Achamal n° 991 le 30 Avril 2019

Page 1

‫عمادات في االنتظار‪..‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 991‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 24‬شعبان ‪� 30 / 1440‬أبريل �إلى ‪ 06‬ماي ‪2019‬‬

‫بعد تعيينه رئيسا لجامعة‬ ‫عبدالملك السعــدي بتطــوان‪،‬‬ ‫ارتأى السيد محمد الرامي إعادة‬ ‫النظر في الترشيحات المتعلقة‬ ‫بالعمادة في أربع مؤسسات‬ ‫جامعية هي‪:‬‬ ‫ـ كلية العلوم والتقنيات‬ ‫بالحسيمة‪.‬‬ ‫ـ المدرســـة الوطنيـــة‬ ‫للعلوم التطبيقية بالحسيمة‪.‬‬ ‫ـ كلية الحقوق بطنجة‪.‬‬ ‫كلية اآلداب بتطوان‪.‬‬ ‫وقد جاء قرار رئيس الجامعة‬ ‫هذا بحجة تكييف مشاريع الترشيح مع المشروع الجديد الذي يتبناه هو‪.‬‬ ‫األطر اإلدارية والتربوية لهذه المؤسسات تنتظر أن يكون معيار االختيار هو النزاهة‬ ‫والشفافية والحكامة‪.‬‬

‫صحراؤنا المغربية في غدها الموعود‪..‬‬

‫منذ ما يزيد عن أربعة عقود واألوليغارشية العسكرية بالجزائر تقف ضد حق المغرب في استكمال وحدته الترابية ‪.‬‬ ‫مشكل الصحراء المغربية تركة كولونيالية تسعى أوليغارشية الريع العسكري بالجزائر أن تستفيد منها ‪:‬‬ ‫بتسخير سياسوي يبعد الشعب الجزائري عن حقوقه ومشاكله الحقيقية‪ ..‬بدعم لوجيستيكي هائل لعصابة أضحت « جمهورية‬ ‫فوق أرض ليست أرضها» وهذا أمر شاذ في منظومة الكون األممي ‪..‬‬ ‫دخل مشكل الصحراء المغربية منعطفا حاسما في اآلونة األخيرة بعد قرب استصدار قرار دولي حول هذا المشكل المفتعل‪.‬‬ ‫والالفت لعقل كل نبيه هو أن مسودة القرار في يد الواليات المتحدة األمريكية إلبقاء الضغط والتحكم في أطراف النزاع؛ وليس في الحقيقة سوى‬ ‫طرفين‪ :‬طرف أول هو المغرب ؛ صاحب حق تاريخي وسيادي‪ ..‬وطرف ثان هو أوليغارشية العسكر بالجزائر‪.‬‬ ‫الخالف شكلي حول المدة الموكولة للمينورسو ( سنة ـ كما يقول المغرب وفرنسا ‪ ،‬أو نصف السنة كما تقول الواليات المتحدة األمريكية )‪.‬‬ ‫هناك ارتفاع في دينامية الدبلوماسية المغربية في موسكو؛ حيث يتم الدفع نحو مزيد من توسيع النطاق الشراكي التنموي استشرافا لخدمة السلم‬ ‫واألمن والتنمية‪ .‬وفي منطقة الخليج باستثناء اإلمارات؛ بنفس الرؤية مع االختالف في بعض المقاصد‪.‬‬ ‫وثمة مشاورات مع كاتب الدولة األمريكي المكلف بملف الصحراء‪ .‬وعلى صعيد أممي برز تقرير غوتييريس األمين العام وأهم ما فيه‪:‬‬ ‫ـ حث المغرب على رفع حواجز الحوار مع ما يسمى ب « النشطاء « وهم في الحقيقة لفيف مسخر من طرف عصابة البوليساريو‪.‬‬ ‫ـ رفع الحظر المفروض من طرف عصابة البوليساريو على االتصال بالمينورسو بمخيم الرابوني في تندوف‪.‬‬ ‫ملف الصحراء المغربية ملتهب والتنظيمات الحزبية في بلدنا منشغلة بما يحقق لرؤسائها والدائرين في فلكهم كسبا هو ريع سياسي يعرقل قضيتنا‪،‬‬ ‫قضية الصحراء المغربية في غدها الموعود‪.‬‬

‫كلمة الشمال‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫بخصوص التعريب‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫هل نرتجم �أم ننتج ن�ص ًا �آخر �أكرث غنى؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫إن األدب العربي الحديث لم يُكتب له الوجود إال بإرادة نبذ ثقافة‬ ‫هل نترجم أم ننتج نصاً آخر أكثر غنى؟‬ ‫«الشعر» و «المقامات» بصفتها ثقافة انغالق‪.‬‬ ‫سؤال يثير به عبدالفتاح كيليطو إشكالية الترجمة بمقاربة‬ ‫بهذا االنطباع أعرب الفرنسيون عن استغرابهم من موقف‬ ‫أكثر عمقاً ومغاير ًة‪ .‬فإذا كانت المؤاخذات التقليدية تنظر إلى‬ ‫الفيلسوف المغربي الراحل عبدالكبير الخطيبي وهو يقدم نفسه على‬ ‫الترجمة السيئة على أساس أنها مُخِ ّلة بروح النص األصلي‬ ‫أساس أنه «غريب محترف»‪ .‬لكنه سرعان ما تدارك األمر موضحاً‪:‬‬ ‫ومُفسدة لهويته‪ ،‬فإن كيليطو يرى أن أية إساءة في الترجمة‬ ‫«إنها ليست حرفة‪ ،‬وإنما وضعية ِّ‬ ‫متنقلة في العالم‪ ،‬نكون فيها‬ ‫إنما هي إغناء لهذا النص من حيث إنها تثري «تعدُّديته‬ ‫قادرين على عبور الحدود بين اللغات‪ ،‬بين الثقافات‪ ،‬بين األسواق»‪.‬‬ ‫الجسدية‪ /‬النصية» داخل ثقافات أخرى‪ .‬هكذا تصبح الترجمة‬ ‫نَسْخاً جديداً متكرراً للنص الواحد‪ ،‬وتصبح ِّ‬ ‫تلقياً متعدِّداً‬ ‫الغرابة‪ ،‬إذن‪ ،‬هي الوقوف وجهاً لوجه أمام بياض اللغات األخرى‬ ‫واتخاذ القرار الحاسم باقتحامها وممارسة التعويض الثقافي من خاللها‪.‬‬ ‫لجماليته‪ ،‬يمنح النص األصلي غنىً ثقافياً فائضاً بتعبير رائد‬ ‫بين ُ‬ ‫«الكتَاب القرآني» حيث سيتم أول لقاء مع الفصحى‪ ،‬والمدرسة‬ ‫نظرية التلقي «روبير ياوس»‪.‬‬ ‫الفرنسية «الحسناء الشريرة»‪ ،‬سيؤسس عبدالكبير الخطيبي هويته‪.‬‬ ‫جمالية النص ال تكمن في بنياته وهوياته الفنية بل‬ ‫في ِّ‬ ‫«جاك دريدا» الحظ أن الخطيبي يكتب باللغة األجنبية عن اللغة األم‪،‬‬ ‫تجلياتها المتعددة لدى قرّائها التاريخيين المتعاقبين‬ ‫الدارجة والفصحى‪.‬‬ ‫دياكرونيا وسانكرونيا‪.‬‬ ‫عبد اإلله المويسي‬ ‫(ماذا لو كان الخطيبي قد َّ‬ ‫ضَل اللغة)؟‬ ‫غير أن الترجمة قد تأخذ طابعاً مهدداً إذا ما هي أصبحت‬ ‫أن تضل اللغة معناه أن تضل العنوان‪ ،‬وتطرق باباً ّ‬ ‫يطل عليك‬ ‫تنافس اللغة األصل في الهيمنة‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم إعمال‬ ‫منه وجهٌ مجهول‪.‬‬ ‫أقصى الجهد لمقاومتها‪ .‬وغالباً ما تصبح مقاومة اللغة األجنبية‬ ‫هل ينبغي التحسُّر على ذلك؟‬ ‫وقوفاً ضد ذيوع اللغة األصل‪ ،‬في الوقت الذي تسجنها داخل سياقها التداولي العربي‬ ‫ربما ال‪ ،‬بما أن الخسارة‪ ،‬حسب الخطيبي‪ ،‬هي في الوقت ذاته ربح‪ ،‬ألنها تتيح مجا ًال‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫لقد استطاعت اللغة العربية أن تخرج من هذا المأزق بخدعة إتالف األصول ونفيها رحباً للترحال الذي نكتشف معه أننا تجولنا «ألف عام في يوم واحد» كما هو الحال بالنسبة‬ ‫والقضاء على « َغيْريتها» بمجرَّد ما تتم ترجمتها‪ .‬غير أنه يتم بذلك القضاء على كل فرصة للروائي المغربي من أصل يهودي عمران أدمون المليح الذي ال يكون أشد قرباً من ثقافته‬ ‫إال عندما يكون أكثر بعداً عنها‪ ....‬يمشي بخطى تضاهي األغنية‪.‬‬ ‫لتقديم اللغة األصلية كثقافة تتجدَّد باستمرار‪.‬‬ ‫مع عبدالنبي األمين الدمناتي‪ ،‬عبدالوهاب مؤدب‪ ،‬محمد برادة‪ ،‬عبداهلل العروي‪ ،‬أحمد‬ ‫لم تتجدد اللغة العربية إال ساعة اكتشاف األدب األوروبي‪ .‬إن األديب الحديث مدين‬ ‫حققته أوروبا هو ُّ‬ ‫ألوروبا بقواعد الكتابة والقراءة ما دام أكبر انتصار َّ‬ ‫تمكنها من فرض الصفريوي‪ ...‬يؤسس عبدالفتاح كيليطو قراءاته بين النفي واالنتقال مستلهماً درس حي بن‬ ‫يقظان العظيم بأننا ال نكون قط وحيدين في جزيرة خالية‪.‬‬ ‫أجناسها وأشكالها األدبية على العالم أجمع‪.‬‬

‫وداعاً محسن أخريف‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلي مفتاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫موعد وداع رسمناه دونما رغبة منا‪.‬موعد كنا نود تأجليه‪ ‬بعد عمر طويل للشهيد‬ ‫ولنا‪ ،‬لكن القدر عاكسنا‪،‬وأصر ان يعجل برحيل الفقيد المبدع‪ ‬محسن أخريف‪.‬التقينا‬ ‫هناك‪،‬بباب منزل الراحل بعدما ضاقت بنا الطريق نحو جبال بوعنان «رمز تطوان»‬ ‫تجمهرنا وشكلنا مجموعات‪،‬كل واحد منا يواسي اآلخر ‪،‬ال نسمع سوى عبارات العزاء‪..‬‬ ‫نحضن بعضنا‪،‬وال نخجل من انكساراتنا‪،‬عيوننا التي ألفت المكان (بوعنان) ‪ -‬لتحتفل به‬ ‫كمنتزه ‪ -‬تفيض بالدموع وال تنتبه للجمال الذي تبدعه الطبيعة في هذا الفصل‪ ،‬بل‬ ‫سيستفزنا المكان في القادم من األيام ويذكرنا بهذه اللحظة القاسية‪ ،‬وسيقاوم فينا‪ ‬‬ ‫لعبة النسيان‪ ،‬كلما مررنا به ليخلد الشهيد في ذاكرتنا‪...‬‬ ‫كل األطياف (مثقفون ومبدعون ومسؤولون وتالميذ ومعارف الفقيد ) تصرعلى‬ ‫الوفاء‪ ،‬من بعيد أو من الجوار حضروا‪،‬حتى النسوة(رفيقات وصديقات وتلميذات‬ ‫الفقيد) يسجلن حضورهن‪ ‬بدمع وآهات وشجن‪.‬بعضهن ال تكترث لبعض طقوس‬ ‫العزاء‪،‬وتلتحقن بقافلة المشيعين أمام باب المسجد‪ ،‬حيث تقف عربة نقل الراحلين‬ ‫منتظرة احتضان محسن لتحمله لمثواه األخير‪..‬‬ ‫وأثناء انتظار الدعوة للفالح ثم الصالة على الفقيد‪ ،‬تتناسل التحاليل والقصص‬ ‫لسيناريو الحدث‪،‬كل الروايات تجتهد في تدقيق التفاصيل‪ ‬بأسى وحزن‪.‬وكل الشهادات‬ ‫تروي عن احتفال بعيد الكتاب في ظروف بئيسة‪،‬احتفال في خيمة تغيب فيها أدنى شروط‬ ‫السالمة‪ ،‬هذه الشروط التي طالما طالب الشهيد‪ ‬بتحسينها‪ ،‬وقد أكد على هذا المطلب‬ ‫الفقيد في آخر تصريح إذاعي له حيث ناشد المسؤولين بتوفير خيمة مناسبة تتالءم‬ ‫مع التغيرات المناخية التي تعرفها تطوان‪،‬وكأنه كان يتوقع صورة نهايته المأساوية‪...‬‬ ‫يبادر واحد‪ ‬من رفاقه‪ ‬بالقول أن الفقيد كان واقفا معه قبل الصدمة‪..‬كان يتابع‬ ‫مجريات الحفل الذي كاد يشرف على نهايته‪.‬وفي لحظة سوداء‪،‬بادر بأخذ الكلمة لكي‬ ‫يلطف األجواء التي أراد تعكيرها متطفل منبوذ‪،‬وبمجرد أخذه «الميكرو»صرخ صرخته‬ ‫األخيرة وسقط ليصمت صمته األبدي مجسدا لنا مشهدا فيه أقصى درجات الفاجعة‪ .‬‬ ‫هكذا كان المشهد الدرامي‪،‬مشهد تحكي فصوله عن اختطاف الراحل في رمشة‬ ‫عين‪ ،‬وهو في نشوة الفرح بعيد كتاب وهب له حياته‪.‬‬ ‫الجميع هنا الزال يتحدث عنه‪،‬يعيد ذكرياته مع الراحل ويبدع شهادات صادقة عن‬ ‫مساراته‪ ،‬بعضهم يتحدث عنه كإنسان خلوق ومسالم ومتواضع ومحبوب ‪،‬يروون عن‬ ‫محسن الطموح والحالم والمتفائل‪،‬وآخرون يسردون حكايات عن حضوره القوي في‬ ‫مختلف محافل الحرف والصور واالستعارات‪ ،‬ومساهماته الكثيرة في تنشيط الفعل‬ ‫الثقافي‪ ،‬سواء كمبدع او مسؤول في منظمات ثقافية‪.‬حتى زمالءه في العمل ال يترددون‬ ‫في بسط البعض من‪ ‬خصاله الحميدة في مساره التعليمي‪،‬ويذكر واحد من رفاقه‬

‫أنه كان يردد دائما‪ ‬أن هذه السنة هي سنته األخيرة بالمؤسسة لعزيمته الكبيرة في‬ ‫التحليق في فضاءات أكثر رحابة‪.‬لكنه لالسف يصدق مع وعده وياليته ماصدق‪.‬‬ ‫يجمع الكثيرون أن محسن كان استثنائيا‪..‬ويشهد بذلك أساتذته بمدينة العرائش‬ ‫التي كان يدرس بها حيث كان متميزا‪،‬وهذا التميز رافقه‪ ‬في كل مراحل حياته اإلبداعية‬ ‫من خالل غزارة كتاباته الجميلة التي نال بفضلها مجموعة من الجوائز وطنيا وعربيا‪.‬‬ ‫كان يتوجس من الرحيل عبر «ترانيم للرحيل»*‪،‬ويسائل الحياة من خالل «مفترق‬ ‫الوجود»* *ويعمل على «ترويض األحالم الجامحة» * وحلم غفوة*‪.‬‬ ‫المشهد ال‪ ‬يغفل أيضا نجاحه الباهر في مجاله األكاديمي‪،‬وبذكرون طموحه الكبير‬ ‫على المستوى األكاديمي وشروعه في طبع شهادة الدكتوراة التى نالها باستحقاق‬ ‫كبير‪....‬‬ ‫اهلل أكبر‪،‬حي على الصالة‪...،‬‬ ‫اليسع المسجد كل الوافدين‪.‬نبقى صحبة جمع غفير ننتظر الساعة األليمة‪،‬وماهي‬ ‫إال لحظة حتى خرج النعش محموال على أكتاف األوفياء‪،‬نعش ينبعث منه رحيق الوداع ‪،‬‬ ‫ليحط بالناقلة نحو الرحيل‪.‬‬ ‫تضيق الطريق بالعربات‪..‬بل تختنق‪،‬ونتطوع لتنظيم المرور وننجح في ذلك‪.‬ثم‬ ‫ينطلق الموكب الكبير عبر شوارع تطوان‪ ‬لكي تتماهى معها روحه الزكية في لحظة‬ ‫وداع حزينة‪..‬‬ ‫ونصل للمقبرة‪،‬المقام األخير‪،‬يتكرر نفس المشهد‪ ،‬ازدحام من اجل التحية‬ ‫والسالم ‪.‬تشتعل الكاميرا مرة اخرى لتوثيق اللحظة وأخذ بعض االنطباعات‪..‬وينتصب‬ ‫المسؤولون بمختلف أصنافهم في رحاب الفضاء‪،‬ويبادرنا واحد منهم بالسالم وتقديم‬ ‫العزاء‪،‬وأرد عليه بأن هذا الحدث يسائلنا جميعا‪،‬يسائل الوضع الثقافي في شموليته بما‬ ‫في ذلك شروط ممارسته وبنياته التحتية و‪...‬يجاملنا‪ ‬الرجل بابتسامة صفراء وينصرف‬ ‫عنا مهروال‪.‬‬ ‫وينتهي المشهد بمواراة الفقيد الثرى‪،‬ونقدم العزاء لوالده الذي لم يصدق ما‬ ‫وقع‪،‬ولذويه المصدومين‪،‬نودع بعضنا‪،‬ونعود أدراجنا منكسرين‪،‬وشيء ما بداخلنا يروي‬ ‫تفاصيل وضع ثقافي بئيس‪،‬ال يوفر حتى السالمة الجسدية للمثقف وينصب له خيمة‬ ‫تبنى مثيالتها في األسواق الشعبية من أجل بيع «دواء البرغوث»‪.‬خيمة يحتفل فيها‬ ‫بعيد أجوف ال يروي سوى تفاصيل‪ ‬تهميش‪ ‬للفعل الثقافي الجاد‪..‬‬ ‫* عناوين لبعض الدواوين الشعرية للفقيد‪.‬‬

‫يوسف سعدون‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫لجمعية تطاون أسمير عدة اهتمامات‪ ،‬ربما يطغى عليها الجانب الثقافي طبع ًا ونشراً‪،‬‬ ‫ومناقشة ومداولة‪.‬‬ ‫لكنني سوف ال أتطرق هنا لهذا الجانب‪ ،‬ال ألني مللت المحاضرات‪ ،‬وسئمت الندوات‪ ،‬وإنما‬ ‫ألن هناك نشاط ًا مارسناه عدة مرات‪ ،‬ويكتسي طابع ًا إنساني ًا محض ًا‪ ،‬لكننا ال نُو ّفيه حقه من‬ ‫ّ‬ ‫الذ ْكر واإلشادة‪.‬‬ ‫وأقصد به هذه الحمالت الطبية‪ ،‬التي نظمناها في عدة قرى ومداشر‪ ،‬والتي كانت آخرها‬ ‫يوم األحد ‪ 21‬أبريل ‪.2019‬‬ ‫إنها القافلة الطبية رقم ‪ 9‬التي شدَّت الرحال إلى جماعة السوق القديم بنواحي خميس‬ ‫أنجرة‪ ،‬معزز ًة بطاقم طبي مكوَّن من ‪ 20‬طبيب ًا اختصاصي ًا‪ ،‬وطبيبتين لألسنان‪ ،‬وصيدالنيتين‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومؤطرة بمؤطريْن اثنين هما‪ :‬الدكتور‬ ‫و‪ 50‬ممرض ًا وممرضة‪ ،‬ومزوَّدة بكمية هامة من األدوية‪،‬‬ ‫يحيى الدردابي واألستاذ عبد الغني الميموني‪.‬‬ ‫وقد حطت الرحال بإعدادية ابن ياسمين‪ ،‬فوجدتْ في استقبالها رئيس جماعة السوق‬ ‫القديم األستاذ عبد السالم أخروف‪ ،‬وقائد الم َللييّن‪ ،‬وقائد الدرك‪ ،‬ومدير المؤسسة الذي بذل‬ ‫جهداً مشكوراً في إعداد المدرسة الحتضان هذا الحدث‪.‬‬ ‫وحسب الحجرات التي أُجريت بها الفحوصُ الطبية‪ ،‬فإن َّ‬ ‫الالفتات التي َطا َلعتنَا على أبوابها‪،‬‬ ‫تشير إلى التخصُّصات التالية‪ :‬المسالك البولية والكلي‪ -‬أمراض النساء والتوليد‪ -‬العظام‬ ‫والمفاصل‪ -‬األعصاب‪ -‬األذن واألنف والحنجرة‪ -‬طب العيون‪ -‬طب األسنان‪ -‬الطب الباطني‪-‬‬ ‫الطب النفسي‪.‬‬ ‫وكل طبيب‪ ،‬كان يسلم للمريض في نهاية الكشف‪ ،‬وصفة طبية‪ ،‬يتوجه بها إلى الصيدلية‬ ‫المجانية‪ ،‬التي احتلت هي األخرى حجرة خاصة بها‪ ،‬تشرف على ساحة المدرسة‪.‬‬ ‫استفاد من هذه الحملة المباركة ‪ 1200‬مستفيدا ومستفيدة‪ ،‬ضربوا المثل في النظام‬ ‫واالنضباط‪ ،‬وحُسْن السلوك‪.‬‬ ‫وموازا ًة مع هذا النشاط‪ ،‬كانت هناك جدارية أشْرَفَ على رسمها فناننا المقتدر األستاذ‬ ‫بوزيد بوعبيد‪ ،‬بشراكة مع بعض تلميذات اإلعدادية‪ ،‬اللواتي رحَّبن بهذه الفكرة‪ ،‬وتحمَّسن‬ ‫للمشاركة والمساهمة فيها‪.‬‬ ‫وحتى ينال األطفال الذين رافقوا آباءهم وأمهاتهم وأقاربهم‪ ،‬حظ ًا من العناية والرعاية‪،‬‬ ‫وُزعت عليهم ‪ُ 400‬لعبة‪.‬‬ ‫إن أمثال هذه المناسبات اإلنسانية‪ ،‬جديرة بالتسجيل والتوثيق‪ ،‬والتنويه والتصفيق‪ ،‬ألنها‬ ‫تُشعرك بأن بعض ممثلي المجتمع المدني‪ ،‬يقدّرون األمانة الملقاة على عاتقهم‪ ،‬ويقطعون‬ ‫المسافات الطويلة‪ ،‬للوصول إلى َّ‬ ‫سُكان المناطق النائية‪ ،‬قصد صلة الرحم بهم‪ ،‬واألخذ بيدهم‪،‬‬ ‫وتقديم بعض الخدمات لهم‪ ،‬لوجه اهلل‪.‬‬ ‫وهذا في رأيي هو الدور الذي يجب أن تلعبه الجمعيات‪.‬‬ ‫وكفانا من االجتماعات الخاوية‪ ،‬والخطب الرنانة الفارغة‪.‬‬ ‫بقي لي أن أشُدَّ بحرارة على أيدي كل من ساهم في هذا العمل المبْرور‪ ،‬والسعي المشكور‪،‬‬ ‫وأقول له‪ :‬شكراً لك على هذه االلتفاتة الطيبة‪.‬‬

‫كل فاتح ماي ونقاباتنا بخير‬ ‫‬‫كلما اقترب فاتح ماي من كل سنة‪ ،‬إال‬ ‫واحتلت هموم الطبقة العاملة وعموم الشغيلة‬ ‫واجهة األحداث‪ ،‬فتتجه االهتمامات اإلعالمية‬ ‫إلى القضايا المتعلقة بالشغل وتموجاته‬ ‫وطبيعة العمل وتحوالته‪ ،‬وبالمكتسبات‬ ‫التي حققتها الشغيلة واإلخفاقات المرتبطة‬ ‫بالمطالب التي كانت تشكل صلب النضاالت‬ ‫والمفاوضات والحوارات بين الدول والحكومات‬ ‫و الهيئات النقابية‪.‬‬ ‫وكما هو الشأن في معظم البلدان النامية؛‬ ‫فقد تشكلت طبقة عاملة مغربية نشيطة‬ ‫منذ فترة االستعمار ساهمت بقسط وافر في‬ ‫المقاومة والنضال من أجل االستقالل‪ ،‬و قد‬ ‫فرضت الضرورة التاريخية‪ ،‬قبل االستقالل‬ ‫بقليل‪ ،‬إحداث األداة التنظيمية للدفاع‬ ‫عن هذه الطبقة وحماية مصالحها تجاه‬ ‫القوى»الرأسمالية» الناهضة‪ ،‬ومنذ حصول‬ ‫المغرب على استقالله كانت المسألة النقابية‬ ‫في قلب التجاذبات السياسية بين مختلف القوى‬ ‫المتصارعة في المجتمع؛ حيث أسفر الصراع‬ ‫حتى داخل كتل حزبية واسعة عن انقسامات‬ ‫نقابية فكلما تأسس حزب لوحده أو من رحم‬ ‫حزب آخر إال و أحدث إلى جانبه نقابة‪ ،‬حتى كاد‬ ‫أن يكون العرف «المرضي» هو تبعية النقابي‬ ‫للسياسي أو بشكل محدود تبعية السياسي‬ ‫للنقابي‪.‬‬ ‫وظلت بعض النقابات تلعب دور قاطرة‬ ‫النضال في تاريــخ المغــرب المعاصر لعقود‪،‬‬ ‫حيث كانـت دائمــا تعتبـــر أداة من أدوات‬ ‫النضـال السياســـي إلى جانــب كونهـــا أداة‬ ‫للنضال االجتماعي‪ ،‬وكان في كل مرة يحتدم‬ ‫فيها الصراع السياسي بين الدولة والقوى‬ ‫اإلصالحية أو الجذرية يحتدم فيها كذلك صراع‬ ‫نظري وأيديولوجي حول وظيفة النقابة وحدود‬ ‫ارتباطها بالمجتمع و امتداد هذا االرتباط إلى‬ ‫المطالب السياسية أو انحصارها في المطالب‬ ‫«الخبزية»‪.‬‬ ‫واليوم; وبعد أكثر من ستين سنة على‬ ‫تأسيس أول نقابة وهي االتحاد المغربي للشغل‪،‬‬ ‫وبعدما عرف العالم شبه انتصار للرأسمالية‬ ‫وصعود قوى و خفوت أخرى‪ ،‬و اجتياح ما‬ ‫يسمى بالعولمة‪ ،‬وزحف جحافل الليبرالية‬ ‫المتوحشة‪ ،‬ال زالت النقابات في المغرب كأدوات‬ ‫تنظيمية واجتماعية ومطلبية لم تفقد قوتها‪،‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫وإن كانت التحوالت الدائرة بها تطرح عليها‬ ‫بشكل يومي تحديات ورهانات تجديد اآلليات‬ ‫من أجل مواجهة مستجدات إشكالية كضعف‬ ‫االنخراط‪ ،‬وظهور أشكال تمثيلية جديدة‬ ‫لفئات عديدة وسط الشغيلة خاصة بالقطاع‬ ‫العام‪ ،‬و التشتت‪ ،‬و ضعف الثقة في قدرتها‬ ‫على حماية المكتسبات(تمرير إصالح التقاعد‬ ‫واإلصرار على فرض التعاقد و تحقيق مطالب‬ ‫عدد من الفئات‪ ،‬و التشكيك في كفاءتها لصد‬ ‫الهجومات التي تشنها مراكز الرأسمال العالمي‬ ‫المالية واالقتصادية وتحالفاتها الداخلية; ذات‬ ‫المصلحة‪.‬‬ ‫ومع ذلك؛ ال شك في أن بلدنا ال زال في‬ ‫حاجة إلى النقابات‪ ،‬وليس من مصلحة أي كان‪،‬‬ ‫دولة و مجتمعا‪ ،‬أن تتدهور أو تنمحي هذه‬ ‫المؤسسات الوسيطة الحديثة التي تلعب دورا‬ ‫وظيفيا أساسيا في التوازنات وفي التنظيم‬ ‫والتمثيل‪ ،‬بل إن التطورات التي تمس المنظومة‬ ‫االقتصادية الحديثة في ارتباطها مع االقتصاد‬ ‫العالمي وما ينتج عن ذلك من انعكاسات‬ ‫اجتماعية ومجتمعية‪ ،‬تستدعي مواكبة وتشاورا‬ ‫وتفاوضا ومشاركة وإشراكا لهيئات تمثيلية‬ ‫للشغيلة لها من الخبرة التاريخية ومن الحنكة‬ ‫التفاوضية ما يمكنها من الحفاظ على االستقرار‬ ‫ورسم وصناعة التوافقات الضرورية في أوراش‬ ‫كبرى‪ ،‬كالشغل والتكوين‪ ،‬والحماية االجتماعية‬

‫والتقاعد‪ ،‬وتوزيع الثروة ومنظومــة األجــور‪،‬‬ ‫والتعبئة من أجل تحسين وتجويد اإلنتاج‬ ‫والتنافسية المعقولة‪ ،‬وحل النزاعات الشغلية‪..‬‬ ‫ومن المشروع أن يكون سقف مطالب‬ ‫الشغيلة عال‪ ،‬لكن النقابات لها أيضا إكراهاتها‬ ‫الداخلية أو الخارجية‪ ،‬وهي تساس من طرف‬ ‫بشر و تتفاعل سلبا وإيجابا بمحيطها‪ ،‬وقد‬ ‫تقتضي ماتقتضيه كل التنظيمات والمؤسسات؛‬ ‫من موارد مالية وبشرية(مناضلين وخبراء)‬ ‫و حكامة وتجديد وتطوير واحتكام لقواعد‬ ‫التدبير العصري والتزام باآلليات الديموقراطية‬ ‫والتشاركية‪ ،‬باإلضافة إلى وجود قواعد مشاركة‪،‬‬ ‫ملتزمة ومسؤولة في صفها‪.‬‬ ‫ومن اإلجحــــاف أن نغمـــض أعيننا عما‬ ‫ساهمت به النقابات في المغرب الحديث‪،‬‬ ‫على األقل‪ ،‬في الشق االجتماعي والدفاع عن‬ ‫مصالح الشغيلة‪ ،‬لذلك من الواجب التزام‬ ‫الحذر والموضوعية في تقييمنا ألدائها‪ ،‬واعتبار‬ ‫العمل على تحصين استمراريتها‪ ،‬ولو بالقلب‬ ‫وذلك أضعف اإليمان‪ ،‬والمساهمة في تطويرها‬ ‫و تصليب عودها وتجويد أدائها‪ ،‬من باب‬ ‫المواطنة المسؤولة والنضج السياسي‪.‬‬ ‫وأخيرا تحية عالية للطبقة العاملة في‬ ‫عيدها األممي‪ ،‬وكل عيد ونقاباتنا المناضلة‬ ‫الملتزمة بخير‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ك�أنها ظلة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«اسمح لنفسك باالنجراف بعمق وبقوة صوب ما تحب‬ ‫حقا»‪.‬‬ ‫جالل الدين الرومي‬

‫«كأنها ظلــة» عنوان روايــة جديدة لألديبة سعــاد‬ ‫الناصر؛ ضمن إصدارات مكتبة سلمى الثقافية بتطوان ‪.‬‬ ‫في مساء السبت المنصرم‪ ،‬نظمــت جمعيــة آفـــاق‬ ‫الثقافية بفضاء المطعم الثقافي األصيلي حفل تقديم‬ ‫هذا العمل الجديد بمشاركة األديبة سعاد وأبو الخير‬ ‫الناصري وحسن الحداد وعبد المالك عليوي وكاتب هذه‬ ‫اللمعة‪.‬‬ ‫سعاد الناصر شخصية انطوت فيها مالمح ‪:‬‬ ‫عصامية نموذجية‪.‬‬ ‫أستاذية مجمعة لمهام تدريسية وبحثية وتأطيرية‪..‬‬ ‫أديبة ؛ شاعرة‪ ،‬قاصة‪ ،‬روائية‪..‬‬ ‫ناقدة خبيرة بأجناس أدبية ومتــون نقدية قديمة‬ ‫وحديثة ومعاصرة‪..‬‬ ‫فاعلة مدنية في حقل ثقافي باستمدادات قيمية‬ ‫موجهة‪..‬‬ ‫أكرمتني سعاد بنسخة من روايتها‪ ،‬كما دأبت على‬ ‫فعل ذلك‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ كلما دعيت لتقديم عمل أختار أن يكون كالمي‬ ‫لمعة ترسم خطاً عاماً هادفاً لتحفيز المثقف على‬ ‫ممارسة فعل القراءة قبل االنغمـار في تشريـح أعــده‬ ‫نوعا من وصاية في زمن يشهد تدنيا في مقروئية‬ ‫الناس واستهالك الثقافة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أثارتني في مقــام أول عتبــات صدرت بها سعــاد‬ ‫مفاصل روايتها ؛ كل عتبة تتضمن فكرة‪ ،‬والفكرة‬ ‫روح كل كتابة جادة‪ ..‬وهناك من يعتقد أن الفكرة أو‬ ‫األفكار التجريدية ال مكان لها في األدب ؛ لكون هذا‬ ‫األخير يخص الحياة وليس األفكار‪ ..‬وقد تأتى لسعاد‬ ‫في روايتها الجمع بين األفكار والحياة‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ ثمة جملــة عتبــات في هذه الرواية أوالهـا عتبــة‬ ‫العنوان «كأنها ظلة» وهي أسكفة باب الولوج إلى‬ ‫عالم النص ‪ ،‬وليست تأثيثا مجردا بل داللة موجهة‪..‬‬ ‫والظلة في الداللة األصلية ما يظل الناس من شجر‬ ‫ومظلة وغيرذلك‪ ..‬أو ما يسترهم من فوق‪ ..‬وقـد‬ ‫وردت في القرآن الكريم ‪« :‬وإذ نتقنا الجبل فوقهم‬ ‫كأنه ظلة‪ ( »..‬سورة األعراف ـ ‪ )171‬؛ بمعنى اقتلعنا‬ ‫جبل الطور ورفعناه فوق رؤوس بني إسرائيل كأنه‬ ‫سقيفة أو ظلة غمــام‪ ..‬وقد تتالـت العتبــات بين‬ ‫عتبة غير منسوبة وعتبات منسوبة إما البن خفاجة‬ ‫األندلســي أو جالل الدين الرومي لكنها تؤول إلى‬ ‫داللة مركزية تحدث عنها عمر الخيــام في دعوته‬ ‫لتفتيت العالم وإعادة بنائه من جديد بناء أشد‬ ‫قربا من رغبات القلب ‪.‬‬ ‫وهذا هو الهدف األساس لرواية «كأنها ظلة»‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ تحمل رواية «كأنها ظلة» رسالة قيمية شأنها في‬ ‫هذا شأن أي كتابة أدبية جادة تنشد تطوير األخالق‬ ‫البشرية بوقوفها ضد الفســاد والرذيلــة والطغيان‬ ‫والظلم‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ المبدع دليل واإلبداع حقيقة‪ ..‬و سعاد في عملها‬ ‫هذا فهمت نفسها وأدركت ماهية هدفهـا استنـادا‬ ‫إلى عدستي تقريب وتكبير ‪ ،‬ولكل قارئ واسع النظر‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫بالغة النساء في رابطة طنجة‬ ‫أبو الخير الناصري‬

‫ولم يفت المتدخلة أن تشير إلى جوانب أخرى في هذا‬ ‫العمل الروائي كتعدد فضاءاتها‪ ،‬وتنوع شخوصها من حيث‬ ‫مرجعياتهم الثقافية ومسلكياتهم المختلفة في الحياة‪ .‬كما‬ ‫لم يفتها أن تستحضر مالمح من حياة الكاتبة إيزابيل أليندي‬ ‫صاحبة الرواية ومقاطع من تصريحاتها للصحافة ألهمية ذلك‬ ‫في إضاءة عملها الروائي‪.‬‬ ‫أما الدكتورة سناء الشعيري فعنونت ورقتها بـ «رحلة‬ ‫نص من اإلسبانية إلى العربية‪ :‬العاشق الياباني أنموذجا»‪،‬‬ ‫وقدمت فيها موازنة بين الرحلة والترجمة بينت فيها أوجه‬ ‫االلتقاء بينهما‪ ،‬وركزت على جملة أمور من أبرزها‪:‬‬ ‫ أن المترجم كالرحالة ال بد له من نقطة انطالق ونقطة‬‫وصول‪ ،‬ولذلك فإن من الواجب أن يسأل نفسه‪ :‬ما النص‬ ‫الذي سأترجمه؟ ولمن سأترجمه؟ وما الغاية من ذلك؟ وهي‬ ‫أسئلة نادرا ما تراود المترجم العربي ألنه يستجيب في أغلب‬ ‫األحيان لرغبات دور النشر ال لنداء أعماقه‪.‬‬ ‫ وأن المترجم كالرحالة ال بد له من زاد يعينه في‬‫ارتحاله عبر المتن المراد ترجمته‪ ،‬ومن أنواع هذا الزاد الكفاءة‬ ‫والحنكة‪ ،‬وإتقان اللغتين (المترجم منها والمترجم إليها)‪،‬‬ ‫والحفاظ على روح النص‪ ،‬والهوَس بالترجمة وعش ُقها‪..‬‬ ‫ وأن المترجم كالرحالة محتاج إلى رفيــق يؤنســه‬‫ويساعده في سفره‪ ،‬وهذا الرفيق هو القواميس والموسوعات‪،‬‬ ‫مع ضرورة إدمان قراءة المجالت والنصوص األدبية لكونها‬ ‫تساعد على تنمية الرصيد اللغوي وصقل القدرات التعبيرية‪..‬‬ ‫ وأن للترجمة‪ ،‬كما للرحلة‪َّ ،‬‬‫مشاقها ومصاعبَها‪ ،‬ومنها‬ ‫ضيق الحيز الزمني الذي تقيد به دورُ النشر المترجمَ إلنجاز‬ ‫مهمته‪...‬‬ ‫ثم انتقلت للحديث عن رواية «العاشق الياباني»‬ ‫التي استغرقت ترجمتها ستة أشهر‪ ،‬فقدمت تعريفا عاما‬ ‫بمضمونها‪ ،‬وأشارت إلى صلة ذلك بالحياة الشخصية للمؤلفة‬ ‫التي ألفت هذا العمل وهي في الثالثة والسبعين من عمرها‪.‬‬ ‫وذكرت واحدا من أهم الصعوبات التي واجهتها في‬ ‫ترجمة هذا العمل‪ ،‬قائلة إن تعدد العوالم الثقافية لشخوص‬ ‫الرواية وتنوع انتماءاتهم الجغرافية كان يفرض عليها‪ ،‬وهي‬ ‫تترجمها‪ ،‬أن ترجع إلى موسوعات وكتب عديدة لتدقيق النظر‬ ‫في كثير من المعطيات قبل نقلها إلى اللغة العربية‪.‬‬ ‫وختمت األستاذة سناء مداخلتها بقراءة نماذج من‬ ‫الرسائل المتبادلة بين آلما بيالسكو وإيشيمي‪ ،‬إذ قرأت‬ ‫الدكتورة رندة الجبروني رسالتين باإلسبانية وتلت الدكتورة‬ ‫سناء ترجمتها لهما‪ ،‬وهو ما جعل جمهور الحاضرين يزداد‬ ‫اقترابا من النص الترجمي‪ ،‬ويوقفهم على اقتدار المحتفى بها‬ ‫على الصوغ األدبي المحكم للنص المترجم والمحافظة على‬ ‫روحه وجوهره‪.‬‬

‫نظم فرع طنجة لرابطة كاتبات المغرب لقاء لتقديم‬ ‫األعمال األدبية للدكتورة سناء الشعيري الفائزة بجائزة‬ ‫المغرب للكتاب (فرع الترجمة)‪ ،‬وذلك مساء يوم السبت ‪27‬‬ ‫من أبريل ‪2019‬م بمقر المندوبية الجهوية للثقافة واالتصال‪.‬‬ ‫افتتح هذا اللقاء بقراءة الفاتحة ترحما على روح الكاتب‬ ‫والشاعر محسن أخريف رحمه اهلل تعالى المتوفى يوم األحد‬ ‫‪ 21‬أبريل في أحد فعاليات معرض الكتاب الجهوي بتطوان‪.‬‬ ‫بعد ذلك تضافرت كلمتا الدكتورتين كريمة حجاج وندى‬ ‫الجبروني على تقديم المحتفى بها من حيث مسيرها العلمي‬ ‫ومنجزها الترجمي‪ ،‬مع التركيز على ترجمتها لرواية العاشق‬ ‫الياباني التي نالت عنها جائزة المغرب للكتاب‪.‬‬ ‫تحدثت الدكتورة كريمة حجاج‪ ،‬في مداخلة أولى‪ ،‬عن‬ ‫التحصيل العلمي والعطاء المهني واألدبي للدكتورة سناء‪،‬‬ ‫فقربت جمهور الحاضرين من شخصية صاحبة أطروحة‬ ‫«صورة المرأة األندلسية زمنَ الطوائف» من حيث كونها‬ ‫أستاذة للغة اإلسبانية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية‪،‬‬ ‫وحاصلة على شهادة الدكتوراه في جامعة محمد الخامس‬ ‫بالرباط عام ‪2008‬م‪ ،‬وعلى العديد من الشهادات المتخصصة‬ ‫في اللغة اإلسبانية من الجامعات اإلسبانية كجامعتي غرناطة‬ ‫وساالمنكا‪ ،‬فضال عن مشاركاتها في ندوات علمية دولية‬ ‫داخل المغرب وخارجه‪.‬‬ ‫كما قدمت الدكتورة حجاج شروحا مستفيضة حول نماذج‬ ‫من ترجمات المحتفى بها ألعمال أدبية ونقدية وتاريخية‪،‬‬ ‫وأشارت إلى بعض ما نالته من جوائز عن ترجماتها المتقنة‪.‬‬ ‫عبرت الدكتورة رندة الجبروني‪ ،‬في مداخلة ثانية‪ ،‬عن‬ ‫اعتزازها بالمشاركة في تقديم أعمال صديقتها العزيزة‬ ‫الدكتورة سناء‪ ،‬ثم قدمت قراءة وجيزة ومركزة في رواية‬ ‫«العاشق الياباني» إليزابيل أليندي‪ ،‬وهي قصة حب بين بطلة‬ ‫الرواية آلما بيالسكو وإيشيمي ابن بستاني ياباني‪ .‬هذا الحب‬ ‫الذي استمر بواسطة التراسل بين الحبيبين بعد افتراقهما‬ ‫وعيش كل منهما بعيدا عن اآلخر‪.‬‬ ‫ونبهت الدكتورة رندة على أن «األهم في الرواية هو‬ ‫الحب في الشيخوخة»‪ ،‬أي استمرار الحب بين البطلين رغم‬ ‫تكوين كل منهما ألسرته وبعد المسافة بينهما‪ .‬كما نبهت‬ ‫على أن هذا الحب قد «شكل دواء آلثار الدمار وخراب األسرة‬ ‫جراء الحرب‪ ،‬وذلك ألن كال من آلما وإيميشي عانى االضطهاد‬ ‫بسبب انتمائه لألصل اليهودي في حالة آلما واألصل الياباني‬ ‫في حالة إيشيمي»‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪:‬‬ ‫محمد كماشين‪ ‬‬

‫ندوة علمية في موضوع ‪« :‬دور القضاء في تطوير القانون»‬

‫« دور القضاء في تطوير القانون» موضوع ندوة‬ ‫علمية نظمت بالمحكة االبتدائية بالقصر الكبير _ قسم‬ ‫قضاء األسرة‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 19‬أبريل ‪ 2019‬من طرف‬ ‫المركز االكاديمي للدراسات القانونية واالقتصادية‬ ‫والقضائية‪ ،‬والمركز الوطني للدراسات واالبحاث القانونية‬ ‫والقضائية بالقصر الكبير‪ ،‬بتنسيق مع كلية العلوم‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬والمحكمة‬ ‫االبتدائية بالقصر الكبير‪ ،‬والمكتب الجهوي لنادي قضاة‬ ‫المغرب بالدائرة االستئنافية بطنجة‪ ،‬وبدعم من المجلس‬ ‫الجماعي للقصر الكبير‪ ،‬والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫بالعرائش‪.‬‬ ‫وقبل انطالق فعاليات الندوة الفكرية رحــب‬ ‫بالحاضريــن كل من األستاذ محمد الناصري رئيس المركز‬ ‫األكاديمي للدراسات القانونية‪ ،‬واألستاذ عزيز العروسي‬ ‫رئيس المركــز الوطني للدراســات واالبـــحـــاث‪ ،‬واللذين‬ ‫أبرزا أهمية البحث العلمي الرصين‪ ،‬ومساهمته في إغناء‬ ‫الرصيد المعرفي الخاص‪ ،‬وإثراء الخزانة القانونية مادمنا‬ ‫في حاجة الى تحديث آليات تطوير النص القانوني من‬ ‫خالل توفير أدوات النهوض الفكــري اتجــاه االجتهاد‬ ‫المتطور ‪....‬‬ ‫بدورها تدخلت السيدة لبنى فريال باسم‪ ‬نادي قضاة‬ ‫المغرب مثمنة مبادرة اللقاءات العلميــة وما تسفــر عنه‬ ‫من نتائـــج لصالح دينامية قضائية قانونية‪ ،‬مع استعداد‬ ‫نادي قضاة المغرب االنخـــراط لتطوير الشراكة وإغنائها‪.‬‬ ‫فعاليات الندوة الفكرية ترأسها الدكتور عبد الكبير‬ ‫يحيا‪ ،‬فبعد تأطيرها بكلمة موجهة‪ ،‬تدخل كل من‪ :‬‬ ‫* الدكتور محمد بنيعيش مستشار بمحكمة‬ ‫النقض‪ ،‬تناول موضوع «دور القضاء في تطوير القانــون»‬ ‫من زاويــة‪« ‬مداخــــل تطبيقية لمقترحـــات تعديلية‬ ‫لنصوص القانون»‪ ‬حيث تطرق ألهمية إلمام القاضي‬ ‫بكل العلوم وجميـــع المعـــارف ليستطيع اإلستدالل‬ ‫واإلستنبـــاط من النصــــوص القانونية‪ ،‬وعضد مداخلته‬ ‫بأمثلة‪ ‬من فصول قانونية‪ ،‬كما أبرز اإلشكاليات التي‬ ‫تطرحها للنصوص القانونيــة بسبب وجود التدخل‬

‫اإلداري في قانون المسطرة المدنية مما يجعل الدعوى‬ ‫أكثر تشعبا‪ ،‬وخلص في األخير أن التطبيق الجيد والفهم‬ ‫السليم للقاضي ينتج عنه احكام وإجتهادات قضائية تسهم‬ ‫في تطوير القانون‪.‬‬ ‫* الدكتــور عبـد الرحمان الشرقـاوي أستاذ بكلية‬ ‫الحقوق بالسويسي ـ الرباط‪ ،‬قسم مداخلته‪ ‬إلى محورين‪ ‬‬ ‫أوضح في األول مظاهر مساهمة القضاء في تطوير‬ ‫القانون وقد ذكر بعض االمثلة من بينها إقرارات قضائية‬ ‫وإجتهادات في عدة نوازل منها ما يتعلق بالشق المدني‬ ‫من الفصل ‪ 549‬من قانون االلتزامات والعقود وأعطى‬ ‫إشارة لإلشكاالت المرتبطة بتطبيق الفصل ‪ 479‬من‬ ‫قانون االلتزامات والعقود المتعلق ببيع المريض مرض‬ ‫الموت‪ .‬والمحور الثاني‪ :‬موانع مساهمة القضاء في تطوير‬

‫القانون من بينها عوائق تواجه القضاة مثل التكوين‬ ‫المستمر‪.‬‬ ‫*‪ ‬األستاذة لبنـــى فريالــي قاضيــــة بالمحكمة‬ ‫التجارية بمكنـــاس وعضـــوة بالمكتب التنفيذي‬ ‫لنادي قضـــاة المغرب وأستاذة بالمعهد العالي للقضاة‪،‬‬ ‫عنونت‪ ‬عرضها ب»دور القضاء التجاري في تطوير القانون‬ ‫رقم ‪ 16/19‬المتعلق بالكراء التجاري» وقد أعطت مقارنة‬ ‫بين ظهير ‪ 24‬ماي ‪ 1955‬والقانون ‪ 16/19‬في العديد‬ ‫من الفصول وأبرزت كيفية مساهمة اإلجتهاد القضائي‬ ‫في إنشاء قواعد القانون وعززت مداخلتها بالكثير من‬ ‫المواد مثل‪ :‬تفسير المادة ‪ 7‬من قانون ‪ 16/19‬والمادة ‪8‬‬ ‫من نفس القانون والمادة ‪ 9‬وعديد من مواد هذا القانون‬ ‫إلغناءمداخلتها‪.‬‬

‫وبينت دور القضاء اإلداري في جعل الحق لمالك‬ ‫األصل التجاري أثناء سريان مسطرة نزع الملكية في‬ ‫القانون ‪ 16/19‬المادة ‪ 21‬لتخلص في نهاية مداخلتها‬ ‫إلى أن تجادب العمل القضائي والنص القانوني سيطول‬ ‫إلى األبد‪.‬‬ ‫*‪ ‬الدكتور أويس السيمو أستاذ بكلية الحقوق‬ ‫بطنجة‪ ،‬تناول في مداخلته‪« ‬حــدود التفسيـــر في‬ ‫القانون الجنائي بين الثابت والمتغير» وقد استعرض أهم‬ ‫اإلشكاالت التي تواجه هذا التفسير منها‪ :‬الثابت والمتغير‬ ‫باإلضافة إلى إرتباط القاضي الجنائي بالوقائع وقد أعطى‬ ‫األستاذ بدوره أمثلة حية من نصوص القانون الجنائي‪،‬‬ ‫ليختم مداخلته بالتطبيقات العملية في مجال التفسير‬ ‫وركز هو اآلخر على ضرورة تميز القاضي الجنائي بالنباهة‬ ‫والذكاء لتسهيل تحليله وتفسيره لنصوص القانونية‬ ‫والقيام بدوره المتمثل في حتمية البث في النزاع‪.‬‬ ‫*‪ ‬الدكتور عمر اليعقوبي أستاذ بكلية الحقوق‬ ‫بفاس‪ ،‬شــارك بمداخلـــة عنونهــا ب «رهانات اإلجتهاد‬ ‫القضائي في المادة التجارية» حيث قدم عرضه من خالل‬ ‫مناقشة نقطتين األولى‪ :‬مظاهر التفاعل بين اإلجتهاد‬ ‫القضائي والتشريع المتمثلة في إحداث نظرية النشاط‬ ‫التجاري وتعيين مالءمة االنشطة التجارية باإلضافة إلى‬ ‫تقنين أهليـة التاجــر وأعطى األستاذ أمثلة بنصوص من‬ ‫مدونة التجارة مثل المادة ‪ 5‬في تحديث مفهوم النشاط‬ ‫والمادة ‪ 15‬والمادة ‪ ،8‬لينتقل إلى نقطة ثانية محدودية‬ ‫هذا التفاعل وقد عزز مداخلته بالكثير من األمثلــة من‬ ‫القانــون المقارن وخاصة إجتهادات القضاء الفرنسي‬ ‫ليختم مداخلته بضرورة إضطــالع القضــاء التجاري على‬ ‫دور القياس لمواجهــة تحديات االنشطة الخرجية‪.‬‬ ‫_ مسيـر الندوة الدكتــور يحيى عبد الكبير ختم‬ ‫بإعطاء خالصات موجزة عن كل المداخالت‪ ،‬مع‪ ‬وفتح بــاب‪ ‬‬ ‫المناقشــة أمام الحاضرين ‪...‬‬ ‫واعترافا بالمحهــودات القيمة لكافـــة المشاركين في‬ ‫التدوة قدمت الجهة المنظمة شواهد تقديرية لهم ‪...‬‬


‫العدد ‪991‬‬

‫الشمال الفني‬

‫تحت الرعاية الساميـــة لصاحـــب الجاللة الملك محمد السادس وبتعاون مع عمالة‬ ‫إقليم تطوان‪،‬نظمت وزارة الثقافة واالتصال الدورة ‪ 21‬للمهرجان الدولي للعود مابين‬ ‫‪ 22‬و‪ 25‬أبريل ‪.2019‬وتضمن البرنامج أمسيات ساحرة كان فيها العود سيد الطرب وكذا‬ ‫تنظيم لقاءات مفتوحة مع الجمهور وسهرة ختامية رائعة مع الفنان الكبير نعـمان لحلو‪.‬‬ ‫الشمال كانت حاضرة وأعدت هذه الورقة عن هذه التظاهرة‪.‬‬

‫المهرجان الدولي للعود في دورته ‪ 21‬بتطوان‬

‫الزالت تطوان تحتفــي بالعود وترســـخ‬ ‫صورتها كواحدة من أهم عواصم هذه اآللة‬ ‫األصيلة‪،‬وتحقق لها ذلك من خالل المهرجان‬ ‫الدولي للعود والذي يعتبر من أرقى المهرجانات‪،‬‬ ‫فهو يوفر للجمهور مساحات زمنية من السفر‬ ‫الحالم عبر أوتار ساحرة ويقدم نماذج عالمية‬ ‫تجتهد في جعل الوتر سيد الطرب‪.‬‬ ‫ورغم بعض الصعوبات المادية التي تواجه‬ ‫المهرجان‪،‬فإن عزيمة المنظمين على الحفاظ‬ ‫على هذا المهرجان تنتصر دائما حيث وصل‬ ‫دورته الواحدة والعشرين‪ ،‬قاطعا مسافات زمنية‬ ‫نسج خاللها أسمى صور النجاح والرقي ‪..‬‬ ‫ونظرا لما يقدمه المهرجان من مدارس‬ ‫مختلفة لهذه اآللة من مختلف بقاع العالم‪،‬فقد‬ ‫أضحى مرجعا أساسيا لكل القراءات والمتابعات‬ ‫التي تعمل على رصد تطور هذه اآللة‪.‬‬ ‫وبخصوص هذه الدورة الحالية التي‬ ‫نظمت ما بين ‪ 22‬و ‪ 25‬أبريل ‪,2019‬فيمكن‬ ‫القول أنها دورة متميزة كسابقاتها نظرا‬ ‫لتقديمها مجموعة من التجارب الموسيقية‬ ‫الجادة التي يمكن الوقوف عندها من خالل‬ ‫األسماء التالية التي تستضيفها الدورة ‪:‬‬ ‫ سعد محمود جواد وفرقته «ثالثي‬‫ميلوديك» من مملكة البحرين( ضيفة شرف‬ ‫هذه الدورة )والذي يعمـــل على إبراز تراث‬ ‫الموسيقى العربية بأسلــوب علمي أكاديمـــي‬ ‫حديث‪.‬‬ ‫ رباعي أحداف بإدارة عازف العــود ابن‬‫تطوان محمـــد أحــداف والذي يتشكل من‬ ‫موسيقيين شباب مقيمين بهوالندا والذي له‬ ‫حضور قوي على المستوى العالمي لعمله على‬ ‫خلق مزيج فني بين الموسيقى المغربية العربية‬ ‫األصيلة واألوروبية الحديثة خصوصا عبر صهر‬ ‫الموسيقى األندلسية بموسيقى الجاز‪.‬‬ ‫ مجموعة هشام التطواني ابن الفنان‬‫الكبير عبدالواحد التطواني‪،‬والذي يقدم سفرا‬ ‫فنيا بين المشرق والمغرب عبر محطات متنوعة‬ ‫من األنغام وبتفاصيل الطبوع والمقامات‬ ‫الرائعة‪.‬‬ ‫‪ -‬مجموعة محمد بوالت من تركيا وهي‬

‫مجموعة من طينة الكبار لكونها تضم اجود‬ ‫عازفي الجاز الذين جعلوا من العود محور آالتهم‬ ‫الموسقية‪.‬‬ ‫ثالثي ادريس النيكرة وهو فنان ومؤلف‬‫و موسيقي مغربي يعمل على صهر الموسيقى‬ ‫العربية واألوروبية في قالب مشترك جميل‬ ‫مجموعة حمزة الشرايبي بقيادة ابن‬‫الراحل عازف العود األسطوري سعيد الشرايبي‪.‬‬ ‫والذي حمل مشعل والده عبر مشروعه الفني‬ ‫موظفا الفالمنكو والجاز وموسيقى البحر األبيض‬ ‫المتوسط في تجلياتها األندلسية‪.‬‬ ‫مجموعة أمين مرايحي من تونس‬‫التي تقدم تجربة أصيلة مفعمة بروح التجديد‬ ‫واالنفتاح على موسيقى العالم‪.‬‬ ‫نعمان الحلو الفنان المغربي الكبير الذي‬‫يعتبر من الفنانين المغاربة الجادين لكونه‬ ‫يشتغل على مشروع فني هادف‪،‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الدورة كرمت‬ ‫الفنان الساحر كريم التدالوي الذي يعتبر من‬ ‫رواد األغنية العصرية وهو كاتب كلمات وملحن‬ ‫موهوب وعازف عود من الطراز الرفيع‪.‬‬

‫الفنان نعمان لحلو نجم المهرجان‬

‫وأنا آخذ تصريحا‬ ‫للفنان الكبير نعمان‬ ‫لحلــــو للجــريــــدة‪.‬‬ ‫بعد نهايـــة لقائـــه‬ ‫المفتوح مع الصحافة‬ ‫والجمهور‪ ،‬صـــرح لي‬ ‫أنـه ضمــن السهــرة‬ ‫الختاميــة سيفاجـــئ‬ ‫الجمهور ببرنامج هـو‬ ‫عربون محبة لتطوان‪.‬‬ ‫وفعـــال كانــــت‬ ‫المفاحأة رائعة حينما‬ ‫شدا بصوتـه الشجــي‬ ‫ريبيرتـوارا غنـــائيــــا‬ ‫مبهــــرا‪ ،‬ريبيرتــــوار‬ ‫عبارة عن سفر حالم عبر مدن المغرب انطلق‬ ‫من تطوان وختمه بالشاون النوارة‪.‬ثم توالت‬ ‫المفاجآت الجميلة في هذه السهرة الباذخة عبر‬ ‫أدائه لمجموعة من أغانيه الخالدة‪.‬‬ ‫وكانت أقوى لحظات هذا المهرجان‪،‬هو‬ ‫تتويج هذا الفنان الكبير بجائزة زرياب للمهارات‬ ‫في هذا الحفل الختامي اعترافا به كواحد من‬ ‫الكبار‪ ‬في الموسيقى والطرب‪.‬‬ ‫وهذا اللقاء عرف تقديم شهادات في‬ ‫حق هذا المبدع االستثنائي لكل من المطرب‬ ‫الكبير عبدالواحد التطواني والباحث الموسيقي‬ ‫واإلعالمي عبد السالم الخلوفـــي والشاعرة‬ ‫واإلعالمية وداد بنموسى‪ .‬شهادات قدمت مزايا‬ ‫الرجل ومساره الفني المتميز‪ ‬في خدمة الفن‬ ‫الراقي األصيل والمتفتح على تيارات الحداثة‬ ‫الموسيقية وكذا عشقه الجنوني لوطنه من‬ ‫خالل التغني بمدنه وتراثه وتحوالته االجتماعية‬ ‫موظفا في ذلك التراث الموسيقي المحلي لكل‬ ‫منطقة تغنى بها‪.‬‬ ‫وباسلوب الحكي المشوق‪،‬بسط الفنان‬ ‫نعمان سيرته الذاتيـــة التي كشفـــت عن‬ ‫مسار طويل‪ ،‬عبارة عن صور لقوة العزيمة‬ ‫والصبـــر واالجتهــاد ووالمغامــرة على درب‬

‫تحقيـــق الحلم ‪،‬مسار‬ ‫انطلق من فاس وهو‬ ‫صغيـر ثــم الواليات‬ ‫المتحـــدة األمريكية‬ ‫في ســـن التاسعــة‬ ‫عشرة بمدينة اورالندو‬ ‫بفلوريدا عازفا على آلة‬ ‫العود والغناء بالرواق‬ ‫المغربـــي في والــت‬ ‫ديزني االستعراضيـة‪،‬‬ ‫فلقــاؤه بالموسيقـــار‬ ‫الكبــيــــر محــمـــد‬ ‫عبد الوهاب بلـــوس‬ ‫انجلس والذي ساعده‬ ‫على االنتقال إلى مصر‬ ‫لينطلق من هناك مطربا وملحنا في اإلذاعة‬ ‫والتلفزيون ودار األوبرا‪.‬‬ ‫واختياره في األخير االستقرار بالمغرب‪ ‬لكي‬ ‫يمنحه أجمل طاقاته اإلبداعية من خالل سلسلة‬ ‫من األغاني الخالدة كانت بدايتها «أمانة عليك‬ ‫يا مغرب» والتي اعتبرت شهادة ميالد لفنان‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذا اللقــاء المفتوح‪ ،‬قدم‬ ‫الفنان نعمان لحلــو لجريدة الشمال التصريح‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫«اليوم كان هذا اللقـــاء مع الساكنــــة‬ ‫ومع الصحافة‪ ،‬والذي أسعدنــي كثيـرا‪ ،‬ومن‬ ‫خالله قدمت مشوار سيرتي الذاتية‪ ،‬وهذا‬ ‫بفضل اهتمام مدينة تطوان بكل ماهو‬ ‫أصيل‪،‬وخصوصا جمهورها الراقي الذي اعتبره‬ ‫شخصيا هو نجم كل التظاهرات‪...‬أنا سعيد جدا‬ ‫أن مهرجان العود يكرمني هذه السنة ويمنحني‬ ‫جائزة زرياب للمهارات‪،‬وسوف يكون الحفل‬ ‫غدا إن شاء اهلل‪،‬وبعد تسلمها مباشرة‪،‬سيكون‬ ‫هناك برنامج أتركه مفاجأة ولن أعلن لكم عنه‬ ‫اآلن‪ .‬وهذه المفاجأة هي عربون حب لمدينة‬ ‫تطوان‪.‬‬

‫كما قدمت جائزة زرياب للفنان نعمان‬ ‫لحلو اعترافا له بعطاءاته الموسيقية والطربية‬ ‫الخالدة‪.‬وهذه الجائزة أنشئت بمبادرة من‬ ‫الموسيقار حسن ميكري رئيس اللجنة الوطنية‬ ‫للموسيقى بالمغرب وبرعاية المجلس الدولي‬ ‫للموسيقى (بيت اليونسكو‪/‬باريز) وهي تعد‬ ‫من أهم جوائز المغرب في هذا المجال‪.‬وقد‬ ‫منحت في السابق لمجموعة من األسماء‬ ‫الكبيرة كالمرحوم سعيد الشرايبي والموسيقار‬ ‫عبدالوهاب الدكالي وصالح الشرقي ومرسيل‬ ‫خليفة ونصير شمة وآخرين‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ان هذا المهرجان‬ ‫يقام دائما بالمعلمة المعمارية الرائعة مسرح‬ ‫إسبانيول‪ ..‬وتقدم العروض على الخشبة‬ ‫التي يبدع في تزيينها دائما بشكل مبهر فنان‬ ‫السينوغرافيا والديكور فوزي طنجبة‪.‬‬ ‫والمهرجان الدولي للعود لم يكن ليحافظ‬ ‫على تألقه هذا لوال إدارته الطموحة بقيادة‬ ‫الفنانة الكبيرة سميرة القادري وبدعم دائم من‬ ‫وزارة الثقافة‪.‬‬

‫فوزي طنجبة عن‬ ‫إدارة المهرجان‬ ‫ومبدع سينوغرافيا‬ ‫الخشبة‬

‫في البداية البد لي أن أشكر كل الداعمين‬ ‫للمهرجان وفي مقدمتهم وزارة الثقافة وعمالة‬ ‫تطوان والفنانين المشاركين وكذا جمهور‬ ‫تطوان العظيم‪.‬ونحن في اإلدارة نراهن على‬ ‫استمرار هذا االحتضان الكبير للمهرجان‪.‬‬ ‫مساهمتي في المهرجان تتمثل في إنجاز‬ ‫سينوغرافيا للخشبة التي تحتضن العازفين‬ ‫وأحاول دائما أن أستلهم مواضيعها من آلة‬ ‫العود واإليقاعات الموسيقية‪.‬وللسينوغرافيا كما‬ ‫هو معروف دور مهم في تجميل الفضاء بغرض‬ ‫تحقيق أهداف العرض الموسيقي والوصول إلى‬ ‫تناغم فني بين العرض الموسيقي والديكور‪.‬‬ ‫إنني أصل إلى نشوة ال توصف في إبداع وإنجاز‬ ‫السينوغرافيا وكأنني اشتغل على لوحة فنية‪،‬‬ ‫لكن الفرق هنا أنني أقوم بها في حجمها‬ ‫الحقيقي وداخل فضاء الخشبة من اجل تحقيق‬ ‫متعة بصرية للجمهور‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫لو تحتضن القنوات‬ ‫التلفزية مهرجان‬ ‫العود بتطوان‬

‫‪5‬‬

‫يوسف سعدون‬

‫وأنا أتابع فعاليات المهرجان الدولي للعود في دورته ‪ 21‬خصوصا حفل االختتام الذي‬ ‫تضمن أمسية رائعة وقعها بتألق الفنان المجدد نعمان الحلو‪،،‬وأنا أراقب حضور بعض قنواتنا‬ ‫التلفزية وهي تلتقط بعض المشاهد لكي تبث عنه فقرة إخبارية لن تتعدى بضع دقائق‪،‬‬ ‫تمنيت لو تتعامل هذه القنوات مع هذا العرس الفني الرائع بمثل ما تتعامل به مع أحد‬ ‫المهرجانات!فتبادر باحتضانه وتعمل على بث فقراته مباشرة أو مسجلة‪.‬‬ ‫وهي إن فعلت ذلك ستكرس صورة اإلعالم الوطني الذي يحضن المبادرات الجادة‬ ‫ويدعمها ‪.‬وستعمل أيضا على المساهمة في نشر الفن الراقي و منح المتلقي مساحات من‬ ‫الفرجة الجميلة والهادفة والممتعة‪،‬وستنشر ثقافة موسيقية راقية وستهذب الذوق العام في‬ ‫زمن التلوث الفني والغنائي‪...‬‬ ‫وأنا أمني النفس وأسافر مع نعمان لحلو في أمسيته الغنائية الرائعة ألعيد اكتشاف‬ ‫جماليات مدننا عبر ريبيرتوار غنائي استهله بالتغني بتطوان ثم وزان ومدن أخرى ليختمه‬ ‫بالشاون النوارة‪،‬قلت مع نفسي أن قنواتنا التلفزية لو بادرت بمثل هذه المبادرة ستكون‬ ‫رابحة أيضا ألنها ستعيد شيئا من ثقة المواطن بها‪.‬وسترفع نسبة عدد المشاهدين الذين‬ ‫هجروها و بحثوا عن بدائل من خالل وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫ومن داخل هذه األمنية‪ ،‬استدركت أنه من بين محاسن التكنولولوجيا الحديثة‬ ‫هناكالفايسبوك» الذي وجد فيه المهرجان ضالته عبر البث الحي لفقراته‪,‬فاستطاع بذلك‬ ‫الوصول عند عدد كبير من عشاق الطرب الجميل عبر العالم‪.‬‬

‫الفنان هشام التطواني‬

‫(جنل الفنان الكبري عبدالواحد التطواين)‬ ‫المهرجان الدولي للعــود في تطــوان في‬ ‫دورته ‪ 21‬أصبح اليوم مرجعا لجل عازفي آلة‬ ‫العود في العالم العربي والغير العربي‪.‬والمشاركة‬ ‫في هذا المهرجان هي شهادة استحقاق وهي‬ ‫أيضا اعتراف بالقيمة الفنية ‪ .‬وأنا أفتخر بكوني‬ ‫واحد ممن حظوا بشرف المشاركة‪.‬‬ ‫المهرجان له جنود خفـــاء بالتأكيد بلغوا‬ ‫به هذه المكانة المتميزة‪ .‬وبعد وصوله لهذا‬ ‫النضج‪ ،‬وبعد القيمة الفنية الكبيرة التي صار‬ ‫يحظى بها‪ ،‬ال يفوتني التنويه باألستاذة سميرة‬ ‫القادري كذا وزارة الثقافـة وكل المنخرطين في‬ ‫هذا المشروع‪.‬‬

‫فيلم في الذاكرة‬

‫البارجة‬ ‫بوتمكين‬ ‫بطاقة تقنية‪:‬‬ ‫البلد‪ :‬االتحاد السوفياتي‬ ‫تاريخ االنتاج‪1925 :‬‬ ‫إخراج‪ :‬سيرجي م‪ .‬أيزنشتاين‬ ‫سينــــاريـــــو ‪ :‬سيــــــرجــــي ‪.‬م‪.‬‬ ‫أيزنشتاين‪ -‬فينا ‪.‬أ‪.‬دجانوفاشوتكو‬ ‫تصوير‪ :‬إدوارد تيس‪ -‬ف‪ .‬بوبوف‬ ‫تشخيص ‪ :‬إلكسندر أنتونوف‪-‬‬ ‫فالديمير بارسكي‪ -‬ريبنيكوفا‪.‬‬ ‫مدة العرض‪ 72 :‬دقيقة ‪.‬‬ ‫أكد سيرجي أيزنشتاين أكثر من مرة أن‬ ‫الثورة الروسية صنعت منه فنانا ‪ ،‬ووفرت له‬ ‫الحرية الختياراته الفنية‪ ،‬وكان فيلم «البارجة‬ ‫بوتمكين» ‪ ،‬أفضل فيلم ثوري يقدمه للشاشة‬ ‫بدون منازع‪.‬‬ ‫كان أيزنشتاين ما يزال في منتصف‬ ‫العشرينات من عمره ‪،‬عندما أخرج فيلم «البارجة‬ ‫بوتمكين»‪ ،‬مما أعطى لفيلمه شحنة متقدة‬ ‫بانفعال الشباب الثائر والطموح‪.‬‬ ‫في هذا الفيلم ‪ ،‬الذي يدخل ضمن السينما‬ ‫الصامتة ‪ ،‬جرب المخرج كل مهاراته الفنية‬ ‫والتقنية‪ ،‬مؤكدا على تمكنه من أدوات حرفته ‪.‬‬ ‫فكرة الفيلم مستوحاة من حدث تمرد‬ ‫بحارة على ظهر البارجة بوتمكين ‪ ،‬ولقد‬ ‫أحاطت بهذا الشريط مجموعة من الظروف‬ ‫واالعتبارات‪ ،‬من بينها الدعاية للثورة الروسية‪،‬‬ ‫الشيء الذي دفع المخرج إلنجاز الفيلم بسرعة‬ ‫فائقة‪ ،‬إذ تم تصويره في ظرف أسبوع‪ ،‬وتمت‬

‫محمد عابد‬

‫عملية المونتاج خالل أسبوعين ‪ ،‬لتخرج نسخة‬ ‫منه إلى صاالت العرض‪.‬‬ ‫بدأ تصوير الفيلم في لينينغراد‪ ،‬ونتيجة‬ ‫للظروف المناخية ‪ ،‬انتقل طاقم التصوير إلى‬ ‫ميناء أوديسا‪.‬‬ ‫اشتهر فيلم البارجة بوتمكين بمشهد‬ ‫قوي و مؤثر‪ :‬المذبحة التي وقعت فوق أدراج‬ ‫«األوديسا»‪.‬‬ ‫في هذا الفيلم‪ ،‬نقل ايزنشتاين نظرياته‬ ‫المتعلقة بالمونتاج‪ ،‬وبدا ذلك واضحا في‬ ‫روعة المشاهد التي تم تصويرها على أدراج‬ ‫األوديسا‪ ،‬إذ برع في تكثيف الصراع من خالل‬ ‫مجموعة من المشاهد عبر لقطات ثابتة وأخرى‬ ‫متحركة‪ ،‬وحركة الكاميرا من األسفل إلى األعلى‬ ‫أو العكس‪ ،.‬وجنود يتقدمون و آخرون يفرون‬ ‫‪ ،‬إضافة إلى لقطة الذعر الجماعي ‪ .‬كل هذه‬ ‫المشاهد واللقطات سيطر عليها المخرج بإيقاع‬ ‫مقنع مكنه من إضفاء مسحة جمالية على الفيلم‪.‬‬ ‫واالنتقال من مشهد إلى آخر عند‬ ‫أيزنشتاين مباغت وفجائي ‪ ،‬نفس الشيء يحدث‬ ‫عندما يتغير المكان و الزمان ليرصد لنا بشاعة‬ ‫المذبحة ‪ ،‬كما في مشهد وجه المرأة العجوز‬ ‫والدماء تسيل من عينيها ‪.‬‬ ‫ويبقى فيلم البارجة بوتمكين من بين أهم‬ ‫روائع السينما و عالمة بارزة في تاريخ السينما‬ ‫وبصماته واضحة على تاريخ الشاشة الكبيرة‪.‬‬


‫الشمال الثقافي‬ ‫العدد ‪ 991‬ـ الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪6‬‬

‫تعرض الشاعر المغربي أحمد الطريبق أحمد لوعكة‬ ‫صحية فاجأته بمدينة الرباط اضطر معها إلى إجراء‬ ‫فحوصات طبية دقيقة كانت نتيجتها خيرا‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـة تهنئ جريــدة الشمـال‬ ‫الشاعر المغربي على خروجه من هذه األزمة‬ ‫العابرة داعية له بدوام الصحة والعافيــة‬ ‫والعطاء المستمر‪.‬‬

‫�سال�ش‬

‫قصيدتان‬ ‫شعر‪ :‬أحمد بنميمون‬

‫الكتابة واألب‬

‫لقطة ذهنية نُهَرِّبها من انشغاالت الكتاب المغاربة والعرب‪ ،‬نرغب من خاللها في أن‬ ‫نعرف الدالالت التي تتركها في حياتهم «وجودات صغيرة» تصاحبهم على الدوام‪.‬‬ ‫هذا «الفالش» يحاول أن يستحضر المعاني الممكنة المرتبطة بــ «الكتابة واألب»‪.‬‬

‫الشاعر عبد الرحيم الخصار‬

‫لم أكن أراه في الشعر‪ ،‬فهو يستحق أن يكون بطالً في رواية‬

‫�سقوطه‬ ‫متام‬ ‫‪1‬ـ �أحالم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�صاعد يف ِ‬ ‫أقسى أغنياتي ما يتدفق على شفتيّ كالدمع ساخناً‪ ،‬لذلك تغيب عن لساني األشياء‬ ‫حين ينطلق صوتي بها‪ ،‬فيدهمني الحلم حتى وأنا أغرق في يقظة تتمسك بي أسنانها بوعي‬ ‫حاد‪:‬الجو الذي يحضنني قليل اإلضاءة ‪ ،‬مثل يوم غائم ‪ ،‬أو حالة نفسي أيام أواخر أسابيع كنت‬ ‫ال أجد فيها ما ألبي به أدنى رغباتي‪ ،‬لكنّ حلمي كان سرعان ما يرفعني‪ ،‬ويمضي بي‪ ،‬في غير‬ ‫عنف منه ‪ ،‬أو استسالم مني‪ ،‬إلى أن يلقيني بين يدي نهر غالباً ما كان يهدر وإن كان صغيراً‪،‬‬ ‫ويغزر حين يفيض وإن كان قريب الشبه بجدول يتطاول على جانبي خندق واسع فيعيي‬ ‫َ‬ ‫والطفل ‪ ،‬فيظالن يريان إليه ـ وهما يرنوان إلى أحالم مضت‬ ‫عبورُه‪ ،‬من أيِّـما جهة‪ ،‬الشيخَ‬ ‫تمض‪ ،‬أما الطفل فكان يفضل استحضار جلسات في ليال كان جيْبُه فيها فارغاً «‬ ‫وأخرى لم ِ‬ ‫ورغم ذالك لم أكن أضيق بجلسائي الذين كنت أسعى إليهم» يفكر الطفل في رقة زائدة‪ ،‬بل‬ ‫كان يسبقه قلبه إليهم‪ ،‬ألنه لم يعرف أنه ذكرهم يوماً بسوء‪ ،‬وال كان رفاقه أيضاً يفعلون‪،‬‬ ‫اليوم فقدت تلك المدينة دفء عالقات طفولته الغابرة‪ ،‬كما مات بين زوايا طرقاتها ودُّ‬ ‫قلب ُك ِّل حميم ‪،‬كان يفيض دمعاً كلما رآني أكاد أسير على الغيم من خجلي وأنا أدنو منه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يومَ كانت أحمل أحذية من أحالم‪ ،‬ألنني قل أن كنت أخطو إلى أية أمنية إال حين كنتُ أنام‪.‬‬ ‫أفال يزال بين الزوايا هناك قلبٌ مثل هذا ‪ ،‬ولو كان في صدر طفل؟‬ ‫أنا اآلن أكاد أجزم بذهاب معظم ما راودني أمس‪ ،‬واختفائه في إهاب حاضرين بها‪،‬‬ ‫واع‪ ،‬أخرسها حتى ال‬ ‫مصلوبين على كل جدرانها‪ ،‬لذلك قل أن استسلمتُ ألوهام حنين غير ٍ‬ ‫تحدثني برغبة رجوع إلى ما عشت‪ ،‬فما زلت أبعد أخيلتي أن تنتقل بي إلى أبعد مما أخطو عليه‬ ‫ً‬ ‫ماض زال‪،‬‬ ‫من شارع هذا النهار‪ ،‬فيبعد عن إدراكي أن أرى أشباحاً راكضة‪ ،‬أو صوراً ممحوة من ٍ‬ ‫فأنا أنزحُ بالروح اآلن فراراً من بؤس دياجير زوايا عاريةٍ فيها‬ ‫يتنكر فيها اإلنسان ألصالب منه ‪ ،‬وتنقطع األرحام‬ ‫حتى ينساها من كان استعجل منها ما تبلعه األرض وتقذفه اآلفاق‬ ‫غيوم ًا ال يفتر منها ما تذر ُفهُ اآلماق‪.‬‬ ‫ال أحباب هنالك لي إال من دفنوا في تربتها ‪،‬‬ ‫ال خافق يمشي فوق ثراها‬ ‫تحت النور‪ ،‬ال باب السوق بها سيدة األسواق‪،‬‬ ‫وال باب العين ترى ما هاج بها من رمد أعماها‪،‬‬ ‫فاستبدلت الليل يُضللها بجمال اإلشراق‪.‬‬ ‫وعلى باب المحروق تركنا كل اآلمال‪ ،‬ودفنّأ كل األشواق‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫ي وعَ ي‬ ‫‪2‬ـ �أعمى ب� ِ‬ ‫ألف عَ نْ ٍ‬

‫‪2018/04/02‬‬

‫عشرات الطرق واألزقة والمعابر والشوارع‬ ‫التي تمشي إلى منزلي حيث مثواي البسيط‪،‬‬ ‫كلها ازدحمتْ بآالف ممن سَدُّوا عليَّ كل منافذ المرور‪،‬‬ ‫حتى أضحيت ال أرى من كل المارة مالمح تفضحُ لي من هم‪،‬‬ ‫وال أسمع إال هديراً راعباً‪،‬‬ ‫فإذا صرختُ ضاع صوتي في الفضاء‬ ‫كأيّ عوا ٍء جائع في فلوات بال اسم وال أشارات عبور‪،‬‬ ‫والوردة البيضاء الوحيدة التي تنام أمامي‬ ‫جنس‪،‬‬ ‫وعلى مقربة من حروفي الخرساء بال ٍ‬ ‫هي عنوان أكذوبة تحَد ُِّثني بلسان‬ ‫مجْدب‬ ‫حاضر مظلم‬ ‫من بالستبك عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من حولي‪ ،‬هي أيضاً بال عبير‪،‬‬ ‫نسيتُ ذكراه نسيانيَ أريج ياسمين باكٍ ‪.‬‬ ‫وال قدرة لوردتي على استرجاع نشيد غرام‬ ‫ٍ‬ ‫لعشاق أجم ُلهم‬ ‫من عصور شتَّى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كان يرعبه هاجسُ األوغازم ‪،‬‬ ‫فهموا بذبح محبوباتهم في أكثر من مناسبة ‪،‬‬ ‫وهم يرتجفون متنكرين في أقنعة محبِّينَ‪.‬‬ ‫وعيْن‪،‬‬ ‫عيْن‬ ‫ٍ‬ ‫فمن يمضي بي كأعمى ‪ ،‬رغم أن لي ألف ٍ‬ ‫وأمامي عشرات الممرات ومنافذ العبور‬ ‫لكن ليس أمامي إال أن أكون كعشاق ماضيَّ البائسين‬ ‫في ُّ‬ ‫تعلقِي مثل أكثرهم عذري ًة‬ ‫غير قادر على افتضاض قنينة‬ ‫حملها إليّ ٌّ‬ ‫خِل وفيّ لصبانا البعيد‪.‬‬ ‫وأخشى أن تتبخر بين يديّ‬ ‫بأجْر زاهدٍ‪،‬‬ ‫فيقتلني ظمئي بغيْر فوْز ٍ‬ ‫ـ وما زهدتُ في متعة أو كأس يوما ـ‬ ‫أو َظ َف ٍر بتوبةٍ‪ ،‬أو أوبةٍ آمنةٍ إلى منزلٍي الحقير‪.‬‬ ‫‪2018/01/16‬‬

‫من حين آلخر أجد نفسي منقادا إلى ورشة والدي ْلمعلم عمر‪ ،‬حيث القصائد معلقة على هيئة بنادق البارود‪.‬‬ ‫ال يملك والدي مهارة الحرفة وتاريخها فحسب‪ ،‬بل يملك أيضا قدرة مذهلة على السرد‪ ،‬السرد المشوّق الذي ترافقه دائما‬ ‫كؤوس ال حصر لها من الشاي‪.‬‬ ‫في طفولتي‪ ،‬كنت أجلس أمامه ألدير له رحى الكير‪ ،‬كي نذيب الحديد‪.‬‬ ‫ورثت عنه عزة النفس والصبر والهدوء والولع بالشاي‪.‬‬ ‫على مدار ثمانية عقود‪ ،‬خاض الرجل حروبا مع الحياة‪ ،‬في مغرب صعب‪ ،‬من أجل أن نعيش نحن أوالده وبناته‪.‬‬ ‫كان يحمل صخرة سيزيف‪ ،‬الواقعية وليست األسطورية‪ ،‬دون أن يئن‪.‬‬ ‫كتبت عنه نصا شعريا قصيرا‪ ،‬بصعوبة لم أكن أراه في الشعر‪ ،‬فهو يستحق أن يكون بطال في رواية‪ ..‬رجل كريم‪ ،‬صبور وهادئ‬ ‫يبتسم دائما‪ ،‬حتى في عز الكارثة‪.‬‬

‫التجربة القصصية لألديب الدكتور محمد الدغمومي‬

‫ّ‬ ‫نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة‬ ‫ـ فرع بني مكادة‪ ،‬مساء يوم السبت ‪ 27‬أبريل‬ ‫بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة‬ ‫ابتداء من الساعة الخامسة مساء‪ ،‬ندوة علمية‬ ‫تكريمية حول التجربة القصصية للروائي‬ ‫والقاص والناقد الدكتور محمد الدغمومي‪،‬‬ ‫يشارك فيها ثلة من الباحثين والنقاد‪.‬‬ ‫وشملت الندوة العلمية التكريمية‪ ،‬التي‬ ‫يتزامن انعقادها مع االحتفال باليوم الوطني‬ ‫للقصة القصيرة‪ ،‬جلستين أوالهما نقدية‬ ‫دراسية ترأسها الباحث الدكتور المبارك‬ ‫الغروسي وتمحورت حول قراءات ودراسات‬ ‫في األعمال القصصية للمحتفى به الدكتور‬ ‫األديب محمد الدغمومي‪ ،‬ويتدخل فيها كل من‬ ‫الدكاترة واألساتذة الباحثين مزوار اإلدريسي‬ ‫وعبد اللطيف الزكري وهشام العطاوي‪ .‬وتدخل‬ ‫في الجلسة الثانية‪ ،‬التي ترأسها األستاذ محمد‬ ‫مجعيط‪ ،‬كل من الدكاترة واألساتذة الباحثين عز‬ ‫الدين الشنتوف ومصطفى الورياغلي ومصطفى‬ ‫يعلى وعبد الرحيم اإلدريسي وعبده حقي‬ ‫ومحمد بولعيش‪ ،‬من خالل تقديم شهادات‬ ‫وبورتريهات حول المسار اإلنساني والعلمي‬ ‫واألدبي للروائي والقاص والناقد الدكتور محمد‬ ‫الدغمومي‪ .‬وختمت الندوة بنقاش مفتوح‬ ‫للحاضرين في أشغال الندوة‪ ،‬ثم كلمة للمحتفى‬ ‫به األديب الدكتور محمد الدغمومي‪ ،‬وتقديم‬ ‫هدية عبارة عن بورتريه أنجزه الفنان الطنجاوي‬ ‫المتألق عبد الغني الدهدوه‪.‬‬ ‫وأوضح محمد العربي أكعرير‪ ،‬مندوب فرع‬ ‫بني مكـــادة لجمعية الشعلة للتربية والثقافة‪،‬‬ ‫في كلمة ألقاها باسم اللجنة المنظمة‪ ،‬أن‬ ‫«هذه الندوة العلمية التكريمية تتوخى تسليط‬ ‫األضواء على مختلف السمات الجمالية والفكرية‬ ‫لهذه التجربة القصصية المتميزة في السرد‬ ‫المغربيالمعاصر»‪.‬‬ ‫وأضاف أكعرير أن «األديب القاص والروائي‬ ‫والناقد الدكتور محمد الدغمومي ينتمي إلى‬ ‫جيل مخضرم من كتّاب القصة القصيرة‪ ،‬برز‬ ‫بين الستينيات والسبعينيات‪ .‬وإن هذا الجيل‬ ‫األدبي استطاع أن ينقل هذا الجنس األدبي‬

‫الصعب من مرحلة الوعظ واإلرشاد إلى مرحلة‬ ‫االلتزام الفكري الواعي على مستوى التيمات‬ ‫والموضوعات‪ ،‬ومن طور المباشرة والتقريرية‬ ‫إلى طور اإلبداع واالبتكار على مستوى التقنيات‬ ‫واألساليبالجمالية»‪.‬‬ ‫وأورد المتحدث ذاته أن «الدكتور محمد‬ ‫الدغمومي راكم‪ ،‬خالل مساره األدبي الممتد‪،‬‬ ‫رصيدًا ثريًا ومهّمًا في القصّة القصيرة؛‬ ‫فقد أصدر هذا األديب المبدع‪ ،‬إلى حد اآلن‪،‬‬ ‫أربعَ مجموعاتٍ قصصية هي‪« :‬الماء المالح»‬ ‫(‪ ،)1988‬و»مقام العري والسياسة» (‪،)1993‬‬ ‫و»رغبات مجنونة» (‪ ،)2007‬و»الرأس والساحة»‬ ‫(‪.»2013‬‬ ‫وختم مندوب فرع جمعية الشعلة للتربية‬ ‫والثقافة كلمته بالقول‪« :‬إن هذا اإلنتاج‬ ‫القصصي يستحــق من الباحثيـــن والنقاد إيالءه‬ ‫االهتمام الالزم‪ ،‬من خالل الوقوف عند المكونات‬ ‫الموضوعية التي ترصدها قصص األديب‬ ‫المبدع الدكتور محمد الدغمومي‪ ،‬والكشف‬ ‫عن السمات الجمالية التي تنطوي عليها تلك‬ ‫القصص أيضا»‪.‬‬ ‫يذكر أن األديب المبدع الدكتور محمد‬ ‫الدغمومي من مواليد مدينة طنجة‪ ،‬وتحديدا‬ ‫بحومة الروضة بادرادب‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬مارس‬ ‫‪ .1946‬وقد ت ّلقى دراسته االبتدائية واإلعدادية‬ ‫والثانوية بمسقط رأسه (طنجة) إلى أن حصل‬ ‫على البكالوريا‪ ،‬فشدّ الرحال إلى مدينة فاس‪،‬‬

‫ليتابع دراسته الجامعية بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية التابعة لجامعة محمد بن عبد اهلل‬ ‫ظهر المهراز‪ ،‬فحصل منها على شهادة اإلجازة‪،‬‬ ‫ثم واصل تعليمه العالي بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بالرباط التابعة لجامعة محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬فحصل منها على دبلوم الدراسات‬ ‫العليا في األدب العربي سنة ‪ ،1987‬في موضوع‪:‬‬ ‫«نقد الرواية والقصة القصيرة بالمغرب‪ ..‬مرحلة‬ ‫التأسيس»‪ ،‬ثم على دكتوراه الدولة سنة ‪1995‬‬ ‫في موضوع‪« :‬نقد النقد وتنظير النقد العربي‬ ‫المعاصر»‪ .‬وقد شغل الدكتور محمد الدغمومي‬ ‫منصب أستاذ النقد األدبي بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بالرباط التابعة لجامعة محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬منذ ‪ 1980‬إلى أن حصل على المغادرة‬ ‫الطوعية سنة ‪ ،2005‬ليعود إلى االستقرار‬ ‫النهائي بمسقط رأسه (طنجة) ويتفرغ لإلنتاج‬ ‫األدبي والعلمي‪ .‬وقد تكونت على يديه‪ ،‬خالل‬ ‫تلك السنوات الطويلة التي قضاها بكلية اآلداب‪،‬‬ ‫أجيال عديدة من الطلبة والباحثين الذين‬ ‫بصموا على حضور الفت في الساحة النقدية‬ ‫والثقافية بالمغرب‪ .‬وبدأ المحتفى به النشر‬ ‫بجريدة «الكفاح الوطني»‪ ،‬التي كانت تصدر من‬ ‫مدينة الرباط‪ ،‬سنة ‪ .1965‬وقد دأب‪ ،‬منذ التاريخ‬ ‫سالف الذكر‪ ،‬على نشر كتاباته بعدد من الصحف‬ ‫والمجالت‪ ،‬خارج المغرب وداخله؛ منها‪ :‬صحف‪:‬‬ ‫المحرر‪ ،‬والبالغ المغربي‪ ،‬واالتحاد االشتراكي‪،‬‬ ‫والعلم‪ ،‬وأنوال‪ ،‬والشمال ‪ ...،2000‬؛ ومجالت‪:‬‬ ‫أقالم‪ ،‬األقالم (العراق)‪ ،‬آفاق‪ ،‬اآلداب (لبنان)‪،‬‬ ‫طنجة األدبية‪ ..‬ويتوزع إنتاج المحتفى به بين‬ ‫القصة القصيرة والرواية والنقد األدبي‪.‬‬ ‫وفي العدد الموالي من الجريدة‪ ،‬نقدّم‬ ‫تغطية وافية لهذه التظاهرة الثقافية‪ ،‬التي‬ ‫اختارت أن تولي االهتمام والعناية إلى واحد‬ ‫من األقالم الشمالية المهمة التي استطاعت‬ ‫أن تخلف بصمات راسخة في المشهد األدبي‬ ‫بالمغرب وبباقي البالد العربية‪ ،‬إبداعا ونقدا‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫العدد ‪991‬‬

‫الشمال الثقافي‬ ‫سفيتالنا أليكسييفتش‬

‫�آداب عاملية‬

‫كيف ينصت الكاتب؟‬

‫حاورها‪ :‬جون فريمان ـ ترجمة‪ :‬ملك اليمامة القاري‬ ‫قضت‪ ‬سفيتالنـــا أليكسييفتــش‪ ‬األعوام‬ ‫الثالثين الفائتة في كتابة كتاب واحدٍ طويل‬ ‫حول تأثير الشيوعيّة‪ ،‬وما خ ّلفه زوالها في‬ ‫نفوس البشر في الكتلة السوفيتية السابقة‪.‬‬ ‫وانطال ًقا من المقابالت‪ ،‬ثمة سرب من األصوات‬ ‫يغشى كتبها‪ ،‬فتعلوا وتهبط‪ ،‬ثم تتعانق مع‬ ‫بعضها البعض في نغم روائيٍّ متسق‪:‬‬ ‫فتنبثق أصوات الرّوس اّلذين شوّههم‬ ‫انهيار تشرنوبيل في‪( ‬صالة تشرنوبيل)‪ ،‬وأثار‬ ‫حنقهم عن الحرب األفغانية في‪( ‬فتيان الزنك)‪،‬‬ ‫أما اآلن فتجدهم في‪( ‬الزمن المستعمل)‪ ‬وقد‬ ‫أضاعوا هويتهم بين انهيار الشيوعية وتلك‬ ‫الفرضية اّلتي تقضي بوجوب كونهم رأسماليين‬ ‫في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل أليكسييفتش قد خُلقت لهــذه‬ ‫المهمّة‪ .‬إذ كان والداها مع ّلمَيْن‪ ،‬وتحديدًا‬ ‫والدها الذي درس الصحافة‪ .‬في الجامعـة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اطلعتْ أليكسييفتـــش‪ ‬على أعمال الكاتـــب‬ ‫البيالروسي‪ ‬أليس آدوموفتش‪ ،‬ذاك اّلذي كان‬ ‫على يقين ّ‬ ‫بأن القرن الحادي والعشرين مسكون‬ ‫بالبشاعة – بغضّ النّظر عن التّفاصيل ‪.-‬‬ ‫وعلى عكس‪ ‬ستادز تيركل‪ ،‬حيث تجتمع‬ ‫المشافهات التّاريخيّة لحياة األمريكيّين في‬ ‫توليفة من برامج المقابالت اإلذاعيّة؛ ّ‬ ‫فإن‬ ‫كتبأليكسييفتش‪ ‬هي مخلوقات مختلفة‪ .‬إذ ال‬ ‫تكبّل خيال قارئها بالتّفكير في قضاياها أو‬ ‫باحتمالية كونها مقتبسة من شخوص الواقع‪.‬‬ ‫فقد وصفتهم‪ ‬أليكسييفتش‪ ‬بالرّوايات‪ ،‬حين‬ ‫حازت بجائزة نوبل ‪ ،2015‬وهذا تشبيه منصف‬ ‫إلبداع أدبيٍّ بمثل‬ ‫يسبغ تصني ًفا دقي ًقا ومناسبًا‬ ‫ٍ‬ ‫والشّفافيّة‪ .‬وأيّاً‬ ‫هذا المستوى من الشّاعريّة‬ ‫كان تصنيفهم‪ ،‬ففي كتبها من الجمال واإلثارة‬ ‫ذاك القدر اّلذي تجده في أضغاث أصوات‬ ‫قطار ٍّ‬ ‫مكتظ يشقّ ال ّليل مسافرًا‪.‬‬ ‫تسمعها في ٍ‬ ‫فــــي يونيـــــو‪ /‬حزيـــران الحـــالــــي‪،‬‬ ‫جاءت‪ ‬أليكسييفتش‪ ‬إلى نيويـــورك إلحيـــاء‬ ‫فعالياتٍ متع ّلقة بكتابها‪( ‬الزّمن المستعمل)‪،‬‬ ‫وهو الكتاب األوّل‪ ،‬من بين ّ‬ ‫الثالثة‪ ،‬اّلذين‬ ‫ستتوّلى دار‪ ‬راندوم‪ ‬ترجمتها ‪ ‬خالل السّنوات‬ ‫ّ‬ ‫الثالثالمقبلة‪.‬‬ ‫تحدّثتُ إليها في المدرّج الفارغ‪ ،‬حيث‬

‫كنت سأحاورها من خالل المترجم لمدّة ساعةٍ‬ ‫من الزّمن‪ .‬‬ ‫جون فريمان‪ :‬يعترينــي فضول حـــول‬ ‫كيفيّة تحوّلك إلى مُنصتة؟‬ ‫سفيتالنا أليكسييفتش‪ :‬حدث ذلك منذ‬ ‫نعومة أظفاري‪ .‬لقد عشت في الدّولة‪ ،‬في القرية‬ ‫فترة ما بعد الحرب‪ .‬كان والداي مع ّلمَيْ القرية‪.‬‬ ‫كانت القرية مألى بالنّساء‪ .‬وقد تحتّم عليهنّ‬ ‫الكدّ في عملهنّ طوال النّهار‪ .‬فلم يكن قد‬ ‫تب ّقى ٌ‬ ‫رجال في القرية حينها‪ .‬وبعد فروغهنّ‬ ‫من العمل – وقد كانت المقاعد تمأل القرية –‬ ‫كنّ يذهبن إلى الخارج ويتك ّلمن سويّاً هناك‪.‬‬ ‫كان اإلنصات إليهنّ مروّعاً للغاية‪ ،‬ومثيراً في‬ ‫آنٍ معاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كنّ يتكلمن عن الحرب والموت والفقد‪،‬‬ ‫فثمّة من فقدن أزواجهنّ مؤخّراً‪ ،‬ولطالما‬ ‫كان وقع ذلك ّ‬ ‫مؤثرًا ومثيرًا أكثر من قراءة‬ ‫الكتب الموجودة في منزلنا‪ .‬كان بيتنا متخمًا‬ ‫بالكتب‪ ،‬وحين التحقتُ بكليّة الصّحافة‪ ،‬جرّبت‬ ‫مختَ َلف المجاالت‪ ،‬فحاولت اقتحام عالم الرّواية‪،‬‬ ‫أن ّ‬ ‫والمسرح‪ ،‬ثمّ أدركتُ أخيرًا ّ‬ ‫لذة األصوات‬ ‫النّابضة بالحياة تفوق ّ‬ ‫كل شيء‪ .‬حين تكون‬ ‫صحافيا فإنك تجوب عديد القرى والبلدات –‬ ‫بيالروسيا ليست دولة كبيرة‪ ،‬بل على العكس‬ ‫‪-‬وهذا ما جعلني على الحال اّلتي أنا عليها اآلن‪.‬‬

‫وقد كانت هذه الفكرة موجودة في‬ ‫الشّكل التقليديّ للحكايا الشّعبيّة‪ ،‬لع ّلها‬ ‫لم تكن موجودة بالصّورة اّلتي تناولتُها‪،‬‬ ‫لكنّها كانت موجودة في الموروث القصصيّ‬ ‫على أيّة حال‪ .‬ففي ّ‬ ‫كل مسارب الفن‪ ،‬الرّسم‬ ‫يأل النّاس ً‬ ‫أو النّحت أو الموسيقى‪ ،‬لم ُ‬ ‫بحثا‬ ‫عن التجديد في األشكال واألفكار‪ّ ،‬‬ ‫وفكرتُ‬ ‫ملياً؛ ما الضّير في إضفاء لمسة جديدةٍ على‬ ‫األدب‪ .‬ثمّة كاتبٌ مشهورٌ في بيالروسيا‪،‬‬ ‫ويدعى‪ ‬أليس‪ ‬آدوموفتش‪ ،‬وأنا أعتبره بمثابة‬ ‫عرّابي وأستاذي‪ ،‬ناهيك عن عمله في المجال‪،‬‬ ‫لطالما ألمح إلى عدم الحاجة لتلفيق الحكايا‪ ،‬إذ‬ ‫الحياة مليئة بما يكفي لتغنيك عن التك ّلف‪.‬‬ ‫ج‪.‬ف‪ :‬لقد تناهى إلى مسامعي صوت الخيبة‬ ‫الّتي أحسستها تسكن أصوات النّاس‪ ،‬أولئك‬ ‫الّذين تحدّثتِ إليهم على طول الكتاب‪ ،‬إذ لم‬ ‫يمهّد لهم األدب سبيل الحياة السوفييتية بعد‬ ‫ما ألمّ بها من تغيّرات‪ .‬أتشعرين بأن األدب‬ ‫الخياليّ قد عجز‪ ،‬في هذا الكتاب‪ ،‬عن التّعبير‬ ‫عن خيبات النّاس ‪-‬الّذين حادثتِهم‪ -‬وربطهم‬ ‫بالحياة؟ لدرجة ما وصل إليه األمر مع واحدٍ‬ ‫من الشّخصيات ليقول متجرّعًا مرارة الخيبة‬ ‫والحقيقة‪:‬‬ ‫” في ذلك الوقــت‪ ،‬ح ّلت الكتب مكــان‬ ‫الحياة”‪.‬‬ ‫عن موقع «تكوين»‬

‫حفل توقيع كتاب «نماذج وصور من اللسان القصري‬ ‫الدارج» لألستاذ عبد المالك العسري‬

‫احتضنت مدينة القصر الكبير مساء يوم‬ ‫السبت ‪ 20‬ابريل ‪ 2019‬بالمركز الثقافي‬ ‫البلدي حفل توقيع كتاب « نماذج وصور من‬ ‫اللسان القصري الدارج « لمؤلفه األستاذ عبد‬ ‫المالك العسري‪ ،‬بحضور ثلة من المثقفين‬ ‫والمبدعين‪.‬‬ ‫والحفل من تنظيم المركز الثقافي البلدي‬ ‫والجامعة للجميع فرع القصر الكبير‪ ،‬شارك فيه‬ ‫الدكتور سعيد الحاجي‪ ،‬واألستاذ عبد الحميد‬ ‫الزفري‪ ،‬واألستاذ غريب الغرباوي‪ ،‬وأدار جلسته‬ ‫األستاذ محمد أكرم الغرباوي‪.‬‬ ‫من جانب آخرعرف اللقاء تقديم شهادات‬ ‫في حق المحتفى به أثارها كل من الدكتور‬ ‫عبد السالم دخان‪ ،‬واألستاذين محمد العربي‬ ‫هروشي ورشيد الجلولي‪ .‬كمت تخللته فقرات‬ ‫فنية متعددة‪.‬‬ ‫كتاب « نماذج وصور من اللسان القصري‬ ‫الدارج» هوإضافة نوعية للموروث الثقافي‬ ‫المحلي‪ ،‬إذ يعتبر بحثا إأركيولوجيا في عمق‬

‫الذاكرة القصرية‪ ،‬وعمق رصيدها المعرفي‬ ‫واللغوي الدارج‪.‬‬ ‫ويتناول الكتاب شكل اللغة وعالقتها‬ ‫باللسان الدارج‪ ،‬و»تيماتها التداولية من خالل‬ ‫عالقتها بالموروث الالمادي للمكونات التاريخية‬ ‫لمدينة القصر الكبير والمناطق المجاورة لها‪،‬‬ ‫ومدى ارتباطها بلغات استوطنتها في فترة‬ ‫الحماية وما قبلها‪.‬‬ ‫وقد اغتنى اللقاء بمداخالت رصينة ناقشت‬ ‫اللغة‪ ،‬كل حسب تخصصه‪ ،‬وانطالقا من زاويته‪،‬‬ ‫لتحديد هوية كل منطقة أو بلد‪ ،‬واغتنى أيضا‬ ‫باإلشادة بمؤلف الكتاب التي أظهر قدرة مميزة‬ ‫في االشتغال على المنجز اللغوي الشفهي‪.‬‬ ‫ويهدف هذا الكتاب إلى التعرف على‬ ‫خصائص اللسان القصري الدارج‪ ،‬من خالل‬ ‫بعض النماذج والصور في مختلف بنياته اللغوية‬ ‫والتركيبية والنحوية والصرفية والداللية‪ .‬كما‬ ‫يهدف إلى الكشف عن عالقته باللغة العربية‬ ‫الفصيحة”‪.‬‬

‫األستاذ عبدالملك العسري قدم‪ ،‬فيما‬ ‫يشبه عصارة مجهوده من خالل هذا البحث‬ ‫الذي استغرق فيه أربع سنوات من االستقصاء‬ ‫والتنقيب‪ ،‬وجمع شتات اللسان القصري الدارج‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬هو لسان محير‪ ،‬وديع كوداعة أهله‪،‬‬ ‫منفتح‪ ،‬عصي كنقش ثابت على جدار‪ ،‬مميز‪،‬‬ ‫جذبني للتأمل والدراسة‪ ،‬عساني أحقق رغبة‬ ‫استبدت بي‪ ،‬عساني أفقه رموزه القيمة الثمينة‪،‬‬ ‫لسان يمتح من الفصيح قل نظير له‪ ،‬عاش على‬ ‫ألسن الناس وانتقل مشافهة من جيل إلى جيل‪،‬‬ ‫وهو في انتقاله تعرض لتغيير صوتي ولفظي‬ ‫حسب تغير النطق وتداخل اللهجات وتطور‬ ‫اللغة»‪.‬‬ ‫يقع الكتاب في ‪ 110‬صفحة‪ ،‬بواجهة من‬ ‫تصميم للفنان التشكيلي المبدع حسن البراق ‪.‬‬ ‫وقد تضمن مقدمة وفرشا نظريا ومعجما‬ ‫ضم ‪ 5000‬مصطلحا دارجا من المصطلحات‬ ‫المحلية المتداولة في المدينة‪.‬‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪7‬‬

‫بؤس الثقافة‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬ ‫تتعدد األسباب ويظل الموت واحداً‪ ،‬ولكن أن يموت شاعر داخل خيمة‬ ‫نشاط ثقافي بصعقة كهربائية نتيجة إهمال تقني كهربائي‪ ،‬فهذا ال يحدث‬ ‫إال نادرا‪ ،‬ونادرا جدا‪.‬‬ ‫الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي في المغرب‪ ،‬وهم‬ ‫يتأسفون لسقوط شاعر في أرض معركة الثقافة‪ ،‬أعادوا طرح أسئلة االعتبار‬ ‫واالهتمام والتبخيس واإلهمال التي يعرفها قطاع الثقافة في المغرب‪ ،‬وحالة‬ ‫اإلحباط التي تسيطر على المثقفين المغاربة بشكل عام‪.‬‬ ‫على مر التاريخ المغربي الحديث‪ ،‬كان المثقف المغربي‪ ،‬في الغالب العام‪،‬‬ ‫يؤدي دوره كامال في تأطير المجتمع وتنويره وفتح آفاق المعرفة في أوساط‬ ‫الطلبة والتالميذ والمهتمين‪ ،‬بأريحية وتضحية ونكران للذات استحقت انتباه‬ ‫الماسكين بخيوط التنمية الثقافية في المغرب‪.‬‬ ‫على مر التاريخ المغربي الحديث كذلك‪ ،‬كان المثقف هو الموجه األساسي‬ ‫لدعوات اإلصالح االجتماعي‪ ،‬كما كان هو الخلفية الفكرية لكل تحرك سياسي‬ ‫ينزع نحو التغيير والتقويم واإلصالح‪.‬‬ ‫ما الذي تغير في المغرب حتى أصبح الشأن الثقافي في ذيل اهتمامات‬ ‫الدولة؟‬ ‫ما الذي تغير حتى أصبحت الثقافة المغربية في حالة أزمة دائمة؟‬ ‫ما الذي حصل حتى أصبح المثقف المغربي يموت بين األرجل في نشاط‬ ‫ثقافي رسمي وبرعاية رسمية؟‬ ‫هل األمر مرتبط بالتغيرات البنيوية والجوهرية التي عرفها المجتمع‬ ‫المغربي‪ ،‬ارتباطا بتغيرات العالم الكبيرة والعميقة؟‬ ‫هل األمر مرتبط بأزمة ذات وهوية؟‬ ‫هل األمر متعلق بسوء فهم لدور المثقف في المجتمع؟‬ ‫كيف تحولت مهمة المثقف من موجه ومنتج لألفكار إلى تابع ومستهلك‬ ‫لما تجود به جهات من فتات ال يسمن وال يغني من جوع مادي وفكري؟‬ ‫لماذا‪ ،‬بين عشية وضحاها‪ ،‬أصبح المثقف المغربي غير مؤثر‪ ،‬وال يرضى‬ ‫بغير تسجيل الحضور بأبخس األثمان وأضعف اإليمان؟‬ ‫كان عيد الكتاب في مدينة تطوان‪ ،‬بالفعل والقوة‪ ،‬عيدا‪ ،‬بكل ما يحمله‬ ‫المصطلح من معنى‪ ،‬والتطوانيون يذكرون منذ أزيد من عشرين عاما حالة‬ ‫االحتفال الكبرى التي كان يعرفها عيد الكتاب عندما كان ينظم في ساحة‬ ‫المشور المحاذية للقصر الملكي‪ ،‬بمشاركة الكثير من دور النشر الكبرى‪،‬‬ ‫وبحضور جماهيري غفير‪ ،‬ورعاية رسمية معتبرة‪.‬‬ ‫التطوانيون‪ ،‬والكثير من المثقفين المغاربة‪ ،‬يذكرون كذلك المشاركات‬ ‫الوازنة لعدد كبير من المثقفين المغاربة الذين كان عيد الكتاب مناسبة لهم‬ ‫لاللتقاء بجماهير تطوان المتابعة والمهتمة والمطلعة‪ ،‬وفق برنامج غني بكتبه‬ ‫وبكتابه‪.‬‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬كانت دار الصنائع بمدينة تطوان وغيرها من الفضاءات‬ ‫التاريخية شاهدة على تنظيم لقاءات وأمسيات وتوقيعات بشكل كان يعد‬ ‫مفخرة لتطوان وأهلها‪.‬‬ ‫مع مرور الزمن‪ ،‬أصبح عيد الكتاب ينظم في مكان آخر بالقرب من (باب‬ ‫العقلة)‪ ،‬ثم في الفدان القديم‪ ،‬وفي كل سنة كان يفقد الكثير من رونقه‬ ‫وإشعاعه‪ ،‬كما كان يفقد رصيده وبعده الجماهيري‪.‬‬ ‫من يتحمل مسؤولية هدا التراجع المهول في القيمة التاريخية لعيد‬ ‫الكتاب بمدينة تطوان؟‬ ‫هل كان القطاع الوصي‪ ،‬ونعني به وزارة الثقافة‪ ،‬يساهم في هذا المآل‬ ‫المحزن لعيد الكتاب‪ ،‬وهو يقزم دعمه له عاما بعد آخر؟‬ ‫هل غياب الداعمين من شتى االتجاهات‪ ،‬في مدينة تطوان‪ ،‬لمناسبة‬ ‫ثقافية من حجم عيد الكتاب له ما يبرره تسويقيا وثقافيا؟‬ ‫كيف انقلب الحال في تطوان‪ ،‬وأصبح عيد الكتاب مأتما؟‬ ‫قد تتناسل األسئلة‪ ،‬وقد تتعدد األجوبة أو تتعارض بناء على وجهة نظر‬ ‫أو قراءة أي طرف من األطراف المرتبطة بعيد الكتاب والمتفاعلة معه‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫كيفما كان الحال‪ ،‬سقوط رئيس الجمعية المنظمة لعيد الكتاب صريعا نتيجة‬ ‫صعقة كهربائية أوضح‪ ،‬بشكل ال يستدعي النقاش أوالجدال‪ ،‬أن هذه اللقاء‬ ‫الثقافي الهام في تاريخ مدينة تطوان‪ ،‬والذي احتفل هذه السنة بعيده الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬وصل إلى نتيجته الحتمية في التراجع والتردي واالستهتار واإلهمال‪.‬‬ ‫كانت جنازة المرحوم األديب محسن أخريف‪ ،‬شهيد عيد الكتاب‪ ،‬تعبيرا‬ ‫عن غضب المثقفين المغاربة لما حصل في خيمة العروض‪ ،‬الفاقدة لشروط‬ ‫العرض‪ ،‬محملين المسؤولية للجهات الرسمية‪ ،‬مطالبين بفتح تحقيق في‬ ‫موضوع موت الشاعر‪ ،‬ناسين أن المسؤول األول واألخير هو المثقف نفسه الذي‬ ‫يقبل بأقل ما يمكن‪ ،‬في الوقت الذي يجب أن يكون هو أعز ما يمكن‪.‬‬ ‫هل ينتبه المثقفون المغاربة إلى شروط ودروب وآفاق العمل التي‬ ‫يشتغلون فيها؟‬ ‫هل يطالب المثقفون المغاربة بتحسين وضعية أنشطتهم الثقافية‬ ‫باعتبارهم فاعلين اجتماعين يستحق عملهم التقدير؟‬ ‫لماذا ال يقاطع المثقفون المغاربة أي نشاط ال تتوفر فيه الشروط‬ ‫المطلوبة‪ ،‬من دعم وأمن واهتمام وحماية؟‬ ‫هل تتحمل الجهات المعنية بالشأن الثقافي مسؤوليتها كاملة‪ ،‬وتعطي‬ ‫لثقافة الكتاب واألدب عامة‪ ،‬ما يستحقه من اهتمام‪ ،‬إسوة بالمجاالت األخرى‪،‬‬ ‫الفنية والرياضية والجمعوية؟‬ ‫متى ينتهي بؤس الثقافة في المغرب؟‬ ‫في مثل هذه المناسبات المأساوية‪َ ،‬كثِيراً ما يردد المغاربة مقولة (كية‬ ‫اللي جات فيه)‪.‬‬ ‫رحم اهلل األديب محسن أخريف‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫للكتاب أعيادٌ‬

‫«ك�أ َّنها ُظ َّلة» في أصيلة‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬الثابت الفارس المؤنس‪ ،‬والخير جليس‪ ،‬وهو من فرسان‬ ‫الثقافة الكونية‪ ،‬ومُبرمجُ حضارتها‪َّ .‬‬ ‫حل ضيفاً كريماً‪ ،‬ليقطن‬ ‫معالي رفوف ثالثة عشر مكتبات بتطوان‪ ،‬إحداهنَّ بالمضيق‪ .‬من‬ ‫مكتبة بيت الحكمة إلى النشر الحكيم‪ ،‬إليمانهما بتواصل األنوار‬ ‫تحت ظالل الكرَّاس عند اإلدريسي‪ ،‬ألنَّه ينبوع الرَّحمة على رُكن‬ ‫الثقافة‪ ،‬بنفس السَّير على سنَّة إقرأ‪ ،‬وبمُفرد يثبت منه التعدُّد‪،‬‬ ‫تجديراً الستنطاق الجنس األدبي بباب العُقلة‪ ،‬ولها نظراء عند‬ ‫َّ‬ ‫ليحُط ال ِ​ِّرحال‪ ،‬ومكتبة السالم بالمضيق‪ .‬لينسُج‬ ‫سلمى الثقافية‪،‬‬ ‫الكتاب بخيوط حريرية وبسردٍ أدبي‪ ،‬يُنا ِوش الحكي ببالغة‬ ‫الخطاب‪ .‬وقد نجحتْ فكرة إقامة معارض الكتاب سنوياً في ربوع‬ ‫المملكة‪ .‬حتى ال يبقى العلم واألدب آخذاً في الركود‪ .‬وبعد رحلة‬ ‫طويلة يعود الكتاب إلى فضاء الفدَّان لالحتفال بعيده الواحد‬ ‫والعشرين‪ .‬عشرة مؤسسات ثقافية‪ ،‬منها البعثتان اإلسبانية‬ ‫والفرنسية وخمسة من دور النشر حاضرة بقوَّة في عيد الكتاب‪.‬‬ ‫وقد تناولت إبداعات مجموعة من المؤلفين الستنطاق نصوصهم‪،‬‬ ‫بحق مُحاولة وعالمة ثمرة االنفتاح‬ ‫إذ تُعدُّ هذه األيام الثمانية‪ٍ ،‬‬ ‫للتشجيع على القراءة‪ ،‬وهي الجسر المعرفي لالتحاق برَكب األمم‬ ‫المتطوِّرة‪ .‬الكتاب يدعو لالستنارة والتعدُّد الفكري وحرية الرأي‬ ‫واإلبداع‪ .‬وتجدر اإلشارة َّ‬ ‫أن طيلة أيام المعرض تُقام في ِرحاب‬ ‫فضاء الفدَّان ورشات لألطفال‪ .‬وقد تميَّزتْ هذه األمسيات‬ ‫الربيعية بعروض «الكراكيز» لفرقة المسرح األدبي بتطوان‪.‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية كانت حاضرة ببعض أساتذتها‬ ‫وهم يقدِّمون أعمالهم العلمية منها «قضايا في التاريخ العربي‬ ‫المعاصر»‪ ،‬و«المغاربة في بالد الشام» وكتاب «كأنها ظلة»‬ ‫وهو يتحدث عن األعمال األدبية‪ .‬ثم قراءات في القصة القصيرة‬ ‫لعدد من المبدعين‪ .‬وإذ نتربص خطوات المبدعين في الفنون‬ ‫السنيمائية‪ ،‬للشريط المسموع في ندوة اهتدى إليها أدباء‪ ،‬فلم‬ ‫نعثر على نوابض أنفسنا إال مع طبيب اختصاصي في علم النفس‬ ‫المدرسي‪ ،‬ثم «المغرب السادس» ألديب متميز‪ .‬والستعادة تجربة‬ ‫الكتاب الروائي عقدت ندوة لروائيين حول «مدن الحلم والدم»‬ ‫و«أوتار القلب» ‪..‬من أجل استنطاق نصوص آخر اإلصدارات منها‬ ‫«حدائق المفترق» و«أبتسم للغاية» و«مرايا العري» ‪..‬و لم يخل‬ ‫المعرض من قراءات متعدِّدة لمجالت والتي أخذن نصيبها منه‪،‬‬ ‫كمجلة «اإلنابة» ومجلة «منارات» ومجلة «عيون السرد» ‪ ..‬وقد‬ ‫تمثل الشعر من فوره‪ ،‬مناوشة السرد والحكي والقصة القصيرة‪،‬‬ ‫فانتصر للشعر األستاذ األديب مخلص الصغير‪ ،‬لهوية البحور‪،‬‬ ‫قبل ْ‬ ‫أن يؤلف في هذا اللقاء بين قلوب عذارى الشباب في مسالك‬ ‫اإلبداع الشعري ‪ ..‬وعلى تقديم حين ينحو بتعبير لغة البيان ‪...‬‬ ‫دار الشعر بتطوان تقدم األعمال الكاملة لعبد الرزاق الربيعي‬ ‫ودواوين الشعراء الشباب‬ ‫أقامت دار الشعر بتطوان حفل تقديم وتوقيع الدواوين‬ ‫الفائزة بجائزة الديوان األول للشعراء الشباب‪ ،‬يوم األربعاء ‪17‬‬ ‫أبريل الجاري‪ ،‬بينما حل الشاعر عبد الرزاق الربيعي ضيفا على‬ ‫دار الشعر بتطوان‪ ،‬في أمسية شعرية كبرى‪ ،‬حيث وقع أعماله‬ ‫الشعرية‪ ،‬الصادرة مؤخرا‪ ،‬عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬ ‫ببيروت في مجلدين‪ .‬مثلما وقع الشعراء المتوجون بجائزة الديوان‬ ‫األول دواوينهم الصادرة عن دار الشعر بتطوان‪ ،‬في هذه األيام‪،‬‬ ‫التي تحتفل فيها اإلنسانية باليوم العالمي للكتاب‪ ،‬الذي يصادف‬ ‫‪ 23‬أبريل‪ ،‬ذكرى ميالد ميغيل أنخيل دي سيرفانطيس‪.‬‬ ‫على إيقاع عازفة القيثارة الروسية مينا دوداييفا‪ ،‬وعلى أوتار‬ ‫عازف الكمان المغربي عمر بن األحمر‪ ،‬وقع الشاعر عبد الرزاق‬ ‫الربيعي أعماله الشعرية الكاملة‪ ،‬ومعه الشعراء الشباب المتوجون‬ ‫بجائزة الديوان األول‪ ،‬في حفل شعري كبير أقيم ضمن فعاليات‬ ‫عيد الكتاب بتطوان‪.‬‬ ‫ونوه الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي‪ ،‬الذي يحمل الجنسية‬ ‫العمانية‪ ،‬بأهمية هذه التظاهرة الشعرية‪ ،‬وبالحضور الكبير الذي‬ ‫توافد على ساحة «الفدان» في تطوان‪ ،‬معبرا عن سعادته بإقامة‬ ‫أول حفل لتوقيع أعماله الشعرية في ضيافة دار الشعر بتطوان‪.‬‬ ‫واعتبر الربيعي أن لهذا اللقاء رمزية خاصة في تطوان‪،‬‬ ‫باعتبارها عاصمة من عواصم الشعر العربي‪ ،‬وحاضنة لدار الشعر‪،‬‬ ‫وهي «واحدة من أهم المؤسسات الشعرية العربية في اللحظة‬ ‫الراهنة»‪ ،‬على حد توصيفه‪.‬‬ ‫وذهب مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير إلى أن‬ ‫«استضافة الشاعر عبد الرزاق الربيعي في هذا اللقاء هي استضافة‬ ‫للشعر العراقي والعربي المعاصر‪ ،‬مجسدا في التجربة الشعرية‬ ‫الرفيعة لهذا الشاعر‪ ،‬الذي قدم للمكتبة العربية أعماال شعرية‬ ‫متواصلة‪ ،‬صدرت في دور نشر مترامية األطراف‪ ،‬من بغداد إلى‬ ‫عمان‪ ،‬ومن سوريا القاهرة‪ ،‬ومن جنيف إلى مدريد‪ ،‬لتجتمع اليوم‬ ‫في أعمال كاملة شكلت ذخيرة شعرية تحفظ تراث الربيعي‪،‬‬ ‫وتراثنا الشعري المعاصر»‪.‬‬ ‫كما أكد مدير دار الشعر بتطوان أن صدور األعمال الشعرية‬ ‫المتوجة بجائزة الديوان األول للشعراء الشباب‪ ،‬في دورتها الثانية‪،‬‬ ‫«إنما يأتي تفعيال للتوجه العام لمبادرات بيوت الشعر في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬كما أسس لها سمو حاكم الشارقة‪ ،‬وهي تحرص على‬ ‫استمرارية الشعر العربي‪ ،‬والرقي به‪ ،‬من خالل اإلنصات إلى‬ ‫األصوات الشعرية الجديدة‪ ،‬وتعهدها‪ ،‬والعناية بها»‪ .‬مبادرة قال‬ ‫عنها الصغير إنها «بقدر ما تستند إلى تراث شعري عربي أصيل‪،‬‬ ‫بقدر ما تتطلع إلى مستقبل مطمئن على الشعرية العربية‪ ،‬يجد‬ ‫سنده في ما أبدعه األسالف‪ ،‬كما يلتمس مدده في ما يأتي به‬ ‫األخالف والقادمون من المستقبل»‪.‬‬ ‫أما عن عبد الرزاق الربيعي‪ ،‬فيرى مدير دار الشعر أن جمعه‬ ‫بين الجنسيتين العراقية والعمانية دليل على أن «الشعر هو‬ ‫الجنسية العربية التي يحملها كل شاعر حقيقي‪ ،‬والتي تجمعه‬ ‫بباقي الشعراء العرب»‪ ،‬وهو ما ترجمه الربيعي شعرا‪ ،‬حين اختار أن‬ ‫يبدأ قراءاته في أمسية تطوان بقصيدة «عناق حضارتين»‪ ،‬يتحدث‬ ‫فيها عن اللقاء الحضاري بين الشعريتين العراقية والعمانية‪:‬‬

‫َ‬ ‫بوصلة المكانِ‪.‬‬ ‫وسائلةٍ عراقي؟ أم عُماني؟‪ /‬أضعتَ عليَّ‬ ‫فقلتُ لها ‪:‬سلي روحي ونبضي‪/‬‬ ‫يُجبْك القلبُ في أحلى بيانِ‪ .‬على كتفِ الفرات رسمت حرفا‪/‬‬ ‫من الفجر المرص َِّع بالجُمانِ‪.‬‬ ‫وعند تساقط األجبال بيتي‪ /‬بمسقط تحت ّ‬ ‫ظل السيسبانِ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫تحط حمائمُ الصبح المندّى‪ /‬على ك ّفي‪ ،‬وتشربُ من دناني‪ .‬فبحر‬ ‫عُمان ريحُ شراع قلبي‪ /‬ووجدي‪ ،‬وانتشائي‪ ،‬وافتتاني‪ .‬كتابٌ صار‬ ‫اسمي فيه حر ًفا‪ /‬وغصنًا في بساتين المعاني‪ .‬عناقُ حضارتين أنا‬ ‫ُ‬ ‫خالصة ما أقول هناك بعضي‪/‬‬ ‫دهورٌ‪ /‬وتاريخٌ تجسَّد في كياني‪.‬‬ ‫وك ّلي ذابَ في ذاك المكانِ‪ .‬ويبقى في الرصافة ذوبُ روحي‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫ودجلة جنّتي في عنفواني‪ .‬فإن تبغين من وجدي جوابا‪ /:‬كال‬ ‫البلدين قد سكنا جَناني»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وفي قصيدة بعنوان «الشعر»‪ ،‬يقول الفائز بالجائزة األولى‬ ‫الشاعر مصطفى رجوان‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َـــــــــــا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫عر‬ ‫ال�ش‬ ‫أتي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫إلى‬ ‫احتمال‪� ...‬‬ ‫�أنَا‬ ‫جمردُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أطــــرز ُه‬ ‫�‬ ‫ـــــا‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ــــو‬ ‫ٍ‬ ‫هَ‬ ‫َ�ص ْ‬ ‫ِّ‬ ‫باال�ستعــــــارة واملعـــــنى‪ ...‬فيف ُّ‬ ‫َكرار نف�سي‪� ،‬صدى‬ ‫رت‪ /‬ت ُ‬ ‫وجهي‪ ،‬وراويتي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل�ش‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫!‪/‬‬ ‫النهر‬ ‫وجهه‬ ‫عيوين‬ ‫وقدْ يرى يف‬ ‫عر نافذ ٌة يف ال�صدرِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫قت يف الزَ َمنِ ال َّن ْف ِ�س ِّي‬ ‫�س‬ ‫ا‬ ‫له‬ ‫ؤيا‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫تطل‬ ‫�أَ ْفت َُح َها‪ /‬وقت ًا‪،‬‬ ‫حر‪ .‬ع َّت ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لاَ‬ ‫ُ‬ ‫اخلمر‪.‬‬ ‫د‬ ‫وج‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َك ْر َمتهُ ‪َ /‬وفيِ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫�ش َجة كي ُيو َل َد‬ ‫والروح تَقطر �أقمارا‪ُ ...‬ي َر ِّت ُب َها‪ /‬ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫إيقاع‪َ ،‬ح رْ َ‬ ‫ال�س ْط ُر»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أما الشاعر أسامة زروق‪ ،‬الحائز على المرتبة الثانية‪ ،‬فاختار‬ ‫الكتابة بالتفعيلة حينا‪ ،‬بينما اقترح علينا قصيدة سردية أكثر مما‬ ‫هي نثرية‪ ،‬في باقي نصوصه‪ ،‬وال تخلو من قافية وراوية مدهشة‬ ‫حين يقول‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫في حارتِنا الشعبية‪ /‬السما ُء مستطيل أزرقُ والشمسُ‬ ‫أُ‬ ‫ٌ‬ ‫لبعض بيوتِ‬ ‫خطبوط سيقانُهُ ذهبية‪ /،‬تكشفُ عن أشعَّتها‬ ‫ِ‬ ‫حارتنا‪ /‬وعن بعضها تُخفي‪ /.‬تشاطرهم منها يمينًا‪ /‬وشما ًال‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫الفصول‬ ‫أقرضتْ يومًا أصحابًا في فجوةِ الكهفِ‪ /.‬في حارتنا‬ ‫للكهول‬ ‫تختلفُ‪َ /‬فدِف ُء الصيفِ مُلخَّصٌ على طاولةٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اللعب‪ /‬القصَصَ وذكرياتِ‬ ‫على المقهى‬ ‫يتبادلون مع ِ‬ ‫أوراق ِ‬ ‫الحرب والماضي العنيفْ‪ /‬ومطرُ الشتا ِء بُ ْق ُ‬ ‫أرض‬ ‫عَة ب َل ٍل على ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحارةِ‪َّ /‬‬ ‫خل َفها د ْلوٌ سُكِبَ من شُر َفةٍ بهِ ما ُء تنظيفْ‪ُ /.‬‬ ‫فصل‬ ‫كلما ُفتحَ شبَّاكُ بيتٍ‪َّ /‬‬ ‫الربيع في حارتِنا يبدأُ َّ‬ ‫أطلت منهُ فتا ٌة‬ ‫ِ‬ ‫كأنَّها زهر ٌة تتفتَّحُ‪َّ ،‬‬ ‫وكل يوم تتجدَّدُ‪ /‬كعنقا ٍء قد انبعثتْ من‬ ‫ٍ‬ ‫رمادِ احتراقِها الكثيفْ‪ /‬ومن ِّ‬ ‫كل كلمةٍ تتسا َق ُط من أفواهِ‬ ‫النسا ِء‪ /‬من على ُ‬ ‫«نَمِيمَتِهنَّ» اليوميةِ‬ ‫أسط ِح منازلهنَّ‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬ ‫زراب مزركشاتٌ‬ ‫تتدلى‬ ‫األسطح‬ ‫ر‬ ‫أسوا‬ ‫يولدُ الخريفْ‪ /‬على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وتنسابُ كم من ضفيرة‪ /‬تُسرّحها كفٌّ بالمشطِ‪،‬‬ ‫وتَعقِدُها بخيوطِ شمس الظهيرة‪.‬‬ ‫أما الشاعر عبد الغفور العوداتي‪ ،‬المتوج بالجائزة الثالثة‪ ،‬فهو‬ ‫يصر على اختياره الشعري الجمالي واإليقاعي‪ ،‬رغم أنه يتردد بين‬ ‫الشكلي واإلشكالي في الشعر العربي إلى اليوم‪ ،‬معلنا على حد‬ ‫قوله وشعره‪:‬‬ ‫ترجل ذات ل ْيلة‪ /‬فيِ دُ ْج َنةِ ال ّل ْيلِ َ�س َار ال َبدْ ُر ُمد جِ َ‬ ‫ّلا‪َ .‬ك�أَنّهُ‬ ‫بدْ ٌر َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َف ْج ُر مِ نْ َث ْ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫احل‬ ‫ِع‬ ‫ل‬ ‫َط‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ا‪/‬‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ان‬ ‫ى‬ ‫ُّج‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫غ‬ ‫رِ‬ ‫هَ‬ ‫احل ِّي مِ نْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫فيِ‬ ‫ّ‬ ‫َ�سغ ٍِب‪ /‬ودَ ْم ُعهُ ِب� َأ�سى ت َْ�س َهادِ ِه ْامتَزَ َجا‪َ /‬وال ّن ْج ُم ُم ْندَهِ ٌ�ش َما َّ‬ ‫انفك‬ ‫َي ْر ُق ُبهُ ‪ُ /‬ي َ�سائ ُِل َ‬ ‫الليل َمنْ َذ َ‬ ‫اك الذِي َخ َر َجا؟‬ ‫احل َار ِة ْام َر�أَة‪ٌ/‬‬ ‫ح ّتى َت َبد َّْت ب َِجن ِْب َ‬ ‫مِ نْ َح ْول َِها ِ�ص ْب َي ٌة َي ْب ُكونَ ‪َ ...‬وا َف َر َجا‪ /‬ت َُهدْ هِ ُد ُ‬ ‫احلزْ نَ بالآمالِ‬ ‫ت َْ�س َح ُبهُ ‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫حتط فيِ القِدْ رِ َم ًاء َوهْ َو َم ْح ُ‬ ‫�ض َر َجا‪ٌّ � /‬أم َ‬ ‫ِيها َوهْ َي‬ ‫مت ّني َبن َ‬ ‫ا�ض َي ٌة ‪/‬‬ ‫َر ِ‬ ‫ول َ�صب ً‬ ‫َت ُق ُ‬ ‫رْا َو َل ْي ُل َ‬ ‫احلائِرينَ دَ َجا‪.‬‬ ‫وتوجت الشاعرة رباب بتفطين بتنويه اللجنة‪ ،‬ولسان حالها‬ ‫يرد‪« :‬هنيئا لمن وجد حزنه‪ /‬تأبطه وسارا معا‪ /...‬استيقظتُ ولم‬ ‫أجدني دونما وداع‪ /‬غادرتني رائحة المساء‪ ،»...‬في مساء شعري‬ ‫كبير‪ ،‬شهدته مدينة تطوان‪ ،‬ودار الشعر بتطوان‪.‬‬ ‫‪...‬بطاقة شعرية للشهيد محسن أخريف‪ ،‬وهي من مجموعة‬ ‫ترويض األحالم الجامحة (‪2012‬م) ‪..‬اللهم ارحمه برحمتك‬ ‫الواسعة وأسكنه الفردوس األعلى مع حبيبنا ونبينا إمام الغرّ‬ ‫الميامين وإمام األنبياء والمرسلين محمد عليه أزكى الصالة‬ ‫وأفضل التسليم ‪...‬‬ ‫‪..‬البطاقة الشعرية ‪ :‬ليس َ‬ ‫ثمة ما أكتبهُ‬ ‫فسيح‪،‬‬ ‫شارع‬ ‫ ‬ ‫ٍ‬ ‫لهذا سألقى الموتَ في ٍ‬ ‫أسرار‪،‬‬ ‫ ‬ ‫سألقاهُ بال ٍ‬ ‫النفس‪،‬‬ ‫في‬ ‫أعطاب‬ ‫بال‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫األنفاس‬ ‫إصالح في‬ ‫تحتاج إلى‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫األخيرة من العمر ‪.‬‬ ‫ ‬

‫أبو الخير الناصري‬ ‫نظمت جمعية آفاق الثقافية بأصيلة‬ ‫حفل تقديم وتوقيع لرواية «كأنها ظلة»‬ ‫للشاعرة والروائية سعاد الناصر‪ ،‬وذلك‬ ‫مساء يوم السبت ‪ 20‬أبريل ‪2019‬م‬ ‫بالمطعم الثقافي األندلسي بأصيلة‪.‬‬ ‫شارك في هذا اللقاء الذي سيره‬ ‫الدكتور أبو الخير الناصري عدد من أهل‬ ‫الفكر واألدب‪ ،‬وهم السادة الدكاترة عبد‬ ‫اللطيف شهبون‪ ،‬وعبد المالك عليوي‪،‬‬ ‫وحسن الحداد‪.‬‬ ‫كان أول المتدخلين األستاذ حسن‬ ‫الحداد‪ ،‬الباحث في لسانيات النص وتحليل‬ ‫الخطاب‪ ،‬الذي قدم ورقة عنوانها «من‬ ‫شعرية األمكنة إلى روحانية الفضاء»‬ ‫افتتحها بالقول إن المداخل التي يمكن‬ ‫مقاربة هذه الرواية من خاللها متعددة‪،‬‬ ‫ثم حدد إشكال قراءته لها بقوله‪« :‬كيف‬ ‫تسكننا األمكنة وتتحول إلى جزء من‬ ‫أرواحنا؟»‪.‬‬ ‫وأشار إشارات عديدة إلى جملة من‬ ‫مناقب الرواية كالحضور القـــوي للغــة‬ ‫الشاعرية فيها‪ ،‬كما قدّم أهم الجغرافيات‬ ‫المذكورة بالرواية‪ ،‬وما شهدته من أحداث‬ ‫ذات دالالت متصلة بمراحل من تاريخ‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫ثم عاد‪ ،‬في ختام ورقته‪ ،‬لإلشكال‬ ‫المطروح في بدايتها مجيبا عنه بأن انتقال‬ ‫سحر األمكنة من جيل إلى جيل (من الجد‬ ‫إلى حفيده الطيب) يتحقق بواسطة سحر‬ ‫المرويات‪ ،‬إذ بهذه المرويات يتمكن‬ ‫المرء من تجاوز قسوة الواقع وظلم بعض‬ ‫الظروف واألحوال‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدّم الدكتورُ عبد‬ ‫المالك عليوي الباحث في اإلنتاج األدبي‬ ‫الحديـــث بشمـال المغرب‪ ،‬ورقة عنوانها‬ ‫«اذهب حيث يقودك سر الحكاية أو تاريخ‬ ‫الوجدان»‪ ،‬عدَّ فيها هذه الرواية «أدبا‬ ‫رفيعا يُضاف إلى حيوية جديدة تعرفها‬ ‫الثقافة المغربية الحديثة عامة‪ ،‬واألدب‬ ‫المغربي المعاصر خاصة»‪.‬‬ ‫وأضاف أن الرواية المحتفى بها‬ ‫سفر يؤرخ لجراح الروح الجماعية‪ ،‬وخطاب‬ ‫فاضح لجميع االنتهاكات ومواطن الظلم‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وشهادة على أزمة الهجرة‬ ‫الريفية والجوع والعوز‪...‬‬

‫وقـــال د‪ .‬عليـــوي إن هـذا العمـل‬ ‫الروائي للروائية سعـــاد الناصر يحتمي‬ ‫بالراوي الحاضر الشاهد المؤرخ لقيــــم‬ ‫الفضيلة والدفاع عن حرمــة األخــــالق‬ ‫باعتبارها قيمة اجتماعية وعماد األمة‪ ،‬وأنه‬ ‫مرافعة من أجل الحقيقة والمعرفة والعلم‬ ‫ودعم للحقيقة وتجلياتها دفعا للشر‪.‬‬ ‫أما الدكتـــور عبد اللطيف شهبون‬ ‫األديب والباحث األكاديمي فافتتح كلمته‬ ‫باإلشارة إلى تعدد أجناس الكتابة عند‬ ‫الدكتورة سعــــاد الناصر تعددا يجعلها‬ ‫«تكتب من موقع اإلبحار في عوالم اإلبداع‬ ‫بأناقة أسلوبية مميزة»‪.‬‬ ‫بعد تنوير في ضرورة قراءة «كأنها‬ ‫ظلة» قراءة ذوقية تنأى عن فرض جهاز‬ ‫نظري على النص يجعله تابعا للمنهج‪،‬‬ ‫وتنوع المداخل التي يمكن مقاربة العمل‬ ‫من خاللها‪ ،‬توقف د‪.‬شهبون وقفات متأنية‬ ‫عند العتبات النصية التي صدّرت بها أمّ‬ ‫سلمى فصول روايتها‪ ،‬مبينا أنها تتيح‬ ‫إمكان قراءة النص قراءة صوفية‪ ،‬ليخلص‬ ‫بعد نظرات فاحصة إلى أن في هذه الرواية‬ ‫رسالة أخالقية في وجه الفساد والظلم‬ ‫والطغيان‪ ،‬كما تشهد لذلك شواهد نصية‬ ‫عديدة‪ ،‬وأن األحداث التاريخية في النص‬ ‫ليست مقصودة لذاتها‪ ،‬ولكنها وسيلة‬ ‫إليصال المعنى األخالقي للعمل األدبي‪.‬‬ ‫بعد هذه المداخالت كان موعــــد‬ ‫الحضور مع كلمــــة المحتفــى بعملهــا‬ ‫الدكتورة سعاد الناصر التي اختارت الحديث‬ ‫عن عالقتها بالكتابة عامة وبكتابة الرواية‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬مبينة أن الكتابة‬ ‫اإلبداعية عندها هي «مغامر ُة الخوض في‬ ‫المستحيل لتجلية كينونة الذات وموقفها‬ ‫ٌ‬ ‫وانشغال يومي بالعبء الذاتي‬ ‫من العالم‪،‬‬ ‫والكوني من أجل تحمّل األمانة الربانية»‪.‬‬ ‫وفي موضوع الرواية قالت صاحبة‬ ‫«بوح األنوثة» إن عالقتها بالرواية عالقة‬ ‫شغف امتد في أعماقها وتفرّع‪ ،‬مضيفة‬ ‫أنها أرادت لروايتها «كأنها ظلة» أن تكون‬ ‫مختلفة وفريدة ومتحررة حتى ال تسقط في‬ ‫تكرار ما باحت به شعرا وسردا في أعمالها‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫وختمت‪ ،‬بعد لمحات حول مضامين‬ ‫العمل‪ ،‬بالقول إنها ناقشت في هذه الرواية‬ ‫قضايا كثيرة من أبرزها غياب الحريات‬ ‫والعدالة االجتماعية في كثير من دول‬ ‫العالم‪ ،‬ال سيما دول العالم المتخلف‪.‬‬


‫العدد ‪991‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)11‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫اآلخر فالتهمة فيه بشدة المالزمة لألول‪ ،‬وعدم االفتراق بينهما‬ ‫كافية في سقوط شهادته‪ ،‬ففي المعيار المقصود من الشهادة‬ ‫غلبة الظن بصدق شهودها‪ ،‬ومهن عارضتها‪ ،‬تهمة سقطن هو‬ ‫في التحفة‪:‬‬

‫[الرسالة األربعون]‬ ‫[من الوالد العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى‬ ‫نجله الطالب محمد أفيالل‪ ،‬أيام دراسته بفاس‪ ،‬يجيبه فيها على‬ ‫ما ورد منه‪ ،‬ويخبره فيها ببعض ماجريات األحوال]‬ ‫وألخيه يشهد المبرّز إال بما التهمة فيه تبرز‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫وآله وصحبه وسلم‬ ‫وفي ابن عرفة عن جابر بن عبد اهلل قال‪ :‬قال رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تجوز شهادة متهم وال ظنين)‪ ،‬وفي‬ ‫وعلى الولد البار األنجد‪ ،‬الطالب السيد محمد أزكى السالم‬ ‫الرسالة أيضاً وهو لفظ حديث عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫(وال تجوز شهادة خصم وال ظنين)‪ .‬وال جاز لنفسه إلى غير هذا‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز مخبرا بوصول النفقة الموجهة‬ ‫والسالم‪ .‬في ‪ 12‬صفر عام ‪1314‬هـ‪ .‬المهدي الوزاني‪.‬‬ ‫وحيازتك إياها من البوسطة فوراً‪ ،‬وأنك بها في سعة مما تحتاج‬ ‫إليه‪ ،‬بارك اهلل لك‪ .‬وبما أصدرته قبائل السوء من شق عصا‬ ‫[الرسالة الثانية واألربعون]‬ ‫الطاعة وعظيم البغي على جاللة (ط)‪ ،‬وبما قوبلوا به وإن لم‬ ‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى الحاج‬ ‫يتحقق عندك من وقعت عليه الهزيمة‪ ،‬وبما أصاب السيد الحاج‬ ‫محمد العربي الطريس يعتذر له فيها عن ما جرى منه ومن‬ ‫المختار البخاري‪ ،‬ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬دفع اهلل ما كان أعظم‪.‬‬ ‫رفقته]‬ ‫أخبرت باألمس أن صاحب جريدة السعادة استدرك ورقة فيها ّ‬ ‫أن‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الهزيمة وقعت على البغاة‪ّ ،‬‬ ‫وأن الظفر كان لجانب المخزن‪ ،‬وأنّه‬ ‫وصحبه‬ ‫نقل لفاس من مساجين البغاة عدد كبير‪ ،‬فاهلل أعلم بالواقع‪.‬‬ ‫وبالخوف على أفراك‪ ،‬وإلزام من ذكرت بحراسته‪ ،‬وبقطع طرق‬ ‫وعلى سيادة نائب موالنا المحترم الصدوق الناصح المعظم‪،‬‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل‬ ‫وصل‬ ‫بأنّه‬ ‫برهون‬ ‫له‬ ‫ما عدى طريق طنجة‪ .‬باألمس أخبرني العون الليتي أنه كتب‬ ‫سيدي الحاج محمد الطريس أزكى السالم ورحمة اهلل‪ ،‬عن خير موالنا نصره اهلل‪.‬‬ ‫عيسى‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫سيدي‬ ‫القصر بعد مشاق عظيمة‪ ،‬وإعطاء الزطاطة‪ ،‬وبأن بني الشيخ‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وافاني كتابك المبارك متأسفاً على ما صدر منا من الخرق‪ ،‬وطالبا تالفي ورتق ذلك الفتق‬ ‫القمح‪،‬‬ ‫ثمن‬ ‫وبارتفاع‬ ‫البالد‪،‬‬ ‫طوائف‬ ‫من‬ ‫الموسم‬ ‫منعوا من الخروج لطلب األمن لمن يعد عليهم في هذا‬ ‫بمراجعة الناس فيما فعلوه‪ ،‬وتحذيرهم عاقبة ما استعجلوه‪ ،‬كما وافت المكاتيب الموجهة معها ألربابها‪،‬‬ ‫يكون‬ ‫فال‬ ‫به‪،‬‬ ‫لك‬ ‫أمرنا‬ ‫وقت‬ ‫السمن‬ ‫شراء‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫وفقد السمن الجديد كالفحم‪ .‬وتأسفك على ما فرطت‬ ‫ولم يرتب واحد منهم في صدق نصح كاتبها‪ ،‬وندم ّ‬ ‫الكل على ما فرط منه‪ ،‬وقدم ولم ينفعه في ذلك ندم‪،‬‬ ‫إ ّال ما أراد اهلل‪ .‬وقد كثر ورود قوافل السمن لبلدنا جدا‪ ،‬ففي ّ‬ ‫كل سوق ترد أحمال ‪ 20‬إلى ‪ 10‬وتباع الزبدة‬ ‫نطلب اهلل سبحانه أن يلطف بعباده‪ .‬هذا‪ ،‬ولمّا رآى المكتوب لهم ما هم عليه الملجئون والمضطرون‬ ‫من ‪ 40‬إلى ‪ 42‬إلى ‪ 43‬والمذاب من ‪ 50‬إلى ‪ 52‬وال شكّ ّ‬ ‫أن هذا السمن كان‬ ‫لهم للدخول في هذه الورطة الشنيعة من االستصعاب وعدم االنقياد لقبول‬ ‫وقد‬ ‫فوائد‪.‬‬ ‫قوم‬ ‫أعدّ لفاس‪ ،‬وألجل هذا العائق جُلب لنا‪ .‬مصائب قوم عند‬ ‫النصيحة‪ ،‬تعيّن عليهم أن يعقدوا جميعاً للمشاورة في هذا األمر‪ ،‬وتدبير‬ ‫كنت اشتريت العولة قبل تكاثره هذا التكاثر في مرات ‪ 3‬ب ‪ 43‬ومرتين ب‬ ‫شأنه‪ ،‬عسى اهلل سبحانه أن ينتج منه ما يكون فيه فرج ومخرج‪ ،‬إنه سبحانه‬ ‫‪ ،45‬ونطلب من اهلل تسكين روعة اإلسالم‪ ،‬وتجنيب ظن رعاع أهل فاس في‬ ‫على ما يشاء قدير‪ ،‬وخافوا من سيادتكم استبطاء الجواب فطلبوا من كاتبه‬ ‫متمناهم‪ ،‬ثمّ إن هذا الواقع واهلل أعلم‪ ،‬ال يمنع الفقهاء من التصدي لإلقراء‬ ‫العبد الضعيف إعالم جاللتكم بموجب هذا التأخير‪ ،‬وأنه لتحصيل هذه الجمعية‬ ‫واالشتغال به فيما يظهر‪ ،‬وذلك بيت القصيد عندنا‪ ،‬وقد ورد ولد الدراوي وبيده‬ ‫وظهور نتيجتها‪ ،‬ثم تجاب إن شاء اهلل بالمثال‪ ،‬وعلى اهلل سبحانه الكمال‪ ،‬وعلى‬ ‫كتاب الوزير بتولية قيادة الزبل مكان إسماعيل فصولحا بقسم أجرتها بعد أن‬ ‫خالص محبتكم‪ ،‬واالعتراف بإخالص نصحكم‪ ،‬والسالم‪ .‬في ‪ 24‬جمادى عام‬ ‫جعالها ‪ 24‬رياال‪ ،‬وكان إسماعيل يأخذ وحده ‪ 15‬وال زال النزاع من البعض في‬ ‫‪1326‬هـ‪ .‬مجلكم ومحبكم هلل‪ ،‬التهامي أفيالل لطف اهلل به‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وأخبرت بشراء الكتب وفيهم شفاء الغليل‪ ،‬ثم تذكرت أن عندي بل ليس‬ ‫هو الذي عندي إذ الذي عندي إنما فيه سفر كما ذكرت‪ ،‬وإن وجدت الديباج‬ ‫[الرسالة الثالثة واألربعون]‬ ‫فخذه‪ ،‬مسلما على ابن يوسف وطلبتنا ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم‬ ‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى العالمة المرابط سيدي‬ ‫وسائر األحبة والسالم في ‪ 16‬ربيع ‪1329 1‬هـ‪.‬‬ ‫بلعباس الفاسي الفهري يخبره فيها بتنفيذ إقطاع]‬ ‫[الرسالة الواحدة واألربعون]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫[من العالمة القاضي النوازلي سيدي المهدي الوزاني‪ ،‬إلى العالمة القاضي‬ ‫وعلى وزير موالنا‪ ،‬الفقيه العالمة المرابط سيدي بلعباس الفاسي الفهري‬ ‫التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬يجيبه فيها عن بعض استشكاالت‪].‬‬ ‫أزكى السالم ورحمة اهلل‪ ،‬عن خير موالنا نصره اهلل‪.‬‬ ‫وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل عزيز كتابكم مع كتاب موالنا الشريف أسماه اهلل بتمكين‬ ‫األخ في اهلل الفقيه العالمة القاضي الشريف سيدي التهامي أفيالل سالم‬ ‫نائبكم المفوض من قِبَلكم‪ ،‬الفقيه الوجيه سيدي عبد القادر بن عبد‬ ‫عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫الواحد من البقعة التي أنعم عليكم بها أيّده اهلل بهذا الثغر المحوط باهلل‪،‬‬ ‫المحدودة والموصوفة بما في الظهير الشريف الذي يطلعنا عليه نائبكم‬ ‫وبعد‪ ،‬فالقضاء مبارك جعلك اهلل من مفرد الثالثة‪ ،‬وأكرمك بالحسنى‬ ‫محمد بن العربي الطريس‬ ‫المذكور بمحضرنا ومحضر العامل واألمناء‪ ،‬أمرنا بالوقوف في تنفيذ األمر الشريف‬ ‫والزيادة‪ ،‬وإن تسأل عنا فنحن بخير هلل الحمد‪ .‬وفي هذه األيام بحول اهلل وقوته نقدم‬ ‫لزيارتكم وزيارة موالنا عبد السالم رضي اهلل عنه‪ ،‬هذا وإن قضية الدفوف الزاعم أنه اشترى من والده في على مقتضاه بما يتعين في التحويز من حضور العدول وأرباب البصر على العادة‪ ،‬وبدفع رسم هذه الحيازة‪،‬‬ ‫حياته قد أطلنا فيها الكالم مع أبي العيش مجاراة له فقط‪ ،‬وإال فرسم الشراء بمجرده ال يوجب له الملك‪ ،‬معلماً مؤدى لنائبكم المذكور وزد له الكتاب الشريف بعد تنفيذ مضمّنه بتركه تحت يده الخ‪ ،‬فقد أطلعَنا‬ ‫بل وال تنزع به من يد حائز أصال‪ ،‬ولو كان بعدلين مبرزين كما ذكره غير واحد‪ ،‬ونظمه في العمل الفاسي ابن عمّكم رعاه اهلل على الظهير المولوي‪ ،‬وعلمنا ما تضمّنه من إقطاعه أيده اهلل لسيادتكم إقطاع تمليك‬ ‫عشرين مترو طوال ومثلها عرضا من بقعة الفدان المجاورة لدار أشعاش أعطى اهلل سيّنا ّ‬ ‫كل خير‪ ،‬وجنّبه‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ضير‪ ،‬ولعمري إنك ألهل لذلك زاد اهلل في رقيك ومناك‪ .‬وبعد االطالع على هذا الظهير وقفت على‬ ‫ال توجب الملك عقود األشرية** الخ البيت‪ .‬قال في الشرح‪ :‬وينبني عليه أمران‪ :‬أحدهما أنه ال يشهد‬ ‫أحد لمن رآه اشترى شيئا من السوق بأنه ملكه‪ .‬ثانيهما‪ :‬أن رسوم األشرية ال تفيد المستظهر بها في البقعة المذكورة‪ ،‬وأحضرت العدول والعرفاء‪ ،‬وحضر العامل واألمناء‪ ،‬واكتال العرفاء القدر المقطع مربّعاً‬ ‫باب االستحقاق بحيث إنه لو قام شخص يرعى في شيء بيد غيره أنه له و استظهر على دعواه برسم عن يمين الخارج من باب ضريح سيدي عبد اهلل الحاج‪ ،‬وأصال في الطول إلى دار ابن د ّالك‪ ،‬وفي العرض‬ ‫ّ‬ ‫المحل الذي يعمره السّوق‪ ،‬ووقع اإلشهاد من الجميع بتحويز القطعة لنائبكم‪ ،‬كما وقع اإلشهاد منه‬ ‫تضمن اشتراءه لذلك الشيء من غير المقدم عليه لم ينتفع بذلك‪ ،‬و لم يقض له به‪ .‬انتهى الغرض منه‪ .‬إلى‬ ‫و أمَّا كون العزل ال حد العدلين لجرحة فهو ثابت بفاس و ال نزاع فيه عند أحد من الناس‪ ،‬نعم؛ ال يقدر بحيازتها‪ ،‬ثمّ بعد هذا تبيّن بروز هذه القطعة من جهة العرض في سوق الفدان‪ ،‬وكثر التشويش في‬ ‫أحد من العدول هنا أن يصرح بهذه العبارة لكون العقليين هنا لهم شأن و بال وال يقدر على كتابتها إال الناس من أجل ذلك‪ ،‬وخصوصاً أهل الحمايات من اليهود الذين يسكنون هنالك‪ ،‬وتشرف دورهم على‬ ‫بعد استئذان القاضي‪ ،‬وهم ال يقدرون على مواجهته بمثل هذه العبارة‪ ،‬فمن ثمّ عبر العدالن بقولهما‪ :‬براح الفدان‪ ،‬فاقتضى نظر نائبكم‪ ،‬ووافقه المحوزون له على أن يجعل القدر المقطع قطعتين فراراً من‬ ‫(عزل عن غير رضى)‪ ،‬فهي عبارة جامعة معبرة للعادالن غير الرضى‪ ،‬هو السخط وهو عين الجرحة‪ .‬وفي إثارة هذا التشويش‪ ،‬ثمّ نقص من عرض تلك القطعة ما برز في السوق‪ ،‬وعوض عنه قطعة أخرى عن‬ ‫القرطبي‪ :‬لو أغنى العريض أو التلويح لحرم التفسير والتصريح‪ ،‬فإن ذلك ضروري والضروري مقدر بالحاجة‪ .‬يسار الخارج من باب الضريح المذكور ممتدّة لجهة الديوانة‪ ،‬وأعيد الكيل حتّى تمّ القدر المقطع‪ ،‬ثمّ‬ ‫وقال الشيخ زروق في النصيحة‪ :‬التعريض أولى الخ‪ ،‬فكالم القرطبي يفيد أن التعريض بالتجريج إذا كفى أعيد التحويز والحوز واإلشهاد عليها‪ ،‬وحاز رسم ذلك نائبكم تامّ الشروط كما حاز منا الكتاب الشريف‪،‬‬ ‫الواجب‪ ،‬وال يجوز التصريح به بخال‪ .‬وكالم الشيخ زروق فإنه صريح في أنه في غاية الحسن‪ ،‬وأما العدل وعلى خالص المحبة والسالم‪ .‬في ‪ 19‬قعدة الحرام عام ‪1326‬هـ‪ .‬مجلكم التهامي أفيالل لطف اهلل به‪.‬‬


‫العدد ‪991‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫أميليو غارسيا غوميت ‪E.G.GOMEZ‬‬ ‫صاحب مدرسة رائدة ومتميزة في االستعراب اإلسباني‬ ‫الحديث ‪1995-1905‬‬ ‫شيخ المستعربين وعميدهم بدون منازع‪ ،‬ومؤسس الدراسات العربية واإلسالمية في إسبانيا في العصر الحديث‪،‬‬ ‫قضى أكثر من سبعين سنة في خدمة األدب األندلسي شعرا ونثرا وتحقيقا وترجمة‪ .‬ولد بمدريد في ‪ 4‬يونيو ‪.1905‬‬ ‫درس الفلسفة واألدب في جامعة مدريد وتخصص في مادة اللغة العربية حيث حصل منها على شهادة الدكتوراه وهو لم‬ ‫يتجاوز العقد الثالث من عمره‪ ،‬كما واصل دراسته في كل من بغداد والقاهرة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1930‬بدأ عمله في حقل التدريس‬ ‫الجامعي بجامعة غرناطة‪ ،‬ثم بجامعة مدريد سنة ‪1940‬م‪ ،‬ومديرا للمعهد الثقافي األسباني العربي ومعهد الدراسات‬ ‫العربية بمدريد سنة ‪1956‬م‪.‬‬ ‫زار غارسيا غوميث العدلد من الدول العربية كانت مصر أولها فقد وصلها عام ‪1927‬م‪« ،‬وكان عمري حينها اثنتين‬ ‫وعشرين سنة‪ ،‬في الواقع كانت أول مرة أسافر فيها خارج إسبانيا ‪ ...‬ذهبت الى مصر وأنا أحمل رسالة توصية الى أحمد‬ ‫زكي باشا‪ ،‬لم أكن أنتظر أن يكون لهذه الرسالة تلك األهمية حيث استقبلني استقباال حارا‪ ...‬وفي مصر تعرفت على الكثير‬ ‫من الشخصيات في دار العروبة بالجيزة أثناء هذه الفترة منهم طه حسين‪ ،‬الذي حضرت دروسه في كلية اآلداب‪ ،‬ومن‬ ‫يومها جمعت بيننا صداقة قوية حتى وفاته‪ ...‬ود سعيت الى دعوته الى إسبانيا مرتين‪ ...‬في األولى قدمته الى الكثير من‬ ‫الشخصيات مثل الكاتب الفيلسوف) أورتيكا إي كاسيت ‪1883-1955‬م ‪ ORTEGA Y GASSET‬وفي المرة الثانية أتى‬ ‫بصفته وزيرا للمعارف الفتتاح المعهد المصري في مدريد»‪.‬‬ ‫كما اشتغل سفيرا لبالده في بغداد سنة ‪ 1958‬وفي بيروت ‪ ،1959‬وفي أنقرة ‪1972‬م‪ ،‬يقول عن هذه الفترة من‬ ‫حياته ‪»:‬قبلت منصب سفير في بعض دول الشرق األوسط لعدة أسباب ‪ :‬في المقام األول كنت أريد االبتعاد عن الجامعة‬ ‫في إسبانيا حيث كانت تمر بلحظة لم تكن تعجبني‪ .‬وفي المقام الثاني إن وزير خارجية اسبانيا حينها أكد لي أثناء تعييني‬ ‫في هذا المنصب‪ ،‬أنني لن أكون سفيرا سياسيا بل ثقافيا‪ ...‬وحاولت خدمة مصالح بالدي وكسب األصدقاء والتعلم‪ .‬وكانت‬ ‫تجربة مفيدة للغاية سواء في بغداد أو في لبنان»‪.‬‬ ‫حاضر في العديد من الجامعات داخل إسبانيا وخارجها وحصل من بعضها على الدكتوراه الفخرية (جامعات ‪ :‬القاهرة‬ ‫والجزائر وبوردو وقرطبة وإشبيليا وهو أقدم عضو في المجتمع الملكي للتاريخ وعضو أكاديمية المملكة المغربية ومجمع‬ ‫اللغة العربية في كل من دمشق وبغداد والقاهرة‪ .‬حصل على جوائز عالمية مهمة‪ ،‬كان آخرها جائزة (امير أستورياس) سنة‬ ‫‪ ،1992‬وهي أرفع جائزة ثقافية في إسبانيا‪ ،‬إضافة الى حضوره العلمي المستمر في العديد من المنتديات الثقافية العالمية‬ ‫داخل إسبانيا وخارجها‪ .‬شارك في مؤتمر المستشرقين ‪1918-1931‬م‪ ،‬استهوته األندلس فكانت اليداية منها‪ ،‬وعن شعر‬ ‫األندلس أنجز أول أعماله األدبية‪ ،‬يقول عن هذه البداية‪»:‬عندما بدأت عملي وسط عالم المستعربين‪ ،‬كنت إذ ذاك صغيرا‬ ‫ولم تكن وقتئذ للمثقفين االسبان أية معرفة بالعالم العربي‪ ،‬ولم يكن هدفنا االعالء من قدر الثقافة العربية فقط بل الذي‬ ‫حرك مدرسة المستعربين التي كنت وما أزال منتميا إليها هو الرغبة في انصاف الثقافة العربية‪ ،‬أي إعادة االعتبار لتأثير هذه‬ ‫الثقافة بكل موضوعية وعدل في الثقافات األخرى‪ ،‬وهو الجانب الذي كان مجهوال»‪.‬‬ ‫أنجز غارسيا غوميت أبحاثا كثيرة ودراسات عديدة مهمة في األدب‬ ‫والفكر األندلسي‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في األوساط الثقافية المهتمة‬ ‫بالثرات األندلسي‪ ،‬وقد لخص هذا اإلنجاز فيما يلي ‪»:‬لقد نشرت عدة‬ ‫مؤلفات وفي مواضيع شتى يمكن حصرها في ثالثة مظاهر‪ :‬المظهر األول‬ ‫الذي ما يزال اهتمامي الرئيسي أال وهو الشعر العربي في األندلس حيث‬ ‫ألفت في الموضوع عدة مؤلفات أشهرها (قصائد عربية أندلسية)الذي‬ ‫كتبت صيغته األولى سنة ‪1928‬م وكنت ما زال شاب يافعا‪ ،‬والكتاب يعاد‬ ‫طبعه حتى أيامنا هذه في طبعات الجيب‪ ،‬وقد بلغت طبعاته ثمانية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب االهتمام بالشعر العربي في األندلس درست الشعر الشعبي الذي‬ ‫أسميته شعرا (مشاعا)‪ ،‬فضال عن الشعر أبحث في التاريخ األدبي والعام‬ ‫لألندلس وخصوصا فترة الخالفة‪ ،‬ولكن العمل الذي أفتخر به هو إسهامي‬ ‫منذ خمسين سنة في تحرير مجلة (األندلس) التي عملت فيها إلى جانب‬ ‫أستاذي المستعرب (بالثيوس) لغاية وفاته»‪.‬‬ ‫إضافة إلى هذا فقد ترجم آلسين بالثيوس نشرها في مجلة األندلس‪،‬‬ ‫عدد ‪ .9/1944‬وتراجم للمستعربين غونثاليث بالينثيا (األندلس ‪)14/1949‬‬ ‫وفرانسيسكوا كوديرا (األندلس ‪)25/1950‬والمستشرق الفرنسي الشهير‬ ‫ليفي بروفنسال بدراساته عن األندلس وحضارتها (األندلس ‪...)21/1956‬‬ ‫الخ أما أهم دراساته فهي عن الخرجات والموشحات‪ ،‬وابن الزقاق من شعره‬ ‫متنا وترجمة‪ ،‬والجزء الثاني من تاريخ المرابطين والموحدين «للبرجي»‬ ‫وكتاب «رايات المبارزين» البن سعيد ترجمة ودراسة‪ .‬وكتاب عن الشعر‬ ‫ابن زمرك آخر شعراء بني األحمر‪ ،‬وكتاب «الموجز في تاريخ الشعر العربي‬ ‫األندلسي» ودراسة عن طوق الحمامة البن حزم‪ ،‬ومحتوى كتاب «الحب‬ ‫المحمود» لكاهن هيثا (خوان رويث)‪« .‬وكان أول من عرض فيما أعلم‬ ‫للمشبهات بين محتوى (الطوق) ومحتوى (الحب المحمود)ورأى ‪»:‬أن كتاب‬ ‫كاهن هيثا (‪1295-1353‬م) ال يمكن أن يفهم دون افتراضات عربية كثيرة‪ ،‬من بينها إذا أردت أن مؤلفه من المدجنين‬ ‫(هم المسلمون الذين تخلفوا في المدن التي سقطت في يد المسيحيين وظلوا على إسالمهم وحافظوا على العربية لغة‬ ‫لهم)‪ ،‬وأنه يلتقي في نقاط كثيرة ومثيرة مع كتاب ابن حزم‪ ،‬ولو أن ابن حزم من السذاجة بمكان القول بأن هذا أخذ من‬ ‫ذاك»‪.‬‬ ‫ترجم إلى اإلسبانية كتاب طوق الحمامة سنة ‪ 1952‬وكتاب األيام لطه حسين سنة ‪1954‬م وكتاب يوميات نائب في‬ ‫األرياف لتوفيق الحكيم سنة ‪1955‬م‪ ،‬وكانا من أعز أصدقائه في مصر‪.‬إن مجهوده المتمر في ميدان الدراسات األندلسية‬ ‫والترجمة مكنه من ربط عالقات صداقة وطيدة مع الباحثين العرب المهتمين بهذا الموضوع والتعاون معهم في نفض‬ ‫غبار اإلهمال والنسيان عن ثراتنا العربي في ربوع األندلس ودراسته دراسة علمية دقيقة وموضوعية‪ ،‬وهو ما يؤكده غارسيا‬ ‫غوميت نفسه‪»:‬بفضل التعاون القائم بيننا وبين المغاربة والمصريين استطعنا أن نحقق تقدما في الدراسات التاريخية‬ ‫وإخراج وتحقيق عدد من المخطوطات المهمة ونشرها‪ .‬وفي مقابل هذا التقدم يالحظ ضعف في تخصصات أخرى نظرا‬ ‫لوفاة المهتمين بها‪ ،‬كما حدث في الدراسات الفقهية والقوانين اإلسالمية‪ ،‬والدراسات الفلسفية والتصوف‪ ،‬افتقدنا مختصا‬ ‫عالميا هو أستاذي آسين بالثيوس»‪.‬‬

‫غارسيا غوميث وابن قزمان‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ركز غارسيا غوميث اهتمامه كثيرا على شحصية ابن قزمان الشاعر الشعبي األندلسي وعايشه مدة طويلة خرج منها‬ ‫في النهاية بكتاب عنه يقع في ثالثة أجزاء وألف وخمسمائة صفحة‪ .‬ويعتبره أحد الشعراء الكبار في العصور الوسطى‪ ،‬في‬ ‫كل اآلداب واللغات‪ ،‬وأنه شاعر «يجيد فنه إجادة تامة وبشكل ال يصدق‪ ،‬وبهذا المعنى فهو ال يذعن لغيره طيلة العصر‬ ‫الوسيط‪ ،‬والوجه اآلخر المفيد عند الشاعر هو العروض الذي أثار جدال عاصفا ألن العرب عاجزون عن إدراك أن الشاعر ال‬ ‫يكون عربيا إال إذا كتب حسب العروض العربي‪ .‬وكان المستعرب «خوليان ربيبرا» هو الذي صرح في األكاديمية اإلسبانية‬ ‫بمناسبة قبوله فيها حيث قال‪ »:‬إن عروض ابن قزمان ليس عربيا تقليديا بل هو شبيه بالعروض اإلسباني‪ ،‬وبما أني معجب‬ ‫كبيرا ألستاذي (ربيبرا) فإني أستطيع القول بأن هذا الكتاب في أحسن أجزاءه توسيع وتوكيد ألطروحته‪ ،‬أما عن بناء القصيدة‬ ‫الذي استعمله ابن قزمان (الزجل) المعروف جدا في األدب اإلسباني ‪ ...‬بل حتى في إيطاليا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وبشكل الزجل أحد‬ ‫األشكال المنتشرة جدا في العصر الوسيط‪ ،‬والمؤلف األكثر اتقانا لهذا الفن هو بدون شك ابن قزمان»‪.‬‬ ‫إن شعر ابن قزمان يمدنا بمعلومات مهمة عن الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في قرطبة‪ ،‬فيطل الشارع‬ ‫علينا من قصائد ابن قزمان‪ ،‬حيث يعلق على األحداث السياسية واالجتماعية‪ :‬انتصار المسلمين في معركة الزالقة‪ ،‬أو في‬ ‫فراغه على ألفونسو المحارب‪ ،‬أو خروج بني زهر الوزراء لمبارزة هذا الملك نفسه‪ ،‬واالبتهاج باختيار أصدقائه لمنصب قاضي‬ ‫الجماعة‪ ،‬وتمجيد األسر القرطبية الكبيرة العريقة كبني حمدين‪ ،‬وبني زهر‪ ،‬وبني رشد وغيرهم‪ ،‬وفي هذا الجانب يفترق‬ ‫الزجال األندلسي العظيم عن بقية الشعراء العرب‪ ،‬فتعليقاته الغنائية على األحداث التاريخية‪ .‬تنأى عن الصناعة اللفظية‬ ‫المعتادة والمثيرة‪ .‬إنها –على النقيض‪ -‬انطباعات صادقة وعفوية‪ ،‬لون من الصحافة الشعرية‪ ،‬سبق به ابن قزمان»!‪.‬‬ ‫لقد كتب ابن قزمان قصائده بلهجة قرطبية عامية‪ ،‬تختلط بالكثير من الكلمات الغربية األصول‪:‬رومانثية‪ ،‬وبربرية‬ ‫وغيرها وقدر كبير من دالالت ألفاظه لم يدرس بعد بقدر كاف‪ .‬والمخطوطة الوحيدة التي نملكها من ديوانه كتبها ناسخ‬ ‫مشرق‪ ،‬لم يكن على التأكيد يفهم النص في كثير من األحيان فشوهه في قفرات عديدة‪ ،‬وفضال عن ذلك فأسلوب ابن‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫قزمان كما قيل منـزلق‪ ،‬متهافت إلى حد ما ‪ ...‬وير المتخصصون في فقه اللغة من المستشرقين واحدا من نصوص قليلة‬ ‫ومفيدة وصلتنا لدراسة اللهجات األندلسية القديمة‪ .‬ويجد فيه علماء العروض مجموعة زجلية وحيدة كاملة‪ ،‬مهمة وقديمة‬ ‫يعكفون على حل ألغازها وكشف أسرار هذا الشكل الشعري وأخيرا فإن علماء الدراسات الرومانثية يستطعون أن يلتقطوا‬ ‫منه كلمات من الرومانثية اإلسبانية الضاربة في القدم»‪.‬‬ ‫إن «الرومانث» أو األغاني القصصية الشعبية هي أبلغ تعبير عن الروح الجماعي في األدب األسباني ألنها من خلق‬ ‫الجماعة ومن تراثها الذي تتكافل على صونه وتنميته خالل العصور وأجيال طويلة‪ ،‬وال تخلو مجموعة من أشعار الرومانت‬ ‫من فصل أثير مخصص للموضوعات العربية التي ظفرت أكثر من غيرها باستقطاب مشاعر القراء خاصة خارج إسبانيا وذلك‬ ‫ألنها تعرض لبعض األحداث واألقاصيص التي جرت بين العرب واألسبان خالل عصر الصراع الطويل على أرض شبه‬ ‫الجزيرة األبيرية‪ ،‬ولعل أكثر الشعراء المحدثين تمثال لروح الرومانث وابداعا في تقليده كان غارسيا لوركا ‪1989-1936‬‬ ‫الذي كثيرا ما صحب «رامون بيدال في صباه بين شعاب غرناطة وأزقتها بحثا عن عجوز يحفظ منها ألحانا لم تكتب بعد‪.‬‬

‫غارسيا غوميت وجيل ‪:27‬‬

‫عرف التاريخ األدبي في اسبانيا بعد نهاية الحرب العالمية األولى موجة من الحراكات األدبية‬ ‫كان ابرزها تلك التي عرفت (بجيل ‪ , )27‬إنهم مجموعة من الشعراء كانت تجمعهم صداقة متينة ويؤلف بينهم أسلوب‬ ‫مشترك‪ ،‬وسنة ‪1927‬م التي أطلق اسمها على هذا الجيل مهمة لسببين‪ ،‬ففيها أوال ظهرت هذه المجموعة من الشعراء‬ ‫الشباب أما الجمهور ألول مرة في معهد اشبيليا‪ ،‬وفيها ثانيا كون هؤالء الشباب مجموعة متراصة‪ ،‬فواجهوا أمام المأل عنف‬ ‫النقد الرسمي األكاديمي جاعلين أساس المعركة الشاعر األسباني الكبير غونغورا (‪1561-1627‬م) وذلك بسبب االحتفال‬ ‫بمرور المائة الثالثة على وفاته‪ ،‬وأشهر أعضاء هذا الجيل غارسيا لوركا ورفائيل البيرتي واليكسندري (نوبل لألداب ‪)1977‬‬ ‫وداماسو ألنسو وخورخي غجين وجيراردو دييكو‪.‬‬ ‫ولكن ما عالقة هذا الجيل األدبي بالمستعرب غارسيا غوميث؟‬ ‫لقد صادف نشر كتاب (قصائد عربية أندلسية) لغارسيا غوميث انطالقة جيل ‪ 1927‬الشعري األسباني‪ ،‬وكان من‬ ‫البديهي أن يطلع بعض أفراد هذا الجيل على الكتاب المذكور وخصوصا أن مثل هذه الدراسات كانت نادرة جدا في الساحة‬ ‫األدبية األسبانية آنذاك‪ .‬ويشير غارسيا غوميث نفسه إلى أن الكثير» من شعراء جيل ‪ 27‬اعترفوا بكل صراحة بقرائتهم‬ ‫للكتاب واعجابهم به‪ ،‬منهم (رفائيل البيرتي) الذي اعترف بإعجابه بالشعر األندلسي أثناء القائه لبعض قصائده في نادي‬ ‫اآلداب والفنون الجميلة في مدريد عام ‪1988‬م وصرح في إحدى الصحف األسبانية بأنه تأثر تأثرا كبيرا بكتابي منذأن‬ ‫نشرته‪ ،‬بينما أنكر المقربون من أسرة الشاعر لوركا مثل هذا التأثير مع أن كتابه (ديوان التماريث يدل على ذلك بعنوانه‬ ‫وعنوان قصائده ومحتواه»‪.‬‬ ‫وكان لوركا قد أعلن لجماعة من األصدقاء عام ‪1935‬م بينهم غارسيا‬ ‫غوميث «أنه نظم سلسة من قصائد وغزالة تكريما لذكرى أؤلئك الشعراء‬ ‫الغرناطيين سيجمعها في ديوان يحمل إسم الروض الذي تعيش فيه‬ ‫عائلته قرب غرناطة أي (ديوان التماريث –‪( ،) DIVAN TAMARIT‬التماريث‬ ‫روض عربي الطابع)‪ .‬وقد اختلف النقاد واألدباء حول «عربية» الديوان الذي‬ ‫يتألف من ‪ 12‬غزالة و ‪ 9‬قصائد‪ .‬ولم يطبع الكتاب في حياة الشاعر وإنما‬ ‫طبعه في عام ‪1940‬م معهد الدراسات العربية بغرناطة وال بد من اإلشارة‬ ‫هنا إلى أن لوركا كان رابع وآخر الشعراء الذين أحبوا الحضارة العربية وأخذوا‬ ‫على عاتقهم انشاد مجدهم والذين أطلق عليهم الشاعر (دي موغر) لقب‬ ‫الحمرائيون»‪.‬‬ ‫ويرى الناقد اإلسباني الكبير (داماسو سانتوس –�‪DAMASO SAN‬‬ ‫‪ )TOS‬أن غارسيا غوميث «يرجع إليه الفضل في غطالع األدباء اإلسبان‬ ‫خالل هذا القرن على األدب األدندلسي الثري‪ ،‬وبخاصة الشعر منه‪ ،‬وكانت‬ ‫لدراساته وترجماته أبلغ األثر في شعراء جيل الثالثينات ومن تبعهم من‬ ‫شعراء إلى يومنا هذا‪ ،‬وحسبك أن لوركا قد نهل من الشعر العربي الكثير‬ ‫بفضل صداقته لألستاذ غوميث حين كان أستاذا للعربية في مدينة غرناطة‪،‬‬ ‫هذه المدينة يذكرك كل ما فيها من معالم بحضارة العرب الخالدة»‪ .‬كيف ال‬ ‫يحدث الشعر األندلسي تأثيرا في الشعراء األسبان وغوميث نفسه يؤكد بأن‬ ‫الشعراء األندلسيين كانت لديهم المهارة في استخدام صور فنية رائعة ما‬ ‫زالت تالقي اعجاب الشعراء الحاليين في إسبانيا؟‍‌‍‪.‬‬ ‫ويعتبر كتاب (قصائد عربية على جدران وينابيع الحمراء) عمال فريدا‬ ‫من نوعه إذ جمع فيه األشعار المنقوشة على جدران قصر الحمراء وينابيعه‪.‬‬ ‫وقد صدر الكتاب عن مطبوعات المعهد المصري للدراسات اإلسالمية‬ ‫بمدريد‪ ،‬نشرت صحيفة (‪ )A.B.C‬األسبانية الصادرة بالعاصمة األسبانية بتاريخ ‪ 18‬شهر يناير سنة ‪ 1986‬ضمن ملحقها‬ ‫الثقافي تعليقا إضافيا حول هذا الكتاب الجديد جاء فيه‪»:‬إن العمل الفريد الذي قام به أميليوا غارسيا غوميث في هذا الكتاب‬ ‫قد بلغ مداه والذي تمكن أن يصببح بمضرب األمثال والمخصوص للشعر العربي المنقوش كتابة‪ ،‬وهو عصارة عمل يمتد‬ ‫إلى نحو خمسين سنة‪ ،‬بدأ فيه المؤلف منذ أن كان حديث العهد بالوصول إلى غرناطة عام ‪1930‬م ليشغل منصب أستاذ‬ ‫كرسي في جامعتها‪ ،‬إن الحمراء من وجهة نظر شعرية تعتبر ظاهرة فريدة من نوعها في العالم‪ .‬هناك ثالثة أسماء تمثل‬ ‫القصيدة المنقوشة وهي ‪ :‬ابن الجياب‪ .‬وابن الخطيب وابن زمرك وهو أهمهم وقد شغل الثالثة جميعهم منصب الوزير‬ ‫األعظم وكانوا كتابا كبارا للبالط الملكي باألندلس‪ ،‬إننا أمام فن غنائي بالطي بمعناه الواسع إذ كانوا يشرفون بأنفسهم‬ ‫على توزيق وتنميق المباني كما كانوا يشرفون على وضع القصائد والزيادة فيها والنقص منها حتى تتالءم والحيز المكاني‬ ‫المخصص لها بالقصر‪.‬‬ ‫ويشهد الناشر في هذه التحفة األدبية الرائعة بالمقدرة الهائلة واألستاذية المميزة للمستعرب األسباني الكبير‬ ‫وبراعته في استعمال اللغة األسبانية في هذه القصائد»‪.‬‬ ‫واستأثرت األمثال العربية باهتمام العديد من المستشرقين والمستعربين فقد وجدوا فيها ثروة أدبية مهمة ال تقل‬ ‫عن فنون األداب األخرى وقد قام غارسيا غوميث بدراسة األمثال العربية وتأثيرها في األمثال األسبانية وأدرك» أن هذا‬ ‫التأثير عميق وشامل وهو ما يدل على مدى عمق التآخي بين الشعب العربي والشعب األسباني فقد كانت اسبانيا وما زالت‬ ‫العقد الفريد وحلقة الوصل بين الشرق والغرب»‪.‬‬ ‫وهو بهذا يكون قد مهد الطريق للعديد من الباحثين األسبان الذين اهتموا بنفس الموضوع أمثال (خواكين كالفو‬ ‫سوتيلو‪ )JUAGUEN CALVO SOTELO -‬عضو المجمع اللغوياألسبانبي الذي قدم سلسلة من المحاضرات سنة‬ ‫‪1977‬حول األمثال العربية المترجم إلى اللغة اإلسبانية كثيرة وتستخدم في نفس المعنى‪.‬‬ ‫كما قامت المستعربة اإلسبانية (إيزابيل كريور لونا(‪ -ISABEL CORRERO LUNA‬من جامعة مدريد المستقلة‬ ‫بإعداد دراسة ومقارنة بين األمثال العربية واإلسبانية تثبت فيها» التشابه الموجود بين األمثقال الشعبية الشائعة في‬ ‫أقطار الوطن العربي و إسبانيا ‪ ،‬وترى أن التشابه بين األمثال السائدة في إسبانيا و الوطن العربي من كلمات ومواضيع‬ ‫وخاصة في المعنى يجعلنا نفكر في إحتمالين ‪:‬األوزل هو ناتج عن المعايشة الطويلة بين الشعب العربي و األسباني في‬ ‫األندلس ‪ .‬والثاني هو تشابه الشعبين من الناحية الفكرية والروحية»‪.‬‬ ‫وعلى العموم فإن المستعرب إميليوا غارسيا غوميث يعتبر صاحب مدرسة رائدة ومتميزة في االستعراب األسباني‬ ‫الحديث‪ ،‬وأكثرهم عطاء وخبرة وتجربة نظرا إلى الثقافة العربية األسالمية بإعجاب وأعطى التأثير العربي ما يستحقه دون‬ ‫مبالغة‪ .‬وهذا ما دفع رئيس مجمع اللغة األسبانية السابق الشاعر والناقد (داماسو ألونسو – ‪ ) DAMASO ALONSO‬أن‬ ‫يصفه قائال‪:‬‬ ‫«إن غوميث هو من أعظم الرجال الذين عرفتهم في حياتي‪ ،‬يفتنك بحديثه‪ ،‬بأبحاثه يستهويك بأسلوبه‪ ،‬تقرأ ترجماته‬ ‫فتظنها إبداعا منه لما فيها من حالوة وطالوة‪ ،‬نستمع إليه وهو يحاضر عن األدب األندلسي فينقلك معه إلى تلكم العصور‬ ‫الزاهية‪ ،‬لقد أثر كتابه (قصائد عربية أندلسية) في شعراء مطلع هذا القرن ومازال يؤثر شعراء هذا اليوم‪ ،‬ولكن كتابه عن‬ ‫ابن قزمان هو أعظم ما ألفه وكتبه‪ ،‬وخاصة الفصل الذي عقده للبحث في أوزان األزجال‪ .‬إن غارسيا غوميث إلنسان عبقري‬ ‫حقا»‬


‫العدد ‪991‬‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫أقالم «النصـر» (‪)3/3‬‬

‫رضوان حدادو* ‪ :‬عصاميـة نموذجيــة‪..‬‬ ‫ونظرات تأصيلية في األدب والفن‬ ‫مجلة ‹‹النصر›› قناة أدبية منتظمة في سلك‬ ‫اإلعالم المكتوب‪ ،‬ظهرت بتطوان وكانت مسبوقة‬ ‫بأخواتها‪ :‬األنوار‪ ،‬األنيس‪ ،‬المعرفة‪ ،‬الحديقة‪..‬وتزامنت‬ ‫مع نظيراتها‪ :‬تطوان‪ ،‬الجذوة‪ ،‬النبراس‪ ..‬واستمرت‬ ‫قنوات أخر في حمل مشعل الثقافة األدبية بالشمال‪.‬‬ ‫‹‹النصر›› امتداد لمجالت أدبية رائدة في شمال‬ ‫المغرب زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬وهي مجلة ثقافية‬ ‫جامعة كانت تصدر كل شهرين بتطوان‪ ،‬مؤسسها‬ ‫ومديرها المرحوم العالمة محمد المنتصر الريسوني‪،‬‬ ‫ورئيس تحريرها المرحوم األستاذ العياشي الوراكلي‪،‬‬ ‫وكاتبها المرحوم الدكتور حسن الوراكلي‪.‬‬ ‫صدر عددها األول في شهر محرم ‪1377‬هـ ‪ /‬غشت‬ ‫‪1957‬م‪ ،‬شعارها ‹‹ مجلة الشبيبة المغربية المتنورة››‪،‬‬ ‫تطالعنا في واجهة العدد األول صورة شاعر النيل حافظ‬ ‫إبراهيم مع ثالثة أبيات من قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫أيها الشاعر شمـــر التنــم‬ ‫وانفض العجز فإن الجد قاما‬ ‫أما هدف ‹‹النصر›› فهو ‹‹القيام بواجبها كلسان‬ ‫يعبر عن المدى األدبي والفني‪ ،‬ومقياس دقيق‬ ‫لإلجراءات األدبية التي تهب نسماتها الرقيقة من خالل‬ ‫شبابنا في هذا الوطن الغيور››‬ ‫نقف في العدد األول على إبداعات العالمة محمد‬ ‫الزمزمي بن الصديق والتهامي الوزاني ومحمد‬ ‫المنتصر الريسوني والعياشي الوراكلي ومحمد هيسور‬ ‫وحسن الوراكلي ورضوان احدادو وعبد الواحد أخريف‬ ‫وغيرهم‪ .‬وقد عرف العدد الثاني مزيدا من األقالم‬ ‫مثل‪ :‬محمد العربي زيان وعبد القادر العافية ومحمد‬ ‫اليزناسني وإدريس خليفة وفائزة عبد النور وفطومة‬ ‫السوسي وإحسان الوراكلي‪ .‬كما استقطبت المجلة‬ ‫مجموعة من أدباء المشرق مثل الشاعر المصري محمد‬ ‫األمين محمد وأحمد إسماعيل والجزائري أحمد مراد‪.‬‬ ‫توقفت عن الصدور أواخرسنة ‪.1960‬‬ ‫نخصص حديثنا في هذه السلسلة عن كل واحد من الثالوث الذي كانت له مسؤوليات‬ ‫اإلدارة والتحرير‪ :‬محمد المنتصر الريسوني‪ ،‬حسن الوراكلي‪ ،‬رضوان احدادو‪.‬‬ ‫رضوان حدادو‪ :‬عصامية نموذجية‪..‬ونظرات تأصيلية‬ ‫في األدب والفن‬ ‫بطاقة حياتية‪:‬‬ ‫ ولد في تطوان سنة ‪ ،1941‬توزعت دراسته في المرحلة‬‫األولى بين التقليدية والحديثة؛ بين الكتاب القرآني والمدرسة‬ ‫العصرية‪.‬‬ ‫ ظهرت ميوله المسرحية‪ ،‬بعد أن أسس سنة ‪1954‬‬‫كال من فرقة ‹‹نهضة زيانة للمسرح›› ثم فرقة ‹‹المهرجان‬ ‫للمسرح›› اللتين قدمتا مسرحيات من تأليفه‪.‬‬ ‫ التحق سنة ‪ 1956‬بالمعهد المغربي للدراسة الثانوية‬‫بتطوان – ثانوية القاضي عياض حاليا‪ -‬وفي الفترة نفسها‬ ‫استفاد من دورات تكوينية في المسرح على يد أساتذة‬ ‫مؤطرين مغاربة وفرنسيين‪ :‬أندري فوازان‪ ،‬بيير لوركا‪ ،‬فريد‬ ‫مبارك‪..‬‬ ‫ أسند إليه الدكتور محمد األمين محمد اإلشراف على‬‫فرقة المعهد الرسمي‪ ،‬فأخرج عدة مسرحيات من بينها‬ ‫المسرحيتين الرائدتين ‹‹المروءة المقنعة›› لمحمود غنيم‬ ‫و‹‹مصرع الخلخالي›› ألحمد عبد السالم البقالي وغيرهما‪.‬‬ ‫ أسس فرقة ‹‹المسرح األدبي›› سنة ‪ 1957‬إلى جانب‬‫المرحومين محمد الدحروش وحسني الوزاني‪.‬‬ ‫ بعد حصوله على شهادة إتمام الدروس الثانوية‪ ،‬انتقل‬‫إلى القاهرة الستكمال دراسته بتزكية من الدكتور جمال‬ ‫الدين الشيال والمؤرخ محمد سعيد العريان‪ ،‬والتحق بثانوية‬ ‫خليل آغا شعبة اللغة العربية وآدابها (تخصص‪ :‬المسرح)‪.‬‬ ‫ عاد إلى المغرب‪ ،‬والتحق بالمدرسة العليا لألساتذة‪ ،‬وكلية اآلداب بجامعة محمد‬‫الخامس‪.‬‬ ‫ عمل أستاذا للغة العربية بثانوية خديجة أم المؤمنين بتطوان‪ ،‬ثم مؤطرا تربويا‬‫بالمدرسة العليا لألساتذة‪ ،‬ثم مرشدا تربويا‪.‬‬ ‫ بدأ الكتابة في جريدة ‹‹النهار›› التي كانت تصدر باللغتين العربية واإلسبانية‬‫بتطوان‪ ،‬لتتوالى بعدها في مختلف المنابر داخل المغرب وخارجه ‪:‬مجلة اآلداب (لبنان)‪،‬‬

‫الدكتورة هدى المجاطي‬

‫الفصول األربعة (ليبيا)‪ ،‬الفكر (تونس)‪.‬‬ ‫ باحث مؤرخ للحركة المسرحية بشمال المغرب‪.‬‬‫ حظي بتكريمات من جمعيات ومؤسسات‪ ،‬داخل‬‫المغرب وخارجه‪.‬‬ ‫ حائز على وسام االستحقاق الوطني من الدرجة‬‫الممتازة سنة ‪.1999‬‬ ‫من إصداراتـه‪:‬‬ ‫البحر يحترق (قصص) ‪.1979‬‬ ‫ ‬‫األرض والزيتون (مسرحية) ‪.1979‬‬ ‫ ‬‫في انتظار زمن الجنون (مسرحية) ‪.1985‬‬ ‫ ‬‫مسرح عبد الخالق الطريس (دراسة)‬ ‫ ‬‫‪.1986‬‬ ‫الحركة المسرحيـــة بطنجــة (دراسة)‬ ‫ ‬‫‪.1992‬‬ ‫أهل المدينة الفاضلة (مسرحية) ‪.1998‬‬ ‫ ‬‫زمن مضى‪ ..‬ولم يمــض (مسرحية)‬ ‫ ‬‫‪.1999‬‬ ‫البحث عن متغيب (مسرحية) ‪.2001‬‬ ‫ ‬‫كتابات على جدران مدينة منسية‬ ‫ ‬‫(تأمالت) ‪.2001‬‬ ‫الحافلة رقم ‪( 3‬مسرحية) ‪.2002‬‬ ‫ ‬‫ثريا حسن رائدة مسرحية من شموخ‬ ‫ ‬‫(دراسة) ‪.2005‬‬ ‫محمد الدحروش سيرة مسرحية متوهجة‬ ‫ ‬‫(دراسة) ‪.2006‬‬ ‫طارق الذي لم يعبر (مسرحية) ‪.2011‬‬ ‫ ‬‫المتنبي يخطئ زمنه (مسرحية) ‪.2012‬‬ ‫ ‬‫الباب والرأس (مسرحية) ‪.2014‬‬ ‫ ‬‫ تيرينا والمالك الصغير (مسرحية) ‪.2017‬‬‫ المشاء (مسرحية)‪.2018‬‬‫من كتاباته في ‹‹النصر››‪:‬‬ ‫شبابنا ‪ :‬مقال ‪ ،‬العدد األول‪ -‬السنة األولى (محرم‬ ‫ ‬‫‪ 1377‬غشت ‪.)1957‬‬‫من نافذة المجتمع‪ :‬خطيئة أب ‪ !..‬قصة‪ ،‬العدد‬ ‫ ‬‫الثاني ‪-‬السنة األولى (صفر‪ -‬ربيع األول ‪ 1377-‬شتنبر‪-‬أكتوبر‬ ‫‪.)1957‬‬ ‫في العدد نفسه‪ ،‬حوار أجراه مع األديب محمد‬ ‫ ‬‫الصباغ‪.‬‬ ‫من نافذة المجتمع‪ :‬شوكة األبد (قصة) العدد‬ ‫ ‬‫الثالث‪-‬السنة األولى (شعبان ‪ 1377-‬مارس ‪.)1958‬‬ ‫من نافذة المجتمع‪ :‬االبتسامة الصفراء (قصة)‬ ‫ ‬‫العدد الخامس‪ -‬السادس (ربيع الثاني ‪1378-‬نوفمبر ‪.)1958‬‬ ‫من نافذة المجتمع‪ :‬وكانت دمعة (قصة) العدد‬ ‫ ‬‫الرابع‪ -‬السنة الثانية (ذو الحجة ‪ 1379-‬ماي ‪.1960‬‬ ‫ويبدو من خالل النظر في «منشوراته النَّصْرية» أنه اختار‬ ‫مجاله األثير منذ البداية‪ ،‬وهو المجال األدبي‪ ،‬فلم يتخذ معه‬ ‫شريكا في محراب الكتابة؛ لذلك كان أغلب ما نشره خالل هذه‬ ‫المرحلة نصوصا أدبية أغلبها في القصة‪.‬‬ ‫كما تدلنا محاورته لبَ َلدِيِّه األديب محمد الصب<ـــاغ‬ ‫على ملمح من مالمح شخصيته المتفردة وخلق من أخالقه‬ ‫الرفيعة‪ ،‬هو إقرارُه بأفضال الطاقات المحلية ونأيُه عن جحود‬ ‫نباهة أبناء مدينته من األدباء المتميزين‪ ،‬خالفا لما يُلفيه‬ ‫الباحث في كثير من الجغرافيات الثقافية المحلية المعاصرة‬ ‫التي يتصارع أبناؤها فال يقر أحدهم بأفضال اآلخرين‪ ،‬فضال‬ ‫عن أن يحاورهم وينشرَ معرّفا بأدبهم وعلمهم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫* شكري وامتناني لألستاذ رضوان حدادو أكرمه اهلل على ما أمدني به من معلومات بيوغرافية‬ ‫أساسية‪.‬‬

‫انتهى)‬


‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪12‬‬

‫�رشوح ق�صيدة الهمزية البو�صريية ‪:‬‬

‫«�أم القرى يف مدح خري الورى»‪ ،‬يف بالد املغرب الأق�صى‪ ،‬يف الع�رص الأول من تاريخ‬ ‫الدولة العلوية‪ ،‬يف القرنني احلادي ع�رش والثاين ع�رش الهجريني‪.‬‬

‫نوقشت هذه األطروحة بآداب تطوان للطالب الباحث محمد زكيري بإشراف الدكتورة سعاد الناصر ونال صاحبها درجة الدكتوراه‬ ‫في اآلداب العربية بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫وهذا تقرير التقديم‪.‬‬ ‫الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وعلى آله وصحبه والتابعين له ومن وااله إلى يوم‬ ‫الدين‪ .‬وبعد‪:‬‬ ‫فاسمحوا لي أن أستهل هذه الكلمة بالتعبير عن شكري‬ ‫الجزيل‪ ،‬وامتناني العميق‪ ،‬لألستاذة المشرفة التي تعهدت‬ ‫هذا البحث باإلشراف والتوجيه‪ ،‬والشكر موصول أيضا ألعضاء‬ ‫اللجنة العلمية التي تجشمت عناء قراءة هذا البحث‪ ،‬ووضع‬ ‫مالحظاتها‪ ،‬وتقويماتها‪ ،‬ومؤاخذاتها‪ ،‬التي ال شك أنها‬ ‫ستسهم في تجويده وتطويره‪ .‬فهذا بحث يتناول بالدراسة‬ ‫والتحليل شروح قصيدة الهمزية البوصيرية «أم القرى في‬ ‫مدح خير الورى»‪ ،‬في بالد المغرب األقصى‪ ،‬في العصر األول‬ ‫من تاريخ الدولة العلوية‪ ،‬في القرنين الحادي عشر والثاني‬ ‫عشر الهجريين‪ .‬وقد كان الدافع إلى البحث في هذا الموضوع‬ ‫هو االطالع على بعض اآلراء النقدية التي تظهر مدى التحامل‪،‬‬ ‫واالنتقاص‪ ،‬والتبخيس‪ ،‬لإلنتاج اإلبداعي المغربي؛ فهو خال‬ ‫من روح اإلبداع واالبتكار‪ ،‬وفي مقابل ذلك فهو مغرق في‬ ‫المحاكاة والتقليد‪ ،‬وإعادة إنتاج ما يأتينا من المشرق‪ .‬وهي‬ ‫أراء وأحكام مطلقة‪ ،‬ال تستند إلى مرتكزات علمية مستقاة من‬ ‫دراسات تطبيقية وتحليلية‪ ،‬تدمج األبعاد التاريخية‪ ،‬والسياسية‪،‬‬ ‫واالجتماعية المحيطة بإنتاجه؛ بما يخلق رؤية تبرز خصوصية‬ ‫العملية اإلبداعية بالمغرب‪ ،‬بل هي آراء تسرب إليها الخلل من‬ ‫إسقاط أصحابها معايير نقد النصوص اإلبداعية المشرقية‪،‬‬ ‫على النصوص اإلبداعية المغربية‪ ،‬دون االلتفات إلى الواقع‬ ‫الحضاري والثقافي المميز لظروف إنتاجها في كال القطرين‪.‬‬ ‫من هنا تتبلور اإلشكالية العامة التي يحاول أن يجيب‬ ‫البحث عن بعض قضاياها‪ ،‬والتي يؤطرها السؤال المركزي حول‬ ‫ما مدى موضوعية الحكم على إنتاج إبداعي نشأ في محيط‬ ‫خاص باعتماد معايير حددت في إطار بيئة ثقافية خاصة؟؛ أال‬ ‫يجب الوقوف عند الواقع التاريخي والخصوصيات المحلية إلنتاج‬ ‫اإلبداع في تقييمه؟‪ ،‬أليس للبيئة والمحيط دور في إعطاء‬ ‫سمات مميزة لإلنتاج األدبي في مصر من األمصار؟ وهل شرح‬ ‫السيجلماسي مثال هو نفسه شرح ابن األقيطع‪ ،‬أو شرح ابن‬ ‫حجر الهيثمي وغيره؟ وما هي األسس النظرية التي توجه عمل‬ ‫الشراح في شروحهم؟ وما موقع الشروح ضمن العملية النقدية‬ ‫لألدب؟‪.‬‬ ‫إن اإلجابة عن األسئلة السالفة بالشكل الدقيق لن يستطيع‬ ‫البحث إيفاءها حقها؛ ألن ذلك يستدعي دراسة وافية تقرأ التراث‬ ‫األدبي المغربي منذ بداياته األولى‪ ،‬مع ما تنطوي عليه أية‬ ‫محاولة من ذلك النوع من خطورة ومزالق‪ .‬لكن من باب ما ال‬ ‫يدرك كله ال يترك جله‪ ،‬يأتي هذا البحث لدراسة األدب المغربي‬ ‫وتحليله؛ بغاية إبراز خصوصياته ومميزاته الجمالية‪ ،‬وخاصة في‬ ‫مجال الشروح الشعرية‪ ،‬الذي يعد من المجاالت التي مثلت جزءا‬ ‫كبيرا من منظومة األدب المغربي بشكل عام‪ .‬وال تخفى أهمية‬ ‫هذه الشروح في األدب العربي عامة؛ إذ شكلت في بعض العصور‬ ‫والفترات معلما من معالمه‪ ،‬وسمة من سماته‪ .‬وهي تمثل خزان‬ ‫للعديد من المباحث حول الشروح والشراح واختالف اتجاهاتهم‪،‬‬ ‫وتنوع مشاربهم وتعدد آليات القراءة لديهم‪ ،‬والكشف عن‬ ‫مهاراتهم العلمية والثقافية‪ ،‬واألدبية والذوقية التي سخروها‬ ‫في شرح النصوص الشعرية؛ مما جعل منها موضوعا يغري‬ ‫القارئ المحلل‪ ،‬ويدفع الباحث إلى تسخير جهده في كشف‬ ‫ما تضمره من كنوز معرفية‪ .‬كما أن البحث يأتي حلقة من‬ ‫حلقات ذلك االهتمام المستمر بالقصيدة الهمزية الذي ال أظنه‬ ‫سينقطع مع مرور العصور؛ فهي من بركة الممدوح بها ستظل‬ ‫مرتعا للباحثين وطالب العلم‪ ،‬ومنهل الظامئين المتعلقين‬ ‫بجنابه الطاهر صلى اهلل عليه وسلم على الدوام‪ .‬‬ ‫إن أهمية هذا البحث تكمن في مجال اشتغالنا فيه الذي‬ ‫هو الشروح األدبية‪ ،‬التي تمثل جزءا كبيرا من التراث الثقافي‬ ‫المغربي أيضا‪ ،‬والتي غالبا ما ينظر إليها وإلى أصحابها نظرة‬ ‫قدحية‪ ،‬تربطها بعصور االنحطاط‪ .‬وتلك الصورة هي التي حاول‬ ‫البحث تفنيدها‪ ،‬وبيان بطالنها‪ ،‬وليصحح تلك االدعاءات التي‬ ‫تصدر من أفواه لم تعرف من الشروح إال اسمها‪ .‬ولو أنها قرأت أو‬ ‫درست شرحا من الشروح المعتبرة لكفاها‪ ،‬وردها على اعتقادها‪.‬‬ ‫فكثير من الشروح كانت سببا في شهرة متن وتداوله‪ ،‬ورب شرح‬ ‫أفيد من متن‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن عملية الشرح تكسب النص‬ ‫حياة جديدة‪ ،‬وتساهم في امتداد نفعه ليعم أجيال متعاقبة‪.‬‬ ‫كما أن أهمية البحث تكمن أيضا فيما قد يسهم به من كشف‬ ‫بعض الجوانب من ذلك الزخم الفكري الذي ميز الحياة الثقافية‬ ‫المغربية في فترة من الفترات؛ بما يسهم هو اآلخر في تشكيل‬

‫نظرية عامة لألدب المغربي‪ .‬كما أن شروح همزية البوصيري‬ ‫لم تنل بعد من الدراسة والبحث العلمي األكاديمي ما تستحق‪،‬‬ ‫سواء ما تعلق بشروح المغاربة أو المشارقة أو األندلسيين‪ .‬وقد‬ ‫اقتصرت الدراسة على فترة القرنين الحادي عشر والثاني عشر‬ ‫الهجريين لعدة اعتبارات‪ :‬أولها منهجي يتعلق بطبيعة الشروح‬ ‫التي تتميز بالضخامة من حيث الكم والعدد‪ ،‬وتناثرها بين رفوف‬ ‫المكتبات العامة والخاصة‪ ،‬وذلك أمر ال يخص الشروح وحدها‪،‬‬ ‫بل يتعداها ليشمل أغلب مؤلفات التراث المغربي‪ ،‬هو كونها‬ ‫مخطوطة يصعب الوصول إليها‪ ،‬مع عنت القراءة وصعوبتها إن‬ ‫تم الوصول إليها؛ فكان ذلك االقتصار حتى أستطيع اإلحاطة‬ ‫بمجال االشتغال‪ ،‬وال أضيع في متاهة المطلق‪ .‬وقد كنت في‬ ‫بداية البحث اقترحت على لجنة االنتقاء عنوان البحث مجردا من‬ ‫التحديد بصيغة‪« :‬شروح الهمزية بالمغرب»‪ ،‬فكان أن نبهتني‬ ‫إلى صعوبة ركوب ذلك المهمه الصعب‪ ،‬فهو بحر ال ساحل له‪،‬‬ ‫قد تنقطع حبال أشرعتى دونه‪ ،‬فاستدركت فأصبحت صيغته‪:‬‬ ‫«شروح الهمزية بالمغرب خالل القرنين الحادي عشر والثاني‬ ‫عشر الهجريين»‪.‬‬ ‫وفي طريق البحث‪ ،‬ومع صعوبة الوصول إلى جميع‬ ‫نصوص شروح الهمزية بالشكل الذي يمكنني من مالزمته‬ ‫وقتا طويال‪ ،‬بهدف استخالص نتائج أفضل‪ ،‬وجهتني األستاذة‬ ‫المشرفة مشكورة‪ ،‬واقترحت علي أن يصبح عنوان البحث‬ ‫هو»شروح الهمزية بالمغرب خالل القرنين الحادي عشر والثاني‬ ‫عشرالهجريين‪ :‬دراسة من خالل نماذج»‪ ،‬لكن ذلك تعدر إداريا‬ ‫فبقي عنوان البحث على أصله‪ .‬وثانيها موضوعي يتمثل في‬ ‫كون هذه الفترة من تاريخ المغرب ‪-‬رغم الثورات والصراعات‬ ‫التي ميزتها‪ -‬قد عرفت استقرارا مهما في أغلب مناطق المغرب‬ ‫مما سمح بوجود نشاط ثقافي وإبداعي في المراكز العلمية‬ ‫المعروفة‪ .‬وفي بداية طريق البحث لم أجد دراسة تناولت شروح‬ ‫الهمزية أو جانبا منها‪ ،‬بل جل ما وجد منها تحقيقات لبعض‬ ‫نصوصها‪ ،‬بينما أغلب الدراسات القريبة من الموضوع هي‬ ‫دراسات تناولت الشروح بشكل عام‪ ،‬أو اهتمت بشروح متون‬ ‫أخرى غير الهمزية‪ ،‬ومن تلك الدراسات أذكر‪ :‬أطروحة لنيل‬ ‫الدكتوراه بعنوان‪« :‬ظاهرة الشروح األدبية بالمغرب في العصر‬ ‫العلوي األول بين جهود اإلحياء الثقافي والتأصيل المعرفي»‬ ‫من إعداد الطالب بوشتى السكيوي وإشراف الدكتور الطريسي‬ ‫أعراب‪ ،‬مرقونة بكلية اآلدب والعلوم االنسانية بالرباط‬ ‫سنة‪ ،2004‬وأطروحة أخرى بعنوان‪« :‬جماليات شروح همزية‬ ‫البوصيري بالمغرب دراسة من خالل نماذج»‪ ،‬إعداد الطالب‬ ‫عبد الناصر أشلواو‪ ،‬تحت إشراف الدكتور أحمد زكي كنون‪،‬‬ ‫مرقونة بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة سيدي محمد‬ ‫بن عبد اهلل بفاس سنة‪ ،2015‬و«شروح الشعر الجاهلي نشأتها‬ ‫وتطورها» ألحمد جمال العمري‪ ،‬و«منهج التبريزي في شروحه»‬ ‫فخر الدين قباوة»‪ ،‬و»شرح المقدمة األدبية لشرح المرزوقي على‬ ‫ديوان الحماسة» لمحمد الطاهر بن عاشور‪ .‬ومقال للدكتور عبد‬

‫الجواد السقاط بعنوان‪»:‬مناهج شراح الشعر بالمغرب» بمجلة‬ ‫المناهل عدد‪ 39‬السنة‪ ،16‬دجنبر‪ ،1990‬ص‪،211/224‬‬ ‫ومقال آخر لألستاذ عالل معكول بعنوان‪»:‬الشروح المغربية‬ ‫وأثرها في الدراسات األدبية والنقدية في القرن الثاني عشر‬ ‫الهجري» مجلة مكناسة العدد‪.4-5‬‬ ‫‪ ‬إن طبيعة الموضوع واألهداف التي يروم البحث‬ ‫تحقيقها‪ ،‬قد فرضا على الدراسة أن تسلك منهجا يجمع‬ ‫بين الوصف والتحليل‪ ،‬والمقارنة ثم التفسير كلما اقتضى‬ ‫األمر ذلك‪ .‬ولعرض مادة البحث اعتمدت خطة منهجية‬ ‫تتألف من أقسام وفصول‪ ،‬ومباحث وتفريعات جزئية‪ ،‬وطأت‬ ‫لها بمقدمات وممهدات تشرح مقاصد الفصول والمباحث؛‬ ‫في محاولة بناء أفق انتظار القارئ لمحتوياتها‪ .‬فجاء البحث‬ ‫يتألف من مقدمة وثالثة أقسام وخاتمة‪ .‬وجاء القسم األول‬ ‫تحت عنوان‪ :‬عوامل االهتمام بالهمزية وتجلياته‪ ،‬حاولت‬ ‫من خالله البحث في دوافع اهتمام الشراح وغيرهم بقصيدة‬ ‫الهمزية والظروف المساهمة في ذلك ‪ ،‬ثم بعد ذلك رصد‬ ‫مظاهر تلك العناية من خالل األعمال الشارحة لنصها‪ .‬وفي‬ ‫القسم الثاني تطرقت إلى مناهج الشراح واتجاهاتهم وكشف‬ ‫طريقة تعاملهم مع نصها‪ .‬وقد تراوحت تلك المناهج في‬ ‫فترة الدراسة بين منهجين اثنين هما‪ :‬منهج المستويات‬ ‫الثابثة‪ ،‬ومنهج تاريخي إخباري‪ .‬وقبل عرض المنهجين‪،‬‬ ‫وضعت مقدمة حول تطور عملية الشرح عبر التاريخ؛ فكما هو‬ ‫معلوم أن كل فن أدبي‪ ،‬أو غير أدبي يخضع لمبدأ التدرج في‬ ‫تشكله؛ وذلك بظهور اإلرهاصات األولية‪ ،‬ثم تطوره المفضي‬ ‫إلى استقالله فنا قائما بذاته‪ ،‬وكذلك عملية الشرح األدبي‬ ‫لم تشد عن تلك القاعدة‪ .‬وأما القسم الثالث فقد عملت فيه‬ ‫على محاولة تحديد العالقة بين الشرح والنقد األدبيين ومدى‬ ‫التشابه والتباعد بين المفهومين‪ ،‬قبل ان أن أنتقل إلى رصد‬ ‫بعض القضايا النقدية التي أشارت إليها بعض الشروح‪ .‬إذ يعد‬ ‫البحث في العالقة بين الشرح والنقد مشروعا‪ ،‬نظرا لاللتباس‬ ‫الذي يبدو بين المفهومين‪ .‬فكالهما موضوعه األدب‪ ،‬والبحث‬ ‫في نصوصه‪ .‬غير أن وظيفة النقد معروفة؛ تتمثل في تمييز جيد‬ ‫النصوص من رديئها‪ ،‬والبحث عن مواطن الجودة أو الرداءة‬ ‫فيها‪ ،‬ووظيفة الشرح ملتبسة مجهولة الحدود‪ .‬كما تحدث في‬ ‫هذا القسم عن المقدمة‪ ،‬أو خطبة الكتاب باعتبارها ميدانا من‬ ‫ميادين النقد‪ ،‬ووجها من أوجه الدراسة النقدية‪ ،‬وعالم يسهل‬ ‫الدخول منه إلى التآليف وكشف قيمتها ‪ .‬فالمقدمة أو خطبة‬ ‫الكتاب عنصر مركزي في العملية اإلبداعية‪ ،‬فهي خطاب نقدي‬ ‫ال يقل أهمية عن متن الـتأليف‪ ،‬أهمية تتجلى فيما لقيته مقدمة‬ ‫مجموعة من المؤلفات من عناية بالدراسة والتحليل‪ ،‬كما أن‬ ‫كثير من المؤلفات اشتهرت بمقدماتها أكثر من اشتهارها‬ ‫بمتنها‪ .‬وكانت خاتمة البحث عبارة عن خالصات واستنتاجات‬ ‫توصلت إليها بعد االنتهاء من محاور هذه الدراسة‪ .‬وتجدر‬ ‫اإلشارة إلى أن مصادر الدراسة األساسية في البحث هي كاآلتي‪:‬‬ ‫• شرح السيجلماسي اعتمدت فيه على الجزء األول من‬ ‫مخطوط الخزانة الوطنية تحت رقم(‪3831‬د)‪ ،‬وعلى الجزء‬ ‫الثاني المحقق بكلية اآلداب تطوان‪ ،‬وعند اإلحالة على‬ ‫المخطوط استعمل(ورقة‪ ،)...‬وعند االحالة على النص المحقق‬ ‫استعمل(ص‪.)...‬‬ ‫• شرح الفلوسي المكناسي الجزء المحقق بنفس الكلية‪،‬‬ ‫باستثناء مقدمة الشرح فهي من مخطوط المكتبة الوطنية‬ ‫تحت رقم(‪327‬د)‪.‬‬ ‫• شرح محمد زنيبر السلوي مخطوط الخزانة الوطنية تحت‬ ‫رقم(‪1355‬ك)‪.‬‬ ‫• شرح الصومعي مخطوط الخزانة الوطنية تحت‬ ‫رقم(‪1028‬ج)‪.‬‬ ‫• شرح الحضيكي مطبوع من تحقيق إبراهيم إد ابراهيم‬ ‫التامري‪.‬‬ ‫وأختم هذه الكلمة بتجديد الشكر لألستاذة المشرفة‪،‬‬ ‫وللجنة العلمية التي تفحصت هذه الرسالة‪ .‬والتوجه بالشكر إلى‬ ‫كل من ساهم في إنجاز هذا البحث من قريب أو بعيد وأخص‬ ‫بالذكر والدي العزيز رحمه اهلل الذي زرع في بذرة حب العلم‬ ‫والعلماء‪ ،‬وأمي العزيزة التي ما فتئت تمطرني بدعائها الخالص‪،‬‬ ‫وإلى كل أفراد عائلتي الكبيرة والصغيرة الذين لم يبخلوا علي‬ ‫ماديا وال معنويا في سبيل تحقيق هذا الحلم‪ ،‬وإلى كل األصدقاء‬ ‫والزمالء كل باسمه‪.‬‬


‫العدد ‪991‬‬

‫كرات‪:‬‬

‫مذ‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫كرسي سيدي‪ ..‬كرسي لالَّ‬

‫من مستملحات جدتي الوقور‪ ،‬الحاجة «ل ّ‬ ‫ال فطوم»‪ .‬ومن ألطف الحكايات وأجملها‬ ‫عن جدتي العزيزة‪ ،‬كانت تجمعنا نحن األحفاد قرب المدفأ‪ ،‬أيام الشتاء البارد القارس‬ ‫بالبيت العتيق‪ ،‬وهي تلمنا حولها كالفراخ التي تنكمش تحت أجنحة الدجاجة‪ ،‬لننعم‬ ‫بالدفء واألمن‪ ،.‬وهي تدفئ أجسامنا بجسمها الناعم كالدجاجة وصغارها‪.‬‬ ‫قالت وحكت لنا حكاية غريبة‪ ،‬وهادفة ونحن على شوق متزايد لحكايتها األسبوعية‪.‬‬ ‫قالت ‪« :‬ك��رس��ي سيدي ‪..‬‬ ‫كرسي لال‪..‬‬ ‫قلت لها‪ ،‬ألن��ي كنت أكبر‬ ‫األطفال سنا‪ ،‬هل هذا لغز علينا‬ ‫فكه؟ أم هي حكاية عجيبة لم‬ ‫تطرأ سمعنا من قبل؟‬ ‫قالت ‪ :‬ه��ي حكاية عجوز‬ ‫شمطاء تسكن وحدها‪ ،‬مات عنها‬ ‫زوجها وهجرها أبناؤها وبناتها‪،‬‬ ‫وبقيت وحيدة بغرفة نائية عن‬ ‫المنزل‪ ،‬ال شغل لها إال المواظبة‬ ‫على ال��ص�لاة وال��دع��اء‪ ،‬وقيام‬ ‫الليل وصالة الفجر‪ ،‬ألن أوالدها‬ ‫ي��ش��ت��رون لها ك��ل حاجياتها‬ ‫وأغراضها من األك��ل والشرب‬ ‫والمالبس‪ ،‬ويسمحون ألبنائهم‪،‬‬ ‫أي��ام العطلة األسبوعية‪ ،‬أن‬ ‫يسهروا معها الليل ويؤنسوا‬ ‫وحدتها‪ ،‬ألنها صاحبة نكت‬ ‫مثيرة‪ ،‬وغريب القول والمثل‬ ‫لدى العامة‪.‬‬ ‫كن صادقا مع اهلل‪ ،‬فإنك في رعايته‬ ‫وذات يوم‪ ،‬قامت من فراشها الوثير‪ ،‬فتوضأت وهمت بصالة نافلتين‪ ،‬ثم شرعت في‬ ‫صالة الفجر كأيامها المعتادة‪ ،‬وقرأت ما تيسر من كتاب اهلل تعالى‪ ،‬أثناء ذلك سمعت‬ ‫خشخشة بسطح البيت‪ ،‬فقالت في نفسها‪ ،‬إنها القطط تتسابق على األرضية‪ ،‬لم تبال‬ ‫باألمر وحسبته هينا‪ ،‬وتمادت في صالتها بخشوع‪ ،‬ألنها أمام اهلل تعالى‪ ،‬متجهة صوب‬ ‫القبلة الشريفة‪ ،‬ولما أتمت صالتها‪ ،‬أخذت سبحتها تعد حباتها بين أناملها الرقيقة‬ ‫وهي تذكر اهلل قياما وقعودا‪ ،‬وتستغفره إنه هو الغفور الرحيم‪ ،‬وتستأنس بوجوده في‬ ‫كل مكان‪ ،‬ترجو رحمته وتخاف عذابه‪ ،‬وتطلب عفوه والتوبة إليه‪ ،‬أرخت سمعها من‬ ‫جديد‪ ،‬فإذا بخطوات أرجل تتجه نحو باب غرفتها ومقبض الباب يتحرك يمينا ويسارا‪،‬‬ ‫فتيقنت أن غريبا يحاول فتح باب غرفتها‪ ،‬ليسرق ما بحوزتها‪ ،‬وليس لديها أي شيء‬ ‫ثمين يأخذه‪.‬‬ ‫لم تبال ولم تضجر‪ ،‬ولم تشعر بالخوف‪ ،‬ألنها تعلم مسبقا أن مالئكة الرحمن في‬ ‫حمايتها من كل عابث أراد أن يؤذيها‪ ،‬وهي مؤمنة صادقة تخاف اهلل تعالى وال تخشى‬ ‫غيره‪ ،‬ترجو رحمته ومساعدته‪ ،‬فإنه قريب مجيب‪ ،‬وكان لسانها ال يفتر عن الدعاء‬ ‫الصائب‪ ،‬وتالوة آيات الكرسي (في سورة البقرة اآليات)‪ ،‬تقيها شر الخلق‪ ،‬ولكن من‬

‫‪13‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون *‬

‫شدة الهول الذي انتابها لوجود غريب وراء الباب من غير عادة ألفتها‪ ،‬لشدة اضطرابها‬ ‫عوض أن تقرأ آيات الكرسي‪« :‬اهلل ال إله إال هو الحي القيوم ال تأخذه سنة وال نوم»‪،‬‬ ‫تجلجل لسانها وتلعثمت الكلمات بين فكيها‪ ،‬وأنساها الشيطان الرجيم المريد تالوة‬ ‫آيات الكرسي لتقيها شر هذا المخلوق الهائج وراء الباب‪ ،‬فرفعت صوتها الذي سمعه‬ ‫الجاني الواقف وراء الباب الموصد‪ ،‬وهي تتعلثم وتقول ‪:‬‬ ‫«كرسي سيدي‪ ..‬كرسي لال‪»..‬‬ ‫ت��ص��دح بصوتها وه��ي‬ ‫مطمئنة أن��ه��ا ت��ق��رأ آي��ات‬ ‫الكرسي الواقية من كل شر‪،‬‬ ‫ومن كل بطش بها‪.‬‬ ‫س��م��ع ال��ل��ص ق��ول��ه��ا ‪:‬‬ ‫«ك��رس��ي س��ي��دي‪ ..‬كرسي‬ ‫ل�لا‪ ،»..‬فقفل راجعا مذعورا‪،‬‬ ‫ولم يتسن له سرقة العجوز‪،‬‬ ‫وكانت هذه الكلمات الرنانة‬ ‫القريبة لفهـــم اللص كافية‬ ‫لصده عن اقتحام الغرفـــة‬ ‫والسرقـــة‪ ،‬ولربما االعتداء‬ ‫عليها‪ ،‬ألنها رفعت كفيها إلى‬ ‫السماء وهي تدعو اهلل وتقول‪:‬‬ ‫سيدي وم���والي‪ ،‬أن��ت أعلم‬ ‫بحالي‪ ،‬ال جهد لي لمقاومة‬ ‫الغريب‪ ،‬أنت ترى وتسمع‪ ،‬وال‬ ‫تنس عبادك الصالحين‪ ،‬فأنت‬ ‫قريب مجيب‪ ،‬تجيب الداعي‬ ‫إذا دعاك‪ ،‬فخلصني من هذا‬ ‫الطاغية الشريـــر الهاجـــم‬ ‫لبيتي‪ ،‬ولما سمع اللص ‪« :‬يا‬ ‫سيدي ويا موالي» في خشوع‬ ‫وذلة واستغاثة‪ ،‬حسبها اللص أنها تطلب صاحب وسيدها الرجل القوي‪ ،‬ففر هائما على‬ ‫وجهه‪ ،‬ال يعرف خطواته من اليمين إلى اليسار للنجاة بنفسه‪.‬‬ ‫فاهلل تعالى ال ينسى عباده المؤمنين‪ ،‬فألهمها قول «كرسي سيدي كرسي للال»‪،‬‬ ‫ألن آيات الكرسي تقي وتحفظ وتجعل بين المجرم وغريمه حيطا وسدا منيعا لكل شر‬ ‫مهما كان‪ ،‬وهكذا تخلصت العجوز من فظاعة الهول وشر اللص‪.‬‬ ‫يا أبنائي‪ ،‬احفظوا آيات الكرسي‪ ،‬فهي واقية وحافظة لما لها من فضل ومكانة عند‬ ‫اهلل ورسوله والمؤمنين الصادقين‪.‬‬ ‫وهكذا انتهت حكاية اليوم المعبرة والهادفة والمعجزة الربانية‪.‬‬ ‫هيا يا أحفادي األع��زاء‪ ،‬كنت معكم وأنتم الغاليون علي‪ ،‬ونصبح بعهد اهلل مع‬ ‫الصالحين‪ ،‬لقد سامرتكم وسهرت معكم ثلثا من الليل‪.‬‬ ‫كان ذلك وعمري ال يتجاوز أربع سنوات في شتاء ‪1948‬م‪ ،‬فالذاكرة اليقظة تحفظ‬ ‫أجمل الذكريات‪ ،‬وتنقش بالذهب على الصخر‪ ،‬سمعناها ووعظنا بها‪ ،‬ونحكيها ألحفادنا‪،‬‬ ‫كما حكوا لنا‪.‬‬ ‫الجدة ‪:‬‬ ‫حفظكم اهلل ورعاكم ونوما هنيئا وحلما سعيدا‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪991‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫الر�ؤى والأحالم‬

‫إن الرؤى واألحالم تشغل كثيرا من الناس؛ ألنه ما من يوم إال ويرى اإلنسان في مناه أمورا وأحداثا‪،‬‬ ‫والشرع المطهر جاءنا بتفصيل أحكام الرؤى وتفصيل أحكام األحالم وما يتصل بهذه أو بتلك؛ وحسبك‬ ‫من أهمية الرؤيا أن عبادة بن الصامت ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ :‬سألت رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬عن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الد ْن َيا َوفيِ الآخِ َرةِ »‪ ،‬وقال‪“ :‬هي الرؤيا الصالحة يراها‬ ‫احلياة ُّ‬ ‫قول اهلل‪ -‬تبارك وتعالى ‪« :-‬لهُ ُم ال ُب�شرْ َ ى فيِ‬ ‫المسلم أو ترى له”‪ .‬بل إن أصولها قد جاءت في القرآن العظيم‪ ،‬حيث إنه جل وعال أخبرنا أن يوسف عليه‬ ‫السالم رأى رؤيا ثم تحققت تلك الرؤيا بعد كثير من السنين «�إِ يِّن َر�أَ ْي ُ‬ ‫ك ًبا َو َّ‬ ‫ك ْو َ‬ ‫ت �أَ َح َد عَ �شرَ َ َ‬ ‫�س َوا ْل َق َم َر‬ ‫ال�ش ْم َ‬ ‫دِين»‪ ،‬وقال جل وعال في آخر السورة‪َ « :‬و َر َف َع �أَ َب َو ْي ِه عَ َلى ا ْل َع ْر�ش َو َخ ُّروا َل ُه ُ�س َّج ًدا َو َق َ‬ ‫ت‬ ‫ال َيا �أَ َب ِ‬ ‫َر�أَ ْي ُتهُ ْم يِل َ�ساجِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِن ق ْبل ق ْد َج َعلهَ ا َر ِّبي َحقًّا»﴾‪ ،‬يعني أن إخوته كانوا هم الكواكب وكان أبوه وأمه هما‬ ‫هَ َذا َت�أْ ِو ُيل ُر ْ�ؤ َياي م ْ‬ ‫الشمس والقمر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بني �إِ يّ ِن �أرى يف‬ ‫وهذا إبراهيمُ الخليل ‪-‬عليه السالم‪ -‬عزم على ذبح ابنه من أجل رؤيا رآها‪َ « ،‬قال يا ّ َ‬ ‫ك فان ُْظ ْر َ‬ ‫املنام �أَ يّ ِن � ْأذ َب ُح َ‬ ‫ماذا ترى» ورؤيا األنبياء وحي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ونبينا عليه الصالة والسالم أول ما بدأ به الوحي الرؤيا الصادقة‪ ،‬فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل‬ ‫فلق الصبح؛ يعني يراها كما هي عيانا في الواقع كما رآها مناما‪ ،‬ولهذا قال عليه الصالة والسالم ( الرؤيا‬ ‫أن النبي َّ‬ ‫الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة)‪ ،‬قال كثير من العلماء لعل معنى هذا ّ‬ ‫صَلى اهلل عليه‬ ‫وسلم كان أول ما بدء به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح‪ ،‬فاستمر ذلك معه قبل نزول‬ ‫جبريل عليه السالم عليه ستة أشهر‪ ،‬ثم إنه عليه الصالة والسالم استمرت نبوته ورسالته ثالثة وعشرين‬ ‫سنة‪ ،‬وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة‪.‬‬ ‫والرؤى لها مقام عظيم من أول البشرية‪ ،‬كانوا يعتنون بها؛ لهذا ّ‬ ‫قل أن يكون زمن إال وفيه معبِّرون‬ ‫يعتنون بتعبير الرؤيا ويهتمون بذلك ألنها تشغل الناس‪.‬‬ ‫وفي بيان معانيها وأقسامها وماهيَّتها ومرامِها يقول ‪ -‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ‪ ( :-‬الرُّؤيا ثالثة‪ :‬فرُؤيا صالحة بُشرى من اهلل‪ ،‬ورُؤيا تحزينٌ‬ ‫ُ‬ ‫يُحدِّث به المر ُء نفسَه)‪ ،‬رواه البخاري‪ ،‬ومُسلمٌ‪،‬‬ ‫من الشيطان‪ ،‬ورُؤيا مما‬ ‫وروى ابن ماجة عن عوف بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬عن رسول اهلل ‪-‬صلى‬ ‫ُ‬ ‫أهاويل من الشيطان ليحزن‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪“ :‬إن الرؤيا ثالث‪ :‬منها‬ ‫يَهُمُ به الرجل في يقظته فيراه في منامه‪ ،‬ومنها‬ ‫بها ابن آدم‪ ،‬ومنها ما‬ ‫ّ‬ ‫جز ٌء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة”‪.‬‬ ‫ومن أهاويل الشيطان‪ :‬تالعبُهُ باإلنسان في منامه‪ ،‬فقد ثبت في‬ ‫صحيح مسلم أن أعرابياً جاء إلى النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فقال‪:‬‬ ‫يا رسول اهلل‪ ،‬رأيتُ في المنام وأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددتُ على‬ ‫أثره‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لألعرابي‪“ :‬ال تحدّث الناسَ‬ ‫بتلعّب الشيطان بك في منامك”‪ .‬قال جابر ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ : -‬سمعت‬ ‫ّ‬ ‫يحدثنَ أحدكم‬ ‫النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بعدُ يخطبُ فقال‪“ :‬ال‬ ‫بتلعب الشيطان به في منامه”‪.‬وعن أبي قتادة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪:‬‬ ‫سمعت رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يقول‪“ :‬الرؤيا من اهلل والحُ ْلم‬ ‫من الشيطان” أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫ولقد اصطلح العلماء على أن يسموا رؤية األمر المحبوب في المنام‬ ‫رؤيا‪ ،‬ورؤية األمر المكروه حلماً‪ ،‬ولذلك فالفرق عندهم بين الرؤيا والحلم‬ ‫هو أن الرؤيا تكون لألمر المحبوب والحلم يكون لألمر المكروه‪ ،‬قال ابن‬ ‫األثير‪“ :‬الرؤيا والحُ ْلم عبارة عما يراه النائم في نومه من األشياء؛ لكن‬ ‫غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن‪ ،‬وغلبَ الحلمُ على ما‬ ‫يراه من الشر والقبيح”‬ ‫ُ‬ ‫ثالثة أمور‪ :‬أن‬ ‫فإذا رأى اإلنسان في منامه خيراً يُفرح به فيستحب له‬ ‫يحمد اهلل على ذلك‪ ،‬و يستبشر به‪ ،‬و يحدث به من يحب دون من يكره‪،‬‬ ‫وروى البخاري أن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪“ :‬إذا رأى أحدكم رؤيا‬ ‫يحبها فإنما هي من اهلل فليحمد اهلل عليها وليحدث بها…“‪ .‬وروى مسلم‪“ :‬فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر‬ ‫وال يخبر إال من يحب”‪.‬‬ ‫أما إذا رأى ما يكره ويستقبح فعليه االستعاذ ُة باهلل من شرها‪ ،‬االستعاذة من الشيطان ثالثاً مع‬ ‫التتفل عن يساره ثالثاً‪ ،‬ومن اآلداب أن يتحول النائم عن الجنب الذي كان عليه‪ ،‬ومنها أن يصلي ما كتب‬ ‫له‪ ،‬ومن ذلك أ َّ‬ ‫ال يحدّث بها أحداً أبداً‪ ،‬فإنها إن شاء اهلل ال تضره‪.‬‬ ‫وروى الشيخان البخاري ومسلم عن أبي سلمة قال‪ :‬كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعتُ أبا قتادة‬ ‫يقول‪“ :‬الرؤيا الحسنة من اهلل‪ ،‬فإذا رأى أحدكم ما يحب فال يحدث به إال من يحب‪ ،‬وإذا رأى ما يكره‬ ‫فليتعوذ باهلل من شرها‪ ،‬ومن شر الشيطان‪ ،‬وليتفل ثالثاً‪ ،‬وال يحدث بها أحداً؛ فإنها لن تضره”‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في مدارج السالكين‪“ :‬ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق‪ ،‬وأكل‬ ‫الحالل‪ ،‬والمحافظة على األوامر والنواهي‪ ،‬ولينم على طهارة كاملة‪ ،‬مستقبال القبلة‪ ،‬ويذكر اهلل حتى‬ ‫تغلبه عينه‪ ،‬فإن رؤياه ال تكذب البتة‪ ،‬وأصدق الرؤيا ما كان باألسحار‪ ،‬فإنه وقت النزول اإللهي‪ ،‬واقتراب‬ ‫الرحمة والمغفرة‪ ،‬وسكون الشياطين”‪.‬‬ ‫ومن الكبائر التي يقع فيها بعض الناس الكذب في المنام والرؤى واألحالم‪ ،‬فيدعي أنه رأى في منامه‬ ‫كدا وكدا ليفرح شخصا أو يبغضه‪ ،‬أو يقول بعد وقوع الشيء وتحققه سبحان اهلل لقد رأيت في منامي‬ ‫البارحة هذا األمر أو يومئ به‪ ،‬فعن ابن عباس أن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪“ :‬من تح ّلم بحلم‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل‪ ، “ ......‬وفيه أيضاً من حديث أبن عمر أن النبي ‪-‬صلى‬ ‫ُ‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪“ :‬من أ ْفرَى الفرَى ْ‬ ‫الرجل عينيهِ ما َلمْ ترَيا “‪ ،‬ففي هذين الحديثين وعيدٌ‬ ‫أن ي ِريَ‬ ‫شديد على من يكذب في رؤياه؛ ألنه من الكذب على اهلل ‪-‬عز وجل‪.-‬‬ ‫وواجبٌ على مَنْ تصدّر لتعبير الرؤى أو سئل عن تأويلها أن يتقي اهلل ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وأن ينصح لعباده‪،‬‬ ‫وأن يستر عورات الناس‪ ،‬وأن ال يقول ما ال يحسن‪ ،‬يقول ابن القيم‪“ :‬المفتى والمع ِّبر والطبيب يطلعون‬ ‫من أسرار الناس وعوراتهم على ماال يطلع عليه غيرهم فعليهم استعمال الستر فيما ال يحسن إظهاره”‪.‬‬ ‫كل ما يراه اإلنسان في منامه َ‬ ‫فما ُ‬ ‫يسأ ُل عنه ليعبر له‪ ،‬وال كل ما يرى يكون حقاً‪ ،‬فإن من الرؤى‬ ‫أضغاث أحالم وتالعب شيطان كما سبق آنفاً‪ ،‬وعليه؛ فليعلم بأن الرؤيا ال تصلح بأن تش ِّرع حكماً أو تحل‬ ‫حراماً أو توجب شيئاً أو يسيء أحد الظنَ بمسلم ظاهره العدالة‪ ،‬أو يعتدي عليه لمجرد ما رأى في النوم‪.‬‬ ‫ولقد شغل الناس في هذا الزمان برؤاهم وأحالمهم ‪ ،‬واقتطعوا من أوقاتهم الشيء الكثير‪ ،‬بحثاً‬ ‫عن تعبير‪ ،‬وتلمساً لتأويل‪ ،‬وفي المقابل أشغل المعبرون الناسَ بالتعبير‪ ،‬وتنوعت وسائل إيصال ذلك‬ ‫التعبير بين الصحف‪ ،‬والجواالت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬فأشغل بعضهم بعضاً‪ ،‬وصار كل واحدٍ يبحث عن اآلخر‪،‬‬ ‫ووقعت الفتنة‪ ،‬فالباحثون عن التعبير أقلقهم ما يرونه في منامهم‪ ،‬فتلقاهم المعبرون‪ ،‬وأشهرهم صنفان‬ ‫‪:‬معبرون باحثون عن المال‪ ،‬ومعبرون باحثون عن الشهرة ‪.‬‬ ‫ومن تأمل حال الطرفين علم مدى السوء الذي وصلت له األمور‪ ،‬من تضييع لألوقات‪ ،‬وتعلق بأوهام‬ ‫وخياالت‪ ،‬واتكاء على المنامات مع ترك الواجبات في اليقظة‪.‬‬ ‫وأغلب الناس إذا رأى رؤيا أسرع في السؤال عن تأويلها كل من رآه سواء كان يعلم التأويل أم ال‬ ‫يعلم‪ ،‬وهذا من األمر الذي ال يجوز بتاتا؛ ذلك ألن تفسير الرؤى علم من العلوم والكذب فيه كذب على‬ ‫الم َلك؛ ألن اهلل جل وعال جعل المالئكة تضرب األمثال‪ ،‬فإذا فسر المفسر‬ ‫رؤيا وهي ليست برؤيا بل حدسا وتخمينا منه فكأنه قال للذي رأى‪ :‬هذا‬ ‫الذي رأيت رؤيا؛ يعني أن الملك ضرب له المثل لذلك‪ ،‬وقد يكون ذلك‬ ‫من تسويل الشيطان‪ ،‬وقد يكون ذلك من حديث النفس‪ ،‬والمتعجلون‬ ‫في هذا األمر كثير‪.‬‬ ‫لذلك على المؤمن أن ال يسأل عن كل من رآه‪ ،‬وعليه إن سأل أن‬ ‫يتحرّى الذين يعلمون الرؤى من أهل العلم والصالح والمعرفة‪ ،‬وليس‬ ‫كل من عرف بتأويل الرؤيا وأصاب في كثير منها يلزم منه أن يصيب‬ ‫دائما‪ ،‬حتى وإن كان عالما صالحا‪ ،‬فال نبني على تأويل الرؤى حكما أو‬ ‫نتخذ موقفا ألن التأويل مجرد اجتهاد من عالم عارف‪ ،‬فكيف بالجاهل‬ ‫المشعود‪ ،‬فقد قال عليه الصالة والسالم ألبي بكر الصديق رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬لما سأله عن تعبير رؤيا فعبرها فقال عليه الصالة والسالم ألبي‬ ‫بكر‪ ( :‬أصبت بعضا وأخطأت بعضا)‪ ،‬وأبو بكر رضي اهلل عنه كان من‬ ‫المعروفين بتأويل الرؤى‪ ،‬فال يلزم من تعبير المعبِّر للرؤيا ‪-‬إذا كان‬ ‫عنده علم بذلك‪ -‬ال يلزم منه أن يصيب دائما‪ ،‬بل يجتهد ويقول هذا ما‬ ‫وصل إليه علمي واهلل أعلم‪.‬‬ ‫ولقد افتن كثير من المعبرين في زماننا هذا‪ ،‬فراحوا يبحثون عن‬ ‫الوسائل المعاصرة لتبليغ تعبيراتهم للناس‪ ،‬فأشغلوهم وأكلوا أموالهم‪،‬‬ ‫أو تسلقوا على مناماتهم لبلوغ الشهرة وانتشار الصيت‪ ،‬وكثير منهم‬ ‫جاهل أص ً‬ ‫ال في هذا الباب‪ ،‬ومن كان منهم عالِماً فإنه يعلم أن التعبير‬ ‫يختلف في الرؤيا الواحدة من شخص آلخر‪ ،‬وأن معرفة المعبِّر به‪،‬‬ ‫ورؤيته له لها دورٌ كبير في صحة التعبير‪ ،‬فكيف سيصيب هؤالء وهم ال‬ ‫يعرفون الرائي هل هو ذكر أم أنثى‪ ،‬وهل هو متزوج أم أعزب‪ ،‬وهل هو‬ ‫مسلم أم كافر ! ‪.‬‬ ‫يقول العلماء‪:‬‬ ‫فال يجوز له تعبيرها – أي الرأيا ‪ -‬بمجرد النظر في كتاب التفسير‪،‬‬ ‫كما يقع اآلن‪ ،‬فهو حرام؛ ألنها تختلف باختالف األشخاص‪ ،‬واألحوال‪ ،‬واألزمان‪ ،‬وأوصاف الرائين‪ ،‬ولذلك‬ ‫رجل ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه َّ‬ ‫سأل ٌ‬ ‫أذن في النوم‪ ،‬فقال له ‪ :‬تسرق‪ ،‬وتُقطع يدك‪ ،‬وسأله آخر وقال له‬ ‫مثل هذا‪ ،‬فقال له ‪ :‬تحج ! فوجد ٌّ‬ ‫كل منهما ما فسره له به‪ ،‬فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال ‪ :‬رأيتُ هذا سميتهُ‬ ‫حسنة‪ ،‬واآلخر سميتهُ ‪.‬‬ ‫فالواجب على من سئل عن تفسير منام تقوى اهلل عز وجل‪ ،‬والحذر من الخوض في هذا الباب بغير‬ ‫اي �إِ ْن ُ‬ ‫ون »‪.‬‬ ‫علم؛ فإن تعبير الرؤى‪ :‬فتوى؛ لقوله تعالى‪َ « :‬يا �أَ ُّيهَ ا المْ َ َ ألُ �أَ ْفتُونيِ فيِ ُر�ؤْ َي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ك ْنت ُْم لِل ُّر�ؤْ َيا ت َْع رُ ُ‬ ‫ومعلوم أن الفتوى بابها العلم‪ ،‬ال الظن‪ ،‬والزعم‪ ،‬ثم أيضاً‪ :‬تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي‬ ‫يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم‪ ،‬بل هي كما قال النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم مبشرات‪ ،‬وكما قال بعض السلف‪ :‬الرؤيا تسر المؤمن‪ ،‬وال تغره‪.‬‬ ‫إن تطاول الناس على تفسير الرؤى واألحالم أصبح مشكلة ووسيلة للنصب على العقول الضعيفة‬ ‫وجمع األموال‪ ،‬حتى أضحى يخصص لها إعالنات في القنوات الفضائية‪ ،‬وعلى الهواتف‪ ،‬وفي الصحف‪،‬‬ ‫والمجالت وغيرها‪ ،‬جذباً للناس وتضليال‪ ،‬وكل هذا شرٌّ عظيم‪ ،‬وتالعب بهذا العلم الذي هو جزء من‬ ‫النبوة‪ ،‬قيل لمالك رحمه اهلل‪ :‬أيعبر الرؤيا ُّ‬ ‫كل أحدٍ ؟ فقال‪ :‬أبالنبوة يلعب ؟! وقال مالك ‪ :‬ال يعبر الرؤيا إال‬ ‫من يحسنها ‪ ،‬فإن رأى خيراً أخبر به‪ ،‬وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت‪ ،‬قيل‪ :‬فهل يعبرها على الخير‬ ‫وهي عنده على المكروه لقول من قال‪ :‬إنما على ما أولت عليه ؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬ثم قال ‪ :‬الرؤيا جزء من النبوة‬ ‫فال يتالعب بالنبوة‪.‬‬

‫حول نقاشات هذه األيام عن الملحدين‬

‫‪ - 1‬الملحد أو دعنا نقل اإلنسان ‪ ،‬حر في كل اختياراته واعتقاداته‪ ،‬بنص قول اهلل في الكتاب الخاتم‪:‬‬ ‫(ال إكراه في الدين) (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ‪ ،‬لذا ال يمكن جبر أحد على اعتناق دين‬ ‫معين‪ ،‬أو فكرة دينية معينة‪.‬‬ ‫اإلنسان في األديان ‪ ،‬حر مستقل صاحب اختيارات وقرارات‪ ،‬ذو حرية ومسؤولية‪ ،‬لذا قال الحق (اعملوا‬ ‫ما شئتم إنه بما تعملون بصير)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مناقشة الملحدين بذلكم التوجه‪ ،‬لن يجدي نفعا‪ ،‬ولن يزرع هداية بقلب امرئ ملحد‪ ،‬الحجج‬ ‫واالتهامات و‪..‬و‪..‬و لن ترد بهم ‪ ،‬ولكن نور الدين هو الذي يجب أن يخاطبوا به‪ ،‬فالدين نور وكتابه‬ ‫نور ونبيه نور ‪ ،‬ولن يقتنع اآلخر إال بخطاب متنور نير‪ ،‬أما الحجج والبراهين والجدال‪ ،‬فلن يؤتي اكال في‬ ‫هكذا مقام‪.‬‬ ‫‪ ‬محاصرة الملحد بمنطقي أني هزمتك فاخضع للحق وتدين‪ ،‬منطق لن يقبله حتى الدين نفسه‪ ،‬لذا‬ ‫ال تعتمده‪ ،‬وال ترغم الناس في السير إلى ربهم كرها‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬نحن بصفتنا مسلمين داخل بيتنا المسلم (الفرق فيما بينها) لم يقنع أي منا اآلخر‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫منذ الجدال االول بالقرن ‪ ١‬الهجري‪ ،‬فهل تتوقع أن نقنع غيرنا ؟!‬ ‫ولن يقنع أحد آخر يوما‪ ،‬الن طريق الجدال والبرهنة لم ولن ينصر النور يوما‪ ،‬إذ النور ال ينصر إال‬ ‫بالنور ‪ .‬ويابى اهلل إال أن يتم نوره‪.‬‬ ‫ الملحدون ال يحتاجون إلى هذا بقدر ما يحتاجون إلى من يداوي نفوسهم المرهقة‪ ،‬وقلوبهم‬‫المتعبة‪ ،‬شيء من المحبة وما واالها كاف إلقناعهم‪.‬‬ ‫هذا اذا كنا نود نصرة النور والدين‪ ،‬ولنا غيرة على الناس‪ ،‬أما إذا كنا نود إبراز عضالتنا الفكرية‬ ‫ونتبجح باساليبنا المنطيقية فلن يتجاوز األمر أن يكون فلكلورا فقط‪.‬‬ ‫الملحد يحتاج لمن يأخذ بيده لربه بحب ونور‪ ،‬ال يحتاج اي حجة أو برهان‪ ،‬قلب مهزوز ونفس مرهقة‪،‬‬ ‫يحتاج ألن يكون بحب اهلل ثمال‪ ،‬فتتشعشع بقلبه األنوار‪ ،‬ويخضر ربيع قلبه ‪..‬‬ ‫هذا مجرد راي مني فقط ‪ ،‬وفقني اهلل وإياك لنصرة نوره واتباع هديه‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫منظمة ‪ MZC‬تناهض العنف المبني‬ ‫على النوع شمال المملكة‬ ‫العرائش ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫منصة جديدة نصبتهــا «منظمة نســاء‬ ‫في مواقع األزمات» شمـال المملكة‪ ،‬لتضرب‬ ‫من فوق سطحها بسالح الثقافة والمرجعيات‬ ‫الوطنية والدولية المنتصرة لقيم المساواة بين‬ ‫الجنسيـن‪ ،‬وذلك من أجل المساهمة بمعية‬ ‫شركائها في وأد العنــف المبني على النوع‬ ‫االجتماعي الذي يشير أكثر من مؤشر‪ ،‬بأن‬ ‫مساحته واسعة بهذه الجهة‪ ،‬وأنه واحد من بين‬ ‫اإلكراهــات التي تكبـــح «المجهود التنموي»‬ ‫المستثمر في المنطقة‪ ،‬وال يكون لهذا األخير‬ ‫وقعا ايجابيا على حياة المواطنات والمواطنين‬ ‫هناك ‪.‬‬ ‫في سياق بناء االنسان المتشبع بثقافة‬ ‫المســاواة‪ ،‬ومساهمــة منهــا في محاصـــرة‬ ‫الصور النمطية التي تضرب المرأة في معصم‬ ‫كرامتها‪ ،‬وبعد سلسلة من اللقاءات المباشرة‬ ‫مع نساء ورجال واطفال بأكثر من جماعة ترابية‬ ‫بالمغرب العميق بأقاليم‪ ،‬وزان‪ ،‬وشفشاون‪،‬‬ ‫والعرائش‪ ،‬دعــت «منظمـة نســاء في مواقع‬ ‫األزمات» بمعية شركائها‪ ،‬باقة من جمعيـــات‬ ‫المجتمع المدني التي تشتغـــل على قضية‬ ‫المرأة بهذه األقاليـــم‪ ،‬لاللتئام في ملتقى‬ ‫جهوي احتضنت فقراته مدينة العرائش‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم السبت ‪ 20‬أبريل الجاري‪ ،‬وأطـره شــعار‬ ‫«جميعا لمناهضة العنف القائم على النوع »‪.‬‬ ‫الملتقى الجهوي للنوع االجتماعي شكل‬ ‫فرصة أمــام المشاركــات والمشاركين في‬ ‫أشغاله لرسملة الحصيلـة النوعية والكميــة‬ ‫التي راكمتها الجمعيات المنخرطة في مشروع‬ ‫مناهضة العنف القائم على النوع‪ ،‬وضبط‬ ‫التحديات التي تواجه هذا الفعل الحقوقي الذي‬ ‫يرمي إلى توسيع رقعة مشتل الحقوق االنسانية‬ ‫للنساء وتعزيزها‪ ،‬ورسم المالمــح العريضة‬ ‫الستراتيجية تتكسر على صخرتها ‪ ‬التحديات‬ ‫الثقافية والمادية والتدبيرية والبشرية ذات‬ ‫الصلة بالعنف القائم على النوع االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ ‬محاور الملتقــى الجهــوي توزعـــت بين‬ ‫مائدتين مستديرتيــن وورشتيـــن‪ .‬تناولت‬ ‫المائدة المستديرة األولى التي أطرتها زكية‬ ‫البغدادي‪ ،‬المنسقة الوطنية لشبكة «أناروز»‬ ‫موضوع «أهمية العمل بالشبكات في مجال‬ ‫العنف القائم على النوع»‪ ،‬استعرضت خاللها‬ ‫تجربة الشبكة التي تنسق عملها‪ .‬أما المائدة‬ ‫المستديرة الثانية فقد سلطت فيهــا فائزة‬ ‫الرحيلي‪ ،‬المساعدة االجتماعيــة بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بــوزان‪ ،‬الضـــوء على «اآلليـــات‬ ‫المؤسساتية لمناهضة العنــف القائم على‬ ‫النوع»‪ ،‬التي تشكل مكسبا – رغم ‪ ‬فجواتهـــا‬ ‫الكثيرة ‪ -‬يعزز حماية كرامة المرأة‪ ،‬والنهوض‬ ‫بحقوقها‪ ،‬لكنها ( اآلليات) تصطدم بإشكالية‬ ‫التفعيل التي ينتج عنها تضخم معاناة النساء‬ ‫المعنفات ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫الفاعل الحقوقــي محمد حمضي بسط‬ ‫أمام المشاركات والمشاركين في الورشة التي‬ ‫نشطها حول «الترافع في مجال العنف القائم‬ ‫على النوع»‪.‬‬ ‫‪ ‬آليات وتقنيات الترافع لتحقيق مكتسبات‬ ‫تعزز حقوق المرأة‪ ،‬وبعد عرضه لمحدودية كل‬ ‫مقاربة من مقاربات الترافع‪ ،‬ركز على نقاط‬ ‫القوة التي تتميز بها المقاربة الفعالة‪ ،‬وقبل‬ ‫االنتقال للتأكيد على أن استراتيجية المرافعة في‬ ‫مجال العنف القائم على النوع تبنى على مقاربة‬ ‫حقوق االنسان التي تأخذ بعين االعتبار النوع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬حدد الصعوبات التي تحد من دور‬ ‫الترافع ‪.‬‬ ‫أما الورشة الثانية فقد المست منشطتها‬ ‫«العنف القائـــم على النــوع بين المقاربـــة‬ ‫القانونية والبناء الثقافي للمجتمع‪ ،‬رهانـــات‬ ‫التحول االجتماعي» ‪.‬‬ ‫الملتقى الجهوي للنوع االجتماعي ما كان‬ ‫للستار أن يسدل على أشغاله بعد المساهمات‬ ‫النوعية للمشاركات والمشاركين التي أغنت‬ ‫محاوره‪ ،‬من دون أن تتمخض عنه جملة من‬ ‫التوصيات التي على مختلف المتدخلين قراءتها‬ ‫من زاوية األدوار التي متع بها دستور المملكة‪،‬‬ ‫والمواثيق الدولية المجتمع المدني الذي يعتبر‬ ‫شريكا في صناعة القرار على مختلف المستويات‪.‬‬ ‫من بين التوصيات نذكر ‪:‬‬ ‫ بناء الثقة بين الفاعل المدني والفاعـل‬‫العمومي‪.‬‬ ‫ تقوية قدرات مختلف المتدخلين في‬‫مجال مناهضة العنف ضد النساء‪ .‬‬ ‫ تشذيب مدونة األسرة‪ ،‬والقانون ‪/13‬‬‫‪ 103‬المتعلق بالعنف ضد النساء واألطفال من‬ ‫الشوائب التي تضعهما – رغم ما جاء بهما من‬ ‫مكتسبات ‪ -‬في حالة شرود بالنسبة للحق في‬ ‫المساواة بين النساء والرجال كما حددته (الحق)‬ ‫أحكام الدستور‪ ،‬والمواثيق الدولية ذات الصلة‬

‫المصادق عليها من طرف المغرب ‪.‬‬ ‫ ضخ جرعات من الفعاليــة في اآلليـــات‬‫المؤسساتيـة المسنــود لهـــا حمايـــة النساء‬ ‫من مختلف أنواع العنـــف‪ ،‬وتعزيزها بالموارد‬ ‫المالية والبشرية المؤهلة (خاليا المحاكـــم‬ ‫والمستشفيات والضابطة القضائية ‪.)....‬‬ ‫ الدعوة العتماد مبدأ التمييز االيجابي‬‫في الترشيــح وتحمــل المسؤوليـــة بمجالس‬ ‫العماالت واألقاليم على غرار ما هو معتمد في‬ ‫الجماعات الترابية ومجالس الجهات‪ .‬‬ ‫ توسيع شبكـــة مراكــز إيــواء النساء‬‫المعنفات باألقاليم الثالثــة والتعجيـل بفتـــح‬ ‫أبواب المراكز الجاهزة ( مركز حي القشرييـــــن‬ ‫بوزان نموذجا ) ‪.‬‬ ‫ إطالق حمــالت تحسيسية مناهضة‬‫للصور النمطية الحاطــة من كرامـــة المرأة‬ ‫(األمثال الشعبية نموذجا) ‪.‬‬ ‫ دعوة وزارة التربية الوطنية لتخليص‬‫الكتاب المدرسي من كل ما قـــد يستشف منه‬ ‫تمييزا مبنيا على الجنس‪.‬‬ ‫جدير باإلشارة بأن الملتقـى الجهـــوي‬ ‫انطلق بجلسة افتتاحية أدارت فقراتها السيدة‬ ‫سلوى منسقة «منظمة نساء بمواقع األزمات»‬ ‫بالعرائش‪ ،‬وتناول فيها الكلمة مصطفى حيون‪،‬‬ ‫المنسق العام للمنظمة المذكورة بالمغرب‪ ،‬ذكر‬ ‫فيها بسيــاق تنظيم النسخــة الثالثــة للملتقى‬ ‫الجهوي‪ ،‬وأشار بأن المشروع الذي يشكل‬ ‫االشتغال على النوع االجتماعي جوهره‪ ،‬قد قطع‬ ‫ثلثي مدته‪ .‬من جهتــه سجـل محمــد فرحي‬ ‫ممثل المندوبيــة اإلقليمية للتعاون الوطنـي‬ ‫بوزان جديــة العرض الذي تقدمه المنظمة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬ودورها في االرتقاء بتعزيز قدرات‬ ‫النسيج الجمعوي باإلقليم بغاية تملكه لثقافة‬ ‫وآليات ترسيخ ثقافة النوع االجتماعي ‪.‬‬

‫انطالق فعاليات الملتقى اإلقليمي الثالث للتوجيه‬ ‫المدرسي والمهني والجامعي بالقصر الكبير‬

‫افتتاح موقع “ليكسوس” األثري‬ ‫من طرف وزير الثقافة واالتصال‬ ‫محمد األعرج بالعرائش‬

‫شهد يوم السبت ‪20‬ابريل ‪2019‬االفتتاح‬ ‫الرسمي لموقع لكسوس األثري بالعرائش‬ ‫بحضور وزير الثقافة واالتصال السيد محمد‬ ‫األعرج وعامل إقليم العرائش السيد العالمين‬ ‫بوعصام والوفد المرافق لهما ‪.‬‬ ‫هذا االفتتاح يأتي بعد بناء مركز خاص‬ ‫بالموقع وتهيئة مسار لزيارته وتعد مقدمة‬ ‫لمشروع مندمج يشمل إطالق برنامج لحفريات‬ ‫أثرية موسعة وإحداث مركز للتعريف بتراث‬ ‫الموقع‪.‬‬ ‫ويحتل موقع ليكسوس من حيث موقعه‬ ‫وآثاره مكانة متميزة في المشهد األثري القديم‬ ‫إذ يجسد آثار مدينة “ليكسوس” المشهورة‬ ‫والتي أسست في القرن الثامن قبل الميالد‬ ‫بحيث تعد من أعرق الحواضر بغرب البحر‬ ‫األبيض المتوسط وقد امتد تعميرها فضال عن‬ ‫ذلك على فترة طويلة تناهز اثنين وعشرين قرنا‬ ‫حيث انتقلت خاللها من مدينة مورية مستقلة‬ ‫(القرن ‪ 8‬قبل الميالد ‪ -40‬م) إلى مستوطنة‬ ‫رومانية (‪ 40‬م – بداية القرن الخامس ميالدي)‬ ‫ثم إلى مدينة إسالمية باسم “تشميس” (القرن‬ ‫‪ 8‬القرن ‪ 14‬م)‪ ،‬ويعكس تراث موقع ليكسوس‬‫ما تميز به المغرب عبر تاريخه القديم من تالقح‬ ‫الثقافات والحضارات الدولية المتعددة‪.‬‬ ‫وتسجل اآلثار المعمارية المتواجدة‬ ‫بالموقع المتمثلة في أطالل قصر شيد على‬ ‫عهد يوبا الثاني ومسرح مدرج فريد من نوعه‬ ‫بالعالم وفي مجموعة معامل رومانية لتمليح‬ ‫السمك‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تواجد مآثر معمارية‬ ‫رومانية كانت مزينة بلوحات أرضية بديعة من‬ ‫الفسيفساء‪ .‬وهي تعكس ما كان للمدينة من‬ ‫ازدهار اقتصادي وعالقات تجارية متواصلة مع‬ ‫بلدان المتوسط‪.‬‬ ‫ولهذا فإن إعادة االعتبار للموقع وتثمينه‬ ‫مع برمجة إطالق أبحاث أثرية جديدة ستساهم‬ ‫في التعريف بالموروث التاريخي للموقع‪ ،‬وفي‬ ‫الكشف عن مكونات معمارية جديدة ستمكن‬ ‫الرفع من جاذبيته واستقطابه للزوار وطنيا‬ ‫ودوليا ليصبح مركز إشعاع ثقافي على المستوى‬ ‫المحلي والجهوي وقطبا سياحيا مهما سيشكل‬ ‫أحد روافد التنمية المستدامة المنشودة‬ ‫بالمنطقة‪.‬‬

‫انطلقت صبيحة يوم األربعاء ‪ 24‬ابريل‬ ‫‪ 2019‬بالقاعة المغطاة بلعباس بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫فعاليات الملتقى اإلقليمي الثالث للتوجيه‬ ‫المدرسي والمهني والجامعي‪ ،‬الذي تنظمه‬ ‫الجمعية المغربية ألطر التوجيه والتخطيط‬ ‫التربوي فرع العرائش تحت شعار «توجيه‬ ‫ناجح لمستقبل أفضل «‪.‬بشراكة مع المديرية‬ ‫اإلقليمية بالعرائش ‪ ،‬وبدعم من المجلس‬ ‫الجماعي للقصر الكبير‪.‬‬ ‫ويروم هذا الملتقى إلى تمكين التلميذات‬ ‫والتالميذ من المعلومات والمعطيات التي‬ ‫تساهم في تحديد مسارهم الدراسي ‪ ،‬والتعريف‬ ‫بمختلف مؤسسات التعليم العالي العمومي‬ ‫والخصوصي المتاحة أمام تالميذ سلك ما بعد‬ ‫الباكالوريا بالجهة ‪ ،‬واالرتقاء بالقدرات التواصلية‬ ‫للتلميذات والتالميذ من خالل التواصل المباشر‬ ‫والمقابالت الفردية والجماعية مع اطر التوجيه‬

‫التربوي وممثلي مؤسسات التعليم العالي‬ ‫والتكوين المهني المشاركة ‪.‬‬ ‫ويهدف الملتقى ‪ ،‬الذي حضر افتتاحه‬ ‫المدير اإلقليمي للتربية الوطنية ‪ ،‬ورئيس‬ ‫المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير ‪ ،‬وقائد‬ ‫الملحقة اإلدارية األولى ‪ ،‬وشخصيات أخرى‬ ‫وعدد من المسؤولين بقطاع التربية الوطنية‬ ‫واطر التوجيه واألساتذة وتالميذ المؤسسات‬ ‫التعليمية و وممثلي جمعيات أباء وأولياء‬ ‫التالميذ وطالبات وطلبة المؤسسات الجامعية‬ ‫ومؤسسات التكوين المهني والعديد من‬ ‫الفاعلين التربويين واالجتماعيين ‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة صرح السيـــد المدير‬ ‫اإلقليمي لقطــاع التربيـــة الوطنية بإقليــم‬ ‫العرائش أن هذه المحطة تأتي في إطار‬ ‫الصيرورة المفتوحة لتاطير وتوجيه تالميذ‬ ‫المؤسسات التعليمية ‪ ،‬وتمكينهم من مواكبة‬

‫ع‪ .‬ب‪ .‬ربوحة‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫الطفولة الشعبية بوزان تطلق‬ ‫النسخة السادسة لمهرجان‬ ‫فضاءات تشكيلية‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫المستجدات الراهنة على مستوى االختيارات ‪،‬‬ ‫وذلك وفق رؤى استشرافية تتالءم مع الكفاءات‬ ‫المعرفية والمنحى التدرجي للمسارات المهنية‬ ‫‪ ،‬داعيا التالميذ إلى ضرورة توسيع مجال البحث‬ ‫من خالل البرامج والتطبيقات ذات الصلة‬ ‫بالتكنولوجيا الحديثة قصد تحديد ميوالتهم‬ ‫واختياراتهم المستقبلية ‪.‬‬ ‫كما أوضح على أن النيابة لها مخطط‬ ‫إقليمي في تشكيل قوافل للوصول إلى الوسط‬ ‫القروي ‪ ،‬وان هذه الدورة تسعى إلى تحقيق‬ ‫أهداف تربوية تتجلى باألساس في اختيار‬ ‫التالميذ بالمسالك الدراسية والتكوينية المتاحة‬ ‫أمامهم قبل وبعد الباكالوريا واطالعهم على‬ ‫مختلف مؤسسات التعليم العالي العمومي‬ ‫والخصوصي ‪.‬‬

‫وعلى هامش هذه الزيارة الميدانية أكد‬ ‫السيد محمد األعرج‪ ،‬وزير الثقافة واالتصال في‬ ‫كلمة له بهذه المناسبة أن افتتاح الموقع بتهيئة‬ ‫جديدة ومندمجة يؤسس لبداية مرحلة مختلفة‬ ‫من إدارة وتدبير المواقع األركيولوجية ببالدنا‪،‬‬ ‫مرحلة ارتأت الوزارة بعد سنتين من التشخيص‬ ‫والمعاينة الميدانية لواقع حال المواقع األثرية‬ ‫التابعة لقطاع الثقافة ‪،‬والتي تبين لنا من خاللها‬ ‫أن مجهودات الحفظ لضرورة الصيانة واحترام‬ ‫الماضي فقط دون الحرص على ربطها بمنافع‬ ‫يستفيد منها المجتمع واالقتصاد المحلي‬ ‫والوطني أصبح أمرا متجاوزا لن يفضي في‬ ‫النهاية سوى لفوائد محدودة قياسا بالمال‬ ‫والجهد المستثمرين ‪.‬‬ ‫و في هذا الصدد ولربط القول بالفعل‪،‬‬ ‫كشف السيد الوزير ‪ ،‬أن قطاع الثقافة بصدد‬ ‫التحضير إلجراء استشارة وطنية حول التراث‬ ‫الثقافي على منوال االستشارة الوطنية حول‬ ‫الثقافة والتنمية المستدامة التي نظمتها‬ ‫الوزارة سنة ‪ ،2014‬وذلك لتجميع وتحليل‬ ‫التصورات‪ ،‬مركزيا وجهويا ومحليا‪ ،‬يساهم فيها‬ ‫كل الفاعلين الذين لهم صلة بالتراث الثقافي‬ ‫من إدارات عمومية‪ ،‬وجماعات ترابية وجامعات‬ ‫ومراكز البحث العلمي وفعاليات المجتمع المدني‬ ‫لبلورة تصور يتجاوب مع متطلبات التدبير‬ ‫العصري لتراثنا الثقافي الوارد في التوجيهات‬ ‫الملكية السامية بهذا الشأن‪.‬‬ ‫ولم يفت السيد الوزير التأكيد على أن عمل‬ ‫الوزارة بموقع ليكسوس لم ينته بعد‪ .‬فمكنونات‬ ‫الموقع األركيولوجية ومؤهالته االقتصادية‬ ‫يمكن أن تبوأه بيسر تتويجا عالميا من قبل‬ ‫اليونيسكو‪ .‬وهو ما تبتغيه الوزارة على المدى‬ ‫المتوسط‪ .‬وبهذا الصدد سيتم وضع برامج‬ ‫منتظمة تهم التنقيب األثري بالموقع تخصص‬ ‫له ميزانية قارة للكشف عن أجزائه الهامة‬ ‫لتسليط الضوء على جوانب من تاريخ الموقع‬ ‫والمنطقة‪ .‬كما سيتم إحداث مدخل جديدة‬ ‫لتسهيل الولوج عبر الطريق السيار باإلضافة‬ ‫إلى مجموعة من أشغال التهيئة الداخلية التي‬ ‫ستوفر شروط الراحة واالستفادة واالستمتاع بما‬ ‫يتحه الموقع على الصعيدين التراثي والبيئي‪.‬‬

‫ال يمكن لتصرف طائش ارتكبته اإلدارة‬ ‫الترابية بوزان حين استنفرت ‪ ‬أعوانها من‬ ‫أجل مصادرة لوحة حائطية أبدعها فنان‬ ‫تشكيلي بمناسبة تنظيم حركة الطفولة‬ ‫الشعبية النسخة السادسة لمهرجان فضاءات‬ ‫تشكيلية ‪ (،‬ال يمكن) ‪ ‬لهذا الحادث الذي ما‬ ‫من شك بأنه سيساهم في تسويد السجل‬ ‫الحقوقي لبالدنا ‪ ،‬بأن يحجب عن األنظار‬ ‫القيمة المضافة التي تميزت بها فعاليات‬ ‫المهرجان الفني الذي يكبر نوعيا سنة بعد‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫‪ ‬مهرجان فضاءات تشكيلية الذي امتدت‬ ‫فعالياته المتنوعة ثالثة أيام ( ‪19/20/21‬‬ ‫أبريل ) تم تنظيمه تحت شعار « وزان فضاء‬ ‫الفن واإلبداع « ‪ .‬وقد حج لهذا المهرجان‬ ‫لضخ جرعة من األبداع في مفاصل دار‬ ‫الضمانة ‪ ،‬ولتربية أطفالها على تطويع‬ ‫الريشة وجعلها في خدمة االنسانية ‪ ،‬ثلة من‬

‫الفنانين التشكيليين يتقدمهم ضيف الشرف‬ ‫محمد الخو فنان الكاريكاتير ‪ . ‬كما عرف‬ ‫المهرجان الذي دعمه أكثر من شريك مقتنع‬ ‫بالمرافعات المتميزة التي تقودها حركة‬ ‫الطفولة منذ تأسيسها من أجل أن يتنفس‬ ‫أطفال وزان نسيم الكرامة الذي يصطدم‬ ‫بصخرة من اإلكراهات نتجت عن «سياسة‬ ‫عمومية» صنعتها ألكثر من جهة ‪ ( ،‬عرف)‬ ‫تنظيم مسابقة إقليمية حول الفن التشكيلي‬ ‫تمحورت حول موضوع « الطفل واللعب»‪.‬‬ ‫‪ ‬وطيلة مدة المهرجان الذي أسدل‬ ‫الستار على فعالياته بتنظيم حفل بدار الشباب‬ ‫المسيرة ‪ ،‬كرمت فيه مجموعة من األسماء‬ ‫التي تركت بصمة بيضاء في إنجاح هذه‬ ‫التظاهرة وغيرها من نوافذ الفعل التربوي‬ ‫الجاد التي تفتحها حركة الطفولة الشعبية‬ ‫بدار الضمانة على امتداد السنة‪ ،‬كان األطفال‬ ‫قد شاركوا في خمس ورشات اشتغلت‬ ‫على ‪ ،‬الكاريكاتور ‪ ،‬الخط ‪ ،‬تقطيــع الورق ‪،‬‬ ‫الجداريات ‪......‬‬


‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)893‬‬

‫‪16‬‬

‫الدكتور أبو الخير الناصري‬ ‫باحثاً مجدداً ومثقفاً نزيهاً‬

‫ليس من السهل على الكاتب االستكانة إلى نهج مجاراة األهواء والعواطف‪ .‬وليس من‬ ‫السهل عليه االطمئنان لليقينيات لتجنب كل أنواع االصطدام مع قضايا تأمالته ومجاالت‬ ‫تفكيره في عالقة ذلك بمحيطه وبشخوصه الذين يحيا معهم ويتفاعل معهم‪ .‬وليس من‬ ‫السهل – كذلك – تطويع النفس إلجبارها على إبراز والئها األول واألخير لضميرها األخالقي‬ ‫فيما تكتبه وفيما تنتجه من آراء ومن أفكار‪.‬‬ ‫هذا ما كتبته بمناسبة إصدار الباحث المدقق والمثقف النزيه‪ ،‬األستاذ أبو الخير الناصري‬ ‫لكتابه “خارج القفص”‪ ،‬سنة ‪ .2016‬والعمل – في األصل – تجميع لسلسلة مقاالت استقرائية‬ ‫لوقائع محلية وإقليمية وعربية ودولية تفاعل معها المؤلف من موقعه كقارئ حصيف‪ ،‬اختار‬ ‫الطريق الصعب في انتقاد محيطه وفي قراءة إبداالت هذا المحيط‪ ،‬وفق رؤى غير مهادنة‪،‬‬ ‫صقلها وازع أخالقي والتزام نقدي صارم في تفكيك عناصر التأمل والتشريح‪ .‬إنه منطق جريء‬ ‫في تسمية األمور بمسمياتها وفي استفزاز الطمأنينة المزيفة للذين يستكينون لمنطق الوالء‬ ‫المطلق للقبيلة‪ ،‬بتعبيراتها المتعددة‪ ،‬وبتمظهرات هذه التعبيرات في نظمنا الثقافية والفكرية‬ ‫واالجتماعية والسياسية المتداخلة‪ .‬إنه منطق اشتغال آلة النقد والتفكيك لدى المؤلف في‬ ‫سياق مرجعيته األخالقية التي تختزلها صيغة “ال أعبد ما تعبدون”‪ ،‬حسب ما عكسته دراساته‬ ‫وإصدارته المتراتبة للسنوات الماضية‪ .‬فمن كتاب “تصويبات لغوية في الفصحى والعامية”‬ ‫(‪ ،)2008‬إلى كتاب “في صحبة سيدي محمد الناصري” (‪ ،)2008‬ثم كتاب “ال أعبد ما تعبدون”‬ ‫(‪ ،)2011‬فكتاب “وردة في جدار” (‪ ،)2015‬وكتاب‬ ‫“خارج القفص” (‪ ،)2016‬وكتاب “في صحبة أستاذي‬ ‫محمد الحافظ الروسي” (‪ ،)2017‬وأخيرا كتاب‬ ‫“غيمات الندى” (‪ ،)2019‬تتأسس معالم مشروع‬ ‫جريء في مساءلة إشكاالت الراهن وفي التأصيل‬ ‫لسبل القراءة النقدية المبادرة‪ ،‬حيث االرتقاء بالحس‬ ‫األخالقي واالفتتان بجمالية اللغة واالنسياق مع روعة‬ ‫التراكيب والهيام في ملكوت الوجد الصوفي في‬ ‫تفكيك بنيات الواقع ومساءلة تناقضاته المستفزة‪،‬‬ ‫للفرد وللجماعة‪.‬‬ ‫هي ثورة ضد “الجاهز” وضد لغة “اإلجماع”‬ ‫بإغراءاته وبنعمه الكثيرة‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬هي ثورة ضد‬ ‫ثقافة القطيع التي رسخت الكثير من مظاهر االبتذال‬ ‫والسقوط في ثقافتنا الوطنية الراهنة‪ .‬لذلك‪ ،‬لم‬ ‫يكن من السهل الوقوف ضد تكلس اإلعصار وضد‬ ‫مجرى االستكانة لليقينيات ولألشكال المرضية‬ ‫للتأطير الجماعي المسؤول عن إنتاج نظيمة السلوك‬ ‫الجماعي وأنساق التفكير المتداخلة داخل “قفص”‬ ‫التنميط والتدجين‪ .‬ولعل هذا ما لخصته الكلمة‬ ‫التقديمية لكتاب “خارج القفص”‪ ،‬عندما قال‪“ :‬الكتابة‬ ‫إقامة دائمة خارج القفص‪ :‬قفص الحزب‪ ،‬والنقابة‪،‬‬ ‫والجمعية‪ ،‬والعادة‪ ،‬والجماعة المحتجة المتظاهرة‪...‬‬ ‫إنها تحليق خارج السرب ال يبتغي سوى معانقة‬ ‫صوت الحقيقة في األعماق‪ ...‬هي انعتاق وانطالق‪،‬‬ ‫وتحرر من كل التزام إال ما يمليه على الكاتب ضميره‬ ‫الرافض لإلقامة داخل األسوار‪ ..‬وهي أيضا تنفيس‬ ‫عن غضب أو تعبير عن محبة خالصة‪( ”...‬ص‪.)5 .‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬يقول األستاذ عبد اللطيف‬ ‫شهبون‪ ،‬في كلمته التقديمية لنفس الكتاب‪ ،‬ملخصا‬ ‫هذا البعد المميز لمضامين المتن‪“ :‬وأما ميسمها‬ ‫(أي المقاالت) الرئيس فاعتصام بحبل أخالقي‪ ،‬هو‬ ‫حبل “حرية الضمير”‪ ،‬وال تعني هذه األخيرة عند أبي‬ ‫الخير سوى الخروج عن كل تنميط استرقاقي‪ ،‬ولذا‬ ‫جاءت مترجمة في هذه المقامات لجوهر الحقيقة‪،‬‬ ‫حقيقة “ال أعبد ما تعبدون”‪( “ ...‬ص‪.)3 .‬‬ ‫داخل هذه الرؤى الصارمة في التزاماتها األخالقية‪ ،‬تندرج مجمل “المقاالت”‪ ،‬مسائلة الواقع‬ ‫ومستفزة وعينا الجماعي في تعاطيه مع مختلف مظاهر االنحطاط في السلوك‪ ،‬والتردي في‬ ‫الفكر‪ ،‬والتزلف عند مصارحة اآلخر‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬ظل أبو الخير الناصري حريصا على إسماع‬ ‫صوته المتفرد في كل القضايا التي احتوتها نصوص الكتاب‪ .‬فمن تدافع أجواء مدينة أصيال‬ ‫في سياق الحركات االحتجاجية التي عرفتها المدينة مع تداعيات الربيع العربي لسنة ‪،2011‬‬ ‫ومرورا برصده لمآل تجربة مواسم أصيال الثقافية وشروط بلورة رؤى تقييمية منصفة للتجربة‪،‬‬ ‫وارتباطا بتطور أوضاع جمهورية مصر العربية عقب حدثي الثورة الشعبية ثم االنقالب‬ ‫العسكري‪ ،‬وانتهاءا باستحضار دروس الوفاء تجاه بعض من أعالم المرحلة ممن ارتبط بهم‬ ‫المؤلف معرفيا وثقافيا وسلوكيا من أمثال المرحوم الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي واألستاذ‬ ‫محمد العربي العسري والدكتور مصطفى يعلى والمرحوم األستاذ خالد مشبال‪ ،‬ينهض‬ ‫المشروع الثقافي ألبي الخير الناصري‪ ،‬ويكسبه ميسم الصدق والوفاء والحساسية المفرطة‬ ‫في مقاربة البعد األخالقي عند الخوض في قضايا الراهن المتشابكة‪ ،‬غير مكترث ال لضجيج‬ ‫التغطيات اإلعالمية الموجهة‪ ،‬وال لسيل المواكبات المفبركة لخلق العوالم المفترضة لصناعة‬ ‫نخب التنميط واالستسهال والوالء خارج دوائر “ال أعبد ما تعبدون”‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أما بالنسبة لتحوالت واقع مدينة أصيال‪ ،‬فالمؤكد أن المؤلف يقدم مقاربة جريئة في قراءة‬ ‫مشهدها العام‪ ،‬وداخله الواقع الثقافي‪ ،‬عندما نجح في تكسير منطق السؤال‪/‬العقدة الذي‬ ‫ظل يعيق روح الفكر والمبادرة والعطاء‪ ،‬وهو السؤال الذي تختزله صيغة‪ :‬من مع؟ ومن ضد؟‪.‬‬ ‫ولقد لخص المؤلف هذا البعد بشكل دقيق‪ ،‬عندما قال‪“ :‬من أجل كسر هذا النوع من الخطاب‬ ‫المهيمن بأصيال‪ ،‬والذي يصير المواطن بمقتضاه مدرجا في خانة “المناضلين” أو “الفاسدين”‬ ‫وفق تحديدات بعض األطراف التي سمحت لنفسها بتصنيف الناس‪ ،‬فإنني أكتب هذه المقاالت‬ ‫التي ال أصدر فيها عن تعصب ألحد أو تشيع له‪ ،‬إيمانا مني بأن التعصب الوحيد الذي ال يجوز‬ ‫للكاتب أن يتنازل عنه هو التعصب للحقيقة‪ ،‬فالصديق الحقيقي للكاتب هو الحقيقة حيثما‬ ‫بدت له‪ ،‬مع ضرورة االحتفاظ بقدر كبير من االحترام للناس أيا كانت توجهاتهم ومذاهبهم‪...‬‬ ‫“(ص‪.)9 .‬‬ ‫وإلى جانب هذا المنزع األخالقي النزيه‪ ،‬استطاع األستاذ الناصري إضفاء بعد إنساني‬ ‫عميق على كتاباته االحتفائية برموز العلم والمعرفة والثقافة‪ ،‬ممن تتلمذ على أيديهم‬ ‫وتشرب مياه المعرفة من شالل عطاءاتهم‪ .‬وأخص بالذكر في هذا في هذا المقام‪ ،‬عمله‬ ‫التشريحي لسير اإلبداع والبحث العلمي لدى األستاذ محمد الحافظ الروسي‪ .‬فالكتاب‬ ‫الصادر سنة ‪ ،2017‬يشكل شهادة امتنان وعربون وفاء من المؤلف تجاه األستاذ محمد‬ ‫الحافظ الروسي‪ ،‬باعتباره أحد أعمدة الدرس اللغوي األكاديمي الوطني المغربي الراهن‪،‬‬ ‫وأحد منارات العطاء الخصب داخل الجامعة وداخل‬ ‫مجمل المراكز البحثية والمواقع الثقافية والمنابر‬ ‫العلمية المرتبطة باسم صاحبها‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫مع كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬أو مع‬ ‫“مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية‬ ‫واألدبية”‪ .‬والحقيقة‪ ،‬إن األستاذ الناصري قد نجح‬ ‫في التوقيع على سلوك نبيل‪ ،‬أضحى عملة نادرة في‬ ‫واقعنا العلمي والثقافي‪ ،‬بتكريسه لثقافة االعتراف‬ ‫ولفضيلة إرجاع الفضل ألصحابه‪ ،‬باعتبارها منطلقا‬ ‫لصنع تميز الذات داخل المحيط المباشر الذي‬ ‫يتفاعل مع عطائها وإبداعها وإنتاجها الفكري‪ .‬وقد‬ ‫عبر المؤلف عن سمات هذه الفضيلة في كلمته‬ ‫التصديرية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬في زمن مغربي يغلب عليه‬ ‫الجحود‪ ،‬جحود أفضال األساتيذ والشيوخ‪ ،‬يسعدني‬ ‫أن أصدر هذا الكتاب الذي أبتغي من إصداره التعبير‬ ‫عن شكري ألستاذي الدكتور محمد الحافظ الروسي‪،‬‬ ‫ومحبتي له‪ ،‬وإقراري بأفضاله علي‪ ،‬كما أبتغي من‬ ‫ورائه الخروج من “سجن” الذين وصفهم أحد‬ ‫العلماء المغاربة باإلهمال ودفنهم فضالءهم في‬ ‫قبري تراب وإخمال‪.”...‬‬ ‫إنه موقف نبيل‪ ،‬موقف العلماء الكبار‪ ،‬ومنطلق‬ ‫العالم المشارك الذي نسعى لألخذ من ينابيع‬ ‫فضله واجتهاده وعطائه‪ .‬ولقد أحسن األستاذ‬ ‫أبو الخير الناصري اختزال هذه االلتفاتة‪ ،‬ترسيخا‬ ‫لثقافة بديلة‪ ،‬نراهن عليها –اليوم‪ -‬من أجل إصالح‬ ‫أعطاب تلقي خطابات المعرفة وإنتاج التراث الرمزي‬ ‫والفكري داخل تحوالت الحقل الثقافي الوطني‬ ‫الراهن‪ .‬فخلف كل التجارب‪ ،‬ثمة أسماء تحترق‪.‬‬ ‫وخلف كل إبداع هناك شموع تصر على االستمرار‬ ‫في التوهج‪ .‬وخلف كل بذرة هناك فالح‪ .‬وخلف كل‬ ‫فكرة‪ ،‬يوجد “مهندسها” الذي صنعها نطفة ورعاها‬ ‫مشروعا وسهر عليها تأطيرا وتقويما وتدعيما‪.‬‬ ‫وبموازاة هذا المنحى اإلنساني والعلمي الرفيع‪ ،‬يشكل أبو الخير الناصري واحدا من بين‬ ‫أبرز الباحثين المتمكنين من خبايا اللغة العربية‪ ،‬تدقيقا وفحصا وتفكيكا وتصويبا‪ .‬والحقيقة‪،‬‬ ‫أني استفدت كثيرا من معرفته الواسعة بخبايا هذا المجال‪ ،‬وكنت‪/‬والزلت أستفيد من‬ ‫تصويباته ومن مالحظاته على ما أعرضه عليه من أعمال متواضعة غالبا ما تكون موجهة‬ ‫للنشر‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬يحق لنا اعتبار األستاذ أبو الخير واحدا من بين رواد مجال‬ ‫الدرس اللغوي بالمغرب الراهـــن‪ ،‬وأحد فرسانه المتميزين‪ .‬فمنـــذ صدور كتابــه المعنــون‬ ‫ب ”تصويبات لغوية في الفصحى والعامية” سنة ‪ ،2008‬وعطاؤه يتجدد‪ ،‬مقدما درسا بليغا‬ ‫على هذه القدرة الهائلة على استنطاق كنوز اللغة العربية وعلى ترجمة عشقها والولع بها‬ ‫إلى انشغال يومي وإلى عشق صوفي دائم‪.‬‬ ‫وفي كل مستويات المعرفة والعطاء الثقافي التي اشتغل عليها أبو الخير الناصري‪ ،‬ظلت‬ ‫رؤاه الفاحصة مجاال لتصريف قناعاته تجاه مختلف المضامين‪ .‬فحسه النقدي أضحى صارما‪،‬‬ ‫لم يهادن أحدا ولم يجاري أهواء‪ ،‬بل أخلص في الوفاء لقناعاته‪ ،‬وتلك سمة الكتاب المجددين‬ ‫والمفكرين المبدعين‪ ،‬ممن يتركون بصماتهم الناصعة على سجل العطاء الحضاري‪ ،‬بعد أن‬ ‫ينقشع غبار الزوابع وبعد أن يتبدد زيف الضباب‪ .‬فتحية له في بهائه‪ ،‬وتحية له في عليائه‪،‬‬ ‫وتحية له أخا رائعا وصديقا متميزا وباحثا متمكنا وإنسانا نبيال‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪991‬‬

‫هذا يهم‬ ‫المتقاعدات‬ ‫والمتقاعدين‬ ‫بالمغرب‬

‫بناء على ما تقررفي اجتماع‬ ‫ال��م��ك��ت��ب ال��وط��ن��ي للجامعة‬ ‫ول��ج��م��ع��ي��ات ال��م��ت��ق��اع��دي��ن‬ ‫والمسنين بالمغرب‪ ،‬المنعقــــد‬ ‫يومي ‪ 15‬و‪ 16‬مارس المنصرم‬ ‫بمدينة القنيطرة‪ ،‬فإن هــــذا‬ ‫األخ��ي��ري��دع��و ال��م��ت��ق��اع��دات‬ ‫والمتقاعدين إلى ملء عريضتين‪،‬‬ ‫األولى تتعلق بطلب تغييرقانون‬ ‫المعاش‪ ،‬والثانية بإلغاء الضريبة‬ ‫على الدخل‪ ،‬على أن يكون ذلك‬ ‫من أطراف عدد كبير منهم‪ ،‬ومن‬ ‫مختلف القطاعات‪ ،‬وبكل دقة‬ ‫وعناية‪ ،‬شريطة أن يكون الموقع‬ ‫مسجال في اللوائح االنتخابية‪،‬‬ ‫طبقا للقانون الجاري به العمل‬ ‫في تقديم العرائض‪ ،‬حتى تكون‬ ‫قانونية ومقبولة لدى الدوائــر‬ ‫الحكومية التي توجه إليها‪ ،‬مع‬ ‫استعمال البوابة اإللكترونية ‪،‬‬ ‫الستخراج رقم بطاقة الناخب‪،‬‬ ‫وض��م ك��ل الئ��ح��ة بنسخة من‬ ‫البطاقة الوطنية لكل موقع‪.‬‬ ‫وللمزيـــد من المعلومـــات‪،‬‬ ‫يمكن االتصال مباشرة بالسيد‬ ‫محمد الوسيني‪ ،‬رئيس جمعيــة‬ ‫المتقاعدين بالمغـــرب‪ ،‬فــــرع‬ ‫طنجة‪ ،‬أوالمراسلة عبرالعنوانين‬ ‫التاليين‪ ،‬بواسطة أمانة‪:‬‬ ‫ـ ش��ارع المكسيك عمــارة‬ ‫السعادة ص‪.‬ب ‪ 2027‬طنجة‬ ‫ـ أو عبر مقر نادي ابن بطوطة‬ ‫لرجال ونساء التعليم طنجة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة ‪:‬‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬ ‫‪l’Assemblée Collective constate le retrait‬‬ ‫‪définitif et complet de MR.YACINE EL‬‬ ‫‪HIBARI du Capital Social de la Société‬‬ ‫‪et l’acceptation en qualité de nouvel‬‬ ‫‪associé de MR. SAID BOUAZZATEN‬‬ ‫‪4) L’assemblée accepte de même la‬‬ ‫‪démission de MR.YACINE EL HIBARI De‬‬ ‫‪ses fonctions de Gérant Unique et lui‬‬ ‫‪donne quitus définitif et entier pour sa‬‬ ‫‪gestion antérieure‬‬ ‫‪Et la nomination de MR.SAID‬‬ ‫– ‪BOUAZZATEN en qualité de nouveau‬‬ ‫‪Gérant Unique‬‬ ‫‪Dépôt Légal :‬‬ ‫‪Le Dépôt Légal a été effectué‬‬ ‫‪au‬‬ ‫‪Secrétariat - Greffe du Tribunal‬‬ ‫‪de Commerce de Tanger en date du‬‬ ‫‪19.04.2019‬‬ ‫‪L’immatriculation au registre de‬‬ ‫‪commerce a été effectuée en date du‬‬ ‫‪19-04-19 N° de Registre de Commerce‬‬ ‫‪61547‬‬ ‫‪Pour extrait conforme‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪Sté PNEUMATIQUES BENSAR‬‬ ‫‪AL AMIN SARL.‬‬ ‫‪Adresse : 66- Rue Haroun Rachid‬‬ ‫‪-TANGER.‬‬ ‫‪RC : 96335.‬‬

‫بمقتضى عقد عرفي ‪ /‬عقد موثق مؤرخ في‬ ‫بطنجة في‪ 08 :‬يناير‪. 2019‬تم إعداد القانون‬ ‫األساسي ل « شكل الشركة «بالمميزات التالية ‪:‬‬ ‫التسمية ‪ :‬ابنوماتيك بنصار االمين‪.‬‬ ‫الشكل‪:‬ش‪.‬م‪.‬م‪.‬‬ ‫غرض االجتماعي بإيجاز‪ : ‬شراء وبيع العجالت‪-‬‬ ‫استغالل موسسة للفلكنة وتقسية المطاط‪.‬خدمة‬ ‫السيارات‪.‬التمثيل التجاري‪.‬التسويق والتصدير‪.‬‬ ‫رأس المال ‪ 100.000 :‬درهم‪.‬‬ ‫المدة‪ 99 :‬سنة ابتداء من التأسيس النهائي‪.‬‬ ‫المقر االجتماعي‪ 66- :‬زنقة هارون الرشيد‪.‬‬ ‫طنجة‪..‬‬ ‫الحصص النقدية‪.1000:‬درهم‪.‬‬ ‫الحصص العينية‪.100:‬‬ ‫أسماء الشركـــاء الشخصيـــة والعائليـــــة‬ ‫وعناوينهم‪:‬‬ ‫بنصار األمين‪ .‬تجزئة البنك الشعبي‪ .‬زنقة‬ ‫لعفو‪.‬رقم ‪ .97 :‬طنجة‪ .‬الحراق كريمة‪ .‬تجزئة‬ ‫البنك الشعبي‪ .‬زنقة لعفو‪.‬رقم رقم‪ .97 :‬طنجة‪.‬‬ ‫بنصار عبد الرحمان ‪ .‬تجزئة البنك الشعبي ‪ .‬زنقة‬ ‫لعفو‪.‬رقم رقم‪ .97 :‬طنجة‪ .‬بنصار سفيان‪ .‬تجزئة‬ ‫البنك الشعبي ‪ .‬زنقة لعفو‪.‬رقم رقم‪ .97 :‬طنجة‪.‬‬ ‫بنصار إيمان ‪ .‬بتجزئة البنك الشعبي ‪ .‬زنقة لعفو‪.‬‬ ‫رقم رقم‪ .97 :‬طنجة ‪ .‬بنصار هيتم‪ .‬تجزئة البنك‬ ‫الشعبي‪.‬زنقة لعفو‪.‬رقم رقم‪ .97 :‬طنجة‪ .‬بنصار‬ ‫ندى‪ .‬بتجزئة البنك الشعبي‪ .‬زنقة لعفو‪.‬رقم رقم‪:‬‬ ‫‪ .97‬طنجة‪.‬‬ ‫توزيع األنصبة على الشركاء‪:‬‬ ‫بنصار األمين‪.50.000:‬‬ ‫الحراق كريمة‪.10.000:‬‬ ‫بنصار عبد الرحمان‪.10.000:‬‬ ‫بنصار سفيان‪.10.000 :‬‬ ‫بنصار إيمان‪.5.000:‬‬ ‫بنصار هيتم‪.10.000:‬‬ ‫بنصار ندى‪.5.000:‬‬ ‫أسماء مسيري الشركة الشخصية والعائلية‬ ‫وعناوينهم‪ :‬بنصار األمين‪ .‬تجزئة البنك الشعبي‪.‬‬ ‫زنقة لعفو‪.‬رقم ‪ .97 :‬طنجة‪.‬‬

‫‪NEZANORD SARL‬‬

‫» ‪« CESSION DE PARTS SOCIALES‬‬ ‫» ‪« TRANSFERT DE SIEGE SOCIAL‬‬ ‫‪1/ Aux termes d’un acte sous seing‬‬ ‫‪privé en date du 01/04/2019 à Tanger, et‬‬ ‫‪y enregistré le 10/04/2019 de la société‬‬ ‫‪dite « NEZANORD SARL» société à‬‬ ‫‪responsabilité limitée, au capital de DH‬‬ ‫‪100.000,00, immatriculée au registre de‬‬ ‫‪commerce sous le numéro 94989 et dont‬‬ ‫‪le siège social est fixé à 16 RUE 2 JIRARI‬‬ ‫‪5 LT 13 ET 1 N° 2 TANGER, à été décide‬‬ ‫‪ce qui suit :‬‬ ‫‪- Approuver la cession de cinq‬‬ ‫‪cent parts sociales(500) de MR.HAID‬‬ ‫‪ABDELILAH en faveur de MR. HAID‬‬ ‫‪CHAHED.‬‬ ‫‪- Tenir la dite cession pour bien et‬‬ ‫‪valablement signifié à la société.‬‬ ‫‪- Approuver le transfert de siège‬‬ ‫‪social de la société a l’adresse suivante‬‬ ‫‪: 16 RUE 2 JIRARI 5 LT 13 ET 1 N° 2‬‬ ‫‪TANGER.‬‬ ‫‪- Modifier en conséquence les‬‬ ‫‪articles correspondants des statuts.‬‬ ‫‪2/ Le dépôt légal a été effectué‬‬ ‫‪au greffe du tribunal de commerce de‬‬ ‫‪Tanger le 19/04/219, sous le numéro de‬‬ ‫‪dépôt 2899.‬‬ ‫‪Pour extrai et mention‬‬ ‫‪LA GERANCE‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫‪Avec modifications‬‬ ‫‪statutaires‬‬

‫‪CESSION DE PARTS SOCIALES‬‬ ‫‪RETRAIT D’UN ASSOCIE‬‬ ‫‪ACCEPTATION D’UN NOUVEL ASSOCIE‬‬ ‫‪DEMISSION D’UN -GERANT‬‬ ‫‪NOMINATION D’UN NOUVEAU -GERANT‬‬ ‫‪MODIFICATIONS STATUTAIRES‬‬ ‫‪Aux termes du Procès Verbal de‬‬ ‫‪l’Assemblée Collective Extraordinaire en‬‬ ‫‪date à Tanger du 13.03.19 il a été décidé‬‬ ‫‪ce qui suit :‬‬ ‫)‪1‬‬ ‫‪L’Assemblée‬‬ ‫‪Collective‬‬ ‫‪Extraordinaire accepte approuve et‬‬ ‫‪ratifie la cession de parts sociales‬‬ ‫‪effectuée par MR.YACINE EL HIBARI par‬‬ ‫‪voie de donation, au profit de MR.SAID‬‬ ‫‪BOUAZZATEN et cela à hauteur de CINQ‬‬ ‫‪CENT PARTS Sociales (500) d’une valeur‬‬ ‫)‪nominale de CENT DIRHAMS (100 DH‬‬ ‫‪chaque part.‬‬ ‫‪2) Le retrait total et définitif de‬‬ ‫‪MR.YACINE EL HIBARI du capital social‬‬ ‫‪de la Société. L’ acceptation de MR.SAID‬‬ ‫‪BOUAZZATEN comme nouvel associé De‬‬ ‫‪procéder à la modification des articles 6‬‬ ‫‪et 7 des statuts de la Société .‬‬ ‫‪3) Suite à la cession de Parts‬‬ ‫‪Sociales ci-dessus approuvée et ratifiée,‬‬

‫لالتصال ‪0613794265 :‬‬

‫‪0539943008‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪SOCIETE AZOUZOUT TRANS‬‬ ‫‪SARL**AU‬‬

‫تشكو الطفلة آية المريني‪ ،‬البالغة من العمر‪ 8‬سنوات‪ ،‬من مرض على مستوى الرأس‪ ،‬له عالقة بالخاليا الجذعية‪ ،‬وتحتاج إلى عملية‬ ‫جراحية مستعجلــة‪ ،‬موعدها يــوم اإلثنين ‪ 29‬أبريـل ‪ 2019‬بمصحـة «دار السالم» بمدينة الرباط‪.‬‬ ‫تكلفة العملية حددت في مبلغ أربعة ماليين سنتيم ونصف‪ ،‬والمبلغ المتوفر حاليا‪ ،‬بفعل المساعي الخيريـــة‪ ،‬هو في حدود اثني عشرة‬ ‫آالف درهم‪ ،‬حسب جمعية «أمل للتنمية البشرية» في اتصالنا بأعضائها‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن الطفلــة يتيمة‪ ،‬وأمها بالكاد تتغلب على لقمــة العيش‪ ،‬حيــث وعبر هـذا المنبر تناشد المحسنات والمحسنين وذوي‬ ‫األريحية‪ ،‬لمد يد العون من أجل عالج فلذة كبدها‪ ،‬واهلل يجازيهم خيرا في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬

‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫الطفلة آية تناشدكم وتطلب دعمكم‬

‫لجميع‬ ‫إعالناتكم‬ ‫رية واإلدارية‬ ‫اإلشها‬ ‫يف جريدة‬

‫لعبة السودوكو (‪)455‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪455‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫فريق امستردام يتوج بدوري‬ ‫موالي الحسن لكرة القدم‬

‫الشمال‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪991‬‬

‫الثالثاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬ماي ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫تجميد نشاط المكتب التنفيذي‬ ‫لجامعة كرة السلة وتعيين‬ ‫لجنة مؤقتة‬

‫بعد صراع وشد وجذب بين رئيس الجامعة الملكيــة المغربية لكرة‬ ‫السلة وبعض األندية التي تشكــل العمود الفقري للعبة ومن ضمنها‬ ‫اتحاد طنجــة والمغرب الفاسـي أقدمـت وزارة الشباب والرياضة على‬ ‫تعيين لجنة مؤقتة تناط بها مهمة إدارة الجامعة حددت مهامها فيما‬ ‫يلي‪.‬‬ ‫• اتخاذ اإلجراءات الالزمــة من أجل ضمان استمرارية النشاط‬ ‫الرياضي المعني‪.‬‬ ‫• اتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة من أجل تنظيم هياكل الجامعـة‬ ‫الملكية المغربية لكرة السلة والعمــل على التئام مكوناتها‪.‬‬ ‫• جرد الجمعيات الرياضية المنضوية تحت لواء الجامعة ومو اكبتها‬ ‫للحصول على االعتماد‪.‬‬ ‫• الدعـوة إلى عقــد الجمع العــام غيــر العادي قصـد مالئمـة‬ ‫األنظمــة العامة للجامعة مع القرار ‪ 26447.12‬الصادر في‬ ‫‪ 6‬جمادى األولى الموافق ل‪18‬مارس ‪ 23013‬بشأن النظام‬ ‫النموذجي للجامعات الرياضية‪.‬‬ ‫وتقوم اللجنة المؤقتــة بالدعــوة إلى عقــد الجمــع العام العــادي‬ ‫قصد انتخاب هياكل الجامعة‪.‬‬ ‫ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ التوقيع عليه‪.‬‬ ‫هذه القرارات اتخــذت بعد تماطــل رئيس الجامعة في تطبيــق‬ ‫القانون واتخـــاذه إلجراءات ضد أندية لها وزنهـــا وأهميتها على‬ ‫الصعيد الوطني واعتمادا على التقرير النهائي الذي تم إعداده من طرف‬ ‫مكتب افتحاص معتمــد من طرف وزارة الشباب والرياضة‪ ،‬أكد عـــدم‬ ‫المصادقة على البيانــات المحاسباتية والمالية لجامعة كرة السلة وعدم‬ ‫االستجابة لمضمون اإلعذار المشار إليه داخل اآلجال القانونية‪ .‬وبناء‬ ‫علية تدخلت وزارة الشباب والرياضة لتطبيق القانون وإيقاف العبث الذي‬ ‫حول مسار هذه الرياضة إلى أضحوكة مؤخراً‪.‬‬

‫مواعيد‬

‫ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوربا‬ ‫الثالثاء القادم‬

‫توتنهام ‪ -‬أياكس أمستردام‬ ‫األربعاء‬

‫برشلونة ‪ -‬ليفيربول‬

‫دوري أبطال إفريقيا نصف النهاية إياب‬ ‫صن داونز من جنوب إفريقيا ‪ -‬الوداد الرياضي‬ ‫كأس الكونفدرالية‬ ‫نهضة بركان ‪ -‬الصفاقسي التونسي‪.‬‬

‫اختتمت فعاليات الدورة السادسة للدوري الدولي موالي الحسن ألقل من ‪13‬سنة في‬ ‫نسخته السادسة‪ ،‬وقد توج بكأس ولقب هذه الدورة فريق أمستردام بعدما فاز في المباراة‬ ‫النهائية على وداد طنجة بملعب‬ ‫القرية الرياضية بحضور جمهور غفير والعديد من الفعاليات الر ياضية بمدينة البو‬ ‫غاز‪.‬‬ ‫وفي نهاية الحفل تم توزيع الكؤوس والهدايا على المتوجين‪ .‬ونشير إلى أن دوري‬ ‫موالي الحسن لهذه المنظم من قبل فريق نهضة طنجة بتعاون مع تنسيقية العبي قدماء‬ ‫اتحاد طنجة لقي النجاح على جميع األصعدة‪.‬‬ ‫وقد حضرته عدة شخصيات من ضمنهم السيد عبد الحق بخات رئيس المكتب‬ ‫المديري لنهضة طنجة والسيد عبد الواحد اعزيبو المقراعي المدير الجهوي لوزارة الشباب‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة وعدة شخصيات رياضية‪.‬‬

‫ميسي يقود برشلونة‬ ‫إلى لقب الليغا السادس والعشرين‬

‫حقق الالعب األرجنتيني ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة‬ ‫اإلسباني عددا من األرقام القياسية بعد تتويجه السبت بلقب‬ ‫الدوري اإلسباني للمرة ‪ 26‬في تاريخه‪.‬‬ ‫واصبح ليونيل ميسي رسميا أول العب في تاريخ الليغا يصل‬ ‫إلى حاجز ‪ 10‬ألقاب كأكثر العب غير إسباني «اجنبي» تتويجا‬ ‫بلقب الليغا عبر التاريخ‪.‬‬ ‫وكان ميسي قد قاد فريقه برشلونة يوم السبت األخير إلى‬ ‫الفوز بلقب الدوري اإلسباني بعدما سجل هدفا من ذهب أمام‬ ‫ليفانتي‪.‬‬

‫وبهذا اإلنجاز وصل ميسي إلى لقب الليغا رقم ‪ 10‬في تاريخه‬ ‫وذلك بعد التتويج في م��واس��م‪- 2009-2008-2007-2006‬‬ ‫‪-2018- 2016-2015-2013-2011 - 2010‬و‪.2019‬‬ ‫وأصبح ميسي بذلك ثاني أكثر ال عب تتويجا بلقب الدوري‬ ‫اإلسباني بعد أسطورة ريال مدريد فرانشيسكو خينطو الذي‬ ‫توج بلقب الليغا ‪ 12‬مرة‪.‬‬ ‫االتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هنأ النجم األرجنتيني‬ ‫ميســي على هــذا اإلنجــاز التاريخـــي مع ناديه برشلونـة‬ ‫اإلسباني‪.‬‬

‫االتحاد اإلفريقي يقرر تاهيل المنتخب األولمبي‬ ‫المغربي لبطولة إفريقيا‬

‫حسم االت��ح��اد اإلفريقي‬ ‫لكرة القـــدم في االعتراض‬ ‫الذي تقدم بــه المغرب وقرر‬ ‫تأهيل المنتخب األولمبــــي‬ ‫على حــســــاب منتــــخــــب‬ ‫الكونغو الديمقراطية‪ ،‬وذلك‬ ‫على خلفية إشــراك منتخــب‬ ‫الكــــونغــــو لالعــب غيـــر‬ ‫مؤهـــل قانونيـا في المباراة‬ ‫التي جمعـــت بينهما برسم‬ ‫التصفيات اإلفريقية المؤهلة‬ ‫لأللعاب األولمبية‪.‬‬ ‫وبذلك سيواصل المنتخب‬ ‫المغربـي ألقــل من ‪ 23‬سنة‬ ‫رحلته للمنافسة على التأهل‬ ‫إلى نهائيات كــأس إفريقيــا‬ ‫التــي تخـــول للمنتخبــــات‬ ‫المؤهلـــة لنصف النهايـــة التأهل لأللعـــاب األولمبية القادمة‪.‬‬ ‫وكان المنتخب األولمبي المغربي قد انهزم أمام منتخب الكونغو الديمقراطية بهدفين دون مقابل في الذهاب وفاز‬ ‫عليه في اإلياب بهدف دون مقابل لم يكن كافيا لضمان التأهل لوال سقوط المنتخب الكونغولي في الممنوع وإشراكه‬ ‫لالعب تجاوز السن القانونية‪.‬‬ ‫وكان من نتائج ذلك االستغناء عن مدرب المنتخب المغربي ألقل من ‪ 23‬سنة مارك فوت‪.‬‬ ‫وبعد التأهل ستسند المهمة لإلطار المغربي جمال السالمي‪.‬‬


‫العدد ‪991‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا‬ ‫األسود يعسكرون بالمغرب استعداداً‬ ‫لــ «الكان» ورونار يستدعي المهاجم فوز صعب للوداد أمام صن داونز‬ ‫الجنوب إفريقي‬ ‫عبدالرزاق حمد اهلل‬ ‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫دوري �أبطال �أورب‬

‫سيكتفي المنتخب المغربي لكرة القدم بمعسكر‬ ‫داخلي في المغرب استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا‬ ‫لألمم التي ستقام الصيف المقبل بمصر‪.‬‬ ‫وذكــرت مصادر مطلعـــة أن الطاقـــم التقني‬ ‫للمنتخب وافـــق على اقتـــراح الجامعــة الملكيــة‬ ‫المغربية لكرة القدم بإقامة معسكر بالمغرب عوضا‬ ‫عن قطـــر بعد أن اتضح لها أن ظروف االستعداد‬ ‫بالمغرب ستكون مواتية‪.‬‬

‫وبالمناسبة علمنا أن الناخــب الوطني هيرفـــي‬ ‫رونار قــرر منــح المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد‬ ‫اهلل فرصــة جديــدة وسيستدعيــه ضمـن الالئحــة‬ ‫المقبلة لألسود بعــد أن اعتـــذر عن المشاركة‬ ‫أمام مالوي واألرجنتين‪.‬‬ ‫الزيارة األخيرة للنتخب الوطني للسعودية كانت‬ ‫كفيلة بتذويب الخالف بين الطرفين‪.‬‬

‫حراسة المرمى‪ ..‬الصراع األول‬ ‫بين زيدان وإدارة الريال‬

‫من يحسم مركزحراسة مرمى ريال مدريد اإلسباني‪...‬انه‬ ‫السؤال الذي يطرح بالحاح ويشكل صداعا بالنسبة للمدرب‬ ‫الفرنسي زين الدين زيدان ‪.‬‬ ‫فمنذ رحيل المدرب البرتغالي جوزي مورينينيو في أعقاب‬ ‫سيطرة الحارس الدولي اإلسباني السابق «ايكير كاسياس»‬ ‫ضم الفريق الملكي الحارس الدولي البلجيكي «تيبو كورتوا»‬ ‫لمدة ‪ 6‬أعوام بنية أن يكون الحارس األول للفريق‪ ..‬لكن‬ ‫عودة المدرب زيدان للريال طرحت عدة تساؤالت حول الحارس‬ ‫البلجيكي وبالتحديد عندما عاد الحارس الكوستاريكي «كيلور‬ ‫نافاس» إلى الواجهة من جديد‪.‬‬ ‫وألن كيلور نافاس ال يفكر في الرحيل في الوقت الراهن‬ ‫فان التحدي األول والحقيقي أمام الفريق الملكي سيكون في‬ ‫الموسم المقبل عندما يعود الحارس «لونين» المعار إلى‬ ‫نادي ليغانيس وهو الحارس الواعد الذي لم يأخذ فرصته‬ ‫مع المدربين السابقين لوبيتيجي وسوالري وأعير إلى فريق‬ ‫ليغانيس‪.‬‬ ‫ومنذ عودة زيدان للطاقم الفني للريال وجه رسالة‬ ‫واضحة للجميع «لن أجامل أحدا»‪.‬‬ ‫وكإصالح مع فلورنتينو بيريز لما أبداه من من احترام‬

‫لزيدان الموسم الماضي فان تعاقدات الصيف المقبل ستكون‬ ‫جميعها على هوى المدرب الفرنسي وفي مقدمتها المهاجم‬ ‫البلجيكي «ايدين هازارد» والفرنسي «بوغبا» أياً كانت‬ ‫التكاليف وفق مصادر من داخل بيت ريال مدريد‪.‬‬ ‫كما وجه زيدان رسالة و اضحة إلى الحارسين كورتوا‬ ‫وكيلور نافاس في اعقاب الهزيمة أمام بلنسية ‪ 2-1‬قال فيها‬ ‫أنه لن يسمح بدخول هذا الكم من األهداف في مرمى الفريق‬ ‫في الموسم المقبل‪.‬‬ ‫زيدان لم يتخذ القرار النهائي وما إذا كان يرغب في‬ ‫رحيل أحدهما ولكن يبدو أن الحارس الشاب لونين سيأخذ‬ ‫مكانا داخل الفريق الملكي خاصة وان التساؤل يبدو أكثر حول‬ ‫الحارس البلجيكي «كورتوا» الذي كبد خزانة ريال مدريد ‪35‬‬ ‫مليون يورو وكان سيئا في الموسم األول‪.‬‬ ‫وبصفة عامة يبدو أن زيدان مقتنع ببقاء الحارس نافاس‬ ‫كأساسي وكورتوا كخيار ثان وهو ما ال يروق إدارة الفريق‬ ‫الملكي‪.‬‬ ‫كما أن زيدان يرغب في مواصلة إعارة الحارس لونين‪.‬‬ ‫وفي حالة ماتم ذلك فسيكون طاقم الحراسة الثالثي لدى‬ ‫زيدان مكونا من كيلور نافاس والبلجيكي كورتوا ولوكا زيدان‪.‬‬

‫برسم ذهاب الدور نصـــف النهائي لدوري‬ ‫أبطال إفريبقيـــا فاز الوداد الريــاضي على‬ ‫فريق ماميلودي صن داونز من جنوب إفريقيا‬ ‫بهدفين لواحد على ملعب موالي عبد اهلل‬ ‫بالرباط‪.‬‬ ‫وسجل هدفي الوداد كل مـن صالح الدين‬ ‫السغيــدي في د‪ 24‬وبديــع أووك في د‪..47‬‬ ‫ووقع هدف الفريق الجنوب إفريقــي الالعـب‬ ‫نغونغا فيد‪.44‬‬

‫مباراة اإلياب التي ستقـــام السبت المقبل‬ ‫ببريتوريا ستكون قوية وصعبة لسببين ‪.‬‬ ‫ الهدف الذي سجلــــه سان دونز في الر‬‫باط وكذا الغيابات التاي ستعرفها تشكيلة‬ ‫الوداد العميــد ابراهيم النقـــاش ومحمــد‬ ‫الناهيري بسبب حصولهما على بطاقة صفراء‬ ‫في لقاء الرباط وأوناجم المصاب والذي لم‬ ‫تتاكد مشاركته لحد اآلن‪.‬‬

‫إناث نهضة طنجة لكرة اليد‬ ‫بالقسم األول‬

‫بفوزه على النادي الحضري لتازة بنتيجة‬ ‫‪ 21‬مقابل ‪ 18‬في مباراة جمعتهما بملعب‬ ‫المسيرة بمدينة مكنـــاس يوم ‪ 21‬أبريل‬ ‫الحالي‪ ،‬أحرز فريق إناث نهضة طنجة لكرة‬ ‫اليد تأشيرة الصعود إل��ى القسم الوطني‬ ‫األول‪ ،‬وهو اإلنجاز الذي وصفــه مسؤولي‬ ‫الفريق ومتتبعي مسيرته بالتاريخي لسبب‬ ‫بسيط‪ ،‬ألن هـــذا الفريق حديث العهــد‪،‬‬ ‫وتأسس فقط خ�لال موسم الصعود‪ ،‬وهو‬ ‫موسمه األول في منافسات بطولة القسم‬ ‫الثاني‪ .‬ومن هنا يستحق لقب ظاهرة البطولة‬ ‫النسوية لكرة اليد‪ .‬وبلغ الفريق محطة‬ ‫المنافسة على الصعود بعدما ختم موسمه‬ ‫متوهجا بدون أية هزيمة في منافسات بطولة‬

‫القسم الثاني‪ ،‬وما يثبـــت تألقـــه هو تجاوزه‬ ‫فرقا قوية من حجم سطاد المغربي و النادي‬ ‫الحضري التازي‪. ‬‬ ‫ولعل هذا اإلنجاز يؤكد أن مدينة طنجة‬ ‫تزخر بالمواهب وأن العنصر المحلـي قــادر‬ ‫على اإلب���داع والتألق‪ .‬ونحيي بالمناسبة‬ ‫اإلطارين‪ ،‬محمد الجباري و مساعده همام‬ ‫سهيل باعتبارهما إلى جانب المكتب المسير‬ ‫وال�لاع��ب��ات واألط��ر األخ��رى مساهمين في‬ ‫تحقيق هذا الصعود التاريخي في ظل غياب‬ ‫اإلمكانيات والدعم المادي ال��ذي يستحقه‬ ‫هذا الفريــق‪( .‬ترقبوا حوارا مع رشيد أحكام‪،‬‬ ‫رئيس الفريــق في عدد قادم للحديث أكثر‬ ‫حول الفريق من مختلف الجوانب)‪.‬‬

‫استمرار التسجيل بمدرسة‬ ‫نهضة طنجة لكرة القدم‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل وإعادة‬ ‫التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬كما أن أنشطتها متواصلة‪ ،‬طيلة‬ ‫فصل الصيف دون توقف‪ .‬وعلى الراغبين في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم‬ ‫التالي (‪ )0661720614‬أو الحضور بملعب مرشان‪ ،‬حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى الخامسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء (‪)h 17‬‬‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا (‪ )h 09‬إلى الواحدة زواال (‪)h 13‬‬


‫العدد ‪991‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫الثالثـاء ‪� 30‬أبريل �إلى ‪ 06‬مـاي ‪2019‬‬

‫األخيرة‬ ‫ِ‬

‫احللقة‬ ‫الثالثة‬

‫صدار العدد‬

‫إ‬

‫إشارات الياقوت‬

‫لقاءات حوارية في حلقات‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني‪،‬‬ ‫تستحضر تجربتهم في الحياة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وقلبية إلى الماضي والمستقبل‪ .‬تذكرة‬ ‫السفر األولى مع الدكتور عبداللطيف شهبون‪ ،‬أحد أبرز الوجوه الحقوقية والسياسية واألدبية ببالدنا‪ .‬راكم‬ ‫الرجل عبر عمر ممتد تجربة ومنجزا منح فيه رحيقه الروحي‪ ،‬وعانى من جرائه ما عانى‪.‬‬

‫تجليات‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫• بدأت سياسياً ثم انتقلت لالنشغال الحقوقي‪ .‬ما هي محطات هذا االنتقال ؟‬ ‫قبل شروعي في هذا الحديث الحقوقي أتذكرلحظته قولة للمرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي صدرت عنه ونحن‬ ‫جلوس في مقام تكريمي له منذ خمس وعشرين سنة بتطوان وهي ‪« :‬الحديث عن النفس قد يجر الى االنزالق واالعجاب‬ ‫بالذات واألنانية‪ ،..‬والنفس أمارة بالسوء‪ ،‬فنسأل اهلل المغفرة»‪ .‬ال يخفى عليك أن العمل الحقوقي في بالدنا خرج دافقا من‬ ‫صلب وترائب العمل السياسي والنقابي ‪ ..‬بعد تأسيس الجمعية المغربية لحقوق االنسان (‪ )1979‬كنت ضمن مناضليها في‬ ‫زمن موار بأحداث أبرزها محاكمات اختلت فيها موازين العدالة‪ ..‬وفي سنة (‪ )1988‬كان ميالد المنظمة بعد قبض وبسط ‪.‬‬ ‫كان لي شرف االنتماء لمؤسسيها‪ ،‬وكل الفضل في هذا يرجع للنقيب األستاذ المرحوم الطيب الدليرو‪.‬وأما ميالد المنظمة‬ ‫فكان حدثا وطنيا ومغاربيا وعربيا كبيرا؛ لكونه نقلة نوعية نحو أداء مهني مسترفد من ثقافة المجتمع المغربي وميراثه‬ ‫االسالمي ونضاله الوطني‪..‬كما نصت على ذلك الوثيقة التأسيسية للمنظمة ‪.‬وهذه النقلة النوعية تم االلتزام بجوهرها على‬ ‫مدى عقدين ونيف باستقالل عن السلطة وعن الصراعات الحزبية‪ ..‬ثم حصل بعد ذلك ما حصل من انفراط وتفريط ألسباب‬ ‫معلومة‪ ..‬كانت رؤية المؤسسين منبنية على كون حقوق االنسان منظومة لدمقرطة المجتمع وتفعيل تنمية مرقية ؛ أساسها‬ ‫عمل استراتيجي في التحسيس والنهوض وبناء مشاريع فاتحة لمبادرات وتفعيل ديموقراطية تشاركية‪ ،‬قائمة على عروة‬ ‫الحقوق والواجبات‪ ..‬واإليمان بكون صون الحقوق ليس واجبا للدولة وحدها بل هو فعل مواطن مفتوح متشوف لبناء دولة‬ ‫الحق‪ .‬ميالد المنظمة المغربية لحقوق االنسان لم يأت من فراغ ؛ فبالدنا لها إطار قانوني ومكتسبات حقوقية متمثلة في‬ ‫نسيج مجتمعي فاعل متكون من طلبة‪ ،‬محامين‪ ،‬اعالميين‪ ،‬نقابيين‪ ،‬مثقفين‪ ،‬مبدعين‪ ،‬أدباء‪ ،‬فنانين‪ ،‬مفكرين‪ ،‬جامعيين‪،‬‬ ‫كما لها مكتسبات حقوقية أخرى متمثلة في الدستور والمواثيق الدولية المصادق عليها والمدونات التشريعية ‪..‬لكن ما‬ ‫حصل وبدرجات واطئة خالل العقد السبعيني من القرن الماضي وبعده قيام الدولة بتعديالت زاجرة ومصادرة لحقوق‬ ‫المواطنين بإحيائها لتراث قانوني كولونيالي‪ ..‬وقيام مسؤوليها بممارسات قمعية غير مبررة وغيرمتناسبة‪..‬مما ساهم في‬

‫بعد «أعاصير الحزن والفرح» و «األسوار»‪ ،‬وعن منشورات «سيليكي‬ ‫أَخوين»‪ ،‬وبرسم سنة ‪ ،2019‬صدرت للكاتب واإلعالمي المغربي‬ ‫عبداللطيف بنيحيي الطبعة األولى من ديوانه «إشارات الياقوت» ـ‬ ‫تجليات ـ‪.‬‬ ‫يقع الكتاب في ‪ 158‬صفحة‪ ،‬تتوزع على امتداد مائة إشارة‪ ،‬وتتصدر‬ ‫واجهته األولى لوحة للفنان محمد بنموسى‪.‬‬ ‫و «اإلشارت» هي حاالت تَحاوُ ِر باطني توظف معجما «استغراقيا»‬ ‫يراهن على القوة االستطالعية للفظة‪ ،‬وتنفتح به على الدالالت الصغيرة‬ ‫للوجود‪.‬‬ ‫نقرأ من الديوان المحاورة التالية‪:‬‬ ‫ ‬

‫إضعاف واجهة الدفاع الحقوقي‪ ..‬كان ميالد المنظمة حدثا ومكسبا عظيمين‪ ،‬وكان أداؤها خالل عقدين ونيف رفيعا ونفيسا‬ ‫نتيجة عوامل ؛ األول أن مؤسسيها شكلوا مدرسة عزيزة النظير علما وأخالقا‪ ،‬والواحد منهم أمة‪ ..‬والثاني أن اجتهادها‬ ‫الحقوقي في نوازل كبرى شكل مخرجا للبالد‪ ..‬حيث حصلت استجابة المسؤولين لتطوير منظومة التشريع الوطني وتوسيع‬ ‫نطاق المصادقة على المواثيق الدولية والحد من االنتهاكات وترجمة إرادة طي صفحة ماضي االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬ ‫اإلنسان بالمغرب ‪ ..‬والثالث النفس اإلصالحي المؤصل والممتد في بياناتها وبالغاتها ومذكراتها وتقارير لجان تقصي‬ ‫الحقائق في نوازل ذات صلة بالحكامة األمنية والتنمية وتأطير االحتجاج والحق في الحياة والحريات ( وفي هذا الصدد ـ على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر ـ كلفت أنا والصديق عبد الجليل بادو من طرف المكتب الوطني للمنظمة بإعداد تقرير حول أحداث‬ ‫تماسينت أو مسيرة الغضب ألبريل ‪ 2005‬وما تالها من أحداث ووقائع امتدت حتي شهر ماي ‪ ،2005‬وهذا االحتجاج المدني‬ ‫ناتج كما يعلم الجميع عن سوء تدبير ملف اعادة االعمار بعد الزلزال الذي عرفته الحسيمة ومنطقتها يوم ‪ 24‬فيراير ‪) 2004‬‬ ‫كما أعددت تقريرا مفصال حول المصالحة بصفتي مقررا عاما لها وكانت من تنظيم هيأة متابعة توصيات المناظرة الوطنية‬ ‫حول االنتهاكات الجسيمة‪..‬كما عملت مقررا لندوة االعالم والحقيقة وندوة االنتقال الديموقراطي والندوة الموضوعاتية‬ ‫حول تجربة عشر سنوات من عمل المنظمة ‪ :‬الحصيلة واآلفاق بتطوان ‪ ..‬وتجلى النفس اإلصالحي للمنظمة في دوراتها‬ ‫التكوينية الموضوعاتية‪ ( ..‬ندوتا المحمدية وتطوان) وأضحى كل ذلك مرجعا لمنظمات وطنية ومغاربية وعربية‪ ..‬وكان لي‬ ‫شرف االنتماء إلى هذا اإلطار الحقوقي وعملت بصدق وصفاء مع أطر وتحملت مسؤوليات شتى مدة تزيد عن ربع قرن ‪ :‬رئيسا‬ ‫لفرعها بطنجة‪ ،‬وعضوا في مجلسها ومكتبها الوطنيين‪ ،‬وتحملت مسؤولية رئاستها في فترة من سنة ‪ ، 2011‬ومثلتها في‬ ‫دول إفريقية وعربية وأوربية وأسيوية‪ ..‬وعملت رئيس تحرير مجلتها « الكرامة» ومسؤول تحرير نشرتها الداخلية لإلعالم‬ ‫والتواصل‪ ،‬ومقررا عاما لعديد من مناظراتها وندواتها وملتقياتها ومؤتمراتها ‪..‬وكان األخ العزيز األستاذ أحمد شوقي بنيوب‬ ‫يطلق علي ـ من باب التفكه ـ « األمين العام لحكومة المنظمة»‪..‬‬

‫قالت لي‪:‬‬ ‫ـ عبوري منك إلي‬ ‫وعبورك مني‬ ‫إلى منفاك في‬ ‫فكيف تجمعنا المنافي‬ ‫ويتيه بنا الحنين؟‬ ‫وكيف تفرق بيننا العبارات‬ ‫وتجمع شمل عشقنا‬ ‫اإلشارات؟‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.