لحسين بوزينب حسيمي يدخل األكاديمية الملكية للغة اإلسبانية
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : العدد 981ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثـاء 13جمادى الثانية � 19 / 1440إلى 25فرباير 2019
تسلـــم الخميــس المـاضــي ،بالرباط، األستاذ الحسيــن بوزينــب ،شهـادة عضو مراسل لألكاديمية الملكية للغة اإلسبانية، وهو أول مغربي يحصل على عضويــة هـذه المؤسسة اإلسبانية التي تعنى بقضايا اللغة اإلسبانية. وسلمـت شهـادة العضوية لألكاديمي الحسين بوزينب من طـرف مدير األكاديمية الملكية للغة اإلسبانية ،سانتياغو مونيوث ماتشادو ،وذلك بمناسبة لقاء الملك فيليبي السادس والملكة «صونيــا» ليتيثيا ،عاهـال إسبانيا ،مع عدد من الكتاب المغاربة والمتخصصين بالدراسات اإلسبانية. ويعد اختيار الحسين بوزينب أستاذ اللسانيات بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط ،اعترافا بمساهماته كباحث في مجال اللغـة اإلسبانية ،وخاصة فقه اللغة الذي يعنى بدراسة النصوص القديمة.
الذكرى 56لوفاة األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي • • • • •
الحرية حق مشاع لبني اإلنسان وغاصبها مجرم. االستعمار يموت بتحطيم أسواقه االقتصادية ،ويدفن بسالح المجاهدين. نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة. سالح المجاهدين هو الذي ينتزعونه من العدو ألنه ذو حدين؛ يقتلون به العدو ويحرمونه منه. من لم يحمل السالح ليدافع به عن نفسه ،حمله ليدافع به عن غيره.
من أقوال أمير المجاهدين
مر يوم السادس من فبراير الجاري ،كأحد أيام اهلل العادية ،دون أن يلتفت إليه من كان يجب أن يخلدوه كحدث من األحداث الكبيرة الرمزية السياسية والنضالية بالمغرب الحديث ،نظرا لما يحمله ،صاحبه ،من معاني الرجولة والشجاعة والوطنية الصادقة ،والغيرة على المغرب وشعبه ومستقبله. ففي هذا اليوم ،ودعنا رجال ال كالرجال ،قوة وشجاعة وإقداما وإيمانا باهلل وبحق شعبه في الحرية والكرامة ،ذلكم هو أمير الجهاد ،محمد عبد الكريم الخطابي ،الذي انتقل إلى جوار ربه في السادس من فبراير سنة ،1963بالقاهرة التي حل بها بعد أن نجح مخطط زعماء الحركة الوطنية بقيادة الزعيم التطواني اإلصالحي الشهيد محمد بن عبود ،في إنزال األمير وأسرته بميناء بور سعيد المصري ،في ماي ،1947من على ظهر الباخرة األسترالية KATOOMBAالتي كانت تقل األمير وأسرته إلى فرنسا بعد 20سنة من منفاه بجزيرة ال ريونيون الواقعة في المحيط الهندي ،شرق جزيرة مدغشقر.
(البقية على الصفحة األخيرة)
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
بعد “إسبات” دام مائة وست سنوات وأحد عشر شهراً ،يعود «األمل»
بعد إسبات دام مائة وست سنوات وأحد عشــر شهــرا ،يعود «األمل» في الحياة لمسرح سيرفانتيــس بطنجة ،بعد أن قـــررت حكومة إسبانيا التخلي عن ملكية «المسرح الكبير» للمغرب ،مقابل أن تتحمل الرباط تكاليف إصالحه وتأهيله لعمر «ثقافي» جديد. للتذكير فإن وضع الحجر األول لهذا المسرح تم عاما كامال قبل إبرام عقد الحماية الذي وقعه سلطان المغرب عبد الحفيظ ليتسلم االستعمار الفرنسي واإلسباني زمام األمر بهذا البلد والذي انتهى بثورة أشعل فتيلها أمير الريف محمد عبد الكريم الخطابي ،في العام ،1921واستمرت إلى غاية سنة 1955حيث أعلن استقالل المغرب وفق «تفاهمات إيكس ليبان»الشهيرة. حفل انطالق أشغال بنـاء المسرح تم يوم 12أبريل ،1911بحضور صاحـب المشـروع Antonio Gallegoومنجز األشغال Manuel Peñaوزوجتـــه Esperanza Orellana خالل حفل كبير بحضور شخصيات مغربية وأجنبية ،حيث كانت طنجة عاصمة دبلوماسية للمغرب. حفل االفتتاح تم خالل العام 1913 بمشاركة فنانين عالميين لتنطلق مسيرة هذا المســـرح «الكبير» ،والوحيــد في المغـــرب وشمال إفريقيا ولربما في إفريقيا كلها ،حيث لم تكن توجد «نسخ مطابقة» له إال في كبريات العواصم التاريخية األوروبية. المسرح كان «تحفة» حقيقية في شكل بنائها وزخرفتها حيث إنها كانت تحمل تماثيل وأسماء رجاالت المسرح التاريخيين من اليونان إلى روما القديمـة ،إلى عصر النهضة األوروبيـة، كما أنه تم تزويد المسرح بكافة المعدات والديكورات و «األكسيسوارات» الصالحة لمختلف الطقوس المسرحية .ومن حسن الطالع ،أن هــذه المعلمــة المعمارية والفنية الرائعة فتحت أعين شباب تلك الفترة على فـن المسـرح الحديث وعلى إمكانية استغالل خشبة مسرح سيرفانتيس في إذكاء الوعي بضرورة إصالح المجتمع و إعداد الشعب للمعركة، معركةالتحرير. ذلك أنه لم تمض إال ثـالث سنوات على التوقيع النهائي التفاقية النظام الدولي لمنطقة طنجة (فاتح يونيـــه )1925حتى أعلن عن ميالد فرقة «الهالل» المسرحية ،التي جمعت النخبة من شباب المدينة ،لتنطلق مسيرة فنية ونضالية هائلـة ،استغلها رواد الحركة الفنية والنضالية لتشخيص مسرحيات ذات مغزى سياسي كبير في إبراز قوة األمة وعزمها على
التحرر ،من قبل مسرحية «عطيل» و «صالح الدين» و «قلب األسد» ،فضال عن المسرحيات ذات المواضيع االجتماعية التي تدعو إلى نبذ «الخرافــات» المجتمعيــة والتعاطي مع العلم والمعرفة. إلى جانب ذلك ،اجتذب مسرح سيرفانتيس العديد من الفرق الفنية والموسيقية من أوروبا وأمريكا الالتينية ،التي حققت نجاحات كبيرة في أوساط سكان طنجة ،مغاربة وأجانب ،الذين كانوا يشكلون مجتمعا «كوسموبوليتانيا» صار «مثاال» بالنسبة لشعوب العالم الغارق في ويالت الحروب والكوارث اإلنسانية. مسرح سيرفانتيــس كان أيضا «قلعــة» نضالية عالمية بالنسبة لزعماء الحركة الوطنية، حيث كان زعماء األحزاب التاريخية ،عالل الفاسي والحسن الوزاني والشيخ المكي الناصري وعبد الخالق الطريس ،رحمهم اهلل جميعا ،ينظمون مهرجاناتهم السياسية ،ويحيون تواريخ المعارك الوطنية ضد الغزاة ،ويختفلون بتحرر بعض البلدان العربية . وفوق خشبة مســرح سيرفانتيــس تــم االتفاق بين األحـــزاب الوطنيـة األربعــة على «ميثاق الجبهة الوطنية عام َ ،1951بحضور وفد الجامعة العربية ،يقوده الدكتور محمود أبو الفتح ،والداعية المصري صالح أبو رقيق ممثال للجامعة العربية الذي حمل إلى الزعماء المغاربة تحيات ومباركة زعيم التحرير األمير محمد عبد الكريمالخطابي. بعد االستقالل ،خفــت نشــاط المســرح، بسبب مرحلة االرتياب و «الشـــك» التي تلت إعالن االستقالل ،إال أن فرق هــواة المسرح لشباب طنجة سرعان ما اختطفت المشعل، لتقوم بنشاط كبير في عرض المسرحيـــات، خاصــــة «الملتزمة» ،التي تساير التطورات المجتمعية بمغــرب الستينــات والسبعينــات و «تفجر» الوعـي السياســي داخـل المجتمع المغربي .ولعل األحداث التي طبعـت المرحلة، دفعت جمعيات «اتحاد مسرح الهــواة» إلى خفض «صبيب» إنتاجـــه ونشاطـه ،باستثناء بعض «المحاوالت» البئيسة .وتحول مسرح سيرفانتيس في ما بعد إلى قاعة سينمائية متخصصة ،تقريبا ،في عرض األفالم الهندية، ليتوقف نهائيا عن أي نشاط فني. وخالل سبعينــات القــرن الماضــي ،حاول رئيس المجلس البلدي آنذاك ،الراحل مصطفى عبد اهلل ،إقناع مسؤولي القنصلية اإلسبانية بإيجاد صيغة للتعاون من أجل عودة الحياة لهذه المعلمة ،التي كانت تشهد بوادر اإلهمال والتدهور ،إال أن المشروع تعثر برفض وزارة
الداخلية المغربية تمويل إصالح بناية أجنبية من المال العام .وهو أمر معقول. وتم إبرام اتفاق «كراء» بدرهم رمزي ،بين البلدية والقنصلية االسبانية ،إال أن هذا االتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بسبب انعدام الموارد الماليةللتشغيل. وحاول وزير الثقافـــة األستــاذ محمد بنعيسى ،ولسنوات ،الوصول إلى حل بهذا الخصوص مع الحكومة اإلسبانية ،لكن مطلبه بالتنازل للمغرب عن ملكية المسرح باءت كلها بالرفض إلى أن قرر عرض المشروع مباشرة على ملك إسبانيا خوان كارلوس األول الذي وعد بعرضه على الحكومة ,وجاء بعده األستاذ محمد األشعري الذي صرح أكثر من مرة أن الحكومة االسبانية ترفض الحديث عن موضوع التنازل عن الملكية ،وتعد ،كل مرة ،بعزمها على أصالح البناية .وكان عمدة طنجة البشير العبدالزي قد تلقى وعدا من قنصل إسباني سابق ،بإيجاد حلول من أجل إصالح وتأهيل المسرح ،إال أن التكاليف المرتفعة جدا لهذا المشروع قد تكون دفعت إلى تجاهله إلى أن انتهت حكومة مدريد إلى حقيقة أن المسرح لم تعد به إال الواجهة، بعد أن تخرب بشكل كامل من الداخل ،وأصبح يهدد بالسقوط في أي لحظة ،لتقرر في اجتماع وزاري ،يوم 8فبراير الجاري «التنازل» عن ملكية «ما تبقى» من مسرح سيرفانتيس للحكومة المغربية التي تتعهد بترميمه بالكامل وإعداده الستقبال أنشطة ثقافية وفنية مغربية وإسبانية يكون المستفيد األكبر منها المراكز الثقافية اإلسبانية بالمغرب وبالعالــم ،نظــرا لوفــرة أنشطتها .أما المراكز الثقافية المغربية ،فهي على شاكلة «المركز الثقافي» «ابن خلدون» بشارع الحرية بطنجــة (شــارع النظام الدولي سابقا) الفارغ دوما «إال من الرجا في اهلل» ! بالمناسبة ،هل لوزارة الثقافة «أنشطة» ثقافية بطنجة؟ وكيف يتم استغالل بناية قنصلية بريطانيا العظمى التي اشتراها وزير الثقافة األسبق محمد بنعيسى ليجعل منها مركزا ثقافيا يضاهي المراكز الثقافية األجنبية بهذه المدينة وبالمغرب عامة؟ والسؤال ،لماذا ال تبرم الوزارة اتفاقا لــ «التدبير المفوض» لمراكزها بطنجة ،مع المراكز األجنبية بهذه المدينة ،على غرار التدبير المفوض لمجاالت مدنية «عجزت» البلدية عن تدبيرها بوسائل وطنية ذاتية؟
عزيز كنوني
(�صدق اهلل العظيم)
لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل ،المرحوم
بو�شعيـب ف�ضلـي
وذلك يوم الثالثاء 12فبراير .2019وفي اليوم الموالي ،شيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب ،حضره االهل واألحباب والمعارف ،ودفن بمقبرة سيدي اعمار ،بعد صالة العصر بمسجد محمد الخامس (إيبيريا) بطنجة. وبهذا المصاب الجلل ،تتقدم أسرة «جريدة الشمال» بأحر التعازي ،إلى أرملته السيدة مليكة عبد المالك، وإلى أبنائهما أحمد ونوال وأمال ومونيا ويوسف ومريم وإلى جميع أفراد عائلتي فضلي وعبد المالك وأقاربهم وأصهارهم ،راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان ،وللفقيد عظيم األجر والغفران ،تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ،وحسن أولئك رفيقا.
2
صدقت أيها الزعيـم ..ال يمكـن أن نتسـاوى نحن وأنت ...تقاعدك ال يشبه تقاعدنا
أصبــح لزامــا على المغاربــة اإلعتذار للزعيم األممي والتاريخي والوطني الكبير عبد اإلله بنكيران ،الذي تواضع واشتغل عندنا رئيسا للحكومة ،مضحيا بجزء من وقته وحياته ،واليوم ننتقده ألنه حصل على فتات الدنيا وحطامها الذي ال يدوم، والذي ال يتجاوز سبعــة مالييــن فقط، وتعويض عبــارة عن «رابّيل» ال يتجــاوز 140مليون خالص التقاعـــد االستثنائي للزعيم االستثنائي والقدوة بأثر رجعي أي منذ فاتح مارس .2017 ينبــغـــي إذن أن نعتـــذر نحـــن المغاربـــة ،الذين ال نـــعادل حبــة بصل، لسيدنا بنكيـران فهو ال يتقاضى ســوى سبعة ماليين سنتيـــم ونحن نزعــم أنه يتقاضى أكثر. قال الزعيم األممي بعظمة لسانه «لو كانت فيهم ذرة حياء العتذروا ألنني أتقاضى سبعـــة ماليين فقــط» ..هكـــذا برّر بنكيران حصوله على تقاعد بقيمة 7 ماليين شهريا..يا سيدي يابنكيران إنه ليس فينا ذرة حياء وال نستحق الحياة، وسيقتلنا السم الذي فينا مثلما يقتل السم األفعى ،نحن أفاعي ال نستحقك كما قالت كريمتك سمية ...ال نستحقك ...ال نستحقك..فسحقا لنا جميعا. بنكيران سبق أن تحدى مجموعة من الصحافيين أن يبهلهم «أن لعنة اهلل عليه إن كان كاذبا أو لعنة اهلل عليهم إن كانوا كاذبين» .يا سيدي هاهم طلعوا كذبة وأنت صادق ال يأتيك الباطل من بين
يديك وال من خلفك .ها أنت فقير معدم ال تجد ما تسد به رمقك ،نحن سفلة وحقراء ألننا نعرف أن سبعة ماليين لن تكفيك وأنك ستحني رأسك لاللة نبيلة بنكيران كي تصرف عليك ،تبا لنا ألننا تركنا رئيس حكومتنـا السابـق دون مصــروف ،يلعن أبا السبعة ماليين التي ال تكفي. منتهى السفالـــة أن نحســدك وأنت البطل الهمام على «جــوج فرنـك» ،كما قالت إحدى وزيراتك سابقا ،كيف نحسدك على ذلك ونحن نعـــرف أن الحسد يأكــل الحسنات ،مثلما تأكل النار الهشيم ،وأن عين الحسود فيها عود ،حقا إننا ال نستحق األبطال الذين يضحون من أجلنــا ،فهـل أصبحـــت التضحيـــة ال تســاوي ســوى سبعــة ماليين؟ أحســن مـــا يمكن أن تفعلـــه أيها الزعيم األممـي هو أن تقاضي مــن كذبوا عليك وزعموا أنك تحصل على أكثر من سبعة ماليين ،ونعــرف أنك تحصل على أكثر من تقاعــد ،لكـن ليس من حقهم أن يفضحوك وأنــت زعيمنــا ،قاضهم ونحن معك ،وسنشهد أمام المحكمة أن تقاعدين وثالثة ال تكفي رجال قبل أن يكون رئيسا لحكومتنا ،كان جريئا ورغما عنا كسر صندوق المقاصة وضربـــه بالفــأس وأصلــح التقـــاعــد من خــالل اقتطاعات جديدة وتخفيض المعاشات. وأخيراً ،ال يمكــن أن نتساوى نحن وأنت ،تقاعدك ال يشبه تقاعدنا.
ل.س
حمل يسقط فتاة مغمى عليها بساحة «سور المعكازين» !
سقطت فتاة في ريعان شبابها أرضا، بعد أن انتابتها نوبة إغماء ،صباح الجمعة 15 فبرايرالجاري ،بساحة سورالمعكازين ،الكائنة بوسط المدينة ،مما أثار انتباه المارة الذين تجمهروا حولها في فضول ،الستجالء ما يجري أمامهم ،خاصة وأن الضحية التي كانت مع رفيقة لها سقطت وارتطمت مع رحابة األرض ،بشكل عنيف ،ثم بدت وكأنها جثة هامدة ! رفيقة الضحية ،الشابة كذلك ،بدا عليها الخوف واالرتبــاك ولم تدر ما تفعلــه ،أمام هذا الحــادث المفاجئ لهــا ،حيث حاصرها المتجمهرون بمجموعة من االستفسارات ،حول أمرصديقتها الضحية ،هل هي تشكو مرضا معينا ،أوتنتابها حالة صرع ـ مثالـ لتجيبهم بأن الضحية كانت خرجت على التو من عيادة ،ال تبعد كثيرا من مكان الحادث ،بعد أن خضعت لعملية استهدفت إجهاض حملها. يشار إلى أن الضحيــة ،بعد سقوطهــا، أجلسها بعض فاعلي الخيرعلى كرسي ،جيئ به لها من مقهى مجاور ،ثم تداولوا الحديث بينهم، حول األسبقية ،بخصوص إشعار سيارة إسعاف، أم إشعارالعاملين بالعيادة القريبة !
م .إمغران
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
درد
دردشة ُ ٌ واالبتسامة مرسوم ٌة محاط بأسرته الصغيرة، حين رأيتُ هذا الرجل وهو على وجهه ،واالرتياح بادٍ على أساريره ،وجدْتُني أردد اآلية الكريمة« :ومِنْ آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مود ًة ورحمة». ذلك أن هذا الموظف الذي عين في أقاصي األطلس ،كان يشكو إلى اهلل ما يالقيه من الوحشة والوحدة والغربة ،والبعدِ عن األهل والخالن .فلما سمع اهلل شكواه ،نقله إلى حاضرة من الحواضر التي لها ارتباط بالحياة واألحياء ،واختار له الزوجة الصالحة ،ورزقه األوالد ،ووفر له أسباب االستقرار والعيش الكريم. فإن مع العسر يسراًَّ ، فإذا قرأتم في صلواتكم وخلواتكم قول اهلل تعالىَّ : إن مع العس ِر يسراً .فتمعنوا في معناه ،وخذوا العبرة منه في حياتكم الدُّنيا. ً رحيمة بمواطنيها رحمة اهلل بعباده ،لو َفرت سبل ولو كانت حكوماتنا َ َ االستقرار والطمأنينة لموظفيها وأعوانها ،وآلمنتهم من خوف ،ولوَقتهم شرَّ هذه التعيينات الشبيهة باإلقصاء والنفي والعقاب.
م�صطفى حجاج
3
فإذا كنا ننادي بالجهوية ،ونسميها بالجهوية المتقدمة ،فعلينا أن ننتدب لكل جهة أبناءها من المهندسين واألطباء واألساتذة ،واألطر الكفأة ،ليعملوا على تنميتها وتطويرها ،والرفع من شأنها.
شة
فالجهة ،كل جهة ،بأبنائها البررة ،الذين يبذلون قصارى جهودهم من أجل أن تكون في أعلى المراتب تعليماً وتربية ،وكفاءة ومقدرة. فإذا تحرَّينا وضعهم في األماكن المناسبة ،وتوخَّيْنا قربهم من مساقط رؤوسهم ،وارتباطهم بأقاربهم ومن لهم الحق عليهم .فإننا سنضمن الراحة والسكينة لموظفينا المساكين ،وسنضمن لهم العيش الكريم. وهذا أمر ال يستدعي من مسؤولينا ميزانية معينة ،أو اتخاذ إجراءات استثنائية، وإنما هو تعيين المواطن في مسقط رأسه ،ليتكفل بمن تجب عليه كفالتهم. األمر كما قلت سهل ويسير ،إال أن يكون للموظف طموحات تتطلب نقله إلى مركز أو رتبة أعلى في السلم الوظيفي.
فائض ميزانية بلدية شفشاون الهزيل
لما عرفت رقم فائض ميزانيــة البلديــة لسنـــة ،2018والـذي لم يتعـــد حسب مصدر مسـؤول من المعـارضـــة 43مليـــون سنتيم( 430ألف درهم) وهو رقم هزيل في سادس أجمل مدينة في العالم ،وإن كان قد سجل تحسنا بالمقارنة مع السنة الماضية التي لم يتعد فائض ميزانيتها 10 ماليين سنتيــم ( 100ألف درهم). الفائض يعني التجهيز ،يعني االستثمار ،شق الطرقات وصيانة الشوارع واألزقة ،إحداث تجهيزات القرب من مالعب وحدائق وساحات ومرائب للسيارات ومركبات ثقافية وقاعات للمسرح والموسيقى إلخ، وبصفة عامة تأهيل المدينة لتصبح أكثر جاذبية وأقوى على التنافسية. والعجب العجاب هو أن مدينة شفشاون تقفز درجات من حيث نمو عدد السياح والصينيين باألخص ،مما تنمو معه اطرادا الحاجة إلى بنيات تحتية عامة وسياحية ،وإلى بذل مجهود إضافي من حيث النظافة والصيانة والمراقبة واألمن ،...لكن انعكاس هذا النمو السياحي كمورد يبقى ضعيفا على مداخيل البلدية؛ والشك أن أولي األمر في البلدية لديهم تفسير لذلك. الوضعية الحالية تؤشر على أن المدينة ،كواقع جماعي وأفق، مشلولة أو تنفق أكثر مما تدخل وتنتج؛ وقد يؤدي بها هذا إلى العجز ،أما الضجيج المثار حولها واألغاني واإلشهارات التي صورت بها والروبورتاجات والوثائقيات التي أنجزت حولها فما هي ربما إال فقاعات ال نعرف أين تنفجر ،وهذا قد يكون عائدا إلى خلل في الرؤية االستراتجية والتخطيط ،وقصور في تحديد األهداف واألولويات كما تقول المعارضة االستقاللية ،أو إلى تحبيذ منافع التسيير على التجهيز ،ألن الصرف في األمور الصغرى ،كما يرى أحد المتتبعين للشأن المحلي ،يرى ويلمس
عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
..وفي كلمة تعقبية على المتحدثين أشار األديب محمد األشعري إلى قضايا ذات صلة بأقانيم :الشعر والرواية والعمود منها : ـ الكتابة اإلبداعية ليس لها منجز نهائي.. ـ اعتناق الفعل الكتابي هو اعتناق لالمكتمل ـ الكاتب الحق في وضع تعلم دائم.. ـ شعر السبعينيات مثلوا تجربة خاصة ،ألقت بالمنتظمين في سلكها دفعـــة في معمعان نضالــي سياسي وشغـــف بالصحافة .. ـ فترة السبعينيات ـ رغم قسوتها السياسية ـ اتسمت بخصوبة ونهم ثقافي دفعت إلى قراءة نصوص ومؤلفات كانت مع تجربة شعراء كبار خلفية الكتشاف قارات ثقافية جديدة : قارة الفنون التشكيلية التي كانت لقاحا ثقافيا لتجارب شعراء مع فنانين مرموقين :شبعة ،القاسمي ،بلكاهية.. قارة السينما التي كانت بؤرة تثقيفية بفعل األندية السينمائية.. قارة األغنية بما عرفته من بروز مجموعات «الغيوان» «جيل جياللة».. ـ كان لشعراء العقد السبعيني صوت جماعي في مواجهة االستبداد والظلم االجتماعي..ولما تأكد لديهم أن التغيير ليس هينا كانت إفاقتهم من وهم ،تلتها عودة إلى أسئلة البدء..ولغة الطفولة والحلم..واستدعاء مخزونات الذاكرة واألساطير المؤسسة .. ـ الشعر ليس مسألة ذهنية تقنية ،بل هو في حاجة إلى رافد روحي وجمالي ..
تكاليف التسيير تضغط على منتظرات االستثمار -
األشعري في ضيافة طلبة الماستر والدكتوراه بآداب تطوان2( ..ـ )2
ـ الذين يكتبون الشعر مثل واجب يومي ال ينتجون شعرا بل أفكارا وتأمالت..
عبد الحي مفتاح والينسى ألنه يلبي الحاجات اآلنية والملحة ،في حين أن الصرف في األمـــور الكبرى يدعــو إلى استثمـــار في الجهـد التواصلــي ليكـــون عائده مضمونا لدى األفراد والجماعة.
التجهيز ربما اختارت له بلدية شفشاون طريقا آخر غير طريق صناديقها الفارغة بسبب ضغـــوط التسييـــر وقضـــاء الحاجــات ،وكـــذا استثمارها الكبير في النظافة من خالل تدبير القطاع عن طريق التدبير المفوض ،هذا الطريق هو التحرك الديبلوماسي لرئيسها المهندس محمد السفياني الذي ال يكل، والذي يغطي فراغا كبيرا من خالل المشاريع التي يجلبها والتي تخلق فرصا للشغل ،وتموقع المدينة بشكل متجدد ومستمر في األجندات العالمية والوطنية. وأنا أفكر في هذا الموضوع ومفارقات المدينة وبلديتها الذي تنحو نحو االنغالق على نفسها في مقابل انفتاحها على العالم ،كان رأسي يدعوني إلى الحالق ،وقادتني الصدفة إلى صالون بسيط من عهد السبعينات ،كان الحديث الثنائي ينساب انسياب ماء رأس الماء حول مأساة تأخرنا كأمة الذي حشرنا في خانة االستهالك لكل ماهو جديد تنتجه األمم التي رسمت لنفسها خارطة الطريق فانطلقت كالسهم في األعالي وانخرطت في االنتاج العالمي. كنت أرى نفسي في المرآة وفائض الشعر يسقط شيئا فشيئا، فأضحك إذ فائض الرأس ليس له أهمية رغم كثرة اإلنتاج ،بينما فائض الميزانية الذي تحتاجه القرى والمدن والجهات يعاني من شح خطير، ويرتبط مراكمته ورفعه بعلو فائض الحكمة والحكامة على فائض التهور والتبذير والتبديد.
ـ الشعر لصيــق بتجربة إنسانيــة عميقة ..والكتابة المفتقرة إلى هذا اإلسناد هي تمرينات لغوية فارغة.. ـ عالقة الشعر باللغة بدهية ؛ لكونه مهتما بسياسة تحرير مساحات لغوية لصالح قيم ضد كافة أشكال اإلرهاب اللغوي الراهن ؛ الفايسبوك ومشتقاته ..وهو نمط من االحتالل يتعرض له جسد اللغة ،بينما مهمة الشعر كامنة في تحرير مساحات محتلة لصالح قيم جمالية.. ـ ثمة سؤال مفتعل :لماذا وكيف انتقل شاعر إلى المجال الروائي ؟ ـ ليس هناك جمارك تمنع أحدا من االنتقال من جنس أدبي إلى آخر برخصة من شاعر أو روائي أكبر.. ـ أهم شيء في القارة الواحدة فعل الكتابة التي ترادف الحرية ..وتجربة الحياة الخاصة والمشترك اإلنساني كالهما يفسر ضرورة الكتابة في الشعر أو الرواية.. ـ في الرواية مفاتيح أساس لفهم المجتمعات ..وهي عمل سياسي في العمق.. ـ في روايتي «ثالث ليال» نمذجت لفكرة عدم وجود سلطة سياسية في حضارتنا لم تتخذ من قهر النساء جزءا من حقيقة تحكمها .. ـ أنا مدين في تجربة كتابة العمود للمرحوم مصطفى القرشاوي . ـ فكرة العمود انطلقت لدي صدفة بعد تصرف حكومي مثير للسخرية.. ـ تجربة كتابة العمود كانت من أصعب التجارب التي مررت بها ؛ ألني كنت موضوع مساءالت ألسبـاب وجيهـــة أو تافهة.. كانت كتابة العمود مع المرحومين عبد الكريم غالب وعبد الجبار السحيمي ومصطفى القرشاوي وخالد مشبال.. ومع محمد األشعري حفظه اهلل محنة ثم صارت منحة..
4
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
من دفاتري
�أوراق مغربية
�سل�سة جديدة 19فبـراير 2019
الوزير مول السنيدة
كالم
عابر
العثماني والحشرة القرمزية و ...الهندية ! رئيس الحكومة يستطيـع أن ينشر على المأل «إنجـــازات» حكومتـــه ويعددهــا و «يضخمهــا» و «يتحدى» الخصوم ،خاصة من سبقوه إلى كراسي الحكم ،بمقارعتهم بالحجة والبرهان ،ويطالبهم بتقديم لوائح إنجازاتهم يوم كانت األمور بيدهم ،ولعله يقصد االستقالل واالشتراكيين ،واألحرار ،بوجه خاص ! من حق العثماني أن يرسم صورة وردية عن المغرب« ،البيجيدي» تحت قبة البرلمان، وأن ينفي وجود حاالت من اإلحباط واليأس بين صفوف المغاربة ،وينفي أيضا أن األوضاع االجتماعية ليست على النحو الذي يتم ترويجه من طرف منتقدي ومعارضي الحكومة. وهذا صحيح ،ألن الوضع أفظع وأسوأ مما يصفه به المنتقدون !... العثماني ال يرى في ما يقاسيه المغاربة من إحباط أكثر من «واقع مزعج قليال»، بدليل أن هجرة األدمغة الوطنية ال تمس سنويا سوى 8آالف إطار مغربي عالي المهارة من القطاعين العام والخاص،وأن ما بين 600و 800مهندس مغربي فقط ،يهاجرون أيضا ،سنويا ،بحثا عن فرص عمل محفزة وظروف عيش جيدة وكريمة خارج المغرب وأن عدد األطباء المغاربة المسجلين في هيئات األطباء بفرنسا ،ال يتعدى )!( 7000وأن الوكالة الفرنسية للتنمية لم تستطع في تقريرها السنوي ،إحصاء أزيد من 17بالمائة، من حاملي الشهادات العليا بالمغرب ،الراغبين في مغادرة وطنهم ،نحو الخارج ،بحثا عن مناصب شغل تليق بمستوى التحصيل العلمي الذي نالوه خالل مسارهم الدراسي ،وذلك بسبب انسداد اآلفاق بالمغرب! .......... ولكن هذا الواقع «المزعج قليال» في نظر العثماني ،توجد به جوانب سارة ،تحتمل «الفرح» أيضا بفضل «اإلنجازات» التي يشهدها على عهد البيجيدي الزاهر والزاخر بالمكرمات. ويتجلى ذلك الواقع «المفرح» في الحد من الفوارق المجالية بعد إنجاز عدد «ضخم» من الطرق أو المسالك ،وصيانة الموجود منها ،وتبقى المنجزات األكثر إضاءة ،في ما تم تحقيقه في ما يخص مجال التعليم والصحة ،اهلل اهلل ! .......حيث أنجزت الحكومة ثلث البرنامج الذي وضعته والممتد لغاية ،2027كما أنجزت خُمس العمليات المبرمجة بخصوص الماء الصالح للشرب .بالرغم من أن الحد من الفوارق المجالية واالجتماعية «مسألة معقدة ومتعددة األبعاد» وتقتضي تضافر جهود متدخلين عديدين .إال أن رئيس الحكومة تدارك األمر وأعلن أن هذه المسألة تبقى في صلب ورش الجهوية المتقدمة (على ماذا ،وبالنسبة لماذا) باعتبارها «المدخل األساسي لكل تنمية اقتصادية واجتماعية من خالل تعزيز دور الجهات وتمكينها من بناء نموذجها التنموي الخاص»...... حبذا لو مكنتم هذه الجهات من النصوص التنظيمية التي يبدو أن إلياس العماري «أزعجكم» حين ذكركم بها وبالوضع المالي المزري للجهات ولجهة طنجة بالذات ،خالل زيارة «الخطب» التي قمتم بها مؤخرا ،إلى هذه الجهة ،للوقوف على أوضاعها كما قلتم، لتخلصوا إلى أن المشكل األساس الذي تشكو منه جهة طنجة تطوان الحسيمة ،هو التفاوت المجالي ،وكفى اهلل المؤمنين القتال ! ولعل تفاؤل العثماني بما حقق من منجزات دفعه إلى أن يطالب المواطنين أن يتطلعوا إلى المستقبل بتفاؤل .كما يفعل هو ،حيث إنه ال يشعر «بهذ الشي ديال اإلحباط واليأس» بتعبيره ،حيث إنه يستيقظ في الصباح ،دون قلق أو هاجس شاغل ،و «يبسمل» ويشرع في «الخدمة» خالي الذهن والبال ......متفائال مستبشرا ! ولم يفت رئيس الحكومة أن يوجه تهديدا «مبطنا» لـ « شي مشوشين» «ونحن عارفين هذ الشي» يقول ،ولكنه نبههم إلى أن يفهموا أن هذا البلد سوف «يطلع» بإذن اهلل ،وسيصبح «شامة» بين األمم .ولعل ما يقصد بالشامة « ،خال» الزين...وهو ما نتمناه كلنا ،لبلدنا ،من طنجة للكويرة التي ال نعلم عنها شيئا ،إلى اآلن ! وحتى يقطع الطريق أمام المشوشين ،رفع في وجوههم شعار «الالءات الثالث» :ال للتشويش ،ال للتيئيس ،ال للتبخيس ! مشددا على أن «جميع» التقارير تؤكد تقلص الفقر المدقع والهشاشة والفوارق االجتماعية ،في المغرب ،وصار علينا نحن «المداويخ» بوصف وزير «كردعه» استعمال هذا الوصف في حق نشطاء حركة «المقاطعة» ،أن نعترف بذلك، بل ويجب على األحزاب التي تنتقد الحكومة أن تخبر المغاربة بما فعلت عندما كانت في الحكومة ! سعد الدين العثماني ،كان يبدو حازما وواثقا حين أعلن أن الحكومة «عازمة» على مواصلة اإلصالح ،وأنها ستواجه حمالت التبخيس واألكاذيب ،وأنها« ........ستستمر ! ( رغم الداء واألعداء ،كالنسر فوق القمة الشماء ....،أبو القاسم الشابي). من جهة ثانية ،وحتى يثبت أنه واع بأدق المشاكل االجتماعية ،وفي شتى المجاالت، دعا العثماني مزارعي الصبّار إلى استبدال النبتة الحالية التي تُزرع في المغرب بأنواع أخرى مقاومة للحشرة القرمزية ،التي أثرت بشكل كبير على محصول الهندية في السنة الماضيةّ ، وأن وزارة العزيز أخنوش ،صاحب «الصندوق» المعلوم ،على أتم االستعداد لدعم مزارعي الهندية الوطنية ومواكبتهم في بحثهم عن هندية ال تنال منها الدودة القرمزية! وحين أعلن العثماني ،وبكثير من الحزم واإلصرار ،أن الحكومة ستستمر ،فإنه كان يعلم مع من يتكلم ،ولمن يوجه الكالم. وآسيدي ما في كالمك عيب ،استمروا في حصد «شهادات» اإلشادة واإلعجاب و... األحالم ،إلى أن يستجيب الفالحون إلى دعوتكم الكريمة ،باستبدال نبتة الهندية بأنواع أخرى من أرض اهلل الواسعة ،ال تنال منها الحشرات القرمزية.......استمروا ،ال مشكلة لنا في استمراركم ،إلى أن يتغلب الفالحون على الحشرة القرمزية ،ويتوجهوا إلى زراعة أنواع أخرى من الهندية ،بمساعدة خزائن «المغرب األخضر» التي قد تستنفذ قبل صيف ،2021 ونبقى نحن ،آنذاك ،بدون حكومة ،والفالحون بدون هندية !!!....
ع .كنوني
الوزير الداودي ،مول السنيدة ،عاد ليخلق حالة من الفوضى داخل البرلمان ،حين تعمد اإللقاء بالالئمة على األغنياء في ما يخص انتشار الفقر بالمغرب .حدث ذلك خالل جلسة األسئلة الشفاهية حيث عاد ليؤكد أن الفقراء ال يستفيدون إال بنسبة قليلة من صندوق المقاصة ،خاصة في ما يتعلق بالبوطا ،حيث إن المستفيدين الحقيقيين من امتيازات صندوق المقاصة ،في هذه الباب ،هم األغنياء الذين يستعملون الغاز المدعم في مشاريعهم الخاصة ،على حساب الفقراء. الداودي تمادى فـي «تبوريدتـه» ،كعادته كلما أخذ الكلمة بالبرلمان ،ووجه االتهام إلى جهات سياسيــة ،بعرقلـة مشاريــع محاربة الفقر ،بـ «شرائهم» أصوات الفقراء ،وقت االنتخابات ،وفق ما تناقلته بعض المواقع اإلخبارية. بعض نواب المعارضة طالبوا الداودي باحترام المغاربة الذين ال يعرضون ذممهم للبيع والشراء ،كما وجهوا انتقادات الذعة للحكومة بخصوص تعاطيها مع موضوع الفقر بالمغرب ،األمر الذي رد عليه الوزير الداودي بأن الفقر ال يحارب بالدعم المالي وحده ،بل بالتوعية والتعليم والمعرفة ،وهو بالضبط ،ما فشلت فيه الحكومة، إلى اآلن ،من أجل تحسين حياة المواطنين ،متوقعا أن يساهم السجل االجتماعي الموحد في التقليص من هذه الظاهرة. ويبقى السؤال :ما منع الحكومة من أن توقف استغالل األغنياء لحقوق الفقراء في «البوطا» المدعمة وفي أمور أخرى ، بل و في حماية الفقراء من «جشع» األغنياء الذين قال عنهم في برنامج إذاعي ،األسبوع الماضي ،إنهم «يعرقلون تقدم المغرب باستغاللهم للفقراء»؟! فلم ال تتدخل الحكومة ،بما تملكه من اختصاصات وما تتوفر عليه من إمكانات ،لحماية الفقراء وكسر عظام األغنياء ؟ خطاب انتخابي ليس إال ،إذ نحن نعلم ،والوزير الداودي يعلم ،والمغاربة ،فقراء وأغنياء ،يعلمون ،أن سلطة المال ال تقاوم بالخطب ،وال بالعنتريات ،وأن الحكومة الحالية ،أضعف من أن ترفع العصا في وجه األغنياء ،خاصة حين يجتمع المال والسلطة والنفوذ، في اليد الواحدة. DDDDDDD
تعيينات «قلب شقلب» مرت التعيينات األخيرة في مناصب الوالة والعمال ،دون أن تثير كبير اهتمام ،سواء على مستوى وسائل اإلعالم ،أو داخل مدن العماالت واألقاليم المعنية ،حيث بدا واضحا أن االقتراحات المقدمة بهذا الخصوص لم تخرج عن دائرة «الموجود» ،باستثناءات قليلة ،أهمت أشخاصا على عالقة «مهنية» في السابق ،أو إدارية، مع بعض المسؤولين ،األمر الذي كتبت بشأنه جريدة «الصباح» نهاية األسبوع الماضي ،أنه تم نهج سياسة «قلب شقلب» في هذه العملية التي شملت ستة والة وعددا من العمال. من بين االستثناءات القليلة ،تعيين المدير العام لصندوق الضمان االجتماعي ،سعيد احميدوش الذي عين واليا على جهة الدار البيضاء سطات ،إلى جانب كل من محمد الصديقي ،الكاتب العام لوزارة الفالحة ،الذي عين في منصب وال على الجهة الشرقية، والحبيب ندير الكاتب العام لوزارة الجالية المغربية والهجرة ،الذي عين عامال على إقليم سيدي قاسم ،وبرشيد بنشيخي ،القادم من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش الذي تولى عمالة إقليم العرائش. العملية «تميزت» بتغيير المواقع بين بعض الوالة ويتعلق األمر بمحمد مهيدية والي الرباط سال القنيطرة ومحمد اليعقوبي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة. عملية تبادل المواقع أهمت أيضا عددا آخر من الوالة والعمال. المالحظ أن عملية تبادل المواقع ،غير مقنعة بالنسبة للذين يعتبرون أن التداول ،بدل التبادل ،عملية صحية ،يكون من شأنها إعداد جيل جديد من المسؤولين ،والة وعماال ،بأفكار جديدة وأساليب عمل مغايرة لتلك التي دأبت الداخلية على تلقينها لمسؤولي اإلدارات الترابية والتي ال تخرج عن األنماط المتداولة في اإلدارات المركزية المحكومة بتقاليد وأعراف ال تقبل االجتهاد. فهل ينجح الوالي مهيدية في إقناعنا بأن لديه ما يضيف؟ DDDDDDD
البرلمان يخذل الداودي التعليم «فابور» للجميع «فابور» ال تعني هنا «صدقة وال جميال» ،المقصود بهذه الكلمة أن األسر المغربية لن يطلب منها مصاريف معينة أو إضافية لتسجيل أبنائها في المدارس العمومية خارج ما هو معروف ،بعد أن «تفصح» الوزير الداودي تحت قبة البرلمان وقال للمغاربة ما معناه أن من يريد تعليم أبنائه يجب أن «يدخل يده في جيبه» يعني أن يدفع ! البرلمان سحب المادة 48من مشروع القانون المتعلق بمنظومة التربية والتعليم التي تقر بمساهمة األسر الميسورة في تمويل التعليم بالقطاع العام بأداء رسوم التسجيل من «طاق طاق
عزيز گنوني
azizguennouni@hotmail.com حتى السالم عليكم» البرلمان خيب في هذا الشأن أيضا انتظارات المجلس األعلى للتربية والتكوين الذي ضمن «رؤيته» االستراتيجية 2015ـ ،2030 مادة تلزم األسر الميسورة باألداء ،ال سيما بالتعليم العالي ،متناسيا أن المغاربـة ،جميعهــم ،فقــراء وميسوريـــن وأغنيـاء« ،يغـذون» ــ مبدئيا ــ الخزينة العامة ،وهي مصدر اإلنفاق العام بالنسبة لسير أمور الدولة. واآلن ،ما رأيك السي الداودي ؟ العوض على اهلل ! DDDDDDD
المساعدة الطبية على اإلنجاب المغرب يتوفر منذ اآلن على قانون «متقدم» يخص مساعدة األزواج اللذين يتعذر عليهم اإلنجاب بصورة طبيعية ،لسبب من األسباب ،أن يلجؤوا إلى المساعدة الطبية في هذا الشأن ،ولكن بشروط .بعضها يخص المؤسسات الطبية الممارسة لهذا النوع من التدخالت ،كما تخص الراغبين في االستفادة من تقنيات الحمل المساعد طبيا ،ومن هذه الشروط ،تجريم االستنساخ البشري وانتقاء النسل والحمل لفائدة الغير والتبرع باألمشاج واللواقح أو المتاجرة فيها أو استحداث اللواقح واألجنة إلجراء البحوث عليها. المشروع تضمن عقوبات شديدة لردع الممارسين أو المستفيدين من تقنية اإلنجاب المساعد طبيا ،قد تصل إلى عشرين سنة سجنا مع غرامة من 500ألف إلى مليون درهم. ومن بين الممارسات المجرمة استحداث لقيحة بشرية ألغراض تجارية أو صناعية أو ألغراض أخرى غير المساعدة الطبية على اإلنجاب ،كما عرف المشرع العمل على انتقاء النسل ،عبر ممارسات تهدف إلى التدخل في الرصيد الجيني للجنس البشري قصد تغييره أو العمل على انتقاء األشخاص ،أما االستنساخ فإنه يعني استيالد طفل مطابق جينيا لشخص آخر حيا كان أو ميتا . والقانون يضع عقوبات أخرى ضد ممارسات تدخل كلها في حماية الجنس البشري واحترام الحياة وخصوصيات األزواج. مجال االستغراب هنا كيف أن هذا القانون وقع تمريره دون أن تنتفض» اللحى المرززة» لتحريم «التدخل في ملك اهلل ومشيئته»، تماما كما فعل فقهاء التزمت ،حين سأل بعض التافهين عن قول الشرع في الجراحة التجميلية ،فكان الجواب التحريم الكلي ،ألن الخلق خلق اهلل والصورة عدلها اهلل سبحانه وتعالى الذي ال ينظر إلى صورنا ،بل إلى قلوبنا وهي مليئة بحب اهلل وباألمل في رحمته الواسعة وغفرانه الكريم. DDDDDDD
أطفال الشوارع أمر عظيم أن تهتم رئاسة النيابة العامة بقضية أطفال الشوارع وتوجه تعليمات محددة إلى مختلف محاكم المغرب ،بهدف االهتمام باألطفال في وضعية صعبة أو المتخلى عنهم أو أطفال الشوارع ، بهدف القضاء على هذه الظاهرة, دورية رئاسة النيابة العامة تحظ السلطات القضائية المعنية على التعامل مع هذه الفئة بما يلزم من العناية والرعاية وبتفعيل دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال في وضعية صعبة ،عموما وأطفال الشوارع بصفة خاصة، ظاهرة أطفال الشوارع كثيرا ما كانت موضوع تقارير إخبارية طلعت في العديد من المنابر اإلعالمية إال أن األمر ووجه إلى اآلن بالتجاهل التام من طرف مختلف القطاعات المعنية مباشرة بالموضوع .وهو ،ال شك ،ما ضاعف من استفحال هذه الظاهرة حيث توجد اليوم جحافل من هؤالء األطفال يعيشون طلقاء بالمدن الكبرى ،على التسول والسرقة واالعتداء على الناس باستعمال العنف ،خاصة وهم مدمنون على المخدرات المتاحة، كشم السيليسيون وثاني أكسيد الكربون الذي يتلقونه من أفواه أنابيب انفالت غاز السيارات ،أو بالحصول على األقراص المهيجة الرخيصة أو حتى بشرب أسوء أنواع الخمر الرديء بعد إضافة مقادير من كحول النار. وال تخلو منهم حارة من حارات المدينة ،حيث يتجمعون عادة بأبواب المطاعم والفنادق والمقاهي وينامون بأبواب العمارات أو بالساحات العمومية أو بالمحطات الطرقية أو على أرصفة الشوارع الكبيرة .....ما يشكــل خطــرا على المواطنيـن وتهديــدا حقيقيــــا لسالمتهم. نتمنى أن تحرك دورية رئاسة النيابة العامة ذوي النيات الحسنة في مختلف مواقع المسؤولية ،من أجل التعاطي مع هذه الظاهرة المشينة بما تتطلبه من عزم وحزم ،وأن يعمل الجميع على القضاء عليها بما يخدم إنسانية هؤالء المواطنين الذين جرتهم ظروفهم التعيسة إلى وضعية التشرد والضياع.
ع .كنوني
العدد 981
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
حركة 20فبراير ...انطالقة حماسية ثم تدهور في األداء و اختفاء عن الساحة و إحياء لذكراها بصيغة محتشمة كل سنة أخيرا تجرأ المغاربة… وخرج مئات اآلالف في أكثر من 54مدينة و قرية ،متفائلين بعدما عايشوا نجاح الثورة البوعزيزية التونسية وثورة 25يناير المصرية ،ورغم أن المطالب كانت مختلفة إال أن المحرك واحد :غالء المعيشة ،البطالة ،التهميش ،إهدار المال العام ،وهذا ما جعل الشعارات متقاربة« :الشعب يريد التغيير»« ،نريد مغربا حرا وديمقراطيا»« ،من أجل الكرامة، اإلنتفاضة هي الحل». ال منازع أني أتحدث عن حركة 20فبراير ،من أكبر اإلحتجاجات الشعبية التي عرفها المغرب الحديث ،نادَى المحتجون خاللها بإصالحات سياسية جذرية ،أهمها وضع دستور جديد وإطالق سراح كافة المعتقلين السياسيين ،اعتقادا منهم أن طِينة الخيارات السياسية هي أساس المشاكل اإلجتماعية واإلقتصادية للبالد. وقد جاءت اإلستجابة سريعة نوعا ما ،ومغطية ألبرز المطالب ،ففي خِطاب التاسع من مارس أكد الملك محمد السادس على ضرورة تشكيـل لجنـة لتعديل الدستور والذي ْ سيأتي لتعزيز فصل السلط ،توسيع مجاالت الحريّت الفردية والجماعية ،تقوية ُ منظومة حقوق اإلنسان... وفي أقل من 4أشهر أُجري إستفتاء الدستور، اإلستفتاء الذي شارك فيه ما يقارب 10مليون مغربي ،حيث صوتت األغلبية الساحقة على تأييدها للتغيير 98.5 ،بالمائة من الذين أَدلوا بأصواتهم قالوا نعم النتخــاب الحكومـة من قبل الشعب ،نعم للمحاسبة وتنقية المحيط الملكي من المفسدين. اليـــوم ،وبعــد مــرور 8سنـوات على أول تجمهر سياسـي مغربـي في عهد الملك محمد السادس ،نتساءل ،إلى أي مدى حقق المواطن المغربي ذلك التغيير الذي كان يطمح إليه؟ ما هو واقع الحياة السياسية المغربية اآلن؟ وما هي األخطاء التي وقعت فيها حركة 20 فبراير وكانت سببا وراء انطفاء شعلتها بسرعة البرق .ليشهد التاريخ أن حركة 20فبراير كانت عامال رئيسيا وراء خروج أزيد من 190معتقل سياسي في 14من شهر أبريل من نفس السنة ،وأن على يديها فك المغاربة عقــدة الخــوف من السلطـة و تعويضهــا باإلحتـرام المتبـادل ،وحصلوا بعدها على مساحات كبيرة من التعبير الحر ،مساحات ما كانوا ليحلموا بها في الماضي . ليشهد العالم أن بعد تعديل الدستور ،شهدت المملكة المغربية انتخابات برلمانية مبكرة، ففي يناير 2012وألول مرة بعد اإلستقالل يخرج للوجود السياسي برلمان يمثل فعال خيار الشعب ،حدث وأن كان لنا ائتالف حكومي بقيادة حزب العدالة والتنمية ،الحزب الذي كان يعكس إرادة الشعب حِينها .ليشهـد التاريخ أن حركة 20فبراير وبطريقة غير مباشرة كشفت المستور، فظهر السياسيون اإلسالميون على حقيقتهــم ...لن ينسى المغاربة خذالنهم لهم وتراجعهم عن زعمهم بمتابعة ناهبي المال العام. فعبارة «عفا اهلل عما سلف» أكــدت للشعب أنه ال يوجد بين القنافذ أملس ،وأن النزاهة ضرب من الجنون في عالم السياسة ،وأن اإلصالح والعدالة ليسا أكثر من شعار وهمي .فال زال اقتصاد الريع ينهش في خيرات بالدنا ،وال زالت الرشوة وحدها تكلف اقتصادنا 2بالمائة من نسبة النمو .ال زال سرطان الفساد يفتك بالشرائح اإلجتماعية الهشة ،ويسرق من كل مغربي حر فرحة انتخابات نزيهة وقضاء مستقل وحكامة في تدبير أهم القطاعات اإلجتماعية اإلستراتيجية. ليس من الدقة في شيء ،اإلعتقــاد بأن ظاهــرة اإلحتجاج السلمي الميداني ظاهرة جديدة أو طارئة بالمغرب .فهي الزمة ثابتة واكبت معظم منعرجات وتموجات تاريخ «المغرب المستقل» ،مع تسارع في الوتيرة ملحوظ خالل العقدين األخيرين العتبارات ودواعي يضيق المجال هنا للتفصيل فيها. وعلى هذا األساس ،فإن حركة 20فبراير 2011لم تكن األولى من نوعها في هذا المضمار ،وال كانت حدثا استثنائيا يكسر القاعدة أو يؤسس للمفروض أن يكون .إنها ،دون شك ،امتداد لما سبقها من احتجاجات شعبية ،كانت تنفجر هنا أو هناك كردة فعل على سلوك من لدن الدولة طائش ،أو نتاجا طبيعيا لسياسات عمومية كانت تفتقر ،ال بل تشكو خصاصا رهيبا بمقياس مبدأي اإلنصاف والعدل .ومع ذلك ،فقد كان للحركة- حركة 20فبراير -ميزات انفردت بها دون ما سبقها من تحركات جماهيرية ،أو لنقل كانت لها نكهة خاصة لم نعهد مثيال لها من ذي قبل. فالحركة كانت منذ نشأتها ذات طبيعة شبابية صرفة ،ال نكاد نلوي من بين ظهرانيها على شيوخ األحزاب أو النقابات أو الجمعيات األهلية ،الذين اعتادوا تصيد هكذا مناسبات للظهور بمظهر النضال أو االدعاء باإلحساس بنبض الشارع .هذه الخاصية توحي بتحرر الحركة من أية صبغة أيديولوجية جافة قد تدفع بجهة تصنيفها ضمن هذه الخانة أو تلك .وتوحي أيضا بدرجة متقدمة من اإلنسجام بين عناصرها المختلفة ،العلمانية/الحداثية منها كما ذات المسحة اإلسالمية على حد سواء ،تماما كما الشأن بحركات تونس ومصر وليبيا ،وإلى حد ما
5
إعداد :لمياء السالوي lamiae.s.81@gmail.com
اليمن وليبيا ،حيث اصطف العلماني إلى جانب اإلسالمي ،صاحب المطلب العام ،كما المتبني للمطالب الفئوية سواء بسواء. اليوم ،يحق لنا أيضا أن نطرح السؤالين التاليين :ما الذي بقي من هذه الحركة؟ وما السر الذي ثوى خلف انحسار مدها وتراجع بريقها لدرجة تبدو اليوم وكأنها زهرة ذابلة ،ال لون لها وال طعم؟ نزعم أنه لم يبق من حركة 20فبراير الشيء الكثير ،اللهم إال شعارات هنا وهناك ،بهذه المدينة أو تلك ،أو استحضارها هنا وهناك ،أو اإلتيان على تسميتها من باب الذكرى ،بهذا الملتقى أو ذاك. ليس في األمر تشفيا أو تحامال على الحركة ،فما بالك أن يكون نزوعا ما من لدينا للتقليل مما قدمت ،أو لزرع اإلحباط في أعضاء منتمين لها ،لكن قولنا بأنه لم يبق منها الشيء الكثير، إنما حجتنا فيه بعض المعطيات ال يمكن للعين أن تخطئها حقيقة على أرض الواقع ،فالحركة لم يعد لها ذاك الوهج الجماهيري الكبير الذي واكب نشأتهــا ،واإلنتفاضات العربيــة على أشدها ،بل عرفت تراجعــا في مدها ،وليونة في شعاراتها ،وتواضعا كبيرا في مطالبها. وأستطيع أن أجزم أيضا أن في كل مرة يكون إحياء الحركة لذكرى انطالقها باهتا ،وجوه من خرج تبدو عليها الخيبة والحسرة ،وهي تخترق الشوارع الكبرى ،تخترقها غير الوية على شيء يذكر. لألسف الحركة لم تستطع إفراز زعامات تؤسـس لهــا المرجعيــة ،توضح لها الرؤية، وترسم لها اإلطار واآلفاق المستقبلية، فهي اشتغلت بالفضاء العام تحديدا ،بطرق عفوية ،غير محسوبة الخطى ،وبنفس بدا من أول وهلة أنه لن يستطيع اإلستمرار طويال. صحيح أن الحركة «شبابية» بامتياز وغير متمرسة ،رفعت شعارات قوية ،بعفوية مطلقة ،ودونما حسابات كبيرة لردود الفعل ،ال سيما من لدن أتباع السلطة وتحديدا من لدن من استهدفتهم الشعارات باإلسم والصفة ،بالهتاف ضدهم جهرا وعالنية ،كما بتمريغ صورهم على األرض وحرق بعضها. هذا صحيح ،لكن نقطة ضعف الحركة ربما تمثلت في عدم استعانتها بنخب سياسية، ومثقفة تحديدا ،تحتكم للتجربة والحنكة في التعامل، تساعدها في بناء اإلطار وتجذيره ،وفي تحويل الشعارات إلى برنامج عمل ممتد في الزمن والمكان، يضمن للحركة إياها القوة وبعد ،اإلستمرارية، ويضعها بموقع المحاور األساس عندما تضع موازين القوى السلطة وأطيافها في الزاوية. هذه لربما كلها أسباب ومعطيات أدت بحركة 20 فبراير ،ليس فقط إلى اإلنحسار والتقهقر ،بل ودفعت بالعديد من مريديها إلى التراجع والتحفظ ،ال سيما في ظل مناخ ما بعد «اإلصالحات» ،الذي بدت معه السلطة كما لو أنها قد أوفت بما تمت المطالبة به، وأن إمعان الحركة في الخروج المتكرر إلى الشارع لم يعد له من مبرر يذكر ،اللهم إال التجاوز على القانون والنظام العام ،المفضيان حتما للمنع ثم المتابعة والعقاب. مقابل ذلك ،ولربما في صلبه ،قد يالحظ المرء أن ثمة أسباب أخرى ،موضوعية إلى حد كبير ،جعلت مد الحركة يتراجع ،والمتعاطفين معها يتحفظون على اإلستمرار تحت معطفها بهذا الشكل أو ذاك :فاالنتفاضات العربية بتونس ومصر وليبيا ،لم تجن الشيء الكثير من «حاالت التغيير» التي أدركتها ،بل أفرزت ،عوض الحرية والديمقراطية الموعودتين ،تطاحنات على السلطة ،واستقطابات للنخب من حولها أو بالقياس إليها ،وتجاذبات ،ال بل وتطاحنات بات الكل في ظلها مع الكل ضد الكل. «اإلنتفاضات العربية اكتفت بتغيير بعض من أوجه النظام ووجوهه ،لكنها لم تستطع تغيير أدواته ،وال امتلكت القدرة على تغيير المنظومة ،وهو ما أدركته حركة 20فبراير». ويبدو لنا ،بهذه النقطة ،أن حركة 20فبراير ،أو جزء كبير من مكوناتها ومريديها ،قد أدرك أن األفضل ،والحالة هاته ،هو لربما اإلرتكان إلى حاكم غشوم عوض النبش في إثارة فتنة قد تدوم ،ستتطاحن في ظلها ال محالة ،المذاهب والطوائف والقبليات والنعرات واإلثنيات واألقليات ،في عودة للجاهلية لن يسلم منها األخضر وال اليابس. فكل عام و حركة 20فبراير بخير ،و كل عام و المغرب تحت لواء الملكية بألف خير ،هذه الملكية التي تزيد المغاربة فخرا و اعتزازا على مدى العصور...
العدد 981
6
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
الموسيقى األندلسية المغربية نموذج للتفاعل واالمتزاج الحضاري ()2/2 مدارس الموسيقى األندلسية المغربية:
بعد استقالل المغرب مباشرة قام المسؤولون عن الشأن الثقافي والفني في شخص المرحوم األستاذ محمد الفاسي بتوجيه عناية خاصة إلى هذا التراث واالهتمام به فاحتضنته وزارة الثقافة ،وتأسست األجواق الموسيقية في مدن تطوان والرباط وفاس ومكناس وسال وشفشاون وآسفي ووجدة ومراكش ،وأصبح لكل جوق رواده وعاشقوه ،الغاية من ذلك هو الحفاظ على هذا التراث بكل ما يحتضنه من ألوان وأنماط ظل يشكل في جوهره النموذج الرائع لإلبداع البشري ،بما يقدمه للجيل الحاضر من روائع فنية تسمو بذوقه ،وتهبه الحصانة ضد ما يسترخص من األلحان ويستهجن من اإليقاعات« .ولقد حافظت المدرسة المغربية دون الجزائرية والتونسية على أصالتها ولم يعتروها ما اعتور جارتيها من عوامل التأثير العثماني» .وتعتبر مدن الشمال المغربي أكثر حفاظا على تلك األصالة وخصوصا مدينتي تطوان وشفشاون الحتضانها ألكبر جالية مهاجرة من األندلس لدرجة أصبحت فيه مدينة تطوان متميزة من بين مدن المغرب بإجادة أهلها – رجاال ونساء-للموسيقى األندلسية كما يذكر مؤرخها محمد داود في كتابه تاريخ تطوان (المجلد الرابع /ص.)407 : ويعتبر قدوم الفنان األصيل األستاذ محمد العربي التمسماني إلى مدينة تطوان من طنجة مسقط رأسه ،خطوة مهمة في تجديد وانتعاش وتأصيل الموسيقى األندلسية بهذه المدينة ،فقد عين مديرا للمعهد الموسيقي بتدخل من الزعيم عبد الخالق الطريس ،فوجد فيه أعالما كبارا من األساتذة االسبانيين والمغاربة فوهب حياته للبحث عن التناغم وتطوير الفن الراقي فتولى رئاسة وتدريب جوق المعهد التطواني ،حيث خطا به خطوات نحو اإلبداع ،وكان يضم نخبة من أمهر الحفاظ والعازفين من أمثال الفنان عبد الصادق اشقارة وأحمد الشنتوف ومحمد حيون ،والمختار امفرج وأحمد احرازم والعياشي الوراكلي وأحمد البردعي ومحمد بن عياد؛ وكلهم من أبناء مدينة شفشاون الذين انتقلوا إلى تطوان للعمل ضمن الجوق التطواني .وشكل هؤالء جميعا النواة األساسية للجوق الذي مثل المغرب في عدة ملتقيات ومهرجانات دولية. والموسيقى األندلسية في نظره «تتكون من أربعة أغصان أساسية وهي :حلة بهية، ورتبة علية ،ونغمة ذكية ،ونفوس رقاق. فالجوق يجب أن يكون في حلة بهية وال يمكن أن تعزف هذه الموسيقى في الشوارع ،بل يجب أن تكون على مسرح مرتفع أما النغمة الذكية فال يمكن أن يؤديها أي جوق كيفما اتفق ،بل يجب أن يكون مركبا على قواعد موسيقية، عالما بأصول ما يؤدي ،أما الذي ينصتون إلى هذه الموسيقى فهم أصحاب النفوس الرقاق واألرواح الرهيفة ».إضافة إلى أنه كان من فرسان آلة العود ينفرد بطريقة خاصة في التحكم في المضراب (السطعة) إذ كان يثني ويثلث أثناء النقر على األوتار ،بل يستطيع العزف دون خضوع للحركة اإليقاعية ،أي في الزمن المضاد ،إذ يلون بين الفراغات ،حتى تخاله في حالة شرود إيقاعية حتى تفاجأ بخلقه لجملة غير منتظرة ،تعيد األمور إلى نصابها، وتجعل المتلقي في حالة انبهار قصوى .لقد كان بحق فنانا موسيقيا مبدعا نذر حياته للبحث عن االنسجام بين األدوات الموسيقية والصوت والكلمات والجمل وبين القوافي واإليقاعات بلغت حدا من التناغم لم يعد معها شعور بالغربة .ويعتبر أول من أدخل العنصر النسوي في الطرب األندلسي ،كما قام بإدخال علم (الصولفيج) إلى حظيرة التراث األندلسي بعدما تبين له موافقة هذه الموسيقى ألصول هذا العلم وخضوعها لكل قواعده وخاصة الميازين ،إضافة إلى قيامه بتصحيح عدد من األخطاء الموسيقية التي اعترت التراث األندلسي على مر العصور ،ثم توحيده للصنعة األندلسية خاصة وأنه وجد اختالفا ملحوظا بين الصنعة التطوانية والصنعة الفاسية ،واستعماله اآلالت الثابتة وبعض آالت النفخ الهوائية مثل (الكالرينيت) التي تتالءم وطبيعة الجمل الموسيقية للطرب األندلسي ،كما أعطى مجموعة من النظريات الفنية القائمة على قواعد علمية دالة على إلهامه الواسع بألوان الموسيقى وموسيقى الشعوب. لقد خدم محمد العربي التمسماني الموسيقى األندلسية بعطاءاته ومجهوداته المتواصلة فأسدى بذلك خدمات جليلة لهذا التراث الفني في المغرب. أما مدينة شفشاون فقد نافستها في هذا المجال وزودتها بمجموعة من أبنائها الذين انتقلوا إليها لممارسة هوايتهم كما سبقت اإلشارة إلى ذلك. فقد احتلت الموسيقى األندلسية بها مركزا مرموقا ما زالت محافظة عليه إلى اليوم وذلك بفضل مجموعة من فنانيها الكبار أمثال الشريف امحمد بن األمين العلمي ومحمد برقرنة وعبد القادر السفياني وعبد القادر علوش، ومحمد الرحموني ،ومحمد الورياشي وعبد الرحمن بن عياد ،والعياشي الشلياح ،ومحمد المريني وغيرهم .وكانت الزاوية الشقورية بحومة السويقة ملتقى الهواة والرواد عشية كل جمعة .كما كان للمرحوم األستاذ الهاشمي السفياني الدور الرائد في إحياء هذا التراث وتلقينه وسعيه إلى تأسيس معهد الموسيقى األندلسية بالمدينة ،فتحققت رغبته باستجابة السلطات إلى وجود المعهد فتم تدشينه بتاريخ 1975 /11 /19م تحت إشراف عامل المدينة وأصبح أول مديريه ،فضم مجموعة من التالميذ والتلميذات، أشرف على تكوينهم مجموعة من أساتذة الموسيقى في المدينة ،كما كان يساعد بعضهم في الذهاب إلى مدينة تطوان لتدعيم رصيدهم المعرفي في تخصصهم من خالل دروس تكميلية على يد أساتذة عرفوا بكفاءتهم في هذا المجال .واستمر في تهييئه لألجيال الموسيقية أسفر عن وجود مجموعة من األجواق بما فيهم جوق للنساء ترأسه الفنانة أرحوم البقالي. توفي رحمه اهلل سنة 1986م. كما اشتهرت مدينة شفشاون باحتضانها للمهرجان النسوي للموسيقى األندلسية تحضره األجواق الموسيقية من مختلف المدن المغربية ،ويكون مناسبة لتأصيل جذور هذا اللون الموسيقي وربطه بالحاضر. تليهما مدينة فاس التي كان لها اليد الطولى في االهتمام بهذا الفن
وهو ما نلمسه إلى اليوم .ويذكر المرحوم الباحث محمد المنوني نقال عن مؤلف (أغاني السقا) إلبراهيم التادلي الرباطي المتوفى عام 1311هـ .أنه كان من تقاليد الموسيقيين بفاس ،أن أجواقهم كانت تحضر – بأجمعها – في عيد المولد النبوي الشريف بزاوية سيدي عبد القادر الفاسي عند الصباح، ويستعملون نوبة أندلسية كاملة ،وبعد عصر كل جمعة يحضرون – لنفس الغاية – بمشهد ابن عباد ،وكل يوم أربعاء في الضحى عند مشهد أبي غالب ويقتصرون في المواطن الثالثة على اإلنشاد دون آلة ،مع استعمال التصفيق باأليدي لحفظ الميزان. ويرى الباحث عبد العزيز بن عبد الجليل أنه« :نستطيع أن ننعت مدرسة فاس بأنها أكثر تمسكا بالتقاليد الموسيقية األندلسية األصلية .ولعل ذلك واضح في حفاظها على آلة الرباب التي أصبحت تحتل الصدارة من بين اآلالت التي ينتظمها الجوق األندلسي بفاس ،وأصبح لها من المكانة ما كان للطر الذي يضبط الميزان على حين خسف دور الرباب في جوق تطوان وعوضه البيانو ،وعلى حين استعاض جوق الرباط عنه بالعود ،وإن يكن هو أيضا تبنى استعمال آلة البيانو وأحله مكانة تكاد تضاهي مكانة العود». إنها واحدة من رموز الحضارة في هذه المدينة ،ومعلمة من معالم نبوغها الموغل في التاريخ والحضارة .وكيف ال؟ ومنها انطلق مشروع الحايك في إحيائه لموسيقى اآللة ،وملف الموسيقى األندلسية حافل بالعديد من األسماء :نذكر منهم الحاج حدو بن جلون الفاسي ،والشريف رشيد الجمل الفاسي والغالي الجمل الفاسي ،ومحمد الصبان الفاسي ،والمكي محروش ومحمد اإليراري الفاسي وعبد السالم البريهي ،ومحمد الرايس ومحمد البريهي الذي لعب دورا بارزا في ترسيخ مكانة الموسيقى األندلسية والتعريف بها فأسس جوقا من خيرة الشباب ،وسهر على تدريبهم حتى أتقنوا مادته فأجادوا فيما قدمه الجوق من مقطوعات لقيت نجاحا ومتعة عند جمهور المستمعين ،وظل على رئاسة جوقه يتابع ويستخرج ما جد من أنغام طوال ممارسته وبحثه الدائم عن اكتشاف ما ظهر وما خفي من صنعته إلى أن رحل سنة 1945م .فخلفه تلميذه الفنان عبد الكريم الرايس الذي تابع رسالة سلفه وحافظ على استمرار نهجها في التشبث بأصالة هذا التراث،
ووفاء منه لمعلمه أطلق اسمه على هذا الجوق (جوق البريهي) وظل متفانيا في تطويره والدفع به إلى أن وافته المنية سنة 1996م .وأصدر كتاب (من وحي الرباب) سنة 1982جمع فيه الصنائع التي يعتمد عليها جوقه حتى يسهل تداولها بين عشاق هذا الفن والهواة والمعجبين به .شارك المرحوم صحبة جوقه في العديد من الحفالت الموسيقية والمهرجانات والملتقيات الدولية .وحظي بحفل تكريمي الذي نظمه لفائدته معهد العالم العربي بباريس والذي توج بإحياء حفلة أندلسية اهتزت لها أركان المعهد وأطربت أنغامها جماهير الحاضرين عربا وأجانب .لقد جمع بين المعرفة والتطبيق فكان حافظا كبيرا للموسيقى األندلسية شعرها وكالمها ،ألحانها وأنغامها، بارعا في العزف يتقن استعمال مختلف اآلالت وفي طليعتها (الرباب) الذي اشتهر به داخل الجوق .كان إلى جانب المرحوم محمد العربي التمسماني والفنان أحمد الوكيلي من أقطاب الموسيقى األندلسية في العصر الحديث. وقد شكل هؤالء اتجاها موسيقيا معينا ونهجوا طريقة محددة المعالم ما زال إشعاعها قائما إلى اليوم .وينتمي لمدرسة فاس كل من: مراكش :التي تم فيها تأسيس (دار السي سعيد) بإشراف السيد عبد السالم الخياطي ،لتلقين الموسيقى األندلسية .ومكناس :كانت (دار الجامعي) التي كان يشرف على تسييرها محمد األمين دادي ثم خلفه على رأسها أحمد المدغري العلوي ثم (قبة الخياطين) – قاعة السفراء حاليا – ثم (دار الباشوات إلى اآلن) وكان يلقن فيها قواعد للموسيقى األندلسية. والرباط :التي وإن تأخرت في منافسة بقية المدن التاريخية« ،فقد أخذت بحكم موقعها من فاس وتطوان ،ثم كان ألبي إسحاق التادلي يد كبرى في تقريب هذه المدرسة من فاس». فكانت هناك بادرة تأسيس جوق الطرب الغرناطي مع بداية االستقالل على يد المرحوم أحمد بناني بمساعدة الفنان أحمد بيرو بهدف ضمان استمرار التواصل الحضاري والتراثي بين المغرب واألندلس ،وبعد وفاة أحمد بناني تحمل أحمد بيرو رئاسة الجمعية منتهجا نهج سلفه .وفي عام 1985م انضم جوق بيرو إلى جمعية هواة الموسيقى المغربية األندلسية بالرباط وشارك ضمنها في حصص الطرب الغرناطي. وهكذا تطورت الموسيقى األندلسية في الرباط تدريجيا إلى أن استقامت على الطريق الصحيح كما حدث في باقي المدن األخرى التي أصبحت فيها الموسيقى األندلسية جز ًء من تراثها الحضاري الموروث (تطوان -فاس) .فاقتحمت الميدان بدورها بعد ذلك على يد الفنان أحمد الوكيلي الذي قدم إليها من مدينة فاس بعد أن أخذ مبادءه الموسيقية بها. ثم انتقل إلى مدينة طنجة سنة 1937م فعمل مع جوق (إخوان الفن للهواة)
-
إعداد :
ذ .محمد القاضي
عازفا ومسيرا ،بعد ذلك انتقل إلى مدينة تطوان التي لم يمكث بها كثيرا، فخرج من هذه المرحلة بتجربة مهمة سقلت مواهبه الموسيقية تجلت في رئاسته لجوق مدينة الرباط التي التحق بها سنة 1953م «حتى إذا انتقل إلى الرباط وعهد إليه برئاسة جوق اإلذاعة الوطنية انعكست على نشاطه الفني مظاهر التجديد الذي عرفته مدن الشمال المغربي». لقب أحمد الوكيلي بفقيه الطرب األندلسي لكونه شكل مدرسة أندلسية مغربية قائمة بذاتها ،فكان مجددا ورائدا ،اتسمت منهجيته «بالمزج بين الذهنية في توقدها العقلي والتلقائية الفنية في حسها الروحي. وبعيدا عن كل تقرير جمالي ،يمكننا ربط منهجيته بشخصيته الحازمة وبذكائه المتوقد ،وحضوره المهيمن ،الذي يدل على اندماج كلي في العمل، هذا الحضور الذي ظل يغذيه تقديره لرسالته كفاعل في إحياء تراث جليل. وكممارس ميداني على جميع المستويات ومن ثم جاءت االنجازات الموثقة بإعداده ومشاركته العملية فريدة في طابعها متراصة في بنائها». بهذه المنهجية قاد جوق الرباط ليحتل بذلك المكانة الالئقة به إلى جانب أجواق تطوان وفاس .لقد أعطى نفسا جديدا لموروث له رواده وعشاقه في هذه المدينة ،بإدخاله «لمحاسن جوق تطوان في اعتماده على آلة البيانو وفي إدخاله لمجموعة من الفتيات المنشدات وهي مرحلة متقدمة على الجوق الفاسي المقتصر على المنشدين الرجال». أما مدينة آسفي (جنوب المغرب) فكانت تتوفر على معهد للموسيقى األندلسية كان من أشهر أساتذته الفنان محمد بجدوب ،ثم كمسؤول عنه بعد ذلك .كما كان بها جوق للطرب األندلسي برئاسة الفنان عبد الرحمن بلهواري الذي يقول عنه الفنان بجدوب «لقد حول بيته إلى مركز إشعاعي لعشاق الطرب األندلسي وقدم من أجل ذلك بسخاء ...وزار بيته عدد من عمالقة هذا الفن أذكر منهم الفنان محمد العربي التمسماني ،والغالي الشرايبي ،وادريس بنجلون وغيرهم. لقد كان من أوائل الذين وضعوا اللبنات األساسية في تشييد تاريخ الطرب األندلسي بمدينة آسفي ،إضافة إلى فنانين آخرين كأحمد لقليعي، وأحمد الرقاع وعبد الوهاب السعيد ،وعبد القادر شيبوب وعبد الرحمن الوزاني وغيرهم ممن ساهموا في بناء صرح الموسيقى األندلسية بالمدينة. وكان هناك كذلك جوق أندلسي لليهود برئاسة الفنان أسعدية كوهن ألن المدينة كانت تضم جالية يهودية كبيرة – والتي ينحدر معظمهم من األندلس – وقد تتلمذ هذا الفنان بمدينة فاس على الفقيه المطيري الذي أخذ عنه أصول اللغة العربية وفن اآللة األندلسية . ويرى الباحث محمد الحداوي في دراسة له عن (بصمات اليهود المغاربة في التراث الموسيقي الغرناطي) أن عددا كبيرا من اليهود لهم باع في هذا الفن الذي كان وال يزال ملتقى المجتمعات اإلسالمية واليهودية في المغرب العربي .ويكفي أن نعلم بأنهم ال زالوا إلى اآلن في بالد المهجر بنصوصهم الدينية وفق قواعد وطبوع الموسيقى األندلسية الغرناطية ...وقد صدر أخيرا كتابا عن اآللة الموسيقية األندلسية المغربية باللغة العبرية ،عن وزارة الثقافة ،بتنسيق مع خلية التراث اليهودي المغربي وجمعية هواة الطرب األندلسي والغرناطي في المهجر يتقدمهم الفنان العازف على آلة الرباب (الربي مايير عطية الرباطي المحتد) واألستاذ سامي المغربي وهو ما يقابل كتاب (الحايك) بالعربية .وهذا المصنف هو مجموعة من القصائد الشعرية والتواشيح واألزجال والبراويل جمعتها وحققتها ونسقتها مجموعة من الفنانين واألدباء والشعراء اليهود المنضوين في هذه الجمعية وأصدروها في مجلدين ضخمين وبطباعة فاخرة وتجليد أنيق. وفي مدينة وجدة (شرق المغرب) حيث يطلق على هذا التراث الفني (الطرب الغرناطي) وقد تسرب إليها من مدينة تلمسان الجزائرية وله أصوله وطبوعه وإيقاعاته ،كما وصل مدينة الرباط ولكن بشكل باهت. ويرى األستاذ الباحث في األندلسيات الدكتور محمد بن شريفة عن هذا الطرب في عاصمة المغرب الشرقي« :أن ثمة من القرائن ما يجعلنا نتصور وجود تقليد موسيقي قديم بها ،والسيما في هذا اللون الغالب عليها اآلن ،وأول هذه القرائن تلك األبيات التي تتميم إحصاء طبوع الموسيقى األندلسية في عصر السعديين ،والتي نظمها محمد بن علي الوجدي المعروف «بالغماد» (توفي 1033هـ) وهو من أعالم وجدة في ذلك العصر، ومما يلفت النظر أن الطبوع التي استدركها هي من المتداول اليوم في مدرسة الطرب الغرناطي ..باإلضافة إلى ما قد يكون بينها وبين تلمسان من تنافس في هذا المجال». ويرجع تاريخ تأسيس أول «جمعية أندلسية للطرب الغرناطي» بهذه المدينة إلى سنة 1921م ،والتي ساهمت مساهمة فعالة في تكوين أجيال متتالية من الفنانين المهتمين بهذا الفن ،كما شاركت في العديد من المؤتمرات والتظاهرات الفنية داخل المغرب وخارجه (باريس سنة )1930 (فاس 1939م)و (تلمسان 1974م) كما تأسست جمعية أخرى تحمل اسم (جمعية النسيم للطرب الغرناطي) سنة 1979م ثم جوق المرحوم الشيخ صالح للطرب األندلسي الغرناطي الذي تأسس سنة 1985م .وقد تمكنت من أن تحتل مكانة رفيعة في المجال الموسيقي المحلي. ومهما يكن من اختالف في الشكل فإن المضمون واحد ،وأن هذا التراث هو تراث أندلسي مغربي مشترك ،وهذا ما حمل وزارة الثقافة على االعتناء به ،وتأسيس مركز للدراسات واألبحاث الغرناطية بمدينة وجدة للقيام بجمع شتاته وتوثيقه وتدوينه ونشره على أوسع نطاق باعتباره معرفة تراثية تمثل جزء من الذاكرة الجماعية لألمة .وفي هذا الصدد قام المركز بعقد ندوات وحلقات دراسية لتوثيق وتدوين هذا التراث ،وتنظيم مهرجانات للتعريف به. إنه من البديهي الحفاظ على هذه الموسيقى وما تحتوي عليه من فنون القول والنغم وضروب اللحن كما حافظ عليه السلف في الماضي.
(انتهى)
العدد 981
7
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
الدكتور السعيد بنفرحي ،الباحث في األدب المغربي: “لو كان كل خريج جامعة يقرأ ويتابع ما يصدر الغتنى مؤلفونا” -
حاوره في الدار البيضاء :عبد اهلل بديع
أثرى الدكتور السعيد بنفرحي ،الباحث المتخصص في األدب المغربي ،الخزانة المغربية ،خالل أزيد من عقدين ،برصيد علمي يفوق العشرين كتابا بين تأليف وجمع وتنسيق وتحقيق حول الشعر واألدب الشعبي والرحلة والبيبليوغرافيا وغيرها من الفنون واألجناس.. واستطاع الباحث المتخصص في األدب المغربي ،في هذه األعمال والمؤلفات كلها ،أن يولي االهتمام والعناية بشخصيات وأعالم قدمت الكثير من العطاء والجهود لفائدة هذا األدب وبصمت على حضور واضح في الحقل األدبي بالمغرب ،وأن يميط اللثام ويكشف الستار عن قضايا وظواهر ثقافية وأدبية طريفة. السعيد بنفرحي ،خالل لقاء أجريناه معه في إطار فعاليات الدورة الـ 25للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء التي أسدلت ستارها منذ أيام ،قدّم نظرات نقدية فاحصة وآراء صريحة في عدد من القضايا والموضوعات. كيف ترى وضعية القراءة والكتاب في المغرب؟ إن فكرة تدني القراءة في العالم العربي عامة ،والمغرب خاصة ،يروّج لها باألساس الناشر؛ فهو الذي يزعم في كل وقت وحين بكساد سوق الكتاب وأن ال أحد يقرأ ،وأن الكتاب بضاعة مفلسة ال تدر ربحا بل إنها ال تغطي حتى تكلفة ما ينشر .إن الناشر دائم التشكي والبكاء ،ويدخل في هذه الفئة حتى الناشر الذي تدعمه الوزارة الوصية على القطاع الثقافي .ومن المفارقات أننا لم نسمع بناشر أفلس وأغلق؛ بل على العكس من ذلك نجده توسع وطور مهنته ،وجدد آليات الطباعة ،وازداد وضعه تحسنا .في المقابل ،نجد الكاتب قد أحجم عن إصدار كتاب آخر ،ال سيما أن هناك العديد من الباحثين والمبدعين يفضّلون نشر أعمالهم على نفقتهم الخاصة على تقديمها إلى الناشر. من جهة أخرى ،إننا ،أقصد المتعلمين بكل مستوياتهم ،لم نتعود على القراءة؛ فلو كان كل خريج جامعة يقرأ ويتابع ما يصدر الغتنى مؤلفونا بمختلف شرائحهم واختصاصاتهم ،والقتدى األطفال بأولياء أمورهم المتعلمين ونشطت سوق القراءة؛ ولكن بما أن فئة محدودة جدا هي التي تقرأ الكتب وتواكب اإلصدارات الجديدة فطبيعي أن يكون حالنا على ما هو عليه. هل لقي بنفرحي الصدى لصوته في الساحة الثقافية واألدبية بالمغرب الحديث؟ على الرغم من أن قارئي محدود ،ألنني أتوجه في الغالب بأعمالي إلى المتخصصين ،فلقد وجدتْ هذه األعمال صدى لها يتبدى أحسن تبد في وجود إحاالت إليها في مجموعة من األطاريح والدراسات والكتابات النقدية؛ أذكر منها على سبيل المثال أعمال أحمد زيادي ،وأحمد زنيبر ،ومحمد رحو ،ويوسف ناوري، وجمال بنسليمان ،ومحمد البوري ،ومحمد احميدة ،ومنير البصكري ،وعبد اهلل بنصر العلوي ،وإبراهيم بورشاشن ،ومحمد الطوبي ،وجميل حمداوي ،والمختار ولد أباه ،وعبد العزيز البابطين ..،وغيرهم. كما أن بعض مؤلفاتي ،وأمثل هنا ببيبليوغرافيا مقدمات األدب المغربي المدرسي والشعبي ،2003 /1929كان له تأثير جلي بعد إصداره؛ ألنه دفع مجموعة من الباحثين إلى االهتمام بمقدمات مجموعة من الكتّاب الذين ذكرتهم في كتابي .فيكفي المطلع المنصف أن ينظر في اإلصدارات التي تلت خروجه إلى دائرة التلقي ليدرك أنه حرّك ماء كان راكدا .وعلى العموم ،ما زلنا لم ندرك ما نصبو إليه. كيف جاء التفكير في إنجاز كتاب مستقل في موضوع «بيبليوغرافيا مقدمات األدب المغربي المدرسي والشعبي (1929ـ »)2003؟ تولدت فكرة كتابة بيبليوغرافيا مقدمات األدب المغربي المدرسي والشعبي -2003 1929من انتباهي إلى الخصاص الذي يعانيه المجال البيبليوغرافي في مقدمات المؤلفات المغربية عامة ،واإلبداعية خاصة .ومن مالحظتي اهتمام باحثينا بالكتابة عن مقدمات النص الروائي المشرقي، والمقدمة في التأليف النقدي القديم ،ومقدمات كتب التراث اإلسالمي .عالوة على إقامة ندوتين األولى بأكادير والثانية ببني مالل اهتم فيها الباحثون بخطاب المقدمات في طبعته الغربية دون االلتفات إلى ما تتضمنه كتب مبدعينا من تقديمات. حينها ،شرعتُ في تصفح الكتاب تلو اآلخر ورصد ما به من مقدمة ألوفر على باحثينا الجهد والوقت ليستثمروهما في الدراسة والتحليل لهذا المتن؛ لكن المالحظ أن الكثيرين استفادوا من هذه البيبليوغرافيا وكتبوا أبحاثا دون اإلحالة إليها أو ذكرها في مصادر عملهم .وهذه مصيبة من مصائب األدب المغربي .فنحن ،لألسف ،نعزف عن اإلحالة إلى بعضنا ،ولكن المؤرخ مدرك لتأثير السابق في الالحق. فما األسباب الكامنة خلف هذه المسألة في نظرك؟ وما انعكاساتها السلبية؟ بالفعل ،المتتبع للمؤلفات المغربية يسجل هذه الظاهرة الغريبة على البحث العلمي الجاد ،والتي لألسف نجدها عند بعض باحثينا ،سامحهم اهلل؛ فالعديد منهم ال يكلف نفسه االطالع على ما سبق أن ألف في موضوع بحثه من لدن زمالء مغاربة له في الميدان .وأغلب هؤالء يحبذ أن يحيل إلى المشارقة أو الغربيين وال يحيل إلى ما كتبه زميله الذي يباع عمله قرب بيته أو ربما أهداه له .ولقد مثلت لذلك بأعالم كبار في كلمتي عن األستاذ زمامة .وربما يعود هذا إلى كون المعاصرة حجاب والمعاصرة تفقد المناصرة ،وإلى كون بعض باحثينا ما زالوا يؤمنون بأن مغني الحي ال يطرب .ولعل أهم سلبيات هذا السلوك غير العلمي فقدان العمل لصفة العلمية، وسقوطه في أحيان غير قليلة في تكرار ما سلف قوله وإنجازه. إن المتتبع ألعمالك ومؤلفاتك يلمس قدرة عالية على طرق موضوعات طريفة ،وفق ما سجل بعض الباحثين .فكيف نبع لديك التفكير من أجل السير في هذا المنحى؟ إن جل من كتبوا كلمات تقديم ألعمالي أو من قرؤوها أو كتبوا عنها فطنوا إلى شغفي بالموضوعات المسكوت عنها ،الموضوعات المغفلة من قبل الدارسين والباحثين والطريفة في اآلن نفسه .وال شك في أن هذا الشغف يعود أوال إلى رغبتي في أن تكون لي بصمتي الخاصة في تاريخ األدب العربي عامة والمغربي خاصة، وثانيا إلى حبي للطرافة والجدة والموضوعات البكر غير المطروقة والمقتولة بحثا ودراسة. يقول عبد اهلل كنون في كتابه «أمراؤنا الشعراء»« :يعجبني الموضوع ولو كان تافها إذا كان طريفا لم يعرض بعد في السوق ،وال أكره إليّ من الموضوع المبتذل أقرأه ،فأحرى أنشئه .ولهذا ،فإني أفضّل الكتابة القليلة مع الطرافة على الكتابة الكثيرة والمبتذلة» .فهل يقتفي بنفرحي في أعماله وتآليفه نهج األستاذ كنون ويسعى إلى النسج على منواله في هذا الباب؟ ما قاله المرحوم سيدي عبد اهلل كنون يجد صداه في شغاف قلبي وعقلي. وأحسبني على نهجه ونهج المرحوم سيدي محمد المنوني أنسج .ربما يوجد شيء باطني يجمعني بهما؛ فإذا كنت ألتقي مع سيدي عبد اهلل كنون في الطرافة والجدة فإن ما يجمعني بالعالمة سيدي محمد المنوني رحمة اهلل عليهما هو إدراكه منذ بداية حياته العلمية أن التاريخ عامة ،واألدبي خاصة ،ال يكتب باألفكار واألحكام المسبقة ،وإنما يبنى لبنة لبنة اعتمادا على الوثائق والنصوص المحققة .لهذا، أجدني أجمع وأرتب وأصنف كل ما يحفظ لنا صورة ولو مصغرة وباهتة عن حياة ومضن ال يسبر أدبائنا وشعرائنا وباحثينا وتراثنا بصفة عامة؛ وهو لعمري عمل شاق ٍ غور مشقته وعذابه إال من ذاق مرارته واكتوى بناره ،وهؤالء قلة معدودة ،أعانهم اهلل ووفقهم لحفظ تراثنا وصونه من الضياع.
في إطار االهتمام الذي توليه لرجال الفكر واألدب في المغرب الحديث، أصدرت كتابا جامعا عن العالمة عبد اهلل كنون ..ألم يفتح لك هذا العمل الباب من أجل االنكباب على إنجاز بيبليوغرافيا شاملة لكل ما أنجز عن هذا العََلم؟ أتمنى أن يمد اهلل في العمر ألنجز بيبليوغرافيا عن ما أنجزه وما أنجز عنه ،على غرار البيبليوغرافيا التي أنجزها الدكتور صالح جواد الطعمة عن الفقيد عبد الكريم غالب. أال ترى أن هذا الفن ما زال في حاجة إلى مزيد من الجهد؟ العمل البيبليوغرافي هو األساس في كل بحث علمي جاد ،إذ ال يمكن القيام ببحث مبتكر دون االطالع على ما سبق إنجازه؛ فالبحث العلمي المبتكر هو ،في الحقيقة كما علمنا أستاذنا أمجد الطرابلسي رحمة اهلل عليه ،الذي ال يتجاهل صاحبه شيئا مما كتب قبله في موضوعه. كيف تقيّم الحصيلة التي راكمها المغاربة في هذا الفن؟ إن المجهودات المبذولة من لدن باحثينا األفاضل مصطفى يعلى ومحمد يحيى قاسمي وحسن الوزاني وحسن الوراكلي وعبد الرحمان طنكول والحسين زروق ومصطفى الرمضاني وعبد الرحيم العالم ومحمد أديب السالوي ومصطفى بغداد وأحمد المسيح والمهدي الودغيري وحسن الصادقي والعربي بنجلون وعبد الواحد المرابط وجميل حمداوي ومحمد بختياري ويحيى يوسفي....وغيرهم هي أعمال قيمة ورصينة؛ ولكنها تبقى أعماال فردية .إن البيبليوغرافيا هي عمل مؤسسات لكي تكون
دقيقة وشاملة ،ال سيما أن ما يصدر في المغرب من أعمال ال يوزع في كل جهات المغرب ،وال يعلن إال عن جزء يسير منه في المواقع الثقافية الورقية واإللكترونية؛ بل إن بعضه ال تجده حتى في المكتبة الوطنية فكيف لباحث ،مهما كانت قدراته ،أن يقوم ببليوغرافيا شاملة ودقيقة في ظل هذه المعيقات؟ لهذا ،كنا سجلنا بعض الهنات البسيطة على أستاذنا محمد قاسمي؛ منها اعتبار ديوان تشمعات لمصطفى بوحالسة ديوانا عربيا وهو ديوان أمازيغي .والحظنا على أستاذنا حسن الوزاني في بحثه القيم الذي أعده لنيل شهادة إعالمي متخصص ثغرات صغيرة في جهده الكبير؛ نذكر منها اعتبار مؤلف العالمة عبد اهلل كنون أشذاء وأنداء ديوانا شعريا. ومع كل المالحظات التي سجلناها أو التي الحظها الدكتور محمد رحو في كتابه القيم الموسوم ببيبليوغرافيا األدب المغربي الحديث ،مقاربات ورؤى تبقى جهود بيليوغرافيينا عموما مفيدة جدا وال غنى عنها للباحثين .ولقد تنبه الدكتور محمد قاسمي ،أمده اهلل بالصحة والعافية وأعانه ،إلى فتح وحدة لتدريس البيبليوغرافيا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بوجدة وإصدار مجلة متخصصة في هذا المجال، عالوة على اإلشراف على رسائل وأطاريح تهتم بالبيبليوغرافيا تنظيرا وتطبيقا ونقدا. يسجل المتتبع للحركة األدبية بالمغرب في العصر الحديث أن هناك شخصيات وأعالما نالت نصيبا وفيرا من االهتمام والدرس في الوقت الذي ظلت فيه عديد من األسماء البارزة والشخصيات العلمية األخرى المعاصرة لها التي قدمت بدورها عطاء ثرا وغزيرا للحقل العلمي في المغرب منسية في زوايا اإلهمال ..فما مرد هذه الوضعية غير الصحية في نظرك؟ التركيز على أعالم دون أخرى هو أكيد وضع غير صحي .وأعتقد أن على المهتمين تسليط األضواء على الشخصيات المنسية واالهتمام بها ،وخاصة تلك التي قدمت عطاء ثرا في الحقلين األدبي والعلمي؛ فشخصية مثل العالمة عبد القادر زمامة شخصية وازنة ربت أجياال متعاقبة وصنعت رجاال وتركت ذخائر ممتعة ومفيدة. شخصية ال يمكن تجاوزها أو القفز عنها ،ألنها أعطت الكثير وفي مجاالت متعددة؛ التراث األندلسي والمغربي والشعبي والمدرسي واللغوي ...فكيف ال نسلط األضواء على رجاالت المغرب األفذاذ ،رجاالت المغرب المتميزين علما وأدبا وخلقا؟ إن المطلع على تراثنا الحديث وليس القديم يسجل أن عمال ضخما ما زال ينتظرنا؛ فشخصيات عديدة ما زلنا نجهل عنها الكثير. أال ترى أن لهذه المسألة انعكاسات سلبية على الميدان األدبي والعلمي في بالدنا؟ أظن أننا لن نستطيع كتابة كتب جامعة تقرب أدبنا وفكرنا للقارئ العادي وحتى
الدارس المهتم إال بعد نشر كل الرصيد الغني والثري الذي ما زال قابعا في رفوف الخزانات الشخصية والعمومية. وإن في النية إنجاز شيء من هذا ،بل إني آمل أن يتسنى لي وضع كتاب على سيدي عبد القادر زمامة ،خاصة أن مادته عندي متوافرة .وأظن أن على باحثينا وطالبنا في الدكتوراه التشمير على ساعد الجد إلخراج هذه النفائس إلى ساحة التلقي .والعمل األخير للدكتورة أسماء الريسوني ،شفاها اهلل ،الموسوم بالتراث األدبي واللغوي لمحمد بنتاويت التطواني ،دراسة تحليلية نقدية نموذج في هذا الشأن؛ فاألستاذة جمعت تراث ابن تاويت التطواني األدبي واللغوي في غالبه ،كما قامت بتحليله ونقده .وهي في ذلك مشكورة ألنها أنقدت أعماال قلما تصلها يد الباحث أو تصافحها عين القارئ. ما الخطوة التي ترونها مالئمة وصالحة وكفيلة بإخراج هذه الدفائن واألعمال إلى نور الوجود وتمكين المهتمين منها؟ إن العديد من األطاريح والرسائل التي أنجزت منذ السبعينيات ،وفي مختلف الميادين الطبية والفالحية والعلمية والتاريخية والجغرافية واألدبية ...ما زالت تقبع في رفوف مكتبات أصحابها أو رفوف المكتبات الجامعية مرقونة تحتضر؛ بل إن بعضها حظي بالتوصية بالطبع ومع ذلك ظل نسيا منسيا .وحتى ال تصبح هذه الرسائل واألطاريح بدورها تراثا مخطوطا نندب حظه على الجامعات تكوين لجان علمية محايدة لطبع ما تراه صالحا ومفيدا .وعلى الجهات أن تساهم في طبع ما يفيدها ويخصها .كما على وزارة الثقافة أن تتكفل باألطاريح التي تهم القضايا الوطنية .وعلى المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير المزيد من االنخراط في طبع ما يتعلق بالمقاومة ورجالها .وأعتقد أن هذه األخيرة نشرت العديد من األعمال التي تهم المقاومة .فحبذا لو أن كل وزارة تتبنى نشر األطاريح الجادة والمفيدة التي تدخل في إطار اهتمامها .وهكذا ،يمكننا أن ننقذ مجهودات باحثينا من الضياع ونستفيد من عصارة أفكارهم. األستاذ بنفرحي ،فهل يمكن القول إن العقدة تجاه األدب الشعبي في الساحة الثقافية بالمغرب ،قد تالشت؟ العقدة التي كانت موجودة اتجاه األدب الشعبي في الساحة الثقافة بالمغرب فعال تالشت ،بداللة احتضان كليات متعددة نذكر منها عين الشق والقنيطرة والجديدة ،والكلية متعددة التخصصات بآسفي للتراث الشعبي ،وفتح وحدات يشرف عليها أساتذة متخصصون .ويلتحق بهذه الوحدات طلبة؛ منهم من يبحث في التراث الشعبي الحساني ،ومنهم من يبحث في التراث الشعبي األمازيغي ،ومنهم ومن يبحث في التراث الشعبي المغربي اليهودي ...وبداللة نشر أكاديمية المملكة لمؤلفات تهتم بهذا األدب كموسوعة الملحون بأجزائها العشرة ،وموسوعة األمثال المغربية ...وغيرها .ونشر العديد من كتب األمثال في األلفية الثالثة ...أما فيما يخص أعمالي فلقد حظيت بإقبال مهم والحمد هلل، ألنها تدخل في إطار اهتمامات هذه الوحدات. تنحدر من مراكش التي أعطت ،على امتداد العصور واألزمان ،العديد من األعالم الرجال والنساء في الفكر واألدب المغربيين؛ غير أنك اخترت اإلقامة واالستقرار في المحمدية ،غير بعيد عن الدار البيضاء ..فما الفروق التي تراها قائمة بين مدينة الحمراء ومدينة الزهور ،سواء على المستوى اإلنساني أم على المستوى المهني /العلمي؟ مراكش مكان الوالدة والنشأة والتعلم ،والمحمدية مكان العمل والسكنى .مراكش مسقط القلب والرأس والمحمدية مسقط القلب .مراكش العتاقة واألصالة والمحمدية التحديث ..لكل واحدة مكانتها الخاصة في قلبي. كتبت عن المحمدية كتابين :األول يحمل عنوان من نشطاء المحمدية هيأة التعليم األساسي والثانوي – تراجم ترجمت فيه لستين علما .قدم له ابن المحمدية البار الدكتور حسن بحراوي ،والثاني وسمته بمن نشطاء المحمدية قراءات عروض تقديمات ،فكرة وإعداد ودبج له األستاذ عبد المجيد االنتصار كلمة تقديم ..وما زالت لدي أعمال ستصدر بحول اهلل مستقبال عن هذه المدينة الطيب أهلها الجميل عطاؤها. أما مراكش فكتبت عنها عددا من األعمال أخص بالذكر عملين أولهما :األلواح السبعة في األمثال السائرة في مدينة الرجال السبعة الذي نشر في سبع حلقات بجريدة الكواليس الجزائرية والتي يديرها فضيلة األستاذ مصطفى غازي .وثانيهما الكتاب الصادر مؤخرا والموسوم بمراكش معالم وأعالم في الزجل والملحون والذي ضمنته أزيد من ثمانين نصا توثق وتؤرخ وتعرف بتطور المدينة العمراني والثقافي والرياضي والحضاري والسياحي ...وقدّم له الشاعر الدكتور سيدي أحمد بلحاج أية وارهام ،شفاه اهلل ومتعه بالصحة والعافية .وما زال في الجعبة الكثير عن هذه الساكنة شغاف القلب. أال تفكر في االنخراط ،من جديد ،في مضمار تحقيق النصوص الذي ما زال في حاجة إلى مزيد من الجهود؟ التحقيق وإعداد النصوص وإصدارها يدخل في صميم اهتماماتي ،إيمانا مني بقولة شيخ الباحثين شوقي ضيف ،رحمة اهلل عليه ،التي استهللت بها كتابي «جهود األستاذ عباس الجراري في تحقيق النصوص»« :وال ريب في أن نشر النصوص ودراستها أول خطوة ينبغي أن يبدأ بها من يتحدثون عن أدب أمة من األمم». أوليت في أعمالك المنشورة اهتماما الفتا بالشعر المغربي ،واستطعت أن تخرج الكثير من النصوص الدفينة وتنقذها من الضياع والنسيان ..فهل يفكر بنفرحي في تقديم أعمال جديدة في هذا الجنس األدبي؟ نعم ،لدي أعمال مهمة تحتاج مراجعة ورقن لتكون جاهزة للنشر .ربما ،إذا أطال اهلل العمر ،تصدر السنة المقبلة. في ختام هذا اللقاء ،ألتمس منك تعليقات موجزة على األسماء الخمسة اآلتية: محمد بنشريفة :اّ علمة وعلاَ مة في وعلى األدب األندلسي والشعبي األمثال خصوصا. عبد القادر زمامة :عالم بحاثة لم ينل حظه من االهتمام. أحمد شوقي بنبين :عالمة مختص في المكتبة وكل ما يتعلق بها من كوديكولوجياوبيوغرافياوبيبليوغرافياوتحقيقالمخطوطات. عبد الصمد العشاب :بحاثة جليل كانت لي معه مراسالت. أحمد متفكر :ذاكرة مراكش واألمين على دواوين شعرائها والمعرف برجالها وأعمالهم.
العدد 981
8
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
رحلة إلى خير جليس • بقلم :عبد المجيد اإلدريسي
سيرة األرجوان
هذه إضمام ٌة من النصوص ،موسوم ٌة بعنوان( :سيرة األرجوان)، آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء ،قبل إذاعتها في كتاب مطبوع، وفصولها ثالثة :فصل التَّوشيات ،وفصل السانحات ،وفصل الصبابات. وقد كانت في البال قصيد ًة ،ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات َ القلم ..لكنني أرجو لها أن َ وزُرقة عينيه.. تأخذ من الشعر بها َءهُ ،ورُوا َءهُ، ُ الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ فإن في أوديته وليعذرني القارى ُء إذا جنح َّ متنفس ًا ،ومستراح ًا ،ومهرب ًا من أضغاث الواقع..
ُ ال�سانحات ف�صل َّ
...رحلة الكتاب تندرج في سياق المساعي في ضوء العقل لحضور ندوات ومحاضرات علمية التي تتمثل فيها اآلراء واألفكار في عيد الكتاب بالمعرض الدولي الخامس والعشرين للنشر بالبيضاء . امتطينا ،الرفيق قبل الطريق وأنا ،صهوة «البُراق» على الساعة التاسعة وخمس وخمسين دقيقة من طنجة في اتجاه البيضاء ،لحضور تقديم كتاب «الروض المنيف» للدكتورة لطيفة الوزاني الطيبي ،ولها الفضل في دراسته وتحقيقه .أصل المخطوط من تأليف موالي عبد اهلل الشريف ،من مواليد وزان 1824م1240/ه ،وهو دفين زاويته ببني بارون من قبيلة بني زيات (اغمارة) بتاريخ 1900م1318/ه. في هذا العصر كان قطار البُراق خياال وضربا من الجنون ،فأصبح اليوم حقيقة بفضل كتاب العلم المحتفى به بالبيضاء ،وقد انتهينا إلى محطة المسافرين بها على الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق. للبُراق سرعتين ،إحداهما 319كلم/س ،وثانيهما من الرباط إلى البيضاء بسرعة في أقصاها 154كلم/س .من محطة المسافرين إلى معرض الكتاب ذي موقع متميِّز ،وعلى مسافة أمتار من تحفة المسجد الحسن الثاني البرْمائي . ما أجمل وما أبهى وأحلى أن يجد اإلنسان نفسه بين باقات الكتب .كلما التفت الزائر والقارئ في اتجاهات البوصلة إال وينعم برؤياها (الكتب)،و بريحها وأريجها الذي يتدفق من بين صفحات 128 ألف عنوان ،الذين قدِموا إلينا من 42دولة ليشاركوا هذا العام في عيد ميالده (الكتاب) المغربي لينيروا الشمعة الخامسة والعشرين .متمثال في 712دورا للعرض ،ليتحفونا بندوات لعلماء وأدباء وأساتيذ ذوي االختصاص ،من األقطار العربية واألعجمية ،وقد اختيرتْ المملكة اإلسبانية ضيفة شرف ..قبل ْ أن نؤلف لقاءاتنا مع أروقة المعرض، وقد تميَّز بتنوُّع فضاءاته وبلوحاته الفنية التربوية ،على رأسها فضاء الطفل ،للخَلق واإلبداع االبتكار .وألهمية الكتاب العربي واألجنبي بالنسبة للطفل المغربي ،فكان انحيازي للطفلة مريم أمجون المبدعة التي تترجل على صهوة اإلجادة ،الفائزة بالجائزة األولى لتحدي القراءة العربية .أجادت وزارة الثقافة واالتصال في برنامج الطفل الستضافة الطفلة النابغة ،لتحكي عن تجربتها مع القراءة كأفضل قارئة عربية. لتكتمل الصورة في ذهن الطفل ويستمتع بسرد قصصي لمبدع يكتب بتجربة الواقع والخيال .وله (الطفل) ْ أن يكتشف سلسلة قصص فلسفية لمساعدته استيعاب مناهج وعوالم الكتابة .أمثلة على ذلك قراءات بعناوين «حور تشرب الشاي مع القمر» و«ثورة ثالثين فبراير» وبيضة نوح» ،للكاتب حبيب مازيني .ثم لقاء مع الكاتبة المبدعة لقصص الطفل ،كريمة دلياس .وأيضا لكاتب القصة المبدع ،حسن بنمونة ،وتواصله مع الطفل .للشاعر األردني ،محمد جمال عمرو ،قراءة في ديوانه «لو أملك نايا سحريا» ،قصيدة جميلة للطفولة العربية .ثم قراءة في كتاب بالفرنسية «السكوت ،نلعب!» من تأطير األستاذة ،خديجة بوكا ،ليتعرَّف الطفل على فنّ تقنيات كتابة القصة الخاصة بالطفولة ،والقواعد التي يحتاجها لكتابة القصة الشعرية .لتلقينه أساليب ومهارات الكتابة المرتبطة بقراءات عديدة ومتنوِّعة لشحن مخزون الذاكرة .فتتبعها القصة القصيرة على شكل الصوَر بتقنيات حديثة .أما فلسطين فهي حاضرة بتاريخها العربي واإلنساني ،وقد استأثرت القصة الفلسطينية مداد المحيطات لمكانتها الحقوقية ،وعظمة وشجاعة طفلها وهو يرجُمُ مُدرَّع ًة صهيونية بطوب من أنامله المالئكية .هكذا حال الطفل العربي والمغربي وهو يُكرم الجدَّات واألمهات الالئي كنا يروين على فراش النوم ليال حكايات «سحرية» ألبنائهنّ وبناتهنّ لمداعبة النعاس، حتى ينمام األطفال مع المالئكة ،وينطفئ المصباح ..لكي يتعاظم الرصيد الفكري للطفل وهو يسعى إلى مكتبة في منزله بلغات متعدِّدة ،وتعليمه مهنة تنظيم خزانته ليتأتى له استخراج الكتاب من الرفوف بيسر وسهولة .لغة البيان وهي لغة األمّ تستأثر بعظمتها وجماليتها لتتفق منها مياه بحارها العذبة .وقد أعيتْ اللغة العربية طائفة من المرضى ،فثاروا على الفصحى .لغة البيان دون غيرها ولغة للعلم والمعرفة والمشاعر واألحاسيس وفنّها يخاطب الروح .كثيرة وعديدة هي الفحول العربية إلنتاج الفكر ،كأمثال الجاحظ وأبي حيان التوحيدي ..كما جمع طه حسين بين موضوعية العلم وذاتية الفكر. ذات ذكرى عطرة للغة الضاد ولسان عربي مبين من اإلنتاج الفكري، ومازال لها من العطاء إن شاء اهلل تعالى ..يأتي دور قيمة وجمالية الخط العربي «الكاليغرافي» ،يرقى إلبداع لوحات فنية تمأل العينين، وللروعة بمكان ،ال نظير لها بحروف أعجمية .اعتلت ورشة موروث بالدي لتتعرَّف الطفولة بشفافية على األمازيغية وحروفها التيفيناغ،
وقد يتبارى األطفال بفنّ االرتجال بها من أجل تنمية ملكاتهم، بالحكي األمازيغي على شكل مسرحيات أسطورية .ولم تغب خشبة المسرح ،ودور رسالته النبيلة في معالجة القضايا االجتماعية بنقد بناء. هدف الورشة السعي الكتساب ذلك الطفل المبدع ،الستخراج مؤهالته الفطرية بتمارين في فن المسرح .بخطى واثقة تتكئ وزارة الثقافة واالتصال على نخبة من األدباء من مقام عبد اهلل المريني وإبراهيم السوالمي في ذكرى الشاعر المرحوم موالي علي الصقلي والنشيد الوطني «منبت األحرار» .برنامج عيد الكتاب كان حافال ،حول قراءة كتاب «األرق» للطاهربن جلون بحضور مؤلفه .ومن تنظيم دار الشعر بتطوان ورئيسها األديب مخلص الصغير ،ليؤلف اللقاء مع الجمهور، بليالي الشعر ،بمشاركة الشاعر العراقي خالد المعالي والسوري خلود شرف ،ثم أحمد عصيد وعياد الحيان على أنغام موسيقية لرشيد زروال. بملكة متألقة لذاكرة الراحل محمود درويش أحيا الشاعران إيهاب ابسيسو وزير الثقافة الفلسطيني ،ويحيى يخلف من فلسطين ،ومن المغرب عبد اللطيف اللعبي وحسن نجمي ،ليعبِّروا عن هذا الشعر المتجدِّد الذي يشي بأرقى نوع من المقاومة ..إذ كانت طنجة ومراكش حاضرتين بمعرض الكتاب على لسان األديب جليد السهولي في مؤلفه في رحلة من الجنس األدبي .هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الحاضرتين المغربيتين ،جمعهما بين دفتيْ كتاب بعنوان «طنجة، من هنا تبدأ الرحلة إلى العالم ،ومراكش» .وقد شكلتا وجهتين للرحالة المغاربة واألجانب ،وبشهرة دولية بمكانتهما االستراتيجية. وطنجة التي يدغدغها زبد ملتقى البحرين (المتوسط واألطلسي ) وإذ تلتقي بها الشمس نورا والقمر ضيا ًء ..وهب القارئ نفسه لكتاب يشدُّه إليه بعنوان «في بالغة الحجاج ،نحو مقاربة بالغية حجاجية لتحليل الخطاب» ،الفائز بجائزة دبي ،وكتاب «الرواية البالغية» الحاصلة على جائزة «كتارا» العربية ،لبالغة موسعة للرواية العربية، وهما (الكتابين) من تأليف الدكتور محمد مشبال ،بمشاركة الدكتور محمد الولي وتسيير الدكتور نزار التجديتي .العمارة اإلسالمية شكلت الفائق مع اإلبداع ،للتعريف بها إلى الطفل المغربي وكيفية نشأتها ومكوِّناتها وتطوُّرها ووقعها على المدينة اإلسالمية وشموخ الفنّ بها عبر التاريخ .ثم خُصصت ورشة لتقنيات الحفر «األركيلوجي»، لكي يكتشف الطفل ما معنى هذا العلم وما يقدِّمه بمذاق األرض. كنا على موعد مع فروسية الدكتورة لطيفة الوزاني الطيِّبي في بحثها العلمي الذي سيبقى مرجعية للباحثين في الخزانة العربية. وهذا صنيع في علم األنساب والتراجم والتأريخ آلل دار الضمانة بوزان تفرَّدتْ به الباحثة دون غيرها .بحضور حفيد مؤلف «الروض المنيف» موالي عبد اهلل الشريف ،اختطفت من الحضور دة .لطيفة كل انتباهنا ،ونحن نصغى لها لتلقي مادة علمية لإلشباع .أطلعتنا على المشائل واألشجار واألوراق الزكية الفيحاء المستخرجة منها التي تستدعي مقاسمتها التفكير .بطلب من الحضور تناول الكلمة األستاذ محمد المكي الوزاني الطيبي الحسني حفيد موالي عبد اهلل الشريف. في الزمان المسترسل كانت بحوزته أصل المؤلف «الروض المنيف» يستوجب «الترميم» والمعالجة مما أصابه من عوامل الزمان فسعى الحكي إليه ليُطلعنا عن مؤسسة الملك فيصل للدراسات واألبحاث اإلسالمية بالرياض التي قامت بإصالح ما «أفسده» الدَّهر ،مشكورة، في الثمانينات من القرن العشرين .. ضيف الشرف لهذا العام حظي به رواق المملكة اإلسبانية .كان له منحى العلياء طيلة مدة المعرض .تنوَّعت المشاركة اإلسبانية من مؤسسة «سيرفانطيس» إلى وزارة الثقافة والرياضة ،ووزارة الخارجية والمديرية العامة للكتاب .ثم مؤسسة «سيرفانطيس» بالبيضاء ومراكش .استحضر الرواق اإلسباني ثرا ًء من حوارات ثقافية وسياحية ،ومحوَر الخصوصية .في قصة حبّ ،كانت مداخالت ألدباء مغاربة ناطقين باإلسبانية ومحوَربالكطالنية .موضوع هام احتوى على ترجمة السفر بين اللغات .ثم محاضرة في موضوع مخطوطات أندلسية في المكتبات اإلسبانية .من تنظيم بيت الشعر بالمغرب وهو يتوِّج معرض الكتاب لهذه السنة بأمسية «األركانة» ليتألأل اسم الشاعر وديع سعادة الفائز ب»األركانة» العالمية للشعر لسنة 2018م .ثمَّ جائزة ابن بطوطة ألدب الرحلة 2018/2019م من تنظيم المركز العربي لألدب الجغرافي –ارتياد اآلفاق -بشراكة مع وزارة الثقافة واالتصال .وفي اليوم قبل األخير بصيغة أجود تقويم تمنح جائزة القراءة من تنظيم شبكة القراءة بالمغرب بدعم من وزارة الثقافة واالتصال َّ ..إن تحقيق الذات عملية ال نهائية يستخدم فيها المرْء كل قدُراته وذكائه ...
خلــجـــات..
بقلم :قطب الري�سوين .ال�شارقة
()1 حلم العمرِ ، الغرب ُة � ٌ َ أنياب تنه�ش َ
دنانري ال ت�شرتي �أوطاناً.. من وال َّث ُ ُ
()2
يه ُ ف�س ِ ِ بط من ِ مطيب ًا الينابيع حة رح ِم ِ ْ ّ الغيمة �إلى ْ مباركاً، الر ْو ِ واملر َج ِة ، �ضة، وي�صلِّي �صالته َ ُ اخل�رضاء يف َّ ْ والب ْ�س ِ تان، ُ بيع.. قبلَ �أن ُيب�شرِّ به للر ِ ٌ هودج َّ
()3
مات ّ اجلموع، عته موع، و�شي ُ �إذا َ ّ ُ اعر كفّن ْت ُه ال ّد ُ ال�ش ُ
ُ بالع رَب ِ ات، الرياعة ح ّتى ُ ت�رشق َ
ِ الوارف بالأُ ْغ ِ نيات، جع يف بي ِتها �إال القَ�صي َدة َت ْه ُ
َمن ي َن ِّبـ ُئها ب ُِي ْت ِم ع�صافريِها
القادم ْة ؟ ُ رب ِتها وغ َ َ
()4
يفقهون َ لغة ّ ّ الطنيِ .. وحده ْم عراء ُ َ ال�ش ُ
حني َيق ُّدون من َ�صلْ�صا ِل ِه،
متاثيلَ جمازِ هِ م،
َ والوطنِ ! و�شموع ًا لل َّنا�س
()5
حذاءك .. اخلع القلم، � ُّأيها ْ َ ُ ومتر ْغ يف نورِ الوطنِ ، َّ
كتب ب� ْأن َي ِ اط القلوب ! كم ْن َ فلي�س َمن َ كتب باحلربَِ ،
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
رسائل تطوانية
9
من أرشيف الدبلوماسي األديب
سيدي التهامي أفيالل التطواني حفظه اهلل
إعداد وتقديم :الدكتور يونس السباحYounes_sebbah@hotmail.com
تقديم تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ ،باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة ،والفوائد الغميسة النادرة ،التي ال توجد في غيرها ،ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن ،كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً ًّ مستقال بنفسه ،بما تحمله من صادق التعبير ،وجميل اإلحساس ،وحسن اإلنشاء ،وبديع السّبك ،وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط ،ورونق الحرف ،وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية ،والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً ال ،أو بين تلميذ وشيخه ،أو الصديق وصديقه... ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات ،ما تحتويه خزانة األديب الشاعر ،والدبلوماسي السابق ،أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد ،سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل ،وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً ال من الرسائل ،معظمها صادرة عن أفراد أسرته ،كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل ،أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي ،أو أخيه األديب ،سيدي البشير أفيالل ،أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت. ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية ،ولم يسبق أن رأت النور ،أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس ،استأذنّا صاحب األرشيف ،الشريف المذكور ،في العمل على إخراجها وتيسيرها للناس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء ،التي تستأثر بنشرها ،فوافق مشكوراً مأجوراً ،وقمنا نحن برقن هذه الرسائل ،وصنفناها حسب ّ كل شخص (منه/عليه) ،وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً ،فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير ،والعالم الخطير ،والفقيه الكبير ،سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت1339:هـ) ،وقبل البدء بنشر هذه الرسائل ،نعرّف بصاحب األرشيف لما له من فضل علينا وعلى القراء الكرام ،في هذا الكرم الفيّاض المتع ّلق بنشر العلمّ ، وبثه بين أهله ،ثمّ نعرّف بأشهر أعالم أسرة أفيالل الشريفة.
األديب الشاعر سيدي التهامي بن عبد السالم أفيالل حفظه اهلل
هو الشاعر األديب ،والدبلوماسي القدير ،الشريف سيدي التهامي بن الحاج عبد السالم بن التهامي بن محمد بن الهاشمي أفيالل ،أحد أفراد أسرة أفيالل العالمة ،الجبلحبيبية األصل ،التطوانية المهجر والمستقر. رأى نور الحياة بمسقط رأسه تطوان عام 1930م ،وبها تل ّقى دراسته األولى ،وحفظ القرآن الكريم كام ً ال ،ثمّ انتقل إلى معهد التجارة وإدارة األعمال بغرناطة ،وبقي به إلى التّخرّج .كما التحق بعده بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس –بالرباط ،وهناك أتمّ دراسته الحقوقية ،ليلتحق بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية في أوائل الستينيات .وخالل عمله بالسلك الدبلوماسي ،زاول مهامه في ّ كل من :بغداد ،بيروت ،مدريد، بوينوس أيريس .وقد نال عدّة أوسمة استحقاقية رفيعة ،جزاء خدمته النزيهة ،وعمله الفريد. ويعدّ سيدي التهامي أفيالل باإلضافة إلى عمله بالسلك الدبلوماسي، أحد كبار األدباء الذين أنجبتهم مدينة تطوان ،وقد ّ بث معظم حبه لها، إضافة إلى قصائد رقيقة في حبّه لغرناطة ولبنان ،في ديوانه الشعري: (هديل) الصادر عن جمعية تطاون أسمير سنة 2006م. وهو إلى هذا ك ّله ،أسّس صالونه األدبي ببيته العامر بالعاصمة الرباط ،الذي ضمّ إليه كبار الشخصيات أمثال :المحقق العالمة محمد بن شريفة رحمه اهلل ،والدكتورة نجاة المريني ،والشاعر المرحوم علي الصقلي ،وغيرهم من األكاديمين المشهورين ،كالدكتور امحمد بنعبود، والدكتور المحقق جعفر بن الحاج السلمي ...وقد سمّى هذا الصالون بـ (عُشّ الحمامة) ،وهو لقب استحضر فيه صاحب الصالون تلك األجواء الثقافية العلمية بمدينة تطوان التي أخلص لها ،وأحبها حبّا ملك عليه قلبه. وفي هذا الصالون األدبي الفريد ،عقد مجالس الفكر واألدب من خالل مدارسات ومطارحات تتعلق بشخصيات المعة فـي سماء الثقافة األصيلة ،كجدّه قاضي تطــوان وموثقها بدون منــازع ،العالمـــة التهامي أفيالل (ت1339:هـ) ،والعالمــة عبد الوهاب لوقـــش (ت1341:هـ) والشهيـــد امحمد بن أحمد عبود (ت1369:هـ) ،وغيرها من المواضيع العلمية، والمناقشات الهادفة .والزال هذا الصالون األدبي يعطي ثماره ،ويستمدّ إشعاعه من صاحبه الذي عرف بكرم المائدة ،وتواضع جمّ ،وتنازل غريب ،عالوة على روحه المرحة ،وبديهته الحاضرة ،ونكتته اللطيفة ،التي تجعل المرء في سحر دائم إلى ارتياد تلك الحياض .ومن البرور بأعالمنا الكرام ،قامت إذاعة طنجة –مشكورة- بتسجيل صفحات من حياته ،وجملة من ذكرياته ،ضمن برنامجها الفريدّ : (مذكرات) ،وقد أذيع في حلقات متعدّدة. وأمّا أفراد هذا البيت ،فنعدّ منهم وال نعدّدهم ،معتمدين أساساً على كتاب عائالت تطوان ،للعالمة المؤرّخ محمد داود رحمه اهلل:
• محمد بن الهاشمي أفيالل:
ولد عام 1194هـ بتطوان ،وبها شبّ وقرأ ،كما انتقل للدراسة بمدينة فاس ،وبعد رجوعه إلى تطوان اشتغل فيها بالتدريس والعدالة ،وكان ماهراً في صناعة التوثيق .توفي رحمه اهلل عام 1264هـ.
• المفضل بن محمد أفيالل:
ولد رحمه اهلل عام 1236هـ ،ودرس بها وبفاس ،ثم عاد إلى مسقط رأسه ،فاشتغل بعدة وظائف ،وكان رحمه اهلل أديباً
لبيباً ،وأشهر شعره قصيدته التي رثى بها مدينة تطوان لمّا سقط في يد األجانب عام 1260هـ ،ونصها الكامل في االستقصا ،وتاريخ تطوان لداود ،وممّا يضاف في ترجمته ،أنّه أوّل من أطلق لقب الحمامة البيضاء على تطوان .توفي رحمه اهلل عام 1304هـ.
• التهامي بن محمد أفيالل:
العالمة القاضي األشهر ،ولد بتطوان عام 1260هـ ،درس بتطوان على كبار علمائها ،أشهرهم الفقيه أحمد السالوي ،العالم ّ المتمكن ،ولم يرحل إلى فاس الستكمال الدراسة ،فاكتفى بما حصّل ،وبرع في صناعة علم النوازل واألحكام ،وعيّن قاضياً بتطوان، فاشتهرت أيامه بالحزم وضبط األمور المتعلقة بالحقوق ،توفي رحمه اهلل عام 1339هـ .وهو أوّل من نفتتح برسائله المتبادلة بينه وبين ولده الوزير اآلتي الذكر ،في هذا العمود األسبوعي على صفحات هذه الجريدة الغراء.
• محمد بن التهامي أفيالل:
هو الفقيه العالمة ،وزير العدلية ،ولد بتطوان عام 1301هـ، وحفظ القرآن ودرس بمسقط رأسه ،ثمّ انتقل إلى فاس الفيحاء ،فدرس بها مختلف العلوم ،وعاد مملوء الوطاب ،حيث استقبلته تطوان بأحضانها، فتولى فيها مناصب مختلفة ،أعالها رتبة ،وزارة العدلية التي قضى فيها شطراً مهماً من حياته ،خلفاً لشيخه سيدي أحمد الرهوني ،وإلى وقت استقالل المغرب .ولسيدي محمد بن التهامي كتابات كثيرة ومتنوعة ،لم يطبع منها سوى كتابه حول بدع المآتم واألعراس ،المسمى (تنبيه األكياس) ،وال زالت أعماله بحاجة إلى بحث وتحقيق ونشر ،لتعمّ بها الفائدة. توفي رحمه اهلل بطنجة عام 1388هـ ،ونقل إلى تطوان حيث دفن بزاوية سيدي الحاج بركة.
• سيدي البشير بن التهامي أفيالل:
هو األديب اللبيب ،شامة تطوان ،الفقيه النزيه، سيدي البشير أفيالل ،ولد رحمـــه اهلل بتطوان عام 1314هـ ،وبها درس ،فاكتفى عن الرحلة إلى فاس. وقد ظل رحمه اهلل إلى جنــب أخيــه الوزير السالف الذكر ،مستشاراً معــه بوزارة العدلية ،قائماً ّ بجل أعبائها .كما يعدّ في طليعــة األدباء المرموقيــن الذين أوتوا جمال الخط وحسن اإلنشاء ،وقد ترك رحمه اهلل رسائل عدّة ممهورة بأسلوبه األدبي الرائق ،الذي يعدّ أنموذجاً فريداً يحتذى به في صناعة اإلنشاء .توفي رحمه اهلل عام 1410هـ. هذه جملة يسيرة من أفراد عائلة أفيالل الشريفة ،ويضيق المقام بذكر األفراد اآلخرين ،لكن المالحظ أنّهم في الجملة يتفقون في جودة الخط ،وحسن األسلوب ،وصناعة الوثائق، مع نظام وترتيب ،وحسن تدبير ،فـ (التاويل) التطواني فيهم غريزة ،إضافة إلى كرم المائدة ،وحلو المعشر. هذه فذلكة بسيطة حول هذا البيت ،أحببنا أن نمهّد بها بما يستقبل من وثائق ورسائل متبادلة ألهميتها ،حتى يكون القارئ على بيّنة من األمر ،ونخصّص الحلقات المقبلة بحول اهلل للرسائل ،مقدّمين ّ لكل رسالة بما تشتمل عليه ،واهلل الموفق ،وعليه التكالن.
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
روحة ط أ معية جا
10
نظام األحباس بمدينة طنجة : (1956 - 1684م)
شهدت قاعة القرويين بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز بفاس ،على الساعة التاسعة صباحا من يوم الثالثاء 5فبراير2019م، مناقشة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه (مختبر :البيبليوغرافيا التحليلية والتوثيق للتراث المغاربي ـ تكوين الدكتوراه :تاريخ وتراث دول المغارب) ،تقدمت بها الطالبة الباحثة حفيظة بوحسي ،وقد تألفت لجنة المناقشة من السادة األساتذة: الدكتور موالي علي الواحدي( :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهرازـ فاس) :رئيسا. الدكتور سمير بوزويتة( :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس ـ فاس) :عضوا. الدكتورة نوال متزكي( :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية عين الشق ـ الدار البيضاء) :عضوا. الدكتور خالد صقلي( :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية :ظهر المهرازـ فاس) :مشرفا ومقررا.وبعد المداولة أعلنت اللجنة منح الطالبة الباحثة حفيظة بوحسى شهادة الدكتوراه ،وقد نالتها بميزة :مشرف جدّا مع التوصية بالطبع.
وفيما يلي نص التقرير الذي تقدمت به الباحثة بين يدي أطروحاتها العلمية:
يرجع تاريخ األحباس إلى فترات موغلة في التاريخ ،وليس مرتبطا باإلسالم فقط بل دلت العديد من القرائن على نهضته وازدهاره في مجتمعات سابقة ،فقد عرف عند المصريين ،وأيضا عند اليونانيين ،حيث كانت إيرادات األحباس تصرف على التعليم ودور العبادة ،وكان للرومان مثل هذه المعامالت فقد كانوا يقدسون المعابد والنذور والهدايا وكل ماهو مخصص إلقامة الشعائر الدينية ،وعرف عند الجرمان نظام يشبه الحبس ،وكذا نفس األمر عند اليهود والمسيحيين ،وكان العرب في العهد الجاهلي يحبسون بدورهم بعض ممتلكاتهم على إقامة الشعائر الدينية. استمر الوقف في العهد اإلسالمي في احتالله مكانة مهمة في نفوس المسلمين ،فرغم أن القرآن الكريم لم يشر إليه بشكل صريح، إال أن العلماء استدلوا على مشروعيته بعدة آيات قرآنية تحث على اإلنفاق بفعل الخير تقربا إلى اهلل ،كما وردت بعض اآلثار عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،في حثه المسلمين على الصدقة الموقوفة الجارية ،والتي سار على نهجها الصحابة رضوان اهلل عليهم ،حيث ال تكاد كتب الحديث والتراجم والسير تخلو من أوقاف الصحابة الكرام. ساهم نظام الوقف في العديد من المجاالت التي تعتبر اليوم جزءا ال يتجزأ من اختصاصات الدولة الحديثة ،وأبرزها التعليم الذي ظل إلى عهد قريب يمول من طرف أموال األحباس ،أضف إلى ذلك المارستانات أو ما يسمى حاليا بالمستشفيات ،فكانت هي األخرى تمول من أموال الواقفين من بنائها وصرف أجور العاملين بها ،بل بلغ نظام الوقف مبلغا عظيما وراقيا تعدى اإلنسان إلى الوقف على الحيوان ،كالوقف على اللقالق الذي عرف بمدينة فاس ،فمثل بذلك يقدم أفضل صورة للعمل الخيري في أبهىتجلياته. على الرغم من األهمية الكبيرة التي شكلها نظام الوقف في تنمية كافة الجوانب االقتصادية واالجتماعية والثقافية في المدن والبوادي ،إال أنه لم يحظ بعناية كبيرة من لدن الباحثين إال في العقود األخيرة ،بعد تطور المناهج التاريخية واستغاللها ألنواع جديدة من الوثائق وبدأ العمل على مصادر جديدة كالحواالت الحبسية التي تشكل ثروة مصدرية هامة للمؤرخين لما تكشف عنه من جوانب غاية في الدقة قد تغيب في مصادر أخرى. اهتمت الدراسة بنظام األحباس بمدينة طنجة ،وتم حصر الموضوع زمانيا ما بين 1684و ،1956من أجل تتبع أطوار هذا النظام مند استرجاع المدينة سنة 1684من االحتالل اإلنجليزي ،وامتدت الفترة إلى سنة 1956من أجل رصد التحوالت والتغيرات التي عرفها هذا النظام مع تعاقب األنظمة السياسية التي حكمت طنجة إلى غاية الحصول على االستقالل. إشكالية الدراسة • إن اإلشكالية التي تجيب عنها هذه الدراسة الموسومة ب (نظام األحباس بمدينة طنجة ،)1956 1684-تتمحور باألساس حول معرفة األسباب الكامنة وراء تعرض األحباس اإلسالمية بمدينة طنجة للضياع، بالرغم من أن المبدأ العام لألحباس هو أنها غير قابلة ألي شكل من أشكال التفويت ،فكيف ثم إذن تفويت معظم الممتلكات الحبسية بهذه المدينة إلى يد اليهود واألجانب؟ هذه اإلشكالية تتفرع عنها العديد من التساؤالت التي تؤسس لمحاور البحث وهي: ماهي األصول التاريخية لألحباس المغربية؟ • ماهي طبيعة الجهاز المسير ألحباس طنجة؟ • ما هي أبرز إسهامات الوقف في طنجة في المجال الديني، • والثقافي ،واالجتماعي واالقتصادي؟. كيف تعاملت األنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم • طنجة مع األحباس؟ المنهج المعتمد في البحث: • اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج التاريخي الذي يخدم عملية السرد التاريخي للدور الذي أداه الوقف عبر التاريخ اإلسالمي ،والمراحل التي عبرها حتى وصل إلى مرحلة اإلدارة الدولية بطنجة ،إضافة إلى جمع البيانات ،والمعلومات ،واإلحصائيات وتحليلها وإجراء المقارنات فيما بينها، للوصول إلى استنتاجات وخالصات تجيب ولو نسبيا عن إشكالية الدراسة. المصادرالمعتمدة: استندت باألساس في هذه الدراسة إلى الحواالت الحبسية التي تعرف بمتانة توثيقها الذي يعتمد على توثيق العدول ومصادقة القضاة الشرعيين ،وحتى إن نسخت الحوالة فإن ذلك يتم في ظروف ال تستثني فيها مقابلة الفرع باألصل ،كما تبرز أهمية الحواالت الحبسية كمصدر من مصادر الكتابة التاريخية في تدوينها لمعطيات غاية في الدقة، تفيد في معرفة التطور المعماري للمدن ،وحدودها الجغرافية ،وأسماء
أزقتها ،وأحيائها وأسماء األسر الحاكمة وغير الحاكمة ،والحالة االقتصادية واالجتماعيةلها. توجد حوالة أحباس طنجة في أربع نسخ نجد النسخة األولى في الخزانة الحسنية تحث رقم ،10823ثم النسخة الثانية في خزانة محمد داود بتطوان ،والنسخة الثالثة بخزانة عبد اهلل كنون بتطوان ،ثم نجد نسخة رابعة بنظارة أحباس طنجة وهي نسخة ورقية عكس النسخ السابقة ،ومما تجب اإلشارة إليه أن مصير النسخة األصلية بقي مجهوال، وغالب الظن أنه بعد نسخها من طرف المستشرق الفرنسي ميشو بلير سنة 1914انتزعت منها العديد من الوثائق ،ألن النسخة الورقية الموجودة بالنظارة لم تنسخ إال سنة ،1922وال تتضمن جميع الوثائق. كما تم االعتماد بشكل كبير على مصادر أخرى باإلضافة إلى هذه الحوالة ،هي في مجملها وثائق مخزنية ،منها: كناش دار النيابة بجزأيه األول والثاني :باألرشيف المغربي رقم ك ،2720ويتوفر على مراسالت مهمة بين نواب دار النيابة والسالطين، وأدرجنا بالخصوص ما يتعلق بالقضايا الحبسية بمدينة طنجة. كناش الطابع الشريف :بالخزانة العامة بالرباط رقم د ،1695يحتوي على حوالي 420ظهيرا ومراسلة ،واعتمدنا على المراسالت التي تتناول موضوع األحباس. وثائق مديرية الوثائق الملكية ،تمكنت من االطالع على محافظ رقم16 :و 17و18و 20ونسخت أهم ما جاء فيها بخصوص األحباس ،التي تهم نوعية العقارات المحبسة والمعاوضات التي تتم في أمالك األحباس وغيرها من القضايا. الخزانة العامة بتطوان :تتوفر على العديد من الوثائق التي تخص المنطقة الشمالية ونسخت بالخصوص ما هو مرتبط بالتنافيذ السلطانيةوبالمعاوضات. بيان أمالك الزاوية الناصرية :وهو محفوظ بنظارة األوقاف والشؤون اإلسالمية جهة طنجة تطوان الحسيمة. كناشة محمد بن يحيى الطنجي :وهي مخطوط بالخزانة الحسنية رقم 12244تجمع بين دفتيها معلومات في غاية األهمية عن مختلف األحداث التي عايشها الفقيه ومنها ما هو مرتبط باألحباس. وثائق مركز األرشيف الدبلوماسي الفرنسي بنانط :اعتمدت بشكل أساسي على ما تمكنت من التوصل إليه وهو محفظة رقم .675PO /B2 التقارير والضوابط: تقرير مجلس األحباس ويوجد بالخزانة الحسنية تحت رقم .3001 ضابط بشأن ترتيب الحسابات بنظارات األحباس ،يوجد بالمكتبة الوطنية رقم .44230 ضابط بخصوص جمعية التعاون الخيرية االسالمية بطنجة،ويحمل رقم 3464بالخزانة الحسنية. الدراسات السابقة: كتاب األحباس اإلسالمية في المملكة المغربية لمحمد المكيالناصري وصف فيه صاحبه حال األوقاف اإلسالمية بالمغرب قبل الحماية وما آلت إليه بعدها ،وأعطى فيه نظرة عامة عن توجه السياسة االستعمارية وسلوكها تجاه األحباس اإلسالمية. كتاب أوقاف مكناس في عهد المولــى إسماعيــل 1139 - 1082ه1672-1727/م :ويعتبر أول دراسة للوقف بالمغرب من وجهة نظر تاريخية ،وهو في األصل رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ للباحثة رقية بلمقدم تحث إشراف األستاذ إبراهيم بوطالب ،قامت فيه الباحثة بدراسة شاملة لما شهده عصر المولى إسماعيل من اهتمام كبير بأمر الوقف وشؤونه ورعايته وتنميته. كتاب الوقف في الفكر اإلسالمي لمحمد بن عبد العزيز بنعبد اهلل،تطرق فيه إلى الوقف في التشريعات القديمة ،ومشروعيته وجهود الفقهاء في تدوينه ،وشروط التوثيق ،والتدخل األجنبي في الوقف ،باإلضافة إلى بعض اإلصالحات في العصر العلوي. كتاب المؤسسات الحبسية في المغرب من النشأة إلى سنة 1956لصاحبه جوزيف لوشيوني ،دون فيه صاحبه معلومات جد مهمة عن الوقف وما زاد من قيمة هذا الكتاب موقع مؤلفه الذي شغل عدة مناصب سامية في وزارة األوقاف ،الشيء الذي ساعده على اإلطالع على تقارير مهمة جدا بل ونادرة في الموضوع. كتاب les habous de Tangerلصاحبه المستشرق الفرنسي Michaux bellaireوهو عبارة عن نسخة مصورة للحوالة بباريس عام ،1914وقام صاحبه بترجمة مقتضبة لمضامين الوثائق إلى اللغة الفرنسية.
مقالة les habous de Tangerلصاحبها Mutabassirوهيمنشورة ضمن أعداد مجلة العالم اإلسالمي العدد األول سنة ،1907 وتشير هذه المقالة إلى مجموعة من الوثائق التي تظهر كيفية استغالل األجانب لألمالك الحبسية بالمدينة. بتصفح هذه الدراسات اتضح لي جليا أن الوقف في مدينة طنجة لم يحظ فيما أعلم بأية دراسة مستفيضة من الوجهة التاريخية ،ولم ينجز أعمال تقوم بالدرجة األولى على أساس استغالل الحواالت الحبسية إال عدد محدود جدا من الباحثين ،منهم عبد الصمد العشاب الذي نشر مقالة بعنوان» مائة سنة من تاريخ المنشأت الحبسية بطنجة :نماذج من أحباس مدينة طنجة منذ القرن الثاني عشر الهجري» ،غير أن هذه المقالة ال تشفي الغليل في معرفة أسباب انتقال األمالك الحبسية لليهود واألجانب ،وهناك كتاب بيوتات طنجة في القرن 18من خالل حوالة أحباسها ،لعبد اهلل الداودي ،إال أن صاحبه كان مهتما فقط بسرد البيوتات الطنجية في المدينة خالل الفترة المرصودة. بعد تحصيل مادة بيبليوغرافيا هامة قادرة على اإلحاطة بجوانب الدراسة قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد تاريخي وثالثة أبواب وخاتمة. استهللت الموضوع بتمهيد تاريخي كان الحديث فيه عن موقع طنجة في اإلستراتيجية الدولية ،المرتبط بشكل مباشر بالتجارة في البحر األبيض المتوسط وهو ما جعلها تتخذ طابع المدينة الدبلوماسية خالل القرن الثامن عشر ،وكان لهذا األمر انعكاسات كبيرة على كافة القطاعات الحيوية بما في ذلك األحباس. وجاء الباب األول بـعنوان« :التطور التاريخي لألحباس بطنجة» وضم فصلين. الفصل األول :الجذور التاريخية لألحباس اإلسالمية :وكان الحديث فيه عن مفهوم الحبس وكذا مشروعيته في السنة ،باإلضافة إلى أركانه وأقسامه وأصوله التاريخية التي ترجع إلى أمم سابقة. الفصل الثاني :التشريعات المنظمة لمؤسسة األحباس بطنجة: خصصته للحديث عن الجهاز المنظم لألحباس بطنجة ،فقد عهد تسيير األوقاف في البداية إلى الواقفين أنفسهم أو إلى من كلفوه للنظر فيها، ويثبت ذلك في وثيقة التحبيس ،غير أن التطورات التي عرفها ميدان الوقف وظهور بعض العوائق التي نتجت عن سوء التدبير دفع إلى استحداث أجهزة لإلشراف على هذه المؤسسة. كما تطرقت في هذا الفصل لحوالة أحباس طنجة وأدرجت فهرسة لما ورد فيها من األمالك الحبسية ،كما تضمن هذا الفصل األشكال المتبعة لالنتفاع باألحباس. وعنونت الباب الثاني بأمالك األحباس بمدينة طنجة ،وضم فصلين، الفصل الثالث :األحباس الدينية والثقافية بمدينة طنجة ،تطرقت فيه بالخصوص إلى األحباس الدينية ،من مساجد وزوايا وأضرحة ،التي تبين بالدراسة مدى حضورها الوازن في تاريخ المدينة ،وكذلك األحباس الثقافية التي تنوعت بين المدارس العلمية والكتاتيب القرآنية ،والكراسي العلمية ،مع الوقوف على الخزانات العلمية إلبراز قيمتها. وركز الفصل الرابع المعنون بـ :األحباس االقتصادية واالجتماعية بطنجة على ذكر أهم خصائص األحباس االقتصادية من أفران ،وفنادق وحمامات ،وكذا مالمح األحباس االجتماعية التي أظهرت مدى التالحم الكبير بين سكان طنجة. وإجابة على التساؤل المطروح حول تأثر مؤسسة األحباس بالمدينة بمدى التواجد األوروبي عنونت الباب الثالث بالهيئة الدولية بطنجة ومؤسسة األحباس ،وكان الحديث في فصله الخامس الموسوم بطرائق تفويت أمالك األحباس بطنجة ،عن الوسائل التي اعتمدها األوروبيون واليهود من أجل استغالل الثروة الحبسية ،والتي تنوعت بين الكراء والتنافيد السلطانية ،إضافة إلى تمكنهم من امتالك أمالك حبسية بواسطة المعاوضات من جهة وشراء مفاتيح األمالك الحبسية من جهة ثانية. وجاء الفصل السادس بعنوان االتفاقيات الدولية ومسألة األحباس، ركزت فيه بالخصوص على االتفاقيات األوروبية التي عقدت حول المدينة، وحضور مسألة األحباس في مختلف أطوار هذه االتفاقيات ،التي ظهر لنا بالملموس استهدافها للثروة الحبسية بالمدينة وتمكنها في األخير من وضع يدها على أجود الممتلكات الحبسية. وقد تم ختم هذه الدراسة بخاتمة عامة لخصت مختلف االستنتاجات واألفكار األساسية التي تم التوصل إليها بالتحري والموضوعية. وقد ذيلت هذه الدراسة بملحق ضم نماذج من الوثائق المعتمدة في الدراسة ،ووضعت معجما للمصطلحات الواردة في المتن ،كما أدرجت قائمة للمصادر والمراجع وفهرس عام ضم الجداول والخرائط والصور.
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
11
اشتغال عتبة المقدمة عند األستاذة حسناء داود ()4/2
• الدكتور محمد عبد السالم المرابط
مفهوم عتبة التقديم في الدرس الغربي ينطلق الدرس الغربي الحديث في دراسته المقدمة من ضرورة ضبط خصوصيتها ووظيفتها إزاء المتن والقارئ معا ،باعتبار المقدمة أصال واسطة بين الطرفين .ويرتهن ذلك بتحديد مفهوم العالقة ونوعيتها بين عالم النص (أي الكتاب) وعالم خارج النص (النصوص الموازية ،العتبات)... وهو موضوع استأثر باهتمام الدراسات النقدية الحديثة في الغرب ضمن ما يعرف بالتفاعالت النصية والعالقات بين النصوص ،خاصة مع اكتشاف «باختين» لمفهوم «التناص» عند حديثه عن الحوارية في الرواية ،وتعدد األصوات في الخطاب الروائي ،polifonía del discursoقبل أن تكشف كريستيبا عن هذا المفهوم وتستثمره ،أو يحدده ريفاتير بأنه إدراك القارئ لعالقات بين أثر أدبي وأعمال أخرى سبقته أو تبعته .غير أن الذي ّ نظر لمفهوم الماورانصية أو التعالي النصي transtextualitéبشكل منهجي ،وووضع جهازا مفهوميا لهذا الحقل المعرفي هو «جيرار جنيت». يندرج خطاب المقدمات ضمن ما عرفه «جيرار جينيت» في كتابيه ُ «طروس» Palimpsestes )(1983و «عتـــبــــات» )Seuils (1987 بـ Paratexteأي التوازي النصي ،أو النص الموازي ،أو المُناص ...ويعني هذا المصطلح جميع النصوص التي تحــاذي متن الكتاب وتحيط به من جميع جوانبه من عنوان رئيس ،وتجنيس ،وعناوين فرعية ،وتصدير، ومقدمة ،وحواش ،وهوامش ،وفهارس، واستدراكات ،وتذييالت ...ولم يثر موضوع العتبات بشكل منهجي اهتمام الباحثين إال مع التوسع في البحث في مفهــوم النص، وتقدم الدراسات في مجال الفكر النقدي ،وما واكب ذلك من التطلع إلى اإلمساك بجزئيات النصوص وتفاصيلها واستقصاء أبعادها، وإدراك العالقات التي تصل فيما بينها «فكان التطور في فهم النص والتفاعل النصي مناسبة أعمق لتحقيق النظر إليه باعتباره فضاء ،ومن ثم جاء االلتفات إلى عتباته». بنى «جيرار جنينت» دراساته بخصوص العالقات النصية على مفهوم التعالي النصي أو «الماورانصية» La Transtextualité ،وقد انطلق في معالجته لهذا المفهوم في كتابه �Pa limpsestesمن زاوية نظر خارجية ال تحتفي كثيرا بالمنحى التأويلي ،ألن هدفه األساس لم يكن سوى إبراز العالقات التي ينشئها النص مع غيره من النصوص ،بمعنى أن التعالي النصي هو «كل ما يجعل النص في عالقة ظاهرة أو ضمنية مع نصوص أخرى» .وقد حدد هذه العالقات في خمسة أنماط هي « .1 :التناص» �intertex ،tualitéوتعريفه لهذا النمط ال يختلف عن تعريف كريستيبا له أي الحضور الفعلي لنص في نص آخر بتجسيداته الثالثة citation laالشاهد ،و le plagiatالسرقة األدبية ،و l´allusionالتلميح أواإللماع؛ .2المُناص paratextualitéوهو النص الموازي أو النص المصاحب وسنرجئ الحديث عنه ألنه موضوع هذه المداخلة؛ .3الميتانص métatexteأو النصية الواصفة وتقوم على عالقة التفسير التي تربط نصا بآخر ،مثل عالقة النقد أو التعليق بين نصين؛ .4النص الالحق أو النصية المتفرعة ،hypertextualité وهي عالقة االشتقاق أو التحويل بين نصين ،فمثال ،عالقة االشتقاق بين رواية «نحن» لـ «زمياتين» السابقة ،ورواية «جورج أرويل» الشهيرة « »1984وهي الحقة ،قائمة دون شك ،وإن كان ذلك ال يعني عدم احتفاظ هذا النص األخير باستقالليته؛ .5والنصية الجامعة l´architextualitéوهي العالقة األكثر تجردا وضمنية «ألنها تحدد انتماء نص ما في جنس من األجناس األدبية ،ومن هنا جاء نعته (أي جنيت) لها بالبكماء تأسيسا على إحالتها األثر على جنس »...وتبرز أهمية هذه العالقة في كونها تؤطر النص في نظام معروف سلفا ،كما أن إدراك هذه العالقة أساسي في تلقي النص انطالقا من واقع اختالف القراء في تفضيل األجناس األدبية. وكثيرا ما يستتبع ذلك نوع من التآلف بين النصية الجامعة والنصية المصاحبة لما تمثله األخيرة من إحالة على أجناسية النص (وضع عناوين على الغالف :شعر ،رواية ،مقالة )...علما أن النص غير مطالب باإلعالن عن جنسه األدبي إلن األمر ،أصال ،كما يقول جنيت، من مهمات القارئ أو الناقد أو الجمهور (أي أن هؤالء هم الذين يحددون جنس النص وليس كاتب النص). غير أن «جنيت» كعادته في تقصي الجزئيات بقصد بناء تصورات فكرية ينتهي بها في الغالب إلى نظريات قائمة بذاتها، وذلك بإشارته في البدء إلى «قضيةٍ ما عَرَضا ،و(إعالنه) عن قصوره في تناولها وعجزه عن اإلحاطة بها ،ثم ال يلبث أن يعود إليها» فما يزال باحثا ومتقصيا إلى أن تغدو الفكرة مستوية واضحة المالمح؛ أقول ،انسجاما مع هذا المسلك أفرد في كتابه «عتبات» Seiulsدراسة معمقة للنص الموازي الذي كان قد ألقى عليه نظرة عجلى في «أطراس».
جنيت المواظب
لقد تميزت أعمال «جنيت» باالستمرارية ،واالنتظام المعرفي .فهو يعرض في كتابه «مدخل إلى النص الجامع» ( )1979لمفهوم الشعرية والمتعاليات النصية ،بيد أنه ينتابه اإلحساس بعدم استيفاء بحثه لموضوعه فينتقل في «أطراس» ( )1982إلى مناقشة التفاعل النصي والحوارية بين ّ يُنَظرُ لـ «الماورانصية» ،فيسهب في مناقشة مفهوم التعالي النصوص لخلق جهاز مفهومي النصي في كتابه المذكور مستندا إلى دعامتين :أوالهما االنطالق من زاوية نظر خارجية بعيدة عن المنحى التأويلي ،كما قلنا ،وثانيتهما اعتبار العالقة بين النصوص هي األساس في فهم المتعاليات النصية وضمنها التناص ،ومن ثمة تعالت هذه المتعاليات عن الزمان والمكان باعتبارها عالقات حافة بين النصوص تعطي لها معانيها من جهة ،وال يدركها إال القارئ من جهة أخرى .وبذلك كان الهدف من التنظير لـ «الماورانصية» هو إبراز العالقات التي ينشئها النص مع غيره من النصوص، كما أشرنا ،لينتقل «جنيت» أخيرا في كتابه «عتبات» Seuilsمن شعرية النص إلى شعرية الكتاب
حينما دقق مفهوم المُناص وصقله ،وحدد حدوده وضبط مبادئه ووظائفه ،فكان لذلك الصدى الجيد في الساحة الثقافية التي سرعان ما تلقفت المفهوم ووظفته ،فأخرجت مجلة Poétiqueفي يونيو من السنة نفسها التي ظهر فيها الكتاب أي 1987عددا خاصا بهذا الموضوع ،وكتب «فيليب الن» كتابه عن «مُناص الناشر» وغير ذلك... يطلق جنيت على المُناص (النصوص الموازية ،العتبات )...مصطلح الـ Paratexteونفهم من كالمه أن سابقة « »paraإذا كانت تعني في الالتينية الشبيه والمماثل والمساوي والجنيس ...فإنه وجدها في اإلنجليزية تدل على الضدية ،أي أنها تعني في آن القرب والمجاورة ،والبعد واالختالف، أي أن العتبات بقدر ما هي قريبة من عالم الكتاب هي بعيدة عنه ألنها ليست جزءا منه .ونمثل بهذا الصدد بعتبة التقديم عند األستاذة حسناء ،فهذه التقديمات وإن شاركت كتب الفقيه داود فضاءها المكاني ،فإنه ليس باإلمكان القول بأنها مدمجة فيها ألنها مستقلة بذاتها ،وتحمل توقيع كاتبتها ولها قضاياها وتساؤالتها ووظيفتها األساس وهي تهييء القارئ لتقبل متن الكتاب ،ومن ثمة ينبغي الحذر في التعامل مع العتبات ،وهو ما يقصده جنيت بتحذيره الشهير« :احذروا العتبات!». وهنا يبدأ اإلشكال ،ذلك أن القارئ يعد المقدمة مرة جزءا من النص/الكتاب الذي تصاحبه ،ومرة أخرى يعتبرها منفصلة عنه تماما، علما أن العتبات عامة والمقدمة على رأسها هي «أكثر من حدود ،ألنها ليست من داخل الكتاب وال من خارجه وإن تقاسمته الفضاء المكاني» غير أن المؤكد هو أنها عتبة قائمة بذاتها ،وإن كان القارئ يشرع منها في معاينة الكتاب. هذه الوظيفة التي تقوم بها العتبة تفسر لنا لماذا ال يظهر النص الرئيس ،إال فيما ندر ،عاريا من عتبات نصية أو بصرية تقدمه للجمهور المستهلك« ،ما عدا في استثناءات قليلة منها: أن ينتمي النص إلى مرحلة الرواية والمشافهة كما في الثقافة العربية في مراحلها األولى» ألنه من الصعب معرفة النص دون عتباته التي تحاور الجمهور وتتفاعل مع القارئ ،وتعمل على دوران الكتاب وتروج له .ومن ثمة ال يمكن اليوم تصور نص دون نصوص محاذية تعززه وتسمح بولوجه ،وما أشبه ذلك بحال الدار؛ إذ أنه لولوج فنائها ال بد من المرور عبر عتباتها أوال. ورغم الجهد التنظيرى الذي قام به «جنيت» فقد اعتبر كتابَه «عتبات» مقدمة لوضع نمذجة عامة لدراسة المُناص ،وأن «مفاهيمه ومصطلحاته الدارسة له ،ووظائفه الجمالية والتداولية لم تكتمل بعد» لما يتميز به هذا المصطلح من حركية مستمرة تشمل المؤسستين النقدية والتجارية. ونظرا لتشعب الحقل المعرفي الذي يتموقع داخله النص الموازي وتعقد شبكته ،وتنوع أشكاله ،ومن ثمة تعدد القضايا التي يطرحها؛ وبسبب أن األستاذة حسناء المست كل عناصره :من تجنيس ،ووضع عناوين رئيسة ،وفرعية ،وكتابة تعاليق ،وهوامش، ووضع فهارس ...فإننا سنحصر البحث ،كما أشرنا أعاله ،في نموذج واحد من نماذج العتبات أال وهو عنصر التقديم .وال بأس أن نشير إلى أننا نركز على التقديم أو المقدمة وليس المدخل ولو أن هذا يتموقع في أول الكتاب مثل المقدمة ،وذلك بسبب أن المدخل ليس عتبة بل هو مرتبط بالكتاب ،ويكون جزءا منه وهنا الفرق بينه وبين المقدمة ،كما يقول شيفر ،ألن هذه على عكس المدخل تأتي منطقيا خارج خطاب المتن في حين يعتبر المدخل ،كيفما كان وضعه بالنسبة للكتاب ،داخل خطابه .ونلفت النظر أيضا بالمناسبة جوابا عمن يتساءل عن الفرق بين المقدمة والتقديم أن المراد بهذا المصطلح األخير هو المقدمة الغيرية أي المقدمة التي يكتبها آخرون دون المؤلف كما يفهم من التقديم الذي وضعه عبد الكبير الخطيبي لكتاب عبد الفتاح كليطو األدب والغرابة. اخترنا ،إذن ،عتبة المقدمة عند األستاذة حسناء لسببين، أولهما أن بحث هذا الخطاب دون باقي عناصر المُناص سيساعد على ضبط الموضوع ،وتحديد مجاله ،وإلقاء المزيد من الضوء على عتبة محددة أهميتها كبيرة في إضاءة المتن ،وتأمين قراءة جيدة له .ثم ألنها تصاحب النص في منطقة الالحسم ،كما قلنا ،مترددة بين الداخل والخارج ،فتعضده شرحا وتفسيرا ،وتجعل منه كتابا يقترح نفسه بعتباته ،ولو أنها ال تصل إلى حد الضرورة لولوج متن الكتاب مثل العنوان أو اسم المؤلف ،أو دار النشر ...بيد أنها مع ذلك تبقى في النهاية سواء كانت من إنشاء المؤلف أم من تحرير غيره؛ في أول الكتاب أم في وسطه أم في نهايته؛ أصلية أم الحقة أم متأخرة ،من صميم خطاب المعرفة ،وهو ما يؤهلها ألن تصبح موضوعا للمقاربة والتحليل والتفكيك .وأما ثاني السببين فهو كون األستاذة أسست لتراكم على مستوى التقديم ،فلم يخل كتاب من كتب أبيها التي أشرفت على نشره ،أو من الكتب التي ألفتها أو ترجمتها أو أعدتها للنشر من مقدمة تحمل توقيعها ،وهو ما نبه إلى بعض القضايا وأثار بعض األسئلة استرعت طرح سؤال عن جدوى المقدمة عند األستاذة حسناء وضرورتها ،وهو ،أيضا ،مما يدفع إلى مقاربة هذه العتبة عند الكاتبة وضبط خصوصية خطابها، ووظيفته وعالقته بالمتن المركزي .والغرو ،فالنصوص الموازية عموما ليست إيجابيتها فيما توفره للقارئ من مساحة تسمح بالتواصل مع النص المركزي وتلقيه جيدا فحسب ،ولكن أهميتها في حالتنا تكمن أيضا ،كما قلنا ،في كونها نصوصا تطرح بدورها مشاكلها الخاصة وتثير أسئلة تتعلق بمكوناتها وتعدد وظائفها.
(يتبع)
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
العدد 981
من شمال أعالم المغرب:
12
أحمد بن محمد السعيدي: الفقيه المدرس
نسبــه : هو السيد أحمد بن محمد السعيدي األنجري نسبة إلى قبيلة أنجرة بشمال المغرب ،المطلة على شاطئ البحر األبيض المتوسط ،والمقابلة لعدوة األندلس.
والدته:
ْ نْوَان حوالي ولد رحمه اهلل بقبيلة أنجرة – مدشر أَ ْك سنة 1319هـ1901 /م.
نشأته و طلبه للعلم :
نشأ بقبيلته أنجرة حيث حفظ القرآن الكريم ،ثم ظل يتجول بين مداشرها متنقال بين حلقات شيوخها وأعالمها ،ينهل من حياضهم ،ويرتشف رحيق علمهم، إلى أن آنس من نفسه الرغبة في الرحلة إلى فاس قصد إتمام المشوار والتبرك من حلقات جامع القرويين؛ فرحل إلى العاصمة العلمية ،وظل بها مالزما مجالس علمائها مدة 12سنة. من مشايخه خالل مراحل تعليمه :التهامي كنون، وأحمد بن الخياط الزكاري....
خصالــه :
كان رحمه اهلل كريما شجاعا ،لهجا بكلمة الحق، صنديدا ،مدافعا عن المظلوم ،قنوعا ،أمينا ،يحب الخير للناس ،يغيث الملهوف ،صبورا ،تالءا للقــرآن ،محبا للسنة ،فصيحا ،خطيبا مفوها...
محنه ومواقفه :
امتحن رحمه اهلل من أجل الدفاع عن كلمة الحق أيام االستعمار اإلسباني ،فسجن مرارا وتكرارا .وفي فجر االستقالل بعد عودة محمد الخامس من المنفى شَبّتْ في قلبه غيرة على قبيلته لما رأى الخنزير يعيث في أرضها فسادا ،وهذا من اإلرث الذي خلفه االستعمار اإلسباني بالمنطقة الشمالية ،فزَوَّرَ في نفسه زيارة محمد الخامس بالرباط قصد إطالعه على جلية األمر ،واالستنجاد به من أجل رفع الحيف والضرر النازل بأهل القرية ،وتمّ األمر ،والتقى بالملك وبث إليه شكواه التي قوبلت باالستجابة ورفع الضرر الواقع.
-
بقلم:
د .بدر العمراني
والهتمامه بالواقع ومجرياته ،انخــرط في الحيـــاة السياسية ،وأصبح عضوا في حـــزب الوحدة واالستقــالل بتاريخ .1956/07/26
وظائفه : التدريس واإلمامة ،ولم تعرف له وظيفة تقلدها غيرها ،فقد كان وفيا لتعليم الطلبة ،وظل على تلك الحال إلى أن توفي.
شهادة فيه : قال األستاذ محمد العشيري وهو أحد تالمذته :كان رحمه اهلل عنيدا ،صنديدا ،يتج ّلد في طلب الحق ،ولذلك سُجن مرارا من قبل قائد أنجرة والمراقب اإلسباني ... كالمه كثير اإلبهام والغموض ،ولذلك كان يقال عنه: ع ْلمهُ َذ َكر.
من كالمه : القرآن حقيقة مجردة .ويقول :مثل الذي يقرأ القرآن وال يفهم معناه كمثل طير على غصن شجرة يحكي األصوات وال يدري معناها.
كتاباته : لم يكن رحمه اهلل ذا ولع بالكتابة ،سوى تأليف جمعه في جزئين يدافع فيه عن السنة ،سماه( :النبال المهندة في نحور من عارض الكتاب والسُّنّة) ،رأيت منه الجزء األول ببعض المكتبات الخاصة ،وأملك مصورة عنه.
وفاته : وظل كذلك رحمه اهلل في نشاط دائم و حيوية متواصلة إلى أن لقي ربه خالل شهور سنة 1396هـ1976/م.
مصادر الترجمة : معلومات شفهية عن تلميذه األستاذ محمد العشيري. -وثائق خاصة ،أطلعني عليها أحد أوالده.
جمعية الحياة الثقافية والفنية بالفقيه بن صالح ، تكرم رائدين من روادها
بالمركب الثقافي بمدينة الفقيه بن صالح ،تم يوم السبت 09فبراير 2019تنظيم حفل الوفاء لثالثة عقود من العطاء الجمعوي والفني والثقافي ،تكريما لرائدين سامقين من رواد الفكر الجمعوي الرائد الرصين ، هما األستاذ األلق عبد اللطيف نجيب وزوجته األستاذة فاطمة أكال ،حفل بهيج حضرته فعاليات من جمعيات المجتمع المدني ،وعوائل وأصدقاء المحتفى بهما ونخبة المعة من نساء ورجال الفكر والثقافة ،بإقليم الفقيه بن صالح والمدن المجاورة .. هذا وقد تميزت مجريات الحفل البهيج بعدة فقرات مغرية أخاذة ،من أهمها توقيع مؤلف في مجال الكتابة المسرحية تحت عنوان «الشاب حيران ومسرحيات اخرى» من لدن مبدعه األستاذ عبد اللطيف نجيب عريس هذا الحفل الرائق ،فكلمة رئيس الجمعية األستاذ المتألق أحمد قرقوري المعروف في كل ربوع اإلقليم والجهة ،بروعة أدائه في مجال االغنية الملتزمة ،فشهادات نيرة في حق المحتفى بهما ،جادت بها قريحة العديد من اصدقاء دربهم الجمعوي الفني ..توبع الحفل
بوصلة شيقة من فن الموشحات العربية األصيلة ،األكثر طالوة ورقة وعذوبة ،من أداء فرقة صول للموسيقى .. تخلل الحفل حوار شيق مفتوح مع المحتفى بهما من إبداع األستاذ المتألق والمؤطر التربوي األستاذ برناكي البوعزاوي فوصلة من القصائد الشعرية العذبة السلسة ،جادت بها قريحة العديد من شاعرات وشعراء مدينة الفقيه بن صالح ،هم الشاعرتان فاتحة سعيد و نعيمة الرامي فالشاعران إدريس الطالبي و الحسين ناجين .هذا وقد اختتم الحفل البهيج بتوزيع الهدايا على المحتفى بهما في جو من التصافي والود والتآخي ،ليختتم هذا النشاط الجمعوي األكثر من رائع بحفل شاي على شرف الجميع ...
عبد الحفيظ الحاجي
العدد 981
كرات:
مذ
13
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
أحياء تحت األرض غير أموات!!..
إذا نزَ َلتِ الطبيعة بثقلها المعهود بأرض «موريال كندا» ،كأنه اليوم المستطير، رياح عاصفة عصفا ،هوجاء ،أسقطت الشجر والورق غصبا ،وشتاء ماطر من السماء مدرار مدرار ..وثلوج عارمة كأنها جبال اجثتت واهتزت وربت ،ونزلت ندفا كست األرض بياضا، وغطت السطوح واألشجار الباسقة ،فسبحان اهلل العظيم مما خلق وأعطى ،لو أن الثلوج نزلت دفعة واحدة لتجمد كل كائن ،والسيارات الفاخرة ،ومألت جوانب الطرق بياضا، لكن الشوارع خاوية من الثلوج ،ألن كاسحات الثلوج لمتها جباال في زاوية ،لتحملها الشاحنات خارج المدينة ،يقول اإلنسان الحدق ،أين المفر وال وزر إلى المدينة السفلية، تحت األرض ،كل االحتياطات لتدفئة الجسم واهية ،ال تفي بالدفء المطلوب ،والشوارع تتعرض لغضب الطبيعة ،فأصبحت مهجورة ،كأنها مدينة األموات ،ال يرى اإلنسان فيها شمسا وال زمهريرا ،قست الطبيعة فأصبح الطقس ما بين 45-30درجة ،تحت الصفر، حيث التجمد لمياه األنهار والبحيرات ،تمر ساعات طوال ،قيل أن الشاحنة المحملة تمر على سطح النهر المتجمد ولن تغرق صلة متينة ،طوال على هذه الحال تندثر الغيوم، وتنقطع الشتاء ،وتسطع الشمس في األفق ،تبعث بالدفء ،ويعود الطقس الجميل واحدا تحت الصفر ،كأن شيئا لم يكن ،ومهما كان ،فالطرق والمسالك مهيأة من زمان ،المياه والثلوج الذائبة تجري إلى مستقر لها ،تصب في األنهار صبا ،ولم تعد الطبيعة تموج رحاها كما أرادت ،ال يعوقها شيء في األرض من السماء ،فاإلنسان الذكي هذا ال يضيع وقته وال ينتظر عودة الطبيعة الهوجاء إلى حالها ،خريف وشتاء في آن واحد وثلوج عمد إلى ما يمكن أن يقضي حاجياته ،ويعود إلى دياره سالما غانما ،أبدع اإلنسان مدينة جديدة ذات طبق فوق طبق ،ال سيارات وال حافالت وال شاحنات وال أضواء كاشفة ،ال كاميرات مراقبة ،وال إشارات مرور ،مدينة فتحت أبواب متاجر ومطاعم ومقاهٍ ،يتجول المرء بينها طالبا راغبا متسوقا كأنه في المدينة العاتمة ،نهارها كليل دامس ،وجدت بالمدينة الجديدة تحت األنفاق والقبور ،مدينة تنعم بالحيوية والنشاط ،فما عليك إال أن تأخذ المصاعد العمالقة وهي تتسع لعشرة ركاب تنزل بك إلى أسفل سافلين، طبقة أولى حتى الثانية تلبي رغبتك ،في أي طابق تريد التسوق ،ومقاهٍ فاخرة ومطاعم رتيبة نظيفة ..تحاكي مطاعم بالد المغرب وإيطاليا ولبنان وتركيا والصين ،لك الخيار في اختيار ما يليق بذوقك وتشتهي نفسك ،ومتاجر بكل أصناف المالبس التي ترغب شراءها. فالسكان بهذه البالد مهوسون بالثراء وتغيير اللباس ،كل موسم ،ومالبس السنة أو الفصل الفائت يرمونها بصناديق خاصة جنبات الشوارع ،تعمل شركة على جمعها وتغليفها وتجمعها وتصدرها إلى الدول الفقيرة ،مقابل دراهم معدودات. كل الشباب ،همهم ما جد في موديالت المالبس وأحسنها ،هم دائما يفضلون االقتراض من البنك مادامت البطاقة اإللكترونية صالحة االستعمال تقطع من أجرته
بقلم :عبد الرحيم ابن جلون *
الشهرية كل ما اقترض على أقساط وبفائدة ضئيلة ،ألنه زبون دائم./
كيف هذه المدن هي طوابق علوها ستة أمتار ،طولها آالف األمتار وعرضها 10أمتار ،اصطفت جوانبها أماكن التسوق ،تعلن فتيات جميالت بواجهاتها تخفيض من 20في المائة إلى ،70تغري المشتري باقتناء المنتوج ،ومتاجر أخرى إن اشتريت بذلة واحدة تُمنح لك الثانية مجانا ،إلى غير ذلك من اإلغراءات ،وقد اشتريت بذلتين ،دفعت ثمنهما وربحت ثالثة مجانا .المتاجر مزينة باألضواء وبشجيرات «الصابا» استعدادا بانتهاء سنة ميالدية واستقبال سنة جديدة .2019/2018
الكل يحمل أكياساً بما اشترى مدن بها أحياء شيدت تحت أرضية ،مرآب السيارات يسع آلالف السيارات ،ينزل أصحابها إلى المدن الحديثة على عمق 49مترا ،تحت سطح األرض. عقل جني من بنى هذه المدن بها كل التجهيزات ماء كهرباء مراحيض عامة ،مركز رجال اإلطفاء ،مركز لإلسعاف ..إنها مدن تحت المقابر ،كأن األموات قاموا وانتشروا بهذه المدن ،ما عليك إال أن تتذكر المدخل الذي دخلت منه والطابق الذي تتواجد فيه، وإال ستدور في فلك لن تجد منه مخرجا ،وأفضل مساعد لك هاتفك النقال ،يرشدك إلى االتجاه الصحيح ،إضافة إلى ذلك ،توجد وسط كل مدينة خريطة بالمسالك واالتجاهات، فعليك ،فقط ،أن تضغط على زر ليفتح لك تصميم الطابق ويرشدك إلى أقرب طريق للخروج ،فإن تأخرت عن الخروج بعد الخامسة مساء وصعدت المرآب تجد ظالما دامسا ومدينة هاجر سكانها وال ترى إال بعض السيارات تجوب الشوارع. وأغرب المطاعم ،المطعم الصيني ،حيث الضفادع مقلية في الزيت وبعض الحشرات الزاحفة مطبوخة مع توابل ورائحة جيدة .تجوب الشرطة شوارع المدينة لإلرشاد ،ألن األمن في أوجه ،ال متسولين وال متشردين ،وال سكارى ،يمنع بيع الخمر وشربه .ال أماكن للصالة والعبادة ،المقاعد وثيرة على جوانب الشوارع للراحة ،حاويات األزبال منتشرة، منقسمة إلى ثالث فئات من األزبال ،صندوق للورق ،صندوق لقناني المشروبات الغازية الفارغة ،وقنينات الماء الفارغة ،وصندوق للمالبس المتخلى عنها ..بجانب المراحيض، مكان خاص بالعجزة ،وغرفة للنساء لتغيير حفاظات الرضع ،والماء دافئ في كل الحنفيات للنظافة ،وسقايات الماء البارد خاص للشرب. إنها أحياء وشوارع تحت سطح األرض ،يجول بها أناس لم تأخذهم سنة وال نوم، ولم تهزم الطبيعة بكل ثقلها عزيمتهم.
العدد 981
منبر المجلس العلمي بطنجة
14
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
الدعوة إلى الرفق ونبذ العنف وخاصة ضد النساء 2/1
من اخل�صال الأخالقية التي يجب �أن حتكم �سلوكنا عندما نتعامل مع الآخرين: اللني ،واملرونة ،والرفق بالآخرين ومداراته ،وهي كلها �صفات حتمل معنى واحد ًا، ومدلو ًال واحد ًا ،ومغزى واحد ًا ،ومعناها� :أن يكون ال�شخ�ص عندما يتعامل مع الآخرين َاعماًَ ،لينِّ َ َّ َهادِ ئ ًا ،لَطِ يف المْ ُ َعا�شرَ َ ةِ ،ن ِ الط ْب ِع� ،سهل التعامل �َ ،سلِ�س اخلُ لُق ،ولي�س فظ ًا �أو غليظ ًا �أو قا�سي ًا �أو �شديد ًا �أو �صعب ًا �أو حاد ًا�.أن يكون لينّ َ اجلانب بالقول، والفعل ،و�أن يداري النا�س ،وي�أخذ الأمور بلطف وي�رس بعيد ًا عن التعقيد وال�شدة حتى و�إن عاملوه بها ،فيقابل العنف بالرفق وال�شدة بالليونة. ومعنى �أن يكون الإن�سان رفيق ًا ولّني اجلانب بالقول� :أن يكون هادئ ًا يف كالمه� ،إذا حتدث مع النا�س يتحدث بهدوء وبلطف و�صوت منخف�ض عادي ،ولي�س ب�رصاخ �أو بعجرفة �أو تكرب وا�ستعالء� ،أو بطريقة يهني فيها ال�شخ�ص الآخر ويجرح فيها م�شاعره و�أحا�سي�سه وكرامته ،خ�صو�صا �أمام الآخرين وبح�ضورهم. على الإن�سان �أن ينتقي كلماته وال يقول جزاف ًا �أو فح�ش ًا �أو كالم ًا بذيئ ًا �أو ُمهيناً ،لأن البع�ض قد ي�سرت�سل بالكالم فيتحدث بكل ما يخطر يف باله وبكل ما مير على ل�سانه حتى ولو كان بذيئ ًا �أو غري منا�سب ،خ�صو�صا اذا غ�ضب وانفعل وثارت �أع�صابه �أو �ضاق �صدره.حتى عندما يريد �أن يواجه خ�صومه وعدوه ،عليه �أن يكون لين ًا عندما يكلمهم �أو يدعوهم الى �شيء ،كما قال الله تعالى عندما �أر�سل مو�سى وهارون الى فرعون الطاغية وامل�ستكرب وامل�ستعلي واجلبار الذي كان يقول� :أنا ربكم الأعلى فقد قال الله تعالى لهماْ :اذ َه َبا �إِلَى فِ ْر َع ْو َن �إِ َن ُّه َطغَ ى َ ،ف ُقولاَ ل َُه َق ْو ًال َل ِّين ًا ل ََع َل ُّه َي َت َذ َّك ُر �أَ ْو َي ْخ َ�شى).
ولني اجلانب بالفعل :يعني عندما يتعامل ال�شخ�ص مع النا�س يتعامل معهم ويت�رصف بهدوء ولطف ،ولي�س ب�شدة وعنف ،يكون �سل�س ًا مع النا�س� ،سهل التعامل ،ويبتعد عن التهديد والتعنيف والتخويف والرتهيب وال�رضب و�إيذاء النا�س �أو رفع ال�سالح �أو اطالق النار ،حتى لو �أخط�أ �أحدهم �أمامه� ،أو �أ�ساء اليه �أحد� ،أو ا�ستفزه �أحد ،يكون �سمح ًا ولي�س عنيف ًا يبادر فور ًا الى فعل فيه �شدة وغلظة .لأن البع�ض قد يكون عنيف ًا فيعتدي وي�رضب ويك�سرَ ،وقد ي�سحب ال�سالح يف وجه الآخرين ويطلق النار ،ويتحول �إلى �شخ�ص �رشير يف بيته ومع جريانه ويف ال�شارع ،يرعب النا�س ويخيفهم ،وهذا ال يجوز ،ف�إن من �أقبح و�أب�شع الأعمال التي يرتكبها الإن�سان هو �أن يتحول ب�أعماله وت�رصفاته و�سلوكه �إلى �إن�سان �رشير تخافه النا�س وتهابه ل�رشه وق�ساوته وعدوانيته. الإن�سان العاقل ،ف�ضال عن امل�ؤمن امللتزم ،يجب �أن يكون لينا يف القول والفعل وال�سلوك واملمار�سة العملية ،وقد روي َعنِ ال َّنب ِِّي �صلى الله عليه و�سلم �أنه َقالَ : يب مِ َن الن ِ «ح ِّر َم َعلَى النَّارِ كُ لُّ َهينِّ ٍ َلينِّ ٍ َ�س ْهلٍ َقرِ ٍ َّا�س». ُ الها؛ لأَن َُّه َدلِيلُ ال�صـف ِ الر ْف ِق مِ ْن �أَ ْع َظ ِم الأَ ْخ ِ َات َو�أَ ْع َ الق َو�أَ ْ�س َم َ اهاَ ،و�أَ َجلِّ ِّ �إن ُخل َُق ِّ ُ ُ َ َ َّفْ�سَ ،وت ََوافرِ الحْ ِ كْ َمةِ ،بِهِ ت ُْد َر ُك َعظائ ُِم الأ ُمورِ َ ،و َع ْن طرِ يقِهِ َو ْف َرةِ ال َْعقْ لِ َ ،و ُه ُدوءِ الن ِ َات الأَ ْب َو ِ اب. ُتفْ ت َُح ُمغْ َلق ُ يع َ�أ ْح َوا ِلنَا ،فيِ َمن َْ�شطِ نَا َو َمكْ َرهِ نَا، الر ْف ِق َين َْبغِ ي �أَ ْن َيكُ َ ون َحا�ضرِ َ ا َب ْي َننَا فيِ َجمِ ِ �إِ َّن ُخل َُق ِّ ام ِلنَا َم َع �أَ ْهـ ِلنَا فيِ ُع�سرْ ِ نَا َو ُي�سرْ ِ نَاَ ،وكَ َذلِكَ فيِ َجمِ ِ امال ِتنَاَ .ففِي ت ََع ُ يع َج َوان ِِب َح َيا ِتنَا َوت ََع ُ
-
بقلم الدكتور
محمد كنون احل�سني
الر ْح َم ُة َعلَى ُر�ؤ ِ ام ِلنَا ُو�سنَاَ ،فخَ يرْ ُ كُ ْم َخيرْ ُ كُ ْم لأَ ْهـلِهِ َ ،وفيِ ت ََع ُ َين َْبغِ ي �أَ ْن ت َُر ْفرِ َف المْ ََو َّدةُ َو َّ املُ َم َع وا ِل َد ْينَا فِيما َب ْي َننَاَ ،و َع ْن َد َما َنت ََع َ الر ْف ُق َوالل ُّْط ُف ِبنُورِ هِ َما َ َم َع �أَ ْطفَا ِلنَا َين َْبغِ ي �أَ ْن َي ِ�ش َّع ِّ تل َِّيا ِتهِ َما (:وق�ضى ربك �أال تعبدوا الر ْف ُق َحا�ضرِ َ ْينِ فيِ �أَ ْع َظ ِم جَ َ َف َين َْبغِ ي �أَ ْن َيكُ َ ون ال َّتل َُّط ُف َو ِّ �إال �إياه وبالوالدين �إح�سانا� ،إما يبلغن عندك الكرب �أحدهما �أو كالهماَ ،فلاَ َت ُق ْلل َُه َما ُ�أ ٍّف ميا )، َولاَ َتن َْه ْر ُه َما َو ُقلْ ل َُه َما َق ْولاً كَ رِ ً وحني نتعامل مع ن�سائنا ،يجب �أن يكون اللطف واللني حا�رضا معنا ،م�صاحبا لكالمنا و�سائر ت�رصفاتنا ،فمن النا�س من يعتقد �أن العنف والت�شدد هما �أ�صل االحرتام والتقدير وهما منبعا التفريق والت�شتيت. ون ارَ ،ف�إِن َُّه ال ُب َّد َلنَا مِ ْن �أَ ْن نَكُ َ ِين َي ْع َمل َ ام ِلنَا َم َع ا َّلذ َ �أَ َّما فيِ ت ََع ُ ُون فيِ ُب ُيو ِتنَا ل َْيلَ ن ََه َ ْفَ ،و َذلِكَ لأَ َّن ُطولَ الْعِ �شرْ ةِ َوكَ رْ َ املِ َم َع ُه ْم ِبفَظاظةٍ َو ُعن ٍ ث َة َحذِرِ َ ين كُ لَّ الحْ َ َذرِ مِ َن الت ََّع ُ ري َواخلَ َط�أِ مِ ن ُْه ْم، وع ال َّتقْ ِ�ص ِ الت ََّع ُ املِ َم َع ُه ْمَ ،وت ََع ُّد َد َما ُيزَ اوِ لُون َُه مِ ْن �أَ ْع َمالٍ َ ،مظِ ن ٌَّة ل ُِو ُق ِ َ ُّ فْ الر ْف ِق؛ َف�إِ َّن فيِ َذلِكَ َما ِفيهِ ِ ةِ ُ لمْ َف ُهنَا َعل َْينا �أ ْن ن َْحرِ َ ام َح َوال َّتلَطف َو ِّ �ص َعلَى ال َْع وِ َوا َ�س َ املِهِ َم َع َم ْن َي ْخد ُِم ُه؛ َف َع ْن �أَن ِ َ�س ْبنِ مِ َن الأَ ْجرِ َوال َّث َو ِ ابَ ،وفِيهِ ْاقـ ِت َد ٌ اء ب َِر ُ�سولِ اللهِ فيِ ت ََع ُ ِنيَ ،واللهِ َما َقالَ يِل� :أُ ًّف َق ُّطَ ،وال َقالَ يِل َمالِكٍ َ ،قالَ َ : (خ َد ْم ُت َر ُ�سولَ اللهِ َع�شرْ َ ِ�سن َ ال َف َعل َْت كَ َذا؟)َ ،و مَ ْ ل َِ�ش ْيءٍ :مِ َ ل َف َعل َْت كَ َذا؟ َو َه َّ الر ْف ِق بِال َْب�شرَ ِ َف َح ْ�س ُب، الم َعلَى ِّ ل َي ُح َّث الإِ ْ�س ُ الر ْف ِق ِبالحْ َ َي َو ِ ان الأَ ْع َج ِمَ ،فن ََهى �أَ ْن ُيتَّخَ َذ َه َد ًفا ُي ْر َمىَ ،فق َْد َم َّر َعلَى َبلْ َح َّث كَ َذلِكَ َعلَى ِّ ون كَ ْب ً �أُن ٍ ِالب َهائ ِِم». َا�س َو ُه ْم َي ْر ُم َ ـ�شا بِالن َّْبـلِ َ ،فكَ رِ ِه َذلِكَ َو َقالَ « :ال تمُ َ ِّثـلُوا ب َ حتى يف تعاملنا مع غري امل�سلمني ،نتعامل برفق ولني لنعطيهم �صورة عن �أخالق الإ�سالم ،و�أخالق امل�سلمني. االجت َِم ِ ال�سوِ َّي ُة �إِ َّال الر ْف َق َوالل َ ِّني مِ َن امل ََطال ِِب احلَ َيات َِّيةِ َو ْ � َّإن ِّ ِيم احلَ َياةُ َّ اع َّيةِ التِي َال ت َْ�س َتق ُ ُو�سَ ،ويمَ ْ لكُ ب َِهاَ ،ي َت�أَل ُ املودةَ وامل ََح َّب َة َوالإِ ْجالَلَ ، َّ ُوبَ ،و َت ْنق ُ َّف بِهِ امل َْر ُء ال ُقل َ َاد ل َُه ال ُّنف ُ ني؛ ريانِهِ َو�أَ ْ�ص َحابِهِ َو�إِ ْخ َوانِهِ املُ ْ�سلِمِ َ املَةِ �أَ ْهلِهِ َو ِج َ للم ْرءِ �أَ َب ًدا مِ َن الت ََّحلِّي بِهِ فيِ َم َع َ و َال ِغنَى َ َ َ َ يح مِ ْن َحد ِ الله َعزَّ َو َجلَّ ِب�أ ْهلِ الله َعن َْها �أن َُّه َقالَ �« :إِ َذا �أ َر َاد ُ ِيث َعائ َِ�ش َة َر ِ�ض َي ُ ال�صحِ ِ َوفيِ َّ َ أحمد. الر ْف َق» رواه � ُ َب ْي ٍت َخيرْ ً ا �أ ْد َخلَ َعل َْيهِ ُم ِّ
ْف َوالف ََظ َ اظ َة َما َف َ�شتَا فيِ مجُ ْ ت ََم ٍع مِ َن املُ ْجت ََم َع ِ العن َ ات �أَ ْو ُ�أ�سرْ َ ةٍ مِ َن الأُ�سرَ ِ و�إِ َّن ُ �إ َّال َّ عت َب ْين َُه ْم حبالُ اء عالئق وف�سدت ال�صلَةِ ، ُ ْ تقط ْ البغْ َ�ض ُ ِّ َّ املحبةِ والأُ َّ خوةِ َ ،و َ�س َاد ِت َ الو ْح َ�ش ُة؛ َفلنجعل من الرفق �شعارنا يف بيوتنا ويف �شوارعنا ويف نوادينا ،ويف َو َ ل َ�ش ْيـ ًئا مِ َن ال َْو َظائ ِ فعلَى َم ْن َو يِ َ ِف �أَ ْن َيترَ َ َّف َق مِبن يلج�أون �إليه ويطلبون �إداراتناَ ، امال ِتهِ ْمَ ،و َين َْبغِ ي على من يتجه للإدارات، ور ُه ْم َو ُي َ�س ِّهـلَ ُم َع َ حاجتهم عنده َو ُي َي�سرِّ َ �أُ ُم َ لق�ضاء م�آربه �أن يتعامل برفق وح�سن مع من يقابله ،وال يتفوه بكالم عنيف �أو �ساقط ون مِ ن ُْه ْم، ب ْن َيت ََعل َُّم َ يف حق من يقابله ويق�ضي م�آربهَ ،و َعلَى المْ ُ َعلِّمِ َ ني �أَ ْن َيترَ َ َّفقُوا مِ َ َو َعلَى َّ َا�ضي �أَ ْن َيترَ َ َّف َق بِاملُ تَخَ ِ ي�ض ا َّلذِي ُي َعالجِ ُ ُهَ ،و َعلَى ا ْلق ِ ِيب �أَ ْن َيترَ َ َّف َق ِبالمْ َرِ ِ الطب ِ ا�ص َمينْ ِ َحتَّى َيقْ ِ�ض َي ِبالحْ َ ِّق َب ْين َُه َماَ ،و ُي ِ ُوق ِ�إلَى �أَ ْ�ص َحاب َِها ،وعلى رب العمل �أن يرفق و�صلَ الحْ ُ ق َ بالعامل وعلى العامل �أن يتلطف مع من ي�شغلهَ ،ف ِ�إ َّن َم ْن َ�ش َّق َعلَى الن ِ امال ِتهِ ْم َّا�س فيِ ت ََع ُ الله بِهِ . الله َعل َْيهِ َ ،و َم ْن َر َف َق بِهِ ْم َر َف َق ُ َ�ش َّق ُ
العدد 981
15
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة • محمد وطاش
oitache@hotmail.com
يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم. ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف :كتب الجاحظ وخاصة رسائله ،وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص» ،وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي ،وغريها كثري. ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة .ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القارئ وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة. ف «الطرفة /النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة» ،ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» .وهي غالبا ما تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع. فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف ،و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها، فالنوادر من املعادن هي نفائسها ،وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة .
قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر
من نوادر أبي نواس
مر عثمان بن حفص الثقفي بأبي نواس وقد خرج من علة وهو مصفر الوجه ،وكان عثمان أقبح الناس وجهاً .فقال له عثمان« :ما لي أراك مصفراً؟» فقال أبو نواس« :رأيتك فذكرت ذنوبي» .قال« :وما ذكر ذنوبك عند رؤيتي؟» ،فقال« :خفت أن يعقابني اهلل فيمسخني قرداً مثلك». ولما حبس األمين أبا نواس دخل عليه خال الفضل بن الربيع ،وكان يتعهد المحبوسين ،ويسأل عنهم وكانت فيه غفلة ،فأتى أبا نواس وقال« :ما جرمك حتى حبست في حبس الزنادقة؟ أزنديق أنت؟» ،قال: «معاذ اهلل» .قال« :أتعبد الكبش؟» ،قال :ال،ولكني آكله بصوفه» .قال« :أتعبد الشمس؟» ،قال« :واهلل ما أجلس فيها من بغضها ،فكيف أعبدها!» ،قال« :أفتعبد الديك؟» ،قال :ال واهلل ،بل آكله ،ولقد ذبحت ألف ديك، ألن ديكاً نفرني مرة ،فحلفت أال أجد ديكاً إال ذبحته» .قال« :فألي شيء حبست؟» ،قال« :ألني أشرب شراب أهل الجنة ،وأنام خلف الناس» .قال« :وأنا أيضاً أفعل ذلك»؛ ثم خرج إلى الفضل فقال« :ما تحسون جوار اهلل ،تحبسون من ال ذنب له ،سألت رج ً ال في الحبس عن خبره ،فقال كذا وكذا»؛ وعرفه بكل ما جرى بينه وبين أبي نواس ،فضحك ودخل على األمين فأخبره الخبر، فأمر بتخليته للحال.
األمين يحبس أبا نواس
وكان أبو نواس حبس في أيام األمين مرتين؛ إحداهما أنه بلغ األمين قوله :
أبـر عـلى الكـبـــر ومـ�سـتعـبـــد �إخـوانـه بثــــرائــه لـبـ�ســـت لـه كـبــر ًا � ّ جملـــ�س ر�أى جانبـي وعر ًا يزيــد على الوعــر �ضمني يوم ًا و�إيـــاه �إذا ّ ٌ �أُ ال�شـزر ّظـر ن وال املنزور املنطق على ه أجــر � و �شـكـلــــه يف خـالـفـــــه ّ ّ ُ و�ســــد يف قــبــري فوالله ال �ألـوي ل�سانــي بحاجـــةٍ �إلـى �أحــــ ٍد حـتـى �أ ّ وقد زادين تيه ًا على النا�س �أنني �أراين �أغنــاهـــم و�إن كنــت ذا فـــقـــر فلو مل �أنل فخر ًا لكانـت �صيانتــي فمي عن جميع النا�س ح�سبي من فخر املحجب يف الق�رص طامـع وال �صاحب التــاج يطمعــن فـي ذاك منّي فـال ّ ٌ ّ
فقال« :وبلغ بك األمر إلى أن تعرض بي في شعرك يابن اللخناء!؟» ،فقال سليمان بن أبي جعفر« :هو واهلل يا أمير المؤمنين زنديق ،وقد شهد عندي جماعة أنه شرب ماء مطر مع خمر»، فقيل له« :لم فعلت ذلك؟» ،قال« :ألشرب المالئكة ،فإنه كان مع كل قطرة ملك»؛ فأمر بحبسه فقال:
رب � ّإن القوم قد ظلمونــــي يا ّ طويتي و�إلى اجلحود مبا عليه ّ �أما الأمني فل�سـت �أرجو دفعــه
وبالاقرتاف خطيئـةٍ حب�سونـي بالزور والبهتان قد ن�سبونــي عنّي فمن يل اليوم بامل�أمــون
فقال المأمون لما بلغه ذلك« :واهلل لئن أدركته ألحسنن إليه» ،فمات قبل دخول المأمون بغداد. ولما دخل بها سنة أربع ومائتين وأتاه الشعراء يمدحونه قال« :ما فعل أبو علي الحسن بن هانىء؟» ،قالوا« :توفي» ،فلم يسمع منهم شعراً وتوجعا ،فقال« :لقد ذهب ظرف الزمان بموته، وانحطت رتبة الشعر بذهابه».
من نوادر مزيد المديني
مزيد المديني ،قالت له امرأته يوماً :ليس شيء أربح من عمل النبيذ» ،فعملته ،فأتاها برجل معه درهم واحد ،فقالت له« :ال أبيعه إال جملة» ،فأتى صاحب الشرطة فقال له« :إن امرأتي عندها نبيذ»؛ فوجه الحرس ،وقال« :كونوا معه ،فإن كان في بيته نبيذ فاطرحوه وامرأته في الحبس ،وإن لم يكن فيه شيء فردوه إلي». ً جملة» ،فكسروا فجاءوا فدخلوا منزله فوجدوا النبيذ .فقال المرأته« :قد جئتك بمن يأخذه جرار النبيذ وجلدوهما جميعاً ،ومضوا بهما إلى الحبس ،فلما حصال فيه قال المرأته« :وأزيدك فائدة ما نحن فيه لم تخطر ببالك» .قالت« :وما هي يا مشؤوم؟» ،قال« :استرحنا من كرى البيت».
ودفع قميصه إلى الغسال ،فرده إليه وقد نقص شبراً .فقال« :ليس هذا قميصي؛ قميصي أتم من هذا شبراً» .قال« :جعلت فداك! إنما تقلص في الغسل ألنه قطن» .فقال له مزيد« :اقعد حاسبني ،في كم غسلة يرجع جرمازاً».
ما ينصرف وما ال ينصرف
قال رجل اسمه عمر لعلي بن سليمان األخفش: ً مسألة من النحو؟» ،قال« :تعلم أن إسمك «علمني ال ينصرف» .فأتاه يوماً وهو على شغل،فقال« :من بالباب؟» .قال« :عمر» ،قال« :عمر اليوم ينصرف»، قال« :أوليس قد زعمت أنه ال ينصرف؟» ،قال« :ذاك إذا كان معرفة وهو اآلن نكرة!». وقال الصولي :سكر هارون النديم عند المعتضد سكراً شديداً ،ونهض الجلساء كلهم سواه فقال له الخادم الموكل بالندماء« :انصرف» .فقال« :أمير المؤمنين أمرني بالمبيت هاهنا» .فقال« :يا أمير المؤمنين؛ هارون ينصرف» قال« :ال ينصرف». فلما أصبح رآه المعتضد ،فقال« :من هذا؟» ،قيل« :هارون بن علي» .فقال للخادم الموكل بالندماء« :متى تقدم للجلساء المبيت هنا؟» ،فقال« :أنت أعزك اهلل قلت :هارون ال ينصرف»، قال« :إنا هلل ،إنما أردت النحو».
المتوكل وعبادة المخنث
كان المتوكل قد بسط من عبادة المخنث للدخول معه على كل حال ،فدخل عليه وهو نائم مع جارية سوداء كان يحبها؛ فلما رآه أمرها أن تغطي وجهها .فقال« :يا أمير المؤمنين؛ ومن معك؟» قال« :ويحك! بلغ فضولك إلى هذا الموضع!؟» ،ومدت الجارية رجلها فبانت سوداء، فقال« :يا أمير المؤمنين تنام ورجلك في الخف؟» .فقال المتوكل« :قم عليك لعنة اهلل!» ،وضحك وأمر له بصلة فأخذها وانصرف. وكان عبادة يشرب بين يديه ويترك في القدح فضلة .فقال« :يا عبادة؛ ما تدري ما يقول الناس؟» ،قال« :وما هو؟» ،قال« :يقولون إن شارب النبيذ إذا شرب وعبس وجهه وفضلت في القدح فضلة فإن إبليس يضرب قفاه ويقول :اشرب فضلة ما استطبت». فمضت األيام واصطبح المتوكل وعبادة حاضر ،وشرب قدحاً كان في يديه وفضلت فضلة، فقال« :يا أمير المؤمنين ،جاءك الرجل». وتجارى الجواري بحضرة المتوكل فسبقتهن جارية ممشوقة .فقال المتوكل لعبادة« :اجر معها حتى ننظر من يسبق صاحبه» .فقال عبادة« :إن سبقتها فما لي؟» قال« :هي لك ،وإن سبقتك صفعتك» .فجرت معه الجارية فسبقته مرة بعد أخرى ،فقال« :يا أمير المؤمنين ،كيف ال تسبقني وهي تجري بمدادين وأنا أركض بخرجين»؛ فضحك المتوكل ووهبها له. وغفل عنه المتوكل مرة فكتب له رقعة يستأذنه في الحج فضحك .وقال« :عبادة يحج؟ علي به» ،فلما دخل عليه قال له« :ما خبرك؟» فقال« :يا أمير المؤمنين ،لقد تواضعت حتى ما آكل إال الخشكار ،وال أشرب إال نبيذ الدردي ،وال أسمع إال غناء حواء» ،فأمر له بصلة.
جيران يتشممون األماني
قال ابن أبي عتيق المرأته« :تمنيت أن يهدى إلينا مسلوخ ،فنتخذ من الطعام لون كذا ولون كذا» ،فسمعته جارة له ،فظنت أنه أمر بعمل ما سمعته ،فانتظرت إلى وقت الطعام ،ثم جاءت فقرعت الباب ،وقالت« :شممت رائحة قدوركم فجئت لتطعموني منها» .فقال ابن أبي عتيق المرأته« :أنت طالق إن أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشممون األماني». التمني والحلم أخوان قال يزيد بن معاوية« :ثالث يخلقن العقل ،وفيهن دليل على الضعف :سرعة الجواب ،وطول التمني ،واالستغراب في الضحك». وكان يقال« :التمني والحلم أخوان» .وقالوا في نقيض ذلك« :األمل رفيق مؤنس ،إن لم يبلغك فقد ألهاك». وقيل ألعرابي :ما أمتع لذات الدنيا؟» ،فقال« :ممازحة الحبيب ،ومغالطة الرقيب ،وأمان تقطع بها أيامك».
(يتبع)
العدد 980
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()883
16
الثالثـاء � 12إلى 18فرباير 2019
“ أعمال تاريخية مهداة للفقيد جرمان عياش“
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
المهناوي قضايا التنظيم العسكري في عصر المولى إسماعيل ،وتناولت مينة المغاري صدر كتاب “ دراسات تاريخية مهداة للفقيد جرمان عياش سنة 1994ضمن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط ،وذلك في ما مجموعه 480صفحة – في دراستها – النموذج المعماري للجوامع المغربية في بداية القرن ،19واهتم من الحجم الكبير .والكتاب تجميع ألعمال الندوة العلمية التي نظمتها الجمعية أحمد المكاوي بتشريح قيمة الحواشي والشروح والمختصرات باعتبارها مصادر للكتابة المغربية للبحث التاريخي سنة ،1992بمساهمة باحثين من بين زمالء المؤرخ التاريخية .أما محمد األمين البزاز ،فقد سعى للتعريف بطبيعة عمليات اإلغاثة المخزنية عياش وأصدقائه والمتخرجين على يديه بمختلف الجامعات المغربية .وتشكل خالل مجاعات النصف الثاني من القرن ،19وأبرز عبد العزيز الخمليشي بعض الجوانب مساهمات المشاركين حصيلة علمية عبرت عن كثير من االهتمامات العلمية التي الخاصة بتاريخ فرع الزاوية الناصرية بالرباط في القرن 19وبداية القرن ،20واستفاض كانت تشغل بال الفقيد جرمان عياش في مختلف مجاالت البحث التاريخي ،وقد الموساوي العجالوي في البحث في مكونات اإلصالح النقدي بالمغرب في القرن 19 امتدت موضوعات الندوة لتعالج فضاءات موسعة تنسجم مع التطورات الجديدة باالعتماد على تحاليل مختبرية لقطع نقدية فضية ونحاسية .وعلى مستوى آخر ،اهتم التي عرفها مجال االشتغال داخل التوجهات الكبرى للمدرسة التاريخية الوطنية عالل الخديمي بالبحث في العواقب االجتماعية والسياسية “لترتيب ،”1901وكشف التي كان الفقيد عياش أحد أعمدتها األساسية .فعلى يديه تكونت قطاعات عريضة بوشتى بوعسرية عن خصائص التنظيم اإلداري في عهد الحماية الفرنسية بمنطقة من أجيال المشتغلين بالبحث في تاريخ المغرب ،وبفضل مبادراته التجديدية أمكن زرهون خالل مرحلة ما بين سنتي 1911و ،1939وقدم عثمان بناني قراءة في مذكرات فتح ملفات محورية في تاريخ المغرب ،مع بروز الفت ألدوار منطقة الشمال في رسم محمد بن عبد الكريم الخطابي انطالقا من كتاب “جذور حرب الريف” لجرمان عياش، حلقات هذا التاريخ .لذلك ،ال غرابة إذا أشرنا -على سبيل المثال ال الحصر – أن وقدم محمد أمين العلوي نبشا وثائقيا مهما حول مراسالت األمير شكيب أرسالن مع الراحل عياش قد استطاع إنجاز أهم دراسة حول العواقب االقتصادية والمالية لحرب المؤرخ عبد الرحمان بن زيدان ،ورصد جامع بيضا وضعية الصحافة الشيوعية بالمغرب تطوان التي انتصر فيها اإلسبان سنة 1859م .وال عجب إذا كان هذا المؤرخ قد في عهد االستعمار الفرنسي .أما عبد العزيز خلوق التمسماني ،فساهم بمادة توثيقية اكتسب مركز الريادة في تقليب أوجه حروب الريف التحريرية ،وفي إعادة نفض أجمل فيها مواقف جرمان عياش من قضايا المغرب الوطنية ،وأبرز محمد زنيبر – في الغبار عن العالقات المتحكمة في المركز بالهامش من خالل إعادة رسم معالم دراسته – دور الفكر المغربي في مواجهة الضغط اإلمبريالي منذ أواخر القرن ،18 عالقة المخزن بالقبائل .فالرجل كان أمينا في علمه ،صبورا في تنقيبه ،مدققا في وتوقف عبد الفتاح الزين لتقديم مقاربة مقارنة عن وظيفة التحكيم في البحث المغربي، الكناب غالف ذلك، مصادره وفي مظانه ،متريثا في أحكامه ،مطلعا على إسهامات غيره .وفي كل وأنجز محمد جادة تقويما كميا لمحتويات مجلة هسبريس ثم مجلة هسبريس – تمودا ،وأنهى ظلت الوثائق الدفينة حجر الزاوية في كل تخريجاته واستنتاجاته ،الشيء الذي جعل منه – بحق محمد األسعد مضامين القسم العربي من الكتاب بدراسة تحليلية لبعض القضايا اإلبستمولوجية في جغرافية الجوانب من العديد – رائد المدرسة التاريخية الوطنية المعاصرة ،بحكم ما خلفه من تراكم علمي غزير أضاء األرياف بالمغرب. المعتمة في قضايا عديدة مرتبطة بتحوالت الدولة والمجتمع المغربيين خالل القرون القليلة الماضية .ولقد أما في القسم الثاني من الكتاب ،فنجد دراسة لحليمة غازي حول شخصية المقاوم تاكفاريناس الذي سعى المؤرخ إبراهيم بوطالب إلى اختزال أهم خصوصيات تميز جرمان عياش في مجال الكتابة التاريخية المعاصرة ،عندما قال في تقديمه للكتاب ... “ :ينعقد جمعنا المبارك هذا تكريما لروح زميلنا الراحل األستاذ قاوم الوجود الروماني بشمال إفريقيا خالل مرحلة ما بين سنتي 17و 24م ،وأخرى لمحمد بكراوي أبرز فيها جرمان عياش .وإننا إذ نكرم فيه أوال وقبل كل شيء رفقة أزيد من ثالثين سنة اشتغل طيلتها بجانبنا زميال في بعض أوجه مشاركة المغرب في الحرب العالمية األولى ،وقدم محمد يخلف دراسة حول وضع الجالية الجزائرية التدريس وأحد أساتذة الجيل الجديد من المؤرخين المغاربة وباحثا ال يكل عن التنقيب وصديقا للجميع ،وكيف بمدينة فاس خالل مرحلة الحماية .أما ألبير عياش ،فقد ساهم بدراسة حول التحركات الحضرية داخل الوسط ال نقف ...لتكريم روح هذا الرجل الذي أعطى خير ما أعطى في هذه الحياة الدنيا بداخل هذه الكلية وباالعتماد االستعماري ،وذلك من خالل البحث في أحداث مدينة الدار البيضاء ليومي 7و 8دجنبر من سنة ،1952وتوقف عليها ؟ وكيف ال يتوقف الباحث المغربي في التاريخ ولو لبضع لحظات للتذكير بخصال هذا المواطن الذي حاول سيمون ليفي عند قضايا نمط اإلنتاج ما قبل االستعماري ،حسب ما جسدته كتابات جرمان عياش ،وتناول االستعمار استيالب كيانه المغربي لكونه من األقلية اليهودية فلم يفلح ...لم يكن أستاذا بليغا ومؤرخا موثقا الحسين بوشامة أهمية المصادر األجنبية في كتابة تاريخ المغرب .وفي آخر مواد القسم الفرنسي ،نجد نصا وحسب ،وإنما لكونه كان قبل هذا وذاك عميق الوعي ،رجال بالمعنى الذي تفهم به الرجولة في وسطنا ...وأي مثيرا كتبه الراحل جرمان عياش بمدينة بركان سنة ،1948يحتوي على الكثير من عناصر التميز في طرق دليل على ذلك أجلى من عدد المشاركين في هذه الندوة وأي عالمة أقوى مما هم عليه جميعا من المستوى الكتابة التي امتاز بها هذا الباحث الفذ ،ليس فقط داخل مجال البحث التاريخي ولكن كذلك داخل مجاالت الكتابات اإلبداعية الرحبة. العلمي الرفيع ( “ ...ص ص.) 16 – 15 . وبذلك ،قدم كتاب “أعمال مهداة للفقيد جرمان عياش” عربون وفاء لذكرى باحث ومؤرخ كان له دور كبير تتوزع مضامين كتاب “ دراسات مهداة للفقيد جرمان عياش “ بين قسمين متكاملين ،كتبت مواد أولهما باللغة العربية ،في حين احتوى القسم الثاني على مواد كتبت باللغة الفرنسية .ففي القسم العربي ،نجد مادة في وضع معالم توجه رائد في التأصيل لكتابة بديلة لتاريخ المغرب ،استطاعت أن تقارع األطروحات الكولونيالية بيوغرافية لعمر أفا اختزلت سيرة الراحل عياش ،ثم دراسة للمصطفى موالي رشيد رصد فيها حضور المغرب بهذا الخصوص ،وأن تعيد قراءة النصوص اإلسطوغرافية العربية اإلسالمية ،وأن تعيد االعتبار للوثيقة المحلية، األقصى القديم داخل المؤلف الجغرافي الذي خلفه “أوروزيوس” .ومن جهته ،قدم إبراهيم حركات دراسة حول باعتبارها عنصرا محددا في البحث ونقطة االرتكاز في التحليل وفي التركيب وفي التقييم .وبالنسبة لمنطقة بعض المالمح من حياة المجتمع اإلسالمي في العصر الوسيط ،من خالل تتبع وضعية البيئات االجتماعية الشمال ،فالمؤكد أن الباحثين المغاربة الذين اشتغلوا على تحوالت ماضيها ،قد استفادوا من تراكم أعمال خارج المدن ،وتوقف إبراهيم القادري بوتشيش عند تاريخ العوام في مغرب العصر الوسيط إلثارة مسألة فقر الفقيد جرمان عياش حول قضايا هذه المنطقة ،كما تأثروا برصانته العلمية وبعمق رؤاه األكاديمية وبصرامته الوثائق وإمكانيات التجاوز التي تطرحها كتب العقود والوثائق .أما حليمة بنكرعي ،فقد أنجزت ترجمة من اللغة التحليلية وبقوة صبره في استكشاف مجاهل الكتابة التاريخية المجددة ،وفي التنقيب عن مظانها المتعددة البرتغالية إلى اللغة العربية تتعلق ببادية أصيال وطنجة خالل مرحلة ما بين سنتي 1471و .1481وأثار محمد وعن أصولها الوثائقية الدفينة.
من الظلمات إلى النور
الكهف المنير . .
تأملت الكهف فوجدتها سورة عظيمة استمدادا من عظمة الحق جل جالله جمعت أمورا عظمى وآيات كبرى وخاصة عند الختم مع قصة سيدنا موسى والعبد الصالح موسى الكليم المقرب المصطنع لنفس اهلل يشد الرحال لعبد من عباد اهلل ال نبوة وال رسالة ويقصده موسى ،فيقول متأدبا مع الحكمة: «هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا» ثم يرد عليه العبد الصالح: «وكيف تصبر على ما لم تحط به خيرا» فنفى عنه اإلحاطة بهذا الباب ..واآليات توحي بأن علم موسى من طينة وعلم العبد الصالح من طينة أخرى ،ولكن مردهما واحد هو بحر علم اهلل.. وهكذا استمر الحوار بينهما في أدب ووقار ورشفات نور كثيرة تداولتها اآليات يستمتع بها المؤمن كما استمتع بها سيدنا رسول اهلل حتى قال كما في حديث البخاري: يرحم اهلل أخي موسى ليته سكت .. هذا األمر يستوقفني كثيرا للتأمل والنظر وما يزيدني استفزازا باطنيا ،هو سنية قراءة سورة الكهف من كل جمعة !
بقلم : حمزة احل�ساين
وكيف أن هذا النور يخالط الدم والعظم والعروق من المؤمن ،فيظل محفوفا بهذا النور طيلة أسبوعه ،إذ تعد الكهف وسيلة نورانية للتزود من محطة وقود النور األسبوعي الجمعة. وقفت في ترجمة سيدنا الحسين قدس اهلل روحه ،ابن بنت سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم - ،وهو أعلم بالنور من غيره ،حيث قال عنه جده الحبيب صلى اهلل عليه وآله وسلم (حسين مني وأنا من حسين) -أنه كان يقرأ الكهف في كل جمعة ثالث مرات ،مرة بين العشاء والفجر من ليلة الجمعة ،ومرة ثانية بين الفجر والضحى ،ومرة ثالثة بين العصر والمغرب؛ وفي هذا استزادة تنور ،ومرابطة لالستمداد.. الكهف جمعت شتى مواضع وقضايا ،من أهل الكهف ،وذي القرنين، وصاحب البستان ..قضايا وأحداث وتفاصيل ،ليست محل خوضنا اآلن. كل الكهوف مظلمة ،إال كهف القرآن فإنه منير ،ينبه اإلنسان إلى شق مساره الروحي النوراني الرباني، يجدد به الصلة عند كل ختمة قرءانية ،وعند كل جمعة. من الملفت لالنتباه في الكهف المبارك ،أنها بنصف المصحف الشريف ،حيث تقع بالجزء الخامس عشر، ومن ثم افتتحت بالحمدلة ،كما افتتح المصحف بأوله عند أم الكتاب بالحمدلة ،وفي هذا إلفات انتباه السالك، الطالب للنور ،إلى قيمة الحمد في الطريق إلى اهلل. والحمد هلل بدءا وختما.
17
2019 فرباير25 �إلى19 الثالثـاء
981 العدد : • إقليم الدريوش ـ الحسيمة
ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES - ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES ً �يومية جهوية وطنية ت�صدر م ؤقتا كل �أ�سبوع
: املوقع الإلكرتوين www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة : المدير المسؤول
عبد احلــق بخــات : مدير النشر ورئيس التحرير
عزيـز گنـونـي : هيئة التحرير
عبد اللطيف �شهبون زبيدة الورياغلي هدى املجاطي ر�ضوان احدادو �أ�سامـة الزكــاري محمــد وطـــا�ش محمد �إمغــران م�صطفى احلراق ملـيـــاء ال�ســالوي محمد ال�سعيدي محمد �سدحــي : اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة
محمد طارق بخات :اإلخراج والتصفيف
»«جريدة ال�شمال عنوان التحرير والمراسالت والتسويق : واإلشهار
زنقـة عمــر بــن، مـكـــرر7 عبد العزيز ـ طنجــة ـ : الهاتــف 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 : الفاكــ�س
05.39.94.57.09 : الربيد الإلكرتوين
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : سحب من هذا العدد
�آالف ن�سخــة10 :التوزيع
Sapress �سبـريــ�س 99/10 :الإيداع القانوين :ك.م.د.ر
I.S.S.N : 1114-1832
حل السودوكو 446 رقم
Sté DROGUERIE CHAMAL EL MERS – SARL AU « CONSTITUTION » Aux termes d’un acte sous – seing privé en date à Tanger du 03/01/2019, il a été formé une société à responsabilité limitée caractérisée par : DENOMINATION: Sté DROGUERIE CHAMAL EL MERS– SARL-AU OBJET: Marchant droguerie en détail et location matériel de construction SIEGE SOCIAL: mers 2 eme tranche lot 885 TANGER CAPITAL : 10 000 dirhams divisé en 100 parts sociales de 100 dirhams chacune entièrement libérées et attribuées à : MR. Bouzrati abderrahman: 100 Parts sociales. DUREE : 99 années à compter du jour de la constitution définitive. ANNEE SOCIALE : du 1er Janvier au 31 décembre de chaque année. GERANCE : MR.Bouzrati Abderrahman est nommé gérant unique pour une durée illimitée. BENEFICE : Les produits nets constatés par l’inventaire annuel après prélèvements légaux et statutaires. DEPOT LEGAL : a été effectué au secrétariat du greffe du tribunal de commerce de Tanger 05/02/2019 sous le n° 221092 - (RC : 94951) POUR EXTRAIT ET MENTION LA GERANCE ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«NEON JL MOROCCO» SARL-AU
Société à Responsabilité Limitée Associé Unique Au Capital de 8 000.00 €uro Siège social : Bureau n° 7 Plateforme n°2 Lot 130 Zone Franche Logistique, Province Fahs Anjra. RC : 95117
Constitution d’une société à responsabilité limitée d’associé unique
I. Aux termes d’un acte sous seing privé en date du 10/01/2019 à Tanger, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée d’associé unique dont les caractéristiques sont les suivantes : -Dénomination : NEON JL MOROCCO - Forme juridique : S.A.R.L. AU -Objet : programmation et d’engineering.-Siège social : Bureau n°7 Plateforme n°2 Lot 130 Zone Franche Logistique, Province Fahs Anjra. - Durée : 99 années à compter du jour de sa constitution. -Capital social: 8.000.00 Euros. -Associé: Mr. LOMBARD JONATHAN PAUL 8 000, 00 €uros
)446( لعبة السودوكو أصل اللعبة
كانت معروفة منذ الثمانينيات،»SUDOKU« لعبة السودوكو اليابانية األصل .2005 إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة،في اليابان
معنى كلمة سودوكو
)Nikagiru Sujiwa Dokushin( كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة.وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .Nikol
كيف تلعبها ؟
وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل،اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من،منطقة مكونة من تسع خانات حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه،9 إلى1 . وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات،أو السطر أو القطر
مفيدة لكن معقدة
ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات،اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق . حسب الفئة المستهدفة،كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد
-Gérance : Mr. LOMBARD JONATHAN PAUL est nommé comme gérant de la société pour une durée illimitée. -Signature : la société est engagée par la signature du gérant Mr. LOMBARD JONATHAN PAUL vis-à-vis des tiers, administrations et banques. -Année sociale : Commence le premier janvier et se termine le 31 décembre de chaque année. II. Le dépôt légal à été effectué au greffer de tribunal de commerce de Tanger le : 08/02/2019, Registre de Commerce N°95117, le Nº de dépôt : M11918028229. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« SESASYSTEMS» SARL AU
Société à Responsabilité Limitée d’Associé Unique au Capital Social de 8 000.00 €uro Siège social : Zone Franche d’Exportation de Tanger Ilot 14, Lot 1 Bureau N°32, Boukhalef Tanger 90100 Maroc RC : 95179
Constitution d’une société à responsabilité limitée d’associé unique
I. Aux termes d’un acte sous seing privé en date du 28/01/2019 à Tanger, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée d’associé unique dont les caractéristiques sont les suivantes : -Dénomination : SESASYSTEMS - Forme juridique : S.A.R.L. AU -Objet : programmation et d’engineering.-Siège social : Zone Franche d’Exportation de Tanger Ilot 14, Lot 1 Bureau N°32, Boukhalef Tanger 90100Maroc - Durée : 99 années à compter du jour de sa constitution. -Capital social: 8.000.00 Euros. -Associé: Mr. SAID EL MANTI 8 000, 00 €uros -Gérance : Mr. SAID EL MANTI est nommé comme gérant de la société pour une durée illimitée. -Signature : la société est engagée par la signature du gérant Mr. SAID EL MANTI vis-à-vis des tiers, administrations et banques. -Année sociale : Commence le premier janvier et se termine le 31 décembre de chaque année. II. Le dépôt légal à été effectué au greffer de tribunal de commerce de Tanger le : 11/02/2019, Registre de Commerce N°95179, le Nº de dépôt : m1191902161. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
EXPRESS WORLD COMPANY SARL Création d’une société à responsabilité limitée.
Aux termes d’un acte sous seing privé daté à Tanger le 29/01/2019 il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les caractéristiques principales sont les suivantes : Dénomination : la société prend la dénomination : STE EXPRESS WORLD COMPANY Objet : La société a pour objet, au Maroc ou à l’étranger, directement ou indirectement, tant pour son compte qu’en participation ou pour le compte de tiers, d’exercer principalement les activités suivantes : - Transport routier national et international de marchandises ; - transport de marchandises. - transport de personnel et de marchandise. - Le transport sous toues ses formes. - L’acquisition et la location des autocars, de voiture automobiles, l’organisation, l’achat et la vente de tous circuits touristique. - Transports mixtes. Plus généralement, toutes opérations industrielles, commerciales, financières, mobilières ou immobilières, réalisées au Maroc ou à l’étranger, devant favoriser l’activité et le développement de la société. En particulier la participation dans toutes sociétés existantes ou à créer, et la réalisation d’opérations en commun accord avec d’autres sociétés. Siége social : est établi à Tanger, HAY ZYATIN 1B ANC LOT 3761 TANGER. Capital social : Le capital social fixé à la somme de Cent Mille (100 000) Dirhams, est divisé en Mille (1000) parts sociales de Cent (100) Dirhams chacune ; toutes entièrement libérées et attribuées en proportion des apports respectifs, savoir : - Monsieur MOHAMED SAID ALOUAT cinq cent (500) parts sociales - Monsieur ABDELOUAHID GHAILAN, cinq cent (500) parts sociales. .Soit le total de Mille (1000) parts sociales composant le capital social de la société Durée et année sociale : est fixé à 99 ans, à compter de la date de sa constitution définitive, sauf le cas de dissolution anticipée ou de prorogation prévues par la loi ou par les présents statuts. Gérance : la société sera gérée par : Les associés déclarent Monsieur MOHAMED SAID ALOUAT Monsieur ABDELOUAHID GHAILAN Comme Gérants de la société pour une durée illimitée. Le dépôt légal a été effectué au secrétariat greffe du tribunal de commerce de Tanger le et inscrit au registre de commerce sous le numéro. لجميع إعالناتكم ارية واإلدارية اإلشه يف جريدة
0539943008 : االتصال على الرقم
الشمال
زياش المتألق صفحة
�إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 981
الثالثاء � 19إلى 25فرباير 2019
18
يواصل الدولي المغربي حكيم زياش رحلة التألق مع فريقه أياكس أمستردام الهولندي. زياش سجل هدفاً رائـعاً في شبــاك ريال مدريد اإلسباني في مباراة ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوربــا رغم هزيمـة فريقـــه بهدفين لواحد. حكيم زيــاش لعــب31مبــاراة مع أياكس أمستردام وسجل 15هدفا وصنع .12 وهـــو العـــب جيــد يمتلـــك مهــــارات عـــديــدة وأسلوباً رائعاً.
مجرد رأي :
بطولة الدوري االحترافي المغربي
«قال ليه أش ش خصك البطولة فالمغرب ..قال ليه ـ الفار أموالي»
كالسيكو الشمال
رسميا ستشهد بطولة الدوري االحترافـي المغربي في الموسم القادم دخول تقنية الفيديو «الفار». التأكيد جاء على لسان السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خالل تجمع للحكام. لقجع أشار بالمناسبة إلى أنه تباحث بهذا الخصوص مع رئيس االتحاد الدولي لكرة القدم وأن الجامعة بدأت االستعدادات من اآلن للعمل بهذه التقنية في الموسم الكروي القادم. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي كثرت فيه االنتقادات و االحتجاجات حول التحكيم حيث تشهد مباريات البطولة أسبوعيا سيال من المشاكل التحكيمية التي تؤثر سلبا على مسيرة العديد من األندية سواء بالدوري االحترافي األول أو الثاني. وأمـــام ذلك كان ال بـد من البحــث عن األسبــاب والدوافــع وراء كـثـــرة االحتجاجات وتدني مستـوى التحكيــم المغربي الذي كان يضرب به المثل في السابـق ولنـا في الحكام المرحوم سعيد بلقولـة الذي قاد نهائي مونديال 1988بفرنسا والبرازيل وعبد الكريم الزياني وتميم وحذقة والناصيري وغيرهم من الحكام المغاربة األكفاء القدوة والمثل. والمغـرب باستعماله لتقنيــة «الفيديو» سيكون أول بلد عربي إفريقي يقدم على هذه الخطوة التي تتطلب الوقت والمال واألطر المختصة لحسم المواقف المثيرة للجدل وخاصة منها التسلل وركالت الجزاء.
حكيمي والنصيري ضمن أفضل عشرة العبين واعدين في أوربا
نجما المنتخب المغربي لكرة القدم أشرف حكيمـي و يوسـف النصيري يتألقان باستمرار في الدوريات األوربية ،ويحققان إنجازات كبيرة في ترتيب الالعبين الواعدين أقل من 21سنة. ويشهد الال عب حكيمي تطورا كبيرا في أدائه منذ إعارته من ريال مدريد اإلسباني إلى بوروسيا دورتموند األلماني في يونيو 2018لمدة عامين وصلت إلى حد حصده للقب أفضل العب مجد في الدوري األلماني لعدة شهور متتالية نظرا ألدائه الرائع مع فريقه. ونجح حكيمي في بلوغ قائمة أفضل الالعبين الواعدين خالل الدوريات الخمس األوربية الكبيرة وفقا لموقع «هوسكور د» اإلنجليزي المتخصص في إحصائيات الالعبين و مبا ريات كرة القدم. وجاء حكيمي البالغ 20سنة في المركز السادس لالعبين تحت أقل من 21عاما. واحتل مواطنه يوسف النصيري العــب نادي ليغانيس اإلسباني المركز األول ويليه اإلنجليزي «جادون سانسو» العب بوروسيا دورتموند األلماني. وكان أشرف حكيم يقد فاز بجائزة أفضلب العب شاب في القارة اإلفريقية التي تنظمها الكـــاف كمــا شــارك في المباريــات األخيرة لفريقه في عدة مراكزمختلفة5 ...مرات كظهير أيسر وقدم مستوى عالياً في هذه الجهة ومباراة واحدة كظهير أيمن. ويعتبر حكيمي واحدا من الالعبين األساسيين في تشكيلة نادي دورتموند وهو بمثابة الالعب الخامس األكثرمشاركة حيث لعب 22مباراة لحد االن.
«الغالب وال مغلوب»
1-1
ديربي الشمال الذي جمــع المغرب التطواني باتحاد طنجة برسم الجولة 18لبطولــة الدوري االحترافـي المغربــي بملعب سانية الرمل بتطوان انتهى بالتعادل.1-1فريق الحمامة البيضاء كان السباق للتسجيل في الشوط األول عن طريق الالعب يونس الحواصي قبل أن يتمكن فارس البوغاز من إدراك التعادل في الجولة الثانية بواسطة الالعب عبد الكبير الوادي. وبهذا التعــادل أوقـف المغرب التطواني سلسلة انتصارات اتحاد طنجة المتتالية وكسب نقطة من ذهب وهي األولى له مع مدربه الجديد طارق السكتيوي الذي تسلم المهة مؤخرا خلفا للمدرب بنحساين المقال بسبب النتائج السلبية. اتحاد طنجة اغتنم فرصة الديربي الشمالي وأشرك ألول مرة الحارس شهاب والمهاجم حمزة الغطاس ،وهما معا تم انتدابهما مؤخرا خالل الميركاتو الشتوي. ورغم نتيجة التعادل فقد ارتقى اتحاد طنجة إلى الصف الثاني في ترتيب البطولة وراء الوداد البيضاوي الذي استفاد من فوزه في الر باط على الفتح بهدف دون مقابل وأصبح يبتعد عن االتحاد بفارق تسع نقاط.. التعادل كان منصفا للفريقين وجعل اتحاد طنجة يواصل المشوار بعد خمس جوالت متتالية بدون هزيمة ..وفتح باب األمل للمغرب التطواني للخروج من منطقة الجاذبية لضمان مكانته ضمن أندية الدوري االحترافي.
تحية لرجال األمن
قام رجل األمن يوم السبت الماضي بمجهود كبير حتى يمر كالسيكو الشمال في ظروف عادية وبدون مشاكل أو أحداث بين أنصار الفريقين. فمنذ الصباح الباكر وعلى طول الطريق الرابطة بين طنجة وتطوان تمركز رجال األمن والدرك والقوات المساعدة في أهم النقط والمحاور وداخل مدينة تطوان على كل االمناطق والطرق المؤدية إلى ملعب سانية الرمل بتطوان وببابه مما أدى إلى االنسيابية في الولوج إلى الملعب أو الخروج منه بسهولة. وفي نهاية المباراة تم االحتفاظ بأنصار اتحاد طنجة داخل الملعب إلى حين خروج محبي المغرب التطواني. وتمت مرافقة الجماهير الطنجاوية إلى المحطـة الطرقيـة وقطــع الطريـق عن بعض المحسوبين على أنصـــار المغــرب التطواني الذين كانوا يستعدون لالعتداء على أنصار اتحاد طنجة وإقامة الشغب بعد اللقاء. فتحية إذن لجهاز األمن على ما قام به طيلة يوم السبت الماضي بمناسبة إقامة الديربي الشمالي بين المغرب التطواني واتحاد طنجة.
السبت المقبل بملعب ابن بطوطة بطنجة طاليب في مواجهة الزاكي يحتضن ملعب ابن بطوطة الكبير يوم السبت المقبل مواجهة قوية بين اتحاد طنجة والدفاع الحسنـي الجديدي برسم الجولة19 لبطولة الدوري االحترافي المغربي. و مــن غرائـــب الصدف أنهــا ستجمـــع عبد الرحيم طاليب المدرب السابـق للدفـــاع الحسني الجديدي ببادو الزاكي الذي يشرف حاليا على اإلطار التقني للفريق العبدي والذي كان في بداية الموسم الماضي مدرب التحاد طنجة. المدربان معا يعرفان بعضهما البعض وهما معا حققا التعادل في الجولة الفارطة.
الشمال الرياضي
العدد 981
الثالثاء � 19إلى 25فرباير 2019
19
دوري أبطال أوربا :
المغربي نور الدين النايبت
«راموس يغيب عن لقاء اإلياب أمام اياكس أمستردام»
أبرز الالعبين العرب نجاحاً في بطولة إسبانيا
يواجه سيرجيو راموس قائد نادي ريال مدريد اإلسباني خطر اإليقاف لمباراة إضافية ..ما قد يحرمه من المشاركة في دور الثمانية لدوري أبطال أوربا إذا ما تأهل فريقه. وجاء ذلك بعدما أقر راموس بأنه تعمد الحصول على إنذار خالل مباراة ذهاب الدور السادس عشر أمام فريق أياكس أمستردام الهولندي. وحصل راموس على البطاقة الصفراء في الدقيقة 89وهي الثالثة له في دوري أبطال أوربا مما يعني
رسميا عدم مشاركته في مباراة اإلياب بمدريد. وكان راموس قد اعلن في تصريحات صحفية عقب هذه المباراة التي فاز خاللها فريقه بهدفين لواحد أنه تعمد الحصول على البطاقة الصفر اء مما قد يعرضه لعقوبة إضافية حسب قوانين االتحاد األوربي. سيرجيو راموس سيغيب أيضا عن مقابلة ريال مدريد –ليفانتي برسم الجولة 25لبطولة الليغا بعدما تعرض األحد للطرد بالبطاقة الحمراء أمام جيرونا بعد حصو له على البطاقة الصفراء مرتين.
الفتح الر ياضي يحتج على قرارات حكم مباراته مع الوداد قرر نادي الفتح الرياضي مراسلة اللجنة المركزية للتحكيم والمديرية الوطنية للتحكيم بسبب ماحدث في مباراة األحد التي خسرها أمام الوداد البيضاوي 1-0برســم الجولـــة 18لبطولة الدوري االحترافي. وأكد الفريق الرباطي أنه يريد توضيحــات من لجنـــة التحكيم فيما يتعلــق ببعض القرارات التي اتخذهـــا الحكم الداكي الر داد بعدما ألغى هدفا لفريق الفتح ولم يمنح ركلة جزاء الالعب زكريا أزود باإلضافة إلى قرارات أخرى. الفتح طالب إنزال أقسى العقوبات في حق الحكم الداكي الرداد وطاقمه امتثاال لما تم التصريح به من قبل السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خالل لقائه بالحكام في الصخيرات مؤخرا. وكان ثالثي التحكيم الذي قاد مباراة الفتح الرياضي - الوداد البيضاوي بقيادة الحكم الداكي الرداد موقوفا بفعل قرارات تحكيمية خاطئة في مباراة الفتح ضد حسنية أكادير في 10من دجنبر .2017
من بين الالعبين الدوليين المغاربة الذين تألقوا وتركوا بصمتهم في الليغا اإلسبانية المدافع الدولي المغربي الصلد نور الدين النايبت الذي كان من أبرز دعامات الجيل الذهبي لنادي ديبورتيفو الكورونيا اإلسباني وأحد أمهر الالعبين العرب في الليغا. النايبت مر مرورا ال ينسى عبر بوابة البطولة اإلسبانية وسجل اسمه بأحرف من ذهب ضمن الجيل الذهبي لفريق «ديبورتيفو ال كورونيا» نهاية التسعينيات ومطلع القرن الواحد والعشرين .حيث كان واحدا من أبرز عالمات هذا الفريق الذي حقق إنجازات لم يحققها أي فريق آخر في تاريخ مدينة غاليسيا اإلسبانية. النايبت الذي بدأ مشواره مع نادي الوداد البيضاوي انتقل سريعا إلى عالم االحتراف بأوربا عبر بوابة فريق «نانت» الفرنسي ومنه إلى سبورتينغ ليشبونة البرتغالي الذي قضى معه موسمين قبل أن ينضم إلى فريق ديبورتيفو الكورونيا اإلسباني ،حيث عاش معه 8سنوات توج خاللها بكل شيء ممكن ..ووصل إلى مرحلةلم يصلها أي ناد من قبل أو بعد وهو الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوربا عام .2004 جيل استثنائي شكله ديبورتيفو ال كورونيا خالل تلك الفترة طيلة السنوات الثماني التي قضاها الالعب النايبت مع هذا الفريق الذي تعاقب عليه نجوم كثيرون ومن ضمنهم المغربيان مصطفى حجي وصالح الدين بصير لكنهما رحال وبقي هو حيث أكمل التجربة حتى النهاية. ووصلت ذروة تجربة نادي ديبورتيفو الكورونيا في عام 2000تحت إمرة المدرب
«خافير إيرويتا» الذي قاد الفريق إلى لقب الليغا في مفاجأة مدوية هي األولى واألخيرة في تاريخ هذا النادي مع جيل جالمينيا وماورو سيلفا وصخرة الدفاع نور الدين النايبت الذي جاور كل العمالقة في تاريخ الديبور.
وفي ليلة تتويج هذا الفريق بلقب بطولة الليغا عام 2000كان هناك تصدي الينسى للنايبت على خط المرمى أمام سيلتا فيغو لتنتهي المباراة بفوز الديبور 1-2وتتويجه باللقب ألول مرة في تاريخه.
وإلى جانب الصالبة الدفاعية التي يتمتع بها النايبت فقد كان يتسم أيضا بقدرته على احراز األهداف حيث سجل11هدفا في211 مباراة لعبها مع الديبور ومن أبرزها هدفه الرائع ضد مانشستر يونايتد اال نجليزي في دوري أبطال أوربا .النايبت توج أيضا مع نادي ديبورتيفو الكورونيا بلقب كأس ملك إسبانيا سنة 2002على حساب ريال مدريد في المباراة النهاية بحصة .1-2 وإلى جانب التتويج ببطولة الليغا وكأس الملك حقق النايبت مع الديبور لقبي السوبر اإلسباني عامي 2000و .2002 كما لعــب نصف نهائي دوري أبطال أوربا وهو أفضل إنجاز لهــذا النادي في المنافسات األوربية. وفي الرابع من شهــر غشــت الماضي احتفى الحساب الرسمــي لليغــا اإلسبانية بالدولي المغربي نور الدين النايبت عبر هدفين سجلهما في مسا بقة الليغا ليؤكد تميز تجربـــة الالعـــب النايبت مع فريق ديبورتيفو الكورونيا ويؤطر إنجازاته كأحد أنجح وأهم الالعبين العرب الذين مروا بالليغا اإلسبانية عبر التاريخ.
كريستيانو رونالدو يفتتح أول فندق له بمراكش سيفتتح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ،خالل األيام القليلة القادمة ،أول فندق له بالمغرب وبالضبط بمدينة مراكش. ومعلوم أن رونالدو من المعجبين والمولعين بمدينة النخيل ،حيث يفضل قضاء عطلته بهذه المدينة السياحية .كما تربطه عالقة وطيدة بالبطل العالمي المغربي بدر هاري. هذه العالقة المميزة والعشق للمغرب جعال رونالدو يفكر في االستثمار في هذا البلد الذي يعشقه كثيرا وفي مدينة أصبح يحب قضاء العطل بها كثيرا..اآلمر الذي يعد مؤشرا على استمرار رونالدو في زياراته للمغرب وقضاء وقت ممتع وطويل به في السنوات المقبلة. وقد أعلن عن قرب افتتاح فندق رونالدو الجديد بمراكش مرفوقا بصور رائعة تظهر أهم مايميز غرف هذا الفندق من جودة عالية. يذكر أن نجوما عالميين دأبوا على زيارة مدينة مراكش ،خصوصا خالل عطل نهاية السنة ،من ضمنهم العديد من أصدقاء رونالدو ..باإلضافة إلى نجوم المنتخب الفرنسي السابقين.
العدد 981
الثالثـاء � 19إلى 25فرباير 2019
الذكرى 56لوفاة األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي
مر يوم السادس من فبراير الجاري ،كأحد أيام اهلل العادية ،دون أن يلتفت إليه من كان يجب أن يخلدوه كحدث من األحداث الكبيرة الرمزية السياسية والنضالية بالمغرب الحديث ،نظرا لما يحمله ،صاحبه ،من معاني الرجولة والشجاعة والوطنية الصادقة ،والغيرة على المغرب وشعبه ومستقبله. ففي هذا اليوم ،ودعنا رجال ال كالرجال ،قوة وشجاعة وإقداما وإيمانا باهلل وبحق شعبه في الحرية والكرامة ،ذلكم هو أمير الجهاد ،محمد عبد الكريم الخطابي ،الذي انتقل إلى جوار ربه في السادس من فبراير سنة ،1963بالقاهرة التي حل بها بعد أن نجح مخطط زعماء الحركة الوطنية بقيادة الزعيم التطواني اإلصالحي الشهيد محمد بن عبود ،في إنزال األمير وأسرته بميناء بور سعيد المصري ،في ماي ،1947من على ظهر الباخرة األسترالية KATOOMBAالتي كانت تقل األمير وأسرته إلى فرنسا بعد 20سنة من منفاه بجزيرة ال ريونيون الواقعة في المحيط الهندي ،شرق جزيرة مدغشقر. ومعلوم أن الملك فاروق ،رحمه اهلل ،تعهد شخصيا برعاية األمير الخطابي وأخيه وأسرتيهما ومرافقيهما الذين كانوا جميعهم يحظون بعناية كبرى سواء من الحكومة المصرية أو من زعماء األحزاب ورجال السياسة والعلم واألدب ،من مصر ومن بلدان العالم العربي واإلسالمي وأيضا من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بأرض الكنانة والذين كان الكثيرون منهم يحملون لألمير عبد الكريم الخطابي الكثير من مشاعر اإلعجاب والتقدير واالحترام. ولد األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة 1882 ببلدة أجدير في جبال الريف ودخل المسيد كجميع أترابه لحفظ القرآن الكريم في بلدته ،قبل أن ينتقل للدراسة في مدينة تطوان ،ثم بجامعة القرويين بفاس ،ليتوجه بعد ذلك إلى مدينة مليلية حيث نال شهادة الباكالوريا ويعود إلى القرويين بفاس حيث تلقى علوم الشرعة اإلسالمية على يد مجموعة من كبار علماء الدين والسياسة .وحتى يجمع بين علوم الدين والدنيا ،انتقل األمير إلى جامعة سلمانكـا االسبانية ،حيث قضى ثالث سنوات درس خاللها الهندسة والقانون. وبمدينة مليلية ،اشتغل ،في بداية عمله المهني كمترجم، وكاتب باإلدارة المركزية للشؤون األهلية بمليلية سنة .1910 وبموازاة مع وظيفته اشتغل صحافيا بيومية «تيليغراما ديل ريف» الناطقة باإلسبانية بين سنتي 1907و ،1915حيث خصص له عمود يومي باللغة العربية. وفي سنة 1913عين قاضيا بمليلية ،ثم رقي سنة 1914 إلى منصب قاضي القضاة وهو أعلى منصب في سلك القضاء الخاص بمسلمي المدينة ،وكان عمره ال يزيد عن 32سنة. وفي نفس السنة ،عين أيضا كمعلم بأكاديمية اللغتين العربية والريفية بمدرسة الشؤون األهلية بمليلية. إال أن حادث اعتقاله سنة ، 1915بسبب شكوك األسبان في تعاطفه مع األلمان ،والدولة العثمانية خالل الحرب العالمية األولى ،شكل نقطة تحول في موقف محمد بن عبد الكريم الخطابي من الوجود االستعماري اإلسباني ،خاصة وأن األسبان واصلوا في تلك الفترة تغلغلهم داخل التراب المغربي بعد أن كانوا يفضلون التمركز بالسواحل الشمالية .ليقرر استئناف معركة التحرير التي بدأها والده عبد الكريم الخطابي في مواجهته العسكرية للمضايقات التي كان يمارسها ضد قبائل الريف واالعتقاالت العشوائية التي كان يباشرها في المنطقة والتي كثيرا ما كانت تمس رؤساء وأعيان القبائل الكبرى .لكن والد األمير توفي خالل حصار مركز «تفرسيت» ليقرر األمير مواصلة المعارك حيث ضاعف من «حركاته» العسكرية ضد المواقع التي احتلها العسكر اإلسباني. وتوالت المواجهات العسكرية بين الجيش اإلسباني النظامي والمسلح بشكل جيد ومجاهدي الريف كما توالت انتصارات المجاهدين على المواقع اإلسبانية ،إلى معركة «أنوال» التاريخية ،يوم 22يوليوز ،1921التي ذكرت العالم
األخيرة
بمعركة وادي المخازن ضد البرتغال ،والتي قتل خاللها فوق 15 ألف جندي إسباني من بينهم قائد الجيش اإلسباني الجنرال «سلفيستر» ،الذي تعرف األمير شخصيا على جثته بعد أن أرشده أحد المجاهدين إلى مكان «وقوعه» .كما تم أسر مئات الجنود األسبان ،وغنم المجاهدون ذخائر كثيرة من مركبات عسكرية وأسلحة وعتاد حربي هام. سياسيا ،أعلن األمير لممثلي الدول األوروبية اإلمبريالية التي كانت تعمل جاهدة على التقرب منه ،نظرا لنجاحه في تقويض قوة وهيمنة دولة أوروبية «عضو» في نادي اإلمبريالية األوروبية ،الساعية إلى فرض سيطرتها على شمال إفريقيا، أعلن في بيان ،وقوفه ضد «التوافقات» الناتجة عن «مؤتمر الجزيرة الخضراء» ( )1906الموجهة ضد المغرب ،برعاية الواليات المتحدة األمريكية ،في إطار مواجهات استعمارية بين فرنسا وألمانيا ،أعلن رفضه التام «للمطامح العليا» لمؤتمر الجزيرة الخضراء ولكل ما وقع التوافق عليه في هذا المؤتمر الذي شارك فيه ،للتذكير ،ممثلو إحدى عشرة دولة ،إضافة إلى أمريكا والمغرب ،وهي ألمانيا وحلفاؤها ،والنمسا ـ هنغاريا، وإيطاليا ،وفرنسا وحلفاؤها ،وروسيا ،وبريطانيا العظمى وإيرلندا ،وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا واألراضي المنخفضة والسويد. وكان طبيعيا أن «ينزعج» المستعمر الفرنسي ،الذي نجح في بسط نفوذه الكامل على المغرب ،بمقتضى اتفاقية التنازل الكامل لفرنسا ،عن «السيادة الفعلية» للدولة المغربية ،وفق ما سمي بـ «معاهدة للحماية الفرنسية بالمغرب» التي وضع عليها السلطان عبد الحفيظ بن السلطـــان الحسن األول، المزداد بفاس سنة 1876والمتوفي سنة 1937بمدينة Enghien - Les - Bainsالفرنسية« ،طابعه الشريف» إلى جانب توقيع ممثل فرنسا آنذاك بطنحة ،برتبة وزير مفوض ( )Eugène REGNAULT1857-1933والذي ال زالت أقدم ثانوية فرنسية بالمغرب Le Lycée Eugène Regnault الذي أنشئ في إطار توسيع مدرسة البعثة الفرنسية بطنجة .1898 ورغم محاوالت كثيرة إلقناع أمير الجهاد بالريف بالعودة إلى المغرب ،فإنه كان يشترط لذلك خروج القوات األجنبية من المغرب والتصفية الكاملة لتركة االستعمار ،إلى جانب بعض الشروط المتعلقة بالتحقيقات في «الحركة» (بسكون الراء) الدامية التي واجه بها الجيش المغربي انتفاضة الريف سنتي 1958ـ ،1959ضد هيمنة حزب االستقالل موازاة مع انتفاضات أخرى شهدها األطلس ضد هذا الحزب ،حيث قيل إن المواجهات العسكرية بالريف أوقعت آالف الموتى والجرحى ، إضافة إلى من تم نفيهم خارج جبال الريف. األمير محمد عبد الكريم الخطابي كان رمزا لحروب التحرير في العالم شهدت له بذلك قيادات الثورات الشعبية في مختلف المستعمرات بالعالم ،خاصة بالصين والفييتنام وإفريقيا وأمريكا الالتينية وغيرها من المناطق التي كانت شعوبها تقاوم هيمنة الدول االستعمارية الكبرى .وهاهو هوشي مين يشهد «أن الريفيين بزعامة محمد بن عبد الكريم استحقوا بجدارة أن يقال عنهم:إنهم أعطوا الدرس للعالم أجمع ،فعبد الكريم بطل وطني ورائد الحرب الشعبية ،وسيبقى مثاال رائعا للشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمرها .أما األمير شكيب أرسالن « ،فقد صرح أن الناس إذا نظروا بعين اإلنصاف يجدون األمير الخطابي بطل العصر الحاضر بين جميع األمم ال بين المسلمين فقط’’ .ويكتب الشاعر الفرنسي الكبير لوي أراغون أن عبد الكريم « بعث في شبابنا أصدق المثل». وفي رأي الصحافي الفرنسي جان الكوتير ،فإن بطل الثورة الريفية»شخصية خارجة عن نطاق الترتيب وأن مكانته ستظل تتعاظم في الكتابات وفي ضمير الشعوب. وهاهو موتسي تونغ نفسه يشهد أن ابن عبد الكريم الخطابي» هو أحد المصادر األساسية التي تعملت منها حرب التحريرالشعبية».
عزيز كنوني
باب تازة :
الثانوية التأهيلية الوحدة اإلفريقية تنظم يوماً تحسيسياً في اإلسعافات األولية
في إطار أنشطتها الثقافية بالمنطقة ،واألستـــــاذ عدنـــان والرياضية ،نظمـت الثانويـة المــودن ،ممثـــل الجمعيــة التأهيلية «الوحدة اإلفريقية الرياضية. باب تـازة» يومـاً تحسيسياً وخــــالل هـذا اللقــاء، في اإلسعافات األولية ،وذلك تم عرض أنشطـة منظمـة يوم الجمعة 15فبراير.2019 الهالل األحمــر ،باستعمــال هذا اللقاء المنظم بشراكـــة وسائـــل حديثـــة ،بمــــا في مع جمعيـة آبــاء وأوليــاء أمور التالميذ والجمعية الرياضيــة لمياء الحساني ذلك عرض تحسيسي نظــري وتطبيقي في مجال اإلسعافات والنادي /التراث والرحالت ،وبتنسيــق مع منظمة الهــالل األحمر المغربـي ،فــرع األولية ،باإلضافـة إلى توزيـع شهــادات شفشاون ،حضرته األطر اإلدارية والتربوية تقديريــة على المشاركــات والمشاركين للثانوية وممثلو جمعية آباء وأولياء أمور المتألقين ،تشجيعا وتحفيزا لهم ،تسلموها التالميذ ،حيث وبعد افتتاحه بآيات بينات من من رئيس جمعية اآلباء ومدير الثانوية الذي الذكرالحكيم ،تجويد التلميذ عثمان بوخراز ،ألقى كلمة ختامية ،شكر من خاللها كل من تناول الكلمة كل من األستاذ عبد الرزاق ساهم من بعيد أو من قريب في إنجاح هذا الفياللي ،مدير الثانوية ،واألستاذ مزكان اليوم الدراسي الذي نال استحسان الحضور ضوء المكان ،ممثل الهالل األحمرالمغربي الكبيرالذي تابع أطواره.
ِ
صدار جديد
إ
حازت هذه الترجمة التـي أنجزهـا الدكتـور عز الدين الشنتوف بمعرفة واسعة وإتقان كبير على جائزة األطلس الكبير لسنة 2019 بتحكيم دولي منزه ونزيه. • عبد اللطيف �شهبون