Achamal n° 984 le 12 Mars 2019

Page 1

‫المساواة بين الرجل والمرأة‬ ‫في مملكة آل سعود !‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 984‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 05‬رجـــب ‪� 19 / 1440‬إلى ‪ 25‬مـار�س ‪2019‬‬

‫حققت مملكة آل سعود طفرة جديدة في مجال حقوق االنسان‪ ،‬حيث قررت تحقيق المساواة‬ ‫الكاملة بين النساء والرجال‪ ،‬في كل ما يتصل باالختطاف واالحتجاز واالعتقال التعسفي والتعذيب‬ ‫الجسدي واللفظي والتحرش الجنســـي والسجن‪ ،‬لسنوات طوال‪ ،‬بدون محاكمات ‪ ،‬واعتبار النساء‬ ‫المدافعات عن حقـوق اإلنسان في نفس درجة الخطـــورة التي يمثلها الرجال بالنسبـــة لنظام‬ ‫آل سعود «األركيلوجي»‪.‬‬ ‫وحتى يعطي آل سعود‪ ،‬مدلوال عمليا الحتفال العالم بيــوم المرأة العالمــي‪ ،‬عبر تكــرس‬ ‫المساواة التامة بين الجنسين‪ ،‬ورفض أي تمييز باعتبار النوع ‪ ،‬طالبت محاكم البغي والجور‬ ‫واالستبداد السعودية‪ ،‬بإعدام الناشطة الحقوقية «إســراء الغمام» ‪ 29‬سنة ‪ ،‬بسبـــب دفاعها‬ ‫عن احترام حقوق اإلنسان في بلدها وما اعتبرته «عدالة» الولد محمد بن سلمان‪« ،‬جرائم»‬ ‫«التحريض على الحكومة»‪ ،‬والتخابر مع الخارج والخيانة العظمى‪ ،‬واإلرهاب !‬ ‫حكم اإلعدام ينتظر أيضا ناشطات أخريات‪ /‬من بينهن الدكتورة عائشـــة المانــع‪ ،‬وحصة‬ ‫آل شيخ‪ ،‬ومديحة العجروش ووالء آل شبر‪.‬‬ ‫يا ظالم لك يوم !!!‬ ‫ع‪.‬ك‬

‫األيام العالمية‪ :‬جدية المبادرات الدولية و هواة «السنوبيزم»‬ ‫‪ 58‬يوماً عالمياً خالل شهر مارس‬ ‫أيام «للحق في الحقيقية» و «السعادة» ‪ ،‬و «النوم»‪! ‬‬

‫األيام الدولية هي المناسبات التي تحتفل بها األمم المتحدة أو المنظمات العالمية خالل السنة‪ ،‬حول مواضيع محددة‪ ،‬تخص‬ ‫اإلنسان في حياته ومحيطة وبيئته خالل العام‪ .‬وهي تشكل حدثا أو مناسبة سنوية عالمية في موعد ثابت ومعروف‪ .‬وتقام هذه األيام‬ ‫إما بمبادرة من منظمة األمم المتحدة‪ ،‬أو إحدى المنظمات أو الهيئات العالمية المختصة‪ ،‬وكذلك تعمد بعض الدول والحكومات إلى‬ ‫تنظيم أيام خاصة بها‪.‬‬ ‫ويتميز شهر مارس‪ ،‬بالعديد من «المواعد» العالمية أليام نعيش حاليا على إيقاعها‪ ،‬بعد «عيد المرأة» ويوم الوقاية المدنية‪،‬‬ ‫انطالقا من فكرة أساسية وهي أن هذه األيام العالمية إنما أريد لها أن تثير انتباهنا إلى مواضيع معينة‪ ،‬ربما ألننا ال نهتم بها كما‬ ‫يجب‪ ،‬أو لخطورتها بالنسبة لحياتنا ولحياة الكون الذي يحتضن البشرية التي ننتسب إليها‪ ،‬أو‪ ،‬فقط‪ ،‬من أجل الترفيه عن أنفسنا مما‬ ‫لحق بنا من «تجليات» الزلط‪ ،‬والفقر‪ ،‬والتهميش‪ ،‬والظلم ‪ ،‬أم أنها فرص للبعض منا للتباهي بغناهم الفاحش‪ ،‬فيعمدون إلى إبراز‬ ‫مظاهر البذخ في والئم ينظمونها‪ ،‬في ما بينهم‪ ،‬لــ «البخ» أو لربما مسايرة لـ «موضات» أتتنا من «بالد برة» فاحتضناها وجعلنا‬ ‫منها مظهرا من مظاهر «عصرنتنا» و «تحضرنا» و «فيبيتنا» نسبة إلى طبقة آل « ‪ ! »VIP‬حفظهم اهلل‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫خطري‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫مصباح طنجة ينتقم من المستثمرين ألسباب محمد الغلبزوري يوقع بطنجة‪:‬‬ ‫سياسية واألنظار موجهة لوزارة الداخلية‬

‫يبدو أن مسؤولي حزب العدالة والتنمية‬ ‫بمدينة طنجة قرروا االنتقال للسرعة القصوى‬ ‫في مواجهة خصومهم‪ ،‬وشرعوا في تأديب كل‬ ‫من تجرأ على شق عصا الطاعة لهم‪ ،‬وجاهر‬ ‫بانتقاد الحزب المتحكم في دواليب جماعة‬ ‫طنجة ومقاطعاتها األربع‪.‬‬ ‫ففي قرار أخرق‪ ،‬وخارج كــل الضوابــط‬ ‫القانونية‪ ،‬فـــرض العمــدة العبدالوي على‬ ‫نائبته‪ ،‬المكلفة بقطــاع التعمير‪ ،‬توقيع قرار‬ ‫سحب الترخيص إلنجاز تجزئة سكنية بتراب‬ ‫بني مكادة‪ ،‬ضمن مشروع مشترك بين وزارة‬ ‫االحباس وامحمـد الحميدي‪ ،‬العضو بمجلس‬ ‫المدينة‪ ،‬ورئيس الغرفـــة الجهوية للصناعة‬ ‫التقليدية‪ ،‬عن حــزب البــام المتموقــع في‬ ‫المعارضة بمجلس المدينة‪.‬‬ ‫المصيبة ان التجزئة تم الترخيص لها‬ ‫طبقا للقانون المنظم للتعمير‪ ،‬وتمت الموافقة‬ ‫على المشروع باالجماع من طرف مكونات‬ ‫اللجنة التقنية المختصة في تدارس ملفات‬ ‫التعمير والتي تضم في عضويتها الوكالة‬ ‫الحضرية‪ ،‬قسم التعمير بوالية طنجة‪ ،‬وقسم‬ ‫التعمير بالجماعة الحضرية‪ ،‬وذلك لمطابقة‬ ‫المشروع مع وثيقة تصميم التهيئة‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬وقعت الجماعة الحضرية‬ ‫رخصة الموافقــة على إنجاز المشروع‪ ،‬وأدى‬ ‫المعني باألمـــر الرسوم القانونيــة لفائـــدة‬ ‫الجماعة‪ ،‬والتي فاقت ‪ 70‬مليون سنتيم‪ ،‬وشرع‬ ‫في االشغال‪ ،‬قبل أن ينزل قرار سحب الرخصة‬ ‫كالصاعقة‪.‬‬

‫األفظع من ذلك‪ ،‬أن الجماعة بررت قرار‬ ‫سحبها للرخصة بتخصيص العقار موضوع‬ ‫الرخصة لبناء ملعب القرب لكرة القدم‪ ،‬وان‬ ‫الساكنة احتجت على إنجاز التجزئة‪ ،‬علما أن‬ ‫من أبجديات قانون التعمير‪ ،‬أن أحكام تصميم‬ ‫التهيئة الجديد ال يســـري على المشاريــــع‬ ‫المرخصة طبقا للتصميم المنتهي آجاله!‪..‬‬ ‫المثير في الموضوع‪ ،‬أن اإلخوان في حزب‬ ‫العدالة والتنمية كانت عالقتهم سمن على‬ ‫عسل بالعضو امحمد الحميدي‪ ،‬لكن مباشرة‬ ‫بعد الدورة االستثنائية لتدارس الميزانية‪،‬‬ ‫وتموقعه إلى جانب المعارضة‪ ،‬سجل المتتبعون‬ ‫انقالبا في موقف اإلخوان من هذا المشروع‪،‬‬ ‫وكانت الرسالة واضحة عندما طرح أحمد‬ ‫برحو‪ ،‬الكاتب االقليمي لمصباح طنجة‪ ،‬والعضو‬ ‫بمجلس المدينة‪ ،‬الموضوع خالل إحدى جلسات‬ ‫دورة فبراير المنصرم‪ ،‬وطالب بفتح تحقيق‬ ‫بشان الرخصة‪ ،‬تاله خرجة العمدة العبدالوي‬ ‫ونائبه القوي أمحجور‪ ،‬والزعيم خيي إلى موقع‬ ‫التجزئة‪ ،‬ليتقرر على إثرها سحب الرخصة‪.‬‬ ‫ويبدو جليا أن حزب العدالـة والتنميـــة‬ ‫قد وضع نصب عينه إجبار المستثمرين على‬ ‫الدخول لبيت الطاعة‪ ،‬حيث سبق له قبل أسابيع‬ ‫أن رفع الفيتو في وجه مشروع تقدم به أحد كبار‬ ‫المستثمرين في مجال العقار للجنة االستثناءات‬ ‫ألسباب واهية‪ ،‬وحتى عندما استجاب المعني‬ ‫باألمر للمالحظـــات التقنيــة وحصل على‬ ‫الموافقة‪ ،‬فإن عمدة طنجة رفض التوقيع على‬ ‫رخصة البناء رغم التأشير عليها من طرف اللجنة‬ ‫التقنية المختصة‪ ،‬التي تضم في عضويتها‬

‫قسم التعميـــر بالجماعــة الى جانب الوكالة‬ ‫الحضرية وقسم التعمير بالوالية‪.‬‬ ‫الخطير في األمر‪ ،‬أن قيادات البيجدي إلى‬ ‫عهد قريب تجاهر بدفاعها عن هذا المستثمر‪،‬‬ ‫وكانت تقدمه كأحد أعيان المدينة المعروف‬ ‫عنهم المساهمة في أعمال البر والخير‪ ،‬لكن‬ ‫ما إن أعلن الرجل عن اقتناعه بمشروع حزب‬ ‫سياسي آخر‪ ،‬حتى انقلبوا عليه وتحولوا الى‬ ‫أشرس مهاجميه!‪..‬‬ ‫لقد بدا واضحا للعيان‪ ،‬ان حزب العدالة‬ ‫والتنمية وحتى يتمكن من إخضاع رجال المال‬ ‫واالعمال الذين يقررون االنتماء لحزب سياسي‬ ‫آخر‪ ،‬فإنه لم ولن يتردد في تحويل منصب‬ ‫العمودية إلى سوط لترهيب وتأديب كل من‬ ‫سولت له نفسه الوقوف في وجه حزب اإلخوان‪،‬‬ ‫مع ما يشكله األمر من ضربة قاضية لالستثمار‬ ‫ببالدنا‪.‬‬ ‫وأمام هذا المنحـــى الخطيـــر‪ ،‬ينتظـــر‬ ‫المستثمرون تدخال حازما من وزارة الداخلية‬ ‫إلنقاذهم من سيف البيجيدي المسلط على‬ ‫رقابهم‪ ،‬باعتبارها السلطة الحكومية المسؤولة‬ ‫عن مراقبة مدى تقيد الهيئات المنتخبة‬ ‫بالقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬حيث أصبح من‬ ‫المستعجل إيفاد لجنة مركزية للتقصي في هاته‬ ‫الممارسات الخطيرة‪ ،‬والتي من شأنها ان تنسف‬ ‫مفهوم دولة الحق والقانون‪ ،‬المؤطر بموجب‬ ‫دستور المملكة‪ ،‬ويحرص على صيانته ملك‬ ‫البالد‪.‬‬

‫م‪ .‬العمراني‬

‫«إشكاليات التسوية األممية و الدولية‬

‫للجرائم و الجنح الدولية‪ ،‬حالة حرب‬ ‫الريف الكيماوية ‪ 1921‬ـ ‪»1926‬‬

‫أمام حضور غفير يتكون من عديد‬ ‫المثقفين‪ .‬الحقوقيين‪ .‬األساتذة‪ .‬الطلبة‬ ‫الجامعيين‪ ،‬نظم الفرع المحلي بطنجة‬ ‫لمنتدى حقوق اإلنسان لشمال المغرب ندوة‬ ‫حول حرب الغازات السامة بالريف على شكل‬ ‫قراءة في إصدار للدكتور محمد الغلبزوري‬ ‫بعنوان «إشكاليات التسويـــة األمميـــة‪.‬‬ ‫الدولية للجرائم والجنح الدولية‪ ،‬حالة حرب‬ ‫الريف الكيماوية ‪.»1926 – 1921‬‬ ‫و يعتبر َّ‬ ‫مؤلف محمد الغلبزوري حول‬ ‫إمكانيات مساءلة مرتكبـي حرب الغـازات‬ ‫السامة بالريف شمال المغرب‪ ،‬فريدا في‬ ‫موضوعه‪ ،‬إذ عاد إلثارة جرائم الحرب التي‬ ‫ارتكبتها فرنسا وإسبانيا خالل احتاللهما‬ ‫شمال المغرب في فترة بدايـة عشرينات‬ ‫القرن الماضي‪ .،‬من خالل ذلك‪ ،‬إثارة حالة‬ ‫حرب الريف بطريقة أكاديمية تنهل من‬ ‫مصادر القانون الدولي‪.‬‬ ‫و الكتـــاب الضخـم‪ ،‬يعدُّ في األصل‬ ‫أطروحة جامعيــة لنيــل الدكتـــوراه في‬ ‫القانون‪ ،‬قبل أن يعمد المؤلف إلى نشره‬ ‫استجابة لتوصية أصدرتها لجنة المناقشة‬ ‫التي ترأسها عميد كلية الحقوق في حينه‪،‬‬ ‫الدكتور محمد يحيى‪.‬‬ ‫أدار أشغـال «ندوة الغازات السامة»‬ ‫التي استغرقت وقتا مطـوال‪ ،‬األستاذ أنور‬

‫بلوقي‪ ،‬المحامي بهيئــة طنجة‪ .‬المنسق‬ ‫المحلي لمنتدى حقــوق اإلنسان بشمال‬ ‫المغرب‪ .،‬ذلك بحضـــور الدكاتـرة محمد‬ ‫الغلبــزوري‪ ،‬الطيب بوتبقالـــت‪ ،‬محمـــد‬ ‫خرشيش‪ .،‬الدكتور جعفر بنموسى‪ ،‬أستاذ‬ ‫القانون الدولي‪ .‬العلــوم السياسيــة في‬ ‫كلية العلوم القانونية بجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ ،‬مؤطر األطروحــة‪ .‬عضو لجنـــة‬ ‫مناقشتها‪.‬‬ ‫وناقشت األطروحة‪ ،‬التي تقع في أزيد‬ ‫من ‪ 600‬صفحة‪ .‬تضم قسمين‪ ،‬مفاهيم‬ ‫الفقه القانوني إزاء الجنح‪ .‬الجرائم الدولية‪.‬‬ ‫التأصيالت الفقهيــة المختلفة لمصطلح‬ ‫«الجريمــة الدوليــة»‪ .‬كذا طــرق التكييف‬ ‫القانوني لواقعة الحرب الكيماوية بالريف‪،‬‬ ‫كما ساهمت أطروحة محمد الغلبزوري‬ ‫في تحديد الجرائم الدولية‪ ،‬المنسوب‬ ‫ارتكابها بالريف‪ ،‬للدولتين الحاميتيـــن‬ ‫فرنســـا وإسبانيا‪ ،‬ودول أخرى يحتمل أنها‬ ‫ساعدتهما على ارتكاب هذه األفعـــال‪.،‬‬ ‫وقفــت أيضا أمام اإلشكاليات القانونية‬ ‫والسياسية التي تحول دون تسوية‬ ‫قضائية عادلة لهذه القضية التي تعود‬ ‫أطوارها لحوالي قرن من الزمن‪.‬‬

‫محمد العطالتي‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫منذ أن دخل في عداد األجداد‪ ،‬وهو منشغل بهذه الحفيدة‪ ،‬يعدُّ الساعات‬ ‫واأليام‪ ،‬ويستحث الزمن‪ ،‬ليراها تمشي على قدميها‪ ،‬وتكبر وتنمو‪ ،‬وتسعى إلى‬ ‫دُور الحضانة ومعاهد العلم‪.‬‬ ‫لقد صدق من قال‪ :‬إن لألحفاد طعما يختلف عن طعم األبناء‪.‬‬ ‫وهذا الطعم أو هذه النكهة مبعثهما أن الحفيد يفد عليك وقد نفضت يدك‬ ‫من كل شيء‪ ،‬وبلغتَ من عمر عتيا‪ ،‬فهو يأخذ خطا تصاعديا‪ ،‬وأنت تأخذ خطا‬ ‫تنازليا‪ ،‬هو يرقى ليصل إلى القمة‪ ،‬وأنت تنزل لتصل إلى السفح‪ ،‬هو يقوى ويشتد‬ ‫عوده‪ ،‬وأنت تذبل ويجف عودك‪ ،‬هو يستقبل الدنيا‪ ،‬وأنت تستعد لآلخرة‪.‬‬ ‫ومع هذا فإن صاحبنا ال تخيفه هذه المرحلة‪ ،‬وال يحسب لها هذا الحساب‬ ‫العسير‪ ،‬وإنما يستمد من الوافدة العزيزة‪ ،‬الحياة والحركة والحيوية‪ ،‬فقد ضخت‬ ‫في عروقه دماء جديدة‪ ،‬وأضافت إلى عقد آماله حبات وآللئ جديدة‪ ،‬وحببت إليه‬ ‫الحياة‪ ،‬وجعلته يتمنى طول العمر‪ ،‬وموفور الصحة والعافية‪ ،‬حتى يتمكن من‬ ‫متابعة المشوار الذي ستقطعه إن شاء اهلل‪ ،‬عزيزة الجانب ثابتة الخطو‪ ،‬ناجحة‬ ‫بحول اهلل وقدرته‪.‬‬ ‫إنها امتداد له‪ ،‬واستمرار لرحلة انطلقت منذ ثالث وسبعين سنة‪.‬‬ ‫فإذا كانت قد حدثت له في مشواره عثرات‪ ،‬وإذا كانت قد اعترضت طريقه‬ ‫عقبات‪ ،‬فإنه يدعو اهلل أن تكون أسعـد وأوفى حظا منه‪ .‬فالمستجدات الجديدة‪،‬‬ ‫واالبتكارات العجيبة‪ ،‬كفيلة بأن توفر لألجيال القادمة ما لم يتوفر آلبائنا وأجدادنا‬ ‫من حياة الراحة والرفاه‪.‬‬ ‫فليبارك اهلل في أوالدنا وحفدتنا‪ ،‬وليؤهلهم لممارسة الحياة بحكمة وتبصر‪،‬‬ ‫حتى يكملوا الرسالة التي تحمَّلها اآلباء برحابة صدر‪ ،‬وصبر وجلد‪ ،‬ويؤدوا األمانة‬ ‫على أكمل وجه وأتمه‪.‬‬ ‫وعسى أن يجدوا في وطننا الحبيب ما ييسر لهم السبيل‪ ،‬ويؤمن لهم‬ ‫الطريق‪ ،‬وَيعدُهمْ بغد مشرق وضاء‪.‬‬

‫في المنتدى اإلقليمي األول للطفل بوزان‬

‫«ما هي مساحة حقوق الطفل في برامج عمل‬ ‫الجماعات الترابية باإلقليم ؟»‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫استلهاما لكلمة األميرة لالمريم رئيسة‬ ‫المرصد الوطني للطفل التي كانت قد دقت ناقوس‬ ‫الخطر‪ ،‬مسائلة الضمير العالمي عن «العالم الذي‬ ‫سنتركه لألطفال»‪ ،‬وجهت أمامة المودن رئيسة‬ ‫مجلس الطفل لجماعة وزان في الجلسة االفتتاحية‬ ‫للمنتدى اإلقليمي للطفل ‪ ،‬رسالة قوية لصناع‬ ‫القرار بالجماعات الترابية باإلقليم ‪ ،‬سائلتهم من‬ ‫خاللها عن مساحة االستجابة لحقوق الطفل في‬ ‫برامج عمل الجماعات الترابية التي يشرفون على‬ ‫تدبير شؤون ساكنتها ‪.‬‬ ‫المنتدى اإلقليمـــي األول للطفـــل الذي‬ ‫انفردت بتنظيمه المديرية اإلقليميــة للشبــاب‬ ‫والرياضة وشركاؤها على مستوى جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمــة ‪ ،‬استدعــى تنظيمه كما جاء‬ ‫ذلك في كلمة المديرة اإلقليمية لقطاع الشباب‬ ‫والرياضة في الجلسة االفتتاحية التي انعقدت‬ ‫بدار الشباب المسيرة صباح يوم األحد ‪ 3‬مارس‬ ‫‪ ،‬العناية الملكية بهذه الفئة العريضة من أبناء‬ ‫الوطن‪ ،‬والتفاعل مع روح الرسالة الملكية الموجهة‬ ‫للمشاركات والمشاركين ‪ ‬في الدورة الثامنة لقمة‬ ‫منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة‬ ‫اإلفريقية بمناسبة إطالق حملة «‪ ‬مدن افريقية‬ ‫بدون أطفال في الشوارع» ‪ ،‬والمساهمة في توسيع‬ ‫المشاركة المواطنة في الحوار العمومي حول‬ ‫قضايا الطفولة باإلقليم ‪ ،‬التي أفردت لها النسخة‬ ‫الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ‪ ،‬حيزا‬ ‫مهما في مساحة المجاالت التي ستشتغل عليها‬ ‫اآلليات المحلية واإلقليمية والجهوية للمبادرة‬ ‫المذكورة ‪ .‬كما تميز حفل االفتتاح بكلمات ألقاها‬ ‫كل من ‪ ،‬المديرة التنفيذية للجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بطنجة ‪،‬ورئيس مجلس جماعة وزان ‪،‬‬ ‫وممثل المجلس اإلقليمي ‪ ،‬والنائب البرلماني عن‬ ‫دائرة وزان ‪ /‬رئيس مجلس جماعة عين بيضاء‬ ‫‪(،‬كلمات) ‪ ‬تقاطعت كلها في تثمين أهمية الحدث‬ ‫‪ ،‬والتعبير عن التفاعل القوي مع نداء رئيسة مجلس‬ ‫الطفل لجماعة وزان ‪ ،‬واالستعداد من أجل تنزيل‬ ‫التوصيات التي ستتوج أشغال هذا المنتدى األول‬ ‫من نوعه ‪ ،‬والترافع لدى باقي المتدخلين من أجل‬ ‫انجاح ورش النهوض بحقوق الطفل وحمايتها من‬ ‫أي انتهاك ‪.‬‬ ‫المنتدى اإلقليمي وكما تابع ذلك مبعوث‬ ‫الجريدة من قلب دار الشباب التاريخية ‪ ،‬توزع فيه‬ ‫حوالي ‪ 200‬طفل ‪ ،‬قدموا من مختلف الجماعات‬ ‫الترابية ‪ ،‬وفئات أخرى مثلت النسيج الجمعوي‬ ‫الموجود في احتكاك يومي بالطفل ‪ ،‬واألطفال في‬ ‫وضعية إعاقة ‪ ،‬وفتيات دار الطالبة بوزان ‪ ( ،‬توزعوا)‬ ‫على أربعة ورشات وهي ‪ ،‬ورشة التواصل ‪ ،‬ورشة‬ ‫آلية التظلم ‪ ،‬ورشة المؤسسات االجتماعية والتربية‬

‫على القيم ‪ ،‬ورشة تدبير الوقت الحر ‪ .‬الورشات‬ ‫المذكورة أطرها ‪ ،‬الخبير أمين سامي ‪ ،‬وسعاد النجار‬ ‫إطار بالمجلس الوطني لحقوق اإلنسان مكلفة‬ ‫بآلية التظلم على مستوى جهة الشمال ‪ ،‬وأطر‬ ‫المديريات اإلقليمية ‪ ،‬الشباب والرياضة ‪ ،‬والتعاون‬ ‫الوطني ‪ ،‬والتربية الوطنية ‪ ،‬وأسندت فيها مهمة‬ ‫اعداد التقارير وصياغة التوصيات لألطفال ‪.‬‬ ‫المشاركات والمشاركون األطفال في‬ ‫الورشات األربعة ‪ ،‬لم يقفوا وهم يشخصون واقع‬ ‫الطفولة بإقليم وزان عند الخصاص المهول في‬ ‫بنيات استقبال األطفال ‪ ،‬ولم يكتفوا بتسجيل‬ ‫االنتهاكات السافرة لحقوقهم في أكثر من حقل‬ ‫ولكنهم اختاروا االرتكاز على آلية الترافع والحوار‬ ‫العمومي لضمان المشاركة الفعلية لمختلف‬ ‫المتدخلين ‪ ،‬واللجوء لآللية الوطنية للتظلم‬ ‫كلما استدعى األمر ذلك ‪ ،‬وهو ما عكسته حزمة‬ ‫التوصيات التي تم عرضها في الجلسة العامة‬ ‫للمنتدى اإلقليمي قبل اسدال على أشغاله ‪ ،‬والتي‬ ‫كان من بينها ‪:‬‬ ‫‪ - ‬دعوة اللجنة الجهوية لحقوق االنسان‬ ‫القيام بحملة واسعة في أوساط األطفال للتعريف‬ ‫باآللية الوطنية للتظلم ‪.‬‬ ‫‪ - ‬دعوة المجالس الجماعية التعجيل بتعميم‬ ‫آلية المجلس الجماعي للطفل ‪ ،‬تفعيال للديمقراطية‬ ‫التشاركية ‪ ،‬وتوسيعا لمساحة المشاركة المواطنة‬ ‫التي اعتمدها دستور المملكة في نسخته األخيرة‪.‬‬ ‫‪ - ‬دمقرطة الحياة بالمؤسسات المستقبلة‬ ‫لألطفال ‪ ،‬وذلك بتوسيع مشاركتهم في صناعة‬ ‫القرار ‪.‬‬ ‫‪ - ‬اقرار تدابير وقائية لحماية األطفال من كل‬ ‫أشكال العنف المسلط عليهم في الفضاء العام ‪. ‬‬

‫‪ - ‬ضمان تكافؤ الفرص للولوج للخدمات‬ ‫العمومية المقدمة ألطفال اإلقليم ‪ ،‬واالرتقاء‬ ‫بجودتها ‪ .‬‬ ‫‪ - ‬إحداث مركز الستقبال األطفال في وضعية‬ ‫الشارع ‪.‬‬ ‫‪ - ‬توسيع شبكة مراكز استقبال األطفال في‬ ‫وضعية إعاقة ‪.‬‬ ‫‪ - ‬إحداث تخصص طب األطفال بمختلف‬ ‫المراكز الصحية بالجماعات الترابية باإلقليم ‪.‬‬ ‫‪ - ‬إحداث مكتبات باألحياء والدواوير لتشجيع‬ ‫القراءة والرفع من منسوبيتها ‪.‬‬ ‫‪ - ‬تفعيل أنشطة الحياة المدرسية ‪.‬‬ ‫‪ - ‬توسيع دائرة مشتل تربية األطفال على‬ ‫قيم المواطنة‪.‬‬ ‫‪ - ‬توفير المساحات الخضراء ‪ ،‬وفضاءات‬ ‫اللعب والترفيه بمختلف الجماعات الترابية ‪.‬‬ ‫‪ - ‬التعجيل بفتح أبواب المركب الثقافي (فضاء‬ ‫المسرح ‪ ،‬فضاء الموسيقى ‪....... . )..... ،‬‬ ‫بدون تعليق‬ ‫‪ ‬ألن الخبر يوجد في تفاصيله‪ ،‬فإن من بين‬ ‫التفاصيل التي استرعت انتباه الحضور المتنوع‬ ‫الذي تابع أشغال الجلسة االفتتاحية للمنتدى‬ ‫اإلقليمي األول للطفل ‪ ،‬الواضح سياق ومرتكزات‬ ‫تنزيله في هذا الوقت بالذات ‪ ،‬الغياب التام للجهة‬ ‫الرسمية التي نظم تحت إشرافها ‪ ،‬وعدم تكليف‬ ‫نفسها عناء الدخول على خط استنفار القطاعات‬ ‫الحكومية التي توجد في عالقة تماس بقضايا‬ ‫الطفل بإقليم وزان ‪ ،‬واللجان المحلية واإلقليمية‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المعنية بشكل‬ ‫مباشر بالملف ‪ .‬‬

‫من متع تلقي‬ ‫الشعر المترجم ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كنت أجدد قراءتي في أطروحة الدكتورة هدى المجاطي في‬ ‫موضوع الحياة األدبية والثقافية بشمال المغرب ـ وهي أطروحة‬ ‫متميزة ؛ تفتح آفاقا بحثية رفيعة القيمة وغير مسبوقة‪ ..‬ومن‬ ‫حسن الطالع أنها سترى النور مطبوعة في القريب بحول اهلل ـ‬ ‫فاستوقفتني إحاالت على نصوص مترجمة ؛ استوقفني ما تعرضه‬ ‫هذه األطروحة في باب الترجمة األدبية التي برز فيها أساتيذ ‪:‬‬

‫محمد بن تاويت التطواني‬ ‫عبد اهلل العمراني‬ ‫محمد العربي الخطابي‬ ‫عبداللطيف الخطيب‬ ‫أحمد الحرشني‬ ‫وآخرون ممن شكلوا جيال أول رائدا ؛ ليس بشمال المغرب بل‬ ‫في مجموع جهاته‪..‬‬ ‫من األطروحة المذكورة أورد نصا نشر سنة ‪ 1950‬بمجلة‬ ‫األنوار للشاعر األنجليزي شيلي ‪ ،‬ترجمه األستاذ محمد بن تاويت‬ ‫ضمن عينة من شعر الرومانتيكيين ‪:‬‬

‫سنستحيل حبيبـــــي‬

‫شيئا يعز انقســامــه‬

‫فروحــــنا روح فــــرد‬

‫تعـددت أجســــامـــه‬

‫ويحاه ضاع صوابـــي‬

‫وطاش مني سهامــه‬

‫أما ترى السـر فيـــنـا‬

‫تبــددت أوهـــــامــه‬

‫أما ترانـا كلحــــــــن‬

‫تناسقت أنغـامــــــه‬

‫وجودنا فــي اتحــــاد‬

‫واالزدواج انعدامــــه‬

‫أنفاسنـا في امتــزاج‬

‫والقلب ضـم كمامــه‬

‫لنبـض منــا ســــوي‬

‫والخفـق فيه دوامــه‬

‫مؤمـل لكلينــــــــــا‬

‫ارادتان مقــامــــــه‬

‫بل التي تحتـويــــــه‬

‫تناهى فيهـا وئامــه‬

‫ارادة تحـت ظــلــــي‬

‫فكرين فهي قـوامــه‬

‫وليــس اال حيـــــــاة‬

‫لقلبنــا أو حمـامـــــه‬

‫واال جنــة نـــــعـــم‬

‫أو الجحيـم غــرامــــه‬

‫واال خلد مقـيــــــــم‬

‫أو الفنـــا وصـرامـــه‬

‫ويلي خسئت وقولــي‬

‫بــذا الهـراء نظامـــه‬

‫تجنحت كلمــــــاتــي‬

‫للحب منهـا سوامـــه‬

‫فكيف نبغـي بيانــــا‬

‫والعـي فينــا تمـامــه‬

‫سالسل من رصــاص‬

‫تلهبــت أجــرامــــــه‬

‫أنا الغـريــــق بيـــم‬

‫أنا المــذاب ضرامـــه‬

‫أنا الذي في اضطراب‬

‫أنا المبــاد انكتــامــه‬

‫تقول الدكتورة هدى المجاطي ‪..« :‬والالفت في ترجمة األستاذ‬ ‫ابن تاويت حرصه على ترجمة المعنى الشعري بأمانة‪..‬ثم اخضاع‬ ‫مبنى هذه الترجمة لمتطلبات الصناعة العروضية العربية على دأبه‬ ‫في كل ما يترجم عن الفارسية أو التركية أو غيرهما‪ ..‬وبهذا يتحقق‬ ‫عنصر جمالي يضاعف متعة تلقي الشعر المترجم الى العربية»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 09‬مــار�س ‪2019‬‬

‫‪ 9‬مارس‬ ‫الداودي‪ :‬استرجاع الـ ‪ 17‬مليار‪...‬‬ ‫كالم فارغ !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫‪S.O.S‬‬

‫هل جاء دور حدائق المندوبية؟!‬ ‫«المؤامرة بدأت مع الوالي حصاد‪ ،‬ال سامحه اهلل‪ ،‬حين عمد إلى «جرف» مقابر‬ ‫المسلمين المحيطة بالمندوبية والممتدة إلى ضريح الولي بوعراقية البقالي‪،‬‬ ‫وسط غابة كثيفة كانت تمتد إلى الجبل الكبير عبر سوق البقر‪ ،‬لتغطي غرب طنجة‬ ‫وصوال إلى غابة المعمورة‪ ،‬الممتدة على الساحل األطلسي ‪ ،‬أيام كانت الغابة بيتا‬ ‫وملجأ وحصنا حصينا لإلنسان‪.‬‬ ‫حصاد صمم على «الفتك» بالمقابر‪ ،‬بالرغم من وجود صيغ أخرى «مقبولة»‬ ‫لتنفيذ «برنامجه» الواهي‪ ،‬الذي اتضح‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬أنه ال يتعدى شق طريق على‬ ‫أنقاض مقابر المسلمين‪ ،‬صارت ‪ ،‬فيما بعد‪« ،‬مربطا» لسيارات األجرة‪! ‬‬ ‫والذين شاهدوا‪ ،‬كما شاهدت أنا‪ ،‬كيف كان «طراكس» مهترئ‪ ،‬يقتلع رفات‬ ‫المسلمين من مراقدهم‪ ،‬بهمجية وخشونة‪ ،‬ويرمي بها داخل شاحنة تسير بها‪،‬‬ ‫كلما امتألت ‪ ،‬إلى مكان مجهول‪ ،‬ولعلها كانت «مطامير» النفايات بمغوغة ‪....‬‬ ‫وحين أصر حصاد على تنفيذ «مجزرته» بمقابر المسلمين‪ ،‬توجه وفد من‬ ‫أهالي طنجة إلى سيدي عبد اهلل كنون الحسني ليخبروه بما يحاك ضد مقابر‬ ‫المسلمين‪ ،‬التي تأوي رفاة العديد من العلماء والمجاهدين والصلحاء وعامة‬ ‫المسلمين من أهالي هذه المدينة‪ ،‬تأثر‪ ،‬رحمه اهلل تأثرا بليغا‪ ،‬ورد على مخاطبيه‬ ‫بقول ينم عن خيبته ويأسه‪« :‬ال أحياني اهلل لذاك اليوم» ومات‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬قبل أن‬ ‫تنتهي مجزرة حصاد‪.‬‬ ‫وطبيعي أن ال يهتم حصاد وكل من كانوا على شاكلته من الغرباء ‪ ،‬ممن ال‬ ‫«أصول» لهم‪ ،‬وال «جذور» بطنجة‪ ،‬وال عطف وال رحمة وال حنو على أهالي هذه‬ ‫المدينة‪ ، ،‬وال رفق وال مرحمة برفاة اآلالف من أهلها‪ ،‬الذين حرموا من زيارة مقابر‬ ‫أهلهم‪ ،‬والترحم عليهم والدعاء لهم‪ ،‬كما كان يفعل الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫الذي أذن بزيارة القبور للعبرة والموعظة‪ ،‬وكان كلما زار قبور الشهداء يخاطبهم‬ ‫بهذا القول الكريم ‪ :‬السالم عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين‪ ،‬وإنا إن‬ ‫شاء اهلل بكم لالحقون‪ ،‬نسأل اهلل لنا ولكم العافية»‪ .‬رواه أحمد ومسلم وابن ماجة‪.‬‬ ‫وكنت قد اقترحت على منفذ خطط حصاد‪ ،‬المهندس الرافعي‪ ،‬أن تقوم عمالة‬ ‫طنجة بتقليد مخطط ألماني أنجزته بلدية مدينة ميونيخ‪ ،‬قبل احتضان األلعاب‬ ‫األولمبية الصيفية عام ‪ ،1972‬التي حضرت خاللها العملية الفدائية لمنظمة‬ ‫«أيلول األسود» الفلسطينية ضد أفراد من الفريق الرياضي اإلسرائيلي‪ ،‬حيث‬ ‫قامت البلدية األلمانية بتغطية مقابر ومعدات عسكرية من بقايا الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬بأطنان من التراب أعطت للمنطفة «تموجات» جميلة‪ ،‬تم غرس العديد‬ ‫من شجيرات الورود والزهور فوقها‪ ،‬بحيث يتمكن األهالي‪ ،‬بسهولة‪ ،‬من تحديد‬ ‫األمكنة التي يودون التعرف عليها ‪ .‬هذا الحل‪ ،‬كان يمكن تطبيقه بطنجة‪ ،‬دون‬ ‫اإلخالل باالحترام والتعظيم الواجب للموتى…‬ ‫واليوم‪ ،‬يبدو أن شهية «وحوش اإلسمنت» المسلح بالطمع الشديد‪ ،‬تفتحت‬ ‫لتبتلع حدائق المندوبية والمساحات المحيطة بها‪ ،‬حيث «طلعت» أخبار تداولتها‬ ‫منابر إعالمية‪ ،‬عن مشروع ممر أو مربط سيارات تحت أرضي بالمنطقة‪ ،‬كمقدمة‬ ‫لآلتي من المفاجآت‪! ‬‬ ‫وحيث أن «المؤمن ال يلدغ من جحر مرتين»‪ ،‬فقد تحركت فعاليات عدة‪،‬‬ ‫للتشهير بهذا المشروع الذي لم يستشر األهالي بشأنه‪ ،‬و ال يوفر أي ضمانة لحماية‬ ‫حدائق المندوبية والمناطق المجاورة لها‪ ،‬من أن يبتلعها جشع «لوبيات» العقار‬ ‫التي لنا معها تاريخ طويل من المواجهة والمعارضة والمقاومة‪.‬‬ ‫ومما زاد األهالي يقينا بأن المعنيين بالمشروع سائرون في طريق التنفيذ‪،‬‬ ‫قيامهم بعملية «تسييج» لحدائق المندوبية ما دفع بعض نشطاء الحركة البيئية‬ ‫إلى االحتجاج ‪ ،‬بسبب األخطار «المتربصة» بموقع المندوبية الذي يعتبره أهالي‬ ‫طنجة‪ ،‬تراثا رفيعا وقطعة من ماضيهم حيث إنها كانت مقرا للمندوب السلطاني‬ ‫بطنجة ‪ ،‬المخاطب الرسمي من الجانب المغربي لممثلي الدول األجنبية بالمغرب‬ ‫التي اتخذت من طنجة مقرا إلقاماتهم الدبلوماسية بالمغرب‪ ،‬قبل ثالثة قرون‪.‬‬ ‫وحتى يثبت نشطاء البيئة بطنجة عزمهم على مناهضة مشروع «النفق تحت‬ ‫أرضي» بحدائق المندوبية والمناطق المجاورة‪ ،‬فقد رفعوا أصواتهم باالحتجاج‪،‬‬ ‫كما أنهم أطلقوا عريضة إلكترونية تدعو إلى المحافظة على الطابع الحالي للحدائق‬ ‫التي تؤرخ لحقبة هامة من تاريخ المغرب وتاريخ طنجة التي يفخر أهلها بأنها‬ ‫كانت «المنصة الدولية» التي أعلن منها ملك المغرب‪ ،‬محمد الخامس طيب اهلل‬ ‫ثراه‪ ،‬في «خطاب طنجة» التاريخي (‪10‬أبريل َ‪ ،)1947‬مطالبته باستقالل وحرية‬ ‫بالده ‪.‬‬ ‫كما دعا نشطاء البيئة إلى مراعاة اآلثار التاريخية التي تزخر بها المنطقة‪،‬‬ ‫خاصة الفنيقية واليونانية واألوروبية ‪ ،‬ومنها اآلثار البرتغالية من أسوار وحصون‪،‬‬ ‫التي يتم اكتشافها‪ ،‬بين فينة وأخرى‪.‬‬ ‫إن اإلصرار على «تغيير» الوضع الحالي لحدائق المندوبية ضدا على إرادة‬ ‫أهاليها‪ ،‬يمكن اعتباره «استفزازا» من جانب البلدية والعمالة‪ ،‬واعتداء على موقع‬ ‫أثري يحتل مكانة رفيعة في مخيلة ومشاعر أهل طنجة الغيورين على ماضيهم‬ ‫وتاريخهم ‪ ،‬بعد أن تطاولت أياد معتدية على نفائس من مآثر طنجة‪ ،‬كانت بدايتها‬ ‫عند تحقيق جالء اإلدارة الدولية‪ ،‬حيث عمد مسؤولو السياحة واآلثار‪ ،‬آنذاك‪ ،‬إلى‬ ‫نقل العديد من ذخائر متحف القصبة إلى «وجهات» أخرى‪ ،‬لم تكن دائما مقرات‬ ‫المتاحف الوطنية‪ ،‬بالذات‪... !!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫قبل فوات األوان‬ ‫تداولت بعض المنابر اإلعالمية‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬ما مفاده أن بعض‬ ‫الوزراء‪ ،‬من «لون» معين‪ ،‬يعمدون إلى «التحايل» على مسطرة‬ ‫«المباراة» لـ «يزرعوا» العشرات من أعضاء دواوينهم‪ ،‬في الوظيفة‬ ‫العمومية‪ ،‬وكان قد تم إلحاقهم «مباشرة» بدواوين الوزراء بناء‬ ‫على «كوطة» سياسية تعفيهم من شروط التوظيف التي يخضع‬ ‫لها كل راغب في وظيفة عمومية بجميع امتيازاتها‪ ،‬وهي متعددة‬ ‫والحمد هلل‪ ،‬خاصة بالنسبة ألصحاب الدرجات العليا في السالليم‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫وهكذا فقد تمت اإلشارة بـ «المكشوف» في هذه المنابر‪ ،‬إلى‬ ‫الوزارات المعنية بـ «تسوية» الوضع اإلداري للملحقين بدواوينهم‪،‬‬ ‫بصفة مباشرة‪ ،‬ودون المرور بالمباراة التي‪ ،‬وإن تمت‪ ،‬فإنه يوجد‬ ‫من يعتبر أن فيها «إن» المالزمة للعديد من القضايا المرتبطة‬ ‫بمجاالت التدبير والتبدير وما جاورهما ‪.‬‬

‫ال زال الـداودي يطلـع علينـا بتصريحاتــه «المفوهة»‪ ،‬في‬ ‫موضوع المحروقات بين «المواجهة» و «المالينة» إزاء شركات‬ ‫التوزيع وبين اعتراض مجلس المنافسة على موقفه من التسقيف‬ ‫الذي أعاد المشكل إلى مربع االنطالق‪ ،‬وبين تبشيره‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫بقرب التسقيف بشراكة مع أصحاب الـ ‪ 17‬مليار المعلومة‪ ،‬التي‬ ‫صدر تقرير برلماني بشأنها‪ ،‬والتي قال عنها وزير الحكامة إن‬ ‫استرجاعها من شركات التوزيع التي استولت عليها خارج القانون‬ ‫وضوابط المعامالت التجارية‪« ....... ،‬كالم فارغ» !‬

‫والعلم هلل !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ما ضاع حق وراءه طالب !‬

‫وسبق للداودي نفسه‪ ،‬أن اعترف بأن ربح بعض شركـــات‬ ‫المحروقات تجاوز درهمين لكل لتر‪ ،‬فيما كانت الدولة قد حددت‬ ‫هامش ربح شركات محطات الوقود في ‪ 70‬سنتيما للتر الواحد من‬ ‫«الديزل»‪ ،‬و‪ 60‬سنتيما للتر الواحد من «البنزين»‪.‬‬ ‫تعلمون لماذا ال يمكننا أن نسترجع الـ ‪ 17‬مليارا التي تحصل‬ ‫الموزعون عليها «جزافا»‪ ،‬بسبب قرار تحرير أسعار المحروقات‬ ‫الذي اعتبره الكثيرون قرارا متسرعا ومرتجال‪ ،‬ألن الوزير‪ ،‬وبكل‬ ‫بساطة‪ ،‬قد يكون اقتنع بأن «األرباح توزعت بين المساهمين في‬ ‫الشركات‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإنه ال يمكن استرجاعها» !‪....‬‬ ‫والعوض على اهلل !‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ما دمت في المغرب‪ ،‬فال تستغرب !‬

‫هذه المقولة المثيرة التي كانت تستفزنا حين كانت تتردد‬ ‫على شفاه بعض المتشفين بنا‪ ،‬مغاربة وأجانـب‪ ،‬بسبب الزيوت‬ ‫المسمومة‪ ،‬أو زيت الطيارة‪ ،‬التي تفجرت سنة ‪ ،1959‬لتفسد على‬ ‫الشعب المغربي احتفاالته باإلستقـالل‪ ،‬تعود اليوم لتذكرنـا بأن‬ ‫األمور‪ ،‬لم «تنتظم» بعد‪ ،‬والبلد مر على استقالله فوق ستة عقود‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬لم كل هذا التهويل؟‬ ‫ببساطة‪ ،‬ألننا اكتشفنا‪ ،‬من جديد‪ ،‬أن «أسرار الدولة» توجد‬ ‫عند «مول الزريعة» بدل أن تكون في خزائن قوية ومأمونة‪.‬‬ ‫ولعـل «حادثـة» مول الزريعة الذي اكتشف مواطنون بمحله‬ ‫الكائن بأحد أحياء مدينة سال المجاورة لعاصمة «اإليالة الشريفة»‬ ‫كما كانت ترد في الوثائـق الرسميـة‪ ،‬وثائق «رسميـة» للغاية‪،‬‬ ‫تخص وزارة الطاقة والمعادن‪ ،‬ومنها وثيقة دبلوماسية تتعلق‬ ‫بالتعاون المغربي اإليطالي في مجال الطاقة‪ ،‬كما أن الحديث جرى‬ ‫في بعض المنابر عن العثور بمحل «مول الزريعة» على العشرات‬ ‫من الوثائق الرسمية تعهم عالقات التعاون بين المغرب ودول‬ ‫أجنبية!‪.‬‬ ‫وإذا صحت هذه األخبار‪ ،‬كما وردت‪ ،‬فإن حكم الشعب سوف‬ ‫يكون قاسيا على «المستهترين» ب «أسرار» الدولة‪ ،‬الذين لن‬ ‫تشفع لهم «حيثياتهم» السياسية أو التقنوقراطية‪ ،‬في أن يوصفوا‬ ‫بـ «المبتدئين» أو «الهواة» وأن يتم اعتبار أنهم ليسوا في المكان‬ ‫الذي يستحقونه !‬ ‫والفضل كله في هذا «االستنباء» العجيب‪ ،‬يعود إلى اإلعالم‬ ‫الذي تتضح لديه‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬أسباب «المتارس» التي توضع‬ ‫في طريقه‪ ،‬للحصول على «المعلومة»‪ ،‬ألن من ال يعلم‪ ،‬ال يمكنه‬ ‫أن يُعلم !‬ ‫وها هو «مول الزريعة» يفتح أمام اإلعالميين طريقا سالكة‬ ‫للحصول‪ ،‬ليس فقط على المعلومة‪ ،‬بل وأيضا على «كنانيش»‬ ‫الوزارات‪ ،‬دون أن يكلفــوا أنفسهم عنــاء االتصال بـ «أصحاب‬ ‫المعالي» أو بدواوينهم العامرة‪ ،‬التي كثيرا ما ‪....‬ال ترد !!!‪....‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬يبدو أن قضية مليكة السليماني‪ ،‬الموظفة بوزارة‬ ‫اإلسالم‪ ،‬تسير نحو الحل الذي تتطلبه‪ ،‬بعد أن شهد ملفها‬ ‫أطوارا غريبة داخل ردهات المحاكم منذ ‪ ،2009‬حين تقدمت‬ ‫بشكاية ضد برلماني عن االتحاد الدستوري تتهمه باغتصابها‪،‬‬ ‫نتج عنه حمل ووضع لطفل ذكر‪ ،‬أثبتت الخبرة الجينية أنه من‬ ‫صلب البرلماني المذكور بنسبة ‪ 99,99‬بالمائة‪ .‬ومع ذلك لم‬ ‫تقنتع المحكمة ال بالشكاية وال بالخبرة الجينية التي أجرتها‬ ‫مختبرات الدرك الملكي‪ ،.‬وقضت ببراءته !‬ ‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بمدينة تمارة‪ ،‬قرر إعادة‬ ‫محاكمة المتابع من طرف السيدة مليكة السليماني‪ ،‬الذي سبق‬ ‫وأن أدانته محمكة االستئناف بالدار البيضاء بسنة سجنا نافذا‬ ‫وغرامة مالية قدرها ‪ 15‬مليون سنتيم‪ ،‬لتتم براءته بعذ ذلك‪.‬‬ ‫كما أحـــال وكيـل الملك الملف بكامله على قاضي التحقيق‬ ‫من أجل االستماع إلى المتهمين وإعادة المحاكمة من طرف هيئة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ربما كانت سنة المرأة ‪ ،2019‬فأل خير على السيدة مليكة‬ ‫السليماني التي واجهت‪ ،‬بمفردها‪ ،‬وبالرغم من ضعف حالها‬ ‫وهوانها على الناس‪ ،‬العديد من المناورات والتهديدات من داخل‬ ‫الوزارة التي تعمل بها ومن محيطها المجتمعي‪ ،‬لتوصل قضيتها‬ ‫إلى من يجب‪ ،‬ولعلها قد اطمأنت اآلن إلى أن القضاء سيرفع عنها‬ ‫الظلم الذي عانت منه سنينا‪ ،‬ألن اهلل سبحانه تعالى حرم الظلم‬ ‫عن نفسه وجعله محرما بين عباده !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫دورة ناجحة لمجلس الجهة‬ ‫دورة جديدة لمجلس الجهة‪ ،‬تميــزت بالعديد من القرارات‬ ‫التي تهم مختلف جوانب تدبير الشأن العام‪ ،‬وتنميــة جماعــات‬ ‫الجهة‪ ،‬مع ترميم مدينة تطوان العتيقة‪ ،‬وإطالق مشاريع اجتماعية‬ ‫وتنموية بأقاليم الجهة‪ ،‬والمحافظة على البيئة خاصة بجماعة‬ ‫القصر الصغير وقصر المجاز‪ ،‬وتنمية إقليم وزان‪ ،‬وبناء وتجهيز‬ ‫مراكز ثقافية جديدة خاصة بوزان وتاركيست وواد الو‪ ،‬وإنجاز‬ ‫متحف الحسيمة‪ ،‬وتشييد ودعم مؤسسات صحية من بينها مركز‬ ‫لتصفية الدم وآخر لمعالجة داء السرطان بالحسيمة‪ ،‬وفتح المجال‬ ‫أمام إجراء عمليات جراحية على القلب والشرايين بالجهة‪.‬‬ ‫مجلس الجهة الذي حضر أشغالـه السيد مهيدية‪ ،‬والي جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬وترأسـه السيد إلياس العماري‪ ،‬رئيس‬ ‫مجلس الجهة‪ ،‬أبــرم أيضا اتفاقيات تخص الربط الجــوي بين‬ ‫طنجة والناظور ومراكش وأكادير‪ ،‬وإعداد خرائط التعمير بالمجال‬ ‫الحضري والقروي وخرائط جيولوجية وتزويد عدد من الجماعات‬ ‫بوزان والشاون والمضيق وواد الو ببعض اآلليات منها شاحنات‬ ‫صهاريج‪ ،‬وشاحنـة نقـل‪ ،‬واتفاقيـة أخرى تخص النقل المدرسي‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬وهو مجال يعتبر من أولويات مجلس الجهة‪.‬‬ ‫ما تلزم اإلشارة إليه‪ ،‬في هذا التقرير هو الجو المتحضر‬ ‫والمسؤول الذي تمت فيه أشغال هذه الدورة‪ ،‬والتي أعطى خاللها‬ ‫كافة أعضاء مجلس الجهة المثال الحسن لروح الجدية والمسؤولية‬ ‫وتقديم المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة‪ ،‬بخالف ما‬ ‫يحصل‪ ،‬عند كل دورة من دورات المجلس البلدي‪ ،‬من «فوضى»‬ ‫يكــون من أسبابها العناد والمكابرة واالستقــواء باألغلبيـــة‬ ‫والمعارضة والمجازفة بأصول الكالم المسؤول‪ ،‬والمهذب والذي‬ ‫يسيء إلى البلدية واألهالي على حد سواء !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪984‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫عيد املر�أة‪ :‬الوقوف عند الإجنازات و طرح املطالب مرة �أخرى وانتظار‬ ‫االعرتاف الذي لن ي�أتي‪...‬‬ ‫�صحوة املجتمع املغربي لن تكتمل �إال مب�شاركة فعالة للمر�أة الفاعلة يف احلياة العامة‬ ‫ً‬ ‫وتخليها عن تلك النظرة التي ترى فيها «ذاتها» ً‬ ‫�ضعيفا‪...‬‬ ‫كيانا‬ ‫يصادف يوم ‪ 8‬مارس من كل سنة اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬وهو يوم تبنته الجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة سنة ‪ 1977‬بناء على توصية تدعو الدول إلى تخصيص يوم ‪ 8‬مارس من كل‬ ‫عام لإلحتفال بحقوق المرأة والسالم الدولي‪ ،‬وقد أصبح هذا اليوم مناسبة عالمية لمناقشة‬ ‫واستعراض اإلنجازات التي تحققت‪ ،‬ولرصد طموحات النساء في المستقبل‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن ميثاق األمم المتحدة عام ‪ 1945‬نص بجالء على تساوي الرجال‬ ‫والنساء في الحقوق‪ ،‬تاله اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ‪ 1948‬بإقرار حرية جميع‬ ‫األشخاص وتكافؤهم في الكرامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬وحظر التمييز ضد النساء‪ .‬أضف إلى ذلك‬ ‫االتفاقية الدولية عـام ‪ 1979‬المتعلقـــة‬ ‫بمناهضة كــل أشكــال التمييز ضــد المرأة‪.‬‬ ‫كما سبق لبان كي مون‪ ،‬األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة سابقا‪ ،‬أن شدد‪ ،‬في سياق كلمته‬ ‫بمناسبة أحــد االحتفــاالت باليوم العالمي‬ ‫للمرأة‪ ،‬على ضرورة إحداث تقدّم ملموس‬ ‫في مجال المرأة والطفل‪ ،‬مشيرا إلى أهمية‬ ‫االحتفال باليوم العالمي للمرأة والتركيز على‬ ‫المساواة‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يحـق لنا أن نتساءل‬ ‫عن واقع المرأة المغربيـة والتحديات التي‬ ‫تواجهها؟ وأي دور ريادي يمكن أن تؤديه‬ ‫بجانب الرجـــل في مجتمــع مازال يتحفظ‬ ‫من دورها القيـادي والسياسي؟ وهل بدأ‬ ‫المجتمع المغربي يعترف بقــدرات المرأة‬ ‫ضمن من يستحقون المكافأة داخل الهيئات‬ ‫والمؤسسات واإلدارات‪ ،‬كونها واحدة من‬ ‫المؤثرات في التغيير؟‪ ..‬أم أنهــا أول من‬ ‫يضحى بها بعد تحقيـق أي نجـــاح سياسي‬ ‫أو انتخابي وأول من سيعـود إلى الصفوف‬ ‫الخلفية؟‪.‬‬ ‫ال يمكــن االختـالف عمــا حققتــه المرأة‬ ‫المغربية من تقدم وإنجازات وما وصلت إليه‬ ‫من مكانة مشرفة بفضل جهودها وكفاحها‬ ‫وطموحها لتقلـــد مواقــع الريـادة‪ ،‬وفرض‬ ‫حضورهـا في المجتمـــع المدني والسياسي‪،‬‬ ‫وبالخصــوص داخــل األحــزاب السياسيــة‬ ‫والمؤسسات التمثيلية‪ ،‬بالرغم من التحديات‬ ‫الكبرى التي واجهتها وتواجهها‪ ،‬والتقاليــد‬ ‫المتحجرة التي تعيق مسيرتها‪.‬‬ ‫يحق لكل امرأة مغربية أن تفخـــر بما‬ ‫تمكنت من الوصول إليـــه وناضلـت ألجله‪،‬‬ ‫فحصلت عليه‪ ،‬من حقوق سياسية‪ ،‬عبر مختلف‬ ‫المراحل التاريخيــة‪ ،‬وساهمت في اإلنتـــاج‬ ‫مساهمة فعالة‪ ،‬وفتحت أمامها أبوابا لم تفتح‬ ‫باألمس‪ ،‬وولجت كل الميادين التي تتناسب‬ ‫مع إمكانياتها واختصاصاتها‪ ،‬ما مكنها من‬ ‫انتزاع مكاسب الئقة بكرامتها كامرأة‪ ،‬سواء‬ ‫داخل الوطن أو خارجه‪.‬‬ ‫مع األسف‪ ،‬تبين اإلحصائيات الرسمية‬ ‫أن المرأة مازالت تعاني من األمية والبطالة‪،‬‬ ‫بشكل أكبر بكثير مقارنة بما يعرفه الرجال‪،‬‬ ‫ومن ضعف إدماجها في المجال االقتصادي‪،‬‬ ‫كما تعتبر مشاركة النساء في مراكز «القيادة» واتخاذ القرار ضعيفة‪ ،‬ومازلنا نالحظ ممارسات‬ ‫تمييزية في حقها في المجتمع وداخل األحزاب من قبيل تهميش دورها السياسي‪ ،‬وحتى عندما‬ ‫تقدم في الواجهة‪ ،‬تقدم فقط كديكور أو ربح رهان انتخابي وليس دفاعا عن كينونتها وكفاءتها‪،‬‬ ‫وهو ما يمكن اعتباره استغالال للمرأة سياسيا وإعالميا‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فإن مصير المرأة والرجل واحد‪ ،‬فكالهما مشتركان في الحقوق والواجبات في‬ ‫إطار من التكافؤ والمساواة‪ ،‬وأي تحجيم لدورها السياسي واالجتماعي يجعل المجتمع غير محقق‬ ‫ألهداف ومبادئ الديمقراطية‪ ،‬إذ أن الديمقراطية تعد القناة األكثر فاعلية في نشر ثقافة تمكين‬ ‫المرأة من المشاركة السياسية وتسهم في خلق ثقافة المواطنة‪.‬‬ ‫كما نجد أن من بين األهداف الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة هناك هدف تحقيق‬ ‫التكافؤ الكامل بين الرجال والنساء على مستوى حقوق اإلنسان وحقوق المواطنة‪ ،‬فتمكين‬ ‫المرأة وإسهامها الكامل والمتكافئ في كافة النشاطات السياسية‪ ،‬بما في ذلك اإلسهام في‬ ‫صناعة القرار الحزبي والمشاركة في تدبير الشأن العام بجانب الرجل‪ ،‬شرط أساسي لتحقيق‬ ‫مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة‪.‬‬ ‫ومما ال جدال فيه أن المغرب حقق الكثير من اإلنجازات في مجال النهوض بحقوق المرأة؛‬ ‫فالملك محمد السادس منذ توليه الحكم حرص على التأكيد‪ ،‬خالل خطبه‪ ،‬على ضرورة النهوض‬ ‫بأدوار النساء وفتح آفاق مشاركة المرأة في مراكز القرار وفي المؤسسات المنتخبة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ومن بين القوانين المهمة الداعمة لحقوق المرأة المغربية‪ ،‬على سبيل الذكر ال الحصر‪،‬‬ ‫مدونة األسرة‪ ،‬التي تم اإلعالن عنها سنة ‪ ،2003‬وهي من أولى المبادرات الملكية الرامية إلى‬ ‫إنصاف النساء وإقرار حقوقهن‪ ،‬بعد أربع سنوات من تولي الملك العرش‪ ،‬والتي تم اعتبارها‬ ‫«ثورة اجتماعية وتشريعية»‪.‬‬ ‫وال ننسى أن الدستورَ المغربي الجديد لسنة ‪ 2011‬نصّ على «تمتيع الرجل والمرأة‬ ‫على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫والبيئية»‪ ،‬وعلى أن «تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء‪ ،‬وتحدث‬ ‫هيئة للمناصفة ومكافحة التمييز»‪ ..‬وعلى‬ ‫أن «تعمــل السلطــات على توفيــر الظـروف‬ ‫التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية‬ ‫المواطنات والمواطنين والمساواة بينهم‬ ‫ومشاركتهم في الحياة السياسية»‪.‬‬ ‫كما نذكر أيضا قرار رفع تحفظات المملكة‬ ‫على االتفاقية الدولية لمحاربة التمييز ضد‬ ‫المرأة التي سبق أن صادقت عليها الحكومة‪،‬‬ ‫وهو قرار شجاع يرمي إلى تأكيد مبدأ المساواة‬ ‫بين الرجل والمرأة انسجاما مع نص وروح‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫واعتبارا لما وصلت إليه المرأة المغربيـة‬ ‫من مكانة اجتماعية ومرتبة علمية رفيعة‪،‬‬ ‫وما أبانت عنه من أهلية وكفاءة واقتدار في‬ ‫توليها لمختلــف المناصـب السامية‪ ،‬دشن‬ ‫القرار الملكي بالسماح للمرأة المغربية بولوج‬ ‫خطة العدالة (مهنة «العدول») صفحة جديدة‬ ‫كذلك في مسار تعزيز مبدأ بالمساواة‪.‬‬ ‫لكــن‪ ،‬على الرغــم مــن الدور الحيــوي‬ ‫والمشهود للمــرأة المغربيـة داخل المجتمع‪،‬‬ ‫فإننا مازلنا نالحــظ‪ ،‬مثـــال‪ ،‬حضورا متواضعا‬ ‫وغير كاــف للمرأة‪ ،‬سواء في مراكز القــرار أو‬ ‫في المؤسسات المنتخبة (البرلمان والجماعات‬ ‫الترابية)‪ ،‬أو في األحــزاب السياسيــة‪ ،‬أو في‬ ‫وسائل اإلعالم وغيرها‪.‬‬ ‫وهذا الواقع‪ ،‬كما نالحظه‪ ،‬مرتبط بطبيعة‬ ‫المجتمعات العربية‪ ،‬فمازالت تســود العقلية‬ ‫الذكورية‪ ،‬التي تعطي األولويـة للرجل كقائـد‬ ‫اجتماعي وسياسي وكعنصر له قدرات أقوى من‬ ‫المرأة في تدبير الشأن العام وتقلد المواقع‬ ‫الريادية‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يصير وصول المــرأة إلى‬ ‫مناصب القيادة‪ ،‬أو إلى المؤسسات المنتخبة‪،‬‬ ‫مسألة صعبة جدا ومعقدة أحيانا‪ ،‬بالرغم من‬ ‫الخطابات المعلنــة التي تؤكـــد أن األحــزاب‬ ‫السياسية تدعــم وصول المرأة إلى مراكـــز‬ ‫القيادة والمسؤولية‪.‬‬ ‫ورغـم كـل هــذه المعيقــات‪ ،‬فإن المـــرأة‬ ‫المغربية كانـت حاضــرة بقــوة في العديد من‬ ‫المحطات السياسية التي شهدهـــا المغرب‪،‬‬ ‫فضال عن دورها الفعال في اإلصالح وقيادة الشارع المغربي نحو التغيير لألفضل‪ ،‬ومطالبتها‬ ‫بإجراء إصالحات دستورية وسياسية واجتماعية‪ ،‬ونجاحها في تدبير مرافق عمومية بنزاهة‬ ‫وصدق وفعالية‪.‬‬ ‫وهذا لن يثنينا عن القول إن قضية وصول المرأة المغربية إلى مواقع صنع القرار تعد من‬ ‫أهم التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن ومستقبال‪ .‬وتكمن أهمية القضية في كونها‬ ‫مؤشراً دقيقاً على درجة المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين وإقرار مبدأ المناصفة‪ ،‬وعلى تغير‬ ‫الصورة النمطية للمرأة وزيادة تمثيلها في مواقع صنع القرار بصورة عادلة‪ ،‬وبطرق ديمقراطية‪،‬‬ ‫تتناسب مع مسيرتها العملية وتأهيلها العلمي وحضورها الفعال في المشهد السياسي وما‬ ‫قدمته من تضحيات بجانب الرجل‪ ،‬تستحق التشجيع‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬تبرز أهمية مطالبة المرأة بحقوقها السياسية والمدنية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية كاملة‪ ،‬وبتغيير المفاهيم التقليدية عن المرأة ودورها في المجتمع‪،‬‬ ‫وإخضاع تلك المفاهيم لنقد موضوعي بناء‪ .‬ثم إن هذا الدور لن يكتمل إال بمشاركة المرأة‬ ‫الفاعلة في الحياة العامة وتخليها عن تلك النظرة التي ترى فيها «ذاتها» كيانا ضعيفاً ال يقوى‬ ‫على ولوج معترك السياسة واالهتمام بالشأن العام والوصول إلى مراكز القيادة؛ ومن ثم يجب‬ ‫أن تكون لها مكانة معتبرة بالنظر إلى جهودها وحضورها المتميز على جميع المستويات‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫في لقاء احتفالي باليوم‬ ‫العالمي للمرأة‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫كلتا الشاوني تعتبر أن مساهمة‬ ‫المرأة في التنمية االقتصادية أصبحت‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫أمراً حتمياً‬

‫تحت شعار (المرأة المقاولة الشفشاونية‪:‬‬ ‫اإلنجازات واآلفاق)‪ ،‬نظمـــت جمعية النساء‬ ‫المقاوالت بشفشاون لقاءا احتفاليـــا متميزا‬ ‫للتعريف بالمبادرات النسائيــة الجــادة في‬ ‫ميدان المقاولـــة اإلنتاجيــة والخدماتيـــة‪،‬‬ ‫واألشغال العامة والبناء‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪8‬‬ ‫مارس ‪ 2019‬بفندق بارادور‪.‬‬ ‫قي كلمتها االفتتاحية لهذا اللقاء‪ ،‬أكدت‬ ‫رئيسة الجمعية المنظمة كلتا الشاوني‪ ،‬على‬ ‫وجود نساء باإلقليم ذوات كفاءات عالية خضن‬ ‫غمار المقاولة‪ ،‬رغم اإلكراهات والصعوبات‬ ‫المجتمعية والعقليات التقليدية‪ ،‬واستطعن‬ ‫إثبات أنفسهن بجدارة واستحقاق‪.‬‬ ‫واعتبرت كلتا الشاوني أن مساهمة‬ ‫المرأة في التنمية االقتصادية أصبح أمرا‬ ‫حتميا اليوم لتطوير المجتمع والرقي به‪،‬‬ ‫فولوج المرأة لعالم المقاولة يجعل منها فاعال‬ ‫اجتماعيا واقتصاديا وقوة منتجة ال مستهلكة‪،‬‬ ‫ويفتح أمامها باب إبراز قدراتها‪ ،‬كما ينمي‬ ‫لديها روح المبادرة‪.‬‬ ‫وأبرزت رئيسة جمعية النساء المقاوالت‬ ‫أن معركة المرأة ال تنحصر بشكل ضيق في‬ ‫مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫وإنما تمتد بشكل أساسي إلى إبراز قدرتها‬ ‫على العطاء واإلبداع‪ ،‬والثبات أمام التطورات‬ ‫المتسارعة التي يعرفها عصرنا في مجال‬ ‫االقتصاد واإلنتاج‪.‬‬ ‫وأشارت كلتا الشاوني أن الجمعية التي‬ ‫تترأسها‪ ،‬تهدف باألساس إلى رفع قدرات‬ ‫النساء في المجال المقاولتي‪ ،‬وإطالعهن على‬ ‫المستجدات المرتبطة بهذا المجال‪ ،‬والدفاع‬ ‫عن مصالحهن و تنظيمهن لكي يتمكن‬ ‫من االستفادة من الفرص المتاحة للمقاولة‬ ‫النسائية سواء على المستوى اإلقليمي أو‬ ‫الجهوي أو الوطني أو الدولي‪ ،‬مؤكدة في هذا‬ ‫الباب على ضرورة العمل التشاركي‪ ،‬والتواصل‪،‬‬ ‫والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬ ‫وفي ختام كلمتها طلبت كلتا الشاوني‬ ‫من الشركاء والفاعلين باإلقليم‪ ،‬تقديم ما‬ ‫أمكن من الدعم والمساندة لجمعية النساء‬ ‫المقاوالت بشفشاون من أجل تحقيق أهدافها‬ ‫النبيلة والمضي قدما في مشروعها الحداثي‬ ‫بامتياز‪.‬‬ ‫عبد الرحيم بوعزة رئيس المجلـــس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬بعد تهنئته للنساء‬ ‫بعيدهن األممي‪ ،‬سلط الضوء على انخراط‬ ‫النساء المستمر في صنع األحداث والتاريخ‪،‬‬ ‫وعلى مساهماتهن الكفاحية المتميزة في‬ ‫اللحظات المشرقة للمغرب‪.‬‬ ‫ونوه عبدالرحيم بوعزة بجدية جمعية‬ ‫النساء المقاوالت‪ ،‬وكفاءة أطرهـــا‪ ،‬وتميز‬ ‫أنشطتها‪ ،‬مبرزا أن أعمال هــــذه الجمعية‬ ‫تساعد بل تحفز‪ ،‬دون أدنى شك‪ ،‬النساء على‬ ‫الولوج لمجاالت ظلت حكرا على الرجل‪.‬‬ ‫وثمن عبدالرحيم بوعزة ‪ ،‬بشكل خاص‪،‬‬ ‫الوعي والخبرة اللذين تتعامل به الجمعية مع‬ ‫محيطها‪ ،‬وأهمية المبادرات التي تقوم بها‬ ‫من أجل فتح قنوات التواصل مع التنظيمات‬ ‫والمؤسسات الوطنية والدولية التي تدعم‬ ‫المقاولة النسائية وتفتح أفاقا جديدة أمامها‬ ‫للتطور‪.‬‬ ‫وأكد عبدالرحيم بوعزـــة على أهمية‬ ‫دور جمعية النساء المقاوالت في التعريف‬ ‫بمؤهالت وفرص االستثمار باإلقليم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫مساهمتها الخالقة في الدفع بمسار التنمية‪.‬‬ ‫محمد السفياني رئيس الجماعة‬ ‫الحضرية عبر في معرض كلمته عن سعادته‬ ‫بمشاركة جمعية النساء المقاوالت االحتفال‬ ‫بهذا اليوم االستثنائي الذي يتم االحتفاء‬ ‫من خالله بالمرأة الشفشاونية عامة والمرأة‬ ‫المقاولة خاصة‪ ،‬كما يتم من خالله إبراز الدور‬ ‫الحيوي الذي تلعبه النساء داخل البيت بالسهر‬

‫‪6‬‬

‫على تربية األبناء ورعايتهن وخارج البيت‬ ‫بالعمل واإلنتاج واالستثمار واإلبداع‪ ،‬وخلق‬ ‫الثروة وفرص الشغل‪.‬‬ ‫وأشـــار محمد السفيانـــي أن مدينـــة‬ ‫شفشاون هي مدينة النساء بامتياز‪ ،‬حيث إن‬ ‫تاريخها يشهد على أن السيدة الحرة ابنة‬ ‫موالي األمير موالي علي بن راشد مؤسس‬ ‫المدينة‪ ،‬حكمت تطوان وبسطت نفوذها‬ ‫على الشمال‪ ،‬وأبلت البالء الحسن في الدفاع‬ ‫عن الثغور‪ ،‬فأصبحت مثاال نموذجيا للمرأة‬ ‫القائدة‪ ،‬الزال جديرا باالهتمام واالقتداء‪.‬‬ ‫وأبرز محمد السفيانـــي أنه في وقتنـــا‬ ‫الحالي تعيش المرأة وضعا غير مسبوق‪ ،‬إذ‬ ‫أن عاهل البالد الملك محمد السادس أولى‬ ‫عناية خاصة للمرأة‪ ،‬حيث حققت في عهده‬ ‫مكتسبات وحقوق مكنتها من االنطالق نحو‬ ‫آفاق جديدة‪.‬‬ ‫كما شدد محمد السفياني على أهمية‬ ‫انخراط النساء في تدبير الشأن المحلي‬ ‫سواء من خالل جمعيات تشتغل في مجاالت‬ ‫متعددة‪ ،‬أو من خالل هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع التي لها دور تشاركي‬ ‫بالجماعات الترابية في بلورة وصياغة البرامج‬ ‫والمشاريع المحلية ومتابعتها وتقييمها‪,‬‬ ‫عامل إقليم شفشـــاون محمد علمي‬ ‫ودان هنأ في معــرض كلمتــه الحاضرات‬ ‫بعيدهن العالمي‪ ،‬مؤكدا على ضرورة صون‬ ‫كرامة المرأة كأولوية األولويات‪ ،‬والتي‬ ‫لها تأصيل ديني(ما أكرمهن إال كريم وما‬ ‫أهانهن إال لئيم)‪ ،‬ودستوري حقوقي‪ ،‬مبرزا‬ ‫أن المرأة في العهد الجديد‪ ،‬بقيادة جاللة‬ ‫الملك محمد السادس‪ ،‬تتمتع بكامل حقوقها‬ ‫المدنية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬و أن هذه‬ ‫المكتسبات هي استمرار لما تحقق في عهد‬ ‫الملكين الراحلين محمد الخامس و الحسن‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫وأشاد عامل إقليم شفشاون بعطاءات‬ ‫النساء وكفاحهن‪ ،‬خاصة النساء القرويات‬ ‫اللواتي يقمن بمهام مزدوجة فيعملن داخل‬ ‫البيت وخارجه‪ ،‬ويفقن الرجل من حيث بذل‬ ‫الجهد وتحمل المسؤولية‪.‬‬

‫ونوه عامل اإلقليــم بجمعية النساء‬ ‫المقاوالت بشفشاون‪ ،‬معبرا عن إعجابه‬ ‫بالمرأة المقاولة‪ ،‬وبروح الجدية والمثابرة‬ ‫التي تتمتع بها النساء‪ ،‬وبخاصية الدقة‬ ‫واإلتقان التي تميز أعمالهن وإنجازاتهن‪.‬‬ ‫وأكد عامل إقليم شفشاون أن المناداة‬ ‫بالمساواة مع الرجل أصبحت متجاوزة حيث‬ ‫إن المرأة برهنت على تفوقها في كثير من‬ ‫المجاالت وعلى رأسها المجال التعاوني‬ ‫واإلنتاجي‪ ،‬فمعظـــم التعاونيات باإلقليــم‬ ‫نسائية‪ ،‬ووعد عامــل اإلقليم‪ ،‬في هـــذا‬ ‫الصدد‪ ،‬أنه سيعمل على إعطاء نفس جديد‬ ‫للتعاونيات القروية باإلقليم‪ ،‬بتمكينها من‬ ‫مقرات تتوفر على الشروط المالئمة للعمل‪،‬‬ ‫وإحداث مجموعات ذات النفع االقتصادي‬ ‫من أجل تحسين االنتاج والتسويق‪ ،‬وذلك‬ ‫باستثمار جميع اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وخاصة‬ ‫برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬كما‬ ‫وعد بتذليل جميع الصعاب وحل اإلشكاالت‬ ‫القانونية والميدانية إلخ التي تواجه المقاوالت‬ ‫والتعاونيات النسائية‪.‬‬ ‫و أبرز عامل اإلقليم أنه في إطار تنفيذ‬ ‫برنامج التعميم الشامل للتعليم األولي‬ ‫باإلقليم‪ ،‬ستحظى المرأة األم بالعناية الالزمة‪،‬‬ ‫إذ أن التربية التي يستفيد منها الطفل في‬ ‫مراحله األولى تستلزم هذه العناية‪.‬‬ ‫وحث عامل اإلقليم النساء على االنخراط‬ ‫في العمـــل السياســـي‪ ،‬والترشح لمراكز‬ ‫المسؤولية‪ ،‬متمنيا أن يفرز اإلقليم مستقبال‬ ‫نساء برلمانيات وقياديات في الجماعات‬ ‫الترابية بمختلف مستوياتها‪.‬‬ ‫وقد اختتم هذا الحفل بتكريم جمعية‬ ‫النساء المقاوالت بشفشاون لكل من عامل‬ ‫إقليم شفشاون ورئيس المجلس اإلقليمي‬ ‫ورئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬وذلك للدعم الذي‬ ‫يقدمونه للمقاوالت والتعاونيات والجمعيات‬ ‫النسائية‪ ،‬وللمبادرات النسائية بصفة عامة‪.‬‬ ‫اللقاء االحتفالي حضرتـــه‪ ،‬إلى جانب‬ ‫الوفد الرسمي‪ ،‬فعاليات نسائيــة و جمعويـــة‬ ‫وشخصيات من المجتمع المدني وإعالميون‪،‬‬ ‫وقد أعقبه يوم دراسي لفائــدة النســاء‬ ‫المقاوالت والمنتجات‪.‬‬

‫ذلك املخلوق العجيب‪! ...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫مرة كل عام‪ ،‬يستيقظ العالم على إيقاع «يوم المرأة العالمي»‬ ‫الذي يختزل كفاح المرأة الغربية واألمريكية من أجل المساواة في‬ ‫الحقوق والواجبات مع الرجل «المستبد»‪ ،‬إلى أن انتصر نضال المرأة‬ ‫الغربية على تصلب وتعنت الرجل ‪ ،‬ورضخ هذا األخير‪ ،‬صاغرا‪ ،‬لحق‬ ‫المرأة في حياة الكرامة‪ ،‬ككائن بشري‪ ،‬وإنسان كامل اإلنسية‪.‬‬ ‫وعندنا في بلداننا العربية واإلسالميـــة‪ ،‬ال تزال «الخرافيــة»‬ ‫والنمطية «الدونية» تطبع نظرة الرجل إلى المرأة‪ ،‬بالرغم من بعض‬ ‫«المحطات المضيئة» في مسيرة نساء بعض هذه البلدان‪ ،‬وبدرجات‬ ‫متفاوتة‪ ،‬إال أن الفهم الذكوري للمرأة العربية المسلمة‪ ،‬ال يكاد‬ ‫يخرج عن «مسلمات» ال يرى الرجل مصلحة في تجاوزها‪.‬‬ ‫فالمرأة ذاك «الضلع األعوج»‪ ،‬ناقصة عقل ودين‪ ،‬وشهادتها‬ ‫نصف شهادة الرجل‪ ،‬وحصتها في الميراث نصف حصة الرجل‪،‬‬ ‫و«دية» المرأة المقتولة نصف دية الرجل ‪ ،‬ال تتساوى معه حتى في‬ ‫حاالت تعرضها للقتل ووجبت على القاتل ديتها‪ ! ‬أي استهزاء بعد‬ ‫هذا‪ ،‬بكيان المرأة ووجودها وكرامتها‪ ،‬حتى وهي ضحية جريمة‬ ‫القتل؟ والمرأة «وعاء لإلنجاب» و «متعة جنسية لألزواج»‪ ،‬وهي‪،‬‬ ‫مع ذلك «عورة»‪ ،‬يعني‪ ،‬لغة‪« ،‬الشيء القبيح الذي يجب ستره ويحرم‬ ‫«كشفه»‪ ،‬والمرأة ال عصمة لها إال بشروط يقبلها الرجل وفي حدود‬ ‫ضيقة جدا‪ ،‬والمرأة مكانها البيت‪ ،‬تحيا فيه وتموت‪ ،‬وإذا خرجت بغير‬ ‫محرم أو بغير رضا زوجها‪ ،‬فعليها اللعنة إلى يوم الدين‪...! ‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬يحق للرجل أن يتزوج مثنى وثالث ورباع‪ ،‬وأن «يمتلك»‬ ‫اآلالف من الجواري‪ ،‬وبيده العصمة المطلقة ال يحق للمرأة منازعته‬ ‫فيها إال بشروط ضيقة‪ ،‬ومنها موافقته على ذلك‪ ،‬وله «القوامة»‪،‬‬ ‫على المرأة «يهذبها» و «يؤدبها» ويهجرها و «يضربها»‪ ......‬إلى‬ ‫غير ذلك من األوضاع التي «يتشدد» فيها بعض رجال الدين وال‬ ‫يسمعون وال يسمحون للمطالبة بإنصاف المرأة ووضعها في موضع‬ ‫المساواة التامة مع الرجل‪ ،‬الذي خلقت‪ ،‬وإياه‪ ،‬من نفس واحدة ليكون‬ ‫مصيرهما واحدا في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ثوابا وجزاء‪......‬‬ ‫ال يختلف اثنان في أن اإلسالم أنصف المرأة بأن خاطبها في شؤون‬ ‫الدين والدنيا‪ ،‬مخاطبة الرجل‪ ،‬ولكن المجتمع ظلمها والمسلمون‬ ‫تشددوا في حقها وعاقوا تطورها لتبقى تحت حجرهم‪ ،‬ونفوذهم‪،‬‬ ‫وطاعتهم ‪ ،‬وهم ال يتوانون في معارضة كل محاولة لتغيير مسار‬ ‫المرأة العربية والمسلمة في العصر الحديث لتحقق ذاتها وتمارس‬ ‫حقوقها الطبيعية داخل المجتمع‪ ،‬الذي يُجمع «العقالء» ممن «فتح‬ ‫اهلل بصيرتهم للخير» بأن ال تطور وال تقدم وال سعادة للمجتمعات‬ ‫البشرية إال بالمرأة‪ ،‬وبمشاركة المرأة ومساهمتها في بناء غد‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫وهذا يوم «المرأة» يطل علينا من جديد‪ ،‬يحمل الحتفالنا‪ ،‬هذا‬ ‫العام ‪ ،‬شعارا جديدا‪ ،‬يتجدد كل عام‪ ،‬ويتردد على أفواه الماليين من‬ ‫نساء العالم ومناصــري قضايا النســاء من الذكــور أيضا‪ ،‬ولكن‪...،‬‬ ‫ال حياة لمن تنادي‪ ! ‬اليوم العالمي للمرأة هذا العام‪ ،‬اتخذ شعارا‬ ‫ينادي بالتغيير‪ ،‬من أجل النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمتيع‬ ‫المرأة بكامل حقوقها في الحصول على الخدمات االجتماعية ‪.‬‬ ‫«نطمـح للمساواة‪ ،‬نبني بذكـــاء‪ ،‬نبدع من أجل التغيير»‪ ،‬ذلك‬ ‫هو موضوع هذا الشعار الذي سيظل «شعارا» إلى أن يلحق به شعار‬ ‫العام القادم‪ ،‬بموضوع جديد‪ ،‬يتحدث عن الحقوق والساواة والعدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬بينما تغتنم بعض الحكومات هذا اليوم الستعراض‬ ‫«إنجازاتها» االقتصاديـة والسياسية واالجتماعية لصالــح المرأة‪،‬‬ ‫وكأن تلك المنجزات «هدية» من تلك الحكومات للمرأة أو منا‬ ‫عليها‪ ،‬وليست «مكتسبات» تطلبت الكثير من النضال والمواجهات‬ ‫والتضحيات والمتاعب والمآسي ‪ ،‬طيلة مائة وثالثة وستين عاما‪،‬‬ ‫من الزمان‪ ،‬بعد أن انطلقت الشرارة األولى في شوارع نيويورك عام‬ ‫‪ 1856‬خالل مسيرة للنساء العامالتـ احتجاجا على ظروف عملهن‬ ‫المجحفة‪ .‬ورغم التدخل الهمجي للشرطة األمريكية‪ ،‬فإن االحتجاجات‬ ‫استمرت إلى أن قررت األمم المتحدة اتخاذ يوم ‪ 8‬مارس من كل عام‬ ‫يوما عالميا للمرأة‪.‬‬ ‫أما بالمغرب‪ ،‬فإن طموح نساء هذا البلد ال يتعدى في الوقت‬ ‫الراهن المطالبة بمراجعة مدونة األسرة التي «تحجرت» بعد ‪ 15‬عاما‬ ‫من صدورها‪ ،‬وبعد أن اقتنع كبار الباحثين المختصين‪ ،‬من بينهم‬ ‫الدكتورأحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية بالرباط‪ ،‬الذي قال‬ ‫في ندوة “اتحاد العمل النسائي”‪ ،‬المنظمة نهاية األسبوع الماضي‬ ‫بالعاصمة‪ ،‬حول “الترافع من أجل قانون أسري يضمن المالءمة‬ ‫والمساواة”‪ ،‬إنه من الطبيعي إعادة النظر في الثغرات والفجوات‬ ‫التي ظهرت على مدونة األسرة بعد مضي ‪ 15‬سنة من اعتمادها وأنه‬ ‫ال يعقل أن يتم استنساخ فتاوى تم إصدارها قبل قرون‪ ،‬وعفا عنها‬ ‫الزمان‪ .‬أما خبير علم االجتماع‪ ،‬الدكتور عبد الصمد الديالمي فشدد‬ ‫على أنه يجب االنتهاء من ربط مدونة األسرة بالشرع االسالمي وأنه‪،‬‬ ‫في مجال مسألة النفقة‪ ،‬ينبغي اعتبار قيام المرأة باألعمال المنزلية‬ ‫نوعا من النفقة أيضا ألن الشرع ال يلزمها بذلك‪ ،‬وطالب بتغيير‬ ‫الفصل الذي ينص على إلحاق الطفل غير القانوني بشكل اختياري‬ ‫لألب البيولوجي‪ ،‬بحيث يصبح اإللحاق أمرا إجباريا بالنظر إلى الدليل‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫طموحات متواضعة‪ ،‬ولكنها تنم عن « غليان داخلي» و «غضب‬ ‫مزمجر»‪ ،‬من التماطل في التفاعل مع قضايا المرأة المغربية‬ ‫التي لم تفلح النصوص والقوانين في حمايتها من العنف والظلم‬ ‫والغبن‪ ،‬آلنها نصوص ‪ ،‬تبقى نصوصا إلى أن تتغير عقليات ذكورية‬ ‫«تحجرت» تحت تأثير ثقافات اإلضطهاد التسلط والمكر والجور التي‬ ‫تواجه بها المرأة ‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫‪7‬‬

‫حفل تقديم وتوقيع كتاب‬ ‫«الحياة الثقافية في شمال المغرب من خالل الصحافة المكتوبة‪»1956-1912 ،‬‬

‫لمؤلفته الدكتورة هدى المجاطي‬

‫نظمت مقاطعة طنجة المدينة لقاء ثقافيا وعلميا لتقديم وتوقيع كتاب «الحياة الثقافية في‬ ‫شمال المغرب من خالل الصحافة المكتوبة‪ » 1956-1912 ،‬لمؤلفته الدكتورة هدى المجاطي‪،‬‬ ‫وذلك مساء السبت ‪ 2‬مارس ‪ ، 2019‬بقاعة الجهة بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وقد شارك في تقديم وقراءة هذا المنجز العلمي القيم‪ ،‬ثلة من األساتذة األفاضل‪ :‬الشاعر‬ ‫والباحث األكاديمي الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬والناقد الدكتور عبد الرحيم اإلدريسي‪ ،‬والباحث‬ ‫في التاريخ المعاصر الدكتور أسامة الزكاري )الذي نابت عنه الشاعرة جليلة الخليع (‪ ،‬فضال عن‬ ‫حضور جملة من الطلبة واألساتذة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي‪.‬‬ ‫وفي كلمتها التأطيرية رحبت اإلعالمية زهور الغزاوي القاسمي بالحضور الكريم ) أساتذة‬ ‫وباحثين ومهتمين(‪ ،‬وأشادت بالجهود التي تبذلها مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬التي تولي أبناء‬ ‫المنطقة العناية واالهتمام وتحتفي بهم وبإصدارتهم الجديدة منها والقديمة‪.‬‬ ‫ووضحت أن هذا اللقاء يندرج ضمن قائمة اإلصدارات الجديدة التي تم التقديم لها وقراءتها‬ ‫واالحتفاء بأصحابها ورد االعتبار لهم واألخذ بيدهم‪ ،‬وهذا يدخل في ما يسمى بثقافة االعتراف‬ ‫باآلخر ‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن األستاذة الباحثة هدى المجاطي‪ ،‬تم االحتفاء بكتابها هذا الموسوم‬ ‫«بالحياة الثقافية في شمال المغرب من خالل الصحافة المكتوبة ما بين ‪ »1956 - 1912‬بمدينتي‬ ‫شفشاون وتطوان‪ ،‬وهذا هو التقديم الثالث؛ وهذا إن دل على شيء دل على أن الكتاب لقي ترحيبا‬ ‫كبيرا وقبوال طيبا لدى الناس‪ ،‬خاصة المسكونين بهاجس رد االعتبار إلى الرأسمال الالمادي لطنجة‬ ‫ولشمال المغرب بصفة عامة‪.‬‬ ‫قدم الناقد د‪ .‬عبد الرحيم اإلدريسي قراءته الرصينة لهذا المنجز األكاديمي العلمي بنفس‬ ‫منهجي يستند إلى ركيزتين أساسيتين‪ :‬ركيزة التحليل وركيزة التأويل‪ ،‬وبنى مداخلته على مداخل‬ ‫ثالثة أجملها في‪:‬‬ ‫المدخل األول‪ :‬التحقيب المحلي للتاريخ الثقافي واألدبي‪.‬‬ ‫المدخل الثاني‪ :‬مفهومية الوقائع األدبية‪.‬‬ ‫المدخل الثالث‪ :‬مالئمة الوقائع األدبية ‪.‬‬ ‫كما تطرق أيضا إلى أن الدكتورة هدى المجاطي وقفت في بحثها على الوثائق بمختلف‬ ‫أجناسها )جرائد ومجالت‪(...‬؛ وأثارت جملة من األسئلة بحس نقدي وبرؤيا مغايرة واستنبطت من‬ ‫خاللها المضمر والمغمور فيها‪ ،‬ليختم مداخلته بأن هذا العمل الذي قامت به الباحثة يؤكد قيمة‬ ‫علمية مضافة للبحث وللباحث المهتم بصفة عامة‪.‬‬ ‫‪ ،‬عته ب عبد اللطيف شهبون بهذا العمل األكاديمي المحكم الذي شارك في تأطيره ومتا‬ ‫الدكتور ه وفي حين ن يوم كانت األستاذة تحضر أطروحتها الجامعية لنيل الدكتوراه في اآلداب‪،‬‬ ‫فتابعه لبنة لبنة إلى أن تحقق المراد وخرج في هذه الصورة‪.‬‬ ‫وأكد أن هذا العمل يتنزل في إطار الدراسات التأريخية لألدب العربي الحديث في شمال المغرب‬ ‫من خالل اإلعالم المكتوب‪ ،‬ويغطي مساحة زمنية تتجاوز أربعة عقود في فترة حرجة من تاريخ‬ ‫المغرب ومن الحماية االستعمارية‪.‬‬ ‫كما وضح أيضا أن هذا العمل ينبني على استقراء دقيق وتتبع يقظ لمادة الكتابة األدبية‪،‬‬ ‫اعتمادا على مظان لم تعد متيسرة للباحث والمتتبع‪ ،‬كما أنه اعتمد على تصنيف مبين وتوصيف‬ ‫وظيفي في إطار معمار يتميز بنفس بحثي عالي الجودة‪ .‬فالباحثة لم تكتفي بالتوقف عند أعالم‬ ‫ومشاهير هذه الكتابة‪ ،‬بل أماطت اللثام عن جملة من المغامير كان لهم فضل السبق واإلجادة‪،‬‬ ‫وظلوا بعيدين عن اهتمام البحث التأريخي‪.‬‬ ‫واسترسل الدكتور عبد اللطيف شهبون حديثه عن هذا المنجز العلمي الرصين‪ ،‬الذي يتسم‬ ‫في نظره بالجدة؛ ألنه يتجاوز ما كتب بنوع من االختزال والتعميم دون الرجوع إلى المصادر‬ ‫األساسية )األرشيف اإلعالمي المكتوب(‪ ،‬كما وضح أن الناظر فيه من حيث صورته ومادته سيخرج‬ ‫بإفادتين إثنتين‪ :‬األولى متعلقة بجدة المعلومة‪ ،‬في حين تتعلق الثانية بتوجيه القارئ إلى معينها‬ ‫الببليوغرافي الذي يفتح آفاقا جديدة لمتابعة البحث في أنماط واتجاهات الكتابة األدبية في شمال‬ ‫المغرب في الفترة المشار إليها‪.‬‬ ‫واختتم مداخلته بخالصة مؤداها أن هذا العمل هو قيمة مضافة ولبنة جديدة من لبنات التأريخ‬ ‫للثقافة واألدب المغربيين وهو مرجع ال غنى للباحث المهتم من الرجوع إليه‪.‬‬ ‫أما الدكتور أسامة الزكاري فقد تعذر عليه حضور هذا اللقاء الثقافي‪ ،‬إال أن هذا لم يمنعه من‬ ‫تقديم العمل وقراءته‪ ،‬فنابت عنه الشاعرة جليلة الخليع التي كانت صلة وصل بينه وبين الحضور‬ ‫الكريم عن طريق قراءة ورقته النقدية‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن الباحثة المحتفى بها مازالت تسير بخطى حثيثة وتثير االنتباه بحيويتها‬ ‫االستثنائية في السعي على تنظيم االشتغال على تالوين الذاكرة الثقافية والجماعية لمنطقة‬ ‫الشمال‪ ،‬بدءا من صدور أول عمل لها « عبد الكريم الطبال أشعار أولى» الصادر سنة ‪، 2014‬‬ ‫ومرورا بعملها الثاني «من أعالم الكتابة والصحافة في شمال المغرب ‪ « 1956 - 1912‬الصادر‬ ‫سنة ‪ ، 2015‬وتأكيدا لمسارها األكاديمي أصدرت سنة ‪ 2016‬عملها الثالث‪« :‬عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي أيقونة قيم ونبراس علم» ‪ ،‬فظلت حريصة على توسيع دائرة عطائها العلمي والثقافي عبر‬ ‫تكثيف عمليات التنقيب البيبليوغرافي؛ ليخرج هذا العمل من رحم التراكمات العلمية المتشعبة‬ ‫عن أسئلة معرفية عميقة‪ ،‬حيث يقدم الكتاب حصيلة جهد تنقيبي شاق تطلب من الباحثة الصبر‬ ‫واألناة )تجميعا للمظان‪ ،‬وتصنيفا للتجارب‪ ،‬وتوثيقا لألسماء‪ ،‬وتعريفا باألعالم (‪ .‬واختتمت المداخلة‬ ‫بالتنويه بالكتاب‪ ،‬ألنه عمل غير مسبوق تتقاطع دوائر اهتماماته العلمية المتشعبة عند قضاياه‬ ‫الكبرى‪ ،‬حيث يجمع بين مجال البحث التاريخي المجهري من جهة أولى‪ ،‬وبين حقل الدراسات‬ ‫األدبية من جهة ثانية‪ ،‬وبين حقل التوثيق اإلعالمي الراصد ألوجه البهاء الثقافي لمنطقة‬ ‫الشمال من جهة ثالثة‪.‬‬ ‫وبعد مداخالت السادة األساتذة‪ ،‬أعطت مسيرة الجلسة الكلمة للمحتفى بها لتدلو بدلوها‬ ‫وتقول كلمتها‪ ،‬حيث أعربت عن سعادتها واعتزازها بهذه القراءات الماتعة والرصينة والجادة‬ ‫لعملها هذا‪ ،‬ووضحت أن مؤلفها هذا كان الهدف منه هو مالمسة جوانب من الحياة الثقافية‬ ‫لمنطقة شمال المغرب خالل فترة الحماية االستعمارية‪ ،‬وذلك بالبحث في وثائق الصحافة المكتوبة‬ ‫)الجرائد والمجالت(‪ ،‬ومن أجل تقديمه للمهتمين والباحثين بالشأن الثقافي واألدبي والتاريخي‬ ‫على حد سواء‪.‬‬ ‫واختتم اللقاء بتوقيع الكتاب والتقاط الصور مع المحتفى بها ‪.‬‬

‫‪ -‬الباحثة ‪ :‬سهيلة ريان‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬

‫«ثقافة» النقيضة !‬

‫(�أقا�صي�ص)‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬ال أحد يمتلك الحقيقة‪ .‬ال أحد يملك الصواب ! لتناوُل‬ ‫هذا الموضوع الشائك ينبغي الغوْص في بحار النفس البشرية‬ ‫إلى أبعد غيابات طبائع أناس تضمُّ نفوسهم جميع تناقضات‬ ‫الحياة‪ ،‬من الهوَيتين في آن واحد ‪.‬‬ ‫الهوَة السفلى التي تغوص فيها أحقر المخازي‪ .،‬الهوَة‬ ‫العليا التي تحلق فيها أنبل ُ‬ ‫المُثل ‪.‬كما جاء في رواية «اإلخوة‬ ‫كرامازوف» ل «ديستويفسكي» دراسة أعماق النفس البشرية ‪..‬‬ ‫عديدة هي الشخصيات «المثقفة» تنتهي إلى أفكار‪.‬‬ ‫أقوال على طرفيْ النقيض‪ ،‬إذ ّ‬ ‫كل ما تسعى إليه في خطابها‬ ‫هي كيفية بناء أسس جماهرية‪ ،‬لكيْ تتربع على «عرْش»‬ ‫االفتراء‪ .‬كالشخص الذي يؤلف الكذب إلشاعتها‪ .،‬ال يكترث بما‬ ‫يقول‪ ،‬وحين تعود إليه يُصدِّقها ! التخبط‪ .‬الخلط في األفكار‬ ‫بين القول‪ .‬العمل‪ .‬فال يمكن لرأيين متناقضين ْ‬ ‫أن يكونا‬ ‫صحيحين‪ ..‬فحينما يناقض الشخص نفسه‪ ،‬فهو ال يستهزئ‬ ‫إال على نفسه‪ .‬يقول شيئا‪ .‬يفعل شيئا آخر ! هو نتاج أفكار‬ ‫متناقضة‪ .‬يتعامل اإلنسان بأقنعة متلوِّنة‪ .‬كما قال «مصطفى‬ ‫محمود»‪« ،‬اإلنسان معجزة» المتناقضات‪ ،‬وهو يدور على فكرة‬ ‫التناقض‪ .‬فهل يجب التعايش مع هذا الواقع الذي انبثق عن‬ ‫سجاالت ثقافية سياسوية ؟‪ .‬قد ينتهي دوْر المثقف‪ّ .‬‬ ‫تحل محله‬ ‫سلطة المال ؟ وهو يفتقد ألدنى أساليب الحوار الذي يُنتج‬ ‫نسقاً‪ ،‬فيُخضعه العلم إلى التجارب ‪ ..‬هؤالء القوَّالة سرعان‬ ‫ما يتراجعون عن أقوالهم‪ ،‬بخلق تناقضات‪ ،‬تكون لها عواقب‬ ‫محفوفة بالمخاطر‪« .‬أدب حياة» عند «توفيق الحكيم» ‪ ..‬تجربة‬ ‫حياة إنسان صادقة‪ .‬ال تزييف‪ .‬ال تهويل حتى ال تُفسد الصورة‪.‬‬ ‫تحجب الحقائق ‪.‬‬ ‫باألمس القريب كانت الدول الخليجية الشقيقة قد اعتمدت‬ ‫القضية الوطنية لصحرائنا المغربية‪ ،‬قضيتها‪ .‬ثم سرعان ما‪،‬‬ ‫قناة عربية خليجية إعالمية رسمية‪ ،‬ليس لها أيّ هامش من‬ ‫حرية التعبير‪ ،‬تستضيف مرتزقة وهم خصوم المغرب ! لتبييض‬ ‫الحقائق‪ .،‬الدفاع على طريقة الخفافيش‪ ..‬هناك بعض الدول‬ ‫العربية تستعدُّ لنشر الغسيل على حساب الحقوق الفلسطينية!‬ ‫في حين ّ‬ ‫أن الصهيوني المقــزِّز‪ .‬إسرائيل تنعـــث العــرب‬ ‫بالحيوانات البشرية‪ ..‬من يصنع األصنام لم يعدْ يعبدها ! أين‬ ‫الروح الخليجية الطيبة‪ .‬الشهامة العربية ؟‪ .‬قد أظهرت على‬ ‫الصديق آثارا‪ ..‬أين العهود الفضفاضة ؟‬ ‫ثمة دوَيلة صهيونية تخشى من القنبلـة التناسليـــة‬ ‫للديمغرافية الفلسطينية‪ .‬أين الموضوعية العربية‪ ،‬ولو النسبية‬ ‫منها ؟ عليكم بالصدق‪ ،‬قيل أيُّ الناس أفضل ؟ ُّ‬ ‫كل مهموم‬

‫القلب صادق اللسان‪ .‬صالح البال مطمئنُّ النفس‪ .‬التركيبة‬ ‫التكوينية في خلق اإلنسان‪ ،‬بوجود قطبين متناقضين‪ ،‬هما‬ ‫الخير‪ .‬الشرّ ‪.‬تتولد منهما حاالت الصراع ‪».‬تشارل ديكنز»‬ ‫في روايته «قصة مدينتين»‪ ،‬انتهت بعُصارتها في الحياة‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬أن أفضل األوقات‪ ،‬تلك هي الحياة‪ ..‬فهل العرب يعانون من‬ ‫التمزُّق الفكري‪ .‬االجتماعي‪ ،‬لتفريغ الناس من هويتهم ؟ ْ‬ ‫إن‬ ‫استحذتتْ دولة خليجية تدعم الشعوب‪ .،‬كان هذا النهج ال‬ ‫يأتي على هوى دول أخرى تستبدُّ بشعوبها‪ ،‬فإذا بهم تناقض‬ ‫أفعالهم أقوالهم ! يبدو َّ‬ ‫أن صعوبة لعب دور سياسوي يعكس ما‬ ‫يقع من تناقضات‪ .‬فمنهم الطوباويون الذين يروْن المستقبل‬ ‫المشرق‪ .،‬العدَميون يقذفون بكل شيء إلى الظلمات‪ .،‬هما‬ ‫متناقضان‪ ،‬من كانوا‪ .‬حيث كانوا ! إنما الشخص الذي يتميَّز‬ ‫بالتناقض في كالمه‪ ،‬ينسب على العدَميين‪ .‬وقد تطوَّر الفكر‬ ‫في هذين االتجاهين‪ ،‬إلثارة دواخل النفس البشرية‪ .‬عبر‬ ‫إسقاط المنظور النفسي على ثقافة المجتمعات‪ ..‬قد تطاولت‬ ‫المجتمعات العربية السلطاوية دون كفايتها من التمويه‬ ‫( قراءة نفسية للذات‪ .‬اآلخر )‪ .‬وهي نتيجة التراجع األخالقي‪،‬‬ ‫عندما يكون اختالف بين األخالق‪ .‬المصلحة‪ ،‬في علم النفس‬ ‫السياسي يتمخض عن ذلك الرأس في الباطل‪ .‬وعلى النقيض‬ ‫هناك أعراض أزمة الغواية‪ ،‬فبطروا (أهل النواقض ) بها النعمة‪.،‬‬ ‫يستمتعون بنفسيتهم المريضة‪ .،‬كل لهو باطل‪ ،‬الذي يُلقي‬ ‫ظالله على الشك ‪ ..‬ذووا «انفصام» الشخصية يؤلبون كل شيء‬ ‫من الكالم‪ .،‬يتناقضون بين األقوال‪ .‬األفعال‪ْ .،‬‬ ‫أن ال يَعُدّون‬ ‫كالمهم من أعمالهم‪ ..‬ما أكثر ما يشكون‪ .‬يتضجرون !‬ ‫شديدو التعقيد‪ ،‬يتربعون على عرش االفتراء‪ .‬يتباهون بذلك !‬ ‫الخريف يمضي‪ .‬الربيع يأتي‪ .،‬إذا أتى الربيع‪ ،‬أتاك النور‪.‬‬ ‫من صواب الرأي‪ .‬استقامة النهج‪ ،‬تعظيم أهل العلم‪ .،‬اجتناب‬ ‫«ثقافة» النقيضة‪ .‬تلك هي الفطرة السوية‪ .‬على الكاتب ْ‬ ‫أن‬ ‫يُمحِّص المفردة حتى ال يسقط في التناقض مع نفسه‪ .‬إذ‬ ‫الستثمار أمثل‬ ‫مطالعة المعجمات‪ .‬الكتب تمنحه زاداً غزيراً‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫في صناعة الكتابة‪ .‬تجلياتها الحديثة‪ ،‬لكيْ ال يضيِّعَ نفائس‬ ‫األوقات‪ ..‬ألبي العالء المعرّي أبيات ذات الصلة‪:‬‬ ‫طباعُ الورى فيها النفاق َ‬ ‫قصهـم‬ ‫فأ ِ‬ ‫وحيداً‪ .‬ال تصحبَ خليــ ًال تنافقــه‬ ‫و ما تحسُّ األيامُ ْ‬ ‫أن ترْزُقَ الفتى‬ ‫كان ذا ّ‬ ‫إن َ‬ ‫ْ‬ ‫حظٍ صديقـ ًا يوافقــهُ‬ ‫خـل َّ‬ ‫يضاحـــكُ ٌّ‬ ‫خلهُ ‪ .‬ضميرُهُ‬ ‫ُ‬ ‫مرافقـهُ‪.‬‬ ‫الودُّ لوال‬ ‫ضـاعَ‬ ‫عبوسٌ‬ ‫ِ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى رحمة اهلل الفاضلة‬

‫سارة الرباوي‬

‫نجلة الشاعر األصيل محمد علي الرباوي‬

‫يوم األربعاء ‪ 21‬جمادى الثانية ‪ 1440‬الموافق ل ‪ 27‬فبراير ‪2019‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم أساتذة شعبة اللغة العربية بآداب تطوان‪ ،‬ووحدة الدكتوراه» النص األدبي‬ ‫العربي القديم» وماستر األدب العربي في المغرب العلوي‪ :‬األصول واالمتدادات‪ ،‬وماستر الكتابة النسائية‪ ،‬وجمعية‬ ‫أعمدة بطنجة بأحر التعازي‪ ‬إلى األستاذ الجليل سيدي محمد علي الرباوي في مصابه الجلل سائلين اهلل عز وجل‬ ‫للمرحومة سارة رحمة ورضوانا ولذويها صبرا جميال‪.‬‬

‫الفدرالية املغربية لنا�شري ال�صحف‬ ‫تنعي والدة الزميل نور الدين مفتاح‬ ‫بقلوب مؤمنة بقضاء اهلل تلقى المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف خبر التحاق‬ ‫والدة زميلنا رئيس الفدرالية السابق ورئيسها الشرفي الحالي نور الدين مفتاح بالرفيق األعلى وذلك‬ ‫يوم األحد صباحا‪ ،‬وقد ووري جسدها الطاهر الثرى اليوم ذاته في محفل جنائزي مهيب‪ .‬‬ ‫والفدرالية إذ تعزي زميلنا نور الدين مفتاح في هذا الرزء الجلل الذي ال راد لقضاء اهلل فيه تعزي‬ ‫نفسها وتعزي عائلة الزميل مفتاح وتدعو للفقيدة بالرحمة والمغفرة‪ ،‬وتحتسبها عند اهلل مع الصديقين‬ ‫والشهداء واألبرار وحسن أولئك رفيقا‪ ‬صادق العزاء وأحر عبارات المواساة والدعاء من القلب للفقيدة‬ ‫الطاهرة‪ .‬‬ ‫المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف‬

‫ُ‬ ‫هذه شذراتٌ سردي ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر ُ‬ ‫المبدعة من شُرفةِ‬ ‫ِّيشة‬ ‫درب الحيارى‪ ،‬والمكلومين‪،‬‬ ‫الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حُدا ٍء َفجريٍّ على ِ‬ ‫والحالمين بمساقطِ الغيثِ الخضير‪ ..‬صحيحٌ َّ‬ ‫أن هذه الشَّذرات اختارت‬ ‫لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫ونفس ًا قصيراً‪ ،‬لكنَّها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫اللمحةِ في غاللةٍ‬ ‫نثريَّةٍ فنيَّةٍ ذاتِ ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحّبَ بها‪ ،‬وفتح ذراعيه لساللها‪،‬‬ ‫فقد أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربّما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪ ،‬واخضالل‬ ‫المآب ‪..‬‬

‫نخلة عراق َّي ٍة‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫يوميات ٍ‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫َ‬ ‫رباطة جأشه‪ ،‬واستنفر عرائسَ بالغته‪ ،‬ثم‬ ‫استجمع «عبد العليم»‬ ‫صعد المنبر في حشود من النّاس‪ ،‬حجّوا بقضّهم وقضيضهم إلى‬ ‫بيتِ الحكمة‪..‬‬ ‫َ‬ ‫بسمل‪ ،‬ونَحْنَحَ قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ثمّ انطلق لسانه في ذالقةٍ غير معهودةٍ ‪:‬‬ ‫أيها األعزّاء ‪ ..‬أبناء الرافدين‪ ،‬وأحفاد الرّشيد ‪:‬‬

‫لن أحدّثكم اليوم عن قباب العراق ‪ ،‬ومرصّعاتها‪ُ ،‬‬ ‫وطرفها‪،‬‬ ‫ومواكبها الخالدةِ الفاتـحةِ ‪..‬‬ ‫لن أحدّثكم عن بسـاتين الشّعر‪ُّ ،‬‬ ‫يحط فيها ألـف عصفور‪ ،‬ويطير‬ ‫منها ألفُ عصفور ‪..‬‬ ‫الفصول بما ّ‬ ‫ُ‬ ‫لذ‪ ،‬وطاب‪ ،‬واحلولى ‪..‬‬ ‫لن أحدّثكم عن موائد أترعتها‬ ‫لن أحدّثكم بكلمةٍ من بنات قلمي‪ ،‬ونفحة بياني ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫يوميَّة نخلةٍ عراقيةٍ‪ ،‬التقطتها صباح هذا اليوم‬ ‫سأتلو عليكم فقط‬ ‫من قارعة الطريق ‪ ..‬تقول ‪:‬‬ ‫« فقدت لوني‪ ،‬وسعفي‪ ،‬وضفائري‪ ،‬في غارة هذا اليوم‪ ،‬وأنا‬ ‫ُ‬ ‫المدينة مبحر ًة‬ ‫أصطحبُ بناتي الثالث إلى روضة الرافدين ‪ ..‬كانت‬ ‫ُ‬ ‫الغيم حزيناً جريحاً يغرغرُ‬ ‫في الدّم والغبار‪ ،‬والحمامُ‬ ‫كروم ِ‬ ‫الهابط من ِ‬ ‫بأغنيته األخيرة ‪!..‬‬ ‫رفضتُ أن أُنقل إلى مستشفى النخيل‪ ،‬وأُسعف بدم جديدٍ‪ ،‬وأُضمَّد‬ ‫ٍ‬ ‫ببلسم العافية ؛ لتُكتب من دمي‪ ،‬ونزيفي‪ ،‬وغرغرتي‪ ،‬مالحمُ للنّخيل‬ ‫ُ‬ ‫سيقان السّنابل‬ ‫القادم‪ ،‬وبطول ٌة خضرا ُء تشمخُ سيقانها كما تشمخ‬ ‫تحت وهج الشّمس !‬ ‫أرجو أن أكون من بناتِ الرّبيع ال ّلواتي غز ْلنَ شرانقَ الخصب في‬ ‫حقول بالدي‪ ،‬ونثرن َّ‬ ‫الفل في أعيادِ نصره ‪ ..‬وال تنزعجوا لمصابي‪ ،‬فأنا‬ ‫عريش الشهداء‪ ،‬وداليةِ‬ ‫رحِم الخضرة‪ ،‬خرجت من‬ ‫ِ‬ ‫إن لم أخرج من ِ‬ ‫الشّعراء‪ ،‬وكرمةِ الفرح األبيض ‪..‬‬ ‫الرّطب‪ ،‬وأهرا ِء‬ ‫ومغازل الفيْء‪ ،‬وجدائل‬ ‫سالمي إلى مراشفِ الغيم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخير‪..‬‬ ‫سالمي إلى حبيبتي بغداد ! »‬ ‫وذهول‬ ‫بخشوع‬ ‫كان النّاسُ يلقون السّمع إلى كلمات اليوميَّة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪َّ ..‬‬ ‫كأن على رؤوسهم الطير‪ !..‬ثم انفضّت الحشودُ قاصد ًة مص ّلى‬ ‫َ‬ ‫الغائب على النخلةِ الشّهيدةِ‪..‬‬ ‫المدينة ألدا ِء صالةِ‬ ‫ِ‬ ‫أما «عبد العليم» فما زال منتصباً في المنبر ‪ ..‬يترنّم لسانه بآخر‬ ‫عبارة في اليوميَّة‪ ( :‬سالمٌ إلى حبيبتي بغداد ) ‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)4‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫[الرسالة العاشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬أعانك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ معلماً بمعافاتك ممّا كان أصابك بتبديل الهواء‪ ،‬فلله الحمد‬ ‫على ذلك‪ ،‬وما كنت أعلمت بذلك أحداً‪ ،‬وبكونك على بال ممّا ّ‬ ‫حذرتك منه من متابعة الهدي‬ ‫المفضي إلى خلل في تعاطي القراءة‪ ،‬وبكون الفقيه الوزير ندم على ما صدر منه من تنفيذ‬ ‫أرض ‪...‬لمن نفذت له حتى‪ ...‬على عدم تنبيهه إياّه أنّها منفذة ألوالده‪ ،‬مع أنه كان يظن‬ ‫أنها بيد أخ أو ابن عمّ له‪ ،‬وهذا هو المظنون بهذا السيّد جازاه اهلل على نيّته‪ ،‬بيد ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫الولد كما قال اهلل في حق ولد نوح‪( :‬إنه عمل غير صالح)‪ ،‬وشرح شرار فعاله خصوصاً في‬ ‫هذا األمر يطول‪ ،‬فلننزه هذه الورقة عن التعرّض لذكر شيء منها‪ ،‬واهلل يعصمنا من الزّلل‪،‬‬ ‫وبخروج الدراوي وقد نال مطلبه دون حسّون والحراق‪ ،‬وقد أطلعت الرهوني على ما تحقق‬ ‫عند الرفيق من براءة ساحته‪ ،‬ثمّ قبض كتابك تطلبه بتوجه الظهير غليك‪ ،‬ليجدّد‪ ،‬وأطلعني‬ ‫عليه جزيتم خيراً‪ ،‬وبتعيين من عيّن من هذه المرسى عد ًال أو أميناً‪ ،‬وبالشاجر الواقع بين‬ ‫الوزير ونقيب األمناء‪ ،‬حيث عيّن من أقارب أهل بلده ثمانية أشخاص‪ ،‬وأمّا حلواء العيد فقد‬ ‫كانت والدتك طلبتني بذلك فأجبتها بقرب عهد السفر‪ ،‬ولمّا قبضت كتابك هذا أخبرني أخوك عبد السالم ّ‬ ‫أن السيّد‬ ‫محمد أشعاش على أهبة السفر لشريف الحضرة بقصد تجديد الظهائر التي بيد بني أشعاش‪ ،‬وقد أتاه لحانوته‬ ‫وسأله تيسير ما يحمل لك إن كان‪ ،‬فأرسلته في الحين يسأله عن وقت سفره‪ ،‬وإعالمه‬ ‫بأنّه سنيسر له شيئاً من حلواء العيد‪ ،‬فأجابه ّ‬ ‫بأن سفره يكون بعد مضي ثمانية أيّام من‬ ‫تاريخه‪ ،‬وقال له‪ :‬أمّا الكعا والبرك فال تصنعوا له شيئاً منها‪ ،‬فإنّي قد هيّأت له نصيباً‬ ‫منها مع شيء من المعاجين‪ ،‬نعم‪ ،‬عن أردتم صنع شيء من الحلواء التي تصنع بالعسل‪،‬‬ ‫فاصنعوها نحملها له إن شاء اهلل‪ ،‬ثمّ أتى إليّ بالمحكمة وذكر لي مثل ما ذكر ألخيك‪،‬‬ ‫وها نحن بصدد تهيئة حلواء العسل‪ ،‬أخبرني أنّه سيمرّ على طنجة‪ ،‬والمرير مسافر في‬ ‫رفقته‪ ،‬وأمّا الدليرو فلم يكن عندي علم بعزمه على التوجه‪ ،‬وأخبرت ّ‬ ‫أن العربي الخطيب‬ ‫يوجه له من هنا صهره الصباغ أسئلة ليجيبه عنها العلماء هناك‪ ،‬ومن جملتها ما تقوّلوه‬ ‫على الرهوني من السبّ مع براءته منه‪ ،‬مع ّ‬ ‫أن الولد المذكور من تالمذته‪ ،‬إن هو إ ّال‬ ‫شيطان‪ ،‬وبقدوم درجاج وما صدر منه‪ ،‬وتنفيذ داره ألخريف‪ ،‬وقد حيّز الكتاب من عند ابن‬ ‫عمر مس ّلما على الرفيق وابن عمّه سيدي بلعبّاس‪ ،‬وابن يوسف‪ ،‬والخمال‪ ،‬وأخريف‪ ،‬وسائر‬ ‫طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة والصهران‪ ،‬وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪ 6 .‬شوال ‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫التهامي وفقه اهلل ولطف به‪.‬‬ ‫[الرسالة الحادية عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫المختار‪ ،‬وبقدوم بريشة وما أهداه وما طلبه‪ ،‬وصرنا من ّ‬ ‫الكل على بال‪ ،‬وأمس تاريخه ولد لصاحبك‬ ‫عبد السالم بنونة ولد ذكر أقرّ اهلل به عينه‪ ،‬مس ّلماً على الرفيق وأبناء عمه والفزاري والخمال‪،‬‬ ‫والمرير‪ ،‬وأخريف‪ ،‬والدليرو‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العمّ وسائر األحبّة والسالم‪ .‬في ‪19‬‬ ‫محرم عام ‪1327‬هـ‬ ‫التهامي وفقه اهلل‪.‬‬ ‫[الرسالة الثانية عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام‬ ‫دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫وعلى الولد البار األنجد الطالب الحاج محمد أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬وبعد‪ ،‬وصل‬ ‫كتابك معلماً بتفصيلك من التوّ بيت جيّد ‪ 5‬أذرعاً‪ ،‬وبتلبيتك دعوتنا إيّاك للقدوم لمراقبة الصنو‬ ‫لحج بيت اهلل الحرام‪ ،‬إن كنتُ ال زلتُ مصمما على تلك الدعوة فعوّل على ذلك‪ ،‬فإنّي إن شاء اهلل‬ ‫ال زلت وال أزال على ذلك التصميم بمعونة الرّب الكريم‪ ،‬فقم في ساق الجدّ في تهيئة أسباب‬ ‫السفر غير متراخ وال متكاسل‪ ،‬وأنت بها خبير نبيه غير مفتقر إلى تنبيه‪ ،‬لكن ال تتحرّك قبل انتصاف‬ ‫فإن السمايم تنقضي في التاسع أو العاشر منه‪ ،‬ويكون فصل الخريف قد دخل‪ّ ،‬‬ ‫رمضان‪ّ ،‬‬ ‫وبأن شدّة‬ ‫الحرارة قد ارتحل‪ ،‬فيكون زمن التهيئة شهراً‪ ،‬وفيه متّسع‪ ،‬وإنّما حرّضناك على القدوم قبل العيد لنهوض أكثر‬ ‫الحجاج في أيّامه‪ ،‬وإن أعوزك أمر كبيع بيت المدرسة‪ ،‬فاتركه في كفالة من ترضاه‪ ،‬كابن‬ ‫يوسف‪ ،‬والمولى سبحانه يصحبنا وإياك السالمة والعافية‪ ،‬ضعناً ومقاماً‪ ،‬ويجعلك ممّن لبّى‬ ‫داعي اهلل‪ ،‬وكتب اسمه مع أسماء حجيج هذا العام‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫والصنو أخذ في تيسير مآربه‪ ،‬جادّ في تصفية أشغاله ومذاهبه‪ ،‬أعانه اهلل وقوّاه‪ ،‬وفي‬ ‫هذه األيام سيتوجه ومعه البشير لزيارة جدّه موالنا عبد السالم أفاض اهلل علينا من بحر‬ ‫عرفانه‪ ،‬وقد كنت وصلت الفرجيات الخلقة فوجدت في غاية التمزيق‪ ،‬وأصلح منها ثالث على‬ ‫ما بها من الوهن‪ ،‬وهي ال تصلح للعود إليك‪ ،‬ولو كانت لك هناك إقامة فض ًال عن العزم على‬ ‫القدوم‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن ‪ ...‬لم يبق متع لخياطتة وال لالحتياج إليه في هذا الوقت‪.‬‬ ‫ولم يبلغ الصنو كتاب ميكوا أصال‪ ،‬وطالما انتظره هذا‪ ،‬وقد نزلت بالطالب السيد علي‬ ‫عزيمان نكبة هائلة لم نعلم بنزول مثلها بأحد‪ ،‬أوجبت عزله عن اإلمامة والشهادة‪ ،‬وال حول‬ ‫وال قوة إ ّال باهلل‪ ،‬وعيّنّا بدله إماماً بجامع العيون الفقيه السيّد محمد أخريف‪ .‬وقد شرع فيها‪،‬‬ ‫وفي هذا األسبوع عنده العرس وسبب عزله يطول شرحه‪ ،‬أعاذنا اهلل من العثرات‪ .‬وتصلك في‬ ‫البوسطة األمانية ‪ 200‬ريال‪ ،‬منها خمسة وخمسون ‪ 55‬ألداء ثمن ال‪...‬والقيام بأوطار السفر‬ ‫وضرورياته‪ ،‬ومنها مائة وخمسة واربعون ‪ ،145‬ادفعها لميكوا أو غيره‪ ،‬إن ظهر لك صدقه‬ ‫واعتناؤه‪ ،‬ومره أن يتسوق بها كلها الحايك الحضاشس الحرامي ويعجل بذلك‪ ،‬وأقله ‪ ...‬معك‪،‬‬ ‫مس ّلماً على ابن يوسف وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العمّ وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪.‬‬ ‫‪ 11‬شعبان ‪1329‬هـ‬ ‫[الرسالة الثالثة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام‬ ‫دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على موالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب سيّدي محمّد‪ ،‬وفقك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصل كتابك األول المؤرخ ب ‪ 2‬شهره‪ ،‬ثمّ الثاني مؤرخاً بـ ‪ 12‬منه أيضاً‪،‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫عزيتنا في األوّل في عمّتك رحمها اهلل‪ ،‬وذكرت أنّك تظن ّ‬ ‫أن (سي) يسعى في إذاية من لم يوافقه على سيّء‬ ‫وعلى الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫أغراضه‪ ،‬ويخبر بذلك (ق) ليظلم (س)‪ ،‬ولو عبّرت بأتي ّقن بدل أظنّ لصادفت‪ ،‬كما ذكرت أن ترشيح غنمية من قبل‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز مخبرا بمطالعتك قصيدة المدرس الفرطاخ‪ ،‬التي مدح بها شيخه ابن جعفر‪ ،‬وأطريتها‬ ‫المقري وأن الشرتي وبنونة كتب لهما باإلعالم وبالذهاب إلى (سي) لدفع الالزم عاج ًال أو آج ًال‪ ،‬وبإرسال نصيب (ق)‬ ‫مدحاً وثنا ًء‪ ،‬أما أنا فلم أر له شيئا‪ ،‬وإنّما سمعت كما سمعت أنّه افتتح التحفة زيادة على األجرومية واأللفية والمرشد‬ ‫لما اعتاده من ذلك‪ ،‬وفتح باب طمعه له‪ ،‬بل فيه‪ ،‬متمثال بقول القائل‪:‬‬ ‫المعين‪ ،‬والهمزية وبردة المديح‪ ،‬وسمعت أنّه افتتح الحكم العطائية‪ّ ،‬‬ ‫وأن الزواق غاظه ذلك فصار يتشكى به‪ ،‬وربك‬ ‫و ِ�إن َد َّر ْت نيــــا ُق َك فاحتل ْبــها ‪ ‬فما تدري ال َف ُ‬ ‫يكون‬ ‫�صيل ملن‬ ‫ُ‬ ‫الفتاح العليم‪ .‬وبإعالم المرير بأخذه في مراودة والديه على اإلذن له في الرجوع للقراءة‬ ‫ّ‬ ‫واستقباحه رأي من يصدّ والده عن ذلك‪ ،‬وبأنّه ال يتأخر إال إذا أيس‪ ،‬يسّر اهلل لنا وله‬ ‫كما أخبرت بكثرة القراءة وبما تقرأه من األنصبة قواك اهلل عليها‪،‬‬ ‫ما فيه الخير‪ ،‬وما أخبرت به من أنّه كان يقبض في البوسطة مشاهرة ‪ 12‬ريا ًال فمن أدل‬ ‫وفتح بصائرك لفهمها ووعيها‪ ،‬وصرنا من ذلك على بال‪ ،‬وأخبرت في ثاني‬ ‫دليل على إعانة بنونة‪ ،‬إذ والده ال يقدر على شطر هذا العدد‪ ،‬فض ًال عن ك ّله‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫الكتابين بتوصلك بثمن الشربية والسبنية من البوسطة‪ ،‬فلله الحمد على‬ ‫ذلك‪ ،‬وتأسفتُ على ما صدر من ابن العم في شأن ولد (ج)‪ ،‬هذا قلناه لك عند‬ ‫وما ترجيته من كون الواسطة في كتاب الوزير في قضية الزواقين هو ونجل شيخهما‬ ‫صدوره‪ ،‬وتخوّفنا عقباه‪ ،‬وال حذر من قدر‪.‬‬ ‫مع أخريف فممّا ال شكّ فيه‪ ،‬وإلى اآلن لم يدفع الناظر لواحد من أهل تلك السنوية شيئاً‪،‬‬ ‫واصطاد‬ ‫مكاتيبي‪،‬‬ ‫أحد‬ ‫في‬ ‫تفريط‬ ‫منك‬ ‫هذا وأخبرني من أثق به أنّه مقع‬ ‫ً‬ ‫وقد ورد عليه كتاب من المخزن يطلبه بإرسال داخل األحباس وخارجها فورا‪ ،‬وتحير هل‬ ‫(ق) غرتك في البيت واطلع عليه وكتب بمضمنه لوالده يخبره بلفظه‪ ،‬وأنه‬ ‫يدخل تلك السنويات في الخارج أو يترك‪ ،‬فأشير عليه بالترك لكونه كان كتب يعلم بذل‪،‬‬ ‫يسعى في إقامة شهادة (ج)‪ ،‬ورُدّ بالخيبة‪ ،‬وهذا المخبر أراد بإخباره األمر لك‬ ‫وربّما أمر بالنقص أو الترك فال يمكنه التالفي‪ ،‬ولقد أحسن الخطيب في تعجيل هذه‬ ‫بأن تحرق أو تمزّق عقب القراءة‪ ،‬وهذا هو سبب تأخيري بالجواب عن الكتاب‬ ‫الصلة لهذه الرفقة التي قل أن يجدها بعد‪ ،‬وأخبرت برجوع والد الفزاري لمحله‪ ،‬وقد كتب‬ ‫األوّل‪ ،‬عسى أن نستطلع من الثاني ما قد يتوهّم من تعاطي الكالم‪ ،‬وال شكّ‬ ‫النائب للعامل في هذه األيام يستعطفه في جعل والد الفزاري أحد الكيالين الذين يكيالن‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا ممّا يوقع في الشحناء والضغن‪ ،‬وال حول وال قوّة إال باهلل‪ ،‬وبعد أن‬ ‫األرضين المبيعة‪ ،‬فاستبدل به زرقيقا الذي كان على يد العامل‪ ،‬وأخبرت بعد تلفيقك قراءة‬ ‫كان (سي) كثير التردّد إلي كما تعهد‪ ،‬حصل منه جفاء فلم أره حتى يوم العيد‪،‬‬ ‫السبكي‪ ،‬وأنّك ذو تشوّف إلى إتمامه‪ ،‬يسّر اهلل‪ ،‬ويظهر مخايل العواشر من مدرسي‬ ‫ولوال إرسالي إليه يوم ورود مكاتيب الخدمة لم يكن منه إتيان‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫يدل على‬ ‫أن هذا األمر وقع منه الموقع‪ ،‬واهلل يقينا شرّه وشرّ ّ‬ ‫األصل‪ ،‬ووجود ما يستبدل به من المقروآت بكثرة‪ ،‬رزقتم اإلعانة‪ ،‬وأمّا الخمال فجدير بما‬ ‫ّ‬ ‫كل ذي شر‪.‬‬ ‫وقد أتت نظارة المواريث لصاحبها‪ ،‬ونظارة األحباس لصاحبها إتياناً‬ ‫ُفعل به‪ ،‬وياليته لو تأهب للنهوض على بلده‪ ،‬واستكفى بما حصّله من عدّته وعدده‪،‬‬ ‫مخالفاً إلتيانها لمن سبقه من ّ‬ ‫النظار من الكتب للقاضي بما هو معهود من‬ ‫ّ‬ ‫وما أخبرت به من كتابة ابن البشير لمن تعلق به في شأن القاعة‪ّ ،‬‬ ‫المحل المذكور‬ ‫فإن‬ ‫تعيين العدول وغير ذلك‪ ،‬لكون اإلتيان على يد (س) ويظهر منه انقباض‬ ‫جُعل فيه غيالن شريكك في دار أحفير يوم موت الصبان على يد العامل بواسطة الصفار‬ ‫ومعاكسة ألنّه مشاوره واألمر هلل كيف شاء فعل‪ .‬وكأنّي أراك لم تحسّ بشيء‬ ‫فيما أظن‪ ،‬لما قام بالرجل المجهول من الفاقة‪ ،‬وقد كان البقالي جعله أيام واليته عوناً‪،‬‬ ‫من هذا إ ّال أن تكون كتمته لصدور التفريط منك‪ ،‬وعليه؛ فاعلمني بالواقع‬ ‫ولما افضت الوالية إلى الغير‪ ،‬طلب اإلقرار فأقرّ على أن يكون بيده من األرض التي نزعت‬ ‫وكن على حذر من (ق)‪ ،‬إذ ال تومَن غائلته‪ ،‬كما أخبرت بقضية صاحب المخالة‪،‬‬ ‫منه‪ ،‬فلم يكن بيده إقطاع قديم‪ ،‬فال يساعد‪ ،‬ولئن سوعد هناك فال يساعد هنا‪ّ ،‬‬ ‫فإن األمر‬ ‫وإيعاد (س) بالقبض عليه‪ ،‬سيّما وقد أصاب صاحبه فالج عياذاً باهلل منه‪ّ ،‬‬ ‫وبأن‬ ‫اشدّ من ذلك‪ ،‬فافهم‪ .‬مسلما على ابن يوسف‪ ،‬وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة وهي عند تاريخه‬ ‫(ط) ال يكترث بأمره وال يقيم له وزناً‪ ،‬وبذلك أجاب الحياينة إذ طلبوا منه العدّة‬ ‫تستكمل األربعين يوماً التي هي منتهى أيام شرب العشبة‪ ،‬جعلها اهلل لها شفاء‪ ،‬وكما‬ ‫والمال بما أجابهم به‪ ،‬وما فعله بالوزاني‪ ،‬وانظر من أين له هذا االطمئنان‪،‬‬ ‫يس ّلم عليك اإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪ .‬في ‪ 20‬ذي القعدة الحرام‪ ،‬عام‬ ‫وأخبرت بقدوم باشدور الفرنسيس ومالقاته طبق مالقاة والده ال أخيه‪ ،‬وبما‬ ‫وظفه على النكافات والتجار وبمن هو عنده مقبوض‪ ،‬ومن ال‪ ،‬وربك الفاعل‬ ‫‪1328‬هـ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫أحمد الطريبق أحمد‬ ‫العاشق في حيرته‬

‫أحمد الطريبق أحمد صوت‬ ‫شعري متميز في الساحة األدبية‬ ‫المغربية‪ ،‬يكتب الشعر وينشره‬ ‫في الناس منذ أكثـر من ثالثـة‬ ‫عقود‪ ،‬أدركتــه حرفـــة األدب‬ ‫مبكرا‪ ،‬فنشــر أولى نصوصه‬ ‫اإلبداعية على صفحات( أصوات)‬ ‫في جريـــدة العلم‪ ،‬التي كان‬ ‫يشرف عليها األستـاذ الشاعــر‬ ‫محمد السرغيني في الستينات‬ ‫من القرن العشريـن‪ ،‬فاختــار‬ ‫طريق الشعر والشعراء باقتحامه‬ ‫لعالم النشــر ‪ -‬وما زال ‪ -‬وقـد‬ ‫اشتعــل الرأس شيبا في رحلــة‬ ‫الكلمات التي ال تنتهي‪.‬‬ ‫كانت مدينـة طنجـــة هي‬ ‫المبتدأ في حياته والخبر‪ .‬وفي‬ ‫حـي المصلـى (الصورة الألآلة)‬ ‫ترعرعت عرائس طفولتــه بين‬ ‫أزقته ومضائقه‪ .‬وفي زوايا كتاب‬ ‫الحي بدأ بالحرف القرآني وهــو‬ ‫طفل ال يتحاور إال بذاكرة بيضاء‬ ‫يتوزع بجوانبها عطش المتلقي‬ ‫ونزوعات القسر التربوي‪ .‬وبين هاتين كان الصعود والهبوط‪ ،‬وكانت الرحالت الدورية عبر‬ ‫عوالم‪ ،‬ومعاني وقيم وأحكام وصيغ وبالغات ‪ .‬ثم تال ذلك الحرف الصوفي في سفر التكوين‪،‬‬ ‫فكان قرآن الفجر وتالواته المتكررة واألوتار واألذكار وأشعار الصوفية تتراكم في ذاكرة الطفل‬ ‫أحمد مما أغراه بالبحث عن المزيد‪ ،‬فأعجب بالكلمة الموزونة والمنظومة‪ ،‬وشيئا فشيئا بدأ‬ ‫يغوص في األعماق لينغمس بعد ذلك في الحرف‬ ‫الرومانسي العــذب الجميل‪ ،‬وكــان أبو القاسـم‬ ‫الشابي أول من دله على فرادس اإلبداع والعذاب‬ ‫الشعري وعذوباته‪ ،‬فانحفرت في ذاكرته ووجدانه‬ ‫تجاوبات (األغاني الشابية)‪.‬‬ ‫تلك مالمح االنخراط األول في زمن الشعر‪،‬‬ ‫وهو لم يقترب بعد من التعليم الثانوي‪ .‬فطالت‬ ‫صحبته بالشابي وكان مفتاح التواصل بينه وبين‬ ‫العوالم الشعرية األخرى‪ .‬فمن جمال القرآن إلى‬ ‫جمال الطبيعة واإلنسان‪ .‬ومن الكتاب الذي‬ ‫أحكمت آياته ثم فصلت إلى الغصون اليانعة‬ ‫من كالم القوم‪ ،‬ثم إلى ( وادي عبقر) حيث تجرد‬ ‫من المحيط والمخيط بحثا عن محاورات المجاز‬ ‫وعناقيد االستعارة والخيال‪ ،‬إنه العاشق في حيرته‬ ‫اآلنية يكتشف ذاته عبر مرآة بلورية صامتة ‪.‬‬

‫انفتاح الذات على معنى الوجود ‪:‬‬

‫تتميز التجربـــة الشعريــة ألحمد الطر يبق‬ ‫أحمد بعطاء إبداعي‪ ،‬ثري ومتنوع على الصعيدين‬ ‫المضموني والفني يتنازعها تياران‪ :‬تيار غنائي‬ ‫وتيار صوفي‪ .‬قصائده تبدو وكأنها ومضات مشعة‬ ‫قد تخطف نظر القارئ ولكنها تتركه بحكم طبيعة‬ ‫التجربة الخاصة ذات المنحى الصوفي المستوحى‬ ‫من عالم الصوفية الذي ترعرع بين أحضانه‪ ،‬فظل‬ ‫يتصاعد ويتفاوت من حيــن آلخر‪ .‬ف (ترجمان‬ ‫األشواق) البن العربي الحاتمــي ومعزوفــــات‬ ‫صوفية البن الفارض كانت سابقة في اختراق‬ ‫ألياف الذاكرة على غزليات الشعــراء العذريين‬ ‫وعلى غيرهم من الفحول وطبقات الشعراء‪ .‬كما‬ ‫أن المشيشية وأوراد الجزولي في دالئل الخيرات‬ ‫كانت أسبق في االختراق من( عبرات المنفلوطي)‬ ‫و(أوراق الورد) للرافعي‪ ،‬و(عرائس المروج) لجبران‬ ‫خليل جبران ‪ ...‬حتى غدا مغرما بالخطاب الصوفي‬ ‫ومولعا بترتيب أبجدياته اإلبداعية‪ ،‬يحتمي بضالل‬ ‫من روحانية التصوف الذي حماه من السقوط في‬ ‫الظرفي والجاهز‪ ،‬في العابر والمتحول‪ ،‬فاستطاع اإلمساك بخيط المعادلة‪ ،‬متحكم في أسرار‬ ‫اللعبة الشرعية‪ ،‬وظل هذا الهاجس يصاحبه حتى اختار الطريق األكاديمي الجامعي المفضي‬ ‫إلى عالم الخطاب الصوفي حيث أنجز أطروحته الجامعية ( الدكتوراه) عن (الكتابة الصوفية في‬ ‫أدب التستاوتي) فبنى بيته الشعري الذي ال يقيم فيه غيره‪ ،‬ولكنه يستضيف فيه الكل‪.‬وأضحت‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫عالقته بالشعـر كعالقــة الجسد‬ ‫بالروح‪ ،‬عالقة الصورة بميالدها‬ ‫واألجسام بظاللهـــا‪ ،‬واألصـوات‬ ‫بأصدائها‪ ،‬إنه خالصــة انفتـــاح‬ ‫الذات على معنــى الوجــود‪ ،‬فما‬ ‫عالقة الصوفي بالشاعر إذا؟ يرى‬ ‫الشاعر أحمد الطريبق أحمد أن‬ ‫كل شاعر هو صوفـي في أعماقه‪،‬‬ ‫ألن الصوفي يتسامى بالرؤيا‪/‬‬ ‫الحلم وهي الشعــر كله‪ ،‬وهناك‬ ‫شيء آخر يجمـع بين الصوفي‬ ‫والشاعر في نظره إنه اإلنشاد‬ ‫إلى حالة الجذب وكالهما يتعرض‬ ‫لحالتي البسـط والقبض‪،‬لحالتي‬ ‫الوعي والالوعي إلى آخر الثنائيات‬ ‫الموحدة بين الطرفين‪ ،‬فاللغة‬ ‫الصوفية هي نابعــة من معين‬ ‫اإلشارة وهذه هي مقدسات الشعر‬ ‫الحق‪.‬امتلك الشاعر أحمد الطريبق‬ ‫أحمد آداته وصوته ولونه الخاص‪،‬‬ ‫وبالتالي شكل قصيدته‪ ،‬فاختار‬ ‫بدقة مضامينه ومواضيعه‪ ،‬فجاء‬ ‫شعره رائعا ال تلمس فيه الذاتي أو‬ ‫االجتماعي بقدر ما تلمس فيه الحياة مجسدة في أغنية‪ ،‬شاعر قدره أن يحترف بحرائق الشعر‬ ‫ويتلذذ بهذه الحرائق‪ ،‬ومعظم قصائده ضمير يتكلم بصوت مسموع‪.‬‬

‫صعوبة المزاوجة‪:‬‬

‫ال تتضح الرؤيا الشعرية لدى شاعر ما إال بعد‬ ‫عناء ومكابدة بطوليتين‪ ،‬وال يتم نضجها إال على‬ ‫عذاب مزدوج‪ :‬عذاب المعاناة‪ ،‬وعذاب المعرفة‪ ،‬وال‬ ‫تستوي إال على نارين ممتزجتين‪ :‬الخبرة والثقافة‬ ‫وما يمتد بينهما من عناء ال حدود له‪ ،‬فكيف زاوج‬ ‫أحمد الطريبق أحمد بين الشعر كمبدع وبين‬ ‫النزعة األكاديمية كباحث جامعي؟ سؤال طرح عليه‬ ‫من عدة أشخاص ومن عدة منابر‪ ،‬وقد صور ذلك‬ ‫الصراع بأجلى صوره وأعمق مكنوناته في قصيدة‬ ‫(مخاض) التي نشرها في ديوانه ( هكذا كلمني‬ ‫البحر) وهي من أجمل القصائد التي يعتز بها فقد‬ ‫حاول في هذا النص أن يبرز الصراع الذي يشعر‬ ‫به‪ ،‬إنها ازدواجية تحيره أحيانا وتجعله منساقا‬ ‫إلى تحديد الموقف الحسم‪ ،‬لكن هذا الصراع في‬ ‫نظره يظل منفتحا ومفتوحا على كل الجنبات إال أن‬ ‫القصيدة تغازله وتكلمه وتعرض عليه أن يكون إلى‬ ‫جانبها‪ ،‬بدال من أن يكون إلى جانب أعمال أخرى ‪...‬‬ ‫فرضي أن يكون في صف الشعراء وأهل الغواية‪.‬‬ ‫كما أن القصيدة ال تقبـــل (الضرة) ألن اإلبداع‬ ‫الشعري يؤمن بالتوحيد ويرفض الشريك‪ .‬ولكن‬ ‫ليس بالشعر وحده يحيا اإلنسان الشاعر‪.‬‬ ‫وإن كان ال ينفي عن نفسه التراكم النقدي الذي‬ ‫يكتسبه كل شاعر يحترف التدريس الجامعي وغيره‪.‬‬ ‫وهذا هو الجانب المضيء في جدلية التجاذب بين‬ ‫أن يكون مبدعا وفي نفس الوقت أن يكون دارسا‬ ‫ومدرسا‪.‬‬ ‫وأخيرا أقول إن الشاعر أحمد الطريبق يحاول‬ ‫ببسالة ومشقة أن يقيم عالما خاصا به ويبني‬ ‫ثوابت أسلوبية وتعبيرية تنبثق عن رؤياه الشعرية‬ ‫وتعبر عنها في الوقت ذاته‪ .‬ويرى أن الشعر الحق‬ ‫ال يكتبه أو يحفره على جداريات الزمن إال الشاعر‬ ‫الحق الذي سوي بطينة الجنون اإلبداعي‪ .‬يرفض‬ ‫التصنيف الزمني للشعراء ويرى فيه نوعا من‬ ‫التعسف‪ ،‬ألن العقود الزمنية ال يمكن أن تكون‬ ‫حكما أو فيصال في الكتابة اإلبداعية ألن اإلبداع قد يرتبط بعدة عقود أو أجيال‪ .‬ساهم وما زال‬ ‫إلى جانب مجموعة من الشعراء في تحديث القصيدة الشعرية المغربية‪ ،‬واع تمام الوعي بما‬ ‫يحرك الساحة النقدية المغربية لعقود من الزمن‪ ،‬مقتنع بأن اإلبداع دائما في صف التجديد‬ ‫وفي صف التغيير وفي صف الحداثة‪.‬‬


‫العدد ‪984‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫أنوار صوفية وإشراقات ربانية لعلماء‬ ‫وصلحاء المغرب‬ ‫لألستاذ المرحوم عبد الصمد العشاب‬ ‫• قراءة ‪ :‬د‪ .‬نجيب الجباري‬ ‫ينتمي هذا العمل الذي أتشرف بقراءته اليوم إلى البحث في‬ ‫التراث الصوفي اإلسالمي‪ ‬وإذا كان هذا الصنف من التراث يحظى‬ ‫اليوم باهتمام واضح من الباحثين خصوصا إذا علمنا أن قسما‬ ‫مهما من تراثنا الفكري ذو هوية صوفية وأن ما أنجز وما ينجز‬ ‫حوله من أبحاث ودراسات ما زال قاصرا عن أن يحيط به ويوازيه‬ ‫كما وكيفا تبين مقام هذا العمل الذي أنجزه األستاذ عبد الصمد‬ ‫رحمه اهلل والذي يستقي قيمته من إسهامه رغم صغر حجمه في‬ ‫إرساء خطاب توجيهي يرشد إلى الجمع بين العمل والعلم والصالح‬ ‫من خالل تكامل طرفي ثنائية الشريعة والحقيقة أو علم الظاهر‬ ‫وعلم الباطن ومساهمة أيضا في التعريف بالتجربة المغربية في‬ ‫الفكر الصوفي للفت االنتباه إلى القيمة التي يتمتع بها ذلك الفكر‬ ‫عبر مراحل تاريخ المغرب كثيرا ما سألت نفسي كما سأل غيري من‬ ‫زمالء المرحوم وتالمذته ومحبيه عما تركه من المؤلفات السيما‬ ‫وأنه كان له حضور بارز في ذاكرة مدينة طنجة وفي ذاكرة الطلبة‬ ‫والباحثين الذين كانوا يترددون على مكتبة سيدي عبد اهلل كنون‪ .‬‬ ‫والجواب أن المرحوم لم يقم بطبع جميع كتبه ومؤلفاته‬ ‫ولم يتفرغ للتأليف والتصنيف لزحمة مهامه وأشغاله من تدريس‬ ‫وإرشاد وإدارة ومشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات‬ ‫ونشاط جمعوي بعدد من الجمعيات الثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫والجواب يأتي أيضا من ابنة المرحوم الدكتورة نبوية التي‬ ‫أبت إال أن تخرج لنا ولعموم القراء هذا الكتاب عاقدة العزم على‬ ‫متابعة هذا العمل للمشاركة في الكشف عن الحجب المستورة عن‬ ‫بعض مؤلفات الفقيد وسبر أغوار األدب المغربي وتقصي آثاره‬ ‫وظواهره وقضاياه إنعاشا للذاكرة المغربية ورأبا لصدعها لقد‬ ‫شاءت الدكتورة نبوية أن تخوض عن اختيار وإصرار غمارا صعبا‬ ‫وتمتطي مركبا وعرا وهو البحث المغربي التراثي فتحية اجالل‬ ‫وتقدير لجهودها األدبية الدائبة‪.‬‬ ‫بداية يجب أن أعترف بأنني لست مؤرخا وال ناقد تاريخ وأن‬ ‫هذه القراءة التي أقدم نتفا منها أمامكم ليست دراسة تحليلية‬ ‫وال حتى عرضا صحافيا للكتاب وإنما هو تسجيل لالنطباعات التي‬ ‫تركها الكتاب علي كقارئ عادي ولي اليقين أن كل قارئ سيخرج‬ ‫من هذا الكتاب الغني بالمعلومات بمجموعة من‪ ‬االنطباعات منها‪ ‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ : ‬أوال‪ ‬‬

‫لقد وقفت طويال عند هذا العنوان أنوار صوفية واشراقات‬ ‫ربانية لعلماء وصلحاء المغرب وأثارت في عنف اهتمامي كل كلمة‬ ‫من كلماته لقد سماه المؤلف أنوار صوفية ولم يسمه مثال تراجم‬ ‫علماء وصلحاء من المغرب وكان من الممكن أن يكون العنوان‬ ‫هكذا دراسة وبحث في تراجم المتصوفة بالمغرب‬ ‫إن المؤلف وهو الباحث العارف بموضوعه إنما يعبر عن شعور‬ ‫وذوق انه يعبر عن تجارب حقيقية فال يمكن أن يكون إال دقيقا‬ ‫في الواقع إنني بعد أن أطلت التفكير في العنوان دهشت لهذه‬ ‫الدقة ولهذا اإلحكام المحكم إن موضوع التصوف ليس أمر جدل‬ ‫أو بحث أو أخذ ورد وإنما هو إشراق ونور رباني والبحث أو الدراسة‬ ‫العلمية فيه تبعده عن النور بدال من أن تغمره بألالئه فإذا دخل‬ ‫المنطق والعلم التصوف أفسداه وأقصد العلم المزيف ألنه يحول‬ ‫النبع المتدفق إلى ركود آسن ويحول الضياء والنور المتأللئ الى‬ ‫ظلمة حالكة أما العلم الصحيح فهو الذي ال يتعدى حدوده ألن له‬ ‫دائرته وهي التجربة المادية أما التصوف فتجربة روحية وليس‬ ‫للمادة شأن بالروح وقديما قيل من ذاق عرف وبالتالي فإن لم‬ ‫يذق ال يعرف‪.‬‬ ‫والكتاب بهذا العنوان إذن ليس إال محاولة للذوق وللتعرف‬ ‫وللتعبير باأللفاظ عن الشعور المتدفق الفياض‪.‬‬

‫الصنف األدبي ‪ :‬ثانيا‪ ‬‬

‫ينتمي كتاب أنوار صوفية واشراقات ربانية إلى ما يدخل تحت‬ ‫صنف الترجمة الصوفية وهو يمثل الترجمة التي يصوغها المؤلف‬ ‫بقصد تقريب المترجم له وهو في إطار انتمائه إلى رجال التصوف‬ ‫أو ممارسته له فتركز موادها على ذكر الكرامات والمناقب وتعرض‬ ‫سلوك المتصوف وعبادته ومواقفه وأقواله ومعاملته للشيوخ‬ ‫والمريدين‪ .‬‬ ‫وال تخفى أهمية كتب التراجم إذ بواسطتها تنفتح أمام‬ ‫الباحثين وغير الباحثين آفاق التعرف على الرجال والنساء الذين‬ ‫أسسوا للمعرفة اإلنسانية في أقطارهم‪ .‬‬ ‫ولعمري أن االعتناء بجمع تراجم أعالم الرجال من علماء‬ ‫وصلحاء وفضالء هذه األمة المحمدية شيء مؤكد على الخلف فهم‬ ‫سلفنا في الدين والتاريخ واألحداث التي ال علم لنا بها إال بمراجعة‬ ‫آثارهم التي خلفوها مسطورة في كتبهم ولذا ورد أن من أرخ عالما‬ ‫أو غيره فكأنما حياهأ أحياه‪.‬‬

‫الموضوع ‪ :‬ثالثا‪ ‬‬

‫لقد كان المؤلف موفقا في اختيار موضوع كتابه بما يستجيب‬ ‫لحاجة الناس اليوم فمن المعلوم إن بعض الباحثين والمؤلفين‬ ‫ال يحسنون اختيار موضوع الكتابة الذي ال يالمس واقع الناس وال‬ ‫يجيب عن أسئلتهم وإشكاالتهم ومشاكلهم الدينية والدنيوية‬

‫وبالنظر إلى الكتاب الذي بين أيدينا أجدني أقف عند مجموعة من‬ ‫الموضوعات والمباحث التي تشغل بال الشباب وتنتصب كقضايا‬ ‫آنية تحتاج إلى بحث وعمق ونظر في التناول والمعالجة منها ما‬ ‫يتعلق بموضوع التصوف نفسه الذي ال يزال حيا متحركا فاعال لم‬ ‫ينطفئ نوره ولم تخب جذوته بل ال يزال رائدا في حمل دعوة‬ ‫اإلسالم وتثبيت الناس على الدين القويم خصوصا إذا ما نظرنا‬ ‫اليوم إلى بعض المواسم واالضرحة وطوائف الدجل والشعوذة‬ ‫والضالالت المنتشرة اليوم باسم التصوف والتي هو منها براء‪.‬‬ ‫ويأتي هذا الكتاب ليثير هذا الموضوع من جديد ويقوم‬ ‫بواجب التنبيه على أهمية التربية الصوفية في بناء االنسان والتي‬ ‫تركز على اتباع سنة رسول اهلل وأداء الفرائض وتوفية األعمال‬ ‫وتصفية األحوال‪.‬‬ ‫ولعل كتاب المحتفى به خطوة في هذا الطريق وصفحة‬ ‫ضمن كتابات ثرية في عالم التصوف السني وجولة فكرية مع‬ ‫الصوفية في مضمار اإلشراق والبهاء والنقاء والصفاء والجمال‬ ‫مشتمل على كل ما حرره كبار الصوفية أمثال أبي العباس السبتي‬ ‫ومحمد الحراق ومحمد البوزيدي ومحمد بن عبد الكبير الكتاني‬ ‫والعالمة الشيخ سيدي المختار الكنتي والشيخ سيدي عبد السالم‬ ‫بن ريسون والداعية المفكر أحمد زروق والشيخ أبي الحسن‬ ‫الشاذلي ماحرروه من بدائع الفوائد وما طرزوه من فرائد القالئد‪ .‬‬ ‫والجميل في هذا الكتاب في نظري أنه نأى بنفسه عن‬ ‫الخوض فيما خاض فيه بعض المتصوفين من مباحث وجودية‬ ‫غيبية كبرى ومفاهيم غارقة في الرمزية والغموض والمسائل‬ ‫الكشفية والذوقية واإلشكاالت الفلسفية التي تبعد عن التصوف‬ ‫أكثر مما تقرب إليهم مركزا فقط على الرسالة األخالقية السنية‬ ‫وما يزخر به الفكر الصوفي من مضامين تربوية سلوكية بهية‪.‬‬ ‫كما بسط الكاتب في كتابه هذا الكالم عن دور بعض الزوايا‬ ‫الصوفية وما كان لها من إشعاع داخل المغرب وخارجه وما كان‬ ‫لها من تأثير مباشر في الحفاظ على الخطاب الصوفي واستمراريته‬ ‫نجد في الكتاب حديثا ووصفا لجسد الخطاب الصوفي الذي تروض‬ ‫برياضات ومجاهدات في حلبة الرباط والزاوية بعد تحولها من‬ ‫رباطات للجهاد إلى ساحات لمجاهدة النفس وتربية الروح وقد‬ ‫حاول الكاتب أن يستقصي ما تفرق في بطون الكتب والمؤلفات‬ ‫والمخطوطات ليعطي للقارئ رؤية مكثفة عن أهم الزوايا الصوفية‬ ‫التي عرفها المغرب كالزاوية التيجانية والعيساوية والحمدوشية‬ ‫والوزانية والحراقية والقادرية والناصرية والريسونية والكتانية‬ ‫والدرقاوية وغيرها كل ذلك في ثوب قشيب سليم الكالم بديع‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وإيمانا من الكاتب بالعالقة الوطيدة التي تربط الشعر‬ ‫بالتصوف وبأن لهما سمة مميزة هي قدرة النفاذ التي تلك الطبقة‬ ‫األعمق وتجاوز الظواهر المعتادة فإنه لم يغض الطرف عن هذه‬ ‫الثنائية وتوقف عند بعض القصائد البديعة التي حملت عصارة‬ ‫تجربة صاحبها وأفكاره وتصوراته في عالقته بربه وبنبيه عليه‬ ‫السالم حيث امتزج التصوف بالشعر واتحد الشعر بالتصوف حتى‬ ‫إنهما وجهان لعملة واحدة كما نجد في رائية سيدي محمد الحراق‬ ‫وتائية الشيخ البوزيدي في التصوف وتائية الكتاني ونصوص‬ ‫تصوفية أخرى ألبي الحسن الشاذلي وهي غيض من فيض‬ ‫يدلل على ما وصلت إليه القدرة اإلبداعية الصوفية من نضج‬ ‫وسمو ونضارة وبما توافر لها من ملكة متينة وثقافة موسوعية‬ ‫ولغة رصينة رائقة وقبل هذا وذاك محبة خالصة للجناب النبوي‬ ‫الشريف وهي لعمري الوقود الذي يفجر اإلبداع ويرسل الطاقات‬ ‫كما سيتعرف القارئ لهذا الكتاب على نصوص أخرى مجالها‬ ‫صوفي شرعي تصليات وأحزاب وأذكار وأدعية وتسبيحات‪.‬‬ ‫نعم إننا مع هذا العمل لسنا فقط مع العلماء وصلحاء‬ ‫معدودين على رؤوس األصابع وإنما نحن أمام هوية علمية هي‬ ‫حال أوسع فئات هؤالء العلماء والصلحاء الذين جمعوا بين علوم‬ ‫الظاهر وعلوم الباطن بين الفقه والتصوف واألدب‪.‬‬ ‫وبعد فان مما يسر النفس وبثلج الصدر أن نرى مثل هذه‬ ‫األبحاث الجادة ومثل هذه اللقاءات العلمية الرصينة تزداد اهتماما‬ ‫وعناية يوما بعد يوم بهذا المجال الذي يسعف القارئ في شتى‬ ‫التخصصات العلمية اإلنسانية بمختلف المعطيات التاريخية‬ ‫والفكرية الغنية ويمده بما ال حصر له من النماذج القابلة للتحليل‬ ‫والمغرية بالتأويل واعدة التركيب‪.‬‬ ‫لقد قدم الباحث كما سيالحظ القارئ لهذا الكتاب عرضا‬ ‫اتسم بسعة االطالع ودقة البحث ورهافة اإلحساس كما كانت‬ ‫لطريقة الترجمة ورشاقة العبارة وسالمة األسلوب ونصاعة اللغة‬ ‫وطواعيتها إسهام كبير في االبتعاد بالكتاب عن جفاف الترجمة‬ ‫وجمودها باإلضافة إلى حس التوثيق وشدة التحري وهو ما جعل‬ ‫هذا الكتاب يأتي شامال ال تخلو صفحة من صفحاته من إضافة‬ ‫قيمة أو نظرة ثاقبة ذات مغزى جديد‪.‬‬ ‫إنه كتاب هادف قبس من نور وقبضة من شعاع وفيض من‬ ‫علم وأخالق وطهر وصالح وصورة من منهج رسم الطريق للجيل‬ ‫الصاعد في حاضره وفي مستقبله الذي تتراءى أنواره في اآلفاق‬ ‫مبشرة بغد بسامق ماضيه في اإلشراق والنور والعزة والقوة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الله َّم اعط‬ ‫منفق ًا خلف ًا‬

‫‪ -‬ذة‪� .‬أم دالل‬

‫قال تعالى ‪ { :‬مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل اهلل كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في‬ ‫كل سنبلة مائة حبة ويضاعف لمن يشاء واهلل واسع عليم } سورة البقرة {من ذا الذي يقرض‬ ‫اهلل قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة واهلل يقبض ويبسط وإليه ترجعون} سورة البقرة‪،‬‬ ‫إن من رحمة اهلل سبحانه وتعالى جعل أبواب التقرب إليه كثيرة ومتفاوتة في الفضائل واألجور‬ ‫ليجتهد المسلم فيها ويحصل على أضعاف الثواب واألجر‪ ،‬ومن هذه األبواب باب الصدقة وهي‬ ‫تعطى للمحتاج على وجه التقرب إلى الخالق المعبود ‪ ،‬إن في الجنة بابا يقال له باب الصدقة‬ ‫يدعى إليه المتصدق فيدخل منه‪ ،‬إن اإلنفاق لوجه اهلل تعالى من األعمال الصالحة التي تنفع‬ ‫اإلنسان في الدنيا واآلخرة فهو يزكي النفس ويطهرها من الرذائل القبيحة والشح الذميم‬ ‫ونجاة من البخل قال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم} سورة التوبة‪ ،‬وهو‬ ‫في الحقيقة حفظ للمال وزيادة له وليس نقصانا له وصدق اهلل العظيم إذ يقول ‪ {:‬وما أنفقتم‬ ‫من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} سورة سبأ‪ .‬والصدقة في سبيل اهلل جهاد عظيم‬ ‫قدمه اهلل تعالى على الجهاد النفسي في القرآن الكريم ما يقارب تسع مرات ألهميته العظمى‪.‬‬ ‫ولقد وردت أدلة كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحت اإلنسان على الصدقة‬ ‫منها‪ :‬يقول جل شأنه في سورة البقرة { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعالنية‬ ‫فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون }‪ ،‬ويقول جل وعال آمرا نبيه في سورة‬ ‫إبراهيم { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصالة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعالنية من قبل أن‬ ‫يأتي يوم ال بيع فيه وال خالل}‪.‬‬ ‫و من األحاديث الدالة على فضل الصدقة‪ ،‬عن عقبة بن عامر رضي اهلل تعالى عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬كل امرئ في صدقته حتى يقضى بين الناس» صححه‬ ‫األلباني‪ ،‬وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال النبي عليه الصالة والسالم « ما تصدق‬ ‫أحد بصدقة من طيب وال يقبل إال الطيب إال أخذها الرحمان بيمينه‪ ،‬وإن كانت ثمرة في كف‬ ‫الرحمان‪ ،‬حتى تكون أعظم من الجبل‪ ،‬كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله» الترمذي وصححه‬ ‫األلباني‪..‬‬ ‫لقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يوصي التجار بتطهير تجارتهم بالصدقة من‬ ‫الشوائب القبيحة كالحلف والكذب «يا معشر التجار‪ ،‬إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه‬ ‫بالصدقة» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة‪.‬‬ ‫و في الصحيحين ‪»:‬أربعة دنانير‪ :‬دينار أعطيته مسكينا‪ ،‬دينار أعطيته في رقبة‪ ،‬ودينار‬ ‫أنفقته في سبيل اهلل ‪ ،‬ودينار أنفقته على أهلك‪ ،‬أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك»‪.‬‬ ‫«الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي األرحام اثنتان صدقة وصلة» رواه أحمد‬ ‫والنسائي والترمذي ‪ .‬والصدقة لها أثر كبير على كيان المجتمع‪ ،‬حيث تعمل على بث الروح‬ ‫والتعاون والمؤاخاة بينهم‪ ،‬ودفع الحسد بين الغني والفقير‪ .‬يقول ابن القيم ‪ -‬رحمه اهلل – في‬ ‫شأن الصدقة ‪« :‬إن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع البالء حتى ولو كانت من فاجر أو ظالم بل‬ ‫من كافر‪ ،‬فإن اهلل يدفع بها عنه أنواعا من البالء»‪ .‬وفي الحديث الذي رواه الطبراني عن النبي‬ ‫عليه الصالة والسالم « صنائع المعروف تقي مصاريع السوء»‬ ‫المسلم ال يحقر من المعروف أو فعل الخير شيئا ‪ ،‬بل يحتسبه لوجه اهلل تعالى فلعل هذه‬ ‫الصدقة تكون سببا في دخول الجنة ‪.‬‬ ‫و عن حذيفة بن اليمان رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬من‬ ‫قال ال إله إال اهلل ختم له بها دخل الجنة‪ ،‬ومن صام يوما ابتغاء وجه اهلل ختم اهلل له به دخل‬ ‫الجنة‪ ،‬ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه اهلل ختم له بها دخل الجنة» صححه األلباني‪.‬‬ ‫فعن أبي ذر الغفاري رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬يصبح‬ ‫على كل سالمى (عظم) من أحدكم صدقة‪ ،‬فكل تسبيحة (سبحان اهلل) صدقة‪ ،‬وكل تحميدة‬ ‫(الحمد هلل) صدقة‪،‬و كل تهليلة (ال إله إال اهلل) صدقة‪ ،‬وكل تكبيرة (اهلل أكبر) صدقة‪ ،‬وأمر‬ ‫بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة‪ ،‬ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»‬ ‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫و الصدقة الجارية هي ما يبقى بعد موت العبد ويستمر أجر عليه لقوله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪« :‬إذا مات اإلنسان انقطع عمله إال من ثالث ‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد‬ ‫صالح يدعو له» رواه مسلم‪.‬‬ ‫لقد تفشت األمراض المستعصية‪ ،‬رغم وجود العالج‪ ،‬تعذر األطباء بعفها ‪ ،‬ولعل سببها‬ ‫المعاصي لقوله عز وجل ‪{:‬و ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ‪}...‬سورة الشورى‪،‬‬ ‫ومنها اختبار اهلل لعباده والدواء موجود في قول النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬داووا مرضاكم‬ ‫بالصدقة» حسنه األلباني في صحيح الجامع‪.‬‬ ‫لقد ضرب سلفنا الصالح أروع األمثلة في البذل واإلنفاق‪ ،‬وكان عليه الصالة والسالم‬ ‫القدوة الحسنة والمثل األعلى في الجود وحب العطاء‪ ،‬إذ كان يعطي عطاء من ال يخشى الفقر‬ ‫ثقة بعظيم فضل اهلل وإيمانا بأنه رزاق ذو الفضل العظيم‪ ،‬وقضى ابن شبرمة حاجة كبيرة‬ ‫لبعض إخوانه فجاء يكافئه بهدية‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬لما أسديته لي من معروف‪ ،‬فقال‪ :‬خذ‬ ‫مالك عافاك اهلل‪ ،‬إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها‪ ،‬فتوضأ للصالة وكبر عليه‬ ‫أربع تكبيرات وعده من األموات‪.‬‬ ‫أما حكيم بن حزام‪ ،‬فقد كان يحزن على اليوم الذي ال يجد فيه محتاجا ليقضي حاجته‬ ‫حيث يقول‪ :‬ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إال علمت أنها من المصائب التي أسأل اهلل‬ ‫األجر عليها‪.‬‬ ‫و الصدقة من أفضل األعمال وأحبها إلى اهلل لذلك يحرص المسلم أن يكون عمله هذا‬ ‫خالصا لوجه اهلل ال رياء وال سمعة وال يتبع صدقته بالمن واألذى {و من يبخل فإنما يبخل عن‬ ‫نفسه واهلل الغني وأنتم الفقراء} سورة محمد ‪.‬‬ ‫فإن اهلل تعالى توعد لمن أنفق في سبيله بالخلف {و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو‬ ‫خير الرازقين} سورة سبأ‪« ،‬ما نقصت صدقة من مال بل تزده» رواه مسلم‪ .‬متى ننفق ؟ هل‬ ‫إذا حل بنا الموت أم نكنزه لوارثنا‪ .‬والذين يبخلون عن الصدقة بل يجمعون أموالهم بالكد‬ ‫والجهد ليأخذه الوارث بسهولة ويسر‪ ،‬وهذا بينه النبي صلى اهلل عليه والسالم ألصحابه فقال‬ ‫لهم ‪« :‬أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا يا رسول اهلل ما منا من أحد إال ماله أحب إليه ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر»‪ .‬واحذر أخي من وساوس الشيطان {الشيطان يعدكم‬ ‫الفقر ويأمركم بالفحشاء واهلل يعدكم مغفرة منه وفضال ‪ }..‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫ينبغي للمؤمن أن يغتنم فرصة ما أعطاه اهلل من المال واإلنفاق واإلحسان والجود والكرم‬ ‫للفقراء والمساكين واألرحام والضيف وفي جميع أنواع الخير‪« .‬ال حسد إال في اثنين رجل آتاه‬ ‫اهلل ماال‪ ،‬فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار‪ ،‬ورجل آتاه اهلل الحكمة‪ ،‬فهو يقضي بها ويعلمها»‪.‬‬ ‫و إن صاحب النفقة تدعو له المالئكة بالخلف أي يعطيكم خلفا عنه في الدنيا بالبذل وفي‬ ‫اآلخرة بالجزاء والثواب ‪ ،‬وأما الممسك عن الصدقة له عقوبة التلف مما يفيد أن دعاء الملكين‬ ‫كما في الحديث الصحيح‪ « :‬ما من يوم يصبح العباد فيه إال ملكان ينزالن فيقول ‪ :‬اللهم أعط‬ ‫منفقا خلفا ويقول اآلخر اللهم أعط ممسكا تلفا» متفق عليه‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫محمد المتني‬

‫الفقيه العدل‪ ،‬والخطيب الجزل‬

‫هو الفقيه الخطيب محمد بن محمد بن العربي المت ِني الحس ِني‬ ‫(من نسل عبد اهلل النافع كما هو مسطر في شجرة نسبهم) الصدُوقي‬ ‫(نسبة إلى ابن صَدُوق بقبيلة جبل الحبيب التابعة لمدينة تطوان)‪.‬‬ ‫ولد سنة ‪1316‬هـ‪1894 /‬م بقبيلته جبل الحبيب‪ ،‬ونشأ في كنف‬ ‫والديه‪ ،‬ولما بلغ سنّ التّمييز تعاطى العلم بجد واجتهاد متنقال بين‬ ‫البوادي والقرى؛ كقبيلة بني كرفط‪ ،‬والصخرة بقبيلة بني مصور‪.‬‬ ‫ولما آنس منه أبوه تحصيل معارف بلدته والضواحي‪ ،‬أرسله‬ ‫إلى عاصمة المغرب العلمية فاس لينهل من حياض جامع القرويين‪،‬‬ ‫وهناك استفاد من أعالمه وعلمائه‪ ،‬أبرزهم‪ :‬الفقيه العالمة التهامي‬ ‫بن المدني كنون (جدّ العالمة عبداهلل كنون)‪.‬‬ ‫وبعد التضلع من معين العلوم الشرعية‪ ،‬توجه إلى المداشر‬ ‫والبوادي ألداء وظائفه الدينية‪ ،‬من إمامة وتدريس وتوعية‪ّ ،‬‬ ‫وظل‬ ‫كذلك متجوال ومتنقال إلى أن استقر به المطاف بقبيلة بني زروال التي‬ ‫اكتسب عند أهلها حظوة ومكانة‪ّ ،‬‬ ‫تمثل ذلك في اإلعجاب الذي لقيه من‬ ‫بعض شرفائها‪ ،‬وهو سيدي أحمد الحَجّامي‪ ،‬الذي زوجّه ابنته السيدة‬ ‫صَفِيّة‪ ،‬وبعد أن أنجب منها ِب ْكر أوالده‪ ،‬حنّ قلبه لزيارة مسقط‬ ‫رأسه‪ :‬جبل الحبيب‪ ،‬وهناك تابع مسيرته في أداء وظيفة اإلمامة بكثير‬ ‫من القرى والمداشر المجاورة لمدينتي طنجة وتطوان؛ مثل‪ :‬الحرايق‪،‬‬ ‫ودار ابن صدوق بجبل الحبيب‪ ،‬وأوالد اللنجري‪ ،‬والتوانسة‪ ،‬وعين‬ ‫حلوفة‪ ،‬وأوالد زاير بقبيلة األحد الغربية‪ ،‬ودار ازهيرو بفحص طنجة‪..‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫وما أن اعتدى العدو اإلسباني على قبائل المنطقة الشمالية حوالي‬ ‫سنة ‪1924‬م‪ ،‬حتى تقرّر في عزمه االنتقال إلى مدينة طنجة‪ ،‬فدخلها‬ ‫بمساعدة من أهل مدشر أوالد اللنجري‪ ،‬و َقرَّ به القرار بحي المصلى‪،‬‬ ‫وبمساجدها ظل مزاوال وظيفة اإلمامة كعادته‪ ،‬بالمسجد األعظم‬ ‫ضُويقَ سنة ‪1953‬م من قبل‬ ‫والجامع الجديد‪ ،‬والمصلى‪ ...‬إلى أن‬ ‫ِ‬ ‫االستعمار جرّاء عدم نصرته لمحمد بن عرفة (السلطان المنصّب من‬ ‫لدن االستعمار الفرنسي أنذاك) في خطبه‪ ،‬مما اضطره إلى مفارقة هذه‬ ‫الوظيفة واعتزالها إلى األبد‪.‬‬ ‫وزاول أيضا مهنة العدالة بسماط العدول (الذي كان مجاورا‬ ‫للمسجد األعظم‪ ،‬وأقيم مكانه اآلن جناح مخصّص للنساء)‪ ،‬ثم بمقرها‬ ‫بدار النيابة الحقا‪.‬‬ ‫وظل بهذه المهنة قائما بشؤونها‪ ،‬ومتفرغا لوظائفها‪ ،‬إلى أن لقي‬ ‫ربه سنة ‪1392‬هـ‪1971/‬م‪.‬‬ ‫وقد كان رحمه اهلل متواضعا‪ ،‬يتح ّلى بأخالق وخالل حميدة‪ ،‬أكسبته‬ ‫القبول واالحترام والتقدير بين معارفه ومعاصريه‪.‬‬ ‫مصدر الترجمة‪:‬‬

‫تقييد به شجرة النسب‪.‬‬ ‫معلومات شفهية عن أحفاد المترجم‪.‬‬

‫األستاذ الصديق الروندة يروي فصوال من سيرته (‪)2‬‬ ‫تقديم وتنسيق‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫تقديم‬

‫كانت أذناي‪ ،‬على امتداد سنوات ذوات عدد‪ ،‬تسمعان‬ ‫باسم األستاذ الصديق الروندة‪ ،‬الذي بصم على عطاء‬ ‫ثر وإنتاج الفت؛ غير أنه لم يكتب لي اللقاء بالرجل إال‬ ‫في مرحلة متأخرة‪ ،‬بعد أن ساقتني الظروف‪ ،‬منذ حوالي‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬لزيارته في بيته العامر برباط الفتح رفقة‬ ‫الصديق الباحث محمد أملح‪ ،‬الذي قدّمني إليه مشكورا‪..‬‬ ‫ويعد األستاذ الصديق الروندة من األسماء التي‬ ‫قدّمت الكثير للخزانة المغربية‪ ،‬في األدب والفكر وفي‬ ‫العمل الدعوي واإلرش��ادي؛ غير أنه اختار التواري عن‬ ‫المشهد العام واالبتعاد عن األض��واء واالشتغال في‬ ‫صمت‪.‬‬ ‫وال أخفي أنني أحسست‪ ،‬خالل تلك الجلسة األولى‬ ‫والجلسات التي أعقبتها الحافلة التي كانت مليئة‬ ‫بالحديث عن األدب والفكر والعلم والمعرفة والثقافة‬ ‫وقضاياها‪ ،‬بانجذاب خاص نحو الرجل‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء األول الذي جرى في بفضل الصديق‬ ‫سالف الذكر‪ ،‬توالت اللقاءات بيني وبين األستاذ الصديق‪،‬‬ ‫الذي ال يتواني في آخر كل زيارة إلى بيته العامر برباط‬ ‫الفتح عن الدعوة واإللحاح وإعادة الكرة تلو الكرة؛ غير أن‬ ‫ظروف العمل ومشاغل الحياة اليومية تحول‪ ،‬في أحيان‬ ‫عديدة‪ ،‬دون االستجابة‪.‬‬ ‫وفي إحدى تلك الزيارات الميمونة التي تكون عامرة‬ ‫باألحاديث العبقة بالفوائد والمعارف وبالمحبة وذكر‬ ‫اهلل‪ ،‬عرضتُ على األستاذ الصديق فكرة إجراء حوار معه‬ ‫حول فصول من المسيرة اإلنسانية والعلمية والتربوية الحافلة‬ ‫التي عاشها‪ ،‬فأبدى الترحاب والقبول بهذه الفكرة؛ غير أن ظروفا‬ ‫صحية وأخرى وقتية كانت تؤجل تحقيق الفكرة وتنفيذها‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬قررتُ أن أجري مع األديب والباحث األستاذ الصديق‬ ‫الروندة حوارا شامال حول مساره الثقافي والعملي ونطوف خالله‬ ‫حول جملة من االهتمامات التي اشتغل بها والمحطات التي مرّ‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ولما عرضتُ على األستاذ الصديق األسئلة المتعلقة بهذا‬ ‫الحوار الذي حرصتُ على أن يكون ذا صبغة ثقافية وفكرية وأيضا‬ ‫إنسانية‪ ،‬التمس حفظه اهلل ومتعه بموفور الصحة والعافية أن‬ ‫أمكنه من نسخة من األسئلة وأن أمهله بعض الوقت من أجل أن‬ ‫يتفرغ لإلجابة عنها حين تسنح الظروف‪.‬‬ ‫وبعد مرور أسابيع قليلة ال تتعدى أصابع اليد الواحدة‪،‬‬ ‫اتصلتُ باألستاذ الروندة من أجل السؤال عن األحوال واالطمئنان‬ ‫على الصحة‪ ،‬وفي نهاية المكالمة التي جمعتني بهذه الشخصية‬ ‫العلمية الرباطية المتواضعة أبدى لي من جديد حفاوته بالمحاور‬

‫واألسئلة التي قدمتها إليه بعد أن أعاد االطالع عليها‪ ،‬وأخبرني‬ ‫في الوقت ذاته بأنه شرع في اإلجابة عنها بما تيسر وجاد به البال‪،‬‬ ‫وفق تعبيره‪ .‬وزاد موضحا أنه يفضل تحرير أوراق تكون جوابا‬ ‫عن كل األسئلة عوض أن نسلك السبيل المعتاد في مثل هذه‬ ‫اللقاءات‪ :‬سؤال ‪ /‬جواب‪ ،‬فلم أمانع في الفكرة‪ ،‬فكانت الفصول‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫يواصل األستاذ محمد الصديق الروندة ذكرياته الغنية والمثيرة‪،‬‬ ‫في هذه الحلقة الثانية‪ ،‬قائال‪« :‬وفي سنة ‪ ،1946‬ألحقنا أبي أنا وأخي‬ ‫بثانوية جامعة القرويين‪ ،‬فقضيتُ بها سنتين‪ ،‬ثم خضتُ بعدها مباراة‬ ‫ولوج قسم المعلمين المفتوح بثانوية موالي يوسف بالرباط‪ ،‬فكنا فيه‬ ‫ثمانية عشر طالبا من كافة التراب الوطني‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1956‬تابعتُ دراسة القانون‪ ،‬فحصلتُ من كليتها على‬ ‫شهادة الكفاءة في القانون‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1958‬خضتُ مباراة أساتذة التعليم الثانوي التي خولتني‬ ‫العمل في عدة ثانويات؛ آخرها ليسي ديكارت بالعاصمة التابعة للبعثة‬ ‫الثقافية الفرنسية‪ ،‬وبها انتهت مسيرتي التعليمية بصفتي أستاذا في‬ ‫السلك الثاني بعد قضاء سبع وثالثين سنة في هذا الميدان‪ ،‬حيث‬

‫حصلتُ الموافقة على طلبي تقاعدا نسبيا يعفيني من البقاء‬ ‫في السلك اإلداري‪.‬‬ ‫إن الحديث عن آل الروندة يرجع بنا إلى الشاعر أبي البقاء‬ ‫صالح بن الشريف‪ ،‬الذي خ ّلد مأساة ضياع الفردوس المفقود‬ ‫في مرثيته المشهورة‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫نقصان‬ ‫لكل شيء إذا ما تمَّ‬ ‫فال يغر بطيب العيش إنسان‬ ‫ومنهم شارح كتاب الحكم البن عطاء اهلل السكندري‪،‬‬ ‫العالم الزاهد ابن عباد النفزي الرندي‪ ،‬سيد العارفين في‬ ‫زمانه‪ ،‬الذي قال عنه أبو زيد عبد الرحمان الفاسي عندما وقف‬ ‫على قبره زائرا‪ :‬إنه ممن تشد إليه الرحال؛‬ ‫ومنهم أيضا قاضي سال عبد السالم الرندي الفاسي‪،‬‬ ‫الذي اشتهر بأنه كان ال يخشى في اهلل لومة الئم؛‬ ‫ومنهم كذلك أبو زكرياء يحيى بن أحمد النفزي الرندي‬ ‫الفاسي المشهور بالسراج؛‬ ‫وم��ن أشهرهم أيضا قاضي ف��اس المعروف بعدله‬ ‫وصرامته‪ ،‬عمر الرندي‪ ،‬أسهم في تصحيح وتحرير بعض‬ ‫الكتب التي طبعتها أول مطبعة حجرية بالمغرب‪.‬‬ ‫وقد كانت هجرة آل الروندة من األندلس والتحاقهم‬ ‫بفاس في أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬استقر بعضهم بالرباط‬ ‫حيث كان العنصر األندلسي غالبا في هذه المدينة‪.‬‬ ‫وقد برز منهم عمدتهم جديّ من جهة أبي‪ ،‬العالمة‬ ‫محمد بن عبد السالم بن محمد بن أحمد بن بناصر بن‬ ‫محمد األندلسي الفاسي ثم الرباطي؛ تقلب في عدة مناصب‪،‬‬ ‫ب��دءا من كاتب للصدر األعظم أحمد بن موسى البخاري في عهد‬ ‫المولى عبد العزيز‪ ،‬ثم عدال بمرسى العرائش ثم بمرسى آسفي‪ ،‬ثم‬ ‫عدال بالرباط‪ .‬وبعدها عين عضوا بمجلس االستئناف العلمي األعلى‪،‬‬ ‫ثم قاضيا بالعاصمة رباط الفتح‪ ،‬وأخيرا بتاريخ ‪ 17‬رجب ‪ 1345‬هجرية‬ ‫الموافق لـ‪ 21‬يناير ‪ 1927‬تقلد وزارة العدلية والمعارف اإلسالمية‪ .‬وقد‬ ‫ألفت عنه كتابا عنونته بـ»العالمة محمد بن عبد السالم الروندة ذو‬ ‫الوزارتين العدلية والمعارف اإلسالمية»‪.‬‬ ‫لم يكن الجد وحيد أبويه‪ ،‬فقد توفيت أمه‪ ،‬فتزوج أبوه وأنجب ذكرين‬ ‫وأنثيين‪ ،‬أكبر األخوين إدريس الذي اشتغل طول حياته عدال بالرباط‪.‬‬ ‫أما أخوه عبد الحميد فقد تقلد منصب عضو نائب في المحكمة العليا‬ ‫الشريفة‪ ،‬ثم تولى القضاء في عدة حواضر‪ ،‬وهو مشارك في عدة علوم‬ ‫لغوية وشرعية‪ ،‬إلى جانب قرض الشعر‪ ،‬أخرجت له المطبعة الحجرية‪:‬‬ ‫الكتابة والكتّاب‪ ،‬وبيان المراد من علم االقتصاد‪ .‬وعندما تعرّض‬ ‫في كتابه األول لذكر مشاهير كتّاب الدولة العلوية ذكر من بينهم‬ ‫العالمة أبو عبد اهلل محمد الرندي»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪984‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫الخاالت الثالث‬

‫جدي ‪ :‬محمد بن محمد بن عمر بن الطيب الكتاني رحمه اهلل تعالى‪ ،‬فقيد الساللة النبوية‬ ‫الشريفة‪ ،‬من جده موالي الحسن بن فاطمة الزهراء رضي اهلل عنهم‪ ،‬وهو حسب الشجرة الكتانية‬ ‫الحفيد ‪ 33‬جدر الشجرة الشريفة‪.‬‬ ‫يحكى أنه كان من أولياء اهلل الصالحين‪ .‬في شبابه توظف كاتبا بدار المخزن بفاس‪ ،‬ولما دخل‬ ‫المستعمر الفرنسي فاسا سنة ‪1912‬م‪ ،‬أقصي من مهامه‪ ،‬ولزم بيته‪ ،‬ال شيء يشغله إال كتاب اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬يقرأه صباح مساء‪ ،‬وهو عمله اليومي مع الدعاء واالستغفار‪ ،‬وقد شب أبنائه فتكفلوا بحاجياته‬ ‫وحاجيات بيته‪ ،‬وحاجيات إخوانهم البنات‪.‬‬ ‫‪ )2‬من هم الكتانيون ؟‬ ‫أولهم بكر بن عيسى الكتاني‪ ،‬من أهل قرطبة‪ ،‬كان من أهل العلم باللغة‪ ،‬وكان غاية في‬ ‫الفصاحة حتى ضرب به المثل باألندلس‪ ،‬فقيل أفصح من بكر الكتاني‪ ،‬وكان شاعرا مجيدا وأدرك‬ ‫أيام الحكم بن هشام‪.‬‬ ‫ومنهم ‪:‬‬ ‫‪ )1‬محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن عبد السالم الكتاني‪ ،‬من أهل شاطبة‪ ،‬وسكن جنان‬ ‫غرناطة ثم مدينة فاس‪ ،‬ومات بالمشرق‪ ،‬وهو ولد صخرة بن كنانة بن بكر بن عبد المناف بن كنانة‬ ‫بن خزيمة بن مالك‪ ،‬يكنى أبا الحصن‪.‬‬ ‫‪ )2‬إبراهيم بن حكم السالوي الكتاني‪ ،‬الخطيب بالقرويين‪.‬‬ ‫‪ )3‬ومنهم جعفر الكتاني اإلدريسي الحسني توفي سنة ‪327‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )4‬محمد بن علي بن عبد الكريم الكتاني‪ ،‬صاحب (المستفاد في مناقب الصالحين والعباد) من‬ ‫أهل فاس‪ ،‬كان عالما‪ ،‬زاهدا في الدنيا‪ ،‬مقبال على اآلخرة‪ ،‬لزم العبادة والصوم‪ ،‬وخلقا كثيرا‪.‬‬ ‫منزلة القرآن الكريم‬ ‫ومما يحكى‪ ،‬أن جدي ال يفتر عن قراءة القرآن الكريم ليال ونهارا‪ ،‬جالسا أو ممدودا‪ ،‬قائما أو‬ ‫ساجدا‪.‬‬ ‫فإذا كانت جدتي على وشك الوضع‪ ،‬يقترب منها ويضع كتاب اهلل تعالى على صدرها‪ ،‬ويأخذ في‬ ‫القراءة ليخفف اهلل عليها من األلم عند المخاض حتى تلد مولودها‪ ،‬وكان من عادته في كل والدة‪،‬‬ ‫وهو يقرأ القرآن‪ ،‬إن كان المولود ذكرا وهو يقرأ سورة إبراهيم‪ ،‬يسمي الولد إبراهيم‪ ،‬وإن كان‬ ‫يقرأ سورة (يس يسمي الولد «يس») اقتداء بهم‪ ،‬وإذا كانت المولودة بنتا‪ ،‬يعطي لها اسم السورة‬ ‫(مدينة)‪ ،‬وفي الوالدة التالية‪ ،‬إن كانت بنتا‪ ،‬يطلق عليها اسم (مكية)‪ ،‬وفي الوالدة الثالثة‪ ،‬إن كانت‬ ‫بنتا‪ ،‬يسميها (كافية)‪ ،‬ألن كان يقرأ ‪« :‬وكفى باهلل وكيال» من األحزاب اآلية ‪.3‬‬ ‫هّ َ ُ‬ ‫كف َ‬ ‫قال تعالى ‪َ « :‬ف َ�س َي ْ‬ ‫ِيم» (‪ 137‬البقرة)‪.‬‬ ‫ال�سم ُ‬ ‫ِيع ا ْل َعل ُ‬ ‫ِيك ُه ُم الل َوهُ َو ّ َ‬ ‫هّ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك اً‬ ‫الل َو َ‬ ‫قال تعالى ‪َ « :‬و َت َو ّ َ‬ ‫ِالل َو ِ‬ ‫كفَى ب ِ‬ ‫ك ْل َع َلى ِ‬ ‫يل» (األحزاب ‪)3 -‬‬ ‫أما إذا ازدادت له بنت رابعة‪ ،‬تيمنا برابعة المؤمنة الصالحة‪ ،‬يسمى البنت الرابعة‪ ،‬ربيعة وهم‬ ‫خاالتي أزورهن من حين إلى آخر ‪ ،‬ألجدد صلة الرحم معهن وأتلقى منهن الدعاء الصالح‪ ،‬وقد‬ ‫شاركتني الرضاعة خالتي (مليكة)‪ ،‬كلما حضرت عندها تدعو لي بزيارة (مكة المكرمة)‪ ،‬وقد حقق اهلل‬ ‫تعالى دعاءها‪ ،‬وزرت مكة مرارا في عمرة‪ ،‬ثم قمت بحجة ميمونة وعمرة تلو عمرة‪ .‬لهن بنات وأحفاد‬ ‫أولياء اهلل الصالحين‪.‬‬ ‫موالي الطيب الكتاني‬ ‫ومما يحكى‪ ،‬أن جد جدي موالي الطيب الكتاني رحمه اهلل‪ ،‬كان دؤوبا على دخول الحمام كل‬ ‫يوم قبل صالة الفجرة‪ ،‬فيجده فارغا من الناس‪ ،‬يدخل البهو األول ويسمى (البراني)‪ ،‬ثم يدخل‬ ‫البهو الثاني ويسمى (الوسطاني)‪ ،‬ثم يدخل البهو الثالث ويسمى (الدخالني)‪ ،‬وبه سقاية الماء‬ ‫السخون‪ ،‬يأخذ بجانبه إناءين يمأل نصفهما بالماء الساخن‪ ،‬يتطهر ويمكث قليال‪ ،‬يدفئ جسمه‬ ‫بأرضية الحمام‪ ،‬ثم يجد بجانبه األيمن شيخا قصير القامة ذو لحية طويلة‪ ،‬ال يتعدى طوله ‪ 60‬سم‬ ‫من قدميه إلى أعلى رسأسه‪ ،‬فيطلب من موالي الطيب أن يساعده‪ ،‬ويحك ظهره ثم يمد يده باإلناء‬ ‫من البهو الثالث إلى البهو األول‪ ،‬حيث توجد حنفية الماء البارد‪ ،‬فيمأل األنام وتعود يده باإلناء وهو‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫جالس لم يتحرك من موضعه‪ ،‬وإنما يده تطول‪ ،‬يصب الماء على ظهر جدي الماء الساخن موجودة‬ ‫بالماء البارد ويغسل له أطرافه‪ ،‬ثم يستعمل له الغسول ثم الصابون البلدي‪ ،‬فإذا تم له الغسل‪،‬‬ ‫يودعه على أمل الرجوع عنده في اليوم الموالي (يحكى هذا من أمي واهلل أعلم)‪.‬‬ ‫براد الشاي‬ ‫كان من عادة والدتي لالفاطمة الزهراء الكتاني أن ضاق بها أمرا جلل‪ ،‬تصنع برادا من الشاي‬ ‫األخضر بالنعناع وحبات زهر الليمون‪ ،‬وتصعد مقابر (الكباب) حيث مرقد موالي الطيب الكتاني ولي‬ ‫اهلل‪ ،‬تفتح جلستها بتالوة الذكر الحكيم‪ ،‬وتقف عند اآلية ‪ 81‬من سورة يس‪.‬‬ ‫الل اَل َخ ْو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّقُ‬ ‫قال تعالى ‪�ِ « :‬إ ّ َن �أَ ْولِ َيا َء هّ َ ِ‬ ‫ون‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫ين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف َع َل ْيهِ ْم َو اَل هُ ْم َي ْح َزن َ‬ ‫ُون ّ َالذِ َ َ‬ ‫�شى ف حْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الد ْن َيا َو يِف ْالآخِ َرة» (يونس ‪)62‬‬ ‫ال َياةِ ُّ‬ ‫ل ُه ُم ال ُب رْ َ يِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قُ‬ ‫هُ‬ ‫ان ّ َال��ذِ ي ِب َيدِ هِ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ول‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ًا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫�ش‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬ ‫ُ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ادَ ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫وت ُ‬ ‫َم َل ُ‬ ‫ون» صدق اهلل العظيم (‪.)82‬‬ ‫ك ّ ِل َ�ش ْي ٍء َو ِ�إ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ‬ ‫ثم تقول يا ولي اهلل لي حاجة عند اهلل تعالى‪ ،‬ودعاءك مقبول عند اهلل إن شاء اهلل‪ ،‬أطلبه أن‬ ‫يخفف عن ولدي المرض ويقضي حاجتي‪ ،‬فإن رجعت إلى البيت تجدانبها خف من المرض وعُفي‬ ‫وينط من فراش إلى فراش فرحا واستبشارا‪ ،‬وأما إذا كانت حاجتها مادية‪ ،‬فإن رجعت البيت تجد‬ ‫مبتغاها قد قضي بأمر اهلل‪.‬‬ ‫من هم أولياء اهلل‬ ‫قال عليه السالم ‪« :‬أولياء اهلل‪ ،‬هم الملتزمون ألوامر اهلل تعالى»‪.‬‬ ‫قال عليه السالم ‪« :‬الذين يراقبون اهلل تعالى في جميع شؤونهم‪.‬‬ ‫حديث شرف عن صحيح األلباني ‪.7/1369‬‬ ‫في السلسلة الصحيحة‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ّا�س ضرُ‬ ‫ِني ِ�إ َل ْيهِ» (س الروم ‪.)32‬‬ ‫� ٌّ دَ َع ْوا َر ّ َب ُهم ُّمنِيب َ‬ ‫�س ال َن َ‬ ‫«�إِ َذا َم ّ َ‬ ‫هفوات ا لشباب‬ ‫كنت ال أصدق هذه األقوال وأنا في عز الشباب والطيش‪ ،‬لكني كنت دؤوبا على قراءة القرآن كل‬ ‫ليلة قبل النوم‪ ،‬ومن أخطائي أني أمر بالقراءة وأجهل مظاهر اآلية الكريمة‪ .‬وأخيرا أهديت إلى أخذ‬ ‫دفتر من عدة أوراق أسجل فيه بعض اآليات وأبحث في كتب التفسير عن شرح اآلية‪ .‬وأسباب نزولها‪،‬‬ ‫وأخذت درسا واقعيا حين طرق أحد الرجال بيت والدتي وسلمها نقودا هبة‪ ،‬وقال لها تفضلي‪ ،‬كانت‬ ‫هذه الحادثة خير صدق أن اهلل تعالى ال ينس عبده المؤمن الصادق في إيمانه‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ات َف َ�س ْو َ‬ ‫ٌ‬ ‫« َف َخ َل َ‬ ‫ْ‬ ‫ال�ص اَل َة َوا ّ َت َب ُعوا ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هِ‬ ‫ال�ش َه َو ِ‬ ‫دِ‬ ‫وا‬ ‫اع‬ ‫�ض‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ِن‬ ‫ف َي ْلق َْو َن َغ ّ ًيا ِ�إ اّ َل َمن‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فم َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حًِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جْ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون �ش ْيئًا َج َن ِ‬ ‫ّات َع ْد ٍن التِي َو َع َد‬ ‫�ن َو َعمِل َ‬ ‫َاب َو�آ َم� َ‬ ‫ون ال ّ َنة َول ُيظل ُم َ‬ ‫�صالا ف�أولئِك َي ْد ُخل َ‬ ‫ْ‬ ‫اّ‬ ‫اّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب �إِ َنّهُ َ‬ ‫ِيها لغْ ًوا �إِل َ�س اَل ًما َول ُه ْم ِرزْ ُق ُه ْم‬ ‫ن عِ َبادَ ُه بِا ْل َغ ْي ِ‬ ‫ون ف َ‬ ‫ال ّ َر ْح َم ُ‬ ‫ان َو ْع ُد ُه َم�أ ِت ّ ًيا ل َي ْ�س َم ُع َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عِ‬ ‫�شِ‬ ‫ِ‬ ‫ادِ‬ ‫ان َت ِق ّ ًيا‪َ ،‬و َما َن َت َن ّ َز ُل ِ�إ اّ َل ِب�أَ ْم ِر‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ُور‬ ‫ن‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ّة‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِيها ُب َ َ َ ّ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان َر ُّبك نَ�سِ ّ ًيا» صدق اهلل العظيم‬ ‫َر ّ ِبك لهُ َما بَينْ َ �أ ْيدِ ينَا َو َما َخل َفنَا َو َما بَينْ َ ذلِك َو َما ك َ‬ ‫(س مريم ‪.)64-58‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫�ن َجاهَ ُدوا فِينَا َلن َْهدِ ي َن ُّهم �سب َلنَا َو�إن هّ َ َ‬ ‫الل مَلَ� َ�ع مْ ُ‬ ‫ِني» صدق اهلل العظيم (س‬ ‫ال ْح�سِ ن َ‬ ‫« َو ّ َال��ذِ ي� َ‬ ‫َ ْ ُ​ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫العنكبوت اآلية ‪.)69‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫التزكية‬

‫ن هَّ ُ‬ ‫ث فِيهِ ْم َر ُ�س اً‬ ‫الل عَ َلى مْ ُ‬ ‫ال�ؤْ ِمنِنيَ �إِ ْذ َب َع َ‬ ‫َ‬ ‫ول ِّم ْن �أَن ُف�سِ هِ ْم َيت ُْلو عَ َل ْيهِ ْم �آ َيا ِت ِه َو ُيز ِّ‬ ‫َكيهِ ْم َو ُي َعلِّ ُمهُ ُم‬ ‫(ل َق ْد َم َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حْ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِني )‪ ،‬وقال تعالى ‪َ (:‬ق ْد �أَ ْف َل َح َم ْن َز َّ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْل ِ‬ ‫كاهَ ا َو َق ْد‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫�ض‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫َاب‬ ‫كت‬ ‫َ‬ ‫َ َِ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ ُّ ٍ‬ ‫اب َم ْن دَ َّ�ساهَ ا) ‪،‬ويف �صحيح م�سلم كان من دعائه �صلى اهلل عليه و�سلم ‪َّ :‬‬ ‫َخ َ‬ ‫(اللهُ َّم � ِ‬ ‫آت َنفْ�سِ ى َت ْق َواهَ ا‬ ‫ْت َو ِل ُّيهَ ا َو َم ْو َ‬ ‫كاهَ ا �أَن َ‬ ‫كهَ ا �أَن َ‬ ‫َو َز ِّ‬ ‫ي َم ْن َز َّ‬ ‫الهَ ا)‪.‬‬ ‫ْت َخ رْ ُ‬

‫وفي المعجم الصغير للطبراني (أن عبد اهلل بن معاوية الغاضري رضي اهلل عنه حدثهم أن رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه و سلم ‪:‬قال‪ :‬ثالث من فعلهن فقد ذاق طعم اإليمان من عبد اهلل عز و جل وحده بأنه ال إله أال هو وأعطى‬ ‫زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام ولم يعط الهرمة وال الدرنة وال المريضة ولكن من أوسط أموالكم فإن‬ ‫اهلل عز و جل لم يسألكم خيرها ولم يأمركم بشرها وزكى نفسه فقال رجل وما تزكية النفس فقال أن يعلم أن اهلل‬ ‫عز و جل معه حيث كان)‪.‬‬

‫ولقد بعث سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربه إلى صراط العزيز‬ ‫الحميد‪ ،‬وليضع عنهم أصرهم واالغالل التي كانت عليهم‪ ،‬وليشيد لهم مدنية سامية يتفيئون ظاللها ويرتقون‬ ‫بها ذروة المجد والسؤدد‪ ،‬فأمره سبحانه بإصالح النفوس ‪ ،‬والسعي إلى تزكيتها باإليمان والعمل الصالح‪،‬وتنقيتها‬ ‫من أدران الشرك والمعاصي ‪،‬واالرتقاء بها في مدارج الكمال اإليماني‪ ،‬وسلم السمو األخالقي والسلوكي ‪.‬‬ ‫اجل َّاد ِة َوت َْ�سـ ُل َك َّ‬ ‫مي؛ حتَّى ت َْ�سـ َتقِي َم َع َلى َ‬ ‫ت ُّب‬ ‫مي‪َ ،‬و ِب َذل َِك حُ ِ‬ ‫ِ�إ َّن ال َّن ْف َ�س ال َب رَ ِ‬ ‫الطرِ َ‬ ‫�ش َّي َة ُمحت َ‬ ‫يق ال َقوِ َ‬ ‫َاج ٌة ِ�إ َلى تَزكِ َيةٍ َو َت ْقوِ ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اخليرْ َ َو ُت َالزِ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫خَ‬ ‫زَّ‬ ‫اللهُ‬ ‫ري ب َِها يِف‬ ‫�ص‬ ‫ي‬ ‫َّى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َار‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫َّ�ش‬ ‫ت‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫احل َّق‬ ‫ُّلِ‬ ‫ِ‬ ‫احِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ُ َ َ َُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫رْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�شارِ ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫ْح‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫اء‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ِيب‬ ‫ذ‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫يب‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َار‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ِ�س‬ ‫ةٍ‬ ‫ِ‬ ‫دِ‬ ‫احِ‬ ‫كِ‬ ‫ارِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫�ص َد َق ًة ت َُطه ُِّرهُ ْم َو ُتز ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َكيهِ م‬ ‫والتزكية في اللغة تعني النماء والتطهير‪ ،‬ومنه قوله‬ ‫ِن َ�أ ْم َوالِهِ ْم َ‬ ‫تعالى‪« :‬خ ْذ م ْ‬ ‫بِهَ ا‪ » ‬أي تنمي أموالهم‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬وما يدريك لعله يزكى) ‪ ‬أي يتطهر من الشرك والمآثم‪ .‬والتزكية في‬ ‫اصطالح القرآن هي‪ :‬التطهير والنماء ببركة اهلل تعالى وفضله‪ .‬واآليات الواردة في الزكاة والتزكية تشير إلى‪ :‬‬ ‫كى م ُ‬ ‫ك ْم َو َر ْح َمتُهُ َما َز َ‬ ‫الل عَ َل ْي ُ‬ ‫ِنكم‬ ‫• أن التزكية هي فضل من اهلل تعالى على من يشاء‪َ « .‬و َل ْو اَل َف ْ�ض ُل هَّ ِ‬ ‫ن هَّ َ‬ ‫الل ُيز ِّ‬ ‫ِّم ْن �أَ َحدٍ �أَ َب ًدا َو َل ِ‬ ‫َكي َمن َي َ�شاء»‪ .‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ِيك ْم َر ُ�س اً‬ ‫ول ِّم ُ‬ ‫«ك َما �أَ ْر َ�س ْلنَا ف ُ‬ ‫• أن عملية التزكية محتاجة إلى المعلم المربي‪ ،‬وال تزكية بغير مرب‪َ ،‬‬ ‫نك ْم‬ ‫َ‬ ‫كم َّما مَ ْ‬ ‫كت َ‬ ‫لت ُ‬ ‫ِك َم َة َو ُي َعلِّ ُم ُ‬ ‫يك ْم َو ُي َعلِّ ُم ُ‬ ‫َك ُ‬ ‫ك ْم �آ َيا ِتنَا َو ُيز ِّ‬ ‫َيت ُْلو عَ َل ْي ُ‬ ‫َاب َو حْال ْ‬ ‫ك ُم ا ْل ِ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫َكونُوا ت َْعل ُم َ‬ ‫• أن التزكية من قبل المؤمن ينبغي تجددها‪ ،‬وهذا ما يفيده مجيء التزكية فعال مضارعا في أكثر من آية‪ ،‬من‬ ‫مثل قوله تعالى‪ ( :‬ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة‪ .‬قال أبو حيان عن قوله تعالى‪:‬يتلوا عليكم ءاياتنا ويزكيكم‬ ‫ويعلمكم…‪:‬وأتى بهذه الصفات فع ًال مضارعاً ليدل بذلك على التجدد‪ ،‬ألن التالوة والتزكية والتعليم تتجدد دائماً)‬

‫إن نظرة خاطفة متعمقة لحال المسلمين اليوم يمكن من خاللها إدراك مدى الحاجة العظيمة والماسَّة إلى‬ ‫إعادة تربية وتزكية وبناء أنفسنا‪ ،‬وتأسيسها على تقوى من اهلل ورضوان‪ ،‬وأن الحاجة إلى ذلك أصبحت أشد من‬ ‫الحاجة إلى الطعام والشراب والكساء‪ .‬وذلك لعدة أسباب ومنها ‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬كثرة الفتن والمغريات وأصناف الشهوات والشبهات؛ فحاجة المسلم اآلن ‪-‬ال ريب‪ -‬إلى البناء أعظم من‬ ‫حالة أخيه أيام السلف‪ ،‬والجهد ‪-‬بالطبع‪ -‬البد أن يكون أكبر؛ لفساد الزمان واإلخوان‪ ،‬وضعف المعين‪ ،‬وقلة الناصر‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬لكثرة المذاهب واالتجاهات المتطرفة أو المنحلة والتي تدعوا إما إلى التشدد والتطرف وإراقة الدماء‪،‬‬ ‫أو إلى االنحالل وتفشي الرذيلة واالبتعاد عن تعالم الدين وأسسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬ألن المسؤولية ذاتية‪ ،‬وألن التبعة فردية واإلنسان يحاسب عن نفسه ال عن غيره فالبد من جواب‬ ‫واستعداد « َي ْو َم َت�أْ‬ ‫ك ُّل َنفْ�س جُ َ‬ ‫ُ‬ ‫تادِ ُل عَ ن نفْ�سِ هَ ا»‪.‬‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫رابعًا‪ :‬غياب األخالق وابتعاد الناس عن القيم العليا التي جاء بها ديننا ونبينا عليه السالم‪ .‬ونجد هذا حتى في‬ ‫صفوف المسلمين والمتعبدين فمنهم من يقيم أمور دينه ويكذب ويغش ويخون األمانة ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫خامسًا‪ :‬عدم العلم بما نحن مقبلون عليه؛ أهو االبتالء أم التمكين؟ وفي كال الحاليْن نحن في أمسِّ الحاجة‬ ‫إلى بناء أنفسنا لتثبت في الحالين‪.‬وال تقوم تزكية النفس إال على أمرين رئيسين هما‪ :‬التحلية‪ ،‬والتخلية‪.‬‬ ‫فالتخلية‪ :‬يقصد بها تطهير النفس من أمراضها وأخالقها الرذيلة‪.‬‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫وأما التحلية‪ :‬فهي ملؤها باألخالق الفاضلة وإحاللها محل األخالق الرذيلة بعد أن خليت منها‪.‬‬ ‫وللوصول إلى تزكية النفس البد من‪:‬‬ ‫• التوحيد الخالص هلل تبارك وتعالى ‪.‬‬ ‫• فعل الطاعات وترك المحرمات والصبر على ذلك كله‪ :‬ففي الطاعات نور القلب وانشراح الصدر وهمة الجوارح‬ ‫وفي المحرم ظلمة القلب وضيق الصدر وكسل الجوارح وعجزها‪..‬‬ ‫• طلب العلم الشرعي على يد أهله العارفين بعيوب النفس وتزكيتها وفق نهج األنبياء يقول ابن القيم رحمه‬ ‫ُ‬ ‫«وتزكية النفوس أصعبُ من عالج األبدان وأشدَّ‪ ،‬فمن َّ‬ ‫زكى نفسه بالرياضةِ والمجاهدة والخلوةِ‬ ‫اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فالرسل أطبا ُء القلوب‪ ،‬فال سبيل إلى تزكيتها‬ ‫برأيه‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫يعالجُ‬ ‫الذي‬ ‫كالمريض‬ ‫فهو‬ ‫الرسل‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ء‬ ‫يجي‬ ‫التي لم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وصالحها إال من طريقهم والتسليم لهم»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرجل من المتقين حتى‬ ‫يكون‬ ‫• محاسبة النفس ومجاهدتها للتغلب على الهوى والشيطان والدنيا؛ وال‬ ‫يحاسبَ نفسه أشدَّ من محاسبةِ شريكهِ‪ ،‬حتى يعلمَ من أين مطعمُه‪ ،‬ومن أين ملبسه‪ ،‬ومن أين مشربه أمنْ‬ ‫حالل ذلك أم من حرام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫• الصحبة النافعة التي تعين على تربية النفس وتزكيتها والبعد عن كل ما يضرها ويهلكها ‪.‬‬

‫• التوبة‪ ،‬فهي أول مقامات منازل العبودية عند السالكين‪ ،‬وبها يذوق اإلنسان حالوة االنتقال من التخلية‬ ‫إلى التحلية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن ُن َق ِّي ْ‬ ‫• لزوم االستغفار والذكر عموماً‪ ،‬لقول اهلل عز وجل‪َ « :‬و َم ْن َي ْع ُ�ش عَ ْن ذِ ْ‬ ‫�ض َلهُ َ�ش ْيطانًا‬ ‫ك ِر ال َّر ْح َم ِ‬ ‫ين»‪.‬‬ ‫َفهُ َو َلهُ َق ِر ٌ‬

‫• الصالة‪ :‬وهي من أعظم ما تزكو به النفوس ولذلك قرن اهلل تعالى بينها وبين التزكية في قوله‪َ ﴿ :‬قدْ أَ ْف َلحَ‬ ‫تَزَكى َ‬ ‫مَن َّ‬ ‫وَذ َكرَ اسْمَ رَ ِّبهِ َفصَ َّلى﴾ ‪ .‬وقد شبه النبي صلى اهلل عليه وسلم تطهير الصالة للنفوس بتطهير‬ ‫اب �أَ َحدِ ُ‬ ‫ك ْم َيغْ تَ�سِ ُل‬ ‫الماء لألبدان ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي اهلل عنه مرفوعا‪�« :‬أَ َر�أَ ْيت ُْم َل ْو �أَ َّن ن َْه ًرا ِب َب ِ‬ ‫ال « َف َذلكَ َ‬ ‫ِن دَ َر ِن ِه َ�ش ْىء»‪َ .‬قا ُلوا َال يب َقى مِنْ دَرَ ِنهِ شيْ ٌء‪َ .‬ق َ‬ ‫ِم ْنهُ ُ‬ ‫�س َم َّر ٍ‬ ‫مث ُل‬ ‫ات هَ ْل َي ْبقَى م ْ‬ ‫ك َّل َي ْو ٍم َخ ْم َ‬ ‫للهَُّ‬ ‫خمس يمحو ا ِب ِهنَّ ا ْل َ‬ ‫خطايا»‪.‬‬ ‫الص َلوَاتِ ا ْل ِ‬ ‫• لصدقة‪ :‬قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫�ص َد َق ًة ت َُط ّ ِه ُرهُ ْم َو ُتز ّ ِ‬ ‫َكيهِ م بِهَ ا» قال المفسرون «وفيها أن العبد ال‬ ‫ِن َ�أ ْم َوالِهِ ْم َ‬ ‫«خ ْذ م ْ‬ ‫يمكنه أن يتطهر ويتزكى حتى يخرج زكاة ماله‪ ،‬وأنه ال يكفرها شيء سوى أدائها؛ ألن الزكاة والتطهير متوقف على‬ ‫ِري َلهُ َّ‬ ‫يق؛ َف َيع ُ‬ ‫الط ِر َ‬ ‫ان الق َ​َل َق َوال�ضَّ َ‬ ‫ِي�ش يِف هُ ُدو ٍء َو َ�س ِ‬ ‫إخراجها « ِ�إ َّن ت ِ‬ ‫كي َنةٍ‪،‬‬ ‫لإن َْ�س َ‬ ‫نا ِ‬ ‫يق‪َ ،‬و ُتن ُ‬ ‫ْ�س تَد َف ُع عَ ِ‬ ‫َزك َي َة ال َّنف ِ‬ ‫ِيد َة‪َ ،‬والأَ ْف َع َ‬ ‫�صاحِ ُبهَ ا الأَ ْخ َال َق َ‬ ‫ْ�س ال َب ِرَ‬ ‫ال�صف ِ‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫اح ٍة َو ُط َم�أْنِي َنة‬ ‫َّ‬ ‫�ش َّي َة حِ َ‬ ‫َات ال َّر�ش َ‬ ‫احلم َ‬ ‫َو َر َ‬ ‫ِيد َة َو ِّ‬ ‫ني ُي َع ِّو ُدها َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫احل َ�س َن َة َوالأَ ْق َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يد َة؛ ُيهَ ِّي ُئ اهلل لهُ بِهَ ا َح َي ً‬ ‫ِيدة»‪.‬‬ ‫اة ط ِّي َب ًة َ�سع َ‬ ‫ال�سدِ َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ومن ثمار تزكية النفس‪:‬‬ ‫• الفالح في الدنيا والنجاة في اآلخرة؛ “فال يصلح لِمُلك اآلخرة ونعيمها وال القرب من رب العالمين إال قلب‬ ‫سليم صار طاهراً بطول التزكية والتطهير قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫كاهَ ا َو َق ْد َخ َ‬ ‫ورهَ ا َو َت ْق َواهَ ا َق ْد َ�أ ْف َل َح َمن َز َّ‬ ‫اب َمن دَ َّ�ساهَ ا»‪ ،‬قال‬ ‫ْ�س َو َما َ�س َّواهَ ا َف َ�أ ْلهَ َمهَ ا ُف ُج َ‬ ‫« َو َنف ٍ‬ ‫الداراني‪“ :‬من صفى صفي له‪ ،‬ومن كدر كدر عليه‪ ،‬ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره‪ ،‬ومن أحسن في نهاره‬ ‫كوفئ في ليله‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫كي َن َة يِف‬ ‫• راحة البال وسكينة القلب وطمأنينته وانشراح الصدر وسعته‪ ،‬قال تعالى ‪« :‬هُ َو َّالذِ ي �أنزَل َّ‬ ‫وب مْ ُ‬ ‫ادوا �إِميَان ًا َّم َع �إِميَانِهِ ْم»‪.‬‬ ‫ِني ِل َي ْزدَ ُ‬ ‫ُق ُل ِ‬ ‫ال�ؤْ ِمن َ‬ ‫ت هّ ُ‬ ‫ِت ف حْ َ‬ ‫• الثبات على الدين والطاعة‪ ،‬قال تعالى ‪ُ « :‬ي َث ِّب ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫الد ْن َيا َو يِف‬ ‫ال َياةِ ُّ‬ ‫الل َّالذِ َ‬ ‫ين �آ َمنُوا بِالق َْو ِل ال َّثاب ِ يِ‬ ‫ِني وي ْف َع ُل هّ ُ‬ ‫�ض ُّل هّ ُ‬ ‫الل َّ‬ ‫الآخِ َرةِ َو ُي ِ‬ ‫الل َما َي َ�شا ُء» فكلما قويت النفس وتهيأت بالذكر واالستغفار والتوبة واإلنابة‬ ‫الظالمِ َ َ َ‬ ‫كلما كانت أقدر بإذن اهلل على تجاوز العقبات والتغلب على الصعوبات فتثبت وال تتزحزح‪.‬‬

‫الوراثة المحمدية‬

‫‪ ‬جاء في األثر‪ ،‬عن النبي الخاتم سيدنا وموالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله‪ ،‬بأن‬ ‫األنبياء لم يورثوا ال دينارا وال درهما‪ ،‬وإنما ورثوا العلم‪ ،‬فعن أي علم كان يتحدث الحبيب‬ ‫النبي الخاتم ؟ أهي علوم الصناعة والحرف والفكر والجدل والنظر أم هي علوم أخرى أوسع‬ ‫رقعة‪ ،‬وأعم فائدة ‪..‬‬ ‫‪ ‬بعد موت النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم يظهر ما بين فينة وأخرى‪ ،‬على مختلف‬ ‫األمصار والبلدان‪ ،‬وارث محمدي‪ ،‬معه قبس من شخصية الرسول الخاتم صلى اهلل عليه‬ ‫وآله وسلم‪.‬‬ ‫‪ ‬الوراثة المحمدية مقامات وأنواع متعددة‪ ،‬وكل من أيها يقتبس‪ ،‬وهذا راجع باألساس‬ ‫إلى عظمة تلك الشخصية النورانية المعدمة بقبضة من نور رب العالمين‪ ،‬ففي كل فضل‬ ‫وعظمة من فضائلها وعظمتها يوجد وارث‪.‬‬ ‫‪ ‬على مستوى األخالق هناك ورثة‪ ،‬شغلهم الشاغل‪ ،‬وهمهم األول‪ ،‬هو مدارسة ومذاكرة‬ ‫أخالق سيد الكونين‪ ،‬المتربع على عرش األخالق‪ ،‬المزكى بقول الحق في سورة النجم (وانك‬ ‫لعلى خلق عظيم)‪ ،‬فعبر بعلى‪ ،‬ولم يعبر ب (لذو) أو (لصاحب) مثال‪ ،‬ألن في الحالتين‪ ،‬سيكون‬ ‫متحليا فقط‪ ،‬أما في تعبير لعلى‪ ،‬كان األمر أشمل وأعم وأهم‪ ،‬فدلت اآلية أنه صلى اهلل عليه‬ ‫وآله وسلم متربع على عرش األخالق كلها‪.‬‬ ‫‪ ‬هناك ورثة محمديون في جانب الدم المحمدي الطاهر‪ ،‬المودع في األمة أمانة من‬ ‫جدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم عبر البضعة الشريفة‪ ،‬السيدة البتول‪ ،‬فاطمة‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫الطاهرة‪ ،‬أم العترة‪ ،‬فهي وعترتها وصية من رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬بنص‬ ‫القرءان والسنة‪ ،‬فهناك ورثة محمديون تخصصوا في ذا المجال‪ ،‬ألنهم أدركوا لطائف‬ ‫الخطاب األتم من الكتاب الخاتم‪( ،‬قل ال اسالكم عليه أجرا إال المودة في القربى) ‪ ،‬فشغلهم‬ ‫الشاغل هو التعريف واالحترام والمحبة والمودة في هذا الجناب المحمدي الطاهر‪.‬‬ ‫‪ ‬قسم ثالث من الورثة المحمديين اشتغل بسيرة الحبيب المصطفى صلى اهلل عليه‬ ‫وآله وسلم ‪ ،‬تعليما وذبا وعناية وحفظا ونشرا ‪ ..‬فهم يحيون رسول اهلل في أمته بإحيائهم‬ ‫لسيرته‪ ،‬فتخصصوا في ذلكم المقام السني‪ ،‬العلي‪.‬‬ ‫‪ ‬ورثة من نوع آخر‪ ،‬أدق وأنور‪ ،‬اشتغلوا بقسم نوره صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬اشتغاال‬ ‫به ألنفسهم‪ ،‬وهديا تنسكيا للعالمين‪ ،‬يشغلون به غيرهم‪ ،‬ويحببون به الناس في جناب‬ ‫سيدنا رسول اهلل‪ ،‬أال وهم المصلون والمسلمون على حضرته‪ ،‬أورادهم يومية متواصلة‪،‬‬ ‫به يتصلون ويتواصلون مع سيد العرب والعجم‪ ،‬وإمام المدينة والحرم‪ ،‬امتثلوا أمر اهلل الذي‬ ‫ابتدأ به نفسه ومالئكته‪ ،‬في قوله جل شأنه (أن اهلل ومالئكته يصلون على النبي يا أيها‬ ‫الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)‪.‬‬ ‫‪ ‬هناك أقسام أخرى كثيرة كالدارسين للشمائل المحمدية ونحوهم‪ ،‬وفي كل هذه‬ ‫العلوم ورثة ال ينقطعون‪ ،‬واستمدادهم على قدر استعدادهم‪.‬‬ ‫‪ ‬وختما اللهم ارزقنا تعلقا بالجناب النبوي‪ ،‬وتخلقا بأخالق الحبيب المصطفى‪ ،‬وتحققا‬ ‫بمقام الوارثين منه‪.‬‬


‫العدد ‪984‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫يزخر الرتاث األدبي العربي القديم بالطرائف والنوادرالغنية باملواعظ والعرب والحكم‪.‬‬ ‫ومن أشهر الكتب التي تحتوي على هذه النوادر والطرائف ‪ :‬كتب الجاحظ وخاصة رسائله ‪ ،‬وكتاب الثعالبي «خاص الخا ّص»‪ ،‬وكتاب «األغاني» ألبي فرج األصفهاني‬ ‫وكتاب «املستطرف من كل فن مستظرف» لألبشیهي‪ ،‬وغريها كثري‪.‬‬ ‫ومما یلفت النظر أن القارئ حنی یقرأ هذه النوادر والطرائف یستسیغها ویقبل علیها بشغف ویطلب االستزادة‪ .‬ومن املعروف أیضا أن مثل هذه الطرائف تزخر‬ ‫بالدالالت الرامزة أو الصریحة فضال عن العمق املعنوي واإليحاء والتكثيف بروح ساخرة تثري بسمة القارئ وتدفعه للتأمل و أخذ العربة واملوعظة الحسنة‪.‬‬ ‫ف «الطرفة‪ /‬النادرة» كما تعرفها املعاجم املختصة «أي حدث شخصي محدود أو ّقصة قصریة»‪ ،‬ويف تعريف موجز هي «القليل الذي يحتوي على الكثري» ‪ .‬وهي غالبا ما‬ ‫تأتي سهلة يف اإللقاء مستساغة يف السمع‪.‬‬ ‫فالطرائف والنوادر تقوم أحيانا كثرية على أساس النقد وتتميز بالخروج عن املألوف‪ ،‬و من خصائصها الخفة والظرافة؛والنوادرهي األشياء التي يقل وجودها أو حدوثها‪،‬‬ ‫فالنوادر من املعادن هي نفائسها‪ ،‬وكذلك النوادر من األحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا ؛فقراءة ممتعة ‪.‬‬

‫قطوف طرائف و ُدرر نوادر من الزمن الغابر‬

‫من مكارم أبي الصقر‬

‫ومما يعد من مكارم أبي الصقر أنه لما ولي الوزارة بعد صاعد دخل عليه ابن ثوابة فقال‪« :‬تاهلل لقد آثرك اهلل‬ ‫علينا وإن كنا لخاطئين»‪ .‬قال‪« :‬ال تثريب عليك يا أبا العباس يغفر اهلل لك وهو أرحم الراحمين»‪.‬‬ ‫ولما ولي أبو الصقر الوزارة خير أبا العيناء فيما يحب حتى يفعله به‪ .‬فقال‪« :‬أريد أن يكتب لي الوزير إلى أحمد‬ ‫بن محمد الطائي يعرفه مكاني‪ ،‬ويلزمه قضاء حق مثلي من خدمه»‪ .‬فكتب إليه كتاباً بخطه فأوصله إلى الطائي‪،‬‬ ‫فسبب له في مدة شهر مقدار ألف دينار‪ ،‬وعاشره أجمل عشرة؛ فانصرف بأجمل ما يحب‪.‬‬

‫كتاب أبي العيناء إلى أبي الصقر‬ ‫وكتب إلى أبي الصقر كتاباً متضمنه‪« :‬أعز اهلل الوزير طليقك من الفقر‪ ،‬ونقيذك من البؤس‪ ،‬أخذت بيدي من‬ ‫عثرة الدهر‪ ،‬وكبوة الفقر؛ وعلى أية حال حين نفدت األولياء واألشكال‪ ،‬واإلخوان واألمثال الذي يفهمون في غير تعب؛‬ ‫وهم الناس كانوا غياثاً للناس‪ ،‬فحللت عقدة الخلة‪ ،‬ورددت إلي بعد النفور النعمة‪ ،‬وكتبت إلى الطائي كتاباً‪ ،‬فكأنما‬ ‫كان منه إليك‪ ،‬أتيته وقد استصعبت علي األمور‪ ،‬وأحاطت بي النوائب‪ ،‬فكثر من بشره‪ ،‬وأعطى من ماله أكرمه‪ ،‬ومن‬ ‫بر أحكمه‪ ،‬ولم يزل مكرماً لي مدة ما أقمت‪ ،‬ومثق ًال لي من فوائده لما ودعت؛ حكمني في ماله فتحكمت‪ ،‬وأنت‬ ‫تعرف جوري إذا تمكنت‪ ،‬وزادني من طوله فشكرت؛ فأحسن اهلل جزاءك‪ ،‬وأعظم حباءك‪ ،‬وقدمني أمامك‪ ،‬وأعاذني من‬ ‫فقدك وحمامك‪ ،‬وقد أنفقت علي ما ملكك اهلل‪ ،‬وأنفقت من الشكر ما يسر اهلل لي‪ .‬واهلل عز وجل يقول‪»:‬لِيُنْفِقْ ذو‬ ‫سَعَةٍ من سعته»‪،‬فالحمد هلل الذي جعلك اليد العليا‪ ،‬والرتبة السامية؛ ال أزال اهلل عن هذه األمة ما بسط لها من‬ ‫عدلك‪ ،‬وبث فيها من رفدك»‪..‬‬

‫أبو العيناء أول من أظهر العقوق لوالديه‬ ‫قال أبو العيناء‪« :‬أنا أول من أظهر‬ ‫العقوق بالبصرة لوالديـــه‪ .‬قال أبي‪:‬‬ ‫«إن اهلل قد قرن طاعته بطاعتي؛ فقال‪:‬‬ ‫«اشكر لي ولوالديك»‪ .‬فقلت‪« :‬يا أبت؛‬ ‫إن اهلل أمنني عليك ولم يأمنك علي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خشية إم َالق‬ ‫فقال‪« :‬وال تقتلوا أوالدكم‬ ‫نحن نرزقكم وإياهم»‪.‬‬

‫ولما مرض أبو نواس دخل عليه الجماز يعوده‪،‬فقال‪« :‬اتق اهلل‪ ،‬فكم من محصنة قد قذفت‪ ،‬ومن سيئة قد‬ ‫اقترفت‪ ،‬وأنت على هذه الحال؛ فتب قبل الموت»‪ .‬فقال‪« :‬صدقت‪،‬ولكن ال أفعل»‪ ،‬قال‪« :‬ولم؟»‪ ،‬قال‪« :‬مخافة أن‬ ‫تكون توبتي على يد واحد مثلك»‪.‬‬ ‫وقال الجماز‪« :‬أراد أن يكتب أبو نواس إلى إخوان له دعاهم‪ ،‬فلم يجد قرطاساً يكتب فيه! فكتب في رأس غالم‬ ‫له أصلع ما أراد‪ ،‬ثم قال فيه‪ :‬فإذا قرأت كتابي‪ ،‬فأحرقوا القرطاس»‪ .‬فضحكوا منه وتركوا للغالم جلدة رأسه‪..‬‬

‫نوادر البن الجصاص‬ ‫تقدم الوزير علي بن عيسى إلى ابن أبي عبد اهلل بن الجصاص في البكور‪ ،‬فأتاه نصف النهار‪،‬فقال‪« :‬ما أخرك يا‬ ‫أبا عبد اهلل؟»‪ ،‬قال بمحلتي أعز اهلل األمير كالب تنبح الليل أجمع‪ ،‬فأسهرتني البارحة‪ ،‬فلما كان مع وجه السحر سكن‬ ‫نباحها‪ ،‬فنمت فغلبتني عيني إلى اآلن»‪ ،‬فقال له‪« :‬وما لك يا أبا عبد اهلل ال تتقدم في قتلها؟»‪ ،‬قال‪« :‬ومن يستطيعها‬ ‫أيها الوزير؟ وكل واحد منها مثلي ومثل أبيك رحمه اهلل»‪.‬‬ ‫وخرجت يده من الفراش في ليلة باردة‪ ،‬فأعادها إلى جسده بثقل النوم فأيقظته‪ ،‬فقبض عليها بيده األخرى‪،‬‬ ‫وصاح‪« :‬اللصوص اللصوص‪ ،‬هذا اللص جاء ينازعني وقد قبضت عليه‪ ،‬أدركوني لئال يكون في يده حديدة يضربني‬ ‫بها»‪ ،‬فجاءوا بالسراج فوجدوه قد قبض بيده على يده‪.‬‬ ‫ودخل على ابن له وقد احتضر‪ ،‬فبكى عند رأسه‪ ،‬وقال‪« :‬كفاك اهلل يا بني الليلة مؤنة هاروت وماروت»‪ .‬قالوا‪:‬‬ ‫وما هاروت وماروت؟»‪ ،‬قال‪« :‬لعن اهلل النسيان‪ ،‬إنما أردت يأجوج ومأجوج»‪ ،‬قالوا‪« :‬وما يأجوج ومأجوج؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فطالوت وجالوت»‪ ،‬قالوا‪« :‬فلعلك أردت منكراً ونكيراً»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل ما أردت إال غيرهما»‪ .‬يريد ما أردت غيرهما‪.‬‬ ‫وغفل عنه أهله يوماً فسمعوا صياحه؛ فأتوه فوجدوه في بيت كالميت‪،‬فقالوا‪« :‬ما لك؟»‪ ،‬قال‪« :‬فكرت في كثرة‬ ‫مالي وشدة مصادرة السلطان للتجار في هذا الوقت وتعذيبه لهم بالتعليق‪ ،‬فعلقت نفسي ونظرت كيف صبري‪،‬‬ ‫فزحلت فلم أتخلص حتى كدت أموت»‪.‬‬ ‫(وهذه الحكايـات عن ابن الجصـاص‬ ‫تنسب إلى غيره‪ ،‬والمحدثون مختلفون في‬ ‫حكاياتهم ومضطربون في رواياتهم)‪.‬‬ ‫وكان المعتضد إذا رأى ابن الجصاص‬ ‫يقول‪« :‬هذا األحمق المرزوق»‪ ،‬وكان أوسع‬ ‫الناس دنيا‪ ،‬له من المال ما ال ينتهى إلى‬ ‫عده‪ ،‬وال يوقف على حده‪ .‬وبلغ من جده‬ ‫أنه قال‪« :‬تمنيـت أن أخسـر‪ ،‬فقيل لي‪:‬‬ ‫«اشتر التمر من الكوفة وبعه بالبصرة»‪،‬‬ ‫ففعلت ذلك؛ فاتفق أن نخل البصرة لم‬ ‫يحمل في ذلك العام‪،‬فربحت ربحاً واسعاً»‪.‬‬

‫إبناك كعينيك‬ ‫وحكى أبو الحســن محمــد بن‬ ‫جعفر بن لنكك البصري عن أبيه أنه‬ ‫جاور ببغداد في أيام المقتدر رج ًال من‬ ‫جلة الكتاب‪ ،‬ونشأ له ولدان فتنا بغداد‬ ‫بحسنهما‪ ،‬فبلغ األكبر منهما‪ ،‬فنقله من‬ ‫المكتب إلى الديوان‪ ،‬وأراد أن يحصنه‬ ‫بجارية فابتاعها له بألف دينار‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«ال تعلم أخاك فإنه يصغر عن ذلك»‪،‬‬ ‫فنمت داية األصغر األمر إليه‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫«إن أباك خص أخاك بشيء دونك»‪.‬‬ ‫فقال لها‪« :‬بم خصه؟»‪،‬قالت‪« :‬بجارية»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬هو إليها أحوج وأنا عنها أغنى‪ ،‬غير أني أشفق أن يتسع الخرق‪ ،‬وما علمت أنه فضل مذ نشأ علي بشيء‪ ،‬وأنا‬ ‫أجله عن المشافهة‪ ،‬ولكن هاتي دواة»‪ ،‬فكتب إليه‪:‬‬

‫ليـس لـي بعـد إلـهـــي مشتـكــــــى إ ّ‬ ‫ال إليكـــا‬ ‫وأخي في الفضل مثلــي وكالنــــا في يديـــكــا‬ ‫ال تـفـضـلـــه عـلــــــيّ بالحبا مـــن ناظـريكــا‬ ‫إنما ابـنـــاك كـعينـــي ك فــداوي مقلتيــكـــا‬ ‫إن أذقت العين كحــــ ً‬ ‫ال هاجت األخـــرى عليكـا‬

‫فابتاع له جارية بثمن جارية أخيه وأنفذها إليه‬

‫أنا أعلم‪..‬‬ ‫ذهبت ثياب رجل في الحمام‪ ،‬فجعل يقول‪« :‬أنا أعلم‪ ،‬أنا أعلم»‪ ،‬واللص يسمعه‪ ،‬ففزع وظن أنه قد فطن به؛‬ ‫فردها‪ .‬وقال له‪« :‬إني سمعتك تقول‪ :‬أنا أعلم‪ ،‬فما الذي تعلم؟»‪ .‬قال‪« :‬أعلم أنه إن عدمت ثيابي مت من البرد»‪.‬‬

‫من طرائف األجوبة‬ ‫مر سالم بن أبي العقار بمحمد بن عمران الطلحي وكان سالم أحد المجان فقال له سالم‪« :‬هذه الشيبة والهيئة‬ ‫الحسنة والخضاب‪ ،‬وال تنزع عما أنت فيه!»‪ ،‬فقال‪« :‬يا أبا سليمان‪،‬إني ألهم بذلك‪ ،‬فإذا مررت بمنزل ابن عمك طلحة‬ ‫بن بالل فرأيته على حاله لم يخسف به علمت أن في األمر فسحة بعد»‪.‬‬

‫وكان المعتضـد لما زفـت إليه قطر‬ ‫الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون‬ ‫بعث أبوها إلى ابن الجصاص مائتي ألف‬ ‫دينار‪ ،‬وكتب إليه‪« :‬قد جهزناها بما قدرنا‬ ‫عليه‪ ،‬وبالعراق طرائف لم تصل إلى أيدينا‪،‬‬ ‫فاشتر ما تراه»؛ فاحتجز المال ولم يسأل‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫وكان ابن المعتز لما خلع المقتدر لم يقم في الخالفة إال يومين غير تامين‪ ،‬ثم اضطرب حبله‪ ،‬فهرب إلى دار بن‬ ‫الجصاص فأخرج منها‪ ،‬أخرجه المقتدر بعد أيام إلى القضاة والعدول ميتاً‪..‬‬

‫سبب طلب ابن المعتز للخالفة‬

‫وكان سبب طلب ابن المعتز للخالفة أن المقتدر وهو جعفر بن المعتضد وأمه أمة سوداء واسمها شعب‪ ،‬لما‬ ‫استخلف أرجف الناس فيه وتكلموا في أمره‪،‬وقالوا‪« :‬كيف يلي الخالفة من لم يبلغ الحلم؟»‪ ،‬وكانت سنه يومئذ ثالث‬ ‫عشرة سنة وشهراً وعشرين يوماً‪ ،‬وقالوا‪« :‬ال بد من خلعه ألنه سادس»‪.‬‬ ‫قال الصولي‪« :‬وقد جرى في السادس أمر طريف من االتفاق؛ وذلك أن اهلل تبارك وتعالى أورث األرض سيد‬ ‫األولين واآلخرين صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والخلفاء الراشدين بعد أربعة‪ .‬واستخلف بعد علي رضي اهلل عنه الحسن‬ ‫ابنه وهو السادس فخلع‪ .‬وسلم األمر إلى معاوية ثم إلى يزيد بن معاوية ثم إلى معاوية بن يزيد ثم مروان بن عبد‬ ‫الحكم ثم عبد الملك بن مروان ثم بويع ابن الزبير في أيامه أو بعدها وهو السادس فخلع‪ ،‬ثم انقضت دولة بني أمية‬ ‫ولم يكمل بعد الوليد ستة‪ ،‬وإنما ولي يزيد بن الوليد الناقص وإبراهيم بن الوليد بن مروان ومروان بن محمد وهو‬ ‫آخر ملوك بني أمية‪ .‬ثم استفتح ملك بني العباس بأبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور ومحمد بن المنصور‬ ‫المهدي وموسى الهادي بن المهدي وهارون الرشيد بن المهدي واألمين بن الرشيد بن المهدي وهو السادس‬ ‫فخلع‪ ،‬ثم ولي المأمون بن الرشيد والمعتصم أخوه والواثق بن المعتصم والمتوكل بن المعتصم والمنتصر بن‬ ‫المتوكل والمستعين أحمد بن المعتصم فخلع وهو السادس»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)886‬‬

‫‪16‬‬

‫“طنجة بدر البدور”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أحابيها‪ ،‬وإنما أقول عنها ما رأيته فيها‪ ،‬وسمعته عنها‪ ،‬وعشته‬ ‫الزالت مدينة طنجة تمارس غوايتها المشتهاة على مريديها‪،‬‬ ‫والزالت فضاءاتها تحمل عناصر اإللهام المتجدد‪ ،‬والزالت وجوه‬ ‫بين أحضانها ردحا من أيامها ولياليها‪ ...‬وقر في نفسي أنها‬ ‫أناسها البسطاء مصدر التماهي والوجد‪ ،‬والزالت معالم تمثالتنا‬ ‫تعيش في مدينة ذات طابع أوربي‪ ،‬أو أنها مدينة تستلهم شكل‬ ‫حولها أرضية الشتغال آلة التخييل واالبتكار واإلبداع‪ .‬ونتيجة‬ ‫وجودها منه‪ .‬ال‪ ،‬ال‪ ،‬ليس األمر كذلك بتاتا‪ ،‬بل هنا أيضا‪ ،‬في‬ ‫لذلك‪ ،‬أضحت الكتابة عن طنجة انشغاال مركزيا لقطاعات عريضة‬ ‫حزام طنجة كله‪ ،‬تتوزع أحياء شعبية‪ ،‬يسود فيها نفس المناخ‬ ‫من كتاب المغرب الراهن ومبدعيه ومفكريه‪ ،‬من داخل المدينة‬ ‫الذي ألفته في مدينتك‪ ...‬كحي بني مكادة‪ ،‬والعوامة‪ ،‬وحومة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫ومن خارجها‪ ،‬سواء بالنسبة لمن طاب له االستقرار بين ربوعها‬ ‫الشوك‪ ،‬وحي الدرادب‪ ،‬بل وبلغ بهما حومة صدام‪ ،‬ثم عادوا إلى‬ ‫أم بالنسبة لمن قدر له المرور اللحظي بفضاءاتها‪ .‬هي كتابات‬ ‫قعر المدينة‪ ،‬فاخترق بها الشابان “سوق الداخل”‪ ،‬بعد تمتعهم‬ ‫وتمثالت إنسانية احتفائية‪ ،‬ظلت تنهل من معين طنجة‪ ،‬لتنتج‬ ‫بمنظر الساحة الكبرى المنسقة الجنبات والمسماة بساحة تاسع‬ ‫كل هذا الخصب الذي نسميه نهر طنجة الدافق‪ ،‬عنوان هوية‬ ‫أبريل‪ ،‬والتي كان اسمها الذائع على كل لسان “سوق برى”‪،‬‬ ‫طنجة الثقافية وأفق حلمها النوسطالجي الذي يتجاوز حدود‬ ‫ومشوا صعدا عبر الدرب الطويل األفعواني الذي انتهى بهم‬ ‫الزمن وامتداد المكان‪ ،‬ليفرز مسارات موازية تنهل من شواهد‬ ‫إلى باب ضريح الرحالة ابن بطوطة‪ ،‬وفي نسبة الضريح تشكك‬ ‫الفضاء العام ومن تراثه الرمزي الالمادي‪ ،‬الخصب والمتنوع‪،‬‬ ‫بين الباحثين‪ ،‬ثم إلى المتحف الغني بالتحف الممتعة والمثيرة‬ ‫وكذا من مكنونات الذاكرة الفردية‪/‬الجماعية التي تنتظم في‬ ‫لالنتباه‪ ،‬ومنه إلى القبور الصخرية‪ ،‬فمنطقة مرشان ذات‬ ‫إطارها أنساق اإلبداع الثقافي الراهن‪ ،‬المنتشي بعناصر االفتتان‬ ‫المركب الرياضي المميز‪ ،‬وبعدها استراحة طويلة في مقهى‬ ‫داخل سحر طنجة‪ ،‬حسب ما عكستـــه أعمال الرواد‪ ،‬من أمثـــال‬ ‫الحافة‪ ،‬ملتقى الفنانين والمبدعين من سائر الجنسيات‪ ،‬ولكن‬ ‫محمد شكري والطاهر بن جلون والزبير بن بوشتى‪...‬‬ ‫أيضا ملتقى المسافرين الممتطين لظهر مواد تمأل الرئتين‬ ‫في سياق تجدد مياه هذا النهــر الدافــق‪ ،‬يندرج صدور‬ ‫فتحلق بمخيلتهم إلى السماوات السبع‪ ،‬ولعمري‪ ،‬فهم وحدهم‬ ‫المجموعة القصصية للمبدع محمد مخلوفــــي‪ ،‬تحـــت عنوان‬ ‫من بين سائر المخلوقات‪ ،‬القادرون على تجاوز سدرة المنتهى‪،‬‬ ‫“طنجة بدر البدور”‪ ،‬عند مطلــــع سنـــة ‪ ،2017‬في ما مجموعه‬ ‫ورؤية ما يرى وما ال يرى هناك‪( ”...‬ص ص‪.)4-3 .‬‬ ‫‪ 75‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن هذا‬ ‫ويتابع المؤلف غوايته برصد عناصر االفتتان لدى ذات‬ ‫العمل يستجيب لمحددات األفق العام لنسق التوظيفات اإلبداعية‬ ‫إحدى الشخوص الرئيسيين لنصه‪ ،‬قائال‪“ :‬سكن قلبها حب‬ ‫لمعالم فضاء مدينة طنجة داخل بنية السرد المغربي المعاصر‪،‬‬ ‫المدينة‪ ،‬وصارت المناطق بمثابة األعضاء من اإلنسان‪ ،‬فحي‬ ‫حيث االنتشاء بالحلم‪ ،‬وحيث نزوع ذات المبدع نحو أنسنة الفضاء‬ ‫القصبة عضو‪ ،‬وحومة مرشان عضو‪ ،‬وسوق الداخل‪ ،‬وسوق‬ ‫العام ونحو االحتفاء بحميمياته المخصوصة المتفاعلة مع مختلف‬ ‫غالف الكناب‬ ‫برى‪ ،‬عضوان‪ ،‬وسور المعكازين بل النشيطين عضو‪ ،‬وباقي األحياء والحارات‬ ‫أوجه الخصب داخل مكونات هذا الفضاء العام‪.‬‬ ‫والمرافق والمساحات‪ ،‬وامتدادات الجبل‪ ،‬والطوق البحري الذي يتعانق فيه‬ ‫وإذا كنا ال ننوي –في هذا المقام‪ -‬إنجاز قراءة نقدية تفكيكية لنسق الكتابة اإلبداعية‬ ‫البحر األبيض المتوسط والمحيط األطلسي عناقهما األبدي عند أقدام المدينة يقبالنها‬ ‫لدى محمد مخلوفي‪ ،‬مما ال يدخل في مجال اهتمامنا وال في آفاق اختصاصنا‪ ،‬فإننا –في‬ ‫بموجاتهما الحانية بكرة وأصيال‪ ،‬ويمجدانها بصلواتهما المكتومة مع طلوع الشمس‬ ‫المقابل‪ -‬نرى أن نصوص هذه المجموعة القصصية تحمل الكثير من الصفات التي تجعل‬ ‫وغروبها‪ ،‬وبزوغ القمر وأفوله‪ ،‬وتأللؤ النجوم وتواريها‪ ،‬كلها‪ ،‬جميعا مجتمعة‪ ،‬عيون‬ ‫منها مجاال ومدخال للتوثيق إلبداالت حقل تاريخ الذهنيات وتفرعاته المنهجية الشغوفة‬ ‫للمدينة وآذان‪ ،‬وجوانح وجوارح‪ ،‬ورئات تتناغم متجاوبة لتشعر المحب بكيان المدينة‬ ‫برصد عطاء النخب المبدعة في سعيها نحو بناء الصرح المميز للهوية الثقافية المحلية‬ ‫وذاتها‪ ،‬ووحدتها وتفردها وتميزها عن سائر ما عداها من المدن التي نبتت هنا وهناك‬ ‫للمدينة‪ .‬ومن هذا المنطلق بالذات تبدو الكتابة عن طنجة وعن سحرها األخاذ‪ ،‬انعكاسا‬ ‫في سائر أرجاء المعمور‪( ”...‬ص‪.)8 .‬‬ ‫لنظيمة التمثالت الفردية والجماعية التي أضحت تثمر كل هذا الخصب في الكتابة وفي‬ ‫التأمل وفي التشريح‪ .‬هي كتابة طنجة المستحضرة لعناصر التميز‪ ،‬والمنتشية بعناصر‬ ‫هذا هو سحر طنجة وترياق الوجود الذي ألهم مخيلة المبدعين والكتاب والفنانين على‬ ‫الجمال وبسكينة الروح وبطراوة الوجوه‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬هي كتابة طنجة القادرة على توثيق‬ ‫مر العصور‪ .‬إنه سحر طنجة المتجدد‪ ،‬حيث تغيب الجغرافيا ويندثر التاريخ لتندمج محطاته‬ ‫القيم الرمزية وإعادة صياغتها في أعمال إبداعية تضمن لها البقاء والخلود‪.‬‬ ‫ووقائعه في إطار نسق فكري دافق بروافد متعددة‪ ،‬ال شك وأن جذوره ومنابعه تخترق‬ ‫ولالقتراب من السقف العام لهذا األفق‪ ،‬يمكن االستشهاد ببعض مما كتبه محمد‬ ‫محددات الواقع لتجنح بملكة الخيال والتخييل نحو الضفاف الرحبة للعوالم المتوسطية‬ ‫مخلوفي في نصه االفتتاحي “طنجة بدر البدور”‪ ،‬حيث يقول‪“ :‬ال أغازل مدينة طنجة وال‬ ‫الفسيحة‪.‬‬

‫َغ ْي ُ‬ ‫مــات ال َّنــــدى‬ ‫ضمن منشورات مكتبة سلمى الثقافية بتطوان صدر للكاتب أبو‬ ‫الخير الناصري كتاب جديد عنوانه “غيمات الندى”‪ ،‬وهو كتاب مخصص‬ ‫لالحتفاء بالكاتبة المغربية سعاد الناصر إنسانة وأديبة‪.‬‬ ‫يضم هذا الكتاب الواقع في ‪ 171‬صفحة من القطع المتوسط‬ ‫مقدمة متبوعة بثالثة فصول فخاتمة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪“ :‬الدكتورة سعاد الناصر كما عرفتها”‪ ،‬يتضمن شهادة‬ ‫للمؤلف في حق أستاذته‪ ،‬ركز فيها على ما لمسه فيها من فضائل‬ ‫إنسانية وعلمية كشُكر ذوي الفضل‪ ،‬واألمانة العلمية‪ ،‬والحس التربوي‪،‬‬ ‫وأصالة الفكر‪ ،‬والثبات على الرأي‪...‬‬ ‫الفصل الثاني‪“ :‬نظرات في أعمال الدكتورة سعاد الناصر”‪ ،‬ضَمَّنهُ‬ ‫قراءاته في أعمال فكرية ونقدية للدكتورة سعاد الناصر كـ”بوح األنوثة”‬ ‫و”بالغة القص في القرآن الكريم وآفاق التلقي” و”السرد النسائي‬ ‫العربي بين قلق السؤال وغواية الحكي” و”محكي المقاومة في السرد‬ ‫النسائي المغربي”‪...‬‬ ‫الفصل الثالث “في الحاجة إلى التعامل النقدي مع المنجز العلمي‬ ‫واألدبي”‪ ،‬يشتمل على حوار أجراه المؤلف مع أستاذته سعاد الناصر‪،‬‬ ‫تمحور حول قضايا متعددة من بينها مسيرها الدراسي‪ ،‬وأهم أساتذتها‬ ‫وشيوخها‪ ،‬ونظرتها لقضية المرأة‪ ،‬وبعض أعمالها النقدية والفكرية‪،‬‬ ‫وتنوع أعمالها في أجناس تعبيرية متعددة‪ ،‬وتفاعل النقاد مع منجزها‪...‬‬ ‫نتائج عَمَله يتلوها ملحق جمع فيه‬ ‫وختم المؤلف كتابه بخاتمة في ِ‬ ‫عددا من كتابات أستاذته‪ ،‬وآراء بعض النقاد في بعض أعمالها األدبية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى صور لألستاذة الناصر في مناسبات علمية مختلفة‪.‬‬ ‫وفي بيان دوافع تأليف هذا الكتاب نقرأ هذه الفقرة من كلمة على‬ ‫ظهر الكتاب‪..“ :‬في هذا السياق‪ ،‬سياق اإلقرار لذوي الفضل بأفضالهم‬ ‫قبل وفاتهم‪ ،‬وإسهاما مني في َكسْر ما دأب عليه المغاربة من إهمال‬ ‫ً‬ ‫ومُنافحة لما في مُجتمعنا من جُحودٍ ألفضال األساتيذ‬ ‫ألعالمهم‪،‬‬ ‫والشيوخ‪ ،‬يَأتي هذا الكتابُ عن أستاذتي الفاضلة الدكتورة سعاد‬ ‫الناصر – حفظها اهلل تعالى – وفا ًء لها‪ ،‬وبرّا بها‪ ،‬وشُكراً لبعض أفضالها‬ ‫عليّ‪ ،‬ونَشراً لجُمْلةٍ من أخالقها الفاضلة في الناس‪ ،‬وتَعْريفاً بعددٍ‬ ‫َ‬ ‫يكون في ذلك كله ما ينفع المشتغلين‬ ‫من مؤلفاتها المفيدة‪ ،‬عسى أن‬ ‫بالعلم وعمومَ القراء والباحثين”‪.‬‬

‫أبو الخير الناصري‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪984‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫جمعية أوالد ابن صالح‬

‫لعبة السودوكو (‪)449‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫زنقة اليوسفية‪ ،‬إقامة اليسر‪ ،‬الطابق ‪02‬‬ ‫رقم الشقة ‪ 07‬طنجة‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫من المكتب اإلداري لجمعية أوالد ابن صالح‬ ‫الحاملة للرقم الوطني لملفها ‪279964 :‬‬ ‫الجبهة ـ شفشاون‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫برقية مستعجلة‬

‫إلى السيد عامل إقليم شفشاون المحترم‬ ‫سالم تام بوجود موالنا اإلمام نصره اهلل‪،‬‬ ‫وبعد‬

‫يؤسف المكتب اإلداري للجمعيــة‪ ،‬أن يبلـــغ سيادتكـــم شجبه واستنكاره‬ ‫للتصرفات الالمسؤولة والالقانونية المسيئة لإلدارة المغربية التي مارسها‬ ‫السيد القائد بحضور ثالثة قياد من الشؤون الداخلية ‪-‬حسب تقديمه‪ -‬لوفد‬ ‫الجمعية‪ ،‬باإلضافة إلى موظف مكلف بالشؤون الداخلية للقيادة‪ ،‬هذا اللقاء الذي‬ ‫تم بدعوة من قائد الجبهة‪ ،‬دائرة الجبهة‪ ،‬يومه الخميس ‪ 07‬مارس ‪،2019‬‬ ‫لمناقشة موضوع تأجيل الجمعية للجمع العام التأسيسي‪ ،‬لفرع الجمعية بكل من‪:‬‬ ‫بني رزين ومتيوة وكتامة ومركز الجبهة‪ ،‬الذي كان مقررا عقده يوم الجمعة ‪08‬‬ ‫مارس ‪ ،2019‬والذي تم إخبار السيد القائد به‪ ،‬يوم ‪ 27‬فبراير ‪ ،2019‬وبموافقة‬ ‫السيد مدير دار الشباب والرياضة‪ ،‬بالجبهة‪ ،‬في نفس اليوم ‪ 27‬فبراير ‪،2019‬‬ ‫وفي إطار مسؤول ومسنود بالقوانين المعمول بها في تأسيس الجمعيات‬ ‫المدنية‪ ،‬ورغم تمكين السيد القائد من نسخ من القانون التأسيسي للجمعية‬ ‫األم المؤقت‪ ،‬والمؤرخ بـ ‪ 05‬نونبر ‪ ،2018‬والوصل النهائي للجمعية المؤرخ بـ‬ ‫‪ 05‬دجنبر ‪ ،2018‬وكذا الوصل المؤقت لتأسيس فرع الجمعية بتطوان المؤرخ بـ‬ ‫‪ 18‬فبراير ‪ ،2019‬وكذلك سلم وفد الجمعية إلى السيد القائد نسخة من رسالة‬ ‫الشكر الموجهة إلى السيد عامل إقليم شفشاون‪ ،‬بمناسبة لقائه بوفد الجمعية‬ ‫يوم الجمعة ‪ 11‬فبراير ‪.2019‬‬ ‫ورغم الحجج القانونية المدلى بها للسيد القائد‪ ،‬لم يقتنع بها‪ ،‬مصرا‬ ‫ومتشبثا بتأجيل الجمع العام المعلن عنه منذ أسبوع‪ ،‬والذي كان سيتم يوم‬ ‫الجمعة ‪ 08‬مارس ‪ ،2019‬ابتداء من الساعة العاشرة صباحا‪ ،‬وأثناء المجهودات‬ ‫التي كان يبذلها وفد الجمعية ثار السيد القائد بشكل هستيري ال يشرف اإلدارة‬ ‫المغربية‪ ،‬سيما الداخلية التي يسهر صاحب الجاللة محمد السادس حفظه اهلل‬ ‫على تزويدها بنصائحه وإرشاداته لتكون في خدمة الشعب المغربي‪.‬‬ ‫السيد عامل اإلقليم المحترم‪ ،‬نتمنى تدخلكم الفوري لتجنب أي اصطدام‬ ‫بأي شكل من األشكال‪ ،‬وتصحيح مفهوم القانون لدى السيد القائد‪ ،‬وإفهامه‬ ‫بأن السلطات جزء من الكل على امتداد تراب المملكة المغربية‪ ،‬حتى ال تطغى‬ ‫الذاتية الشخصية على القوانين التي هي وحدها فقط تجسد مفهوم المساواة‬ ‫بين المغاربة‪ ،‬وتعطي في النهاية مفهوم الديمقراطية التي تميز المملكة‬ ‫المغربية عن باقي البلدان‪ ،‬ولكم الشكر‪ ،‬والسالم‪.‬‬

‫عن المكتب اإلداري للجمعية ‪:‬‬ ‫عبد السالم بن صالح‬ ‫رقم البطاقة الوطنية ‪K11433‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪KORB TANGER‬‬ ‫‪CABINET KHASSOUANI‬‬ ‫‪COMPTABLE AGREE‬‬ ‫‪Conseil fiscal et juridique‬‬ ‫‪Travaux de Comptabilité‬‬ ‫‪Audit Organisation Gestion du Personnel‬‬ ‫)‪(Membre de l’association des fiduciaires du nord‬‬ ‫‪1, RUE TEHRAN N°8 Tanger‬‬ ‫‪TEL 0539 94 53 92‬‬ ‫‪FAYSSALE ATLAS SARL‬‬ ‫‪CESSION DE PARTS SOCIALES‬‬ ‫‪Du procès verbal de l’assemblée extraordinaire du 05/02/2019, il ressort‬‬ ‫‪que celle-ci a accepté la décision de Mr. EL FAQIR FAYSSALE et l’autorise à‬‬ ‫‪céder 34% du capital social de la société soit 2380 parts sociales en faveur‬‬ ‫‪de Mr. NADOUI HAMID pour une valeur de 238000.00 dh.‬‬ ‫‪ Les articles 6et7 des statuts sont changés en conséquence.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger ‬‬ ‫‪et reçu ne ° 221819 du 04/03/2019. ‬‬ ‫‪ La Gérante‬‬ ‫لجميع‬ ‫إعالناتكم‬ ‫ارية واإلدارية‬ ‫اإلشه‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008 :‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪449‬‬


‫الشمال‬

‫نجاح دوري لال خديجة المنظم من طرف‬ ‫اتحاد طنجة لكرة السلة‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪984‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫ماذا بعد معاقبة‬ ‫بعض حكام البطولة‬ ‫االحترافية‬

‫?‬

‫القرارات األخيرة التي أصدرتها اللجنة المركزية للتحكيم التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم في حق حكام بالبطولة االحترافية المغربية بناء‬ ‫على تقارير وتحاليل للحاالت التحكيمية المثيرة للجدل التي عرفتها بعض‬ ‫المباريات من احتجاجات من قبل األندية المتضررة بعد تحديد المسؤوليات‬ ‫واستنادا إلى سلم العقوبات واإلجراءات االنضباطية تركت صدى ارتياح في‬ ‫الوسط الرياضي سواء لدى األندية وخاصة منها المتضررة من هذه القرارات‬ ‫أو لدى جماهيرها التي انفعلت بفعل تلك القرارات التحكيمية غير العادلة التي‬ ‫أثرت سلبا على مسيرة ونتائج أنديتهم المفضلة‪.‬‬ ‫الصحافة الرياضيــة بدورها ثمنت قرارات اللجنــة المركزية للتحكيم‬ ‫لكونها ستساهم في وضــع حد للمهــازل التحكيمية التي شهدتها بعض‬ ‫مباريات الدوري االحترافي المغربي وستعيد االعتبار للحكام النزهاء الذين‬ ‫يطبقون القانون‪.‬‬ ‫وقد سبقت اإلشارة إلى أن التحكيم المغربي الذي كان يضرب به المثل‬ ‫عربيا وإفريقيا ودوليا تراجع في السنوات األخيرة وتدنى مستواه‪.‬‬ ‫وبعدما كان المغرب من الرواد األوائـــل في مجال التحكيم‪ ..‬ونتذكر‬ ‫بالمناسبة الحكم الدولي المغربي سعيد بلقولة الذي سجل اسمه بأحرف من‬ ‫ذهب كأول حكم مغربي عربي وإفريقي قاد نهائي كاس العالم بين فرنسا‬ ‫والبرازيل وترك انطباعا جيدا لدى الجميع اضافة إلى حكام آخرين ساروا على‬ ‫نفس نهج الحكم بلقولة وأبدعوا وطنياً وإفريقياً‪.‬‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقراراتها األخيرة ومعاقبة الحكام‬ ‫أكدت أنها استشعرت الخطورة وأنها لن تتسامح مع أي حكم أخل بمسؤولياته‪.‬‬

‫بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لميالد صاحبة السمو اال ميرة لالخديجة وتحت شعاربين الضفتين‬ ‫التعايش والتبادل السوسيو رياضي نظم فريق اتحاد طنجة لكرة السلةبشراكة مع المديرية الجهوية لوزوارة‬ ‫الشباب وال رياضة لجهةطنجةتطوان الحسيمةتحت اشراف والية طنجة االيام الدراسية والرياضية بين‬ ‫جمعية اتحاد طنجة وماكسطا االسباني‪.‬‬ ‫وضم الوفد اال سباني‪84‬فردافي فئتي الذكور واالناثاقل من ‪14‬و‪ 16‬سنة واجرى مبا ريات مع نظرائهم‬ ‫من اتحاد طنجة للرفع من المنافسة والتنافسية لدى الال عبين في اطار اهتمام فارس البوغاز بالعمل القاعدي‬ ‫وتاهيل الال عبين من منتوج مدرسةالنادي للتدرج في مختلف الفئات وال استفادة من المدرسة اال سبانية‬ ‫الرائدة في مجال كرة السلة العالمية وتبادل الخبرات والتجارب والزيارات‪.‬‬ ‫وقد احرز فريق اتحاد طنجة لقب هذا الد وري وفي ختامه اقيم حفل عشاء على شرف الوفد اال سباني‬ ‫بحضور المندوب الجهوي لوزارة الشباب وال رياضة جهة طنجة تطوان الحسيمة وبعض اعضاء الندوبية‬ ‫الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الر ياضيةبطنجة‬ ‫والعديد من الشخصيات الر ياضية و خاللهتم تقديم الجوائز والهدايا للمتوجين وتكريم العديد من‬ ‫الشخصيات الر ياضية‪.‬‬

‫للحد من ظاهرة الشغب‪...‬‬ ‫اقتراحات بالرفع من أثمنة التذاكر‬ ‫وتعويض الويكلو بالغرامات ومنع التنقالت‬ ‫ظاهــرة الشغـــب التي‬ ‫استفحلت في األسابيع األخيرة‬ ‫بالعديد من المالعب المغربية‬ ‫كانت محور نقاش جاد وصريح‬ ‫جمع فـــوزي لقجـــع رئيس‬ ‫الجامعــة الملكيـــة المغربية‬ ‫لكرة القدم والطالبي العلمي‬ ‫وزير الشباب والرياضة وممثل‬ ‫عن وزارةالداخلية‬ ‫ورئيس قسم األمن التابع‬ ‫لألمن الوطني ورؤساء أندية‬ ‫القسم الوطني األول‪.‬‬ ‫وقد تمخض النقاش حول هذه الظاهرة بالخروج بمقترحات‬ ‫في أفق تطبيقها من قبل األندية والمنظمين للمباريات منها‪:‬‬ ‫ الرفع من أثمنة التذاكر وتوحيد تسعيرتها في كل المالعب‪..‬‬‫فضال عن تضمينه أرقما تعريفيا يحصر استعمالها في صاحبها‬ ‫لتفادي فوضى االستعمال المتكرر من طرف أكثر من شخص‬ ‫للتذكرة الواحدة‪.‬‬ ‫ وزارة الداخليةبمشاركة باقي الفاعلين ومن ضمنهم‬‫جامعة كرة القدم فتحت نقاشا من أجل حذف «لويكلو» من‬ ‫سلم العقوبات الخاص بالقانون التأديبي المعتمد لدى الجامعة‬ ‫واالكتفاء بالغرامات والعقوبات المالية على أن يتم الحسم في‬ ‫اعتماد هذا القرار في بالغ رسمي للجامعة‪-.‬‬ ‫ وتم اقتراح منع تنقالت جماهير اال ندية الضيفة الى خارج‬‫مدنها وهوما لم يلق استحسان أغلب رؤساء األندية ليتم بذلك‬

‫رهن القرار دون تعميمه بشكل‬ ‫نهائي‪.‬‬ ‫ولم يتم خالل هذا االجتماع‬ ‫تحديـد آليات تفعيــل هـــذه‬ ‫المقترحات وال تحديد موعــد‬ ‫جديد بين مختلف المتداخلين‬ ‫في اللعبة لبحث سبل ترجمة‬ ‫هذه اإلجراءات في البروتوكول‬ ‫التنظيمي للمبا ريات‪.‬‬

‫حسنية أكادير‪.‬‬

‫غدا بملعب ابن بطوطة‬ ‫اتحاد طنجــة في مواجهــة‬

‫يحتضن ملعب ابن بطوطة الكبير غدا األربعا ء مواجهة قوية‬ ‫بين اتحاد طنجة وحسنية أكادير عن الجولة‪ 21‬لبطولة الدوري‬ ‫االحترافي‪.‬‬ ‫هذه المباراة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للفريقين معا‪.‬‬ ‫فبالنسبة لفارس البوغاز الفوز في هذه المواجهة يعنى‬ ‫االنفراد بالصف الثاني و االبتعاد عن مزاحمة الفريق السوسي‬ ‫والمولودية الوجدية التي تسلقت الدرجات بعد عودتها باالنتصار‬ ‫من الرباط على حساب الفتح ومواصلة مزاحمة الوداد الر ياضي‬ ‫المتصدر الذي يسير بتباث نحو معانقة لقب بطولة الدوري‪.‬‬ ‫وبالنسبة لفريق حسنية أكادير العائد من بركان بعد مالقاة‬ ‫النهضة برسم كأس االتحاد اإلفريقي فإن مباراة الغد تعتبر فرصة‬ ‫لرد دين الهزيمة التي ألحقها به اتحاد طنجة في الذهاب بملعب‬ ‫أدرار ومناسبة لالنفراد بالصف الثاني‪.‬‬

‫الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بطنجة‬ ‫تكرم الفعاليات الرياضية النسوية بالمدينة‬

‫فاليني يعتزل اللعب دولياً‬ ‫أعلن العب وسـط ميدان‬ ‫المنتخب البلجيكي لكرة القدم‬ ‫مروان فاليني ابن مدينة طنجة‬ ‫الحامــل للجنسيـــة البلجيكية‬ ‫اعتزاله اللعب دوليا‪.‬‬ ‫وقال فاليني الذي ترك نادي‬ ‫مانشستر يونايتــد اإلنجليــزي‬ ‫مطلع فبرايـــر الماضي وانضم‬ ‫لنادي «شانــدونــــغ لونينــغ»‬ ‫الصيني «أعتقد أنه وقت جيد لي‬ ‫للمغادرة والسماح لجيل المستقبل باالستمرار في هذه الفترة المليئة بالنجاح‬ ‫في تاريخ كرة القدم البلجيكية»‪.‬‬ ‫واسترجع الالعب مروان فاليني ذكرياته في السنوات التي أمضاها مع‬ ‫المنتخب البلجيكي‪ ،‬حيث خاض‪ 87‬مباراة دولية تميزت بالدور نصف النهائي‬ ‫لكاس العالم بروسيا‪.‬‬ ‫وختم فاليني تغريدته بالقول «أنا فخور جداً كون منتخب بلجيكا يحتل‬ ‫المرتبة األولى عالميا في تصنيف الفيفا‪.‬‬

‫بمناسبة العيد العالمي للمراة نظمت الجمعية المغربية‬ ‫للصحافة الرياضية بطنجة بشراكة مع المندوبية الجهوية للشباب‬ ‫والرياضة جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة حفال ببيت الصحافة على‬ ‫شرف العديد من الفعاليات الرياضية النسوية بالمدينة‪.‬‬ ‫وبعد تقديم العديد من المكرمات لتجربتهن في الميدان الر‬ ‫ياضي والمسارات التحديات تم تكريم كل من فاما الفوقي العبة‬ ‫سابقة في الفريق النسوي ال تحاد طنجة ومدربة لكرة القدم‬ ‫باإلمارات ‪.‬‬ ‫وخديجة دفعة ‪ :‬عضو لجنة تنظيم العدد من التظاهرات‬ ‫والبطوالت الوطنية‪.‬‬ ‫سميرة الهدى ‪ :‬نائبة رئيس مقاطعة مغوغة المكلفة بالقطاع‬ ‫الرياضي والثقافي واالجتماعي‪.‬‬

‫مليكة الخليفي ‪ :‬بطلة سابقة بنادي البوغاز لكرة المضرب‪.‬‬ ‫حنان بومهدي ‪ :‬أستاذة التربية البدنية وال عبة سابقةا لكرة‬ ‫السلة‬ ‫ماجدة مرزوق ‪ :‬العبة سابقة لكرة المضرب‬ ‫وفريق اتحاد طنجة لكرة القدم النسوية‪.‬حضر هذا الحفل‬ ‫السيد عبد الواحد اعزيبو المدير الجوي لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫واإلطار الوطني حسن أجنوي والمشرف العام التحاد طنجة حسن‬ ‫بلخيضر وأعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية بطنجة وسيف الدين النايب رئيس جمعية قدماء ال عبي‬ ‫اتحاد طنجة العديد من األطر والشخصيات الرياضية بعاصمة‬ ‫البوغاز وأشرفت على تاطير الندوة وتكريم الفعاليات الرياضية‬ ‫األخت ليلى بديوش عضو المكتب التنفيذي للجمعية بطنجة‪.‬‬


‫العدد ‪984‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫التفاصيل الدقيقة لمشادة‬ ‫‪ 700‬مليون سنتيم لألندية المغربية‬ ‫التي تحولت إلى شركات رياضية راموس وبيريز بمستودع المالبس‬ ‫بعد الهزيمة أمام أياكس‬ ‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫أكد السيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة خالل لقاء جمعه بفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم ورؤساء العصب الجهوية بمشاركة وزارة الداخلية والمديرية العامة لألمن الوطني ورؤساء‬ ‫االندية االحترافية أن هذا االجتماع تمحور حول منظومة الحكامة في كرة القدم وتقييم تنفيذ خارطة الطريق‬ ‫التي تم وضعها عام ‪.2016‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء اعلن وزير الشباب والرياضة إلى أن الجميع خلص الى أنه تم تنفيذ جميع النقاط المدرجة‬ ‫في خارطة الطريق وهو ما يستوجب اال نتقال الى مرحلة جديدة على اعتبار أنه من المرتقب بلورة برنامج جديد‬ ‫خالل األسبوعين القادمين كما أعلن عن تخصيص مبلغ ‪ 700‬مليون سنتيم لألندية التي تحولت إلى شركات‬ ‫رياضية‪.‬‬ ‫وأعلن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القد م بالمناسبة عن توسيع قاعدة الممارسة‬ ‫وإعطاء الفرصة ل‪10‬األف طفل كل عطلة دراسية لممارسة كرة القدم تحت إشراف االدارة التقنية الوطنية‬ ‫وباستعمال بنية تحتية استثمرت فيها الدولة إمكانات هامة في جميع أنحاء المملكة‪.‬‬ ‫وستكون هذه العملية بداية النخراط الممارسة الكروية في تنمية اجتماعية هادفة بتمكين األطفال من‬ ‫قضاء العطلة وممارسة كرة القدم لتوسيع القاعدة داخل العصب وإعطاء الفرصة لإلدارة التقنية الوطنية للتنقيب‬ ‫عن المواهب أقل من ‪15‬سنة‪.‬‬

‫االتحاد األوربي يحدد موعدقرعة الدور‬ ‫ثمن النهائي لدوري األبطال‬

‫‪19‬‬

‫تسببت هزيمة ريال مدريد اإلسباني أمام أياكس الهولندي وخروجه من منافسات دوري أبطال‬ ‫أوربا والتي جاءت بعد الخروج من منافسات كأس ملك إسبانيا ومن البطولة في حدوث عاصفة‬ ‫كان بطلها الرئيس فلورنتينو بيريز وعميد الفريق سيرجيو راموس داخل مستودع المالبس‪.‬‬ ‫فمباشرة بعد الهزيمة أمام أياكس أمستردام انتظر الر ئيس فلورنتينو بيريز الالعبين داخل‬ ‫مستودع المالبس ووبخهم بسبب أدائهم المتواضع وسلوكهم خالل هذه المباراة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من غياب راموس عن المباراة بسبب اإليقاف إال أنه حضر هذا الحوار ودخل في‬ ‫نقاش حاد مع الرئيس واتهمه هو وإدارة الفريق بأنهم السبب الرئيسي في حدوث الكارثة التي‬ ‫يعيشها النادي موضحا أن التخطيط كان فاشال‪.‬‬ ‫ولم يلتزم الرئيس الصمت أمام اتهامات راموس وهدده بأنه سيلقي به خارج المستودع‪.‬‬ ‫وردا على كلمة بيريز قال له راموس «ادفع لي مستحقاتي وسأرحل عن الفريق»‪.‬‬ ‫وكان الفريق بأكمله شاهدا على المشادة الكالمية الساخنة بين الرئيس وعميد النادي‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء تلك المشادة اجتمع بيريز بأعضاء مكتبه حتى الساعة الثانية صباحا ودار الحديث‬ ‫حول إمكانية اإلطاحة بالمدرب سوالري وتعيين البرتغالي جوزي مورينيو الذي تربطه عالقة سيئة‬ ‫بالالعب راموس خلفا له‪.‬‬ ‫يذكر أن سيرجيو راموس لديه عقد مع ريال مدريد اإلسباني حتى عام ‪.2020‬‬

‫ريال مدريد‪ ..‬المصائب ال تأتي‬ ‫فرادى‪...‬‬

‫قرر االتحاد األوربي لكرة القدم احداث تغيير طفيف على النظام الذي اتبعه لسنوات عديدة بخصوص إجراء‬ ‫قرعة الدور ثمن النهائي لدوري أبطال اوربا‪.‬‬ ‫فبعد قرار عدم إجراء مباريات البطوالت األوربية يوم اإلثنين بداية من الموسم المقبل أعلن االتحاد األوربي‬ ‫لكرة القدم على موقعه الرسمي أن قرعة الدور ربع النهائي للنسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوربا التي‬ ‫ستقام يوم الجمعة ‪1‬مارس الجاري لن تشهد تحديد الفرق التي ستواجه بعضها في هذا الدور فقط‪ ..‬وإنما سيتم‬ ‫أيضا إجراء قرعة الدور نصف النهائي للبطولة دون إجراء قرعة هذا الدور من بعد‪.‬‬ ‫و أكد أن مباريات ذهاب الدور ربع النهائي ستقام يومي ‪ 9‬و ‪ 10‬أبريل القادم ولقاءات اإلياب يومي‪16‬و‪17‬‬ ‫من نفس الشهر‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لمواجهات الدور نصف النهائي فستقام مبارتي الذهاب في الثالثين من أبريل واألول من ماي‬ ‫على أن تقام لقاءات العودة في ‪ 7‬و ‪ 8‬من نفس الشهر في تمام الساعة التاسعة مساء بالوقيت األوربي‪.‬‬

‫بعد الهزائم المتكررة داخل الميدان‬ ‫واإلقصـــاء من كـــأس ملك إسبانيا ومن‬ ‫بطولة الليغا ودوري أبطــال أوربا على يد‬ ‫اياكس أمستردام الهولند ي وبعد اال عالن‬ ‫عن اصابة العبه البرازيلي فينيسيوس‬ ‫اعلن الفريق الملكــي أيضا عن اصابة ال‬ ‫عبيه المدافع كارفاخال والمهاجم لوكاس‬ ‫فاسكيزفي اربطة الكاحــل خــالل نفــس‬ ‫المباراة مما يستذعي غيابهما عن المالعب‬ ‫لمدة شهرين وانتهـــاء الموسم بالنسبـــة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك أفادت آخر األخبار‬ ‫أن المدرب السابق لريال مدريـــد جولين‬ ‫لوبتيجي رفع دعوى قضائية على ريال مدريد‬ ‫وطالب بتعويض قدره ‪ 28‬مليون يورو بعد‬ ‫إقالته من منصبه كمدرب للفريق‪.‬‬

‫في سابقة على المستوى الوطني‪ ..‬جميع الفرق الممثلة لمديرية طنجة ‪/‬أصيلة لكرة‬ ‫السلة تتأهل للبطولة الوطنية لأللعاب المدرسية الجماعية‬ ‫مراسلة خاصة‬

‫تمكن فتيان الثانوية التأهيلية ابن‬ ‫بطوطة لكرة السلة عن المديرية اإلقليمية‬ ‫لطنجة أصيلة من التأهل عن جدارة‬ ‫واستحقاق إلى نهائيات البطولة الوطنية‬ ‫لأللعاب الجماعية المدرسية‪ ،‬بعدما تمكنوا‬ ‫يوم الجمعة ‪ 8‬مارس الجاري بالقاعة‬ ‫المغطاة بدر من الفوز في نصف النهاية‬ ‫على ممثل األكاديمية الجهوية لجهة‬ ‫الرباط‪ -‬سال‪ -‬القنيطرة بحصة ‪ 48‬مقابل‬ ‫‪ 44‬نقطة؛ فيما تغلبوا في مباراة النهاية‬ ‫على ممثل األكاديمية الجهوية للدار‬ ‫البيضاء سطات بفارق ‪ 7‬نقاط‪.‬‬ ‫وكان فتيان ثانوية ابن بطوطة قد فازوا األسبوع الفارط بالبطولة الجهوية‪ ،‬بعدما تغلبوا‬ ‫على كل من ممثل مديرية المضيق الفنيدق في مباراة الربع نهاية ثم على ممثل مديرية‬

‫وزان في نصف النهاية؛ فيما تمكنوا في‬ ‫مباراة النهاية من الفوز وبفارق ‪ 11‬نقطة‬ ‫على ممثل مديرية الحسيمة‪ ،‬بطل النسخة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن جميع الفرق‬ ‫الممثلة لمديرية طنجة أصيلة لكرة السلة‬ ‫تمكنت‪ ،‬في سابقة على المستوى الوطني‪،‬‬ ‫من التأهل إلى البطولة الوطنية لأللعاب‬ ‫المدرسية الجماعية‪ ،‬بالنسبة لجميع الفئات‬ ‫(صغار‪ ،‬صغيرات‪ ،‬فتيان وفتيات)‪.‬‬ ‫يذكر أن نهائيات البطولة الوطنية‬ ‫لأللعاب المدرسية الجماعية ستقام بمدينة طنجة‪ ،‬أيام ‪ 30-31‬مارس الجاري و‪ 1‬و‪ 2‬أبريل‬ ‫المقبل‪.‬‬


‫العدد ‪984‬‬

‫الثالثـاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬مار�س ‪2019‬‬

‫بخط اليد‬

‫األيام العالمية‪ :‬جدية المبادرات الدولية‬ ‫و هواة «السنوبيزم»‬

‫‪ 58‬يوماً عالمياً خالل شهر مارس‬ ‫أيام «للحق في الحقيقية» و «السعادة» ‪ ،‬و «النوم»‪! ‬‬

‫وحين مراجعة سجالت منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وقفنا‬ ‫على ‪ 58‬يوما عالميا خالل شهر مارس الحالي‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫الشهور سواء في التقويم « العربي» أو «العجمي ‪ -‬الغرغوري»‬ ‫أو حتى تقويم «حاكوزة» الفالحي‪ ،‬يكون عدد أيامها بين ‪30‬‬ ‫أو ‪ 31‬يوما‪ ،‬مع «تعديل «طفيف» بالنسبة لفبراير‪ .‬فكيف يفوق‬ ‫عدد األيام العالمية خالل مارس‪ ،‬عدد أيام هذا الشهر؟‬ ‫الجواب ببساطة‪ ،‬هو أن مواضيع األيام االحتفالية‬ ‫«تزاحمت» داخل هذا الشهر‪ ،‬فوجب «تركيب» بعضها فوق‬ ‫بعض‪ ،‬لنخرج بنتيجة يوم شهري‪ ،‬بيومين أو ثالثة أو أربعة‬ ‫أيام «عالمية» نخلدها بما يلزم من مظاهر الفرح‪ ،‬أو األسى‪ ،‬أو‬ ‫الحزن‪ ،‬أو التضامن‪ ،‬أو حتى «اإلحتجاج» ‪ ،‬حين «نأمن» فلقة‬ ‫زرواطات أصحاب األحذية الثقيلة»‪! ‬‬ ‫وألطف ما في شهر مارس‪ ،‬انفتاحه على «يوم عالمي لـ‬ ‫«الصالة»‪ ،‬يحتفى به كل سنة‪ ،‬في الجمعة األولى من شهر‬ ‫مارس‪« .‬اليوم العالمي للصالة» انطلق من مبادرة لنساء‬ ‫مسيحيات أمريكيات‪ ،‬سنة ‪ ،1887‬وانتقل االحتفال به إلى‬ ‫فرنسا سنة ‪ ،1960‬لـ «يشع»‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬على «مستعمراتها»‬ ‫السابقة في إفريقيا ومقاطعات «ما وراء البحار»‪« .‬اليوم العالمي‬ ‫للصالة» وضع له شعار ‪ :‬المعرفة والصالة والعمل»‪! ‬‬ ‫فاتح مارس‪ ،‬هو أيضا «يوم عالمي للثناء»‪ ،‬انطلق بمبادرة‬ ‫هولندية التي تعتبره «أكثر أيام السنة «إيجابية» ألن اإلنسان‬ ‫في بالد «األراضي المنخفضة»‪ ،‬يحتاج ألى االعتراف به عن‬ ‫طريق المجاملة والتعبير عن اإلعجاب به كقيمة متميزة‪ ،‬واليوم‬ ‫العالمي للنوم‪ ،‬واليوم العالمي للسعادة الذي تم إقراره من قبل‬ ‫الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬عام ‪.2012‬‬ ‫إال أن شهر مارس‪ ،‬يشكل أيضا مناسبة أليام عالمية‬ ‫أكثر «جدية و إيجابية» كاليوم العالمي للشعر‪ ،‬واليوم العالمي‬ ‫للمسرح‪ ،‬واليوم العالمي لحماية البيئة‪ ،‬واليوم العالمي ضد‬ ‫الحرب‪ ،‬واليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري واليوم‬ ‫العالمي ‪ ،‬للغابات ولألنهار والمحيطات‪ ،‬واليوم العالمي للعمل‬ ‫االجتماعي واليوم العالمي لمناهضة عنف الشرطة‪.‬‬ ‫أما اليوم العالمي للشعر فإنه يحتفى به في ‪ 21‬من هذا‬ ‫الشهر‪ ،‬بمبادرة من اليونسكو وذلك بهدف تشجيع الكتابة‬ ‫والقراءة والنشر وتعلم الشعر و «إعطاء اعتراف وحافز جديد‬ ‫للحركات الشعرية الوطنية واإلقليمية والدولية» ‪ ،‬وإعادة الحوار‬ ‫بين الشعر والفنون األخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى ‪،‬‬ ‫و الرسم ‪ ،‬ومع ثقافة السالم والالعنف ‪ ،‬والتسامح‪.‬‬ ‫ويشهد يوم ‪ 20‬من هذا الشهر‪ ،‬كذلك االحتفال باليوم‬ ‫العالمي للمسرح الذي تم إقراره خالل المؤتمر التاسع العالمي‬ ‫للمعهد الدولي للمسرح‪ ،‬الذي أقيم بمدينة فيينا‪ ،‬سنة ‪،1961‬‬ ‫باقتراح من مركز فلندي وبدعم من اليونيسكو‪ .‬تزامنا مع‬ ‫افتتاح دورة جديدة لـ «مسرح األمم بباريس»‪ .‬ويهدف المعهد‬ ‫العالمي للمسرح‪ ،‬من هذه المبادرة‪ ،‬تشجيع التعاون والتبادل‬ ‫في مجال ممارسة فنون المسرح عبر العالم‪ ،‬وتحريك اإلبداع‬ ‫الفني وتحسيس الجماهير بأهمية المسرح بالنسبة لدعم‬ ‫ونجاح مشاريع التطور والتنمية‪.‬‬ ‫وللحكي أيضا يومه العالمي يحتفى به في ‪ 20‬مارس من‬ ‫كل عام‪ .‬وتعود فكرة هذا االحتفال إلى إنشاء يوم وطني للرواية‬ ‫تم إنشاؤه بالسويد عام ‪ ،1991‬حيث تم تنظيم تظاهرة أدبية‬ ‫تحت شعار «يوم جمع رواة القصص» «‪Alla berättares‬‬ ‫‪ « dag‬لينتقل االحتفال بهذا اليوم إلى مختلف بلدان العالم‪،‬‬ ‫ومنه المغرب‪ ،‬حيث تقام مبارات بين التالميذ‪ ،‬رواة القصص‬ ‫الصغيرة‪ ،‬بعدد من ثانويات مدينة العرائش‪.‬‬ ‫وقد تم اإلعالن عن ‪ 20‬مارس أيضا‪ ،‬يوما عالميا للقصة‬ ‫خالل احتفال قصصي بمدينة «بيرث’ اإلسترالية‪ ،‬دام خمسة‬ ‫أيام‪ ،‬ليصبح هذا اليوم من كل سنة‪ ،‬يوما عالميا للرواة‪.‬‬ ‫ووقع اختيار المجتمع الدولي ‪ ،‬أيضا‪ ،‬على تاريخ ‪ 20‬مارس‬ ‫من كل عام‪ ،‬لإلحتفال باليوم العالمي للسعادة‪ ، ،‬اعترافا‬ ‫بأهمية السعادة والرفاه كقيمتين عالميتين مما يتطلع إليه‬ ‫البشر في كل أنحاء العالم‪ ،‬كأهداف عالمية وملهمة في حياة‬

‫األخيرة‬

‫البشر‪ ،‬ولما لهما من أهمية في ما يتصل بمقاصد السياسة‬ ‫العامة‪ .‬وكانت األمم المتحدة قد اعتمدت هذا اليوم‪ ،‬خالل‬ ‫دورتها السادسة والستين التي تمحور موضوعها حول‬ ‫«السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج االقتصادي الحديث»‬ ‫اعتبارا لكون العالم «بحاجة إلى نموذج اقتصادي يحقق التكافؤ‬ ‫بين دعائم االقتصاد الثالث‪ :‬التنمية المستدامة والرفاهية‬ ‫المادية واالجتماعية وسالمة الفرد والبيئة»‪.‬‬ ‫بالمناسبة ‪ ،‬ما هي السعادة ؟‬ ‫وموازاة مع حرص البشر على تحقيق السعادة‪ ،‬يواجه‬ ‫البشر كوارث الحروب المدمرة‪ ،‬التي ال يمكنه التبرؤ منها‬ ‫ومن مسبباتها الكارثية‪ .‬ومع ذلك فإنه أقر «يوما عالميا ضد‬ ‫الحرب» بعد غزو العراق من جيوش الواليات المتحدة اإلمريكية‬ ‫وحلفائها ‪.‬‬ ‫ويحتفي المجتمع الدولي خالل هذا الشهر أيضا باليوم‬ ‫العالمي للوقاية المدنية بهدف التعريف بالمهام األساسية‬ ‫للدفاع المدني ودورها الجوهري في حماية األرواح والممتلكات‪.‬‬ ‫وقد اعتمد هذا اليوم سنة ‪ 1990‬من طرف المنظمة‬ ‫العالمية للوقاية المدنية بعد اعتماد النظام األساسي لهذه‬ ‫المنظمة الدولية التي تهدف إلى تمكين الدول عبر العالم‪،‬‬ ‫من وضع آليات التدخل‪ ،‬لحماية السكان في حاالت الكوارث‪.‬‬ ‫كما يهدف اليوم العالمي للوقاية المدنية إلى تحسيس العموم‬ ‫بالعمل اليومي للوقاية المدنية ومساعدة السكان على‬ ‫االستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬تم اإلعالن عن حجم العمليات التي قامت‬ ‫بها مختلف وحدات الوقاية المدنية بجهة طنجة‪ ،‬التي أنجزت‪،‬‬ ‫العاام الماضي‪ 42 ،‬ألفا و ‪ 255‬تدخال على مستوى مختلف‬ ‫أقاليم وعماالت جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬منها مكافحة‬ ‫الحرائق (‪ 5‬في المائة) وتحركات سيارات اإلسعاف (‪ 83‬في‬ ‫المائة) و تدخالت مختلفة (‪ 12‬في المائة)‪ .‬وحسب التوزيع‬ ‫الجغرافي لهذه التدخالت‪ ،‬جاءت عمالة طنجة أصيلة في‬ ‫المقدمة ب ‪ 17‬ألفا و ‪ 6078‬تدخال (‪ 43‬في المائة)‪ ،‬يليها إقليم‬ ‫العرائش ب ‪ 9273‬تدخال (‪ 18‬في المائة)‪ ،‬ثم إقليم تطوان ب‬ ‫‪ 7053‬تدخال (‪ 14‬في المائة)‪ ،‬فإقليم الحسيمة ب ‪ 6549‬تدخال‬ ‫(‪ 13‬في المائة) ثم عمالة المضيق ‪ -‬الفنيدق ب ‪ 4923‬تدخال‬ ‫(‪ 10‬في المائة) وإقليم وزان ب ‪ 2992‬تدخال (‪ 6‬في المائة)‪ ،‬ثم‬ ‫إقليم شفشاون ب ‪ 2286‬تدخال (‪ 4‬في المائة) وأخيرا إقليم‬ ‫الفحص – أنجرة ب ‪ 539‬تدخال (‪ 1‬في المائة)‪.‬‬ ‫ولعل أفضل هذه األيام العالمية‪« ،‬يوم المرأة» حيث تبارت‬ ‫مختلف «الجهات» الرسمية في إبراز المكتسبات العظيمة‬ ‫التي تحققت للمرأة المغربية التي لها أن تسعد وتفخر بتلك‬ ‫المنجزات التي تقول الحكومة إنها مكنت المغرب من احتالل‬ ‫الريادة في مجال حقوق المرأة‪ .‬كما أن رئيس البرلمان أكد‬ ‫«انخراط» المغرب بصورة حقيقية وموضوعية وجدية في‬ ‫المعركة األخالقية واإلنسانية والحضارية من أجل إنصاف‬ ‫المرأة‪.‬‬ ‫المهم أن المرأة المغربية استمعت إلى هذه األقوال ولها‬ ‫وحدها الحق في «تنزيلها» على واقعها وتقييمها التقييم الذي‬ ‫تستحق! ‪....‬‬ ‫اليوم العالمي للنوم‬ ‫ولكن ألطف هذه األيام العالمية‪ ،‬هو «اليوم العالمي‬ ‫للنوم» القريب جدا من أنصار «كأنَّكَ لـمْ تسمـعْ ولـمْ‬ ‫ـل»‪! ‬‬ ‫يَ ُق ِ‬ ‫وكان من شعارات هذا اليوم‪« :‬انضم إلى عالم النوم‪ ،‬حافظ‬ ‫على إيقاعاتك‪ ،‬لتستمتع بالحياة»‪ .‬بل إن أصحاب المبادرة‪،‬‬ ‫إضافة إلى دعوتك للنوم‪ ،‬فهم يجتهدون في البحث لك على‬ ‫وسائل «النوم الجيد»‪ .‬الذي يقيك من «اضطرابات النوم»‬ ‫ويساعدك على الحفاظ على صحتك ويحضونك على االستمتاع‬ ‫بالقسط الوفير من النعاس‪ ،‬عمال بالمقولة المأثورة‪« :‬ال زربة‬ ‫على صالح»‪ ،‬و «من أراد الربح السريع‪ ،‬فالعام طويل»‪...!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪ -‬محمد �إمغران‬

‫والية �أمن طنجة تكرم ن�ساءها مبنا�سبة‬ ‫اليوم العاملي للدفاع عن حقوق املر�أة‬

‫بمناسبة اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬والذي يصادف يوم الثامن من مارس من كل سنة‪،‬‬ ‫تشرّف محمد الحموشي المراقب العام ورئيس منطقة ميناء طنجة المتوسطي‪ ،‬بالنيابة عن‬ ‫والي والية أمن طنجة‪ ،‬محمد أوعال أوحتيت‪ ،‬أمس الجمعة‪ ،‬باسمه ونيابة عن المدير العام‬ ‫لألمن الوطني‪ ،‬وإسم رؤساء المصالح ‪ ،‬ورؤساء الدوائر ومختلف الوحدات األمنية وجميع‬ ‫موظفي والية أمن طنجة‪ ،‬بتوجيه تحية إجالل وتقدير للمرأة الشرطية وموظفات الشرطة‪،‬‬ ‫لما يسدينه من خدمات وأعمال جليلة‪ ،‬إلى جانب الرجل‪ ،‬خدمة للوطن والمواطنين‪ ،‬بكل‬ ‫إخالص ومسؤولية‪ .‬‬ ‫و في كلمة ألقاها السيد المراقب العام‪ ،‬عن المدير العام لألمن الوطني بالمناسبة‪،‬‬ ‫بالدور الهام والرئيسي الذي تلعبه المرأة في المجتمع المغربي‪ ،‬وفي دور السياسة الرشيدة‬ ‫والحكيمة لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬الهادفة إلى تحقيق‬ ‫المناصفة والمساواة بين الرجل والمرأة ودمج المرأة في مختلف قطاعات ومناحي الحياة‬ ‫العلمية‪ ،‬بادرت المديرية العامة لألمن الوطني إلى إدماج العنصر النسوي إدماجا كليا في‬ ‫مختلف أسالك ودرجات الهرم الوظيفي‪ ،‬األمر الذي لم يكن متاحا من قبل‪ ،‬حيث أصبح‬ ‫بإمكان المرأة الشرطية مزاولة نفس المهام ومختلف االختصاصات‪ ،‬وفي ختام هذا الحفل‬ ‫وزعت هدايا تقديرية على الشرطيات المكرمات‪.‬‬ ‫و يشار إلى أنه حين أسس األمن الوطني في المغرب في ‪ 16‬مايو عام ‪ 1956‬كانت‬ ‫المؤسسة األمنية حكرا على الرجال فقط‪ ،‬وبعد سنوات من اإلستقالل وإنشاء المعهد‬ ‫الملكي في عام ‪ ،1978‬لم يكن دور المرأة في قطاع الشرطة يتعدى كونها مسعفة‬ ‫شرطة أو مساعدة‪ ،‬وفي عام ‪ ،2001‬عُدّل المرسوم وأعطي للمرأة حق الولوج إلى مختلف‬ ‫أسالك الشرطة‪ ،‬وأول فوج نسائي شمل ‪ 20‬متدربة‪ ،‬ثم بات العدد ‪ 1057‬شرطية في عام‬ ‫‪ ،2007‬فيما تدربت ‪ 2500‬امرأة في عام ‪ ،2010‬وعملن في مجاالت مختلفة‪ ،‬وكانت بينهن‬ ‫الضابطة والعميدة والمفتشة المركزية ‪....‬نساء استطعن تأكيد علو كعبهن في العمل‬ ‫الميداني والتحمل والتضحية‪ ،‬وهي من أبرز سمات عمل الشرطة‪ ،‬التي توفر األمن واألمان‬ ‫بكل فضاءات المدن والحدود ‪.‬‬ ‫فكل عام وأنتن بخير ودمتن جميالت‪ ،‬مضحيات‪ ،‬جليالت وقديرات‪....‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.