Achamal n° 983 le 05 Mars 2019

Page 1

‫الشروع في افتحاص مالية‬ ‫المجلس الحضري لطنجة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 983‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 27‬جمادى الثانية ‪� 05 / 1440‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫أفاد مصدرنــــا أن قضــــاة‬ ‫المجلس الجهوي للحسابـــات‪ ،‬من‬ ‫المنتظر أن يكونــوا قيـــد العمـل‪،‬‬ ‫أمس اإلثنين ‪ 4‬مارس الجــاري في‬ ‫إطار افتحــــاص التدبيــر المالــي‬ ‫لجـمـــاعــــــة طنـجـــة‪ ،‬بـــــعـــد‬ ‫أن تــوصــــل البشيـــر العبدالوي‪،‬‬ ‫عمــــدة طنجة‪ ،‬كما هو معمـول به‬ ‫قانونيا‪ ،‬برسالة يخبره فيها رئيس‬ ‫المجلس الجهوي للحسابـات بأن‬ ‫تاريـــخ ‪ 2‬مارس ‪ 2019‬هو موعـد‬ ‫الشـــروع في هذا الفحص‪ .‬ومن‬ ‫المنتظر أن تشمل عملية االفتحاص‪ ،‬كذلك‪ ،‬المقاطعات األربع التي تتوصل بمنح سنوية مقتطعة من مالية‬ ‫المجلس الحضري لطنجة‪.‬‬

‫بنشماش يحمل خالفه مع «التيارات الظالمية»‬ ‫إلى تيارات «حداثية» بشمال إفريقيا‬ ‫ويدعو إلى «وطنية ثانية»‪! ‬‬

‫بنشمـاش أميـن عـام «األصالـة والمعاصرة» حمل خالف تيــاره العميـــق مع «التيارات اإلسالماويـــة»‬ ‫بوصــف «الحداثيين المغـــربييــن‪ ،‬إلى بعــض أحـزاب «شمـال إفريقيا»‪ ،‬رغبة في ائتالف‪ ‬حزبي‪ ‬يواجــه‬ ‫به غريمه «التقليدي» بالمغرب‪« ،‬العدالــة والتنميـــة»‪ ،‬ويعبر عن عزم ائتالفــــه صدّ «مؤامــرات أعـــداء‬ ‫الديمقراطية‪ ‬والتقـــدم»‪ ،‬ومواجهة المخاطـــر الجسيمـــة «لإلسالم السياسي»‪ ‬بسبب «تطرفــه وانحرافــــه‬ ‫عن مقاصد اإلسالم»‪ ،‬وكون اإلســالم السياسي «يغذي حالة عدم اليقين» و «ينشر قيما ظالمية» تعيق‬ ‫التقدم‪ ‬وتحقيق المشروع الديمقراطي الحداثي لشعوب شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫هذا «غيض من فيض» مما‪ ‬طفح به الخطاب االفتتاحي لبنشماش‪ ،‬خالل «اللقاء التشاوري»‪ ‬ليقطع نهائيا‪،‬‬ ‫أو كما يظن‪ ،‬مع التاريخ النضالي لألحزاب التاريخية ـ المحررة‪ ،‬التي وضعت هنا في طنجة‪ ،‬ومنذ ‪ 61‬عاما‪ ،‬اللبنة‬ ‫األولى لبناء‪ ‬صرح «المغرب العربي الكبير»‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بالجهة في دورتها‬ ‫العادية لفبراير ‪ ،2019‬حصيلة مشرفة مع تحقيق للتنمية‬ ‫االقتصادية و دعم مستمر للمهنيين عبر التكوين‬ ‫والتواصل و حل لمشاكل القطاع‬

‫مرت أشغـــال الدورة العادية لفبرايــر‬ ‫‪ ،2019‬لغرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫بجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمــة يـــوم أول‬ ‫أمس الخميس‪ ،‬مرت في جـــو ساده النقاش‬ ‫المستفيض واألخذ بمالحظات واقتراحات‬ ‫األعضاء والمهنيين‪ ،‬في كل ما يخص القطاع‬ ‫على الصعيد الجهوي‪.‬‬ ‫و بعد افتتاح الدورة بكلمة للرئيس‪ ،‬عمر‬ ‫مورو‪ ،‬شملت عرضا لبعض أنشطة الغرفة خالل‬ ‫سنة ‪ ،2018‬بما فيها من سلسلة من اللقاءات‬ ‫التواصلية مع المهنيين همت موضوع « الفوترة‬ ‫اإللكترونية» هذه اللقاءات التي أطرتها المديرية‬ ‫الجهوية للجمارك والمديرية الجهوية للجمارك‬ ‫بعدما أثاره قانون المالية ل‪ 2019‬من استياء‬ ‫من لدن التجار الصغار منهم والكبار‪ ،‬فضال‬ ‫عن اللقاءات التي همت مناقشة اإلكراهات التي‬ ‫تواجههاالمهنالتجاريةبالجهة‪،‬لرفعتوصياتها‬ ‫للمناظرة الوطنية المرتقب عقدها متم أبريل‬ ‫القادم‪ .‬وتطرق عمر مورو في كلمتـه إلى الدور‬ ‫الرئيسي الذي تلعبه منهجية التكوين التي‬ ‫اعتمدتها الغرفــة والخاصة بأعضـاء الغـرفـة‬ ‫وأطرها‪ ،‬إلى جانب مراكز تكوين التاجر‪،‬بهدف‬ ‫تقوية مهاراته وتحسين مناخ التجارة وتطوير‬ ‫القطاع‪.‬‬ ‫‪ ‬و أشار عمر مورو بالمناسبة إلى الزيارة‬ ‫التي قام بها وزير الصناعة واإلستثمار والتجارة‬ ‫واإلقتصاد الرقمي للغرفـة في إطـار البرنامج‬ ‫المتفق عليــه بين الوزيــر ورؤسـاء الغـــرف‬ ‫بالمغرب‪ ،‬للوقوف على مدى تقدم عمل الغرف‬ ‫اإلستشرافي‪ ،‬وكانت فرصة لمتابعة تحضير‬ ‫المناظرة الوطنية للتجارة من جهة‪ ،‬والتباحث‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫حول السبل الكفيلة بدعم مشاريع غرفة الجهة‬ ‫في مجال التكوين عموما‪ ،‬والتكوين المستمر‬ ‫على الخصوص وحاضنات المقاوالت وبعض‬ ‫المشاريع المهيكلة وكل ما يهم خدمــات دعم‬ ‫ومواكبة المنتسبين من جهة أخرى‪ ،‬كما وقف‬ ‫الوزير على التجربة األولى من نوعها التي أقدمت‬ ‫عليها الغرفة في نطاق التنمية المستدامة من‬ ‫خالل عملية فرز النفايات من المنبع‪ ،‬على أمل‬ ‫تعميم هذا المشروع على باقي الغرف‪.‬‬ ‫و بالموازاة مع المناقشة والمصادقة على‬ ‫نقاط جدول أعمال الدورة‪ ،‬طرح بعض األعضاء‬ ‫مختلف اإلكراهات التي يواجهها القطاع بطنجة‬

‫وتطوان بسبب الشركة المكلفة بتدبير قطاع‬ ‫الماء والكهرباء وتطهير السائل‪ ،‬حيث وصفها‬ ‫األعضاء بغول يرهب المستثمرين‪ ،‬محذرا من‬ ‫الزيادات التي تخطط لها أمانديس‪ ،‬مطالبين‬ ‫رئيس الغرفة بتخصيص نقطة خاصة حول هذا‬ ‫الملف وعرضها في الدورة المقبلة‪ ،‬مع البدء في‬ ‫التفكير في الحل إما عبر التفاوض أو عبر القانون‪،‬‬ ‫وتجاوب عمر مورو مع المتدخلين معلنا أنه سيتم‬ ‫إصدار بيان حول الموضوع وعرضه خالل الدورة‬ ‫المقبلة مع تشكيل لجنة تمثل جميع أقاليم‬ ‫الجهة إلعداد تقرير مفصل وعرضه بالجمع العام‬ ‫المقبل‪.‬‬

‫النفايات املطمورة باملطرح‬ ‫البلدي بطنجة مغوغة تخزن غاز ًا‬ ‫�سام ًا قد يفجر املنطقة يف �أي وقت‬ ‫قدم أحمد الطالحي‪ ،‬رئيس لجنة‬ ‫التعمير وإعداد التراب والمحافظة على‬ ‫البيئة بجماعة طنجــة‪ ،‬بدورة فبراير‪،‬‬ ‫خالل مداخلته‪ ،‬عرضا تضمن المشاريع‬ ‫الثـالثــة الخاصة بالمطـرح البلــدي‬ ‫بطنجة‪ ،‬والتي تهم فتح مطرح جديد‪،‬‬ ‫إغالق وتهيئة المطرح القديم‪ ،‬وتوفير‬ ‫مراكز التحويل‬ ‫بعد الكارثة البيئية التي تعانيها‬ ‫منطقة مغوغة بسبب المطرح البلدي‪،‬‬ ‫بات من الضـروري إيجاد حلول عاجلة‬ ‫للمعالجــة بعـض السلبيــات التي جاء‬ ‫بها الجيل الجديد من تدبير النفايات‪،‬‬ ‫حيث مجموع ما نجمعه من النفايات تذهب إلى األرض والكل يعرف أن األراضي‬ ‫الحضرية تكون تكلفتها مرتفعة جدا علما أن طنجة تخزن مليون طن من هذه‬ ‫األزبال في السنة»‪ ،‬وهذا التخزين‪ ،‬ينتج عنه تكدس للغازات السامة ومن بينها‬ ‫غاز الميثان في باطن األرض‪ ،‬ما عبر عنه الطالحي بقوله أن هذا الغاز هو «قنبلة‬ ‫موقوتة قابلة لالنفجار في أي لحظة‪ ،‬حتى إن تمت تهيئة المطرح وتحويله إلى‬ ‫مساحة خضراء‪ ،‬هذا لن يمنع من حدوث انفجار في أي لحظة» ما يدعو للتعجيل‬ ‫بإيجاد مخرج لهذه الكارثة المحتملة الحدوث‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫بروتوكول الصيد ينتظرُ موافقة‬ ‫مجلس الوزراء وإجماع البرلمانيين‬

‫ينتظرُ االتحاد األوروبي بكثير منَ الترقب‬ ‫َ‬ ‫اسْتكمال الرّباط للجوالت المتب ّقية في مسَاِر‬ ‫اتفاقي الطرفين في مجالي الصيد البحري‬ ‫والفالحة؛ ْإذ لم يعدْ ي ْف ُ‬ ‫صل عملية التصديق‬ ‫النهائية على االتفاق البحري والبروتوكوالت‬ ‫المتعلقة بالمنتجات الزراعية‪ ،‬اللذين وا َفقَ‬ ‫عليهما البرلمان األوروبي باإلجماع‪ ،‬إال محطة‬ ‫أخيرة تتمثل في الموافقة الرسمية على‬ ‫مضامينهما من طرفِ البرلمان المغربي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وقبْل مصادقة البرلمان على االتفاقيين‬ ‫الزراعي والبحري ليدخال حيز التنفيذ‪ ،‬يتعيَّنُ‬ ‫موافقة مجلس الوزراء برئاسة الملك محمد‬ ‫السادس عليهما‪ ،‬وهو األمر الذي يتط ّلبُ‬ ‫وقتاً‪ ،‬وفق وكالة «إيفي»‪ ،‬وذلك ما يخشاهُ‬ ‫أرباب ومهنيو قطاع الصيد البحري في االتحاد‬ ‫األوروبي الذين يطالبون بتسريع إجراءات‬ ‫استكمالالمصادقة‪.‬‬ ‫ومعروف ّ‬ ‫أن دخول االتفاقيتين حيّز التنفيذ‬ ‫يتط ّلبُ المصادقة عليهما من طرف البرلمانين‬ ‫المغربي واألوروبي‪ .‬وفي هذه الحالة‪ُ ،‬‬ ‫سيكون‬ ‫على األوروبيين االنتظار أكثر بسبب «عطلة»‬ ‫البرلمان المغربي‪ ،‬الذي إذا ما أرادَ مناقشة‬ ‫مضامين االتفاقين في ظرفٍ استثنائي‪ ،‬يتعين‬ ‫عليه عقد دورة استثنائية‪.‬‬ ‫وصادقت الحكومـــة‪ ،‬على اتفاقيــن بين‬ ‫المغرب واالتحاد األوروبي يهدفان إلى تمتيع‬ ‫منتجات األقاليم الجنوبية بالمعاملة التجارية‬ ‫التفضيلية نفسها التي يخولها اتفاق الشراكة‪.‬‬ ‫وتأتي هــذه المصادقـــة بعد سلسلـــة من‬ ‫المحطات التي قطعها البرتوكول في ردهات‬ ‫البرلمان األوروبي الذي اعترفَ‪ ،‬بغالبية نوابه‪،‬‬ ‫بسيادة المغرب على كامل ترابه‪.‬‬ ‫وتعتبرُ الرباط موافقـــة المؤسســـات‬ ‫هاتين االتفاقيتين «رسالة‬ ‫األوروبية على‬ ‫ِ‬ ‫سياسية» توضح القيمة التي تعطيها الهيئات‬ ‫المجتمعية لـ «الشراكة» االستراتيجية» مع‬

‫‪2‬‬

‫وقــد جـاء مشـروع المطرح الجديد ليضع حداً لمعانــاة المئات من قاطني‬ ‫المجمع السكني المجاور للمطرح‪ ،‬الذي يعود إنشاؤه إلى سنوات السبعينات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬وقد كان إحداث هذا المطرح قد تم بشكل مؤقت على أساس‬ ‫إعداد مطرح جديد يحترم المواصفات البيئية‪ ،‬لكن المؤقت أصبح دائما‪ ،‬ثم ازداد‬ ‫التوسع الديمغرافي والعمراني بطنجة‪ ،‬ليصبح مشكلة بيئية حقيقية‪.‬‬ ‫و تعالـــت األصــوات في السنوات األخيرة‪ ،‬بضرورة التعجيل بإغالق المطرح‬ ‫البلدي وفتح مطرح جديد يحتــرم معاييــر السالمة البيئية والصحية‪ ،‬طبقا‬ ‫للتشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة‪.‬‬ ‫و يقول متتبعون للشأن البيئي في المدينة‪ ،‬أن األضـرار الناجمـة عن هـذا‬ ‫المطرح‪ ،‬لم تعد منحصرة فقط في األحياء المحيطة‪ ،‬بل انتشرت لتصل إلى أغلب‬ ‫أحياء المدينة‪ ،‬ما يعتبر مؤشراً كارثيآً خطيرا‪ ،‬يعجل من إيجاد حلول إليقافه‪ ،‬واآلن‬ ‫غاز الميثان يهدد حياة اآلالف من الساكنة‪ ،‬وكلها أشياء حاولت جماعة طنجة‬ ‫التكتم على تفاصيلها أكثر من مرة‪ ،‬إال أن تصريح رئيس لجنة التعمير وإعداد‬ ‫التراب والمحافظة على البيئة بجماعة طنجة‪ ،‬أحمد الطالحي فجر الكارثة واضعا‬ ‫الكل في حالة اندهاش ورعب من تحقق قوله‪.‬‬ ‫«أكرمكم اهلل بالغازات»‪...‬‬

‫إشارة ‪:‬‬ ‫المغرب‪ .‬وبعدَ هذه المحطة‪ ،‬كانت دول االتحاد‬ ‫أجرتْ سلسلة من المشاورات الداخلية العتماد‬ ‫مضامين االتفاقين بشكل رسمي ونهائي‪،‬‬ ‫وستطبق هذه المسطرة على المغرب أيضاً‬ ‫من خالل مناقشة هذا البروتوكول تحت قبة‬ ‫البرلمان‪.‬‬ ‫وقال مصطفى الخلفي‪ ،‬الوزير المنتدب‬ ‫المكلف بالعالقات مع البرلمـــان والمجتمع‬ ‫المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬إن‬ ‫اتفاق الصيد البحري يلزم السفن األوروبية‬ ‫بتشغيل الحد األدنى من المغاربة وإفراغ جزء‬ ‫من الحمولة في موانئ المملكة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫صعود مراقبين مغاربة إلى البواخر األوروبية‬ ‫حفاظا على الصيد المستدام‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬قال نوفل البعمري‪،‬‬ ‫محام خبير في قضايا الصحراء‪« :‬من المفترض‬ ‫أن يتم عرض االتفاقية على البرلمان المغربي‬ ‫قصد مناقشتها والمصادقة عليها لتحظى بقوة‬ ‫مؤسساتية واضحة‪ ،‬خاصة أنها ستمر بمختلف‬ ‫المؤسسات‪ ،‬على رأسها المجلس الحكومي ثم‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬أي البرلمان»‪.‬‬ ‫وأضاف أن ‪« :‬هـــذا المســـار اإلجرائـــي‬

‫والمسطري ال يعتبر شكليا بل أساسي في مسار‬ ‫االتفاقية‪ ،‬خاصة بعد أن تمت إجازته من طرف‬ ‫البرلمان األوروبي‪ ،‬وهو مسار أساسي سيعطي‬ ‫قوة إضافية لالتفاقية‪ ،‬ال سيما وأن البرلمان‬ ‫به ممثلون لجهتي الصحراء‪ ،‬مما سيعطيهما‬ ‫شرعية إضافية‪ ،‬شرعية مؤسساتية‪ ،‬ستشكل‬ ‫لحظة إجماع وطني مؤسساتي من خالل دعم‬ ‫االتفاقية وتوضيح مضامينها‪ ،‬خاصة أثناء‬ ‫المناقشة»‪.‬‬ ‫ووقعت اتفاقية الصيد البحري بين المغرب‬ ‫واالتحاد األوروبي آخر مرة في ‪ ،2014‬وتدوم‬ ‫أربع سنوات‪ ،‬وتتيح للسفن األوروبية الصيد في‬ ‫منطقة الصيد البحري المغربية مقابل مساهمة‬ ‫اقتصادية أوروبية سنوية بقيمة ‪ 30‬مليون يورو‪.‬‬ ‫ووفق هذه االتفاقية‪ ،‬تنشط سفن ‪ 11‬بلداً‪،‬‬ ‫بينها إسبانيا وفرنسا وهولندا وليتوانيا‪ ،‬في البحر‬ ‫المغربي‪ .‬ويُعول المغرب على االتفاقية بشكل‬ ‫كبير لما لها من أثر في تمويل االستراتيجية‬ ‫الجديدة للصيد البحري «أليوتيس»‪ ،‬التي‬ ‫حظيت بمساعدات بقيمة ‪ 120‬مليون يورو من‬ ‫االتحاد األوروبي منذ تدشينها في ‪.2009‬‬

‫• عن «هسبريس»‬

‫امل�صحات اخل�صو�صية‬ ‫واملراقبة‪!!..‬‬

‫كنا دائما نطالب بفرض رقابة وتتبع للمصحات الخصوصية‪ ،‬التي‬ ‫تتصرف وفق أنظمة وقوانين ال تعلمها إال هي‪ ..‬رقابة في التسيير واألداء‪..‬‬ ‫فهذه المصحات تفرض ما تشاء من رسوم بمنآى عن أية مراقبة‪ ..‬وال‬ ‫يقف األمر عند هذا الحد‪ ،‬فاألمر انحرف عن الوازع اإلنساني الذي تفرضه‬ ‫المهنة والضمير‪ ،‬وحاجة الناس إلى العالج بدون اعتبار الربح المادي‬ ‫كأساس‪..‬‬ ‫إليكم هذه الواقعة‪ ،‬ففي ‪ 8‬فبراير ‪ ،2019‬انتابت سيدة مسنة نوبة‬ ‫قلبية‪ ،‬وكانت في أمس الحاجة إلى إنعاش‪ ..‬أسرة المريضة أخذتها إلى‬ ‫مصلحات طنجة المعروفة‪ ..‬وكل هذه المصحات رفضت قبول المريضة‪،‬‬ ‫بدعوى عدم وجود غرفة لإلنعاش‪ ،‬وهو ‪-‬تقول األسرة‪ -‬عذر غير مقبول‪،‬‬ ‫فال يمكن لمصحات كبرى أن تخلو من غرف لإلنعاش‪ ...‬وعند تم نقل‬ ‫المريضة إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس تقبل قبولها واستقبالها‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬كما عوملت من طرف الطاقم الطبي بكل أريحية وسعة صدر‬ ‫واهتمام‪ ،‬حيث حظيت بعناية الزمة‪ ..‬كان األمر كذلك بمستشفى الدوق‬ ‫دي طوفار قبل أن يتم نقل المريضة إلى الرباط لمواصلة العالج‪..‬‬ ‫نعود فنؤكد على ضرورة فرض رقابة على المصحات الخصوصية أداء‬ ‫وتسييرا‪!!..‬‬

‫م‪.‬ب‪.‬س‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫كان طفال كغيره من األطفال‪ ،‬يلهو ويلعب‪ ،‬ويسرح ويمرح‪ ،‬فلما‬ ‫شب عن الطوق‪ ،‬عرف أن الحياة ليست لعبا كلها‪ ،‬وليست لهوا كلها‪،‬‬ ‫وأن هناك مسؤولية عليه أن يتحملها‪ ،‬ويستعد لتبعاتها‪.‬‬ ‫ولكي يضطلـع بهذه المسؤوليـة «على حقها وطريقها» أمسك‬ ‫بخريطة الحياة‪ ،‬ورسم عليها خطاً مستقيماً ال اعوجاج فيه‪ ،‬وقرر أن‬ ‫يسير عليه ما حيي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مواظبة‪،‬‬ ‫وهكذا انخرط في غمار الدراسة‪ ،‬فما تململ عن الخط‬ ‫وانضباطاً‪ ،‬ون َفساً طوي ً‬ ‫ال في المذاكرة والمراجعة‪ ،‬ونتائج طيبة‪ ،‬فتحت‬ ‫له آفاقا واعدة‪.‬‬ ‫وشغل منصبا محترما في حقل التربية والتعليم‪ ،‬فضرب المثل في‬ ‫األناقة‪ ،‬والضمير المهني‪ ،‬والسيرة الحسنة‪.‬‬ ‫ودخل إلى عش الزوجية‪ ،‬فوجد في رفيقة الدرب‪ ،‬السكينة والمودة‬ ‫والرحمة‪ ،‬وفي األوالد النبتة الصالحة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويخيل‬ ‫ومن يخالطه أو يراه‪ ،‬يكبرُ فيـه هذه المشيـة العسكريـة‪،‬‬ ‫إليه أنه يسير في عرض عسكـري‪ ،‬بارز الصدر‪ ،‬رافع الهامـة‪ ،‬شامخ‬ ‫األنف‪.‬‬ ‫إنه سبق زمنه بهذا االنضباط‪ ،‬والتنظيم والنظام‪ .‬سبقه بأشواط‬ ‫وأشواط‪ .‬ولم يستطع فصل من فصول السنة‪ ،‬أو حدث من األحداث‪،‬‬ ‫أو مناسبة من المناسبات‪ ،‬أن تبعثر أوراقه‪ ،‬أو تكسر روتينه‪ ،‬أو تغير‬ ‫برنامجه‪.‬‬ ‫أحيل على المعاش‪ ،‬فحمد اهلل على الذكر الحسن‪ ،‬وعلى حسن‬ ‫الخاتمة‪ ،‬وانصرف إلى هواياته‪ ،‬يتعهدها بالعناية والرعاية‪ ،‬ويضع لها‬ ‫أرشيفاً وتصنيفاً‪.‬‬ ‫فليطل اهلل في عمره‪ ،‬وليكثر من أمثاله‪.‬‬

‫دعامة «مدرسة المواطنة» شعار مهرجان‬ ‫جائزة «محمد الجم» للمسرح المدرسي‬

‫تنظم جمعية «تنمية التعاون المدرسي»‪،‬‬ ‫فرع طنجة أصيلة‪ ،‬بشراكة مع جمعية «محمد‬ ‫الجم للمسرح» بتنسيـق مع وزارة التربيــة‬ ‫الوطنية واألكاديمية الجهوية والمديرية‬ ‫الجهوية طنجة ـ أصيلة مهرجــان المسرح‬ ‫المدرسي لجائزة «محمــد الجم»‪ ،‬بمســـرح‬ ‫مؤسسة «العهد الجديد» تحت شعار‪« :‬المسرح‬ ‫المدرسي دعامة مدرسة المواطنة»‪.‬‬ ‫المهرجان الذي افتتح‪ ،‬أول أمس الخميس‪،‬‬ ‫بآيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬واالستماع‬ ‫للنشيد الوطني‪ ،‬وكلمات افتتاحية بالمناسبة‪،‬‬ ‫وعرض مسرحي «مملكة العصافير»بمشاركة‬ ‫مؤسسة «زهــراء قرطبــة»‪ ،‬تأطير األستاذ‬ ‫الخليل بونقاب‪ ،‬عرف أمس الجمعــة‪ ،‬فاتـــح‬ ‫مارس الجاري‪ ،‬عروضا مسرحية‪ ،‬تحت عناوين‬ ‫«مصير قطرات» و «علماء العصر الذهبي»‬ ‫و«‪ » le petit malade‬قدمتها مؤسسات‬ ‫«المختار السوسي» و«عبد الكريم الخطابي»‬ ‫و«عبد اهلل ابراهيم» بمشاركة مؤطرين على‬

‫التوالي‪ ،‬األستاذ‪ ،‬شكري المشاشتي وتعاونيتي‬ ‫المؤسستين(عبد الكريم‪ ..‬ـ وعبد اهلل‪.)..‬‬ ‫كما كان للتالميذ المشاركين واألطر‬ ‫المرافقة لهم لقــاء مفتــوح مع الفنان عبد‬ ‫اللطيف الخمولي‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬قدمـت كل من مؤسســة‬ ‫«صالح الدين األيوبـي» و «اإلمـام البخاري»‬ ‫و«الداخلة» عروضا مسرحية‪ ،‬حملت عناوين‪،‬‬ ‫«ألوانولوجيا» و«استراحة» و«األميرة الزرقاء»‪،‬‬ ‫أطرها على التوالي األساتــذة‪ ،‬عبــد المجيد‬ ‫لفطيمي‪ ،‬محمد المجدوبي‪ ،‬وعبد اللطيف‬ ‫شقور‪.‬‬ ‫أما يومه السبت‪ 2 ،‬مارس‪ ،‬فموعد هواة‬ ‫المسرح والمهتميــن مع عروض مسرحيـــة‬ ‫لمؤسسـات‪« ،‬أبي حيان التوحيدي»‪« ،‬العهد‬ ‫الجديد»‪ ،‬و «أحمد بوكماخ» اختيــرت لهــا‬ ‫عنــاويــن‪« ،‬الفنـان»‪les parents dans« ،‬‬ ‫‪ »l’ambarras‬و «احتجاج» أطرها على التوالي‬

‫األساتذة‪ ،‬الخليل بونقــاب‪ ،‬فتيحة‪ ،‬وبشـرى‬ ‫رمضان‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فالمســرح مصدر مهــم من‬ ‫المصادر الثقافية في الحركــة الفكريــــة‬ ‫المعاصرة‪ ،‬يحمــل قضايا اإلنسان‪ ،‬بشكل‬ ‫عام‪ ،‬تشمل همومه وأفراحه‪ ،‬ماضيه‪/‬تاريخه‬ ‫وحاضره‪ ،‬وتطلعاته المستقبلية‪ .‬ذلك أنه‬ ‫سمي بأبي الفنون‪ ،‬ألنه يتعامل ضمنيا مع‬ ‫فنون كثيرة أخرى‪ ،‬من قبيل التمثيل والتصوير‬ ‫والموسيقى والرقص والرسم واألدب‪....‬وهو‬ ‫من الوسائل الناجعة للتوصيل الثقافي‪ ،‬ويعتبر‬ ‫من أكثرالفنون تأثيرا على الفرد والمجتمع‪،‬‬ ‫بشهادة نقاد كبار‪.‬‬ ‫من هنـــا يبـــدو من الالئق باألجهزة‬ ‫المسؤولة‪ ،‬سواء في قطاع التعليم‪ ،‬أو في‬ ‫قطاع الثقافة‪ ،‬أن تهتم بالمسرح‪ ،‬فتدعمه لمد‬ ‫الجسور بين المبدعين والمتلقين‪ ،‬لما فيه‬ ‫خيرخدمة قضايا وشؤون المجتمع‪.‬‬

‫محمد إمغران‪ ‬‬

‫أفق بالغي ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بعد غياب طويل دعاني للقاء فسحة في مكان أثير لدينا‬ ‫بطنجة ‪..‬‬ ‫انصرف بنا حديث متشعب للكالم عن دروس البالغة التي‬ ‫تلقيناها في المرحلة الثانوية ‪ ..‬فاتفقنا أنها كانت منفصلة عن‬ ‫غايات ومرامي الدرس األدبي‪..‬وقد تفطنا لهذه المعضلة بعد‬ ‫انتظامنا في الجامعة واسترفادنا من دروس المرحومين ‪:‬‬ ‫• محمد بن تاويت التطواني‬ ‫• أمجد الطرابلسي‬ ‫• صالح األشتر‬ ‫• نجيب محمد البهبيتي‬ ‫• جعفر الكتاني‬ ‫• محمد الخمار الكنوني‬ ‫• عبد السالم الهراس‬ ‫• أحمد المجاطي‬ ‫قال لي ‪:‬‬ ‫« لقد أمضينا سنوات في التدريس ودخلنا تقاعدا‪ ..‬وما زلنا‬ ‫نالحظ أن الطالب ـ في الثانوي والعالي ـ يشكو من درس لغوي‬ ‫ال يمده بما يقدره على تقويم سليقته وتربية ذوقه ‪..‬‬ ‫هل تتذكر كيف تحررنا من هذه اآلفـــة بعد مطالعاتنـــا‬ ‫لفصول من كتابي عبد القاهرالجرجاني «دالئل اإلعجاز»‬ ‫و«أسرار البالغة» ؟‬ ‫أتصور أن عبد القاهــر كان يشكو من الزهادة ؛ وهي‬ ‫انصراف األستاذ والطالب معا عن النحو واستخفاف بالبيان‬ ‫وتنكر للشعر‪..‬‬ ‫وال شك عندي أن عقم درسنا البالغي بمثل عبد القاهر‬ ‫مؤصل ممتد‪..‬‬ ‫انقطعت صلتنا بكتابيه وبدرسنا البالغي بعدما تولدت‬ ‫فصول وغايات‪..‬‬ ‫لم نعد نشهد في بيئتنا البالغية البيانية الراهنة من يقوم‬ ‫بما قام به عبد القاهر فهما وتفسيرا وتحليال وتأويال ‪.»..‬‬ ‫قلت له ‪:‬‬ ‫أنت تذكرني بما سبق أن أشار إليه أحمد حسن الزيات من‬ ‫أن كتابي عبد القاهر كانا منارين ‪ ..‬فلم نعد نرى بعدهما اال‬ ‫أغفاال ومجاهل‪ ..‬واستفهم في السياق ذاته ‪:‬‬ ‫هل في البيانيين من أساتذة الجامعة من يحاول في البالغة‬ ‫الحديثة ما حاول عبد القاهر في البالغة القديمة ؛ فيجددوا‬ ‫ويكملوا ويقيموا كتابة ونقدا على ضوابط فنية وعلمية ؟‬ ‫قال لي ‪:‬‬ ‫الحظ الزيات أيضا في هذا المنحى ـ رحمه اهلل ـ أن طالب‬ ‫البالغة الموهوب ال بد له من ‪:‬‬ ‫درس اللغة وتحصيل علوم اللسان ‪..‬‬ ‫درس الطبيعة ؛ ألن الطبيعة كتاب محيط معجز‪ ،‬ألفته‬ ‫يد القدرة وتجمعت على هوامش متنه عقول آدمية استبصارا‬ ‫وكشفا وفهما واستنباطا وابتكارا لعلوم جيولوجية وكيمياوية‬ ‫وفلكية وغيرها‪..‬واألديب هو المشارك في كل علم والملم بكل‬ ‫فن‪..‬‬ ‫درس النفس لكونها ينبوعا ثرا لغرائز وعواطف وأفكار‬ ‫وأحاسيس وقيم‪..‬‬ ‫قلت له ‪:‬‬ ‫وفي هذا الدرس النفسي الثالث يتأكد مدار البالغة إلى يوم‬ ‫الدينونة ؛ مدار ‪:‬‬ ‫«مطابقة الكالم الفصيح لمقتضى الحال» ؛ حال المخاطب‬ ‫ومراعاة المقتضيات المالئمة للخطاب واالجتهاد في إضفاء‬ ‫سمات الجمال على األسلوب في تعاضد وثيق بين المعنى‬ ‫والنفس واألخالق والجمال ‪..‬‬ ‫ولن يتأتى هذا إال بطول نظر ؛ فانظر تجد كما قال أستاذنا‬ ‫سيدى طه عبد الرحمن حفظه اهلل وإلى مثل هذا المعنى أشار‬ ‫أستاذنا محمد مفتاح ـ حفظه اهلل ـ في محاضرته القيمة بآداب‬ ‫تطوان يوم الخميس المنصرم حادي وعشري فبراير الجاري‬ ‫بدعوة من مختبر التأويليات‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 05‬مــار�س ‪2019‬‬

‫المجالس االستشارية‬ ‫«عطى اهلل الخير» !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عيوش‪...‬‬

‫إن لم تستحي فقل ما شئت‪! ‬‬ ‫من يكون هذا العيوش الذي يسمح لنفسه باإلساءة علنا‪ ،‬وبصورة ساقطة‬ ‫ومشينة‪ ،‬لرجل يقود حزبا سياسيا «مؤثر‪,‬في الساحة السياسية الوطنية»‪ ،‬وسبق‬ ‫أن تولي رئاسة حكومة وطنية ‪ ،‬خرجت من صناديق االقتراع‪ ،‬وتم اعتمادها من‬ ‫طرف الملك‪ ،‬وفقا لمقتضيات الدستور‪.... .! ‬‬ ‫قد نتفق أو نختلف مع مقترح جوهري بالنسبة لحاضر ومستقبل المغرب‪ ،‬أال‬ ‫وهو اختيار لغة تدريس المواد العلمية‪ ،‬إال أن رمي رجل من رجاالت الدولة‪ ،‬بالكذب‪،‬‬ ‫وبمحاولة «تغليط الشعب»‪ ،‬وتوجيه نفس الكالم لزعيم حزب وطني تاريخي‪،‬‬ ‫جعل من التعريب والتعميم والمغربية‪ ،‬قاطرة لمحاربة فرض الهيمنة الثقافية‬ ‫والفكرية االستعمارية على المغرب المستقل‪ ،‬بواسطة «حفدة» المستعمر‬ ‫و«بوقاته» ‪ ‬أمر ال‪ ‬يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل ويستحق أن يحتل مكانة‬ ‫في منظومة التربية والتعليم‪ ،‬بل إنه عضو‪ ‬في اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج‬ ‫والوسائط التعليمية‪ ،‬بـــ «الدمغي»‪ ‬طبعا‪ ،‬وليس ‪« ،‬العلمي»‪ ،‬حيث إنه صرح‬ ‫شخصيا أنه ليس له في سوق التعليم سوى تجربة مدرسة زاكورة التي تلقن مواد‬ ‫المناهج التعليمية‪ ،‬في المرحلة األولى‪ ،‬بالدارجة واألمازيغية‪ ،‬ضدا على الضوابط‬ ‫الوطنية المعمول بها في سائر مدارس المغرب العامة أو الخاصة‪ ،‬والتي تخضع‬ ‫لمقتضياتالدستور‪! ‬‬ ‫ولم يخف عيوش‪ ،‬منذ أن برز على الساحة العامة‪ ،‬دفاعه عن الدارجة التي قال‬ ‫مؤخرا إنها لغة «المغاربيين» ومطالبته بـ «تدريج» التعليم‪ ،‬كما أنه سارع‪ ،‬دون أن‬ ‫يطلب منه أحد ذلك‪ ،‬إلى إعالن «تأييده» لخطة اإلبقاء على الفرنسية‪ ،‬لغة لتدريس‬ ‫المواد العلمية‪ ،‬في المدارس العمومية‪ ،‬وأبدى من الحماس في الدعوة إلى‬ ‫«الفرنسة» حد اتهام رئيس حكومة سابق وزعيم تيار بمرجعية إسالمية‪ ،‬وكذا زعيم‬ ‫حزب االستقالل الوطني‪ ،‬بالكذب على الشعب‪ ،‬لوقوفهما إلى جانب التيار الداعي‬ ‫إلى التمسك باللغة العربية التي يعتبرها «قطعة متاحف» هذه اللغة التي كانت‬ ‫مصدر إغناء للغات األوروبية‪ ، ،‬حيث نجد أن من أدباء وعلماء النهضة األوروبية من‬ ‫تعاطوا لدراسة اللغة العربية ألنها كانت في العصر الوسيط وما بعده‪ ،‬لغة عالمية‬ ‫للعلم بمختلف مجاالته‪ .‬ولم «تنحصر» إال تحت ضغط وقهر وطغيان المستعمر‪،‬‬ ‫الذي يدافع بعض» «تركاته» اليوم‪ ،‬عن لغته وثقافته وحضارته‪ ،‬عوض أن تنكب‬ ‫الجهود على اكتشاف كنوز اللغة العربية في المجاالت العلمية الواسعة‪ ،‬وتطويرها‬ ‫بالشكل الذي يعطيها مدا جديدا وواسعا‪ ،‬لتسع كل المجاالت العلمية الحديثة‪.‬‬ ‫حقيقة إنه عمل‪ ‬شاق ويحتاج إلى نفس طويل‪ ،‬ولكنه يحتاج أيضا إلى‬ ‫وطنية صادقة وإلى رجال سيوفهم وأهواؤهم مع العربية‪ ‬التي تستطيع أن‬ ‫تبهرهم‪ ‬وتدهشهم‪ ،‬كما أبهرت وأدهشت أقواما غيرهم‪ ،‬بشتى أصقاع العالم‪،‬‬ ‫فعانقوها واستفادوا من كنوزها وحققوا ما ال زلنا نسعى إليه اليوم من تنمية‬ ‫وتطور‪ ! ‬‬ ‫وقوف عيوش ضد اللغة العربية التي قال عنها ـ ال سامحه اهلل ـ إن الحديث‬ ‫عنها انطالقا من التاريخ‪ ،‬أمر «متجاوز وأصبح من الماضي (هكذا)‪ ،‬وأن اللغة‬ ‫المغاربية هي الدارجة وليست العربية‪! ‬‬ ‫هذا الكالم يثير الشفقة‪ ،‬ليس لما يحمله من مغالطات تاريخية وعلمية‬ ‫وحضارية‪ ،‬بل وأيضا‪ ،‬بسبب‪ ‬عدم تحرك المسؤولين‪ ،‬من مختلف مراكزهم‪ ،‬لدحض‬ ‫مزاعم الرجل وافتراءاته وظلمه لجانب من الحضارة العربية واإلسالمية والعالمية‪،‬‬ ‫اعتبارا‪ ‬إلى أن هذه اللغة شكلت مكونا من المكونات األساسية للنهضة الفرنسية‪،‬‬ ‫التي قادت‪ ،‬انطالقا من القرن السابع عشرـ النهضة الثقافية والعلمية بالقارة‬ ‫األوروبية‪ .‬ولو انتبهنا إلى المصطلحات العلمية في اللغات الفرنسية واإلسبانية‬ ‫واإلنجليزية والبرتغالية لوجدنا أنها حاضرة في المعاجم العلمية األوروبية‪ ،‬إما‬ ‫بكيفية مباشرة أو عن طريق االشتقاق‪.‬‬ ‫ليس الغرض الدفاع عن تدريس المواد العلمية باللغة العربية‪ ،‬اآلن‪.‬‬ ‫فالموضوع‪ ‬مرتبط بمجموعة من االعتبارات والشروط‪ ،‬وأيضا باإلرادة السياسية‪،‬‬ ‫تفاديا لكل تسرع أو ارتجال تكون عواقبه وخيمة على األجيال الصاعدة‪.‬‬ ‫المسألة اللغوية تحتاج إلى خبراء لسانيين وعلماء متمكنين من أجل‬ ‫وضع‪ ‬تشخيصعميقللوضع‪ ‬الراهن‪ ،‬وتصوراتمستقبليةلتعاملمناهجالتعليم‬ ‫العلمي عندنا مع المناهج العالمية في غيرنا من بلدان العالم‪ ،‬مع اإلقرار‪ ،‬مقدما‪،‬‬ ‫بأن اللغة العربية ‪ ،‬التي «وسعت كتاب اهلل لفظا وغاية» ‪ ،‬والتي وضعت «مخزونها»‬ ‫العلمي في شتى المجاالت‪ ‬من حساب وجبر وهندسة‪ ‬وعلوم الطب والصيدلة‬ ‫والبيطرة والنباتات‪ ،‬ومعمار وفالحة‪ ،‬وري‪ ،‬وفلك ‪ ،‬في خدمة النهضة العلمية‬ ‫األوروبية‪ ،‬لقادرة اليوم وغدا وإلى نهاية الكون‪ ،‬على نقل العلوم الحديثة‪ ‬ونشرها‬ ‫والتفاعل مع اللغات األخرى في مختلف‪ ‬مجاالت المعرفة‪.‬‬ ‫ورغم «الضجة» الكبرى التي أحدثتها تصريحات عيوش هذا‪ ،‬في مختلف قنوات‬ ‫االتصال‪ ،‬واالستياء العام من إصرار المعني باألمر على توجهاته « األدرجية» «‪ ،‬إال‬ ‫أن ال أحد في الدولة «اعترض» أو صدر منه ما يمكن أن يشكك في صواب الرؤية‬ ‫القائلة ب ت«دريج التعليم»‪ ،‬واالنتصار للغة العربية التي كانت وال تزال قادرة على‬ ‫حمل قدرات التعبير في شتى مجاالت الحياة‪ ‬االجتماعية أو الثقافية‪ ،‬أو العلمية‪.‬‬ ‫شرط أن تحاط بـــ «خبراء»» يعالجون الموضوع بشيء من العلم‪ ،‬وكثير من العشق‬ ‫والمحبةوالفخر‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫الحكومي تقدم المغرب بتسع نقط في مؤشر ممارسة األعمال‪،‬‬ ‫«‪ » Doing Business‬برسم ‪.....2019‬‬ ‫أما نتائج العمل الحكومي في المجال االجتماعي فحدث وال‬ ‫حرج !‪« ...‬الحكومة» وضعت االهتمام بالقطاعات االجتماعية في‬ ‫صلب أولوياتها‪ ،‬خاصة التعليم والصحة والتشغيل‪ ،‬وشرعت في‬ ‫«اإلعداد» لتعميم التغطية الصحية األساسية للمهن الحرة ‪،‬‬ ‫ودعمت «صناديق الغوث» التي «يستفيد» منها اآلالف المؤلفة‬ ‫من «المحتاجين‪ ،‬والعهدة على العثماني‪ ،‬بينما الواقع ليس على‬ ‫«تفاؤل» رئيس الحكومة‪ ،‬واهلل أعلم !‬ ‫وعلى نفس المنوال سار الوزير اليتيم‪ ،‬ليعلن أن الحكومة‬ ‫«نقابة من ال نقابة له»‪ ،‬وأن الحماية الصحية أفضل من الزيادة في‬ ‫األجور‪ ،‬ليصرخ أحد الظرفاء «ما شفنا منكم ال أجور وال حماية صحية‬ ‫«وزايد آخر» «وا طلقونا للفراجة خالص» !‬

‫مجالس متعددة االختصاصات و«التركيبات» واألفـــكـــار‬ ‫واإلرشادات‪ ،‬تقدمها للحكومة التي يبــدو أنهـا ال تتـــرك إال‬ ‫بـ «التعليـمـات» أو بـ «الفتــاوى» الواردة عليها من المجالـس‬ ‫االستشارية‪ ،‬أو من جهات أخرى قد نعلمها‪ ،‬واألكيد أننا ال نعلم شيئا‬ ‫عنها‪....‬وليس لنا أن نعلم‪ ،‬ما دمنا في ديمقراطية تشاركية !‬

‫ويضيف اليتيم أن الحكومة «تسلنج» النقابات من موقعها‬ ‫بضرورة تحسين أوضاع الموظفين واألجراء بل وتسير إلى أبعد من‬ ‫ذلك‪ ،‬فتعمل على تيسير الحماية الصحية التي سيستفيد منها‬ ‫‪ 11‬مليونا من المغاربة الذين ال يتوفرون على هذه الحماية بنفس‬ ‫السهولة والسيولة واليسر التي يصل الماليين من المحتاجين إلى‬ ‫«الراميد» وما أدراك ما الراميد !!‪...‬‬

‫وهذا يعني أن بنرامج األحزاب االنتخابية‪ ،‬وبرامج الحكومات‬ ‫للحصول على «الثقـــة»‪ ،‬ال تشكـل سوى إطـار «نوايا» يحتاج إلى‬ ‫«خبرات» و«استشارات»‪ ،‬و«بيانات»‪ ،‬وإلى «ماركيتينغ» للتسويق‬ ‫المناسب ‪ ،‬بالداخل والخارج !‬

‫هذه ليست دعاية مجانية للعمل الحكومي‪ ،‬بل إنها «توطئة»‬ ‫للثورة االجتماعية التي سيشهدها البلد خالل سنة ‪،2019‬‬ ‫«المفصلية»‪ ،‬بوصف العثماني !!‬

‫ذلك أنه ليس مطلوبا من الوزراء أن يكونوا «خبراء» في شؤون‬ ‫القطاعات الموكولة لتدبيرهم‪ ،‬بدليل تبادل المواقع بين عمارة‬ ‫وعزيز الرباح‪ ،‬تم بطريقة سلسة‪ ،‬ودون أن يتأثر قطاع التجهيز‬ ‫والنقل واللوجيستيك والماء وال قطاع الطاقة والمعادن والتنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬بأن شيئا ما تغير على رأس الوزارتين ! كما أن الرجلين‬ ‫«يدبران» حالهما بشكل جيد‪ ،‬حتى حين يتعرضان لمساءالت‬ ‫برلمانية «مزعجة» !‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫و «مربط الفرس» هنا أن استشارات المجالس االستشارية‬ ‫ليست «خاصة لوجه اهلل» وليس المطلوب أن تكون كذلك‪ ،‬وال أن‬ ‫تستفيد الحكومة «فابورا» من «فتاوى» مجالس «المشورة»‪ ،‬التي‬ ‫ليس مطلوبا من الحكومة أن تعمل بها‪ ،‬بل إن المطلوب منها‪،‬‬ ‫وبـ «القانون» أن «تؤدي» أتعاب أصحالها‪ ،‬من جيوبنا‪ ،‬نحن‪ ،‬طبعا‪،‬‬ ‫وليس من جيوبهم «هم»‪ ،‬فإنهم «يدفعون» بغير حساب‪ ....‬ما‬ ‫دام «الخير موجود» والحمد هلل الذي ال يحمد على مكروه سواه !‪....‬‬ ‫وهكذا تمت المصادقة مؤخرا على «تعويضات» رئيس وأعضاء‬ ‫مجلس المنافسة‪ ،‬وهي تتأرجح بين ستة ماليين وثالثة عشر ألفا‪،‬‬ ‫شهريا‪ ،‬في حين خصصت اعتمادات برسم «تعويضات النقل» ال‬ ‫تقل عن ‪ 700‬درهم لليوم الواحد داخل المغرب و‪ 2000‬درهم‬ ‫بالخارج‪.‬‬ ‫وعلى منوال هذا «الباريم»‪ ،‬حددت تعويضات رؤساء وأعضاء‬ ‫المجالس االستشارية األخرى‪ ،‬كالمجلس االستشاري االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬والمجلس االستشـاري للتعليم والتكوين‪،‬‬ ‫والمجلس االستشاري لحقوق اإلنسان‪ ،‬وغيرها ! ورغم أننا غير‬ ‫مقتنعين بجدوى هذه المجالس في إيجاد «حلول جذرية» للقضايا‬ ‫المطروحة‪ ،‬واألمثلة كثيرة في هذه الباب‪ ،‬وليست «لغة التدريس»‬ ‫بالمدارس العمومية وال مشكلة النموذج التنموي الجديد‪ ،‬إال‬ ‫مثاال يمكن إثارته بهذا الخصوص‪ .‬إال أننا نعتقد أن التعويضات‬ ‫المخصصة لها ال تتناسب ومعدالت األجور في القطاع العام‪ ،‬وكنا‬ ‫نفضل نظام «البيرديام» أو «تعويض الحضور»‪ ،‬كطريقة لتعويض‬ ‫أعضاء المجالس الذين يتولون‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬مهام «شرفية»‬ ‫و«تشريفية» وال يجب أن يوجد ما يمنعهم من مزاولة أنشطتهم‬ ‫الحياتية بكامل الحرية‪.‬‬

‫إضرابات واحتجاجات ومسيرات !!‬ ‫ليست‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬حركة تأييد للحكومة‪ ،‬ولمشاريعها‬ ‫المنجزة أو الموعود بها خالل «السنة المفصلية» جاءت للتذكير بما‬ ‫يسمى بـ «حركة ‪ 20‬فبراير» التي «تحايل» عليها المغرب‪ ،‬بذكاء‬ ‫نادر‪ ،‬ليفرغها من مدلولها االجتماعي والمطلبي الذي تمحور حول‬ ‫المطالبة بالكرامة‪ ،‬والعدالة ‪ ،‬ومحاربة الفساد !‬ ‫عدد من المدن المغربية شهدت يوم ‪ 24‬فبراير ‪ ،‬احتجاجات‬ ‫ضدا على ما اعتبـره المنظمون والمشاركون “قرارات الشعبية‬ ‫للحكومة”‪ ،‬وذلك بعد أيام على اإلضراب العام الذي دعت إليه‬ ‫مركزيات ونقابات قطاعية أخرى‪.‬‬ ‫المحتجون في مدن قريبة وبعيدة من الدار البيضاء‪ ،‬كالرباط‪،‬‬ ‫وسال‪ ،‬والحسيمة ومراكش والصويرة وغيرها‪،‬نزلت إلى الشارع‪،‬‬ ‫بغاية الضغط على الحكومة لقبول مقترحاتها المتعلقة باستئناف‬ ‫الحوار االجتماعي وتلبية المطالب االجتماعية لفئات عريضة من‬ ‫الشعب العامل‪ ،‬المكافح‪.‬‬ ‫ومع اختالف الروايات حول نسبة المشاركة‪ ،‬بين «مهول»‬ ‫و«مستخف»‪ ،‬إال أن كاميرات الهواتف الذكية أوضحت بالصوت‬ ‫والصورة‪ ،‬حقيقة المشاركة التي ضبط إيقاعها رجال ونساء التعليم‪،‬‬ ‫خاصة المتعاقدون المطالبون بحقهم في اإلدماج الالمشروط‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫يتيم ‪:‬‬ ‫«الحكومة نقابة من ال نقابة له» !!!‬

‫التحق اليتيــم بركــب «بوقــات» المطبلين للعمل الحكومي‪،‬‬ ‫الذي حقق‪ ،‬في المجال االجتماعي‪ ،‬ما لم تحققه الحكومات السابقة‬ ‫لحكومة بنكيران‪ ،‬وحكومته‪ ،‬بطبيعة الحال‪ .‬وأن حمالت «التبخيس»‬ ‫الذي يواجــه بها العمـــل الحكومـــي‪« ،‬زيف في زيف»‪ ،‬تفنــده‬ ‫«المنجزات» التي تمت‪ ،‬وفق البرنامج الحكومي الموعود ‪ ،‬وأن سنة‬ ‫‪ 2019‬ستكون سنة «مفصلية» في انطالق «اإلصالحات الكبرى»‬ ‫مثـــل إصـالح التربيـة والتعليم والحمايـة االجتماعيـة والخطـة‬ ‫الوطنية للديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ .‬وأنه بفضل المجهود‬

‫وبصفة عامة‪ ،‬انحسرت «شعارات» المحتجين في التنديد‬ ‫بتدهور القدرة الشرائية لألسر المغربية‪ ،‬وبسياسة «التفقير»‬ ‫كما أنهم طالبوا بحماية المكتسبات العمالية‪ ،‬والقيام بإصالحات‬ ‫حقيقية في مجال التشغيل‪ ،‬سواء في القطاع العام أو الخاص‪،‬‬ ‫والزيادة في األجور‪ ،‬وهو المطلب األساس الذي «تحفظ عليه»‬ ‫أرباب العمل‪ ،‬أتدرون لماذا ؟‪ ،‬ألنهم مؤمنون بأن زيادة سنتيمات‬ ‫في كتلة األجور سوف يهدد «تنافسية المغرب» االقتصادية !‪ ،‬بينما‬ ‫تصرف الماليين على مؤسسات «تبيع» كالما ليس من المؤكد‬ ‫أنهن سيعملون به في الحال والمآل‪! .‬‬ ‫ومعلوم أن الحكومة اقترحت‪ ،‬خالل إحدى دورات الحوار‬ ‫االجتماعي والرفع من التعويضات العائلية ومنحة الوالدة‪ .‬وهو ما‬ ‫رفضته كافة المركزيات النقابية المتشبثة بزيادة ‪ 600‬درهم في‬ ‫األجور وتعميمها على كافة المؤسسات العمومية والجماعات الترابية‬ ‫باإلضافة إلى القطاع الخاص‪ ،‬باستثناء نقابة حزب االستقالل التي‬ ‫تمون قد قبلت بالعرض الحكومي كما أعلن عنه‪.‬‬ ‫ليس هذا‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬المغرب الذي تحدثت عنه البالغات‬ ‫الرسمية‪ ،‬وال دفوعات اليتيم ‪ ،‬إنه مغرب المطالب االجتماعية التي‬ ‫يتحتم القبول بها‪ ،‬في مرحلة تمهيدية لثورة اجتماعية إصالحية‬ ‫تهدف إلى تحقيق العدالة االجتماعية ‪ ،‬عبر إصالحات واسعة تأخذ‬ ‫بعين االعتبار «اإلنسان» الذي هو الغاية من كل إصالح‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫الإح�سان بتـاء الت�أنيث‪...‬‬ ‫�أعمال خريية الأبطال فيها ن�ساء زرع اهلل يف قلوبهن‬ ‫الرحمة و روح اخلري يف �أرجـاء اململكــة‬ ‫ليس اإلحسان النسائي وليد العصر الحالي‪ ،‬ولم يكن تردي قطاع التعليم وفشل منظومة إصالحه الدافع الوحيد لظهور‬ ‫محسنات فاضالت وضعن جزءا من ثرواتهن رهن إشارة القائمين على هذا القطاع الحيوي‪ .‬فقد أظهرت المرأة المغربية‬ ‫ميوال للعمل الخيري‪ ،‬حتى حين يكون المال مال الزوج أو موروثا عن الوالدين‪ ،‬لكن أغلبية المبادرات كانت تصب في اإلتجاه‬ ‫الديني‪ ،‬عبر بناء مساجد وإطعام الفقراء وتمويل الزوايا الدينية‪ ،‬وكانت المحسنات في مجملهن صوفيات‪.‬‬ ‫وتبقى أبرز ظاهرة عرفها اإلحسان النسوي في المغرب هي الوقف‪ ،‬من خالل المحسنة الفاضلة فاطمة بنت محمد‬ ‫الفهري‪ ،‬أم البنين‪ ،‬وأختها مريم حيث تركت كل منهما معلمة خالدة تحمل ذاكرة امرأة من أهل البر واإلحسان‪« .‬لقد وجدت‬ ‫األختان في المحيط الديني والتربوي ما دعاهما لتوظيف نصيبهما في اإلرث في العمران الديني‪ .‬فبنت فاطمة أم البنين‬ ‫جامع القرويين المعلمة التاريخية‪ ،‬وبنت أختها مريم مسجد األندلس»‪ ،‬كما تقول األستاذة زهراء ناجية الزهراوي التي كانت‬ ‫سباقة إللقاء درس ديني في حضرة الملك محمد السادس‪ ،‬حول اإلحسان النسوي‪.‬‬ ‫صحيح أن المجال ال يتسع لعرض جميع المبادرات الخيرية للمغربيات‪ ،‬خاصة وأن غالبيتهن يفضلن عدم الكشف عن‬ ‫أسمائهن‪ ،‬ويعتبرن عطاءهن رصيدا في ميزان حسناتهن‪ ،‬علما أن حفظة القرآن حظين بالنصيب األكبر من وقف النساء‪.‬‬ ‫لكن اآلن تغير التوجه العام لإلحسان وأصبح يصب في اتجاه قطاعات أخرى كالتربية والتعليم والصحة والرعاية اإلجتماعية‪.‬‬ ‫في هذا الملف نسلط الضوء على اإلحسان النسوي‪ ،‬من خالل مبادرات لعبت فيها محسنات دورا أساسيا في طرد الحزن‬ ‫واستبدال غيمة األلم بانفراج‪.‬‬

‫• نجية نظير‪ ..‬تحارب الهدر المدرسي بمليار و ‪ 200‬مليون‬ ‫اتجهت األنظار قبل عشرة أيام إلى جماعة أوالد فارس بدائرة ابن أحمد الجنوبية‪،‬‬ ‫حيث نابت سيدة أعمال مغربية تدعى نجية نظير‪ ،‬تنحدر من قبائل مزاب‪ ،‬عن المنتخبين‬ ‫ووزارة التربية وحاربت الهدر المدرسي في المنطقة‪ ،‬برصدها لغالف مالي قدره ‪12‬‬ ‫مليون درهم من أجل بناء ثانوية تأهيلية وإقامة داخلية للتالميذ‪ ،‬في إطار تبرع ترجمته‬ ‫إلى اتفاقية شراكة بين عمالة إقليم سطات والمديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بسطات‪.‬‬ ‫نجية المعروفة بلقب الحاجة قد اختارت بين بناء دار للرعاية اإلجتماعية أو مسجد‬ ‫أو مدرسة‪ ،‬فوقع اختيارها على المؤسسة التعليمية‪ ،‬وبررت قرارها بإمكانية بناء مسجد‬ ‫من طرف المحسنين وأن المساجد متوفرة في الدواوير والمداشر‪ ،‬ودور الرعاية في‬ ‫الوسط القروي تلعب دور «الداخليات»‪ ،‬فتوقف اختيارها عند ثانوية تأهيلية تضم داخلية‬ ‫إليواء التالميذ‪ ،‬نظرا للصعوبات التي يالقيها التالميذ في هذه المنطقة كصعوبة التنقل‬ ‫وإصرار األسر على منع إيفاد بناتها إلى المدارس خاصة الثانوية‪ ،‬لذا وعدت نجية بالتبرع‬ ‫القتناء حافلتين للنقل المدرسي للحد من انتشار ظاهرة التحرش بالتلميذات‪ ،‬والحد أيضا‬ ‫من ظاهرة اإلنقطاع المدرسي بسبب سوء األحوال الجوية‪ ،‬وما يترتب عنها من مصاعب الطريق‪.‬‬ ‫نجية المنحدرة من دوار لهديالت التابع لفخذة أوالد موسى‪ ،‬لديها غيرة على المنطقة التي بنت فيها سكنا ّ‬ ‫يمكنها من‬ ‫اإلرتباط أكثر بتربة «مزاب»‪ ،‬حيث ال تتردد في القيام ببعض المبادرات اإلنسانية خاصة خالل عيد األضحى‪ ،‬علما أنها تقيم‬ ‫بين لندن ودبي وتعمل في مجال المال واألعمال رفقة زوجها‪ ،‬وذهبت بعض الروايات إلى أن الزوج يشجعها على اإلنخراط‬ ‫في العمل التضامني‪ ،‬خاصة أمام تراجع المجالس المنتخبة وعدم اإلستثمار في مشاريع تهدف إلى اإلرتقاء بمستوى التربية‬ ‫والتكوين والرفع من جودته وتوسيع العرض التربوي‪ ،‬سيما بالعالم القروي‪.‬‬ ‫وأمام اإلنتشار الواسع للمبادرة عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬ووجود تأويالت أغضبت المحسنة‪ ،‬اضطرت هذه‬ ‫األخيرة إلى الخروج اإلعالمي والتأكيد على أن مالها حالل‪ ،‬بعد أن ربطه بعض الماكرين بتواجدها في اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ .‬لكن المقرئ المغربي عمر لقزابري رد على المشككين بتدوينة مثيرة نوه فيها بالمبادرة‪ ،‬موجها الدعوة إلى أغنياء‬ ‫وإدخال‬ ‫البلد لفعل الخير‪ ،‬مثل سيدة األعمال نجية‪« ،‬هذا عمل ينادي أغنياء البلد لفعل الخيرات والمساهمة في النَفع والرفع‬ ‫ِ‬ ‫السرور على المسلمين‪ .‬فما قيمة المليار على المليار إذا لم ينفق في الخيرات والمبار»‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫لذا حرصت في ظل وصاية الداخلية على اإلعالم على إرسال فواتير ومستندات تحويل الشيكات إلى الديوان الملكي‪ ،‬مع‬ ‫نسخة لعمالة إقليم طنجة‪ .‬بل إن الكتابة الخاصة للملك ساهمت في تذليل صعوبات سفر عدد من األشخاص إلى أوربا‪ ،‬بعد‬ ‫أن استعصى عليهم الحصول على جواز السفر والتأشيرة‪.‬‬ ‫كان الملك الحسن الثاني يتابع البرامج التضامنية إلذاعة طنجة‪ ،‬وكلف مرارا مدير ديوانه عبد الكريم بناني‪ ،‬الذي‬ ‫كان على تواصل دائم معها على هاتف بيتها‪ ،‬حيث نقل لها مرارا رغبة الملك في تبني كثير من الملفات المعروضة على‬ ‫المحسنين وذلك من ماله الخاص‪ ،‬بل إنه أصر على إرسال طفلة إلى مصحة فرنسية قصد العالج‪ ،‬رغم أن حالة التفكك‬ ‫العائلي التي تعيشها ال تسمح لها بالحصول على جواز سفر‪.‬‬

‫• أمينة المريني‪ ..‬وهبت كتبا وذخائر للمكتبة الوطنية بقيمة ‪ 250‬مليونا‬ ‫حين استسلم جسد المفكر المغربي المهدي المنجرة للمرض‪ ،‬تحولت زوجته‬ ‫أمينة المريني إلى ممرضة تقضي وقتها بين سريره والمطبخ‪ ،‬لتلبية حاجيات ضيوفه‬ ‫الذين كانوا يترددون عليه‪ ،‬حيث كانت تحرص على أال يساهم حوار الضيوف في الرفع‬ ‫من معاناته‪ ،‬سيما وأنه ظل يحمل في قلبه غصة المنع‪ .‬طالبت أمينة بكل جرأة بعض‬ ‫الضيوف بالكف عن زيارة المهدي للضرورة الصحية‪ ،‬رغم ذلك كان يواجه اآلالم بتحد‬ ‫كبير ويصر على أداء صلواته في مسجد كراكشو رفقة رفيقه المهدي بن عبود الذي‬ ‫اقتسم معه اإلسم والفكر وداء اإلرتعاش أيضا‪ ،‬وظال في المحنة سواء‪.‬‬ ‫حين يخلو البيت من الزوار تتحول أمينة إلى مهندسة ديكور‪ ،‬تعيد ترتيب‬ ‫الميداليات التي حاز عليها زوجها كثمرة لجهوده المعرفية‪ ،‬ميدالية السالم من معهد‬ ‫«ألبرت إينشتاين» والجائزة الكبرى ألكاديمية الهندسة الفرنسية‪ ،‬ووسام الشمس‬ ‫المشرقة في اليابان‪ ،‬إلى جانب عضويته في أكاديميات دولية عدة منها األكاديمية‬ ‫المغربية واألكاديمية اإلفريقية للعلوم‪ ،‬واألكاديمية األوروبية للعلوم والفنون واآلداب‬ ‫والجمعية الدولية للمستقبليات «فورتوبيل»‪ .‬كما كان من مؤسسي ورئيس المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وعضوا‬ ‫نشيطا في حزب االستقالل ومن بعده االتحاد الوطني للقوات الشعبية‪ ،‬قبل أن يعلن القطيعة مع السياسة‪.‬‬ ‫في منتصف شهر يونيو سنة ‪ 2014‬أسلم المنجرة الروح إلى بارئها عن عمر يناهز ‪ 81‬سنة‪ ،‬وأطلقت أسرته صرخة‬ ‫بكاء سرعان ما تم تطويقها‪ ،‬قبل أن تبدأ إجراءات الدفن‪ ،‬حيث تم تشييع جثمان الراحل بعد ظهر اليوم الموالي بعد صالتي‬ ‫الظهر والجنازة بمسجد عبد الحكيم اكديرة بالرباط‪ ،‬لينقل جثمان الراحل إلى مثواه األخير بمقبرة سيدي مسعود في حي‬ ‫الرياض بالرباط‪ ،‬في موكب جنائزي مهيب‪.‬‬ ‫ورغم أن المرض ناب عن الحكومة وساهم في نسيان المفكر المهدي المنجرة‪ ،‬ورغم الجحود وآالم المصادرة التي‬ ‫ظل عالم المستقبليات المغربي عرضة لها من طرف وزارة الداخلية‪ ،‬إال أن أمينة المريني‪ ،‬أرملة الراحل‪ ،‬بادرت إلى منح‬ ‫مكتبته الخاصة للمكتبة الوطنية بالرباط‪ ،‬حتى ينهل منها الطالب والباحثون الذين لم تتح لهم سلطات المنع فرصة‬ ‫حضور ومواكبة محاضراته‪.‬‬ ‫لم يبادل الرجل الجفاء والتنكر بالغضب واالنتقام‪ ،‬بل دعا رفيقة حياته وبناته إلى ترحيل كل كتبه ومؤلفاته التي فاقت‬ ‫‪ 5560‬كتابا إلى المكتبة الوطنية‪ ،‬ناهيك عن عدد كبير من الصور والملصقات التاريخية‪ ،‬و‪ 808‬مجالت و‪ 788‬قرصا مدمجا‪.‬‬ ‫تم توثيق الهبة بمقر المكتبة الوطنية‪ ،‬وحملت توقيع أرملة فقيد الفكر أمينة المريني‪ ،‬ومدير المكتبة الوطنية‪ .‬‬

‫• اللة عودة‪ ..‬أفطرت رمضان فوهبت ثروتها للنفارين‬

‫• فاطنة المدرسي‪ ..‬وجدية تتبرع بـ‪ 600‬مليون لبناء مدرسة عليا للتسيير‬ ‫في سنة ‪ 2003‬قضت الحاجة فاطنة المدرسي ابنة مدينة فكيك ليلة ليالء‪ ،‬وهي‬ ‫تبحث عن وسيلة الستثمار مالها في عمل خيري‪ .‬كانت تمني النفس ببناء مسجد أو‬ ‫مدرسة أو مؤسسة خيرية‪ ،‬وألنها كانت تقطن في مدينة وجدة‪ ،‬فقد توجهت في اليوم‬ ‫الموالي صوب مكتب رئيس المجلس العلمي بوجدة‪ ،‬حيث التقت الشيخ مصطفى‬ ‫بنحمزة‪ ،‬رئيس المجلس‪.‬‬ ‫بعد أن عرفت بنفسها وسر إصرارها على لقائه‪ ،‬طلبت منه «أن يدلها على مجال‬ ‫تنفق فيه أموالها‪ ،‬شرط أال يكون هذا العمل هو تشييد مسجد‪ ،‬ألن العشرات بل المئات‬ ‫من المحسنين في المدينة بنوا مساجد‪ ،‬حتى أصبحت وجدة تحوي على أكثر من ثالثمئة‬ ‫مسجد‪ ،‬كثاني مدينة بعد إسطنبول من حيث عدد المساجد»‪.‬‬ ‫كان بنحمزة يعلم أن المدينة في أمس الحاجة إلى بناء مدرسة للتجارة والتسيير‬ ‫على غرار مدن مغربية أخرى‪ ،‬وكان يعلم أن وزارة التعليم العالي قد عينت أساتذة قبل‬ ‫وجود البناية‪ ،‬على اعتبار أنها واحدة من المؤسسات التي تحتضن نخبة من الطلبة‬ ‫الذين يدرسون التجارة والتسيير‪ .‬استمعت فاطنة بإمعان لمصطفى الذي وجهها نحو إنفاق مالها في هذا العمل‪ ،‬استقرت‬ ‫الفكرة في وجدان الحاجة وعزمت على فعل الخير التعليمي‪ .‬وفي السنة نفسها تم ضخ الغالف المالي المتفق عليه في بناء‬ ‫صرح إعالمي‪ ،‬وقدره ‪ 600‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫اآلن يفوق عدد الطالب ‪ 780‬طالبا وطالبة‪ ،‬كلهم يعرفون اسم الحاجة فاطنة رغم أن هذه األخيرة حاولت التكتم على‬ ‫مبادرتها‪ ،‬إلى أن أطلق رئيس الجامعة اسمها على أحد مدرجات المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمدينة وجدة‪ ،‬ضمن‬ ‫أسماء علماء أطلقوا على مدرجات مؤسسات جامعة محمد األول‪ ،‬علما أنها ساهمت بمالها في بناء مركز الدراسات والبحوث‬ ‫اإلنسانية واإلجتماعية بوجدة‪.‬‬

‫• أمينة السوسي‪ ..‬تبيع أسهمها لدعم مبادرة خيرية‬ ‫في لحظة إنسانية غير مسبوقة عرضت أمينة السوسي‪ ،‬اإلعالمية بإذاعة طنجة‪،‬‬ ‫نفسها في المزاد العلني تشجيعا منها الحضور لتكثيف عملية دعم ‪ 170‬مشروعا مدرا‬ ‫للدخل لفائدة أسر األيتام‪ ،‬حيث عبرت عن فرحتها العارمة خالل تكريمها ضمن حفل‬ ‫العشاء الخيري‪ ،‬الذي نظمته جمعية العون واإلغاثة بمدينة طنجة تحت عنوان «مشروعي‬ ‫كرامتي» في دورته الثانية‪ ،‬ونوهت بالعمل الخيري الداعم للمشاريع الفردية قائلة‪« :‬ال‬ ‫تعطيني سمكة ولكن اعطيني صنارة وعلمني كيف أصطادها»‪ .‬‬ ‫أمينة تعرف جيدا تضاريس العمل الخيري‪ ،‬حيث اشتهرت بتقديمها برنامج «ال‬ ‫أنام» التكافلي وفيه عانت أمينة السوسي من إشكالية اإلسم المستعار‪ ،‬إذ إن أغلب‬ ‫المحسنين الذين كانوا يقدمون مساهمات مالية عن طريق شيكات بنكية يحرصون‬ ‫على كتابة إسم أمينة السوسي‪ ،‬مما استعصى عليها صرف الشيكات في شراء الدواء‬ ‫وأداء واجبات اإلستشفاء لمئات المرضى‪ ،‬ألن اسمها الحقيقي هو أمينة أجانة‪ .‬لكن أمينة‬ ‫ظلت تطالب المحسنين بتوجيه مساهماتهم المالية مباشرة للمعنيين أو للمصحات أو‬ ‫الدائنين‪ ،‬وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول هذه القضية‪ ،‬إال أن أمينة كانت تتوصل بشيكات من القصر الملكي باسمها‪،‬‬

‫تعددت أسماء الولية الصالحة مسعودة‪ ،‬فالبعـض يفضل تسميتها باألميـرة العالمة‪ ،‬والبعض اختار لها اسم السيدة‬ ‫الحرة الصالحة‪ ،‬وأهل الجنوب يطلقون عليها لقب مسعودة الوزكيتية‪ ،‬وفئة من المؤرخين تلقبها بعنقاء الصحراء‪ ،‬لكن‬ ‫مهما تعددت أسماؤها وألقابها فإنها تفضل لقب األميرة المحسنــة‪ ،‬باعتبارها أم السلطان أحمد المنصور الذهبي‪ ،‬لكن‬ ‫مسعودة يبقى اللقب المسجل في الروايات التاريخية‪ ،‬إال أن عودة هو األكثر شهرة‪ ،‬وال يعرف الناس سبب هذا اللقب رغم‬ ‫أن مجموعة من الروايات الشفوية ربطته بقوامها الممتلئ الشبيه بـ «العودة»‪ ،‬وقيل إن هذا اللفظ مخفف من مسعودة‬ ‫على طريقة أهل المنطقة‪.‬‬ ‫يرقد جثمان مسعودة في قبور السعديين بحي القصبة داخل أسوار مدينة مراكش القديمة‪ ،‬في ضريح سلطاني يضم‬ ‫مجموعة من قبور رجال ونساء الدولة السعدية‪ ،‬من قبر محمد الشيخ‪ ،‬مؤسس الدولة‪ ،‬إلى بقية أفراد العائلة‪ .‬ولعل وجود‬ ‫ضريح اللة عودة في هذا الفضاء‪ ،‬جعله أقل ارتباطا بالدجل كما هو حال كثير من مزارات الوليات الصالحات في هذا البلد‪.‬‬ ‫ولدت مسعودة في كنف والدها الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد اهلل الوزكيتي الورزازي‪ ،‬وكانت منذ صغرها حريصة‬ ‫على اقتناء المفاخر راغبة في فعل الخير‪ .‬وهي أم السلطان المنصور الذهبي‪ ،‬الذي ساعدها في توسيع مبادراتها التضامنية‬ ‫وحولها إلى السيدة األولى للقصر السلطاني‪.‬‬ ‫أجمعت الكتابات التاريخية على أن اللة عودة عرفت بقلبها الرحيم وبحرصها على الذكر وقيام الليل‪ ،‬وكانت تخصص‬ ‫لأليتام حيزا كبيرا من اهتماماتها‪ ،‬بل عملت على إقامة حفالت زفاف لأليتام واليتيمات وشجعت الزواج من المتخلى عنهن‪،‬‬ ‫فضال عن اهتمامها بالعمران‪ ،‬سيما إنشاء المساجد والقناطر‪ ،‬وكانت تعمل على إصالح الطرق في البوادي والحواضر في‬ ‫زمن كان فيه ابنها مهتما بالفتوحات العسكرية وتقوية االقتصاد الوطني‪ .‬‬ ‫على بوابة المسجد العظيم لباب دكالة بمراكش إشارة إلى دور هذه السيدة في إنشاء هذه المعلمة الدينية‪ ،‬ويعرض‬ ‫السالوي قصة يتداولها العامة حول سبب بنائها للمسجد المذكور‪ ،‬تقول إنها «دخلت يوما بستانا من بساتين قصورها‬ ‫وهي في حالة الوحم‪ ،‬فرأت به خوخا ورمانا فأكلت منها في نهار رمضان والناس صيام‪ ،‬ثم ندمت وفعلت أفعاال كثيرة من‬ ‫باب البر رجاء أن يتجاوز اهلل عنها‪ ،‬ومنها بناء الجامع المذكور»‪.‬‬ ‫لكن المراكشيين يرددون روايات أخرى عن اللة عودة السعدية‪ ،‬أم المنصور الذهبي‪ ،‬تجمع على أنها أفطرت يوما عمدا‬ ‫في رمضان وشعرت بالندم‪ ،‬فوهبت كل ما تملك لفائدة «النفافرية» ليدعون لها من اهلل جل جالله بالمغفرة والتوبة‪ ،‬ومن‬ ‫يومها كان النفافري ينشد على نغمات نفاره «عودة كالت رمضان بالخوخ والرمان اغفر ليها يا رحمان»‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫اقتصاديف �أ�سوبوعإدارة‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬ ‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫ورقـة «اقتصـاد وإدارة» لهـذا األسبــوع تتمحــور‬ ‫حـول النقـاط التاليـة‪: ‬‬

‫‪ - 4‬توقعات النمو خالل سنة ‪ 2020‬من منظور‬ ‫البنك اإلفريقي للتنمية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تراجع معدل التضخم على الصعيد‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فشل الشركات على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬انخفاض اإلنتاج الصناعي في فرنسا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬توقعات النمو خالل سنة ‪ 2020‬من‬ ‫منظور البنك اإلفريقي للتنمية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬المندوبية السامية للتخطيط تعيد‬ ‫نظرها في المؤشرات اإلقتصادية لسنة‬ ‫‪sssss‬‬ ‫‪.2019‬‬ ‫‪ - 5‬المندوبية السامية للتخطيط تعيد نظرها‬ ‫‪ - 6‬صعود شركة فياط‪-‬كرايزلر إلى الدرجة في المؤشرات اإلقتصادية لسنة ‪: 2019‬‬ ‫الخامسة وطنيا‪ .‬‬ ‫كانت المندوبية السامية للتخطيط قد صرحت‬ ‫‪ - 7‬وصل إنتاج رونو المغرب إلى ‪ 402.150‬بأن معدل النمو لسنة ‪ 2019‬سيكون هو‪ %2,5‎‬وعادت‬ ‫المندوبية من جديد لتصحيح هذا المعدل ورفعه إلى‬ ‫سيارة خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫مستوى ‪ .%2,9‎‬ومع ذلك فإن هذا المعدل الجديد‬ ‫‪FF FFFF FF‬‬

‫‪ - 1‬تراجع معدل التضخم على الصعيد العالمي‪:‬‬

‫لقد تراجع معدل التضخم السنوي في منطقة‬ ‫‪( OCDE‬منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية) ليصل‬ ‫مع نهاية سنة ‪ 2018‬إلى‪.%2,7‎‬‬ ‫ويالحظ نفس التراجع في مجموعة ال ‪ 20‬الدول‬ ‫األكثر تقدما عالميا حيث استقر معدل التضخم في‬ ‫حدود‪.%3,4‎‬‬ ‫أما على صعيد منطقة األورو فلم يتجاوز معدل‬ ‫التضخم‪ %1,9‎‬في حين أنه وصل إلى حدود‪ %2,2‎‬في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫هذا يعني أن السياسات المالية والنقدية التي‬ ‫تنهجها البنوك المركزية على الصعيد العالمي أخذت‬ ‫تعطي أكلها والنتائج المرجوة منها‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 2‬فشل الشركات على الصعيد العالمي ‪:‬‬

‫‪ ‬حسب مكتب الخبرة العالمي ‪Euler Hermes‬‬ ‫سيرتفع فشل الشركات على الصعيد العالمي خالل سنة‬ ‫‪ 2019‬بنسبة ‪ .%6‎‬وذلك راجع باألساس إلى التراجع‬ ‫الحاصل في اإلقتصاد العالمي الذي سيحقق نموا يصل‬ ‫فقط إلى‪ %3‎‬خالل سنة ‪ 2019‬في حين أن أداءه كان‬ ‫‪ %3,1‎‬خالل سنة ‪ 2018‬و‪ %3,2‎‬خالل سنة ‪.2017‬‬ ‫وإذا كانت الصين هي التي تعرف أكبر فشل وإغالق‬ ‫للشركات وذل��ك بارتفاع يقدر بنسبة ‪ %+20‎‬فهي‬ ‫متبوعة بدول مثل ‪:‬‬ ‫‪ - ‬سلوفاكيا ‪ %+16‎:‬؛‬ ‫‪ - ‬الدانمارك ‪ %+15‎:‬؛‬ ‫‪ - ‬الشيلي ‪ %+12‎:‬؛‬ ‫‪ - ‬السويد ‪.%+10‎:‬‬ ‫أما في المغرب‪ ،‬ففشل الشركات سيصل إلى‪%+4‎‬‬ ‫خالل سنة ‪.2019‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 3‬انخفاض اإلنتاج الصناعي في فرنسا ‪:‬‬ ‫لقد تراجع اإلنتاج الصناعي في فرنسا مع نهاية‬ ‫سنة ‪ 2018‬بنسبة‪ %1,3‎‬وهذا راجع باألساس إلى حركة‬ ‫“السترات الصفراء” وأيام اإلضراب في بعض الشركات‬ ‫مثل مجموعة ‪.Total‬‬ ‫وأكبر اإلنخفاضات كانت في القطاعات التالية ‪:‬‬ ‫‪ - ‬تنقية وتكرير البترول ‪ %10‎- :‬؛‬ ‫‪ - ‬وسائل النقل ‪ %1,2‎- :‬؛‬ ‫‪ - ‬السيارات ‪.%3,3‎- :‬‬ ‫كما أن مؤشر ثقة العائالت في اإلقتصاد الفرنسي‬ ‫قد أضاع أربع نقاط ليستقر في حدود ‪ 87‬نقطة‪.‬‬ ‫إذا لم تجد الحكومة الفرنسية حال لهذا المشكل‬ ‫قريبا فإن هذا األخير قد يتفاقم بشكل كبير جدا‬ ‫وستكون نتائجه وخيمة على الصعيد اإلقتصادي‬ ‫واإلجتماعي على حد سواء‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫يراهن البنك اإلفريقي للتنمية على نمو سيصل إلى‬ ‫‪ %4‎‬بالنسبة لإلقتصاد الوطني‪ .‬ويضيف البنك أن عجز‬ ‫الميزانية سيعرف ارتفاعا طفيفا ليصل إلى‪ %3,9‎‬خالل‬ ‫سنة ‪.2020‬‬ ‫أما من حيث العملة المغربية‪ ،‬فإن سياسة تعويم‬ ‫الدرهم التي جرت عليها سنة كاملة قد كانت سياسة‬ ‫ناجحة في المرور إلى نظام الصرف المرن وفترة مهمة‬ ‫من أجل المرور إلى نظام الصرف العائم‪Régime de(.‬‬ ‫‪.)change flottant‬‬

‫يبقى أقل بنسبة‪ %0,1‎‬لما كان عليه خالل سنة ‪2018‬‬ ‫المنصرمة‪.‬‬ ‫ولعل أهم تفسيرلهذه المراجعة هو موسم فالحي‬ ‫جيد ولكن أقل من سنة ‪ 2018‬ألن القطاع الفالحي‬ ‫سيتراجع بنسبة‪.%0,4‎‬‬ ‫أما من حيث المؤشرات الماكرو اقتصادية األخرى‬ ‫فإنها ستكون على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫ تراجع معدل التضخم من‪ %1,6‎‬خالل سنة ‪2018‬‬‫إلى فقط‪ %1,2‎‬؛‬ ‫ رك��ود في العجز التجاري ال��ذي ظل في حدود‬‫‪ %18,1‎‬؛‬ ‫ تراجع طفيف لعجز الميزانية الذي سيمر من‪%3,9‎‬‬‫خالل سنة ‪ 2018‬إلى‪ %3,7‎‬خالل سنة ‪.2019‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 6‬صعود شركة فياط‪ -‬كرايزلر إلى الدرجة‬ ‫الخامسة ‪:‬‬ ‫حققت شركة فياط‪ -‬كرايزلر نجاحا هائال من حيث‬ ‫مبيعات السيارات في بالدنا وذلك بالوصول إلى بيع‬ ‫‪ 12.500‬وحدة من ماركاتها المشهورة وهي فياط‬ ‫وألفاروميو وجيب‪.‬‬ ‫وه��ذا األداء كان جيدا ومتميزا ألن رقم أعمال‬ ‫الشركة حقق نموا هائال وصل إلى ‪ %36‎‬ما بين سنة‬ ‫‪ 2017‬وسنة ‪.2018‬‬ ‫وبهــذا اإلنجــاز تمــر شركــة فياط‪ -‬كرايزلر إلى‬ ‫الدرجة الخامسة مسبوقة بيونداي وبوجو‪-‬سيتروين‬ ‫وفولسفاكن‪ .‬أما شركة رونو فتحتل الدرجة األولى‬ ‫بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫ولعل المعرض الدولي للسيارات ‪Auto Expo‬‬ ‫األخير هو الذي ساعد على تحقيق هذه الطفرة ألن‬ ‫الشركة باعت ما ال يقل عن ‪ 3000‬سيارة‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 7‬وصل إنتاج رونو المغرب إلى ‪402.150‬‬ ‫سيارة خالل سنة ‪: 2018‬‬ ‫لقد كانت سنة ‪ 2018‬سنة إنتاج بامتياز لشركة‬ ‫رونو المغرب ألن هذه األخيرة أنتجت ما ال يقل عن‬ ‫‪ 402.150‬سيارة‪.‬‬ ‫ويمثل إنتاج مدينة طنجة‪ %79‎‬أو ‪ 318.600‬سيارة‬ ‫في حين ال يصل إنتاج الدار البيضاء إال إلى ‪83.550‬‬ ‫سيارة أو‪ %21‎‬من اإلنتاج الكلي‪.‬‬ ‫أما من حيث التصدير فإن مدينة طنجة تصدر تقريبا‬ ‫‪ %94‎‬من إنتاجها نحو الخارج‪ .‬أما مدينة الدارالبيضاء فال‬ ‫تصدر إال‪.%69‎‬‬ ‫وعلى الصعيد الوطني باعت رون��و ‪45.016‬‬ ‫سيارة‪ 19.116،‬طنجوية الصنع و‪ 25.900‬بيضاوية‪،‬‬ ‫الصنع وبذلك تبقى رونو هي الشركة الرائدة في صنع‬ ‫وتصدير السيارات في بالدنا‪.‬‬

‫الدائرة الأمنية الثانية حتمي‬ ‫عون �سلطة هدد بته�شيم �سيارة‬ ‫�إطار ت�شريعي مبجل�س النواب‬ ‫تعرض الكاتب واإلعالمـي واإلطار المستشـار بمجلس النواب يونس إمغـران‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬لعنف معنوي وتهديد بإلحاق ضرر جسدي به وبسيارته من أحد‬ ‫أعوان السلطة العاملين بالملحقة اإلدارية مسنانة‪.‬‬ ‫وفي اتصال هاتفي مع «جريدة طنجة» قال الكاتب يونس إمغران‪ :‬بأنه تعرض‬ ‫يوم ‪ 18‬يناير الماضي بمنطقة مسنانة بطنجة لوابل من كلمات نابية وغير أخالقية‬ ‫ومُهينة من طرف عون سلطة (مقدم)‪ ،‬وأضاف أنه لم يكن يتوقع رد فعل هذا العون‬ ‫بهذا الشكل العنيف بعد أن طالبه بإخالء وسط الطريق من سيارته وعدم عرقلة‬ ‫السير‪ ،‬وكان عون السلطة قد توقف لمدة ثالثة دقائق وسط الطريق للحديث مع‬ ‫سائق سيارة أجرة كبيرة توقف هو اآلخر وسط الطريق من الجهة المقابلة‪ .‬وأوضح‬ ‫اإلعالمي واإلطار التشريعي بمجلس النواب أن عون السلطة لم يكتف بتوجيه السب‬ ‫والشتم له‪ ،‬وإنما نزل من سيارته وهدده بالضرب وتهشيم سيارته‪.‬‬ ‫لكن اإلعالمي يونس إمغران أبرز أن األمر قد يكون عاديا مادام أن بعض أعوان‬ ‫السلطة يجنحون إلى الشطط في استعمال السلطة واستغالل النفوذ‪ ،‬معتقدين أنهم‬ ‫فوق القانون‪ ،‬وأن البالد لم تتطور بعدُ على مستوى احترام حقوق الناس وحرياتهم‪،‬‬ ‫وااللتزام بالسلوك المدني‪ ،‬لكن الذي يدعو إلى االستغراب ويستدعي إلى فتح تحقيق‬ ‫في الموضوع واتخاذ اإلجراءات الزجرية الالزمة – يقول اإلطار المستشار بالمؤسسة‬ ‫التشريعية ‪ -‬هو أن تمتنع الدائرة األمنية الثانية عن التحرك واالستجابة للشكاية التي‬ ‫تقدم بها مواطن وجد نفسه معتدى عليه من طرف أحد أعوان السلطة‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫مصدرا من الدائرة األمنية الثانية أخبره بأن والي أمن طنجة ارتأى حفظ ملف الشكاية‬ ‫لحماية عون السلطة‪ .‬وفي هذا السياق علق الكاتب يونس إمغران على ذلك بقوله‪:‬‬ ‫صحَ هذا الخبر‪ ،‬وأنا أستبعده لكون والي أمن طنجة أكبر من أن يقع في هذا‬ ‫«إن ّ‬ ‫الخطأ البليد‪ ،‬فإنني شرعت عبر بعض ممثلي األمة من مجلس النواب في تحرير سؤال‬ ‫كتابي في هذا الموضوع موجه إلى وزير الداخلية السيد لفتيت الذي يعد رجال صارما‬ ‫في مثل هذه المواقف وحريصا على تخليق ممارسات نسائه ورجاله» وأضاف‪« :‬إن‬ ‫عمل الدائرة األمنية الثانية سلبي للغاية‪ ،‬ويفتح الباب أمام أعوان السلطة إلعادة زمن‬ ‫السيبة وتحدي القانون‪ ،‬لكنني سألجأ للقضاء في دعوى ضد عون السلطة والمسؤول‬ ‫األول عن الدائرة األمنية المعنية‪ ،‬إذا لم يتم إنصافي في هذه الشكاية»‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫م�صالح ال�شرطة الق�ضائية بطنجة‬ ‫تلقي القب�ض على املتهم‬ ‫مبحاولة قتل‬

‫تمكنت مصالح الشرطة القضائية بطنجة‬ ‫صباح يوم الثالثاء ‪ 25‬فبراير الجاري‪ ،‬بتعليمات‬ ‫من السيد والي أمن طنجة‪ ،‬بعد تكثيف التحريات‬ ‫الميدانية‪ ،‬من إلقاء القبض على المدعو رضوان‬ ‫السباعي‪ ،‬الذي صدرت في حقه مذكرة بحث‬ ‫على الصعيد الوطني‪ ،‬وذلك على خلفية اعتدائه‬ ‫ومحاولة قتل الشاب فخر الدين أ‪ .‬باستعماله‬ ‫ال��س�لاح األب��ي��ض‪ ،‬المفضي إل��ى إح��داث‬ ‫تشوهات متفاوتة الخطورة حيث تسبب‬ ‫للضحية في جرح غائر على مستوى الصدر‬ ‫والبطن (أنظر الصور)‪.‬‬ ‫وتعــود تفاصيل الحــادث إلى تاريخ ‪04‬‬ ‫دجنبر ‪ 2018‬بالحي الجديد‪ ،‬وبالضبط خلف‬ ‫الدائرة الخامسة‪ ،‬إذ وقعت جريمة بشعة‪ ،‬تعرض‬ ‫لها الضحية فخرالدين أ‪ .‬المزداد سنة ‪،1992‬‬ ‫العتداء خطير‪ ،‬حيث تربص الجاني بباب منزل‬ ‫الضحية‪ ،‬فوجه له طعنات غادرة على مستوى‬ ‫الصدر تاركا إياه يتخبط في دمائه بين الحياة‬ ‫وال��م��وت‪ ،‬وت��م نقله على وج��ه السرعة إلى‬ ‫مستعجالت المستشفى الجهوي محمد الخامس‬ ‫بطنجة‪ ،‬وأدخ��ل غرفة العناية المركزة‪ ،‬حيث‬ ‫حظي بالعناية الالزمة من لدن مدير المستشفى‬ ‫الدكتور فؤاد قابل‪ ،‬وكذا من الطاقم الطبي الذي‬

‫أجرى له عمليتين جراحيتين معقدتين على الفور‬ ‫أنقذتا حياته تحت إشراف الدكتور خالد فاضل‪،‬‬ ‫ومنحت له شهادة طبية تثبت مدة العجز في‬ ‫ثالثة أشهر (‪ 3‬أشهر) قابلة للتمديد‪ ،‬في حين أن‬ ‫الجاني الذ بالفرار إلى وجهة مجهولة فور ارتكابه‬ ‫حادث االعتداء الشنيع‪ .‬فيما الزال الضحية فخر‬ ‫الدين أ‪ .‬يعاني من تدهور صحته والزال تحت‬ ‫العنايةالطبية‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن الضحية سبق وأن تعرض‬ ‫لتهديدات واستفزازات الجاني‪ ،‬مما دفعه حينها‪،‬‬ ‫أي بتاريخ ‪ 13‬يونيو ‪ ،2016‬إلى توجيه شكاية‬ ‫للسيد وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بطنجة (تتوفر الجريدة على نسخة منها) سجلت‬ ‫تحت عدد ‪.5117/16/3101‬‬ ‫وقد تم االحتفاظ بالجاني تحت تدابير‬ ‫الحراسة النظرية‪ ،‬التي تجريها مصالح الشرطة‬ ‫القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة‬ ‫وذل��ك لتحديد ظ��روف ومالبسات هذا الفعل‬ ‫الشنيع الذي تسبب للضحية في تشوهات على‬ ‫مستوى الصدر والبطن‪ ،‬فضال عن آثار نفسية‬ ‫وخيمة‪.‬‬


‫العدد ‪983‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫«معجم المسرحيات المغربية ‪ -‬من البداية‬ ‫إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين»‪..‬‬ ‫إنجاز علمي متفرد ومفخرة للحركة المسرحية المغربية‬ ‫ال يخفــى على المهتميـن بالبحـث في اآلداب والفنـون أن العمل‬ ‫البيبليوغرافي يشكل ركيزة أساسية وال غنى عنها‪ ،‬من أجل تحقيق النجاح‬ ‫في إنجاز الدراسات واألبحاث في أي جنس أو فن؛ ألن البيبليوغرافيا توفر‬ ‫المادة التي تسمح للباحث بالوقوف على كل ما يهمه في الموضوع الذي‬ ‫يشتغل به‪.‬‬ ‫ووعيا من الباحثين المغاربة بهذه القناعة‪ ،‬فقد انخرط العديد من هؤالء‬ ‫الباحثين في إخراج أعمال بيبليوغرافية في مجاالت وفنون مختلفة؛ نذكر من‬ ‫تلك األعمال على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬الدكتور محمد يحيى قاسمي أنجز‬ ‫«بيبليوغرافيا الشعر العربي الحديث بالمغرب» – منشورات كلية اآلداب –‬ ‫وجدة – ‪ ،1996‬و«بيبليوغرافيا القصة المغربية» – مطبعة الجسور – وجدة‬ ‫– ‪ ،1999‬و»سيرورة القصيدة – منشورات اتحاد كتاب المغرب – الرباط‬ ‫‪ ،-2000‬و»بيبليوغرافيا الرواية المغربية – مطبعة الجسور – وجدة ‪،-2002‬‬ ‫و»يبليوغرافيا المسرح المغربي – مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة‪،-2003‬‬ ‫و»الرواية المغربية المكتوبة بالعربية‪ :‬الحصيلة والمسار»– منشورات وزارة‬ ‫الثقافة ‪ ،2003 -‬و«بيبليوغرافيا األدب المغاربي المعاصر»– مؤسسة النخلة‬ ‫للكتاب – وجدة ‪ .-2005‬أما الدكتور مصطفى يعلى فقد نشر كتاب «السرد‬ ‫المغربي ـ بيبليوغرافية متخصصة»‪ ،‬المدارس للنشر والتوزيع‪ ،‬بدعم من‬ ‫وزارة الثقافة المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2001 ،‬كما أعد «فهرست المجاميع‬ ‫القصصية المغربية ‪ ،»1978 - 1947‬منشور بمجلة «المورد» العراقية‪ ،‬م‪،8.‬‬ ‫ع‪ ،1979-2.‬ثم «فهرست المجاميع القصصية المغربية من سنة ‪ 1947‬إلى‬ ‫سنة ‪ ،»1980‬منشور بمجلة «األقالم» العراقية ع‪ ،2.‬س‪ ،16.‬بغداد ‪،1980‬‬ ‫وله أيضا «بيبليوغرافيا الفن الروائي في المغرب ‪ »1930-1984‬التي أعدها‬ ‫بتكليف من المكتب المركزي التحاد كتاب المغرب بمناسبة ندوة الرواية‬ ‫المغربية بمراكش‪ ،‬نشرت بمجلة «آفاق» ع‪ 3-4.‬دجنبر ‪ ،1984‬وله أيضا‪،‬‬ ‫في هذا السياق‪« ،‬بيبليوغرافيا القصص الشعبي ودراسته بالمغرب»‪،‬‬ ‫منشورة بمجلة «اآلداب والعلوم اإلنسانية» كلية اآلداب‪ ،‬القنيطرة‪،‬‬ ‫‪ ،1997‬و «بيبليوغرافيا النقد القصصي بالمغرب ‪ »1980 - 1937‬منشورة‬ ‫بالجزء الثالث من كتاب «زهرة اآلس في فضائل العباس» دار المناهل‪،‬‬ ‫الرباط‪ .1997 ،‬كما أعد الباحثان مصطفى رمضاني ومحمد قاسمي كتاب‬ ‫(ببليوغرافيا المسرح المغربي )‪ ،‬تناوال فيه تطور المسرح المغربي إبداعا‬ ‫ونقدا من سنة ‪1933‬إلى غاية ‪2003‬م‪ .‬ونشر محمد أديب السالوي أيضا‬ ‫كتاب «دليل المسرح المغربي» في مجلة الموقف المغربية‪ ،‬ويتضمن‬ ‫مسرحيات مغربية نشرت ما بين ‪ 1920‬و‪1985‬م‪ .‬كما أورد مصطفى بغداد‪،‬‬ ‫في كتابه «المسرح المغربي قبل االستقالل»‪ ،‬ملحقا بيبليوغرافيا‪ ،‬يحتوي‬ ‫كل ما يتعلق بالمسرح المغربي في عهد الحماية من إنتاجات مسرحية‬ ‫إبداعية ونقدية‪ .‬كما أنجز المهدي الودغيري بعنوان «النصوص المسرحية‬ ‫المغربية المنشورة بالصحف والمالحق والمجالت» من سنة ‪ 1959‬إلى‬ ‫غاية سنة ‪1989‬م‪ .‬وقدم جميل حمداوي‪ ،‬باالشتراك مع محمد مختاري‪،‬‬ ‫دراسة جديدة بعنوان «ببليوغرافيا القصة القصيرة جدا بالمغرب‪ ..‬مقاربة‬ ‫ببليوميترية‪ ،‬ونشر حمداوي «بيبليوغرافيا الدواوين الشعرية األمازيغية‬ ‫بمنطقة الريف)‪ ،‬جريدة المنعطف األمازيغي‪ ،‬المغرب‪ ،‬االثنين ‪ 25‬جمادى‬ ‫األول ‪ 1428‬الموافق ‪ 11‬يونيو ‪2007‬م‪،‬ص‪ ،7:‬العدد‪ ...2865‬وغيرهم‬ ‫كثير من الباحثين اآلخرين الذين أعدوا بيبليوغرافيات وأنطولوجيات‬ ‫في مختلف األجناس والفنون‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق المرتبط بإيـــالء العنايـة واالهتمــام العلمي بفن‬ ‫البيبليوغرافيا‪ ،‬يأتي كتاب «معجم المسرحيات المغربية ‪ -‬من البداية‬ ‫إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين»‪ ،‬الذي سهر على إعداده‬ ‫الدكتور فهد الكغاط‪ ،‬والذي صدر دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫الطبعة األولى‪ ،2019 ،‬في طبعة أنيقة‪ ،‬وفي ‪ 760‬صفحة من القطع‬ ‫الكبير‪ .‬وقد وزع الكغاط مواد المعجم وفق ما يلي‪ :‬المقدمة‪ ،‬معجم‬ ‫المسرحيات المغربية‪ ،‬ومسرحيات مغربية بالفرنسية أو اإلنجليزية أو‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬ومسرحيات مترجمة‪ ،‬فضال عن الئحة للمراجع والمصادر‬ ‫وفهرس لألعالم يشمل التأليف واالقتباس واإلعداد واالستنبات‬ ‫والترجمة‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬فإن كتاب «معجم المسرحيات المغربية ‪ -‬من البداية‬ ‫إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين» يعد إنجازا علميا متفردا‬ ‫ومفخرة للحركة المسرحية المغربية‪.‬‬ ‫وقد خص الدكتور يونس لوليدي هذا الكتاب التوثيقي المهم‬ ‫بتقديم قال فيه‪« :‬ال شك في أن هذا المعجم‪ ،‬الذي ألفه الدكتور فهد‬ ‫الكغاط‪ ،‬يعتبر مفخرة للحركة المسرحية المغربية‪ ،‬كما أنه سيصبح‬ ‫مرجعا ال غنى عنه للباحثين واألكاديميين والمسرحيين ‪ -‬المغاربة‬ ‫والعرب ‪ -‬يقرب المسافات‪ ،‬وينفض الغبار عن المنسي والمهمل‪،‬‬ ‫ويؤكد أن للمسرح المغربي تاريخا من التأليف واإلبداع‪ ،‬وله من األسماء‬ ‫والتجارب ما يسمح لنا باالفتخار به‪ ،‬رغم ما قد يعرفه من حين إلى آخر‬ ‫من كبوات تدخل ضمن الصيرورة الطبيعية لكل عمل إنساني‪ .‬ليس‬ ‫غريبا أن ينجز الدكتور فهد الكغاط هذا المعجم المهم‪ ،‬هو الذي‬ ‫عاين الدكتور محمد الكغاط رحمه اهلل ‪ -‬األب واألستاذ والمبدع ‪-‬‬ ‫ينجز «فهرس النصوص المسرحية في المغرب من سنوات العشرين‬ ‫إلى سنوات الثمانين»‪ ،‬سنة ‪ .1987‬فكأن ما أتمه اليوم الدكتور فهد‬ ‫الكغاط‪ ،‬كانت بدايته ذات يوم من سنة ‪.»1987‬‬ ‫وكان كاتب التقديم قـد استهلــــه بالقول ‪« :‬من مصطلح‬ ‫«الفهرس» إلى مصطلح «البيبليوغرافيا» إلى مصطلح «معجم»‪،‬‬ ‫هذا هو المسار الذي قطعه ‪ -‬إلى حد اآلن ‪ -‬التوثيق والتأريخ لحركة‬ ‫التأليف المسرحي المغربي‪ .‬وإن كان الدكتور فهد الكغاط قد اختار‬ ‫أن يطلق على منجزه الضخم هذا تسمية «معجم»‪ ،‬فألنه يعلم الطابع‬ ‫الموسوعي للمعجم عندما يتصدى لكل ما يتعلق بعلم ما أو بفن ما أو‬ ‫تاريخ ما‪ ...‬انطلق األكاديمي والباحث الدكتور فهد الكغاط في إنجاز هذا‬ ‫المعجم المسرحي الموسوعي سنة ‪ ،2012‬وطيلة هذه السنوات كنت مواكبا‬ ‫لهذا العمل الضخم الذي تطلب جهدا كبيرا‪ ،‬وإخالصا في العمل‪ ،‬وتدقيقا‬ ‫وتمحيصا يؤكدان شغف الدكتور فهد الكغاط بالتوثيق واألرشفة وحفظ‬ ‫الذاكرة المسرحية المغربية في شقيها النصي والفرجوي‪ .‬وإذا كان التوثيق‬

‫فهد الكغاط خالل‬ ‫حفل توقيع الكتاب‬ ‫في الدورة األخيرة‬ ‫للمعرض الدولي‬ ‫للكتاب والنشر‬ ‫بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫واألرشفة عمل مؤسسات في أوروبا‪ ،‬فإنهما في المغرب عمل أشخاص‪ ،‬آلوا‬ ‫على أنفسهم حفظ ما لم تحفظه الجهات الرسمية‪ .‬وهكذا سار الدكتور‬ ‫فهد الكغاط على خطى عدد من األكاديميين والباحثين المغاربة ‪ -‬ممن‬

‫سبقوه أو تزامنت أعمالهم مع عمله ‪ -‬أمثال ‪ :‬محمد أديب السالوي‪ ،‬ومحمد‬ ‫الكغاط‪ ،‬والمهدي الودغيري‪ ،‬وعبد اللطيف ندير‪ ،‬وأحمد مسعاية‪ ،‬ومصطفى‬ ‫رمضاني‪ ،‬ومحمد يحيى قاسمي‪ ،‬وغيرهم كثير»‪.‬‬ ‫ويشهد الناقد المسرحي المتمرس‪« :‬وبقدر ما استفاد الدكتور فهد‬

‫‪ -‬حاوره‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫الكغاط من الذين سبقوه‪ ،‬بقدر ما سعى إلى أن يحمل معجمه هذا عددا من‬ ‫اإلضافات‪ ،‬لعل من بينها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن هذا المعجم يضم حوالي ثالثة آالف عنوان‪ ،‬وهو عدد ضخم من‬ ‫المسرحيات التي وثقها الدكتور فهد الكغاط‪ ،‬وهو إن كان يلتقي في عدد‬ ‫منها مع الذين سبقوه‪ ،‬إال أنه ينفرد بالجزء األكبر منها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عمد الدكتور فهد الكغاط إلى توثيق المسرحات غير المنشورة‬ ‫أيضا‪ ،‬أي أن معجمه يضم ‪ -‬باإلضافة إلى المسرحيات المنشورة ‪ -‬مسرحيات‬ ‫مخطوطة أو مطبوعة على الستانسيل‪ ،‬أو مسرحيات عُرضت وال زالت‬ ‫نصوصها غير متداولة بين الناس‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حمل هذا المعجم إضافات من حيث التوثيق‪ ،‬إذ كلما أمكن ذلك‬ ‫إال وأشار الدكتور فهد الكغاط إلى التجنيس الذي وضعه المؤلف المسرحي‬ ‫لمسرحيته‪ ،‬وأشار كذلك إلى عرض هذه المسرحية ومكان عرضها وزمانه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جرت العادة أن يتم التوثيق للمسرحيات المغربية من خالل‬ ‫التمييز بين المسرحيات المؤلفة والمسرحيات المقتبسة‪ ،‬غير أن الدكتور‬ ‫فهد الكغاط أضاف تمييزات دقيقة أخرى هي ‪ :‬المسرحيات المُستنبتة‬ ‫والمسرحيات المُعدة والدراماتورجيا‪ ،‬مما أضفى على معجمه مزيدا من‬ ‫الدقة في التصنيف‪ ،‬بما أن عددا من المسرحيات المُستنبتة والمُعدة كانت‬ ‫تُدرج تحت خانة المسرحيات المُقتبسة‪ ،‬على الرغم من الخصوصيات التي‬ ‫تميز كل نوع من هذه األنواع‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إن قائمة مراجع هذا المعجم تدل بوضوح على أن صاحبه لم‬ ‫يترك مصدرا إال واشتغل عليه‪ ،‬سواء تعلق األمر بالبيبليوغرافيات السابقة‪،‬‬ ‫أو بالدراسات واألبحاث‪ ،‬أو باألطاريح‪ ،‬أو بالمجالت والجرائد‪ ،‬أو بالملصقات‬ ‫والمطويات‪ ،‬وكتيبات المهرجانات»‪.‬‬ ‫ويسجل لوليدي في التقديم ذاته ما يلي‪« :‬على الرغم من كل هذا‬ ‫المجهود الجبار الذي بذله الدكتور فهد الكغاط في تأليف هذا المعجم‬ ‫الخاص بالمسرحيات المغربية‪ ،‬فإن تواضع الباحث األكاديمي الجاد فيه‪،‬‬ ‫جعله ال يدعي أن عمله نهائي وال كامل‪ ،‬بل يعتبر كل هذا الجهد وهذه‬ ‫السنوات المبذولة في إنجازه‪ ،‬مجرد مشروع مفتوح قابل لإلضافة وللتعديل‬ ‫وللتنقيح‪ .‬إضافة إلى أن أمانة الباحث األكاديمي الجاد فيه‪ ،‬جعلته يقدر‬ ‫جهود السابقين عليه ويستفيد منها ويوثق ذلك من خالل هذا الكم الهائل‬ ‫من المراجع التي عاد إليها»‪.‬‬ ‫يذكر أن الكاتب والباحث المغربي الدكتور فهد الكغاط‪ ،‬الذي ألف مؤلف‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬ولد عام ‪ 1968‬بمدينة فاس‪ .‬وقد تابع دراسته الثانوية بفاس‬ ‫والجامعية بفاس وليل (فرنسا)‪ ،‬حيث حصل على شهادة اإلجازة في الفيزياء‬ ‫سنة ‪ 1991‬من كلية العلوم بفاس‪ ،‬ودبلوم الدراسات المعمقة في الفيزياء‬ ‫سنة ‪ 1992‬من جامعة ليل ‪ 1‬بفرنسا‪ ،‬والدكتوراه في الفيزياء سنة ‪1995‬‬ ‫من جامعة ليل ‪ 1‬بفرنسا‪ .‬حصل فهد الكغاط كذلك على شهادة اإلجازة في‬ ‫األدب العربي سنة ‪ 2000‬من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بفاس‪ ،‬ودبلوم‬ ‫الدراسات العليا المعمقة في األدب العربي الحديث (تخصص‪ :‬المسرح)‬ ‫سنة ‪ 2002‬من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بفاس‪ ،‬والدكتوراه في‬ ‫األدب العربي الحديث (تخصص‪ :‬المسرح) سنة ‪ 2009‬من نفس الكلية‪.‬‬ ‫ويعمل فهد الكغاط‪ ،،‬الذي يرأس جمعية محمد الكغاط لهواة المسرح‬ ‫الوطني بفاس‪ ،‬حاليا‪ ،‬أستاذا جامعيا بكلية العلوم والتقنيات بفاس‪ .‬وقد‬ ‫نشر الدكتور فهد الكغاط‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬مجموعة من األبحاث العلمية‬ ‫والمؤلفات والكتب في مجال المسرح نذكر منها‪« :‬اإليـقـان واالرتياب‬ ‫أو يوريـبـدس الجديد» ‪ -‬تجريب في المسرح الكوانتي (نص مسرحي)‪،‬‬ ‫دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪« ،2016 ،‬تدوين الفرجة‬ ‫المسرحية»‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.2013 ،‬‬ ‫كما أسهم فهد الكغاط في كتب جماعية بالمغرب واإلمارات العربية‬ ‫المتحدة وفرنسا والبرتغال‪ .‬وشارك في عدة ندوات وملتقيات وطنية‬ ‫ودولية بالمغرب وخارجه‪ ،‬في مجال المسرح من جهة‪ ،‬وفي مجال‬ ‫العلوم الفيزيائية من جهة أخرى‪ .‬ونشر فهد الكغاط عددا من األبحاث‬ ‫والدراسات في مجالت علمية محكمة‪ .‬كما أنه عضو هيئة التدريس‬ ‫بجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل بفاس ‪ /‬مسالك اإلجازة والهندسة‬ ‫والماستر والدكتوراه‪ ،‬وعضو الجامعة الدولية للبحث المسرحي ‪The‬‬ ‫‪،International Federation for Theatre Research IFTR‬‬ ‫وعضو مجموعة البحث المسرحي ‪Processus De Création, La‬‬ ‫‪ Génétique De La Représentation‬التي تديرها جوزيت فيرال‬ ‫وصوفي بروست بالجامعة الدولية للبحث المسرحي‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا العرض ‪ /‬المقال‪ ،‬يطيب لي أن أردد مع الناقد‬ ‫المسرحي الدكتور يونس لوليدي الذي قال في التقديم الذي خص‬ ‫به كتابا آخر للكغاط ذاته والمعنون بـ «تدوين الفرجة المسرحية»‬ ‫والصادره بدوره عن منشورات دار توبقال للنشر بالدار البيضاء ‪:‬‬ ‫«كيف يمكن للمرء أن يجمع بين دكتوراه في الفيزياء ودكتوراه في‬ ‫المسرح؟ قد تبدو المعادلة صعبة إن لم نقل مستحيلة‪ ،‬لكنها ليست‬ ‫كذلك بالنسبة إلى باحث قادم من بيت آل الكغاط تشبث بالعلم بقدر‬ ‫ما تشبث بالفن واألدب‪ ،‬وحفظ عن ظهر قلب مونولوجات من أشهر‬ ‫مسرحيات شكسبير وهو ما زال طفال‪ .‬لذلك لم أتردد لحظة واحدة‬ ‫في قبول اإلشراف على أطروحته ألنني كنت أعلم أنني سأستفيد من‬ ‫بحثه كما ستستفيد منه الدراسات المسرحية العربية‪ ،‬فهو حريص‬ ‫على ضبط مصطلحاته ومفاهيمه‪ ،‬دقيق في إحاالته‪ ،‬متتبع للدراسات‬ ‫والبحوث المسرحية بمختلف لغاتها ومدارسها‪ ،‬يتحكم منهجه العلمي‬ ‫في كتابته األدبية فيبتعد عن اإلطالة واالستطرادات (‪ )...‬إذا كان‬ ‫الباحث الدكتور فهد الكغاط قد خصص الفترة التي تلت رحيل الفنان‬ ‫واألكاديمي الدكتور محمد الكغاط لنشر أعمال هذا األخير‪ ،‬التي لم‬ ‫يكتب لها أن تنشر إبان حياته‪ ،‬فإنه اليوم يحلق بجناحيه الخاصين في عالم‬ ‫البحث األكاديمي‪ ،‬ويقدم كتابا فريدا الشك أنه سيفتح الطريق أمام نوع‬ ‫جديد من الدراسات المسرحية العربية وأمام ارتياد مجاالت مسرحية لم‬ ‫تصلها بعد يد الباحث والناقد المسرحي العربي»‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫سيرة األرجوان‬

‫الهوية المستعادة (‪)2/2‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬الكتابة األدبية توضحها المعرفة‪ ،‬وهما ال ينفصالن‪.‬‬ ‫التحوُالت في الكتابة الجديدة العصرية‪ ،‬واألندلس لم تعد‬ ‫تمثل ذلك الحلم كمنطق لإلبداع ؟ فرقة البالغة وتحليل الخطاب‬ ‫بكلية اآلداب بتطوان‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي نظمت بتعاون‬ ‫مع مختبر البحث في المغارب والمتوسط ندوة بعنوان ‪ :‬صورة‬ ‫األندلس في السرد العربي‪ ،‬والهوية المستعارة‪( .‬توطئة –‬ ‫تقديم)‪..‬‬ ‫هل ما حدث في األندلس له تداعيات على الفرقاء اللبنانيين‪،‬‬ ‫وهل مازال االستشراق قابال للمناقشة ؟ أفكار حاورها إدوارد سعيد‬ ‫‪ ..‬الكتابة بعد االستعمارية ‪..‬رواية «إلى الخروج من األندلس»‬ ‫ألمين معلوف ‪ ..‬اللجوء إلى شمال المغرب‪ ،‬والرحلة معقدة وصعبة‪.‬‬ ‫فالعدد الكبير من المفارقات داخل النصّ‪ .‬رحلة العقل العربي‬ ‫بإشكاليات عن الصراع اإلثني والعِرْقي والديني الذي مازال إلى‬ ‫اآلن‪ .‬انشطارات الهوية فيعيش المرء بلسان عربي في المهجر‪.‬‬ ‫تتعدَّدُ الهوية في الذات الواحدة‪ .‬من الجزيرة العربية انطلقت‬ ‫منها الفتوحات اإلسالمية إلى العالم‪ ،‬وما تمخض عن ذلك الكتابة‬ ‫فوق الكتابة‪ .‬معروف َّ‬ ‫أن تحرُّر التشفي يسببه الصراع الديني في‬ ‫القصور‪ .‬وبقي الفقراء المرغمين األبطال الهامشيين‪ ،‬في زاوية‬ ‫المستشرق الذي ُّ‬ ‫يُطل منها أمين معلوف‪ .‬وهي رؤيا تختلف عن‬ ‫رؤيانا التي ُّ‬ ‫نُطل منها نحن‪ .‬األندلس أسطورة حيَّة تحتاج إلى‬ ‫إعادة التفكير والتحليل‪ ،‬ولعلى الخيال هو الذي قادر على إعطاء‬ ‫نظرة عميقة للموضوع‪ .‬المتخي ُ‬ ‫َّل في تكوين الكتابة السردية‪،‬‬ ‫«استغالل الذات»‪ ،‬إنتاج حافل بين األدبي والسردي ‪»..‬سانطو‬ ‫بانتشا» يدخل المدينة ‪ ..‬وصورة األندلس في «ثالثية غرناطة»‪،‬‬ ‫ثم إشكالية الهوية في زمان السقوط قد أسالت مداداً كثيراً عبر‬ ‫مُتخيّلها السردي‪ ،‬الفاتن بعالقة األنا واآلخر‪ .‬استطاعتْ ْ‬ ‫أن‬ ‫تجلي العربي المسلم والمسيحي الصليبي‪ ،‬تمثلتْ في الحضارة‬ ‫األندلسية‪ .‬تشكل الوعيُ العقالني عند القشتالي في اللحظة‬ ‫الفارقة‪ ،‬ومعالجة إشكال الهوية‪ ،‬ثم كان لها ما كان لها‪ .‬رواية‬ ‫تضعنا بين العربي المسلم والقشتالي الصليبي‪ ،‬بقيمها اإلسالمية‬ ‫السمحة المتسامحة‪ ،‬وتأتي القشتالية على غرار الحروب الصليبية‬ ‫من عدم وانعدام التسامح‪ .‬تأسست بشبه الجزيرة اإليبيرية‬ ‫الصورة السردية المرأة عارية‪ ،‬كانت صبية جميلة القدِّ‪ ،‬وقدميها‬ ‫الحافيتين‪ ،‬والصليبي الذي اعتدى عليها بوحشية‪ ،‬بإزالة كرامة‬ ‫المسلمة ‪ ..‬وكان أبو جعفر عند باب حانوته يشاهد صورا بشعة‬ ‫تصنعها‪ ،‬بالنظر إلى العالم نحو اآلخر‪ .‬المرأة الفارة من دمار‬ ‫«بالنسية» تذكرنا بما وقع في الحروب الصليبية (د‪.‬نورالدين‬ ‫أفايا)‪ .‬من هذه النظرة فهم أبو جعفر َّ‬ ‫أن األمر سيصل إليه‪،‬‬ ‫والعمل على حماية عائلته في حيِّ البائسين ‪«..‬أبو جعفر الورَّاق»‪،‬‬ ‫بلورت رؤيته لما جرى‪ ،‬وهكذا جاء الوعي العربي للتشبت بحفظ‬ ‫الكتب بالصناديق‪ ،‬ودفنهم بين بالحيطان‪ ،‬حتى ال يُكتشف‬ ‫أمرهم باإلسالم‪ .‬والتكتم على الهوية التي أمر الصليبي محاولة‬ ‫تنصيرهم‪ ،‬ومنعهم من المحافظة على لغتهم وشعائرهم‬ ‫الدينية‪ .‬ديوان التحقيق‪ ،‬عالجت المرأة بما تقرأه في كتب الطب‬ ‫العربي‪ .‬وقد أسهم أبو جعفر وعلي وحسن‪ ،‬ومنهم من ذهب إلى‬ ‫الجبل لمحاربة الصليبيين‪ .‬ومنهم من عمل على تعليم األطفال‬ ‫اللغة العربية‪ .‬وكان من يمتلك القرآن الكريم يُخفيه لضرورة‬ ‫الكتمان والحذر‪ .‬ويُلزمون الديار لتأجيل األعراس‪ ،‬وأشكال التقية‬ ‫حين يزورهم الصليبيون‪ .‬والتكتم على كل المقدس الديني‬ ‫والمكوِّنات الحضارية‪ .‬ولكل من حضر سقوط غرناطة يُطردون‬ ‫إلى شمال المغرب‪ ،‬مَنْ لم ينجُ من أشكال العنصرية والسادية‬ ‫الصليبية‪ .‬بعد هذه اإللمامة بوجود صراع‪ ،‬وتصوير خصوصية‬ ‫أمة على أمة أخرى وجبروتها‪ ،‬أكبر من صِيَغ‪ ،‬إلى ذاك العالم‬ ‫لهوْل ما رأى من البطش‪ .‬هي حمالت كلونيالية مباركة من‬ ‫الكنيسة واحتالل الصليبي لألندلس‪ .‬ثمَّ ذهب الصليبيون إلى‬ ‫أمريكا للقضاء على هوية الهنود الحمر وإبادتهم‪ .‬هي منظومة‬ ‫الفكر الكلونيالي ومحاكم التفتيش‪ ،‬هي صور في مُخيِّلة العربي‪.‬‬ ‫دراسة تأريخية في العالم ما زالت ناذرة في منظور التحليل الجديد‪.‬‬ ‫مفهوم األمة في األندلس‪ ،‬كان يتضمَّن اليهود والنصارى منذ‬ ‫تأسيس األندلس المسلمة‪ .‬اإلسقاط السياسي هو مفهوم‬

‫استرداد الصليبي لألندلس ! ْ‬ ‫إن هي إال حركة عسكرية ُغ ِّلفتْ‬ ‫بمنظور ديني‪ .‬وهل الفتح كان عربياً أم أمازيغياً أم إفريقياً؟ بل‬ ‫كان إسالمياً ‪ ..‬ولألديب الكاتب (هشام مشبال)‪ ،‬في خيال سردي‬ ‫لمأساة جيلين‪ ،‬وبإبداع روائي أسهم في التقاط لمجتمع على‬ ‫طرفيْ النقيض بين العدل والظلم والقيم والفساد‪ .‬وللروائي‬ ‫الكبير (محمود الورداني) يبدع في روايته»بيت النار» للحالة‬ ‫المصرية الراهنة‪ ،‬ويتساءل عن أدب الثورة التي تعيشها مصر‪،‬‬ ‫هل هي»كباريه سياسي؟»‪ ،‬تشتغل على التاريخ بنقاش هادئ‬ ‫وهادف‪ .‬ثم صورة األندلس عند حسن أوريد والجزائري‪ .‬الحبُّ‬ ‫يجعل اإلنسان ثرثاراً‪ .‬وهما نصان يختلفان اختالفا جذريا‪ .‬البيت‬ ‫األندلسي للجزائري‪ ،‬وحسن أوريد في «رواية الخليفة وهو على‬ ‫فراش الموت» يترك لولده زيد وصية‪ ،‬لعالقة السلطان بالحاشية‪.‬‬ ‫فالخليفة سيتفقد أخته‪ ،‬ويحضر قطع الرؤوس‪ .‬فيحبًّ بنتاً وقد‬ ‫تزوجت رجال آخر‪ .‬ثم يرحل إلى الهند ويطالبها بالعودة إلى‬ ‫قرطبة ليقطع رأسها‪ ،‬من خالل دسائس القصور‪ .‬يستند أوريد‬ ‫على مفهوم االعتراف واالسترجاع‪ .‬هو اصطناع حركة الخليفة‬ ‫وهو يحتضر‪ ،‬ويعترف َثم ينهي كالمه بآية من الذكر الحكيم ‪.‬لِمَ‬ ‫تدخالت الكاتب في النصّ ؟ هي مجرَّد كتابة تخييلية بسيطة‬ ‫لتقاليد الخالفة ألعراف الصراعات في القصر‪ُّ .‬‬ ‫فكل أسرة تحتاج‬ ‫إلى بطانة (سلطانية)‪ .‬المالذ للبعد الخطابي على البعد التخييلي‪.‬‬ ‫فالمواعظ تشكل عبْءاً على الرواية‪ .‬هذه الرؤيا يجب ْ‬ ‫أن يتواصل‬ ‫بها القارئ عبر السرد‪ .‬المهم هي مؤسسة القصور‪ ،‬والمدينة‬ ‫متضمنة لعبقرية المكان‪ .‬بينما في قصة الطفل الذي يحتضر‬ ‫فيقول ألبيه‪ ،‬ال أريد ْ‬ ‫أن أموت‪ ،‬أنت الخليفة‪ ،‬وخليفة اهلل في أرضه‪.‬‬ ‫ينبغي أن يفهمها القارئ‪ ،‬ال ْ‬ ‫أن تأتي على لسان الطفل المحتضِر‪.‬‬ ‫تتراوح األندلس للخليفة المستنصر باهلل الذي لم يسمح للسرد‬ ‫الذي تزخر به األندلس‪ .‬فالتخييل السردي هو العبور إلى مرتبة‬ ‫الجمال‪ .‬الطول هنا في الرواية قد يُصبح ثرثاراً‪ .‬وكيفية صياغتها‬ ‫(الرواية) في النصّ‪.‬‬ ‫عن الجشع الرأسمالي هي رواية عن الدفاع عن الحداثة‪،‬‬ ‫لتشييد برج كبير يسكنه مُراد وهو الشخص الوحيد الذي يملك‬ ‫المخطوط‪ ،‬ويحكي عن محاكم التفتيش‪ .‬قبل الخروج من‬ ‫األندلس كان السلطان يريد أن يبني للسلطانة بيتاً‪ ،‬ولم يتوفق‬ ‫في ذلك لسبب سقوط األندلس‪ .‬إلى ْ‬ ‫أن رجع إلى الجزائر فبنى لها‬ ‫ذاك البيت في الجزائر ثم تبعثه السلطانة‪ ،‬فعاشت مع «كاليليو»‪،‬‬ ‫أن َّ‬ ‫إلى ْ‬ ‫احتل العثمانيون الجزائر‪ .‬تسمية الرواية للذاكرة «مُراد‬ ‫باسطة»‪ .‬في ّ‬ ‫ظل تحالف الدولة مع البسطاء‪ ،‬قاموا بهدْم‬ ‫البيت وسمَّوْهُ برْج األندلس‪ .‬المخطوطة أحرقها «كاليليو»‬ ‫بنفسه‪ .‬كنتُ (مُراد) غارقاً في تأمالت محروقة االنكسار بالحرق‬ ‫والهزيمة‪ .‬لما آلت إليه الجزائر بعد االستقالل‪ ،‬إذ لم يمنع الكاتب‬ ‫في الثرثرة‪ ..‬كان السرْد كافيا ْ‬ ‫بأن يبلغ القارئ األهداف‪ .‬والمقارنة‬ ‫بين الجنسين األدبيين لسرد أوريد ولسرد الجزائري‪ .‬فلماذا يُعنى‬ ‫الكاتب باألندلس ويرسو لتفاصيل كشف المستور‪ ،‬إذ ال يقوله‬ ‫سوى الفنان ‪.‬‬ ‫ما يمكنه أن تضيفه للجنس األدبي في الرواية التاريخية‪،‬‬ ‫وهي السمْنة والطول‪ ،‬فتُصبح أمام مشاهد تاريخية‪ .‬الذين‬ ‫كتبوا عن األندلس في الجنس األدبي حاولوا ْ‬ ‫أن يأخذوا األمر من‬ ‫جانب التاريخ أكثر من الرواية‪ .‬القصة والرواية عليها أن تجمع‬ ‫بين الحسنيين ‪،‬أيْ بين الجمالية األدبية والتشويق في السرد‬ ‫التاريخي‪ .‬العمل األدبي ال يسقط حتى ولو لم تتحقق نبوؤته‪.‬‬ ‫مجمل االستعارات والتشبيهات التي هي من إبداع الكاتب تعزِّز‬ ‫االستعارات األدبية‪ .‬يقدِّم األديب بخياله بحاراً ال تنضب مياهه‬ ‫من مياهه (األديب) العذبة ‪.‬عالم خيالي غارق في اإلبداع بإيقاع‬ ‫موسيقي‪ ،‬كلما انخفض إيقاع الموسيقى وارتفع بدواخل المبدع‬ ‫إال وانبجست من عيونه مياه زُلل تطوف حولها فراشات لتنسج‬ ‫خيوطا حريرية ‪ ..‬تلك هي رواية الحداثة التي تستفز القارئ‪ .‬وأبرز‬ ‫المقومات الشخصية هي اللغة وهي الهوية‪ ،‬فما بقي من سادية‬ ‫محاكم التفتيش من أحفاد أهل األندلس من أجل استعادة الهوية‬ ‫أم استعارة الهوية !؟‪...‬‬ ‫(انتهى)‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المشمول برحمة اهلل تعالى المرحوم‬

‫إدريس الوزاني التهامي‬

‫الذي وافته المنية يوم الجمعة فاتح مارس ‪2019‬م بعد صالة العشاء‬ ‫وووري جثمانه الطاهر يوم السبت ‪ 2‬مارس ‪2019‬م بزاوية موالي محمد (زاوية شرفاء آل وزان) باإلترانكات‬ ‫بتطوان بعد صالة العصر بمشيئة اهلل تعالى ‪ .‬و بهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته السيدة‬ ‫حبيبة حمدون و إلى أبنائه و إخواته و أحبابه و أصهاره من آل حمدون و آل الوزاني التهامي و الطيبي و آل‬ ‫اإلدريسي و إلى كافة عوائل الفقيد ‪ ،‬سائلين العلي القدير أن يبوئه مقعد صدق مع النبيين و الصديقين‬ ‫والشهداء و الصالحين و حسن أوالئك رفيقا ‪ ،‬و أن يلهم أسرته و عوائله الصبر الجميل ‪..‬‬

‫هذه إضمام ٌة من النصوص‪ ،‬موسوم ٌة بعنوان‪( :‬سيرة األرجوان)‪،‬‬ ‫آثرت نشرَها في صحيفة (الشمال) الغراء‪ ،‬قبل إذاعتها في كتاب مطبوع‪،‬‬ ‫وفصولها ثالثة‪ :‬فصل التَّوشيات‪ ،‬وفصل السانحات‪ ،‬وفصل الصبابات‪.‬‬ ‫وقد كانت في البال قصيد ًة‪ ،‬ثم فقدت أوزانها في آخر قطرةٍ من قطرات‬ ‫َ‬ ‫القلم‪ ..‬لكنني أرجو لها أن َ‬ ‫وزُرقة عينيه‪..‬‬ ‫تأخذ من الشعر بها َءهُ‪ ،‬ورُوا َءهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيال بي في صورةٍ أو عبارة؛ َّ‬ ‫فإن في أوديته‬ ‫وليعذرني القارى ُء إذا جنح‬ ‫َّ‬ ‫متنفس ًا‪ ،‬ومستراح ًا‪ ،‬ومهرب ًا من أضغاث الواقع‪..‬‬

‫ُ‬ ‫ال�سانحات‬ ‫ف�صل َّ‬

‫ُ‬ ‫�ضوء‬ ‫قطرات ٍ‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين‪ .‬ال�شارقة‬ ‫اعر ال ُ‬ ‫َّ‬ ‫ا�صطياد الق�صيدةِ‪ ،‬فت�صطاد ُه‪ ،‬ويف �شفتيها بقايا ال ّندى‬ ‫أ�صيل يري ُد‬ ‫َ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫والعبريِ‪..‬‬ ‫***‬ ‫ال�س ْكرى‪..‬‬ ‫�إذا احت َلم الق�صي ُد‪ ،‬مت َّنى القرانَ بالأناملِ َّ‬ ‫***‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ال�شعراء !‬ ‫ُ‬ ‫تتحط ُم �سنديانة ال�شعرِ ‪ ،‬حني ينعق ُ‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫أفراح‬ ‫وتفر�ش‬ ‫القلوب‪،‬‬ ‫رب‬ ‫ما �أروع الق�صيد َة التي تفتح �أهدا َبها حل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�ضفائرها ل ِ‬ ‫الوطن‪..‬‬ ‫***‬ ‫احلاملونَ بزمنِ ّ‬ ‫ال�شعرِ ال َّأولِ فر�سانٌ بال خيلٍ ‪..‬‬ ‫***‬ ‫يذكر ِّ‬ ‫احليف �أن َّ‬ ‫عر وت�ؤ ّن َث‬ ‫قلت ‪� :‬ألي�س من‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫ميزان اللغةِ ال يحيف‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫ال�ضو�ضاء؟!‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫ت�سبح فيه ال ُ‬ ‫احلاملة‪..‬‬ ‫أجنحة‬ ‫أفق‪� ،‬إذا مل‬ ‫ال معنى لل ِ‬ ‫ْ‬ ‫***‬ ‫بهي ذي �رسير ٍة بي�ضاء‪ّ ،‬‬ ‫البغ�ضاء‪َّ ،‬‬ ‫و�سخائم القلم!‬ ‫حناء‪،‬‬ ‫تلطخه‬ ‫كم من ٍ‬ ‫وال�ش ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ورق ٍّ‬ ‫***‬ ‫ينام �إال يف �رسيرٍ َ‬ ‫مع�ش ْو َ�ش ٍب‪..‬‬ ‫من كانت مخ ّدتهُ العب ُ‬ ‫ري‪ ،‬ال ُ‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫ري‪� :‬آمني‪..‬‬ ‫آيات اخ�رضارِ هِ‪،‬‬ ‫بيع � ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫فتقول الع�صاف ُ‬ ‫يتلو َّ‬ ‫***‬ ‫هور على القبورِ !‬ ‫أب�شع الي َد التي ُ‬ ‫ما � َ‬ ‫ت�ضع الزّ َ‬ ‫***‬ ‫امليم‪ ..‬ا�شت ّقت منه � ُ‬ ‫القلب‪ :‬املح َّب ُة‪ ،‬واملو َّد ُة‪،‬‬ ‫أفعال‬ ‫حروف العربيةِ ‪:‬‬ ‫ألطف‬ ‫من � ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫رس ُة‪...‬‬ ‫وامل� َّ‬ ‫***‬ ‫والط ُ‬ ‫كل م�ؤ ّن ٍث‪ :‬املر�أ ُة‪َّ ،‬‬ ‫املكياج يف ِّ‬ ‫بيعة‪ ،‬والق�صيد ُة‪...‬‬ ‫أحب‬ ‫ال � ُّ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫باحة‪ ،‬ف�إذا َّ‬ ‫ماء‬ ‫�س�ألني‬ ‫جف ُ‬ ‫�سائل‪ :‬ملاذا ولدت الكلمة م�ؤ َّن ًثة؟ فقلت‪ :‬لأنَّ ق َد َرها ّ‬ ‫ولتغ�ضب ُ‬ ‫اللغة !‬ ‫حرج يف تذكريها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�صباحتَها‪ ،‬فال َ‬ ‫***‬ ‫عطرها من عطرِ ي ِد ُمهديها !‬ ‫كم من باقةِ وردٍ ‪ُ ..‬‬ ‫ْ‬ ‫***‬ ‫قل وال ْ‬ ‫تكتب �إال ب�أناملِ قلب َِك! � َّأما ( ْ‬ ‫ما � َ‬ ‫تقل)‪،‬‬ ‫أجمل الأم ّية يف ِّ‬ ‫احلب‪� ..‬أن ال تقر�أَ وال َ‬ ‫فدر�س ال يفهمه العا�شقون ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫***‬ ‫هور‪..‬‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ادق ال ُ‬ ‫العا�شق َّ‬ ‫يبيع الزُّ َ‬ ‫***‬ ‫الوردُ ُي ُ‬ ‫ومر ًة حني ُيح َب�س يف القواريرِ ‪..‬‬ ‫غتال مرتني‪ّ :‬‬ ‫مر ًة حني ُيقطف من ب�ستانهِ ‪َّ ،‬‬ ‫***‬ ‫متوت‪..‬‬ ‫املطرز ُة بال َّد ِم ال‬ ‫الكلمات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫***‬ ‫وريحها ط ِّي ٌب‪..‬‬ ‫طيب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل�سان امل�ؤمنِ ‪� :‬شجر ٌة خ�رضاء‪ :‬طعمها ٌ‬ ‫***‬ ‫احلب‪..‬‬ ‫رب كلمةٍ �س ّيئةٍ ّ‬ ‫َّ‬ ‫تلو ُث ُمدن ًا من ِّ‬ ‫***‬ ‫ال�سماءِ ‪..‬‬ ‫تغرغر‬ ‫عندما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الروح الط ِّي ُبة‪ ،‬تب�صرِ ُ ب�ساتي َنها يف َّ‬ ‫***‬ ‫تفاء ْل خري ًا‪ ..‬ت�ص َن ْع من حيات َِك فردو�س ًا �أر�ض ّي ًا !‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫العني ‪..‬‬ ‫رص‬ ‫رص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القلب ما ال تب� َ‬ ‫الهدى �أن يب� َ‬ ‫***‬ ‫ميوت ّ‬ ‫دو يف حناجِ رِ البالبلِ !‬ ‫�صا�ص ‪..‬‬ ‫الر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حني ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫يلعلع َّ‬


‫العدد ‪983‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)3‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫الرسالة الخامسة‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد أرشدك اهلل‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز‪ ،‬وفيه اإلخبار عن تصرفات ابن عمك هناك‪ ،‬وشدّة قلقة‪ ،‬وصرنا‬ ‫ّ‬ ‫لمحل خدمته بحراً يوم الثالثاء ‪ 24‬منه‪ ،‬أصحبه اهلل السالمة‬ ‫من ذلك على بال‪ ،‬وقد توجّه‬ ‫والعافية‪ ،‬ويغلب على ّ‬ ‫الظنّ ّ‬ ‫أن أهله وأصهاره لم يرتضوا له شيئاً من فعاله هذه‪ ،‬وإن كانوا‬ ‫ال يظهرون ذلك ‪ ...‬لبقائه على خاطره كما هي سيرتهم معه جزاهم اهلل خيراً‪ .‬كما أخبرت‬ ‫بأن ما شاع على البقالي من طلبه تنفيذ سانية الزيتون ال أصل له‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن الطالب لذلك هو‬ ‫موالي أحمد بن البشير‪ ،‬ولم يجب لذلك‪ ... ،‬نعتقده في الرّجلين‪ ،‬وقد تشوش لهذا السّماع‬ ‫محمد أشعاش صاحبك‪ ،‬وها هو يتأهب للنهوض بهذه الحضرة بعد خروج العيد‪ .‬كما أخبرت‬ ‫بكتب المخزن لهنا بتنظيم نحو ‪ 200‬من العسكر هنا وإ ّال [‪ .]...‬حتّى إذا تسارعوا للبذل‬ ‫عوقبوا بالحرمان‪ ،‬وما أخبرت به من ارتفاع أسعار األقوات فهو قريب من المساواة لها عندنا‪،‬‬ ‫وربّك الفاعل المختار‪.‬‬ ‫وقد وصلني مع محمد الزواق أص ًال ظهيري السركسية ودفعها لربتها‪ ،‬جعل اهلل لكل من‬ ‫توسط لها في ذلك من األعمال المتقبلة‪ ،‬هذا والزلت أنتظر جواب كتاب كتبته لك بأواسط‬ ‫هذا الشهر‪ ،‬نطلب اهلل أن يكون جوابه في الطريق‪ ،‬مس ّلماً على الرفيق‪ ،‬وابني عمه سيدي‬ ‫العبّاس‪ ،‬وسيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬والخمال‪ ،‬وأخريف‪ ،‬وأخبرني بعض من رأى كتابا له عند‬ ‫سيدي محمد ابن عبد الوهاب هنا‪ ،‬وفيه يسلم عليك صهرنا الفقيه السيد محمد الزواقي‪ ،‬وكأنّه زوّجه بنتاً له من‬ ‫سرّية راهقت البلوغ‪ ،‬ومن هنا يسلم عليك ّ‬ ‫كل من الوالدة واإلخوة وسائر أبناء العم‪ ،‬وجميع األحبّة‪ ،‬وعيدكم مبارك‬ ‫سعيد بالهناء والخير والمزيد‪ .‬والسالم‪ 29 ،‬رمضان عام ‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫التهامي وفقه اهلل‬ ‫الرسالة السادسة ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫الزواق والشيخ الكتاني والدبائح وأكلفت لكم للضيافة وبأنه خرج تنفيذ اإلمامة والخطبة‬ ‫بجامع السويقة لمن طلب ذلك واالنتفاع باألوقاف الموقوفة على ذلك‪ ،‬وأن إسماعيل طلب‬ ‫محل زرقيق وترجيت تنفيذه له‪ ،‬وما ذكرت طلب الزواق هل نفذ له أم ال؟ وعلى كل حال ال‬ ‫يعجبني التسبب في نزع ما في يد الناس‪ ،‬واهلل يعصمنا من الناس‪ ،‬مسلما على الرفيق‬ ‫وابني عمه سيدي العباس‪ ،‬وابن يوسف وطلبته هناك‪ ،‬وجميع الرفقة‪ ،‬ومن هنا الوالدة‬ ‫واإلخوة والصهران وسائر األحبة والكل بخير ودمتم في عافية اهلل والسالم ‪ 9‬رمضان عام‬ ‫‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫التهامي وفقه اهلل بمنه‪.‬‬ ‫الرسالة الثامنة ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيد محمد‪ ،‬أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬وصل كتابك األعز مخبرا ببفاء بعض الخليع‪ ،‬وانك ربما تحتاج إليه زمن الشتاء‬ ‫إن شاء اهلل‪ ،‬فإنا على بال من ذلك‪ ،‬وقد سألتني الوالدة أن أسألك هل لك احتياج اآلن‬ ‫للكسوة البيضاء‪ ،‬فإن كان فاعلم به‪ ،‬وبتأخير ختم الفرائض لتهيئ الشيخ لذلك‪ ،‬وبالوقوف‬ ‫في جمع الجوامع على المحل الذي ابتدأت منه القراءة هنا على الزواق‪ ،‬وإنك لما لم تكن تقرأ عليه ما لم تسبق لك‬ ‫قراءته منه صرت إلى تكرير المقروء منه‪ ،‬فما أحسن ذلك التكرير وييسراهلل سبحانه في قراءة ما لم تقرأه من األخير‪،‬‬ ‫كما ييسر بمنه قراءة أخير المختصر‪ ،‬وال شيء آخر من التبطيل‪ ،‬و الركون إلى الدعة والتعطيل‪ ،‬وخبر دخول المقري‬ ‫رأيته موضحا في جريدة السعادة‪ ،‬وأما تقليده وزارة البحر واستقالل درة الحطيب فيما كان مستخلفا فيه عنده وهو‬ ‫الوزارة الحالية‪ ،‬وتقليد عيسى ابن محمد وزارة الشكاوي بدل ابن كبور‪ ،‬وانتقال المبدل منه لألمانة على الصائر‪ ،‬فلم‬ ‫يكن عندي علم بذلك لعدم مخالطة الناس في الجملة‪.‬‬ ‫وأما تولية السيد عبد اهلل الفاسي خطة القضاء بفاس مكان الهواري فقد كان أعلم به الحاج الخطيب مبكرا‬ ‫أخاك ليعلمني به وما استغربته من أسباب التوحمية يكاد أن يقطع به‪ ،‬وال يخفى أن مرافقه هو أبو دلف في الوقت‪،‬‬ ‫وهو على ما يحدث عنه من أذكياء الزمان وهذا من باب مسح الدموع‪ ،‬فإن الرجل سُلب خطتين حديثة كان يأمل‬ ‫بها االرتقاء لمحلهم‪ ،‬وقديمة وهي الخطابة‪ ،‬وهذه ربما تؤثر حتى في بني عمه‪ ،‬لما لهم فيها من السبق والتوارث‪.‬‬ ‫وما أخبرت به من إبداء ق لهذا السفر من البشاشة وطالقة الوجه وإقامته لضيع له وكثرة التردد إليه‪ ،‬فهو شيء‬ ‫ال ينفع في مثل هذا‪ ،‬وقد كان والده قريبا له‪ ،‬إذا قيل له إنه سينزل في مرسى تطوان ‪ ،‬وكم من مرة أرسل ولده مع‬ ‫غيره للفقيه بالمرسى‪ ،‬وال يخفى أن هذا الصادر من ولده ثمة أمر به من والده هنا‪ ،‬وكان يظن أنه يكون له مأوى‬ ‫يتحصن به ويعينه على شيطنته بدار المخزن‪ ،‬أما اآلن فقد اجتثت شجرته من فوق األرض‬ ‫ما لها من قرار‪ ،‬وما يعلق به هذا المفر من استبداد الفرنسيين ومن رجوع الصدر فمن دونه‬ ‫لمشاورة المقري هو الذي عليه من يظن به االطالع من الحذاق ‪ ،‬وأما الدراوي وابن يعقوب‬ ‫فيكفي كال منهما قول‪ :‬أنا قائد الرحى‪ ،‬مسلما على موالي أحمد بن يوسف وطلبتنا ومن‬ ‫هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر األحبة‪ ،‬والسالم ‪ 24‬رجب الفرد الحرام عام ‪1328‬هـ‪.‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيد محمد أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬وصل كتابك األعز‪ ،‬وصرنا من مضمّنه على بال‪ ،‬من ذلك االقتصار على النزهة بروض الزبدي‪ ،‬ولعل‬ ‫الرفقاء من سميت قبل ابن يوسف‪ ،‬والمرير‪ ،‬والخطيب‪ ،‬وال أحسن من ذلك‪ ،‬ومنه‪ :‬شرح‬ ‫وليمة ذلك الشويطين وإحجامك عن الحضر إلى أن ألح عليك فيه من ال تسعك مخالفته‪،‬‬ ‫ففعلت وصدر من أهل المحل ومنك ما تكفلت ببيانه أتم البيان‪ ،‬وليس الخبر كالعيان‪،‬‬ ‫ولعمري إن ذلك من الحسن بمكان‪ ،‬وما صدر منهم من الفعال المزرية هو ديدنهم‪،‬‬ ‫ومقتضى عادتهم الدنية‪ ،‬ولم ندر من كان المصير على هذه الوليمة الدميمة‪ ،‬أوالد المولم‬ ‫أم أهل عرسه اليتيمة‪ ،‬وفي هذا األخير كان المطمع الذي يضر وال ينفع‪ ،‬وأخبرت أنه في‬ ‫األثر سيحل هذا الطرف لما ناله من القنط واألسف‪ ،‬وقد أخبرت أن بعض األغبياء تعلقوا به‬ ‫حين سفره من هنا في التوسط لهم بمثل ما كان يتوسط فيه قبل‪ ،‬فبلغ ذلك هذا العامل‬ ‫وكبير اإلعالم لسيادة الوزير يعلمه بأحوال السمسار‪ ،‬خشية أن يقع من فاجر كالمه اغترار‪،‬‬ ‫وقد أحسنت في مخاطبة نجل سيدي أبي جيدة في شأن بيت الزاوية‪ ،‬كما أحسن هو في‬ ‫الجواب بما اطمأنت به نفسك من االنفعال لوسوسة الشيطانين‪ ،‬جزاه اهلل عنا أحسن الجزاء‪،‬‬ ‫ثم لك النظر في ضم صفقة البيع‪ .‬ليست المدرسة أن باعهُ صفقة‪ ،‬واستشفاع نصب منه‬ ‫أن باعه مبعضا وفي تسليم الصفقة وبيع نصيبه وقد تأخرت بشراء السمن على عادتك من‬ ‫البرودة والكسل في األمور حتى يفوت إبانها‪ ،‬فلوال كثرة وجوده في هذه السنة لوقع لك ما‬ ‫وقع عام أول من غشه وارتفاع ثمنه‪ ،‬وقد قرب إبان الخليع‪ ،‬بل شرع بعض الناس في حمله‪،‬‬ ‫ولم نعلم ما عندك منه‪ ،‬وبرهون كتب لبعض خاصته هنا بأن الوزير أنزله ووعده بما يكون‬ ‫فيه معاشه هنا الجتماعهما في الطريق التجانية‪ ،‬ونطلب اهلل أن تكونوا شرعتم في قراءة‬ ‫األصل‪ ،‬إذ لم يبق من زمانها إال دون الشهرين‪ ،‬وفي هذا األسبوع عرس الفقيه سكيرج مع‬ ‫بنت الزبير‪ ،‬وفي األسبوع الموالي له عرس ولد اللبادي مع بنت الركينة‪ ،‬مسلما على الخليل‬ ‫وطلبتنا والسادة الفاسيين‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة ودمتم في‬ ‫أمن اهلل وحفظه والسالم في ‪ 5‬جمادى األولى عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫لزوم‬ ‫مع‬ ‫به‬ ‫االعتناء‬ ‫بعدم‬ ‫للعلم‬ ‫لم تخبر أكان للسمسار لقى بك أوبالوزير أم ترك ذلك‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل‬ ‫المغرم الجد في ذلك‪.‬‬ ‫الرسالة السابعة ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫ولدنا البار األنجد‪ ،‬الطالب السيد محمد أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك المؤرخ بيوم األربعاء ثالث رمضان‪ ،‬موافقا لما عندنا‪ ،‬إال أنه ثبت أن أوله يوم األحد بسال‬ ‫والعرائش والقصر‪ ،‬فيكون األربعاء رابعاً ال ثالثاً‪ ،‬وقد جاءتني بينة من العرائش لم أعرف النائب المخاطب عليها‪،‬‬ ‫فكلفت الجائتين بها بإرسالها لطنجة بقصد التعريف‪ ،‬وأخبرني عبد السالم بنونة أن أخاك كتب له من سال وعده‬ ‫بإرسال بينة منها وما أظن‪ ،‬إال أن يكون وصل ذلك فأنا أخبرت بعدم ورود جوابنا لك عن كتابين وجهتهما لنا من‬ ‫فاس حتى حصل لك من أجل ذلك بعض التشويش‪ ،‬فقد كنت أجبتك عن ذانك الكتابين‪ ،‬والكتاب الموجه من القصر‬ ‫إال أني كنت أحب أن رقاص بوسطة يومه إنما يصل إليكم يومه األربعاء الذي هو تاريخ كتابكم هذا‪ ،‬فالغالب على‬ ‫الظن وصوله إليكم فيه‪ ،‬ومن جملة ما طلبته منكم فيه‪ ،‬اإلعالم بمحل استقراركم لنجعله في عنوان مكاتبينا إليكم‬ ‫تسهيال للوصول‪ ،‬كما أخبرت بخالفاتك مالقات الوداع‪ ،‬واستدعاء سيدي العباس لكم ألجل العشاء معه ومواعدته‬ ‫إياكم بإقباض الكسوة وبأن سفر الوفد ربما يكون يوم اإلثنين الذي هو على ما ثبت تاسع رمضان أصحبهم اهلل‬ ‫السالمة والعافية‪ ،‬كما أخبرت أنك ستوجه البغل مع ابن عمك وأنه باع بغلته بما بينته من الحطيطة وابستدعاء‬

‫الرسالة التاسعة ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫وصلى اهلل وسلم على سيّدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وعلى الولد البار األرشد الطالب السيّد محمد أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ شارحا لقضية اطالع على مكاتيبي وما حصل منه من النفرة‬ ‫عند الخ ما شرحته‪ ،‬وصار بالبال‪ ،‬وطلبت إعالمك بالثقة المخبر‪ ،‬فهو صهر ابن العم‪ ،‬ولم‬ ‫أسأله عن السند‪ ،‬ثمّ إنّه ذكر ذلك أيضاً البن العمّ نفسه‪ ،‬إذ ذهب إليه لداره لتحصيل‬ ‫الغرض الذي وجه كتابه لهناك‪ ،‬وزاده أنّه ّ‬ ‫اطلع على مكاتيب ال على واحد فقط‪ ،‬وزاده‬ ‫أني طردته من باب داري في وقعة البقعة‪ ،‬وبعض ذلك قد كان‪ ،‬وأراد بهذا الذكر ّ‬ ‫اطالعه‬ ‫كالمتشكي الطالب للقصاص‪ ،‬ظنّا منه أنه يكبر في عيني‪ ،‬وقد عليّ دعاوي أهل الحمايات‪،‬‬ ‫ومكاتيب الجباص وتزايد أهل الحمايات الذين يقصدون بالدّخول فيها اللدد وعدم القدرة‬ ‫على االنتصاف منهم‪ ،‬كابن جلون وغيره‪ ،‬وال يوجد ناصر للحق وال معين‪ ،‬حتّى ضقت من‬ ‫ذلك ذرعاً‪ ،‬وصرت أطلب وجه الخالص باالنسالل من ورطة هذه الخطة‪ ،‬وكان من فعل هذا‬ ‫المتعرض أن أغرى الناظر على الترصد ‪ ...‬في جميع األمور‪ ،‬معاقبة لي على ما صدر‪ ،‬ظنّاً ّ‬ ‫أن‬ ‫لي غبطة وغرضاً‪ ،‬وذلك نهاية في الغباوة‪ ،‬فكان من جملة ما أغراه عليه أن قال له‪ :‬ال تدفع مشاهدة القاضي حتى‬ ‫يأتيك بكتاب سلطاني بها‪ ،‬وتنفس بهذا مع من أوصلنيه‪ ،‬فجعلت هذا المغرى به ملما لما قصدته من االنسالل‪،‬‬ ‫ولمّا حللت المحكمة عشية أول يوم من شهره‪ ،‬أرسلت إلى أحد عدليه‪ ،‬ووجهته يقول له‪ :‬من كلفت بدفع المشاهدة‬ ‫من القابضين‪ ،.‬فأجابه ّ‬ ‫بأن المشاهدة حاضرة‪ ،‬ولكن يريد االطالع على األمر بها وبمقدارها‪ ،‬فرددته في الحين قائ ًال‬ ‫له‪ :‬السماء أقرب إليه من هذا الطلب‪ ،‬وهل إذا لم يطلع ال يدفع؟ فأجاب بنعم‪ .‬فقمت في الحين مغضباً‪ ،‬وشتمت‬ ‫وسببت وألقيت العصا‪ ،‬وفرقت األعوان‪ ،‬ودخلت داري‪ ،‬وفي صباح غد تلك العشية‪ ،‬أتاني كاتب العامل من عنده‬ ‫يقول‪ :‬إنه بلغه ّ‬ ‫أن حصل منك جالل مع الناظر‪ ،‬فإن كان أساء عليك األدب في شيء فأعلمه حتى ينظر في أمره‪ ،‬ثمّ‬ ‫إنّي أدخلته المقعد‪ ،‬وجعلت أقصّ عليه نبأ الواقعة‪ ،‬ثمّ جاء ج محمد الصفار ثمّ الرزيني‪ ،‬ثمّ غيرهما‪ ،‬فقلت لهم‪:‬‬ ‫إني تخليت لكذا وكذا‪ ،‬وإنّي ال أرجع وال أكتب للمخزن‪ ،‬وال أستخلف‪ ،‬وافعلوا في بلدكم ما شئتم‪ ،‬فجعل ّ‬ ‫الكل يراود‬ ‫ويتأسف‪ ،‬ولم أساعدهم على بعد ال ّلتي وال ّلتيّا‪ ،‬إ ّال على االستخالف ريثما يطلع العلم الشريف ويو ّلي من يولي‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تسعه هذه الصحيفة‪ ،‬وخرج عني الص ّفار والكاتب‪ ،‬إن الكتابة من العامل للمخزن تكون أمس التاريخ‪ ،‬بعد أن وقع‬ ‫اإلياس من كتابتي‪ ،‬وقد تعجبت منك إذ بدى ق نفاراً ولم تهجره‪ ،‬لكن الثاني محمود العاقبة‪ ،‬ويرى الشاهد ما ال يرى‬ ‫الغائب‪ ،‬ودرجاج نفذت له مطالبه‪ ،‬ودعوى الحسن الريسوني هي إحدى الدعاوي التي أوقعتني فيما أوقعت‪ ،‬وتجاسره‬ ‫على الصفار وبمجلسي وقع بعضه‪ ،‬مسلما على سادتنا الطلبة‪ ،‬كما تس ّلم عليك الوالدة واإلخوة‪ ،‬وأبناء العمّ‪ ،‬وسائر‬ ‫األحبّة‪ ،‬وإلى اآلن لم يرد ابن مرزوق أصيال‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬في ‪ 4‬صفر سنة ‪1327‬هـ‪.‬‬ ‫التهامي أفيالل وفقه اهلل‪.‬‬


‫العدد ‪983‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫ورقة تعريفية ب�شيخ املادحني بطنجة ال�شريف الربكة‬ ‫�سيدي محمد بن الطاهر ال�سماليل رحمه اهلل‬ ‫هو الالهج بذكر اهلل على الدوام المنور الشيبة سيدي محمد بن الطاهـــر السماللي‪،‬‬ ‫من مواليد حي المصلى بطنجة عام ‪1340‬هـ الموافق لـ ‪1920‬م‪ .‬تربي في صون وعفاف‬ ‫في رعاية والديه الكريمين‪ ،‬وسط أسرة محترمة الجانب‪ ،‬ونشـأ على نبل الخصـال‬ ‫ومكـــارم األخالق‪.‬‬ ‫تلقى تعليمـه على والده الفقيــه سيدي الطاهر السماللي‪ ،‬كما اختلف في فتـرة‬ ‫ليست بالقصيرة إلى حلقـــــات عمــه الفقيـه سيدي الطيب السماللي‪ ،‬في زاويـــة الحاج‬ ‫مسعود التمسماني بحومة المصلى من طنجة‪.‬‬ ‫انتقل بعد ذالك إلتمام استظهار الذكر الحكيم إلى كل من مدشر اكزنايــة‪ ،‬ومدشر‬ ‫غانم ب(خميس الساحل)‪ ،‬حيــث كان بهـــذا المدشر في سابق الزمن مستقر والده‬ ‫وكان يزاول اإلمامة وتدريـــر صغــار في المدشـــر المذكور‪.‬‬ ‫وفي مطلع شبابـــه انتســب إلى‬ ‫الزاويــة الصديقيـــة عام ‪1356‬هـ‪/‬‬ ‫‪1937‬م‪ ،‬على عهد نجل شيخ الزاوية‬ ‫الحافظ المحــدث سيـدي أحمد بن‬ ‫الصديق الغماري‪.‬‬ ‫وفي هذه المرحلــة تعـــرف على‬ ‫كبار شيوخ المديح والسماع بطنجة‪،‬‬ ‫واتصل بأقطاب هذا الفن األصيل‪،‬‬ ‫الحفـــاظ المتقنيـــن للقصيدتيـــن‬ ‫العصماوين‪ :‬البردة والهمزية‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫الحافظ الواعية الحاج محمد الزرهوني‬ ‫(ت ‪1377‬هـ) الذي كان يتردد على‬ ‫دكان صديقه السيد عبدالقادر عزوز‪،‬‬ ‫حيث كان ال يبخل عليه بعيون قصائد‬ ‫المديح النبوي‪ ،‬ودرر أشعــار أرباب‬ ‫التصــوف من قصائـــد ابن الفارض‪،‬‬ ‫الششتري‪ ،‬والحراق‪ ،‬وكـــان يمـــده‬ ‫بمستعمالت نادرة في هذا الفـــن‪،‬‬ ‫ويلقنه أدوار الجالالت التي كان العمل‬ ‫بها في الزاوية الصديقية آنذاك‪ ،‬وفي‬ ‫غيرها من زاوايا المغرب‪.‬‬ ‫وممن اجتهــد في اللقـــاء بهم واألخــذ عنهم والزمهـــم مالزمـة طويلـــة تحدوه‬ ‫الرغبة الشديـدة في إتقان الطبوع واألدوار المستعملة في الزوايا المغربيــة‪ ،‬وهـــم‬ ‫معدودون جميعهم من شيوخه األفذاذ الذين ظل يلهج بالثناء عليهم منوها بسعة‬ ‫حفظهم وجودة معرفتهم بكالم القوم‪ :‬الحافظ الحجة في معرفة األزجال والبراويل‬ ‫الصوفية السيد عبدالقادر بن عبدون الشفشاوني‪ ،‬والمادح الكبير السيد محمد بن‬ ‫المختار الموذن‪ ،‬وغيرهما كثير‪...‬‬ ‫وكان سيدي محمد السماللي دائم الحضور لمجالس الذكر والسماع أيام الجمع‬ ‫والمواسم الدينية‪ ،‬وكان ال يتخلف عن حضور حلقات قراءة دالئل الخيرات في كل من‬

‫الزاوية الصديقية‪ ،‬وزاوية الحاج عبدالسالم الوزاني‪ ،‬وضريح سيدي محمد المرابط‪،‬‬ ‫وزاوية الحاج مسعود‪...‬وفي غيرها‪.‬‬ ‫كما كان دائم السفر لحضور المواسم السنويـــة التي تقـــام في كـــل من موالي‬ ‫عبدالسالم بن مشيش بجبل العلم‪ ،‬وموالي إدريس بزرهون‪ ،‬حيث كان يلتئــم فيهــــا‬ ‫وفود المادحين القادمين من مدن المغرب المختلفة‪.‬‬ ‫وقد أخذ أدوارا نادرة عن كل من الشريف سيدي محمــد الرفاعـــي‪ ،‬والسيــد حمَيْدة‬ ‫المسطاسي‪ ،‬واإلخــــوة العمراويين‪ ،‬وسيدي عالل بلفقيه وكان منبهرا بحفظه وإتقانـه‪،‬‬ ‫وسيدي الحبيب الخراز‪ ،‬وغيرهم ممن كان يلهج بذكرهم ويشيد بتبحرهم في السماع‬ ‫وحذقه‪.‬‬ ‫عاش حفظــه اهلل وســط كوكبــة مــن المادحين والمنشدين‪ ،‬أمثال السادة ‪:‬‬ ‫الحاج عبد اهلل بن عبد الصادق‪ ،‬الصادق‬ ‫الفتـــوح‪ ،‬محمد سنيــة‪ ،‬عبدالســـالم‬ ‫بوكمـاخ‪ ،‬أحمـــد البــراق‪ ،‬وعبداللطيف‬ ‫الريحاني‪ ،‬وعبدالمجيد ابن سودة‪ ،‬أحمد‬ ‫أجنوي‪ ،‬الطيب بن العربي‪ ،‬عبدالسالم‬ ‫الشاوني‪ ،‬ومحمدالمهدي التمسماني‬ ‫رحم اهلل الجميع‪.‬‬ ‫ولسيدي محمــد السماللـــي ولـــع‬ ‫زائـــــد بموسيقـــى األلــة‪ ،‬متـــذوق‬ ‫لصنائعها‪ ،‬مدرك جيــــد لطبوعها‪ ،‬نال‬ ‫هذا الولع من خالل قربــه من خالــه‬ ‫الفنان السيد أحمد الرايس التمسماني‪،‬‬ ‫الذي يعد من أمهـــر العازفين على‬ ‫الكمان‪ ،‬وأحد أبرز أعضاء فرقة إخوان‬ ‫الفن بطنجة التي كان يرأسها الفنـــان‬ ‫موالي أحمد الوكيلي‪.‬‬ ‫عــرف السيــد محمــد السماللــي‬ ‫بسمتـــه الحسن‪ ،‬ودماثة أخالقه‪ ،‬فهو‬ ‫الدال على اهلل بحاله ومقاله ال يحمل‬ ‫في قلبه ضغينة ألحد‪ ،‬وال يذكر سوءا‬ ‫عند أحد‪ ،‬وال يلقاك إال فرحا متهلال‪،‬‬ ‫يذكـــرك اهلل عنــد رؤيتـــه‪ ،‬ويزيـــدك‬ ‫علما عند محادثته ومجالسته‪ .‬دقيق‬ ‫المالحظة‪ ،‬حاضر البديهة‪ ،‬ال ينطق إال‬ ‫عن حكمة‪ ،‬حريصا على نسخ ما حصل عليه من نوادر القصائد والتسجيالت الصوتية‪،‬‬ ‫غير ضان بها على من ولع بهذا الفن األصيل وصدق في أخذه وتعلمه‪.‬‬ ‫وممن كان يتردد عليه لإلفادة منه‪ ،‬وإتقان بعض األدوار من فني المديح والسماع‬ ‫السيد محمد المهدي التمسماني رحمه اهلل الذي كان يعتبره أول شيوخه‪ ،‬ومرشده‬ ‫وداله على هذا الفن وأهله‪ ،‬وكذلك الشريف األصيل سيدي عبدالسالم بوخبزة العمراني‪،‬‬ ‫ومحمد الحاج مسعود التمسماني‪ ،‬وأحمد بلعباس التمسماني‪ ،‬ومحمد المدني‪ ،‬والشريف‬ ‫سيدي محمد الوزاني‪ ،‬وغيرهم كثير ممن كانوا يفدون إلى محل عمله‪ ،‬الذي كان عبارة‬ ‫عن منتدى هواة فن األلة والمديح والسماع‪.‬‬

‫لِهَّ‬ ‫ك َع َل ْيه ِْم َ�ص َلو ٌ‬ ‫رِّ‬ ‫َاجعُ و َن �أُ َول ِئ َ‬ ‫َات م ِْن َر ِّبه ِْم َور َْح َم ٌة َو ُ�أ َول ِئ َ‬ ‫ك ُهمُ مْ ُالهْ َتدُ و َن {‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫ِين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِ�إ َل ْي ِه ر ِ‬ ‫} َو َب ِ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫توفي المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫احلاج محمد ال�سماليل‬

‫والد صديقنا الكاتب والباحث عبد اللطيف السماللي‬

‫وذلك يوم اإلثنين ‪ 5‬جمادى األخيرة ‪ 1440‬هـ الموافق ‪ 11‬فبراير ‪ 2019‬م وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة سيدي اعمار‪،‬‬ ‫بعد صالة ظهر يوم الثالثاء‪ ،‬بمسجد محمد الخامس‪ .‬وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة طنجة بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرة وعائلة الفقيد‪ ،‬راجية لهم الصبروالسلوان‪ ،‬وللمرحوم‬ ‫عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬


‫العدد ‪983‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫اشتغال عتبة المقدمة‬ ‫عند األستاذة حسناء داود (‪)4/4‬‬

‫• الدكتور محمد عبد السالم المرابط‬

‫بنــاء المقدمــة‬

‫يتوزع بناء المقدمة عند األستاذة شقان أو‪ ،‬إن شئت‪ ،‬بنيتان‪ :‬الشق النفسي الجمالي‪ ،‬والشق‬ ‫التوجيهي اإلخباري‪ .‬ولكل من البنيتين معجمها‪ ،‬وآلياتها‪ ،‬ونسقها الخاص‪ ،‬ووظيفتها التي إذا اشتغلت‬ ‫إحداهما توارت األخرى‪ ،‬وإن كانت البنيتان تمثالن بناء واحدا‪.‬‬ ‫البنية النفسية الجمالية؛ (الترغيب في القراءة)‪:‬‬ ‫يفترض بناء المقدمة عند األستاذة البدء قبل كل شيء بمحاورة القارئ وخطب وده لترغيبه في‬ ‫القراءة‪ ،‬وضمان والئه‪ ،‬وامتالك تعاطفه‪ ،‬قبل تقديم أي معطى توجيهي أو إخباري يضعه في سياق‬ ‫التأليف وإكراهاته‪ .‬وقد تمكنت الكاتبة من تفعيل استراتيجية أساسها تقنيتا االستدراج ومهارة الحوار؛‬ ‫الحوار الصادق والحميمي مع المتلقي الستدراجه ليقبل على الكتاب فيتحقق هدفها األسمى أال وهو نقل‬ ‫المعرفة‪ .‬وقد جاء حوار االستدراج موسوما بعالمات أهمها‪:‬‬ ‫الشاعرية‪ :‬تنظر حسناء إلى التاريخ نظرة شاعرية‪ ،‬تذكر بولع الرومانسيين بالماضي‪ .‬فمتعتها‪ ،‬كما‬ ‫تحكي بلغة حالمة في إحدى مقدماتها‪ ،‬هي في استرجاع صفحات التاريخ عبر قراءتها لوقائعه‪ ،‬فعبرت‬ ‫بذلك عن أمرين‪ :‬أوالهما البوح والكشف عن مشاعرها تجاه «علم العلوم» بلغة أقرب إلى لغة الشعراء‪،‬‬ ‫وهو ما طبع مقدماتها‪ ،‬أحيانا‪ ،‬بمسحة فنية؛ أما ثانيهما فهو قدرتها على نقل شعورها الرومانسي‬ ‫العميق تجاه التاريخ إلى قارئها الذي وإن بلغت ال مباالته به ما بلغت لن يستطيع الصمود أمام تدفق‬ ‫أحاسيسها الصادقة‪ ،‬ومشاعرها الجياشة‪ ،‬ليجد نفسه في النهاية مقبال على القراءة‪ ،‬باحثا عن الحقيقة‬ ‫التاريخية‪ .‬تقول الكاتبة في المقدمة التي وضعتها لكتابها «مراسالت وطنية أخوية»‪ :‬ما أسعد «أن‬ ‫يسترجع اإلنسان أياما مضت‪ ،‬وأن يعيش لحظات مرت‪ ،‬وأن يحلم بأوقات فاتت واندثرت‪ ،‬بما كان فيها‬ ‫من وقائع وأحداث (‪ )...‬ومن لقاءات وتحركات وذكريات‪...‬؛ ذكريات (‪ )...‬ال سبيل إلى معرفة فحواها‬ ‫واسترجاع تفاصيلها إال بواسطة ما صمد عبر األيام من سجالت محفوظة‪ ،‬أو مذكرات مكتوبة‪ ،‬أو رسائل‬ ‫محررة (‪ )...‬يرجع المرء إلى ذلك الماضي‪ ،‬ليعيشه من جديد‪ ،‬أو ليعايش من عاشه‪ ،‬فيتذوق معه حالوة‬ ‫الذكرى وجمال الماضي‪»...‬‬ ‫متعة القراءة‪ :‬وكأن هذا البوح ال يكفيها وهي تمارس لعبة االستدراج الصادقة‪ ،‬فتعلن من طرف‬ ‫خفي‪ ،‬في لغة حالمة حافلة بالخيال عن متعتها الغامرة وهي تسبح في بحار الماضي‪ ،‬داعية قارئها إلى‬ ‫ارتياد آفاق التاريخ‪ ،‬واإلقبال على مدارسته‪ .‬تقول‪« :‬أقول هذا ألنني عشت هذا اإلحساس‪ ،‬وشعرت بهذه‬ ‫اللذة‪ ،‬وأنا أنعم بالغوص في هذا الماضي‪ ،‬وأسبح في بحر هادئ تارة‪ ،‬وهائج تارة‪ ،‬هو بحر ال أدري ماذا‬ ‫أسميه‪ ،‬أبحر واقع أم خيال‪ ...‬أم هو بحر حياة مليئة بالتاريخ‪ ،‬مليئة بالحقائق‪ ،‬مليئة بالعبر والفوائد‪»...‬‬ ‫ال شك أن هذا الكشف عند حسناء داود هو استرجاع لتجربتها مع قراءة‬ ‫نصوص والدها‪ ،‬فلم تعد المقدمة‪ ،‬في كتاب «مراسالت وطنية أخوية»‪ ،‬وهو‬ ‫من تأليفها وإن تعلق بوالدها‪ ،‬مجرد تأطير للكتاب فحسب‪ ،‬بل تحولت‪ ،‬أي‬ ‫المقدمة‪ ،‬إلى فضاء لسرد تجربة ذاتية عميقة وممتعة‪ ،‬إضافة إلى قيامها‬ ‫بوظيفتها الكبرى في اإلخبار وتسجيل معلومات جديدة وخبرات كانت‬ ‫مجهولة‪.‬‬ ‫السخاء‪ :‬وبذلك تبدو لنا األستاذة محاورة ممتازة لقارئها‪ ،‬بليغة في‬ ‫بوحها‪ ،‬مؤثرة بلغتها الجميلة‪ ،‬حتى إذا استوثقت من أنها أقنعت هذا المتلقي‬ ‫أعلنت في سخاء قائلة‪« :‬من هنا كان قراري أن ال أستفرد بهذه المتعة‪ ،‬وأن‬ ‫أفتح المجال لغيري من الباحثين والمهتمين‪ ،‬لكي يلقوا نظرة على بعض‬ ‫هذه المراسالت القيمة‪ ،‬خاصة تلك التي صدرت عن شخصيات بارزة كان لها‬ ‫وزن وحضور وقيمة في ميدان الوطنية والسياسة واألدب (‪( )...‬و) جمعت بينها‬ ‫وبين األستاذ محمد داود عالقة ود وصداقة وأخوة‪ ،‬وعمل وتفاهم وتقارب‪،‬‬ ‫فتحابوا في اهلل‪ ،‬وتعاملوا بما يرضي(ه)‪ ،‬وعاشوا من أجل تحقيق آمالهم وآمال‬ ‫وطنهم‪».‬‬ ‫وقتها‪ ،‬حينما تنهي حسناء توظيف تقنية االستدراج التي مارستها مع‬ ‫القارئ‪ ،‬تأخذ به‪ ،‬وقد وقع في إسار لغتها الشفافة إلى هدفها الرئيس‪ ،‬أال‬ ‫وهو تقريبه لموضوعها العلمي‪ .‬فتنتقل من لغة الشعر إلى لغة العلم‪ ،‬فتشرع‬ ‫في تقديم الكتاب من حيث دواعي تأليفه ومنهجه‪ ،‬والمواضيع التي تطرق‬ ‫إليها‪ ...‬إلى غير ذلك مما يدخل في باب تأطير النص وإعداد المتلقي لإلبحار‬ ‫في المتن‪ ،‬مشغلة المقدمة خير تشغيل لتقوم بوظيفتها كعتبة تفضي إلى عالم الكتاب‪.‬‬

‫البنية التوجيهية اإلخبارية‬

‫فإذا تأتى لها ذلك سارعت إلى تزويد المتلقي بأخبار ومعلومات تهيئ أفق انتظاره بعد أن أثاره‬ ‫العنوان‪ ،‬وصورة الغالف‪ ،‬ولغتها الشاعرية الرقيقة‪ ،‬فتقدم له معطيات تفيده عند اقتحامه النص الرئيس‪،‬‬ ‫وتغريه بقراءة المؤلف وهو يحمل‪ ،‬أي القارئ‪ ،‬عدة معرفية تساعده على إدراك ظروف التأليف‪ ،‬وتساعد‬ ‫على فهم المقصود من الكتاب‪.‬‬ ‫ولعل أول ما يلفت النظر بدءا‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬هو اإلخبار بأن دافعها إلى النشر والتأليف هو‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫التعريف بتراث والدها والعمل على نشره‪ ،‬ألن منجزه يعد «بحق مساهمة فعالة للكشف عن خبايا المجتمع‬ ‫التطواني بما فيه من خصائص حضارية ولغوية وأدبية واجتماعية» ‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬مسايرة «أساس‬ ‫المنهجية التي اعتمدها في مساره الفكري وإنتاجه الثقافي من أن تاريخ الوطن الواحد يمكن أن يعرف‬ ‫بتدوين تاريخ مدنه ومناطقه المتعددة‪ ».‬وبذلك تفصح األستاذة حسناء عن دافع آخر وهو المساهمة‪،‬‬ ‫عبر نشر تراث والدها‪ ،‬في التعريف بتاريخ المغرب‪ ،‬بما يعنيه ذلك من خدمة الوطن والثقافة المغربية‬ ‫باعتبار أن دراسة التاريخ المحلي هي خطوة نحو كتابة التاريخ الوطني والقومي‪ .‬أقول القومي‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫ألن اإلحساس بالغيرة العربية في تقديمات األستاذة‪ ،‬في زمن قل فيه هذا اإلحساس‪ ،‬واضحة جلية‬ ‫خاصة حينما عرضت في التقديم الذي وضعته لكتاب «الرحلة الشرقية» لجهود بعض رجال تطوان وهم‬ ‫يحاولون «أن يقربوا بين أعضاء الجسد الواحد للعالم العربي» ‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا التصور تعلن حسناء عن هدفها األسمى في توفير المادة للباحثين فتقول في‬ ‫التقديم الذي وضعته لكتاب»التكملة»‪« :‬وفي إطار اهتمامي بالمؤلفات المخطوطة لوالدي األستاذ محمد‬ ‫داود‪ ،‬ومحاولتي أن أخرجها للوجود قصد اإلفادة من محتوياتها‪ ،‬فقد اطلعت على مخطوط هذا الكتاب‪،‬‬ ‫وتفحصت ما اشتمل عليه من المعلومات‪ ،‬فإذا بي أجد أنه يحتوي على معلومات في غاية األهمية‪ ،‬من‬ ‫شأنها أن توفر للباحثين كثيرا من الجوانب التي ال سبيل لمعرفتها إال عن طريق االطالع على ما كتبه‬ ‫أمثاله من الباحثين الذين لهم اطالع ومعرفة بأحوال تطوان‪».‬‬ ‫وبذلك لم تعد‪ ،‬فقط‪ ،‬تخطب ود القارئ لتدفع به نحو القراءة بتحبيب مادة التاريخ إليه وتشويقه‬ ‫إلى الغوص في بحاره‪ ،‬بل أصبحت اآلن‪ ،‬وقد استوثقت من عشقه لهذا الفرع من فروع المعرفة‪ ،‬تُعْلمُه‬ ‫بأنها توفر له مادة للبحث «السبيل لمعرفتها» إال بباحثين مرموقين أمثال المؤرخ داود‪ .‬لقد كان حب‬ ‫األستاذة للتاريخ‪ ،‬أو «علم العلوم» كما يحلو للعروي أن يكرر نقال عن القدماء‪ ،‬كبيرا‪ ،‬وتعاطيها لقراءته‬ ‫ونشر معرفته عظيمة‪ ،‬ورغبتها في أن يشاركها المتلقي هذه الرغبة أعظم‪.‬‬ ‫من أجل تحقيق ذلك لم تبخل‪ ،‬كما سبق القول‪ ،‬بتقديم المعلومات لقارئها وقارئ أبيها وهي تؤطر‬ ‫الكتب التي تشرف على إعدادها ونشرها‪ .‬فتذكرنا‪ ،‬مثال‪ ،‬بأن كتاب «عائالت تطوان» هو في األصل فصل‬

‫من فصول كتاب «التكملة» حيث تقول‪ « :‬فلقد كان البحث في موضوع عائالت تطوان‪ ،‬مثل البحث‬ ‫الخاص باألمثال العامية في هذه المدينة فصال من الفصول التي يتضمنها كتابه التكملة‪ ،‬الذي جعله‬ ‫ذيال لكتابه تاريخ تطوان‪ ،‬إال أنه نظرا لوفرة المادة المتعلقة بالموضوع فقد جعل منه تأليفا خاصا‪».‬‬ ‫وهكذا تسترسل الكاتبة في توجيه القارئ وتذكيره بقيمة الكتب التي تقدم لها‪ ،‬تفعل ذلك في‬ ‫سعي محمود إلى مزيد من الترغيب في قراءتها‪ .‬تقول مثال في تقديمها لـ «عائالت تطوان» المذكور‪:‬‬ ‫«فقد توفر في هذا الكتاب ما ال ينبغي إهماله (‪ )...‬لما فيه من األهمية بالنسبة لمن يرغب في االطالع‬ ‫على المعلومات المتعلقة بمختلف العائالت التطوانية‪ ،‬وكذا معرفة بعض األنساب‪ ،‬ثم االطالع على سيرة‬ ‫وأحوال بعض الشخصيات التطوانية‪ ،».‬كما تذكر‪ ،‬عل سبيل المثال مرة أخرى‪ ،‬أن كتاب «تحفة اإلخوان‬ ‫في الصنائع القديمة بتطوان» للحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬وهو بالمناسبة جدها المباشر من ناحية والدتها‪،‬‬ ‫صنعه المؤلف لالشتراك في المسابقة األدبية التي كانت تقام على هامش مهرجان الزهور بسبتة كل‬ ‫سنة‪ ،‬والتي صادفت تلك المرة سنة ‪.1918‬‬

‫األستاذة حسناء من خالل مقدماتها‬

‫تطفح المقدمات التي حررتها حسناء‪ ،‬ككل نص يدل على صاحبه‪ ،‬بإشارات تعكس مالمح من‬ ‫شخصيتها العلمية نذكر منها‪:‬‬ ‫الولع بالبحث والتنقيب‪ :‬وقد ورثت ذلك عن والدها‪ ،‬فهي مذ كانت لم تتوقف عن البحث فيما خلفه‬ ‫االستاذ محمد داود‪ ،‬والتنقيب فيما تركه‪ ،‬فهي تقول في مقدمة «التكملة»‪« :‬ولعله من حسن حظي في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬أن والدي رحمه اهلل كان ممن يحتفظون بكل أوراقهم‪ ،‬من مسودات أو تقاييد أو مذكرات‬ ‫(‪ )...‬وقد وقفت على كثير من هذه األوراق‪ ،‬فقمت بفرزها وتخيرت منها ما له عالقة بفصول هذا الكتاب‪».‬‬ ‫الدقة في التوثيق‪ :‬وتحكي في مقدمة «تحفة اإلخوان» أن مادة الكتاب استقتها بالكامل من أعداد‬ ‫مخصوصة من صحيفة «شمال افريقية» ‪ El Norte de África‬عثرت بها بين مجموعة «الصحافة‬ ‫المحفوظة في الخزانة الداودية» وكان الكتاب نشر مجزء على صفحات هذه الجريدة بين عددي ‪ 29‬غشت‬ ‫‪ 1918‬و ‪ 9‬أكتوبر ‪ .1918‬وقد كان عملها غاية في الدقة العلمية والتحري لحد أنها‪ ،‬ونذكر هذا علي‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬تمكنت من أن تتنبه‪ ،‬بعد مقارنة التواريخ‪ ،‬أن اليوم الذي وضع على العدد ‪ 99‬من الجريدة‬ ‫المذكورة ال يتناسب مع التاريخ الذي يحمله وهو ‪ 26‬من ذي القعدة ‪!1336‬‬ ‫الصدق واألمانة‪ :‬وقد صاحب هذا الشغف بالتوثيق التزام بالصدق واألمانة فيما تنشره‪ ،‬فهي محافظة‬ ‫على األصول من النصوص التي تنشرها لألستاذ داود أو غيره‪ ،‬ال تغير منها شيئا‪ ،‬وإذا أضافت ما تراه‬ ‫مناسبا‪ ،‬وعادة يكون مما وقعت عليه وهي تراجع ملفات والدها ومسوداته فهي تضعه في الهامش بين‬ ‫معقوفتين‪ ،‬وإذا ما نشرت موضوعا أو أخبارا اعتبرتها من الحياة الخاصة للفقيه‬ ‫داود اعتذرت لذلك دون أن تتخلى عن تثبيت الخبر دون تغيير‪ ،‬وهذا إذا كان‬ ‫من شيم األخالق الرفيعة فإنه‪ ،‬أيضا‪ ،‬من صميم تحلي صاحبه بالموضوعية‬ ‫العلمية التي تزدان بها أستاذتنا الفاضلة‪ .‬ولعل األمر يشق عليها‪ ،‬فعال‪،‬‬ ‫وهي تذكر تفاصيل دقيقة من حياة والدها خالل رحلته إلى الشرق‪ ،‬فتعتذر‬ ‫له في صدق من نفس طينة صدقها المعرفي‪ ،‬وأمانتها العلمية‪ .‬تقول في‬ ‫«الرحلة الشرقية»‪ ،‬وفيها الشيء الكثير عن أخبار أبيها رحمه اهلل الخاصة‪« :‬‬ ‫فعفوا‪ ،‬سيدي الوالد الحبيب‪ ،‬إذا كنت بجرأتي هذه‪ ،‬قد تطاولت على بعض‬ ‫خصوصياتك‪ ،‬وقد أعلنت للعالم عن كثير من أسرارك‪ ،‬وعفوا إذا كنت قد‬ ‫قدمت هذه الرحلة بغير الحلة التي كنت ترتضيها لها‪ ».‬ولعلنا ال نبالغ إذا قلنا‬ ‫إن هذه األمانة ال تتوفر دائما لدى الكتاب والمشتغلين باآلداب‪ .‬وأستشهد‬ ‫هنا بحالة قريبة من حالة األستاذة حسناء بشكل معكوس‪ ،‬وهي حالة «أوطو‬ ‫فرانك» والد الكاتبة المراهقة «أنا فرانك» التي ماتت متأثرة بظروف االعتقال‬ ‫في أحد المعتقالت النازية خالل الحرب العالمية الثانية مخلفة كتابها الشهير‬ ‫في الغرب الموسوم بـ «يوميات أنا فرانك» ‪ .Diario de Ana Frank‬ذلك‬ ‫أن والدها‪ ،‬وكان من الناجين‪ ،‬قام بمراجعة كتاب ابنته غداة انتهاء الحرب‪،‬‬ ‫بيد أن تنقيحه لكتاب كريمته حسب بعض النقاد لم يتسم بقدر كبير من‬ ‫األمانة‪ ،‬ذلك أنه كان يحذف‪ ،‬أحيانا‪ ،‬بعض الفقرات من مذكرات ابنته‪،‬‬ ‫أويضيف ما يراه مناسبا بدعوى سن الفتاة مرة‪ ،‬أو بادعاء ضرورات النشر تارة‬ ‫أخرى‪ ،‬ومرات يضيف أو يحذف دون أن يفصح عن ذلك‪...‬‬ ‫وتتجلى أيضا أمانة حسناء في إخبارها بأن الدافع إلى تأليف جدها الحاج عبد السالم بنونة لكتابه‬ ‫«التحفة» لم يكن فقط رغبته الصادقة‪ ،‬كما أشرنا أعاله‪ ،‬في توثيق موضوع الحرف بتطوان‪ ،‬و»خبرته فيه‬ ‫وإلمامه به إلمام العارف المدقق» ‪ ،‬وإنما‪ ،‬أيضا‪ ،‬المشاركة في المسابقة األدبية التي كانت تقام بسبتة‬ ‫بمناسبة مهرجان الزهور‪ ،‬حيث تذكر األستاذة أن عدة أنشطة ثقافية وترفيهية كانت تقام على هامشه‪،‬‬ ‫وأنه بعد أن فرضت الحماية اإلسبانية على شمال المغرب سمح للمغاربة أن يشاركوا باللغة العربية في‬ ‫المسابقة األدبية التي كان يشهدها المهرجان المذكور‪ ،‬و»كان األستاذ الحاج عبد السالم بنونة من بين‬ ‫األعضاء المكونين أحيانا للجنة التحكيم (‪ )...‬كما أنه كان من بين المساهمين في المسابقة التي نظمت‬ ‫سنة ‪ .»1918‬وهو ما سها عنه الوطني الغيور األستاذ عبد السالم بنونة لكن حفيدته ذكرت به كما نرى‪.‬‬ ‫وصدقها واضح أيضا في عرضها لمنهج والدها في البحث‪ ،‬فهي‪ ،‬مثال‪ ،‬تحكي عنه أنه حينما عرض‬ ‫بالتأليف لكتابه «عائالت تطوان» لم يكن يتوقف عن التنقيب عن موضوعه في التقاييد القديمة‪،‬‬ ‫والرسوم العدلية‪ ،‬والحواالت الحُبسية بالمساجد والزوايا‪ ،‬متحريا صابرا مجتهدا قبل أن يلجأ إلى االتصال‬ ‫الشخصي بأفراد األسر يطلب منهم معطيات جديدة مما لم يعثر عليه في الوثائق‪ ،‬حتى إذا اجتمع له من‬ ‫ذلك مادة وفيرة عن كل عائلة قدمها ألحد أفرادها ممن يتمتعون بثقة لديه ليبدي مالحظاته‪ ،‬ويضيف‬ ‫أشياء فاتت األستاذ‪ .‬وإذا كان أغلب هؤالء األفراد يعيدون إلى المؤلف المادة مراجعة‪ ،‬فإن عددا منهم لم‬ ‫يكن يعيد ما اؤتمن عليه‪ ،‬بما يعنيه ذلك من ضياع للجهد والمعرفة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬سياق حديثها‬ ‫عن منهج والدها في التأليف‪ ،‬تلمع األستاذة إلى جوانب من عالقات والدها الشخصية بأصدقائه مما‬ ‫يلقي بأضواء على شخصيات كان للمؤلف ارتباطات بها‪ ،‬فتقول مثال في «التكملة»‪« :‬وكان المؤلف رحمه‬ ‫اهلل على عادته في جل مؤلفاته يستشير أقرب زمالئه وأصدقائه فيما يكتبه‪ ،‬ولذلك نجد ضمن فصول‬ ‫كتابه هذا‪ ،‬فقرات عليها تعليقات ومالحظات بقلم األستاذ سيدي التهامي الوزاني أو األستاذ الحاج مَحمد‬ ‫بنونة اللذين كانا توأمي روحه وأقرب الناس إليه‪ ،‬حيث كان يرتاح إليهما‪ ،‬ويثق بهما‪ ،‬ويقدر علمهما‬ ‫وكفاءتهما‪ ،‬ويسلمهما كل ما كان يقوم به من األبحاث والكتابات لكي يفيداه بمالحظاتهما القيمة‪ ،‬ثم‬ ‫يدرج هذه المالحظات والتعليقات في مختلف تآليفه‪».‬‬ ‫هذه باختصار شديد بعض ما تنضح به مقدمات األستاذة حسناء داود من عزم وعلم ووفاء وبرور‬ ‫بالوالد‪ ،‬ولعلها نموذج متفرد لم يتكرر كثيرا في ثقافتنا العربية‪ ،‬فإذا استثنينا اعتناء أبي عبد اهلل محمد‬ ‫بن عياض بالترجمة لوالده القاضي عياض‪ ،‬وبما حدثني به األستاذ الدكتور محمد مفتاح‪ ،‬وهو خبير‬ ‫بتراث ابن الخطيب‪ ،‬من وجود مخطوطات في القاهرة عرض فيها أحد أبناء لسان الدين بن الخطيب‬ ‫لكتب والده‪ ،‬فال نعلم‪ ،‬حسب الظاهر‪ ،‬أحدا تكلف في ثقافتنا العربية بانتاج الوالد سوى األستاذة حسناء‬ ‫داود‪ ،‬فلتهنأ بهذا التميز والتفرد وبارك اهلل في عمرها حتى تزيدنا عطاء وعلما‪.‬‬ ‫(انتهى)‬ ‫تطاوين ‪ 5‬ماي ‪2017‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫القاضي‬ ‫عبد السالم بن أحمد البختي‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫هو الفقيه القاضي عبدالسالم بن أحمد عالل البختي‬ ‫ابن عمّ العالمة األديب محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن عبدالسالم بن أحمد بن عبداهلل بن الحسن بن‬ ‫الحسين الشريف عالل البختي(ت‪1410‬هـ) هكذا ذكر نسبه في تقييد له‪.‬‬ ‫وُلد بمدشر عاللش بقبيلة وادراس سنة‪1342‬هـ‪1924/‬م‪.‬‬ ‫حفظ القرآن الكريم بقريته‪ ،‬ثمّ رحل إلى تطوان‪ ،‬فالزم عمّه الشيخ عالل البختي الذي كان مُدَرِّرًا بأحد الكتاتيب‬ ‫بحومة العيون‪ ،‬ودرس عليه المرشد المعين‪.‬‬ ‫وبعدها التحق بالمعهد الديني للدّراسة ومواصلة التحصيل‪ ،‬وأقام خاللها بمدرسة ُلوقش‪.‬‬ ‫من شيوخه‪ :‬أحمد الزواقي‪ ،‬التهامي الوزّاني …‬ ‫تق ّلد مناصب ووظائف تمثلت في التدريس والقضاء والخطابة‪:‬‬ ‫درّس بالمعهد الديني بتطوان‪ ،‬وتو ّلى القضاء الشّرعي بتطوان والنّواحي ألزيد من ‪ 30‬سنة‪ ،‬ومستشارا بالمحكمة‬ ‫العليا بالرباط‪ .‬وخطب بمسجد لوقش لمدّة ‪ 50‬سنة‪.‬‬ ‫تميز بخصال حميدة‪ ،‬منها‪ :‬النزاهة واالستقامة‪ ،‬والتقوى والورع‪ ،‬والقبول لدى الخاصة والعامة‪ ،‬مع التمسك بالسّنّة‪..‬‬ ‫من تالمذته‪ :‬الفقيه األديب محمد بن األمين بوخبزة تل ّقى عليه دروسا في الفقه المالكي بنظم عبد الواحد ابن عاشر‬ ‫المسمّى‪ :‬المرشد المعين على الضّروري من علوم الدّين‪.‬‬ ‫وقد احتفت به جمعية تطاون أسمير فكرّمته بعدما أُحيل على المعاش‪ ،‬تقديرا لمكانته وجهوده‪ .‬وأحرز على وسام‬ ‫من الملك الرّاحل الحسن الثاني‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل بتطوان سنة ‪ 1428‬هـ‪2007/‬م‪.‬‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫• مظاهر الشرف والعزة المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة‪.‬‬ ‫• تقييد في األنساب لمحمد بن أحمد عالل البختي‪.‬‬ ‫• معلومات شفهية مهمة عن األستاذ جالل راغون صهر المترجم‪.‬‬

‫األستاذ الصديق الروندة يروي فصوال من سيرته‬ ‫تقديم وتنسيق‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫تقديم‬

‫كانت أذناي‪ ،‬على امتداد سنوات ذوات عدد‪ ،‬تسمعان باسم‬ ‫األستاذ الصديق الروندة‪ ،‬الذي بصم على عطاء ثر وإنتاج الفت؛‬ ‫غير أنه لم يكتب لي اللقاء بالرجل إال في مرحلة متأخرة‪ ،‬بعد‬ ‫أن ساقتني الظروف‪ ،‬منذ حوالي ثالث سنوات‪ ،‬لزيارته في بيته‬ ‫العامر برباط الفتح رفقة الصديق الباحث محمد أملح‪ ،‬الذي‬ ‫قدّمني إليه مشكورا‪..‬‬ ‫ويعد األستاذ الصديق الروندة من األسماء التي قدّمت‬ ‫الكثير للخزانة المغربية‪ ،‬في األدب والفكر والعمل الدعوي‬ ‫واإلرشادي؛ غير أنه اختار التواري عن المشهد العام واالبتعاد عن‬ ‫األضواء واالشتغال في صمت‪.‬‬ ‫وال أخفي أنني أحسست‪ ،‬خالل تلك الجلسة األولى والجلسات‬ ‫التي أعقبتها الحافلة التي كانت مليئة بالحديث عن األدب والفكر‬ ‫والعلم والمعرفة والثقافة وقضاياها‪ ،‬بانجذاب خاص نحو الرجل‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء األول الذي جرى بفضل الصديق سالف الذكر‪،‬‬ ‫توالت اللقاءات بيني وبين األستاذ الصديق‪ ،‬الذي ال يتواني في‬ ‫آخر كل زيارة إلى بيته العامر برباط الفتح عن الدعوة واإللحاح‬ ‫وإعادة الكرة تلو الكرة؛ غير أن ظروف العمل ومشاغل الحياة‬ ‫اليومية تحول‪ ،‬في أحيان عديدة‪ ،‬دون االستجابة‪.‬‬ ‫وفي إحدى تلك الزيارات الميمونة التي تكون عامرة باألحاديث‬ ‫العبقة بالفوائد والمعارف وبالمحبة وذكر اهلل‪ ،‬عرضتُ على األستاذ‬ ‫الصديق فكرة إجراء حوار معه حول فصول من المسيرة اإلنسانية‬ ‫والعلمية والتربوية الحافلة التي عاشها‪ ،‬فأبدى الترحاب والقبول‬ ‫بهذه الفكرة؛ غير أن ظروفا صحية وأخرى وقتية كانت تؤجل تحقيق‬ ‫الفكرة وتنفيذها‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬قررتُ أن أجري مع األديب والباحث األستاذ الصديق‬ ‫الروندة حوارا شامال حول مساره الثقافي والعملي ونطوف خالله‬ ‫حول جملة من االهتمامات التي اشتغل بها والمحطات التي مرّ‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ولما عرضتُ على األستاذ الصديق األسئلة المتعلقة بهذا الحوار‬ ‫الذي حرصتُ على أن يكون ذا صبغة ثقافية وفكرية وأيضا إنسانية‪،‬‬ ‫التمس حفظه اهلل ومتعه بموفور الصحة والعافية أن أمكنه من‬ ‫نسخة من األسئلة وأن أمهله بعض الوقت من أجل أن يتفرغ لإلجابة‬ ‫عنها حين تسنح الظروف‪.‬‬ ‫وبعد مرور أسابيع قليلة ال تتعدى أصابع اليد الواحدة‪ ،‬اتصلتُ‬ ‫باألستاذ الروندة من أجل السؤال عن األح��وال واالطمئنان على‬ ‫الصحة‪ ،‬وفي نهاية المكالمة التي جمعتني بهذه الشخصية العلمية‬ ‫الرباطية المتواضعة أبدى لي من جديد حفاوته بالمحاور واألسئلة‬ ‫التي قدمتها إليه بعد أن أعاد االطالع عليها‪ ،‬وأخبرني في الوقت ذاته‬ ‫بأنه شرع في اإلجابة عنها بما تيسر وجاد به البال‪ ،‬وفق تعبيره‪ .‬وزاد‬ ‫موضحا أنه يفضل تحرير أوراق تكون جوابا عن كل األسئلة عوض‬ ‫أن نسلك السبيل المعتاد في مثل هذه اللقاءات‪ :‬سؤال ‪ /‬جواب‪ ،‬فلم‬ ‫أمانع في الفكرة‪ ،‬فكانت الفصول اآلتية‪:‬‬ ‫يقول األستاذ محمد الصديق الروندة‪« :‬بسم اهلل‪ ،‬عاصمة المغرب‪،‬‬ ‫رباط الفتح‪ ،‬هي مسقط رأسي‪ ،‬فيها ولدت ونشأت‪ ،‬ودرست واشتغلت‪.‬‬

‫أما تاريخ والدتي‪ ،‬فحسب كناش التعريف والحالة المدنية هو‪ 7 :‬ذي‬ ‫الحجة ‪ 1325‬هجرية يوافقه ‪ 10‬يونيو ‪ .1931‬وبما أن ظهير إحداث‬ ‫الحالة المدينة بالمغرب لم ير النور إال في سنة ‪ 1369‬الموافق لـ‪،1950‬‬ ‫أي بعد والدتي بعشرين سنة‪ ،‬وبما أن تواريخ الوالدة كانت في معظمها‬ ‫تقديرية أكثر منها حقيقية‪ ،‬فإنه تبين واتضح أن ما سجل في دفتر الحالة‬ ‫المدنية كان خطأ‪ ،‬وذلك أني عثرت أثناء تصفحي لما سجله الجد محمد‬ ‫بن عبد السالم الروندة رحمه اهلل في كناشته أني ولدت يوم األربعاء ‪30‬‬ ‫رجب ‪ ،1348‬فيكون يوافقه بالميالدي هو فاتح يناير ‪ ،1930‬مما يقف بي‬ ‫على مشارف التاسعة والثمانين بانتهاء ‪.2018‬‬ ‫في صباي‪ ،‬التحقتُ وأخي عبد السالم الذي يكبرني بسنتين بكتّاب‬ ‫الحي‪ ،‬ثم كنا من الرعيل األول الذي التحق بالمدرسة الحرة الغازية‬ ‫التي أنشـأها وكان يديرها الوطني الغيور المجاهد الكبير الحاج أحمد‬ ‫الشرقاوي تغمده اهلل برحمته‪.‬‬ ‫وكنا عندما نرجع من المدرسة مساء ـ أنا وأخي وابن عمتنا محمد‬ ‫بناني ـ يعقد لنا جدي جلسة دراسية‪ ،‬يقرئنا فيها النحو والصرف واألحكام‬ ‫والفرائض يفتتحها بتالوة حزب من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1941‬سجلنا الوالد رحمه اهلل في السلك االبتدائي‬ ‫بثانوية موالي يوسف‪ ،‬وكان من ضمن معلميها الوطني العضو في‬ ‫حزب االستقالل عبد الكريم العلمي‪ ،‬فكان ال يني عن شحن تالمذته‬ ‫بدروس في الوطنية ووجوب مقاومة المستعمر‪ .‬لما تقدم حزبه بعريضة‬ ‫المطالبة باالستقالل سنة ‪ 1944‬كان يعمل على تحريك المشاعر‬ ‫الوطنية ويضرب للتالميذ موعدا للتجمع والتظاهر أمام القصر الملكي‪،‬‬ ‫وبما أن المؤسسة توجد داخل المشور كان من السهل علينا أن نتجمهر‬ ‫في تظاهرات تنادي بالحرية واالستقالل‪ .‬وعلى إثر هذه التجمعات‬ ‫والتظاهرات التي عمت التراب الوطني‪ ،‬قرّرت إدارة الحماية توقيف‬ ‫الدراسة وإغالق المؤسسات التعليمية بجميع أنواعها في المغرب كله‪.‬‬ ‫وبعد انقضاء سنة بأكملها‪ ،‬سمح المستعمر بأن تفتح المدارس‬ ‫والمعاهد أبوابها من جديد‪ ،‬فالتحقنا بها؛ غير أنه فوجئنا بالحارس العام‬

‫ميسو تيريي يمر باألقسام حامال لوائح التالميذ الذين قررت اإلدارة‬ ‫طردهم‪ ،‬فكنت أنا وأخي من جملتهم‪ ،‬وقد قال لي ـ بعد سنين ـ أحد‬ ‫المطرودين وهو السيد مصطفى المعموري شفاه اهلل وأطال بقاءه‬ ‫أن اآلمرين تعرفوا علينا من خالل الصور التي كان يلتقطها مراسلو‬ ‫الصحف‪.‬‬ ‫وخالل سنة ‪ ،1945‬كنت رفقة أخي وابن عمتي مع مجموعة‬ ‫الطلبة نتلقى تعليما في قسم خاص بالمدرسة الغازية على أيدي‬ ‫أساتذة متطوعين هم المرحومون‪ :‬العالم والمؤرخ عبد اهلل الجراري‬ ‫في مادة الفقه‪ ،‬واألستاذ الزعيم الشهيد المهدي بنبركة في مادة‬ ‫الرياضيات‪ ،‬واألستاذ األديب محمد بنراضي في التاريخ‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد الكريم العلمي في اللغة واألدب العربيين‪ ،‬واألستاذ العربي‬ ‫المسطاسي في مادتي النحو والصرف‪ ،‬واألستاذ محمد التادلي الذي‬ ‫شغل منصب عامل مكناس بعد االستقالل في مادة اللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫كنت صبيحة هذه المدة أتوجه باكرا إلى مسجد دينية المسامت‬ ‫لباب كان يخرج منه العالمة الكبير سيدي إبراهيم التادلي قاصدا‬ ‫مجلس طلبته المنتظرين لما سيزودهم به من شتى العلوم‬ ‫والمعارف؛ ومن ضمنهم الجد محمد بن عبد السالم الروندة‪ ،‬الذي‬ ‫حرص على التبرك بمجلس أستاذه وشيخه بأن يخلفه فيه‪.‬‬ ‫أذكر عندما كنت أحضر مجلس درسه أن أحد طالبه من أبناء‬ ‫(أتحفظ عن ذكر اسمه هنا)‪ ،‬وكان شابا قوي البنية ماهرا في السباحة‪،‬‬ ‫أصابه ألول مرة وال أحد يعلم مسٌّ من الهوس؛ فما إن فتح جدي درسه‬ ‫حتى انتصب واقفا وجلس أمام شيخه يصيح بكالم مبهم لم يتبينه أحد‬ ‫من الحاضرين؛ فبقينا مشدوهين‪ ،‬واتجهت أنظار الجميع إلى الشيخ‬ ‫تنتظر رد فعله‪ ! ‬فإذا به ثابت ال يتحرك‪ ،‬ثم تنجلي الغشاوة عن عيني‬ ‫الطالب‪ ،‬فيرجع إلى مكانه‪ ،‬فيستأنف الشيخ درسه كأن شيئا لم يحدث‪،‬‬ ‫فما كان من أحد الطلبة عندما أحس بغفلة من المهوس إال أن يسرع‬ ‫إلى دار المصاب ويحضر أخويه األكبرين اللذين أقنعاه بالذهاب معهما‪.‬‬ ‫وهكذا أتم الشيخ درسه دون ارتباك أو وجل!‪.‬‬ ‫وأذكر أن هذين األخوين جاءا يوما يرجوان الشيخ أن يستجيب‬ ‫لرغبة أخيهما الذي ألح عليهما في أن يراه‪ ،‬فما كان من الشيخ إال أن‬ ‫ساعدهما بالتوجه معهما إلى البيت بغية التخفيف عن الطالب المصاب‪،‬‬ ‫وبعث األمل بالشفاء ألهله‪ .‬واضطرت عائلته في األخير لحجزه بأحد‬ ‫بيوت ضريح سيدي محمد الغازي‪ ،‬المعد لمثل هذه الحاالت‪.‬‬ ‫ومما يحكى عن الجد رحمه اهلل أنه في قضية إرث شائكة بين إخوة‬ ‫شكس طال ترددهم على المحكمة‪ ،‬دعاهم إلى منزله‪ .‬ولما تم جمعهم‬ ‫انتصب واقفا ووزع عليهم سبحا‪ ،‬وطلب منهم أن يرددوا معه مائة مرة‪:‬‬ ‫اللهم كما حسنت خَلقي حسّن خُلقي‪ ..‬ولما انتهوا عرض عليهم الحل‬ ‫الذي يراه لقضيتهم‪ ،‬فقبلوه دون تردد وغادروا مجلسه إخوة كما أراد‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫وكنتُ أستلذ أقاويله‪ ،‬وأستطيب أحاديثه‪ ،‬فأفترش األرض خلف باب‬ ‫مكتبه‪ ،‬أسترق السمع‪ ،‬ال أروم حراكا وال أحدث حسيسا‪ ،‬وكنت أظنه على‬ ‫حق عندما يتحدث عن المستعمر ومكره قائال‪ :‬حتى المشرف على جامعي‬ ‫األزبال فرنسي! ويعقب‪ :‬أليس من المغاربة من هو كفء لهذه المهمة؟‬ ‫لكن ما أقسى أن تكذب الوقائع حكم من عركته األح��داث واألي��ام‪،‬‬ ‫وحنكته التجارب واألزمان!»‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫‪13‬‬

‫الصالة بمسجد المركز‬ ‫اإلسالمي بكبيك‬

‫يوم الجمعة ‪ 2‬نونبر ‪2018‬م‪ ،‬كنت على موعدي‪ ،‬كالعادة‪ ،‬ألذهب إلى أقرب مسجد من سكن ابنتي‬ ‫فاتن‪ ،‬والذي يبعد بـ ‪ 12‬كلم‪ ،‬وهو المسجد الوحيد الذي سمحت حكومة كيبك ببناء مأذنة وقبة له‪ ،‬شرط‬ ‫أن ال يستعملوا مكبر الصوت خارج المسجد الذي يسع ألكثر من ‪ 600‬مصل و‪ 100‬مصلية‪ ،‬في فناء جانب‬ ‫المسجد‪ .‬أعطيت له اسم «المركز اإلسالمي بكبيك»‪ ،‬وهو مكون من ثالثة طوابق‪ .‬حضرت المسجد قبل‬ ‫الموعد‪ ،‬رغم عنائي ونزلة برد ألمّت بي‪ ،‬ولم أتعود على الجو الشتوي ونزول الثلج بكثرة‪ ،‬حيث تنخفض‬ ‫الحرارة بين ‪ 20‬و‪ 40‬درجة‪ ،‬تحت الصفر‪ ،‬وتتجمد مياه األنهار‪.‬‬ ‫جلست على كرسي‪ ،‬ولما تطلعت إلى السبورة الكهربائية فوق المحراب وجانبه األيمن‪ ،‬قرأت أن‬ ‫اآلذان في الساعة الواحدة‪ ،‬تليه خطبة اإلمام باللغة اإلنجليزية‪ ،‬فتركت الكرسي بحثا عن مصحف للقرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬أقرأ فيه سورة الكهف كما تعودت قراءتها بمسجد السوريين بطنجة المغرب‪.‬‬

‫اإليثـار‬

‫وعلى رأسه عمامة بيضاء يشدها على رأسه‪ ،‬يحمل في يديه اليسرى سبحته‪ ،‬وال يتوكأ على عصا كما هو‬ ‫حال األئمة بالمغرب‪.‬‬ ‫استهل خطبته األولى بذكر محاسن اهلل تعالى على عباده المصلين‪ ،‬ثم تال أحاديث نبوية حول‬ ‫المسجد ومن يؤمه‪ ،‬ثم انتقل إلى التعاون واإلخاء‪ ،‬دامت خطبته األولى ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬جلس هنيهة‪ ،‬ثم قام‬ ‫ليلقي خطبته الثانية‪ ،‬واقتصر فيها بالدعاء ووجوب االستغفار‪ ،‬دامت ‪ 10‬دقائق‪.‬‬ ‫قرأ اإلمام في الوقوف األول سورة العصر‪.‬‬ ‫وفي الركعة الثاني‪ ،‬قرأ سورة اإلخالص‪ ،‬بعد التشهد األول والثاني‪ ،‬وعند تمام الصالة‪ ،‬رفع يديه إلى‬ ‫السماء طالبا العون والمغفرة من اهلل تعالى‪ ،‬وأثنى على سيد المرسلين الذي كان له الفضل في انتشار‬ ‫اإلسالم‪.‬‬

‫رجعت أمأل في الجلوس على الكرسي‪ ،‬فتفاجأت‬ ‫برجل كبير من جيبُتي جلس عليه‪ ،‬ولما وقفت جانب‬ ‫الكرسي‪ ،‬سمعت جارنا يقول للشيخ ‪ :‬هذا الكرسي‬ ‫حجزه األخ مشيرا إلي‪ ّ،‬قبلك‪ ،‬وذهب ليأخذ كتاب القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬تنازل الشيخ عن الكرسي‪ ،‬ولكني وقفت بصدده‬ ‫وقلت له ‪ :‬أنت أولى به يا سيدي‪ ،‬فاجلس عليه مرتاحا‪،‬‬ ‫لقد آثرته على نفسي رغم عيائي ومرضي‪.‬‬ ‫انتقلت إلى الجانب األيسر‪ ،‬بحثا عن كرسي آخر‪،‬‬ ‫فلم أجده‪ ،‬ألن المكان المخصص للكراسي هو الجانب‬ ‫األيمن‪ ،‬وبقية أطراف المسجد يصطف فيها المصلون‪.‬‬ ‫وأثناء جلوسي أتصفح الكتاب‪ ،‬إذا بالجار السابق‬ ‫يأتيني بكرسي رحب‪ ،‬وقال لي ‪ :‬لقد آثرت على نفسك‬ ‫ذاك الشيخ‪ ،‬والحظت عياءك خذه واجلس مطمئنا‪.‬‬ ‫أثناء قراءتي بصوت خافت‪ ،‬قام أحد المؤمنين‬ ‫لألذان األول بدخول وقت الصالة‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬تفضل‬ ‫إم��ام المسجد ليلقي خطبة الجمعة‪ ،‬خطبة واح��دة‪،‬‬ ‫بدأها باسم اهلل تعالى والحمد هلل والشكر له أن جعل‬ ‫المساجد للعبادة‪ ،‬وصلى على الرسول محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم باللغة العربية‪ ،‬ثم استرسل خطبته باللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬ومن حين إلى آخر‪ ،‬يأتي بآية من القرآن‬ ‫الحكيم دليال‪ ،‬ويتبع ذلك بحديث نبوي شريف وتفصيال‪،‬‬ ‫ثم يترجم ذلك إلى اللغة اإلنجليزية‪ .‬دامت خطبته‬ ‫الوحيدة ‪ 40‬دقيقة‪.‬‬

‫األذان الثاني‬ ‫ثم قام المؤذن وأعلن اآلذان الثاني‪ ،‬بعده وقف جل المصلين‪ ،‬ألداء ركعتين فرادى‪ ،‬سبقهم اإلمام‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫ولما الحظ اإلمام البخاري المغربي انتهاء الصالة الفردية‪ ،‬والذي خطب باللغة اإلنجليزية وصعد‬ ‫المنبر‪ ،‬وقد تجاوز ‪ 60‬سنة من عمره‪ ،‬بلحية بيضاء تتخللها شعيرات سوداء‪ ،‬يلبس جلبابا وقميصا أبيضين‪،‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫للسيارات‪ ،‬الكل في أمان‪.‬‬

‫ومما الحظت ‪:‬‬ ‫‪ )1‬جل الشباب هم المصلون‪ 60 ،‬في المائة مغاربة‬ ‫و‪ 20‬في المائة أفارقة سود‪ ،‬و‪ 20‬الباقية من أجناس‬ ‫عربية من لبنان ومصر وسوريا وقلة من األندونيسيين‬ ‫والصين واألفغان‪.‬‬ ‫‪ )2‬أثناء خطبة اإلمام يمر بين الصفوف رجل يحمل‬ ‫كيسا يضع فيه بعض المصلين ما جاد به من نقود‬ ‫معدنية أو ورقية لصيانة المسجد‪ ،‬وأول من وضع نقودا‬ ‫بالكيس اإلمام‪.‬‬ ‫‪ )3‬بعد االنتهاء من الصالة‪ ،‬يسلم المسلم على‬ ‫أخيه مصافحا أو مقبّال رأسه والدعاء بقبول الصالة‬ ‫والتوبة والمغفرة‪.‬‬ ‫‪ )4‬وجود مصلين من الجالية األروبية‪ ،‬اعتنقوا‬ ‫اإلسالم حديثا‪.‬‬ ‫‪ )5‬يمنع التجمع بالمسجد لدعاية أو تسول‪.‬‬ ‫‪ )6‬يمنع التسول بباب المسجد أو عرض بضاعة‬ ‫منعا كليا‪.‬‬ ‫‪ )7‬ال يسمح بنصب مكبر الصوت خارج المسجد‪.‬‬ ‫‪ )8‬يقدم بعض المصلين موائد الطعام ‪ :‬الكسكس‬ ‫بالدجاج واللحم‪.‬‬ ‫‪ )9‬عند خروج المصلين من باب المسجد‪ ،‬يجدون‬ ‫صناديق كرطونية بها أجود التمور وبعض الفواكه‬ ‫كالعنب‪ ،‬يأخذ كل مصل منها حبة أو حبات‪.‬‬ ‫‪ )10‬تقف سيارات الشرطة‪ ،‬جوانب المسجد‪ ،‬لتنظيم‬ ‫المرور والتدخل السريع‪ ،‬عند طارئ ما‪.‬‬ ‫‪ )11‬الساحات المجاورة تحرسها الشرطة‪ ،‬وال حارس‬

‫نقل أجواء الصالة بصدق من مسجد ‪ :‬المركز اإلسالمي بكبيك‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪983‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫بمناسبة اليوم العالمي‬

‫للمرأة‬

‫يحل هذا األسبوع اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬وهو اليوم الثامن من شهر مارس الذي يحتفل‬ ‫فيه نساء العالم باإلنجازات االجتماعية والسياسية واالقتصادية التي حققنها‪ ،‬وفي بعض الدول‬ ‫كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1857‬خرج آالف النساء لالحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف الال‬ ‫إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها‪ ،‬مما دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة‬ ‫المرأة العاملة على جداول األعمال اليومية‪ ،‬كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعامالت‬ ‫النسيج في أمريكا بعد سنتين على تلك المسيرة االحتجاجية‪ .‬وفي الثامن من مارس من‬ ‫سنة ‪ 1908‬عادت اآلالف من عامالت النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك‬ ‫لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها‬ ‫داللتها واخترن لحركتهن االحتجاجية تلك شعار «خبز وورود»‪ .‬حيث طالبت المسيرة هذه المرة‬ ‫بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل األطفال ومنح النساء حق االقتراع‪ .‬وقد شكلت مُظاهرات‬ ‫الخبز والورود بداية تشكل حركة نسائية تطالب‬ ‫بالمساواة واإلنصاف‪ ،‬والحقوق السياسية وعلى‬ ‫رأسها الحق في االنتخاب‪.‬‬ ‫ثم بدأ االحتفال بالثامن من مارس كيوم‬ ‫المرأة األمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك‬ ‫سنة ‪ 1909‬وقد ساهمت النساء األمريكيات في‬ ‫دفع الدول األوربيـة إلى تخصيص الثامـن من‬ ‫مارس كيوم للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاكن‬ ‫بالدانمرك الذي استضاف مندوبات من سبعة‬ ‫عشر دولة وقد تبنــى اقتــراح الوفد األمريكي‬ ‫بتخصيص يوم واحد في السنة لالحتفال بالمرأة‬ ‫على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربـة داخـل‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬حيث تم تعميم االحتفال بهذه‬ ‫المناسبة على إثر عقد أول مؤتمر لالتحاد النسائي‬ ‫الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام‬ ‫‪.1945‬كما تم تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة بعد تبني منظمة األمم‬ ‫المتحدة ذلك سنة ‪ 1977‬عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد‬ ‫أي يوم من السنة يختارونه لالحتفال بالمرأة‪ ،‬فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس‪..‬‬ ‫كما أن األمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا في سنة ‪ 1993‬ينص على اعتبار حقوق المرأة جزء ال‬ ‫يتجزأ من منظومة حقوق اإلنسان وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول‬ ‫العالم تنقيصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار اإلنسانية‪.‬‬ ‫وما يهمنا نحن من هذا اليوم هو تكريم المرأة وتعظيمها ووضعها في المكانة التي‬ ‫وضعها فيها اإلسالم منذ بزوغ نوره وسطوع شمسه‪ ،‬حيث وضع الميزان الحق لكرامتها‬ ‫ومنحها حقوقها الكاملة‪ ،‬ورفع عن كاهلها وزر اإلهانات التي كانت ترزح تحتها عبر التاريخ وفي‬ ‫ظل الحضارات القديمة‪.‬‬ ‫فلم يفرق اإلسالم بين الرجل والمرأة وال نظر إليه بعين الجاللة وال إليها بعين االستهانة‪،‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫بل هما خلقان متساويان في الحقوق وفي الخالفة في األرض‪ ،‬ولكل منهما مكانته ودوره الذي‬ ‫ينسجم مع طبيعة خلقه‪ ،‬بل إنه وضع الميزان الحق لكرامة المرأة ومنحها حقوقها الكاملة‪،‬‬ ‫ورفع عن كاهلها وزر اإلهانات التي كانت ترزح تحتها عبر التاريخ وفي ظل الحضارات القديمة‪،‬‬ ‫لقد أعلن إنسانيتها الكاملة وصانها من عبث الشهوات وجعلها عنصرا فعاال في بناء المجتمع‬ ‫وتطوره بعد أن كانت مجرد متاع ووسيلة من وسائل اإلستمتاع ‪.‬فقد نادى بالمساواة بينها‬ ‫وبين الرجل في الحقوق والواجبات وجعلها في مكانتها االجتماعية التي تستحقها بما يتفق مع‬ ‫رسالتها العظيمة التي خصصتها لها الحياة الطبيعية‪ ،‬منحها حقها في الحياة الحرة الشريفة‬ ‫بعد أن كانت تدفن حية خوفا من الفقر والعار‪ ،‬منحها حقها في اختيار زوجها وجعل لها عليه‬ ‫حقوقا بعد أن كانت كالمتاع يتصرف فيها الرجل كيف يشاء ويفعل بها ما يريد‪ ،‬حيث كان الرجل‬ ‫إذا مات وله زوجة وأوالد من غيرها كان الولد األكبر أحق بزوجة أبيه من غيره إن أرادها أخذها‬ ‫واعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه ليس لها حق االمتناع أو الرفض‪ ،‬وإن أباها تركها لمن يطلبها‪.‬‬ ‫منحها حقها في اإلرث بعد أن كانت مهضومة هذا‬ ‫الحق في الجاهلية وفي جل الديانات السابقة‪.‬‬ ‫وقبل الحديث عن الحقوق التي منحها اإلسالم‬ ‫للمرأة ومتعها بها‪ ،‬البد أن أشير إلى أن قضية‬ ‫المرأة طرحت في فكرنا المعاصر باعتبارها جزءا من‬ ‫المشكل االجتماعي والثقافي في مجتمع يسوده‬ ‫االنحطاط والتخلف‪ ،‬ويحكمه نظام لم يعد قادرا‬ ‫على مسايرة التطور والتقدم‪ ،‬حيث تبدو المرأة من‬ ‫خالل بعض الكتابات النسائية الحديثة مبخوسة‬ ‫الحق مظلومة من طرف المجتمع‪ ،‬وهي فوق ذلك‬ ‫مقيدة بقيود اإلسالم‪ ،‬رازحة تحت أحكامه‪ ،‬مذعورة‬ ‫متمردة عليه‪ ،‬فهو المسؤول عن معاناتها وعن‬ ‫ظلمها وبخسها حقها‪ ،‬وهذا الوضع الذي يحيى فيه‬ ‫نصف المجتمع كفيل بتأخره وتخلفه‪ ،‬فكيف تتقدم‬ ‫أمة ونصفها الثاني معطل مقيد‪ .‬وهذه النظرة‬ ‫السلبية إلى اإلسالم مردها إلى الوضع المزري الذي تحياه المرأة في المجتمعات اإلسالمية‬ ‫باسم اإلسالم‪ ،‬وما تعانيه المرأة من هضم لحقوقها وتعطيل لطاقاتها باسم اإلسالم‪ ،‬والحقيقة‬ ‫أن معاناة المرأة هي في الحقيقة من عدم تطبيق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولما جاءت به اآليات‬ ‫واألحاديث‪ ،‬ولما استنبط علماء السلف من األحكام‪ ،‬ومن التالعب بالنصوص الشرعية‪ ،‬ومن‬ ‫قصور في فهم أحكام اإلسالم وتحريف لمقاصده وغاياته‪ ،‬ومن المساطير والقوانين الوضعية‬ ‫التي تبعد الحق عن أصحابه وتفتح الباب أمام المتالعبين بحقوق النساء‪ ،‬إنها معاناة من‬ ‫االبتعاد عن تعاليم اإلسالم وأسسه‪ ،‬واالنسياق وراء المذاهب الهدامة التي تحاول التقليل من‬ ‫أهمية اإلسالم ووصفه بالقصور والعجز عـن حل مشاكل المرأة ‪.‬‬ ‫إن قراءة النصوص التشريعية قراءة صحيحة بعيدة عن أي تعصب أو تحيز‪ ،‬وتأويلها التأويل‬ ‫الصحيح يجعلنا نقف على مكانة عالية للمرأة‪ ،‬وضعها اإلسالم فيها‪ ،‬وعلى مساواة حقيقية بينها‬ ‫وبين الرجل في جميع مناحي الحياة‪.‬‬

‫قد أفلح من زكاها ‪.‬‬

‫جل الذين نلتقي بهم ‪ ،‬أو نسمع عنهم‪،‬‬ ‫هذا يشتكي من عدم الثقة‪ ،‬وذاك من قلة‬ ‫األخالق‪ ،‬وأولئك من المروءة‪ ،‬وهلم شكوى ‪..‬‬ ‫‪ ‬الناس يشتكون من بعضهم البعض‪،‬‬ ‫والجل متضايق من هكذا سلوكيات‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يدرون أننا جميعا أمام عدو واحد‪ ،‬ومشكلتنا‬ ‫مصدرها واحد؛ غير أن هذا الواحد يوجد داخل‬ ‫كل واحد منا‪ ،‬وهي أول عدو لإلنسان‪ ،‬أال وهي‬ ‫نفسه التي بين جنبيه‪.‬‬ ‫إذا اعتنينـــا جميعــا بأنفسنـــا فأصلحنا‬ ‫سلوكها‪ ،‬وهذبنا طريقها‪ ،‬وقومنــا خلقهـــا‪،‬‬ ‫عشنا جميعا في سالم داخلي مريح‪ ،‬ومحيط‬ ‫اجتماعي سعيد‪ ،‬تعتريــه اإليجابية‪ ،‬وتسوده‬ ‫المحبة والوئام‪.‬‬ ‫بدل أن يلعن كل واحد منا هذا الظــالم‬ ‫المكتسح للمحيط‪ ،‬لم ال يوقظ كل واحد منا‬ ‫شمعته‪ ،‬لننير هذه الظلمة ؟‬ ‫في القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬نصوص كثيرة‪ ،‬تحض على التزكية‪ ،‬عبر وسائل عدة‪،‬‬ ‫من محاسبة النفس‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬ولومها‪ ،‬ومقت شهواتها‪ ،‬وقتل هواها‪ ،‬ليحررها من مقام‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬ ‫(اتخذ إلهه هواه) إلى مقام ‪( :‬حتى يكون هواه تبعا‬ ‫لما جئت به)‪.‬‬ ‫فالتغيير الذي نتمناه لواقعنا‪ ،‬يجب أن نكونه‬ ‫نحن‪ ،‬نعدي كل من حولنا وحوالينا باإليجابية‪،‬‬ ‫فالنفـــوس الزكيـــة إذا تكاثــرت‪ ،‬زادت معهـــا‬ ‫اإليجابية‪ ،‬والعكس قائم‪ ،‬كما هو الحال اليـــوم‪،‬‬ ‫حيث الظلمانية تنتشر بالمحيط كانتشار النار في‬ ‫الهشيم‪.‬‬ ‫‪ ‬النفس مشروع كبير‪ ،‬وجزء هام‪ ،‬قل ما يعتني‬ ‫به الناس‪ ،‬حيــث شغلهم الجسم الشبحي الترابي‬ ‫عن الجزء الروحي الداخلي فيه‪.‬‬ ‫‪ ‬قال الشاعر‪:‬‬

‫يا خادم الجسم كم تسعى لخدمتـــه‬ ‫أتعبت نفسك فيما فيــــه خــســران‬ ‫أقبل على النفس فاستكمل فضائلها‬ ‫فأنــت بالــروح ال بالجســــم إنســان‬ ‫وختاما‪ ،‬نسال اهلل أن يوتي نفوسنا تقواها‪ ،‬ويزكيها هو خير من زكاها‪.‬‬


‫العدد ‪983‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القارئ وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫من نوادر الحمقى والممرورين‬

‫قال الجاحظ‪ :‬حدثني ثمامة بن أشرس قال‪« :‬كان ممرور يأتي ساقية لنا سحراً فال يزال‬ ‫يمشي مع دابتها ذاهباً وراجعاً في شدة الحر والبرد‪ ،‬فإذا أمسى توضأ وصلى وقال‪« :‬اللهم‬ ‫اجعل لنا من هذا الهم فرجاً ومخرجاً»‪ ،‬ثم انصرف إلى بيته؛ فكان كذلك إلى أن مات»‪.‬‬ ‫قال وحدثني ثمامة قال‪« :‬مررت في غب مطر‪ ،‬واألرض ندية‪ ،‬والسماء مغيمة‪ ،‬والريح‬ ‫شمالية‪ ،‬وإذا شيخ أصفر كأنه جرادة‪ ،‬وقد جلس على قارعة الطريق وحجام زنجي يحجمه‪ ،‬وقد‬ ‫وضع على كاهله وأخدعيه محجمة كأنها قعب وقد مص دمه حتى كاد يستفرغه‪ .‬قال‪ :‬فوقفت‬ ‫عليه وقلت‪« :‬يا شيخ‪ ،‬لم تحتجم في مثل هذا اليوم؟»‪ ،‬فقال‪« :‬لمكان الصفار الذي فيّ»‪.‬‬

‫من عالمات الحمق‬

‫قال الجاحظ‪« :‬ما رأيت رج ً‬ ‫ال عظيم اللحية إال وجدته كوسج العقل»‪.‬‬ ‫وقالت أعرابية لقاض قضى عليها‪« :‬عظم رأسك‪ ،‬فبعد فهمك؛ وانسدلت لحيتك‪ ،‬فانشمر‬ ‫عقلك‪ ،‬وما رأيت ميتاً يقضي بين حيين قبلك»‪.‬‬ ‫وعاب كوسج ألحى‪ ،‬فقرأ‪« :‬البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي ُ‬ ‫خَبث ال يخرج إال نكداً»‪،‬‬ ‫يستَوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث»‪.‬‬ ‫فقرأ الكوسج‪« :‬قل ال‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫قال هشام بن عبد الملك يوما في‬ ‫مجلسه‪« :‬يعرف حمق الرجل بخصال أربع‪:‬‬ ‫بطول لحيته وشناعة كنيته‪ ،‬ونقش خاتمه‪،‬‬ ‫وإفراط شهوته»‪ .‬ثم رمى بصره إلى رجل‬ ‫طويل اللحية في أقصى المجلس فدعا‬ ‫به‪ ،‬فقال‪« :‬هذه واحدة»‪ ،‬ثم سأله عن‬ ‫كنيته فقال‪« :‬كنيتي أبو الياقوت األحمر»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬وما نقش خاتمك؟»‪ ،‬قال‪»:‬وتف ّقد‬ ‫الطير»‪،‬فقال‪ « :‬ماليَ ال أرى الهدهد أم‬ ‫كان من الغائبين»‪.‬‬

‫من األجوبة المضحكة‬

‫قال الجاحظ ‪« :‬كــــان جعيفــران‬ ‫الموسوس يماشي رج ً‬ ‫ال من إخوانه على‬ ‫قارعة الطريق‪ ،‬فدفع الرجل جعيفران على‬ ‫كلب فقال‪ :‬ما هذا؟‪ ،‬قال‪ :‬أردت أن أقرنك‬ ‫به‪ .‬قال‪ :‬فمع من أنا منذ الغداة؟»‪.‬‬ ‫شرب طوقان المغني عند الشريف‬ ‫الرضي فسرق رداؤه‪ ،‬فلما أصبح افتقده؛‬ ‫فقال‪ »:‬قد سرق ردائي»‪ .‬فقال له الشريف‪:‬‬ ‫«سبحان اهلل! من تتهم منا؟ أما علمت أن‬ ‫النبيذ بساط يطوى عليه»‪ .‬فقال‪« :‬انشروا‬ ‫بساطكم حتى آخذ ردائي واطووه إلى يوم‬ ‫القيامة»‪.‬‬ ‫ودخل رجل أكول على قوم‪ ،‬فأكل أك ً‬ ‫ال ذريعاً‪ .‬فقال أحدهم‪« :‬عجبت من أكله وسرطه»‪.‬‬ ‫وقال اآلخر‪« :‬وشقه دجاجة ببطة»‪ ،‬وقال آخر‪« :‬وأكله دجاجة وبطة»‪ .‬وقال آخر‪« :‬كأن جالينوس‬ ‫تحت إبطه»‪.‬‬ ‫فقالوا له‪« :‬أما الذي قلناه فمفهوم‪ ،‬فما معنى قولك‪ :‬كأن جالينوس تحت إبطه؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«لكي يناوله الجوارشن لئال يتخم»‪.‬‬ ‫قيل لمخنث‪« :‬كم ورثت أختك من زوجها؟»‪ ،‬قال‪ :‬أربعة أشهر وعشراً»‪ ،‬يريد العدة‪.‬‬ ‫قال بعض العلويين ألبي العيناء‪« :‬يقتضي وقد أمرت بالصالة علي أن تقول‪ :‬اللهم صل‬ ‫على محمد وعلى آل محمد»‪ .‬قال‪« :‬نعم! فإذا قلت‪ :‬الطيبين األخيار خرجت أنت منهم»‪.‬‬ ‫أخذه يزيد بن محمد المهلبي فقال في صاحب الزنج بالبصرة‪:‬‬ ‫أيهـا الخائـن الـذي دمــر البـص رة أبشر من بعدهـــا بدمــــار‬ ‫إن تـقـل جـدّي النبـيّ فـمـا أن ت مـــن الطيبيـــن واألخيــار‬ ‫قد نفى اهلل في الكتاب ابن نوح حيــن كـان ابنـه من الكفــار‬

‫وإنما قال المهلبي هذا له قبل أن ينكشف أمره أن دعي صاحب الزنج‪.‬‬

‫قيل ألبي العيناء‪« :‬ليت شعري أي شيء كان الجاحظ يحسن؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ليت شعري أي شيء‬ ‫كان الجاحظ ال يحسن؟» وفيه يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ولقد رأيت العلم يو مًا ما حــواه الــالّفــظ‬ ‫حـتى أقـام طريقـه‬

‫عمـرو بن بحـر الجاحـظ‬

‫وأتى أبو العيناء الجاحظ يسأله في رجل أن يكتب له كتاب عناية إلى صاحب البصرة‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫«نعم‪،‬ال تنصرف إال به»‪ ،‬وكتب له الجاحظ الكتاب وختمه ودفعه إليه‪ ،‬فأتى إلى أبي العيناء‬ ‫بالكتاب؛ فقال‪« :‬افضضه واقرأه علي؛ ألرى ما كتب وأعيده إليه ليختمه»‪ ،‬ففتحه فإذا فيه‪:‬‬ ‫«كتابي إليك سألني فيه من أخافه لمن ال أعرفه فافعل في أمره ما تراه‪ ،‬والسالم»‪ .‬فغضب‬ ‫ونهض إلى الجاحظ‪ ،‬فقال‪« :‬أعرفك باعتنائي بهذا الرجل فكتبت له مثل هذا!»‪ ،‬فقال‪« :‬ال تنكر‬ ‫ذلك فإنها أمارة بيني وبينه إذا عنيت برجل»‪ .‬فقال‪« :‬بل أنت ولد زنا لم تك قط لرشدة»‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«أتشتمني؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ ،‬إنها أمارة لي عند الثناء على إنسان»‪.‬‬

‫من نوادر الوالة‬

‫قال الشافعي‪« :‬رأيت بالعراق أربعة‬ ‫أشياء لم أر مثلها؛ رأيت جدة بنت إحدى‬ ‫وعشرين سنة‪ ،‬ورأيت قلنسوة قاض‬ ‫وسعت ثمانية نوى‪ ،‬ورأيت شيخاً ابن‬ ‫نيف وتسعين سنة يمشي على القيان‬ ‫يعلمهن الغناء وضرب العود‪ ،‬وإذا صلى‬ ‫صلى قاعداً‪ ،‬ورأيت والياً سأل بعض من‬ ‫يلم به‪ :‬لم ال يجتمع الناس على بابي؟‬ ‫فقال‪ :‬ألنك عدل ال تضرب أحداً؛ فوجه‬ ‫إلى إمام مسجد الجامع‪ ،‬فأمر بضربه‬ ‫بالسياط؛ فاجتمع الناس على بابه وأقبلوا‬ ‫يتزاحمون‪ ،‬والرجل يقول‪ :‬ما ذنبي‪ ،‬أيها‬ ‫األمير؟ واألمير يقول له‪ :‬جملني بنفسك‬ ‫قلي ً‬ ‫ال يا شيخ»‬ ‫ولى الحجاج أعرابياً على تبالة فجمع‬ ‫أهلها وقال‪« :‬إن األمير أوصاني عليكم؛‬ ‫وواهلل ال أحسن أن أقضي بين خصمين‬ ‫مرتين‪ ،‬وواله ال أوتي بظالم وال مظلوم‬ ‫إال وضربته حتى أقتله»‪ ،‬فتناصف الناس‬ ‫بينهم‪.‬‬

‫من ملح أبي األسود‬

‫قال المدائني‪« :‬كان ألبي األسود‬ ‫الدؤلي دكان إلى صدر الرجل يجلس فيه وحده‪ ،‬ويضع بين يديه مائدة ويدعو إليها كل من‬ ‫يمر به‪ ،‬وليس ألحد أن يجلس؛ فينصرفون عنه‪،‬وكان أبخل الناس‪ ،‬فمر به صبي من األنصار؛‬ ‫فقال له أبو األسود‪:‬‬ ‫«هلم إلى الغذاء يا فتى»؛ فأتى إليه‪ ،‬فلم ير موضعاً يجلس فيه‪ ،‬فتناول المائدة فوضعها‬ ‫في األرض ثم قال‪« :‬يا أبا األسود‪ ،‬إن كان لك في الغذاء حاجة فانزل»؛ وأقبل الفتى يأكل حتى‬ ‫أتى على جميع ما في المائدة‪ ،‬وسقطت آخر من يده آخر لقمة طعام على األرض فأخذها وقال‪:‬‬ ‫«ال أدعها للشيطان»‪ .‬فقال أبو األسود‪« :‬واهلل ما تدعها للمالئكة المقربين‪ ،‬فكيف تدعها‬ ‫للشياطين!»‪ ،‬ثم قال له‪« :‬ما اسمك؟»‪ ،‬قال‪« :‬لقمان»‪،‬فقال أبو األسود‪« :‬أهلك كانوا أعلم‬ ‫زمانهم إذ سموك بهذا اإلسم»‪ ،‬ولم يعد بعد ذلك إلى ما كان يصنع»‪.‬‬ ‫وقال عمر بن شبة‪« :‬لما وقعت الفتنة أيام ابن الزبير بالبصرة مر أبو األسود على مجلس‬ ‫ابن قشير‪ ،‬فقال‪« :‬على ماذا أجمع أمركم في هذه الفتنة؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬لم تسألنا يا أبا األسود؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬ألخالفكم‪ ،‬فإن اهلل لم يجمعكم على حق»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪983‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)885‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫“الحياة الثقافية في شمال المغرب من خالل‬ ‫الصحافة المكتوبة (‪”)1956-1912‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وتقوم تجارب على تجارب‪ ،‬وتبزغ أسماء على أسماء‪ ،‬وتنبثق معالم‬ ‫الزالت األستاذة هدى المجاطي تثير االنتباه بحيويتها‬ ‫االستثنائية في السعي لتنظيم االشتغال على تالوين الذاكرة‬ ‫النبوغ التي ميزت كل حواضر منطقة الشمال ومراكزها الحضارية‬ ‫الثقافية الجماعية لمنطقة الشمال‪ .‬فمنذ صدور كتابها األول “عبد‬ ‫الكبرى‪ .‬ولعل من العناصر القوية في نهج التجميع القطاعي الذي‬ ‫الكريم الطبال‪ :‬أشعار أولى” (‪ ،)2014‬ومرورا بعملها الثاني “من‬ ‫اعتمدته المؤلفة‪ ،‬حرصها الشديد على التدقيق في التفاصيل‬ ‫أعالم الكتابة والصحافة في شمال المغرب‪ :‬من ‪ 1930‬إلى ‪”1956‬‬ ‫وفي األسماء وفي األعالم‪ ،‬مع التركيز عل إبراز السياقات التاريخية‬ ‫(‪ ،)2015‬وتأكيدا لمسارها األكاديمي في إصدارها الثالث “عبد اهلل‬ ‫المؤطرة للتجارب‪ ،‬وعلى تفكيك الحيثيات التي تحكمت في واقع‬ ‫غالف الكناب‬ ‫المرابط الترغي‪ :‬أيقونة قيم ونبراس علم” (‪ ،)2016‬ظلت األستاذ‬ ‫سوق النشر اإلعالمي وتلقي اآلداب والفنون بمنطقة الشمال‬ ‫المجاطي حريصة على توسيع دوائر عطائها العلمي والثقافي‪،‬‬ ‫المغربي‪ ،‬باعتبارها إفرازا موضوعيا لخصوبة عطاء الفعل الوطني‬ ‫عبر تكثيف عمليات التنقيب البيوغرافي والمونوغرافي الكفيل‬ ‫الراشد الذي عرفته المنطقة في سياق مواجهتها لمشاريع الغزو‬ ‫بوضع األرضية الصلبة لما أصبح يعرف اليوم بتاريخ الذهنيات‪.‬‬ ‫والتدجين االستعماريين‪ .‬وقد عززت المؤلفة هذا المنحى بتقديم‬ ‫لقد استطاعت الدكتورة المجاطي تقديم إسهامات جمة‪ ،‬عززتها‬ ‫لوائح شاملة لعناوين إصدارات الصحف والمجالت المعنية بقضايا‬ ‫بمشاركة في ندوات ومنتديات علمية متعددة‪ ،‬جعلت منها واحدة‬ ‫الخصب الثقافي‪ ،‬مع فرز قراءات نسقية للمضامين‪ ،‬بشكل جعل‬ ‫من بين أكثر باحثي المغرب المعاصر اطالعا على خبايا التاريخ‬ ‫العمل قادرا على استنطاق الخبايا الممهدة ألي قراءة نقدية أو‬ ‫الثقافي لمنطقة الشمال‪ ،‬بتراكماته العلمية المتشعبة‪ ،‬وبأسئلته‬ ‫تفكيكية أو تأريخية تتوخى تجاوز التجميع التقني إلى مستوى‬ ‫المعرفية العميقة‪ ،‬وبتفاعالته المتواصلة مع تحوالت الواقع‬ ‫التركيب والتحليل واالستثمار‪.‬‬ ‫والمحيط اإلقليمي والوطني والدولي‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬تبرز “المدن العالمة”‪ ،‬بنخبها المثقفة‪ ،‬صانعة‬ ‫في سياق تعزيز هذه االهتمامات العلمية األصيلة لألستاذة‬ ‫معالم بهاء حضاري كان له الدور المحوري في توجيه االهتمامات‬ ‫هدى المجاطي‪ ،‬ينــدرج صدور كتــــاب “الحياة الثقافيـــة في شمال‬ ‫وفي رسم المسارات التي تجاوزت الحقل الثقافي‪ ،‬لترخي بظاللها‬ ‫المغرب من خالل الصحافة المكتوبة (‪ ،”)1912-1956‬خالل مطلع‬ ‫الوارفة على المجال السياسي التحرري الواسع الذي ارتبط بتجارب‬ ‫سنة ‪ ،2019‬في ما مجموعه ‪ 255‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪.‬‬ ‫العمل الحزبي والتعليمي واإلعالمي والجمعوي الراشد والمبادر‪.‬‬ ‫ويمكن القول إن الكتاب يقدم حصيلة جهد تنقيبي شاق وممتد‬ ‫لقد شكلت النخب المدينية قاطرة التحول المتقاطع مع أدوار المركز‬ ‫في الزمن‪ ،‬ال شك وأنه تطلب من المؤلفة الكثير من الصبر ومن‬ ‫المتمثل في مدينة تطوان‪ ،‬عاصمة المنطقة الخليفية‪ .‬فكان اإلبداع‬ ‫األناة‪ ،‬تجميعا للمظان‪ ،‬وتصنيفا للتجارب‪ ،‬وتوثيقا لألسماء‪ ،‬وتعريفا‬ ‫الشعري والنثري والمسرحي‪ ،‬نافذة مشرعة على العطاء والتميز‪،‬‬ ‫باألعالم‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إننا أمام عمل غير مسبوق‪ ،‬تتقاطع‬ ‫ليس فقط بالنسبة للذوات المبدعة‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬بالنسبة‬ ‫دوائر اهتماماته العلمية المتشعبة عند قضاياه الكبرى‪ ،‬إذ يجمع‬ ‫غالف الكناب‬ ‫للمدن التي احتضنت التجارب والمبادرات‪ .‬ففي إطار حديث المؤلفة عن مدينة‬ ‫بين مجال البحث التاريخي المجهري من جهة أولى‪ ،‬وبين حقل الدراسات األدبية‬ ‫مثل أصيال‪ ،‬توقفت عند أول جريدة صدرت بالمدينة سنة ‪ 1918‬تحت اسم‬ ‫القطاعية من جهة ثانية‪ ،‬ثم بين حقل التوثيق اإلعالمي الراصد ألوجه البهاء‬ ‫“صدى أصيال”(‪ ،)El eco de Arcila‬كما استفاضت في التعريف بتجارب رائديها المبدعين‬ ‫الثقافي الذي أنتجته منطقة الشمال على امتداد عقود تاريخها الطويل من جهة ثالثة‪ .‬وبهذه‬ ‫محمد البوعناني وأحمد عبد السالم البقالي‪ ،‬من خالل إنتاجهما الغزير في الكثير من المنابر‬ ‫الصفة‪ ،‬فالعمل يكتسب قيمة أكاديمية أكيدة‪ ،‬جعلت منه مرجعا ال يمكن االستغناء عنه عند‬ ‫الثقافية التي كانت تصدر من مدينة تطوان‪ ،‬مثل “األنيس” و”األنوار”‪ .‬لم تكتف المؤلفة‬ ‫كل محاوالت التوثيق لتجارب العمل الثقافي بمنطقة شمال المغرب خالل عهد االستعمار‪ .‬ولعل‬ ‫بالتعريف بعلمي أصيال البارزين‪ ،‬ولكنها انتقلت لتحليل بعض من نصوصهما اإلبداعية‪،‬‬ ‫هذا ما انتبه إليه األستاذ عبد اللطيف شهبون في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬ينبني هذا‬ ‫مثلما فعلت مع نص “رواد المجهول” أو مع نص “المسعورة” ألحمد عبد السالم البقالي(ص‪.‬‬ ‫العمل الجاد واألساسي على استقراء دقيق وتتبع يقظ لمادة الكتابة األدبية‪ ،‬اعتمادا على مظان‬ ‫‪ ،)138‬وذلك على مستوى القراءة النقدية الفاحصة لعناصر الريادة ومكامن الجمال داخل‬ ‫لم تعد متيسرة للباحث والمتتبع‪ ،‬كما أنه اعتمد على تصنيف مبين‪ ،‬وتوصيف وظيفي في إطار‬ ‫المتون المذكورة‪ .‬وبموازاة ذلك‪ ،‬اهتمت المؤلفة بنشر عدة نصوص شعرية‪ ،‬ذات مضامين‬ ‫معمار يتميز بنفس بحثي عالي الجودة‪ .‬والجدير باإلبراز أن هذا العمل ال يكتفي بالتوقف عند‬ ‫مستلهمة من فضاءات مدينة أصيال ومن سحرها الذي ظل يمارس سلطته الرهيبة على‬ ‫أعالم ومشاهير هذه الكتابة‪ ،‬بل يميط اللثام عن جملة من المغامير كان لهم فضل السبق‬ ‫نفوس مريديها‪ ،‬مثلما عكسه نص “أصيال” للمبدع أحمد عبد السالم البقالي الصادر على‬ ‫واإلجادة‪ ،‬وظلوا بعيدين عن اهتمام البحث التاريخي‪ .‬إن هذا العمل يربط منهجيا بين هذه‬ ‫صفحات مجلة “األنوار”‪ ،‬في عددها رقم ‪ 33‬لسنة ‪ .1953‬لقد أعادت األستاذة المجاطي نشر‬ ‫الكتابة بتجلياتها وتشعباتها‪ ،‬وبين روافدها المؤثرة‪ ،‬وشروطها التاريخية التي تميزت باالنفتاح‬ ‫هذا النص (ص‪ ،)105 .‬واحتفت به بطريقتها الخاصة‪ ،‬بشكل أعاد بث روح الجمال وقيم الوفاء‬ ‫على قيم إنسانية وافدة من الشرق أو الغرب‪ .‬وهو متسم في نظري بجدته‪ ،‬ألنه يتجاوز ما كتب‬ ‫وروعة اإلبداع بين ثناياه‪.‬‬ ‫بنوع من االختزال والتعميم دون الرجوع إلى المصادر األساسية‪ ،‬ونقصد بها األرشيف اإلعالمي‬ ‫المكتوب خالل الفترة الزمنية موضوع الدراسة‪ .‬نؤكد مرة أخرى أن النماذج التي تم استدعاؤها‬ ‫وعلى هذه المنوال‪ ،‬ظلت صفحات الكتاب تقدم تصانيف متواترة عن حلقات اإلبداع األدبي‬ ‫أو التمثيل بها ذاتا ونصوصا‪ ،‬لكفيلة بأن تساعدنا على استئناف كثير من األحكام التي ال ترتكز‬ ‫والعطاء الثقافي الخصب والمجدد‪ ،‬وهي الحلقات التي أعطت لمنطقة الشمال هويتها الثقافية‬ ‫على جوهر المادة‪( ”...‬ص‪.)7 .‬‬ ‫المميزة‪ ،‬مما أفرز تراكما إبداعيا أضحى مصدرا البد منه لفهم إبداالت تاريخ الذهنيات المغربية‬ ‫الراهنة‪ ،‬بمقوماتها المحلية األصيلة‪ ،‬وبامتداداتها الوطنية والدولية الواسعة والمجددة‪.‬‬ ‫وداخل هذا اإلطار العام‪ ،‬اكتسى الكتاب عناصر التجديد‪ ،‬لتنهض مسارات على مسارات‪،‬‬

‫من يتحمل مسؤولية اإلصالح بالمغرب الراهن‪...‬؟‬ ‫محمد أديب السالوي‬

‫أولت مختلف الفعاليات السياسية والحقوقية‪ ،‬والنقابية في اآلونة األخيرة‪ ،‬أهمية خاصة لمسألة‬ ‫“اإلصالحات” الدستورية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬التي أصبحت البالد في أمس الحاجة إليها‪.‬‬ ‫ومنذ سنوات بعيدة ربطت مختلف هذه الفعاليات‪ ،‬مسألة اإلصالحات‪ ،‬بتوسيع آفاق الديمقراطية‪،‬‬ ‫وتنظيف ساحتها على امتداد القطاعات اإلدارية والصناعية والفالحية واالجتماعية والثقافية من “ نفوذ”‬ ‫الفساد الذي أحبط حتى اآلن‪ ،‬كل التجارب والمحاوالت في دولة الحق والقانون ‪ /‬دولة المؤسسات‪.‬‬ ‫ففي نطاق األفكار والطروحات التي حملتها النضاالت الحقوقية والسياسية والنقابية والثقافية‬ ‫للنهوض االقتصادي واالجتماعي والحضاري عموما‪ ،‬إن الطريق الصحيح لكل إصالح هو بناء قاعدة‬ ‫اقتصادية واجتماعية وثقافية سليمة من الفساد والمفسدين‪ ،‬قائمة على أسس صلبة ومتينة في اإلدارة‬ ‫والتعليم والتشغيل والتخطيط‪...‬‬ ‫وقد أظهرت هذه األفكار والخطابات‪ ،‬أن اإلصالح باإلضافة إلى كونه بحثا جذريا في معضلة الفساد‪،‬‬ ‫فهو أيضا يستلزم تعديالت جوهرية في قوانين تهم التطور العام للبالد على المستوى السياسي‪ ،‬كما‬ ‫على المستويات االقتصادية واالجتماعية والثقافية األخرى‪ ،‬ذلك ألن الشعب المغربي الذي انتظر ‪ /‬ينتظر‬ ‫الدفع بعجلة اإلصالح‪ ،‬لتشمل كافة أوجه الحياة المغربية‪ ،‬ال تنحصر في قطاع دون قطاع‪ ،‬مازال ينتظر من‬ ‫“اإلصالح” أن يقضي على الفساد والمفسدين ويغير من واقع الفقر الذي تشتكي منه الشرائح الواسعة‬ ‫من المهمشين والعاطلين التعساء‪ ،‬ويعين عدالة اجتماعية حقيقية ويقضي على اإلقطاع واإلقطاعيين‪،‬‬ ‫الجدد والقدماء والمتطلعين ويحسن من مستوى اإلدارة العمومية‪ ،‬ومن مستوى العالم القروي ومن‬ ‫مستوى التعليم والتشغيل والصحة والثقافة‪ .‬كما ينتظر من هذا اإلصالح النظر في مفاهيم التنمية‬ ‫والديمقراطية والالمركزية نظرة جديدة قائمة على العلم والتحديث والوطنية الصادقة‪.‬‬ ‫إن “اإلصالحات” في مفهوم الشعب المغربي‪ ،‬ال تخضع للمفاهيم السياسية المتداولة‪ .‬بقدر ما‬ ‫تخضع لمنطق الواقع المتردي الذي يعيشه الشعب المغربي‪ ،‬من خالل أمراضه وفقره وبطالته وتهميشه‬ ‫وبؤسه ومعاناته وصبره ووعيه وتحمله‪ .‬وهو ما يجعلنا نعتقد أن مشاركة فعاليات الثقافة واإلعالم في‬ ‫النقاش الدائر حول مسألة اإلصالحات‪ ،‬جد هامة فهي ال تقل أهمية عن مشاركة الفعاليات السياسية‬ ‫واالقتصادية والقانونية األخرى‪.‬‬

‫اإلصالح أصبح في المغرب الراهن قضية كل النخب والشرائح المنتجة والمسؤولة‪ ،‬بل قضية كل‬ ‫الشعب المغربي‪ ،‬الذي أخذ يدق ناقوس”اإلصالح” بالكثير من الوعي والغيرة والتفاؤل‪ ،‬وبالكثير من‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬خاصة بعد التعديالت الدستورية األخيرة التي بعثت اآلمال في “اإلصالحات” ومردوديتها‬ ‫المستقبلية ‪.‬‬ ‫اإلصالح في المنظور الوطني‪ ،‬يتجاوز المسألة السياسية إلى المسائل الثقافية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ .‬فهو عملية مركبة ومتداخلة ومترابطة بين اإلداري والصناعي والفالحي والثقافي‬ ‫والسياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬عملية ممتدة عبر األجهزة والسياسات والقدرات والنوايا‪.‬‬ ‫وألنه يعني بالدرجة األولى قفزة نوعية نحو المستقبل ونحو تحديث آليات البالد المختلفة‪ ،‬وفق‬ ‫مطامح الشعب المغربي وطموحاته ‪ /‬قفزة تقتضيها قيم المواطنة وقيم الديمقراطية كما تقتضيها‬ ‫متطلبات دولة الحق والقانون وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫يعني ذلك أن ساعة اإلصالح قد دقت فعال‪ ،‬بعدما نضجت التجربة المغربية في الممارسة‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫يعني ذلك أيضا‪ ،‬أن الحوار الدائر حول مسألة اإلصالح ما زال في أمس الحاجة إلى خبرات وشهادات‬ ‫وتأمالت الذين يهمهم أمره مباشرة‪ ،‬أو الذين ينخرطون في همومه‪.‬‬ ‫والسؤال الملح في الوقت الراهن ‪:‬‬ ‫هل دقت ساعة اإلصالح ؟‬ ‫فلماذا كل هذا االهتمام باإلصالح في المغرب الراهن‪ ...‬؟‬ ‫هل ألنه رغبة أم ألنه ضرورة ؟‬ ‫هل ألنه بداية أم ألنه امتداد ؟‬ ‫إن وضع اإلصالح‪ ،‬موقع أولوية‪ ،‬في القطاعات والمؤسسات الحيوية في المغرب الراهن‪ ،‬هل يعني‬ ‫توغل حالة الفساد في جسم القطاعات والمؤسسات‪ ،‬أم يعني تأمينها ضد أهوال الفساد وشروره ؟‬ ‫أسئلة معلقة‪ ،‬تنتظر من يجيب عنها‪ ،‬بالكثير من الوعي والمسؤولية‪.‬‬ ‫أفال تنظرون‪...‬؟‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪983‬‬

‫هذا هو حال األطفال‪ ..‬والمرضى عندنا !‬

‫ماذا لو كان هذا الطفل‬ ‫ابنا لمسؤول «كبير»‬

‫لعبة السودوكو (‪)448‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫حالة مرضية لطفل ظلت بدون حل لمدة‬ ‫حوالي ‪ 11‬سنة‪ ،‬هي عمره‪ ،‬تقريبا‪.‬‬ ‫األمريتعلق بالطفل سفيان مغراوي الذي‬ ‫رغم إعاقته‪ ،‬فهو يتعايش معها‪ ،‬ومع كل شيء‪،‬‬ ‫بل ومقبل على الحياة‪ ،‬بشكل عجيب‪ ،‬حيث أنه‬ ‫سرعان ما يبتسم في وجه الناظر إليه‪ ،‬إذ يدرس‬ ‫بمستوى الرابع ابتدائي‪ ،‬ويهوى الرسم‪.‬صحيح‬ ‫أنه‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬كان رجع ذات مرة من‬ ‫المدرسة‪ ،‬ثم قال ألمه‪ ،‬ليال‪« :‬لماذا أنا هكذا‪،‬‬ ‫يا أمي‪ ،‬فالتالميذ يسألونني عن شكلي‪ ،‬فهل‬ ‫سأظل دائما على هذا الشكل ؟» بينما والدته‬ ‫حاولت أن تجيبه برفق مطمئنة إياه‪ ،‬كونه‬ ‫سيصبح سليما مثلهم‪ ،‬وفي أعماق صدرها‬ ‫تخفي أحزان الدنيا بأسرها‪ ،‬حيال فلذة كبدها‬ ‫الذي‪ ،‬ومنذ شهوره األولى‪ ،‬عندما تم الكشف‬ ‫عن إصابتـه باعوجــاج على مستـوى عمــوده‬ ‫الفقري‪ ،‬وهي تطوف به مستشفـيات طنجـة‬ ‫والرباط والبيضاء‪ ،‬دون فائدة‪.‬‬ ‫في تصريحهــا للجريــدة‪ ،‬أشــارت والـدة‬ ‫الطفل‪ ،‬المسماة رشيدة‪ ،‬أن صغيرها سفيان‪،‬‬ ‫ومنذ سنواته األولى‪ ،‬كانت تتم مماطلته في‬ ‫إجراء عملية جراحية‪ ،‬وعندما بلغ من عمره ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬وبعد أن أدت المصاريف المطلوبة منها‬ ‫بمستشفى «السويسي»‪ ،‬كان من المنتظر أن‬ ‫يقوم دكتور اسمـــه السيد بوريندا‪ ،‬بإجـــراء‬ ‫العملية البنها‪ ،‬إال أنـه قيـل لها‪ ،‬بعد مـدة‪ ،‬أن‬ ‫الدكتور المعني قد فارق الحياة ‪ .‬ثم قيل لها أن‬ ‫اجتماعا سينعقد حول موضوع العملية الجراحية‬ ‫لتعيين الدكتورالذي سيتكلف بها‪ ،‬لفائدة ابنها‪،‬‬

‫‪17‬‬

‫غير أن الدكتورالمعين رفض إجراءها‪ ،‬وبدأ كل‬ ‫واحد يرمي الكرة في مرمى اآلخر‪ ،‬تحت تبرير‬ ‫أن العملية من هذا النوع تحتاج إلى فريق طبي‬ ‫مؤهل‪ ،‬وأجهزة طبية متطورة‪ ،‬وقاعة عملية‬ ‫مالئمة‪ ،‬فضال عن أن من يخضع إلجراء هذه‬ ‫العملية يحتاج إلى وقت طويل‪ ،‬من االستضافة‬ ‫والعناية المركزة والمتابعة والمواكبة‪ ،‬ليقال‬ ‫لوالدة الطفل في نهاية تحركها وتنقلها إلى هنا‬ ‫وهناك أن الحل موجود في العالج بالخارج (تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة من تقرير طبي) أو لدى‬ ‫مصحة خاصة بالمغرب‪ ،‬فمن أين لها القدرة‬ ‫على مصحات األظرفــة «السمينة» بينما هي‬ ‫وزوجها عاجزان‪ ،‬ماديا‪ ،‬عن هذا العالج المكلف‪،‬‬ ‫إذ يكفي رشيدة‪ ،‬المزاولة لتجارة بسيطة‪ ،‬ما‬ ‫أنفقته‪ ،‬طيلة سنوات‪ ،‬على ابنها دون أي نتائج‬ ‫ملموسة‪ .‬وها هواليوم‪ ،‬يعاني من إعاقة مثل‬ ‫غيره (انظرالصور) تحز في نفس كل من يملك‬ ‫حسا أو ضميرا إنسانيا‪ ،‬حيث أن األطفال عندنا‬ ‫كثيرا ما يتم إهمالهم‪ ،‬بيد أن التدخل الطبي‬ ‫العاجل‪ ،‬خالل نعومة أظافرهم‪ ،‬من شأنه أن‬ ‫ينقذهم‪ ،‬قبل فوات األوان !‬ ‫وتأمــل والــدة الطفــل‪ ،‬الساكنة بتجزئة‬ ‫الوحدة رقم ‪ 454‬العرائش أن تنظر الجهات‬ ‫المسؤولة بعين الرفق إلى ابنها كواحد من أبناء‬ ‫المسؤولين‪ ،‬والجهات المختصة‪ ،‬كما تناشد‬ ‫الرأي العام أن يتواصل معها‪ ،‬سواء بنصيحة‬ ‫أوبإرشاد معين أو بحل لهذا المشكل الذي أخذ‬ ‫من نفسها الشيء الكثير‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪Sté MOUSSAOUI BEAUTE‬‬ ‫‪Société à Responsabilité Limitée à Associé unique‬‬ ‫‪Siège social : MESNANA RDC LOT EN FACE KORB TANGER SOUK EL‬‬ ‫‪KORB TANGER‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪Par acte sous-seing privé à Tanger, en date du 06 Décembre 2018,‬‬ ‫‪enregistré, en la même ville le 06 Décembre 2018, Réf. OR 42216, il a été‬‬ ‫‪constitué une Société à responsabilité limitée d’associé unique, dénommée‬‬ ‫‪« Sté MOUSSAOUI BEAUTE » dont les caractéristiques suivent :‬‬ ‫‪Dénomination sociale : « Sté MOUSSAOUI BEAUTE » S.A.R.L D’ ASSOCIE‬‬ ‫‪UNIQUE‬‬ ‫‪Objet : La société a pour objet au Maroc et/ou à l’étranger, directement‬‬ ‫‪ou indirectement, tant pour son compte que pour le compte de tiers ou en‬‬ ‫‪participation :‬‬ ‫‪• Achat et ventes produits cosmétiques.‬‬ ‫‪Et généralement, toutes opérations mobilières, immobilières,‬‬ ‫‪commerciales, industrielles ou financières quelles qu’elles soient se‬‬ ‫‪rapportant de prés ou de loin à l’activité de la société ou susceptible d’en‬‬ ‫‪favoriser le développement.‬‬ ‫‪Siège social : TANGER , MESNANA RDC LOT EN FACE KORB TANGER‬‬ ‫‪SOUK EL KORB‬‬ ‫‪Durée : la durée de la société est fixée à 99 années à compter du jour de‬‬ ‫‪son immatriculation au Registre du commerce, sauf les cas de dissolution‬‬ ‫‪anticipée ou prorogation prévue aux présents statuts.‬‬ ‫‪Capital : Le capital social s’élève à TRANTE MILLE DIRHAMS (DH 30.000,‬‬ ‫‪-) Il est divisé en CINQ CENTS (500) parts sociales de CENT DIRHAMS‬‬ ‫‪(DH.100, -) chacune, souscrites en totalité, intégralement libérées et attribuées‬‬ ‫‪à l’associé unique Madame JAMAA EL MOUSSAOUI‬‬ ‫‪Gérance : Madame JAMAA EL MOUSSAOUI , né le 01/07/979 LAGHOUALEM‬‬ ‫‪KHEMISSET, de nationalité Marocaine, C.I.N A367917 , demeurant à HAY EL‬‬ ‫‪MAJD AVENUE EL QODS IMM 23 ETG 1 N 2 TANGER .‬‬ ‫‪Exercera les fonctions de Gérante pour une durée non limitée, la‬‬ ‫‪sociétéétantréputéeengagée,danstoussesactes,parsaseulesignature. ‬‬ ‫‪Année sociale : 1er Janvier au 31 Décembre,‬‬ ‫‪Bénéfice : sur ces bénéfices nets, il est prélevé 5% pour constituer la‬‬ ‫‪réserve légale tant que celle-ci est inférieure au 1/5 du capital.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué auprès du Greffe du Tribunal du Commerce‬‬ ‫‪de Tanger, le 25 Février 2019 sous le n° 221655‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪ La Gérante‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪448‬‬


‫الشمال‬

‫الجامعة تسعى إلقناع أمزيان‬ ‫بحمل قميص األسود‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪983‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫بعد تفاقم أعمال الشغب‬ ‫في المالعب هل تلجأ السلطات‬ ‫إلى تطبيق قانون ‪09.09‬‬

‫في ظرف وجيز شهدت العديد من المالعب المغربية أعمال وأحداث عنف‬ ‫وشغب نتج عنها إصابة العديد من المتفرجين وقوات األمن ‪.‬‬ ‫فبعد مباراة الكوكب المراكشي ‪ -‬أولمبيك أسفي‪ ..‬جاءت مقابلة ديربي‬ ‫الشرق بين المو لودية الوجدية والنهضة البركانية وخالل األسبوع األخير‬ ‫تجددت اعمال الشغب بملعب موالي عبد اهلل بالرباط خالل مباراة الكالسيكو‬ ‫بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي‪ ،‬برسم الجولة ‪19‬من بطولة الدوري‬ ‫االحترافي المغربي‪.‬‬ ‫أحداث خطيرة أصيب خاللها متفرجون وبعض رجال األمن وتم على إثرها‬ ‫إلقاء القبض علىالعديد من المشاغبين وأغلبهم من القاصرين‪ ...‬إضافة إلى‬ ‫الخسائر المادية الهامة الناتجة عن تكسير وتخريب تجهيزات المالعب‪.‬‬ ‫ومن المرتقب تقديمهم إلى النيابة العامة بتهم تخريب ممتلكات عامة‬ ‫واالعتداء على موظفي الدولة وتهم ثقيلة أخرى‪.‬‬ ‫وحسب مصادر أمنية فال يستبعد أن يتابع المشاغبون بقانون‪09.09‬‬ ‫المتعلق بتقسيم مجموعة القانون الجنائي في الصنف المرتكب أثناء المباريات‬ ‫والتظاهرات الرياضية أو بمناسبتها‪ ..‬والذي أتى بمجموعة من العقوبات فيه‬ ‫الحبسية أو تلك المتعلقة بالغرامات المالية والتي سنها المشرع المغربي‪،‬‬ ‫قبل خمس سنوات‪ ،‬بهاجس أمني وزجري كبير لمواجهة ظاهرة الشغب وكل‬ ‫من خرج عن النص في التظاهرات الرياضية أو بمناسباتها‪.‬‬ ‫وسبق للعديد من أولتراس أن غابت بعد تفعيل قانون الشغب وآخرها‬ ‫اعتقال «كابو» أولتراس شارك لمساندة فريق أولمبيك أسفي‪ ،‬حيث أصدرت‬ ‫الفرقة الجنحية بالمحكمة االبتدائية بمراكش أحكاما ابتدائية في حق‬ ‫المعتقلين علىخلفية أحداث الشغب التي شهدتها مباراة أولمبيك أسفي‬ ‫ومضيفه الكوكب المراكشي وقضت الهيئة القضائية ذاتها على كل من‬ ‫«كابو» أولتراس بشهر واحد حبسا نافذا وشهرين حبسا نافذا ومنحت البراءة‬ ‫لمتهمين آخرين‪.‬‬ ‫وفي انتظار مثــول المشاغبين أمـــام المحاكــم في وجـــدة والرباط‪،‬‬ ‫أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقوبات قاسية بحق جمهور‬ ‫فريقي الرجاء الرياضي والجيش الملكي بعد أحداث الشغب التي عرفتها‬ ‫مباراة الكالسيكو بالر باط‪.‬‬ ‫وجاءت قرارات لجنة التاديب والروح الر ياضية كالتالي‪:‬‬ ‫* معاقبة نادي الجيش الملكي بإجراء مباراتين نافذتين بدون جمهور‬ ‫مع تغريمه مبلغ ‪ 110‬ألف درهم الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية‬ ‫ورميها داخل الملعب مع تسجيل حالة العود وكذ لك لحمل أنصاره الفتات‬ ‫تحمل عبارات مسيئة‪.‬‬ ‫* معاقبة الرجاء الرياضي بإجراء ‪ 4‬مباريات نافذة بدون جمهور مع‬ ‫تغريمه مبلغ ‪ 105‬ألف درهم وإلزامه بتعويض الخسائر بعد تقييمها من‬ ‫قبل إدارة ملعب األمير موالي عبد اهلل بالرباط‪ ..‬وذلك الستعمال جماهيره‬ ‫للشهب االصطناعية ورميها داخل رقعة الملعب مع اقتالع الكراسي ورميها‬ ‫في وجه القوات األمنية ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫تحركـــت الجامعة الملكيــة‬ ‫المغربية لكرة القدم من أجل اقناع‬ ‫موهبة ريال مدريد محمد أمزيان‬ ‫بحمل قميص المنتخب المغربي‪.‬‬ ‫ويهدف لقجــع رئيس الجامعة‬ ‫إلى االجتماع بالالعب أمزيان من‬ ‫أجل مفاتحتـه وإقناعــه بتمثيـــل‬ ‫األسود وتفادي تكرار سيناريو منير‬ ‫الحدادي‪.‬‬ ‫وكان الالعب محمــد أمزيـــان‬ ‫قد انتقل إلى ريال مدريد خالل فترة االنتقاالت الشتوية قادما من فريق مدينة مليلية المحتلة‪.‬‬

‫ضربتان موجعتان لريال مدريد‬ ‫أمام برشلونة‬

‫تلقى فريق ريال مدريد ضربتان موجعتان في ظرف ‪72‬ساعة‬ ‫أمام غريمه التقليدي برشلونة بميدانه وأمام جماهيره‪.‬‬ ‫األولى تمثلت في إقصائه من منافسات كأس ملك إسبانيا‬ ‫بثالثية نظيفة والثانية يوم السبت الماضي وأبعدته عن صراع‬ ‫لقب بطولة الليغا ودائما على يـــد الغريـــم التقليدي برشلونة‬ ‫بهدف الالعب راكيتيش‪.‬‬ ‫وبذلك تنتهي سيطرة ريال مدريد عن المواجهات المباشرة‬ ‫للكالسيكو‪.‬‬ ‫وأمام هذه الوضعية طالب أنصار الفريق الملكي برحيل‬ ‫كل من المدرب سوالري والالعب الوليزي غاريت بيل‪ ..‬وحتى‬ ‫الرئيس فلورنتينو بيريز لم يسلم من صافرات االستهجان بعد‬ ‫الهزيمتين‪.‬‬ ‫وهناك بعض األنصار الذين عبروا بالمناسبة عن رغبتهم‬ ‫في عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يلعب حاليا لفريق‬ ‫يوفنتوس اإليطالي ومنهم من استغرب بيع كريستيانو بمبلغ‬ ‫‪100‬مليون ييورو فقط ‪.‬‬

‫وتبقى أمــام ريال مدريـــد فرصة وحيدة إلنقــاذ الموسم‬ ‫وتتمثل في مباراة إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوربا‬ ‫مساء اليوم أمام أياكس أمستردام الهولندي‪ .‬وهي المسابقة‬ ‫الوحيدة المنتبقاة بعد اإلقصاء من كأس الملك وضياع فرصة‬ ‫تقليص الفارق مع برشلونة في الليغا‪.‬‬

‫برشلونة تواجه بلنسية في نهائي كأس الملك‬

‫بفوزه على ريال مدريد في إياب الدور نصف النهائي تأهل‬ ‫نادي برشلونة للمقابلة النهائية لكأس الملك حيث سيلتقى‬ ‫فريق بلنسية المتأهل على حساب ريال بتيس‪..‬‬ ‫وتعود آخر مباراة فاز فيها نادي بلنسية على برشلونة إلى‬ ‫عام ‪ 2016‬والتي انتهت بهدفين لواحد في مباراة برسم الليغا‬ ‫على ملعب كامب نو‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين التقى الفريقان في ‪ 8‬مناسبات في الدوري‬ ‫و‪ 2‬في الكأس انتهت ‪3‬منها بالتعادل و‪ 5‬بانتصار برشلونة‪.‬‬ ‫وستقام المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا يوم ‪ 25‬ماي‬ ‫المقبل على ملعب بينيتو فيامارين بإشبيلية‪.‬‬

‫الدوري االحترافي المغربي‬

‫اتحاد طنجة يعمق جراح شباب الريف الحسيمي‬ ‫برسم منافسات الجولة ‪ 20‬لبطولة الدوري‬ ‫االحترافي المغربي فاز فريق اتحاد طنجة على‬ ‫مضيفه شباب الر يف الحسيمي بملعب ميمون‬ ‫العرصي بثالثة أهداف مقابل هدفين‪.‬‬ ‫وبهذا االنتصار ارتقــى اتحاد طنجــة إلى‬ ‫الصف الثاني برصيد ‪ 30‬نقطة فيما تجمـــد‬ ‫رصيد الفريق الريفي عند النقطة ‪ 19‬في الصف‬ ‫ما قبل األخير‪.‬‬ ‫فريق يوسفية برشيد أوقف زحف الجيش‬ ‫الملكى وتغلب عليه في الرباط بأربعة أهداف‬ ‫مقابل ثالثة في مباراة هيتشوكية‪.‬‬ ‫سريــع وادي زم حقـق أول انتصار له مع‬ ‫مدربه الجديد حسن بنعبيشة وجاء على حساب الفتح الرياضي والدفاع الحسني الجديدي اكتفى بتعادل إيجابي أمام‬ ‫الكوكبي المراكشي‪.‬‬

‫‪2‬ـ‪3‬‬


‫العدد ‪983‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫زياش يتبرع ب ‪ 200‬مليون‬ ‫رونار يبحث عن مواهب جديدة‬ ‫سنتيم لمرضى السرطان بطنجة‬ ‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫يواصل الناخب الوطني هيرفي رونار رحالته الخارجية لفسح المجال أمام وجوه جديدة لتلتحق بالمنتخب‬ ‫المغربي مستقبال قبل ثالثة أشهر على انطالق منافسات كأس إفريقيا لألمم بمصر‪.‬‬ ‫رونار توجه إلى إسبانيا لمتابعة المغربي أنور توهامي العب فريق بلد الوليد ومحمد أمزيان العب ريال‬ ‫مدريد‪.‬‬ ‫وقد تأكد رسميا أن الالعب أنور توهامي سيكون حاضرا ضمن تشكيلة الفريق الوطني في لقاء ماالوي برسم‬ ‫الجولة األخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا لألمم‪.‬‬

‫دوري �أبطال �أوربا‬

‫بادرة إنسانية نبيلة أقدم عليها الدولي المغربي حكيم زياش‪ ،‬نجم فريق أياكس الهولندي‬ ‫تمثلت في تبرعه بمبلغ ‪ 200‬مليون سنتيم لمرضى السرطان بمدينة طنجة‪.‬‬

‫صافرة أنغولية لمباراة‬

‫ماالوي ـ المغرب‬

‫يومه الثالثاء ‪ ..‬إياب الدور ثمن النهائي‬ ‫بين ريال مدريد و أياكس أمستردام‬

‫يحتضن ملعب سانتياغو بيرنابيو مساء يومه الثالثاء مباراة إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوربا بين‬ ‫فريقي ريال مدريد اإلسباني وأياكس أمستردام الهولندي‪.‬‬ ‫وقبل هذا اللقاء الحاسم صرح العب أياكس «فرينك يدي يونغ» الذي سينتقل إلى نادي برشلونة نهاية‬ ‫الموسم الحالي أن ريال مدريد يبقى األقرب إلى بلوغ الدور ربع النهائي ولكن هذا اليعني أن فريقه اليتمتع‬ ‫باحتمال الوصول إلى الدور المقبل على حساب الفريق الملكي حامل اللقب‪.‬‬ ‫وفي تصريح خص به صحيفة «ادي» الهولندية اشا دي يونغ أنه بالنظر إلى فوز ريال مدريد في الذهاب‬ ‫بهدفين لواحد يبقى المرشح األول لتاهل خاصة وأنه سيخوض لقاء اليوم على ملعبه و أمام جماهيره‪ ..‬مشيرا‬ ‫في نفس الوقت إلى أن أياكس لن يستسلم وسيعمل جاهدا من أجل تخطي الريال‪.‬‬ ‫راموس قد يندم على تصرفه‪.‬‬ ‫ونفى الالعب «دي يونغ» في تصريحه أن يكون تصرف عميد الفريق الملكي سيرجيو راموس بمثابة عمل‬ ‫استفزازي في حق العبي أياكس أمستردام‪ ،‬مشيرا إلى أنه قد يندم على تصرفه في حال تأهل الريال إلى الدور‬ ‫ربع النهائي لدوري ابطال أوربا‪.‬‬ ‫وتجذر اإلشارة إلى أن اللجنة التاديبية باالتحاد األوربي لكرة القدم اوقفت عميد الريال سيرجيو راموس لمدة‬ ‫مباراتين إحداهما بسبب تراكم البطاقات الصفراء والثانية جراء تعمده الحصول على البطاقة الصفراء في مباراة‬ ‫الذهاب بامستردام‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫عين االتحاد االفريقي لكرة القدم طاقم‬ ‫تحكيم أنغولي لقيادة مباراة ‪ 22‬من مارس بين‬ ‫منتخبي ماالو ي والمغرب برسم الجولة األخيرة‬ ‫من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لألمم‪.‬‬ ‫ويتكون من هيلد كارفايو حكما للساحة‬ ‫بمساعدة كل من جيرسون إيميليانو وإيفانيلدر‬

‫مرليس والحكم الرابع أنطونيو كاكساال‪.‬‬ ‫وتجدر االشــارة إلى أن المغــرب يتصـــدر‬ ‫المجموعة الثانية برصيد ‪ 10‬نقــاط وبفـــارق‬ ‫نقطتين عن منتخب الكامرون وقد ضمنا معا‬ ‫التاهل إلى بطولة كأس إفريقيا لألمم التي‬ ‫ستقام بعد حوالي‪ 3‬أشهر بمصر‪.‬‬

‫وجه فريق المغرب التطواني رسالة احتجاج‬ ‫شديدة اللهجة إلى فوزي لقجع رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم انتقد فيها قرارات‬ ‫حكم مباراته مع أولمبيك اسفي التي انتهت‬ ‫بتعادل سلبي‪.‬‬ ‫وشدد الفريــق التطوانــي على ضـــرورة‬

‫معاقبة الحكم عبد اإلله الفاتيحي بسبب قراراته‬ ‫الغريبة التي أدت الى حرمانــه من هدفيـــن‬ ‫وركلتي جزاء‪.‬‬ ‫وحث فريق الحمامة البيضاء الجامعة على‬ ‫إصالح التحكيم ومعاقبة الحكام المتورطين في‬ ‫األخطاء‪.‬‬

‫المغرب التطواني يحتج على التحكيم‬

‫المغرب التطواني‪...‬‬ ‫هل هي بداية انفراج األزمة ؟‬ ‫بدات ازمة المغرب التطواني تنفرج تدريجيا بعد المشاكل المادية والنتائج‬ ‫السلبية التي عانى منها الموسم الماضي‪ ،‬حيث كان قاب قوسين أو أدنى من النزول‬ ‫إلى القسم الثاني‪.‬‬ ‫فريق الحمامة الذي كان مقصوص الجناحين مع انطالقة الموسم الكروي الحالي‬ ‫جراء استقالة رئيسه عبد الملك ابرون وقراره النهائي باال بتعاد عن ميدان التسيير‬ ‫وهجرة أغلب العبيه والعجز المادي الناتج عن قلة المداخيل والنزاعات مع المدرب‬ ‫السابق االسبا ني «لوبيرا» الذي رفع شكوى إلى الفيفا وبعض الالعبين الذين رفعوا‬ ‫شكواهم الى الجامعةالملكية المغربية لكرة القدم للمطالبة بمستحقاتهم العالقة‪.‬‬ ‫أمام هذه األوضاع‪ ،‬كان المدرب بنحساين مضطرا للبحث عن البديل‪ ،‬حيث وضع‬

‫ثقته في فريق الشبان وبعض العبي مدرسة الفريق وبعض الالعبين الهواة‪.‬‬ ‫وبما أن هؤالء يفتقـرون إلى التجربة والنضج والتجربة قبــل التأقلم مـــع‬ ‫أجواء بطولة الدوري االحترافي فقد كان من االنتظار‪ ...‬وهذا ما فعله المدرب‬ ‫الذي آمن بقدراتهم وكان يدرك أنهم سيتأقلمون مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫ومع توالي المباريات بدأ الالعبون الشبان يكتسبون الثقة واالنسجام‬ ‫والتناغم فيما بينهم وشيئا فشيئا بدأت النتائج اإليجابية وبدأ معهـــا الفريق‬ ‫يستعيد عافيته‪ ،‬حيث اقتنص نقطة ثمينة من تعادله مع اتحاد طنجة وحقق‬ ‫فوزه األول على الكوكب المراكشي من أندية الصدارة‪ ...‬فهـل هي بدايــة‬ ‫التحليق بالنسبة لفريق الحمامة؟‬


‫العدد ‪983‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مار�س ‪2019‬‬

‫بخط اليد‬

‫بنشمـاش يحمل خالفـه مع «التيـارات‬ ‫الظالميـة» إلى تيارات «حداثيـة» بشمال‬ ‫إفريقيا ويدعو إلى «وطنية ثانية»‪! ‬‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وشتـان بين المبـادئ التي أقـام عليها المحررون‬ ‫األوائل‪ ،‬مشروعهم العظيم للوحدة المغاربية‬ ‫وبين‪ ‬مضامين بيانات «الشبكة» البنشماسية‪ ،‬حيث‬ ‫إن‪ ‬الرواد وجهوا نضالهم ضد المستعمر األجنبي‪،‬‬ ‫استكماال الستقالل تونس والمغرب‪ ،‬ودعما للكفاح‬ ‫المسلح للشعب الجزائري من أجل انتــزاع‪ ‬حريته‬ ‫واستقالله‪ ،‬بينما وجه أعضاء «الشبكة» فوهات‬ ‫رشاشهم إلى مكــون مــــن مكونــات‪« ‬رقـــعــة‬ ‫الشطرنج السياسية» الذي نجح في «استغالل»‬ ‫الفرص المتاحة ليبــرز كحــزب بمرجعيـة إسالميــة‪،‬‬ ‫لمحاربة‪« ‬كــل» أشكــال الظلـم والتعســف‬ ‫واالستبداد والقهر التي فرضتها جل األنظمة العربية‬ ‫على شعوبها‪ ،‬غداة تسلم الحكم في بالدها‪ ،‬بعد فترة‬ ‫االستعمار‪ ،‬إال القليل مما ال حكم له‪ ! ‬‬ ‫قد نتفق أو نختلف‪ ،‬مع طرح بنشماش في ما‬ ‫يخص «العقيــدة « السياسية»‪ ‬ألحزاب التيارات‬ ‫اإلسالمية التي «تركت الكثير من ريشها» وفقدت‬ ‫الكثير من المصداقية التي كانت تتباهى بها‪ ،‬من‬ ‫خالل ممارستها لتدبير الشأن العام‪ ،‬سواء بالمغرب‬ ‫أو بغيره من بلدان «الديمقراطية والحداثة»‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫أن يجتمع‪ ‬ممثلو سبعة عشر حزبا‪ ‬سياسيا شمال ـ‬ ‫إفريقيا بمبادرة من «األصالة والمعاصرة» المغربي‪،‬‬ ‫وبصورة رئيسية‪ ،‬حول‪ ،‬مواجهة التيارات اإلسالمية‪،‬‬ ‫أو «اإلسالماوية» بلغة الحداثة‪ ،‬فإن األمر يبدو‬ ‫غريبا‪ ‬من منطق النضال السياسي المنوط باألحزاب‬ ‫القيام به من أجل تأطير المواطنين وإعدادهم اإلعداد‬ ‫الجيد لممارسة حقوقهم الوطنية والدستورية‪.‬‬ ‫الفكــرة الثانيــة التي فتح اهلل بها على بنشماش‪،‬‬ ‫هي دعوته إلى «وطنية ثانية»‪ ،‬على مستوى البلدان‬ ‫المغاربية‪! ‬‬ ‫الــواقـــع أنــــه لـــــم يكــن سهـــ ً‬ ‫ال‪ ، ‬كــــمـــا‬ ‫يبدو‪ ،‬بالنسبة‪ ‬لزعيم األصالـــة‪ ،‬اإلقناع‪ ‬بوجاهة‬ ‫فكرتــه العجيبـــة‪ ،‬الداعيـــة إلى «مواطنـــة ثانية»‬ ‫«دستوريـــة مركبــة»‪« ،‬تدمج األبعاد السياسية‬ ‫والثقافية واالجتماعية والمجالية بالمنطقة»‪..... ! ‬‬ ‫فهل الوطنية الثانية تعني القطع مع الوطنية األولى‬ ‫التي بنيت على حب الوطن‪ ،‬والنضال من أجل الحرية‬ ‫واالستقالل‪ ،‬وتحرير الشعوب من الخوف والفقر‬ ‫والظلم‪ ،‬وتحقيق العيش الكريم لكافة المواطنين‪ ،‬أم‬ ‫إنها‪ ،‬فقط‪ ،‬تعني «نهاية العمل» بالفكر التحرري‪،‬‬ ‫التضامني‪ ،‬الوحدوي الذي قاد‪ ‬نضال الرواد من أجل‬ ‫بناء «المغرب العربي الكبير» وفق‪ ‬مبادئ ضمنوها‬ ‫توصيات‪ ‬مؤتمر األحزاب‪ ‬الوطنية المحررة بالمغرب‬ ‫وتونس والجزائر المنعقد بـ «قصر طنجة»‪( ،‬قصر‬ ‫مرشان حاليا)‪ ،‬ما بين ‪ 27‬و‪ 30‬أبريل ‪ 1958‬هذا‬ ‫المؤتمر التاريخي الذي نستعد بعد أسابيع‪ ،‬لتخليد‬ ‫ذكراه الواحدة والستين بمنتهى الفخر واالعتزاز‪.‬‬ ‫نعلم «حساسيـــة» بعض التجمعـــات السياسية‬ ‫واألهلية بالمغرب‪ ،‬إزاء كل ما هو «عربي»‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإننا لم نستغرب من جعل مشروع أحزاب «الحداثة‬ ‫والتقدم»‪ ‬تحــت‪ ‬يافطـــة «شمـــال إفريقيـــا»‪،‬‬

‫بدل «المغرب العربي»‪ ،‬ونود فقط تذكير بنشماش‪،‬‬ ‫والسائرين على دربه‪ ،‬أن األمير محمد عبد الكريم‬ ‫الخطابي هو أول من وضع اللبنة األولى لتأسيس‬ ‫مكتب «المغرب العربي» بالقاهرة‪ ،‬وأشرف بنفسه‬ ‫على تسييره وتأطير نضال زعماء المغرب العربي‬ ‫ضـــد االستعمار‪ ،‬وكان بيتـــه‪ ‬بالقاهـــرة‪« ،‬بيت‬ ‫المغرب‪ ‬العربي» قبل وبعد‪ ‬االستقالل‪ .‬كما‪ ‬أن‪ ‬قائد‬ ‫انتفاضة الريف (‪ )1959 - 1958‬محمد بن الحاج‬ ‫سالم أمزيان‪ ،‬أعلن «ميثاقا ثوريا» تضمن ثمانية‬ ‫عشر مطلبا كان من أبرزها «تسريع تعريب التربية‬ ‫والتعليم»‬ ‫فهل يطلب منا‪ ‬بنشماش أن نقطع مع تاريخ‬ ‫النضال المغاربـــي الثابــت‪ ،‬لنعانـــق «أدبيــــات»‬ ‫«الديمقراطييــن الجدد» من قبــــل «االندمـــاج‬ ‫المغاربي»‪ ‬و «انتهـــاز‪ ‬فرص التنميـــة والتقـــدم»‬ ‫و«استعادة الثقة في النفس» وفي التغلب على حالة‬ ‫عدم اليقين‪« ،‬السياسي» ــ طبعا ــ‪ ‬واستئناف الكفاح‬ ‫المشترك نحو التغيير الديمقراطي داخل استمراريتنا‬ ‫التاريخية‪.......‬‬ ‫اإلعـــالن عــــن «ميــالد» شبكـــة األحـــزاب‬ ‫الديمقراطية بشمال إفريقيـــا وعن قيــادة الشبكة‬ ‫وكتابتها العامـــة لم يثـــر‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬االهتمـــام‬ ‫المنتظـــر‪ ،‬من أصحـــاب المبادرة المغربية‪ .‬كمـا‬ ‫أن خالصــات اللقــاء التشـــاوري‪ ‬لم تخـــرج عن‬ ‫أدبيــــات‪ ‬مثــل هذه اللقـــاءات «الموجهــة»‪ ،‬من‬ ‫قبل‪ ‬التأكيد على «الهوية الديمقراطية‪ ،‬التقدمية‪،‬‬ ‫االجتماعية والحداثية للشبكة‪ ،‬باعتبارها حاملة‬ ‫لمشروع بديـــل عن المشاريـــع‪ ‬الرجعية والظالمية‬ ‫والليبرالية»‪ .‬والدعوة «إلى فتح ورش التفكير الجماعي‬ ‫المشترك بغاية اإلحاطة بخيوط نسج «تشبيك»‬ ‫حزبي‪ ،‬وطني ‪ ،‬تقدمي‪ ،‬ديمقراطي‪ ،‬اجتماعي ‪،‬حداثي‪،‬‬ ‫فاعل ومستدام»‪!!! .‬‬ ‫وإذا كـــان مـــن حــق بنشــــمـــاش‪ ،‬وكــــل‬ ‫مغربــي‪ ‬أن يعــبـــر بمســــؤوليــة عن أفــــكـــاره‬ ‫وآرائـــه‪ ‬ومبادراتـــه‪ ،‬وهو حق ال يقبـل النقـــاش‬ ‫أو المجادلة‪ ،‬ومع أننا نعلم «رمزية» الدعوة للقاء‬ ‫«الشبكة» بمدينة الوحدة المغاربية‪ ،‬طنجة‪ ،‬فإننا‬ ‫ال نرى أي «تشابك» بين شبكة بنشماش ومؤتمر‬ ‫األحزاب التاريخية بالمغرب العربي‪ ،‬ال من حيث الشكل‬ ‫وال المضمون‪ ،‬وال من حيث «الخلفية النضالية» التي‬ ‫استند عليها «مؤتمر طنجة» التاريخي‪ ،‬من جهـــة‪،‬‬ ‫لدعم كفاح الشعب الجزائري من أجل االستقالل‬ ‫والحرية‪ ،‬وأيضا من أجل إطالق وحدة المغرب العربي‬ ‫ووضع التصورات السياسية‪ ‬واإلقتصادية واالجتماعية‬ ‫لبلورة هذا المشروع الذي كان حاضرا‪ ،‬وباستمرار‪ ،‬في‬ ‫فكر ونضال المحررين المغاربيين‪ ‬األوائل‪ ،‬خالل كافة‬ ‫المعارك التي خاضوها مشتركين‪ ،‬لتحقيق االستقالل‬ ‫والوحدة‪.‬‬ ‫وسوف نخص‪ ،‬بحول اهلل‪ ،‬عددا ممتازا من هذه‬ ‫الجريدة لتخليد الذكرى ‪ 61‬لمؤتمر المغرب العربي‬ ‫بطنجة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪ -‬محمد �إمغران‬

‫«حوار» مولود ثقافي و فكري يضم‬ ‫كبار الكتاب و الباحثين بالمغرب‬

‫محمد أديب السالوي‬

‫عبد العزيز الزروالي‬

‫حسن بيريش‬

‫يسعد جريدة طنجة‪ ،‬أن تنهي إلى علم كل المهتمين بالشأن الثقافي‪ ،‬أنه سيتم إصدار مجلة‬ ‫«حوار»‪ ،‬و هي مجلة ثقافية فكرية (تصدر كل ثالتة اشهر) بدعم وزارة الثقافة‪ ،‬ويتم طبعهــا بمطابـع‬ ‫المناهل‪/‬الرباط‪ ،‬و سيشــارك في العـدد األول كبار الكتـــاب والباحثيــن واألكاديميين على الصعيد‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫و سيشغل مهام مدير النشر و رئيس التحريــر‪ ،‬محمد أديــب السالوي الكاتب والصحفي‪ ،‬مع‬ ‫هيئة تحرير تضم أسمــاء قوية تنشط بالساحة الثقافية و اإلعالمية‪ ،‬األساتذة‪ ،‬الجياللي الكدية‪،‬‬ ‫محمد الوادي‪ ،‬محمد السعيدي‪ ،‬عبد العزيز الزروالي‪ ،‬حسن بيريش‪.‬‬ ‫وستتيح هذه المجلة الثقافية للقارئين‪ ،‬مقاربة الراهن الثقافي في سائر تجلياته‪ ،‬مع أبــرز‬ ‫الوجــوه الثقافيــة‪ ،‬خصوصا بعد الشح الثقافي إعالميا و ترويجا‪ ،‬ما يجعل من المجلة بصيص أمل‬ ‫لإلعـالم الثقافي المحلل و المحقق و المحرر‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫تهنئة‬

‫“يحيى”‬

‫يطفئ شمعته‬ ‫اإلحدى عشرة‬ ‫عي‬

‫د ميالد سعيد‬

‫أطفأ الطفل الوديع يحيى بن يرو‬ ‫شمعتـه اإلحـــدى عشـــرة‪ ،‬واحتفـــــل‬ ‫وسط أهله وذويه‪ .‬وبهــذه المناسبة‪،‬‬ ‫نتقدم بأحــر التهانــي والتبـــريكـات‬ ‫لـ «يحيى»‪ ،‬متمنين له العمر المديد‬ ‫في كنف والديه وعقبال ‪100‬عام‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.