Achamal n° 988 le 09 Avril 2019

Page 1

‫الدكتور محمد الرامي رئيساً جديداً‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي خلفاً‬ ‫للدكتور حذيفة أمزيان‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 988‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 03‬شعبان ‪� 09 / 1440‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2019‬‬

‫تم مساء يوم الجمعة الماضي‪ ،‬بكلية‬ ‫الطب والصيدلة بطنجـة‪ ،‬حفل تنصيــب‬ ‫الدكتور محمد الرامي رئيسا جديدا لجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪ ،‬بحضور وزير التعليم‬ ‫سعيد أمزازي‪ ،‬والرئيس السابق للجامعة‪،‬‬ ‫الدكتور حذيفــة أمزيـان‪ ،‬و رؤسـاء بعـض‬ ‫الجامعات المغربية‪ ،‬وعمداء الكليات التابعة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعــدي وشخصيات‬ ‫أخرى‪..‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬قال الدكتور الرامي إنه‬ ‫سيعمل كل ما بوسعه رفقة الشركاء‪ ،‬لتوفير خدمات عالية في التكوين المستمر والبحث العلمي‪،‬‬ ‫بهدف مسايرة التطور الذي تعرفه جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬بفضل ما تتوفر عليه من‬ ‫مؤهالت اقتصادية و فالحية وسياسية مهمة‪ ،‬وبفضل رصيدها الثقاتفي والتراثي الهام‪.‬‬

‫الذكرى ‪ 71‬للزيارة الملكية الخالدة لطنجة الدولية ‪ 9‬أبريل ‪1947‬‬ ‫• قرارُ الحسم في المواجهة الكبرى مع االستعمار‬ ‫• خطابُ طنجـة التاريخي ‪ :‬صيحـة في وجـه العالـم‬ ‫من أجل االستقالل والوحدة‬ ‫خلد الشعب المغربــي‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 9‬أبريل‪،‬‬ ‫الذكـرى الواحدة السبعين للزيارة التاريخية التي‬ ‫قام بها جاللة سلطان المغرب سيدي محمـد بن‬ ‫يوسـف لمدينـة طنجـة التي كانت تعيش تحت‬ ‫نظام إدارة دوليــة‪ ،‬فرض عليها وعلى المغــرب‪،‬‬ ‫قبـل «مؤامرة» الجزيرة الخضراء سنة ‪ ،1906‬حيث‬ ‫إن االتفــاق الودّي الفرنسـي البريطانـي (‪)1904‬‬ ‫أوصى ب «تدويل» هذه المدينة المغربية‪ ،‬نظرا‬ ‫لخصوصيتها الجغرافية والتاريخيـــة‪ ،‬ولكونهـــا‬ ‫عاصمة دبلوماسية للمغرب‪ ،‬منـــذ أواخر القرن‬ ‫الثامن عشر‪.‬‬

‫النظام الدولي‪ :‬نقمة في طي «نعمة»‬ ‫ولقد ُفرض النظام الدولي على طنجة بمقتضى‬ ‫االتفاق الثالثي الفرنسي البريطاني اإلسباني سنة‬ ‫‪ 1923‬ودخل هذا النظام‪ ،‬في صيغته النهائيــة‪،‬‬ ‫حيز التطبيـــق في يوليــوز ‪ 1925‬بعد التوقيــع‬ ‫عليه من كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال‬ ‫وبريطانيا وبلجيكا وهولندا والواليــات المتحــدة‬ ‫األمريكيـــة واالتحاد السوفياتي‪ ،‬والحقا إيطاليا‪.‬‬ ‫ونص هذا االتفاق على أن طنجة منطقة دولية‬ ‫تحت سيادة سلطان المغرب ‪.‬‬ ‫وبالضبط‪ ،‬فإن سلطان المغرب هو من أصرّ‪،‬‬ ‫ـــ بعد اثنتين وعشرين سنة على فرض النظام‬ ‫الدولي على طنجة ‪ ،‬وخمس وثالثين سنة (فقط)‬ ‫على معاهدة فاس بشأن نظام الحماية الفرنسية‬ ‫اإلسبانيــة بالمغـــرب‪ ،‬ـــ على «خلــط أوراق»‬ ‫المستعمر‪ ،‬شمـــاال وجنوبا‪ ،‬وإرباك مخططاته‬ ‫لتفتيت وحدة المغرب أرضا وشعبا‪ ،‬بمشروع‬ ‫الظهير البربري و قانون المساواة في ممارسة‬ ‫حقوق المواطنة بين «األنديجين» والفرنسيين‪،‬‬ ‫وبمشاريع أخــرى منها االتحاد الفرنســي‪ ،‬وهي‬ ‫مخططات الهــدف منهـــا تكريــــس الهيمنـــة‬ ‫االستعمارية‪ ،‬بعيــدا عن روح معاهدة الحماية‬ ‫واألهداف الظاهرة‪ ،‬التي وُضعت لها‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪988‬‬

‫الوالي امهيدية يشيد باعتماد المنهجية التشاركية مورو يدعو إلى تطوير االقتصاد‬ ‫بالجهة و العلمي يشيد بعمل‬ ‫في مقاربة و تشخيص المنظومة التجارية‬ ‫غرفة الشمال‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫أشاد والــي جهــة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة محمد امهيدية في كلمة له‬ ‫بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للمناظرة‬ ‫الجهوية حول التجارة الداخلية التي نظمتها‬ ‫غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة بداية األسبوع‬ ‫الجاري بطنجـة تحت شعار «تأهيل القطاع‬ ‫التجاري مفتاح التنمية الجهوية»بالمنهجية‬ ‫التشاركية المعتمدة في مقاربة وتشخيص‬ ‫المنظومة التجارية‪ ،‬والتي خولت وضع‬ ‫خريطة طريق تتضمن اقتراحات وحلول‬ ‫عملية ستساهـــم في تطويــر جــودة‬ ‫القطاع‪،‬كما من شأنهـــا أن تبلور أرضية‬ ‫منسجمة ومالئمة حول التعمير التجاري‬ ‫وتنظيمالمهن‪.‬‬ ‫و دعا المتحدث إلى األخذ بعين االعتبار‬ ‫كل جوانب المناخ القطاعي مع تحسين‬ ‫الجانب اللوجيستيكي داخل وخارج المدن‪،‬‬ ‫ووضع برامج استراتيجية تدعم األدوار‬ ‫التكاملية بين أسواق الجملة والمساحة‬ ‫التجارية الكبرى وأسواق القرب‪،‬مع تنظيم‬ ‫المهن التجاريــة ومأسستهــا وتثمينهـا‬ ‫وتوطينهـا ‪ ،‬حسـب خصوصياتهـــا بموازاة‬ ‫مع المؤهالت المهنية‪.‬‬ ‫و قد أكد امهيدية أن جهة طنجة‬

‫تطوان الحسيمة تعد وجهة اساسية‬ ‫للتسوق بفضل البنيات التحتية والمشاريع‬ ‫واألوراش المهيكلة التي رأت النور في‬ ‫الجهة بفضل العناية المولوية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬ ‫والتي حولت المعامالت التجارية الموسمية‬ ‫إلى حيوية ونشاط على امتداد السنة‪.‬‬ ‫و دعا والي الجهة الجميع إلى بذل‬ ‫مجهود خاص يتماشى مع مفهوم الجهوية‬ ‫الموسعة يجعل العنصر البشري في صلب‬ ‫اهتماماته وتشغيل الشباب بين أولوياته‪،‬‬

‫نظرا لما يمكن للتجارة الداخلية أن تلعبه‬ ‫من دور اساسي في تنظيم العالقة بين‬ ‫العرض والطلب وتحفيز المستهلك على‬ ‫اإلقبال على المنتوج ذي العالمة اإلنتاجية‬ ‫المغربية‪ ،‬الشيء الذي يفتح السوق الداخلية‬ ‫للسلـع المحليــة ويدعم المقاوالت الصغيرة‬ ‫والمتوسطة الوطنية‪،‬و هذا ما سوف يساهم‬ ‫في تعزيز قدراتنا التنافسية الدولية وتحسين‬ ‫الميزان التجاري‪.‬‬

‫ن‪.‬ع‬

‫مجلس أوروبا ‪ :‬المغرب يحصل على وضع «الشريك‬ ‫من أجل الديمقراطية المحلية»‬

‫قرر مؤتمر السلطات المحلية والجهوية‬ ‫لمجلس أوروبا‪ ،‬المنعقد يوم الثالثـــاء‬ ‫المنصرم‪ ،‬في جلسة علنية‪ ،‬باستراسبورغ‪،‬‬ ‫منح المغرب وضع ” الشريـــك من أجـــل‬ ‫الديمقراطية المحلية “‪.‬‬ ‫وتمت المصادقة على هذا القرار‪،‬‬ ‫بأغلبية ساحقة (‪ 140‬صوتا‪ ،‬مقابل صوت‬ ‫واحد‪ ،‬وامتناع عضوين عن التصويت)‬ ‫خالل الدورة ال ‪ 36‬للمؤتمر الذي ينعقد‬ ‫حول الموضوع السنوي ”عمداء من أجل‬ ‫الحفاظ على الديمقراطية“‪ ،‬بحضور وفد‬ ‫مغربــي من مستــوى عال يضم منتخبين‬ ‫محليين وجهويين وكذا ممثلين عن‬ ‫المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة‬ ‫لوزارة الداخلية‪ ،‬والقنصلية العامة للمغرب‬ ‫باستراسبورغ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبموجب هذا القرار‪ ،‬الذي تم التصويت‬ ‫عليه بأثر فوري‪ ،‬ستمنح للوفد المغربي ستة‬ ‫مقاعد لممثلين وستة أخرى لنائبيهم‪ ‬داخل‬ ‫مؤتمر السلطات المحلية والجهوية‪ ،‬وهي‬ ‫هيئة سياسية أوروبية تمثل السلطات‬ ‫المحلية والجهوية ل ‪ 47‬دولة عضو بمجلس‬ ‫أوروبا والتي تضم ‪ 200‬ألف جماعة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتم إحــداث الشريــك من أجـــل‬ ‫الديمقراطية المحلية من قبل المؤتمر في‬ ‫أكتوبر ‪ 2014‬كوضع خاص بالنسبة للبلدان‬ ‫المجاورة لمجلس أوروبا‪ ،‬من أجل ”توفير‬ ‫للبلدان المعنية‪ ،‬والتي تبدي رغبة في ذلك‪،‬‬ ‫إطارا متميزا للحوار والتواصل المؤسساتي‬ ‫المنتظم مع نظرائهم األوروبيين “‪.‬‬

‫ويعتبـــر المغــرب أول بلد في جنــوب‬ ‫المتوسط يتقدم بطلب لإلنضمام إلى هذه‬ ‫الهيئة األوروبية‪ ،‬مما يجسد انخراطه الذي‬ ‫ال رجعة فيه من أجل تطوير الديمقراطية‬ ‫المحلية وتعزيز الالمركزية القائمة على‬ ‫الخصوصياتالمؤسساتيةوالثقافية‪.‬‬ ‫وبموجب هذا الوضــع‪ ،‬يلتـــزم المغرب‬ ‫بمواصلة تطوير مسلسل الالمركزية‬ ‫والجهوية‪ ،‬والذي أطلقه صاحـب الجاللـة‬ ‫الملك محمد السادس‪ ،‬والذي يـروم‬ ‫ليس فقـط تعميـق الديمقراطية المحلية‬ ‫التشاركية‪ ،‬بل يشكل أيضا رافعة لتكريس‬ ‫الجهات كفاعلين أساسيين في التنمية‬ ‫الشاملة‪ ،‬والمندمجة‪ ،‬والمستدامة للمغرب‪.‬‬ ‫‪ ‬وقدم وزير الداخلية‪ ،‬ورئيس الجمعيـة‬ ‫المغربية لرؤساء المجالس الجماعية محمد‬ ‫بودرا‪ ،‬وجمعية الجهات بالمغرب‪ ،‬طلب‬ ‫اإلنضمام إلى رئاسة مؤتمر السلطات‬ ‫المحلية والجهوية في ‪ 30‬ماي ‪.2018‬‬ ‫‪ ‬وصادق مكتب المؤتمر في ‪18‬‬ ‫يونيو ‪ 2018‬على هذا الطلب‪ ،‬قبل أن تتم‬ ‫المصادقة عليه خالل هذه الدورة‪.‬‬ ‫وحسب نــص القــرار فإن منـح المغرب‬ ‫وضع ”الشريك من أجل الديمقراطية‬ ‫المحلية ” يأخذ بعين االعتبار‪ ،‬على‬ ‫الخصوص‪ ،‬مشاركة المملكة في أنشطة‬ ‫التعاون مع مجلس أوروبا في إطار شراكة‬ ‫الجوار منذ ‪ ،2012‬وكذا مختلف االتفاقيات‬ ‫الجزئية‪ ،‬أو أيضا منح وضع الشراكة من‬ ‫أجل الديمقراطية لدى الجمعية البرلمانية‬

‫لمجلس أوروبا للبرلمان المغربي في ‪.2011‬‬ ‫‪ ‬وانطلق التعاون بين مؤتمر السلطات‬ ‫المحلية والجهوية والمغرب عقب طلب‬ ‫المملكة االستفادة من خبرة المؤتمر في‬ ‫إطار اإلعداد لقانون الجهوية المتقدمة في‬ ‫‪ .2010‬وقد تعزز هذا التعاون بفضل أنشطة‬ ‫التعاون التي قام بها المؤتمر في المغرب‬ ‫في إطار الشراكة جنوب المتوسط‪.‬‬ ‫‪ ‬وواصل المغــرب ومجلـــس أوروبـــا‬ ‫تعاونهما في عدد من المجاالت‪ ،‬وخاصة‬ ‫إصالح القضـــاء‪ ،‬والتقـــارب التنظيمـــي‬ ‫والتشريعي‪ ،‬ودعم الحكامة‪ ،‬والوقاية من‬ ‫الرشوة وتبييض األموال‪ ،‬وتطوير شبكات‬ ‫الشراكة بين مجلس أوروبا والمملكة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتشارك المملكة في هيئات أخرى‬ ‫بمجلس أوروبا‪ ،‬وخاصة مركز شمال –‬ ‫جنوب منـــذ ‪ 2009‬وشبكــة المتوسط‬ ‫لمجموعة بومبيدو منذ ‪ .2006‬كما يحظى‬ ‫المغرب منذ ‪ 1997‬بصفة مالحظ لدى‬ ‫دليل الصيدلة األوروبي الذي يضطلـــع‬ ‫بدور أساسي في الجمع بين جودة األدوية‬ ‫وشهادةالمطابقة‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعتبر مجلس أوروبا أهم منظمة‬ ‫للدفاع عن حقوق اإلنسان في أوروبا‪.‬‬ ‫وقد تأسست في ‪ 1949‬من قبل عشرة‬ ‫بلدان في األجواء التي طبعت مرحلة ما‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬والتي أفرزت‬ ‫المجموعة األوروبية للفحم والصلب سنة‬ ‫‪ 1950‬والمجموعة االقتصادية األوروبية‬ ‫في ‪.1957‬‬

‫دعا عمر مورو رئيس غرفة الصناعة‬ ‫والتجارة والخدمــات بجهــة طنجـة تطوان‬ ‫الحسيمة خالل كلمــة له بمناسبة اختتام‬ ‫فعاليات المناظرة الجهوية حول التجارة‬ ‫الداخلية التي احتضنتها مدينة طنجة‬ ‫يومي فاتح وثاني أبريل الجاري‪ ،‬إلى تأهيل‬ ‫حقيقي لجميع قطاعات االقتصاد‪ ،‬سواء‬ ‫التجاري‪ ،‬الصناعي أو الخدماتي‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫المتغيرات التي يعرفها المغرب على أكثر‬ ‫من مستوى‪.‬‬ ‫و أكد مــورو أن محطــة المناظــرة‬ ‫الجهويــة حول التجارة الداخلية تكتسي‬ ‫أهمية بالغة‪ ،‬ودالالت عميقـة في رسم‬ ‫المالمح الرئيسية إلعطـــاء نبض جديد‬ ‫للقطاع التجاري من خالل تحليل مشاكله‬ ‫ومعالجة قضاياه‪ ،‬و أن اختيار الجهوية في‬ ‫التعاطي مع الموضوع الهدف منه تحديد‬ ‫استراتيجية فعالة وناجعة لعصرنة القطاع‬ ‫التي تبقى ضرورة حتمية على مستوى خلق‬ ‫الثروات‪.‬‬ ‫و أضاف أن هذه المناظرة تعد مدخال‬ ‫أيضا للذهاب إلى المناظرة الوطنية التي‬ ‫ستحتضنها مراكش أواخـر شهــر أبريل‬ ‫الجاري‪ ،‬التي سترسم المعالم الرئيسية‬ ‫لالستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع التجارة‬ ‫وتنميته‪.‬‬ ‫من جهتـــه‪ ،‬أشــاد مــوالي حفيــظ‬ ‫العلمي وزير الصناعة والتجارة واالستثمار‬ ‫واالقتصاد الرقمي بالعمل الذي تقوم به‬

‫غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة منوها بالدينامية‬ ‫القوية التي يشهدها القطاع على مستوى‬ ‫مختلف األقاليم‪،‬معتبرا في نفس الوقت أن‬ ‫غرفة الشمال تعتبر من الغرف الرائدة على‬ ‫الصعيدالوطني‪.‬‬ ‫العلمـي أكـــد خالل مداخلــتــه أن‬ ‫قطاع التجــارة يعد أول مشغل بالمملكة‬ ‫حيث يشغل أزيد من مليون ونصف من‬ ‫األشخاص‪ ،‬لكنه يواجـه مشاكــل واضحة‬ ‫بات من الالزم مواجهتهــا اليــوم وعلى‬ ‫رأسها المنافسة الغير متكافئة بين التجار‬ ‫الكبار والصغار‪ ،‬وهاجس الباعــة المتجولين‬ ‫باإلضافة إلى الوافد الجديد والمتجلـــي في‬ ‫التجارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫و أضاف أن محطة مناظرة جهة الشمال‬ ‫تعد السابعـــة في سلسلــة المناظرات التي‬ ‫تحتضنها مختلف مدن جهات المملكة‪،‬‬ ‫والتي أفــرزت لحـد األن أكثــر من ‪250‬‬ ‫توصية تتضمن أفكاراً جديدة كانت غير‬ ‫واضحة للوزارة‪ ،‬تالمس بالدرجة األولى‬ ‫عديد مشاكل التجار وسبل التغلب عليها‪.‬‬ ‫و تجـــدر اإلشارة إلى أن المناظــرة‬ ‫الجهوية حول التجارة الداخلية نظمت تحت‬ ‫شعار «تأهيل القطاع التجاري مفتاح التنمية‬ ‫الجهوية» وعرفت مشاركة أزيد من ‪450‬‬ ‫تاجراً وتاجرة يمثلون مختلف أقاليم الجهة‬ ‫الثمانية‪.‬‬

‫نصرو العبدالوي‬

‫منتدى جامعتي فوروم‬ ‫يعود في نسخته الرابعة‬

‫تحت شعار «اإلدماج الجامعي بين الواقع والتصورات النمطية»‪ ،‬تنظم جمعية طنجة‬ ‫مدينتي يوم األحد ‪ 21‬أبريل النسخة الرابعة من المنتدى التوجيهي السنوي «جامعتي‬ ‫فوروم» والذي سينعقد بسينما الروكسي ابتداء من الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬ ‫يهدف هذا المنتدى باألساس إلى المساهمة في توجيه تالميذ السنة الثانية‬ ‫بكالوريا‪ ،‬ومساعدتهم في اختيار المسار الذي يالئم كفاءاتهم وكذلك ميوالتهم‬ ‫وتطلعاتهم‪ ،‬وذلك عبر تقديم مجموعة من الندوات والمناقشات وتخصيص أكثر من‬ ‫‪ 20‬رواقا خاصا بالكليات والمعاهد العليا لتكون بذلك صلة وصل مباشرة بين التالميذ‬ ‫ومختلف هذه المؤسسات‪.‬‬ ‫وما يميز هذه النسخة الرابعة من المنتدى‪ ،‬هو تسليط الضوء على المؤسسات‬ ‫ذات االستقطاب المفتوح باعتبارها االختيار األول للذين لم يحالفهم الحظ في ولوج‬ ‫المعاهد العليا والكليات‪ ،‬حيث ستركز فقرات المنتدى على تحفيز المقبلين على الدراسة‬ ‫في هذه المؤسسات وتوعيتهم بالفرص المتاحة لهم مع تقديم نماذج ناجحة نهجت‬ ‫نفس المسار‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬سيتم عقد ندوة صحفية بقاعة المحاضرات ببيت الصحافة‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم ‪ 10‬أبريل ‪ 2019‬من الساعة الثالثة مساء إلى الساعة السادسة مساءا‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫ال أدري كيف جرنا الحديث إلى النوم‪ ،‬وكيف يغدو عصيا بتقدم العمر‪.‬‬ ‫ولكن الذي أحتفظ به من هذه الدردشة‪ ،‬أن منا من قال‪ :‬إنه ينام نوما متقطعا‪،‬‬ ‫ومنا من قال‪ :‬إنه ينام نوما متصال‪ ،‬ال تكدر صفوه إال الكوابيس واألحالم المزعجة‪ ،‬ومنا‬ ‫مَن قال‪ :‬إنه ال ينام إال أربع ساعات على أكثر تقدير‪ ،‬ومنا من قال‪ :‬إنه يستعين بنومة‬ ‫القيلولة‪ ،‬ليسد عجز الليل‪ .‬ومنا من أفهمنا أنه يستعمل أقراص النوم‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن القاسم المشترك بين كل هؤالء‪ ،‬معاناتهم من األرق‪.‬‬ ‫وأطرف ما سمعناه في هذه الجلسة‪ ،‬ما صوَّره لنا أصغرُ مَن حضرَها‪.‬‬ ‫فقد قال‪ :‬إنه ال ينام إال بمقدار‪ ،‬وال يأخذ من حصته الليلية‪ ،‬إال سويعات معدودات‪،‬‬ ‫ال تتجاوز في أحسن األحوال خمس ساعات‪ ،‬قد تكون بها فواصل ونقط حذف‪ ،‬وقد‬ ‫تُنغّصها الكوابيس‪ ،‬فتجعلها متقطعة تارة‪ ،‬ومتصلة تارة‪ ،‬وأقسَم أنه ال ينام بالنهار‪.‬‬ ‫أن عقله ال ُ‬ ‫والسبب في رأيه‪َّ ،‬‬ ‫يكف عن التفكير فيما مضى وفيما هو آت‪ ،‬ويجد‬ ‫ُ‬ ‫محدثنا رأسه على الوسادة‪ ،‬حتى تتفتح شهيته‬ ‫مبتغاه في هدَأَة الليل‪ ،‬فبمجرد أن يضع‬ ‫للتخطيط والتدبير‪ ،‬ورسم خرائط الطريق‪ ،‬واستعراض ما أنجزه في يومه‪ ،‬وما سيُنجزه‬ ‫َ‬ ‫الحصة الكبرى من المشهد‪ ،‬فيُحس بأن ستاراً سميكا انسدل‬ ‫في غده‪ ،‬ويأخذ األوالدُ‬ ‫بينه وبين النوم‪ ،‬هذا الستار ال يعرف مقدار كثافته وسُمكه إال الذين امتحنهم اهلل‬ ‫باألرق‪.‬‬ ‫فإذا فتح اهلل عليه بغمضة عين‪ ،‬فسرعان ما يستيقظ على و ْقع خطوات‪ ،‬أو حركة‬ ‫نافذة أو باب‪ ،‬أو نباح كلب ضال‪ ،‬وكأنه ينام بعين‪ ،‬وتظل األخرى مفتوحة أو شبه مفتوحة‬ ‫للطوارئ‪ ،‬أو ما قد يستجدُّ من مستجدَّات‪.‬‬ ‫يحدُث له هذا وهو في فراشه الوثير‪ ،‬وفي غرفته المريحة المكيفة بأحدث وسائل‬ ‫التكييف‪ ،‬وبين أهله وعشيرته‪.‬‬ ‫منزل غير منزله‪ ،‬فإنه ال يغمض‬ ‫وفي‬ ‫فراشه‪،‬‬ ‫غير‬ ‫فراش‬ ‫على‬ ‫أما إذا أدركه الليل‪ ،‬ونام‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫له جفن‪ ،‬وال يقر له قرار‪.‬‬ ‫ضحكنا حين َ‬ ‫ْ‬ ‫أنبأنا أنه إذا اعتزم السفر‪ ،‬والمبيت بعيداً عن داره‪َّ ،‬‬ ‫فإن أول ما‬ ‫وقد‬ ‫يصطحبه معه مخدَّتهُ‪.‬‬ ‫قلنا له من باب الدعابة‪ :‬والمشاكل‪ ،‬هل تحم ُلها معك هي األخرى؟ قال‪ :‬أحاول أن‬ ‫َّ‬ ‫أتخلص منها قدر المستطاع‪ ،‬لكنها تالحقني حتى في أفخم الفنادق‪ ،‬فما أن أضَع رأسي‬ ‫على وسادتي األثيرة‪ ،‬وأحاول أن أس ّلم نفسي لسلطان النوم‪ ،‬حتى يستيقظ عقلي‪،‬‬ ‫ويستوي جالسا‪ ،‬ويشرع في النبش والتنقيب عن المشاكل‪ ،‬فيستدعيها واحدة واحدة‪،‬‬ ‫لتقف حائال بيني وبين االستمتاع بلذة النوم‪ ،‬وهذا يكون إيذانا بسهرة قد تطول إلى‬ ‫ما شاء اهلل‪.‬‬ ‫حاو ْلنا أن نجد مبررا لما يعانيه هذا األخ‪ ،‬فانبرى أحدُنا ليلصق التهمة بالزمن‪،‬‬ ‫قائال بنبرة تمثيلية‪ :‬إنه الزمن‪ ،‬غدا إيقاعه سريعا‪ ،‬وو ْقعُه على النفوس شاقا وعسيرا‪،‬‬ ‫فنحاول أن نجاريه في سرعته‪ ،‬فال نفلح إال بمقدار‪ ،‬وال نتوفق إال بمقدار‪ .‬والضريبة‬ ‫التي نؤديها‪ ،‬تُقتَطع في الغالب من ليالينا‪ ،‬وتُخْصَمُ من ساعات راحتنا‪ ،‬فنحن نلهث‬ ‫بالنهار‪ ،‬ونفتقد الطمأنينة والسكينة في الليل‪.‬‬ ‫قلنا له‪ :‬هذه الضريبة ال تستخ َلص إال من أرباب المال وأصحاب المشاريع الكبرى‪،‬‬ ‫فهم الذين يلهثون بياضَ النهار‪ ،‬ويعُدُّون مكاسبهم سوَاد الليل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ف ْلنصنف صاحبنا إذن في خانة الذين يش َقوْن بعقولهم‪ ،‬والذين ورد ْ‬ ‫ذكرهم‬ ‫في صدر البيت الشعري اآلتي‪:‬‬ ‫وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم‬

‫ذو العقل يشقى في النعيم بعقله‬ ‫قلنا‪ :‬وأين ستُصنفنا نحن؟‬ ‫قال‪ :‬ما دمنا بعيدين عن أرباب المال واألعمال‪ ،‬ف ْلنشكر اهلل ولنحمده‪ ،‬ولنسأله‬ ‫الكفاف والعفاف والغنى عن الناس‪.‬‬ ‫قلنا في صوت واحد‪ :‬آمين‪.‬‬

‫دعوة للجمع العام‬

‫‪ ...‬وقد تجاوزنا أبجدية السنوات األولى من األعمال المتواضعة لجمعية قدماء تالميذ المدرسة الفرنسية‪-‬‬ ‫اإلسالمية (سابقا) ‪ ،‬مدرسة سكيْنة بنت الحسين (حاليا)‪ ،‬يهيب المكتب باسم رئيسه إلى كافة تالميذ األمس البعيد‬ ‫إلى حضور الجمع العام العادي لتوثيق الذاكرة الحيَّة لهذه اللبنة التربوية التي ارتوينا من رحيق مياهها ‪ ،‬وقد‬ ‫مضى بنا اللقاء ألكثر من سنة‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪11‬أو‪ 12‬شعبان ‪1440‬من الهجرة النبوية ‪ ،‬الموافق ل ‪ 18‬أبريل‬ ‫‪2019‬م ‪ ،‬بقصر المرحوم الطيب الحرَّاق ( قصر بْريشا سابقا ) ‪ ،‬على الساعة الخامسة مسا ًءا ‪..‬‬ ‫الرئيس ‪:‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫اهلل بقوته معنا‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫إحياء للذكرى الثالثة واألربعين ليوم األرض نظمت التنسيقية المحلية لدعم‬ ‫فلسطين بطنجة ندوة في موضوع ‪« :‬فلسطين وصفقة القرن أي استراتيجية ؟»‬ ‫بمشاركة النقيب األستاذ عبد الرحمن بنعمرو واألستاذ خالد السفياني األمين العام‬ ‫للمؤتمر القومي اإلسالمي واألساتذة ‪ :‬أحمـد ويحمان وعبـد الصمد فتحي وعزيز‬ ‫هناوي‪.‬أدار وقائع الندوة بذكاء األستاذ عبد اهلل الزيدي‪.‬‬ ‫في االستهالل استمع الحضور إلى نص شعري للشاعر مصطفى المسعودي ‪:‬‬ ‫« بأي حرف سأحكي عنك يا عمر ؟ »‬ ‫كلمة النقيب بنعمرو‪:‬‬ ‫أكدت أن رأسمال الشعوب كامن في إرادتها‪..‬ثم أبان أن القضية الفلسطينية‬ ‫موضوع كبير يمس العروبة واإلسالم واإلنسانية في مواجهة كيان مصطنع خديم‬ ‫ألمبريالية تقودها الواليات المتحدة المريكية ذات التاريخ المظلم ‪..‬‬ ‫أكبرجرائم الكيان الصهيوني ـ يقول بنعمرو ـ احتالل األرض بدعم عسكري‬ ‫ودبلوماسي واقتصادي غربي وبداية هذا المخطط األمبريالي كانت سنة ‪1948‬‬ ‫ثم توسع للقضاء على مقاومة فلسطينية صامدة رغم جرائم ‪ :‬اإلبادة الجماعية‬ ‫والتعذيب واالختطاف والحرب‪..‬‬ ‫القضية الفلسطينية يقول النقيب بنعمرو تخاطب الضمير اإلنساني في مقام‬ ‫أول وهذا ما يستدعي ‪:‬‬ ‫فضح جرائم الكيان الصهيوني‬ ‫دعم المقاومة الفلسطينية‬ ‫أشار النقيب بنعمرو إلى ما يتم القيام به من مواجهات قضائية لقادة اسرائليين‬ ‫ضالعين في جرائم االحتالل‪ ..‬ونبه على أنماط التطبيع الفني والثقافي والرياضي في‬ ‫بالدنا وتعثر األداء الحزبي‪..‬‬ ‫كلمة أحمد ويحمان ‪:‬‬ ‫ركزت على قراءة دراسة لجنرال صهيوني « أيالند» أنجزها سنة ‪ 2010‬لفائدة‬ ‫مركز « بيكين ـ السادات»‪ .‬تقع الدراسة في سبع وثالثين صفحة تبلور نظريا وعمليا‬ ‫ما سمي ب « البدائل االقليمية البديلة» ؛ بديل مشروع أوسلو أو أوهام أوسلو ؟‬ ‫وتدافع الدراسة على فكرة مؤداها تأبيد االحتالل برفض تقسيم األرض ؛ لكونه‬ ‫يصيب أمن الكيان الصهيوني في مقتل‪..‬واخالء األرض من أصحابها وتوطينهم‬ ‫مقابل مغريات تافهة‪ ..‬ألن بقاءهم يستهدف الخصوصية الدينية والروحية والعرقية‬ ‫لليهود‪..‬‬ ‫كلمة عبد الصمد وهبي ‪:‬‬ ‫تضمنت ‪:‬‬ ‫عتبة داللية جلت ارتباط المغاربة بفلسطين تاريخيا ومصيريا‪..‬‬ ‫استراتيجية قوى االستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائه‪..‬‬ ‫صفقة القرن مكون أساس لمخطط تفكيكي أكبر هو التمهيد لقيام دولة‬ ‫صهيون الكبرى‪..‬‬ ‫فضح اللوثة الخليجية المجتهدة في شراء ذمم واستبالد عقول وتفسيخ‬ ‫منظومة قيم ‪..‬‬ ‫«أرض فلسطين منصة انطالق مسلسل تخريبي يستهدف األمة االسالمية»‬ ‫اختار وهبي ألسباب موضوعية تركيز حديثه عن ‪ « :‬المغرب وصفقة القرن‪ ..‬أي‬ ‫استراتيجية ؟» موضحا أن صفقة القرن ‪:‬‬ ‫مشروع البادة كل كيانات األمة والمغرب يقع في صلب هذا الهدف المريع‪..‬‬ ‫بلفور وسايس بيكو جديدان‪..‬‬ ‫تخطيط للحركة الصهيونية وحلفائها الدوليين‪..‬‬ ‫وفي السياق ذاته نبه وهبي على نماذج اختراقات صهيونية فرنكوفونية‬ ‫بالمغرب في المجالين السينمائي والثقافي والسياسي برعاية رؤوس في مركز الدولة‬ ‫ومتسولين في محيطها يرومون تنويم الشعب المغربي وفي هذا السياق تأتي ‪:‬‬ ‫مهرجانات السينما بطنجة وأكادير‪( ..‬جائزة فيلم تنغير جيرو ساليم بطنجة‪..‬‬ ‫عرض فيلم صهيوني في اكادير بقاعة تحمل اسم محمد الدرة ‪)..‬‬ ‫استغالل قضية الوحدة الترابية المغربية لترسيم وهم توحيد الكيان والحال أن‬ ‫هاجس االمبريالية وربيبتها الصهيونية هو تقسيم الكيانات‪..‬‬ ‫استغالل الخطاب الهوياتي الضيق ‪ :‬مشروع «دولة تمازغا» ( ألقى رشيد مهني‬ ‫خطبة في قلب الكنيست طالبا دعم إسرائيل ‪.)..‬‬ ‫صهينة المكون العبري في دستور البالد‪..‬‬ ‫كلمة األستاذ خالد السفياني ‪:‬‬ ‫استهلها بإدانة إذاعة ميدي ‪ 1‬سات التي عدت أبا ليلى إرهابيا‪ ..‬مطالبا إياها‬ ‫باسم ضمير جمعي مغربي باالعتذار عن فعلها المشين المناقض لقيم المغاربة ؛‬ ‫قيادة وشعبا‪..‬‬ ‫وبحجاج سياسي رفيع قال األستاذ خالد ‪:‬‬ ‫بسط الصهاينة الصفقة والصفقة تقتضي طرفين ؛ والحال أن ليس فيها‬ ‫سوى طرف واحد هو اتحاد صهيوني مكون من ‪ :‬صهاينة كيان ممتدون في صهاينة‬ ‫عرب ‪..‬‬ ‫بدأوا بقمة المشكل وهو القدس الشريف‪..‬‬ ‫انتقلوا بعده الى األنروا بهدف خبيث هو إنهاء الحق في العودة‪..‬‬ ‫أصدروا قانونا خاصا بالدولة اليهودية الخالصة‪ ..‬وهذه أكبر عنصرية في‬ ‫التاريخ‪..‬‬ ‫باشروا خطة التغلغل الهادف الى التطبيع المعلن والمباشر مع قيادات عربية‬ ‫ومسلمة‪..‬‬ ‫وأكد األستاذ خالد أن المغرب مستهدف باالختراق والتطبيع لكن الشعب‬ ‫المغربي صامد ‪ 99‬في المائة من أبنائه ضد التطبيع و‪ 1‬في المائة تطبع ‪ ..‬وهذه‬ ‫حقيقة لها تأثير على القرار الرسمي للدولة المغربية‪.‬‬ ‫ما الغاية من التطبيع يقول األستاذ خالد ؟ إنها الوصول إلى إسرائيل الكبرى‬ ‫بالسياسة والدبلوماسية المطبعة ‪ ..‬ومن أجل أن يتحقق هذا ال بد من إبقاء نيران‬ ‫الحروب والفتن مشتعلة‪ ..‬ال بد من استمرار األزمات والحروب قائمة بين الجيران‬ ‫لكونها تساعد على إحكام القبضة ‪ ..‬ونموذج مشكل الصحراء مثال ساطع على إرادة‬ ‫التحكم الخارجي في المغرب والجزائر‪..‬‬ ‫وإذا كانت الخطة الصهيونية تعمل على تغيير البوصلة حتى ال تبقى فلسطين‬ ‫هي األساس ‪ ..‬فإن أعز ما يطلب في نظر األستاذ خالد هو ‪:‬‬ ‫العمل على إعادة البوصلة إلى مكانها‪ ،‬ألن عدونا واحد وهو الكيان الصهيوني‪..‬‬ ‫إيقاف كافة أشكال التطبيع ‪..‬‬ ‫إغالق السفارات والتمثيليات الدبلوماسية‬ ‫وأما المقاومة فهي تاج مفرقنا‪..‬‬ ‫أنهى األستاذ خالد كلمته وانخرط الكثيف الحاضر في ترديد ‪:‬‬ ‫األرض لنا‬ ‫والقدس لنا‬ ‫واهلل بقوته معنا ‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪988‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 09‬أبـريـل ‪2019‬‬

‫كذبة أبريل حرام !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫المجال للمبارزة في ميدان التعليم‬ ‫أثبت بنكيــران أنــه ال يزال «فاعـال» مؤثرا في المشهد السياسي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬رغم إزاحته عن دوائر القرار الحكومي بمناورة اتضحت‬ ‫معالمها فيما بعد‪ ! ‬تشهد له في ذلك «خرجاته» التي تزعج أكثر من‬ ‫واحد‪ ،‬سواء داخل الحزب الذي «تخلى عنــه» أو على مستوى االئتالف‬ ‫الحكومي الذي نجح في بعثرة أوراقه بخصوص ملف التعليم الذي‬ ‫يشكل قلقا حقيقيا بالنسبة لالستقرار االجتماعي المضطرب في أكثر‬ ‫من قطاع‪ ،‬والذي لم ينجح‪ ،‬ال العثماني وال الحمزازي وال الدكالي وال‬ ‫العلمي في تبديد مخاوف المواطنين بشأنه‪.‬‬ ‫وصار واضحا أن قضية لغة التدريس شكلت موضوع جدل أشعله‬ ‫بنكيران‪ ،‬لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد‪ ،‬ليس ألن موقفه من‬ ‫لغات التدريس يحظى باإلجماع‪ ،‬ولكن ألنه عرف كيف يستغله لضرب‬ ‫هذا بذاك‪ ،‬وجعل خصومه يدورون في حلقة مفرغة‪ ،‬وهو يعلم أن لغة‬ ‫التدريس لن تتم معالجتها والتغلب عليها ال بقانون جديد‪ ،‬وال بميثاق‬ ‫«أغلباوي» وال بنقاش برلماني‪ ،‬وال حتى بدورة استثنائية للبرلمان‪،‬‬ ‫أحبط بنكيران مفعولها بسهولة وذكاء يصل حد المكر‪ ،‬بعد أن غاب‬ ‫عنها عدد هام من نواب البيجيدي‪ ،‬سواء من فصائل «األنصار» أو من‬ ‫جماعة االبتسار‪ ،‬المهرولين إلى االستوزار ‪ ،‬ساعة التخلي عن بنكيران‬ ‫بـ «الخنطقرة» المعلومة‪ ، ‬التي انكشفت عنها األسرار‪! ‬‬ ‫هذا االستهالل ليس لدعم موقف بنكيران من التعليم‪ ،‬وال‬ ‫لسياساته يوم أن كان‪....‬إنما هي نظرة متفحصة لرقعة الشطرنج‬ ‫السياسي التي يحتلها العبون «كامبو» من ست جهات «متنافرة» ‪ ،‬رغم‬ ‫ميثاق األغلبية المنكسرة‪ ،‬ويتحرك بداخل قلعتها ملكة وفيل وحصان‬ ‫وجنود وبيادق‪ ،‬من أجل الظفر بالشاه‪....! ‬‬ ‫بنكيران حصل على دعم قوي لموقفه من طرف شبيبة حزبه‪ ,‬والبد‬ ‫أن يكون له تأثير واضح على مجريات األحداث داخل هذا الحزب الذي‬ ‫أعلن‪ ،‬في النهاية‪ ،‬عدم القبول بالمشروع عند التصويت‪.‬‬ ‫وأمام «البلوكاج» دُعي البرلمان لدورة استثنائية «تميزت» بغياب‬ ‫رئيس الحكومة وزعيم الحزب «القائد» والمصطف ضد القانون ـ اإلطار‪،‬‬ ‫فيما يخص لغة التدريس‪ ،‬األمر الذي أثار الكثير من الجدل تحت قبة‬ ‫البرلمان‪ .‬وعلم فيما بعد أن غياب العثماني وقيادات حزبه مرده إلى‬ ‫اجتماع «عاجل» عقده الحزب‪ ،‬لتدارس تصريحات لبنكيران دعا فيها‬ ‫العثماني إلى مغادرة رئاسة الحكومة «لتجنب عار فرنسة التعليم»‪،‬‬ ‫وخاطبه بالقول ‪“ :‬في رأيي إن غادرت الحكومة اآلن‪ ،‬فستخرج بشرف‪،‬‬ ‫مرفوع الرأس‪ ،‬وإن لم تفعل فإنك لن تستطيع ‪ ،‬طول حياتك‪ ،‬أن ترفع‬ ‫رأسك أمام المغاربة»!!!‪....‬‬ ‫والبد أن نتوقع مفاجآت أخرى بسبب التموقع المتعارض‪ ،‬على طول‬ ‫الخط‪ ،‬ألنصار الفرنسة والمطالبين بالعربية مع برمجة لغات أخرى أكثر‬ ‫قوة وانتشارا بالعالم وأكثر استيعابا لعلوم التكنولوجيات المتطورة‪.‬‬ ‫إال أن الحكمة توصي بأن ال يستغل موضوع التعليم سياسويا ‪ ،‬فاألمر‬ ‫أكبر من األحزاب والحكومات واألنظمة‪ ،‬إنه مستقبل وطن وأجيال‪ ،‬يجب‬ ‫االستعداد له بمنتهى الحذر والقدرة والكفاءة والتبصر‪،‬حتى ال تتكرر‬ ‫مأساة «التعريب والتعميم والمغربة» التي تركت في الطريق أفواجا‬ ‫من التالميذ ال هم «معربون» وال هم «مفرنسون» ‪.‬‬ ‫نعم اللغة العربية التي هي أهم مظهر من مظاهر الهوية الوطنية‬ ‫المغربية وأقوى معبر عن حضارتنا وفكرنا وثقافتنا ألنها لغة حضارة‬ ‫وعلوم وفنون‪ .‬وبالتالي فإن تعليمها ألجيالنا المتعاقبة فرض عين‬ ‫علينا جميعا في البيت والمدرسة والمنتديات‪ .‬إال أنه يجب توفير البيئة‬ ‫الكفيلة بتلقينها والتعبير بها والتواصل بها في مختلف الفضاءات‪،‬‬ ‫عبر تكوين أمثل للمدرسين واألساتذة على مختلف مستويات التعليم‬ ‫من األولي إلى الجامعي فما فوق‪ ،‬وتوفير المناهج والكتب والدراسات‬ ‫الكفيلة بخلق مناخ صالح لبلورة تعليم في مستوى النبوغ المغربي‪،‬‬ ‫العربي‪ .‬فال داعي اليوم لالرتجال والتسرع والتطاحن السياسي الحزبي‬ ‫المقيت‪ ،‬وال يوجد ما يمنعنا من أن نصاحب التعليم بالتدرج في إدخال‬ ‫اللغة العربية وتقويتها في المناهج التعليمية والتربوية‪ ،‬كما حصل‬ ‫في لبنان بعد االستقالل‪ ،‬حيث أعطى التعليم المزدوج هناك فطاحل‬ ‫في اللغة العربية والترجمة وتصنيف القواميس إذ كان من أشهر‬ ‫المصنفين األب فيليب كوش واألب رفاييل نحلة واألب جبرايل حوا‬ ‫واألب لويس معلوف (‪ 1865‬ـ ‪ )1946‬الذي نشر معجمه العام ‪.1908‬‬ ‫وقد صدر عن «دار المشرق»‪« ،‬المنجد في اللغة العربية المعاصرة»‪،‬‬ ‫بإشراف اللغويّ المخضرم األب صبحي حموي‪ ،‬يضمّ جميع المفردات‬ ‫والعبارات التي يحتاج إليها َّ‬ ‫مثقف القرن الحادي والعشرين‪ ،‬في مواكبة‬ ‫تطوّر الحياة الحاضرة علميًّا وتقني ًا وف ِّنيا‪ً.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫لم يبق في اإلسالم ما يستحق «اهتمام» العلماء واألئمة‬ ‫ويطلب آراءهم «النيرة»‪ ،‬و «إيضاءاتهم»‪.‬‬ ‫المشرقة‪ ،‬بعد أن أنهوا حقول اإلفتاء درسا‪ ،‬وحرثا‪ ،‬وريا‪،‬‬ ‫وخندقة‪ ،‬ليرسخوا اإليمان في نفوس المؤمنين‪ ،‬سوى «كذبة‬ ‫أبريل» التي واجهوها بما يلزم من جدية وصرامة شرعية وفقهية‪،‬‬ ‫رفعا لكل لبس أو إشكال أو غموض‪.‬‬ ‫وكما أن «دار اإلفتاء المصرية» عودتنا على التصدي لكل‬ ‫ما يمس بالدين‪ ،‬وما يخص «الحالل والحرام»‪ ،‬و «ما يجوز وما‬ ‫ال يجوز»‪ ،‬فقد بادرت ‪ ،‬مشكورة‪ ،‬إلى مواجهة «ظاهرة» «كذبة‬ ‫أبريل» التي اعتبرتها «أمرا مخالفا للقواعد اإلسالمية الحنيفة‪،‬‬ ‫وأفتت بـ «تحريمها» تحريما «قاطعا»‪ ،‬تماما كما سبق لعدد من‬ ‫علماء وأئمة وخطباء األزهر‪ ،‬بتحريض من وزير األوقاف مختار‬ ‫جمعة‪ ،‬أن انخرطوا في الدعاية لالنتخابات الرئاسية المنظمة من‬ ‫«نظام االنقالب العسكري» سنة ‪ ،2014‬بحث الناخبين على عدم‬ ‫المقاطعة‪ ،‬والتصويت «للمرشح األفضل» الذي ال يخفى على أحد‬ ‫في األرض وال في السماء !‬ ‫وبخصوص «كذبة أبريل» قالت دار اإلفتاء المصرية‪ ،‬في‬ ‫بيان «شرعي» إن ”المسلم ال يكون كذابًا حتى ولو على سبيل‬ ‫المزاح‪ ،‬ألن الكذب متفق على حرمته‪ ،‬وال يرتاب أحدٌ في ُقبحه‪،‬‬ ‫واألدلة الشرعية على ذلك كثيرة»‪.‬‬ ‫والحكاية وما فيها أن كذبة أبريل توافقٌ بين العديد من‬ ‫الشعوب‪ ،‬منذ القرون الوسطى‪ ،‬على إطالق الكذب األبيض على‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬بهدف المزاح والخدع واإلشاعات الغريبة‪ ،‬دائما‬ ‫من أجل االنبساط والترويح عن النفس‪ ،‬عن طريق المزاح‪ ،‬وإشاعة‬ ‫الفرح والضحك بينهم‪ .‬عمال بالحديث المروى عن حنظلة «ساعة‬ ‫وساعة»‪ ،‬وليس في ذلك غاية لإلضرار وال لإليقاع بالناس‪.‬‬ ‫إال أن دار اإلفتاء المصرية لها رأي آخر يتعارض مع منطق‬ ‫اللهو والترفيه من أجل إدخال السرور على النفس وتجديد‬ ‫نشاطها بوسائل اللهو والترفيه من قول أو عمل تميل إليه النفس‬ ‫لما يحقق لها من انتعاش وسعادة‪.‬‬ ‫ال يهم ! ‪Tant pis‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫التحرش وكان الفقيه!‬ ‫المسألة فيها «فساد» وزنا في الفضاء العام وخيانة زوجية‬ ‫واعتقاالت و «توسالت»‪ ،‬وتدخالت‪ ،‬بطبيعة الحال عسى وعلى‪....‬‬ ‫«الكوبل الحكومي» دشن مسلسل «الغرائب» التحرشية‬ ‫التي انتبه إليها بنكيران مؤخرا‪ ،‬والعهدة عليه‪ ،‬التي شهدت نهاية‬ ‫سعيدة‪ ،‬كما في األفالم المصرية القديمة‪ ،‬إال أن فصوال أخرى من‬ ‫المسلسل‪ ،‬لم يفلح أبطالها في إخفائها وال القيادات «المتسترة»‬ ‫في حجبها عن علم العموم‪ ،‬كقضية «موالي» وفاطمة‪ ،‬التي‬ ‫شهدها شاطئ موالي بوسلهام‪ ،‬وجريمة الخيانة الزوجية بفاس‬ ‫وفضيحة سيدي سليمان‪ ،‬حيث ضبط مستشار بيجيدي في عالقة‬ ‫جنسية مع «محرمة» مصونة‪« ،‬بيجيدية» هي أيضا‪ ،‬في بيت‬ ‫الزوجية‪ ،‬وربما ما خفي كان أعظم ! ‪...‬‬ ‫ليست الغاية التشفي في أصحاب هذه «المغامرات» الجنسية‪،‬‬ ‫ألن أبطالها بشر مثلنا‪ ،‬خطاؤون مثلنا‪ ،‬إال أننا ال ندعي الطهر‬ ‫والعفة‪ ،‬وال نركب على الدين للظهور بمظهر الملتزمين بشرائع‬ ‫الدين‪ ،‬وال نتقول على اهلل في كل صغيرة أو كبيرة‪ ،‬كأن يعتبر‬ ‫بنكيران الزلزال الذي أصاب مدينة مغربية «غضب من اهلل» أو‬ ‫أن يعتبر سقوط أمطار بعد فصل جفاف‪ ،‬من عالمات رضا اهلل عن‬ ‫حكومته التي قال عنها «إنها حكومة مباركة» أو أن يبرر حصوله‬ ‫على تقاعد ريعي‪ ،‬ولو أنه لم يساهم فيه بدرهم واحد‪ ،‬بأن يكرر‬ ‫في وجه مواطنيه المكتوين بتفاهة معاشهم‪« ،‬اهلل أكرمني»‬ ‫بالماليين وبأشياء أخرى‪ ،‬والحال أنه لم يكن بطال من أبطال‬ ‫االستقالل‪ ،‬وال مقاوما في خاليا المقاومة المغربية‪ ،‬وال مجاهدا في‬ ‫جيش التحرير ‪ ،‬وال داعية من دعاة االستقالل في المحافل الدولية‪،‬‬ ‫كما كان الشأن بالنسبة للعديد من زعماء الحركة الوطنية منذ‬ ‫انطالق العمل السياسي والدبلوماسي من باريس سنة ‪،1933‬‬ ‫ومن القاهرة وباريس ونيويورك خالل النصف األول من القرن‬ ‫الماضي‪ ، ،‬وتأسيس األحزاب الوطنية الكبرى‪ ،‬االستقالل‪ ،‬والشورى‬ ‫واالستقالل‪ ،‬والوحدة المغربية‪ ،‬واإلصالح الوطني‪ .‬وفيما بعد ‪،‬‬ ‫الحزب الشيوعي المغربي‪.‬‬ ‫أين كان بنكيران وقتها؟‬ ‫اسألوه !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنشماش ينفي مسؤوليته في محاكمة‬ ‫الصحافيين‬

‫هذه ليست كذبة أبريل‬ ‫مليونا شقة تنتظر‪....‬بالمغرب !‬

‫وقفت دراسة أنجزتها مندوبية التخطيط‪ ،‬على وجود مليوني‬ ‫شقة غير مستعملة بالمغرب‪ ،‬حيث انتقل عددها من ‪ 818‬ألفا‬ ‫في إحصاء ‪ ،2004‬إلى مليون و‪ 790‬ألف وحدة ‪ ،‬عشر سنوات بعد‬ ‫ذلك‪ .‬أي بزيادة فوق الضعف ‪ ،‬بينما يقدر العجز السكني بنصف‬ ‫مليون وحدة سكنية‪ ،‬دون احتساب الطلب اإلضافي الناتج عن‬ ‫تشكل أسر جديدة‪ ،‬حيث يقدر العرض الموجود بثالثة أضعاف‬ ‫هذاالعجز‪.‬‬ ‫وحسب هذه الدراسة‪ ،‬مليون ونصف المليون وحدة سكنية‬ ‫غير مسكونة توجد في المجال الحضري‪ ،‬وأن الشقق في عمارات‬ ‫سكنية تشكل نسبة ‪ 41‬بالمئة من العدد اإلجمالي للوحدات‬ ‫السكنية غير المستغلة‪.‬‬ ‫كيف نحكم على هذا الوضع؟ للخبراء آراؤهم‪ ،‬و «للحياحيين»‬ ‫أيضا آراؤهم التي تمدح وتمجد‪ ،‬وترسم صورا وردية عن‬ ‫«اإلصالحات» الكبرى التي شهدها ويشهدها هذا القطاع المعهود‬ ‫تدبيره إلى الوزير عبد األله الفاسي الفهري‪ ,‬وهو من حزب التقدم‬ ‫واالشتراكية المشارك في الحكومة «السداسية» التي تبشرنا‬ ‫صباح مساء بمنجزاتها العظيمة‪ ،‬على الورق طبعابطبيعة الحال‪.‬‬ ‫ونحن نصدق ‪...‬إلى حين ! ألن «عند فورا‪ ،‬يظهر الحساب» وموعد‬ ‫«فورا» هذه ليس ببعيد‪.‬‬ ‫والحر بالغمزة ‪« ....‬كيفهمُ» !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫بنكيران يعترف ‪:‬‬ ‫التحرش بالنساء داخل البيجيدي موجود‬ ‫التحرش وكان آلفقيه !‬

‫عبد اإلله بنكيران‪ ،‬المشاكس‪ ،‬اعترف‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بوجود التحرش‬ ‫داخل القلعة اإلسالمية التي يتحصن فيها المسلمون ضد «تلك‬ ‫الموبقات» المطلوب من المسلمين شرعا‪« ،‬التستر» عنها‪،‬‬ ‫وأن نساء الحزب يتعرضن للتحرش ويسمعن كالما «غير الئق»‬ ‫بالرغم من خرقات غطاء الرأس التي يتميزن بها عن «المتبرجات»‬ ‫يه ّ‬ ‫نَ منْ‬ ‫«العاصيات» الالئي يرسلن شعورهن وال يدْ ِنينَ ع َل ِ‬ ‫جال ِبي ِب ِه ّ‬ ‫نَ حيث بدأت تظهر تصرفات غير مقبولة من بعض‬ ‫النساء وبعض الرجال داخل الحزب‪ ،‬الذي ال يمكن أن يعتبر «حزبا‬ ‫متهتكا» «آلننا نفرض تعامال بين نساء الحزب ورجاله على أساس‬ ‫مصالح واضحة شرعية مشروعة غير قابلة للنقاش»‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫بعد الضجة الكبرى التي أثارتهــا‪ ،‬في الداخـــل والخــارج‪،‬‬ ‫محاكمة الصحافيين األربعة ومستشار برلماني «بجريمة» نشر‬ ‫أخبار صحيحة‪ ،‬ولكنها «مسربة» حول تقرير لجنة برلمانية في‬ ‫موضوع قضية التقاعد الشائكة بالمغرب‪ ،‬وبعد االنتقادات‬ ‫القوية التي تعرض لها رئيس مجلس المستشارين الذي تقدم‬ ‫بشكاية في هذا الموضوع إلى وزير العدل هذا الذي أمر بفتح‬ ‫تحقيق في الموضوع بوصفه رئيسا للنيابة العامة آنذاك‪ ،‬عقد‬ ‫بنشماش مؤخرا‪ ،‬ندوة صحافية بمجلس المستشارين‪ ،‬حمل‬ ‫خاللها مسؤوليــة الحكم بالسجن في حق الصحافيين والبرلماني‬ ‫إلى مصطفى الرميد‪ ،‬باعتبار أنه كان سنة ‪ 2017‬وزيرا للعدل‪،‬‬ ‫والنيابة العامة كانت تحت إمرته‪ ،‬الذي توصل بمراسلته من أجل‬ ‫البحث في حادثة تسريب جلسة االستماع إلى رئيس الحكومة‪،‬عبد‬ ‫اإلله بنكيران‪..‬‬ ‫وكشف بنشماش أنه يتعرض «لهجمة مقصودة» لتصفية‬ ‫حسابات سياسية‪ ،‬وأنه وسط هذا البوليميك تم الترويج لكالم‬ ‫وتأويالت عن حسن نية أو سوئها بعيدا عن الحقيقة‪.‬‬ ‫وألح بنشماش على أنه لم يتقدم على اإلطالق بتقديم‬ ‫شكاية بـ”المعنى القانوني”‪ ،‬وأنه ‪ ،‬فقط‪ ،‬لعب دور “ساعي بريد”‬ ‫ولم يكن له خيار سوى إحالة الملف على وزير العدل آنذاك الذي‬ ‫أرسل الملف إلى النيابة العامة‪ ،‬وإال سيوصف بأنه يتسبب في‬ ‫عرقلة تطبيق مقتضيات القانون التنظيمي للجان تقصي الحقائق !‬ ‫إلى أن المضحك في الموضوع أن بنشماس اعتبر حخكم‬ ‫اقضاء في هذه النازلة‪« ،‬مخففا» ويتضمن «مؤشرات إيجابية»‬ ‫مقارنة مع العقوبات التي ينص عليها القانون التنظيمي للجان‬ ‫تقصي الحقائق !!!‪....‬‬ ‫ولم يفوت بنشماس فرصة ندوته الصحافية‪ ،‬دون التهديد‬ ‫بمقاضاة كل من يقوم باستهدافـــه في «واقعـــة» مقاضـاة‬ ‫الصحافيين من طرف رئيس مجلس نيابي منتخب‪ ،‬كان الجميع‬ ‫يعتبر أنه يشكل حماية لحاملي رسالة اإلعالم من أجل تنوير‬ ‫الرأي العام‪ ،‬وفق ما ينص عليه قانون الصحافة وميثاق أخالقيات‬ ‫المهنة‪ ،‬ليتفاجأ الصحافيون‪ ،‬كل الصحافيين‪ ،‬من أن الشكاية‬ ‫انطلقت من مكتب رئيس الغرفة الثانية‪ ،‬وال يهمنا المسار الذي‬ ‫اتخذته قبل أن يفتح الملف وتبدأ أشواط المحاكمة التي انتهت‬ ‫بالسجن الموقوف التنفيذ وبالغرامة التي‪ ،‬إن لم تكن ذات أهمية‬ ‫بالنسبة للبرلمانيين‪ ،‬فهي ليست كذلك بالنسبة للصحافيين‪ ،‬في‬ ‫ظل ضعف األجور والتعويضات في جل المقاوالت اإلعالمية‪.‬‬ ‫وهلل في خلقه شؤون !!‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪988‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫كيف نربي أبناءنا اليوم‪ ...‬مع مواجهة اقتالع الثوابت‪،‬‬ ‫وتبديل القيم‪ ،‬وإحالل ثقافة مستوردة ال صلة لنا بها‪،‬‬ ‫وال شيء مشترك يجمع بيننا ؟!‬ ‫مما الشك فيه أن قلوبنا تخفق بالمحبة ألبنائنا وفلذات أكبادنا‪ ،‬ونتمنى من أعماق قلوبنا أن‬ ‫نراهم في أحسن األحوال في الخلق والدين‪ ،‬وتربية األبناء وتعهدهم ورعايتهم من المسؤوليات‬ ‫الهامـة والضرورية في ظل المتغيرات الحالية‪ ،‬والقيام بها من أولى هذه المسؤوليات التي‬ ‫اهتم بها اإلسالم‪ ،‬وألقاها على الوالدين بالدرجة األولى والمجتمع بما فيه من مكونات ومناهج‬ ‫دراسية وتربوية‪ ،‬ومؤسسات إيمانية‪ ،‬وتعليمية‪ ،‬وإعالمية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وما لها من منافع مشتركة‬ ‫بين اآلباء واألبناء‪ ،‬وكيف أن األبناء يتأثرون باآلباء واألمهات‪ ،‬ويحملون الكثير من صفاتهم‬ ‫هَّ َ‬ ‫الر ُ�س َ‬ ‫ول َوت َُخونُوا‬ ‫وسلوكياتهم‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪َ ( :‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذِ َ‬ ‫ين �آ َم ُنوا ال ت َُخونُوا الل َو َّ‬ ‫�أَ َمانَات ُ‬ ‫ون) ‪.‬‬ ‫ِك ْم َو َ�أ ْنت ُْم ت َْع َل ُم َ‬ ‫وتربية األبناء وتعهدهم هي الخطوة الرئيسة والتحدي الهام الذي يتوقف عليه مستقبل‬ ‫األمة ‪ ،‬وخاصة في زمن كثرت فيه المغريات‪ ،‬وظهرت فيه التيارات‪ ،‬وانتشرت فيه الرذيلة‪،‬‬ ‫والفساد‪ ،‬وانحرف بعضهم عن جادة الطريق باآلثام والمعاصي وغيرها‪ ،‬يساعد في ذلك قوى‬ ‫الظلم والطغيان بما يملكون من قوة‬ ‫مدمرة‪ ،‬وتحوالت تقنية متسارعة ومذهلة‪،‬‬ ‫ونفوذ على األرض‪ ،‬كل ذلك لغزونا فكرياً‬ ‫وثقافياً ونفسياً وعلمياً وصحياً‪ ،‬وفرض‬ ‫تحديات واقعية على شبابنا‪ ،‬لجعلهم في‬ ‫اضطراب دائم‪ ،‬ليس لهم نهج أو خطة‬ ‫أو هدف‪ ،‬أوضاعهم الصحية والمعنوية‬ ‫والنفسية في تدهور مستمر‪ ،‬ال يتمكنون‬ ‫من عمارة األرض والقيام بدورهم كبشر‪،‬‬ ‫«فال يقيمون وزناً للدار اآلخرة واإليمان‬ ‫باهلل في أمور الحياة الدنيا التربوية‬ ‫إٌ‬ ‫والقتصادــية‪ ،‬والسياسيــة واإلجتماعيـة‪،‬‬ ‫وفق َّ‬ ‫خطة مدروسة ونهج محدّد وأهداف‬ ‫واضحة لديها» ‪.‬‬ ‫وقــد أدرك ذلـك الرســول الكريم ‪-‬‬ ‫عليه الصالة والسالم ‪ -‬وتالميذ مدرسة‬ ‫النبوة منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام‪،‬‬ ‫فكانوا عيوناً ساهرة تراقب األبناء قبل‬ ‫أن تعصف بهم ريح الشيطان إلى مهاوي الردى‪ ،‬ومزالق اإلنحراف وطرق الضالل‪ ،‬فعملوا على‬ ‫بنائهم‪ ،‬انطالقاً من المسجد منارة العلم والنور والتربية والتوجيه والبناء والتعهد‪ ،‬إدراكاً منهم‬ ‫أن األمة ال يمكن أن تنهض إ ّ‬ ‫برجال أخلصوا النية هلل‪ ،‬واجتهدوا في بناء فلذات أكبادهم‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫وتربيتهم التربية اإليمانية الصالحة لكل األزمان‬ ‫والعصور‪ ،‬فكانت النتيجة أنهم استطاعوا‬ ‫تغيير المجتمع الجاهلي والمتخلف الظالــم إلى‬ ‫مجتمع متقدم متعلم يســوده العـدل والرحمة‬ ‫واإلحسان‪ ،‬والمحبة والمساواة‪ ،‬متخلصاً من‬ ‫العصبيات الجاهلية التي كانت تعصف بالمجتمع‪.‬‬ ‫ومن األهمية بما كان‪ ،‬إدراك أن مهمة التوجيه‬ ‫واإلرشاد وتربية األبناء مهمة شاقة‪ ،‬ومن أعظم‬ ‫المهام التي يقوم بها اإلنسان في حياته الدنيا‪،‬‬ ‫للخروج من الذل والهوان واإلحباط الذي تعيشه‬ ‫األمة المسلمة إلى القوة والعزة والمنعة‪ ،‬لنيل‬ ‫رضا اهلل واألجر العظيم‪ ،‬ولكي يتمكن الوالدان‬ ‫من رسم معالم الطريق ألبنائهم‪ ،‬بتربية صالحة‪،‬‬ ‫وسعادة في الدارين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نسبة التفاؤل المتوقعة لنجاح جهود‬ ‫ترى ما‬ ‫اآلباء في تربية األبناء في ظل هبوب رياح الشرق‬ ‫والغرب ومحاوالتها المستمرة في اقتالع الثوابت‪،‬‬ ‫وتبديل القيم‪ ،‬وإحالل ثقافة مستوردة ال صلة لنا‬ ‫بها‪ ،‬وال شيء مشترك يجمع بيننا؟!‬ ‫وكيف يتصرف اآلباء واألمهات وهم الحريصون‬ ‫ً‬ ‫مناعة أخالقية تحميهم من آفات اإلنفتاح العشوائي على ثقافات العالم إذا‬ ‫على إكساب أبنائهم‬ ‫ما وجدوا قوة في الريح التي تجذب أبناءهم في المقابل على هويتهم من التشويه أو اإلنقالع؟‬ ‫ومع اجتهاد اآلباء واألمهات في التعريف بالطريقة المثلى التي تضمن السير في اإلتجاه‬ ‫الصحيح‪ ،‬إال أن الخوف من حدوث ثغرات في الفهم ونقص في اإلستيعاب يبقى قائمًا‪ ،‬فهل‬ ‫تتوفر لألبناء قدرة كافية للحفاظ على توازنهم وسط لوثة األفكار وهشاشة البنية الثقافية‬ ‫المستوردة المراد ترسيخها في المحيط اإلجتماعي؟!‬ ‫إنها مشكلة تبدو صعبة الحل‪ ،‬ولغز يبدو عسيرا على اإلجابة‪ ،‬ومعضلة تحتاج إلى متخصص‬ ‫ليفك طالسمها ورموزها‪ ،‬فكيف يعيد األبناء ترتيب أوراقهم من جديد؟! وكيف يتمثلون الصورة‬ ‫المثالية الرائعة التي رسمها لهم الوالدان عن الشخصية الناجحة التي تثير إعجاب الناس‪،‬‬ ‫وتستحوذ على اهتمامهم‪ ،‬ما دامت ملتزمة بالمبادئ والقيم‪ ،‬وهم يرون المثل الجميل يتحطم‬ ‫أمامهم كل يوم ؟‬ ‫ُ‬ ‫التربية القائمة على القمع واإلرهاب والتخويف وقتل المشاعر واإلحساسات وصياغة‬ ‫تعدُ‬ ‫هل ّ‬ ‫الشخصية الجافة الصارمة الناقمة على المجتمع ‪ -‬األسلوبَ األمثل لتربية هذا الجيل؟‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫تغطية ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫هل عبارات وتوجيهات (اسكت يا ولد‪ ..‬ال تجلس مع الكبار‪ ..‬أنت ال يعتمد عليك‪ ..‬أنت فاشل‪..‬‬ ‫فالن أحسن منك‪ ..‬عيب عليك أما تستحي‪ ..‬سودت وجوهنا‪ ..‬ما فيك خير‪ ..‬والحرمان من المال‬ ‫أو اللعب أو أي وسيلة للترفيه بحجة عدم الوقوع في المحظورات‪ ..‬واختيار نوعية األكل والشرب‬ ‫واللباس‪ ..‬وقسر األبناء على دراسات ال يرغبونها‪ ..‬وإجبارهم على اعتناق أفكار ال يؤمنون بها‪.)..‬‬ ‫هل هي أساليب مجدية‪..‬؟‬ ‫هل استخدام العصا والنهر والزجر والصراخ في وجوه األبناء‪ ..‬وركلهم ورفسهم وجرهم من‬ ‫شعورهم‪ ..‬والبصق في وجوههم‪ ..‬وتحقيرهم‪ ..‬والتعامل معهم بفوقية وفرض الطاعة المطلقة‬ ‫عليهم ‪ -‬أساليبُ وطرائقُ تتوافق مع طبيعة عصرنا الحاضر؟‬ ‫وبعد‪..‬‬ ‫فإن التربية تعد أمرًا معقدًا ال يستطيع القيام به كل أحد‪ ،‬وكلما اتسع نطاق البيئة التي‬ ‫تتم فيها هذه المهمة ازدادت صعوبتها‬ ‫وبرز فيها خطر التأثر بما يمكن تلقيه من‬ ‫أفكار وسلوكيات‪ ،‬وفي عصر العولمة صارت‬ ‫البيئة هي العالم كله‪ ،‬على ما فيه من‬ ‫اختالف في الديانات والثقافات‪ ،‬يزداد حينًا‬ ‫ليكون تضادًّا ويقل حينًا ليكون تنوعا‪.‬‬ ‫إن زماننا هذا زمن اإلنفتاح والمتغيرات‪،‬‬ ‫ومع كثرة التقنيات والفضائيات وكثرة‬ ‫الثقافات والشبهات أصبح الشباب يعيشون‬ ‫اليوم في مفترق طرق وتحت تأثير هذه‬ ‫المتغيرات وال شك أنها تسبب لهم كثيرًا‬ ‫من المشكالت التربوية واألخالقية‪.‬‬ ‫لقد أحدثــت الفضائيــات والشبكـــة‬ ‫العنكبوتيـة (اإلنترنت) تغيرًا مهمـــا في‬ ‫المجتمعــات بمـــا قدمــتــه من وسائــل‬ ‫لإلتصاالت‪ ،‬جعلـــت العالم ينساب بعضه‬ ‫على بعض‪ ،‬فال حدود وال قيود تقف في‬ ‫وجه انتقال المعلومات‪ ،‬والتربيـة بحكــم‬ ‫عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع‬ ‫عرضة للتغير‪ ،‬وبناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصرُ المعلومات وعصر‬ ‫اإلنفتاح‪ ،‬ستحدث تغيرًا كبيرًا في منظومة التربية‪ ،‬مناهجها وأساليبها وأثرها‪ ،‬ولذا أصبح من‬ ‫المهم مراجعة منظومة التربية لتتوافق مع األثر‬ ‫الذي ستؤديه في زمن اإلنفتاح‪.‬‬ ‫لم يعد المربي هو من يوجه فقط‪ ،‬ولم يعد‬ ‫المتربي رجال س ْلما لمربيه‪ ،‬بل فيه شركاء آخرون‬ ‫فالشبكة العنكبوتية وما تحمله في طياتها من‬ ‫مواقع عدائية ومقاالت تدعو إلى مساوئ األخالق‪،‬‬ ‫وفي المقابل طرح خيارات فكريه تشوه األفكار‬ ‫اإلسالمية الصافية وتحارب مبادئه وقيمه الزكية‪،‬‬ ‫وتنوع مجاالت اإلنفتاح وازديادها بحيث ال يمكن‬ ‫حجبها‪ ،‬يزيد من صعوبة التربية في زمن اإلنفتاح‪،‬‬ ‫لقد أصبحنا عبر السماء نستقبل أفكار األمم‬ ‫وثقافتهم وما يبث من سموم‪.‬‬ ‫لم يعد من السهل على أبنائنا وشبابنا الوقوف‬ ‫أمام هذه المغريات دون أن يكون هناك من يمد‬ ‫لهم يد العون والمساعدة من المربين‪ ،‬ولم يعد‬ ‫من السهل على المربين أن ينجحوا في مهمتهم‬ ‫في تربية األجيال ما لم يفقهوا التربية في زمن‬ ‫االنفتاح‪.‬‬ ‫لقد أصبح أمام المربين العديد من التحديات‬ ‫التي تجعـل من موضـوع التربيـة األسريـة وغيــر‬ ‫األسرية إشكالية يلزم تمحيصها والتفكر فيها حتى‬ ‫ُ‬ ‫اتخاذ القرار السليم‪ .‬وتتمثل أهم التحديات في اإلنفجار المعرفي المذهل الذي يحتاج‬ ‫يتسنى لنا‬ ‫ً‬ ‫مواكبة سريعة من قبل األجيال القادمة‪ ،‬والمتناقضات السياسية الخطيرة التي يعيشها مجتمعنا‬ ‫العربي واإلسالمي وما وصل إليه هذا المجتمع من ضعف شديد وما يحمله هذا الوهن من‬ ‫مضمون سيء يستشعره الشاب فيزلزل كيانه ويوهن عزيمته وثقته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وسائل اإلعالم الحديثة ‪،‬‬ ‫يسَرتها لنا‬ ‫إننا في عصر اإلنفتاح غير المعهود على ثقافات غريبة ّ‬ ‫فباألمس كان هذا اإلنفتاح محدودًا وكان اطالع األبناء على هذه الثقافات تحت إشراف الوالدين‬ ‫نسبيًا‪ .‬أما اآلن فإننا نعيش مشكلة كبيرة تتمثل في هذا الفيض الجارف من المفاهيم والقيم‬ ‫األجنبية الوافدة إلينا والتي بدأت آثارها المدمرة تبدو جلية فيما نشهده من مشاكل لم تعهدها‬ ‫مجتمعاتنا ساب ًقا (العالقات الجنسية عبر النت‪ ،‬العالقات غير الشرعية مع المحارم‪ ،‬الممارسة‬ ‫المثلية‪.....‬الخ)‪.‬‬ ‫لقد أصبحت عقول وأفكار وأخالق أبنائنا ميدان سباق‪ ,‬و في ظل هذا اإلنفتاح تتضاعف‬ ‫مسؤولية المربين في تربية النشء وفي إعداد جيل يحمل مبادئ اإلسالم وقيمه‪ ،‬وفي ظل‬ ‫هذا االنحالل يزداد العبء على الوالدين للوصول بالجيل الناشئ إلى بر األمان بعد توفيق‬ ‫من اهلل‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪988‬‬

‫إدارة‬ ‫اقتصادو‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫إعداد ‪ : ‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬ ‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫«دعاة» التعدد و«فقهاء النكاح»‬ ‫‪-‬‬

‫ورقـة «اقتصـاد وإدارة» لهـذا األسبــوع تتمحــور‬ ‫حـول النقـاط التاليـة‪: ‬‬

‫‪ - 1‬دراسة صندوق النقد الدولي حول‬ ‫اندماج اتحاد المغرب العربي‬ ‫‪ - 2‬الترتيب العالمي للتجارة اإللكترونية‬ ‫‪ - 3‬دخول الكندي ‪ Magna‬إلى السوق‬ ‫المغربية‬ ‫‪ - 4‬قطاع السيارات في أفق سنة ‪2020‬‬ ‫‪ - 5‬مشتريات ‪ PSA‬تتضاعف‬ ‫‪ - 6‬السوق المالية التشاركية مع نهاية‬ ‫سنة ‪2018‬‬ ‫‪ - 7‬جودة التعليم ببالدنا‪.‬‬ ‫‪FFFFFFFF‬‬

‫‪ - 1‬دراسة صندوق النقد الدولي حول اندماج‬ ‫اتحاد المغرب العربي ‪:‬‬ ‫قام صندوق النقد الدولي بنشر تقرير تحت عنوان‪:‬‬ ‫“اإلندماج اإلقتصادي المغاربي ‪ :‬مصدر لتنمية غير‬ ‫مستغلة”‪.‬‬ ‫ويقول التقرير أن دول اإلتحاد المغرب العربي‬ ‫ال تستفيد من اندماجها الجغرافي رغم مالها من‬ ‫مؤهالت اقتصادية واجتماعية كبيرة‪.‬‬ ‫وعلى دول اإلت��ح��اد أن تزيح جميع العراقيل‬ ‫السياسية التي تقف ضد رفع المبادالت التجارية‬ ‫البينية واإلستثمارات الخارجية المباشرة‪.‬كما يجب‬ ‫عليها أن تحرر األس��واق الداخلية سواء تعلق األمر‬ ‫باألسواق المالية أو سوق الشغل‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 2‬الترتيب العالمي للتجارة اإللكترونية ‪:‬‬ ‫تعتبر هولندا هي أول دول��ة من حيث التجارة‬ ‫اإللكترونية لسنة ‪ 2018‬حسب آخر تقرير ‪.CNUCED‬‬ ‫وتأتي كل من سنغافورة وسويسرا في الدرجة‬ ‫الثانية والثالثة على التوالي‪.‬‬ ‫بينما الدول العربية واإلسالمية ال توجد من بين‬ ‫العشرين األوائل‪.‬‬ ‫وإذا كانت الدول األوروبية تحتل الصدارة أي أن ‪8‬‬ ‫األوائل من أصل عشرة دول هي دول أوروبية فإن دول‬ ‫جنوب شرق آسيا هي التي تحتل الصفوف الموالية‬ ‫مثل ماليزيا وتايالند…‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 3‬دخـول الكنـدي ‪ Magna‬إلى الســوق‬ ‫المغربية ‪:‬‬ ‫لقد دخلت الشركة الكندية ‪ Magna‬إلى السوق‬ ‫المغربية وهي ستستثمر في مدينة القنيطرة لتصنع‬ ‫الزجاج والمرآة المتعلقة بالسيارات‪.‬‬ ‫وهذه الشركة قد حققت رقم أعمال على الصعيد‬ ‫العالمي قد وصل خالل سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 2,9‬مليار أورو‬ ‫وتوظف أكثر من ‪ 45.000‬عامل في أكثر من ‪ 30‬بلدا‪.‬‬ ‫أما في المغرب فستحاول شرك ة �‪Magna Mir‬‬ ‫‪ rors Morocco‬أن توظف في الدفعة األولى ‪500‬‬ ‫مهندس وتقني متخصص وهذا بدون شك سيعمل‬ ‫على تقليص معدل البطالة في هذه الفئة المهنية‬

‫كما أنه سينشط قطاع صناعة السيارات من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 4‬قطاع السيارات في أفق سنة ‪: 2020‬‬ ‫إن األه��داف التي تم تسطيرها في أفق ‪2020‬‬ ‫والتي تتعلق بقطاع السيارات قد تم تحقيق جلها‬ ‫وقبل الموعد المحدد لها‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال بالنسبة ‪:‬‬ ‫ للتوظيف كان الهدف هو تشغيل ‪163.000‬‬‫عامل ووصل حاليا معدل اإلنجاز إلى‪%97‎‬‬ ‫ معدل اإلندماج المحلي كهدف هو ‪ %65‎‬وحاليا‬‫تم تحقيق‪ %70‎‬منه‪.‬‬ ‫ القدرة اإلنتاجية هي الوصول إلى مليون سيارة‪،‬‬‫حاليا وصلنا إلى تحقيق‪ %70‎‬من هذا الهدف‪.‬‬ ‫ وأخيرا هدف التصدير هو ‪ 100‬مليار درهم‬‫ووصلنا حاليا إلى تحقيق‪ %65‎‬من هذا الهدف‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 5‬مشتريات ‪ PSA‬تتضاعف ‪:‬‬ ‫لقد استطاعت شركة ‪ PSA‬المغرب أن تضاعف‬ ‫من مستوى مشترياتها حيث وصلت مع نهاية سنة‬ ‫‪ 2018‬إلى ‪ 8‬مليار درهم‪ .‬والهدف هو الوصول إلى‬ ‫‪ 2‬مليار أورو في الفترة المحددة ما بين سنة ‪2023‬‬ ‫وسنة ‪.2025‬‬ ‫ووصل معدل اإلندماج المحلي لشركة ‪ PSA‬إلى‬ ‫‪ %60‎‬علما أن أول محرك مغربي لسيارة ستروين ‪ ‬قد‬ ‫تم إنجازه منذ عشرة أشهر وهو يلبي جميع معايير‬ ‫الجودة األوروبية‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 6‬السـوق الماليـة التشاركيـة مع نهايـة‬ ‫سنة ‪: 2018‬‬ ‫رغم ما تعرفه سوق المالية من تأخر في بالدنا‬ ‫إال أنه يمكن القول بأن سنة ‪ 2018‬كانت سنة جيدة‬ ‫بامتياز ألنها حققت رقم أعمال وصل إلى ‪ 4,5‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وتستحوذ المرابحة على ‪ 4‬مليار دره��م أما‬ ‫المنتجات التشاركية األخرى مجتمعة لم تحقق إال رقم‬ ‫أعمال وصل إلى ‪ 0,5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫إذن ننتظر تفعيل وتحريك المنتجات اإلسالمية‬ ‫األخرى وعلى رأسها الصكوك واإلجارة بتملك‪.‬‬ ‫‪sssss‬‬

‫‪ - 7‬جودة التعليم ببالدنـــا ‪:‬‬ ‫إن عدد التالميذ في المغرب الذين ليست لهم‬ ‫القدرة على القراءة وفهم واستعمال المعلومة يمثلون‬ ‫‪.%64‎‬‬ ‫وهكذا فإن المغرب يحتل درجة متدنية من بين‬ ‫الدول التي يعاني تعليمها من مشاكل جمة ال سيما‬ ‫على مستوى مادة الرياضيات حيث حصل فقط على‬ ‫‪ 377‬نقطة وفي مادة العلوم بدرجة ‪ 352‬نقطة وهكذا‬ ‫تكون المملكة المغربية في مصاف الدول النامية مثل‬ ‫بوتسوانا ومصرودول إِفريقية أخرى‪.‬‬ ‫يمكن القول بأن استراتيجية التعليم ببالدنا‬ ‫والتي تمتد من سنة ‪ 2015‬إلى سنة ‪ 2030‬لم تعط‬ ‫ثمارها بعد ولكن على المملكة أن تقطع طريقا طويال‬ ‫وصعبا في هذا القطاع الحيوي لتقترب من مصاف‬ ‫الدول المتقدمة‪.‬‬

‫بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫ال يزال بعض من يسمون أنفسهم‪« ‬دعاة» يفاجئوننا بأفكار‬ ‫«متطرفة» عن المرأة في وضعها الذي يجعلونه «دونيا» بالنسبة‬ ‫للرجل‪ ،‬دون االلتفات إلى ما بلغته النظم االجتماعية الحديثة من‬ ‫ترتيب للمواقع‪ ،‬بين الذكور واإلناث‪ ،‬من منظور األدوار االجتماعية‪ ‬في‬ ‫مفهومها الواسع‪ ،‬انطالقا من مبدأ المساواة والندية‪.‬‬ ‫داعية «باب العقلة» أو مسجد «الربطة الزغبيــة»‪ ،‬الذي نكنّ‬ ‫لصاحبته كامل االحترام‪ ،‬حيث إنها جعلت من تطوعها لبناء هذا‬ ‫المسجد‪ ،‬عنوان وفاء للحب‪ ،‬هذا الداعية‪« ،‬الداهية»‪ ،‬اعتبر في تدوينة‬ ‫«فيسبوكية» مساندة لحملة تدعو لتعدد الزوجات‪ ،‬أن «امرأة واحدة»‬ ‫تأخذ رجال «كامــال» لها وحدها‪ ،‬و «تستولي» على نصيب ثالث نساء‪،‬‬ ‫إنما هو «تبذير» و «أنانيــة» و «ظلم»‪ .‬واستعمل‪ ،‬لتوضيح فكرته‬ ‫«الغريبة» استعارة‪ ‬امرأة واحـدة تستولي على «بئـر مـاء» (يعني‬ ‫«الرجل»)‪ ‬مع أن‪ ‬مياه البئــر تكفـي ألربعـة أسر‪ ،‬وفي ذلك «أنانية‬ ‫ظالمة»‪! ‬‬ ‫الحظوا كيف أن «الداعية» «استكثر على المرأة أن تنفرد برجل‬ ‫«كامل»‪ ،‬بالمعنـى الدارج‪ ،‬وليـس من الكمـال‪ ،‬وتصوروا مكانة‬ ‫الرجل والمرأة في الفكر االجتماعي لهذا «الداعية» الذي ال تنتهي‬ ‫«مفاجآته» ألن القادم من العبارات‪ ‬أبشع وأفظع‪! ‬‬ ‫الرجل طالب الراغب في الزواج أال يلتفت للفتيــات الالئي ال‬ ‫يعترفن بحق القوامـة للرجــل‪ ،‬ويطالبن بــ «المفاهمة»‪ ‬بمفهوم‬ ‫المشاركة الزوجية‪ ،‬وذلك تفاديا «للصدمة الكبرى» فيما بعد أن‬ ‫«يتصيد» بمعنى أن يقع في فخ الزوجة التي تتحدى قوامة الرجل‪،‬‬ ‫ألن الزوج المتساهل في «حق القوامة» سرعان ما سيفقد مكانته‬ ‫وهيبته وسلطته «الشرعية» ويصبح ألعوبة في يد زوجته‪ ،‬من منطق‬ ‫الجهل والجهالة‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإنه ينصح الراغبين في الزواج أن يفرضوا على من‬ ‫يريدون االقتران بهن‪ ،‬االعتراف بالقوامة التي تجعل الكلمة األولى‬ ‫واليد العليا والطولى للرجل‪ ،‬وأن المرأة التي ال «تشهد» للرجل‬ ‫بالقوامة‪« ،‬ال تصلح للزواج» أصال‪! ‬‬ ‫الداعي إلى اهلل‪ ،‬الذي يخاطب بهذا الكالم الغريب‪ ،‬المتخلف‪ ،‬جيل‬ ‫العلم والمعرفة‪ ،‬في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬في عالم أصبح «قرية‬ ‫صغيرة» بفضل تكنولوجية التواصل‪ ،‬ينصح الراغبين في الزواج‪ ،‬أن‬ ‫يعرضوا عن الفتاة التي تعترض على «القوامة»‪ ،‬و أن يعتبروا‪ ،‬إن‬ ‫حصل ما يخالف ذلك‪ ،‬من عالقات مع أنثى‪ ،‬أنها‪« ‬تجربة» ال تستحق‬ ‫أكثر من «كاس ديال أتاي» و «زيد‪ ‬خلفة فحالك»‪! ‬‬ ‫وعلى المرأة أن ال «تحتكر» الرجل وأن تقبل بالتعدد‪ ،‬لمواجهة‬ ‫العديد من مشاكل المجتمع‪ ،‬بمعنى أن «الداعية» يريد من المرأة‪ ‬أن‬ ‫تتخلى عن حقها المشروع في االستمتاع برجل واحد تحبه ويحبها‬ ‫طول الحياة‪ ،‬ويريد ها أن تدفع من إنسيتها‪ ،‬وكرامتها وكبريائها‪،،‬‬ ‫ثمنا لعالج المشاكل المجتمعية التي ال ذنب لها فيها‪ ،‬والتي يتحمل‬ ‫المجتمع وزرها بالكامل‪.‬‬ ‫ثم الحظوا‪ ،‬أيضا‪ ،‬هذه االستعارة «الخبيثــة»‪« ،‬احتكــار المرأة‬ ‫للرجل» الذي هو أصعب من «احتكار السلع»‪ ! ‬وهي استعارة «تشيء»‬ ‫المرأة وتكرس «الدونية» التي يجتهد الفقهاء‪ ،‬منــذ ألف عام أو‬ ‫يزيد‪ ،‬في جعلها صفة مالزمة للمرأة‪ ،‬الجاريــة‪« ،‬المتـــاع»‪ ،‬التي ال‬ ‫حق لها إال أن «تصمت»‪ ،‬وإال تعرضت للتأديب‪ ،‬الذي قد يصل حد‬ ‫الضرب‪« ‬الشرعي»!‪ ‬وهو أحط صورة من صور االحتقار واإلهانة التي‬ ‫قد تلحق الكائن البشري‪ ،‬من ذكر وأنثى‪.‬‬ ‫ولم يعدم الفقهاء أعذار االنتصار للتعدد‪ ،‬وهي من منطقهم‬ ‫كثيرة بقدر ما هي «مشروعة» بل وواجبة‪ ،‬حين تمرض الزوجة‪،‬‬ ‫أو يتقدم بها العمر‪ ،‬أو تبلغ سن اليأس‪ ،‬أو أنها لم تنجب‪ ،‬كأنها‬ ‫«مسؤولة»‪ ،‬مسؤولية شخصية كاملة‪ ،‬عن مرضها‪ ،‬أو سنها أو عقمها‪،‬‬ ‫وهي أمور مقدرة عليها ال قبل لها بتفاديها‪ ،‬ألنها قدرها المكتوب‬ ‫في األزل‪ ! ‬‬ ‫ومع ذلك يجعل «فقهاء المرأة» منها «مطية» لتبريــر انصراف‬ ‫الزوج عن زوجته‪ ،‬إلى غيرها‪ ،‬و «تفضله» عليها بكرم «إبقائها» في‬ ‫عصمته‪ ،‬والحال أنها اقتسمت معه شبابها وحياتها ووهبته الكثير‬ ‫من المتعة والسعادة‪ ،‬ولكن كل ذلك لن يشفع لها أمام إصرار الزوج‬ ‫على «تغيير السرير»‪ ،‬وإصرار الفقهاء على «استنباط» األعذار له في‬ ‫سعيه‪ ،‬دون أن يكترث لشعور المرأة األولى بالغبن والظلم والمهانة‪،‬‬ ‫إلى أن تلقى اهلل بقلب مكلوم‪ ‬وخاطر مهموم‪ ،‬واألمر يومئذ هلل‪.‬‬ ‫وسوف أعود‪ ،‬الحقا‪ ،‬بحول اهلل‪ ،‬إلى موضوع القوامـة‪ ‬والتعـدد‪،‬‬ ‫من مفهوم المسألتين‪ ،‬أسبابهما وشروطهما وضوابطهما‪ ،‬إنصافا‬ ‫للمرأة التي اجتهد فقهاء النكاح‪ ‬في رفع غطاء اإلنسانية عنها وإنكار‬ ‫إنسانيتها وتكافؤها مع الرجل في المدارك العلمية‪ ،‬والمسؤوليات‬ ‫العملية‪ ،‬بل وتفوقتها عليه في العديد من المجاالت بفضل ما‬ ‫وهبها اهلل من خصائص عقلية وفكرية وقدرة فائقة على التمييز‬ ‫والتقدير والتدبير والتحفظ‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫‪7‬‬

‫ضيافةكاتب‬ ‫في في ضيافة‬ ‫كاتب‬

‫سلسلة تعريفية واقعية تلقي الضوء على بعض الكتاب والمفكرين والباحثين والمبدعين في شتى مجاالت العلوم والمعرفة‪ ،‬إلبراز‬ ‫لمحات من حياتهم الشخصية والعلمية‪ ،‬والتعريف بمؤلفاتهم وأحدث إصداراتهم التي تشهد بعمق معرفتهم‪ ،‬وموسوعية علمهم‪،‬‬ ‫تتنوع هذه الشخصيات بين أكاديمية وعلمية وأدبية‪.‬‬ ‫سلسلة تعريفية في قالب حواري تمد جسور التالقح بين المفكرين وبني عصرهم‪ ،‬وبين المفكرين وطبقة قرائهم‪ ،‬وتطلعهم على‬ ‫مسار إنتاجهم وأهم أعمالهم وآخر إصداراتهم‪.‬‬ ‫في أولى حلقات هذه السلسلة نستضيف فيها شخصية فذة تعددت أوجه عملها ونشاطها وتنوعت‬

‫عطاءاتها في ميادين متعددة‪ ،‬العلمية منها والقانونية‪ ،‬وكذا الحقوقية واألدبية والجمعوية‪ ،‬إنه األستاذ محمد مصطفى‬ ‫الريسوني ‪.‬‬ ‫أهال وسهال بك ضيفا عزيزا في هذه الفسحة الحوارية من سلسلة في «رحاب ضيافة كاتب»‪.‬‬ ‫في مستهل هذا الحوار نود التعرف على األستاذ محمد الريسوني‪ ،‬اإلنسان والمثقف والقانوني والحقوقي والجمعوي‬ ‫(الدراسة‪ ،‬العمل‪ ،‬المهام والمسؤوليات )‪.‬‬ ‫شكرا لكم على هذا العمل الجليل الذي يهدف إلى التعريف ببعض الفعاليات المغربية في مجاالت مختلفة ومتعددة‬ ‫تشجيعا لهم ولمن حذا حذوهم في مجال العمل الجمعوي أو الثقافي أوغيرهما‪.‬‬ ‫بالنسبة للتعريف ولد األستاذ محمد الريسوني بتطوان من أبويه موالي المصطفى الريسوني الذي تولى باشوية‬ ‫مدينة أصيال إلى حدود سنة ‪ ،1927‬واعتقل من طرف إدارة الحماية اإلسبانية لمدة ثالث سنوات بالجزر الجعفرية في ظل‬ ‫الحملة على رجال الوطنية والجهاد‪ ،‬وأمه لال أمينة كنون الحسني أخت العالمة سيدي عبد اهلل كنون الحسني وابنة العالمة‬ ‫سيدي عبد الصمد كنون‪.‬‬ ‫تابع دراسته االبتدائية بطنجة والثانوية بتطوان والجامعية بالرباط حيث حصل على شهادة الليسانس في الحقوق من‬ ‫كلية الحقوق بالرباط التابعة لجماعة محمد الخامس في يونيو ‪.1963‬‬ ‫التحق بسلك المحاماة في ماي ‪ 1964‬بنقابة هيئة المحامين بطنجة‪.‬‬ ‫انتخب سنة ‪ 1977‬نقيبا لهيئة المحامين بطنجة‪.‬‬ ‫انتخب رئيسا لجمعية هيآت المحامين بالمغرب سنة ‪.1977‬‬ ‫عين عضوا في المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان سنة ‪.1990‬‬ ‫اختير لعضوية هيئة التحكيم المستقلة لتعويض الضحايا أو ذوي حقوقهم ممن تعرضوا لالختفاء القسري أو االعتقال‬ ‫التعسفي بأمر ملكي في غشت ‪.1999‬‬ ‫اختير لعضوية هيئة اإلنصاف والمصالحة بأمر ملكي في ‪ 15‬دجنبر ‪.2003‬‬ ‫اختير من طرف العائلة الريسونية أمينا عاما للزاوية الريسونية بالمغرب سنة ‪. 1977‬‬ ‫لقد نشأت بين أسرتين‪ ،‬األسرة الريسونية من جهة األب وهي معروفة بالجهاد وتولي السلطة والقيام بالدفاع عن‬ ‫حوزة المغرب ودينه وملوكه ومنها كان بعض وزراء الدولة العلوية‪،‬‬ ‫وكذا بعض كبار الصوفية ومنهم مؤسس هذه الزاوية الجد موالي‬ ‫محمد فتحا بن علي بن ريسون‪ ،‬واألسرة الكنونية من جهة األم‪،‬‬ ‫وهذه األسرة معروفة بالعلم والتدريس والوطنية والدفاع عن كرامة‬ ‫المغاربة‪ ،‬وكان من بينها علماء كبار وشيوخ العلم بمدينة فاس ورؤساء‬ ‫المجالس العلمية بها ‪.‬‬ ‫ومن حسن حظي أو فلنقل من تطبيقات المكروه الذي يأتي‬ ‫بالنفع أنه بعد وفاة والدي سنة ‪ 1943‬المرحوم موالي المصطفى‬ ‫الريسوني الذي كان باشا لمدينة أصيلة ونائبا لرئيس المجلس‬ ‫البلدي بتطوان‪ ،‬ووطنيا منفيا لثالث سنوات في الجزر الجعفرية والذي‬ ‫انتقل إلى السكنى بمدينة طنجة بعد خالف خطير مع المقيم العام‬ ‫اإلسباني سنة ‪ ،1939‬انتقلت إلى اإلقامة مع خالي األستاذ سيدي عبد‬ ‫اهلل كنون الحسني الذي كان لي بمثابة األب الروحي والفعلي والمربي‬ ‫الساهر على تعليمي وتربيتي وتخليقي باألخالق الحسنة جازاه اهلل خيرا‬ ‫وخلد في الصالحات ذكره‪.‬‬ ‫لقد اتجهت في بداية األمر إلى الدراسات الفقهية والدينية‬ ‫بعد حصولي على الشهادة االبتدائية بالمدرسة اإلسالمية الحرة‬ ‫التي أسسها العالمة كنون‪ ،‬وهكذا حصلت على الشهادة االبتدائية‬ ‫في العلوم الفقهية والدينية من المعهد الديني بطنجة‪ ،‬والتحقت‬ ‫بتطوان حيث تابعت دراستي الثانوية بالمعهد الديني الذي حصلت‬ ‫به على الشهادة الثانوية ثم التوجيهية‪ ،‬وصادف ذلك حصول المغرب‬ ‫على استقالله وإحداث كلية للحقوق والعلوم االقتصادية واالجتماعية‬ ‫بالرباط باللغتين العربية والفرنسية‪ ،‬فألقيتها مناسبة لاللتحاق بها‬ ‫حيث درست القانون الخاص بالفرع العربي وتخرجت سنة ‪1963‬‬ ‫بحصولي على شهادة ( الليسانس في الحقوق *علوم قانونية بميزة‬ ‫حسن جدا *) ‪.‬‬ ‫ـ أنت سليل أسرة مجيدة اشتهرت بالعلم واألدب والتصوف‪،‬‬ ‫نشأت وترعررت في محيط هذه األسرة‪ ،‬إال أنك آثرت االشتغال في‬ ‫مجال القانون والحقوق‪ ،‬ما سبب هذا االختيار ؟‬ ‫في الواقع لم يكن هذا االختيار بإرادتي‪ ،‬بل نتيجة إقفال المعهد‬ ‫العالي ( الجامعة ) بتطوان تنفيذا للخطة الجهنمية التي مارستها وزارة‬ ‫التربية الوطنية آنذاك بالقضاء على كل معالم الثقافة بتطوان‪ ،‬ومن‬ ‫ثم لم يكن أمامي سوى الرحيل إلى مصر للدراسة كما فعل بعض‬ ‫اإلخوة أو االلتحاق بالرباط ودراسة القانون‪ ،‬ويفعل ربك خيرا والحمد‬ ‫هلل ‪.‬‬ ‫ـ هل يمكن أن تحدثنا عن أساتذتك وشيوخك الذين كان لهم الوقع فيك‪ ،‬وهل هناك أب روحي ترك بصمة‬ ‫واضحة في مراحلك العلمية ؟‬ ‫لقد درست على عدد كبير من شيوخ العلم بطنجة وتطوان والرباط أذكر منهم العلماء عبد اهلل كنون‪ ،‬الحسن‬ ‫لمتون ‪،‬عبد اهلل بن عبد الصادق‪ ،‬أحمد بن عمرو‪ ،‬عبد القادر الجزائري‪ ،‬محمد سكيرج‪ ،‬محمد بن مبارك الوسيني‪ ،‬محمد‬ ‫الساحلي الوسيني‪ ،‬أحمد بوحساين‪ ،‬وبتطوان على كثير من جهابذة أهل العلم أذكر منهم األساتذة محمد التمسماني‬ ‫*مدير المعهد *‪ ،‬محمد المهيدي التجكاني‪ ،‬التهامي الوزاني‪ ،‬وأخيه محمد الوزاني‪ ،‬محمد العربي الخطيب‪ ،‬الشيخ محمد‬ ‫المصمودي‪ ،‬محمد الزرهوني‪ ،‬العربي اللوه‪ ،‬عبد الهادي الريفي‪ ،‬الفقيه سي محاند وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫أما في الرباط فدرست على العلماء واألساتذة‪ ،‬عالل الفاسي‪ ،‬محمد المكي الناصري‪ ،‬عبد الفتاح عبد الباقي ‪،‬عبد القادر‬ ‫العمراني‪ ،‬موالي عبد الواحد العلوي‪ ،‬محفوظ محفوظ‪ ،‬أحمد مجيد بنجلون‪ ،‬محمد بن عبد النبي‪ ،‬حميد الشرقاوي وغيرهم‬ ‫مما ال أذكر أسماءهم اآلن‪.‬‬ ‫أما األب الروحي الذي اعتمدت عليه في دراستي وفي أعمالي وفي حياتي كلها فهو والدي الثاني وخالي العالمة عبد اهلل‬ ‫كنون الذي كنت أالزمه في حله وحضره وأرتوي من معارفه وأخالقه كل صباح ومساء‪ ،‬وهو صاحب الفضل علي والحمد هلل‪.‬‬ ‫ـ هل يمكن أن تطلعنا على أعالم التقيت بهم وجالستهم‪ ،‬ممن قضوا نحبهم‪ ،‬وممن هم في ذيل الحياة ؟‬ ‫لقد التقيت بمجموعة كبيرة من العلماء بالمغرب وخارجه‪ ،‬وممن أذكرهم الدكتور عزيز الحبابي الفيلسوف المغربي‬ ‫صاحب نظرية الشخصانية والذي كان أستاذا لنا وزميلنا يعاملنا معاملة الند للند والصديق للصديق‪ ،‬وكذا الدكتور محمد‬ ‫المهدي بن عبود الذي كنا نلتقي معه في محاضرات خاصة وعامة‪ ،‬ومحمد عزيز بالل الشهيد المتوفى حريقا بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية والذي كان بارع الذكاء غزير العلم‪ ،‬وبعض العلماء من أمثال الفقيه سيدي أحمد بن شقرون رئيس‬ ‫رابطة علماء المغرب وشيخ علماء فاس‪ ،‬والعالمة جبران الذي أديت معه فريضة الحج‪ ،‬والعالمة موالي المصطفى العلوي‬ ‫رئيس المجلس العلمي بمكناس‪ ،‬واألدباء أمثال المرحوم عبد الكريم غالب وإبراهيم الخطيب‪ ،‬والشعراء من أمثال محمد‬ ‫الحلوي‪ ،‬وعلي الصقلي‪ ،‬ومحمد الطنجاوي‪ ،‬ومحمد الخضر الريسوني‪ ،‬والصحافيين المقتدرين ‪ :‬آمال الرحومي‪ ،‬محمد العربي‬ ‫المساري‪ ،‬وعبد الجبار السحيمي وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫ـ ما هي الصعوبات التي واجهتك في مسارك العلمي ؟‬ ‫ال يمكن أن يدعي شخص أنه لم يلق صعوبات في حياته‪ ،‬غير أنني ال أذكرها‪ ،‬فقد تلقيت تربية تؤمن بالقضاء والقدر‪،‬‬ ‫ولم أكن أعير ألي صعوبة شأنا‪ ،‬بل أواجهها بالبساطة والثبات‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬عمر قربـاش‬

‫ـ كرمت في محافل كثيرة ومناسبات عديدة‪ ،‬ما الذي يضيفه التكريم للمكرم‪ ،‬وما هي المحطات التي كرمت فيها؟‬ ‫فعال لقد تم تكريمي في مناسبات عديدة‪ ،‬أذكر منها التكريم الذي حظيت به من طرف صاحب الجاللة الملك المرحوم‬ ‫بكرم اهلل جاللة الحسن الثاني وذلك بمقتضى الرسالة الموجهة إلي في ‪ ،1999/04/15‬والتي أعتز بما ورد فيها من‬ ‫كلمات أود نقل بعضها هنا (محب جنابنا الشريف األرضى عضو المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان السيد محمد مصطفى‬ ‫الريسوني‪ ،‬إننا نبلغك سابغ رضانا مشفوعا بتمام سعادتنا وعظيم مسرتنا لنعبر لك عن كبير تنويهنا بما أبديته من صدق‬ ‫ووطنية وتبصر‪ ،‬وما تحليت به من حكمة وأناة وتدبير وأنت تتصدى لمختلف القضايا تجسيدا لفضيلة الحوار والنقاش)‪.‬‬ ‫كما تم تكريمي من طرف جاللة الملك محمد السادس أطال اهلل في عمره وأيده بنصره حيث وسمني بيديه الكريمتين‬ ‫بوسام المكافأة الوطنية بدرجة ضابط في سنة ‪.2004‬‬ ‫كما تم تكريمي من العديد من المؤسسات التي عملت فيها‪ ،‬كالنادي الملكي للسيارات‪ ،‬وجمعية هيآت المحامين‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ونقابة المحامين بأكادير‪ ،‬ومراكش‪ ،‬والبيضاء‪ ،‬والرباط‪ ،‬وطنجة‪ ،‬كما تم تكريمي من طرف العديد من الجمعيات‬ ‫كجمعية تراث للمحافظة على التراث المغربي واإلسالمي بطنجة وجمعية نسائم األندلس‪ ،‬وجمعية هواة الموسيقى العربية‬ ‫بطنجة‪ ،‬ومنظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬وأخيرا تم تكريمي من‬ ‫طرف الحكومة المغربية في حفل بهيج أقيم في منتصف شهر دجنبر سنة ‪ 2017‬تسلمت خالله الدرع الحكومي من يد‬ ‫السيد رئيس الحكومة الدكتور سعيد العثماني ‪.‬‬ ‫ـ كتبت مجموعة من األبحاث والدراسات التي تم نشرها على صفحات الدوريات والمجالت أو التي شاركت بها في‬ ‫الندوات واللقاءات العلمية‪ ،‬هل يمكن أن تقدم لنا صورة مقتضبة عن هذه الدراسات واللقاءات والمجالت التي ساهمت‬ ‫في إصدارها ؟‬ ‫لقد ساهمت بالكتابة منذ سنة ‪ 1954‬في العديد من المجالت أذكر من بينها‪ ،‬الحديقة‪ ،‬نبراس الفكر‪ ،‬الندوة‪ ،‬المحاماة‪،‬‬ ‫رسالة المحاماة‪ ،‬قضاء المجلس األعلى‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬وكتبت في بعض الجرائد منها‪ ،‬الخضراء‪ ،‬الشمال‪ ،‬العلم‪،‬‬ ‫رسالة األمة‪ ،‬وقدمت مداخالت عديدة في كثير من الندوات في المجاالت التي أهتم بها وهي ‪ :‬القانون‪ ،‬الفقه اإلسالمي‪،‬‬ ‫األدب والتاريخ‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬وبعض هذه الدراسات منشورة‪ ،‬والبعض اآلخر أعمل حاليا على جمعه إلصداره ونشره‪.‬‬ ‫ـ ما هي إصدارات الكاتب والباحث األستاذ الريسوني ؟ نود أن‬ ‫تقدم لنا نبذة مختصرة عن كل إصدار ؟‬ ‫حتى اآلن لي أربع إصدارات‪:‬‬ ‫‪ /1‬حصاد العثمانيين ‪ :‬وهو عبارة عن مجموعة من األبحاث‬ ‫القانونية المنشورة بمجلة الندوة التي تصدرها نقابة المحامين‬ ‫بطنجة ‪.‬‬ ‫‪ /2‬وجوه ناضرة ‪ :‬جمعت فيه بعض ما شاركت به من كلمات في‬ ‫تأبين بعض أساتذتي ومعارفي وأصدقائي وكذا بعض األبحاث عن‬ ‫أعمالهم ‪.‬‬ ‫‪ /3‬دفاعا عن اللغة العربية ‪ :‬وهو كتاب جمعت فيه كل ما قيل‬ ‫في قوة اللغة العربية وسالمتها وصالحيتها الدائمة كلغة علم وأدب‬ ‫وحياة‪.‬‬ ‫‪ /4‬الظل المديد ‪ :‬وهو عبارة عن كلمات تأبينية أو تكريمية مع‬ ‫بعض القصائد الشعرية ‪.‬‬ ‫أتوفر حاليا على مشروع لإلصدار يتضمن‪:‬‬ ‫‪ /1‬حصاد الثمانين‪ :‬الجزء الثاني‪ ،‬وهو عبارة عن أبحاث في‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫‪ 50 /2‬سنة في مجال الدفاع عن حقوق اإلنسان ‪ :‬وهو تجميع‬ ‫لألعمال واألبحاث التي قمت بها خالل حوالي ‪ 50‬سنة من العمل‬ ‫الحقوقي قد يكون في جزأين أو ثالثة‪ ،‬واهلل الموفق‪.‬‬ ‫ـ لك مساهمات شعرية في مناسبات عديدة‪ ،‬ما هي أبرز‬ ‫المناسبات التي كان لها ارتباط بشعرك ؟‬ ‫نعم لي بعض المساهمات الشعرية البسيطة والضئيلة العدد‬ ‫أذكر منها ما فاضت به قريحتي عند زيارتي لبيت لحم في فلسطين‬ ‫والتي أقول في مطلعها ‪.‬‬ ‫علقــت روح الصبايــا ببقايا قطعــة بــر‬ ‫وقصيدة « رثاءك في قلبي وفي بدني» مطلعها‪:‬‬ ‫حياض زهرك روض تستطاب به‬ ‫لحــيــاة‪ ،‬بــال خـــوف وال حـــزن‬ ‫ـ بجانب اشتغالك في المجال القانوني والحقوقي والجمعوي‪ ،‬تترأس مؤسسة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي‪،‬‬ ‫ماهي أهداف هذه المؤسسة‪ ،‬وما هي أبرز المشاريع العلمية التي تشتغلون عليها ؟‬ ‫مؤسسة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي هي وريثة جمعية مكتبة عبد اهلل كنون التي أسسها بحضوره وفي‬ ‫حياته لتضم كل مؤلفاته وكتبه وخزائنه العلمية الوفيرة‪.‬‬ ‫ونعمل في هذه المؤسسة من أجل غايات متعددة‪ ،‬أولها الحفاظ على تراث عبد اهلل كنون المعنوي والمادي‪ ،‬ومن هذا‬ ‫األخير منزله بالقصبة الذي كان يقطن فيه حتى مماته رحمه اهلل‪ ،‬والذي أعددناه ليصبح دار للثقافة‪ ،‬وكذا ضريحه بمقبرة‬ ‫المجاهدين الذي نقوم بالعناية به وتعهده‪ ،‬ومنزله الصيفي بالجبل *جامع المقراع* الذي سنعلن عن افتتاحه قريبا بمناسبة‬ ‫توزيع الجائزة الحادية عشرة للمؤسسة‪ ،‬وذلك باعتباره متحفا ألعمال وأغراض المرحوم عبد اهلل كنون‪.‬‬ ‫ونسهر أيضا على إعداد جائزة عبد اهلل كنون في العلوم اإلسالمية‪ ،‬واألدب المغربي التي نقيمها كل ثالث سنوات‪،‬‬ ‫وقد بلغت دورتها إلى اآلن عشر سنوات منذ سنة ‪ 1992‬حيث أقيمت الدورة األولى‪.‬‬ ‫وأخيرا فإننا نسهر على المكتبة الكنونية التابعة للمؤسسة‪ ،‬والموجودة في عمارة بأكملها بشارع باستور بطنجة‪،‬‬ ‫وهي تضم كل ما كان لدى المرحوم كنون من مؤلفات وكتب‪ ،‬إلى جانب العدد الضخم من الكتب التي زودنا بها هذه‬ ‫المكتبة طيلة ‪ 35‬سنة من تأسيسها‪ ،‬وهي تضم حاليا كتبا باللغات العربية ـ اإلسبانية ـ األلمانية‪ ،‬ومجالت بمختلف اللغات‬ ‫وصحفا متعددة كذلك ومخطوطات‪ ،‬ووثائق هامة وأرشيفا بالصور إلى غير ذلك من األوراق والوثائق المفيدة لكل باحث‪.‬‬ ‫أما أهم مشروع يتعين التفكير فيه حاليا هو العمل على تدبير مدخول قار للمؤسسة تواجه مصاريفها الحالية‪ ،‬والتي‬ ‫أصبحت تتجاوز ثالثين ألف ‪ 30.000‬درهم شهريا‪ ،‬وهو مبلغ كما نعلم يصعب على المشتغلين في العمل الثقافي توفيره‪.‬‬ ‫ـ هل لديك مشروع كتاب أو مخطوط لم يطبع بعد ؟‬ ‫يوجد معدا للطبع ‪ :‬ـ الظل الوريف في تأبين من هو أحق بكل تشريف‪.‬‬ ‫ـ من خالل هذا الحوار يتضح أن مسارك العلمي زاخر بالعطاءات‪ ،‬هل فكرت في تدوين سيرتك الذاتية؟‬ ‫نعم لدي مشروع كتابة السيرة الذاتية ولكني لحد اآلن ال أجد الوقت الكافي لذلك‪.‬‬ ‫ـ كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار الشيق ؟‬ ‫أشكركم على استضافتي وأتمنى لهذا المشروع التوفيق والنجاح‪.‬‬ ‫بدورنا نشكرك شكرا جزيال أنك أتحت لنا من وقتك هذه الساعات‪ ،‬نتمنى أن نراك دائما في صحة وعافية وعطاء‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫القالدة الفضية لمهرجان السينما‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬ ‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫هذه شذراتٌ سردي ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر ُ‬ ‫المبدعة من شُرفةِ‬ ‫ِّيشة‬ ‫درب الحيارى‪ ،‬والمكلومين‪،‬‬ ‫الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حُدا ٍء َفجريٍّ على ِ‬ ‫والحالمين بمساقطِ الغيثِ الخضير‪ ..‬صحيحٌ َّ‬ ‫أن هذه الشَّذرات اختارت‬ ‫لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫ونفس ًا قصيراً‪ ،‬لكنَّها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫اللمحةِ في غاللةٍ‬ ‫نثريَّةٍ فنيَّةٍ ذاتِ ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحّبَ بها‪ ،‬وفتح ذراعيه لساللها‪،‬‬ ‫فقد أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربّما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪ ،‬واخضالل‬ ‫المآب ‪..‬‬

‫ذكــرى‬

‫‪...‬قبل ْ‬ ‫أن يؤلف مهرجان سينما البحر األبيض المتوسط‬ ‫بتطوان أوَّل لقاء منذ ثالث وثالثين سنة بين قلوب جمهور‬ ‫«السينيفيل»‪ ،‬يتذكر كاتب هذه السطور‪ ،‬أنَّه كانت جماعة من‬ ‫محبِّي السينما يزرعون بذوراً في األيام الخوالي‪ ،‬هذا المشتل‬ ‫النبيل‪ ،‬ليتمَّ الحصاد بفاعلية تستدعي اإلعجاب واالحترام ‪.‬‬ ‫مازالت السينما تواكب الحياة‪ ،‬من األحداث السياسية‪ ،‬كما‬ ‫أنَّها ال تخلو من إبداع بمَلكة الخيال وسحر النصوص لتمتُعها‬ ‫بالحرية في الدوَّل الغربية ‪.‬‬ ‫ أتتْ رياح شهر مارس ‪2019‬م بعدة أفالم دولية‪ ،‬من بينها‪،‬‬‫فيلم «كريطا»‪ ،‬من تأليف «رايْي ايت» لقصة يحكي فيها بعد وفاة‬ ‫امرأة‪ ،‬وقد خلفتها ابنتها‪ ،‬لتنتقل هذه األخيرة إلى «مانهاتان»‪،‬‬ ‫ولتربط عالقة صداقة مع أرملة تحيا وحيدة هناك‪ ،‬لتعيش معها‪،‬‬ ‫بعد ْ‬ ‫أن تكتشف النوايا السيئة لهذه األرملة‪ .‬لتبدأ بمضايقتها‬ ‫وعرقلتها أثناء المعاشرة‪ .‬وهو فيلم من ادْراما الرُعب‪ ،‬من إخراج‬ ‫«نيل جوردان» وبطولة «كلوي جريس‪ -‬إيزابيل هوبيرت» ‪..‬‬ ‫– فيلم «قابطان مارفيل» وهو عبارة عن مغامرة بخيال‬ ‫علمي‪ ،‬لشخصية عسكرية من الجيش الجوي‪ ،‬تعرَّضتْ لحادثة‬ ‫طيران‪ ،‬فتتغير جيناتها لتمنحها قوَّة خارقة‪ ،‬إذ أصبحتْ تمتلك‬ ‫قدرات غير عادية شجعتها على الدخول في صراعات لمغامرات‬ ‫خيالية‪ .‬الفيلم من تأليف «ريان فليك»‪ ،‬واإلخراج ل»أنا بودن»‬ ‫بينما البطولة كانت ل»بري الرسون» ‪..‬‬ ‫– ثمَّ فيلم حديث العهد‪ ،‬يعالج قضايا تربوية تحت عنوان‬ ‫«موسطانك» أي الحصان ‪ .‬أحداثه تدور حوْل شخص سجين‪،‬‬ ‫أُدينَ باستعماله العنف‪ .‬له بنت وحيدة تعيش في ظروف صعبة‪.‬‬ ‫أعْطتْ له المحكمة فرصة من أجل إعادة التأهيل‪ ،‬بمشاركته في‬ ‫برنامج عالجي‪ .‬وهو تدريب األحصنة‪ ،‬ومن هناك جاء عنوان الفيلم‪.‬‬ ‫من تأليف «بروك نورمان» واإلخراج ل»لوري ذي كليرمو» وبطولة‬ ‫«ماتياس شوينارتس» ‪ ..‬ثم تجدر اإلشارة أيضا ومن صدف شهر‬ ‫مارس وفاة إحدى السنيمائيات الفرنسيات والعالمية «أنيس‬ ‫فاردا» (‪1928/2009‬م)‪ ،‬وقد كانت من طالئع الموجة الجديدة‬ ‫في الفن السابع‪ ،‬ولها أفالم عديدة منها «الصيادون الحقيقيون»‬ ‫وفيلم وثائقي «وجه قرية» مع «ج إر»‪ .‬وفيلم «شواطئ أنييس»‬ ‫سنة ‪2008‬م‪ .‬كانت «أنييس فاردا» تمثل األنوثة في حياتها وفي‬ ‫السينما‪ ،‬وتطالب بالمساواة بين المرأة والرجل‪ .‬وهي التي قضتْ‬ ‫في شهر مارس ‪2019‬م‪ – .‬تحضرني رحلة عبر الذاكرة لهرمين‬ ‫من السينما العالمية‪ ،‬في حضرة لقاء بين «ليز تايلور» و«روك‬ ‫هودسون»‪ ،‬وقد كانت للروعة التي تنبعث منها شرارات ضوء‪،‬‬ ‫ليأخذ الجمهور اإلحساس الفني إلى مداه‪ .‬كما كان لقمة اإلبداع‬ ‫عند لقاء «جون فورد» و«جون واين» في أفالم «الويستيرن»‪ ،‬إذ‬ ‫كنا نشعر بإحساس مذاق الفن السابع التي يأبى النسيان ‪.‬‬ ‫– تميَّزت هذه الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان‬ ‫باستضافة شرفية للسينما الفلسطينية‪ ،‬لبريقها الدائم بالمقاومة‬ ‫والجهاد ‪.‬‬ ‫– إلجادة صفة المهرجان‪ ،‬افتتحته الفنانة جميلة الزواق‬ ‫وجوقها النسوي األندلسي بتوشيحات من الطرب الرفيع‪ ،‬من‬ ‫تقديم أسماء لهما رنين عبر األثير‪ ،‬وهما حورية بوطيب وباسكال‬ ‫طورو‪ .‬ومما تعاطه رئيس المهرجان األستاذ حسني من مختصر‬ ‫الكالم حتى يُدْرك الجمهور جيداً‪ ،‬الترحيب بجميع الفعاليات‬ ‫الفنية بمعية الحضور الكريم‪ .‬مثلما أبلغ مدير المهرجان األهداف‬ ‫المتوخى من الرسالة النبيلة لهذه التظاهرة الفنية‪ .‬ولقد ترك‬ ‫المقدمان «حورية‪-‬باسكال» انطباعاً طيباً‪ ،‬بأسلوب عرضهم‬ ‫لبرنامج المهرجان باحترافية‪ ،‬إذ احتوى على لقاءات وندوات‬ ‫ومحاضرات‪ ،‬وجوالت مستديرة‪ ،‬مع أوراش للتالميذ اإلبتدائي‬ ‫والثانوي‪ .‬بيد َّ‬ ‫أن العروض السنيمائية لحوالي الخمسين أضاءتْ‬ ‫أفالمها صاالت «أبنيدا» و«إسبانيول» وقاعة البعثة الفرنسية‪،‬‬ ‫مع لقاء بالبعثة الثقافية «سيرفانطيس»‪ .‬فسرْعان ما أُعلِنَ عن‬ ‫تكريم الممثل المغربي‪ ،‬محمد الشوبي‪ ،‬بمختلف أعماله الفنية‬ ‫المسرحية منها والسنيمائية‪ .‬حرَّرَ ورقة في حقه األستاذ محمد‬ ‫اجماهري‪ ،‬حيث صاغ على لسان زوجته (محمد الشوبي)‪ ،‬التي‬ ‫تهادتْ إلى ملمح التزامه مع قضية بالده‪ .‬وهو المحرٍّرُ قريب‬ ‫من الشوبي وقريب إليه ويُحبُّهُ أكبر من نفسه‪ .‬ستكون صيغة‬

‫أقرب إلى بساطة الشجرة من يوم مولدِهِ‪ ،‬إلى آخر يوم في عمره‪،‬‬ ‫وهي واحدة من خيال‪ .‬سنطا ِردُ الضوْء خيطاً مضيئاً جداً‪ .‬هو فتى‬ ‫عجبَ به محرِّرُ الكلمة‪ .‬محمد الشوبي هو الذي‬ ‫نوراني‪ .‬وقد أُ ِ‬ ‫صنع صورته الشخصية بين السينما والكتابة في مشهد الحياة‪،‬‬ ‫ونهم الحياة‪ ،‬وإذا به يعشق الحنَّاء ‪ ..‬بصورة متواترة شاهد‬ ‫الحضور منتوج فيلمين قصيرين ألطفال مدرسة سيدي إدريس‬ ‫بتأطير «دنيس كلين» واألستاذة عادلى الطاهر‪ .‬وبتأطير عماد‬ ‫بادي تمَّ لتالميذ ثانوية القاضي عياض بكتابة وإخراج فيلم‬ ‫قصير تحت عنوان»فيكسيون» ‪ ..‬من باب االلتفاتة حرص يونس‬ ‫العمارتي مدير «بولوري لوجيستيك» على تقديم هدية كامرا‬ ‫«أش‪-‬د» إلى أصدقاء السينما‪ ،‬ليتسلمها السيد إدريس ادكايكة ‪.‬‬ ‫كانت العيون المحذقة واآلذان الصاغية تلتقط نتائج التباري‬ ‫بين األفالم‪ ،‬بدْءاً بجوائز األفالم الوثائقية‪ ،‬من تقديم رئيس‬ ‫اللجنة مالك بن اسماعيل‪ ،‬واإلفصاح عنها على لسان رُفيْدَة‬ ‫أوْرَايْدي‪ ،‬وقد تميَّز الفيلم األول بكتابات النصوص التي احتوتْ‬ ‫على مقاربة سردية‪ .‬فأعلنت على فيلم «االنجراف من المسار»‬ ‫وهو العمل األول ل»كاسييراس كاييكو» من إسبانيا‪ .‬تبعثها‬ ‫الجائزة الخاصة‪ ،‬مسلمة من نقابة المحامين بتطوان لفيلم‬ ‫«فوسطوك ‪ »20‬ل «سيلفيرو إليزابيط»‪ .‬أعلنتْ عليها «ريبيكا‬ ‫ديباس»‪ ،‬لتتسلمه الصحفية مْتوَلي من يد نقيب المحامين ‪.‬‬ ‫لم تتأخر حورية وباسكال عن اإلعالن عن الجائزة الكبرى‬ ‫لمدينة تطوان‪ ،‬تحت األضواء الكاشفة والتصفيقات الحادَّة‪ ،‬والتي‬ ‫ذهبتْ إلى فيلم «تأتون من بعيد»‪ ،‬من إخراج أمال رمسيس من‬ ‫مصر‪/‬لبنان‪/‬إسبانيا‪/‬قطر‪ .‬وهي لحكائية من عمق العمل البحثي‪.‬‬ ‫وقد تسلمتْ الجائزة السيدة سامية من فلسطين ‪.‬‬ ‫ذهب الظن إلى تكريم قامة سنيمائية إسبانية في شخص‬ ‫المخرج «لويس مينايرو»‪ ،‬لعديد من أعماله اإلبداعية‪ .‬خاطب‬ ‫حصاده الفني الدكتور محمد الرْكاب بويْسْف‪ ،‬بخطوات تألق‬ ‫من خاللها على مستوى اإلخراج‪ ،‬وله قدُرات إلنتاج المزيد من‬ ‫اإلبداع السنيمائي‪ .‬عوْدة إلى حورية‪-‬باسكال‪ ،‬ومن أهمّ ما ذكراه‬ ‫للفائزيْن بأدوار األفالم الطويلة النسائية منها وقد اهتدتْ إليها‬ ‫«بيناتُرْكُ» في فيلم «إدمان األمل»‪ ،‬للمخرج «إدْواردو أنجيليس»‬ ‫من إيطاليا‪ ،‬أفصحتْ عنها «مريم ميزيير»‪ .‬فكان أحسن دَوْر‬ ‫رجالي ل «زياد بكري» وهي ذي غواية‪ ،‬أنشدتها السيدة «بيلين‬ ‫إسمير» من فيلم «مافاك» للمخرج بسّام جرباوي من فلسطين‬ ‫‪/‬الواليات المتحدة األمريكية‪/‬قطر ‪ ..‬أعقبتها جائزة «عز الدِّن‬ ‫مْدُّور» األولى لإلنتاج الفني‪ ،‬أعلنتْ عنها «سوزان كوامي»‪ ،‬وقد‬ ‫حظي بها فيلم «مافاك» للمخرج بسام جرباوي من فلسطين ‪/‬‬ ‫أمريكا‪/‬قطر (‪ .)2018‬ثمَّ حان اإلعالن عن جائزة لجنة التحكيم‬ ‫لجائزة «محمد الرْكاب»‪ ،‬جاءتْ على لسان جمال السويسي لفيلم‬ ‫«سيبل»للمخرج «كيوم جيوفاني» من فرنسا‪/‬تركيا‪/‬ليكسامبور‪/‬‬ ‫ألمانيا‪ ..)2018(/‬بضليع في عباراتهما‪ ،‬حورية‪-‬باسكال يدعوان‬ ‫«روبيرطوجياكومو» لإلفصاح عن جائزة «تامودة» التي ذهبت‬ ‫إلى فيلم «إدمان األمل» للمخرج «إدواردو ذي أنخليس» من‬ ‫إيطاليا ‪ .)2018(،‬الجائزة عرضتها والية طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪.‬‬ ‫أجل‪ ،‬بدا باسكال وحورية يُعلنان عن ذكر خاص‪ ،‬على لسان‬ ‫الممثلة «سونيا عكاشة» لفيلم «ال نهاية»‪ ،‬لمخرجه «إسطيبان‬ ‫أليندا» و«خوسي إسطيبان أليندا» من إسبانيا‪ .‬والممثلة «سونيا‬ ‫عكاشة» في فيلم «ثالث م لتاريخ لم يكتمل» للمخرج سعد‬ ‫الشرايبي من المغرب ‪ .)2008 (،‬وبمنطوق الجهر تيسَّرَ لحورية‬ ‫وباسكال‪ ،‬بملكة من سحر الكالم عن اإلعالن عن جائزة النقد ل‬ ‫«مصطفى المسناوي»‪ ،‬وإذ نودِيَ على رئيس لجنة النقد‪ ،‬وهو‬ ‫يصعد‪ ،‬محمد الكالوي على خشبة المسرح «برَبْطة المعلم»‬ ‫تحت األضواء الكاشفة‪ ،‬لهندسة شعرية‪ ،‬وليرفع الحجاب عن فيلم‬ ‫«إدمان األمل»‪ ،‬الذي نال رضا اللجنة‪ ،‬لترتفع حرارة التصفيقات‬ ‫عند استيالم «إدواردو آن خليس» لجائزة مصطفى المسناوي‪.‬‬ ‫إنّه مهرجان يمارس اإلبداع منذ ذلك الجلوس األوَّل من ثالث‬ ‫وثالثين سنة خلتْ وهو يتكشفُ عن سحر السينما‪ ،‬وهي بداية‬ ‫ال كالبدايات‪ ،‬وقد استحق المهرجان هو أيضاً جائزة االستمرارية‬ ‫ليجنح إليها ‪...‬‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫قطب الري�سوين‬ ‫‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫والب�سمات‪..‬‬ ‫َت ْنهالُ عليهِ التَّحايا‬ ‫ُ‬

‫وال�ص ُ‬ ‫اليوم واللَّيلةِ ‪..‬‬ ‫تطبلُ كثري ًا لأعمالهِ يف‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫حف ِّ‬ ‫أ�صدقاء من حولهِ �أ�شكالٌ‬ ‫ولغات‪..‬‬ ‫وال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫وكلمات َّ‬ ‫معطر ٌة !‬ ‫�شميم لعينيهِ ‪..‬‬ ‫ويف كلِّ عي ٍد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪...........................‬‬

‫ٌ‬ ‫ويعاود ُه كلَّما انتب َذ مكان ًا مبقهى‬ ‫يكر يف ذاكرتهِ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫�رشيط ُّ‬ ‫املتقاعدين‪..‬‬

‫رؤيـــا‬ ‫ٌ‬ ‫�سنبلة تزهو ب�ضفائرِ ها َّ‬ ‫ال�شقراءِ ‪ ..‬وتُ�صلّي للغيمةِ التي‬ ‫«‬ ‫أطعمتْها‪..‬‬ ‫� َ‬ ‫ُ‬ ‫مو�سم ُي ُ‬ ‫َّا�س‪،‬‬ ‫قاب قو�سني �أو �أدنى من‬ ‫ٍ‬ ‫واملدينة َ‬ ‫غاث فيه الن ُ‬ ‫وحتبلُ اخلوابي‪.»..‬‬ ‫َ‬

‫منامه كلَّ ليلةٍ ‪ ،‬وما زالَ يبحث عن رِّ ٍ‬ ‫معب لها‪،‬‬ ‫ر�ؤيا‬ ‫ُ‬ ‫تداعب َ‬ ‫يزرع يف نف�سهِ �أم ًال �أخ�رض‪..‬‬ ‫ُ‬

‫برك ٌة‬ ‫يفارق‬ ‫متعمماً‪ ،‬ذا حليةٍ بي�ضاء‪ ،‬ال‬ ‫ُ‬ ‫كان �شيخ ًا ب�رسيرةِ طفلٍ ‪ِّ ..‬‬ ‫ُفارقه‪..‬‬ ‫ع�صاه‪� ،‬أو ال ت‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫إبحار يف املجهولِ ‪..‬‬ ‫غمغمة‪،‬‬ ‫حديثه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونظراته � ٌ‬

‫ويوزعه على �أطفال‬ ‫يوم يحملُ كي�س ًا من احللوى‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويف كل ٍ‬ ‫املدينةِ‪..‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫قالت ج ّدتي‪:‬‬

‫كُ نّا ن َْ�ست َْ�سقي به‪ ،‬فن ُ‬ ‫ُغاث !‬


‫العدد ‪988‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)8‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪،‬‬ ‫سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫[الرسالة السابعة والعشرون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد‬ ‫أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض‬ ‫ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيد محمد‪ ،‬أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز‪ ،‬وعلمنا ما تضمّنه تفصي ًال وإجما ًال‪ ،‬وذكرت شروعكم‬ ‫في القراءة يسّر اهلل وأعان‪ ،‬بيد أنّك لم تُسمّ المقروآت عدى األلفية التي استبدلت‬ ‫بها ألفية بناني التجاني‪ ،‬ولم تخبر بقراءة الدّماء على ابن الخياط‪ ،‬كما أنّك لم‬ ‫تسمّ سبب الهرج الواقع بين طلبة المدارس‪ ،‬نطلب اهلل أن يكون ذلك تمّ بخير‪.‬‬ ‫كتْب إعارة البيت الذي أنت به‪،‬‬ ‫وما طلبك به سيدي أبوجيدة بواسطة (ق) من ِ‬ ‫ود ْفعه له خشية نجل أخيه فال بأس به‪ .‬وأمس تاريخه توفي والد الصبّاغ صهر‬ ‫الخطيب‪ ،‬ووالدة راغون‪ .‬وأمر الضريبة تمّ أمرها‪ ،‬وعلقت اإلعالمات بها في بعض‬ ‫األز ّقة‪ ،‬وأنّه سيقع الشروع في تقويم األمالك في منتصف هذا الشهر‪ ،‬واألمر هلل‪.‬‬ ‫وما استفدت من نفع السفير لذلك السمسار إ ّال أن يكون توسّط له في اإلبقاء على جُعْل كغيره‪ ،‬وكما ُطلب من‬ ‫ابن يوسف فأبى هذا المستثنى‪ ،‬هو الذي أشيع ال غيره‪ .‬والسكويلة الفرنسوية تتبع بغيرها‪ ،‬وإن كانت هي األهم‬ ‫عندهم‪ ،‬وقد أذن في االنتصاب للشهادة لولد ابَّ عيسى‪ ،‬قالوا‪ :‬بواسطة ذي المخالة‪ ،‬كما أذن في ذلك ُ‬ ‫قبل للفقيه‬ ‫المدرّس ولد الفرطاخ‪ ،‬وقد قيل لي‪ :‬إنّه ذهب إلى الناظر وطلب منه الترتيب في جامع يؤمّ فيه ويخطب‪ ،‬ويوعظ‬ ‫ويدرّس‪ ،‬فقال له على سبيل االستهزاء‪ :‬إذا سافر سيدي مصطفى أفيالل نرتبك في جامعه‪ ،‬فلمّا خرج من عند الناظر‬ ‫لقي الحاج عبد اهلل‪ ،‬فسأله عن سفر أخيه المصطفى متى هو؟ فأجابه بعدم علمه به‪ ،‬مس ّلماً على السادات الفاسيين‪،‬‬ ‫وسائر طلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة‪ ،‬وأبناء العمّ وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم في ‪ 9‬محرم الحرام فاتح عام ‪1328‬هــ‪.‬‬ ‫[الرسالة الثامنة والعشرون] ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات‬ ‫األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫وعلى ولدنا البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‬ ‫أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األغز بعد أن كان يقع‬ ‫اإلياس منه‪ ،‬لما يسمع من التعرّض للر ّقاصين‬ ‫وأخذ المكاتيب منهم‪ ،‬كما وصل كتاب ابن العم‪،‬‬ ‫وقد شنفت فيهما اآلذان واألسماع بالحادث المسلم‬ ‫بتلك األصقاع‪ّ .‬‬ ‫وأن الواقع خالف ما في الجريدة من‬ ‫األنباء الحميدة‪ ،‬وصرنا ممّا شرحته من تلك األهوال‬ ‫على بال‪ ،‬وأيّ بال‪ ،‬على أنّه قد شاع هنا عند األجانب‬ ‫ما هو أشنع‪ ،‬وإن كنت لم تعرج عليه‪ ،‬وربّما يشعر به‬ ‫قولك سيسافر الكمندار‪ ،‬اللهمّ ّ‬ ‫سكن روعة اإلسالم‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد ّ‬ ‫اطلعت والدتك على ما في الكتابين‪،‬‬ ‫وقلت لها إن ولدك أحد شخص في ماليين من‬ ‫األشخاص‪ ،‬وأنّه عندي لمغبوط بالمكث هناك في‬ ‫هذا الوقت ومشاهدته لتصرفات األقدار بحيث إن‬ ‫أطال اهلل عمره يحدث ما يحدث به من ذلك‪ ،‬كما‬ ‫تجدون أنتم ما تحدثون به عن وقعة الجبليين‪،‬‬ ‫فسكن جأشها لذلك‪ ،‬وبذلك أجبت العربي الخطيب‬ ‫إذ سألني عن مكاتيبك‪ ،‬وكأنّه حمد أمر قدومه‪،‬‬ ‫فقلت له‪ :‬فاتك أمر تحدث به طول عمرك‪ ،‬نعم كنت‬ ‫خائفا من انقطاع القراءة ألجل هذا الواقع‪ ،‬فلمّا أخبرت بأن الفقهاء ال يصدّهم ذلك عن اإلقراء نشطت‪ ،‬وال يضر‬ ‫ارتفاع األسعار‪ ،‬وقد كنت وهلل الحمد أحرزت النفقة بقرب نزول الحارث‪ ،‬وأخبرتَ ّ‬ ‫أن الدراوي ساع في تنفيد حمام‬ ‫السوق الفوقي‪ ،‬ومحاول للتشبث بالفقيه ّ‬ ‫الدّكالي‪ ،‬وأنّه ال يجيبه فيما يظهر‪ ،‬فالعجب من هؤالء الناس لم يبق‬ ‫للمخزن نظر وال تصرّف في المراسي وال في مستفادها فجعلوا يتسلطون على األحباس‪ ،‬ويريد ّ‬ ‫كل واحد ممن له‬ ‫القدرة على هذه التعلقات أو االرتشاء‪ ،‬أن يأتي بتنفيذ ما فيه الكفاية له‪ ،‬مع ّ‬ ‫أن هذه األحباس تضايقت وكادت أن‬ ‫ال تقوم بمنفذاتها‪ ،‬والنظار وخصوصا المصطفى في حيرة عظيمة من ذلك‪ ،‬واألمر هلل‪ .‬هذا ولتكن باحثا عن قراءة‬ ‫ما لم تقرأه من البيوع واإلجارة‪ ،‬عسى أن تلفق قراءته إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬مسلماً على طلبتنا وابن يوسف‪ ،‬ومن هنا‬ ‫الوالدة واإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪ 4 .‬ربيع ‪1329 2‬هـ وفي سبيل اهلل ما لقيته من فزع يوم الثالثاء‪.‬‬ ‫[الرسالة التاسعة والعشرون] ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه‬ ‫فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وعلى الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد‪ ،‬أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز يوم تاريخه مؤرخا بعاشر ربيع الثاني‪ ،‬فكان بين وصوله وتاريخه ‪ 54‬يوما‪ ،‬وقد كان‬ ‫وصلني منك كتاب قبل هذا مؤرخ بعضه بـ ‪ 25‬ربيع ‪ 2‬وبعضه ب ‪ 27‬منه‪ ،‬فأردت أن أحمل الواصل اآلن على الغلط‬ ‫في التاريخ فمنعني من ذلك ذكرك فيه اإلحالة على كتابك البن عمك‪ ،‬قائ ًال‪ :‬إن لم تكن مزقته يد الجناية‪ ،‬مع أني‬ ‫كنت أجبتك أوائل جمادى ‪ 1‬بمطالعة واستيعاب ما فيه فتيقنت أن ال غلط في هذا التاريخ‪ّ ،‬‬ ‫وأن الواصل قبله متأخر‬ ‫عنه قطعا‪ ،‬ولم يصلك جوابه‪ ،‬وهذا مما يقضى منه العجب‪ ،‬وقد كان أقلقنا بطء المكاتيب وتشوشنا من ذلك بال‬ ‫مزيد عليه‪ ،‬خصوصا الوالدة‪ .‬وفي أمس تاريخ وردت في البوسطة األلمانية مكاتيب ألناس‪ ،‬منها ما هو قديم التاريخ‪،‬‬ ‫وأحدثها تاريخا كتاب الركيك للدليرو‪ ،‬فإنّه مؤرخ بـ ‪ 27‬جمادى ‪ ،1‬وقد أطلعني عليه الدليرو فألفيته تعرّض لوصول‬

‫المحلة الفرنسوية لفاس‪ ،‬وفرار البقاة من بني مطير وغيرهم‪ ،‬وما جرى في ذلك‪،‬‬ ‫ومالقاة الجلنار بالسلطان إلى غير ذلك‪ ،‬بيد أنّه أخبره أنّه ال قراءة هنالك زمان‬ ‫هذه الفتنة‪ ،‬وأنت أخبرت بوجودها‪ ،‬وإبدالك نصاب ابن الخياط بنصاب المراكشي‪،‬‬ ‫فإن كان ما أخبرت به متقدّما في ذلك التاريخ ثم انقطع‪ ،‬وما أخبر هو به حدث‬ ‫بعده فذلك‪ ،‬وإال فبين الخبرين تعارض واهلل أعلم بحقيقة األمر‪ ،‬ثمّ ّ‬ ‫إن وصول هذا‬ ‫الكتاب لم يكف في إزالة التشويش لطول عهده‪ ،‬فالبدار البدار بالكتابة‪ ،‬وشرح‬ ‫الحال حتى يسكن الجأش ويطمئن البال‪ ،‬أما وولد الخطيب فإنه عزم على اآلن‬ ‫على التوجه لمصر بقصد القراءة بها‪ ،‬إذ له الولوع التام بأمر القراءة‪ ،‬وقد زين‬ ‫له أمر ذلك به‪ ،‬وال شك ّ‬ ‫أن ذلك المحل يوجد به علوم اآللة ما ال يوجد بفاس‪،‬‬ ‫وعلى اهلل التكالن‪ ،‬وولد المرير ساكن يقرأ هنا‪ ،‬وإن كانت نفسه متشوقة إلى‬ ‫الرجوع لفاس‪ ،‬مسلما على ابن يوسف وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة‪ ،‬وأبناء‬ ‫العمّ وسائر األحبّة والسالم‪ 24 .‬جمادى ‪ 2‬عام ‪1329‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة الثالثون] ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد‬ ‫أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض‬ ‫ماجريات األحوال]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل‬ ‫وعلى الفقيه البار السيد عبد الغني أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األغر تاريخ فاتح شهر ‪ ،6‬فأزاح ما كان حصل من األوهام‪ ،‬وأمس أمس تاريخه كتبت لك كتابا‬ ‫جوابا عن كتاب ورد في ذلك اليوم‪ ،‬مؤرخا بـ‪15‬ربيع ‪ ،2‬مع كتب شتى من مسالك مختلفة التواريخ‪ ،‬أحدها كتاب الركيك‬ ‫للدليرو‪ ،‬وقد أطلعني عليه‪ ،‬وفيه حديث وصول الحفلة الفرنسوية‪ ،‬و بعض ما ألممت به في هذا الكتاب‪ ،‬و أظن و اهلل‬ ‫أعلم أنه يصل‪ ،‬ولم أكتب لك في هذه المدة إال الكتاب الذي أخبرت بوصوله ساعة الكتابة‪ ،‬و كتابا آخر بعده بأيام ‪8‬‬ ‫للعلم بانسداد الطرق‪ ،‬و جميع ما شرحته في هذا صرنا منه على بال‪ ،‬وقولك شرح الحال يضيق منه الصدر وال ينطلق‬ ‫اللسان هو المتعين‪ ،‬فالحذر الحذر كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان‪ ،‬وشاع الخبر هنا بتولية‬ ‫ابن غبريط صدارة الوزارة‪ ،‬وأمر طلب النزهة وبطالة القراءة رأيته في كتاب الركيك‪ ،‬وما أحسن مالزمتك في هذه‬ ‫األيام نصابي البخاري والموطأ ومختصر ابن القرشي‪،‬‬ ‫وفي هذه األيام يتوجه العربي الخطيب لمصر بقصد‬ ‫القراءة بها‪ ،‬وال شك أنها موجودة هنالك بكثرة‪ ،‬خصوصا‬ ‫العلوم اآللية كالحديث و التفسير‪ .‬نعم‪ ،‬الفقه المالكي‬ ‫ال أظنه إ ّال أن يكون معدوما هنالك رأسا‪ ،‬وهذا الولد‬ ‫كثير الولوع‪ ،‬شديد القوة في طلب العلم‪ ،‬وقد أخبرني‬ ‫من يدري قراءة ذلك البلد الدراية التامة‪ ،‬وهو الحاج‬ ‫عبد الوهاب لوقش أن القراءة بمصر خير منها بفاس‬ ‫من جميع الوجوه‪ ،‬ونحن في هذه البلدة مالزمون على‬ ‫إخراج اللطيف‪ ،‬وقد ترك الزواق قراءة المختصر ألجله‪،‬‬ ‫تقبل اهلل‪ .‬وأهل الدار وجميع األهل سالمون وهلل الحمد‪،‬‬ ‫نحب أن ال تغيب عنا شيئا من أخباركم‪ ،‬و خصوصا النفقة‬ ‫فإني أخشى أن تكون نفدت في هذا الحصار‪ ،‬و لم تُعلم‬ ‫بسعر ما عدى السكر و اللحم و الجاز‪ ،‬أما الخبز فما ذكرت‬ ‫لها سعرا‪ ،‬وأخر هل عادت القراءة األصلية أم ال‪ ،‬والكتاب‬ ‫الذي سألت عن وصوله الذي أشرت فيه لطلب النزهة‬ ‫لم يصل‪ ،‬مسلما على ابن يوسف و طلبتنا‪ ،‬و من هنا‬ ‫الوالدة واإلخوة وأبناء العم‪ ،‬و سائر األحبة و السالم في‬ ‫‪ 6‬جمادى‪ 2‬عام ‪1329‬هـ‪.‬‬ ‫[الرسالة الواحدة والثالثون] ‪:‬‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل‬ ‫بتطوان‪ ،‬إلى نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته‬ ‫بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض‬ ‫ماجريات األحوال]‬ ‫الحمد هلل وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫وعلى الولد البار الفقيه السيد عبد الغني السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك لي‪ ،‬وأخران إن للوالدة وأصغر األخوة‪ ،‬أفادت كلها عافيتكم وسالمتكم من سالف الخطوب‪،‬‬ ‫أمنكم اهلل‪ .‬و أخبرت بما يشفي و يكفي من قصص ثوار القبائل مع الجيش الفرنسوي‪ ،‬و ال حول و ال قوة إال باهلل‪ ،‬فإن‬ ‫هؤالء الثوار لو كان لهم نظر في عواقب أمرهم و تذكروا احتالل الدار البيضاء و ما بالعهد من قدم‪ ،‬و ما كان من‬ ‫طغاة القبائل المجاورة لها من البغي و العناد‪ ،‬و هو يعاملهم تارة بالقوة الفعالة‪ ،‬و تارة بالسياسة حتى أصبحوا اليوم‬ ‫طوع بنانه‪ ،‬و ملكهم و قائدهم بأزمتهم يستخدمهم حتى في االنتصار على إخوانهم في الدين‪ ،‬لكان لهم واعظا و‬ ‫زاجرا عما تمالئوا عليه أن يكون هؤالء الثوار أشد قوة من أولئك كال‪ ،‬وعما قريب يتبين لك الرشد من الغي ألمر قدره‬ ‫اهلل في هذا الوقت وأراده‪ ،‬وأمّا الصبنيول فبعد أن كان طمع في احتالل البلد كما وصلكم‪ ،‬وبنى ذلك على تخلف ط‬ ‫عما التزمه له في شروط المؤتمر من إحداث طريق من سبتة إليها على الطراز الجديد‪ ،‬قيل له‪ :‬إن الملتزم اآلن عاقه‬ ‫عن الوفاء بما التزمه ما تراه وما تسمعه‪ ،‬فأخرج العسكر والخدمة ومن سبتة‪ ،‬وجعل يختط الطريق فتشوش من ذلك‬ ‫أنجرة والحوزية وأهل البلد‪ ،‬وكتب للنائب بطنجة فأجاب بما ذكرناه‪ ،‬وأنه ال بأس‪ ،‬ووقع التواتر هنا أن الصبنيول منع‬ ‫من احتالل هذه البلدة ما دامت مطمئنة‪ ،‬لكن أين هو االطمئنان وهو يدل على عدمه األموال‪ .‬وقد أنزل الصبنيول‬ ‫‪ 800‬عسكرا بالعرائش ووجه بعضه ‪ 500‬للقصر في صورة االحتالل معلال ذلك بخروج بارود عظيم بالقصر ليال‪ ،‬واهلل‬ ‫أعلم بمن أهبطه من الجبل‪.‬‬ ‫قيل لي إن جريدة اليوم أخبرت بأن ما فعله الصبنيول بالعرائش والقصر مخالف لشروط المؤتمر‪ ،‬ويفعل اهلل‬ ‫ما يشاء‪ ،‬ونحن هذه المرة ونحن مواظبون على إخراج اللطيف بالجامع األعظم‪ ،‬تقبل اهلل‪ ،‬وابن عمك عالل هو اآلن‬ ‫متنزه بجنانه بأوالده‪ ،‬وكذا الحسن والحاج عبد السالم بأوالدهما بجنان سكيرج‪ ،‬وفي األسبوع الماضي توجه العربي‬ ‫الخطيب من طنجة لمصر بقصد القراءة بها‪ ،‬يسر اهلل له األسباب‪ ،‬مسلما على ابن يوسف وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة‬ ‫واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة‪ ،‬والسالم‪ .‬في منتصف جمادى ‪ 2‬سنة ‪1329‬هــ‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫بيدرو مارثينث مونتابيث‬ ‫‪PEDRO MARTINEZ MONTAVEZ‬‬ ‫عميد المستعربين اإلسبان‬ ‫مدخل ‪:‬‬

‫تقول المستعربة « كارمن رويث برابو ‪ »CARMEN RUIZ BRAVO‬إن الجهود‬ ‫التي بذلها المستعربون اإلسبان وطبيعة دراستهم هي جديرة باالعتبار‪ ...‬وإن جهودا كبيرة‬ ‫قد بذلت من أجل التعريف باألدباء العرب في إسبانيا‪ ،‬ولنا أمثلة كثيرة على ذلك نذكر‬ ‫منها اجتهادات آسين بالثيوس «المستعرب الكبير الذي اكتشف تأثير ابن عربي في شعر‬ ‫الزهد اإلسباني واألوروبي‪ ،‬وتأثير رسالة الغفران في كوميديا دانتي غير أن نظريات هذا‬ ‫العالم الكبير وأفكاره لم تنشر كما ينبغي باعتبار صاحبها من كبار الرواد والمثال الثاني‬ ‫الذي نذكره هو المستعرب بيدرو مارتنيث مونتابيث‪ ،‬أكبر مختص أروبي في األدب العربي‬ ‫الحديث‪ ،‬والذي كشف ألوربا عن قيمة األدب العربي في كتابه «مختارات من األدب العربي»‬ ‫الذي صدر سنة ‪1985‬م‪ ،‬والذي تضمن أسماء أهم شعراء العالم العربي وكتابه»‪.‬‬

‫بيدرو مارتينث مونتابيث مستعرب حيوي ‪:‬‬

‫من أبرز المستعربين اإلسبان المعاصرين المهتمين باألدب العربي الحديث ولد سنة‬ ‫‪1933‬م في قرية (خودار) بإقليم جيان‪ ،‬درس في جامعة مدريد المركزية وتخرج في قسم‬ ‫اللغات السامية وقسم التاريخ سنة ‪1955‬م‪.‬‬ ‫كانت مدينة تطوان المغربية البلد العربي األول الذي عاش فيه قبل السفر إلى الشرق‪.‬‬ ‫حيث سافر إلى مصر التي قضى بها خمس سنوات دارسا ومدرسا للغة اإلسبانية في مدرسة‬ ‫اللغات العليا بالقاهرة‪ ،‬كما عين مديرا للمركز الثقافي اإلسباني بها‪ ،‬وقد استفاد كثيرا‬ ‫من إقامته في تلك الديار‪ ،‬يقول عن هذه الفترة‪« :‬تخرجت من قسمين ‪ :‬اللغات السامية‬ ‫والتاريخ‪ ،‬واهتمامي األول شمل الدراسات العربية والتاريخية‪ ،‬ولم تعجبني شخصيا الطرق‬ ‫التقليدية في الدراسات التاريخية‪ ،‬فالذي يهمني هو فهم التاريخ بنواحيه اإلنسانية‪ ،‬ولقد‬ ‫الحظت أن الدراسات االقتصادية ما تزال متأخرة في التاريخ العربي بالنسبة لألمم األخرى‪،‬‬ ‫واستفادة من إقامتي في مصر وتحت إشراف بعض األساتذة المصريين الكبار المختصين‬ ‫في العصور الوسطى ونظرا للعدد الكبير من المخطوطات في دار الكتب المصرية التي‬ ‫تعالج أحداثا تاريخية من العصر المملوكي اخترت هذا الموضوع «ذبذبة سعر القمح في‬ ‫مصر خالل عصر المماليك»‪.‬‬ ‫كان هذا الموضوع رسالته للدكتوراه التي قدمها في جامعة مدريد سنة ‪1963‬م‪ ،‬ولكنه ما فتئ أن ترك التاريخ وتحول‬ ‫إلى األدب وخصوصا الحديث منه وذلك لسبب رئيسي كما يرى وهو إقامته في وسط عربي‪ ،‬وتجربته الشخصية في هذا‬ ‫الوسط هي‪« :‬أن الرجل الغربي المتخصص في الجامعات الغربية يأخذ كثيرا من المعلومات النظرية عن العالم العربي‬ ‫وقليال جدا من المعلومات العلمية (المعطيات الحية) بعد تخرجه من الجامعة كان يعتمد تجربتي على الخصوص ـ أن‬ ‫العالم العربي شيء ميت أو شبه ميت‪ .‬لقد اكتشفت بعد إقامتي في بلدان عربية عالما حيا‪ ،‬يعيش مثلنا‪ ،‬يتألم ويتأمل مثلنا‬ ‫أيضا‪ ،‬ذلك ما كان كشفا موحيا‪ ،‬لهذا السبب الرئيسي ابتعدت قليال عن الدراسات التاريخية ولجأت إلى الدراسات األدبية‪.‬‬ ‫وباختصار خالل إقامتي في البلدان العربية بدأت أعيش القضايا العربية وأحسها»‪.‬‬ ‫لقد استهواه األدب العربي الحديث وخصوصا الشعر‪ ،‬فأنجز في ذلك دراسات مهمة وترجم منه الكثير إلى اللغة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬فأسس بذلك جسرا قويا بين األدب العربي الحديث والقارئ اإلسباني واألوروبي‪ ،‬ومن بين هذه المنجزات نذكر‬ ‫كتاب‪« :‬الشعر العربي المعاصر» الذي ظهر سنة ‪1958‬م‪ ،‬ويتضمن مقدمة عن النهضة وعن تطور الشعر العربي من‬ ‫القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين كما تعرض فيه إلى مختلف االتجاهات الشعرية في المغرب ومصر ولبنان‬ ‫واألردن وإلى أهم المقومات الجمالية للشعر العربي المعاصر‪ ،‬ثم كتابه «شعراء عرب واقعيون» سنة ‪1970‬م‪ ،‬و «مقدمة في‬ ‫األدب العربي المعاصر» سنة ‪1974‬م‪ ،‬والطبعة الثانية سنة ‪1985‬م‪ ،‬وهو في نظر الدارسين والمهتمين أهم ما صدر عن‬ ‫الحركة االستعرابية في إسبانيا‪ ،‬إضافة إلى كتابه «فلسطين في الشعر العربي المعاصر» سنة ‪1980‬م وكتابات حول األدب‬ ‫الفلسطيني حيث يرى «أن الشعر الفلسطيني يقدم أسماء ال يرقى الشك إلى أهميتها وداللتها‪ ،‬ويؤكد هذا الشعر وجوده‬ ‫واستمراريته عبر أجيال متعددة من الشعر الغنائي»‪ ،‬ثم كتاب «أغان عربية جديدة لغرناطة سنة ‪1979‬م‪ ،‬و»األساطير‬ ‫المتوسطة القديمة في الشعر العربي الجديد»‪« ،‬مذكرات صالح عبد الصبور» و»ثالث مدن إسبانية في شعر البياتي»‬ ‫وكتاب «األدب العربي اليوم» الذي صدر حديثا‪ ،‬ويضم مجموعة من الدراسات والمحاضرات والمقاالت كان قد نشرها‬ ‫في بعض المجالت والصحف اإلسبانية‪ ،‬ويشتمل الكتاب على فصلين كبيرين‪ ،‬أولهما تحت عنوان «دراسات»‪ ،‬وثانيهما‬ ‫«مالحظات‪ ،‬قراءات‪ ،‬انطباعات»‪.‬‬ ‫يشتمل الفصل األول على مجموعة من الدراسات العربية المعاصرة مثل‪« :‬األندلس موضوع إلمام لشعر المهجر‬ ‫الجنوبي»‪ ،‬وإشبيليا وخيرالدة في األدب العربي الحديث»‪ ،‬و»غارثيا لوركا والشعراء العرب المعاصرون» و»الخيال والتخيل‬ ‫في األدب العربي المعاصر» ثم «المثقف العربي والصراع من أجل الديموقراطية»‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني فهو عبارة عن رحلة طويلة في جوانب عديدة من اإلبداع العربي واإلسباني‪ ،‬شملت نجيب محفوظ‬ ‫وجبران خليل جبران‪ ،‬وطه حسين‪ ،‬ودراسات عن الحركة األدبية النسائية في مصر المعاصرة‪ ،‬والرواية العربية الجزائرية‪،‬‬ ‫واإلسالم واألدب العربي اليوم‪ :‬إنه كتاب جدير بالقراءة والدراسة‪.‬‬ ‫وقام مونتابيث بترجمة أعمال أدبية عربية متنوعة حظي الشعر فيها بنصيب كبير‪ .‬فقد ترجم لنزار قباني مع مقدمة‬ ‫عن شعره والذي كانت تربطه عالقة وثيقة أيام كان هذا األخير مستشارا بالسفارة السورية بمدريد‪ .‬وقد راجع معه ترجمة‬ ‫القصائد والمقدمات التي كتبها ‪ .‬ويرى أن شعر نزار قباني «شعر ناضج يعبق برائحة التراث العربي‪ ،‬وفي شعره ترابط‬ ‫ونغم ووحدة داخلية عميقة أصيلة‪ ،‬وهو مجدد في الشكل والمضمون‪ ،‬استطاع أن يخلق إيقاعا وموسيقى شعرية خاصة به‬ ‫ومتميزة‪ ،‬وهو شاعر يبني عرشه على الكلمة والسيطرة عليها وامتالكها» ‪.‬‬ ‫كما ترجم ديوان أغاني مهيار الدمشقي‪ ،‬وأشعار أدونيس وأحمد دحبور وشوقي بغدادي ومحمد علي شمس الدين‬ ‫والبياتي الذي ترجم له الكثير من القصائد وكان صديقا حميما له‪ ،‬ويعتبره أميرا للشعراء العرب المعاصرين وصاحب‬ ‫مدرسة جديدة في الشعر العربي الحر لما وجد عنده من سهولة التخلص من األساليب العتيقة ومن طريقة النظم‬ ‫التقليدية ولشاعريته المرهفة «هو شاعر بطريقته المرهفة وسخريته الشفافة والنافذة التي تشف لكنها ال تصل إلى أن‬ ‫تحجب االنفعال الداخلي العميق الذي يجتاح أواره‪ ،‬يحمل الكثير من النسك والعزلة والمعرفة الواسعة الشاملة‪ .‬هو رجل ال‬ ‫يغني فقط بل يؤمن أيضا إيمانا عميقا بهذا األمل‪ .‬لكنه يحمل في جسده وفي روحه آثار تجارب وجيعة محفورة فيه هو‬ ‫سابح وعنيد لجغرافيات ومناخات متميزة ومختلفة ولظروف متناقضة ولبشر متمايزين باحث ال يتعب عن السر الجوهري‪،‬‬ ‫يالحق اإلنسان أينما كان وشعره ينمو بشكل انفجار للنفس متوتر ومتواصل باحثا عن آفاق وأبعاد كونية ال متناهية هذا‬ ‫الشعر نضج لكنه يبدو وكأنه لم يصل أي لم يحقق ذاتيته النهائية بعد ‪.»..‬‬ ‫وقام بنشر كتاب عن شعر المقاومة الفلسطينية بالمشاركة مع الدكتور محمود صبح (شعر المقاومة الفلسطينية)‬ ‫وذلك سنة ‪1969‬م ضم أشعارا لمحمود درويش‪ ،‬وتوفيق زياد‪ ،‬وفدوى طوقان‪ ،‬وسميح القاسم‪ ،‬وسليم جبران‪ .‬ويقول في‬ ‫مقدمته‪« :‬إن هذا الكتاب ليس رسالة في هجاء اليهود وال هو مديح أعمى للعرب‪ ،‬وإنما هو يريد فحسب أن يصور ظروفا‬ ‫محزنة شخصية وجماعية وإظهار قيم أدبية في نفس الوقت»‪.‬‬ ‫يعتبر مونتابيث من المستعربين اإلسبان المعاصرين الذين يبذلون مجهودا جبارا وبدون كلل في إيجاد التواصل‬ ‫الثقافي بين إسبانيا والعالم العربي كله‪ ،‬فنشاطه غزير في الميدان األدبي واطالعه واسع لما يجري في الساحة العربية‬ ‫الحديثة‪ .‬حضر الكثير من المؤتمرات األدبية العربية والعالمية كما ألقى سلسلة من المحاضرات داخل إسبانيا وخارجها‪،‬‬ ‫أشرف وما يزال على العديد من الدراسات الجامعية التي ينجزها العرب واإلسبان في جامعة مدريد المستقلة التي كان يرأس‬ ‫إدارتها وقسم الدراسات العربية واإلسالمية فيها‪ ،‬إضافة إلى منصبه الدائم كأستاذ كرسي‪ ،‬مؤسس ومدير مجلة «المنارة»‬ ‫التي صدرت سنة ‪1970‬م‪ ،‬وهي مجلة تخاطب العرب واإلسبان دون داع الستعمال وسيط بينهما‪ ،‬شارك في تحريرها‬ ‫مجموعة من المختصين العرب واإلسبان‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫وبهذا استحق مونتابيث أن يوصف من طرف الباحثين والمهتمين باالستعراب‬ ‫اإلسباني بمؤسس مدرسة الفكر العربي واإلسالمي الحديث‪ ،‬التي تعتبر الوحيدة من نوعها‬ ‫في القارة األوروبية من حيث تخصصها الملتزم بمبدأ‪ :‬إن الثقافة العربية ما زالت حية‬ ‫ترزق»‪.‬‬

‫مونتابيث وحركة االستعراب اإلسباني ‪:‬‬

‫يلح مونتابيث على استعمال كلمة االستعراب «‪ »ARABISTA‬بدل االستشراق‪ .‬ألن‬ ‫الدراسات التي بدأت في إسبانيا وازدهرت منذ وقت طويل كانت دراسات عربية وال توجد‬ ‫منذ بداية هذه الدراسات‪ ،‬دراسات في التركية ودراسات في الصينية والهندية وكلها تدخل‬ ‫في االستشراق‪.‬‬ ‫فعال‪ ،‬فقد كان المستعربون اإلسبان سباقين إلى االحتكاك بالتراث الحضاري العربي‬ ‫اإلسالمي قبل غيرهم من األجناس األوربية األخرى‪ ،‬كما أن الحضارة اإلسالمية في إسبانيا‬ ‫تركت بصماتها بارزة في الحياة الثقافية واالجتماعية وهو ما يعترف به العديد من الباحثين‬ ‫اإلسبان أنفسهم وقد أثبت الباحث اإلسباني «أمريكو كاسترو» « جيدا «الكمية الهائلة من‬ ‫المقومات والعناصر اإلسالمية التي نفذت وتغلغلت في الحياة اإلسبانية‪ ،‬وهذا في حد ذاته‬ ‫سبب كاف لكي ننفي القربى‪ ،‬ألن األمر قائم على أساس أن تأكيد الذات والهوية مبني على‬ ‫نفي اآلخر ففي صلة القربى هذه بين إسبانيا واإلسالم يمكن أن يفهم على أنه بحث عن‬ ‫هوية خاصة باإلسبان»‪.‬‬ ‫ومونتابيث نفسه يرى‪« :‬أن رصيدا ال بأس به من العادات والتقاليد وحتى من‬ ‫المعامالت الشخصية‪ ،‬ورؤية العالم ورؤية العالقات اإلنسانية بين المجتمعات وبين األقوام‬ ‫فإسبانيا ما زالت حتى اآلن مصبوغة بهذه التخصصات وبهذه الصفات العربية اإلنسانية «‪.‬‬ ‫أما الدكتور محمد علي مكي فيؤكد‪« :‬أن األدب اإلسباني هو أوثق اآلداب األجنبية صلة‬ ‫باألدب العربي نظرا للعصور الطويلة التي كانت فيها األندلس جزءا من العالم العربي‪...‬‬ ‫واألدب اإلسباني هو األدب الذي تبدو فيه تأثيرات الفكر والحضارة العربيين بحكم معايشته‬ ‫للفكر اإلسالمي في األندلس‪ ،‬وتأثره العميق له»‪.‬‬ ‫لقد اتجه االستعراب اإلسباني منذ البداية إلى األندلسيات‪ ،‬فأدى للتراث العربي واإلسالمي خدمات ال تنكر سواء‬ ‫بأبحاثه ودراساته الجادة وتحقيقه للتراث األندلسي واكتشاف مصادره ونفض غبار اإلهمال والنسيان عن كثير من المؤلفات‬ ‫المهمة التي لوالها ما رأت النور‪ ،‬كما قام المستعربون بوضع فهارس يستفيد منها الباحثون والمهتمون بالتراث األندلسي‪،‬‬ ‫وهو شيء طبيعي‪ ،‬كما يؤكد ذلك مونتابيث‪« :‬ألنه أتاح لنا التعمق في دراسة تاريخنا المشترك» ‪ .‬ولكن هذا االتجاه تطور‬ ‫في السنوات األخيرة حيث أصبح يشمل التيارات الفكرية المعاصرة «وهو االتجاه الجديد الذي بدأ في إسبانيا منذ ‪25‬‬ ‫و‪ 30‬سنة‪ ،‬وقد ازدهر وتجدد في السنوات األخيرة حيث تجد مستعربين متخصصين في نواحي معينة‪ ،‬كالتيارات الفكرية‬ ‫المعاصرة وأدب األطفال‪ ...‬إلى جانب من يتخصص في تكوين المجتمع العربي أو الرواية العراقية»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إليه فإن مجال تخصصه يعود إلى الخمسينات حيث انطلقت الدراسات الجامعية نحو تعدد التخصصات‬ ‫وتوسيع مجاالت االهتمام‪ ،‬فاكتسب معرفة واسعة واطالعا كبيرا بالتيارات األدبية العربية المعاصرة‪ ،‬وارتبط بالعالم‬ ‫العربي ارتباطا وثيقا‪ ،‬زادته األيام واألعوام متانة وصالبة‪ ،‬كما ربط عالقات متينة مع مجموعة كبيرة من المبدعين العرب‬ ‫«وقد كانت في الغالب عالقات إنسانية مباشرة تتجاوز اإلطار الوظائفي مما كان له تأثير بالغ على اهتماماتي وارتباطاتي‬ ‫كمستعرب»‪ .‬وبكل صراحة أقول إنني وجدت في األدب العربي أسماء ونظريات تسير وأسماء غريبة عالمية‪ ،‬وأعتقد أن بعض‬ ‫هذه األسماء واتجاهاتهم يمكن أن تواجه اإلنتاج الغربي‪ ،‬وأقصد هنا اإلبداعات الشعرية والقصصية والروائية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أعمال النقاد التنظيرية ‪ ...‬وقد اقتنعت أن اإلنتاج األدبي العربي ال يقل في جودته وجماليته وإبداعيته عن نظيره الغربي»‪.‬‬ ‫يتمثل نشاطه الرئيسي في معرفة األدب العربي المعاصر ودراسته‪ ،‬وقد كان للشعر الحظ األكبر والنصيب األوفر‬ ‫«وأعتقد أني منذ فترة من الزمن أقرأ في الشعر العربي أكثر مما أقرأ في الشعر اإلسباني والشعر يمثل مجال قراءتي‬ ‫الرئيسية والمفضلة‪ ،‬وأظن أيضا أن لدي معرفة متوسطة بهذا األدب العربي المعاصر والسنوات تسمح لي أن أتحدث‬ ‫وأحلل من منظور تاريخي بشكل عام ومفصل وبانورامي‪ ،‬بحيث أركز حديثي على عملية التطور المتواصلة‪ ،‬وفكرتي في هذا‬ ‫الصدد حازمة وواضحة فخالل سنوات الخمسينات والستينات ظهر بشكل عام وبخاصة في مجال الشعر أكثر اإلنتاج قيمة‬ ‫وأهمية في كل ما أنتجه األدب العربي المعاصر وانتشرت أكثر االتجاهات ثراء وتجديدا‪ ،‬وهي تحمل طابعا عالميا واضحا‬ ‫دون أن تفقد طابعها العربي األصيل»‪.‬‬ ‫ولهذا عمل ويعمل على إنجاز العديد من األعمال األدبية التي لها عالقة بالعالم العربي أدبا ونقدا وفكرا وترجمة داخل‬ ‫إسبانيا ألن هذا اإلنتاج الفكري وخصوصا األدبي ليس بعيدا عن ذوق القارئ اإلسباني كما يرى‪« :‬ألن العرب لم يتركوا في‬ ‫إسبانيا آثارا فنية فقط بل تركوا أيضا نوعا من الحساسية الفنية ومفهوما لإلبداع مزدوجا‪ ...‬كما أن إسبانيا والعالم العربي‬ ‫يعيشان في وسط حضاري واحد وهو المتوسط‪ .‬ثم إن التطور االجتماعي والسياسي واالقتصادي والفكري في إسبانيا‬ ‫والعالم العربي متشابه‪ ،‬وهذا يساعد القارئ اإلسباني على أن يتذوق األدب العربي القديم أو الحديث أكثر من أي قارئ‬ ‫غربي آخر»‪.‬‬ ‫هناك خصائص مهمة تميز شخصية مونتابيث الفكرية كان لها األثر الكبير في تكوين شخصيته االستعرابية‪ ،‬أولها‬ ‫تمكنه من اللغة العربية وتذوقه لها وهو ما جعله ينهل بسهولة من المنابع األصلية دون صعوبة أما الخاصية الثانية فهي‬ ‫معرفته المباشرة للبيئة العربية بفضل السنوات الطويلة التي قضاها هناك مكنته من الغوص في أعماق المجتمع العربي‬ ‫بصفة عامة‪.‬‬ ‫أما الخاصية الثالثة فهي زيارته المتعددة إلى بلدان المشرق والمغرب على السواء ولقاءاته الكثيرة مع األدباء‬ ‫والمبدعين العرب في ديارهم ومحاورتهم في قضايا أدبية تتعلق بإنتاجهم‪ ،‬وتوطيد العالقات مع العديد منهم‪.‬‬ ‫الخاصية الرابعة وهي األهم استيعابه للثقافة العربية بشكل عام‪ ،‬يقرأ باستمرار ويحرص على أن يكون في صميم‬ ‫التيارات واالجتهادات النقدية المعاصرة وأن يتعلم منها‪.‬‬ ‫الخاصية الخامسة هي أنه مترجم ممتاز يهتم باالختالفات ويحددها بدقة ويعتبرها طبيعية ومهمة لقيام المترجم‬ ‫بعمله‪ ،‬ولذلك ينطلق من وجود اختالفات ويحددها بدقة ويعتبرها طبيعية ومهمة لقيام المترجم بعمله‪ ،‬ولذلك ينطلق من‬ ‫وجود اختالفات بين الشعر العربي والشعر اإلسباني‪ ،‬وبين الشعراء العرب والشعراء اإلسبان‪ ،‬وهي حتما غير متشابهة مع‬ ‫بعضها‪ ،‬ولكل خصائصه ومالمحه‪ .‬كما يحرص على أن تفصح النصوص األدبية عن دواخلها وخصائصها‪.‬‬ ‫أما الخاصية األخيرة فهي‪« :‬إن كل من يلتقي به أو يتعامل معه يحس وكأنه عربي‪ ،‬فهو يدافع بحرارة عن قضاياهم‬ ‫ويتحدث عن مشاكلهم بوضوح وصدق‪ ،‬وكأنما يحس في أعماقه بأن العرب مؤهلون ألن يكونوا أفضل بكثير مما هم عليه‬ ‫اآلن‪ ...‬ويجب عليهم أن يتجنبوا الوقوع في خطأ البحث عن صيغ ال تزيد عن كونها تقليدا (صيغ مستوردة)‪ ،‬فليس كل ما‬ ‫يأتي من الغرب مثال سيئا‪ ،‬كما أنه ليس كل ما يأتي منه طيبا»‪.‬‬ ‫هذه الخصائص تميزه عن غيره من المستعمرين األوروبيين المعاصرين‪ ،‬وفي اعتقاده «أن مستوى الدراسات العربية‬ ‫اإلسالمية في إسبانيا ال يقل كما وكيفا عما أنجز في بلدان غربية أخرى‪ .‬بل وأحيانا نجد نوعية هذه الدراسات االستعرابية‬ ‫في إسبانيا أحسن بكثير من غيرها خصوصا فيما يتعلق باألدب العربي المعاصر حيث ال نجد فرقا ملموسا بين الرصيد‬ ‫الموجود عندنا من دراسات وترجمات وبين ما أنجزه غيرنا من المستعربين األوروبيين»‪.‬‬ ‫ورغم ذلك فقد أهمل «ادوارد سعيد» في كتابه القيم «االستشراق‪/‬المعرفة‪-‬السلطة‪-‬اإلنشاء‪ »-‬دور اإلسبان‬ ‫االستشراقي وهو خطأ منهجي وشيء مؤسف في نظره‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫أقالم «النصـر»‬ ‫مجلة ‹‹النصر›› قناة أدبية منتظمة في سلك اإلعالم‬ ‫المكتوب‪ ،‬ظهــرت بتطوان وكانت مسبوقة بأخواتها‪:‬‬ ‫األنوار‪ ،‬األنيس‪ ،‬المعرفة‪ ،‬الحديقة‪ ..‬وتزامنت مع نظيراتها‪:‬‬ ‫تطوان‪ ،‬الجذوة‪ ،‬النبراس‪ ..‬واستمرت قنوات أخر في حمل‬ ‫مشعل الثقافة األدبية بالشمال‪.‬‬ ‫‹‹النصر›› امتــداد لمجــالت أدبية رائــدة في شمال‬ ‫المغرب زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬وهي مجلة ثقافية جامعة‬ ‫كانت تصدر كل شهرين بتطوان‪ ،‬مؤسسها ومديرها‬ ‫المرحــوم العالمــة محمد المنتصر الريسوني‪ ،‬ورئيس‬ ‫تحريرها المرحوم األستاذ العياشي الوراكلــي‪ ،‬وكاتبها‬ ‫المرحوم الدكتور حسن الوراكلي‪.‬‬ ‫صدر عددها األول في شهر محرم ‪1377‬هـ ‪ /‬غشت‬ ‫‪1957‬م‪ ،‬شعارها «مجلة الشبيبة المغربية المتنورة»‪،‬‬ ‫تطالعنا في واجهة العدد األول صورة شاعر النيل حافظ‬ ‫إبراهيم مع ثالثة أبيات من قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫أيها الشاعر شمر التنم‬ ‫وانفض العجز فإن الجد قاما‬ ‫أما هدف ‹‹النصر›› فهـــو ‹‹القيــام بواجبها كلسان‬ ‫يعبر عن المدى األدبي والفني‪ ،‬ومقياس دقيق لإلجراءات‬ ‫األدبية التي تهب نسماتها الرقيقة من خالل شبابنا في‬ ‫هذا الوطن الغيور››‬ ‫نقــف في العدد األول على إبداعات العالمة محمد‬ ‫الزمزمي بن الصديق والتهامي الوزاني ومحمد المنتصر‬ ‫الريسوني والعياشي الوراكلي ومحمد هيسور وحسن‬ ‫الوراكلي ورضوان احدادو وعبد الواحد أخريف وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد عرف العدد الثاني مزيدا من األقالم مثل‪ :‬محمد العربي‬ ‫زيان وعبد القادر العافية ومحمد اليزناسني وإدريس خليفة‬ ‫وفائزة عبد النور وفطومة السوسي وإحسان الوراكلي‪ .‬كما‬ ‫استقطبت المجلة مجموعة من أدباء المشرق مثل الشاعر‬ ‫المصري محمد األمين محمد وأحمد إسماعيل والجزائري‬ ‫أحمد مراد‪.‬‬ ‫توقفت عن الصدور أواخرسنة ‪.1960‬‬ ‫نخصص حديثنا في هذه السلسلة عن كل واحد من‬ ‫الثالوث الذي كانت له مسؤوليات اإلدارة والتحرير‪ :‬محمد‬ ‫المنتصر الريسوني‪ ،‬حسن الوراكلي‪ ،‬رضوان احدادو‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العالمة محمد المنتصر الريسوني‪ :‬إشراقات‬ ‫تربوية‪..‬وفتوحات علمية‬ ‫بطاقة حياتية‪:‬‬ ‫ولد بتطوان عام ‪1360‬هـ ‪1941 /‬م‪ ،‬التحق بالكتاب‬ ‫القرآني‪ ،‬درس على والده علوم اللغة العربية واإلسالمية‬ ‫على النظام القديم في حفظ المتون ودراستها‪ ،‬وعلم‬ ‫العروض على الفقيه الموثق العروضي السيد عبد الرحمان‬ ‫األزمي‪.‬‬ ‫درس االبتدائي بالمدرسة الخيرية االبتدائية الحرة‪ ،‬ثم‬ ‫واصل دراسته الثانوية بالمعهد الرسمي بتطوان‪.‬‬ ‫انتقل إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية‪ ،‬لكنه‬ ‫عاد إلى المغرب وتابع دراسته بالرباط ‪ ،‬وبها نال دبلوم‬ ‫المدرسة العليا لألساتذة سنة ‪.1963‬‬ ‫عمل أستاذا للغة العربية وآدابها وعلوم الدين بالتعليم‬ ‫الثانوي سنوات طويلة‪ ،‬وعمل مرشدا تربويا وعضوا بلجنة‬ ‫التأليف المدرسي بوزارة التعليم‪ ،‬وأستاذا متفرغا للبحث‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫اشتغل في الصحافة في فترة مبكرة‪ ،‬وأصدر مع‬ ‫صديقيه األستاذين حسن الوراكلي ورضوان احدادو مجلة‬ ‫خطية باسم ‹‹النصر›› قبل أن تصدر مطبوعة‪ ،‬كما ترأس‬ ‫الحقا تحرير جريدة النور‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل بتطوان يوم ‪ 17‬ربيع األول ‪ 1421‬هـ‪ 24 /‬يونيو ‪ 2000‬م‬ ‫من مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدراسة الشرعية‪ - :‬وانهارت الطرقية‪.‬‬ ‫سيد قطب ومنهجه في التفسير‪.‬‬ ‫ ‬‫التجيبي المحدث السبتي بين الرواية والدراية‪.‬‬ ‫ ‬‫ اإلسالم واألضرحة‪.‬‬‫وكل بدعة ضاللة‪.‬‬ ‫ ‬‫‪ - 2‬في تحقيق التراث‪ - :‬ديوان الشاعر الوزير محمد بن موسى‪.‬‬ ‫أصول التوثيق وكتاب ‹‹البدع والنهي عنها››‬ ‫ ‬‫ج‪ -‬دراسات وتصحيحات وتعليقات في علوم اللغة‪:‬‬ ‫تصحيحات في كتاب قواعد اللغة العربية (القسم الرابع من الثانوي) مخطوط‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪11‬‬

‫الدكتورة هدى المجاطي *‬

‫ عثرات األقالم واأللسنة‪.‬‬‫د‪ -‬دراسات أدبية‪:‬‬ ‫ الشعر النسوي في األندلس‪.‬‬‫ آفاق االنتماء وااللتزام من خالل المضمون السياسي‬‫في شعر الكيالني‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬في اإلبداع‪:‬‬ ‫ من زفرات الروح في أنوار الحج‪.‬‬‫ على درب اهلل‪.‬‬‫ أعراس الشهادة في موسم الشنق‪.‬‬‫عملـه في النصر‪:‬‬ ‫تولى تلقي المواد وترتيبها وتصحيحها‪ ..‬وأما مواده‬ ‫المنشورة بها فهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قصص قصيرة‪:‬‬ ‫ حلم لن أنساه (العدد األول‪ -‬السنة األولى محرم‬‫‪1377‬هـ‪ /‬غشت ‪1957‬م)‬ ‫ تحت رحمة األيام (العدد الثالث‪ -‬السنة األولى صفر‬‫ربيع األول ‪1377‬هـ شتنبر‪ -‬أكتوبر‪1957‬م)‬ ‫‪ - 2‬مقاالت‪:‬‬ ‫‪ 2-1‬مقاالت دينية‪:‬‬ ‫ أدب التصوف (في جزأين) ( العددين األول والثاني‬‫من السنة الثانية رجب ‪1379‬هـ‪ /‬يناير ‪ – 1960‬رمضان‬ ‫‪1379‬هـ‪ /‬مارس ‪1960‬م)‬ ‫ ذكرى مولد خير خلق اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬‫(العدد الثاني‪ -‬السنة األولى صفر ربيع األول ‪1377‬هـ‪/‬‬ ‫شتنبر‪ -‬أكتوبر ‪1957‬م )‬ ‫‪ 2-2‬مقاالت اجتماعية‪:‬‬ ‫ كارثة أكادير ( العدد الثالث‪ -‬السنة الثانية رمضان‬‫‪1379‬هـ‪ /‬مارس ‪1960‬م)‬ ‫ موعد مع المستقبل ( العدد الرابع‪ -‬السنة األولى ذو‬‫الحجة ‪1377‬هـ‪ /‬يونيو ‪1958‬م)‬ ‫ حنين إلى تطوان ( العدد الثاني – السنة األولى صفر‪-‬‬‫ربيع األول ‪1377‬هـ‪ /‬شتنبر – أكتوبر ‪1957‬م)‬ ‫‪ 2-3‬مقاالت أدبية لغوية‪:‬‬ ‫ سيبويه‪ :‬العدد الثاني‪ -‬السنة الثانية (رجب ‪1379‬هـ‪/‬‬‫يناير ‪1960‬م)‬ ‫البيئة واألدب (‪ : )1‬العدد الثالث‪ -‬السنة الثانية‬ ‫‬‫(رمضان ‪1379‬هـ‪ -‬مارس ‪1960‬م)‪.‬‬ ‫البيئة واألدب (‪ :)2‬العدد الرابع‪ -‬السنة الثانية‬ ‫‬‫(ذو الحجة ‪1379‬هـ‪ /‬ماي ‪1960‬م)‪.‬‬ ‫ كلمة ‹‹النحر›› في الميزان ( العدد الخامس‪ /‬السادس‬‫ربيع الثاني ‪1378‬هـ‪ /‬نوفمبر ‪1958‬م)‬ ‫يسجل الناظر في هذه المواد‪ ،‬في ضوء المنجز العلمي‬ ‫واألدبي للشيخ الريسوني‪ ،‬جملة أمور‪:‬‬ ‫ أحدها‪ :‬أن الشيخ – رحمه اهلل تعالى – كان حريصا‬‫ُ‬ ‫يَخْل عددٌ‬ ‫على نشر كتاباته في جميع أعداد المجلة‪ ،‬لم‬ ‫منها من إسهام من إسهاماته‪ ،‬فصِ َلتُه بها لم تكن إدارية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل كانت «النصر» منبرا يتواصل من خالله مع‬ ‫القراء ليبثهم أفكاره ومشاعره وأشواقه‪.‬‬ ‫ ثانيها‪ :‬أن أغلب ما نشره يستجيب لهدف المجلة‬‫المتمثل في «التعبير عن المدى األدبي والفني»‪ ،‬إذ باستثناء مقاالته االجتماعية الثالثة (كارثة‬ ‫أكادير‪ /‬موعد مع المستقبل‪ /‬حنين إلى تطوان) فإننا نقف على قصتين قصيرتين ومقاالت أدبية‬ ‫لغوية ومقالتين دينيتين‪ .‬وحسبنا قراءة عنوان مقالته الدينية «أدب التصوف» لنتبين أن ما‬ ‫كتبه في مجال التصوف ال ينفك عن دنيا األدب‪.‬‬ ‫ ثالثها‪ :‬أن اهتمامه بالجانب اللغوي اهتمام مبكر جدا تُعدُّ مقالته «كلمة النحر في‬‫الميزان» من بواكيره التي ستظهر امتداداتٌ لها في جريدة العلم ومجلة دعوة الحق‪ ،‬قبل‬ ‫أن يجمعها ابنه األديب والعالم الدكتور قطب الريسوني في كتاب عنوانه «عثرات األقالم‬ ‫واأللسنة»‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫* أعبر عن شكري وامتناني للدكتور قطب الريسوني نجل المرحوم العالمة محمد المنتصر الريسوني‬ ‫الذي أمدني بمعلومات بيوغرافية أساسية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪988‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب ‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫أحمد محمد العلوي الـم ِر ُ‬ ‫يبطو‬ ‫(‪)3/1‬‬ ‫الفقيه المؤ ّقت‪ ،‬األديب الموسيقي‬ ‫‪ -‬بقلم‪ :‬د‪ .‬بدر العمراني‬

‫هو الفقيه المؤقت‪ ،‬األديب الموسيقي أحمد بن محمد العَ ْلوي الـمْ ِر ُ‬ ‫يبْطو‬

‫نسبه وأسرته‪ :‬هو السّيّد أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد العَ ْلوي نسبة إلى‬ ‫مدشر العْ َلوْيَة‪ ،‬أحد مداشر ربع صَدّينة بالحوز‪ ،‬حوز تطوان‪ ،‬الحَمُّودي اإلدريسي الحسني‪،‬‬ ‫المريبطو تصغير المرابط‪ ،‬وهو لقب لجدّه‪ ،‬أطلقه عليه بعض أشياخه في المكتب يداعبه بها‬ ‫في صغره‪ ،‬فلصقت به‪ ،‬وصارت علما على أسرته دون باقي الشُّرفاء العَ ْل ِويين‪.‬‬ ‫(وقد انتقل جدّ المترجم الحاج محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد العلوي المدعو‬ ‫المريبطو من الحوز إلى تطوان بعد الصلح الواقع بين دولتي المغرب وإسبانيا‪ ،‬وجالء الجيش‬ ‫اإلسباني عن تطوان سنة ‪1278‬هـ‪1862/‬م‪ .‬وسكن حومة العيون‪ ،‬وتو ّفي عن ولده الحاج‬ ‫محمّد الذي كان مشتغال بالفالحة‪ ،‬وكان من رجال الحكومة المذكورة‪ ،‬وقد تو ّفي بتطوان‬ ‫عام ‪1353‬هـ‪1934/‬م‪ ،‬وخ ّلف ولده محمّد صاحب‬ ‫التّرجمة)‪ .‬عائالت تطوان ‪.2/311‬‬ ‫والدته‪ :‬وُلد رحمه اهلل بتطوان سنة ‪1312‬هـ‪/‬‬ ‫‪1895‬م‪.‬‬ ‫نشأته وطلبه للعلم‪ :‬نشأ ببلده تطوان؛‬ ‫حيث حفظ القرآن الكريم على الفقيه التّهامي‬ ‫َّ‬ ‫اللغْميش األنجري (ت‪1360‬هـ‪1941/‬م)‪..‬‬ ‫ثم انتقل لتحصيـــل مبادئ العلـــوم على‬ ‫السَّمْسي المدعو الصالح‬ ‫الفقيه أحمد البقالي‬ ‫ِ‬ ‫(ت‪1360‬هـ‪1941/‬م) أخذ عنه مقدمة ابن آجروم‪،‬‬ ‫وأبوابا من ألفية ابن مالك في النحو‪ ،‬والمرشد‬ ‫المعين البن عاشر في الفقه‪.‬‬ ‫بعد ذلــك جلس على كبــــار علماء تطوان‬ ‫لالغتراف من بحار علومهم‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫مجالسهم؛ أمثال‪:‬‬ ‫الفقيه أحمد الزواقي‪ ،‬والفقيه أحمد العمراني‬ ‫المعروف بالغماري‪ ،‬والفقيــه محمد الفرطـــاخ‪،‬‬ ‫والفقيه المؤرخ أحمد الرهوني‪ ،‬والفقيـــه عبد‬ ‫الرحمن أقشار‪.‬‬ ‫وبعـــد احتــالل تطــوان ‪1330‬هـ‪1912/‬م‬ ‫انتقلت أسرته إلى طنجة‪ ،‬وأقامت بها مدة أربع‬ ‫سنين‪ ،‬خاللها أخذ عن علمائها‪ ،‬فجالسهم‬ ‫واستفاد منهم‪ ،‬أمثال‪ :‬الفقيه الشيخ محمد بن‬ ‫الصديق الغماري (ت‪1354‬هـ‪1935/‬م) انتسب‬ ‫إليه طريقة‪ ،‬والعالمة محمد بن التهامي‬ ‫كنون(ت‪1333‬هـ‪1914/‬م)‪..‬‬ ‫وظائفه‪ :‬لم يعرف رحمه اهلل طيلة حياته‬ ‫وظيفة سوى العدالة والشهادة‪ ،‬لكنّه لم يُر‬ ‫جالسا بسماط العدول‪ ،‬أو متقلدا لمسؤولية هذه‬ ‫المهنة إلاّ نادرا ألداء مهمات بعض األقارب فقط‪:‬‬ ‫(وممّن شهد في صداقه‪ :‬الشّيخ محمّد بوخبزة)‪.‬‬ ‫والسّبب في ذلك تر ّفعه عنها لما أُوتيه من‬ ‫بسطة في المال والجاه‪ ،‬قال الفقيه محمّد داود‪:‬‬ ‫(وكان في مقدّمة أعيان حومة العيون وأغنيائها‪،‬‬ ‫ثمّ انتقل لسكنى دار كبرى‪ ،‬قد اشتراها في زنقة‬ ‫القائد أحمد من حومة الطرنكات)‪ .‬عائالت تطوان‬ ‫‪.2/311‬‬ ‫كان رحمه اهلل شغوفا بموسيقى األلة‪ ،‬عارفا بطبوعها ومستعمالتها‪ ،‬قال الفقيه محمد‬ ‫داود‪( :‬وله ولوع بالموسيقى األندلسية‪ ،‬ويعزف على بعض آالتها مع بعض أبنائه وأصدقائه‪،‬‬ ‫وهو أوّل من كوّن بتطوان جوقا موسيقيا يجمع بين اآلالت القديمة واآلالت الحديثة‪ ،‬أي‪ :‬بين‬ ‫آالت األوتار وآالت النفخ على الطريقة الفرنجية)‪ .‬عائالت تطوان ‪.2/311‬‬ ‫تع ّلم النوطة على كبر‪ ،‬ومن أعضاء جوقه الموسيقي‪ّ :‬‬ ‫الطيّب الجباري‪ ،‬والشيخ األمين‬ ‫بوخبزة‪ ..‬من مهامّه إحياء ليالي السّماع بالزّاوية الصّدّيقية بطنجة‪..‬‬ ‫رحلته‪ :‬لم يرحل رحمه اهلل إلاّ للحجاز قصد أداء فريضة الحج‪.‬‬ ‫خصاله‪ :‬كان رحمه اهلل هَيِّنًا َليِّنًا‪ ،‬يستجيب لمن دعاه‪ ،‬ويسمع رأي المخالف‪ ،‬قنوعا‪ ،‬أمينا‪،‬‬ ‫يحبّ الخير للنّاس‪ ،‬كريما‪ ،‬صبورا‪...‬‬ ‫وفي ذلك يقول عنه الشيخ محمد بوخبزة‪ ،‬وهو من أعرف النّاس به لقرابة تَمُتّ به‪:‬‬ ‫(وكان لي فضل ميل إليه؛ لمشاركته في عدد من الفنون‪ ،‬وولوعه ّ‬ ‫باالطالع والكتب‪ ،‬وكان أغلب‬ ‫عليه علم الفلك والموسيقى والتاريخ والنّسب‪ ،‬مع تصوّف وتسنّن‪ ،‬وصبر عجيب‪ ،‬فقد أُصيب‬ ‫َّ‬ ‫السُّكري‪ّ ،‬‬ ‫وظل يعاني منه إلى أن مات مع أمراض أخرى‪ ،‬وهو صابر محتسب‬ ‫في شبابه بمرض‬ ‫ً‬ ‫ثابت شكور‪ ،‬مالزم للحِمْيَة مالزمة ال يُطيقها إلاّ النّوادر من الرّجال‪ ،‬فقد اقتصر على شرب‬ ‫الحليب ــ حليب الماعز ــ سنوات كثيرة‪ ،‬وصفه له الشّيخ محمد ابن الصّدّيق)‪ .‬ويقول الشيخ‬ ‫أيضا‪( :‬كان يمتحنني في النّحو‪ ،‬يُعطيني بسّيطة على الجواب الصّحيح)‪.‬‬

‫وله أياد بيضاء على الشّيخ أحمد ابن الصّدّيق‪ ،‬فقد بعث له مرّة ‪ 50‬رياال فضّيا‪.‬‬ ‫وكان فنّانا يُحبّ المناظر الجميلة‪ ،‬ويحفظ اآللة األندلسية‪ ،‬مع لغة سليمة‪.‬‬ ‫ولم يَكن عازفا عن أحوال مجتمعه‪ ،‬بل منخرطا فيها؛ من ذلك اهتمامه بأحداث نفي الملك‬ ‫محمد الخامس سنة ‪1953‬م‪ ،‬إذ أعرب عن تشبت المنطقة الخليفية ببيعة جاللة الملك‪ ،‬فكان‬ ‫من العلماء المو ّقعين رفقة الشّرفاء واألعيان على نصّ تجديد البيعة بتطوان ‪ 15‬شعبان‬ ‫األبرك عام ‪1372‬هـ‪ 29 /‬أبريل سنة ‪1953‬م‪ .‬على رأس ّ‬ ‫الثمانين ‪.233-235‬‬ ‫أوّليّاته بتطوان‪ :‬يقول الشّيخ بوخبزة‪( :‬أوّل من ملك البيانو‪ ،‬وهو ثاني أو ثالث من ملك‬ ‫سيارة‪ ،‬وأوّل من عمل سينما في بيته بحي العيون بال صوت‪ .‬وقد كان مولعا باآلالت الجديدة‪،‬‬ ‫دائما يسعى في امتالكها‪ ،‬ومعرفة مهامّها)‪.‬‬ ‫أعماله وتآليفه‪ :‬لم يكن رحمه اهلل له ولع‬ ‫بالكتابة والتّأليف‪ ،‬لذلك لم يخ ّلف سوى‪:‬‬ ‫• كتاب في النّسب‪ ،‬في نحو ‪100‬صفحة‪،‬‬ ‫سـمّاه‪ :‬المآثر الجلية في رجوع نسب أوالد العَ ْل ِوي‬ ‫للشّعبة الحمودية اإلدريسية الحسنية‪ .‬طبع في‬ ‫حياته وتحت نفقته بالمطبعة المهدية بتطوان‬ ‫سنة ‪1367‬هـ‪1948/‬م‪.‬‬ ‫• رسالة في التَّوْقيت‪ ،‬بعنوان‪ :‬حصص أوقات‬ ‫الصالة لعرض تطوان له لو وما وافقه‪ .‬أعدّها سنة‬ ‫‪1367‬هـ‪1948/‬م‪ .‬باالشتراك مع الفقيه بوشعيب‬ ‫القبّاج (ت‪1406‬هـ‪1986/‬م)‪ .‬ومن العجب أنّه ذكر‬ ‫في مقدمتها بأنّها صالحة للعمل لغاية ‪2100‬هـ‪.‬‬ ‫ُطبعت بالمطبعة المهدية بتطوان‪ .‬وله تقاييد‬ ‫في الفلك كثيرة‪ ،‬قال الشّيخ محمد بوخبزة‪( :‬رآها‬ ‫بعض النّصارى فشهدوا له بالمعرفة؛ إذ كانت‬ ‫معرفته بالفلك معرفة عصرية)‪.‬‬ ‫• رسالة يناصر فيها قضية توحيد المطالع‬ ‫وفق منهج الفلكيين‪ ،‬كان كتبها بطلب من الشّيخ‬ ‫محمد الزمزمي‪ .‬وال يدرى مصيرها‪.‬‬ ‫• كتاب في الترجمة لشيخه محمد بن الصّدّيق‬ ‫الغماري‪ ،‬منه أوراق محفوظة عند األستاذ الدكتور‬ ‫محمد علي ابن الصدّيق‪.‬‬ ‫• وكانت له مراسالت مع شيخه محمد بن‬ ‫الصديق الغماري شيخ الزّاوية الصّدّيقية‪ ،‬أغلبها‬ ‫في ّ‬ ‫الطبّ‪ ،‬لكنّه أحرقها خوفا من بطش المستعمر‬ ‫أثناء اندالع ثورة الشّيخ أحمد ابن الصديق على‬ ‫ّ‬ ‫المحتل اإلسباني‪ ،‬والبحث عن السالح‪..‬‬ ‫مكتبته‪ :‬كان رحمه اهلل يملك مكتبة متواضعة‪،‬‬ ‫يغلب على محتوياتها المطبوع‪ ،‬ويندر فيها النّادر‬ ‫والغريب‪ ،‬وأغلب فنونها الفقه والتّوقيت والفلك‪.‬‬ ‫وفاته‪ :‬وظل كذلك رحمه اهلل في نشاط دائم‬ ‫وحيوية متواصلة إلى أن لقي ربه‪ ،‬بعد أن أُصيب‬ ‫في أخرياته بداء ُ‬ ‫الك ِّليرا‪ ،‬فاتح رجب الفرد عام‬ ‫‪1391‬هـ‪1972/‬م‪.‬‬ ‫وقد حزن لفقــده أقرباؤه‪ ،‬وألجل ذلك رثـــاه الشيخ محمد بوخبزة بقصيـــدة من ‪33‬‬ ‫بيتــــا‪ ،‬مطلعها‪[ :‬الكامل]‬ ‫اهلل أكبـــر مــات قـــطــب الدار‬

‫ومصــرِّف اآلالت واألوتـــــــار‬

‫محيي السرور وصاحب القلب الذي‬

‫مُلئـــت جــوانبـه من األســرار‬

‫إلى أن يقول‪:‬‬ ‫يا تارك النّغم الشّجيِّ مشرّدا‬

‫يبكي حزينا حُرقة اإلدبـار‬

‫يا عمـيَ الحاج المبارك هـدّني‬

‫أني أراك موســد األحجــار‬

‫ّ‬ ‫إن العزا آل (المربطـو) في الّذي أبكى وأضحك ربيَ القهار‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫ المآثر الجلية في رجوع نسب أوالد العَ ْلوي للشعبة الحمودية اإلدريسية الحسنية للمترجم‪.‬‬‫ حصص أوقات الصالة لعرض تطوان له لو وما وافقه للمترجم‪.‬‬‫ عائالت تطوان‪ ،‬و على رأس ّ‬‫الثمانين للفقيه محمد داود‪.‬‬ ‫ جراب األديب السائح‪ ،‬وسقيط الآلل‪ ،‬وأنس ال ّليال للشيخ محمد بوخبزة‪ ،‬ومعلومات‬‫شفهية عنه‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫سطوة الرجال على النساء‬ ‫في بالد الغربة‬

‫‪13‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫في الغربة ومحاكات األوروبيين في معاملة الزوجات‪ ،‬وحقوقهن أولى من حقوق الرجال‬ ‫بالبالد‪ ،‬ولهن مراكز لإليواء والعيش الهني‪ ،‬في انتظار المحاكمة‪ ،‬فإن بعض رجال المغرب‬ ‫بالمهجر يعاملون زوجاتهم بما ال يرضي اهلل تعالى‪ ،‬بالعنف والضرب‪ ،‬جلهن يحتفظ الزوج لهن‬ ‫بجواز السفر خوفا من الفرار أو يشتكين لشرطة البالد‪.‬‬ ‫وقد يصل بعض الرجال إلى تهديد الزوجة بالطالق إن هم رجعوا المغرب‪ ،‬وهو فضل لهن‪،‬‬ ‫وقد يتزوج عنها بأجمل وأصغر منها‪ ،‬فتخاف السيدة على مكانتها وعلى مصير أوالدها‪ ،‬فتتحمل‬ ‫اإلهانة والجراح وال تستطيع التقدم بشكاية للشرطة رغم إلمامها بحقوقها‪ ،‬أو ألنها تجهل‬ ‫االتصال والمخاطبة والتعبير عما تقاسيه حفاظا على أسرتها وأوالدها من الضياع‪.‬‬ ‫وهذه قصة مثيرة للجدل يندى لها الجبين ‪:‬‬ ‫واقعية‪ ،‬أبطالها على قيد الحياة‪ ،‬عشت بعض مراحلها بديار الغربة‪ ،‬تحملت الزوجة الكثير‬ ‫من العناء‪ ،‬ولما أعياها الحال‪ ،‬وجدت نفسها مضطرة إلخبار الشرطة االجتماعية‪.‬‬

‫فالحماة في خدمة الجيران‪ ،‬وتحملت كل أنواع الضرب والشتم‪ ،‬ألنهم لم يجدوا مدخال إلى سبب ثراء‬ ‫األسرة‪ ،‬لم تشتك الزوجة الشابة‪ ،‬ولم تضجر‪ ،‬شكت أمرها إلى اهلل تعالى‪ ،‬أياما وشهورا وهي علي هذه‬ ‫الحياة الزرية‪.‬‬ ‫ويوما ما قست الطبيعة ببرد قارس وشتاء وثلوج غطت السيارات وسطوح المنازل‪ ،‬بعدما تناول العشاء‬ ‫الدسم‪ ،‬اختلق الزوج مناقشة حادة‪ ،‬ليخرجها من ا لبيت تبيت ليلتها خارجه‪ ،‬وربما تكون سببا في وفاتها‪،‬‬ ‫لكن اهلل ستر وأبقاها حية ترزق‪ ،‬وكان يجيبها هاتفها‪ ،‬اتصلت بصديق والدها وكان شريكان معه‪،‬و فأسرع‬ ‫الخطى لنجدتها‪ ،‬عرج بها إلى مخفر الشرطة ووضعت شكاية في الموضوع‪ ،‬ثم أخذها إلى بيته ونامت في‬ ‫حضن زوجته‪ ،‬وفي الصباح اتصل مكتب الشرطة أه وجد لها مكانا بدار األمهات‪ ،‬لكنها فضلت الرجوع إلى‬ ‫البيت تحسبا لولديها‪ ،‬ونست كل الضرب واإلهانة مما تضاعف معاداتها والئما خشيت على ضياع ابنها‬ ‫وبنتها من الغياب عن وروض األطفال‪ ،‬فهي التي تأخذهما رلى الروض صباحا وتعيدهما مساء أما الرجل‬ ‫ال يهمه شيء في تعلمها وحضانتها‪.‬‬

‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َوا َتّقُ وا هّ َ َ‬ ‫الل َر ّ َب ُ‬ ‫ن (�صدق اهلل العظيم) من الطالق ‪1‬‬ ‫ن مِن ُب ُيوتِهِ ّ َ‬ ‫ك ْم لاَ تُخْ ِر ُجوهُ ّ َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َف�أَ ْم�سِ ُ‬ ‫ن بمِ َْع ُر ٍّ‬ ‫ن بمِ َْع ُر ٍ‬ ‫وف (�صدق اهلل العظيم) من الطالق ‪2‬‬ ‫وف �أَ ْو َف ِ‬ ‫ار ُقوهُ ّ َ‬ ‫كوهُ ّ َ‬

‫ظن الرجل أن رجوع الروجة إلى بيت الزوجية هي رضوخها ألوامره‪ ،‬فضاعف معاملته السيئة‪ ،‬واتخذ‬ ‫من عقاب الولد بإدخاله بيتا مظلما رغم خوف الصبي واستغاثته بأمه ومرة كاد يفصل يده عن كتفيه حين‬ ‫امتنع من الدخول إلى البيت المظلم‪ ،‬ولما عارضت تصرفه انهال عليها بالضرب وقال ‪« :‬ال أحب التملق‬ ‫والعصيان إن لم يطع أمري سأكسر عظامه»‪.‬‬ ‫وصباحا لما ضاق حالها‪ ،‬أخذت البنت والولد‪ ،‬وذهبت إلى مركز الشرطة القريب وطلب دخولها تحت‬ ‫الرعاية االجتماعية بدار األمهات بعدما أملت على الشرطة مضايقته لها والبنها لم يكمل سن الثالثة‬ ‫من العمر‪.‬‬ ‫إذ ذاك أخبرت والدها بالمغرب‪ ،‬مما جعله ينتقل على وجه السرعة‪ ،‬واكترى لها مسكنا بسويسرة‪،‬‬ ‫بدل بلجيكا‪ ،‬وطلب من أخيها العمل معه بالمتجر فلديها دراية بالبيع‪ ،‬ومالقات الزبائن‪ ،‬ثم رفعت شكاية‬ ‫إلى القضاء ورفعت طلبا بالطالق ومحاسبة على ما لها الذي اشترى به دراجة نارية وسيارة (نانسي) أحدث‬ ‫مديل‪ ،‬وهرب بمقابل بيعه الشقة ببلجيكا‪ ،‬وأخرج ما لديها من نقود بالبنك أله وكيل عنها في التصرف‬ ‫وأخذ معاشات الولدين‪ ،‬والزالت دعوة الطالق لدى المحكمة قائمة لمدة سنة‪.‬‬

‫الوقائع بتفصيل ممل ‪:‬‬

‫الهجرة إلى أوربا‬

‫استطاع شاب ريفي السيد أحمد أن يسافر من المغرب عبر إسبانيا ثم مر بفرنسا ثم إلى بلجيكا على‬ ‫متن شاحنات يسوقها مغاربة‪ ،‬يعبرون هذه المسافات في غضون أيام وليالي‪.‬‬ ‫وصل بلجيكا‪ ،‬وكان يتردد على متجر يبيع المواد الغذائية ألهل قرية (أنفيرس) النموذجية‪ ،‬كان يقف‬ ‫بباب المتجر يساعد المشترين على حمل بضاعتهم إلى مكان السيارة أو لبيوت قريبة من المتجر مقابل‬ ‫عمولة‪.‬‬ ‫ومن حسن خطه‪ ،‬أن امرأة أرملة عجوزا تأتي كل يوم إلى هذا المتجر تتسوق قليال ما يكفيها‪ ،‬ثم‬ ‫تعود إلى المتجر في اليوم الموالي‪ ،‬ألنها تعتبر ذهابها وعودتها مشيا رياضة‪ ،‬تلتقي بأصحابها لتطلع‬ ‫على األحداث من خالل تجاذب الحديث مع الجيران‪.‬‬ ‫وكان أحمد غير اسمه من أحمد إلى (وشّى) حتى ال يعرف أحد جلدته وجنسه‪ ،‬فلما تيقنت العجوز‬ ‫من صدق مساعدته‪ ،‬أخذته إلى مسكنها للعيش معها ليؤنس وحدتها‪ ،‬ويصلح حديقة بيتها التي امتألت‬ ‫عشبا‪ ،‬اقتنت له مفروشات وورودا أعطت أكلها واخضرارها ربيعا‪.‬‬ ‫كانت شابة يافعة جميلة‪ ،‬تتردد على بيت العجوز لقرابتها‪ ،‬ولم يسبق لها الزواج‪ ،‬فخطبتها العجوز‬ ‫من والديها إلى (وشى) ووافقا‪.‬‬ ‫كانت هذه الفتاة تعمل بمعمل لصناعة اإلسمنت‪ ،‬طلبت من مدير الشركة توظيف زوجها (وشى)‬ ‫لسياقة شاحنة‪ ،‬عملت على الحصول على شهادة السياقة‪ ،‬ثم تم تعيين (وشى) بالشركة وقضى بها زهاء‬ ‫ست سنوات‪.‬‬ ‫ازدان بيته بمولود ذكر‪ ،‬ثم في السنة الموالية‪ ،‬وضعت زوجته (روز) مولودتها‪ ،‬ثم في السنة الرابعة‬ ‫من الزواج وضعت مولودا آخر‪.‬‬

‫التوفير لشراء شقة‬

‫ضربت (روز) الرقم القياسي في البخل وجمع المال‪ ،‬وشاركها (وشى) مبتغاها‪ ،‬فعمدت إلى حيلة تهييء‬ ‫شهادة طبية تُثبت عجزها عن العمل وتحتاج إلى وقت لتربية أوالدها الثالثة‪ ،‬فحصلت على التقاعد من‬ ‫العمل‪ ،‬صُرفت لها أتاوة‪ ،‬ورصد لها معاشا شهريا‪ ،‬وتعويضات عن األوالد حتى سن الرشد‪.‬‬ ‫واتفقت مع (وشى) على ارتكاب حادثة سير بالشاحنة قصد الحصول على معاش اآلخر‪ ،‬والتوصل‬ ‫بقيمة التأمين‪ ،‬كانا هذان الحدثان سببا لتوفير المال والمعاش الجيد لشراء شقة بطنجة وبيتا بالناظور‬ ‫أسكن فيه أمه وإخوانه‪ ،‬وأجر شقة طنجة إلى أجنبي مستثمر بطنجة‪.‬‬

‫الرجوع إلى الدين‬

‫مرت أيام وشهور‪ ،‬وكبر األوالد‪ ،‬وعاد له حنين الصالة المفروضة‪ ،‬ورجع باسمه من (وشى) إلى تسميته‬ ‫األولى أحمد بين أقاربه وأحبابه‪ ،‬واختلق لزوجته اسم (ليلى) بدل (روز)‪ ،‬وحاوال خطبة إحدى بنات عماته أو‬ ‫إحدى بنات خاالته البنه‪ ،‬أنكرهن بدعوى جهلهن القراءة والكتابة‪ ،‬والبحث عن صيد ثمين بطنجة يجد‬ ‫مأوى له ولعائلته عندهم عند عطلة الصيف‪.‬‬ ‫أحضروا معهم خيمة من بلجيكا يسكنون بها هربا من غالء كراء فندق وعدم وجود شقة بالصيف‪،‬‬ ‫وتمكن بدهائه وحنكته التي ورثهما عن والديه أن تقع فتاة أصغر منه سنا وأوقعها في شراكه‪.‬‬ ‫كانت الفتاة تأتي إلى مسبح المخيم صحبة أخيها األصغر منها‪ ،‬الذي التقى بالشاب البلجيكي وربط‬ ‫معه صداقة وهمية ليصل إلى قلب أخته‪ ،‬وادعى أنه صاحب ورشة عمل لبيع وإصالح الدراجات‪ ،‬وله‬ ‫ببلجيكا وهوالندا فروع لبيع الدراجات‪ ،‬وهو في طور إنشاء معمل لصناعة الدراجات الرياضية‪ ،‬كل هذه‬ ‫مغريات لجلب اهتمام الفتاة وأسرتها‪ ،‬ووعد أخا الفتاة بأن يهيئ له وثائق اإلقامة ببلجيكا‪ ،‬والعمل معه‬ ‫شريكا‪ ،‬على أساس أن يساعده والده بمبلغ من المال للشراكة‪ ،‬تمكن الشاب البلجيكي من كسب ود‬ ‫الفتاة‪ ،‬وقد آثرت شراكته بأخيها‪ ،‬فوافقت على خطبتها‪ ،‬وهو طليق اللسان جميل المعحى‪ ،‬ذو عينين‬ ‫زرقاوين‪ ،‬أشقر بسمات األوروبيين‪.‬‬ ‫لقد حصل على مبتغاه رغم معارضة والدا الفتاة‪ ،‬كان عليه أن ينتقل إلى بلجيكا ويبحث‪ ،‬عن كثب‪،‬‬ ‫عن سر هذه األسرة ومحيطها‪ ،‬ولكن ظروف العمل المضني لم تسمح له بالسفر‪ ،‬مما جعله يوافق مبدئيا‪،‬‬ ‫في انتظار ما يصله من أنباء من صديق له عن األسرة البلجيكية‪ ،‬انتظر سنة كاملة‪ ،‬وهذا خطأه سيتحمل‬ ‫وزره الحقا‪.‬‬ ‫أقام والد الفتاة حفال بهيجا حضره األحباب واألقارب واألصدقاء بقاعة لألعراس طريق (إيموزار) ناحية‬ ‫فاس‪ ،‬وهو غير راض عن هذه الزيجة إلى بلد الغربة‪.‬‬ ‫بعد قضاء الحفل‪ ،‬طار الشاب إلى مسقط رأسه وهيأ األوراق لزوجته لتلتحق به‪ ،‬مرت سنة كاملة‬ ‫وحضرت األسرة البلجيكية أرض الوطن‪ ،‬ونزلت بدار الفتاة لمعرفة مصدر ثراء األسرة وطرفا من ثرواتها‬ ‫تسيل اللعب لتعقبها والنيل لشيء منها‪.‬‬ ‫في السنة الثانية من الزواج‪ ،‬رزقت بابنتها الوحيدة (؟) وبعدها بسنة موالية‪ ،‬ولدها الذكر كانا سببا‬ ‫في سعادتها رغم ما تعانيه من شقء وقهر‪ ،‬وسلطة الحماة البلجيكية‪.‬‬ ‫تحملت الكثير من أشغال البيت‪ ،‬كنس وتنظيف وغسل األواني وتصبين مالبس للكل‪ ،‬زيادة على‬ ‫عملها بإحدى مبيعات المالبس في الساعة التاسعة إلى الخامسة مساء لتجد في انتظارها أشغال البيت‪،‬‬

‫من شب على طبع لن يغيره‬

‫نصيحة بال مقابل‬

‫على اآلباء التريث في زواج بناتهم‪ ،‬والبحث عن الزوج الصالح‪ ،‬وأقول ‪:‬‬ ‫‪ )1‬الجمال يفنى‬ ‫‪ )2‬المال ينفذ‬ ‫‪ )3‬والفقر ال يدوم‬ ‫ولكن حسن الخلق يدوم وال يفنى‪.‬‬ ‫ولما استقر وضعها في السكن صحبة ولديها ووالديها‪ ،‬جلست جانب والدها تحكي ما عنيت مع الزوج‬ ‫المحتال اللص المحاذق‪ ،‬والكاذب النمام‪ ،‬والمجرم المعتد‪ ،‬وقالت ‪« :‬لقد كنت في صراع دائم معه ومع‬ ‫والديه‪ ،‬يحيطون بي من كل جانب‪ ،‬وقد علمت من أخته جميع تصرفاته»‪.‬‬ ‫‪ )1‬هو عامل بسيط في ورشة يملكها بلجيكي‪ ،‬يعمل أخي بإصالح الدراجات‪ ،‬ولم يكن يحضر إلى‬ ‫العمل إال نادرا‪ ،‬يخلد إلى النوم‪ ،‬ولم يتمم دراسته الثانوية‪ُ ،‬فصل من الثانوية في السنة الثانية فقط‪ ،‬ولم‬ ‫يحصل على شهادة (البروفي)‪ ،‬وكان يعتمد على والديه من معاشهما على مصروف البيت‪ ،‬وأجرته عن‬ ‫األيام التي اشتغل فيها ال تكفيه لشرب التدخين‪.‬‬ ‫‪ )2‬كان دائم الخصام مع مشغله لتهاونه‪ ،‬ومع الزبناء تتطلب الدراجة إلصالح عطبها نصف ساعة على‬ ‫األكثر (تغيير العجلتين‪ ..‬مد أسالك الكهرباء‪ ..‬إلى غير ذلك ) يقضي اليوم كله في نبش أجزاء الدراجة‪.‬‬ ‫‪ )3‬تعرض للطرد دون تعويض أو أقدمية‪ ،‬ألن يده خفيفة تصل إلى خزانة الورشة ويختلس بعض‬ ‫مبيعاتها‪ ،‬ويدعي أنه ليس الفاعل‪ ،‬كون هناك عمال آخرون أنسب إليهم السرقة‪.‬‬ ‫‪ )4‬وذات ليلة‪ ،‬قصد الورشة وكسر قفل الباب‪ ،‬وقصد الخزانة‪ ،‬واستولى على ما بها من فاتورات‪ ،‬ولم‬ ‫يجد نقودا‪ ،‬ألن صاحب الورش يأخذ معه النقود إلى بيته عند آخر يوم‪ ،‬ألنه يتوقع السرقة منه‪.‬‬ ‫‪ )5‬طرد ثانية من العمل لتهاونه وغيابه المتكرر‪ ،‬بعلة المرض وهو معافى سليم الجسم‪ ،‬فطرد مرة‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫‪ )6‬استطاع الحصول على عمل كبائع متجول باألسواق األسبوعية وبالحواضر‪ ،‬يبيع الدراجات باسم‬ ‫شركة هوالندية‪ ،‬وهي ال تعرف ماضيه‪ ،‬وإنما اكتفت بخبرته‪.‬‬ ‫‪ )7‬ولما قضى مع الشركة سنتين‪ ،‬وتأكد من ثقة الشركة له‪ ،‬وخصوصا المدير التجاري الذي اشترى‬ ‫له سيارة حاوية تسع ‪ 30‬دراجة‪ ،‬يطوف بالسيارة كل األرجاء لبيع الدراجات‪ ..‬تؤدى الشركة مبيته بالفنادق‬ ‫ومصاريف األكل‪ ،‬وتسلمه نصيبا من األرباح زيادة على راتبه الشهري‪ .‬لكن الطمع والجشع ال يتركانه‬ ‫مستقيما‪ ،‬ولما باع الثالثين دراجة‪ ،‬احتفظ لنفسه بثمنها‪ ،‬ورمى بالسيارة بين األدغال في حالة يُرثى‬ ‫لها‪ ،‬وادعى أن عصابة اعترضته وأخذت منه النقود بكاملها وهاتفه وأشبعوه ضربا مبرحا‪ .‬ولما تابع‬ ‫الدرك الواقعة‪ ،‬صرح رئيس المخفر في تقرير للشركة‪ ،‬أن ما صرح به البائع كذب وبهتان‪ ،‬وأنه هو الفاعل‪،‬‬ ‫والكلمة أصبحت بيد الشركة‪ ،‬إما المتابعة أو غلق الملف بطرده من الشركة‪ ،‬ألن السرقة ثبتت في حقه‪،‬‬ ‫دون منازع‪ ،‬وبالفعل أقصي من الشركة‪ ،‬كما تسبب في استقالة المدير التجاري الذي أسدى له خدمات‬ ‫بالتغاضي عنه‪ .‬وقالت البنت ‪ :‬لهذا أصبح يحوم عليك يا والدي لتشاركه شراء وبيع الدراجات‪ ،‬وظن‬ ‫أنك سهل اإلنقياد والمنال‪ .‬فأغلقت عليه هذاالطلب‪ ،‬وقالت ‪ :‬إن والدي يشتكي من ضيق العمل‪ ،‬ومن‬ ‫كساد مدقع للسوق التجاري‪ ،‬وال يأتي بمصروف البيت إال بصعوبة‪ ،‬والبنوك أرهقت كاهله بالفوائد‪ ،‬ثم‬ ‫اشتطردت قائلة ‪« :‬سامحني يا والدي عن هذا االدعاء المهول الكاذب‪ ،‬الذي ال أساس له من الصحة‪ ،‬ومن‬ ‫الكذب المفتعل»‪ .‬فأجابها الوالد ‪« :‬تخمينك في محله‪ ،‬وأحسنت القول والتصرف‪ ،‬وهذا ما جعلني أعارض‬ ‫خطبته وزواجه منك أول األمر‪ ،‬فإحساسي بتالعبه أن الرجل وأسرته سبب الصهر معنا ‪ :‬نية مُبيتة عن‬ ‫قصد»‪ .‬وقال أيضا‪« ..‬تابعي دعوة طالق الخلع‪ ،‬ثم إني في مساعدتك ماديا ومعنويا‪ ،‬ثم إن أخاك هو مدير‬ ‫شركة مرموقة لها وزنها في اسويسرا‪ ،‬سأطلب منه توظيفك وعملك تحت إمرته وحمايته‪ ،‬وفي كل عطلة‬ ‫أو موسم تجدني وأمك ببيتك‪ ،‬وإن اشتقت إلى قضاء عطلتك الصيفية وابنيك بالمغرب‪ ،‬سأشتري لكم‬ ‫بطاقات السفر ذهابا وإيابا في الطائرة‪ .‬وإذا حكمت لك المحكمة برعاية الطفلين‪ ،‬وبالطالق النهائي‪،‬‬ ‫أصبح لديك خيار بأن تبقي باسويسرا للعمل وكفالة الوالدين‪ ،‬وإن شئت الرجوع إلى المغرب‪ ،‬فأهال‬ ‫ومرحبا معززة مكرمة‪ ،‬وال أدخر جهدا في مستقبلك ومستقبل ابنتك وولدك‪ ،‬واهلل يدبر األمر وهو يمهل‬ ‫وال يهمل‪.‬‬ ‫ابنتي‪ ،‬سينال جزاءه في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وسيعود إلى التشرد والمهانة‪ ،‬وأسأل اهلل تعالى أن يأخذ حقك‬ ‫وحق ولديك إنه سميع مجيب»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪988‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫ذكرى ‪ 9‬أبريل ‪1947‬‬

‫تحل بنا اليوم ذكرى من أعظم الذكريـات‪ ،‬وفي نفس الوقـت من أقدسهـا‬ ‫وأجلها‪ ،‬ذكرى تطيب بها النفوس وتهتز لها أوتار القلوب لما تحمله من عالمات‬ ‫التضحية والكفاح من أجل تحرير المغرب ووحدته‪ ،‬وتذكر به من نضال اآلباء‬ ‫واألجداد من أجل الحرية واالستقالل‪ ،‬إنها ذكرى زيارة الملك المجاهد‪ ،‬محرر‬ ‫المغرب جاللة الملك محمد الخامس قدس اهلل روحه إلى مدينة طنجة‪ ،‬حيث‬ ‫كان مجيئه شيئا عظيما وحدثا جسيما حفظ التاريخ ما وطده من جالئل األعمال‬ ‫وسجل ما قاله من سديد األقوال‪، ،‬حيث خص جاللة المغفور له هذه المدينة‬ ‫بقوله “وأن نزور عاصمة طنجة التي نعدها من المغرب بمنزلة التاج من المفرق‪،‬‬ ‫فهي باب تجارته ومحور سياسته ‪.”...‬‬ ‫لقد شكلت هذه الزيارة الملكية منعطفا هاما في مسيرة النضال الوطني من‬ ‫أجل االستقالل وفصال متميزا بين عهدين ‪ :‬عهد الصراع بين القصر واإلقامة‬ ‫العامة والنضال السياسي لرجال الحركة الوطنية وعهد الجهر بالمطالبة بحق‬ ‫المغرب في االستقالل أمام المحافل الدولية وإسماع صوت المغرب بالخارج‪،‬‬ ‫والعالم آنذاك بصدد طي مرحلة التوسع االستعماري والدخول في طور تحرير‬ ‫الشعوب وتقرير مصيرها‪.‬‬ ‫وكانت هذه الزيـــارة أيضا عنوانــا بارزا لوحدة المغرب وتماسكه ومناسبة‬ ‫لطرح مسألة استقالل البالد وحريتها‪ ،‬وما أن علمت سلطات الحماية برغبة‬ ‫جاللته‪ ،‬رضوان اهلل عليه في هذه الزيارة وعزمه على القيام بها حتى عمدت إلى‬ ‫محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل لكنها لم تنجح في ذلك‬ ‫إذ جـــاء رد جاللــة المغفــور له محمد الخامس على محاوالت التثبيط والمنع‬ ‫بالصرامة والعزيمــة التي التــرد‪ ،‬ثم التجأت سلطات االستعمار إلى مخطط آخر‬ ‫للمنع والحيلولة دون هذا اللقــاء بين الملك وشعبه في هذه الربوع من مملكته‪،‬‬ ‫حيث عمدت إلى ارتكاب مجزرة شنيعة بمدينة الدار البيضاء يوم ‪ 7‬أبريل ‪1947‬‬ ‫ذهب ضحيتها مئات المواطنين األبرياء‪ ،‬وسارع جاللة المغفور له محمد الخامس‬ ‫إلى زيارة عائالت الضحايا ومواساتها وعبر لها عن تضامنه إثر هذه الجريمة‬ ‫النكراء‪.‬‬ ‫لقد فطن جاللة المغفور له محمد الخامس إلى مؤامرات ودسائس المستعمر‬ ‫التي كانت تهدف إلى ثني جاللته عن عزمه في تحقيق التواصل مع رعاياه األوفياء‬ ‫بعاصمة البوغاز‪ .‬فعزم على التنفيذ رغم كل العراقيل‪ ،‬وفي يوم ‪ 9‬أبريل ‪،1947‬‬ ‫توجه طيب اهلل ثراه على متن القطار الملكي انطالقا من مدينة الرباط نحو‬ ‫طنجة عبر مدينتي سوق أربعاء الغرب ثم القصر الكبير فأصيال التي خصص بها‬ ‫سمو األمير موالي الحسن بن المهدي استقباال حماسيا احتفاء بمقدمه رحمه اهلل‬ ‫في حشد جماهيري عظيم‪ ،‬هذه الصورة كسرت العراقيل التي دبرتها سلطات‬ ‫الحماية ليتأكد التالحم المتين واألواصر القوية التي جمعت على الدوام بين‬ ‫العرش العلوي المجيد والشعب المغربي األبي‪.‬‬ ‫وقد خصصت ساكنة طنجة استقباال حارا للموكب الملكي جددت من خالله‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫تمسكها وتفانيها في اإلخالص لثوابت األمة ومقدساتها واستعدادها للدفاع عن‬ ‫كرامة البالد وعزتها‪.‬‬ ‫وقد جاء الخطاب التاريخي الذي ألقاه جاللته في فناء حدائق المندوبية بحضور‬ ‫ممثلين عن الدول األجنبية وهيئة إدارة المنطقة وشخصيات أخرى مغربية‬ ‫وأجنبية‪ ،‬ليعلن للعالم أجمع عن إرادة األمة وحقها في استرجاع استقالل البالد‬ ‫ووحدتها الترابية حيث قال جاللته “إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عليه فما‬ ‫ضاع حق من ورائه طالب‪ ،‬وإن حق األمة المغربية ال يضيع ولن يضيع ‪ ،”...‬كما‬ ‫أكد جاللته من خالل خطابه نظرته الصائبة رحمه اهلل وطموحاته النبيلة نحو‬ ‫مستقبل المغرب حيث قال جاللته بهذا الخصوص “فنحن بعون اهلل وفضله على‬ ‫حفظ كيان البالد ساهرون‪ ،‬ولضمان مستقبلها المجيد عاملون‪ ،‬ولتحقيق تلك‬ ‫األمنية التي تنعش قلب كل مغربي سائرون ‪.”..‬‬ ‫لقد كان خطاب جاللته رسالة واضحة المعالم والمضامين ألصحاب المطامع‬ ‫االستعمارية بحيــث أوضــح رحمـــه اهلل أن عـــرش المغــرب يقوم على وحدة‬ ‫البالد من شمال المغرب إلى أقصــى جنوبه وأن مرحلــة الحماية ما هي إال‬ ‫مرحلة عابرة في تاريخ المغرب‪ ،‬والتي شكلت في حد ذاتها حافزا رئيسيا لوعي‬ ‫المغاربة بأهمية الموقع الجغرافي الذي يحتله المغرب ‪.‬‬ ‫وكان يوم الجمعة من نفس الشهر حافال بخصال الفضل والخير‪ ،‬حيث تولى‬ ‫بنفسه رحمه اهلل صالة الجمعة‪ ،‬ألقى جاللته يوم ‪ 11‬أبريل خطبة الجمعة وأم‬ ‫المؤمنين بالصالة في المسجــد األعظم بطنجة‪ ،‬وحــث األمــة المغربية على‬ ‫التمسك برابطة الدين‪ ،‬فهي الحصن الحصين ألمتنا ضد مطامع الغزاة‪ ،‬فبعد أن‬ ‫شكر اهلل على نعمه وما أمده به من جزيل كرمه‪ ،‬حمد اهلل على أن هدانا لإلسالم‬ ‫وجعلنا من أمة رسول اإلنسانية عليه أفضل الصالة والسالم‪ ،‬حض على التمسك‬ ‫بالدين واالستنارة بأنوار اليقين والتحصن باالستقامة والفضيلة‪ ،‬والتخلي عن‬ ‫النقيصة والرذيلة‪ ،‬وفتح رضي اهلل عنه في وجه المغاربة أبواب األمل كي ينالوا ما‬ ‫ناله العاملون المخلصون‪ ،‬يشير إلى قوله تعالى ‪“ :‬وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم‬ ‫ورسوله والمومنون” ثم أوصى بالثبات في معارك الحياة‪ ،‬وبالتضحية والنضال‬ ‫من أجل الدفاع عن الدين والوطن ‪ ...‬إلى غير ذلك من المواعظ والتوجيهات‬ ‫مما أثر في النفوس حتى أبكاها‪ ،‬وإلى جادة الحق الواضحة هداها‪ ،‬فما أجله من‬ ‫خطاب صدر عن ملك حرر شعبه من قيود العبودية‪ ،‬وضحى في سبيل استقالله‬ ‫بجميع ما أمكنه من التضحية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن الرحلة الملكية إلى طنجة جمعت بين النضال السياسي والتضحية‬ ‫من أجل الوطن‪ ،‬وبناء الشخصية اإلسالمية الرفيعة‪ ،‬حيث كان لهذه الرحلة وقع‬ ‫بمثابة الصدمة بالنسبة لسلطات الحماية‪ ،‬أربكت حساباتها فأقدمت على الفور‬ ‫على عزل المقيم العام الفرنسي «إيريك البون» ليحل محله الجنرال جوان الذي‬ ‫بدأ حملته المسعورة على المغرب وتضييق الخناق على القصر الملكي وتنفيذ‬ ‫مؤامرة النفي‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪988‬‬

‫وقتٌ للشع ِر‪َ .‬‬ ‫تجي ُء حبواً؛ ولكنـه حبوٌ‬ ‫اآلن ‪ -‬في هذا األوانِ‪ -‬بدأتْ تباشيـرُ‬ ‫الربيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫شفشاون ربيعٌ مقيمٌ ال يريمُ‪.‬‬ ‫عام يعود‪ ،‬بيدَ أنه في‬ ‫كالرَّك ِ‬ ‫ض‪ .‬هو ربيـعٌ كل ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البتة؛ دائم ًا فيها يفيضُ الضوْ ُء الالمـعُ‪،‬‬ ‫شفشاون الربيعُ ال يغادرُ أرضهـا‬ ‫في‬ ‫واالخضرارُ اليا ِنعُ‪ ،‬والما ُء النا ِبـعُ‪ ،‬والشذا الماتعُ‪ .‬منذ زمانٍ كتبتُ القصيد َة‬ ‫التالية‪ ،‬ولم أنشرْها؛ َ‬ ‫اآلن أرس ُلها ﺇلى جريدة الشمال الغـرا ِء‪ .‬هذه القصيد ُة هي‬ ‫كتاب لي ما ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والتاريخ)‪.‬‬ ‫(شفشاون‪ :‬تأمالتٌ في العمارةِ‬ ‫يزال مخطوط ًا هو‬ ‫ديباجة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫َ�صيد ُة‬ ‫اَلْق َ‬

‫�شعر‪ :‬حممد عنفوف‬

‫َا ِّ‬ ‫ـ���او َن الخْ َ ��ْضارْ َ اءِ َي ْن َت�ِب�رِ ُ‬ ‫ـ���ر فيِ ِ�شفْ َ�ش ُ‬ ‫ل�ش ْع ُ‬ ‫���دو ُّ‬ ‫اح ِ‬ ‫���ات و ا ْل َفنَنِ‬ ‫ت َْ�ش ُ‬ ‫ور الخْ ُ ��ْضُرْ ُ فيِ‬ ‫ال�س َ‬ ‫الط ُي ُ‬ ‫َّ‬ ‫�ْث� َج ْ‬ ‫���وم ا ْلكُ رْ ُ‬ ‫ُ���ر ا ْلق َ​َم َر‬ ‫ــذلَـى َت ْنق ُ‬ ‫َت�أْتِ���ي الن ُ​ُّج ُ‬ ‫���ن ب ِْركَ ةِ ا ْلق َ​َمرِ‬ ‫���و َق الثرَّ َ ى مِ ْ‬ ‫فــ ْ‬ ‫َي ْهمِ ���ي ال َّن َدى َ‬ ‫ــ�شقَـ���ةٍ‬ ‫ان و َ�شقْ َ‬ ‫ْـ���و ٍ‬ ‫ـ���وج ِب�أَل َ‬ ‫���ر َمن ُْ�س ٌ‬ ‫َا ْلف َْج ُ‬ ‫���ات فيِ ُغ ْ�صنِ ال ُّد َج���ى‪ -‬انْ ُظ ْر‪َ -‬ذلِ���كَ ا ْلق َ​َم ُر‬ ‫َق ْد َب َ‬ ‫ن و �أَ ْعمِ ��� َدةٌ‬ ‫َـ���ار جْ ٌ‬ ‫فيِ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ـاحـ���ةِ ا ْلق ْ‬ ‫َ���و َراءِ ن َ‬ ‫َّ‬ ‫َ���اء فيِ �أَ ْ�ش َجارِ َه���ا تَــق ُ‬ ‫ِـ���ف‬ ‫ـار َه���ا الحْ َ ْ�سن ُ‬ ‫�أَ ْط َي ُ‬ ‫ُـــر َب َ‬ ‫���ة ال َْبلَـ���دِ!‬ ‫َـ���ار جْ ٍ‬ ‫ن ُي َو ِّ�شـ���ي ت ْ‬ ‫َ�أ ْجمِ ���لْ ِبن َ‬

‫َـ���اء جْ َ‬ ‫ال�ض َح���ى انْ ف َ​َ�س َح‬ ‫���و‪ِ ،‬بل َّْو َر ُّ‬ ‫���ر َ�صف َ‬ ‫ال ِّ‬ ‫انْ ُظ ْ‬ ‫َ���ح‬ ‫���ر ٍف فيِ الحْ َ َ�صـ���ى ن َْب ٌ‬ ‫ـ���ع َق��� ِد انْ َفت َ‬ ‫فيِ كُ لِّ َح ْ‬ ‫ب َ‬ ‫«غ���ارِ َز َم»‬ ‫ـ���اب َر ْج َراج��� ًا َبهِ يج��� ًا َع رْ َ‬ ‫و انْ َ�س َ‬ ‫ـ���رى؛ َر َّ‬ ‫َ���ان الخْ ُ ��ْض�ررْ َ بِال َّث َمرِ‬ ‫�ش جْ ِ‬ ‫الن َ‬ ‫ن َْه ٌ‬ ‫���ر َج َ‬ ‫و المْ‬ ‫���د َولٍ َج���ذِلٍ‬ ‫���رى فيِ َج ْ‬ ‫ُ‬ ‫���ر ٌ‬ ‫اج َج َ‬ ‫َ���اء َر ْج َ‬ ‫���ق َ�صلْ��� ٍد َ�س َجـ���ا َثغَ ٌب‬ ‫���ودٍ َ�سامِ ٍ‬ ‫فيِ َ�س ِ‬ ‫فْ���ح َط ْ‬ ‫���ح َ�ص َحـ���ا؛ ِلل َْم���اءِ تَغْ رِ يـ��� ٌد ِب�أَ ْ�س ِبلَـ���ةٍ‬ ‫ُ�ص ْب ٌ‬ ‫ْـ���و ْردِ �أُ َّب َه ٌ‬ ‫ـ���ة‬ ‫���ر َب َه ً‬ ‫ـ���اء فيِ الحْ ِ َم���ى؛ ِلل َ‬ ‫انْ ُظ ْ‬ ‫اء فيِ َ�أ ْ�ص َب ِ‬ ‫َ���ق‬ ‫اح َهـ���ا �أَل ٌ‬ ‫ـ���او ُن الخْ َ ��ْضارْ َ ُ‬ ‫ِ�شفْ َ�ش ُ‬ ‫الر ْو ِ‬ ‫َ�ص َب ْـة‬ ‫����ض و ا ْلق ِْرمِ يـ���د و ا ْلق َ‬ ‫���ام َّ‬ ‫ا ِْه���دِلْ َح َم َ‬ ‫�أَ ْجمِ ���لْ ب َِو ْه ِج َّ‬ ‫ال�ش ْم ِ‬ ‫����س! َ�صن ِْج ال ُْبل ُْب���لِ الْغَ رِ دِ!‬ ‫���ن َب َ�ساتِيـ���نِ َّ‬ ‫���ن‬ ‫ال�شـ���� ِآم و مِ ْ‬ ‫ال�سنُونُـ���و مِ ْ‬ ‫� َآب ُّ‬ ‫ـ���وح َّ‬ ‫ـ���راءِ َي�أْ َلف َُهـ���ا‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫ـ���او َن الْغَ َّ‬ ‫َي ْعلُ���و ُ�س ُط َ‬ ‫���ن‬ ‫َـ���وزٍ َف ْ‬ ‫از َد َهـ���ى َز َم ٌ‬ ‫���ر َز َهـ���ا فيِ �أَ ْي���كِ ل ْ‬ ‫َز ْه ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِيـ���ع �أَتَى؟‬ ‫َم ْر َح���ى ِبن َْح‬ ‫الرب ِ‬ ‫�ل�ات! َمتَى َف ْ�ص���لُ َّ‬ ‫���ق ا ْلكَ ْ�أ ِ‬ ‫ُـ���ه‬ ‫���ت ن َُح ْي‬ ‫����س ت َْر ُ�شف ُ‬ ‫ٌ‬ ‫�ل�ات ُف َو ْي َ‬ ‫ـام ْ‬ ‫َح َ‬ ‫�ي�ن َ�س َمـا‬ ‫���ي ُّ‬ ‫ا�سمِ ُ‬ ‫�ﺇ ْن َي ْه ِ‬ ‫ال�ض َح���ى َفال َْي َ‬ ‫���م َو ْ�سمِ ُّ‬ ‫���ت المْ َـ َد َد‬ ‫���د �أَنْ َب َ‬ ‫ال�س َمـ���ا مِ ْ‬ ‫���ن ُم ْز َن���ةٍ َق ْ‬ ‫َم ُ‬ ‫���اء َّ‬ ‫���اد و الحْ َ َب ُق‬ ‫���و ُج ُّ‬ ‫ْـ���و ْر ُد و ا َلأ ْع َي ُ‬ ‫َف ْ‬ ‫ال�ض َح���ى و ال َ‬ ‫ـاب ً‬ ‫كُ لُّ‬ ‫���ة َ�أ َب���د ًا‬ ‫ال�س َـواقِ���ي َق ْ‬ ‫���ر ْت ُمن َْ�س َ‬ ‫���د َج َ‬ ‫َّ‬ ‫«ب ِ‬ ‫اب ال َْع�ْيِنْ ِ » َه ْ�س َه َ�س ٌة‬ ‫ال�س َواقِ���ي» َ�أ ْو ﺑ َ‬ ‫َ‬ ‫«ب�ْي�نْ َ َّ‬ ‫تـ���رِ ي بِ�ل�ا َملَ���لٍ‬ ‫�ﺇ َّن ال َْينَاب‬ ‫ِـــيـ���ع ا َّلتِ���ي جَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ـاج���ي بِ���هِ �أَل ٌَق؛‬ ‫َب ْح ُ‬ ‫ال�سـاكِ ���نِ َّ‬ ‫ال�س َم���اءِ َّ‬ ‫���ر َّ‬ ‫�ي�ن َه َمى‬ ‫ال�سمِ ِ‬ ‫ـ���اء َه َمى؛ مِ ْ‬ ‫َم ٌ‬ ‫���ن َغ َاب���ةِ الْغَ ْي ِم َّ‬ ‫ـ���ه‬ ‫ِيـ���ع الْغَ ُّ‬ ‫����ض َف ْامتَـ��� َّد ْت َع َرائ ُِ�ش ُ‬ ‫الرب ُ‬ ‫َج َ‬ ‫���اء َّ‬ ‫َّ���ت َهال ُ‬ ‫َ���ة ا ْلق َ​َمـرِ‬ ‫���اع مِ ْ�س ُك الل َّْي���لِ ‪َ ،‬هل ْ‬ ‫َق ْ‬ ‫���د َ�ض َ‬ ‫ٍ‬ ‫���ر الأَل َ​َق‬ ‫ـاب‬ ‫����س انْ ِ�ص َب َ‬ ‫ـــ���ات‪ ،‬و َف ْج ٌر َف َّج َ‬ ‫َه ْم ُ‬ ‫ـ���ر الزَّ ْهـ���رِ ت َْ�سبِيحــ��� ًا لخِ َ ا ِلقِ���هِ ‪:‬‬ ‫و ْافت َّ‬ ‫َـ���ر َثغْ ُ‬ ‫ه���ي َعـا ِئ َدةٌ‬ ‫���ر �ﺇلَ���ى الأَ ْط َي���ارِ َج ْذلَ���ى و‬ ‫انْ ُظ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـ���اد ُطفُـــول َِّي ٌ‬ ‫ـ���ة‬ ‫اء �أَ ْع َي ٌ‬ ‫ـ���ر ُ‬ ‫ِ�شفْ َ�ش ُ‬ ‫ـ���او ُن الخْ َ ْ�ض َ‬ ‫���م ا َلأ ْر ِ‬ ‫ـ���ر‬ ‫ـ���ور ِبل َْح ِ‬ ‫َفالخْ ِ ْ�ص ُ‬ ‫����ض َي ْز َدهِ ُ‬ ‫���ب َم ْو ُف ٌ‬

‫���و َء ب ِْركَ تِهِ ؛‬ ‫و ال َْب ْ‬ ‫���د ُر فيِ ال َْعل َْيـ���اءِ ُي ْلقِ���ي َ�ض ْ‬

‫���اد و َّ‬ ‫و َّ‬ ‫���ر‬ ‫���ار و ا�ﻹ نْ َ�ش ُ‬ ‫ال�ش َج ُ‬ ‫����س و ا َلأ ْح َج ُ‬ ‫ال�ش ْم ُ‬ ‫ِّ�ي�ن و ا ْلق َ​َم ُر‬ ‫جَ ْ‬ ‫ِي���ر الت ُ‬ ‫ال�س َواقِ ـ���ي‪َ ،‬ي ْ�س َتد ُ‬ ‫ت���رِ ي َّ‬ ‫َق ْلبِ���ي ُيغَ نِّ���ي َهـادِئ���اً؛ و الل َّْي���لُ َينْكَ ��ِس�رِ ُ‬ ‫ـــر‬ ‫ت َْهفُ���و ال َّد َو يِال؛ تُول ُ‬ ‫ال�س َح ُ‬ ‫َ���د الأَ ْ�ش َع ُ‬ ‫ـــار و َّ‬ ‫اء ال��� َّد ْو ِح فيِ �أَ ْع َ�ش ِ‬ ‫ـــر‬ ‫ت َْعلُـ���و َ�س َم َ‬ ‫ا�ش���هِ النُّغَ ُ‬ ‫و َّ‬ ‫َّـ���ان فيِ ال ُْب ْ�ست ِ‬ ‫���ر‬ ‫ِ���ر ا ْل َفن ُ‬ ‫َـ���ان َي ْ�س َتحِ ُ‬ ‫الطائ ُ‬ ‫ُح ْبلَ���ى ِب�أَ ْعـــن ٍ‬ ‫ـ���ر‬ ‫ـ���ر َف ْو َق َه���ا َقمِ ُ‬ ‫َـ���اب و َف ْج ٌ‬ ‫ـ���راءِ ت َْ�ش ُ‬ ‫���م َت ْن َت��ِشُرِ ُ‬ ‫فيِ كَ ف َِّه���ا الخْ َ ْ�ض َ‬ ‫���دو ُث َّ‬ ‫و ْاب َي َّ‬ ‫����ض مِ ْ‬ ‫���ن ُح ْ�س���نٍ َبهِ ٍ‬ ‫ـ���ر ُه ال َّن�ضرِ ُ‬ ‫يج َز ْه ُ‬ ‫و المْ‬ ‫ِ���ر‬ ‫ُ‬ ‫َ���اء فيِ الأَ ْحيـ���اءِ َي ْج���رِ ي َدافِ ق��� ًا َيف ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ـ���ه ال َْو َز ُر‬ ‫���ر ُد المْ َـ���اءِ َع ْذبـ��� ًا َ�ص َّب ُ‬ ‫ا�شتَ��� َّد َب ْ‬ ‫���ر‬ ‫و ال ُْبل ُْبـ���لُ الْغـــ ِِّر ُ‬ ‫يـ���د فيِ فِ ْر َد ْو ِ�سـ���هِ َيكِ ُ‬ ‫�ي�ن المْ‬ ‫َـ���اء َين َْح���د ُِر‬ ‫ـ���اء ِح َ‬ ‫ُ‬ ‫���ر َك الأَ ْر َح َ‬ ‫�أَ ْو َح َّ‬ ‫���م فيِ الأَ ْغ َـر ِ‬ ‫ا����س َي ْختَ���د ُِر‬ ‫َي ْب ُ‬ ‫���دو َجل ِّيـ���اً‪ُ ،‬ث َّ‬ ‫ـ���ر َجـ���ارٍ ؛ كُ لُّ �أَ ْر ٍ‬ ‫���ر‬ ‫����ض َح ْول ُ‬ ‫َـ���ه َد َق ُ‬ ‫و الن َّْه ُ‬ ‫���ع جْ ُ‬ ‫ـ���د َر ِ‬ ‫ِ���ر‬ ‫ان َين َ‬ ‫ال ْ‬ ‫ـ���ر ُم ُذو فيَ ْ ءٍ َم َ‬ ‫ْ�ضف ُ‬ ‫و ا ْلكَ ْ‬ ‫���ر ُهن َ‬ ‫ـ���ر‬ ‫َـ���اك ْ‬ ‫اح َتـ���لَّ َقل َ‬ ‫ْ���ب ال َْبلْـ��� َد ِة ا َلأ َث ُ‬ ‫و انْ ُظ ْ‬ ‫���ه ُّ‬ ‫���ع َهد ً‬ ‫َـ���ر‬ ‫ِيـ�ل�ا �أَ ْو ُ�ص َيـاحــ��� ًا َب َّث ُ‬ ‫ا�س َم ْ‬ ‫ال�شق ُ‬ ‫و ْ‬ ‫َ�س ْجعـ��� ًا َبلِيـ���غَ اللَّفْ ِ‬ ‫ب‬ ‫���و و الْعِ رَ ُ‬ ‫ال�س ْج ُ‬ ‫���ظ فِ ي���هِ َّ‬ ‫���وى ال َْب َهـ���اءِ ا ْلف ِّ‬ ‫���ر‬ ‫َم ْث َ‬ ‫َـ���ذ فيِ فِ ْر َد ْو ِ�س���هِ ُز َف ُ‬ ‫َــاط َ‬ ‫ــرن َ‬ ‫يهـا ال َْع�ْي�نْ ُ َتن َْبهِ ُر‬ ‫���ة ا ْلف َْي َحـ���اءِ ِف َ‬ ‫َغ ْ‬ ‫���ر‬ ‫و الأَ ْر ُ‬ ‫ـ���د َر ُ‬ ‫ْـ���و ْر ُد و الْغُ ْ‬ ‫����ض ِف َ‬ ‫يهـ���ا ال َ‬ ‫ان َت ْنفَغِ ُ‬ ‫ي���ق و جْ ُ‬ ‫ال ُد ُر‬ ‫َ���ان و ا�ﻹ ْبرِ ُ‬ ‫���ب ال ُْب ْ�ست ُ‬ ‫و ْ‬ ‫اع َ�ش ْو َ�ش َ‬ ‫َّ���و ُر َين َْ�شطِ ُر‬ ‫ال�سنَـ���ا! و الن ْ‬ ‫انْ ُظ ْ‬ ‫ـ���ر؛ َف َم���ا �أَ ْب َه���ى َّ‬ ‫كَ �أْ ٍ‬ ‫���ر‬ ‫����س بِ���هِ الن َّْعن ُ‬ ‫ـ���ر ُّج و الزَّ َه ُ‬ ‫َ���اع و الأُتْ ُ‬ ‫���ر‬ ‫ْـ���و ْر ُد و الل َّْب‬ ‫َّارنْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ال َ‬ ‫ـ���ج و ا ْلق َ​َم ُ‬ ‫ـ�ل�اب و الن َ‬ ‫رَّ َ‬ ‫َف ْامتَـ��� َّد فيِ كَ ِّ‬ ‫���ف‬ ‫ال�َّث�ى التَّغْ رِ ُ‬ ‫ي���د و الخْ ُ ��َض�رَ ُ‬ ‫ـ���ر َي ْنتَهِ ُر‬ ‫ور المْ َـاءِ ِح َ‬ ‫�ي�ن الن َّْه ُ‬ ‫َي��ْس�ررْ ِ ي ��ُس�ررُ ُ ُ‬ ‫ـ���ع َي ْ�صفُـــ���و و َين َْ�سجِ‬ ‫ـــ���ر‬ ‫فيِ كُ لِّ ُركْ ���نٍ َمن َْب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و«ال ُْعنْ��َص�ررَ ُ » َّ‬ ‫����س المْ َاءِ » و الْغُ ُد ُر‬ ‫ال�شادِي و َ‬ ‫«ر�أْ ُ‬ ‫���ار ت َْز َدهِ ُر‬ ‫ت ُْ�سقَـ���ى ب َِه���ا الأَ ْر ُ‬ ‫����ض و الأَ ْز َه ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ�ص ْي ٌ‬ ‫���د و المْ َ​َط ُر‬ ‫الر ْع ُ‬ ‫ـ���ف َ�صفَـ���ا �أَ ْو فيِ‬ ‫ال�ش َت���اءِ َّ‬ ‫و ْ‬ ‫ا�شتَــــ��� َّد َو ْد ٌق َدافِ ٌ‬ ‫ـ���ر َي ْن َت��ِش�ررِ ُ‬ ‫ـ���ق؛ َفالخْ َ ْي ُ‬ ‫ا�ستَ��ْشىرْ َ ى َّ‬ ‫ال�ش��� َذا و جْ َ‬ ‫َب‬ ‫َخ��ْض�ررْ َ َ‬ ‫ال ُّو ُم ْعت رَ ُ‬ ‫اء َف ْ‬ ‫����س المْ َ���اءِ َفانْ َ�سل َّْت بِ���هِ الن ُ​ُّه ُر‬ ‫و انْ َ�س َ‬ ‫ـ���اب َه ْم ُ‬ ‫���ع انْ ت َ​َ�شى الن َ​َّظ ُر‬ ‫ال�س ْم ُ‬ ‫ا�ست َْمت َ​َع َّ‬ ‫َع�ْب�رْ َ المْ َ��� َدى َف ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ�س ْب َحا َنــ���كَ الل َُّه َّم‪َ ..‬قـ���الَ‬ ‫�شـ ُر‬ ‫الط ْ‬ ‫ـــيــ ُر و ال َْب َ‬ ‫���ر‪ ،‬و َذ ْيلُ َّ‬ ‫ال�ش ْم ِ‬ ‫����س فيِ الْوِ ْد َي ِ‬ ‫ـ���ان َين َْح�سرِ ُ‬ ‫انْ ُظ ْ‬ ‫َ���ر‬ ‫َي ْ�ش ُ‬ ‫ـ���دو ب َِه���ا ال َْو ْر َق ُ‬ ‫ـ���اء و الأَ ْم َ‬ ‫ـ���و ُاه و ال َْوت ُ‬ ‫ـ���واءِ ت َْ�ستَعـــ ُِر‬ ‫و الأَ جْ ُ‬ ‫���م ال َْب ْي َ�ض ُ‬ ‫���اء فيِ َالأ ْج َ‬ ‫ن ُ‬ ‫يها المْ‬ ‫َ���اء و الحْ َ َج ُر‬ ‫َي ْحمِ ���ي الحْ ِ َمى و الأَ ْر ُ‬ ‫����ض فِ َ‬ ‫ُ‬

‫ق�صيدة ‪:‬‬

‫�إلى �أين �أيتها املر�أة ؟‬ ‫‪-‬‬

‫هاجر الشنواني‪ ‬‬

‫سعداء نحن في جريدة طنجة وأسبوعية «الشمال» بتدفـق‬ ‫إقبـــال الشبــاب على المشاركة فيهما بأقالمهــم ومواهبهــم‪،‬‬ ‫وقرائحهم النيرة‪ ،‬مساهمة منهم في إغناء الحقل الثقافي الوطني‬ ‫وبناء رأي عام متعدد‪ ،‬وبدون تمييز أو إقصاء‪,‬‬ ‫وها نحن نستقبل‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬شابة جامعية كاتبة وشاعرة‪،‬‬ ‫تدلو بدلوها العامرة‪ ،‬في مجال اإلبداع الشعري‪ ،‬بأن أهدت قراءنا‬ ‫قصيدة تمجد المرأة‪ ،‬في أعيـاد المرأة التي احتفـل بها العالـم‪،‬‬ ‫الشهـر الماضي‪ ،‬احتراما وتقديرا لمكانتها ودورها الفائق األهمية‬ ‫في المجتمع‪ .‬هذه القصيدة ألقتها اآلنسة هاجر خالل ندوة المرأة‬ ‫والقانون التي نظمها ماستر المهن القانونية والقضائية بكلية‬ ‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬بمناسبة اليوم‬ ‫العالمي للمرأة‪.‬‬ ‫يتعلق األمر باآلنسة هاجر الشنواني‪ ،‬كاتبة وشاعرة‪ ،‬حاصلـة‬ ‫على إجازتين‪ ،‬األولى في القانون العام باللغـة الفرنسية من كلية‬ ‫العلوم القانونية واالقتصادية بطنجة‪ ،‬والثانية في اللغة العربية‬ ‫وآدابها‪ ،‬من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪.‬‬

‫إلى أين أيتها المرأة‬ ‫يا أيقونة الروح‬ ‫يا أم الشعوب‬ ‫إلى أين ؟‬ ‫تشقين ليلك من رحمة‬ ‫عنوانها النور‬ ‫إلى أين ؟‬ ‫تغزلين شال أيامك‬ ‫بخيوط من ذهب‬ ‫إلى أين ؟‬ ‫تسدلين جدائلك بفرحة األيام‬ ‫بساطا أخضر‬ ‫يلون الدروب بألوان قزح‬ ‫إلى أين ؟‬ ‫إلى أين و أنت العنوان المصير‬ ‫ترضعين من رحم روحك‬ ‫تراتيل طهر خالدة‬ ‫تدورين في فلك عنوانه‬ ‫كم قمرا خلق براحتيك‬ ‫إلى أين وأنت العنوان المصير‬ ‫كون أنت ‪....‬‬ ‫كون أنت تدور في فلكه كل األقمار‬ ‫أمل أنت ‪ ...‬يبعث كل األسرار‬ ‫أسرابا من حساسين‬ ‫مغربية أنت ‪...‬‬ ‫مغربية أنت و عطرها جبال الصبر‬ ‫و صمتها ليال يثور بتموز الصدور‬ ‫و لوحها قنديل تقبله وجوه السالم‬ ‫مغربية أنت‬ ‫أعشق فيك ليلي و ضوء فجري‬ ‫أمسي وغدي‬ ‫مغربية أنت‬ ‫وأختصر فيك كل لغتي‬ ‫مغربية أنت‬ ‫ورسمتك من اهلل فجر صالتي‬ ‫مغربية أنت‬ ‫ولو للجمال وطن‬ ‫لنصبت عيناك عاصمة‬ ‫مغربية أنت‬ ‫عصية على الفراق‬ ‫عصية على النسيان‬ ‫مغربية و في روحك كل المروج‬ ‫مغربية أنت ربيع بكل الفصول‬ ‫مغربية أنت و مني السالم ألنك السالم‬ ‫مغربية و أنت العنوان المصير‬ ‫مغربية و أنت سيدة الزمان‬


‫العدد ‪988‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)890‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫“شمال غرب المغرب في عهد‬ ‫السلطان المولى إسماعيل”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫كلمته التقديمية‪“ :‬لم تكن منطقة شمال غرب المغرب بمعزل‬ ‫تشكل دراسة تحوالت مغرب عقود القرن ‪ 18‬مدخال‬ ‫موجها لفهم مجمل مسارات تاريخ المغرب المعاصر‪ .‬كما‬ ‫عن األوضاع العامة بالمغرب أثناء تولي السلطان إسماعيل‬ ‫تعتبر هذه المرحلة أساسا لتفسير دوائر إنتاج األزمة التي‬ ‫الحكم‪ ،‬وال عن سياسته تجاه كل الربوع التي أعلنت تمردها‬ ‫كبلت واقع الدولة والمجتمع المغربيين خالل كل المراحل‬ ‫ضده‪ ،‬إذ شهدت المنطقة قيام عدة ثورات‪ ،‬كثورتي الخضر‬ ‫الالحقة‪ ،‬بما في ذلك زماننا الراهن‪ .‬وعلى رأس هذه الدوائر‪،‬‬ ‫غيالن وآل النقسيس‪ ،‬قبل أن يتمكن من إخمادها‪ ،‬ويستتب‬ ‫تلك المرتبطة باألزمات البنيوية للدولة المغربية‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫له األمر هناك‪ ،‬ويعين عمر بن حدو التسماني الريفي قائدا‬ ‫غالف الكناب‬ ‫في مشكل عالقة المركز باألقاصي وبالقبائل وبالجهات أوال‪،‬‬ ‫مخزنيا عاما عن المنطقة‪ ،‬التي عاشت في شبه استقالل تام‬ ‫ثم مشكل والية العهد ثانيا‪ ،‬فمشكل الكوارث الطبيعية‬ ‫عن السلطة المركزية‪ ،‬خالل العهدين السعدي والوطاسي‪”...‬‬ ‫والمجاعات واألوبئة ثالثا‪ ،‬ومشكل تحرير الثغور المحتلة‬ ‫(ص‪.)7 .‬‬ ‫رابعا‪.‬‬ ‫ولتفصيل البحث في أبعاد هذا السياق التاريخي العام‪ ،‬اختار‬ ‫ونظرا لما حملته هذه األزمات البنيوية من انعكاسات‬ ‫المؤلف توزيع مضامين عمله بين خمسة فصول تركيبية‪،‬‬ ‫عميقة على نظيمة العالقـــة بين المركز واألقاصي‪ ،‬أو‬ ‫اهتم في أوالها بالتعريف بوظائف السلطة المخزنية على‬ ‫لنقل بين المخــزن المركزي والقوى المحليــة القبليـــة‬ ‫مستوى اآلليات والممارسات‪ ،‬وتوقف في الفصل الثاني للبحث‬ ‫والدينية والزعاماتية‪ ،‬فقــد ظلت تنتج أشكـــاال متعددة‬ ‫في تطورات العالقة بين المجتمع والسلطة المخزنية غداة‬ ‫للتدافع المجتمعي الذي ساهم في رسم اإلطار العــام الذي‬ ‫وفاة السلطان إسماعيل‪ ،‬وتناول في الفصل الثالث آليات عمل‬ ‫تحكم في جل توجهات المخزن المركزي تجاه كل السلط‬ ‫السلطان المذكور إلدماج القوى الدينية داخل الكنف المخزني‬ ‫المحلية واإلقليمية‪ ،‬مثل القبائل والزوايا والعلماء والتجار‬ ‫من خالل نموذج الزاوية الوزانية‪ .‬أما في الفصل الرابع‪ ،‬فقد‬ ‫والمتصوفة‪...‬‬ ‫سعى إلى رصد وقع الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة‬ ‫الغربي‬ ‫الشمال‬ ‫منطقة‬ ‫ظلت‬ ‫العام‪،‬‬ ‫المسار‬ ‫هذا‬ ‫في إطار‬ ‫خالل الفترة المدروسة وطرق التدخل المجتمعية والمخزنية‬ ‫للمغرب تحمل سمات التميز الجهوي داخل واقع االندماج‬ ‫لمواجهتها‪ .‬وفي آخر فصول الكتاب‪ ،‬توقف المؤلف عند سياسة‬ ‫الترابي الوطني‪ .‬وقد استفادت في ذلك‪ ،‬من اعتبارات‬ ‫المخزن اإلسماعيلي لتحرير مدينة سبتة المحتلة‪.‬‬ ‫غالف الكناب‬ ‫متداخلة ساهمت في إضفاء عليها هوية إقليمية برزت تحت‬ ‫وفي كل هذه المستويات‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على تقديم رؤى تركيبية‪،‬‬ ‫يافطة تاريخية مميزة‪ ،‬عنوانها اسم منطقة جبالة‪ .‬ونظرا لشدة وقع تأثير‬ ‫بعمق تنظيري واضح‪ ،‬وبغياب جلي لتصميم نسقي لعله كان سببا في هيمنة انزياحات‬ ‫هذه الهوية اإلقليمية على الكثير من تطورات المحيط اإلقليمي والوطني والدولي‬ ‫كبرى على مستوى طرق تجميع المادة المصدرية والوثائقية‪ ،‬وكذا على مستوى استثمار‬ ‫للمنطقة‪ ،‬فقد أصبحت مجاال أثيرا للباحثين من أجل البحث في التفاصيل وإعادة تركيب‬ ‫ذخائر هذه المادة‪ .‬ولعل العذر في ذلك‪ ،‬يعود إلى غياب الرؤية التاريخية المهيكلة‬ ‫الوقائع وضبط السياقات وفك أسرار المنغلقات‪ .‬ويعتبر كتاب “شمال غرب المغرب في‬ ‫للعمل‪ ،‬وهي الرؤية القائمة على االنضباط للعدة المنهجية األكاديمية داخل درس‬ ‫عهد السلطان المولى إسماعيل (‪1139-1082‬ه‪1727-1672 /‬م)”‪ ،‬لمؤلفه البشير‬ ‫التاريخ‪ ،‬بعيدا عن األحكام السهلة‪ ،‬وعن التنظيرات البراقة‪ ،‬وعن التقليعات المخادعة‬ ‫أبرزاق‪ ،‬والصادر سنة ‪ ،2017‬بعنوان فرعي “جوانب من التاريخ السياسي واالجتماعي”‪،‬‬ ‫التي ال عالقة لها باآلليات اإلجرائية للبحث التاريخي العلمي‪ .‬ويمكن االستدالل‬ ‫في ما مجموعه ‪ 150‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬من آخر األعمال التي اهتمت‬ ‫بالكثير من األمثلة المعبرة عن هذا المنحى النزوعي في مختلف مضامين الكتاب‪،‬‬ ‫برصد بنية العالقات التي وسمت مؤسسة المخزن المركزي بدوائر صنع القرار بمنطقة‬ ‫مما يجعلنا نقول إن الكتابة التاريخية العلمية‪ ،‬لم تكن –أبدا‪ -‬مجرد تجميع للوقائع‬ ‫جبالة خالل عهد السلطان إسماعيل خالل مرحلة نهاية القرن ‪ 17‬وبداية القرن ‪.18‬‬ ‫المتناثرة هنا وهناك‪ ،‬ولم تكن –كذلك‪ -‬تهافتا نحو التنظير المفترى عليه‪ ،‬وال مجرد‬ ‫وقد سعى المؤلف في ذلك إلى تفسير منطق اشتغال “اآللة المخزنية” عند تدبيرها‬ ‫تجميع للعناوين وللبيبليوغرافيات‪ ،‬بل هي تحليل وتمحيص وتدقيق وتشريح ونقد‬ ‫لمشاكلها البنيوية المزمنة التي أشرنا إليها أعاله‪ ،‬في ظل واقع كان يسير نحو التأزم‬ ‫وتركيب‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬تريث علمي وأناة أكاديمية واحترام ألدوات الصنعة‪ ،‬صنعة‬ ‫الشامل بفعل تأجج تناقضات الداخل من جهة‪ ،‬ثم إكراهات التصدي للغزو األجنبي من‬ ‫جهة ثانية‪ .‬ولتحديد اإلطار التاريخي العام الذي وجه مضامين الكتاب‪ ،‬يقول المؤلف في‬ ‫كتابة التاريخ أوال وأخيرا‪.‬‬

‫المنتدى العالمي األول للتصوف‬ ‫تحت شعار ‪:‬‬

‫«المناهج الصوفية ودورها‬ ‫اإلحيائي في عالم اليوم»‬

‫ينظم المجلس العلمي المحلي لشفشاون بتنسيق مع عمالة إقليم شفشاون المنتدى‬ ‫العالمي األول للتصوف تحت شعار المناهج الصوفية ودورها اإلحيائي في عالم اليوم‪ ،‬وذلك‬ ‫أيام ‪ -21-20-19 18‬أبريل ‪ 2019‬الموافق ‪ 15-14-13-12‬شعبان ‪.1440‬‬ ‫هذه التظاهرة الكبرى التي ستعرفها مدينة شفشاون المتميزة بتاريخها الحضاري‬ ‫وبعدها اإلنساني والروحي ‪ ،‬تهدف إلى ترسيخ القيم والمبادئ اإلنسانية السمحة في‬ ‫المجتمع ‪ ،‬باإلضافة إلى إبراز مميزات التصوف المغربي وأهميته في التربية السلوكية‬ ‫للشباب وربطهم بالمواطنة والثوابت الدينية والوطنية‪.‬‬ ‫سيشارك في هذا الحدث ثلة من كبار الباحثين والمفكرين والمشايخ من المغرب ومن‬ ‫دول شقيقة وصديقة ) السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا ‪ ،‬مصر‪ ،‬تركيا‪ ،‬السنغال‪ ،‬نيجريا ‪،‬‬ ‫اسبانيا ‪ ،‬انجلترا والواليات المتحدة األمريكية ( ‪.‬‬ ‫وسيعرف برنامج هذا المنتدى تنظيم ندوات علمية وموائد مستديرة في مواضيع ذات‬ ‫الصلة بالتصوف ومناهج تكوين الفرد و تهذيب األخالق واألذواق وتقويمها بالفضائل عند‬ ‫الصوفية ‪ ،‬باإلضافة إلى معالجة ظواهر االنحراف وتثبيت قواعد األمن الروحي واالجتماعي‪.‬‬ ‫كما سيتم إحياء ليالي للذكر والمديح مع زيارة بعض الزوايا وأضرحة األقطاب الصوفية‬ ‫باإلقليم (ضريح موالي عبد السالم بن مشيش ومسجد طارق بن زياد بمركز الشرافات)‬ ‫وكذا تنظيم أمسيات دينية صوفية‪.‬‬


17

2019 ‫ �أبريل‬15 ‫ �إلى‬09 ‫الثالثـاء‬

)452( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫ حسب الفئة المستهدفة‬،‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

: ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 452 ‫رقم‬

** SR CONST ** SARL AU

Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 27/03/2019 à Tanger. Il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques suivantes : DENOMINATION : **SR CONST** SARL (AU )au capital social : 100.000 dirhams divise en 1000 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part Repartis comme suit : Mr. –ESSAIDI ABDELAZIZ : 1000 parts. OBJET : la société a pour objet principalement : TRAVAUX DE CONSTRUCTION. SIEGE SOCIAL: QUARTIER KHERBA LOT 160 RDC A DROIT –TANGER– GERANCE : Mr. – ESSAIDI ABDELAZIZ est désigné en qualité de gérant unique de la société et cela pour une durée illimitée. ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année. BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après prélèvement de la réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au capital social. DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal de commerce de Tanger en date du 02/04/2019 Le gérant- Mr. – ESSAIDI ABDELAZIZ. -----------------------------------------------------------------------------------------

** AZBIR CONST ** SARL AU

GLOBAL INDUSTRIE FACILITIES SARL

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67

: ‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES

Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 15/03/2019 à Tanger. Il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques suivantes : DENOMINATION : **AZBIR CONST** SARL (AU )au capital social : 50.000 dirhams divise en 500 parts de 100 (CENT) dirhams chaque part Repartis comme suit : Mr. –AZBIR YASSINE : 500 parts. OBJET : la société a pour objet principalement : TRAVAUX DE CONSTRUCTION. SIEGE SOCIAL: MESNANA RDC LOT 6989 EN FACE SOUK AL KOURB –TANGER– GERANCE : Mr. –AZBIR YASSINE est désigné en qualité de gérant unique de la société et cela pour une durée illimitée. ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année. BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après prélèvement de la réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au capital social. DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe du tribunal de commerce de Tanger en date du 08/04/2019 Le gérant- Mr. –AZBIR YASSINE. -----------------------------------------------------------------------------------------

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

: ‫الهاتــف‬

988 ‫العدد‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

société à responsabilité limitée situé à l’adresse Rue Yaacoub Almansour, n° 2, 3éme étage, N° 5, 90000, Tanger Maroc. Capital social : 10000 DH Constitution de la société à responsabilité limitée SARL : N° du Registre du Commerce : 96549 ICE : 002245664000026 Conformément à un contrat documenté daté du 18 mars 2019, le statut de l’entreprise SARL est préparé en respectant les propriétés suivantes : Forme de l’entreprise société à responsabilité limitée Dénomination et son sigle : GLOBAL INDUSTRIE FACILITIES SARL, G.I.F Activité principale de la société : Etude et réparation portant sur les fournitures industrielle et électromécanique. Adresse : Rue Yaacoub Almansour, n° 2, 3éme étage, N° 5 / 90000, Tanger Maroc. Durée de la personne morale : 99 ans. Capital social : 10000 DH, répartits entre les associés : - Mme EL OUARDI Houda, adresse : Braness 1 rue 11 n° 15 Tanger 90000, Maroc. - Mr Tazi Omar, adresse : Résidence Al Khalij, Immeuble A, N° 7, Azib Haj Kadour, 90000, Tanger Maroc. Gérance : Mme EL OUARDI Houda, adresse : Braness 1 rue 11 n° 15 Tanger / 90000, Maroc. -----------------------------------------------------------------------------------------

Société» EK AGRICULTURE « S.A.R.L A.U.

Au Capital Social de 10.000,00 dhs Siège Social: Tanger, Résidence Chaimae 25 Av Mly Youssef

Cession des parts

Aux termes d’un acte sous seing privé en date à Tanger du 02/10/2018 et par avenant au procès verbal des décisions extraordinaire procès verbal de l›assemblée générale extraordinaire de l’associe unique en date du 29/12/2018. • Mme Zohra EL HICHOU et M Rabie EL FERCHEM ont cédé la totalité de leur parts qu’ils détiennent dans la société E.K AGRICULTURE à Mme Karima SALE qui accepte de les acquérir. • Par conséquence la société est réputée société à responsabilité limitée d’associe unique suite a la réunion de toutes les parts sociales en une seule main. • Les statuts seront modifiés . Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal du commerce de Tanger, le 25/03/2019 sous le n° 2304. Pour extrait et mention ‫لجميع‬ ‫إعالناتكم‬ ‫ية واإلدارية‬ ‫اإلشهار‬ ‫يف جريدة‬

0539943008 : ‫االتصال على الرقم‬


‫الشمال‬

‫المنتخب المغربي يتراجع مركزين‬ ‫في التصنيف العالمي للفيفا‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪988‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫الوداد والرجاء يطالبان‬ ‫بالتعوض عن الضرر‬

‫‪18‬‬

‫تراجـــع المنتخـب المغربـــي‬ ‫لكرة القدم مركزين في التصنيف‬ ‫العالمي لالتحاد الدولي لكرة القدم‬ ‫«فيفا» لشهر أبريل الجاري‪.‬‬ ‫اسود األطلس احتلوا المرتبة‬ ‫‪ 45‬عالميـا والمرتبة الثانية عربيا‬ ‫بعد المنتخب التونسي‪.‬‬ ‫وكان المنتخب المغــربـي قد‬ ‫خـاض مبـاراتيــن خــالل الشهــر‬ ‫الماضي تعــادل سلبا في األولى‬ ‫أمام منتخب ماالوي وانهزم في الثانيـة أمام منتخـب األرجنتيـن‪.‬‬

‫استراتيجية تطبيق االحتراف الرياضي‬

‫يتمسك فريقا الوداد والرجاء البيضاويان بالحصول على مبلغ‬ ‫‪100‬مليون لكل منهما تعويضا عن الضرر الذي طالهما بعــد‬ ‫إغـالق مركب محمـد الخامس بالدار البيضاء لفترة طويلة هذا‬ ‫الموسم وتأثير القرار على مداخيلهما المالية‪.‬‬ ‫الوداد تطالب بالحصول على أكثر من ‪ 500‬مليون سنتيم‬ ‫من الداخلية ومعاملته بالمثل مع الرجاء رافضا مبلغ ‪ 20‬مليون‬ ‫سنتيم التي تقدم بها مجلس الدار البيضاء تعويضا عن الضرر‬ ‫المالي الذي طاله‪ ،‬بعد إغالق مركب محمد الخامس‪.‬‬ ‫في حيـــن طالـــب الرجـــاء الرياضي الجهـــات المسؤولــة‬ ‫بالدارالبيضـاء هي األخرى بأكثـر من ‪ 500‬مليون سنتيم بعدما‬ ‫تقدم ببيانات رقمية لألضرار التي تحملها بسبب إغالق الملعب‬ ‫والتي فاقت هذا المبلغ‪.‬‬ ‫وبمقتضى إغــالق مركب محمد الخامس أصبـح في حكـــم‬ ‫المؤكد إجراء ديربي البيضاء على ملعب مراكش الكبير‪.‬‬ ‫أولتراس «الوينرز» الداعمة للوداد هددت بتصعيد الموقف‬ ‫مالم تتم االستجابة لمطلبها الفــوري القاضي بإعـــادة افتتاح‬ ‫مركب محمد الخامس سريعـا‪.‬‬ ‫األندية البيضاوية من حقها أن تطالب السلطات المحلية في‬ ‫الدار البيضاء بتحمل مسؤولياتها‪ ..‬ألن جماهيرها تعاني األمرين‬ ‫وهي التي تؤدي الفاتورة غالية الثمن من مالها وأوقاتها إضافة‬ ‫إلى الخطورة الناجمة عن السفر لمدن بعيدة ‪.‬‬ ‫واألندية هي التي تتحمل المصاريف الزائدة وكراء مالعب في‬ ‫مدن أخرى إلجراء مبارياتها‪.‬‬ ‫وهذا المشكل ال تعاني منه أندية البيضاء فقط‪ ،‬فقد عانت‬ ‫منه أندية أخرى ومنها المولودية الوجدية وأندية الرباط مع‬ ‫إغالق مجمع األمير موالي عبد اهلل قبل وبعد كأس العالم لألندية‬ ‫التي نظمت بالمغرب وتتذكرون «الشوهة» التي عرفها الملعب‬ ‫بسبب األمطار التي تهاطلت إبان تلك الفترة وفضيحة «الكراطة»‬ ‫التي أطاحت بوزير الشباب والرياضة الحركي «أوزين»‪.‬‬ ‫وحسب آخر األخبـار التي توصلنـا بها فإن مركــب محمد‬ ‫الخامس لن يفتح أبوابه قبل يناير من عام ‪ 2020‬لتستمر بذلك‬ ‫معاناة األندية البيضاوية وجماهيرها ويقـــام ديربي البيضـــاء‬ ‫المقبل خارج أسوار المدينة وبالضبط بملعب مراكش الكبير‪.‬‬

‫احتضنت مدينة طنجة على امتداد خمسة أيام دورة‬ ‫تكوينية حول «استراتيجية االحتــراف الرياضي» نظمتهـــا‬ ‫رابطة رواد الرياضــة العربيــة بتعــاون مع المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب الرياضة جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪.‬‬ ‫وقد تميزت هذه الدورة التكوينيــة بإلقــاء أربع محاضرات‬ ‫حول التخطيط والتشخيص الستراتيجية تطبيق االحتراف‬ ‫الرياضي للدكتور مجد اكديرة رئيس المرصد الوطني للبحث‬ ‫العلمي ورئيس شعبة الماستر وتدبير الموارد البشرية وحكامة‬ ‫التسييــر الرياضي بكلية علوم التربية بالرباط‪.‬‬ ‫القوانين الرياضية التنظيمية ـ النموذج المغربي ـ قانون‬ ‫‪ 09/30‬للدكتور منصف اليازغي‪.‬‬ ‫والنموذج الدولي لالحتراف الرياضي بدول فرنسا ‪-‬‬ ‫إنجلترا وتركيا للدكتور جمال التسولي مستيقظ ـ دكتور‬ ‫في تدبير المنظمات الرياضية وأستاذ باحث بجامعة محمد‬ ‫الخامس بالرباط‪.‬‬ ‫التسريعات والهيكلة لتطبيق االحتراف الرياضي للدكتور‬ ‫جمال التسولي مستيقظ‪.‬‬ ‫واألنشطة والبرامـــج «المتابعـة والتقييــم في االحتراف‬ ‫الرياضـــي» للدكتـــور محمد الرويشد من العربية السعودية‪.‬‬ ‫ولدى اختتام هذه الدورة التكوينية التي شهدت على‬ ‫الهامش ورشات للعمل بملعب القرب وأمسيات ثقافية تم‬ ‫توزيع الشواهد على المشاركين ومنهم رياضيين ومؤطرين‬ ‫من المغرب وبعض الدول العربية‪.‬‬ ‫وبالمناسبــة أدلى السيد محمد الرويشد رئيس رابطة‬ ‫رواد الرياضة العربية بتصريح ل «المنتخب» شكر في بدايته‬ ‫وزارة الشباب والرياضة في المغرب على تعاونها لتنظيم‬ ‫وإنجاح هذه الدورة‪ ،‬التي تدخل ضمن سلسلة الدورات‬ ‫التكوينية التي تنظمها الرابطة وتهتم بالشؤون الرياضية‬ ‫مشيرا إلى أن االحتراف أصبح مطلبا أساسيا في كل الدول‬ ‫العربية لكنه يطبق بشكل تجاري أفسد عملية االحتراف‪.‬‬

‫وأشار إلى أن الرابطة ومن خالل هذه الدورة التكوينية‬ ‫حاولت بناء استراتيجية متكاملة الحتراف رياضي بمساهمة‬ ‫العديد من الخبراء لتكون بمثابة نموذج جيد لبقية الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وأوضح أن هذه الدورة كانــت فرصـة لبناء استراتيجية‬ ‫االحتراف بشكل حقيقي في المغـرب تكـون بمثابــة النموذج‬ ‫الجيد لبقية الدول العربية‪.‬‬ ‫وأوضح بالمناسبة أن الرابطة سبـق أن أقامــت دورات‬ ‫تكوينية في شرم الشيخ بمصر وفي العاصمة األردنية عمان‬ ‫ولديها برامج رياضية قادمة في دول عربية أخرى‪ .‬وأكد أن‬ ‫دورة المغرب عرفت مشاركة ممثلين من سبع دول عربية‬ ‫وهذا شيء مفرح‪.‬‬ ‫عبد الواحد اعزيبو المدير الجهـــوي لوزارة الشبــاب‬ ‫والرياضة جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة أشار إلى أننا «نسعى‬ ‫إلى ترسيـخ الحكامة في التدبير الرياضي»‪.‬‬ ‫كما اعتبر أن هـــذه الدورة التكوينية هي من اللقاءات‬ ‫التكوينية المتميزة التي تطمح الى االنفتاح على تجارب أخرى‬ ‫في العالم العربي‪.‬‬ ‫ففي السابق‪ ،‬كانت لنا برامج للتكوين عن طريق أطر‬ ‫رياضية مغربية واليوم نطمح من خالل هذه الدورة إلى‬ ‫ترسيخ قيم الحكامة في التدبير الرياضي واالستفادة من‬ ‫تجارب أخرى‪.‬‬ ‫وأوضح السيد اعزيبو أن هذه الدورة التكوينية تصادف‬ ‫يوم توقيع اتفاقية شراكة لمركز التكوين بمناسبة المرحلة‬ ‫الثالثـــة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬حيث تم في‬ ‫إطارها اقتراح وبرمجة مركز للتكوين على مستوى الجهة‬ ‫ستحتضنه القرية الرياضية بطنجة وسيكو ن فضاء للتالقي‬ ‫والتبادل وإطارا لتشغيل الشباب على أساس أن الجهة تعرف‬ ‫انبعاثا رياضيا مما يستدعي تكوين أطر رياضية مدربة‬ ‫ومجربـــة للسهر على تدبير وتسييــر هذا المركز‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫مشاركة موفقة لفتيان سلة إتحاد ميسي يقترب من تجديد عقده‬ ‫طنجة في كأس الصحراء بالسمارة‬ ‫مع برشلونة مدى الحياة‬ ‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫وقع فتيان اتحاد طنجة لكرة السلة على مشاركة موفقة في النسخة الثانية من دوري «كأس الصحراء» الذي نظمه نادي السمارة‬ ‫أجيال لكرة السلة‪ .‬وتميزت أطوار الدوري بلحظات ممتعة تركت أثرها العميق في نفوس جميع المشاركين و المنظمين على حد سواء‬ ‫بفعل األجواء االحترافية على مستوى التنظيم و من جانب الحضور الرسمي واالهتمام الذي أواله عامل اإلقليم ووزارة الشباب و الرياضة‬ ‫و السلطات المحلية و المجالس المنتخبة و فعاليات مدينة السمارة لهذا الدوري الذي شهد التشويق و الندية في جميع المباريات وكذا‬ ‫على األنشطة الترفيهية و الجوالت االستكشافية للمعالم التاريخية للمدينة‪.‬‬ ‫كما خصت اللجنة المنظمة للدوري المشاركين بحفل اختتام رائع بتقاسيم و طقوس صحراوية رائعة تخللته عملية توزيع الجوائز‬ ‫والتذكارات و الكؤوس و الميداليات على المشاركين في هذا الدوري الذي عرف نجاحا بكل المقاييس وطبعته الروح الرياضية في جميع‬ ‫مراحله‪ .‬ما منح الفريق المنظم «نادي السمارة أجيال لكرة السلة» العالمة الكاملة على كافة المستويات‪.‬‬

‫شباب الحسيمة يقيل مدربه بنعلي‬ ‫أقــالـــت إدارة شبـــاب الريـــف‬ ‫الحسيمـي بيدرو بنعلي من تدريب‬ ‫الفريق بسبــب توتــر العالقة بينه‬ ‫وبين مسؤولي الفريق‪.‬‬ ‫وقــد أعادت الهزيمــة القاسـية‬ ‫التي تلقاهـــا الفريق الريفـــي أمام‬ ‫الوداد الرياضــي «‪ »6-1‬الخـالفــات‬ ‫بين بيدرو بنعلي وإدارة النادي‪.‬‬ ‫وقــد قبــل بنعلي الرحيل مقابل‬ ‫توصله بمستحقاتـــه البــالغـــة ‪35‬‬ ‫مليون سنتيم‪.‬‬ ‫ولإلشارة فان فريق شباب الريـف‬ ‫الحسيمــي يحتـــل المرتبة ما قبـل‬ ‫األخيرة في بطولة الدوري االحترافي‬ ‫المغربي برصيد ‪ 21‬نقطة‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أكد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة اإلسباني لكرة القدم على رغبته في تجديد‬ ‫عقد نجمه األرجنتيني ليونيل ميسي‪ ..‬مشيرا إلى أن البرغوت مازال شابا ويستطيع االستمرار في‬ ‫المالعب لفترة طويلة‪.‬‬ ‫وأكد بارتوميو على استعداد إدارة النادي الكتالوني لتمديد عقد ميسي الذي سينتهي عام‬ ‫‪ 2021‬خالل مقابلة مع شبكة إس بي إين األمريكية قائال ‪« :‬ميسي مازال شابا وهو يتطور بشكل‬ ‫مستمر في لعبه والوقت مازال مبكرا أمامه وفي العام المقبل سنتحدث معه في هذا األمر»‪.‬‬ ‫وفي حال نجاح الفريق في تمديد عقد ميسي سيكون هذا التجديد للمرة التاسعة في مسيرة‬ ‫الالعب األرجنتيني‪.‬‬ ‫وأشارت القناة إلى أن عقد ميسي الجديد مع برشلونة ربما يكون بصيغة عقد «مدى الحياة»‪.‬‬

‫حكيمي سيكون حاضرا‬ ‫في كأس إفريقيا لألمم بمصر‬ ‫أكد الدكتـور عبد الرزاق هيفتي طبيب‬ ‫المنتخب المغربي لكرة القـدم أنه متفائــل‬ ‫بعودة الدولي المغربي أشـرف حكيمي العب‬ ‫نادي بوروسيــا دورتموند األلمانــي ألجواء‬ ‫المباريات‪ ،‬قبل الموعد المتوقع‪.‬‬ ‫وقال هيفتي بعد العملية الجراحية التي‬ ‫خضع لها الالعب حكيمي مؤخرا في إسبانيا‬ ‫قد تمت األمور بشكل ممتــاز‪ ،‬تحت إشراف‬ ‫أخصائي مشهور سبق أن ساعد العبين كباراً‬ ‫على العودة للمالعب بشكل موفق‪.‬‬ ‫وأضاف ‪ :‬معنويــات حكيمــي مرتفعــة‬ ‫للغاية وأنا واثـق من أنه سيكـون في أفضل‬ ‫حال قريبا‪ ...‬وأملنـا كبير أن يلتحق بالمنتخب‬ ‫الوطني في كــأس إفريقيــا لألمم القادمــة‬ ‫بمصر‪.‬‬

‫رحيل النجوم قد يمنح ريال مدريد ‪ 500‬مليون يورو‬ ‫أما بالنسبة للكولومبي خميس رودريغيز المعار‬ ‫يقترب نادي ريال مدريد اإلسباني من دخول مرحلة‬ ‫إلى نادي باييرن ميونيخ األلماني منذ الموسم الماضي‬ ‫مليئة بالعمل‪ ،‬خالل فترة االنتقاالت الصيفية المقبلة‪،‬‬ ‫فإن عقد إعارته يتضمن بندا يتيح للنادي البافاري ضمه‬ ‫حيث سيتعاقد مع العبين جدد لتجديد دمائه ويودع اخرين‬ ‫نهائيا مقابل ‪ 42‬مليون يورو فقط‪.‬‬ ‫قضوا سنوات عديدة برفقته‪ .‬الالعبون المرشحون لمغادرة‬ ‫ملعب سانتياغو بيرنابيو حسب موقع «ترانسفير ماركت»‬ ‫ويعتبر الويليزي غاريت بيل وإيسكو من أكثر‬ ‫المتخصص في سوق االنتقاالت سيدرون على خزينة الفريق‬ ‫الالعبين الذين تدور حولهم أنباء تفيد باقتراب رحيلهم‬ ‫الملكي حوالي ‪ 500‬مليون يوور وثالثة منهم قد يكونون‬ ‫ورغبة فريق ريال مدريد في التخلص منهما‪.‬‬ ‫أكثر إفادة مالية للفريق بعد نهاية الموسم الحالي‪.‬‬ ‫وحسب موقع «ترانسفير ماركت» فإن قيمة غاريت‬ ‫ويتعلق األمر بكل من الفرنسي فاران واأللماني توني‬ ‫بيل تبلغ ‪ 70‬مليون يورو فيما تساوي قيمة إيسكو‬ ‫كروس والكولومبي خميس رودريغيز‪ ،‬حيث يقدر موقع‬ ‫‪ 60‬مليون يورو أي أن بيعهما سيدر على خزينة الر يال‬ ‫«ترانسفير ماركت» قيمة كل منهم ب ‪ 80‬مليون يورو‬ ‫مبلغ ‪130‬مليون يورو‪.‬‬ ‫إال أن ريال مدريد ال يرغب في رحيل العب وسط ميدانه‬ ‫وإذا ما رحل مارسيلو وكوفاسيتش وفاييخو‬ ‫«فاران» ويخطط للزيادة في راتبه الشهري ولن يسمح برحيله بمبلغ يقل عن ‪ 100‬مليون فإن الفريق الملكي قد يحصل على مبلغ يصل إلى ‪ 522‬مليون يورو‪ ،‬جراء بيع الالعبين‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫الزائدين‪.‬‬


‫العدد ‪988‬‬

‫الثالثـاء ‪� 09‬إلى ‪� 15‬أبريل ‪2019‬‬

‫الذكرى ‪ 71‬للزيارة الملكية الخالدة‬ ‫لطنجة الدولية ‪ 9‬أبريل ‪1947‬‬ ‫زيارة طنجة «الدولية»‬

‫محطة القطار‬

‫ثم إن زيارة جاللة السلطان لمنطقة طنجة لم تكن‬ ‫كباقي الزيارات التي يقوم بها جاللته لحواضر وبوادي‬ ‫مملكته بهدف تفقد شــؤون الرعيـة وربط االتصال‬ ‫بالوطنيين وبعموم الشعب‪ ،‬بل إن زيارة طنجة كانت بهدف‬ ‫الصدح في وجه العالم‪ ،‬بمطالب المغرب بخصوص إلغاء‬ ‫معاهدة الحماية واسترجاع السيادة الوطنية على كافة تراب‬ ‫المملكة‪ .‬ذلك أن طنجة ـــ بموقعها الجغرافي المتميَز‪،‬‬ ‫وبنظامها الدولي ووضعها كعاصمة دبلوماسية منذ أواخر‬ ‫القرن الثامن عشر‪ ،‬وتجهيزات االتصاالت الدولية السلكية‬ ‫والالسلكية التي كان يتوفر عليها السلك الدبلوماسي‬ ‫والتي كان مراسلو الصحافة العالمية يستعملونها في‬ ‫إيصال برقياتهم إلى المنابر اإلعالمية العديدة التي كانوا‬ ‫يمثلونها في منطقة طنجة الدولية‪ ،‬فضال عن محطات‬ ‫االتصال المتطورة (آنذاك) بمستعمرة جبل طارق التي كان‬ ‫يسهل على الصحافيين بطنجة‪ ،‬وطنيين وأجانب استعمالها‪،‬‬ ‫ـــ هذه المدينة كانت تشكل بالنسبة للسلطان «الوطني»‪،‬‬ ‫منبرا بامتياز للصَدع بمطالب شعبه في الحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫زيارة طنجة كان لها ما قبلها وما بعدها من أحداث‬ ‫كبرى سبقتها ونتجت عنها‪ ،‬الشك أنها عجَلت ب «المواجهة‬ ‫الكبرى» الحتمية‪ ،‬التي أدَت إلى نهاية االستعمار وبزوغ فجر‬ ‫الحرية واالستقالل‪.‬‬

‫وصل القطار الملكي يوم التاسع من أبريل إلى محطة‬ ‫القطار التاريخية التي كانت أول محطة ألول خط سكة‬ ‫حديد‪ ،‬يربط طنجة بفاس‪ .‬وكان بالضبط يسمى «خط‬ ‫طنجة ـ فاس»‪.‬‬ ‫وصول جاللة السلطان إلى طنجة كان يوما مشهودا‪،‬‬ ‫بعد أن توقف بسوق األربعاء والقصر الكبير وأصيلة حيث‬ ‫استقبل من الخليفة السلطاني موالي الحسين بن المهدي‬ ‫ورجاالت الحركة الوطنية بالمنطقة الخليفية‪ ،‬تأكيدا لوحدة‬ ‫الشعب قاطبة وراء السلطان ودعما لمواقف جاللته الرافضة‬ ‫ألي تنازل بشأن الوحدة الترابية و القضية الوطنية‪.‬‬ ‫وكان خطاب طنجة‪ ،‬غداة وصول السلطان سيدي محمد‬ ‫بن يوسف لطنجة التي رفعت الفتات كبيرة بباب المندوبية‬ ‫وبمراكز المدينة ٌكتب عليها بالخط العريض «تحيى طنجة‬ ‫العلوية» نكاية بالتسمية االستعمارية «طنجة الدولية»!‪.....‬‬ ‫صباح العاشر من أبريـــل ألقى السلطان خطابه‬ ‫التاريخي بحدائق المندوبة بحضور الحكومة السلطانيــة‪،‬‬ ‫وسلطـــات الحماية الفرنسية واإلسبانيـــة‪ ،‬واإلدارة‬ ‫الدوليــة‪ ،‬و شخصيات المدينة‪ ،‬من بينهم العالمة سيدي‬ ‫عبد اهلل كنون الحسني رحمه اهلل‪ ،‬وعلمائها ووطنييها‬ ‫وشبابها ومن سمحت لهم ظروفهم من وطنيي تطوان‬ ‫والمنطقة الخليفية وتمكنوا من عبور «الحدود» في اتجاه‬ ‫طنجة‪ ،‬وحضور ملفت للنظر‪ ،‬للسلك الدبلوماسي بزيه‬ ‫المختلف من بلد آلخر والذي يحمل بعض سمات القرنين‬ ‫الثامن والتاسع عشر ويذكر بأوروبا ما بين الحربين‪.‬‬

‫المقاومة السياسية بعد العسكرية‬

‫ذلك أنه بمجرَد أن «خمدت» المقاومة العسكرية‬ ‫للحماية‪ ،‬خاصة حرب الريف المجيدة‪ ،‬حتى تشكلت‬ ‫الحركة الوطنية السياسية‪ ،‬سنة ‪ ،1934‬من أجل المطالبة‬ ‫بإصالحات سياسية في المرحلة األولى قبل أن تتص ّلب‬ ‫مواقف كتلة العمل الوطني‪ ،‬ردَا على القمع الممارس‬ ‫على رجاالتها من طرف السلطات االستعمارية الفرنسية‪،‬‬ ‫وتتقدم بوثيقتي المطالبة باالستقالل‪ ،‬سنة ‪ ،1944‬األولى‬ ‫من طرف حزب االستقالل الحديث النشأة‪ ،‬ووطنيين‬ ‫مستقلين ‪ ،‬والثانية تقدمت بها حركة القوميين المغاربة‬ ‫بزعامة المرحوم محمد ابن الحسن الوزاني‪ .‬وكانت الحركة‬ ‫الوطنية بالشمال‪ ،‬الخاضع للحماية اإلسبانية والمشكلة‬ ‫أساسا من حزبي «االصالح الوطني» و «الوحدة المغربية»‬ ‫بزعامة المرحومين «األستاذ» عبدالخالق الطريس والشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري‪ ،‬قد سبقت الجنوب إلى تقديم‬ ‫وثيقة المطالبة باالستقالل والوحدة إلى سلطات الحماية‬ ‫اإلسبانية وممثلي الدول األجنبية بطنجة الدولية‪ ،‬كما‬ ‫قامت بدعاية دولية واسعة لهذه الوثيقة مستفيدة من‬ ‫الحشد الهائل للمراسلين األجانب المعتمدين لدى سلطات‬ ‫الحماية اإلسبانية بتطوان ولدى اإلدارة الدولية بطنجة‪.‬‬ ‫وبالرغم من بعض االنفراج الذي طبع بداية عهد‬ ‫المقيم العام إيريك البون (‪ 1946‬ـ ‪ )47‬الذي تمثل في‬ ‫التخفيف من ضغط األزمة السياسية بالبالد‪ ،‬وذلك بإطالق‬ ‫سراح بعض الوطنيين المعتقلين والمنفيين والتخفيف من‬ ‫«المضايقات» على حرية الصحافة‪ ،‬حيث صدرت أربع صحف‬ ‫وطنية لمواجهة المد الثقافي واإلعالمي االستعماري‪ ،‬فإن‬ ‫الوطنيين أصروا على متابعة النضال من أجل االستقالل‬ ‫الكامل‪ ،‬متخطين بذلك وبصفة نهائية مرحلة المطالبة‬ ‫باإلصالحات السياسية‪.‬‬

‫قرار الحسم‪ :‬زيارة طنجة‬

‫وجاءت زيارة طنجة التاريخية لتشكل الحدَ الفاصل‬ ‫بين المرحلتين‪ ،‬ولتعلن «المواجهة» الصريحة بين معسكر‬ ‫الوطنيين بقيادة السلطان محمد بن يوسف ومعسكر‬ ‫االستعمار بتأطير من اإلقامة العامة وشرذمة من الخونة‬ ‫من أتباع الباشا الكالوي و «الفقيه» الكتاني وغيرهما ممن‬ ‫ال زال التاريخ يحفظ أسماءهم في ذاكرة الخزي والعار‪.‬‬ ‫ولو أن الكثيرين منهم ومن ذرَياتهم «نجحوا» في أن‬ ‫«يتخضرموا» بين المرحلتين ويتأقلموا مع العهدين‪ ،‬بل‬ ‫ولربما حصلوا على عهد االستقالل من الحظوة والسلطة‬ ‫والنفوذ ما لم يكونوا يحلمون به على عهد «الفرنسيس»‬ ‫وتلك «طامة» أخرى يأتيها زمانها ورجالها في وقتها‬ ‫المناسب‪.‬‬ ‫فحين وصلت األزمة بين القصر الملكي واإلقامة‬ ‫العامة إلى «الباب المسدود»‪ ،‬خاصة بعد مؤتمر أنفا حيث‬ ‫أعرب السلطان للرئيس األمريكي روزفيلت وللوزير األول‬ ‫البريطاني تشرشيل‪ ،‬عن رغبة الشعب المغربي في التحرر‬ ‫واإلنعتاق من ربقة االستعمار‪ ،‬األمر الذي لم يكن ليرضي‬ ‫اإلقامة العامة‪ ،‬وكذلك الشأن باعتراض السلطان على القرار‬ ‫الفرنسي بشأن اليهود المغاربة‪ ،‬وبعد رفض الحكومة‬ ‫الفرنسية لمبدإ المفاوضة مع السلطان خالل زيارته لفرنسا‬ ‫سنة ‪ ،1945‬اتخذ سيدي محمد بن يوسف القرار القنبلة‬ ‫لزيارة طنجة «الدولية» واختار أن يصلها بالقطار ليؤكد‬ ‫وحدة المنطقتين السلطانية والخليفية وكذلك المنطقة‬ ‫الدولية‪ ،‬تحت لواء العرش العلوي المجيد‪.‬‬ ‫ولعرقلة هذه الزيارة وإجبار السلطان على إلغائها‪،‬‬ ‫عمدت سلطات االستعمار‪ ،‬يوما واحدا قبل إقالع القطار‬ ‫الملكي في اتجاه طنجة‪ ،‬على القيام بمذبحة رهيبة بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬بواسطة فيلق السينغال العامل بقواتها بشمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬نتج عنها ضحايا بالعشرات‪ ،‬موتى وجرحى‪ ،‬ولكن‬ ‫السلطان أصر على الزيارة الميمونة ‪ ،‬بعد أن تف ّقد عائالت‬ ‫الشهداء والضحايا‪ ،‬واطمأن على أحوالهم‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫خطاب طنجة التاريخي‬

‫شكل هذا الخطاب حدثا تاريخيا وسياسيا هاما وفريدا‬ ‫في تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬إذ أكد وحدة المغرب الترابية‬ ‫ورفضه لتجزيء األرض الوطنية إلى مناطق بتسميات‬ ‫مختلفة‪ ،‬في الشمال والوسط والجنوب‪ ،‬كما أكد خطاب‬ ‫طنجة‪ ،‬تمسك الشعب المغربي بوحدة ترابه وحرصه على‬ ‫تحقيق «أمانيه» الوطنية وانتمائه اإلسالمي وتضامنه‬ ‫مع الجامعــة العربيــة الحديثة النشــأة‪ ،‬ردَا على مشروع‬ ‫االتحاد الفرنسي االستعماري الذي رفضه المغرب‪ ،‬ولم‬ ‫يتضمن الخطاب السلطاني الجملة المقترحة من اإلقامـة‬ ‫العامة الفرنسية المتضمنة إلشـادة السلطـــان بالتعــاون‬ ‫المغربي الفرنسي‪ ،‬تأكيــدا من جاللتـــه الستقالله عن‬ ‫سلطات الحماية‪.‬‬ ‫وإلى جانب خطاب طنجة السياسي‪ ،‬كان ألهل طنجة‬ ‫موعد مع خطبة الجمعة بالمسجد األعظم حيث أم جاللته‬ ‫المصلين بنفسه وألقى خطبتي الجمعة في جو ديني رهيب‬ ‫اهتزت له قلوب المؤمنين في كل مكان‪ ،‬حيث بيّن جاللته‬ ‫أن السر في نجاح السلف الصالح هو في تمسكه بتعاليم‬ ‫الدين االسالمي الحنيف وتعلقه بمبادئ الحرية وبالحقوق‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫وكما كان منتظــرا‪ ،‬فـإن «زيـارة طنجة» شكلت حدثا‬ ‫ذا دالالت كبرى في تاريخ الحركة الوطنية المغربية بل إنها‬ ‫كانت الشرارة األولى في معركة التحرر التي انتهت بإعالن‬ ‫االستقالل ودخول المغرب عهد «الجهاد األكبر»‪ .‬بقيادة‬ ‫جاللة ملك المغرب محمد الخامس تغمّده اهلل بواسع‬ ‫رحمته‪.‬‬ ‫ومن نتائج هذه الزيارة الميمونة‪ ،‬إقالة المقيم العام‬ ‫«إريك البون» واستبداله بجنرال أكثر صالبة‪ ،‬الجنرال جوان‬ ‫الذي جاء بتعليمات واضحة من السلطات الفرنسية بضرورة‬ ‫«فرض» إرادة اإلقامــة العامـة الفرنسيـة على السلطان‬ ‫وإخضاعه لقراراتها‪ ،‬وتهديده بالخلع في حالة رفض جاللته‬ ‫التعاون مع سلطات الحماية‪.‬‬ ‫ولم تزد تهديدات المقيم العام وسلطات الحماية‬ ‫السلطان سيدي محمد بن يوسف إال إصرارا على معاكسة‬ ‫أهواء االستعمار إلى أن وصل به األمر إلى مقاطعة اإلقامة‬ ‫العامة وإعالن «اإلضراب» عن التوقيع وكتب ذات مرة على‬ ‫مشروع ظهير قدم لجاللته للتوقيع من اإلقامة العامة‬ ‫عبارته الساخرة‪« ،‬صار بالبال» !!!‪.....‬‬ ‫ولم يتمكن خالل سنتي ‪ 1951‬و ‪ 1952‬عبر رسالته‬ ‫الشهيرة للرئيس الفرنسي «فانيان أوريول» ومذكراته‬ ‫العديدة للحكومة الفرنسية‪ ،‬من إقناع السلطات الفرنسية‬ ‫بفتح مفاوضات بشأن إلغاء «اتفاقية فاس» التي وقع عليها‬ ‫باسم فرنسا وإلى جانب السلطان المولى حفيظ ‪ ،‬الموسيو‬ ‫رينيو ممثل فرنسا آنذاك بطنجة وهو واحد من الجواسيس‬ ‫األوروبيين الذين مهّدوا لتغلغل االستعمار الفرنسي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬والذي «تخ ًلد ذكراه المشؤومة» وإلى اليوم‪،‬‬ ‫ثانوية فرنسية بوسط المدينة‪« :‬الليسي رينيو»!‪...‬‬ ‫أحداث كثيرة ومؤثرة توالـــت على المغرب منذ زيارة‬ ‫طنجة وبسبب تلك الزيارة التي لم يغفر االستعمار وأذنابه‬ ‫لصاحبها وقوفه على الخط مع الوطنيين ضدَا على الوجود‬ ‫االستعماري بالمغرب‪ ،‬إلى المؤامرة الكبرى التي أدَت ست‬ ‫سنوات بعد خطاب طنجة‪ ،‬إلى نفي السلطان الشرعي في‬ ‫‪ 20‬غشت ‪ 1953‬واندالع الثورة الشعبية التي أرغمت‬ ‫السلطات الفرنسية على اإلقرار بأن نفي السلطان كان‬ ‫خطأ كبيرا وتقرر عودته إلى شعبه وعرشه ‪ ،‬وفتح مفاوضات‬ ‫«إكس ليبان» المثيرة للجدل وإلى اآلن‪ ،‬والتي انتهت‬ ‫بإعالن االستقالل في إطار الترابط ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بخط اليد‬ ‫‪ -‬محمد �إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.