمه‬ ‫المجتمع هو أن هؤالء الفتيات أصبحن أمهات عازبات بسبب‬ ‫سذاجتهن وليس لكونهن عاهرات‪.‬‬

‫ما تقييمك سيدة عائشة لنظرة المجتمع لألمهات العازبات؟‬

‫المجتمع معذور في حكمه على األمهات العازبات‪ ،‬ألنه كيف يعقل أن أما بين عشية وضحاها تكتشف أن‬ ‫بنتها حامل من عالقة غير شرعية‪ ،‬رد فعل المحيط األسري والمجتمع رد طبيعي‪.‬‬ ‫هدفي هو أن نصل إلى مرحلة ال نحتاج فيها إلى الجمعية‪ ،‬أنا دائما أؤكد على الوقاية ثم الوقاية‪ ،‬لماذا‬ ‫أصال تسقط الفتاة في عالقة خارج مؤسسة الزواج‪ .‬مما يطرح عالمة استفهام‪ ،‬إذا كنا سنلوم الفتاة يجب أن‬ ‫نلوم محيطها كذلك ألنه لم يقدم لها التربية الالزمة لتتجنب هذه السلوكات‪ .‬يعني ظاهرة األمهات العازبات‬ ‫مسؤولية مجتمعية‪.‬‬

‫ما هي المساعدات التي تقدمها الجمعية إلعادة إدماج األم نفسيا واجتماعيا؟‬

‫في البداية تعرض األم على الطبيبة النفسية للجمعية ألن األمهات يكن محبطات عند اتصالهن أول وهلة‬ ‫بالجمعية‪ ،‬يدركن مدى خطورة وضعيتهن على مستقبلهن في مواجهة مجتمع مازال ال يقبل هذه األقدار‪،‬‬ ‫فنعمل على إعادة بناء ثقتها في نفسها وفي الحياة‪.‬‬ ‫وتتلخص مهمة الجمعية في خلق رابطة األمومة بين األم وطفلها‪ ،‬فتمكينها من إرضاعه والعناية به لفترة‬ ‫قصيرة يجعلها تعدل عن قرار التخلي عنه ويمنحها فرصة للتشبث بابنها وربط عالقتها به من جديد‪.‬‬

‫٭ سيدة عائشة‪ ،‬ما هي األنشطة التي تقوم بها النساء في الجمعية بحثا عن االستقالل المادي؟‬

‫٭ نحن في الجمعية نحتضن األمهات مدة ثالث سنوات وندعمهن عن طريق منح ليتمكن من العيش في‬ ‫سكن مالئم ونوفر لهن الطعام مجانا والرعاية الصحية لهن وألطفالهن‪ ،‬كما نعلمهن حرفا تساعدهن على‬ ‫رعاية أطفالهن مستقبال كالخياطة والطبخ والتجميل‪.‬‬

‫هل كل حاالت األمهات العازبات يتم استقبالها بالجمعية؟‬

‫غالبية الحاالت يتم تسجيلها بالجمعية ولكن في بعض الحاالت ال نستطيع إيواءهن‪ .‬مثال إذا كانت األم‬ ‫العازبة تتعاطى للمخدرات أو كانت مختلة عقليا‪ .‬ألننا في الجمعية نقوم بأنشطة تحتاج ألن تكون األم في‬ ‫وضعية سليمة وفي كامل قواها العقلية لكي ال نضر الزبائن الذين نتعامل معهم‪ .‬‬ ‫‪ ‬هن نساء يتشبثن بالحياة في مجتمع لفظهن وأطفال أبرياء يعاقبون بجريرة اآلباء‪.‬‬ ‫‪ ‬مشكل األمهات العازبات في المغرب ليس وليد اليوم أو ظهر إلى حيز الوجود على حين غرة كما‬ ‫يعتقد كثيرون‪ ،‬بل عرفه المجتمع المغربي منذ زمن ليس بالهين‪ ،‬رغم مظاهر االحتشام والوقار التي‬ ‫كانت سائدة آنذاك‪ ،‬فدعونا نتعامل مع األمهات العازبات معاملة الرحمة ‪ ،‬و نترك الخلق للخالق في‬ ‫األحكام و العقوبات ‪ ،‬فاهلل رحيم يحب الرحمة‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫الموسيقى األندلسية المغربية‬ ‫نموذج للتفاعل واالمتزاج الحضاري (‪)2/1‬‬ ‫زرياب وأول مدرسة موسيقية باألندلس‪:‬‬ ‫بعد رحلة طويلة وشاقة يصل زرياب األندلس قادما من عاصمة الخالفة العباسية مارًا بالقيروان‬

‫وسبتة ومنها إلى الجزيرة الخضراء فقرطبة التي احتضنته قصورها‪ ،‬فشذى وطرب وأطرب بين جدرانها‬ ‫وحدائقها الغناء‪ ،‬فحقق تحت سمائها مجدا وخلودا ما كان ليتحقق له في بغداد‪.‬‬ ‫فقد استقبله األمير عبد الرحمن بنفسه في قصره‪ ،‬وبادره قبل استقباله الرسمي بالعطاء الجزيل‬ ‫والجراية الكريمة واإلقطاعات المغرية‪ .‬وبعد ثالثة أيام جالسه عبد الرحمن‪ ،‬واستمع إليه ينشده ألحانا‬ ‫شرقية أفاق معها حنينه وحبه إلى موطن أجداده (الشام) فقربه إليه‪ ،‬وزاد عنده محبة‪ ،‬وآثره على جميع‬ ‫المغنين‪ ،‬فعاش في كنفه معززا مكرما‪ ،‬وأصبح نجمه المفضل يواكله ويشاربه ويسامره وينادمه‪ ،‬كما كان‬ ‫يذاكره في أحوال الملوك وسير الخلفاء‪ ،‬ونوادر العلماء‪ ،‬فكان بحرا ال يدرك مداه‪ ،‬مما أعجب الخليفة فزاد‬ ‫في تكريمه‪ ،‬حتى فتح له بابا خاصا يستدعيه منه متى أراد‪.‬‬ ‫وما أن استقر زرياب بقرطبة حتى شرع في إنجاز مشروعه الطموح والمتمثل في إحداث أول مدرسة‬ ‫موسيقية بها كان لها موقع ريادي ليس بسبب الثراء الممتد للفكر الموسيقي فحسب‪ ،‬بل لقوة تأثيرها‬ ‫الواسع على أجزاء كثيرة من أروبا وهو ما كان لها بصمة واضحة في معالم الحياة االجتماعية هناك‪.‬‬ ‫«وبهر أهل األندلس ببراعته في الغناء والموسيقى‪ ،‬وطار صيته في كل مكان‪ ،‬فأضحى قطب الفن‬ ‫الذي ال يجارى‪ ،‬وأخذ عنه أهل األندلس فنونه وإبداعه»‪.‬‬ ‫فكان أول من تجرأ على تطوير الموسيقى العربية فاعتنى بجمع اآلالت الموسيقية التي كانت معروفة‬ ‫ببالد المشرق‪ ،‬ثم تفنن في ابتكار عدد من اآلالت األندلسية التي لم يسبق أن عرف بعضها من قبل أن‬ ‫تنتشر بكثافة في البالد األندلسية‪.‬‬ ‫وعن هذه اآلالت ذكر أبو الوليد الشقندي في رسالته عن «فضل األندلس» أسماء اآلالت التي اقتنتها‬ ‫إشبيلية وحدها‪ ،‬فقال‪« :‬وقد سمعت ما في هذا‬ ‫البلد من أصناف أدوات الطرب‪ ،‬كالخيال والكريح‬ ‫والعود والروطة والرباب والقانــون والمؤنـس‬ ‫والكثيرة والضنــارة والزالمـي والشقــرة والنورة‬ ‫(وهما مزماران الواحد غليظ الصوت واآلخر رقيقه)‪،‬‬ ‫والبوق‪ ،‬وإن كان جميع هذا موجودا في غيرها من‬ ‫بالد األندلس‪ ،‬فإنه فيها أكثر وأوجد‪ ».‬فضال عن‬ ‫هذه اآلالت‪ ،‬عرفت األندلس آالت أخرى مثل الطبلة‬ ‫والنقارة والطسوت التي تقرع بالقضبان‪ .‬وأضاف‬ ‫ابن خلدون في (مقدمة) بعض آالت الزمر مثل‬ ‫الشبابة‪ ،‬وهي قصبة جوفاء مزودة بفتحات معدودة‬ ‫في جوانبها‪ ،‬والوبوق النحاسي المجوف والبربط‬ ‫وهو على شكل من الكرة‪.‬‬ ‫ولعل أهم اختراع اشتهر به زرياب في هذا‬ ‫المجال هو‪« :‬زيادة الوتر الخامس في العود‪،‬‬ ‫اختراعا منه‪ ...‬كذلك اخترع مضراب العود (الريشة)‬ ‫من قوادم النسر‪ ،‬وكانت ال تزال حتى وقته من‬ ‫الخشب‪ ،‬وهي فكرة بارعة من زرياب كان موفقا‬ ‫فيها إلى أبعد مدى‪ ،‬إذ تجمع إلى لطف خفتها على‬ ‫األصابع طول سالمة الوتر بمالزمة الضرب عليه‪...‬‬ ‫أما العبقرية الفذة التي جلت عنها موهبته فهي‬ ‫طريقته المبتكرة في تعليم الغناء‪ ،‬تلك الطريقة‬ ‫المستحدثة التي ظلت مثال يحتذى في الشرق‬ ‫والغرب حتى العصور الحديثة»‪.‬‬ ‫ويذهب المقري في كتابه (نفح الطيب) إلى القول بأنه هو الذي رتب إيقاعات النوبة‪ ،‬مؤسسا بذلك‬ ‫تقليدا موسيقيا اتبعه األندلسيون من بعده‪ ،‬وأقتفوا أثره فيه‪« .‬واستمر باألندلس أن كل من افتتح الغناء‬ ‫فيبدأ بالنشيد أول شدوة بأي نقر كان‪ ،‬ويأتي إثره بالبسيط‬ ‫ويختم بالمحركات واألهزاج تبعا لمراسم زرياب»‬ ‫أما في ميدان التأليف والتكوين الموسيقي فقد ترك زرياب‬ ‫لألندلس والغرب اإلسالمي ميراثا فنيا عظيما تمثل في مؤلفاته‬ ‫ومدوناته الموسيقية التي بلغت عشرة آالف لحن‪ ،‬وبذلك عد هذا‬ ‫العبقري بمثابة معجزة جسدت األصالة الموسيقية األندلسية‪.‬‬ ‫وقد صدرت في إسبانيا سنة ‪1987‬م رواية تحمل اسم (زرياب)‬ ‫باللغة االسبانية للموسيقي (خيسوس كريوس) كتبت بأسلوب‬ ‫شاعري جميل‪ ،‬واشتملت على مجموعة هائلة من المعلومات‬ ‫الفنية واالجتماعية والتاريخية عن األندلس‪ .‬كما أورد الكاتب‬ ‫بالتفصيل الكثير من العادات والتقاليد المتعارف عليها آنذاك‪،‬‬ ‫مبررا في كل مرة دور زرياب ومحاولته في تغيير وتجديد الكثير‬ ‫مما اعتمد الناس عليه وإبداله بما هو أفضل‪ .‬ويرى أن أسس‬ ‫الموسيقى العربية األندلسية التي كانت تعرف (بالنوبة) وتسمى‬ ‫عند االسبانيين (الروندو ‪ )RONDO‬ثم نقلها فيما بعد على يد‬ ‫الموريسكيين إلى شمال افريقيا وخصوصا المغرب والتي تعرف‬ ‫اليوم باسم الموسيقى األندلسية (تطوان‪ -‬شفشاون‪ -‬فاس‪ -‬سال‪ -‬الرباط)‪.‬‬

‫الموسيقى األندلسية بالمغرب‪:‬‬ ‫يرى المرحوم األستاذ محمد المنوني‪ ،‬أن الموسيقى األندلسية المغربية تمتد في مرحلتها األولى‬ ‫إلى العصر المرابطي‪ ،‬حيث بدأت تتدفق على المغرب‪ ،‬بعد توحيده مع األندلس‪ ،‬فازدهرت في بعض مدن‬ ‫المغرب‪ ،‬بسبب انتقال إمام التالحين األندلسي – وهو ابن باجة – إلى المغرب‪ ،‬واستقراره به عشرين سنة‬ ‫كوزير لمخدومه يحيى بن يوسف بن تاشفين‪ ،‬وقد توفي بمدينة فاس سنة ‪533‬هـ‪ .‬ومن المعروف أن‬ ‫ابن باجة هو منظم األلحان المعتمدة باألندلس وفي هذا يقول ابن سعيد‪« :‬وإليه تنسب األلحان المطربة‬ ‫باألندلس التي عليها االعتماد»‪.‬‬ ‫وابن باجة‪ ،‬شخصية فذة وعبقرية موسيقية متفتحة‪ .‬ألف أكثر من عشرين كتابا تناول فيها مختلف‬ ‫معارف عصره من طب وفلسفة وعلوم طبيعية ورياضية‪ ،‬وواحد من الوشاحين المشهورين‪ ،‬جمع بين‬ ‫الموسيقى والغناء في موشحاته‪ .‬وصفه ابن خلدون بأنه «صاحب التالحين المعروفة» وابن سعيد‬ ‫بأنه «فيلسوف المغرب وإمامها في األلحان» ومن الحكايات المشهورة عنه أنه حضر يوما مجلس أمير‬ ‫سرقسطة أيام المرابطين‪ ،‬أبي بكر ابراهيم بن تيفلويت فأعطى مغنية كانت هناك موشحة من نظمه‬ ‫فغنتها وكان مطلعها‪:‬‬

‫جرر الذيــل أيمـــا جـــر‬

‫وصل الشكر منك بالشكر‬

‫فلما طرق سمع األمير قول الشاعر‪:‬‬

‫عقـد اهلل رايــة النصـــر‬

‫‪6‬‬

‫ألمير العـــال أبــي بكــر‬

‫طرب وصاح‪ :‬واطرباه‪ ،‬وشق ثيابه وقال ما أحسن ما بدأت وما ختمت‪ .‬وحلف بإيمان مغلظة أن ال‬ ‫يمشي ابن باجة إلى داره إال على الذهب ‪ .‬فخاف األمير سوء العاقبة‪ ،‬فاحتال بأن جعل في نعله ذهبا ومشى‬ ‫عليه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫لقد كان ابن باجة بحق أول من أدخل التالحين األندلسية إلى المغرب‪ ،‬وقد مكنه طول استقراره به‬ ‫من نشرها وتعليمها في ظل الدولة الحاكمة ورؤسائها‪ .‬ويرى الدكتور محمد بن شريفة‪« :‬أن أكبر اسم‬ ‫نجده في تاريخ الموسيقى األندلسية المغربية بعد زرياب‪ ،‬هو الفيلسوف ابن باجة»‪.‬‬ ‫وإذا كان فن الموسيقى األندلسية قد تعرض لشيئ من المقاومة أيام الموحدين‪ ،‬تأثرا بما قامت‬ ‫عليه الدولة من التدين ومقاومة المنكر‪ ،‬فإنه لم يشهد رواجا للموسيقى على رأي الفيلسوف ابن طفيل‬ ‫الذي قال قولته الشهيرة‪« :‬لو نفق عليهم علم الموسيقى ألنفقته عليهم»‪ .‬إال أنها قاومت وصمدت‬ ‫في وجه التيار المحافظ‪ ،‬لتفرض وجودها بعد ذلك أيام المرينيين الذي عرف ازدهارا عظيما للموسيقى‬ ‫في حواضر المغرب الشهيرة كفاس ومراكش وسال والرباط وتطوان وشفشاون وغيرها‪ .‬وخصوصا بهد‬ ‫الهجرة النهائية لألندلسيين سنة ‪1609‬م‪ ،‬حيث أصدر الملك اإلسباني فيليبي الثالث قرارا بطردهم من‬ ‫اسبانيا‪ ،‬بعد أن يئست المحاوالت المتعددة والمتعاقبة من تحويلهم عن دينهم‪ ،‬واعتناق المسيحية‪،‬‬ ‫ولكن دون جدوى‪ ،‬فاضطروا إلى مغادرة أراضيهم نحو شمال افريقيا وغيرها‪ .‬فاستقر هؤالء في أنحاء‬ ‫مختلفة من البرتغال والمغرب وتونس والجزائر ومصر‪ ،‬بل وصل بعضهم إلى القارة األمريكية‪ ،‬حاملين‬ ‫معهم عاداتهم وتقاليدهم‪ ،‬واستفاد األهالي من خبرتهم ومهارتهم في سائر مرافق الحياة اليومية فهاجر‬ ‫الفن بأجمعه إلى المغرب‪،‬واشتغل الناس به اشتغاال كبيرا‪ ،‬فاحتضن التراث الموسيقي وصيانته والحفاظ‬ ‫على النوبة تأليفا وصناعة كما يقول الدكتور الباحث عباس الجراري‪.‬‬ ‫« وكان من الطبيعي أن تتمغرب الموسيقى األندلسية مع مرور الزمن بما أدخل عليها المغاربة بعد‬ ‫هذه المرحلة من تعديالت مختلفة في ألحانها وأشعارها وترتيبها‪ .‬ويرى الباحث المغربي عبد العزيز بن‬ ‫عبد الجليل أن المغاربة شاركوا منذ البداية في تكوين هذا التراث‪ ،‬واستقلوا به بعد هجرة المسلمين من‬ ‫غرناطة‪ .‬فازدهرت المدرسة التطوانية التي استقر بها العديد من الغرناطيين‪ ،‬باإلضافة إلى مدرسة فاس‬ ‫التي انتقلت إليها المدرسة الغرناطية والبلنسية القديمة وامتزج الكل ليفرز هذا التصور للوضع الجديد‬ ‫من خالل الصورة الجديدة للموسيقى األندلسية‬ ‫التي نعرفها اآلن»‪.‬‬

‫النوبات األندلسية بالمغرب‪:‬‬ ‫وكانت الموسيقى األندلسيــة تعــرف عنـــد‬ ‫دخولهــا المغــرب باسم (فن اآللة) تمييزا لها‬ ‫عن فني الملحون والسماع‪ ،‬إضافة إلى نوبات‬ ‫الموسيقى األندلسية عندما وفدت إلى المغرب‪،‬‬ ‫كانت عبارة عن نوبات آلية‪ ،‬ولم تكن قد انتظمت‬ ‫بعد في منظوم الكالم سواء كان شعرا فصيحا‬ ‫أو مقطوعة زجلية أو موشحة‪ .‬والجدير بالذكر‬ ‫أن النوبة األندلسية تمثل نظاما خاصا في تتابع‬ ‫المقطوعات الغنائية والموسيقية‪ .‬وهي كذلك‬ ‫الوحدة األساس التي تشكل منها المجموعة‬ ‫الكبرى‪ ،‬التي هي (الموسيقى األندلسية)‪ .‬وكان‬ ‫أحمد التفاشي من القرن السابع الهجري قد قدم‬ ‫تعريفا جامعا لمصطلح النوبة في كتابه (فصل‬ ‫الخطاب من مدارك الحواس الخمس ألولي األلباب)‬ ‫قائال‪« :‬النوبة الكاملة للغناء بالمغرب تقوم على‬ ‫نشيد واستهالل‪ ،‬وعمل‪ ،‬ومجرى‪ ،‬وموشحة‪ ،‬وزجل‬ ‫وجميعها يتصرف في كل بحر من بحور (أي األدوار)‬ ‫األغاني العربية‪ ».‬فالنوبة ثمرة حضارية عريقة‪،‬‬ ‫ووليدة مجتمع متمدن نشأت في رحابه ونمت وتطورت بخطى ثابتة ومتواصلة حافظت على خصوصياتها‬ ‫ومميزاتها العامة كلون موحد ومميز مستمد من روح الحضارة العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويقال إن عدد النوبات األندلسية كانت أربعا وعشرين‪،‬‬ ‫نوبة‪ ،‬بعدد ساعات اليوم‪ ،‬غير أن الذي بقي منها اآلن ال يتجاوز‬ ‫إحدى عشرة نوبة في المغرب‪ ،‬وفي تونس [يتوفرون على ثالث‬ ‫عشرة نوبة]‪ .‬وقد جمعها محمد بن الحسين الحايك التطواني‬ ‫سنة ‪1800‬م‪ ،‬وكان تلميذا ألبي العباس أحمد بن محمد بن عبد‬ ‫القادر الفاسي‪ ،‬وعنه أخذ هذا الفن فكان أحد الرواد الكبار الذين‬ ‫لمع اسمهم في القرن الثالث عشر الهجري‪ ،‬والمشهور بكناشه‬ ‫(الكتاب) الجامع للنوبات الموسيقية األندلسية‪ ،‬فحفظها من‬ ‫الضياع‪ ،‬وصارت عمدة الموسيقيين إلى أوائل القرن الرابع عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬وقد طبعه أول األمر الفنان المرحوم المكي مبيركـو‬ ‫الرباطي سنـة ‪1354‬هـ‪1935 /‬م كمـا ذكـر المرحـوم عبد اهلل‬ ‫الجراري‪ .‬وكان موضوع دراسة جامعيـة للمستعــرب االسباني‬ ‫(فيرناندو بالديرما) حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة‬ ‫مدريد تحت عنوان‪ [ :‬الفقيه الحايك والموسيقى األندلسية] طبع‬ ‫بتطوان سنة ‪1953‬م‪.‬‬ ‫وقام الفنان الحاج إدريس بنجلون التويمي الذي كان رئيسا‬ ‫لجمعية هواة الموسيقى األندلسية في المغرب‪ ،‬والسيد عبد اللطيف بلمنصور كل على حده‪ ،‬بتحقيق هذا‬ ‫«الكناش» وإخراجه إلى حيز الوجود كامال‪ .‬األول يحمل عنوانا [التراث العربي المغربي األندلسي] وقد‬ ‫اهتم فيه بالجانب الفني في دراسة النصوص‪ ،‬وتنسيقها‪ ،‬وتصحيحها مسجال النوطة الموسيقية بالحروف‬ ‫بجانب األبيات الشعرية التي تؤدى عليها‪ .‬والثاني قام بإصداره بعنوان [مجموع أزجال وتواشيح وأشعار‬ ‫الموسيقى األندلسية المغربية المعروفة بالحايك] وقد اعتنى في إعداده‪ ،‬وتنسيقه‪ ،‬وترتيبه‪ ،‬وتحقيق‬ ‫النصوص‪ ،‬ونسبتها إلى مبدعيها كلما تيسر له ذلك‪ ،‬كما ذيله بالتعريف بأعالم الموسيقى األندلسية‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫ومن الكتب الجديدة الصادرة حديثا والتي لها عالقة بالموضوع ما ألفه الفنان المهدي عبد السالم‬ ‫الشعشوع رئيس جوق المعهد التطواني تحت عنوان ‪« :‬ديوان اآللة – نصوص الموسيقى األندلسية‬ ‫المغربية» وهو كتاب غني بالنصوص الموسيقية األندلسية‪ .‬بدل فيه الباحث جهدا كبيرا‪ ،‬فقد اطلع على ما‬ ‫كتبه السابقون في هذا المجال‪ ،‬كما استفاد من الفنانين المعاصرين‪ .‬أما النوبات فهي‪[ :‬العشاق‪ -‬الحجاز‬ ‫المشرقي‪ -‬األصبهان‪ -‬الرصد‪ -‬رصد الذيل‪ -‬غريبة الحسين‪ -‬عراق العجم‪ -‬الماية‪ -‬رمل الماية‪ -‬االستهالل‪-‬‬ ‫الحجاز الكبير]‪ .‬وكل نوبة تؤدى على خمسة موازين وهي‪[ :‬البسيط‪ -‬القائم ونصف‪ -‬البطايحي‪ -‬القدام‪-‬‬ ‫الدرج] وكانت كل نوبة خاصة في األصل بوقت تنشد فيه‪ ،‬وال يجوز تعويضها بغيره‪ ،‬فنوبة [العشاق] مثال‬ ‫تؤدى في الصباح‪ .‬ونوبة [الماية] وقت غروب الشمس‪ .‬ونوبتي [الحجاز الكبير واألصبهان] في العشاء‪.‬‬ ‫ونوبة [رصد الذيل] في منتصف الليل‪ .‬أما نوبة [رمل الماية] فقد كانوا يبيحونها لكل وقت نظرا لكثرة‬ ‫استعمالها في مدح الرسول (ص)‪ .‬ويعتبر عبد السالم بن علي ريسون دفين مدينة تطوان‪ ،‬والمتوفى‬ ‫سنة ‪1299‬هـ‪1882/‬م «أول من أدخل على اآللة األندلسية األمداح النبوية‪ ،‬فقد استعاض عن قصائد‬ ‫الغزل والخمريات في الشعر األندلسي بقصائد وقطع في مدح الرسول (صلى اهلل عليه وسلم) في كثير‬ ‫من ميادين اآللة‪ ،‬وال يزال ذلك متداوال في المغرب» ‪ .‬ويرى الباحث إدريس السرايري‪« :‬أن النوبة في‬ ‫الموسيقى األندلسية المغربية هي نوبة موحدة التركيب‪ ،‬مالمح طبوعها وأعراف عزف مكوناتها ال تجدها‬ ‫تختلف من مدينة ألخرى أو جهة ألخرى‪ .‬إيقاعاتها وصالتها وترانيمها وتدحرج آداء مراحلها ال تجدها‬ ‫متغيرة‪ ،‬سواء ذهبت شماال أو عرجت جنوبا شرقا جزت أو غربا»‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫اقتصاد‬ ‫دورة مجلس اإلتحاد األوروبي لعام ‪2019‬‬ ‫في كل سنة تعطى رئاسة مجلس اإلتحاد األوروبي إلى دولتين‪ .‬ففي العام الماضي (‪ )2018‬تولى هذه‬ ‫المسؤولية كل من بلغاريا والنمسا‪ .‬أما هذه السنة (‪ )2019‬فستقوم رومانيا بتولي الرئاسة من فاتح يناير‬ ‫إلى غاية نهاية يونيو‪ ،‬ثم تليها فينالندا من فاتح يوليوز إلى غاية دجنبر من سنة ‪.2019‬‬ ‫ثم سيأتي دور كرواتيا وألمانيا خالل سنة ‪ .2020‬وهكذا سيكون على رومانيا أن تسير بعض الملفات‬ ‫الشائكة لإلتحاد األوروبي مثل خروج بريطانيا من االتحاد وملف الهجرة والميزانية واالنتخابات األوروبية‬ ‫وماإلى ذلك‪.‬‬ ‫وإذا كانت رومانيا تعتبر من إحدى الدول الثالثة األكثر فقرا في اإلتحاد األوروبي إال أن نموها اإلقتصادي‬ ‫يبقى مرتفعا جدا مقارنة مع باقي دول اإلتحاد ألنه تجاوز‪ %6,9‎‬خالل سنة ‪ 2017‬و‪ %4,1‎‬خالل سنة ‪.2018‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫أسعار مواد اإلستهالك على الصعيد العالمي‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫أن مستوى النفقات في المدن وصل إلى ‪ 22.105‬درهم سنويا ولكل فرد‪ ،‬في حين أن مستوى النفقات‬ ‫في البوادي ال يتعدى ‪ 11.946‬درهم سنويا ولكل فرد‪ .‬ويستهلك‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬األغنياء ‪ 10‬أضعاف ما‬ ‫يستهلكه الفقراء‪.‬‬ ‫أما من ناحية المؤشرات اإلجتماعية األخرى‪ ،‬فنالحظ أن ‪:‬‬ ‫ عدد السنوات المتوسط المخصص للتعليم هو ‪ 4,8‬سنة ؛‬‫ نسبة الذين ليس لهم أي مستوى تعليمي قد وصلت إلى‪ %40‎‬خالل سنة ‪ 2017‬؛‬‫ وصل معدل التغطية الصحية إلى‪ %53,8‎‬؛‬‫ والنسبة المائوية للنساء اللواتي غادرن سوق الشغل هي‪.%41,6‎‬‬‫يمكن القول بأن المؤشرات اإلجتماعية في المغرب ما بين سنة ‪ 2012‬وسنة ‪ 2017‬قد تحسنت كثيرا‬ ‫ولكن ال زال هناك تضارب بين المدن والبوادي من جهة‪ ،‬وبين الجهات المغربية ال ‪ ،16‬من جهة ثانية‪،‬‬ ‫وبين الرجال والنساء‪ ،‬من جهة ثالثة‪.‬‬

‫لقد استقر سعر القمح الرطب في حدود ‪ 211‬دوالر للطن مع نهاية سنة ‪ 2018‬وذلك بارتفاع طفيف‬ ‫يقدر بنسبة ‪ % 0,8‬مقارنة مع الشهر الماضي وبارتفاع يصل إلى ‪ %22‎‎‎‬مع بداية سنة ‪.2019‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫ويرجع هذا اإلرتفاع باألساس إلى الظروف الجوية السيئة في كل من الواليات المتحدة األمريكية وكندا‬ ‫وأستراليا‪.‬‬

‫لقد قرر مكتب الصرف رفع سقف منحة السياحة بنسبة‪ %12,5‎‬وذلك مرورا من ‪ 40.000‬درهم لكل فرد‬ ‫وسنويا إلى ‪ 45.000‬درهم ابتداء من شهر يناير من سنة ‪.2019‬‬

‫أما فيما يخص أسعار السكر فإن هذه األخيرة قد تراجعت بنسبة ‪ %‎ 2,9‬لتستقر في حدود ‪ 284‬دوالر‬ ‫للطن مع نهاية سنة ‪.2018‬‬

‫هذه الحصة من العملة الصعبة المسموح بها للسفر إلى الخارج‪ ،‬ستحفز عددا كبيرا من المغاربة‬ ‫ليسافروا نحو الخارج كما أنها ستدفعهم إلى اإلعالن عن مداخيلهم وأداء الضرائب المترتبة عن ذلك دون‬ ‫تملص ضريبي أو هروب من الواجب الوطني‪.‬‬

‫وحسب المنظمة العالمية للسكر (‪ )ISO‬فإن إنتاج السكر سيرتفع بنسبة ‪ %0,6‎‬ليصل خــالل‬ ‫موسم‪ 2019 - 2018 ‬إلى ‪ 185,2‬مليون طن‪.‬‬ ‫أما من حيث أسعار البترول فإن هذه األخيرة قد عرفت تراجعا يقدر بنسبة‪ %19‎‬مع نهاية سنة ‪2018‬‬ ‫ليستقر ثمن البرميل في حدود ‪ 65‬دوالر‪.‬‬ ‫ويرجع هذا التخفيض في أسعار البترول إلى رفع اإلنتاج العالمي وتراجع الطلب‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫تحليل بنـك المغرب الحتياطيات النقد األجنبي‬ ‫مع نهاية سنة ‪ 2018‬وصلت احتياطيات المغرب من النقد األجنبي إلى ‪ 230‬مليار درهم أي بتراجع يقدر‬ ‫بنسبة ‪ 20‬مليار درهم‪ ،‬مقارنة مع سنة ‪.2016‬‬ ‫وهناك ثالثة أشياء تؤثر مباشرة في احتياطيات العملة الصعبة ‪:‬‬ ‫ هناك عجز الميزان التجاري الذي أضحى هيكليا‪ ،‬ألن صادراتنا التي تصل إلى ‪ 249‬مليار درهم ال تغطي‬‫إال‪ %57‎‬من وارداتنا‪.‬‬ ‫ هناك أيضا ارتفاع سعر البترول بنسبة‪ %+33‎‬خالل سنة ‪2018.‬‬‫ وأخيرا تراجعت تحويالت المغاربة العاملين في الخارج ‪.‬وحسب توقعات بنك المغرب فإن احتياطي‬‫النقد األجنبي سيرتفع خالل سنة ‪ 2019‬بنسبة‪ %4‎‬ليصل إلى حدود ‪ 239‬مليار درهم‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫يستهلك األغنياء ‪ 10‬أضعاف ما يستهلكه الفقراء‬ ‫جاء‪ ‬في التقرير الذي قدمه المرصد الوطني للتنمية البشرية والذي يمتد من سنة ‪ 2012‬إلى ‪2017‬‬

‫زوادة ‪ /‬القصر الكبير ‪ :‬‬

‫سقف منحة السياحة في حدود ‪ 45.000‬درهم سنوياً‬

‫وفي العموم‪ ،‬انتقلت النفقات السياحية للمغاربة خالل العشرية األخيرة من ‪ 2,3‬مليار درهم خالل سنة‬ ‫‪ 2006‬إلى ما يناهز ‪ 6,8‬مليار درهم في نهاية سنة ‪.2016‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫شركة ‪ Axalta‬ومديرها العام الجديد‬ ‫لقد عينت شركة ‪ Axalta‬فرع المغرب ‪ Fadi Medlej‬مديرا عاما عوض ‪.Saad Tajeddine‬‬ ‫ويصل رقم المعامالت لهذه الشركة المتخصصة في صباغة السيارات إلى ‪ 4,4‬مليار دوالر على الصعيد‬ ‫العالمي كما أنها توظف ما اليقل عن ‪ 13.300‬عامل‪.‬‬ ‫وتعتبر شركة ‪ Axalta‬طنجة هي الممون الرئيسي لشركة رونو المغرب كما أن‪ %50‎‬من مبيعاتها يتم‬ ‫تسويقها نحو شمال إفريقيا والشرق األوسط والصين والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫‪ 21.000‬أستاذ متقاعد في جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‬ ‫إن األكاديمية الجهوية للتعليم والتكوين (‪ )AREF‬بجهة الدار البيضاء‪-‬سطات قد نظمت في نهاية‬ ‫عام ‪ 2018‬مباراتها من أجل تعويض األساتذة المتقاعدين‪.‬‬ ‫وتقدم لهذه المبارة ما ال يقل عن ‪ 21.000‬مرشح ومرشحة‪ ،‬في حين أن الذين سيتم التعاقد معهم‬ ‫فعال ال يتجاوز عددهم ‪ ،2.373‬منهم ‪ 1.046‬أستاذا في التعليم اإلبتدائي و ‪ 1.327‬أستاذا في التعليم‬ ‫الثانوي‪.‬‬ ‫أما على الصعيد الوطني فقد ترشح لهذه المبارة ‪ 156.000‬مرشحا ومرشحة ولكن الدولة لن تتعاقد‬ ‫إال مع ‪ 15.000‬أستاذ‪.‬‬

‫برنامج المثمر لخدمات القرب الذي تقوده مجموعة المكتب الشريف‬ ‫للفوسفاط يقدم خدماته لمزارعي المنطقة‬

‫حلت يوم الثالثاء ‪ 5‬فبراير الجاري ‪ ،‬بمنطقة‪ ‬زوادة ‪ 15 /‬كيلومترا عن مدينة القصر الكبير ‪،‬‬ ‫اقليم العرائش‪ ‬آلية « المثمر لخدمات القرب» التي تقودها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط‪،‬‬ ‫بدعم من وزارة الفالحة لفائدة مزارعي البالد ‪.‬‬ ‫ويهدف المثمر لخدمات القرب‪ ‬التحسيس والتوعية لزراعة الخضروات ‪ ،‬ومن أجل ذلك اشتملت‬ ‫«اآللية» على عدة فضاءات ‪ :‬‬ ‫ــ فضاء تحديد وفهم حاجيات التربة ‪ ،‬ويضم أجنحة لتحليل التربة كمرحلة أولية من أجل تسميد‬ ‫معقلن عن طريق كيفية أخذ العينات ‪ ،‬وأدوات أخذها في الحقل‪ ،‬كما يضم هذا الفضاء مختبرا متنقال‬ ‫لتحليل التربة‪ ،‬وامكنة خاصة بالمزاعين يستمعون من خاللها لشروحات‪ ‬من مختصين وتقنيين ‪.‬‬ ‫ــ فضاء مخصص للشركاء المصنعين والموزعين لألسمدة‪ ‬‬ ‫ــ فضاء السماد الممزوج ويشمل وحدة ذكية إلنتاح السماد الممزوج ‪ NPK‬بمقدورها تقديم‬ ‫مراحل عملية تطبيقية لذلك‪ .‬‬ ‫ــ فضاء الخبرة الرقمية لخدمة الفالح ويتوفر على‪ ‬أجهزة للتواصل عبر االنترنيت وغيره بمقدوره‬ ‫تقديم إجابات آنية للمزارعين‪ .‬‬ ‫ــ فضاء مواكبة الفالح عن قرب وبه مهندسون وتقنيون يجيبون عن كافة االستفسارات‬ ‫والتساؤالت‪.‬‬ ‫وبحسب القائمين على آلية «المثمر لخدمات القرب»‪ ‬فإن هذه المرحلة باقليم العرائش ‪ /‬زوادة‬ ‫ــ العوامرة تخصص لزراعة الخضروات ‪ :‬البطاطس الطماطم البصل‪ ،‬لكونها القطاع الزراعي الرائد‬ ‫لجلب العمالت األجنبية ‪.‬‬ ‫ويشرف على تنفيذ البرنامج‪ ‬مهندسون زراعيون وذلك لتعزيز الممارســات الفالحيــة لدى‬ ‫الفالحين من أجل فالحة مثمرة ومستدامة ‪ ،‬في إطار برنامج يستهدف ثالثين موقعا من بينها إقليم‬ ‫العرائش الوحيد على صعيد شمال البالد‪.‬‬ ‫إن المرحلة الثانية من آلية «المثمر لخدمات القرب» سوف تستهدف اكثر من ‪ 1750‬فالحا‬ ‫وسيتم خاللها توفير أكثر من ‪ 200‬دورة تدريبية للفالحين‪.‬‬


‫العدد ‪980‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫القدس عروس عروبتكم‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬ثمة رحلة إلثبـات الحــق‪ ،‬بكلمة تشحذ الهمم‪،‬‬ ‫إذ تمَّ التصويت في موضوع القدس الشريف باألمم‬ ‫المتحدة بتاريخ ‪2017/12/21‬م لصالح القرار «‪،‬الذي‬ ‫يرفــض تغييــر طابـع القــدس بأغلبيــة ‪128‬صوت‬ ‫‪.»ES.10/L.22‬‬ ‫وقــد غاب عن الجلســة ‪ 21‬دولــة و امتنعـــت‬ ‫عن التصويت ‪35‬دولة وعارضه تسع دول من مجموع‬ ‫‪193‬دولة‪ ..‬الرفض القاطع لمركز القدس الشريف أو‬ ‫تركيبها الديمغرافي‪ ،‬ويؤكد هذا القرار‪َّ ،‬‬ ‫أن أيَ قرار‬ ‫ينص على غير ذلك‪ ،‬كاعتراف اإلدارة األمريكية الحالية‬ ‫بالقدس «عاصمة إسرائيل»‪ ،‬هو الغ وباطل وليس له‬ ‫أي أثر قانوني ‪،‬وهو صفعة لإلدارة األمريكية‪ .‬التركيبة‬ ‫السكانية والديمغرافية لصالح فلسطين ‪..‬‬ ‫المهيمنون على اإلدارة األمريكيــة‪ ،‬بنزاعاتها‬ ‫ِّ‬ ‫لشل القدرة على‬ ‫الجيو‪-‬سياسية‪ ،‬يشقون طريقهم‬ ‫تطبيق القرارات األمميــة ضد إسرائيـــل‪ ،‬ولنســف‬ ‫كل هذه القرارات لصالــح الفكــر الصهيوني‪ .‬وهو‬ ‫مخططهم في الشرق األوسط‪ .‬وقد بدأوا البحث عن‬ ‫البديل بعد طبخه على نار هادئة مع بعض الدول‬ ‫العربية‪ ،‬يهدف إلى مشروع يلقبونه ب «القرن» الذي‬ ‫تتزعمه دولة غربية والتي «تهدِّدُ» كل من يؤيد‬ ‫الحقوق الفلسطينية ويعارض إسرائيـل المنتهكــة‬ ‫للقوانين الدولية‪ .‬بدموع التماسيح تستغل زخامة‬ ‫الحرب اإلعالمية الصهيونية‪ .‬وتتظاهر بمنهج الضحية‬ ‫وهي الجالد‪ .‬وذلك منذ احتالل دولة فلسطين سنة‬ ‫‪1948‬م‪ ،‬والقضية المطروحــة على األمم المتحــدة‬ ‫ومجلس األمن انبثقت عنهــا قرارات ذات الصلة‬ ‫لتنفيذها‪ .‬وإسرائيل ترتكــب جرائم ضـد اإلنسانية‪.‬‬ ‫الطغاة المستبدون أصبحوا أكثر وقاحة‪ .‬بإديلوجية‬ ‫التعصب اإلثني والتمركز العِرْقي لكراهية العرب‬ ‫والسود‪ ،‬قد يمثل أكبر خطورة على السلم واألمن‬ ‫العالميين‪ .‬تلك هي عقلية «الديمقراطية» التي تنهب‬ ‫ثروات الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث‪ ،‬وهي‬ ‫أيضا «الديمقراطية» الكلونيالية التي تؤسس للبؤس‬ ‫والفقر وصناعــة حكــام «الديكتاتورية»‪ .‬وقــد خلع‬ ‫الكلونيالي قبعته من على رأسه‪ ،‬ليبقى هذا األخير‬ ‫(الرأس) كلونياليا ! إذا بإسرائيل وهي زراعة كلونيالية‬ ‫تـدور في فلـك االستعمـار البريطانـي والفرنسـي‬ ‫واألمريكي والغرب االستعماري عامة ! وهم بدأوا بغزو‬ ‫لغوي وهو أخطر من غزو الجيوش‪ .‬واألمة العربية‪،‬‬ ‫الدّين قلبها والعربية لسانها‪ ،‬واللغة األجنبية خطر‬ ‫عليها‪ .‬فال توجد أمة دون لغة وال لغة دون أمة‪ .‬وهي‬ ‫التي تجمع أمة اإلسالم‪ .‬فكان ال بدَّ لالستعمار من‬ ‫محاربتها لتمزيق اللحمة العربية‪ .‬العجم نالوا شرف‬ ‫النطق بها وهم ليسوا من أهلها‪ .‬فاغرف من سياقها‪،‬‬ ‫وتعلم لغة قوم للعلم ولتأمن مكرهم‪َّ .‬‬ ‫إن اهلل يبعث‬ ‫لهذه األمة كل مائة عام من يجدِّدُ لها أمورها‪.‬‬ ‫فقد تتغير األزمنة والظروف واألشخاص‪ ،‬الستئصال‬ ‫أسباب الصراع‪ ،‬من كيد المتربصين «األعداء»‪ ،‬ورفع‬ ‫المظلمة‪ .‬فال داعي لركوب الموجة المهيمنة في‬ ‫الغرب‪ .‬فقد انتهى دور اإلدارة «األمريكية» الحالية في‬ ‫فلسطين طالما تُحسَبُ على إسرائيل‪ .‬كان عليها أن‬ ‫تبقى على مسافات متساوية مع كل األطراف والحفاظ‬ ‫على البعد الالزم لتؤمن الحيادية‪ ،‬لقطبيتها الفردية‬ ‫التي قد أضحت ثنائية (مع روسيـا) ولرُبمـا تصبـــح‬ ‫متعدِّدة األقطاب‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أمستْ العالقـــات العربيـة ‪ -‬العربيـــة مكسورة‬ ‫إلى حدٍّ بعيــد‪ْ ،‬‬ ‫وإن هي إال استراتيجيــة صهيونية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وكان باستهتار‬ ‫وهو مبدأ كل دولة فاقدة للمروءة‪.‬‬ ‫واستهبال بعض الحكومـات العربيــة الخنـوع لبعض‬ ‫من الدول الغربية‪ ،‬لكـي تداويَ مــرض السرطــان‬ ‫(إسرائيل) باألسبيرين‪ْ .‬‬ ‫إن هو إال عجب عجاب ! وهم‬ ‫العرب يستغلون المصطلحات على مقاييـس الهــوى‬ ‫لضعف الرؤيا‪ ،‬بالمقدار الذي انتشرت فيـه قنــوات‬ ‫«الميديا» واقتحمت البيوت‪ ،‬على لســان «إعالميين»‬ ‫مرتزقة‪ .‬من سخرية القدر ّ‬ ‫أن حتى مؤتمــر «أوسلو»‬ ‫التي قبلتْ إسرائيل أن تتحدث فيه مع الفلسطينيين‪،‬‬ ‫كان فقط مكيدة إللغاء قرار األمـم المتحدة الذي‬ ‫يَصِفُ إسرائيل بالدولة العنصرية «األبارتايد»‪ .‬أُلغيَ‬ ‫القرار وانتهتْ «أوسلو» ! وإذا ما أقبل الليل وانتصر‬ ‫لفلسطين أمريكي على قناة دولية «حرَّة» ‪ ،‬شنــتْ‬ ‫عليه حملة شعواء من اللوبي الصهيونـي األمريكي‪.‬‬ ‫يلتقي مع استغالل سياسي للمهيمنين على اإلدارة‬ ‫األمريكية الحالية‪ .‬في غياب من المنظمات اإلنسانية‬ ‫وجزء من الدول العربية! رحم اهلل الشيخ الكويتي‬ ‫«المسفر» حين صرَّح َّ‬ ‫أن شرفاء العالم كلهم مع‬ ‫فلسطين‪ .‬وهو كالم جامع المعاني بألفاظ قليلة‪.‬‬ ‫خلفية تقهقر وتراجع األخالق قد أحدثـــت القطيعة‬ ‫الخليجية والخذالن في الوسط العربي مزيدا لخدمة‬ ‫إسرائيل‪ .‬فلن يفيد السكوت عن الجرائم اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫وآجالها محدود وسوف يؤدون ثمن جرائمهم على‬ ‫أيدي محكمة العدل الدولية‪ .‬الفلسطينيون يمتلكون‬ ‫من األدلة ما يكفي إلدانة الدولة السادية المارقة‬ ‫إلى حافة الهاوية ‪.‬عسى ْ‬ ‫أن يكون قد اقترب آجالهم‪.‬‬ ‫فأصبح من الواجب على األمة العربية تحليل الخطاب‬ ‫السياسي لإلدارة األمريكية الحالية التي تخطط لنسف‬ ‫القرار األممي ‪(3236‬د‪)-29‬و مجموع قرارات األمم‬ ‫المتحدة ذات الصلة‪ .‬فال غنى لتفعيل هذه القرارات‪،‬‬ ‫ولن يحيد الفلسطنيون والعالم الحر عن حقهم في‬ ‫أرضهم قيد أنملة‪َّ .‬‬ ‫إن الحق قديم ومراجعته خير عاجال‬ ‫أم آجال‪ .‬وذلك ليس من «شيم» القوة الظالمة الباغية‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬إلى متى يبقى العرب في غفلة عما يُراد‬ ‫بهم ؟ ‪ ..‬وَدِدْتُ ْ‬ ‫أن يُخصص الشباب العربي للقراءة‬ ‫ولو كتاباً في شهر أو شهرين لكي تنار عقولهم‪.‬‬ ‫المشكلة في المجتمعات العربية التي تستأسد فيها‬ ‫األمية والجهل غرام ‪.‬فمتى البنادق كانتْ تسكن‬ ‫الكتب؟ على حدِّ قول الشاعر العبقري نزار القباني ‪:‬‬ ‫و طالعوا كتب التاريخ واقتنعوا‬ ‫متى البنادق كانت تسكن الكتبا‬ ‫علينا بإنشاء مكتبة في كل بيت عربي ‪ ..‬فاسأل ْ‬ ‫إن‬ ‫ال لكي ال تبقى جاه ً‬ ‫كنتَ جاه ً‬ ‫ال أبدًا ‪..‬و ألبي الطيب‬ ‫المتنبي قول حكيم ‪:‬‬ ‫ال يـدرك المجـد إال سيـدٌ فطــنٌ‬ ‫لما يشــقُ على السـادات َف ُ‬ ‫عـال‬ ‫لوال المشقةُ سادَ الناسُ كلهم‬ ‫الجـودُ يفقـرُ واإلقدامُ قتال ‪..‬‬ ‫فاستمسكوا أيها العرب بالعروة الوثقى من أجل‬ ‫زهرة المدائن‪ ،‬عروس عروبتكم وعنوان كرامتكم ‪.‬‬

‫لجنة وزارية رفيعة المستوى تحل‬ ‫بالمدرسة الوطنية للعلوم والتقنيات‬ ‫بالحسيمة (‪ )ENSA‬لالفتحاص‬ ‫والتقصي حول الخروقات‬

‫علم من مصادر مأذونة أن لجنة وزارية‬ ‫رفيعة المستوى برئاسة المفتش العام لوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتعليم العالي حلت صباح يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 04‬فبراير الجاري بالمدرسة الوطنية‬ ‫للعلوم التطبيقية بالحسيمة (‪ ،)ENSA‬قصد‬ ‫القيام باالفتحاص والتحري في الخروقات المالية‬ ‫واإلدارية التي شهدتها المؤسسة المذكورة‪،‬‬ ‫في الفترة التي كان يديرها السيد صالح الدين‬ ‫اليوبي المدير المعفى من مهامه مؤخرا‪ ،‬وكذا‬ ‫نائبته التي تم إعفاؤها من مهامها قبله بأشهر‪.‬‬ ‫ويذكر أن هذه الخروقـــات في تسييـــر‬ ‫المؤسسة سبق أن كانت موضوعا لعدة بيانات‬ ‫نقابية من األساتذة والطلبة ومقاالت صحفية‬ ‫عديدة وشكايات إلى الوزارة المعنية‪ ،‬ومباشرة‬ ‫بعد توقيف المدير ونائبته وإعفائهمــا من‬ ‫مهامهما‪ ،‬تعالت أصــوات حقوقيـة وجمعويــة‬ ‫ونقابية تطالب الوزارة المكلفة بإحالة ملف‬ ‫الخروقات على القضاء لفتح تحقيق مستقل‬ ‫ونزيه في الموضوع وترتيب الجزاءات المناسبة‪،‬‬ ‫تكريسا للمبدأ الدستوري الذي يربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة وعدم االقتصار على اإلعفاء فقط‬ ‫دون المساءلة‪ ،‬ألن من شأن ذلك إعطاء قدوة‬ ‫سيئة للتسيير في المستقبل والتشجيع على‬ ‫االختالس والشطط والزبونية واالنحراف في‬ ‫التدبير‪.‬‬ ‫وقد علم من مصادر جد مطلعة من داخل‬ ‫المدرسة‪ ،‬أن لجنة التفتيش المذكورة ستركز‬ ‫باألساس على التحقيق في الصفقات التي سبق‬ ‫لإلدارة السابقة القيام بها بغرض البناء واإلصالح‬ ‫والترميم والتوريد والصيانة والخدمات‪ ،‬والتحري‬ ‫في طبيعة العالقة التي تجمـــع المسؤولين‬ ‫بالمقاولة المكلفــة ودور جمعيــات و نوادي‬ ‫وهمية في الوساطة والتدخــل في شــــؤون‬ ‫التسيير للمؤسسة‪ ،‬وحقيقة المصاريف الباهظة‬ ‫بخصوص عقود تأمين وهمية لفائدة الطلبة‪،‬‬ ‫وكذا المداخيل والمصاريف الخاصة باإلقامة‬

‫الجامعية للطلبة‪ ،‬ومصير اختفاء ‪ 86‬مليون من‬ ‫األموال المحصل عليها من واجبات اشتراك‬ ‫الطلبة في اإلقامة واإلطعام‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫خروقات شابت الميزانية المخصصة للساعات‬ ‫اإلضافية وتعويضات األساتذة العرضيين‪ ،‬وكذا‬ ‫المصير المجهول لمداخيل خدمات النسخ التي‬ ‫تقدم للطلبة بمقابل مادي‪ ،‬علما أنها تستغل‬ ‫وسائل في ملكية اإلدارة من آالت الفوطوكوبي‬ ‫وأطنان من األوراق والمداد والكهرباء فضال‬ ‫عن مستخدمة تتلقى أجرتها من المؤسسة‪،‬‬ ‫والمصاريف الخيالية التي يزعــم صرفها على‬ ‫الندوات والمؤتمرات العلمية من ميزانية‬ ‫المؤسسة‪ ،‬ناهيك عن عــدد من التجــاوزات‬ ‫اإلدارية التي أثارت عالمات استفهام كبرى‬ ‫ومحيرة من قبيل السماح للعشرات من األساتذة‬ ‫بالتنقل من المؤسسة إلى مدن أخرى دون‬ ‫تعويض المناصب أو التبادل‪ ،‬حيث سبب ذلك‬ ‫في نزيف حاد في هيئة التدريس بالمدرسة‪،‬‬ ‫لم يسبق له مثيل بأية جامعة على المستوى‬ ‫الوطني‪ ،‬نتج عنه آثار سلبية على جودة التكوين‬ ‫من خالل اللجوء إلى سد الخصاص بأساتذة‬ ‫عرضيين من الثانويات واالعداديات باإلقليم‪،‬‬ ‫فضال عن التقصي في ملف التوظيفات التي‬ ‫قامت بها المؤسسة في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫وفي انتظار ما ستسفر عنه تحريات اللجنة‬ ‫المذكورة‪ ،‬دعوة لليقظــة والتتبــع والترافع‪،‬‬ ‫لكل الشرفاء والغيورين على مستقبل التعليم‬ ‫العالي بالمنطقة من طلبة وأساتذة وأطر إدارية‬ ‫وهيئات نقابية وحقوقية ووسائل إعالم‪ ،‬من‬ ‫أجل المطالبة بإحالة ملفات الفساد على القضاء‬ ‫إلعمال المتابعة الجنائية لكل المتورطين‬ ‫والمتورطات لكي يكون ذلك درسا لكل من‬ ‫سولت له نفسه العبث بمصالح أبناء هذا الريف‬ ‫الجريح‪.‬‬

‫محمد عيادي‬

‫أستاذ باحث‬

‫سكان يحُلمون‬ ‫بتزويد حيهم باإلنارة‬ ‫العمومية !؟‬ ‫منذ فترات طويلة‪ ،‬وسكان زنقة «فولطا»‪ ،‬وكذا باطيو «فولطا» رقم ‪ ،7‬بشارع‬ ‫صالح الدين األيوبي (عقبة الباليا) يعانون من الظالم الدامس‪ ،‬خاصة بعد غروب‬ ‫الشمس‪ ،‬حيث يجد المسنون وضعاف البصرصعوبة في التنقل من وإلى بيوتهم‪،‬‬ ‫فضال عن النساء والفتيات واألطفال الذين تزداد مخاوفهم‪ ،‬كلما جن الليل‪ ،‬في ظل‬ ‫اتشار أخبار‪ ،‬حول عمليات اعتراض السبيل التي تتم بين الفينة واألخرى‪ ،‬هنا وهناك‬ ‫بشوارع المدينة‪ ،‬بهدف االعتداء وارتكاب أعمال السرقة‪.‬‬ ‫وفي تصريحهم للجريدة‪ ،‬أشار السكان المتضررون من الظالم الحالك إلى‬ ‫أنهم ضاقوا ذرعا‪ ،‬حيال هذا المشكل الذي طال أمده‪ ،‬حيث كثيرا ما وجهوا شكاوى‬ ‫في الموضوع إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬دون أي استجابة منها‪ ،‬بحل مشكل الظلمة‪،‬‬ ‫ما بعد الغروب‪ ،‬وذلك من خالل تزويدها لهم باإلنارة العمومية التي أصبح تحقيقها‬ ‫بمثابة حلم يداعب نومهم‪ ،‬في انتظار ما ال يأتي ويتحقق‪ ،‬لفائدة مصلحتهم العامة‪.‬‬ ‫ويلتمس السكان من الجهات المسؤولة اإلسراع إلى رفع الضررعنهم‪ ،‬إسوة‬ ‫بسكان باقي األزقة والشوارع المضيئة بالمدينة‪ ،‬متسائلين أليس المواطنون‬ ‫سواسية في االستفادة من خدمات الشأن المحلي ؟‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫‪9‬‬

‫األديب الراحل الدكتور محمد أنقار‬ ‫من خالل باقة من حواراته‬

‫في الذكرى‬ ‫األولى لرحيله‬

‫في الخامس عشر من فبراير ‪ ،2018‬رحل عن هذه الدنيا الفانية األديب الدكتور األستاذ محمد أنقار‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع الرحمة والمغفرة‪ ،‬مخلفا وراءه رصيدا من األعمال اإلبداعية والدراسات النقدية الالفتة‪ .‬وقد‬ ‫ترك هذا الرحيل المفجع حزنا كبيرا لدى أصدقاء األستاذ أنقار وزمالئه وطلبته من مختلف األعمار واألجناس‬ ‫عبر مختلف أرجاء المغرب وخارجه؛ بالنظر إلى األخالق اإلنسانية العالية التي طبعت هذه الشخصية خالل‬ ‫مسارها المهني والحياتي من جهة‪ ،‬وبالنظر إلى اإلنتاج األدبي والنقدي الثري الذي قدمه للخزانة المغربية‬ ‫طيلة العقود الخمسة المنصرمة‪.‬‬ ‫وتحل‪ ،‬اليوم‪ ،‬الذكرى األولى لرحيل األستاذ أنقار‪ ،‬جدد اهلل عليه الرحمات‪ .‬ومن ثمَّ‪ ،‬اخترتُ أن أقدّم‪،‬‬ ‫بهذه المناسبة‪ ،‬تأمالت ونظرات عن جانب أرى أنه يكتسي الكثير من األهمية في مسار هذه الشخصية‬ ‫األدبية والعلمية ولم َ‬ ‫يحظ بالعناية واالهتمام الكافيين من لدن الباحثين والدارسين الذين تناولوا الحديث‬ ‫عن أستاذنا الدكتور محمد أنقار؛ ويرتبط هذا الجانب بالحوارات األدبية التي أجريت مع الفقيد من لدن‬ ‫باحثين وإعالميين‪.‬‬

‫****‬

‫قبل أن أشرع في الحديث عن هذا الموضوع‪ ،‬ال بأس أن ألقي لمحة خاطفة عن طبيعة العالقة التي‬ ‫جمعتني بالرجل‪ ،‬الذي تميز بقدر غير يسير من السمو والنبل وغيرها من األخالق العالية‪.‬‬ ‫تعود عالقتي بالدكتور محمد أنقار‪ ،‬أستاذ التعليم العالي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ /‬مرتيل الذي‬ ‫درّس بها بكل اقتدار وكفاءة مادتي الرواية والمسرح وعمل رئيسا لوحدة البحث والتكوين «جماليات‬ ‫التعبير في األدب العربي الحديث والمعاصر (بالغة الصورة اإلبداعية) واألديب والناقد المتألق في الساحتين‬ ‫المغربية والعربية‪ ،‬إلى سنة ‪1999‬؛ وهو التاريخ الذي التحقت فيه برحاب الكلية سالفة الذكر‪ ،‬منتسبا إلى‬ ‫شعبة اللغة العربية وآدابها‪.‬‬ ‫في تلك السنة‪ُ ،‬كتب لي أن ألتقي مباشرة باألستاذ محمد أنقار‪ ،‬وأتشرف بالسالم عليه‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫لم تكن هذه المرة األولى التي ألتقي فيها باألستاذ‪ ،‬فقد كنتُ حضرت لقاء أدبيا انعقد بالمعهد‬ ‫اإلسباني بمدينة طنجة في إطار حول المسرحي محمد تيمد‪ .‬وقد شارك فيه الراحل بمداخلة حول‬ ‫مسرحية «الزغننة»؛ بدعوة كريمة من أستاذي امحمد مكروم الطالبي‪ ،‬رئيس فرقة تياترو القصبة‪،‬‬ ‫رحمه اهلل‪ .‬على كل حال‪ ،‬أذكر أنني كنت واقفا ذات ظهيرة رفقة ثلة من الطلبة في الممر الرئيسي‬ ‫الموجود حينها بالمقر القديم لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬فلمحتُ األستاذ يسير‬ ‫رفقة أساتذة الشعبة‪ ،‬فتوجهتُ إليه وبادرتُ بالسالم عليه‪ ،‬وقدّمتُ له نفسي باعتباري كاتب‬ ‫المقال التعريفي الذي نشر بالملحق الثقافي لجريدة «الميثاق الوطني» حول كتابه «قصص‬ ‫األطفال بالمغرب» الفائز بجائزة المغرب للكتاب فرع الدراسات األدبية والنقدية برسم سنة‬ ‫‪ 1998‬وجائزة عبد اهلل كنون للدراسات اإلسالمية واألدب المغربي فرع األدب المغربي لسنة‬ ‫‪ ،1999‬فأبدى رحمه اهلل الكثير من السرور واالنشراح شاكرا لي المبادرة‪ ،‬وألح عليّ بمعاودة‬ ‫االتصال به في وقت الحق من أجل تحديد موعد للقاء‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أذكر أنني أنجزت القراءة ‪ /‬العرض في كتاب «قصص األطفال‬ ‫بالمغرب»‪ ،‬الصادر حديثا آنئذ عن منشورات الكلية ضمن سلسلة الرسائل‬ ‫واألطاريح الجامعية‪ ،‬بتوجيه من أستاذي في قسم الباكالوريا الراحل امحمد‬ ‫مكروم الطالبي‪ ،‬تغمده اهلل بواسع الرحمة والمغفرة‪ ،‬الذي أمدني بنسخة‬ ‫من الكتاب سالف الذكر‪.‬‬ ‫وفي السنة الموالية (السنة الثانية من السلك األول)‪ ،‬كان من المقرر‬ ‫أن يدرسنا األستاذ أنقار مادة المسرح؛ غير أن تزامن تلك السنة مع‬ ‫استفادته من قرار االستيداع اإلداري أو التفرغ حال دون أن يحقق هذا‬ ‫الحلم الذي طالما تشوقت إليه‪ ،‬إلى أن كتب لي أن أحظى بالجلوس بين‬ ‫يديه في السنة الرابعة لدراسة مادة الرواية‪ ،‬الجنس األدبي الذي قدم‬ ‫فيه خالل السنوات الالحقة أعماال مميزة من قبيل‪« :‬المصري» (‪،)2003‬‬ ‫و»باريو مالقا» (‪ ،)2008‬و»شيخ الرماية» (‪.)2012‬‬ ‫وقد اختار األستاذ أنقار أن يشتغل معنا خالل هذه السنة الدراسية‬ ‫على رواية «نقطة النور» للروائي المصري بهاء طاهر‪ .‬وال أخفي أننا‬ ‫عشنا مع هذه الرواية‪ ،‬خالل الحصص الدراسية التي كان يعقدها‬ ‫معنا األستاذ رحمه اهلل‪ ،‬لحظات مليئة بالمتعة والفائدة؛ فقد كان الرجل يتناول في كل حصة مقطعا من‬ ‫مقاطع الرواية‪ ،‬وينكب عليه بالتحليل من خالل رصد السمات الجمالية التي يحفل بها المقطع موضوع‬ ‫الدرس والمكونات الفكرية القائم عليها‪ .‬وخالل كل تلك العملية‪ ،‬كان يلتزم بالوضوح والتبسيط‪ ،‬مع إتاحة‬ ‫الفرصة للطلبة من أجل إبداء الرأي والمالحظات في كل التعليقات التي يقدمها‪ .‬وقد ّ‬ ‫مثل بهذه الطريقة في‬ ‫التدريس والتعليم‪ ،‬سواء خالل هذه السنة الدراسية التي تحدث عنها أو السنة األخرى التي كتب لي أيضا أن‬ ‫أجلس بين يديه في السلك الثالث في مادة المناهج‪ ،‬المثال األبرز على الجدية والمثابرة في إفادة األجيال‬ ‫المتعلمة والراغبة في النهل من المعارف المتنوعة‪.‬‬ ‫وخالل تلك المدة‪ ،‬كنتُ حريصا على حضور اللقاءات والمناقشات العلمية التي يشارك فيها‪ ،‬سواء داخل‬ ‫فضاء كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ذاتها أم في المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان أم بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بالقنيطرة؛ وإن كان الفقيد قد آثار االبتعاد عن الوسط الثقافي في السنوات األخيرة‪ ،‬ال‬ ‫سيما بعد أن أحيل على التقاعد اإلداري‪ ،‬لما المسه من تراجع وانحطاط في كثير من اللقاءات‪ ،‬وتالفيا لصداع‬ ‫الرأس‪.‬‬

‫****‬

‫خالل متابعتي ألنشطة األستاذ محمد أنقار وأعماله العلمية واألدبية‪ ،‬الحظت أن كثيرا من الحوارات‬ ‫واالستجوابات التي يجريها معه األدباء والنقاد والباحثون واإلعالميون تكتسي قيمة أدبية وعلمية مهمة؛‬ ‫فكان أن بادرت رفقة صديقي األستاذ محمد أحمد أنقار‪ ،‬وهو بالمناسبة نجل شقيق األستاذ ومن طلبته‬ ‫النجباء ويعمل حاليا أستاذا لمواد اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي بالدار البيضاء وقد حصل على‬ ‫شهادة الدكتوراه ويسهم انتظام في الحركة النقدية بكل جدية وتفان‪ ،‬إلى اقتراح فكرة على الفقيد من أجل‬ ‫جمع نصوص تلك الحوارات في كتاب مستقل حتى تعم بها الفائدة‪ .‬تلقى األستاذ‪ ،‬خالل اللقاء الذي جمعنا‬ ‫به بأحد مقاهي تطوان صيف ‪ ،2014‬الفكرة بكثير من الغبطة والسرور‪ ،‬ووعدنا بأن يمد لنا يد المساعدة‬ ‫في أجل تحقيق هذه الفكرة من خالل توفير نصوص الحوارات غير المتوفرة لدينا؛ غير أن الوضعية الصحية‬ ‫للفقيد حالت دون أن يتحقق المشروع‪.‬‬ ‫إن المكانة األدبية والعلمية لألستاذ األديب الدكتور محمد أنقار جعلت الكثير من النقاد والباحثين‬ ‫واإلعالميين يقبلون‪ ،‬في عديد من المناسبات‪ ،‬على إجراء الحوارات معه‪ ،‬من أجل بسط النظر في القضايا‬ ‫واإلشكاالت والتعريف باألعمال واإلصدارات الجديدة التي يقدمها إلى الساحة األدبية والثقافية‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذا اإلقبال‪ ،‬فقد راكم األستاذ محمد أنقار رصيدا من االستجوابات طيلة العقود المنصرمة؛ وهي‬ ‫حوارات نشرت في مجالت وجرائد مغربية وعربية‪ :‬مجالت مجرة وروافد ثقافية والمليحة والصقيلة‪ ،‬وجرائد‬ ‫القدس العربي والعلم وطنجة األدبية والملحق الثقافي لكل من جريدة «االتحاد االشتراكي» و»الميثاق‬ ‫الوطني»‪ ،‬فضال عن الحوارات التي ظهرت ببعض المدونات والمواقع اإللكترونية‪.‬‬ ‫إن القارئ لهذه الحوارات التي بين أيدينا يجد أن أهم مالحظة تلفت انتباهه هي أن المحاو ِرين فيها‬ ‫هم أدباء وباحثون ونقاد‪ :‬مصطفى يعلى‪ ،‬محمد مشبال‪ ،‬وعبد السالم دخان‪ ،‬محمد العناز‪ ...‬ومن ثمّ‪ ،‬فإن‬

‫هذه الميزة ستكسب هذه الحوارات قيمة معرفية عالية بدون شك‪ ،‬حيث ستكون القضايا المطروقة من لدن‬ ‫المحاورين ذات راهنية قصوى؛ وهو ما يلمسه القارئ حقا‪ ،‬فعلى سبيل المثال يقول د‪ .‬محمد مشبال في الحوار‬ ‫الذي أجراه معه ونشره في كتابه الموسوم بـ»الهوى المصري في المخيلة المغربية‪ -‬دراسات في السرد‬ ‫المغربي الحديث» (‪ ...« :)2007‬لقد صورت رواية «المصري» أحاسيس المثقف المغربي وانطباعاته المفعمة‬ ‫بالحلم المشرقي وصور الثقافة المصرية؛ أي إنها صورت أحد أهم مكونات الشخصية المغربية‪.‬هل يعني هذا‬ ‫أن رواية المصري رامت التواصل مع الواقع بشكل أكثر صدقا وإقناعا عندما قالت ما ال يقوله الواقع الثقافي؟»‪،‬‬ ‫فيرد عليه الدكتور محمد أنقار قائال‪« :‬لن أستطيع مهما حاولت نكران التأثير المصري في مخيلتي وسلوكي‬ ‫وحتى في صياغة جملي وكتابة خطي ونمط الحياة الثقافية الذي اخترته أوال بتلقائية ثم بوعي بعد تقدم‬ ‫العمر‪ .‬أما بخصوص سؤالك الدقيق جدا فأقول إن النقد الروائي هو الجدير باإلجابة عنه‪ .‬لكن على الرغم‬ ‫من ذلك يمكن أن أقدم بهذا الشأن بعض التوضيحات التي لن تتسرب إلى تفاصيل الحبكة الروائية وال إلى‬ ‫فضحها‪ .‬لقد قصدت إلى أن تكون «المصري» رواية الحياة وليس رواية الصنعة األدبية وكفى‪ .‬لست أدري‬ ‫مدى توفيقي أو عدم توفيقي في تحقيق هذه الغاية‪ .‬وبصيغة أخرى أكثر اتساعا أقول إن كل ما أكتبه أريده‬ ‫أن يكون نابضا بالحياة صادقا في تصوير أحاسيسها وعواطفها‪ .‬وحيث إن الهوى المصري بعضٌ من كياني‬ ‫كما سبق أن أوضحت؛ فقد صبوت إلى أن أص ّفي حسابي الجمالي مع هذا المكون الثقافي الذي كيّف ثقافة‬ ‫جيلي وأسهم بحدة في تشكيل مزاجه ونموذجه الحياتي‪.‬أتذكر أننا عندما كنا طلبة في كلية آداب فاس في‬ ‫الستينات كنا ندمن اإلنصات إلى الراديو‪ .‬نتابع من خالله أدق تفاصيل الحياة الثقافية والفنية في مصر‪ ،‬وآخر‬ ‫أغاني أم كلثوم وعبد الحليم ومحمد رشدي‪ .‬نستمع إلى برنامج «شارع الصحافة» يوميا لكي نكون على بيّنة‬ ‫بما يقع في مصر من أحداث ثقافية‪ .‬وفي المساء نتسابق على مكتبات حي الطالعة من أجل الظفر بالعدد‬ ‫األخير من «المجلة» أو «الهالل» أو «اآلداب»‪ .‬ولقد حفظ وجوهنا أصحابُ المكتبات‪ ،‬حتى إذا‬ ‫ضاع منا عدد ولم نحصل عليه سهل علينا أن نعرف من «خطفه» من السوق ما دام مدمنو‬ ‫الصحافة األدبية المشرقية مشهورين بين طالب كلية آداب فاس في تلك الفترة‪ .‬ثم‬ ‫كانت هناك كتب النقد الموسيقي والتشكيلي والمسرحي والسينمائي‪ .‬بمعنى آخر إن‬ ‫ازدهار الصحافة األدبية والفنية وعموم الثقافة المصرية قد وافق بدرجة كبيرة تفتح‬ ‫جيلي على الحياة نفسها‪ ،‬فكان أن زودنا هذا المصدر بما تتوق إليه عقولنا وتهفو إليه‬ ‫نفوسنا‪ ،‬فنهلنا وكان النهل يسهم في تشكيل شخصياتنا من حيث ندري أو ال ندري‪.‬‬ ‫لقد كانت محطة ثقافية يستحيل تجاوزها أو تناسيها‪ .‬لذلك لم يكن من المنطقي أن‬ ‫أغض الطرف عن كل هذه التأثيرات حينما عمدت إلى كتابة رواية «المصري»‪ .‬والحق‬ ‫أنني ال أود أن أدين واقعنا الثقافي إن هو تجاوز دور المكون المشرقي في تشكيل رؤانا‬ ‫وتصوراتنا‪ .‬وعندما أسمع مثقفا أو سينمائيا مغربيا ينكر بجرة قلم أثر ذلك المكون أقول‬ ‫في نفسي إنه معذور مادامت ظروفه الحياتية والثقافية لم تتح له فرص التمرس‬ ‫بمظاهر الثقافة المشرقية عامة والمصرية خاصة»‪.‬‬ ‫إن القارئ المتأمل في المثال الذي أوردته أعاله‪ ،‬على طوله‪،‬‬ ‫يلمس أن السؤال الجيد والعميق يحفز المحاوَر من أجل‬ ‫تقديم جواب معمق يختزن الكثير من المعاني والدالالت‪.‬‬ ‫وفي مثال آخر‪ ،‬يسأل الباحث محمد سعيد الريحاني‬ ‫األستاذ محمدا أنقار في حوار جرى بينهما أيضا ونشر بمجلة‬ ‫«الحوار المتمدن» اإللكترونية قائال‪« :‬محمد سعيد الريحاني‪:‬‬ ‫ما بين ثقافة األذن والسمع والطاعة وثقافة العين والصورة‬ ‫والحقيقة‪ ،‬يبدو أنكم حسمتم اختياركم في تكريس جهودكم‬ ‫العلمية خدمة لمبدأ الحقيقة وأداتها «الصورة»؟»‪ ،‬فيجيب‬ ‫األستاذ محمد أنقار قائال‪« :‬الصورة جاءت ثمرة لمشاهدات‬ ‫سينمائية طويلة جدا وقراءات سردية امتدت هي األخرى‬ ‫لمدة تقرب من خمسة عقود‪ .‬لذا‪ ،‬كانت القيم الجمالية التي‬ ‫تشربتها منذ الصغر قد أسهمت بطريقة واضحة في تنبهي‬ ‫إلى أهمية الصورة في تشكيل األعمال اإلبداعية وكذا في‬ ‫الحكم عليها نقديا‪ .‬إن تبني معيار الصورة هو كما قلتَ بحق‬ ‫مرادف لطلب الحقيقة ذاتها‪ .‬وحبذا لو نظر النقاد إلى تعاملي مع الصورة من هذا المنظور‪ ،‬وليس باعتباره‬ ‫إشكاال مفروضا علي قهرا‪ ،‬بل هو نتاج طبيعي للظروف الثقافية واالجتماعية التي عشتها شخصيا»‪.‬‬ ‫وفي مثال ثالث وأخير‪ ،‬من حوار أنجزه معه الباحث محمد العناز‪ ،‬يقول هذا األخير في سؤال موجه إلى‬ ‫األستاذ أنقار‪« :‬سجلتِ الصور ُة السردية منذ كتابكم التأسيسي للصورة الروائية «بناء الصورة في الرواية‬ ‫االستعمارية»‪ ،‬الذي هو في األصل أطروحة دكتوراه الدولة في األدب العربي الحديث‪ ،‬نوقشت بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬سنة ‪ 1992‬تراكمَ عدد من الدراسات واألبحاث الجامعية حول إشكال «الصورة‬ ‫الروائية»‪ .‬هل يتناسب هذا التسجيل وطموحكم عن الصورة الروائية؟»‪ ،‬فيجيب أنقار‪« :‬خالل العقدين‬ ‫الماضيين‪ ،‬حصل بالفعل تراكم محترم على مستوى الدراسات التي لها صلة بإشكال الصورة الروائية أو‬ ‫السردية‪ ،‬سواء من خالل كتاباتي‪ ،‬أم كتابات طلبتي‪ ،‬أم غيرهم من الباحثين‪ .‬إنني اآلن بصدد التجميع الكمي‬ ‫لما أُنتج في هذا السياق‪ ،‬وإدراجه فيما أسميه بـ «حجم الظاهرة»‪ ،‬أي ظاهرة الصورة الروائية أو السردية في‬ ‫مجالي البالغة والنقد‪ .‬ومن البين أن الطموح النقدي عندنا جميعاً كبير‪ ،‬لكن تجلياته وتحققاته في حاجة إلى‬ ‫المزيد‪ .‬وأتذكر أنني توقفت سنوات لدراسة العالقات المحتملة بين الصورة الروائية وما بعد الحداثة يوم‬ ‫انشغال عالمي‪ .‬كانت غايتي جعل اإلشكال يواكب مستجدات العصر‪ .‬وها هي‬ ‫أن كان هذا اإلشكال موضع‬ ‫ٍ‬ ‫رياح التغيير تهب سريعاً على العالم بما فيه العالم العربي‪ ،‬مما يقتضي وقفات نقدية تأملية مماثلة‪ .‬لذا يلزم‬ ‫تكييف ذلك الطموح بالعمل الجماعي‪ ،‬وإال ظل هذا اإلشكال النقدي يشكو من النقص والتخلف»‪.‬‬ ‫إن المقطعين الواردين أعاله‪ ،‬من الحوار الذي أجراه الريحاني وأيضا من الحوار الذي أجراه العناز‪،‬‬ ‫يظهران‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬أن الحوارات األدبية التي أجريت مع األديب الدكتور محمد أنقار تمثل رصيدا مهما‬ ‫يسعف في قراءة التجربة األدبية للراحل وإلقاء الكثير من الضوء عليها وعلى تحوالتها‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬آمل أن ترى هذه الحوارات األدبية الثرية‪ ،‬في أقرب وقت‪ ،‬طريقها إلى النشر ضمن كتاب‬ ‫مستقل؛ حتى يتسنى للباحثين والمهتمين االستفادة منها واإلفادة بها‪.‬‬ ‫وقبل أن أختم هذه النظرات‪ ،‬ال يفوتني أن أشير هنا إلى أنه إذا كانت صورة الفقيد الدكتور محمد أنقار‬ ‫قد ارتبطت في أذهان العديد من الباحثين بالصورة والتصوير والسمة والمكون وغيرها من المفاهيم ذات‬ ‫االرتباط بالبالغة الرحبة التي دعا إليها رفقة ثلة من الباحثين‪ ،‬فإن للرجل وجها آخر ال يقل أهمية عن هذا‬ ‫الجانب؛ وهو جانب التوثيق‪ ،‬فقد تفطن الفقيد بحس عال ووعي وقاد إلى أهمية التوثيق للحركة المسرحية‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬من خالل توجيه الطلبة المنحدرين من مختلف حواضر الجهة إلى البحث في مالمح هذه‬ ‫الحركة ومكوناتها والتعريف برجالها منذ البدايات األولى‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد انبرى طلبة وطالبات من أبناء طنجة‬ ‫وتطوان وشفشاون والعرائش والقصر الكبير‪ ،‬بتوجيه ورعاية من األديب الدكتور محمد أنقار‪ ،‬إلنجاز األبحاث‬ ‫المقررة لنيل شهادة اإلجازة حول هذا الجانب التوثيقي الطريف؛ وهو جهد يستحق عليه الفقيد العزيز‪ ،‬هنا‬ ‫واآلن‪ ،‬كل الشكر والثناء‪ ،‬ونسأل اهلل العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫العدد ‪980‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫الدكتور بنفرحي‬

‫يرصد مظاهر النبوغ عند العالمة عبد اهلل كنون‬

‫‪-‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫نالت شخصية العالمة عبد اهلل كنون (ولد بفاس يوم ‪ 30‬شعبان ‪ 1326‬هجرية ‪ 1908/‬ميالدية‪ ،‬الشخصية العلمية واألدبية‪ ،‬كما استطاع أن يضعها واضحة المعالم جلية القسمات أمام أعين القراء‪.‬‬ ‫وتوفي بطنجة يوم ‪ 9‬يوليوز ‪ 1989‬ميالدية) وإنتاجاته قسطا وفيرا من اهتمام الباحثين والدارسين‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من تعدد المجاالت والحقول المعرفية والعلمية التي اشتغل في رحابها العالمة‬ ‫سواء في الحقل الجامعي أم في الحقل النقدي العام‪ .‬ومن األبحاث والدراسات التي تناولت هذه المشارك عبد اهلل كنون الذي استحق أن يكون دليال على النبوغ المغربي‪ ،‬وانعكست على صفحات‬ ‫الشخصية وأعمالها التي تحتل مكانة بارزة وأساسية في الفكر المغربي الحديث‪ ،‬نذكر‪ ،‬على سبيل هذا الكتاب؛ فإن من المالحظات التي يخرج بها القارئ لهذا الكتاب هي أن المؤلف استطاع أن يبرز أن‬ ‫المثال ال الحصر‪ ،‬كتاب «الدراسة األدبية في المغرب‪ :‬األستاذ عبد اهلل كنون نموذجا»‪ ،‬للدكتور أحمد االنتقال لدى العالمة عبد اهلل كنون بين هذه الفنون والعلوم المتعددة والمتنوعة يجري وفق سالسة‬ ‫الشايب‪ ،‬منشورات مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ - 1991 ،‬واتصال وتناسق ويسر وانسجام‪ ،‬فال يكاد القارئ يلمس خالل هذه الجوالت أي انقطاع أو انفصال وال‬ ‫‪ 363‬من الصفحات؛ وكتاب «عبد اهلل ڭنون‪ ..‬شخصه وفكره»‪ ،‬مطبوعات الجمعية المغربية للتضامن يلحظ أي تنافر أو تضارب بين هذا المجال أو ذلك الحقل من المجاالت والحقول التي اشتغل فيها‬ ‫اإلسالمي‪ 271 - 1994 ،‬من الصفحات؛ وكتاب «عبد اهلل كنون وموقعه في الفكر اإلسالمي السياسي الرجل؛ وتلك ميزة قلما تحضر في مثل هذه األعمال والتجارب التي تندرج ضمن هذا الباب‪.‬‬ ‫الحديث»‪ ،‬لألستاذ عبد القادر اإلدريسي‪ ،‬الزهراء لإلعالم العربي‪ 318 - 1992 ،‬من الصفحات؛ وكتاب‬ ‫ولما كان الباحث السعيد بنفرحي قد توخى في هذا الكتاب‪ ،‬الذي بين أيدينا‪ ،‬أن يغوص في‬ ‫«عبد اهلل كنّون (ت ‪1409‬هـ) العالم المصلح» للدكتور إبراهيم الوافي‪ ،‬من منشورات مركز الدراسات‬ ‫واألبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء‪-‬الرباط‪ ،‬سلسلة مشاهير علماء الغرب اإلسالمي هذه الشخصية العلمية وأعمالها وإنتاجها المتنوع؛ فإنه يتوجب عليه‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬االطالع على‬ ‫تلك األعمال من أجل تقديمها إلى القارئ وأيضا األعمال المنجزة حول هذا‬ ‫(‪ ،)9‬الطبعة األولى ‪1433‬هـ‪2012/‬م‪ ،‬في ‪ 180‬صفحة؛ وكتاب «مظاهر‬ ‫العلم البارز من أجل المزيد من االستيعاب‪ .‬والحق أن الدكتور بنفرحي قد‬ ‫الفكر اإلصالحي عند عبد اهلل كنون»‪ ،‬لألستاذ نور الدين قربال‪ ،‬عن‬ ‫تمكن من أن يحقق هذا الرهان ويدرك هذا المبتغى‪ ،‬فصال بنا وجال خالل‬ ‫مطابع «طوب بريس» بالرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬وجاء العمل في ‪ 325‬صفحة‬ ‫صفحات هذا الكتاب التي تقارب ‪ 150‬صفحة في أرجاء المعالم الكنونية‬ ‫من الحجم المتوسط‪ ،‬والمتضمن لبيبليوغرافية جامعة إلنتاجات الشيخ‬ ‫وأفيائها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يمكن القول إن الكتاب هو سياحة وجولة رفقة سائق‬ ‫عبد اهلل كنون؛‪ ...‬وغيرها من المؤلفات واألعمال الفردية والجماعية التي‬ ‫ماهر ومتمرس ومرشد خبير وثقة في أرجاء العوالم الكنونية الرحبة‬ ‫تناولت جوانب من حياة هذه الشخصية العلمية وإنتاجاتها‪..‬‬ ‫وأفيائها غير المتناهية‪.‬‬ ‫ويرجع االهتمام الالفت من لدن الدارسين والباحثين في األدب والفكر‬ ‫وقد حرص بنفرحي على الرجوع في كل القضايا والمواقف التي يعرضها‬ ‫المغربيين بشخصية العالمة عبد اهلل كنون وإنتاجاته المتنوعة‪ ،‬بدرجة‬ ‫ويتناولها في كتابه عن العالمة عبد اهلل كنون إلى الكتابات والمؤلفات التي‬ ‫أساسية‪ ،‬إلى المكانة البارزة لهذا العلم وثراء األعمال واإلنتاجات التي‬ ‫قدمتها هذه الشخصية إلى المكتبة المغربية واالستشهاد بها‪ ،‬من خالل‬ ‫قدّمها في مختلف الميادين‪ :‬األدب‪ ،‬والفكر‪ ،‬والدين والصحافة‪...‬‬ ‫إيراد األقوال التي يدعم بها موقفا أو رأيا في مسألة معينة من المسائل‬ ‫الباحث‬ ‫بنفرحي‪،‬‬ ‫وفي سياق هذا االهتمام‪ ،‬أصدر الدكتور السعيد‬ ‫التي بسطها في الكتاب؛ وهو ما يدل على األمانة العلمية من جهة‪ ،‬وعلى‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫المغربي‪..‬‬ ‫المتخصص في األدب المغربي‪ ،‬كتابا بـعنوان «النبوغ‬ ‫الرغبة األكيدة في ربط األجيال الجديدة والناشئة من الباحثين بالتراث‬ ‫السالم‬ ‫مكتبة‬ ‫عن‬ ‫الصادرة‬ ‫كنون نموذجا»‪ ،‬عن منشورات إديسيون بلوس‬ ‫الكنوني من جهة ثانية‪.‬‬ ‫الجديدة بالدار البيضاء سنة ‪.2017‬‬ ‫وهنا‪ ،‬أؤكد أن القارئ لبعض فصول الكتاب يلمس قدرا غير يسير‬ ‫****‬ ‫من الولع والتقدير الذي حرك المؤلف من أجل االنكباب على تحرير هذه‬ ‫بنفرحي‬ ‫السعيد‬ ‫الدكتور‬ ‫المؤلف‬ ‫أعماله‬ ‫في‬ ‫والعناية‪،‬‬ ‫االهتمام‬ ‫يولي‬ ‫ما فتئ الدكتور السعيد بنفرحي‬ ‫الفصول المنتقاة‪.‬‬ ‫لفائدة‬ ‫والجهود‬ ‫العطاء‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫قدمت‬ ‫ومؤلفاته‪ ،‬بشخصيات وأعالم‬ ‫وإن مصاحبة بنفرحي ورفقته الطويلة والشيقة لكتابات العالمة عبد‬ ‫فأنجز‬ ‫بالمغرب؛‬ ‫األدبي‬ ‫الحقل‬ ‫في‬ ‫واضح‬ ‫حضور‬ ‫هذا األدب وبصمت على‬ ‫اهلل كنون ومؤلفاته قادته إلى الوقوف عند جوانب طريفة ومفيدة ظلت خفية عن كثير من المهتمين‬ ‫جليلة‬ ‫خدمات‬ ‫أسدى‬ ‫الذي‬ ‫المغربي‪،‬‬ ‫األدب‬ ‫عميد‬ ‫الجراري‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫الدكتور‬ ‫عن‬ ‫دراسات نقدية متميزة‬ ‫بتراث الرجل وأعماله‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أذكر بإعجاب ما سطره في الكتاب حول حضور الـأمثال في‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫الجامعة‬ ‫داخل‬ ‫والشعبي‬ ‫منه‬ ‫المدرسي‬ ‫األدب‬ ‫هذا‬ ‫دعائم‬ ‫وأرسى‬ ‫بالدنا‬ ‫للدرس الجامعي في‬ ‫أعمال كنون؛ بل لقد أحسن المؤلف صنعا حين تجرد إلى تقييد مجموع أمثال وقف عندها في بطون‬ ‫المتمرس‬ ‫المغربي‬ ‫للباحث‬ ‫المغربية»‬ ‫«األمثال‬ ‫كتاب‬ ‫وتنسيق‬ ‫إعداد‬ ‫على‬ ‫بنفرحي‬ ‫كما سهر الدكتور‬ ‫بعض المؤلفات الكنونية وعمل على ترتيبها ترتيبا ألفبائيا في سبيل‬ ‫موضـوع‬ ‫دراسـة‬ ‫على‬ ‫أيضا‬ ‫انكـب‬ ‫كما‬ ‫زمامة‪.‬‬ ‫القادر‬ ‫األستاذ عبد‬ ‫تيسير العمل على الباحثين من بعده‪ ،‬من أجل االنكباب على درس‬ ‫الذين‬ ‫المغاربة‬ ‫الشعراء‬ ‫من‬ ‫باعتباره‬ ‫الفاسي»‬ ‫عالل‬ ‫شعر‬ ‫«النضال في‬ ‫الموضوع الذي يستحق كل العناية واالهتمام‪ .‬وهنا‪ ،‬آمل أن يتجرد‬ ‫الساحة‬ ‫في‬ ‫وزان‬ ‫حضور‬ ‫على‬ ‫وبصموا‬ ‫الحديث‬ ‫المغربي‬ ‫الديوان‬ ‫أثروا‬ ‫الدكتور بنفرحي نفسه للقيام بهذه المهمة؛ بالنظر إلى أن هذا‬ ‫الشعرية العربية‪ .‬وفي سياق هذه األعمال والجهود‪ ،‬أخرج الدكتور‬ ‫الموضوع يدخل ضمن االهتمامات التي أسهم فيها الباحث من قبل‬ ‫بنفرحي كتاب «رحلتنا إلى االتحاد السوفياتي» للعالمة عبد اهلل بن عبد‬ ‫بأكثر من كتاب‪.‬‬ ‫الصمد كنون الحسني‪ ،‬من خالل ضبط النص والتعليق عليه‪.‬‬ ‫ولقد زواج بنفرحي في فصول الكتاب بين جملة من اآلليات‬ ‫والحق أن هذه الكتب واألعمال ك ّلها التي ألفها وأعدها الدكتور‬ ‫المنهجية‪ ،‬أبرزها الوصف والعرض والتقديم والتوثيق والشرح‬ ‫السعيد بنفرحي وأخرجها إلى عالم النشر والتداول أبان فيها عن غيرة‬ ‫والتفسير؛ فتارة نجد المؤلف يبسط أمام القارئ بعض الظواهر‬ ‫عالية ومقدرة علمية عميقة‪ ،‬واستطاع أن يميط اللثام فيها ويكشف‬ ‫والقضايا التي تكون موضوع الفصل‪ ،‬وتارة أخرى يعمد إلى إيراد‬ ‫األستار والحجب عن عديد من األعالم والشخصيات والقضايا التي‬ ‫تفسيرات وتعليقات مقتضبة ومركزة وبسيطة على بعض تلك‬ ‫يحفل بها األدب المغربي‪ ،‬عبر مختلف ربوع البالد وأرجائها الممتدة‪..‬‬ ‫اإلشكاالت والقضايا‪ ،‬وفقا لما يقتضيه السياق ويتطلبه المقام‪ .‬في‬ ‫ويأتي الكتاب الذي ألفه الباحث نفسه عن العالمة عبد اهلل كنون‪،‬‬ ‫كل األحوال والمقامات‪ ،‬ظل بنفرحي ملتزما بتقديم النصوص األصلية‬ ‫الشخصية المغربية العلمية المتفردة والمشاركة في العلوم والفنون‬ ‫الكنونية واالستشهادات‪ ،‬التي جعلها عمدته في الحكم والتقييم‪.‬‬ ‫واآلداب‪ ،‬واختار أن يعنونه بـ «النبوغ المغربي‪ ..‬عبد اهلل كنون نموذجا»‪،‬‬ ‫وفي تلك الجوالت االستكشافية الحفرية التي رافقنا خاللها الدكتور‬ ‫ليؤكد على المسار الذي اختار أن يسير فيه؛ من خالل الحفر والتنقيب‪،‬‬ ‫بنفرحي عبر عوالم العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬حيث كان يستعرض الجهود‬ ‫و«طرق مواضيع طريفة‪ ،‬والتطلع إلى محاورة إنتاج مغربي متسع في‬ ‫والمواقف التي قدمها الرجل في أعماله ومؤلفاته‪ ،‬يتوقف القارئ على‬ ‫الزمان والمكان‪ ،‬ومتسع في حقوله المعرفية»‪ ،‬كما جاء في المقدمة‬ ‫جملة من الخصال والسمات الراقية التي طبعت الشخصية الكنونية؛‬ ‫التي حررها الدكتور محمد احميدة‪ ،‬أستاذ التعليم العالي سابقا بكلية‬ ‫من قبيل‪ :‬الشمولية‪ ،‬والعمق‪ ،‬والتواضع‪ ،‬والغيرة الشديدة‪ ،‬والجرأة‪،‬‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة‪ ،‬لهذا الكتاب‬ ‫والصراحة‪ ،‬وغيرها من السمات اإليجابية التي ميزت الرجل‪.‬‬ ‫الصغير الحجم والكبير الفائدة‪.‬‬ ‫وفي ختام هذه المقالة التعريفية المقتضبة‪ ،‬أؤكد أنه إذا كانت‬ ‫وفي هذه المقالة‪ ،‬سأسعى إلى الوقوف عند هذا الكتاب والتعريف‬ ‫الغاية من مثل هذه الكتب والمؤلفات تكمن في التعريف بالشخصيات‬ ‫بالمكونات العامة التي يتناولها‪ ،‬مع إبداء بعض النظرات‪.‬‬ ‫التي تدور حولها وحول أعمالها وتقديمها إلى األجيال الجديدة‬ ‫****‬ ‫والناشئة‪ ،‬بغية الوقوف على الجهود التي قدمها كنون والمميزات‬ ‫لقد اختار الباحث الرصين الدكتور السعيد بنفرحي أن يبني‬ ‫التي طبعت تلك الجهود؛ فإن القارئ لكتاب «النبوغ المغربي‪ ..‬عبد‬ ‫كتاب «النبوغ المغربي‪ ..‬عبد اهلل كنون نموذجا» على الحقول العلمية‬ ‫غالف كتاب النبوغ المفربي اهلل كنون نموذجا» يلمس أن المؤلف الدكتور السعيد بنفرحي قد ح ّقق المراد وتمكن‬ ‫واألدبية التي اشتغل فيها ومن خاللها العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬المحتفى به في هذا‬ ‫من النجاح في المهمة بكل تفوق‪ .‬ويكفي المؤلف فخرا تلك الشهادة التي قدمها في‬ ‫الكتاب‪ ،‬طيلة مساره العلمي واألدبي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فقد جاءت فصول الكتاب وفق اآلتي‪ :‬عبد اهلل كنون نموذجا حقه‪ ،‬في مناسبة سابقة‪ ،‬األستاذ الدكتور عباس الجراري‪ ،‬عميد األدب المغربي‪ ،‬حين‬ ‫ترجمة كنون الشعرية‪ ،‬كنون مفسرا‪ ،‬كنون محدثا‪ ،‬كنون رحالة‪ ،‬كنون مترسال‪ ،‬كنون‬ ‫قال‪« :‬من خالل تتبعي لألعمال األدبية القيمة التي ينجزها األخ األود األستاذ الدكتور‬ ‫ناشرا ومحققا‪ ،‬كنون مقدما لكتب‪ ،‬كنون ناقدا‪ ،‬كنون صاحب مختارات‪ ،‬كنون شارحا‪ ،‬كنون لغويا‪ ،‬السعيد بنفرحي‪ ،‬يتبين لي ميله إلى تناول موضوعـات قلما يقع االهتمام بها‪ ،‬وبنصوصها التي غالبا‬ ‫كنون جامعا لألمثال‪.‬‬ ‫ما تكون مجهولة‪ ،‬أو دفينة في بطون مظانها المتناثرة‪ .‬وال أدل على ذلك من النظر إلى بعض‬ ‫وال شك في أن المتأمل لعناوين هذه الفصول يلمس‪ ،‬منذ الوهلة األولى‪ ،‬أن الكاتب المؤلف عناوين هذه األعمال التي تكفي اإلشارة منها إلى «الموجز في الشعر المغربي الملغز» الذي كنت‬ ‫بنفرحي استطاع أن يلم بكل االهتمامات التي شغلت كنون وأسهم في إثرائها وإغنائها من خالل سعدت بكتابة تقديم له»‪.‬‬ ‫مؤلفات وأعمال قدمها للمكتبة المغربية طوال أزيد من سبعة عقود؛ بل إنه توجه‪ ،‬بكثير من الذكاء‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬فإن المرء المتتبع والمهتم باألدب المغربي في العصر الحديث ليحس بالفرح والسرور‬ ‫والفطنة‪ ،‬إلى جوانب تنطوي على قدر غير يسير من الفرادة والطرافة‪ ،‬من قبيل‪ :‬المقدمات الغيرية يجتاح قلبه ويغمر فؤاده حين يقف على مثل هذه األعمال التي قدمها الدكتور السعيد بنفرحي‪ ،‬سائال‬ ‫التي حررها عبد اهلل كنون لعديد من المؤلفات والكتب ألصحابها المغاربة والمشارقة‪ ،‬واالنكباب على اهلل أن يبسط له األسباب من أجل أن يواصل السير في هذا الدرب الصعب‪.‬‬ ‫جرد األمثال التي تحضر في مؤلفات كنون‪..‬‬ ‫كما ال يفوتني‪ ،‬بهذه المناسبة‪ ،‬أن أتوجه بنداء حار وصادق إلى الباحثة الدكتورة نبوية عبد‬ ‫واآلن‪،‬‬ ‫هنا‬ ‫أؤكد‪،‬‬ ‫أن‬ ‫أحب‬ ‫فإنني‬ ‫الكتاب‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫المؤلف‬ ‫وعالقة بالجانب المنهجي الذي سلكه‬ ‫الصمد العشاب‪ ،‬من أجل أن تعمل على إخراج الكتاب التوثيقي ‪ /‬البيبليوغرافي الجامع والمهم الذي‬ ‫اختيار‬ ‫في‬ ‫توفق‬ ‫كما‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫لفصول‬ ‫وضعه‬ ‫الذي‬ ‫التبويب‬ ‫أن الدكتور بنفرحي استطاع أن ينجح في‬ ‫ألفه والدها رحمه اهلل وعنونه بـ«العالمة عبد اهلل كنون من مرحلة الوعي إلى الوفاة»‪ ،‬الذي بلغني‬ ‫على‬ ‫فصل‬ ‫كل‬ ‫داخل‬ ‫وردت‬ ‫التي‬ ‫الفرعية‬ ‫العناوين‬ ‫تلك‬ ‫أو‬ ‫بالفصول‬ ‫العناوين‪ ،‬سواء منها تلك الخاصة‬ ‫أنه من الكتب غير المطبوعة التي توجد مرقونة في خزانته الخاصة‪ ،‬لتعم به الفائدة‪ .‬وال شك في‬ ‫حدة؛ وهو ما يدل على دربة وحنكة في الصناعة التأليفية لدى الباحث‪ ،‬الذي راكم رصيدا مهما في أن الذكرى الثالثين لرحيل العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬التي تحل يوم التاسع من يوليوز ‪ ،2019‬ستكون‬ ‫المؤلفات والكتب التي أغنى بها المكتبة المغربية على امتداد أزيد من عقدين‪.‬‬ ‫مناسبة مالئمة ومواتية لظهور هذا العمل التوثيقي المهم‪ ،‬آمال أن يجد هذا النداء التجاوب الفعال‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فقد استطاع المؤلف أن يقبض على سمة الشمولية والمشاركة التي تطبع هذه من لدن الدكتورة نبوية وباقي أفراد األسرة الكريمة‪.‬‬


‫العدد ‪980‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫اشتغال عتبة المقدمة‬ ‫عند األستاذة حسناء داود (‪)4/1‬‬

‫• الدكتور محمد عبد السالم المرابط‬

‫افتتــاح‬ ‫يقول الفقيه األندلسي الكبير أبو محمد علي بن حزم في كتابه طوق الحمامة‪« :‬ولقد شاهدت‬ ‫النسا َء وعلمت من أسرارهن ما ال يكاد يعلمه غيري‪ ،‬ألني رُبيت في حجورهن‪ ،‬ونشأت بين أيديهن‪،‬‬ ‫ولم أعرف غيرَهن‪ ،‬وال جالست الرجال إال وأنا في حد الشباب وحين تَبَ ّقل وجهي(‪*)1‬؛ وهن َّ‬ ‫علمْنني‬ ‫القرآن‪ ،‬وروَّينني كثيرا من األشعار‪ ،‬ودرَّبْنني في الخط»(‪.)2‬‬ ‫هناك إشارتان تشدان نظر القارئ في هذا الكالم؛ أوالهما اعتراف العالم والفقيه الظاهري ابن‬ ‫حزم بفضل النساء عليه في تلقيه المعرفة‪ ،‬وهي إشادة‪ ،‬دون شك‪ ،‬من عالم كبير بدور المرأة في‬ ‫نشر العلم باألندلس؛ وثانيتهما استعمال عبارة صريحة تدل على أن تلقيه العلم من األنثى لم‬ ‫يكن تحفيظا وتلقينا وإنما كان تفقيها وتدريسا كما تنطق بذلك عبارة «وهن علمنني القرآن»‬ ‫بما يحمله فعل علمنني في هذا السياق من دالالت يفهم منها أخذه عنهن علوم القرآن من علم‬ ‫التفسير‪ ،‬وعلم أسباب النزول‪ ،‬وعلم إعجاز القرآن‪ ،‬وغير ذلك من العلوم المرتبطة بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫وإال لو كان قصده التحفيظ فحسب لقال‬ ‫وهن «حفظنني» القرآن‪.‬‬ ‫وال غرو‪ ،‬فقد كان حضور المرأة الثقافي‬ ‫والفني باألندلس متميزا‪ ،‬وقد عرض المقري‬ ‫في النفح‪ ،‬وابن عبد ربه في العقد الفريد‪،‬‬ ‫واألصفهاني في األغاني وغيرهم لهذا‬ ‫الحضور النسوي في مجاالت مختلفة ابتداء‬ ‫من التألق في مجال الخط والنسخ‪ ،‬مرورا‬ ‫بالرياضيات‪ ،‬وانتهاء بالعلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لتشُذ‬ ‫ولم تكن األستاذة حسناء داود‬ ‫عن هذه القاعدة‪ ،‬وهي سليلة بيت مغربي‬ ‫أندلسي عتيق‪ ،‬تربت في أحضان والدها‬ ‫الفقيه المؤرخ محمد داود على حب العلم‪،‬‬ ‫واالحتفاء بالمعرفة فكانت خير خلف لخير‬ ‫سلف‪.‬‬ ‫تعددت اهتمامـــات األستــاذة حسنــــاء‬ ‫الثقافية‪ ،‬وتنوعت مساهماتها في مجال‬ ‫البحث والنشر والتأليف؛ فهي محققة وناشرة‬ ‫لتراث أسرتها لم تكف أبدا عن إعادة نشر‬ ‫وتنقيح مصنفات والدها مؤرخ تطوان محمد داود؛ تراجع وتنقح وتضع الهوامش لـ «تاريخ تطوان»‬ ‫المطول والمختصر‪ ،‬وتسهر على تخريج وطبع كتاب جدها الحاج عبد السالم بنونة «تحفة اإلخوان‬ ‫في الصنائع القديمة بتطوان»؛ وهي مكبة على الترجمة من اإلسبانية إلى العربية لكتاب «ثيسار‬ ‫لويس دي منطلبان » �‪Las mazmorras de Tetuán, su lim‬‬ ‫‪pieza y exploración‬؛ وجامعة لنصوص ومراسالت وردت على‬ ‫والدها من رجال العصر بالمغرب في كتابها الموسوم بـ «مراسالت‬ ‫وطنية أخوية»؛ وهي مشاركة دؤوب في عدد من الندوات العلمية‬ ‫التي تقام بمدينتها العامرة تطوان أو خارجها‪...‬‬ ‫أمام تعدد مواهب األستاذة حسناء داود‪ ،‬وتنوع الجوانب الثقافية‬ ‫في شخصيتها‪ ،‬وتعاطيها المستمر للثقافة والبحث والنشر‪ ،‬سأقتصر‬ ‫في مداخلتي على تناول فن التقديم كما مارسته‪ .‬وهو فن دأبت‬ ‫عليه في جل الكتب التي قامت بنشرها‪ ،‬أو إعادة نشرها‪ ،‬أو إعدادها‬ ‫للطبع‪ ،‬من التراث الداودي أو غيره‪ ،‬فغدت المقدمة عندها تقليدا‬ ‫بارعا تمسك بعنانه‪ ،‬وتحسن سوسه‪ ،‬وتجيد بناءه‪ ،‬ومن ثمة‪ ،‬فإننا‬ ‫سنحاول مساءلة هذه النصوص التقديمية واالقتراب منها لما يتميز‬ ‫به خطابها من خصوصية‪ ،‬متطلعين إلى الوقوف على بعض آليات‬ ‫اشتغال هذا الخطاب‪ ،‬وكيف يخدم مقصديات الكاتبة وأهدافها‪.‬‬ ‫ولعله مما يحفزنا على ذلك‪ ،‬أن دراساتنا العربية سواء التي‬ ‫اشتغلت على النصوص القديمة أم الحديثة‪ ،‬اكتفت مرارا في‬ ‫مقارباتها لفن التقديم بالنصوص المركزية للكتب‪ ،‬وإن هي‬ ‫عرضت للمقدمات وباقي النصوص الموازية فإنها تفعل ذلك‬ ‫عرضا‪ ،‬أو تتعاطى معها في أحسن األحوال باعتبارها جزءا من النص‬ ‫األصلي‪ ،‬منصهرة فيه وخاضعة لبنيته‪ ،‬فيتم التعامل معها كمداخل‬ ‫للنصوص المركزية‪ ،‬وهو ما يخالف ما يذهب إليه التنظير النقدي‬ ‫الحديث من كون المقدمة وإن جاورت المتن وحاورته وتموقعت في‬ ‫حدوده ــ وهو ما يطرح‪ ،‬أحيانا‪ ،‬بعض أسئلة االنتماء إلى عالم النص‬ ‫الداخلي أم عالمه الخارجي ــ فإنها‪ ،‬أي المقدمة‪ ،‬تتمتع مثلها مثل‬ ‫باقي العتبات باستقالليتها وبنيتها المتفردة‪ ،‬ومن ثمة خصوصية‬ ‫األسئلة التي تطرحها والقضايا التي تتناولها‪.‬‬

‫إضاءة تاريخية‬

‫تندرج المقدمة‪ ،‬إذن‪ ،‬ضمن خانة ما يعرف بالعتبات أو النص‬ ‫الموازي أو المناص‪ ...‬وإذا كان المناص من المواضيع التي اهتم بها‬ ‫الخطاب النقدي الحديث ــ مع تطور الدراسات السيميائية وتقدم اللسانيات وعلوم تحليل الخطاب ــ‬ ‫ووضع لها جهازا مفهوميا يحدد آليات اشتغالها‪ ،‬ويخضعها للتفكيك والتأويل‪ ،‬فإن الثقافة العربية‬ ‫القديمة وقفت‪ ،‬هي أيضا‪ ،‬عند موضوع العتبات‪ .‬فها هو المقريزي يعرض في «خططه» لما توافق‬ ‫على تسميته القدماء بالرؤوس الثمانية فيقول‪« :‬اعلم أن عادة القدماء من المعلمين قد جرت أن‬ ‫يأتوا بالرؤوس الثمانية قبل افتتاح كل كتاب وهي‪ :‬الغرض‪ ،‬والعنوان‪ ،‬والمنفعة‪ ،‬والمرتبة‪ ،‬وصحة‬ ‫الكتاب‪ ،‬ومن أي صناعة هو‪ ،‬وكم فيه من أجزاء‪ ،‬وأي أنحاء التعاليم المستعملة فيه’’(‪ )3‬وواضح من‬ ‫هذه الرؤوس الثمانية أن بعضها مثل الغرض‪ ،‬والمنفعة‪ ،‬وصحة الكتاب وعدد أجزائه ‪ ...‬هو من‬ ‫صميم وظيفة المقدمة‪ ،‬يدخل فيما يسمى اليوم بتأطير النص وإضاءته بالحديث عن ظروف التأليف‬ ‫ودواعيه‪ ،‬وذكر الغرض منه بقصد إعداد القارئ الستهالك النص األصلي‪/‬الكتاب‪ ،‬واإلقبال عليه‪ .‬ولم‬ ‫يكتف القدماء بهذه التوجيهات واإلشارات بل أفردوا المصنفات الخاصة لموضوع النص المحاذي‬ ‫عموما‪ ،‬السيما مع تطور دواوين الكتابة وفن االنشاء والترسل‪ .‬وبالرجوع إلى كتب ألفت في هذا‬ ‫المجال أو ما يقربه مثل «إحكام صنعة الكالم» للكالعي األندلسي‪ ،‬و «صبح األعشى» للقلقشندي‪،‬‬ ‫و«أدب ُ‬ ‫الكتاب» للصولي ال شك سنجد درسا علميا تراثيا يتدبر العناصر المُناصية بوعي‪ ،‬بيد أنه لم‬ ‫يصل إلى درجة وضع جهاز مفهومي جامع لعناصر المناص كما هو األمر عليه اليوم‪ ،‬خاصة في النقد‬

‫الغربي‪ ،‬الذي ينظر إليها باعتبارها نصوصا موازية مستقلة عن النص المركزي‪ ،‬فيحدد مفهومها‬ ‫ووظائفها‪ ...‬وإن كنا نرى أن هذا الموضوع الشيق كما تناوله قدماؤنا لم يستهلك بحثا ودراسة بعد‪،‬‬ ‫وأنه في حاجة إلى مزيد من االستقصاء من قبل المحدثين‪.‬‬ ‫وقد ميز القدماء العرب بين صنفين من المقدمات‪ :‬الصنف األول وهو مقدمة العلم؛ ويمكن أن‬ ‫نمثل لها بالمقدمة التى وضعها الصفدي لكتابه ْ‬ ‫الهمْيان ونُكتُ العُميان» وجعلها في‬ ‫«نَكتُ ِ‬ ‫عشر مقدمات وخاتمة‪ ،‬ومقدمة ابن خلدون التي أسس فيها لفلسفة التاريخ وعلم االجتماع‪ ،‬ومثلت‬ ‫كتابا قائما بذاته يستقل عن تاريخه الكبير «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم‬ ‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر»‪ ،‬وعادة ما يستغرق هذا الصنف من المقدمات‬ ‫َّ‬ ‫المؤلف؛ وأما الصنف الثاني فهو مقدمة التأليف‪ :‬وهي أقل حجما‬ ‫العلمية حيزا مكانيا كبيرا من‬ ‫من مقدمة العلم‪ ،‬يذكر فيها المؤلف الغرض من كتابه‪ ،‬ودواعي التأليف وغيرها من الموجهات‪.‬‬ ‫وقد أطلق عليها القدماء مصطلح «خطبة الكتاب»‪ ،‬وإن كان المصنفون القدماء‪ ،‬في الغالب‪ ،‬ال‬ ‫ينصون على هذا اللفظ في تصديرات كتبهم إال فيما ندر‪« ،‬إذ كثيرا ما يكتفي المؤلف بالبسملة‬ ‫ثم يبدأ بعدها بالدعاء والحمد‪ ،‬وينتقل بعد هذا‬ ‫الكالم إلى موضوعه‪ .)4(».‬وقد أولى قدماؤنا‬ ‫عناية كبيرة بالشروط التي ينبغي أن يتقيد بها‬ ‫الكتاب حين كتابة المقدمات من شرط االبتداء‬ ‫بها‪ ،‬وتصدر الكتاب‪ ،‬وأال تزيد من حيث الحجم‬ ‫عن المتن‪ ،‬إلى غير ذلك من الشروط التي نصوا‬ ‫عليها في الكتب التي عرضت ألدب الكتاب‪.‬‬ ‫وقديما علق ابن خلكان على ذلك بقوله‪« :‬وكان‬ ‫العلماء يقولون ‘إصالح المنطق’ (يعني كتاب‬ ‫ابن السكيت) كتاب بال خطبة‪ ،‬و «أدب الكاتب»‬ ‫تأليف ابن قتيبة خطبة بال كتاب‪ ،‬ألنه طول‬ ‫الخطبة وأودعها فوائد»(‪.)5‬‬ ‫ويضيف بعض الباحثين المحدثين صنفا‬ ‫ثالثا من المقدمة(‪ )6‬عرض لها القدماء ضمنا‬ ‫دون تسميتها وأعني مقدمة القصيدة‪ .‬وقد كان‬ ‫الوعي بوظيفة هذه المقدمة حاضرا عند النقاد‬ ‫القدامى إلى حد أن ابن قتيبة فسر وظيفتها‬ ‫اإلغرائية ودورها في تهييئ المتلقي نفسيا‬ ‫وذهنيا بقوله الشهير‪« :‬إن مُقصّد ال َقصيد إنما‬ ‫ابتدأ فيها بذكر الديار والدِّمن واآلثار‪ ،‬فبكى وشكا‪ ،‬وخاطب الربع‪ ،‬واستوقف الرفيق‪ ،‬ليجعل ذلك‬ ‫سببا لذكر أهلها الظاعنين {عنها} (‪ )...‬ثم وصل ذلك بالنسيب‪ ،‬فشكا شدة الوَجد وألمَ الفراق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وفرط الصَّبابة والشوق‪ ،‬ليُميل نحوه القلوب‪ ،‬ويصْرفَ إليه الوجوه‪ ،‬وليَسْتدعي إصغا َء األسماع‪،‬‬ ‫ألن التشبيب قريب من النفوس‪ ،‬الئط بالقلوب‪ ،‬لما (قد) جعل اهلل‬ ‫في تركيب العباد من محبة الغزل‪ )7(»...‬وواضح من العبارات الثالث‬ ‫األخيرة الوظيفة اإلغرائية التي تميز مقدمة القصيد‪ ،‬بيد أن حشر‬ ‫المقدمة الطللية وما يستتبعها من غزل‪ ،‬تفتتح به القصيدة العربية‬ ‫القديمة‪ ،‬وإن أدت مهمة تهييء النفوس لتقبل الغرض األساس من‬ ‫النص‪ ،‬فإنها تثير إشكاال مؤداه أن المقدمة الطللية أو الغزلية هي‬ ‫جزء من القصيدة‪ ،‬في حين أن مقدمة الكتاب هو نص مستقل له‬ ‫نظامه ومقاصده المختلفة عن النص األصلي‪.‬‬ ‫غير أنه ولو أن قدماءنا مارسوا كتابة المقدمات في صدور‬ ‫كتبهم‪ ،‬إال أن األمر لم يتعد عندهم تنبها مبكرا لقيمة المقدمة‬ ‫وغيرها من العتبات لولوج المتن دون أن يطوروا هذا الفهم بوضع‬ ‫جهاز مفهومي‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬يحدد بطريقة علمية العالقة بين هذه‬ ‫النصوص المحاذية والنص األصلي (الكتاب)‪ .‬وستنتظر اإلنسانية‬ ‫قرونا لتضع اليد على هذه المنظومة المفهومية القائمة على فهم‬ ‫وتحديد العالقة بين النصوص‪ ،‬وآليات التفاعل فيما بينها‪.‬‬ ‫ونشير إلى أن النقاد العرب اليوم‪ ،‬وخاصة المغاربة منهم‪ ،‬قد‬ ‫عرضوا بالدرس والتحليل لعتبة المقدمة وغيرها من النصوص‬ ‫المحاذية‪ ،‬مستخدمين في أبحاثهم المناهج الحديثة المستفيدة‬ ‫من تقنيات تحليل الخطاب وتطور الدرس اللساني بالغرب‪ ،‬نذكر‬ ‫منهم‪ :‬المرحومة السعدية الشاذلي‪ ،‬وسعيد يقطين‪ ،‬وعبد الفتاح‬ ‫الحجمري‪ ،‬وعبد الرزاق بالل‪ ،‬وعبد الفتاح كليطو‪ ،‬وعبد النبي ذاكر‪،‬‬ ‫ومحمد بن عياد‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وبالرغم من أن الكتاب المشارقة كانوا‬ ‫سباقين لتناول موضوع المقدمات‪ ،‬على رأسهم الدكتور شكري عياد‬ ‫إال أن معالجتهم لم تنطلق من تصور ينظر إلى المقدمة باعتبارها‬ ‫نصا مستقال عن المتن‪ ،‬كما سبق القول‪ ،‬له خصوصياته المتفردة‬ ‫بالرغم من تقاسمه مع النص الرئيس فضاء الكتاب‪ ،‬ومن هنا لم‬ ‫تتعد هذه المعالجات‪ ،‬في الغالب‪« ،‬إسقاط ما فيها (أي المقدمة) من‬ ‫أفكار على النصوص المصاحبة‪ ،‬ومحاولة المطابقة بينهما»‪.‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ )1‬تبقل وجهه‪ :‬نبت شعر وجهه‪.‬‬ ‫‪ )2‬ابن حزم‪ ،‬طوق الحمامة‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬دار المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬سوسة‪ ،‬تونس‪ .1992 ،‬ص‪.‬‬ ‫‪.155‬‬ ‫‪ )3‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي‪ ،‬كتاب المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار (المعروف‬ ‫بالخِطط المقريزية)‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة ‪ .1987‬ص‪.3 .‬‬ ‫‪ )4‬عبد الرزاق بالل‪ ،‬مدخل إلى عتبات النص‪ ،‬دراسة في مقدمات النقد العربي القديم‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار‬ ‫البيضاء‪ .2000 ،‬ص‪38 .‬‬ ‫‪ )5‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪،1972‬‬ ‫ص‪.400 .‬‬ ‫‪ )6‬انظر‪ :‬الهاشم اسمهر‪ ،‬عتبات المحكي القصير في التراث العربي اإلسالمي األخبار والكرامات والطرف‪،‬‬ ‫الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪ ،‬بيروت‪ .2008 ،‬ص‪.66 .‬‬ ‫‪ )7‬ابن قتيبة‪ ،‬الشعر والشعراء‪ ،‬ج‪ ،1‬تحقيق أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.75-74 .‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫الشيخ المعمر محمد بن محمد‬ ‫البقالي الداهري‬

‫هو الفقيه العالمة المعمر محمد بن محمد بن عبد الهادي‬ ‫البقالي األنجري الدّاهري‪ ،‬ثم الطنجي‪.‬‬

‫والرجل غلب عليه الفقه خاصة المذهب المالكي‪ ،‬ولذلك‬ ‫كان مقصودا للفتوى في النوازل والوقائع‪.‬‬ ‫أما في مجال التأليف والكتابة‪ ،‬فلم يكن له فيها نصيب‬ ‫يذكر‪ ،‬سوى‪:‬‬ ‫ تعليق على رسالة الفقيه أحمد بن العياشي سكيرج‬‫«الدرر الآللي في ثبوت الشرف البقالي»‪.‬‬ ‫ وتقريظ لرسالة «الحجة الدامغة على من يقول حالق‬‫اللحية ملعون وصالته باطلة» للشيخ عبد الحي بن الصديق‬ ‫الغماري‪.‬‬ ‫ وملزمة في شرح «لثم النعم في نظم الحكم» لشيخه‬‫أبي الفيض‪.‬‬ ‫ وجزء في صالة المفترض خلف المتنفل‪.‬‬‫توفي رحمه اهلل وغفر له بعد أن عمّر وجاوز المائة يوم‬ ‫االثنين ‪ 24‬صفر الخير ‪1434‬هـ موافق ‪07‬يناير ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وصُلي عليه في المسجد األعظم في جنازة حافلة ثم وُو ِريَ‬ ‫ّ‬ ‫الثرى بزاويته‪.‬‬

‫حجّ وزار الحرمين الشريفين مرارا كثيرة‪ ،‬ولقي أفاضل‬ ‫العلماء‪ ،‬منهم ‪ :‬الشيخ محمد نصيف النجدي‪ ،‬والشيخ محمد‬ ‫ناصر الدين األلباني‪ ،‬والشيخ محمد ياسين الفاداني‪...‬‬

‫دَرّس سنينا بزاويته الكائنة بحي بني مكادة بطنجة‪ ،‬وألقى دروسا وعظية باستمرار في‬ ‫مسجد المص ّلى‪ ،‬وكان لها صدى بالمدينة خصوصا عند العامة‪ ،‬ثم رحل إلى بلجيكا للدعوة إلى‬ ‫اهلل‪.‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫وفي أواخر حياته تحديدا بعد سنة ‪1420‬هـ‪2000/‬م‪،‬‬ ‫تواترت عليه الوفود من المشرق طلبا لإلجازة‪ ،‬وسماع الحديث‬ ‫المسلسل باألولية‪ ،‬واألوائل السنبلية‪ ،‬وممن زاره في هذا‬ ‫السياق‪ :‬الشيخ المسند البحاثة المطلع عبداهلل بن صالح آل‬ ‫العُبَيْد وقد أورد المترجم ضمن شيوخه في كتابه «اإلمتاع‬ ‫بذكر بعض كتب السماع»‪ ،‬واألستاذ البحاثة المؤرخ محمد بن‬ ‫عبداهلل آل الرَّشيد‪..‬‬

‫من مواليد سنة ‪ 1330‬هـ بمدشر الدّاهر من قبيلة أنجرة‬ ‫بشمال المغرب‪.‬‬ ‫تل ّقى بقبيلته مبادئ العلوم‪ ،‬ثم انتقل إلى بني يدِر‬ ‫حيث الزم شيخه العالمة الفقيه محمد بن عبد السالم بوزيد‬ ‫اليدْ ِري‪ ،‬فقرأ عليه الرّسالة البن أبي زيد القيرواني ومختصر‬ ‫ِ‬ ‫خليل والموطأ بشرح الزرقاني والشمائل للترمذي والشفا‬ ‫للقاضي عياض وصحيح البخاري وغيرها‪ ،‬وأجازه إجازة عامة‬ ‫مؤرخة بسنة ‪ 1353‬هـ‪ .‬بعد ذلك رحل إلى جامع القرويين‬ ‫من أجل التّبرك بعلمائها‪ ،‬وتعميق معارفه بحضرة مجالسها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الزُّكاري‬ ‫فأخذ عن الفقيه عبد العزيز بن أحمد بن الخياط‬ ‫مقدمة ابن الصّالح في مصطلح الحديث‪ ،‬والجوهر المكنون‬ ‫في البالغة‪ ،‬وعن القاضي العباس بناني بجمع الجوامع في‬ ‫أصول الفقه‪ ...‬ثم قفل راجعا فقرّ به القرار بمدينة طنجة سنة‬ ‫‪1355‬هـ‪ ،‬وهناك سمع ِبصيتِ الحافظ أحمد ابن الصّديق‬ ‫الغماري‪ ،‬وصدى دروسه الحديثية‪ ،‬فلمّا حضرها أُعجب بها‪،‬‬ ‫وعزم على لقاء الشّيخ والتتلمذ عليه‪ ،‬فتمّ له ذلك حيث لقيه‬ ‫بواسطة بعض الفقراء الدرقاويين‪ ،‬واستجازه في مروياته‪،‬‬ ‫فأجازه بإجازة عامة مكتوبة ومؤرخة بتاريخ ‪ 1360‬هـ‪ ،‬وابتدا ًء‬ ‫من هذا التاريخ ارتبطت صلته به وتمتّنت‪ ،‬إلى أن توفي‬ ‫الشيخ سنة ‪ 1380‬هـ‪ ،‬وخاللها درس عليه بعض كتب الحديث‬ ‫كجامع الترمذي والصحيحين‪...‬‬

‫وقد كان متأثرا بشيخه أبي الفيض‪ ،‬فورث عنه خصلتين هما ‪ :‬الكرم‪ ،‬والتعلق بالمجاذيب‪.‬‬ ‫وبسبب محبته لشيخه وتفانيه فيه‪ ،‬اعتقل أيام االستعمار لمدة سنة‪ّ ،‬‬ ‫وعُذب بسبب السالح الذي‬ ‫اقتناه الشيخ أحمد ابن الصديق استعدادا للثورة التي قام بها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫ •‬ ‫• ‬ ‫• ‬ ‫• ‬

‫إجازة شيخه محمد بن عبدالسالم اليدري له‪ .‬مخطوطة‪.‬‬ ‫إجازة شيخه أحمد ابن الصديق له‪ .‬مخطوطة‪.‬‬ ‫مراسالت الشيخ أحمد ابن الصديق له‪ .‬مخطوطة‪.‬‬ ‫معلومات شفهية عن تلميذه الشيخ مصطفى البقالي‪.‬‬

‫وزان‪ :‬مجلس الطفل في ضيافة حركة الطفولة الشعبية‬

‫‪ ‬دخل الفرع المحلي لحركة الطفولة الشعبية بوزان على خط المساهمة في تعزيز قدرات‬ ‫عضوات وأعضاء المجلس الجماعي للطفل ‪ ،‬واالرتقاء بأداء آلية المشاركة المواطنة التي يجسدها‬ ‫هذا المجلس ‪ ،‬حتى ينجح هذا األخير في الترافع عن قضايا الطفولة الوزانية التي يؤكد التشخيص‬ ‫األولي بأن جسد دار الضمانة عليل ‪ ،‬وأن الحق في الترفيه شبه معطل ‪ ،‬وأن المجلس الجماعي‪،‬‬ ‫والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة ‪ ،‬ومديرية الشباب والرياضة ‪ ،‬وباقي‬ ‫المتدخلين ‪ ،‬مطالبون باالستماع لصوت البراءة والتفاعل معه ‪ ،‬إن كانت هناك فعال ارادة حقيقية‬ ‫للمصالحة مع مستقبل دار الضمانة والوطن ككل ‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا السياق شهد فضاء دار الشباب المسيرة صباح يوم األحد ‪ 3‬فبراير الجاري‪ ،‬تنظيم الفرع‬ ‫المحلي لحركة الطفولة الشعبية بوزان فعالية تكوينية وترفيهية استفاد منها عضوات وأعضاء‬ ‫المجلس الجماعي للطفل بوزان ‪ .‬وهي الفعالية التي أشرف على إعطاء انطالقتها كل من رئيس‬ ‫مجلس جماعة وزان‪ ،‬وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لنفس الجماعة الترابية‪.‬‬ ‫‪ ‬فقرات المحطة الجديدة النفتاح عضوات وأعضاء مجلس الطفل على الفعاليات المدنية ذات‬ ‫االهتمام المشترك ‪ ،‬توزعت بين مساءلة إشكالية العزوف عن القراءة ‪ ،‬واآلثار السلبية المترتبة عن‬

‫هذه اآلفة ‪ ،‬واألدوار التي يجب أن تضطلع بها أكثر من جهة من أجل توفير المناخ الكمي والكيفي‬ ‫الكفيل بتحبيب القراءة لدى الطفل ‪ .‬أما الورشة الترفيهية ‪ ‬فقد اختارت لها الجمعية المستضيفة‬ ‫عنوان « قرية األلعاب واألشغال اليدوية» فجر فيها المشاركات والمشاركون من المجلس الجماعي‬ ‫للطفل خزان ابداعاتهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر أن إحداث المجلس الجماعي للطفل جاء بمبادرة من هيئة المساوة وتكافؤ الفرص‬ ‫لجماعة وزان التي أعدت رأيا استشاريا في الموضوع سارع مجلس جماعة وزان إلى اعتماده ‪ ،‬وتم‬ ‫تشكيله( المجلس) بناء على مجموعة من المعايير انتصر البعض منها لروح الفقرة الثانية من‬ ‫الفصل ‪ 19‬لدستور المملكة التي جاء فيها «تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال‬ ‫والنساء» ‪ ،‬وكذا الفقرة الواردة بتصدير نفس الوثيقة الدستورية التي تتحدث عن « حضر ومكافحة‬ ‫كل أشكال التمييز ‪ ،‬بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو االنتماء االجتماعي أو الجهوي‬ ‫أو اللغة أو أي وضع شخصي ‪ ،‬مهما كان»‪ .‬‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫العدد ‪980‬‬

‫تربويات‪:‬‬

‫دور المؤسسات التعليمية‬ ‫في نشر الوعي البيئي؟‬

‫القصر الكبير ‪ :‬قافلة طبية للكشف‬ ‫عن سرطان الثدي وعنق الرحم‪ ‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬ ‫تحتل المدرسة مكانة هامة في مجال الوعي البيئي للمتعلمين‪،‬‬ ‫لذلك تسعى وزارة التربية الوطنية إلى جعلها فضاء لتمرير القيم‬ ‫والعادات السليمة واالتجاهات التي تحقق حماية البيئة والمحافظة‬ ‫عليها وصيانتها‪ .‬وهي بهذا تراهن على انبثاق جيل جديد‪ ،‬مسؤول‬ ‫بيئيا‪ ،‬ويؤمن بقيم التنمية المستدامة‪ ،‬عبر شراكتها مع جمعيات‬ ‫متخصصة في المجال البيئي‪ ،‬ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين‪،‬‬ ‫وجمعيات المدرسين والمربين‪ ،‬والسكان‪...‬‬ ‫في هذا االتجاه؛ عملت وزارة التربية الوطنية‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة‪ ،‬على إطالق برنامج « المدارس‬ ‫اإليكولوجية» كآلية لترسيخ روح المواطنة اإليكولوجية لدى المتعلمات‬ ‫والمتعلمين‪ ،‬وجعل المؤسسة التعليمية عامال ديناميكيا في تكوين‬ ‫األجيال تكوينا بيئيا‪،‬وفاعال في بناء المشاريع البيئية‪ .‬ومجاال خصبا‬ ‫للدفاع عن سلوك وأنماط الحياة التي تحترم البيئة‪ .‬وخصصت بذلك‬ ‫جوائز وشواهد تحفيزية للمؤسسات التعليمية المشاركة في البرنامج‪.‬‬ ‫مما أدى إلى ارتفاع عدد المدارس اإليكولوجية ليفوق ‪ 1700‬مدرسة‪،‬‬ ‫فاز منها بشارة اللواء األخضر ما يناهز ‪ 300‬مدرسة ‪ ،‬وأكثر من ‪70‬‬ ‫مدرسة نالت الشهادة الفضية‪ ،‬أما الشهادة البرونزية فقد ناهز عدد‬ ‫الحاصلين عليها ‪ 20‬مؤسسة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬وإيمانا منها بأهمية النوادي البيئية في‬ ‫ترسيخ مبادئ وقيم التربية البيئية السليمة بين المتعلمين‪ ،‬نظمت‬ ‫المديرية اإلقليمية بطنجة أصيلة‪ ،‬يوم السبت ‪ 02‬فبراير ‪2019‬‬ ‫بالثانوية اإلعدادية الحسني‪ ،‬المنتدى اإلقليمي الثالث ألندية البيئة‬ ‫والمدارس اإليكولوجية‪ ،‬تحت شعار «التغيرات المناخية ورهان‬ ‫التربية» بتنسيق وتعاون مع جمعية مدرسي علوم الحياة واألرض‪،‬‬ ‫وجمعية تنمية التعاون المدرسي فرع طنجة أصيلة؛ شارك فيه‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تالميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بمختلف‬ ‫أسالكها‪ ،‬عدد من الباحثين والمهتمين بالمجال البيئي‪ ،‬وبعض أولياء‬ ‫أمور التالميذ‪ .‬وقد شكل هذا المنتدى مناسبة لفتح النقاش وتبادل‬ ‫األفكار والمعلومات حول البيئة وما يحيط بها من مشاكل‪ .‬وفرصة‬ ‫الستعراض مجموعة من األنشطة البيئية‪ ،‬تمثلت في غرس المشاتل؛‬ ‫واستعراض جداريات ومجسمات ورسومات أبدعتها أنامل ناشئتنا بكل‬ ‫عفوية؛ الهدف منها ترسيخ المفاهيم البيئية‪ ،‬لتصبح قيمة مجتمعية‬ ‫تمارس يوميا بشكل حضاري وإنساني‪ ،‬لحماية اإلنسان والبيئة بشكل‬ ‫جيد‪.‬‬ ‫حضر مجريات هذا المنتدى البيئي المدير اإلقليمي بطنجة أصيلة‬ ‫السيد رشيد ريان‪ ،‬الذي أعطى االنطالقة الفعلية لغرس أشجار ونباتات‬ ‫لتزيين فضاء المؤسسة‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذا المنتدى اإلقليمي‪ ،‬وللمزيد من تسليط الضوء‬ ‫على النوادي البيئية وأهميتها داخل المؤسسة التعليمية ومحيطها‪،‬‬ ‫كان لي حوار مع رئيس مصلحة الشؤون التربوية بمديرية طنجة‬ ‫أصيلة السيد عبد اإلله الفزازي باعتباره مسؤوال عن تفعيل أدوار الحياة‬ ‫المدرسية بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬والسيد أحمد السلمي المرابط‬ ‫باعتباره مديرا تربويا سابقا لمجموعة مدارس حجرة النحل العمومية‬ ‫الحاصلة على أول لواء أخضر دولي للمدارس االيكولوجية‪ ،‬منشط‬ ‫ومنسق متعاون لألندية البيئية والمدارس اإليكولوجية « ‪ECO-‬‬ ‫‪ .»ECOLES‬مدير حالي لمجموعة مدارس أسما نور الخصوصية‬ ‫بطنجةأصيلة‪.‬‬ ‫استهل الحوار مع السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية‬ ‫بمديرية طنجة أصيلة‪:‬‬ ‫سؤال‪ :‬نظم هذا المنتدى تحت شعار «التغيرات المناخية ورهان‬ ‫التربية» في نظركم ماهي الرسالة التي يحملها هذا الشعار؟‬ ‫جواب‪ :‬ال أحد ينكر التأثير السلبي لإلنسان على بيئته‪ ،‬نتيجة‬ ‫األنانية المفرطة في استغالل البيئة ومواردها الطبيعية‪ ،‬وال أحد ينكر‬ ‫كذلك المخاطر التي تحذق بكوكبنا‪ .‬لذا عرفت المجتمعات‪ ،‬وضمنها‬ ‫المغرب‪ ،‬دينامية حقيقية في التفاعل مع التحديات البيئية‪ ،‬تميزت‬ ‫باعتماد مقاربات حمائية ونسقية وشمولية ضمن نصوص توجيهية‬ ‫وقانونية دولية تؤكد على الحق في بيئة سليمة وتنمية مستدامة‪.‬‬ ‫والمغرب بانخراطه الفعلي ضمن كوكبة الحركات المناصرة‬ ‫للبيئة وحمايتها‪ ،‬يعمل على األخذ بالتوجيهات الدولية الجديدة‬ ‫لمعالجة مشكالت البيئة‪ ،‬التي ترتكز على األبعاد االجتماعية والثقافية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬بفضل تفعيل أدوار التربية البيئية وحمايتها‪ ،‬بعد االقتناع‬ ‫بعدم قدرة التشريعات‪ ،‬واالعتمادات المالية والتكنولوجية وحدها على‬ ‫تحقيق الهدف المرجو منها في حماية البيئة‪ ،‬وذلك الفتقارها إلى‬ ‫عملية تربوية ترتبط بهذه األنشطة ارتباطا وثيقا‪ ،‬كما نصت على‬ ‫ذلك التوصية رقم ‪ 96‬بمؤتمر األمم المتحدة المعني بالتربية البيئية‬ ‫في استكهولم سنة ‪ ،1972‬وميثاق بلغراد سنة ‪ 1975‬وغيرهما من‬ ‫المؤتمرات التي ال يسع المجال لذكرها كلها‪ .‬لذلك كان البد من وضع‬ ‫المؤسسات التعليمية في قلب االحداث البيئية العالمية‪ ،‬عن طريق‬ ‫إدخال مختلف الوسائل والمواضيع البيئية‪ ،‬والتربية البيئية في المناهج‬ ‫الدراسية في جميع المراحل التعليمية‪ ،‬بهدف رفع الوعي البيئي عند‬ ‫المتعلمين‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬في نظركم هل التربية البيئية تقتصر على المدرسة فقط؟‬ ‫الجواب‪ :‬قطعا ال! ألن إشكالية التدهور البيئي إشكالية أفقية‬ ‫مشتركة بين جميع المؤسسات والفاعلين‪ ،‬تهم األفراد الذاتيين‬ ‫والمعنويين‪ ،‬كما تهم السلطات على المستوى الوطني والمحلي‪ ،‬وألن‬ ‫حلها كما جاء في الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬لن يتأتى‬ ‫إال من خالل التماسك االجتماعي والمجالي القادر على الترجمة العملية‬ ‫للشعور بالمسؤولية المشتركة للمغاربة في إطار حكامة مشتركة‪ ،‬من‬ ‫أجل التنمية المستدامة‪ .‬والمؤسسة التعليمية ما هي إال أداة من‬ ‫أدوات نشر التربية البيئية عن طريق فتح جسور التواصل مع المجتمع‪،‬‬ ‫ودمج أفراده في تحسين واقع البيئة المدرسية‪ ،‬من خالل عمليات‬ ‫التخطيط والتنفيذ والمتابعة للبرامج البيئية المدرسية‪ ،‬والقيام بدور‬ ‫المُصَدِّر للفكر البيئي إلى كل منزل في التجمع السكاني‪ ،‬حتى يصبح‬

‫لدى جميع األفراد ذات الرؤيا واألهداف المتعلقة بالبيئة المدرسية‪،‬‬ ‫وسبل حمايتها والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬كيف يمكننا أن ننشئ جي ًال بيئياً قادراً على التغيير؟‬ ‫جواب‪ :‬كلنا يعلم أن التلميذ يتعلم من البيئة التي يعيش فيها‪،‬‬ ‫ويستمتع بجمالها‪ ،‬ويسعد لرؤية األشياء بأبهى صورة ممكنة‪ ،‬وتزداد‬ ‫المتعة لديه عندما يتفاعل مع البيئة‪ ،‬وعندما يكون لهذا التفاعل‬ ‫نتائج إيجابية على حياته‪ ،‬مثل االستمتاع برائحة الورود‪ ،‬وعند رسم‬ ‫منظر طبيعي‪...‬لذا فقد أصبح من الضروري أن يتجه الجهد إلى توعية‬ ‫المتعلم وتربيته تربية بيئية سليمة‪ ،‬وهذا لن يتحقق إال باحتضان‬ ‫المتعلم داخل النادي البيئي المدرسي‪ ،‬وتدريبه للتعرف على الغنى‬ ‫الذي تزخر به الطبيعة من حوله‪ ،‬وتحفيز الفضول العلمي لديه‬ ‫الستكشاف مواطن الجمال فيما يحيط به‪ ،‬وجعله يلعب دور الرقيب‬ ‫البيئي داخل المؤسسة وخارجها‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬على ذكر النادي البيئي‪ ،‬كيف يمكن لهذا األخير أن يساهم‬ ‫في التعليم البيئي؟‬ ‫جواب‪ :‬كما تعلمون فالمدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية صغرى‬ ‫ضمن المجتمع األكبر‪ .‬تقوم بتربية النشء وتأهيلهم ودمجهم في‬ ‫المجتمع‪ .‬وهي فضاء تربوي يتيح للمتعلم من خالل األندية التربوية؛‬ ‫هامشا من الحرية لإلبداع واالبتكار في موضوع اهتماماته‪ ،‬وتساعده‬ ‫على االنخراط في نشاطات بيئية مختلفة ومتنوعة داخل الصف‬ ‫وخارجه بدافع ذاتي وطوعي‪ .‬من هنا يعتبر كل تلميذ مشارك في‬ ‫النادي البيئيي سفيرا لمؤسسته؛ يتكفل بنشر الوعي البيئي بين‬ ‫زمالئه الداخليين والخارجيين‪.‬‬ ‫والمديرية اإلقليمية بطنجة أصيلة تعمل‪ ،‬من منطلق تنفيذ‬ ‫فلسفة الدولة في المجال البيئي‪ ،‬على توفير المناخ السليم واإليجابي‬ ‫لتفعيل أدوار النوادي التربوية بشكل عام والنادي البيئي بشكل خاص؛‬ ‫لما له من أهمية في الحفاظ على نظافة الحيز الذي يقضي فيه‬ ‫المتعلم بعضا من أوقاته‪ ،‬ومساعدة المتعلمين على التعلم الذاتي‪،‬‬ ‫واكتساب قيم وسلوك بناءة؛ من قبيل قبول االختالف‪ ،‬والمشاركة في‬ ‫العمل الجماعي‪ ،‬والمبادرة والتطوع‪ ،‬والمنافسة الشريفة‪...‬‬ ‫سؤال‪ :‬يبدو أن المشاركة في النوادي التربوية وخاصة النادي‬ ‫البيئي‪ ،‬ال تشمل كل المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية‪ .‬فماهي‬ ‫اإلجراءات التي يمكن اتخاذها لتوسيع قاعدة النوادي البيئية؟‬ ‫جواب‪ :‬نحن بالمديرية اإلقليمية‪ ،‬ال ندخر جهدا في التحسيس‬ ‫بأهمية النادي البيئي‪ ،‬عن طريق تنظيم منتديات إقليمية‪ ،‬مسابقات‬ ‫بين المؤسسات الختيار أحسن مؤسسة تعليمية إيكولوجية‪ ،‬وإقامة‬ ‫معارض بيئية وعقد شراكات مع مختلف الجمعيات المهتمة بالشأن‬ ‫البيئي‪ ،‬وتنظيم خرجات للتعريف بالبيئة المحيطة بالمتعلمين‪ .‬وما‬ ‫تنظيم هذا المنتدى إال خير دليل على حسن نوايا القيمين على الشأن‬ ‫التربوي بالمديرية في نشر الوعي البيئي بالمؤسسات التعليمية‬ ‫ومحيطها‪.‬‬ ‫في نفس السياق سألنا السيد أحمد السلمي المرابط‪ ،‬منشط‬ ‫متعاون لألندية البيئية والمدارس اإليكولوجية « ‪،»ECO-ECOLES‬‬ ‫عن رهانات التربية البيئية في تحقيق تنمية مستدامة‪ ،‬حيث مدنا‬ ‫بالجواب التالي‪ :‬في نظري الرهان على التربية البيئية يتوقف على‬ ‫أسس‪ ،‬يمكن إجمالها في‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬التربية والتكوين‪ ،‬حيث يتم تحسيس المتعلم بطبيعة‬ ‫وقيمة وأهمية المحيط أو البيئة التي يتواجد فيها‪ ،‬ولتحقيق هذه‬ ‫الغاية هناك وسائل بيداغوجية تتوفر عليها المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫تندرج ضمن البرامج والمناهج المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحماية والحفاظ‪ ،‬عن طريق تحميل المتعلمين المسؤولية‬ ‫كفاعلين داخل المجتمع‪ ،‬وإقحامه عبر مكونات بيداغوجية لإلسهام في‬ ‫مختلف األنشطة الهادفة التي تروم حماية التراث الطبيعي والحفاظ‬ ‫عليه ومنحه قيمة مضافة ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تسويق المنتوج‪ ،‬ألن كل المجهودات المبذولة تتطلب‬ ‫استثمارا وإشهارا للتعريف بها؛ ما دامت تساعد على تبادل الخبرة‬ ‫والتجارب الناجحة وتصدير المعلومة‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الوسائل؛ على مستوى الموارد البشرية يتم اللجوء‬ ‫إلى الكفاءات المتمكنة لتأطير الفئات المستهدفة من أجل تطوير‬ ‫أدائها‪ .‬أما على مستوى الوسائل المادية‪ ،‬ال بد من توفير األدوات‬ ‫واآلليات المناسبة والفعالة لتحقيق الهدف المنشود من االستنتاجات‬ ‫المستخلصة من األنشطة والممارسات‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬البرامج المالئمة؛ بالنسبة للنوادي البيئية يجب ترسيخ‬ ‫الثقافة البيئية عن طريق تنظيم أنشطة تربوية منتظمة ‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لبرنامج المدارس االيكولوجية ؛ يبقى المدخل األساسي لتطور ونمو‬ ‫المكتسبات في مجال التربية البيئية هو السماح للمتعلم‪ ،‬انطالقا‬ ‫من وضعية إشكالية معينة‪ ،‬بالتوصل إلى طبيعة المشكل والبحث‬ ‫عن حلول بديلة مناسبة‪ ،‬غالبا ما تكون في صيغة عمل تشاركي مع‬ ‫فاعلين آخرين ‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬تسويق المنتوج‪ ،‬للتعريف به عن طريق تنظيم ورشات‬ ‫تطبيقية تسمح بتمرير المهارات وتبادل التجارب‪ .‬وكذلك القيام‬ ‫بعروض تربوية تؤدي إلى نقاش مثمر وهادف‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬ما هي سبل ضمان االستمرارية ؟‬ ‫جواب‪ :‬باختصار شديد‪ ،‬فإن االستمرارية مرتبطة بالعمل الجاد‬ ‫والمستمر‪ ،‬وتقريب المتعلمين من مؤسساتهم‪ ،‬ومنحهم الفرص‬ ‫الكافية للخلق واإلبداع‪ ،‬وتقاسم المسؤوليات مع الفاعلين اآلخرين‪.‬‬ ‫كانت هذه بعض األفكار حول عمل النوادي البيئية بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬والتي يمكن أن نستخلص منها طموح وزارة التربية‬ ‫في جعل المؤسسات التعليمية فضاء لتهذيب سلوك المتعلمات‬ ‫والمتعلمين تجاه بيئتهم للمساهمة الفعالة في حمايتها‪ ،‬وحل‬ ‫مشكالتها واستثمارها بشكل عقالني‪ ،‬ومنصات لنشر الوعي البيئي‬ ‫داخل المحيط المدرسي وخارجه‪،‬‬

‫نظمـت جمعية أمـل لمحاربـة السرطـان‬ ‫بالقصر الكبير قافلة طبية للكشف عن سرطان‬ ‫الثدي بواسطة التصوير اإلشعاع ي �‪Mammo‬‬ ‫‪ graphie‬وعنق الرحم ‪ ،‬بتنسيق مع المندوبية‬ ‫االقليمية للصحة بالعرائش والمديرية الجهوية‬ ‫للصحة بجهـة الشـرق وبدعم‪ ‬من المجلس‬ ‫الجماعي لمدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫غطت الحملة الطبية‪ ‬يومــي ‪ 2‬و ‪ 3‬فبراير‬ ‫الجاري بالمركز الصحي الخلخالي بمدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وقد‪ ‬اختار لها المنظمون شعار ‪« :‬الكشف‬ ‫المبكر أمل في الحياة»‪.‬‬ ‫أشـرف على العمليــة فــريــــق طـبـــي‬ ‫ينتمـــي للمندوبـيــــة اإلقليميـــة للصحـــة‬ ‫بالعرائش‪ ،‬والمديرية الجهوية للصحة بجهة‬ ‫الشرق والتي وفرت وحدة طبية «الطب عن بعد»‬ ‫بمقدورها القيام بالتصوير االشعاعي والكشف‬ ‫عن الحاالت المصابة بكل دقة ‪.‬‬ ‫ولتفاصيل أكثــر حـول خدمــة «الطب عن‬ ‫بعد» صرح لنا الدكتور خالد العربي المسؤول‬ ‫عن القوافل الطبية بجهة الشرق‪ ،‬قائال أن‬ ‫وحدة الطب عن بعـــد ترتبــط عبر الساتليت‬ ‫بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة‬ ‫بحيث يراقب فريق طبي جميع الحاالت ويقوم‬ ‫بعملية الفحص والتوجيه عن بعد ‪ .‬‬ ‫وأضــاف الدكتــور خالــد بن العربـي أن‬

‫المديرية الجهوية للصحة بالشرق قامت بتأطير‬ ‫قوافل طبية متعــددة على صعيد المملكــة في‬ ‫برشيــــد وأزرو والرشيديــة وغيرها‪....‬‬ ‫وعن تواجده بالقصر الكبير وبالمركـــز‬ ‫الصحي الخلخالي قال الدكتور خالد أن ذلك‬ ‫يدخل في إطار التضامن بين الجهات بتنسيق‬ ‫مع وزارة الصحة‪ ،‬وفي إطار التعاون القائم مع‬ ‫جمعية أمل لمحاربة السرطان بالقصر الكبير ‪ ،‬إذ‬ ‫ليست هذه المرة األولى التي يتواجد فيها هذا‬ ‫الفريق بالقصر الكبير ‪ ،‬فقد سبق له المساهمة‬ ‫في حمالت سابقة وبمراكز صحية أخرى‪.‬‬ ‫وعبرت السيدة نجاة النو‪ ،‬رئيسة جمعية‬ ‫أمل لمحاربة السرطان عن كبير امثنانها لكافة‬ ‫المتدخلين من قطاع وصي‪ ،‬واعضاء المكتب‬ ‫اإلداري للجمعية على ما يبذلونه من جهد‪،‬‬ ‫وكذا المجلس البلدي‪ ،‬واعتبرت السيدة نجاة‬ ‫النو القافلة الطبية‪ ‬قد حققت اهدافها بالنظر‬ ‫لألعداد المهمة للنســـاء اللواتـي أقبلـن على‬ ‫الفحص‪.‬‬ ‫وفي نفــس السيــاق وحســب تصريـــح‬ ‫لرئيســة جمعيـــة أمل لمحاربـــة السرطــان‬ ‫فإن‪ ‬مجمـــل المستفيدات من القافلة طيلة‬ ‫يومين ‪ 210 :‬و ‪ 42‬حالة استفادت من الفحص‬ ‫بآلة التصوير باألشعة‪.‬‬

‫محمد كماشين‬

‫نظم حول االنطالقة الرسمية‬ ‫لقافلة العلوم‪ ‬والتقنيات ‪2019‬‬ ‫بمديرية تطوان‬

‫أعطت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين والتعليـم العالي والبحــث‬ ‫العلمي بتطـوان االنطالقـة الرسمية لقافلة‬ ‫العلوم والتقنيات ‪ 2019‬يوم الخميس ‪ 31‬يناير‬ ‫‪ 2019‬من المدرسة الجماعاتية مليكة الفاسي‬ ‫بالجماعة القروية السوق القديم بتطوان‪.‬‬ ‫وتهدف هذه القافلة إلى غرس حب المعرفة‬ ‫العلمية في نفوس التالميذ واإلستجابة لفضول‬ ‫المعرفة لديهم باعتماد منهاج علمي قائم على‬ ‫المناولة والتجربة وتعلم مبادئ المنهج العلمي‬ ‫التجريبي القائم على الفرضية‪ ،‬فالتجريب‪ ،‬ثم‬ ‫االستنتاج‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج فعاليـــات هــذه القافلــة‬ ‫أربعة محاور علمية ‪:‬‬ ‫• مختبـــر متنقــل بيـــن المؤسســات‬ ‫التعليمية يتضمن‪ :‬ورشة الفيزياء والكيمياء‪،‬‬

‫ورشة علوم الحياة واألرض‪ ،‬ورشة الفلك‪ ،‬ورشة‬ ‫البرمجة الرقمية وورشة االبتكار العلمي؛‬ ‫• تنظيم رحالت استكشافية لمجموعة من‬ ‫المنشآت الصناعية واإلنتاجية؛‬ ‫• تنظيم ندوات علميــة وأيـام تكوينية‬ ‫لفائدة األساتذة والتالميذ؛‬ ‫وقد شارك في تأطير فعاليات االنطالقة‬ ‫الرسمية لقافلة العلوم ‪ 2019‬أطــر تربويـة‬ ‫متخصصة باإلضافة ألطــر المؤسســة الذين‬ ‫قدموا شروحات وتجارب علمية لفائذة ‪240‬‬ ‫تلميذا وتلميذة وذلك في مجاالت مختلفة بدء‬ ‫بعلم الفلك ثم الكهرباء وفزيولوجيا اإلنسان‬ ‫وعلمي الفيزياء والكيمياء‪...‬‬ ‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن القافلة ستمتد‬ ‫إلى غاية أواخر شهر أبريل وستحرص على زيارة‬ ‫كافة المؤسسات التعليمية باإلقليم ‪.‬‬


‫العدد ‪980‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫ف�ضل ال�صحابة الكرام‬ ‫وما لهم علينا من حقوق‬

‫�إن من �أعظم نعم الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬على الإطالق نعمة الإ�سالم دين الله ‪ -‬جل وعال‬ ‫ الذي ارت�ضاه لعباده دِ ي ًنا؛ فقال ّ‬‫جل وعال ‪« :-‬ا ْل َي ْو َم �أَ ْك َم ْل ُت َل ُك ْم دِ ي َن ُك ْم َو َ�أ مْ َ‬ ‫ت ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ن ِْع َمتِي‬ ‫ال ْ�سلاَ َم دِ ي ًنا»‪ ،‬وهذا الدين القومي وال�رصاط امل�ستقيم الذي ارت�ضاه ‪ -‬تبارك وتعالى‬ ‫يت َل ُك ُم ِْ إ‬ ‫َو َر ِ�ض ُ‬ ‫ّ‬ ‫حكيما ومب ِّل ًغا �أمي ًنا �أال وهو ر�سول الله‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫وداع‬ ‫ا‬ ‫مي‬ ‫كر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫نب‬ ‫‬‫وعال‬ ‫جل‬ ‫‬‫له‬ ‫اختار‬ ‫قد‬ ‫لعباده‬ ‫‬‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫�سيدنا محمد ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬فبلغ الر�سالة و�أدّ ى الأمانة‪ ،‬ون�صح الأ ّمة‪ ،‬وجاهد يف‬ ‫ريا �إال َّ‬ ‫رشا �إال ح ّذرها منه‪ ،‬فهو‬ ‫الله حقَّ جهاده؛ حتى �أتاه اليقني‪ ،‬فما ترك خ ً‬ ‫دل الأمة عليه‪ ،‬وال � ًّ‬ ‫ُ‬ ‫مِ َّنة الله ‪ّ -‬‬ ‫ني َر ُ�س اً‬ ‫ول مِ ْن ُه ْم َي ْت ُلو َع َل ْي ِه ْم‬ ‫جل وعال ‪ -‬على عباده؛ قال تعالى‪« :‬هُ َو ا َّلذِي َب َع َث فيِ ْ أ‬ ‫ال ِّم ِّي َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْك َم َة َو ِ�إ ْن َكا ُنوا مِ ْن َق ْب ُل َلفِي َ�ضلاَ لٍ ُمبِنيٍ »‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫اب َو حْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫�آ َياتِهِ َو ُيزَ ِّك ِ‬ ‫َ‬ ‫يه ْ َ ُ َ ُ ُ ُ‬ ‫فن�س�أل الله ‪ّ -‬‬ ‫جل وعال ‪� -‬أن يجزيه خري ما جزى نب ًّيا عن ُ�أمته على ُن�صحه ُلأمته‪ ،‬و�إبالغه‬ ‫لدين الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬على التمام والكمال‪ ،‬ون�س�أله ‪ -‬جل وعال ‪� -‬أن يح�رشنا يوم القيامة‬ ‫حتت لوائه ويف زمرته ‪� -‬صلواته و�سالمه عليه‪.‬‬

‫‪ ‬ثم �إن الله ‪ّ -‬‬ ‫كراما‪ ،‬عزّ روه‬ ‫أن�صارا عدو ًال‪ ،‬و�صحابة ً‬ ‫جل وعال ‪ -‬اختار لهذا النبي الكرمي � ً‬ ‫ون�رصوه و�أيدوه ‪ -‬عليه ال�صالة وال�سالم ‪ -‬وبذلوا ُم َهجهم و�أنفا�سهم و�أموالهم يف �سبيل ُن�رصته‬ ‫و ُن�رصة دينه ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬ففازوا بكل ف�ضيلة و�سبقوا الأمة يف اخلريية‪ ،‬وفازوا‬ ‫ين َو ْ أَ‬ ‫ِين‬ ‫ون َْ أ‬ ‫ال ْن َ�صارِ َوا َّلذ َ‬ ‫ون مِ َن المْ ُ َهاجِ رِ َ‬ ‫ال َّو ُل َ‬ ‫ال�سا ِب ُق َ‬ ‫بر�ضوان الله‪ ،‬قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬‬ ‫«و َّ‬ ‫ا َّت َب ُعوهُ ْم ِب�إِ ْح َ�سانٍ َر ِ�ض َي ال َّلهُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ�ضوا َع ْنه»‪.‬‬ ‫تبو�أها ال�صحابة الكرام‪ ،‬ونالها ه�ؤالء العدول‬ ‫فما �أعالها من منزلة‪ ،‬وما �أ�رشفها من مكانة َّ‬ ‫ال�صالة وال�سالم ‪ -‬وا�ستماع حديثه منه‪،‬‬ ‫رشفهم الله بر�ؤية النبي الكرمي ‪ -‬عليه ّ‬ ‫اخليار‪َّ � ،‬‬ ‫و ُن�رصته ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬فهم خري �أمة �سيدنا محمد ‪ -‬عليه ال�صالة وال�سالم ‪ -‬وهم‬ ‫�أن�صار امل َّلة و�أعوان ال ّدين‪ ،‬وليوث ال�صدام وهُ داة الأنام‪ ،‬ومبلغو دين الله �إلى �أمة �سيدنا‬ ‫محمد ‪ -‬عليه ال�صالة وال�سالم ‪ -‬لقد �أثنى الله عليهم يف كتابه وعدلهم ووثقهم‪ ،‬وبينَّ �رشفهم‬ ‫عطرا لي�س يف‬ ‫و�سابقتهم‪ ،‬و�أخرب ‪ -‬تعالى ‪ -‬عن ر�ضاه عنهم‪ ،‬ور�ضاهم عنه‪� ،‬أثنى عليهم ً‬ ‫ثناء ً‬ ‫القر�آن فقط‪ ،‬بل �أثنى عليهم ‪ّ -‬‬ ‫«م َح َّم ٌد َّر ُ�س ُ‬ ‫ِين َم َعهُ‬ ‫ول ال َّلهِ » َوا َّلذ َ‬ ‫جل وعال ‪ -‬يف القر�آن فقال‪ُّ :‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫لاً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫�أَ ِ�ش َّد ُاء َع َلى ا ْل ُك َّفارِ ُر َح َم ُاء َب ْي َن ُه ْم ۖ َت َراهُ ْم ُرك ًعا ُ�س َّج ًدا َي ْب َتغ َ‬ ‫ون ف�ض ِّم َن اللهِ َورِ �ض َوا ًنا ۖ ِ�س َيماهُ ْم فيِ‬ ‫ال�س ُجودِ )‪.‬‬ ‫ُو ُجوهِ ِهم ِّم ْن �أَ َثرِ ُّ‬ ‫ين َو ْ َأ‬ ‫ون ْ َأ‬ ‫ِين ا َّت َب ُعوهُ ْم ِب�إِ ْح َ�سانٍ‬ ‫ال ْن َ�صارِ َوا َّلذ َ‬ ‫ون مِ َن المْ ُ َهاجِ رِ َ‬ ‫ال َّو ُل َ‬ ‫ال�سا ِب ُق َ‬ ‫وقال‪ :‬عز من قائل‪َ :‬‬ ‫(و َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ات جَ ْ‬ ‫ِيها �أ َب ًدا ذلِك الف ْوزُ‬ ‫ترِ ي تحَ ْ َت َها ْ أ‬ ‫َر ِ�ض َي ال َّلهُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ�ضوا َعنْهُ َو�أ َع َّد ل ُه ْم َج َّن ٍ‬ ‫ال ْن َه ُار َخا ِلد َ‬ ‫ِين ف َ‬ ‫ا ْل َعظِ يم)‪ ،‬‬

‫و�أثنى عليهم النبي الكرمي يف �أحاديث كثرية منها رواه الرتمذي عن عبد الله بن مغفل قال‪:‬‬ ‫«�سمعت ر�سول الله ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬يقول‪« :‬الله الله يف �أ�صحابي‪ ،‬ال تتخذوهم غر�ض ًا‬ ‫بعدي‪ ،‬فمن �أحبهم فبحبي �أحبهم‪ ،‬ومن �أبغ�ضهم فببغ�ضي �أبغ�ضهم‪ ،‬ومن �آذاهم فقد �آذاين‪ ،‬ومن‬ ‫�آذاين فقد �آذى الله‪ ،‬ومن �آذى الله فيو�شك �أن ي�أخذه»‪.‬‬

‫وما �أخرجه البخاري وم�سلم يف �صحيحيهما من حديث �أبي �سعيد اخلدري قال ‪�-‬صلى الله‬ ‫عليه و�آله و�سلم‪“ :-‬ال ت�سبوا �أ�صحابي فو الذي نف�سي بيده لو �أن �أحدكم �أنفق مثل �أحد ذهبا ما‬ ‫�أدرك مد �أحدهم وال ن�صيفه“‪.‬‬ ‫وقال ابن م�سعود ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪�« :-‬إن الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬نظر يف قلوب العباد؛ فوجد قلب‬ ‫محمد ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬خري قلوب العباد‪ ،‬فا�صطفاه لنف�سه وابتعثه بر�سالته‪ ،‬ثم نظر يف‬ ‫قلوب العباد بعد قلب محمد ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪-‬؛ فوجد قلوب �أ�صحابه خري قلوب العباد‪،‬‬ ‫فجعلهم وزراء نبيه»‪.‬‬ ‫وقد حكم النبي ‪�-‬صلى الله عليه و�آله و�سلم‪ -‬باجلنة لنفر كثري من ال�صحابة؛ فمنهم �أهل بدر‪،‬‬ ‫كما �أخرجه �أبو داود يف �سننه من حديث �أبي هريرة قال ‪�-‬صلى الله عليه و�آله و�سلم‪�“ :-‬إن الله‬ ‫تعالى اطلع على �أهل بدر؛ فقال‪ :‬اعملوا ما �شئتم؛ فقد غفرت لكم“‪ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫حالة ُغفرت‬ ‫قال القرطبي‪« :‬هذا خطاب �إكرام وت�رشيف ت�ضمن �أن ه�ؤالء ح�صلت لهم‬ ‫بها ذنوبهم ال�سابقة وت�أهلوا �أن يغفر لهم ما ُي�ست�أنف من الذنوب الالحقة وال يلزم من وجود‬ ‫ال�صالحية لل�شيء وقوعه؛ فقد �أظهر ال ّله �صدق ر�سوله ‪�-‬صلى ال ّله عليه و�سلم‪ -‬يف كل ما �أخرب‬ ‫عنه ب�شيء من ذلك ف�إنهم مل يزالوا على �أعمال �أهل اجلنة �إلى �أن فارقوا الدنيا و�إن ُق ِّد َر �صدور‬ ‫�شيء من �أحدهم لبادر �إلى التوبة»‪.‬‬ ‫وال�صحابي من لقي النبي ‪�-‬صلى الله عليه و�آله و�سلم‪ -‬م�ؤمنا به ومات على ذلك؛ فعلى هذا‬ ‫َّ‬ ‫فكل من كان م�ؤمنا ور�أى النبي ‪�-‬صلى الله عليه و�آله و�سلم‪� -‬إن كان مب�رصا �أو لقيه �إن كان‬ ‫�أعمى؛ فهو �صحابي قد نال �رشف ال�صحبة‪.‬‬ ‫يقول ابن حجر الع�سقالين‪ ...( :‬و�أ�صح ما وقفت عليه من ذلك �أن ال�صحابي من لقي النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم م�ؤم ًنا به‪ ،‬ومات على الإ�سالم‪ ،‬فيدخل ذلك فيمن لقيه من طالت جمال�سته‬ ‫له �أو ق�رصت)‪.‬‬ ‫‪ ‬وخري ه�ؤالء ال�صحابة ع�رشة ذكرهم النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬يف جمل�س واحد‬ ‫وب�شرَّ هم باجلنة‪ ،‬ففي الرتمذي وغريه ب�إ�سناد ثابت عن عبدالرحمن بن عوف ‪ -‬ر�ضي الله عنه‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ قال النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪�« :-‬أبو بكر يف اجلنة‪ ،‬وعمر يف اجلنة‪ ،‬وعثمان يف اجلنة‪،‬‬‫وعلي يف اجلنة‪ ،‬وطلحة يف اجلنة‪ ،‬و�سعد يف اجلنة‪ ،‬و�سعيد يف اجلنة‪ ،‬وعبدالرحمن بن عوف‬ ‫يف اجلنة‪ ،‬والزبري يف اجلنة‪ ،‬وعامر (�أبو عبيدة بن اجلراح) يف اجلنة»‪ ،‬فه�ؤالء ع�رشة �شهد‬ ‫لهم ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬يف جمل�س واحد �أ َّنهم يف اجلنة‪ ،‬وخري ه�ؤالء الع�رشة اخللفاء‬ ‫الرا�شدون �أبو بكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬وخري ه�ؤالء الع�رشة �أبو بكر وعمر‪ ،‬وقد ثبت يف‬ ‫�صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪ -‬قال‪« :‬كنا يف زمن ر�سول الله ‪� -‬صلى‬ ‫الله عليه و�سلم ‪ -‬نقول‪ :‬خري �أ�صحاب محمد ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪� -‬أبو بكر ثم عمر‪ ،‬ويبلغ‬ ‫ذلك ر�سول الله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬فال ينكره»‪ ،‬وثبت يف �صحيح البخاري عن محمد ابن‬ ‫احلنفية‪ ،‬قال‪ :‬قلت لأبي؛ يعني‪ :‬علي بن �أبي طالب ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪ُّ � -‬أي �صحابة النبي ‪� -‬صلى‬ ‫أنت؟ قال‪ :‬ما �أنا‬ ‫الله عليه و�سلم ‪ -‬خري؟ قال‪� :‬أبو بكر‪ ،‬قال‪ُ :‬‬ ‫قلت ثم َم ْن؟ قال عمر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ثم � َ‬ ‫ال�سنة البن �أبي عا�صم‪:‬‬ ‫يف‬ ‫كما‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫�‬ ‫‬‫عنه‬ ‫الله‬ ‫�إال واحد من امل�سلمني‪ ،‬بل ثبت عنه ‪ -‬ر�ضي‬ ‫ُّ‬ ‫«ال يبلغني عن �أحد �أنه يف�ضلني على �أبي بكر وعمر‪� ،‬إال جلدته ح َّد املفرتي»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نعرف لل�صحابة ف�ضلهم‪ ،‬ونحفظ لهم قدرهم‪ ،‬ونعرف لهم‬ ‫‪� ‬إن الواجب علينا �أُ ّمة الإ�سالم �أن‬ ‫مناء‬ ‫أن�صار‬ ‫النبي الكرمي ‪ -‬عليه ال�صالة وال�سالم ‪ -‬وحملة هذا الدين‪ ،‬وهم الأُ ُ‬ ‫مكانتهم‪ ،‬فهم � ُ‬ ‫ِّ‬ ‫العدول ال ِّثقات الأثبات الذين ب َّلغوا دين �سمعوه من النبي ‪ -‬عليه ال�صالة وال�سالم ‪ -‬وحفظوه‬ ‫تاما �صاف ًّيا نق ًّيا بال زيادة ونق�صان‪ ،‬قالوا‪ :‬هذا ما �سمعناه من ر�سول‬ ‫َ‬ ‫ووع ْوه وبلغوه للأمة ًّ‬ ‫الله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬ونب ِّلغه لكم كما �سمعناه‪� ،‬سمعوا فوعوا و�أدّ وا‪ ،‬وبلغوا ون�صحوا‬ ‫ ر�ضي الله عنهم و�أر�ضاهم‪.‬‬‫�إن معرفة قدر ال�صحابة وما لهم من �رشيف املنزلة وعظيم املرتبة من �أولى املهمات‬ ‫املتعلقة ب�صالح العقيدة وا�ستقامة الدين‪ ،‬ولذا كان علماء الإ�سالم ي�ؤكدون يف كتب العقائد على‬ ‫مكانة ال�صحابة يف الأمة‪ ،‬ويذكرون يف ذلك ف�ضلهم وف�ضائلهم و�أثرهم و�آثارهم‪ ،‬مع الدفاع‬ ‫عن �أعرا�ضهم وحماية حيا�ضهم؛ �إذ الدفاع عنهم دفاع عن ر�سول الله ‪ ،‬فهم بطانته وخا�صته‪،‬‬ ‫ودفاعا �أي�ضا عن الإ�سالم‪ ،‬فهم حملته ونقلته‪.‬‬ ‫نفرط يف حب �أح ٍد‬ ‫قال الطحاوي رحمه الله يف عقيدته‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫\«ونحب �أ�صحاب ر�سول الله ‪ ،‬وال ّ‬ ‫رب�أ من �أح ٍد منهم‪ ،‬ونبغ�ض من يبغ�ضهم وبغري احلق يذكرهم‪ ،‬وال نذكرهم �إال بخري‪،‬‬ ‫منهم‪ ،‬وال نت ّ‬ ‫وحبهم دين و�إميان و�إح�سان‪ ،‬وبغ�ضهم كفر ونفاق وطغيان»‪.‬‬ ‫فمن الواجب علينا مع�رش امل�سلمني �أن نحفظ له�ؤالء الأخيار قدرهم ونعرف لهم مكانتهم‪،‬‬ ‫وكيف ال ُيحفظ له�ؤالء قدرهم وهم حملة دين الله‪ ،‬ب َّلغوا لنا ما جاء به ر�سول الله �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم‪ ،‬ون�رشوا دينه‪ ،‬ودافعوا عنه‪ ،‬وهم الذين ن�صحوا لعباد الله‪ ،‬ف�إذا طعن يف‬ ‫ال�صحابة‪ ،‬فالدين ذاته مطعون فيه‪ ،‬ولهذا قال �أبو زرعة الرازي‪�« :‬إذا ر�أيتم الرجل ينتق�ص �أح ًدا‬ ‫حق والدين‬ ‫من �أ�صحاب ر�سول الله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬فاعلموا �أنه زنديق؛ لأن القر�آن ٌّ‬ ‫حق‪ ،‬و�إمنا �أ َّدى �إلينا ذلك ال�صحابة‪ ،‬وه�ؤالء �أرادوا �أن يجرحوا �شهودنا‪ ،‬فهم باجلرح �أولى‪،‬‬ ‫فهم زنادقة»‪.‬‬ ‫و�إذا كانت املحبة م�رشوعة بني امل�ؤمنني عامة‪ ،‬فمع هذا اجليل الطاهر الطيب �أوجب واهم‪،‬‬ ‫�إن حب ال�صحابة ر�ضي الله عنهم دليل على الإميان و�أن بغ�ضهم تهمة بالنفاق‪ ،‬فعن الرباء بن‬ ‫عازب ر�ضي الله عنه قال‪ :‬قال النبي �صلى الله عليه و�سلم (الأن�صار ال يحبهم �إال م�ؤمن‪ ،‬وال‬ ‫يبغ�ضهم �إال منافق‪ ،‬فمن �أحبهم �أحبه الله ومن �أبغ�ضهم �أبغ�ضه الله)‪ ،‬متفق عليه ومن حقوقهم‬ ‫الثناء عليهم بالل�سان‪ ،‬مبا �أ�سدوه من املعروف والإح�سان وي�رشع الدعاء لهم والرت�ضى عنهم‪،‬‬ ‫ون َر َّب َنا‬ ‫ِين َج ُاءوا مِ ْن َب ْعدِهِ ْم َي ُقو ُل َ‬ ‫«وا َّلذ َ‬ ‫كما تر�ضى الله عنهم يف �آيات تتلى �إيل يوم القيامة َ‬ ‫ِين � َآم ُنوا َر َّب َنا �إِ َّن َك َر ُء ٌ‬ ‫ميانِ َو اَل جَ ْ‬ ‫وف‬ ‫ت َع ْل فيِ ُق ُلو ِب َنا غِ لاًّ ِل َّلذ َ‬ ‫ْاغف ِْر َل َنا َو ِ إِل ْخ َوا ِن َنا ا َّلذ َ‬ ‫ِين َ�س َب ُقو َنا ب ْ إِ‬ ‫ِال َ‬ ‫َرحِ ي ٌم»‪.‬‬ ‫وقد كان ال�سلف يعلمون �أوالدهم حب ال�صحابة و�سريتهم‪ ،‬قال الإمام مالك رحمه الله (كانوا‬ ‫يعلموننا حب �أبي بكر وعمر كما يعلموننا ال�سورة من القر�آن)‪.‬‬ ‫�إن احلديث والتذكري ب�صحابة ر�سول الله ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬هو ما ي�ستوجب يف كل‬ ‫وقت وحني‪ ،‬وتكون احلاجة �أكرث ما تكون‪ :‬يف زمن احلاجة للقدوات الفا�ضلة لل�شباب والنا�شئة‬ ‫وللرجال والكهول على حد �سواء‪.‬‬ ‫وتكون احلاجة لبيان ف�ضلهم ومكانتهم واجبة �أي�ض ًا‪ :‬رد ًا على الطوائف ال�ضالة‪ ،‬وعلى‬ ‫ر�أ�سهم الراف�ضة الذين يتجر�أون على �سب ال�صحابة ‪-‬ر�ضي الله عنهم‪-‬؛ بل يكفرون طائفة منهم‬ ‫والعياذ بالله‪.‬‬

‫فمنهم من ي�شتم ويلعن �أبا بكر ال�صديق �أو عمر الفاروق �أو عثمان بن عفان �أو غريهم‬ ‫ر�ضي الله عنهم �أجمعني‪ ،-‬وانتقا�ص الأ�صحاب وذمهم هو ذم ملن اختارهم‪ .‬وهل يختار �أف�ضل‬‫الب�رش ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪� -‬إال �أف�ضل النا�س و�أح�سن و�أخري النا�س؟‬

‫�إن �سب ال�صحابة �أو �أحد ًا منهم �أو انتقا�صهم‪ ،‬هو منكر عظيم وكبرية من كبائر الذنوب‪،‬‬ ‫وقدح يف الدين‪ ،‬وتكذيب للقر�آن الكرمي وللر�سول الكرمي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪.-‬‬


‫العدد ‪980‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القارئ وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫رأي شاعر في قومه‬

‫قال أحدهم للشاعر الظريف كلثوم بن عمرو العتابي ‪،‬عندما كان يأكل خبزا على‬ ‫الطريق‪:‬‬ ‫«ويحك ياعتابي‪« ،‬االتستحي ؟»‪.‬‬ ‫فقال ‪« :‬لو كنت في حظيرة‪ ،‬أكنت تستحي أن تأكل وما فيها من البقر يراك ؟»‪.‬‬ ‫قال األول ‪« :‬بالطبع ال»‪.‬‬ ‫فقال ‪« :‬إذن انتظر حتى أريك أنهم بقر»‪.‬‬ ‫فوقف العتابي يخطب في الناس‪ ،‬ويعظ‪ ،‬ويدعو حتى كثر الزحام‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬ ‫«روى لنا غير واحد أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة»‪.‬‬ ‫فأخذ كل واحد من الحضور يخرج لسانه‪ ،‬ويقيسه ليراه إذا بلغ أرنبة أنفه أم ال‪.‬‬ ‫ولما تفرق الجمع‪ ،‬قال العتابي للرجل ‪:‬‬ ‫ألم أقل لك إنهم بقر !؟‬ ‫الرشيد و أبو نواس‬ ‫كانت للرشيــد جاريــة ســـوداء‪،‬‬ ‫اسمهـا خالصــــة‪ .‬ومـــــرة‪ ،‬دخـــل‬ ‫أبو نواس على الرشيــد‪ ،‬ومدحـــه‬ ‫بأبيات بليغة‪ ،‬وكانت الجارية جالسة‬ ‫عنده‪ ،‬وعليها من الجواهر والدرر ما‬ ‫يذهل األبصار‪ ،‬فلم يلتفت الرشيد‬ ‫إليه‪ .‬فغضـــب أبونواس‪ ،‬وكتـــب‪،‬‬ ‫لـــدى خروجه‪ ،‬على باب الرشيد‪:‬‬ ‫لقد ضاع شعري على بابكم‬ ‫كمــا ضــاع در على خالصة‬ ‫ولما وصل الخبـــر إلى الرشيــد‪،‬‬ ‫حنق وأرسل في طلبه‪ .‬وعند دخولــه‬ ‫من الباب محا تجويــف العيــن من‬ ‫لفظة(ضاع) فأصبحت (ضاء)‪ ،‬ثم مثل‬ ‫أمام الرشيد‪ ،‬فقال له ‪« :‬ماذا كتبت‬ ‫على الباب ؟»‪.‬‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫لقد ضاء شعري على بابكم‬ ‫كما ضاء در على خالصة‬ ‫فأعجب الرشيد بذلك وأجازه‪.‬‬ ‫فقال أحد الحاضرين ‪« :‬هذا شعر قلعت عينه فأبصر»‪.‬‬ ‫وكأنه آل فرعون‬ ‫جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه‪ ،‬ولكن الرجل لم يكن يريد ذلك ‪..‬فقال‪:‬‬ ‫«إن الدجاج المعدّ للطعام بارد ويجب أن يسخن» ؛ فقام وسخنه ‪..‬وتركه فترة فقام‬ ‫وسخنه ‪ ..‬وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخّنه ‪...‬وكرر هذا العمل عدة مرات لعل‬ ‫أشعب ّ‬ ‫يمل ويترك البيت !!فقال له أشعب ‪«:‬أرى دجاجك وكأنه آل فرعون‪ ،‬يعرضون على‬ ‫النار غدوا وعشيا»‪.‬‬ ‫الشيخ الصغير‬ ‫حدّث اإلمام العالم الشهير سفيان الثوري رحمه اهلل فقال ‪«:‬لو رأيتني و لي عشر‬ ‫سنين‪ ،‬طولي خمسة أشبار‪ ،‬ووجهي كالدينار‪ ،‬و أنا كشعلة نار‪ ،‬ثيابي صغار و أكمامي‬ ‫قصار‪ ،‬و ذيلي بمقدار‪ ،‬و نعلي كآذان الفار ‪،‬اختلف إلي علماء األمصار‪ ،‬كالزهري و عمرو بن‬ ‫دينار ‪،‬أجلس بينهم كالمسمار‪ ،‬محبرتي كالجوزة‪ ،‬و مقلمتي كالموزة ‪،‬فإذا أتيت قالوا‪:‬‬

‫«أوسعوا للشيخ الصغير»‪ ،‬ثم ضحك و قال ‪« :‬يا هلل كم هي رائعة حياة الطفولة‪،‬جد في‬ ‫الطلب و بساطة في الحياة و طهارة في المسلك‪،‬و نقاوة في السير و ترفع عن اآلثام‪،‬‬ ‫ما أحلى هذه األيام»‪.‬‬ ‫تعريض‬

‫يحكي ابن العماد الحنبلي فى كتابه (شذرات الذهب فى أخبار مَن ذهب (وهو‬ ‫ُ‬ ‫المئذنة التى بنيت على البرج‬ ‫يؤرِّخ ألحداث سنة ‪ 820‬هجرية) ‪ :‬وفي أواخرها مالت‬ ‫الشمالى من جامع المؤيد بمصر ‪ ،‬وكادت تسقط‪ ،‬واشتد خوف الناس منها وتحوَّلوا‬ ‫من حواليها‪ ،‬فأمر السلطان بنقضها؛ فنقضت بالرفق إلى أن أمنوا شرَّها ‪ ..‬فقال ابن‬ ‫حجر العسقالني‪:‬‬ ‫بالحسـن تزهـو وبالزيـــــن‬ ‫لجامع موالنـــــــا المؤيِّـدِ رونـــقٌ منارتــه‬ ‫ِ‬ ‫تقول وقد مالت عن القصـد أمهلوا فليـس على جسمي أضرَّ من العيـن‬ ‫فغضب الشيخ بدر الدين العينى‪ ،‬وظنَّ أن ابن حجر يعرِّض به ‪،‬فاستعان بالنواجي‬ ‫األبرص‪ ،‬فنظم له بيتين معرضاً بابن‬ ‫حجر ونسبهما العيني لنفسه ‪..‬يقول‬ ‫فيهما‪:‬‬ ‫كعـروس الحسن إذ جليـت‬ ‫منار ٌة‬ ‫ِ‬ ‫وهدمها بقضـا ِء اهلل والقـــــدر‬ ‫قالوا أُصيبت بعين قلتُ ذا غلط‬ ‫ما أوجب الهدم إال خسَّة الحجـر‬ ‫للعادة سلطتها‬

‫غباء قراقوش‬

‫سمع واحدٌ من النحويين قرقرة من‬ ‫رجل فقال ‪« :‬إنها ريح مضمرة منع‬ ‫بطن ٍ‬ ‫ّ‬ ‫من ظهورها التعذر»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سئل وراق عن حاله فقال ‪« :‬عيشي‬ ‫أضيــق من محبـــرة وجسمـي أدق من‬ ‫مسطرة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهجا بعضهم رجال فقال ‪« :‬مافيه‬ ‫عيب سوى أنه أبغــي من اإلبـــرةِ‬ ‫من ٍ‬ ‫والمحبرة»‪.‬‬ ‫قال إبن محــدِّث ألبيــه ‪« :‬أخبرني‬ ‫ٌ‬ ‫فالن عن فالن أنه يبغضني»‪ ،‬فقال له ‪:‬‬ ‫«أنت ياولدي بغيضٌ بإسناد»‪.‬‬

‫ذكر كتاب «نوادر الحكام»‪ ،‬لمؤلفه مجدي كامل ‪ :‬يحكى أن رجال جاء يشكو إلى‬ ‫قراقوش أن زوجته قد ولدت طفال بعد ثالثة أشهر ونصف من زواجه بها‪ ،‬ولما واجه‬ ‫قراقوش الزوجة‪ ،‬قالت وقد ثارت ثورة عارمة‪« :‬إنه يتهمني بالخيانة يا سيدي‪ ،‬فأنا‬ ‫تزوجته منذ ثالثة أشهر ونصف‪ ،‬والطفل مكث فى بطني ثالثة أشهر ونصف فيكون‬ ‫المجموع ‪ 7‬أشهر ال ثالثة كما يقول»‪.‬‬ ‫فقال قراقوش للرجل وقد تملكه غضب شديد‪« :‬اذهب يا معتوه‪ ،‬تتهم المرأة فى‬ ‫شرفها بعد كل الذي سمعته»‪.‬‬ ‫ومن الروايات الطريفة التى رويت عن قراقوش‪ ،‬أنه كان ذات مرة يسأل أحد‬ ‫أصدقائه المقربين عن لقب مناسب يمكن أن يضيفه إلى اسمه‪ ،‬فيضفي عليه الوقار‬ ‫والمهابة‪ .‬فسأل قراقوش صديقه‪« :‬يا صديقى إن عندنا ألقابا كثيرة مثل «الموفق‬ ‫باهلل»‪ ،‬و«المتوكل على اهلل»‪ ،‬و«المعتصم باهلل»‪ ،‬فماذا تلقبني من هذه األلقاب؟»‪ .‬فرد‬ ‫عليه صديقه قائال‪« :‬وبما أنك أخذت رأيي فإنى أسميك أعوذ باهلل»‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫العدد ‪980‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)882‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫“يوميات زعيم الوحدة (‪”)2‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وخالصة القول أننا نرجو من القارئ‪ ...‬أن يعلم أنه أمام يوميات كتبها‬ ‫صدر الجـزء الثاني من كتاب “يوميات زعيم الوحدة” للمؤرخ المرحـوم‬ ‫صاحبها لنفسه ال أمام مذكرات كتبت ليطلع عليها الغير‪( »...‬ص‪.)9 .‬‬ ‫محمد ابن عزوز حكيم سنة ‪ ،1992‬في ما مجموعـه ‪ 350‬من الصفحات‬ ‫ذات الحجم الكبير‪ ،‬إلى جانب ملحق منفصل من ‪ 16‬صفحـة خاص بالصور‬ ‫إنها مذكـرات على «الفطـرة»‪ ،‬ال تتخفـى خلف المساحيق‪ ،‬وال تصطنـع‬ ‫وبالوثائق ذات الصلة بقضايا الكتـاب‪ .‬وقـد حاول المؤلف في هذا البـاب‬ ‫األحداث‪ ،‬وال تفتعل المواقف بعد غياب‪ /‬أو تغييب الفاعلين الرئيسيين فيها‪ .‬هي‬ ‫استكمال الحلقات المتواصلة من السيرة النضالية للزعيم الطريس‪ ،‬استنادا‬ ‫ـ إذن ـ تقارير يومية عن تفاصيل تحركات الزعيم الطريس خالل سنة ‪1933‬‬ ‫إلى مجمل المذكرات الشخصية التي خلفها هذا الوطني الكبير‪ ،‬وهي تغطي‬ ‫بكل من تطوان‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وجنيف‪ ،‬وزوريخ‪ ،‬وبرلين‪ ،‬وأمستردام‪ ،‬وبروكسيل‪،‬‬ ‫في مجملها وقائع سنة ‪ ،1933‬بما حملته من مخاضات أفرزت ميالد األنوية‬ ‫وباريس‪ ،‬ولندن‪ .‬ومعلوم أن هذه التقارير ال تركز على القضايا الشخصية في‬ ‫األولى للحركة الوطنية بشمال المغرب‪ .‬ونظرا ألن هذه المواد قد ظلت‬ ‫سيرة الطريس‪ ،‬ولكنها تهتم ـ في المقابل ـ برصد أنشطته الوطنية‪ ،‬سواء‬ ‫مجهولة بالنسبة لعموم المهتمين والباحثين‪ ،‬ونظرا ألنها تحتوي على‬ ‫في المجال التأطيري أم الديبلوماسي أم الثقافي أم التعليمي أم االجتماعي‬ ‫معطيات ووقائع ال نجد أثرا لها في أية مجموعات وثائقية أخرى‪ ،‬ونظرا ألن‬ ‫أم اإلعالمي‪ .‬وفي ذلك‪ ،‬تقاطع كبير مع مجمل األسماء والرموز الوطنية التي‬ ‫صاحبها يعتبر فاعال أساسيا في األحداث موضوع هذه المذكرات‪ ،‬ونظرا ألنها‬ ‫كان لها دور كبير في بناء صرح الحركة الوطنية بمختلف مدن الشمال‪ ،‬مثلما‬ ‫كتبت في نفس الفترة الزمنية التي وقعت فيها هذه األحداث‪ ،‬فقد حق علينا‬ ‫هو الحال ـ على سبيل المثال ال الحصر ـ مع الحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬ومحمد‬ ‫اعتبارها أهم السجالت الوثائقية الخاصة بذاكرة الحركة الوطنية بشمال‬ ‫داود‪ ،‬والتهامي الوزاني‪ ،‬وأحمد غيالن‪ ،‬ومحمد طنانة‪ ،‬ومحمد الطنجي‪ ،‬والمكي‬ ‫المغرب‪ .‬وتعود تفسيرات ذلك إلى عدة خصوصيات اكتنفت هذه المذكرات‪،‬‬ ‫الناصري‪ ،‬ومحمد بناني‪ ،‬ومحمد بن عبد السالم الناصري‪...،‬‬ ‫أولها أن صاحبها كان فاعال أساسيا في األحداث وموجها لها‪ ،‬وثانيا ليقيننا‬ ‫وتزداد قيمة هذه المذكرات وضوحا‪ ،‬إذا أخذنا بعين االعتبار العدد الهائل‬ ‫بأن تقلبات حياة الزعيم الطريس هي ـ في نهاية المطاف ـ عبارة عن سجل‬ ‫من الوثائق األصلية التي ألحقها ابن عزوز حكيم بالمتن األصلي‪ ،‬وهي وثائق‬ ‫لتاريخ الحركة الوطينة بالشمال نفسها‪ .‬فالرجل كان مدرسة قائمة الذات‪،‬‬ ‫غالف الكناب‬ ‫اختلفت في طبيعتها‪ ،‬حيث توزعت بين المراسالت مع السلطات اإلسبانية‪ ،‬أو‬ ‫يعود لها الفضل في التأصيل ألبجديات العمل السياسي الحداثي بمنطقتنا‪ ،‬وفي خلق‬ ‫مع الزعماء الوطنيين‪ ،‬وبين الصور الفوتوغرافية والمقاالت الصحافية والتقارير اإلسبانية‬ ‫زعيم‬ ‫إنه‬ ‫االستيطانية‪.‬‬ ‫قواعد بناء الذات المجاهدة القادرة على مجابهة مخططات االستعمار ومشاريعه‬ ‫ومحاضر اجتماعات الهيآت الوطنية التعليمية أو االجتماعية أو الثقافية أو السياسية‪ .‬كما حرص صاحب‬ ‫كبير بأخالقه‪ ،‬عظيم بوفائه‪ ،‬أمين في جهاده‪ ،‬كريم في بذله‪ ،‬مقدام في عطائه‪.‬‬ ‫الكتاب على إغناء العمل بكم ضخم من الشروحات والتعاليق والتوضيحات المرتبطة باألعالم البشرية‬ ‫وإذا كنا قد عرفنا عن الزعيم الطريس فصاحة لسانه وقوة بالغته عندما كان يخاطب الناس‪ ،‬والمكانية‪ ،‬وكذا ببعض الوقائع التاريخية المميزة‪ .‬وبذلك نجح المؤرخ ابن عزوز حكيم في تقريب‬ ‫فإن متن هذه المذكرات قد احتوى على العديد من األخطاء اللغوية والنحوية التي أعاقت ـ في بعض المهتمين من ذاكرة الزعيم عبد الخالق الطريس‪ ،‬بشكل يسمح بتحويل هذه الذاكرة إلى نقطة‬ ‫األحيان ـ االنسياب السلس للمضامين ولقوالبها اللغوية‪ ،‬وإن كان ذلك ال يؤثر في شيء على القيمة ارتكاز أساسية في كل محاوالت كتابة تاريخ الحركة الوطنية‪ ،‬ليس فقط على مستوى أدائها السياسي‬ ‫العلمية والتوثيقية ألشكال سرد الوقائع وتوظيفاتها في الدراسات القطاعية الخاصة بتجارب الحركة الحصري الضيق‪ ،‬ولكن كذلك على كل المستويات المتداخلة للبناء المجتمعي الشامل الذي كانت‬ ‫الوطنية بشمال المغرب‪ .‬ولتفسير طبيعة هذه األخطاء‪ ،‬يقول ابن عزوز حكيم في تقديمه للكتاب‪ :‬تؤسس له هذه الحركة خالل مرحلة النصف األول من القرن ‪ .20‬وال ينطبق هذا األمر على تطوان‪،‬‬ ‫«نرجو من القارئ الكريم أن يأخذ بعين االعتبار قبل تناول هذه اليوميات ما يلي‪:‬‬ ‫عاصمة المنطقة الخليفية فحسب‪ ،‬ولكنه يمتد ليشمل كذلك مجمل أصقاع هذه المنطقة ومراكزها‬ ‫أوال ـ أنه ليس أمام مذكرات من النوع الذي يكتبها صاحبها وهو يفكر في نشرها وفي االنتقادات الحضرية المتناثرة‪ .‬فبفضل هذه المذكرات‪ ،‬استطعنا ـ على سبيل المثال ال الحصر ـ أن نتعرف على‬ ‫التي يمكن أن يتعرض لها‪ ...‬ومن أجل ذلك فإنه يأخذ لنفسه الوقت الكافي الختيار األسلوب والكلمات الئحة مسلمي مدينة أصيال الذين كانوا أعضاء في المحفل الماسوني بتطوان‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من‬ ‫المالئمة وتجنب األغالط النحوية واللغوية واإلمالئية‪ ،‬بل على القارئ الكريم أن يعلم أن األمر يتعلق أحمد بن يعيش‪ ،‬ومحمد الناصري‪ ،‬ومحمد بن علي (ص ص‪ .)176-174 .‬وإلعطاء المثال على طريقة‬ ‫بيوميات كتبها األستاذ الطريس عن عجل ليسجل في مفكرة أو دفتر أو ورقة عادية ما قام أو سيقوم التدوين التي اعتمدها الطريس في هذه المذكرات‪ ،‬نقرأ في الصفحة رقم ‪ ،293‬تقريرا عن إحدى‬ ‫به في يوم معين حتى ال ينسى‪ ...‬وفي هذا الحال لم يعر في بعض األحيان أي اهتمام للقواعد النحوية اجتماعاته التنظيمية‪ ،‬حيث يقول‪ 16« :‬نوفمبر ‪ ،1933‬اجتمعنا اليوم بالدار مع جميع اإلخوان العاملين‬ ‫أو اللغوية أو اإلمالئية ألن األمر بالنسبة إليه يتعلق بشيء سيحتفظ به لنفسه إلى أن يتأتى له في يوم في الهيأة الوطنية بكل من تطوان والقصر الكبير والعرائش وأصيال وشفشاون‪ ،‬واتفقنا على إعادة‬ ‫تنظيم الهيأة وتوسيع نطاقها‪ ،‬وقد اخترنا لها اسم هيأة العمل الوطني بشمال المغرب‪ ،‬وقد اتفقنا على‬ ‫من األيام كتابة مذكراته النهائية‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬إنه كان في وسعنا أن نقوم بتعديل بعض الجمل الركيكة واستبدال بعض الكلمات الغير أن يتم االجتماع التأسيس يوم ‪ 20‬من هذا الشهر‪.»...‬‬ ‫فبمثل هذه التفاصيل‪ ،‬تحولت مذكرات األستاذ الطريس‪ ،‬إلى مذكرات لمجمل فعاليات العمل‬ ‫مالئمة وتصحيح بعض األغالط النحوية واللغوية واإلمالئية التي ارتكبها األستاذ الطريس لألسباب‬ ‫الوطني التحرري والتعبوي والجمعوي بكل جهات المنطقة الخليفية خالل مرحلة االستعمار‪.‬‬ ‫المذكورة‪ ،‬ولكننا فضلنا أن ننشر اليوميات كما هي لنحافظ على األمانة الملقاة على عاتقنا‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫خير المطر ‪. .‬‬

‫‪ ‬قطرات المطر‪ ،‬حبات خير‪ ،‬وشذور بركة‪ ،‬وفأل جديد‪،‬‬ ‫وأمل مفرح‪ ،‬يستبشر بها الصغير قبل الكبير‪ ،‬الدابة والنبات‬ ‫والتربة ‪..‬‬ ‫‪ ‬في المطر خيرات كثيرة‪ ،‬وأسرار جليلة‪ ،‬فمع كل قطرة مطر‪،‬‬ ‫تتنزل رحمة من الرحمات‪ ،‬ويرفع غضب‪ ،‬ينزل ال ِبشر‪ ،‬وتحل‬ ‫السكينة‪ ،‬ويزرع السحاب أمال على هذه األرض المثقلة‪.‬‬ ‫‪ ‬ذات مرة وسيدنا النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم على‬ ‫منبر الجمعة يخطب أتاه أحد الصحابة فقال استسق لنا يارسول‬ ‫اهلل‪ ،‬فرفع صلى اهلل عليه وآله وسلم يديه الشريفتين وهو على‬ ‫منبر الجمعة حتى ظهر إبطه الشريف‪ ،‬متضرعا إلى ربه جل في‬ ‫عاله‪ ،‬سائال إياه المطر‪ ،‬وأن يرحم األرض والعباد‪ ،‬وحاش هلل‬ ‫أن يرد يدي حبيبه صفرا‪ ،‬فظل المطر بالمدينة طيلة األسبوع‬ ‫وفرح الناس وسروا بذلك أيما سرور‪ ،‬وفي الجمعة المقبلة‬ ‫وسيدنا الحبيب صلى اهلل عليه وآله وسلم يخطب‪ ،‬أتاه الرجل‬ ‫نفسه‪ ،‬وسأله أن يسأل اهلل اللطف كي ال تعود بالضرر فدعا ربه‬ ‫فاستجاب ‪..‬‬ ‫‪ ‬وتروي لنا كتب السنة واآلثار أنه صلى اهلل عليه وآله وسلم كان إذا ظهر الغمام في‬ ‫السماء‪ ،‬وحجب ضياء الشمس‪ ،‬وأظلمت األرجاء دون مطر‪ ،‬كان يمشي في المدينة فزعا‪،‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫ووجهه صلى اهلل عليه وآله وسلم يحمل دالالت القلق‪ ،‬سائال اهلل‬ ‫اللطف والسالمة‪ ،‬حتى تمطر أو يغير اهلل الحال‪ ،‬ولما سئل عن ذلك‬ ‫من طرف بعض الصحابة‪ ،‬بأن هذا الحال يبشر بخير فلم تفزع ؟‬ ‫أجابهم بقول الحق‪« :‬فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا‬ ‫عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر‬ ‫كل شيء بأمر ربها»‪.‬‬ ‫‪ ‬للنبي صلى اهلل عليه وآله وسلم أحوال كثيرة مع المطر‪،‬‬ ‫وبشارات عديدة‪ ،‬ألنها دليل عطف اهلل‪ ،‬دليل لطف رحمته جل‬ ‫جالله‪ ،‬رغم كل ما فينا من عصي وعناد وتعنت وظلم للنفس يبقى‬ ‫اهلل رحيما بنا‪ ،‬وإال لو واخذنا على أعمالنا ما ترك على ظهرها من‬ ‫دابة‪.‬‬ ‫‪ ‬وللصالحين في طلب الغيث والتوسل هلل سبحانه‪ ،‬كي يرحم‬ ‫عبيده أحوال كثيرة‪ ،‬ال نذكره هنا في ذا المقام صونا للسر‪ ،‬وأمانة‬ ‫وحفظا للعهد‪ ،‬وإال فهي أمور يحار منها العقل‪ ،‬ويتوقف لها الشعر‬ ‫حقا ‪..‬‬ ‫وختما الحمد هلل والشكر هلل على كل نعمه‪ ،‬اللهم أنعم علينا‬ ‫من بحر نعمك‪ ،‬وجد علينا من خزائن كرمك‪ ،‬بحق جاه نور الحق ‪ ،‬سيد الخلق ‪ ،‬صلى‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬


17

2019 ‫ فرباير‬18 ‫ �إلى‬12 ‫الثالثـاء‬

980 ‫العدد‬ : ‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES - ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

Maître Noureddine REZKI Notaire à Tétouan Avenue des F.A.R, Résidence Zineb, N° 5, En Face Hôtel Safir – Tétouan Tél : 0539-97-18-00 – Fax : 0539-97-18-39 Patente : 51440470 – N.I.F : 83278710

« PROMO AL KAHIRA» s.a.r.l

: ‫المدير المسؤول‬

Société à responsabilité limitée: Au capital de CENT MILLE DIRHAMS (100.000,00 DHS) Siège Social : Martil,Jamia El Arabia Dubai, Immeuble 6,Réez de chaussée N°1

: ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

Au terme d’un acte notarié ; reçu par Maître Noureddine Rezki ; Notaire à Tétouan le : 22 Janvier 2019. Il a été constitué une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes :

‫عبد احلــق بخــات‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ : ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ : ‫الهاتــف‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67

R.C N:24691

DENOMINATION : « PROMO AL KAHIRA» s.a.r.l

OBJET SOCIAL : La société a pour objet tant au Maroc qu’à l’étranger : • Promotion immobilière et touristique; et les opérations de lotissement, travaux publiques. • Acquisition et la construction d’immeuble ; • L’importation et l’exportation de tous matériaux de construction, ou matériel d’équipement pour la construction. • La construction et l’exploitation de bâtiments à destination industrielle, commerciale, d’habitation, ou à usage touristique et hôtelier. • Les travaux et les marchés publiques et négoce. • Et généralement la réalisation de toutes opérations commerciales, industrielles financières, et négoce, mobilières ou immobilières pouvant se rattacher directement ou indirectement aux activités ci-dessus ou susceptibles de favoriser le développement de la société. SIEGE SOCIAL : Martil,Jamia El Arabia Dubai, Immeuble 6,Réez de chaussée N°1 DUREE : 99 Années. CAPITAL : Le capital social est fixé à CENT MILLE DIRHAMS (100.000,00 Dhs), divisé en MILLE (1000) parts sociales de CENT (100) DIRHAMS chacune, numérotées de 0001 à 1000, et réparties comme suit : • Monsieur MOHAMED DAYMANI -----------.-------------500 Parts sociales. • Monsieur MOHAMED AL HAMOUD --------------------500 Parts sociales. Soit au total --------------------------------------------------1000 Parts sociales GERANCE : La société est administrée pour une durée illimitée par les cogérants: - Monsieur MOHAMED DAYMANI OU Monsieur MOHAMED AL HAMOUD La société pourra être valablement engagée pour tous les actes de gestion, de disposition et d’administration avec la signature de l’un des cogérants : Monsieur MOHAMED DAYMANI OU Monsieur MOHAMED AL HAMOUD, d’une manière séparée. ANNEE SOCIAL : du 1er Janvier au 31 Décembre de chaque année. REPARTITION DES BENEFICES : Sur les bénéfices nets, il est prélevé Cinq pour Cent (5%) pour former le fonds de réserve légale. Le solde des bénéfices est, après ce prélèvement, réparti entre les associés, proportionnellement aux parts sociaux appartenant à chacun d’eux. 1) Le dépôt légal a été effectué au greffe du Tribunal de première Instance de Tétouan le 04 Février 2019, sous le numéro : 251. POUR EXTRAIT ET MENTION Me Noureddine REZKI

)445( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

: ‫الفاكــ�س‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

: ‫الربيد الإلكرتوين‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

: ‫سحب من هذا العدد‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

05.39.94.57.09 info@achamal.com achamal2000 @gmail.com

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 445 ‫رقم‬

‫معنى كلمة سودوكو‬ ‫كيف تلعبها ؟‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫ حسب الفئة المستهدفة‬،‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‬

ETUDE MAITRE « SAMIRA BAKALI GHAZOUANI, NOTAIRE A TANGER» SOCIETE “ GOLDEN DUJA ” A RESPONSABILITE LIMITE AU CAPITAL DE 300.000-DH SIEGE SOCIAL : A TANGER, ROUTE DE RABAT, BRANES, RESIDENCE ALIA, 1ER ETAGE, NUMERO 9

------------------------------------------------Aux termes d’un acte notarié en date à Tanger du 22/01/2019, sont établis les statuts de la société dont les caractéristiques sont les suivantes : Dénomination : Société “GOLDEN DUJA ” S.A.R.L Siège social : à Tanger, Route de Rabat, Branes, Résidence Alia, 1er étage, numéro 9. Forme juridique : Société à Responsabilité Limitée Capital social : Le capital social est fixé à la somme de Trois Cent Mille Dirhams (300.000,00 DH), divisé en trois mille (3000) parts sociales de Cent dirhams (100,00DHS) chacune, entièrement souscrites et intégralement libérées, réparties entre les associés, à savoir : 1- Ahmed AYERRAJ à concurrence de ……….........................………...600 parts sociales 2- Fatma CHRIF A à concurrence de ……….…………………………..……………300 parts sociales 3- Abderrahim AYERRAJ à concurrence de ……..……….…………………....…...210parts sociales 4- Rachid AYERRAJ à concurrence de ……..………………………………….…....210 parts sociales 5-Youssef AYERRAJ à concurrence de ……..……………….……………..............210 parts sociales 6-Hamza AYERRAJ à concurrence de ……..………………….…………..……......210 parts sociales 7- Jamila AYERRAJ à concurrence de ……..……………..……………...…….…....210 parts sociales 8- Hanane AYERRAJ à concurrence de ……..……………..………………...……...210 parts sociales 9- Hasnae AYERRAJ à concurrence de ……..……………..……………..……..…....210 parts sociales 10- Latifa AYERRAJ à concurrence de ……..……………..…………………….…...210 parts sociales 11- Farida AYERRAJ à concurrence de ……..……………..……………….……......210 parts sociales 12- Khadija AYERRAJ à concurrence de ……..……………..………………….…....210 parts sociales Total égal au nombre de parts composant le capital social ………...……. 3.000 parts sociales Objet : La société a pour objet au Maroc et à l›étranger : La Société a pour objet : a/ Principalement : - La promotion immobilière et le lotissement des terrains en général. - L’acquisition de tous terrains à bâtir et leur vente. - L’édification de tous bâtiments à usage commercial, industriel ou d’habitation et l’exploitation de ses immeubles soit par voie de location ou de vente soit de toutes autres manières. - La participation de la société par tous moyens et sous quelques formes que ce soit dans toutes sociétés ou entreprises similaires ou connexes. - La création, l’acquisition, la location, la prise en location-gérance de tous fonds de commerce, la prise à bail, l’installation, l’exploitation de tous établissements, fonds de commerce, usines, ateliers, se rapportant à l’une ou à l’autre des activités spécifiées. - La prise, l’acquisition, l’exploitation ou la cession de tous procédés et brevets concernant ces activités. - b/ Plus généralement : Toutes opérations commerciales, industrielles, financières, mobilières et immobilières pouvant favoriser le développement de la société. Durée : quatre vingt dix neuf (99) années à compter de la date de son immatriculation au Registre du commerce et des sociétés. Gérance : - Monsieur Rachid AYERRAJ est nommé co-gérant de la société pour une durée illimitée. - Monsieur Youssef AYERRAJ est nommé co-gérant de la société pour une durée illimitée. Année sociale : du 1er janvier au 31 décembre. Le dépôt légal a été effectué prés le tribunal de commerce de Tanger le 24/01/2019 sous le n° 820 du registre chronologique et le n° 94771 du registre analytique. Pour extrait et mention

** STE SHOP GHOFRAN ** SARL SIEGE SOCIAL: TANJA BALIA AGRICULTEUR ALHARARECHE N° 1 ET 2 - TANGER MODIFICATION STATUTAIRE d’une société à responsabilité limitée a associé unique au terme Du procès-verbal de l’assemblée générale du 18/01/2019 Il a été décidé ce qui suit : -- L’assemblée générale extraordinaire approuve purement et simplement le transfert des CINQUANTE 50 parts sociales de la société par Mr. MOUDEN BRAHIM en faveur de M. ESSOUARAT HAMDI. -- L’assemblée générale extraordinaire approuve purement et simplement le transfert des CINQUANTE 50 parts sociales de la société par Mr. MOUDEN BRAHIM en faveur de Mlle. KHOUYA HASNA. avec un capital social de 10.000,00 DHS. Dont la nouvelle répartition est la suivante : - M. ESSOUARAT HAMDI ………… 50 parts sociales de 100,00 dhs chacune, soit 5.000,00 DHS. - Mlle. KHOUYA HASNA …………… 50 parts sociales de 100,00 dhs chacune, soit 5.000,00 DHS. SOIT AU Total : 10.000,00DHS ARTICLE 13 (nouveau) : Gérance de la société. - La société est gérée par M. ESSOUARAT HAMDI ET Mlle. KHOUYA HASNA pour une durée indéterminée. Article 16 (nouveau) : Responsabilité de gérant. La Société est valablement engagée pour tous les actes et documents la concernant par la signature séparés des gérants. Modification des articles : 6 ;7 ;13.16 LE DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal de commerce de Tanger en date du 12/02/2018 SOUS LE NUMERO DE REGISTRE COMMERCE 83583.


‫الشمال‬

‫برشلونة بدأ التحضير‬ ‫لمرحلة ما بعد ميسي‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪980‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫في تصريــح قـد يكـون صادما لعشــاق النجم‬ ‫األرجنتيني ليونيل ميسي وفريقه برشلونة قال رئيس‬ ‫النادي الكتالوني أن بطل إسبانيا بدأ التحضير لمرحلة‬ ‫ما بعد ميسي الذي أتم صيف العام الماضي عامه‬ ‫الواحد والثالثين‪.‬‬ ‫وقال بارتوميو في تصريح إلذاعة «بيبيسي ‪» 5‬‬ ‫أعلم أن ميسي سيقول لي ذات يوم «سأعتزل» وعلينا‬ ‫من اآلن البحث عن البديل وعن كيفية تدبير مرحلة‬ ‫ما بعد ميسي‪.‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫بطولة الدوري االحترافي المغربي‬

‫دهاء الثعلب‬

‫اتحاد طنجة يواصل الصحوة‬

‫احتمال رحيل المدرب الفرنسي هيرفـي رونـار عن المنتخب المغربي لكرة‬ ‫القدم بدأ يتضح‪...‬‬ ‫فبعد التصريح الذي أدلى به لمجلة «جون أفريك» والذي أوضح فيه أن‬ ‫المنتخب المغربي لكرة القدم غير مرشـح للظفـر بكأس إفريقيا لألمم التي‬ ‫ستقام بمصر وأن منتخبي الفراعنة والسنغال هما أقوى المنتخبـات المؤهلــة‬ ‫للفــوز بهذه التظاهرة القارية‪ ..‬الشيء الذي أصاب المغاربة بالصدمة‪..‬‬ ‫ها هي األخبار القادمة من اإلمارات تشير إلى أن الثعلب التقى بمسؤولين‬ ‫إماراتيين بمناسبة نصف نهاية كأس آسيا التي أقيمت باإلمارات وتم التطرق‬ ‫إلى إمكانيــة تدريب المنتخــب اإلماراتي لكرة القدم وقبله إشارات أنباء أخرى‬ ‫إلى أن رونار مرشح لتدريب المنتخب اإليراني‪.‬‬ ‫رونار لم يكذب هذه األخبار بل اكتفـى بالقـول أن األمور ستتضح أكثر‬ ‫بعد انتهاء منافسات كأس إفريقيا لألمم بمصر‪.‬‬ ‫ويبدو أن إصابـة أغلـب العبـي المنتخـب المغربي بالشيخوخة وتفضيل‬ ‫أغلبهم أموال الخليج على الشهرة األوربية عامالن قد يساهمان في رحيل‬ ‫رونار خاصة إذا لم تكن نتائج كأس إفريقيا لألمم في مستوى الطموحات‪..‬‬ ‫إذن كل االحتماالت تبقى واردة رغم تكذيب الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم الذي ال يعدو أن يكون بمثابة ذر الرماد في العيون‪ ،‬فإن االحتياط‬ ‫واجب والتهييئ والتحضير ألسوء االحتمالت يبقى ضروريـا حتى ال نفاجــأ‬ ‫بالقرار ‪.‬‬

‫المنتخب المغربي يعسكر‬ ‫ببوزنيقة استعدادا لمباراتي مالوي‬ ‫واألرجنتين‬

‫برسم الجولة ‪ 17‬لبطولة الدوري االحترافـي المغربي حقـق‬ ‫اتحاد طنجة األحد فوزه الرابع على التوالي وجاء على حساب فريق‬ ‫المولودية الوجدية بحصة ‪.2-3‬‬ ‫فوز صعب و لكنه مستحق أمام حوالي ‪ 30‬ألف متفرج وضد‬ ‫فريق مشاكس لم يستسلم بسهولة‪ ،‬حيـث قـاوم إعصار فارس‬ ‫البوغاز وتشجيعات جماهيره وسجل هدفين في مرمى الحارس‬ ‫أوطاح‪.‬‬ ‫وبهذا الفوز ارتقى اتحاد طنجة إلى المرتبة الثانية إلى جانب‬ ‫حسنية أكادير وأصبع ينافس الوداد المتصدر‪.‬‬ ‫الفريق الطنجاوي تنتظره يوم السبت مباراة حارقة بملعب‬ ‫سانية الر مل برسم كالسيكو الشمال أمام جاره المغرب التطواني‪.‬‬

‫رقصة استبدال المدربين مستمرة‬ ‫في الدوري المغربي‬

‫يبدو أن مرحلــة إيـاب الدوري المغربـي ستكـون وباال على‬ ‫العديد من المدربين ‪.‬‬ ‫وهكذا وبعـد انفصال أولمبيك خريبكة عن المدرب محمد‬ ‫أمين بنهاشم والتعاقد مع اإلطـــار الوطني رشيـد الطوسي‪...‬‬

‫فريق المغرب التطواني انفصل بالتراضي عن مدربه عبد الواحد‬ ‫بنحساين ‪.‬‬ ‫وجاء االنفصال بسبب النتائج السلبية التي حصدها الفريق في‬ ‫الجوالت األخيرة مما جعل فريق الحمامة البيضاء يتراجع للمراتب‬ ‫األخيرة‪ ،‬الفريق التطواني تعاقد مع اإلطار الوطني عبد الهادي‬ ‫السكتيوي الذي تسلم مهامه رسميا بداية من يوم أمس‪.‬‬ ‫فريق الدفاع الحسني الجديدي أنهى بدوره ارتباطه بالمدرب‬ ‫الفرنسي فيلود ‪ ...‬وعوضه باإلطار الوطني بادو الزاكي‪.‬‬ ‫مقصلة اإلقالة كانت قريبة من مدرب الكوكب المراكشي‬ ‫عزيز العامري لوال الفوز على سريع وادي زم الذي أنقذ العامري‪..‬‬ ‫الحديث عن رقصة المدربين يقودنا إلى مدرب المولودية‬ ‫الوجدية عزيز كركاش الذي طرده الحكم نور الدين ابراهيم خالل‬ ‫مباراة فريقه األحد أمام اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫كركاش سيتعرض للعقوبة وأيضا لغرامة بقيمة ‪ 20‬ألف‬ ‫درهم لكونه أصر على عقد مؤتمر صحفي بعد المباراة رغم كونه‬ ‫تعرض للطرد في الشوط الثاني من المبــاراة التي انهزم فيها‬ ‫فريقه أمام اتحاد طنجة ‪.2-3‬‬

‫هدف تاريخي لمدافع النصيري العب مغربي يسجل‬ ‫اتحاد طنجة الغابوني الهاتريك في الليغا اإلسبانية‬ ‫نزامبي‬ ‫حسمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في أمر المعسكر التدريبي‬ ‫للمنتخب المغربي استعدادا لمباراتي مال وي برسم الجولة األخيرة من تصفيات‬ ‫كأس إفريقيا لألمم وودية األرجنتين‪ ..‬حيث من المقرر أن تحتضنه مدينة‬ ‫بوزنيقة لمدة أسبوع وبعده ستسافر البعثة المغربية إلى ماالوي عبر طائرة‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫وستعـود في نفـس اليـوم إلى المغرب وبالضبط إلى مطار ابن بطوطة‬ ‫بطنجة من أجل التحضيـر واالستعداد لودية األرجنتين يوم ‪ 26‬مارس المقبل‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يعلــن الناخب الوطني هيرفي رونار عن قائمة مباراتي‬ ‫ماالوي واألرجنتين في الفاتح من مارس‪.‬‬ ‫وستعرف الالئحــة العديــد من المستجــدات بتوجيه الدعـوة إلى بعض‬ ‫الالعبين الجـدد من أجل منحهم الفرصة‪ ،‬إلظهار مؤهالتهم قبل حوالي‬ ‫شهرين على انطالق نهائيات كأس إفريقيا لألمم‪.‬‬

‫سجل مدافع اتحـاد طنجة الغابوني نزامبـي هدفـا‬ ‫تاريخيا خالل مباراة اتحاد طنجة أمام المولودية الوجدية‪.‬‬ ‫نزامبي سجل من ضربة ثابتة بقذفـة مركزة من‬ ‫مسافة حوالي‪ 27‬متر استقرت في شباك حارس المولودية‪.‬‬ ‫الجماهير الغفيرة التي تابعت اللقاء صفقـت بحرارة‬ ‫لهذا الهدف التاريخي‪.‬‬

‫بـات الدولـي المغربـي يوسـف النصيـري العـب نادي ليغانيس‬ ‫اإلسباني رابع العب مغربي يسجل الثالثية في بطولة الليغا اإلسبانية‪.‬‬ ‫وسجل النصيري الهاتريك في المباراة التي جمعت فريقه ليغانيس‬ ‫بضيفه ريال بتيس برسم الجولة ‪ 23‬للبطولة اإلسبانية‪.‬‬ ‫وقد سبق النصيري في تسجيل الثالثية بالدوري اإلسباني كل من‬ ‫العربي بنمبارك مع أتلتيكو مدريد ومنير الحمداوي مع مالقة ويوسف‬ ‫العرابي مع غرناطة‪.‬‬


‫العدد ‪980‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫كالسيكو األرض في ‪ 2‬من مارس المقبل خالف بين الجامعة وسونارجيس‬ ‫حول أثمنة مباراة المغرب‪-‬األرجنتين‬ ‫بطنجة‬ ‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫أعلنت رابطة الليغا اإلسبانية أن مباراة «كالسيكو األرض» بين ريال مدريد وبرشلونة برسم الجولة السادسة‬ ‫والعشرين لبطولة الليغا ستقام يوم ‪ 2‬مارس المقبل على ملعب سانتياغو بيرنابيو‪.‬‬ ‫وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين قد انتهت لفائدة برشلونة ب ‪.1-5 :‬‬ ‫ويعتبر هذا الكالسيكو الثالث بين الغريمين التقليديين اإلسبانيين في أقل من شهر بعدما تواجها في‬ ‫ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا األسبوع الماضي على ملعب كامب نو وانتهى اللقاء بالتعادل ‪.1-1‬‬ ‫الفريقان سيلتقيان مجددا يوم األربعاء ‪ 27‬فبراير الجاري في مباراة إياب كأس الملك لمعرفة الفريق الذي‬ ‫سيكسب بطاقة التأهل للنهائي‪..‬‬

‫ارتفاع القيمة السوقية للمغربي حكيمي‬ ‫إلى ‪ 25‬مليون يورو‬

‫ستكون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ملزمة بأداء مبلغ ‪ 800‬ألف دوالر للمنتخب‬ ‫اآلرجنتيني على أن يتقلص المبلغ إلى ‪ 500‬ألف فقط في حال عدم مشاركة نجم برشلونة ليونيل‬ ‫ميسي في المباراة أو لعب ‪ 70‬دقيقة فقط‪.‬‬ ‫فيما سيستفيد اإلتحاد األرجنتيني من امتيازات أخرى تخص عائدات النقل التلفزي واإلشهار‬ ‫وفق ما ينص عليه العقد بين الطرفين‪.‬‬ ‫وبخصوص تذاكر هذه المباراة التي ستقام يوم ‪ 26‬مارس المقبل على ملعب ابن بطوطة‬ ‫الكبير بطنجة‪ ،‬فهناك خالف بين الجامعة وشركة سونارجيس المكلفة بتدبير الملعب حول األثمنة‬ ‫حتى يقبل الجمهور بكثرة على هذه المباراة الودية فيما ترغب سونارجيس في رفع األثمنة انطالقا‬ ‫من ‪ 500‬درهم‪.‬‬ ‫وينتظر أن يعقد الطرفان اجتماعا هذا األسبوع بطنجة‪ ،‬التخاذ اإلجراءات والترتيبات المتعلقة‬ ‫بتحديد أثمنة التذاكر وطرحها للبيع‪.‬‬

‫غوارديوال يؤكد من جديد «ريال‬ ‫مدريد ليس األفضل في السنوات‬ ‫العشر األخيرة»‬ ‫يعيش الدولي المغربي أشرف حكيمي العب نادي ريال مدريد اإلسباني المعار إلى فريق دورتموند األلماني‬ ‫أزهى فتراته مع فريقه في الدوري األلماني حيث أصبح أحد نجومه‪.‬‬ ‫ووفقا لموقع اإلحصائيات الشهير «ترانسفير ماركت» فإن القيمة السوقية لالعب المغربي أشرف حكيمي‬ ‫ارتفعت من ‪ 7.5‬مليون يورو عندما كان يمارس بفريق ريال مدريد اإلسباني إلى ‪ 25‬مليون يورو حاليا مع‬ ‫دورتموند‪.‬‬ ‫ويعتبر أشرف حكيمي حاليا من الالعبين األساسيين في تشكيلة الفريق األلماني حيث شارك في ‪ 21‬مباراة‬ ‫وسجل ‪ 3‬أهداف و صنع ‪ 7‬حتى اآلن وفاز بجائزة أفضل العب مجد في الدوري األلماني‪ ،‬خالل شهري أكتوبر ونونبر‬ ‫الماضيين‪.‬‬

‫عاد اإلسباني «بيب غوارديوال» مدرب نادي‬ ‫مانشستر يونايتد اإلنجليزي إلى التقليل من‬ ‫شأن فريق ريال مدريد اإلسباني مجددا مؤكدا‬ ‫أنه ليس األفضل في السنوات العشر األخيرة‪.‬‬ ‫ويبدو أن غوارديوال يسعى إلى الثبات‬ ‫على موقفه بعدما سبق أن أكد في األسابيع‬ ‫األخيرة أن الريال ليس الفريق األفضل في‬ ‫العقد األخير‪.‬‬ ‫و أضاف غوارديوال‪ :‬ريال مدريد فاز بآخر ثالث نسخ من دوري أبطال أوربا ثالث مرات متتالية‬ ‫وهو أيضا المقبل على على الفوز بها ولكن عندما نقوم بإحصاء عدد الفوز بالدوريات والكؤوس‬ ‫والبطوالت األخرى فسنجد أن يوفنتوس وبرشلونة وباييرن ميونيخ فازوا بست أو سبع بطوالت‬ ‫مختلفة والريال فازت فقط باثنين منها‪.‬‬

‫البطاقة الصفراء لكل العب يطالب‬ ‫الحكام بمراجعة تقنية «الفار»‬ ‫أكد روبيرتو روسيتي مسؤول لجنة التحكيم باال تحاد األوربي لكرة القدم «يويفا» أن أي العب في جميع البطوالت‬ ‫األوربية التي تشهد تقنية الفيديو في التحكيم سيطالب حكام المباريات بمراجعة تقنية الفيديو «الفار» سيحصل على‬ ‫بطاقة صفراء‪.‬‬ ‫واعترف مسؤول التحكيم باالتحاد األوربي أن تقنية الفيديو ليست مثالية في أدائها وأنها غير قادرة على الكشف‬ ‫عن جميع الحاالت التي تحدث في كرة القدم وهناك أشخاص أخرون خلف مر اقبي المبا ريات وهؤالء قد يخطئون‬ ‫بدورهم‪ ..‬ولهذا فمن المهم أن يعمل الجميع من أجل تقليص األخطاء ولكن ال يجب التد خل في قرار الحكم من أجل‬ ‫اتخاذ القرار الصحيح‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أنه كان من المنتظر استخدام تلك التقنية في النسخة المقبلة من بطولة دوري أبطال أوربا‬ ‫إال أن بعض األنباء أكدت أن الشروع في استخدامها سيكون بداية من ثمن نهائي النسخة الحالية من هذا الدوري‬ ‫وأيضا في نهائي النسخة الحالية من نهائي الدوري األوربي والمرحلة النهائية لدوري أمم أوربا التي ستقام شهر يونيو‬ ‫المقبل ونهائي كأس السوبر األوربي‪ ،‬شهر غشت القادم‪.‬‬


‫العدد ‪980‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬فرباير ‪2019‬‬

‫ملتقى «طنجة المتوسط أوطوموتيف ـ ميتينغ»‬ ‫تحت شعار «االلتقائية االستباقية باتجاه أهداف المنظومات‬ ‫الصناعية ‪»2020 – 2014‬‬ ‫• المغرب أول منتج للسيارات بإفريقيا‬ ‫• القطاع يطمح إلى إنتاج مليون سيارة في السنة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬ألقى الوزيــر حفيـــظ العلمي كلمـة حول‬ ‫أهميــة قطاع صناعـات السيارات بالمغــرب ودوره في‬ ‫االقتصاد الوطني‪ ،‬كمـا أشاد باألداء الجيد لهذا القطاع‪،‬‬ ‫مشددا على الضرورة الملحة للتكويـن والتكوين المستمر‬ ‫وللمثابرة وبذل المزيد من الجهود لربح الرهان‪.‬‬ ‫وبعد أن استعرض أهم المنجزات التي تم تحقيقها‬ ‫في هذا القطاع‪ ،‬ببلوغه قدرة إنتاجية في حدود ‪ 700‬سيارة‬ ‫سنويا‪ ،‬منها ‪ 500‬سيارة لرونو و‪ 200‬ألف لبوجو ستروين ‪/‬‬ ‫بي إيس أ‪ .‬كما أن قطاع السيارات نجح في خلق فوق ‪163‬‬ ‫ألف منصب عمل وهو ما يمثل ‪ 97‬في المائة من الهدف‬ ‫المسطر لسنة ‪ ،2020‬مع معدل اندماج محلي في حدود ‪50‬‬ ‫في المائة (‪ 78‬في المائة من هدف ‪.)2020‬‬ ‫هذه النتائج مكنت قطاع صناعــة السيارات بالمغرب‬ ‫من أن تصبح اليوم أكبر قطاع مصدر‪ ،‬بحوالي ‪ 70‬مليار‬ ‫درهم من هدف ‪ 2020‬الذي حدد في ‪ 100‬مليار‪ .‬األمر الذي‬ ‫جعل المغرب يرتقي إلى المرتبة األولى كمنتج للسيارات‬ ‫بإفريقيا‪ .‬كما أن هذا القطاع حقق كذلك حوالي ‪ 3‬مليارات‬ ‫أورو من صادرات قطع الغيار‪ ،‬ملياران لشركة رونو ومليار‬ ‫لـ أورو لبي إس أ‪ ، ،‬وقد بدا واضحا أن هذه األرقام تسير‬ ‫بمنحى تصاعدي األمر الذي يبشر بنتائج هامة‪ ،‬في السنوات‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫ومن بين النتائج اإليجابية لصناعة السيارات بالمغرب‪،‬‬ ‫أن هذا القطاع ‪ ،‬تعزز أيضا باستقرار حوالي ‪ 200‬شركة من‬ ‫المجهزين ومصنعي أجزاء السيارات بالمغرب‪ ،‬مستفيدين‬ ‫من الموقع الجغرافي المتميز لهذا البلد‪ ،‬وبنياته التحتية‬ ‫المتطورة‪ ،‬من طرق‪ ،‬وطرق سيارة‪ ،‬ومواصالت‪ ،‬وموانئ‪،‬‬ ‫ومنصات صناعية “عالية الجودة”‪ ،‬إلى جانب استقرار المغرب‬ ‫السياسي واإلقتصادي‪.‬‬ ‫إيجابية النتائج المحققة‪ ،‬دفعت إلى تصور استراتيجية‬ ‫للمستقبل‪ ،‬من أبرز أهدافها الرفع من القدرة اإلنتاجية‬ ‫للقطاع‪ ،‬إلى مليون عربة سنويا‪ ،‬و تحقيق رقم معامالت في‬ ‫التصدير إلى أزيد من ‪ 100‬مليار درهم‪ ،‬مشيرا‪ ،‬في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬إلى أهمية العرض المحفز الذي يقدمه المغرب‪ ،‬من‬ ‫قبيل تعبئة العقار‪ ،‬من خالل ست مناطق صناعية في طور‬ ‫االستغالل أو االنجاز‪ ،‬واقتراح دعم مالي في االستثمار يمكن‬ ‫أن يبلغ ‪ 20‬في المائة من قيمة االستثمار‪ ،‬ومنح مساعدة‬ ‫في التكوين تصل إلى ‪ 6‬آالف أورو للشخص‪ ،‬وقرب إطالق‬ ‫مركز لتجارب السيارات‪ ،‬واقتراح الدخول في مشاريع مشتركة‬

‫مع مستثمرين أجانب مع العمل على جدب مصنعين جدد‬ ‫لتحقيق هدف المليون سيارة‪ ،‬سنويا‪.‬‬ ‫التوقيع على أربع اتفاقيات‬ ‫لتعزيز عرض التكوين لفائدة مهن صناعة السيارات‬ ‫وإثر حفل االفتتاح‪ ،‬جرى التوقيـــع على أربع اتفاقيات‬ ‫من طرف ممثلي الحكومة المغربية ‪ ،‬والجمعية المغربية‬ ‫لصناعة وتركيب السيارات‪ ،‬ومجموعة “بي إس أ” المغرب‬ ‫ومجموعة رونو المغربوتهدف هذه االتفاقيات إلى مواكبة‬ ‫المنظومات الصناعية للسيارات على مستــوى الكفاءات‪،‬‬ ‫ومالءمة التكوين في بعض مهن صناعة السيارات مع‬ ‫احتياجات المنظومات الصناعية للقطاع‪ ،‬كما تتوخى مواكبة‬ ‫الدينامية التي تشهدها صناعة السيارات‪ ،‬من خالل وضع‬ ‫تكوين اليد العاملة المؤهلة رهن إشارة الفاعلين‪ ،‬بما‬ ‫يتالءم والطلب المتنامي للقطاع‪.‬‬ ‫وتشكل هذه االتفاقيات إطارا للشراكة مع مجموعة‬ ‫“بي إس أ” بهدف تعزيز الكفاءات في قطــاع السيارات‪،‬‬ ‫من حيث مالءمة وتطوير خريطة تكوين مهن السيارات‪،‬‬ ‫لتلبية االحتياجات التي عبـــرت عنهــا المجموعة خاصة‬ ‫والقطاع عموما‪ .‬بينما تتطرق االتفاقية الخاصة للشراكة‬ ‫مع المجموعة ذاتها إلحداث مسار تكويني في “الصيانة‬ ‫الصناعية”‪ ،‬حيث تروم تنمية هندسة التكوين في الصيانة‬ ‫الصناعية‪ ،‬بشكل يستجيب الحتياجات مجموعة “بي إس أ”‬ ‫المغرب والقطاع‪.‬‬ ‫وتتناول االتفاقية‪ ،‬المبرمــة مع الجمعيــة المغربيـــة‬ ‫لصناعة وتركيب السيارات‪ ،‬موضوع الحكامــة المتقدمة‬ ‫لتدبير مركز التكوين في مهن السيارات بالقنيطرة‪ ،‬بشراكة‬ ‫بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬بغاية إحداث نموذج حكامة‬ ‫بين القطاعين العام والخاص في المركز المذكور‪ ،‬بشكل‬ ‫يدمج مهنيي القطاع‪.‬‬ ‫وقد وقع على هذه االتفاقيات كل من وزير الصناعة‬ ‫واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمــي‪ ،‬حفيظ العلمي‪،‬‬ ‫والمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل‪،‬‬ ‫لبنى طريشة‪ ،‬والكاتب العام لقطاع التكوين المهني‪ ،‬عرفات‬ ‫عثمون‪ ،‬المدير العام ل “بي إس أ” المغرب‪ ،‬ريمي كابون‪،‬‬ ‫والمدير العام ل “رونو” المغرب‪ ،‬مارك ناصيف‪ ،‬ورئيس‬ ‫الجمعية المغربية لصناعة وتركيب السيارات‪ ،‬محمد األشم‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫األخيرة‬ ‫جماعة بني حرشان‬ ‫خارج المخططات الوطنية‬ ‫والجهوية لفك العزلة وتقليص‬ ‫الفوارق المجالية‬

‫قــد ال يصــدق عاقـــل أن جماعـــة من‬ ‫جماعات جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬المائـة‬ ‫والخمسين‪ ،‬توجد على هذه الحال من اإلهمال‬ ‫والالمباالة من جانــب السلطــات المحليــــة‬ ‫والمجالس المنخبة ‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بجماعة بني حرشان‪ ،‬الواقعة‬ ‫بين مدينتي طنجة وتطوان‪ ،‬يؤدي إليها منعرج‬ ‫برأس العقبة‪ ،‬على الطريق الوطنية رقم ‪ ،2‬قبل‬ ‫المنحدر المؤدي إلى جماعة عين الحصن‪.‬‬ ‫الطريق الرابطة بين رأس العقبة واثنين‬ ‫بني حرشان‪ ،‬والتي تربط أكثر من عشر دواوير‬ ‫بالسوق األسبوعي الذي يعتبر منصة أساسية‬ ‫للترويج التجاري ولحركة التبــادل بالنسبــــة‬ ‫لسكان تلك الدواوير‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫لسائر الجماعات القروية بالجهة‪ ،‬والتي هي‬ ‫في الواقع مسلك قـــروي تقليدي‪ ،‬تم نحته‬ ‫باإلستعمال المتواصل للسكـــان ودوابهم‪،‬‬ ‫توجد في حالة يرثى لها من التدهور واإلهمال‪،‬‬ ‫حيث إن هذه الطريق يتعذر استعمالها شهورا‬ ‫في السنة حيث إنها تتحول إلى أرض حــرث‬ ‫غير سالكة تماما‪ ،‬بما يتجمع على طولها من‬ ‫مياه األمطار‪ ،‬وما تجرفه الميـاه من طـــوب‬ ‫وأوحال وأحجار وأشجار‪ ،‬ما يشكل عزلة حقيقية‬ ‫لسكان كافة دواوير الجماعة ويوقف حركة‬ ‫الحياة االجتماعية بالنسبة إليهم‪ ،‬بعد أن تتعذر‬ ‫المواصالت‪ ،‬ويصعب إنقاذ المرضى والحوامل‬ ‫الالئي يضطر السكـــان إلى نقلهن داخـــل‬ ‫توابت أو محامل الموتــى‪ ،‬وفي ذلك انكسار‬ ‫لمعنوياتهن‪ ،‬وزعزعة لتوازنهن النفساني‪ ،‬وهن‬ ‫على وشك الوضع‪ ،‬بما يشكله ذلك من خطورة‬ ‫على حياتهن‪.‬‬ ‫ونفس الصعوبة في التعامــل مع كبـــار‬ ‫السن‪ ،‬الذين تتطلب حالتهم الصحية نقلهم‬ ‫غرة للمراكز الصحية أو المستشفيــــات‪ .‬أما‬ ‫التمدرس فيشهد في هذه الجماعة ما يشهده‬ ‫في غيرها من الجماعات التي توجد في نفس‬ ‫وضعيتهاالمتدهورة‪.‬‬ ‫وكثيــرا مـــا نسمــع عن برامج وطنيــة‬ ‫وجهوية لفك العزلة عن وداخل المجال القروي‪،‬‬ ‫في إطار العدالة المجاليــة‪ ،‬ومنها البرنامـــج‬ ‫الوطني الثاني للطرق القروية‪،‬األذي يهدف‬ ‫إلى الرفع من مستوى الولوجية الترابية والذي‬ ‫خصص له غالف مالي بقيمة ‪ 14,4‬ماليير‬ ‫درهم‪ .‬والذي حقق نسبة تفوق ‪ 80‬بالمائة‪،‬‬ ‫بالنسبة للطرق القروية‪ ،‬في انتظار البرنامج‬

‫ِ‬

‫الثالث‪ ،‬الذي نرجو أن تستفيد منه جهة طنجة‪،‬‬ ‫والدواوير المحيطة بها‪ ،‬اعتبارا إلى أن التوسع‬ ‫العمراني سوف يشملها وهو ما يفرض الشروع‬ ‫في إنجــاز البنيــات التحتيـــة الكفيلة بتهييئها‬ ‫الحضري‪.‬‬ ‫وإذا كان البرنامج الحكومي قد جعل من‬ ‫تقليص الفوارق المجالية إحدى أولوياته‪ ،‬فإن‬ ‫مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمــة‪ ،‬وهـو‬ ‫األقرب للوقوف على مشاكــل الولوج بالعالم‬ ‫القروي بهذه الجهة أعلن عقب اجتمــاع دورة‬ ‫أكتوبر الماضي أنه خصص مبلغ ‪ 118‬مليون‬ ‫و‪ 248‬ألف درهم لتمويــل مشاريـــع تنـــدرج‬ ‫في مخطط تنمية العالم القروي وفك العزلة‬ ‫عن سكانـه في األقاليــم الثمانية للجهة‪ .‬كما‬ ‫خصص مجلس الجهـة غالفا ماليا بقيمة ‪20‬‬ ‫مليون درهم لتأهيل العالـــم القــروي‪ ،‬ومبلغ‬ ‫‪ 7‬ماليين درهم لدعم مشاريــع التزود بالماء‬ ‫الصالح للشـــرب والربط بالشبكة الوطنيــة‬ ‫للكهرباء‪ ،‬ومبلغ ‪ 3‬ماليين درهــم لحفـــر اآلبار‬ ‫واألثقاب المائية وتجهيزها‪.‬‬ ‫وقد استبشرنا خيرا بهذا القـــرار وعـاد‬ ‫إلينا األمل في أن يتم‪ ،‬أخيرا‪ ،‬االلتفـــات إلى‬ ‫معاناتنا اليومية مع الطريق الذي يعتبر شريان‬ ‫الحياة‪ ،‬واعتبرنا أن برنامج الجهة البد وأن‬ ‫يوجه اهتماماته لجوار مدينتي طنجة وتطوان‪،‬‬ ‫ويعالج مشكلة الولوج الترابـي داخــل هــذه‬ ‫المنطقة التي تعتبر قاطرة التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعيةوالسياحيةللجهة‪.‬‬ ‫وبخصوص السياحة‪ ،‬فإن جمــاعــة بني‬ ‫حرشان ومحيطها يتوفــران على مؤهـــالت‬ ‫سياحية هامة يمكن استغاللها في مخططات‬ ‫للتنمية المجالية بالنسبة لهذه المنطقة التي‬ ‫توجد بين ثالثة أقطاب سياحية‪ ،‬طنجة‪ ،‬تطوان‬ ‫والشاون ‪.‬‬ ‫وإن سكان هذه الجماعة ليطالبون عبر‬ ‫هذا المنبر مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫ووزارة التجهيــز‪ ‬والنقــل واللوجستيك والماء‪،‬‬ ‫والسلطات الجهوية واإلقليميـــة والمحليــة‪،‬‬ ‫باإلهتمام بجماعـــة بني حرشان والتعجيـــل‬ ‫ببنـــاء مقطـــع الطريق بين رأس العقبـــة‬ ‫والجماعة‪ ،‬احترامـــا لحقـــوق المواطنين في‬ ‫عيـــش كريـم وبيئة سليمة وظروف مناسبة‬ ‫لممارسة حقوق المواطنة الكريمة ‪.‬‬ ‫مواطنون من سكان الجماعة‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫هذه األعمدة كتبت‬ ‫في بلدان أوربية وإفريقية‬ ‫وآسيوية وأمريكية‪ ،‬وبعضها‬ ‫كتبت في الصحراء المغربية‬ ‫وفي شفشاون‪.‬‬ ‫وهي تنقل بعضا من‬ ‫خبرات وتجارب صاحبها‬ ‫بأسلوب عربي مبين‪.‬‬ ‫•‪ ‬دة‪ .‬هدى املجاطي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.