Achamal n° 986 le 26 Mars 2019

Page 1

‫الفيلم الريفي “األيتام” يفوز بجائزة أفضل‬ ‫سيناريو بمهرجان الشباب الدولي بمكناس‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 986‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 19‬رجـــب ‪ 26 / 1440‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫حصل فيلم الريفي “األيتام” «إيوجيرن»‬ ‫على جائزة أحســن سيناريو في الدورة‬ ‫التاسعة لمهرجان مكناس الدولي لسينما‬ ‫الشباب المنظم في الفترة ‪ 20‬ـ ‪ 24‬مارس‬ ‫الجاري‪ .‬كما أن الشاب الناظوري «إسالم»‬ ‫لفت أنظــار الجمهــور من خالل دوره فى‬ ‫الفيلم في شخصيـة الطفــل المختطف من‬ ‫المستشفى‪.‬‬ ‫وشهد مهرجان فيلم سينما الشباب‬ ‫الدولي بمكناس‪ ،‬مشاركة العديد من الدول‬ ‫العربية واألوروبية وكانت جمهورية ألمانا ضيفة الشرف للمهرجان‪،‬‬ ‫وكان فيلم «األيتام» محط إشادة العديد من المشاركين والنقاد‪ ،‬الدين اعتبروه انطالقة فعلية‬ ‫للسينما الريفية‪ ،‬حيث أن هذا الفيلم‪ ،‬عالج‪ ،‬بمهنية وفنية وجرأة كبيرة‪ ،‬مجموعة من القضايا المجتمعية‬ ‫والثقافية والسياسية الشائكة‪ ،‬ومنها مسألة اختطاف األطفال في سبعينات القرن الماضي من المستشفى‬ ‫الحسني‪ ،‬من طرف عصابة مغربيةـ إسبانية‪.‬‬

‫الناظور الكبرى‬ ‫• إنجازات هامة في مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا‬ ‫• إنعاش المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياحية والرياضية‬ ‫بمدينة الناظور ومحيطها‪.‬‬ ‫• المشروع نموذج وطني ودولي يحتضن مشاريع مماثلة بالقارة اإلفريقية‪.‬‬

‫تقترب أشغال تهيئة بحيرة «مارتشيكا» من نهايتها‪ ،‬بفضل المجهودات المبذولة من طرف كافة المتدخلين من أجل جعل الناظور‪ ،‬وجهة‬ ‫سياحية كبـرى وفضاء جديدا للتقدم و االزدهار‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار تتواصل األشغال في إنجاز مشروع منتزه الطيور‪ ،‬حيث بدأت تتشكل المالمح األولى لما سيكون عليه هذا المنتزه الفريد‪،‬‬ ‫في المستقبل القريب‪ ،‬الذي أقيم في مكان صعب تهيئته‪ ،‬حيث تم إعداد األرضية وزرع العديد من األشجار بغاية توفير الظروف المالئمة‬ ‫الستقطاب أنواع مختلفة من الطيور‪ ،‬سواء المهاجرة أو المقيمة‪.‬‬ ‫ويعتقد أن هذا المنتزه سوف يجلب أعدادا كبيرة من هواة تتبع الطيور في رحالتها الكونية‪ ،‬إضافة إلى الخبراء واألخصائيين المهتمين‬ ‫بإنجاز الدراسات حول أنواع الطيور المختلفة ‪.‬‬ ‫وسوف يتوفر المنتزه على مركز لالستقبال يشتمل على مرافق عدة‪ ،‬منها مراكز لإلسعافات األولية واألنشطة الثقافية‪ ،‬الحتضان الندوات‬ ‫والمحاضرات في إطار النشاط العلمي للمنتزه‪ ،‬وأيضا مركز للدراسات‪ ،‬ومعرض ‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫السياسي اإلسباني خورخي فيسطرينج روخو‪:‬‬

‫غرفة الصيد البحري المتوسطية ‪:‬‬

‫دورة ناجحة و اعتراف بكفاءة الرئيس يوسف بنجلون «الصحراء أرض مغربية» و «الشعب‬ ‫الصحراوي» صنيعة الجزائر‬

‫بعد تعذر انعقاد الدورة األولى لجمعيتها‬ ‫العامة بمدينة أكادير‪ ،‬بداعي عدم اكتمال‬ ‫النصاب القانوني الالزم لذلك‪ ،‬عقدت غرفــة‬ ‫الصيد البحري المتوسطيــة دورتهــا األولى‬ ‫(العادية) برسم سنة ‪ 2019‬في قاعة االجتماعات‬ ‫بمقرها المركزي في مدينة طنجة‪،‬و ذلك يوم‬ ‫الجمعة ‪ 15‬من شهر مارس الجاري‪.‬‬ ‫و تضمن جدول أعمال هذه الدورة أربع‬ ‫نقاط ‪ :‬المصادقة على محضر الدورة السابقة‪،‬‬ ‫دور غرف الصيد البحري في تنمية قطاع الصيد‪،‬‬ ‫تقديم التقرير السنوي عن أنشطة الغرفة‬ ‫برسم سنة ‪ ،2018‬باإلضافة إلى نقطة تتعلق‬ ‫بمستجدات استراتيجية أليوتس ‪.‬‬ ‫و استغرقت أشغال الدورة‪ ،‬التي وصفها‬ ‫متتبعو الشأن المهني بالناجحة‪ ،‬زهاء ساعتين‪،‬‬ ‫حيث جرى نقاش رفيع المستوى للنقاط المدرجة‬ ‫في الجدول‪ ،‬السيما النقطة المتعلقة بدور غرف‬ ‫الصيد في تنمية القطاع ‪ ،‬إذ ثمن الحاضرون‬ ‫بالمناسبة الجهود التي بذلتها غرفة طنجةو‬ ‫تعاونها مع وزارة الصيد في إيجاد حلول معقولة‬ ‫و مقترحات عملية في معالجة بعض المشاكل‬ ‫التي يعرفها قطاع الصيد في المناطق الشمالية‬ ‫للمملكة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لقطاع الصيد‬ ‫التقليدي‪ ،‬الذي استفاد من برنامج التزويد‬ ‫بصناديق عازلة للحرارة‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ 3‬صناديق‬ ‫للقارب الواحد على امتداد النفوذ الترابي للغرفة‬ ‫بالواجهتين األطلسيةو المتوسطية‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك عبر أعضاء الغرفة‪ ،‬خالل‬ ‫مناقشاتهـم لمستجـدات معــرض أليوتيس‪،‬‬ ‫عن إعجابهم بالمستوى التنظيميو الجمالي‬ ‫الراقي الذي ساهمت به غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية في فعاليات معرض آليوتيس التي‬ ‫احتضنتها مدينة أكادير على امتداد ثالثة أيام‬ ‫أواسط شهر فبراير المنصرم‪.‬‬ ‫هذا وقــد صـادق الحاضرون باإلجمــاع‬ ‫على محضر الدورة السابقـة للجمعية العامة‬ ‫لغرفة الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬كما صادقوا‬ ‫باإلجماع على التقريرين المالي والمتعلـــق‬ ‫بأنشطة الغرفة على امتداد عام كامل‪ ،‬وهي‬ ‫أنشطة يرى مراقبــون أنها تميزت بالكثافةو‬ ‫القـرب الشديد من اهتمامـات المهنييــنو‬ ‫انشغاالتهم‪ ،‬ال سيما أن يوسف بنجلون الذي‬

‫‪ ‬‬

‫يقود الغرفة يعتبر من المهنيين الذين اكتسبوا‬ ‫تجربة مديدةو معرفة دقيقة بشؤون قطاع‬ ‫الصيد البحري‪ ،‬وهو ما مكنه من نيل ثقة‬ ‫الناخبين بمستوياتهمو فئاتهم‪.‬‬ ‫يشار في هذا السياق إلى أن عضو الغرفة‬ ‫عبد السالم الغربي‪ ،‬الذي يشغل أيضا منصب‬

‫رئيس تعاونية ليكسوس للصيد التقليدي‬ ‫بالعرائش‪ ،‬سلم شهادة تقديرية لرئيس الغرفة‬ ‫السيد يوسف بنجلون‪ ،‬كتعبير من مهنيي الصيد‬ ‫التقليدي عن اعترافهم بالجهود التي يبذلها‬ ‫رئيس الغرفة في دعمو تنمية القطاع‪.‬‬

‫محمد العطالتي ‪ -‬طنجة‬

‫النموذج التنموي الجديد و دور المرأة فيه‬ ‫هو عنوان حفل جماهيري نظمته الجمعية الجهوية‬ ‫لالتحاد الوطني لنساء المغرب‪-‬طنجة‪-‬‬

‫نظمت الجمعية الجهوية لإلتحاد الوطني‬ ‫لنساء المغرب‪ ‬بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ‬ ‫بطنجة يوم اإلثنين‪ ،‬حفال بمناسبة اليوم‬ ‫العالمي للمرأة لسنة ‪ ،2019‬تخللته ندوة تحت‬ ‫عنوان “دور المرأة في ظل النموذج التنموي‬ ‫الجديد”‪ ،‬و عرف تقديم دبلومات لمتميزي الفوج‬ ‫األول من خريجي مركز “الشريفة لال أم كلثوم‬ ‫العلوي” للتكوين بالتدرج التابع للجمعية‪.‬‬ ‫و أطرن الندوة‪ ،‬ثلة من النساء الرائدات في‬ ‫مجالهن‪ ،‬تناقشن و تحاورن و طرحن اقتراحات‬ ‫تفيد المرأة في ظل النموذج التنموي الجديد‪،‬‬ ‫النائبة البرلمانية و نائبة رئيس جهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬رفيعة المنصوري‪ ،‬المنسقــة‬ ‫الجهويـــة للتعــاون الوطني بالجهـــة زينب‬ ‫ولحاجن‪ ،‬األستاذة الجامعية ونائبة عمدة طنجة‬ ‫فاطمة بلحسن‪ ،‬واألستاذة الجامعيــة بكليــة‬ ‫الحقوق بطنجة ‪ ‬نسرين بوخيزو‪.‬‬ ‫في كلمـــــة لرئيــــســـة الجمعيــــة‬ ‫الجهوية ‪ ‬لإلتحاد الوطني لنساء المغرب ‪ ‬مكتب‬ ‫طنجة المدينة‪ ،‬سلوى الدمناتي‪ ،‬أكدت من‬ ‫خاللها أن الحفل يندرج ضمن ‪ ‬اإلهتمام‬ ‫بالتوجهات ‪ ‬السامية لألميرة لالمريم رئيسة‬ ‫اإلتحاد الوطني لنساء المغرب الرامية إلى‬ ‫النهوض ‪ ‬بأوضاع المرأة المغربية و اإلحتفال‬ ‫بيومها ‪ ‬األممي‪ ،‬حيث أثث حفل هذه السنة‪،‬‬ ‫بتوزيع الشواهد التقديرية على خريجي الفوج‬ ‫األول من مركز لال أم كلثوم للتكوين بالتدرج‪.‬‬ ‫و أضافت سلوى الدمناتي‪ ،‬أن هذا الحفل‬ ‫يأتي تنزيال لألهداف األساسية لإلتحاد الوطني‬ ‫لنساء المغرب المتمثلة في تأطير و تحسيس‬ ‫المواطنين حول سبل تعزيز مشاركتهم في‬ ‫التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية و جعلهم‬ ‫شركاء في الدينامية التي يعرفها بلدنا بقيادة‬ ‫الملك محمد السادس الذي ما فتئ ينادي جميع‬ ‫الفاعلين الحكوميين و غير الحكوميين باقتراح‬ ‫مشروع تنموي جديد يتماشى مع متطلبات‬

‫المواطن المغربي بجميع شرائحه‪.‬‬ ‫و تجـــدر اإلشــارة إلى أن مركــز لال أم‬ ‫كلثوم‪ ‬للتكوين بالتدرج بطنجــة‪ ‬الذي افتتح‬ ‫عام ‪ 2017‬أنجز بدعم من المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية بغالف مالي قدره‪ ‬بقيمة تصل‬ ‫إلى ‪ 8‬ماليين درهم‪ ،‬من بينها ‪ 2,2‬مليون‬ ‫درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية‬

‫البشريــة‪ ،‬ويعتبــر الرأي العام هــذا المركــز‬ ‫بمثابة‪ ‬منصة للتكوين مفتوح في وجـه ‪ ‬شباب‬ ‫ونساء مدينة طنجة‪ ،‬وأيضا ‪ ‬بوابة لولوج سوق‬ ‫الشغــل أو االنطـالق في مشروع ذاتي مــدر‬ ‫للدخل‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫«جـورج فيسطرينـــج روخـــو» ‪Jorge‬‬ ‫‪ Verstrynge Rojos‬األستاذ الجامعـــي‬ ‫اإلسباني‪ ،‬والسياسي البارز في إسبانيا حيث‬ ‫يعتبر من قادة تيارات اليساروالمرشد األول‬ ‫لحزب «بوديموس» ومستشار لزعيم هـــذا‬ ‫الحــــزب بابلــــو إكليســـــيـــاس ‪Pablo‬‬ ‫‪ Iglesias‬فاجأ جل المحافل السياسية في‬ ‫بلده‪ ،‬خاصة نشطاء تيارات اليسار‪ ،‬حين‬ ‫أطلق من قلب الصحراء‪ ،‬وخالل مشاركته في‬ ‫النسخة الخامسة لمنتدى كرانس مونتانا‬ ‫الذي انعقد ما بين ‪ 14‬و ‪ 17‬مارس الجاري‪،‬‬ ‫بمدينة الداخلة‪ ،‬تصريحات قوية يعلن بها‬ ‫أن «الصحراء مغربية‪ ،‬وكانت دائما مغربية»‪،‬‬ ‫وأن «الشعب الصحراوي ال وجود له‪ ،‬بل إنه‬ ‫«صنيعة الجزائر‪ ،‬وأن جزءا من اليساراإلسباني‬ ‫لم يتمكن‪ ،‬لألسف الشديد‪ ،‬من إدراك الوضع‬ ‫الحقيقي لهذه األرض المغربية»‪.‬‬ ‫جـــورج فيرسترينــج روخوس‪ ،‬المزداد‬ ‫بمدينة طنجة سنة ‪ ،1948‬حيث كبر وترعرع‪،‬‬ ‫قبل أن ينتقل لمدريد ليتلقى تعليمه العالي‬ ‫في واحدة من أعرق الجامعات اإلوروبية‪،‬‬ ‫‪ Complutense Univercidad‬أكد على‬ ‫هامش منتدى الداخلة السنوي‪ ،‬أنه قريب‬ ‫من حزب «‪ »Podemos‬وهو حزب إصالحي‬ ‫ذو ميوالت اشتراكية‪ ، ،‬إال أنه صرح أن عليه‬ ‫«قول الحقيقة كاملة فيما يخص القضايا‬ ‫المطروحة»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬صرح أنه يتحتم على‬ ‫الجزائر التعامل مع مشاكلها السياسية‬ ‫الداخلية‪ ،‬بدل أن تتدخل في شــؤون المغرب‬ ‫وصحرائه ‪ ،‬موضحـــا أن المغرب هــو البلـــد‬ ‫الوحيد الذي حقق أعلى نسبـــة من التقدم‬ ‫والنمو اإلقتصادي بالقارة اإلفريقية ‪ ،‬وأنه‬ ‫يطور باستمرار جهـــوده تضامنا مع البلدان‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫و«بالنسبة لي‪ ،‬يقول‪ ،‬فإن دور المغرب‬ ‫أساسي وسيزداد أهمية دور المملكة المغربية‬ ‫في المستقبل‪ ،‬كداعم لتنمية إفريقيا وكشريك‬ ‫ألوروبا‪ ،‬وأن المغرب يحمل‪ ،‬عاليا‪ ،‬صوت‬ ‫إفريقيا إلى المنتديات الدولية»‪.‬‬ ‫ولعل من تجليات اإلرث الثقافي والحضاري‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬أرض «الكونية العالمية‪ »،‬أن‬ ‫ينبعث صوت من واحد من أبنائها وسط‬ ‫الزخم الذي يطبع عالقات شعوب العالم‪ ،‬كذبا‬ ‫ونفاقا وفوضى وعنف ومقايضات ومصالح‬ ‫وعدوانية‪ ،‬ليعاكس التيارات السياسية التي‬ ‫ينتمي إليها جيله ومعاصروه‪ ،‬وفاء لمبادئه‬ ‫وأخالقه ‪ ،‬وليصدح بالحقيقة التي يؤمن بها ‪،‬‬ ‫وهي أن الصحراء مغربية وأن ال وجود لشعب‬ ‫صحراوي إال في مخيلة الجزائر وحلفائها‪ ،‬وأن‬ ‫المغرب يضطلع بدور رفيع في خدمة شعوب‬ ‫القارة اإلفريقية بنفس تطوعي وتضامني‪ ،‬من‬ ‫أجل السلم والتقدم والتطور‪.‬‬ ‫والبد أن يكون جورج فيرسترينج روخاس‪،‬‬ ‫المزداد بطنجة‪ ،‬قد تشبع بفكر طنجة‪ ،‬كغيره‬ ‫من شباب هذه المدينة الدولية‪ ،‬العالمية‪،‬‬ ‫الـ «كوسموبوليتية»‪ ،‬التي كانت تضم فوق‬ ‫الخمسين جنسية‪ ،‬والتي كانت‪ ،‬بحق‪ ،‬و»طن‬ ‫اإلنسانية»‪ ،‬يجد فيها كل ضالته‪ ،‬وينشد فيها‬ ‫حياة انسجام‪ ،‬وتناغم‪ ،‬وتفاهم‪ ،‬وتآلف‪.‬‬ ‫فال عجـب‪ ،‬إذن‪ ،‬في أن يعاكــس هــــذا‬ ‫السياسي «الطنجـــاوي» اإلسبانــي األوروبي‪،‬‬ ‫المؤثر في الحيـــاة السياســـة اإلسبانيـــة‪،‬‬ ‫المواقف السياسية للحزب الذي ينتمي إليه‪،‬‬ ‫والتيارالسياسي الذي ينشر مبادئه‪ ،‬وأن يخرج‬ ‫على الجميع بـ «الحقيقة» التي يؤمن بها وفاء‬ ‫لمدينته وإراحة لضميــره‪ ،‬وهــي أن الصحراء‬ ‫أرض مغربية‪ ،‬وكانت على الدوام أرضا مغربية‬ ‫وأن ال فائدة في أي نقاش حول هذه القضية‪،‬‬

‫آلنها محسومة أصال‪ ،‬باعتبارها أرضا مغربية‪.‬‬ ‫هذه التصريحات تكسب أهميتها ‪ ،‬من‬ ‫مكانها وتوقيتها‪ ،‬وكون صاحبها رجال سياسيا‬ ‫مجربا‪ ،‬نشط في تيارات متباينة‪ ،‬انطالقا‬ ‫من تصور واضح للنضال السياسي من‬ ‫أجل اإلصالح والتغيير‪ ،‬داخل الحزب الشعبي‬ ‫(‪ )1977‬إلى حزب «بوديموس» الذي أسسه‬ ‫بابلو إغليسياس‪ ،‬وهو دكتور في العلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬مرورا بالحزب االشتراكي العمالي‬ ‫‪ PSOE‬سنة ‪ ،1988‬ليغادره فيما بعد‪ ،‬احتجاجا‬ ‫على دعم الحزب للتدخل العسكري لحلف الناتو‬ ‫خالل حرب كوسوفو‪.‬‬ ‫وخالل سنة ‪ 2014‬انضــم إلى مبادرة‬ ‫بابلو إغليسياس بخصوص تشكيــل قـــوة‬ ‫سياسية تكسر ثنائية التحالف الشعبي والحزب‬ ‫االشتراكي‪ ،‬تحت يافطــة «بوديموس»وهو‬ ‫شعار لنضال جديد لإلصالح خــرج من رحــم‬ ‫«حركة الغاضبين» لينتشر بسرعة فائقة بين‬ ‫الفئات الشابة وعموم المواطنين بحيث أن‬ ‫الحزب دخل البرلمان األوروبي كقوة رابعة‬ ‫بالنسبة لألحزاب السياسية االسبانية ‪ ،‬وأصبح‬ ‫جورج فيسترينج مرشدا للحزب ومستشــارا‬ ‫خاصا لبابلو إغليسياس‪ ،‬رئيس الحزب الذي‬ ‫يكن له كبير االحترام والتقدير‪ ،‬حيث إنه كتب‬ ‫سنة ‪ ،2017‬مقدمة لكتاب جورج فيسطرينج‬ ‫الذي يحمل عنوان «الشعوبية‪ .‬حق النقض»‪.‬‬ ‫ومما جاء في هذه المقدمة‪« ،‬اليوم يمكنني‬ ‫أن أقول إن خورخي كان استهـالال لحركــة‬ ‫بوديموس ‪ ،‬على وجه التحديد‪ ،‬ألنه علمنا أن‬ ‫ننظر إلى أصوات مختلفة عن تلك التي يتبعها‬ ‫اليسار تقليدياً»‬

‫ومن مؤلفاته‪:‬‬

‫«مجتمع للحرب»‪ .‬آثــار الحـــرب على‬ ‫المجتمع الصناعي ‪.1978‬‬ ‫«بين الثقافة واإلنسان» ‪1981 ،‬‬ ‫«التطبيع الديمقراطي» ‪.1982 ،‬‬ ‫«مدريد ‪،‬التي تتحداني» ‪1983‬‬ ‫«الحلم األوروبي السيبيري»‪ .‬مقال عن‬ ‫مستقبل أوروبا‪.1992 .‬‬ ‫«الهمج الجدد»‪.1997 ، :‬‬ ‫«ذكريات ملعون» (السيرة الذاتية) ‪1999‬‬ ‫«حول سلطة الشعب» ‪.2000‬‬ ‫«المتمردون والثوريـــون» ‪ :‬مقالــــة عن‬ ‫االنشقاق ‪.2002‬‬ ‫«الحرب المحيطية واإلســالم الثـــوري‪.‬‬ ‫أصول وقواعـــد وأخالقيـــات الحـــرب غيـــر‬ ‫المتماثلة» ‪.2005‬‬ ‫«في مواجهة اإلمبراطورية ‪ :‬الحرب غير‬ ‫المتماثلة والحرب الشاملة ‪.2007‬‬ ‫«الحمائية واقتصاد الفضــاء الكبيـــــر»‬ ‫‪2009‬‬ ‫«يحيا العصيانية» ! ‪.2011 ،‬‬ ‫«ضد من نقاتل « ‪.2013‬‬ ‫و «الشعبوية‪ ،‬حق النقض» ‪2017‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من المؤسسات التي تأسست على تقوى من اهلل ورضوان‪ ،‬مؤسسة الحسن الثاني‬ ‫لألعمال االجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين‪.‬‬ ‫وتحاول هذه المؤسسة بكل ما تتوفر عليه من اإلمكانيات البشرية والمادية‪،‬‬ ‫تقديم المساعدات ألرامل ويتامى هذه الفئة من قواتنا المسلحة الملكية‪.‬‬ ‫لكن ما يعرقل أعمال هذه المبرَّة اإلحسانية‪ ،‬ببعض المدن‪ ،‬جُنُوحُها لتعقيد‬ ‫المساطر وعدم تبسيطها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهذه العراقيل‪ ،‬تعرَّضَ لها صاحبُ الجاللة في أكثر من خطاب‪ ،‬داعيا اإلدارة‬ ‫واإلداريّين إلى احترام المواطنين‪ ،‬وتقريب الخدمات منهم‪ّ ،‬‬ ‫وحل مشاكلهم‪.‬‬ ‫وأنا هنا ال أريد أن أمس أحداً بسو ٍء‪ .‬وإنما سأشير إلى أن الملفَّ الذي َّ‬ ‫يُسلم لهذه‬ ‫اإلدارة أو تلك‪ ،‬يمكن أن ينال القبول‪ ،‬ويجتاز الحواجز «والباراجات»‪ ،‬إذا توفر على‬ ‫الشروط الضرورية‪ ،‬دون أن نُحمّل صاحبه ماال طاقة َلهُ به‪.‬‬ ‫وأعتقد أن البطائق الوطنية‪ ،‬وبطائق التعاضدية‪ ،‬وبطائق مؤسسة الحسن الثاني‪،‬‬ ‫كافية لقبول أي ملفّ‪ ،‬والتأشير عليه‪.‬‬ ‫وقد سمعنا في أكثر من مناسبة‪ ،‬أن بطائقنا الوطنية‪ ،‬أصبح لها مفعول يغني‬ ‫عن شواهد االزدياد‪ ،‬وشواهد اإلقامة‪ ،‬وشواهد أخرى ال أذكر اآلن أسماءها‪ .‬لكن ما‬ ‫سمعناه شيء‪ ،‬وما نلمسه ونعاينه شي ٌء آخر‪.‬‬ ‫وما يثير االستغراب‪ ،‬أن ما يجري في هذه اإلدارة أو تلك‪ ،‬من تضييق الخناق على‬ ‫المواطن‪ ،‬ال تجده في اإلدارات األخرى‪ ،‬بل قد ال تجده حتى في اإلدارة المركزية‬ ‫بالرباط‪ .‬وكأننا نترك الحبل على الغارب‪ ،‬ونترك باب االجتهاد مفتوحاً في وجه هذا‬ ‫المدير أو هذا الرئيس‪ ،‬يفعالن في المترددين عليهما ما يشاءان‪ ،‬دون حسيب وال‬ ‫رقيب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المكلف بالشؤون اإلدارية؟ أين هو؟ ما هي مهمته أو مهامُّه؟‬ ‫أين الوزير‬ ‫أال يعلم أن األمور في عدد من إداراتنا ال تسير بالشكل المطلوب؟ وأن عدداً‬ ‫من المسؤولين يتفنَّنُون في التنكيل بالمواطن‪ ،‬وعدم تمكينه من أبسط حقوقه؟‬ ‫وأن كثيراً من الناس‪ ،‬تنازلوا عن حقوقهم بسبب الشطط اإلداري‪ ،‬وتعنُّت بعض‬ ‫المديرين؟‪.‬‬

‫إصالح الجوارح‬ ‫قبل تدبير األرزاق‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫يتفاوت الناس في أقدارهم علميا وأخالقيا ؛ وذلك فضل‬ ‫اهلل يوتيه من يشاء‪..‬‬ ‫وقفت على نص في هذا المعنــى ضمـن مخطــوط‬ ‫«نزهة الناظــر وبهجــة الغصن الناضر» ألبي العباس أحمد‬ ‫بن عبد القادر التستاوتي‪ ،‬كتبه في أواسط ربيع الثاني سنة‬ ‫ثالث وتسعين وألف ؛ نقل فيه بعض تقييدات أخيه محمد‬ ‫الحاج بن عبد القادر التستاوتي بعدما أدخل عليها زيادات‪..‬‬ ‫وحذف منها ما تقتضيه الحروف الميسرة للصناعة التركيبية‪..‬‬ ‫سائال اهلل أن ينفع بها ‪.‬‬ ‫كان محمد الحاج بن عبد القادر التستاوتي أميا ال يحسن‬ ‫القراءة وال الكتابة ‪ ..‬لكن ما يصدر عنه وهبي إلهي‪ ..‬فيضي‬ ‫رحماني ‪ ..‬يشعر بانفتاح بصيرته واستنارة قلبه ‪ ..‬وهو بالتالي‬ ‫جدير ـ كما قال شقيقه ـ أن يكتب في القرطاس‪ ،‬ويحمل‬ ‫إجالال على الراس‪..‬‬ ‫قال محمد الحاج ‪:‬‬ ‫« الحمد هلل وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وبعد‪،‬‬

‫تصاعد اإلقبال الواعي على الطبيعة حصن لها‬ ‫‬‫إلى ماذا يرمز اإلقبال المتزايد على الطبيعة‬ ‫في وقتنا الحالي؟‪ .‬سؤال يثار على األقل في‬ ‫المدينة التي أعيش فيها‪ ،‬وهي مدينة شفشاون‪،‬‬ ‫حيث تذاع كل أسبوع صور رحالت طبيعية تقوم‬ ‫بها مجموعات أو أفراد من هواة ومحبي الطبيعة‬ ‫عبر وسائل التواصل االجتماعي خاصة الفايسبوك‪.‬‬ ‫قد تكون هذه العودة ألحضان الطبيعة‬ ‫بمثابة إحياء لروح الرومانسية في زمن الثورة‬ ‫الرقمية وهيمنة الواقع االفتراضي‪ ،‬وقد يكون‬ ‫وراءها التوجه السياحي للمدينة الذي جعلها‬ ‫تضيق الخناق على أصحابها مما دفعهم للهروب‬ ‫من قلق هذا الضيق‪ ،‬وقد يكون تأثير وسائل‬ ‫اإلعالمو تذكيرها المتكرر باالنعكاسات الصحية‬ ‫للمشي والرياضة في الفضاءات الطبيعية خاصة‪،‬‬ ‫على اإلنسان‪ ،‬هو الذي كان وراء هذه الظاهرة التي‬ ‫يكبر حجمها يوما عن يوما بفعل التقليد اإليجابي‬ ‫والتشبه بالغير‪ ،‬وربما بفعل التنافس الحميد في‬ ‫مضمار اكتشاف األسرار الطبيعية المبثوثة في‬ ‫ثنايا جغرافية اإلقليم‪ ،‬وقد تكون هذه األسباب‬ ‫كلها وأخرى خفية ال يعلمها إال من استهوته هذه‬ ‫العودة‪.‬‬ ‫و ال يتناطح عنزان على أن االحتفاء بالطبيعة‬ ‫فيه منافع كثيرة‪،‬و على رأس هذه المنافع التعريف‬ ‫بما يزخر به إقليم شفشاون من ثروات طبيعية‬ ‫ومناظر مدهشة تخلب األنظار وتسلب القلوب‪،‬‬ ‫وبالتالي التحسيس بأهمية المحافظة على الكنوز‬ ‫التي ورثناها أبا عن جد والتي تطالها يد التخريب‬ ‫في كثير من األحيان عن وعيو سابق إصرارو‬ ‫ترصد طمعا في الربح اآلني‪ ،‬أو عن غير وعي‪،‬‬ ‫وسذاجة وجهل والمباالة بعواقب اآلتي‪.‬‬ ‫ومن الضروري التنبيه هنا أن مستقبل إقليم‬ ‫شفشاون ليس في التصنيع أو في سياحة الحشود‬ ‫التقليدية الهوجاء‪ ،‬كما يعتقد البعض‪ ،‬وإنما‬ ‫مستقبله في سياحة طبيعية مسؤولة تثمن التراث‬ ‫البلدي الجبلي‪ ،‬وتعتمد على إشاعة أسلوب حياة‬ ‫بسيط منسجم مع المحيط الطبيعي‪.‬‬ ‫كما ال بد من التشديد على ما قلته في‬ ‫مناسبات عديدة‪ ،‬وهو أن إقليم شفشاون يشكل‬ ‫البلد‪/‬الفضاء الخلفي الطبيعي لمدينتي طنجة‬ ‫وتطوان الناهضتين‪ ،‬لذلك‪ ،‬في تقديري‪ ،‬إن أهم‬ ‫استثمار يمكن أن تقوم به الجماعات القروية‬ ‫هو حماية الطبيعة ومواردها‪ ،‬والنقل الذكي‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫فهذا كالم مختصر مفيد‪ ،‬حادث جديد ‪:‬‬ ‫اعلم أيها القارئ له أن الكالم صدر مني في كتاب غير هذا‬ ‫في الواردات التي تمر على القلب ؛ ففيها للمريد خير كثير‪..‬‬ ‫ولغيره ـ والعياذ باهلل ـ وزر كبير‪ ،‬فالواجب على المريد أن‬ ‫يتغذى من صفائها‪ ،‬ويرمي خبيثها‪ ،‬ويتغرب مدارها عليه‪ ،‬بل‬ ‫هي سارية في كل عاقل بالغ وكذلك المجانين‪..‬‬ ‫واعلم أيها المريد أنك وديعة‪ ،‬والوديعة ال تدوم‪ ،‬وإن‬ ‫تحققت أنك وديعة‪ ،‬فما في يدك من باب أولى وأحرى‪ ،‬فابدأ‬ ‫بجسدك‪.‬‬ ‫أال ترى إن قطعت يداك أو رجالك أو عمى بصرك أو قل‬ ‫سمعك أو قطع لسانك أو ترادفت عليك جميع الباليا‪ ..‬وأنت‬ ‫مقهور ببقاء الروح فيك‪ ،‬فما تصنع لنفسك بعد هذا؟‬ ‫فويحك‪ ،‬ما بالك يا مغرور لم تعترف بالقهر والغلبة؟‬ ‫تحسب نفسك شيئا وأنت عاجز عن صالحها‪ ،‬فتيقظ من‬ ‫غفلتك ـ غفر اهلل لك ـ وال تتألم على شيء فات خلفته‪ ،‬وال‬ ‫صنعته يدك‪ .‬وإن قلت ‪ :‬إن اليد يدي‪ ،‬والرجل رجلي‪ ،‬والعين‬ ‫عيني‪ ،‬واللسان لساني ‪ ..‬فتنقطع لهبتك لك بقهرك وعجزك‬ ‫عن صالحها‪ .‬ووجودك سبق تدبيره من اهلل سبحانه‪ ،‬وال‬ ‫ينفعك شيء سوى امتثال أمرك فيما أمرك به‪ ،‬فإذا قطع جارحة‬ ‫منك فاصبر لها ؛ فإنها عارية عندك ؛ فقد أخذ أمانته من‬ ‫استودعها‪ ،‬وفعل بك خيرا في تدبيره المتقدم قبل وجودك‪،‬‬ ‫وأنت ال تدري لنفسك صالحها يا مغرور‪ ،‬يا مقهور‪..‬‬

‫للخبرات التقليدية في الفالحة والصناعة التقليدية‬ ‫والمعمار بصفة خاصة والعمران بصفة عامة‬ ‫إلى األجيال المقبلة‪ ،‬والرفع من قدرات هؤالء‬ ‫وتأهيلهم للتحسين والتجويد دون التفريط في‬ ‫الروح والهوية‪.‬‬ ‫ويمكن اإلشارة في هذا الصدد إلى أن‬ ‫التجارب التي يخوضها بعض الشباب القرويين في‬ ‫مضمار السياحةو المنتوجات المجالية وفي ربط‬ ‫هذا بذاك‪ ،‬وإن بقيت جنينية‪ ،‬فإنها دالة وتؤشر‬ ‫على وجود إمكانيات لمضاعفة وتوسيع أنشطة‬ ‫من هذا القبيل مدرة للدخل وتصون كرامة‬ ‫متعاطيها‪ ،‬وتساهم حقيقة في التنمية السوسيو‪-‬‬ ‫اقتصادية للمجال القروي‪.‬‬ ‫وارتباطا بالمجال القروي وبالموارد الطبيعية‬ ‫الحيوية واألساسية لتحريك هذا المجال‪ ،‬يجب‬

‫التأكيد على أهمية الماء‪ ،‬ثم الحكامة الجيدة في‬ ‫تدبير الموارد المائية التي تعرف استنزافا واضحا‬ ‫قد يزيده شح األمطار استفحاال‪ ،‬وقد يتحول‪ ،‬ال قدر‬ ‫اهلل‪ ،‬إلى أزمة مائية مقيمة عواقبها وخيمة ال تعزب‬ ‫رؤيتها عن أي عاقل؛ فما بالك عن المختصين في‬ ‫البيئة والماء‪.‬‬ ‫ومن الضروري أن ننوه‪ ،‬في هذا السياق‪،‬‬ ‫بما الستمرارية وتوسع ظاهرة عودة المديني‬ ‫إلى الطبيعة والبادية من تأثير على أصحاب القرار‬ ‫وإحراجهم لحمل المعطى البيئي وشعار التنمية‬ ‫المستدامة على محمل الجد‪ ،‬لذلك فإن ما يقوم به‬ ‫األفراد المحبون للطبيعة‪ ،‬وكذا الجماعات يتعدى‬ ‫ما هو رياضي وترفيهي إلى ما هو سياسي‪ ،‬حيث‬ ‫إن الصور التي ينشرونها تفعل فعلها‪ ،‬والرسالة‬ ‫التي يبلغونها ستخلق‪ ،‬المحالة‪ ،‬واقعا آخر مناصرا‬ ‫للطبيعة وخصما لتخريبها األعمى‪.‬‬

‫ويحك ‪ :‬إذا ظهر عجزك في صالح جوارح بدنك‪ ،‬فأين تدبر‬ ‫الرزق‪ ،‬وأنت عاجز عن صالح البدن ؟ « فإنها ال تعمى األبصار‬ ‫ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» ‪.‬‬ ‫ولنا في هذا المعنى ‪:‬‬ ‫هيا لغافــل يا اعليــــل ابحالــــي‬ ‫هيا لبــــاني ولبنـــــا مهــــــدوم‬ ‫سلـم أمـورك لــيـه وارقد سالـي‬ ‫خل همومـــك بـه كن تهـــــــوم‬ ‫كان غرضي من اختيار موضوع هذا العمود التنبيه على‬ ‫قيمته األخالقية التخليقية وجودة نفسه الحجاجي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 26‬مــار�س ‪2019‬‬

‫«موخاريق» يدخل نادي أصحاب‬ ‫«الواليات المعدلة» !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫فدائي ال «إرهابي»‬ ‫يا حكام «ميدي آن»‬ ‫التعجبوا إن قرأتم ذات صباح أن إذاعة تبث من داخل التراب الوطني‬ ‫المغربي‪ ،‬تصف الفدائيين الفلسطينيين باإلرهابين‪.‬‬ ‫ال تعجبوا‪ ،‬ألن هذه اإلذاعة التي تدعي المهنية والموضوعية‬ ‫وأخالقيات التواصل اإلعالمي‪ ،‬تعاني من ضعف الحس الوطني‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫وال تزال تعيش على «تعليمات» المعلم «كازالطا» الفرنسي الذي استهل‬ ‫مشروعه اإلعالمي «الفرانكوـ مروكان»‪ ،‬بربط اإلتصال اإلعالمي إلذاعته مع‬ ‫تل أبيب‪ ،‬بغاية نقل أخبار أوالد صهيون إلى المستمعين المغاربة‪ ،‬تسهيال‬ ‫لتقارب «مرحلي» يهيئ لـ «تطبيع» تدريجي‪ ،‬يأتي بالتعود واالستئناس‪،‬‬ ‫واستعمال ورقة اإلسرائيليين من ذوي األصول المغربية‪ ،‬لدغدغة‬ ‫العواطف‪ ،‬وخلق «تيار» غريب من المشاعر واإلحساسات ‪ ،‬خاصة داخل‬ ‫المكون األمازيغي الذي حاول االستعمار الفرنسي استغالله في «معركة‬ ‫الظهير البربري» (‪ )1930‬التي انتهت بهزيمة المعسكر االستعماري‪ ،‬بعد‬ ‫أن أبان الشعب المغربي ‪ ،‬عن تماسكه ووحدته وتعلقه بالوطن‪.‬‬ ‫ولربما أن ذلك مما سهل نوعا من «التواصل» بين «جهات» من‬ ‫المغرب ومؤسسات استخباراتية إسرائيلية‪ ،‬لتطبيع خفي‪ ،‬في بدايته‪ ،‬مع‬ ‫حركات سياسية‪ ،‬وهيئات أهلية ومنظمات شبابية‪ ،‬تم إغراؤهم بزيارة‬ ‫إسرائيل ‪ ،‬بنية «كسر» «المقاطعة» المغربية الرسمية إلسرائيل ‪ ،‬ولو أن‬ ‫هذه المقاطعة أصبحت «رمزية» أكثر منها عملية‪ ،‬بعد «استقبال» المغرب‪،‬‬ ‫في مناسبات عدة‪ ،‬لسياسيين وبرلمانيين ورياضيين إسرائيليين ‪ ،‬بل‪،‬‬ ‫وبعد رفعت راية إسرائيل وعزف النشيد اإلسرائيلي‪« ،‬هاتكفاه» (األمل)‪،‬‬ ‫في كل من مراكش وأكادير‪ ،‬حيث أشادت صفحة «إسرائيل تتكلم‬ ‫العربية»‪ ،‬بفوز «بطلتين»من أبناء وبنات صهيون‪ ،‬وذكرت برفع العلم‬ ‫اإلسرائيلي وعزف السالم اإلسرائيلي خالل حفل تقديم الميداليات‪ ،‬وبعد‬ ‫مشاركة وفد إسرائيلي برئاسة وزير الحرب السابق‪ ،‬بيريتس‪ ،‬وهو من‬ ‫أصول مغربية‪ ،‬في مناظرة دولية متوسطية‪ ،‬ووصول طباخ إسرائيلي «أفي‬ ‫ليفي»‪ ،‬إلى البرلمان حيث قالت الصحافة اإلسرائيلية إنه قام بإعداد وجبة‬ ‫غذاء لفائدة نواب األمة المغربية‪ ،‬ناهيك عن استجابة أعداد من رجال‬ ‫األعمال ا وإعالميين ومنشطي بعض جمعيات المجتمع المدني لدعوة‬ ‫المصالح االستخباراتية اإلسرائلية‪ ،‬لزيارة إسرائيل‪.‬‬ ‫وحين وصفت إذاعة «ميدي آن « المقاوم الفلسطيني الشاب بكر أبا‬ ‫ليلىبـ «اإلرهابي» بعد أن وصفه المستوطنون الصهاينة بـ «رامبو» لما‬ ‫أظهره من شجاعة وجرأة في تنفيذ هجوم فدائي ضد جنود االحتالل أدى‬ ‫إلى مقتل جنديين وحاخام وجرح آخرين‪ ،‬في منطقة «سلفيت» القريبة‬ ‫من مناطق فلسطينية محاصرة‪ ،‬فإن ذلك يكون بمثابة «وسام» وضعته‬ ‫اإلذاعة على صدر الجيش اإلسرائيلي الذي اعتبر الناطق باسمه‪« ،‬أفيخاي‬ ‫أدرعي»‪ ،‬في تدوينة على صفحت الجيش‪ ،‬أن العملية إرهابية جبانة وأنها‪،‬‬ ‫بحق‪ ،‬شهادة «شاهد من أهلها»‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يثير خبر ميدي آن غضب وسخط المغاربة‪ ،‬بعد أن‬ ‫تناقلته مواقع التواصل االجتماعي حيث اعتبر الجميع أن هذه اإلذاعة‬ ‫ارتكبت خطأ مهنيا «ووطنيا» فظيعا‪ ،‬ما دفعها إلى حذف الخبر بسرعة‬ ‫كما أن عددا من نشطاء الجمعيات المناهضة للتطبيع ‪ ،‬طالبوا بالتدخل‬ ‫السريع والصارم لهيئة االتصال السمعي البصري وللبرلمان المغربي من‬ ‫أجل وقف هذا التسيب اإلعالمي ‪ ،‬ضدا على الثوابت الوطنية وااللتزام‬ ‫المغربي «الرسمي» برفض التطبي مع إسرائيل‪ ،‬قبل أن يحصل الشعب‬ ‫الفلسطيني على حقوقه المنصوص عليه في قرارات الشرعية الدولية‪،‬‬ ‫ومنها إنشاء دولته على أرضه‪ ،‬وعاصمتها القدس‪.‬‬ ‫ومعلوم أن نشطاء أمازيغ بتحريض من الدغرني األمازيغي ذي‬ ‫الصالت المتعددة األهداف مع إسرائيل‪ ،‬دعوا إلى تأسيس «جمعية‬ ‫للصداقة األمازيغية اليهودية» بمدينة أكادير‪ .‬وهو أمر ال غبار عليه إذ أننا‬ ‫ال اعتراض لنا على تقوية الصالت التاريخية الموجودة بين جميع مكونات‬ ‫الهوية المغربية ‪ ،‬ومنها ‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬المكون اليهودي‪ ،‬ألننا نعتبر أن‬ ‫اليهود مواطنون مغاربة لهم ما لغيرهم من الحقوق والواجبات‪ ،‬بل إن‬ ‫الدستور المغربي نص على انصهار كل مكونات الهوية المغربيةالموحدة‪،‬‬ ‫العربية واألمازيغية والحسانية واليهودية ‪ .‬وال أدل على ذلك من اهتمام‬ ‫الدولة المغربية بالمآثر والمعابد والمقابر والمزارات اليهودية األخرى‬ ‫ومكونات التراث اليهودي األصيل‪.‬‬ ‫مشكلتنا مع العدوان اإلسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني‬ ‫منذ ‪ ،1948‬واعتداءات العسكر الصهاينة على هذا الشعب الصامد أمام‬ ‫الهمجية االسرائيلية واعتداءاته اليومية‪ ،‬عنفا واعتقاال وأسرا وقتال وحرقا‬ ‫وهدما للمساكن واستيالء على ممتلكات وأرزاق الفلسطينيين وتدنيسا‬ ‫للمسجد األقصى الذي يعتبر ملك المغرب حاميا له وراعيا لقدسيته‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ويخلف نفسـه على رأس «االتحاد المغربـي للشغل»‪ ،‬بعد‬ ‫«تعديل» نظام المركزية «التاريخية» للعمل النقابي بالمغرب‪،‬‬ ‫ليؤكد لنا وللعالم أن «الفراق»‪ ،‬فراق «الكرسي المقدس» أمر‬ ‫مستعص على أصحاب «الكراسي المقدسة» في العالم المتخلف‪.‬‬ ‫وحتى «يغلــف» موضوع التمديد بغـــالف «الديمقراطية»‬ ‫«المقدس»‪ ،‬عمد المؤتمر الثاني عشر لالتحاد المغربي للشغل‬ ‫المنعقد يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬من مارس الجاري إلى الرفع من عدد‬ ‫أعضاء اللجنة اإلدارية من ‪ 163‬إلى ‪ ،263‬ومن عدد أعضاء‬ ‫لجنة األمانة الوطنية من ‪ 15‬إلى ‪ 21‬عضوا قبل الوصول إلى‬ ‫«تعديل» القانون الداخلي لالتحاد‪ ،‬بهدف ضمان «والية ثالثة»‬ ‫لزعيمه األوحد ميلود مخاريق‪ ،‬اعترافا له ب «خوارقه» خالل‬ ‫الواليتين «القانونيتين» السابقتين لـ «التمديد»‪ .‬وكأن في هذا‬ ‫المسار «المعتاد» عندنا وعند غيرنا ‪ ،‬تصديق لقول الشاعر العربي‬ ‫الكبير جبران خليل جبران‪:‬‬

‫هل ينجي شعبا من اليأس إال‬ ‫حدث من خــــوارق المعتـــاد‬

‫ليـــس ألي الحـــق في االعتـــراض على اإلرادة «الحـــرة»‬ ‫و«المسؤولـــة» لجماعـــة من المواطنيــــن في اختياراتهـــا‬ ‫«الديمقراطية» ‪ ،‬فقـــد يكــــون «التمديد» لألمين العام نوعا‬ ‫من االعتراف بحسن التدبير والتنظيم‪ ،‬ولكن مسألة «التمديد»‬ ‫في حد ذاتها «مستفزة» خاصة وهي تأتي في سياق «ثورات «‬ ‫شعبية «هائجة» في بعض دول الجوار‪ ،‬القريب والبعيد‪ ،‬وبعد‬ ‫أن «جازف» «الممددون» بالقانون المنظم‪« ،‬فعدلوه» ليساير‬ ‫«أهواءهم»!!!‪.....‬‬ ‫مبروك على السي موخاريق وعلى جميع من يخلفون‬ ‫أنفسهم» على «الكرسي المقدس» الذي يأبى كل من «استلذه»‬ ‫أن «يهجره» !‬ ‫فصبرا جميال !!!‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫لغة التهديد ال تفيد !‬

‫أمام احتداد الصراع بين أساتذة «الكنطــرا»‪ ،‬والوزارة‬ ‫«المكنطرة» ‪ ،‬بحيث أصبح التعليم العمومي في مراحل اإلعدادي‬ ‫والثانوي‪ ،‬على كف عفريت‪ ،‬وبدأ «هوس» السنة البيضاء يطغى‬ ‫على مزاج المغاربة الذين أعربوا‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬على تفهمهم‬ ‫لمطالب «المكنطرين» وتعاطفوا مع مطالبهم في «وظيفة»‬ ‫كاملة األركان‪ ،‬ألن أستاذا «مغموما‪ ،‬مغبونا‪ ،‬مطحونا»‪ ،‬حتما‬ ‫يكون أداؤه مشحونا ممحونا مرهونا بسالمة مزاجه وأوضاعه‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وأمام تصدع العالقة بين األساتذة اصحاب «الكنطرا»‬ ‫و الوزارة «المكنطرة»‪ ،‬طلعت هذه األخيرة ببالغ كتب بحبر‬ ‫التهديد والوعيد‪ ،‬أن كل اإلجراءات «اإلدارية» و «القانونية»‬ ‫ستتخذ في حق كل من سوف يعرقل السير العادي للدراسة‪.‬‬ ‫وخالل األسبوع الماضي‪ ،‬وبعـد أسابيــع من المسيــرات‬ ‫والمواجهات التي لم تخل من تعنيف‪ ،‬راجت أخبار عن عدول‬ ‫الحكومة عن سياسة التعاقد‪ ،‬دون أن يصدر في ذلك بيان حكومي‬ ‫رسمي يوضح حيثيات الوضع الجديد‪ ،‬باستثناء ما صرح بعه وزير‬ ‫القطاع‪ ،‬في لقاء العيون‪ ،‬حول التعديالت المحدثة‪ ،‬بغاية «إلغاء‬ ‫الفوارق بين أساتذة النظام العام للتربية وأساتذة التوظيف‬ ‫الجهوي»‪ ،‬وهو اعتراف بوجود فوارق داخل هيئة األساتذة وحقوق‬ ‫كانت تتطلب تسويتها لفائدتهم ووضعية كان يجب تعميمها‬ ‫على الجميع‪ ،‬من ترقية وتقاعد وترسيم وحركة انتقالية وغيرها‪.‬‬ ‫حبذا لو استمـــع مسؤولو التربية والتعليــم إلى صـــوت‬ ‫األساتذة فور تفجر احتجاجاتهم‪ ،‬وعملوا على تفهم مطالبهم‪،‬‬ ‫وتحاوروا معهم لتحقيق الممكن والمستعجل من رغباتهم‪ ،‬بدل‬ ‫استفزازهم بتصريحات مثيرة من قبيل «ال تراجع عن الكونطرا»‬ ‫والتعاقد «اختياراستراتيجي» بالنسبة للحكومة‪ ،‬وجاء في إطار‬ ‫توصيات الرؤية اإلستراتيجية والميثاق الوطني‪ ،‬لكانوا قد وفروا‬ ‫على الشعب الكثير من القلق واالنشغال وعلى المعنيين الكثير‬ ‫من المعاناة والعنف ‪.‬‬ ‫ولكن‪« ......‬ما جبرها أحد كيف بغاها» !‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مشروع تهيئة وادي مرتيل‬

‫رئيس الحكومة يرفض عريضة‬ ‫المتضررين ‪...‬وفقا للقانون !‬

‫انتخابات ‪2021‬‬

‫كل طير يلغي بلغاه !‬ ‫صعدت أحزاب «ذا الزمان» من لهجتها «االنتخابية» سنتين‬ ‫قبل الموعد المنتظر‪ ،‬إذ شرعت في «التراشق» بالحجارة والتنابز‬ ‫بــ «األلقاب» «الوحشة خالص» كما يقول إخوتنا المصريون‪ ،‬بعد‬ ‫أن قرروا «نقل» دعايتهم الحزبية خارج جغرافية الوطن‪ ،‬وكأنما‬ ‫ليتحرروا من الكثير من «المحذورات» في معجم «التخاطب»‬ ‫السياسي بالداخل‪ ،‬وأخالقياته‪.‬‬ ‫السخرية والشماتة والتبخيــس هي بعــض مما يحملــه‬ ‫«التراشق» بالتهم بين «القيادات» التي تسعى إلى إقناعنا ‪ ،‬قبل‬ ‫الموعد بسنتين ونيــف‪ ،‬بأن حزب كل منها ‪ ،‬هو من سوف يفوز‬ ‫بالمرتبة األولى‪ ،‬ويقود ماكينة القاطرة‪ ،‬بعد أن تتوقف عجلة‬ ‫البيجيدي الذي يحاول أهله‪« ،‬عبثا» إقناعنــا بأن واليتيهــم‬ ‫االثنتين‪ ،‬كانتا «سمنا على عسل»‪.‬‬ ‫وبينما أعلن بنشماش بمدينة سال‪ ،‬عن وجود مخطط لدى‬ ‫حزبه الكتساح التشريعيات المقبلة‪ ،‬والذي سيمكنه من «تصدر»‬ ‫االنتخابات وقيادة الحكومة المقبلة‪ ،‬التي ستكون «بامية» خالصا‪،‬‬ ‫بعد أن كانت بيجيدية مركبة‪ ،‬خرجت عن االتحاد االشتراكي‬ ‫واالستقالل تسريبات حول إمكانية تصدر الحزبات تشريعيات‬ ‫‪ ،2021‬وهو أمر مستبعد‪ ،‬في الوقت الراهن‪ ،‬لتراجــع مكانــة‬ ‫الحزبين على الرقعة الحزبية الوطنية ألسباب يطول شرحها‪ ،‬في‬ ‫حين كرر زعيم األحرار أن هدف حزبه هوة الفوز بتلك االنتخابات‬ ‫وتولي قيادة الحكومة‪.‬‬ ‫أما البيجيدي‪ ،‬فقد حشد «طوابره» بشكل جدي‪ ،‬في وجه‬ ‫الحزبين المنافسين‪ ،‬األحرار والبام‪ ،‬مقلال من حظوظهما في الفوز‬ ‫بالرتبة األولى في االنتخابات المقبلة التي سوف «يطلع بها»‬ ‫العدالة‪ ،‬طلعة «فورا» وليس بــ «النسبية» الحالية‪ ، ،‬ألنه األكبر‬ ‫واألوحد واألفضل‪ ،‬اسألوا العثماني والداودي والرميد والخلفي‪،‬‬ ‫ليأتيكم العلم اليقين‪.‬‬ ‫أما إذا صادفكم الحظ والتقيتم مدام الحقاوي وفتحت أمامكم‬ ‫باب «فتوحاتها» النسائية‪ ،‬فإنكم سوف تبادرون إلى القسم على‬ ‫المصحف الشريف‪ ،‬بباب محراب مسجد أهل السنة‪ ،‬بعد صالة يوم‬ ‫الجمعةـ أنكم «ما مفكينش» مع «دليل الخيرات» البيجيدية ‪ ،‬إلى‬ ‫يوم «يبعثون» !‬

‫رئيس الحكومة يرفض عريضــة أهل تطــوان بخصوص‬ ‫مشروع تهيئة وادي مرتيل ويبلــغ وكيــل العريضة‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬رسميا بقرار رفض قبول العريضة التي وقعها فوق ‪5000‬‬ ‫متضرر‪ ،‬بعد سنتين من توصل رئيس الحكومة بها‪ .‬بحجة أن ملف‬ ‫نزع الملكية لتنفيذ مشروع وادي مرتيل‪ ،‬ال يزال معروضا على‬ ‫القضاء ‪ ،‬وفقا للقانون‪.‬‬ ‫وكيل العريضة باشر إجراءات الطعن في قرار رئيس الحكومة‪،‬‬ ‫اعتبارا لكون ملف العريضة المذكورة لم يعرض على القضاء إال‬ ‫في ‪ 23‬يناير الماضي حيث ال تزال المحكمة اإلدارية بالرباط‬ ‫تنظر في ‪ 1200‬ملف خاص بنزع الملكية بمشروع وادي مرتيل‪،‬‬ ‫بينما لجنة العرائض بتت في الموضوع‪ ،‬في ‪ 19‬نوفمبر من السنة‬ ‫الماضية ‪.2018‬‬ ‫ومعلوم أنه تم وضع اليد على العديد من األراضي التي‬ ‫سيشيد فوقها مشروع سياحي كبير‪ ،‬األمر الذي أضر ضررا بليغا‬ ‫بالعديد من األسر الفقيرة التي تعيش على أنشطة فالحية‬ ‫بسيطة ‪ ،‬ولكنها «تعيش»‪ ،‬بينما هي اليوم معرضة للهالك‬ ‫والضياع !‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإنه ال أحد من المتضررين يعارض قيام المشروع‬ ‫السياحي المذكور‪ ،‬فقط إنهم يطالبون بحقوقهم التي يكفلها‬ ‫لهم القانون‪ ،‬فيما يخص نزع الملكية‪ ،‬تنفيذا للتعليمات‬ ‫الملكية بهذا الخصوص ‪ ،‬التي تضمنها الخطاب الملكي في‬ ‫افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية األولى من الوالية‬ ‫التشريعية العاشرة‪ ،‬حيث شدد جاللته على أن نزع الملكية يجب‬ ‫أن يتم لضرورة المصلحة العامة القصوى‪ ،‬وأن يتم التعويض‬ ‫طبقا لألسعار المعمول بها‪ ،‬في نفس تاريخ القيام بهذه العملية‬ ‫مع تبسيط مساطر الحصول عليه‪ ،‬وأنه «ال ينبغي أن يتم تغيير‬ ‫وضعية األرض التي تم نزعها‪ ،‬وتحويلها ألغراض تجارية‪ ،‬أو‬ ‫تفويتها من أجل المضاربات العقارية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪986‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫�إحدى ع�شرة فئة من الأ�شخا�ص الذين يوجدون يف و�ضعية ه�شة‪...‬‬

‫�أولى �أولويات املرحلة الثالثة من املبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫الب�شرية بعمالة طنجة‪�-‬أ�صيلة‬ ‫صادقت اللجنـــة اإلقليمية للتنمية‬ ‫البشرية لعمالـــة طنجــة أصيلــة يــوم‬ ‫الثالثاء على عــدد من المشاريع التنموية‬ ‫اإلجتماعية واإلقتصادية باستثمارات تبلغ‬ ‫‪ 26,4‬مليون درهم في إطــار المرحلـــة‬ ‫الثالثة من المبادرة الوطنيـــة للتنميــة‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫وخالل هــذا اإلجتمــاع الذي ترأســه‬ ‫والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عامل‬ ‫عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬محمد امهيدية‪ ،‬تمت‬ ‫المصادقة على ‪ 10‬مشاريـع مدرجـــة في‬ ‫إطار برنامج مرافقــة األشخاص في وضع‬ ‫الهشاشة باستثمار يبلغ ‪ 164.6‬مليون‬ ‫درهم‪ .‬ويتعلق األمر بستة مشاريع للتهيئة‬ ‫وتجهيز مراكز تقـدم خدمــات للفئـــات‬ ‫المستهدفة‪ ،‬وثالثة مشاريع لدعم ميزانية‬ ‫التشغيل في بعض المراكز ومشروع واحد‬ ‫لدعم قدرات المديرين والمشرفين على‬ ‫المراكز اإلجتماعية‪ ،‬وفي ما يتعلق ببرنامج‬ ‫تحسين الدخل واإلدماج اإلقتصادي للشباب‪ ،‬سيتم تخصيص مبلغ ‪ 88.9‬مليون درهم لتمويل‬ ‫أربعة مشاريع‪ ،‬ثالثة منها تتعلق بتطوير وتجهيز المراكز الموجهة لخلق فرص عمل للشباب‬ ‫ومشروع لتمويل مركز دعم األنشطة المدرة للدخل تهم تمويل المشاريع الصغيرة جدا لفائدة‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫واعتمدت اللجنة أيضا ستة مشاريع في إطار برنامج دعم التنمية البشرية لألجيال الصاعدة‬ ‫لدعم التعليم المدرسي (أربعة مشاريع)‪ ،‬ثم مشروع آخر لتأهيل مركز لدعم قدرات األطفال‪،‬‬ ‫ومشروع لدعم صحة األم والطفل‪ ،‬كما اطلع المشاركون في اإلجتماع على ‪ 10‬مشاريع تمت‬ ‫المصادقة عليها في العام ‪ 2018‬في إطار برنامج التقليص من العجز في البنيات التحتية‬ ‫والخدمات األساسية في المناطق ناقصة التجهيز‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بمشاريع بناء سبع وحدات للتعليم قبل المدرسي في سبع جماعات بالعمالة‪،‬‬ ‫وثالثة مشاريع القتناء أربــع حافــالت للنقــل المدرسي موجهة لثــالث جماعات‪ .‬وفي تصريح‬ ‫للصحافة‪ ،‬قال رئيس قسم العمل اإلجتماعي‪ ،‬إسماعيل المتوكل‪ ،‬إن األولوية‪ ،‬من حيث اختيار‬ ‫المشاريع ‪ ،‬أعطيت لتلك التي اقترحتها اللجان المحلية‪.‬‬ ‫محمد امهيدي والي الجهة‪ ،‬أكد أنه وعمال بالتعليمات الملكية السديدة‪ ،‬فإن المرحلة الثالثة‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ‪ ،2023-2019‬تهدف باألساس إلى ترسيخ قيم العدالة‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬والكرامة‪ ،‬واستشراف المستقبل وزرع األمل‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد مقاربة‬ ‫شمولية‪ ،‬ترتكز على أربعة برامج متناسقة ومتكاملة تضمن إسهام كل الفاعلين في المجال‬ ‫اإلجتماعي‪ .‬‬ ‫وخالل هذا اإلجتماع ‪ ،‬قدم إسماعيل المتوكل عرضا موجزا عن المرحلة الثالثة من المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية والخطوات التي اتخذتها عمالة طنجة أصيلة في تنفيذ مشاريع هذه‬ ‫المرحلة‪ ،‬وقام أعضاء اللجنة بعد ذلك بدراسة والمصادقة على النظام الداخلي للجنة‪.‬‬ ‫هذا العرض التفصيلي لبرنامج تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية‪،‬‬ ‫والخدمات األساسية األقل تجهيزا‪ ،‬وبرنامج مواكبة األشخاص في وضعية هشة‪ ،‬وكذا برنامج‬ ‫تحسين الدخل‪ ،‬واإلدماج اإلقتصادي للشباب‪ ،‬إضافة إلى برنامج الدعم الموجه للتنمية البشرية‬ ‫لألجيال الصاعدة‪.‬‬ ‫و أوضح المتوكل أن البرنامج األول يهدف إلى تحصين مكتسبات المرحلتين األولى والثانية‬ ‫مع مواصلة العمل على تدارك جزء من العجز المسجل حسب مؤشرات خريطة الفقر متعدد‬ ‫األبعاد في ما يخص الولوج للبنيات التحتية والخدمات األساسية‪ .‬وستهم تدخالت هذا البرنامج‬ ‫خمسة محاور ذات أولوية تتمثل في الصحة والتعليم والكهربة القروية والتزويد بالماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬باإلضافة إلى إنجاز الطرق والمسالك القروية والمنشآت الفنية‪.‬‬ ‫وبخصوص البرنامج الثاني المرتبط بمواكبة األشخاص في وضعية هشة‪ ،‬فيهم باألساس‬ ‫تعزيز وتوسيع نطاق التدخالت التي باشرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالل المرحلتين‬ ‫األولى والثانية لفائدة مختلــف فئـــات األشخاص في وضعية هشــة‪ ،‬مع العمــل في إطار‬

‫تغطية ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫شبكـــات من الجمعيـات الرائدة في مجال‬ ‫تخصصها‪ ،‬بهدف نشــر قواعد الممارسات‬ ‫الجيــدة واإلرتقــاء بجـــودة الخدمات‪.‬‬ ‫و ستشمل تدخــالت هــذا البرنامـج‬ ‫إحــدى عشــرة فئــة ذات أولويـــة من‬ ‫األشخاص الذين يوجدون في وضعية‬ ‫هشة‪ ،‬وذلك بالعمل على مستوى ثالثــة‬ ‫محاور أساسية‪ ،‬هي مساعدة خمس فئات‬ ‫من األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫والمرضى والمسنين المفتقرين للموارد‪،‬‬ ‫ودعم إعادة اإلدماج السوسيو‪-‬اقتصادي‬ ‫ألربع فئــات تضــم النســاء في وضعيـــة‬ ‫هشة‪ ،‬والسجناء السابقين بدون موارد‪،‬‬ ‫والمتسولين والمتشرديــن‪ ،‬والمدمنين‪،‬‬ ‫إضافة إلى حماية فئتيــن من األطفال‬ ‫والشباب‪ ،‬تتكـــون من األطفال المتخلى‬ ‫عنهم‪ ،‬وأطفال الشوارع والشباب بدون‬ ‫مأوى‪.‬‬ ‫ووعيا بالتأثير المباشر لمستوى الدخل على مؤشرات التنمية البشرية وبضرورة تغيير‬ ‫الثقافة القائمة على المساعدة وتبني مقاربة طموحة تعتمد فكرة المشروع من أجل إرساء قيم‬ ‫التنمية المستدامة‪ ،‬فإن البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل‪ ،‬واإلدماج اإلقتصادي للشباب‪،‬‬ ‫يهدف باألساس لتوفير الدخل وخلق فرص عمل للشباب وذلك من خالل االشتغال على ثالثة‬ ‫دعائم أساسية‪ ،‬وذكر المتوكل أن هذه الدعائم تخص اإلهتمام بالعنصر البشري من خالل‬ ‫اعتماد إجراءات دعم التكوين والمواكبة بهدف إدماج المقاولين وحاملي المشاريع‪ ،‬واعتماد‬ ‫خارطة طريق للتنمية اإلقتصادية المحلية بهدف تطوير األنشطة اإلقتصادية وتيسير اإلدماج‬ ‫السوسيو ‪-‬اقتصادي للشباب‪ ،‬عالوة على تحديد المشاريع ذات الوقع اإليجابي‪.‬‬ ‫أما البرنامج الرابع‪ ،‬والذي يهم الدعم الموجه للتنمية البشرية لألجيال الصاعدة‪ ،‬فيعتبر لبنة‬ ‫جديدة في بناء صرح المنظومة المندمجة للتنمية المستدامة‪ ،‬يهدف باألساس إلى التصدي‬ ‫بطريقة استباقية ألحد األسباب الرئيسية للتأخر الحاصل في مجال التنمية البشرية‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫اإلستثمار في الرأسمال البشري منذ المراحل المبكرة للفرد‪ ،‬وذلك بتركيز تدخالت المبادرة‬ ‫على محورين جوهريين‪ ،‬هما محور تنمية الطفولة المبكرة‪ ،‬وسيتم في إطاره استهداف النساء‬ ‫الحوامل والمرضعات وكذا األطفال أقل من ‪ 6‬سنوات المنحدرين من األوساط الفقيرة والمعوزة‪،‬‬ ‫ومحور مواكبة الطفولة والشباب‪ ،‬الذي يستهدف األطفال في سن التمدرس والشباب في نهاية‬ ‫مسارهم الدراسي‪.‬‬ ‫و تأسيسا على هذا النسق‪ ،‬فقد تم على مستوى محور تنمية الطفولة المبكرة‪ ،‬تحديد ثالثة‬ ‫أولويات لتفعيله باعتماد المساهمة في تقوية نظام صحة األم والطفل والمساهمة في تحسين‬ ‫جودة تغذية الطفل وتقليص نسب اإلخفاق المدرسي‪ ،‬من خالل دعم تعميم التعليم األولي‪.‬‬ ‫أما على مستوى المحور الثاني المرتبط بمواكبة األفراد في مرحلة الطفولـة والشبـاب‪،‬‬ ‫والذي يروم التخفيف من مظاهر التفاوتات على مستوى التعلم ومحاربة الهدر المدرسي ودعم‬ ‫اإلنفتاح‪ ،‬فستتم أجرأته عبر مباشرة التدابير ذات األولوية‪ ،‬والتي تهم دعم التفوق ومحاربة‬ ‫الهدر المدرسي من خـالل العمل على توفير البنيات والتجهيزات األساسية كدار الطالب‬ ‫والطالبة‪ ،‬والنقل المدرسي‪ ،‬وتعميم دروس التقوية وكذا دعم إعادة اإلدماج المدرسي وتكثيف‬ ‫برامج التربية غير النظامية‪.‬‬ ‫و كان قد أكد والي الجهة‪ ،‬محمد امهيدية في متم العرض‪ ،‬على أن الترجمة العملية‪ /‬برامج‬ ‫المرحلة الجديدة ‪ ‬سيتم وفق منهجية مبنية على حكامة خالقة ومبدعة‪ ،‬ترمي إلى تحقيق المزيد‬ ‫من اإلنسجام والفعالية‪ ،‬من خالل اإلعتماد على دعامات متعددة تشمل اعتماد ثقافة المشاركة‪،‬‬ ‫وتجديد آليات الحكامة‪ ،‬وتبني سياسة التعاقد‪ ،‬ومنظومة الشراكة المتجددة‪ ،‬وتكريس التدبير‬ ‫المندمج للمشاريع ضمانا اللتقائية بين مختلف البرامج القطاعية لمؤسسات الدولة والجماعات‬ ‫الترابية‪.‬‬

‫صور ‪ :‬حمودة‬


‫العدد ‪986‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫ربويات‬ ‫التوجيه التربوي دعامة للتربية والتكوين‬ ‫ت‬ ‫التوجيه السليم شأن عام يتقاسم مسؤوليته كل المتدخلين‬ ‫في الشأن التربوي‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬

‫المبكر لمصاحبة المتعلم في بلورة مشروعه منذ السلك االبتدائي إلى غاية التعليم العالي‪،‬و تنويع العرض التربوي‬ ‫تعتبر عملية اختيار المسار الدراسي والمهني من أكثر العمليات التربوية تعقيدا في حياة التلميذ(ة)‪ ،‬وقد‬ ‫ازدادت هذه العملية صعوبة في عصرنا الحاضر؛ نتيجة التحوالت السريعة والتغيرات المتواترة في جميع الميادين‬ ‫– عبر إرساء المسارات المهنية للسلك اإلعداديو الباكالوريا المهنيةو كذا المسالك الدولية للباكالوريا المغربية‪.‬‬ ‫العلمية والصناعية والتكنولوجية‪ ،‬مما أدى إلى تعقيد الوظائف المهنية والحياة العملية واالجتماعية بشكل عام‪.‬‬ ‫• التدبير التشاركي لمسألة التوجيه المدرسي والمهني رهان الحكامة الجيدة في التربية والتعليم‪.‬‬ ‫لذلك كان البد من عقلنة منظومة التوجيه المدرسي‪ ،‬باعتبارها المساعد على تحديد اختيارات التلميذ‪ ،‬وترشيدها‬ ‫يعد التوجيه التربوي مدخال من مداخل الحكامة في الجانب التربوي‪ ،‬نظرا لتأثيره اإليجابي في تحقيق نجاعة‬ ‫وفق رؤية حضارية مواكبة للتطورات والتحوالت االقتصادية واالجتماعية عالميا ووطنيا‪.‬‬ ‫وفعالية منظومة التربية والتكوين‪ ،‬من خالل الخدمات التربوية واالجتماعية واإلعالمية ذات الطابع اإلنمائي‬ ‫أمام هذه الوضعية‪ ،‬أولت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي عناية فائقة للتوجيه‬ ‫والوقائي والعالجي التي تساعد على االستثمار الجيد للكفاءات‪.‬‬ ‫التربوي واعتبرته «جزء ال يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين» (مادة ‪/ 99‬الدعامة السادسة)؛ فعليه تقع مساعدة‬ ‫كما أن مجال التوجيه التربوي يمكن من توثيق وحفظ جميع المعطيات المرتبطة بالتوجيه التربوي واستثمارها‬ ‫التالميذ على استكشاف وتوظيف طاقاتهم‪ ،‬ورسم معالم مستقبلهم الدراسي والمهني بشكل ينسجم مع حاجياتهم‬ ‫ووضعها رهن إشارة جميع المتدخلين‪.‬‬ ‫ومؤهالتهم‪ ،‬ليصبحوا مؤهلين للتكفل بأنفسهم في اتخاذ قرارات مصيرية حول مستقبلهم الدراسي والمهني‪.‬‬ ‫و ال يخفى على الجميع أن مجال التوجيه التربوي؛ هو المجال الوحيد في منظومة التربيةو التكوين الذي‬ ‫وانسجاما مع التوجيهات الرسمية في مجال التوجيه‪ ،‬تنظم أطر التوجيه التربوي وهيئة اإلدارة التربوية‬ ‫يسمح للممارس بالتموقع استراتيجيا‪ .‬فأطر التوجيه تحتك بالمتعلم‪ ،‬األستاذ‪ ،‬اإلدارة التربوية‪ ،‬المديرية اإلقليمية‬ ‫بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬خالل كل سنة دراسية‪ ،‬عمليات اإلعالم المدرسي والمهني والجامعي بهدف تقديم المساعدة‬ ‫والجهوية وأحيانا الوطنية‪ ،‬هذا اإلستشراف الذي ِّ‬ ‫يُمكن هذه األطر من الفهم العميق للمنظومة التربوية‪ ،‬وكذا‬ ‫الالزمة للتالميذ على بلورة مشاريعهم الشخصية والقيام باختيارات حرة وواعية مدرسية أو مهنية‪ .‬معتمدين في‬ ‫وجهات نظر مختلف الفاعلين في الحقل التربوي‪.‬‬ ‫ذلك على الدعائم والوثائق اإلعالمية المتوفرة‪ ،‬من كتيبات ومطويات وملصقات‪.‬‬ ‫إال أن عملية التوجيه المدرسي والمهني تواجهه صعوبات متعددة؛ منها ما هو تقني ومنها هو مهني‪ ،‬فضال‬ ‫• المشروع الشخصي للتلميذ نواة للمشروع التربوي‪.‬‬ ‫عن صعوبات مادية‪ ،‬إدارية وتنظيمية‪ ،‬وأخرى مرتبطة بالفهم الخاطئ لمهمة التوجيه التربوي من قبل التالميذ‬ ‫التوجيه التربوي سيرورة تربوية مستمرة تهدف‪ ،‬من خالل تعبئة جماعية لمختلف الفاعلين التربويين ومختلف‬ ‫وأوليائهم‪.‬‬ ‫شركاء المؤسسة‪ ،‬إكساب التلميذ(ة) مجموعة متكاملة من الموارد والكفايات المعرفية والسلوكية والمنهجية‬ ‫المغربية‬ ‫الجمعية‬ ‫نظمته‬ ‫الذي‬ ‫والمهني‬ ‫الجامعي‬ ‫التوجيه‬ ‫لمنتدى‬ ‫الثانية‬ ‫الدورة‬ ‫هامش‬ ‫وعلى‬ ‫االتجاه‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫والعملية‪ ،‬ليكون قادرا على االستثمار األمثل لنقط قوته ومؤهالته وميوالته وقدراته وقيمه‪ ،‬عبر اتخاذ قرارات‬ ‫موالي‬ ‫ثانوية‬ ‫برحاب‬ ‫‪2019‬‬ ‫مارس‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬و‬ ‫يومي‬ ‫(‪،)AMCOPE‬‬ ‫أصيلة‬ ‫طنجة‬ ‫فرع‬ ‫التربوي‬ ‫والتخطيط‬ ‫التوجيه‬ ‫ألطر‬ ‫ناضجة ومبنية بشكل سليم‪.‬‬ ‫في‬ ‫إطار‬ ‫الولهاني‬ ‫منير‬ ‫والسيد‬ ‫المنظمة‪،‬‬ ‫المؤسسة‬ ‫مدير‬ ‫الدهدوه‬ ‫مصطفى‬ ‫السيد‬ ‫من‬ ‫كال‬ ‫سألنا‬ ‫التقنية‪،‬‬ ‫يوسف‬ ‫كما أن التوجيه التربوي يمكن المتعلم من اكتساب كفايات تساعده على‪ :‬التنبؤ والتكيف مع المستجدات‬ ‫التوجيه التربوي الكاتب المحلي للجمعية المغربية ألطر التوجيه والتخطيط التربوي فرع طنجة أصيلة‪ ،‬والسيد كمال‬ ‫والتموقع داخل المجتمع وسوق الشغل‪ ،‬وكذا تطوير قدراته على البحث واالستعالم‪ ،‬التدقيق والتمحيص والمقارنة‬ ‫الفراجة مستشار في التوجيه التربوي‪ ،‬الذين أدلوا بالتصريحات التالية‪:‬‬ ‫والترجيح‪ ،‬ليصبح قادرا على بلورة وتحقيق مشروعه شخصي‪.‬‬ ‫السيد مصطفى الدهدوه مدير ثانوية موالي يوسف التقنية‪.‬‬ ‫عمليا‪ ،‬يضيف السيد منير الولهاني‪ ،‬البد لنا من العودة إلى المحاور الثالثة‬ ‫التي يشتغل عليها أطر التوجيه في إطار المشروع الشخصي للمتعلم؛ وتشمل‬ ‫• عزيمة قوية ونتائج تربوية حسنة‪.‬‬ ‫المحور األول الذي يرتكز على معرفة الذات‪ ،‬وقد سبقو قدمنا فيه تجارب مهمة‬ ‫الفوز الذي حققناه خالل مسابقات مدرستي قيم وإبداع‪ ،‬نابع من إيماننا‬ ‫كان آخرها برنامج «خطوة نحو المستقبل» لفائدة تالميذو تلميذات الجذوع‬ ‫العميق‪ ،‬نحن اإلدارة التربوية‪ ،‬هيئة التدريس‪ ،‬تالميذ وفاعلين تربويين‪ ،‬بأهمية‬ ‫المشتركة بشراكة مع المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة والوكالة‬ ‫خلق أنشطة تربوية بالمؤسسة‪ ،‬للرفع من جودة التعلمات وبناء شخصية متوازنة‬ ‫االلمانية لإلنماء الدولي‪.‬‬ ‫لدى التالميذ‪ ،‬لذلك انصب اهتمامنا على تشجيع األنشطة الموازية؛ فكانت‬ ‫وحاليا نقوم بتجريب عدة المشروع الشخصي لتالميذ المستوى األولى‬ ‫النتيجة‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬فوز المؤسسة بعدة جوائز في برنامج قيم وإبداع للموسم‬ ‫إعداديو الجذوع المشتركة بتأطير اليونيسف‪،‬و المركز الجهوي لإلعالمو‬ ‫الدراسي ‪ ،2018 / 2017‬وتسجيل حلقة خاصة عن ثانوية موالي يوسف التقنية‬ ‫المساعدة على التوجيه المدرسيو المهني بتطوان‪ .‬أما المحور الثاني فيرتكز‬ ‫ضمن برنامج ‪-‬كلنا أبطال‪-‬‬ ‫على استكشاف المحيط التكويني والعرض التربوي للشعبو المسالك المتاحة‪،‬‬ ‫• مشاركات في مختلف األنشطة التربوية وإشعاع مستحق‪.‬‬ ‫والمساطير الجاري بها العمل في مجال التوجيه‪ .‬في حين يرتكز المحور الثالث‬ ‫في‬ ‫مرموقا‬ ‫اشعاعا‬ ‫باإلضافة إلى هذا اإلنجاز اإلقليمي‪ ،‬فقد عرفت الثانوية‬ ‫على معرفة المهنو النسيج االقتصاديو الفرص المتاحة في المجال المهني‪.‬‬ ‫مختلف األنشطة‪ :‬التربوية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الفنية والرياضية‪ ،‬وطنيا وجهويا‪ ،‬نذكر على‬ ‫والسيد كمال الفراجة مستشار في التوجيه التربوي بمديرية طنجة‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪ :‬المشاركة في المعرض الدولي الذي نظمته المدرسة‬ ‫أصيلة‪.‬‬ ‫الوطنية العليا للتعليم التقني بالرباط؛ الظفر بالمراتب األولى والثانية والثالثة‬ ‫• مسألة التوجيه المدرسي والمهني مسؤولية مشتركة‪.‬‬ ‫خالل المباراة العامة الثالثة لشعبة الفنون التشكيلية؛ والمرتبة الثانية الخاصة‬ ‫بشعبة الكيمياء الصناعية؛ الحصول على الميدالية الذهبية والميدالية الفضية‬ ‫أما السيد كمال الفراجة المستشار في التوجيه‪ ،‬أكد أن التوجيه المدرسي‬ ‫خالل المشاركة في األولمبياد الوطنية األولى للتعليم التقني خيار الفنون‬ ‫والمهني شأن يتقاسم مسؤوليته كل المتدخلين في الشأن التربوي‪ ،‬يصعب علينا‬ ‫التشكيلية؛ تتويج المؤسسة بالمرتبة األولى وطنيا على مستوى امتحانات‬ ‫في الوقت الراهن حصرهم؛ فعندما نتحدث عن التوجيه التربوي في شموليته‪،‬‬ ‫البكالوريا خالل السنة الدراسية ‪2014 / 2013‬؛ الحصول على جائزة التشجيع‬ ‫يمكننا أن نذكر كذلك وسائل اإلعالم‪ ،‬الفاعلين االقتصاديين كذلك التمثالت‬ ‫مصطفى الدهدوه‬ ‫البيئة‬ ‫للصحافيين الشباب التيتمنحها منظمة محمد السادس للمحافظة على‬ ‫االجتماعية‪ ...‬وبصفة عامة كل متدخل ولو بطريقة بسيطة في الحياة الدراسية‬ ‫والمسلمة من طرف األميرة لال حسناء؛ الظفر بشرف احتضان‬ ‫للمتعلم‪.‬‬ ‫مركز ألقسام تحضير شهادة التقني العالي والذي أصبح‬ ‫غير أن هذا ال يمنع من إبراز أدوار أهم هؤالء المتدخلين‪،‬‬ ‫يضم ‪ 4‬شعب في المحاسبة والتسيير – مدبر تجاري – النظم‬ ‫وهكذا نجد‪:‬‬ ‫الكهروبية(‪)systèmes électroniques‬و ابتكار المنتوج‬ ‫المتعلم‪ :‬هو الفاعل األول في مشروعه الدراسيو المهني؛‬ ‫الصناعي‪.‬‬ ‫األسرة‪ :‬تتدخل في الحياة المدرسية بصفتها معنية بتتبع‬ ‫لتالميذ‬ ‫القدم‬ ‫كرة‬ ‫فريق‬ ‫تأهل‬ ‫الرياضي‬ ‫الميدان‬ ‫وفي‬ ‫المسار الدراسي ألبنائها؛‬ ‫على‬ ‫النحاسية‬ ‫بالميدالية‬ ‫والظفر‬ ‫النهائي‬ ‫للنصف‬ ‫الثانوية‬ ‫المدرسين‪ :‬بحكم االحتكاك اليومي مع المتعلمين؛‬ ‫‪Opération‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫«‬ ‫برنامج‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫الوطني‬ ‫الصعيد‬ ‫ويمثلون القدوة‬ ‫»‪.‬‬ ‫‪pratiquants‬‬ ‫المستشار في اإلعالم والتوجيه‪ :‬بحكم درايته وتخصصه‬ ‫• المساعدة على التوجيه المدرسي والمهني يشمل كذلك‬ ‫في المجال؛‬ ‫اإلدارة التربوية‪.‬‬ ‫إدارة المؤسسةو شركائها حيث تسهر على جعل خدمات‬ ‫اإلعالم والتوجيه ضمن أولويات وانشغاالت المؤسسة‪.‬‬ ‫نحن كذلك كإدارة تربوية‪ ،‬معنيون بعملية المساعدة‬ ‫على التوجيه؛ طبقا للمراجع القانونية؛ خاصة المذكرة ‪ 17‬بتاريخ ‪ 17‬فبراير ‪ ،2010‬سواء عبر التنسيق بين هيئة‬ ‫• معيقات وعقبات تحد من تحقيق أهداف التوجيه التربوي‪.‬‬ ‫مستشاري التوجيه‪ ،‬أم القيام بمهمة المساعدة بشكل مباشر‪ ،‬باعتبارنا األقرب للتالميذ بشكل يومي‪ ،‬نعرف‬ ‫بخصوص هذه النقطة‪ ،‬يرى السيد كمال الفراجة‪ ،‬أن نظام التوجيه التربوي ببالدنا يعرف بعض القصور في‬ ‫انتظاراتهم وطموحاتهم‪ ،‬وقدراتهم المعرفية والمهارية والحس حركية‪ ،‬والصحية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ممارسته‪ ،‬نتيجة عدد من اإلكراهات نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫التربوي‬ ‫بالشأن‬ ‫المعنيين‬ ‫والشيء األكيد هو أن نجاح التوجيه المدرسي والمهني رهين باالنخراط الفعلي لكل‬ ‫ اغالق مركز التوجيهو التخطيط التربوي لمدة موسمين دراسيين متتاليين ‪2013/2014‬و ‪. 2014/2015‬‬‫إضافة‬ ‫التالميذ‪،‬‬ ‫وأمهات‬ ‫آباء‬ ‫على مستوى المؤسسة التعليمية؛ من أطر التوجيه التربوي‪ ،‬األساتذة‪ ،‬اإلدارة التربوية‪،‬‬ ‫ تقليص عدد خريجي المركز ( شعبة التوجيه) الى ‪ 30‬خريجا مقابل عدد اكبر في السنوات السابقة‪.‬‬‫إلى متدخلين وفاعلين من خارج المؤسسة التعليمية‪.‬‬ ‫ ارتفاع نسبة المتقاعدين من أطر التوجيه‪ ،‬خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬أدت إلى خصاص مهول في‬‫وفي اعتقادي فإن نسبة تدخل اإلدارة التربوية في عملية التوجيه رهين بطبيعة المؤسسة التعليمية؛ فثانوية‬ ‫صفوف هذه الفئة التربوية‪.‬‬ ‫موالي يوسف التقنية تحتوى عدة مسالك‪ :‬صناعية‪ ،‬تجارية وتعليم عام‪ ،‬الشيء يجعل االختيار صعبا بالنسبة للتالميذ‪.‬‬ ‫ ارتفاع عدد المؤسسات التأهيليةو اإلعدادية التعليمية باإلقليم‪ .‬هنا سأقدم مثاال من مديرية طنجة أصيلة‬‫لذا يبقى دور أطر التوجيه واإلدارة التربوية مهما في المساعدة على التوجيه وفي بناء المشروع الشخصي للتلميذ(ة)‬ ‫التي أنتمي إليها؛ حيث نجد ‪ 76‬مؤسسة تأهيلية وإعدادية عمومية مقابل ‪ 16‬إطارا في التوجيه‪ .‬مما يرفع معدل‬ ‫الذي يعتبر لبنة في بناء شخصيته المتوازنة والمؤهلة لالنخراط الفعال في المحيط السوسيو اقتصادي‪.‬‬ ‫التأطير الى ما يناهز ‪ 5400‬تلميذو تلميذة لكل إطار‪ ،‬وتزداد عملية التوجيه صعوبة مع تعدد المساراتو االختيارات‬ ‫السيد منير الولهاني‪ :‬مستشار في التوجيه التربوي‪ ،‬الكاتب المحلي للجمعية المغربية ألطر التوجيه والتخطيط‬ ‫وتشعب الشعبو المسالك والتأكيد على التوجيه المبكر ( المسارات الدوليةو المهنية ابتداء من السنة االولى‬ ‫التربوي فرع طنجة أصيلة (‪.)AMCOPE‬‬ ‫اعدادي‬ ‫• التوجيه جزء ال يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين‪.‬‬ ‫ غياب التكوين المستمر لفائدة أطر التوجيه في مجموعة من المجاالت‪ ،‬نذكر منها‪ :‬التنمية الذاتية‪ ،‬المهارات‬‫الحياتية‪ ،‬مواكبة المشروع الشخصي للتلميذ والبرانم الخاصة بالتوجيه بما في ذلك الولوج الى منظومة مسار‪.‬‬ ‫أكد السيد منير الولهاني أن مجال التوجيه التربوي قد واكب اإلصالحات التي عرفتها المنظومة التربوية‪.‬‬ ‫ ضعف التنسيق مع أطراف األخرى مثل التعليم العاليو التكوين المهني‪ ،‬كمثال‪ :‬عدم توافق منظور خريطة‬‫فالميثاق الوطني للتربية والتكوين نص على كون التوجيه جزء ال يتجزأ من سيرورة التربيةو التكوين بوصفه وظيفة‬ ‫التكوين المهني مع منظور المشروع الشخصي‪.‬‬ ‫للمواكبةو تيسير النضجو الميول وتقوية ملكات المتعلمين واختياراتهم الدراسيةو المهنية؛ في حين خصص‬ ‫ عدم توفر المؤسسات اإلعدادية على فضاءات التوجيه المدرسيو المهنيو وجود فضاءات قليلة وغير مجهزة‬‫البرنامج االستعجالي مشروعا (‪ ،)E3P7‬يروم وضع نظام ناجع لإلعالمو التوجيه‪ ،‬من خالل مجموعة من التدابير‬ ‫في معظم الثانويات التأهيلية‪.‬‬ ‫التي تهم البنياتو الوسائلو الخدمات المقدمة‪.‬و هنا‪ ،‬يقول السيد منير الولهاني‪،‬و جب ذكر بعض المكتسبات في‬ ‫ ضعف تزويد أطر التوجيه بالعدة اللوجستيكية الالزمة لتنفيذ برامجهم‪.‬‬‫المجال ‪ :‬كإحداث المراكز الجهويةو اإلقليمية لإلعالم‪ ،‬والمساعدة على التوجيه‪ ،‬وما أصبحت تقدمه من تحيين‬ ‫ عدم وجود بنية مهيكلة لتدقيق المعلومات أمام إطار التوجيه مما يفتح الباب أمام المجهودات الشخصية‪.‬‬‫للمعطيات‪ ،‬ومجموعة من األنشطة حول المهنو تنسيق العمليات اإلدارية ‪ .‬وأضاف قائال‪ :‬بأن الرؤية اإلستراتيجية‬ ‫لإلصالح ‪ 2015/2030‬قامت بمراجعة شاملة لنظام التوجيه التربوي والمهني والجامعي باالعتماد على التوجيه‬ ‫‪ -‬عدم وجود مركز إقليمي للتوجيه المهني والمدرسي مما ينعكس سلبا على جودة الخدمات‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫الأ�سرة امل�سلمة‬ ‫ودورها يف مواجهة‬ ‫حتديات الع�صر‬

‫بعض العلماء الذين كافحوا وناضلوا‬ ‫في صدر اإلسالم وفي العصر الحديث‬ ‫من أجل الحق والعدل واإلنصاق‪...‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫في صدر اإلسالم ظهر بعض العلماء محسوبين على رؤوس‬ ‫األصابع كانوا يرفضون تسخير الدين للحصول على الهبات المالية‬ ‫والوظائف من طرف الحكام الظالمين والمستبدين بإسم الدين‪،‬‬ ‫وقد كانوا يتصفون بالتقوى والصدق واإليمان األكيد‪ ،‬كما كانوا‬ ‫يتحاشون تسخير الدين‪ ،‬لمأربة خاصة أو لمصالح ذاتية‪ ،‬ومن‬ ‫أهمهم وأبرزهم أبو حنيفة النعمات (‪ 699‬ـ‪ 767‬م) إذ كان يقوم‬ ‫بالنقد البناء للقضاة وأحكامهم ويجرؤ في فتواه الخالصة هلل‬ ‫ولتصرفات الوالة ومظاليمهم‪...‬‬ ‫وقد حاول أبو جعفر المنصور أن يشتري ضميره بالعطايا‬ ‫والهدايا ومنحه قاضي القضاة‪ ،‬فاعتذر له عن توليه هذا المنصب‪،‬‬ ‫فاعتقله هذا الحاكم المستبد وتعرض للتعذيب بالسياط يوميا حتى‬ ‫خارت قواه‪ ،‬ولم يعد يقدر حتى الوقوف على رجليه‪ ،‬ويقول بعض‬ ‫المؤرخين والرواة أنه قتل مسموما داخل السجن‪...‬‬ ‫كما أن اإلمام مالك ابن أنس (‪711‬ـ‪795‬م) أصدر فتوى ال تجيز‬ ‫بيعة المكره‪ ،‬واعتبرها حاكم المدينة جعفر ابن سليمان الطاغية‬ ‫بأنها دعوة للتمرد عليه‪ ،‬وأمر بتعذيبه بالسياط قصد أن يغير فتواه‬ ‫إال أن هذا الرجل الشجاع والمتدين كثيرا ظل متشبثا برأيه مما زاد‬ ‫في تعذيبه لمدة طويلة‪...‬‬ ‫كما أن اإلمام والفقيه أحمد ابن تيمية (‪1262‬ـ‪1327‬م) انتقد‬ ‫سلوك بعض الفقهاء المنافي للدين بالقاهرة‪ ،‬فعملوا على تحريض‬ ‫حاكم المدينة عليه فأدخله إلى السجن مرتين دامت ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ولما رجع إلى دمشق بسوريا عمل على إصدار فتوى عن مسألة‬ ‫الحلف بالطالق‪ ،‬ألن الطالق يفرق األسرة‪ ،‬وحصلت بهذا الفعل‬ ‫مآسي كثيرة لألسر وأصر على أن الطالق ال يقع بالحلف من طرف‬ ‫الزوج وال تنفصم به عقدة الزوجية‪ ،‬فثار عليه الفقهاء الرجعيون ثورة‬ ‫كبيرة ولكي يرضيهم الحاكم آنذاك اعتقله وظل بالسجن لمدة‬ ‫خمسة أشهر كاملة‪...‬‬ ‫ولما هاجم التتار المدينة ظلت أقلية من الفقهاء صامدين‬ ‫وعلى رأسهم أحمد ابن تيمية صحبته زين الدين الفارقي وابن‬ ‫القوام خيارة وإبراهيم الرقي وشرف الدين ابن تيمية وطافوا على‬ ‫المساجد وطلبوا من الناس الصمود والجهاد في وجه المعتدين‪،‬‬ ‫وقاوم المكافحون الطغاة التتار الهمج مقاومة شديدة‪ ،‬وألحقوا‬ ‫بهم هزيمة نكراء في معركة (شقحب) سنة ‪728‬هـ ‪1327‬م‪.‬‬ ‫وهذا أزعج الحاكم المستبد فأطلق عليه فقهاء السوء الذين‬ ‫أخذوا عليه مواقفه في الفقه التي ال تروق الحكام الظالمين‪ ،‬وألقى‬ ‫عليه القبض مرة أخرى حتى توفي بسجنه في قلعة دمشق‪...‬‬ ‫وخالل الحروب الصليبية والغزو التركي والمنغولي الفقهاء‬ ‫الذين كافحوا وصمدوا في وجه الطغاة كان قليال جدا إذا قارنهم‬ ‫مع األعداء الكثيرة من الفقهاء الذين ارتبطوا مع الحكام المنهزمين‬ ‫والمتواطئين مع األعداء قصد الحفاظ على مناصبهم ومن جهة‬ ‫أخرى كانت طائفة أخرى من الفقهاء ورجال الدين منعزلة عن‬ ‫الحكام والجهاد وصامتة وتكتفي باألكل والنوم‪.‬‬ ‫وخالل القرن ‪ 18‬بلغ التطور الصناعي في أوربا الرأسمالية‬ ‫دروته‪ ،‬واستطاعت أن تهيمن على البلدان اإلسالمية‪ ،‬وعرف‬ ‫المثقفون والمثقفات التخلف الذي لحق ببلدانهم‪ ،‬ورأ وا أوطانهم‬ ‫مهددة تهديدا كبيرا بالسيطرة الثقافية واالقتصادية لالستعمار‬ ‫الغاشم‪ ،‬وبدأ ويدقون ناقوس الخطر إليقاظ جماهير شعوبهم‬

‫من هذا الزحف‪ ،‬وشهروا حروبهم على البدع والتواكلية وواجهوا‬ ‫االستعمار والغزو األجنبي بشعارات كثيرة كالسلفية والوطنية‪،‬‬ ‫والتنبيه للجميع بخطر االستعمار ودواعيه‪.‬‬ ‫وأول الدعاة الوطنيين من العلماء والمفكرين بهذا األمر‬ ‫كان هو جمال الدين األفغاني (‪1839‬ـ‪1897‬م) والذي اضطر إلى‬ ‫مغادرة بلده أفغانستان والتوجه إلى دولة مصر الشقيقة ومنها‬ ‫التجأ إلى عدد من دول أوربا‪ ،‬وكان متمكنا من عدة لغات‪ ،‬حيث‬ ‫استقر بفرنسا بعض السنوات‪ ،‬وأصدر جريدته المشهورة والهامة‬ ‫«العروة الوثقى» منذ سنة ‪1883‬م ودافع فيها عن سيادة العقل‬ ‫الذي هو ضروري به نفهم الدين‪ ،‬كما دعا إلى دراسة التراث‬ ‫الحضاري العربي‪ ،‬وعلينا أن نعرف أسرار تفوقه وأن ننتقي الذي‬ ‫يفيد نامنه‪ ،‬وبعده جاء تلميذه محمد عبده (‪1849‬ـ‪1905‬م) وقد‬ ‫نشر هذا األفكار التي تعمل إلى تجديد المجتمع اإلسالمي بالفكر‬ ‫الخالق والبناء للشعوب واألمم‪ ،‬واالستعانة بكل العلوم والتجارب‬ ‫والنظريات‪ ،‬كما تمكن بصفته مفتي مصر وعميد جامعة األزهر من‬ ‫توضيح وإشهار سالح العقل على الفقهاء الرجعيين‪ ،‬وذلك بواسطة‬ ‫مجلة (المنار) التي كان يصدرها الشيخ رشيد رضا‪ ،‬وتوزع على أنحاء‬ ‫العالم اإلسالمي‪...‬‬ ‫كما أصدر هذا العالم المتفتح محمد عبده فتاوي عديدة‪،‬‬ ‫كالسماح بارتداء اللباس األوربي‪ ،‬وإدخال األموال في البنوك‬ ‫والحصول على الفائدة‪ ،‬كما أجاز التأمين على الحياة والممتلكات‪،‬‬ ‫ودافع عن حقوق المرأة دفاعا مستميتا وقال بشأنها‪:‬‬ ‫«‪ ...‬اعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا‬ ‫سادة في بيوتهم‪ ،‬إنما يلدون عبيدا لغيرهم»‪ ،‬كما ألقى بمسؤولية‬ ‫االنحطاط آنذاك والذي كان يسبح فيه المسلمون على الحكام‬ ‫المستبدين والفاسدين‪ ،‬وعلى الفقهاء الرجعيين والجامدين‪.‬‬ ‫إلى غير ذلك من المفكرين والعلماء األفذاذ والمستنيرين‬ ‫الذين أضاؤوا بنورهم عتمات الظالم الذي أناخه في العالم العربي‬ ‫واإلسالمي حكام جائرون مستبدون والذين هيمنوا على شعوبهم‬ ‫بالسجون والمعتقالت‪ ،‬حيث استطاع بعض الفقهاء والعلماء أن‬ ‫ينتفضوا ضدهم ليبقى بعض آثارهم وأفكارهم خالدة وصامدة‬ ‫في أذهان وعقول بعض مفكرين الذين أناروا لنا الطريق حتى‬ ‫استحقنا االستقالالت ببلداننا بالوطنيين األقحاح الذين ضحوا‬ ‫بالغالي والنفيس من أجل العمل على إنهاض هممنا من الغفلة‬ ‫حتى ال نبقى غافلين ومتهورين ومستعمرين بالفكر االستعماري‬ ‫البغيض حتى نحقق لبلداننا التقدم المنشود بالصمود والنضال‬ ‫المتواصل والكفاح المستنير‪ ...‬بعيدا عن التخلف الموبوء والحكام‬ ‫المستبدين‪ ،‬وذلك بنور العقل السليم والمحبة المتجددة ألن‬ ‫نتقدم وتتقدم اإلنسانية كافة لنتوحد من أجل اإلصالح الشامل‬ ‫والصالح لنا جميعا ولفلذات أكبادنا بالعمل الذي نتمناه بأن يزداد‬ ‫لتهدأ النفوس والعقول من أجل الغد األفضل والعمل الخالق لرقي‬ ‫الشعوب واألمم في ظل عالم راق بعيدا عن الفتن والحروب يبنيه‬ ‫السلم والسالم واألخوة اإلنسانية الخالقة بتالقح الشعوب واألمم‪...‬‬ ‫والبناء المتواصل والمستنير‪ ...‬ال بالتخريب والدمار الذي يقضى‬ ‫على الجميع‪ ،‬بل بالحب والتعاطف بين بني البشر التواق إلى العمل‬ ‫والبناء والتشييد المستمر‪...‬‬ ‫* األديب واإلعالمي‬ ‫العضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫السيدة بشرى بالمليح‬ ‫حرم السيد عبد المنعم الناصري‬

‫وذلك مساء يوم السبت ‪ 2‬رجب ‪ 1440‬هجرية الموافق لـ‪ 9‬مارس ‪ 2019‬ميالدية ببيتها بمدينة طنجة‪ .‬وقد ووري جثمان الفقيدة‬ ‫الثرى بمقبرة سيدي عمرو بالجبل الكبير‪ ،‬بعد الصالة عليها ظهر يوم األحد بمسجد بدر‪.‬‬ ‫وقد خ ّلف رحيل هذه السيدة الطيبة أسى عميقا في نفوس أهلها‪ ،‬وحزنا شديدا في قلوب كل معارفها ومعارف أهلها والذين‬ ‫تقاطروا بأعداد كبيرة على بيتها لتقديم التعازي لهذا المصاب الجلل؛ بالنظر إلى األخالق الحميدة التي كانت تطبع شخصيتها‪ ،‬وأيضا‬ ‫بالنظر إلى المعاملة الراقية التي كانت تصدر عنها قيد حياتها تجاه كل من كتب له أن يتعامل معها من جيرانها ومعارفها‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬تتقدّم عائالتُ أمنصور والبكدوري وبديع والعاقل واللحياني وبنعيسى بأحر التعازي والمواساة إلى زوجها‬ ‫الفاضل الشريف موالي عبد المنعم الناصري‪ ،‬وإلى أبنائها األفاضل زينب ومريم وحفصة وإدريس‪ ،‬وإلى أشقائها البشير ومارية وليلى‬ ‫وجميلة وسعاد‪ ،‬وإلى أصهارها سهم أعقيق وعائلته ونور الدين طيسا وعائلته وبوشعيب صبابو وعائلته ومصطفى بلكوش وعائلته‬ ‫وموالي إدريس البوركي السماللي وعائلته‪ ،‬وإلى كافة آل الناصري آل بالمليح بكل من مديتني طنجة والجديدة‪ ..‬سائلين اهلل العلي‬ ‫القدير أن يتغمّد الفقيدة بواسع الرحمة والمغفرة‪ ،‬وأن يلهم ذويها جميل الصبر والعزاء‬

‫ �إعداد‪ :‬د‪ .‬زبيدة بن علي الورياغلي‬‫من المؤكد أن األسرة تعتبر المعقل األول الذي تنشأ فيه األجيال المتتالية‬ ‫الحاملة للقيم المتوارثة والسائدة في المجتمع‪ ،‬والخلية المؤسسة للمجتمعات‬ ‫البشرية والحضارات اإلنسانية عبر العصور والحقب‪ ،‬والتي تقوم على ركيزتين‬ ‫أساسيتين هما الرجل والمرأة‪ ،‬من أجل تحقيق الهدف األسمى من الحياة وهو‬ ‫إعمار األرض واالستخالف فيها‪ ،‬ونشر تعاليم الدين السمحة والعدل والمحبة‬ ‫والسالم بين بني البشر جميعا‪ .‬فاألسرة المسلمة باعتبار تأسيسها وارتباطها‬ ‫ارتباطا كليا بالنصوص القرآنية والحديثية‪ ،‬وما تفرغ عنها من اجتهادات وآراء‬ ‫وأحكام فقهية وقواعد أصولية‪ ،‬كإطار أساسي تتفاعل داخله مؤسسة األسرة‪،‬‬ ‫وفق الضوابط الشرعية المتفق عليها‪ ،‬والتي تلتزم بها التزاما تاما في انتمائها‬ ‫للمنظومة الكونية‪ ،‬وفي أخذها بالقيم االجتماعية والتقاليد والعادات السائدة‪.‬‬ ‫هذا البعد الثالثي أضفى على األسرة المسلمة خصوصية متفردة‪ ،‬فارتقت‬ ‫بأدائها المميز إلى درجة عليا ورتبة متميزة في سلم اإلصالح التربوي واألخالقي‬ ‫والثقافي والتشريعي في ظل االلتزام الثابت بالمرجعية الدينية‪ ،‬والحرص على‬ ‫الدفاع عن القيم اإلنسانية‪.‬‬ ‫وبما أن الهدف والغاية المتوخاة من تثبيت قواعد األسرة المسلمة‬ ‫وتحصينها ضد التيارات الهدامة واإليديولوجيات المستوردة والغزو اإلعالمي‬ ‫المبهر‪ ،‬هو خلق مجتمع قوي يرتبط بدينه عقيدة وفكرا ومنهاجا وسلوكا‪،‬‬ ‫وتنشئة جيل سوي متكامل الشخصية روحيا وعقليا ونفسيا وجسميا‪ ،‬مع الحرص‬ ‫كل الحرص على تزويده باآلليات والوسائط الحديثة العلمية التي تغزو العالم‬ ‫المعاصر شرقا وغربا بسرعة قياسية‪ ،‬وتسليحه بالوسائل واإلمكانات الالزمة‬ ‫للتعامل مع المد الحضاري المتعدد األهداف واألبعاد‪ ،‬والمساهمة والتفاعل‬ ‫مع العلوم النافعة والثقافات المعاصرة السائدة واالنتفاح عليها والتمكن‬ ‫منها‪ ،‬حتى ال يصبح جيلنا خارج الزمان والمكان‪ ،‬وتتجاوزه األحداث المتالحقة‬ ‫والمستجدات العلمية المتسارعة‪ ،‬وحتى ال يتوقف دوره وينحصر عند حدود‬ ‫التلقي واالنبهار بمظاهر وأشكال وتنوع التقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن التعامل واالنخراط العملي في البناء الحضاري اإلنساني الكوني‪ ،‬ذلك أن‬ ‫العلم والتقدم العلمي ال وطن له وال جنسية‪.‬‬ ‫لذلك ومن أجل استرجاع مكانة األسرة المسلمة كما كانت في الماضي‬ ‫ودورها األساسي في العملية التربوية والتنشئة االجتماعية السوية‪ ،‬وتأثيرها‬ ‫القوي في تكوين وصياغة مالمح الشخصية المسلمة المتوازنة‪ ،‬المرتبطة‬ ‫بخالقها ارتباطا دائما‪ ،‬المتفاعلة مع مجتمعها الذي تنتمي إليه كان البد من‬ ‫وضع األسس الكفيلة ببناء قواعد هذه األسرة بناء ال تخلخله األحداث وال تعصف‬ ‫به رياح األهواء الفاسدة والشعارات الخادعة‪ ،‬فاألسرة هي البيئة االجتماعية‬ ‫األولى التي ينتمي إليها اإلنسان‪ ،‬وعالمه الجديد الذي يتلقفه مباشرة إثر‬ ‫تفتح عينيه على نور الدنيا‪ ،‬والمدرسة الطبيعية التي يتدرب فيها على خطواته‬ ‫األولى في درب الحياة المليء بالورود واألشواك‪ .‬وانطالقا من كل هذا يتبين‬ ‫لنا أن مسؤولية األسرة مسؤولية جسيمة‪ ،‬والقيام بواجباتها والتزاماتها أمام‬ ‫اهلل وأمام األبناء يتوقف عليها مستقبل المجتمع وآمال األمة وحتى ينطبق‬ ‫ي �أُ َّم ٍة �أُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ُ‬ ‫ون بِاملَ ْع ُر ِ‬ ‫وف‬ ‫عليها قوله عز وجل‪:‬‬ ‫َام ُر َ‬ ‫ا�س ت ُ‬ ‫«‪ ‬ك ْنت ُْم َخ رْ َ‬ ‫ت لِل َّن ِ‬ ‫ن ا ُمل ْن َ‬ ‫ون بِاهللِ‪ » ‬آل عمران‪.10 :‬‬ ‫ك ِر َوتُو ِم ُن َ‬ ‫َو َت ْن َه ْو َن َع ِ‬ ‫ولما كان طفل اليوم هو رجل الغد وعدة المستقبل فإن حث اإلسالم على‬ ‫تكوين األسرة الصالحة حفاظا على الطفل‪ ،‬وتهيئة الظروف واألسباب الكفيلة‬ ‫برعايته جسميا وعقليا واجتماعيا وخلقيا ونفسيا ودينيا‪ ،‬باعتباره محور العملية‬ ‫التربوية وقطب الرحى في كل تخطيط كان تربويا أو سياسيا أو اقتصاديا‬ ‫أو اجتماعيا أو تعليميا‪ ،‬ذلك أن تأهيل الطفل يعني تأهيل اإلنسان‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تأهيل المجتمع ككل‪ ،‬وهذا التأهيل لن يعطي ثماره المرجوة ويحقق نتائجه‬ ‫المنتظرة إال إذا لبينا احتياجاته الالزمة واألساسية‪ ،‬وحرصنا كل الحرص على‬ ‫منحه كافة الحقوق التي وهبتها له الشريعة اإلسالمية والفطرة الربانية‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن اإلسالم كان سباقا إلى تحديد وضمان حقوق الطفل في‬ ‫جميع مراحل حياته بدءا من المرحلة الجنينية بل قبل لحظة الميالد‪ ،‬فحث على‬ ‫اختيار األم الصالحة المسلحة باإليمان واألخالق الفاضلة القادرة على تسيير‬ ‫شؤون األسرة وصيانتها وضمان حقوقها عن طريق التربية والتنشئة الراشدة‬ ‫ألوالدها‪ ،‬الهادفة إلى الغاية السامية والمقصد الشرعي من إقامة مؤسسة‬ ‫الزواج الذي جعل اهلل له قداسة وحرمة عظيمة ومكانة عالية‪ ،‬فقد وصفه اهلل‬ ‫مِنْكمْ َ‬ ‫بالميثاق الغليظ بين الزوجين «‪ ‬وَأَ ْ‬ ‫خَذ َن ُ‬ ‫مِيثاقاً َغلِيظاً‪ » ‬النساء‪.21 :‬‬ ‫ذلك أن مؤسسة األسرة هي الصورة المصغرة للمجتمع لها تكاليفها وقضاياها‬ ‫ومشاكلها والتزاماتها‪ ،‬فالبد من التعاون واالنسجام والتفاهم والتشاور بين‬ ‫الزوجين‪ ،‬ألن ذلك من شأنه التخفيف عنهما من تكاليف الحياة المتعددة‪،‬‬ ‫ويسهل عليهما القيام بواجبهما التربوي واألخالقي والديني والمجتمعي‪.‬‬ ‫وبهذا ينشأ الطفل ويترعرع في بيت أقيم على تقوى من اهلل ورضوانه‪،‬‬ ‫تحفه عناية الوالدين وتحيط به أجواء الطمأنينة واألمان والمحبة والرحمة‬ ‫والحماية‪ ،‬فتكسبه مناعة ضد االنحرافات والمفاسد وأسباب التحلل العقدي‬ ‫والخلقي واالجتماعي والتفسخ الذي يمكن أن تجرفه إلى ما ال تحمد عقباه‪.‬‬ ‫فاألسرة بما يشيع بين أفرادها من ممارسات دينية وأخالقية عملية‪ ،‬الشك أن‬ ‫الطفل سوف يمتص تلك المبادئ والقيم‪ ،‬ويقتدي بسلوكيات أفراد األسرة عن‬ ‫طريق التقليد والمحاكاة والمعاشرة اليومية فتصبح جزء ال يتجزأ من سمات‬ ‫شخصيته‪ ،‬فأفراد األسرة الحريصين على أداء الشعائر الدينية والقيم بالتكاليف‬ ‫الشرعية المطلوبة على الوجه األكمل‪ ،‬والمحافظين والملتزمين بقول الصدق‬ ‫وأداء األمانة والمعاملة بالحسنى إلى غير ذلك من القيم اإلسالمية األخالقية‬ ‫التي حث عليها ديننا الحنيف إنما يرسمون بذلك ويخططون لبناء األسر والبيوت‬ ‫المسلمة الصالحة‪ ،‬وبالتالي قيام المجتمع اإلسالمي الراشد‪ ،‬والمحافظة على‬ ‫الهوية اإلسالمية في خضم تعدد الخصوصيات الكونية في عالمنا المعاصر‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫البعد العالجي لألمن االجتماعي‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬أهمُّ ما ُذكرَ في الندوة العلمية في كلية أصول‬ ‫الدِّين بتطوان في موضوع األمن االجتماعي‪ ،‬وما‬ ‫يسرَ اهلل لي من مسوَدَة‪ ،‬كمنهج للبحث في مقوماته‬ ‫الشرعية وأبعاده المقاصدِيَة من قيَم في سياقاتها‬ ‫ٍ‬ ‫المعاصرة‪َّ .‬‬ ‫إن أساس األمن هو اإليمان‪ ،‬فال أمن بال‬ ‫إيمان‪ .‬فتطوي قيمـة األمـن الروحي مفهوم األمن‬ ‫المادي‪ ،‬وهما متالزمان‪ .‬ويتحقق األمن باإليمان‪،‬‬ ‫لقول اهلل جل وعال ‪ :‬وضربَ ُ‬ ‫قرية كانت ً‬ ‫ال ً‬ ‫اهلل مث ً‬ ‫آمنة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكانٍ فكفرتْ‬ ‫ُ‬ ‫هلل فأذاقها اهلل لباس الجوع والخوف بما كانوا‬ ‫بأنعُم ا ِ‬ ‫يصنعون (صدق اهلل العظيم ‪ -‬سورة النحل اآلية ‪.)112‬‬ ‫والعامل األخالقي الذي يستولي على الروح‪ ،‬إذ لن يبقى‬ ‫للعلم قيمة دون األخالق‪ .‬والبحث العلمي يعتبر قاطرة‬ ‫الستيعاب السياقات المعاصرة لألمن الفردي والجماعي‪،‬‬ ‫وقد اجتمع في الفرض والسنة النبوية‪ ،‬للفكر اإلسالمي‬ ‫المعاصر‪ .‬محمد النبي الرسول (صلعم) الذي حقق األمن‬ ‫االجتماعي والسلم‪ ،‬ووحدَ القوْم بجهلهم‪ ،‬ثمّ آخى‬ ‫بين المهاجرين واألنصار‪ ،‬الذين تنافسوا في كفالة‬ ‫المهاجرين‪ ،‬لتحقيق األمن واآلمان االجتماعي‪ .‬وهو‬ ‫يختلف عن الروابط المادية‪ .‬وقد تأسس على أغراض‬ ‫روحية‪ ،‬وهو مفهوم أساسي للتكافل‪ .‬وهذه األخيرة‬ ‫حققت مظاهر سلمية لحروب بين األوس والخزرج‪ ،‬أثرت‬ ‫على األمن االجتماعي البشري‪ .‬فالمسلم أخ المسلم ال‬ ‫يظلمه وال يخذله وال يحقره (حديث)‪ .‬والمسلم من سلم‬ ‫المسلم من يده ولسانه والمهاجر من هاجر ما نهى اهلل‬ ‫عنه (حديث)‪ .‬منهاج التسامح ونبذ العنف في اإلسالم‪،‬‬ ‫ينقل المسلم لعدم قبوله أسيراً‪ .‬الوثيقة الدستورية‬ ‫بالمدينة المنوَّرَة‪ ،‬لترسيخ ثقافة األمن في القرآن‬ ‫ُ‬ ‫والتنطع‪ .‬البعد المقاصدي في‬ ‫الكريم‪ ،‬ومكافحة الغلوّ‬ ‫كتاب اهلل تعالى هو اإلحساس بالطمأنينة واالستقرار‪،‬‬ ‫لخطبة رسول هلل (صلعم) في حجة الوداع ‪ :‬أيها الناس‬ ‫إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى ْ‬ ‫َّ‬ ‫أن‬ ‫تلقوْا ربَّكم‪ ،‬كحرْمة يوْمكم هذا في شهركم هذا في‬ ‫بلدِكم هذا ‪ ...‬فال يجب ْ‬ ‫أن ينسى المسلم الشعور باألمن‬ ‫األخروي والتركيز عليه ليتحقق البعد الوقائي‪ ،‬وهو دائم‪،‬‬ ‫بينما األمن الدنيوي غير دائم ومؤقت‪ .‬المقصد العام‬ ‫هو حفظ نظام األمة‪ .‬وصالح حال األفراد هو مقصد‬ ‫الشريعة أيضاً‪ ،‬وانتظام أمر الجامعة أسمى من ّ‬ ‫الكل‪.‬‬ ‫وللحديث النبوي مقام سام لقول رسول الهدى (صلعم)‪:‬‬ ‫من أصبح منكم آمنا في سرْبه معافىً في جسده عنده‬ ‫قوت يومه فكأنما حيزتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرها‪ .‬يأتي دور‬ ‫العدل في توزيع القوت والثروات‪ ،‬ومقوماته اإليجابية‬ ‫على المرء والمجتمع‪ .‬فال بدَّ للمرْء نصيبه من الدُّنيا‪،‬‬ ‫وال بدَّ له من نصيب في اآلخرة‪ .‬من كان له زاد فليعُد‬ ‫له مَن لم يكن له زاد ‪..‬تلك هي مقومات األمن في‬ ‫السيرة النبوية‪ ،‬بتوْفير االنتظام االقتصادي‪ .‬فال يأمن‬ ‫المجتمع إال بسيادة القانون وحفظ كرامة اإلنسان ونبذ‬ ‫العنف والعنصرية لقول المصطفى (صلعم) ألبي ذرّ ‪:‬‬ ‫يا أبا ذرّ‪ ،‬عايرْتهُ بأمِّه‪َّ ،‬‬ ‫فإن لك شيْء من الجاهلية‪.‬‬ ‫فيدعونا رسول الهدى (صلعم) الرجوع إلى السيرة‬ ‫َّ‬ ‫النبوية ‪َّ ..‬‬ ‫اختل أمر الدِّين‪.‬‬ ‫فإن العهود إذا خزيتْ‬ ‫عمال بصالح الفرد وصالح المجتمع وصالح األمَّة‪ .‬عند‬ ‫احتقار ما هو ذاتي وتجنب االستعالء الثقافي وعدم‬ ‫إضعاف الوازع الدّيني‪ .‬فاألخالق في اإلسالم ليست‬ ‫منفصلة عن الدِّين كما هو الشأن في علمانية الغرب‪.‬‬ ‫تستوقفني العلمانية عند إسقاط المفهوم الدِّيني‬ ‫لتنتحل زَعْماً التنوير لتبرير اإللحاد‪ ،‬وهي ليستْ على‬ ‫منوال واحد‪ .‬فأضحتْ ترْكبها بعض الدول العربية‪،‬‬ ‫لنصِّ دساتيرها على حرية العقيدة وحرية التعبير في‬ ‫األنظمة الغربية التي عانتْ من الهوت الكنيسة منذ‬ ‫القرون الوسطى‪ ،‬فكان ال بدَّ لها ْ‬ ‫أن تستقل عنها‪.‬‬ ‫استُنسختْ العلمانية من محض المادة‪ ،‬فما لبث المال‬ ‫ْ‬ ‫أن أصبح قياس معامالت العالم الغربي‪ ،‬واحتقار ما‬ ‫دون ذلك‪ .‬باسم حرية التعبير يتطاول بعض مواطني‬ ‫العلمانية ويتصهينون في ازدراء واستفزاز دين اإلسالم‪،‬‬ ‫إذ من ال يحترم دين الغير ال يحترم اإلنسان‪ .‬فأين إذن‬ ‫ُ‬ ‫تُكال بمكيالين ؟ فأمستْ‬ ‫داللة ومفهوم الحرية‪ ،‬التي‬ ‫بعض الدول العربية تحت ضغط دول الغرب وهيمنتها‬ ‫على الساحة السياسية الرضوخ إلى المعاهدات الدولية‬ ‫التي تتعارض بعضٌ منها مع الشريعة اإلسالمية‪ .‬ثم‬ ‫خدمة مركزية الدول الغربية والخنوع لها‪ .‬بينما المسلم‬ ‫في دينه جامعٌ بين العزم والحزم‪ ،‬ويضع كل األشياء‬ ‫في مكانها ويلبس ّ‬ ‫لكل حال لبوسها‪ ،‬وقد ارتوى من‬ ‫ماء عذب ومن ثمار يانعة‪ .‬بدراسة المقاصد والسنن‬

‫‪8‬‬

‫النبويـة والكوْنيـة‪ ،‬وهي تضع األصبـع على الجمـر‬ ‫والداء‪ ،‬لحياة سائلة تتجهُ نحو مزيد من السرْعة‪ ،‬ولم‬ ‫تعُد تتحمل الدَّيمومة‪ ،‬الرتكابها أخطاء معقدَة جدّاً‪،‬‬ ‫أصبحت تحتاج إلى مرجعية لتقديم أجوبة كلية‪ .‬فعالج‬ ‫األخطاء يتوقف على العقيدة وهي جوهر األمن ‪.‬إذا كان‬ ‫يعيش اإلنسان مضطرب العقيدة تعطلتْ الفطرة التي‬ ‫فطر اهلل الناس عليها‪ ،‬ال تبديل لخلق اهلل‪ ..‬من خالل‬ ‫نظرة شرعية لتحقيق األمن والرفاه‪ ،‬لقول اهلل َّ‬ ‫جل وعال‪:‬‬ ‫وَعدَ ُ‬ ‫اهلل الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم‬ ‫في األرض كما استخلف الذين من قبلهم‪ ،‬وليُمكننَّ‬ ‫لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدِلنهم من بعد‬ ‫خوفهم أمناً ‪( ..‬صدق اهلل العظيم‪ ،‬س النور اآلية‪..)55‬‬ ‫وقد حضر الصبيان في مشاهد بناء األجيال «الفياض‬ ‫في زهر الريان»‪ ،‬لسيدات أسهمن في حياة المجتمع‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬كأمّ المؤمنين خديجة‪ ،‬وهي أوَّل سيدة‬ ‫من السيدات الالئي آمنا بمحمد (صلعم)‪ .‬وفاطمة‬ ‫بنت أسد أمُّ علي كرَّم اهلل وجهه وقد تبعت الرسول‬ ‫الكريم في هجرته إلى المدينة المنورة‪ ،‬وهي من بين‬ ‫سابع سبعة من أسلمن‪ .‬مجتمع تحفظ فيه الكرامة‬ ‫والعدالة والحرية‪ .‬أما بنت أبي صيف انتهتْ إلى رسول‬ ‫اهلل وعلمته بمؤامرة قتله‪ .‬بينما أسماء ذات النطاقين‬ ‫كانت تقطع أمياال صوب الجبل وفي نطاقها الزاد والماء‬ ‫لتسلمه إلى سيدنا النبيّ عليه الصالة والسالم‪ .‬بايعته‬ ‫نساء األنصار وكان عددهم مائة وخمسون امرأة‪ ،‬وهنَّ‬ ‫من شاركن في الغزوات‪ .‬إال َّ‬ ‫أن عائشة رضي اهلل عنها‬ ‫كانت ُ‬ ‫تنقل القِربَ في المعارك وتُفرغانها في أفواه‬ ‫المجاهدين وتسقي الجرحى‪ ،‬ورُفيد األسلمية الطبيبة‬ ‫التي تعالج هؤالء الجرحى‪ ،‬مع صفية بنت عبد المطلب‬ ‫عمة النبي (صلعم)‪ ،‬جنبا إلى جنب مع الرجال ليردوا‬ ‫الجرحى إلى المدينة المنورة‪ .‬هي قبسات من السيرة‬ ‫النبوية العطرة‪ ،‬ومدرسة اإلسالم منهاج حياة ‪ ..‬لقد ترك‬ ‫معجم السيرة النبوية المقصد المطلوب‪ ،‬إذ انتظم في‬ ‫نسق واحد ليصل إلى داللة األمن في تماسك اجتماعي‪،‬‬ ‫لمعالجة عبث السياسيين‪ ،‬والتحامه في ُلحمة واحدة‪.‬‬ ‫من أجل ذلك يجب استثمار الوعي النبوي لتقوية شعور‬ ‫األفراد والجماعة‪ ،‬الستقرار المجتمع في نسق وعلى نحو‬ ‫شامل وناضج‪ .‬وهي خاصية تعكس ظاهرة كونية في‬ ‫نصوص التنزيل‪ ،‬من عناصر تقيم التوازن في الكوْن‪.‬‬ ‫لوجوب أسباب التآلف وترتفع عن التفكك‪ .‬قيمة تصبُّ‬ ‫في األمن االجتماعي ضمن مقوِّمات تضبطه توجيهات‬ ‫الوحي‪ ،‬حين المعاشرة بين اآلباء واألبناء‪ .‬دائرة العشرة‬ ‫تنضبط بأحكام شرعية‪ .‬فاألنسنة بموجب الوحدة‬ ‫اإلنسانية‪ .‬وهذه ترجمة فعلية ال تدْركه اإليديوجية‬ ‫العلمانية ! ِّ‬ ‫لبث التماسك االجتماعي على المستوى‬ ‫العمودي‪ .‬من صلة الرَحم‪ ،‬وحقِّ المسلم على أخيه‬ ‫المسلم‪ ،‬وحق الجار على الجار ‪ ،‬و كالهما يحققان األمن‬ ‫واالستقرار‪ .‬لحديث رسول هلل (صلعم) ‪ :‬واهلل ال يؤمنُ‬ ‫منْ ال يأمن جارُهُ بوائقه‪ .‬هذه نتفٌ وإشارات في دين‬ ‫اإلسالم للناظر إليه من بعيد والرائي له من قريب‬ ‫إذ بها عقيدة فيها متسعٌ وأمن وآمان‪ ،‬وهما أمران‬ ‫متالزمان‪ ،‬لبناء الحضارة والمدَنية‪ .‬فال بدَّ لسلطة‬ ‫حاكمة عادلة‪ ،‬لما في الحاجة من الظلم للبشر بعضهم‬ ‫إلى بعض‪( ،‬ابن خلدون)‪ .‬للنظام اإلسالمي خصوصيات‬ ‫من دعامات نفسية على رأسها الدعامة الروحية لحفظ‬ ‫الدِّين‪ .‬بدعامــة المســاواة وهو مطلـب شرعيٌ من‬ ‫متطلبات إنسانية المسلم‪ .‬ومن دعامة الحرية‪ ،‬وهي‬ ‫قيمة اجتماعية سياسية كوْنية‪ ،‬وقد تعاملتْ معها‬ ‫المجتمعات المعاصرة في دساتيرها‪ .‬ثمَّ دعامة العدل‬ ‫لحماية األمن من االهتزاز‪ .‬ثمَّ أيضاً دعامة المادة‪،‬‬ ‫فاإلسالم يجعلها من الدعامات األولى بل هي حماية‬ ‫للدعامات األخريات‪ ،‬لحفظ أمور الفرد ومصالح المجتمع‪،‬‬ ‫وعكس ذلك ليس منه‪ .‬لتحقيق السعادة بتوحيد اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬بالوحدانية في الصفة واألفعال‪ .‬فيدْ ِركُ َّ‬ ‫أن الغاية‬ ‫لإلنسان هي عبادة اهلل تعالى‪ْ ،‬‬ ‫وأن ال نُشرك معه أحدٌ‪،‬‬ ‫وهي مشترك بين جميع الشرائع السماوية‪ .‬التوحيد هو‬ ‫جوهر اإلسالم‪ ،‬من صالة وصيام وزكاة‪ ،‬من أركان تدعو‬ ‫إلى المساواة بين الجميع‪ .‬وتحقيق المصالح الدنيوية‬ ‫واألخروية عاجال أم آجال‪ .‬هي عقيدة لمَ فيها من صالح‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ .‬إذ تؤول هذه المقاصد إلى غاية واحة‪،‬‬ ‫هي تحقيق األمن بتوحيد كلمة المسلمين‪ ،‬إلشاعة قِيم‬ ‫المحبة والطمأنينة و اجتناب مصائب الدَّهر ‪ ،‬التي ال‬ ‫يع ِرفُ سرَّها إال منْ ألفَ بين القلوب ‪..‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬ ‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫هذه شذراتٌ سردي ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر ُ‬ ‫المبدعة من شُرفةِ‬ ‫ِّيشة‬ ‫درب الحيارى‪ ،‬والمكلومين‪،‬‬ ‫الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حُدا ٍء َفجريٍّ على ِ‬ ‫والحالمين بمساقطِ الغيثِ الخضير‪ ..‬صحيحٌ َّ‬ ‫أن هذه الشَّذرات اختارت‬ ‫لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫ونفس ًا قصيراً‪ ،‬لكنَّها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫اللمحةِ في غاللةٍ‬ ‫نثريَّةٍ فنيَّةٍ ذاتِ ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحّبَ بها‪ ،‬وفتح ذراعيه لساللها‪،‬‬ ‫فقد أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربّما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪ ،‬واخضالل‬ ‫المآب ‪..‬‬

‫ُ‬ ‫الوداع الأخري‪..‬‬ ‫لوحة‬ ‫ِ‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫اجلُ َملُ مبراوِ حها و�أطيابِها‪..‬‬

‫والكلمات �أبكار ًا وحواملَ ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫واحلروف م�ضفورةً‬ ‫ُ‬ ‫وغري م�ضفورةٍ‪..‬‬ ‫َ‬

‫الرثاءِ ‪ ،‬وت�سيلُ ق�صيدةً على اللَّوحةِ الرخاميةِ‬ ‫ِ‬ ‫حتت�ش ُد يف عقري ِة ِّ‬

‫للوداع الأخريِ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫عت � ُّأم الهديلِ ‪،‬‬ ‫« مبناديلِ اللَّوعةِ ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ود ْ‬ ‫والزفرةِ‪ ،‬والأننيِ ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ات ال ِ‬ ‫كتاب‬ ‫ال�سبعةِ ‪ ،‬ريحا َنتَها امل�سطورةَ يف‬ ‫وحوري ُ‬ ‫َّ‬ ‫أبواب َّ‬ ‫ري الألوان‪..‬‬ ‫الأل ِْق‪..‬‬ ‫املرقوم َة بعب ِ‬ ‫َ‬ ‫وحمائم‬ ‫والغزالن‪،‬‬ ‫رافات‪،‬‬ ‫الز‬ ‫هودج ًا تتبعه َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كانت اجلتازةُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫املدينةِ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بنف�سجي ًا حت ّف ُه ّ‬ ‫وكان الن ُ‬ ‫وحتوط ُه‬ ‫البي�ضاء‪،‬‬ ‫موع‬ ‫َّع�ش �رسير ًا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫املت�رض ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫عة‪..‬‬ ‫أدعية‬ ‫ِّ‬

‫َ‬ ‫املي ُت َ‬ ‫هبة الأناملِ‬ ‫الري�شةِ ‪،‬‬ ‫الغ�ضةِ الناعمةِ ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وكان ِّ‬ ‫وحتفة ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الندي‪..‬‬ ‫ال�شهي‬ ‫البيان‬ ‫ونفحة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬

‫عرائ�ش الكلمةِ‬ ‫ِ‬ ‫م�ضواع‪ُ ،‬مقفَّى‬ ‫غ�ضن‬ ‫له يف كلِّ عري�شةٍ من‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ببهاءِ ال�سريةِ‪ ،‬والروايةِ ‪ ،‬والق�صةِ ‪ ،‬واملقالِ ‪ ،‬والرتجمةِ ‪..‬‬ ‫َّوافح نادرةً‪� ،‬أو‬ ‫أطيابه الن ُ‬ ‫ومن منابرِ تطوان و�أيكاتها ت�أتيكَ � ُ‬ ‫ً‬ ‫إلهام‪..‬‬ ‫رائعة‪� ،‬أو‬ ‫بنف�سجة � ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّبالب‪ ،‬و� ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫�ضفائر الل ِ‬ ‫و�ض‪� ،‬أن ت�صري‬ ‫كم متن َّْت‬ ‫أفواف َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ائق‪،‬‬ ‫ونبوغه‬ ‫أبعاده‪،‬‬ ‫دواةً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والر ِ‬ ‫ا�سمه‪ ،‬و� َ‬ ‫باملخ�ضلِّ ‪ّ ،‬‬ ‫فرت�سم َ‬ ‫َ‬

‫َّ‬ ‫وال�شفيف‪..‬‬

‫ِ‬ ‫املتن�سكُ يف مهجةِ‬ ‫احلرف‪،‬‬ ‫املولود يف ريحانةِ املهارةِ‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الراحلُ عنا بعمره الأول‪ ..‬ا�سمه‪ :‬التهامي الوزاين» ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫قال النّاعي‪:‬‬

‫ّ‬ ‫اخلط ُ‬ ‫اط يفرغُ من كتابةِ اللَّوحةِ‬ ‫الرخاميةِ لقرب ِه حتى‬ ‫ما كاد‬ ‫َّ‬ ‫زهو ًا‬ ‫الدموع‪ ،‬وا�ستفرغه الأ�سى‪� ،‬أما �‬ ‫غالبته‬ ‫أ�صابع ُه فرتن ْ‬ ‫َّحت ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫زورق نزهةٍ ‪� ،‬أو �أرجوحةِ انت�شاء ‪! ..‬‬ ‫وحبور ًا‪ ،‬وك�أنها يف‬ ‫ِ‬


‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)6‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫[الرسالة الثامنة عشرة]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫‪ 6‬ذي القعدة عام ‪1328‬هـ‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد وفقك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ مخبراً بما اخترته من المقروءات التي أسندنا إليك النظر‬ ‫فيها للعلم بأنّك أدرى منا بما تمس الحاجة إليه وتكرير أوائل السبكي كغيره‪ ،‬من الحسن‬ ‫بمكان‪ ،‬وكنت أظنّ أنّك ختمته متفرّقاً دون تلخيص‪ ،‬فلم تختمه واهلل أعلم‪ .‬وبالجملة؛‬ ‫فالمذموم هو التعطيل‪ ،‬وآكدية التعاطي موكولة إلى نظرك‪ ،‬رزقنا اهلل وإياك التثبّت‬ ‫ُ‬ ‫واالستدالل على عدم رجوع المرير أخذته من محادثة صنوك عبد‬ ‫والرّسوخ‪ ،‬وسالمة الرأي‪.‬‬ ‫السالم‪ ،‬ألنّه يأوي لحانوته بكثرة‪ ،‬وإن لم يكن عنده جزم برجوع وال عدمه‪ ،‬والظاهر ّ‬ ‫أن‬ ‫أبويهما الراغبان في عدم رجوعه فإمّا لشدّة الحنان‪ ،‬وإمّا لق ّلة ذات اليد‪ ،‬وكنتُ أعتقد ّ‬ ‫أن‬ ‫صاحبه بنونة يجري عليه بعض اإلنفاق‪ ،‬وأظنّ اآلن ّ‬ ‫أن ذلك غير واقع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكون‬ ‫وقد وُلدت بنيّة البن عمّك المصطفى يوم األحد ثالث شهره‪ ،‬أسعده اهلل بها‪.‬‬ ‫الدليرو قاصداً للرّجوع هو الذي كان أخبرني به ولد السالوي لمرض أخيه أحمد‪ ،‬وعدم‬ ‫توجيه اشراكهم بالقرب لهم شيئا من الزرع‪ُ ،‬‬ ‫فكتب له بالنهوض ألجل ذلك‪ ،‬فلم تكن‬ ‫له مسامحة في مسامرة ابن يعقوب‪ ،‬وما ظننتَ من ّ‬ ‫أن الذي ثبّط أخريفاً عن القدوم هو‬ ‫طمعه في تنفيذ ّ‬ ‫خطة أو مرتّب هو الذي ال يظهر سواه‪ ،‬فإنّه كثير الولوع بمثل ذلك‪ ،‬وربّك‬ ‫الفتّاح‪ .‬بيد أنّه ال يستقيم اآلن شيء من ذلك غالباً‪ ،‬وغضبه من تنفيذ السنوية للفرطاخ مجرّد حسد‪ ،‬وما أعلمك‬ ‫به من السبب في التنفيذ هو الواقع‪ ،‬وأُخبرت أنّه أنشأ قصيدة يمدح بها الرهوني‪ ،‬وقد ثبتَ ّ‬ ‫أن الرهوني ك ّلفه‬ ‫المخزن بقراءة نصابين بالجامع األعظم من طنجة‪ ،‬أعانه اهلل‪ .‬وما أخبركَ به أخريف من تع ّلق لوقش بابن السمسار‬ ‫فيما تع ّلق به‪ ،‬وزعمه أنّه أحقّ بذلك من الفرطاخ‪ّ ،‬‬ ‫فإن هذا التع ّلق ال يزال واقعاً من طلبتنا‪ ،‬لكن الناظر إلى اآلن لم‬ ‫يدفع لواحد من أهل هذه المكاتيب فلساً واحداً‪ ،‬وقد ألحَّ رؤساؤهم كالزواق والغماري في طلب ذلك فلم يساعدهم‪،‬‬ ‫وأبى الزواقان بكتاب من الوزير الكالوي للناظر يستوصيه بهما خيراً‪ ،‬فأحجم ودام على االمتناع لي ّال يفتح عليه الباب‬ ‫فيعسر عليه السّد‪ ،‬وال شكّ أنّه كتب للمخزن‪ ،‬وينتظر الجواب فيما يفعل‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫وأخبرت بقدوم بني الخطيب ومالقاتك معهم‪ ،‬وبتحذيرهم السيّد العربي مما أمره به والده من القدوم لصلة‬ ‫الرحم‪ ،‬ووفاقك لهم إذ شاورك على هذا التحذير‪ ،‬وما أعلمك به مَحمّد الخطيب من مرض الصّنو فلم يكن إ ّال دما‬ ‫على إصابته على عادته في ذلك‪ ،‬وعوفي منها‪ ،‬وطرد قائد المشور لولد الفزاري ثمّ انحياشه لفقراء زاوية ماء العينين‬ ‫هو جزاؤه األحق به‪ ،‬لما علم من تراميه على مراتب النّاس مع شدّة ثقله وبرودته في ّ‬ ‫كل ما يرومه‪ ،‬وما أشنع ما‬ ‫صدر من الوزاني وأح ّقه بما قوبل به من الهوان‪ .‬مس ّلماً على ابن يوسف وطلبتنا وبني الخطيب‪ ،‬ومن هنا الوالدة‬ ‫واإلخوة وأبناء العمّ‪ ،‬وسائر األحبّة‪ .‬والسالم‪.‬‬ ‫[الرسالة التاسعة عشرة]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬و ّفقك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األوّل بنعي (س) رحمه اهلل‪ ،‬مستكتماً له إفاضته من مكاتيب الغير‪ ،‬ففي حينه ومعه وردت‬ ‫عدّة مكاتيب [‪ ]...‬ومن جملتها كتاب نجل السّمسار له‪ ،‬فأقام الجنازة بزاويتهم‪ ،‬وانتصب وانتصب للتعزية‪ ،‬فعزّاه‬ ‫عدد كثير من الناس في الظاهر‪ ،‬وهم في الباطن مشفقون‪ ،‬وأحضر من يحضر في ذلك من الطلبة ّ‬ ‫والطائفتين‬ ‫العيساوية والجيالنية‪ ،‬وكان ساعته كمن سرقه الحديد‪ ،‬وجعل إذ ذاك يطلع على كتاب نجله بعض الناس ليعلمهم‬ ‫ّ‬ ‫أن (ط) باشر الصالة عليه‪ ،‬وكذا وأنّه سيخلف بصهره سيدي عبد اهلل‪ ،‬وال تسئل عن حال المستخدمين على يده‪،‬‬ ‫ولما ورد عليه الكتاب الذي أعلم فيه بما ذكرته‪ ،‬وفي كتابك الثاني من المالقاة بالبغال والخيل‪ ،‬وبشاشة (ط) في وجه‬ ‫النجل‪ ،‬وقوله له‪ّ :‬‬ ‫إن البنت التي كان (س) يرغب في تزويجك إياها قد أدركت‪ ،‬وقد تعيّن اآلن‪ ،‬وطبعه على نيابة عمته‪،‬‬ ‫وقوله لكتب لي‪ :‬حتى نعرف ّ‬ ‫خطك‪ ،‬وأمره له بدخول الرياض‪ ،‬إلى غير ذلك‪ ،‬دعل يدور على بعض النّاس ويطلعهم‬ ‫على هذا المكتوب‪ ،‬ويقول لهم‪ :‬إنّه ال بدّ له من الطلوع للتعزية‪ ،‬والعيون تتغامز وتنشد‪:‬‬ ‫هيهات يلتئم الزجاج إذا انفاء ويعود شيخ في حداثة أمرد‬ ‫كما وصل الكتاب الثاني وعلمنا ما تضمّنه من حكاية إكرام النائب للمنوب‪ ،‬وسبب المكتب فيه‪ ،‬ومن ظهور‬ ‫عظيم محبة من (ط) [‪ ]...‬وما أصدره من المقاالت [‪ ،]...‬والناس هنا مطبقون على ّ‬ ‫أن ذلك كله استدراج‪ ،‬وأن في‬ ‫الزوايا خبايا‪ ،‬وطمع (ق) في منصب ابن عمّه من الحمق والغباوة‪ ،‬نعم؛ انتصابه كمطلق الكتبة وهو الذي طلبته له‬ ‫عمته كما ذكرت ال شك أنّه يحسنه‪ ،‬نعم‪ ،‬في ارتهانه ثم ضرر عليه‪ ،‬وعلى والده‪ ،‬إذ والده من أغنى الناس‪ ،‬وليس‬ ‫له من يقوم مقامه إذا فقد‪ ،‬كما ال يخفى‪.‬‬ ‫وأمّا سيرة السمسار مع الص ّفار فإنّه منذ قدم للحضرة منوب النّائب وهو يرجع القهقرا‪ ،‬أما االن فلم يبق له‬ ‫كالم‪ .‬وولوج باقي المستخدمين استولى عليهم الصمّ والبكم والعمي‪ ،‬ومن بطالة القراءة بسبب موت من ذكرت‪،‬‬ ‫والعزم على العواشر‪ .‬ولم تذكر المحال الموقوف عليها‪ ،‬ومن أمر أبي األتان‪ ،‬وورود المال والسالح من طنجة‪ ،‬ومن‬ ‫ارتفاع سعر السمن والزيت والفواكه‪ ،‬وإعالم ابن عمك سيدي عالل بتوجيهه لك ماء الزهر والجبن عوضه اهلل خلفا‪،‬‬ ‫وفي هذه األيام اشترى من الحاج أحمد الطريس دويرة بطنجة ب ‪ 2200‬ريال‪ ،‬وكراؤها ‪ 12‬ريا ًال‪ .‬ومما شاع من قبض‬ ‫موالي الكبير ولم يتحقق‪ ،‬ومن تشعب دعاوي الخ‪ ،‬وأما الغمص فلم يكن عند والدتك ذكر لما ذكرته من العدة‬ ‫بإرسالها لها‪ ،‬ولكن إذا احتجت لشيء كتبت عليه‪.‬‬ ‫وأنا اآلن في تهيئة صنيع ختمة البشير هداه اهلل وأصلح حاله‪ ]...[ ،‬وكان عندي قميص وفرجية مخيطتان‬ ‫معدتان للبسي‪ ،‬فقد آثرك بهما‪ ،‬وهاهما يصالنك في البوسطة األلمانية‪ ،‬ملفوفتين في رقعة من الشمع‪ ،‬ومعهما‬ ‫سبنية مرقومة الحواشي من عند زوجته اخيك أحمد‪ ،‬وال تكسل عن طلب قراءات العواشير‪ ،‬وال تحقر أحدا من المقرو‬ ‫فإن ّ‬ ‫عليهم‪ّ ،‬‬ ‫أقل ما ينتفع به المذاكرة‪ ،‬مسلما على السادات الفاسيين‪ ،‬وجملة طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء‬ ‫العم وسائر األحبة والسالم‪ .‬في ‪ 21‬جمادى ‪ 2‬عام‪1327‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة العشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ أخبرت بتفاحش تغيير الكعاب حيث ال تؤكل إ ّال إذا نزع تفنيدها‪،‬‬ ‫وقد كنت أعلمتك ّ‬ ‫أن سببه ما ارتكبته زوج صنوك‪ ،‬إذ عجزت األم عن إتمام العمل فيها بطبخها‬ ‫في [‪ ]...‬حتّى سرى بلله لحشوها‪ ،‬فلمّا فندت عسر جفافها فنشأ عنه ما نشأ‪ ،‬والخطب والحمد‬ ‫هلل في ذلك سهل‪ ،‬وقد كنت طلبتك بتقديمها على غيرها في األكل‪ .‬ووالدتك بعد أن كانت‬ ‫عزمت على ابتداء شرب العشبة يوم األحد الفارط خامس شهر تاريخه‪ ،‬ألحّ عليها إلحاحا ال‬ ‫إلحاح فوقه ولدُها صنوك أحمد في الذهاب معه لنزهة في البحر عوّل عليها‪ ،‬وكذا زوجه وأكبر‬ ‫والديه‪ ،‬حتى أقلعوها عن العزم على الشراب في اليوم المذكور‪ ،‬والتأخير عن الشرب ليوم‬ ‫األحد بعده‪ ،‬ولم نجد بدّاً من المساعدة‪ ،‬وقد خرجت معه يوم السبت رابع الشهر هي والبشير‬ ‫واألمة الجديدة‪ ،‬وبقيتُ في الدار أنا والصنو عبد السالم وسعادة‪ ،‬والزالوا في نزهتهم حتّى‬ ‫اآلن‪ ،‬وقد أمرت عبد السالم أن يقدم عليها لإلتيان بها يوم السبت غد تاريخه لشرب العشبة‬ ‫في غده‪ ،‬جعلها اهلل سببا لتمام الشفاء‪ ،‬وبتصحيح ما أخبر به المرير‪ ،‬وأنّك أمرته بإشاعة الثناء‬ ‫الجميل على طلبتنا خشية أن يلمزه بمكروه من ال شعور له بباطن األمر‪ ،‬وأنّه كان على نيّة‬ ‫ذلك‪ّ ،‬‬ ‫وأن ابن السمسار ربّما يطرقك بالبيت فتقابله بطالقة الوجه‪ ،‬وإن كنت تعرض عنه إذا‬ ‫رمقته من بعيد‪ ،‬وما ينشده لسان حالك وينشد لسان حاله‪ ،‬وأنك إذا أرحت نفسك بتبديل قفل‬ ‫باب البيت كل ذلك حسن‪ ،‬وصرتُ على بال من قضية قرين ال ّلبّادي مع ابن السمسار‪ .‬وابن‬ ‫الحدّاد المأذون له في الحج ال نعرفه وال نسمع به‪ ،‬وأمر المخزن بإقراء صبيان المكاتب كان‬ ‫أشاعه صاحب الجريدة بعد أن خلطه بمائة كذبة على عادته وما أبداه من أجاب المخزن من‬ ‫أن سبب استيالء الجهالة على المغاربة هو فناؤهم الزمن الذي يكون التعليم فيه كالنقش‬ ‫على الحجر في حفظ القرآن‪ ،‬مع ّ‬ ‫أن تع ّلم مسائل االعتقادات آكد‪ ،‬إذ بها يخرج اإلنسان من‬ ‫االختالف في إيمانه بين‪ ،‬وكذا تعلم العربية‪ ،‬وإنّما لم أجبك عن وزن أبيات القصيدة ألني لم أكن امتحنت أبياتها‬ ‫بتقطيع وال غيره‪ ،‬فصدق عليّ قول الس ّلم‪( :‬إذ قيل‪ :‬كم مزيف صحيحا) الخ‪.‬‬ ‫وأمس تاريخه تو ّفي والد ابّعيسى‪ ،‬والسيد الحسن حجاج هو محتضر اآلن‪ ،‬والجدري قوى في الصبيان‪ ،‬والموت‬ ‫منه كثير‪ ،‬حفف اهلل ما نزل‪ .‬وورد ظهير شريف للفرطاخ بقبضه مرتب رتبة التدريس الذي هو فيها‪ ،‬وأتاني به ودفع‬ ‫للناظر كما دفع له قبله مثله لعلي عزيمان‪ ،‬وآخران قبل للزواقين‪ ،‬ولمّا أن تراكمت هذه الظهائر على الناظر ادّعى‬ ‫ّ‬ ‫والكل معوّل على قبض ‪ .75‬وبالجملة‪ّ ،‬‬ ‫عدم الوفر‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫وأن الحبس عاجز عن أدائها مع ما يتو ّقع من من ورود غيرها‪،‬‬ ‫المرسى وقع اإلياس من أن ينفذ منها شيء‪ ،‬فوقع تحويل الوجوه إلى األحباس وهي واهلل أعلم ال تحمل ذلك‪ ،‬وأظنّ‬ ‫ّ‬ ‫أن طلب هؤالء المحدثين ربما يخرم األقدمين‪.‬‬ ‫مسلما على ابن يوسف وجميع طلبتنا‪ ،‬ونطلب اهلل أن ال يعوقكم عائق عن الشروع في القراءة يوم األحد القابل‪،‬‬ ‫وأن يكون أحد المقروآت اإلجازة‪ ،‬كما تسلم عليك والدتك واإلخوة وأبناء العمّ‪ ،‬وسائر األحبّة والسالم‪ .‬في ‪ 10‬شوال‬ ‫عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫ولع ّلك لم تقرأ ربع البيوع ك ّله‪ ،‬بل بقي شيء في وسطه كنت فيه غائبا هنا‪ ،‬فتعيّن تالفي الترقيع‪.‬‬ ‫[الرسالة الواحدة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬عافاك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وجهنا لك صحبة الحمار محمد الهراس الشفشاوني من سكان تطوان‪-،‬وأظنّ أنّك تعرفه كما‬ ‫يعرفك هو‪ -‬أمس أمس تاريخه‪ ،‬وهو يوم السبت ‪ 28‬شهر تاريخه صنيديقا مخيشا ال ماركة عليه‪ ،‬بداخله ثالث‬ ‫قسديرات كبيرة وصغيرتان‪ ،‬أمّا الكبيرة فهي مملوة ببقالوة المعسلة‪ ،‬والصغيرتان إحداهما مملوءة بالكعاب‬ ‫المفندة‪ ،‬والثانية مملوءة بالخليع‪ ،‬بالصحة والعافية‪ ،‬بلغ اهلل بخير‪ ،‬ومع هذا الحمّار شيء من هذا للعربي الخطيب‪،‬‬ ‫كما أخبرني بذلك والده‪ ،‬وأخبر أنّه من جملة من يرسله له البجماط‪ ،‬وال أرى في ذلك من كبير فائدة‪ ،‬وكتب لك‬ ‫بهذا اإلعالم قبل وصول كتابك خشية هذا الحمار قبل جوابنا لك عن كتابك الذي هو اآلن في الطريق‪ ،‬نطلب اهلل‬ ‫أن تكون تمّت لكم العافية‪.‬‬ ‫وبعد هذا نوجه لك مؤنة الستة األشهر القابلة بحول اهلل وقوّته‪ ،‬وكنتَ أخبرت قبل ّ‬ ‫بأن مرافقك المرير طلبه‬ ‫والده بالقدوم لهنا في المولد النبوي الفارط‪ ،‬فاستهمله الولد إلى هذا الوقت فأمهله‪ ،‬كما كنت أخبرت ّ‬ ‫بأن الخمال‬ ‫فرغت يده ولم يظهر لقدومهما من أثر‪ّ ،‬‬ ‫فلعل اهلل سبحانه أن يكون سخّر لألوّل في إمهال والده إيّاه‪ ،‬وللثاني فيما‬ ‫يقوم بأوالده‪ .‬مسلما على سيادة الخليل موالي أحمد بن يوسف‪ ،‬وطلبتنا جملة‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم‬ ‫وسائر األحبّة‪ ،‬ودامت لك العافية والسالم‪ .‬في يوم اإلثنين متم شعبان عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة الثانية والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وعلى الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك معلماً بوصول صنيديق الحلوا وما معهما‪ ،‬وحوزك إياه‪ ،‬فأمّا تلك الحلوا فلم تكن تامة‬ ‫ألن المتممة لصنعها زوجة صنوك مرتيلة‪ ،‬وذاك ّ‬ ‫الصنع‪ّ ،‬‬ ‫أن والدتك بعدما كانت اشتغلت بها أصابها زكام منعها‬ ‫من اإلتمام‪ ،‬فخلفتها مرتيلة‪ ،‬وهي ناقصة إتقان‪ ،‬وبحوزك الخميس ريا ًال من يد ميكوا بارك اهلل لك‪ ،‬وبوجدانك تمام‬ ‫العافية أدامها اهلل عليك‪ ،‬وبعزم المرير على اإلياب‪ ،‬وأنّه اكترى من الحمّار وحوّزك كتبه ومفتاح بيته‪ ،‬وقد شقّ‬ ‫ذلك عليه‪ ،‬كما شقّ عليك فراقه‪ ،‬وهذا شأن هذه الدار‪ّ ،‬‬ ‫وبأن الخمّال لم يزل على حالته من اإلعسار‪ ،‬ولوال أنّه ُكفي‬ ‫مؤونة المأكل من قبل من تبرع به عليه‪ ،‬مع ما في ذلك من التثقيل على أهل المتبرع الذي لم يتفطن له‪ ،‬وإن كانوا‬ ‫يتعرضون بقالهم لما هو كالصريح في ذلك‪ ،‬وبما أولع به الطلبة الثالثة من مرافقتهم ابن يعقوب ومسامرتهم له‬ ‫في ّ‬ ‫جل ال ّليالي حتّى أدّى بهم ذلك في الغالب إلى تبطيل بعض األنصبة‪ ،‬فاألمر هلل وحده‪ ،‬فلقد كان الركيك متح ّليا‬ ‫بسمت يغلب على الظنّ إنتاجه مخالفة هذا الواقع‪ ،‬أمّا اآلخران فمحموالن دائماً على هذا الصادر منهما‪ ،‬وفق اهلل‬ ‫جميعهم لما فيه رضاه‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أن العربي الخطيب محمول على الجدّ والحزم فيما يتعاطاه‪ ،‬أعانه اهلل وإيّاك وقواكما على القيام بما‬ ‫أنتما بصدده‪ .‬وبما أخبرت به من خروج الظهير الشريف ألخريف بالتوقيت هنا‪ ،‬وإن لم يصح عندك وقوعه هذا الخبر‬ ‫قد شاع عندنا‪ ،‬وهو إن صح من فعل شياطين اإلنس‪ّ ،‬‬ ‫فإن الوثوب على مراتب الناس ومزاحمتهم فيها من أخبث‬ ‫األفعال‪ ،‬وقد كان ولد الفزاري اشتغل بذلك قبل‪ ،‬فأفضى به الحال إلى ما أفضى‪ .‬ولم تعلم بحال هذا القاضي الجديد‬ ‫وسيرته مع (ق)‪ ،‬فإنّه قيل لي إنه يتكاتب مع السمسار‪ .‬وقد وصلت القصيدة طية‪ ،‬وهي في غاية الحسن‪ ،‬لوال أنّك‬ ‫تزن شعرك بالميزان الخضاري‪ ،‬فاختبره‪ .‬مس ّلما على سيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء‬ ‫العمّ وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪ .‬في منتصف رمضان المعظم عام ‪1328‬هـ‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫فيرناندو دي أغريدا بوريو‬

‫‪-‬‬

‫محمد القاضي‬

‫واالستعراب اإلسباني‬

‫خطا االستعراب اإلسباني في العقود األخيرة خطوات مهمَّة‪،‬‬ ‫تتمثل في االقتراب من الثقافة العربيَّة المعاصرة‪ ،‬ويمثل هذا االتجاه‬ ‫أساتذة كبار تخصَّصوا في األدب العربي المعاصر‪ ،‬مثل بيدرو مارتنيث‬ ‫مونتابيث‪ ،‬وكارمن رويث برابو‪ ،‬وفيديريكو أربوس‪ ،‬وفيرناندو دي‬ ‫أغريدا بوريو‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وابتداء من سنة ‪1960‬م ازداد عدد الدراسات العامَّة والتراجم‬ ‫األدبيَّة بشكل ملحوظ‪ ،‬فكانت هذه المرحلة بداية كسر الدائرة‬ ‫الضيقة للمتخصصين في مجال االستعراب اإلسباني سواء عن طريق‬ ‫دور النشر أو النشر الدوري‪ ،‬فظهرت في الساحة مؤلفات متنوّعة حول‬ ‫األدب والفكر العربي المعاصر‪ ،‬وأصبحت في متناول القارئ اإلسباني‪،‬‬ ‫فأحيت بذلك تجربة تعايش ثقافي بين العالم العربي والعالم الناطق‬ ‫باللغة اإلسبانيَّة‪ ،‬وكان أول ما لوحظ كما يقول بيدرو مارتينث‬ ‫مونتابيث‪« :‬هو االندهاش أو االستغراب‪َّ ،‬‬ ‫ألن اإلنسان اإلسباني‬ ‫أن هناك شيئاً‬ ‫العادي أو القارئ اإلسباني العادي لم يكن يتصوَّر َّ‬ ‫اسمه األدب العربي المعاصر‪ ،‬فاندهش واستغرب عندما قرأ وعندما‬ ‫عرف هذه الترجمات‪ ،‬ومعظم اإلسبان يعتقدون َّ‬ ‫أن اللغة العربيَّة‬ ‫هي لغة ميتة‪ ،‬هي لغة فاتت وتالشت منذ زمان وغير مستعملة اآلن‪،‬‬ ‫وال يعتقدون َّ‬ ‫أن اللغة العربيَّة هي لغة التخاطب والتفاهم‪ ،‬ولغة ما‬ ‫يزال لها مستوى عالمي وثقافي‪ ،‬وطبعاً من هنا استغربوا عندما قرأوا‬ ‫مث ًال ترجمات لتوفيق الحكيم وطه حسين ونزار قباني وعبد الوهاب البياتي ونجيب محفوظ وبعض األدباء العرب‬ ‫اآلخرين‪ ،...‬وبعد تلك القراءة بدأوا يقدّرون هذا اإلنتاج األدبي العربي كما يستحق‪َّ .‬‬ ‫إن هذا النتاج األدبي العربي‬ ‫المعاصر له أهميَّة تاريخيَّة‪ ،‬وأهميَّة فنيَّة‪ ،‬وله رسالة عالميَّة‪.)1(».‬‬ ‫فيرناندو دي أغريدا بوريو‬ ‫واحد من المستعربين النشيطين الذين استهواهم األدب العربي الحديث‪ ،‬من مواليد‬ ‫مدريد سنة ‪1945‬م‪ .‬تابع دراسته الثانويَّة والجامعيَّة في مسقط رأسه‪ ،‬تخصَّص في علم‬ ‫اللغات الساميَّة بكليَّة الفلسفة واآلداب بجامعة كومبلوتنسي‪ ،‬وكان موضوع اإلجازة حول‬ ‫(القصة القصيرة الحديثة في المغرب)‪ ،‬بإشراف المستعرب الكبير بيدرو مارتنيث مونتابيث سنة‬ ‫‪1969‬م‪ .‬وتلك كانت البداية التي َّ‬ ‫أطل من خاللها على عالم االستعراب بشكل شمولي‪.‬‬ ‫أنجز أطروحته لنيل شهادة الدكتوراة بإشراف األستاذ نفسه حول (حياة وإنتاج المستعرب‬ ‫اإلسباني آنخيل غونتاليث بالينثيا ‪1889-1949‬م) سنة ‪1991‬م بجامعة األوتونوما بمدريد‬ ‫صاحب العمل الشهير (تاريخ الفكر األندلسي) الذي ترجمه الدكتور حسين مؤنس إلى اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫أصبح فيرناندو دي أغريدا بوريو واحداً من الشخصيات الثقافيَّة المعروفة في مجال‬ ‫االستعراب اإلسباني والدراسات العربيَّة‪ ،‬فواصل توثيق عالقته بالعالم العربي بحضوره الثقافي‬ ‫الدائم وكثرة كتاباته ونشاطاته المختلفة ومشاركته في أغلب دورات الثقافة والتعريف بالثقافة‬ ‫العربيَّة تأليفاً وترجمة‪ .‬عمل أستاذاً للغة العربيَّة في كليَّة الفلسفة واآلداب بجامعة كومبلوتنسي‬ ‫ومديراً للمركز الثقافي اإلسباني بمدينة فاس (المغرب)‪ ،‬ثم رئيساً لقسم المطبوعات والنشر في‬ ‫(معهد التعاون العربي) التابع لوزارة الخارجيَّة اإلسبانيَّة‪ ،‬بعد ذلك عمل في قسم التراث الثقافي‬ ‫بالوكالة اإلسبانيَّة للتعاون الدولي‪ .‬له العديد من المساهمات في الدراسات األدبيَّة والترجمة من العربيَّة إلى‬ ‫اإلسبانيَّة‪ ،‬كما شارك في إعداد مجموعة من الكتب المهمَّة‪ ،‬منها (مختارات من األدب المغربي المعاصر) و(مختارات‬ ‫من األدب العراقي المعاصر) و(مختارات من األدب التونسي المعاصر)‪ ،‬وغيرها من األعمال‪ .‬وقد‬ ‫ساعدت خبرته وعالقته المتعدّدة مع المؤسسات الثقافيَّة والجامعيَّة‪ ،‬اإلسبانيَّة والعربيَّة‪ ،‬على‬ ‫إنجاز الكثير من األعمال التي تهمُّ التواصل الثقافي بين الطرفين‪ .‬وهو عضو نشيط في جمعية‬ ‫المثقفين اإلسبان والمغاربة التي قامت بعدّة أنشطة ولقاءات هنا وهناك بإسبانيا والمغرب من‬ ‫أجل تقريب الهوَّة بين البلدين المتجاورين‪ ،‬كما تربطه عالقات وطيدة بمعظم األدباء المغاربة‬ ‫لما يكنّه لهم من احترام ومودَّة‪.‬‬ ‫أغريدا واالستعراب اإلسباني‬ ‫من إيجابيات االستعراب اإلسباني أنَّه يتميز بنقط مهمة؛ أهمُّها أنَّه يتعامل مع الثقافة‬ ‫العربيَّة الماضية والحاضرة من قريب‪ُّ ،‬‬ ‫وتلفه أيضاً مشاعر أخويَّة‪ ،‬وليس معنى هذا َّ‬ ‫أن جميع‬ ‫المستعربين يتعاملون معها باألسلوب نفسه‪َّ .‬‬ ‫إن تعامل اإلسبان مع العرب قائم أيضاً على نوع‬ ‫فإن هناك شعوراً َّ‬ ‫من المساواة‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪َّ ،‬‬ ‫بأن جزءاً من التاريخ والكثير من الهموم إنَّما‬ ‫هي مشتركة بين الطرفين‪ ،‬وهكذا َّ‬ ‫فإن االستعراب اإلسباني بهذا المعنى ـ إلى حدٍّ ما ـ مميَّز‪.‬‬ ‫وهذا ما ّ‬ ‫يؤكده المستعرب فيرناندو دي أغريدا‪ ،‬فهو يرى َّ‬ ‫«أن لالستعراب اإلسباني مميزاته‬ ‫الخاصَّة‪ ،‬نتيجة للتاريخ ولعمل المستعربين أنفسهم‪ ،‬ودائماً كان عدد هذه الدراسات قلي ًال‪ ،‬لذلك‬ ‫فقد تطوَّر إنجازه عبر مجموعة شبه عائليَّة‪ ،‬حيث كانت العالقات الشخصيَّة ذات أهميَّة كبيرة‪،‬‬ ‫ويجب التذكير َّ‬ ‫بأن المحيط الذي كانوا يتحركون فيه لم يكن مناسباً جداً لتشجيع تلك الدراسات‪.‬‬ ‫إن أغلب توجُّهه تمركز في تاريخ األندلس‪ ،‬لهذا َّ‬ ‫َّ‬ ‫فإن مجلة معهد الدراسات العربيَّة بمدريد وغرناطة‪ ،‬األداة‬ ‫الرئيسة التي استوعبت أعمال المستعربين‪ ،‬إذ ذاك‪ ،‬حملت هذا العنوان‪ ،‬ولدى قراءة صفحاتها يمكن معرفة تاريخ‬ ‫االستعراب اإلسباني وعالقاته بأمم أخرى‪َّ ،‬‬ ‫وإن تأثير مديريها ميغيل آسين بالثيوس وإميليو غارسيا غوميث جدّ‬ ‫مهم‪.)2(».‬‬ ‫فقد ّ‬ ‫شكلت األندلس تاريخاً وحضارة وفكراً وأدباً منبعاً مهماً لهؤالء وللمبدعين اإلسبان‪ ،‬وخصوصاً عندما‬ ‫ترجم إميليو غارسيا غوميث قصائد لشعراء أندلسيين إلى اللغة اإلسبانيَّة‪ .‬فالموضوعات والعناصر العربيَّة ما يزال‬ ‫لها حضورها الواضح‪ ،‬سواء على مستوى الكم أو الكيف‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫أن بعض كبار األدباء الذين لم يعرفوا اللغة العربيَّة‬ ‫ولم يتخصَّصوا في دراستها قد أدركوا قيمة التراث األندلسي من خالل قراءتهم لألعمال التي نشرها المستعربون‬ ‫المتخصصون كخوان رامون خيمينث (نوبل ‪1956‬م) وغارثيا لوركا الشاعر المشهور والشاعر األندلسي مانويل‬ ‫ماتشادو واألديب الروائي خوان غويتسولو وفالينتيوغيرهم‪ .‬ويرى أغريدا َّ‬ ‫أن هناك اليوم بانوراما «أكثر اتساعاً في‬ ‫مشهد االستعراب اإلسباني بالجامعة‪ ،‬نظراً لتأسيس شُعب اللغة العربيَّة في عدد من المدن لم تكن موجودة بها‬ ‫سابقاً‪.‬‬ ‫من قبل كانت تنجز الدراسات العربيَّة علمياً بمدريد وغرناطة وبرشلونة‪ ،‬واليوم توجد في إشبيليا‪ ،‬قاديس‪،‬‬ ‫اليكانطي‪ ،...‬لقد اتسع كثيراً حقل الدراسات العربيَّة‪ ،‬ثمَّ َّ‬ ‫إن المؤسسات مثل المعهد المصري أو مؤسسة الثقافة‬ ‫اإلسالميَّة تحاول دفع هذه األنشطة‪ .‬إنَّني أعتقد بوجود مستقبل واعد‪ ،‬لكون الثقافة العربيَّة هي ثقافة غنيَّة جداً‪،‬‬ ‫ثقافة تمثل كثيراً من مظاهر ماضينا‪ .‬هناك عدّة أنشطة وإصدارات‪...‬إلخ‪ .‬وهذا هو الفرق عمَّا كان عليه األمر في‬ ‫بداية دراستي‪.)3(.‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫فكيف كانت البداية؟‬ ‫أغريدا واألدب المغربي الحديث‬ ‫كانت البداية صعبة‪َّ ،‬‬ ‫ألن اإلقبال على دراسة اللغة العربيَّة وآدابها‬ ‫كان شبه مغامرة لضعف اإلمكانيات وانعدام دور النشر المهتمة‬ ‫بترجمة األدب العربي إال نادراً‪« .‬وكنَّا مجموعة جدّ صغيرة وأنشطتها‬ ‫محدودة جداً وغير معروفة في المجتمع‪ .‬واإلسبانيَّة كلغة لم يكن‬ ‫لها نفس األهمية واالنتشار اللذين كانا لإلنجليزيَّة والفرنسيَّة»(‪،)4‬‬ ‫فاختار المغرب بحكم قربه من إسبانيا لينجز عن أدبائه شهادته‬ ‫الجامعيَّة األولى (اإلجازة) (القصة القصيرة الحديثة في المغرب)‪ ،‬فكانت‬ ‫هذه بداية عالقته باألدب المغربي‪« .‬كان ذلك في أواخر شهر يونيو‬ ‫سنة ‪1969‬م عندما قمت بتلك الرحلة التي ال تُنسى لجمع معطيات‬ ‫عن القصة القصيرة المغربيَّة‪ .‬محمَّ ًال بنصائح األستاذ مارتينيث‬ ‫مونتابيث الذي كان يشرف على بحثي لنيل اإلجازة بقسم اللغة العربيَّة‬ ‫في جامعة (كومبلو تنسي)‪ ،‬وبمساعدة ما كان يُعرف بمعهد الثقافة‬ ‫اإلسباني ـ العربي‪ .‬عالقتي المجرَّدة حتى ذلك الحين بموضوع بحثي‬ ‫كانت قد أخذت في التحوُّل إلى شيء حيٍّ ونابض‪ .‬عندما َّ‬ ‫تمكنت من‬ ‫زيارة اتحاد كتَّاب المغرب ومقر جريدة (العلم)‪ ،...‬وكانت مفاجأة هائلة‬ ‫للتعرُّف مباشرة إلى ُكتَّابي المفضَّلين (كنت أعرفهم بأسمائهم عبر‬ ‫الكتب)‪ ،‬خصوصاً محمَّد العربي المساري‪ ،‬ومحمد برادة‪ ،‬وعبد المجيد بن جلون‪ ،‬وإدريس الخوري‪ ،‬وعبد الجبار‬ ‫السحيمي‪ ،‬وعبد القادر السميحي‪ ،‬ومحمد اشماعو‪ ،‬وخناتة بنونة‪ ،‬ومحمد زفزاف وغيرهم‪ .)5(».‬وقد ضمَّن موضوعه‬ ‫هذا بمقدمة جغرافيَّة ـ تاريخيَّة تتصدَّر دراسة التطور الثقافي للمغرب المعاصر‪ ،‬بعد ذلك مباشرة َّ‬ ‫حلل القصة‬ ‫المغربيَّة بأشكالها األكثر تحديداً‪ :‬القصة القصيرة مع معلومات أساسيَّة عن تسعة عشر كاتباً من ُ‬ ‫الكتَّاب المغاربة‬ ‫أن النقطة التي يلتقي حولها ُّ‬ ‫المعاصرين‪ .‬وممَّا ال حظه هو َّ‬ ‫كل هؤالء على اختالف مشاربهم‪ ،‬هي‬ ‫صلتهم المتينة باألدب العربي في المشرق وشدَّة إقبالهم عليه‪ ،‬وهي مظهر من مظاهر الحسَّ‬ ‫القومي الذي َّ‬ ‫ظل يصل أطراف األمَّة العربيَّة ببعضها بعضاً على مرِّ العصور‪ ،‬في حين اختلفت‬ ‫صلتهم باألدب اإلسباني بين القوَّة واالعتدال واالرتخاء‪ .‬فأبناء الشمال المغربي الذي كان محت ًال‬ ‫من طرف اإلسبان أيام الحماية على صلة قويَّة بهذا األدب ويقرأونه في لغته األصليَّة‪ ،‬أمَّا باقي‬ ‫األدباء فقد قرأه بعضهم مترجماً‪ ،‬بينما لم يفعل بعضهم اآلخر‪ ،‬وبالطبع َّ‬ ‫فإن لغة األدباء الثانية‬ ‫تتحكم في اختيارهم للرافد الثقافي اآلخر‪ .‬وقد نشرها المعهد اإلسباني ـ العربي للثقافة سنة‬ ‫‪1975‬م تحت عنوان‪:‬‬ ‫)‪(ENCUESTA SOBRE LA LITERATURA MARROQUI ACTUAL‬‬ ‫وقدَّم لها المستعرب الكبير بيدرو مارتينيث مونتابيث‪ ،‬وممَّا جاء فيها‪َّ :‬‬ ‫إن الميزة األولى‬ ‫لعمل األستاذ فيرناندو دي أغريدا هي أنَّه يصلح خطأ في النظرة الضيقة للمثقفين اإلسبان‬ ‫نحو المغرب الذي حالت ظروف سياسيَّة دون االنفتاح عليه‪ ،‬مع َّ‬ ‫أن الكتابة عن المغرب كان من‬ ‫الواجب أن تكون شيئاً بديهيَّاً في هذا البلد‪ /.‬المقدمة (ص‪)5‬‬ ‫بعد ذلك قرَّر أن يتابع عمله في دراسة األدب والفكر المعاصر في المغرب‪« :‬قرَّرتُ أن‬ ‫أتابع العمل في هذا األدب القريب جداً منَّا‪ ،‬والمجهول لألسف مع ذلك»(‪ .)6‬فساعده على ذلك‬ ‫عمله بصفته مسؤو ًال بالمركز الثقافي اإلسباني في مدينة فاس‪ ،‬حيث َّ‬ ‫تمكن من االطالع عن‬ ‫قرب على الحركة األدبيَّة والفكريَّة بالمغرب‪ ،‬وأن يترجم ذلك إلى نشاط تعريفي باألدب واألدباء‬ ‫المغاربة في المنابر الثقافيَّة اإلسبانيَّة المختلفة كمجلة (المنارة) ‪ AL MENARA‬التي كان يديرها المستعرب‬ ‫بيدرو مارتينيث مونتابيث في بداية السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬فأثمر مجهوده هذا عن‬ ‫إنجاز أنطولوجيَّة حول (األدب والفكر المغربي المعاصر ) �‪LITERATURA Y PENSAMIEN‬‬ ‫‪ TO MARROQUIES CONTEMPORANEOS‬في خمسمائة وتسعين صفحة من الحجم‬ ‫الكبير سنة ‪1981‬م‪ ،‬وصدرت عن المعهد اإلسباني العربي للثقافة بمدريد‪ .‬وهو عمل ضخم‬ ‫استوعب مختلف األجيال واالتجاهات المعاصرة في األدب والفكر بالمغرب بشكل متميز‪« .‬انتقينا‬ ‫طريقة كرونولوجيَّة في تسلسل الكتاب ضمن الفصول الرئيسيَّة التي تتناول األجناس األدبيَّة‬ ‫األكثر داللة‪ :‬المقالة ـ القصة ـ الشعر ـ المسرح‪ .‬كما كان من الممكن االنتقاء حسب التسلسل‬ ‫الجيلي الذي تسجله المراحل السياسيَّة الهامَّة للتاريخ المغربي إبَّان القرن العشرين‪ ،‬خاصة‬ ‫حول فرض الحماية اإلسبانيَّة ـ الفرنسيَّة»(‪.)7‬‬ ‫قدَّم للكتاب الدكتور عبد الرحمن الشريف الشركي األستاذ بجامعة مدريد المستقلة (روائي‬ ‫مغربي) بعرض للمالمح الجغرافيَّة والتاريخيَّة والبشريَّة‪ .‬ثم انتقل إلى الحديث عن األشكال‬ ‫األدبيَّة بالمغرب‪ ،‬بداياتها وتطوُّرها‪ .‬يجمع الكتاب بين دفتيه أعما ًال لثمانية وثمانين أديباً‪،‬‬ ‫تراوحت بين المقالة والقصة والشعر والمسرح‪ .‬إنَّه عمل يخفي من ورائه حقيقة المجهود‬ ‫الذي بذل في جمع المادة واختيارها‪ ،‬ثمَّ ترجمتها إلى اللغة اإلسبانيَّة‪ .‬وقد احتلت الموضوعات‬ ‫المتعلقة باألواصر العربيَّة اإلسبانيَّة‪ ،‬قديمها وحديثها‪ ،‬وبقضايا العرب المصيريَّة‪ ،‬وهموم‬ ‫اإلنسان على الصعيد العالمي‪ ،‬مكان الصدارة‪.‬‬ ‫ومهما قيل عن االستعراب اإلسباني ومجهوداته المتمثلة في األعمال العديدة التي أنجزها‬ ‫المستعربون اإلسبان في السنوات األخيرة والتي فتحت آفاقاً جديدة في التواصل المعرفي بين اإلسبان والعرب‪،‬‬ ‫فإنَّه يجب كما يقول أغريدا‪« :‬إعطاء األهميَّة المستحقة للمستعربين اإلسبان الذين َّ‬ ‫تمكنوا من معرفة تلك الثقافة‪،‬‬ ‫وتقديرهم كونهم استطاعوا بواسطة وسائل يسيرة جداً أن يحققوا عدَّة أشياء» (‪.)8‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬انظر ندوة الموقف األدبي التي عقدت معه في العدد‪ / 122 :‬يونيو ‪1981‬م‪ ،‬ص ‪104‬‬ ‫(‪ )2‬انظر حواراً معه في صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪15/3/2003 :‬م‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )4‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )5‬انظر صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪11/9/1994 :‬م‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫(‪ )6‬انظر حواراً معه في صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪21/5/1971 :‬م‪ ،‬ص ‪5‬‬ ‫(‪ )7‬انظر مقدمة الكتاب باإلسبانيَّة‪.‬‬ ‫(‪ )8‬انظر حواراً معه في صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪15/3/2003 :‬م‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫الئحة المراجع‪:‬‬ ‫ـ حوار معه في صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪15/3/2003 :‬م‪.‬‬ ‫ـ حوار معه في صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪21/5/1971 :‬م‪.‬‬ ‫ـ صحيفة (العلم الثقافي) عدد‪11/9/1994 :‬م‪.‬‬ ‫ـ مقدمة الكتاب باإلسبانيَّة‪.‬‬ ‫ـ ندوة الموقف األدبي التي عقدت معه في العدد‪/ 122 :‬يونيو ‪1981‬م‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫أبو الخير الناصري‬ ‫في ضيافة رابطة كاتبات المغرب‬ ‫نظمت رابطة كاتبات المغرب (فرع طنجة) وجمعية‬ ‫أعمدة لقاء ثقافيا لتقديم األعمال األدبية لألديب المغربي‬ ‫الدكتور أبو الخير الناصري وذلك مساء يوم السبت ‪16‬‬ ‫مارس ‪2019‬م بمقر المندوبية السامية لقدماء المقاومين‬ ‫وأعضاء جيش التحرير بطنجة‪.‬‬ ‫شارك في هذا اللقاء الذي أدارته الدكتورة نبوية‬ ‫العشاب نخبة من أهل الفكر واألدب بالمغرب‪ ،‬وهم السادة‬ ‫الدكاترة محمد الحافظ الروسي‪ ،‬وعبد المالك عليوي‪،‬‬ ‫وأسامة الزكاري‪ ،‬وسعاد الناصر‪.‬‬ ‫كان أول المتدخلين الدكتور محمد الحافظ الروسي‪،‬‬ ‫أستاذ البالغة والنقد األدبي بكلية اآلداب بتطوان و رئيس‬ ‫مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية‪ ،‬وقد‬ ‫أشاد في كلمته بأخالق أبي الخير الناصري وبأعماله األدبية‬ ‫إجماال‪ ،‬ثم انطلق يتحدث عن كتاب «تصويبات لغوية في‬ ‫الفصحى والعامية» مبينا منهج مؤلفه في التصويب اللغوي‪،‬‬ ‫وعادا إياه عمال مفيدا لقرائه مقوما أللسنتهم‪.‬‬ ‫ثم انتقل للحديث عن كتاب آخر غير منشور للمحتفى‬ ‫به‪ ،‬وهو أطروحته لنيل الدكتوراه المسماة «ميثم البحراني‬ ‫بالغيا‪ :‬دراسة في فكره البالغي وأصوله المذهبية»‪ ،‬واصفا‬ ‫هذا العمل بأنه غيرُ مسبوق في تاريخ البالغة العربية وأنه‬ ‫جدير بأن يُنشر ليستفيد منه المهتمون والمتخصصون في‬ ‫بالغة العرب‪.‬‬ ‫كما تحدث عن مؤلفات أبي الخير المخصصة لالحتفاء‬ ‫بأساتذته وشيوخه‪ ،‬بوصفها أعماال تدعو إلى إحياء فضيلة‬ ‫من الفضائل النادرة في هذا العصر وهي فضيلة الوفاء ألهل‬ ‫العلم وتكريمهم‪.‬‬ ‫ثم عرّج على باقي مؤلفات الناصري مشيدا بها وبما‬ ‫تتضمنه من القيم النبيلة‪ ،‬ومنوها بأبعادها اإلنسانية‬ ‫ّ‬ ‫الدال على تمكن كاتبها من‬ ‫واألخالقية وبإحكامها اللغوي‬ ‫ناصية اللغة العربية‪.‬‬ ‫بعد ذلك أُعطيَ الكلمة الدكتورُ عبد المالك عليوي الباحث في اإلنتاج األدبي الحديث بشمال‬ ‫المغرب‪ ،‬الذي وسم ورقته بـ»خطاب الوفاء واالعتراف بأفضال أهل العلم ونوابغه»‪ ،‬واستهلها بالقول إن‬ ‫أعمال المحتفى به «ال يمكن مقاربتها في يوم أو ساعة بل هي تتسع ليوم دراسي‪ ،‬نظرا لغزارتها واتساع‬ ‫مضامينها ومراميها وحقولها المعرفية»‪.‬‬ ‫وأضاف قائال إن صديقه الناصري كلما أهداه عمال من أعماله وجده عمال «مفتوحا على النبل‬ ‫واألخالق واالعتراف بأفضال الرجال والتنصل من ثقافة الجحود»‪ ،‬وذلك على نحو ما يبدو في كتاباته‬ ‫عن والده سيدي محمد الناصري‪ ،‬وعن أساتذته وأصدقائه ومنهم السادة األساتذة األفاضل المحترمون‬ ‫محمد الحافظ الروسي‪ ،‬وسعاد الناصر‪ ،‬وعبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬ومحمد العربي العسري‪ ،‬ومصطفى‬ ‫الطريبق‪...‬‬ ‫وأشار د‪.‬عليوي إلى أن كتابات أبي الخير مفتوحة على مناح متعددة (اجتماعية‪ ،‬وسياسية‪ ،‬وخلقية‪،‬‬ ‫ودينية‪ ،)..‬ووصف صاحبها بأنه «هو الناقد المتبصر الذي يباغتنا بلغة أنيقة سلسة منفتحة على الحياة‬ ‫المعاصرة وتطور اللغات‪ ،‬وهو المفسر والمقوم والمهووس بالنقد كفعالية وقراءة ومعرفة تفتح األثر‬ ‫األدبي على وسطه ومعيشه‪ ،‬وال يتسلح أبو الخير بالبالغة والبيان وقواعد النحو من أجل المباهاة‬ ‫والتجريح‪ ،‬ولكنه يتسلح بهذا المجموع الخطابي قصد تجلية النص وخفاياه وتصويب ما يمكن تصويبه‬ ‫متسلحا بالتدرج والتماسك في خطابه»‪.‬‬ ‫أما الدكتور أسامة الزكاري األديب والمؤرخ المتخصص في التاريخ المعاصر فقال في ورقته التي‬ ‫قرأتها نيابة عنه الدكتورة هدى المجاطي إن أعمال المحتفى به تؤسس «لمعالم مشروع جريء في‬ ‫مساءلة إشكاالت الراهن وفي التأصيل لسبل القراءة النقدية المبادرة‪ ،‬حيث االرتقاء بالحس األخالقي‪،‬‬ ‫واالفتتان بجمالية اللغة‪ ،‬واالنسياق مع روعة التراكيب‪ ،‬والهيام في ملكوت الوجد الصوفي في تفكيك‬ ‫بنيات الواقع ومساءلة تناقضاته المستفزة للفرد وللجماعة»‪.‬‬ ‫وفي حديثه عن مقاالت الناصري الواردة في كتابيه «وردة في جدار» و»خارج القفص» قال المتدخل‬ ‫إنها تمثل «ثورة ضد الجاهز وضد لغة «اإلجماع» بإغراءاته وبنعمه الكثيرة‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬هي ثورة ضد‬ ‫ثقافة القطيع التي رسخت الكثير من مظاهر االبتذال والسقوط في ثقافتنا الوطنية الراهنة»‪.‬‬

‫وأضاف د‪.‬أسامة قائال «إن األستاذ الناصري استطاع‬ ‫إضفاء بعد إنساني عميق على كتاباته االحتفائية برموز العلم‬ ‫والمعرفة والثقافة‪ ،‬ممن تتلمذ على أيديهم وتشرب مياه‬ ‫المعرفة من شالل عطاءاتهم»‪ ،‬مشيرا بذلك إلى كتابيه «في‬ ‫صحبة أستاذي محمد الحافظ الروسي» و»غيمات الندى»‪،‬‬ ‫معتبرا صنيع الرجل في هذا الباب «ترسيخا لثقافة بديلة‪،‬‬ ‫نراهن عليها اليوم من أجل إصالح أعطاب تلقي خطابات‬ ‫المعرفة وإنتاج التراث الرمزي والفكري داخل تحوالت الحقل‬ ‫الثقافي الوطني الراهن»‪.‬‬ ‫كما نوّه المتدخل بتمكن أبي الخير «من خبايا اللغة‬ ‫العربية تدقيقا وفحصا وتفكيكا وتصويبا»‪ ،‬وأشاد بوفائه‬ ‫القتناعاته وعدم انسياقه مع الشائع والمنتشر‪ ،‬واصفا‬ ‫ذلك بأنه «سمة من سمات الكتاب المجددين والمفكرين‬ ‫المبدعين‪ ،‬ممن يتركون بصماتهم الناصعة على سجل‬ ‫العطاء الحضاري‪ ،‬بعد أن ينقشع غبار الزوابع وبعد أن يتبدد‬ ‫زيف الضباب»‪.‬‬ ‫إلى ذلك شاركت الدكتورة سعاد الناصر‪ ،‬األديبة‬ ‫واألستاذة بكلية اآلداب بتطوان‪ ،‬بشهادة في حق المحتفى‬ ‫به افتتحتها بالقول إنها تذكر أبا الخير أيام دراسته بسلك‬ ‫الماستر (األدب المغرب على العهد العلوي)‪ ،‬وأنه كان‬ ‫نموذجا لألخالق الرفيعة والمثابرة والجد‪ ،‬واستحضرت يوما‬ ‫قدَّم فيه الطالب أبو الخير عرضا في فصلها حول رحلة ألحد‬ ‫الكتاب المغاربة‪ ،‬وقالت إنها منذ سمعته يتحدث‪ ،‬في ذاك‬ ‫العرض‪ ،‬أدركت أنه سيكون له شأن مهم في األدب‪.‬‬ ‫وعرجت أم سلمى في حديثها على ما نعانيه في‬ ‫مجتمعنا من جحود ألفضال العلماء واألساتذة داخل‬ ‫المؤسسات التعليمية وخارجها‪ ،‬معتبرة أبا الخير استثناء‬ ‫جميال ونادر المثال في هذا الجانب‪ ،‬وهو ما يُجليه حسْنُ‬ ‫معاملته ألساتذته وشيوخه وأعما ُله المخصصة لإلشادة بهم‪ ،‬منوهة في هــذا األمــر بصدق‬ ‫عواطــف الناصري وحقيقة محبته لهم‪..‬‬ ‫ولم تخل كلمة الدكتورة سعاد من إشادة بالقدرات اللغوية للمحتفى به‪ ،‬وهي ما جعله يتمكن‬ ‫من تقويم كتابات غيره من الكتاب على نحو ما يجده القراء في كتابه «تصويبات لغوية في الفصحى‬ ‫والعامية»‪..‬‬ ‫بعد هذه المداخالت كان موعد الحضور مع كلمة المحتفى به الدكتور أبو الخير الناصري الذي اختار‬ ‫اإلجابة عن سؤال راود ذهنه وهو سؤال مقصدية الكتابة (لماذا أكتب؟)‪.‬‬ ‫وقال الناصري‪ ،‬في معرض اإلجابة‪ ،‬إنه َّ‬ ‫«ألف كتابه «تصويبات لغوية في الفصحى والعامية» إلصالح‬ ‫طرق التعبير عند كثير من الناس في كتاباتهم وأحاديثهم اليومية‪.‬‬ ‫وأ ّلف كتبه «في صحبة سيدي محمد الناصري» و»في صحبة أستاذي محمد الحافظ الروسي»‬ ‫و»غيمات الندى» وكان من دوافع ذلك إسهامه في إصالح ما فسد من أخالق كثير من الناس في‬ ‫المجتمع إذ صاروا يعنّفون آباءهم وأساتذتهم‪ ،‬ولذلك سعى بهذه التآليف إلى نشر ثقافة أخرى بديلة‬ ‫هي ثقافة الوفاء واإلقرار لآلباء والشيوخ بأفضالهم‪ ،‬فالدافع هنا إصالحيّ أيضا»‪.‬‬ ‫وقال عن كتابيه «وردة في جدار» و»خارج القفص» إنهما يتضمنان مقاالت رأي سعى فيها إلصالح‬ ‫بعض ما رآه غيرَ سليم من اآلراء واألفكار في المجاالت السياسية واالجتماعية والثقافية‪..‬‬ ‫وعن كتابه «ال أعبد ما تعبدون» قال إنه ضمَّنه دراسات حاول أن يقدّم فيها نقدا بنّا ًء مُسهما‬ ‫في تجويد األعمال اإلبداعية التي انتقدها وتحسينها‪..‬ليخلص من ذلك كله للقول إن ما يحركه في‬ ‫جل كتاباته هو الرؤية اإلصالحية استنادا إلى قول الحق سبحانه‪( :‬إن أريد إال اإلصالح ما استطعت وما‬ ‫توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب)‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب ‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫الفقيه القاضي محمد بن المختار‬ ‫السماحة‬

‫ّ‬ ‫إن بشمال المغرب بقبائله و ُقراه عُرفت‬ ‫أُسر وعائالت؛ كان لها شأن في المجتمع خالل‬ ‫وجودهم‪ ،‬وصيتٌ وأثرٌ بعد رحيلهم‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫بيت السّماحة‪ ،‬الذي اشتهر منه‪:‬‬ ‫• الفقيه المقرئ أحمد السّماحة‪ :‬يذكره‬ ‫الفقيه محمد بن الهاشمي الب ّقاش في نبذته‪،‬‬ ‫فيقول‪( :‬قرأت عليه سُ ْل َك ًة بقراءة أبي عمرو‬ ‫ابن العالء‪ ،‬ثمّ سُ ْلكة أخرى من سورة الرّحمن‬ ‫بالخمسة [أي‪ :‬بالقراء الخمسة من السّبعة‬ ‫المتواترة]‪ ،‬إلى أن بلغ‪ :‬حزب (فنبذناه بالعراء‬ ‫وهو سقيم))‪.‬‬ ‫• والفقيه القاضي محمد بن المختار‬ ‫السماحة‪ ،‬صاحب التّرجمة‪.‬‬ ‫• واألستاذ المربّي أحمد بن محمّد بن‬ ‫المختار السّماحة‪ :‬ولد صاحب الترجمة‪ ،‬وقد‬ ‫كان نحويا بارعا‪.‬‬ ‫وهذه الترجمة كنت سألتُ عنها أستاذنا‬ ‫أحمد بن محمد السّماحة رحمه اهلل‪ ،‬فأفادني‬ ‫بها محرّرة ّ‬ ‫بخطه‪ ،‬فآثرت نشرها كذلك دون‬ ‫تصرّف‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال ما كان من تكميالت قليلة وضعتها‬ ‫بين معقوفين [ ]‪.‬‬ ‫قال رحمه اهلل‪:‬‬ ‫(الفقيه محمد السّماحة من قبيلة حوز‬ ‫تطوان‪ ،‬الربع البحري‪ ،‬قرية ُ‬ ‫الكوف األعلى‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫محمد بن المختار بن احساين بن عبدالنّبي‬ ‫بن عمر بن علي الفاسي أصال‪ ،‬اإلدريسي نسبا‪.‬‬ ‫وُلد عام ‪1270‬هـ [‪1854‬م] في بيت‬ ‫ميسور‪ ،‬وكان والده ف ّ‬ ‫الحا مشهورا في وقته‪،‬‬ ‫وكان محمد في صغره راعي غنم‪ ،‬التحق‬ ‫بالكتّاب القرآني‪ ،‬وفي عمره اثنا عشرة سنة‪،‬‬ ‫ولـمـّـا بلغ ‪ 18‬سنة‪ ،‬كان قد حفظ القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وجميع المتون‪ ،‬وعلى ما يبدو أنّه‬ ‫كان ذكيّا‪ ،‬فوجّهه أخوه لقراءة اللغة العربية‬ ‫ومبادئ الدّين إلى قبيلة بني يْدِير‪ ،‬فقرأ النّحو والعبادات والمعامالت والفنون األخرى على‬ ‫الفقيه [محمد] السّرحاني رضي اهلل عنه‪ ،‬فرأى شيخه وأستاذه ما عليه من ّ‬ ‫الذكاء والنّجابة‪،‬‬ ‫وأنّه فاق جميع ّ‬ ‫الطلبة في مدّة ال تتجاوز أربع سنوات‪ ،‬فقال له شيخه‪ :‬عليك بجامعة القرويين‪.‬‬ ‫فالتحق بالقرويين وهو ابن اثنين وعشرين سنة‪ ،‬ومكث في جامعة القرويين ‪ 12‬سنة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫عشر سنوات في الدّراسة والتّحصيل‪ ،‬وسنتان في تقديم الدّروس ّ‬ ‫للطلبة كأستاذ في جميع‬ ‫الفنون المدروسة في جامعة القرويين‪ ،‬مع حضور أساتذته في مختلف الدّروس‪ ،‬وأخيرا عقد‬ ‫جميع أساتذة القرويين اجتماعا للنّظر في شأن ّ‬ ‫الطالب‪ :‬هل يمنحونه كلمة أستاذ أم الزال‬ ‫طالبا؟ فنادوه للحضور فحضر‪ ،‬فخيّروه بين أمرين‪ :‬إمّا اإلقامة بالقرويين على المنوال السّابق‬ ‫أو التّوجّه إلى بالده‪ ،‬فكان هذا كشهادة للمجلس العلمي المنعقد بكفاءة السّيّد محمّد‬ ‫السّماحة‪ ،‬فتوجه إلى بالده مسرورا حامال مشعال ونبراسا إلى منطقته وقبيلته وقريته َ‬ ‫وذ ِويه‪.‬‬ ‫فاسْت ْق ِب َل محمد السّماحة من طرف قريته وقبيلته والقبائل المجاورة استقباال حارّا‪،‬‬ ‫فعظموه وأكرموه‪ ،‬فقام بوظائف مهمة‪ ،‬منها‪ :‬الوعظ‪ ،‬واإلرشاد‪ ،‬ونشر التّوعية الدّينية‪،‬‬ ‫والتّآخي والتّعاون والمحبّة‪ ،‬واإلخالص بين أفراد سكان القرية‪ ،‬فكانت النّتائج سارّة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وفي عهد المولى الحسن األوّل [حكمه من‪1873 :‬م‪1290/‬هـ إلى ‪1894‬م‪1311/‬هـ] أسند‬ ‫إلى الفقيه مهمّة جمع الزّكوات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وفي عهد المولى عبدالعزيز [حكمه من‪1894 :‬م‪1311/‬هــ إلى ‪1908‬م‪1326/‬هـ] أسند‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫إليه القضاء بالمنطقة الشّمالية‪ ،‬فكان قاضيا‬ ‫لقبيلتي‪ :‬الحوز وأنجرة‪.‬‬ ‫وفي عهـــد المولى المهــدي الخليفـــة‬ ‫المفوّض للمنطقة الخليفية بتطوان [من‬ ‫‪1331‬هـ‪1913/‬م إلى ‪1324‬هـ‪1923/‬م]‬ ‫أُسند إليه اإلفتاء؛ فأصبــح قاضيـا ومفتيــــا‬ ‫بالمنطقة الخليفية‪[ .‬وعُيّن خليفة للقاضي‬ ‫من الدّرجة األولى بالحوز بتاريخ مُتمّ رمضان‬ ‫‪1357‬هـ‪ 23 /‬نونبر‪1938‬م‪ .‬تاريخ القضاء في‬ ‫شمال المغرب على عهد الحماية للحسن بن‬ ‫عبدالوهاب ‪.]1/137‬‬ ‫واشتهر بالفتوى‪ ،‬وكانت الفتاوى تقدّم‬ ‫للمجلس العلمي بفــاس حيــث يُنظر في‬ ‫الفتاوى‪ ،‬فمن كان صحيحا يصادقون عليه‪،‬‬ ‫ومن كان غير صحيح يردّونه إلى صاحبه‪.‬‬ ‫وكان الفقيه السّماحة مخلصا لوطنه‪،‬‬ ‫محبّا ألبنائه‪ ،‬وله تضحيات في سبيل الوطن‪،‬‬ ‫وال سيما أيّام االحتالل اإلسباني للمنطقة‬ ‫الشّمالية‪ ،‬أو المنطقة الخليفية‪.‬‬ ‫ولقد خدم المسطــرة القضائيــة وأدى‬ ‫واجبه القضائي على أحسن ما يُرام‪ ،‬فكان‬ ‫رحمه اهلل يجالس الفقراء والمعوزين وأهل‬ ‫المظالم‪ ،‬ويستمع إلى شكواهم‪ ،‬ويأخذ بيدهم‬ ‫ويُساعدهم حتى تردّ إليهــم مظالمهــم‪،‬‬ ‫وكأنّه أبٌ للفقراء والمساكين‪.‬‬ ‫ومن أخالقه العطـــف والحنان والشّفقة‬ ‫والزّهد‪ ،‬فأحبه النـاس وأج ّلــوه‪ ،‬وكان في‬ ‫معيشته وملبسه ومسكنه بسيطا للغاية‪،‬‬ ‫وكان يؤثر اآلخرة على الدّنيا‪ ،‬وال يخشى في‬ ‫اهلل لومة الئم‪..‬‬ ‫اإلفتاء والقضاء شَغَاله عن التأليف‬ ‫والتدريس‪ ،‬ورغم ذلك كان يقصده ّ‬ ‫الطلبة من عدّة أماكن‪ ،‬ويقيمون في المسجد عدّة سنوات‬ ‫قصد التّبرك بعلمه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولقد شاع بين العام والخاص ّ‬ ‫أن الفتح على يديه ملحوظ‪ ،‬وكان يعمل مع الطلبة ثالثة أيّام‬ ‫الطلبة المرموقين من ّ‬ ‫في األسبوع‪ ،‬وقد خ ّلف بعض ّ‬ ‫الطلبة في القرية وغيرها‪.‬‬ ‫وكانت خطبه يوم الجمعة واألعياد ارتجالية‪ ،‬وقد خ ّلف‪ :‬بعض الخطب والقصائد في األمداح‬ ‫النّبوية‪.‬‬ ‫وفي آخر حياته قدّم استقالته من القضاء واإلفتاء ليتفرّغ إلى التّدريس والتأليف‪ ،‬وعُيّنتْ‬ ‫لهذا الغرض المساحة األرضية لبناء ّ‬ ‫محل يقيم فيه قصد التّدريس والتّأليف‪.‬‬ ‫إنها النهاية؛ فباغته األجل المحتوم‪ ،‬فودّعنا كأنّه مسافر يوم الثالثاء على السّاعة العاشرة‬ ‫ال ‪ 8‬خلت من ربيع ّ‬ ‫لي ً‬ ‫الثاني عام ‪1359‬هـ[‪1940‬م] رحمه اهلل تعالى‪ .‬انتهى باختصار)‪.‬‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫ترجمة مختصرة بقلم ولد المترجم األستاذ أحمد السماحة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫نبذة من حياتي للفقيه محمد بن الهاشمي الب ّقاش‪.‬‬ ‫• ‬ ‫تاريخ القضاء في شمال المغرب على عهد الحماية للحسن بن عبدالوهاب‪.‬‬ ‫• ‬


‫العدد ‪986‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫سطوة الرجال على النساء‬ ‫في بالد الغربة‬

‫في الغربة ومحاكات األوروبيين في معاملة الزوجات‪ ،‬وحقوقهن أولى من حقوق الرجال‬ ‫بالبالد‪ ،‬ولهن مراكز لإليواء والعيش الهني‪ ،‬في انتظار المحاكمة‪ ،‬فإن بعض رجال المغرب‬ ‫بالمهجر يعاملون زوجاتهم بما ال يرضي اهلل تعالى‪ ،‬بالعنف والضرب‪ ،‬جلهن يحتفظ الزوج لهن‬ ‫بجواز السفر خوفا من الفرار أو يشتكين لشرطة البالد‪.‬‬ ‫وقد يصل بعض الرجال إلى تهديد الزوجة بالطالق إن هم رجعوا المغرب‪ ،‬وهو فضل لهن‪،‬‬ ‫وقد يتزوج عنها بأجمل وأصغر منها‪ ،‬فتخاف السيدة على مكانتها وعلى مصير أوالدها‪ ،‬فتتحمل‬ ‫اإلهانة والجراح وال تستطيع التقدم بشكاية للشرطة رغم إلمامها بحقوقها‪ ،‬أو ألنها تجهل‬ ‫االتصال والمخاطبة والتعبير عما تقاسيه حفاظا على أسرتها وأوالدها من الضياع‪.‬‬ ‫وهذه قصة مثيرة للجدل يندى لها الجبين ‪:‬‬ ‫واقعية‪ ،‬أبطالها على قيد الحياة‪ ،‬عشت بعض مراحلها بديار الغربة‪ ،‬تحملت الزوجة الكثير‬ ‫من العناء‪ ،‬ولما أعياها الحال‪ ،‬وجدت نفسها مضطرة إلخبار الشرطة االجتماعية‪.‬‬

‫الوقائع بتفصيل ممل ‪:‬‬

‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َوا َتّقُ وا هّ َ َ‬ ‫الل َر ّ َب ُ‬ ‫ن (�صدق اهلل العظيم) من الطالق ‪1‬‬ ‫ن مِن ُب ُيوتِهِ ّ َ‬ ‫ك ْم اَل تُخْ ِر ُجوهُ ّ َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َف�أَ ْم�سِ ُ‬ ‫ن بمِ َْع ُر ٍ‬ ‫ن بمِ َْع ُر ٍ‬ ‫وف (�صدق اهلل العظيم) من الطالق ‪2‬‬ ‫وف �أ ْو ف ِ‬ ‫ارقوهُ ّ َ‬ ‫كوهُ ّ َ‬

‫الهجرة إلى أوربا‬

‫استطاع شاب ريفي السيد أحمد أن يسافر من المغرب عبر إسبانيا ثم مر بفرنسا ثم إلى‬ ‫بلجيكا على متن شاحنات يسوقها مغاربة‪ ،‬يعبرون هذه المسافات في غضون أيام وليالي‪.‬‬ ‫وصل بلجيكا‪ ،‬وكان يتردد على متجر يبيع المواد الغذائية ألهل قرية (أنفيرس) النموذجية‪،‬‬ ‫كان يقف بباب المتجر يساعد المشترين على حمل بضاعتهم إلى مكان السيارة أو لبيوت قريبة‬ ‫من المتجر مقابل عمولة‪.‬‬ ‫ومن حسن خطه‪ ،‬أن امرأة أرملة عجوزا تأتي كل يوم إلى هذا المتجر تتسوق قليال ما‬ ‫يكفيها‪ ،‬ثم تعود إلى المتجر في اليوم الموالي‪ ،‬ألنها تعتبر ذهابها وعودتها مشيا رياضة‪،‬‬ ‫تلتقي بأصحابها لتطلع على األحداث من خالل تجاذب الحديث مع الجيران‪.‬‬ ‫وكان أحمد غير اسمه من أحمد إلى (وشّى) حتى ال يعرف أحد جلدته وجنسه‪ ،‬فلما تيقنت‬ ‫العجوز من صدق مساعدته‪ ،‬أخذته إلى مسكنها للعيش معها ليؤنس وحدتها‪ ،‬ويصلح حديقة‬ ‫بيتها التي امتألت عشبا‪ ،‬اقتنت له مفروشات وورودا أعطت أكلها واخضرارها ربيعا‪.‬‬ ‫كانت شابة يافعة جميلة‪ ،‬تتردد على بيت العجوز لقرابتها‪ ،‬ولم يسبق لها الزواج‪ ،‬فخطبتها‬ ‫العجوز من والديها إلى (وشى) ووافقا‪.‬‬ ‫كانت هذه الفتاة تعمل بمعمل لصناعة اإلسمنت‪ ،‬طلبت من مدير الشركة توظيف زوجها‬ ‫(وشى) لسياقة شاحنة‪ ،‬عملت على الحصول على شهادة السياقة‪ ،‬ثم تم تعيين (وشى) بالشركة‬ ‫وقضى بها زهاء ست سنوات‪.‬‬ ‫ازدان بيته بمولود ذكر‪ ،‬ثم في السنة الموالية‪ ،‬وضعت زوجته (روز) مولودتها‪ ،‬ثم في السنة‬ ‫الرابعة من الزواج وضعت مولودا آخر‪.‬‬

‫التوفير لشراء شقة‬

‫ضربت (روز) الرقم القياسي في البخل وجمع المال‪ ،‬وشاركها (وشى) مبتغاها‪ ،‬فعمدت إلى‬ ‫حيلة تهييء شهادة طبية تُثبت عجزها عن العمل وتحتاج إلى وقت لتربية أوالدها الثالثة‪،‬‬ ‫فحصلت على التقاعد من العمل‪ ،‬صُرفت لها أتاوة‪ ،‬ورصد لها معاشا شهريا‪ ،‬وتعويضات عن‬ ‫األوالد حتى سن الرشد‪.‬‬ ‫واتفقت مع (وشى) على ارتكاب حادثة سير بالشاحنة قصد الحصول على معاش اآلخر‪،‬‬ ‫والتوصل بقيمة التأمين‪ ،‬كانا هذان الحدثان سببا لتوفير المال والمعاش الجيد لشراء شقة‬ ‫بطنجة وبيتا بالناظور أسكن فيه أمه وإخوانه‪ ،‬وأجر شقة طنجة إلى أجنبي مستثمر بطنجة‪.‬‬

‫الرجوع إلى الدين‬

‫مرت أيام وشهور‪ ،‬وكبر األوالد‪ ،‬وعاد له حنين الصالة المفروضة‪ ،‬ورجع باسمه من (وشى)‬ ‫إلى تسميته األولى أحمد بين أقاربه وأحبابه‪ ،‬واختلق لزوجته اسم (ليلى) بدل (روز)‪ ،‬وحاوال‬ ‫خطبة إحدى بنات عماته أو إحدى بنات خاالته البنه‪ ،‬أنكرهن بدعوى جهلهن القراءة والكتابة‪،‬‬ ‫والبحث عن صيد ثمين بطنجة يجد مأوى له ولعائلته عندهم عند عطلة الصيف‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫أحضروا معهم خيمة من بلجيكا يسكنون بها هربا من غالء كراء فندق وعدم وجود شقة‬ ‫بالصيف‪ ،‬وتمكن بدهائه وحنكته التي ورثهما عن والديه أن تقع فتاة أصغر منه سنا وأوقعها‬ ‫في شراكه‪.‬‬ ‫كانت الفتاة تأتي إلى مسبح المخيم صحبة أخيها األصغر منها‪ ،‬الذي التقى بالشاب‬ ‫البلجيكي وربط معه صداقة وهمية ليصل إلى قلب أخته‪ ،‬وادعى أنه صاحب ورشة عمل لبيع‬ ‫وإصالح الدراجات‪ ،‬وله ببلجيكا وهوالندا فروع لبيع الدراجات‪ ،‬وهو في طور إنشاء معمل لصناعة‬ ‫الدراجات الرياضية‪ ،‬كل هذه مغريات لجلب اهتمام الفتاة وأسرتها‪ ،‬ووعد أخا الفتاة بأن يهيئ‬ ‫له وثائق اإلقامة ببلجيكا‪ ،‬والعمل معه شريكا‪ ،‬على أساس أن يساعده والده بمبلغ من المال‬ ‫للشراكة‪ ،‬تمكن الشاب البلجيكي من كسب ود الفتاة‪ ،‬وقد آثرت شراكته بأخيها‪ ،‬فوافقت على‬ ‫خطبتها‪ ،‬وهو طليق اللسان جميل المعحى‪ ،‬ذو عينين زرقاوين‪ ،‬أشقر بسمات األوروبيين‪.‬‬ ‫لقد حصل على مبتغاه رغم معارضة والدا الفتاة‪ ،‬كان عليه أن ينتقل إلى بلجيكا ويبحث‪،‬‬ ‫عن كثب‪ ،‬عن سر هذه األسرة ومحيطها‪ ،‬ولكن ظروف العمل المضني لم تسمح له بالسفر‪ ،‬مما‬ ‫جعله يوافق مبدئيا‪ ،‬في انتظار ما يصله من أنباء من صديق له عن األسرة البلجيكية‪ ،‬انتظر‬ ‫سنة كاملة‪ ،‬وهذا خطأه سيتحمل وزره الحقا‪.‬‬ ‫أقام والد الفتاة حفال بهيجا حضره األحباب واألقارب واألصدقاء بقاعة لألعراس طريق‬ ‫(إيموزار) ناحية فاس‪ ،‬وهو غير راض عن هذه الزيجة إلى بلد الغربة‪.‬‬ ‫بعد قضاء الحفل‪ ،‬طار الشاب إلى مسقط رأسه وهيأ األوراق لزوجته لتلتحق به‪ ،‬مرت سنة‬ ‫كاملة وحضرت األسرة البلجيكية أرض الوطن‪ ،‬ونزلت بدار الفتاة لمعرفة مصدر ثراء األسرة‬ ‫وطرفا من ثرواتها تسيل اللعب لتعقبها والنيل لشيء منها‪.‬‬ ‫في السنة الثانية من الزواج‪ ،‬رزقت بابنتها الوحيدة (؟) وبعدها بسنة موالية‪ ،‬ولدها الذكر‬ ‫كانا سببا في سعادتها رغم ما تعانيه من شقء وقهر‪ ،‬وسلطة الحماة البلجيكية‪.‬‬ ‫تحملت الكثير من أشغال البيت‪ ،‬كنس وتنظيف وغسل األواني وتصبين مالبس للكل‪،‬‬ ‫زيادة على عملها بإحدى مبيعات المالبس في الساعة التاسعة إلى الخامسة مساء لتجد في‬ ‫انتظارها أشغال البيت‪ ،‬فالحماة في خدمة الجيران‪ ،‬وتحملت كل أنواع الضرب والشتم‪ ،‬ألنهم‬ ‫لم يجدوا مدخال إلى سبب ثراء األسرة‪ ،‬لم تشتك الزوجة الشابة‪ ،‬ولم تضجر‪ ،‬شكت أمرها إلى‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬أياما وشهورا وهي علي هذه الحياة الزرية‪.‬‬ ‫ويوما ما قست الطبيعة ببرد قارس وشتاء وثلوج غطت السيارات وسطوح المنازل‪ ،‬بعدما‬ ‫تناول العشاء الدسم‪ ،‬اختلق الزوج مناقشة حادة‪ ،‬ليخرجها من ا لبيت تبيت ليلتها خارجه‪ ،‬وربما‬ ‫تكون سببا في وفاتها‪ ،‬لكن اهلل ستر وأبقاها حية ترزق‪ ،‬وكان يجيبها هاتفها‪ ،‬اتصلت بصديق‬ ‫والدها وكان شريكان معه‪،‬و فأسرع الخطى لنجدتها‪ ،‬عرج بها إلى مخفر الشرطة ووضعت‬ ‫شكاية في الموضوع‪ ،‬ثم أخذها إلى بيته ونامت في حضن زوجته‪ ،‬وفي الصباح اتصل مكتب‬ ‫الشرطة أه وجد لها مكانا بدار األمهات‪ ،‬لكنها فضلت الرجوع إلى البيت تحسبا لولديها‪ ،‬ونست‬ ‫كل الضرب واإلهانة مما تضاعف معاداتها والئما خشيت على ضياع ابنها وبنتها من الغياب‬ ‫عن وروض األطفال‪ ،‬فهي التي تأخذهما رلى الروض صباحا وتعيدهما مساء أما الرجل ال يهمه‬ ‫شيء في تعلمها وحضانتها‪.‬‬

‫من شب على طبع لن يغيره‬

‫ظن الرجل أن رجوع الروجة إلى بيت الزوجية هي رضوخها ألوامره‪ ،‬فضاعف معاملته‬ ‫السيئة‪ ،‬واتخذ من عقاب الولد بإدخاله بيتا مظلما رغم خوف الصبي واستغاثته بأمه ومرة كاد‬ ‫يفصل يده عن كتفيه حين امتنع من الدخول إلى البيت المظلم‪ ،‬ولما عارضت تصرفه انهال‬ ‫عليها بالضرب وقال ‪« :‬ال أحب التملق والعصيان إن لم يطع أمري سأكسر عظامه»‪.‬‬ ‫وصباحا لما ضاق حالها‪ ،‬أخذت البنت والولد‪ ،‬وذهبت إلى مركز الشرطة القريب وطلب‬ ‫دخولها تحت الرعاية االجتماعية بدار األمهات بعدما أملت على الشرطة مضايقته لها والبنها‬ ‫لم يكمل سن الثالثة من العمر‪.‬‬ ‫إذ ذاك أخبرت والدها بالمغرب‪ ،‬مما جعله ينتقل على وجه السرعة‪ ،‬واكترى لها مسكنا‬ ‫بسويسرة‪ ،‬بدل بلجيكا‪ ،‬وطلب من أخيها العمل معه بالمتجر فلديها دراية بالبيع‪ ،‬ومالقات‬ ‫الزبائن‪ ،‬ثم رفعت شكاية إلى القضاء ورفعت طلبا بالطالق ومحاسبة على ما لها الذي اشترى به‬ ‫دراجة نارية وسيارة (نانسي) أحدث مديل‪ ،‬وهرب بمقابل بيعه الشقة ببلجيكا‪ ،‬وأخرج ما لديها‬ ‫من نقود بالبنك أله وكيل عنها في التصرف وأخذ معاشات الولدين‪ ،‬والزالت دعوة الطالق لدى‬ ‫المحكمة قائمة لمدة سنة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪986‬‬

‫األستاذ الصديق الروندة يروي فصوال من سيرته (‪)4‬‬ ‫تقديم وتنسيق‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫تقديم‬

‫بعد أن تابعنا مع األستاذ الصديق الروندة‪ ،‬في الحلقات‬ ‫الثالث التي انصرمت من هذه الفصول من السيرة‬ ‫العطرة‪ ،‬محطات الوالدة والنشأة والدراسة والتكوين‪ ،‬ثم‬ ‫العمل في ميدان التربية والتعليم‪ ،‬نتوقف في هذه الحلقة‬ ‫الرابعة واألخيرة من هذه الفصول عند محطة مثيرة من‬ ‫المحطات التي مرّ بها فضيلة األستاذ الصديق‪ ،‬الذي‬ ‫نتوجه إليه بجزيل الشكر واالمتنان على فتح أبواب بيته‬ ‫من أجل إنجاز هذه الحلقات‪ ..‬وأخيرا وليس آخرا‪ ،‬نأمل أن‬ ‫نواصل العمل على فصول هذه السيرة‪ ،‬من أجل أن تخرج‬ ‫قريبا في كتاب مستقل بحول اهلل وقوته‪.‬‬ ‫يواصل األستاذ محمد الصديق الروندة ذكرياته الغنية والمثيرة‪ ،‬في‬ ‫هذه الحلقة الرابعة واألخيرة‪ ،‬قائال‪« :‬أما عن ذكرياتي في مجال اإلدارة لما‬ ‫كنت كاتبا عاما لرابطة علماء المغرب‪ ،‬فالحقيقة أنه لم يدر ببالي أو يخطر‬ ‫بخلدي أن أنتسب إليها‪ ،‬فباألحرى أن أعمل بها؛ غير أن األقدار شاءت أن‬ ‫تنظم جمعية رباط الفتح التي كنت عضوا في لجنتها الثقافية حفال تكريميا‬ ‫للمناضل الكبير الشيخ الجليل محمد المكي الناصري (‪ 24‬شوال ‪1324‬‬ ‫هجرية ‪ 11‬دجنبر ‪ 1906‬ميالدية ‪ 29 /‬ذي القعدة ‪ 1414‬هجرية الموافق‬ ‫‪ 10‬ماي ‪ .)1994‬وبما أنني كنت الساهر على التنظيم ومشاركا في الوقت‬ ‫نفسه بكلمة في الموضوع مما قد يكون أثار الشيخ المكرم‪ ،‬فعرض عليّ ـ‬ ‫وهو يعمل على تأسيس وتنظيم مكتب الرابطة التي عين أمينا لها بعد وفاة‬ ‫مؤسسها وأمينها العام السابق الراحل عبد اهلل كنون ـ العمل بجانبه في‬ ‫إدارة مكتب الرابطة‪ ،‬فلم يسعني إال القبول إذ كان الجانب الثقافي يشدني‬ ‫والعمل فيه يجذبني ويصقل أفكاري ويستجيب لتوجهاتي‪ .‬وهكذا أصبحت‬ ‫بين عشية وضحاها كاتبا عاما مكلفا بتسيير إدارة رابطة علماء المغرب‪،‬‬ ‫ثم جرى بعدها تعيين رئيسيْ تحرير كل من مجلة وصحيفة الرابطة؛ وهو‬ ‫ما دفعني إلى التطلع إلى الكتابة فيهما‪ ،‬غير أنه أحيانا تجري الرياح بما ال‬ ‫تشتهي السفن!‪.‬‬ ‫ذات يوم‪ ،‬وبينما كنت غارقا في عملي ّ‬ ‫رن جرس التليفون‪ ،‬فإذا بصوت‬ ‫األمين العام‪ ،‬الذي كان يدير األعمال من منزله تاركا مكتبه بالمقر لرئيس‬ ‫تحرير المجلة‪ ،‬يطلبني للحضور لديه حاال‪ ..‬دخلت وسلمت وجلست‪ ،‬فالحظت‬ ‫بوادر االنفعال بادية على وجهه‪ ،‬سلمني العدد األخير من المجلة الذي‬ ‫أرجعته المطبعة بعد رقنه‪ ،‬لتصحيحه ووضع اللمسات األخيرة عليه مع إذن‬ ‫األمين العام بطبعه‪ .‬أعلن لي األمين العام عند عدم رضاه على التصحيح‬ ‫األول الذي قام به رئيس التحرير‪ ،‬وأمرني بأن أقوم من جديد العمل نفسه‪،‬‬ ‫فلم يسعني إال االمتثال ألمره‪ ،‬فكلنا نعمل بتوجيهاته وننفذ تعلمياته‪ ،‬على‬ ‫الرغم من قناعتي بأن بالتنفيذ سيثير حفيظة المصحح الرسمي الذي أكن‬ ‫له االحترام؛ لكن قلت في نفسي‪ :‬من أين له أن يعرف بأني أنا الذي قمت‬ ‫بالتصحيح ما دمنا االثنين اللذين يعلمانه؟‪! ‬‬ ‫في المساء لما التحقت بالمكتب وأغلقت علي بابه‪ ،‬متحاشيا أن أرى‬ ‫أحدا أو أكلمه مخافة أن يحدث ما لم يكن في الحسبان إذا بالتليفون يرن‪..‬‬ ‫إنه األمين العام يستقدمني لمنزله‪ ..‬استقبلني ببشاشته المعهودة منوها‬ ‫بالعمل الذي أنجزته في ليلة بينما يستمر القيام به ستة أشهر حسب ورود‬ ‫البحوث؛ ألن مجلة «اإلحياء» كانتا تصدر مرتين في السنة‪ ،‬أي على رأس‬ ‫كل ستة أشهر‪ ! ‬أي بمعدل مراجعة وتصحيح ورقة واحدة في اليوم‪ ! ‬اقتراح‬ ‫عليّ األمين العام أن أقوم من اآلن فصاعدا بإلقاء نظرة فاحصة وأخيرة على‬ ‫كل عدد يصدر قبل إرجاعه إلى المطبعة‪ ..‬اعتذرت له بأن عملي إداري‪ ،‬ومن‬ ‫الواجب أن يبقى السالم سائدا بين هيئة العاملين في مقر إدارة الرابطة‪،‬‬ ‫اقتنع على مضض‪ ،‬ودّعته وانصرفت‪..‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬ال أعرف كيف علم رئيس التحرير بما وقع‪ ،‬فاعتبرني تجاوزت‬ ‫اختصاصاتي واعتديت على اختصاصاته‪ ،‬وشكاني إلى األمين العام متجاهال‬ ‫الحقيقة وأنه اآلمر بما وقع‪ ،‬وشجعه على ذلك أن األمين العام تحاشى‬ ‫مواجهته بالنقص الذي يعتري عمله‪ ،‬خصوصا أن المجلة تحتوي بحوثا من‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫األستاذ الصديق الروندة يتحدث‬ ‫إلى الباحث عبد اهلل بديع‬ ‫كبار العلماء وجهة إلى الطبقة المثقفة في المغرب وخارجه؛ وهذا استمرت‬ ‫عالقتي به في توتر وفتور وبرودة وفتور‪..‬‬ ‫ومثل ما وقع مع رئيس تحرير المجلة في عهد المرحوم الشيخ محمد‬ ‫المكي الناصري وقع بعدها مع رئيس تحرير الصحيفة «ميثاق الرابطة» إبان‬ ‫تولي األمانة العامة المرحوم الحاج أحمد بنشقرون؛ ذلك أنه من الصدف‬ ‫أني ذات يوم رافقت سائق سيارة الرابطة المكلف بأخذ نسخ العدد الجديد‬ ‫من المطبعة وتسليمه إلى الشركة المكلفة بالتوزيع‪ ،‬تاريخه ‪ 3‬ذي القعدة‬ ‫‪ 1417‬هجرية ‪ 13‬مارس ‪ 1997‬الحامل لرقم ‪ .771‬دفعني حب االستطالع‬ ‫إلى إلقاء نظرة على عناوين العدد المذكور من الصحيفة‪ ،‬فإذا بي أفاجأ‬ ‫بمقال لرئيس تحريره في آخر صفحاتها عنوانه‪« :‬موقف امرأة من قضايا‬ ‫العرب والمسلمين»‪ ..‬يقصد بها وزيرة خارجية أمريكا وممثلتها في هيئة‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬تصفحت المقال فإذا بكاتبه يصفها بأوصاف تسيء إلى‬ ‫سمعتها‪ ،‬وينعتها بنعوت تمس كرامتها وكرامة البلد الذي تمثله‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫«أنها تنتسب إلى أسرة صهيونية تشيكوسلوفاكية‪ ،‬وأنه ال يعلم هل تقوم‬ ‫بأداء شعائرها الدينية على أساس معتقدها األصلي أم تتردد على الكنيسة‪،‬‬ ‫وأن زوجها لم يطق العيش معها مما حذا به إلى مغادرة بيت الزوجية سرا‪....‬‬ ‫«‪ ،‬ويصفها في إحدى جوالتها بآسيا‪« :‬وقد ارتدت السواد من الثياب‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها قبعة أشبه ما تكون بقبعات ممثلي أفالم «ويسترن» وال ينقصها إال‬ ‫حمل مسدس‪ ،‬وفي جولتها المذكورة كانت ال تكف عن إطالق التصريحات‬ ‫القاسية»‪ ،‬ويضيف‪« :‬بأنها تفتقد اللياقة في التعامل والرصانة في القول»‪،‬‬ ‫ويتساءل‪« :‬كيف يعهد إلى هذه المرأة أكبر منصب وأخطر مسؤولية؟»‪.‬‬ ‫لما تمعنت في محتوى المقال تيقنت أنه ليس في صالح صاحبه وال في‬ ‫صالح الرابطة وليدة القصر الملكي والممولة من ميزانيته والعاملة تحت‬ ‫رعايته ولصالح‪ ،‬في وقت كان فيه المغرب ـ ملكا وحكومة وشعباـ يناضل في‬ ‫جميع الجبهات إلثبات حقه المشروع في الصحراء وقائد المسيرة الخضراء‬

‫صامد يصد الهجمات ويسد الثغرات‪ ،‬ويعمل على إحباط الدسائس وإفشال‬ ‫المؤمرات التي يحوكها جار الحقد والغدر ويدبرها في العلن والخفاء من ال‬ ‫يعترف بالمساندة القوية والتضحيات الجسيمة التي قام بها المغرب قصد‬ ‫استعادة كرامته وحصوله على حريته واستقالله‪..‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن فشل مطلبنا بالصحراء وانهزامنا بعد المسيرة‬ ‫الخضراء ـ ال قدر اهلل ـ سيكون ضربة قاضية تزعزع أركان الحكم وتوهن‬ ‫قواعده‪ ،‬مع العلم أن سياسة الملك كانت تعتمد ـ ولو ظاهرا على الصداقة‬ ‫العريقة التي تربط المغرب بأمريكا‪ ،‬وتستقوي بها على الجار الجحود الغادر‬ ‫الذي تناسى لغروره وجهله وسذاجته‪ ،‬وقصر نظر حكامه وعدم معرفتهم‬ ‫بالقواعد واألصول التي تبنى عليها العالقات مع الدول‪ ! ‬وأن كسب موادة‬ ‫الجار وصداقته أقوى من كل ما يقدر وأمتن من كل قوة تجهز وتحضر‪،‬‬ ‫وأضمن للسالمة حاضرا ومستقبال‪ ،‬خصوصا إذا كانت أياديه البيضاء تعد‬ ‫وال تحصى عليك‪..‬‬ ‫لما أخبرت األمين العام بما ورد في الصحيفة أمر بحجزها واالحتفاظ‬ ‫بها وعدم توزيعها في المكتبات واألكشاك؛ غير أن صاحب المقال لما علم‬ ‫باإلجراء المتخذ وبأني السبب في اتخاذه واجهني ـ سامحه اهلل وعفا عنه‬ ‫ـ بإعالن غضبه عليّ‪ ،‬ولم يقتنع بأني قمت بما قمت به لمصلحته أوال‪،‬‬ ‫ولمصلحة الرابطة ثانيا‪ ،‬ولمصلحة الوطن أخيرا؛ بل استشاط غضبا وأنحى‬ ‫عليّ باللوم ونابي الكالم‪.‬‬ ‫قابلت شططه ــ عوض المواجهة ـ بالصمت واإلعراض‪ ،‬واحتفظت ـ‬ ‫توثيقا ـ بنسخة من هذا العدد من الصحيفة للتاريخ وكشهادة على ما يلقاه‬ ‫ذو النوايا الطيبة من تنكر للعمل الذي أسداه وعداوة لشخصه ولما أبداه‪،‬‬ ‫وصدق اهلل العظيم‪« :‬ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون»‪( .‬الزمر‪:‬‬ ‫‪.)31‬‬

‫المستهترون في ذكر اهلل ‪.‬‬

‫ثلة من عباد اهلل‪ ،‬شغلوا قلوبهم بالذكر‪ ،‬وألسنتهم بالشكر‪ ،‬وعقولهم بالفكر‪.‬‬ ‫نزهوا الفكر عن ما سوى محبوبهم وبارئهم اهلل‪ ،‬واشتغلوا باهلل عن غيره‪ ،‬فما حجبوا‬ ‫عنه‪ ،‬مذ سجدوا ما رفعوا‪ ،‬ومذ وصلوا ما رجعوا‪ ،‬أولئك هم القوم ال يشقى جليسهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬من جالسهم غفر له‪ ،‬لحق من نظر في وجه المغفور له غفر له‪ ،‬ومن جانسهم قرّب‬ ‫من حضرة الحق جل جالله‪.‬‬ ‫‪ ‬هاموا في اهلل‪ ،‬وغابوا عن ما سواه‪ ،‬فهم في كل لمحة ولحظة يستمتعون بلذة من‬ ‫لذات الحضرة‪ ،‬ومقـــام من المقامــات‪ ،‬حتى يكون قلــب الواحد منهم قـــاب قوسين أو‬ ‫أدنى‪.‬‬ ‫‪ ‬تلك القلوب الطاهرة‪ ،‬خلت من كل األغيار‪ ،‬وارتقت في سلم المقامات‪ ،‬حتى حُجبت عن‬ ‫السوى‪ ،‬ولم تطع الهوى‪ ،‬فكانت محل التنزل اإللهي‪ ،‬الرحماتي‪ ،‬وموضع نظر الحق جل في‬ ‫عاله‪ ،‬لحق أن اهلل تبارك وتقدس لم تسعه ال أرضه وال سماؤه‪ ،‬ووسعه قلب عبده المؤمن‪.‬‬ ‫‪ ‬هؤالء الخُ ّلص من مقربي عباد اهلل‪ ،‬أنفاسهم ما بين تسبيح أو تحميد أو تهليل أو‬ ‫تكبير هلل جل في عاله‪ ،‬زهدوا في طعام يومهم تقربا وصياما هلل‪ ،‬حيث أدركوا أنها العبادة‬ ‫الوحيدة التي اختص اهلل بها نفسه ليجازي كل متقرب بها على خاصة حالته‪ ،‬وزهدوا أيضا‬

‫(انتهى)‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫في نوم ليلهم قربة ووصاال بحضرة الحق جل في عاله‪ ،‬فآثروا القيام بين يديه‪ ،‬وتالوة‬ ‫كتابة‪ ،‬على نوم وسبات يريح الجسد ويتعب الروح ‪..‬‬ ‫‪ ‬وحتى إن ناموا على ذكر وشكر وفكر له وفيه جل جالله‪ ،‬باتت قلوبهم في رحاب‬ ‫محرابه ذاكرة ‪ ،‬إذ الذاكر الحق‪ ،‬تنام عينه وال ينام قلبه‪ ،‬اقتاباسا من المقام النبوي تنام‬ ‫عيني وال ينام قلبي‪ ،‬وذا المقام يسمى عند أهل اهلل بمقام ذكر سر السر‪.‬‬ ‫‪ ‬الذاكرون على اختالف مقاماتهم وأحوالهم ولغات تواصلهم مع مذكورهم‪ ،‬ال يختلف‬ ‫مقصدهم ونيتهم‪ ،‬فكلهم هلل قد أعلن توجهه‪ ،‬وجميعهم على الذكر قصد مراده‪ ،‬وعلى اهلل‬ ‫قصد السبيل‪ ،‬وهم السابقون السابقون‪ ،‬فهم المقربون‪ ،‬وهم الثلة الخلص‪ ،‬هم المفرّدون‬ ‫السابقين‪ ،‬الذاكرين اهلل كثيرا (كثيرا) والذاكرات ‪..‬‬ ‫‪ ‬شاركوا المأل األعلى في عبادته‪ ،‬هناك حيث ما من موضع إال ومالك قائم أو ساجد‬ ‫يذكر ربه‪ ،‬كل بذكر مخصوص‪ ،‬من تسبيح أو تحميد أو نحو ذلك‪ ،‬منهم الصافون ومنهم‬ ‫المسبحون‪ ،‬يذكرون اهلل كثيرا‪ ،‬ليال ونهارا‪ ،‬ال يفترون‪.‬‬ ‫‪ ‬وختما‪ ،‬اللهم قربنا منهم‪ ،‬وارزقنا بحق جاههم عندك‪ ،‬قربا ووصال واتصاال سرمديا‪ ،‬ال‬ ‫ينقطع بحضرتك‪ ،‬ياذا الجالل واإلكرام‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫البوح بين الزمان والمكان في قصة‬ ‫«ظالل وخلجان» للقاصة المغربية ربيعة ريحان‬ ‫« ظالل وخلجان « أول مجموعة قصصية للقاصة المغربية ربيعة ريحان عام ‪ 1994‬م‪ ،‬وتعد الكاتبة أحد األصوات‬ ‫اإلبداعية النسائية البارزة في المشهد األدبي المغربي‪ ،‬حيث استطاعت في بداية مسارها اإلبداعي أن تلفت األنظار‬ ‫إلى أعمالها‪ ،‬على من رغم حداثة عهدها بالكتابة‪ ،‬من خالل مجموعتها «ظالل وخلجان»‪ ،‬وأن تجد لها مكانا بين باقي‬ ‫القاصات المغربيات المعاصرات‪.‬‬ ‫أحرزت الكاتبة بمجموعاتها هذه‪ ،‬على شهادة ميالدها كمبدعة في المجال القصصي ‪ ،‬من قبل الكاتب السوري‬ ‫المعروف «حنا منا»‪ ،‬الذي وصفها بالكاتبة المبدعة‪ ،‬و لعل هذا ما أثار حماسي لقراءة المجموعة‪ ،‬فعزمت الغوص في‬ ‫ثناياها السردية‪ ،‬بحثا عن أصداف مكنوناتها‪ ،‬وسيرورات أحداثها‪ ،‬وبناء وقائعها‪ ،‬ساعية إلى ذلك من الظاهرة ( فينومينا)‬ ‫إلى الشيء في ذاته ( النومينا) أي من الخارج الى الباطن‪.‬‬ ‫‪ - 1‬في العنوان والغالف‬ ‫«ظالل وخلجان»‪ ،‬مركب اسمي من وحدتين دالليتين‪« ،‬الظالل» جمع «ظل» بالكسر‪ ،‬وقيل هو الضوء الثاني وهو‬ ‫الحاصل من مقابلة المضيء بغيره‪ ،‬وقيل هو الضوء الثاني الحاصل من مقابلة الهواء المضيء‪ ،‬ثم للظل مراتب كثيرة‬ ‫متفاوتة بالشد والضعف‪ ،‬وطرفاه النور والظلمة‪ ،‬وهو داللة إيحائية على وجود الشمس أو النور الذي ينعكس معه الظل‬ ‫فيوحي بتواجد كثرة الضوء وقوته‪ ،‬ومن زاوية أخرى‪ ،‬هو الظل والفيء في وسط الحر‪ ،‬أي داللة على الراحة و االسترخاء‪.‬‬ ‫‪ ‬الخلجان‪ :‬جمع خليج وهو امتداد من الماء متوغل في اليابس‪ ،‬وهو أثار على وجود الماء‪ ،‬الذي هو أساس الحياة‪،‬‬ ‫والواو التي تربط الوحدتين‪ ،‬أداة» العطف» تكثف داللة حركة الطبيعة‪ ،‬وما يمكن أن توحي به للمتلقي‪ ،‬من أجل‬ ‫اكتشاف الرؤية التخيلية للمؤلفة‪.‬‬ ‫العنوان «ظالل وخلجان» بوظيفته الفنية ‪ ،‬يمثل مدخال جماليا‪ ،‬يمهد لسمة شاعرية التي تحكم هذه المجموعة‪،‬‬ ‫وتسري في مفاصلها‪ ،‬وتؤكد على اختيار الكاتبة لعدتها البنائية لقصص المجموعة‪ ،‬فكلمة ظالل أصغر حجما من كلمة‬ ‫خلجان‪ ،‬وهي إشارة دالة على وجود األمل والنور والحياة‪ ،‬ضمن المجموعة القصصية النابضة بالفعل الوجودي لإلنسان‪،‬‬ ‫أما خلفية العنوان‪ ،‬فتكسوه صفحة مقسمة إلى قسمين‪ ،‬قسم عن اليمين أبيض اللون يمثل مجموعة من األوراق بيضاء‬ ‫مرتبة‪ ،‬يعلوها اسم الكاتبة ربيعة ريحان‪ ،‬والقسم االخر عن الشمال‪ ،‬رمادي اللون تظهر كف معلقة في الهواء تسحب‬ ‫ورقة من تلك األوراق المرتبة‪ ،‬وهذه الخلفية الرمادية تجعل الصورة في كليتها ترمز إلى الضبابية وغموض األقدار‪،‬‬ ‫والحزن‪ ،‬وهي كلها قضايا تالحق اإلنسان‪ .‬والمجموعة القصصية هي تلك الورقة التي قامت الكف بسحبها من مجموع‬ ‫الكتابات االبداعية التي تعدها المبدعة المغربية ربيعة‬ ‫ريحان ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عتبة المدخل ‪:‬‬ ‫«عندما مر ظلها الذي يسبقها فوق الخلجان‬ ‫الرملية الصغيرة » ‪ ،‬انطلقت القاصة بهذه الجملة‬ ‫الحاملة لمعاني كثيرة لتواجد الكلمتين معا «الظل‬ ‫والخلجان»‪ ،‬و»الهاء» الضمير الذي سيصاحبنا طيلة‬ ‫القصة‪ ،‬المليئة باالنزياحات والحركة‪ ،‬مع هيمنة‬ ‫المكان والزمان‪ ،‬بحضورهما المكثف في جميع قصص‬ ‫المجموعة‪ ،‬وشارعت القاصة في انتقائها الدقيق‬ ‫لعناوين مجاميعها القصصية (كالم ناقص – مطر‬ ‫المساء –أجنحة الحكي – شرخ الكالم – مشارف التيه –‬ ‫بعض من جنون ‪ ،)..‬كعتبات دالة تختزل حرصها على‬ ‫رصد المكامن الخفية‪ ،‬واألغوار الدفينة‪ ،‬و المجموعة‬ ‫القصصية األولى(ظالل وخلجان)‪ ،‬أبانت عن مدى‬ ‫الثراء اللغوي الذي تتميز به من تعبيرات عميقة باذخة‬ ‫باإليحاءات‪ ،‬وتكشف عن التباس دالالت المعاناة‪..‬‬ ‫والحزن‪ ..‬والقهر‪ ..‬الطفولة‪ ..‬والجسد‪ ..‬والمرأة‪..‬‬ ‫والرجل‪ ..‬والتحرر‪ ..‬والعالم الهامشي والزمن والمكان‪.‬‬ ‫‪ - 3‬زمكانية البوح في المجموعة القصصية ‪:‬‬ ‫‪ – 1-3‬في الزمن ‪:‬‬ ‫خالل طوافنا في مدارات المجموعة القصصية‬ ‫أفقيا وعموديا‪ ،‬على مستوى مختلف بنياته وأنساقه‬ ‫السردية؛ ونحن نحاول االمساك بعضا من حدوده‬ ‫الثاوية‪ ،‬التي استطاعت القاصة أن تعتمد عنصرا الزمان والمكان كركيزة أساسية في عمليتها السردية كما سنرى‪.‬‬ ‫يجد القارئ لهذه المجموعة في بنياتها اللغوية‪ ،‬والسرديةـ وفضاءاتها الزمكانية‪ ،‬لغة فنية‪ /‬شاعرية تلمح أكثر مما‬ ‫تصرح‪ ..‬والمؤلفة توظف العالمات ونخص تحديدا‪« ،‬الزمن»‪ ،‬الذي يعني ساعات الليل والنهار‪ ،‬كما قال عنه الرازي»أنه‬ ‫كالحركة له معنيان‪ :‬أحدهما أمر موجود في الخارج غير منقسم‪ ،‬وهو مطابق للحركة‪ ،‬بمعنى الكون في الوسط أي بين‬ ‫المبدأ والمنتهى‪ ،‬وثانيهما أمر متوهم ال وجود له في الخارج»‪ ،‬وتعددت تعريفات الزمان بين الفالسفة‪ ،‬والمفكرين‪ ،‬إال‬ ‫أن النقاد كادوا يجتمعون على أنه مجرد حقيقة سائلة‪ ،‬ال تظهر إال من خالل مفعولها على الشخصيات»‪.‬‬ ‫وفي «المادة الحكائية يحمل زمن الخطاب‪ ،‬بتجليات تزمين زمن القصة وتمفصالته‪ ،‬وفق منظور خطابي متميز‪،‬‬ ‫وعرفه هيدغر بأنه «المعدود الذي ينكشف في المتابعة التي تعد العقارب المتنقلة وتستحضرها ‪ ،‬وهو نفس التعريف‬ ‫الذي أعطاه أريسطو‪ ،‬للزمان بكونه المعدود في الحركة التي تعرض في أفق السابق والالحق»‬ ‫يقوم كل من الزمان‪ ،‬والمكان في المجموعة بوظيفة دينامية كوحدة متصلة لخدمة السرد‪ ،‬حيث اقتدرت الكاتبة‬ ‫أن تروضهما طوع إرادتها‪ ،‬حيث تقول « تسمع صوته العميق مبادرا باقتراحه المسائي‪ ،‬تتخيل وقفته‪ ،‬ويده اليسرى‬ ‫على البكرة‪ ،‬والذراع اليمنى مرفوعة لألعلى‪ ،‬والكف الكبيرة القوية مبسوطة‪ ،‬تنظر إلى لوح الباب العريض‪ ،‬وإلى الشق‬ ‫األسفل‪ ،‬ظل خفيف ينعكس على األرضية تلك قدماه متباعدتان‪ ،‬ينقر بأصابعه تسمع الطرق‪ ،‬يتهيأ قلبها للخفقان‪،‬‬ ‫تفتح الباب بعد إلحاحه العجول‪ ،‬قامته الفرهاء تسد الفراغ‪ ،‬تلمح القلق والشوق في ظل عينيه الحزينتين‪ ،‬تبادله النظر‪،‬‬ ‫تشدها الغضون العميقة‪ ،‬ملمح مدمن نبيل أول مسهد يمضيان معا في ظلمة الظالل التي خالطتها صفرة االنوار»‪،‬‬ ‫والمقطع يستدعي التوقف لكي نستحضر الزمان‪ ،‬الذي يقدمه بنيفست في مفهومين مختلفين‪ :‬من جهة الزمان‬ ‫الفيزيائي للعالم ‪ ،‬وهو خطي ال متناه ‪ ،‬وله مطابقته عند االنسان ‪ ،‬وهو المدة المتغيرة‪ ،‬وهو الذي يقيسه كل فرد‬ ‫حسب هواه وأحاسيسه وإيقاعات حياته الداخلية ‪ .‬وهناك من جهة ثانية الزمان الحدثي (‪ )temps crenique‬وهو‬ ‫زمن االحداث الذي يغطي حياتنا كمتتالية من األحداث ‪،‬وهو الحاضر زمن تواجد الساردة‪ ،‬في زمن السرد المتحرر من‬ ‫جمود القيم الواقعية‪ ،‬وفي ذلك تكمن إحدى أهم أسرار وجماليات القص وسحره عند ربيعة ريحان‪ ،‬فهي تكسر رتابة‬ ‫التتابع الممل لمسيرة الزمان وبطئه وتسويفه‪ ،‬بإعطاء سيرورة غامضة لألحداث ‪ ..‬مفتوحة على تأويالت متعددة حسب‬ ‫الدرجة الجمالية للمتلقي‪.‬‬ ‫تستعين الكاتبة في سرد االحداث على حدود الزمان المروي في سرد أفعالها وخطاباتها الداخلية‪ ،‬فضال عن ذلك‪،‬‬ ‫كانت تجربتها الزمنية توضع مقابل تجربة الشخصية الثانية المصاحبة لها في القصة‪ ،‬فتكون هي الرهان في اللعبة مع‬ ‫الزمان‪ ،‬وهذا ما نلمسه في نصها « يجيئني‪ ،‬كل مرة أقرأ في عينيه سؤاال عن آخر المرحلة‪ ،‬يطرق الباب طرقات خفيفة‬ ‫في البداية‪ ،‬ينقر بأصابعه‪ ،‬أسمع الطرق‪ ،‬أرفع عيني نحو مجاز الحجرة وأواصل اتصفح أوراق الكتاب الالمعة تحت ضوء‬ ‫المصباح األبيض الخافت»‪ ،‬من خالل هذا االستدعاء‪ ،‬يتمدد الزمان عند القاصة‪ ،‬وهو الذي قال عنه أريسطو « ليس‬ ‫الزمن بذاته شيئا وال وجود له إال بالنسبة لألحداث التي تجري فيه «‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫�أمينة الطنجي‬

‫‪ – 2-3‬في المكان‪:‬‬ ‫يمثل المكان في المجموعة «الركن الذي ينسحب االنسان إليه‪ ،‬ورغم ضحالة هذا التعبير‪ ،‬فهو يحوي صورا عديدة‪،‬‬ ‫بعضها قد يكون نشأ منذ العصور البالغة القدم‪ ،‬إنها صور ذات سيكولوجية بدائية‪ ،‬لهذا يظل الحال أنه كلما كانت‬ ‫الصورة أكثر بساطة‪ ،‬اتسع الحلم «وهو ما ِّ‬ ‫يجليه هذا الوصف «فإذا وصل قمة التل‪ ،‬التفت الى البحر وراءه‪ ،‬فتبدو المنارة‬ ‫مجللة بحمرة الشفق‪ ،‬ويبدو شريط الزبد األبيض حدا فاصال بين الرمل والماء‪ ،‬وفي أقصى األفق يخيم ضباب رقيق على‬ ‫هياكل البواخر‪ ،‬فتبدو مجرد ظالل هندسية في لوحة بديعة‪ ،‬حين يتبدى له كل ذلك‪ ،‬تتضارب في نفسه مشاعر الحنين‬ ‫من جديد‪ ،‬وتهتز أعماقه أسى وحسرة‪ ،‬ثم ال يلبث أن يواصل السير بصبر وأناة عبر تلك المنعرجات‪ ،‬وذهنه ال يزال‬ ‫مشدودا لمشهد البحر ساعة الغروب» ‪ ،‬لقد عبرت الكاتبة عن المكان في المجموعة‪« ،‬كعنصر مكون للصورة الفنية‪،‬‬ ‫باعتباره هو ذلك المكان األليف {‪ -‬البيت – المدينة – البحر – السوق – الجبل ‪-‬الطريق – مكان العمل –‪}...‬الذي فيه‬ ‫تولد وتمارس أحالم اليقظة التي تتشكل في الخيال»‪ ،‬فالمكان عند ربيعة ريحان يكتسب مالمح نفسية جديدة‪ ،‬متآلف‬ ‫مع حلمها المخبوء وتفاصيل عالمها‪ ،‬وهنا يمكن أن نستحضر مقولة باشالر عن المكان «هو ذلك الركن الذي يحقق لنا‬ ‫أمرا نقدره عاليا‪ ،‬السكون‪ ،‬وهو الركن المجاور لسكونيتي‪ ،‬إنه وعي كوننا في حالة سالم‪ ،‬وهو إحساس يشع سكونية»‪،‬‬ ‫ولذلك فالمكان عند القاصة يكتسب مالمح نفسية جديدة ‪.‬‬ ‫يشكل المكان في المجموعة القصصية « ظالل وخلجان « العالمة الدالة على مرور الوقائع اليومية‪ ،‬يطغى عليها‬ ‫صفة االنتظام؛ فالعمل األدبي حين يفتقد المكانية فهو يفقد خصوصيته وبالتالي أصالته‪ ،‬وهو في الخطاب القصصي‬ ‫يشكل المادة الجوهرية للخطاب‪ ،‬إلى جانب المكون الزمني؛ إذ أي إقصاء لهما إنما هو إلغاء لهوية من هويات هذا‬ ‫الخطاب‪.‬‬ ‫‪ : 3-3‬البوح في المجموعة‬ ‫تنطلق القاصة من ضفاف أنثى‪ ،‬لتجول عبر الشواطئ‪ ،‬والطرقات‪ ،‬واألسواق‪ ،‬ثم تعود لتحط في األخير‪ ،‬بميناء أنثى‪.‬‬ ‫وهذا يبدو واضحا في قصة «ظالل وخلجان «وهو العنوان الذي سميت به المجموعة‪ ،‬ونقرأ في هذا النص «انتظرته‬ ‫طويال‪ ،‬غزلت في برودة الليالي فتائل الوحدة المديدة ‪ ،‬استمسكت بالصبر واألحالم‪ ،‬لكنه ظل بعيدا‪ ،‬ضائعا في ضفاف‬ ‫التيه السحيقة‪ .‬قال إنه ذاهب وسيأتي ورأته يرحل مع الشمس‪ ،‬مأخوذا بوهج بريق جاذب‪ ،‬لكنه أبدا لم يأت‪ ..‬وظلت هي‬ ‫تنتظر على أبواب البحر‪ ،‬الرجل الذي دوى رأسه هنا بانفجارات مكتومة ترمد‪ ،‬ذهب من فرط لوعته يطرق باب المجهول‪،‬‬ ‫لكن العالم المخدر الغريب جعله ينسى‪ ،‬وأومأ لها من‬ ‫هنا منذرا بالهجران‪ ،‬حاسما ‪ ،‬مدمرا كل بارقة أمل »‪،‬‬ ‫فمغادر الحبيب الى مكان مجهول واحساس الساردة‬ ‫بالوحشة وهي تنتظره‪ ،‬مكن القاصة من إعطائها‬ ‫كل لحظة قوية وكل مشهد إطارا زمكانيا‪« ،‬ذلك‬ ‫أن الكاتب أكثر تنبها الى العالقات التي توجد بين‬ ‫الشخوص التي يبدعها‪ ،‬والعالم الروائي الذي يحيط‬ ‫بهم‪ ،‬فهو يقيم الديكور الذي يتحرك أبطاله داخله‪،‬‬ ‫لكي يتيح للقارئ أن يراهم رؤية جيدة»‪ ،‬وعند ربيعة‬ ‫ريحان يمتزج تفاعل الجسد والروح ليتشكل نصها‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬من أجل إيصال الى القارئ كل ما تريد‪.‬‬ ‫افتتحت الكاتبة مجموعاتها « ظالل وخلجان «‬ ‫بتأمالت ونبرات حسية تطغى عليها تيمة البوح‪ ،‬فهي‬ ‫التي تريد أن تنطلق وتحلق‪ ،‬باحثة عن حلم جميل‬ ‫وبعيد؛ لكنه موجود في مكان ما‪ ،‬وزمان ما‪ ،‬وعلى‬ ‫إيحائهما شيدت عالمها القصصي‪ ،‬الذي يحمل حكاياه‬ ‫صوت اإلنسانية الممثل في األنثى‪ ،‬ورصدها لقضايا‬ ‫اجتماعية مختلفة‪ ،‬تشهد بها عناوين المجموعة التي‬ ‫تشير إلى دورات الحياة المتنوعة‪ ،‬بأفراحها وأحزانها‪،‬‬ ‫ومسراتها ومعاناتها‪ ،‬وتقلبات الحالة النفسية‬ ‫واالجتماعية لإلنسان السوي‪ ،‬وغير السوي‪ ،‬ولكنها‬ ‫في كل الحاالت تشير إلى شخصيات متطورة ومتحولة‬ ‫تنتقل من حال إلى حال‪.‬‬ ‫تحمل المجموعة القصصية صورا داللية على ما‬ ‫تحمله األنثى من ترسبات تتراكم عبر فصول أعمارها‪،‬‬ ‫فكان البوح متنفسها الوحيد الذي عبرت من خالله عن رغبتها في االنطالق والتحليق؛ حين صرخت على لسان الساردة‬ ‫« أرفض ترمد أرفض االنحدار إلى المهاوي الساحقة‪ ،» ...‬وعبر مستويات التمرد‪ ،‬والثورة‪ ،‬تفتقت هذه التجارب‪ ،‬وشقت‬ ‫طريقها وانفتحت الكاتبة على قضايا اجتماعية معينة معتمدة في ذلك على جرأة واضحة؛ لتكتب عن الرجل والمرأة‪،‬‬ ‫وتحكي عن همومهما النفسية والعاطفية‪ ،‬هموم الرغبة والتجاهل ‪ ،‬الحب والكتمان‪ ،‬الميل و استنكاف‪ ،‬وهموم الذات‬ ‫المجروحة بحصار الكبت االجتماعي والحصار النفسي مما يجعل منها ‪-‬في نظرنا – منخرطة في درب طويل بسراديب‬ ‫مختلفة‪ ،‬سارت في إحداها المصرية نوال السعداوي« كان نائما على جنبه األيسر ‪ ،‬ظهره ناحية الحائط وجهه ناحيتي‪،‬‬ ‫التاريخ فوق الحائط يشير الى عام ‪ ، 1956‬قشعريرة باردة تزحف الى جسدي‪ ،‬ذاكرتي تعود الى السطح بالتدريج‪ ،‬اخرج‬ ‫من بطن األرض جزءا جزءا‪ ،‬أصحو فوق شيء يهتز ‪ ،‬جفوني ثقيلة‪ ،‬أفتحها بصعوبة التاريخ فوق الحائط ثابت عند عام‬ ‫‪ ،1956‬النافدة مفتوحة بدون زجاج وال شيش‪ ،‬الهواء البارد ينفذ الى جسدي‪ ،‬وأنا راقدة فوق ظهري‪ ،‬أسناني تصطك‬ ‫ارتجف بالحمى‪ ،‬في حلقي غصة وفي انفي رائحة دم‪ ،‬عيناي تدوران فوق الجدران‪ ،‬المكان غريب لم أراه من قبل‪ ،‬الحائط‬ ‫بال طالء لونه أسود تعلوه بقع أكثر سوادا‪ ،‬الشقوق في الجدران تشبه الشقوق في األرض يتدلى من السقف سلك‬ ‫كهربائي فوقه ذباب أسود‪ ،‬الرجل نائم الى جواري فوق السريرالعريض من الصاج األسود‪ ،‬عيناه مغمضتان والزمن ال‬ ‫يتحرك‪ ،‬التاريخ ثابت عند عام ‪ 1956‬بالضبط يوم ‪ 23‬يوليو ‪ ،1956‬اشد جفوني ألصحو‪ ،‬عيناي مفتوحتان من قبل ثم‬ ‫أغمضهما لحظة واحدة طول الليل‪ ،‬كنت أفكر في الهروب‪ ،‬كيف أهرب وإلى أين؟ »‪.‬‬ ‫وسارت في أخراها الجزائرية أحالم مستغانمي« واكتشفت في المناسبة نفسها‪ ،‬أنني ربما كنت الوحيد الذي لم‬ ‫يترك خلفه سوى قبر طري ألم ماتت مرضا وقهرا‪ ،‬وأخ فريد يصغرني بسنوات‪ ،‬وأب مشغول بمطالب عروسه الصغيرة‪...‬‬ ‫لقد كان ذلك المثل الشعبي على حق « إن الذي مات أبوه لم يتيتم‪ ..‬وحده الذي ماتت أمه يتيم»‪...‬وكنت يتيما‪ ،‬وكنت‬ ‫أعي ذلك بعمق في كل لحظة فالجوع الى الحنان شعور مخيف وموجع‪ ،‬يظل ينحر فيك من الداخل ويالزمك حتى يأتي‬ ‫عليك بطريقة أو بأخرى »‪ ،‬إنه السرد النسائي الذي يفجر معاناة المرأة أينما وجدت‪ ،‬لذلك أرسلت الكاتبة ربيعة ريحان‬ ‫في المجموعة القصصية رسائل انتقادية للذات‪ ،‬ولآلخر‪ ،‬وفي بوحها استطاعت أن تكشف عن زيف خطاباتنا وسياساتنا‬ ‫وأوهامنا المزيفة والمتناقضة في مجتمعاتنا العربية‪ ،‬وفي هذا السياق ندرج ما جاء على لسانها في حوار أجرته معها‬ ‫مجلة اتحاد كتاب األنترنيت المغاربة ‪ «::‬على المرأة أن تكتب وتبوح في شرط ثقافي معين‪ ،‬وتثير الكثير من القضايا‬ ‫الخالفية‪ ،‬وتدخل مدارات األسئلة الساخنة‪ ،‬فذلك تحد محسوب لها‪ .» .‬‬ ‫إن المطلع على هذا المتن القصصي يفهم تنوع قضاياها السردية‪ ،‬وتيمتها‪ ،‬ومنظورتاها‪ ،‬وطريقة توليدها‬ ‫للحكايات التي تجسدها؛ وهي تدور في مجملها حول انشغال واحد هو النبش في القضايا االجتماعية المعقدة‪،‬‬ ‫فالمجموعة ظالل وخلجان تعبير عن التخييل األنثوي بصورة مشوقة‪ ،‬وعبرها لم تكتف القاصة برصد معاناة األنثى‬ ‫فقط‪ ،‬ولكنها تصور العالم الواقعي بشتى أطيافه االجتماعية‪ ،‬و هو الشغف الشديد عند ربيعة ريحان للكتابة عن‬ ‫المختلف ‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)888‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫“غيمات سعاد الناصر‪..‬‬ ‫غيمات الندى”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ولالقتراب من مغارات األستاذة الناصر‪ ،‬اهتم المؤلف في‬ ‫تابع الدكتور أبوالخير الناصري تعزيز مسار عطائه العلمي‬ ‫والثقافي الرصين‪ ،‬بإصدار عمل احتفائي جديد خالل مطلع‬ ‫الفصل األول بالكشف عن مالمح الشخصية العلمية واإلنسانية‬ ‫السنة الجارية (‪ ،)2019‬تحت عنوان “غيمات الندى”‪ ،‬وذلك في‬ ‫للمحتفى بها‪ ،‬انطالقا مما اختزنته ذاكرة المؤلف من أحداث ومن‬ ‫ما مجموعه ‪ 171‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والعمل‬ ‫وقائع دالة‪ .‬وفي الفصل الثاني‪ ،‬انتقل أبوالخير الناصري لتقديم‬ ‫الجديد‪ ،‬استلهام لنفس الروح الوفية التي طبعت عطاء األستاذ‬ ‫قراءات تركيبية ونقدية لعدد من األعمال الفكرية والنقدية‬ ‫الناصري في مجال الكتابة عن أساتذته ممن كان لهم دورهم‬ ‫لصاحبة “بوح األنوثة”‪ ،‬وعزز ذلك‪ ،‬بتخصيص الفصل الثالث لنشر‬ ‫غالف الكناب‬ ‫الواضح في نحت معالم شخصيته العلمية والثقافية والتربوية‪،‬‬ ‫حوار مطول مع األستاذة الناصر حول مختلف االهتمامات العلمية‬ ‫لقد‬ ‫طالبا مجدا ومدرسا متفانيا وباحثا مدققا ومثقفا نزيها‪.‬‬ ‫والثقافية واألدبية التي انشغلت بها على امتداد مسارها الطويل‬ ‫أثار األستاذ الناصري الكثير من عناصر اإلعجاب والتقدير بين‬ ‫مع عوالم البحث والكتابة واألدب واإلبداع‪ .‬ولتعزيز مضامين‬ ‫صفوف معارفه وقرائه وعموم المتتبعين‪ ،‬بالنظر لروحه الفياضة‬ ‫المتن‪ ،‬أدرج األستاذ أبوالخير الناصري‪ ،‬سلسلة من المالحق‬ ‫بمعالم الوفاء ألصحاب الفضل تجاهه‪ ،‬حيث ظل حريصا على إبراز‬ ‫التوضيحية التي شكلت إضاءات وعتبات الستكناه عوالم “أم‬ ‫هذا البعد النبيل في مجمل أعماله المنشورة‪ ،‬بدءا من كتابه‬ ‫سلمى”‪ ،‬وهي المالحق التي ضمت منتخبات من كتاباتها ومن‬ ‫االسترجاعي لذكرى والده سيدي محمد الناصري رحمة اهلل عليه‪،‬‬ ‫بعض القراءات النقدية التي اشتغلت على رصيد منجزها الثقافي‬ ‫وتأكيدا لمعالم هذه األخالق الرفيعة في كتابه االحتفائي بالسيرة‬ ‫واألدبي والعلمي‪.‬‬ ‫العلمية لألستاذ محمد الحافظ الروسي‪ .‬وفي كل منعرجات‬ ‫وفي كل هذه المستويات‪ ،‬ظل األستاذ الناصري وفيا لنهجه‬ ‫هذا الشغف بالكتابة عن سير األحياء قبل األموات‪ ،‬ظل األستاذ‬ ‫األصيل في الكتابة وفي التوثيق‪ ،‬وفق قواعد الوفاء لملكة‬ ‫الناصري وفيا لطريقته الفضلى في التدوين وفي التوثيق وفي‬ ‫اللغة والنسيابها األخاذ‪ ،‬وذلك في إطار متون سردية أو نقدية‬ ‫الكتابة‪ ،‬قاعدة هذه الطريقة لغة عربية متينة‪ ،‬وركنها المميز‬ ‫أسلوب انسيابي يضفي بهاء الوفاء على بهاء الحضن اللغوي‬ ‫تعيد االحتفاء بالممكنات الجمالية الهائلة للغة العربية‪ ،‬تأليفا‬ ‫المؤطر للكتابة وللتوثيق لسير كل من كتب عنهم في مناسبات‬ ‫وتطويعا واستثمارا‪ .‬لذلك‪ ،‬حق علينا اعتبار الكتاب قيمة مضافة‬ ‫الكناب‬ ‫غالف‬ ‫العربي‬ ‫مختلفة‪ ،‬من أمثال عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬ومحمد‬ ‫بصيغة مزدوجة‪ ،‬أوالها مرتبط بحصيلة المنجز العلمي واألدبي والثقافي‬ ‫وعبد‬ ‫المحمدي‪،‬‬ ‫العسري‪ ،‬وأحمد بوعود‪ ،‬وعبد اللطيف شهبون‪ ،‬والطيب‬ ‫لألستاذة سعاد الناصر‪ ،‬وثانيها مرتبط بعطاء األستاذ أبوالخير الناصري‬ ‫الرحمن بودرع‪...،‬‬ ‫في مجال تكريس قيمة االعتراف ألهل الفضل بأفضالهم‪ ،‬وهي القيمة التي أضحت‬ ‫التقديم‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫موضوع‬ ‫الكتاب‬ ‫صدور‬ ‫يندرج‬ ‫النبيل‪،‬‬ ‫االحتفائي‬ ‫المسار‬ ‫في إطار هذا‬ ‫–لألسف‪ -‬عملة نادرة في وسطنا الثقافي والعلمي والجامعي‪ ،‬في ما يمكن وصفه‬ ‫في شكل التفاتة في حق األستاذة سعاد الناصر‪ ،‬وفي حق تجربتها مع عوالم الكتابة‬ ‫بجحود المجتمع ونخبه في حق أهل العلم والمعرفة والثقافة والعطاء الحضاري‪.‬‬ ‫واإلبداع والتأطير العلمي الجامعي‪ .‬ولقد لخص األستاذ أبوالخير الناصري‪ ،‬هذا المنحى‬ ‫لقد استطاع األستاذ الناصري‪ ،‬وضع أسس قراءات راشدة لخصوبة عطاء الحقل‬ ‫اإلنساني والثقافي األصيل‪ ،‬عندما قال في كلمته التصديرية‪“ :‬لم أجد معنى لما يجري‬ ‫الثقافي واألدبي الوطني الراهن‪ ،‬بعيدا عن الوالءات القاتلة‪ ،‬وعن النرجسيات الحالمة‪،‬‬ ‫عليه الناس في بالدنا‪ ..‬حيث يهضم عظماء الرجال‪ ،‬فال ينوه بمكانتهم‪ ،‬وال يكتب‬ ‫وعن االستيهامات المبالغة في تقديس الذات وفي تنميط صورها لدى الرأي العام‪.‬‬ ‫الناس عن مآثرهم‪ ،‬إال بعد رحيلهم عن هذه الدنيا‪ ...‬لذلك كتبت عن عدد ممن أقدر‬ ‫سالحه في ذلك مكانته األكاديمية الرفيعة‪ ،‬وشغفه في ذلك تطويعه المتين للغة‬ ‫أعمالهم منوها بأخالقهم ومنجزاتهم األدبية والفكرية في حياتهم ال بعد موتهم‪ .‬في‬ ‫العربية ولمغاراتها الالمتناهية‪ ،‬وأفقه في ذلك تكريس مبدأ الوفاء للعطاء وال شيء‬ ‫هذا السياق‪ ،‬سياق اإلقرار لذوي الفضل بأفضالهم قبل وفاتهم‪ ،‬وإسهاما مني في كسر‬ ‫غير العطاء‪ ،‬حسب ما اختزله عنوانه البهي “ال أعبد ما تعبدون”‪.‬‬ ‫ما دأب عليه المغاربة من إهمال ألعالمهم‪ ،‬ومنافحة لما في مجتمعنا من جحود ألفضال‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أضحى العمل الجديد كتابة ثانية لسيرة األستاذة سعاد الناصر‪ ،‬وتكريسا‬ ‫األساتيذ والشيوخ‪ ،‬يأتي هذا الكتاب عن أستاذتي الفاضلة الدكتورة سعاد الناصر‪...‬‬ ‫لثقافة االعتراف‪ ،‬ومرجعا للمهتمين برصد تحوالت حقل التاريخ الثقافي المحلي‪ ،‬بعطاء‬ ‫وفاءا لها‪ ،‬وبرا بها‪ ،‬وشكرا لبعض أفضالها علي‪ ،‬ونشرا لجملة من أخالقها الفاضلة‬ ‫أعالمه الكبار‪ ،‬وبخصوصياته المحلية الفريدة‪ ،‬وبامتداداته اإلبداعية واإلنسانية‬ ‫في الناس‪ ،‬وتعريفا بعدد من مؤلفاتها المفيدة‪ ،‬عسى أن يكون في ذلك كله ما ينفع‬ ‫الواسعة والممتدة‪.‬‬ ‫المشتغلين بالعلم وعموم القراء والباحثين‪.”...‬‬

‫قراءة متواضعة في عرض مسرحية‪”:‬سوق خاوي”‬ ‫للمسرحي رشيد أمحجور‬ ‫حين يتحول السوق إلى الفعل المسرحي‪ /..‬فعل متحرك‬ ‫من داخل وخارج نص مقروء وفاعل‪ ..‬يتجاوز الرفوف‪،‬‬ ‫ليحيى بروح التمثيل و يحاكي عدة تفاعالت بشرية‪ ،‬من‬ ‫خالل ممثلين أكفاء‪ ،‬منسجمين‪ ،‬ومتصالحين مع ذواتهم ‪،‬‬ ‫ومنفتحين على األخر ‪/‬المتلقي ‪ ..‬يصبح هذا السوق محور‬ ‫التطهير أو الكتارسيس بمفهوم أرسطو‪ ...‬‬ ‫عملية التطهير هذه تبدأ بالحكي‪ ..‬وتكسير قاعدة‬ ‫النمط المسرحي المستهلك‪ ..‬ليطل على تجريب نوعية‬ ‫إبداعية جديدة‪ ..‬تنبض في كل عرض باإلبداع المرتجل‪،‬‬ ‫بعد هضم تقنيات الحركة والتشخيص‪ ،‬على إعتبار أن‬ ‫اإلبداع دائما هو ضرب المؤتلف بالمختلف‪...‬‬ ‫هكذا يبدأ عرض مسرحية ‪“ :‬سوق خاوي” لفرقة الفرجة‬ ‫الممكنة تحت لواء جمعية طنجة بوابة إفريقيا ‪،‬‬ ‫ولن أدخل في تفاصيل أحداث المسرحية‪ ،‬سأكتفي‬ ‫بقراءة من زاوية أخرى ألقول أن المسرحية منذ‬ ‫بدايتها تتنازل عن كبرياء الخشبة المونوطوني في‬ ‫شخص الممثل الفنان سعيد البنكي ‪/‬سالم‪ ..‬الذي ينطلق في‬ ‫الحكي والتواصل بصفة الحاليقي‪ ،‬جاعال منه فنان يستحق‬ ‫إعتراف المتلقي‪ ..‬وكعربون محبة ينزل من الخشبة‪ ،‬لتأكيد‬ ‫تلك الحميمية التي تربط الحاليقي بالجمهور المختلط‪،...‬‬ ‫وفي نزوله هذا يترك الممثلة مريم بالل فوق الخشبة ‪/‬‬ ‫إسمهان ‪ ،‬كأنه يعيد ذلك اإلعتبار المفقود للمرأة المغلوبة‬ ‫على أمرها‪ ،...‬وعلى ‪ ‬عدة مستويات هو يحكي بشكل مهني‬ ‫وبقوة البساطة والعفوية التي تدل على تجربة عارمة في‬ ‫الميدان المسرحي بتقنياته الالزمة‪ ،‬والحكواتي بعناصره‬ ‫المشوقة لحميدان الدمية‪( ..‬الكركوزة)‪ ،‬ويعلم أنها لن‬ ‫تجيب‪ ،‬إنها بال روح ‪ ،...‬ولكن فوق الخشبة تواصل الممثلة‬

‫الشابة الجميلة مريم بالل ‪/‬إسمهان بروحها التواقة للنجاة ‪ ،‬بهذه‬ ‫العملية التطهيرية‪ ،...‬كأنها هي األخرى ال تعري واقعا مزريا وكفى‪،‬‬ ‫بل تريد أن ترميه في مزبلة التاريخ‪ ،...‬لتجعل الجمهور منجذبا إلى‬ ‫قوة نعومتها وإبداعها السلس والبعيد عن أي تكلف‪ ...‬‬ ‫بعد هذا البناء الدرامي المتماسك‪ ،‬وفي سياق األحداث يطل‬ ‫علينا الممثل الشاب يونس الدغمومي ببصمته الفنية‪ ،‬متفاعال‬ ‫بلغة مفعمة بالحيوية مع الممثل الشاب حمزة الوكولي‪ ،‬الذي‬ ‫كان همزة وصل بينه وبين كل الممثلين‪ ،‬وكأني به مايسترو‬ ‫متحكم في خيوط اللعبة المسرحية‪ ،‬ثم يضع الكرة عند الممثل‬ ‫الشاب حمزة‪ ،‬هذا األخير بدوره يضع مادته الداسمة بإبداعه على‬ ‫مستوى التشخيص‪ ،‬فتتحول مسرحية ‪“ :‬سوق خاوي” إلى سوق‬ ‫عامر فعال‪ ،...‬مليئ بعناصر الحكي ومختبر لتجريب رؤيا مفتوحة‬ ‫على عدة قراءات‪،‬‬ ‫لماذا ذكرنا أسماء هؤالء الممثلين‪ ،‬وكل واحد بخبيزتو كما‬ ‫نقول بالدارجة المغربية ؟‬ ‫ألن كاتب النص وهو نفسه المخرج “ د‪ :‬رشيد أمحجور” استطاع‬ ‫أن يسبر أغوار هذا التعاقد اإلجتماعي وتناقضاته في النص‪ ،‬داخل‬ ‫فرقة أراد لها أن تكون على شكل أسرة فنية‪ ،‬ليكون بمقدورها أن‬ ‫تبدع في حرية‪ ،‬دون أن تشعر بحرج الرئيس والمرؤوس‬ ‫لقد تفوق المؤلف والمخرج “د‪ :‬رشيد أمحجور” في جعل هذه‬ ‫الفرقة مؤمنة بفكرته‪ ،‬غارقة في جماليات هذا التفاعل الفني‬ ‫واإلبداعي داخل الركح‪ ،...‬فكان التجلي واضحا لهذه العملية‬ ‫التطهيرية كما سبق الذكر‪ ،‬وكان العرض ناجحا بمقاييس جديدة‬ ‫ومتجددة‪...‬‬

‫ذ ـ رضوان الملوكي‬


17

2019 ‫ �أبريل‬02 ‫ مار�س �إلى‬26 ‫الثالثـاء‬

)450( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫ حسب الفئة المستهدفة‬،‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ : ‫الهاتــف‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 : ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

986 ‫العدد‬ : ‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES FATI SAID TRANS S.A.R.L

Société à Responsabilité Limitée, Au capital de DHS 100.000 Siège Social, 127, Avenue Hafid Ibn Abdelbar, Résidence Al Andalous Anzarane 3ème étage n°15-Tanger

CONSTITUTION RC : 95783

Aux termes d’un acte sous seing privé en date du 14 Février 2019, enregistré à Tanger le 01 Mars 2019, sous les références 6003/221793, il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes : I- DÉNOMINATION : FATI SAID TRANS S.A.R.L II- FORME JURIDIQUE : SOCIETE A RESPONSABILITEE LIMITEE III-OBJET: Principalement la Société a pour objet au Maroc et à l’étranger, pour son compte ou pour le compte des tiers, d’exercer les activités suivantes : - Transport national et international de marchandises par tous moyens notamment par véhicules routiers ; Et généralement, toutes opérations mobilières, immobilières, financières, industrielles ou commerciales pouvant se rattacher directement ou indirectement, en tout ou en partie, à l’une ou à l’autre des opérations visées ci-dessus de manière à faciliter, favoriser ou développer l’activité de la société. SIEGE SOCIAL : 127, Avenue Hafid Ibn Abdelbar, Résidence Al Andalouses Anzarane 3ème étage N°15 Article 5 – DUREE IV - D U R EE : 99 années à compter du jour de sa constitution. V - CAPITAL SOCIAL : Le capital social fixé à CENT MILLE (100.000,- DH) Dirhams, divisé en MILLE (1000) Parts Sociales de CENT DIRHAMS (100,- DH) chacune, numérotées de 1 à 1000, et attribuées : - Mme KHARRAZ NADIA, titulaire de la CIN KB60376 à concurrence : Quatre cent parts sociales Ci,...........................................................…..........................400 Parts Sociales - Mlle EL MESMOUDI FATIMA ZOHRA, titulaire de la CIN KB121688 à concurrence: Trois cent parts sociales Ci,...........................................................…..........................300 Parts Sociales - M. EL MESMOUDI YASSIN, représenté par Mme KHARRAZ NADIA, titulaire de la CIN KB60376 à concurrence : Trois cent parts sociales Ci,...........................................................…..........................300 Parts Sociales VI – L’ANNEE SOCIALE : Du 01 Janvier au 31 Décembre. VII - GERANT : La société est gérée par * Mme KHARRAZ NADIA, titulaire de la CIN KB60376, Le gérant de la société est nommé pour une durée illimitée, avec faculté d’engager la société par sa signature individuelle : - Le dépôt légal a été effectue au Greffe du Tribunal de Commerce de Tanger Pour extrait et mention

** LA TERRA DEL ABUELOS ** SARL*AU*

CREATION D’UN SOCIETE RESPONSABILITE LIMITE A ASSOCIE UNIQUE AU CAPITALE DE 100000.00 DIRHAMS Aux termes d’un acte sous-seing privé en date à Tanger du 24.02.2019 Il a été établi les Statuts d’une Société A Responsabilité Limitée A associé Unique régie par les lois actuellement en vigueur au Maroc et notamment par la Loi N° 5-96 du 13 février 1997 ayant les caractéristiques suivantes : Dénomination : LA TERRA DEL ABUELOS SARL*AU* Capital Social : 100.000 Dirhams divisés en 1000 Parts (MILLE) de 100 Dirhams (Cent ) Chaque Part , répartis comme suit : MR. ABDERRAZAK EL AROUSY ………………...………………..1000 Parts. ------------TOTAL 1000 Parts Objet : IMPORT EXPORT EN GENERAL-TRAVAUX DIVERS IMPORTATION EXPORTATION ET COMMERCIALISATION AU NIVEAU NAT/INT DE TOUTES LEGUMES ET FRUIT Siège Social : HAY JIRARI 2 RUE N°29 N°10 - TANGER Gérance : MR. ABDERRAZAK EL AROUSY, à été désigné en qualité GérantUnique de la Société et cela pour une durée illimitée Sa signature individuelle engagera légalement et valablement la Société. Année Social : Du 1er Janvier au 31 Décembre de chaque Année. Bénéfices : Ils sont répartis entre les associés après prélèvement de la Réserve Légale ( 5%) proportionnellement à leurs apports au Capital Social. Dépôt Légal : Le Dépôt Légal a été effectué au Secrétariat - Greffe du Tribunal de Commerce de Tanger en date du 22/03/2019. L’immatriculation au registre de commerce a été effectuée sous le Numéro 96331. Le Gérant: MR. ABDERRAZAK EL AROUSY

450 ‫رقم‬

‫لجميع‬ ‫إعالناتكم‬ ‫رية واإلدارية‬ ‫اإلشها‬ ‫يف جريدة‬

0539943008 : ‫االتصال على الرقم‬


‫الشمال‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪986‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫حمودان‬

‫هل أخطأ الوجهة‬

‫?‬

‫رونار مدرباً‬ ‫إليران‬ ‫بعد كأس‬ ‫إفريقيا‬ ‫أفادت أنباء صحفية مغربية ان الناخب الوطني هيرفي رونار وافق بشكل رسمي على تدريب‬ ‫المنتخب اال يراني لكرة القدم في الفترة القادمة‪.‬‬ ‫وأبرزت أن الطالق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بات وشيكاوان األمور ستحسم‬ ‫مباشرة بعد انتهاء منافسات كأس افريقيا لألمم في الصيف القادم بمصر‪.‬‬

‫المنتخب المغربي يواجه اليوم‬ ‫نظيره األرجنتيني من دون ميسي‬

‫اختيار نجم اتحاد طنجة السابق أحمد حمودان «الشاوني»‬ ‫اللعب بالخليج وبالضبط في الدوري السعودي لكرة القدم هل‬ ‫كان اختيارا صائبا‪..‬؟‬ ‫سؤال بدأ يتردد بالحاح مع اقتراب نهاية مدة اإلعارة وتواجد‬ ‫فريق «الرائد» الذي يلعب له ضمن األندية المهددة بالنزول إلى‬ ‫الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫حمودان ومنذ انتقاله إلى فريق الرائــد لعــب ‪ 28‬مبــــاراة‬ ‫وسجل خمسة أهداف حتى األن منها الهدف الحاسم الذي وقعه‬ ‫األسبوع الماضي أمام فريق «الباطن» مانحا فريقه ثالث نقاط‬ ‫ثمينة أعادت الروح واألمل للجميع‪..‬‬ ‫غير أن المتتبعين لمسيرة الالعب أحمد حمودان الذي كان‬ ‫من أهم العناصر التي ساهمت بفعالية في تتويج فريق اتحاد‬ ‫طنجة بلقب الدوري االحترافي المغربي ألول مرة في تاريخه‪..‬‬ ‫كما ساهم أيضا في تتويج منتخب المحليين بلقب كأس إفريقيا‬ ‫للمحليين ألول مرة أيضا يرون أن الالعب ربما أخطأ الوجهة‬ ‫بقبوله اللعب في الخليج وكان األجدر أن يحترف باوربا لتنمية‬ ‫وصقل مواهبه والرفع من قيمته السوقية‪.‬‬

‫يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم مساء يومه‬ ‫الثالثاء مباراة ودية دولية أمام منتخب األرجنتين على‬ ‫ملعب ابن بطوطة الكبير في إطار تحضيراته لنهائيات‬ ‫كاس امم افريقيا التي ستقام الصيف القادم بمصر‪.‬‬ ‫وقد تاكد رسميا غياب نجم برشلونة ليونيل ميسي‬ ‫عن هذا اللقاء بعد إصابته خالل ودية فنزويال التي خسرها‬ ‫المنتخب األرجنتيني في مدريد‪.‬‬ ‫ونشر الموقع الرسمـــي لالتحاد األرجنتينـــي لكرة‬ ‫القدم عبــر حسابه الرسمــــي بموقع التواصل االجتماعي‬ ‫حالة ميسي الذي يعاني من آالم حادة في الحوض نقل‬

‫على إثرها إلى برشلونة للعالج ولن يحضر ودية اليوم أمام‬ ‫المنتخب المغربي بطنجة‪.‬‬ ‫وبذلك تاكد غياب ثالثة العبين أرجنتينيين عن لقاء‬ ‫اليوم ويتعلق األمر بكل من النجم ليونيل ميسي والالعب‬ ‫غونزالو مارتينيز الذي تعرض هو اآلخر لإلصابة أمام‬ ‫منتخب فنزويال إضافة أإلى نخيل دي ماريا العب نادي‬ ‫باريس سان جيرمان الفرنسي الذي تعرض هو أيضا‬ ‫لإلصابة‪..‬‬ ‫وكان رئيس الجامعة فوزي لقجع قد أشار إلى أن‬ ‫ميسي سيكون حاضرا مع المنتخب األرجنتيني في ودية‬ ‫طنجة قبل أن يصاب أمام فنزويال‪.‬‬

‫المنتخب المغربي يتعادل في ماالوي‬

‫غير أن أصحاب هذا الرأي ال يدركون األوضاع واألسبـــاب‬ ‫التي جعلت الالعب حمــودان يفضل الخليج في بداية مشواره‬ ‫االحترافي‪.‬‬ ‫وقد سبق لي أن فتحت معه الحديث حول هذا الموضوع فكان‬ ‫جوابه «وضعية عائلتي االجتماعية هي التي فرضت علي قبول‬ ‫اإلعارة للرائد السعودي ألنني أدرك أن عامل السن ال يرحم وأن‬ ‫الوقت قد حان لتغيير الوجهة والبحث عن مستقبل لي ولعائلتي‬ ‫التي تنتظر مني الكثير في الشاون»‪.‬‬ ‫لقد أعطيت الكثير التحاد طنجة التي أعطتني بدورها الكثير‬ ‫وساهمت رفقة زمالئي في تتويج الفريق بلقب البطولة ألول مرة‬ ‫في التاريخ وكان من الضروري أن ألتفت إلى عائلتي ومستقبلي‪.‬‬ ‫اآلن ومع اقتراب انتهاء فترة إعارة أحمد حمودان للرائد‬ ‫السعودي في شهر يونيو المقبل بدأت العديد من األندية تخطب‬ ‫ود الالعـــب وترغب في ضمه منها فريقه اتحاد طنجة والرجاء‬ ‫البيضاوي‪ ..‬فهل سيعود الالعب للدوري االحترافي المغربي أم‬ ‫سيغير الوجهة نحو أوربا‪..‬؟‪.‬‬

‫اكتفى المنتخب المغربي لكرة القدم بتعادل سلبي أمام نظيره المالوي في اللقاء الذي جمعهما بعد زوال الجمعة في‬ ‫بينغوا برسم الجولة السادسة واألخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا لألمم ‪.‬‬ ‫الناخب الوطني هيرفي رونار أشرك خالل هذه المباراة مجموعة من الوجوه الجديدة بهدف اختبار قدراتها‪.‬‬ ‫يذكر أن المنتخب المغربي ضمن بطاقة التاهل لكأس إفريقيا لألمم التي ستقام الصيف المقبل بمصر‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪986‬‬

‫دوري أبطال إفريقيا ‪:‬‬

‫الوداد في مواجهة حوريا كوناكري‬ ‫الغيني‬

‫الثالثاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫توقيف الوادي والعرجون‬ ‫وتغريم اتحاد طنجة‬

‫أصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرارا‬ ‫بتوقيف عبد الكبير الوادي العب اتحاد طنجة لمباراتين نافذتين لتبادل السب والشتم مع العب‬ ‫فريق الخصم خالل مباراة فريقه مع حسنية أكادير‪.‬‬

‫فريق الزمالك المصري‬ ‫أسفرت قرعة الدور ربع النهائي لدوري أبطال إفريقيا عن مواجهة الوداد الرياضي ممثل كرة القدم المغربية‬ ‫الوحيد بنادي حوريا كوناكري الغيني‪.‬‬ ‫وفي الدور ربع النهائي لكأس الكونفدرالية اإلفريقية وضعت القرعـــة فريــق حسنيــة أكادير أمـــام‬ ‫الزمالـك المصــري والنهضة البركانيـــة ضد فريــق غورماهيا الكيني‪.‬‬ ‫سيلتقي الفائز من مباراة الحسنية‪-‬الزمالك ضد المنتصر من مباراة النجم الساحلي والهالل السوداني‪ ،‬فيما‬ ‫يلتقي الفائز من مباراة نهضة بركان – غورماهيا بالمؤهل عن مباراة نكانا ريد ديفيلز الزامبو والنادي الرياضي‬ ‫الصفاقسي التونسي‪.‬‬

‫ثالث أندية مغربية في الكؤوس‬ ‫اإلفريقية‬

‫ضمنت ثالث أندية مغربية مقاعدها في الكؤوس‬ ‫اإلفريقية ويتعلق األمر بالوداد البييضاوي الذي فاز‬ ‫على نادي ماميلـودي صن داونز من جنوب إفريقيا‬ ‫بهدف دون مقابل‪.‬‬ ‫هذا االنتصار مكن الوداد البيضـاوي من تصدر‬ ‫مجموعته بعشر نقاط بفضل النسبـة العامة بعدما‬ ‫تساوى مع الفريق الجنوب إفريقي وتأهال معا للدور ربع‬ ‫النهائي لدوري أبطال إفريقيا‪.‬‬

‫وفي كأس الكونفدرالية اإلفريقية فريقا النهضة‬ ‫البركانية وحسنية أكادير كسبا معا رهان التأهل للدور‬ ‫ربع النهائي بعد فــوز الحسنيـة على الفريق البركاني‬ ‫بهدف دون مقابل ‪.‬‬ ‫بينما الرجاء الرياضي حامل اللقـب ورغـم فــوزه‬ ‫الكاسح في الكونغـو على نادي اتوديو ‪ 4-1‬فقد احتل‬ ‫الرتبة الثالثة وكان مصيره اإلقصاء‪.‬‬

‫كما أوقفت مدافع اتحاد طنجة عمر العرجون لمباراة واحدة بعد طرده في مباراة حسنية‬ ‫أكادير‪ .‬وبذلك تأكد أن الالعبين معا لن يشاركا في المباراة القادمة ضد فريق الجيش الملكي‪.‬‬ ‫اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية غرمت اتحاد طنجة مبلغ ‪ 30‬ألف درهم الستعمال‬ ‫جماهيره الشهب االصطناعية مع تسجيل العود خالل مباراة حسنية أكادير بناء على المادة ‪108‬‬ ‫من قانون العقوبات‪.‬‬

‫توقيف الميموني العب المغرب‬ ‫التطواني‬

‫اوقفت لجنة التأديب واالنضباط بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نصير الميموني العب‬ ‫المغـــرب التطواني لثالث مباريات على خلفية اعتدائه على أحد العبي الفتح الرياضي خالل المباراة‬ ‫التي جمعتهما لحساب الجولة ‪ 22‬لبطولة الدوري االحترافي حيث تعرض للطرد في الدقيقة ‪.82‬‬ ‫يأتي ذلك في ظرف صعب يحتاج فيه فريق الحمامة البيضاء إلى جميع مكوناته من أجل‬ ‫تحقيق حلم البقاء بالدوري االحترافي حيث يحتل الر تبة ‪.14‬‬

‫الكشف عن صفقة ريال مدريد البديلة في حال فشل‬ ‫التعاقد مع هازارد‬ ‫كشفت تقارير رياضية أن فريق ريال مدريد اإلسباني استقر على العب وسط ميدان موهوب لضمه في حال فشل صفقة التعاقد‬ ‫مع البلجيكي «إيدين هازارد»‪.‬‬ ‫وقالت هذه التقارير أن الفريق الملكي يكثف من محاوالته خالل الفترة الحالية‪ ،‬من أجل التوصل إلى اتفاق مع مسؤولي نادي‬ ‫تشيلسي اإلنجليزي للحصول على خدمات الالعب هازارد‪.‬‬ ‫ويعتبر البلجيكي «هازارد» واحدا من الالعبين األساسيين الذين وضعهم زيدان على رأس طلباته للموسم القادم‪ ،‬بعد عودته‬ ‫لتدريب الريال‪.‬‬ ‫وكشفت شبكة «سكاي سبورتس» الرياضية العالمية أن ريال مدريد يستهدف ضم الالعب البرازيلي الشاب «فليبي أندرسون»‬ ‫متوسط ميدان فريق ويست هام اإلنجليزي خالل فترة االنتقاالت الصيفية المقبلة في حال فشله في التعاقد مع النجم البلجيكي‬ ‫هازارد‪.‬‬ ‫وأوضحت سكاي سبورتس أن مسؤولي تشيلسي رفضوا عرضا مقدما من ريال مدريد لبيع هازارد ويطالبون بمبلغ كبير للموافقة‬ ‫على بيعه‪.‬‬ ‫كما أن فريق تشيلسي ونظرا للقيود المفروضة عليه من قبل االتحاد الدولي لكرة القدم قد ال يوافق على بيع نجمه في الصيف‬ ‫المقبل واإلبقاء عليه لموسم آخر‪ ،‬خاصة وأن عقده مستمر إلى غاية عام ‪ 2020‬رغم أنه يحق له التوقيع ألي ناد‪.‬‬


‫العدد ‪986‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪ 26‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2019‬‬

‫بخط اليد‬

‫الناظور الكبرى‬

‫‪ -‬محمد �إمغران‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫ومعلوم أن هذا المنتزه يندرج في إطار المشروع‬ ‫الضخم لتهيئة بحيرة مارتشيكا التي تعتبر ثاني‬ ‫البحيرات الكبــرى جنوب البحـــر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫وتتميز بنظامهـــا اإليكولوجــي الغني و المتنــــوع‪،‬‬ ‫وطبيعتها المتوسطية الهادئة‪ ،‬وجوهــا الرائــــع‪،‬‬ ‫ومناظرها الجميلة‪ ،‬األمر الذي يؤهلهــا لتضطلــــع‬ ‫بدور هام في تحوبل مدينة الناظور ومحيطها إلى‬ ‫قطب سياحي واقتصادي غني وجذاب‪ ،‬في منطقة‬ ‫الريف الذي ال زال يختزن الكثير من الكنوز الطبيعية‬ ‫والتاريخية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬الكفيلة بأن تعطي‬ ‫للسياحة المغربية واالقتصاد الوطني دفعة قوية‬ ‫قد ال تنافسها عليها جهة أخرى من جهات المملكة‪.‬‬ ‫ويستند المشروع على ظهير ‪ 16‬غشت ‪ 2010‬الذي‬ ‫أحدثت بموجبه منطقة تهيئة واستثمار تخص بحيرة‬ ‫مارتشيكا التي رصدت لها اعتمادات تفوق ‪ 46‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫ويهدف المخطط إلى إحداث مشــروع سياحــي‬ ‫وعمراني ضخم‪ ،‬يقوم على حماية البيئة‪ ،‬تستمر‬ ‫أشغال إنجازه إلى غاية ‪ ،2025‬يتم خاللها تحويل‬ ‫البحيرة إلى فضاء سياحي نظيف قائم على احترام‬ ‫البيئة من خالل تثمين الموارد الطبيعية والمحافظة‬ ‫عليها والحفاظ على التنوع البيولوجي بالبحيرة‬ ‫واستثمار الواجهة البحرية المتوسطية‪.‬‬ ‫وقد تمكنت وكالة مارتشيكا من إنجاز عدد من‬ ‫مشاريع تهيئة أرضية المشروع‪ ،‬اعتمادا على دراسات‬ ‫أعدتها مكاتب دراسات مغربية وأجنبية متخصصة‪،‬‬ ‫أخذت بعين االعتبار‪ ،‬إلى جانب تحقيق مشروع البحيرة‪،‬‬ ‫العمل على إدماج محيط المنطقة البشري والطبيعي‬ ‫في وحدة متناسقة‪ ،‬توفر مجاالت لنشاط اقتصادي‬ ‫هام‪ ،‬عبر خلق فرص الشغل الدائم‪ ،‬في مجاالت‬ ‫السياحة والتجارة والصيد والخدمات‪ ،‬كما توفر مجاالت‬ ‫للرياضة والترفيه‪ ،‬مفتوحة في وجه سكان الناظور‬ ‫والمحيط‪ ،‬والزوار من الداخل ومن مختلف جهات‬ ‫العالم‪ ،‬وكل الذين تستهويهم المؤهالت الطبيعية‬ ‫التي تتوفر عليها بحيرة مارتشيكا‪ ،‬وهي واحدة من‬ ‫كبريات البحيرات بحوض البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫تمتد على ‪ 115‬كلم مربع‪ ،‬وتعتبر نموذجا للتنمية‬ ‫المستدامة بالمنظقة‪ ،‬من شأنها تحسين ظروف‬ ‫العيش للسكان المحليين والمحافظة على النظام‬ ‫اإليكولوجي للبحيرة والبيئة وتطوير أنشطة تنموية‬ ‫داخل سبعة مواقع حول البحيرة‪ ،‬هي مدينة البحرين‬ ‫وبساتين مارتشيكا‪ ،‬ومارتشيكا الرياضية‪ ،‬وخليج‬ ‫فالماند‪ ،‬والمدينة الجديدة للناظور وقرية الصيادين‪،‬‬

‫ومدينة أتالعيون‪ ،‬وهي شبه جزيرة تمتد على مساحة‬ ‫‪ 152‬هكتارا‪ ،‬وتضم أكاديمية للغولف‪ ،‬ومرفأين‪،‬‬ ‫وأربعة فنادق‪ ،‬ومركزا للترفيه‪ ،‬وفيالت وشقق سكنية‪.‬‬ ‫ومن أبرز منجــزات هذا المشـــروع التي تـــم‬ ‫استعراضها من طرف المدير العام لوكالة تهيئة موقع‬ ‫بحيرة مارتشيكا‪ ،‬سعيد زازو‪ ،‬خالل المجلس اإلداري‬ ‫األخير لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا‪ ،‬برئاسة‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬لفترة ‪2016‬ـ ‪: 2017‬‬ ‫‪ .‬تهيئة وإعادة تأهيل كورنيش الناظور وبني‬ ‫نصار‪ .‬‬ ‫‪ .‬إنجاز منتزه الطيور‪ ‬‬ ‫‪ .‬إحداث شواطئ اصطناعية بالناظور‪ ‬‬ ‫‪ .‬إعادة تقويم األودية وأشغال التنقية‪ ‬‬ ‫‪ .‬بناء جسر بوعرورو‪ ‬‬ ‫‪ .‬تطوير التجهيزات المينائية‪ ‬‬ ‫‪ .‬فتح مجاالت ترابية جديدة للتوسع الحضري‪ ‬‬ ‫‪ .‬إعادة تأهيل وحماية البيئة‪ ‬‬ ‫‪ .‬خلق الشعاب االصطناعية لألسماك‪ ‬‬ ‫‪ .‬تحسين حركية التنقل والولوج‪ ‬‬ ‫‪ .‬مواصلة عملية االصالح‪ ،‬والتنقية ومراقبة الموقع‪ ‬‬ ‫‪ .‬خلق قرى ومآوي للصيادين‪ ‬وغيرها‪.‬‬ ‫وقد تم إنجاز هذه المشاريع‪ ،‬وفق أربعة توجهات‬ ‫استراتيجية‪ 1 :‬ـ أشغال إعادة تهيئة‪ ،‬وإعادة التأهيل‬ ‫والتجهيز األساسي‪ ،‬من أجل مواصلة التأهيل الحضري‬ ‫لموقع بحيرة مارشيكا‪ ،‬فضال عن تهيئة الكورنيش‬ ‫بالناضور وبني نصار‪ 2 .‬ـ المشاريع النخصصة‬ ‫لتحسين الولوج وتسهيل حركة التنقل‪ 3 .‬ـ المشاريع‬ ‫المواكبة لألنشطة الجهوية‪ 4 .‬ـ إعادة التأهيل‬ ‫البيئي لموقع البحيرة عبر تعزيز أشغال الحماية ضد‬ ‫االنجرافات والمحافظة على النظام البيئي ‪ .‬‬ ‫وبصفة عامة‪ ،‬فإن مخطط تهيئة موقع البحيرة‪،‬‬ ‫الذي يشكل نموذجا فريدا وطنيا ودوليا‪ ،‬بحيث‬ ‫أصبح يحتضن مشاريع مماثلة بإفريقيا‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة الشرقية‪ ،‬وخلق‬ ‫وجهة سياحية جديدة بحوض األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫والمساهمة الفعلية في إنعاش المجاالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والرياضية بمدينة الناظور ذات‬ ‫الموقع المتميز بين المدن الكبرى بالمغرب ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫برنامج امللتقى الوطني الن�سوي لل�شعر والزجل يف ن�سخته‬ ‫الثالثة (ربيع املر�أة)‬

‫دورة اإلعالمية زهور الغزاوي‬ ‫�أيام ‪ 30/29/28/27‬مار�س ‪2019‬‬

‫الشاعرة نعيمة حسكة‬

‫الشاعرة سعاد بـازي‬

‫• اإلفتتاح ‪ :‬األربعاء ‪ 27‬مارس الساعة‬ ‫الخامسة مسـاء بقاعة «بيت الطرب»‪.‬‬ ‫‪ °‬حفل توقيع مجموعة قصصية «ثرثرة‬ ‫فوق الغضب» للكاتبة حسنية الدرقاوي‬ ‫‪ °‬من تنشيط‪ :‬األستاذة حنان اخريخر‬ ‫‪ °‬مشاركة ‪:‬‬ ‫ــ الشاعرة نعيمة حسكة‬ ‫ــ الشاعرة سعاد بازي‬ ‫ــ الشاعرة مريم محمد مهدي‬ ‫التمسماني‬ ‫ــ الشاعرة نادية الصمدي‬ ‫• الخميس ‪ 28‬مارس على الساعة‬ ‫الخامسة مسـاء بقاعـة «بيت الطرب»‪.‬‬ ‫حفل توقيع ديوان «نزف اليمام»‬ ‫ ‪°‬‬ ‫للشاعرة نعيمة حسكة ‪.‬‬ ‫‪ °‬من تنشيط‪ :‬األستاذة حنان اخريخر‪,‬‬ ‫‪ °‬مشاركة‪:‬‬ ‫ــ الشاعر‪ :‬محمد سعيد المقدم‬ ‫ــ الشاعرمحمد محمد البقاش‬ ‫ــ الشاعر مراد الدروزي‬ ‫ــ الشاعر رضوان السكندويش‬ ‫• الجمعة ‪ 29‬مارس على الساعة الخامة‬ ‫مساء بقاعة «بيت الطرب»‪.‬‬ ‫‪ °‬حفل توقيع ديوان «حب على ربابة‬ ‫فقدان» للشاعرة سعاد بازي‬ ‫‪ °‬تنشيط‪ :‬األستاذة حنان اخريخر‬ ‫‪ °‬مشاركة ‪:‬‬ ‫ــ الشاعر محسن الطيبي‪.‬‬ ‫ــ الشاعرة مليكة الجباري‪.‬‬

‫الكاتبة حسنية الدرقاوي‬

‫ــ الشاعرة فاتحة الفتنان‪.‬‬ ‫ــ الشاعرة وفاء الشاط جبير‬ ‫ــ الشاعرة أمينة العرابي‬ ‫ــ الشاعرة نجاة الجعفري اإلدريسي‪.‬‬ ‫• السبت ‪ 30‬مارس اختتام فعاليات‬ ‫الملتقى بمركز خدمات الشباب أرض الدولة‬ ‫بمعرض الفن التشكيلي للمبدع عثمان اجنياح‬ ‫في فن الفيلوغرافيا بلوحات فنية فيلوغرافية‪.‬‬ ‫‪ °‬بمشاركة ‪:‬‬ ‫• مجموعة كناوة برئاسة المعلم ياسين‪.‬‬ ‫• مجموعة شوارق للمديح والسماع‪.‬‬ ‫• مجموعة النصر برئاسة الفنانة عزيزة‬ ‫الدوالي‪.‬‬ ‫• قراءات شعرية ‪:‬‬ ‫ــ األديب عزيز حنان‬ ‫ــ الشاعر محمد وليد الورغي‬ ‫ــ الشاعر محمد بولعيش‬ ‫ــ الشاعر يوسف الكالعي‬ ‫ــ الشاعر محمد بنزيان‬ ‫ختاما سيتم تكريم اإلعالمية المقتـدرة‬ ‫زهور الغزاوي والفاعلـة الجمعوية نزهة أشرقي‬ ‫رئيسة جمعية بسمة أمل والفنانة عزيزة‬ ‫الدوالي و الشاعر األديب عزيز حنان‪ ,‬وبهذا‬ ‫سيسدل الستار على فعاليات الملتقى الوطني‬ ‫للشعر والزجل في دورته الثالثة على أمل اللقاء‬ ‫في دورات أخرى‪ ،‬بحول اهلل تعالى‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.