Achamal n° 985 le 19 Mars 2019

Page 1

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 985‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 12‬رجـــب ‪� 19 / 1440‬إلى ‪ 25‬مـار�س ‪2019‬‬

‫مركب‬ ‫سياحي‬ ‫جديد‬ ‫بطنجة‬ ‫تعززت البنية السياحية لطنجة‪ ،‬بمركب سياحي ضخم‪« ،‬فندق هيلتون»‪ « ،‬في «منتجع هوارة»‬ ‫جنوب المدينة‪ ،‬الذي جرى تدشين شطره األول‪ ،‬الجمعة الماضي‪ ،‬بحضور وزير السياحة‪ ،‬محمد‬ ‫ساجد ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬محمد مهيدية‪ ،‬وشخصيات أخرى‪.‬‬ ‫ويمتد المركب السياحي‪ ‬لمجموعة “ديار القطرية” باستثمار يصل إلى ‪ 550‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫على مساحة ‪ 235‬هكتارا‪ ،‬منها ‪ ،155‬لالستعمال السياحي‪ ،‬و ‪ ،53‬لإلقامات السياحية كما‪ ‬يمتد‬ ‫على واجهة بحرية‪ ‬بطول حوالي ثالثة كلم‪. .‬‬ ‫أما فندق «هيلتون هوارة» فإنه‪ ‬يتوفر على‪ 304‬غرف وقاعتين للمؤتمرات وقاعات لالجتماعات‬ ‫ومالعب للكولف ومنشآت ترفيهية بمواصفات عالمية‪.‬‬

‫بطالة الشباب والتكوين والتشغيل والنموذج‬ ‫التنموي الجديد‬ ‫من أهم محاور الملتقى الجهوي‪ ‬حول التكوين والتشغيل‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫قضية البطالة‪ ،‬وبطالة الشباب‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬كانت حاضرة‪ ،‬وبقوة‪ ،‬إلى جانب ‪ ‬توجهات النموذج التنموي الجديد‪ ،‬في‪ ‬التدخالت التي طبعت‬ ‫جلسة افتتاح‪ ‬الملتقى الجهوي حول التشغيل والتكوين بجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬التي ترأسها‪ ،‬الجمعة الماضي‪ ،‬وزير السياحة والنقل‬ ‫الجوي والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬محمد ساجد‪ ،‬برفقة والي الجهة محمد مهيدية‪.‬‬ ‫الوزير أكد في كلمته االفتتاحية‪ ،‬أن النموذج الجهوي الجديد‪ ،‬يجب أن يكون التشغيل ‪ ‬منطلقه وركيزته األساسية‪ ‬بهدف تقليص معدالت‬ ‫البطالة ‪ ‬المرتفعة في بعض المناطق‪ ،‬بالرغم من االستثمارات «الهائلة» التي قام بها المغرب خالل السنوات الماضية‪ ،‬خاصة في مجال‬ ‫البنيات التحتية‪ ،‬والتي اتضح اليوم أنه من الضروري توجيهها إلى القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬القادرة على خلق المزيد من فرص الشغل‪ ،‬وجعل قضية‬ ‫التشغيل من أولويات النموذج التنموي الجديد الذي يجب أن تتضافر جهود الجميع من أجل‪ ‬أن نوفر له كامل حظوظ النجاح‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫المجلس الوطني للصحافة‬

‫يصادق على أول ميثاق ألخالقيات المهنة‬

‫والي جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫محمد مهيدية يتسلم مهامه و يضع خطته‬ ‫ولعل سمعته العملية تخدم الجهة التي‬ ‫عرفت تحو ًال جذرياً في عهد سلفه‬

‫بعد أن عين الملك محمد السادس‪ ،‬محمد‬ ‫مهيدية على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫تسلم الوالي الجديد زمام األمور بالجهة‪ ،‬و بادر‬ ‫منذ تعيينه‪ ،‬إلى عقد لقاءات و اجتماعات مكثفة‬ ‫مع المنتخبين و عدد من مسؤولي المؤسسات‬ ‫الرسمية‪ ،‬حيث أخـذ في استقبالهم للتعــارف‬ ‫أوال‪ ،‬ثم تم الحديث على مؤهـالت المدينة‬ ‫واألوراش التي أُنجزت‪ ..‬و من بين هذه اللقاءات‬ ‫كان لقاء السيد الوالي مع عمدة المدينة‪ ،‬محمد‬ ‫البشير العبدالوي و أعضاء المجلس المسير‪،‬‬ ‫حيث بلغهم عزمه على العمـل يدا في يد مع‬ ‫مجلس الجماعة من أجل الخروج من األزمة‬ ‫المالية التي تعيشها‪ ،‬وكذا الحرص على فض‬ ‫النزاعات المتعلقـة بالعقـار و بمجموعـة من‬ ‫المجاالت التي تعرف بعض المشاكل المحتاجة‬ ‫إلى حل طارئ لعدم التعتر في عجلة النمو‪ ،‬وقد‬ ‫وعد محمد مهيدية بتكثيف الجهود من أجل‬ ‫خدمة الساكنة‪ ،‬والعمل على تأهيل وتطوير‬ ‫البنى التحتية بما يليق بموقع المدينة الجغرافي‬ ‫وتاريخها العريق ‪.‬‬

‫نبذة عن الوالي الجديد‪:‬‬

‫ولد محمد مهيدية سنة ‪ 1954‬بإقليم‬ ‫سيدي قاسم‪ ،‬أي في اللحظة الحاسمة لميالد‬ ‫الفورة اإلستقاللية‪ ،‬وبداية رحيل المستعمر‪،‬‬ ‫وقد تكون محطة الميالد ذات عالقة بمميزات‬ ‫اللحظة التاريخية وما تتطلبه‪ ،‬ولن تكون في قدر‬ ‫السيد امهيدية سوى بناء الصرح الجديد لمغرب‬ ‫ما بعد اإلستقالل‪.‬‬ ‫بدأ محمد مهيديـة الحاصل على دبلوم‬ ‫مهندس دولة من المدرسة الوطنية للمعادن‬ ‫بفرنسا سنة ‪ 1981‬وعلى دبلوم من المعهد‬ ‫العالي لألسمنت المسلح بمرسيليا سنة ‪،1982‬‬ ‫حياته الوظيفية كرئيس مصلحة بالمديرية‬ ‫الجهوية لألشغال العموميـة بمكنـاس سنة‬ ‫‪ ،1982‬تم شغل مهام مدير جهوي لألشغال‬ ‫العمومية بإقليمي أزيالل وتازة بين سنة ‪1987‬‬ ‫و ‪ ، 1993‬بعدها مباشرة سيعين رئيس قسم‬ ‫بمديرية الطرق والسير على الطرقات ابتداء‬ ‫من سنة ‪ ،1993‬وربما في هذه الفترة سيتعرف‬ ‫عليه المستثار الملكي الراحل عبد العزيز مزيان‬ ‫بلفقيه بحكم الحقيبة التي كان يشغلها آنذاك‬

‫وبحكم تقاسم النبع التكويني والتخصصي في‬ ‫مجال الهندسة والعمران للشخصين معا‪ ،‬ثالث‬ ‫سنوات بعد ذلك أي سنة ‪ 1996‬سيعين في‬ ‫منصب مدير شركة تهيئة سال الجديدة‪ ،‬وهي‬ ‫المهمة التي أبدى فيها السيد مهيدية عن‬ ‫حنكة وقدرة منقطعة النظير مكنته من اإلبداع‬ ‫في هذا المشروع‪ ،‬وهو ما سيفتح له األبواب‬ ‫مشرعة ليعين عامال على عمالة الصخيرات تمارة‬ ‫في ‪ 11‬دجنبر ‪.2002‬‬ ‫وصول محمد مهيدية إلى رتبة عامل خالل‬ ‫هذه الفترة جاءت نتيجة الرغبة األكيدة في‬ ‫تجسيد المفهوم الجديد للسلطة كما أملتها‬ ‫الرغبة في بناء صورة جديدة لإلدارة الترابية‪،‬‬ ‫وتفكيك شبكات وبنيات قديمة تتعارض مع‬ ‫المفهوم الجديد للسلطـة الذي أسـس لـه‬ ‫الخطاب الملكي بالدار البيضاء سنة ‪ ،1999‬إذ‬ ‫تم إقحام الكفاءة التقنية واإلقتصادية داخل‬ ‫وظيفة ظلت مقتصرة على التدبير اإلداري‬ ‫واألمني‪ ،‬ضمن هذه المقاربة الجديدة تولد‬ ‫جيل جديد من رجال السلطة ذوي كفاءات تقنية‬ ‫عالية من خريجـي مدارس مهندسي القناطر‬ ‫وخريجـي بوليتكنيـك‪ ،‬أصحــاب التجـارب في‬ ‫تدبير مؤسسات عمومية ومنهم بالطبع محمد‬ ‫مهيدية‪.‬‬ ‫بعد خمـس سنـوات من هــذه المحطة‬ ‫وبالضبط سنة ‪ 2007‬سيعيــن واليــا على‬ ‫جهة تازة الحسيمة تاونات وعامال على إقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وتعيين كهذا ال يمكن معرفة قيمته‬ ‫واألعباء الجسام التي ستتحملها شخصية في‬ ‫هذا المنصب إال بربطها بالكارثة التي هزت‬ ‫إقليم الحسيمة إثر زلزالها الشهير‪ ،‬فحضور‬ ‫شخصية وازنة بهذا اإلقليم تعني إعادة بناء‬ ‫إقليم دمر بشكل كبير وفي هــذه المحطـة‬ ‫سيبرهن امهيدية عن حنكة وتجربة كبيرتين‬ ‫مكنتاه بعد ذلك من تعيينه واليا على جهة‬ ‫مراكش الحوز تانسيفت‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما ميز هذه المرحلة هو تجاوبه‬ ‫الكبير مع المجتمع المدني بمراكش وإبداء‬ ‫قدرة كبيرة على حل المشاكل خصوصا بعد‬ ‫خروج شباب حركة ‪ 20‬فبراير‪ .‬وهكذا أخذ الوالي‬ ‫بمبادرة تروم تهدئة الوضع عن طريق تنظيم‬

‫لقاءات مع المصالح القطاعية الخدماتية بإشراك‬ ‫المسؤولين والساكنـــة في مناقشـة المشاكل‪.‬‬ ‫وتأتي المحطة الموالية التي سيعين فيها‬ ‫مهيدية واليا على الجهة الشرقية للمرة األولى‪،‬‬ ‫وهو التعيين الذي تميز بتنزيل الدستور الجديد‬ ‫الذي يقر بتعيين الملك للوالة باقتراح من‬ ‫رئيس الحكومة وبمبادرة من وزير الداخلية‪،‬‬ ‫وفي هذه المحطة سيتميز والي الجهة الشرقية‬ ‫بقدرة فائقة في التعامل مع مختلف األطياف‬ ‫السياسية ستتوج بالتدبير الموفق لإلنتخابات‬ ‫المحلية والجهوية ليوم ‪ 4‬شتنبر ‪ ،2015‬حيث‬ ‫أجمع المتتبعون على حياده الواضح ونجاحه في‬ ‫تدبير المرحلة‪ ،‬بالرغم من الحالة االستثنائية‬ ‫التي عاشتها بلدية وجدة بعد تشكيل مكتبها‪،‬‬ ‫وتورط القيادات الحزبية المركزية في تكريسها‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬فإن المتتبع لمسار محمد مهيدية‪،‬‬ ‫القادم من والية جهة الرباط سال القنيطرة‪،‬‬ ‫البد وأن يالحظ اتساع الحضور الميداني على‬ ‫حساب التفلسف القانوني والسياسي‪ ،‬الذي يأكل‬ ‫حطب المسؤول عندما يسترخي في ظالل الكتب‬ ‫والمنشورات بحثا عن التناسق النظري لخطواته‪،‬‬ ‫ال يعني ذلك أن السيد مهيدية يسوق بال خارطة‬ ‫تنموية وسياسية‪ ،‬فهو شريك وجوه كثيرة من‬ ‫ذوي الكفاءات العالية في تعيينهم على رأس‬ ‫بعض الواليات‪ ،‬وهو ما يقيم الدليل على أن‬ ‫التعيينات األخيرة كانت ذات مسحة خاصة تحكم‬ ‫فيها مؤشر المردودية في المناصب السالفة‪،‬‬ ‫والوضع الذي عاشته بعض الجهات من جمود‬ ‫خالل عهد األسالف‪.‬‬ ‫إذا كان كل شيء يحيلنا على قوة قادرة على‬ ‫تأويله‪ ،‬فإن هذا الشيء في مسيرة امهيدية هو‬ ‫معانقته لألفق التنموي بكل مكوناته‪ ،‬ونعتقد‬ ‫أن هذا األفق يسترشد بالنقد الذي ال يخفيه‬ ‫لكل خارج عن جادة الصواب‪ ،‬فهو يكيل لبعض‬ ‫القطاعات من اللكمات ما ال يقدر عليه الخصوم‪،‬‬ ‫ومن تبنوا مواقف المعارضة‪ ،‬إنه يهتدي في‬ ‫تصورنا بكون لغة المصالح الوطنية بسيطة وال‬ ‫تتطلب كل التكلف الذي يحتاجه السياسي في‬ ‫تهيئ وجبة انتخابية أو حزبية‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر ‪ 66‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫رشيد السعيدي‬ ‫(محاسب)‬

‫الذي وافاه أجله المحتـوم يوم الجمعة ‪ 15‬مارس ‪ ،2019‬وتم تشييـع جثمانـه‬ ‫الطاهر إلى مثواه األخير في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن يوم السبت ‪ 16‬مارس‬ ‫‪ 2019‬بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وإثر هذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى أرملته فاطمة‪ ،‬وأبنائه ‪ :‬نورا‪ ،‬صوريا‪ ،‬ومنار‪ ،‬وكذا‬ ‫إلى إخوانه ‪ :‬جمال‪ ،‬نور الدين‪ ،‬أنيسة‪ ،‬مليكة‪ ،‬أمينة وإكرام وإلى عائلتي ‪ :‬السعيدي ومفرج‪.‬‬ ‫نسأل اهلل عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫صادق المجلس الوطني للصحافة على‬ ‫وثيقة ميثاق أخالقيات مهنة الصحافة تأخذ‬ ‫بعين اإلعتبار كل المتطلبات الحقوقية‪ ،‬ومبادئ‬ ‫حرية الصحافة‪ ،‬ومعايير الممارسة الجيدة‬ ‫لمهنة الصحافة‪ ،‬في إطار مفهوم المسؤولية‬ ‫اإلجتماعية للصحافة واإلعالم‪.‬‬ ‫واعتبر المجلس‪ ،‬في بالغ له‪ ،‬أنه بهــذه‬ ‫المصادقة‪ ،‬التي تمت خالل اجتماع عقده يوم‬ ‫الخميس الماضي‪ ،‬خصص للتداول في العديد‬ ‫من القضايا المطروحة على جدول أعماله‪ ،‬قطع‬ ‫شوطا هاما في القيام بمهامه‪ ،‬كما هي محددة‬ ‫في القانون المتعلق بإحداث المجلس الوطني‬ ‫للصحافة‪ ،‬مسجال‪ ،‬في نفــس اآلن‪ ،‬أن النص‬ ‫الذي سيعرضه للنشــر في الجريدة الرسمية‬ ‫كما ينص على ذلك القانون المذكور‪ ،‬هو ثمرة‬ ‫تراكم من التجارب والخبرات‪ ،‬سواء على الصعيد‬ ‫الوطني أو الدولي‪.‬‬ ‫وأكد البالغ أن الهدف الرئيسي من تبني‬ ‫هذا الميثاق هو أن يكون‪ ،‬باألساس‪« ،‬نبراسا‬ ‫أخالقيا ومهنيا لكل من يمارس مهنة الصحافة‬ ‫واإلعالم‪ ،‬قصد تجنـب كل التجـــاوزات التي‬ ‫تسيء إلى المهنة وإلى المجتمع»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن المجلس‪ ،‬ولبلوغ هذا الهدف‪ ،‬سيتخذ عدة‬ ‫مبادرات من شأنها تعميم النقاش والتعبئة‬ ‫والتحسيس‪ ،‬باألهمية البالغة التي يكتسبها‬ ‫إحترام أخالقيات المهنة‪ ،‬خاصة بعد اإلنتشار‬

‫الواسع لوسائط التواصل الذي تتيحه الثورة‬ ‫التكنولوجية‪.‬‬ ‫كما أشار إلى أن المجلس قد اطلع على‬ ‫المالحظات البناءة التي توصل بها من طرف‬ ‫المهنيين والمنظمات والخبراء الذين وجهوا‬ ‫إليه مالحظاتهــم‪ ،‬وسجل باعتزاز المساهمات‬ ‫الكثيفة التي وردت من الصحافيين والناشرين‪،‬‬ ‫ومن منظمات حقوقية ومهنية ونسائية‪ ،‬ومن‬ ‫شخصيات مشهــود لها بالكفــاءة واالطـــالع‬ ‫الواسع في مجاالت الصحافة واإلعالم والقانون‪،‬‬ ‫مبرزا أنه تبنى العديد من االقتراحات الواردة‪،‬‬ ‫وعمل على إدماجها في النص الذي صادق‬ ‫عليه‪ ،‬بعد نقـــاش مستفيض خالل إجتماعه‬ ‫المذكور‪.‬‬ ‫وذكر المصدر ذاته أنه تم االطالع‪ ،‬خالل‬ ‫هذا اإلجتماع‪ ،‬على التطورات الحاصلة في منح‬ ‫بطاقة الصحافة‪ ،‬التي سيشرع في توزيعها‪،‬‬ ‫بعد نشر المرسوم‪ ،‬الذي صادق عليه مجلس‬ ‫الحكومة‪ ،‬والخاص بتحديد كيفيات منح بطاقة‬ ‫الصحافة وتجديدها‪ ،‬في الجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫وتضمن برنامج اجتماع المجلس الوطني‬ ‫للصحافة‪ ،‬إلى جانب المصادقة على مشروع‬ ‫ميثاق أخالقيات المهنة‪ ،‬مواصلة النقاش حول‬ ‫مشروع نظامه الداخلي‪ ،‬ومتابعة موضوع منح‬ ‫بطاقة الصحافة‪ ،‬باإلضافة إلى مواضيع تتعلق‬ ‫بمتابعة قضايا حرية الصحافة‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫على إثر وفاة المشمول بعفو اهلل و كرمه‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد العزيز حميدون‬

‫الذي لبى نداء ربه يوم ‪ 12‬مارس ‪ ،2019‬الموافق للخامس من رجب‬ ‫‪1140‬ه‪ ،‬يتقدم رئيس جمعية دار الطالب‪ ،‬السيد مصطفى أغمير‪ ،‬أصالة‬ ‫عن نفسه و نيابة عن كافة األطر و الموظفين بجماعة باب تازة‪ ،‬عن أحر‬ ‫التعازي إلى جميع أفراد أسرة الفقيد و على رأسهم ابنته غزالن‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته وألهم ذويه‬ ‫الصبر الجميل‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى الفاضلة المرحومة‬

‫فاطمة الورياشي‬

‫(أخت زميلنا عبد اللطيف الورياشي)‪ ‬‬

‫التي وافاها أجلها المحتوم يوم األحد ‪17‬‬ ‫مارس ‪ ،2019‬وتم تشييـع جثمانـها الطاهر‬ ‫إلى مثواه األخير في موكب جنائزي مهيب‬ ‫حضره األهل واألحبـاب والمعـارف‪ ،‬ودفنت‬ ‫بمقبـرة سيــدي اعمـار‪ ،‬بعـد صالة الظهــر‬ ‫بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وإثر هذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقـدم بأحـر‬ ‫التعازي والمواساة إلى ابنها محمد بنمسعود‬ ‫وإلى إخوانها ‪ :‬محمد‪ ،‬الحسين‪ ،‬عبد اللطيف‪،‬‬ ‫صوفيا‪ ،‬حبيبــة وسعيــدة‪ ،‬وإلى عائلتــي ‪:‬‬ ‫الورياشي وبنمسعود‪.‬‬ ‫نسأل اهلل عز وجــل أن يتغمـد الفقيــدة‬ ‫بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناتـه ويلهم‬ ‫ذويها الصبر السلوان‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من الوكاالت البنكية التي أتعامل معها منذ أربعين سنة أو أكثر‪ ،‬هذه الوكالة التي‬ ‫يتناوب عليها مديرون‪ ،‬أقل ما يقال في حقهم‪ ،‬أنهم ال يحترمون زبناءهم ويتعاملون‬ ‫معهم بنوع من التعالي والجفاء‪.‬‬ ‫هل هي تعليمات من اإلدارة المركزية‪ ،‬أم مجرد مصادفة؟‬ ‫ال أدري‪ ،‬فأنا أدخل سوق رأسي‪ ،‬وأصرف شيكاتي أو أودعها بالتي هي أحسن‪ .‬أما أن‬ ‫يصافحني رئيس الوكالة‪ ،‬أو يخفّ لمساعدتي‪ ،‬فهذا أمر ال يشغلني أو يدور بخاطري‪.‬‬ ‫ولو لم أفاجأ يومي الخميس والجمعة ‪ 7‬و‪ 8‬مارس ‪ 2019‬بتوقف الحواسب ‪ -‬حواسب‬ ‫الوكالة المحترمة‪ -‬عن العمل‪ ،‬لما عنَّ لي أن أمس بنوكنا بسو ِء‪.‬‬ ‫كنت أنوي سحب مبلغ‪ ،‬ألقضي به بعض األغراض‪ ،‬فوجدتني أؤجله إلى يوم اإلثنين‪.‬‬ ‫وأخذت أتساءل بيني وبين نفسي عن مصير المريض الذي يحتاج إلى دفع ضمانة‬ ‫للمصحة التي سيدخلها صبيحة السابع من مارس‪ ،‬وعن موقف آخرين‪ ،‬ربما تتوقف‬ ‫مصالحهم لهذا السبب‪ .‬وكيف تصرفت معهم وكالتنا ذات الصيت الحسن‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن هذه الوكالة والوكاالت التابعة لها‪ ،‬توقفت عن العمل‪ ،‬أو عن التعامل مع‬ ‫زبنائها مدة يومين‪ ،‬فإذا أضفنا إليهما السبت واألحد‪ ،‬ارتفعت الحصيلة إلى أربعة أيام‪.‬‬ ‫ويوم اإلثنين‪ ،‬كان لي موعد مع هذه الوكالة‪.‬‬ ‫وقد وجدتها ‪ -‬كما كان متوقعاً ومنتظراً‪ -‬غاصة بالزبناء‪ ،‬الذين تعطلت أعمالهم‪،‬‬ ‫وبد ًال من أن يتطوع جميع المستخدمين بالبنك وعددهم خمسة‪ ،‬ومعهم المدير‪،‬‬ ‫للتخفيف من هذا االزدحام‪ ،‬وتسهيل مأمورية الناس‪ ،‬اكتفوا بكاتبة واحدة في طور‬ ‫التكوين‪.‬‬ ‫وهذا في رأيي منتهى االستخفاف بمصالح المواطنين‪.‬‬ ‫هنا عرفتُ لمَ يتهرَّب ابني من الوقوف في طوابير االنتظار بوكاالتنا البنكية‪،‬‬ ‫ويفضل إرسال النقود عن طريق اإلنترنيت‪.‬‬ ‫لقد أكد لي إطار بنكي ممتاز‪ ،‬أن المستقبل لإلنترنيت‪ ،‬وأن الشبابيك البنكية‪ ،‬وفرت‬ ‫على البنوك عدداً مهماً من األطر‪ ،‬كانت ستكلفها الشيء الفالني من األجور والعالوات‪.‬‬ ‫وغداً أو بعد غد‪ ،‬سنجد وكاالتنا البنكية «تشوّش الذباب» وتسجل األرباح المضاعفة‪،‬‬ ‫بسبب استغنائها عن اليد العاملة‪.‬‬

‫كل المسافات تهون في سبيل القضية‬ ‫‪-‬‬

‫األضواء الشاحبة توحي بأن المدينة البيضاء‬ ‫التي أصبحت زرقاء بقدرة قادر‪ ،‬شبه نائمة‪ ،‬حركة‬ ‫قليلة ألفراد ربما يقتنصون ما تبقى من الرزق في‬ ‫نهاية سعي اليوم‪ ،‬رتل من السيارات الزرقاء الصغيرة‬ ‫ينتظر زبناء آخر الليل‪ ،‬وامرأة منزوية في ركن أمام‬ ‫شيء من األعشاب المنسمة الذابلة‪.‬‬ ‫رحلة يوم كامــــل أوشكــت على األفـــول‪،‬‬ ‫واألصحاب الثالثة حامد وشاكر والصديق منهكون؛‬ ‫عيونهم صغرت و حبال أصواتهم ارتخت‪ ،‬حتى إن‬ ‫قدرتهم على الكالم نفدت‪ .‬آال إن كل شيء يهون‬ ‫من أجل القضية‪! ‬‬ ‫في الصباح الباكر كان العزم المعقود شديدا‪،‬‬ ‫رنت الهواتف بينهم مستعجلة من تأخر‪ ،‬أخذ اإلثنان‬ ‫منهم القهوة األولى والثالث فطورا بسيطا لتبدأ‬ ‫الرحلة‪ ،‬كل احتل مكانه في السيارة السوداء؛ حامد‬ ‫القائد‪ ،‬والصديق بجانبه‪ ،‬وشاكر وراءهم في الجانب‬ ‫األيمن؛ كان سهاد الليلة الماضية يدعدغ أعصابه‬ ‫وكأنه بين يقظة ونوم‪ ،‬وينبئه بأن الطريق سيكون‬ ‫شاقا‪.‬‬ ‫كان على الثالثة أن يكونوا في الموعد في‬ ‫الساحة الموعودة‪ ،‬المسافة ليست قريبة؛ فيها‬ ‫منحدرات و مرتفعات‪ ،‬هضاب ومنبسطات‪ ،‬منعرجات‬ ‫ومفاجآت‪ ،‬أخطار ومناظر تسرح فيها العين؛ لكن‬ ‫كل شيء يهون من أجل القضية التي طال انتظار‬ ‫انفراجها‪ ،‬لذلك كان شاكر يترقب أن تكون الحشود‬ ‫هادرة فقد اقتربت ساعة الحسم والشارع يغلي‪ ،‬وإما‬ ‫أن نكون أو النكون‪ ،‬كما يكرر للتحميس مناضلون‬ ‫سبقوهم لساحة النضال‪.‬‬ ‫لم تكن حركـــة الطريق بين مدينتهـــم‬ ‫والعاصمة في هذا اليوم رائجة‪ ،‬الشيء الذي قد‬ ‫يكون زاد نفسيا من طول مسافتها؛ ولم يكن اليقين‬ ‫بأن الطريق يطوى إال عند المرور من مركز قروي‪،‬‬ ‫أوباألحرى عند الوصول إلى مدينة‪ .‬وكانت األحاديث‬ ‫الدائرة بينهم حول القضية والعمل وتأهيل‬ ‫الطرق والبراق الذي قرب المسافات بين الشمال‬ ‫والعاصمتين‪ ،‬والمدن المهمشة وأشياء أخرى من‬ ‫مجرى الحياة‪ ،‬تخفف عنهم تعب الطريق وقلق‬ ‫العجلة‪ ،‬ومع أن القائد حامد كان مصمما على قطع‬ ‫المسافات كالسهم لربح الوقت فقد أقنعه صاحباه‬ ‫بأخذ قسط من الراحة في باحة االستراحة األخيرة‬ ‫وارتشاف القهوة الثانية مع الدخان الستعادة الطاقة‬ ‫والرغبة في مواصلة الحديث واستكمال الطريق‪.‬‬ ‫لم يكن توجس التأخـــر التي عبر عنهــــا‬ ‫حامد سوى وهم حيث كان ثالثهم واقفين قبل‬ ‫الموعد هناك في الساحة الموعودة‪ ،‬وقد قام‬ ‫شاكر والصديق‪ ،‬قبل ذلك‪ ،‬بجولة شرفية خفيفة‬ ‫الستطالع العناوين الجديدة عند بائعي الكتب‬ ‫المفترشين لألرض المودعين أليام العز‪ ،‬والتي‬ ‫أوصلتهم حتى السوق القديم العامر بأصوات الباعة‬ ‫البسطاء‪ ،‬وباألدخنة والمأكوالت‪ ،‬وحركة الزوار‪ ،‬قال‬ ‫الصديق‪ :‬الشيء تغير في هذا السوق‪ ،‬متذكرا األيام‬ ‫التي قضاها في هذه المدينة التي ينطلق منها‬ ‫و ويفرغ فيها ما يتفرق في البالد كلها من قرارات‬ ‫وردود فعل شعبية‪ ،‬تذكر شاكر بدوره ماضيه مع‬ ‫هذه المدينة‪ ،‬واإلعفاء من الخدمة المدنية والتجنيد‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫الحقيقة‬ ‫المحمدية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحقيقة المحمدية عند الصوفية تعني التعين األول‬ ‫للذات اإللهية ؛ أو على حد تعبيرهم الفتق بعد الرتق ؛‬ ‫أو عبور الوجود من المطلق إلى المقيد‪ ..‬ومن العماء إلى‬ ‫األحدية فالواحدية‪..‬‬ ‫فهذه الحقيقة المحمدية هي الذات مع التعين األول ‪:‬‬ ‫• لها األسماء الحسنى‪..‬‬ ‫• ومنها اسم اهلل األعظم ؛ وهو اإلسم الجامع لجميع‬ ‫األسماء ؛ أو هو اسم الذات اإللهية من حيث هي هي؛‬ ‫بمعنى‪ :‬الذات المطلقة ؛ وألن محمدا صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم هو صورة ربه ؛ فمن أراد أن يعرف الرب في صفاته‬ ‫فليعرف محمدا في صفائه‪..‬‬ ‫وقد وصفه محيي الدين ابن عربي ‪:‬‬ ‫• باعتبار باطنه بأن له الربوبية‪..‬‬ ‫• باعتبار ناسوته بأن له اإلمكانية‪ ( ..‬يطلق الناسوت‬ ‫على عالم الشهادة ؛ أي الدنيا )‪:‬‬ ‫• باعتبار الهوته بأن له الوجوبية‪ ( ..‬يأتي الالهوت‬ ‫مقرونا بالناسوت في التراث اإلسالمي ؛ ومعناه عند‬ ‫الصوفية الحياة السارية في األشياء بمعنى روحها‪ .‬وأول‬ ‫المستعملين لهذا المصطلح الصوفي هو الحالج ومنه‬ ‫صاغ ابن عربي نظريته في وحدة الوجود ؛ عندما اعتبر‬ ‫الالهوت والناسوت وجهين لحقيقة واحدة ؛ فإذا نظرنا‬ ‫إلى ظاهر هذه الحقيقة سميناها ناسوتا ‪ ،‬وإذا نظرنا إلى‬ ‫باطنها سميناها الهوتا ‪:)..‬‬ ‫والحقيقة المحمديــة تبعا لهذا هي الحقيقة اإللهيــة‬ ‫السارية في كل موجود ‪.‬‬ ‫قال سيدي عبد العزيز الدباغ ‪:‬‬ ‫«أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات‬ ‫وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت‬ ‫كلها فإن بعضها من نور النبي ‪ ،‬ولو وضع جمع نوره على‬ ‫العرش لذاب‪ ..‬ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق‬ ‫العرش لتهافتت‪ ،‬ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك‬ ‫النور العظيم عليها لتهافتت وتساقطت‪.»..‬‬

‫اإلجباري‪ ،‬ومخطوط مجهول اإلسم‪ ،‬ومساء الوداية‬ ‫ورومانسية أبي رقراق‪ ،‬وموازين وسهرة يوسوندور‬ ‫الرائعة‪ ،‬وحفل مجموعة وجد السورية المغربية بفيال‬ ‫ذي زار‪ ،‬و األيام التي قضاها بين أصدقائه ب «لينسيا‬ ‫و»البيزا» وبحي السويسي األول‪ ،‬وزياراته العائلية‬ ‫لحي الرياض وأكدال‪ ،‬وافتتان أبنائه الصغار بحديقة‬ ‫األلعاب السحرية‪...‬‬ ‫كانت الساحة التي انطلقت منها المسيرات‬ ‫السابقة الحاشدة تخضع للترميم‪ ،‬ومسيرة اليوم‬ ‫ستأخذ منطلقا آخر ومسارا جديدا‪ ،‬أطال شاكر‬ ‫والصديق من الضفة المقابلة على الساحة الموعودة‬ ‫في انتظار عودة حامد من المعبد‪ ،‬كانت شبه فارغة‪،‬‬ ‫ال حشود وال هم يحزنون رغم أن موعد االنطالق‬ ‫قريب‪ ،‬ماذا وقع؟؛ كانت العيون القليلة مشدوهة ال‬ ‫تعرف ماذا حل بها‪ ،‬ولم تنقطع المكالمات التي ربما‬ ‫كانت تعاتب أو تستجدي األقرباء لاللتحاق الفوري‬ ‫بساحة المعركة أو االحتفال كما كتب على الملصق‬ ‫اإلشهاري‪.‬‬ ‫انتقل الجمع القليل إلى أروقة الضفة األخرى‬ ‫المقابلة للساحة محتمين بظالل األقواس هربا‬ ‫من قساوة شمس الساحة وفراغها الكاشف الحارق‪،‬‬ ‫استمرت التسخينات بعض الوقت وعلت األصوات‬ ‫بالشعارات الرنانة أمال في التحاق أعداد أخرى بالجمع‬ ‫و إيهاما بأن هدير القلة كثرة‪ ،‬ولكل شيء تفسيره‪،‬‬ ‫عند القادة الواثقين ذوي الخبرة والتجربة الميدانية‪،‬‬ ‫فحينما تكون الكثرة يستند إلى حساب قوة العدد‬ ‫وحينما تكون القلة يتم االتكاء على معيار الكيف‬ ‫وقوة الحق أو كما يقول الرفيق حسن دائما» كمشة‬ ‫ذ نحال احسن من شواري ذ ذبان»‪.‬‬ ‫انطلقت المسيرة يتصدرها النساء المكافحات‬ ‫تيمنا برمزية ثامن مارس‪ ،‬لتتوقف بعد ذلك‪ ،‬هنيهة‪،‬‬ ‫أمام مجلس الشعب متوعدة‪ ،‬كالعادة‪ ،‬والي «بيت‬ ‫المال» وزميله القائم على «الخدم العموميين»‬ ‫ثم الصدر األعظم بأن اآلتي سيكون عتيا‪ ،‬وفي‬

‫كل المسار الذي خطه الجمع كانت الصور تلتقط‬ ‫والرفاق يتبادلون األحاديث الثنائية عن وضع األداة‬ ‫النضالية لهيئتهم المهنية وأفق قضيتهم‪ ،‬وفي‬ ‫انسياب خفيف أكمل الجمع طوافه تحت شمس‬ ‫حارقة لم تكن تطفئ لهيبها إال العمارات الشاهقة‬ ‫التي تعانق السحاب وتحجبها لترحم من في األرض‪.‬‬ ‫لم ينتظر األصحاب الثالثة طويال إذ فور إلقاء‬ ‫الزعيم لخطبة الشكر و الوداع‪ ،‬عادوا بسرعة من‬ ‫حيث أتوا‪ ،‬ألن طريق العودة سيكون أطول وأثقل‬ ‫بفعل خيبة الالمتوقع وحلكة الليل ولهيب األضواء‬ ‫العمودية‪ ،‬تاهت بهم‪ ،‬كما في رحلة الذهاب‪،‬‬ ‫المواضيع الذي هيمن عليها استرجاع ما حصل‬ ‫اليوم‪ ،‬وأثناء ذلك كان خبر الصباح الذي بثته إحدى‬ ‫اإلذاعات ينتهي مجددا إلى سمع شاكر بالعربية‬ ‫والفرنسية؛ والذي مفاده تقديم محامية أجنبية‬ ‫اللتماس وضع حاكم بلد عربي تحت الوصاية‬ ‫حفاظا على سالمته الشخصية بسبب وضعه الصحي‬ ‫الهش‪ ،...‬و هو يقلب في رأسه هذا الخبر‪ ،‬ومن ثم ما‬ ‫يشبهه من الورطات السياسية الغرائبية لبني قومه‪،‬‬ ‫انتباته غصة من االمتعاض‪ ،‬ثم سحابة من الحزن‬ ‫لم تتبدد إال عندما صارت السيارة تمخر عباب بالد‬ ‫جبالة‪ ،‬ولما صدحت فجأة «أغنية أرولي زين الجبل»‪،‬‬ ‫فقد عادت به كلماتها وترانيمها ونقراتها وآهاتها‬ ‫وأجواؤها االحتفالية إلى الطفولة المشتهاة في أرض‬ ‫األجداد‪.‬‬ ‫كان األصحاب الثالثة صامتين لما أطلت‬ ‫سيارتهم السوداء على المدينة البيضاء التي قد‬ ‫تصبح مزركشة مع الزمن‪ ،‬وهمس صوت في نفس‬ ‫شاكر‪ :‬كم من قضية بدأت صغيرة وانتهت كبيرة‪،‬‬ ‫وكم من قضية بدأت كبيرة وانتهت صغيرة؛ لكن‬ ‫كل المسافات تهون في سبيل القضية!‪.‬‬

‫اللهم اجعلنــا من المصليــن على رسولك الحبيب‪،‬‬ ‫واجعل صلواتنا عليه ‪:‬‬ ‫• امتثاال ألمرك‪..‬‬ ‫• وتصديقا له‪..‬‬ ‫• ومحبة فيه‪..‬‬ ‫• وشوقا إليه‪..‬‬ ‫• ومجاورة لما تكتنزه هذه الصلوات من درر مباركة‬ ‫اللهم أزل حجب الغفلة عن قلوبنا ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 16‬مــار�س ‪2019‬‬

‫التقاعـد ‪ :‬نعم‬ ‫التعاقـد ‪ :‬ال‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫وفق «تعاقدات قانونية» يضعها اإلنسان‪ ،‬حماية لـ «الحريات‬ ‫الفردية» التي هي حق من حقوق الناس األساسية !‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الحقّ في‪« ....‬الحقّ في المعلومة»‬

‫المجلس البلدي‬ ‫طبعت أشغال دورة فبراير للمجلس البلدي لطنجة‪ ،‬الكثير من مظاهر‬ ‫الفوضى واالضطراب والتوتر‪ ،‬أعطى‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬صورة مشينة‪ ،‬عن طنجة‪،‬‬ ‫مستشارين‪ ‬وسكانا‪ ‬وسلطات«الوصاية»‪.‬‬ ‫هذه «الظاهرة» الالأخالقية‪ ،‬تفجرت من داخل المجلس ومن خارجه‪ ،‬لتحول‬ ‫اجتماعات مجلس يمثل كافة سكان مدينة بحجم‪ ‬طنجة‪ ،‬إلى «جوطية» ال تحكمها‬ ‫أخالق وال «تلجمها» سلطة أو ضوابط‪.‬‬ ‫هذا النوع من السلوك لم نألفه في مجالسنا السابقة‪ ،‬منذ انتخابات ‪ ،58‬وعبر‬ ‫تداول‪ ‬مختلف‪ ‬األهواء واأللوان السياسية على تمثيل السكان داخل المجلس‪،‬‬ ‫حيث كان النقاش يحتد مرارا‪ ،‬حول مواضيع تهم السكان‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬دون‪ ‬أن‬ ‫تطغى عليه األغراض الحزبية الضيقة أو أن يسقط في تصفية حسابات بين‬ ‫الفرقاء‪ ،‬أو‪ ‬أن يصل إلى‪ ‬تبادل الكالم البذيء‪ ،‬و «التنابز باأللقاب»‪ ،‬والتهديد‬ ‫باستعمالالعنف‪.‬‬ ‫كما أنه لم يسمح إطالقا‪ ‬للعموم‪ ،‬طيلة‪ ‬ما يزيد عن ثالثة عقود‪ ،‬من بداية‬ ‫التجربة «البلدية» التي انطلقت بعد االستقالل أن يقتحموا‪ ‬وسط قاعة «قصر‬ ‫طنجة»‪ ‬من طرف الجمهور الذي كان بإمكانه تتبع مداوالت المجلس من مكان‬ ‫مخصص له خارج دائرة مقاعد المستشارين‪.‬‬ ‫والحال أن اجتماعات دورات المجالس البلدي‪ ،‬شهدت‪ ،‬منذ نهاية السنة‬ ‫الماضية‪ ‬وبداية السنة الحالية حاالت سلوكية يطبعها الشغب والتوتر‪ ،‬كان‬ ‫مصدرهــا‪ ‬صراعــات بين بعض أعضــاء المجلس‪ ‬الذين يمارســون «لعبـــة»‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وهي «أسوأ نظام خارج األنظمة األخرى التي تمت تجربتها في‬ ‫الماضي»‪ ،‬على قول رئيس وزراء اإلنجليز‪ ،‬األسبق‪ ،‬وينسطون تشرشل‪.‬‬ ‫حقيقة إن تركيبة المجلس تعكس التنافر الموجود بين مكوناتها‪ ،‬بل‬ ‫والتنافي‪ ‬الحاصل بين توجهاتها الحزبية‪ ، ،‬األمر الذي خلق احتقانا مثيرا داخل‬ ‫أشغال الدورات واللجان‪ ،‬ودفع إلى «تدوير» الدورات ‪ ،‬و «تشطيرها» إلى مسلسل‬ ‫حلقات‪ ،‬بالنسبة لدورة فبراير التي انخرط فيها بعض المتدخلين من داخل‬ ‫المجلس ومن «الغرباء» الذين حولوا الدورة إلى «سوق عام» تتداخل فيه األصوات‬ ‫وتتقاطع ‪ ،‬تهديدا‪ ،‬وتوعدا‪ ،‬وقذفا ‪ ،‬وإخالال باالحترام‪ ‬الواجب لرئيس المجلس‪،‬‬ ‫الذي هو الممثل الشرعي لكافة سكان المدينة‪ ،‬وفق مضامين الدستور والقوانين‬ ‫اإلدارية الجاري بها العمل‪ .‬وأن كل من اعتبر أن البلدية غبنته في قرار من القرارات‪،‬‬ ‫فعليه أن يلتجئ إلى القضاء‪ ،‬وليس إلى استعمال‪« ‬شرع اليد» أو إلى الكالم الجارح‬ ‫المسيء إلى األخالق العامة في مجلس يحترم نفسه ويتمتع باحترام الخاصة‬ ‫والعامة‪ ،‬وتضبط عمله مجموعة من القوانين والمساطر اإلدارية‪ ،‬التي تقتضي من‬ ‫المستشارين سلوكا أخالقيا جديرا بشرف النيابة‪ ‬عن السكان‬ ‫أكيد أن إطـالق أحد المستشارين من تيار معارض كالمـا‪ ‬نابيا يمـس‬ ‫بأخالق وشرف‪ ‬زمالئه وزميالته من حزب معين‪ ،‬أمر مرفوض‪ ،‬بل مدان خلقا‬ ‫وقانونا‪ ،‬خاصة واألمر دفع عددا من المستشارات إلى االنسحاب من أشغال الدورة‪،‬‬ ‫وإشهار حرب «يوتوبية» على «المعتدي» ليفرض الوضع‪ ،‬في النهاية‪ ،‬اإلعتذار‪،‬‬ ‫بتبادل تقبيل الرأس ‪ ،‬وطلب العفو‪ ،‬والتطوع لسحب الكالم النابي الذي أزعج‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬كيف يمكن تصور مناخ العمل داخل مجلس جماعي هذه حاله‬ ‫ومواصفاته‪ ،‬وظروف اشتغاله المطبوع باالحتقان والتطاحن ؟‪ ‬وكيف يمكن أن‬ ‫ينتظر السكان من مجلس‪ ،‬هذه أحواله‪ ،‬أن يعمل على تحسين إطار حياته اليومية؟‬ ‫والغريب في األمر‪ ،‬من جهة‪ ،‬موقف سلطات الوصاية‪ ،‬من مثيري الشغب من‬ ‫بين «اإلخوة األعداء»‪ ،‬ومن‪« ‬الفوراسطيروس» الذين «استباحوا» حرمة المجلس‬ ‫واستهانوا‪ ‬بكرامته ومكانته في هرم البناء الديمقراطي بالبالد‪ .‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫أن يتهم «العمدة» وسائل اإلعالم‪ ،‬باإلساءة للمنتخبين‪ ،‬كما ورد في بعض‬ ‫المواقع‪ ،‬وتعمد «إغفال» مجهوداتهم‪ ‬ليتلقى العمدة ردا جريئا من مستشار‪ ‬أعلن‬ ‫أن رجال ونساء الصحافة واإلعالم ليسوا في خدمة المجلس ورهن إشارته‪! ‬‬ ‫ولم يكن مستغربا أن يعمد العمدة بعد احتداد السجاالت السياسوية بين‬ ‫«الفرقاء» السياسيين‪ ،‬إلى تمديد زمن دورة فبراير‪ ‬التي انعقدت على امتداد تسع‬ ‫«حلقات» انتهت‪ ‬بالمصادقة‪ ،‬في وقت قياسي‪ ،‬على جل النقط المدرجة في جدول‬ ‫أعمال هذه الدورة‪ ،‬األطول في تاريخ المجالس المحلية بطنجة‪ ،‬والتي تخص تدبير‬ ‫الشأن المحلي ‪ ،‬خاصة المتعلقة بمداخل الجماعة المستخلصة من بيع منتوج غابة‬ ‫كاب سبارتيل‪ ،‬ومعالجة بعض القضايا ‪« ‬العقارية» بينما تأجل البث في نقطتين‪،‬‬ ‫األولى ذات طابع «عقاري» هي أيضا‪ ،‬والثانية تخص تسمية بعض الشوارع واألزقة‬ ‫بمختلف مقاطعات الجماعة‪.‬‬ ‫وقد تضاربت أقوال بعض «المتحزبين» حول نتائج هذه الدورة‪ ،‬بين «متشف»‬ ‫يرى أنها «خرجت عن السياق العام» و «جرت الجميع إلى الحوار العقيم ‪ ،‬المسيء‬ ‫للديمقراطية المحلية»‪ ،‬ومستنكر لتدني مستوى التعامل األخالفي بين مكونات‬ ‫المجلس‪ ،‬وبين مشيد بتوجهات المجلس الديمقراطية‪ ،‬حيث إن هذه الدورة شكلت‬ ‫«منصة للحوار الهادئ المبني على قبول االختالف والرأي اآلخر»‪ ،‬ومعترض على‬ ‫محاولة «تبخيس» نتائج هذه الدورة التي كانت «محطة مكاشفة» أمام الرأي العام‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫وعلى هذا اإليقاع «المضطرب» انتهت «فصول» هذه الدورة التي قال عنها‬ ‫عمدة المدينة البشير العبدالوي إنها شهدت نقاشا «راقيا» حول السياسة العامة‬ ‫لمجلس المدينة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بملفين هامين‪ :‬مالية الجماعة والتعمير‪،‬‬ ‫تدخل بشأنهما فوق ‪ 29‬مستشار لمدد فاقت أحيانا ستين دقيقة‪ .‬ثم عاد الجميع‬ ‫إلى مواقعم «سالمين»‪ ،‬بعد حصة التودد والمصالحة ‪.‬‬ ‫وكفى اهلل المؤمنين القتال‪.....!!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫أال يعتبر استفزازا أن تعلن الحكومة رفضها ألي مراجعة لنظام‬ ‫التوظيف بالتعاقد‪ ،‬ألنه «خيار استراتيجي»‪ ،‬ضروري للمرحلة‬ ‫ولسد الخصاص‪ ،‬وأن يؤكد وزير التربية والتعليم‪ ،‬الحمزازي‪ ،‬أن‬ ‫هذا النمط في التوظيف على مستوى األكاديميات «خيار ال يمكن‬ ‫التراجع عنه» ألن اختياره جاء من طرف الحكومة وفي إطار إرساء‬ ‫الجهوية «المتقدمة» من خالل استكمال الالمركزية في قطاع‬ ‫التربية !‬ ‫أال يعتبر أيضا استفزازا لفئة عريضة من العاملين في هذا‬ ‫القطاع‪ ،‬أن تصطف أحزاب األغلبية الحاكمة‪ ،‬في صف «التعاقد»‬ ‫«ألنه خيار استراتيجي ــ هذا الوصف عزيز جدا على وزراء‬ ‫الحكومة ‪ ،‬كما ترون ـــ لما فيه من مصلحة للبلد «ديمقراطيا»‬ ‫و«مؤسساتيا» و «تنمويا»‪! .....‬‬ ‫ثم‪ ،‬أال يعتبر استفزازا أن يرفض وزير التعليم الجلوس إلى‬ ‫التنسيقية التي تجمع كافة المعنيين بـ «الكونطرا» في شبه‬ ‫«عدم اعتراف بهم» ويقبل بالنقابات كمخاطب‪ ،‬نيابة عنهم‪،‬‬ ‫ليتم التراجع عن ذلك‪ ،‬بعد أن اقتنع رئيس الحكومة ‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫بضرورة الحديث مباشرة إلى «الكنطراويين» الذين صعدوا‬ ‫من احتجاجاتهم حد التهديد بسنة «سوداء» بالنسبة للتعليم‬ ‫العمومي وألولياء أمور التالميذ وللمغرب !‬ ‫لقد أثبتت األوضاع التي تعيشها بعض بلدان العالم‪ ،‬وجوار‬ ‫المغرب خاصة‪ ،‬أن االستفزاز والتحدي ورفع شعار «‪ »NIET‬في‬ ‫وجه المطالبين بما يعتبرونه حقا ثابتا‪ ،‬أمور ال تخدم ال األساتدة‬ ‫وال وزارة التربية وال الجهوية «المتقدمة» التي ال ندري بالنسبة‬ ‫لما ذا هي متقدمة والحال أنها لم تتحصل بعد على وسائل العمل‪،‬‬ ‫ماال وعتادا‪ ،‬بل إن مدلولها العملي ال زال «في الشيوع « !‬ ‫وها هو الخلفي الناطق الرسمي ينطق ببعض ما تسبب‬ ‫في «اإلحتجاجات التصعيدية» التي خاضهـا المتعاقــدون‪ ،‬عن‬ ‫قرار الحكومة بـ «مراجعة» النظام األساسي بأطر األكاديميات‬ ‫الجهوية للتعليم‪« ،‬الذي تشوبه عدة عيوب ونواقص» بعد أن‬ ‫اقتنعت الحكومة بأنه «ال يمكن القيام بأي إصالح تعليمي بدون‬ ‫وجود استقرار مهني وأمن وظيفي بالنسبة إلى أطر األكاديميات»‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬ال زربة على صالح !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ماء العينين‬

‫ال تعجبوا من هذا العنوان «المركب»!‬ ‫ذلك أن الحق في المعلومة «حق» من حقوق اإلنسان‬ ‫األساسية‪ ،‬في مجتمع منظم‪ ،‬يطبعه «المعقول» والشفافية‪،‬‬ ‫ويضمن ‪ ،‬من جهة‪ ،‬توفير المعلومات‪ ،‬ومن جهة أخرى حق‬ ‫الوصول‪ ،‬بحرية‪ ،‬إلى هذه المعلومات‪ ،‬ببعض االستثناءات‪ ،‬وإلى‬ ‫كل الوثائق اإلدارية واستعمالها‪ ،‬وفق ما وثقته العديد من‬ ‫االتفاقيات الدولية‪ ،‬وبهدف تعزيز المشاركة العامة في القرارات‬ ‫السياسية وضمان حصول المواطنين على المعلومات التي‬ ‫يحتاجون إليها للمشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية‪.‬‬ ‫ومع أن قوانين الوصول إلى المعلومات واستعمالها من‬ ‫طرف وسائل اإلعالم حققت زخما وتراكما وانتشارا واسعا بالعالم‬ ‫الحر‪ ،‬أعلن منذ أربعة أيام‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬عن دخول حق الولوج إلى‬ ‫المعلومات حيز التنفيذ‪ ،‬وسط «فيرية» من التطبيل والتزمير‪،‬‬ ‫بعد أن يكون مسؤولونا النبهاء قد اقتنعوا بأن «ممارسة‬ ‫العمل الصحافي مرتبط ارتباطا وثيقا بحرية التعبير»‪ ،‬وأن البناء‬ ‫الديمقراطي بأي مجتمع من المجتمعات‪« ،‬يعتمد أساسا على‬ ‫إشاعة المعلومات والوثائق العامة بين المواطنين‪ ،‬خدمة للرأي‬ ‫العام»‪.‬‬ ‫العجب أنه بين اإلعــالن عن «دستوريــة» الحصول على‬ ‫المعلومات واستعمالها‪ ،‬كحق إنساني‪ ،‬وفـق مضاميـن دستـــور‬ ‫‪ ،2011‬وبين بلورة هذا «الحق» في «قانون» قابل للتنفيذ‪ ،‬مرت‬ ‫سبع سنوات «عجــاف»‪ ،‬تعب الصحافيون خاللها في البحث عن‬ ‫المعلومات‪ ،‬ومنهم من واجه «متاعب» قضائية‪ ،‬بسبب نشر «ما ال‬ ‫يجب أن ينشر»‪ ،‬ويصل إلى علم العموم‪ ،‬حتى في حالة نشر أخبار‬ ‫«صحيحة» ‪ ،‬وللتأكد من صحة هذا األمر‪ ،‬ما عليكم إال أن تتصلوا‬ ‫برئيس الغرفة الثانية‪.‬‬ ‫إن الحق في المعلومات حق عالمي‪ ،‬ثابت‪ ،‬غير قابل لالنتهاك‬ ‫وال للتغيير وهو حــق في البحث والحصــول على المعلومــات‬ ‫واستعمالها من طرف الجميع‪ ،‬موازاة مع التعبير الحر‪ ،‬والنقد الحر‪،‬‬ ‫واالختالف في الرأي‪ ،‬وهو حق من الحقوق االساسية لكل إنسان‬ ‫وفق ما جاء في العديد من االتفاقيات الدولية‬ ‫وخاصة ميثاق ميونيخ حول «حقوق وواجبات الصحافيين»‬ ‫‪..1971‬وبالتالي فإن صدور هذا القانون إنما يلحق المغرب بركب‬ ‫البلدان التي تراعي في سياسات التواصل‪ ،‬حق الصحافيين في‬ ‫الوصول إلى المعلومات العامة التي هي أصال في ملك العموم‪،‬‬ ‫وأيضا الحق في استعمال المعلومــات‪ ،‬وهو حــق ثابــت لكافــة‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫فقط‪ ،‬نتمنى أن تسمح «بيروقراطية» المغرب العصيبة‪،‬‬ ‫للصحافيين أن يفلحوا في الحصول على المعلومات‪ ،‬قبل أن تتحول‬ ‫هذه المعلومات إلى «فصول» من تاريخ المغرب‪ ....‬الغابر !!!!!‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫العدمية والعدميون‬ ‫وأخيرا أذعنت السيدة آمنة ماء العينين إلى الرأي المخالف‬ ‫لـ«المرجعية» المعلومة واعلمت في وجه «اإلخوان» و «األخوات»‬ ‫أن الحجاب ليس ركنا من أركان اإلسالم‪ ،‬وأن مسألة اللباس‪ ،‬يعني‬ ‫خرقة غطاء الرأس بالنسبة للمرأة‪ ،‬والمظهر‪ ،‬يعني «قس الشارب‬ ‫واعف عن اللحية»‪ ،‬تعرضت للتضخيم في فكر الحركات اإلسالمية‪،‬‬ ‫حتى صار حدث مثل خلع الحجاب يبدو وكأنه نهاية العالم‪.‬‬ ‫القيادية في الحــزب اإلسالمــي «المعتــــدل»‪ ،‬وهي مرتبة‬ ‫بين مرتبتين‪ ،‬اإلســـالم «المتشــدد» واإلســالم «المــــرن»‪،‬‬ ‫«المتساهل»‪ ،‬تخلت عن بعض «إيديولوجيــات» المشيخــة التي‬ ‫قالت إنهـا أصبحـــت «نسبية» بعد أن كانت من «الكليات» التي‬ ‫بنوا عليها «األوراد» وهي على ثالث درجات‪ :‬ورد العباد والزهاد‪،‬‬ ‫وورد أهل السلوك‪ ،‬وورد أهل الوصول من العارفين‪.‬‬ ‫بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك‪ ،‬حين أقرت بأنه من حق‬ ‫الناس أال يصوموا رمضان‪ ،‬ألن الصوم من «الحريات الفردية»‬ ‫التي «يجـــب» أن تظــل مكفولــــة بـ «التعاقدات القانونية»‬ ‫واألخالقية‪»،‬دون حجر على الناس‪ ،‬ودون استفزاز لمناخ العيش‬ ‫المشترك»‪ ،‬وألن الصوم عبادة بين اإلنسان وخالقه ! ‪....‬‬ ‫برافو مدام أمينة !‬ ‫وهذا بالضبط ما كنا ندعو إليه‪ ،‬لنواجه منكم بالطعن في‬ ‫مروءتنا وإسالمنا ونتهم بالزندقة والعلمانية‪ ،‬والحال أن ال أحد من‬ ‫جماعاتكم في الشرق والغرب نجح في إقناعنا بأنه يعلم حقيقة‬ ‫العلمانية التي يعطفونها على الكفر واإللحاد‪ ،‬والعياذ باهلل !‪.....‬‬ ‫ما اعليهش‪ ،‬مدام أمينة !‬ ‫لقد ساندناك من منبرنا هذا يوم تهاوت فوق رأسك مطارق‬ ‫االنتقاد من أقرب األقرباء إليك‪ ،‬إيديولوجيا‪ ،‬ونحن سعداء‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫أن نقف على مدى «مراجعتك» ألفكارك السابقة‪ ،‬فيما يخص‬ ‫«حجابي عفتي» وأيضا فيما يتعلق باإلقرار بأن الدين عبادات بين‬ ‫اإلنسان وخالقه‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬وأن أمور الدنيا «يجب» أن تعالج‬

‫زعيم حزب سياسي يطمـــح إلى أن «يربـــح» االنتخابات‬ ‫التشريعية المقبلة يفوز بقيادة حكومة ما بعد ‪ ،2021‬حذر‪ ،‬خالل‬ ‫تجمع خطابي خارج الجغرافيا الوطنية‪ ،‬من خطاب اليأس والعدمية‬ ‫ومواجهة «العدميين» والمتشائمين‪ ،‬بخطاب االستبشار والتفاؤل‬ ‫واألمل ‪! .....‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ما المقصود من «العدمية» ومن هم العدميون‪.‬؟‬ ‫لعل الزعيم يقصد بحديثه هذا أولئك الذين ينددون بسوء التدبير‬ ‫الحكومي «السداسي األضالع»‪ ،‬وبالتخبط السياسي الذي عمق‬ ‫أزمات الفقر والهشاشة والبطالة وتردي مردودية التعليم والصحة‬ ‫العمومية‪ ،‬والسكن والرشوة والخدمات العمومية وحاالت الظلم‬ ‫والحكرة التي يشتكي منها المواطنون وتدفعهم إلى النزول‬ ‫باستمرار إلى الشارع‪ ،‬بالرغم من إدراكهم للمخاطر التي قد‬ ‫يتعرضون لها والتي قد يدفعون ثمنها من ذواتهم وحريتهم‪.‬‬ ‫هذه األدواء االجتماعية جاءت على لسان «مناضل» في نفس‬ ‫الحزب‪ ،‬تناول الكلمة خالل هذا اللقاء‪ ،‬ليحذر بدوره من «أولئك‬ ‫الذين يستغلون ظروف الناس ويكذبون بشعبويتهم ويبيعون‬ ‫الوهم»‪......‬‬ ‫كان باإلمكان أن نساير زعماء هذا الحزب في تقديرهم‬ ‫للظروف الحالية بالبالد‪ ،‬وننظم إليهم في مواجهتهم «للعدمية‬ ‫والعدميين»‪ ،‬لوال أن الوضع الميداني ال يساير ‪ ،‬بحجة اعتراف‬ ‫بعض قياداتهم بالصعوبات التي يقاسي منها الشعب ‪ ،‬خاصة‬ ‫فئاته الهشة والتي تشكل األغلبية الغالبة من السكان‪ ،‬بعد‬ ‫تراجع طبقة البورجوازية بسبب تردي األوضاع االقتصادية بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬والتي كانت تشكل صمام أمان بالنسبة للدورة االقتصادية‬ ‫وللتشغيل‪.‬‬ ‫القضاء على العدمية والعدميين ال يتأتى بالخطب‪ ،‬وال‬ ‫بالشعاراتـ ‪ ،‬بل بتنفيذ سياسات تحقق للشعب‪ ،‬ولو الحد األدنى‬ ‫من حقوقه األساسية في العيش الكريم !‪....‬‬ ‫بهذا نطق سهمك ّ‬ ‫ودل فالك‪ ،‬واهلل أعلم !!!‪.....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪985‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫الر�شوة باملغرب‪:‬‬ ‫متى ن�ضرب بقوة على «الأيادي العابثة‬ ‫مبقدرات البلد»‬ ‫موضوع «المال العام المنهوب» وسبل استرجاعه‪ ،‬و «مقاومة الرشوة»‪ ،‬وتعزيز مقومات‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬تبقى جميعها قضايا مثيرة للجدل في الساحتين السياسية واإلعالمية في المغرب‪،‬‬ ‫وكان المراقبون في وقت مضى قد اعتبروا أن إنشاء “هيئة اإلنصاف والمصالحة” خطوة جريئة في‬ ‫إطار مواجهة مخلفات عهد الستينات والسبعينات‪ ،‬الذي استمرت تداعياته حتى بداية التسعينات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬والذي لم تكن اإلنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان استثناءات فيه‪ ،‬كما‬ ‫تؤكد الجهات المختصة‪ ،‬ولما كانت معالجة هذا الملف عند الكثير من الفاعلين السياسيين‬ ‫والحقوقيين ال تتوقف عند حدود المعالجة الحقوقية‪ ،‬فيما يخص السالمة الجسدية‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن «الملف الحقوقي ال يقبل التجزئة»‪ ،‬فقد طرحت في بداية العهد الجديد‪ ،‬ما سمي ب «تخليق‬ ‫الحياة العامة»‪ ،‬أي إعادة صياغتها‪ ،‬ومحاربة الرشوة‪ ،‬والمساءلة عن الثروات المكتسبة‪ ،‬وغيرها‬ ‫من اإلجراءات التي اقتضت تأسيس مجموعة من الهيئات والجمعيات الوطنية لترجمتها على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬ومواكبة اإلنجاز الفعلي بشأنها‪.‬‬ ‫وأثيرت خالل السنوات القليلة األخيرة‪ ،‬مجموعة ملفات ال تفتقر في العموم الى السخونة‪،‬‬ ‫منها ملف القرض العقاري والسياحي والفندقي‪ ،‬وملف صندوق الضمان اإلجتماعي‪ ،‬والصندوق‬ ‫الوطني للقرض الفالحي‪ ،‬وشركة كوماناف للمالحة البحرية‪ ،‬والبنك الشعبي‪ ،‬وغيرها‪ ...‬كما‬ ‫طرحت مسألة نهب الثروات الطبيعية‪،‬‬ ‫كمقالع الرمال‪ ،‬والصيد في أعالي البحار‪،‬‬ ‫وهي الثروات‪ ،‬التي يحظى بحق اإلستفادة‬ ‫منها فئة قليلة من المغاربة‪ ،‬ممن حازوا‬ ‫النفوذ‪ ،‬والذين تغمض الدولــة عينهـــا‬ ‫عنهم‪- ،‬حسب قول الناقدين‪ ،-‬كما أثيرت‬ ‫في السياق ذاته قضايا التهرب الضريبي‪،‬‬ ‫وقد أشار الحبيـــب المالكي‪ ،‬في بعض‬ ‫دراساته بشأن حجــم التهــرب الضريبي‬ ‫الى أنه بلغ في المغرب ثلثي المداخيل‬ ‫الضريبية‪.‬‬ ‫كما أخذت األضواء تسلط على المنح‬ ‫العالية للغايــــة‪ ،‬التي يتقاضاهـا بعض‬ ‫المسؤولين الحكوميين من المال العام‪،‬‬ ‫وكذلك الزيادات المنصوص عليها لفائدة‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬في وقــت يتهم فيه هؤالء‬ ‫النـواب بالتقاعـس عن حضور جلســات‬ ‫البرلمان‪ ،‬ما حذا ببعض ممثلي المعارضة‬ ‫إلى وصف هذه المنحة بأنها «رشوة»‪،‬‬ ‫مقابل الحضور الصامت والسلبي للنواب‪،‬‬ ‫بل وفي وقت تقر فيه الدولة بالحاجة الى ترشيد النفقات‪ ،‬ولم تكن اإلشارة الى الرشوة بعيدة‪،‬‬ ‫على أي حال عن الواقع المغربي‪ ،‬إذ تعد الرشوة أحد أهم المداخل التي تــــؤدي إلى تفويـــت‬ ‫المال العــام وتضييعه‪ ،‬خصوصا أن تقريرا دوليا أشار إلى أن المغرب يحتل مرتبة متأخرة عالميا‪،‬‬ ‫في ما يخص مقاومة ظاهرة الرشوة‪ ،‬اذ يقبع في المرتبة ‪ 77‬دوليا‪.‬‬ ‫وقد أظهر أحدث تقرير لمنظمة الشفافية الدولية‪ ،‬أن المغرب شهد تراجعا في ترتيب مؤشر‬ ‫مالمسة الرشوة‪ ،‬إذ انتقل من الرتبة ‪ 70‬في عام ‪ 2003‬إلى الرتبة ‪ 77‬في السنة الماضية‪ ،‬بينما‬ ‫كان يحتل المرتبة ‪ 45‬قبل خمس سنوات فقط‪ .‬ولم تفلح الخطوات‪ ،‬التي أعلنت عنها الدولة‬ ‫رسميا‪ ،‬من أجل محاربة الرشوة‪ ،‬و «تخليق الحياة العامة»‪ ،‬اذ تبين للمراقبين أن المشكلة ال‬ ‫تتوقف عند حدود قرار حكومي‪ ،‬بل تحتاج إلى تعبئة عامة من ناحية‪ ،‬وإعطاء النموذج‪ ،‬من خالل‬ ‫الضرب بقوة على «األيادي العابثة بمقدرات البلد»‪ ،‬وهو ما تظهر المعطيات المتوفرة إلى اآلن‬ ‫إخفاق مؤسسات الدولة في تحقيقه‪ ،‬بحسب المراقبين‪ ،‬ويستند هؤالء المراقبون في تقديراتهم‬ ‫إلى أنه حتى اآلن‪ ،‬لم تتم محاسبة أي من المسؤولين عن تفويت المال العام ونهبه‪ ،‬أو التساهل‬ ‫في تضييعه‪ ،‬بل إن بعض هذه الملفات ألغيت متابعتها قضائيا‪ ،‬في حين ال تزال ملفات أخرى‪،‬‬ ‫تحت نظر العدالة‪ ،‬ولكن سير التحقيق فيها يمشي ببطء شديد‪.‬‬ ‫ومن الناحية القانونية يشير المختصون الى أن النص القانوني في المغرب ال يحمي‬

‫?‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫األشخاص الذين يُبلغون عن الرشوة‪ ،‬سواء في مدونة القانون الجنائي أو في قانون محكمة‬ ‫العدل الخاصة‪ ،‬بل يضع الراشي والمرتشي في كفة واحدة‪ ،‬أي في الوضعية ذاتها‪ ،‬عالوة على‬ ‫صعوبة اإلتيان بالبراهين والحجج القاطعة في إثبات الرشوة‪ ،‬ألنها غالبا ما تتم في كنف السرية‪،‬‬ ‫ومن هذا المنطلق يتضح لدى المراقبين أن هذه المقاربة القانونية «شكلية»‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫تكون فعالة ضد الرشوة‪.‬‬ ‫وأفاد بحث أجرته مكاتب دراسات مغربية لمصلحة الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة‪ ،‬شمل‬ ‫ألف رب وربة أسرة في ثالث عشرة مدينة كبيرة‪ ،‬ينتمون إلى شرائح متعددة‪ ،‬أن مشكلة الرشوة‬ ‫في المغرب ما زالت تراوح مكانها‪ ،‬فقد ذكر ‪ 64‬في المائة من أرباب األسر المغربية المشمولين‬ ‫باإلستطالع‪ ،‬أن وضعية الرشوة بالمغرب لم تعرف أي تغير يذكر‪ ،‬خالل السنوات الثالث األخيرة‪،‬‬ ‫في حين الحظت نسبة ‪ 10‬في المائة فقط من األسر أن ظاهرة الرشوة تراجعت‪ ،‬وترى هذه‬ ‫األسر أن المشكلة المذكورة أكثر التصاقا برجال السياسة‪ ،‬بينما يعزو المغاربة أسبابها إلى‬ ‫غياب العقاب‪ ،‬والرغبة في جمع األموال بسرعة‪ ،‬في حين يردها بعضهم إلى تدني األجور‪ ،‬وهو‬ ‫ما يرتبط وفق تقديرهم بالرشوة الصغيرة‬ ‫خصوصا‪.‬‬ ‫وتعتبــر الخدمـــات اإلجتماعية‪ ،‬مثـــل‬ ‫قطاع الصحة‪ ،‬وما يسديــه من خدمــات‬ ‫عالجية‪ ،‬طبقا لبحث الجمعية المغربية‬ ‫لمحاربــة الرشــوة‪ ،‬أحد الميادين‪ ،‬التي‬ ‫تتجلى فيها الرشـــوة بصور خاصـــة‪ ،‬إذ‬ ‫تتجسد هذه المشكلة عبر هدايا وأعطيات‬ ‫عينية تُقدم للممرضين خاصة‪ ،‬على أمل‬ ‫القيام بدورهم على الوجه المأمول‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن المشكلة تتوغل في قطاعات حساسة‬ ‫أيضا‪ ،‬مثل قطاع القضاء ذاته‪ ،‬بقضاته‬ ‫ومحاميه وإدارييــــه‪ ،‬رغم ما يفترض من‬ ‫أن هذا القطاع معني‪ ،‬بصفـــة خاصة‪،‬‬ ‫بمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة‪ ،‬وحسب‬ ‫الجهات الراصـدة‪ ،‬يأتي المحامـــون في‬ ‫مقدمة متلقي الرشوة باعتبارهم وسطاء‪،‬‬ ‫متبوعين بالقضاة‪ ،‬ثم كتاب المحاكم‪.‬‬ ‫ويصل متوسط مبلغ الرشوة الى ‪1330‬‬ ‫درهما مغربيا‪ ،‬وتتخذ غالبا شكل تحويل أموال سائلة ومنح هدايا وتقديم خدمات وغيرها‪ ،‬و هنا‬ ‫بالطبع ال نذكر البعض من الكل‪...‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يُعد المقاولون في المغرب من بين المستهدفين بتقديم الرشى‪ ،‬بسبب‬ ‫ارتباطهم بالخدمات والصفقات العمومية‪ ،‬وهم يشيرون حسب الدراسة إلى استهدافهم من‬ ‫قبل شرطة المرور والمقدمين والشيوخ (وظائف إدارية تابعة للمحافظة)‪ ،‬وموظفي وزارة النقل‬ ‫والجمارك‪ ،‬وموظفي اإلدارة المحلية والقضاء‪ ،‬ورجال السياسة‪ ،‬ومحصلي الضريبة على الشركات‪،‬‬ ‫ومحصلي ضريبة الرخص‪ ،‬غير أن المقاولين يشددون من جانبهم على أن الصفقات العمومية‬ ‫تنتعش فيها الرشوة أكثر‪ ،‬إذ ان ‪ 59‬في المائة منهم يؤكدون أن تفويت الصفقات‪ ،‬يشهد‬ ‫بشكل دائم أو دوري‪ ،‬منح رشى تتجاوز أحيانا ‪ 10‬في المائة من قيمة العقد‪ ،‬ما يجعل بعض‬ ‫المقاولين يستنكفون عن الدخول في المناقصات لبعض الصفقات العتبارات متصلة أساسا‬ ‫بغياب الشفافية وانتشار الرشوة وتعقد المعايير‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬اليوم ال يمكننا أن نتكلم عن محاربة الرشوة‪ ،‬ألن المسطرة تبدو غير‬ ‫واضحة‪ ،‬و سيجد الكل صعوبة كبيرة للوقوف في وجه هذه الظاهرة المتفشية بجل البلدان‬ ‫المتخلفة‪....‬‬


‫العدد ‪985‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع لجماعة وزان ‪ ‬‬

‫‪ ‬المصادقة على رأي استشاري‬ ‫إلحداث مركز طب اإلدمان‬

‫تخليدا لليوم العالمي للمرأة‪ ‬‬

‫أسرة التربية والتعليم‬ ‫بوزان تتدارس آلية العنف‬ ‫ضد النساء‬

‫وزان ‪ :‬محمد ح‬

‫‪ ‬وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫صـادق عضــوات وأعضـــاء هيئــة المساواة وتكـافــؤ‬ ‫الفــرص ومقاربـــة النـوع لجماعـة وزان في دورة استثنائية‬ ‫عقدتها آلية الديمقراطية التشاركية بمقر الجماعة مطلع الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬على مشروع رأي استشاري معزز بحزمة من الحيثيات‪،‬‬ ‫ومؤطر بجملة من المرتكزات التي تستدعي ‪ ‬التعجيل بإحداث‬ ‫«مركز طب اإلدمان» بوزان ‪.‬‬ ‫الرأي االستشاري المذكـــور‪ ،‬وكمـــا صرح بذلك للجريدة‬ ‫عضو بمكتب هيئة المساواة‪ ،‬تم رفعه لرئاسة مجلس جماعة‬ ‫وزان طبقا لمقتضيات ‪ ‬القانون التنظيمي للجماعات الترابية‪،‬‬ ‫مرفقا بتوصية تدعو المؤسسة المنتخبــة التعجيل باطالق‬ ‫مسلسل التحضير لعقــد يوم دراسي حول «األمن المجتمعي‬ ‫بدار الضمانة» يشارك في أشغاله وبمستويات عالية كل‬ ‫المتدخلين باإلقليم‪ ،‬الذي من دون شــك ستكون من بين‬ ‫مخرجاته التي تستدعي التنزيل الفــوري‪ ،‬اعتمـاد مقــاربــة‬ ‫وقائية استباقية تحسس بخطـورة الظاهرة‪ ،‬وما يترتب عنها‬ ‫من كوارث نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية‪ ،‬يــؤدي‬ ‫فاتورتهـــا شباب وقاصرون‬ ‫من الجنسيـــن‪ ،‬وتــطـــرح‬ ‫عالمات استفهام كبرى حول‬ ‫مستقبــل المدينـة والوطن‬ ‫برمته ال قدر اهلل ‪.‬‬ ‫اللقـــاءات االستشاريـة‬ ‫حول موضوع إحداث مركـــز‬ ‫طـب اإلدمــان التي أشــرف‬ ‫عليهــا فريــق موضوعاتـي‬ ‫انبثق عن الهيــئــة بعـــد‬ ‫مصادقة عضواتها وأعضائها‬ ‫على المخطط االستشـــاري‬ ‫لسنـــة ‪ ،2019‬جمعتــه برئيس الجماعة الترابية‪ ،‬والنيابة‬ ‫العامة بالمحكمة االبتدائية بوزان في شخص رئيس خلية‬ ‫مناهضة العنف ضد النساء واألطفال بذات المحكمة‪ ،‬ورئيس‬ ‫المنطقــة اإلقليمية لألمن الوطنـــي ومساعديه‪ ،‬والمديرة‬ ‫اإلقليمية للشباب والرياضة‪ ،‬والمدير اإلقليمي للتربية الوطنية‬ ‫ومساعديه‪ ،‬والمدير اإلقليمي للصحة‪ ،‬والمدير اإلقليمي‬ ‫للتعاون‪ ،‬وفريق إقليم وزان بمجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وجمعية نساء وزان للتنمية ‪ .‬وحسب ما عبرت عنه‬ ‫للجريدة عضوة بالفريق المذكور‪ ،‬فقد حصل إجماع على توسع‬ ‫دائرة التعاطي للمخدرات بالمدينة‪ ،‬وأن هذه األخيرة قــد‬ ‫أصبحت مسرحا لكل أشكال العنف الناتج عن تعاطي المخدرات‬ ‫بما فيها الصلبة ( أكثــر من ‪ 50‬في المئة من النساء المعنفات‬ ‫المشتكيــات سببـه التعاطــي للمخــدرات)‪ ،‬وتتجلى للعيـــان‬ ‫بعض تمظهراته في ارتفاع وتيرة االنتحار باإلقليم‪ ،‬وحاالت‬ ‫الهيستريا التي تهز كيان البعض ممن تمكن منهم‪/‬ن اإلدمان‬ ‫بالفضاء العام‪ ،‬والمشاهد المرعبة لقاصرين في وضعية الشارع‬

‫يتعاطون لهذا السم القاتل‪ ،‬فتجعدت وجوههــم قبل األوان‪،‬‬ ‫وحفر فوقها اإلقصاء أخاديد المآسي واأللــم والتيه ‪.‬‬ ‫‪ ‬وتأطيرا لمرافعتهم‪/‬ن من أجــــل إحداث مركــز طــب‬ ‫اإلدمـــان بوزان‪ ،‬فقــد استننفــر عضــوات وأعضاء هيئـــة‬ ‫المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان حزمــة‬ ‫من المرجعيات الوطنية والدولية تنتصر لهذه الفئـــة من‬ ‫المواطنات والمواطنين بحقها في العالج‪ ،‬ولعل أبرزهــا ‪ ‬ما‬ ‫جاء بالرسالــة الملكيــة إلى المشاركات والمشاركيــن في‬ ‫المناظرة الوطنية الثانية للصحة بتاريخ فاتح يوليوز ‪،2013‬‬ ‫ومبادرات جاللته في االشراف على وضــع حجـــر األساس‬ ‫وتدشين مراكـز طــب اإلدمان (اثنين بطنجة وبنسليمان في‬ ‫شهـــر رمضان األخير)‪ ،‬والفصل (‪ )31‬لدستور المملكة الذي‬ ‫يلزم الدولــة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابيــة‬ ‫بتعبئــة كـل الوسائــل الستفـــادة المواطنات والمواطنين‬ ‫على قـدم المساواة من الحق في العــالج والعناية الصحية‬ ‫والحماية االجتماعيـــة‪ .‬كما اعتمــدت الهيئة في ترافعها على‬ ‫االستراتيجية الوطنية للصحة ‪ ،2021/2017‬واالتفاقيــــة‬ ‫المتعلقــة ببرامـــج التنمية لمدن المملكة التي تهدف إلى‬ ‫دعـــم «شبـكــة المؤسسة‬ ‫الطبية االجتماعية العمومية‬ ‫عبر إنجـــاز مراكــز تقويم‬ ‫العظام ومراكــز معالجـــة‬ ‫اإلدمان»‪ ،‬والبرنامج الوطني‬ ‫لمحاربة سلوكــات اإلدمان‬ ‫الذي تنفذه مؤسسة محمد‬ ‫الخـــامـــس للتضـــامــــن‬ ‫منــذ ‪ ،2010‬بشراكة بين‬ ‫وزارتي الصحــة والداخلية‪،‬‬ ‫والجيـل الجديـــد للمبــادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشريـــة‬ ‫‪ 2023/2019‬التـي تتوجــه‬ ‫برامجها وبشكل ال غبــار عليـه‪ ،‬للنساء في وضعيـة صعبـة‪،‬‬ ‫والسجناء السابقين بدون موارد‪ ،‬والمتسولين والمشردين‪،‬‬ ‫والمدمنين‪ ،‬ومخطط عمل وزارة الصحة ‪ 2025‬الذي يطمح ‪ ‬إلى‬ ‫تجسيد نظام صحي متناسق في احترام لبعد حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫كما جاء ذلك في كلمة وزير الصحـة ‪ ‬في االجتماع التنسيقي‬ ‫للجنة الوطنية للمخدرات بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪ 2019‬بالرباط ‪ .‬ولم‬ ‫يغب القانون الذي تحتكم له المحاكم المغربية في تعاطيها‬ ‫مع موضوع االدمان‪ ،‬وكذا المرجعية الدولية ( االعالن العالمي‬ ‫لحقوق االنسان ( المادة ‪ ،)25‬والعهد الدولي الخاص بالحقوق‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( المادة ‪ ،) 12‬لم تغب عن‬ ‫الهيئة وعضواتها وأعضاؤها يؤسسون لحملة ترافعية بجرعة‬ ‫من االجتهاد من أجل احداث مركز لطب االدمان بوزان ‪.‬‬ ‫يذكر بأن الدورة االستثنائية للهيئة أعطيت فيها الكلمة‬ ‫لرئيس الجماعة الذي كان مرفقا بالمخاطب الرسمي للهيئة‬ ‫لدى الجماعة‪ ،‬وبعض المنتخبين‪ ،‬أكد فيها باسم جميع‬ ‫عضوات وأعضاء مجلس جماعة وزان االلتزام بتوفير العقار‬ ‫الكافي إلنجاز هذا المشروع االجتماعي ‪.‬‬

‫نجحت المديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية وشركاؤها بوزان‪،‬‬ ‫في تحرير تخليـد اليوم العالمي‬ ‫للمرأة من ثقافـــة التسليع الهادفة‬ ‫إلى طمس جوهر رسالة هذا الحدث‬ ‫التاريخي الذي دق أمام المجموعة‬ ‫الدولية ناقوس حق المرأة في التمتع‬ ‫بالكرامة‪ ،‬وذلك بتنظيمهم صباح يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 12‬مارس الجاري بالثانوية‬ ‫التأهيلية الواقعــة بمركــز جماعـــة‬ ‫مصمودة ضواحي وزان‪ ،‬ندوة ساءل‬ ‫فيها المشاركات والمشاركون القانون‬ ‫‪ 13/103‬المعروف بقانون العنف ضد‬ ‫النساء ‪.‬‬ ‫وألن المملكة المغربيـــة جــزء‬ ‫من المجموعة الدولية‪ ،‬وسبق لها‬ ‫أن رفعت تحفظاتهــا عن االتفاقية‬ ‫الدولية سيداو‪ ،‬فقـد اختارت الجهات‬ ‫المنظمة لهذه الفعالية ضخ جرعـة‬ ‫من الكونية في شعار الندوة التي‬ ‫أطرها عنوان‪« :‬التشبع بالقيم سبيل‬ ‫لالرتقاء بحقوق المرأة»‪ ،‬فوثقت بينه‬ ‫وبين شعار « نطمح للمساواة‪ ،‬نبني‬ ‫بذكاء‪ ،‬نبدع من أجل التغيير» الذي‬ ‫دعت األمم المتحدة المجتمع الدولي‬ ‫اتخاده عنوانا يؤطر تحركه خالل سنة‬ ‫‪ 2019‬في أفق ربح تحدي المساواة‬ ‫في الحقوق ‪.‬‬ ‫ال��ن��دوة س��اف��ر ف��وق تضاريس‬ ‫محورها المرتبط بقانون العنف ضد‬ ‫النساء ( ‪ ) 13/103‬األستاذ ياسين‬ ‫الراضي‪ ،‬نائب وكيل الملك بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بوزان‪ ،‬بصفته رئيس اآللية‬ ‫المحلية للنساء ضحايا العنف بذات‬ ‫المحكمة‪ ،‬حيث توقف من موقعه‬ ‫كمطالب بإنفاذ القانون عند كل باب‬ ‫من أبواب بناء القانون المشار إليه‪،‬‬ ‫بدءا من مدخل التعريف بالعنف ضد‬ ‫المرأة‪ ،‬مرورا بباب األحكام الزجرية‪،‬‬ ‫وب��اب األح��ك��ام المسطرية‪ ،‬وصوال‬ ‫إلى باب آليات التكفل بالنساء ضحايا‬ ‫العنف ‪ .‬ولم يفته خالل مداخلته تقديم‬ ‫نماذج من االك��راه��ات التي تعطل‬ ‫انفاذ القانون المذكور ‪ .‬من جهتها‬ ‫اختارت الفاعلة الحقوقية‪ ،‬وعضوة‬ ‫هيئة المحامين بالرباط‪ ،‬األستاذة‬ ‫عتيقة ال��وزي��ري‪ ،‬التذكير بنضاالت‬ ‫الحركة النسائية المغربية من أجل‬ ‫النهوض بحقوق المرأة‪ ،‬وعالقة هذه‬

‫النضاالت بالسياقين الوطني والدولي‬ ‫المنتصرين للمساواة في الحقوق بين‬ ‫الجنسين‪ ،‬ورف��ع كل أشكال التمييز‬ ‫المبني على النوع االجتماعي ‪ .‬ورغم‬ ‫أقرارها بمكتســب المصادقــة على‬ ‫القانون المذكور من طرف السلطة‬ ‫التشريعية‪ ،‬فقد ع���ادت لتسلط‬ ‫كشافات من الضوء على حزمــة من‬ ‫الفجــوات التي ال ترقى به الى مستوى‬ ‫قانون العنف ضد النساء‪ ،‬يستمد قوته‬ ‫من أحكام الدستور‪ ،‬ومن المواثيق‬ ‫الدولية ذات الصلة بحقوق االنسان‬ ‫التي صادق عليها المغرب فأصبحت‬ ‫ملزمة له ‪ .‬وشددت في الختام على‬ ‫أن قضية المرأة هي قضية المجتمع‬ ‫وجب خوضها على الواجهة القانونية‬ ‫والثقافية ‪ .‬‬ ‫نساء ورجال التعليم المشاركون‬ ‫في أشغــال هذه الندوة‪ ،‬وبجانبهم‬ ‫الطيف المدني الذي تربطــه عالقة‬ ‫تعاون بالمديرية اإلقليمية للتعليم‪،‬‬ ‫وثلة من تالميذ المؤسسة‪ ،‬نجحوا في‬ ‫إضافاتهم النوعية خالل المناقشة رفع‬ ‫الحجاب عن المعاناة الحقيقية التي‬ ‫تنال من كرامة المرأة باعتبارها امرأة‪،‬‬ ‫ويأملون أن تنتبه السلطات المختصة‬ ‫إلى الثغرات الواردة بالقانون الجديد‬ ‫ال��ذي يعتبر مكتسبا‪ ،‬فتسارع إلى‬ ‫تجويد روحه وأحكامه بلمسة حقوقية‪،‬‬ ‫وتعهدوا بانخراطهـم في معركـــة‬ ‫حقن أوصال الناشئة بقيم المواطنة‬ ‫وحقوق االنسان التي تنتصر لها الرؤيا‬ ‫االستراتيجية للوزارة الوصية على‬ ‫قطاع التعليم ‪.‬‬ ‫يذكر أن الندوة التي انعقـــدت‬ ‫بتعـاون بين المديريــة اإلقليميــة‬ ‫للتربية الوطنية‪ ،‬وهيئــة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة‬ ‫وزان‪ ،‬ومنظمة نساء في مواقع األزمات‪،‬‬ ‫وبدعم من جمعية أمهات وآباء تالميذ‬ ‫الثانوية التأهيلية مصمودة‪ ،‬انطلقت‬ ‫أشغالها بكلمة ألقتها نيابـــة عن‬ ‫المدير اإلقليمي‪ ،‬خديجة بنعبد السالم‬ ‫رئيسة مصلحــــة الشؤون التربوية‪،‬‬ ‫أكدت فيها االنخراط التلقائي والنوعي‬ ‫للمديرية اإلقليميـــة وشركــــائهـــا‬ ‫في تخليد هذا الحدث األممي منذ‬ ‫سنة ‪ ،2012‬وتمنت ألشغالها كامل‬ ‫التوفيق والنجاح للنهـــوض بحقـوق‬ ‫المــرأة المغربية ‪ .‬‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫تقرير حول النسخة األولى لمهرجان طنجة‬ ‫للتعليم العتيق‬ ‫المنظم يومي ‪ 14‬و ‪ 15‬مارس ‪2019‬‬ ‫بمسرح الحداد بطنجة‬

‫نظمت جمعية طالب ومحبي التعليم العتيق يومي الرابع عشر‬ ‫والخامس عشر من مارس الجاري بفضاء المسرح البلدي محمد‬ ‫الحداد بطنجة الدورة األولى لمهرجان طنجة للتعليم العتيق ‪-‬دورة‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ويهدف المهرجان حسب ما جاء في الكلمة االفتتاحية لنائب‬ ‫رئيس الجمعية عبد السالم الجعيدي إلى التعريف بمنظومة التعليم‬ ‫العتيق وبقضاياها الفكرية والتربوية‪ ،‬باإلضافة لكونه يركز على‬ ‫تقوية قدرات ومهارات طلبة وخريجي التعليم العتيق من خالل‬ ‫توفير الظروف المناسبة إلبراز طاقاتهم في مجاالت متعددة‪،‬‬ ‫كالبحث العلمي والمجال األدبي والتواصلي‪.‬‬ ‫وقد شهدت الدورة األولى للمهرجان تنظيم ندوتين علميتين‬ ‫خصصت أوالهما لشخصية الدورة؛ العالمة عبد اهلل كنون رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬وقدم خاللها طلبة باحثون من خريجي مؤسسات التعليم‬ ‫العتيق أوراقا علمية تناولت مختلف جوانب هذه الشخصية؛ العلمية‬ ‫واألدبية والتاريخية‪.‬‬ ‫وكانت مداخالتهم كاآلتي‪:‬‬ ‫ذ‪.‬عمر اغبالو‪« :‬شخصية العالمة عبد اهلل كنون الفقهية‬ ‫ •‬ ‫– العمل المدني والحسبة أنموذجا»‪.‬‬ ‫ذ‪.‬عبد الكريم بوغابة‪« :‬العالمة عبد اهلل كنون والتأريخ‬ ‫ •‬ ‫للفكر اإلسالمي بالمغرب من خالل كتابه النبوغ –نظرات في‬ ‫المنهجوالتحليل‪.»-‬‬ ‫ذ‪.‬بالل اللغميش‪« :‬الميادين التي بزغ فيها العالمة عبد‬ ‫ •‬ ‫اهلل كنون – ميدان األدب أنموذجا»‪.‬‬ ‫أما الندوة الثانية فقد خصصت لشعار هذه الدورة؛ «التعليم‬ ‫العتيق وسؤال الذات»‪ ،‬وقد قدمت خاللها أيضا أوراق بحثية شارك‬ ‫بها طلبة وأساتذة باحثون من خريجي التعليم العتيق‪:‬‬

‫ •‬ ‫والمسار»‪.‬‬

‫ذ‪ .‬عبد الباري العفاقي الفالح‪« :‬التعليم العتيق‪ :‬المفهوم‬

‫ •‬

‫ذ‪ .‬محمد رمضان‪« :‬اإلطار القيمي للتعليم العتيق»‪.‬‬

‫ •‬

‫ذ‪ .‬يونس اليعقوبي‪« :‬النظام القانوني للتعليم العتيق»‪.‬‬

‫كما شهد المهرجان تقديم نتائج مسابقتين نظمتهما‬ ‫الجمعية لفائدة طلبة وخريجي التعليم العتيق في مجال التواصل‬ ‫والكتابة‪:‬‬ ‫مسابقة «أحسن نص أدبي»‪ :‬وقد شارك فيها ‪24‬‬ ‫ •‬ ‫طالبة وطالبا من طلبة وخريجي التعليم العتيق بنصوص توزعت‬

‫‪7‬‬

‫بين النثر والشعر‪ ،‬وأشرف على لجنة تحكيمها كل من الدكتور عبد‬ ‫المحسن التليدي والدكتور مصطفى أمزير‪ .‬وقد كانت نتائجها على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫ •‬ ‫الهيشو‪.‬‬

‫الجائزة األولى في صنف أحسن قصيدة‪ :‬الطالب عثمان‬

‫ •‬ ‫العمراوي‪.‬‬

‫الجائزة الثانية في صنف أحسن قصيدة‪ :‬الطالب محمد‬

‫ •‬

‫الجائزة األولى في صنف النثر‪ :‬الطالبة نسيبة النكاوي‪.‬‬

‫ •‬

‫الجائزة الثانية في صنف النثر‪ :‬الطالب علي اسعاعو‪.‬‬

‫كما نال كل من الطالب عمر مازويل والطالبة أمامة حيون‬ ‫تنويها خاصا بمشاركتها نظرا للتفاعل الكبير الذي حققته‬ ‫مشاركتهما على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫مسابقة «أحسن متحدث»‪ :‬وشارك فيها ‪ 3‬طلبة‬ ‫ •‬ ‫متمدرسون بمؤسسات التعليم العتيق بطنجة بمقاطع فيديو‬ ‫قصيرة حول كتاب النبوغ المغربي في األدب العربي لمؤلفه العالمة‬ ‫عبد اهلل كنون رحمه اهلل‪ ،‬وقد أشرف على تحكيم هذه المسابقة‬ ‫وتأطيرها المدرب محمد عزيز الضميري‪ ،‬وكانت نتائجها على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫ •‬

‫الجائزة األولى‪ :‬الطالب فكري الحموشي‪.‬‬

‫ •‬

‫الجائزة الثانية‪ :‬الطالب عبد الواحد اجفيطة‪.‬‬

‫ •‬

‫الجائزة الثالثة‪ :‬الطالب محمد العمراوي‪.‬‬

‫أما فيما يخص الجانب الفني واإلبداعي‪ ،‬فقد شاركت في‬ ‫األمسية االفتتاحية فرقة الورود للسيرك بعرض فني‪ ،‬فيما اختتمت‬ ‫األمسية بوصلة إنشادية قدمها طلبة وخريجو التعليم العتيق‪.‬‬ ‫أما في األمسية الثانية فقد كان جمهور المهرجان على موعد مع‬ ‫الفنان مروان الهنا الذي أبدع في تقديم وصالت إنشادية كانت‬ ‫مسك ختام الدورة األولى للمهرجان‪.‬‬ ‫ويعد تنظيم هذه الدورة األولى حسب ما جاء في كلمة للكاتب‬ ‫العام للجمعية يونس اليعقوبي بمثابة أرضية للبناء سيعمل فريق‬ ‫المهرجان على تطويرها في الدورات المقبلة من خالل االنفتاح على‬ ‫مجاالت إبداعية جديدة ومن خالل بناء الدورات المقبلة بطريقة‬ ‫أكثر تشاركية من النسخة األولى‪ ،‬والسيما مع الشركاء األساسيين‬ ‫للمهرجان والذين هم الطلبة والطالبات‪ .‬كما أن هذه النسخة‬ ‫األولى كانت فرصة للوقوف على العديد من التحديات التي سيعمل‬ ‫الفريق على أخذها بعين االعتبار وسيحاول التعلم منها في إخراج‬ ‫دورات أخرى‪.‬‬

‫المجلس اإلداري يصادق‬ ‫باإلجماع على تخلي أكاديمية‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫عن “نظام التعاقد”‬

‫صادق المجلس اإلداري لألكاديمية‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة باإلجماع على التعديالت‬ ‫المقترحة بخصوص النظام األساسي ألطر‬ ‫األكاديميات في دورة استثنائية للمجلس‬ ‫اإلداري لألكاديمية يوم األربعاء ‪ 13‬مارس‬ ‫‪.2019‬‬ ‫وقد جاءت هذه الدورة تبعا لالجتماع‬ ‫المنعقد بمقر وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي يوم‬ ‫السبت ‪ 09‬مارس الجاري بخصوص وضعية‬ ‫األساتذة أطر األكاديميات الجهوية وقد‬ ‫وجب التأكيد أن التوظيف الجهوي يعد‬ ‫خيارا استراتيجيا للحكومة يندرج في إطار‬ ‫إرساء الجهوية المتقدمة من خالل منح‬ ‫األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫إمكانية التحكم في مواردها البشرية مع‬ ‫الحرص على توفير االستقرار المهني‬ ‫واالجتماعي لهذه الموارد‪.‬‬ ‫وكانت الحكومة قد جاءت باقتراحات‬ ‫ترمي إلى تجويد الوضعية الحالية إلى‬ ‫وضعية نظامية مماثلة لوضعية الموظفين‬ ‫الخاضعين للنظام األساسي الخاص بموظفي‬ ‫وزارة التربية الوطنية وذلك في إطار التوظيف‬ ‫الجهوي من طرف االكاديميات الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين‪ .‬‬ ‫وبهذا الصدد‪ ،‬تمت المصادقة على ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬تعديل مقتضيات النظام األساسي‬ ‫الخاص بأطر األكاديميات‬ ‫‪1‬التخلي عن نظام “التعاقد”‪.‬‬ ‫‪ 2.‬فسخ العقد‪ :‬مراجعة جميع المواد‬ ‫التي تشير إلى فسخ العقد لكون “التعاقد” لم‬ ‫يعد معتمدا‪.‬‬ ‫‪ .3‬مزاولة األنشطة خارج أوقات العمل‪:‬‬ ‫السماح ألطر األكاديميات بممارسة هذه‬ ‫األنشطة شريطة أال تكون مدرة للدخل إسوة‬ ‫بباقي الموظفين‪.‬‬ ‫‪ .4‬الترقية ‪ :‬تمتيع أطر األكاديميات‬ ‫بالحق في الترقية في الرتبة والدرجة على‬ ‫مدى حياتهم المهنية‪.‬‬ ‫‪ .5‬التقاعد بعد اإلصابة بمرض خطير‬ ‫(المادة ‪ 25‬من النظام األساسي) ‪ :‬مراجعة‬ ‫هذه المادة بما يستجيب لهذا المطلب‬ ‫وذلك بتمتيع أطر األكاديميات بنفس الحقوق‬ ‫المكفولة لباقي الموظفين‪.‬‬

‫‪ .6‬حالة العجز الصحي ‪ :‬تطبيق نفس‬ ‫المقتضيات القانونية على أطر األكاديميات‬ ‫التي تسري على جميع موظفي اإلدارات‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫‪ .7‬الحركة االنتقالية ‪ :‬الحركة االنتقالية‬ ‫مكفولة لألستاذ داخل الجهة التي ينتمي‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫‪ .8‬اإلدماج ضمن أطر األكاديمية ‪:‬‬ ‫سيدمج جميع أطر األكاديميات بصفة تلقائية‬ ‫دون الحاجة إلى ملحق العقد‪ ،‬وبالتالي سيتم‬ ‫حذف اإلشارة إلى هذا الملحق في النظام‬ ‫األساسي‪.‬‬ ‫‪ .9‬الترسيم ‪ :‬مباشرة بعد اإلدماج ضمن‬ ‫أطر األكاديمية والنجاح في امتحان التأهيل‬ ‫المهني سيتم الترسيم وإعادة الترتيب في‬ ‫الرتبة ‪ 2‬من الدرجة الثانية (السلم ‪ )10‬مع‬ ‫االحتفاظ باألقدمية المكتسبة باألكاديمية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التنصيص في النظام األساسي‬ ‫ألطر األكاديميات على الحقوق التالية‪ :‬‬ ‫‪ .1‬اجتياز مباراة المفتشين ‪ :‬التنصيص‬ ‫على إمكانية الترشيح لهذه المباراة فور‬ ‫التوفر على الشروط المطلوبة‪ ،‬على غرار باقي‬ ‫األساتذة العاملين بقطاع التربية الوطنية‪.‬‬ ‫‪ .2‬اجتياز مباراة التبريز ‪ :‬التنصيص على‬ ‫إمكانية الترشيح لهذه المباراة وفق الشروط‬ ‫المطلوبة إسوة باألساتذة العاملين بقطاع‬ ‫التربية الوطنية‪.‬‬ ‫‪ .3‬اجتياز مباراة اإلدارة التربوية ‪:‬‬ ‫التنصيص على إمكانية الترشيح لولوج‬ ‫مسلك اإلدارة التربوية وفق الشروط‬ ‫المطلوبة إسوة بموظفي قطاع التربية‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫‪ .4‬اجتياز مباراة التوجيه والتخطيط‬ ‫التربوي ‪ :‬التنصيص على إمكانية الترشيح‬ ‫لولوج سلك التوجيه والتخطيط التربوي وفق‬ ‫الشروط المطلوبة إسوة بموظفي قطاع‬ ‫التربية الوطنية‪.‬‬ ‫‪ .5‬تقلد مناصب المسؤولية ‪ :‬فتح‬ ‫إمكانية تقلد مناصب المسؤولية (رئيس‬ ‫مصلحة‪ ،‬رئيس قسم‪ ،‬مدير إقليمي…)‪ ،‬وفق‬ ‫الشروط والكيفيات الجاري بها العمل‪.‬‬

‫المدرسة العمومية بوزان تعتلي منصة مسابقة الشعر التالميذي بجهة الشمال‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫نجحت المدرسة العمومية بوزان في اعتــالء منصـة جهة طنجة تطوان الحسيمة في مسابقة الشعر التالميذي حيث تمكنت‬ ‫التلميذة لينا الدستولي‪ ،‬وزميلتها ضحى اشويكة بعد مشاركتهما يوم ‪ 12‬مارس‪ ،‬في اإلقصائيات الجهوية للشعر التالميذي‪،‬‬ ‫(تمكنتا) ‪ ‬مـــن حجــز بطاقة المرور للمشاركــة في المسابقة الوطنية في الشعــر التالميــذي التي ستحتضن فقراتها اإلبداعيـة‬ ‫رحاب األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة‪-‬وادي الذهب يومــي ‪ 28‬و‪ 29‬مارس الجاري ‪.‬‬ ‫تفوق التلميــذة لينــا الدستولي (أولى إعدادي ) وزميلتها ضحى اشويكة (الثانوي التأهيلي ) وهن يقدمن لوحتين خربشتا‬ ‫فوقهما بحروف الشعــر تسللت بهدوء آذان المستمع(ة) فقبضت عليه ابداعيا رغم الضجيج الذي يلوث كل زوايا الفضاء العام بحثـا‬ ‫عن “البوز” وتضخيم عدد “الجيمات“ المكسرة لإلبداع بكل أجناسه‪( ،‬تفوق) أكــد بالملمــوس بأن المدرسة العموميــة واعــدة‪،‬‬ ‫وتعتبـــر خزانا ال ينضب معينه من الطاقات إن وجــدت من يصقلها‪ ،‬ويحقن مشاتلها بجرعات من التعليم الناجع‪ ،‬ويصالحها مع‬ ‫رسالتها الكبرى في بناء مغرب الغد‪ ،‬القادر على حجز مقعد له بنادي الكبار ‪.‬‬ ‫يذكر بأن الدورة األولى للمسابقة الوطنية في الشعــر التالميــذي التي تنظمها وزارة التربية الوطنية تحت شعار “ الشعر في‬ ‫خدمة مدرسة المواطنة “‪ ،‬تأتي تنزيال لمشاريع الرؤية االستراتيجية في شقها المتعلــق باالرتقــاء بالعمل التربوي داخــل فضــاءات‬ ‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬وارساء لمرتكــزات المدرسة المواطنة‪ ،‬كذلك اعتبــارا للدور الذي يلعبــه الشعــر في غــرس قيم المواطنة‬ ‫والسلوك المدنــي‪ ،‬وبهــدف اكتشاف وصقل المواهب الشعريــة بالمدرسة المغربية ‪.‬‬

‫لينا الدتسولي‬

‫ضحى أشويكة‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫كتابات «نقدية»‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫ثمة أديب تتجلى كتاباته النقدية بفرشاة الرسام لرحلة من‬ ‫الجنس األدبي‪ .‬من نماذج الشعر الحرّ المعاصر‪ .‬إيمانه بدوره‬ ‫في الحداثة «للحياة» العصرية‪ .‬فاختار لذلك تحف اإلبداع ٍّ‬ ‫لكل‬ ‫من ‪ :‬عبد الرفيع جواهري‪ .‬و أدُونيس و محمد التبيثي‪ .‬و نازك‬ ‫المالئكة و صالح عبد الصبور‪ .‬من بين الشعراء المعاصرين‪.‬‬ ‫وقد سلط الضوء على نشر قيم الحرية و الكرامة‪ .‬من قصائد‬ ‫األطفال ‪.‬‬ ‫الشاعر عبد الرفيع جواهري يرسم أحاسيسه بلغة البيان‪.‬‬ ‫ذي دالالت عميقة النتسابه إلى العروبة‪ .‬وقد اكتشف ذاته من‬ ‫بعِطر غجري‪.‬‬ ‫كينونة األمومة ‪ ..‬و لرفع التذوُّق الموسيقي‬ ‫ٍ‬ ‫و بمرآة ألهل النثر الشعري و الشعر النثري‪ .‬و ألصحاب حاجة‬ ‫العشق‪ .‬و قد انقضتْ مهلتها‪ .‬فال والء لعاشق‪ .‬لتبحرَ في‬ ‫عرسها البهيج‪ْ .‬‬ ‫إن لم تكن إال أحالم الصبا و الجمال ‪ ..‬يمتدح‬ ‫بها الشاعر في بهاء من مقامات اإلبداع و الجمال‪ .‬شعرُهُ‬ ‫نثرٌ و نثرُهُ شعرٌ‪ .‬إذ يقارن الحرية بالحمام و أعراس الربيع‬ ‫بانجالء سنوات الحجر‪ .‬في سياق جواهري‪ .‬يسجل الشاعر عروبته‬ ‫على لسان القاسم و محمود درويش‪ .‬قائال ‪ :‬سجِّل أنا عربي‪.‬‬ ‫وأطفالي ثمانية‪ .‬و تاسعهم سيأتي بعد الصيف‪ .‬فهل تغضبْ‬ ‫(أيها الصهيوني) ؟ سجِّل أنا عربي‪ .‬أراهنُ على النصر عبر‬ ‫النضال (وعلى كتفي نعشي)‪ .‬لتجريم الممارسات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫من ديوان الشهيد محمد الدُرَّة ‪:‬‬ ‫ويغفو كطفل يحضن القمر‬ ‫أو كان طفال ناعم األبدان‬ ‫كالرّصاص بوجهه غجرية سوداء‬ ‫عِطر عبيرها أطيبُ‪..‬‬ ‫بأريج ٍ‬ ‫ولنزارالقباني له موقف مع اإلقطاع ولنازك المالئكة صاحبة‬ ‫قلم يستعصي على الدواة الحبرية بشعرها على نهل الصوفية‬ ‫‪ ..‬بينما أدونيس يبدع لألطفال‪:‬‬ ‫و الشمس طريق للطفولة ~ تشرق الشمس خجولة في‬ ‫ُ‬ ‫الكوْن الكبير‪ .‬و يضيق األبد‪..‬لغته الفنية تتفوَّق‬ ‫خُطاها يصغر‬ ‫على ِّ‬ ‫كل اللغات‪ .‬و ما حوى ديوان «اإلبحار في الذاكرة» لصالح‬ ‫عبد الصبور من دُرر وهو يخاطب الجندي الذي رفع العَلم على‬ ‫أرض سيناء‪ .‬و يخاطب العِلم أيضاً‪ .‬قائ ًال ‪ :‬مضى السكون من‬ ‫أحبابنا ألوف ~‬ ‫كي يجعلوا قلوبهم تالمس التراب ‪...‬‬ ‫يقوم فوقه العَلم ~ ليفتلوا عروقهم سارية مجيدة ~ يزين‬ ‫فرعها العلم ‪..‬‬ ‫و قد انتقل الشاعر من النص الكالسيكي إلى الحداثة‪.‬‬ ‫فالمهم في هذا النص هنا هي كيفية القوْل في بالغة تحليل‬ ‫الخطاب‪ .‬و للشاعر محمد الثبيتي شعر مستوحى من قصة‬ ‫«أليكس هيلي»‪ .‬لتهجير األفارقة السود مصفدين بالسالسل‬ ‫من بالدهم الستعبادهم «عماال» في الحقول األمريكية عند‬ ‫اإلقطاعيين ‪..‬‬ ‫األستاذ األديب عبد الرحمن بن األشهب بقلمه يالمس‬ ‫بنوع من النقد نصوصاً شعرية عند بعض الشعراء المعاصرين‪.‬‬ ‫تحت عنوان ‪:‬‬ ‫رحلة اإلبحار في الشعر المعاصر ‪..‬‬ ‫الشعر لحظات إشراق مليئة بالحياة في كل أعماقها‬ ‫وأبعادها لهذا يجوز اهتماما كبيرا في مختلف الثقافات‬ ‫االنسانية كما نعلم أن الشعر والحداثة في هذا المجال مجال‬ ‫لرصد تطورات الوعي وتحليل تجليات اإليديولوجيا ألنها‬ ‫في خصوصياتها تالمس التاريخ و تتفاعل معه ألن في عمق‬ ‫مفهومها معطى اجتماعي تحمل المعاني التي تكشف روعة‬ ‫الكتابات في هذا الميدان‪.‬‬ ‫وفي المغرب مثال شعراء أعطوا الكثير ففي شعرهم‬ ‫نالحظ تفجير اللغة الشعرية فتوحي بما توحي بالكلمة الشعرية‬ ‫تنطق بها مزامير العشق والتبتل العذب والضراعة في األول‬ ‫واألخير بجمالية الصيغ الشعرية‪ ،‬نجد في النموذج األول (كأني‬ ‫أفيق على صوت أمي) يقول ‪:‬‬ ‫كأني أفيق‬ ‫وشعر في الكلمة‬ ‫شيء كالظل‬ ‫إن هذا الشاعر وجد ضالته في اتجاه الحداثة ومبتغاة‬ ‫ينفس فيها عند ذاته ويمارس عبرها شغبه الخاص مع التجربة‬ ‫الشعرية الجديدة متزامنة مع الموضوعات الكبيرة والهواجس‬ ‫االجتماعية األخرى فهنا ال نحكم التجربة الشعرية الجديدة بأثر‬ ‫رجعي وما ينبغي له بقدر ما نتحدث عن واقع معطى ففي هذه‬ ‫الصياغة اكتشاف المواطن الكاملة بذاته ‪.‬‬ ‫وعند شاعر آخر نجده حيث يقول في قصيدة (قمر بعطر‬ ‫غجري) يقول ‪:‬‬ ‫أعابقات تلك أنسام العشق مرت سائبة؟‬ ‫أم هي أحالم الصبا‬ ‫رسمتها لواحظ زرق‬ ‫كانت تبحر في عرسها البهيج‬

‫‪8‬‬

‫بالطيب مزهوة‬ ‫بالعطر باألريج‬ ‫وآخر كنموذج اذ يقول ‪:‬‬ ‫سنعود للحقل المجاور للطفولة‬ ‫حيث ال صوت هناك‬ ‫وَ ال صدى‬ ‫وكما تعود قوافل العشاق‬ ‫عند مغيب إشراقاتها‬ ‫سنعود و سترفرف األرواح في اجسادنا‬ ‫نشوانة‬ ‫كحمائم تمضي إلى األعراس ‪ -‬أعراس الربيع‬ ‫وهنا نالحظ أن شاعر السليقة وشاعر بالفطرة ملهم‬ ‫فهذا النموذج شعره نثر ينساب بمختلف المعاني المتناسقة‬ ‫ونثره شعر يمتدح في عالم الخيال ومنازل اإلبداع‪.‬‬ ‫ومع نبرة التعجيل والشعور بالذات التي تحررت خالل هذا‬ ‫الرمز العظيم تثور في النفس ذكريات الكفاح االليمة المريرة‬ ‫التي أثمرت هذا التمجيد فلم تكن الحرية لتنال ولم يكن‬ ‫االستعمار ينكفئ ولم يكن العلم يرتفع إال على تراب من اجسام‬ ‫المناضلين الذين ارخصوا أرواحهم في سبيل ذلك اليوم‪.‬‬ ‫والنموذج هذا يبرز لنا ذلك ‪:‬‬ ‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫انا عربي القسمات‬ ‫أراهن على النصر عبر النضال‬ ‫لمحو البيع‬ ‫دون منابر الصالة‬ ‫ورمز الحجاب‬ ‫إال أن التضحية في سبيل الحرية شيء عرفته كل الشعوب‬ ‫المناضلة ومعنى من الشجاعة االنسانية تفيض بالرضى في‬ ‫نفوس الضحايا مادام في التضحية تحقيق للوجود الكريم‬ ‫ومع نبرة التعجيل والشعور بالذات التي تحررت خالل هذا الرمز‬ ‫العظيم تثور في النفس ذكريات الكفاح األليمة المريرة التي‬ ‫أثمرت هذا اليوم المجيد‪ .‬فلم تكن الحرية لتنال ولم يكن‬ ‫االستعمار لينكفئ ولم يكن العلم ليرتفع إال على تراب من‬ ‫اجسام المناضلين الذين أرخصوا أرواحهم في سبيل ذلك اليوم‬ ‫وقد زاد صالح عبد الصبور قائال‪:‬‬ ‫فداء تلك اللحظة المجيدة الثرية‬ ‫مضي الى السكون من احبابنا الوف‬ ‫كي يجعلوا قلوبهم تالمس التراب‬ ‫إن التجربة العاطفية بكل منعطفاتها أن تخرج الشاعرة‬ ‫نازك المالئكة من دائرة االغتراب بل زاد من معاناتها وحزنها‬ ‫وتمزقها وجعلت تنسلخ اكثر من عالم الواقع مع رفض مطلق‬ ‫بمفهوم الحب وبمعناه العام الى حد أنها تنسي أحيانا بشرية‬ ‫احساسها على نحو ما كان يفعل المتصوفة حيث تقول ‪:‬‬ ‫روحي ال تعشق أن تحيا مثل الناس‬ ‫أنا أحيانا أنسي بشرية إحساسي‬ ‫حتى حبك حتى آفاقك تؤذيني‬ ‫فأنا روح أسبح كالطيف المفتون‬ ‫قلبي المجهول يحس شعورا علويا‬ ‫ال حسا يشبهه ال وعيا بشريا‬ ‫اذ ذاك احسك بشريا قلقا‬ ‫وفي جانب آخر نجد نزار الشاعر يكشف وجها من وجوه‬ ‫االقطاع اذ يقول على لسان امرأة ‪:‬‬ ‫متى ياسيدي تفهم ؟‬ ‫بأني لست واحدة كغيري‬ ‫اوال فتحا نسائيا يضاف الى فتوحاتك‬ ‫فهذا الوجه لم يعرفه االقطاع في مصر مثال وإنما هو وجه‬ ‫معروف في منطقة أخرى من العالم العربي وقد تطورت هدم‬ ‫الصرخات الرافضة المتمردة في هذا الوجه من وجوه االقطاع‬ ‫الى موقف فكري واضح فيكشف لنا الشاعر كيف أن جريمة‬ ‫االقطاع ال تقتصر على إهدار كرامة اإلنسان الفرد وإنما تمتد‬ ‫إلى إهدار كرامة ألمة جمعاء‪.‬‬ ‫وأحيانا تتحول مقاطع كاملة من قصائد الى ما ينسبه‬ ‫النشيد يردد محبو الشعر ‪:‬‬ ‫من قصيدة الشاعر األخر‬ ‫جئت عرافا لهذا الرمل للشاعر‪ :‬محمد الثبيتي‬ ‫استقصي احتماالت السواد‬ ‫جئت أبتاع اساطير و وقتا ورماد‬ ‫بين عيني وبين السبت طقس ومدينة‬ ‫ضرر ينساب من ثدي السفينة‬ ‫هذه أولى القراءات‬ ‫وهذا ورق التين يبوح‪.‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬ ‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫هذه شذراتٌ سردي ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر ُ‬ ‫المبدعة من شُرفةِ‬ ‫ِّيشة‬ ‫درب الحيارى‪ ،‬والمكلومين‪،‬‬ ‫الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حُدا ٍء َفجريٍّ على ِ‬ ‫والحالمين بمساقطِ الغيثِ الخضير‪ ..‬صحيحٌ َّ‬ ‫أن هذه الشَّذرات اختارت‬ ‫لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫ونفس ًا قصيراً‪ ،‬لكنَّها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫اللمحةِ في غاللةٍ‬ ‫نثريَّةٍ فنيَّةٍ ذاتِ ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحّبَ بها‪ ،‬وفتح ذراعيه لساللها‪،‬‬ ‫فقد أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربّما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪ ،‬واخضالل‬ ‫المآب ‪..‬‬

‫الغ�سق‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫لم تعدِ السما ُء زرقا َء كما كانت‪ ،‬وال الغيمُ رقيقاً شفيفاً‪ ،‬وال األسوارُ‬

‫المعل َ‬ ‫ً‬ ‫عالية تحمي المصابيحَ َّ‬ ‫بأهداب المدينةِ ‪..‬‬ ‫قة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫المدينة لم تخرجْ من غسقها َّ‬ ‫الطويل ‪!..‬‬

‫لم تفرحْ بقطرة ضو ٍء تداعبُ أشجارَها‪ ،‬وقبابها‪ ،‬وشرفاتها‬ ‫الهاجعَةِ‪ّ ..‬‬ ‫كأن النّور جفّ في محاجرها‪ ،‬واحلوْلكَ النّهارُ !‬ ‫والناسُ _ في انتظاِر زقزقاتِ الصَّباح الوليد ـ يتبادلون التهم‪:‬‬ ‫صوت أول ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫القناديل‬ ‫واقفة‪ ..‬ال الخوابي تحبَل‪ ،‬و ال‬ ‫أشجارُ الزيتونِ تموتُ‬ ‫تضيء !‬ ‫صوت ثانٍ ‪:‬‬ ‫األفواهُ َّ‬ ‫تتحلبُ من أجل صُبابة ما ٍء أو قطعةٍ رغيفٍ!‬ ‫صوت ثالث ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫البركة كما ُ‬ ‫الرِّبا ُ‬ ‫تأكل النارُ الحطبَ !‬ ‫تأكل‬ ‫صوت رابع ‪:‬‬ ‫بيوتُ اهلل مهجور ٌة‪ ،‬والصدورُ خرابٌ من الهدى !‬ ‫صوت خامس ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المآذن تشكو إلى اهلل أحزانها !‬ ‫صوت سادس ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الخيول في الميدانِ ‪ ..‬وال تصهل !‬ ‫صوت سابع ‪:‬‬ ‫الغزا ُة يستبيحون ضفائرها‪ ،‬وأهدابها‪َ ،‬‬ ‫ولون عيونها !‬ ‫َّ‬ ‫المصلى لصالةِ‬ ‫احتشدَ الناسُ بقضِّهم وقضيضهم في‬ ‫ركعتين‪ ،‬ودعا ِء ربِّهم‪ ..‬وعند السجود األخي ِر كان فجرٌ رضيعٌ يزقزقُ‬

‫األفق الحالكِ البعيدِ‪ ،‬ويس َفحُ عناقيدَ نورهِ‪َّ ..‬‬ ‫لعله بشرى السماء‬ ‫في ِ‬ ‫ودواب المدينةِ‪..‬‬ ‫والشيوخ‪،‬‬ ‫األطفال‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)5‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫وبعد‪ ،‬فقد وصل كتابك األعزّ مستحسنا لما صدر من والدتك من‬ ‫مساعدتها الصنو أحمد في مرافقتها له لنزهة البحر‪ ،‬وتأخير شرب العشبة‪،‬‬ ‫ومهنّئا لها بذلك‪ ،‬هناك بجميع المسرّات‪ ،‬وقد أقامت معه أيّاما ‪ ،6‬وقدمت‬ ‫فأخذت في شرب العشبة يوم األحد ‪ 12‬شهره‪ ،‬جعله اهلل سببا للشفاء التام‪،‬‬ ‫ومعرفا بابن الحداد ومنزلته‪ ،‬وسفره للحج وسفر من سافر معه له‪ ،‬ومنهم‬ ‫شيخك البلغيثي كتب اهلل سالمة الجميع‪ ،‬وبتوجه الدليرو غير مبيّن أهو‬ ‫توجه للصّلة فقط ‪ ،‬أم توجه انقطاع؟ وإلى اآلن لم يصل البلد‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه‬ ‫كتب ألهله بحلوله القصر الكبير‪ ،‬أصحبه اهلل السالمة‪ .‬وتعجبك من تنفيذ‬ ‫السنوية للفرطاخ أمر ال يوجب التعجب‪ ،‬إذ ال استغراب في ذلك مع تنفيذه‬ ‫لمن هو دونه‪ ،‬بل لمن هو جماد محض‪ ،‬وأطن واهلل أعلم أن تنفيذه هذا‬ ‫ال ينتج‪ ،‬وأنه سيوقع غيره في الحرمان‪ ،‬إذ الناظر يدّعى عجز الحبس عن‬ ‫هذه التنافيذ على أكثرتها‪ ،‬ولم تكن قط‪ ،‬ويتوقع تراكم تنافيذ أخر إذا ُفتح‬ ‫الباب ألهل الطمع‪ ،‬وإلى األن لم يدفع لواحد شيئا‪ ،‬وأظنه كتب للمخزن في‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬وربك الفاعل المختار‪ ،‬وقد لحق حجاج بباعيسى رحمهما اهلل‪،‬‬ ‫وأمس تاريخه كتب لي شيخك الرهوني بأنه في هذا الوقت آيس من الرجوع‬ ‫إلى البلد‪ ،‬وأذن في تقديم إمام لمسجد المصيمدي‪ ،‬فقدّمت لذلك الطالب‬ ‫السيد عبد الرحمن أقشار‪ ،‬وهو ممن يقال فيه‪ :‬حبذا ونعم اإلمام‪ ،‬وبافتتاح‬ ‫المقروآت وبيان أوقاتها وترددك في افتتاح مختصر ابن القرشي أو قراءة‬ ‫تحفة ابن نميش‪ ،‬وهي التي ترجّحت عندك لعدم مزاحمتها لغيرها من‬ ‫األنصبة بخالف مختصر ابن القرشي‪ ،‬وهذا الترجح بيّن وجهه‪ ،‬وإن كنت‬ ‫اآلن لست بأعرف منك فيما يتأكد اإلقدام عليه من المقروآت أو اإلحجام‬ ‫عنه‪ّ ،‬‬ ‫فإن الناقد بصير‪ ،‬غير أني استحسنت نصابي الربع األخير الذين هما‬ ‫اإلجارة والدماء‪ ،‬وفي النفس من فوات ما فات من ربع البيوع شيء نطلب‬ ‫اهلل أن ييسر في تالفيها‪ ،‬إذ تلك األبواب الفائتة من أهم المهمّ‪ ،‬وما ذكرته‬ ‫عن الخطيب وأنه أذن له في الصلة‪ ،‬ويتردد هل يفعل اآلن ويؤب مع أقاربه‬ ‫القادمين عليه‪ ،‬أو يتأخر لفصل الربيع؟ األولى له عدم التأخر لما في التعجيل‬ ‫من سقوط الصائر عنه‪ ،‬وتخلل هذه المدة القريبة بمواقيت تعليل القراءة‪،‬‬ ‫بخالف فصل الربيع فما بعده‪ ،‬وقد أخبرني عنه المرير إذ ذكرت له‬ ‫ما جبل عليه من الحزم واالجتهاد بأنه كما ذكرتُ إال أنه لم يكن‬ ‫حصّل من النحو المقدار الكافي‪ ،‬وربك الفتاح‪.‬‬ ‫وقراءة المكرر من الشيخ الطبيب توصال لغيره ليس من‬ ‫الواجب‪ ،‬سيما مع المزاحمة‪ ،‬فينتظر وصوله للمحل الموقوف عليه‪،‬‬ ‫ولم تخبر عن إياب أخريف والخمال‪ ،‬وال يظهر واهلل أعلم لولد المرير‬ ‫من رجوع‪ ،‬فإنه أخذ في القراءة هنا على ما قيل لي من أن أبويه‬ ‫ال يأذنان له في الرجوع‪ ،‬وإن كان يتمنى ذلك‪ ،‬كما أخبرت بقدوم‬ ‫المولى الكبير‪ ،‬وتخييم المحلة العظمى بوادي فاس‪ ،‬وما تقصده‬ ‫بعد‪ ،‬ويفعل اهلل ما يشاء‪ ،‬مسلما على سيدي أحمد بن يوسف‪،‬‬ ‫وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة والسالم‬ ‫‪ 23‬شوال عام ‪1328‬هـ‪.‬‬

‫[الرسالة الرابعة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب‬ ‫محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها‬ ‫ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫وآله وصحبه وسلم‬ ‫وعلى الولد البار األنجب الطالب السيد محمد أزكى السالم ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ‪ ،‬وصرنا من مضمّنه على بال‪ ،‬ولم يرعني غير‬ ‫ما أخبرت به من أخذ الفقهاء في العواشر والوقوف عن قراءة األصل‪ ،‬فإنهم‬ ‫ما سلموا حتى ودعوا واألمر هلل وحده‪ ،‬وعليه فاختر من مقروآت غير األصل‬ ‫أنفعها‪ ،‬واهجر البطالة فما أقبحها وأبشعها‪.‬‬ ‫الزم الباب إن عشقتَ الجماال واهجر النوم إن أردتَ الوصاال‬ ‫وعلى اهلل التكالن‪ ،‬والمباعدة من الخذالن‪ ،‬والحاج الطيب ميكوا قد‬ ‫كتب لصنوه بتوجيه ما طلبه منه من السّلع بتاريخ أقدم من وصول كتابنا‬ ‫إليك فعلمنا أنه لم يسبق محل لالستدراك والكل حسن‪ ،‬وقد وجه الزيادة‬ ‫التي زادها لمن أمره بتوجيهها له بطنجة‪ ،‬وأجاب بالوصول وإعالم اآلمر‬ ‫ميكوا بذلك‪ ،‬وإلى اآلن لم تصل السلعة‪ .‬هذا‪ ،‬ويصلك في البوسطة األلمانية‬ ‫البدعية البيضاء المقامة تلبسها بالصحة والعافية إن شاء اهلل‪ ،‬ولتعلم أنه‬ ‫قد انشرح صدر الصنو عبد السالم إلتحافه إياك بفرجية من الملف‪ ،‬وعنده‬ ‫فرجيتان أحدهما رمادية مثل البدعية التي كانت عندك وهذه ال زالت تحت‬ ‫مباشرة اإلقامة مع كسرة منه منه لي على يد ابن العم السيد الحاج محمد‬ ‫واألقرب من األخضر الزيتي أقامهما مع كسوة ابن عمه سيدي عالل من‬ ‫قبيل عيد األضحى الفارط‪ ،‬ولبسها يوم عيد األضحى‪ ،‬وقد جعل لك الخيار‬ ‫فيهما فإن خترت الزيتية وهو الغالب على الظن لما علم من شغفك بذلك‬ ‫اللون‪ ،‬وُجهت إليك اآلن وإن اخترت الرمادية فتُوجه لك بعد تمام خياطتها‬ ‫إن شاء اهلل‪ ،‬فاختر ما تشاؤه منهما‪ ،‬مس ّلما على خليلك موالي أحمد بن‬ ‫يوسف‪ ،‬وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة والسالم‬ ‫في ‪ 22‬جمادى ‪ 2‬عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة الخامسة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله‬ ‫الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد‬ ‫منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل وسلم على سيّنا محمد وآله‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫وصحبه وسلم‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬وفقك اهلل وسالم‬ ‫عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ‪ ،‬وصرنا من مضمّنه على بال‪ ،‬أمّا‬ ‫األمناء هنا فهما‪ :‬بناني وبرادة الفاسيان‪ ،‬وعبد الملك التطاوني‬ ‫والحاج الحسن الغسال الطنجي‪ ،‬ولما قدم األمينان لم يجد الغسال‪،‬‬ ‫فأنهضا له بعد يوم أو يومين ر ّقاصاً يستعجالنه في القدوم‪ ،‬فأجاب‬ ‫بأنّه ال يفعل‪ ،‬وبأنّه كتب للمخزن بعدم الفعل‪ ،‬وكأنّه استحقر هذا‬ ‫ّ‬ ‫المحل بالنسبة إلى ما أدّى فأقام العامل عوضاً عنه الصقلي الذي‬ ‫هو أحد المعفيين‪ ،‬وشرعوا في الخدمة‪ ،‬وكتبوا للمخزن معلمين بما‬ ‫ّ‬ ‫لمحل خدمته‪ ،‬ونكص السّمسار‬ ‫أجب به الغسّال‪ ،‬وتوجه بريشة‬ ‫على عقبيه بعد شدّة طمعه في البقاء‪ ،‬وصار يذكر أنّه يريد الس ّفر إلقامة عرس ولده‪ ،‬وما زعمه (ق) من إرسال الصفار‬ ‫‪ 100‬لويزة ورد عليه فال يبعد‪ ،‬إذ الفاديان بذال ‪ 250‬عن ّ‬ ‫كل واحد منهما‪ ،‬والبوليص المستحدث هنالك ال شكّ أنّه‬ ‫عن قريب يمكن من عمله الذي يعمل بالمراسي أو أزيد‪ ،‬ومقومين كراء أمالك [‪ ]...‬قد قوّموا ولم يبق لهم إ ّال تقويم‬ ‫المالح في يوم أو يومين‪ ،‬ثمّ يخرجون األوراق بأداء واجب ستّة أشهر‪ ،‬وأمّا السّمن ّ‬ ‫فإن الزبدة هنا تباع من ريال ‪46‬‬ ‫إلى ‪ ]...[ 48‬هو شهر مارس الموالي لشهر فبراير الذي مضت منه ‪ 8‬أيام‪ ،‬واخبرت بسقوط خنشة الصائر من جيبك‪،‬‬ ‫فالخلف على اهلل‪ ،‬ولم تخبرني بمقدار ما كان فيها‪ ،‬وما شيّعته الجرائد من طلوع النّجم وأخبار الكهنة بما أخبرت‬ ‫به فذلك من الخرافات التي ال ينبغي الخوض فيها‪ .‬وترك نصاب الدردير أو نصاب ابن الخيّاط شيء يستفتى فيه‬ ‫القلب إن لم يمكن الجمع بينهما‪ ،‬وقد و ّلى البقالي هنا النجار نظارة الزاوية الناصرية غد يوم موت ناظرها من قبل‬ ‫المقدم على الزوايا الناصرية السيد محمد مزروع بعد الكتابة باإلعالم للمقدّم ليقره أو يؤخّره‪ ،‬وهذه التولية أشار‬ ‫بها على المولي السمسار‪ ،‬ووقع لهذا المولي مع أخيك عبد السالم شنآن‪ّ ،‬‬ ‫ألن مزروعاً أوصى له بالوقوف على جنازته‪،‬‬ ‫وعلى إخراج ثلث متخلفه الذي حبسه‪ ،‬فهو اآلن في شغل شاغل‪ ،‬حفظه اهلل من شر الحسود‪ ،‬فال بدّ من الدّعاء له‬ ‫بضريح جدّه موالنا ‘دريس‪ ،‬مس ّلما على طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العمّ وسائر األحبّة‪ ،‬وحسّون الذي‬ ‫كنت أخبرتني بإقامته في المصباحية صار يكتب لمن هو على شاكلته هنا بأمور عن دار المخزن فيها اإليذاء للعامل‪،‬‬ ‫والمكتوب له ال يحسن القراءة فيطلع على ذلك من يقراها‪ ،‬فوصل ذلك للعامل‪ ،‬وقد بلغني أنّه ربّما كتب في شأنه‪،‬‬ ‫ولم تعد لي خبر الخمّال بعد إخبارك بفراغ يده وتسلفه ممّن يمتنّ عليه‪ ،‬والسالم في ‪ 10‬صفر الخير عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة السادسة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫ ‬ ‫الحمد هلل وحده‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫الولد البار األنجب‪ ،‬الطالب السّيد محمد‪ ،‬أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫[الرسالة السابعة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله‬ ‫الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد‬ ‫منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫الحمد هلل وحده ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫وصلىاهلل‬

‫وعلى الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيد محمد أزكى السّالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز بتاريخ ‪ 13‬منه‪ ،‬مستبعدا صدور طلب اللبادي لما طلبه‪ ،‬مع أن صاحبه لم يساعَد على‬ ‫ما هو [‪ ]...‬وخص بين نظرائه فيما أوقعه هيجان الغضب‪ ،‬وإرادة اإليّاب من غير استئذان لوال مالطفة (س) الخ ما‬ ‫شرحت‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬ومخبراً بإزعاج سفيري باريس وتثقيف دواب الجمارك لها كما ذكرت‪ ،‬وبحال أصحاب‬ ‫اللبادي معه‪ ،‬فاألمر هلل‪ ،‬وببقاء الشيخ حيا‪ ،‬وقد أخبرني بعض أن الحصار كتب بوفاته بكتاب موافق التاريخ لكتابكم‪،‬‬ ‫فاهلل أعلم‪ .‬والقادري ال زال في السجن مريضا وال علم لي ُأكتب بتوجيهه فعاقه المرض أم لم يكتب بذلك كما أشرت‬ ‫لنهوض طرف من المحلة ألول بني مطير‪ ،‬وبقاء طرفها تجاه أبي األتان‪ ،‬وما وقع بين الحياينة وبني شادن وأوالد‬ ‫الحاج‪ .‬نطلب اهلل سبحانه أن يسكن روعة المسلمين وأن يهدي سيدنا لما فيه صالح األمة‪.‬‬ ‫هذا والمكاتيب التي ترد من طرفكم لهناك يعرض فيها لشيء من هذه الوقائع أصال‪ ،‬حتى ظننت أنه وقع‬ ‫التحجير بالفعل‪ ،‬أو خيف فتح المكاتب بالبوسطة‪ .‬وأما السمن فيرى الحاضر ما ال يرى الغائب‪ ،‬وما كنت أظن وجود هذا‬ ‫الغش بفاس‪ ،‬وقصدت باألمر بشراء الشطر أنه إذا زالت هذه الغلوة نزل سعره فيوخذ منه التكملة واهلل المستعان‪،‬‬ ‫وأخبرت أن الفقهاء إلى اآلن لم يفتتحوا القراءة وال عرجوا عليها‪ ،‬كسال منهم ال غير‪ ،‬وهذا أمر معروف‪ ،‬لكن الطلبة‬ ‫تكون لهم قراءات نافعة زمن بطالة قراءة األصل‪ ،‬فلتكن ذا شغل بذلك وعلى اهلل الكمال‪ ،‬وحال الوالدة بخير‪ ،‬وحال‬ ‫سعادة على ما تعهد من كون مرضها يزيد زمنه على زمن صحتها‪ ،‬ومحرش مع البقالي من جملة األعوان‪ ،‬ثم لتعلم‬ ‫أني ال زلت أتبع هذا شهرين‪ ،‬المحرم الذي قمت بأثره وصفر الذي أعفيت فيه‪ ،‬وقد كنت أمرت العامل إذ ذاك بأن‬ ‫ال يتعرض في الكتابة التي كتبها نيابة عني في طلب اإلعفاء‪ ،‬لكون الناظر امتنع من دفع المشاهرة خوف أن ينتج‬ ‫التعرض لذلك اإلذن له في الدفع‪ ،‬وال يكون إعفاء‪ ،‬وحيث يسر اهلل في اإلعفاء قبض المشاهرتين [‪ ]...‬أن يكون تنفيذ‬ ‫ذلك‪ ،‬مسلما على السادات الفاسيين وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة والسالم في ‪ 28‬ربيع‬ ‫‪1327‬هـ‪ .‬وأخبر أمس تاريخه قدم الطريس بحرا بأوالده‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫ماريانو بيرتوشي‪:‬‬ ‫أندلسي الجذور تطواني الميول‬ ‫لعب االنفتاح على األعمال التشكيلية للفنانين األوروبيين واالحتكاك بهم دوراً‬ ‫مهماً في صياغة الفن التشكيلي ‏المعاصر في المغرب‪ ،‬إذ نجد في الشمال آثار‬ ‫الفنان اإلسباني (مريانو بيرتوشي) على نخبة من الفنانين في مدينة‏تطوان‪ ،‬وفي‬ ‫الجنوب كان هناك (ماجوريل) الفنان الفرنسي التي اتخذ من مدينة مراكش مقراً‬ ‫إلقامته‪ .‬وقد قام‏هذان الفنانان بإعداد مجموعة من الفنانين المغاربة كان لهم‬ ‫الدور البارز في تشكيل الصورة النهائية لالتجاه الفني‏المعروف بالفطري في‬ ‫المغرب‪.‬‏‬ ‫يرى الباحث المغربي محمد أديب السالوي في بحثه عن‬ ‫(التشكيل المغربي بين هوية التراث وهوية المعاصرة) ‏أن‬ ‫«ك ً‬ ‫ال من المثالين اإلسباني والفرنسي أثر بصفة مباشرة على‬ ‫ظهور اللوحة المغربية األولى‪ ،‬ووجه هذه ‏اللوحة في العهد‬ ‫االستعماري لتعانق االتجاه الساذج‪ ،‬وتتكئ عليه‪ ،‬لتجعله‬ ‫صورة للفن المغربي‪ ،‬فعمدت بذلك إلى ‏تأسيس مرحلة جد‬ ‫متميزة من تاريخنا الفني‪ ،‬قائمة ومهتمة بالمظاهر السياحية‬ ‫والفلكلورية التي ال تخلو من مسحة‏جمالية»‪.‬‏‬

‫بيرتوشي الفنان العبقري‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫فع ً‬ ‫ال‪ ،‬إنها مدينة شاعرة وفضاء بصري‪ ،‬أي لوحة قائمة الذات كما وصفها أحد‬ ‫أبنائها وهو الفنان العالمي أحمد بن‏يسف‪.‬‏‬ ‫أصبح بيرتوشي مكلفاً من طرف الحماية اإلسبانية بالسهر على الفنون الجميلة‬ ‫بالمنطقة الشمالية للمغرب في ‏الثالثينات واألربعينات من القرن العشرين فعين في‬ ‫فاتح يونيو سنة ‪ 1930‬مديراً لمدرسة الصنائع الوطنية‏بتطوان بحي باب العقلة‪ .‬فشرع‬ ‫في القيام بدراسة لحالة المدرسة ومستلزماتها‪ ،‬ذلك أن معرفته بالمناخ المغربي‏مكنته‬ ‫من تحديد األسلوب الذي يجب أن يتبعه في عمله‪ ،‬وكذلك الخطة الضرورية للتعليم‬ ‫المتوفرة التي يجب أن ‏يضعها موضوع التنفيذ‪ .‬فأنقذ بذلك الصناعة التقليدية من‬ ‫االندثار كصناعة الزليج والجبس والنقش على الخشب ‏وتزويقه وصناعة الجلد وتطويره‬ ‫وصناعة الحلي والزرابي والصناعة النحاسية والحديدية من أدوات وشبابيك‪ .‬‏وكانت‬ ‫أهم مبادراته في هذه الفترة تأسيسه لمدرسة الفنون الجميلة بمدينة تطوان وهي‬ ‫أولى المدارس الفنية التي ‏أنشئت بالمغرب‪ ،‬إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى‬ ‫‪12/12/1945‬م‪ ،‬وعهد إليها بالقيام بالتربية الفنية بطرق علمية ‏وفنية‬ ‫متينة على غرار مثيالتها في الدول المتقدمة‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ وهي تعمل‬ ‫في الواجهة الفنية معدة األطر‏الفنية في ميادين الفنون التشكيلية‪ ،‬وقد تنبأ‬ ‫في لحظة التأسيس عن قدرات المغاربة في هذا المجال حيث قال‪« :‬لن‏يحتاج‬ ‫األمر لوقت طويل كي يصبح للمغاربة صيت عالمي في مجال التشكيل‪،»..‬‬ ‫وفع ً‬ ‫ال فقد تخرج منها فنانون‏كبار نذكر منهم‪ :‬العمراني‪ ،‬السرغيني‪ ،‬شبعة‪،‬‬ ‫مغارة‪ ،‬الشفاج‪ ،‬أطاع اهلل‪ ،‬المليحي وغيرهم كثير‪ .‬منهم‬ ‫من استقر ‏خارج الوطن مثل‪ :‬أحمد بن يسف وعبدالعزيز‬ ‫المراكشي ورشيد السبتي‪ .‬ومن األسماء النسوية نذكر‪:‬‬ ‫الزهرة ‏الصحراوي وخديجة بوسلهام‪ ،‬أم البنين السالوي‪،‬‬ ‫خديجة اليوسفي وغيرهن‪.‬‏‬ ‫ومن مبادراته كذلك إنشاء مدرسة للزرابي بمدينة شفشاون‪،‬‬ ‫ومدرسة (تغزوت) بتاركيست للمحافظة على صناعة ‏تطعيم الخشب‬ ‫بخيوط الفضة التي تمتاز بها تلك الناحية‪ .‬كان هدفه من وراء إنشاء هذه‬ ‫األوراش والسهر عليها‏هو مراقبة ومساعدة وتوجيه المشاغل الخصوصية التي‬ ‫تنجز أعمالها وفق األسلوب المغربي‪ ،‬وتشجيع اإلبداع‏والمحافظة على هذه الفنون من المنافسة‬ ‫األوروبية ومن التحريفات التي يمكن أن يلحقها بعض الصناع‏المتهورين‪ .‬كما أن مسؤولياته‬ ‫كمحافظ للتراث الفني مكنته من مراقبة األشغال العمومية حتى ال يحصل تغيير في ‏جمالية‬ ‫المعمار أو التخطيط العام في بنية الفضاءات‪،‬‬ ‫وساهم أيضاً في إحداث المتحف األتنوغرافي أو‬ ‫ما كان ‏يسمى (متحف المغرب) حيث شخص فيه‬ ‫من خالل معروضاته مشاهد عن نمط الحياة‬ ‫الحضرية والقروية بمدينة‏تطوان ونواحيها‪.‬‏‬

‫ولد بغرناطة سنة ‪1884‬م‪ ،‬عاش طفولته وشبابه في مدينة‬ ‫مالقة وانتسب في سن مبكرة إلى األكاديمية اإلقليمية‏للفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وقد تعرف في هذه المرحلة بحكم الجوار واللعب إلى‬ ‫بابلو بيكاسو‪ ،‬وبعد ذلك بوقت قصير عاد ‏إلى غرناطة ليتابع‬ ‫دراسته الفنية في معهد الفنون الجميلة‪ ،‬وبعدها انتقل إلى‬ ‫مدريد حيث التحق باألكاديمية الملكية ‏لسان فرناندو باعتباره‬ ‫تلميذاً (ألنطونيو مونيوث دغرين)‪ ،‬ثم عاد إلى مسقط رأسه‬ ‫ليمارس فن الرسم متأثراً ‏باإلرث األندلسي الذي يحيط به من‬ ‫كل جهة بدءاً بقصر الحمراء وأناشيد الصفاء تنبعث من نافورته‪،‬‬ ‫وانفجار‏اللون من فسيفساء العمارة األندلسية الخالدة وتنويعات‬ ‫الخط العربي فوق الجدران واألقواس والقباب‪ ،‬كل هذا ‏شكل مصدر إلهام له‪ ،‬فاستهواه إلى‬ ‫حدود العشق والوله‪ ،‬فجسم ذلك في لوحاته الرائعة التي تبرز بوضوح مسار ‏األثر العميق‬ ‫للتراث اإلسالمي الغرناطي‪ ،‬فراوده حلم االنتقال إلى العدوة الجنوبية نحو شمال المغرب‪ ،‬إلى‬ ‫مدينة ‏تطوان‪ ،‬العاصمة الثقافية للمغرب آنذاك‬ ‫شقيقة غرناطة‪ ،‬ويروي قصة رحيله نحو المغرب‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪« :‬كنت أرسم ‏لوحاتي األولى بغرناطة‪ ،‬لما‬ ‫وصل ذات يوم لمنزلي (ضون أنيبال رينالدي)‬ ‫المترجم الرسمي للجنرال (أدونيل) ‏وهو صديق‬ ‫حميم لوالدي‪ ،‬وقد وجدني أضع بعض المغاربة‬ ‫في لوحة لقصر الحمراء‪ ،‬فتأثر بهذا العمل الذي‬ ‫فنان الشمس اإلفريقية‪:‬‬ ‫كان ‏في طور اإلنجاز أبلغ األثر‪ ،‬بحيث لم يجد‬ ‫أوقف بيرتوشي حياتــه على الفن وأخلــص‬ ‫ما يقوله لي غير‪ :‬ما الذي تريد أن أهدي إليك؟‬ ‫له‪ ،‬فكــان رساماً عظيماً‪ ،‬ارتبط اسمه بأروع‬ ‫فأجبته عن سؤاله‪ :‬أريد ‏بذلة مغربية فقط‪ .‬وما‬ ‫أن الحظ حماسي للمواضيع المغربية‪ ،‬وأدرك‬ ‫اللوحات التي رسمها‏بالمنطقة الشمالية وبخاصة‬ ‫أنها واحدة من األشياء التي أشتاق إليها‪ ،‬‏دعاني‬ ‫في مدينتي تطوان وشفشاون ونواحيهما‪ ،‬بلمسة‬ ‫لزيارة المغرب بصحبته‪ ،‬واختيار أحسن بذلة‬ ‫ريشة دينامية وهاجة وحية‪ ،‬فقد أنجز ‏‏‪ 50‬لوحة‬ ‫عربية تروقني وكذلك فعلت‪ ،‬متوجهاً مباشرة إلى‬ ‫عبر فيها عما أحس وفتن به من جمال هاتين‬ ‫طنجة‪،‬‏وكان ذلك أول سفر لي للمغرب»‪.‬‏‬ ‫المدينتين باحثاً عن عمق الضوء والنور الالمع‬ ‫الذي يمنح ‏اللوحة مدلوالت تأثيرية ولمسات‬ ‫تكررت زياراتــه إلى المغــرب وذلك إلنجاز‬ ‫تبحث عن السحر في سياق توثيق العالقة بين‬ ‫سلسلة من النقوش‪ :‬سبعــة منها أنجزت سنة‬ ‫الفنان ومحيطه‪ ،‬فهو يجعل من ‏لوحاته قصائد‬ ‫‪1903‬م وتتعلق بالعمليات ‏التي بوشرت من‬ ‫ملونة‪ .‬وكان شديد االرتباط بالحياة اليومية‬ ‫طرف جيوش السلطان عبدالعزيز ضد المتمردين‬ ‫المغربية‪ ،‬إذ انكب على رســـم األحيـاء الشعبية‪،‬‬ ‫بفاس وفرخانة (قرب مليلية) وتطوان‪ ،‬أما‏الثالثة‬ ‫المتبقية فقد أنجزت سنة ‪1908‬م والتي حصلت أحداثها بمليلية وفاس والدار البيضاء وهي ‏والممرات الضيقة‪ ،‬واألسواق األسبوعية‪ ،‬والبيوت القديمة‪ ،‬والمساجد‪ ،‬واألقواس‪ ،‬والحفالت‬ ‫والمناسبات‏الموسمية‪ ،‬واهتم بتصوير النماذج البشرية‪.‬‏‬ ‫التي واجه فيها‏الجيش اإلسباني قوات المقاومة المغربية‪.‬‏‬ ‫وعندما اختارت الحماية اإلسبانية مدينة تطوان عاصمة لمنطقة نفوذها أدرك بيروتشي‬ ‫كذلك رصد جوانب من التاريخ االجتماعي والسياسي للمنطقة الشمالية الخاضعة للنفوذ‬ ‫أن مستقبله وحلمه ‏يرتبطان بها‪ ،‬فكانت المقر‬ ‫االستعماري اإلسباني‪ ،‬إذ ‏تعتبر لوحاته بمثابة‬ ‫واالستقرار إلى أن وافته المنية بها سنة ‪1955‬م‪.‬‏‬ ‫مساهمة في كتابة أحداث التاريخ بالمنطقة‬ ‫والفضاءات التي عاش فيها‪ ،‬وقد اعتمد المؤرخ‬ ‫عاشق تطوان‪:‬‬ ‫‏‏(طوماس غارسيا فيغراس) في كتابه (المغرب‬ ‫‏‪Marruecos‬‏) على لوحاته في توثيقه لألحداث‬ ‫إذا كانت غرناطة قد شكلت في ذاكرتــه‬ ‫المختلفــة‪ .‬ويعتبـــر أيضاً من ‏ألمـــع مخططي‬ ‫لوحة فنية ال تمحوها األيام والشهـور فإن‬ ‫الملصقات وإعــداد رســوم الطوابــع البريديـــة‬ ‫مدينة تطوان زادته إشراقاً ونوراً‏وإلهاماً؛ فانبهر‬ ‫للمرحلة الخليفية‪ ،‬والتي بلغ عدد إصداراتها أكثر‬ ‫بجمالها وفضائها‪ ،‬وانجذب نحوها في عالقة‬ ‫من‏عشرين وحدة‪ ،‬لقد كان ممث ً‬ ‫ال للحياة المغربية‬ ‫حميمية زادتها األيام قوة وصالبة‪ .‬وقد كتب‬ ‫تمثي ً‬ ‫ال بليغاً وصادقاً‪ ،‬وجسد من حيث الميول‬ ‫عنها ‏بمناسبة زيارة الملك اإلسباني (ألفونسو‬ ‫وجوده بشكل أفضل ‏وباحترام شديد‪ .‬تطواني‪،‬‬ ‫الثالث عشر) سنة ‪1927‬م قائ ً‬ ‫ال‪« :‬تطوان‬ ‫أندلسي الجذور‪ ،‬رجل فنان ملتزم مع شعب أحبه‬ ‫المدينة المغربية الجميلة ذات ‏الطابع المشرقي‬ ‫العميق‪ ،‬الغامضة بفعل غرابة ظالل أزقتها‪،‬‬ ‫كما لو كان شعبه‪ ،‬وقدم له العديد من ‏العطاءات‬ ‫مدينة العيون والمساجد‪ ،‬المخترقة لسفوح جبل‬ ‫واإلنجازات في الميدان الفني واإلبداعي والجمالي‪،‬‬ ‫‏درسة‪ ،‬بقعة بيضاء‪ ،‬تبرز بين خضرة البساتين‬ ‫ولعل أهم هذه العطاءات وأجلها لوحة زفاف‏موالي‬ ‫الالمعة‪ ،‬وتخفي الخريف الشاسع عبر واد لحلو‪،‬‬ ‫الحسن بن المهدي خليفة السلطان في الشمال‬ ‫مدينة األصول ‏األدبية‪ ،‬واالستقراطية العربية‪،‬‬ ‫التي قضى في رسمها أزيد من أربع سنوات‪.‬‬ ‫مهد الشرفاء والمحتفظين باألسماء األندلسية‬ ‫واستحق بذلك ‏لقب (فنان الشمس اإلفريقية) كما‬ ‫والكنوز التاريخية الغنية»‪.‬‏‬ ‫وصفه النقاد اإلسبان‪.‬‬


‫العدد ‪985‬‬

‫ربويات‬

‫ت‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫حوار مع األستاذ نبيل أقبيب‪،‬‬

‫مفتش مادة التربية الموسيقية بالتعليم الثانوي‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬

‫«تذوق الموسيقى وممارسة أنشطتها يجعل المتعلم مرهف الحس‪ ،‬قادراً‬ ‫على أن يميز بين الجميل والقبيح»‬ ‫تتنوع المواد التعليمية الفنية والجمالية بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬وتأخذ أشكاال متعددة‪ ،‬تهدف كلها إلى االرتقاء بالمتعلمين إلى أعلى درجات الحس والتذوق الفني‪،‬‬ ‫وإكسابهم المزيد من الخبرات التي تؤهلهم للحياة‪ .‬عالوة على تنمية ذكائهم وزيادة قدرتهم على التركيز‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية هذه المواد الفنية‪،‬وضمنها مادة التربية الموسيقية‪ ،‬لم تحظ بالعناية الالزمة من قبل القيمين على الشأن التربوي ببالدنا‪ ،‬وظلت مادة‬ ‫تدريسية غير معممة؛الشيء الذي يعطي االنطباع بأنها مادة ترفيهية وهواية شخصية‪ ،‬وليست معرفة وذكاء إنسانيا حديثا أنتج بنيات مهنية واقتصادية وسياسية‬ ‫ضخمة في العالم‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء على أهمية التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬ودورها في تجويد الحياة المدرسية‪ ،‬وما يعترضها من معيقات‪ ،‬حاورنا األستاذ نبيل أقبيب‬ ‫مفتش جهوي لمادة التربية الموسيقية باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬الذي مدنا‪ ،‬بكل أريحية وبطريقة ال تخلو من الدعابة‬ ‫المعهودة فيه‪ ،‬ببعض التوضيحات حول تدريس مادة التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫أستاذ نبيل‪ ،‬ما هي البداية األولى للتربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية؟‬

‫كان التأسيس األول لمادة التربية الموسيقية بالمغرب سنة ‪ 1993‬بقرار ملكي‪ ،‬فقد دعا المرحوم‬ ‫الحسن الثاني طيب اهلل ثراه إلى إدماج مادة التربية الموسيقية ضمن المواد التعليمية‪ ،‬وفتح شعبتها‬ ‫بالمركز التربوي الجهوي بمدينة الرباط‪ .‬وبالمناسبة وبحمد اهلل كنت ضمن الفوج األول لهذه الشعبة‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬بعد اجتياز مباراة الولوج للمركز‪ ،‬وأمضينا سنتين تكوينيتين وحققنا التخرج‬ ‫كأساتذة لمادة التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية‪ .‬وقد كانت هذه التعيينات مضافا تربويا‬ ‫جديدا‪ ،‬أضفى على المؤسسات التعليمية نوعا جديدا من النشاط التربوي‪.‬‬

‫كما تعلمون‪ ،‬أستاذ نبيل‪ ،‬فإن لكل مادة تربوية أهدافا ترتكز عليها‪ ،‬في نظركم‬ ‫ما هي أهداف التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية؟‬ ‫الشك أن للتربية الموسيقية تأثير في األبعاد‬ ‫المحددة لشخصية المتعلم‪ ،‬سواء منها العقلية‬ ‫والوجدانية والحس حركية‪ ،‬والثقافية واالجتماعية‬ ‫والجمالية؛ فالتربية الموسيقية تربي المتعلم‬ ‫على الشعور باالبتهاج واالرتياح النفسي والرضى‬ ‫عن الذات‪ ،‬وذلك باالنفتاح على الحياة وعلى كل‬ ‫ما هو جميل فيها‪ .‬وتمكنه من فهم كل المشاعر‬ ‫النفسية واإلنسانية‪.‬‬ ‫فعلى مستوى البعد الحسي الحركي تسعى‬ ‫التربية الموسيقية إلى تنمية التوافق بين ما هو‬ ‫حركي وعضلي جسماني وبين ما هو نفسي روحي‬ ‫وسيكولوجي من خالل أنشطة موسيقية متعددة‬ ‫تجمع بين أربع مكونات أساسية للمادة وهي‪:‬‬ ‫مكون الغناء‪ ،‬مكون الممارسة اآللية والغنائية‪،‬‬ ‫مكون اإلستماع والتذوق الفني ومكون اإلبداع‪.‬‬ ‫وعلى مستوى البعد العقلي؛ فان دور المادة‬ ‫يتمثل في تنمية اإلدراك الحسي والقدرة على‬ ‫المالحظة وعلى التنظيم المنطقي وتنمية الذاكرة‬ ‫السمعية والقدرة على االبتكار واإلبداع مقابل‬ ‫اإلستهالك إضافة إلى المساهمة في تسهيل‬ ‫تعلم وتلقى المواد الدراسية األخرى‪.‬‬ ‫على مستوى البعد الوجداني‪ :‬تعتبر التربية‬ ‫الموسيقية من الوسائل الهامة في تشكيل الفرد‬ ‫من حيث توازناته الروحية والعقلية والجسدية؛‬ ‫بحيث يصبح إنسانا سويا إيجابيا بما يعود بالخير‬ ‫له ولوطنه‪ .‬عالوة على أن المادة‪ ،‬عبر ممارسة‬ ‫أنشطتها‪ ،‬تساعد على جعل المتعلم مرهف الحس‪،‬‬ ‫قادرا على أن يميز بين الجميل وغيره‪ ،‬وينعكس‬ ‫كل ذلك على سلوكه وأخالقه‪ ،‬وتكسبه اتجاهات‬ ‫وأنماط سلوكية سوية‪ ،‬تفاعال مع اآلخر من خالل تهيئة فـرص المشـاركة في األنشطة الموسيقية‬ ‫الجماعية الصفية والالصفية والتي تعزز اإلحسـاس بأهمية العمل الجمـاعي‪.‬‬ ‫على مستوى البعد االجتماعي‪ :‬تساهم التربية الموسيقية في تنمية االتجاهات االجتماعية من‬ ‫خالل ممارسة األنشطة واأللعاب الموسيقية واألناشيد واألغاني التراثية والموسيقات العالمية والتي‬ ‫يمكن من خاللها تنمية اتجاهه االجتماعي‪ ،‬واعتزازه باالنتماء وتقدير الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬والنظام وتقبل‬ ‫االختالف واالنفتاح على ثقافات الغير‪ ،‬إضافة إلى تنمية روح االستقاللية والثقة بالنفس‪...‬‬

‫هل تعتمد التربية الموسيقية في تدريسها على برامج ومناهج على غرار باقي‬ ‫المواد التعليمية األخرى؟‬

‫هناك برامج ومناهج خاصة بمادة التربية الموسيقية‪ ،‬تجتمع في التوجيهات الرسمية للمادة من‬ ‫إنجاز مديرية المناهج بالوزارة المعنية‪ ،‬ولإلشارة فإن المادة‪ ،‬خالل تأسيسها‪ ،‬كانت تقتصر على تدريس‬ ‫مفاهيم علمية بحثة‪ ،‬اقتداء بالتدريس بالمعاهد الموسيقية‪ ،‬ثم بعد اختمار الفكرة اتضحت الرؤية في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬خاصة مع تخرج أول فوج من المفتشين الذين اعتكفوا على بناء مناهج وبرامج بمساعدة‬ ‫مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية‪ ،‬وتم إقرار تقسيم مادة التربية الموسيقية إلى أربع مكونات‬ ‫أساسية وهي‪ :‬مكون الغناء‪ ،‬مكون الممارسة اآللية واإليقاعية‪ ،‬مكون االستماع والتذوق الفني‪ ،‬ثم مكون‬ ‫االبداع‪ .‬يختار األستاذ في حصته من بين هذه المكونات السالفة الذكر مكون أساس وتصبح باقي‬ ‫المكونات األخرى داعمة للمكون الرئيسي‪ .‬ويصبح األستاذ أمام تحقيق جوانب مرتبطة بالمعارف وأخرى‬ ‫بالقدرات ثم الجانب المتعلق بالمواقف‪.‬‬

‫ما هي عالقة مادة التربية الموسيقية بباقي المواد التعليمية األخرى؟‬

‫األكيد أن التربية الموسيقية تتقاطع مع كل المواد التعليمية األخرى؛ فإذا ما أخدنا مواد اللغات مثال‪،‬‬ ‫فان التربية الموسيقية تربط االتصال بأساتذة اللغات الختيار نصوص شعرية باللغة العربية‪ ،‬الفرنسية‪،‬‬ ‫واألمازيغية‪ ،‬لتنظم من قبل التالميذ‪ ،‬وتلحن وتغنى داخل أقسام التربية الموسيقية‪ .‬نفس الشيء‬ ‫بالنسبة للمواد العلمية كالفيزياء والعلوم الطبيعية؛ فنحن في التربية الموسيقية ندرس خصائص‬ ‫الصوت‪ ،‬الحبال الصوتية‪ ،‬مصدر الصوت‪،‬الذبذبات الصوتية‪ ،‬الصوت البشري طبقاته‪،‬تكوينه‪...‬‬ ‫كذلك نشترك مع التربية البدنية‪ ،‬في عملية اإلحماء قبل الشروع في الغناء‪ ،‬فنحتاج لضبط عملية‬ ‫التنفس في التسخينات الصوتية والجسدية‪...‬كما أن هناك تقاطع مع مادة االجتماعيات حينما نتحدث‬ ‫عن السياق التاريخي للنص الغنائي‪ ،‬وإبراز القيم الوطنية والدينية والمجتمعية التي يتحدث عنها‪.‬‬

‫هـــل هنــاك فــرق بيـــن تلقيـــن‬ ‫الموسيقــى في المؤسســات التعليميـة‬ ‫والمعاهد الموسيقية؟‬

‫التعليمي للناشئة‪.‬‬

‫بداية أريد أن أحدد السياق الذي تبنت فيه‬ ‫المؤسسات التعليمية مادة التربية الموسيقية؛ أوال‬ ‫نحن ال ندرس الموسيقى بتوجهها التخصصي‪،‬‬ ‫فهذا من اختصاص المعاهد الموسيقية‪ .‬ثم إن‬ ‫اإلسم الذي أطلق على المادة مركب من شقين‪:‬‬ ‫تربية ثم موسيقية‪ ،‬وهذا على غرار مجموعة من‬ ‫المواد الدراسية األخرى من قبيل التربية البدنية‪،‬‬ ‫التربية اإلسالمية وغيرهما‪ .‬فالتربية الموسيقية‬ ‫تحدد أهدافها من خالل تربية وتهذيب‪ ،‬وإعطاء‬ ‫ما هو جميل في كل األبعاد العقلية والوجدانية‬ ‫والجمالية‪ .‬ثم إن المعاهد الموسيقية التابعة لوزارة‬ ‫الثقافة تعمل على تدريس مناهج اآلالت الموسيقية‬ ‫لتخريج المحترفين من العازفين على اآلالت‬ ‫الموسيقية‪ ،‬في حين تشتغل التربية الموسيقية‬ ‫على تمكين التلميذ من معرفة تامة بأسماء هذه‬ ‫اآلالت وأنواعها ودورها داخل الفرق الموسيقية‪ ،‬ثم‬ ‫تسعى للتحليل الموسيقي بإكساب المتعلم معارف‬ ‫مرتبطة باألنماط الموسيقية اآللية منها والغنائية‬ ‫وتدريس اإليقاعات الموسيقية‪ ،‬وتكسب المتعلم‬ ‫ثقافة اإلنتاج بدل اإلستهالك ليعرف قيم حقوق‬ ‫التأليف ويستطيع عبر متالشيات البيت والمدرسة‬ ‫أن يصنع لنفسه آلة موسيقية ليصبح مساهما ال‬ ‫مستهلكا‪ ،‬وينتقل من معرفة سمعية غافلة إلنصات‬ ‫تحليلي يستطيع من خالله التمييز بين مكونات‬ ‫الخطاب اللحني ‪ :‬الكلمة واللحن واألداء‪ ،‬وليس‬ ‫غريبا على التربية الموسيقية االهتمام بالمجال‬ ‫القيمي للنصوص الغنائية لتقدم النموذج التربوي‬

‫على الرغم من األهمية التي تحظى بها التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫إال أنها ال زالت غير معممة‪ ،‬في نظركم ما هو السبب في ذلك؟ هل هناك محاوالت‬ ‫لتعميم هذه المادة مستقبال؟‬

‫إن قضية التعميم واحدة من المعيقات التي تعاني منها المادة‪ ،‬ففي غياب إعادة فتح شعبة التربية‬ ‫الموسيقية بالمراكز الجهوية للتكوين‪ ،‬سيزداد الوضع عناء على الرغم من أن هذه السنة هي أول سنة‬ ‫لتخرج الفوج األول من سلك اإلجازة المهنية لمادة التربية الموسيقية بكلية علوم التربية بالرباط وهم‬ ‫في انتظار إدماجهم‪ .‬ما نتمناه هو أن يعاد االعتبار للمادة وأن يعي القيمون على الشأن التربوي ببالدنا‪،‬‬ ‫بأن الذكاءات الموسيقية أصبحت اآلن تحتل صدارة الذكاءات عالميا‪ ،‬ويتم توسيع دائرة تدريس التربية‬ ‫الموسيقية ليشمل السلك االبتدائي والثانوي والجامعي على غرار بعض الدول العربية كتونس ومصر‬ ‫واإلمارات‪....‬‬ ‫كانت هذه إذا بعض اآلراء حول التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية ‪ ،‬والتي يمكن أن نستنتج‬ ‫منها أن التربية الموسيقية مادة فنية لها أهميتها في تهذيب سلوك المتعلمين‪ ،‬وتعويدهم على‬ ‫األخالق الحميدة‪ ،‬وفضيلة التعاون والتضامن‪ ،‬إال أنها لم تحض بنفس االهتمام الذي تحض به بقية‬ ‫المواد الدراسية األخرى‪ ،‬حيث ال زالت مادة ثانوية غير معممة‪ ،‬وذلك ألسباب متعددة منها ما هو مرتبط‬ ‫بقلة الموارد البشرية والمادية‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بالعقلية الرافضة لتدريس الموسيقى بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ .‬لذلك أصبح من الضروري بدل مجهود إعالمي تحسيسي للتعريف بالتربية الموسيقية‪ ،‬إلجالء‬ ‫الغموض الذي يلف هذه المادة‪ ،‬ولتصحيح تمثالت المجتمع حول الفن بشكل عام والموسيقى بشكل‬ ‫خاص ‪.‬‬


‫العدد ‪985‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫من شمال‬ ‫الشيخ الفقيه‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب ‪:‬‬ ‫محمد بن عبد السالم بوزيد ال ِيدْ ِري‬ ‫الشيخ محمد بن عبد السالم بو زيد اليدري‪ ،‬ينتسب إلى قبيلة بني يْدِر القريبة من مدينة تطوان‪.‬‬ ‫وهو ابن عمّ الفقيه أحمد بن محمّد بوزيد الحمراوي األنجري(ت‪1382‬هـ‪1962/‬م)‪.‬‬ ‫وأسرة بوزيد شريفة النّسب‪.‬‬ ‫كان من الفقهاء البارزين في بادية الشّمال‪ ،‬درس بالقرى الجبلية القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية‪ ،‬ثم‬ ‫رحل بعد ذلك إلى فاس؛ حيث أَمَّ جامع القرويين‪ ،‬ونهل به من حياض علمائه وفقهائه‪ ،‬أمثال‪ :‬محمد الب ّقالي‪ ،‬وأحمد‬ ‫بن الخياط الزكاري (وله إجازة خطيـة عنهما)‪ ،‬وأحمد ابن الجياللي المغاري‪...‬‬ ‫وكان في شبابه يتمتع بذكاء خارق وألمعية نادرة‪ ،‬وقوة حفظ عجيبة‪ ،‬مكنته من استيعاب علوم عصره المتداولة‬ ‫بسرعة وسهولة‪ .‬في حين ّ‬ ‫أن أقرانه كانوا ال يدركون مرادهم إال بعد تعب ونصب شديد‪ .‬وقد حكى عنه هذا األمر‬ ‫القاضي بقبيلة أنجرة الفقيه أحمد اغزيل رحمه اهلل‪ ،‬وقد كان رفيقه في الطلب‪.‬‬ ‫وبعد أن استكمل مشواره التعليمي‪ ،‬رجع إلى الشمال (أي‪ :‬شمال المغرب) ّ‬ ‫وظل يتنقل في ُقراه إماما ومع ّلما‬ ‫ومدرّسا‪ ،‬من زاوية موالي عبد اهلل الغزواني إلى َطرْدَان‪ ...‬حيث نذر نفسه لتعليم النشء وتربية ّ‬ ‫الطالب حتى‬ ‫الممات‪.‬‬ ‫وقد كان عفيفا دَيِّنًا‪ ،‬ال يتع ّلق بأصحاب الجاه‪ ،‬وال يسعى للحصول على منصب أو وظيفة؛ بل عُرض عليه منصب‬ ‫القضاء فرفضه‪ ،‬وعَدَّ حَزَّ الرّقاب أهون من امتهان القضاء‪.‬‬ ‫وبهذه الخصال الفاضلة‪ّ ،‬‬ ‫والطباع النبيلة‪ ،‬حاز مكانة سامية في قلوب معاصريه وطالبه؛ فألقوا عليه من حُ َلل‬ ‫ّ‬ ‫الثناء الغالي والنّفيس‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫قال القاضي أحمد اغزيل‪( :‬محمد بن عبد السالم بو زيد من أذكى ُّ‬ ‫الطالب الذين عرفتهم خالل مرحلة ّ‬ ‫الطلب‪،‬‬ ‫مع تفتّح في ّ‬ ‫الذهن‪ ،‬وسرعة استيعاب وحفظ)‪.‬‬ ‫قال الفقيه عبد السّالم اغبالوا‪( :‬محمد بن عبد السالم بوزيد طالعت معه ذات يوم صحيح البخاري بشرح‬ ‫القسطالني‪ ،‬فوجدت الرجل من كبار حُ ّفاظه‪ ،‬وذلك أنّي أسرد من الكتاب وهو يتابع من حفظه)‪.‬‬ ‫قال الفقيه محمد بوخبزة‪( :‬كان من فقهاء البادية البارزين مع ع ّفة وديانة‪ ،‬على جمود فقهي قاتل)‪.‬‬ ‫قال الشّيخ ّ‬ ‫الطاهر ال ّل ِهي ِوي‪( :‬هو العلاّ مة المحدث الذي يغلب عليه الحفظ‪ ،‬وكان يكاد يحفظ صحيح البخاري‬ ‫بشرح القسطلاّ ني‪ ،‬وكان يحفظ متون النحو والفقه كلها‪ ،‬ويحفظ مختصر خليل‪ ،‬وكان يداوم قراءة حزبه بعد حزب‬ ‫القرآن الكريم بعد صالة الصّبح‪ ،‬وكان يغلب عليه الزّهد في الدنيا واآلخرة والورع في ّ‬ ‫ملذاتها الفانية‪ ،...،‬ومن‬ ‫عبادته رحمه اهلل أنّه كان يقوم من الليل ما شاء اهلل‪ ،‬وكان ال ينام بعد صالة الصّبح؛ بل كان يقرأ مختصر خليل‬ ‫بعد قراءة حزبه مع ولده السّيّد أحمد الذي كان في الحفظ يماثل أباه‪ ،‬وكان يواظب على صوم اإلثنين والخميس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وطولب بالقضاء فرفض‪ ،‬وجاء إليه المراقب اإلسباني المدعو برابوا‪ ،‬وكان يتك ّلم اللسان العربي الفصيح‪ ،‬واستدعاه‬ ‫إلى دار خليفة القائد السيد محمد الشَّ ّقاق ثالث مرات‪ ،‬وهو يساومه ّ‬ ‫بخطة القضاء وكان يقول له‪ :‬أنا ال أصلح لها‪،‬‬ ‫وكان يقول له‪ :‬تعيّنتْ عليك في شريعتكم لغزارة علمك‪ ،‬وفي الثالثة أملى عليه بعض أصدقائه شروطا لع ّله ال تقبل‬ ‫منه‪ ،‬وهي أنه قال‪ :‬إذا شئتم أن أتولى القضاء فبشرط‪ :‬أن يحمل ظهير التّولية خمس إمضاءات‪ :‬إمضاء المقيم العام‬ ‫اإلسباني‪ ،‬وإمضاء خليفة السلطان‪ ،‬وإمضاء رئيس الوزارة‪ ،‬وإمضاء نائب األمور الوطنية‪ ،‬وإمضاء المراقب البلدي‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫فقال له‪ :‬لماذا؟ فقال له‪ :‬ليتأتّى لي أن أحكم على الظالم الكبير وهو القائد وخليفته وأشياخه ومُقدّموه‪ ،‬ثمّ مطلق‬ ‫المواطن‪ ،‬فقال له‪ :‬نستشير في األمر‪ ،‬فلم يردّ عليه جوابا‪ ،‬ثم قيل له‪ :‬إنّه استشار مع الحكام اإلسبانيين‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬ ‫هذا ال يصلح لنا‪ ،‬وتركوه)‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل آخر يوم من شعبان عام ‪ 1367‬للهجرة موافق ‪1947‬م‪.‬‬ ‫و قد خ ّلف تالمذة كثيرين‪ ،‬أبرزهم‪ :‬الشيخ محمد البقالي الداهري‪ ،‬والشيخ الطاهر ال ّلهيوي الوهابي العروسي‪،‬‬ ‫وهذا الثاني كان من مالزميه حتّى الممات‪.‬‬ ‫وال يُعرف له أثر في ميدان التأليف والكتابة سوى‪ :‬نظم في نُصرة السّدل‪ .‬بخط تلميذه ومالزمه‪ :‬الطاهر‬ ‫اللهيوي‪ .‬محفوظة نسخة منها بخزانة شيخنا محمد بو خبزة‪ ،‬وقد عارضها من نفس البحر والرّوي‪.‬‬ ‫وال بأس من إيراد نص إجازته لتلميذه الشيخ محمد البقالي الداهري رحمه اهلل‪ ،‬قال فيها‪:‬‬ ‫(الحمد هلل الذي جعل سلسلة اإلسناد وسيلة للنجاح‪ ،‬وجعل االشتغال به من أسباب الرشد والفالح‪ ،‬نحمده‬ ‫سبحانه على أن منح أصفياءه علم اإلسناد‪ ،‬وحفظ به دينه القويم عن التحريف والتبديل على مدى األعصار في الغدوّ‬ ‫والرواح‪ .‬ونستعينه ونستغفره مما اكتسبناه بالمسا والصباح‪ .‬ونشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬شهادة‬ ‫عالم ترشّح بالعمل والصالح‪ ،‬ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أفاض على صحابته نور علمه وهديه‪ ،‬فطابت‬ ‫منهم األنفاس واألرواح‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن تالهم بإسناد علم‪ ،‬فيعلمون من أصوله‬ ‫وفروعه ما يمنع ويباح‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فإني بحول اهلل وقوته أجزت الطالب النبيه‪ ،‬الشريف الوجيه‪ ،‬الفقيه النزيه‪ ،‬السيد محمد بن السيد محمد‬ ‫البقالي الداهري اللنجري عاملنا اهلل وإيه مع الوالدين واألشياخ بلطفه‪ ،‬ما دامت الشمس في األفالك تجري‪ ،‬وإن كنت‬ ‫أقصر عن هذا المضمار‪ ،‬لما يقع به من العثار‪.‬‬ ‫فأقول مستعينا باهلل ومعتمدا عليه‪ ،‬ومفوضا في جميع ما أنتحي إليه‪ :‬رويت صحيح البخاري وأجزته فيه على ّ‬ ‫أن‬ ‫عليه عهد اهلل القديم‪ ،‬وميثاقه األكيد العظيم‪ ،‬على أن يقع كل متن موضعه وال يتعدّاه‪ ،‬على ما أوّله عليه علماء‬ ‫السنة‪ ،‬وال يتبع هواه‪ ،‬عن شيخنا اإلمام أبي المعالي سيدي محمد البقالي‪ ،‬وشيخنا الفقيه اإلمام‪ ،‬العالم العالمة‬ ‫الهمام‪ ،‬الحافظ لآلثار‪ ،‬العالم بأقوال السلف وأئمة األمصار‪ ،‬األصولي الصوفي‪ ،‬من ال يجارى في علمه‪ ،‬وال يُدرك‬ ‫شأوه‪ ،‬وال بشيء منه يُحاط‪ ،‬الشريف سيدي أحمد الخياط‪ ،‬إلى آخر ما في فهرسته‪ ،‬وبه كتبه سنة ‪ 1355‬هـ لطالبه‬ ‫محمد بن عبدالسالم بوزيد الحسني ُغفر له)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مصادر الترجمة ‪:‬‬

‫كتاب الطاهر اللهيوي في الشرفاء العلميين ‪2/337-338‬‬ ‫معلومات شفهية عن‪ :‬الشيخ محمد بو خبزة‪ ،‬والسيد مصطفى البقالي‪.‬‬

‫األستاذ الصديق الروندة يروي فصوال من سيرته (‪)3‬‬ ‫تقديم وتنسيق‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫تقديم‬

‫يعد األستاذ الصديق الروندة من األسماء التي قدّمت الكثير للخزانة‬ ‫المغربية‪ ،‬في األدب والفكر وفي العمل الدعوي واإلرشادي؛ غير أنه اختار‬ ‫التواري عن المشهد العام واالبتعاد عن األضواء واالشتغال في صمت‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬قررتُ أن أجري مع األديب والباحث األستاذ الصديق الروندة‬ ‫حوارا شامال حول مساره الثقافي والعملي ونطوف خالله حول جملة من‬ ‫االهتمامات التي اشتغل بها والمحطات التي مرّ منها‪ ،‬وقد فضّل حفظه‬ ‫اهلل تحرير أوراق تكون جوابا عن كل األسئلة عوض أن نسلك السبيل‬ ‫المعتاد في مثل هذه اللقاءات‪ :‬سؤال ‪ /‬جواب‪ ،‬فلم أمانع في الفكرة‪ ،‬فكانت‬ ‫الفصول اآلتية‪:‬‬ ‫يواصل األستاذ محمد الصديق الروندة ذكرياته الغنية والمثيرة‪ ،‬في‬ ‫هذه الحلقة الثالثة‪ ،‬قائال‪« :‬أما سؤالك عن انطباعاتي وذكرياتي التي تخللت‬ ‫حياتي‪ ،‬واعترضت مسيرتي في الميدانين التعليمي والوظيفي عندما كنت‬ ‫كاتبا عاما لرابطة علماء المغرب؛ فهو سؤال يتبادر إلى ذهن كل صحافي‬ ‫باحث‪ ،‬وهو طبيعي وضروري لالطالع على ما أحاط المترجم من أحدث‬ ‫مفاجئة وغير منتظرة‪ ،‬وقد ال تخطر بالبال وال تنسجم مع واقع الحال‪.‬‬ ‫وقبل التطرق إلى الذكريات التي أشرت إليها أنتهز هاته الفرصة‬ ‫للتانبيه إلى أن تدارك مشكل التعليم ومعالجته ال يكون بتغيير البرامج‬ ‫وتحيينها وتحديثها فقط؛ بل إن جوهر اإلصالح ـ في نظري ـ يكمن قبل‬ ‫كل شيء في إعادة الهيبة واالعتبار للمشرفين على التعليم في مؤسساته‬ ‫االبتدائية والثانوية‪ ،‬وتوفير السكن للقائمين عليه بالمعاهد نفسها التي‬ ‫يشتغلون بها‪ ،‬وبدون األخذ بعين االعتبار بهذه الشرطين األساسيين‬ ‫سيبقى مستوى التعليم متدنيا كما هو اآلن‪ ،‬إن لم يواصل تدهوره إلى‬ ‫ما هو أسوأ‪.‬‬ ‫إن ذكرياتي عن المدة التي قضيتها متنقال بين المدارس االبتدائية‬ ‫والمعاهد الثانوية مختلفة ومتعددة‪ ،‬إنها حقبة بلغت سبعا وثالثين‬ ‫سنة؛ تجرعت فيها الحلو والمر‪ ،‬ألن طبيعة األح��داث المتوقعة وغير‬ ‫المتوقعة تفاجئ اإلنسان وتطوّقه من كل جانب‪ ،‬فتحدث تحوال في قناعاته‬ ‫وتوجهاته‪ ،‬وتغيرا في مخططاته وقراراته‪ ،‬وقد تغير ـ شاء أم كره ـ مجرى‬ ‫حياته وتطلعاته‪.‬‬ ‫إن أحسن الذكريات ـ وما أقلها ـ يطويها النسيان ويمحوها الزمان‪،‬‬ ‫فال يبقى عالقا بالذاكرة إال ما نكأ وساء‪ ،‬ورزأ ووجع؛ ألن الجرح يكون عميقا‪،‬‬ ‫وصدوره من كائن يطلق عليه «إنسان» يعد غريبا‪ ،‬ويتصور صدوره منه‬ ‫بعيدا‪ ،‬بل يكاد يكون مستحيال‪.‬‬ ‫تعود بي الذاكرة إلى سنة ‪ ،1965‬حيث كنت أعمل بثانوية لال مريم‬ ‫بمراكش‪ ،‬وقد اعتبرت نفسي محظوظا لتعييني بهذه المؤسسة التعليمية‪،‬‬ ‫حيث تعرفت فيها على ثلة من األساتذة المراكشيين اللطاف األخيار؛ على‬ ‫رأسهم األديب الراوية‪ ،‬الفكاهي المؤانس‪ ،‬قبلة المجالس‪ ،‬ذو الذاكرة‬ ‫اللقاطة‪ ،‬والبديهة الحاضرة‪ ،‬واالبتسامة العريضة‪ ،‬األستاذ محمد بنبين‪،‬‬ ‫الذي أصبح بعد ذلك نديما للملك الحسن الثاني وأنيسه‪ ،‬ومسليه وجليسه‪.‬‬ ‫وصادف أن كانت هاته السنة سنة إضرابات ومظاهرات‪ ،‬خصوصا‬ ‫في أوساط الطالب والعمال‪ ،‬مظاهرات كانت تقابل بعنف السلطة‪ ،‬وقمع‬ ‫أجهزتها البوليسية في عهد كان الحاكم فيه وزير الداخلية الجنرال محمد‬

‫أوفقير‪ ،‬فكانت تكال االتهامات وتباشر االعتقاالت وتصدر األحكام القاسية‬ ‫بناء على وشايات زائفة واتهامات كاذبة وقع ضحيتها كثير من األبرياء‪ ،‬على‬ ‫الرغم من أنهم من قريب أو بعيد لم يشاركوا بقول أو عمل‪ ،‬ولم يفعلوا ما‬ ‫يستحق السجن والتعذيب‪ ،‬وفقدان األمل‪.‬‬ ‫رجعت عشية سبت إلى البيت‪ ،‬فأخبرت بأن الشرطة تبحث عني‪ ،‬تسألت‬ ‫في نفسي عن سبب هاته الزيارة المفاجئة‪ ،‬فلم أجد لها مبررا‪.‬‬ ‫صباح االثنين ـ وأما ألتحق بمقر عملي ـ رأيت سيارة الشرطة واقفة‬ ‫بباب المؤسسة‪ ،‬تلقاني حارسها وأبلغني بأن البوليس ينتظرني‪ ،‬فكلفته‬ ‫بإبالغ المديرة بأني ذهبت مع الشرطة التي جاءت تبحث عني‪.‬‬ ‫في اإلدارة اإلقليمية لألمن الوطني أجلسني مرافقاي بباب مكتب‬ ‫المفتش الذي سيستجوبني؛ من حسن الحظ ـ وأنا جالس أنتظر ـ أن مرّ‬ ‫أمامي مدير األمن اإلقليمي قاصدا باب مكتبه‪ ،‬وكنت أعرفه بالمشاهدة‪ ،‬إنه‬ ‫رجل طويل القامة‪ ،‬تبدو على وجهه مسحة الجدية واالتزان وسيما التعقل‬ ‫واألمان‪ ،‬ينحدر من عائلة الحسوني المعروفة بمدينة سال‪.‬‬ ‫ُفتح باب المكتب وخرج منه مفتش شرطة تعلو وجهه مالمح الطغيان‪،‬‬ ‫وأمارات الصرامة والعدوان‪ ،‬أدخلني وأمرني بالجلوس قبالته‪ ،‬ثم بعد أن‬ ‫سدّد نظره الشزر إليّ بادرني قائال‪ :‬لديّ أخبار مؤكدة ال شك فيها‪ ،‬لثقة‬ ‫مصدرها وصدق ناقلها‪ ،‬أنك قمت بدعوة لإلضراب في أوساط الطالبات‬ ‫وبين العاملين والعامالت‪ ! ‬حدجته بنظرة المتهم البريء ثم قلت‪ :‬إن أكبر‬ ‫دليل على بطالن قولته وتفاهة كذبته أن مؤسستنا لم يضرب فيها أحد‪،‬‬ ‫ال من الطالبات وال من األساتذة‪ ..‬وها أنا اليوم جيء بي من مقر عملي‪،‬‬ ‫فكيف أدعو إلى اإلضراب وأعمل؟ وكيف ستكون نظرة زمالئي إلى من يأمر‬ ‫غيره وينجو بنفسه؟ إن مهنتي رسالة نبيلة تفرض عليّ األمانة والصدق‪،‬‬ ‫ال الفساد والنفاق والكذب‪.‬‬ ‫صوّب إليّ عينين يتطاير الشرر منهما‪ ،‬وقال‪ :‬مخبرنا أصدق من أن‬ ‫نكذبه‪ ..‬أجبته بلهجة الواثق من نفسه‪ :‬إن كان صادقا عندكم فهو كاذب‬ ‫عندي‪ ،‬والوقائع تضحد مزاعمه‪ ،‬وتفضح أباطيله‪ ! ‬وأردفت‪ :‬ما يمنعكم من‬

‫أن تؤيدوا القول بالعمل‪ ،‬فتقوموا ببحث في المؤسسة أو بجمعي بمخبركم؟‬ ‫قال بغضب‪ :‬إن لم تعترف طوعا لجأت إلى وسائل أخرى‪ ..‬أتتوهم أن الشرطة‬ ‫تتهم المواطنين بالباطل؟ فهمت موقفه‪ ،‬فقابلت موقفه بالتجلد والصمت‪،‬‬ ‫فانتصب واقفا وخرج‪ ،‬ثم رجع في حينه رجل تبدو عليه عالمات العدوان‬ ‫والشراسة‪ ،‬يتطاير الشرر من عينيه‪ ،‬وتفوح رائحة من يديه‪ ..‬شعرت إذ ذاك‬ ‫بخطورة الوضع وما وراءه‪ ،‬أثناءها تراءت لي صورة المدير اإلقليمي يروم‬ ‫الدخول إلى مكتبه‪ ،‬فبادرت‪ :‬أريد مقابلة المدير اإلقليمي السيد الحسوني‪،‬‬ ‫بهت من معرفتي وذكري السم مديره‪ ،‬فما وسعه إال أن صرف مارده وذهب‬ ‫يستشير رئيسه‪ ،‬ثم رجع بعد دقائق وطلب مني مرافقته إلى مكتب السيد‬ ‫المدير اإلقليمي‪.‬‬ ‫سلمت على المدير سالم الواثق من نفسه‪ ،‬وحكيت له موقفي وموقف‬ ‫موظفه‪ ..‬لم يسعه وهو ذو النظر السديد إال أن ينحاز إلى الرأي السليم‪،‬‬ ‫ويأمر موظفه بتلبية طلبي وإجراء مقابلة بيني وبين المخبر الكاذب‪ ،‬لتظهر‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫ودعت السيد العميد الحصيف شاكرا‪ ،‬ورافقت موظفه الذي أجلسني‬ ‫بباب مكتبه في انتظار مجيء المخبر‪..‬‬ ‫انتظرت وانتظرت‪ ،‬وأخيرا خرج الموظف من مكتبه وأخبرني بأنه لم‬ ‫يوفق في االتصال بالمخبر‪ ،‬وبأنه يسمح بذهابي إلى عملي‪ ،‬وعندما تحين‬ ‫الفرصة سيستدعيني إلجراء المقابلة‪ ،‬ولم يفته أن يقول مهددا‪ :‬إننا‬ ‫سنشدد المراقبة عليك‪ ،‬ونتتبع حركاتك وسكناتك‪..‬‬ ‫رميته بنظرة استخفاف‪ ،‬وقلت مستهزئا‪ :‬مراقبتكم تشعرني باألمان‪،‬‬ ‫وتوحي لي باالطمئنان‪ ..‬أشكرك عليها مسبقا‪ ،‬وأهنئك على يقظتك مجددا‪.‬‬ ‫التحقت بعملي واثقا بنفسي‪ ،‬شاكرا اهلل على ما إليه وفقني‪ ،‬مثنيا على‬ ‫ما إليه ألهمني‪..‬‬ ‫أعلنت اإلدارة عن استغرابها واستهجانها‪ ،‬حيث لم يقع إشعارها‬ ‫مسبقا باإلجراءات األمنية التي تمس أطرها التربوية‪ .‬كما أعرب الزمالء عن‬ ‫استنكارهم وتضامنهم مع زميل أخلصوا له الود كما أخلص لهم‪ ،‬ولم يسع‬ ‫أحدهم إال أن ينبري قائال‪ :‬ال شك عندي في أن أحد أولياء تلميذاتك أراد أن‬ ‫يتخلص منك‪! ‬‬ ‫نبهتني مالحظتك إلى ما ينبغي عمله‪ ،‬فشرعت أستفسر التلميذات عن‬ ‫عمل آبائهم‪ ..‬ولما قالت إحداهن إن أباها مخبر سري‪ ،‬توجهت إليها أسألها؛‬ ‫غير أنه أسقط في يدي لما قالت إنه ال يوجد حاليا بمراكش‪ ،‬ألنه توجه حاجا‬ ‫إلى الديار المقدسة‪.‬‬ ‫في فترة االستراحة‪ ،‬جاءتني تلميذتان لتخبراني بأن التلميذة المعنية‬ ‫كاذبة؛ فأبوها لم يحج‪ ،‬وأنهما رأت��اه صباح اليوم مع ابنته أمام باب‬ ‫المدرسة‪ ..‬تيقنت أنه المدبر الحقيقي للقضية‪ ،‬راميا التخلص مني‪ ،‬تفاديا‬ ‫لسقوط ابنته لكسلها وتأخرها وضعف مستواها الدراسي‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬كانت التلميذة المعنية‪ ،‬ابنة المخبر المعني‪ ،‬من الساقطات‬ ‫في آخر السنة‪ ،‬ال في العربية فقط؛ بل في جميع المواد‪ ..‬ورحم اهلل من‬ ‫ضرب للغدر مثال‪ ،‬فقال‪« :‬يؤتى الحذر من مأمنه‪.»! ‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪985‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫تقرير حول السباق النسوي في دورته الرابعة (‪5‬كيلومترات)‬ ‫على الطريق و ذلك احتفاال باليوم العالمي للمرأة‬

‫ف��ي إط��ار االحتفال باليوم العالمي للمرأة‪،‬‬ ‫وبمناسبة عيد األم‪ ،‬نظمت جمعية‪ Red1 ‬أللعاب‬ ‫القوى بطنجة بشراكة مع مقاطعة طنجة المدينة‬ ‫وبتنسيق مع المديرية الجهوية للشباب والرياضة‪،‬‬ ‫والشركة المكلفة ‪ ‬بتدبير ميناء طنجة المدينة ‪،‬‬ ‫وعصبة الشمال أللعاب القوى جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬وبتنسيق وتعاون مع السلطات المحلية‪،‬‬ ‫ووالية األمن‪ ،‬والقيادة اإلقليمية للوقاية المدنية‪،‬‬ ‫والقوات المساعدة‪ ‬وبتعاون مع شركة سيطا بوغاز‬ ‫‪،‬وش��رك��ة س��ام��و(‪ )SAMU‬ط��ن��ج��ة‪ ،‬وش��رك��ة كوكا‬ ‫كوال‪ ،‬وشركة كافيطال ‪ ،‬و شركة فالنسيا‪ ،‬السباق‬ ‫النسوي على الطريق في دورتـه الرابعـــة مسافتـــه‬ ‫( ‪ 5‬كيلومترات )‪ ‬تحت شعار ‪:‬‬ ‫‪ ،»Tangier Run For Women 2019 « ‬وذلك‬ ‫صباح يوم‪ ‬األحد ‪ 10‬مارس ‪ ، 2019‬وقد مر السباق‬ ‫في أجواء جيدة رياضية حماسية تنافسية واجتماعية ‪، ‬‬ ‫حيث عرفت مشاركة مكثفة أكثر من ‪ 980‬مشاركة‪ ‬من‬ ‫مختلف األعمار والشرائح االجتماعية مثلن العديد من‬ ‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬والجمعيات الرياضية والثقافية‪ ،‬فضال عن عداءات‪ ‬و بطالت محترفات من المغرب‬ ‫وخارج المغرب‪ ، ‬مما يعد دليال على أن هذا السباق يشكل مناسبة الكتشاف عداءات من الشابات‪ ،‬وأيضا‬ ‫فرصة للنساء اللواتي يرغبن في ممارسة هواية الجري من أجل المتعة وقضايا إنسانية‪ ، ‬وكان سباق‬ ‫ناجحا بكل المقاييس ‪.‬‬ ‫و أشرف على هذا السباق كل من رئيس جمعية‪ RED1 ‬أللعاب القوى السيد ‪ ‬محمد ياسين‬ ‫العداتي‪ ‬بمعية أعضاء المكتب الممثلين في كل من ‪ ‬كاتب العام‪ ‬محمد البغدادي‪ ، ‬أمين المال‪ ‬حسين‬ ‫برهنيش‪ ، ‬نائبه‪ ‬حميد النهاجي‪، ‬المستشار‪ ‬محمد أعزاير‪ ‬والمستشار‪ ‬محمد بنفارس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫باقي أعضاء اللجنة المنظمة وعدد من فعاليات المدينة و‪ ‬بعض المنتخبين والضيوف‪ ،‬على توزيع‬ ‫الجوائز سواء مبالغ مالية‪ ‬حيث حصلت متسابقة األولى على مبلغ قدره‪ ،DH 1500 ‬المتسابقة الثانية‬ ‫على‪ ، DH 1000 ‬والمتسابقة الثالثة‪ ،DH 500 ‬باإلضافة إلى جوائز أخرى عينية‪ ‬درع‪ ، ‬الكؤوس‪ ،‬هدايا‬ ‫‪ ،‬ميداليات‪، ‬شواهد‪ ‬و‪ ‬ورود‪ ‬على الفائزات ‪.‬‬ ‫و يبقى من أهم الجوانب المضيئة في هذا السباق‪ ‬وهو تكريم خمس‪ ‬مشاركات مسنات أعمارهن‬ ‫تتراوح ما بين ‪ 74‬و‪ 83‬سنة‪ ،‬باإلضافة إلى البراعم ‪ ‬الصغار الذين تتراوح أعمارهم مابين ‪ ‬ثالث وخمس‬ ‫سنوات‪ ،‬وقد تم كذلك تكريم مجموعة من فعاليات المجتمع المدني العاملين في مجال اإلعاقة‬ ‫تخصيصا ‪.‬‬

‫وحضر حفل توزيع جوائز السباق‪ ،‬الذي بات مصنفا‬ ‫ضمن التظاهرات الرياضية النسائية على الصعيد‬ ‫الوطني‪ ،‬السيد عبد الواحد اعزيبو المقراعي المدير‬ ‫الجهوي لمديرية الشباب والرياضة جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪،‬السادة النواب لرئيس مقاطعة طنجة المدينة‬ ‫كل من السيد محمد البكراني‪ ،‬السيدة خديجة التسولي‬ ‫الدادي‪ ،‬السيد محمد مبارك الشاط‪ ،‬السيد إقبال الحلوي‪،‬‬ ‫والسيدة جيهان البقالي ‪،‬و أيضا نائبة رئيس المجلس‬ ‫الجماعي السيدة نعيمة بنعبـــود‪ ‬ونائبــة مقاطعـــة‬ ‫السواني‪ ‬السيدة البقالي والسيد إدريس بنعباد المدير‬ ‫الفني لشركة تدبير ميناء طنجة المدينة والسيد جميل‬ ‫الوزاني مدير التسويق والذكاء االستراتيجي بميناء‬ ‫طنجة المدينة‪ ،‬وعدة فعاليات رياضية وفنية‪.‬‬ ‫و في األخير نشكر كل من ساهم سواء من قريب أو‬ ‫بعيد في إنجاح هذا السباق ونخص بالذكر ‪ :‬رجال األمن‬ ‫الوطني‪ ،‬القوات المساعدة ‪، ‬الوقاية المدنية‪ ،‬األطر‬ ‫الصحية التابعة لوزارة الصحة ‪، ‬باإلضافة إلى ‪ ‬طلبة‪ ‬‬ ‫المعهد الوطني للعمل االجتماعي بطنجة ‪...‬‬ ‫و كانت النتائج التقنية للسباق على الشكل التالي ‪:‬‬

‫الرتبة األولى ‪ :‬حنان الباجوي‬ ‫الرتبة الثانية ‪ :‬نوال إيكو‬ ‫الرتبة الثالثة ‪:‬سارة الغزواني‬ ‫الرتبة الرابعة ‪:‬شيماء الخياري‬ ‫الرتبة الخامسة ‪ :‬آية حيثان‬ ‫الرتبة السادسة ‪ :‬فاطمة القاسمي‬ ‫الرتبة السابعة ‪ :‬كوثر اليمني‬ ‫الرتبة الثامنة ‪ :‬فوزية اليمني‬ ‫الرتبة التاسعة ‪ :‬شيماء أحريش‬ ‫الرتبة العاشرة ‪ :‬شيماء البقالي‬

‫رئيس الجمعية‬

‫محمد ياسين العداتي‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ت�أمالت يف �سورة الفاحتة‬

‫ً‬ ‫فري�ضة من الله‪ ،‬ويجب عليكم يف كل ركعة من ركعات تلك ال�صلوات‬ ‫يف كل يوم وليلة ت�صلون خم�س �صلوات‬ ‫قراءة �سورة هي من خري �سور كتاب الله‪ ،‬يحفظها جميع امل�سلمني‪� ،‬إنها �سورة الفاحتة التي خ�صها الله يف‬ ‫كتابه ب�أكرث من �إ�سم وو�صف‪ ،‬وامتدحها ر�سول الله ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬ملا ت�ضمنته من عظيم املعاين‪،‬‬ ‫وجليل الدالالت‪ ،‬و�أبلغ العبارات يف توحيد الله وتعظيمه وحتميده‪.‬‬

‫�إن �سور ًة تبلغ �أهميتها �أن من تركها يف ال�صالة بطلت �صالته حلقيقة باالهتمام‪ ،‬وجدير ٌة بالتعلم‪ ،‬و� ٌ‬ ‫أهل لأن‬ ‫يدر�س امل�سلمون تف�سريها‪ ،‬ويتفهموا معانيها‪ ،‬ويتوا�صوا لتح�صيل لطائفها و�أ�رسارها‪ .‬فمما ُيعاب على امل�سلم‬ ‫�أن يظل �سنني طويلة يردد هذه ال�سورة ع�رشات املرات يف اليوم والليلة ومع ذلك ال يح�سن تف�سريها‪ ،‬وال يدري‬ ‫ماملراد منها!‪.‬وهذا ي�ؤدي �إلى عدم اخل�شوع يف ال�صالة‪ ،‬و�إلى خلل يف النطق ب�آياتها و�أحرفها‪.‬‬ ‫ري ٌة َعظِ َيم ٌة‪َ ،‬ل َها عِ َّد ُة َ�أ�سْ َماءٍ ‪َ ،‬وكَ رْ َ‬ ‫�سمائِها َد ٌ‬ ‫اط ٌع‬ ‫ليل َ�س ِ‬ ‫مي ٌة‪َ ،‬ف َ�ضا ِئ ُل َها كَ ِث َ‬ ‫ور ٌة َمكِّ َّي ٌة كَ رِ َ‬ ‫ث ُة َ�أ َ‬ ‫ور ُة ال َفاتحِ َ ةِ ُ�س َ‬ ‫ُ�س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َاب‪،‬‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫آن‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫َاح‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫الف‬ ‫؛‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫�سم‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِله‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اط‬ ‫ق‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫ظِ‬ ‫ِ‬ ‫تحِ‬ ‫مِ‬ ‫دِ‬ ‫ِ‬ ‫�سمائ َِها ُ�أ ُّم ال ِكت ِ‬ ‫َو ُب ْرهَ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مي َوال ُقر� ِآن ال َعظِ ي ِم مِ َن ال َّثنَاءِ َع َلى اللهِ َعزَّ َو َج َّل َوتَوحِ ي ِد ِه َوتَعظِ يمِ هِ َوتحَْ مِ ي ِدهِ‪،‬‬ ‫اء فيِ ال ِكت ِ‬ ‫ال�شت َِمال َِها َع َلى َما َج َ‬ ‫َاب الكَرِ ِ‬ ‫ال�س ْب ُع ا َ‬ ‫ات‪ ،‬تُثنَّى ‪� -‬أَ ْي ُتك ََّر ُر‪ -‬فيِ كُ ِّل َركْ َعةٍ مِ ْن‬ ‫اركَ ٍ‬ ‫مل َثانيِ لأَن َ​َّها َ�س ْب ُع �آ َي ٍ‬ ‫َو َو ْع ِد ِه َو َوعِ ي ِدهِ‪َ ،‬ومِ ْن �أَ َ‬ ‫ات ُم َب َ‬ ‫�سمائ َِها َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫زَّ‬ ‫اللهُ‬ ‫ال�ص َال َة َب ْينِي‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫�س‬ ‫ق‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫�س‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ِيث‬ ‫د‬ ‫احل‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫ال�ص‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ص َل َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫�سم َ َّ‬ ‫يع َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َجمِ ِ‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ات‪َ ،‬ومِ ْن �أَ َ‬ ‫َ َ َ فيِ‬ ‫َو َبينْ َ َع ْبدِي ن ِْ�صـ َفينْ ِ ‪ :‬ن ِْ�صـ ُف َها يِل َون ِْ�صـ ُف َها ِل َع ْبدِي‪َ ،‬و ِل َع ْبدِي َما َ َ‬ ‫ِني؛ َف َي ُق ُ‬ ‫�س�أ َل‪َ ،‬ف�إِ َذا َق َ‬ ‫ال ال َع ْب ُد‪َ :‬‬ ‫ول‬ ‫احل ْم ُد للهِ َر ِّب ال َعالمَ َ‬ ‫َ‬ ‫الرحِ ي ِم؛ َف َي ُق ُ‬ ‫لي َع ْبدِي‪َ ،‬و�إِ َذا َق َ‬ ‫اللهُ ‪َ :‬ح َم َدنيِ َع ْبدِي‪َ ،‬ف�إِ َذا َق َ‬ ‫ال ال َع ْب ُد‪َ :‬مالِكِ َي ْو ِم ال ِّدينِ ؛‬ ‫حمنِ َّ‬ ‫ال ال َع ْب ُد‪َّ :‬‬ ‫الر َ‬ ‫ول اللهُ ‪� :‬أ ْثنَى َع َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َف َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِني؛ ف َيقول اللهُ ‪ :‬هَ ِذ ِه َب ْينِي َو َبينْ َ َع ْبدِي َو ِل َع ْبدِي َما‬ ‫م َدنيِ َع ْبدِي‪َ ،‬و�إِذا قال ال َع ْب ُد‪� :‬إِ َّياك ن َْع ُب ُد َو�إِ َّياك نَ�س َتع ُ‬ ‫ول اللهُ ‪ :‬جَ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ني؛‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال�ض‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫وب‬ ‫�ض‬ ‫غ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫اط‬ ‫�‬ ‫صرِ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ِي‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫اط‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫اه‬ ‫‪:‬‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ هِ ْ رْ ِ‬ ‫�س�أ َل َ ِ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ هِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫صرِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ول اللهُ ‪ :‬هَ ِذ ِه ِل َع ْبدِي َو ِل َع ْبدِي َما َ َ‬ ‫َف َي ُق ُ‬ ‫�س�أ َل»‪.‬‬ ‫ملع َّلى َ�أ َّن َر ُ�س َ‬ ‫بن ا ُ‬ ‫ول اللهِ ‪�-‬صلى الله‬ ‫ري ٌة‪ ،‬مِ ن َْها َما َر َوا ُه َ�سعِي ُد ُ‬ ‫ار كَ ِث َ‬ ‫ور ِة ال َفاتحِ َ ةِ �آ َث ٌ‬ ‫َو َق ْد َو َر َد فيِ َف�ضْ ـلِ ُ�س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مل�سْ جِ د»‪َ ،‬ق َ‬ ‫عليه و�سلم‪َ -‬ق َ‬ ‫ور ٍة فيِ ال ُقر� ِآن َق ْب َـل �أَ ْن تَخْ ُر َج مِ َن ا َ‬ ‫ال‪َ :‬ف�أَخَ َذ ِب َيدِي َف َل َّما �أَ َر َاد �أَ ْن‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ال َلهُ ‪« :‬لأُ َع ِّل َمن َ​َّك‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ور ٍة مِ َن ال ُقر� ِآن‪َ ،‬ق َ‬ ‫مل�سْ جِ ِد ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫َيخْ ُر َج مِ َن ا َ‬ ‫ال‪َ « :‬ن َع ْم «الحْ َ ْم ُد ِل َّلهِ َر ِّب‬ ‫ول اللهِ ‪� ،‬إِن َ​َّك ُق ْل َت لأُ َع ِّل َمن َ​َّك �أَ ْع َظ َم ُ�س َ‬ ‫ال�س ْب ُع ا َ‬ ‫مل َثانيِ َوال ُقر� ُآن ال َعظِ ُيم الذِي �أُوتِيتُهُ »‬ ‫ا ْل َعالمَ َ‬ ‫ِني»‪ ،‬هِ َي َّ‬

‫ِالر ُبو ِب َّيةِ ا ُ‬ ‫ور َة ال َفاتحِ َ ةِ بِالت َ​َّو ُّجهِ �إِ َلى اللهِ ب َ‬ ‫مل ْط َلقِةِ «الحْ َ ْم ُد‬ ‫ِاحل ْم ِد َم َع َو ْ�صـفِهِ ُ�س ْب َحانَهُ ب ُّ‬ ‫َل َق ِد اف َتت َ​َح اللهُ َعزَّ َو َج َّل ُ�س َ‬ ‫ِ�ص الكَامِ لِ َّ‬ ‫ِيها َد ْع َو ٌة �إِ َلى التَّوحِ ي ِد َ‬ ‫يب َو َال‬ ‫اخلال ِ‬ ‫ال�شامِ لِ ‪� ،‬إِنَّهُ تَوحِ ي ٌد‪َ ،‬ال ت َُ�شو ُبهُ َ�شا ِئ َب ٌة مِ ْن َقرِ ٍ‬ ‫ِل َّلهِ َر ِّب ا ْل َعالمَ َ‬ ‫ِني»‪َ ،‬وف َ‬ ‫َبعِيدٍ‪ ،‬اعرتاف بربوبية الله‪� ،‬إعرتاف بقدرته‪ ،‬اعرتاف بف�ضله ونعمه‪� ،‬إنها عقيدة امل�سلم التي ينبني عليها كل‬ ‫اعةٍ َولحَْ َظةٍ مِ َن ال َي ْو ِم‪َ ،‬و َ‬ ‫�شيء‪َ ،‬ف َ‬ ‫احل ْم ُد للهِ فيِ احلِ ِّل َوالترَّْ َحالِ ‪�ِ ،‬إ َّال‬ ‫احل ْم ُد للهِ َو ْح َد ُه فيِ ال َي َق َظةِ َوالن َّْو ِم‪َ ،‬وفيِ كُ ِّل َ�س َ‬ ‫الر ُ�س ُ‬ ‫ول ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪َ -‬ي ْح َم ُد اللهَ َو َي ْذكُ ُر ُه‪،‬‬ ‫َع َلى �آ َياتِهِ َو�آ َالئِهِ ‪َ ،‬وال َق ْل ُب َال َيتَع َّل ُق �إِ َال ب َِ�سنَا َب َهائِهِ ‪َ ،‬و َل َق ْد كَ َ‬ ‫ان َّ‬ ‫ان بِهِ مِ ْن َمزِ ي ِد َم َددٍ ‪َ ،‬و ْلنَ�ستَمِ ْع �إِ َلى َر ُ�سولِ اللهِ‬ ‫مي مِ ْن َع َددٍ ‪َ ،‬و َما ُي َع ُ‬ ‫َويمُ َ ِّج ُد ُه َو َي�شْ كُ ُر ُه‪ِ ،‬ب�أَ ْق َ�صى َما يمَْ ـل ُِك َمنْطِ ُقهُ الكَرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ض‬ ‫و‬ ‫ماوات‬ ‫ال�س‬ ‫لء‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫احل‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫«ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫�صلى الله عليه‬‫لء الأَ ْر ِ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫هِ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َّ َ َّ‬ ‫و�سلم‪-‬وهُ َو َي ْح َم ُد اللهَ َو ُي ْثنِي َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َّ‬ ‫مل ْجدِ‪� ،‬أَ َح ُّق َما َق َ‬ ‫لء َما ِ�شئ َْت مِ ْن َ�شيءٍ َب ْع ُد‪� ،‬أَ َ‬ ‫هل ال َّثنَاءِ َوا َ‬ ‫ال ال َع ْب ُد َوكُ ُّلنَا َل َك َع ْب ٌد‪َ ،‬ال َمان َِع لمِ َ ا‬ ‫و‬ ‫مِ‬ ‫لء َما َب ْين َُه َما َ َ‬ ‫َومِ َ‬ ‫ور ٍة َو َال ُم َح َّددةٍ‪َ ،‬وهِ َي َدائ َِم ٌة ُمت َ​َج ِّد َد ٌة‪ ،‬لأَن َ​َّها‬ ‫�أَ ْع َط ْي َت‪َ ،‬و َال ُم ْعطِ َي لمِ َ ا َمن َْع َت»‪� ،‬إِ َّن ِن َع َم اللهِ َع َلى الإِن َْ�س ِ‬ ‫ان َغ رْ ُ‬ ‫ي َم ْح ُ�ص َ‬ ‫ان َ‬ ‫ِني‪.‬‬ ‫احل ْم َد ِبكُ ِّل �إِ ْخ َال ٍ‬ ‫ِن َع ٌم ت َِ�ص ُل �إِ َل ْينَا َم َع كُ ِّل خَ ْف َقةِ َق ْل ٍب َوت َ​َر ُّددِ َن َف ٍ�س‪َ ،‬ف ْل ُي َالزِ ِم الإِن َْ�س ُ‬ ‫�ص َو َيقِنيٍ ‪ ،‬حتَّى َي�أْ ِت َيهُ ال َيق ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�إِ َّن ا ُ‬ ‫ني ُي ْل َه ُم َ‬ ‫الر ُ�سول ‪�-‬صلى الله عليه‬ ‫مل�ؤمِ َن حِ َ‬ ‫احل ْم َد َع َلى ن ِْع َمةٍ َما؛ َف�إِ َّن َما �أُلهِ َمهُ خَ رْ ٌ‬ ‫ي مِ َن الن ِّْع َمةِ ذات َِها‪َ ،‬يقول َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫خَ‬ ‫كَ‬ ‫ْ‬ ‫اللهُ‬ ‫احل ْم ِد‬ ‫و‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫»‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ان‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫»‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫احل‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ِع‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫«م‬ ‫و�سلم‪:-‬‬ ‫ٍ‬ ‫مِ‬ ‫للهِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ان بِـ(ب�سْ ِم اللهِ ) َو َ‬ ‫(احل ْم ُد للهِ ) �أَ ْع َما َلهُ ؛ َو ُي�ص ِّد َر ب َِها َ�أ ْق َوا َلهُ ‪.‬‬ ‫َال َي ْفنَى‪َ ،‬و َنعِي َم ال ُّد ْن َيا َال َيب َقى‪َ ،‬ف َما �أَ ْح َ�س َن �أَ ْن َي ْبد�أَ الإِن َْ�س ُ‬ ‫�سماءِ اللهِ ُ‬ ‫احل�سْ نَى‪َ ،‬و ِ�ص َف َتينْ ِ مِ ْن ِ�ص َفاتِهِ‬ ‫ور ِة ال َفاتحِ َ ةِ ذِكْ ُر َّ‬ ‫ِا�سمينْ ِ َعظِ َيمينْ ِ مِ ْن �أَ َ‬ ‫الر ْح َمةِ الإِلهِ َّيةِ ب َ‬ ‫َي َتك ََّر ُر فيِ ُ�س َ‬ ‫حمةِ الإِ َلهِ َّيةِ‬ ‫الو ُج َ‬ ‫ُ‬ ‫الرحِ ي ِم»‪ ،‬لأَ َّن َر ْح َمتَهُ ُ�س ْب َحانَهُ َع َّم ِت ُ‬ ‫ود‪َ ،‬و َ�شمِ َل ِت كُ َّل َم ْو ُجودٍ ‪َ ،‬ومِ َن َّ‬ ‫«الر ْح َمنِ َّ‬ ‫الع ْل َيا‪َ ،‬وهُ َما َّ‬ ‫الر َ‬ ‫اجل َاللِ َو َ‬ ‫ات الك َ​َمالِ ‪َ ،‬و َ‬ ‫حمةِ اللهِ كَ َر ُمهُ َو َف�ض ُلهُ ‪َ ،‬وحِ ْل ُمهُ َو َع ْف ُو ُه‪َ ،‬و َمنُّهُ َو َع َطا�ؤُ ُه‪،‬‬ ‫ري مِ ْن ِ�ص َف ِ‬ ‫َت ْن ُب ُع كَ ِث ٌ‬ ‫اجل َمالِ ‪َ ،‬فمِ ْن َر َ‬ ‫يق‪ ،‬ن َ‬ ‫ِيق‪َ ،‬و ُ�س ُل َ‬ ‫َو َم ْن �أَ َر َاد اللهُ َلهُ َ‬ ‫َان َرحِ ًيما‬ ‫ي َوالتَّوف َ‬ ‫حمةِ ن َِ�صي ًبا‪َ ،‬فك َ‬ ‫وك �أَ ْق َو ِم َ�سبِيلٍ َو َ�أ ْي�سرَ ِ َطرِ ٍ‬ ‫اخل رْ َ‬ ‫َال مِ ْن هَ ِذ ِه َّ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ترَّ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ِال‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫سْ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َا�س‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ان‬ ‫لو‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫َّا�س‪َ ،‬ع َلى ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِبكُ ِّل الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امِ‬ ‫ِ‬ ‫َاح ِم ال َع ِّام‪ ،‬الذِي ِبتَحقِيقِهِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫الر ُ�س ُ‬ ‫ان‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫مل�ؤمِ ُن ال َّدل َ‬ ‫ُي َق ِّد ُم ا ُ‬ ‫ول ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪َ « :-‬ل ْن ُت�ؤمِ نُوا حتَّى‬ ‫مي ِ‬ ‫البهَ َ‬ ‫ِيل َو رُ‬ ‫ان َع َلى ِ�ص ْد ِق الإِ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫امةِ »‪َ ،‬و َق َ‬ ‫ول اللهِ ‪ ،‬كُ ُّلنَا َرحِ ي ٌم‪َ ،‬ق َ‬ ‫َراح ُموا‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫ال‬ ‫ت َ‬ ‫ال‪� :‬إِنَّهُ َل ْي َ�س ب َِر ْح َمةِ �أَ َحدِكُ ْم َ�صاحِ َبهُ ‪َ ،‬و َل ِكن َ​َّها َر ْح َم ُة ال َع َّ‬ ‫ار َك َوتَعا َلى َتك ََّر َم َع َلى عِ َبادِ ِه ب ُِجزْ ءٍ‬ ‫َ‬ ‫ع َل ْيهِ َّ‬‫َّا�س َال َي َ‬ ‫ال�س َال ُم‪َ :-‬‬ ‫رح ْمهُ اللهُ »‪� ،‬إِ َّن اللهَ َت َب َ‬ ‫«م ْن َال َي ْر َح ِم الن َ‬ ‫ال�ص َال ُة َو َّ‬ ‫ري مِ ْن َر ْح َمتِهِ التِي َو ِ�س َع ْت كُ َّل َ�شيءٍ ‪َ ،‬فب َِه َذا ُ‬ ‫اح ُم َ‬ ‫ري‪َ ،‬وال َقوِ ُّي‬ ‫َي�س ٍ‬ ‫ري َّ‬ ‫اجلزْ ءِ تَترَ َ‬ ‫ِيما َب ْينَها‪َ ،‬فيرَْ َح ُم ال َك ِب ُ‬ ‫ال�صغِ َ‬ ‫اخل َالئ ُِق ف َ‬ ‫ان َو َّ‬ ‫الر ُ�س ُ‬ ‫وان‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ي َو َ‬ ‫ال�ضع َ‬ ‫َّ‬ ‫الر ْح َم َة‬ ‫احل َي ُ‬ ‫اح ُم الإِن َْ�س ُ‬ ‫ول ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪َ :-‬‬ ‫ِيف‪َ ،‬و َيترَ َ‬ ‫الط رْ ُ‬ ‫«ج َع َل اللهُ َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫َم َ‬ ‫زءا َواحِ ًدا‪َ ،‬فمِ ْن َذل َِك ُ‬ ‫اح ُم َ‬ ‫اخل َالئ ُِق حتَّى تَر َف َع ال َّدا َّب ُة َحاف َِرهَ ا َع ْن َو َلدِهَ ا‬ ‫ائة ُجزْ ءٍ َو�أَنْزَ َل فيِ الأَ ْر ِ‬ ‫�ض ُج ً‬ ‫اجلزْ ءِ تَترَ َ‬ ‫َّا�س ُ‬ ‫ِالر ْح َمةِ ا ُ‬ ‫احل ُّب‬ ‫مل�ستَمِ َّر ِة ال َّدائ َِمةِ ‪َ ،‬ف َي ُح ُّل َبينْ َ الن ِ‬ ‫خَ �شْ َي َة �أَ ْن ت ِ‬ ‫ُ�صي َبهُ »‪� .‬إِ َّن ِ�ص َل َة ا ِلإن َْ�سا ِن َّيةِ ال َقائ َِم َة َيجِ ُب َ�أ ْن َت ْق َوى ب َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خَ‬ ‫ون �أَ ْع َما َل ُه ْم ُ�س َع َد َاء‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫نني‬ ‫�‬ ‫َّا�س‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِي�ش‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬ ‫اجل‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َب َد َل ال ُب ْغ ِ‬ ‫اءِ‬ ‫آمِ‬ ‫شرِ‬ ‫َ‬ ‫�ض َ ِ ُ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ​َ ُْ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اخل‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫�ص‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ا�س‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫الر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِّني‬ ‫يات َوكَ ثرُ َ ْت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُم ْط َمئن َ‬ ‫َ‬ ‫رْ َ‬ ‫سْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ثم قال �سبحانه‪َ « :‬ملكِ َي ْو ِم ال ِّدينِ »‪ ،‬الذي يت�صف وحده ب�صفة امللك التي من �آثارها �أن ي�أمر وينهي‪ ،‬ويثيب‬ ‫ويعاقب‪ ،‬ويت�رصف بجميع �أنواع الت�رصفات‪ ،‬وقد �أ�ضاف الله تعالى امللك ليوم الدين وهو يوم القيامة يوم ُيدان‬ ‫وال�سبب يف �إ�ضافة امللك ليوم الدين �أن يف ذلك اليوم يظهر للخلق كمال‬ ‫النا�س ب�أعمالهم‪� ،‬أي ُيجازون عليها؛‬ ‫ُ‬ ‫ملكه وعدله وحكمته‪ ،‬وانقطاع �أمالك اخلالئق‪ ،‬حتى ي�ستوي يف ذلك اليوم امللوك والرعايا والعبيد والأمراء‪،‬‬ ‫اح ٌد �أَ َح ٌد َع ْد ٌل‪َ ،‬ال ُي ْه َ�ض ُم عِ ْن َد ُه َح ٌّق‪َ ،‬و َال ُيظ َل ُم عِ ْن َد ُه �أَ َح ٌد‪.‬‬ ‫�إِ َّن َمال َِك َي ْو ِم ال ِّدينِ َو َ‬ ‫ِ�إ َّن ا ُ‬ ‫ملتَد ِّب َر لآ َيات َِها‪ ،‬ا ُ‬ ‫ور ِة ال َفاتحِ َ ةِ ‪ ،‬ا ُ‬ ‫مل�ؤمِ َن الت يِ َ‬ ‫ان اللهُ َعزَّ َو َج َّل‬ ‫يهات َِها‪َ ،‬ي ْعـ َل ُم َ�أنَّهُ ِ�إ َذا كَ َ‬ ‫يب ِلتَوجِ َ‬ ‫مل�ستَجِ َ‬ ‫َّال ل ُِ�س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫ان‪�،‬إنها العقيدة‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ود‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يم‬ ‫الر‬ ‫ن‬ ‫حم‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِني‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ينِ‬ ‫حِ‬ ‫هُ‬ ‫هُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ِ ِّ‬ ‫هُ َو َر ُّب ال َ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ َُ ُْ ُ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ال�صحيحة التي هي �أ�صل كل عبادة‪َ ،‬و ِل َذل َِك َق َ‬ ‫اك ن َْع ُب ُد َو�إِ َّي َ‬ ‫ال اللهُ َب ْعدَهَ ا‪�« :‬إِ َّي َ‬ ‫اك َن�سْ َتعِني»‪� ،‬أي‪َ :‬ال ن َْع ُب ُد َيا َر ُّب ِ �إ َّال‬ ‫ِني ِب�أَ َح ٍد ِ�س َو َ‬ ‫�إِ َّي َ‬ ‫اك‪َ ،‬وعِ َب َاد ُة اللهِ ا َ‬ ‫ب ْف ُهومِ َها الأَ�شْ َملِ َوالأَ َع ِّم‪ ،‬التِي َت�شْ َم ُل كُ َّل‬ ‫مل ْق ُ�ص َ‬ ‫اك‪َ ،‬و َال نَ�س َتع ُ‬ ‫ود ُة هِ َي ال ِع َب َاد ُة مِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْهُ‬ ‫هُ‬ ‫اللهَ‬ ‫يب‪ ،‬كَ َما ت َ​َ�ش َم ُل تَخْ ِل َي َة‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬ ‫�س‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِيب‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ا�س‬ ‫�س‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َد‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ود‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َع َم‬ ‫لٍ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫ؤمِ‬ ‫ِهِ‬ ‫دِ‬ ‫وِ‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ ٌ َ َ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫مل َّ‬ ‫ْ‬ ‫ملزَ ارِ ُع َوا ُ‬ ‫ال�صان ُِع َوا ُ‬ ‫ع‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ال َّن‬ ‫وظ ُف َوكُ ُّل َ�صاحِ ِب َع َملٍ �شرَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نِ‬ ‫ِيف هُ َو للهِ‬ ‫َ‬ ‫الر َذائِلِ َوتحَْ ـ ِل َيتَها بِال َف َ�ضائِلِ ‪َ ،‬فال َّتاجِ ُر َو َّ‬ ‫َّ‬ ‫الو ْع َد‪.‬‬ ‫ِال�ص ِ‬ ‫َذاكِ ٌر َو َلهُ َعا ِب ٌد‪َ ،‬ما َد َام ُم ْلتَزِ ًما فيِ َع َملِهِ ب ِّ‬ ‫الو َفاءِ بِال َع ْه ِد َو ِ�ص ْد ِق َ‬ ‫دق َوالأَ َمانَةِ ‪َ ،‬وال ِع َّفةِ َوالنَّزَ اهَ ةِ ‪َ ،‬و َ‬ ‫ثما َو َيقْترَ َ‬ ‫رما َو َير َتك َِب ُظ ًلما ‪ -‬هُ َو‬ ‫َوالذِي ُيق ِّد ُر ِللإِن َْ�س ِ‬ ‫ان �إِن َْ�سا ِن َّيتَهُ ‪َ ،‬و َي ْح َف ُظ َلهُ كَ َر َامتَهُ ‪ -‬خَ و ًفا مِ ْن �أَ ْن َيت َّ‬ ‫ِف ُج ً‬ ‫َحم َل �إِ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف‪َ ،‬و َع َام َل َ‬ ‫يع‬ ‫يف‪� ،‬أو غِ ٍّ�ش �أو تحَْ رِ ٍ‬ ‫ون �إِهْ َمالٍ َو َت�سْ وِ ٍ‬ ‫للهِ َذاكِ ٌر َو َلهُ َعا ِب ٌد‪َ .‬و َم ْن تَق َّل َد َم�س�ؤو ِل َّي ًة َف َق َام ب َِها ُد َ‬ ‫اجلمِ َ‬ ‫اف؛ هُ َو للهِ َذاكِ ٌر َو َلهُ َعا ِب ٌد‪.‬‬ ‫اف‪ُ ،‬متَج ِّن ًبا كُ َّل ُظ ْل ٍم َو�إِ ْج َح ٍ‬ ‫ْ�ص ِ‬ ‫بِال َع ْدلِ َوالإِن َ‬

‫الر ُ�س ُ‬ ‫ان‪ ،‬فيِ كُ ِّل َ�ش�أْ ٍن َو َو ْق ٍت َو� ٍآن‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫مل�ستَحِ ُّق ِل ْل ِع َب َاد ِة هُ َو َو ْح َد ُه ا ُ‬ ‫َوا ُ‬ ‫ول ‪�-‬صلى الله عليه و�سلم‪-‬‬ ‫مل�س َت َع ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫ا�س ‪َ -‬ر ِ�ضي اللهُ َعن ُْهما ‪�« :-‬إِ َذا َ َ‬ ‫�س�أ ْل َت َفا�س�أَلِ اللهَ ‪َ ،‬و�إِ َذا ا�س َت َعن َْت َفا�س َتع ِْن بِاللهِ »‪� ،‬إِ َّن‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫بنِ‬ ‫ِاللهِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال ْبنِ َع ِّمهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ان َم ْه َما �أُوت َِي مِ ْن َو ْف َر ِة َمالٍ َوكَ رْ َ‬ ‫ث ِة عِ َيالٍ َو ِ�ص َّحةٍ َو َعا ِف َيةٍ َعاجِ زٌ َعنِ اال�س ِت ْق َاللِ ب َِج ْل ِب َم َ�صالحِ ِ هِ َو َد ْف ِع َم َ�ض ِّارهِ‪،‬‬ ‫الإِن َْ�س َ‬ ‫ات َل ْيـلِهِ َون َ​َهارِ هِ‪َ ،‬فا ُ‬ ‫ان‪� ،‬إِ َعا َنتُهُ‬ ‫ان َم ْن �أَ َعانَهُ اللهُ ‪َ ،‬ومِ ْن َو َ�سائِلِ ُح ُ�صولِ َع ْو ِن اللهِ ِللإِن َْ�س ِ‬ ‫فيِ كُ ِّل لحَْ َظةٍ مِ ْن لحَ َ َظ ِ‬ ‫مل َع ُ‬ ‫ول َوالك َ​َ�س َل‪َ ،‬ب ْل ت َْعنِي ال ُق َّو َة َوالن َ​َّ�ش َ‬ ‫اخل ُم َ‬ ‫ان‪َ ،‬واال�س ِت َعان َُة بِاللهِ َت َعا َلى َال ت َْعنِي التَّواكُ َل َو ُ‬ ‫اط َوال َع َم َل‪َ ،‬ل َق ْد‬ ‫لأَخِ يهِ الإِن َْ�س ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر َط َب‪َ ،‬و َلك ِْن َب ْع َد �أ ْن �أ َم َرهَ ا‬ ‫�أَ َع َ‬ ‫ال�س َال ُم‪ -‬ف�أنْزَ َل َع َل ْي َها ُّ‬ ‫ِي�سى ‪َ -‬ع َل ْيهِ َّ‬ ‫ان اللهُ َعزَّ َو َج َّل َّ‬ ‫ال�س ِّي َد َة َمريمْ َ َب ْع َد وِ َال َدت َِها ِلع َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َب َب‪� .‬إِ َّن ت َْر َك اال�س ِت َعانَةِ بِاللهِ َو َع َد َم االعت َِمادِ َع َل ْيهِ �أ ْم ٌر خَ طِ ٌ‬ ‫ري‪َ ،‬و�شرَ ٌّ‬ ‫ب َِهزِّ النَّخْ َلةِ ‪َ -‬ر ْغ َم َ�ض ْعـفِها‪ِ -‬ل ُت َبا�شرِ َ َّ‬ ‫ال�ص َل َة بِاللهِ ؟ َو َم ْن ا ْن َق َط َع ْت بِاللهِ ِ�ص َلتُهُ َغ َدا َع َم ُلهُ نُكْ ًرا‪َ ،‬وكَ ان َْت َعا ِق َب ُة‬ ‫ري‪َ ،‬وكَ ْي َف َال َيكُ ُ‬ ‫ون كَ َذل َِك‪َ ،‬وهُ َو َي ْق َط ُع ِّ‬ ‫ُم�ستَطِ ٌ‬ ‫�سا‪.‬‬ ‫�أَ ْمرِ ِه ُخ رْ ً‬ ‫�إِ َّن ا ُ‬ ‫ال�ص َال ِة ُي َناجِ يهِ َو َي َت�ضرَ َّ ُع �إِ َل ْيهِ َال َي ْف ِ�ص ُل َن ْف َ�سهُ َع ْن �إِ ْخ َوانِهِ ‪َ ،‬ب ْل َي ْج َع ُل مِ ْن‬ ‫مل�س ِل َم حِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ني َيق ُِف َبينْ َ َي َد ِي اللهِ فيِ‬ ‫وع‪َ ،‬و ِل َذل َِك �أَ َم َر ُه اللهُ َعزَّ َو َج َّل �أَ ْن َي ُق َ‬ ‫اك نَ�س َتعِني» َال‪� :‬إ َّي َ‬ ‫«و�إِ َّي َ‬ ‫اك ن َْع ُب ُد» َال‪� :‬إِ َّي َ‬ ‫ول‪�« :‬إِ َّي َ‬ ‫اك‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫َن ْف ِ�سهِ َط َر ًف‬ ‫مِ‬ ‫ْ‬ ‫جَْ‬ ‫اك �أَ ْع ُب ُد‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�ص َن ْف َ�سهُ ب ُِ�س�ؤالِ َ‬ ‫يهِ‪،‬‬ ‫يهِ‪َ ،‬ب ْل َي ْط ُل ُب الهِ َدا َي َة مِ َن اللهِ َلهُ َول َِغ رْ ِ‬ ‫ون َغ رْ ِ‬ ‫اخل رْ ِ‬ ‫ي ُد َ‬ ‫�أَ�س َتع ُ‬ ‫ِني‪ ،‬كَ َما �أَ َم َر ُه اللهُ َعزَّ َو َج َّل �أَ َّال َيخُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ِين �أَ ْن َع ْم َت َع َل ْيهِ ْم»‪َ ،‬ف َب ْع َد �أَ ْن �أَق َّرَ‬ ‫اط المْ ُ �سْ َتقِي َم‪� ،‬صرِ َ َ‬ ‫َوجهُ �إِ َلى اللهِ ب َِهذا ال ُّد َعاءِ ال َعظِ ي ِم‪« :‬اهْ ِدنَا ال�صرِّ َ َ‬ ‫اط ا َّلذ َ‬ ‫َف ُه َو َيت َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اط ا ُ‬ ‫مل�ؤمِ ُن ِب�أ َّن اللهَ َو ْح َد ُه هُ َو ا ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫مل�س َتقِي ِم‪ ،‬ف�إِ َّن‬ ‫مي الهِ َدا َية �إِ َلى ال�صرِّ َ ِ‬ ‫ِني كَ َ‬ ‫ملع ُ‬ ‫ان �أ َّو َل َما َيط ُل ُب ال َع ْو َن فِيهِ مِ ْن َر ِّبهِ الكَرِ ِ‬ ‫مل�س َتقِي ِم‪َ ،‬ال يمَ ُ‬ ‫اط ا ُ‬ ‫ِيل َعنِ َ‬ ‫احل ِّق �أَ َب ًدا‪َ ،‬و َال َيزِ ُ‬ ‫اله َدى‪َ ،‬و َم ْن َو َّف َق ُه ُم اللهُ ِل ْل َح ِّق‬ ‫َم ْن هَ َدا ُه اللهُ �إِ َلى ال�صرِّ َ ِ‬ ‫يغ لحَْ َظ ًة َعنِ ُ‬ ‫اب َواكْ ت َ​َ�ش ُفوا َ‬ ‫ِين َغ ِ�ض َب‬ ‫احلقِي َق َة؛ َفت َ​َج َّمـ ُلوا ِب�أَ ْج َملِ ِ�ص َف ٍ‬ ‫ال�ص َو ِ‬ ‫ات َ َو�أ ْح َ�سنِ خَ لِي َقةٍ ‪� ،‬أَ َّما الذ َ‬ ‫َف َ�سلَكُ وا َطرِ ي َقهُ َو َ�ص ُلوا �إِ َلى َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫كُ‬ ‫َكُ‬ ‫ون فيِ ل جِّ َ‬ ‫اتاهٍ‪،‬‬ ‫يق الهِ َدا َيةِ َو َ�سل وا طرِ َ‬ ‫يق الغ َوا َيةِ فعرفوا احلق وتركوه ف ُه ْم َيتَخ َّبط َ‬ ‫اللهُ َع َل ْيهِ ْم َو َ�ض ُّلوا َع ْن َطرِ ِ‬ ‫ون ِبن َ​َجاةٍ‪.‬‬ ‫ون َفوزً ا َو َال َي�سْ َع ُد ُ‬ ‫َومِ ْن َث َّم َال ُي َح ِّق ُق َ‬ ‫فعندما تبد�أ يف �صالتك فتذكَّ ر �أنك �أمام الله تبارك وتعالى‪ ،‬لذا ف�ألزم نف�سك باخل�شوع‪ ،‬و�أجربها على التذلل‬ ‫م�ستعني به على قراءتك وعلى �أداء �صالتك‪ ،‬ثم ا�رشع يف تالوة ال�سورة الكرمية‬ ‫�سم الله معلن ًا �أنك‬ ‫ٌ‬ ‫واخل�ضوع‪ ،‬ثم ِّ‬ ‫ذات الآيات العظيمة‪ ،‬وتدبر يف معانيها يح�صل لك اخل�شوع ويكون القبول �إن �شاء الله‪.‬‬ ‫تذكر نعم الله عليك‪ ،‬تذكر �أن الله قد �أنعم عليك ب ِن َعم ال حت�صى‪ ،‬فنعمة الإ�سالم‪ ،‬ونعمة ال�صحة‪ ،‬ونعمة‬ ‫الطعام وال�رشاب‪ ،‬واخلري العظيم‪.‬‬ ‫تذكر �أن هناك �أقوام ًا من امل�سلمني يئنُّون يف امل�ست�شفيات و�أنت يف �صحة وعافية‪ ،‬وتذكر �أن هناك العديد‬ ‫من البيوت تعي�ش �أيام ًا حزينة مليئة بالبكاء والنحيب لفقد �أم �أو �أب �أو ولد يف �سن ال�صبا �أو يف ريعان ال�شباب‪،‬‬ ‫عب عن �شكرك على نعمة الله‪ ،‬ثم �أطلقها كلمة عظيمة‪:‬‬ ‫تذكر امل�ساجني وامل�ساكني ومن قد �أهلكتهم احلروب‪ ،‬ثم رّ‬ ‫(احلمد لله رب العاملني)‪،‬‬ ‫ثم �أثنِ على ربك بقولك‪( :‬الرحمن الرحيم)‪ ،‬ثم جمّ ده ‪�-‬سبحانه‪ -‬وقل‪( :‬مالك يوم الدين)‪ .‬ثم اعرتف بالعبودية‬ ‫والذل وال�ضعف بقولك‪�( :‬إياك نعبد و�إياك ن�ستعني)‪ .‬ثم ادع بالهداية التامة قائ ًال‪( :‬اهدنا ال�رصاط امل�ستقيم * �رصاط‬ ‫الذين �أنعمت عليهم غري املغ�ضوب عليهم وال ال�ضالني) واعلم �أنك �إذا قر�أت الآيتني الأخريتني من ال�سورة ف�إنك قد‬ ‫دعوت الله بدعاء عظيم‪ ،‬فلذلك نا�سب �أن تقول بعده‪� :‬آمني‪ .‬يعني‪ :‬اللهم ا�ستجب دعائي‪.‬‬

‫قلبك جنتك‪..‬‬

‫في صدورنا جنان فردوسية تسر الناظرين‪،‬‬ ‫أو براكين نيران‪ ،‬نحن من يقرر‪ ،‬ونحن من‬ ‫يختار أي السبيلين يختار‪.‬‬ ‫تجد الفرد منا في نشاط وهنــاء وصفاء‪،‬‬ ‫والبشر يخالط محياه في كل طلعة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫بالجوانب المادية محدود الجهد‪ ،‬ضيق الن َفس‪،‬‬ ‫إال أن ذلك لم يكن سبيال ليجعله طاقة سلبية‬ ‫وسط محيطه‪.‬‬ ‫بينما في الجانـب المقابـل‪ ،‬تجـد أحدهم‬ ‫يسير الحيـاة‪ ،‬من الممكنين‪ ،‬ال يعسر عليــه‬ ‫شيء‪ ،‬ولم تقف يوما الماديات عقبة أمامه‪،‬‬ ‫ولكنه دائم الشكوى والتذمــر‪ ،‬ينشر السلبية‬ ‫أنى ولى بوجهه‪.‬‬ ‫فالقضية لها قرارها الداخلــي فقط‪ ،‬وال‬ ‫عالقة لها بالمؤثرات الخارجية‪ ،‬فنحن من نقرر‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬ ‫ال الظروف واألجواء من يصنعنا‪ ،‬لذلك كان الحديث‬ ‫النبوي الشريف “في الجسد مضغة‪ ،‬إذا صلحت صلح‬ ‫الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله”‬ ‫إن أصلح اإلنسان باطنه‪ ،‬وصفى حاله‪ ،‬يسرت‬ ‫حياته‪ ،‬وخالطت البركات جهده‪ ،‬يألف ويؤلف‪.‬‬ ‫قلبك حديقتك‪ ،‬لذا تعاهده كل يوم‪ ،‬إصالحا‬ ‫وتهذيبا وتقويما‪ ،‬اغسله بماء االستغفار‪ ،‬وقوه بنور‬ ‫الذكر‪ ،‬وآنسه بلذة الصالة والسالم على سيدنا‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫الحديقة يتعاهدها صاحبها ما بين فينة وأخرى‪،‬‬ ‫كي يحافظ على اخضرارها‪ ،‬وال يصيبها شر اليبس‪،‬‬ ‫وكذلك هو حال القلوب‪ ،‬حياتها اخضرار‪ ،‬وموتها‬ ‫يبس‪.‬‬ ‫‪ ‬القلب محور حياتك المادية‪ ،‬وهو محور كذلك‬ ‫لحياتك الروحية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫ما هو التاريخ الذي يعبر‬ ‫عن واقعنا‪...‬؟‬

‫محمد �أديب ال�سالوي‬

‫‪-1-‬‬

‫‪-4-‬‬

‫التاريخ في منظور الباحثين المختصين هو تحليل وفهم لألحداث التاريخية عن طريق منهج يصف و يسجل ما‬ ‫مضى من وقائع و أحداث‪ ،‬و يحللها و يفسرها على أسس علمية صارمة‪ ،‬بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم‬ ‫الماضي و الحاضر و التنبؤ بالمستقبل‪ .‬‬

‫والتاريخ‪ ،‬قبل ذلك وبعده‪ ،‬هو أحد العلوم اإلنسانية التي استأثرت بالعرب‪ ،‬في ماضيهم كما في حاضرهم‪...‬األجيال‬ ‫العربية السابقة‪ ،‬رأت في التاريخ وسيلة علمية للعبرة في الحياة وفوائد عديدة في التربية واألخالق‪ ،‬ورأت فيه األجيال‬ ‫العربية الالحقة‪ ،‬مصدرا للمعرفة واالستدالل وشحذ األفكار‪.‬‬

‫و في مفاهيم الموسوعات والقواميس اللغوية‪ ،‬التاريخ فن يبحث عن وقائع الزمان من حيث التعيين و التوقيت‪،‬‬ ‫وموضوعه اإلنسان وأزمنته ‪ /‬هو القيام بدراسة تعتمد على حقائق الماضي وتتبع سوابق األحداث في الماضي والحاضر‪،‬‬ ‫ودراسة ظروف السياقات التاريخية وتفسيرها في الماضي والحاضر والمستقبل‪ ،‬فمنهج البحث التاريخي في نظر‬ ‫المؤرخين المختصين‪ ،‬هو مجموعة الطرق و التقنيات التي يتبعها الباحث و المؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية‪ ،‬و‬ ‫إعادة بناء الماضي بكل وقائعه و زواياه ‪ ،‬وكما كان عليه زمانه و مكانه‪ ،‬تبعا لذلك فالمنهج التاريخي يحتاج إلى ثقافة‬ ‫واعية و تتبع دقيق بحركة الزمن التي تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على النص التاريخي ‪.‬‬

‫التاريخ هو العبرة‪« ،‬هو مصدر الحكم والعبر‪ ،‬منه يتعلم اإلنسان ما جربه غيره» (عبد الرحمان ابن خلدون)‪ ،‬وهو «‬ ‫مدرسة للبشرية « كل غريبة منه تعرف‪ ،‬وكل أعجوبة منه تستطرف‪ ،‬مكارم األخالق ومعاليها منه تقتبس وآداب سياسية‬ ‫الملوك وغيرها منه تلتمس‪ ،‬وعليه مدار كثير من األحكام وبه يتزين في كل محفل ومقام» (المسعودي(‪.‬‬

‫والتاريخ في المعاجم البريطانية‪ ،‬حسب كلمة ‪ ،history‬كلمة مشتقة من الكلمة اإلغريقية (هستوريا) بمعنى‬ ‫التعلم‪ ،‬وكانت تعني حسبما استخدمها الفيلسوف االغريقي ارسطو طاليس سردا منظما لمجموعة من الظواهر‬ ‫الطبيعية سواء جاءت مرتبة زمنيا أو غير مرتبة في ذلك السرد‪.‬‬ ‫وهناك تعريف آخر للتاريخ هو الذي يعني التاريخ الحي‪ ،‬أما األخبار فهي التاريخ الميت‪ ،‬والتاريخ هو التاريخ المعاصر‬ ‫بينما األخبار ‪ ،cronica‬هي التاريخ الماضي‪ ،‬والتاريخ أساس فعل ماض بينما األخبار فعل لإلرادة وكل تاريخ يصير إخبارا‬ ‫إذا لم يعد مفكرا فيه‪.‬‬ ‫وخارج هذه التعاريف‪ ،‬يظل التاريخ مصدرا للتعلم‪ ،‬فهو ذاكرة البشرية ومستودع تجاربها‪ ،‬والمؤرخ هو الذي يتفاعل‬ ‫مع الحوادث ويناقش هذا الماضي من وجهة نظره‪ ،‬والتاريخ ينبع من العظة والعبرة‪ ،‬فنحن ندرس تواريخ الدول‬ ‫والملوك والشعوب لنتعلم‪ ،‬وندرس سير األنبياء لنأنس بهم‪ ،‬وندرس تجارب األمم ونرى ما وقعت فيه من األخطاء‬ ‫لننجو بأنفسنا من المزالت ومواطن الضرر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫عندما نطلق هذا المصطلح « التاريخ « عربيا هل نعني به تلك الداللة التي تشير إلى علم التدوين‪ ،‬أو نعني به تلك‬ ‫العملية التي تحيط بشعاب األحداث والقضايا التي عاشها اإلنسان في فترة معينة‪ ،‬برؤية ومنهاج ومعارف معينة خالل‬ ‫هذه الفترة‪ ،‬التي جعلت ‪ /‬تجعل من التاريخ علما وفلسفة ومنهاجا مطبوعا بالتطور الزمني وموجها بإحداثه وصراعاته‬ ‫وقضاياه‪.‬‬ ‫‪ -/1‬جاء في دائرة معارف محمد فريد وجدي قوله ‪ »:‬فالتاريخ هو من أجل العلوم اإلنسانية وادعاها للعناية‪ ،‬فيه‬ ‫يعرف اإلنسان مكانه من السلسلة اإلنسانية ومكان أمته من الهيئة االجتماعية (العالمية المستمرة) ولو كانت فائدته‬ ‫تنحصر في هذه المعرفة لسهل االستغناء عنه ولكنه فوق ذلك هو محل العبر ومثار العظات ومصدر العلم والسنن‬ ‫اإللهية في تكوين األمم وحلها وإصعادها وإهباطها‪ ،‬وعلم هذا شأنه جدير بأن يجعل في مقدمة العلوم اعتبارا وفي‬ ‫صدرها إكبارا»‪.‬‬ ‫‪ -/2‬أما عند صاحب كتاب «العبر وديوان المبتدأ والخير في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬ ‫السلطان األكبر» العالمة عبد الرحمان ابن خلدون‪ ،‬التاريخ هو تدوين حياة اإلنسان ليس فقط فيما ينجزه في حياته من‬ ‫منجزات وقضايا‪ ،‬ولكن كل ما يصدر عنه في فكره وعقيدته وأعرافه وتقاليده وفي عمرانه وسياساته وسالمه وحروبه‪.‬‬ ‫بل وفي باطله وحقائقه (‪ )1‬وهو ما جعل‪ /‬يجعل التاريخ أبا لكل العلوم والفنون واآلداب واللغات والتقنيات وغيرها من‬ ‫سائر ما يعيشه اإلنسان ويتخيله ويمارسه في واقعه وذهنه (‪.)2‬‬ ‫‪ -/3‬وعند العالمة محمد عبد الرحمان السخاري‪ ،‬صاحب كتاب ‪ »:‬اإلعالن بالتوبيخ لمن ذم التاريخ» إن موضوع‬ ‫هذا العلم ‪ /‬التاريخ‪ ،‬هو اإلنسان وزمانه ومسائله وأحواله المفضلة للجزئيات تحت دائرة األحوال العارضة الموجودة في‬ ‫المكان والزمان‪ ،‬وفائدة التاريخ في نظر السخاري‪ ،‬هي معرفة األمور على وجهها‪.‬‬ ‫‪ -/4‬وعند العالمة أبو الحسن على المسعودي‪ ،‬التاريخ علم يستمتع به العالم والجاهل‪ ،‬موقعه األحمق والعاقل‪،‬‬ ‫فكل غريبة منه تعرف وكل أعجوبة منه تستطرف‪ ،‬ومكارم األخالق ومعاليها منه تقتبس‪ ،‬وآداب سياسة الملوك وغيرها‬ ‫منه تلتمس‪،‬يجمع لك األول واآلخر والناقص والوافر والبادي والحاضر والموجود والغابر وعليه مدار كثير من األحكام‬ ‫وبه يتزين في كل محفل ومقام وأنه جملة على التصنيف‪ ،‬فيه وفي أخبار العالم محبة احتذاء المشاكلة التي قصدها‬ ‫العلماء وقفاها الحكماء وان يبقى في العالم ذكرا محمودا وعلما منظوما عتيدا» ‪.‬‬ ‫التاريخ بالنسبة للعالمة المسعودي‪ ،‬هو معلم البشرية الحكمة واألدب ومعرفة الماضي والحاضر‪ ،‬فهو النبع الذي‬ ‫يرتشف فيه الحكماء ما يغذي روحهم في الحكمة وفلسفة الحياة‪.‬‬ ‫‪ -/5‬ويرى صاحب كتاب دروس الفلسفة‪ ،‬المفكر اللبناني جميل صليبا أن التاريخ معلم الحياة‪ ،‬واألستاذ األول‬ ‫لإلنسان‪ ،‬يزيدنا خبرة وحنكة‪ ،‬ويعلمنا كيف نربط النتائج باألسباب‪ ،‬ونقيس الحاضر على الماضي‪ ،‬ونبني المستقبل‬ ‫على الحاضر‪.‬‬ ‫‪ -/6‬ولصاحب كتاب « قيمة التاريخ» للمفكر األلماني جوزيف هورس‪ ،‬التاريخ هو حاصل الممكنات التي تحققت‪،‬‬ ‫والتاريخ هو مصدر العبر في الحياة‪.‬‬ ‫‪ -/7‬أما بالنسبة لصاحب كتاب علم التاريخ هو نشو‪ ،‬التاريخ مدرسة لتعليم طريقة البحث‪ ،‬نتعلم منه الحذر‬ ‫واستقالل الرأي وسماحة الطبع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫بذلك نجد مصطلح التاريخ‪ ،‬مشتقا من المفاهيم األكاديمية‪ ،‬شرقية وغربية‪ ،‬ولكنه يكاد يكون معتادا في قاموسنا‬ ‫اليومي‪ ،‬نستعمله في أغراض مختلفة‪ ،‬ونوظفه في مجاالت مختلفة‪ ،‬ونتكئ عليه في أحاديثنا كما في تقاليدنا وفنوننا‬ ‫الشعبية‪ ،‬مصطلح يرافقنا في الوثائق الرسمية‪ ،‬وفي ذكرياتنا العائلية وفي كل مساراتنا الحياتية‪ ،‬يتحرك معنا من‬ ‫الميالد إلى الموت‪.‬‬

‫والتاريخ هو « مصدر للعظة والعبرة التي تفيد الحياة العملية الحاضرة من تجارب الماضي من ملوك وأنبياء‬ ‫وحضارات سالفة‪ ،‬لتكون منارة لنا في طريق الحياة «(الدكتور حسن مؤنس)‪ ،‬و» فيه يعرف اإلنسان مكانه في السلسلة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ومكان أمته من الهيئة االجتماعية العالمية المستمرة» (محمد فريد وجدي)‪ ،‬وهو « يزيدنا خبرة وحنكة‪،‬‬ ‫ويعلمنا كيف نربط النتائج باألسباب‪ ،‬ونقيس الحاضر على الماضي ونبني المستقبل على الحاضر» (جميل صليبا(‪.‬‬ ‫‪-5‬‬‫في إطار هذه المفاهيم التي نحتها العقل الثقافي العربي‪ ،‬عبر عدة عصور لعلم التاريخ‪ ،‬أثيرت في العهود السالفة‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬قضايا فلسفية تتصل جميعها بعالقة التاريخ بالحياة المعاصرة‪ ،‬حيث ظهرت نظريات ودراسات جديدة‪،‬‬ ‫يربط بعضها التاريخ بالفلسفة واالقتصاد المادي‪ ،‬ويربط بعضها اآلخر التاريخ بعلم االجتماع وعلم السياسة‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن التاريخ هو تطوير مستمر نحو األعلى‪ ،‬يجب استقطاب كل العلوم التي تساعد على تفسير واستقراء أحداثه وحوادثه‪.‬‬ ‫وخارج هذه الفاعلية برزت نظريات جديدة ومغايرة في الغرب‪ ،‬تقول بال جدوى‪ ،‬التاريخ‪...‬وتسأل ‪ :‬ماذا ينفع البشرية‬ ‫التواقة إلى مستقبلها من رجوعها إلى التاريخ‪ ،‬في عصر تسيطر عليه الهواجس واألفكار واإليديولوجيات واالختراعات‬ ‫المستقبلية‪...‬؟‪.‬‬ ‫الفيلسوف «هيجل» يرى أن الشعوب والحكومات لن تتعلم شيئا من التاريخ ولم تأخذ أي عبرة من أحداثه وحوادثه‪،‬‬ ‫ذلك ألن األخطاء تتكرر في الحياة البشرية رغم معرفتها بها‪ .‬ويرى أن الحكام يدركون أكثر من غيرهم‪ ،‬من خالل‬ ‫تاريخ األمم والشعوب‪ ،‬أن الحكم الديكتاتوري زائل ال محالة‪ ،‬وأن الظلم نهايته الفشل باستمرار‪ ،‬ومع ذلك يعودون إلى‬ ‫الديكتاتورية والى نظمها الظالمة‪.‬‬ ‫ويرى زميله الفيلسوف « نيتشه» أن االلتفات إلى الماضي يحرم البشرية من التمتع بحياتها الحاضرة ويشل‬ ‫فاعليتها ويمنعها من الخلق واإلبداع‪.‬‬ ‫ويذهب الفيلسوف « كارل هاينمبرغ بيكر» ابعد من ذلك‪ ،‬حيث يرى أن كل إنسان مؤرخ نفسه‪ ،‬وأن لكل حادث في‬ ‫حياة اإلنسان صفة خالصة‪ ،‬وال عالقة ألي حادث باآلخر‪ .‬فكل حادث هو كيان خالص ومستقل عن غيره‪ ،‬وأن األحداث‬ ‫التاريخية في غاية التعقيد والتركيب واالشتباك بحيث يصعب جدا استخالص العالقات الثابتة بين مجموعات منها‪ ،‬كما‬ ‫هي الحال في الظواهر الفيزيائية‪ ،‬وهو ما يجعل من الصعب على المؤرخ أن يقرر روابط ثابتة بين األحداث التاريخية‪،‬‬ ‫كما يجعل المتلقي في ارتباك من أمره تجاه الماضي‪.‬‬ ‫ومن هنا فال يمكن أن يكون ألي بلد وللعالم كله تاريخ واحد بل تواريخ متعددة ومعنى هذا أن عملية إعادة كتابة‬ ‫التاريخ ينبغي أن تكون متجددة ومسايرة للتطور الفكري والحضاري مع ارتكاز إلى التواصل ومسألة االقتراب واالبتعاد‬ ‫في التواريخ المشتركة بنسبة التطور الطبقي الحاصل في مرحلة معينة في مناطق متعددة من العالم ‪.‬فاإلنسان في‬ ‫تفاعله مع التاريخ موجه وحركة التاريخ الوحيدة التي ال جدال فيها هي حركة النشوء واالرتقاء ذلك هو اتجاهه وتلك‬ ‫هي غايته‪.‬‬ ‫والحقيقة انه مهما كانت الحوادث ال تكرر نفسها وكل حادثة هي بحد ذاتها مستقلة وان استقاللها ال يعني أنها‬ ‫لم تكن ذاتها من أسباب أخرى تعود في أصالتها إلى التاريخ‪.‬‬ ‫فالتاريخ ليس قفزات متتالية في الهواء بل هو تجديدات للوقائع وتصحيحات وصلت اليوم إلى درجة عالية من‬ ‫التقدم بالنسبة للماضي‪ ،‬فليس هناك شيء ماض تماما بل ماض نسبي الن الرجل فالنا هو ذاته الطفل في مرحلة‬ ‫معينة وكذلك هو األمر بالنسبة للمجتمعات‪.‬‬ ‫وفي نظر العديد من العلماء والباحثين المختصين‪ ،‬أن التاريخ ال يمدنا بحلول جاهزة ألنه ال يعيد نفسه‪ ،‬إال أنه ال‬ ‫محال يعيننا إعانة جذرية على فهم واقعنا بل أنه ال فهم لهذا الواقع بدون العودة إلى التاريخ والفهم الصحيح شرط‬ ‫أساسي اللتماس الحل الناجح‪.‬‬ ‫وحتى هيجل فانه يؤمن بضرورة اإللمام بالتاريخ لذا فيقول ‪ »:‬أما من لم يكن بالعلم الذي يشتمل على هذه‬ ‫التصورات األولية المجردة فانه حتى لو ظل يحدق في القبة السماوية طوال حياته سيظل عاجزا عن فهم تلك القوانين‬ ‫بقدر ما هو عاجز عن اكتشافها»‪.‬‬ ‫يعني ذلك هيجل يعترف بشكل واضح وأكيد انه البد لإلنسان من العودة إلى الماضي – التاريخ ألخذ العبر‬ ‫وصياغته في النتجية في نظرية تطوير حركة التاريخ‪ .‬ضمن وجهة نظره يراها ويعتقد أنها هي المسار الصحيح للتاريخ‬ ‫وللحياة وهذا في الحقيقة يعود إلى تفهم كل شخص للحقائق والوقائع‪ ،‬ومن خالل المنظار الشخصي الذي كون هذه‬ ‫الشخصية والعوامل المتعددة التي دعت هذا الشخص إلى هذه الرؤيا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬‫الغريب في األمر‪ ،‬أن الدعاوي التي تقول‪ ،‬ال يمكن اتخاذ أي عبرة من التاريخ‪ ،‬وال فائدة منه‪ ،‬ظلت على اتساعها‬ ‫منعزلة وضعيفة في ساحة المعرفة‪...‬إذ مازال البحث األكاديمي‪ ،‬يعتبر أن التاريخ ليس أخبارا مجردة‪ ،‬وال قفزات متتالية‬ ‫في الهواء‪...‬وأنه أحد العلوم المتجددة‪ ،‬وأن التاريخ حتى وان كان ال يعيد نفسه‪ ،‬وال يمدنا بحلول جاهزة لمشاكلنا‬ ‫وقضايانا الراهنة‪ ،‬فإنه ال محال يعنينا على فهم واقعنا‪ ،‬وعلى فهم اآلليات التي من شأنها تطوير هذا الواقع‪...‬‬ ‫بالنسبة للبالد العربية‪ ،‬التي يرصد تاريخها بكثافة حياة الحاكمين وأحوالهم وقضاياهم وصراعاتهم‪ ،‬في تهميش‬ ‫تام لتاريخ المحكومين‪ ،‬يبرز في افقها الثقافي سؤال حاد ‪ :‬كيف يمكن لهذه البالد‪ ،‬التي تعيش عصرا بشريا متميزا‬ ‫بالتقدم العلمي والحضاري والتكنولوجي‪ ،‬أن تستفيد من تاريخها الماضي‪ ،‬لصالح تاريخها المستقبلي‪...‬؟‬ ‫وحدهم الذين يشتغلون ب»التاريخ» يستطيعون اإلجابة عن هذا السؤال الهام‪...‬ولكن متى يفعلون ذلك ؟‬

‫وفي المفاهيم األدبية والسياسية والعلمية‪ ،‬التاريخ بحر واسع من األحداث والمعارك والبطوالت‪ ،‬ومن المعطيات‬ ‫والمعلومات واإلشارات التي سجلها األثر اإلنساني‪ ،‬خالل وجودها على سطح األرض‪.‬‬

‫‪-7-‬‬

‫على مدى عقود وقرون‪ ،‬أثار مصطلح التاريخ‪ ،‬تساؤالت عديدة وافتراضات متنوعة‪ ،‬وآراء ذات اتجاهات شتى في‬ ‫تفسير الحياة وسيرها وغايتها‪ ،‬تساءل فيها الفالسفة والمفكرين والمؤرخين‪ ،‬بل تساءل اإلنسان باستمرار عن منبع هذا‬ ‫النهر الجاري منذ األزل‪ ،‬الذي نسميه التاريخ‪.‬‬

‫عربيا‪ ،‬سادت فكرة تفسير مصطلح التاريخ في إطار من القوانين واألشكال‪...‬وهو ما جعل المؤرخ العربي‪ ،‬أمام‬ ‫أمرين ال ثالث لهما‪ ،‬إما أن يتحدث ب « الوثيقة» أو يتحدث عن « الوثيقة» ‪ /‬إما أن يأخذ بنظرية من النظريات العالمية‪،‬‬ ‫ليجد لها التدبير والتأييد لها في التاريخ‪ ،‬ويجعل بذلك من علم التاريخ خدمة ألغراض خارجة عنه‪ ،‬أو يحاول استقراء‬ ‫التاريخ للتواصل مع النتائج الحقيقية‪ ،‬بعيدا عن مفاهيم ورغبات السلطة‪...‬‬

‫وفي المفاهيم الفلسفية‪ ،‬التاريخ هو مسار واحد‪ ،‬حياة‪ ،‬فموت‪ ،‬فحياة‪ ،‬يسير على شكل دوائر‪ ،‬لكل واحدة فتحة تطل‬ ‫‪ /‬تؤدي إلى فتحة ‪ /‬دائرة أخرى‪ ،‬وهو ما يجعل الحضارات ال تموت قبل ظهور حضارات أخرى جديدة‪ ...‬وهو مجموعة من‬ ‫األحداث والمصادفات‪ ،‬قد ال يكون لها أي رابط وال قانون تسير وفقه‪ ،‬ولكنها مع ذلك تلتقي في « التاريخ» حتى ولو‬ ‫كانت زئبقية المالمح‪ ،‬وال يمكن إدراكها بيسر وسهولة‪.‬‬ ‫وفي نظر المؤرخين‪ ،‬التاريخ هو تاريخان‪ ،‬األول معاصر حي‪ ،‬متحرك‪ ،‬والثاني ميت‪ ،‬يعتمد على أخبار الماضي‪ ،‬التي‬ ‫غالبا ما تكون مبثورة من احد جوانبها‪.‬‬

‫إن هذه الوضعية‪ ،‬دفعت العديد من المثقفين العرب في نهاية القرن المنصرم‪ ،‬إلى المطالبة بوضع أسس مدرسة‬ ‫عربية لفهم وكتابة التاريخ لسد الفراغ الذي ظل يشكو منه التاريخ العربي لفترة طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬

‫(‪ )1‬الدكتور جالل الغازي ‪ /‬مستقبليات في علم التاريخ ‪ /‬مجلة مرايا مغربية‬ ‫(‪ )2‬الدكتور جالل الغازي ‪ /‬المرجع السابق‬


‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫العدد ‪985‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)887‬‬

‫‪16‬‬

‫“يهود القصر الكبير‪ :‬صفحات‬ ‫من تاريخ منسي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أمام إمكانيات هائلة لتوسيع آفاق البحث والتنقيب‪ ،‬مادامت أسئلته‬ ‫تعزز البحث التاريخي الوطني المتخصص في تحوالت ماضي‬ ‫غير نهائية وآفاقه واعدة‪ .‬ولقد أجمل األستاذ عثمان المنصوري‬ ‫اليهود المغاربة‪ ،‬بصدور عمل مونوغرافي غير مسبوق‪ ،‬خالل‬ ‫معالم هذه القيمة الفريدة للكتاب‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪:‬‬ ‫األسابيع القليلة الماضية (‪ ،)2018‬تحت عنوان “يهود القصر الكبير‪:‬‬ ‫صفحات من تاريخ منسي‪ -‬مقاربات متقاطعة”‪ ،‬لألستاذين محمد‬ ‫“هذا الكتاب‪ ،‬هو في الحقيقة‪ ،‬مقاربة أو لنقل مقاربات متقاطعة‪،‬‬ ‫العربي العسري ومحمد أخريف‪ ،‬وذلك ضمن منشــورات جمعيـــة‬ ‫يدخل فيها الجانب التاريخي والسوسيولوجي والمكتوب والشفوي‪،‬‬ ‫البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬في ما مجموعه ‪498‬‬ ‫والسياسي واالقتصادي‪ ،‬والفكري واإلبداعي‪ ،‬ويعتمد على تجميع‬ ‫غالف الكناب‬ ‫من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن العمل يقدم‬ ‫مادة غنية ومتنوعة‪ ،‬تحيط بكل ما أمكن للمؤلفين أن يصال إليه‬ ‫نتائج تجميع هائل من المظان ومن المصادر ومن الوثائق ومن‬ ‫من مادة حول الموضوع‪ ،‬بحثا عنها في مظانها المختلفة‪ ،‬في‬ ‫الروايات الشفاهية ومن المخلفات المادية التي راكمها يهود مدينة‬ ‫الكتب والمصادر المغربية واألجنبية‪ ،‬وفي المجالت والجرائد‪ ،‬وفي‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬على امتداد عقود زمنية طويلة من التساكن داخل‬ ‫الوثائق المغربية واألجنبية‪ ،‬مع ترجمة ما يفيد منها‪ ،‬وتقديم نسخ‬ ‫بيئتهم المحلية المخصوصة بمدينة القصر الكبير بشمال المغرب‪.‬‬ ‫من الوثائق والصور في إطار مالحق إضافية‪ ،‬وجداول كثيرة مفيدة‬ ‫وإذا كان موضوع الكتابة والتوثيق لحضور المكون اليهودي داخل‬ ‫باألسماء واألماكن والمهن وغير ذلك‪ ...‬إن الكتاب تجميع لما هو‬ ‫الفضاء المحلي قد استرعى انتباه قطاعات واسعة من المؤرخين‬ ‫متفرق في المظان أعاله‪ ،‬فهو يوفر على القارئ الوقت للبحث عن‬ ‫والكتاب لمرحلة ما قبل الهجرة‪ ،‬أو التهجير‪ ،‬نحو أرض فلسطين في‬ ‫المادة‪ ،‬ويمكن الباحثين من استغاللها في أبحاثهم عن المدينة‬ ‫سياق المالبسات التاريخية المعروفة‪ ،‬فإن صدور عمل تجميعي بهذا‬ ‫أو اليهود المغاربة في القصر الكبير أو باقي المغرب‪ .‬كما أنه‬ ‫الكم الهائل من التفاصيل والجزئيات المنسية‪ ،‬يظل عمال تأسيسيا‬ ‫يتناول موضوعا جديرا باالهتمام‪ ،‬ويركز على قيم التسامح والتقبل‬ ‫ال شك وأنه سيثير اهتمام المؤرخين والباحثين المتخصصين‪.‬‬ ‫لالختالف والتعدد في إطار مجتمع‪ ،‬يقر لألقليات بحقوقها‪ ،‬ويسمح‬ ‫لقد استطاع الكتاب تجاوز سقف األحكام االنطباعية العامة التي‬ ‫لها باالندماج في الحدود التي ال تضر بها‪ ،‬وبانخراطها في الحياة‬ ‫حملتها الكتابات الكولونيالية حول الموضــوع‪ ،‬مثلما هو الحــال‬ ‫العامة‪ ،‬ويمكنها من نسج عالقات وثيقة مع باقي مكونات المجتمع‬ ‫مع كتابات جورج سالمون ومولييراس وميشو بيلير‪ ،‬كما استطاع‬ ‫في المدينة‪( ”...‬ص‪.)18 .‬‬ ‫تجاوز منغلقات اإلسطوغرافيات الكالسيكية العربية اإلسالمية في‬ ‫يحتوي الكتاب على غـــزارة استثنائيــة على مستـــوى المـادة‬ ‫الكناب‬ ‫غالف‬ ‫تعاطيها مع واقع “أهل الذمة” وفي سعيها لتطويع أشكال حضور‬ ‫المدرجــة‪ ،‬والبيبليوغرافيـــات المعتمـدة‪ ،‬والوثائــق الموظفــة‪ ،‬والشواهد‬ ‫الخالص‪.‬‬ ‫“اآلخر العقدي” داخل نظيمة تساكن ضفاف الواقع المغربي‬ ‫المدعمة‪ ،‬والجداول التوضيحية‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬استطاع مؤلفا الكتاب شحذ‬ ‫وإذا كان من المؤكد أن الدراسات القطاعية العامة حول الحضور اليهودي بالمغرب‬ ‫ذاكرتهما المحلية من أجل توظيف ركام هائل من الروايات الشفوية التي الزالت متداولة‬ ‫قد غطت جوانب عدة من مجال الدراسة‪ ،‬بالنظر لما تم تحقيقه أكاديميا خالل المرحلة‬ ‫إلى اليوم حول نوعية حضور المكون اليهودي داخل الفضاء العام للمدينة‪ ،‬اقتصاديا‬ ‫الراهنة‪ ،‬فالمؤكد أن البحث المجهري يظل مرتكزا محوريا في تتبع فسيفساء واقع اليهود‬ ‫واجتماعيا وتعليميا وتربويا ودينيا وسياسيا وإداريا وثقافيا‪ .‬ومن المؤكد أن تتبع تفاصيل‬ ‫المغاربة وأشكال انخراطهم في نسق الحياة العامة‪ ،‬بموازاة مع قدرتهم على العطاء وعلى‬ ‫هذا الحضور القوي‪ ،‬ستجعل المتتبع يقف عند حجم الخسارة التي تكبدناها –جميعا‪ -‬ببتر‬ ‫اإلبداع مثلما تعبر عنه نظمهم المعيشية اليومية وتراثهم الرمزي الخصب والمتنوع‪ ،‬وكذا‬ ‫جزء من ذاتنا العميقة‪ ،‬في سياق تبلور مشاريع الحركة الصهيونية التهجيرية لعقود نهاية‬ ‫مخلفاتهم المادية وشواهدهم القائمة والدالة على عمق التأثير والتأثر‪ ،‬الفعل والعطاء‪،‬‬ ‫القرن ‪ 19‬والنصف األول من القرن ‪ .20‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الذاكرة التاريخية تأبى النسيان‪،‬‬ ‫التميز واالنصهار في إطار تساكن مكونات الهوية المغربية الواحدة‪/‬المتعددة‪ .‬لذلك‪ ،‬بدأت‬ ‫وتأبى مجاراة الجحود والتنكر‪ ،‬وتأبى تنميط األحكام والوقائع‪ .‬فيهود مدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫عودة الباحثين المتخصصين والمؤرخين المجددين نحو تقليب صفحات حضور المكون‬ ‫شأنهم في ذلك شأن يهود باقي أرجاء المغرب‪ ،‬تركوا بصمات قوية على نظم تدبير‬ ‫اليهودي داخل بنية أقاصي المغرب العميق‪ ،‬وازداد األمر اتساعا بتحول هذا االهتمام إلى‬ ‫العيش المشترك‪ ،‬وخلفوا تراثا رمزيا وعطاء إبداعيا ثريا نجح األستاذان العسري وأخريف‬ ‫انشغال مجتمعي واسع وجد تعبيرات عنه بأشكال فكرية وتواصلية متنوعة‪.‬‬ ‫في القبض بتفاصيل الكثير من مكنوناته‪ ،‬وفي التوثيق لها وفي تيسير االطالع عليها‬ ‫بالنسبة للباحثين وللمهتمين‪ .‬وال شك أن توسيع دوائر البحث المونوغرافي المجهري‬ ‫في إطار هذا المسار العام‪ ،‬يندرج صدور الكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬في تجربة تحمل‬ ‫ليشمل باقي حواضر البالد‪ ،‬سيمكن من توفير األرضية الصلبة لكل المشاريع العلمية‬ ‫الكثير من عناصر الجرأة والمبادرة‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬الكثير من عناصر الصبر واألناة‪ ،‬بحثا في‬ ‫المشتغلة على تحوالت الحضور اليهودي داخل الفضاء المغربي العام المشترك‪ ،‬وفق رؤى‬ ‫بياضات الذاكرة‪ ،‬وتجميعا للرذاذ المنفلت من بين سواد المدونات الكالسيكية التقليدانية‪.‬‬ ‫فكانت النتيجة‪ ،‬عمال رائدا ال شك وأنه يضيف قيمة نوعية لرصيد إصدارات جمعية البحث‬ ‫تاريخية وأنتربولوجية محايدة تعيد التأصيل لشروط التصالح مع ذاكرتنا “األخرى”‪ ،‬ذاكرة‬ ‫التاريخي واالجتماعي‪ ،‬بل ولعموم دراسات تاريخ اليهود المغاربة‪ ،‬كما أنه يفتح الباب مشرعا‬ ‫التسامح والعيش المشترك واالختالف الخالق والمنتج‪.‬‬

‫تقرير حول أشغال الندوة العلمية في موضوع‪:‬‬

‫“ممارسة الصحافة والحق في الحصول على المعلومات بالمغرب”‬ ‫يوم ‪ 12‬مارس ‪ 2019‬بالمعهد العالي لإلعالم واالتصال بالرباط‬

‫السيدات والسادة األكاديميين والباحثين المحترمين كل واحد باسمه‬ ‫وصفته‬ ‫الزميالت والزمالء األعزاء كل واحد باسمه وصفته‬ ‫الحضور الكريم؛‬ ‫يشرفني أن أتلو على مسامعكم تقريرا حول أهم ما جاء في هذه الندوة‬ ‫العلمية من أفكار ومخرجات وتوصيات ‪.‬‬ ‫فبمناسبة بداية دخول القانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول‬ ‫على المعلومات حيز التنفيذ‪ ،‬والذي جاء ليشكل ترجمة فعلية وملموسة‬ ‫لتنزيل مقتضيات الدستور ومتطلباته القانونية والمؤسساتية‪ ،‬وتعبيرا‬ ‫واضحا عن إرادة سياسية تستجيب للحاجيات التي عبر عنها التطور الكمي‬ ‫والنوعي لإلدارة والمجتمع‪ ،‬ونظرا لألهمية القصوى التي يكتسيها الحق في‬ ‫الحصول على المعلومات في تعميق مبادئ الديمقراطية وكذا قيم ممارسة‬ ‫الصحافة وحرية التعبير‪ ،‬نظمت وزارة الثقافة واالتصال – قطاع االتصال‬ ‫ ندوة علمية في موضوع‪“ :‬ممارسة الصحافة والحق في الحصول على‬‫المعلومات بالمغرب”‪ ،‬وذلك يومه الثالثاء ‪ 12‬مارس ‪ 2019‬بالمعهد العالي‬ ‫لإلعالم واالتصال بالرباط‪.‬‬ ‫وعرفت هذه الندوة كما تتبعتم مشاركة أعضاء من الحكومة وعلى‬ ‫رأسهم السيد محمد األعرج وزير الثقافة واالتصال والسيد محمد بنعبد‬ ‫القادر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصالح اإلدارة والوظيفة‬ ‫العمومية‪ ،‬وممثل منظمة اليونسكو (مكتب الرباط( وعدة فعاليات من‬ ‫الهيئات المهنية وفاعلين من المجتمع المدني وأكاديميين وطالب معاهد‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مسؤولين مختصين باإلدارة المغربية‪.‬‬ ‫وقد تم تأطير هذه الندوة من خالل ورشتين أساسيتين‪ ،‬تتعلق األولى‬ ‫ﺒ “ اإلطار القانوني والعملي لممارسة الصحافة وحرية التعبير والحق في‬ ‫الحصول على المعلومات” ‪.‬‬ ‫أما الورشة الثانية‪ ،‬فقد تمحورت حول‪ “ :‬واقع الممارسة المهنية‬ ‫للصحافة بالمغرب وإمكانيات الحصول على المعلومات”‪.‬‬

‫باحثون‬

‫كما أشرف على العروض‪ ،‬بالدراسة والتحليل‪ ،‬أساتذة‬ ‫وإعالميون متخصصون وصحافيون مهنيون وفعاليات مدنية‪.‬‬ ‫وبعد الدراسة والمناقشة خلص المشاركون إلى التوصيات التالية‪:‬‬ ‫التحسيس والتوعية بحقوق المواطنين في الحصول على المعلومات‬ ‫وقيام اإلعالميين في التعريف بالقانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول‬ ‫على المعلومات وبالفصل ‪ 27‬من الدستور على أوسع نطاق؛‬ ‫توسيع وتكثيف النشر أالستباقي لتسهيل العمل الصحفي‪ ،‬لتجنب‬ ‫األخبار الزائفة واإلشاعات؛‬ ‫إشراك الجسم الصحفي بصفة عامة والمنظمات المهنية بصفة خاصة‬ ‫في أي مبادرة لتعديل القانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول على‬ ‫المعلومات؛‬ ‫‪ ‬إشراك ممثل الجسم الصحفي في تركيبة “اللجنة الوطنية للحق فى‬ ‫الحصول على المعلومات”ولجنة اإلشراف في الحكومة المفتوحة(‪)OGP‬‬ ‫مستقبال؛‬ ‫‪ ‬الحرص على إعطاء األولوية للنشر االستباقي والمعطيات المفتوحة‬ ‫عبر تأهيل بوابة المعطيات المفتوحة‪ DATA .GOV.ma‬نظرا لفائدتها‬ ‫بالنسبة للصحافي؛‬ ‫تدعيم دور القاضي على مستوى التكوين في مجال الحق الحصول على‬ ‫المعلومات باعتباره مؤتمنا على حماية الحقوق والحريات بموجب الفصل‬ ‫‪117‬من الدستور؛‬ ‫وجوب تبني مقاربة مندمجة لحماية المواطنين من المس بمعطياتهم‬ ‫الشخصية؛‬ ‫وضع سياسات عمومية متعلقة بالحق في الحصول على المعلومات مع‬ ‫حماية الحياة الخاصة للمواطن؛‬ ‫ضرورة التمكين العملي للحق في الحصول على المعلومات بالنسبة‬ ‫للمواطن المغربي بصفة عامة والصحافي بصفة خاصة؛‬

‫تنظيم أيام دراسية ودورات تكوينية لفائدة الجمعيات المهنية وكل‬ ‫فئات الصحافة والمهتمين بالحق في الحصول على المعلومات‪،‬وفعاليات‬ ‫المجتمع المدني وإشراك األجانب المقيمين بالمغرب فيها ؛‬ ‫تمكين الصحافة الجهوية من كافة المعلومات المتعلقة بالشأن‬ ‫المحلي من طرف الجماعات الترابية بكل أصنافها واإلدارة الالممركزة؛‬ ‫تبسيط اإلجراءات لطلب المعلومات ورفع الشكايات والتظلمات‬ ‫بخصوص هذا المجال بالنسبة للمواطن وللصحافي واألجنبي المقيم على‬ ‫حد سواء؛‬ ‫مالءمة القوانين والتشريعات المتعلقة بقانون الصحافة والنشر مع‬ ‫قانون الحق في الحصول على المعلومة؛‬ ‫حث وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها على احترام ميثاق أخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة؛‬ ‫العمل على تعميم هيكلة إدارية مختصة بالحق في الحصول على‬ ‫المعلومات في كل اإلدارات والمؤسسات العمومية والشبه العمومية‬ ‫والجماعات الترابية‪ ،‬ومنحها الوسائل الالزمة لالضطالع بمهامها؛‬ ‫توسيع اإلستفادة من برامج التكوين لكل المكلفين بتلقي وتقديم‬ ‫المعلومات في الجماعات الترابية بجميع أصنافها واإلدارة الالممركزة؛‬ ‫دعوة الحكومة إلى جعل يوم ‪12‬مارس كيوم وطني لإلحتفال بالحق في‬ ‫الحصول على المعلومات بهدف تقييم السياسات العمومية في هذا المجال‬ ‫ومنح جوائز تحفيزية‪.‬‬ ‫مقرر الندوة‪ :‬إدريس الوالي‬


‫العدد ‪985‬‬

‫فضل شهر رجب‬ ‫الفرد‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫ها نحن في ضيافة شهر فاضل مبارك‪ ،‬هو شهر رجب الفرد‪،‬‬ ‫الذي عُرف عند العرب في الجاهلية قبل اإلسالم باسم «الشهر‬ ‫األضمّ»‪ ،‬ألنه لم تُسمع فيه أصواتُ الحرب‪ ،‬وال مقارعة السيوف‬ ‫والسالح‪ ،‬ورجب مأخوذ من الترجيب أي التعظيم‪ ،‬فكانت العرب‬ ‫تعظمه وتجتنب فيه الموبقات والعدوان بمفهومه الشامل‪،‬‬ ‫فكان بذلك شهر أمان وسالم‪ ،‬بدليل أن كثيرا من أسواق العرب‬ ‫الشهيرة والمهمة‪ ،‬كانت تقام في رجب‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬فرجب‬ ‫واحد من األشهر األربعة الحرُم‪ ،‬التي كانت معروفة عند العرب‪،‬‬ ‫وهذه األشهر كما وردت عندهم ‪ :‬ثالثة سُردٌ ذو القعدة‪ ،‬وذو‬ ‫الحجة‪ ،‬المحرم وواحد فرد هو «رجب مُضَر» أخذو حُرمتها وراثة‬ ‫عن سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل جدنا نحن العرب‪ .‬وقد جاء‬ ‫ذكر األشهر األربعة وبيان حُكمها إجماال في قوله تعالى من‬ ‫(سورة التوبة) ‪�ِ « :‬إ ّ َن عِ ّ َد َة ُّ‬ ‫ند هّ َ ِ‬ ‫�ش َ�ش ْه ًرا‬ ‫ال�ش ُه ِ‬ ‫ور عِ َ‬ ‫الل ا ْث َنا َع رَ َ‬ ‫الَ ْر َ‬ ‫يِف ِ‬ ‫ال�س َما َو ِ‬ ‫َاب هّ َ ِ‬ ‫كت ِ‬ ‫�ض ِم ْن َها �أَ ْر َب َع ٌة‬ ‫ات َو ْ أ‬ ‫الل َي ْو َم َخ َل َق ّ َ‬ ‫ُح ُر ٌم َذل َ‬ ‫ن �أَنفُ َ�س ُ‬ ‫ِك ّ ِ‬ ‫ك ْم َو َقا ِت ُلوا‬ ‫ين ا ْل َق ّ ِي ُم َف اَل ت َْظل ُِموا فِيهِ ّ َ‬ ‫الد ُ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مْ ُ‬ ‫َك ْم َ‬ ‫ك َما ُيقَا ِت ُلون ُ‬ ‫كا ّ َف ًة َ‬ ‫ني َ‬ ‫�ش ِ‬ ‫اع َل ُموا �أ ّ َن الل َم َع‬ ‫ك َ‬ ‫كا ّ َف ًة َو ْ‬ ‫ال رْ ِ‬ ‫مْ ُ‬ ‫ِني» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ال ّ َتق َ‬

‫وجاء بيان هذه األشهر بأسمائها وسماتها وموقعها‪ ،‬بين‬ ‫األشهر القمرية في خطبة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في‬ ‫حجة الوداع‪ ،‬إذ قال ‪« :‬إن الزمان قد استدار كهَيْئته يوم خلق اهلل‬ ‫السماوات واألرض‪ ..‬السنة اثنا عشر شهرا‪ ،‬منها أربعة حُرُمٌ ‪:‬‬ ‫ثالث متواليات ‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة‪ ،‬والمحرم‪ ،‬ورجب مضر الذي‬ ‫بين جمادى وشعبان» (رواه البخاري)‪.‬‬ ‫واإلسالم إذ يقرّ بحرمة هذا الشهر وتعظيمه‪ ،‬ينكر أشد اإلنكار‬ ‫على من ينال من هذا التعظيم‪ ،‬أو يتالعب بحرمته وبحرمة باقي‬ ‫األشهر الحرم‪ ،‬كما ينكر ما أحدثته العرب من النسيء الذي هو‬ ‫ّ‬ ‫يضل به الذين كفروا»‪« ..‬واهلل ال يهدي‬ ‫حرامٌ «وزيادة في الكفر‬ ‫الذي كفروا» (النوبة ‪.)37‬‬ ‫وغير خاف أن اإلس�لام في تقويم األخ�لاق والعادات‪ ،‬يزكي‬ ‫العمل الحسن الطيب كيفما كان‪ ،‬كالكرم والوفاء والشجاعة‬ ‫والنجدة‪ ،‬وإقرار السالم‪ ،‬وبذلك أصبحت األخالق العربية السامية‬ ‫أسمى وأعظم وأبقى على مر األيام والعصور‪ .‬وإذا كانت عظمة‬ ‫رجب في الماضي مستمدة من السالم واألمن‪ ،‬فإن اهلل تعالى أراد‬ ‫أن يكون رجب أجل شأنا وأرفع مكانا في اإلسالم عما كان عليه في‬ ‫الجاهلية‪ ،‬فقد حدثت فيه حادثتان هامّتان كبيرتان‪ ،‬ارتفع بهما‬ ‫لواءان في اإلسالم ‪ :‬أحدهما اإلسراء والمعراج‪ ،‬وثانيهما فرض‬ ‫الجهاد بعد الهجرة‪.‬‬ ‫ولشهر رجب أسماء متعددة‪ ،‬وال يخفى أن كثرة األسماء تدل‬ ‫على شرف المسمى وعظمته‪ ،‬وقد وردت آثار تدل على منزلة هذا‬ ‫الشهر وفضله‪ ،‬قد ال تكون من قبيل الصحيح‪ ،‬وهي حتما ليست‬ ‫من قبيل الضعيف‪ ،‬لكنها آثار حسان ‪ )1 :‬كان الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم إذا أهل هالل رجب يدعو ‪« :‬اللهم بارك لنا في رجب‬ ‫وشعبان‪ ،‬وبلغنا رمضان»‪ )2 ،‬رجب شهر اهلل‪ ،‬وشعبان شهري‪،‬‬ ‫ورمضان شهر أمتي»‪ )3 ،‬في العشر األول من رجب‪ ،‬حملت سيدتنا‬ ‫آمنة بنت وهب بسيدنا محمد بن عبد اهلل رسول رب العالمين إلى‬ ‫الناس أجمعين‪ )4 ،‬وفي العشر األواخر من رجب‪ ،‬سُجل أعظم حدث‬ ‫في اإلسالم قبل الهجرة‪ ،‬هو معجزة اإلسراء والمعراج‪ ،‬التي كانت‬ ‫تكريما من اهلل تعالى لعبده محمد الصادق األمين‪ )5 ،‬يروى عن‬ ‫القطب الشيخ عبد القادر الجياللي دفين بغداد أنه قال ‪« :‬السنة‬ ‫شجرة‪ ،‬ورجب أيام إيراقها «توريقا»‪ ،‬وشعبان أيام إثمارها‪ ،‬ورمضان‬ ‫أيام قطافها»‪ )6 ،‬روي عن أحد العلماء الصالحين‪ ،‬أنه مرض قبل‬ ‫شهر رجب‪ ،‬فقال ‪ :‬إني دعوت اهلل أنيؤخر وفاتي إلى شهر رجب‪،‬‬ ‫ألنه بلغني ‪-‬كمما يقول‪ -‬أن فيه عتقاء‪ ،‬فبلغه اهلل ذلك‪ ،‬ومات‬ ‫في شهر رجب المعظم‪ )7 ،‬ومن الطرف أن أهل الجاهلية كانوا‬ ‫يغتنمون حلول شهر رجب للدعاء على الظالم‪ ،‬وكان يستجاب لهم‪،‬‬ ‫ولهم في ذلك أخبار مشهورة‪.‬‬ ‫قرّائي وأحبتي الكرام‪ ،‬كم هو جدير بمن يُحس أنه سوّد‬ ‫صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة والغفران‪ ،‬وبمن ضيّع عمره‬ ‫في البطالة أن يستغل هذا الشهر وما بقي من عمره في إصالح‬ ‫أحواله وسلوكه‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)449‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪449‬‬


‫الشمال‬

‫حضروا معنا الذهاب‪ ..‬الجنة في اإلياب‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪985‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫هل يصلح زيدان‬ ‫ما أفسده سوالري‬

‫?‬

‫مهمة صعبة نسبيا ولكنها غير مستحيلة ملقاة على عاتق المدرب‬ ‫الفرنسي زين الدين زيدان إلصالح ما أفســده المــدرب األرجنتينــي‬ ‫سانتياغو سوالري وقبله المدرب لوبيتيجي‪ ...‬وإعادة االعتبار لفريق ريال‬ ‫مدريد اإلسباني الذي سبق أن أحرز معه العديد من األلقاب واإلنجازات‬ ‫محليا ودوليا‪.‬‬ ‫زيدان الذي غادر الفريق الملكي قبل تسعة أشهر وهو في عز قوته‪..‬‬ ‫يعود من جديد لإلشراف على طاقمه الفني بعد سلسلة من النتائج‬ ‫السلبية وآخرها الخروج المهين من دوري أبطال أوربا على يد فريق‬ ‫أياكس أمستردام الهولندي على ملعب سانتياغو بيرنابيو‪ ،‬وهي الهزيمة‬ ‫اإلقصاء التي أتت على األخضر واليابس ‪.‬‬ ‫موافقة زيدان على العودة لتدريب الريال لم تكن بالسهلة حيث‬ ‫أجبرت الرئيس فلورنتينو بيريز على الخضوع لكل المطالب التي تقدم‬ ‫بها «زيزو» ومن أهمها تدعيم الفريق ليكون قادرا على المنافسة مرة‬ ‫أخرى على أعلى مستوى والحصول على الورقة البيضاء والقوة المطلقة‬ ‫بدون تدخالت وعقد براتب سنوي ‪12‬مليون يورو يرتفع بشكل تدريجي‬ ‫عند نهايته عام‪2022‬وفق األهداف المتفق عليها‪.‬‬ ‫كما تلقى زيدان وعدا من الرئيس فلورنتينو بيريز بأن يكون هو‬ ‫المسؤول األول واألخير عن الجانب الرياضي من دون تدخالت من‬ ‫اإلدارة‪ ..‬أي بمعنى آخر أنه لن يتم اتخاذ أي قرار رياضي يتعلق بالفريق‬ ‫األول دون موافقته‪ ..‬هذا باإلضافة إلى أن أي تدبير أو قرار سيحصل‬ ‫عليه فورا من الرئيس‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار التزم الفريق الملكي مع زيدان بالتوقيع لثالثة‬ ‫العبين من العيار الثقيل خالل سوق االنتقاالت الصيفية المقبلة‪.‬‬ ‫مصادر صحفية بريطانية أشارت في هذا الصدد إلى أن فريق ريال‬ ‫مدريد سيجهز ‪120‬مليون جنيه إسترليني من أجل ترميم الفريق‬ ‫وكسب أموال من خالل بيع بعض الالعبين‪.‬‬ ‫نفس المصادر أوضحت أنه مباشرة بعد إعالن نادي ريال مدريد‬ ‫عودة الفرنسي زيدان لتدريبه قدم النادي عرضا رسميا لضم المهاجم‬ ‫البيلجيكي «إيدين هازارد»‪ .‬قيمة العرض ‪ 117‬مليون يورو‪.‬‬ ‫غير أن السؤال يبقى دائما مطروحا من قبل أنصار الر يال «هل يصلح‬ ‫زيدان ما أفسده سوالري»‪.‬‬

‫هذا الشعار رفعه أنصار اتحاد طنجة وبالضبط فصيل هيركوليس خالل المباراة التي جمعت اتحاد طنجة‬ ‫بحسنية أكادير له أكثر من داللة ويكرس ثقافة االعتراف لجماهير ضحت بأرواحها و بالغالي والنفيس داخل‬ ‫وخارج طنجة خالل مرحلة الذهاب ‪.‬‬ ‫فتحية ألنصار اتحاد طنجة الوفية والرحمة والغفران والجنة للذين فارقونا ‪.‬‬

‫عبد الرحيم طاليب المدير التقني‬ ‫ال تحاد طنجة لكرة القدم‬

‫بعدما كسبنا ر هان البقاء ‪..‬سنعمل من أجل رتبة مؤهلة‬ ‫للمنافسات االإفريقية‪.‬‬ ‫في حديث خص به أسبوعية «الشمال» أكد عبد الرحيم‬ ‫طاليب المدير الفني التحاد طنجة أن الفريق يسير في االتجاه‬ ‫الصحيح‪ .‬فبعد الفوز على حسنيــة أكادير أصبح اتحاد طنجة‬ ‫يتوفر على ‪34‬نقطة اي انه كسب رهان البقاء ضمن أندية‬ ‫الدوري االحترافي‪.‬‬ ‫وعن تقييمه للفترة التي قضاها مع اتحاد طنجة قال طاليب‪:‬‬ ‫تسلمنا المهمة في ظروف صعبة وبفضل المساندة الجماهيرية‬ ‫وتضافر جهود كل المتدخلين عملنا على الخروج من منطقة‬ ‫الخطرالتي كانت ستؤدي القدر اهلل إلى الهبوط إلى القسم‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫وامام هذا الوضع عملنا على التركيز الذهني والعامل البدني‬ ‫والتقني وحاولنا بطريقة بيداغوجية منح دفعة معنوية لال عبين‪..‬‬ ‫وكنت مصرا على ضرورة أن يواظب الالعبون على العمل الجدي‬ ‫الذي نقوم به يوميا وأن يحترموا قميص الفريق وان يعطي كل‬ ‫واحد ما في جعبته من مهارات وتقنيات لصالح النادي وللمجموعة‬ ‫ولمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وقد استجاب الالعبون لهذه الرسالة الواضحة مما أدى إلى‬

‫سلسلة النتائج اإليجابية وآخرهـــا ضد حسنية أكادير وهي من‬ ‫األندية المنافسة على الصفوف األمامية ‪.‬‬ ‫واآلن وقد كسبنا رهان البقاء يقول طاليب سنشرع في‬ ‫المنافسة من أجل احتالل رتبة ضمن الثالثاء األوائل وكسب فريق‬ ‫مستقبلي ينافس بقوة في الموسم المقبل ولنا كل المؤهالت التي‬ ‫تؤهلنا لبلوغ ذلك‪.‬‬ ‫وعن االنتقاالت الصيفية القادمة‪ ،‬قال طاليب في حديثه‬ ‫لجريدة الشمال في الموسم القادم سنعتمد باألساس على‬ ‫العبي الفريق الرديف التحاد طنجة بعدما اقتنعت بمؤهالت العديد‬ ‫منهم وشرعت من اآلن في إدماجهم رويدا رويدا ضمن التشكيلة‬ ‫األساسية حتى يكتسبوا التجربة والخبرة ويكونوا في مستوى‬ ‫التطلعات‪.‬‬ ‫وسنعمل خالل الميركاتــو الصيفي أيضــا على االنفصال‬ ‫عن بعض الالعبين الذين لم يقدموا إضافات ومنهم اإليفواري‬ ‫المدافع «بيبي» الذي أصيب منذ فترة طويلة ولم يتعافى وأيضا‬ ‫المهاجم الكامروني مباي جونيور «الذي لم يكن في مستوى‬ ‫االنتظارات والتطلعات»‪.‬‬ ‫وبالمقابل نحن على اتصال من اآلن مع مهاجم كونغولي من‬ ‫فريق فيتا كلوب يمتاز بالحس الهجومي والتهديفي ليكون إلى‬ ‫جانب زميله موكوكو‪ ،‬كرأس حربة في الهجوم‪.‬‬

‫مشروع «رونو األبطال» للتنقيب عن المواهب‬

‫عقدت شركة «رونو» للسيارات الراعي الر سمي التحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫لقاء تواصليا سلطت خالله الضوء على مشروع «رونو األبطال» الذي يهدف‬ ‫إلى انخراط الشركة العالمية للسيارات وفريق اتحاد طنجة في هذا المشروع‬ ‫االجتماعي الذي يهدف إلى اختيار ‪10‬من المواهب الكروية الشابة بعد عملية‬ ‫التنقيب بمالعب مقاطعات طنجة ومنطقة ملوسة‪.‬‬ ‫عملية التنقيب ستشمل ‪500‬مشارك عن كل مقاطعة‪ ،‬ابتداء من ‪23‬‬ ‫مارس الجاري‪.‬‬ ‫ويشرف على تأطير هذا المشروع الهام ‪ 4‬من أطر اتحاد طنجة وهم سيف‬ ‫الدين النايب و محمد السابق «السيمو» والبشير بويطة وا لعربي مالك‪.‬‬ ‫وخالل الكلمات التي القيت خالل هذا اليوم التواصلي تم التأكيد على أن‬ ‫هذا المشروع سيساهم في إبراز المواهب وإبعاد األطفال مابين ‪13‬و‪ 15‬سنة‬ ‫عن المخدرات والمحرمات ويهيء لفريق اتحاد طنجة الخلف‪.‬‬ ‫وتمت اإلشارة إلى أن شركة رونو هي شركة مواطنة تسعى من وراء هذا‬ ‫المشروع إلى رد الدين لساكنة طنجة والمساهمة بجزء من األرباح الهامة التي‬ ‫حققتها في إنجاح هذا المشروع الهام‪.‬‬


‫العدد ‪985‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫حمودان يقود الرائد لتحقيق فوز‬ ‫باييرن ميونيخ األلماني يخطب‬ ‫هام على الباطن‬ ‫ود المغربي زياش‬ ‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫تألق الدولي المغربي حكيم زياش مع فريقه اياكس أمستردام الهولندي جعله مطلبا ملحا للعديد من‬ ‫األندية األوربية العمالقة على غرار باييرن ميونيخ األلماني الذي بدأالتحرك لضم صاحب اليسرى الساحرة خالل‬ ‫فترة االنتقاالت الصيفية القادمة‪.‬‬ ‫موقع صحيفة «شبورت بيلد» األلمانية كشف أن فريق باييرن ميونيخ شرع في التحرك من أجل الظفر‬ ‫بخدمات نجم أياكس أمستردام حكيم زياش الذي جلب إليه األنظار في اآلونة األخيرة بعد تسجيله في مرمى ريال‬ ‫مدريد اإلسباني ذهابا وإياب برسم دوري أبطال أوربا‪ .‬وأوضح الموقع أن النادي البافاري ربط االتصال مع النجم‬ ‫الدولي المغربي بهدف ضمه إلى الفريق خالل الميركاتو الصيفي المقبل‪.‬‬ ‫ويسعى الفريق البافاري إلى تغيير جلده عند نهاية الموسم الحالي والقيام بعدة تغييرات‪ ،‬حيث من المتوقع‬ ‫رحيل عدة أسماء عن الفريق وفي مقدمتها فرانك ريبيري وبواتينغ وتعويضهم بحكيم زياش وأسماء أخرى من‬ ‫الالعبين الشبان من أجل إعادة بناء الفريق العتالء منصات التتويج‪.‬‬ ‫وتجذر اإلشارة إلى أن حكيم زياش ‪25‬عاما مرتبط بعقد مع أجاكس أمستردام الهولندي يمتد إلى غاية‬ ‫صيف‪ 2021‬وتبلغ القيمة السوقية لالعب المغربي ‪ 35‬مليون يورو وفق ما أشار اليه موقع «ترانسفير ماركت»‬ ‫اإلليكتروني الذي يعنى بشؤون الالعبين‪..‬‬

‫استمرار التسجيل بمدرسة‬ ‫نهضة طنجة لكرة القدم‬ ‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل وإعادة التسجيل للتالميذ‬ ‫الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬كما أن أنشطتها متواصلة‪ ،‬طيلة فصل الصيف دون توقف‪ .‬وعلى‬ ‫الراغبين في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو الحضور بملعب مرشان‬ ‫حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى الخامسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬

‫قاد العب اتحاد طنجة السابق أحمد حمودان «الشاوني» فريقه الرائد السعودي إلى تحقيق‬ ‫فوز هام على ضيفه «الباطن» برسم الجولة ‪ 24‬من البطولة االحترافية السعودية‪.‬‬ ‫وسجل حمودان هدف الفوز الوحيد لفريقه في الدقيقة ‪ 41‬مانحا الرائد ثالث نقاط ثمينة‪.‬‬ ‫يعتبر هذا الهدف الخامس بالنسبة لالعب حمودان في الدوري السعودي‪ ،‬حيث يخوض تجربته‬ ‫االحترافية األولى ‪.‬‬ ‫وفي تصريح له عقب المباراة أكد الالعب حمودان أن الفوز الذي حققه فريقه على نادي‬ ‫الباطن أعاد الثقة لالعبين‪ ،‬وأوضح أن الهزيمة كانت ستدخل فريقه في دوامة الهبوط لكن هذا‬ ‫لم يحدث‪ ..‬واعدا الجماهير بمزيد من االجتهاد والجدية في المواجهات القادمة‪.‬‬ ‫وشدد على صعوبة المباريات المتبقية والسيما ضد األهلي والنصر موضحا أن االنتصار على‬ ‫الباطن جعل الضغوط تقل على فريقه ليكون قادرا لظهور بمستويات أفضل‪.‬‬ ‫ويحتل فريق الرائد المركز العاشر برصيد ‪ 28‬نقطة‪ ..‬فيما يحتل فريق الباطن الرتبة‪13‬بمجموع‬ ‫‪ 22‬نقطة‪.‬‬

‫انطالق عملية بيع تذاكر ودية‬ ‫المغرب ‪ -‬األرجنتين‬

‫أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم عن انطالق عملية بيع تذاكر المباراة‬ ‫الود ية التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره‬ ‫األرجنتيني يوم الثالثاء‪26‬مارس الجاري بملعب‬ ‫ابن بطوطة الكبير بطنجة عبر البوابة الرسمي‬ ‫للجامعة وكذا بنقط البيع المبينة أدناه‪.‬‬ ‫*مدينة طنجة ‪ :‬الملعب الكبير‪-‬بيع‬ ‫التذاكرمباشرة من الشباك ونقطةبيع التذاكر‬ ‫المقتناة عبر األنترنيت‪.‬‬ ‫*عصام سبور ‪ :‬نقطة بيع التذاكر مباشرة‬ ‫من الشباك‪..‬‬ ‫*عصبة الشمال لكرة القدم ‪ :‬نقطة سحب‬ ‫التذاكر المقتناة عبر األنترنيت‪.‬‬ ‫*مدينة الدار البيضاء‪.‬‬ ‫ملعب الصخور السوداء ‪ :‬نقطة بيع التذاكر‬ ‫مباشرة من الشباك ونقطة سحب التذاكر‬ ‫المقتناة عبر األنترنيت‪.‬‬ ‫*مدينة الر باط المركز الرياضي ولي‬

‫العهد األمير موالي الحسن‪ :‬نقطة بيع التذاكر‬ ‫مباشرة من الشباك وسحب التذاكر المقتناة‬ ‫عبر األنترنيت ويتم فتح الشبابيك وفق األوقات‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫ الفترة الصباحية من الساعة ‪9‬صباحا‬‫الى‪1‬بعد الظهر‪.‬‬ ‫الفترة المسائية من ‪2‬بعد الزوال الى‬‫‪7‬مساء‪.‬‬ ‫وحددت اللجنة المنظمة أثمنة التذاكرعلى‬ ‫الشكل التالي‪.‬‬ ‫ الدرجة الر ابعة‪30‬درهما‪.‬‬‫ـ الدرجة الثالثة‪100‬درهم‪.‬‬ ‫ـ الدرجة الثانية ‪150‬درهما‪.‬‬ ‫ـ الدرجة األولى‪200‬درهم‬ ‫ البريميوم‪500‬درهم‪.‬‬‫ملحوظة ‪ :‬ضرورة اإلدالء ببطاقة التعريف‬ ‫الوطنية عند نقط البيع‪.‬‬ ‫ ضرورة اإلدالء بوصل تاكيد البيع عند‬‫سحب التذاكر المقتناة عبر االنترنيت‪.‬‬

‫مواجهات قوية في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوربا‬ ‫أسفرت عمليـة سحــب قرعـــة الدور ربـــع النهائي‬ ‫لدوري أبطال أوربا في كرة القدم التي جرت الجمعــة‬ ‫بمقر االتحاد األوربي بمدينة نيـــون السويسرية عن‬ ‫مواجهات قويـــة كالتالي ‪:‬‬

‫أجاكس امستردام ‪ -‬يوفنتوس‬ ‫برشلونة ‪ -‬مانشستر يونايتد‬ ‫توتنهام ‪ -‬مانشستر سيتي‬ ‫ليفيربول ‪ -‬بورتو‬

‫‪19‬‬


‫العدد ‪985‬‬

‫الثالثـاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬

‫بطالة الشباب والتكوين والتشغيل والنموذج‬ ‫التنموي الجديد‬ ‫من أهم محاور الملتقى الجهوي‪ ‬حول التكوين‬ ‫والتشغيل بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫قضية البطالة‪ ،‬وبطالة الشباب‪ ،‬بوجه خاص‪،‬‬ ‫كانت حاضرة‪ ،‬وبقوة‪ ،‬إلى جانب ‪ ‬توجهات النموذج‬ ‫التنموي الجديد‪ ،‬في‪ ‬التدخالت التي طبعت جلسة‬ ‫افتتاح‪ ‬الملتقى الجهوي حول التشغيل والتكوين‬ ‫بجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬التي ترأسها‪ ،‬الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬محمد ساجد‪ ،‬برفقة‬ ‫والي الجهة محمد مهيدية‪.‬‬ ‫الوزير أكد في كلمته االفتتاحية‪ ،‬أن النموذج‬ ‫الجهوي الجديد‪ ،‬يجب أن يكون التشغيل ‪ ‬منطلقه‬ ‫وركيزته األساسية‪ ‬بهدف تقليص معدالت‬ ‫البطالة ‪ ‬المرتفعة في بعض المناطق‪ ،‬بالرغم من‬ ‫االستثمارات «الهائلة» التي قام بها المغرب خالل‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬خاصة في مجال البنيات التحتية‪،‬‬ ‫والتي اتضح اليوم أنه من الضروري توجيهها إلى‬ ‫القطاعات اإلنتاجية القادرة على خلق المزيد من‬ ‫فرص الشغل‪ ،‬وجعل قضية التشغيل من أولويات‬ ‫النموذج التنموي الجديد الذي يجب أن تتضافر جهود‬ ‫الجميع من أجل‪ ‬أن نوفر له كامل حظوظ النجاح‪.‬‬ ‫من جهته أكد والي الجهة‪ ،‬محمد مهيدية‪ ،‬أن‬ ‫تحدي التشغيل ال يزال قائما بجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بالرغم من المشاريع الكبرى واألوراش‬ ‫الضخمة‪ ‬التي تشهدها هذه الجهة والتي لم تنجح‬ ‫في تقليص معدل البطالة‪ ،‬خاصة في صفوف النساء‬ ‫والشباب ‪ ‬من حاملي الشهادات العليا‪.‬‬ ‫كما أن الجهة تشهد تفاوتات حقيقية ‪ ‬بين‬ ‫أقاليمها ‪ ،‬األمر الذي يستوجب العمل على تحقيق‬ ‫العدالة المجالية عبر تعميم االستثمارات في إطار‬ ‫مخططات جهوية للتكوين والتشغيل ‪ ،‬تمكن من‬ ‫تجاوز هذه الفوارق مع مراعاة خصوصيات مناطق‬ ‫الجهة‪ ،‬والحرص على إشراك المنتخبين بالجماعات‬ ‫المحلية والغرف المهنية في بلورة ‪ ‬وصياغة عناصر‬ ‫تلك المخططات ‪ ،‬مع التأكيد على أهمية الدور الذي‬ ‫يمكن أن تضطلع به جامعة عبد المالك السعدي في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫وأشار الوالي مهيدية إلى تنظيم أوراش ‪ ‬متخصصة‪،‬‬ ‫بمشاركة ممثلي مجلس الجهة ‪ ‬والمصالح الجهوية‪،‬‬ ‫واتحاد المقاوالت‪ ،‬عن القطاع‪ ‬الخاص‪ ،‬وممثلي الغرف‬ ‫المهنية والجمعيات األهلية‪ ،‬وذلك من أجل دراسة‬

‫األخيرة‬

‫وضعية التكوين والتشغيل بالجهة‪ ،‬وتقديم حلول‬ ‫عملية حول الموضوع‪.‬‬ ‫وقد خلصت أشغــال هذا الورش إلى ‪ ‬صياغــة‬ ‫عدد من المقترحات تخص مجـــاالت التكويـــن‬ ‫والتشغيل‪ ‬على مستوى التكوين الجامعي ‪ ،‬منها دعم‬ ‫شعب موجودة وخلق شعب جديدة وتعزيز وتحديث‬ ‫المناهج البيداغوجية‪ ،‬ودعم‪ ‬منهجية البحث عن‬ ‫الشغل وإعادة التوجيه المهني للشباب‪ ،‬والمقاوالت‪،‬‬ ‫وخلق مناطق لألنشطة االقتصادية‪ ،‬وإحداث آليات‬ ‫لرعاية المقاوالت الصغيرة جدا‪.‬‬ ‫وسوف يتم تقديم توصيات هذه األوراش التي‬ ‫تترجم تصورات األجهزة الجهوية في مجال التكوين‬ ‫والتشغيل‪ ،‬إلى الملتقى الوطني المزمع تنظيمه قريبا‪.‬‬ ‫ممثلة مجلس الجهةـ آسية بوزكري‪ ،‬ذكرت خالل‬ ‫هذه الجلسة االفتتاحية‪ ،‬بجهود المجلس الجهوي في‬ ‫مجال التشغيل والتكوين ‪ ‬ومحو األمية‪ ،‬والمساعدة‬ ‫على اإلدماج االجتماعي واالقتصادي وتكوين‬ ‫الشباب الحاصلين على شهادات جامعية‪ ،‬ودعم‬ ‫االقتصاد االجتماعي والمساهمة في خلق نشاطات‬ ‫اقتصادية‪ .‬ودعت‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬إلى بلورة برنامج‬ ‫جهوي للتشغيل وفق منهجية تشاركية موسعة لرفع‬ ‫التحديات التي تتمثل في تركيز‪ ‬حركية التشغيل ‪ ‬في‬ ‫محيط المدن الكبرى بالجهة‪ ،‬وارتفاع معدالت البطالة‬ ‫بين خريجي التعليم العالي‪ ،‬وفي صفوف الشباب‬ ‫من ‪ 14‬إلى ‪ 24‬سنة ممن ال يتوفرون على تكوين‬ ‫يؤهلهم للحصول على فرص العمل‪ ،‬وضعف حضور‬ ‫النساء في سوق الشغل ‪ ،‬مما يترتب عنه تكريس‬ ‫الفوارق‪ ‬االجتماعية‪ ،‬وضعف الرأسمال البشري الذي‬ ‫هو أساس كل تنمية دائمة‪ ،‬ويشجع على اللجوء إلى‬ ‫العمل الهش والهامشي‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الملتقى الجهوي حول‬ ‫التكوين والتشغيل بجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪،‬‬ ‫شهد مناقشات جادة بين‪ ‬الخبراء والمعنيين حول‬ ‫التوجهات السياسة العمومية في مجال‪ ‬تشغيل‬ ‫الشباب‪ ،‬وسبل تقليص الفوارق المجالية داخل‬ ‫أقاليم ‪ ‬الجهة ودعم مبادرات‪ ‬التنمية في العالم‬ ‫القروي‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بخط اليد‬ ‫‪ -‬محمد �إمغران‬

‫باب تازة‪ :‬تكريم التالمذة‬ ‫المتفوقين والحاصلين على‬ ‫المراتب األولى‬

‫بمناسبة نهايـــة األسدس األول وفي‬ ‫إطارتفعيل األنشطة التربوية‪ ،‬واحتفاال باليوم‬ ‫العالمي للمرأة‪ ،‬نظمت الثانوية التأهيلية‬ ‫“الوحدة األفريقية ـ باب تـــازة” حفــل تكريم‬ ‫لفائدة التالمـــذة المتفوقين والحاصلين‬ ‫على المراتب األولى‪ ،‬بدعم من جمعية آباء‬ ‫وأمهات وأولياء أمورالتالميذ‪ ،‬وبتنسيق مع‬ ‫الجمعية الرياضية واألساتذة األفاضل‪ ،‬عبد‬ ‫الخالق الدراوي وحكيم بلحاج ومروان شكري‬ ‫وعبد المجيد مفتاحي‪.‬‬ ‫اللقاء الذي افتتح بآيات بينـات من‬ ‫الذكرالحكيم‪ ،‬من أداء التلميذ عثمان بوخزار‪،‬‬ ‫وكذا النشيد الوطني‪ ،‬عرف كلمات تقدم بها‬ ‫كل من مديرالثانوية األستاذ عبد الرزاق‬ ‫الفياللي‪ ،‬والسيد أحمد الحضري‪ ،‬ممثل‬ ‫جمعية آباء وأمهات وأولياء التالميذ‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد الخالق الدراوي‪ ،‬ممثل األندية بالثانوية‪.‬‬ ‫وخالل هذا الحفل‪ ،‬تم تقديم مجموعة‬

‫لمياء الحساني‬

‫من األنشطة التي استحسنهـــا جميـــع‬ ‫الحاضرين‪ ،‬تمثلـــت في عروض مسرحيــة‬ ‫ولوحات ميمية واسكيتشــات من تقديم‬ ‫تالميذ الثانوية ومن تأطير األساتذة‪ ،‬عبد‬ ‫الخالق الدراوي والمهدي أكوني‪ ،‬وشكري‬ ‫مروان‪ ،‬باإلضافة إلى فقرات موسيقية‪ ،‬من‬ ‫إبداع التالميذ والتلميذات ومن تأطيرأستاذ‬ ‫مادة التربية الموسيقية أشرف بنسعيد‪ ،‬فضال‬ ‫عن أنشودة أدتها التلميذة فاطمة أجالب‪،‬‬ ‫تحت عنوان‪”:‬أبي” وقصيدة للتلميذة حياة‬ ‫اللمبي‪ ،‬تحت عنوان‪”:‬فلسطين”‪.‬‬ ‫كما تم تقديم عــرض حول تاريـــخ‬ ‫منطقة باب تازة‪ ،‬من إنجـــاز التالميذ وتأطير‬ ‫الدكتور عمر أشهبار‪ ،‬وكذا تتويـــج التالميذ‬ ‫المتفوقين‪ ،‬واألبطال الرياضيين الذين نزعوا‬ ‫لقب البطولة اإلقليمية والجهوية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تأهلوا لخوض غمارنصف نهائي البطولة‬ ‫الوطنية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.