المنتزه الوطني بالحسيمة
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : العدد 982ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثـاء 20جمادى الثانية 26 / 1440فرباير �إلى 4مار�س 2019
يشهــد المنتــزه الوطني للحسيمة، بقلب جبال الريف ،إقباال كبيرا من طرف الزوار المغــاربـــة والسيــــاح األجانـــب، لما يشكلــه من فضاء طبيعــي يتوفــر على منظومة بيئية ،ذات قيمة بيولوجية وإيكولوجية رفيعــة األهميــة ومؤهالت طبيعية من ضمنها عدد هائل من أصناف النباتات وأشجار مستوطنة وأخرى محلية كالخروب وأشجار التين ،كما يتميز الموقع بتنوع حيواني هام بين حيوانات برية وطيور ,حيث يوجد حوالي 60صنفا من الطيور أبرزها طائر “السرنوف العركي” الذي ينتمي إلى فصيلة نادرة من النسور المعروفة بصيدها لألسماك بمهارات عالية ,إضافة إلى طائر ”عقاب البحر .كما تعد الواجهة البحرية بمثابة محمية طبيعية لمجموعة من الكائنات البحرية من طحالب وأسماك مهددة باالنقراض كالفقمة ,إضافة إلى 3أصناف من الدلفين. وحسب جريدة «طنجة ،»24فإن المنتزه تم إحداثه سنة 2004وهو يغطي مساحة تفوق 48و460 الف هكتار في الوسطين البري والبحري ويعتبر فضاء مناسبا للذين يحبون سياحة الطبيعة والبحر والمناخ والباحثين عن لحظات استجمام واسترخاء.
السيد محمد مهيدية والياً على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة خلفا للسيد محمد اليعقوبي الذي تسلم والية عاصمة الرباط سال ـ القنيطرة
الجهوية ،وميثاق الال مركزية ،وأوراش التنمية ،وبرنامج «الحسيمة منارة المتوسط» واألمور األمنية ،أهم القضايا التي أثارها وزير الداخلية في خطاب تنصيب الوالي مهيدية بطنجة
تصوير :حمودة
تسلم السيد محمد مهيدية ،بعد ظهر الجمعة الماضي ،خالل حفل أقيم بقصر الوالية ،ظهير تعيينه واليا على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ،خلفا للسيد محمد اليعقوبي الذي عين واليا على عاصمة المملكة وجهتها. وقد ركز وزير الداخلية ،عبد الوافي لفتيت ،في كلمته ،بالمناسبة ،كما فعل في مناسبات مماثلة ،على الجهوية التي اعتبر أنها تضفي دينامية تنموية جديدة من خالل مشاريع كبيرة ،في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ،من شأنها تحسين ظروف عيش المواطنين . (البقية على الصفحة األخيرة)
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
حركة الطفولة الشعبية بوزان تربي على السالمة الطرقية
2
تربويات: تحت شعار «في مستقبلنا واثقون» • بقلم :عبد الغني بلقاسم
المدير اإلقليمي بطنجة أصيلة يعطي انطالق حفل افتتاح برنامج «مدرستي قيم وإبداع» وزان :محمد حمضي
إذا كانت السالمة الطرقية هي حزمة من الخطوات يتم اتخاذها للوقاية من حوادث السير والتقليل من احتمالية وقوعها ،فإن الخبراء الذين يشتغلون على حرب الطرق يدعون الى ترجيح كفة التربية على السالمة الطرقية على حساب كفة الخطوات األخرى التي ال تقل أهمية عن األولى ،وذلك بتنويع وتكثيف الحمالت التحسيسية ،واإلكثار من الفعاليــات التوعويــة التي من شأنها الرفع من منسوب ثقافـة السالمة الطرقية في صفوف المواطنات والمواطنين وخاصة التالميذ. في هذا السياق ،ومساهمة من فرع حركة الطفولة الشعبية بوزان في تخليد اليوم الوطني للسالمة الطرقية ،وبتعاون مع المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية والمنطقة اإلقليمية لألمن الوطني ،أعطيت صباح يوم االثنين 18فبراير 2019انطالقة « منتدى السالمة الطرقية» الذي سيسدل
}
الستار على فقراته المتنوعة يوم 24فبراير الجاري . محطة انطالق فعاليات هذا المنتدى تميزت بحضور المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية ،ورئيسة مصلحة الشؤون التربوية بذات المديرية ،وممثل هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان، وممثلة منظمة نساء في مواقع النزاع بوزان، وأطر تربوية ،وأطر حركة الطفولة الشعبية، ،حيث تابع الجميع االنخراط المتميز لرجال األمن في تنشيط ورشة نظرية حول السالمة الطرقية مجسدين بذلك شعار « الشرطة في خدمة المواطن» الذي يؤثث واجهة بناية المنطقة اإلقليمية بوزان .كما تابع الزوار باقي الورشات التي توزع عليها األطفـــال الذين تفتق خيالهم ،فأبدعوا بالرسم والغناء والسخرية لوحات فنية تقرأ واقع حوادث السير ،وتنتصر لمقاربة التربية على المواطنة التي يعتبر تملك ثقافة السالمة الطرقية وقواعد الوقاية من حوادث السير ، قطعة من مساحتها الواسعة .
ولتكون للرسالة ،توزع األطفال في حملة تحسيسية بالطريق العام حيث فتحوا حوارات مباشرة مع مستعملي ومستعمالت الطرق واألرصفة داعين الجميع إلى الوعي بالكلفة الباهظة التي يتحملها االقتصاد الوطني ،والمآسي االجتماعية التي يخلفها التهور ،عند عدم التشبع بثقافة السالمة الطرقية التي ال يشكل احترام قانون السير إال نقطة في بحرها . يذكر أن «منتدى السالمة الطرقية» الذي تنظمه حركة الطفولة الشعبية ،سيشكل فرصة لالحتكاك المباشر ولمدة أسبوع مع تالميذ مجموعة من المؤسسات التعليمية بالمدينة ،كما أن الجمعية التي تقف وراء هذا المنتدى ،وعلى ضوء التشخيص الذي تقوم به لواقع السير بالمدينة ،سترفع جملة من التوصيات للمجلس الجماعي والجهة األمنية من أجل التعجيل بمعالجة االختالالت التي تدخل في صلب اختصاصاتهما .
ون �أُ َ ِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌ ولئ َ ِن ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إنَّا لِهَّ ِ ين َّالذِ َ ال�صا ِب ِر َ �ش َّ ات م ْ ل َو ِ�إنَّا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُع َ َو َب رِّ ِ ِك هُ ُم مْ ُ َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َ ولئ َ ون ال ْهت َُد َ
{
(�صدق اهلل العظيم)
شهدت فضاءات إعدادية ابن باجة التابعة لمديرية طنجة أصيلة ،يوم الثالثاء 19 فبراير ،2019افتتاح النسخة الرابعة من برنامج مدرستي قيم وإبداع ،الذي اختير له هذه السنة شعار «في مستقبلنا واثقون» ،والذي تنظمه مديرية طنجة أصيلة بشراكة مع والية طنجة تطوان الحسيمة وفيدرالية أمهات وآباء وأولياء تالميذ المؤسسات التعليمية بطنجة.، حضر هذا الحفل ،إلى جانب المدير اإلقليمي بطنجة أصيلة وبعض رؤساء المصالح والمكاتب ،مجموعة من فعاليات المجتمع؛ ممثلو جمعية أمهات وآباء التالميذ ،مدراء المؤسسات التعليمية ،وبعض األساتذة... افتتح الحفل بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلتها على أسماع الحاضرين التلميذة بثينة منصور ،ثم النشيد الوطني الذي أداه كورال الثانوية االعدادية ابن باجة ،برئاسة األستاذين :حديفة بنعلي وكريم الدليمي .ليفسح المجال بعد ذلك لبرعمات وبراعم المؤسسات التعليمية المشاركة لتقديم فقرات تربوية موسيقية وغنائية تنم عن حبهم العميق للمدرسة والوطن .وقبل اختتام الحفل زار الحضور الورشات الفنية والثقافية والعلمية والرياضية واالجتماعية والبيئية التي نشط أطوارها المتعلمون والمتعلمات. • يهدف برنامج مدرستي قيم وإبداع إلى:
لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم
الطيب ال�سالوي
عم زميلتنا الصحافية لمياء السالوي بعد معاناة طويلة مع المرض ،وذلك أمس الجمعة ،وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب ،حضره األهل واالحباب والمعارف ،ودفن بمدينة فاس ،بعد صالة العصر. وبهذا المصاب الجلل ،نتقدم بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد السيدة أمينة الحريزي وإلى ابنتهما هند وصهره عزيزبن شقرون وحفيديه ،شادية ونوفل ،وكذا إلى إخوة الفقيد ،عبد الغني ،حميد ،ولطيفة ،باإلضافة إلى كل أفراد عائلتي السالوي والحريزي وأقاربهم وأصهارهم ،راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان ،وللفقيد عظيم األجر والغفران ،تغمده اهلل بواسع رحمته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ،وحسن أولئك رفيقا.
َ �س مْ ُ ا�ض َي ًة َم ْر ِ ك َر ِ ار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ �ض ّ َي ًة ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْ }يا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ َاد ُخلِي يِف ِع َب ِ ادي َو ْاد ُخلِي َج ّ َن ِتي { ف ْ على إثر وفاة المشمول برحمة اهلل تعالى المرحوم
احلاج �أبو بكر التازي
الذي وافته المنية صباح يوم األحد 10فبرايـــر ، 2019حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة العصر بمسجد محمد الخامس بطنجة ،في نفس اليوم ،في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب واألقارب واألصهار. وبهذا المصاب الجلل ،نتقـدم بأحـر التعـازي إلى كافـة أسرة الفقيد العزيـــز، سائليــن العلــي القديـر أن يبـوئه مقعـد صدق مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،ضارعين اهلل أن يكأله بعين رعايته ويشمله برحمته، وأن يلهم إخوته :الحاج محمد ،ومجيد ،وجميلة ،وبديعة ونجاة ،الصبر الجميل.
(�صدق اهلل العظيم)
• تنمية روح المبادرة واإلبداع لدى المتعلمات والمتعلمين ،وتقوية قدراتهم وكفاءاتهم ،والتشجيع على اإلبداع واالبتكار ،واإلنتاج الفني والثقافي والرياضي. • تربية النشء على المواطنة والنزاهة واالنصاف؛ ألن المؤسسة التعليمية ال يقتصر دورها على تزويد المتعلم بالمهارات األساسية في القراءة والكتابة والتعبير فحسب ،بل تتعداه إلى الغراسة المعرفية في السّلوك ليصبح قيمة حياتية تتمازج فيها المعرفة بالسّلوك ليشكل في المحصلة النّهائية شخصية وطنية وإسالمية متكاملة منسجمة ،مثالية وواقعية في آن واحد ،عقالنية ووجدانية. • ربط المؤسسة بمحيطها الخارجي :عبر إقحام المتعلمات والمتعلمين في قضايا تتعلق بمحيطهم السوسيو اقتصادي ،وإعطائهم الفرص الكافية للمساهمة في معالجتها ،عن طريق نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة ،والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على المؤسسة والوطن بشكل عام. واختتم الحفل بتعاقب كلمات القيمين على الشأن التربوي بالمديرية وبعض الفعاليات؛ أشادت كلها بالنجاح الذي حققته الدورات السالفة من برنامج « مدرستي قيم وإبداع» ،وكذا بالدور الحضاري والتربوي الذي لعبته في تهذيب سلوك المتعلمين، وتوحيد أفكارهم ،وتصحيح عقائدهم ،وربطهم بماضيهم ،وترسيخ انتمائهم بدينهم وأرضهم وهويتهم.
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
درد م�صطفى حجاج
دردشة
شة
أتاني يطلب مني أن أسلمه جواز سفري ،ليسجلني في قائمة عمرة المولد. وبالطبع أخذ يغريني بالبرنامج المتنوع ،والفنادق الفخمة ،واألسعار المناسبة، عساني أنخرط في هذه الرحلة. وصديقي هذا وجد ضالته في هذا المجال ،فهو مرشد سياحي وديني ،وله نشاط مشهود في الحج والعمرة ،وزيارة دول المشرق العربي. ولوال سعة الصدر التي يتصف بها ،ما نجح في هذه المهمة ،فأن تتحمل مسؤولية خمسين نفراً ،وتُؤَمن تنقالتهم ،وتوفر لهم الراحة ،وتلبي طلبات كل واحد منهم على حدة ،عبء ثقيل ،ال يقدر على حمله إال أولو العزم من الشبان األشداء األقوياء. وهو يعدّ نفسه -رغم تجاوزه سن السبعين -من هؤالء الشبان األقوياء األشداء ،فصدره رحب ،وقشَّابته واسعة ،وهو ال يحسب حساب الفشل بمقدار ما يحسب حساب النجاح في كل رحلة يخطط لها بالتنسيق مع هذه الوكالة أو تلك، حتى إذا انتهى من هذه الرحلة ،وعاد إلى أرض الوطن ،أخذ يبرمج للرحلة التي تليها .وهكذا دواليك. إن أزيز الطائرات ،أصبح بالنسبة له ،سيمفونية تطربه وتهز أعطافه وتدغدغ مشاعره ،وإن المضايقات التي يجدها في المطارات غدت لديه من المستملحات التي ال تكتمل الرحالت إال بها ،وإن أحمال وأثقال السفر باتت عنده كمن يحمل الغطاء والوطاء ،لينقله من حجرة إلى أخرى. ورغم أنه ال ينام إال بمقدار ،وال يخالط أهله إال بمقدار ،وال يستقر إال بمقدار، فقد ألف التجوال والترحال. لذا أخذ ييسر لي ما أراه صعبا ،ويذلل ما أتوقع أن يكون عقبة في طريقي، ويمنيني بما يسرّي عني ،ويدخل البهجة إلى نفسي. لم استشهدتُ بهذا النموذج؟ ولم حشرتُه حشراً في عمودي هذا؟. ألوضح لبعض متقاعدينا الذين رفعوا الراية البيضاء ،وجلسوا ينتظرون م َلك الموت ،وكأنهم يستعجلون قدومه ،أن الحياة ال تتوقف عند الستين وال حتى عند السبعين ،وإنما تظل تجري رُخا ًء ،وتجري بما تشتهيه سفننا. فلم ننكمش وننكفئ على أنفسنا وكأننا نناقشها الحساب ،أو نصفي معها حساب السنين التي مضت؟ لم؟. إن الحديث الشريف الذي يطلب منا أن نعمل آلخرتنا كأننا نموت غداً ،هو نفس الحديث الذي يطلب منا أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً .فلم نأخذ بشطر اآلخرة ،ونُغيّب شطر الدنيا؟ لم؟. وفي نفس هذا السياق وردت اآلية الكريمة التي يقول فيها ربنا« :وابتغ فيما آتاك اهلل الدارَ اآلخرة ،وال تنس نصيبك من الدنيا» صدق اهلل العظيم.
حركة 20فبراير مرة أخرى... ثماني سنوات مرت على انبجاس حركة عشرين فبراير أو حركة «الربيع العربي» المغربية ،كلما حلت الذكرى حملت معها ركاما من محاوالت الفهم والتحليل ،شيئا من السوداوية ،وشيئا من الحلم، خليطا تمتزج فيه إحباطات بآمال ،سجاالت بتشظيات. ال يهمني هنا الموقف من الحركة ،وصيرورتها ،وأداء الفاعلين فيها أوتناقضات الذين قادوها ،لكن ما يهمني هو تموقعها كحدث في تاريخ المغرب المعاصر ،وكيف يتعامل معها اإلعالم العمومي خاصة ،وقد بعدت المسافة الزمنية للنظر فيها بشيء من الموضوعية، ونحن نرى أن معظم الشعارات التي رفعتها واألسئلة التي طرحتها لم تمت بعد. وألن اإلعالم العمومي هو المرآة التي يجب أن تنعكــس فيها قضايا المجتمع وهمومه، وال��ت��ق��اط��ب��ات االج��ت��م��اع��ي��ة واالخ���ت�ل�اف���ات ال��ف��ك��ري��ة في المجتمع في إطار دولة موحدة، ف���إن أي���ة م��ح��اول��ة لطمس النقـــاش العمومـي المفتـــوح والديموقراطي حول األح��داث المؤثرة تاريخيا والقضايا الكبرى والشائكة ،ال يساعد على جو الثقة ،وال يسمح بالتقدم في بناء التوافقات لمعالجة هذه القضايا وفهم هذه األحداث دون عقد أو خوف ألخذ العبر منها من أجل السير إلى األمام. وفـي سيـــاق الحديـــث عن حركة 20فبراير كحدث تاريخي شبابي بامتياز ،تلوح المقارنة بين تعامل اإلعالم المغربي معها وتعامل اإلعالم الفرنسي مع حركة الشباب في ،68وإن كانت المقارنة صعبة مع وجود الفارق ،حيث إن اإلعالم العمومي الفرنسي يسترجع هذه الحركة كجزء من األحداث التاريخية الكبرى التي صنعت التحول في المجتمع والدولة والثقافة والسياسة بفرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية. إن المجتمعات الحية التي ال تخاف من ماضيها وال تتزلف لحاضرها ،وتواجه معضالتها وإخفاقاتها بجرآة ،كما تسلط الضوء على المكتسبات والنجاحات واالنتصارات ،تستشرف المستقبل بقوة
عبد الحي مفتاح
وعزم ،لذلك فكيفما كانت نظرتنا للماضي ،فإنه يبقى ملكا لنا جميعا، وعلينا أن نفتح نقاشا عموميا صريحا ومتعددا حوله لرأب الصدع، وإخماد األحقاد وتبديد األوهام. وتبقى أهم موضوعة مرتبطة بهذه الحركة هي مسألة اإلصالح، فعلى الرغم من جميع مظاهر التقدم التي حققها بلدنا على مستوى البنيات التحتية والعديد من الخدمات ،وكذا على مستوى عصرنة اإلنتاج ،والنظام المالي والرقمنة ،فإن معضالت في السياسة والثقافة واإلعالم والتربية والتكوين والتشغيل والخدمات االجتماعية العمومية الزالت جاثمة بكل ثقلها على الدولة والمجتمع ،وتظهر أن المغرب لم يتخط بعد نحس المشي بسرعتين ،واتساع هوة الفوارق، مما يشكل مصدر قلق وخلل في التوازن ،وإذكـاء لصراعــات مستمرة. إن هذه المعضالت ما هي في المجمل إأل مظاهــر ألزمة عميقة وبنيويــة في الدولــة والمجتمع ،كما تعكس ضعف نفاذ محاوالت اإلصالح لهاتين البنيتيــن المتشابكيتـن ،كما تذهب العديد من التوجهات واألراء والتحاليـــل ،ألسبـــاب سياسيـــة ،اقتصادية ،ثقافيــة وتاريخية ،مما يجدد التذكيـــر بالمسؤوليــــة الملقــــاة على عاتق النخـــب وكل الغيورين على مصلحة الوطن من سياسيين ،ومثقفين ،وفاعلين اقتصاديين، وفنانين ،في الدفــع المتواصل بمجاري اإلص�لاح ومساربه ،ألن دمقرطة الدولة والمجتمع تستدعي إصرارا على البناء وطول النفس، ومقاومة النزعات النكوصية ،واإلقصائية ،والريعية العمياء التي تطربها المصالح الضيقة ،وسراب الحاضر أو الماضي ناسية أنه كلما كانت الدولة ديموقراطية عادلة وخادمة لمجتمعها ،كلما كان المجتمع متماسكا ،منتجا ومتفائال. لذلك إن كانت حركة 20فبراير تصنف كحركة غضب ،فبإمكاننا بإرادة اإلصالح أن نحولها إلى حركة ثقة وأمل.
3
أفق بالغي .. عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
بعد غياب طويل دعاني للقاء فسحة في مكان أثير لدينا بطنجة .. انصرف بنا حديث متشعب للكالم عن دروس البالغة التي تلقيناها في المرحلة الثانوية ..فاتفقنا أنها كانت منفصلة عن غايات ومرامي الدرس األدبي..وقد تفطنا لهذه المعضلة بعد انتظامنا في الجامعة واسترفادنا من دروس المرحومين : • محمد بن تاويت التطواني • أمجد الطرابلسي • صالح األشتر • نجيب محمد البهبيتي • جعفر الكتاني • محمد الخمار الكنوني • عبد السالم الهراس • أحمد المجاطي قال لي : « لقد أمضينا سنوات في التدريس ودخلنا تقاعدا ..وما زلنا نالحظ أن الطالب ـ في الثانوي والعالي ـ يشكو من درس لغوي ال يمده بما يقدره على تقويم سليقته وتربية ذوقه .. هل تتذكر كيف تحررنا من هذه اآلفـــة بعد مطالعاتنـــا لفصول من كتابي عبد القاهرالجرجاني «دالئل اإلعجاز» و«أسرار البالغة» ؟ أتصور أن عبد القاهر كان يشكو من الزهادة ؛ وهي انصراف األستاذ والطالب معا عن النحو واستخفاف بالبيان وتنكر للشعر.. وال شك عندي أن عقم درسنا البالغي بمثل عبد القاهر مؤصل ممتد.. انقطعت صلتنا بكتابيه وبدرسنا البالغي بعدما تولدت فصول وغايات.. لم نعد نشهد في بيئتنا البالغية البيانية الراهنة من يقوم بما قام به عبد القاهر فهما وتفسيرا وتحليال وتأويال .».. قلت له : أنت تذكرني بما سبق أن أشار إليه أحمد حسن الزيات من أن كتابي عبد القاهر كانا منارين ..فلم نعد نرى بعدهما اال أغفاال ومجاهل ..واستفهم في السياق ذاته : هل في البيانيين من أساتذة الجامعة من يحاول في البالغة الحديثة ما حاول عبد القاهر في البالغة القديمة ؛ فيجددوا ويكملوا ويقيموا كتابة ونقدا على ضوابط فنية وعلمية ؟ قال لي : الحظ الزيات أيضا في هذا المنحى ـ رحمه اهلل ـ أن طالب البالغة الموهوب ال بد له من : درس اللغة وتحصيل علوم اللسان .. درس الطبيعة ؛ ألن الطبيعة كتاب محيط معجز ،ألفته يد القدرة وتجمعت على هوامش متنه عقول آدمية استبصارا وكشفا وفهما واستنباطا وابتكارا لعلوم جيولوجية وكيمياوية وفلكية وغيرها..واألديب هو المشارك في كل علم والملم بكل فن.. درس النفس لكونها ينبوعا ثرا لغرائز وعواطف وأفكار وأحاسيس وقيم.. قلت له : وفي هذا الدرس النفسي الثالث يتأكد مدار البالغة إلى يوم الدينونة ؛ مدار : «مطابقة الكالم الفصيح لمقتضى الحال» ؛ حال المخاطب ومراعاة المقتضيات المالئمة للخطاب واالجتهاد في إضفاء سمات الجمال على األسلوب في تعاضد وثيق بين المعنى والنفس واألخالق والجمال .. ولن يتأتى هذا إال بطول نظر ؛ فانظر تجد كما قال أستاذنا سيدى طه عبد الرحمن حفظه اهلل وإلى مثل هذا المعنى أشار أستاذنا محمد مفتاح ـ حفظه اهلل ـ في محاضرته القيمة بآداب تطوان يوم الخميس المنصرم حادي وعشري فبراير الجاري بدعوة من مختبر التأويليات..
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
4
من دفاتري
�أوراق مغربية
�سل�سة جديدة 26فبـراير 2019
عزيز گنوني
azizguennouni@hotmail.com
النموذج التنموي جاهز
كالم
عابر
الصحافة ليست جريمة! ال ،بل جريمة في كل بلد يرى أهله ومسؤولوه في الصحافي «عدوا» ماكرا ،متربصا بهم في كل آن ،باحثا عن مكامن الخلل في سلوكهم ،وعن مواطن الثلم في أدائهم ،وعما خفي من مظاهر الفساد في أعمالهم ! هي جريمة في كل بلد ال يتوفر أهله ومسؤولوه على أدنى شكل من أشكال الحوار ،وال يقبلون بفضيلة االعتذار ،وال يرقون إلى نبل «البيان» عبر بالغات توضح الحقيقة فيما نشر مما اعتبروه مجانبا للصواب ،وال إلى اعتبار الصحافي «إنسانا» معرضا للخطأ والصواب ،وقد وضعت تشريعات تبين أسلوب االعتذار ومساطر الضبط والتقويم والتصحيح .
في خضم االحتقان الظاهر في عالقات «األغلبية» الحكومية، لألسباب التي لم تعد خافية ،خاصة على ضوء التشنج الحاصل بين العدالة واألحرار ،أعلن عن أن النموذج التنموي الجديد ،الذي عُهد إلى رئيس الحكومة بإنجازه في أجل محدد تم تمديده فيما بعد، أـيصبح جاهزا ليرفع إلى علم الملك.
مدعى هذه المقدمة الطويلة ما جاء في خبر أوردته جريدة« هبة بريس» اإلليكترونية ،مؤخرا ،من أن سكان جماعة سيدي قاسم ،فتحوا اكتتابا «عموميا» لجمع مبلغ 8ماليين سنتيم ،قضت به المحكمة لفائدة رئيس هذه الجماعة ،ضد صحافي يعمل مراسال لنفس الجريدة النشيطة ،كان قد نشر «تعليقا» حول موقف اتخذه رئيس الجماعة بخصوص تدبير مرفق عام بالجماعة ذاتها. خبر «االكتتاب» الشعبي لجمع «تعويض شرف الرئيس» وانخراط المواطنين عبر لجان محلية ،في حملة التبرع الشعبي لجمع مبلغ الثمانية ماليين ،وضخها في حساب الرئيس ،فاجأ الكثيرين بالجماعة وخارج الجماعة ،نظرا لحمولته «السياسية» وطبيعته التضامنية ،ورمزيته الوطنية ،حيث اعتبر الكثيرون أن موقف المواطنين من قضية عبد الحي بلكاوي ،صاحب الخبر الذي استفز الرئيس ،يمكن اعتباره «استفتاء» من جانب سكان الجماعة ،على أداء الرئيس ،وقد تتسع مادة هذا االستفتاء الشعبي ،معنويا ،لتطال غيره من المشرفين على تدبير الشأن المحلي بالمغرب. ووفق جريدة»هبة بريس» ،فإن حملة التبرع التي تعتبر غير مسبوقة بالمغرب ،ال زالت في بدايتها ،إال أن الحماس الذي تعبر عنه فئات واسعة من السكان ،بهذا الخصوص ،يعتبر «نجاحا» في حد ذاته ،ومؤشرا بليغا على وعي المواطنين بحقوقهم ،ورفضهم لكل أشكال العبث في تدبير شؤونهم ،وحرصهم على أن يسود تعاملهم مع منتخبيهم وسلطات جماعاتهم وأقاليمهم عالقات التفاهم والتعاون واالحترام المتبادل. كما أن هذه الجريدة سبق وأن عبرت عن رفضها للحكم الصدر في حق مراسلها واعتبرته حكما ذا طبيعة «إلجامية» ،يمكن أن يفضي إلى «تقييد» األقالم الصحافية والتضييق على حرية العمل الصحافي . وحسب دفوعات هذه الجريدة ،فإن مراسلها بسيدي قاسم ،يكون قد انتقد ،في وقت سابق ،إقدام رئيس الجماعة على التهديد بـ «قطع أرجل» كل من يصل إلى ملعب العقيد العالم ،بعد ما تم إغالقه بداعي إعادة إصالحه وترميمه .حيث اعتبر الرئيس أن المقال المذكور تسبب له في «ضرر نفسي» تقدم بسببه بدعوى قضائية مطالبا بجبر هذا الضرر .ليحكم له بثمانية ماليين سنتيم ،يعمل السكان على جمعها في إطار حملة تبرعية، تعبيرا عن مساندتهم ومؤازرتهم وتضامنهم مع الصحافي« المدان» والصحافة بوجه عام ،التي تعمل على «نقل همومهم» والدفاع عن مصالحهم».
ع .كنوني
DDDDDDD
المغاربة ينتحرون !
ومع ذلك ،فإن مشروع النموذج ،لم يسلم من انتقادات بعض األحزاب المكونة لألغلبية التي يدعي زعماؤها عدم استشارتهم وإشراك قواعدهم في تصوره وصياغته ،وهو ما يكون قد دفعهم إلى االمتناع عن تقديم مقترحاتهم القطاعية بشأنه ،معتبرين أن أحزاب األغلبية الحاكمة من حقها أن تساهم في النموذج التنموي الوطني.
أن يصبح االنتحار وسيلة ميسرة بالنسبة للمغاربة ليتخلصوا من «تعب الحياة» ،فهو أمر لم يعد يفاجئ أحدا في هذا البلد السعيد .حيث نقرأ في صحف الصباح والمساء أخبار انتحار الرجال والنساء وحتى األطفال في جهات عدة من جغرافيتنا الممتدة من «زوج بغال» على حدودنا مع الجزائر إلى «بئرالذئب» ،أو الكويرة ،على حدودنا مع موريتانيا، وبالرغم من أن المتتبعين ألخبار انتحار المغاربة ،ال يستهينون باألسباب التي قد تدفع المنتحرين إلى «التصفية الذاتية»، الطوعية ،مسترخصين أرواحهم من أجل التخلص من عيش يتعبهم ،أو يستعبدهم ،أو يستأصلهم ،أو يمحقهم ،أو يسحقهم، سحقا ،ــ وال فائدة من الوقوف على أسباب كل ذلك ــ فإن ما يثير الدهشة والذهول والغرابة ،هو االنتحار ،بهذا «الزخم» المحزن والملفت لالنتباه في مدينة الشاون ،أهلها حفدة علماء ومجاهدين كرماء النفس شرفاء العترة ،طيبون ،متدينون. آخر األخبار الحزينة تحمل نعي عشر حاالت انتحار منذ بداية العام الحالي ،بينما ارتفع عدد هذه الحاالت إلى ما يربو عن الخمسين يبدو أن المسؤولين في اإلدارات الترابية والمجالس المنتخبة و داخل ما يسمى بالمجتمع المدني ،يكتفون بقراءة أخبار االنتحارات ،ثم «يضربون أخماسا ألسداس» ،وهم يرددون« :ال حول وال قوة إال باهلل» ...ثم يفرنقعون ! ال تبحثوا عن المختصين أو الباحثين االجتماعيين ،لرصد هذه الظاهرة المجتمعية التي تمس أقدس حق من حقوق اإلنسان، وهو الحق في الحياة ! .فلربما كانت في كنانيشهم أولويات أخرى قد ال تدركها عقولنا «المدجنة» على نغمة «كل شيء على ما يرام «. وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم !
نحن ال يهمنا من تصور ومن صاغ ومن شارك ومن اعترض أو امتنع. نريد ،فقط ،أن «يطلقونا للفراجة» ......وخالص !
DDDDDDD
مسيرة وحدة فندقية بتطوان على رأس المجلس الجهوي للسياحة بطنجة
ال ،بل إنهم يهرولون نحو القضاء ليطالبوا الصحافي بالماليين، تكفيرا عما لحق ب «اعتباريتهم» من أضرار ،والحال أنهم ،في غالبيتهم، خاصة الوزراء ،ورجال األعمال ،و«البكابش» ،في غنى عن السنتيمات التي تجمعها الجرائد بـ «شق األنفس» في بلد أهله ال يقرؤون ،أو ال يقرؤون الصحف إال إذا توفرت قراءتها بالمجان في المقاهي والمحالت العمومية، حيث يستبيح الجميع ،متعهدو الصحف وقراؤها ،جهود الصحافيين والمصححين ،والساهرين على الطبع والسحب ،واإلداريين والموزعين، و حقوق العاملين في الصحف في الضمان االجتماعي ،والتأمين الصحي، وحق الصحف في الملكية األدبية. فإذا أضفنا إلى كل ذلك ضعف اإلشهار التجاري الذي يعتبره الكثير من أصحاب المشاريع التجارية والصناعية المغربية« ،صدقة» أو منا، وتعتبره «جهات» أخرى «سالحا» استراتيجيا لضمان «والء» الصحافة المؤثرة ،يبدو لكم واضحا أن الصحافة ليست «الدجاجة التي تبيض ذهبا» كما يتصور الكثيرون ممن يطالبون أرباب الصحف بالماليين، «تعويضا عن الضرر» الذي يكون قد أصاب« شخصياتهم اإلعتبارية» كلما جاء ذكرهم في قضايا« شبهة» بشطط أو فساد ،وما أكثر تلك القضايا في بلد تزخر صحفه بأخبار الفساد والشطط وتغذي تلك «األخبار» أحاديث المقاهي والصالونات «السياسية» وتكون أيضا مادة للصراعات داخل األحزاب السياسية سواء بمقراتها أو تحت قبة البرلمان ،أو بمقرات الجماعات المحلية التابعة لها ،ويمكن اعتبار جماعة طنجة «نموذجا» في هذا الشأن!
ومضنية ،ألن البحث عن الفئات الفقيرة والهشة بالمغرب األخضر واألزرق و «األحمر» ،أمر يبدو عصيبا ،حتى بالنسبة لخبراء دولة الهند الذين استعانت بهم حكومة العثماني لوضع لوائح السجل االجتماعي الموحد .كما شاع !
شكل «ظفر» السيدة رقية العلوي ،برئاسة المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجة تطوان الحسيمة خالل انتخابات مدهشة ومذهلة احتضنتها مدينة طنجة األربعاء الماضي حيث تقاطعت إشكاالت مسطرية مع مطامع مصلحية ومصالح «جهوية» ضيقة، في إفراز نتائج لعملية تصويت طعن في أحقيتها أكثر من واحد ،كما لم ينجح أحد في إثبات شرعيتها ،من الوجه المسطري التنظيمي ،ما دفع إلى انسحاب مرشح واحتجاح مؤهلين للتصويت ، لتنتهي «القضية» بنوع جديد من «فرض األمر الواقع» أو «األمر» النازل «من عل» ! وقد ال يجادل اثنان أن في «القضية» «إن» التي ال تخلو منها قضية في المغرب ،خاصة تلك التي تتعلق بانتخابات المجالس والمكاتب و المؤسسات العامة والخاصة ،وهو ما سنعود إليه بالتفصيل حين تتوفر لدينا أخبار «ما وراء الخبر» عمال بمبدأ أنه «ليس الخبر كالتبحصيص» ،ولكننا نحرص على أن وصول المرأة المغربية إلى مراكز القرار العام أو الخاص ،أمر مفرح بل ونعتبره مكسبا هاما ومطلبا شعبيا ،اعتبارا للدور الذي أصبحت تقوم به المرأة المغربية في شتى المجاالت اإلنمائية ،اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا ،وبقدر حرصنا على أن تتبوأ المرأة المغربية مكانتها في المجتمع وفي قمة هرم تدبير الشأن العام ،إال أننا ال نرى من مصلحة المرأة المغربية أن تكون ضحية لممارسات «انتخابوية» قد تكون وراءها مصالح خفية ،محلية أو جهوية ،من شأنها أن تفسد اللعبة ! DDDDDDD
الحكومة «منكبة» على ملف الحماية االجتماعية الحكومة «ال تزال» منكبة على إصالح منظومة الحماية االجتماعية وأن عملها ينصب على جعل هذه المنظومة أكثر فعالية ،من أجل «تعميم» التغطية االجتماعية،لتشمل كافة الفئات وكافة المخاطر االجتماعية وذلك ب «التدريج» الذي هو الطابع المهيمن على عمل الحكومة المؤتلفة في حشدها ،وليس دائما في «هواها»! ثم إن الحكومة بصدد دراسة التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية للحماية االجتماعية التي نظمت مؤخرا ،من أجل «بلورة» خطة وطنية إلصالح الحماية االجتماعية ،داخل أجل لن يزيد عن سنة ونصف ،يعني قبل أن يؤذن المؤذن بالرحيل...المنتظر ! ثم ال تنسوا أن الحكومة «تعمل» على إصالح عملية «استهداف» المستفيدين من البرامج االجتماعية« ،بهدف» تحقيق «االستهداف الجيد» للمستحقين «المستهدفين» ،من خالل سجل اجتماعي موحد ووكالة وطنية لسجالت «المستهدفين» ،وأن عملية «االستهداف» تسري بصورة عادية على سائر المستحقين والمستحقات ،المستهدفين والمستهدفات ،من أجل االستفادة من «تيسير» و«راميد» ،ومن برنامج الدعم المباشر للنساء األرامل في وضعية هشة الذي «توسع» ليشمل حاضنات األطفال اليتامى، إلى غير ذلك من برامج الدعم االجتماعي الذي نرجو أن يشمل أيضا رعاية األمهات العازبات وأطفالهن ! ما يجب أن يُحسب للحكومة هو أنها لم «تفرط» ــ رغم المشاكل الكثيرة التي تهدد ب «تشتيت شملها» ــ في «انكبابها» على معالجة الملف االجتماعي ،وأنها جادة في البحث ،على امتداد والية بيجيدية أولى ونصف الوالية الحالية ،عن «المستهدَفين والمستهدفات» من الدعم العمومي ،وهي ،بحق ،عملية شاقة
DDDDDDD
ما كاين والو
بعد أن «خسر» معركة «التسقيف» التي قال ،يوما ،لمجلس النواب ،إنه بيده ،ويمكنه اللجوء إليه متى يشاء ،هاهو مجلس المنافسة ،يرفض فكرة «التسقيف» الذي ال يحل المشكلة من أساسها ،بل إنه سوف يستفيد منه الفاعلون الكبار الذين سوف يكرسون هيمنتهم في سوق توزيع المحروقات. إال أن الداودي «مول سانيدة» ،لم يستسلم ،واجتمع بتجمع النفطيين ليصرح رئيس هذا التجمع بأن الداودي يلح على إرجاع سلطة تسعير المحروقات إلى وزارته وأنه سوف يتقدم بمشروع قانون بهذا الشأن. الداودي اعتبر أن مجلس المنافسة «تعدى حدوده» كمؤسسة دستورية لتقديم المشورة ،ليتحول إلى مؤسسة لتقييم العمل الحكومي ،حيث الحظ وجود «أمور» في تقرير مجلس المنافسة، ذات «طابع سياسي» تقييمي ،وطلب المجلس بالتزام الحياد ومراعاة واجب التحفظ ! هل يوجد بالبالد عاقل ،باستثناء الداودي بطبيعة الحال، يمكنه أن يصدق أن ادريس الكراوي ،الذي حظي بثقة الملك، لرئاسة مجلس المنافسة ،المحاط بعدد من الخبراء ،يجهل طبيعة اختصاصاته وحدود عمله ؟ ما يمكننا تصديقه هو أن الداودي يخوض في جملة من القضايا الصعبة التي تتطلب إلى جانب الحنكة والدراية ،الكثير من الهدوء والتريث وحسن التخاطب و فلسفة التعامل مع الفرقاء ،خارج دائرة الزاوية والمريدين ! وبعد الجدل الذي أثير حول الـ 17مليار التي جناها موزعو المحروقات بسبب قرار حكومي اعتبر في وقته متسرعا بل «فنطزيا»، هاهو الوزير المنتدب ،المكلف بـ «الحكامة» «يبشر المغاربة» بأن ثمن قنينة الغاز من حجم 12كلغ سيرتفع بـ 50درهما بعد رفع الدعم عما تبقى من مواد صندوق المقاصة ،وسوف يصبح ثمن “البوطة” وفق الداودي ،بعد رفع الدعم عن المواد اإلستهالكية، 90درهماً ،حيث سيضاف إلى سعرها الحالي ( 40درهماً) مبلغ 50 درهما .ووعد الداودي الفقراء العاجزين عن «الدفع» ،بمنحة 100 درهم يتوصلون بها شهريا لـ «قضاء الغرض».
ع .كنوني
العدد 982
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
ع�شر �سنوات من التميز و الإلتزام ...م�ؤ�س�سة ن�سائــم الأندل�س حلفظ املوروث بطنجة تفتتح مو�سمها الثقافـي والفني بعـر�س ح�ضره ولوعون من كل �أرجـاء اململكــة
5
إعداد :لمياء السالوي lamiae.s.81@gmail.com
بعد عشر سنوات من التألق و العطاء ،و بعد عشر سنوات من العمل الجاد و الشاق ،افتتحت مؤسسة نسائم األندلس لحفظ الموروث بطنجة ،موسمها الثقافي و الفني لسنة ،2019 هذا اإلفتتاح الذي ترجم على شكل لوحة ناعمة ترسم ترانيم الطرب األندلسي األصيل ،عزفا و أداء و استعراضا ،إفتتاح ،أحياه جوق الرباط لآللة األندلسية تحت إشراف األستاذ أمين الدبي ،و بمشاركة قيّمة لألستاذ ،أحد عمداء الطرب األندلسي ،سيدي محمد باجدوب ،الذي أتحف جمهور ليلة النسائم ،بمواويل حفرت في ذاكرة محبي هذا الفنان األصيل ،و لن ننسى المشاركة النوعية للفنانة الشابة شيماء عمران ،و الفنان الفتى المنشد عمر الجيدي ،أبناء مدينة طنجة المجتهدين على اإللتزام بتعاليم الفن األصيل ،و المحافظين على موروثها الثقافي و الفني. األستاذ أحمد كنون ،رئيس الموسسة ،أعرب عن فخره بمرور عشر سنوات على هذا الحلم الذي تحول إلى واقع عندما رفع سقف التحدي و عندما تم تجاوز كل العقبات في سبيل إرضاء جمهور ذواق و ولوع ،و عن المهرجان السنوي وعد أحمد كنون بمهرجان نوعي شامل سيخلق أجواء سعادة تستحقها ساكنة طنجة و سكان المغرب بكل اعتبار وتقدير. ملتقيات و ليالي نسائم األندلس هي ملتقيات التالقي للفن التراثي عامة بكل تالوينه و فنونه ،وبأعالمه وصانعي مجده مفكرين ،شعراء مدونين خبراء ،وعازفين ومنشدين بصموا بإبصام التميز ،ورسموا المشهد حكايا من األثر ال زالت ومضاتها تجليات تنير العقل و تخلب كل نظر ونحن على األثر نقتفى األثر ،بعهود ومواثيق تحييها السرر.
تصوير :حمودة ال يمكن لطنجة بموقعها الجغرافي وتاريخها الضارب في العراقة ومجدها الثقافي والفني إلى أن تكون جسرا للتواصل بين الثقافات في بعدها المتوسطي والكوني ،وال يمكننا الحديث عن طنجة دون أن نسترجع مرحلة من تاريخ البشرية ،حيث كان العبور منها إلى األندلس ،فبناء مجد هناك الزال حديث األلسن بكل تالوينها ،ثم النزوح إليها بحمولة علمية ،فكرية ،ثقافية ،وفنية، ليظل اإلرتباط بالفردوس المفقود متينا متجليا في طبيعة عيش أبناء مدينة البوغاز وثقافتهم واختياراتهم الفنية التي يطغى عليها الولع بالطرب األندلسي وموسيقى اآللة.
وحينما تهب على المدينة نسائم األندلس ،من خالل مهرجان و سهرات يسعى المنظمون ألن يجعلو منه محطة تسترجع من خاللها المدينة وأهلها وزوارها زمان الوصل بتلك الحقبة الزاهرة والضائعة من تاريخ العرب في أرض كانت بوصلة العالم تتجه إليها ،فتلك لحظة ال يمكن إال أن تكون عرسا بكل المقاييس ،خصوصا ونحن نعلم ما يبذله القائمون عليه من مجهود ،وعناد لكل الظروف المفتعله ،وتحدٍ لإلكراهات المفروضة بطبيعة عقلية القائمين على الشأنين العام والثقافي بالبلد . وفي كلمة استهاللية بمناسبة الموسم الثقافي و الفني الجديد ،أكد كنون ،أن المؤسسة قد حافظت على عهودها التي قطعتها على نفسها و ظلت وفية للمنخرطين والمولعين ومحبي وهواة الموسيقى األندلسية ،ضاربة لهم مواعيد جديدة تعرف محطات فنية وثقافية مهمة ومتنوعة و ذكرى العشرية هذه السنة ،ستكون عرسا فنيا بامتياز ،سيجمع العديد من الولوعين والمنخرطين و الباحثين واألكاديميين في إحدى المحطات الخالدة في مسار الجمعية التي أعادت هذه السنة هيكلتها في طابع مؤسسة لحفظ التراث من أجل انطالقة جديدة برؤية
استراتيجية تشمل العديد من المفاجآت التي ستكون صلة وصل بين األمس و اليوم ،و تكون خارطة طريق لمسار طويل يمتد من جيل إلى جيل ،يحدد خطوات كل الغيورين على الموروث الموسيقي األصيل. و قد استقبل محمد األعرج وزير الثقافة واالتصال يوم الثالثاء 19فبراير 2019بمقر الوزارة رئيس وأعضاء مؤسسة نسائم األندلس ،و تم تقديم لمحة عن األدوار التي تقوم بها المؤسسة على صعيد طنجة منذ عشر سنوات من عمرها بغاية إعالء مكانة الفعل الثقافي والفني ،وصون الذاكرة و الموروث الوطني ،كما تميز بطرح تصورات وبرامج ضمن هذا المنحى من قبل مؤسسة نسائم األندلس في رهانها على إعطاء نفس جديد ألنشطتها.. وجــاء تفاعــل الوزيــر ،حسب أحد أعضــاء المؤسســـة ،مشجعا ،حيــث أبــدى استعداده لمساندة جهـــود المؤسسة وتحفيـــزه لمواصلــة برامج المؤسسة الهادفة ،خدمـة للثقافـــة واإلبداع.
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
6
نظمت رابطات كاتبات المغرب (مكتب مدينة طنجة) بتنسيق مع جمعية أعمدة وملتقى الدراسات المغربية واألندلسية بآداب تطوان ،لقاء ثقافيا لتقديم األعمال األدبية والفكرية للمؤرخ الدكتور رشيد العفاقي ،يوم السبت 16فبراير 2019 بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة ،بمشاركة الدكتور عدنان أجانة والدكتور يوسف بلمهدي وتسيير اإلعالمي األستاذ خالد الشطيبات. بعد كلمة ترحيبية للدكتورة هدى المجاطي رئيسة مكتب طنجة لرابطة كاتبات المغرب ،وكلمة الدكتور عبد اللطيف شهبون المنسق العام لجمعية أعمدة ،ألقى الدكتور عدنان أجانة قصيدة بعنوان: تحية ود وتقدير إلى فضيلة الدكتور المؤرخ رشيد العفاقي توارى في سكون وانشــــغــال ويسهــر ليلــه في حل لـــغــز وينظــم فـي تـآليــف حســـان توارى ال يريــد ثـــنــاء قــــوم ولم يطمــع فيحمــده أنـــاس أال هلل درك مـــــــــن أبـــــــي يرى دينا عليــه بكــل صـــدق ويحمل في سبيل العلم حمــال يعرف أهل طنجـة بالخبايــــــا فمن يدري بمدرسـة وقصــــر وكم ربع تجاهلـه أنــــــــــاس توارى في سكــون وانشغــــال كأن له على التاريــخ عينـــــــا يكاد الظن يصدقـه حديثـــــا إذا ما مــــــر في درب تأنــــى له في كـــل زاويـــة حديــــث يجيل الفكر في تاريخ طنـجــة توارى في سكــون وانشغـــال ليهنك سيــــدي علم وحلــــم
يحقق في الروايــــة والمقـــال طواه الدهر في الحجج الخوالي فوائـــد مثلمـــا الدرر الغوالي وال فخرا وال مــــدح المغالـــي ولم يركن إلى قيـــــل وقــــال كريم النفس مرضي الخصال يعرف فيه منطقــة الشمــــال ينـــوء بـــه بأعبــــاء ثقـــــال ولواله لمــا مـــــــرت ببـــــال وقلهرة على شــــط الرمــــال فصار اآلن معمــــور المجـــال يصيخ إلى أحاديـــث الليالـــي ترى الغيب البعيد بال اختــالل فيخبــر عــن معاينـــة الوصال كأنـــه سامــــع أثـــر النعـــال وأخبار من القصــص الطـوال فينتــــج درة في كــــل حـــال يحقــق في الروايـة والمقـــال وأخالق نسبـن إلى المعالـــي.
ثم قدم عرضا في موضوع ‹‹األعمال األدبية والفكرية للدكتور رشيد العفاقي›› هذا موجزه: قراءة الكتب باب من أبواب العلم التي ينبغي تعاهدها في نوادي المعرفة ومجالس العلم والتعليم، وهو يكشف عن مناحي اإلبداع في الكتاب وعن الجهة التي تناول منها المادة وعن أوضاع تأليفه وجمعه وعن اآلفاق التي ارتسمها الكتاب لنفسه وما بلغ منها وما لم يبلغه ثم عما أثاره من إشكاالت واقترحه من أجوبة وما يتصل بذلك من المداخل الضرورية لقراءة العمل العلمي قراءة تتوخى استشراف مسار المعرفة في حياة الناس من خالل ما يروج فيها من مؤلفات وما يثار فيها من أفكار. ثم إن الكالم في مؤلفات الدكتور الفاضل رشيد العفاقي تتجاذبه فنون القول وأطراف الحديث ،بيد أننا نلمح في هذا القام إلى مقدمات ومداخل يقتضيها نظر المطالع في مؤلفاته والواقف على مصنافاته. ألف الدكتور رشيد كتبا عديدة .وعناوين كتبه في الظاهر جزئيات ومسائل ،تشكل في مجموعها صورة تامة المعالم حول تاريخ منطقة الشمال من حيث الثقافة والعمارة والتحصينات الدفاعية والشخصيات واالمتدادات. في هذه الصورة الكبرى ،نجد موضوعين ثابتة. القضية الموريسكية .من حيث المنشأ والمآل الذي آلت إليه األسر واألعراف والتقاليد. الهوية المغربية .من حيث الثقافة والعمران والحضارة واإلنسان. وهذه الجزئيات التي تجمعها صورة شاملة ورؤية متكاملة لها نوعان من القراء: النوع األول :ولنسمه الجمهور العام .وهو الذي يطالع كتابا أو كتابين وال يكون له بعد ذلك عناية بتتبع المشروع وربط أجزائه. النوع الثاني :ولنسمه الجمهور الخاص ،وهو الذي يواكب منشورات وتآليف الدكتور رشيد العفاقي ،ويتابع بحرص واهتمام ويحاول تركيب هذه المؤلفات مع بعضها الستخالص الصورة العامة للمشروع والمعالم الكبرى لتاريخ المنطقة، وهذا النوع من القراء يقرأ مستفيدا أوال ومستمعا ثانيا. وهذه الرؤية الشاملة تجعل كل كتاب يصدره الدكتور الفاضل يتخذ موقعه ضمن الصورة الكلية ،وتجعل القارئ يجتهد في وضعه أيضا ضمن نسقه العام، فلكل كتاب حكاية وموضع ونسق ،ولكل كتاب منزلة وجهة وإضافة. والذي يميز كتابات فضيلة الدكتور أنه يكتب في جانب صعب بعيد المنال،
وهو العمل الذي يبتدئ به المؤرخ بعد الرواية والنص .وهو إعادة تركيب الراوية وجمع المادة وتنسيقها وإخراجها في صورة لعلها تكون األقرب إلى واقع الحال وما كان عليه األمر .وهنا تكمن معاناة المؤرخ في ظل غياب المصادر األصيلة، وضياع الكتب وتبدل المعالم واختالف الروايات وتضارب األخبار وقلة المعلومات وبعد العهد وتطاول المدة وقلة المذاكر. وقد تميزت كتاباته ب: • االطالع الواسع على الموضوع بالعربية واإلسبانية والفرنسية والبرتغالية. • حسن االستفادة من النصوص ،ومعرفته بالعربية وفهمه لكالم أهلها، وخبرته بالنصوص التاريخية. • حسن الربط بين العناصر والتنسيق بين الروايات. • حسن التعليل عند اختالف الروايات وتضاربها مع رد بعضها إلى بعض قدر اإلمكان ،وإال كان الترجيح بينها. • دقة التحليل واالنتباه للتفاصيل الصغيرة واألوصاف العارضة في كالم المؤرخ واإلشارة المبثوتة. • معرفته بطبقات المؤرخين وأحوالهم جرحا وتعديال ،ومعرفة بمصادرهم وسياق حديثهم ومعرفة بالمؤرخين المتخصصين في المنطقة وبالمصادر الرئيسةوالثانوية. • نقد الروايات وعدم الركون إلى الرواية ابتداء .وعرضها على باقي العناصر التاريخية. • بناء الصورة التاريخية بناء يكون أقرب إلى ما كان عليه في الواقع .من غير تزيد وال مبالغة وال ادعاء. • التعليل لألحداث التحليل. إن الرأي الذي يخرج به قارئ كتبه ،أن المنهج الرصين والرؤية الجامعة، والتحري في التوثيق والنقل ،والتأني في التعليل والتحليل ،أمور يمنكها أن تعيد تركيب وترميم كثير من تاريخنا الماضي الذي لم تسعف به الروايات.
وفي الختام فحسب الدكتور رشيد العفاقي من كل هذا تفرده بكتابة هذه المواضيع ،وحسبه أنه يفعل ذلك احتسابا ويطبع كتبه على نفقته ويجري مشاريعه على حسابه مهديا ألهل طنجة صنيعا يحمد عليه مدى الدهر .وحسبه أن كتبه شاهدة على طول باعه في هذه الصناعة وقوة معرفته بفنون التاريخ. وحسبه أيضا أن له قراء متابعين وجمهورا حريصين على تتبع جديده وقراءة كتبه. نرجو له مزيدا من العطاء واإلنجاز والتألق ،وأن يمده اهلل بحسن عونه وتوفيقه .وأن يبارك في علمه وعمله وعمره .إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. وفي مداخلة الدكتور يوسف بلمهدي أكد أناالحتفاء بأعمال د رشيد العفاقي األدبية والفكرية التفاتة طيبة من هيئات ثقافية وأكاديمية رصينة ،هدفها رصد أعماله اآلخذة في التوسع ،والتشعب ،والتطور شكال ومضمونا ،مع مواكبتها بالدرس والتعريف ،ثم التنويه بقيمة ما يقدمه لمجالنا الفكري والحضاري ،بصبر وعصامية وإباء ،وبممانعة فريدة تقاوم الجهل والنسيان ،ومحاوالت التشويه والتزييف لحضارة اإلنسان المغاربي عامة ،واألندلسي والطنجي بصفة خاصة... وبالتأمل في اختياراته من الوثائق والمقاالت يمكن أن نرصد بعض القيم التي يحملها ويسعى إلى ترسيخها في عقول ووجدان القراء ،عبر التأريخ لذاكرة الزمان والمكان واألعالم ،فظاهر عمله المعرفة التاريخية وباطنه القيم اإلنسانية ،وعلى رأسها: قيمة الحرية :في معناها اإلنساني والعلمي الفسيح ،فهو بما يحرره من نصوص ويحققه من متون بمنهجية علمية رصينه وصارمة ،إنما يسعى في
الحقيقة لتحرير الذات من عقالها ،وعقال الكتابات الكولونيالية المتحيزة أو اإليديولوجية الموجهة ،خاصة مع امتزاج اإليديولوجيا بالكتابة التاريخية في القرن الماضي ،ومن مظاهر التحرر والتحرير في مشروعه: تحرير الباحث في حضارة المغرب واألندلس وحواضره ومؤسساته من الفراغات التي ال يستطيع القفز عليها ،فيجد نفسه مضطرا لملئها باالفتراضات، وهو ما قد يسقطه في المغالطات؛ وأصعب المغالطات ما كان في حق التاريخ إذ تبنى عليه أوهام ،وتبرر به أحقاد ونزعات تقرأ الحاضر في الماضي قراءة مبتسرة لها نتائج خطيرة على تصور المغربي لهويته وكيانه ...وكتابه القيم حول «عقبة بن نافع فاتح المغرب» هو محاولة لتحرير هذه الشخصية األصيلة والفذة المؤسسة للحضارة اإلسالمية العربية األمازيغية من النقاشات الهوياتية الضيقة التي حسمها التاريخ وطوى صحائفها ... وكتاب «أوراق من تاريخ طنجة» بجزأيه األول والثاني ،هو تحرير لجزء مهم من ماضينا ،وبسطه أمام الباحثين لدراسته مجردا عن أي توجيه أو تحوير... وفيه كذلك محاولة جادة لتحرير تاريخ المرأة من اإلهمال ،عبر جمع إيراد بعض األخبار والوثائق التي تعطينا فكرة عن المرأة؛ العالمة ،الكاتبة ،والمثقفة المناضلة،والفنانة... ومن القيم الناظمة لمشروع العفاقي :قيمة االنفتاح ،فما كتبه العفاقي تقرأه وتألفه وتتعلق به ...ألنك لن تجد فيه دعوة لمحلية أو جهوية أو إثنية ...بل هي فسحة وسياحة في فضاء ثقافي متنوع ومنفتح تحت سماء المشترك اإلنساني بمعانيه الجوانية والبرانية ...مجال ينطلق من طنجة الفيحاء ليمتد ثقافيا إلى األندلس ،وبالد الغرب اإلسالمي ،وأوروبا ،ومصر ،والعراق ،والشام، وبيت المقدس ،وإفريقيا ،والحجاز... وعند دراسة مجموع كتبه ،خاصة ما كتب حول األعالم واألماكن ومؤسسات التعليم ،نجد قيم الصالح واإلصالح واضحة ،فقد خصص جزء من أوراقه لرصد مقومات فضاء الصالح ومجال تحققه في المجتمع ،وسرد نزرا من سير الصالحين والمهام التي قاموا بها مثل ،التابعي الفاتح عقبة بن نافع ،والبطل المجاهد سيدي المصمودي ،ومحمد بن الصديق زعيم الفقراء والمحرومين وأصحابه الذاكرين المرابطين ،وعبد اهلل كنون الذي أخرج من بيته بذرة طيبة زرعها في عقل كل طالب للمعرفة ...والجهد العلمي المشهود الذي بذله في العناية بـ»رسالة اعتبار الناسك في ذكر اآلثار الكريمة والمناسك» البن جبير دراسة وتحقيقا وتعليقا ،هو إسهام عميق في هذا الباب ،ألن الرسالة في أصلها بحث عن المعنى في شكل العبادة لتجاوز زحف الشكالنية والطقوسية الذي يهدد تديننا... ومن القيم الحاضرة في نصوصه كذلك ،قيم التنوع والتالقح الثقافي المتكامل والمتوازن والمنسجم ،فهو يأخذ مادتها من أمهات مصادر التراث المغربي والمشرقي والدولي، وتحضر في مراجعه لغات مختلفة :العربية واإلسبانية والفرنسية واإلنجليزية والبرتغالية واإليطالية ...إذ يجب إبقاء عقدة الخواجة بعيدة عن كتابة التاريخ مع الحذر من تحيزاته ومركزيته ...وهذا أمر مطرد في كتبه ومقاالتة ومنها «تاريخ قصر المجاز». كما تجده في تنوع مؤسسات التعليم« :المدرسة المرينية» و»مدرسة جامع الكبير» و»المدرسة األلمانية»... وفي تنوع المجاالت التي تغطيها الوثائق واألوراق المنشورة، مثل ،الفقه واألدب والشعر والتصوف والموسيقى والمعمار والبستنة واالجتماع واألنساب والتوثيق العدلي ... وتجده في التنوع المجتمعي فتقرأ أخبارا عن المرأة والطفل والشيخ ،والقاضي والعالم والفقيه والصوفي ،ومعلم «دالفران» ،والوراق ،والقائد، والفنان ،والراهب(الفرايلي) والفكاك ،والعسكري والديبلوماسي األجنبي ،والزنجي واألندلسي والجبلي والريفي والمصمودي والصنهاجي ...كما تجد تاريخ العامة: زواجهم ووفاتهم ونمط العيش ولعب األطفال وشيء من كالمهم الدارج ودراسة لغوية «فيلولوجية» فيه تحاول استدراج أصوله ومعانيه وظروفه ...وفي رحلتك مع كتاباته ينقلك العفاقي إلى أماكن متنوعة :الحارة والزقاق والمدرسة والجامع الزاوية والفندق والمسرح والقصر الحديقة الثكنة السجن والرباط القصر الكبير وسبتة وغرناطة ومراكش ومكة والقاهرة ... جـنان ال َق َ وقد تجد كل هذه الروافد في « َف ٌ ـبط ْ ْ ـان يـخ حـوْمـة ـصل منْ تاِر ِ بطنجة» هذا البستان والنصوص المؤرخة له ،هيأت للقارئ لقاء ثقافيا مشكال من معطيات مغربية وإنجليزية وإسبانية ...وسط بستان لقبطان إنجليزي ضم باقة من أزهار األندلس الفيحاء وفاكتها المتنوعة... ومن جميل القيم التي يمكن رصدها قيمة الوفاء واالمتنان ألعالم وقادة محررين لثغور طنجة وما جاورها ،من أبطال المخزن والقبائل الريفية والجبلية وأبناء الزوايا التي بذلت دما لتبقى هذه المدينة رأس المغرب الشامخ ... وبالوفاء أختم وأقول :إن المصالحة مع الماضي ووصله بالحاضر وصال حقيقا،تمر عبر االعتراف بدور المؤرخ وتكريمه ودعم أعماله ،سواء من قبل الباحثين والمهتمين واإلعالميين أو من قبل صانعي السياسات والبرامج التنموية المحلية والوطنية ،وإذا تحقق األول فإن األمل في الثاني في حكم المعدوم.
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
متى يتم اإلصالح الشامل لضريح العالمة األندلسي علي ابن أبي غالب والمساجد واألضرحة ومؤسسات أخرى بمدينة القصر الكبير -
7
الإف�ساد يف الأر�ض -
بقلم الإعالمي والأديب والع�ضو ال�شريف مبنظمة العفو الدولية:
عبد القادر �أحمد بن قدور
ذ .محمد الشاعر
خلف اهلل األرض طاهرة نقية ،وسقاها بماء طاهر صاف ،كما جاء في سورة «الفرقان»:
َ ال�س َما ِء ي َي َد ْ �شا َب نْ َ الر َي َ ي َر ْح َم ِت ِه َو َ�أن َز ْل َنا م َ اح ُب رْ ً ِن ّ َ « َوهُ َو ا ّ َلذِ ي �أ ْر َ�س َل ّ ِ َم ًاء َ ط ُهو ًرا» .قال ابن جرير :التقديس هو التعظيم والتطهير ،ومنه قولهم « :سُبُّوح
ُقدُّوس» ،ويعنون بقولهم سبوح : ،تنزيه اهلل عن كل ما ال يليق به ،ويعنون بقولهم :قدّوس طهارة وتعظيم له سبحانه ،وكذلك قيل « :أرض مقدسة» أي مطهرة .قال ابن جرير عن ابن عباس رضي اهلل عنه :إن أول من سكن األرض هم الجن ،فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا ،فبعث اهلل إليهم إبليس فقتلهم هو وأعوانه ،حتى ألحق فلولهم بجزائر البحور، وأطراف الجبال ،ثم خلق آدم فأسكنه إياها ،أي (األرض). وفي قول آخر ،كان في األرض جن فأفسدوا فيها ،فبعث اهلل إليهم المالئكة فقتلتهم.
وأعوذ فأقول :خلق اهلل آدم وأسكنه األرض بعد أن أخبر المالئكة قائال َ « :و ِ�إ ْذ َق َ ال َر ُّب َ ك ِك ِة �إِ يّن َجاعِ ٌل ف ْ أَ ِل ْل َم اَلئ َ �ض َخلِي َف ًة» (البقرة ،)29أي إني خالق في األرض ال ْر ِ يِ ِ
ومتخذ فيها خليفة يخلفني في تنفيذ أحكامي ،فيها وهو آدم ،أو أقواما يخلف بعضهم بعضا، فقالت المالئكة على سبيل التعجب واالستعالم :كيف ستخلف هؤالء وفيهم من يفسد في األرض بالمعاصي :قال في التسهيل « :وإنما علمت المالئكة بأن بني آدم سيفسدون في األرض بإعالم اهلل إياهم بذلك». وامتد الزمان بآدم وذريته على األرض حتى حادوا عن الصراط المستقيم وأخذوا وال زالوا إلى اآلن يحيون فعل الجن وسلوكه اإلجرامي في الفساد والتخريب وسفك الدماء بال هوادة وبال خوف من الخالق سبحانه ،ولم يقفوا عند هذا الحد ،بل تجاوزوه إلى اإلفساد في الطبيعة والمحيط البيئي اإلنساني.
هذه باب �ضريح العالمة الأندل�سي علي ابن �أب غالب مبدينة الق�صر الكبري
ونحن على مقربة من شهر رمضان المعظم ،اتصل بي بعض وجهاء القصر الكبير ،وذكروني بالمقاالت التي كتبتها، سابقا ،بخصوص إصالح وترميم ضريح العالمة موالي علي ابن أبي غالب ،وبعض المساجد وعدد من المؤسسات األخرى والتي بقيت حبرا على ورق ،دون أن يبدو أي اهتمام من طر ف من يجب ،بالرغم من أن القطاع الديني محاط بعناية ملكية خاصة. وللتذكير فلقد كتبتُ عن هذه المساجد واألضرحة منذ سنة 2010خمسة مقاالت بجريدة «الشمال» آخرها مقاالن نشر األول في فبراير سنة 2015والثاني في شهر يونيو ،2016كما أن الموضوع تناوله بعض الصحافيين المحليين والمراسلين، من بينهم اإلعالمي الجليل األستاذ محمد كماشين كما انخرط في هذا العمل عدد من الجمعيات األهلية ،دفاعا عن إصالح وترميم الضريح والمساجد والمؤسسات الدينية األخرى. وشكل ذلك موضوع العديد من المحاضرات واللقاءات الثقافية والفكرية والتاريخية ،نظمت بمدينة القصر الكبير التاريخية، العالمة ،التي لم يلتفت إليها بعد من يساعدها على الخروج من حالة التهميس والنسيان التي تشهدها منذ االستقالل. ومعلوم أن تقارير وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية المرفوعة سنويا إلى علم أمير المؤمنين تعرض لترميم العديد من المساجد والمعاهد الدينية ،خاصة المساجد العتيقة ،على امتداد التراب الوطني ،دون االلتفات إلى ضريح العالمة علي بن أبي غالب بن خلف ،صاحب الكتاب المفقود «اليقين» هذا الضريح الذي يحظى باالحترام والتبجيل من طرف كافة سكان القصر الكبير ومن جهات أخرى بالمملكة ،وكان السكان قد استبشروا خيرا بزيارة فريق من مختبر مختص لدراسة التربة به قصد اإلعداد لملف اإلصالح والترميم ،بعد أن تداعت
جدرانه للسقوط ،وبدا التحلل واضحا على السقوف ،والبد أن الحاجب الملكي الذي يزور هذا الضريح سنويا ،ضمن مهامه الرسمية ،أنه انتبه إلى الوضع الخطير الذي يوجد عليه بعد أن تهدم مسجده الداخلي وكاد أن يتسبب ذلك في كوارث خطيرةـ لوال األلطاف الربانية. هذا الضريح تم إقفاله منذ سنة 2009من طرف السلطات المسؤولة بهذه المدينة ،كما تم إغالق عدد من المساجد ومسجد المصلين وخالل الشهور الماضية ،وبدأت عمليات هدم جديدة ،من طرف شركة للعقارات لفائدة وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،لتتوقف العملية بعد ما بقيت مخلفات الهدم داخل الحي ،محدثة إزعاجا كبيرا للسكان وتوقف بعد ذلك العمل نهائيا بالورش وال زالت الحال على ما هي عليه في هذا الضريح دون إصالح وال ترميم بينما مدينة القصر الكبير المجاهدة تزخر بأكثر من 120من المساجد والزوايا واألضرحة تحمل أسماء شرفاء وعلماء وصلحاء ومجاهدين في معركة وادي المخازن الخالدة وغيرهم من أقطاب صوفيين وزهاد. فهل من مستجيب لنداءات سكان القصر الكبير المتواصلة منذ عقود إلصالح هذا الضريح واألضرحة األخري وكافة بيوت اهلل ،نذكر منها ،مسجد الشجرة ،ومسجد الزليج، ومسجد سيدي علي بلعربي ،ومسجد سيدي عبد الجليل صاحب كتاب «شعب اإليمان» ومسجد النحاسين ،والولي سيدي الخطيب .ومسجد سيدي الهزميري العتيق جدا ،ـ ومسجد باب الحديد ـ ،ومسجد الفرفارة ،ومسجد دوار الحلوفي ،وغيرها من المؤسسات الدينية التي تزخر بها مدينة القصر الكبير التاريخية ،األصيلة والعريقة؟
ون �أُ َولئ َ ِك عَ َل ْيهِ ْم ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا لِهَّ ِ ل َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ �ش َّ ين َّالذِ َ ال�صا ِب ِر َ اج ُع َ } َو َب رِّ ِ َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {
(�صدق اهلل العظيم)
تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمول برحم اهلل تعالى المرحوم
اجلياللـي احلوكـي المتقاعد من سلك الشرطة
وذلك يوم الثالثاء 19فبراير ،2019وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب، حضره األهل واألحباب وزمالئه في سلك الشرطة والمعارف ،ودفن يوم األربعاء بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة العصر بمسجد القدس ،بحي «البرانس». وبهذا المصاب الجلل ،نتقدم بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد ،السيدة فاطمة الوراوي، وإلى أبنائهما ،المهدي ،بشرى ،نادية ،وفاء ،مريم ،وحسنية ،وكذا إلى جميع أفراد عائالت الخراز والحموتي واليحياوي وميمو ،باإلضافة إلى أقاربهم وأصهارهم وأصدقائهم ،راجين لهم الصبر والسلوان، وللفقيد عظيم األجر والغفران ،تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وكان اإلنسان يعيش في محيط متكامل يبدأ من التراب ويمتد إلى األنهار والبحار فالمحيطات ،ويصعد إلى الغالف الجوي للكرة األرضية ،فكان من نتائج ذلك ،هذه الكوارث المتفاقمة واالضطرابات الكونية التي تهدد الحياة بالدمار ،والسبب وراء كل ما يحدث هو ذلك المعتدي الغاشم اآلثم اإلنسان ،الذي ركب رأسه وتجاوز كل الحدود والقوانين الطبيعية والبشرية وعاث في األرض فسادا ،وكان السبب األكبر والمباشر في حدوث التلوث القاتل الذي لم تنج منه ولم تسلم األرض وال غالفها الجوي ،وفي ذلك يقول اهلل عز وجل َ : اد «ظ َه َر ا ْلف ََ�س ُ
ك�سب ْ َ ّا�س ل ُِيذِ يق َُهم َب ْع َ �ض ا ّ َلذِ ي َع ِم ُلوا ب َوا ْل َب ْح ِر بمِ َا َ َ َ يِف ا ْل رَ ّ ِ ت �أ ْيدِ ي ال َن ِ ون» (الروح ،)40أي ظهرت الباليا في بر األرض وبحرها بسبب معاصي الناس ع ج ِ ر َل َع ّ َل ُه ْم َي ْ ُ َ
وذنوبهم ،مع أن صالح األرض والسماء ال يكون إال بالطاعة ،هذا هو اإلنسان الحالي ،يغلب عليه في حياته العصيان والطغيان والتمرد على أوامر اهلل في المحافظة على البيئة وصيانتها، ويتميز باألثرة واألنانية والرغبة الجامحة في التملك والتحكم ،ولو على حساب هالك الماليين من مخلوقات اهلل ،وال عجب بعد هذا في أن يصفه المولى بأعلى درجات الظلم والكفر .قال الل اَل حُ ْ َاكم ّ ِمن ُ تعالى َ « :و آ�ت ُ ك ّ ِل َما َ�س�أَ ْلت ُُم ُ وه َو ِ�إن ت َُع ُّدوا ن ِْع َمة هّ َ ِ ت ُ�صوهَ ا ِ�إ ّ َن َ ّار» ،أي إن اإلنسان لمبالغ في الظلم والجحود ،ظالم لنفسه بتعديه وم ك َف ٌ ْ إِ ن�س َ ان َل َظ ُل ٌ ال َ حدود اهلل ،جحود لنعم اهلل عليه ،كيف ال يكون غير ظالم وكافر ،وهو المخالف لما نهاه اهلل عنه في العديد من اآليات ،منها َ « :و اَل تُفْ �سِ ُدوا ف ْ أَ �ض َب ْع َد �إِ ْ�ص اَل ِح َها َذل ُ ِك ْم ال ْر ِ يِ ك ْم �إِن ُ ي ّ َل ُ ِني» (األعراف ،)84أي ما أمرتكم به من إخالص العبادة كنتُم ُّم�ؤْ ِمن َ َخ رْ ٌ هلل ،وإيفاء الناس حقوقهم ،وترك الفساد في األرض خير لكم إن كنتم مصدقين لي في قولي، كما أن النهي عن اإلفساد في األرض يعني اإلفساد فيها بالشرك والمعاصي بعد أن أصلحها اهلل ببعثة المرسلين. وللعلم ،فإن العلماء وعقالء المجتمع الدولي يصرخون اآلن ويدقون ناقوس الخطر من تعريض البشرية للهالك بإفساد البيئة الطبيعية ،واتفقوا ومعهم معظم الدول المتحضرة على اتخاذ يوم 5يونيو من كل عام يوما عالميا لتذكير الناس بأهمية البيئة وضرورة المحافظة عليها وحمايتها من كل ما يفسدها أو يدمرها أو يعرضها للتلوث الذي تتسبب فيه مختلف العوامل من غازات سامة وأبخرة خانقة ،وأدخنة مشبعة بغاز ثاني أكسيد الكربون، تصعد إلى السماء من مداخن المصانع والمعامل ومن حرائق الغابات ،فتلوثها وتحجب عن األعين زرقة السماء وصفاءها ،وتقضي على األكسجين الالزم للتنفس والحياة ،كل ذلك إلى جانب النفايات المؤذية واالستعمال المفرط لمبيدات الحشرات ولألسمدة والمواد الكيماوية لمعالجة التربة والمزروعات بصفة عامة. وهكذا ،أصبحنا نشاهد باستمرار أعدادا ال تحصى من األسماك واألحياء البحرية تطفو على سطح البحر بعد أن تسممت ،وأع��دادا أخرى من األسماك تطفو على سطح األنهار والبحيرات ،فيُلقي بها تحرك األمواج إلى الضفاف ،فتتلقفها الحيوانات والطيور والجهلة من الناس وتأكل منها فيتعرض الكل للتسمم واألمراض الفتاكة ،ومثل ذلك يحدث للحيوانات في المراعي والغابات ،حيث نشاهدها نافقة (ميتة) مبعثرة هنا وهناك ،تنبعث منها الروائح الكريهة ،نتيجة تعفنها ،فتغطي على النسيم العليل الذي كان ينبعث من أزهار وأوراق أشجار الغابات وأحراش األعشاب الخضراء بسبب التلوث الذي ال مرادف له إال التسمم والموت ،وهذا ما نشاهده ونسمع عنه ونحن في غفلة غامرة عنه ،وال نفكر في أي عقاب سيلحقنا عن اإلفساد في األرض؟ أال يكفينا ما حل بنا من فيضانات ،ال مثيل لها في مختلف مدن العالم ،جرفت األراضي والبنايات والمساكن ،ومن عواصف رعدية قاتلة وعواصف أخرى هوجاء مرعبة أتت على الديار واألشجار واألعمدة الكهربائية ،قطعت عن الناس اإلنارة أليام وأيام ومن الحرائق المروعة ،التي أتت على قرى بكاملها ،وعلى آالف الهكتارات من الغابات في أمريكا وبعض دول أوربا ،وأخيرا أستراليا وخلفت خسائر فظيعة في األرواح والممتلكات؟! ومن هذه الثلوج الكثيفة التي غطت الشوارع والبنايات وطمرت السيارات والعربات وكان من نتائجها توقف األشغال والخدمات وإغالق المدارس والمؤسسات ،وإلغاء األسفار األرضية ،ومئات الرحالت الجوية وغير ذلك من الكوارث واالضطرابات..؟ وأفال تكفينا هذه الحروب الطاحنة التي راح ضيحتها الماليين من البشر ما بين القتلى والجرحى والمعطوبين والجوعى والمرضى ،وما شاء اهلل وال حول وال قوة إال باهلل؟ وأخيرا ،أفال يكون كل هذا عقابا مستحقا للبشرية جمعاء ،بعد أن انسلت من طبيعتها اإلنسانية ،وقطعت صلتها بربها الذي خلقها وآتاها من نعمه التي ال تعد وال تحصى ،نسأله تعالى أن يلطف بنا في حكمه وقضائه وأال يواخذنا بما فعله السفهاء والمفسدون في األرض. اللهم آمين؟!
العدد 982
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
سيرة األرجوان
الهوية المستعادة ()2/1 • بقلم :عبد المجيد اإلدريسي ...الكتابة األدبية توَضحها المعرفة ،وهما ال ينفصالن .التحوُّالت في الكتابة الجديدة العصرية، واألندلس لم تعدْ تمثل ذلك الحلم كمنطلق لإلبداع؟ فرقة البالغة وتحليل الخطاب بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان (جامعة عبدالمالك السعدي ) ،نظمت بتعاوُن مع مختبر البحث في المغارب والمتوسط ندوة بعنوان :صورة األندلس في السرد العربي الحديث، والهوية المستعارة . تلك األمُّ التي رأت في المنام شجرة وهي تتساقط أوراقها ،ومنها ورقة األب ،الذي كان فيها اسمه .مات األب ولم يبلغ من العمر أرذله ،وهي مجرَّد أضغاث أحالم يُرْمزُ بها سقوط اإلنسان ،بسقوط أوراق الشجرة ،وهي ول َّن ورقة حياته قد سقطت ،فصرَّح البنه البكر استعارة .أِ هوية المسلم العربي األندلسي ،وهي شجرة العائلة. عمل منذ أسالفه باستعارة كبرى تجمع القارئ بالمؤلف على أسباب الرواية .جعلت من «أوراق ذي مولينا» في تطوان ،واإلبن الذي شكل ويشكل الوسيط بين األجداد واألبناء ،وقد أضافت إليها أوراقا جديدة ،وأال يتحمل األحفاد ،ويجمع األبناء الباقي الدَّال على ِّ الكل ..ومن حياة أبيه وحياة ابنه ،تلك الشامَّة الخضراء دون أن يعرف لها معنىً ،داخل المتن الروائي ،بختم أخضر يحمل الهوية كأنَّه الضياع ،فهي الهوية المستعارة .وقد جفَّ وقع المصاب .إبراهيم بن ميكيل ذي مولينا .شجرة بأوراق صفراء تغطي األرض (الهلوكوست األندلسي). ثمة شيء كان يدفعني لورقة وجدتُ اسمي محفورا بها .تحمل وجوه أطفال محفورة من بين أسماء عبد اهلل وإبراهيم كارلوس .شجرة تمسك بتالبيب االستعارة من إيحاء الدراسة من جيل إلى جيل من األندلس إلى تطوان ،مثقلة بالكوارث .فتلك الوصية مقترنة بمأساة الموت .المفعمة بالوازع الديني .إيمان يشغل المسلمين المقهورين المهزومين .أنبتت الشجرة وأينعت رواية الحضارة لتشمل رواية أخرى ،في زمان سقوطها، المعروف بالموريسكيين« .أوراق ذي مولينا» تحافظ على جوهر انتمائها بالهوية العربية المسلمة .فصرنا مُدجَّنين نتزاوج ونبيع ز نشتري .ورقة واحدة من واحد وأربعين ورقة ،تُكنّى بالجزئي عن الك ّلي ،التي أرَّخها نومئ إلى عالقة الموريسكيين من أبناء هذه العائلة. ُ الصليبيين .الهوية المستعادة التي تعيش مسارها في أزمنة التنصير .وقد حافظت على تاريخها وتكون قد
8
وهوية .فكيف للرواية أن تجمع بين خلدتْ لنا تاريخا ِ الجمالية األدبية والتشويق وبين السرد التأريخي لكيْ تفوز بالحسنيين ؟ األندلس لم تعد تمثل ذاك الحلم كمنطلق لإلبداع ! فثالثية غرناطة مجرَّد حلم حكاية عائلة ذي مولينا .باألحرى بداية حياة جديدة ،إلى الهوية األولى ،على استعادة األندلس ،صعودا وهبوطا وأما ماً وخلفاً .الهوية أساس وجود اإلنسان .فاألديب هنا يقدم بحراً عميقا لن ينضب بإشكالية تعدُّد الهوية ،تتجلى بالحكي المسترسل ،اختمرتْ فيها هوية الموريسكي وهوية ليون اإلفريقي التي أحدثت صراعا .هل هو عربي أم أمازيغي أم أندلسي أم إفريقي أم كاثوليكي صليبي؟ رؤية مسيحي عربي ،هو أبو الحسن الوزان الصحفي، خرج به أبوه هاربا من األندلس ليحافظ على إسالمه، فيسقط في األسر ،ويتنصر ليعود إلى األندلس نصراني، وهي مفارقات هوياتية.يمثل أهمية لمنظور الحكي. دراسة مفهوم تملك رؤيا استشراقية أحدثت «نجاحاً» (أمين معلوف) .رحالة جاب إفريقيا وارتحل إلى األرض المقدسة ،وقيد إلى البابا عند األسر وعمل عنده (ليون اإلفريقي) ثم قدّم له معلومات استخباراتية لتفيد البابا في حروبه الصليبية .أُع ِرفَ بالغرناطي والفاسي .كان يقول «وطني هي القافلة» ،ولست صاحب هوية .لونت شفتايْ آالف العذارى .هي شخصية إشكالية .كل الثروات وأنا للتراب .روائياً لها وجودها الرمزي ،ولحظات سقوط غرناطة .والد ليون كان متزوج من عربية أنجبت له هذا الولد ،وله جارية أنجبت له ابنا آخر .عند سقوط غرناطة، الجارية «وردة» أصبحت هي السيدة ،والعربية الحرَّة فاطمة أضحت جارية ! ابن الجارية سيصبح بينه وبين ابن العربية صراع .فيلعب أمين معلوف على التحوُّل العربي األروبي ،وتحوُّل المسلم إلى مسيحي ! تحمل أسى ،ويشحن في وصفة أدبية تمثل حكي ميلودرامي على استلهام من إسقاط سياسي ،يقارن بالقضية الفلسطينية ،وخروج العربي من فلسطين واألندلس. ادْراما الهزائم العربية لواقع يتكرَّر .هذه هي النصوص بذور للهوية العربية ،ادْراما لسقوط المشروع العربي. الراوي يحمل رؤيا استشراقية وهو ال يتعاطف مع العرب ألنه يعتقد َّ أن المسلمين هم الذين احتلوا األندلس. كتب ذلك أثناء الحرب اللبنانية ،ولذلك جاء صراع الذات ألمين معلوف ...
(يتبع)
563مستفيد ومستفيدة من الحملة الطبية شعاع النور بالقصر الكبير
هذه إضمام ٌة من النصوص ،موسوم ٌة بعنوان( :سيرة األرجوان)، آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء ،قبل إذاعتها في كتاب مطبوع، وفصولها ثالثة :فصل التَّوشيات ،وفصل السانحات ،وفصل الصبابات. وقد كانت في البال قصيد ًة ،ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات َ القلم ..لكنني أرجو لها أن َ وزُرقة عينيه.. تأخذ من الشعر بها َءهُ ،ورُوا َءهُ، ُ الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ فإن في أوديته وليعذرني القارى ُء إذا جنح َّ متنفس ًا ،ومستراح ًا ،ومهرب ًا من أضغاث الواقع..
ُ ال�سانحات ف�صل َّ
محجة َّ ال�شاعر َّ
بقلم :قطب الري�سوين .ال�شارقة
()1
ُ يكتبُ ما ال ترا ُه ال ُ أ�صابع يف احلروف مرايا ِ وما ال ُّ تر�ش ُه غي ُ ْمات ال ّدوا ِة أفراحها ِ بب�ستان � ِ وما ال تقول ُه ٌ قافية دوَّ ختها البُحورُ و� ٌ أ�رشعة َ ليلْ .. �سكرى ب�أنا�شي ِد َّ الزبَد.... للخ ِ
()2
َ ر�سائل �أ�شواق ِه.. َّفيف يكتبُ ِ ب�ضوء الر ِ ْ وب�ستان يافا، العراق، ِ لنخ ِل ِ ملكوت َّالنجاوى، و�صومع ٍة ِ للغرباء فارع ٍة يف ِ الغيم، با ِذ َخ ٍة يف مملك ِة ِ ت�شكو �إلى الله � َ أحزانها !..
()3
نظمت مؤسسة القصر الكبير للتنمية بشراكة مع الجمعية المغربية للتضامن ،ومندوبية وزارة الصحة بالعرائش ،وجمعية سبيل الشفاء لالعمال الخيرية وجمعية أمل لمرضى السكري بالعرائش ،وبدعم من عمالة اقليم العرائش والمجلس الترابي لمدينة القصر الكبير حملة طبية « شعاع النور »14اختار لها المنظمون شعار :التكافل والتضامن من أجل تطوير صحة القرب ،وذلك على مدى ثالثة أيام 17 _ 16 _ 15فبراير الجاري بالمستشفى المدني بالقصر الكبير ،والوحدة الطبية المتنقلة. انطلقت خدمات الحملة الطبية في صباح يوم الجمعة 16من هذا الشهر حيث توزع المستفيدون على الوحدة المتنقلة وجناح الجراحة بالمستشفى ،انطالقا من اللوائح المعدة سلفا للمستفيدين ولوائح االنتظار . وعرف اليوم التاني من الحملة الطبية زيارة تفقدية لعدد
من المسؤولين خاصة البروفسور مصطفى العزوزي رئيس مؤسسة القصر الكبير للتنمية ،والمدير العام لوكالة اإلنعاش الوطني للشغل والكفاءات ،ورئيس المجلس الترابي ، بحيث تم تدارس اقتراحات لمبادرات جديدة في اطار دعم الخدمات الصحية بالمدينة . عرف اليوم الثالث زيارة لجنة طبية ترأستها السيدة مديرة مستشفى لال مريم اإلقليمي بمدينة بالعرائش. وقد بلغ عدد المستفيدين من شعاع النور في نسخته14 563 :حالة منها 239فحصا مختصا ،و 114جراحة أشرف عليها طاقم متخصص ،تابع للمستشفى واخرون للوحدة المتنقلة ،باإلضافة إلى فريق من الجمعيات المشاركة عمل على تتبع التنظيم واإلرشاد . محمد كماشين
يكتبُ ُ العيون.. بالكحْ ِل ،والعط ِر ،وذوْ ِب ِ �أ�سماءَ ع�شيقات ِه: ُ ُ القاهرة، تطوان ،بغدا ُد� ،صنعاءُ ،دم�شق، ُ القريوان.. الفاغمات، وير�س ُم ملواعي ِدها ِ َ املاء.. املاء �إلى ِ وط ًنا من ِ جواز �سف ٍر� ،أحلى من َ�ضف َري ٍة �شمْ ٍ�س ! �أك َرب من ِ
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
رسائل تطوانية
9
من أرشيف الدبلوماسي األديب
سيدي التهامي أفيالل التطواني حفظه اهلل ()2
إعداد وتقديم :الدكتور يونس السباحYounes_sebbah@hotmail.com
تقديم تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ ،باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة ،والفوائد الغميسة النادرة ،التي ال توجد في غيرها ،ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن ،كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً ًّ مستقال بنفسه ،بما تحمله من صادق التعبير ،وجميل اإلحساس ،وحسن اإلنشاء ،وبديع السّبك ،وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط ،ورونق الحرف ،وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية ،والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً ال ،أو بين تلميذ وشيخه ،أو الصديق وصديقه... ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات ،ما تحتويه خزانة األديب الشاعر ،والدبلوماسي السابق ،أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد ،سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل ،وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً ال من الرسائل ،معظمها صادرة عن أفراد أسرته ،كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل ،أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي ،أو أخيه األديب ،سيدي البشير أفيالل ،أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت. ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية ،ولم يسبق أن رأت النور ،أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس ،استأذنّا صاحب األرشيف ،الشريف المذكور ،في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء ،التي تستأثر بنشرها ،فوافق مشكوراً مأجوراً ،وقمنا نحن برقن هذه الرسائل ،وصنّفناها حسب ّ كل شخص (منه/عليه) ،وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً ،فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير ،والفقيه الكبير ،سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت1339:هـ).
الرسالة األولى:
[من التهامي العالمة أفيالل إلى ولده الطالب محمد أفيالل ،أيّام دراسته بجامع القرويين بفاس]. وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله الحمد هلل وحده وصحبه وسلم وعلى ولدنا البار ّ الطالب السيّد محمد السالم ورحمة اهلل وبركاته. وبعد ،وصل كتابك األوّل معلماً بحلولكم الحضرة اإلدريسية ،حاطها اهلل، بعد وصول الكتاب المعلم بالوصول للقصر الكبير ،كما وصل الكتاب الثاني من الحضرة الشريفة ،مخبراً بتراكم الوفود هناك ،واستدعاء من عينت إياكم للضيافات ،واستقراركم بالدار التي كنت أعلمت ُ قبل بتنفيذها لكم التّساعها، وغيظ السّلويين والرباطيين من عدم استدعاء من جعله اهلل في هذا الوقت مفتاحاً لجميعهم ،وإن كان الموجب لذلك كثرتهم ،وبالمالقات مع موالنا أعزه اهلل ،وكيفيتها على الوجه األتم من سؤاله أعزّه اهلل عن المدرّسين عندنا ،وعن الفنون المقروءة إلى غير ذلك ،إ ّال أني لم ندر المكاتب لصاحب الجريدة ،وأقرب االحتماالت أنه ساكن المصدع ،وصِرنا من جميع ما تضمنه ذلك الكتاب على بال. فأما طلب الزواق والمصطفى ففيهما من الجرأة ما ال يخفى ،نعم؛ طلب األول فيه النفع التام لكثرة ذلك وحسنه ،وأظنه واهلل أعلم يقوم به أتمّ قيام ،وأمّا طلب الثاني :فهو جار على عادة طال ِبه ،واهلل سبحانه يهديه. وترجيت عود البغل إلينا من بل مع ابن عمك لما ذكرته من رخص البهائم هنالك ففيه خير ،وسندفع أجرة خياطة الجالبة ]...[ ،غير أنك لم تخبرني بمحل استقرارك لنكتبه في عنوان مكاتبي وهذا أمر ال بد ،مس ّلماً على جميع الرّفقة، وسيدي بلعباس ،وسيدي أحمد بن يوسف ،ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العمّ، وسائر األحبة والسالم ،وال تغفل إرسال القلنسوة التي أوصاك عليها أخوك عبد السالم. في 28شعبان عام 1326هـ .التهامي وفقه اهلل بمنه.
الرسالة الثانية :
[من العالمة التهامي أفيالل إلى ولده الطالب محمد أفيالل ،أيّام دراسته بجامع القرويين بفاس]. وعلى الولد البار األرشد ،الطالب السيد محمد السالم ورحمة اهلل. وبعد ،وصل كتابك معلماً بضياع مثال شكل السبنية الموجه لك طي كتاب الطلب ،وطالبا توجيه بدله ،وقائ ًالّ : إن الشربية ربما توجّه مع أشعاش ،وأمّا السبنية فبعد تمام عملها يظهر مع من توجّه إن شاء اهلل ،فالبد المثال يصلك طي هذا ،ومعلماً بوقوع العواشر قبل إبانها ،وبوفاة قاضي مكناسة رحمه اهلل، ّ وأن المخزن قد تهيّأ لتقويم أمر الحركة ،وكتب لجميع القبائل بذلك ،أمدّه اهلل بالمعونةّ ، وأن بعض من يوثق به كتب شاكيا بفظاظة ابن الفقيه وجراءته على األمور المخزنية وشتمه من ال نقدر على التفوه بحكايته ،وأنّه سيطالع ط على كتاب ،فما أخبر به هذا المخبر هو الذي يوثر عنه ،واهلل سبحانه يقينا مصارع السوء ،بمنّه ،وجوابي في قضية البقعة وجهته له هذه نحو الثمانية أيام ،وال يكون واهلل أعلم إ ّال قد وصل ،وقد اكتفيت بجوابه عن جواب ط .وأمس تاريخه توفي الرجل الصالح السيد الحاج محمد الشحيت رحمه اهلل ،ووصلت جريدة الفجر لنا ،وفرّق العامل عدة منها على أناس ،مس ّلماً على السادات الفاسيين ،وطلبتنا، ومن هنا األقارب واألحبّة ،والسالم. في يوم السبت مستهل حجة الحرام عام 1326هـ .التهامي وفقه اهلل.
الرسالة الثالثة :
[من العالمة التهامي أفيالل إلى ولده الطالب محمد أفيالل ،أيّام دراسته بجامع القرويين بفاس]. وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله الحمد هلل وحده وصحبه وسلم الولد البار األرشد ،الطالب السيد محمّد ،وفقك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته وبعد ،فقد وصل كتابك األعزّ وصرنا من مضمّنه على بال ،وفيه اإلعالم بشراء السمن وزيتي الزيتون والجاز والفحم ،فلقد أحسنت في ذلك ،وذكرتَ ّ أن الخليع قد بقي منه نحو النّصف، وأنّه ال زال يسرع إليه التغير ،ولم ينفعه ما أضيف إليه من اإلدام ،ولم تدر ما يصلحه ويقيه من ذلك التغيير .أخبرت والدتك ّ أن المصلح له هو التحمير بأن يعاد إلى ا ّلنار في طنجرة إلى أن تذهب عنه الرطوبة التي نشأ عنها ذلك التغيير ،ثم يرد في خابيته ،فإن أمكنك ذلك فافعل والكمال على اهلل. وما عوّلت عليه في شأن بيت المدرسة هو المتعين من طريق الحزم وعلى اهلل التكالن ،وقد علمنا ما كابده ذلك السّمسار من الخيبة التي هو أهل لها ،وعدم حظوته في شيء من متمناه ال عند أخته وال عند بني عمه ،وال عنده وال عند والة أمره ،وأنه لقنطه من هذه الخيبة سيعجل األوبة في األثر ،أذاقه اهلل فيها ما هو أدهى وأمرُ ، وأخذك صحة ما أخبرناك به من كتابه برهون بوعد الوزير له من عدم جنوحه للسّمسار يوذن بأن الجنوح له نافع للجانح، وأين هذا األخذ مع الحزم بعدم المباالة بالمجنوح إليه ،فبين الكالمين تدافع. وأخبرتنا بشروع الفقهاء في قراءة األصل بعد ما ظهر منهم من التكاسل عنها ،وأنه لم يتخلف أحد منهم، فالواجب على الطالب اغتنام ذلك ،سيّما مع قصر الزمان وبذل الوسع والمجهود في أسباب التحصيل ،والبعد والمجافاة عما يورث الملل والتعطيل ،رزقكم اهلل اإلعانة آمين.
وقد وقع عندنا ما أخبرتنا به من تتابع السيول والبروق والرعود عندكم ،وقد كنا خرجنا للنزهة مع ابن عمك الحاج علي في جنانه بالطوابل ،فأصابنا منه ما حصلت به السآمة ،فرجعتُ بعد إقامة ثالثة أيام ،ولم ترجع والدتك ومن معها من أهل الدار إال بعد إقامة خمسة أيام ،وخبر قبض الحاج بنعيسى بلغ عندنا حد التواتر ،وأخبرت بحضورك إياه وما في سببه من الروايات ،وما أخبرت به من ترشيح عاملنا لقيادة المشور ،كاد أن يجزم هو به لكتب كثير من أحبته باإلعالم بذلك له ،وإني عبد اهلل وكثير ممن سبر سيرة هؤالء القوم لمستبعِد هذا غاية االستبعاد ،لقلة ذات يده ،والقوم ال يمكنون من المراتب بمجان ،واألقرب عند غالب الناس هنا والسيما ال ّلبادي ترشيح مصطفى ابن يعيش ،وقد كتب الفقيه حسّون لبعض أصدقائه هنا يعلمه بتنفيذ عمالة بلدتنا للبّادي بل كتب له يهنئه بذلك ،فانظر إلى هذه الوقاحة ما أبشعها ،على ّ أن هذا الذي أخبر به وإن كان بعيداً عقال فال يستغرب وقوعه من هؤالء القوم لما ال يخفى ،وإلى اهلل ترجع األمور ،وفي األسبوع الفارط اتصا ًال كان عرس ابن اللبادي ،وابنة الركينة ،وكان عرسا له بال ،مس ّلما على الخليل وسائر طلبتنا ،ومن هنا الوالدة واإلخوة وسائر األحبة والسالم ،في 20جمادى األولى عام 1328هـ. الرسالة الرابعة: [من العالمة التهامي أفيالل إلى ولده الطالب محمد أفيالل ،أيّام دراسته بجامع القرويين بفاس ،يخبره فيها عن أحوال بلدته تطوان ،وقضيّة سمسار، ويجيبه عن سبب عزم دخول الصبنيول مدينة تطوان ،وهي البوادر األولى الحتالل المدينة]. وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله الحمد هلل وحده وصحبه وسلم ّ االبن البارّ األنجد ،الطالب السيّد محمّد ،أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته. وبعد ،وصل مكتوبك األعزّ ،وصرنا من مضمونه على بال ،وقد قيل لي ّ أن ذلك السّمسار سيدخل اليوم، وربّما يظنّ الزوّاقي ّ أن تنفيذ ظهيره الذي أجزت بخروجه تسبّب في حصوله هذا السّمسار ،وربّما شيّع ذلك وما دريتُ سبب العداوة الحاصلة بين السّمسار وبني عمّه ،كما لم أدر سبب عدم مالقاة أخوي المتو ّفى ،مع ّ أن أحدهما ابن أخت ،ولمْ أدر الثاني أهو كذلك أم ال؟ وما كنتَ أخبرتَ به من ترشيح عاملنا لقيادة المشور فليس بصحيح ،وقد أخبرني الكاتب الشفشاوني ّ أن من جملة من أساء فهما في هذا المعنى ،الزّمراني الذي هنالك بدار المخزن ،وله حظوة بها، وكذلك غيره ممّن يظنّ به ّ االطالع ،فكتبوا له معلِمين بذلك ليتأهّب القدوم عند ورود الفارسين الذين فهموا أنّهما توجّها إلزعاجه ،وليس األمر كما فهموا، ّ فإن الفارسين وجها للريسوني ،وأعطيا كتابين لعاملنا ،فلمّا أن فتحهما وجدهما جوابين له عن قضايا كان كتب عليها ،فعَلم بذلك سبب غلط الكاتبين له بذلك، ولم يبق له من طمع. وأمّا عمالة ال ّلبّادي فهي من اختالق حسّون كما فهمت فيما أظن ،والشائع هنا ّ أن المُرَشّح لقيادة المشور هو نجل ابن يعيش واهلل أعلم. وما أخبر به ابن يعقوب من قصر تلقي شهادة الملكية على من سمّيت فصحيحّ ، ألن تلك الشهادة البدّ فيها من إذن العامل ،زيادة على إذن القاضي بأمر جديد ،فكأنّه اختار العدلين المذكورين لما رجاه فيهما من عدم التّساهل، وما درى أنّهما ال يقدران على القيام بذلك ،التّصاف أخدهما بكثرة القلق ،واآلخر بالحُمق ،لكن لمّا قام العدول في ذلك ،وسدّوا حوانيتهم ،رجع عن ذلك وأباح ذلك لجميعهم كما كان. وما أخبرت به من بذل العلمي على قضاء العرائش 2000ريا ًال فبعيد جدّاً، ولع ّلك غلطت في زيادة صفر ،وطلبت اإلعالم بقضية إرادة الصبنيول حلول إن الصبنيول كان ُ تطوان ما سببه؟ .قالواّ : قبل طلب من مخزننا إنشاء الطريق فيما بين سبتة وتطوان ،وخيّره في أن يصيّر على إنشائها هو والمخزن ،فاختار المخزن أن يصيّر ،وواعده بذلك ،وبعد أن رأى الصبنيول إعراض المخزن عن إنشاء هذا ّ الطريق غضب وجلب لسبتة من العسكر ،24000وعزم على االنشاء كرهاً ،فلمّا رأى بعض األجناس بطنجة عزم الصبنيول ،وتغافل المخزن عن ذلك، وجّه المنبهي إلى الجبّاص قائ ًال له :ما هذا الرّقاد المفضي للتّهلكة؟ وأنّك ال بدّ لك أن تدعوه وتدعو نواب األجناس للفصل بينكما في القضية ،ففعل ما أشار به إليه ،ولمّا ذكر الصبنيول حجّته التي هي مواعدة المخزن له بإنشاء ّ الطريق ،والتصيير عليها ،أجابه نوّاب األجناس ّ بأن هذا المخزن متبوع بإنشاء ُطرق عديدة ،منها :الطريق إلى المرسى ،وتلك ّ الطريق نفعها عام ،والطريق التي تطلب أيّها الصبنيول نفعُها قاصر عليك ،فكيف يقدّم ما هو قاصر نفعُه على ما عمّ؟ فبهت الذي كفر. تلك الحجة قيل إن النجليز ال زال منذ زمان وهو فاتح فاه اللتقام تطوان لما علم من حرصه اجتياز البوغاز ،وهو الذي ...ورود بواخره الحربية لمرساها...المنبهي للجباص إذ هو الموجّه وقيل أيضاًّ : إن األجناس صرفوا الصبنيول عن تطوان ،وأعطوه بدلها العرائش ،قالوا :وهو سبب إرسال اللجائي (كذا) للريسوني ،ويعمل موالنا في ملكه ما يشاء. وأمس تاريخه :دخل السّمسار ،مس ّلماً على خليلكم وطلبتنا ،ومن هنا الوالدة واإلخوة ،وأبناء العمّ ،وسائر األحبة ،ودمتم في حفظ اهلل ،والسالم .في متمّ جمادى األولى عام 1328هـ.
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
روحة ط أ معية جا
10
نوقشت بمركز الدكتوراه في كلية اآلداب والعلوم اإلنساية بتطوان ،صبيحة يوم الخميس 14فبراير ،2019أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في اآلداب – تكوين :النص األدبي العربي القديم -تقدم بها األستاذ الباحث محمد أمالل في موضوع « :األدب الشعبي في شمال المغرب :شفشاون وربوعها نموذجا ،تصنيف وتحليل لألمثال السائرة ».أمام لجنة علمية مكونة من الدكتور عبد الهادي أمحراف رئيسا ،والدكتور أحمد هاشم الريسوني مشرفا ومقررا ،والدكتور عبد اللطيف شهبون مشرفا ومقررا ،والدكتور أحمد بوعود عضوا ،والدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي عضوا ،وبعد مناقشة رصينة ومستفيضة ،قررت اللجنة منح البحث ميزة :مشرف جدا ،مع التوصية بنشره .وفيما يلي التقرير الذي تقدم به األستاذ الباحث أمام لجنة المناقشة:
بسم اهلل الرحمان الرحيم ،والحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد ،فإن البحث في التراث الشعبي وفي اآلداب الشعبية خاصة ،يُعدُّ التفاتا مُنصفا ،تقتضيه أهمية هذا التراث .فهو مستودع مقومات الشعوب، ومكمن تفكيرها ومعتقداتها ،وهو أيضا تعبيرٌ عميق وشفاف عن أصولها الحضارية والتاريخية ،وعن مخزونها الروحي والفني .ولعل هذا التراث ال يقل أهمية عمّا حبَّره العلماء ،وعمّا حَوَته بطون الخزائن والمكتبات ،في توضيح معالم كيان األمة ،ومالمح وحدتها ،وإبراز مقوماتها وقِيَمها ،إن لم يكن أكثر َّ المُمثل في اآلداب منها عكسا لروحها القومية ،وذاتيتها الجماعية ،وهو الجانب والفنون ،التي صدرت عن الشعب فردا وجماعة ،متخذة وسيلتها في التعبير، ألوانا من القول والكالم والنغم واإليقاع والحركة واإلشارة... وانطالقا من هذه األهمية ،فإن تناولنا لموضوع األدب الشعبي في شمال المغرب ،وتحديدا في مدينة شفشاون وربوعها ،يأتي استجابة لضرورة ملحة اقتضاها وعيُنا األكيد بقيمة هذا األدب؛ فهو عنصر مركزي ضمن المنظومة الفكرية واإلبداعية التي تتشكل منها الهوية الحضارية لهذه المنطقة ،وهو – بكل أشكاله وتجلياته – جزء من الذاكرة الحية التي تؤرخ للفئات المنسية ،وتُعبر عن إبداعيتها التي صمدت في وجه األزمنة وقاومت االندراس .كما يأتي بحثنا لهذا الموضوع ،تحقيقا لِوقفةٍ موضوعية ومنهجية ،توخت اإلسهام في إنصاف هذا األدب ،الذي ظل لفترات طويلة محط ازدراء وتحقير ،على أساس أنه نتاج بدائي للفالحين وللطبقات المهمشة ،رغم أنه – حقيقة – ال يقل قيمة وفنية عن األدب الرسمي ،وأنه كثيرا ما شكل رافدا له. من هذا المنطلق ،كان اختيار المهمة التي اضطلعنا بها في بحثنا ،أال وهي التعريف ببعض األجناس األدبية الشعبية السائرة في منطقة شفشاون وربوعها ،بالعمل على ضبطها مفهوميا ،ثم تقريب ذلك باالستناد إلى مجموعة من النصوص ،مع التركيز على األمثال الشعبية موضوع بحثنا األساس ،وذلك بالعمل على تصنيفها وتحليلها. وفي هذا السياق ،آلينا على أنفسنا جمع الكثير من النصوص ،وهو عمل ميداني ال يخفى ما يتطلبه من جهود شاقة ،كما اليخفى أيضا ما قد يفرزه من نتائج علمية مطلوبة ،ليكون هدف بحثنا هو الكشف عن غنى المنطقة فلكلوريا ،وتأكيد احتضانها لمختلف األجناس األدبية الشعبية ،إضافة إلى الكشف عن الفرادة التي يتمتع بها المثل الشعبي السائر في المنطقة موضوعيا وجماليا ،وعن أدواره ووظائفه في الحياة الروحية الشعبية .لذلك حرصنا على أن نُوفر نصوصا شفهية شعبية حمَّالة لقضايا كثيرة ،وعاكس ًة للحياة الجماعية بكل مكوناتها ،ومُجليَّ ًة لمحطات عديدة من تاريخ المنطقة ،ولِقيم سكانها وخصوصياتهم .لكون هذه النصوص هي جزء من ثقافتهم الشعبية ،التي البد من االنتباه إليها واالعتناء بها قبل فوات األوان. وألن كل مغامرة بحثية ال تسلم من متاعب ،فقد صاد ْفنا مجموعة من الصعوبات ،يتصل أغلبها بعمليتي الجمع والتصنيف ،ومن أهمها في هذا الجانب ما يرتبط بــ «الشفهية» التي تُعد من المشاكل الرئيسة في الفنون القولية الشعبية؛ فالنص الشفهي مُتحو ٌ ِّل وغير ثابت جغرافيا ،وقابل للتغيير والتطوير وأيضا لالفتعال .كما أن استدعاءه رهين بقوة الذاكرة التي تختلف من راو إلى آخر ،وَرَهينٌ أيضا بثقافة الرواة ومدى أصالتهم ،وهو ما يُنتج اختالفا ٍ بين بعض الروايات وتعددا في صيغ بعض النصوص ،مما أدّى بنا إلى أن نُقدم في بعض األحيان -أكثر من صيغة للمثل الواحد ،حتى نَضع بذلك أمام القارئجوانبَ التطور والتغيير اللغوي الذي يرتبط بالزمان أو المكان .مع أننا ُكنّا– في عملية الجمع – نجنح دوما إلى المسنات والمسنين من ذوي التجارب الطويلة، والخبرات العديدة ،ألنهم أعرف من غيرهم باألمثال الشعبية ،وأدرى بمقاصدها الج ِب َّلة ونصاعة الطبع ،فهم ومراميها ،وألنهم يتمتعون بسالمة الفطرة ،وصفاء ِ يروُون األمثال على ما هي عليه في متونها األصلية ،دون تشدق أو اختالق أو تحريف. وقد ُكنا في لقاءاتنا الكثيرة مع هؤالء الرواة ،حريصين على خلق المناسبات واصطناع المواقف ،قصد تنشيط ذاكراتهم ،وتحفيز عملية االستدعاء؛ فالمثل نصٌّ قصير مُسافر وطائر ،ال يخرج من المخزون إال بخلق المناسبة ،ولهذا فاستدعاؤه أكثرُ صعوب ًة من استحضاِر النصوص الشعبية الطويلة (الغنائية والحكائية) التي تسترجعها الذاكرة بسهولة ويُسر. ولقد وَعينا منذ البداية َّ بأن عملية تصنيف األمثال الشعبية تطرح صعوبات متعددة ،يتعلق أهمها بطبيعة النص المثلي و ِبتعدد االختيارات المتاحة في التصنيف؛ فالمثل وحدة فكرية مشبعة بالتفرد ،غنية بمضامينها وأبعادها وجمالياتها وما إلى ذلك ،وهو ما يُتيح إمكانية إخضاع المثل الواحد لعدة تصنيفات ،كالتصنيف المعجمي والتصنيف اللغوي والتصنيف المكاني والتصنيف الموضوعي...إلخ بيد أننا آثرنا من جهتنا ،اعتماد التصنيف الموضوعي لفاعليته في إبراز إحدى أهم غايات بحثنا ،وهي الكشف عن الدالالت االجتماعية والحضارية لألمثال الشعبية ،وكذا عن أبعادها النفسية .وهو ما َّ حفزَنا على االجتهاد في اقتراح موضوعات وعناوين مالئمة ،تتفق مع رؤيتنا الخاصة ،وتُساير هوى النصوص واتجاهاتها .وهي األمور التي فصلنا فيها القول في بداية الفصل الخاصبالتصنيف. وارتباطا باألدوات المنهجية المعتمدة لبحثِ الموضوع ،فقد رأينا أن تكون دراستُنا تصنيفية تحليلية ،تروم في المقام األول التعريف باألمثال الشعبية السائرة في المنطقة تصنيفا وتحليال ،وهو األمر الذي دفعنا إلى االعتماد على المنهج الموضوعاتي ،وإلى استثمار إمكاناته في استخالص وتصنيف الموضوعات التي تُهيمن على األمثال الشعبية السائرة ،وتكشف عن عوالمها المُثيرة .فضال عن أننا عمَدنا إلى تحليل الجوانب اللغوية لهذه النصوص ،وإلى االهتمام بجمالياتها وبجوانبها الفنية والتركيبية .دون أن نغفل َّ أن عملنا انفتح – بشكل تلقائي وطبيعي – على ما تُتيحه وظائف المنهجين التاريخي واالجتماعي، من خالل الكشف عن المؤثرات والعوامل ،التي أدت دورا في تشكيل بعض هذه النصوص الشعبية وأسهمت في تطورها ،ومن خالل اإلشارة إلى ظروف المجتمع المحلي ،وطبيعة العالقات والنُّظم االجتماعية السائدة فيه ،والتي يظهر صداها في النصوص ،باعتبارها ُ تُمثل انعكاسا مباشرا ألساليب حياة الجماعة وتفكيرها.
ونشير إلى أننا كنا حريصين على أن ال تَجرنا هذه الجوانب التاريخية واالجتماعية وغيرها ،مما تنوء به هذه النصوص ،إلى تشعبات أخرى ال يتسع لها سياق بحثنا .بقدر ما كنا حريصين أيضا ،على أن يقوم هذا البحث على توجه حجاجي واضح المعالم ،من خالل توسلنا بجملة من اآلليات الحجاجية كاالستقراء والمقارنة والتمثيل واالستشهاد... وبناء على طبيعة المادة التي توفرت لنا ،وعلى غايتنا من دراستها ،واستنادا إلى تلك الخطوات المنهجية الموصوفة ،فقد ضمت المحاور الكبرى لبحثنا، مدخال عاما ،وأربعة فصول ،وخاتمة حاملة لنتائج األطروحة .وفيما يلي نورد تفصيال مركزا لهذه المحاور: ــ المدخل :وقد خصصناه للتعريف بمجال البحث وبيئته ،وللكشف عن غناه وتنوعه التراثيين ،وعما يُميزه من مؤثرات اجتماعية ومظاهر إثنوغرافية وفرجوية وما أشبه. ــ الفصل األول ،خصص إلزالة الصعوبات المفهومية ،ومناقشة بعض إشكاالت األدب الشعبي المرتبطة بماهيته وأشكاله وخصائصه ،وبواقعه في المغرب ،ومدى حضوره في شفشاون وربوعها. ــ الفصل الثاني ،عالج المثل باعتباره نقطة ارتكاز في البحث ،وقد تمحور حول مكانة «الفصيح» في التراث العربي ،وأهمية «الشعبي» وجاذبيته في الثقافة العربية والمغربية تحديدا. ــ الفصل الثالث ،خُصِّصَ للتصنيف الموضوعي لألمثال الشعبية السائرة في شفشاون وربوعها. ــ الفصل الرابع ،وفيه تم تحليل جماليات المثل الشعبي بمنطقة شفشاون وربوعها (لغة وبالغة). وبناء على هذا التصميم ،يمكن القول أن األطروحة التي انطلقنا منها في موضوع بحثنا ،هي ما يتمتع به شمال المغرب -وخاصة المناطق الجبلية والغمارية (وضمنها شفشاون) – من تنوع تراثي يؤكد احتضانه للكثير من أشكال التعبير األدبية الشعبية.
وكان علينا أن نقترب من مفهوم األدب الشعبي ،فحرصنا على استخالص أهم المقاييس والموازين ،التي تُحدده وتضبطه ،وعلى حصر أهم أشكاله وخصائصه ووظائفه .وأمكننا – بعد ذلك -مالمسة واقع هذا األدب في المغربَ ،فتَبَيَّنَت جهود بعض المثقفين المغاربة الذين آمنوا بأهمية هذا األدب ،وحاولوا الدفاع عنه منذ أوائل ستينيات القرن الماضي ،واعتبروه األدب المستوحى من الشعب ،والذي يفيض بروحه ،ويُعبر عن ذوقه ومشاعره، ويُصورعقليته... من هذا المنطلق ،كان انفتاحنا على بعض أشكال األدب الشعبي في منطقة شفشاون ومحيطها (العيطة الجبلية باعتبارها من فنون الشعر والغناء الشعبيين، والحكاية بمختلف أنواعها شعبية وخرافية وعجيبة ومرحة ،والعروبيات...إلخ) ،من خالل استدعاء التصورات النظرية التي رامت التعريف بهذه األشكال ،ومن خالل مقترحات نصية داعمة ،هي عبارة عن ذخائر شعبية غنية بقضاياها ،وبتعالقاتها مع التاريخ والمجتمع ...وقد عمَدنا إلى تصويب بعض تلك التصورات ،باستثمار ما توفر لنا من قرائن غابت عن بعض الدارسين ،وباستحضار ما أفرزته لقاءاتنا المتعددة ،مع حماة هذا التراث ومنابعه األصيلة وهم شيوخه َّ وحُف ُ اظهُ. ثم كان اشتغالنا على المثل الشعبي – إلى جانب التفاتنا الوجيز والمفيد إلى المثل الفصيح – فعمِلنا على ضبط أهم خصائص ومقومات المثلين الفصيح والشعبي ،وألمحنا إلى أهمية تخطي سمات المثل الشعبي الرائجة والمعروفة، والتي يشترك فيها مع بعض الفنون األخرى – وخاصة الشعبية منها -من قبيل :اإليجاز البليغ ،وإصابة المعنى ،وسهولة اللغة ،وجمال الجرس ...لِنلفت االنتباه إلى ضرورة رصد مقومات ومالمح المثل الشعبي الخاصة ،التي تُميزه من الناحيتين الشكلية والفكرية ،والتي تسمو به على أشكال التعبير المألوفة. وهذا ما رُمنا القيام به ،من خالل مناقشة جملة من التعريفات واآلراء والتصورات الخاصة بمفهوم المثل الشعبي -بروح العلمية والموضوعية ،مُبرزين بعضالثغرات التي ظلت ثاوية في أعماقها ،ومُنبهين إلى مواطن قصورها ،وهو ما َقرَّبنا من تسييج تصور شامل ودقيق للمثل الشعبي. ومن منطلق هذه المناقشة ،خلصنا إلى استنتاج يتَّصل بمنظور رُواد الجامعين المغاربة لألمثال الشعبية والباحثين في موضوعاتها؛ وهو أنهم كانوا أكثر اهتماما – في تعريفاتهم -بجوانبها المضمونية والفكرية ،فأكدوا – أكثر من غيرهم – على أهمية هذه األمثال في دراسة عقلية الشعوب وأنماط تفكيرها وإحساساتها ...ولذلك وجدناهم يُوسعون مدلول كلمة «مثل» ليشمل عدة أنواع من العبارات واألقوال السائرة في األوساط الشعبية المختلفة، وهو األمر الذي تحفظنا عليه ،ألنه يخرج «المثل» من دائرة الضبط والتقنين ويجعله أكثر شمولية وفضفضة ...في المقابل كان الباحثون المشارقة أكثر اهتماما بالمقومات الشكلية والبالغية للمثل ،التي ترسخت عبر مختلف العصور، وخصُّوها بعنايتهم ،باعتبار المثل يُمثل منتهى البالغة... ثم كانت بعد ذلك عملية التصنيف الموضوعي لألمثال السائرة في شفشاون وربوعها ،والتي أفرزت مجموعة من النتائج ،كان من أهمها: َّ - 1 جلت األمثال المصنَّفة مجموعة من الجوانب المرتبطة بحياة األفراد
في البيئة الشفشاونية والجبلية ،وعبرت عن آرائهم وتجاربهم واتجاهاتهم، وفلسفتهم في الحياة ...وقد استمدت هذه النصوص أهميتها ،من خالل ما أَبْرَزَت من قيم مُصاحبة لمختلف أنشطة األفراد في بيئتهم المحلية ،ومن ٍ خالل تجليتها لطبيعة الذهنية التقليدية السائدة في المجتمع... - 2بعض هذه األمثال عبارة عن مالحظات ومواقف َكوَّنَها الناسُ نتيجة خبراتهم في المجاالت الحياتية المختلفة .فمنها ما تَضَمَّن حصيلة التجارب والخبرات ،ومنها ما تضمن النصح واإلرشاد ،ومنها ما يرسم صور ًة عن مختلف العالقات القائمة بين األفراد وعن أحوالهم ،ومنها ما يضع شروطا مسبقة للحصول على نتائج سلوكية معينة... َ - 3قدمت هذه األمثال الشخصية المحلية عارية من الزّيفِ والتزويق، َفتبدَّت تقلباتها مع تغير األحوال ،ونظرتها إلى الهموم ،وبرَزَت طريقتها في النقد واالستهجان ،وفي النكاية بالخصوم ،كما بَرَزَ ن َفسُها التهكمي الساخر، وأسلوبها في التفكه والمباسطة ...وصار بإمكاننا ،أن َّ نتمَث َل تصورات هذه الشخصية ومعتقداتها وتناقضاتها ،وأن نرصد التيارت الفكرية الخفية التي تُحر ُِّكها.. - 4الكثير من هذه األمثال ال يقتصر انتشارها على منطقة شفشاون ومحيطها ،بل هي سائرة في مختلف المناطق ،بينما هناك أمثال أخرى تظهر فيها معالم ِّ المحلية .وال يمكن أن نقتصر على هذا الصنف األخير وحده في بناء صورة المجتمع المحلي ،وإنما نحتاج في ذلك – أيضا – إلى االلتفات إلى األمثال األخرى السائرة في المنطقة ،والتي تنحدر من أمكنة وأزمنة أخرى ،ألنها صارت جزءا من التراث الثقافي الشعبي لِمُحيطها الجديد ،فاكتسبت بذلك قدرتها الطبيعية على تصوير هذا المحيط ،وإبراز خصوصياته... من جانب آخر ،نظرنا إلى تلك النصوص المَثلية بوصفها إبداعات أدبية شعبية ،ال تتضح قيمتها إال بمعرفة الوسائل الفنية التي تمدها بالقيم الجمالية واألدبية .فخلصنا – بعد ذلك – إلى استنتاجات مرتبطة بجوانبها اللغوية والبالغية ،نذكر من أهمها: - 1النصُّ المثلي – على إيجازه وتكثيفه – نصٌّ يمتلك استقالله واكتماله لما توافر فيه من ظواهر إيقاعية وتصويرية وتركيبية ،وهو ينتقي ما يوائمه من أنماط بالغية وتركيبية ،قادرة على حمل إيحاءاته ،وأبعاده الجمالية والداللية... - 2تميل بنية المثل التركيبية إلى التركيب الثنائي ،وهو النمط التركيبي القادر على حمل الدالالت واإليحاءات التي تكتنزها األمثال ،والقابل للتوسع الداللي في أكثر األلفاظ إيجازا ،وهو يجعل جملة المثل جملة مكتملة مغلقة ،تنفتح بالوحدة األولى من التركيب ،وتكتمل وتنغلق بالثانية... تأكدت الصلة الوثيقة التي تربط - 3 مابين األمثال الشعبية السائرة في شفشاون ،وما بين األمثال األندلسية؛ فقد أسعفت القرائن اللغوية المتعددة في صور واضحةٍ عن تأثير العامية األندلسية في اللهجة تقديم ٍ الشفشاونية ،وفي اللهجات الجبلية ،وهو التأثير الذي تُمثل ِّن لمختلف األمثال أبرز واجهاته ،لما فيها من احتواء بَي ٍ الظواهر اللغوية والبالغية. حضور ب ومحيطها، شفشاون في المتداولة الشعبية األمثال - 4تتميز ِ ٍ بارز لأللفاظ األمازيغية ،أثبتَ التأثير الواضح لهذه اللغة في اللهجة الشفشاونية، ٍ وباقي اللهجات الجبلية ،خاصة في الجانب المعجمي. تلك كانت بعض أهم االستنتاجات والنتائج التي خلصنا إليها في بحثنا هذا، وهي في عمومها دالة على قيمة وفرادة األدب الشعبي في شفشاون ،وباقي مناطق شمال المغرب .وما المثل الشعبي إال نموذج وصورة ،لِتوهج اإلبداعية الجمعية ،التي عانت التهميش ،رغم تعدد وجاذبية أشكالها وصورها ،وهي في حاجة اآلن إلى جهود علمية منصفة ،تُخرجها من واقع اإلهمال ،باستجالء ونحسب أن بحثنا هذا ،عبَّر عن جزء من جمالياتها وأبعادها ومكامن تفردهاِ ... هذا اإلنصاف ،آملين أن نكون قد وُفقنا في رفع بعض الضيم الذي لحق أدبنا الشعبي ،وفي تحقيق بعض من مرادنا .وبذلك نكون قد أسْهمنا ولو باليسير، في لفت االنتباه إلى جوانب إبداعية وجمالية ،تزخر بها مقوماتنا التراثية والحضارية. َّ إن أشكال األدب الشعبي في شمال المغرب تفتح أمامنا إمكانيات كثيرة للعمل واإلبداع ،وتُشرع للباحثين أبوابا ظلت مُوارب ًة حتى اآلن؛ فآفاق هذه األشكال المختلفة (العيطة الجبلية ،والعروبيات ،ومختلف أجناس القصص الشعبي )...ال تزال تنتظر تناوالت عِلمية نظرية وإجرائية ،لفتح مستغلقاتها، وإدراك مختلف وظائفها ،واستكشاف ما تنطوي عليه من خصوصيات على مختلف المستويات :اللغوية ،والسيميائية ،والمورفولوجية ،والنفسية ،واالجتماعية، والتاريخية،وغيرها. إنها تحديات مطروحة أمام باحثينا وجامعاتنا ،وال شك أن خوضها سيمكن من تجويد إدراكنا أِلدوار تلك األشكال في العملية الثقافية والحضارية ،وهو ما من شأنه أن يقلص الهوة القائمة بين تراثات المجتمع ،ونخبه العلمية والفكرية. وفي نهاية هذا التقديم ،أحمد اهلل العظيم وأشكره كثيرا ،أن وفقني إلى إنجاز هذا العمل .ثم إن واجب العرفان يدعوني إلى أن أتقدم بالشكر الوفير، والتقدير الكبير ،ألستاذيَّ الجليلين الفاضلين؛ الدكتور عبد اللطيف شهبون، والدكتور أحمد هاشم الريسونيَّ ، الل َذين كان لهما فضل اإلشراف على هذا البحث ،وأتوجه إليهما بعظيم االمتنان ،لما بذاله معي من جهد ،ولما قدماه لي من نصح وتوجيه سديد ،مع تواضع جمٍّ وخلق رفيع .فجزاهما اهلل خير الجزاء، وأمد في عمرهما ،ومتعهما بالصحة والعافية. كما أشكر أستاذي الفاضل ،الدكتور مصطفى يعلى ،الذي أفدت كثيرا من نصائحه وإرشاداته الدقيقة ،وكتاباته الرصينة في موضوع األدب الشعبي.. والشكر موصول ومستحق أيضا ،للسادة األساتذة األفاضل ،أعضاء لجنة المناقشة ،لتفضلهم علي بقبول مناقشة هذا البحث ،فهم أهل لتقويمه وسد خلله ،سائال اهلل الكريم أن يثيبهم عني خيرا. والشكر والوفاء لكل من ساعدني وأعانني على إنجاز هذا البحث ،فلهم في النفس منزلة ،وإن لم يسعف المقام لذكرهم ،وهم أهل للفضل والخير والشكر. والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته
العدد 982
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
11
اشتغال عتبة المقدمة عند األستاذة حسناء داود ()4/3
• الدكتور محمد عبد السالم المرابط
كلمة عن التصنيف
تدرج مقدمات حسناء داود ضمن ما يعرف بالمقدمات الالحقة أي أنها مقدمات غير أصلية (والمقدمة األصلية ،كما نعلم ،هي التي كتبت في زمن ظهور الطبعة األولى) وإنما حررتها الكاتبة في طبعات الحقة عن الطبعة األولى؛ كما أنها تصنف ضمن خانة المقدمات «الغيرية» التي يقوم بكتابتها آخرون غير المؤلف ،ومن ثمة ،حملت توقيع األستاذة باعتبارها سهرت على إعداد كتب والدها ،وقامت بنشرها إما ألول مرة ،وإما ألنها أعادت طبعها ثانية .وبالرغم من ذلك فإن الدافع لدى الكاتبة إلى تحرير هذه المقدمات حسب الظاهر لم يكن ما أثارته كتب والدها من أسئلة تستوجب اإلجابة أو المناقشة كما يغلب على المقدمات الالحقة ،وإنما كان هدفها األساس هو القيام بمراجعة أعمال والدها وتنقيحها، وإضافة نصوص أخرى إليها ،وإخراجها في حلة جديدة لجمهور القراء والباحثين ،لما لذلك من أهمية كبرى بخصوص المساهمة في كتابة التاريخ المغربي ،خاصة وأن بعض أعمال الفقيه محمد داود كانت قد نفدت من السوق ،وأخرى لم تكن قد طبعت بعد. وال نعني بمراجعة حسناء لكتب والدها وتنقيحها أنها قامت بإدخال تعديالت على النص األصلي ،إذ أن ما طبع هذه التنقيحات هو المحافظة الشديدة على النصوص األصلية، وهو ما يؤكد صفة األمانة العلمية التي تتحلى بها الكاتبة ،كما سنرى ،والتزامها النهج العلمي في احترام النصوص األصلية. كما ال يعني صدور أغلب مقدمات األستاذة في الطبعة الثانية لمصنفات والدها أو ما تالها من طبعات أنها تنتمي إلى الصنف المعروف بالمقدمة المتأخرة ،بسبب أن الطبعات األولى لهذه المصنفات صدرت بتصديرات َكتَبَها الفقيه داود نفسه ،وبعضها طويل يزيد على األربعين صفحة مثل المقدمة التي وضعها مؤرخ تطوان لكتابه «األمثال العامية بتطوان». ولعلنا ال نبالغ إذا أدرجناها لطول نفسها وأهميتها في الصنف المعروف بالمقدمة العلمية .ومع ذلك اصطبغت تقديمات حسناء ببعد تأملي ناضج سببه المسافة الزمنية الفاصلة بين لحظة صدور الطبعات األولى لكتب المؤرخ داود ،ولحظة نشر الطبعات التالية بإشرافها، وهو ما سمح لها باطالع أوفى على أرشيف والدها ،واحتكاكها المباشر والمستمر بمنجزه ،وقد انعكس هذا البعد التأملي ،الذي جاء على شكل خطرات عبرت عنها فيما كتبته من تقديمات ،إيجابا على عمليات اإلعداد والمراجعة التي باشرتها مدفوعة برغبة الوفاء لذكرى والدها والبرور به ،وتعزيز النصوص األصلية بنصوص جديدة تغني مادة كتبه ،إضافة إلى مباشرة التنقيحات الذكية خدمة للقارئ ،وتوجيها له، ومده بمعطيات جديدة من وحي السياق الزمني المختلف عن لحظة صدور الطبعات األولى. كل ذلك حقق لهذه المقدمات طبيعة تداولية خاصة ،طرحت على القارئ أسئلة جديدة تحفزه على التفكير ،وعلى القراءة الواعية للنص. تقول مثال في التقديم الذي وضعته لكتاب تاريخ تطوان (المختصر): «وقد يتساءل بعض الباحثين عن سبب كون المؤلف رحمه اهلل لم يتعرض في هذا الباب الذي أضافه (أي الباب العاشر المعنون بتطوان في عهد الحماية) ،إلى الجوانب التي كان له فيها دور أو مساهمات شخصية إيجابية ،وخاصة ما يتعلق منها بالكفاح الوطني السلمي ضد االستعمار ...فهل كان عزوفه عن الخوض في هذا الموضوع عفة منه؟ ...أم أنه فضل أن يؤجل الحديث عن ذلك الموضوع حتى يدرجه في مذكراته الخاصة التي كتبها بعنوان «على رأس األربعين»؟ ...أم هل كان ذلك راجعا لكونه يعرف من المعلومات الخاصة ما يفضل أن يسكت عنه إلى أن يحين الوقت المناسب؟ ...أم داهمه الوقت فلم يتمكن من إدراج هذه المعلومات ...لعل الجواب عن هذه التساؤالت يبقى سرا ال يعلمه إال اهلل». ويجرنا هذا الحديث عن نوعية المقدمة عند األستاذة انطالقا من المعيار الزمني إلى وقفة قصيرة تخص الفضاء المكاني لمقدماتها. حيث المالحظ أن المقدمة عندها شغلت دائما بداية الكتاب ،باستثناء كتاب واحد هو «الرحلة الشرقية» وضعت له مقدمة ثم ذيلته بخاتمة وظيفتها أقرب إلى وظيفة المقدمة منها إلى أي عتبة أخرى ،خاصة حينما أشارت في هذا الذيل إلى أن هدفها من تخريج الرحلة هو خدمة العلم والقراء ،ثم أخبرت بأن الكتاب هو ثمرة بحثها في المذكرات والملفات والصحف ذات العالقة بموضوع رحلة والدها األستاذ محمد داود إلى المشرق سنة 1353موافق 1935كاشفة عن أنه كان قد جمعها بنية العودة إليها حينما يزمع على تبييض رحلته ،وهو ما لم يتحقق في حياة المؤرخ ،فاضطلعت هي بهذه المهمة باقتدار .تقول األستاذة« :هذه هي المعلومات التي استطعت أن أستقيها من مختلف المذكرات والملفات والصحف التي لها عالقة بموضوع الرحلة ( )...فلعل فيها ما يفيد السادة القراء ،ممن يبحثون في خبايا الخزانات عن الجزئيات التي يصعب الوقوف عليها أحيانا لوال وجود مثل هذه الطرائف في بعض أركان البيوت ()... ويشهد اهلل على صدق نوايانا فيما أقدمنا عليه ونقدم عليه من أعمال إنما نقصد من ورائها خالص خدمة العلم والثقافة والتاريخ». وقد يتبادر إلى الخواطر سؤال عن مدى صحة ما زعمناه من أن هذه الخاتمة هي ذات نفس مقدماتي،
باعتبار أن الشائع هي أن المقدمة ما سميت مقدمة إال ألنها تتقدم فضاء الكتاب ،وتعرف به وهي آخذة مكانها في مستهله ،بيد أن التنظير النقدي الحديث يميز بين المقدمة التقليدية في أول الكتاب ،وبين المقدمات الداخلية préfaces internesالتي تتصدر مباحث الكتاب فتعمل كنصوص واصفة لمتنه، كما يمكن أن تكون في نهاية النص األصلي post-préliminairesعلى شكل ملحق أو خاتمة. غير أنه في هذه الحالة يمكن التمييز بين المقدمة وبين ما يسميه «دوشي» المادة المقدماتية la matiere préfaciellesالتي يمكن لها أن توزع في المتن على شكل إشارات أو وثائق الحقة ،أو تختفي في اإلهداء (اإلهداء المقدماتي) ،أو تبث في االستشهادات والعناوين .بيد أن المعمول به في الثقافة العربية هو ما أشرنا إليه من كون المقدمة هي النص االستهاللي الذي يتموقع داخل فضاء الكتاب قبل النص األصلي .وإن كانت المقدمة تعد من منظور زمن الكتابة آخر مكتوب ،وهنا المفارقة ،إذ أن المقدمة عامة إذا كان مكانها صدر الكتاب فإنها من حيث الزمن تعد من بين آخر ما يكتب.
اشتغال المقدمة عند األستاذة حسناء
ال يتعدى حجم المقدمة عند األستاذة حسناء عادة ثالث أو أربع صفحات إذا استثنينا المقدمة التي وضعتها لكتاب «الرحلة الشرقية» ،وكأنها بذلك تلتزم بالمعيار الذي وضعه القدماء بعدم اإلطالة في خطبة الكتاب ،حتى ال تصبح «الخطبة بال الكتاب» على حد قول ابن خلكان ،وأيضا بما نجده عند الغربيين من تفضيل المقدمات المكثفة على ما عداها .ويحضرنا هنا االنتقاد الذي وجهه «فلوبير» لـ «إميل زوال» من أنه يكثر من االستهالالت التي تكشف عن أسراره الكتابية. ينطق بناء المقدمة لدى األستاذة بأنها تشتغل على مجموعة أهداف التزمت بها في جل تقديماتها ولم تحد عنها قيد أنملة ،تُمَثل في مجموعها المقصدية من إنشائها لهذه النصوص. ويمكن اختزال هذه المقصدية في الرغبة في أن تنتج نصا مستقال موازيا للنصوص األصلية التي كتبها في األغلب والدها تعرف فيه أوال بمنجزه، كما سبق القول ،ثم تهيئ عبره القارئ المفترض ،ذهنيا ونفسيا ومعرفيا ،ليتلقى على أفضل وجه خطابا مضاعفا؛ األول خطاب مقدمتها التوجيهي اإلخباري الذي تتواتر فيه عناصر قارة منها :اإلشارة إلى منهجها في العمل وهي تعد الكتب التي نشرتها؛ والصعوبات الكثيرة التي القتها وهي تنقب بين مخلفات المؤرخ داود من ملفات عالها الغبار ،ومسودات عفا عليها الزمن، ومطبوعات أبْالها العتق؛ ومنها تأكيدها على أهمية دراسة التاريخ لدواع محلية تخص التعريف بثقافة مدينتها تطوان ،وأخرى وطنية قائمة على تصور ثابت لديها وهو أن معرفة تاريخ الوطن يمر عبر معرفة تاريخ مدنه .وأما الخطاب الثاني فينتقل بالقارئ المفترض إلى المتن الرئيس الذي كتبه والدها ،حيث تكشف عن دواعي التأليف عند المؤرخ وظروفه ،ومنهجه في العمل ،وطبيعة الموضوع ...كل ذلك وهي تقدم معطيات دقيقة وأخبارا طريفة بخصوص المادة التي يعرض لها الكتاب استقتها من خبرتها األسروية ،ومعرفتها الدقيقة بأحوال والدها ،واطالعها العميق على مخلفاته. من هنا لم تشأ حسناء ،شأن كاتبي المقدمات الغيرية ،أن تجعل من مقدماتها مجاال للتأصيل لقضايا تاريخية أو فكرية ،أو تقويضا آلراء ال تتناسب والمنحى الفكري الذي تؤمن به ،أو حلبة تشاغب فيها على نصوص والدها .فقد ملكت عليها َّ كل جوارحها فكرة تقديم منجز الفقيه الضخم للقراء ،كما أشرنا ،وتسهيل ولوجهم لتراثه الثر ،إضافة إلى خدمة ثقافة مدينة تطوان ،ومن خالها الثقافة المغربية والعربية، ومن ثمة تركت التقويم ومناقشة أطاريح محمد داود لآلخرين ،فحسبها أن توثق وتحقق وتنقح وتقدم المنتوج ناضجا مستساغا. استنادا إلى هذا التصور ،إذن ،لم تهتم األستاذة كثيرا ،مثلها مثل كتاب المقدمات الغيرية ،بعملية تفسير كتابات الفقيه داود أو تحليلها ،وإنما جعلت ديدنها من تحرير تقديماتها لكتبه اإلجابة على سؤالين محورين وهما :لماذا كتب والدها هذه الكتب ،وكيف ينبغي للقارئ قراءتها ،وهما سؤاالن تندرج اإلجابة عنهما ضمن الوظيفة الكبرى الستهالالتها أال وهي تأمين قراءة جيدة لما سهرت على إعداده ونشره ،وهو ما نجحت في تحقيقه بواسطة حوار صادق مع المتلقي سماته البوح الصادق ،والكشف ،واإلخبار ،والتوجيه ،واإلقناع مما سنعرض له بعد قليل ،فكأنها كانت في سعي دؤوب وراء نوعية خاصة من القراء الذين تريدهم ألعمال والدها أو للكتب التي أشرفت على طبعها ،أو ترجمتها ،أو تأليفها؛ توجههم وتسهل مهمة القراءة عليهم .وبذلك كانت أولويتها ،جعل النص ،على حد قول «دريدا» ،مرئيا قبل أن يكون مقروءا؛ مرئيا للقارئ أوال عبر تقديماتها ومقدماتها ثم مقروءا بعد ذلك. غير أن مقدمات الكاتبة لم تكن وسيلة عبور إلى الكتاب فحسب ،بل خطابا ،كما أشرنا ،ذا مقصدية، وهو بهذه الصفة يحمل رسالة معرفة إلى القارئ؛ معرفة تلقي الضوء على المتن وتضمن قراءة سليمة فعالة له ،كما كررنا ،ولو أن عتبة المقدمة ليست ضرورية للكتاب مثل عتبتي العنوان أو اسم المؤلف... إنها تعمل جادة في مقدماتها لتأمين وظيفتي المعرفة والتوثيق ،وكأنها تستحضر ما يردده «هـ. ميتيران» من أن المقدمة هي أصال وثيقة حول الكتاب.
(يتبع)
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
من شمال أعالم المغرب:
الشيخ محمد بن أحمد ال ّلحياني الفقيه الموسوعي
اسمه ونسبه: ّ هو العالمة الفقيه محمّد بن أحمد اللحْياني الخُمْسي. مولده: من مواليد سنة 1343هـ1925/م بقرية الهَوْتَة من قبيلة األخماس العليا. دراسته األولية وشروعه في تحصيل العلوم: حفظ القرآن الكريم حفظا مُتْقنا برواية ورش عن نافع من طريق األزرق بقريته ،وفي سنة 1939م شرع في دراسة العلوم على عالم وقته بقبيلة االخماس :الشيخ عبدالسّالم بن احساين ،وقد الزمه سنة واحدة ،بعدها انتقل إلى قرية السخيرات بموالي إدريس زرهون ،وهناك الزم الفقيه محمد بن عبدالرّزّاق لمدّة سنة واحدة ،انقطع بعدها عن الدراسة لظروف قاهرة ألـمّـت به.. إلى سنة 1944م رحل إلى مدينة شفشاون ،فولج معهدها الديني ،لينهل من أعالمه ومربّيه؛ أمثال: شيخ المعهد وعالمته محمد بن عيّاد الخُمْسي الشّهير بالفقيه المصري .وقد الزمه كثيرا.. • األستاذ المفضل زروق. • األستاذ محمد الب ّقالي. • األستاذ محمد الغدّاس. • الفقيه محمد الصّبّان. • الفقيه عبدالسّالم الوراكلي. • الفقيه العيّاشي السّردوني. • انتسابه إلى المعهد الديني العالي بتطوان: ّ وظل مرابطا بهذا المعهد ،ومالزما لحلقاته العلمية إلى مُتمّ سنة 1950م .ليُيمّم وجهه شطر مدينة تطوان قصد االنتساب إلى معهدها الديني العالي ..وبها قدّم ترشيحه الجتياز امتحان الولوج ،فكان حليفه النجاح المتوّج بالقبول. فواصل مسيرته الدراسية متتلمذا على شوامخ أعالم تطوان ،أمثال: المؤرخ األديب محمد داود. • العالمة الفيلسوف التهامي الوزّاني. • الفقيه محمد بن عبدالصّمد التجكاني. • الفقيه محمد عَزّيمان. •
د .بدر العمراني
ما قيل من شعر يوم تكريمه: وبمناسبة تقاعده احتفى به أساتذة المعهد الديني وأكرموه ،ومدحه األستاذ الشاعر محمد الرغيوي بقصيدة، قال فيها:
ماذا �أقولُ ونف�سي ال تُطاوعني = على الكالم و�شعري ال ُي َ�سلّيني ينِّيني َو ُي ْحييني ماذا �أقولُ خلِ لٍّ َظلّ م�سكن ُُه = بني ّ ال�ضلوع مُ َ �صفْو احلديث و�أ�صناف الت ِ ّالحني ع�شقت به ِخ ًّال ُينادمني = كم قد ُ َ ْ ال�شمائل � ْأين ِّ ُحل ُْو ّ الطيب منه �شذى = بل �أين منه �أزاهري الب�ساتني الهم يف احلني ُ�صغي �إليه رَ ْ ت ْ فت َوى النّف�س منه بـِما = ُيحيي الف�ؤاد ويجلو ّ طورا يجوب بك الآفاق منتزها = بل �سائحا بك يف دنيا ال�سالطني من = �أثمارهِ َّن � �أو أفانني الأفاننيِ هائما بك بني احلُ ورِ َيقْ طِ ُف ْ َ ً ربز يف كلّ امليادين الـم وهو = أبدا � ّه ن ف يف ه ينق�ص �شيء ال َ ُ ُ ّ ٌ أعالمه بني �أهل العِ لْم وال ّدين �إذ ال غرابة فالل َّْحياين خافقة = � ُ والآن �أ�شهد � ْأن باتت مرابعنا = مهجورةً لي�س فيها ما ُي َ�سلِّيني مب ْخ�ضرَ ِّ الب�ساتني َبلَى و� ُ أ�سمع يف الوادي ُمنادِ َي ُه = ي�شكو ال ُّذبول ُ أعاجيب التَّالوينِ ِ بحقْ لٍ طاملا َغن َِي ْت = �أرجا�ؤ ُُه ب� بو�س الع ي�شكو ُ َ تراء ْت كقَفْ رٍ غري م�سكون ريا�ض احلُ ْ�سنِ يف بلدي = َحتّى أ�صاب ماذا � َ َ َ وتقبيلُ َ ِ الرياحني الورود م �ش = به يطيب �ض و ر عنا ود �س أم ل ٌ ّ ُ َ ْ ّ با ْ ُّ ْ ّ ودعنا = يف حلظةٍ �أين منها كُ لّ َت�أبني واليوم نُفْج�أ بالثاين ُي ّ أذِ ٍ بغروب غري م�أمون أنواره � = َت ن � قد ال�سعد ْ ال ْ ُ ريب � ّأن زمان ّ َ ُ ري �أراه غري م�ضمون فما ع�سى نرجتي وال ّد ْهر َي ْجرِ فنا = �إلى م�ص ٍ
نَهَم التحصيل ،تقدّم الجتياز مباراة االلتحاق وبعد أن آنس من نفسه االرتواء من فيوض المعرفة ،وإشباع ِ بسلك التدريس بتاريخ 15أبريل سنة 1952م ،أمام لجنة علمية مؤ ّلفة من السادة العلماء :التهامي الوزّاني رئيسا، ومحمد بن تاويت مفتّشا للتعليم ،ومحمد بن المفضّل التّرغي .فأبان عن كفاءة عالية ،أهّلته لالرتقاء إلى مرتبة األستاذية. عين مدرّسا بالمعهد الدّيني بمدينة الحُسَيْمة سنة 1953م أمضى في ثالث سنوات .وفي سنة 1956م انتقل إلى المعهد الديني بمدينة شفشاون .ثمّ أستاذا بالسّلك ّ الثانوي بالمعهد الديني موالي سليمان بطنجة. وتو ّلى مسؤولية مكتبة المعهد بعدما أصيب بفقدان السّمع. ّ وظل متفانيا في عمله ،مؤدّيا واجبه العلمي إلى أن أحيل على المعاش سنة 1985م. أقام دروس الوعظ بمسجد المص ّلى بطنجة ،وكان صاحب دعابة ونكتة. تزوّج أثناء مالزمته لشيخه الفقيه محمد بن عيّاد الخُمْسي الشّهير بالفقيه المصري ،الذي زوّجه ابنته ،لكن
-
بقلم:
بعد ذلك ساءت عالقته بها فط ّلقها بإشارة من أبيها ..ثم بعد ذلك تزوّج بتطوان ..ولم يُرزق بأبناء.. كان رجال ّ مطلعا على فنون عدّة :فقه ،بالغة ،نحو ،طب ..حكيما متأمّال في سنن الكون ..وممّن كان يقدّر علمه وفهمه :األستاذ عبدالمجيد أخريف رحمه اهلل ،إذ كثيرا ما كان يتردّد عليه يستفسره عن غوامض القضايا ومشكل اآلراء خاصة في نظم ابن عاصم .أما في مجال التأليف والكتابة ،فلم يعرف له أثر.. من صفاته الخَ ْلقية :أبْلق ال لحية له طيلة حياته؛ إلى أن أُصيب ِب َل ْقوَة في وجهه ،أواخر عمره ،فلما شُفي منها، نبتت له لحية غزيرة..
التحاقه بسلك التدريس:
وظائفه:
12
وفاته: ّ وظل موفور النشاط ،دائم االغتباط ،إلى أن تو ّفي بتطوان فاتح رمضان 1427هـ موافق 24شتنبر 2006م. مصادر الترجمة: • • •
مشاهير علماء المعاهد الدينية بمدن شمال المغرب .25-26 ديوان شعر لألستاذ محمد الرغيوي. معلومات شفهية عن األستاذ محمد الرغيوي.
المديرية اإلقليمية للتعليم بوزان تطلق ورش المصالحة مع األقسام الداخلية وزان :محمد حمضي
دعا محمد بعلي المدير الجديد على رأس المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان ،األطر اإلدارية التي توجد في عالقة تماس بالتدبير المالي والمادي والتربوي لألقسام الداخلية بمختلف مؤسسات التعليم الثانوي ،إلى رفع وتيرة انخراطهم في ورش تجويد خدمات هذا المرفق االجتماعي بامتياز .وأضاف وهو يلقي كلمته في الجلسة االفتتاحية لليوم الدراسي الذي احتضنت أشغاله إعدادية اإلمام الغزالي بمركز جماعة بني كلة يوم الجمعة 15فبراير الجاري ،بأنه لم يعد هناك من مبرر معقول للتدرع بشجرة ضعف المنحة اليومية ( 14درهم ) ،التي أخفت لسنوات غابة «االختالالت» التي عرفها تدبير المرفق ،بعد أن رفعت الوزارة الوصية المنحة اليومية إلى 20درهم ابتداء من الدخول المدرسي الجديد .وألح على أن ساكنة األقسام الداخلية ،والمستفيدات والمستفيدون من خدمات مطاعم الثانويات بالمجتمع القروي ،يجب أن تلمس الكلفة المالية الجديدة في نوعية وكمية التغذية المقدمة لهم/هن. وبغاية ضخ نفس حقوقي وتربوي واجتماعي في شرايين األقسام الداخلية باإلقليم ،اختارت المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان شعار «جميعا من أجل االرتقاء باألداء التربوي للداخليات» للنسخة الثانية لبرنامج « داخليتي بيتي» ،ودعت لالنخراط في هذا الورش باإلضافة للمتدخلين المباشرين ،الجماعات الترابية ،والسلطات المحلية ،وجمعيات أمهات وأباء التالميذ ،والنسيج المدني المنتصر لقيم المواطنة وحقوق االنسان كما هي متعارف عليها كونيا ،واألطر التربوية .......
اليوم الدراسي توزع فيه المشاركات والمشاركون على ورشتين ،انصب النقاش في الورشة األولى على إح��داث نقلة نوعية في برنامج التغذية على ضوء الميزانية المعتمدة التي ارتفعت ب 70في المئة مقارنة بالسنوات الفارطة ،وتشخيص واقع األقسام الداخلية من حيث التجهيزات ( األسرة ،الكراسي الطاوالت ،األواني، المكتبات . )....أما الورشة الثانية فقد تناولت ثالثة عناوين كفيلة «بأنسنة» اإلقامة في األقسام الداخلية . يتعلق العنوان األول بفتح أبواب المرفق في وجه األطر التربوية المتشبعة بقيمة التطوع والمنتصرة لها ،وذلك بغاية تقديم دروس الدعم والتقوية ،يستفيد منها من يعتبرون هذا المرفق االجتماعي بيتهم الثاني .أما العنوان الثاني فقد وقع فيه االتفاق على إطالق برنامج المدير اإلقليمي يتوسط منصة اللقاء متكامل األط��راف لتنشيط الحياة باألقسام الداخلية (مسابقات تربوية ،سهرات فنية ،دورات تكوينية في مجال التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان ،تنظيم رحالت وتبادل الزيارات مع األقسام الداخلية باإلقليم والجهة . )،أما المجال الثالث ،فقد وقع فيه االتفاق على إطالق مباراة إقليمية بين األقسام الداخلية الختيار أفضل قسم داخلي صديق للبيئة. يذكر بأن هذا اليوم الدراسي تميز بمتابعة فقرات جلسته االفتتاحية ،لكل من رئيس دائرة وزان، وقائد ورئيـــس الجماعة الترابيــــة بني كلة ،ونائب رئيس المجلس اإلقليمي ،وممثلــــي قطاعي الصحة والمياه والغابات ومحاربة التصحر ،وفاعلين حقوقيين ومدنيين ،والفريق التربوي واإلداري العامل بالمؤسسة التعليمية..... ،كما شارك في ورشتيه الموضوعتين رؤساء المصالح بالمديرية اإلقليمية ،رؤساء المصالح المالية والمادية والحارسات والحراس العامون لألقسام الداخلية بالثانويات المعنية .
العدد 982
كرات:
مذ
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
رزقي من فوهة المدفع آخذه
حكم نادرة وحكمة بالغة يتداولها شيوخ العهد الماضي. هي قصة واقعية ،ال يصدقها العقل المتحضر اليوم ،وخصوصا الجيل الصاعد .ولكن أحداثها يتداول مجراها رجال وشيوخ أهل فاس في مجمعهم كل مساء ،وهم يتسامرون بأحاجيج وسلوكيات ومقالب ،يروّحون عن أنفسهم بكل ما يدخل السرور والغبطة والمرح. قال تعالى : ك هّ َ ُ اّ َ اد لِ َف ْ�ض ِل ِه ُي ِ�ص ُ َ َ اَ َ َ َ َ َ ُ هُ ي َف اَل َر ّ َ يب ِب ِه َمن خ ب ك د ر ي ن � إ و و ل � إ ه ل ِف ش ا� ك ل ف ضرُ � ب الل « َو ِ�إن مَي َْ�س ْ�س ْ ِ ِ ِ رْ ٍ َ َِ ُ ِ ٍّ يم» صدق اهلل العظيم (س يونس اآلية .)107 ِن عِ َبادِ هِ َوهُ َو ا ْل َغ ُف ُ ور ال ّ َرحِ ُ َي َ�شا ُء م ْ لكن شباب طنجة ورجال األمس بها المعاصرون ،أتحدى من يُقرّ بها ،فليس لهم إلمام بماضي األربعينيات القرن الماضي. لكن أهل فاس يلوون بها ألسنتهم ،ويتمشدقون بها بينهم وبين أوالدهم ،لما فيها من حكم وعبر ،من جيل إلى جيل ،للمثل القائل : «إلى ما سقـاك المــاء البــارد اهلل من فم المدفع يسقيك» بمعنى أنك قد تشرب الماء البارد من العين الصافية ،سهل المثال ،ولكن أن تسقي نفسك من فم المدفع كله شرارة ونار ،فقد يستحيل ذلك. سمر أهل فاس كل عشية وضحاها ،من عادة تجار المدينة ،تجار في الصباح وطلبة بالمساء ،وعند المغيب يقضون وقتا ممتعا بإحدى الدور الفاسية ،فيحلو السمر وتبادل النكث واألمثال ،مع وجود كؤوس الشاي المنعنع، وأواني وضعت فيها حلويات :الكعبغزال والغريبية ،على نغمات اآللة األندلسية (شمسُ العشي) ،وهم يتبادلون الحكايات والقصص ،كلها عبَر وموعظة فذة ،منهم آل السقاط الفاسيين وآل بنجلون ،وهم صرخة واحدة على فرق كثيرة منهم : )1فرقة زنقة حجامة ودرب الحمام ،برحبة الزبيب دائرة القرويين ،كان منهم التاجر األبر الحاج محمد بن الحاج عبد الغني السقاط ،دارهم الكبرى بزنقة حجامة، وهم كثيرون. أنظر :زهرة اآلس في بيوتات أهل فاس ،لألستاذ اإلمام الشريف عبد الكبير بن هاشم الكتاني ،الجزء األول صفحات .496/493 )2ومنهم فرقة عبد السالم بنعبد الغني وأبناؤه الطاهر والعربي ،وهم على قيد الحياة. )3فرقة أهل القطانين ،وزنقة برقوقة ،ومنهم فرقة الفقيه المدرس محمد بن محمد السقاط ،كان متجره بالعطارين ،هم مهنيون صباحا وطلبة عند كراسي العلم ،ولما فتح اهلل على محمد بن محمد بالعلم وزاده بسطة، انتقل إلى دار ابن جلون مقابل ضريح سيدي امحمد بن الفقيه عقبة بن صوال، ثم انتقل إلى العيون. )4ومنهم فرقة (درب الروم) ،وهم أحمد بن المعطي وله أبناء ،هم :محمد وعبد السالم وعبد الرحمن والحاج الطيب والحاج المفضل (معلم إصلح الساعات / المواكني). )5ومنهم فرقة المعلمين التجار، مات ثالث اإلخوة عبد الغني ،وخلف أبناءه الحسن ومحمد وأحمد ،وكلهم على قيد الحياة ،وحرفتهم صناعة أحزمة النساء (امضامة). من هو حاكي القصة؟ حاكي القصة السيد أحمد بن محمد بن عبد الغني المتوفى بفاس ،ويسكن السيد محمد بمراكش الحمراء ،وعمره اآلن 95سنة ،قضى أيام شبابه بفاس ،ثم رحل إلى مراكش حيث الدفء ،فازدان بيته بولده أحمد من مواليد الستينات 1965-1960درس بمراكش ،وتقلد عدة مهام «مدير تجاري» بمراكش ثم البيضاء ،ونظرا لحنكته ونباهته أصبح وكيل شركة «داف »DAFبطنجة. تجمعني به صداقة تجارة ،اشتريت بعونه شاحنتين ،أعمل عليهما يومه ،وهما مورد عيشي ،وتجمعني به مآرب أخرى ،سأفصح عنها قريبا ،ألنه صاحب ذكاء ودهاء ،ونكث ومستملحات مراكشية .حكى لي عن والده : قصة بهلول طنجة بواد أحرضان سوق الداخل : من هو بهلول طنجة؟ هو بهلول طنجة ،ونحن نعرفه بالمجدوب ،عرف أنه متسول ،يجوب ويجول بين األحياء وشوارع المدينة القديمة ،بحثا عن لقمة عيش في صناديق القمامة ،ولم يشتك يوما ،ويتضجر من عُسر الحال ،ويقول دائما :
«رزقي موفور بكثرة سأحصل عليه دون شقاء حين يشاء اهلل تعالى»
قصّ البهلول «المجدوب» على أوالده وهو على فراش الموت كيف أصبح غنيا ،وحصل على ثروة هائلة ذات عشية ،فأصبح من أغنى أغنياء طنجة يوم كانت مدينة طنجة ترزح تحت وطأة وتداول الدول عليها ،كان هذا في مارس 1948م. قال له أوالده :
13
بقلم :عبد الرحيم ابن جلون *
«هيا ..هيا ..استقر ،نحن في شوق بمعرفتنا لحياتك وقت الشدة والمحن ،إلى أن أصبحت غنيا بفضل اهلل تعالى». قال : «مرت أيام حياتي األولى أجول بين األزقة والشوارع اآلهلة بالسكان والمتاجر ،ال أمتهن مهنة وليس لي عمل قار ،وليس عندي من القراءة والكتابة إال ما حفظت بالكتّاب». ومرة بساحة (فارو) الذي كان به مستشفى لألجانب ،وقفت متأمال داهيا للمدافع التي وضعت بهذه البقعة وما سر وجودها ،وهي الزالت قابعة هناك إلى يومنا هذا؟ صنعها المغاربة األحرار ،وهي تطل على الشاطئ البحري متوجهة بفواهتها نحو البحر تصد عن المدينة هجوم اإلسبان والبرتغال ،ألن همهم كان احتالل المدينة. هيهات ،هيهات ،كانت هذه المدافع لهم بالمرصاد. ثم استطرد قائال : «من عادتي السيئة أبحث بين صناديق األزبال ،عما يفيدني ،فقد دفعني الفضول إلى البحث داخل فوهة مدفع ،أدخلت يدي في فواهته بدون شعور ،ساقني العلي القدير للبحث في فواهة المدفع ،فوقعت يدي على كيس ثقيل بداخله ،أخرجت الكيس بمشقة ،فإذا هو مليء بأوراق مالية (دوالرات) أمريكية ،قيل أنها كانت لمستثمر ،خاف عليها فخبأها عن األعين ،وظن أنه ال يستطيع أي امرئ أن يعثر عليها ،وسيرجع إليها عند ترتيب سفره ومغادرته طنجة بحرا على متن سفينة ترسو بالميناء كل آخر شهر، تنقل حمولتها إلى الوالية المتحدة ،ولكن اهلل تعالى أعمى بصيرة األمريكي وضيع عليه نقوده وهدى البهلول إليها، لتكون سبب غناه ،وهكذا قيل : «أخذ البهلول رزقه من فواهة المدفع» وإحدى هذه المدافع تعلن آذان المغرب طيلة شهر رمضان المعظم بطلقة مدوية ،يسمعها سكان طنجة إيذانا باإلفطار. اتخذ الناس قصته العجيبة عنوانا بارزا «اللبيب يفهم بالغمزة ال بالذبزة» (اللكمة). يضرب بها المثل الدارجي :بأن اهلل هو ال��رزاق العظيم. وأن بعد كل عسر يسرا .بمعنى :إن رزقك يصلك بين يديك إن شاء اهلل تعالى ،ولو كان بفواهة «مدفع» تخرج منه شرارة النار. أهل فاس وأهل طنجة يتداول أولي الحكمة بفاس القصة ،واتخذوها عبرة عن شيوخ طنجة ،الذين عايشوا الحدث، واندثرت هذه القصة التي كانت على لسان البهلول صباح مساء. وقال : «لقد أغمي علي للحظات من فرط ما وجدت، وبعد برهة أفقت من غفوتي فرحا مستبشرا وقلت، يا اهلل ،وعدك حق ،وقولك حق. قال تعالى : الَ « َو َما مِن دَ ا ّ َب ٍة ف ْ الل ر أ �ض ِ�إ اّ َل عَ َلى هّ َ ِ ْ ِ يِ ِر ْز ُقهَ ا َو َي ْع َل ُم ُم ْ�س َت َق ّ َرهَ ا َو ُم ْ�ست َْودَ عَ هَ ا ُ ك ٌّل يِف ِني» صدق اهلل العظيم (س هود .)6 ِ كت ٍ َاب ُّمب ٍ وقال تعالى : «إن ُ ْ تشكروا اهلل يزيدكم» صدق اهلل العظيم (س إبراهيم .)7 ثم أطلقت العنان لرجلي مهروال مسرعا بيتي بما فضل اهلل علي. قال تعالى : ُ اَ َ ْ َ َ َ ي فل َر ّ َ اد لِف�ض ِل ِه ُي ِ�صيب « َو�إِن ُي ِر ْدك ِبخ رْ ٍ يم» صدق اهلل العظيم (س يونس .)107 ِن عِ َبادِ هِ َوهُ َو ا ْل َغ ُف ُ ور ال ّ َرحِ ُ ِب ِه َمن َي َ�شا ُء م ْ انطلق لسانه بالدعاء : «اللهم ال تحرمنا عطفك وحنانك ورزقك ويسرك ،وسترك يا أكرم األكرمين». مدافع الشارع توجد بالشارع الرئيسي للمدينة عند دار البارود مدافع أخرى صوب الشاطئ على علو تقابل مدينة طريفة اإلسبانية ،هي آثار واجتهاد من أجدادنا. وحتى ال تضيع حكم وأمثال وكنوز يتوفر عليها أصحاب الحكمة والموعظة ،كأمثال السيد محمد السقاط، الذي انتظر الفرصة سانحة للقائي وكتابة ما يكنز في نفسه من دخائر نفيسة أخشى أن تضيع مع األيام ،كما ضاعت كتابات جدي رحمه اهلل ،ولم أعرف لها طريقا. أرجو اهلل تعالى أن يحفظ السيد محمد السقاط ،ويرزقه الصحة والعافية ،واهلل تعالى قادر على حمايته وشفائه وهو رب العرش العظيم ،ومانح الرزق الوفير لعباده الصالحين. سقت القصة وكتبتها نقال عن صديقنا أحمد بارك اهلل له في تجارته .آمين. بطنجة في 15جمادى الثاني 1440هـ الموافق لـ 20فبراير 2019م
العدد 982
منبر المجلس العلمي بطنجة
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
الدعوة إلى الرفق ونبذ العنف وخاصة ضد النساء 2/2
تحدثنا في العدد الماضي عن الرفق بشتى أنواعه واستعرضنا موقف الشرع منه ،ودعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم إلى الرفق والحلم والتسامح ،ونخص حديثنا اليوم لقضية العنف ضد المرأة الذي يأخذ عدة أشكال منها المادية والمعنوية ،وحسب تعريف األمم المتحدة فإن العنف ضد المرأة هو السلوك المُمارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبيّة الجنسية ،مما يؤدّي إلى معاناة وأذى يلحق المرأة في الجوانب الجسديّة والنفسيّة والجنسيّة ،ويُعدّ التهديد بأي شكل من األشكال والحرمان والحد من حرية المرأة في حياتها الخاصة أو العامة من ممارسات العنف ضد المرأة. إن العنف ضد المرأة انتهاك واضح وصريح لحقوق اإلنسان؛ إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة ،وله عواقب و آثار اجتماعيّة واقتصاديّة خطيرة .وهذا النوع من العنف ال يَعرف ثقافة أو ديانة أو بلداً أو طبقة اجتماعيّة بعَي ِنها ،بل هو ظاهرة عامة نجدها في كافة المجتمعات وفي جميع البلدان ،فاإلحصائيات شاهدة على تعنيف النساء في الشرق والغرب ،وإفريقيا وأروبا وأمريكا ،بل إن بعض البلدان األوربية تنتشر فيها هذه اآلفة بشكل كبير. والعنف ضد النساء ال ينحصر في شكل واحد ،بل يأخذ صورا مختلفة منها: • العنف الجسدي :الذي هو أكثر أنواع العنف انتشاراً ضد المرأة ،وعاد ًة ما يكون من طرف زوجها أو أحد أفراد عائلتها من الذكور ،ويشمل هذا النوع جميع أنواع األذى الجسدي الذي يَلحق بالمرأة ،سواء كان اعتداء بالضرب أو باستخدام آلة ،وتترتب على العنف الجسدي مخاطر صحيّة ونفسية كبيرة للضحية ،وقد يتسبّب في بعض األحيان بوفاة الضحيّة نتيجة القوة المُف ِرطة والضرب المُب ِرح الذي تعرّضت له .كما يشمل العنف الجسدي َ تُرتَكب بحق المرأة في حال التشكيك بع ّفتها من قِبَل أحد أفراد جرائم الشرف التي أُسرتها الذكور. • العنف اللفظي والنفسي :هو العنف المُمارَس ضد المرأة من خالل ألفاظ مُهينة أو شتائم تنتقص من قد ِرها ،باإلضافة إلى التهديد اللفظي وسوء المعاملة والتهديد بالطالق خاصة إذا كانت المرأة عديمة الدخل وفقيرة، • العنف الجنسي :يأخذ هذا العنف أشكا ًال عديدة منها العالقات التي تفرض باإلكراه واالغتصـاب والشـدوذ ،كما يدخل ضمنها التحرش الجنسي المسلط على المرأة في الشارع واألماكن العامة واإلدارات وغيرها . • العنف االقتصادي :هو العنف الذي يمنع المرأة من الحصول على استقالليتها االقتصادية، وإبقائها تابعة ألحد أفراد أُسرتها ،ويشمل هذا النوع من العنف حرمان المرأة من التعليم والعمل والتدريب ،مما يؤهلها لدخول سوق العمل ،وحصر مجال عملها داخل المنزل فقط ،مما فيه انتهاك لحق المرأة بالعمل والحد من حريتها في اختيار عمل ما تُحب. وتتعرض المرأة للعنف لعدة أسباب ،قد يجتمع عدد منها في الوقت نفسه وتتشابك ،مما يؤدي إلى أذية المرأة بشكل أكبر وأعنف سواء من الناحية النفسيّة أو الجسديّة ،وترجع أسباب العنف ضد المرأة إلى عدة أسباب منها:
من الظلمات إلى النور
14
محمد كنون احل�سني
➢ أسباب اجتماعية :وتشمل تدني مستوى التعليم وتفشي الجهل بين أفراد المجتمع، وسهولة ُّ التأثر في المعتقدات الخاطئة المُتعلقة بشرف العائلة والعفاف والتي تنتشر في المجتمع والبيئة المُحيطة ،إلى جانب تبنّي وجهات النظر الداعية إلى فرض القوة الذكورية والتي تظهر على شكل العنف الجسدي والجنسي على حد سواء. ➢ أسباب نفسيةّ : إن العوامل النفسية التي تشك ّلت في شخصيات مُرتكبي العنف ضد المرأة في الصِغَر تؤثر بشكل كبير في سلوكياتهم والتي تظهر على شكل سلوك عدائي في الكِبَر؛ ومن أبرز هذه العوامل النفسية تَعرُّض مُرتكب العنف لإليذاء بأي شكل من األشكال في طفولته ،أو وجوده في بيئة أُسرية تنتشر بها حاالت تعنيف األبوين ،أو اعتداء األب على األم بأي شكل من األشكال. ➢ الدوافع االقتصادية :أي الضغوطات االقتصادية التي تُعاني منها شريحة واسعة من المجتمع ،وتدني المستويات المعيشية ،وتفشّي البطالة والفقر ،حيث تُشكل هذه األسباب مُجتمِعَة ضغوطات نفسيّة كبيرة على مُعيلي ُ األسرة ،التي تتصادم في كثير من األحيان مع نزعة المرأة االستهالكية. وللعنف ضد المرأة آثارا وخيمة كثيرة نذكر منها: • اآلثار الصحية :مثل اإلصابات الخطيرة ،والكدمات والجروح. • اآلثار النفسية :مثل االكتئاب الحاد واالضطراب النفسي. • اآلثار االجتماعية :مثل االضطرابات ُ األسرية التي بدورها تنعكس على األطفال وتؤدي إلى إصابتهم بعدم استقرار نفسي وعاطفي ،وهو ما يؤثر في سلوكاتهم المجتمعية في مراحل متقدمة من العمر. • اآلثار االقتصادية :يُشكل العنف ضد المرأة عائقاً كبيراً أمام ممارستها دورها الفاعل في المجتمع؛ واستثمار قدراتها في الدفع االقتصادي للمجتمع. وللتصدي لهذه الظاهرة يجب على جميع أفراد المجتمع التكافل فيما بينهم بشكل كبير ،وتبدأ الوقاية من المناهج الدراسية التي يجب أن تضم برامج للتعريف بالعنف ضد المرأة وحمايتها منه ،ونشر الوعي الصحي والثقافي حول هذا الموضوع ،إلى جانب الخطط االقتصادية التي ّ تُمكن المرأة من تعزيز دورها في المجتمع وإبرازها كعضو فاعل فيه ،وتشجيع االستراتيجيات الوطنية التي تعزز المساواة بين الرجل والمرأة وتقديم فرص مُتساوية لكل منهما. وأخيراً جمع المعلومات حول األرقام الدقيقة لظاهرة العنف ضد المرأة لمعرفة ما هي الخطوات الصحيحة التي يجب اتخاذها.
العقيدة في التعليم الحكومي
إن الدول المتخلفة أو النامية كما تسمى ،هي دول لها عدة مشاكل ،في شتى المجاالت ،فكل من أفلحت في إصالح مجاالتها وأتقنت الطرق المؤدية إلى اإلصالح ،صارت سريعة نحو النمو ،والمجاالت التي يلزم أن يشملها اإلصالح أوال ،هي التعليم والقضاء والصحة ،...ووطنا قد مضى قدما في هاته اإلصالحات. طبعا وكما يقرر علماء األصول“ ،ليس كل مجتهد مصيب” ،وانطالقا من هاته القاعدة ،سأبدي لكم عن مالحظة من مالحظاتي عن التعليم بوطني ،والتي أحب أن تستدرك فيما بعد ،فأقول واهلل أسأل أن يوفقني إلى ما هو أصوب وأقوم. إن العقيدة بالنسبة للمسلم أمر الزم ال خالص منه ،فال استغناء عنها ألي أحد كان فهي من اللوازم للزم الشخص ،سواء وهو طفل أو شاب أو كهل أو شيخ ،فالحال هو الحال ،إذ القلوب تصدأ ،ويعلو عليها الغلظ والشدة ،فال بد إذن لها من تجديد مستمر يزيل العوالق ،وال يترك لها الفرصة كي تنشأ ،والمسلم مأمور بتجديد شؤونه الروحية ،أما من يدعي أن العقيدة شيء ينقش في الصغر ،فنرد عليه بقولنا :أعد نظرا فلعلك غفلت الحقيقة أو لم توفق لها. وهذا هو المنطق مع األسف الذي توضع به مقرراتنا التعليمية ،إذ العقائد ال يدرّس منها إال النزر اليسير ،في بعض اللحظات بالطور اإلعدادي واالبتدائي ،وأما كمادة مستقلة بكتاب متخصص في المجال فال ،ولو بوضع دروس بسيطة لكل المراحلالتعليمية. مع األسف عمت هذه البلوى مقرراتنا التعليمية كلها ،إذ حتى تلميذ التعليم األصيل المتخصص في العلوم الشرعية بالثانوي التأهيلي ،فليس له حظ من ذلك، كيف به وهو في الثانية باكالوريا علوم شرعية ! وال يعرف حتى معلومات بسيطة عن العقيدة عامة وعن عقيدتنا األشعرية المباركة ببركة جد إمامنا األشعري ،أبي موسى رضي اهلل عنه وأرضاه.
-
بقلم الدكتور
بقلم : حمزة احل�ساين
العقيدة العقيدة أوال ،قبل الفقه وأصوله ،والحديث وعلومه ،أنى لنا بتلميذ يدرس الفروع في الفقه والمعامالت منه ،ويدرس الخالفات والمذاهب واألمور الشائكة في أصول الفقه ،مع أنه ولألسف يفتقر على معرفة شروط ال إله إال اهلل ! التعليم يبنى كالبيت من األساس ،لبنة لبنة ،من األساس حتى السقف ال عكس ،والحكمة جلية بينة، ولو تتبعنا تعلم الشرع المبين ،على نهج حديث أركان اإلسالم ألفلحنا .عن أبي عبد الرحمن عبد اهلل بن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنهما قال :سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول :بني اإلسالم على خمس: شهادة أن ال إله إال اهلل ،وأن محمدا رسول اهلل ،وإقام الصالة ،وإيتاء الزكاة ،وحج البيت ،وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم .المالحظة تبدي أن العقيدة هي أول أوائل الحديث ،يأتي بعده عمود الدين وقوامه، وهكذا إلى آخر الحديث. العقيدة تبني لنا إنسانا ،...تبني لنا مواطنا غيورا، مدافعا عن وحدة بلده ودينه وعرضه وماله وولده، فلنقف مع أنفسنا وقفات تأملية ،نتحسر فيها على الماضي ،ونخطط للمستقبل المخبأة أحداثه عند ربنا، وبذلك نكون قد شغلنا أنفسنا للحظة التي نحن بها. نصيحتي للمسلمين عامة ،ولطلبة العلم خاصة، تعلموا العقيدة بهاته الرباعية المباركة( :تعلموها، احفظوها ،طبقوها ،علموها) ،فالعقيدة تعلم الشخص الثبت على المواقف ،والتشبث بالمبادئ ،وعدم االنطياع بسهولة ،خصص لنفسك أوقاتا للمطالعة الحرة ،وخصص من المخصص وقتا للعقيدة ،وابحث عن مفرداتها وتعرف على أسسها ،وعلى أئمتنا العقديين ،كأبي الحسن األشعري ،أنار اهلل قبره ،وجعله روضة من رياض الجنة. عزيزي القارئ :إن اهلل ال يعبد بالجهل.
العدد 982
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
15
نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة • محمد وطاش
oitache@hotmail.com
يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم. ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف :كتب الجاحظ وخاصة رسائله ،وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص» ،وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي ،وغريها كثري. ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة .ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القارئ وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة. ف «الطرفة /النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة» ،ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» .وهي غالبا ما تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع. فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف ،و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها، فالنوادر من املعادن هي نفائسها ،وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة .
قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر
من نوادر أبي نواس
من نوادر الجاحظ
قال الجاحظ :سمعت رج ً ال يقول آلخر« :ضربنا الساعة زنديقاً» .قال« :وأي شيء الزنديق؟» .قال: «الذي يقطع المزيقة» .قلت« :وكيف علمت أنه يقطع المزيقة؟» .قال« :رأيته يأكل التين بالخل». وهذا كما قال النظام لرجل« :أتعرف فالناً المجوسي؟» .قال« :أعرفه ،ذاك الذي يحلق وسط رأسه مثل اليهود» .قال« :ال مجوسياً عرفت وال يهودياً وصفت». باع مزيد المديني دابة ،فلما كان من الغد أتاه النخاسون طمعاً ،فلما نظر إليهم قد أقبلوا نحوه قام يصلي فأطال الصالة ،فقالوا له وهم ال يعفرونه« :يا عبد اهلل ،قد ذهب يومنا ،فأطمعهم طول قيامه»؛ وكان أحسن الناس سمتاً وأظهرهم هدياً ،فانفتل من صالته فقال« :ما بالكم؟ فقد قطعتم علي صالتي». فقالوا له« :قد ظهر بالدابة عيب» .قال« :وما عيبه؟». قالوا« :يخلع الرسن» .قال« :ال أعرفه بهذه الصفة؛ فماذا تريدون؟» .قالوا« :خصلة من ثالث؛ إما الحطيطة ،وإما رد الثمن وأخذ الدابة ،وإما اليمين باهلل أنك ما تعرف هذا فيه». فقال« :أما الثمن فقد فرقناه ،وأما الحطيطة فما تمكننا ،وأما اليمين فإني ما حلفت قط على حق وال على باطل ،فاعفوني منها؛ فإنها أصعب عندي» .قالوا« :ما من ذلك بد؛ فانطلق بنا إلى الوالي» .فقام معهم ،فلما بصر به الوالي ضحك ،وقال« :ما جاء بك أبا إسحاق؟» فقص عليه القصة .فقال« :قد أنصفك القوم» .فقال :أعز اهلل األمير ،أحلف وأنا في هذه السن»، وضرب يده على لحيته وبكى ،وقال« :ما حلفت على حق وال على باطل» والتوى .قال« :ال بد» ،فالتوى ساعة؛ ثم قال« :أصلح اهلل األمير فإن حملت نفسي على اليمين وحلفت وأعنتوني بعد؟» ،قال« :أوجعهم ضرباً ،وأحبسهم» .فلما سمع ذلك استقبل القبلة وقال« :بلغت السماء، وكورت الشمس ،ونثرت الكواكب ،وشربت البحر ،ولطعت ما في المصحف من الذكر الحكيم، وتوليت عاقر الناقة ،وسرقت عصا موسى عليه السالم ،ولقيت اهلل بذنب فرعون يوم قال :أنا ربكم األعلى؛ وغير ذلك من محرج األيمان ،لقد كان عندي دواب كلها تخلع أرسانها ،فكان هذا ال قلي ً الحمار يقوم فيعديها عليها ويصلحها بفمه قلي ً ال» .فضحك الوالي حتى فحص برجليه، وبهت النخاسون ،وعجبوا منه وانصرفوا عنه.
قاض دفع ما ًال لمن توجه إليه باليمين
ومن ظريف ما في هذا الباب ما حكاه الصولي قال« :كنت يوماً بين يدي أمير المؤمنين الراضي باهلل إذ دخل عليه بعض الخدم برقعة دفعها صاحب الخبر المالزم لمجلس أبي عمر القاضي ،يذكر أن رج ً ال أحضر خصماً للقاضي ،وادعى عليه مائة دينار؛ فألزم القاضي الغريم اليمين؛ إذ لم يجد الخصم بينة؛ فأخذ الدواة وكتب بيتين فدفعهما إلى القاضي ،فأمر القاضي غالمه فأحضر مائة دينار ودفعها إلى الرجل ،والبيتان هما: وإنـي لــذو حــلفٍ كـاذب ...إذا ما اضطررت وفي األمر ضيق مسلم ...يـــدافـع بـاهلل مـا ال يــطـيـق جناح على ٍ وهل من ٍ فعجب الراضي من الرجل وديانته ،لخالصه من الحكم؛ وعجب من كرم القاضي وحسن ما فعله ،ثم أمرني بالركوب إلى القاضي ومسألته في البحث عن صاحب البيتين وإحضاره إليه .فلم نزل أياماً حتى حصل لنا ،فجئنا به إلى دار السلطان ،فأمر له بألف دينار وخمس خلع ومركوب حسن ،وأمره بمالزمة الدار؛ ثم قلده األهواز وأعمالها.
من نوادر األطباء
وكان ببغداد طبيب اسمه نعمان ال ينجح مريض على يديه ،فقال فيه بعض الشعراء: أقـول لنـعـمانٍ وقد سـاق طـبّه ...نفوسـاً نفـيسـات إلى داخـل األرض أبا منذر أفنيت فاستبـــــق بعضنا ...حنانيك بعض الشر أهون من بعض وقال كشاجم لعيسى بن نوح النصراني: عيسى الطبيب ّ ترفق ...فأنت طــوفـان نـــوح ّ جسـم لـــروح يـأبــى عـــالجــك إال ...فــراق ٍ شتّان ما بين عيسى ...وبيــن عيسى المسيح هذاك محــي لميتٍ ...وذا ممــيـــت صحـيــح ٍ هذا منقول من قول رجل من بني تميم ،لما دخل هالل بن أحوز البصرة بعد إيقاعه ببني المهلب ،وقد أطافت به بنو تميم ،فقال شيخ من األزد« :رجالهم يطيفون به كما يطيفون بعيسى ابن مريم» .فقال التميمي« :هذا ضد عيسى ابن مريم؛ فإن ذاك يحيي الموتى وهذا يميت األحياء».
من نوادر المعزين
دخل بعض الهاشميين على الرشيد معزياً،فقال: «يا أمير المؤمنين ،أحسن اهلل عزاك ،وربك عزاك، وأحاله علينا وعليك بخير ،ورحم فالناً ...تأمر بشيء يا أمير المؤمنين؟» .قال« :نعم ،آمر أهلك أن يدفنوك؛ فإن موتك حياة وحياتك موت». مات أخ ألبي علقمة النحوي ،فأتى ابنه يعلم أبا علقمة بموت أخيه،فقال« :ما كانت علته؟» .فقال الغالم« :تورمت رجاله فانتهى الورم إلى ركبتاه». فقال أبو علقمة« :لحنت؛ فقل :إلى ركبتيه» .فقال الغالم« :لقد شق عليك موت أبي حيث لم تدع بغضك ساعة». قال أبو العالية :لما مات سعيد بن مسلم الباهلي قال لي الرشيد« :علم فالناً تعزية يعزي بها ولد سعيد لفتى من بني هاشم» .فقلت للفتى« :إذا صرت للقوم فقل :عظم اهلل أجركم ،وأحسن عزاءكم ،ورحم سعيداً» .قال« :هذا طويل» .فقلت فقل« :أعظم اهلل أجركم ،وختم بالصبر على قلوبكم» .قال« :هذا أطول من ذاك» .قال فقلت« :أعظم اهلل أجركم» وكررته عليه يومين ،فلما كان اليوم الثالث ركب وركبنا معه ،فلما قرب من باب القوم خرجوا إليه حفا ًة إعظاماً له ،فلما رآهم قال« :ما فعل سعيد؟» ،قالوا« :مات» ،قال« :جيد وما أظن ذلك ،فمادا عملتم به؟» ،قالوا« :دفناه» .قال:
أحسنتم» .ثم انصرف.
مات سليمان بن وهب فلقي الناس عبيد اهلل بن سليمان يعزونه ،فأتاه بعض أوالد األشراف؛ فقال« :مات سليمان؟» ،قال« :نعم» .وقال« :ومات أبو علي قبله؟» .قال« :نعم» .قال: «ومات أبوهما؟» .قال« :نعم!» .قال« :هذا كما قال اهلل تعالىْ « : وإن منكم إال وا ِردُها كان على ربك حَتْماً مقضيّاً «؛ « فأوردهم النار » « ،وبئس ال َقرار».
من نوادر المحبين
مرت بداود بن المعتمر امرأة جميلة ،فقام يتبعها حتى أدركها .فقال« :لوال ما رأيت عليك من سيماء الخير لم أتبعك» .فضحكت حتى استندت إلى الحائط ،فقالت« :إنما يمنع مثلك من الطمع في مثلي ما يرى من سيماء الخير ،فإذا كان هذا هو الذي يطمع في النساء فإنا هلل وإنا إليه راجعون». وتعشق أبو القماقم السقا قينة فبعث إليها« :حضر عندي إخوان فابعثي إلي بجام لوزينج آكله على ذكرك» .فبعثت إليه به .فلما كان من الغد بعث إليها« :أرسل لي بطبق مازاورد آكله على ذكرك» .فقالت« :جعلت فداك ،ذكروا أن منبع الحب من القلب ،فإذا تناهى بلغ إلى الكبد، وأنا أرى حبك ال يتجاوز معدتك» .فقال« :إنما فعلت هذا ألقوى على محبتك» ،ألم تسمعي قول الشاعر: إذا كان في قلبي طعامٌ ذكرتها ...وإن جعت لم تخطر ببالي وال فكري وإن كان هذا العام قد ّ قل بقـله ...فقـبح مـن يـهـواك يا ربّـة الــخـدر ويزداد حبّي إن شبـعـت تجــدّداً ...وإن جعت يوماً لم تكوني على ذكري وكان أحمد بن أبي طاهر قبيح الوجه ،وكان له جارية من أحسن النساء ،فضحك إليها يوماً فعبست في وجهه ،فقال لها« :أضحك في وجهك فتعبسين في وجهي؟» .فقالت« :نظرت أنت إلى ما سرك فضحكت ونظرت إلى ما ساءني فعبست». وليس هذا كقول حمرة امرأة عمران بن حطان وكان قبيحاً وكانت جميلة« :إني ألرجو أن نكون جميعاً في الجنة» .فقال« :ولم؟» ،قالت« :ألنك أعطيت مثلي فشكرت ،وأعطيت أنا مثلك فصبرت؛ فالصابر والشاكر في الجنة». وكان أبو الحسن جحظة البرمكي أطيب الناس غناء ،وأحسنهم مجالسة ،وأمتعهم مؤانسة، وكان قبيح المنظر جداً جاحظ العينين وفيه يقول ابن الرومي: نبئت جحظ يستعير جحوظـه ...من فيل شطرنج ومن سرطـان يا رحمتي لمنادميه تـحمـلوا ...ألــم الــعـيـــون للـــ ّذة اآلذان
دينار يلد
وجدت امرأة أشعب ديناراً فأتته به ،فقال« :ادفعيه إلي حتى يلد لك في كل أسبوع درهمين»، فدفعته إليه ،فصار يدفع إليها في كل أسبوع درهمين؛ فلما كان في األسبوع الرابع طلبته منه، فقال لها« :مات في النفاس» ،فقالت« :ويلي عليك! كيف يموت الدينار؟» فقال لها« :الويل لك على أهلك،كيف تصدقين بوالدته وتنكرين موته في نفاسه».
(يتبع)
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()884
“الحركة الوطنية في القصر الكبير”
16
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
الفترة الممتدة ما بين سنتي 1930و ،1937متتبعا تفاصيل االحتالل العسكري للمدينة تعزز مجال البحث التاريخي الوطني المعاصر المتخصص في تحوالت شمال مغرب االستعمار ،بصدور كتاب “الحركة الوطنية في القصر الكبير :1930-1956 ارتباطا بأدوار المقاومة المسلحة التي ميزت المرحلة ،بموازاة مع التنقيب في حيثيات جدلية المحلي والوطني” ،لمؤلفه األستاذ محمد الصمدي ،وذلك في ما مجموعه بروز الهيآت الوطنية األولى بالمدينة وبتنظيماتها التأسيسية وبمبادراتها التأطيرية 364من الصفحات ذات الحجم الكبير .ويمكن القول إن صدور هذه العمل يعبر الجنينية في المجاالت السياسية واالجتماعية والثقافية .وفي الباب الثاني ،انتقل عن الكثير من عناصر نضج أداء نخب مدينة القصر الكبير وعموم المهتمين برصد المؤلف لتتبع مظاهر تطور أداء الحركة الوطنية بمدينة القصر الكبير خالل المرحلة إبداالت ماضيها العريق ،من أجل تنظيم االشتغال على تالوين هذه اإلبداالت الممتدة بين سنتي 1937و ،1953مركزا على قضايا محورية مهيكلة للموضوع، وجعلها مجاال مشرعا أمام رحابة سؤال الكتابة التاريخية المجددة .وبهذا المنحى وعلى رأسها سياقات ميالد األحزاب السياسية الوطنية وتنظيماتها األولى بالمدينة، العلمي األصيل ،كان لمدينة القصر الكبير الكثير من عناصر الريادة في إنتاج نخب وعلى رأسها حزب اإلصالح الوطني ثم حزب الوحدة المغربية .كما اهتم المؤلف وأجيال من الباحثين ولعوا بعشق مجال البحث التاريخي والكتابة في خباياه ،من بالبحث في أوجه تفاعل الحركة الوطنية المحلية مع أبرز األحداث الدولية التي ساهمت مواقع مختلفة ومن مستويات متعددة وبآفاق متكاملة .فسواء داخل الجامعة، في صنع مواقفها ومبادراتها ،مثلما هو الحال مع الحرب األهلية اإلسبانية أو الحرب أم داخل المنابر الجمعوية المتخصصة وعلى رأسها جمعية البحث التاريخي العالمية الثانية .وفي الباب الثالث واألخير ،عاد المؤلف لرسم موقع مدينة القصر الكبير واالجتماعي ،أم على مستوى صفحات الدوريات واإلصدارات العلمية المتخصصة، ظل اسم مدينة القصر الكبير حاضرا بقوة ،وموجها الهتمامات قطاعات عريضة داخل معركة االستقالل خالل مرحلة ما بين سنتي 1953و ،1956من خالل التركيز من باحثي المدينة ومن عموم مؤرخي المغرب الراهن .ونتيجة لذلك ،أصبح على قضايا مركزية تقاطع فيها العطاء المحلي مع الجهد الوطني لتحرير البالد ،بعد الرصيد البيبليوغرافي المؤطر لهذا المجال رحبا ومتجددا ،وقبل كل ذلك ،يعرف أن أثمر مبادرات رائدة ارتبطت باسم مدينة القصر الكبير ،مباشرة عقب نفي السلطان استمرارية فريدة نادرا ما تحققت للمدن وللحواضر المغربية األخرى .وعلى هذا محمد بن يوسف يوم 20غشت من سنة ،1953ومرورا بمختلف المحطات التي جعلت األساس ،أصبح –ربما -من الالزم الحديث عن أجيال كتاب تاريخ مدينة القصر من المدينة مركزا الستقبال المقاومين والوطنيين المطاردين من قبل الفرنسيين الكبير ومؤرخيها وفاعليها وجمعوييها المرتبطين بالبحث التاريخي من عيار نماذج بالمنطقة السلطانية ،وانتهاءا باالنخراط في الجهد الجماعي الذي جعل المدينة تصبح مؤسسة ،نذكر من بين أعالمها ،على سبيل المثال ال الحصر ،كل من األساتذة جسرا لنقل األسلحة نحو مقاومي المنطقة السلطانية ،بموازاة مع االنخراط الفعلي في بوسلهام المحمدي ،ومحمد بنخليفة ،وعبد السالم القيسي ،ومحمد العياشي غالف الكناب جهود التأطير والتنظيم والفعل الوطني التحرري الراشد الذي أثمر مفاوضات مدريد التي أفضت الحمدوني ،ومصطفى الطريبق ،ومحمد المهدي الطود ،ومحمد بوخلفة ،ومحمد أخريف ،ومحمد إلى تحديد مصير المنطقة الخليفية. العربي العسري ،وسعيد الحاجي ،وأنس الفياللي ،وعزيز الحساني...، وفي كل هذه المحطات ،ظل المؤلف حريصا على تعزيز عمله برصيد ال بأس به من األرصدة الوثائقية في إطار مسار هذا النهر الدافق ،يندرج صدور العمل الجديد للدكتور محمد الصمدي ،باعتباره إضافة هامة لمجال البحث التاريخي المونوغرافي المسكون بحب المدينة وبعشق فضاءاتها ووجوهها ومعالمها وأرصدة والمصنفات التدوينية ،مقدما غزارة استثنائية في التفاصيل وفي المعطيات .ومع التأكيد على القيمة األكاديمية تراثها المادي والرمزي الخصب والمتنوع .والعمل ،يندرج في سياق المنحى العام الذي يميز هذه العودة الجماعية لهذه األطروحة الجامعية ،يثير العمل عدة مالحظات مرتبطة بالجانبين المنهجي والمعرفي الناظمين لبنية المتميزة لتقليب أوراق مرحلة النضال ضد االستعمار ،بارتداداتها على مختلف أوجه اإلسهامات المتداخلة التي تجميع المادة الوثائقية والمصدرية وتوظيف الدراسات الحديثة ،ثم تصنيفها وتقييمها واستثمار مضامينها. ساهمت بها مدينة القصر الكبير في تأثيث معالم الخصب بالنسبة للهوية الكفاحية لمغاربة الزمن الراهن .لقد في هذا اإلطار ،تغيب الكثير من األرصدة الوثائقية الخاصة بحزبي اإلصالح الوطني والوحدة المغربية مما أصبح ظلت مدينة القصر الكبير مجاال للعطاء الحضاري وللتميز التمديني ولإلبداع الثقافي ،ثم للفعل السياسي الراشد باإلمكان الوصول إليه حاليا ،كما تغيب الوثائق اإلسبانية الخاصة بالموضوع ،مثلما تغيب الكثير من األعمال سواء خالل المعركة ضد االستعمار ،أم خالل مرحلة االستقالل السياسي وبناء الدولة المغربية الحديثة .لذلك، القطاعية المنجزة بإسبانيا تحديدا والتي تقدم قراءات مفيدة لخبايا الموضوع ،بغض النظر عن سقطاتها أضحى من المستحيل التوثيق لتحوالت العمل الوطني التحرري الميداني والتأطيري بدون العودة المتجددة للبحث في حقيقة األدوار الريادية التي اضطلعت بها مدينة القصر الكبير ،ليس فقط داخل محيطها اإلقليمي ونزوعاتها الكولونيالية الوظيفية .أضف إلى ذلك ،حرص المؤلف على استثمار الوثائق المنشورة –أصال -والتي الضيق بمنطقة جبالة بشمال المغرب ،ولكن –كذلك -على مستوى االمتدادات الجغرافية الوطنية الواسعة .سبق استغاللها بعد أن “استنفذت” أدوارها مثلما هو الحال مع وثائق المرحوم محمد بن عزوز حكيم أو وثائق ولعل هذا ما وجه العمل موضوع هذا التقديم والصادر ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين األستاذ محمد أخريف ،في حين أن المقام كان يقتضي البحث عن “الجديد” بإمكاناته العلمية الواسعة وبآفاقه وأعضاء جيش التحرير ،عندما قال المؤلف في كلمته التقديمية“ :تبلورت اإلشكالية المركزية في قضية أساسية النقدية والتشريحية الواسعة .وإلى جانب ذلك ،يبدو أن المؤلف اعتمد على العديد من اإلصدارات الحديثة التي هي :مساهمة المدن الصغرى في الحركة الوطنية :بين الخصوصية والجهوية والوحدة الوطنية ،من خالل حالة لم تضف الشيء الجديد للبحث التاريخي المتخصص ،بل واحتوى البعض منها العديد من األخطاء والسقطات القصر الكبير .وهي إشكالية تحاول الوقوف على جدلية المحلي والوطني من خالل نموذج محدد في الزمان التي تفرض الحذر ،كل الحذر ،عند استغالل مضامينها .وعلى مستوى اإلخراج العام ،البد من اإلشارة إلى أن والمجال مما يؤسس ويفتح الباب لدراسة مونوغرافية .وتفرعت عن هذه اإلشكالية فرضيات جزئية على الشكل العمل يفتقد للفهارس المرافقة الخاصة باألعالم البشرية والجغرافية ،إذ ال نجد إال فهرسا يتيما لسبعة جداول التالي: منفصلة ،األمر الذي يترك المجال مشرعا أمام ضرورة تطوير الحصيلة والنتائج وإضفاء عليها صيغة أكاديمية والوطني. الجهوي المستوى على الوطنية للحركة الكبير القصر في الوطنية الفعاليات مواكبة ـ محترمة. ـ مركزية الموقع الحدودي للقصر الكبير في تحديد مساهمته في الحركة الوطنية. هذه مالحظات عامة ،ال تنقص من قيمة العمل في شيء ،بقدر ما أنها تساهم –من وجهة نظر ـ أهمية موقع القصر الكبير بالنسبة للفاعلين االستعماريين والوطنيين( ”...ص.)11 . متواضعة -في تخصيب نتائج الجهد الذي بذله الدكتور محمد الصمدي ،سعيا نحو االرتقاء بحصيلة التراكم في هذا اإلطار ،اهتم المؤلف في الباب األول بدراسة قضايا نشأة الحركة الوطنية في القصر الكبير خالل العلمي المرتبط بتحوالت ماضي حاضرة القصر الكبير ،المدينة والوجوه والفضاء والرموز واألصالة واإلبداع.
رواية ُ ٌ نرث �شعر َّي ٌة م�ص َّورة للأطفال �سناء و الكناريّان ُ تأليف و رسوم محمد عن ْفوف
صدرت في هذا الشهر من العام 2019عن مركز الدراسات األسرية والبحث في القيم والقانون بالدار البيضاء رواي ٌة في أدب األطفال ،عنوانها “سنا ُء والكناريّان /رواي ٌة نثرُ شعريَّ ٌة مصوَّرة”، الفائزة بجائزة اﻹبداع الف ِنيَّ واألد ِبيِّ في القيم األسريَّة دورة األديبة المغربية الكبيرة خناتة بنونة. أجناس أدبيةٍ ﺑﺈيقاع لفيفٍ من و هذه الرواية هي نشيدٌ ِ ٍ ُ وفنيَّةٍ تضافرَ فيها السردُ الروائيُّ والشعرُ والمناجاة والحوارُ ُ والتشكيل في شكل األشرطة المصوَّرة أو المرسومة. والرسمُ نسيج الرواية. في األوفر الحيز يحتل المصوَّرةِ األشرطةِ وفنُّ ِ عدد صفحاتها 152صفحة .الرواية مؤثث ٌة برسوم عديدةٍ ُّ كلها ٍ ملوَّن ٌةُ ،كتبت بخط مالئم لحاسة البصر لدى الطفل ،مضبوط ٌة ٍ جميعُها بالشكل التام .الكتابُ ذو طبعةٍ أنيقةٍ جميلةٍ مناسب للطفل. ُ منطلقُ أحداث هذه الرواية هو طنجة ومارتيل كمكانٍ ،بيد ّ أن القارئَ سيجدُ ذكراً ألمكنةٍ أخرى في سياق األشرطةِ المرسومة َ و«ﺇشبيلية» «فاس» و«مراكشَ» ت ِردُ على ألسنةِ شخوصها ٍ َ َ و«جنةَّ و«غرناطة» و«مدينةِ الزهراء» و«قصر الحمراء» و«قرطبة» ِ ً ً ً العَريف»؛ باعتبارها أمكنة شهدت حضار ًة عربية ﺇسالمية سامقة.
ً َ َ و«تطوان» كمكانين ينمَّان عن جماليةٍ في «شفشاون» ﺇضافة ﺇلى ُ ُ يكون فيضٌ من األلوان؛ المعمار والطبيعة .أما أزمنة الرواية فحيثما الوَدْق وبياض الثلج وريعان العشب وتألق الزهر وقهقهة كشفافية ِ الشمس وابتسام النجم وضحكة القمر .أما شخصياتها فتتعدد وتتنوع من كائنات بشرية كالطفلة سناء ،ومن عصافير معمولة من األوراق والعشب أو مرسومة بقلم الرصاص أو مركبة من حصباء البحر والمحار .ومن شخصيات الرواية أيضاً الورد ُة ،وعريش الياسمين ،والزهر ُة ،والبرعمُ، والنجمة. ُ الرواية ما حدث للكناريين مع الطفلةِ سنا َء وأختِها في الواقع تسرُدُ والحلم ،شعراً ونثراً ،وما حدث مع تشكيالتِ العصافي ِر من مفاجآتٍ في ِّ الحِل والترحال. ُ ُ ُ الطفولة الممتدة من 9سنواتٍ المستهدفة في هذا العمل هي والفئة َ َ وحتى ﺇلى من بلغ التاسعة والسبعينَ { 79عاماً} من عمره. ﺇن الكتابة للطفل هي كتابة للمستقبل .وحين يُكتبُ للطفل َ اآلن أدب بحمولته اللغوية والمعرفية واألخالقية ضمن ﺇطار ثقافيٍّ عام ،وحين يتمكن الطفل من التوصل ﺇلى ذلك األدب واستيعابه؛ عندئذ سنلتقي مع هذا الطفل في مستقبله وهو على بينةٍ من هويته وﺇدراكٍ لثقافة أمته وعصره.
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
17
لعبة السودوكو ()447
مع
املواطنني
أصل اللعبة
هذا هو حال األطفال ..والمرضى عندنا !
ماذا لو كان هذا الطفل ابنا لمسؤول «كبير»
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
معنى كلمة سودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها ؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد ،حسب الفئة المستهدفة.
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتا كل �أ�سبوع
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات مدير النشر ورئيس التحرير :
عزيـز گنـونـي هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيدة الورياغلي هدى املجاطي ر�ضوان احدادو �أ�سامـة الزكــاري محمــد وطـــا�ش محمد �إمغــران م�صطفى احلراق ملـيـــاء ال�ســالوي محمد ال�سعيدي محمد �سدحــي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال»
حالة مرضية لطفل ظلت بدون حل لمدة حوالي 11سنة ،هي عمره ،تقريبا. األمريتعلق بالطفل سفيان مغراوي الذي رغم إعاقته ،فهو يتعايش معها ،ومع كل شيء، بل ومقبل على الحياة ،بشكل عجيب ،حيث أنه سرعان ما يبتسم في وجه الناظر إليه ،إذ يدرس بمستوى الرابع ابتدائي ،ويهوى الرسم.صحيح أنه ،منذ بضع سنوات ،كان رجع ذات مرة من المدرسة ،ثم قال ألمه ،ليال« :لماذا أنا هكذا، يا أمي ،فالتالميذ يسألونني عن شكلي ،فهل سأظل دائما على هذا الشكل ؟» بينما والدته حاولت أن تجيبه برفق مطمئنة إياه ،كونه سيصبح سليما مثلهم ،وفي أعماق صدرها تخفي أحزان الدنيا بأسرها ،حيال فلذة كبدها الذي ،ومنذ شهوره األولى ،عندما تم الكشف عن إصابتـه باعوجــاج على مستـوى عمــوده الفقري ،وهي تطوف به مستشفـيات طنجـة والرباط والبيضاء ،دون فائدة. في تصريحهــا للجريــدة ،أشــارت والـدة الطفل ،المسماة رشيدة ،أن صغيرها سفيان، ومنذ سنواته األولى ،كانت تتم مماطلته في إجراء عملية جراحية ،وعندما بلغ من عمره ثالث سنوات ،وبعد أن أدت المصاريف المطلوبة منها بمستشفى «السويسي» ،كان من المنتظر أن يقوم دكتور اسمـــه السيد بوريندا ،بإجـــراء العملية البنها ،إال أنـه قيـل لها ،بعد مـدة ،أن الدكتور المعني قد فارق الحياة .ثم قيل لها أن اجتماعا سينعقد حول موضوع العملية الجراحية لتعيين الدكتورالذي سيتكلف بها ،لفائدة ابنها،
غير أن الدكتورالمعين رفض إجراءها ،وبدأ كل واحد يرمي الكرة في مرمى اآلخر ،تحت تبرير أن العملية من هذا النوع تحتاج إلى فريق طبي مؤهل ،وأجهزة طبية متطورة ،وقاعة عملية مالئمة ،فضال عن أن من يخضع إلجراء هذه العملية يحتاج إلى وقت طويل ،من االستضافة والعناية المركزة والمتابعة والمواكبة ،ليقال لوالدة الطفل في نهاية تحركها وتنقلها إلى هنا وهناك أن الحل موجود في العالج بالخارج (تتوفر الجريدة على نسخة من تقرير طبي) أو لدى مصحة خاصة بالمغرب ،فمن أين لها القدرة على مصحات األظرفــة «السمينة» بينما هي وزوجها عاجزان ،ماديا ،عن هذا العالج المكلف، إذ يكفي رشيدة ،المزاولة لتجارة بسيطة ،ما أنفقته ،طيلة سنوات ،على ابنها دون أي نتائج ملموسة .وها هواليوم ،يعاني من إعاقة مثل غيره (انظرالصور) تحز في نفس كل من يملك حسا أو ضميرا إنسانيا ،حيث أن األطفال عندنا كثيرا ما يتم إهمالهم ،بيد أن التدخل الطبي العاجل ،خالل نعومة أظافرهم ،من شأنه أن ينقذهم ،قبل فوات األوان ! وتأمــل والــدة الطفــل ،الساكنة بتجزئة الوحدة رقم 454العرائش أن تنظر الجهات المسؤولة بعين الرفق إلى ابنها كواحد من أبناء المسؤولين ،والجهات المختصة ،كما تناشد الرأي العام أن يتواصل معها ،سواء بنصيحة أوبإرشاد معين أو بحل لهذا المشكل الذي أخذ من نفسها الشيء الكثير.
م .إمغران
ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE AAFIR Audit & Consulting MOROCCO A2CM Cabinet d’expertise comptable, de Commissariat aux Comptes et de Conseil Comptable – Fiscal – Juridique Rue Fès, Angle Ibn Tofail, Résidence Diamond, Étage 1, Bureau 3, Tanger
VISTA TRAVAUX SARL Société à Responsabilité Limitée Au capital de 300 000 DH Siège social : Route Nationale 28, Résidence les jardins de Marjane RDC B.P : 4187 Tétouan, ICE : 002071869000019 RC : 23491 Aux termes d’un acte sous seing privé en date de 25 Janvier 2019 et enregistré le 7 Février 2019, se sont réunis en Assemblée Générale Extraordinaire la collectivité des associés afin de prendre la décision de cessions des parts pour un nouvel associé : M. MOHAMED AAFER a cédé 450 de 1 350 parts sociales à M. MOHAMED EL BARRAK. M. MOHAMED KERFAS a cédé 450 de 1 350 parts sociales à M. MOHAMED EL BARRAK. Le dépôt légal a été effectué au tribunal de première instance de Tétouan en date du 13/02/2019 sous le numéro 26211119006952.
عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ
ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE
الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س :
05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين :
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
حل السودوكو رقم 447
الشمال
وفد عن اال تحاد األرجنتيني للكرة يزور طنجة صفحة
18
�إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 982
الثالثاء 26فرباير �إلى 4مار�س 2019
سيقوم وفد عن االتحاد األرجنتينـــي لكرة القدمهذا األسبوع بزيارة إلى مدينة طنجة لتفقد المركب الرياضي ابن بطوطة الذي سيكون مسرحا لمباراة القمة الودية التي ستجمـــع المنتخــب المغربي بنظيــره األرجنتيني في السادس والعشرين من شهر مارس المقبل. وسيتفقـد وفــد االتحاد األرجنتينــــي عشـــب الملعـــب لتفــادي إصابة الالعبين والمدرجات المخصصة للجماهير األرجنتينية التي ستحضر إلى طنجة لمتابعة هذه المواجهة الودية ..كما سيقوم الوفد بزيارة الفندق الذي وضعته الجامعة رهن إشارة بعثة المنتخب األرجنتيني والتي ستعرف حضور نجم برشلونة ليونيل ميسي وأنخيل دي ماريا العب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي وباقي نجوم التانغو.
مجرد رأي :
بطولة الدوري االحترافي المغربي
«قال ليه أش ش خصك البطولة فالمغرب ..قال ليه ـ الفار أموالي»
الزاكي يثأر من اتحاد طنجة
ما حدث خالل مباراة ديربي الشرق بين فريقي المولودية الوجدية والنهضة البركانية شيء يندى له الجبين وسيء إلى كرة القدم المغربية ويعطي صورة مشوهة عنها داخل وخارج الوطن. فأن تصل األمور إلى حد االعتداء على رجال األمن ونقل العديد منهم إلى المستشفى وأن يتم إحراق وتخريب تجهيزات الملعب الشرفي بوجدة الذي انفقت أموال طائلة من أجل إصالحه ولم يمر على افتتاحه إال أسبوع واحد بعد إغالق دام طويال عانى من خالله الفريق الوجدي األمرين ...فهذا شيء خطير يجب أال يمر بدون عقاب حتى ال تتكرر مثل هذه المشاهد المأساوية الدخيلة على مالعبنا وعلى كرتنا. لقد أصدرت اللجنة المركز للتأديب و الروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقوبة اإليقاف لمدة 5مقابالت نافذة بدون جمهور وغرامة مالية بقيمة 85ألف درهم على فريق المولودية الوجدية. وكذا إيقاف نادي النهضة البركانية لمقابلتين بدون جمهور وغرامة مالية قدرها 10االف درهم. عقوبات زجرية غير كافية إليقاف مد الشعب والعنف داخل المالعب. لقد آن األوان للتعامل مع هذه الظاهرة بنوع من الحزم والجدية للقضاء عليها نهائيا. ونتذكر جميعا المآسي التي عاشتها الكرة اإلنجليزية بفعل تصرفات الهوليغانس داخل وخارج إنجلترا ..وكيف تم التعامل معها و القضاء عليها نهائيا بالحكمة والتبصر .
انقسام داخل الكوكب المراكشي بشأن التعاقد مع المدرب بنشيخة
حقق المدرب بادو الزاكي مبتغاه وثأر من اتحاد طنجة الذي أشرف على تدريبه بداية العام الماضي وتمت إقالته بعد ثمان دورات بسبب سو ء النتائج. الزاكي المدرب الجديد لفريق الدفاع الحسني الجديدي وفي ثاني مباراة له مع الفريق العبدي حقق انتصارا هاما على اتحاد طنجة بملعبه وأمام جماهيره بهد فين دون رد من توقيع المهاجم سايمون مسوفا الذي استغل األخطاء الدفاعية لفارس البوغاز. المباراة لم تكن سهلة والتموضع الجيــد لالعبـي الجديدة داخل الميدان والذكاء الذي لعبوا به صعبة المهمة على اتحاد طنجة الذي سيطر على جل أطوار الجولة الثانية مستغال تراجع الضيوف إلى الوراء للدفاع عن مكسب الجولة األولى لكنه وجد أمامه جدارا اسمنتيا وحارسا يقظا عرف كيف يحافظ على نظافة شباكه أمام هجمات االتحاد. وعلى العموم يمكن القول أن فوز الدفاع الحسني الجديدي على اتحاد طنجة برسم الجولــة 19لبطولة الدوري االحترافي المغربي كان مستحقــا ..وأن على اتحاد طنجة مراجعـــة أوراقه
الدفاعية وتجنب األخطاء التي وقعت في هذه المباراة وقبلها أمام المغرب التطواني. المغرب التطواني يرغم الكوكب على التعادل. فريق المغرب التطواني يسارع الز من من أجل الحفاظ على مكانته ضمن الكبار. وبرسم الجولة 19تمكن من العودة بنقطة ثمينة بعدما أرغم الكوكب المراكشي على التعادل .1-1 وفي المقدمة الوداد البيضاوي ضرب بقوة وسحق سريع وادي زم بثالثية نظيفةلبعزز مكانته في الصدارة برصيد 42نقطة. نتائج الجولة 19 الوداد – سريع وادي زم .3-0 أولمبيك أسفي – المو لودية الوجدية .1-3 اتحاد طنجة -الدفاع الجديدي .0-2 الكوكب المراكشي .1-1
ك�أ�س الكونفدرالية الإفريقية
صراع أندية المغربية متواصل يعيش فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم حالة من االنقسام بشأن التعاقد مع المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة إلكمال الموسم أو االبقاء على ابن النادي عز الدين بنيس الذي عينه الفريق لتدريبه مؤقتا بعد إقالة المدرب عزيز العامري بسبب سوء النتائج. ويصر بعض أعضاء المكتب المسير للفريق المراكشي على استمرار بنيس لتفادي تكلفة التعاقد مع مدرب جديد السيما بعدما سدد الكوكب الشرط الجزائي للمدرب فوزي جمال 40 -مليون سنتيم -وبعدها تكلفة إقالة العامري. ويحتل الكوكب المراكشي الصف األخيــر في بطولــة الدوري االحترافي المغربي برصيد 16نقطة.
تواصـــل األنديـــة المغربيـــة المؤهلـــة لدور المجموعات لكأس الكون فدرالية اإلفريقية الصراع من أجل ضمان التاهل لألدوار المقبلة. وفي نهاية األسبوع وعن المجموعة الرابعة فاز فريق النهضة البركانية على الرجاء البيضاوي 2-4 وتغلـــب نـــادي حسنيـــة أكاديـــر على أوتوهو الكونغولي .1-2
في الترتيب : ــ نهضة بركان في الصدار بسبع نقاط. ــ حسنية أكادير في الرتبة الثانية بأربع نقاط ــ الرجاء البيضاوي في المركز الثالث بثالث نقاط وأوتوهو الكونغولي في المرتبة األخيرة .
العدد 982
وأخيرا الالعب «إيسكو» يقرر الرحيل عن ريال مدريد قرر الالعب الدولي اإلسباني «إيسكو أالركون» متوسط ميدان ريال مدريد اإلسباني الرحيل عن الفريق خالل فترة االنتقاالت الصيفية القادمة لما يلقاه من قبل المدرب سوالري وعدم االعتماد عليه كأساسي في المبارات األخيرة التي خاضها الفريق الملكي سواء ببطولة الليغا أو كأس الملك أودجوري أبطال أوربا. ووفقا للصحافـة اإلسبانية فإن الالعب إيسكـــو أخبرخوصي أنخيل سانشيزمدير عام النادي برغبته في الرحيل سواء استمر سوالري مع الفريق الملكي أو أقيل من منصبه كمدرب للفريق وأنه يرغب في بدء مسار جديد خارج أسوار ملعب سانتياغو بيرنابيو. وكان الالعــب إيسكو قد تسبب في العديـــد من المشاكل خالل الفترة الماضية مع ريال مدريد أبرزها قيامه بنشر صورة عبر مواقع التواصل االجتماعي وجه خاللها سؤال للجماهير «هل هو بدين أمال». وكذلك عدم مصافحته ألحد إداريي الفريق إضافة إلى الحركات الصبيانية التي يقوم بها على مواقع التواصل األمر الذي أدى إلى االحتقان مع الجماهيــر ومع إدارة النادي. بداية المشاكل مع المدرب سوالري بداتا العالقة بين ايسكو والمدرب سوالري تسوء منذ لقاء «إيبار» برسم الجولة 13لبطولة الليغا حيث أشرك المدرب الالعـــب إيسكـو في الدقائق العشريـن األخيرة ..وعندمــا كان فريق ايبار متقدمــا بثالثية نظيفة ..الشيء الذي لم يرق الالعب الذي وجه إشارات مسيئة للمدرب بعد انتهاء اللقاء وكانت هذه بداية ما يحدث حاليا بين الطرفين.
الشمال الرياضي برشلونة يدخل الصراع مع تشيلسي من أجل العب أتلتيكو ساؤول الثالثاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
موقف ريال مدريد من إيسكو يحتل فريق ريال مدريد حاليا الرتبة الثالثة في بطولة الليغا وراء كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد وبالنسبة إليه خسارة مباراة واحدة ستكون بمثابة ضربة موجعة قد تكلفه فقدان المنافسة وضياع لقب مهم. ويواجه فريق ريال مدريد يوم غد األربعاء غريمه التقليدي برشلونة في إياب كأس ملك إسبانيا وفي حال الهزيمة بملعب سانتياغو بيرنابيو سيتلقى الريال ضربة قوية. ومن جهة أخرى تنتظــر الفريق الملكي مباراة أخرى ال تقل أهمية وهي مباراة العودة أمام أياكس أمستردام الهولنـدي برسم دور الستــة عشر لدوري أبطال أوربا. ويأمل فريق ريال مدريد في تحقيق الفوز وضمان التأهل. ماذا قدم ايسكو لريال مدريد الالعب إيسكــو انضــم إلى الفريق الملكي عام 2013قادما من ملقة مقبـل 30مليون يورو ..وذلك بعد المستوى الرائع الذي قدمه حيث لعب 265مباراة سجل خاللها 46هدفا. ويبدو أن اإلعــالن عن قـرب رحيــل إيسكو عن ريال مدريد بسبب خالفه مع المدرب سوالري أدى إلى انخفاض القيمة السوقية لالعب في ظرف ثالثة أشهر من 90مليون يور إلى 70مليون فقط ..وهناك احتمال بأن تنخفض أكثر في األشهر المقبلة. ووسط تضارب أنباء حول الوجهة القادمة لالعب إيسكو أنباء متضاربة وغير مؤكدة التستبعد انتقاله إلى نادي برشلونة خالل الميركاتو الصيفي القادم.
أفــادت أنبـــاء صحفية أن نادي برشلونة اإلسباني سيتحرك خــالل فتـــرة االنتقـــاالت الصيفية المقبلة لتدعيم خط وسطه بأحد أبرز نجوم غريمه أتلتيكو مدريد. وبذلك سيدخل الفريق الكتالوني في صراع مع فريق ؤتشيبسي اإلنجليزي الذي يرغب هو اآلخر في التعاقد معه. فريق برشلونة وبعدما تعاقــد مع «فريك يدي يونــغ» وحصل على توقيعــه مقابل 86 مليون يورو خالل فترة االنتقاالت الشتويــة الماضية على أن ينضم للفريق في الصيــف
القادم وضع عينه على الالعــب «ساؤول» كأحد أبرز االنتدابات التي تسعى إليها وذلك بعدما قرر محاولة إغراء أتلتيكو بتقديم عرض بقيمة 110مليون يورو مما سيجعله الالعب اإلسباني األغلى أجرا في التاريخ. ويعد ساؤول أحد األهداف القديمة للفريق الكتالوني حيـث كــان عام 2017قريبا من االنتقال إلى برشلونة قبل أن يتمكن فريق أتلتيكو مدريد من إقناعه بتمديد عقده حتى عام 2026بعد رفع الشرط الجزائي في عقده من 80مليون إلى 150مليون يورو.
برشلونة اإلسباني مهدد بعقوبة مالية
قرعة الدوري الأوربي
مواجهات قوية بين الفرق المؤهلة أسفرت قرعة الدور ثمــن النهائي لبطولة الدوري األوربي لكــرة القدم عن مواجهات نارية بين األندية التي ضمنت تأهلها. وجاءت عملية القرعة كالتالي : تشيلسي اإلنجليزي -دينامو كييف األوكراني. انتراخت فرانكفــورت األلمـــاني -إنتر ميالنــو اإليطالي. دينامو زغرب الكرواتي -بنفيكا البرتغالي. نابولي اإليطالي -سالزبورغ النمساوي. بلنسية اإلسباني -كراسنودار الر وسي. إشبيلية اإلسباني -سالفيا برغ التشيكي . وزينيـــت سان بيترسبــورغ الروســـي -فيا ريال اإلسباني.
قرر االتحاد األوربي لكرة القدم فتح تحقيق في أحداث الشغب التي ارتكبها عدد من أنصار نادي برشلونة اإلسباني الذين سافروا إلى فرنسا لمتابعة مباراة فريقهم مع ليون الفرنسي برسم ذهـاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوربا. ووفقا لصحيفة «موندو ديبو رتيفو» اإلسبانية فإن االتحاد األوربي فتح تحقيقا حول إشعال عدد من جماهير الكتالوني األلعـــاب النارية خالل هذه المباراة. وتنص المادة 152من قانون العقوبات
لالتحاد األوربي لكرة القدم على أن أي فريق مسؤول عن تصرفات وسلوك جماهيره حتى ولو كانت المباراة خارج الديار. وبذلك يكون نادي برشلونة مهددا بغرامة مالية على غرار ماحدث مع اندية أخرى أبرزها باريس سان جيرمان الفرنسي. ويبدو أن نادي برشلونة لن يلتزم الصمت حيال هذا التحقيق ،حيث تأكد أنه سيتقدم باستئناف في حال توقيع العقوبة عليه مشددا على سلوكه التاريخي الجيد الخالي من أحداث الشغب.
الحكم المصري جهاد جريشة مرشح لقيادة كالسيكو الجيش الملكي -الر جاء البيضاوي تدرس أجهزة التحكيم التابعة للجامعة الملكية المنغربية لكرة القدم خيار إسناد مهمة تحكيم مباراة الكالسيكو بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي المرتقبة نصف هذا األسبوع لطاقم تحكيم أجنبي من مصر بعد قيادة الحكم السينغالي ندياي ديربي الشرق المؤجل بين المولودية الوجدية والنهضة البركانية. وكشفت مصادر من داخل لجنة التحكيم أن أجهزة التحكيم داخل الجامعة تدرس خيار تعيين الحكم المصري جهاد جريشة للفصل في مجريات هذه المواجهة. الجامعة راسلت االتحاد المصري لكرة القدم في هذا الصدد تفعيال التفاقية الشراكة والتعاون المبرمة بين الجانبين بعد أن سبق لالتحاد المصري االستعانة بخدمات الحكم رضوان جيد في قيادة مباراة عن الدوري المصري قبل أشهر.
19
الثالثـاء 26فرباير �إلى 04مار�س 2019
العدد 982
المجلس الجهوي للسياحة بطنجة-تطوان-الحسيمة...
السيد محمد مهيدية والياً على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة تسلم السيد محمد مهيدية ،بعد ظهر الجمعة الماضي، خالل حفل أقيم بقصر الوالية ،ظهير تعيينه واليا على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ،خلفا للسيد محمد اليعقوبي الذي عين واليا على عاصمة المملكة وجهتها. وقد ركز وزير الداخلية ،عبد الوافي لفتيت ،في كلمته، بالمناسبة ،كما فعل في مناسبات مماثلة ،على الجهوية التي اعتبر أنها تضفي دينامية تنموية جديدة من خالل مشاريع كبيرة ،في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ،من شأنها تحسين ظروف عيش المواطنين . كما أشار إلى أن جهة طنجة ،تطوان ،الحسيمة ،انخرطت في هذه الدينامية ،حيث إنها حققت ،في وقت قياسي ،نتائج هامة، إذ أنها أصبحت تشكل قطبا اقتصاديا رائدا ،على المستوى الوطني بفضل مؤهالتها االقتصادية الكبرى لتصير أول قطب وطني لصناعة السيارات وثاني قطب صناعي بالمغرب ،وذلك بفضل مخطط «طنجة الكبرى» وبرنامج تطوان . »2018 كما أشار الوزير إلى برنامج تنمية إقليم الحسيمة ،وذكر بالتزامات الدولة ،في هذا الشأن ،من خالل تنفيذ المشاريع المدرجة في مخطط «الحسيمة ،منارة المتوسط» ،مذكرا بأنه ،إلى حدود نهاية السنة الماضية ،تم االنتهاء من إنجاز ما مجموعه 444مشروعا ،في حين يوجد 340مشروعا في طور اإلنجاز ،من بينها 114مشروعا فاقت نسبة تقدم أشغالها 60في المائة ،داعيا الوالي الجديد ،ورئيس الجهة، والمنتخبين وممثلي اإلدارات الجهوية ،إلى مزيد من الحرص على تتبع تنفيذ سائر البرامج المدرجة في إطار «الحسيمة منارة المتوسط» ،مشددا على أن مواصلة تنمية هذه الجهة، يتطلب ،أيضا ،االستثمار الجيد لآلليات الموجودة في إطار الجهوية وميثاق الالتمركز اإلداري ،وكذا المنظومة الجديدة للمراكز الجهوية لالستثمار. ولم يفت وزير الداخلية أن يذكر الوالي وعمال أقاليم الجهة ،بضرورة العمل على مواكبة المشاريع التنموية من أجل تحقيق النتائج المرجوة ،والعمل على تطوير الخدمات العمومية بالجهة ،بغاية النهوض بالخدمة العمومية ،وتحقيق العدالة االجتماعية واالنخراط في عملية التحول االقتصادي واالجتماعي المنشود ،السيما االلتزام بقواعد الشفافية وروح المسؤولية ،والقطع مع بعض الممارسات المشينة ،التي تسيء لإلدارة وللموظفين على حد سواء”. وال شك أن وزير الداخلية له من األسباب ما يدفعه إلى تذكير الوالة والعمال بواجب «اإلنصات للمواطنين» والتواصل معهم ،واعتماد الحوار كمنهج في تدبير المشاكل المطروحة، وتطبيق سياسة القرب ،وأن عمل اإلدارة الترابية ال يرتبط، َ س فقط ،بالتدبير اليومي للشأن العام ، ،بل يجب أن يتم بنَف ٍ استراتيجي استباقي لألحداث والتطورات ،تجسيدا فعليا لمبدأ الدولة في خدمة المواطن. لعل وزير الداخلية تعمد تذكير الوالة والعمال ،في سياق خطاب تنصيبه لوالي جهة طنجة ،بما يشكل جوهر اختصاصاتهم ولب عملهم وطبيعة مسؤولياتهم ،في إطار رؤية جديدة لإلدارة العمومية ودورها في خدمة المواطن وتأطيره وتعبئته لتحقيق التغير المنشود والتنمية الشاملة. ولهذا ربط الوزير التعيينات الجديدة للوالة والعمال ،بالسياقات الوطنية المتصلة بالتنزيل العملي لمخطط اإلصالح الذي يظل رهينا بوجود كفاءات بشرية ،قادرة على بلورته بالشكل المطلوب ،وواعية بأولويات المرحلة التي تجتازها البالد.
األخيرة
ولم يفت الوزير أن يشير ،بالمناسبة ،إلى «التحديات األمنية» التي تواجهها البالد ،خاصة وأن جهة طنجة ،تطوان، الحسيمة ،تعتبر الواجهة الشمالية للمغرب ،في وجه القارة األوروبية ،وأن البالد تواجه مخاطر مصدرها بعض المجموعات اإلجرامية ،من تجار البشر والمخدرات والتهريب بمختلف أنواعه ، ،فضال عن خطر تسلل العناصر اإلرهابية المتربصة بأمن بلدنا الذي رسخ صورته في العالم ،كدولة مستقرة وآمنة، إال أنه يتحتم على كافة األجهزة المعنية باألمن ،الحفاظ على روح اليقظة والحذر والتعبئة إلفشال مخططات أعداء الوطن. ومن حسن الصدف ،أن تبادل المناصب بين محمد اليعقوبي ومحمد مهيدية ،صادف وجود تشاببه كبير بين تكون الرجلين العلمي ومسارهما المهني ،حيث إن األول تخرج من المدرسة الحسنية لألشغال العمومية والثاني من المعهد العالي لألسمنت المسلح بفرنسا .كما أن بداية مسارهما المهني انطلق من مهام تقنية حيث تحمل اليعقوبي مهام تدبير استغالل بعض موانئ المملكة ،خاصة بأكادير وطنطان والعيون والجرف األصفر قبل توليه إدارة المركز الجهوي لإلستثمار بدكالة ثم طنجة ،وذلك ما بين 1992و ،2004 بينما مهيدية اشتغل إطارا باألشغال العمومية و مديرية الطرق ثم مديرا لشركة تهيئة سال الجديدة ما بين 1982و ،1996قبل أن ينخرطا في سلك الوالة ،األول عامال على عمالة المضيق -الفنيدق ،ثم واليا على والية تطوان ثم واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة 2005( ،ـ )2019والثاني عامال على الصخيرات ـ تمارة ،ثم واليا على جهة تازة ـ الحسيمة ـ تاونات ،فواليا على جهة مراكش تنسيقت الحوز وأخيرا واليا على جهة الرباط ـ سالـ القنيطرة ( 2002ـ .)2019 ويشترك الرجالن في خصال مهنية وإنسانية كثيرة ،حيث عرفا ،خالل مسارهما اإلداري بالكفاءة ،والجدية ،والصرامة ، وكونهما رجلي ميدان يغالبان الزمن في تتبعهما الدائم للمشاريع والمنجزات ،بإيقاع قوي وسريع ،مع االعتراف لهما معا ،باألخالق الحميدة ،وتعاملهما الطيب مع مساعديهما والمنتخبين ورجال ونساء اإلدارة الجهوية ،وانفتاحهما على مكونات المجتمع بروح التشارك والتفهم والتعاون والتآزر والتعاضد. وكان جاللة الملك قد استقبل ،اإلثنين الماضي ،الوالة والعمال الجدد باإلدارتين الترابية والمركزية حيث أدوا القسم بين يدي جاللته ،ويتعلق األمر بكل من الوالي محمد اليعقوبي ،ومحمد مهيدية ،وسعيد حميدوش ،والي جهة الدار البيضاء، وعبد السالم بكرات ،والي جهة العيون ،وبوشعيب يحضيه، والي جهة درعة ،وخطيب لهبيل ،والي جهة بني مالل ،وعبد الحق حمداوي عامل إقليم بولمان ،ومصطفى النوحي ،عامل إقليم ميديلت ،وحسن الزيتوني ،عامل إقليم تنغير ،وابراهيم أبو زيد ،عامل إقليم سطات ،وعلى سالم الشكاف ،عامل إقليم مديونة ،وخديجة بن الشويخ ،عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني ،وعمر التويمي ،عامل عمالة سال ،وهشام المدغري العلوي ،عامل عمالة المحمدية ،وعمر التويمي بنجلون ،عامل إقليم صفرو ،وعبد اهلل شاطر ،عامل إقليم النواصر ،والعالمين بو عصام ،عامل إقليم العرائش ،والحبيب نادر ،عامل إقليم سيدي قاسم ،ورشيد بنشيخي ،عامل إقليم الحوز ،ومصطفى النشطي /عامل عمالة مقاطعات بنمسيك .وحسن مزيرما، عامل ملحق باإلدارة المركزية بوزارة الداخلية.
عزيز كنوني
انتخابات غير شرعية مع فوز مستحق لرقية العلوي
ت�صوير :حمودة فازت رقية العلوي ،يوم األربعاء المنصرم، بمنصب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ،بعد ساعات من التنافس الحارق ،بين مترشحين أساسيين وهما صفوان بنعياد ،اإلطار السياحي بطنجة وبخارج المغرب ،ورقية العلوي مديرة إحدى الفنادق بتطوان ،هذا التنافس الذي خلص بانسحاب صفوان بنعياد ،بعد كشفه لعدد من الخروقات المرتكبة بالجمع العام ،بما في ذلك القانون األساسي ،وكذا غياب الئحة األعضاء المتوفرين على أحقية التصويت ،والتمثيل في المكتب ،باقتراح من الهيئات القطاعية، ما اعتبره بنعياد غير قانوني ،ليقرر اإلنسحاب وترك المكان لرقية العلوي .رقية العلوي الرئيسة الجديدة للمجلس الجهوي للسياحة، خـريجـة جامعة “ايكـس مارسيليا” (شعبة إدارة الشؤون اإلقتصادية واإلجتماعية) ذات كفاءة وتجربة كبيرة ،منذ أن شغلت عدة مناصب في التدبير والتسيير في قسم المبيعات ،ثم في عالـــم التواصــل والتسويق بالمجموعـة الدوليـــة األمريكية “حياة ريجنسي” ،ثم اندماجها في المجموعة الدولية الفرنسية “أكور” ،قبل أن يتم تعيينها كمسؤولة داخل المجموعة الفندقية الفرنسية المذكورة سلفا، ثم كمديرة تجارية قبل أن يتم أيضا تعيينها مديرة عامة. وتراهـن العلوي على حجم المؤهــالت السياحية المتنوعة والجذابة لهــذه الجهــة والوتيرة التصاعدية لإلستثمارات العمومية والخاصــة ،التي عرفــت تطورا كبيــرا خالل السنوات األخيرة وانعكســـت إيجــابـا على المؤشرات الرقمية لقطاع السياحة بالجهة. و تجدر اإلشارة إلى أنه قد سبـــق لرقيـة العلوي أن صنفت سنة ،2004من بين أفضل 100نساء مقاوالت على صعيد المغرب ،ومن بين أهدافها في حالة الفوز برئاسة المجلس،
إعادة هيكلة المنتوجات والتجهيزات السياحية والخدمات في إطار الحفاظ على محيط دائم ومندمج ،بشراكة وتعاون مع جميع المؤسسات العامة والخاصــة في جهــة طنجة-تطوان- الحسيمة. و حسب بعـــض المهنيين والمتتبعين للشأن السياحي بالجهة ،فإن المجلس الجهوي للسياحة وعلى مدى سنـــوات طـوال ،عـــرف شبهات وتلقى عديد انتقادات حول طريقة تدبيره للمجاالت المنوطة به ما ينتــج عنه ضعف الحصيلة في كل مهامه ،وذهب البعض إلى وصف الفترة الفائتة بالجامدة خصوصا وأن استمرار الرئيس السابق في منصبه بعد فقدانه للصفة المهنية التي تخول له رئاسة المجلس ،بسبب تخليه عن حصته كمساهم في إحدى المقاوالت السياحيــة المعروفــة بمدينة طنجة ،فاستمراره كان ضربا للقانون وعارا على مؤسسة رسميـــة تحظى بتسييــر مجال أقل ما يمكن قوله عنه أنه الدينامو األساسي للحركة اإلقتصادية بجهة طنجة- تطوان-الحسيمة. و ال يفوت الجريدة أن تذكر طريفة من طرائف هذه االنتخابات ،عندما خاطب المدير المستقيل من المجلـس أحـــد الصحفيين الحاضرين مباشرة بعد إعالن فوز رقية العلوي، بلغة شعبية «وقول باز» فرد عليه الصحفي «قول باز وبزيز» وما قصده الشخص المذكور أنه وبالرغم من جميع التالعبات التي تمت باللقاء إال أن مبتغاهم وصلوا إليه بفوز السيدة التي ساندوها و دفعوها بقوة لنيل المنصب، هذا الشخص ذاته الذي تحدث باسم المجلس وسير اللقاء يوم األربعاء باسم المجلس ،هو من األصل ليس له مكان به ،فالشرعية إذن إغتصبت بهــذه االنتخابــات من أولها إلى آخرها.
ل.س
صدار جديد
إ
صدر ديوان شعري لمؤلفته ذ .نعيمة حسكة ،بدعم من الدكتور حسن السويطي، تحت عنوان « :نزف اليمام» قدم له األستاذ الميلـودي الوريـدي ،وممـــا جـاء في تقديمه: «وبالرجوع إلى متنها الشعري ،ومنذ العتبة الغالفية تطالعنـــا الصورة الشعريـــة التي تحققها العتبة ،ســواء لفظـا أو إحالة ،فالواضح أن التركيب اإلضافي الموجز يرسم بأقل عدد من األحرف واألصوات صورة أيقونة غنية في أنساقها المرجعية والتناصية تعمل هي األخرى على تفجير صور مخيالية ،وهذه المرة في ذهن المتلقي ..بحيث يستطيع القارئ المزج بين «الترف» كمنبع إنساني للصورة و«اليمام» كمنبع كوني خارجي لها في صور توالدية غاية في االنزياح والمغايرة ،ولعمري أن هذا ما يميز اللغة الشعرية عن غيرها من الملفوظات.»... وممـــا جــاء فـي تقـــديـــم األستــاذ سعيد حداوي ـ كذلك ـ « :يحبل ديوان «نزف اليمام» بالعديد من اإلشراقات الشعرية التي تتنفس مساحة من األمل رغم المناخ التراجيدي الذي يؤثت مجمل القصائد ،وهو ما يدل على أن الذات الشاعرة منخرطة بعمق في المخاضات العسيرة التي تعرفها الساحة الثقافية والشعرية على وجه الخصوص ،وسط تحوالت مجتمعية وقيمية ،غير مضبوطة التقاسيم، من هنا يولد اإلحساس بالقلق ،إن لم نقر أن أصل الكتابة الشعرية يتأسس على السؤال المقلق ال المهادن ».