Achamal n° 987 le 02 Avril 2019

Page 1

‫‪ 76‬عاماً على «انتفاضة طنجة»‬ ‫في الذكرى ‪ 40‬للتوقيع على معاهدة الحماية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 987‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 26‬رجـــب ‪� 02 / 1440‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫حلت يوم السبت الماضي الذكرى السادسة و السبعين النتفاضة طنجة‪ ،‬ضد معاهدة‬ ‫الحماية التي مرت عليها‪ ،‬آنذاك اأربعون عاما‪ .‬وجاءت هذه االنتفاظة بعد خمس سنوات من‬ ‫«خطاب طنجة» التاريخي الذي أعلن فيه السلطان محمد الخامس عن مطالب الشعب المغربي‬ ‫بالحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن طنجة كانت تعيش نظاما إداريا دوليا‪ ،‬يوفر هامشا واسعا للحريات العامة‬ ‫ولتحرك المنظمات الوطنية واألهلية‪ ،‬إال أن أهالي طنجة‪ ،‬أرادوا أن يعطوا لرفضهم استمرار‬ ‫نظام الحماية‪ ،‬ترجمة عنيفة حيث شهد قلب المدينة ومركزها التجاري آنذاك‪ ،‬السوق الداخلي‬ ‫والصياغين‪ ،‬مواجهات دامية بين األهالي والقوات العمومية التي كان يشرف عليها الطرف‬ ‫البلجيكي في معاهدة التدويل‪.‬‬ ‫ولقد وجدت القوات العمومية صعوبة كبرى في مواجهة حشود المتظاهرين الذين انطلقوا‬ ‫من السوق البراني‪ 9 ،‬إبريل حالياً في اتجاه قلب المدينة ومختلف ساحاتها ومسالكها مرددن‬ ‫شعارات تطالب بالحرية واالستقالل‪ ،‬ولم تنفع «المكركات» وال الطلقات النارية في الهواء في‬ ‫صد المتظاهرين بالرغم من تشديد القمع األمني‪ ،‬األمر الذي تسبب في العديد من القتلى‬ ‫والمصابين‪ .‬واعتقال العديد من المتظاهرين‪.‬‬

‫‪ : 2019‬احتفاالت رسمية “افتراضية”‬ ‫باليوم العالمي للمسرح بالمغرب‬ ‫• هل خبثت شعلة المسرح‬ ‫االحترافي ومسرح الهواة‬ ‫بالمغرب؟‬ ‫• وما السر في تراجع الحركة‬ ‫المسرحية الوطنية بعد‬ ‫سنوات المجد أيام فرقة‬ ‫المعمورة ؟‬ ‫احتفل المغرب اإلداري‪ ،‬هذا العام‪ ،‬باليوم العالمي للمسرح‪ ،‬الذي يخلده العالم في يوم ‪ 27‬مارس من كل عام‪ ،‬حيث طلع بيان من قطاع‬ ‫الثقافة‪ ،‬يعلن عن المدن التي تقرر أن تحتضن االحتفاالت بهذا اليوم‪ ،‬وهي حوالي ستين مدينة‪ ،‬من بينها طنجة‪ ،‬التي لم نشهـد فيها أثرا‬ ‫ألي احتفال بالمسرح‪ ،‬بالرغم من إعالن قطاع الثقافة عن برمجة حوالي ‪ 141‬عرضا مسرحيا‪ ،‬بإشراف المراكز الثقافية‪ .‬ربما ألن «عروض»‬ ‫مظاهرات أساتدة التعاقد‪ ،‬بالهواء الطلق‪ ،‬غطت على العروض المسرحية «االفتراضية»‪.‬‬ ‫فهل خبثت شعلة المسرح بالمغرب‪ ،‬وقد كانت مضيئة مشعة لعقود‪ ،‬بفضل اإلرادة السياسية لحكومات بداية عهد االستقالل‪ ،‬وإرادة‬ ‫ثلة من الشباب من ذوي المواهب المتقدة‪ ،‬أمثال الكنفاوي الصديق الصديقي‪ ،‬ومحمد العلوي‪ ،‬وعفيفي‪ ،‬خرج جلهم من مشاغل المعمورة‪،‬‬ ‫لينطلقوا‪ ،‬بنجاح‪ ،‬في عالم التأليف واالقتباس والتمثيل‪ ،‬مراكمين النجاحات في الداخل والخارج‪ ،‬إلى أن وصلوا إلى ذروة المهنية الفنية واقتحموا‬ ‫قلعة المسرح العالمي‪ ،‬مسرح األمم بياريس عام ‪.1956‬‬ ‫ولو أن مسرح الهواة انطلق مع الوعي الوطني بأهمية المسرح في النضال من أجل االستقالل‪ ،‬حيث تشكل العديد من الفرق المسرحية‪،‬‬ ‫كانت من أبرزها فرق جادة في كل من تطوان‪ ،‬بدعم من زعيم الوحدة األستاذ الطريس‪ ،‬وفي طنجة‪ ،‬حيث ظهرت فرقة الهالل في عشرينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬قدمت بمسرح «سيرفانتيس» روائع من المسرح العالمي‪ ،‬كانت تمجد قيم الحرية والكرامة والنضال من أجل اإلنسان‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫تقرير حول النسخة األولى لنموذج األمم المتحدة‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة‬ ‫احتضنت مدينة طنجة أيام ‪، 25 ، 24‬‬ ‫‪ 26‬مارس الجاري فعاليات النسخة األولى‬ ‫لنموذج األمم المتحدة بجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪.‬‬ ‫وقد كانت هذه األيام الثالثة بمثابة‬ ‫تتويج لمسار طويل من البنــاء الجماعي‬ ‫استمر لمدة تناهز السنــة‪ ،‬من خالل‬ ‫عشرات الورشــات التي عـــاش خاللها‬ ‫الطلبة والطالبات مجموعة من التحديات‬ ‫والتمارين في طريقة التواصل والنقاش‬ ‫والعمل الجماعي‪ ،‬وقــد كانـت النتيجة‬ ‫تنظيم محاكاة الجمعيــة العامة لألمم‬ ‫المتحدة من طرف طالبات وطلبة الجامعة‬ ‫حاملي المشروع بتعاون مع طلبة وطالبات‬ ‫معاهد وثانويات أخرى‪.‬‬ ‫يشار إلى كون هذا النموذج يعتبر أول‬ ‫نموذج يقام في جامعة عمومية باللغة‬ ‫العربية بمدينة طنجة‪ ،‬وهو يندرج في‬ ‫إطار الحركية الثقافية التي تشهدها طنجة‬ ‫الكبرى‪ ،‬كما أنه نشاط نوعي على مستوى‬ ‫الجامعة‪ ،‬حيث يركز على الطالبات والطلبة‬ ‫باعتبارهم الشريك األساسي في البناء‬ ‫إلى جانب الشركاء الرسميين المنظمين‬ ‫والمحتضنين والداعمين وباألخص شعبة‬ ‫القانون العام بكلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬والمركز‬ ‫المغربي للدراسات القانونية والسياسات‬ ‫العمومية‪ ،‬وتمكيــن مؤسســة جماعيـة‬ ‫للتنمية البشرية‪.‬‬ ‫افتتاح المحاكـــاة يوم ‪ 24‬مارس‬ ‫بفضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ‬ ‫كان فرصة لتقاسم وتشارك األفكار بين‬ ‫مختلف األطراف المساهمة في هذا البناء‪،‬‬ ‫وذلك من خالل كلمات كل من المنسق‬ ‫العام للنموذج يونس اليعقوبي‪ ،‬ورئيس‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي د حذيفة‬ ‫أمزيان‪ ،‬وعميد كلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بطنجة د محمد‬ ‫يحيا‪ ،‬ورئيس شعبة القانون العام بنفس‬ ‫الكلية د حميد النهري‪ ،‬والرئيسة التنفيذية‬ ‫لتمكين مؤسسة جماعية للتنمية البشرية‬ ‫ذ كريمة قضاوي‪ ،‬ورئيس المركز المغربي‬ ‫للدراسات القانونية والسياسات العمومية‬ ‫ذ إبراهيم الشافعي‪ .،‬وقد أجمع المتدخلون‬ ‫في الجلسة االفتتاحية على أهمية النموذج‬ ‫وأثره اإليجابي على مسار وشخصية‬ ‫الطالبات والطلبة‪ ،‬وذلك لما يتيحه من‬ ‫فرص الكتشاف قدرات ومواهب الطالب‬ ‫في المناقشة والحوار والتواصل والعمل‬ ‫الجماعي باإلضافة لكونه فرصة للتمرن‬ ‫على فن الديبلوماسية والتعرف على‬ ‫أهداف منظمة األمم المتحدة ومبادئها‬ ‫وطريقة اشتغالها‪ .‬كما أنه يشكل ملتقى‬ ‫للطالبات والطلبة من مختلف الشعب‬ ‫والمستويات‪ ،‬حيث يشكل فرصة للتعارف‬ ‫وتكوين صداقات وعالقات إنسانية فيما‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫النقــاش دار في اليــوم األول حول‬ ‫الموضوع العام للنسخة األولى‪ :‬األمن‬ ‫واالستقرار في المجتمع الدولي‪ .‬من خالل‬ ‫الخطابات التي قدمها وناقشها الطلبة‬ ‫والطالبات الذين تقمصوا أدوار سفراء‬ ‫الدول الخمسة عشر التي تمت محاكاتها‬ ‫في هذه النسخة‪.‬‬ ‫أما اليوم الثاني فقد كان فرصة لجميع‬ ‫المشاركين المئة والثالثين لمناقشة‬ ‫المواضيع الفرعية داخل اللجان الستة التي‬ ‫تمت محاكاتها في النسخة األولى وذلك‬ ‫بفضاء كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وكانت المواضيع التي‬ ‫ناقشها الطلبة والطالبات الذين تقمصوا‬ ‫أدوار سفراء ومندوبي الدول كاآلتي‪:‬‬ ‫• مجلس األمن‪ :‬حصار دولة قطر‪.‬‬ ‫• محكمة العدل الدولية‪ :‬نقل السفارة‬ ‫األمريكية لدى إسرائيل إلى القدس‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫بمناسبة الذكرى الخامسة الفتتاح‬ ‫صاحب الجاللة لبيت الصحافة‬

‫�صحافيون وحقوقيون يناق�شون‬ ‫حرية الإعالم وميثاق‬ ‫�أخالقيات املهنة‬ ‫يخلد بيت الصحافة الذكرى الخامسة الفتتاحه من طرف صاحب‬ ‫الجاللة‪ ،‬بتنظيم ندوة وطنية كبرى لمناقشة موضوع‪« :‬حرية اإلعالم‬ ‫وميثاق أخالقيات المهنة مدخل للخطة الوطنية في مجال الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان»‪.‬‬ ‫ويشارك في هذا اللقاء اإلعالمي والحقوقي‪ ،‬محمد األعرج وزير‬ ‫الثقافة واالتصال‪ ،‬شوقي بنيوب المندوب الوزاري المكلف بحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬عمر السغروشني رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية‬ ‫المعطيات ولجنة الحق في الحصول على المعلومة‪ ،‬يونس مجاهد رئيس‬ ‫المجلس الوطني للصحافة‪ ،‬بهية العمراني رئيسة فيدرالية ناشري‬ ‫الصحف بالمغرب‪ ،‬محمد الخضراوي رئيس شعبة التواصل بالمجلس‬ ‫األعلى للقضاء‪ ،‬عمر الذهبي رئيس التحرير بقناة ميدي‪ 1‬تيفي وراديو‬ ‫إذاعة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬عبد المنعم الدلمي رئيس مجموعة‬ ‫إيكو ميديا‪ ،‬ونور الدين مفتاح مدير نشر األيام‪ ،‬إلى جانب صحافيين‬ ‫ونشطاء يمثلون مختلف المنابر اإلعالمية والهيئات الحقوقية‪.‬‬ ‫كما ستشهد هذه االحتفالية‪ ،‬التي ستقام يوم الجمعة ‪ 5‬أبريل‬ ‫‪ 2019‬على الساعة الخامسة مساء بمقر بيت الصحافة بطنجة‪ ،‬إطالق‬ ‫اسم الراحل خالد مشبال على قاعة المؤتمرات الكبرى لبيت الصحافة‪،‬‬ ‫بحضور شخصيات إعالمية وحقوقية‪ ،‬وأسرة وأصدقاء الفقيد‪ ،‬الذي بصم‬ ‫مسيرة مهنية متميزة في مجال الصحافة واإلعالم الوطني والجهوي‪.‬‬

‫سوق الشغل في جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة إلى أين؟‬

‫• لجنة حقوق اإلنسان‪ :‬مقتل الصحفي‬ ‫جمال خاشقجي‪.‬‬ ‫• لجنة نزع السالح‪ :‬نزع سالح الدمار‬ ‫الشامل‪.‬‬ ‫• اللجنة االقتصادية واالجتماعيــة ‪:‬‬ ‫النهوض بالقطاع التعليمي وإدماج الشباب‬ ‫في اإلبداع وريادة األعمال‪.‬‬ ‫• منظمة الصحة العالمية‪ :‬الوضع‬ ‫الصحي في البلدان النامية‪.‬‬ ‫وقد كــان النقــــاش فعــاال وجادا‬ ‫وساخنا في اليوم الثاني بين المشاركين‬ ‫والمشاركات الذين أبانوا عن قدرات‬ ‫ومهارات عالية في البحث والتحليل والدفاع‬ ‫عن المواقف واألفكار‪ ،‬كما أن هذا اليوم‬ ‫كان فرصة لالستمتاع بالجو المرح الذي‬ ‫خلقه المشاركون داخل فضاء الجامعة‪.‬‬ ‫أما اليوم الثالث والذي نظم بفضاء‬ ‫المركز الثقافي أحمد بوكماخ فقد كان‬ ‫فرصة لتقديم حصيلة كل لجنة على حدة‬ ‫من طرف رؤساء اللجان‪ ،‬كما كان فرصة‬ ‫لتتمة النقاش الذي كان دائرا في مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬وكذا فرصة إلبداء الرأي في القضية‬ ‫المعروضة على محكمة العدل الدولية في‬ ‫إطار المحاكاة‪.‬‬ ‫ليختتم النموذج بكلمــات ختاميــة‬ ‫للشركاء والمنظمين الذين عبـــروا عن‬

‫انبهارهم وإعجابهم بالمستوى التنظيمي‬ ‫لهذه النسخة والذي سهر عليه طلبــة‬ ‫وطالبات قدموا الكثير من وقتهم وجهدهم‬ ‫إلخراج النموذج في أبهى حلة‪ ،‬حيث أدلى‬ ‫د عبد اهلل أشركي أوفقير بكلمة نيابة عن‬ ‫عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية بطنجة‪ ،‬إلى جانب د حميد‬ ‫النهري و ذ إبراهيم الشافعي و ذة كريمة‬ ‫قضاوي‪ .‬وقد كانت هذه الكلمات فرصة‬ ‫لتثمين المستوى الذي وصل إليه النموذج‬ ‫ودعوة للتفكير في النسخة الثانية له‪.‬‬ ‫وبهذا يكون قد أسدل الستار بشكل‬ ‫رسمي على النسخة األولى لنموذج األمم‬ ‫المتحدة بجامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫والتي سيتم تخصيص حفل خاص بها‬ ‫في وقت الحق من طرف المنظمين من‬ ‫أجل تقدير هذا المسار واالستماع لمختلف‬ ‫وجهات النظر التي ستعزز النسخة الثانية‪،‬‬ ‫كما أن الحفل سيكون فرصة لتقديم‬ ‫شواهد المشاركة للمشاركات والمشاركين‬ ‫اعترافا بالمجهود المبذول من طرفهم في‬ ‫المحاكاة‪ .‬وفي نفس الوقت سيكون هذا‬ ‫الحفل فرصة لتقديم رسائل شكر وتقدير‬ ‫لكافة الشركاء والداعمين الذين سهلوا‬ ‫ووفروا الظروف لنموذج األمم المتحدة‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي في نسخته‬ ‫األولى‪.‬‬

‫أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن‬ ‫خمس جهـات من المملكـــة تضــم ‪72,8‬‬ ‫في المائة من مجموع النشيطين البالغين‬ ‫من العمر ‪ 15‬سنة فما فوق‪.‬‬ ‫وأوضحت المندوبية في مذكرة إخبارية‬ ‫حول وضعية سوق الشغل خالل ‪ ، 8‬أن‬ ‫جهة الدار البيضاء‪-‬سطات تحتل المركز‬ ‫األول بنسبة ‪ 22,6‬في المائة من مجموع‬ ‫النشيطين‪ ،‬تليها جهة مراكش‪-‬آسفي (‪13,9‬‬ ‫في المائة) ثم الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (‪13,3‬‬ ‫في المائة)‪ ،‬فجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬ ‫(‪ 11,1‬في المائة) وجهة فاس‪-‬مكناس (‪11,9‬‬ ‫في المائة)‪.‬‬ ‫وأكدت أن أربــع جهــات من المملكــة‬ ‫تسجل معدالت نشاط تفوق المعدل الوطني‬ ‫(‪ 45‬في المائة) مضيفة أن األمريتعلق بجهة‬ ‫الدارالبيضاء ‪ -‬سطات (‪ 48,8‬في المائـــة)‪،‬‬ ‫والداخلة‪-‬واد الذهب (‪ 48,5‬في المائـة)‪،‬‬ ‫ومراكش ‪ -‬آسفي (‪ 47,1‬في المائة) وطنجة‬ ‫ تطوان‪-‬الحسيمة (‪ 45,4‬في المائة)‪ ،‬في‬‫المقابل‪ ،‬سجلت أدنى المعــدالت بجهتـــي‬ ‫درعة‪-‬تافياللت (‪ 38,3‬في المائة) و العيون‬ ‫الساقية الحمراء (‪ 37,9‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأشارت المندوبية من جهة أخرى‪ ،‬إلى‬ ‫أن ‪ 71,5‬في المائة من العاطلين يتمركزون‬

‫بخمس جهات من المملكة بحيث تأتي جهة‬ ‫الدار البيضاء‪-‬سطات في المقدمة‪ ،‬متبوعة‬ ‫بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ثم جهة فاس‪-‬‬ ‫مكناس فجهة مراكش‪-‬أسفي واخيرا الجهة‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫وأضافت أن أعلى مستويــات البطالــة‬ ‫سجلت بكل من جهة العيون الساقية الحمراء‬ ‫(‪ 19,4‬في المائة)‪ ،‬كلميم‪-‬واد نون ((‪17,3‬‬ ‫في المائة والجهة الشرقية (‪ 17,3‬في المائة‬ ‫و الداخلة واد الذهب (‪ 13,1‬في المائة) مبرزة‬ ‫أنه في المقابـــل‪ ،‬سجلت أدنى مستويات‬ ‫البطالة بجهتي مراكش ‪ -‬أسفي وبني مـــالل‬ ‫ خنيفرة‪ ،‬على التوالي ب ‪ 6,8‬في المائة و‪4,9‬‬‫في المائة‪.‬‬ ‫وخلصــت المنـــدوبيــة إلى أن أربـــع‬ ‫جهات من المملكة سجلت مستويات لمعدل‬ ‫الشغل الناقص تفوق المتوسط الوطني (‪9,7‬‬ ‫في المائة) ويتعلق األمر بجهة بني مالل‪-‬‬ ‫خنيفرة (‪ 15,6‬في المائة)‪ ،‬و بجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة (‪ 15,1‬في المائة)‪ ،‬والجهة‬ ‫الشرقية (‪ 12,9‬في المائة)‪ ،‬وجهة الداخلة‬ ‫واد الذهب (‪ 11,5‬في المائة) مضيفة أنه تم‬ ‫تسجيل أدنى مستويات هذا المعدل بجهتي‬ ‫درعة‪ -‬تافياللت (‪ 4,4‬في المائة ) وكلميم‪-‬‬ ‫واد نون (‪ 1,1‬في المائة)‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين نتحدث عن التوقيت الجديد‪ ،‬ويحاول البعض أن يُعدّد محاسنه ومزاياه‪،‬‬ ‫نجد بيننا من يستنكر هذا التوقيت‪ ،‬ويُصر على عدم تغيير ساعته إصراراً‪.‬‬ ‫عُذره أو مُبرره‪ ،‬أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بمواقيت الصالة‪ ،‬وربط بها – أو موازاة‬ ‫معها – وجَباته وواجباته‪.‬‬ ‫فهو يستيقظ قبل صالة الصبح أو بعدها بقليل‪ ،‬ويتناول َغداءه عقب صالة‬ ‫الظهر‪ ،‬ويجلس حول مائدة العشاء‪ ،‬عقب صالة العشاء‪.‬‬ ‫والساعة التي يُو ّقت بها أوقاته‪ ،‬هي الساعة العربية‪ ،‬التي كانت تلتزم بها‬ ‫حصص أوقات الصالة‪ .‬والفرق بينها وبين ساعة جرينيتش يتراوح حسب فصول‬ ‫السنة بين ‪ 35‬دقيقة و‪ 5‬دقائق‪.‬‬ ‫شأنه في هذا شأن اآلباء واألجداد‪ ،‬فقد كانوا إذا ضربوا لك موعدا‪ ،‬فإنهم‬ ‫يضبطونه بالصلوات الخمس‪ ،‬فيحددون لك أو معك اللقاء قبل صالة الظهر‪ ،‬أو‬ ‫عقب صالة العصر‪ ،‬أو قبيل صالة المغرب‪ ،‬وقد يحددونه بفترة ما بين العشاءين‪.‬‬ ‫وإذا دعوك لعقد قران مثال‪ ،‬فإن وقته المعلوم يكون بعد العصر‪ ،‬وإذا دعوك‬ ‫لحفل زواج‪ ،‬فإن أوانه يحل بعد صالة المغرب مباشرة‪ ،‬وإذا ُكنت من خاصَّة الخاصة‪،‬‬ ‫ومن المقرَّبين لصاحب الحفل‪ ،‬فقد تُدعى لطعام العَشاء‪ ،‬بعد أداء فريضة العِشاء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يتخلف متخ ّلف إال لعذر‬ ‫واألمور بهذه الكيفية‪ ،‬كانت مضبوطة ضبطا تاما‪ ،‬فال‬ ‫قاهر‪ ،‬وال يتباطأ متباطئ إال لظرف طارئ‪ .‬عُقود القران كانت لها أوقاتها المحددة‬ ‫التي ال تتجاوز في األغلب الغالب‪ ،‬أذان المغرب‪ .‬وحفالت الزواج كانت لها مواعيدها‬ ‫التي تنطلق بعد مغيب الشمس‪ .‬وأعداد المدعوين لم تكن بالشكل الذي يُحْرج‬ ‫الداعين‪ .‬وما يقدَّم في هذه المناسبات‪ ،‬كان في حدود المعقول والمتعارَف عليه‬ ‫في تطوان آنذاك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أين منا هذا الضبط والربط؟ بل أين منا هذا التنظيم المُحكم الذي كان يطبع‬ ‫جل مناسباتنا؟‬ ‫وحتى ال تأخذني الجاللة ‪ -‬كما يقال ‪ -‬وأخرج عن الموضوع‪ ،‬أذكر أن والدي رحمة‬ ‫ْ‬ ‫وَحرَّكنا عقارب الساعة لمسافة ستين‬ ‫اهلل عليه‪ ،‬كان إذا حل التوقيت الصيفي‪،‬‬ ‫دقيقة‪ ،‬يُرتَجُّ عليه‪ .‬ويجد نفسه موزعا بين ثالث ساعات‪ :‬توقيت حصص الصالة‪،‬‬ ‫وكان حينذاك توقيتا عربيا صرفا‪ ،‬والتوقيت اإلداري‪ ،‬والتوقيت الصيفي‪ ،‬فإذا سأ َلنا‬ ‫عن الساعة‪ ،‬فإننا كنا نضطر إلى وضْعه في صورها الثالث‪ ،‬ونُفصّل القول في ذلك‬ ‫تفصيال دقيقا‪ ،‬حتى يستوعبها السيد الوالد‪.‬‬ ‫حقيقة أنه كان ال يؤمن إال بأصوات المؤذنين التي تنساب إلى اآلذان عذبة‬ ‫ندية‪ ،‬تدعو الناس إلى بيوت اهلل ألداء الصالة‪ ،‬فهذه األصوات العذبة الندية‪ ،‬هي‬ ‫التي كانت تحدد له المواقيت وتضبطها‪ ،‬وتربطه بالصلوات الخمس‪ ،‬لكنه ربما من‬ ‫باب مداعبتنا أو تعجيزنا‪ ،‬أو ربما لقياس المسافات الزمنية بين الساعات الثالث‪،‬‬ ‫كان يردد سؤاله بين الحين والحين‪.‬‬ ‫أال رحمه اهلل‪ ،‬ورحم الذين سبقونا باإليمان‪ ،‬ورحم أيام زمان‪.‬‬

‫رسالة إلى الرئيس أبي الحق‬ ‫‬‫فتح عبد الحق الدوالب فاستنشق‬ ‫رائحة األوراق المبعثرة‪ ،‬في هذا الدوالب‬ ‫يوجد جزء من ماضيه اليتذكره إال عند‬ ‫الضرورة كما األجزاء األخرى المحفوظة‬ ‫كيفما اتفق في محفظات متفرقة أو في‬ ‫الذاكرات االلكترونية‪.‬‬ ‫فواتيــر‪ ،‬بطاقـــات‪ ،‬وثائـــق إداريـــة‪،‬‬ ‫رسائل‪ ...‬مختلفــة األحجـــام والخطـــوط‬ ‫والحروف‪ ،‬البعض منها بهتـــو يميل إلى‬ ‫االنمحاء‪ ،‬وجد بينها صورة شخصية له‪ ،‬لم‬ ‫يعبأ بمعرفة كم من السنوات مضت عليها‪،‬‬ ‫لكنها تحمل وجها تغير اآلن الكثير من‬ ‫قسماته‪.‬‬ ‫قلب ثم قلب باحثا عن فاتورة كمن‬ ‫يبحث عن إبرة وسط القش‪ ،‬أخذ بين يديه‬ ‫ورقة‪ ،‬فك ثناياها بتؤدة ثم سرحها حتى ال‬ ‫تتكسر‪ ،‬أثاره عنوانها‪« :‬رسالة إلى الرئيس‬ ‫أبي الحق»‪ ،‬فغشيه ما غشيه‪ ،‬وكأن مسا‬ ‫كهربائيا اخترقه‪ ،‬كان كل حرف منها ال زال‬ ‫عالقا بين عينيه‪ ،‬ألنه لم يكتبها بمداد بارد‬ ‫بل بدم الغضب‪.‬‬ ‫الرسالة كانت بالنسبة لعبدالحق آخر‬ ‫طلقة يطلقها‪ ،‬فمن خالل ما وصل إلى‬ ‫علمه من مصادر متنوعة‪ ،‬وبعضها ينتمي‬ ‫لدوائر السلطة أوالسلطة المضادة‪ ،‬فقد‬ ‫كان الرئيس أبو الحق قرر قراره الذي‬ ‫الرجعة فيه ليثبت به أن ال أحد غيره‬ ‫يشاركه القبض على مفاتيح الحل والعقد‪،‬‬ ‫وكانت رسالة عبدالحق تروم اللعب‬ ‫على وخز ضمير الرئيس أبي الحق الذي‬ ‫دخل في غيبوبة ربما تخديرا من الدائرة‬ ‫المقربة‪ ،‬كما كانت تريد تنبيهه بأن ليس‬ ‫من حقه إمالة كفته لصالح عون من هذه‬ ‫الدائرة في اإلدارة على حساب عون آخر من‬ ‫خدام نفس اإلدارة ألن ذلك دوس على‬ ‫الحق‪ ،‬وهو مفروض فيه أن يحمي الحق‬ ‫حينما تكون بيده مسؤولية الحكم في‬ ‫الحقوق المقدرة‪.‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫لم يكن عبدالحق ينتظر شيئا من‬ ‫وسط موبوء بالحربائية والخوف وتهيمن‬ ‫عليه روح الدسيسة والشماتةو حب‬ ‫المظاهر ورفع مقام الشكليات‪ ،‬وإنما كان‬ ‫أقصى ما كان يطمح إليه إسماع صوته‪،‬‬ ‫وإبالغ رفضه‪ ،‬وطمأنة ضميره‪ ،‬وإيصال‬ ‫رسالته الداعية إلى احترام الحق إلى‬ ‫الرئيس أبي الحق الذي أصر على انتهاك‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫كان عبد الحق‪ ،‬منذ مدة‪ ،‬قد نسي أنه‬ ‫أرسل رسالة إلى الرئيس أبي الحق كما‬ ‫نسي أنه وضع نسخة منها في الدوالب‪،‬‬ ‫إذ كان يعتبر فعله ذاك كمن يضع سرا‬ ‫في بئر‪ ،‬ولكن لدهشته وجد نفسه ذات‬ ‫ظهيرة أمام الرئيس أبي الحق‪ ،‬بعد أن‬ ‫ناداه مناد تناهى صوته إليه كما في الحلم‪،‬‬ ‫وفي الممر المؤدي من مكتبه إلى مكتب‬ ‫الرئيس أبي الحق كانت احتماالت غامضة‬ ‫تدور في رأسه وتربك توازنه‪ ،‬وكان الصمت‬ ‫الذي يلف الفضاء الذي يوجد به مكتب‬ ‫الرئيس أبي الحق يصنع الرهبة التي البد‬ ‫منها قبل الدخول إلى المكتب‪.‬‬ ‫وجده محشورا في كرسي أسود دائر‬ ‫أمام مكتبه األسود الصقيل‪ ،‬لما جلس‬

‫بالجانب األيمن باغته الرئيس أبي الحق‬ ‫باستفسارات عن معنى فقرات من رسالته‬ ‫لم يكن عبدالحق يترقبها‪ ،‬فصمت وتاهت‬ ‫نفسه في دوامة من االنفعاالت كان عليه‬ ‫أن يتحكم فيها حتى ال يفقد هدوء أعصابه‬ ‫المفقودة أصال‪ ،‬ألن االستفسارات كانت‬ ‫هجوما بينا وتثبيتا للقرار وتأكيدا على أن‬ ‫من وجهت إليه الرسالة هو صاحب القرار‬ ‫وليس من حق أحد أن ينتزع منه القرار أو‬ ‫يشاركه فيه أو ينتقده أو حتى يعاتبه عليه‪.‬‬ ‫لما انفكت عقدة لسان عبدالحق‬ ‫لم تسعفه العبارات وملكة الحجاج‪ ،‬فقد‬ ‫استقر لديه أن قرار الرئيس أبي الحق نافذ‬ ‫والحاجة لإلطالة‪ ،‬وبعدها تحول الحديث‬ ‫بينهما إلى مايشبه حميمية األصدقاء‪،‬‬ ‫وكان الرئيس أبي الحق ربما يستل حدا‬ ‫آخر لدهائه من الغمد ليضفي على قراره‬ ‫شيئا من المشاعر اإلنسانية التي افتقدها‪،‬‬ ‫و تفتقدها هيبــة المكــان وحزم المنصب‬ ‫وصرامته‪.‬‬ ‫صاحب الرئيس أبي الحق عبدالحق‬ ‫إلى باب المكتب مودعا‪ ،‬ومنذ تلك اللحظة‬ ‫لم يهجر عبدالحق التفكير إن كان قرار‬ ‫بعث تلك الرسالة المنسية في الدوالب إلى‬ ‫الرئيس أبي الحق في محله ما دامت لم‬ ‫تزحزح قيد أنملة عقيدته أنه هو من يملك‬ ‫الحق في القرارو القرار الحق‪ ،‬وظل سؤال‬ ‫حدود سلطة الحق وحق السلطة يشغله؛‬ ‫فكان ينظر إليه من كل أوجهه الممكنة‬ ‫ألن تغليب كفة وجه على آخر تغيب معه‬ ‫الحكمة كما يضيع معه الحق‪.‬‬ ‫انقطـــع حبـــل شريط «رسالــة إلى‬ ‫الرئيس أبي الحق»‪ ،‬وفوضى الدوالب تذكر‬ ‫عبدالحق بفوضى العالم من جراء ضياع‬ ‫الحق وتيهانه بين العمى الذاتي وإكراه‬ ‫الموضوعي‪ .‬أغلق عبدالحق أخيرا الدوالبو‬ ‫معه الرسالة‪ ،‬ثم غفا غفوة لذيذة قد تكون‬ ‫هي كل ما تبقى له من الحق‪.‬‬

‫اهلل بقوته معنا‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫احياء للذكرى الثالثة واألربعين ليوم األرض نظمت التنسيقية المحلية لدعم‬ ‫فلسطين بطنجة ندوة في موضوع ‪ « :‬فلسطين وصفقة القرن أي استراتيجية ؟‬ ‫بمشاركة النقيب األستاذ عبد الرحمن بنعمرو واألستاذ خالد السفياني األمين العام‬ ‫للمؤتمر القومي االسالمي واألساتذة ‪ :‬أحمد ويحمان وعبد الصمد فتحي وعزيز‬ ‫هناوي‪.‬أدار وقائع الندوة بذكاء األستاذ عبداهلل الزيدي‪.‬‬ ‫في االستهالل استمع الحضور الى نص شعري للشاعر مصطفى المسعودي‬ ‫نصا شعريا‬ ‫« بأي حرف سأحكي عنك يا عمر ؟ «‬ ‫كلمة النقيب بنعمرو‪:‬‬ ‫أكدت أن رأسمال الشعوب كامن في ارادتها‪..‬ثم أبان أن القضية الفلسطينية‬ ‫موضوع كبير يمس العروبة واالسالم واالنسانية في مواجهة كيان مصطنع خديم‬ ‫ألمبريالية تقودها الواليات المتحدة المريكية ذات التاريخ المظلم ‪..‬‬ ‫أكبرجرائم الكيان الصهيوني ـ يقول بنعمروـ احتالل األرض بدعم عسكري‬ ‫ودبلوماسي واقتصادي غربي وبداية هذا المخطط األمبريالي كانت سنة ‪1948‬‬ ‫ثم توسع للقضاء على مقاومة فلسطينية صامدة رغم جرائم ‪ :‬االبادة الجماعية‬ ‫والتعذيب واالختطاف والحرب‪..‬‬ ‫القضية الفلسطينية يقول النقيب بنعمرو تخاطب الضمير االنساني في مقام‬ ‫أول وهذا ما يستدعي ‪:‬‬ ‫فضح جرائم الكيان الصهيوني‬ ‫دعم المقاومة الفلسطينية‬ ‫أشار النقيب بنعمرو الى ما يتم القيام به من مواجهات قضائية لقادة اسرائليين‬ ‫ضالعين في جرائم االحتالل‪..‬ونبه على أنماط التطبيع الفني والثقافي والرياضي في‬ ‫بالدنا وتعثر األداء الحزبي‪..‬‬ ‫كلمة أحمد ويحمان ‪:‬‬ ‫ركزت على قراءة دراسة لجنرال صهيوني « أيالند « أنجزها سنة ‪ 2010‬لفائدة‬ ‫مركز « بيكين ـ السادات « ‪ .‬تقع الدراسة في سبع وثالثين صفحة تبلور نظريا وعمليا‬ ‫ما سمي ب « البدائل االقليمية البديلة « ؛ بديل مشروع أوسلو أو أوهام أوسلو ؟‬ ‫وتدافع الدراسة على فكرة مؤداها تأبيد االحتالل برفض تقسيم األرض ؛ لكونه‬ ‫يصيب أمن الكيان الصهيوني في مقتل‪..‬واخالء األرض من اصحابها وتوطينهم‬ ‫مقابل مغريات تافهة‪..‬ألن بقاءهم يستهدف الخصوصية الدينية والروحية والعرقية‬ ‫لليهود‪..‬‬ ‫كلمة عبد الصمد وهبي ‪:‬‬ ‫تضمنت ‪:‬‬ ‫عتبة داللية جلت ارتباط المغاربة بفلسطين تاريخيا ومصيريا‪..‬‬ ‫استراتيجية قوى االستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائه‪..‬‬ ‫صفقة القرن مكون أساس لمخطط تفكيكي أكبر هو التمهيد لقيام دولة‬ ‫صهيون الكبرى‪..‬‬ ‫فضح اللوثة الخليجية المجتهدة في شراء ذمم واستبالد عقول وتفسيخ‬ ‫منظومة قيم ‪..‬‬ ‫« أرض فلسطين منصة انطالق مسلسل تخريبي يستهدف األمة االسالمية «‬ ‫اختار وهبي ألسباب موضوعية تركيز حديثه عن ‪ « :‬المغرب وصفقة القرن‪ ..‬أي‬ ‫استراتيجية ؟ « موضحا أن صفقة القرن ‪:‬‬ ‫مشروع البادة كل كيانات األمة والمغرب يقع في صلب هذا الهدف المريع‪..‬‬ ‫بلفور وسايس بيكو جديدان‪..‬‬ ‫تخطيط للحركة الصهيونية وحلفائها الدوليين‪..‬‬ ‫وفي السياق ذاته نبه وهبي على نماذج اختراقات صهيونية فرنكوفونية‬ ‫بالمغرب في المجالين السينمائي والثقافي والسياسي برعاية رؤوس في مركز‬ ‫الدولة ومتسولين في محيطها يرومون تنويم الشعب المغربيوفي هذا السياق تأتي ‪:‬‬ ‫مهرجانات السينما بطنجة واكادير‪( ..‬جائزة فيلم تنغير جيرو ساليم بطنجة‪..‬‬ ‫عرض فيلم صهيوني في اكادير بقاعة تحمل اسم محمد الدرة ‪)..‬‬ ‫استغالل قضية الوحدة الترابية المغربية لترسيم وهم توحيد الكيان والحال أن‬ ‫هاجس االمبريالية وربيبتها الصهيونية هو تقسيم الكيانات‪..‬‬ ‫استغالل الخطاب الهوياتي الضيق ‪ :‬مشروع « دولة تمازغا « ( ألقى رشيد مهني‬ ‫خطبة في قلب الكنيست طالبا دعم اسرائيل ‪)..‬‬ ‫صهينة المكون العبري في دستور البالد‪..‬‬ ‫كلمة األستاذ خالد السفياني ‪:‬‬ ‫استهلها بادانة اذاعة ميدي ‪ 1‬سات التي عدت أبا ليلى ارهابيا ‪..‬مطالبا اياها‬ ‫باسم ضمير جمعي مغربي باالعتذار عن فعلها المشين المناقض لقيم المغاربة ؛‬ ‫قيادة وشعبا‪..‬‬ ‫وبحجاج سياسي رفيع قال األستاذ خالد ‪:‬‬ ‫بسط الصهاينة الصفقة والصفقة تقتضي طرفين ؛ والحال أن ليس فيها‬ ‫سوى طرف واحد هو اتحاد صهيوني مكون من ‪ :‬صهاينة كيان ممتدون في‬ ‫صهاينة عرب ‪..‬‬ ‫بدأوا بقمة المشكل وهو القدس الشريف‪..‬‬ ‫انتقلوا بعده الى األنروا بهدف خبيث هو انهاء الحق في العودة‪..‬‬ ‫أصدروا قانونا خاصا بالدولة اليهودية الخالصة ‪..‬وهذه أكبر عنصرية في‬ ‫التاريخ‪..‬‬ ‫باشروا خطة التغلغل الهادف الى التطبيع المعلن والمباشر مع قيادات عربية‬ ‫ومسلمة‪..‬‬ ‫وأكد األستاذ خالد أن المغرب مستهدف باالختراق والتطبيع لكن الشعب‬ ‫المغربي صامد ‪ 99‬في المائة من أبنائه ضد التطبيع و‪ 1‬في المائة تطبع ‪ ..‬وهذه‬ ‫حقيقة لها تأثير على القرار الرسمي للدولة المغربية‪.‬‬ ‫ما الغاية من التطبيع يقول األستاذ خالد ؟ انهاالوصول الى اسرائيل الكبرى‬ ‫بالسياسة والدبلوماسية المطبعة ‪..‬ومن أجل أن يتحقق هذا ال بد من ابقاء نيران‬ ‫الحروب والفتن مشتعلة‪..‬ال بد من استمرار األزمات والحروب قائمة بين الجيران‬ ‫لكونها تساعد على احكام القبضة ‪..‬ونموذج مشكل الصحراء مثال ساطع على ارادة‬ ‫التحكم الخارجي في المغرب والجزائر‪..‬‬ ‫واذا كانت الخطة الصهيونية تعمل على تغيير البوصلة حتى ال تبقى فلسطين‬ ‫هي األساس ‪..‬فان أعز ما يطلب في نظر األستاذ خالد هو ‪:‬‬ ‫العمل على اعادة البوصلة الى مكانها ألن عدونا واحد وهو الكيان الصهيوني‪..‬‬ ‫ايقاف كافة اشكال التطبيع ‪..‬‬ ‫اغالق السفارات والتمثيليات الدبلوماسية‬ ‫وأما المقاومة فهي تاج مفرقنا‪..‬‬ ‫أنهى األستاذ خالد كلمته وانخرط الكثيف الحاضر في ترديد ‪:‬‬ ‫األرض لنا‬ ‫والقدس لنا‬ ‫واهلل بقوته معنا ‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 30‬مــار�س ‪2019‬‬

‫حـمــــار !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫بنشماش يدفع بأربعة‬ ‫صحافيين إلى السجن‬ ‫لم ينزل الخبر علينا كالزلزال كما يصف اإلعالم مثل هذه األحكام‬ ‫المثيرة‪ ،‬المتصلة بالصحافة وأهل اإلعالم من أصحاب األقالم «العنيدة»‪،‬‬ ‫خاصة إذا سبق ذلك اعتقاد جماعي بأن القضية ليست سليمة‪ ،‬في صلبها‬ ‫وصياغتها وتقديمها إلى القضاء‪ ،‬وأن يتسرب الشك إلى نفوس «الجماعة»‬ ‫بأن في األمر «إن» وأخواتها‪ ....‬ذلك أننا‪ ،‬نحن الصحافيين المغاربة‪ ،‬نجر‬ ‫وراءنا تاريخا «حافال» بالمحاكمات‪ ،‬واألحكام الثقيلة‪ ،‬وأننا ال زلنا نحتفظ‬ ‫بذكـرى قانون «كل ما من شأنه» السيء الذكر‪ ،‬الذي لم يفلـح أصحابـه‬ ‫والمتعصبون له‪ ،‬قبل االستقالل وبعده‪ ،‬في «لجم» أصوات الصحافيين‬ ‫المناضلين‪ ،‬وتكسير أقالمهم وأصابعهم‪ ،‬لوقف اندفاعهم في الدفاع عن‬ ‫الحق في حرية الرأي والتعبير عنه‪ ،‬وإيصاله إلى الرأي العام‪ ،‬إيمانا منهم‬ ‫بأن شعبا «يعلم» أصلح وأنفع للمجتمع وللدولة من شعب ال يعلم‪.‬‬ ‫وبفضل النضال المرير للصحافيين المغاربة من أجل انتزاع حريتهم‬ ‫في العمل دون تهديد أو مضايقات‪ ،‬وبفضل انتشار األنظمة المعلوماتية‬ ‫عبر العالم‪ ،‬التي دمرت الحدود الفكرية واإلعالمية والسياسية داخل البلدان‬ ‫«المستبدة» و يسرت تداول الخبر والمعلومة على نطاق كوني‪ ،‬والذي أدى‬ ‫إلى فضح الممارسات الالأخالقية لألنظمة المتجبرة‪ ،‬استطاع نساء ورجال‬ ‫اإلعالم‪ ،‬بالمغرب الحصول على هامش مقبول من حرية التعبير والعمل‪،‬‬ ‫بعد صدور نصوص قانونية وتنظيمية لمهنة الصحافة‪ ،‬تكفل للصحافيين‬ ‫مجاال للعمل في أجواء مقبولة‪ ،‬مهنيا‪ ،‬ولو أن المشكل لم يعد في النصوص‬ ‫بل في تأويل تلك النصوص‪ ،‬خاصة حين يتعارض النص «الصحافي» مع‬ ‫النص «الجنائي» ويتغلب الثاني على األول‪ ،‬فتكون جريم ٌة ويكون سجنٌ‬ ‫وغرام ٌة وينتفي باب ‪« :‬ال عقوبة سالبة للحرية» في المادة الصحافية»!‪...‬‬ ‫وهو ما حصل هذا األسبوع‪ ،‬في قضية الصحافيين األربعة‪ ،‬كوثر زكي‬ ‫وعبد اإلله سخير من موقع «الجريدة ‪ ،»24‬ومحمد حداد من «المساء»‬ ‫وعبد الحق بلشكر من «أخبار اليوم» الذين توبعوا بتهمة «نشر أخبار‬ ‫«صحيحة» هذه المرة‪ ،‬تحصلوا عليها من قلب البرلمان‪ ،‬الذي بوغت رئيس‬ ‫إحدى غرفتيه‪ ،‬حكيم بنشماش‪ ،‬بنشر بعض تفاصيل عمل لجنة من لجان‬ ‫تقصي الحقيقة في موضوع يهم آالف المغاربة ألنه يتصل بقانون إصالح‬ ‫صندوق التقاعد‪.‬‬ ‫وإضافـــة إلى الصحافيين األربعـــة‪ ،‬توبـع النائب البرلماني عن‬ ‫الكنفديرالية الديمقراطية للشغل‪ ،‬عبد الرحمن حيسان‪ ،‬بتهمة تسريب‬ ‫وقائع مداوالت اللجنة البرلمانية المذكورة‪.‬‬ ‫نحن ال شأن لنا بطبيعة حكم ابتدائية الرباط‪ ،‬وال حق لنا في تشريحه‬ ‫أو مناقشته‪ ،‬ألن لذلك قواعده ومسالكه‪ ،‬بعد ما تأكد لدينا اقتناع المحكمة‬ ‫بوجود «جريمة» نشر أخبار تحصل عليها أربعة صحافيين‪ ،‬من مصدر‬ ‫موثوق من داخل البرلمان‪ ،‬وقضت بالسجن الموقوف التنفيذ ستة أشهر‬ ‫في حق الجميع‪ ،‬إضافة إلى المستشار البرلماني بالغرفة الثانية‪ ،‬المتابع‬ ‫بـ «تسريب» التقرير «المجرم» وغرامة ‪ 10‬آلف درهم للجميع‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫الغرامة «شيئا» تافها بالنسبة للبرلماني‪ ،‬فإن مبلغها قد يساوي خمسة‬ ‫أشهر عمل بالنسبة للصحافيين الذين يشكلون‪ ،‬عمليا‪ ،‬الحلقة الضعيفة‬ ‫في ميثاق الصحافة والنشر‪.....! ‬‬ ‫المؤلم في الموضوع‪ ،‬هو أن محرك الدعوى رئيس لغرفة برلمانية‪،‬‬ ‫«مجلس المستشارين»‪ ،‬وزعيم حزب سياسي ال نشك في أن أخالقياته‬ ‫السياسية تقوم على حماية حقوق المواطن المغربي‪ ،‬التي تشكل حرية‬ ‫الرأي والتعبير دعامة أساسية لحقوقه الوطنية!‪...‬‬ ‫المؤلم أن نعلم أن سياسيا مغربيا منتخبا‪ ،‬يرأس إحدى غرفتي‬ ‫البرلمان‪ ،‬ويتزعم حزبا سياسيا يطمح إلى رئاسة الحكومة المقبلة‪ ،‬يدفع‬ ‫بأربعة صحافيين‪ ،‬شبابا‪ ،‬من بينهم صحافية‪ ،‬إلى السجن‪ ،‬بتهمة ال عالقة‬ ‫لها بالتهم الموجبة للمتابعة في قانون الصحافة‪ ،‬من نشر أخبار زائفة‪ ،‬أو‬ ‫توجيه اتهامات تقع تحت طائلة السب والقذف والتشهير‪ ،‬إلى غير ذلك مما‬ ‫تعتبر ممارسات مخلة بأخالقيات مهنة الصحافة‪.‬‬ ‫بالغات النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي رفعت شعارات «الالءاث‬ ‫الثالث‪ :‬ال لتكميم األفواه‪ ،‬ال للتضييق على الصحافة‪ ،‬ال لكسر األقالم‬ ‫الحرة»‪ ،‬ونقابة الصحافيين المغاربة التي اعتبرت حكيم بنشماش «خصما‬ ‫لحرية الصحافة والتعبير»‪ ،‬والعديد من المنظمات المهنية والحقوقية‬ ‫والهيئات األهلية‪ ،‬منها جمعية خريجي المعهد العالي لإلعالم والتواصل‬ ‫أصدرت بالغات تندد بالواقعة وتعتبر أن مقاضاة الصحافيين األربعة‪،‬‬ ‫من طرف ممثل للشعب بالبرلمان‪ ،‬تكرس المسار العبثي الذي يتشبث‬ ‫به بعض من يرون في حرية الصحافة ضربة قوية لمصالحهم‪ ،‬كما تدفع‬ ‫المنظمات الحقوقية الدولية إلى تبني مواقف عدائية ضد المغرب فيما‬ ‫يخص التزامه بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ومنها حرية‬ ‫الرأي وحرية التعبير والنشر‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عمدة مدينة أطلسية كبرى انزعج من انتقادات شاب من‬ ‫معطلــي «الزمـن الــرديء»‪ ،‬وصــرخ في وجهــه‪ ،‬واصفــا إيــاه‬ ‫بـ «الحمــار» !‪....‬‬ ‫حدث ذلك‪ ،‬وفــق ما ورد في تحقيق لـ «األخـبـــار»‪ ،‬خالل‬ ‫«مناظرة آسفـي األولى حـول التشغيــل والمقاولة» أشــرف على‬ ‫تنظيمها المكتب المغربي للفوسفاط‪ ،‬وحضرها جمهور عريض‬ ‫من مستثمرين ومقاولين ومديــري شركــات‪ ،‬ورجال السلطة‬ ‫ومنتخبين‪.‬‬ ‫ولم يشفع حضور مصطفي الخلفي الوزير الناطق بلسان‬ ‫الحكومة‪ ،‬في «لجم» لسان «العمدة»‪ ،‬األخ في اهلل والدين والزاوية‪،‬‬ ‫كما لم يشفع للشاب المعطل في أن يتفادى وصف «الحمار» الذي‬ ‫«أنعم به عليه «البورو ـ جميستر»‪ ،‬الــ ‪ bourgmestre‬اآلسفي‬ ‫البيجيدي‪ ،‬هو أيضا‪ .‬وهو ما تسبب في إحراج كبير للوزير‪ ،‬كما‬ ‫كان باديا على محياه ولسانه‪ ،‬خاصة والشاب المعطل‪« ،‬تجرأ» على‬ ‫العمدة‪ ،‬وعلى الوزير‪ ،‬فطالبهما بالكشف عن مآل ‪ 4500‬منصب‬ ‫شغل‪ ،‬كانت حكومة بنكيران‪ ،‬قد التزمت بتوفيرها سنة ‪2018‬‬ ‫لفائدة شباب آسفي‪ ،‬كما أن الشاب المتدخل‪ ،‬مدعوما من زمالئه‬ ‫في «البطالة» والقهر والحكرة‪ ،‬فضح فشل السياسات العمومية‬ ‫في مواجهة البطالة وخاصة بطالة الشباب المجاز من مؤسسات‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬الذين قال عنهم شباب المدينة‪ ،‬إنهم‪ ،‬في أحسن‬ ‫األحوال‪ ،‬تحولوا إلى بائعي «الليمون»‪ ،‬على طرق المدينة !!!‪.....‬‬ ‫شرط أن يسلموا من «هراوات» من يتصيدونهم باسم القانون‬ ‫و«الحق» في «حماية الملك العام»!‪......‬‬ ‫وصف العمدة للشــاب المعطل‪ ،‬بــ «الحمــار»‪ ،‬جاء كرد فعل‬ ‫غاضب لرئيس الجماعة‪ ،‬بسبب ما ورد في مداخلته من أن الهيئات‬ ‫المنتخبة سدت أبوابها في وجه الشباب المعطل ورفضت الحوار‬ ‫من أجل إيجاد حلول ممكنة لبطالتهم «المزمنة»‪ ،‬عبر تسخير‬ ‫بعـــض اإلمكانيـــات البسيطــة‪ ،‬للجماعة الحضرية والجماعات‬ ‫القروية من أجل إتاحة فرص الشغل أمامهم‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبسبب جرأة هذا الشاب وفضحه لعدم تجاوب‬ ‫المنتخبين مع مطالب المعطلين‪ ،‬فقد «استحق» وصف «الحمار»‪،‬‬ ‫من طرف «العمدة» بحضور وزير في الحكومة وشهود عديدين‬ ‫من رجال األعمال والمنتخبين والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫ولعلنا على يقين بعد اطالعنا على تفاصيل هذا الحدث‬ ‫المؤسف‪ ،‬الذي ال يمكن فصله عن سياق «الديمقراطية المحلية»‪،‬‬ ‫‪ 63‬عاما بعد االستقالل‪ ،‬من أن قراءنا والنخبة الواعية من الشعب‬ ‫التي اطلعت على الخبر‪ ،‬بمختلف المواقع‪ ،‬قد فصلت في هذه‬ ‫«النازلة» المؤسفة‪،‬و «بصمت» على المستحق‪ ،‬في مبارزة العمدة‬ ‫والشباب‪ ،‬لوصف «الحمار»‪ ،‬عن جدارة واستحقاق !‬

‫‪ooooo‬‬

‫إضراب مشبوه !‬ ‫بهذا وصفت الحكومة إضراب أساتذة «التعاقد»‪ ،‬بل وتعدت‬ ‫«الشبهة» إلى «خدمة أجندة سياسية»‪ ،‬وأهداف سياسية‪ ،‬ال‬ ‫عالقة لها بالتعليم‪ ،‬بعد ما صرح العثماني‪ ،‬بـ «أننا استجبنا لجميع‬ ‫مطالبهم» في حين ترجمت البالغات الحكومية المتتالية بهذا‬ ‫الشأن‪ ،‬االرتباك الظاهر في التعامل مع هذه «القضية»‪ ،‬التي‬ ‫حظيت بتعاطف كبير داخل فئات عريضة من الشعب‪ ،‬وفي أوساط‬ ‫موظفي قطاعات الوظيفة العمومية‪.‬‬ ‫لغة الترغيب والترهيب لم تنجح في ثني األساتذة المحتجين‪،‬‬ ‫المضربين‪ ،‬عن مواقفهم‪ ،‬ما «استوجب» اللجوء إلى الحل «‪»B‬‬ ‫لتفريق المتظاهرين‪ ،‬بالطرق المعهودة‪ ،‬من طرف قوات األمن‪،‬‬ ‫اعتبارا آلنه ال يمكن لـ «تنظيمات عدمية» أن تنال من المؤسسة‬ ‫األمنية بافتعال حادث احتجاجي مهما كان حجمه‪« ،‬ضد قرارات‬ ‫حكومية» في «معركة ضد الخصم الخطأ»‪ ،‬وفق ما جاء في‬ ‫افتتاحية جريدة «األخبار» هذا األسبوع‪.‬‬ ‫ومن عجائـــب الصدف أن يذكرنا وصف الوزير الحمزازي‬ ‫بالبرلمان للمحتجيــن‪ ،‬بـ «المجازين في البطالـــة»‪ ،‬بقولــــة‬ ‫مماثلة لوزير آخر‪ ،‬محمد بوسعيـــد‪ ،‬وصف أنصار «المقاطعــة»‬ ‫بــ «المداويخ»‪ ،‬وهو ما رمى به خارج الحكومة بعد ذلك بقليل‪.‬‬ ‫على أيّ‪ ،‬أساتذة التعاقد ردوا على تعليمات الوزير بوجوب‬ ‫طرد المحتجين‪ ،‬بأن رفعوا فيه شعار «ما فيدك شي» !‬ ‫وكان على الوزير الحمزازي أن يعلم أن قضية الـ ‪ 54‬ألف‬ ‫أستاذ يجب أن تعالج بلغة التبصر والحكمة‪ ،‬وليس بلغة التخويف‬ ‫والترهيب‪ ،‬أو بالعصى الغليظة‪ ،‬فتلك أمور قد تزيد القضية‬ ‫تعقيدا واستعصاء‪ ،‬وتمنعا‪ ،‬ولو أن الموضوع قابل للنقاش‪ ،‬ولو أن‬ ‫األساتذة المجازين ال مسؤولية لهم في العجز المالي الذي تشكو‬ ‫منه الحكومة وتبرر به رفضها القطعي للحديث عن التوظيف‬ ‫في الوظيفة العمومية‪ ،‬ألن التعليم جزء أساسي من تعاقد‬ ‫األمة مع الحكام وركيزة أساسية للتقدم والرقي ورسوخ النظام‬ ‫واالستقرار‪ ....‬هذه بعض من أمورأصبح الشعب يعلمها‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫الحكومة لم تستوعب بعد أبعادها ودالالتها وعواقبها‪.‬‬ ‫الحكمة الحكمة !!!‪.....‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫أين كنتَ يا السي أحمد !؟‪....‬‬

‫قـــال العارفـون بما يجــري ويدور في دواخل األمور ! إن‬ ‫«المصحف المحمدي» به ٌ‬ ‫خلل‪ ،‬وأن تقريرا في الموضوع‪« ،‬صدم»‬ ‫وزير شؤون «البيعة» والسنة والمذهب المالكي األشعري‪ ،‬فأصدر‬ ‫تعليماته المشددة من أجل افتحاص المصحف وإفادة «سيادته»‬ ‫ببيان في الموضوع !‬ ‫هذا ما أوردته بعض الصحف الوطنية ولم يصدر بشأنه أي‬ ‫بيان توضيح أو تكذيب من طرف الوزارة أومؤسسة محمد السادس‬ ‫لنشر المصحف الشريف وتوزيعه‪ ،‬بعد توصل وزير اإلسالم بتقرير‬ ‫حول وجود مجموعة من األخطاء التي تضمنتها بعض الطبعات‪،‬‬ ‫يمكن أن يكون بعضها قد وجه لدول إفريقية ‪.‬‬ ‫هذا الحادث الذي ال تخفـــى خطورتــه وتبعاتـه بالنسبة‬ ‫لدور المغرب الريادي في نشر اإلسالم السليم‪ ،‬وليس اإلسالم‬ ‫«المعتدل»‪ ،‬ألن اإلسالم ليس فيه اعتدال أو تطرفـ‪ ،،‬فالتطرف‬ ‫والتشدد هو من صنع المشاييخ المتحجرة عقولهم وقلوبهم‬ ‫ورؤاهم إلى الدين الحنيف‪ ،‬وإلى القرآن الكريم الذي يهدي «للتي‬ ‫هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا‬ ‫كبيرا»‪.‬‬ ‫أذكر أنني زرت‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬مطابع القرآن الكريم بالمدينة‬ ‫المنورة‪ ،‬وراعني ما شاهدته من وجود عشرات المصححين على‬ ‫درجات متفاوتة من العلم والورع‪ ،‬ومن تقنيات هي قمة في التطور‬ ‫العلمي والتكنولوجي بالعالم‪ ،‬حتى أن الصفحة التي بها خطأ أو‬ ‫أخطاء «تذوب» إلكترونيا‪ ،‬لكي ال تسقط على األرض أو يرمى بها‬ ‫جانبا‪ ،‬إجالال وتعظيما لكتاب اهلل الذي أنزله «تبيانا لكل شيء‬ ‫وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين»‪.‬‬ ‫فكيف تعجز مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف‬ ‫وتوزيعه‪ ،‬عن ضبط آياته والتأكد من سالمة أحزابه الستين‪،‬‬ ‫وسوره المائة وأربع عشرة‪ ،‬وآياته المليون ومائتين وسبعين ألفا‪،‬‬ ‫مع وجود «اختالفات» بين العلماء حول هذه األرقام‪ .‬والمغرب‬ ‫يعرف بحفظ القرآن الكريم وصيانته وحمايته من كل تغيير أو‬ ‫تحريف‪.‬‬ ‫أين كنت يا وزير شؤون اإلسالم‪ ،‬حتى يحصل ما حصل‪،‬‬ ‫وتفاجئك التقارير على ما روجته الصحافة‪ ،‬من أخبار صادمة عن‬ ‫وجود أخطاء في طبعات من المصحف المحمدي أنت مسؤول عن‬ ‫المؤسسة التي تشرف على طبع ونشر وتوزيع كتاب اهلل في الداخل‬ ‫والخارج‪ ،‬خاصة بالبلدان اإلفريقية التي يتخذ بعضها المغرب قدوة‬ ‫ونبراسا في علوم القرآن والدين‪.‬‬ ‫أين كنت !؟ ‪......‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الداودي‪ ،‬حبذا لو سكتَ أو أسكتهُ أهله‬

‫‪ ‬‬

‫الوزير الداودي ال يفتـح فــاه إال ليجر على حزبـه وابال من‬ ‫االنتقادات الالذعة‪ ،‬ويعطي الفرصة لخصوم حزبه ليطلقوا النار‬ ‫في اتجاه معاقل أصحاب «المرجعية» المعروفة‪ .‬ولم تنمح بعد‬ ‫«وصالته» المثيرة للسخرية تحت قبة البرلمان‪ ،‬من «السانيدة»‬ ‫إلى «البوطة»‪ ،‬إلى المقاصة‪ ،‬إلى المقاطعة‪ ،‬إلى «خمخمة» موزعي‬ ‫المحروقاتـ‪ ،‬إلى معركة «التسقيف» التي لم تسقف بعدَ خرجات‬ ‫الرجل الذي دافع في السابق‪ ،‬عن الموزعين‪ ،‬معتبرا أن هامش الربح‬ ‫لديهم معقول ومقبول‪ ،‬وها هو اليوم يتهم أرباب «البومبات»‬ ‫بالحصول على أرباح من جيوب المواطنين وأن أصحاب»شركات‬ ‫التوزيع «داروا ما بغاو» في غياب مجلس المنافسة‪ ،‬والربح أخذوه‬ ‫من جيوب المواطنين‪ ،‬ليستدرك بالقول «إننا» سنعمل على‬ ‫تحديد هامش ربح هذه الشركات عبر التسقيف‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يستغل الداودي لقاء مع الكتابة المحلية لفرع‬ ‫حزبه بسال‪ ،‬ليثير موضوع الفقر والفقراء‪ ،‬وليؤكد أن استقرار البالد‬ ‫رهين بالقضاء على الفقر‪ ،‬وأن «لدينا» ــ ال ندري إن كان المقصود‬ ‫بــ «لدينا»‪ ،‬الحزب أو البالد ــ الموارد لتحقيق «التشطيب كليا على‬ ‫الفقر»‪ .‬اهلل‪ ،‬اهلل !‬ ‫برافو‪ ،‬ميسيو لو مينيستر !‪..‬‬ ‫وما دام األمر بيديكم‪ ،‬ما منعكم من أن ترفعوا معاولكم‬ ‫وتكسروا عظام الفقر الذي يعتبر موضوعه «الزمة» لنضال حزبكم‬ ‫من أجل المحافظة على «حزامكم األمني» االنتخابي‪.....‬‬ ‫الداودي يجيب‪ ،‬كما أجاب سابقـــوه من الحزب ‪« :‬أنهم‬ ‫ال يتركوننا «نخدم»‪ ،‬وكلما خطونا خطوة في هذا االتجاه‬ ‫ثار في وجوهنا «الناس الغالظ» وحذرونا من الفقراء حتى ال‬ ‫«نقيسهم»(نمسهم) ! ويعلق‪ :‬كم كان بودنا أن نأخذ من هؤالء‬ ‫ونعطي للطبقة المتوسطة ! ونعلق نحن‪ :‬هكذا تكون «القلوب‬ ‫الرحيمة»‪ ...‬لوال موعد ‪! 2021‬‬ ‫و «تفصــح» الداودي بعد ذلك أمـــام «مناضلي» حزبه‬ ‫ليطمئنهم على أن ال وجود لحزب سياسي بالمغرب بمقدوره‬ ‫منافسة العدالة والتنمية‪ .‬وأن «ثقة» الشعب في العدالة والتنمية‬ ‫«تخيف» خصومه الذين يعمدون إلى شراء الذمم ومواقع التواصل‬ ‫في محاولة يائسة للنيل من حزبه‪.‬‬ ‫وكلها وعأاله !!!‪.....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪987‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫الدعارة الذكورية بطنجة‪ ...‬معطيات وتفا�صيل يرويها لنا واحد‬ ‫من املئات املنت�شرين بكافة �أرجاء املدينة‪ ...‬مراهقون و�شباب يتحولون‬ ‫ً‬ ‫جن�سيا‪..‬‬ ‫�إلى مرحا�ض عمومي لتفريغ نزوات املكبوتني واملنحرفني‬ ‫يعتبر العهر في المجتمعات الذكورية أنثويا‪ ،‬وهي ازدواجية ال يمكن إنكارها في إصدار األحكام‪،‬‬ ‫حيث تجرَّم المرأة فقط‪ ،‬وينظر إليها المجتمع باستهجان واحتقار‪ ،‬وتُنْعَتُ بوابل من رشاشات القذائف‪،‬‬ ‫أبسطها «الساقطة»‪ ،‬بمعنى المرأة السريعة السقوط أخالقيا‪ ،‬وقبيلة الذكور تقبل وتتواطؤ على وجود‬ ‫العاهرة ضمنيا‪ ،‬ألنها جسد مرغوب فيه كموضوع جنسي‪ ،‬لكنها منبوذة اجتماعيا‪ ،‬في حين يتباهى الذكر‬ ‫العاهر بفحولته وال يُنْعَتُ بالداعر أو البغي‪ ،‬ألن العهر في المجتمعات الذكورية أنثوي‪ ،‬وإذا كانت هذه‬ ‫الفصامية التصنيفية مرفوضة أخالقيا‪ ،‬فإن المطالبة بأن تتساوى المرأة مع الرجل في العهر هي بدورها‬ ‫مسألة غير أخالقية‪.‬‬ ‫طالما وردت في المنابر اإلعالمية روبورطاجات ومقاالت تتكلم عن ظاهرة الدعارة‪ ،‬اللصيقة دائما‬ ‫باألنثى‪ ،‬لكننا اليوم سنتحدث عن دعارة من نوع آخر‪ ،‬دعارة الذكر‪....‬‬ ‫هم كثيرون…هؤالء اليافعون لألسف‪ ،‬وأكثرهم قاصرون‪ ،‬أصبحوا هدفا لنزوات شاذة لرجال يفضلون‬ ‫ممارسة الجنس عليهم‪ ،‬على أن يمارسوه بطريقة‬ ‫طبيعية على األنثى ألن وضعهم الشاذ يشكل‬ ‫حافزا جنسيا عند الباحثين عن جــنس من هــذا‬ ‫النوع…‬ ‫ال يخجل أكثرهــم وضعهـم هــذا‪ ،‬بل هــم‬ ‫يمتلكون من الجرأة والقدرة على عرض أجسادهم‪،‬‬ ‫ما يجعلهم قادرين على ردع الساخرين‪ ،‬وكل من‬ ‫سولت له نفسه‪” ،‬إهانتهم” أو استغاللهم جنسيا‬ ‫بدون مقابل‪ ،‬ينتشرون في محيـط عدة شوراع‬ ‫معروفة بطنجة‪ ،‬يفاوضون الزبنــاء ولكــل شيء‬ ‫ثمنه…‬ ‫جريدة طنجة قامت بجولة على أهم نقاط‬ ‫الدعارة الذكورية بطنجة وهي كما ال يخفى على‬ ‫الساكنة وال يخفى أيضا على رجال السلطة‪ ،‬نقاط‬ ‫تتواجد في أهم محاور المدينة‪ ،‬ساحة األمم‪،‬‬ ‫قرب والية الجهة‪ ،‬المحطة الطرقية‪ ،‬شارع محمد‬ ‫السادس‪ ،‬شارع الجيش الملكي‪ ،‬إيبيريا‪ ،‬وعديد‬ ‫من البؤر المكشوفة‪ ،‬تسع كل هذا العدد من‬ ‫الشباب والقاصرين‪ ،‬الذين فضلوا امتهان الدعارة‬ ‫عن العيش بصورة طبيعية وكسب المال من عرق‬ ‫الجبين‪« ...‬الجبين الحقيقي»‪ ،‬دردشنا مع فتى‬ ‫يافع‪ ،‬يدعى يوسف‪ ،‬ال حرج في أن نذكر اسمه‪ ،‬ألن‬ ‫هناك الكثيرين من زمالئه يحملون ذات اإلسم‪،‬‬ ‫يوسف يترصد الزبناء في زاوية قرب والية الجهة‪،‬‬ ‫ينتظر تلك السيارات التي تسير في الظالم‪ ،‬بروية‪،‬‬ ‫ليس خوفا على الراجلين‪ ،‬وال حذرا من الحوادث‪ ،‬بل بحثا عن طريدة «ذكر مثلي» يتقدم يوسف في حركة‬ ‫غنج ودالل‪ ،‬يلوح بيده‪ ،‬يتكئ على باب السيارة‪ ،‬يتجادب أطراف الحديث الجد القصير مع الزبون‪ ،‬حول‬ ‫نوعية الممارسة‪ ،‬وزمنها‪ ،‬ومكانها‪ ،‬بجانب الزبون زميل له‪ ،‬يبدو أنهم توصلوا إلى اتفاق حول “السعر”‪،‬‬ ‫ينادي اليافع بصوت صارخ نبيل نبيل نبيل‪...‬و من بين األشجار يخرج يافع آخر‪ ،‬يرتدي على شاكلة صديقه‬ ‫لباس المراهقين‪ ،‬سروال جينز‪ ،‬وقميص‪ ،‬وسترة جلدية‪ ،‬تقيه برد الليل القارص‪ ،‬قرطان فضيان ملتصقان‬ ‫باألذنين‪ ،‬يفتحان أحد األبواب الخلفية للسيارة‪ ،‬ويلجان وهما يقهقهان‪ ،‬كامرأتين في قمة السعادة‪،‬‬ ‫لتنطلق السيارة بسرعة غريبة‪ ،‬تاركة صدى موسيقى “إلكترونية”‪ ‬منبعثة من قارئ‪ ‬األقراص تعم الفضاء‪،‬‬ ‫ليختفي الجميع‪ ،‬ثم يعم الصمت إال من أصوات وقع خطى أحذية باقي المراهقين المنتظرين لدورهم‪،‬‬ ‫غاب يوسف ومن معه لمدة عشرين دقيقة‪ ،‬ثم عادا ووجههم مورّد‪ ،‬انتظرنا يوسف كما تم اإلتفاق‪،‬‬ ‫أخبرته أنني أريد أن أدردش معه فقط من أجل الفضول‪ ،‬أفادني بمعلومات كنت أعرف بعضها بحكم‬ ‫ثقافة الحياة‪ ،‬لكن أشياء كثيرة كانت غائبة عني‪ ،‬ففي األول وفي األخير‪ ،‬امرأة مغربية ربما ال تستوعب‬ ‫كثيرا هذا الخلط بين األنثى والرجل‪ ،‬الزالت تؤمن بأن األدوار ال تختلط والطبيعة ال تتجزأ‪..‬‬ ‫من خالل ما حكى يوسف‪ ،‬خلصت إلى أن هناك استهجان للدعارة الذكورية‪ ،‬لكن المغاربة أصبحوا‪،‬‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬يؤمنون بالحريات الفردية‪ ،‬وبالتالي فإن استهجان الدعارة الذكورية ال يعني أنهم لن‬

‫تغطية ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫«يتسامحوا» مع هؤالء األشخاص‪ ،‬ألنهم يعتبرون أن ما يقوم به هؤالء الذكور يدخل في إطار الحرية‬ ‫الشخصية‪ ،‬لذلك ال تتم مواجهتهم بالعنف أو الطرد رفقة مجموعة من األمور التي كانت سائدة في‬ ‫السابق‪ ،‬ألنها تظل ممارسة في إطار الحريات الشخصية‪ ،‬فيكتفون بالتصدي لهم وباستهجان سلوكهم‪.‬‬ ‫زبناء يوسف يتوزعون بين أجانب ومغاربة‪ ،‬لكن الوطني والمحلي يبقى الدائم‪ ،‬الطلب موجود‪ ،‬ولعل‬ ‫السيارات التي تصطاد الفرائس كل يوم لخير شاهد على ما أقول‪ ،‬سيارات ترقبناها لساعات‪ ،‬رجال تنط‬ ‫الرغبة من عيونهم‪.‬‬ ‫أكثر من ثالثين فردا بكل نقطة من نقاط البيع‪ ،‬السن بين ‪ 14‬و‪ 26‬سنة على األكثر‪ ،‬والزبناء رجال‬ ‫كبار في السن وآخرون شباب‪ ،‬تارة يدفعون لهم مقابل أتعابهم الجنسية‪ ،‬وتارة أخرى يعتدون عليهم‬ ‫بالضرب والسب حتى يفروا من الدفع‪ ،‬المكان يختلف حسب وضع الزبون‪ ،‬لكن أغلب العمليات الجنسية‬ ‫الشاذة تكون بسيارة الزبون‪ ،‬بموقف أو مكان خال من المارة وليس مشعا كي ال ينفضح أمرهم‪ ،‬وعند بلوغ‬ ‫النشوة يذهب كل واحد إلى حال سبيله‪ ،،،،‬هكذا‬ ‫تمر األجواء‪ ،‬وهكذا يبيع أبناء الوطن أجسادهم‬ ‫ليهربوا من واقعهم الذي رفضهم أو أجبرهم على‬ ‫هذا اإلختيار‪ ،‬وأردد هنا‪ ،‬هو اختيار‪ ،‬الفقر أو الحاجة‬ ‫أبدا لم يكن سببا للشذوذ أو اإلنحراف‪ ،‬الفقر عفة‪.‬‬ ‫جمعية محاربة السيدا بطنجة وبإقرار من‬ ‫يوسف‪ ،‬فهي تستقبل مرتين بالشهر مثليين‬ ‫من طينة يوسف‪ ،‬ولديهم ملفات عندها‪ ،‬ليس‬ ‫بالضرورة أن يكون مرض السيدا بهم‪ ،‬لكن بما‬ ‫أنهم يمتهنون الدعارة الذكورية فعليهم اتباع‬ ‫اإلرشادات والنصائح من هذه الجمعية‪ ،‬وأحيانا‬ ‫يقومون بتوزيع ‪ 50‬درهما على كل واحد منهم على‬ ‫االقل مرة في الشهر‪ ،‬واهلل غريب أمرنا بالمغرب‪،‬‬ ‫ننبذهم ونعترف بهم‪ ،‬نحاربهم لكن ننصحهم‬ ‫باستعمال العازل الطبي عند الممارسة‪ ،‬ليست‬ ‫لديهم جمعية لكن جمعية أخرى تعنى بهم كي ال‬ ‫يصابون بالسيدا‪ ،‬غريب ‪...‬‬ ‫بعد أن أنهينا دردشتنا‪ ،‬سألت يوسف سؤاال‪،‬‬ ‫من خالله أصابني حزن كبير على حاله وحالنا بهذه‬ ‫البلد‪ ،‬سألته «إذا توفرت لديك اآلن إمكانية تعلم‬ ‫حرفة مهنية أو متابعة دراستك ومن ثم اإلشتغال‬ ‫بمكان يناسب إمكانياتك وتفكر في الزواج وتكوين‬ ‫أسرة طبيعية‪ ،‬ماذا ستفعل؟»‪ ،‬أجابني‪ ،:‬أقبل‪ ،‬أتمنى‬ ‫ذلك‪ ،‬تركت الدراسة منذ كان عمري ال يتجاوز‬ ‫اإلحدى عشرة سنة‪ ،‬وال أفكر بالدراسة اآلن‪ ،‬لكن لو‬ ‫أتيحت لي الفرصة أن أشتغل وأكسب ماال وافرا فأنا موافق أن أغير حياتي‪......‬‬ ‫أجاب وليته لم يجب‪ ،‬إذن طموح هذا الشاب هو المال‪ ،‬ال يهم كيف ومتى وأين؟؟‪ ،‬ليس بشاذ حقيقي‬ ‫إذن‪ ،‬هو فقط يمتهن الدعارة الذكورية من أجل المال‪..‬و هذا ما أحزنني أكثر‪....‬‬ ‫ختاما‪ ..‬الدعارة انحطاط للرجل والمرأة‪ ،‬وانتكاسة إنسانية تتشعب مآسيها من تحويل اإلنسان‬ ‫إلى مرحاض عمومي‪ ،‬لتفريغ نزوات المكبوتين والمنحرفين جنسيا‪ ،‬وإذا كان بعض الدارسين يطالبون‬ ‫بالحياد أثناء دراسة الظواهر اإلجتماعية‪ ،‬لتجنب األفكار الجاهزة واألحكام المسبقة‪ ،‬فإن تسمية الدعارة‬ ‫بالعمالة الجنسية هو حكم مسبق يشكل امتداد المفهوم «أقدم مهنة في التاريخ» وهذا أبعد ما يكون‬ ‫عن الحياد‪ ،‬فضال عن التهرب من مسؤولية البحث العلمي‪ ،‬التي تكمن في تغيير الواقع البشري نحو‬ ‫األفضل من خالل فضح اإليديولوجيات التي تروم استغالل اإلنسان وتشييئه وتحويله إلى سلعة وبضاعة‬ ‫رخيصة‪ ،‬كما يقول السوسيولوجي بيير بورديو‪ ،‬وقبله الخطاب الماركسي المناهض الستغالل اإلنسان‪،‬‬ ‫ال كما يدعي بعض الدارسين الذين يخدمون بوعي أو بغير وعي الرأسمالية المتوحشة‪ ،‬وتكفي إطاللة‬ ‫سريعة على رقم المعامالت المالية في تجارة الجنس وبيع المنشطات واألدوات الجنسية‪ ..‬وهي أرقام‬ ‫بالماليير‪ ،‬الرأسمالية التي تحمل شعار «كل شيء قابل للبيع»‪ ..‬متناسية أن اإلنسان لن يكون شيئا‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫إدارة‬ ‫اقتصادو‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬ ‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫ورقـة «اقتصـاد وإدارة» لهـذا األسبــوع تتمحــور‬ ‫حـول النقـاط التاليـة‪: ‬‬

‫‪ - 1‬التعاون المغربي اإلسباني‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تخطط الهند لتصبح ثاني أكبر اقتصاد‬ ‫عالمي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م���رت ث�لاث��ون س��ن��ة ع��ل��ى إن��ش��اء‬ ‫اتحادالمغرب العربي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تحليـل مكتــب أوكسفورد العالمــي‬ ‫لإلقتصاد الوطني‪ .‬‬ ‫‪ - 5‬حصيلة قطاع الصحة خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫‪ - 6‬يوظف اإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني‬ ‫‪ 600.000‬شخص‪.‬‬ ‫‪ - 7‬مستوى النفقات المقيدة عند األسر‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫‪FFFFFFFF‬‬

‫‪ - 1‬التعاون المغربي اإلسباني ‪:‬‬

‫أصبحت المملكة اإلسبانية هي أول شريك اقتصادي‬ ‫للمغرب منذ السنة الماضية‪ .‬وهذا ليس فقط في القطاعات‬ ‫التقليدية مثل السياحة والفالحة والصيد البحري وإنما أيضا‬ ‫في القطاعات الجديدة مثل صناعة السيارات وتكنولوجيا‬ ‫اإلعالم والرقمنة…‬ ‫ويوجد أكبر تجمع للعمال المغاربة بالخارج في اسبانيا‪.‬‬ ‫وإذا كان عددهم ال يزيد على ‪ 75.000‬مغربي مقيم‬ ‫بالديار اإلسبانية خالل سنة ‪ 1994‬فحاليا‪ ،‬وصل هذا التجمع‬ ‫إلى ‪ 800.000‬نسمة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تجاوزت التجارة البينية بين البلدين‬ ‫‪ 14‬مليار أورو‪ .‬كما أن المغرب يستقطب‪ %54‎‬من اإلستثمار‬ ‫األجنبي المباشر اإلسباني المتجه نحو القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 2‬تخطط الهند لتصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي ‪:‬‬

‫تخطط الهند لتصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي ابتداءا‬ ‫من سنة ‪ 2020‬وذلك بعد الصين‪.‬‬ ‫وهي حالياتحقق في المتوسط نموا اقتصاديا يتراوح‬ ‫بين ‪ %6,6‎‬و‪ .%7‎‬وإذا حققت الهند نموا اقتصاديا يتجاوز‬ ‫‪ %7,5‎‬خالل السنتين المقبلتين فإنها بذلك ستكون ثاني‬ ‫أكبر اقتصاد على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫وهكذا ستصبح ال��والي��ات المتحدة األمريكية هي‬ ‫اإلقتصاد العالمي الثالث بعد الصين والهند وربما يصعد‬ ‫أحد دول البريكس ليحتل مكانة الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫من اآلن وإلى حدود سنة ‪ 2030‬كما أعلن عن ذلك خبراء‬ ‫الصندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 3‬مرت ثالثـون سنـة على إنشـاء اتحاد المغرب‬ ‫العربي (بالضبط منذ ‪ 17‬فبراير من سنة ‪ 1989‬بمدينة‬ ‫مراكش) ‪:‬‬

‫بموجب م��رور ثالثين سنة على خلق اتحاد المغرب‬ ‫العربي‪.‬احتفل المغاربيون بتأسيس هذا اإلتحاد الذي أنشأ‬ ‫سنة ‪ 1989‬ولكنه تكثل عرف عددا كبيرا من العراقيل بسبب‬ ‫النزاعات اإلقليمية بين دوله‪.‬‬ ‫وهذا الجمود يؤثر سلبا على االقتصاد المغاربي ألنه‬ ‫يضيع عليه ما ال يقل عن ‪ 10‬مليار دوالر أو ما يعادل‪ %5‎‬من‬ ‫الناتج الداخلي الخام للدول الخمسة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى‪ ،‬هناك عــدة قواسم مشتركة بين‬ ‫دول اإلتحاد منها وحدة اللغة‪ ،‬وحدة الدين‪ ،‬ثقافة مغاربية‬ ‫متكاملة‪ ،‬القــرب الجغرافـــي‪ ،‬اإلنفتـــاح على دول اإلتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعلى العمق اإلفريقي من جهة أخرى…‬ ‫وأخيرا سوق مشتركة تمثل أكثر من ‪ 100‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫ولعل إنشاء القطار الرابط بين المغرب والجزائر وتونس‬ ‫هو المشروع الذي سيعيد إلى العالقات المغاربية دفذها‪،‬‬ ‫ال سيما وأن هذا المشروع سيتم تمويله من طرف البنك‬ ‫اإلفريقي للتنمية بميزانية تصل إلى ‪ 3,8‬مليار دوالر وإنشاء‬ ‫ما ال يقل عن ‪ 2300‬كلم من السكك الحديدية‪.‬‬ ‫بدون شك‪ ،‬سيكون لهذا المشروع صدى طيب على‬ ‫جميع دول اإلتحاد‪ ،‬كما أنه سيساعد على خلق فرص الشغل‬ ‫وتحسين العالقات اإلقتصادية مع كل من المغرب والجزائر‬ ‫وتونس وموريتانيا وليبيا‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 4‬تحليل مكتب أوكسفورد العالمي لإلقتصاد‬ ‫الوطني ‪:‬‬ ‫قال المكتب اإلنجليزي أوكسفورد للدراسات اإلقتصادية‬ ‫بأن اإلقتصاد الوطني سيحقق نموا ال يزيد عن‪ %2,9‎‬خالل‬

‫‪6‬‬

‫سنة ‪ 2019‬بينما سيصل هذا األخير إلى ‪ %3,5‎‬مع حلول‬ ‫العام ‪.2021‬‬ ‫ويؤكد المكتب اللندني أن ثالث قطاعات ساهمت في‬ ‫النمو اإلقتصادي للمملكة‪.‬‬ ‫هناك من جهة‪ ،‬قطاع السياحة الذي حقق نموا يزيد على‬ ‫‪ %8,5‎‬وذلك باستقطاب ما ال يقل عن ‪ 11,3‬مليون سائح‬ ‫خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬هناك قطاع المعادن الذي عرف هو‬ ‫اآلخر أداءا جيدا خالل نفس السنة حيث صدر المغرب ‪42,2‬‬ ‫مليار درهم‪.‬‬ ‫ومن جهة ثالثة‪ ،‬هناك قطاع السيارات الذي عرف طفرة‬ ‫مهمة خالل السنوات األخيرة وخالل سنة ‪ 2018‬وصلت‬ ‫مبيعات السيارات إلى ‪ 60‬مليار درهم أي بنمو يقدر بنسبة‬ ‫‪ %11‎‬مقارنة مع السنة الماضية‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 5‬حصيلة قطاع الصحة لسنة ‪: 2018‬‬

‫قدم مؤخراً (فاتح فبراير‪ ) 2019‬وزي��ر الصحة أنس‬ ‫الدكالي حصيلة القطاع الصحي خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫فخالل السنة الماضية تم صرف ميزانية ضخمة تصل‬ ‫إلى ‪16‬مليار درهم من أجل القيام ببناء البنية التحتية لبعض‬ ‫المستشفيات وشراء سيارات اإلسعاف وكذلك اقتناء المعدات‬ ‫وأجهزة «السكانير»‪.‬‬ ‫على مستوى المدن‪،‬تم تشييد مستشفى بالعيون‬ ‫بطاقة إيوائية تصل إلى ‪ 500‬سرير ومستشفى آخر متنوع‬ ‫التخصصات بورزازات وأخيرا المستشفى اإلقليمي بمدينة‬ ‫سال‪.‬‬ ‫كما تم تشييد كذلك مراكز القرب الصحية بعدد من‬ ‫المدن المغربية منها ‪:‬‬ ‫ الناظور ‪ -‬طنجة ‪ -‬دمنات ‪ -‬الخميسات ‪ -‬الفقيه بنصالح‬‫ أكادير ‪ -‬كولميم ‪ -‬طرفاية‪.‬‬‫أما على مستوى القرى المغربية فقد استفادت هذه‬ ‫األخيرة من ‪ 282‬قافلة قدمت ما ال يقل عن ‪295.435‬‬ ‫استشارة طبية…‬ ‫إال أن هذا المجهود يبقى ضعيفا مقارنة مع أهداف‬ ‫«استراتيجية ‪ »2025‬للصحة التي تهدف إل��ى وض��ع ‪:‬‬ ‫«منظومة صحية منسجمة‪ ،‬من أجل عرض صحي منظم‪،‬‬ ‫ذي جودة وفي متناول الجميع‪ ،‬تحركه برامج صحية فعالة‬ ‫وتدعمه حكامة جيدة»‪.‬‬ ‫وحاليا ومع نهاية سنة ‪ 2018‬لم يصل معدل التغطية‬ ‫الصحية للمغاربة إال إلى‪.%62‎‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 6‬يوظـف االقتصـاد االجتماعـي والتضامنـي‬ ‫‪ 600.000‬شخص ‪:‬‬ ‫قال وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية‬ ‫واإلقتصاد اإلجتماعي إن اإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني‬ ‫المغربي يوظف أكثر من ‪ 600.000‬شخص‪.‬‬ ‫وأكد محمد ساجد أن ما يزيد على ‪ 20.000‬تعاونية‬ ‫مغربية تنشط في هذا القطاع وبالتحديد في القطاعات‬ ‫التقليدية مثل الفالحة والصناعة التقليدية والصيد البحري‬ ‫وكذلك في بعض القطاعات الحديثة مثل البناء والخدمات‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫يريد المغرب أن يطور هذا القطاع ليجعله في مصاف‬ ‫بعض الدول األوروبية حيث يساهم بنسبة تفوق‪ %10‎‬من‬ ‫الناتج الداخلي الخام‪ .‬أما في دول أخرى مثل الهند فإن قطاع‬ ‫اإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني يوظف أكثر من ‪ 250‬مليون‬ ‫متعاون‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد الوطني تعتبر جهة مراكش‪-‬آسفي هي‬ ‫الجهة األكثر دينامية في هذا القطاع‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 7‬مستوى النفقات المقيدة عند األسر المغربية ‪:‬‬

‫من الضروري فهم النفقات المقيدة على أنها تلك‬ ‫النفقات التي تتعلق أساسا بالسكن والنفقات اليومية‬ ‫المخصصة لإلستهالك والتغدية‪.‬‬ ‫وهكذا وحسب المندوبية السامية للتخطيط فإن‬ ‫النفقات المقيدة لألسر المغربية الفقيرة تصل إلى‪ %90‎‬من‬ ‫دخلهم‪ ،‬بينما تصل هذه النسبة إلى ‪ %73‎‬عند األسر ذات‬ ‫الدخل المتوسط‪ ،‬أما األسر الغنية فال تمثل النفقات المقيدة‬ ‫إال‪ %46‎‬من دخلهم‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن جل المغاربة ليس فقط غير قادرين على‬ ‫اإلدخار والرفع من مستوى اإلدخار الوطني بل إنهم يلجؤون‬ ‫في أغلب األحيان إلى القروض البنكية واإلستدانة ليس‬ ‫من أجل القيام بالنفقات اإلستثمارية وإنما لسداد النفقات‬ ‫المقيدة التي تتزايد مع نهاية كل شهر‪.‬‬

‫هاج�س العنو�سة !؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد الشاعر‬

‫طلعت علينا في الثلث األول من عام ‪ ،2019‬إحدى‬ ‫المنظمات الدولية التي تقوم باستطالعات وإحصائيات عن‬ ‫مختلف الشعوب‪ ،‬بأن عدد العوانس في المغرب كبير جدا‪ ،‬إن‬ ‫لم يكن مخيفا ومقلقا‪ ،‬وأنه بلغ ‪ 8‬ماليين عانس‪ ،‬وهذا فاق‬ ‫حد الخوف والقلق‪ ،‬إذ كيف يقبل ويتصور في الذهن وجود‬ ‫هذا العدد المفزع منهن؟ وللعلم فإن نسبة النساء أعلى من‬ ‫نسبة الرجال تُثير االنتباه هي األخرى‪ ،‬حتى إذا كان هذا‬ ‫العدد صحيحا فاألمر مفزع حقا‪ ،‬وكيف ال يكون األمر مفزعا‬ ‫ومذهال؟ والشباب الذين يهمهم األمر بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫وتتوقف حياتهم على الزواج وعلى الشريك األليف للحياة‪،‬‬ ‫والذين خاطبهم النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬بالزواج الذي‬ ‫يحصنهم من الفاحشة واالنحراف والشذوذ هم غائبون عن‬ ‫الساحة‪ ،‬موزعون بين عدة ُفرق ‪ )1 :‬فريق منهم قابع في‬ ‫سجون الدولة‪ )2 ،‬فريق غارق في حلم «الهجرة ‪ /‬الحريك»‬ ‫إلى الخارج‪ )3 ،‬وفريق عليل مريض يقاسي معضلة البطالة‬ ‫ومرارتها‪ ،‬فقد معها كرامته وقيمته بين عائلته وبين الناس‬ ‫وبين رفاقه‪ ،‬على مرأى ومسمع من المسؤولين والغيورين‪،‬‬ ‫وال غالب إال اهلل وال حول وال قوة إال باهلل‪ )4 ،‬وفريق ارتبط أو‬ ‫تزوج بـ «المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل‬ ‫السبع‪ »..‬من األجنبيات‪ ،‬وترك ذوات الحسن والجمال‪ ،‬والرقة‬ ‫واألدب‪ ،‬والحسب والنسب من بني جنسه وأهله‪ )5 ،‬وفريق‬ ‫حال بينه وبين الزواج قلة ذات اليد من جهة والغالء الفاحش‬ ‫للمهور من جهة ثانية من أجل التباهي والتفاخر بمبلغ‬ ‫وقيمة المهر الذي تم عليه االتفاق‪ ،‬وكأن الوالدين يتاجران‬ ‫ببناتهما‪ ،‬ويتخذان من ذلك مغنما ال خير فيه وال بركة‪ ،‬سوى‬ ‫أن يكون عائقا عن المطلوب شرعا وإنسانيا‪ ،‬وكثيرا ما نسمع‬ ‫عن فشل مثل هذا الزواج وانفراط عقده في أمد قصير‪.‬‬ ‫ومما يزيد في انتشار العنوسة‪ ،‬أن أكثر المواليد في‬ ‫السنوات األخيرة هم من البنات‪ ،‬وذلك من تقدير اهلل الذي ال‬ ‫رادّ له؛ إال أن يكون لنمط العيش وعناصر الغذاء والطقس‬ ‫والماء دخل في ذلك‪ ،‬واهلل أعلم!‬ ‫أخواتي إخواني ‪ :‬آفة العنوسة قائمة‪ ،‬وشديدة على‬ ‫العوانس‪ ،‬وعلى المجتمع كذلك‪ ،‬وال دخل لهن فيها‪ ،‬وإنما‬ ‫هي األقدار كانت هكذا‪ ،‬فما ذنبهن أن يبقين على هذا‬ ‫الوضع المحزن؟ وكيف تحلو لهن الحياة؟ وهن يرين ماليين‬ ‫الصبيان والغلمان تموج بهم الشوارع والساحات واألسواق؟‬ ‫ثم أال يُتوقع أن تحصل مشاكل اجتماعية متشعبة مختلفة؟‬ ‫وإذا ّ‬ ‫تخطينا األسباب المذكورة سابقا‪ ،‬والظروف المتحكمة في‬ ‫الحياة‪ ،‬فإنهن مظلومات محرومات من حقهن األساسي الذي‬ ‫تحلم به وتتمناه كل فتاة وامرأة‪ ،‬ويتجلى لها في أن تتأهل‬ ‫بزوج كفء صالح‪ ،‬وأن تنجب منه أبناء أسوياء سالمين مرحين‬ ‫يدخلون على نفسها السلوى‪ ،‬وعلى قلبها الغبطة والسرور‪.‬‬ ‫فما موقف الحكومة وأعوانها؟ والمجتمع المدني وهيآته؟‬ ‫وأين دور المفكرين والمصلحين في التخفيف من حدة‬ ‫معاناة العوانس؟ وأين علماء النفس ورؤاهم لهذه المعضلة‬ ‫وإسهامهم في التخفيف من معاناتهن وصرف فكرهن عن‬ ‫التركيز وحصره فيها‪ .‬وأما عن دور المجتمع المدني‪ ،‬فيكتفي‬ ‫الناس بالسماع‪ ،‬وال يثير فيهم ذلك أي اهتمام‪ ،‬فيركن‬ ‫الواحد منهم إلى الصمت‪ ،‬حتى إذا كانت العانس بنته أو‬ ‫أخته‪ ،‬أو بنت أخته أو بنت أخيه أو عمته يستيقظ عندئذ فيه‬ ‫اإلحساس والشعور بما تعانيه العوانس وعائالتهن‪ .‬فكيف ال‬ ‫يفكر الجميع في البحث لهن عن الزواج‪ ،‬أو عن عمل يندمجن‬ ‫فيه ويحفظ لهن كرامتهن‪ ،‬ويغنيهن عن الغير؟‬ ‫العوانس المغربيات غاليات علينا‪ ،‬ذوات همم عالية‪،‬‬ ‫يستحققن من الجميع التقدير واإلشادة بدورهن الفعال في‬ ‫خدمة الوطن والدفع به إلى األمام‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫وزان ‪ :‬من يقف وراء تعطيل الخدمات‬ ‫االجتماعية لمركز التربية والتكوين بوهالل؟‬

‫‪ ‬في انتظار العودة قريبا بالكثير من التفاصيل‬ ‫لملف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم وزان‪،‬‬ ‫تعلق األمر بنسختيها السابقتين التي انجزت الكثير‬ ‫من مشاريعهما بتعطيل المقاربة التشاركية ‪ ،‬فكان أن‬ ‫نتج عن ذلك تبديد للمال العام ‪ ،‬وعدم لمس أي آثار‬ ‫للمشاريع المذكورة على أوضاع الفئات المستهدفة ‪،‬‬ ‫أو تعلق األمر بالنسبة للنسخة الثالثة ( ‪) 2023/2019‬‬ ‫المحددة مجاالت تنزيلها ‪ ( ،‬في انتظار ذلك ) نعرج على‬ ‫واحد من الكثير من المراكز االجتماعية للقرب المعطلة‬ ‫خدماتها ‪ ،‬ويتعلق األمر بمركز التربية والتكوين‬ ‫بوهالل ‪.‬‬ ‫المركز المذكور وكما أفاد الجريدة بذلك فاعل‬ ‫جمعوي‪،‬جاء بناؤه استجابة الحتياجات اجتماعية عبرت‬ ‫عنها ساكنة حي أوالد ريان المعدمة غالبيتها اجتماعيا‪.‬‬ ‫وقد تمت عملية إحداث هذا المركز بشراكة بين اللجنة‬ ‫اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬والمديرية‬ ‫اإلقليمية للتعاون الوطني ‪ ،‬والجماعة الترابية ‪ .‬وأضاف‬ ‫نفس الفاعل الجمعوي بأن الخدمات التي تقرر أن‬ ‫يقدمها مركز التربية والتكوين بوهالل ستجمع بين‬ ‫التعليم األولي ‪ ،‬ومحاربة األمية في صفوف نساء‬ ‫الحي ‪ ،‬وتمكينهن من القبض على مهن تسمح لهن‬ ‫بولوج سوق الشغل لضمان استقالليتهن المالية ‪ ،‬مع‬ ‫ما يترتب عن ذلك من تحريك لعجلة التنمية المحلية‬ ‫البطيء دورانها من دونهن ‪ ،‬وتأطير شباب أوالد ريان‬ ‫وتحصينه من ثقافة اليأس واالحباط التي يعتبر هذا‬ ‫الحي وغيره من األحياء العليا بالمدينة حاضنا لها‬ ‫ومشتال إلنباتها ‪.‬‬

‫‪ ‬المثير في موضوع المركز االجتماعي للقرب‬ ‫بوهالل ويستدعي فتح تحقيق عاجل ‪ ،‬نعثر عليه في‬ ‫تمديد مدة االعتقال االحتياطي للخدمات التي من‬ ‫أجلها جاء هذا اإلحداث ‪ .‬فقد جاء على لسان من التقت‬ ‫بهم‪/‬هن الجريدة من ساكنة الحي ‪ ،‬بأن البناية جاهزة‬ ‫منذ حوالي سنتين‪ ،‬لكن أبوابها ظلت محكمة االغالق‬ ‫في وجه الفئات المستهدفة ‪ ،‬باستثناء خدمة الطرز التي‬ ‫تقدمها مؤطرة تابعة للتعاون الوطني ‪ .‬وأضاف هؤالء‬ ‫أن البناية تتحول ليال إلى مأوى لمن حكمت عليهم‬ ‫قساوة ظروفهم االجتماعية التعاطي للمخدرات ‪،‬وحتى‬ ‫يظل هؤالء بعيدا عن االنظار فقد أجهزوا على كراسي‬ ‫ومصابيح ساحة المركز ‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬وفي انتظــار أن يرفــع الحضر عن هــذا‬ ‫المركــز وذلك بتسليم إدارته بدفتر للتحمالت واضحة‬ ‫بنوده ‪ ،‬لجمعية يتوفر عضواتها وأعضاؤها على رصيد‬ ‫من المصداقية ‪ ،‬وراكموا تجربة تشفع لهم‪/‬ن باالرتقاء‬ ‫بخدمات المركز وتجويدها‪ ( ،‬في انتظار ذلك ) أال‬ ‫يمكن تصنيف تعطيل زمن ( حوالي سنتين) ‪ ‬تقديم‬ ‫هذا المشروع لخدماته االجتماعية المتواضعة للفئات‬ ‫المستهدفة ‪ ،‬ضمن خانة تبديد الرأسمال البشري‬ ‫والمالي ؟ وإخضاع من يقف وراء ذلك وبأي موقع كان‬ ‫للمحاسبة التي أضحت مبدأ دستوريا أطاح قبل سنتين‬ ‫برؤوس كبيرة على امتداد جهة الشمال ‪ ،‬والحكومة‬ ‫والمؤسسات العمومية ؟‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ َّنا ِإ� َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 83‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫محمد القادري‬

‫‪7‬‬

‫‪ ‬‬ ‫وذلك بتاريخ ‪ 28‬فبراير ‪ .2019‬وشيع جثمانه الطاهــر في موكــب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة زيانة‪،‬‬ ‫بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة الشمال بأحر التعازي‪ ،‬إلى‬ ‫أرملته السيدة آمنة‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلة القادري بطنجة والناظور‪،‬‬ ‫راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫�سوق ال�شغل يف جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ احل�سيمة �إلى �أين؟‬

‫أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن‬ ‫خمس جهـات من المملكـــة تضــم ‪72,8‬‬ ‫في المائة من مجموع النشيطين البالغين‬ ‫من العمر ‪ 15‬سنة فما فوق‪.‬‬ ‫وأوضحت المندوبية في مذكرة إخبارية‬ ‫حول وضعية سوق الشغل خالل ‪ ، 8‬أن‬ ‫جهة الدار البيضاء‪-‬سطات تحتل المركز‬ ‫األول بنسبة ‪ 22,6‬في المائة من مجموع‬ ‫النشيطين‪ ،‬تليها جهة مراكش‪-‬آسفي (‪13,9‬‬ ‫في المائة) ثم الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (‪13,3‬‬ ‫في المائة)‪ ،‬فجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬ ‫(‪ 11,1‬في المائة) وجهة فاس‪-‬مكناس (‪11,9‬‬ ‫في المائة)‪.‬‬ ‫وأكدت أن أربــع جهــات من المملكــة‬ ‫تسجل معدالت نشاط تفوق المعدل الوطني‬ ‫(‪ 45‬في المائة) مضيفة أن األمريتعلق بجهة‬ ‫الدارالبيضاء ‪ -‬سطات (‪ 48,8‬في المائـــة)‪،‬‬ ‫والداخلة‪-‬واد الذهب (‪ 48,5‬في المائـة)‪،‬‬ ‫ومراكش ‪ -‬آسفي (‪ 47,1‬في المائة) وطنجة‬ ‫ تطوان‪-‬الحسيمة (‪ 45,4‬في المائة)‪ ،‬في‬‫المقابل‪ ،‬سجلت أدنى المعــدالت بجهتـــي‬ ‫درعة‪-‬تافياللت (‪ 38,3‬في المائة) و العيون‬ ‫الساقية الحمراء (‪ 37,9‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأشارت المندوبية من جهة أخرى‪ ،‬إلى‬ ‫أن ‪ 71,5‬في المائة من العاطلين يتمركزون‬

‫بخمس جهات من المملكة بحيث تأتي جهة‬ ‫الدار البيضاء‪-‬سطات في المقدمة‪ ،‬متبوعة‬ ‫بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ثم جهة فاس‪-‬‬ ‫مكناس فجهة مراكش‪-‬أسفي واخيرا الجهة‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫وأضافت أن أعلى مستويــات البطالــة‬ ‫سجلت بكل من جهة العيون الساقية الحمراء‬ ‫(‪ 19,4‬في المائة)‪ ،‬كلميم‪-‬واد نون ((‪17,3‬‬ ‫في المائة والجهة الشرقية (‪ 17,3‬في المائة‬ ‫و الداخلة واد الذهب (‪ 13,1‬في المائة) مبرزة‬ ‫أنه في المقابـــل‪ ،‬سجلت أدنى مستويات‬ ‫البطالة بجهتي مراكش ‪ -‬أسفي وبني مـــالل‬ ‫ خنيفرة‪ ،‬على التوالي ب ‪ 6,8‬في المائة و‪4,9‬‬‫في المائة‪.‬‬ ‫وخلصــت المنـــدوبيــة إلى أن أربـــع‬ ‫جهات من المملكة سجلت مستويات لمعدل‬ ‫الشغل الناقص تفوق المتوسط الوطني (‪9,7‬‬ ‫في المائة) ويتعلق األمر بجهة بني مالل‪-‬‬ ‫خنيفرة (‪ 15,6‬في المائة)‪ ،‬و بجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة (‪ 15,1‬في المائة)‪ ،‬والجهة‬ ‫الشرقية (‪ 12,9‬في المائة)‪ ،‬وجهة الداخلة‬ ‫واد الذهب (‪ 11,5‬في المائة) مضيفة أنه تم‬ ‫تسجيل أدنى مستويات هذا المعدل بجهتي‬ ‫درعة‪ -‬تافياللت (‪ 4,4‬في المائة ) وكلميم‪-‬‬ ‫واد نون (‪ 1,1‬في المائة)‪.‬‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة‬ ‫}يا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي جَ َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ال�شاعر �أحمد �أبو فريوز بوحويطا‬ ‫يف ذمة اهلل‬ ‫فــارق الحيــاة الشاعر أحمد أبو فيروز‬ ‫بوحويطا‪ ،‬يــوم األحــد ‪ 24‬مارس ‪2019‬‬ ‫ببيته بسيدي سليمان‪ ،‬بعد أن قضى مدة‬ ‫بمصحة ابن رشد بالقنيطرة‪ ،‬وشيع جثمانه‬ ‫في اليوم الموالي في موكب جنائزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحباب والزمالء وثلة من‬ ‫رجال الفكروالفن والثقافة‪ ،‬ودفن بعد صالة‬ ‫العصر بسيدي سليمان‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقــدم أسرة‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي إلى جميع أفراد‬ ‫أسرة وعائلة الفقيد‪ ،‬تغمــده اهلل بواســع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيج جناتـــه مــع النبيئيــن والصديقيـن والشهداء‬ ‫والصالحين وحسـن أولئــك رفيقا‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫في حضرة الشعر‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬ ‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫هذه شذراتٌ سردي ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر ُ‬ ‫المبدعة من شُرفةِ‬ ‫ِّيشة‬ ‫درب الحيارى‪ ،‬والمكلومين‪،‬‬ ‫الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حُدا ٍء َفجريٍّ على ِ‬ ‫والحالمين بمساقطِ الغيثِ الخضير‪ ..‬صحيحٌ َّ‬ ‫أن هذه الشَّذرات اختارت‬ ‫لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫ونفس ًا قصيراً‪ ،‬لكنَّها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫اللمحةِ في غاللةٍ‬ ‫نثريَّةٍ فنيَّةٍ ذاتِ ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحّبَ بها‪ ،‬وفتح ذراعيه لساللها‪،‬‬ ‫فقد أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربّما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪ ،‬واخضالل‬ ‫المآب ‪..‬‬

‫� ٌ‬ ‫أغنية‬

‫‪...‬إشراقات للحظات وجدانية بدار الشعر لالحتفال بيومه‬ ‫العالمي‪ ،‬في ثنائية تباركها األحالم‪ ،‬إذ يتألأل الشعر في عرين‬ ‫الشعر‪ ،‬وقد ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫شعر أنتَ قائ ُلهُ ~ َّ‬ ‫إن الغناء لهذا الشعر‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫تغنَّ‬ ‫ٍ‬ ‫مِضمارُ‪( .‬حسان بن ثابت) على نغمات الطرب األصيل لكوكب‬ ‫الشرق ومحمد عبد الوهاب لثالثي زرياب‪ ،‬من إخراج مدير دار‬ ‫الشعر‪ ،‬من تقديم باذخ أمسية الجمال والبهاء في بساتين الربيع‬ ‫في عزِّ الهناء الروحي لشاعرية من حدائق األنوار عند الخيوط‬ ‫الرقيقة لشمس األصيل‪ .‬والربيع قد سكن الفؤاد بعدما أخذ‬ ‫الخريف العمر ‪ ..‬كان الحضور مختوم بنون النسوة لتلك األنثى‪،‬‬ ‫وما معنى ْ‬ ‫أن تكوني أنثى‪ ،‬وأنتِ قطرات سلسبيال‪ .‬من نظم‬ ‫الشاعرة إكرام عبيدي ‪ :‬أن ْتعشق ليلها نهارها ~ ْ‬ ‫وأن تقيم‬ ‫ِّ‬ ‫أرض وال أرض لها‪ّ .‬‬ ‫وأن َالعشق لن يموت‪ ،‬والعشق‬ ‫في كل ٍ‬ ‫كأس حتى الثمالة‪ .‬فتشكلتْ الليلة بحروف من ماءِ كالم زُالل‪،‬‬ ‫هرم المسرح المغربي «المايسترو» عبد الحق‬ ‫فم ِ‬ ‫انبجستْ من ِ‬ ‫محراب ليستسلم لهُ الشعر‪ .‬و قد سكن الربيع قلبه‬ ‫الزروالي في‬ ‫غير آبه بتساقط ٍأوراق الشجر ‪ ،‬وهو يتغنى برائعة أبي الطيب ‪:‬‬ ‫سيعلمُ الجمعُ ممَّنْ ضمَّ مجلسنا ~ بأنني خيرُ مَنْ تسعى‬ ‫به قدَمُ‬ ‫أنا الذي نظر األعمى إلى أدبي ~ وأسمعتْ كلماتي مَنْ‬ ‫بهِ صممُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والليل والبيدا ُء تعرفني ~ والسيفُ والرَّمحُ‬ ‫الخيل‬ ‫والقِرْطاسُ والقلمُ ‪.. ..‬ربِّي أنا ما جئتُكَ بالقوة‪ ،‬قالتها‬ ‫رهيب ٌة على لسان المسيح‪ ،‬فال تشهدْ على ضعفي‪ ،‬وهو يتكلم‬ ‫(عبد الحق الزروالي) عن صعوبة قراءة ديوان شعره «نشوة‬ ‫البوْح» في مدينة أنجبتْ محمود درويش ببيت المقدس‪.‬‬ ‫محمود درويش النجم في سماء فلسطين‪ ،‬وكما يحتاج الليل‬ ‫إلى نجوم‪ ،‬يحتاجُ إلى شعراء‪ .‬هو نجمٌ مُشعٌ في المسرح‬ ‫وشاعر‪ ،‬في ثنائية متناغمة‪ .. .‬الشاعر نزار القباني وهو يحتضر‬ ‫ترك وصيته على ورقة تحت وسادته يقول فيها ‪ :‬أموتُ وأترُكُ‬ ‫فيكم عبد الحق الزروالي‪ .‬ومن الغزل ما قتل ‪:‬‬ ‫أحسبكِ فؤاد الهوى ثرايا كان يكفيني ْ‬ ‫أن أراكِ‬ ‫حارس قلبكِ األمين شامخا كالطوْد ‪.‬‬ ‫«نشوَ ُة البوْح»‪ ،‬أصحتْ صفحة جراحه القديمة‪ ،‬وكيف‬ ‫ننسى األيام‪ ،‬وكنّا صبياناً نذوب في الغرام‪ ،‬من استنفار‬ ‫المخيِّلة عبرَ ِجسر العيون فأشتهي عيون طفلة ألرسم ُقبلة‬ ‫بصوت فتاة‪ .‬فدعيني ألمسكِ بيد أخرى‪ ،‬كي ترَيْنَ َّ‬ ‫أن الثلجَ‬ ‫يذوب بقوة ويزداد صالبة كلما احترق‪ .‬وكان الماء لنا على‬ ‫القدح الذي جفَّ قبل ْ‬ ‫أن تمتدَّ له يدي‪ .‬ما عجزتْ عنه يدي‪،‬‬ ‫وأنا المجبور على ال ِبعادِي‪ .‬فأنا مجرَّدُ عازف قيتارة للغجر‪.‬‬ ‫نبض ذاته (عبد الحق الزروالي) عندما تيتَّمتْ المحب َُّة‬ ‫الشتعال الروح‪ .‬كان قد أنار ثريات مركز الفن الحديث مدير‬ ‫دار الشعر بتطوان‪ ،‬فتجاوز بحار الشعر‪ ،‬وقد خلص إلى صلب‬ ‫قراءات شعرية لمبدعات ومبدعين مغاربة وجزائري‪ ،‬ساهموا‬ ‫بالتواتر‪ ،‬فترابطتْ حلقات الشعر في اصطياد جوهر الكالم‪،‬‬ ‫على لسان األستاذ األديب مخلص الصغير لتينع بإداعات ‪:‬‬ ‫أحيت دار الشعر بتطوان احتفالية اليوم العالمي للشعر‪ ،‬في‬ ‫القاعة الكبرى لمركز الفن الحديث بالمدينة‪ ،‬يوم الخميس ‪21‬‬ ‫مارس الجاري‪ ،‬بإشراف وزارة الثقافة واالتصال‪.‬‬ ‫وتألق رائد المسرح الفردي الفنان عبد الحق الزروالي في‬ ‫إلقاء قصائد شعرية من ديوانه «نشوة البوح»‪ ،‬ونصوص أخرى‬ ‫أداها ولحنها وغناها أمام الجمهور الذي حضر بكثافة احتفالية‬ ‫اليوم العالمي في تطوان‪.‬‬ ‫وانطلق الحفل بإلقاء كلمة منظمة اليونسكو‪ ،‬التي ألقاها‬ ‫فنان مسرحي آخر هو الممثل عبد السالم الصحراوي‪ .‬كلمة‬ ‫أكدت فيها المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أن الشعر يبقى‬ ‫«ّأداة قوية ووسيلة فعالة للحوار والتقارب‪ .‬فهو تعبير وجداني‬ ‫حميم يفتح أبواب العقول والقلوب لآلخرين‪ ،‬ويثري الحوار الحافز‬ ‫لتقدم البشرية‪ ،‬وينسج أواصر المودة والتواصل بين الثقافات»‪.‬‬ ‫كما ذهبت المديرة العامة للمنظمة الدولية إلى أن الشعر إنما‬ ‫يؤدي دورا مهما في «التصدي للتهميش والظلم‪ ،‬وفي توحيد‬ ‫كلمة الثقافات عن طريق الحث على الحلي بروح التضامن»‪.‬‬ ‫وتضيف الرسالة أن الشعر وسيلة مهمة لصون لغات كثيرا ما‬ ‫تكون مهددة باالندثار‪ ،‬فضال عن صون التنوع اللغوي والثقافي‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أن العالم يحتفل بسنة ‪ 2019‬سنة دولية للغات‬ ‫والشعوب األصلية التي تتولى اليونسكو ريادتها‪ ،‬وذلك في‬ ‫سبيل «تأكيد التزام المجتمع الدولي مجددا بمساعدة الشعوب‬ ‫األصلية على صون ثقافتها ومعارفها وحقوقها»‪.‬‬ ‫واعتبر مخلص الصغير‪ ،‬مدير دار الشعر بتطوان‪ ،‬أن‬ ‫«االحتفال باليوم العالمي للشعر هو احتفال كوني ومغربي‪،‬‬

‫أيضا‪ ،‬ما دام المغرب هو الذي رفع رسالة إلى منظمة اليونسكو‪،‬‬ ‫منذ ‪ ،1998‬من أجل اعتماد ‪ 21‬مارس يوما عالميا للشعر‪ ،‬وذلك‬ ‫باقتراح ومبادرة تاريخية من بيت الشعر في المغرب‪ ،‬ومن الوزير‬ ‫األول آنذاك المجاهد عبد الرحمن اليوسفي»‪ .‬وهو احتفال‬ ‫عربي‪ ،‬أيضا‪ ،‬في ضيافة دار الشعر بتطوان‪ ،‬ما دامت دار الشعر‬ ‫مؤسسة عربية أحدثت ضمن مبادرة حاكم الشارقة المتعلقة‬ ‫بإحداث بيوت للشعر في سائر أقطار الوطن العربي‪ .‬وفي هذا‬ ‫السياق‪ ،‬يرى مخلص الصغير أن «مبادرة بيوت الشعر قد جعلت‬ ‫من االحتفال بالشعر شأنا يوميا في مختلف عواصم العشر‬ ‫العربية‪ ،‬بينما يأتي اليوم العالمي للشعر‪ ،‬من أجل إثارة انتباه‬ ‫العالم إلى أهمية الشعر في الحفاظ على روح الثقافات واللغات‪،‬‬ ‫وفي اإلبقاء على غناها وتنوعها‪ .‬مثلما يبقى الشعر الحاضن‬ ‫للقيم اإلنسانية السامية والضامن الستمراريتها»‪.‬‬ ‫وعن احتفالية اليوم العالمي للشعر‪ ،‬أكد الصغير أن‬ ‫احتفالية تطوان حرصت على الجمع بين الشعر والمسرح‬ ‫والموسيقى‪ ،‬وهي الفنون التي ظلت على صلة خالقة في ما‬ ‫بينها‪ ،‬منذ الشعرية اليونانية كما رسم أصولها أرسطو‪ ،‬وإلى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫وحل الشاعر الجزائري بوزيد حرز اهلل ضيفا على تطوان‬ ‫في اليوم العالمي للشعر‪ ،‬استهلها بقصيدة يحاور فيها الشاعر‬ ‫المغربي طه عدنان‪ ،‬وهو يردد‪:‬‬ ‫كطيف جاء طه حزينا‬ ‫يسائلني وجهد أن ألينا‬ ‫ ‬ ‫فقلت له تحيرني المرايا‬ ‫لماذا قد مكثت بها سنينا‬ ‫سأخرج عن شرودي ‬ ‫وأحالمي أللقاني سجينا‬ ‫ ‬ ‫وحيدا أمطر الدنيا رياضا‬ ‫تلوح الحتضان العاشقينا‬ ‫ ‬ ‫أنا يا صاحبي عمدت قلبي‬ ‫على أسوارها كافا ونونا‬ ‫ومن قصيدته األخرى «وحدي» أنشد الشاعر الجزائري‪:‬‬ ‫وحدي أجيئك محموال على ألمي‬ ‫مشتت العمر أسقي خطوتي بدمي‬ ‫ال العشق ال الكأس ال ليلى تبادلني‬ ‫سر الغياب وال حبري وال قلمي‬ ‫وحدي وخلفي دروب الشعر عارية‬ ‫من شمسها وتمادت في دنا الظلم‬ ‫يا أيها المتنبي دلني فأنا‬ ‫نحت مثلك أشعاري من الحمم‬ ‫إني عهدتك وضاحا إذا لغة‬ ‫تعثرت بين نون البين والندم‬ ‫أكاد ألمس حزني حين تحملني‬ ‫هذي الحروف على إيقاعها الشبم‬ ‫ألفني برداء الصمت محترقا‬ ‫في ظل معنى وجود قاد للعدم‬ ‫وبلغة رومانسية جديدة ملؤها الحنين‪ ،‬ألقت الشاعرة‬ ‫ريحانة بشير نصوصا تفيض من الدمع واإلحساس الشعري‬ ‫الخالق‪ ،‬وهي تقول‪ :‬يوم ركبنا السفينة بجهد غامض‪ /‬كانت‬ ‫رؤوسنا ممتلئة أدراجا ووصايا ووجوها ومتاهات‪ /.‬كان الفجر‬ ‫النديّ الرقيق ينظر إلينا‪ /،‬ماذا سنفعل بالضياء؟‪ /‬بعض‬ ‫النوارس تحدق إلى الخط الرائع ل ّالنهائي‪ /.‬بلطف اكتشفنا أن‬ ‫الموت‪ /‬مشاركة لذيذة بيننا وبين الموت‪ /‬يجري مطاردا سعيد‬ ‫ال يهتم‪ ،‬كما نجري وال نهتم»‪.‬‬ ‫وعلى إيقاع الروائع الموسيقية العربة واألندلسية الخالدة‬ ‫للثالثي زرياب‪ ،‬اختتم الشاعر المغربي حسن مرصو احتفالية‬ ‫اليوم العالمي للشعر‪ ،‬وهو ينشد‪:‬‬ ‫تائها في سماوات حزني‪ /‬أقول لهذا الصباح انطلقْ في‬ ‫ْ‬ ‫طويل‪ /‬أيها الواقفون على‬ ‫مدايَ‪ /‬فيجثو على ت ّلة الروح ليل‬ ‫سحبي أقول لهذا الحفيف الخريفي لن تُسقطوا ورقي من‬ ‫سواي‪ /‬أقول لهذا البكاء الشتائي لن تَخرجوا من بدايات هذا‬ ‫السحابْ‪ /‬أيها السابحون على غرقي‬ ‫أعيدوا إلي ضفافي‪ /‬إن البحار التي أدخلتكم هوايَ‪/‬‬ ‫ستُدخِلكم حِممي‪ /‬أيها السابحون عِدوني‬ ‫بأن األكفّ التي لم تصافح يداي ستبكي عليَّ‪ /‬وأن البالد‬ ‫التي لم أُعرْها خطايَ ستأتي إليَّ‬ ‫عدوني بأن الشجرْ‪ /‬سيظللني من فراغ الطريقْ‪ /‬أيها‬ ‫العابرون على سفني السائحون على لوعتي‪ /‬إذا مالت الشمس‬ ‫ْ‬ ‫بالظالل‪ /‬إذا نامت األرض هل نحتمي بالسوادْ‪ /‬إذا‬ ‫هل نكتفي‬ ‫خَ ِربَ العمْر من يشتهي أن يعَمِّر هذا الخرابْ‪.‬‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫يوف‪ ..‬وتبد�أُ‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫ُ‬ ‫الل ّيلُ‬ ‫ال�ض ِ‬ ‫اخبة‬ ‫الوادع‬ ‫الندي � ّأولُ ّ‬ ‫احلفلة ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املائيةِ ‪..‬‬ ‫َّوار�س العائد ِة من رحلتِها‬ ‫�رشف الن‬ ‫على‬ ‫َّ‬

‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يراق�ص‬ ‫َّ�سيم‬ ‫تعزف �أحلانها‬ ‫ّجوم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الف�ضي َة‪ ،‬والن ُ‬ ‫كانت الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أع�شق‬ ‫تو�شو�ش ل�صاحبتها‪� :‬‬ ‫واملوجة‬ ‫البحر يف َ�ض َّمةٍ ولْهى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫دف !‬ ‫كثري ًا هذا َّ‬ ‫يبق يف َّ‬ ‫عا�شق واح ٌد يغنّي‬ ‫ال�شاطىء �إال‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫انف�ض احلفلُ ‪ ،‬ومل َ‬ ‫لع�شيقتهِ ‪:‬‬ ‫أكرب من �شاطىءِ هذا البحر»‪.‬‬ ‫« ح ّب ُة رملٍ من احلُ ِّب � ُ‬

‫ٌ‬ ‫لوحة‬ ‫رت يف عينيهِ !‬ ‫حتج ْ‬ ‫حتَّى ال َّدمعة َّ‬

‫ِ‬ ‫فنجان � ِّأمهِ !‬ ‫ال�صباحية‪ ..‬جف َّْت يف‬ ‫حتّى قهوته‬ ‫َّ‬ ‫وانف�ض ْت من حولهِ !‬ ‫عته‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ود ُ‬ ‫حتَّى الأحالم َّ‬

‫‪..........................‬‬

‫ً‬ ‫لوحة لطفلِ َّ‬ ‫وارع‪..‬‬ ‫تر�سم‬ ‫كانت‬ ‫ْ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ُ‬

‫طاوو�س‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫ميالد‬ ‫ٌ‬

‫وهودج‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫ٌ‬ ‫وردي ٌة‪..‬‬ ‫أرجوحة‬ ‫و�‬ ‫َّ‬

‫يف �آخره !‬

‫و�رس ُب عذراى ُّ‬ ‫ويطري‬ ‫مخيلتهِ � َّأولَ الليلِ ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يحط على ِّ‬ ‫ْ‬ ‫‪........................‬‬

‫باح الباكرِ‬ ‫طريقه �إلى املطبعةِ ‪ ،‬ويف يده‬ ‫�شق‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫ويف َّ‬ ‫ديوانه ال َّأولُ ‪ ( :‬زقزقات)‪.‬‬ ‫ُ‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)7‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫ولدنا البار األرشد‪ ،‬الطالب السيد محمد‪ ،‬أعانك اهلل وقوّاك‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك المؤرخ بـ ‪ 22‬المنصرم‪ ،‬وأخبرت أنّه سيدفع الشربية والسبنية البن‬ ‫مرزوق‪ ،‬إلرادته الخروج مع خالكم موالي أحمد بن يوسف أصحبه اهلل السالمة للعرائش‪،‬‬ ‫ومنها ألصيال يقيم بها نحو أيام ‪ ،15‬ثمّ يقدم لتطوان‪ ،‬فلقد اصبت‪ ،‬وهو أحقّ من الفزاري‬ ‫بهذا اإلبضاع لما ال يخفى‪ ،‬وذكرت ّ‬ ‫أن ك ّال من الرجلين خاوي الجراب‪ ،‬وأنّه يتعيّن بعث‬ ‫الثمن الذي مبلغه ‪ 16‬ريال في البوسطة‪ّ ،‬‬ ‫وأن نجل ابن الخيّاط كان وعدك بدفعه لك‬ ‫هنالك ليقبضه هنا‪ ،‬ثمّ رجع على عادته‪ ،‬وما على مثله يعدّ الخطأ‪ ،‬وما ذكرته في جانب (س)‬ ‫من الرضى عن النفس‪ ،‬واحتقار الغير‪ ،‬وكذا وكذا‪ ،‬شيء مخالف للمودّة‪ّ ،‬‬ ‫فإن الرجل كريم‬ ‫األصل‪ ،‬وهذه األوصاف تنافي ذلك‪ ،‬وامتالؤه غيظاً على صهر ابن العم‪ ،‬وظنّه به الحسد‪،‬‬ ‫ع ُقوبته هي الحرمان من نيل المحسود عليه في ظنه على غالب ّ‬ ‫الظن‪ ،‬عندي‪ ،‬وكيف يحرم‬ ‫مثله؟ فحسبه من ذلك العطاء ما أكسبه من الغيظ والحزن‪ ،‬وأمّا ابن العم فعلى اهلل خلف‬ ‫ما بذل‪ ،‬ولكن ولكن‪ ...‬وهذا صاحب المخالة قد نال مرغوبه على يد غيره أيضاً‪ ،‬ورغماً على‬ ‫أنفه‪( :‬تجري الرياح بما ال تشتهي السفن)‪ ،‬وأما ولد (ج) فقد لمّحت لك بعض ما اقتضته الفراسة في تخ ّليه عن‬ ‫العدالة‪ ،‬وحيث كان (سي) وهو الشفيع له‪ ،‬فما أظنه إال أن‬ ‫َّ‬ ‫يقلد النظارة‪ ،‬سيما والناظر صهر للمغتاظ عليه‪ ،‬وأخبرت‬ ‫ّ‬ ‫بأن (ط) تأخّر عن النّهوض لما شرحه له من فساد طوية‬ ‫أهل ذلك البلد‪ ،‬وقصد أبي األتان إليه‪ ،‬وكتبه للمجالوي‬ ‫وعيّن بطلبهما بالقدوم الشتداد األمر‪ ،‬وعظم المصيبة‪،‬‬ ‫فأمّا شرح هذا الشارح فمن القلق‪ ،‬وما أظنّه يجر له خيراً‪،‬‬ ‫والذي تشيعه الجرائد ها‪ ،‬أنّه دخل تازة وخرج منها قاصداً‬ ‫فاساً‪ ،‬ال ب ّلغه اهلل مناه‪ ،‬كما أخبرت عن الريسوني وحديثك‬ ‫[‪ ]...‬وما أخبرت به من إظهار ذي المخالة المودّة لك‪،‬‬ ‫والثناء عليّ فذلك معلول‪ ،‬لتوقفه في تنفيذ ما أعطيه هنا‪،‬‬ ‫[‪ ]...‬توصل إليه ثناءه عليه‪ ،‬واألهمّ عندي ما أخبرت به من‬ ‫شروع الفقهاء في القراءة أيّدهم اهلل وإيّاكم بالمعونة‪.‬‬ ‫مس ّلما على (ق) والمرير والخمال والدليرو والخطيب‪ ،‬وسائر‬ ‫طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر األحبة‪،‬‬ ‫والسالم‪ .‬في ‪ 22‬محرم فاتح عام ‪1327‬هـ‪ ،‬التهامي‪.‬‬ ‫وحز من بوسطة األلمان ‪ 16‬ريا ًال ثمن شربية‬ ‫والسبنية‪ ،‬فقد دفعناه هنا في بوسطته‪ ،‬وعلى اهلل بالغ‬ ‫المثمون‪.‬‬

‫[الرسالة الخامسة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وعلى الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬أزكى السالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز معلماً بعدم وصول البدعية‪ ،‬ومترجياً وصولها بعد يوم ونحوه‬ ‫من تاريخ كتابك‪ ،‬نطلب اهلل أن تكون وصلت وحزتها‪ ،‬فما أحسن لبسها في هذه الحرارة‪،‬‬ ‫ورادّا الخيار في انتخاب إحدى الفرجيتين على من جعله لك‪ ،‬وإ ّال فأمرتُه بإرسال الموجودة‪،‬‬ ‫مالحظاً لقولهم‪( :‬ذرة مفقودة‪ ،‬خير من درّة موعودة)‪ ،‬وها هو وجهها لك في البوسطة‬ ‫األلمانية‪ ،‬تلبسها بالصحة والعافية‪ ،‬وتبلى ويخلف اهلل عزّ وجل‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وإنّه ليثقل عليّ هذا الذي تك ّلف به من قبل الحواشي لما فيه من شغل الوقت‬ ‫والبال‪ ،‬وقد قال اإلمام ابن عرفة‪( :‬لو ك ّلفت شراء بصلة‪ ،‬ما حصلت شيئاً من مسائل العلم)‪،‬‬ ‫وما فرحت لشيء كفرحي بما أخبرت به من كثرة وجود القراءة خارج القرويين‪ ،‬إذ المضرّ‬ ‫هو البطالة‪ ،‬فاغتنم ما أمكنك اغتنامه‪ ،‬وإياك أن تُرى مضيّعا ألوقاتك‪ ،‬ومن اهلل استمداد‬ ‫المعونة والقوى‪.‬‬ ‫وأخبرت بوفاة قاضي فاس الفقيه الهواري رحمه اهلل وتجاوز عنّا وعنه‪ ،‬وبمن أظهر‬ ‫قرنه‪ ،‬وبمن طمع في منصبه على بذل أو غيره‪ ،‬نطلب اهلل السالمة والعافية‪ ،‬هذا وممّا‬ ‫جرى به القدر‪ ،‬وحكم به القضاء‪ ،‬عودُ والدك لتقليد خطة القضاء‪ ،‬والذي تسبب في ذلك‬ ‫هو هذا العامل ال غير‪ ،‬مع أني ما رأيته وال رآني من يوم عيد األضحى في المصلى من جملة النّاس‪ّ ،‬‬ ‫وكأن الذي‬ ‫حمله على ذلك نكاية أعدى األعادي مع برودة المعفى‬ ‫وعدم حسن سيرته‪ ،‬وال فاعل إ ّال اهلل وحده‪ ،‬فادع لنا‬ ‫بضريح جدّنا األكبر باإلعانة والتّقوّي على حمل أعباء‬ ‫هذه الخطة‪ ،‬والقيام بشؤونها‪ ،‬والنّجاة من مضارها‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫الدعاء بضرائح األولياء مستجاب إن شاء اهلل‪ ،‬وما بلغكم‬ ‫من استيالء الفرنسيس على تادلة‪ ،‬وقبضه على الشيخ ماء‬ ‫العينين ال أصل له‪ ،‬والواقع واهلل أعلم‪ ،‬هو ّ‬ ‫أن الفرنسيس‬ ‫كثر تشكيه بهذا الشيخ‪ ،‬وأنّه يفسد عليه بنواحي الصحراء‪،‬‬ ‫ولمّا سمع بقصده تادلة‪ ،‬وخشى إفسادها‪ ،‬وجّه إليه جنود‬ ‫االحتالل للقبض عليه‪ ،‬فرجع الشيخ متأهّبا للرّجوع لبلده‪،‬‬ ‫قيل بإذن من المخزن‪ ،‬والفرنسيس لم يقنع بهذا‪ ،‬وكان‬ ‫مراده أن يسلك به المخزن مسلك الشيخ الكتّاني‪ ،‬وربّك‬ ‫الفعّال لما يريد‪ ،‬وأخبرت ّ‬ ‫بأن (ط) أخّر عبد الواحد صنو‬ ‫السفير عن الخطابة بجامع (ط) الموروثة لهم والدا عن‬ ‫والد‪ ،‬وخلفا عن سلف‪ ،‬وإقرار الهرابلي عليها‪ ،‬ولم تدر أعبد‬ ‫الواحد هذا هو الذي كان في العرائش فاستخالفه على‬ ‫الخطبة غير ممكن‪ ،‬وانظر ما سبب تأخر السفير مع قدوم‬ ‫المقري‪ .‬مسلما على الفقيه موالي أحمد بن يوسف‪ ،‬وجميع‬ ‫طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبّة‬ ‫والسالم‪ .‬في ‪ 3‬رجب الفرد الحرام عام ‪1328‬هـ‪.‬‬

‫[الرسالة الثالثة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪،‬‬ ‫أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫[الرسالة الرابعة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫[الرسالة السادسة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬

‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬وفقك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك المؤرخ ب ‪ 13‬شهر شهره أمس تاريخه‪ ،‬فمكث في الطريق لكثرة األمطار أياماً ‪ ،9‬وقد‬ ‫علمنا ما أشرت إليه فيه من أحوال [تشطيب] ومن أنّك لم تدر أوصل كتاب العامل أم ال؟‪ ،‬هذا من ّ‬ ‫أدل دليل على‬ ‫[تشطيب] بالكتمان عندك‪ ،‬وإ ّال فكتاب العامل خرج قبل خروج كتابي إليك بيوم‪ ،1‬ولم تكن فيه زيادة على كون فالن‬ ‫قد تخ ّلى لمانع حصل له‪ ،‬وطلب منا اإلعالم لشريف الحضرة لتعيين من يقوم باألمر بدله‪ ،‬بعدما نصب خليفة عنه في‬ ‫األحكام ريثما يحضر من يعين من البدل بعد أن كان طلب مني بعض األحبّة الكتابة بنفسي والتعرّض للواقع في‬ ‫الجملة‪ ،‬ورأوا ذلك من قبيل المتعيّن‪ ،‬فأجبتهم باالمتناع من الكتابة ومن التعرض للعامل بشيء زائد على ما ذكر‪،‬‬ ‫ألنّي أقطع ّ‬ ‫بأن هذه المكاتيب ستقع في أيدي من يبتذلها ويمتهنها ويطير نقلها إلى من كان السبب فيها بحسب‬ ‫الظاهر‪ ،‬وتأبى نفسي ذلك‪ ،‬وممن يقطع بأنّه كتب ذلك الرجل ويزيد على الكتابة بالواقع الكتابة بصدور الشتم‪،‬‬ ‫وكتابته قبل كتابة العامل بيوم واهلل أعلم‪ .‬فعدم إخباره إياك إنّما هو ألجل االستكتام‪ ،‬والنفس اآلن متشوفة لمن‬ ‫يولى أمن هناك أم من هنا‪ ،‬فإن كان األول فالويل ثمّ الويل‪ ،‬وإن كان ّ‬ ‫الثاني فعلى ّ‬ ‫كل حال ال بأس‪ ،‬وأمّا قولك إنّه‬ ‫يروم التم ّلق على أبوابه‪ ،‬فهذا شيء لو عرض عليه في المنام الستنكره‪.‬‬ ‫وقضية جزاء فيض ماء قناة باب الرواح يطول شرحها‪ ،‬وأجاب فيها المخزن بعدم اإلحزاء‪ ،‬فلتنزه القلم عن‬ ‫كتابتها‪ ،‬وقد وصل ابن مرزوق‪ ،‬ودفع الشربية والسبنية موافقتين للغرض بصحة وعافية البستهما‪.‬‬ ‫وعظم اهلل أجر المسلمين في مصابهم بقاضي العدل سيدي حميد‪ ،‬أح ّله اهلل دار المقامه‪ ،‬وجعل الفردوس منزله‬ ‫ومقامة‪ .‬وأمر أبي األتان هنا مهول‪ ،‬وعزم األمير على النّهوض ّ‬ ‫يدل على خالف ذلك‪ ،‬وطلبك الكتابة في كل أسبوع‬ ‫شيء غير محتاج إليه‪ ،‬وبطء المكاتيب في هذه األيام إنّما هو لكثرة المطر‪ ،‬فلنبق على عملنا إ ّال أن يكون حدث حادث‬ ‫يوجبه‪ ،‬فال بد حينئذ من الكتابة ولو ّ‬ ‫كل يوم‪ .‬مس ّلما على السادات الفاسيين وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء‬ ‫العم‪ ،‬وسائر األحبّة والسالم‪ .‬في ‪ 22‬صفر عام ‪1327‬هـ‪ .‬التهامي وفقه اهلل‪.‬‬ ‫وفي هذا الشهر الداخل نوجّه لك نصيباً من الدراهم بقصد الصائر في البوسطة‪ ،‬والسمن والزيت هنا قليالن‬ ‫جدّاً‪ ،‬وخصوصاً الزيت‪ ،‬فإنّه يباع بريال ‪ ،14‬وال وجود له‪ ،‬وأظنّه في الزيادة‪ ،‬والسمن ب ‪ ،55‬وأمّا الكساد على الباعة‬ ‫فال تسل عنه‪ ،‬واهلل يفعل ما يشاء‪.‬‬

‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وعلى الولد البار األرشد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األول من النزهة بتاريخ ‪ 25‬من المنسلخ‪ ،‬والثاني بعد اإلياب منها بتاريخ ‪ 4‬شهره‪ ،‬مخبراً‬ ‫ّ‬ ‫لمحل األمان‪،‬‬ ‫بوقوع العمارة التي لم يعهد مثلها في النزهات منذ زمان‪ ،‬وبما تعقبها من حصول الخوف وااللتجاء‬ ‫فبهذا التغيير يعرف اهلل‪ ،‬هنيئا لكم مريئا‪ ،‬وما أبديت به طلب اللبّار وبذله ما بذل جدير بتحقيق ما جزمت به في‬ ‫ذلك‪ ،‬وال حول وال قوة إ ّال باهلل‪ ،‬لم يبق من الدّين إ ّال اسمه‪ ،‬وأما طلب اللبّادي فقد وقع من السفير ال محالة‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن هذا ّ‬ ‫أعظم أمانيه‪ ،‬وأمّا طلبه بنفسه فغير واقع‪ّ ،‬‬ ‫الطلب الزما‪ ،‬والالزم مانع‪ ،‬فال ّالزم إسقاط الحماية كما اشترط‬ ‫ذلك على من تقدمه‪ ،‬والمانع من هذا اللاّ زم الخوفُ‪ ،‬سيما وقد رأى ما رأى‪ ،‬وهذا أحد مطالبه الثالثة التي اقتحم‬ ‫مشقة السفر ألجلها‪ ،‬وهو أعظمها‪ .‬والثاني محاولته قبض ‪ 8‬آالف‪ ،‬زعم أنّها أدركت له على جانب المخزن‪ ،‬وهذا‬ ‫الطلب أجيب عنه ّ‬ ‫بأن النظر في مثل ذلك يكون لدى المك ّلفين بشأن المالية في طنجة‪ ،‬وثالث المطالب‪ ،‬هو الذي‬ ‫أبهمه من على [كلمة ممزقة] شيء مثل الكنطرادة بالدار البيضاء‪ ،‬اتّفق عليه مع شوعة بطنجة‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫كل حال فهذا‬ ‫الرجل إذا لم تكن له عمالة فال شكّ أنّه يطلب أن [كلمة ممزقة] ال لبعض أجناس األجانب‪ ،‬أمّا جلوسه عاط ًال بحيث‬ ‫ال تكون له علقة وشبكة الصطياد ما يرومه فغير [كلمة ممزقة]‪ ،‬ورجوع الصهرين لإلمامة والخطابة لم يكن فيه‬ ‫من [‪ ]...‬كما خشيته‪ ،‬غير ّ‬ ‫أن تخليهما أوّال‪ ،‬ثمّ رجوعهما ثانياً‪ ،‬بمعزل عن إصابة الصواب كما ال يخفى‪ ،‬وما أًخبرتَ‬ ‫به من [‪ ]...‬الصلح في دعوى ابن جلون‪ ،‬وقيام البقالي بالخطة أتمّ قيام‪ ،‬وبشدّة حزمه من بعد ما كان يظن به‬ ‫خالف ذلك فليس بصحيح‪ّ .‬‬ ‫فإن دعوى ابن جلون لم يقع فيها صلح‪ ،‬وقد نال البقالي من جسارة وكيله الفرنسوي ما‬ ‫ال يطاق‪( ،‬ربّنا ال تحمّلنا ما ال طاقة لنا به)‪.‬‬ ‫وأمّا البقالي فلتبق على ما كنت تظنّ به‪ ،‬وإن أبدلت الظن بالجزم كنت مصيباً‪ ،‬وقانا اهلل شرّ هذا الوقت وأهله‪،‬‬ ‫وقد صرت على بال من قضية ضرب الشيخ الكتاني‪ ،‬وقد ورد الخبر من طنجة بتحقق موته رحمه اهلل‪ ،‬ومن تجهيز‬ ‫المحلة لبني مطير‪ ،‬ومقابلتهم لها بما أخبرت به‪ ،‬ومواخاة سائر القبائل البربرية لهم في شق العصا‪ ،‬ونهبهم عزائب‬ ‫األمرانيين‪ ،‬وضربهم على المهاية‪ّ ،‬‬ ‫وأن الناس في هول شديد من هذا‪ ،‬حتّى ارتفع ثمن الفحم وال ّلحم والسمن‬ ‫إلى غير ذلك من الفتن والقواطع والمحن‪ ،‬نعوذ باهلل من ذلك‪ ،‬ونسأله هداية السلطان لرتق ما هنالك‪ .‬وإذا لم‬ ‫تكن اشتريت السّمن فال تشتر إ ّال نصف الكفاية‪ّ ،‬‬ ‫فإن الثمن الذي ذكرت جيد جدّاً‪ ،‬ونطلب اهلل استقامة قراءتكم‪،‬‬ ‫واستقامة سائر األحوال بحرمة النبي واآلل‪ .‬مس ّلما على السادات الفاسيين‪ ،‬وسائر طلبتنا‪ ]...[ ،‬ومن هنا الوالدة‬ ‫واإلخوة وأبناء العمّ وسائر األحبّة والسالم‪ .‬في ‪ 7‬ربيع ‪ 2‬عام ‪1327‬هـ‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫�إ�ضاءات على اال�ستعراب الإ�سباين ‪:‬‬

‫فيديريكو كوريينتي كوردوبا‬ ‫‪FEDERICO CORRIENTE CORDOBA‬‬ ‫يعتبر كورينيتي من المستعربين المشهورين بدراسته اللغوية اشتغل‬ ‫بتأليف كتب قواعد اللغة العربية «وكنت أول من وضع قواميس عربية إسبانية‬ ‫وإسبانية عربية‪ ،‬وألفت كتابًا في قواعد اللهجة األندلسية ونشرته باإلنجليزية‬ ‫ليصل إلى أكبر عدد من القراء (‪. « )1‬‬ ‫وقد بذل مجهودًا كبيرًا في إنجاز قاموسه (اإلسباني ‪ -‬العربي) بحيث‬ ‫لم يقتصر على ذكر األلفاظ المستعملة في الحديث فقط‪ ،‬وإنّما أدرج كذلك‬ ‫المصطلحات العلمية والفنية والحقوقية واألدبية التي أصبحت زادًا ال غنى‬ ‫عنه لإلنسان المثقف في مجتمع القرن العشرين‪ .‬فض ًال عن أنّه أورد عددًا من‬ ‫كلمات الدارجة في قارة أمريكا الجنوبية التي تتحدث اللغة اإلسبانية وتستعملها‬ ‫في خطابها وكتبها‪ .‬إضافة إلى البحث في عالقات األلفاظ العربية واإلسبانية‬ ‫ومعانيها وتأثيراتها المتبادلة ومقارنتها على ضوء المبادئ اللغوية العلمية (‪.)2‬‬ ‫وقد تعمق كثيرًا في دراساته عن مميزات العربية األندلسية ومقارنتها‬ ‫باللهجات المغربية وتوصل إلى ّ‬ ‫أن عدد المؤلفات الهامة المتعلقة باللهجة‬ ‫األندلسية وآدابها الشعبية المطبوعة في النصف الثاني من هذا القرن يفوق‬ ‫ضعف إنتاج السنين المائة قبل هذه المدة المذكورة‪ ،‬فكان نتيجة هذا النشاط‬ ‫ّ‬ ‫أن مراجع اللهجة األندلسية التي كانت إلى منتصف القرن العشرين منحصرة‬ ‫في حدود محتويات مؤلفات (سيمونت) ودوزي عالوة على بعض التعاليق على‬ ‫هامش ديوان ابن قزمان وكتاب (شتيكر) ديواني ابن قزمان والششتري ودراسات‬ ‫ذكر أهمها في فهرس المراجع المدرج في كتابه عن اللهجة األندلسية الصادر‬ ‫في مدريد سنة ‪ 1977‬تحت عنوان (ملخص قواعد فصلية اللهجات األندلسية)‪.‬‬ ‫وتنقسم هذه المراجع إلى سبعة أصناف وهي‪:‬‬ ‫نصوص تعمد واضعوها تحريرها باللهجة ألغراض فنية خاصة‪ ،‬مثل ديواني‬ ‫األزجال المذكورين أعاله ومجموعة األمثال الشعبية البن هشام وابن عاصم‬ ‫الزجالي التي اعتنى بنشرها أو درسها الدكتور األهواني والمستعرب غارسيا‬ ‫غوميث والدكتور محمد بنشريفة‬ ‫نصوص لم يتعمد أصحابها تحريرها باللهجة‪ .‬إال ّ‬ ‫أن‬ ‫كثيرًا من ألفاظها وتعابيرها مخالفة للفصحى‪ّ ،‬‬ ‫ألن أصحاب‬ ‫هذه النصوص لم يضطلعوا في الفصحى‪ ،‬وهي تقع في أصناف‬ ‫متفاوتة األهمية‪ ،‬من كتاب اإلسكندر الذي نشره غارسيا‬ ‫غوميث إلى مجموعات مستندات قانونية متأخرة التاريخ متنوعة‬ ‫اللغة لمطابقتها النماذج التقليدية‪ ،‬مثل مجموعة مستندات‬ ‫المستعربين الطليطليين التي نشرها المستعرب غونثاليث‬ ‫بالينثيا وفيها ما يزيد على ألف وثيقة‪ ،‬إلى جانب رسائل شخصية‬ ‫قليلة األسطر مثل التي نشرها (هارفي واألركون) و(سيكو دي‬ ‫لوثينا)‬ ‫معاجم وكتب قواعد وتعاليم دينية من تأليف القساوسة‬ ‫المسيحيين ألغراضهم التبشيرية‪ ،‬مثل المعجم المنسوب‬ ‫إلى (ريموند مارتي) الذي نشره (سيكا باريلي) وكتابي (الكاال)‬ ‫في اللهجة الغرناطية‪ ،‬والمعجم المسمى ليدن الذي يعزوه‬ ‫(كونخسفلد) إلى أحد المستعربين الطليطليين الناطقين‬ ‫بالعربية المهتمين بتعليم الالثينية في مدارسهم الدينية‪،‬‬ ‫وجميع هذه المراجع معروفة من قديم‪ ،‬وقد استعملها (دوزي)‬ ‫في ملحقه المشهور‪ ،‬وغير مستوف محتوياتها‪.‬‬ ‫الكتب في لحن العامة منها تأليف الزبيدي الذي نشره‬ ‫رمضان عبد التواب وكتاب ابن هشام اللخمي الذي اعتنى‬ ‫بدراسته ونشره الدكتور األهواني وآخرون‪ ،‬وكتاب الجمانة الذي نشره الباحث األستاذ حسن حسني عبد الوهاب‬ ‫وهي مراجع مهمة فيما يتعلق باألصوات والمعجم‪ ،‬على ّ‬ ‫أن إفادتها في الصرف والنحو قليلة‪.‬‬ ‫مراجع تاريخية وجغرافية إسبانية تدرج فيها أسماء أماكن وأعالم عربية األصل ال سيما منها أقدمها وأدناها من‬ ‫أصولها مكانًا وزمانًا مثل وثائق التخطيط واإلقطاع المسماة ب (‪ )REPARTIMIENTOS‬التي كان ملوك النصارى‬ ‫يعقدونها عند استيالئهم على نواحي األندلس‪ ،‬وقد نشر منها وثيقة إلقطاع الجزر الشرقية المنفردة بوقوعها في‬ ‫روايتها الالثينية والعربية معًا‪ ،‬ووثائق بلنسية ومرسية وإشبيلية‪ ،‬وكشف األوقاف بغرناطة …الخ‪.‬‬ ‫مراجع معجمية محتوية األلفاظ العربية األصل ومستعملة في لغات إسبانيا والبرتغال التي جمعها (انكلمان)‬ ‫و(دوزي) في تأليفهم المشهور تحت عنوان ‪ ،)GLOSSAINE DES MOTS ESPAGNOS‬وقد عقب عليه األستاذ‬ ‫(كوروميناس) في تأليفه الضخم المسمى «بقاموس أصول ألفاظ اللغة القشتالية»‪.‬‬ ‫أبحاث اللغويين المعاصرين في األندلسييات‪ ،‬وهي قليلة‪ ،‬يغلب عليه اإليجاز‪ ،‬منها تأليف (شتيكر) المذكور‪،‬‬ ‫ومقاالت «لكوالن» ال سيما مقاالته المدرجة في مادة األندلس بدائرة المعارف اإلسالمية‪.‬‬ ‫إال أنه يبدو من مطالعة فهرسة المؤلفات المختصة باللهجة األندلسية وباللهجات العربية عمومًا أنّها مع‬ ‫زيادة عددها في السنين األخيرة بقيت في مرحلة جمع المعلومات وأخذ اللغة من الناطقين بها‪ ،‬إذ هي عبارة عن‬ ‫مجموعات نصوص وأبحاث وصفية أو تحليلية مخصصة للهجة معينة‪ ،‬وقلما يوضع تأليف مخصص لمقارنة اللهجات‬ ‫العربية بالجملة أو داخل فصائلها‪.‬‬ ‫أما ما يتعلق باللهجة األندلسية فإنّه حاول أن يجمع معلوماتها المشتتة في المراجع المذكورة أعاله وألف وص ًفا‬ ‫شام ًال لمميزاتها سماه «ملخصًا» ألنّه لم يقصد االستيفاء بتأليفه وإنّما اكتفى فيه باحتوائه على ما قل ودل‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ّ‬ ‫فإن عنايته فيه بالوصف أكثر منها بالمقارنة‪.‬‬ ‫ومن مميزات اللهجة األندلسية في نظره على المستوى الفونولوجي إمالة األلف في غير جوار حروف التفخيم‪،‬‬ ‫وقد تكون هذه اإلمالة ضعيفة يقتصر تأثيرها على التقليل من انفتاح األلف المعتاد‪ ،‬أو تكون شديدة تحولها إلى‬ ‫ياء‪ ،‬وتعد اإلمالة من خصائص جميع اللهجات العربية المغربية القديمة من مالطة وصقلية إلى األندلس‪ ،‬كما يبدو‬ ‫أنّها كانت موجودة في فصيلة قديمة من لهجات الشرق حسب معلومات النحاة العرب عن لهجات نجد وثبوت‬ ‫وجدوها في كالم أهل العراق قبل غزو المغول الذي قضى على سكان جنوبها وأدى إلى استبدالهم بقبائل واردة‬ ‫من جزيرة العرب‪.‬‬ ‫ومن مميزاتها أيضًا المحافظة على الفتح الذي تليه ياء أو واو ساكنتان‪ ،‬مث ًال في بيت ولون‪ ،‬وهي قديمة‬ ‫غريبة في اللهجات المغربية نكاد ال نجدها إال في المالطية‪ .‬فض ًال عن ّ‬ ‫أن من خصائص الكالم األندلسي تحويل‬ ‫الضاد المجهورة إلى طاء مهموسة في بعض األلفاظ‪ .‬وقد ذكر الدكتور بنشريفة أنّها ظاهرة كثيرة الوقوع في‬ ‫كالم المغاربة األندلسيي األصل إلى اليوم‪ ،‬وتنعكس في بعض األلفاظ األندلسية وأسماء أماكن عربية األصل في‬ ‫األندلس مث ًال «‪ »ARRIATE‬أي الرياض في مقاطعة مالقة ‪ MALAGA‬و‪ RBATINE‬أي (الربضيون) في ضواحي‬ ‫بلنسية ‪ VALINCIA‬ويرى ّ‬ ‫أن كثيرًا من خصائص كالمهم (أي أهل األندلس) تشاركهم فيها اللهجات المغربية‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫إما أن يكون ذلك لرجوعها معًا إلى أصل مشترك‪ ،‬وإما أن يكون نتيجة التأثر‬ ‫بالجالية األندلسية المهاجرة إلى العدوة حيث كان لها الدور المشهور في ترسيخ‬ ‫الشخصية التاريخية المغربية المدافعة عن ذاتيتها ضد العجم وضد األتراك على‬ ‫أساس اإلسالم والعروبة (‪.)3‬‬ ‫فيدريكو كورينيتي وابن قزمان‪:‬‬ ‫من األعمال المهمة التي يشهد له بها بالدقة والتفوق هو تحقيق ديوان‬ ‫الشاعر األندلسي ابن قزمان (‪ 461-555‬هـ) ودراسته نصًّا ولغ ًة وعروضًا‪ .‬واعتبر‬ ‫دارسو األدب األندلسي ديوانه «الصورة الحية» والفنية المتكاملة والمعبرة عن‬ ‫الجمال والتطور اللذين وصل إليهما شعر األندلس‪ ،‬والتي صورت بصدق ومعاناة‬ ‫وقابلية فذة حياة المجتمع الذي ولد وعاش فيه سواء في مدينة قرطبة أو المدن‬ ‫األندلسية األخرى حيث عرف حبه للتجول والغناء ومشاركة الناس احتفاالتهم‬ ‫ومهرجاناتهم الشعبية على الرغم مما كان يعانيه من فقر وجوع (‪.»)4‬‬ ‫وقد عثر على ديوانه في بلدة صفد الفلسطينية‪ ،‬فقدم له كورينيتي بدراسة‬ ‫وافية حول لغة ابن قزمان باعتبارها الموضوع الذي اختلف حوله‪ ،‬فمنهم من‬ ‫ذهب إلى ّ‬ ‫أن لغته كانت فصيحة مع لحن كثير‪ ،‬بينما ذهب آخرون إلى أنّها لهجة‬ ‫أندلسية‪ .‬وقد توصل المحقق من خالل هذه الدراسة إلى ّ‬ ‫أن لغة ابن قزمان‬ ‫إنّما هي لهجة أندلسية لها قواعد خاصة‪ ،‬وأما عروضه وهو الموضوع اآلخر‬ ‫الذي أثار جد ًال بين الباحثين حيث ذهب الدكتور عبد العزيز األهواني إلى أنّها‬ ‫عروض خليلية مع ضرورات عديدة‪ ،‬وذهب إميليو غارسيا غوميث إلى أنّها عروض‬ ‫من النوع الرومانثي الذي يستعمله شعراء شبه الجزيرة اإلبيرية على اختالف‬ ‫لغاتهم‪ ،‬أما كورينيتي فقد توصل إلى أنّه على أساس قواعد لغة ابن قزمان ّ‬ ‫فإن‬ ‫عروضه عربية األصل غير ّ‬ ‫أن اإليقاع فيها ال يقوم على تناول المقاطع المحدودة‬ ‫والمقصودة الذي هو قوام الشعر العربي‪ ،‬بل على تسلسل مقاطع منبورة وغير‬ ‫منبورة‪ .‬وفي تحقيقه لنصوص الديوان بيّن عروض كل قصيدة‪ ،‬وشرح معنى‬ ‫كل كلمة غامضة فض ًال عن أنّه أضاف تعليقات وإضافات وكتب‬ ‫فص ًال عن النصوص باألحرف الالثينية (‪.)5‬‬ ‫وقام بترجمة دقيقة للمعلقات إلى اللغة اإلسبانية‪:‬‬ ‫‪LAS MUIALLAQAT: ANTOLOGIA PANORA‬‬‫‪MA DE ARABIA PREISLAMICA‬‬ ‫«المعلقات‪ :‬مختارات وصور للجزيرة العربية قبل اإلسالم»‪،‬‬ ‫ويعترف «بأنّه بدأ بترجمته هذه منذ زمن غير قصير‪ ،‬وأنّه‬ ‫عايش الشعر الجاهلي زمنًا طوي ًال وفتن بما فيه‪ ،‬من صور‬ ‫شعرية دقيقة‪ ،‬ومن موسيقى رقيقة ومن واقعية تأخذ باأللباب‪،‬‬ ‫وأنّه انتهى من مسودة الترجمة األولى في القاهرة عام ‪1965‬‬ ‫ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف عن العودة إليها مهذبًا‪ ،‬ومدق ًقا‪،‬‬ ‫في ضوء نضجه‪ ،‬وتجاربه‪ ،‬وتطور دراساته‪ ،‬واتساع معارفه‬ ‫اللغوية في المجالين العربي واإلسباني‪ ،‬ولم تأخذ شكلها‬ ‫النهائي إال بعد ذلك بأعوام ستة‪ ،‬أو على التحديد في عام ‪1971‬‬ ‫ليقوم المعهد اإلسباني العربي في مدريد بطبعها بعد ذلك‬ ‫بثالث سنوات‪.‬‬ ‫وقدم للترجمة بدراسة أدبية وأخرى تاريخية وانتهى إلى ّ‬ ‫أن‬ ‫البدوي العربي توصل بطريقة عفوية تدعمها الدراسات الحديثة‬ ‫إلى حل قضية الشكل والمضمون ّ‬ ‫ألن كلمة شعر تعني المعرفة‬ ‫والشعور‪ ،‬وإن شئت المعنى واإلحساس به‪ ...‬وتعتبر هذه الدراسة الفذة هي األولى في اللغة اإلسبانية التي تدرس‬ ‫شعرنا الجاهلي والمعلقات بصفة خاصة‪ ،‬وأقر صاد ًقا وعلى وعي أنّها من أدق التراجم التي نقل إليها في اللغات‬ ‫األجنبية (‪.»)6‬‬ ‫وكان المستشرق اإلنجليزي (وليم جونز) (مؤسس علم االستشراق بمعناه الحديث) قد قام بترجمة المعلقات‬ ‫السبع ونشرها عام ‪ ،1782‬وكانت تلك أول مرة تترجم فيها المعلقات كاملة إلى لغة أوربية حديثة‪ ،‬بحيث قام بنقل‬ ‫القصائد بألفاظها العربية إلى الحروف الالثينية ونشرها في الصفحة المقابلة للنص المترجم آم ًال بذلك أن ينقل‬ ‫إلى قارئه صورة مقربة من موسيقى الشعر الجاهلي وجماله‪ ،‬كما حرص على أن يدرك القارئ اإلنجليزي جالل اللفظ‬ ‫العربي وفخامته‪ ،‬إضافة إلى هذه األعمال الجليلة فقد قام كذلك «بتحقيق للششتري وابن زمرك وابن الخطيب‬ ‫وشاركت مع زمالئي في تحقيق المجلد الخامس من كتاب المقتبس البن حيان‪ ،‬لكنني ال أعرف ما الذي جذبني‬ ‫لدراسة األدب العربي‪ ،‬وإن كان قد لفت نظري ّ‬ ‫أن إسبانيا تعربت تمامًا بعد أن دخلها العرب عكس ما نجده مث ًال في‬ ‫دولة كفارس التي لم تتغير لغتها بدخول العرب (‪ ».)7‬ويرى ّ‬ ‫أن أفضل نتاجات الثقافة العربية لم تظهر في القرن‬ ‫العشرين أو التاسع عشر‪ ،‬وإنّما ظهرت في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر‪ ،‬حيث كانت الثقافة العربية في قمة‬ ‫ازدهارها‪ .‬وتلك الثقافة بشكل أو بآخر ما زالت صالحة‪ ،‬وليس من الصحيح اعتبارها من الموضة القديمة‪.‬‬ ‫توفي سنة ‪2010‬م بعد ما أسدى خدمات جليلة للغة العربية والتراث العربي‪ ،‬ويمكن أن نعده ضمن أولئك‬ ‫الذين أنصفوا العرب وتراثهم‪ ،‬وخدموه وقدموه للقارئ االسباني واألوروبي دون تعصب أو أناة‪ ،‬ففتح بذلك باب‬ ‫االستعراب اإلسباني أمام األجيال الجديدة لتستمر على نهجه وتبني قواعد التواصل المتين بين الثقافتين العربية‬ ‫واإلسبانية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ .1‬صحيفة األهرام ‪ /‬استجواب أجرته معه تيشرين المنيري ‪ /‬عدد يوم ‪ 7/5/1983‬ص ‪12‬‬ ‫‪ .2‬أنظر مقدمته للقاموس باللغتين العربية واإلسبانية‪( .‬المعهد العربي للثقافة – مدريد)‬ ‫‪INSTITUTO HISPANO ARABE DE CULTURA MADRID 1970‬‬ ‫‪ .3‬بتصرف عن محاضرة ألقاها بمدينة الرباط في شهر يونيو ‪ 1981‬وقد نشرت في حلقتين بالملحق الثقافي لجريدة العلم‬ ‫(أعداد ‪ 24 / )573 :572‬يوليوز ‪ 1981‬و‪ 31‬يوليوز ‪1981‬‬ ‫‪ .4‬عطاطة التكريتي‪ /‬مجلة «الجامعة» العراقية ‪ /‬عدد‪( 1981 / 5 :‬ابن قزمان مغنى قرطبة الضائع) ص ‪94‬‬ ‫‪ .5‬نشر الديوان المعهد اإلسباني العربي للثقافة بمدريد ‪1980‬‬ ‫‪GRAMATICA METRICA Y TEXTO DEL CANCIONERO HISPANO ARABE DE ABAN QUZMAN,AN‬‬ ‫‪INSTITUTO HISPANO ARABE DE CULTURA MADRID 1980.‬‬ ‫‪ .6‬د‪ .‬الطاهر أحمد مكي ‪ /‬مجلة «الدوحة» ‪ /‬عدد ‪ / 1981 / 69‬المعلقات األسبانية ‪ /‬ص ‪ 22‬و‪.24‬‬ ‫‪ .7‬صحيفة األهرام ‪ /‬استجواب أجرته معه تيشرين المنيري ‪ /‬عدد يوم ‪ / 1983 7/5‬ص ‪( 12‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫أقالم «النصـر»‬ ‫مجلة ‹‹النصر›› قناة أدبية منتظمة في سلك اإلعالم‬ ‫المكتوب‪ ،‬ظهــرت بتطوان وكانت مسبوقة بأخواتها‪:‬‬ ‫األنوار‪ ،‬األنيس‪ ،‬المعرفة‪ ،‬الحديقة‪ ..‬وتزامنت مع نظيراتها‪:‬‬ ‫تطوان‪ ،‬الجذوة‪ ،‬النبراس‪ ..‬واستمرت قنوات أخر في حمل‬ ‫مشعل الثقافة األدبية بالشمال‪.‬‬ ‫‹‹النصر›› امتــداد لمجــالت أدبية رائــدة في شمال‬ ‫المغرب زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬وهي مجلة ثقافية جامعة‬ ‫كانت تصدر كل شهرين بتطوان‪ ،‬مؤسسها ومديرها‬ ‫المرحوم العالمة محمد المنتصر الريسوني‪ ،‬ورئيس‬ ‫تحريرها المرحوم األستاذ العياشي الوراكلي‪ ،‬وكاتبها‬ ‫المرحوم الدكتور حسن الوراكلي‪.‬‬ ‫صدر عددها األول في شهر محرم ‪1377‬هـ ‪ /‬غشت‬ ‫‪1957‬م‪ ،‬شعارها «مجلة الشبيبة المغربية المتنورة»‪،‬‬ ‫تطالعنا في واجهة العدد األول صورة شاعر النيل حافظ‬ ‫إبراهيم مع ثالثة أبيات من قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫أيها الشاعر شمر التنم‬ ‫وانفض العجز فإن الجد قاما‬ ‫أما هدف ‹‹النصر›› فهو ‹‹القيام بواجبها كلسان‬ ‫يعبر عن المدى األدبي والفني‪ ،‬ومقياس دقيق لإلجراءات‬ ‫األدبية التي تهب نسماتها الرقيقة من خالل شبابنا في‬ ‫هذا الوطن الغيور››‬ ‫نقف في العدد األول على إبداعات العالمة محمد‬ ‫الزمزمي بن الصديق والتهامي الوزاني ومحمد المنتصر‬ ‫الريسوني والعياشي الوراكلي ومحمد هيسور وحسن‬ ‫الوراكلي ورضوان احدادو وعبد الواحد أخريف وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد عرف العدد الثاني مزيدا من األقالم مثل‪ :‬محمد العربي‬ ‫زيان وعبد القادر العافية ومحمد اليزناسني وإدريس خليفة‬ ‫وفائزة عبد النور وفطومة السوسي وإحسان الوراكلي‪ .‬كما‬ ‫استقطبت المجلة مجموعة من أدباء المشرق مثل الشاعر‬ ‫المصري محمد األمين محمد وأحمد إسماعيل والجزائري‬ ‫أحمد مراد‪.‬‬ ‫توقفت عن الصدور أواخرسنة ‪.1960‬‬ ‫نخصص حديثنا في هذه السلسلة عن كل واحد من‬ ‫الثالوث الذي كانت له مسؤوليات اإلدارة والتحرير‪ :‬محمد‬ ‫المنتصر الريسوني‪ ،‬حسن الوراكلي‪ ،‬رضوان احدادو‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العالمة محمد المنتصر الريسوني‪ :‬إشراقات‬ ‫تربوية‪..‬وفتوحات علمية‬ ‫بطاقة حياتية‪:‬‬ ‫ولد بتطوان عام ‪1360‬هـ ‪1941 /‬م‪ ،‬التحق بالكتاب‬ ‫القرآني‪ ،‬درس على والده علوم اللغة العربية واإلسالمية‬ ‫على النظام القديم في حفظ المتون ودراستها‪ ،‬وعلم‬ ‫العروض على الفقيه الموثق العروضي السيد عبد الرحمان‬ ‫األزمي‪.‬‬ ‫درس االبتدائي بالمدرسة الخيرية االبتدائية الحرة‪ ،‬ثم‬ ‫واصل دراسته الثانوية بالمعهد الرسمي بتطوان‪.‬‬ ‫انتقل إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية‪ ،‬لكنه‬ ‫عاد إلى المغرب وتابع دراسته بالرباط ‪ ،‬وبها نال دبلوم‬ ‫المدرسة العليا لألساتذة سنة ‪.1963‬‬ ‫عمل أستاذا للغة العربية وآدابها وعلوم الدين بالتعليم‬ ‫الثانوي سنوات طويلة‪ ،‬وعمل مرشدا تربويا وعضوا بلجنة‬ ‫التأليف المدرسي بوزارة التعليم‪ ،‬وأستاذا متفرغا للبحث‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫اشتغل في الصحافة في فترة مبكرة‪ ،‬وأصدر مع‬ ‫صديقيه األستاذين حسن الوراكلي ورضوان احدادو مجلة‬ ‫خطية باسم ‹‹النصر›› قبل أن تصدر مطبوعة‪ ،‬كما ترأس‬ ‫الحقا تحرير جريدة النور‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل بتطوان يوم ‪ 17‬ربيع األول ‪ 1421‬هـ‪ 24 /‬يونيو ‪ 2000‬م‬ ‫من مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدراسة الشرعية‪ - :‬وانهارت الطرقية‪.‬‬ ‫سيد قطب ومنهجه في التفسير‪.‬‬ ‫ ‬‫التجيبي المحدث السبتي بين الرواية والدراية‪.‬‬ ‫ ‬‫ اإلسالم واألضرحة‪.‬‬‫وكل بدعة ضاللة‪.‬‬ ‫ ‬‫‪ - 2‬في تحقيق التراث‪ - :‬ديوان الشاعر الوزير محمد بن موسى‪.‬‬ ‫أصول التوثيق وكتاب ‹‹البدع والنهي عنها››‬ ‫ ‬‫ج‪ -‬دراسات وتصحيحات وتعليقات في علوم اللغة‪:‬‬ ‫تصحيحات في كتاب قواعد اللغة العربية (القسم الرابع من الثانوي) مخطوط‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪11‬‬

‫الدكتور حسن الوراكلي *‬

‫ عثرات األقالم واأللسنة‪.‬‬‫د‪ -‬دراسات أدبية‪:‬‬ ‫ الشعر النسوي في األندلس‪.‬‬‫ آفاق االنتماء وااللتزام من خالل المضمون السياسي‬‫في شعر الكيالني‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬في اإلبداع‪:‬‬ ‫ من زفرات الروح في أنوار الحج‪.‬‬‫ على درب اهلل‪.‬‬‫ أعراس الشهادة في موسم الشنق‪.‬‬‫عملـه في النصر‪:‬‬ ‫تولى تلقي المواد وترتيبها وتصحيحها‪ ..‬وأما مواده‬ ‫المنشورة بها فهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قصص قصيرة‪:‬‬ ‫ حلم لن أنساه (العدد األول‪ -‬السنة األولى محرم‬‫‪1377‬هـ‪ /‬غشت ‪1957‬م)‬ ‫ تحت رحمة األيام (العدد الثالث‪ -‬السنة األولى صفر‬‫ربيع األول ‪1377‬هـ شتنبر‪ -‬أكتوبر‪1957‬م)‬ ‫‪ - 2‬مقاالت‪:‬‬ ‫‪ 2-1‬مقاالت دينية‪:‬‬ ‫ أدب التصوف (في جزأين) ( العددين األول والثاني‬‫من السنة الثانية رجب ‪1379‬هـ‪ /‬يناير ‪ – 1960‬رمضان‬ ‫‪1379‬هـ‪ /‬مارس ‪1960‬م)‬ ‫ ذكرى مولد خير خلق اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬‫(العدد الثاني‪ -‬السنة األولى صفر ربيع األول ‪1377‬هـ‪/‬‬ ‫شتنبر‪ -‬أكتوبر ‪1957‬م )‬ ‫‪ 2-2‬مقاالت اجتماعية‪:‬‬ ‫ كارثة أكادير ( العدد الثالث‪ -‬السنة الثانية رمضان‬‫‪1379‬هـ‪ /‬مارس ‪1960‬م)‬ ‫ موعد مع المستقبل ( العدد الرابع‪ -‬السنة األولى ذو‬‫الحجة ‪1377‬هـ‪ /‬يونيو ‪1958‬م)‬ ‫ حنين إلى تطوان ( العدد الثاني – السنة األولى صفر‪-‬‬‫ربيع األول ‪1377‬هـ‪ /‬شتنبر – أكتوبر ‪1957‬م)‬ ‫‪ 2-3‬مقاالت أدبية لغوية‪:‬‬ ‫ سيبويه‪ :‬العدد الثاني‪ -‬السنة الثانية (رجب ‪1379‬هـ‪/‬‬‫يناير ‪1960‬م)‬ ‫البيئة واألدب (‪ : )1‬العدد الثالث‪ -‬السنة الثانية‬ ‫‬‫(رمضان ‪1379‬هـ‪ -‬مارس ‪1960‬م)‪.‬‬ ‫البيئة واألدب (‪ :)2‬العدد الرابع‪ -‬السنة الثانية‬ ‫‬‫(ذو الحجة ‪1379‬هـ‪ /‬ماي ‪1960‬م)‪.‬‬ ‫ كلمة ‹‹النحر›› في الميزان ( العدد الخامس‪ /‬السادس‬‫ربيع الثاني ‪1378‬هـ‪ /‬نوفمبر ‪1958‬م)‬ ‫يسجل الناظر في هذه المواد‪ ،‬في ضوء المنجز العلمي‬ ‫واألدبي للشيخ الريسوني‪ ،‬جملة أمور‪:‬‬ ‫ أحدها‪ :‬أن الشيخ – رحمه اهلل تعالى – كان حريصا‬‫ُ‬ ‫يَخْل عددٌ‬ ‫على نشر كتاباته في جميع أعداد المجلة‪ ،‬لم‬ ‫منها من إسهام من إسهاماته‪ ،‬فصِ َلتُه بها لم تكن إدارية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل كانت «النصر» منبرا يتواصل من خالله مع‬ ‫القراء ليبثهم أفكاره ومشاعره وأشواقه‪.‬‬ ‫ ثانيها‪ :‬أن أغلب ما نشره يستجيب لهدف المجلة‬‫المتمثل في «التعبير عن المدى األدبي والفني»‪ ،‬إذ باستثناء مقاالته االجتماعية الثالثة (كارثة‬ ‫أكادير‪ /‬موعد مع المستقبل‪ /‬حنين إلى تطوان) فإننا نقف على قصتين قصيرتين ومقاالت أدبية‬ ‫لغوية ومقالتين دينيتين‪ .‬وحسبنا قراءة عنوان مقالته الدينية «أدب التصوف» لنتبين أن ما‬ ‫كتبه في مجال التصوف ال ينفك عن دنيا األدب‪.‬‬ ‫ ثالثها‪ :‬أن اهتمامه بالجانب اللغوي اهتمام مبكر جدا تُعدُّ مقالته «كلمة النحر في‬‫الميزان» من بواكيره التي ستظهر امتداداتٌ لها في جريدة العلم ومجلة دعوة الحق‪ ،‬قبل‬ ‫أن يجمعها ابنه األديب والعالم الدكتور قطب الريسوني في كتاب عنوانه «عثرات األقالم‬ ‫واأللسنة»‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫* أعبر عن شكري وامتناني للدكتور قطب الريسوني نجل المرحوم العالمة محمد المنتصر الريسوني‬ ‫الذي أمدني بمعلومات بيوغرافية أساسية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫تحقيق‬

‫‪12‬‬

‫الهجرة الموسمية الداخلية إلى حقول القنب‬ ‫الهندي بالمغرب (‪)3/1‬‬

‫موسم الهجرة إلى الشمال‪ ...‬عمال مغاربة يقصدون بالد «الكيف»‬ ‫من أجل الحصول على عمل في حقول القنب الهندي‬ ‫يستيقظ محمد خ‪ .‬كل يوم في السابعة صباحا‪ ،‬يأخذ أعوادا مصنوعة من الخشب ويبدأ في تكسير وتفتيت‬ ‫القنب الهندي بشكل متواصل‪ .‬ضربات متتالية‪ ،‬قوية ودقيقة ينتج عنها صدور أصوات عالية ناتجة عن إسقاط‬ ‫وفصل مادة الحشيش عن النبتة األصل نبتة القنب الهندي‪ ،‬وهي آخر مرحلة يمر منها القنب الهندي أو «الكيف»‬ ‫كما يصطلح عليه محليا‪ ،‬منذ زراعته إلى عملية تفتيته وتحويله إلى حشيش «مرحلة الطبيسلة »‪.‬‬ ‫انتقال محمد من مدينته «أزرو» بحثا عن العمل في أحد الدواوير النائية « بدائرة باب برد»‪ ،‬الواقعة بشمال‬ ‫المغرب والتابعة إلقليم شفشاون‪ ،‬كان بدافع إيجاد عمل في فالحة القنب الهندي‪ ،‬آمال في أن يحصل على‬ ‫أجرة أفضل من عمله السابق‪ ،‬رغم كل تخوفاته وهواجسه من هذه المهنة‪ ،‬أهمها التخوفات األمنية والمشاكل‬ ‫الصحية‪ .‬قصة محمد هذه‪ ،‬هي واحدة من القصص الكثيرة التي تعج بها « دائرة باب برد»‪ ،‬وخاصة في قلب‬ ‫مركزها الحضري (حيث أجري هذا التحقيق)‪ .‬يصطف العمال هنا في طابور طويل في انتظار من يشغلهم في‬ ‫مختلف أعمال فالحة القنب الهندي‪ ،‬وهو العمل الوحيد الذي من الممكن أن تجده في هذه المنطقة‪ .‬عمل يَعرف‬ ‫في السنوات األخيرة إقباال كبيرا من المغاربة خاصة خالل مراحل الزراعة‪ ،‬الحصاد‪ ،‬الصناعة واإلنتاج‪.‬‬ ‫هنا في هذه المنطقة‪ ،‬عادة ما يشترك الرجال‪ ،‬األطفال والنساء في مختلف عمليات فالحة الكيف‪ ،‬وإذا لم‬ ‫تكف اليد العاملة األسرية لهذه الزراعة‪ ،‬تلجأ غالبية األسر إلى طلب وتشغيل اليد العاملة الخارجية‪ ،‬التي تأتي من‬ ‫كل حد وصوب‪ ،‬من غرب المملكة‪ ،‬شرقها وجنوبها بحثا عن عمل في هذه الفالحة‪ .‬يتمركز العمال عادة بالمركز‬ ‫الحضري «باب برد»‪ ،‬في انتظار األسر المعروفة بزراعة القنب الهندي لكي تأخذهم للعمل في محصولهم‬ ‫الفالحي‪ .‬يقوم هؤالء العمال عادة بمجموعة من المهام الداخلية والخارجية التي يتطلبها القنب الهندي بدءا‬ ‫من عملية الحرث‪ ،‬إلى عملية التحويل إلى حشيش (الطبيسلة) ‪ .‬هذه اليد العاملة يمكن لها كذلك أن تشتغل في‬ ‫أعمال أخرى كحفر اآلبار لسقي وري نبتة الكيف‪ ،‬كما يمكنها أن تقوم بتسوية األراضي لجعلها صالحة للزراعة‪.‬‬ ‫نشير إلى أن «مكتب األمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة»‪ ،‬كان قد أشار في تقريره لسنة ‪،2004‬‬ ‫المعنون ب « تحقيق حول المخدرات بالمغرب (‪ ،» )2004‬إلى أن عدد المهاجرين الموسميين إلى المناطق‬ ‫المعروفة بزراعة القنب الهندي يقدر بنحو ‪ 66 000‬عامل مهاجر سنويا‪ .‬وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن تطور‬ ‫زراعة هذه النبتة بالمنطقة واستيراد أنواع جديدة من بذور القنب الهندي من البلدان الخارجية‪ ،‬أمر تطلب من‬ ‫المزارعين موارد بشرية ومادية أكثر من القنب الهندي المغربي التقليدي‪.‬‬ ‫نخص هذا التحقيق لمعرفة أسباب ودواعي الهجرة الداخلية الموسمية إلى بالد الكيف من طرف عدد كبير‬ ‫من العمال المغاربة‪ ،‬الذين يتوافدون على هذه المنطقة من كل أنحاء المغرب خالل موسم الفالحة‪ .‬ننطلق من‬ ‫فرضية واحدة‪ ،‬حيث نتوقع بأن يكون سبب إقبال اليد العاملة هو نتيجة ارتفاع األجور مقارنة مع باقي األعمال‬ ‫األخرى التي يزاولونها في مدنهم األصلية رغم الطابع غير القانوني لهذه المهنة‪ .‬نتساءل هنا‪ ،‬عن دوافع هذه‬ ‫الفئة من العمال للعمل في حقول الكيف ؟ من أي مدن جاؤوا (المدن األصلية ‪ /‬مدن االنطالق) ؟ ما هي ظروف‬ ‫عملهم ؟ كيف لمنطقة تعتبر األقل تنمية على الصعيد الوطني واألكثر تهميشا أن تساهم في تشغيل الطبقة‬ ‫النشيطة من المغاربة ؟ كم تقدر فرص الشغل التي توفرها زراعة القنب الهندي للمغرب ؟‪.‬‬ ‫نشير إلى أن معطيات هذا التحقيق أجريت تحديدا بدائرة باب برد‪ ،‬إحدى الدوائر اإلدارية الخمس‬ ‫التابعة إلقليم شفشاون‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن عملية جمع المعلومات لم تكن أبدا باألمر السهل‪ ،‬نظرا‬ ‫لصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة النائية جدا وصعوبة إقناع العمال باإلدالء بشهاداتهم وذلك راجع إلى أن‬ ‫عمل المهاجرين الموسميين هنا مرتبط أساسا بفالحة محظورة وغير قانونية على الصعيد الوطني ويعاقب‬ ‫القانون المغربي بالسجن كل الفاعلين في هذا المجال الغير المهيكل والممنوع‪ .‬معظم العمال الذين أدلوا لنا‬ ‫بشهاداتهم عبروا لنا عن تخوفاتهم األمنية‪ ،‬لهذا ارتأينا في هذا التحقيق أن نختصر أو نغير أسماءهم‪.‬‬ ‫• المركز الحضري «باب برد» بإقليم شفشاون‬

‫فاطمة بتغراصا‬

‫صحافيةو باحثة في شؤون الهجرة‬

‫قد أخذوا معهم بذور نبتة الكيف بعد عودتهم إلى ُقراهم األصلية واكتسابهم لمهارات وتقنيات الزارعة فقاموا‬ ‫بزراعتها في أراضيهم مما أدى إلى توسيع رقعة زراعة القنب الهندي في المغرب‪ .‬عند استقالل المملكة (‪)1956‬‬ ‫أصبحت زارعة القنب الهندي ممنوعة نهائيا في المنطقة بأكملها‪ ،‬رغم هذا المنع فقد سمح بها ضمنيا في‬ ‫المناطق التاريخية‪ ،‬المساحة المعروفة بزراعة هذه النبتة منذ قرون‪.‬‬ ‫في مقابل الهجرة الداخلية لليد العاملة‪ ،‬نسجل أن هذه المنطقة تعرف تيارين منعكسين من الهجرات‪.‬‬ ‫هجرة داخلية وهجرة خارجية‪ ،‬حيث من المعروف والشائع في هذه الدواوير‪ ،‬الهجرة المعاكسة نحو المدن من‬ ‫طرف معظم األسر التي تستفيد جيدا من محصولها الفالحي آخر السنة‪ .‬تهاجر هذه األسر خاصة نحو المدن‬ ‫الشمالية الكبرى ‪ :‬كمدينة تطوان وطنجة‪ .‬هذا الزحف نحو المدن‪ ،‬جعل هذه األسر في حاجة متزايدة وملحة إلى‬ ‫يد عاملة تعوض اليد العاملة األسرية التي كانت تعمل في صيانة فالحتها بنفسها‪ .‬وهذا ما دفع ببعض األسر‬ ‫إلى تكليف عامل مهاجر طيلة أيام السنة يهتم بمنتوجهم الفالحي من الزراعة إلى التحويل والغربلة‪.‬‬ ‫• الموقع الجغرافي للمنطقة‬

‫هجرة من أجل العمل في حقول «الكيف»‬

‫حسب المعطيات التي حصلنا عليها من ساكنة المنطقة‪ ،‬يبدأ توافد المهاجرين إلى المركز الحضري «باب‬ ‫برد» منذ بداية فترة الزراعة أي من بداية شهر مارس إلى آخر عملية في إنتاج الحشيش مرحلة «الطبيسلة»‬ ‫التي تنتهي عادة ما بين شهري يناير‪ /‬فبراير من العام الموالي‪ .‬ونقدر عدد األيام الالزمة لموسم الكيف على‬ ‫الشكل التالي ‪:‬‬

‫المصدر ‪ :‬اليد العاملة المحلية‬

‫تختلف أدوار ومهام العمال حسب نوع القنب الهندي المزروع‪ ،‬التقليدي أم العصري‪ .‬هذا األخير يتطلب‬ ‫مجهودات ومهارات أكثر من القنب الهندي التقليدي‪ ،‬ألنه يلزم استخدام تقنيات أحدث أثناء زراعته مقارنة مع‬ ‫القنب الهندي التقليدي المغربي (الغرس في حفر خاصة والتحضين) ‪.‬‬ ‫المركز الحضري «باب برد»‬

‫أحد دواوير المنطقة المشهورة بزراعة القنب الهندي‬

‫للقنب الهندي تاريخ مرتبط بالهجرة‬

‫يعتبر المغرب‪ ،‬من أبرز المصادر الرئيسية المنتجة للحشيش على الصعيد العالمي والمزود األساسي‬ ‫والخاص للسوق األوروبية بهذه المادة‪ .‬ويعد إقليم شفشاون من بين المناطق األكثر شهرة بزراعة نبتة القنب‬ ‫الهندي‪ ،‬النبتة األكثر إنتاجا على الصعيد الوطني والموْرد اإلقتصادي األساسي لساكنة المنطقة‪ ،‬التي تعتمد‬ ‫على نمط الفالحة األحادية (‪ . )Monoculture‬تغطي فالحة القنب الهندي باألقاليم الشمالية المغربية المنتجة‬ ‫للكيف حوالي ‪ 45 853‬هكتارا حسب مكتب األمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة في تقريره العالمي حول‬ ‫المخدرات‪ ،‬سنة ‪.2017‬‬ ‫يعود اشتهار إقليم شفشاون بزراعة القنب الهندي إلى تاريخ قديم‪ ،‬يرجع المؤرخون تواجد هذه النبتة‬ ‫بالمنطقة الشمالية للمغرب إلى وصول بعض المهاجرين العرب إلى المنطقة وتعميرهم بالجهة خالل القرن‬ ‫‪ 18‬م وخاصة ما يعرف ب (التيارات أو األخويات الدينية ونذكر هنا تحديدا طائفة سيدي هْدِي)‪ .‬اشتهر سكان‬ ‫المنطقة بجودة منتوجهم الفالحي وريادتهم في هذا القطاع‪ ،‬فيحكى بأنه كان يقال عنهم ‪« :‬خوتنا ْكتامة‪،‬‬ ‫ناس ُفوهَاما‪َ ،‬كاُلو الغابة‪ ،‬ويحرتو الكيف َ‬ ‫والطابا »‪ .‬دائرة باب برد حيث أجري هذا التحقيق‪ ،‬تعتبر من المناطق‬ ‫التاريخية لزراعة القنب الهندي منذ فترة الحماية‪ ،‬حيث خُصت هذه المنطقة بنوع من التسامح والترخيص غير‬ ‫المباشر بالزراعة من قبل السلطات األمنية المحلية‪.‬‬ ‫هذا الترخيص المضمر الذي خَص به المخزن هذه المناطق أدى إلى هجرة وتوافد العمال الخارجين‬ ‫بهدف العمل بالمنطقة‪ ،‬خاصة من الدواوير المجاورة‪ .‬مما ساهم في انتشار هذه النبتة نتيجة أن بعض العمال‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫عملية التحضين والغرس (القنب الهندي العصري)‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪987‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫بعض آراء المفكر والعالم األلمعي‪:‬‬ ‫عبد الرحمان الكواكبي في كتابيه‬ ‫عن الحرية واالستبداد‪...‬الخ‪..‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫لما نشرت دراسة هامة بعنوان «كتاب طبائع االستبداد‬ ‫ودور العلماء والمفكرين في الدفاع عن الحق والعدل لألمم‬ ‫والشعوب من أجل الغد األفضل بجريدة «الشمال ‪»2000‬‬ ‫العتيدة والصامدة بالعدد‪ 866 :‬من يوم الثالثاء ‪ 06‬إلى ‪12‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2016‬عن المفكر العربي الكبير المرحوم برحمة اهلل‬ ‫الواسعة المصلح والمكافح األستاذ الجليل السيد عبد الرحمان‬ ‫الكواكبي الذي أصبح إسمه اليوم كمناضل كبير وحقوقي رائد‬ ‫متبصر منذ أواخر القرن ‪ 19‬وبداية القرن العشرين وعلم من‬ ‫أعالم النضال المستمر والعتيد والكفاح ضد االستبداد والفساد‬ ‫الذي عرف بالدول العربية واإلسالمية آنذاك وفي ذلك الزمان‬ ‫العسير ومنذ العقود األخيرة عرف كذلك مثل ذاك في بعض‬ ‫الدول العربية واإلسالمية لما نهض به الشباب والشابات‬ ‫والرجال وقاموا بانتفاضات كثيرة في بعض هاته الدول عندما‬ ‫بدأت ثورة الياسمين بتونس‪ ،‬وكان الصراع بين الحق والباطل‬ ‫وبين التغيير واالستبداد وبين اإلصالحات والتعثرات‪ ،‬وذلك‬ ‫لتدخل بعض الدول من أجل مصالحهم في شعوب ودول تواقة‬ ‫إلى التقدم المنشود‪ ،‬ولحقت ببعض هذه الدول مصارع من‬ ‫الظلم والفتن‪ ،‬حيث ال زالت بعض هذه الشعوب تتعارك‪ ،‬وأصاب‬ ‫بعض شعوبها وبلدانها دمارا واضطهادا وخرابا وتغيرات على‬ ‫الجميع (الكبير والصغير) لم يكن الكثير يتصور أن هذه البلدان‬ ‫والدول سيصيبها ما أصابها خالل هذه السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫لذلك فاإلصالح الشامل والكبير واجب على هذه الدول‬ ‫وبلدنا المقدام والذي بدأت تباشيره اإلصالحية تتجلى في‬ ‫األفق‪ ،‬ويلح الكثير منا على التغيير المنشود ليتواصل مسرعا‬ ‫نحو اآلفاق البعيدة والالزمة للتطور الديمقراطي والعدالة‬ ‫االجتماعية الضرورية الحقة والتي تنادي بها المملكة المغربية‬ ‫الحديثة‪.‬‬ ‫هذا وأشير بالمناسبة إلى بعض األفكار واآلراء التي نادى‬ ‫بها هذا المفكر األلمعي المرحوم عبد الرحمان الكواكبي والذي‬ ‫توفي وهو ال زال في سن الثالثة والخمسين من عمره ألنه‬ ‫ترك في أدب الكفاح والنضال كتابين خالدين طول األزمان‬ ‫واألمكنة على ضآلة حجمهما‪ ،‬وهما‪« :‬مصارع االستبداد»‬ ‫و«أم القرى» فالكتاب األول فقد كان عنوانه «طبائع االستبداد‬ ‫ومصارع االستعباد» وجعل إضافة إلى العنوان هذه الكلمات‪:‬‬ ‫«وهي كلمات حق وصيحة في واد‪ ،‬إن ذهبت اليوم مع الريح‪،‬‬ ‫فقد تذهب غدا باألوتاد»‪ ،‬وطبع الكتاب بمطبعة التوفيق بشارع‬ ‫كلوت بك منسوبا إلى «الرحالة ك‪ »...‬ومصر التي هاجر إليها‬ ‫من وطنه سوريا التي اضطهد بها شر اضطهاد وهرب منها‬ ‫مستنجدا بمصر الحبيبة التي عرفت بعض الحرية آنذاك وقد‬ ‫قال عبد الرحمان الكواكبي العالم المتبحر في عدد من العلوم‬ ‫واألفكار كما سأشير إلى ذلك في آخر هذا المقال المختصر‪،‬‬ ‫إذ قال في مقدمة كتابه هذا‪« :‬إنه المضطر باالكتتام حسب‬ ‫الزمان‪ ،‬الراجي اكتفاء المطالعين الكرام بالقول عمن قال‪»...‬‬ ‫ويعزو الكواكبي «اكتتامه» وهو تعبيره عن السرية والتخفي‪،‬‬ ‫إلى مقتضيات ذلك ((الزمان))‪ ...‬ثم يوضح أكثر ويقول فيه‪ :‬إنه‬ ‫حين قدم إلى مصر نشر في بعض الصحف «أبحاثا سياسية‬ ‫علمية في طبائع االستبداد ومصارع االستعباد‪ ،‬منها ما درسته‬ ‫ومنها ما اقتبسته‪ ،‬غير قاصد بها ظالما بعينه وال حكومة‬ ‫مخصصة‪ ،‬إنما أردت بذلك تنبيه الغافلين لمورد الداء الدفين‪،‬‬ ‫عسى يعرف الشرقيون أنهم هم المتسببون فال يعتبون على‬ ‫األغيار‪ ،‬وال على األقدار‪.»...‬‬ ‫بهذا األفق الواسع والفسيح والروح الجريئة والصريحة‬ ‫والبناءة‪ ،‬وكذلك لهذا الهدف الجليل والخطير نشر الكواكبي‬ ‫دراساته ومقاالته طبائع االستبداد‪ ...‬والذي يقرأ فصول كتابيه‬ ‫يرى أصالة نفسه الحرة التي أملتهما وحرارة عقيدته التي‬ ‫دفعته إليها‪ ،‬وفصولهما تؤلف وحدة متناسقة ومتراصة‪ ،‬متصلة‬ ‫ببعضها البعض يصعب اقتضابها وفصلها عن بعضها‪.‬‬ ‫ومن أمتع ما كتبه في هذه الفصول ما يوجد في مستهلها‬ ‫من تعريف لالستبداد ومن قوله فيه‪« :‬المستبد يتحكم في‬ ‫شؤون الناس بإرادته ال بإرادتهم ويحاكمهم بهواه ال بشريعته‪،‬‬ ‫ويعلم من نفسه أنه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على‬ ‫أفواه الماليين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي‬ ‫لمطالبته»‪.‬‬ ‫«المستبد عدو الحق عدو الحرية وقاتلها‪ ،‬والحق أبو البشر‬ ‫والحرية أمهم والعوام صبيه أيتام نيام ال يعلمون شيئا‪ ،‬والعلماء‬ ‫هم إخوانهم الراشدون إن أيقظوهم هبوا‪ ،‬وإن دعوهم لبو»‪.‬‬ ‫ويقول في أحد الفصول األخرى «إن اإلسالمية مؤسسة على‬ ‫أصول اإلدارة الديمقراطية أي العمومية والشورى األرستقراطية‬ ‫أي شورى األشراف‪ ،‬وفد مضى عهد النبي (صلعم) وعهد الخلفاء‬ ‫الراشدين على هذه األصول بأتم وأكمل صورها‪ ،‬خصوصا وأنه‬ ‫ال يوجد في اإلسالمية نفوذ ديني مطلقا في غير مسائل إقامة‬ ‫الدين‪.»...‬‬ ‫«االستبداد ال يقاوم بالشدة‪ ،‬إنما يقاوم باللين والتدريج»‬ ‫ويضيف هذا المفكر «إن العلم كشف في هذه القرون األخيرة‬ ‫حقائق وطبائع كثيرة تعزى لكاشفيها ومخترعيها من علماء‬ ‫أوربا وأمريكا‪ ،‬والمدقق في القرآن يجد أكثرها ورد بالتصريح أو‬ ‫التلميح به في القرآن منذ ثالثة عشر قرنا‪ »...‬ـ «أي يقصد في‬ ‫فترة حياته‪ ،‬وهذا يحدث إلى اآلن وإلى ما شاء اهلل أقول»ـ كشفوا‬ ‫أن مادة الكون هي األثير‪ ،‬وقد وصف القرآن بدء التكوين فقال‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫«واستوى إلى الماء وهي دخان» ـ صدق اهلل العظيم ـ وكشفوا‬ ‫أن الكائنات في حركة دائمة ودائبة والقرآن يقول‪« :‬وآية لهم‬ ‫األرض الميتة أحييناها»‪.‬‬ ‫ويقول عن العلماء كذلك وحققوا أن األرض متفتقة من‬ ‫النظام الشمسي والقرآن الكريم يقول «إن السماوات واألرض‬ ‫كانتا رتقا ففتقناهما»‪.‬‬ ‫وحققوا أن العالم العضوي ومنه اإلنسان أرقى من الجماد‬ ‫والقرآن يقول‪« :‬خلقنا اإلنسان من ساللة من طين)) ويتحدث‬ ‫في فصل آخر عن االستبداد والعلم فيقول‪(( :‬المستبد كما‬ ‫يبغض العلم لنتائجه يبغضه لذاته‪ ،‬ألن للعلم سلطانا أقوى من‬ ‫كل سلطان‪...‬‬ ‫هذا وقد كان آنذاك الصراع بين شعوب الشرق وبين‬ ‫االستعمار تارة‪ ،‬وبينهما وبين الحكام الطغاة تارة أخرى؟!‬ ‫وعلى هذا المنوال يتحدث الكواكبي فيتكلم عن أنبل‬ ‫العواطف‪ ،‬وعـــن االستبـــداد والمجــد‪ ،‬واالستبداد والمــال‬ ‫واالستبداد واألخالق واالستبداد والتربية واالستبداد والترقي‪،‬‬ ‫إلى أن يصل ويختم هذه الفصول الهامة والدالة بفصل عن‬ ‫االستبداد والتخلص منه‪ ،‬وفي هذا الفصل يشير إلى رؤوس‬ ‫مسائل تصل إلى خمسة وعشرين حيث تحدث عن آخرها فوضع‬ ‫القواعد اآلتية‪:‬‬ ‫‪ )1‬األمة التي ال يشعر كلها أو أكثرها بآالم االستبداد ال‬ ‫يستحق الحرية‪.‬‬ ‫‪ )2‬االستبداد ال يقاوم بالشدة‪ ،‬إنما يقاوم باللين والتدريج‪.‬‬ ‫‪ )3‬يجب قبل مقاومة االستبداد تهيئه ماذا يستبدل به‬ ‫االستبداد‪.‬‬ ‫ويختم الكواكبي المفكر األلمعي الذائع الصيت في العالم‬ ‫أجمع كتابه بقوله‪« :‬وإني أختم هذا البحث بأن اهلل جلت حكمته‬ ‫قد جعل األمم مسؤولة عن أعمال من حكمته عليها وهذا‬ ‫حق‪ .‬فإذا لم تحسن األمة سياسة نفسها أذلها اهلل بأمة أخرى‬ ‫تحكمها كما تفعل الشرائع بإقامة القيم على القاصر‪ ،‬أو السفيه‪،‬‬ ‫وهذه حكمة ومتى بلغت أمة رشدها استرجعت عزها وهذا عدل‪،‬‬ ‫وهكذا ال يظلم اهلل الناس‪ ،‬بل الناس هم أنفسهم يظلمون»‪.‬‬ ‫وعن الكتاب الثاني وهو «أم القرى» فقد قيل في عنوانه‪:‬‬ ‫«إنه ضبط مفاوضات ومقررات مؤتمر النهضة اإلسالمية‬ ‫المنعقدة في مكة المكرمة خالل سنة ‪ 1391‬هـ » وقد أعدمت‬ ‫الطبعة األولى من هذا الكتاب بأمر السلطان عبد الحميد‪...‬‬ ‫فأعيد طبعه مرات‪ ،‬وكان وجود نسخة منه في زمن الظلم في‬ ‫منزل أحدهم كافيا للقضاء عليه قضاءا أبديا على حد قول ناشره‪.‬‬

‫بمبادرة من كونفدرالية جمعيات‬ ‫إقليم شفشاون وجمعية األنوار‬ ‫ثانويتا لغدير و باب تازة‪،‬‬ ‫تستفيدان من يوم توجيهي‬ ‫وتكريمي لفائدة تالميذتها‪،‬‬ ‫في مبادرة استثنائية‬

‫نظمت كونفدرالية جمعيات إقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬بشراكة مع جمعية األنوار‪ ،‬التابعة‬ ‫للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة‪،‬‬ ‫يوما توجيهيا وتكريميا‪ ،‬بكل من ثانوية‬ ‫عبد الرحمن زيطان‪ ،‬بجماعة لغدير‪ ،‬وثانوية‬ ‫الوحدة االفريقية التأهيلية بباب تازة‪ ،‬وذلك‬ ‫يومه الجمعة ‪ 29‬مارس‪ ،‬‬ ‫و عرف النشــاط استفــادة ما يقـــارب‬ ‫ال‪ 350‬تلميذا في السلك الثانوي من توجيه‬ ‫سهــر عليه طلبـــة من مختلف المؤسسات‬ ‫التعليمية بالمملكة المغربية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تكريم ‪ 20‬تلميذا وتلميذة من المتوفوقين‬ ‫الذين تميزوا هذه السنة‪.‬‬ ‫وفي كلمة لرئيس كونفدرالية جمعيات‬ ‫إقليم شفشاون السيد محمد الربون‪ ،‬صرح‬ ‫بأن هذا النشاط هو فرصة لمنح التالميذ‬ ‫فرصة ذهبية لإلطـــــالع على اآلفـــاق التي‬ ‫تنتظرهم بعد حصولهم على الباكالوريا‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن التقاءهم مع طلبة تمكنوا من‬ ‫الولوج لمختلف المدارس العليا‪ ،‬سيكون حافزا‬ ‫كبيرا لهم للعطاء أكثر واستسقاء المعلومات‬ ‫التي قد يكونون في حاجة لها‪ ،‬وأردف قائال‬

‫الفيلم اإليطالي «إدمان األمل» يفوز‬ ‫الجائزة الكبرى للفيلم الطويل والفيلم‬ ‫المصري «تأتون من بعيد» يفوز بجائزة‬ ‫الفيلم الوثائقي في مهرجان تطوان‬ ‫لسينما البحر األبيض المتوسط‬

‫لذا فقد قال عبد الرحمان الكواكبي عند تقديمه‪(( :‬أما بعد‪،‬‬ ‫فأقول أن الرحالة المتكنى بالسيد الفراقي‪ ،‬إنه لما كان عهدنا‬ ‫هذا وهو أوائل القرن الرابع عشر عهدا عم فيه الخلل والعنف‬ ‫كافة المسلمين وكان من سنة اهلل في خلقه أن جعل لكل‬ ‫شيء سببا فال بد لهذا الخلل الطارئ والعنف النازل من اسباب‬ ‫ظاهرية غير سر القدر الخفي عن البشر‪ ،‬فدعت جمعية بعض‬ ‫أفاضل العلماء والقارئين والكتاب السياسيين للبحث عن أسباب‬ ‫ذلك والتنقيب عن أفضل الوسائل للنهضة اإلسالمية‪ ،‬فأخذوا‬ ‫ينشرون آراءهم في ذلك بالجرائد اإلسالمية‪ ،‬الهندية والمصرية‬ ‫والسورية والتاثا رية وقد اطلعت على كثير من مقاالتهم الغراء‬ ‫في هذا الموضوع الجليل‪« ...‬ثم بدا لي أن اسعى في توسيع‬ ‫هذا المسعى بعقد جمعية من سراة اإلسالم في مهد الهداية‬ ‫أعني مكة المكرمة»‪.‬‬ ‫ويستمر عبد الرحمان الكواكبي فيذكر أنه قام برحلة واسعة‬ ‫حتى وصل إلى المدينة المنورة‪ ،‬وهناك وجد أكثر الذين دعاهم‬ ‫لالجتماع أثناء الرحلة فقد سبقوه ما عدا األديب البيروتي‪ ،‬وفي‬ ‫انتظار االجتماع سعى مع بعض الوافدين في تحري واختيار اثني‬ ‫عشر عضوا إلضافتهم للجمعية وهم من مراكش (أي يقصد‬ ‫المغرب آنذاك) ـ وتونس والقسطنطينية وبفجه سراي وتفليس‬ ‫وتبريز وكابل وكشفر فأزان وبكين ودلهي وكلكتاوليفربول‪.‬‬ ‫وعن هؤالء جميعا يذكر الكواكبي أنه عقد مؤتمرا للبحث‬ ‫في دار اتخذها بمكة باسم مستعار وراح كل منهم يسرد آراءه‬ ‫في أسباب تأخر اإلسالم والمسلمين والشرقيين أجمعين‪،‬‬ ‫والوسائل الكفيلة بإزالة هذه األسباب‪.‬‬ ‫وقد اختار عبد الرحمان الكواكبي لكل منهم إسما مستعارا‬ ‫ينسب فيه كل مندوب إلى بلده ولم يكن لهذا المؤتمر أثرا إال‬ ‫في مخيلة العالم والمصلح الكبير الذي حنكته التجارب والمناضل‬ ‫المكافح كفاحا مستميتا ضد الفساد والظلم واالضطهاد‬ ‫واالستبداد المقيت‪ ،‬والتعسف الخبيث المدمر للشعوب واألمم‬ ‫والدول‪ ...‬وقد يشهد التاريخ اإلنساني بذلك ولو طال الزمان‪.‬‬ ‫ـ القصر الكبير في‪2019/02/07 :‬‬ ‫* األديب واإلعالمي‬ ‫العضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬

‫أن هذا النشاط لن يكون األخر من نوعه‪ ،‬بل‬ ‫ستظل الكونفدرالية دوما في خدمة العالم‬ ‫القروي باإلقليم‪ ،‬ومنح شبابه فرصة لتوجيه‬ ‫مدرسي محكم‪.‬‬ ‫و بدورهـــا «أسمــاء العيار» و «عبد‬ ‫الصمد العمراني»عن جمعية األنوار‪ ،‬لم يفوتا‬ ‫الفرصة للتعبير عن أهداف جمعية األنوار‬ ‫في خلق أنشطة تصب في مصلحة التلميذ‬ ‫والطالب‪ ،‬مبرزة أهداف الجمعية المتمثلة في‬ ‫دعــم التالميذ والطلبة والمجتمع المدني‬ ‫على حــد سواء‪ ،‬و على مختلف المستويات‪.‬‬ ‫واختتـــم النشـــاط بتكريــم التالميـــذ‬ ‫والتلميذات المتفوقين بالمؤسستين‪ ،‬وذلك‬ ‫لتحفيزهم‪ ،‬وتشجيعهم على العطاء أكثر‪.‬‬ ‫وترك النشاط رضى كبيرا على عدد كبير‬ ‫من المتالميذ المستفيدين الذين كانو في‬ ‫أمس الحاجة لهذه المبادرة لتضح لهم الصورة‬ ‫أكثر وأكثر‪ ،‬ويكون بإمكانهم اتخاذ قرارات‬ ‫دراسية مصيرية رزينة وحكيمة‪ .‬لتضــرب‬ ‫كنفدراليــة جمعيات إقليم شفشــاون‬ ‫الموعــد مع المقبلين على الباكالوريا بجماعة‬ ‫أخرى‪ ،‬في وقت ليس بالبعيد‪.‬‬

‫توج الفيلم اإليطالي «إدمان األمل»‬ ‫للمخرج اإليطالي إدواردو دي أنخيليس‬ ‫بالجائزة الذهبية الكبرى لمهرجان تطوان‬ ‫في دورته الفضية‪ .‬كما حصل الفيلم نفسه‬ ‫على جائزة النقد‪ .‬بينما عادت جائزة أحسن‬ ‫عمل وثائقي للفيلم المصري «تأتون من‬ ‫بعيد» وهو من توقيع المصرية أمل رمسيس‪.‬‬ ‫ومن بين ‪ 23‬فيلما يمثلون مختلف الدول‬ ‫المتوسطية‪ ،‬توجت سبع دول بجوائز مهرجان‬ ‫تطوان في دورته الفضية‪ ،‬وهي إيطاليا‬ ‫وفلسطين وفرنسا وتركيا ومصر وإسبانيا‬ ‫والمغرب‪ .‬واختتم مهرجان تطوان لسينما‬ ‫البحر األبيض المتوسط فعالياته السبت ‪30‬‬ ‫مارس الجاري‪ ،‬في مسرح سينما إسبانيول‪،‬‬ ‫بتكريم المخرج والمنتج اإلسباني الكبير‬ ‫لويس منيارو‪ ،‬الذي أخرج وأنتج عشرات‬ ‫األفالم العالمية‪ ،‬التي توجت بجوائز في‬ ‫مهرجانات عالمية‪ ،‬من مهرجان كان إلى‬ ‫مهرجان تطوان‪.‬‬ ‫اتفقــت لجنــة تحكيـــم الفيلم الروائي‬ ‫الطويل برئاسة اإليطالي روبرطو باشيوتا‬ ‫ولجنة تحكيم النقد برئاسة المغربي محمد‬ ‫كالوي على منح الجائزة الكبرى للمهرجان‬ ‫للفيلم اإليطالي «إدمــان األمـــل» لمخرجه‬

‫إدوارد ودي أنخيليس عن فيلمه «إدمان‬ ‫األمل»‪ .‬كما توج هذا الفيلم بجائزة أحسن دور‬ ‫نسائي كانت من نصيب الممثلة بينا توركو‪.‬‬ ‫أما جائزة أحسن دور رجالي فكانت من نصيب‬ ‫الممثل الفلسطيني زياد بكري عن بطولته في‬ ‫فيلم «مفك» للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان‪.‬‬ ‫وهو الفيلم الذي توج بجائزة عز الدين مدور‬ ‫للعمل األول‪ .‬وتوج الفيلم التركي الفرنسي‬ ‫«سيبل» للمخرجين كاكال زنسيرسي وغيوم‬ ‫جيوفاني بجائزة لجنة التحكيم الخاصة‪.‬‬ ‫ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم اإلسباني «بال‬ ‫نهاية» لألخوين سيزار وخوصي إستيبان‬ ‫أليندا‪ ،‬كما نوهت بالممثلة المغربية صونيا‬ ‫عكاشة عن دورها في فيلم «الميمات الثالثة»‬ ‫للمخرج المغربي سعد الشرايبي‪.‬‬ ‫أما في مسابقة الفيلم الوثائقي‪ ،‬فقد‬ ‫عادت الجائزة الكبرى لفيلم «تأتون من بعيد»‬ ‫لمخرجته المصرية أمل رمسيس‪ ،‬وحصدت‬ ‫المخرجة اإلسبانية كاستينييرا غاييغو إيفان‬ ‫جائزة العلم األول عن فيلم «انحراف مسار»‪،‬‬ ‫بينما توج الفيلم الفرنسي «فوستوك ‪»20‬‬ ‫للمخرج سيلفيـــرو إليزابيث بجائزة لجنـــة‬ ‫التحكيم الخاصة‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب ‪:‬‬

‫الفقيه محمد المصمودي التطواني‬ ‫‪ -‬بقلم‪ :‬د‪ .‬بدر العمراني‬

‫هو الفقيه المفسر أبو عبداهلل محمد المصمودي‪،‬‬ ‫المصري‪ ،‬ثم التطواني‪.‬‬

‫الشّيخ محمد عبده‪ ،‬وبهجة النّفوس البن أبي جمرة‬ ‫بحاشية الشّنواني‪ ،‬وكفاية المتح ّفظ‪ ،‬ونهاية المتل ّفظ‬ ‫البن األجدابي‪..‬‬

‫من عائلة شهيرة بتطوان‪ ،‬عُرفت بها في أواسط‬ ‫القرن الثاني عشر‪ ،‬وفي سنة ‪1130‬هـ‪1718/‬م كان‬ ‫منها محمد بن محمد المصمودي األندلسي‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪1175‬هـ‪1761/‬م كان منها أحمد المصمودي وعبدالخالق‬ ‫المصمودي‪ .‬وفي سنة ‪1191‬هـ‪1777 /‬م كان منها محمد‬ ‫المصمودي من سكان حومة الرَّبَض األسفل‪.‬‬ ‫ومنها فقهاء في القرن ّ‬ ‫الثالث عشر؛ أبرزهم‪:‬‬

‫طريقته في التدريس‪ :‬يقرأ بنفسه من الكتاب‪ ،‬ثمّ‬ ‫يخ ّلل ذلك بالشّرح إمال ًء‪ ،‬والتّوضيح إشار ًة محرّكا يده‪..‬‬ ‫ويعتني كثيرا باإلعراب‪ ،‬مع االستشهاد بأبيات ألفية ابن‬ ‫مالك‪ ..‬وكان يمتاز بنغمة عجيبة أثناء تالوة اآليات القرآنية‪..‬‬ ‫ومع تقدّم السن ضَعُف بصره؛ لذلك كان أحيانا يقرأ‬ ‫بمنظار مكبّر‪ ،‬وقد أُصيب بسرطان في خدّه‪ ،‬سببه قلع‬ ‫ضرس‪ ،‬نتج عنه انتفاخ بارز في الشق األيسر من الوجه‪،‬‬ ‫لكن رغم ذلك كان موفور النشاط في التدريس‪ ،‬مفيدا‬ ‫ّ‬ ‫للطلبة‪..‬‬ ‫وتصدر مجالس الوعظ خالل شهر رمضان بعد العصر‬ ‫بزاوية سيدي بوعسرية الفاسي بطرنكات‪..‬‬ ‫من تالميذه‪ :‬محمد بن األمين بوخبزة‪ ،‬أحمد الـمُرير‪،‬‬ ‫النّادي أفيالل‪ ،‬عبدالعزيز الوالنتي‪ ،‬صالح الدّين بن‬ ‫القاضي الحسن بن عبدالوهاب‪..‬‬ ‫خ ّلف أوالدا‪ ،‬منهم‪ :‬عبدالعزيز اشتغل ّ‬ ‫موظفا بالبريد ‪..‬‬ ‫ومن أقربائه‪ :‬حسن أحمد المصمودي‪ ،‬ولع ّله ابن‬ ‫أخيه‪ ،‬صاحب مج ّلة وجريدة (المعرفة) التي كان يُصدرهما‬ ‫بتطوان ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وظل على تلك الحال إلى أن لقي ربّه بمدينة تطوان‪..‬‬ ‫وال تعرف سنة وفاته بالضّبط‪ ،‬ولعله توفي أوائل ستينات‬ ‫القرن الماضي‪..‬‬

‫الفقيه العالمة المشارك العدل عبد اهلل بن أحمد‬ ‫المصمودي(ت‪1248‬هـ‪1832/‬م)‪ ،‬كان إماما وخطيبا بجامع‬ ‫السوق الفوقي‪.‬‬ ‫الفقــــيــــه العـــدل عبــــد الكريـــم بن محمــــد‬ ‫المصمودي(ت‪1314‬هـ) ابن أخ الفقيه عبداهلل بن أحمد‬ ‫المصمودي‪.‬‬ ‫أما فرع المترجم‪ ،‬فقد رحل قديما إلى مصر‪ ،‬واستقرّ‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬حتى عرف بها حيّ خاص بالمصامدة‪.‬‬ ‫وبالقاهـــرة وُلد الفقيـــه محمـــد حوالـــــي سنـــة‬ ‫‪1310‬هـ‪1893/‬م‪ .‬وهناك نشأ‪ ،‬حيث حفظ القرآن الكريم‪،‬‬ ‫وتل ّقى العلوم بجامعها األزهر‪ ،‬إلى أن استوى عوده‪ ،‬وازدان‬ ‫عموده‪ ،‬وتصدّر للتّدريس واإلفادة‪..‬‬ ‫حينما آب إلى مدينة تطوان‪ ،‬مرتع أجداده‪ ،‬الزم‬ ‫شيخ العلوم العلاّ مة القاضي محمد الـمُرير أيّام تو ّليه‬ ‫مهمة رئيس المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي سنة‬ ‫‪1353‬هـ‪1935/‬م‪ ،‬فكان عَوْنًا له‪ ،‬ثمّ انخرط أستاذا‬ ‫بالمعهد الدّيني‪ ،‬أيّام تو ّلي الشيخ التهامي الوزّاني إدارة‬ ‫المعهد الدّيني االبتدائي سنة ‪1357‬هـ‪1938/‬م‪( ،‬فكان من خيرة شيوخه ومدرسيه انضباطا‪،‬‬ ‫واعتنا ًء‪ ،‬وإفادة‪ ،‬مع فصاحة وحسن إلقاء)؛ كما قال الدكتور قطب الرّيسوني‪..‬‬ ‫من مقروءاته التي تل ّقاها عنه ّ‬ ‫الطلبة‪ :‬تفسير الجاللين بحاشية الصّاوي‪ ،‬وجزء (عمّ) بتفسير‬

‫ئا ً‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫مصادر الترجمة ‪:‬‬ ‫عائالت تطوان لمحمد داود‪.303-302/ 2 .‬‬ ‫مظاهر الشرف والعزة المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة لبدر العمراني‪ .‬ص‪.171‬‬ ‫معجم المفسرين بتطوان لقطب الريسوني‪ .‬ص‪.211‬‬ ‫معلومات شفهية مستفادة عن‪ :‬الفقيه محمد بوخبزة‪ ،‬واألستاذ عبداللطيف السماللي‪.‬‬

‫االستقامة‪..‬‬

‫االستقامة مطلب قرآني مؤكد‪ ،‬نبه عليه الحق سبحانه في شتى مواضع وآيات قرآنية‬ ‫مباركات‪ ،‬منها على سبيل العد ال الحصر‪:‬‬ ‫بأسلوب األمر‪:‬‬ ‫(قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما)‬ ‫(فاستقيموا إليه واستغفروه)‬ ‫(فاستقم كما أمرت)‬ ‫(وزنوا بالقسطاس المستقيم)‬ ‫(فادع واستقم)‬ ‫(فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)‬ ‫وكذلك على سبيل الترغيب‪:‬‬ ‫(إن الذين قالوا ربنا اهلل ثم استقاموا)‬ ‫(وأن لو استقاموا على الطريقة ألسقيناهم ماء غدقا)‬ ‫إلى غير ذلك من المواضع‪ ،‬تلميحا أو تصريحا‪ ،‬وكل لفظة لها داللتها الخاصة‪.‬‬ ‫اليوم نرى أننا فقدنا توازن االستقامة في تديننا عامة‪ ،‬وخاصة في تقديم التجربة اآلخر‪.‬‬ ‫اليوم نرى العالم اإلسالمي مليئاً بالدماء والحروب‪ ،‬وهو أقوى الجغرافيات العالمية‬ ‫تحمال للرصاص !‬ ‫نتقاتل داخليا‪ ،‬لنبغض الخارج فيما نتحدث باسمه ! فأرهقنا جسم األمة‪ ،‬وسوقنا سلبا‬ ‫لرسالة سماوية مقدسة !‬ ‫لم نفتأ ما بين فينة وأخرى‪ ،‬أن ننشئ إعالما‪ :‬مكتوبا‪ ،‬سمعيا بصريا ‪ ..‬يروج للكره‬ ‫واإلقصاء‪ ،‬وهذا يتنافى مع االستقامة التي نحمل رسالتها‪.‬‬ ‫لو تأملنا ءاية من كتاب اهلل لكان كافيا‪ ،‬ونحن (كمسلمين) نقرأها كل يوم سبع عشرة‬ ‫مرة يوميا ‪( ،‬اهدنا الصراط المستقيم) وهذا الصراط المتميز باالستقامة لفظ عام‪ ،‬أعتقد‬ ‫أننا فقدنا البوصلة الحقيقية به‪ ،‬فانحرفنا‪ :‬فكريا وسلوكيا ‪..‬‬ ‫الجل منا يبحث عن فهم يناسب رؤيته‪ ،‬ويواكب تجربته‪ ،‬فيمتطيه ويدعي أنه هو الحق‪،‬‬ ‫فيتخذ التعصب وسيلة لالنتصار إليه‪ ،‬وفي الغالب ما يكون المقود في هذه الحالة هو اتباع‬ ‫الهوى !‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫تشتتنا فرقا ومذاهب وطوائف‪ ،‬معلنين الحرب على بعضنا‪ ،‬فنبيع الجنة ألتباعنا‪ ،‬ونقذف‬ ‫بالنار كل من لم يعتنق مذهبنا ‪..‬‬ ‫أعتقد أنه قد حان الوقت كي ننفض غبار التشتت عن جالبيبنا وعباءاتنا‪ ،‬ونعلن للعالمين‬ ‫أننا حقا (خير أمة أخرجت للناس) فينصهر بعضنا ببعض‪ ،‬ويؤثر بعضنا في بعض‪ ،‬حتى‬ ‫نضبط تسيب بعضنا‪ ،‬ونرطب جفاء بعضنا اآلخر‪ ،‬ونجتمع على (كلمة سواء)‬ ‫واقعنا هذا هو نتيجة فهم فاسد لبعض النصوص الدينية‪ ،‬ثم اتباع نصوص مفتراة‬ ‫على سيد الوجود محمد بن عبد اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬جلها موضوعة ال أصل لها‪ ،‬فإذا‬ ‫زغنا بهذه الطريقة ال بد أن نعود إلى األصلين‪ ،‬كي نستقيم‪ ،‬وتجتمع أشالؤنا المنهوكة‬ ‫حربا وتكفيرا‪ ،‬حتى نشكل جسد أمة (كالبنيان المرصوص‪ ،‬يشد بعضها بعضا) بحاجة إلى‬ ‫الترويج للحب‪ ،‬للرحمة‪ ،‬للسالم‪ ،‬باختصار لقيم رسالة اإلسالم كما هي‪ ،‬دون تسيب‪ ،‬أو‬ ‫تشدد‪..‬‬ ‫كم هو رائع أن نجمع جميل ما عند بعضنا‪ ،‬ونتمتع به كأمة واحدة‪ ،‬كل (فرقة) دينية منا‪،‬‬ ‫لها وجه منير‪ ،‬وآخر مظلم‪ ،‬فماذا لو استجمعنا كل ما هو مضيء عندنا‪ ،‬وقمنا بغض الطرف‬ ‫عن ظلمات بعضنا البعض ؟!‬ ‫إذا كان اهلل سبحانه قد قال عن العالقة مع اآلخر (قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة‬ ‫سواء)‪ ،‬وقدم ذلك بأساليب حوارية رائعة (وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضالل مبين) ‪ ،‬فماذا‬ ‫عنا مع بعضنا البعض ؟‬ ‫ولو سرنا بهكذا حالة‪ ،‬سنستقيم على صراط اهلل‪ ،‬ونسير عى سبيل (المحجة البيضاء‪،‬‬ ‫ليلها كنهارها‪ ،‬ال يزيغ عنها إال هالك) ‪:‬‬ ‫ سيسهل علينا تديننا (ما جعل عليكم في الدين من حرج)‬‫ سنيسر على العالمين (بعثتم مبشرين)‬‫ سنتخطى كثيرا من التشدد‪ ،‬والتعنت (ولن يشاد الدين أحد إال غلبه)‬‫ سنرحم الجميع (يسرواوال تعسروا‪ ،‬بشروا وال تنفروا)‬‫ سنعامل الناس بما أمر اهلل (وقولوا للناس حسنا)‬‫ سنناقش اآلخر‪ ،‬دون اعتداء مادي أو معنوي (وال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي هي‬‫أحسن‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫وقفات مع ت�أخر نزول الغيث‬

‫‪ -‬إعداد وتقديم ‪ :‬محمد أمين بنعفان‬

‫احلمد لله‪ ،‬جميب دعــوة امل�ضطرين‪ ،‬وكا�شــف كــــرب املكروبني‪ ،‬و�صلى الله و�سلم وبارك‬ ‫على �سيدنا ونبينا محمد وعلى �آله و�صحبه‪ ،‬ومن تبعهم ب�إح�سان �إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬معا�رش القراء الأفا�ضل‪� ،‬أو�صيكم ونف�سي بتقوى الله جــل وعال‪ ،‬فبالتقوى تفتح خزائن‬ ‫ال�سماوات‪ ،‬وت�ستخرج كنوز الأر�ض‪ ،‬بالتقوى تفتح الأبواب املغلقة‪ ،‬وتتوالى الأرزاق املباركة‪،‬‬ ‫(و َم ْن َيت َِّق ال َّلهَ َي ْج َع ْل َلهُ َمخْ َر ًجا َو َي ْرزُ ْقهُ مِ ْن َح ْي ُث لاَ َي ْحت َِ�س ُب)‪ ،‬فمن حكمة الله‬ ‫م�صداقا لقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫�سبحانه �أال يدمي عباده على حالة واحدة‪ ،‬بل يتعهدهم بال�شدة والرخاء‪ ،‬ويبتليهم بال�رساء وال�رضاء‬ ‫حتى يقبلوا �إليه‪ ،‬ويت�رضعوا بني يديه قال تعالى‪َ ( :‬و َن ْب ُلوكُ ْم بِال�شرَّ ِّ َو خْ َ‬ ‫ون)‪.‬‬ ‫اليرْ ِ ِف ْتن ًَة‪َ .‬و�إِ َل ْينَا ت ُْر َج ُع َ‬ ‫معا�رش الأحبة‪ :‬ال غنى للبالد وال للعباد عن املطر‪ ،‬فبدون املاء ميوت كل �شيء‪َ ( :‬و َج َع ْلنَا مِ ْن‬ ‫المْ َ اءِ كُ َّل َ�ش ْيءٍ َح ٍّي)‪ ،‬فت�أمل يف حالك ف�أنت بدون املاء متوت عط�ش ًا‪ ،‬والنبات الذي ت�أكله �إمنا ينبت‬ ‫ويعي�ش باملاء‪ ،‬واللحوم التي تتناولها �إمنا تعي�ش على املاء‪ ،‬فبدون املاء ميوت كل �شيء‪ ،‬فكم نحن‬ ‫بحاجة �إلى �إدراك نعمة الله علينا يف املاء لنحافظ عليها‪ ،‬يقول �سبحانه مبين ًا ذلك يف كتابه‪ (:‬ا َّلذِي َج َع َل‬ ‫َلكُ ْم ْ أَ‬ ‫�ض ف َِر ً‬ ‫ال ْر َ‬ ‫ات رِ زْ ًقا‪َ .‬لكُ ْم َفلاَ جَ ْ‬ ‫ت َع ُلوا‬ ‫ال�س َماءِ َم ًاء َف�أَ ْخ َر َج بِهِ مِ ْن ال َّث َم َر ِ‬ ‫اء ِبن ً‬ ‫ال�س َم َ‬ ‫َاء َو�أَنْزَ َل مِ ْن َّ‬ ‫ا�شا َو َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون)‪� ،‬إذا كان املطر من عند الله �أمينعه الكرمي عن قوم �أطاعوه؟ ال والله فقد وعد‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ُم‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫اد‬ ‫د‬ ‫ِل َّلهِ �أَن َ ً َ ْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ض‬ ‫ال�س َماءِ َو ْ أ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫وهو ال يخلف امليعاد بقوله‪َ (:‬ول ْو �أ َّن �أ ْهل الق َرى � َآمنُوا َوا َّتق ْوا لفت َْحنَا َعل ْي ِه ْم َب َركَ ٍ‬ ‫ات مِ ْن َّ‬ ‫ا�س َت َق ُاموا َع َلى َّ‬ ‫الطرِ ي َقةِ َ أل ْ�س َق ْي َناهُ ْم‬ ‫با كَ انُوا َيكْ ِ�س ُب َ‬ ‫َو َلك ِْن كَ َّذ ُبوا َف�أَخَ ْذ َناهُ ْم مِ َ‬ ‫ون)‪ ،‬ويقول �سبحانه ‪َ :‬‬ ‫(و َ�أ َّل ْو ْ‬ ‫َم ًاء َغ َد ًقا)‪ .‬ويل يف هذا املو�ضوع وقفات‪:‬‬ ‫ــ الوقفة األولى‪� :‬إن النا�س �إن ا�شتكوا جدب ديارهم وت�أخر املطر عن وقت نزوله‪ ،‬فما �أحراهم‬ ‫�أن يتلم�سوا �أ�سباب ت�أخره ليجتنبوها‪ ،‬و�إن من �أعظم �أ�سباب ت�أخره غفلة العباد عن طاعة ربهم‪ ،‬وق�سوة‬ ‫قلوبهم مبا ران عليها من الذنوب واملعا�صي‪ ،‬وت�ساهلهم يف حتقيق الإميان والتقوى‪ ،‬وتق�صريهم يف‬ ‫�أداء الفرائ�ض‪ ،‬فمع�صية الله هي ال�سبب الرئي�س يف كل بلية تنزل بالنا�س‪� ،‬أهلكت من م�ضى ممن كان‬ ‫قبلنا الذنوب‪ ،‬و�ستهلكنا كما �أهلكتهم‪� ،‬إن مل نقلع ونتوب‪.‬‬ ‫ا�ستمعوا رعاكم الله �إلى ال�صادق امل�صدوق‬ ‫َ‬ ‫زمان‬ ‫يدرك �أ�صحا ُبه‬ ‫وهو ي�ستعيذ بالله �أن‬ ‫َ‬ ‫ونق�ص املكيال‬ ‫ظهور الفاح�شةِ والإعالن بها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومنع الزكاة‪ ،‬كما يف حديث ابن‬ ‫واملوازين‬ ‫ِ‬ ‫عمر ر�ضي الله عنه قال‪� « :‬أق َبل علينا ر�سول‬ ‫رش‬ ‫الله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬فقال‪(:‬يا مع� َ‬ ‫بهن‪ ،‬و�أعوذ‬ ‫املهاجرين‪،‬‬ ‫خم�س �إذا ابتُليتم ّ‬ ‫ٌ‬ ‫قوم‬ ‫يف‬ ‫�شة‬ ‫تظهر‬ ‫مل‬ ‫‪:‬‬ ‫تدركوهن‬ ‫بالله �أن‬ ‫الفاحِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫قط حتى يعلِنوا بها �إ ّال ف�شا فيهم الطاعون‬ ‫أوجاع التي مل تكن َ‬ ‫م�ضت يف �أ�سالفهم الذين‬ ‫وال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املكيال وامليزان �إ ّال �أخِ ذوا‬ ‫م�ضوا‪ ،‬ومل ين ُق�صوا‬ ‫وجور ال�سلطان عليهم‪،‬‬ ‫�‬ ‫امل‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫و�ش‬ ‫نني‬ ‫بال�س‬ ‫ؤونةِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫القطر من‬ ‫ومل مينَعوا زكاة �أموالهم �إ ّال منِعوا‬ ‫َ‬ ‫ال�سماء‪ ،‬ولوال البهائم مل ميطروا‪ ،‬ومل ين ُق�ضوا‬ ‫عه َد الله وعهد ر�سولِه �إ ّال �س َّلط الله عليهم‬ ‫َ‬ ‫بعـ�ض ما يف �أيديهم‪،‬‬ ‫عدوا من غريهم ف�أخــ َذ‬ ‫ًّ‬ ‫مما‬ ‫أئمتهم‬ ‫ِ‬ ‫بكتاب الله ويتخيرَّ وا ّ‬ ‫وما مل حتكُ م � ّ‬ ‫�أنزل الله �إال ج َعل ب� َأ�سهم بينهم)‪ ،‬وعالج ذلك‬ ‫كله التوبة واال�ستغفار‪ ،‬فبال�ؤنا من ذنوبنا‪،‬‬ ‫ودوا�ؤنا يف ا�ستغفارنا‪ ،‬ونحن ال نريد �أن نتبادل التهم‪ ،‬في�أتي التاجر ويقول‪ :‬منعنا القطر ب�سبب منع‬ ‫ُ‬ ‫الغيث ب�سبب غ�ش التجار يف املعامالت‪� ،‬أو ي�أتي �آخر‬ ‫املزارع فيقول‪ :‬منعنا‬ ‫املزارع للزكاة‪� .‬أو ي�أتي‬ ‫ُ‬ ‫ويقول منعنا الغيث ب�سبب ال�شحناء واخل�صومة بني اجلريان‪� ،‬أو الأقارب‪.‬‬ ‫معا�ص عظيمة‪ ،‬هي �سبب يف منع القطر من ال�سماء‪ ،‬و�سبب لعدم �إجابة الدعاء‪ ،‬ولكن‬ ‫ٍ‬ ‫نعم هذه‬ ‫من مل يقع يف �شيء منها‪ ،‬فرمبا وقع يف مع�صية �أخرى‪ ،‬فليبحث كل منا عن ذنوبه ويتوب �إلى الله‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ــ الوقفة الثانية ‪� :‬أنه مع عظم التق�صري فعفو الله وا�سع‪ ،‬ورحمته و�سعت كل �شيء‪ ،‬و�أنه مهما‬ ‫بلغ العبد من الذنوب‪ ،‬ف�إنه ال يجوز له القنوط من رحمة الله وترك التوبة‪ ،‬ومن �أعظم �أ�سباب الرحمة‬ ‫ونزول الغيث؛ تقوى الله تعالى‪ ،‬والتوبة من جميع الذنوب‪ ،‬والأمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬ ‫وقد �أمر الله عند احتبا�س املطر باال�ستغفار من الذنوب التي هي ال�سبب يف منعه‪ ،‬ووعد ‪ -‬وهو‬ ‫ال يخلف امليعاد‪ -‬باملطر ملن لزم ذلك يف �أكرث من �آية‪ ،‬ومن ذلك ما �أخرب عنه نبيه نوح بقوله لقومه‪:‬‬ ‫ِني َو َي ْج َعل َّلكُ ْم‬ ‫( َف ُق ْل ُت � ْٱ�ست َْغف ُِرو ْا َر َّبكُ م‪�ِ ,‬إنَّهُ كَ َ‬ ‫ال�س َماء َع َل ْيكُ ْم ُّم ْد َرار ًا َويمُ ْ د ِْدكُ ْم ِب�أَ ْموالٍ َو َبن َ‬ ‫ان َغ َّفار ًا ُي ْر ِ�سلِ َّ‬ ‫طلبت‬ ‫َّـات َو َي ْج َعل َّلكُ م‪� ,‬أَن َْهار ًا)‪ ،‬قر�أها الفاروق ر�ضي الله عنه من على املنرب ي�ست�سقي ثم قال‪« :‬لقد‬ ‫َجن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ستنزَ‬ ‫ا�ست َْغف ُِروا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫هود‪:‬‬ ‫ل�سان‬ ‫على‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬ ‫املطر»‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫التي‬ ‫ال�سماء‬ ‫مبجاديح‬ ‫الغيث‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ني)‪ ،‬وعن‬ ‫م‬ ‫ال�س‬ ‫�س‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ُو‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َع َل ْيكُ ْم مِ ْد َر ًارا َو َيزِ ْدكُ ْم ُق َّو ًة �إِ َلى ُق َّوتِكُ ْم َولاَ َتت َ​َو َّل ْوا مجُ ْ رِ مِ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َر َّبكُ ْم َّ ُ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ابن عبا�س ر�ضي الله عنهما قال‪ :‬قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪( :‬من لزم اال�ستغفار جعل الله‬ ‫له من كل �ضيق مخرجا‪ ،‬ومن كل هم فرجا‪ ،‬ومن كل بالء عافية‪ ،‬ويرزقكم من حيث ال حتت�سبون)‪.‬‬ ‫�أحبتي الكرام‪� :‬إن �أق�رص طريق �إلى املطر هو التوبة والإنابة �إلى الله‪ ،‬وتطهري الأنف�س والبيوت‬ ‫والأ�سواق مما يغ�ضب الله‪ ،‬والإكثار من اال�ستغفار‪ ،‬ف�أحلوا بالدعاء وا�س�ألوا موالكم �أن يجود عليكم‬ ‫من خزائنه التي ال تنفد من كرثة العطاء‪ ،‬ولذا فقد �رشع لنا نبينا محمد ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬عند‬ ‫ت�أخر نزول املطر اال�ست�سقاء بال�صالة املعروفة‪� ،‬أو على املنرب يوم اجلمعة‪� ،‬أو بالدعاء املجرد يف‬ ‫ال�سجود‪� ،‬أو عقب ال�صلوات‪ ،‬ويف �صلوات النا�س‪� ،‬شرُ ع ذلك لريجع النا�س �إلى ربهم ويتوبوا �إليه‪،‬‬ ‫جمرد عادة تفعل يف الأوطان‪،‬‬ ‫جمرد لفظ ُيردد على الل�سان‪ ،‬ولي�ست �صالة اال�ست�سقاء‬ ‫ولي�س اال�ستغفار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و�إمنا هما توبة وندم وخ�ضوع لرب العاملني‪ ،‬وحتول من حال �إلى حال‪ ،‬فالبد �أن تكون حال امل�سلمني‬ ‫أح�سن من حالهم قبلها �إذا كانوا �صادقني يف توبتهم‪ ،‬ومعرتفني بذنوبهم‪.‬‬ ‫بعد �صالة اال�ست�سقاء � َ‬

‫لقد كان النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬يرفع يديه ي�ست�سقي فال يحطهما �إال وقد ن�ش�أ ال�سحاب‪،‬‬ ‫و�سالت الأودية وال�شعاب‪ ،‬لأنه �صادق مع ربه‪ ،‬وكذلك خلفا�ؤه الرا�شدون‪ ،‬و�إلى وقت قريب كان‬ ‫النا�س ي�ست�سقون ف ُي�سقون‪ ،‬وي�س�ألون ف ُيعطون‪ ،‬ل�صدقهم مع الله يف توبتهم ورغبتهم �إلى الله يف‬ ‫دعائهم‪� ،‬أما �إذا كانت دعوة ب�أل�سنة كاذبة وقلوب غافلة و�أفعال فا�سدة‪ ،‬وهم م�رصون على الذنوب‬ ‫واملعا�صي‪ ،‬ال يغريون من �أحوالهم �شيئ ًا؛ فه�ؤالء قد ال ي�ستجاب لهم دعاء‪ ،‬ال لقلة يف خزائن الله‪،‬‬ ‫ولكن لذنوب النا�س ومعا�صيهم‪ ،‬فعن ثوبان ‪ -‬ر�ضي الله عنه‪� -‬أن النبي ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم‪ -‬قال‪:‬‬ ‫قاما‪ ،‬لأنه‬ ‫« �إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب ي�صي ُبه»‪ ،‬فالله ال يب ِّدل‬ ‫َ‬ ‫رخاء النا�س ِ�ش ّد ًة‪ ،‬وال عافيتَهم َ�س ً‬ ‫و�سرته‪ ،‬ويحيطهم‬ ‫النا�س‬ ‫يذيق‬ ‫راغب �أن‬ ‫املتاعب والآالم‪ ،‬كال‪� ،‬إنّه َب ٌّر بعبادِ ه‪ ،‬يغدِق عليهم ف�ض َله ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�شكر‪ ،‬وميرحون من ال ِّن َعم‬ ‫يح�سنون‬ ‫ولكن‬ ‫برزقه‪،‬‬ ‫يهم‬ ‫�س‬ ‫و‬ ‫حهم‬ ‫ب‬ ‫وي�ص‬ ‫ه‪،‬‬ ‫النا�س ي�أخذون وال ِ‬ ‫بحفظِ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫يمُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫اجلحود مداه‪ ،‬يعجل لهم بع�ض العقوبات التي‬ ‫وم�سديها �سبحانه‪ ،‬وعندما يبلغ هذا‬ ‫ُ‬ ‫وال يق ِّدرون و ِل َّيها ُ‬ ‫ت�سوقهم �إلى العود ِة لباريهم والرباء ِة من الذنوب ومخازيها‪.‬‬ ‫ــ الوقفة الثالثة ‪� :‬إن امل�سلم الذي �أنار الله ب�صريته ينظر بتخوف �إلى كرثة ما ن�صلي من اال�ست�سقاء‬ ‫وقلة ما ينزل من املطر‪ ،‬وال�شك �أن بني من يدعون خيار ًا �صاحلني‪� ،‬أحبتي يف الله لنت�أمل كم هم الذين‬ ‫يح�رضون �صالة اال�ست�سقاء‪ ،‬ثم الذين ح�رضوها‪ ،‬هل ا�ستعدوا لتلك ال�صالة ا�ستعدادها فتابوا وانخلعوا‬ ‫من ذنوبهم و�آثامهم؟ �أم �أنهم ذهبوا �إليها كما يذهبون للنزهة ومل يغريوا من حالهم �شيئ ًا‪ ،‬و�أن من‬ ‫بينهم من يرفعون �أيديهم بالدعاء �إلى الله وقد تلطخت تلك الأيدي بالذنوب والآثام‪ ،‬هل خرجوا لأداء‬ ‫ال�سنة فقط‪� ،‬أم خرجوا وقد ا�ست�شعروا معنى العبودية‪ ،‬و�أظهروا الذل واالفتقار لله ؟ وقد ذكرت لنا‬ ‫الآثار �أن كليم الله مو�سى خرج لال�ست�سقاء بقومه فلم ميطروا لوجود عبد واحد بينهم مذنب‪ ،‬حتى‬ ‫تاب ذلك العبد فنزل املطر‪ ،‬فكيف و�إذا كان بني القوم العديد ممن يرتكبون عظائم الذنوب‪ ،‬كيف‬ ‫وهناك قوم نائمون يف بيوتهم‪ ،‬وك�أن هذه ال�صالة‬ ‫وهذا الدعاء والت�رضع ال يهمهم يف �شيء؟! وقد‬ ‫يكون ه�ؤالء املتخلفون هم �سبب منع القطر لكرثة‬ ‫ذنوبهم‪ ،‬ولو جف خزان عمارة �أحدهم من املاء‬ ‫ليوم واحد لوجدته هائم ًا على وجهه يف ال�شوارع‬ ‫يبحث عن ناقلة ماء لي�شرتيها ب�أي ثمن‪ ،‬مع �أن‬ ‫الله مل يطلب منه �إال �أمرا ي�سري توبة وا�ستغفار ًا‪.‬‬

‫لله‪ ،‬و�إن مل يكن فال حول وال قوة �إال بالله‪.‬‬

‫ــ الوقفة الرابعة ‪ :‬قـــال الله يف محكـــم‬ ‫التنزيل‪� (:‬إِ َّن ال َّلهَ لاَ ُي َغيرِّ ُ َما ِب َق ْو ٍم َحتَّى ُي َغيرِّ ُ وا َما‬ ‫ِب�أَن ُف ِ�س ِه ْم)‪ ،‬وحينما يت�أمل املرء ما الذي تغري يف‬ ‫املجتمع حني ت�أخر نزول املطر يجـد عجب ًا ؛هل‬ ‫انتهى املرابون عن �أكل الربا؟ هل طهر النا�س‬ ‫بيوتهم من و�سائل هدم الأخالق‪ ،‬وا�ستبدلوا‬ ‫فح�شها بالذكر وتالوة القر�آن؟ هل حتجبت الن�ساء‬ ‫وت�سرتن ؟ هل و�صل ذوو الأرحام �أرحامهم ؟ هل‬ ‫�أح�سن اجلريان �إلى جريانهم؟ هل �أدى �أهل الزكاة‬ ‫زكاة �أمولهم؟‪ ...‬ف�إن كان ذلك �أو بع�ضه فاحلمد‬

‫(و َل َن ْب ُل َونَّكُ ْم‬ ‫ــ الوقفة الخامسة ‪� :‬أن حب�س املطر وت�أخر نزوله نوع ابتالء من الله‪ ،‬لقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫�ص مِ َن ْ أَ‬ ‫ب َِ�ش ْيءٍ مِ َن خْ َ‬ ‫ين)‪ ،‬فلي�صرب امل�سلم‬ ‫ال ْم َوالِ َو ْ أ‬ ‫وع َو َن ْق ٍ‬ ‫الَ ْن ُف ِ�س َوال َّث َم َر ِ‬ ‫ال�صابِرِ َ‬ ‫ات َو َب�شرِّ ِ َّ‬ ‫ال ْو ِف َوالجْ ُ ِ‬ ‫خا�صة من يت�رضر من ذلك ك�أ�صحاب الزروع واملوا�شي‪ ،‬فلهم على �صربهم الأجر العظيم‪ ،‬وال‬ ‫يت�سخطوا من ت�أخره‪ ،‬ف�إن ت�سخطهم يذهب ب�أجرهم وال ي�ستعجل بحاجتهم‪.‬‬

‫ــ الوقفة السادسة ‪ :‬لقد �أخرب �سبحانه وتعالى يف غري ما من �آية يف كتابه الكرمي �أنه هو وحده‬ ‫من ميلك الغيث وينزله‪ ،‬و�أنه لو حب�سه عنا ملا ا�ستطاعت قوة �أن تنزله‪� (،‬أَ َّم ْن َه َذا ا َّلذِي َي ْرزُ ُقكُ م‪� ,‬إِ ْن‬ ‫ال�س َماءِ َم ًاء‬ ‫�أَ ْم َ�س َك رِ زْ َقهُ ‪َ .‬ب ْل لجَ ُّ وا فيِ ُعت ٍُّو َو ُن ُفورٍ )‪ ،‬وقال تعالى‪َ ( :‬و�أَ ْر َ�س ْلنَا ِّ‬ ‫الر َي َ‬ ‫اح َل َواق َِح َف�أَنزَ ْلنَا مِ َن َّ‬ ‫ِني)‪ ،‬ومعنى‪« :‬ف�أ�سقيناكموه» ‪� :‬أي جعلناه لكم عذبا ميكنكم �أن ت�رشبوا‬ ‫َف�أَ ْ�س َق ْينَاكُ ُمو ُه َو َما �أَنت ُْم َلهُ ِبخَ ازِ ن َ‬ ‫منه‪ ،‬لو ن�شاء جعلناه �أجاجا‪� ،‬أي ملحا ال ميكنكم �رشابه‪ ،‬كما بني ذلك يف �سورة الواقعة‪ « ،‬وما �أنتم‬ ‫له بخازنني»‪� :‬أي نحن ننزله ونحفظه وجنعله لكم عيونا وينابيع يف الأر�ض‪ ،‬ولو �شاء الله لأغاره يف‬ ‫الأر�ض وذهب به‪ ،‬فال م�ستخرج له من دونه‪ ،‬كما قال تعالى مخوف ًا عباده من ذلك‪ُ ( :‬ق ْل �أَ َر�أَ ْيتُم‪�ِ ,‬إ ْن‬ ‫باءٍ َمعِنيٍ )‪� ،‬إن القادر على منع الأمطار قادر على تغوير املياه من‬ ‫�أَ ْ�ص َب َح َما ؤُ�كُ ْم َغ ْو ًرا َف َم ْن َي�أْتِيكُ ْم مِ َ‬ ‫الآبار‪ ،‬فال ت�ستطيعون احل�صول عليه مهما بذلتم يف طلبه والبحث عنه‪ ،‬حتى يهلك النا�س بالعط�ش‬ ‫وتهلك موا�شيهم وحروثهم والعياذ بالله‪ ،‬ثم �إن هذه الآبار قد �أ�صبح منها ما هو مالح �شديد امللوحة‪،‬‬ ‫ومعا�ص؟ كان ذلك طرف ًا‬ ‫ٍ‬ ‫ومنها ما هو مر الطعم‪ ،‬وكثري منها ال ت�صلح‪� ،‬أي�أتي هذا من فراغ �أم من ذنوب‬ ‫َ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ون �أَ ْنتُم‪� ,‬أَنزَ ْلت ُ​ُمو ُه مِ ْن المْ ُ زْ ِن �أ ْم ن َْح ُن المْ ُ نزِ ُل َ‬ ‫اء ا َّلذِي َت�شرْ َ ُب َ‬ ‫من عقوبتها يقول تعالى‪�( :‬أَ َف َر َ�أ ْيت ُْم المْ َ َ‬ ‫ون)‪ .‬فاتقوا الله وتوبوا �إليه وا�ستغفروه‪ ،‬وادعوه �أن يغيثكم‬ ‫اجا‪َ .‬ف َل ْولاَ ت َْ�شكُ ُر َ‬ ‫َل ْو ن َ​َ�ش ُاء َج َع ْلنَا ُه �أُ َج ً‬ ‫وي�سقيكم‪ ،‬ف�إنه قريب يجيب من دعاه‪ ،‬ال يخيب من رجاه‪ ،‬و�إياكم وق�سوة القلوب‪ ،‬ف�إنها �سبب الهالك‪،‬‬ ‫وقد عاب �سبحانه على �أقوام نزلت بهم ال�شدائد فما اعتربوا وما عادوا �إلى ربهم‪ ،‬قال تعالى‪َ (:‬و َل َق ْد‬ ‫ون)‪ .‬فاللهم ارحمنا برحمتك فوق الأر�ض وحتتها‪،‬‬ ‫�أَخَ ْذ َناهُ ْم بِا ْل َع َذ ِ‬ ‫ا�س َتكَانُوا ل َِر ِّب ِه ْم َو َما َي َت�ضرَ َّ ُع َ‬ ‫اب َف َما ْ‬ ‫ويوم العر�ض عليك يارب العاملني‪ ،‬و�صلى الله و�سلم وبارك على �سيدنا ونبينا محمد‪ ،‬وعلى �آله‬ ‫و�صحبه و�سلم ت�سليما كثريا‪ ،‬واحلمد لله رب العاملني‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)889‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫“مع محمد الخمار الكنوني‬ ‫في آثاره األخرى”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫من الكلمات والقراءات النقدية التي ساهم بها أصحابها في‬ ‫مواقع مختلفة‪ ،‬على هامش حفالت تأبين أو تكريم الشاعر محمد‬ ‫الخمار الكنوني‪.‬‬

‫هل يمكن كتابة تاريخ القصيدة المغربية الحديثة بدون‬ ‫اإلحالة إلى تجربة المرحوم محمد الخمار الكنوني؟ وهل يمكن‬ ‫القبض بتجارب التأصيل لقيم الحداثة داخل بنية النص الشعري‬ ‫المغربي المعاصر بدون العودة المتجددة للنهل من ضفاف‬ ‫ولقد لخص األستاذ محمد العربي العسري مبررات الفقيد‬ ‫ديوان “رماد هسبريس”؟ وقبل كل ذلك‪ ،‬هل يمكن التأريخ‬ ‫الكنوني من عدم االهتمام بتجميع كل إنتاجاته في دواوين‬ ‫لتحوالت تاريخ الذهنيات المحلية لمدينة القصر الكبير بدون‬ ‫غالف الكناب‬ ‫مسترسلة‪ ،‬وكذا مبررات العودة –اليوم‪ -‬لتجميع هذا الرصيد‪ ،‬في‬ ‫تشريح رصيد منجز الشاعر محمد الخمار الكنوني؟ ألم يكن رحيله‬ ‫كلمة تقديمية عميقة‪ ،‬جاء فيها‪“ :‬لقد كشف في إحدى حواراته‬ ‫المبكر والمفاجئ إعالنا عن االنتماء لشعراء العربية العظام الذين‬ ‫وعن‬ ‫قالوا كلمتهم ورحلوا‪ ،‬بعيدا عن ضجيج التغطيات اإلعالمية‪،‬‬ ‫عن السبب الذي حرم الجيل الجديد من القراء من االستمتاع‬ ‫صخب األضواء المفبركة‪ ،‬وعن االحتفاءات الموجهة؟ ألم يكن‬ ‫بتلك النغمات األصيلة حين قال‪ :‬لوال أن دار توبقال أنشئت من‬ ‫قدره شبيها بقدر عظماء الشعر العربي الحديث الذين رحلوا‬ ‫قبل مجموعة من األساتذة لم أكن ألنشر “رماد هسبريس” ألني‬ ‫وهم في أوج عطائهم‪ ،‬مثلما هو الحال مع الرائدين أبي القاسم‬ ‫غير مستعد للوقوف أمام تاجر –ناشر‪ -‬آخذ معه وأرد في نسبة‬ ‫الشابي وبدر شاكر السياب؟‬ ‫األرباح وفي العدد‪ ،‬وفي الطبع‪ ،‬وفي مثل هذه األشياء‪ ،‬فمثال لو‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬تفرضها قراءة العمل الجديد لألستاذ محمد‬ ‫وجدت دار للنشر مثل (توبقال) في الستينات آلخذ األمر ربما بعدا‬ ‫العربي العسري‪ ،‬الصادر خالل سنة ‪ ،2018‬ضمن منشورات‬ ‫آخر‪ .”...‬ويضيف األستاذ العسري موضحا سياق صدور العمل‬ ‫جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫الجديد‪...“ :‬لهذه األسباب وغيرها فكرت ومنذ مدة طويلة في‬ ‫“مع محمد الخمار الكنوني في آثاره األخرى”‪ ،‬وذلك في ما مجموعه‬ ‫جمع قصائد الخمار التي أبدعها في تلك المرحلة اعتبارا من‬ ‫‪ 190‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن الكتاب‬ ‫كونها كانت مبعث فخر لنا حينما كنا نقرأها في حينها‪ ،‬فننسى‬ ‫يقدم عبارات االمتنان والعرفان تجاه شخصية استثنائية‪ ،‬طبعت‬ ‫حينما نراها وقد نشرت في مجالت مغربية وازنة‪ ،‬ك”دعوة الحق”‬ ‫وجه الثقافة المغربية الحديثة‪ ،‬بعد أن نجحت في تطويع بنية‬ ‫و”آفاق” و”أقالم”‪ .‬وتجمع لي من خالل هذه العملية عدد وفير‬ ‫النص الشعري الحديث واالرتقاء به إلى آفق النبوغ والسمو‪.‬‬ ‫غالف الكناب‬ ‫من قصائد تلك المرحلة وأحسب أن ما جمعته من قصائده العمودية‪،‬‬ ‫أضف إلى ذلك‪ ،‬ما كانت للشاعر من إسهامات ثقافية كبرى‪ ،‬ربطت‬ ‫هي كل ما نشره الراحل في الستينات‪ .‬وهذه القصائد ظلت متفرقة هنا وهناك‪ ،‬بحيث‬ ‫إنتاجه الجم والغزير بمدينته القصر الكبير‪ ،‬بل وجعلت الكتابة عن إسهاماته مدخال‬ ‫يصعب على الباحث الوصول إليها كاملة‪( ”...‬ص‪.)13 .‬‬ ‫البد منه للتوثيق لتحوالت التاريخ الثقافي للمدينة‪ .‬فالخمار الكنوني يظل رمزا فريدا‬ ‫ومتفردا في عطائه وفي أخالقه وفي ريادته الشعرية غير المتنازع حولها‪ .‬ولعل هذا‬ ‫هي تجربة فريدة‪ ،‬ال شك وأنها تضع أسس ترسيخ ثقافة االعتراف بالفضل ألهله‬ ‫ما اختزلته الكلمة التصديرية للكتاب التي وضعها األستاذ حسن الغرفي‪ ،‬عندما قال‪:‬‬ ‫داخل وسطنا الثقافي واإلبداعي الموبوء‪ .‬فاألستاذ العسري يظل أحد أكبر العارفين‬ ‫“عندما نحتفي بشاعرنا محمد الخمار الكنوني في ذكرى غيابه الجسدي المبكر‪ ،‬فإننا‬ ‫بسيرة الفقيد الخمار الكنوني‪ ،‬عاشره عن قرب‪ ،‬وواكب تجربته من بدايتها‪ ،‬وكان‬ ‫في الحقيقة نحتفي به كقيمة شعرية عالية وأصيلة‪ ،‬وعالمة مضيئة على اإلنجاز األجمل‬ ‫قارئا نهما لكل مظانها‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فقد اكتسب صفة خير من يمكن أن‬ ‫واألغنى والخالق في إبداعنا المغربي المعاصر‪ ،‬كما أننا في اآلن نفسه نحتفي به كواحد‬ ‫يتحدث عن تجربة الكنوني‪ ،‬إنسانا وفيا‪ ،‬ومبدعا صادقا‪ ،‬ومثقفا متميزا‪ ،‬وشاعرا عظيما‪.‬‬ ‫من أنقى وأشرف وأنبل مبدعي هذا الوطن‪ ،‬وألنه‪ ،‬كذلك‪ ،‬أحد اآلباء الذين ال يجدي‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أصبح من واجب مدينة القصر الكبير أن تفتخر بتجربة هذا الشاعر الرائد‬ ‫معهم الجحود لسعة وعمق ميراثهم وألفضالهم على أجيال عديدة”‪.‬‬ ‫الذي يعود له الفضل في صنع الكثير من أوجه بهائها الثقافي وسموها الحضاري‪.‬‬ ‫يحتوي الكتاب على مواد شعرية ونثرية متناثرة للشاعر محمد الخمار الكنوني‪،‬‬ ‫باختصار‪ ،‬فالكتاب يشكل تعزيزا لمسار البحث الرصين في تالوين الذاكرة اإلبداعية‬ ‫حرص األستاذ محمد العربي العسري على تجميعها وعلى إخراجها إلى النور لتيسير‬ ‫المحلية‪ ،‬باعتبارها إحدى الروافد المميزة لمنعرجات التاريخ الثقافي المحلي‪ ،‬بقضاياه‬ ‫اطالع الباحثين والمهتمين على ذخائرها‪ .‬توزعت هذه المواد بين سلسلة من القصائد‬ ‫اإلنسانية الكبرى‪ ،‬وبنزوعاته الفردانية المميزة‪ ،‬وبثرائه الجمالي الخصب والغني‪،‬‬ ‫العمودية األولى المنشورة في منابر إعالمية مختلفة‪ ،‬ثم مجموعة من القصائد التي‬ ‫ثم بتوظيفه لنسق التراث الرمزي المحتضن لثراء الذاكرة الجماعية الصانعة لمعالم‬ ‫صيغت في ركاب االنفتاح على األفق الحداثي للشاعر‪ ،‬إلى جانب نماذج من كتاباته‬ ‫الهوية الثقافية المشتركة‪.‬‬ ‫النثرية وبعض حواراته الثقافية‪ ،‬ومجموعة من آثاره النثرية المخطوطة‪ ،‬وأخيرا مجموعة‬

‫المؤرخ المغربي الطيب بياض في ضيافة تطوان‬ ‫لمناقشة كتابه‬ ‫“التاريخ والصحافة ‪ :‬إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن“‬ ‫يستضيف المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس بتطوان بشراكة مع ماستر‬ ‫المغرب الراهن وتحديات بناء الدولة الحديثة ‪ 2011-1956‬وفرقة البحث في تاريخ الزمن‬ ‫الراهن بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬الباحث والمؤرخ المغربي الطيب بياض‪ ،‬أستاذ‬ ‫التاريخ الاٌ قتصادي وتاريخ الزمن الراهن بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية عين الشق بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬لمناقشة كتابه “ التاريخ والصحافة‪ :‬إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن “‪ .‬وذلك‬ ‫يوم الجمعة ‪ 29‬مارس ‪ 2019‬بفضاء المركو السوسيوثقافي على الساعة الخامسة مساء‪.‬‬ ‫ويشارك في هذا اللقاء العلمي المؤرخ األكاديمي محمد خرشيش أستاذ التاريخ بكلية‬ ‫اآلداب بتطوان ومسق ماستر المغرب الراهن وتحديات بناء الدولة الحديثة ورئيس فرقة البحث‬ ‫في تاريخ الزمن الراهن في نفس الكلية‪ ،‬الذي صرح بخصوص هذا اللقاء بأنه” يأتي ضمن‬ ‫الدينامية التي يعرفها حقل الزمن الراهن في اآلونة األخيرة بكلية اآلداب بتطوان من خالل‬ ‫ماستر الزمن الراهن وفرقة البحث في تاريخ الزمن الراهن‪ ،‬الذي يعمل الباحثون من خاللهما‬ ‫على التأطير المكثف للطلبة الباحثين ومواكبتهم ‪ .‬كما يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي‬ ‫نحرص عليها في الماستر والفرقة المذكورتين ليحتك فيها الطلبة مع الباحثين المتخصصين‬ ‫في هذا المجال”‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن هذا الموعد العلمي الذي سيدير فعالياته األستاذ عبد العالي الخردوش‬ ‫يندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي عقدها األستاذ بياض لمناقشة كتابه “ الصحافة والتاريخ”‬ ‫بعدة فضاءات أكاديمية‪ ،‬والتي عرفت نجاحا باهرا ‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪987‬‬

‫بـــــــالغ ‪:‬‬ ‫الدورة ‪ 34‬من المهرجان الوطني للشعر‬ ‫المغربي الحديث بشفشاون‬ ‫تحت شعار‪:‬‬ ‫«الشاعر وسؤال الغد»‬ ‫تنظم جمعية أصدقاء المعتمد الدورة الرابعة والثالثين من المهرجان‬ ‫الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون‪ ،‬تحت شعار‪« :‬الشاعر وسؤال الغد» ‪،‬‬ ‫وذلك يومي ‪ 19‬و ‪ 20‬أبريل ‪.2019‬‬ ‫وهو سؤال بأبعاد داللية مختلفة اليتنصل من الحاضر كمنطلق‪ ،‬واليروم‬ ‫المستقبل كمنتهى‪ .‬بل هو سؤال يغوص في جغرافية الشعر المغربي ورهاناته‬ ‫األساسية‪ ،‬كما أنه موجه للذات واآلخر في مختلف األزمنة واألمكنة‪.‬‬ ‫وكسالف الدورات السابقة‪ ،‬سيشهد برنامج هذه الدورة‪ ،‬تنظيم فقرات تلقي‬ ‫الضوء على التجارب اإلبداعية والنقدية المتراكمة على عقود من الزمن‪ ،‬تسعف‬ ‫المتلقي في االطالع على جديد الشأن الثقافي واستشراف آفاقه‪ ،‬وهي لحظة‬ ‫لالحتفاء بالشعر والشعراء والنقاد وعموم المبدعين ‪ ،‬كما تعد محطة مهمة‬ ‫لسبر أغوار العوالم الشعرية للنماذج الشعرية االسمية‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار تحل الدورة ‪ 34‬من المهرجان الوطني للشعر المغربي‬ ‫الحديث‪ ،‬في موعدها السنوي لترسيخ ماراكمته جمعية أصدقاء المعتمد‪ ،‬على‬ ‫مدار ستين عاماً‪ ،‬من إشعاع ثقافي‪ ،‬وطني وعربي‪ ،‬ساهم في االرتقاء بالذوق‬ ‫العام‪ ،‬وسمو القول الجميل‪.‬‬ ‫و ستعرف فعاليات هذه الدورة من المهرجان‪ ،‬جلسات شعرية‪ ،‬وفقرات‬ ‫موسيقية‪ ،‬فضال عن ندوة نقدية في محور‪« :‬جغرافية الشعر المغربي‪ :‬األصول‬ ‫والمرجعيات» ‪ ،‬تنظمها دار الشعر بتطوان بشراكة مع جمعية أصدقاء المعتمد‪.‬‬ ‫هذا وتعقد دورة المهرجان بدعم من شركاء ومدعمين مؤسساتيين‬ ‫ورسميين أساسيين وإعالميين‪ ،‬نجدد لهم الشكر لحرصهم على مواكبة‬ ‫محطات المهرجان وجعله موعدا قارا ضمن خريطة المواعيد الثقافية الكبرى‬ ‫التي تحتفي بالشعر والشعراء ‪.‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)451‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫‪Constitution d’une Société à Responsabilité Limitée‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪« ALAA FOOD »S. A .R. L‬‬

‫‪I - Aux termes d’un acte fait sous signatures privées à Tanger en date‬‬ ‫‪du 27 Mars 2018, il a été établi les Statuts d’une Société à Responsabilité‬‬ ‫‪Limitée, aux caractéristiques suivantes:‬‬ ‫» ‪DENOMINATION : « ALAA FOOD‬‬ ‫‪F O R M E : Société à Responsabilité Limitée.‬‬ ‫‪O B J E T : La Société a pour objet :‬‬ ‫‪SALON DE THE , ET LA RESTAURATION‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: Tanger, Avenue Mohamed VI Résidence océan n°178‬‬ ‫‪D U R E E : 99 années, à compter du jour de sa constitution définitive, sauf‬‬ ‫‪les cas de prorogation ou de dissolution anticipée.‬‬ ‫)‪CAPITAL SOCIAL : DIX MILLE DIRHAMS (10.000’00-DH) divisé en CENT(100‬‬ ‫‪parts sociales de CENT DIRHAMS (100-DH) chacune, numérotées de 1 à100‬‬ ‫‪souscrites en totalité:‬‬ ‫‪- Monsieur: Mustapha AIT LAHCEN 5.000,00-DH soit 50 parts de 100-DH.‬‬ ‫‪- Monsieur: Said AL BAKALI 2500,00-DH soit 25 parts de 100-DH.‬‬ ‫‪- Monsieur: Mohammed AL MOUDNI 2500,00-DH soit 25 parts de 100-DH.‬‬ ‫‪BENEFICES : Sur les bénéfices nets, il est prélevé:‬‬ ‫‪- 5% pour constituer le fonds de réserve prescrit par la loi,‬‬ ‫‪GERANCE: Est nommé statutairement Gérant Unique pour une durée‬‬ ‫‪illimitée, Monsieur Mustapha AIT LAHCEN, de Nationalité Marocaine, demeurant‬‬ ‫‪à Tanger, 28 rue Mohamed Ben Ahmed el Bakkal.‬‬ ‫‪Titulaire de la Carte d’Identité Nationale N° K136620‬‬ ‫‪REGISTRE DU COMMERCE N° : 96163‬‬ ‫‪- POUR EXTRAIT ET MENTION -‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬

‫ ‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪“AL MAJAZ INVEST” S . A .R . L.A.U‬‬

‫‪Cession De Parts Sociales Société à Responsabilité Limitée‬‬ ‫‪D’ASSOCIE Unique.‬‬ ‫‪REGISTRE DU COMMERCE N°: 67573‬‬

‫ ‬ ‫‪I - Aux termes d’un acte fait sous signatures privées à Tanger en‬‬ ‫‪date du 09 Mars 2015.‬‬ ‫‪Monsieur Abdeljabar ELOUAZZANI TIHAMI, Titulaire de la carte d’identité‬‬ ‫‪national N° L75238. A cédé à Monsieur Mohammed AL MOUDNI ; Monsieur‬‬ ‫‪Mustapha AIT LAHCEN et Monsieur Abderrahman DEMNATI, la totalité des parts‬‬ ‫‪sociales lui appartenant soit (100) parts sociales de cent DIRHAMS (100‬‬ ‫‪DHS) chacune. moyennant un prix de DIX MILE DIRHAMS (10.000 DHS).‬‬ ‫‪- Démission de gérant Monsieur Mohammed EL OUAZANI TIHAMI.‬‬ ‫‪- Nomination de nouveau gérant Monsieur Mustapha AIT LAHCEN‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au tribunal de commerce de Tanger le 22‬‬ ‫‪Mars 2019 sous le n° 2279.‬‬

‫‪- POUR EXTRAIT ET MENTION -‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪451‬‬


‫دوري موالي احل�سن يومي‪19‬و ‪� 20‬أبريل بطنجة‬

‫الشمال‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪987‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪18‬‬

‫ينظم فريق نهضة طنجة لكرة القدم يومي ‪19‬و ‪ 20‬أبريل الجاري دوري موالي الحسن لكرة‬ ‫القدم في نسخته السادسة‪.‬‬ ‫وتشارك في دوري هذه السنة أندية ‪:‬‬ ‫ اتحاد طنجة‪.‬‬‫ المغرب أتلتيك تطوان‪.‬‬‫ شباب المحمدية‪.‬‬‫ أكاديمية سان جيرمان البيضاء‪.‬‬‫ أكاديمية رحال‪.‬‬‫ منتخب تارجيست الحسيمة‪.‬‬‫ أكاديمية الهائل‪.‬‬‫ النجم البيضاوي ‪.‬‬‫ رياضة ومواطنة‬‫ أمل سيدي قاسم‪.‬‬‫ أمل الدروة‪.‬‬‫‪ -‬شباب أصيلة‪.‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫غدا األربعاء بملعب ابن بطوطة‬

‫عنصرية «علماء الرياضة»‬

‫«مواجهة قوية بين اتحاد طنجة‬ ‫والجيش الملكي»‬

‫صورة رائعة لملعب ابن بطوطة خالل ودية المغرب‪-‬األرجنتين‬

‫أن‬

‫تفوز الوداد او الرجاء البيضاويان باي لقب او مباراة‬ ‫يصفقون و «يطبلون» وأن يتوج اتحاد طنجة بلقب‬ ‫بطولة الدوري االحترافي المغربي ألول مرة في تاريخه يقيمون‬ ‫الدنيا وال يقعدونها وكأن اتحاد طنجة من كوكب آخر‪.‬‬ ‫وأن تنهزم األندية البيضاوية في طنجة فهذا شيء بنظرهم‬ ‫غير منطقي و أن التحطيم وعوامل أخرى تدخلت إلى جانب اتحاد‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫هذه هي عادات وأحوال إذاعة تدعي أنها تهتم بالرياضة‬ ‫ولديها «علماء» اختصاص رياضة‪..‬‬ ‫إذاعة لم تعد تلوي على شيء ال هي بالعربية وال بالفرنسية‬ ‫والبالدارجة ولعل أحد الزمالء الصحفيين المشهود لهم بالكفاءة‬ ‫كان يعمل كمراسل لهم بمدينة تطوان فطن إلى أالعيبهم‬ ‫وتعصبهم وبالتالي وبعدما أرادوا إقحام الفرنسية في التعاليق‬ ‫والريبورتاجات وتشويه المشهد اإلعالمي الرياضي استقال وترك‬ ‫لهم الجمل بما حمل‪ ،‬بعدما أدرك أن هذه اإلذاعة خرجت عن‬ ‫جادة الصواب وأنها تعمل دائما ضد أندية الشمال‪.‬‬ ‫وقد اتضحــت عنصريـة «علماء الرياضة» عندما أحرز اتحاد‬ ‫طنجة لقب البطولة ألول مرة في تار يخه‪ ،‬حيث أثار هذا التتويج‬ ‫غضب علماء الرياضة‪ ،‬ولم يهضموا أن فريقـا من خارج محور‬ ‫الدار البيضاء يتوج بلقب البطولة المغربية وادعوا أن الوداد التي‬ ‫احتلت الصف الثاني هي األجدر بالتتويج ‪.‬‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬وبمناسبة المباراة الودية الدولية التي أقيمت على‬ ‫ملعب ابن بطوطة الكبير بطنجة بين المنتخب الوطني المغربي‬ ‫ونظيره األرجنتيني لم تجد إذاعـة علماء الرياضة ما تقوله سوى‬ ‫الهجوم على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بصفتها‬ ‫المنظمة معتبرة أن إجراء المباراة بطنجة كان خطأ كبيرا وأن‬ ‫الرياح العاتية أفسدت أجواء المباراة وكأن أحوال الطقس من‬ ‫اختصاص الجامعة وهي التي تتحكم فيه‪،‬متناسين أن مدينة‬ ‫طنجة تتوفــر على ملعب في مستوى المالعــب العالميــة‬ ‫الكبــرى ال يوجــد مثيل له في الربــاط أو الدارالبيضاء التي‬ ‫اليزال ملعبها يعرف «الترقيع» في كل مرة ونهب األمول بدعوى‬ ‫الترميم واإلصالح وأن إقامة مباراة المغرب واألرجنتين بمدينة‬ ‫طنجة مكن الجامعة من إيرادات قياسية ‪ 500‬ألف دو الر من‬ ‫بيع التذاكر و‪ 700‬ألف دوالر من عائدات اإلشهار وهو رقم غير‬ ‫مسبوق في تاريخ مباريات المنتخب المغربي ما كانت لتحصل‬ ‫عليه لو أقيمت المباراة خارج طنجة‪ ...‬صحيح أن الرياح كانت‬ ‫قوية تلك الليلة و القدرة اإللهية هي التي تتحكم في الطقس‬ ‫وليس الجامعة أو علماء الكرة‪.‬‬

‫ملعب ابن بطوطة الكبير سيكون بعد زوال يوم‬ ‫األربعاء مسرحا لمواجهة كروية قوية بين اتحاد طنجة‬ ‫والجيش الملكي برسم الجولة ‪ 22‬من بطولة الدوري‬ ‫االحترافي «اتصاالت المغرب»‪.‬‬ ‫مباراة ال تقبل القسمة على اثنين وأهميتها ال تخفى‬ ‫على أحد‪ ،‬نظرا لطموح الفريقين معا ورغبتهما في‬ ‫الخروج بنتيجة إيجابية خاصة وأن التنافس على أشده‬ ‫بالنسبة للمرتبتين الثانية والثالثة بعدما حسم الوداد‬ ‫الرياضي بنسبة كبيرة جدا التتويج بلقب بطولة هذا‬ ‫الموسم‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة الذي يتقاسم المرتبة الثانية مع حسنية‬ ‫أكادير‪ ،‬بعد الفوز الكاسح للفريق السوسي أمام الكوكب‬

‫المراكشي‪،‬أصبح يستشعر الخطر من قبل الحسنية وأيضا‬ ‫من لدن يوسفية برشيد ظاهرة الموسم والتي تزحف‬ ‫تدريجيا نحو الصفوف األمامية‪ ،‬بعد تعادلها األخير مع‬ ‫أولمبيك خريبكة‪.‬‬ ‫االتحاد وأمام طموحات هذه األندية ال خيار لها سوى‬ ‫الفوز للحفاظ على مكانتها في المرتبة الثانية‪ ...‬وهي‬ ‫ستدخل مواجهة األربعاء محرومة من اثنين من العبيها‬ ‫ويتعلق األمر بكل من المدافع العرجون وعبد الكبير‬ ‫الوادي لإليقاف‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬يدرك الجيش الملكي بقيادة نجمه برحمة‬ ‫أن االنتصار على اتحاد طنجة بمعقله سيمكنه من اختزال‬ ‫المسافة والعودة للتنافس ضمن أندية المقدمة‪.‬‬

‫الرجاء الرياضي يحرز كأس السوبر اإلفريقي‬

‫توج فريق الرجاء الرياضي بكاس السوبر اإلفريقي‬ ‫للمرة الثانية في تار يخه عقب انتصاره على الترجي الرياضي‬ ‫التونسي بهدفين لواحد في النهاية التي جمعتهما الجمعة‬ ‫على ستاد ثاني بنقاسم بالغرافة بالدوحة‪.‬‬ ‫فأمام ازيد من‪ 20‬ألف متفرج من ضمنهم جماهير‬ ‫الرجاء تمكن الفريق البيضاوي من معانقة لقب كان في‬ ‫أمس الحاجة إليه ‪.‬‬ ‫الفريق البيضاوي كان سباقا للتسجيـل عن طريـق‬ ‫عبد اإلله الحافيظي في الدقيقة ‪ 22‬قبل أن يتمكن الفريق‬

‫التونسي من إدراك التعادل بواسطة البديل يوسف لباليني‬ ‫في الدقيقة ‪.57‬‬ ‫وعند الدقيقة ‪ 65‬جاء الهدف القاتــل من طـــرف‬ ‫المدافع بدر بانــون‪ ،‬ليقضي على آمـــال وأحالم‬ ‫الفريق التونسي‪.‬‬ ‫وبهذا التتويج‪ ،‬ضرب الرجاء البيضاوي عصفورين بحجر‬ ‫واحد‪ .‬أنقذ موسمه من الضياع وأنعش خزانته المالية‬ ‫بمبلغ ‪ 200‬مليون سنتيم‪ ،‬إضافة إلى إعادة االعتبار للكرة‬ ‫المغربية على الصعيد القاري‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫حمودان يدخل القفص الذهبي‬ ‫يوسف النصيري مهدد بالغياب‬ ‫خالل الصيف المقبل‬ ‫لمدة ‪ 4‬أشهر‬ ‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫تعرض الدولي المغربي يوسف النصيري العب نادي ليغانيس اإلسباني إلصابة في الركبة أثناء عملية اإلحماء‬ ‫قبل ودية المغرب ‪ -‬األرجنتين التي جرت األسبوع الماضي بطنجة وانتهت لفائدة المنتخب األرجنتيني ‪.1-0‬‬

‫‪19‬‬

‫في حديث خص به قناة «العربية» أكد نجم اتحاد طنجة السابق أحمد حمودان الذي يلعب‬ ‫حاليا في الدوري السعودي كمعار أنه مل من حياة العزوبية وقرر دخول القفص الذهبي‪ ،‬خالل‬ ‫الصيف القادم‪ ،‬بعد انتهاء فترة إعارته وعودته إلى الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬

‫وغاب الالعب النصيري عن المشاركة في هذه المبارة التي كان من المقرر أن يشارك فيها كأساسي منذ‬ ‫البداية‪.‬‬

‫استراتيجية تطبيق االحتراف‬ ‫الرياضي‬

‫االتحاد اإليطالي يقترح إقامة مباراة‬ ‫السوبر اإليطالي بطنجة‬

‫تنظم رابطة رواد الرياضة العربية بشراكة مع المندوبية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة دورة تكوينية تحت شعار «استراتيجية تطبيق االحتراف الرياضي»‬ ‫ابتداء من يوم االربعاء وإلى غاية السابع من أبريل الجاري‪.‬‬

‫و أكدت مصادر مقربة من المنتخب المغربي أن الالعب الشاب البالغ من العمر‪21‬سنة يعاني من مشكل‬ ‫في الركبة وتحديدا في منطقة الغضروف‪ ...‬األمرالذي قد يؤدي إلى إجراء عملية جراحية ومن المتوقع أن تصل‬ ‫مدة غيابه عن المالعب ما بين شهر و ‪ 4‬أشهر‪.‬‬ ‫أما إذا اختار العالج الطبيعي‪ ،‬فإن مدة غيابه قد تصل إلى شهر ونصف‪.‬‬

‫استمرار التسجيل بمدرسة‬ ‫نهضة طنجة لكرة القدم‬ ‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل وإعادة‬ ‫التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬كما أن أنشطتها متواصلة‪،‬‬ ‫طيلة فصل الصيف دون توقف‪ .‬وعلى الراغبين في ذلك االتصال بمدير المدرسة‬ ‫على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو الحضور بملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى الخامسة مساء (‪)h 17‬‬‫‪ -‬كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء (‪)h 17‬‬

‫اقترح االتحاد اإليطالي لكرة القدم على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراء نهائي كأس السوبر‬ ‫اإليطالي‪ ،‬خالل الصيف المقبل‪ ،‬على ملعب ابن بطو طة الكبير بطنجة‪.‬‬ ‫ويأتي ذلك بعد التنظيم الجيد والمحكم الذي عرفته ودية المغرب‪ -‬األرجنتين‪ ،‬مؤخراً‪.‬‬

‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬

‫هذا الالعب رفض عرض برشلونة في يناير الماضي‬ ‫اعترف الالعب النيجيري «أوديون إيغالو» البالغ من العمر ‪ 29‬عاما والذي‬ ‫يلعب حاليا لنادي «شانغهاي جرينالند شينهوا» الصيني‪ ،‬أنه رفض عرضا من‬ ‫نادي برشلونة اإلسباني في يناير الماضي‪.‬‬ ‫وقال في حوار مع إذاعة «بي بي سي» البريطانية أنه تلقى عرضا للقدوم إلى‬ ‫برشلونة كمعار و لكنه رفض العرض وقرر البقاء في الصين‪.‬‬ ‫وأضاف الالعب النيجيري مع كل االحترام الذي أكنه لنادي برشلونة والعبيه‬ ‫وجمهوره‪ ،‬فأنا أفضل هداف في الدوري الصيني لكرة القدم واعتقد أنني أستحق‬ ‫أكثر من أن أكون معارا لفترة قصيرة‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن رفضه لم يكن بالسهل ولكنه في نهاية المطاف اختار البقاء‬ ‫في الصين‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنه بعد رفض الالعب النيجيري عرض برشلونة لجأت إدارة‬ ‫الفريق الكتالوني إلى التوقيع لالعب الغاني «كيفن برينس بواتينغ» الذي لم‬ ‫يقدم اإلضافة حتى اآلن ولم يظهر بالمستوى المطلوب‪.‬‬


‫العدد ‪987‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 02‬إلى ‪� 08‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪ : 2019‬احتفاالت رسمية “افتراضية”‬ ‫باليوم العالمي للمسرح بالمغرب‬

‫بخط اليد‬ ‫‪ -‬محمد �إمغران‬

‫• هل خبثت شعلة المسرح االحترافي‬ ‫ومسرح الهواة بالمغرب؟‬ ‫• وما السر في تراجع الحركة المسرحية‬ ‫الوطنية بعد سنوات المجد أيام فرقة‬ ‫المعمورة ؟‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫وبعيد االستقالل‪ ،‬كانت توجد بمدينة مدينة طنجة‪،‬‬ ‫حوالي خمس عشرة فرقة هاوية‪ ،‬يضمها اتحاد مسرح الهواة‬ ‫الذي كان ينشط في دار الشباب‪ ،‬مقر االتحاد المغربي‬ ‫للشغل حاليا بشارع انجلترا‪ ،‬قبل بناء دار حسنونة‪ ،‬لتخبو‬ ‫شعلة مسرح الهواة بطنجة‪ ،‬تماما‪ ،‬رغم أن مجاالت مسرح‬ ‫الهواة‪ ،‬توفر‪ ،‬اليوم‪ ،‬إمكانات مادية وتكنولوجيكية ومالية‪،‬‬ ‫كفيلة بتحقيق نهضة مسرحية جادة‪ ،‬ما أحوجنا إليها اليوم‪،‬‬ ‫لمواجهة األفكار الرجعية‪ ،‬الظالمية‪ ،‬المثبطة للعزائم‪،‬‬ ‫الرافضة للتطور والحداثة‪ ،‬وهما من سنن الحياة التي سنها‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫اليوم العالمي للمسرح‬

‫انطلقت الفكرة خالل العام ‪ ،1961‬خالل انعقاد المؤتمر‬ ‫التاسع للمعهد الدولي للمسرح في مدينة “فيينا” حيث‬ ‫اقترح رئيس المعهد آنذاك‪ ،‬تكليف “المركز الفنلندي” التابع‬ ‫للمعهد‪ ،‬بالعمل على تحديد يوم عالمي للمسرح‪ ،‬يوم ‪27‬‬ ‫مارسمن كل عام‪ ،‬ابتداء من السنة الموالية‪ .‬وذلك بهدف‬ ‫الترويج للفن المسرحي عبر العالم‪ ،‬ونشر المعرفة بين‬ ‫الناس حول قيمة النموذج الفني للمسرح‪ ،‬إضافة إلى العمل‬ ‫على انتشار المسرح على نظاق واسع بين شعوب العالم‪.‬‬ ‫وكان اختيار تاريخ ‪ 27‬مارس يوما عالميا للمسرح ألنه‬ ‫صادف تاريخ افتتاح “مسرح األمم” في العام ‪ ،1962‬خالل‬ ‫موسم المسرح في العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬المسرح الذي‬ ‫كان يحمل اسم “مسرح سارة برنار « ‪“ Bernhardt Sarah‬‬ ‫وقد أصبح هذا اليوم تقليدا عالميا لتقديم العديد من‬ ‫التقالید الثقافیة الخاصة بالمهرجان المسرحي حينها‪ ،‬تبدأ‬ ‫في يوم ‪ 27‬من آذار‪ /‬مارس‪ ،‬بتقديم العديد من العروض‬ ‫المسرحیة في مختلف المسارح العالمیة‪ ،‬كما يتميز‪ ،‬هذا‬ ‫اليوم‪ ،‬يتوجيه «رسالة المسرح» إلى العالم‪ ،‬من طرف إحدى‬ ‫الشخصيات المؤثرة في المسرح العالمي‪ ،‬حيث تم اختيار‪،‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬الدراماتورج والمخرج الكوبي وأستاذ مسرح‬ ‫بجامعة هافانا‪ ،‬لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح ‪.2019‬‬

‫وهذا نص الرسالة‬

‫قبل معرفتي بالمسرحو التعرف عليه‪ ،‬كان أساتـــذة‬ ‫المسرح الذين هم أساتذتي موجودين هنا كانوا قد بنوا‬ ‫إقامتهمو مناهجهم الشعرية على بقايا حياتهم الشخصية‪.‬‬ ‫الكثير منهم اآلن غير معروفين أو ال يستحضرون كثيرا في‬ ‫الذاكرة‪ ،‬كانوا يعملون في صمت و في قاعات التدريبات‬ ‫المتواضعة داخل مسارح مزدحمة‪ .‬بعد سنوات من العمل‬ ‫واإلنجازات الرائعة راحت أسماؤهم تتوارى تدريجيا ثم اختفوا‪.‬‬ ‫عندما فهمت أن قدري هو اتباع خطواتهم فهمت أيضا‬ ‫أنني ورثت من تقليدهم الفريد والمدهش العيش اآلن وفي‬ ‫الحاضر دون أن آمل سوى إلى الوصول لتلك اللحظة الشفافة‬ ‫وغير القابلة لالستنساخ‪ ،‬لحظة اللقاء مع اآلخر في ظل‬ ‫المسرح‪ ،‬ال يحمينا إال صدق إيماءة وكلمة تعبر عن الكثير‪.‬‬ ‫موطن مسرحي … هو لحظات اللقاء مع الجمهور القادم‬ ‫إلى قاعاتنا ليلة بعد ليلة من األحياء المختلفة بمدينتي لكي‬ ‫يرافقنا ويتقاسم معنا بعض الساعات‪ ،‬بعض الدقائق …‬

‫من هذه اللحظات المنفردة تتكون حياتي‪ ،‬عندما أكف من‬ ‫أن أكون أنا‪ ،‬من أن أتألم ألجلي وأولد من جديد وأنا مدرك‬ ‫ومستوعب لمفهوم المهنة المسرحية ‪ :‬أعيش الحقيقة‬ ‫المطلقة للحظة سريعة الزوال … عندما يصبح ما نقوله‬ ‫ونفعله تحت نور األضواء الكاشفة حقيقي ويعكس أعمق‬ ‫الحنايا من أنسفنا وأكثرها شخصية‪.‬‬ ‫موطن مسرحيو مسرح الممثلين معي هو وطن منسوج‬ ‫من لحظات نتعرى فيها من كل أقنعتنا‪ ،‬من البالغة‪ ،‬نتعرى‬ ‫ربما مما يمكن أن نكون نحنو نمسك بأيدي بعضنا البعض‬ ‫في الظالم ‪.‬‬ ‫التقليد المسرحي أفقي‪ ،‬ال يمكن ألحد أن يجزم بأن‬ ‫هناك مركزا عالميا للمسرح في أي مدينة كانت أو في أي‬ ‫صرح متميز كان‪ ،‬المسرح كما عرفته ينتشر حسب جغرافيا‬ ‫غير مرئية ويختلط مع حياة الذين يمارسونه‪ .‬الفن المسرحي‬ ‫إيماءة توحد بين الناس‪.‬‬ ‫كل أساتذة المسرح يحملـون معهـم إلى قبورهـم‬ ‫لحظاتهم التي يتجسد فيها الوضوح والجمال والتي ال يمكن‬ ‫أن تعاد مرة أخرى‪ ،‬كل واحد منهم يضمحل بالطريقة نفسها‬ ‫بدون أي رد لالعتبار لحماية عطائهم وتخليدهم‪.‬‬ ‫أساتذة المسرح يعرفون كل هذا يقينا‪ ،‬ال يمكن ألي‬ ‫شكل من أشكال االعتراف بالجميل أن يكون صالحا خارج هذا‬ ‫اليقين الذي هو أساس عملنا‪ .‬خلق لحظات حقيقة‪ ،‬إبهام‪،‬‬ ‫قوة‪ ،‬حرية وسط هشاشة محفوفة بالمخاطر‪ .‬ال شيء يبقى‬ ‫إذا استثنينا المعلومات والتسجيالت من صور وفيديوهات‬ ‫التي تحمل بين ثناياها فكرة باهتة عن منجزاتهم‪ .‬فكل هذه‬ ‫التسجيالت تنقصها الردود والتفاعالت الصامتة لجمهور‬ ‫فهم أن تلك اللحظة ال يمكن أن تترجم وال أن يلتقي بها‬ ‫خارج ذاته‪ .‬وإيجاد هذه الحقيقة التي يتقاسمها مع اآلخر‬ ‫هي تجربة حياة بل أكثر شفافية من الحياة نفسها لبعض‬ ‫الثواني‪.‬‬ ‫لما فهمت أن المسرح في حد ذاته موطن ومساحة‬ ‫شاسعة تغطي العالم‪ ،‬نشأ في أعماق نفسي قرار وهذا القرار‬ ‫في ذاته تحرر‪ :‬ال تبتعد من المكان الذي أنت فيه‪ ،‬ال جدوى‬ ‫من الركض والتنقل‪ .‬حيث ما كنت يكون الجمهور‪ ،‬يكون‬ ‫الرفقاء الذين تحتاجهم بجانبك‪ .‬هناك خارج منزلك توجد‬ ‫الحقيقة اليومية المبهمة والغير قابلة لالختراق‪ ،‬اشتغل وفق‬ ‫هذا الجمود الواضح لتحقق أكبر رحلة على اإلطالق‪ ،‬تبدأ من‬ ‫جديد‪ ،‬من زمن المغارات ‪ :‬كن أنت المسافر غير القابل للتغيير‬ ‫والذي ال يتوقف عن تسريع كثافة وصالبة حقيقة عالمك‪.‬‬ ‫تتجه رحلتك نحو اللحظة‪ ،‬الوقت والتقاء أشباهك‪ ،‬رحلتك‬ ‫تتجه نحوهم نحو قلوبهم‪ ،‬نحو ذاتيتهم‪ .‬سافر في داخلهم‪،‬‬ ‫في مشاعرهم‪ ،‬في ذكرياتهم التي توقظهاو تجمعها‪ .‬رحلتك‬ ‫مذهلة‪ ،‬ال أحد يمكن أن يعطيها حق قدرها أو يسكتها‪ ،‬وال‬ ‫احد يمكنه أن يقيس حجمها الصحيح‪ .‬إنها رحلة في مخيلة‬ ‫شعبك‪ ،‬بذرة مغروسة في أبعد أرض موجودة‪ :‬الوعي المدني‪،‬‬ ‫األخالقي واإلنساني للمتفرجين عليك‪.‬‬ ‫و هكذا أبقى غير قابل للتغيير‪ ،‬دائما في بيتي مع‬ ‫أهلي في هدوء واضح أعمل ليل نهار‪ .‬ألن لدي سر السرعة‬ ‫واالنتشار ‪.‬‬ ‫نتمنى أن تكون أيام المسرح المغربي القادمة خيرا من‬ ‫أيامه الحالية‪ ،‬الحالكة‪ ،‬وأن ينتهي المسؤولون إلى االقتناع‬ ‫بأن المسرح مدرسة شعبية كبرى وأنه « شهادة على ميالد‬ ‫الضمير الوطني» برأي الراحل الحبيب بورقيبة‪ ،‬وأن «العالم‬ ‫كله مسرح‪ ،‬نساؤه ورجاله ممثلون‪ ،‬وأننا‪ ،‬جميعا‪ ،‬نلعب أدوارا‬ ‫مختلفة في حياتنا»‪ .‬ويليام شكسبير‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫الصداقة السامة‬ ‫أو أفاعي البشر !‬ ‫• بقلم ‪ :‬نادية العلوي‬ ‫يقال عن الصداقة الحقيقية أنها العالقة بين اليد والعين‪ ،‬إذا تألمت‬ ‫اليد دمعت العين‪ ،‬وإذا دمعت العين‪ ،‬مسحتها اليد ‪.‬هي نعمة من اهلل‬ ‫تعالى إن وجدت وبنيت على أسس من الصدق والوفاء واالحترام وغياب‬ ‫كل مصلحة تذكر ‪.‬عالقة آمنة نكون فيها على طبيعتنا بدون أقنعة‬ ‫أو وجوه مصنعة‪ .‬فالمؤانسة تحتاج إلى مجانسة وقبول اآلخر بعيوبه‬ ‫واختالفه‪.‬‬ ‫وقد تمر السنين من حياتنا‪ ،‬دون أن نعلم أننا قضيناها بقرب‬ ‫أشخاص سامين جمعتنا بهم صدفة العمل أو القرابة أو الصداقة‪ .‬نجهل‬ ‫حقيقتهم‪ ،‬منذ البداية ‪ ،‬تظهر عليهم صفات بشكل مفاجئ تكون سبباً‬ ‫في تآكل العالقة وتسميمها‪ ،‬وأحيانا وجود نمط مؤذ ومتكرر من السلوك‬ ‫يطبعه نوع من الغيرة القاتلة والحسد أو االستغالل ‪.‬وسواء صدر عن‬ ‫طيش محض أو عن خبث تام‪ .‬فعل يكون نتاج تربيتهم وذخيرتهم‬ ‫اإلنسانية ‪.‬إذن التبكي على الحليب المسكوب ‪..‬‬ ‫هو سلوك سام نابع من أنانية وقسوة منبثقة عن اضطرابات‬ ‫شخصية معينة‪ ،‬تبتديء بالسخرية من الناس والتالعب بمشاعرهم‪،‬‬ ‫وتنتهي بالتشكيك في دوافعهم الشخصية‪ .‬تعاظم انتشاره في اآلونة‬ ‫األخيرة‪ ،‬إذ يصاحبه ارتفاع حاد في الوقاحة والجالفة ‪.‬تصرف يبعث على‬ ‫اإلعياء والتوتر العصبي‪ ،‬فأذاه اليقتصر على الناحية النفسية‪ ،‬بل ينال‬ ‫من أجسادنا أيضاً لما يولده من إحباط وضغط عند اإلحساس بانتقاص‬ ‫حاد من قيمة أنفسنا‪ .‬فالعالقة التي يكثر فيها سوء الظن دائما تكون‬ ‫مرهقة ومتعبة جدا‪ ،‬فأنت دائماً ملزم بالشرح والتفسير‪ ،‬والشخص الكريم‬ ‫يتشدد مع نفسه‪ ،‬ومسيء السريرة يتشدد مع اآلخرين ‪.‬وعليه فاالستثمار‬ ‫في حب ناس سامين مضيعة للوقت والجهد ‪.‬فكم من شخص يدفعك‬ ‫ثمن تجاربه وسلبياته الموجودة في حياته ! فأنت دائما متهم في نظره‪،‬‬ ‫ذلك أن الشرير اليرى الخير في الناس‪ ،‬ألنه يراهم بطبعه الخبيث ويفضل‬ ‫ذاته على اآلخرين‪ ،‬فتراه يفشي أسرارك ويعدد عيوبك‪ .‬فال تصاحب من‬ ‫خاطرك عنده على قدر حاجته‪ ،‬إذا انتهت حاجته‪ ،‬انتهى خاطرك‪ .‬والتحزن‬ ‫إذا حذفك أحدهم من حياته‪ ،‬فلربما لم يتحمل مرافقة أنقياء النفوس‪،‬‬ ‫فقرر المشي مع أمثاله‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.