Achamal n° 992 le 07 Mai 2019

Page 1

‫عبد القادر الشاوي‬

‫عدد خاص عن الدورة‬ ‫‪ 13‬للمنتدى الدولي‬ ‫لألشرطة المرسومة‬

‫ابتداء من العدد القادم‬

‫صفحة ‪ 4‬و ‪5‬‬

‫ضيف السلسلة‬ ‫الحوارية‬ ‫«تذكرة سفر»‬

‫فشل المنظومة‬ ‫التربوية بالمغرب‬ ‫هل هي أزمة‬ ‫مخططات‬ ‫إصالحية‪ ،‬أم أزمة‬ ‫ضمير؟‬ ‫صفحة ‪11‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 992‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 01‬رم�ضـــان ‪� 07 / 1440‬إلى ‪ 13‬مــاي ‪2019‬‬

‫توقيع اتفاقية‬ ‫شراكة بين اتحاد‬ ‫طنجة‬ ‫ونادي ليغانيس‬ ‫اإلسباني‬ ‫مباراة ودية بين‬ ‫الفريقين يوم ‪27‬يوليوز‬ ‫على ملعب ابن بطوطة‬

‫صفحة ‪18‬‬

‫التدبير المالي لألحزاب ؟‬

‫كلمة الشمال‬

‫أكد تقرير للمجلس األعلى للحسابات أن جل األحزاب في بالدنا واقعة في خباالت وممارسات‪ ..‬في موضوع حكامتها التدبيرية للدعم المالي‬ ‫الممنوح لها من طرف الدولة‪..‬‬ ‫مبلغ هذا الدعم ‪75.37‬مليون درهم؛ منه ‪ 58.59:‬مليون درهم لتغطية مصاريف تدبيرها اليومي‪ ..‬و‪ 15.14‬مليون درهم لتغطية مصاريف‬ ‫مؤتمراتها‪ ..‬و‪ 1.63‬مليون درهم لتغطية حمالتها االنتخابية ‪ ..‬و‪ 0.37‬لتشجيع تمثيليتها النسائية‪..‬‬ ‫ال نريد الدخول في معايير الدعم ومقاديره بالنسبة لكل حزب فتلك قضية اخرى‪..‬‬ ‫استفادت األحزاب من هذا الدعم المالي الممنوح؛ الذي هو مال الشعب طبعا ‪ ،‬لكنها لم تبرر نفقات ‪ 18‬مليون درهم؟ وما خفي أعظم‪ ،‬وهذا عنصر آخر ينضاف لتعليل‬ ‫معضلة العزوف السياسي في بالدنا ‪..‬‬ ‫لم يعد أحد يثق في مؤسسة حزبية عم ُلها الرئيس كما ينص عليه الدستور تأطير المواطنين بفضائل المواطنة‪ ،‬وأولها االستقامة‪.‬‬ ‫ماذا ينتظر المواطن من مؤسسة حزبية تمنح تزكيتها ألي كان من الراغبين الواقعيين أو االفتراضيين أو المتسكعين سياسيا الذين يدفعون من مال حرام مقابل‬ ‫هذه التزكية؟‬ ‫أال يعد عدم التصريح بالدعم الممنوح من طرف الدولة «تسريحا» في مالية الشعب ؟‬ ‫كيف نبني الثقة ومعيار بنائها تخليق منشود‪..‬لكنه منعدم ؟‬ ‫أال يعد التملص من تفعيل الشفافية انزياحا عن قواعد الحكامة ولو كانت في حدود دراهم معدودات ؟‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪992‬‬

‫في مآل الشعر المغربي اآلن‬ ‫(الحلقة األولى)‬

‫املركز واملحيط‬ ‫«مركزية» تتخصب في أفق أرحب هو التنوع العضوي‬ ‫في أطروحته الجامعية «ظاهرة الشعر المعاصر‬ ‫القائم على االختالف داخل منظومة الثقافة العربية‬ ‫في المغرب» ‪ ،1979‬كان محمد بنيس قد أثار‬ ‫الشاملة‪.‬‬ ‫العديد من المفاهيم النقدية الجدلية‪ ،‬استعان‬ ‫بها في مقاربته البنيوية التكوينية للشعر المغربي‬ ‫اآلن‪ ،‬بعد مرور نصف قرن عن «اللحظة التأسيسية»‬ ‫المعاصر‪ ،‬من مثل «بنية السقوط واالنتظار»‪،‬‬ ‫التي رسخ النقد األدبي‪ ،‬سواء األكاديمي منه أو الثقافي‪،‬‬ ‫أُسُسَها النظرية‪ ،‬نلحظ سياقيا أن «تجربة القصيدة‬ ‫و»المعاصرة والحداثة»‪ ..‬غير أن أكثر هذه المفاهيم‬ ‫المغربية المعاصرة» شرعت في الدخول إلى االرتداد‪.‬‬ ‫إحداثا للجدل وقتها كانت مطارحته المغامِرة‬ ‫ويهمنا أن نسجل أوضح معالمـه التي سنرصدهــا في‬ ‫لمفهوم «المركز والمحيط» أو «الصدى والصوت»‪،‬‬ ‫حلقات‪.‬‬ ‫حيث اعتبر «القصيدة المغربية المعاصرة» هامشا‬ ‫تعرف القصيدة المغربية حاليا نزوعا إلى تبخيس‬ ‫شعريا لما أنتجته تجربة الشعر العربي الحديث في‬ ‫ذاتها «ثقافيا»‪ ،‬وذلك عبر انفتاح مبالغ في نواياه الجمالية‬ ‫المشرق‪.‬‬ ‫على القصيدة المشرقية‪.‬‬ ‫زعزع‬ ‫قاسيا‪،‬‬ ‫كان‬ ‫والمحيط»‬ ‫«المركز‬ ‫مفهوم‬ ‫عبد اإلله المويسي‬ ‫لقد شهدت الساحة الثقافية المغربية مؤخرا دينامية‬ ‫ثقة الشاعر المغربي المعاصر في كل مرجعياته‬ ‫«احتفائية»‪ ،‬غير مبررة‪ ،‬بمجموعة من األسماء الشعرية‬ ‫«اإلستطيقية»‪ ،‬التي تحصلت في تجربته عبر تراكم‬ ‫المشرقية يتم استدعاؤها باطراد إلى المغرب‪ .‬بل يعرف األمر نوعا من‬ ‫جمالي تاريخي‪ ،‬جزء منه «مشرقي» مما ال شك فيه‪ ،‬غير أن الجزء األوفر‬ ‫التمادي العاطفي من خالل تعديد النقط الجغرافية‪ ،‬عبر تراب المملكة‪،‬‬ ‫واألخصب تحصل لديه شعريا انطالقــا من «ثوابت أصوليــة ابتدائية» لتنظيم األمسيات واللقاءات االستعراضية لهذه األسماء الشعرية‪.‬‬ ‫مغربية‪..‬ثوابت معرفية «أركيولوجية»‪ ،‬راسخــة في تاريخـــه السحيـــق‪،‬‬ ‫ليس في األمر‪ ،‬كما قد يفهم تعسفا‪ ،‬أية نزعة ُقطرية‪ ،‬إنما استدعى‬ ‫اإلفريقي واألمازيغي‪ ،‬وثوابت انبثقــت من انتمائه المجالــي إلى منطقة إثارة هذا الموضوع ما قد يفهم منه أنه موقف «استبعادي» تجاه أسماء‬ ‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬وتحديدا من التجربة الحضارية األندلسية‪ .‬طبعــا إلى شعرية مغربية اشتغلت مخبريا على بناء قصيدتها وفق أفق جمالي يمشي‬ ‫جانب «االختيار» الذي مارسه الشاعر المغربي عبر تواصله األدبي مع إلى األمام‪.‬‬ ‫التجربة الفرنسية في الجنوب‪ ،‬والتجربة اإلسبانية في الشمال‪.‬‬ ‫أحمد بنميمون‪ ،‬محمد الشيخي‪ ،‬عبدالكريم الطبال‪ ،‬محمد عنيبة‬ ‫اعْتُ ِبرت دراسة محمد بنيس تجنيا «منهجيا» و»معرفيا» متهاتفا‪ ،‬تجاه الحمري‪ ،‬عالل الحجام‪ ،‬عبداهلل زريقة‪ ،‬وفاء العمراني‪ ،‬أحمد بلبداوي‪،‬‬ ‫ما كانت القصيدة المغربية المعاصرة قد أنجزته من إبداالت وانتقاالت محمود عبدالغني‪ ،‬إيمان الخطابي‪ ،‬عبدالرحيم الخصار‪ ،‬عبداإلله الصالحي‪،‬‬ ‫جمالية جعلتها تؤسس «مغايرة» تاريخية مؤكدة‪ .‬بل إن تصديا «نظريا» نورالدين الزويتني‪ ،‬فاتحة مورشيد‪.....‬والالئحة تطول‪ ...‬أسماء راسخة‬ ‫قد اشتغل بشكل علمي مؤطر إلفساد أطروحة محمد بنيس‪ ،‬اشتغاال سعى جسدت المعنى التأسيسي المغاير في مسار القصيدة المغربية‪ ،‬أغنت بها‬ ‫إلى التشبث باألولوية المغربية السياقية في تأسيس «مركزية ذاتية»‪ ،‬القصيدة العربية‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلي مفتاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫رجل حاور‬ ‫الحرف والرسم‪..‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫كلمة الفنان الكبير‬ ‫أحمد بن يسف‬ ‫في تأبين األستاذ‬ ‫عمر البقالي‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف المرسلين‬ ‫إنا هلل وإنا اليه راجعون‬ ‫السيدة سميرة زيان أرملة المرحوم عمر البقالي‪:‬‬ ‫أيها الحضور الكريم ‪:‬‬ ‫كان المرحوم عمر يتحاور يوميا مع الشكل واللون والكلمات‪..‬‬ ‫ويتقاسم حوارهما؛ حوار القلم والريشة‪..‬وكان المرحوم ثالثهما ؛ جسرا‬ ‫تواصليا بين هاته األجناس اإلبداعية‪.‬‬ ‫كان المرحوم عمر البقالي يجعل من كلماته أبياتا شعرية يخاطب‬ ‫بها اإلنسان في أحواله اليومية‪ ..‬بألوان نابضة بالحياة‪ ..‬يحيلها فرجة‬ ‫للعين والروح‪ ..‬وحوار أوهام وأحالم في أفق ال متناه‪..‬‬ ‫اذا كان اإلبداع بمختلف أجناسه منقسما الى مرحلتين ؛ مرحلة‬ ‫الحياة‪ ،‬ومرحلة ما بعد الحياة‪ ،‬ففي هذه األخيرة تبقى األعمال شاهدة‬ ‫على منجز‪ ..‬وعلى ما كان يمكن أن ينجز أو يتحقق‪..‬‬ ‫يغيب الجسد وتبقى بصماته خالدة أمام كل حي بشري بمختلف‬ ‫الثقافات وتنوع تأويالتها وبالنظر الى خلفيات مؤطرة للمتلقى‪ ..‬وفي‬ ‫هذا السياق يقول أب اللغة اإلسبانية خوان رمون خيمينيث‪:‬‬

‫« عندما تنظر الى أي عمل فني فال يكفي أن تهتم بمحتويات اللوحة‬ ‫فحسب‪ ،‬بل ال بد أن تعرف ما بداخلك ‪.»..‬‬ ‫وفي معني آخر نظير يقول المفكر المصري أحمد حسن الزيات ‪:‬‬ ‫« قد تكون األشياء قبيحة في حقيقتها ‪..‬لكن حسن التعبير عنها‬ ‫ودقة التصوير لها يرفعها الى مقام الجمال‪.»..‬‬ ‫الرسم كان أول لغة بين بني البشر ‪..‬الرسم سبق الحرف ‪..‬والمرحوم‬ ‫عمر البقالي ظل يحاول جمعهما في فضاء واحد‪..‬‬ ‫تعرفت الى المرحوم عمر عندما كان مقبال على نشر ديوانه « باقات‬ ‫بريــــة ‪..‬ايقاعات وألوان «حيث زارني في مدينة تطوان إلطالعي على‬ ‫محتويات ديوانه‪ ..‬فساهمت ببعض كلمات متواضعة ـ رفقة الدكتور‬ ‫نجيب العوفي ـ في حقه وفي انشغاله بالجمع بين الشعر والرسم أو‬ ‫فن التصوير‪..‬كان لقاؤنا بباب كنيسة تدعى « نويسترا سنيورا دي ال‬ ‫بكطوريا وهي مقابلة لساحة موالي المهدي‪.‬‬ ‫رحم اهلل عمر البقالي وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه صبرا وسلوانا‬ ‫وانا هلل وانا اليه راجعون‪.‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪992‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من األسطوانات التي مللنا سماعها‪ ،‬حماية المستهلك‪ ،‬نسمعها في المقاهي‪ ،‬نسمعها في‬ ‫المنتديات‪ ،‬نسمعها في عدة تجمعات‪.‬‬ ‫والسؤاالن اللذان أطرحهما على نفسي كلما سمعت هذه األسطوانة‪ :‬ممن نحميه؟ وكيف نحميه؟‬ ‫أجل‪ ،‬ممن نحميه؟‬ ‫هل نحميه من المسؤولين الذين حين تضيق بهم السبل‪ ،‬وتُسَدُّ في وجوههم المسالك‪،‬‬ ‫يلجأون إلى ضرب قدرته الشرائية؟‬ ‫هل نحميه من المضاربين الجشعين‪ ،‬الذين يجدون في الغش واالحتكار‪ ،‬مرتعهم الخصب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فينكلون بمستهلكنا المسكين أيما تنكيل‪ ،‬ويتفننون في ابتزازه واستغالله؟‬ ‫هل نحميه من عائلته التي تجاهد فيه حق الجهاد‪ ،‬فتُحَّمله ما يطيق و ما ال يطيق‪ ،‬وتستنزف‬ ‫قواه وما كسبت يداه؟‬ ‫هل نحميه من نفسه حين تُزيّن له التبذير واإلسراف‪ ،‬في المناسبات واألعراس‪ ،‬بداعي الحفاظ‬ ‫على التقاليد واألعراف؟‬ ‫وإذا أردنا أن نحميه من كل هؤالء‪ ،‬فكيف نحميه؟ وما هي التدابير التي ستُتخذ لحمايته؟‬ ‫سنستأنس بالحكمة القائلة‪« :‬داوني بالتي كانت هي الداء»‪ .‬فنستخلص من هؤالء المتسلطين‪،‬‬ ‫ما يكسب مستهلكنا قدرا من المناعة‪.‬‬ ‫ولنبدأ بالسّ ْلم االجتماعي الذي تنادي به الدولة كلما أحست بأن السيل بلغ الزبى‪.‬‬ ‫هذا السّ ْلم قد يكون تدبيرا مهما من تدابير حماية المستهلك‪ ،‬لكن على أساس توقيع ميثاق‬ ‫شرف‪ ،‬يلتزم فيه المسؤولون التزاما ال رجعة فيه‪ ،‬بالحفاظ على التوازن بين األجور والمصاريف‪ ،‬أو ما‬ ‫يسميه البعض بالحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن‪ ،‬فإذا كانت هناك زيادة في األسعار‪ ،‬فينبغي‬ ‫أن تواكبها ‪ -‬أوتوماتيكيا ‪ -‬زيادة في الرواتب‪ ،‬في القطاعين العام والخاص‪ ،‬على غرار ما هو معمول‬ ‫به في الدول المتقدمة‪ ،‬واألمم الراقية‪.‬‬ ‫والمصالح االقتصادية المنبثة في عماالت وأقاليم المملكة‪ ،‬يمكنها أن تساهم هي األخرى في‬ ‫هذه التدابير‪ ،‬بتحريك أسطولها المتمثل في فرق مراقبة األسعار‪ ،‬ومحاربة الغش واالحتكار‪ ،‬وإنزاله‬ ‫إلى أرض الواقع‪ ،‬ليشعر التجار في أقاصي األسواق ودانيها‪ ،‬أن هناك من يُحصي عليهم حركاتهم‬ ‫وسكناتهم‪ ،‬فيضطرون إلى احترام األسعار وإشهارها‪ ،‬ويضطرون إلى الحرص على مراعاة الجودة‬ ‫فيما يعرضون وفيما يدَّخرون‪.‬‬ ‫وبذلك سيشتري المستهلك قارورة الزيت بثمن موحَّد‪ ،‬وسيشتري القطاني بسعر موحَّد‪،‬‬ ‫وسيقتني مواد أخرى بتعريفة موحَّدة‪ ،‬وسيختفي التفاوت في األثمان الذي نلمسه بين هذا الدكان‪،‬‬ ‫والدكان المجاور له‪ ،‬وهذا المتجر‪ ،‬والمتجر المقابل له‪.‬‬ ‫ويأتي دور جمعيات حماية المستهلك كهيئات استشارية‪ ،‬يمكن أن تقدم خدمات للمستهلك‪،‬‬ ‫وتقف إلى جانبه‪ ،‬وتدافع لدى الجهات المختصة عن مصالحه‪.‬‬ ‫وحتى المستهلك نفسه‪ ،‬قد يكون ضلعا في هذا المربع‪ ،‬فإذا ترفق بمداخيله ومصاريفه‪ ،‬ولم‬ ‫ينسَقْ وراء األعراف والتقاليد‪ ،‬عند إقامة عرس أو االحتفال بعيد‪ ،‬فسيكون عنصرا مساهما في حماية‬ ‫نفسه من التبذير واإلسراف‪.‬‬ ‫هي منظومة متساوية األضالع‪ ،‬يتحمل فيها كل طرف نصيبه من مسؤولية حماية المستهلك‪.‬‬ ‫فإذا حُمي قوال وفعال‪ ،‬فقد نعيد النظر في األسطوانة التي تحدَّثنا عنها آنفا‪ ،‬وقد نستعذب‬ ‫اإلنصات إليها‪ ،‬وقد نردد ‪ -‬مع المرددين ‪ -‬بعض مقاطعها أو الزمتها‪.‬‬

‫شهر رمضان‪..‬‬ ‫‬‫رمضان هو الشهر القمري الذي ال يغيب‬ ‫عن األذهان‪ ،‬بين رمضان ورمضان ال نأبه‬ ‫بالشهور بل نأبه فقط باأليام؛ إنه شهر‬ ‫يختلف عن كل الشهور‪ ،‬حيث يبدأ اإلعداد‬ ‫النفسي واألدبي والمادي له قبل أسابيع‬ ‫عديدة من رؤيته‪ ،‬وحتى الحكومة الموقرة‬ ‫تضرب له ألف حساب من حيث التموين‪ ،‬وفي‬ ‫هذا السياق كانت لقصة البيض‪ ،‬في األيام‬ ‫األخيرة صوالت وجوالت في وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تختزل عبارة « اللهم‬ ‫بلغنا رمضان‪ »..‬المجتزأة من كامل الدعاء‬ ‫المستقبل لهذا الشهر الكريم‪ ،‬داللة روحية‬ ‫واضحة‪ ،‬وإن كان التقدير أن الكثير من الناس‬ ‫يرددونها تقليدا ال غير‪ ،‬ألن رمضان هو شهر‬ ‫المجاهدة والتسامي بامتياز حيث فيه تتربى‬ ‫األجيال و تتعلم كيف تقهر الشهوات و تتحرر‬ ‫من جموح األجساد وأسقام األرواح متوجهة‬ ‫إلى مالك الملكوت‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وخالفا لهذه الداللة الروحية لشهر‬ ‫رمضان‪ ،‬تنفلت قوانين السوق من عقالها‪،‬‬ ‫رغبة في اقتناص الفرص التي يخلقها هذا‬ ‫الشهر من أجل ربح ما ال يتم ربحه في الشهور‬ ‫األخرى‪ ،‬بل إن األيام األولى لشهر رمضان‬ ‫وقبل حلوله بقليل نرى مشاهد تكاد تذكرنا‬ ‫بحالة الهلع التي تسبق حاالت الطوارئ التي‬ ‫تفرضها‪ ،‬من حين آلخر‪ ،‬ظروف استثنائية في‬ ‫بعض بقاع األرض‪.‬‬ ‫ويطغى تغير العادات الغذائية في هذا‬ ‫الشهر على غيره من العادات‪ ،‬بل إن السوق‬ ‫يبدع باستمرار تنافسا في هذه العادات‪ ،‬وفي‬ ‫«الموضات» التقليدية للباس‪ ،‬التي تعطي‬ ‫األولوية للذة البطن و لمظاهر الجسد اكثر‬ ‫مما تعطيه إلى تهذيب األخالق تشوقا إلى‬ ‫تطهير القلب وتزكية النفس‪.‬‬ ‫ومع أن العلماء والفقهاء و الوعاظ‬ ‫يبذلون جهودا مضاعفة وحثيثة في التخفيف‬ ‫من االرتباط بملذات الدنيا في هذا الشهر‬ ‫والحث على االقتصاد فيها إلى حد الزهد‪،‬‬ ‫كما أن األطباء وخاصة أطباء الجهاز الهضمي‬ ‫وخبراء التغذية‪ ،‬يحذرون من اإلفراط في‬ ‫اإلقبال على ما لذ وطاب من األكل والشراب‪،‬‬ ‫إال أن القليل من الناس أو من الصائمين هم‬ ‫الذين يتبعون من القول أحسنه‪ ،‬لكي يرتقوا‬

‫ذاكرة لقاء‬ ‫حقوقي‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫منذ سنوات خلت كان لنــا لقـــاء بمقر المنظمـــة‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان مع السيد اليوسفي ؛ سفير‬ ‫دولة العراق بالرباط‪..‬‬ ‫كان قصدنا من اللقاء فتح حوار معه حول سجناء‬ ‫مغاربة استقطبوا من طرف جماعات ارهابية ‪..‬‬ ‫في مستهل اللقاء طلب السيد السفيــر أن ال يكون‬ ‫لقاؤه بنا شكليا مجامال‪ ..‬بل خطوة لتعـــاون مديد مع‬ ‫منظمة تقوم بعمل مقدس هو الدفاع عن الحـــق في‬ ‫الحياة بكرامة وحرية‪..‬‬ ‫كان السيد السفير عضوا في منظمتين حقوقيتين‬ ‫في ألمانيا وسوريا وهو خريج كلية الحقوق ببغداد ‪..‬‬ ‫قدأعرب لنا عن استعداده للتنسيق والتعاون وتقديم‬ ‫الدعم والمساندة دفاعا عن حقوق اإلنسان ‪..‬‬ ‫قال لنا ‪:‬‬ ‫أنا سعيد منذ أن وطئت قدماي أرض المغرب لكوني‬ ‫لمست حب ومودة المغاربة للعراق وشعبـــه ؛ رسميا‬ ‫وشعبيا‪ ..‬وهذا الحب بداهة نتاج تراكم تاريخي مجيد‪..‬‬ ‫وعلى سبيل التفكه والحقيقة قال لنا‪:‬‬ ‫المولى ادريس األول بغدادي أسس دولـة مغربيـــة‬ ‫موحدة ؛ وهو خالصة نبوية شريفة‪..‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫وأضاف ‪:‬‬ ‫قبل استقالل المغرب كان وزير خارجية العراق فاضل‬ ‫الجمالي قد ذهب إلى األمم المتحدة على رأس وفد‬ ‫عراقي كبير‪ ..‬ولما دخل إلى أروقة األمم المتحدة كان‬ ‫معه مغاربة يحملون جوازات عراقية فخاطبهم ‪:‬‬ ‫أنتم أحرار‪ ..‬فتولد عن هذا التصريح مشكل بين‬ ‫العراق وفرنسا‪..‬‬ ‫حبل المودة بين المغرب والعراق لم ينقطع‪..‬‬ ‫بعد االستقالل زار جاللة المغفور له محمد الخامس‬ ‫بغداد فرفع العراقيون سيارته من األرض تعبيـــرا عن‬ ‫محبة راسخة‪ ..‬ألن القلوب على بعضها‪..‬‬

‫في هذا الشهر بأنفسهم إلى مستويات أعلى‬ ‫في مدارج الروحانية التي يتميز بها‪ ،‬في حين‬ ‫أن األغلبية ال تستطيع الحرمان فتتبع الهوى‬ ‫الحسي الجارف‪.‬‬ ‫و رغم كل شيء‪ ،‬يظل‪ ،‬حاليا‪ ،‬هذا‬ ‫الشهر الكريم ذا نكهة خاصة‪ ،‬نهار وليال‪،‬‬ ‫في البيوت وخارجها‪ ،‬ال يزاحمه شهر آخر في‬ ‫روائح األطعمة و ترتيب الموائد‪ ،‬و امتالء‬ ‫المساجد‪ ،‬وتوتر األعصاب‪ ،‬والتضامن بين‬ ‫الفقراء واألغنياء‪ ،‬واإلقبال على اللعب الورقي‬ ‫واإللكتروني‪ ،‬وطول المسامرات‪ ،‬وكثرة‬ ‫المسلسالت والسيتكومات‪..‬‬ ‫ومن عاش منا رمضان وهو صغير في‬ ‫المدن القديمة‪ ،‬ربما يتذكر البساطة التي‬ ‫كان يتعامل بها الناس مع هذا الشهر‪ ،‬حيث‬ ‫كانت رؤية الهالل بالعين المجردة تكاد تكون‬ ‫بطولة‪ ،‬وكانت زغاريد السطوح إعالنا للغافلين‬ ‫وتعبيرا عفويا عن الفرحة‪ ،‬ودقات الطبول و‬ ‫أصوات المزامير واألنفار المرتبة للوقت لها‬ ‫قيمة وصدى في القلوب‪ .‬إن هذه الطقوس‬

‫الجميلة‪ ،‬تدخــل في التــراث الالمادي للمدن‬ ‫العتيقة‪ ،‬ومن المستحب العناية بها ونقلها‬ ‫إلى األجيال المقبلة ألنهـــا تعبيــر عن روح‬ ‫الجماعة‪ ،‬سواء اختلفنا أو اتفقنا معها‪ ،‬وهي‬ ‫ال تخل بروحانية شهر رمضان بل تتماشى‬ ‫مع هذه الروحانية ببساطتها وعفويتها‪ ،‬في‬ ‫وقت تنحو فيه الطقوس المبتدعة في هذا‬ ‫الزمن إلى االنجرار إلى ما هو مادي‪ ،‬مصطنع‪،‬‬ ‫مجلجل‪ ،‬ومتضخم‪ ،‬وإلى ما يمجد الفراغ الذي‬ ‫تهرول وراءه الرأسمالية المتوحشة وثقافتها‬ ‫المعولمة والذي يتناقض مع األدبيات الروحية‬ ‫والثقافية لرمضان ومقاصده‪..‬‬ ‫ولم يبق لي في اآلخير إال أن أهنئكم‬ ‫بحلول شهر رمضان المبارك‪ ،‬متمنيا أن‬ ‫يكون مناسبة سانحة لغافلينا من أجل التخلية‬ ‫والتطهير والتحلية‪ ،‬ال من أجل تمجيد التخمة‬ ‫والنزوع إلى الشكليات‪ ،‬و تكريس العنف‬ ‫المقدس‪.‬‬

‫بعدما دخل العــراق في أزمـــات ثمانينيــات القرن‬ ‫الماضي كان المغفور له جاللة الملك الحســن الثاني‬ ‫بجانب العراق‪ ..‬وفي عهده كانت العالقة بين البلدين‬ ‫على أكمل وجه‪..‬‬ ‫عدنا للحديث مع السيد السفير عن السجناء المغاربة‬ ‫بالعراق فأخبرنا أنه قد بذل جهـدا فحصل بعـــض‬ ‫التقدم بنقل بعضهم من سجون الناصرية إلى سوسة‬ ‫بكردستان في أفق تسوية متقدمة‪..‬‬ ‫أكدنا للسيد السفير أن مشكل السجناء المغاربة‬ ‫إنساني‪ ..‬وحله يتعين أن يتم من هذا الباب وفي العراق‬ ‫أرض الحكمة والقانون والحقوق منذ حامورابي ‪..‬‬ ‫لم تطور منظمتنا عملها الحقوقي مع هـذا البلـــد‬ ‫الشقيق لألسف‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 992‬ـ الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫(عدد خاص عن الدورة ‪ 13‬للمنتدى الدولي‬ ‫لألشرطة المرسومة )‬ ‫أعده يوسف سعدون‬

‫«تطوان عاصمة دولية لألشرطة المرسومة»‬

‫عرفت مدينة تطوان ما بين ‪ 23‬و ‪ 27‬أبريل حدثا فنيا كبيرا تمثل في المنتدى الدولي لألشرطة‬ ‫المرسومة الذي نظمته وزارة الثقافة واالتصال بتعاون مع المعهد الوطني للفنون الجميلة وجمعية شوف‪.‬‬ ‫واعتبرت هذه الدورة ناجحة بكل المقاييس لكونها حولت مدينة تطوان لعاصمة هذا الفن على المستوى‬ ‫اإلفريقي والعربي وجعلتها قبلة لفناني الفن التاسع من إفريقيا وأوروبا وكذلك المهتمين واإلعالميين‬ ‫وجمهور كبير من العاشقين لهذا الفن‪ ،‬كلهم جاءوا ليعيشوا أجواء إبداعية رائعة من خالل البرنامج الحافل‬ ‫بالمعارض الفنية والعروض النظرية والمحترفات والورشات االحترافية‪.‬‬ ‫وشكل حفل االفتتاح الحدث بامتياز حيث تم تكريم مجموعة من الفنانين في مقدمتهم المرحوم‬ ‫الفنان الكبير محمد شبعة الذي سبق له أن تحمل مسؤولية إدارة المعهد الوطني للفنون الجميلة‪،‬والرائد‬ ‫في فن الكاريكاتور واإلعالمي بلعيد بويميد‪ ،‬ومحمد العربي بوضريسة وعبدالسالم نوار وهما فنانان‬ ‫واستاذان بالمعهد‪.‬كما عرف هذا الحفل توقيع المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان اتفاقيتي شراكة‬ ‫مع كل مدرسة سان لوك العليا للفنون ببروكسيل وكذا مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بتطوان‪.‬وتم في هذا الحفل تقديم ضيف شرف هذه الدورة فنان األشرطة المرسومة وأحد المساهمين في‬ ‫إحداث الشعبة بالمعهد دوني الرو من بلجيكا‪.‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الدورة عرفت إقباال كبيرا من الزوار‬ ‫واالطفال وخصوصا التالميذ الذين استفادوا من الورشات الفنية وصالون القراء وكذلك سينما التحريك‪.‬‬ ‫وكعادتها ‪،‬كانت الشمال حاضرة بهذا الحدث الفني الكبير‪،‬واتصلت والتقت بمجموعة من الفاعلين‬ ‫األساسيين في هذا المنتدى وكذا بعض الفنانين والمؤطرين‪ ،‬فكان هذا العدد الخاص ‪:‬‬

‫تصريح مدير المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة بتطوان‪:‬‬

‫األشرطة المرسومة بالمغرب ومساهمة‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطورها‬ ‫إبراهيم الحيسن *‬ ‫األشرطة المرسومة هي كل عمل إبداعي‬ ‫عدسي مرئي يعتمد السرد البصري المبني على‬ ‫تناسق الصور والنصوص مع ارتباط بمجموعة‬ ‫من العناصر التعبيرية الخاصة‪،‬أبرزها الفقاعات‬ ‫(‪ )bulles‬في تحوالتها المرتبطة بنوعية الحوار‬ ‫والموضوع والتعليق المصاحب‪،‬وتعد األشرطة‬ ‫المرسومة وسيلة تعبير جماهيرية تجمع بين‬ ‫الصورة والكتابة‪،‬والمختص في الفن الغرافيكي‬ ‫يعتبر أن األمر يتعلق بنوع أدبي مرسوم‪،‬بينما‬ ‫يعتبر البعض اآلخر أن شريط القصة المصورة‬ ‫يقترب من السينما واألدب‪.‬‬

‫تعتبر الدورة الثالثة عشرة لألشرطة‬ ‫المرسومة ‪-‬التي تنظمها وزارة االتصال بتعاون‬ ‫مع المعهد الوطني للفنون الجميلة وجمعية‬ ‫شوف تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة‬ ‫محمد السادس‪ -‬متميزة جدا‪.‬وجديدها هذه‬ ‫السنة هو استضافتنا للمديرية العامة لألمن‬ ‫الوطني التي مافتئت تنفتح على مكونات‬ ‫المجتمع‪،‬فهي تعمل على نشر مجموعة من‬ ‫األشرطة المرسومة حول موضوع المواطنة‬ ‫من إنتاج المعهد‪ -‬في المجلة الخاصة باألمن‬‫الوطني‪ .‬و شاركت معنا عبر جناح خاص بها‬ ‫في المعرض الذي قدمت فيه مجموعة من‬ ‫منشوراتها في هذا المجال‪،‬وهذا الجناح عرف‬ ‫تجاوبا إعجابا كبيرين من طرف الزوار‪.‬‬ ‫والمهم أيضا في هذه الدورة هو عقد‬ ‫اتفاقيات شراكة مهمة مع المدرسة العليا‬ ‫للفنون بسان لوك ببلجيكا والتي سيستفيد‬ ‫بفضلها طلبتنا وطلبة هذه المؤسسة من‬ ‫تبادل الزيارات والمهارات ‪،‬وهي تفتح آفاقا‬ ‫لطلبتنا لمتابعة الدراسة على مستوى الماستر‬ ‫والدكتوراة بهذه الجامعة‪.‬‬ ‫وهناك اتفاقية أخرى ال تقل أهمية مع‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتي من خاللها وضعنا برنامجا لفائدة‬ ‫تالميذ اإلقليم لالستفادة من محترفات في‬ ‫األشرطة المرسومة وسينما التحريك بتعاون مع‬ ‫المدارس‪،‬وكذلك إنتاج مجموعة من األشرطة‬ ‫المرسومة في مواضيع البيئة والمواطنة‬ ‫ومجاالت علمية متنوعة‪.‬والجديد في هذه‬ ‫االتفاقية هو عزمنا على تطوير الدفاتر المدرسية‬ ‫في المستقبل واقتراح بعض المطويات تتوفر‬ ‫على أشرطة مرسومة لتطوير وسائل التواصل‬ ‫التربوي‪،‬ونتطلع لتكوين لجنة مشتركة من أطر‬ ‫المندوبية وأطر من المعهد من أجل التأسيس‬ ‫لهذا المشروع والذي سيكون األول من نوعه‬ ‫على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫وهذا المنتدى هو أيضا فرصة لطلبتنا للقاء‬ ‫خبراء من الطراز العالي سواء من إفريقيا او من‬ ‫العالم العربي والغربي واالضطالع على تجارب‬ ‫جادة وذات مستوى احترافي كبير‪.‬كما استضفنا‬ ‫مختصين وخبراء في هذا المجال والعاملين‬

‫في الترويج لهذا الفن االضطالع على إبداعات‬ ‫طلبتنا واستشراف سبل الترويج لهذا الفن‪.‬‬ ‫وانا جد مسرور لكوننا بدأنا نجني ثمار‬ ‫المجهود المتواصل حيث وقعت مؤخرا واحدة‬ ‫من كبار دور النشر بفرنسا مع واحدة من‬ ‫طالباتنا‪،‬وهذا يعتبر إنجاز كبير‪.‬‬ ‫نقطةأخرى مهمة بالنسبة لنا في هذا‬ ‫المنتدى تتمثل في تنظيم ملتقيات وندوات‬ ‫حول الموضوع الرئيسي وهو التواصل والتربية‪.‬‬ ‫وهناك أيضا مبادرة مهمة للتعريف بهذا الفن‬ ‫ونشره بين ناشئتنا‪ ،‬حيث عملنا على استقبال‬ ‫مجموعة من التالميذ من المدارس العمومية‬ ‫والخاصة حيث استفاد حوالي أكثر من ‪5000‬‬ ‫تلميذ وتلميذة من زيارات لمرافق المعارض‬ ‫والورشات وتابعوا بعض فعاليات هذا الحدث‬ ‫الفني والوقوف على خصائصه الفنية سواء من‬ ‫حيث التقنية او المواضيع المعالجة‪.‬‬ ‫ولتحفيز الطلبة والمشاركين‪،‬عمل المنتدى‬ ‫على خلق جائزتين‪،‬واحدة دولية عنوانها‬ ‫المواهب اإلفريقية وكانت هذه السنة مناصفة‬ ‫بين فنانة مغربية وفنان من الكونغو‪.‬وأخرى‬ ‫وطنية حول الجانب البيئي ننظمها مع الشركة‬ ‫التي تعمل في قطاع توزيع الماء والكهرباء‬ ‫وعنوانها قطرة ماء في كل تجلياتها‪.‬‬ ‫وثقافة االعتراف دائما تكون حاضرة في‬ ‫كل دورات هذا المنتدى حيث اخترنا هذه السنة‬ ‫تكريم الفنان الكبير محمد شبعة رحمه اهلل‪،‬وهو‬ ‫أحد رواد الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب‬ ‫والذي الزالت بصمته واضحة في المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلةمن خالل تحمل مسؤولية‬ ‫إدارته لفترة مهمة‪.‬وكذلك الفنان واإلعالمي‬ ‫المقتدر وأحد رواد فن الكاريكاتور بالمغرب‬ ‫بلعيد بويميد والفنانين المقتدرين الذين الزال‬ ‫المعهد يستفيد من عطائهما التربوي والفني‬ ‫عبدالسالم نوار ومحمد بوضريسة‪.‬‬ ‫ال يفوتني أيضا ان أشير إلى أن للمنتدى‬ ‫مجموعة من المدعمين في مقدمتهم وزارة‬ ‫الثقافة في شخص السيد الوزير الذي وعدنا‬ ‫بإمكانية تحويل هذا الحدص لصالون دولي‬ ‫شبيه بالمعرض الدولي للكتاب وكذلك وكالة‬ ‫إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وعمالة تطوان‪.‬‬

‫وتعتبر األشرطة الفنية من بين الفنون‬ ‫األساسية للتواصل والتثقيف والترفيه في‬ ‫المجتمعات الغربية كفرنسا وبلجيكا وغيرها‪،‬في‬ ‫حين أنها الزالت تتلمس الخطى من أجل االنتشار‬ ‫في دول الجنوب ومن بينها المغرب‪.‬والحديث‬ ‫عن تجربتنا اإلبداعية المغربية بخصوص هذا‬ ‫الفن يحيلنا لتجربة مجلة»حدائق»التربوية التي‬ ‫كانت تصدرها وزارة الثقافةخالل ثمانينيات‬ ‫القرن الماضي‪،‬وصدرت فقط في ثالثة أعداد‬ ‫‪،‬إضافة إلى تجربتين لعلي الصقلي‪،‬تناول في‬ ‫إحداها حدث المسيرة الخضراء وخصص الثانية‬ ‫للملك الراحل الحسن الثاني(‪il etait une fois‬‬ ‫‪، )Hassan 2‬هذا إلى جانب قصص مصورة‬

‫اخرى ذات منحى تاريخي تجسد الوعي الوطني‬ ‫بالموروث المحلي‪،‬وهي لحميد السماللي الذي‬ ‫أنجز ستة أعداد لقصة مرسومة جامعا فيها‬ ‫الحكايات والرسوم المتحركة والفن التاسع‪.‬‬ ‫وضمن خريطة ومسار األشرطة المرسومة‬ ‫بالمغرب‪،‬ال بد لنا أن نقف عند التجربة الرائدة‬ ‫للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪،‬حيث‬ ‫أنه في سياق انفتاحه على مختلف التعبيرات‬ ‫البصرية الحديثة‪،‬دشن منذ الموسم الدراسي‬ ‫‪ 1999/2000‬تجربة فريدة بإدماجه األشرطة‬

‫المرسومة ضمن المنظومة البيداغوجية التي‬ ‫يعتمدها في برامجه التكوينية والديداكتيكية‪.‬‬ ‫وضمت اول مجموعة لهذه الشعبة الفنية سبعة‬ ‫طلبة اختير المهرة منهم الستكمال تكوينهم‬ ‫بالخارج‪.‬هذا إلى جانب مراكمة الكثير من بحوث‬ ‫التخرج من المعهد على شكل أشرطة مرسومة‪.‬‬ ‫واستثمارا للتراكم الفني واإلبداعي‬ ‫الذي حققه المعهد‪.‬دأب هذا األخير منذ‬ ‫يوليوز ‪ 2004‬على تنظيم اول مهرجان دولي‬ ‫لفن األشرطة المرسومة وذلك تحت إشراف‬ ‫وزارة الثقافة وبشراكة مع مندوبية والوني‬ ‫بروكسيل ‪ Walloni-Bruxelles‬في المغرب‬ ‫والسفارة الفرنسية ومعهد سرفانتيس‪،‬لتتوالى‬ ‫النسخ والدورات بتكريم مبدعين من المغرب‬ ‫وخارجه إلى جانب تنظيم الندوات والموائد‬ ‫المستديرة والمعارض المتخصصة وكذا إقامة‬ ‫الورشات التدريبية‪.‬فيصل هذه السنة لدورته‬ ‫الثالثة عشرة التي جعلت من تطوان عاصمة‬ ‫لفن األشرطة المرسومة إفريقيا وعربيا‪.‬وهو‬ ‫(المنتدى)بهذا اإلنجاز أصبح من أهم المنتديات‬ ‫والمهرجانات ليصبح في مصاف المهرجانات‬ ‫الدولية المتخصصة في هذا الفن المسمى الفن‬ ‫التاسع على غرار مهرجان أنغوليم بفرنسا وغيره‬ ‫من المهرجانات‪.‬‬ ‫* ناقد تشكيلي‬

‫تصريح احد رواد فن الكاريكاتور بالمغرب‬ ‫الفنان واإلعالمي بلعيد بويميد (أحد المكرمين)‬

‫هذا شرف لي كوني أكرم من طرف أخصائيين في ميدان‬ ‫األشرطة المرسومة ‪،‬أنا شخصيا اشتغلت بالتعريف بهذا الفن لمدة‬ ‫طويلة بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء مع الطلبة الذي اصبح‬ ‫البعض منهم متخصصا في هذا الميدان‪.‬‬ ‫لما تقرر تكريمي إلى جانب فنانين مدرسين بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة بتطوان‪.‬وكذلك تكريم المرحوم محمد شبعة وما أدراك‬ ‫ما محمد شبعة الذي أعطى الكثير للفنون التشكيلية المعاصرة وكان‬ ‫وراء تكوين أجيال من الفنانين والمبدعين‪،‬أحسست بسعادة كبيرة‬ ‫وبارتياحي لثقافة االعتراف في حق محمد شبعة الذي يستحق ربما‬ ‫تكريما كبيرا أكثر من هذا التكريم‪ .‬لقد اعطى رحمه اهلل الكثير‪،‬وأقول‬ ‫رغم هذا فإن التفاتة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان تأتي‬ ‫في محلها‪،‬وأسجل هنا مرة أخرى كفاءة المؤطرين وكذلك المبدعين‬ ‫واإلدارة لهذا المعهد‪.‬‬ ‫لما نتحدث عن األشرطة المرسومة‪،‬أقول بكل اعتزاز أن تطوان‬ ‫عبر هذا المنتدى أصبحت بكل اقتدار عاصمة هذا الفن بإفريقيا‪.‬وما‬ ‫حضور فنانين من أوروبا وأساسا بلجيكا التي تبقى عاصمة االشرطة‬ ‫المرسومة في العالم نظرا للتراكمات الكثيرة في هذا البلد الذي أعطى‬ ‫أسماء كبيرة إال دليل على هذا‪.‬‬ ‫اعتز وأفتخر أن المغرب أصبح العاصمة اإلفريقية لهذا الفن‬ ‫وحضور فنانين من الكونغــو وكينشاســـا‬ ‫والكاميرون ومستقبال من دول اخرى‪،‬مبدعين‬ ‫من مستوى عالي جدا‪ ،‬لدليل قوي على اإلشعاع‬ ‫الدولي الكبير لهذه التظاهرة‪.‬‬ ‫كما نعلــم أن األشــرطــة المرسومــة‬ ‫هي سينما الفقير‪.‬تتعامل مع كل التقنيات‬ ‫السينمائية‪،‬وأتذكر انه كانـــت تجارب من‬ ‫األرجنتين‪،‬حيث كان بعض الفنانيـــن حينما‬ ‫ينجزون شريطا مرسوما يقول أنه انجز فيلما‬ ‫مصورا‪.‬وربما هذا سيعيننا في المغرب مادام‬ ‫لدينا أزمة قراءة جديدة لتاريخنا‪،‬فيمكننا إعادة‬ ‫قراءة هذا التاريخ بواسطة هذا الفن‪.‬واالستاذ‬ ‫عبداهلل العروي كتب عن مأرخة التاريخ ‪-‬إن صح‬ ‫التعبير‪-‬تاريخ المغرب وذاكرة المغرب من خالل‬ ‫اإلبداع وخاصة األشرطة المرسومة‪.‬وسيكون‬ ‫هذا وسيلة للتعريف بهذا التاريخ العميق‪.‬‬ ‫فإذا انفتحت الكليات على هذا الفن من‬ ‫أجل دراسة التاريخ واالنتربولوجيا‪،‬ربما سننجح‬ ‫في خلق أشرطة مرسومة مغربية مائة في‬

‫المائة وكذلك بالعمل وباالشتغال بالتاريخ‬ ‫سننفتح على فكر إنساني عام‪.‬‬ ‫ماهو اساسي في هذا المنتدى ايضا هو‬ ‫اندماج االمن الوطني الذي كان حاضرا بقوة‬ ‫ومجلة الشرطة هي بدورها تعاملت مع هذا الفن‬ ‫حيث أن العدد األخير تضمن قصة مصورة تعمل‬ ‫على التعريف بالشرطة المواطنة وهذا يعتبر أفقا‬ ‫مهما لهذا الفن‪.‬‬ ‫إن المجتمع بأكمله يتعبأ حول هذه‬ ‫التظاهرة التي ستعطينا حتما أشياء إيجابية‬ ‫مستقبال‪.‬وأيضا حينما نتحدث عن المدرسة‬ ‫‪،‬فنالحظ ان وزارة التربية الوطنية كانت حاضرة‬ ‫بقوة كذلك‪،‬والتعاون مع المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان من طرف هذه الوزارة هو شيء‬ ‫إيجابي يعكس نيتها الجادة لفتح كل اآلفاق حول‬ ‫ميادين اإلبداع‪.‬‬ ‫أخبرك وأنا أتأسف لذلك أن مدرسة الفنون‬ ‫الجميلة بالدار البيضاء الزال المسؤولون لم‬ ‫يعترفوا بها في إطار رسمي كمؤسسة عمومية‬ ‫تابعة لوزارة الثقافة او وزارة التربية الوطنية‪.‬‬

‫على العكس بالنسبة لتطوان عاصمة األشرطة‬ ‫المرسومة‪.‬‬ ‫إن مدرسة الدار البيضاء التي تأسست‬ ‫منذ مايزيد عن خمسين او ستين سنة ولها‬ ‫تاريخ مهم على مستوى العطاء الفني ومرت‬ ‫منها أسماء كبيرة (بلكاهية‪،‬شبعة‪،‬المليحي ‪)...‬‬ ‫مدرسة بهذا ال يعترف بها فقط لكونها من‬ ‫سوء حظها تابعة للمنتخب الذي تنكر لتاريخ‬ ‫هذه المدرسة وكذا للفن عموما ولم يوظف‬ ‫الفن لخدمة المواطن‪.‬كل هذا يجعلني اعترف أن‬ ‫معهد تطوان له وضعيته االعتبارية وله مكانته‬ ‫المرموقة في خريطة التعليم الفني‪.‬‬ ‫بعد نقاشي مع المبدعين الحاضرين‬ ‫بالمنتدى ووقوفي على مستوى المعارض‬ ‫المنظمة بأهمية المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان أسجل بارتياح أن اإلبداع‬ ‫اإلفريقي والمغربي تطور بشكل كبير وستكون‬ ‫له مكانته على المستوى العالمي‪.‬وستساهم‬ ‫األشرطة المرسومة عندنا في توثيق العطاء‬ ‫المغربي وصيانة الذاكرة الوطنية‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬ ‫الشمال الفني‬ ‫تصريح الفنان «أسيما باتي» من الكونغو ‪:‬‬ ‫بخصوص المهرجان‪،‬نستفيد منه كثيرا‬ ‫خصوصا في الورشات والندوات والعروض‪.‬‬ ‫وأتطلع أن تنظم أيام إلشهار وترويج المنتوج‬ ‫اإلبداعي والمؤلفات في فن األشرطة المرسومة‬ ‫حتى نتمكن من خلق سوق حقيقي لهذا الجنس‬ ‫اإلبداعي ‪.‬‬ ‫اليوم‪،‬يمكن لنا أن نتحدث عن وجود‬ ‫أشرطة إفريقية ومغربية على المستوى الدولي‬ ‫بجانب أشرطة أمريكا الالتينية وأوروبا‪.‬‬ ‫في األخير‪،‬البد لي أن أشيد بمستوى هذا‬ ‫المنتدى‪،‬سواء في الجانب الفني واإلبداعي وكذا‬ ‫في الجانب التنظيمى‪.‬وأنا مسرور لحضوري‬ ‫معكم بتطوان‪..‬شكرا للمنتدى على دعوته لي‬ ‫وعاشت إفريقيا‪.‬‬

‫إسمي أسيما باتي‪،‬أتيت من الجمهورية‬ ‫الديموقراطية للكونغو‪.‬هذه اول مشاركة لي في‬ ‫هذا المنتدى‪.‬انا جد مسرور لتواجدي هنا وجد‬ ‫منبهر بالمستوى الفني العالي لهذه التظاهرة‪.‬‬ ‫الجميل هنا هو لقاء مجموعة من الطاقات‬ ‫الفنية من مختلف الدول من أجل االستفادة‬ ‫وتبادل الخبرات‪.‬أعجبني كثيرا هذا اإلقبال الكبير‬ ‫على المعارض والورشات من طرف الجمهور‬ ‫وخصوصا من األطفال‪.‬‬ ‫بالنسبة للمعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‪،‬هو معهد كبير‪،‬استطاع أن يطور هذا‬ ‫الفن ‪،‬ونجح أيضا في خلق مجلة متخصصة وهي‬ ‫مجلة شوف‪.‬لي امنية هي أن يتطور هذا الفن‬ ‫ويعرف طريقه للنشر والترويج‪..‬‬

‫تصريح الفنان التشكيلي والكاريكاتوريست‬ ‫الحسن بختي‪:‬‬

‫ندرس في معاهد عليا‪.‬وأعتبر تعاملي مع الطلبة‬ ‫تعامال مع محترفين وليس كنتعلمين‪..‬‬ ‫بالنسبة لهذا المنتدى ‪،‬أقول لكم أنني‬ ‫حضرت مجموعة من المهرجانات على المستوى‬ ‫الدولي خصوصا في الجزائر‪،‬وكنت حينما احل‬ ‫هناك‪،‬كنت أتمنى ان يكون لنا مهرجان في‬ ‫مستوى األشقاء الجزائريين‪،‬ولكن‪،‬ومع تراكم‬ ‫تجارب منتدى تطوان‪،‬وأمام ما وقفت عنده‬ ‫مؤخرا من تطور‪.‬أقول بكل يقينية أننا تجاوزنا‬ ‫بكثير الجزائر في ميدان األشرطة المرسومة عبر‬ ‫مهرجان تطوان تنظيميا وإبداعيا‪..‬‬ ‫كنا في السابق نتأسف عن عدم وجود‬ ‫فنانين متخصصين في هذا المجال‪.‬لكن‬ ‫الحمداهلل‪،‬وبفضل هذه الشعبة استطعنا‬ ‫الحصول على فنانين مرموقين‪.‬‬ ‫في األخير أهنئ إدارة المنتدى على نجاح‬ ‫الدورة وأجدد لها شكري لدعوتها الكريمة‪.‬‬

‫الحسن بختي‪،‬رسام كاريكاتور مغربي‬ ‫وفنان تشكيلي‪،‬سعيد بدعوتي لحضور هذه‬ ‫الدورة والتي تعتبر الخامسة ‪ -‬بالنسبة لي‪ -‬لتي‬ ‫أحضر فيها فعاليات المهرجان‪...‬افتخر بتطور‬ ‫منتدى األشرطة المرسومة على المستوى‬ ‫الفني والتنظيمي‪.‬وذلك بالنظر لنوعية الفنانين‬ ‫المتواجدين والمؤطرين ونوعية األنشطة‬ ‫المبرمجة‪...‬‬ ‫هذاالمنتدىيبرزأيضاتطورمستوىالطلبة‬ ‫في ميدان األشرطة المرسومةواستفادتهم‬ ‫أيضا من المحترفات واألساتذة‪.‬‬ ‫حضوري هنا كمؤطر باعتباري واحد من‬ ‫مدرسي األشرطة المرسومة في مدرسة الفنون‬ ‫الجميلة بالدار البيضاء ومؤسسات أخرة ك «آرت‬ ‫كوم»وغيرها‪.‬‬ ‫البيداغوجية التي نطبقها هنا هي نفس‬ ‫البيداغوجية التي نشتغل بها دائما باعتبارنا‬

‫تصريح الفنان التشكيلي عبد السالم نوار‬ ‫سعيد جدا أن يبادر المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان بتكريمي رفقة الفنان العربي‬ ‫بوضريسة باعتبارنا خريجي هذه المدرسة بعدما‬ ‫درسنا بها خالل فترة الستينيات وعدنا إليها‬ ‫لنمارس التدريس الفني منذ السبعينيات‪.‬والزلنا‬ ‫لحد اآلن نواصل عملنا بها كأساتذة‪ ...‬اعتبر‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‬ ‫موطني ومسكني‪،‬ألنني إبن هذه الدار ولي‬ ‫بها ذكريات جميلة مع ثلة من اإلداريين‬ ‫واألساتذة والطلبة‪.‬منهم من رحل إلى دار‬ ‫البقاء كالمرحوم محمد شبعة رحمه اهلل‬ ‫الذي كرمه المهرجان ومنهم من الزال‬ ‫حاضرا معنا والزال يواصل مساره التعليمي‬ ‫والفني‪..‬‬ ‫وأما عن هذا المهرجــان العظيم‪ ،‬فأقول‬ ‫لكم انه مفخرة لتطوان والمغرب ألنه أصبح‬ ‫من أهم مهرجانات فن األشرطة المرسومة في‬

‫(واحد من المكرمين)‬

‫العالم‪،‬ويلتقي فيه كبار فناني هذا الفن‪،‬وصار‬ ‫مرجعا أساسيا للوقوف على مستواه‪..‬‬ ‫وسعيد أيضا بتكوين مجموعة من الفنانين‬ ‫المرموقين في هذا الفن بالمعهد وبعضهم‬ ‫صار له حضور قوي في الساحة الفنية المغربية‪..‬‬ ‫مرة أخرى أشكر إدارة المهرجان في شخص‬ ‫مدير المعهد الصديق المهدي الزواق على‬ ‫مبادرتها بتكريمنا كأساتذة للتعليم الفني ونحن‬ ‫على قيد الحياة‪.‬‬ ‫وأعبر لكم عن فرحتي الكبرى بدوام تألق‬ ‫هذا المعهد الذي يرجع له الفضل في تكوين‬ ‫مجموعة من األسماء الفنية الكبيرة والتي‬ ‫سجلت إسمها بقوة سواء على المستوى الوطني‬ ‫أو العالمي‪..‬‬ ‫‪ ‬شكرا لكم أيضا في جريدة الشمال أحد‬ ‫أهم األصوات الصحفية العريقة في جهتنا‬ ‫الشمالية‪ ...‬‬

‫تصريح الكاريكاتوريست المتميز‬ ‫عبد اللطيف العبدي‪‎‬‬

‫أنا سعيد جدا بمشاركتي في هذه الدورة التي عرفت هذه السنة قفزة نوعية من ناحية التنظيم الجيد وكذا‬ ‫حضور وازن لعديد من من فناني العالم‪.‬‬ ‫مشاركتــي تمثلــت في عرض رســـوم كاريكاتورية لعدة شخصيات وطنية ودولية كان لزوار المنتدى‬ ‫تفاعـل كبيــر معها‪ .‬ومن بين الشخصيات المعروفة السيد وزير الثقافة واالتصال واإلعالمي بــالل مرميد‬ ‫والموسيقار عبد الهادي بلخياط‪..‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫عن اغتيال المواد‬ ‫الفنية في نظامنا‬ ‫التعليمي‬

‫‪5‬‬

‫يوسف سعدون‬

‫من أجمل ذكرياتي بمرحلتي الدراسية بالثانوية المحمدية بالقصر الكبير خالل‬ ‫نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات‪،‬هي تلك اللحظات الجميلة التي كنت أقضيها في‬ ‫الفضاء الساحر لمادة التربية التشكيلية عند األستاذ عبدالسالم القوسي مربي األجيال‪..‬‬ ‫كنا مجموعة من التالميذ نتنافس فيما بيننا لكي نبدع أحسن الرسوم ونشارك‬ ‫في معارض في إطار األسابيع الثقافية التي كانت تنظمها الثانوية المحمدية بتأطير‬ ‫من األستاذ القوسي الذي يرجع له الفضل الكبير في نشر ثقافة فنية بمنهج بيداغوجي‬ ‫حديث‪.‬‬ ‫اعترف ان هذه المادة غيرت إدراكي ‪-‬وأنا تلميذ‪ -‬بالمحيط والمشهد والمرئي‬ ‫عبر التمكن من مجموعة من المفاهيم النظرية كالمنظور ورسم المالحظةو التعبير‬ ‫التشكيلي‪..‬وبفضل هذه المادة استطاع الكثير من رفاقي‪ ‬اجتياز بنجاح مباريات االلتحاق‬ ‫بشعب تعتمد على الرسم‪..‬وبفضلها أيضا استطعت ان أجتاز مباراة االلتحاق بالمركز‬ ‫التربوي الجهوي بطنجة‪-‬شعبة الفنون التشكيلية‪ -‬بتفوق وأصبحت أستاذا لهذه المادة‬ ‫في التعليم اإلعدادي‪،‬‬ ‫وطيلة مشواري المهني الطويل في حقل تدريس هذه المادة بالقصر الكبير‬ ‫والمضيق‪،‬حاولت بلورة قناعاتي باهمية التربية التشكيلية خصوصا والتربية الفنية‬ ‫عموما في تطور المجتمعات ورقيها‪.‬‬ ‫حاولت جاهدا كباقي األساتذة العمل على نشر قيم الجمال وتعميم المفاهيم‬ ‫الفنية وتطويرالمهارات اإلبداعية لدى التالميذ‪،‬وقفت‪ ‬على التفاعل اإليجابي للتالميذ‬ ‫مع مكونات هذه المادة وإقبالهم عليها بشغف كبير‪ .‬فهي بالنسبة لهم‪ ‬مادة فنية‬ ‫بامتياز‪،‬مادة تمنح لهم مساحات من الحرية والتعبير واإلبداع‪.‬‬ ‫‪ ‬ميدانيا‪،‬ومن حقل الممارسةالبيداغوجية‪،‬أجزم أن‪ ‬التعليم الفني عموما يلعب دورا‬ ‫كبيرا في تهذيب الذوق العام وتربية الحواس‪.‬فالفنون التشكيلية تعمل على تمرين‬ ‫العين على تفكيك المنظور وفهم الخدع البصرية التي تبدعها الطبيعة حينما نتعامل‬ ‫مع المشاهد العامة‪.‬وهي تعمل ايضا على نشر ثقافة‪ ‬ثقافة الجمال والتمكن من‪ ‬‬ ‫دالالت األلوان وتناغمها‪،‬وهذه مفاهيم ضرورية في حياتنا المعاصرة‪ .‬‬ ‫وكما كان لهذه المادة الفضل الكبير على مساري المهني واإلبداعي‪.‬فهناك الكثير‬ ‫من أمثالي من الفنانين الذين اكتشفوا مواهبهم عبر مراحلهم الدراسية األولى من‬ ‫خالل دروس الرسم والتشكيل ‪.‬فمنهم من اختار‪ ‬تدريس هذه المادة ومنهم من فضل‬ ‫االحتراف الفني والبعض منهم‪ ‬صارإسما كبيرا‪ ‬تستضيفه كبريات االروقة بالمغرب او‬ ‫خارجه‪...‬‬ ‫وبالنظر إلى واقع تدريس هذه المادة‪،‬فرغم اعتبارها مادة غير معممة‪،‬ورغم عدم‬ ‫توفرها على الشروط الضرورية للتدريس في اغلب مؤسساتنا التعليمية‪،‬فقد نجح الكثير‬ ‫من األساتذة في التغلب على هذه العوائق وضمان تعليم فني مناسب للناشئة ‪.‬تعليم‬ ‫ساعد الكثير من التالميذ في‪ ‬التوجيه لدراسة مادة الفنون التطبيقية بالتعليم الثانوي‬ ‫التأهيلي وتمكين آخرين من اجتياز مباراة االلتحاق بالمعاهد الفنية‪،‬واكتساب الكثيرين‬ ‫لثقافة جمالية انعكست إيجابيا في مسارهم في الحياة‪.‬‬ ‫لكن‪،‬وعلى عكس هذا التوجه اإليجابي‪ ،‬عمل المسؤولون على اغتيال كل‬ ‫المواد الفنية بنظامنا التعليمي‪،،‬حيث تم االستغناء عنها تدريجيا في جل المؤسسات‬ ‫التعليمية‪،‬وبرروا قرارهم‪ ‬بوجود مواد اساسية يجب أن تكون لها األولوية‪.‬لهذا بادروا‬ ‫بإلغاء التكوين حيث خلت مباريات ولوج مراكز التربية والتكوين الجهوية والمدارس‬ ‫العليا لالساتذة من مناصب مالية ألساتذة التربية الفنية عموما‪ .‬وهذا القرار ساهم في‬ ‫نقص عدد االساتذة‪ ،‬فانعدمت نتيجة ذلك المواد الفنية في مجموعة من المؤسسات‬ ‫في التعليم العمومي‪..‬‬ ‫وكان من نتائج هذه الوضعية حرمان العديد من التالميذ من تطوير مهاراتهم‬ ‫اإلبداعية وقدراتهم في التعبير الفني‪.‬فصارت المؤسسات ال تتنفس الجمال وتحول‬ ‫حقلنا التعليمي لمنظومة قاحلة تحرم المتعلمين من مساحات للخلق واإلبداع‪.‬‬ ‫ولتبرير هذا اإلجراء السلبي الذي تحكمت فيه حسابات بعيدة عن الهم البيداغوجي‪،‬‬ ‫مافتئ المسؤولون يبررون إقدامهم على اإللغاء التدريجي لهذه المواد بكون اإلصالح‬ ‫المزعوم لمنظومتنا التعليمية جاء بمشروع إنشاء مراكز الفنون عبر مجموعة من المدن‬ ‫بمختلف الجهات‪..‬لكنه في الحقيقة ال يعدو ان يكون خطة للتخلص من أساتذة التربية‬ ‫الفنية من المنظومة التربوية‪.‬وهو مخطط نخبوي في عمقه ألنه سيحرم الكثير من‬ ‫البسطاء من تعلم هذه المواد ‪..‬هذا هو البديل الذي صار عليه المسؤولون‪،‬بديل‬ ‫هدفه االستغناء عن هذه المواد وتمكين القلة القليلة من التالميذ من االستفادة من‬ ‫هذه المراكز خارج الزمن المدرسي العادي‪.‬وهو إجراء اليضمن تكافؤ الفرص ألن هذه‬ ‫المراكز غير معممة على جميع المدن والبوادي‪.‬مما يعني حرمان العديد من أبناء هذا‬ ‫الوطن من التربية الفنية‪.‬‬ ‫هذا وجه آخر من وجوه ازمتنا التعليمية‪،‬الن قرار االستغناء عن تدريس مواد‬ ‫التفتح والفنون قرار جائر‪،‬ستكون له انعكاسات سلبية على رقي وتطور المجتمع من‬ ‫خالل تكريس األمية الفنية لألجيال‪.‬وهو بهذا السلوك يعاكس التوجهات الحديثة في‬ ‫المناهج التعليمية التي تعتمد على الخلق واإلبداع وتعميم الفنون‪.‬وهو جريمة أيضا‬ ‫في حق أجيال لن تعرف ماهية اللون ودالالته وال أبسط أبجديات الثقافة الجمالية‪..‬وما‬ ‫انتشار التلوت الفني واألمية البصرية إال نتيجة حتمية لهذه القرارات الجائرة‪.‬‬


‫الشمال الثقافي‬ ‫العدد ‪ 992‬ـ الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫ال شيء لي‪...‬‬ ‫جمال أزراغيد‬ ‫ــ ‪ 1‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫اخلطو‬ ‫خا�رص َة‬ ‫تتو�سد‬ ‫غري �أقدام‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫يف ِع ّز ليلٍ‬ ‫هم�س الوجود‪.‬‬ ‫َيلت ِقط‬ ‫َ‬ ‫ــ ‪ 2‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫ٍ‬ ‫أنفا�س َت�سكنني‬ ‫غري �‬ ‫َ‬ ‫للفراغ‬ ‫مي‬ ‫قد‬ ‫خي‬ ‫أر‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫حي ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫مم ّيز‬ ‫باري�سي‬ ‫طر‬ ‫ع‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫ك�أَ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫دته يل غاوِ يتي‬ ‫� ْأه ْ‬ ‫ةَ‬ ‫الري�ش‪.‬‬ ‫منفو�ش‬ ‫حب‬ ‫�صبيح‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ــ ‪ 3‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫ٍ‬ ‫املندى‬ ‫حتف �صوتي‬ ‫غيمة‬ ‫ا�سم يد ّلني على‬ ‫غري‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ك ّلما ف�ص ْلتها عن طريقي‬ ‫ٍ‬ ‫محت�شمة‬ ‫بابت�سامة‬ ‫علي‬ ‫َت َّ‬ ‫َ‬ ‫لط َف ْت ّ‬ ‫وم َ�ش ْت‪ ،‬بعيدا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫تق َتفي �أث َ​َر ّ‬ ‫ــ ‪ 4‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫الرحيل �إلى ال ّنهار‬ ‫َ‬ ‫غري �ساللة � ْأر َه َقها َّ‬ ‫ال يف �إ ِْر ٍث‬ ‫�أم ً‬ ‫ُي� ِّؤرخ ق�سمةَ �ضيزى‬ ‫قرب ِ‬ ‫البهية‬ ‫الع�صور‬ ‫دار‬ ‫ج‬ ‫يوم اح َت َب ْي ُت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احلرية‬ ‫�س‬ ‫َ‬ ‫�أتن َّف ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حياة حانية‬ ‫ِم ْلء‬ ‫البوق على َنحيب ال�سماء‬ ‫� ّ‬ ‫أتهجى لغةَ رُ‬ ‫اجلِ‬ ‫ريح ال َّن ْوح‬ ‫ت‬ ‫لي‬ ‫‪..‬‬ ‫أنوح‬ ‫دار يحميني ِمن ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫� ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�ضياء‪.‬‬ ‫مينحني فَ ْوح الورد يف َب ْوح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ــ ‪ 5‬ــ‬ ‫ال�شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫كتب ت� ُأكلني يف َر ْم ِ‬ ‫غري ٍ‬ ‫�شة عي‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫الليلِ حروفَ ها‬ ‫�سادة‬ ‫يف‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ُك َّلما � ْأو َد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َط ْو َع �أ�سرْ ارٍ‬ ‫�صح َو احلياة‬ ‫ُت ْلب ُِ�سني ْ‬ ‫ِ‬ ‫أنهار �أناي‬ ‫توق ُظ � َ‬ ‫مة �أ�صواتٍ‬ ‫زح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت�ستعيد‬ ‫كي‬ ‫َ‬ ‫هديرها من ْ‬ ‫َ‬ ‫للمط َلق‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫تتم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫على �أوتارِ الكمان‪.‬‬ ‫ــ ‪ 6‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫ج�س ٍد‬ ‫غري َ‬ ‫أتخي ُل ُه مملكةَ الروح‬ ‫� ّ‬ ‫بِال ُجند‬ ‫�أُ ِ‬ ‫قا�سمه فطرية ال�صباح‬ ‫على حدود اخلرافة‬ ‫�إِن واف ْتني احلياة‬ ‫لد ْيها ِمن �أملٍ جريح‪.‬‬ ‫تب ّقى َ‬ ‫مِبا َ‬ ‫ــ ‪ 7‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫روب الوقت‬ ‫�سيح يف ُح‬ ‫غري‬ ‫�سحابة َت ُ‬ ‫َ‬ ‫يتقط ُر ما�ؤها على �أر�صفة مثقلة ب� ْأخطاء العابرين‬ ‫َّ‬ ‫جيئةً‬ ‫وذهابا �أُطارِ دها‪� ...‬أُحا�صرِ ها‬ ‫ً‬ ‫َع َّل �سمائي مُت ِط ُر‬ ‫�أَ َر ًجا‬ ‫ُي ْ�س ِك ُرين ُرفقة امر�أةٍ‬ ‫لم‬ ‫تكبين م�سافةَ ُح ٍ‬ ‫رُ ُ‬ ‫َي ِ‬ ‫بهم ِ‬ ‫�س املجاز‪.‬‬ ‫هون‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫الهو�س‬ ‫حد‬ ‫لمُ‬ ‫َ‬ ‫ع�صف بِنا ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ــ ‪ 8‬ــ‬ ‫ال �شيء يل على هذه الأر�ض‬ ‫رم ُقني‬ ‫غري ِ ِظاللٍ َت ُ‬ ‫مت وجهي‬ ‫�أينما يمَ َّ ُ‬ ‫الطريق �إليك‬ ‫ِ‬ ‫ترت�ص ُد َع رَثاتي على‬ ‫عيون‬ ‫ك�أنها‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫زم‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫يا َ‬

‫‪6‬‬

‫بعض الموتى‬ ‫ينبغي قتلهم‬ ‫أندريه بروتون‬

‫الكتابة واألب‬

‫�سال�ش‬

‫لقطة ذهنية نهرِّبها من انشغاالت الكتاب المغاربة والعرب‪ ،‬نرغب من خاللها في أن نعرف الدالالت التي‬ ‫تتركها في حياتهم «وجودات صغيرة» تصاحبهم على الدوام‪.‬‬ ‫هذا «الفالش» يحاول أن يستحضر المعاني الممكنة المرتبطة بــ «الكتابة واألب»‪.‬‬

‫الشاعرة إيمان الخطابي‬

‫اعتقدت صادقة أو واهمة‪ ،‬أنني التحفة الحقيقية التي لم‬ ‫يستطع والدي أن يحوزها عنده‬

‫اعتقدت دائما أن المرة األولى والحقيقية‪ ،‬التي انتبه فيها والدي لوجودي‪ ،‬كانت حين نشرت أول محاولة شعرية لي بإحدى صفحات جريدة‬ ‫«العلم»‪ ،‬في الفاتح من يناير سنة ‪1992‬‬ ‫خرجت من الثانوية فترة الظهيرة‪ ،‬فوجدت والدي بانتظاري‪ ،‬محمال بصندوق ثقيل من الكتب والمعاجم والمجموعات الشعرية‪ .‬أسعدني ذلك‬ ‫كثيرا وأحزنني أيضا‪ .‬أسفت ألنه لم يفعل ذلك من قبل‪ ،‬لم يفكر أنني بحاجة إليه هو‪ ،‬وأن حياتي كانت قاسية في غيابه‪.‬‬ ‫كنت مراهقة تكتب وتنشر محاوالتها البسيطة‪ ،‬كي تلفت انتباه والدها وتدفعه للتفكير في صيغة جديدة لتوثيق الصلة بينهما‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث جزء منه ‪ ،‬كان أبي يحتفظ بقصاصات لمحاوالتي الشعرية والقصصية‪ ،‬ويتناقش بشأنها مع أصدقائه المثقفين في محله لبيع‬ ‫التحف القديمة‪.‬‬ ‫لم تكن لي طموحات كبيرة حينها بشأن الكتابة‪ .‬كنت فقط أطمح أن أكون مرئية وموجودة في هامش من حياة والدي‪.‬‬ ‫بعد فترة بدأت أتضايق من متابعته لي‪ .‬لم أتقبل معاتبته لي حين أتكاسل وأهمل الكتابة والنشر‪ .‬لم يكن ذلك ما أردته فعال ‪ .‬كنت أريد من‬ ‫خالل الكتابة‪ ،‬أن اجعله ينتبه لي كابنة تعيش حالة يتم حقيقي في وجوده‪.‬‬ ‫كل نصوصي وكتاباتي‪ -‬حتى اآلن‪ -‬ممهورة بالحزن والحرمان والفقدان‪ .‬ترددت كلمة «األب» عندي بصيغ متعددة وصور شتى‪ .‬اعتقدت‬ ‫صادقة أو واهمة‪ ،‬أنني التحفة الحقيقية التي لم يستطع والدي أن يحوزها عنده‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�شــرْفـ ِتــي‬ ‫رضوان إعيساتن‬

‫تعد تطِ لُّ َعلى � ّأي َ�ش ْيءٍ ‪.‬‬ ‫�شرُ فتي مَل ُ‬ ‫ّهر اختفَى َوملْ َي ُع ْد يمَ ُ ّر ‪.‬‬ ‫ذلِكَ الن ُ‬ ‫زمت َحقائِبها ‪.‬‬ ‫تِلكَ احلَ ُ‬ ‫دائق َح َ‬ ‫تو ّدع � َأحد ًا ‪.‬‬ ‫ريان‪َ ،‬ومل َ‬ ‫مَل ت َُ�سلّم َعلى اجلِ َ‬ ‫الطو ُ‬ ‫ا�سمني‬ ‫ان ُيوزّ ُع اجلَ رائِد َو َ‬ ‫اف الذِي كَ َ‬ ‫الو ُ‬ ‫لد ّ‬ ‫َ‬ ‫بيا�ض َ‬ ‫الي َ‬ ‫يقه‪.‬‬ ‫غيرّ طرِ ُ‬ ‫تعـــد فيِ‬ ‫ـــار مَل ُ‬ ‫ال َ‬ ‫أ�شج ُ‬ ‫ّ‬ ‫الظــــاللُ ‪ .‬‬ ‫�ض ‪.‬‬ ‫ابه َعطب غامِ ٌ‬ ‫أزرق ال�شهِ ري � َأ�ص ُ‬ ‫ا�ص ال ُ‬ ‫الب ُ‬ ‫َ‬ ‫�شو ِ‬ ‫اق َب ّدلُوا َم ِ‬ ‫�شات ‪.‬‬ ‫الع ّ�ش ُ‬ ‫ُ‬ ‫والو َ‬ ‫واعي َد الغزَ ل َ‬

‫تتبعهــــا‬ ‫َمكانِهــا تنتظــ ُِر َو ُ‬

‫بكلمات ِ‬ ‫بهم ملْ‬ ‫ن�شيدهِ املُ َ‬ ‫َب ُ‬ ‫ال�س َمكِ الذِي يمَلأ ّ‬ ‫باح َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ائع ّ‬ ‫حر‪.‬‬ ‫َيعد ُي ّ‬ ‫حب َ‬ ‫الب َ‬ ‫احة ّ‬ ‫وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫قون‬ ‫ال�ش‬ ‫الح َ‬ ‫الأطفالُ ال َي َلع ُبون �إ ّال فيِ َ�س َ‬ ‫ا�شات ُ‬ ‫ا�شات افترِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا�ض ّية‪.‬‬ ‫فر‬ ‫َ‬ ‫قاي�ض‬ ‫ربتهِ َو مل َي ُع ْد ُي ُ‬ ‫ائع ال َأوانيِ‬ ‫َب ُ‬ ‫ّ‬ ‫اجلوالُ تخَ لّ�ص مِ ن َع َ‬ ‫� َأحد ًا َعلى َ�ش ْيءٍ ‪.‬‬ ‫َاع ‪،‬‬ ‫دوي ُ‬ ‫ات َي ْج َم َ‬ ‫الب ّ‬ ‫َ‬ ‫عن َباكِ ر ًا ْ‬ ‫فر َ�ش ُه ّن مِ ن اخلَ ِّ‬ ‫�س والنّعن ِ‬

‫لو ٍ‬ ‫[الفي�سبوك ]‪.‬‬ ‫انات َعلى ِجدار‬ ‫وي ّتكِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ئن مِ ثلَ َب ْه َ‬ ‫أحمالِها َوملْ‬ ‫قايا اخلُ بزِ‬ ‫ْ‬ ‫ماتت َ‬ ‫جتم ُع َب َ‬ ‫حتت � َ‬ ‫املَر�أةُ التي َ‬ ‫تعد متُ ّر ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الت فيِ َع َليائِها ُم َعل ً‬ ‫َّقة ملْ ت َْ�سقُط ‪.‬‬ ‫لكِ ّن �شرُ فتِي َمازَ ْ‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪992‬‬

‫أسئلة الكتابة الشعرية‬ ‫في الشبكة العنكبوتية‬

‫ل�ست نبي ًا‬ ‫محمد العربي هروشي‬

‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫ل�ست نبيا حتى �أحتمل وزرك‬ ‫ال مالئكة ت�ؤازرين ‪،‬و ال �أبالي�س تغويني‬ ‫ال �سماء فوق ر�أ�سي حتميني من كيدك‬ ‫�أيتها الغاوية املنبعثة من رحم ال�شياطني‬ ‫ال وراء ‪ ،‬ال �أمام �أمامي يخل�صني من حقدك‬ ‫ال ل�ست نبيا حتى �أحتمل جنونك‬ ‫ال �أر�ض حتت قدمي حت�ضنني‬ ‫من كيد الأنوثة فيك‬ ‫�أيتها الرقطاء امللتوية كمثل ثمانية وثمانني حول عنقي‬ ‫يا فاطر ال�شمو�س والفلوات‬ ‫يا قاهر الطواغيت ‪ ،‬تعبت ‪،‬‬ ‫تعبت من تبادل الر�سائل بني‬ ‫الأر�ض و ال�سموات ‪.‬‬

‫سؤاالن وثالثة كتاب‬

‫�آداب عاملية‬

‫ـ متى وأين تكتب؟‬ ‫هل سبق وأن عانيت من حبسة الكاتب؟‬ ‫ترجمة‪ ‬رهام المطيري ـ موقع تكوبن‬

‫• بوليت ليفـرز‬

‫‪ 1‬متى؟ أكتب في كل األوقات‪ .‬أكتب يوميًا‬ ‫ولكني وسّعت تعريفي للكتابة ليشمل القراءة‬ ‫والبحث‪ .‬لو لم أفعل ذلك‪ ،‬لوبّخت نفسي في‬ ‫نهاية اليوم عندما أشاهد عدد الكلمات التي‬ ‫كتبتها ولم تصل لسقف توقعاتي‪ .‬أين؟ في‬ ‫كل مكان‪ .‬أنا محظوظة أن لدي مكتبًا مريحًا‬ ‫في عليّة منزلنا القديم في شيكاغو‪ .‬ويوجد‬ ‫أيضًا في صالوننا األمامي مدفأة وعندما ينزل‬ ‫الثلج أجلس بالقرب منها وأكتب وعندما يكون‬ ‫الطقس جيدًا‪ ،‬أجلس في فناء المنزل الخلفي‬ ‫ألكتب‪.‬‬ ‫‪ 2‬غالبًا أواجه العكس‪ .‬فأنا أعاني من‬ ‫مشكلتين‪ّ :‬‬ ‫أن لدي العديد من األفكار‪ ،‬ومن‬ ‫ضعف االنتباه‪ .‬ولكن لو تسللت الحبسة إلى‬ ‫عقلي فإن ذلك يعود لشعوري بالخوف من شيء‬ ‫ما‪ .‬لذلك ألجأ إلى أصدقائي الذين ال يدللونني‬ ‫بل على العكس يخبرونني بأن أجفف منابع‬ ‫هذه الحبسة وأن أشق بقوة في طريق العمل‬ ‫الذي أخافني‪ .‬وغالبًا ألفعل ذلك أخبر نفسي أن‬ ‫الخطوة األولى أن أكتب ما أريد على الورق وذلك‬ ‫ال يعني بالضرورة أن يقرأه أحد غيري‪ .‬ال أؤمن‬ ‫أن هناك شيء ال يمكن فعله‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للشرود واإللهاء فإني أعتقد أن‬ ‫ملل الكاتب نفسه من عمله أكثر رعبًا وخطرًا‬ ‫من المعاناة من حبسة الكاتب‪ .‬عندما أتحين‬ ‫الفرصة للتنقل بين مواقع التواصل اإلجتماعي‬ ‫ويجذبني ذلك أكثر من القصة التي أكتبها‪،‬‬ ‫فذلك دليل على أنه حان الوقت ألعمل أكثر‬ ‫ألحدد أين ومتى أصبحت قصتي مملة لدرجة‬ ‫أنها لم تعد تنافس جروًا لطي ًفا أو قصة شعر‬ ‫جديدة‪ .‬إن لم أحفل أنا بما أكتبه‪ ،‬فكيف لي‬ ‫أن أتوقع أن يحفل به اآلخرون‪ .‬إن لم أخف مما‬ ‫سأكتبه ولم أشعر بالملل مما كتبته‪ ،‬فإن األمور‬ ‫غالبًا تسير على مايرام‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪7‬‬

‫برامج الكتابة جيدة وال بأس بها‪ .‬وال أندم‬ ‫على الوقت الذي قضيته في الدراسة على يد‬ ‫أساتذة عظماء‪ .‬ولكن ال بديل لقراءة األعمال‬ ‫الجيدة‪ .‬ابحث عن ُ‬ ‫الكتاب الذين جملهم تجعل‬ ‫قلبك يخفق طربًا‪ .‬وما عدا ذلك فإن الكتابة ال‬ ‫تتطلب منك سوى الجلوس على الكرسي والبدء‬ ‫بالعمل‪ .‬قطعك التصال الواي فاي لعدة ساعات‬ ‫يوميًا قد يضاعف بشكل ملحوظ ما تنجزه‬ ‫يوميًا‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬ابحث عن ُقراء تثق بهم واستمع‬ ‫لما يقولوه عن ما كتبت‪ .‬وبالطبع ال تنس أن‬ ‫تكون جلدًا فأنت بحاجة إلى ذلك‪! ‬‬

‫• تينا ويلنـغ‬

‫ال أؤمن بوجود ما يسمى بحبسة الكاتب‬ ‫‪1‬ال أحدد أي موعد ـ سواء مواعيد طبيب‬ ‫األسنان أو شرب الشاي مع األصدقاء أو‬ ‫االجتماعات‪-‬ـ قبل الثالثة بعد الظهر‪ .‬أحب أن‬ ‫استيقظ وأنا أعرف أن اليوم لي وحدي ألعمل‬ ‫خالله‪ .‬بعد اإلفطار‪ ،‬أخذ قهوتي لمقصورة‬ ‫الكتابة الخاصة بي وأبدأ بالكتابة وأنا أرتدي‬ ‫بجامتي‪ .‬فنظريتي هي أن ال شيء يهم عندما‬ ‫تكون مرتديًا بجامتك‪ ،‬لذلك فأنا حرة بأن أكتب‬ ‫أي شى يخطر على بالي‪ .‬الح ًقا في الصباح‪ ،‬أخذ‬ ‫حمامًا وبينما ينهمر الماء على جسدي يبدو‬ ‫أني أصبح قادرة على حل بعض المشاكل التي‬ ‫تواجهني خالل الكتابة أو أن أتعرف بوضوح على‬ ‫ما نويته من كتابة شيء ما‪ .‬ولذلك أعود للكتابة‬ ‫بحماس‪ .‬وعندما تشير الساعة إلى الثالثة‪ ،‬تبدأ‬ ‫كلبتي زوي بجر ساقي والتحديق بعيني وعندها‬ ‫فقط أترك الكتابة وأذهب للتنزه بصحبتها‪.‬‬ ‫مساحة الكتابة الخاصة بي عبارة عن كبينة‬ ‫قديمة نقلتها بجوار كبينتي الحالية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ال‪ .‬ال أريد أن أكون قاسية‪ .‬ولكني ال أؤمن‬ ‫بوجود ما يسمى بحبسة الكاتب‪ .‬ربما ألني لست‬ ‫قاسية على نفسي‪ .‬عندما أشعر أن ال رغبة لي‬ ‫في الكتابة‪ ،‬فإني أفعل شي ًئا آخرَ بينما أنا جالسة‬

‫على مكتبي‪ .‬أنقح شي ًئا ما‪ ،‬أو أرتب درج مكتبي‬ ‫أو حتى أكل بعض الوجبات الخفيفة أو أغرق في‬ ‫أحالم اليقظة‪ .‬أعتقد أنه يجب أن نُقدر مشاعرنا‬ ‫حول العملية اإلبداعية‪ .‬فغالبًا تنشأ مشكلة ما‬ ‫يسمى بالحبسة من الحاجة للحصول على شيء‬ ‫ما من وراء الكتابة‪ .‬مثلاً ‪ ،‬عندما يكتب الكاتب‬ ‫وهو يأمل أن يحصل على المال أو الشهرة فإن‬ ‫عملية الكتابة تكون مثقلة بالتوقعات‪ .‬ليس ذلك‬ ‫فحسب‪ ،‬عندما نكتب وبعدها نمزق ماكتبناه فإن‬ ‫النتيجة أننا نشوه مهاراتنا الكتابية حتى تنضب‬ ‫لألبد‪ .‬قبل أن نكتب شي ًئا جيدًا سنكتب برداءة‬ ‫كثيرًا‪ .‬لذلك علينا أن نكون صبورين وطيبين‬ ‫تجاه أنفسنا‪.‬‬ ‫قلل من سقف توقعاتك واستمر في ذلك‬ ‫حتى تبدأ كتابتك الجيدة بالتدفق‪ .‬أولئك الحكام‬ ‫األشرار القابعون في رؤوسنا ال ينتمون لهذه‬ ‫المرحلة ـ الكتابة ـ تجاهلهم حتى تصل لمرحلة‬ ‫التحرير‪ .‬إن مهارة الكتابة كلها تتمثل في إعادة‬ ‫الكتابة‪ .‬وهذا هو السر وراء الحصول على اللغة‬ ‫الجميلة والواضحة باإلضافة للرؤى الفريدة‪.‬‬ ‫عندما أكتب فإني أعيد كتابة بعض الجمل لعدة‬ ‫مرات‪ .‬فأنت ال تشعر بالتعب من التكرار إذا كان‬ ‫العمل سيصبح مصقولاً أكثر‪ .‬فالجمل المصقولة‬ ‫كاألحجار الكريمة ال يمكن أن تسأم منها مهما‬ ‫أطلت النظر إليها‪.‬‬

‫• بيث كيفـارت‬

‫‪ 1‬أدير شركة اتصاالت تسويقية وأدرّس‬ ‫في جامعة بنسلفانيا في الربيع‪ .‬كما أكتب مقاالت‬ ‫لعدة مجالت‪ .‬كل هذا يتطلب مني الكتابة‬ ‫المستمرة‪ .‬لكن قد تمر شهور حتى تصبح هذه‬ ‫الصفحات المتراكمة مناسبة لطباعتها ككتاب‪.‬‬ ‫‪ 2‬أعاني من فقداني إليماني بقدرتي على‬ ‫حل المشاكل الكتابية الصعبة التي تواجهني‪.‬‬ ‫ولكن سرعان ما أتخلص من ذلك‪.‬‬ ‫اقرأ أكثر مما تكتب‪ .‬بل عش أكثر مما تقرأ‪.‬‬ ‫وال تقارن نفسك باألخرين‪.‬‬

‫صحيح أن كل ما يكتب في الشبكة العنكبوتية ليس كله‬ ‫شعرا‪ ،‬بالمفهوم الصحيح للشعر‪ ،‬ولو أن األمر مرتبط هنا بالموقف‬ ‫الملتبس من قصيدة النثر‪ ،‬وما خلفه التسامح النقدي الكبير في‬ ‫التعامل مع الشعر سواء على مستوى الكتابة اإلبداعية أو على‬ ‫مستوى النقد‪.‬‬ ‫وصحيح أن الكثير من المواقع االلكترونية ليس لها معايير‬ ‫أدبية محددة للنشر الشعري‪ ،‬وبالتالي تفتح صفحاتها لكل من‬ ‫يعتقد في نفسه أنه يكتب شعرا‪.‬‬ ‫وصحيح كذلك أن كم األخطاء اللغوية والنحوية والتركيبية‪،‬‬ ‫شيء يثير الشفقة على المستوى المعرفي لكثير من الشعراء‬ ‫المفترضين الذين ينشرون إلكترونيا إنتاجات كتابية تحت يافطة‬ ‫( شعر )‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬أال يمكن اعتبار هذه الظاهرة أمرا صحيا‪ ،‬ألنه أسقط‬ ‫الكثير من الوثوقيات األدبية والشعرية التي كانت تحد من‬ ‫إمكانيات الكتابة والتألق فيها؟‬ ‫أال يمكننا اعتبار هذه الطفرة الشعرية الكبيرة‪ ،‬على األقل من‬ ‫ناحية الكم‪ ،‬جعلتنا ننتبه إلى أنه من الممكن أن يبرز بين هذا‬ ‫الركام الشعري‪ ،‬أصوات يمكن أن تكون مختلفة أو متميزة أو‬ ‫ناضجة‪ ،‬قابضة على زمام أصول الكتابة الشعرية‪ ،‬إما موهبة أو‬ ‫تع ّلما؟‬ ‫ألم تفتح هذه الشبكة العنكبوتية الباب واسعا أمام العديد من‬ ‫المبدعين الذين عانوا من اإلقصاء العمْدي من طرف المشرفين‬ ‫على منابر النشر الورقية؟‬ ‫هل كان المشرفون على المجالت األدبية المتخصصة‬ ‫والمالحق الثقافية نزيهين في انتقائهم للمواد اإلبداعية التي‬ ‫تستحق النشر‪ ،‬أم كانت تحركهم خلفيات أخرى اتخدت أوجها‬ ‫متعددة ال تخرج عن الحزبي واإليديلوجي وحتى الشخصي في‬ ‫كثير من األحيان؟‬ ‫ألم يكن اإلقصاء العشوائي للكثير من األقالم اإلبداعية‬ ‫الواعدة‪ ،‬الذي مارسته لوبيات النشر الورقي‪ ،‬سببا في انحسار‬ ‫الشعر وتراجعه‪ ،‬كما وكيفا‪ ،‬بشكل ملفت للنظر؟‬ ‫ألم تخرج من رحم هذه الشبكة العنكبوتية أعماال شعرية‬ ‫عديدة تتوفر على شروط الكتابة القويمة‪ ،‬على األقل في الحدود‬ ‫المطلوبة؟‬ ‫إن الكثير من المتتبعين لتطور الشعر في المغرب‪ ،‬يعرفون أن‬ ‫جيال كامال أو أكثر تعرض لقصف إقصائي مقصود‪ ،‬وأن المسؤولين‬ ‫على المجالت والمالحق األدبية و حتى صفحات الجرائد‪ ،‬لم تكن‬ ‫النزاهة األدبية ديدنهم‪ ،‬وال معايير موضوعية للنشر توجههم‪،‬‬ ‫لذلك تم قبر الكثير من األصواتالشعرية الواعدة‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت تم تلميع أصوات أخرى تفتقد للحد األدنى من الموهبة‬ ‫الشعرية‪.‬‬ ‫إن هذا التراكم الكبير من النتاج الشعري المنشور إلكترونيا‪،‬‬ ‫ينسجم مع خصوصيات المرحلة الزمنية التي يوجد فيها‪ ،‬أما‬ ‫التمييز بين الغث والسمين والجيد والرديئ فيه‪ ،‬فهذا التصنيف‬ ‫يحتاج إلى الصرامة النقدية التي لألسف لم تعد بدورها مؤصلة‬ ‫علميا ومنهجيا‪ ،‬وال نزيهة في انتقائهالألعمال الشعرية التي‬ ‫تستحق المتابعة والدراسة والتحليل‪ ،‬فضال عن شيوع الكثير من‬ ‫المجامالت واإلجازات الشعرية التي تعطى لشعراء مفترضين ال‬ ‫يتوفرون على الحدود الدنيا للمعرفة الشعرية‪ ،‬موهبة أو علما‪.‬‬ ‫الحقل التداولي للشعر تغير‪ ،‬هل تغير هذا الحقل يتبعه‪،‬‬ ‫ضرورة‪ ،‬تغير النظر إلى الشعر؟‬ ‫لنترك الجواب جانبا‪ ،‬ولكن علينا التأكيد والتنصيص في‬ ‫كتاباتنا وتواصلنا اإللكتروني‪ ،‬على األقل‪ ،‬أن الخاطرة ليست شعرا‪،‬‬ ‫وأن السجع‪ ،‬أو باألحرى الكالم المرسل المعتمد على القافية‪،‬‬ ‫ال يمكن أن يكون شعرا‪ ،‬وأن الحرية المزعومة والمطلوبة في‬ ‫الكتابة الشعرية شعار أو مطلب يضرّبالشعر ويسيئ إلى الشاعر‪،‬‬ ‫واقعيا وافتراضيا‪ ،‬آنيا واستقباال‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬

‫الصيام و طهارة النفس‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬يتجلى خشوع الصائم‪ ،‬لينير الصيام وليشحذ الهمم في دواخله حنايا‬ ‫الرحمة‪ ،‬بطهارة النفس‪ .‬الحكمة موجودة في النصِّ القرآني وهو مُكثف بذاته‪،‬‬ ‫أنزله اهلل على مُكث على النبي المصطفى (ص)‪ ،‬في بعثة خير البرايا وشريف‬ ‫السجايا‪.‬‬ ‫وخشعت األصوات للرحمن‪ ،‬لقوله َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬حم والكتاب المبين إنا‬ ‫أنزلناه في ليلة مباركة (س‪ .‬الدخان اآلية ‪ .)3‬شهر رمضان‪ ،‬شهر القرآن‪ ،‬أرسل‬ ‫اهلل تعالى محمداً (ص)‪ ،‬إلقامة مجتمع صالح‪ ،‬بسلوك وقيم وأخالق‪ .‬وما أرسلناك‬ ‫إال رحمة للعالمين (س‪ .‬األنبياء‪ ،‬اآلية ‪ )107‬صدق اهلل العظيم‪ .‬هو شهر َّ‬ ‫تصفدُ‬ ‫فيه الشياطين وفيه تفتح أبوابُ الجنة‪ .‬اجتمعت فيه غزوة بدر الكبرى وفيه‬ ‫فتحت مكة المكرمة وفيه ليلة خير من ألف شهر‪ ،‬التمسوها في العشر األواخر‬ ‫منه‪ .‬الصيام يتحكم في النوازع ويضفي قوة على الضمائر إلخالء القلوب من‬ ‫أفعال الشياطين‪ .‬فلنمسك بأخالق نبينا الكريم (ص)‪ ،‬فقد بلغ العال بجماله‪.‬‬ ‫فكان يصل الرحم ويصدق الحديث‪ .‬فالحمد هلل وكفى والصالة والسالم على‬ ‫المصطفى‪ .‬علينا بتقوى اهلل في السرّ والعلن‪ ،‬واالستمساك بنهج التيسير‪.‬‬ ‫وأن ال يلبس اإلنسان لبوس غيره‪ْ .‬‬ ‫وأن يمُدَّ رجليه على قدْر لحافه‪ .‬ليتجنَّبَ‬ ‫التكلف الممقوت ‪،‬بما يميل المرء عن الصواب الجادّ‪ .‬وإياك من الغلوّ والتنطع‪،‬‬ ‫فالحياة كلها عبر‪ .‬ساعة االحتضار يكون فيها ابن آدم بين الموت والحياة وكان‬ ‫يظن أنه مسرْمدٌ في هذه الحياة بغرور ماحق‪،‬إذ ليس فيها مهرَب‪ ،‬وقد ابتعد‬ ‫عنه أصحاب المصالح‪ ،‬فهل كانت الدنيا الفانية تستحق ذلك ؟ فكان له المال‬ ‫قياس الدنيا ليخرِّبَ بيته بنفسه بغروره‪ .‬فالغرور ال يعني القوة والتواضع ال‬ ‫يعني الضعف‪ .‬نقطة من الغرور تلوِّث المرء‪ ،‬وهي من المهلكات الثالث ‪ :‬إعجاب‬ ‫المرء بنفسه والبخل وتضخيمهما‪ .‬ثم ينظر إلى الناس بنظرة االحتقار‪ .‬وقد‬ ‫اخطأ في نفسه إذ ألبسها ما ال لباس لها‪ .‬فاإلنسان ذاهبٌ ٌ‬ ‫زائل‪ .‬توأم الغرور‪،‬‬ ‫الرياء‪ ،‬ومن كان خطه ذلك في الدنيا‪ ،‬فليس له في اآلخرة إال النار‪ .‬فقد سعى‬ ‫سعيها ريا ًء ليقال عنه عالم أو فقيه‪ .‬التفاضل يحصل بالتقوى وليس كما كان‬ ‫عليه الناس في الجاهلية‪ ،‬بمكانته من أجل حطام الدنيا الفانية‪ ،‬أو المادية‪ ،‬أو‬ ‫جماله أو نسبه أو منصبه‪ .‬ثم الخوض في األحاديث لنشر الشائعات المبنية‬ ‫على المُجازفات‪ .‬فالمؤمن حافظ اللسان عن لغو الكالم‪ ،‬ويرضى بما قسمه اهلل‬ ‫له‪ .‬ويداوم على فعل الخير‪ ،‬حتى يكون القرآن له حِرْزاً وأُنساً وشفيعاً في مقامه‬ ‫ومعاده ‪ ..‬إذا تال كالم اهلل تدبَّرَه‪ُّ ،‬‬ ‫فيحل حالله ويُحرِّمُ حرامه‪ ،‬إليمانه بحكمه‪.‬‬ ‫تلك هي األجواء الروحانية في رمضان للشاكرين الذاكرين األطهار‪ ،‬وهم‬ ‫المشاؤون إلى المساجد‪َّ .‬‬ ‫فإن أحسن الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وله الحمد حتى يرضى‪.‬‬ ‫والتقرُّب منه هوَ علوُّ المقام‪ .‬فاإلسالم واإليمان واإلحسان‪ ،‬هو ْ‬ ‫أن عبد اهلل‬ ‫كأنك تراه‪ْ ،‬‬ ‫فإن لم تكن تراه فهو يراك‪ .‬هؤالء‪ ،‬قيام الليل وقد أيقضوا زوجاتهم‬ ‫وأبنائهم فصلوا‪ ،‬بعد ْ‬ ‫أن‪ ،‬نضحوا في وجوههم الماء‪ ،‬وكذلك تفعل الزوجات‪.‬‬ ‫هذه مظاهر من الشهر الفضيل في الحضارة اإلسالمية على مرِّ الزمان‪ ،‬ولن‬ ‫تستطيع العولمة ْ‬ ‫أن تقتلع هوية المسلم‪ ،‬لتعريته من قيمه وهويته التي ورثها‬ ‫عن آبائه وأجداده التقاة‪ .‬لعله عذر لمن ال تجد له عذر‪ .‬فالحقيقة أطول عمراً‬ ‫من التزوير‪ .‬والحمد هلل الذي أعزَّنا باإلسالم‪َّ ،‬‬ ‫وذل كل شيء لعظمته‪ .‬فقد حمدَ‬ ‫من يشكر النعمة ويخاف النقمة ‪.‬و من يُحبُّ الخير للناس أسلم‪ .‬والسالم تحية‬ ‫سيدنا آدم (عليه السالم)‪ ،‬وأهل الجنة‪ .‬فافشوا السالم بينكم‪ ،‬وهو مشتق من‬ ‫السلم والسالم‪ ،‬واإلسالم منبع دين الرأفة والرحمة ‪ .‬الصائم يتجنب الجدال‪،‬‬ ‫وأن يكون متفتحاً للخير وإغالق الشر‪ ،‬إذ الصيام وقاية وجنة‪ .‬وهو بين شكر‬ ‫سليما وصبر أيوب(عليهما السالم)‪ْ .‬‬ ‫وأن ال يتكلم الصائم فيما ال يُحسنه‪ .‬فقد‬ ‫أيقن المسلم الصائم‪ ،‬فقره إلى رب العباد‪ .‬التفاؤل وحسن الظن باهلل تعالى‪،‬‬ ‫بجالل األعمال‪ .‬فتبارك اهلل أحسن الخالقين‪ .‬ما عندكم ينفد وما عند اهلل باق‪..‬‬ ‫(س‪ .‬النحل اآلية ‪ .)96‬في شهر القرآن‪ ،‬شهر رمضان يتقرَّبُ المسلم إلى ربه‬ ‫للفوز بالجنة‪ ،‬والعتق من النار‪ ،‬بالعمل الخالص لوجه اهلل َّ‬ ‫جل في عاله‪ ،‬وهو اهلل‬ ‫مقلبُ القلوب ويصرفها أنَّى شاء‪ ،‬ويجود على من تاب‪ .‬اصرفْ يا عزيز يا غفار‬ ‫قلب المسلم إلى طاعتك‪ .‬اللهم أصلح أمة المسلمين في شهر الطاعة‪ ،‬شهر‬ ‫القرآن الكريم‪ .‬وبشر‪ ،‬أنت أنت اهلل المشائين بالليل إلى المساجد‪ .‬إنما يعمرُ‬ ‫مساجد اهلل من آمن باهلل واليوم اآلخر‪(..‬س‪ .‬التوبة اآلية ‪. )18‬و طوبى لمن‬ ‫شغلته عيوبه‪ ،‬أسوة بالرحمة المهداة النبي الخاتم (ص) القائل ‪َّ :‬‬ ‫إن دماءكم‬ ‫وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى ْ‬ ‫أن تلقوا ربكم ‪ ..‬صدق رسول اهلل (ص)‪.‬‬ ‫فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته‪َّ .‬‬ ‫إن اهلل يرفع بهذا الكتاب (القرآن) أقواما‪.‬‬ ‫لمن يمسك بالعروة الوثقى‪ ،‬وخير الزاد التقوى‪ .‬أي ُّ‬ ‫كل عمل وصدقة لغير اهلل‬ ‫ينقضي وتذهب هبا ًء ‪.‬إال اإلنفاق والبذل لوجه اهلل تعالى‪ .‬وقد حرص الصائمون‬ ‫عند أذان المغرب بشرْبة ماء أو لبن مع رُطب تمر‪ ،‬ألداء صالة المغرب‪،‬‬ ‫والجلوس على مائدة اإلفطار األسري‪ ،‬الذي تتنوَّع األطعمة على قدر المستطاع‪،‬‬ ‫بعد احتساء «الحريرة» بالتمر والزالبية (الشباكية) في صحون تؤخذ َغرْفة‬ ‫بالملعقة‪ .‬لالتجاه بعد ذلك إلى أداء صالة العشاء والجزء األول من صالة القيام‪،‬‬ ‫أي التراويح جماعة‪ .‬وقبل الخلود إلى قسط من النوم‪ ،‬يصاحب المسلم أخاه‬ ‫كالجليس صاحب المسك‪ ،‬لالستمتاع بالمؤانسة الطيبة‪ ،‬والعدول عن المالهي‬ ‫من المسلسالت ونحو ذلك‪ .‬لكي يصحوَ من نومه لتناول وجبة السحور قبل‬ ‫ْ‬ ‫أن يتبين الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر‪ ،‬ألداء صالة الصبح‪ ،‬بعد‬ ‫تأدية جزء ثاني من التراويح تعقبها نافلتيْ الشفع والوتر ‪ ..‬وقد حدث رسول‬ ‫اهلل (ص) الصائمين على السحور لما فيه من البركة لقوله ‪ :‬تسحروا َّ‬ ‫فإن في‬ ‫السحور بركة‪ .‬وقد نظم الشاعر أبيات شعرية في شهر الصيام ‪:‬‬ ‫قد حفظوا �صيامهم من لغوهم و خ�شعوا يف الليل يف ذكرهـــم‬ ‫َّ‬ ‫نف�س �أال تي َّقظــي للنفع َ‬ ‫تـــزل قـــدمـــي‬ ‫قبل � ْأن‬ ‫و ْيحــــكِ يا ُ‬ ‫بقي واغتنمي ‪..‬‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫كي‬ ‫فا�ستد‬ ‫وهـوى‬ ‫الزمان يف‬ ‫م�ضى‬ ‫توانٍ‬ ‫رِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫ن�ساء رائدات يف مدينة طنجة ‪:‬‬

‫الشريفة الفاضلة السيدة لال السعدية‬ ‫الفقيه سيدي محمد القادري‬ ‫بنت‬ ‫‬‫بقلم ‪:‬‬

‫محمد العودي‬ ‫‪� -‬إعداد‪ :‬دة‪ .‬زبيدة بن علي الورياغلي‬

‫ولدت السيدة لال السعدية‬ ‫بمدينة طنجة عام ‪1922‬م وبها‬ ‫نشأت في أحضان أسرة رفيعة القدر‬ ‫والنسب‪ ،‬اشتهر أفرادها بالعلم‬ ‫والشرف والتصوف المنتسب للزاوية‬ ‫القادرية‪ .‬ووالدها هو الشريــــف‬ ‫سيدي محمد القادري انتقل من‬ ‫مدينـــة فاس رفقة عائلة آل كنون‬ ‫إلى طنجة «‪ ‬التي هي نهاية الرحة‬ ‫الداخلية لإلبحار منها إلى المشرق‬ ‫قصد الهجرة‪ ،‬وكان خروجهما عام‬ ‫‪1332‬هـ‪1913/‬م‪ ،‬لكــن الرحلـــة‬ ‫تعطلت إلى حين بعيد بسبب‬ ‫نشوب الحرب العالمية العظمى‬ ‫(‪1918-1914‬م) حتمت استقرارهم‬ ‫بطنجة‪.)1(» ‬‬ ‫والدتها هي الشريفة العفيفة‬ ‫السيدة حفصة بنت العالمة سيدي‬ ‫عبد الصمد بن التهامي كنون‬ ‫(‪-1352‬هـ) (‪-1933‬م)‪ ،‬أخت العالمة‬ ‫سيدي عبد اهلل كنون (‪-1989‬م)‪.‬‬ ‫في سنةـ ‪ 1943‬تـــم عقـــد‬ ‫قرانهــا بالمناضل الحــاج أحمد‬ ‫معنينــو (‪1906-2006‬م) سليل‬ ‫أسرة سالوية عريقـــة‪ ،‬وأحد رجاالت‬ ‫الحركة الوطنية المقيم آنذاك بمدينة‬ ‫طنجــة منفـــاه االختياري خالل فترة العهد‬ ‫الدولي‪ .‬في سنة ‪ 1946‬غادر وأسرته مدينة‬ ‫طنجـــة ليعود إلى سال بعد رفع المنع المفروض‬ ‫عليه من طرف السلطات الفرنسية ليباشر‬ ‫نشاطه السياسي والثقافي في حزب الشورى‬ ‫واالستقالل الذي تأسس هذه السنة‪.‬‬ ‫انضمـت لال السعديــة إلى صفـــوف‬ ‫هذا الحزب‪ ،‬وكانت تواظب على الحضور في‬ ‫التجمعــات المحليــة والمؤتمـــرات الوطنية‪،‬‬ ‫وتنشط داخل جمعية «‪ ‬أخوات الصفا‪ » ‬التابعة‬ ‫للحزب التي تأسست سنة ‪1947‬م بعد عقد‬ ‫المؤتمر السنوي العام للحزب بمدينة فاس‪،‬‬ ‫«‪ ‬وقد استمرت هذه الجمعية تتنامى وتتوسع‬ ‫طوال األربعينات والخمسينات والستينات‪،‬‬ ‫وقدمت خدمات جليلة للنســـاء والفتيــات في‬ ‫المـــدن والقرى خاصة في الميادين االجتماعية‬ ‫والثقافية‪ )2(» ‬وكان تأسيس هذه الجمعية بادرة‬ ‫تاريخية في المغرب ساهمت في فتح نقاش‬ ‫مجتمعي حول حقوق المرأة‪ ،‬ولم تجعل عملها‬ ‫عمال نسائيا مغلقا بل دعت الرجال إلى مساعدة‬ ‫الحركة النسائية وتأييدها‪.‬‬ ‫انخرطت لال السعدية في مجال العمل‬ ‫الخيري اإلحساني والثقافي وساهمت بشكل‬ ‫فعال في ميدان النضال االجتماعي واإلنساني‪،‬‬ ‫واتخذ نشاطها أشكاال متعددة‪ ،‬وعطاءات‬ ‫متميزة‪ ،‬وتجاوزت الصعاب من أجل تحقيق‬ ‫الغاية المنشودة‪ .‬قدمت خدمات جليلة في‬ ‫سبيل الدعوة إلى ضرورة تعليـــم البنات‪،‬‬ ‫وتشجيعهن على اإلقبال على طلب العلــم‬ ‫فكانت تحتضن التلميذات المعوزات المنتظمات‬ ‫بمدرسة األميرة لالعائشة الحرة بســال التي‬ ‫أسسها وأدارها المناضل أحمد معنينو سنة‬ ‫‪1946‬م والتي أضفى عليها المغفور له الملك‬ ‫محمد الخامس اسم كريمته‪ ،‬فكانت توفر لهن‬ ‫المساعدات الالزمة لمواصلة الدراسة‪ ،‬كما كانت‬ ‫ال تذخر جهدا في رعاية أبناء وأرامل المقاومين‬ ‫والمنفيين والمعتقلين وأعضاء جيش التحرير‬ ‫شهداء للحرية والتكفل بالمرضى المحتاجين‬ ‫واألطفال المشردين‪.‬‬ ‫لم يقتصــر اهتمامهــــا بالجانـــب‬ ‫االجتماعي فحسب‪ ،‬بل تعــداه ليشمل المجال‬ ‫الثقافي والدراسي بتقديمها الدعــم الالزم‬ ‫لطلبة العلم لمتابعة دراستهم العليا حسث‬ ‫استضافتهم بمنزلها الذي كان ملجأ لهؤالء‬ ‫جميعا وغيرهم‪.‬‬ ‫كانت لال السعدية ال تدع أي مناسبة إال‬ ‫استغلتها للتعبير عن محبتها لوطنها وملكها‪،‬‬ ‫وكان هذا دأبها خاصة عندما امتدت يد الطغيان‬ ‫إلى ملك البالد المغفور له الملك محمد الخامس‬ ‫وأسرته الكريمة سنة ‪ 1953‬وأبعدوا عن الوطن‬ ‫إلى المنافي البعيدة كانت حينئذ تسكن في‬

‫كانت لال السعدية في هذه المرحلة‬ ‫بمجرد سماعها هتافات وتهليالته‬ ‫المتظاهرين تبادر بالخروج إلى باب‬ ‫المنزل لترش عليهم ماء الزهر‪ ،‬ثم‬ ‫تصعد إلى سطوح المدرسة وهي‬ ‫تحمل صورة الملك محمد الخامس‬ ‫تصيح بأعلى صوتها يحيى السلطان‪،‬‬ ‫يحيى المغرب‪ ،‬وظلت على هذا الحال‬ ‫إلى أن تحقق النصر بعودة الملك‬ ‫وعانق زوجها الحرية‪.‬‬ ‫كانت لال السعدية عالية الهمة‬ ‫كريمة النفس‪ ،‬سامية األخالق‪ ،‬تسدل‬ ‫رداء الرحمة والعطف على كل محتاج‪،‬‬ ‫ويسع قلبها حب الناس جميعا‪ ،‬ذاعت‬ ‫شهرتها بفضل صالحهـا وتدينهـــا‬ ‫وانتسابها إلى النســب الشريـــف‪،‬‬ ‫ومؤازرتها لزوجها المجاهد أيام الشدة‬ ‫والمنفى والسجن‪ ،‬وحافظت على‬ ‫أوالدها في التربية والدراسة حتى‬ ‫أصبحوا من خيرة أبناء هذا الوطن‪.‬‬ ‫انتقلـــت الشريفـــة المحسنـــة‬ ‫لال السعديــة إلى الرفيق األعلى عند‬ ‫أداء صالة ظهر الجمعة ‪ 13‬جمادى‬ ‫األولى ‪1427‬هـ‪ 9 /‬يونيـــو ‪2006‬م‪،‬‬ ‫تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها‬ ‫فسيح جناته‪.‬‬

‫إحدى غرف مدرسة لال عائشة يرافقها أطفالها‬ ‫صغارا أكبرهم عمره كان ال يتعدى عشر سنوات‬ ‫وكانوا يعيشون دون عائل بعد أن دخل زوجها‬ ‫السجن وحوكم سنة ونصف قضاها متنقال‬ ‫بين عدة معتقالت كان محل إقامتها قريبا‬ ‫من المسجد األعظم بسال‪ ،‬ومن هذا المسجد‬ ‫تنطلق االحتجاجات والمظاهــرات الوطنيـــة‬

‫ــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ - 1‬كتاب‪ :‬مذكرات غير شخصية‪ ،‬عنوان األصل‬ ‫األصيل‪ .‬تأليف عبد اهلل كنون الحسني‪ ،‬الطبعة‬ ‫األولى‪ ،‬طنجة‪ ،‬ص‪( 22 :‬بتصرف)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب أخوات الصفا‪ ،‬الحركة النسوية‬ ‫الشورية‪ .‬منشورات مؤسسة محمد حسن الوزاني‬ ‫‪1417‬هـ‪1996 /‬م‪ .‬ص‪.6 :‬‬

‫الفنان الشاب محمد الخمليشي‬ ‫يتنفس الفن الراقي‬

‫فنان‪ ،‬ال شك أن العديد من الناس لم‬ ‫يشهدوا حضور بعض سهراته واالستماع‬ ‫إلى صوته العذب وأدائه الفني الباهر‪.‬إنه‬ ‫الفنان الطنجوي الشاب محمد الخمليشي‪،‬‬ ‫ذوصوت طربي‪ ،‬متخصص في الموشحات‬ ‫والسماع الصوفي‪ ،‬هذا الفنان عصامي‬ ‫البحث في األغنية العربية‪.‬ويبدوأن تعلقه‬ ‫بهذا اللون الفني يعود إلى تردده على‬ ‫«المسيد» أيام الصبا‪ ،‬وقتها تم اإلطراء‬ ‫على صوته المحمود‪ ،‬حيث كانت بدايته‬ ‫في مشواره الفني وعمره ـ آنذاك ـ ‪13‬‬ ‫سنة‪ ،‬كان الصغير يحلم بالسفرإلى سوريا‪،‬‬ ‫موطن المدرسة اإلنشادية العريقة‪ ،‬لكن‬ ‫القدرشاءغير ذلك‪.‬‬ ‫من أهم مشاركاته‪ ،‬كانت إحداهـــا‬ ‫سنة ‪ 2007‬خالل احتفــاالت سابع المولد‬ ‫النبوي(سيدي بوعراقيــة)‪ ،‬حيث قدمت‬ ‫مجموعته بساحة األمـــم «كوراال» ضـــم‬ ‫‪ 25‬منشدا‪ ،‬فضال عن إحيائــه للعديـــد‬ ‫من الحفالت والسهرات‪ ،‬بالعديد من‬ ‫الكليات والفضاءات الجامعية‪ ،‬آخرها كانت‬

‫مشاركته في مهرجــــان «بنجريـــر» سنة‬ ‫‪ ،2018‬بحضور والي الجهة ومديرالديوان‬ ‫الملكي وشخصيات مدنية وعسكرية‪.‬‬ ‫حاليا‪ ،‬له معجبــــون من المغـــرب‬ ‫والجزائر وتونس‪ .‬والمثير‪ ،‬هو أن فنانيـن‬ ‫معروفين بفلسطين وسوريـــا وتركيـــا‬ ‫استغربوا كيف أن هـــذا الفنـــان الشاب‪،‬‬ ‫ذا األداء الفني المبهر‪ ،‬لم يأخذ بعد مكانته‬ ‫التي يستحقها‪ ،‬ضمن مبدعي الفن الروحي‬ ‫والراقي‪ ،‬في زمن التطبيل المجاني لفنانات‬ ‫وفنانين مراهقين تافهين !‬ ‫«هذا الفن هذبني وعرفني بالثقافة‬ ‫اإلسالميـــة‪ ...‬بهوية البلد‪ ...‬منحني قوة‬ ‫الشخصية‪ ،‬وعلمني أداء لغــة سليمـــة‪،‬‬ ‫فضال عن تحسين األذن الموسيقية‪»..،‬‬ ‫يشيرالفنان المبدع محمد الخمليشي في‬ ‫تصريحه لجريدة الشمال‪ ،‬هذا الفنان الذي‬ ‫تشعر به متيمــا بفن الموشحات والسماع‬ ‫الصوفي الذي انعكس فعال على خلقـــه‬ ‫وطيبته وكالمه وإنسانيته ‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬


‫العدد ‪992‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)12‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬ ‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ‬ ‫أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة‬ ‫العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ‬ ‫كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا‬ ‫البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة‬ ‫الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه‬ ‫الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪.‬‬

‫[الرسالة الرابعة واألربعون]‬

‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى أحد أقاربه أيام وجوده للدراسة بفاس]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫ ‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫الفقيه السيد عبد الغني أرشدك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز مجيبا عما جعلتُه لك من التخيير في القدوم في الخريف أو الرّبيع‪ ،‬وذاكراً‬ ‫موجب التشوف إليه؛ مما أخبرك به ابن العم والمرير والوالدة‪ ،‬و مرجّحاً اختيار ثاني األجلين لما أفصحت‬ ‫عنه‪ ،‬وظهور أسباب تحصيل التلقين في الجملة‪ ،‬وقضاء المآرب التي البد منها إن لم يكن فيه ضرر على‬ ‫الوالدة‪ ،‬ولذلك توسطت في المقدار الذي أخذته من السمن ولعمري إن هذا الترجيح لمن بديع الرأي‬ ‫و جميل النظر‪ ،‬والتأني في كل األمور محمود عاقبته‪ ،‬وهذا الوقت المؤخر إليه يحين بعد عيد األضحى‪،‬‬ ‫أسبل اهلل علينا سربال العافية إلى أن يجمع اهلل بكم الشّمل جمع سالمة على أحسن حال و أتمه‪ .‬و ذكرت‬ ‫إن مقرئ االجارة سيقف على الهبة‪ ،‬وأظنك واهلل أعلم كنت قرأت الدعاء فما بعدها إلى الختم‪ ،‬فيكون‬ ‫الباقي ما بينها وبين الوقف‪ ،‬وهو الهبة واللقطة و القضاء و الشهادة‪ ،‬وذلك مما يبعد استكماله فيما‬ ‫بين العيدين‪ ،‬لكن تحصيل البعض أولى من إهمال الكل‪ ،‬و إذا زاد مقرئي البيوع القراءة من الصلح اآلن‬ ‫فالظاهر أنك تلفق ربع البيوع‪ ،‬و إن كنت ال أدري الفائت لك من ذلك الربع‪ ،‬وعلى اهلل كمال المقصود‪ ،‬وما‬ ‫أحسن تلفيق الشيخ الطيب‪ ،‬يسره اهلل‪ ،‬و من فوائد هذا التأخر زيادة في التثبت وإمعان النظر في تسعير‬ ‫الكتب أو شراء بدلها‪ ،‬وهو متعذر أو متعسر‪ .‬ومنها أنه إذا نسخ لك إرسال بعض الكتب خالل هذا األجل‬ ‫فعلت‪ ،‬وهو أيضا تعسر‪ ،‬لما علم من شدة طمع الحمّارة في صغار اللفائف‪ ،‬وعدم إرادتهم إجراءها على‬ ‫سعر الحمل‪ ،‬و في شهر شعبان القابل بحول اهلل نوجه لك دراهم النفقة‪ ،‬و إن كنت محتاجا إليها اآلن‬ ‫فاعلمني بذلك لنوجهها لك في هذا الشهر‪ ،‬و أمر بيت المدرسة موكول إلى نظرك‪ ،‬فإن كان الشويطين‬ ‫يريد اختصاصه به بثمنه‪ ،‬و كانت ال ترجى زيادة فاكتب لي على رسمه‪ ،‬فإنه عندي و ال شيء تحت يد‬ ‫والده‪ ،‬و قد كنت أعلمتك بإرسال والدي إليه يستدعيه لصلة الرحم‪ ،‬وإن في نيته حضه على االنتقال هنا‬ ‫بأهله‪ ،‬وعلى كل حال فالتخيير الذي جعلناه لك باق‬ ‫على حاله‪ ،‬و أنت في ّ‬ ‫حل من أدنى األجلين أو أقصاه‪،‬‬ ‫واتل ما أخبر به اهلل في قصة موسى وشعيب عليه‬ ‫الصالة والسالم‪ ،‬من قوله‪( :‬أيما األجلين قضيت فال‬ ‫عدوان علي)‪ ،‬ومراد والدتك الذي لم تفهمه هو أمرها‬ ‫لك بشراء ما يكفي لقفطانك من التوبين وبعثه لها‬ ‫لتخيطه هنا ظنا منها إدراكك هنا زمن الحرارة‪ ،‬ولما‬ ‫ذكرت لها ما أخبرت به من أن ابتياعه هنالك أرخص‪،‬‬ ‫أذنتك في شرائه‪ ،‬وإعالمه بثمنه لتوجهه لك‪ ،‬وصرت‬ ‫من الذي كتب به الدراوي على بال‪ ،‬كقضية العباس‬ ‫التازي‪ ،‬وتهيئة (ط) لجمع العلماء لقراءة البخاري‪،‬‬ ‫وقضية الفقيه أبي شعيب‪ ،‬وخروج األمر بحيازة الدواب‬ ‫المطبوعة‪ ،‬وعزم الخمال على القدوم الخ ما ذكرت‪،‬‬ ‫ولم تذكر الركيك‪ ،‬وأخبر والده هنا أنّه أقلع عن عزمه‬ ‫على القدوم لزوال سببه‪ ،‬مسلما على طلبتنا وابن‬ ‫يوسف‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم وسائر األحبة والسالم‪ .‬ويطلب صنوك عبد السالم مخاطبتك‬ ‫الحاج الطيب ميكوا بإعالمه بأثمان أثواب الصوف‪ 9 .‬رجب ‪1329‬هـ‪.‬‬ ‫المرير سافر في هذه األيام لطنجة‪ ،‬ولقيني الساعة الحاج العربي بنونة‪ ،‬وأخبرني أنّه كتَب لولده عبد‬ ‫السالم يخبره بأنه استُخدم في إدارة السلف هنالك‪ ،‬ولع ّله بدل الفقيه سكيرج الذي يريد استيطان بلدنا‪.‬‬

‫[الرسالة الخامسة واألربعون]‬

‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى أحد أقاربه أيام وجوده للدراسة بفاس]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل ‬ ‫وعلى سيادة الفقيه السيد عبد الغني السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك وبطيّه كتاب والدتك أشعر كل منهما بتشوق نفسك للقدوم‪ ،‬كقولك‪ :‬تلقين‬ ‫المختصر وإن كان محتاجا إليه يفتقر إلى عمر نوح‪ ،‬وكاستشارتك في قدر ما تأخذه من السمن إلى غير‬ ‫ذلك‪ ،‬فلتعلم أنا أشد تشوفا منك في هذا‪ ،‬خصوصا في هذا الوقت‪ ،‬بيد أن هذا الفصل ينبغي اجتناب‬ ‫السفر فيه لشدة حرارته‪ ،‬وإنما يحسن السفر آخر فصل الخريف‪ ،‬وفصل الربيع‪ ،‬فلتؤخر ذلك لواحد منهما‪،‬‬ ‫وقد جعلت لك الخيار فيه‪ ،‬وإن كان األول أشهى إلى النفس مع ما في هذا التأخير من اقتطاف ما ال بد منه‬ ‫كتسفير المحلول من الكتب‪ ،‬وطلب إجازة األشياخ‪ ،‬ورد البال لصناعة التدريس‪ ،‬فإن تعاطيه من آكد األمور‬ ‫في حق الطالب وأهمها‪ ،‬وإال كان كالتي نقضت غزلها من بعد قوة‪ ،‬وأظنك واهلل أعلم لم تقرأ التوحيد‪،‬‬ ‫وفي ذهني أنك افتتحت قراءة توحيد المرشد المعين بشرح الشيخ الطيب‪ ،‬وما دريت بعد ذلك ما فعل اهلل‪،‬‬ ‫إلى غير ذلك‪ ،‬ويرى الشاهد ما ال يرى الغائب‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فالقدر الذي تأخذه من السمن ‪ 6‬أرطال‪ ،‬ومن الفحم والزيت المقدار الذي يوصلك‬ ‫للوقت الذي تعول فيه على النهوض‪ ،‬كمل اهلل بخير‪ .‬وما أخبرت به من أنباء ذلك المحل صرنا منه على‬ ‫بال‪ ،‬وقد كان الدراوي أخبر نجله هنا بتوقيت مصطفى ابن يعيش عمالة بلدنا قائال‪ :‬إن هذا المو ّلى‬ ‫هو الذي أخبره بذلك‪ ،‬وكأنه لم يصح ذلك لعدم تغريمه عليه‪ ،‬وأمر العرائش والقصر فيه كثير منازعة‬ ‫الفرنسيين مع من احتلها‪ ،‬لعدم وجود سببه الذي هو هيجان الفتنة المعلق عليه اإلقدام على االحتالل في‬ ‫شروط مؤتمر الجزيرة‪ ،‬وما أبداه من السبب غير مقنع كما تصرح بذلك الجرائد‪.‬‬ ‫وأما تطوان فالظاهر ما كنت أخبرتك به من أنه ال بأس إن لم يحصل المعلق عليه المذكور‪ ،‬وإن‬ ‫كان ما أقرب حصوله عندهم‪ ،‬وهو اآلن مشغول بإصالح الطريق الموصلة من سبتة إلى بلدنا بقوة‪ ،‬وقد‬ ‫أوصلها ل ِن ْكرُوا وربنا اللطيف الخبير‪.‬‬

‫وكان ينبغي أن تكثر من القطران في بيتك‪ ،‬فإن الحيات تفر من رائحته على ما يقال‪ ،‬حفظنا اهلل‬ ‫وإياك‪ ،‬والكتاب الشريف وصل‪ ،‬وقرئ بالجامع األعظم‪ ،‬إال أنه لم يتعرض فيه ألمر االستعانة باألجانب وال‬ ‫لغير ذلك‪ .‬مس ّلما على طلبتنا وابن يوسف‪ ،‬ومن هنا اإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر األحبة والسالم في ‪26‬‬ ‫جمادى ‪ 2‬عام ‪1329‬هـ‪.‬‬

‫[الرسالة السادسة واألربعون]‬

‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬ولده السيد محمد أفيالل أيام وجوده للدراسة بفاس]‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫وعلى البار األنجد‪ ،‬الطالب السيّد محمد أزكى السالم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعزّ المؤرّخ صدره بـ ‪ 25‬من المنصرم‪ ،‬وعجزه بـ ‪ 27‬منه‪ ،‬بعد أن حصل لنا‬ ‫تشويش من شدّة بطئه‪ ،‬مع أن مكاتيب (تشطيب) ترد على (تشطيب)‪ ،‬وكذا مكاتيب الدراوي وغيرهما‪،‬‬ ‫وعلمنا أن كتابنا الموجّه لك بتاريخ ‪ 4‬من المنصرم لم يصل‪ ،‬كما علمنا أنّه لم يضع لك كتاب في هذه‬ ‫الثورة‪ ،‬ولكن سبب البطء عدم توجه البوسطة‪ .‬أمّا كتاب ابن العمّ فقد وصله‪ ،‬واطلعنا عليه‪ ،‬وأخبرت‬ ‫أن أحوال تلك النواحي ال زالت على ما كانت عليه في الجملة‪ ،‬وشرحت من الواقعات ما يؤذن بتخفيف‬ ‫األمر على جانب المخزن أعزه اهلل‪ .‬وظهور أمارات البشر حققه اهلل‪ّ ،‬‬ ‫وأن المح ّلة قدمت من الشراردة على‬ ‫حسن ما ينبغي‪ ،‬وما كانوا يشيعوه عليها مختلق ال أصل له‪ ،‬وفيها ما يشدّ األزر‪ّ ،‬‬ ‫وأن وفود القبائل منهم‬ ‫من فرّ ومنهم من سيفرّ لالستغناء عنهم‪ ،‬وعدم حسن طويتهم‪ ،‬واألخبار المتداولة معنا على األجانب‬ ‫ّ‬ ‫أن المح ّلة الفرنساوية اآلتية من الدار البيضاء مع األمراني ربما تكون وصلت فاساً‪ ،‬وستردفها محالت‬ ‫كل حال ظهرت (تشطيب) ّ‬ ‫أخر من جهات أخر‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫ويدل عليه ما أخبرت به من انحطاط األسفار في‬ ‫السلع الرومية عن المقدار التي كانت ارتفعت إليه‪ ،‬وعلمنا من قولك‪ :‬تركت القراءة لموت صنوك أن‬ ‫القراءة كانت موجودة قبل وتوجد بعد إن شاء اهلل‪ ،‬ففرحت لذلك لما كنت أظنه من تركها رأسا ‪ ،‬وقد‬ ‫عزمت أن أكون أكتب لك كل يوم خميس‪ ،‬وعلى اهلل البالغ‪ ،‬وقد‬ ‫أحسن (ط) في النهي عمّا كان أباحه للوفود من رعي الزرع وقطع‬ ‫الشجر لعدم عفتهم‪ ،‬وأنت خبير بما كانت فعلته محلة موالي‬ ‫الحسن في زروع أهل البلد وأجنتهم‪ .‬والمرض بالسخانة موجود‬ ‫عندنا بكثرة‪ ،‬لكن غالبه السالمة‪ ،‬وقد توفي منه الحاج عبد القادر‬ ‫أقلعي رئيس المرسى‪ ،‬وسيدي عمر الحراق‪ ،‬وولد عبد اهلل درجاج‬ ‫(تشطيب) الذي كان (تشطيب) في مراكش‪ ،‬مس ّلما على سيدي‬ ‫أحمد بن يوسف وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العمّ‬ ‫وسائر األحبّة‪ ،‬والسالم‪ .‬في يوم الخميس ‪ 5‬جمادى األولى عام‬ ‫‪1329‬هـ‪ ،‬وعلى الولد األبرّ األنجد الطالب محمد أزكى السالم‬ ‫ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬عبد اهلل لطف اهلل به‪.‬‬

‫[الرسالة السابعة واألربعون]‬

‫[من العالمة القاضي التهامي أفيالل بتطوان‪ ،‬إلى أحد أقاربه‬

‫أيام وجوده للدراسة بفاس]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل ‬ ‫الفقيه السيد عبد الغني رعاك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصل كتابك األعز بعدما كان وصل آخر قبله بأثر المجاب عنه بهذا‪ ،‬فلم أجب عنه لقرب العهد‬ ‫بالجواب‪ .‬أخبرتَ بضعف القراءة في القرويين‪ ،‬وإن ّ‬ ‫كل من افتتح من صغار الطلبة إنما يتسارع لسرد‬ ‫األلفية والتحفة‪ ،‬وبمقروآتك اآلن‪ ،‬وإنك غير مطيق للزيادة على ذلك لضعف البنية وشدة الحرارة‪ ،‬رزقنا‬ ‫اهلل جميعا السالمة منها‪ ،‬فما اخترته من ذلك من الحسن بمكان‪ ،‬وإن كان لسرد األلفية والتحفة كذلك‪،‬‬ ‫لكن اآلكد فاآلكد‪ ،‬والمذموم إنما هو البطالة‪ ،‬وقد قيل‪ :‬منهومان ال يشبعان‪ :‬طالب علم‪ ،‬وطالب دنيا‪،‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن ربع الزكاة لم تقرأ منه إال اليسير‪ ،‬وما أطريت به المرير وعددته من محاسنه هو كذلك‬ ‫فيما يظهر ويتوسم‪ ،‬وقد استحسنت استخدامه من جهة االحتياج‪ ،‬واستقبحته من جهة ما أهل له‪ ،‬وأنه‬ ‫لكذلك أيضا‪.‬‬ ‫ولم أكتسب علما من بعد إخبار بنونة هل ثبت ذلك االستخدام أم ال؟ وقد أخبرني الزواق أنه ال‬ ‫يقدر على اإلتيان للقراءة‪ ،‬وهو غير محصل نصابه من أبحاث الطالب عبد الرحمن أقشار‪ ،‬وإن كان يعد‬ ‫من األغبياء‪ ،‬ومن داوم على شيء كان له‪ .‬وطلبت تأخير إرسال دراهم النفقة لشعبان‪ ،‬ووعدت بتلكم‬ ‫ميكوا فيما طلبه المصو وإنك ستبتاع أقفطان التربيت‪ ،‬وتعم الوالدة بثمنه‪ّ ،‬‬ ‫وإن الشويطين راغب عن‬ ‫االختصاص ببيت المدرسة لعلمه بانحطاط أثمانها‪ ،‬وإنّه يتعين التأخير‪ ،‬وصرنا من جميع ذلك على بال‪.‬‬ ‫وقد تأسفنا لما اعترى الخمال من المرض‪ ،‬وما جرى له مع الحمّار‪ ،‬وانتقاله من الزاوية لمحل ابن‬ ‫يعقوب لعدم الممرض‪ ،‬شفاه اهلل ويسر له أسباب األوبة‪ .‬وعلمنا ما ذكرته عن الجحفل الفرنسوي‪ ،‬وما‬ ‫استفاض هنالك من االستفاضات التي ال تكسب الوهم فضال عما فوقه‪ ،‬ويظهر في هذا الوقت على ما‬ ‫يقال إن اإلنجليز لما رأى استيالء الفرنسيس على كل أو جل المغرب بطريق منافية لشروط عقد المؤتمر‪،‬‬ ‫وتعرض له األلمان في أكادير وخشي تفاقم األمر بينهما‪ ،‬عول اآلن على عقد وجمع شورى بين الدول‪،‬‬ ‫فإما أن يختار وإما عقد في المؤتمر األول من استقالل المغرب وحريته‪ ،‬ويذهب كل من ترامى على شيء‬ ‫لحال سبيله وال إشكال‪ ،‬وإما أن ينفذوا القسمة فيه فيحوز كل منهم ما يسهم له‪ ،‬وقد بدت مآثر تدل‬ ‫على هذا‪ ،‬وربك الفعال لما يريد‪ ،‬وما استحسنه بل استقبحه من توجيه بعض األثقال لطمع الحمارة يجب‬ ‫التعويل عليه‪ ،‬وال بأس بزيادة السمن حيث علمت عدم كفايته‪ ،‬وذلك غالب الظن‪ .‬هذا‪ ،‬وقد رزئ صنوك‬ ‫أحمد بموت البنية يوم سابع والدتها وهو أمس تاريخه‪ ،‬بعد تسميتها وذبح شاة العقيقة وحضور النساء‬ ‫لها‪ ،‬جعلها اهلل فرطا وذخرا‪ ،‬مسلما على ابن يوسف وطلبتنا‪ ،‬ومن هنا الوالدة واإلخوة وأبناء العم‪ ،‬وسائر‬ ‫األحبة والسالم في ‪ 19‬رجب الفرد الحرام عام ‪1329‬هـ‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬

‫الشمال الجهوي‬

‫محمد العربي العسري‪ :‬ال بد من مساءلة‬ ‫البدايات الشعرية لمحمد الخمار الكنوني‬ ‫أبو الخير الناصري‬ ‫اهتم األستاذ الباحث الشريف محمد العربي‬ ‫العسري‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬بالتنقيب في التاريخ‬ ‫الثقافي واالجتماعي للقصر الكبير‪ ،‬وأصدر أعماال‬ ‫مفيدة قدمت خدمات جليلة للحركة األدبية‬ ‫والعلمية بالقصر الكبير خاصة‪ ،‬وبالمغرب‬ ‫عامة‪ ،‬من أبرزها «أقالم وأعالم من القصر‬ ‫الكبير في العصر الحديث» (في ثالثة أجزاء)‪،‬‬ ‫و»يهود القصر الكبير» (باالشتراك مع الباحث‬ ‫محمد أخريف)‪ ،‬و»القصر الكبير‪ :‬صور تحكي»‬ ‫(باالشتراك مع محمد أخريف)‪.‬‬ ‫من األعمال األخيرة لألستاذ العسري كتابه‬ ‫«مع محمد الخمار الكنوني في آثاره األخرى»‬ ‫الصادر ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي‪ .‬وحول هذا الكتاب كانت هذه‬ ‫الدردشة‪:‬‬ ‫سؤال‪ :‬صدر لكم‪ ،‬أستاذي الكريم‪ ،‬كتاب‬ ‫جديد بعنوان «مع محمد الخمار الكنوني في‬ ‫آثاره األخرى» من أهم محتوياته قصائد عمودية‬ ‫وتفعيلية نشرها الشاعر الراحل ولم يجمعها بين‬ ‫دفتي ديوانه «رماد هيسبريس» وال بين دفتي‬ ‫ديوان آخر‪ .‬ما الدافع لإلقدام على جمع تلك‬ ‫األشعار؟‬ ‫جواب‪ :‬ارتبط اسم الراحل محمد الخمار‬ ‫الكنوني بديوانه الوحيد «رماد هيسبريس»‬ ‫الصادر سنة ‪ .1987‬وحول هذا الديوان ُقدمتْ‬ ‫دراساتٌ عديدة‪ ،‬إذ عُدَّ عمال تأسيسيا كبيرا‬ ‫وحجر األساس في انطالق وتطور ورسوخ‬ ‫القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫بيد أن «رماد هيسبريس» ال يضم جميع‬ ‫القصائد التي أبدعها الشاعر عبر مسيرته الفنية‪،‬‬ ‫ففي مطلع العقد الستيني من القرن المنصرم‬ ‫نَشرَ قصائد ونصوصا كان أغلبها من الشعر‬ ‫العمودي وأقلها من شعر التفعيلة‪ .‬وأظن أن‬ ‫البداية كانت مع صحيفة العلم‪ ،‬وبعدها مع‬ ‫مجلة دعوة الحق التي نشر بها عددا هاما من‬ ‫قصائده العمودية‪ ،‬كما نشر في مجلتي آفاق‬ ‫وأقالم نصوصا أخرى‪ ،‬فضال عن مجالت أخرى‬ ‫كـ»المشاهد»و»الوعي»‪.‬‬ ‫لكن الشاعر حينما فكر في إصدار ديوانه‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫احتفاالت بهيجة شهدتها مدينة القصر‬ ‫الكبير مساء أمس السبت ‪ 27‬ابريل ‪،2019‬‬ ‫وقد تجلى ذلك من خالل العروض الكرنفالية‬ ‫والفلكلورية التي جابت شارع المدينة انطالقا‬ ‫من ثانوية المنصور الذهبي في اتجاه شارع‬ ‫موالي علي بوغالب إيذانا بانطالق النسخة‬ ‫السادسة للكرنفال التربوي للقصر الكبير الذي‬ ‫يرفع هذه السنة شعار ‪“ :‬الكرنفال يجمعنا ”‬ ‫والذي تنظمه المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية‪، ‬و جمعية اوبيدوم لإلعالم والتواصل‬ ‫وبشراكة مع وزارة الثقافة واالتصال والمجلس‬ ‫الجماعي للقصر الكبير وبتنسيق مع الجامعة‬ ‫للجميع والكشفية الحسنية المغربية والمبادرة‬ ‫الحرة للتنمية الفكرية وبمشاركة عدد من‬ ‫المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية‬ ‫وهيئات المجتمع المدني ‪ .‬‬ ‫خالل مراسيم حفل االفتتاح الذي أشرف‬ ‫عليها وزير الثقافة واالتصال محمد األعرج‬ ‫مرفوقا بكاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية‬

‫هكذا تكلم‬ ‫عابر سبيل‬ ‫أبو الخير الناصري‬ ‫‪ /1‬إذا لم تكن كلماتُك ترجمان قلبك فأطبق شفتيْك وابْك على نفسك‪.‬‬ ‫‪ /2‬هل نكتب لنرضيَ اآلخرين؟‬ ‫ما الفرق إذن بين الكاتب والكاتب العمومي؟‬ ‫الكتابة صَال ٌة في غير جماعة‪..‬هي استجابة لنداء األعماق بعيدا عن كل‬ ‫َ‬ ‫يزول بعد كل اغتسال‬ ‫المساحيق التي تُحيلها إلى زينة و»ماكياج» ما يلبث أن‬ ‫وتطهر‪.‬‬

‫الشعري‪ ،‬أو حينما ألح عليه بعض األصدقاء‬ ‫بضرورة جمع قصائده ليضمها ديوان واحد‪،‬‬ ‫اختار من بين قصائده نصوصا بعينها‪ ،‬معتبرا‬ ‫أنها ربما مثلتْ النموذج الفني الذي كان يصبو‬ ‫لتحقيقه‪ .‬لكن الباحث في مسيرة شاعر مؤسس‬ ‫كمحمد الخمار الكنوني‪ ،‬قد ال يقتنع بما اختاره‬ ‫صاحب «رماد هيسبريس» من نصوص ألنه في‬ ‫حاجة إلى مساءلة المرحلة األولى من مسيرته‬ ‫الفنية مرحلة البدايات‪ ،‬ليتسنى له عبر نصوصها‬ ‫ما يمكن استخالصه من خصائص فنية‪ ،‬ومن‬ ‫مضامين اجتماعية ورؤى إنسانية‪ ...‬لهذه‬ ‫األسباب وغيرها فكرت منذ مدة طويلة في جمع‬ ‫قصائد الخمار التي أبدعها في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬قد يعترض بعض الناس على‬ ‫عملكم بالقول إن الراحل محمد الخمار الكنوني‬ ‫قد أبدى تحفظه فيما يتصل بقصائده العمودية‬ ‫وعدَّها تمرينات كتابية‪ ،‬مفضال تركها منجمة‬ ‫في الجرائد والمجالت‪..‬‬ ‫جواب‪ :‬التحفظ الذي أبداه الراحل في عدم‬ ‫جمع قصائده العمودية ونشرها في ديوان‬ ‫خاص‪ ،‬مردُّه‪ ،‬في اعتقادنا‪ ،‬إلى ابتعاده عن‬ ‫كل ادعاء زائف‪ ،‬فهو ال يرى في تلك القصائد‬ ‫سوى تمرينات‪ ،‬بيد أن الدارس المتفحص لتلك‬ ‫التمرينات الكتابية قد ال يشاطره الرأي‪ ،‬فبالرغم‬ ‫من التفاوت القائم بينها إال أنها كشفت عن‬

‫ميالد شاعر يمتلك موهبة خالقة سيكون لها‬ ‫أثرها الكبير في رسم معالم قصيدة مغربية‬ ‫حديثة تضاهي مثيالتها في المشرق العربي‪.‬‬ ‫وقد الحظ صفيه وخليله ورفيقه في درب‬ ‫الكلمة د‪.‬حسن الطريبق ما امتازت به قصائد‬ ‫الخمار العمودية فقال عنها‪« :‬حينما بدأ الخمار‬ ‫نظم الشعر بدأه بالعمودي‪ ،‬وقصائده العمودية‬ ‫كانت قوية أصيلة‪ ،‬وهي قصائد يجب أن تخرج‬ ‫إلى الوجود ألنها من تجربة الشاعر»‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬باإلضافة إلى األشعار العمودية‬ ‫والتفعيلية للخمار الكنوني اهتممت بجمع أعمال‬ ‫أخرى له‪ .‬حدثنا عن هذا األمر‪.‬‬ ‫جواب‪ :‬نعم ما كدت أشرع في جمع‬ ‫قصائد الخمار غير المنشورة بين دفتي «رماد‬ ‫هيسبريس» حتى رأيت أن من األفيد أن أضم‬ ‫إلى هذه النصوص الشعرية بعضَ ما استطعتُ‬ ‫التوصل إليه من كتاباته النثرية مما نُشر في‬ ‫بعض المجالت‪.‬‬ ‫إلى جانب هذا أردفت حوارات كان رحمه‬ ‫اهلل قد خص بها بعض المنابر الوطنية‪ ،‬رأيت‬ ‫أنها تكشف للقارئ جوانب من حياة الراحل‬ ‫ال شك أنها ستساعد الباحث على فهم أعمق‬ ‫لمسيرتهاإلبداعية‪.‬‬

‫الكرنفال التربوي السادس للقصر الكبيـر‬

‫القصر الكبير‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫والتكوين المهني محمد الغراس والمدير‬ ‫الجهوي للثقافة واالتصال وباشا المدينة ‪،‬‬ ‫والمدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية ورئيس‬ ‫المجلس الجماعي محمد السيمو‪ ،‬والسيد‬ ‫عبد الحكيم األحمدي النائب البرلماني عن‬ ‫دائرة العرائش وعدد من الفعاليات السياسية‬ ‫وفعاليات المجتمع المدني واإلعالمي‪ .‬‬ ‫السيد الوزير في كلمته بالمناسبة أكد‬ ‫على أهمية هذا الكرنفال التربوي في تدعيم‬ ‫المسار اإلشعاعي واإلبداعي للمدينة ‪ ،‬ورحب‬ ‫بكل المشاركين في هذا الكرنفال منوها‬ ‫بالمجهودات المبذولة التي تروم تعزيز المشهد‬ ‫الثقافيبالمدينة‪.‬‬ ‫هذا وقد كان الكرنفال غنيا بفقراته‬ ‫وعروضه المتنوعة والقيمة كما كان واضحا في‬ ‫بعث رسالة التسامح والتعايش اإلنساني بقوة‬ ‫عالوة على الحرص على ترسيخ قيم المواطنة ‪،‬‬ ‫والتشبث بالوحدة الترابية واالحتفاء بالعودة إلى‬ ‫االتحاد اإلفريقي وبيتنا القاري الذي ننتمي إليه‬ ‫بالجغرافيا وبقوة االرتباط الوجداني العميق ‪.‬‬ ‫كما أن تاريخ المدينة كان حاضرا بقوة‬ ‫من خالل معركة القصر الكبير أو معركة‬ ‫الملوك الثالثة أو وادي المخازن سنة ‪ 1578‬م ‪،‬‬ ‫واستعراض بعض المواقع التراثية واألثرية التي‬

‫تزخر بها المدينة والتي تعتبر خزانا ثقافيا‪ ،‬سواء‬ ‫تعلق األمر بالتراث المادي أو التراث الالمادي‪ :‬‬ ‫دار الدبغ‪ ،‬المسجد األعظم‪ ،‬مسجد السعيد ‪،‬‬ ‫الزاوية التيجانية‪ ،‬موالي علي بوغالب‪ ،‬صمعة‬ ‫البنات‪ ، ،‬قصر كتامة‪ ،‬قوس المحلة…‪..‬‬ ‫موضوع البيئة كان حاضرا بدوره بشكل‬ ‫الفت كإشارة قوية عن التحديات الحقيقية التي‬ ‫تعاني منها األرض بسبب التهديدات الحقيقية‬ ‫للتلوث ‪ .‬وغيرها من المواضيع المتعددة التي‬ ‫المسها المشاركون في عروضهم ومنها محاربة‬ ‫الهجرة غير الشرعية ‪ ،‬حيث قدمت اللوحات‬ ‫التعبيرية الجميلة التي قدمه المشاركون من‬ ‫مختلف األعمار ‪ ،‬والتي القت تفاعال ايجابيا من‬ ‫طرف كل المتتبعين لما تضمنه من مجهودات‬ ‫قيمة إلبراز األهداف النبيلة التي يسعى الكرنفال‬ ‫لتحقيقها‪ ، ‬لحاضرة القصر الكبير العريقة ‪،‬‬ ‫كمدينة حافلة بالتعدد الثقافي ومبدعة في كل‬ ‫المجاالت العلمية والفكرية والفنية وراسخة في‬ ‫النضال الوطني وحاضنة للتسامح اإلنساني ‪،‬‬ ‫حيث أضحى المهرجان موعدا سنويا فنيا مهما و‬ ‫أحد المبادرات التي تروم تنمية وتطوير مجموعة‬ ‫من األلوان واألشكال الفنية التي تشكل روافد‬ ‫مهمة في الموروث الثقافي والفني األصيل‪.‬‬

‫‪َّ /3‬‬ ‫إن مَن يُخلص في حب الحقيقة ال يَعنيه أن يتقاطعَ جز ٌء من خطابه مع‬ ‫مصالح السلطة الحاكمة‪ ،‬أو مصالح المعارضة‪ ،‬أو عامة الناس‪ ،‬كما ال يعنيه أن‬ ‫يُحلق خطابُه بعيدا عن هذا الطرف أو ذاك‪ ،‬فالحقيقة أولى باالتباع‪.‬‬ ‫‪ /4‬القضية العادلة ال تموت بإعدام فرد أو أفراد‪ ،‬أو حبسهم‪ ،‬أو نفيهم‪..‬وال‬ ‫حتى بإعدام الشعب كله‪ ،‬أو تشريده‪ ،‬أو تجويعه‪..‬‬ ‫القضية العادلة ال تموت أبدا‪ .‬إنها تنتقل مع نسائم الحرية من جيل إلى جيل‪،‬‬ ‫ومن مكان إلى مكان‪ ،‬ومن مرحلة إلى مراحل قادمة‪..‬ويخطئ من يظن أن حكم‬ ‫القاضي يُعدم صوت الحرية في األعماق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أسلحة في مواجهة‬ ‫‪ /5‬إن من يتخذ الكذب والبهتان واالفتراء على الناس‬ ‫منافسيه ال يُنتظر منه أن يُصلح أحوال البالد والعباد؛ ألنه انشغل عن تحلية‬ ‫ُ‬ ‫الرذائل‪..‬والحال أن إصالح النفس هو المدخل لكل‬ ‫نفسه بالفضائل وتخليتها من‬ ‫إصالح منشود‪.‬‬ ‫‪ /6‬ليت الكالم مؤدى عنه؛ إذن َّ‬ ‫لقلتِ الثرثرات واإلهانات والشتائم البذيئة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والعدل في الغربة‬ ‫‪ /7‬بعيدا عن الفقر والمال أقول‪ :‬الظلمُ في الوطن غرب ٌة‬ ‫وطن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وجميل الخُلق تشكلتْ قِبْل ٌة تستحق أن تُزار‬ ‫‪ /8‬حيثما تساكن رصينُ العلم‬ ‫وتُشدَّ إليه الرحال‪.‬‬ ‫‪ُّ /9‬‬ ‫كل كتاب ال يُريد شخصية كاتبه هو كتابٌ ال يُعوَّل عليه‪.‬‬ ‫‪ /10‬الصديق الحقيقي للكاتب هو الحقيقة حيثما بدت له‪.‬‬

‫إدارة سجن القصر الكبير تحتفل‬ ‫بذكرى تأسيس المندوبية‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬ ‫أسرة إدارة السجون بالقصر الكبير تحتفل‬ ‫بالذكرى الحادية عشر لتأسيس المندوبية‬ ‫العامة إلدارة السجون و إعادة اإلدماج‪.‬‬ ‫احتفلت إدارة السجن المحلي بالقصر‬ ‫الكبير صباح يوم االثنين ‪29‬ابريل ‪2019‬‬ ‫بالذكرى الحادية عشر لتأسيس المندوبية‬ ‫العامة إلدارة السجون و إعادة اإلدماج بحضور‬ ‫وفد رسمي هام‪.‬‬ ‫بعد تحية العلم الوطني افتتح الحفل‬ ‫بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬حيث‬ ‫ألقى مدير السجن المحلي بالقصر الكبير‬ ‫السيد النوني حسن كلمة أبرز من خاللها‬ ‫األدوار المهمة التي تقوم بها المندوبية‬ ‫العامة و حرصها على اعتماد طرق مبتكرة‬ ‫من أجل تأهيل السجناء و إطالق جيل جديد‬ ‫من األنشطة الثقافية والفنية لخلق فرص‬ ‫حقيقية تسهل عليهم االندماج في المجتمع‬ ‫عند خروجهم من المؤسسة عبر تأهيلهم‬

‫في ميادين مختلفة و تمكينهم من حقوقهم‬ ‫ثم كلمة المجلس الجماعي التي ألقاها نائب‬ ‫الرئيس حسن الحسناوي ‪.‬‬ ‫كما عرف هذا الحفل عرض شريط‬ ‫يتمحور حول المنجزات التي تحققت منذ‬ ‫تأسيس المندوبية العامة إلدارة السجون‬ ‫وإعادة اإلدماج ‪ ،‬تعريفا باألدوار األمنية‬ ‫والتأهيلية لموظفي المؤسسة السجنية‬ ‫والعراقيل والصعاب التي تواجههم في تأدية‬ ‫مهامهم وكذا الشروط والمعايير الواجب‬ ‫احترامها لاللتحاق بصفوف أطر وموظفي‬ ‫المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة‬ ‫اإلدماج‪.‬‬ ‫و تم بهذه المناسبة تكريم الموظفين‬ ‫المحالين على التعاقد السيد إدريس النحاس‬ ‫والسيد عبد الرزاق االكرمي وتكريم األطر‬ ‫العاملة في المؤسسة اعترافا بمجهوداتهم‪،‬‬ ‫كل من السيدة حفيظة السمواني والسيد‬ ‫أنور الواد ‪ ،‬ليختتم الحفل في أجواء احتفالية‬ ‫تكريسا لثقافة االعتراف داخل المؤسسة‬ ‫السجنية بالقصر الكبير ‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬

‫الشمال الجهوي‬

‫ربويات‬ ‫فشل المنظومة التربوية بالمغرب‬ ‫ت‬ ‫هل هي أزمة مخططات إصالحية‪ ،‬أم أزمة ضمير؟‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫ثانوية ابن زهر بوزان تشذب حديقة‬ ‫الوسط المدرسي من المخدرات‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد الغني بلقاسم‬ ‫عرف التعليم المغربي منذ استقالله سنة ‪1956‬‬ ‫عدة أزمات واختالالت‪ ،‬استدعت القيام بإصالحات‬ ‫بنيوية وهيكلية مستعجلة جزئيا أو كليا‪ .‬كان أولها‬ ‫إصالح سنة ‪ 1957‬الذي تم في إطار نظرية البديل‬ ‫الوطني الذي كان يحمل في طياته إصالحا شامال‬ ‫قائما على أربعة مبادئ سياسية وتربوية كبرى وهي‪:‬‬ ‫التعميم‪ ،‬التوحيد‪ ،‬التعريب والمغربة‪ .‬تاله إصالح‬ ‫‪ 1985‬الذي فرضه التقويم الهيكلي والبنك الدولي‪.‬‬ ‫ثم إصالح ‪ 1994‬الذي ربط جودة المنظومة التربوية‬ ‫والتعليمية بمشروع المؤسسة والشراكة التربوية‪.‬‬ ‫إال أن جل هذه اإلصالحــات كانــت فاشلة بسبب‬ ‫قلة الموارد المادية والمالية والبشرية‪ ،‬وفي كثير‬ ‫من األحيان بسبب انعـــدام الجرأة السياسية لدى‬ ‫المسؤولين عن القطاع لتفعيــل بنــود اإلصالحــات‬ ‫ميدانيا‪ ،‬والعجز عن تطبيقها واقعيا‪ ،‬عالوة على‬ ‫انعدام االنخراط الجماعي لتمثل اإلصالحات البنيوية‬ ‫الجوهرية‪ ،‬واستيعابها تطبيقا وممارسة وتجريبا‪ ،‬مع‬ ‫النزول بها إلى ارض الواقع الختبار فرضيتها‪ ،‬وجني‬ ‫ثمارها‪.‬‬

‫«غير أن ما يحز في النفس أن الوضع الحالي‬ ‫للتعليم أصبح أكثر سوءا‪»...‬‬ ‫خطاب ‪ 20‬غشت ‪ 2013‬بمناسبة ثورة الملك‬ ‫والشعب‬ ‫وأمام هذا الفشل في إصالح المنظومة التربوية‪،‬‬ ‫وتدني مستوى التعليم‪ ،‬وهزالة المردودية‪ ،‬والضعف‬ ‫اللغوي والعلمي والتقني لدى التالميذ‪ ،‬وعدم التكيف‬ ‫مع الوضعيات التكنولوجية واإلعالمية الجديدة‪ ،‬كان‬ ‫البد من التفكير في وضع إصالح تربوي شامل‪ ،‬يشارك‬ ‫فيه كل الفاعلين في مجال التربية والتكوين‪ .‬وقد‬ ‫أسفر هذا التفكير عن وضع الميثاق الوطني للتربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬حمل في طياته مكونات وآليات ومعايير‬ ‫صالحة لتغيير المنظومة التربوية‪ .‬فكان بحق مخططا‬ ‫مستقبليا مركزا من حيث المبادئ والتصورات‪ ،‬يتضمن‬ ‫فلسفة نظرية غاية في األهمية‪ ،‬وشعارات قيمة‪،‬‬ ‫ومبادئ تربوية جيدة‪ ،‬إال أن هذا المخطط لم يكتب‬ ‫له النجاح بسبب غياب رؤية إصالحية واضحة لدى‬ ‫المهتمين بالشأن التربوي المغربي‪ ،‬ونهج السياسة‬ ‫البيروقراطية في اتخاذ القرارات التربوية واإلدارية‪،‬‬ ‫وغياب الكفاءات‪ ،‬إضافة إلى أن التنزيل على أرض‬ ‫الواقع لم يشمل جوهر الميثاق بشكل كلي‪ .‬وإنما‬ ‫ركز المسؤولون في التنزيل على بعض الدعامات‬ ‫الجزئية الثانوية والشكلية‪ .‬وبذلك تم التراجع‬ ‫عن نظرية األهداف‪ ،‬ونظرية الجودة‪ ،‬والتخلي عن‬ ‫بيداغوجية اإلدماج وتم اإلعالن عن سقوط مدرسة‬ ‫النجاح‪ ،‬ومدرسة المشاريع المؤسساتية‪ ،‬ولم تفلح‬ ‫نظريات الشراكة واالنفتاح على المحيط الخارجي‪ .‬ليتم‬ ‫االنكباب‪ ،‬بعد ذلك على وضع خارطة طريق جديدة‬ ‫الستكمال اإلصالح من خالل البرنامج االستعجالي‬ ‫وتدارك التعثر وتسريع وتيرة اإلصالح‪ ،‬عبر التركيز على‬

‫تنويع المستويات البيداغوجية والتدبيرية والمالية‪...‬‬ ‫لكن بالرغم من ذلك أعلن‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬عن فشل هذه‬ ‫الخطة اإلصالحية‪ ،‬التي لم تستطع تحقيق آمال المغاربة‬ ‫وإرساء نموذج مدرسة مغربية جديرة بثقة المغاربة‪،‬‬ ‫ليتم اللجوء‪ ،‬بعد التأكيد على الموت السريري للتعليم‬ ‫بالمغرب‪ ،‬إلى إصالح جديد وُسم بالرؤية االستراتيجية‬ ‫(‪ ،)2015/2030‬تحت شعار» مدرسة الجودة واالنصاف‬ ‫واالرتقاء»‬ ‫من خالل هذه القراءة البسيط لمسار اإلصالح‬ ‫التعليمي‪ ،‬يتضح أن أغلب المحطات اإلصالحية التي‬ ‫عرفتها منظومتنا التربوية‪ ،‬منذ االستقالل‪ ،‬قد باءت‬ ‫بالفشل‪ ،‬كما أقر ذلك العاهل المغربي في خطاب‬ ‫‪ 20‬غشت‪ 2013‬بمناسبة ثورة الملك والشعب‪ ،‬حين‬ ‫قال‪ »:‬غير أن ما يجز في النفس أن الوضع الحالي‬ ‫للتعليم أصبح أكثر سوءا‪ »...‬وهذا واضح؛ والسبب‬ ‫في اعتقادي راجع إلى الصراعات االيديولوجية في‬ ‫مجال اإلصالح التربوي‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫لقضية لغة التدريس في التخصصات التقنية والتعليم‬ ‫العالي‪ ،‬وقضية البرامج والمناهج ‪...‬عالوة على تعدد‬ ‫المرجعيات التي تقف حجرة عثرة في طريق اإلصالح‬ ‫التعليمي بالمغرب‪ ،‬فكل مرجعية تعمل على استغالل‬ ‫الحقل التربوي والتعليمي لتمرير أفكارها؛ فالمرجعية‬ ‫الليبرالية تعتبر المدرسة مجاال إلنتاج السلع‪ ،‬باعتماد‬ ‫مقاربات بالكفيات مستوحاة من المقاولة؛ لتنزيلها في‬ ‫الشأن البيداغوجي‪ ،‬والمرجعية اإلسالمية تدافع عن‬ ‫القيم اإلسالمية من داخل المقررات‪ ،‬في حين تعمل‬ ‫المرجعية العلمانية الحداثية على تبني األفكار الغربية‪،‬‬ ‫انطالقا من القيم الكونية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫يتضح مما سبق أن مشروعا بحجم إصالح‬ ‫النظام التربوي برمته‪ ،‬في السياق السياسي واإلداري‬ ‫واالجتماعي المعروف‪ ،‬يتطلب باإلضافة إلى الخبرات‬ ‫العملية والمعرفة العلمية‪ ،‬القدرة على التغيير‪ ،‬ألن‬ ‫مثل هذا اإلصالح الكبير في حاجة ماسة إلى ريادة أو‬ ‫زعامة رفيعة وقوية غير منحازة‪ ،‬وال تمسها الحسابات‬ ‫الضيقة‪ ،‬زعامة لها ما يكفي من المناعة ضد النزوات‬ ‫الذاتية المصلحية والرؤى المتجاوزة وال تكترث‬ ‫بالزوابع الظرفية‪ ،‬زعامة لها جرأة في تفعيل االجراءات‬ ‫المتعلقة بحفز االساتذة وتحسين ظروف عملهم‪ ،‬وحل‬ ‫بعض المشكالت الحادة التي تعاني منها العديد‬ ‫من المؤسسات التعليمية‪ ،‬خاصة العالم القروي‪ ،‬من‬ ‫حيث الصيانة ومستوى الخدمات المقدمة لألساتذة‬ ‫والمتعلمين‪ ...‬عمال بالتوجيهات الملكية الواردة في‬ ‫خطاب ‪ 20‬غشت‪ ،2013‬والتي تنص على وضع القطاع‬ ‫التربوي في إطاره االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪،‬‬ ‫غايته تكوين وتأهيل الموارد البشرية لالندماج في‬ ‫دينامية التنمية‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬فإن عدم إخالص النية في اإلصالح‬ ‫التعليمي‪ ،‬والتغاضي عن تحرير قطاع التربية والتكوين‬ ‫من المزايدات و الصراعات السياسوية‪ ،‬عوامل قد‬ ‫تساعد على إرجاء اإلصالح التربوي حتى إشعار آخر‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬نجحت ثانوية ابن زهر التأهيلية خالل‬ ‫الموسم الدراسي الجاري‪ ،‬في استقطاب‬ ‫مكونات محيطها من أجل رد االعتبار للحياة‬ ‫المدرسية ‪ ،‬والمصالحة معها بعد «التعثر‬ ‫االجباري» ‪ ‬الذي كان قد أصاب مفاصلها خالل‬ ‫الموسم الدراسي الفارط ‪ ،‬وتباينت قراءته بين‬ ‫مختلف الفاعلين الذين هم في عالقة تماس‬ ‫بالمدرسة العمومية ‪.‬‬ ‫‪ ‬فبعد الحملة التحسيسية حول المحافظة‬ ‫على البيئة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي‬ ‫لألرض ( ‪30‬مارس) التي انخرط في ورشاتها‬ ‫الفنية واالبداعية والتكوينية ‪ ،‬تالميذ المؤسسة‬ ‫التعليمية وأطر تربوية وادارية ‪ ،‬كانت شرايين‬ ‫الثانوية التأهيلية يوم الجمعة ‪ 3‬ماي الجاري‬ ‫على موعد أخر حصلت فيه على حقنة جديدة‬ ‫من حقن انعاش الحياة المدرسية ‪.‬‬ ‫‪ ‬جرعة اليوم التي يأطرها عنوان « قدر‬ ‫ذاتك « حدد الفريق التربوي الساهر على تنزيلها‬ ‫بأن يكون محورها مجابهة «أفة التدخين‬ ‫والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي «‪....‬آفة‬ ‫تخترق الجغرافيا وال تعترف بالحدود بين الدول‬ ‫وداخل نفس الوطن ‪....‬كارثة تنطوي على آثار‬ ‫سلبية مدمرة لإلنسان وكيانه واحدى أخطر‬ ‫االنتهاكات الواقعة على حقوق االنسان الصحية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية واألمنية ‪ ....‬وألن‬ ‫الوسط المدرسي في مفهومه الواسع ليس‬ ‫جزيرة معزولة عن ما يعتمل في بطن المجتمع ‪،‬‬ ‫وأن ساكنته التي تعد بالماليين سهلة االختراق‬ ‫من طرف شبكات االتجار والترويج للمخدرات‬ ‫بكل أنواعها ‪ ،‬فقد تفاعل أكثر من متدخل‬ ‫مع الحملة التحسيسية والتواصلية وساهم‬ ‫في ‪ ‬أشغال جلستها االفتتاحية التي احتضنها‬ ‫فضاء الثانوية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ساهم في الجلسة االفتتاحية وتدخل في‬ ‫محور اللقاء وعالجه كل من موقعه ‪ ،‬ومجال‬ ‫اختصاصاته واهتماماته ‪ ،‬باإلضافة إلى رئيسة‬

‫المؤسسة ‪ ،‬وتلميذة باسم زميالتها وزمالئها ‪،‬‬ ‫كل من المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‬ ‫‪ ،‬ونائب وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان‪ ،‬بصفته رئيسا لخلية التكفل باألطفال‬ ‫والنساء ضحايا العنف ‪ ،‬والمديرة اإلقليمية‬ ‫للشباب والرياضة ‪ ،‬وممثل المنطقة اإلقليمية‬ ‫لألمن الوطني ‪ ،‬ونائب رئيس مجلس جماعة‬ ‫وزان ‪ ،‬وممثل المجلس االقليمي ‪ ،‬والمساعدة‬ ‫االجتماعية لدى النيابة العامة ‪ ،‬والفاعل‬ ‫حقوقي محمد حمضي ‪ .‬وقد تقاطعت مختلف‬ ‫المساهمات التي جاءت معززة باألرقام ( ‪5‬‬ ‫موقوفين في اليوم يتعاطون للمخدرات بوزان)‬ ‫مع خالصة خبير دولي قال فيها « إن المدمن‬ ‫على المخدرات هو قتيل بين األحياء ‪ ،‬لكن‬ ‫روحه التزال متعلقة بجسده تتنازعه البقاء ‪ ،‬هو‬ ‫شبح هزيل ‪ ،‬نحيل ‪ ،‬شبه مشلول ‪ ،‬فقد صحته‬ ‫وانحدرت نفسه « ‪ .‬انتهى الكالم ‪.... ‬‬ ‫‪ ‬الفاعل العمومي والمدني المشارك في‬ ‫أشغال جلسة اعطاء انطالقة الحملة التحسيسية‬ ‫والتواصلية لمواجهة آفة التدخين والتعاطي‬ ‫للمخدرات بالوسط المدرسي ‪ ،‬خلص إلى أن‬ ‫التغلب على مخاطر اآلفة ولي عنقها ‪ ،‬وحماية‬ ‫الناشئة من آثارها المدمرة ألجسامهم وعقولها‬ ‫ونفسياتهم ‪ ،‬يمر عبر االنتصار لمقاربة حماية‬ ‫حقوق االنسان في شقيها الوقائي والعالجي ‪،‬‬ ‫وتجفيف محيط المؤسسات التعليمية من صناع‬ ‫الجريمةالمذكورة‪ ‬‬ ‫‪ ‬وتفعيل الحياة المدرسية ‪.......‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن حملة مناهضة التدخين‬ ‫والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي تدخل‬ ‫ضمن مشاريع المؤسسة المندمجة في إطار‬ ‫برنامج التعاون بين الحكومة المغربية ومؤسسة‬ ‫تحدي األلفية األمريكية ‪ .‬وستعرف الحملة‬ ‫المذكورة التي ستستمر فعالياتها إلى غاية ‪10‬‬ ‫ماي الجاري ‪ ،‬تنظيم عروض ومناظرات في فن‬ ‫الخطابة حول االدمان ‪ ،‬ومسابقة في الرسم‪، ‬‬ ‫كما سيتم تعبئة التالميذ من أجل مإل استمارات‬ ‫في صلة بالموضوع ‪ .‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬ندوة المسؤولية األخالقية والقانونية لمهنيي الصحة ‪ ،‬التمريض نموذجاً‬ ‫القصر الكبير ‪ :‬محمد كماشين‬ ‫« المسؤولية األخالقية والقانونية لمهنيي الصحة ‪ :‬التمريض نموذجا «‬ ‫موضوع ندوة نظمها الفرع اإلقليمي لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب‬ ‫فرع القصر الكبير _ العرائش ‪ ,‬بقاعة العروض الكبرى المحادية لمقر الجماعة‬ ‫الترابية لمدينة القصر الكبير ‪ ،‬وذلك مساء السبت ‪ 27‬أبريل ‪.2019‬‬ ‫شاركت في الندوة أطر‪ ‬صحية تمريضية تنتمي ألقاليم وعماالت جهة‬ ‫طنجة الحسيمة ‪،‬وحضرتها الجهة الوصية على القطاع الصحي محليا إقليميا‬ ‫وجهويا باإلضافة إلى بعض المنتخبين‪.‬‬ ‫ناقشت الندوة التي ترأسها األستاذ أيمن قصبي خمسة محاور وهي ‪:‬‬ ‫‪ _ 1‬المسؤولية المدنية والجنائية لمهنيي الصحة انطالقا من قانون‬ ‫االلتزامات والعقود والقانون الجنائي لألستاذ بدر بنجمل باحث بسلك الدكتوراه‪ ،‬‬ ‫ومن خاللها عرض‪ ‬للتشريعات والتنظيمات الخاصة بمزاولة مهنة التمريض‪.‬‬ ‫‪ _ 2‬المسطرة التأديبية للموظف العمومي على ضوء النظام األساسي العام للوظيفة العمومية ونصوصه‬ ‫التنظيمية لألستاذ عزيز كويس رئيس المصلحة اإلدارية واالقتصادية لمندوبية وزارة الصحة بسيدي قاسم‪ ،‬بحيث‬ ‫تطرق لتعريف‪ ‬المسطرة التأديبية‪ ،‬البحث التمهيدي‪ ،‬المجلس التأديبي والعقوبات التأديبية‪ .‬‬ ‫‪ _ 3 ‬إشكالية التأطير القانوني والمسؤولية القانونية لطلبة معاهد التمريض لألستاذ عبد الواحد الوازي اإلطار‬ ‫بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتطوان وعبر مداخلته‪ ‬تطرق ﻹشكالية التأطير القانوني‪ ....‬خالل‬ ‫التكوين النظري او خالل التداريب الميدانية بالمؤسسات الصحية ارتباطا بقانوني ‪ :‬التعليم العالي ‪ ،‬وقانون مزاولة‬ ‫مهن التمريض‪ .‬‬

‫‪ _ 4‬التطور التشريعي والتنظيمي لمنظومة التكوين العمومي‬ ‫والخصوصي والمزاولة في القطاعين العام والخاص للتمريض منذ‬ ‫االستقالل الى اليوم لألستاذ عبد الرشيد البقالي الممرض المجاز من‬ ‫الدولة بحيث تحدث عن‪ ‬الموارد البشرية التمريضية الوطنية مبرزا‬ ‫الخصاص المهول الذي تعرفه بالدنا مع تقديمه إلحصائيات‪ ‬‬ ‫‪ _ 5‬المسؤولية األخالقية لمهنيي الصحة للدكتور‪ ‬محمد بنكيران‬ ‫األستاذ‪ ‬بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة‪ ‬‬ ‫والذي نبه الى عدم االقتصار على الجوانب القانونية الصرفة بل‬ ‫وجب‪ ‬استحضار البعد األخالقي في النقاش باعتبار األخالق والقانون لهما‬ ‫غاية واحدة وهي ضبط التصرف‪.‬‬ ‫وأعقب الندوة نقاش عام أسهم في إبراز جوانب مرتبطة بالموضوع‬ ‫‪ ،‬مع كلمة‪ ‬لألستاذ برماكي مصطفى الممرض المجاز من الدولة وأحد‬ ‫قيدومي التمريض بحيث هنأ الجميع على نجاح الندوة العلمية وقدم توصيات الندوة المتمثلة أساسا في إنشاء كليات‬ ‫العلوم التمريضية‪ ،‬الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة‪ ،‬مصنف الكفاءات والمهن‪ ،‬تشغيل الخريجين‪ ،‬اإلعتراف‬ ‫بخصوصية القطاع الصحي‪ ،‬مدونة الصحة‪ ،‬القضاء الصحي‪...‬‬ ‫الندوة التي اختتمت بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين كانت قد افتتحت بكلمة لألستاذ ‪ ‬عبد الرحيم‬ ‫العزاوي‪ ‬منسق الفرع اإلقليمي لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب والذي قدم‪ ‬سياق انعقاد‪ ‬الندوة والمثمتل‬ ‫اساسا في الفراغ القانوني الذي تعرفه مهنة التمريض وفي المقابل المتابعات القضائية المتتالية في حق األطر‬ ‫التمريضية وتنصل الوزارة الوصية من مسؤوليتاها كطرف في المتابعات وتهربها من مسؤوليتها في مؤازرة األطر‬ ‫التمريضية وأيضا مسؤوليتها عن القالقل التي يعرفها القطاع الصحي بالمغرب‬


‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪992‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫آل البيت في الشعر المغربي على عهد الدولة العلوي‬

‫نوقشت بآداب تطوان أطروحة الطالب الباحث حامد مسوحلي بإشراف الدكتور أحمد هاشم‬ ‫الريسوني وعز الدين الشنتوف وعضوية جميلة رزقي‪ ،‬خالد بلقاسم وأحمد بوعود‪ ،‬ونال صاحبها‬ ‫درجة الدكتوراه في اآلداب بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫وهذا تقرير التقديم‪.‬‬ ‫الحمد هلل‪،،،‬‬ ‫الحمد الذي من علينا بهذا اللسان العربي المبين‪ ،‬لسان‬ ‫محمد الصادق األمين‪ ،‬صلى اهلل عليه في األولين واآلخرين‪،‬‬ ‫صالة متصلة دائمة إلى يوم الدين‪ ،‬فجعله سببا من أسباب‬ ‫تيسر القرآن الحكيم‪ ،‬فقال عز من قائل {فإنما يسرناه بلسانك‬ ‫لعلهم يتذكرون}‪ ،‬وقال {قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم‬ ‫يتقون}‪ ،‬وجعله لسان البيان القويم فقال {بلسان عربي‬ ‫مبين}‪ ،‬والصالة والسالم على من نور األرض ببيانه وهدى‬ ‫الناس بسلوكه وأحواله‪ ،‬وخلف فيهم ما إن تمسكوا به لن‬ ‫يضلوا أبدا‪ :‬كتاب اهلل وآل بيته‪.‬‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫فيسرني في هذا المقام المهيب‪ ،‬وبين هؤالء القامات‬ ‫األجالء‪ ،‬أهل اللسان الفصيح والشعر المليح والقول المصيب‪،‬‬ ‫أن أرش المسك والطيب‪ ،‬وأعبر بلسان عيي وقلب خجول‬ ‫ونفس مثقلة باإلحسان‪ ،‬عن ما أحمله من االمتنان‪ ،‬لقبس‬ ‫من قبسات النبوة وبقية من الباقيات الصالحات‪ ،‬أستاذي وقرة‬ ‫عيني‪ ،‬من علمني في هذه الفترة دروس الخلق قبل دروس‬ ‫األدب‪ ،‬وكان دكتورا في التواضع قبل أن يكون دكتورا في‬ ‫المعرفة‪ ،‬سيدي الشريف الدكتور أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬فقد‬ ‫كان أيقونة من أيقونات الكمال‪ ،‬وأنموذجا عز أن يوجد له‬ ‫مثال‪ ،‬وأثني بأستاذي الذي لم آخذ منه إال القليل‪ ،‬تقصيرا مني‬ ‫في الطلب‪ ،‬ونزوال عن لوازم األدب‪ ،‬أستاذي المفضال سيدي‬ ‫الدكتور عز الدين الشنتوف‪ ،‬الذي شنف رسالتي بنصائحه‪،‬‬ ‫وجود معانيها بنوافحه‪ ،‬فكانت عروسا حالها‪ ،‬وجنة أخرج‬ ‫ماءها ومرعاها‪.‬‬ ‫وإن أنس ال أنس األساتذة الفضالء‪ ،‬الذين زُينت‬ ‫هذه القاعة ببهائهم‪ ،‬وشرفت الرسالة باطالعهم‪ ،‬فلهم‬ ‫مني خالص الود والثناء‪ ،‬فقد أُعطيت القوس لباريها‪،‬‬ ‫وأسندت األمور إلى أهليها‪ ،‬وأنا في شوق لسماع نقدهم‬ ‫البناء‪ ،‬والتزام ما يقولنه التزام النقطة للباء‪ ،‬كل هذا‬ ‫بفضل هذه الجامعة المباركة وجهودها‪ ،‬بارك اهلل في‬ ‫قائدها وجنودها‪.‬‬ ‫أما والدي العزيز وأمي الغالية فهما أصل هذا األمر‬ ‫كله‪ ،‬ومصدر هذا الخير أوله وآخره‪ ،‬فلهما أهدي هذا‬ ‫العمل وأقول‪:‬‬ ‫سأهدي نتاجي إلى والد‪ ،،،‬له الفضل في كل ما أنا‬ ‫فيه‬ ‫وأمي الحبيبة باب الجنان‪ ،،،‬رضاها بمال الدنا أفتديه‬ ‫وزوجي أمينة من ألهمت‪،،،‬فؤادي لنيل الذي أرتجيه‬ ‫وآل الرسول أمان الدنا‪ ،،،‬وإدريس جدي الذي أقتديه‬ ‫لماذا آل البيت؟ ولماذا الشعر المغربي؟‬ ‫إن الشعر هو ديوان الشعوب‪ ،‬وهو مجال اشتغال‬ ‫األركيولوجيا الفكرية التي تحاول أن تعثر على خصائص‬ ‫المجتمع في حفريات التاريخ‪ ،‬فالشعر يحفظ لألمة‬ ‫تاريخها ويحفظ لها القيم التي كانت تحرك ذلك الجيل‬ ‫وتقودهم نحو األخالق الفاضلة‪ ،‬وقد كان الشعر بالنسبة لي‬ ‫هو المكان الذي سأجيب فيه عن ذلك التساؤل المتولد من‬ ‫بحثي في الماجستير حول موضوع السنة والشيعة‪ ،‬حيث كنت‬ ‫دائم التفكير في قضية تفريط أهل السنة في آل البيت‪ ،‬وكان‬ ‫هذا البحث هو الجواب الذي بين لي العالقة الوطيدة للمغاربة‬ ‫بآل البيت النبوي الشريف‪ ،‬عالقة لم يهزها غلو أو تفريط‪.‬‬ ‫إن هذين العنصرين الذين هما مادة هذه الدراسة‪،‬‬ ‫قد شكال رفيقا مؤنسا طيلة رحلة البحث الشاقة‪ ،‬بما اعتراها‬ ‫من صعوبات ال ينفك عنها بحث جاد خصوصا حين يصاحبه‬ ‫شوق إلى المعرفة وانشغال بالقضية وارتباطها لدى الباحث‬ ‫بدوافع داخلية ونفسية‪ ،‬فكانت تلك المشاق والصعوبات‬ ‫منعرجات كان ال بد من سلوكها للوصول إلى هذه الروضة‬ ‫الغناء المشرقة بهذه القصائد الرائعة التي دونها الشاعر‬ ‫المغربي‪ ،‬ومتألألة بهذا المعنى العميق الممتد في جذور‬ ‫األمة المغربية‪ :‬محبة آل البيت دون غلو أو تفريط‪.‬‬ ‫أسباب البحث‪:‬‬ ‫لعل مما يميز هذا البحث هو بعده اإلنساني القيمي‪،‬‬ ‫حيث انطلقت من هذا المحرك الداخلي الذي يثير في النفس‬ ‫ديمومة التساؤل عن شكل وطبيعة القيم التي كانت تؤطر‬ ‫مجتمع السعادة أقصد مجتمعنا القديم بكل جماله القيمي‬ ‫واألخالقي‪ ،‬وهذا ما ساقني إلى تتبع آثار هذه المنظومة‬ ‫القيمية والتي يظهر جزء مهم منها من خالل البحث عن‬ ‫عالقة المغاربة بآل البيت من خالل الشعر المغربي‪.‬‬ ‫من هنا فقد كانت األسباب النفسية المباشرة حاضرة‬ ‫في اختيار هذا الموضوع‪ ،‬وكانت في نفس الوقت دافعا محفزا‬ ‫لمتابعته إلى نهاية المسار‪.‬‬ ‫صعوبات البحث‪:‬‬ ‫لقد كان للبحث صعوبات متنوعة يمكن أن نجملها في‬ ‫قسمينرئيسيين‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬صعوبات توفير المادة‬ ‫ويتجلى ذلك في‪:‬‬ ‫عدم وجود بحوث سابقة تناولت موضوع البحث‬ ‫‌أ ‪-‬‬ ‫حسب اطالعي‬

‫تنوع مصادر البحث بين التاريخي واألدبي وكتب‬

‫إن المقصد هو إبراز مكانة آل البيت من خالل هذه القصائد‪،‬‬ ‫فكانت أولى القصائد بالتقديم من وجهة نظري أكثرها‬ ‫تحقيقا للمقصد وإبرازا للمعنى‪.‬‬ ‫وبما أن هذا األمر نسبي فقد انضاف إليه شيء من‬ ‫الحس الجمالي الذي يضفي على القصيدة رونقا يجعلها‬ ‫تستحق التقديم‪ ،‬وقد ساعدني على المضي في هذا التصنيف‬ ‫كون البحث منصبا نحو استشراف المكانة العامة آلل البيت‬ ‫في العصر العلوي وهو ما يجعل الزمن غير ذي بال في مدى‬ ‫ما تضيفه القصيدة للبحث‪ ،‬إذ يكفي أنها في آل البيت وفي‬ ‫التنبيه على شيء من خصائصهم وفضائلهم‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫هذا يجعلها مؤدية للغرض بغض النظر عن قائلها ومكانته‬ ‫والتاريخ الذي قالها فيه‪.‬‬ ‫المرحلة الخامسة‪ :‬تدوين خصائص المدح‬ ‫حيث أعمد في نهاية القصيدة إلى تدوين أهم‬ ‫خصائص مدح آل البيت التي استفدتها من القصيدة حيث‬ ‫يتجلى لي المقصد الكلي الذي يهم مبحثنا من خالل رصد‬ ‫معاني وخصائص المدح المستخدمة في القصيدة‪.‬‬ ‫‪ .2‬خطة البحث‪:‬‬ ‫نظرا ألن المقصد إيضاح مكانة آل البيت في المجتمع‬ ‫المغربي فإن البحث سلط الضوء على مكانتهم االجتماعية‬ ‫والدينية‪ ،‬وعليه قسمت البحث إلى فصلين‪ ،‬وقدمت قبل‬ ‫ذلك بمدخل ومقدمة تبين حالة المغرب الثقافية والسياسية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬فكانت الخطة كالتالي‪:‬‬ ‫المدخل‪ :‬ويشمل‬

‫ب ‪-‬‬ ‫‌‬ ‫التراجم‬ ‫ت ‪ -‬استاع نطاق البحث من حيث طبيعة الكتب‬ ‫‌‬ ‫والمنشورات والمخطوطات التي تناولتها‬ ‫القسم الثاني‪ :‬صعوبات التعامل مع المادة‬ ‫ويتجلى ذلك في ‪:‬‬ ‫صعوبات تتعلق بتدوين النص خصوصا حينما‬ ‫‌أ ‪-‬‬ ‫يتعلق األمر بالنصوص المخطوطة أو بعض المطبوعات‬ ‫الحجرية‬ ‫ب ‪ -‬شرح القصيدة وذلك بسبب وجود غموض ولغة‬ ‫‌‬ ‫عالية في بعض القصائد‬ ‫ت ‪ -‬استخراج بعض األحداث والشخصيات المذكورة‬ ‫‌‬ ‫في القصيدة‬ ‫هذا وقد ا كتنف البحث صعوبات أخرى متعلقة بالحصول‬ ‫على بعض المصادر والمخطوطات وكذا محاولة حصر وجمع‬ ‫مادة تعبر عن العصر الذي أقصده دون إخالل أو تطويل‪  .‬‬ ‫ثانيا‪ :‬منهجية البحث‬ ‫‪.1‬مراحل االشتغال‪:‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬جمع القصائد‬ ‫وكان الهدف من هذه المرحلة االطالع على القصائد‬ ‫المعنية بموضوع البحث والتي تتضمن مدحا خاصا بآل البيت‬ ‫بحيث تشتمل القصيدة على ‪:‬‬ ‫ثناء واضح على الممدوح بأنه من آل البيت‬ ‫ •‬ ‫ربط الفضائل بهذا النسب الشريف‬ ‫ •‬

‫ذكر بعض صفات وفضائل آل البيت إجماال أو‬

‫خلفيةالبحث‬ ‫أسباب اختيار الموضوع‬ ‫ ‬ ‫األبحاث السابقة‬ ‫ ‬ ‫صعوبات البحث‬ ‫ ‬ ‫منهجيةالبحث‬ ‫مراحل االشتغال‬ ‫ ‬ ‫خطة البحث‬ ‫ ‬ ‫المقدمة‪ :‬نظرة موجزة عن الحياة الحياة السياسية‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬واألدبية في العصر العلوي‬ ‫العصر العلوي األول‬ ‫العصر العلوي الثاني‬ ‫العصر العلوي الثالث‬ ‫الفصل األول‪ :‬آل البيت ومكانتهم االجتماعية‬ ‫ويشمل ثالثة أبواب‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬مدح األمراء األشراف‬ ‫الباب الثاني‪ :‬مدح المشايخ من آل البيت‬ ‫الباب الثالث‪ :‬الدفاع عن آل البيت‬ ‫الفصل الثاني آل البيت ومكانتهم الدينية‬ ‫ويشمل ثالثة أبواب‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬فضائل آل البيت الدينية‬ ‫الباب الثاني‪ :‬التوسل إلى اهلل بآل البيت‬ ‫الباب الثالث‪ :‬جداريات في مدح آل البيت‬ ‫الخاتمة‬ ‫وتشمل نتائج عامة وتوصيات‬ ‫أهم الصور الشعرية من خالل القصائد التي مرت‬ ‫معي في البحث‪:‬‬ ‫إننا نجد من خالل هذه القصائد مجموعة من الصور‬ ‫الرائعة التي تتجاوز مجرد التخيل والهيام النفسي إلى نوع‬ ‫من التأصيل لهذه المكانة وربطها بالتدين وذلك يظهر في‬ ‫الصور التالية ‪:‬‬ ‫التوسل بالجاه‪ :‬حيث نجد القصيدة تساق ألحد‬ ‫ •‬ ‫عظماء آل البيت تشوفا إلى نيل الرضوان بالتوسل إلى جاهه‬ ‫عند اهلل‪ ،‬وهذه صورة من صور التوسل‪ ،‬بينما تقوم الصورة‬

‫ •‬ ‫تفصيال‬ ‫وقد كان اختيار القصيدة يتم عبر قراءة سريعة‬ ‫لمضمونها لالطالع على ما فيها مما يتعلق بآل البيت‪.‬‬ ‫ثم يتم بعد ذلك ترشيح القصيدة وأرشفتها في أرشيف‬ ‫البحث حتى يتم تبييضها بعض ذلك‪ ،‬وقد كان البحث عن‬ ‫القصائد يتم أساسا في ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كتب التراجم‬ ‫‪ - 2‬كتب التاريخ‬ ‫‪ - 3‬كتب األدب‬ ‫‪ - 4‬المخطوطات‬ ‫‪ - 5‬الكنانيش‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬تحرير القصائد نصيا‬ ‫وذلك بتتبع األلفاظ والكلمات لتفادي األخطاء اللغوية‬ ‫في متن القصيدة‪ ،‬حيث حرصت على تبييض القصيدة بعد‬ ‫إدراك معناها والوقوف على العبارات وااللفاظ الغامضة‬ ‫المشتبهة حتى يتم الحرص على النص الشعري كي يكون‬ ‫صحيحا سالما من األخطاء اللغوية‪ ،‬إال أن بعض المواضع قد‬ ‫استشكل علي فنقلت صورة المخطوط وأدرجتها في شطر‬ ‫البيت‪ ،‬لعل ذلك أن يساعد غيري من الباحثين في الوقوف‬ ‫على الكلمات التي استصعبت علي‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬شرح معاني القصيدة واستخراج‬ ‫المضامينالموضوعية‬ ‫وقد راعيت في ذلك االختصار قدر اإلمكان بحيث أحاول‬ ‫في التعاطي مع مضامين القصيدة أن أبرز ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الوقوف على المعاني إجماال‬ ‫‪ - 2‬إبراز مكانة آل البيت‬ ‫‪ - 3‬استخالص أهم خصائص المدح آلل البيت من‬ ‫خالل القصيدة‬ ‫‪ - 4‬الوقوف على بعض المالمح الجمالية في القصيدة‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬ترتيب القصائد حسب الفصول‬ ‫وقد اعتمدت في تقديم القصائد على مدى عرضها‬ ‫للمعنى المقصود بغض النظر عن قائلها أو تاريخها‪ ،‬حيث‬

‫‪12‬‬

‫األخرى على التوجه إلى آل البيت قصد طلب الدعاء منهم‪،‬‬ ‫وهو ما سميته بتوسل الدعاء‪.‬‬ ‫التوسل بالدعاء‪ :‬حيث نجد مدار المكانة مرتبطا‬ ‫ •‬ ‫بالعالقة األخروية حيث ينظر للرجل من آل البيت على أنه‬ ‫مالذ للورى وشفيع لألنام‪ ،‬وهي صورة تتكرر معنا في عشرات‬ ‫المواضع حيث يقدم الشاعر كل آيات الوالء والتودد لكي‬ ‫يحظى بدعاء من هذا الرجل من آل البيت‪.‬‬ ‫تحريم األذية‪ :‬وبما أن آل البيت هم نسل‬ ‫ •‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ،‬فال شك أن أذيتهم‬ ‫سترتبط في الذهنية الشعرية المغربية بلوازم كبيرة تدل‬ ‫على عظم مكانتهم في المجتمع المغربي‪ ،‬ولذلك فإن الصورة‬ ‫الشعرية عادة ما تربط بين إذايتهم وإذاية رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم وبالتالي فهي إذاية هلل عز وجل‪ ،‬وبهذا‬ ‫يكون المعتدي على آل البيت مستوجبا ألشد أنواع العقوبة‬ ‫نظرا لتطاوله على ركن ركين من أركان التدين المغربي‪.‬‬ ‫الدفاع عن آل البيت‪ :‬نتيجة لما سبق فإننا نجد‬ ‫ •‬ ‫مسألة الدفاع عن آل البيت من أساسيات التدين المغربي‬ ‫حيث ينظر للمعتدي على آل البيت أنه قد استوجب ما يدعو‬ ‫إلى مواجهته والوقوف في وجهه‪ ،‬لذلك نجد قصائدا قد‬ ‫أنشئت خصيصا من أجل الدفاع عن رجل من آل البيت في‬ ‫نازلة محددة‪ ،‬وهي ظاهرة ال تزال تحتاج المزيد من التعمق‬ ‫في تتبع قصائدها والوقوف على دقائقها‪.‬‬ ‫ترتيب األحكام الفقهية‪ :‬حيث نجد مجموعة‬ ‫ •‬ ‫من األحكام الفقهية التي رتبت على مكانة آل البيت‬ ‫‪ ،‬وإن كانت القصائد في هذا الباب قليلة مثل قصيدة‬ ‫محمد الهادي والتي رتبت مجموعة من األحكام الفقهية‬ ‫النتساب الرجل آلل البيت وكذا بعض األحكام األخروية‪،‬‬ ‫إال أن هذا النوع يدل على مستوى العناية الفائقة بهذا‬ ‫النسب الشريف وتربعه على عرش السلم االجتماعي في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫ • رواية أحاديث الفضائل‪ :‬وهذه صورة أخرى من‬ ‫صور تكريم هذا النسب الشريف في المغرب‪ ،‬وتأتي‬ ‫قصيدة محمد العربي الفاسي والذي جمع فيها ثالثين‬ ‫حديثا في فضائل آل البيت في مقدمة هذا المشهد‬ ‫الذي يرسم اهتماما علميا ودينيا تجاوز الموروث السني‬ ‫ليستمد كثيرا من روافده من الثقافة الشيعية التي مرت‬ ‫من المغرب دون أن تترك أثرا عقائديا لكنها ربما تركت‬ ‫هذا الموروث من األحاديث واألقوال وشيئا من مكانة آل‬ ‫البيت ال بد وأن يكون بقي من جملة ما بقي كذلك‪.‬‬ ‫توصيات البحث‪:‬‬ ‫خلصت من خالل هذا البحث المتواضع إلى ثالث‬ ‫توصيات أساسية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إضافة حفظ حقوق آل البيت ضمن منظومة‬ ‫الثوابت الدينية في المغرب‪:‬‬ ‫إن المتتبع لواقع التدين الحالي في المغرب يجد أنه قد‬ ‫استبعد إلى حد كبير مفهوم آل البيت في الساحة الدينية على‬ ‫أساس مجموعة من القيم الحديثة التي تجعل من المساواة‬ ‫مدخال لضرب مفهوم تفضيل آل البيت‪ ،‬وقد تسلل هذا‬ ‫المفهوم في نظري إلى الموروث الديني فصارت قضية آل‬ ‫البيت تقابل بشيء من التشنج‪ ،‬مع أن هذا الفضل هو مكانة‬ ‫معنوية ال يلزم منه تفاوت في الحقوق والواجبات‪ ،‬وحيث تمر‬ ‫على هذه القصائد وتعيش هذه األجواء الدينية من خالل ما‬ ‫جادت به قرائح الشعراء‪ ،‬تدرك أن المغرب قد فقد بالفعل جزءا‬ ‫كبيرا من موروثه الديني والمتمثل في تبجيل وإكرام آل البيت‬ ‫والحديث بفضلهم وإثبات أوليتهم في مجال التقديم الديني‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعزيز مكانة آل البيت في المنظومة التعليمية‪:‬‬ ‫حيث ال يخفى أن دور التعليم أساسي في بناء الصورة‬ ‫العامة للتدين لدى المجتمع‪ ،‬فإنني أوصي بأن يتم إدراج‬ ‫سير أعالم آل البيت وخصوصا الذين عاشوا بالمغرب ضمن‬ ‫المناهج التعليمية إلعادة بناء المفهوم من المراحل األولى‬ ‫لنمو الطفل‪.‬‬ ‫إن غياب هذه القدوات المتميزة يعرض أبناءنا لفقدان‬ ‫خصوصيتهم الثقافية المغربية كما يزعزع قيمة أساسية من‬ ‫قيم استقرار المغرب والتي تمثلت في التفاف المغاربة حول آل‬ ‫البيت عبر التاريخ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توجيه البحث األكاديمي‪:‬‬ ‫أحسست من خالل هذا البحث أن تطرقي للموضوع من‬ ‫الناحية األدبية قد أعطاني رؤية لكنها غير متكاملة‪ ،‬وذلك من‬ ‫حيث البحث التاريخي واالجتماعي‪ ،‬وهو ما أوصي به أن يتم‬ ‫توجيه البحث األكاديمي في تخصصات األدب والتاريخ وعلم‬ ‫االجتماع إلى طرح قضية آل البيت في المغرب‪ ،‬والبحث عن‬ ‫مسار تشكل هذا المفهوم عبر تاريخ المغرب وخصوصا من‬ ‫الناحية االجتماعية بحثا في عادات القبائل وتتبعا ألماكن‬ ‫استيطان آل البيت وما رافق ذلك من تأثير وتأثر في البيئة‬ ‫المغربية‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫كاتب (‪)2/1‬‬ ‫ضيافة‬ ‫كاتب‬ ‫فيفي ضيافة‬

‫سلسلة تعريفية واقعية تلقي الضوء على بعض الكتاب والمفكرين والباحثين والمبدعين في شتى مجاالت العلوم والمعرفة‪ ،‬إلبراز‬ ‫لمحات من حياتهم الشخصية والعلمية‪ ،‬والتعريف بمؤلفاتهم وأحدث إصداراتهم التي تشهد بعمق معرفتهم‪ ،‬وموسوعية علمهم‪،‬‬ ‫تتنوع هذه الشخصيات بين أكاديمية وعلمية وأدبية‪.‬‬ ‫سلسلة تعريفية في قالب حواري تمد جسـور التالقـح بين المفكرين وبني عصرهم‪ ،‬وبين المفكرين وطبقــة قرائهم‪ ،‬وتطلعهم‬ ‫على مسار إنتاجهم وأهم أعمالهم وآخر إصداراتهم‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫إعداد ‪ :‬عمر قربـاش‬

‫في هذه الحلقة نستضيف األديب األلمعي والكاتب الباحث صاحب القلم السامي والبيان المعجب‪ ،‬إنه األستاذ المختار محمد التمسماني‬ ‫• بادئ ذي بدء‪ ،‬نرحب بك ضيفا عزيزا في هذه الجلسة الحوارية‪.‬‬ ‫وأول سؤال نود منك اإلجابة عليه هو‪ :‬ماهي المحطات التي تلخص‬ ‫طفولتك بدءا بالمولد والنشأة والتعليم حتى ولجت ميدان العمل؟‬ ‫• • أخي األستاذ سيدي عمر ‪...‬أرحب بك أيضا في منزلك هذا‬ ‫ترحيب صداقة وقرابة ‪..‬‬ ‫اسمي المختار بن محمد بن محمد بن شعيب بن عمر بن شعيب‬ ‫التمسماني أجابر التوزاني‪ ،‬يرتفع نسبي إلى ولي اهلل تعالى الشريف‬ ‫سيدي علي الصغير دفين بني توزن (الحسيمة) ومزاره شهير‪ ..‬انتقل‬ ‫أجدادي ضمن جماعات المجاهدين إلى مدينة طنجة في القرن‬ ‫الحادي عشر الهجري لتحريرها من قبضة اإلستعمار اإلنجليزي‪..‬‬ ‫ولدت سنة ‪ 1359‬هجرية ‪ 1940‬م بمدينة طنجة ـ حي المصلى‬ ‫ـ في بيت علم وإصالح وتصوف‪ ،‬امتزج فيه نسب التمسماني والفتوح‬ ‫والكبيري‪ ..‬توفي والدي رحمه اهلل رحمة واسعة العالمة القاضي أول‬ ‫خطيب بمسجد المصلى‪ ،‬والقيم على الزاوية الكتانية بشارع المحج‬ ‫الكبير (حاليا هوالندا )‪ ،‬وسني لم يتجاوز بعد أربعة أعوام‪...‬‬ ‫بدأت تعليمي األول في كتاب الفقيه سيدي محمد البكدوري‬ ‫بجامع الحاج علي‪ ،‬ثم كتاب الفقيه سيدي مشيش العلمي بجامع‬ ‫المصلى‪ ،‬ثم الفقيه سيدي محمد السعيدي ‪...‬‬ ‫وفي طور اإلبتدائي من التحصيل الرسمي الذي امتد من ‪1951‬‬ ‫إلى ‪ 1956‬التحقت أوال في ربيع سنة ‪ 1956‬بالليسي رينيو الفرنسي‬ ‫بإيعاز من والدة السيد أحمد المصري نائب‬ ‫مدير شركة كوك للنقل العالمي حيث‬ ‫قضيت فيه ما تبقى من السنة الدراسية‪،‬‬ ‫ثم انتقلت إلى مدرسة «بونصي فرانكو‬ ‫أراب»‪ ،‬فمدرسة أوالد األعيان حيث نلت‬ ‫الشهادة اإلبتدائية سنة ‪ .1956‬ومن بين‬ ‫أساتذتي في هذه المرحلـة أتذكــر ‪ :‬محمد‬ ‫الكوش ـ صاحب الطابع ـ مارسيل ليون ـ‬ ‫عبد الرحمن المتيوي ـ الفقيــه السباعي‬ ‫الشهير بالكراب ـ محمد الزرهوني ـ كابان‬ ‫ـ ماالنيو‪ ،‬مدير المدرسة ـ الفقيه الحليمي‬ ‫مكلف بحصة القرآن ـ عبد الغنــي سكيرج‪،‬‬ ‫الشاعر األديب‪...‬‬ ‫وفي الطور الثاني من ‪ 1958‬إلى ‪1961‬‬ ‫تابعت دراستي بالملحق التكميلي ( مدرسة‬ ‫المعلمين حاليا)‪ ،‬فملحق « سان أولير ( ابن‬ ‫بطوطة حاليا)‪ ،‬فثانوية ابن الخطيب إلى‬ ‫القسم الباكلوريا‪ ،‬شعبة األدب الفرنسي‪..‬‬ ‫ومن أساتذتي في هذا الطـــور ‪ :‬صيــزون‬ ‫(رياضيات) بوبيي (علوم) باولــــي (تاريخ‬ ‫وجغرافية) ديزارمانيك (األدب) فونطانيل‬ ‫(اللغة اإلسبانية) ومحمد كنــدوز (ترجمــة)‬ ‫محمد عــزة (ترجمــة) وعبد القادر جعفـــر‬ ‫(ترجمة) ومحمد بولعيـــش (اللغة العربية)‬ ‫أبوبكر اللمتوني ( األدب العربي)‪.‬‬ ‫وموازيا مع التعليم الرسمي انصرفت إلى التعليم اإلختياري في‬ ‫سن مبكر ابتداءا من سنة ‪ .1956‬فدرست علوم العربية بالزاوية‬ ‫الصديقية‪:‬‬ ‫* نحواً ‪ :‬ألفية ابن مالك‪ .‬الخصائص البن جني (كان شيخي‬ ‫يحثني على مداومة النظر فيه بتوجيهاته)‪.‬‬ ‫* بالغـة ‪« :‬البالغة الواضحة» لعلي الجارم ومصطفى أمين مع‬ ‫التركيز على إشارات منظومة « الجوهر المكنون» ‪.‬‬ ‫* أصول الفقـه ‪« :‬مفتاح الوصول» للتلمساني‪« ،‬علوم أصول‬ ‫الفقه» لخالف‪ « ،‬أصول الفقه اإلسالمي» لشعبان‪« ،‬الفقيه والمتفقه»‬ ‫للحافظ البغدادي‪.‬‬ ‫* فقها ‪« :‬الرسالة» للقيراوانــي‪« ،‬سبل السالم» لألميــــر‬ ‫الصنعاني‪« ،‬جامع العلوم والحكم» البن رجب‪ ،‬وذلك في حلقات‬ ‫خاصة على الشيخ اإلمام العالمة األصولي سيدي عبد الحي بن‬ ‫الصديق الذي الزمته منذ سنة ‪ 1956‬مالزمة التلميذ ومريد وصديق‬ ‫إلى حين وفاته سنة ‪ .1997‬وكنت كثيرا ما استفيد من مجالسته‬

‫ومرافقته في أسفاره‪ ،‬وألجأ إليه ـ رحمه اهلل ـ في بيان معاني القرآن‪،‬‬ ‫وقواعدعلومه‪ ،‬ومسائله‪ ،‬وقضايا التأويل فيه‪ ...‬وقرأت عليه «صحيح‬ ‫البخاري» ولم نتمه إذ باغتته المنية‪.‬‬ ‫وأخذت علوم الحديث ومصطلحه «الباعث الحثيث» البن كثير‬ ‫و«ألفية» العراقي على الشيخ اإلمام العالمة المحدث األثري سيدي‬ ‫عبد العزيز بن الصديق‪ .‬وعليه درست ملزمات من «أمالي» المرتضى‬ ‫في الفكر االعتزالي‪ ،‬وشرح «نهج البالغة» البن ابي الحديد في الفكر‬ ‫الشيعي‪ ،‬و «أمالي» القالي ‪ ..‬وجالسناه في نزهاته‪ ،‬ورافقته في‬ ‫أسفاره إلى أوربا‪ ،‬فاستفدت من علومه وأفكاره‪.‬‬ ‫وحضرت دروسا ومجالس مفتوحة للشيخ اإلمام العالمة الكبير‬ ‫المحدث سيدي عبد اهلل بن الصديق جالت في حوارات ونكت علمية‬ ‫وتعليقات‪ .‬ولم أختم عليه «نيل األوطار» للشوكاني لظروف األوقات‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫وكنت أيضا أتردد على مجالس علمية فقهية ألجالء الشيوخ‬ ‫منهم‪:‬‬ ‫سيدي محمد الزمزمي بن الصديق‪ ،‬وسيدي عبد الحفيظ كنون‪،‬‬ ‫وسيدي عبد اهلل بن عبد الصادق‪ ،‬وسيدي محمد البقالي‪ ،‬وسيدي‬ ‫محمد الساحلي الوسيني‪.‬‬ ‫وكنت أقبل على دروس العالمة الكبيــر اإلمام األدبي سيــدي‬ ‫عبد اهلل كنون وأسترشده خاصة في األدب العربي ‪ ..‬كان يعطف علي‪،‬‬ ‫فهو زميل سيدي الوالد في دراسته على الشيخ اإلمام العالمة النحرير‬

‫سيدي عبد الصمد كنون‪ ،‬رحمهم اهلل جميعا رحمة واسعة‪.‬‬ ‫وشاركت في ندوات ولقاءات‪ ،‬وحاضرت باللغة اإلسبانية في‬ ‫جامعة إشبيلية باألندلس في موضوع العولمة‪ ،‬ونشرت لي مقاالت‬ ‫وبحوث في مجالت وصحف‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1962‬ولجت سلك الوظيفة إلى ‪ ،1986‬حيث آثرت‬ ‫التقاعد النسبي‪ .‬وخالل هذه الفترة تقلبت في المسؤوليات اآلتية‪:‬‬ ‫* كاتب أول لخليفة المدينة من ‪ 1963‬إلى ‪ 1973‬بدار النيابة‪.‬‬ ‫* رئيس قســم الشؤون اإلقتصاديـــة بعمالة إقليـــم طنجــة‬ ‫(‪ 1973‬ـ ‪.)1976‬‬ ‫* كاتب عام لبلدية طنجة (‪ 1976‬ـ ‪ )1986‬بمقر عمالة إقليم‬ ‫طنجة‬ ‫* منتدب بمكتبة عبد اهلل كنون‪.‬‬ ‫• نالحظ أنكم جمعتم في طلب العلم بين علوم العربية وعلوم‬ ‫الشريعة‪ ،‬فهل من أثر لتحصيل العلوم الشرعية في الرقي اللغوي‬ ‫األدبي؟‬ ‫• • أشير في هذا الصدد إلى أن األستاذ الكبير العالمة األديب‬ ‫الشيخ سيدي عبد اهلل كنون ـ وكنت أحس أني عنده بمحل ولده ـ‬

‫سألني ذات يوم في أوائل الستينات‪ ،‬وأنابمنزله‪ ،‬عن المواد العلمية‬ ‫التي أدرسها بالزاوية الصديقية‪ ،‬فلما أخبرته قال لي‪ :‬وأين األديم؟‬ ‫فاستفسرته‪ ،‬فقال‪ :‬لوال األديم ستظل قابعا في محيط قواعد النحو‬ ‫والصرف والبالغة والصيغ الفقهية وغيرها من مصطلحات العلوم‬ ‫الشرعية التي التستطيع أن تبرح مدارها ـ وهي قيد مالك عنه معدى‬ ‫إن أردت أن تتصرف في مجاالتها‪ ،‬وتنشط في معارفها‪ ،‬إال إذا وثقت‬ ‫صلتك باألدب الذي هو حياة اللغة ‪ ..‬صلة ملزمة دائبة تساعدك ـ‬ ‫إن شاء اهلل ـ على أن تتبصر السنن التي تعبرها اللغة لتكشف منافد‬ ‫أسرارها‪ ،‬ومضامن مباعثها في ترو وتركيز‪ ،‬وال تحسبن األمر هينا‬ ‫ميسورا يأتيك عفوا بال كد هكذا على حبل ذراعك‪ ،‬بل البد أن تجد‬ ‫وتستغرق فيه وسعك مثابرة على البحث والحفظ‪ ،‬وال ريع بدون‬ ‫سعي‪ ..‬وحثني على أن أقتني كتاب *عيون األخبار * البن قتيبة‪،‬‬ ‫وأطالعه في تأن ألجتني منه الثمرة المقصودة من البيان في تقويم‬ ‫اللسان واليد‪ ،‬وأضعه مني موضع المرشد‪ ،‬وأن أرجع إليه ـ رحمه‬ ‫اهلل ـ لشرح ما غمض علي فهمه ‪ ..‬وانطلقت وتعبأت‪ ..‬وذات يوم‬ ‫وأنا في مكتبته في أواخر الستينات شرفني بترصيع كتابه «النبوع‬ ‫المغربي في األدب العربي» طبعة ‪ 1961‬بهذا اإلهداء الوديع المثير‪:‬‬ ‫«إلى محل الولد العزيز النابغة السيد المختار التمسماني‪ ،‬زاد اهلل‬ ‫في معناه» ‪ ..‬إهداء هو منه التفاتة إلى ذلك األديم ‪ ..‬ووفقني اهلل‬ ‫جل في عاله إلى تحبير خواطري على مؤلف ابن قتيبة القيم الخصب‬ ‫الجم المشبع وقد وصلت بها إلى كتاب‬ ‫«العلم والبيان» واسميتها «من وحي‬ ‫العيون»‪ ..‬كما حثني على أن أكتب كل‬ ‫يوم ورقة في أي موضوع كيفما اتفق‬ ‫شريطة أال أشطب كلمة ألضع منها بدال‪،‬‬ ‫بل علي أن أمضي وفق ما يمليه خاطري‬ ‫في الوهلة األولى‪ ،‬وأال أراجع الورقة إال‬ ‫بعد انقضاء أشهر على تاريخ تحريرها‪،‬‬ ‫فوقتئذ ستنكشف لي أخطائي وسقطاتي‬ ‫وعثراتي‪ ،‬ومن خاللها أتبين مدى الوثبات‬ ‫والنقالت التي تجاوزتها وقد عقدت غاية‬ ‫جهدي وطوقــي على السبيــل الســـوي‬ ‫الذي سطره لي رحمه اهلل‪ ،‬وانتهجته في‬ ‫مسيرتي األدبية‪ ،‬وأدركت *أستاذ سيدي‬ ‫عمر* أن جمال البيان كالفرس الجموح‬ ‫ال يكبح إال بعد ترويض‪ ،‬وأن الزمان هو‬ ‫المعيار وعين األستاذ الرقيبة‪.‬‬ ‫وعلى ضوء هذا التوجيــه في اإلطالع‬ ‫والتوسم والتحصيل كنت طلبت من‬ ‫شيخي العالمة سيـدي عبد العزيـز بن‬ ‫الصديــق رحمه اهلل أن أدرس عليه كما‬ ‫ـ أسلفت ـ «أمالي» الشريف المرتضى‬ ‫التساع مادته اللغوية‪ ،‬وشرح «نهج البالغـة» البن أبي الحديد لجالله‬ ‫خطره الموسوعي ألقف على مدارك الفكر االعتزالي والشيعي معا‬ ‫تحت وطأة أفانين األدب الزاخر‪.‬‬ ‫وإشارة أخرى أني حظيت بمعرفة األستاذ الجليل الثبت السيد‬ ‫محمد ابن تاويت الطنجي رحمه اهلل بدائرة دار النيابة وقد أعددت‬ ‫له وثائق إدارية ورغبني في مصاحبة «البيان والتبيين» للجاحظ‪،‬‬ ‫و«اإلمتناع والمؤانسة» ألبي حيان التوحيدي‪ ،‬و «الكامل» للمبرد‪،‬‬ ‫و«عصر المأمون» ألحمد فريد رفاعي‪ ،‬كما شوقني إلى كتب زكي‬ ‫مبارك ومصطفى صادق الرافعي وأحمد حسن الزيات ‪ ..‬وهذه الكتب‬ ‫كما ترى «أستاذ سيدي عمر» هي دوما أمامي بمكتبتي على مدى‬ ‫اليد أستأنس بها واستمتع بالتنقيب عن نوادرها وشواذها ولئن كنت‬ ‫عليها قصرت جهدي ولها تخليت فقد وعيت أني لم أرتو من موردها‬ ‫العذب المعين إال بنزة ضحلة‪ ..‬وهذه سنة اهلل في طلب العلم‪ :‬إن‬ ‫أعطيته كلك منحك بعضه‪ ،‬وهذا البعض هو بالنسبة لي كقالمة‬ ‫الظفر‪ .‬أفال أكتفي‪ ،‬سيدي عمر‪ ،‬بعلق أصبعي وقد ضعف بصري‬ ‫وأخلقت السنون ثوب شبابي؟‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪992‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫رم�ضان‬

‫�شهر الرتبية وال�سلوك‬

‫لقد جعل اهلل سبحانه وتعالى لنا في حياتنا محطات للتدبر والتفكر ‪ ,‬والتوبة والمغفرة‪,‬‬ ‫والعودة إلى النفس ومحاسبتها على ما بدر منها‪ ,‬وتربيتها على السلوك الحسن والسيرة‬ ‫المثلى‪ ,‬ففي الحديث “ الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما‬ ‫بينهن إذا اجتنبت الكبائر” فبحلول موعد الصالة تحل محطة من محطات المغفرة والرضوان‬ ‫‪ ,‬وموعد مع النفس لمحاسبتها على فعلها وتذكيرها بما أمرها اهلل به ونهاها عنه‪ ,‬ومناسبة‬ ‫للتوبة وطلب العفو من اهلل على ما صدر من اإلنسان من هفوات وزالت‪ ,‬يقول الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ “ :‬إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه خمس‬ ‫مرات ماذا يبقى من درنه” فإذا كان المرء يغتسل من ذنوبه ويتطهر من آثامه ويجدد إيمانه‬ ‫ويقينه في اهلل خمس مرات في اليوم فال خوف عليه ما لم يرتكب الكبائر ‪.‬‬ ‫وفي كل أسبوع تحل محطة جديدة من محطات العفو والرحمة والغفران‪ ,‬ومناسبة لعودة‬ ‫اإلنسان إلى نفسه وربه‪ ,‬يحل يوم الجمعة التي نجتمع فيها للصالة واالستماع إلى خطبة‬ ‫اإلمام المذكرة بما أمرنا اهلل به وبما نهانا عنه‪ ,‬وقد جعل اهلل سبحانه وتعالى هذا اليوم‬ ‫مناسبة الجتماع المسلمين وتوحيد صفهم وغسل درنهم‪ ,‬وإحياء صلة الرحم فيما بينهم‪,‬‬ ‫فهذا األمر السماوي بالصالة جماعة هذا‬ ‫اليوم إنما هو في الحقيقة أمر ينطوي على‬ ‫كثير من المعاني والعبر‪ ,‬منها التواصل‬ ‫والتراحم والتآخي والتضامن والمساواة‬ ‫بين المسلمين‪ ,‬وقد خص اهلل هذا اليوم‬ ‫بساعة مباركة يستجيب فيها دعاء كل‬ ‫عبد توجه فيها إلى ربه طالبا حاجته‪,‬‬ ‫ففي الحديث‪ :‬أن الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ذكر يوم الجمعة فقال‪ :‬فيه ساعة ال‬ ‫يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل‬ ‫اهلل شيئا إال أعطاه إياه وأشار بيده يقللها‪.‬‬ ‫وفي كل سنة تحل محطة أخرى أعظم‬ ‫وأجل‪ ,‬وأرحب وأوسع‪ ,‬يحل شهر رمضان‬ ‫الذي قال فيه الحق سبحانه وتعالى‪”:‬‬ ‫شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى‬ ‫للناس وبينات من الهدى والفرقان” وقال‬ ‫فيه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ”:‬أتاكم‬ ‫رمضان شهر مبارك‪ ,‬فرض اهلل عز وجل‬ ‫عليكم صيامه‪ ,‬تفتح فيه أبواب الجنة‪ ,‬وتغلق فيه أبواب الجحيم‪ ,‬وتغل فيه مردة الشياطين‪ ,‬فيه‬ ‫ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم” رواه مسلم‪ .‬أكرمه اهلل بأن أنزل فيه القرآن هذا‬ ‫الفيض الرباني الذي مأل أطباق األرض علما وحكمة‪ ,‬وعم العالم عدال ومساواة ورحمة‪ ,‬شهر‬ ‫تفتح فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان‪ ,‬وتقبل فيه ليالي الصفح والتجاوز والغفران‪,‬‬ ‫فطوبى لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح والقلب وترفع عما يأتيه‬ ‫صرعى الشهوات وقتلى الغرور‪ ,‬فكم هلل في هذا الشهر من نفحات كم تنهمر فيه على القلوب‬ ‫المستعدة صيوب الرحمات وتغفر فيه للتائبين مساوئ وزالت ‪.‬فإذا أردت أن تخرج من هذا‬ ‫الشهر مغفورا لك فعليك بأمور ثالثة‪:‬‬ ‫• عبادة اهلل حق قدره وتعظيمه واستحضاره في كل وقت وحين‪ ,‬والتوبة إليه ومراجعة‬ ‫النفس فيما أقبلت عليه وخاضت فيه طوال السنة‪ ,‬وأن تصوم صوم المؤمنين المحتسبين‪,‬‬ ‫عن نية خالصة في الفعل ورغبة صادقة في الثواب والجزاء‪ ,‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪ “ :‬من‬ ‫لم يبيت الصيام من الليل فال صيام له” ‪ ,‬وعن حرص في التحقق من نيل المنى وبلوغ مرتبة‬

‫من الظلمات‬ ‫إلى النور‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫التقوى‪ ,‬وعن صدق التوجه في التأسي بالحبيب المصطفى واتباع سبل السادة الفضالء العدول‬ ‫الخيرة أولي العلم والنهى‪ ,‬قال تعالى‪ “ :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون”‪ .‬مع الحرص‬ ‫على الواجبات والسنن من نية وإمساك وتعجيل الفطور وتأخير السحور‪ ,‬وقيام الليل ‪ ,‬وحضور‬ ‫صالة الجماعة في كل وقت ‪ ,‬وإحياء ليالي رمضان بالصالة وقراءة القرآن والذكر‪ ,‬واالجتهاد أكثر‬ ‫في العشر األواخر منه‪ ,‬وأداء زكاة الفطر‪.‬‬ ‫• قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس العلم والتعلم والحرص على التعلم واالستفادة‪,‬‬ ‫ففي الحديث الشريف‪ “ :‬ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل ويتدارسونه فيما‬ ‫بينهم إال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم اهلل فيمن عنده”‬ ‫ففي هذا الحديث بيان لفضل العلم والتعلم ‪ ,‬وإشارة إلى مكانة العلم ومجالسه عند اهلل‪ ,‬وإذا‬ ‫كان لفظ الحديث يشير إلى تالوة كتاب اهلل ومدارسته فإن مفهومه يوحي بأن هذا الفضل‬ ‫وهذه الدرجة حاصلة لكل متعلم متدبر ألن جميع العلوم نجد أصال لها في القرآن‪ ,‬ومدارسة‬ ‫القرآن تعني تدارس علومه وفهومه وما أشار إليه أو أمر بالتدبر والتفكر فيه‪.‬وقد كان الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من قراءة القرآن وينزل عليه جبريل في كل ليلة‬ ‫لهذا الغرض‪ ,‬ففي الحديث‪ “ :‬كان رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم أجود الناس‪ ,‬وكان‬ ‫أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل‬ ‫في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن‪.‬‬ ‫• االلتزام باألخالق الحسنة والمعاملة‬ ‫الطيبة خالل هذا الشهر‪ ,‬فرمضان مدرسة‬ ‫سلوكية تعلمنا الصبر على الجوع والعطش‬ ‫وكبح جماح الشهوة من طلوع الشمس‬ ‫إلى غروبها‪ ,‬ويطلعنا على معاناة الفقير‬ ‫المحتاج طيلة السنة حيث يجوع وال يجد‬ ‫طعاما ويعطش وال يجد ما يروي به ظمأه‪,‬‬ ‫ويعرى وال يجد ما يستر به نفسه ويحميها‬ ‫من البرد والمطر‪ ,‬ويعلمنا كيف نحافظ على‬ ‫حدود اهلل ونحفظ أمانته فندخل بيوتنا‬ ‫ونقفل علينا أبوابنا ونجد الماء والطعام‬ ‫والزوجة‪ ،‬فنعرض عن كل ذلك امتثاال ألمر‬ ‫اهلل وحفاظا على أمانته‪ ,‬وباإلضافة إلى هذا‬ ‫وذاك أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالتخلق‬ ‫بالخلق الحسن في هذا الشهر والتدرب على هذا الخلق ليكون دأبنا وشعارنا وخلقنا طيلة‬ ‫السنة‪ ,‬يقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ “ :‬الصيام جنة ‪ ,‬فإذا كان صيام أحدكم فال يرفث‬ ‫‪,‬وال يصخب‪ ,‬فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل‪ :‬إني صائم‪ .‬وقال أيضا‪“ :‬إذا صمت فليصم سمعك‬ ‫وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم وتجنب أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة‪ ,‬وال تجعل‬ ‫يوم فطرك كيوم صومك” ففي هذه األحاديث وغيرها إشارات واضحة إلى أن رمضان ليس شهر‬ ‫صيام وقيام فحسب بل هو أيضا شهر أخالق ومثل عليا يربي عليها اإلسالم أبناءه ويدعوهم‬ ‫إلى التمسك بها‪ ,‬وجعل هذا الشهر محطة من محطات التعلم والتدرب على ذلك ‪ ,‬فال صيام‬ ‫لكاذب أو متكلم بالسوء في الناس‪ ,‬أو مفسد لما بينهم من ود وأخوة‪ ,‬أو شاهد زور‪ ,‬أو مؤذ‬ ‫للناس بلسانه أو بيده أو ‪ ...‬ألن الدين اإلسالمي هو دين العبادة والعلم واألخالق فمن فرط‬ ‫في شيء من ذلك فقد فرط في ركن من أركان هذا الدين‪.‬وقد جعل الحق سبحانه وتعالى هذا‬ ‫الشهر مناسبة لمراجعة النفس وضبطها وتعلمها األخالق الحسنة وتدريبها على ذلك حتى‬ ‫تمضي عليه طول السنة ومدى الدهر تمثل اإلسالم خير تمثيل وعطي للعالم أجمل صورة عن‬ ‫اإلسالم وأخالق أهله‪.‬‬

‫لماذا كتب الصيام على المسلمين ؟‬

‫أقبل شهر أمة سيدنا رسول اهلل‪ ،‬شهر الكتاب الخاتم‪ ،‬القرآن الكريم‪ ،‬القول الحق الذي ال يأتيه‬ ‫الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬شهر العطاء‪ ،‬شهر الجود والكرم‪ ،‬شهر التدبر والختمات‪ ،‬شهر‬ ‫التأمل والندم والتوبة‪ ،‬شهر أتيحت فيه كل موائد الرحمة‪ ،‬وحجبت فيه كل منصات الشيطان‪ ،‬شهر‬ ‫تربية النفوس والسمو بها نحو حضرة القدوس‪ ،‬أيام معدودات‬ ‫كالجواهر‪ ،‬محطات تتزود فيها الروح من معين التقوى والسمو‬ ‫في مقامات السير إلى ربها‪ ،‬حتى تصل إلى حضرته جل عاله‪،‬‬ ‫راضية مرضية‪ ،‬أيام لذتها أشهى من كل طيب‪ ،‬ذاقتها قلوب‬ ‫الصالحين فاستحلتها‪ ،‬وشربت محبتها فارتوت وما أصابها ظمأ‬ ‫أبدا ‪..‬‬ ‫في رمضان كن لربك‪ ،‬وال تكن عبد هوى أو شهوة‪ ،‬كلما‬ ‫غفلت عد‪ ،‬وكلما قصرت استغفر‪ ،‬احمل كل كيانك على طاعة‬ ‫ربك‪ ،‬واجعل المقصد واحدا نصب عينك‪ ،‬هو أن تكون في كل‬ ‫لحظة هلل‪ ،‬متربعا على عرش طاعة من الطاعات ‪..‬‬ ‫في هذه المحطة ستتقوى على حمل روحك الطاهرة‪ ،‬على‬ ‫العبادة‪ ،‬والجد في السير إلى اهلل‪ ،‬طول أيام السنة‪ ،‬وتقبل اهلل‬ ‫منا ومنكم صالح األعمال‪.‬‬ ‫تزيينا وتحلية لـــذا الكـــالم‪ ،‬ضمنتــه فتوى لشيخنـــا‬ ‫العالمة الجليل سيدي موالي عبد اهلل بن الشيخ المحفوظ بن‬ ‫بيه رئيس منتدى تعزيز السلم‪ ،‬في كالم نورانية نفيس‪ ،‬جوابا من‬ ‫معاليه‪ ،‬على سؤال (لما كتب الصيام على المسلمين ؟)‪:‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫حمزة احل�ساين‬

‫السؤال ‪:‬‬ ‫لماذا كتب الصيام على المسلمين؟‬ ‫الجواب‪:‬‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى يقول( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )‪.‬‬ ‫والتقوى هو امتثال واجتناب‪ .‬امتثال ما أمر اهلل به واجتناب‬ ‫لنواهيه فهو يشمل االمتثال واالجتناب في الظاهر والباطن ‪.‬‬ ‫فالصيام هو من هذه المحفزات للتقوى و من مظاهر التقوى‪.‬‬ ‫من مظاهر االستسالم ألمر اهلل سبحانه تعالى والصبر على أمره‬ ‫وعلى أداء ما أمر اهلل به عباده ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى فوائد كثيرة منها دنيويه بدنية‪ .‬وفوائد‬ ‫أخروية‪ .‬منها التشبه بالمالئكة‪ .‬ومنها االنقطاع عن الشهوات‬ ‫الحسية المادية حتى يكون اإلنسان قريبا من العالم الملكوتي‪.‬‬ ‫ويكون بذلك مترقيا إلى درجة اإلحسان‪ .‬ألن اإلحسان أن تعبد‬ ‫اهلل كأنك تراه ‪.‬وعبادة اهلل سبحانه وتعالى بهذا الشكل الصوم‬ ‫هو مرقاة إليها‪ .‬انقطاعك عن المحسوسات عن المطعومات‬ ‫والمشروبات وعن الملذات والشهوات من شأنه أن يجعلك‬ ‫روحانيا مرتفعا إلى عبادة اهلل كأنك تراه‪ .‬وبالجملة‪ ،‬فإن الصوم‬ ‫هوإحدى الدعائم اإلسالمية وهذه الفرائض التي فرضها اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى فهو من إسالم الوجه إلى اهلل ‪((.‬ومن يسلم‬ ‫وجهه إلى اهلل وهو محسن)) بأتباع ما أنزل على محمد صلى اهلل‬ ‫وعليه وسلم فالفوائد كثيرة والمنافع المجتنات من الصيام دنيوية واخروية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪992‬‬

‫الترات الروحي للشيخ سيدي أحمد بن عجيبة‬ ‫موضوع دراسة الرابطة المحمدية للعلماء حوار مع‬

‫الدكتور جمال الدين عالل البختي‬

‫نظم مركز «أبي الحسن األشعري» التابع للرابطة المحمدية للعلماء يومين دراسيين في موضوع العقيدة والتصوف في فكر الشيخ سيدي‬ ‫أحمد بن عجيبة‪ ،‬بتنسيق مع نقابة الشرفاء العجيبيين وبمشاركة باحثين وعلماء‪ ،‬بحضور األمين العام للرابطة الدكتور أحمد عبادي‪ .‬وحرصا‬ ‫من جريدة الشمال على تنوير الرأي العام والخاص بأهمية هذين اليوميين الدراسيين اللذين جريا بمكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل‬ ‫وضريح سيدي أحمد بن عجيبة بالزميج‪ ،‬التقينا بالدكتور جمال الدين عالل البختي مدير المركز المذكور فأجرينا معه الحوار اآلتي‪:‬‬

‫س ـ ما هي الخلفيات الموضوعية لتنظيم هذين اليومين؟‬ ‫ج ـ إن التراث اإلسالمي لهذه األمة ٌّ‬ ‫كل ال يتبعَّض‪ ،‬ونسيجٌ ال‬ ‫يتجزّأ؛ تنصرم فيه المذاهب الفقهية بالمدارس الكالمية‪ ،‬وتتكامل فيه‬ ‫مناهج االعتقاد مع مسالك ُّ‬ ‫ومنازل التصوف؛ فليست هذه العلوم‬ ‫التخلق‬ ‫ِ‬ ‫والفنون‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬إال َفسْخا لمعاقدِ هذا الدين الحنيف الثالثة؛‬ ‫اإلسالم‪ ،‬واإليمان‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬حتى إذا ما رام الواحد منا قطعَ أحدِها‬ ‫عن أخويْه‪ ،‬أصاب بقية الجسد بدا ٍء مميت‪ .‬وبهذا المنظو ِر التكامليِّ‬ ‫َ‬ ‫نظرتْ أجيال القرون الخيّرة إلى هذا الدين‪ ،‬وصُدوراً منه تفتقت أنظارُ‬ ‫الفقهاء والمتكلمين‪ ،‬وفاضت َ‬ ‫حِكمُ األولياء‪ ،‬وإشاراتُ الواصلين‪َّ ،‬‬ ‫فخلفوا‬ ‫لنا بذلك إرثا علميا وعمليا قمينا بالبحث والدراسة واالستلهام‪ .‬ولقد‬ ‫ابتُلينا في زماننا بالتجافي عن جملة مهمة من هذا اإلرث النفيس‪،‬‬ ‫خصوصا ما تعلق منه بعلوم التصوف والكالم‪ ،‬فأعرضنا عنها حينا‬ ‫من الدهر بفعل الحمالت المتوالية التي تقضي برمْي المشتغلين‬ ‫بها بالجهل واالبتداع تاراتٍ‪ ،‬وبالشرك ُ‬ ‫والكفر تار ًة أخرى‪ ،‬حتى بات‬ ‫المنتسب إلى العلوم الشرعية ينأى بنفسه عن الخوض في هذه العلوم؛‬ ‫يتقي من خصومها تُقا ًة فِرارا منْ تُهَم التفسيق والتبديع والتكفير‪.‬‬ ‫ينل العلومَ الدينية مجتمع ًة ما نال التصوفَ وأه َله من مواقفِ‬ ‫ولم ِ‬ ‫العداء‪ ،‬وفتاوى التحريم‪ ،‬وأحكام التبديع؛ حتى صار مصطلحُ التصوف‬ ‫عند شرائحَ عريضةٍ من العامة والخاصة عَ َلما على البدعة‪ ،‬ونجاس ًة‬ ‫ُّ‬ ‫للتفكه‬ ‫تستوجب الغُسل‪ ،‬وبات الحديث عن األولياء والصالحين مثارا‬ ‫ومناسبة لخطاب‪ :‬احذر‪.‬‬ ‫ليس كل ما ي ِر ُثه الوارث على ِوزان واحد من األهمية والصالح‪ ،‬ولئن‬ ‫انطبق هذا الحكم على ما يتركه الميت لورثته من المنقوالت والعقارات‪،‬‬ ‫فهو في حق اإلرث العلمي والفكري آكد‪ ،‬نظرا لكونه نتاجا إنسانيا‬ ‫نسبيا يتفاوت جدة وأصالة وجودة‪ ،‬ـ غير أن أهله أحيا ٌء غيرُ أموات ـ؛‬ ‫فقد انتسب إلى التصوف من ليس من أهله‪ ،‬وتمسّك بحبله من‬ ‫وعكروه َ‬ ‫األدعياء من شانوا صَ ْفوه‪ّ ،‬‬ ‫بكدَر البدع والخرافات واألساطير‪..‬‬ ‫لكن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث؛ فليس ابتداعُ من ابتدع من‬ ‫بعض المنتسبين إليه بطاعن في عِلم شريف أقام أركانَه ُق ٌ‬ ‫لل في العلم‬ ‫ٍ‬ ‫والعبادة؛ فقها وعمال‪ ،‬ذِكرا ومذاكرة‪ ،‬تربية وتأليفا‪ ،‬وشهد لهم بذلك‬ ‫العدول من العلما ِء والفقها ِء والمحدِّثين مشرقا ومغربا‪ .‬نجتمع وإياكم‬ ‫في هذا المحفِل العلمي المبارك لنقف عند إرثِ أحد األولياء المشهود‬ ‫رجل من رجال اهلل الذين تعْجب العقول‬ ‫لهم بالعلم والزهد والوالية؛ ٍ‬ ‫من سيرتهم وآثارهم‪ ،‬وتهتز القلوب من روحانيتهم وعبوديتهم‪ ..‬وارثِ‬ ‫سرّ الطريقة الشاذلية‪-‬الدرقاوية وأحدِ أقطاب التصوف السني في‬ ‫الغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫س ـ ما هي األرضية المعدة من طرف المركز حول هذا الموضوع؟‬ ‫ج ـ من المعلوم أن التصوف منذ ظهوره بالغرب اإلسالمي‬ ‫عرف اختالفا بيِّنا في مناهجه التربوية ومسالكه العلمية‪ ،‬وذلك باختالف‬ ‫األسس التي اعتمدها أرباب التصوف للوصول إلى مقامات التحقق؛‬ ‫قام في الفترة األولى على الزهد في مُتع الدنيا وحَمل النفس على‬ ‫المجاهدة في الطاعة‪ ،‬وكان يهدف أساسا إلى التعريف بروح االسالم‬ ‫ونشره‪ ،‬كما قام في بعض فتراته على التجربة الوجدانية متوسال‬ ‫بمسالك األحوال والمقامات‪ ،‬وأوغل في ذلك أحيانا أخرى حتى أصبح‬ ‫ال سبيل إلى إدراك الظواهر الصوفية إال عن طريق الذوق‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أخرج مواقِفه التي تبناها فيما بعد ما عرف بـ»الحركات» أو «الطرق»‬ ‫ومناهج‬ ‫الصوفية عن إمكانية التتبع بالتحليل والتقييم وَ ْفقَ ضوابطِ‬ ‫ِ‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬وقد قامت الطرق الصوفية بنشر رسالتها واستقطاب‬ ‫مريديها‪ ،‬وأنشأت لذلك مدارس ورباطات وزوايا بالمغرب األقصى‬ ‫وصل مداها شرقا ليشمل المغرب األوسط واألدنى (تلمسان والقيروان)‬ ‫وشماال في العدوة األندلسية‪ .‬ووقوفا على العصر العلوي‪ ،‬نسجل انتشارا‬ ‫كبيرا لعدد من الزوايا والطرق الصوفية كالطريقة الكتانية والعلوية‬ ‫والقادرية البودشيشية والدرقاوية‪ ،‬والريسونية والناصرية والتيجانية‬ ‫وغيرها من الزوايا والطرق‪ ،‬استهدفت إصالح أحوال المجتمع‪ ،‬وتحصين‬ ‫العقيدة من تالعب المغرضين‪ ،‬وتفعيل أركان اإليمان لالرتقاء به إلى‬ ‫مقام اإلحسان في األعمال‪ ،‬واستثماره في تربية النفس وتزكيتها‪ ،‬للقيام‬ ‫باألوامر اإللهية امتثاال وحبا‪ ،‬وهذه مالمح العالقة الواصلة بين الفقه‬ ‫المالكي والعقيدة األشعرية والتصوف على طريق الجنيد‪ ،‬التي طمح‬ ‫علماء المغرب إلى ترسيخها أمال في تيسير خطاب الشرع لإلنسان مما‬ ‫ال يسع المؤمن جه ُله من أمور دينه‪ ،‬ونأيا به عن التدابر العقدي وتكفير‬ ‫العوام؛ حيث جمعت هذه الخصوصية المغاربة وحفظتهم من الغلو‬ ‫والتطرف‪ ،‬وصوال بهم إلى التعايش والتسامح والبحث عن المشترك‬ ‫العام بينهم‪ .‬واستحضارا لما قامت به أبرز المدارس الصوفية التي‬ ‫ظهرت في هذه الفترة‪ ،‬وتخرج بها كبار رجال التصوف الذين أثروا في‬ ‫أجيال الحقة وما زال فكرهم حاضرا إلى يومنا؛ نذكر طريقة اإلمام أبي‬

‫س ـ كان لكم تنسيق قبلي مع نقابة الشرفاء العجيبيين؟‬ ‫ليس بعجيب أو بعيد أن تنظم نقابة الشرفاء العجيبيين هذا اللقا َء‬ ‫العلمي بالشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء في شخص مركز أبي‬ ‫الحسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية؛ فبين التصوف وعلم‬ ‫الكالم في المغرب ـ خصوصا عند المتأخرين ـ من الوشائج والتداخل‬ ‫ما يجعلهما وجهين مختلفين لعملة واحدة؛ أولهما استداللي برهاني‪،‬‬ ‫والثاني كشفي وجداني‪ .‬ودونكم تعريفا للتصوف رسَمه سيدي أحمد‬ ‫ابن عجيبة قائال‪:‬‬ ‫«موضوع التصوف‪ :‬هو الذات العلية‪ ،‬ألنه يبحث عنها باعتبار‬ ‫معرفتها إما بالبرهان‪ ،‬أو بالشهود والعيان‪ ،‬فاألول للطالبين‪ ،‬والثاني‬ ‫للواصلين‪ .‬وقيل‪ :‬موضوعه النفوس والقلوب واألرواح‪ ،‬ألنه يبحث عن‬ ‫تصفيتها وتهذيبها‪ ،‬وهو قريب من األول‪ ،‬ألن من عرف نفسه عرف ربه»‬ ‫وكال التعريفين يصل التصوف بالكالم؛ فالذات اإللهية وصفاتُها‬ ‫ُّ‬ ‫محل أنظار المتكلمين واستدالالتِهم‪ ،‬ومَطمعُ مجاهدة‬ ‫هي‬ ‫المتنسّكين وشُهوداتِهم‪ ،‬والقومُ جميعا يَصدُرون عن الوحي‬ ‫وينظرون في أنفسهم واآلفاق من حولهم لمعرفة الباري تعالى‪.‬‬ ‫نقف اليوم مع إرثٍ من إرث أسالفنا العلماء‪ ،‬نقف أمام تركة علمية‬ ‫وروحية لعالم صوفي فذ ترك لنا بحرا مديدا من اآلراء والحكم واإلشارات‬ ‫تستحق العناية بها مدارس ًة ومباحث ًة ومفاتش ًة وفق ما تقتضيه من‬ ‫المقاربات العلمية الهادفة والمرافعات الفكرية البانية‪.‬‬ ‫جمال الدين عالل البختي‬

‫الحسن الشاذلي(من‪571:‬إلى‪656‬هـ) ومن بعده طريقة اإلمام محمد‬ ‫العربي الدرقاوي (من‪1150 :‬إلى‪1239‬هـ) التي تميزت في دعواها‬ ‫إلى العودة بالتصوف المغربي إلى ينابيعه األولى القائمة على نوع‬ ‫من الحرية الفكرية المنضبطة في أساسها بمبادئ القرآن والسنة‪،‬‬ ‫ودعت إلى تصوف عملي يشارك في مختلف شؤون البالد االجتماعية‬ ‫والسياسية وتجنب االختالء والعزلة عن الناس‪ ،‬في فترة انتصبت فيها‬ ‫جماعات نسبت نفسها للتصوف اصطبغت بصفة «الطرقية»؛ نأت عن‬ ‫التعاليم اإلسالمية السمحة واتشحت برداء البدع والضالالت‪ ،‬حتى‬ ‫أصبحت حاملة لواء الجهل والخرافة‪ ،‬بل بلغ من خطرها أن صارت‬ ‫تهدد المجتمع المغربي في عقيدته ومستقبل بالده؛ بما كان مريدوها‬ ‫يرتكبونه – باسمها‪ -‬من المنكرات فرَّقتْ كلمة المسلمين وجعلت‬ ‫الدين الواحد أديانًا‪ ،‬وسيعرف التاريخ اإلصالحي للطريقة الدرقاوية‬ ‫تحوال إيجابيا مع انضمام أحد أعالم التصوف السني في القرن الثاني‬ ‫عشر الهجري بالمغرب إلى صفوفها وهو سيدي أحمد بن عجيبة (‪1162-‬‬ ‫‪1224‬هـ‪1809 1748- /‬م) الذي كانت له اليد الطولى في تأصيل‬ ‫أصول هذه الطريقة وتقعيد قواعدها في التصوف‪ ،‬فاستطاعت بذلك‬ ‫أن تفرض هيمنتها على سائر الطرق بالمغرب طيلة قرن من الزمن‪،‬‬ ‫بل يمكن أن نقول إنها أصبحت ‪ -‬خالل القرن التاسع عشر الميالدي‪-‬‬ ‫تمثل سلوك التصوف المغربي نتيجة الطفرة النوعية التي أحدثتها في‬ ‫المشهد الصوفي المغربي‪ ،‬والشيخ أحمد ابن عجيبة من مكثري عصره‬ ‫في التأليف‪ ،‬وشُهر بتفسيره الموسوم بـ«البحر المديد» والذي يعتبر‬ ‫موسوعة قرآنية صوفية ضخمة الشتماله على أقوال عدد كبير من أرباب‬ ‫علماء التصوف‪ ،‬كما عُرف أيضا بكتابه «إيقاظ الهمم في شرح الحكم»‬ ‫الذي يمثل في نسقيته مدرسة تربوية سلوكية قائمة بذاتها‪ ،‬وله عدد‬ ‫من الرسائل في العقيدة والتصوف‪ ،‬إضافة إلى «فهرسته» الزاخرة‬ ‫بمعلومات تاريخية مهمة ودرر أدبية من تراثه الشعري‪ ...‬والمستقرئ‬ ‫لهذه األعالق النفيسة يلحظ في مجموعها رنوّاً إلى الترابط والوصل‬ ‫بين الجانب العقدي الدقيق والجانب الشرعي العملي والجانب الصوفي‬ ‫السلوكي‪ ،‬وتظهر من هذا الوصل وظيفية العناصر الثالثة وتكاملها‬ ‫في انسجام يكشف عن حِذق الرجل ومكانته واطالعه الواسع على‬ ‫عدد غير قليل من العلوم والمعارف‪ ،‬بل وتفننه في جلها؛ وال أدل على‬ ‫ذلك مما دبجه في مؤلفاته العديدة في علم التفسير والقراءات وعلم‬ ‫الحديث والرجال والفقه والعقائد واللغة والسلوك‪ ،‬ويَعِد البحث فيها‬ ‫وتتبعها بالدراسة الستخراج العديد من أساسيات فقه السلوك كما‬ ‫فهمه علماء الصوفية بالمغرب‪ .‬وقد اضطلعت الطريقة الدرقاوية بأدوار‬ ‫جليلة تحت لواء اإلصالح ربطا بين التحقق والتخلق في سلوك عامة‬ ‫الناس وخاصتهم‪ ،‬وقضاء على الخرافة واالنحرافات األخالقية والدينية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬في وجه الطرق األخرى التي اتهمت باالبتداع‪ ،‬حتى تعرض‬ ‫روادها وعلى رأسهم سيدي أحمد ابن عجيبة لجملة من المضايقات‬ ‫بسبب نهجه اإلصالحي الذي لم يرق أرباب المصالح الدنيوية في زمنه‪،‬‬ ‫بل اتهم بالمروق من الدين وبإحداث البدع فيه‪.‬‬

‫س ـ ما هي غايات الندوة ومقاصدها؟‬ ‫ج ـ تنعقد هذه الندوة بحثا عن المشترك العام للمدارس الصوفية‬ ‫بالمغرب ورصدا إلسهاماتها في إصالح المجتمع خاصة في الفترة‬ ‫االستعمارية التي عرفتها منطقة الغرب اإلسالمي نهاية القرن الماضي‪،‬‬ ‫ووقوفا على تجربة من عايشوا هذا الوضع‪ ،‬وبيانا لدور هذه الحركات‬ ‫اإلصالحية في تشريح األوضاع وإصالحها‪ ،‬وإبرازا للنموذج الرائد في‬ ‫التجربة الصوفية اإلصالحية الذي مثله أحمد بنعجيبة‪ ،‬ولكن التركيز‬ ‫في هذه المدارسات والبحوث ينطلق ويركز أساسا على البعد العقدي‬ ‫في نتاج الشيخ‪ ،‬وعلى ما أسهم به في نشر االعتقاد الصحيح والتخلق‬ ‫بالسلوك القويم‪.‬‬

‫س ـ ما هي الخطوط الكبرى لهذه القاصد؟‬ ‫ج ـ من مقاصدنا‪:‬‬ ‫ـ البحث في تاريخ التصوف بالمغرب وتمييز خصوصياته وارتباطاته‬ ‫بالمجال العقدي والكالمي‬ ‫ تتبع سيرة أحد أعالم التصوف المغربي وهو العالم الشيخ «سيدي‬‫أحمد بن عجيبة»‬ ‫ استخراج العديد من أساسيات فقه السلوك كما فهمه علماء‬‫الصوفية بالمغرب انطالقا من مؤلفات الشيخ وأعماله العلمية‪.‬‬ ‫ الوقوف على العالقة الواصلة بين الفقه والعقيدة والتصوف عند‬‫المغاربة انطالقا من توجههم إلصالح المجتمع والوقوف في وجه البدع‬ ‫والخرافات‬ ‫ االطالع على الدور الذي قامت به الزوايا والطرق الصوفية في‬‫التحام المغاربة سياسيا واجتماعيا‬ ‫ الوقوف على ما ساهمت به هذه المدارس والرباطات الصوفية في‬‫نشر العلم وتوعية الناس ومحاربة الدجل والبدع والضالالت‬ ‫ االطالع على اإلنتاج األدبي الصوفي المغربي الذي يعد أحد أقوى‬‫االتجاهات الشعرية في العصر العلوي على الخصوص‪.‬‬ ‫ النبش في جوانب من كتابات الغربييين عن تجربة التجربة‬‫الصوفية المغربية من خالل تصوف الشيخ أحمد بن عجيبة‪.‬‬

‫س ـ ما هي آفاق العمل في االستقبال؟‬ ‫ج ـ هذان اليومان الدراسيان حلق ٌة من حلقات العلم والدرس‪..‬‬ ‫نجدد بهما الصلة بعلم التصوف عبر آثار الشيخ أحمد بنعجيبة آملين أن‬ ‫تكون فعالياته في مستوى ما ينتظره الناس من المتدخلين المشاركين‬ ‫في إعداد وإنجاح هذا اللقاء وعلى رأسهم الدكتور أحمد عبادي (األمين‬ ‫العام للرابطة المحمدية للعلماء)‪ ،‬واألستاذ جعفر بنعجيبة (نقيب الشرفاء‬ ‫العجيبيين)‪ ،‬كما أتقدم بشكر خاص لألساتذة المشاركين في هذا اليوم‬ ‫على المجهودات المضاعفة المبذولة في إعداد البحوث‪ ،‬وأخص بالذكر‬ ‫الوافدين علينا من خارج تطوان‪ ،‬وعلى رأسهم فضيلة األستاذ الدكتور‬ ‫عبد المجيد الصغير‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)894‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫“االستعمار اإلسباني في المغرب‪:‬‬ ‫المقاومة المسلحة النضال اإلصالحي‬ ‫والسياسي الوطني (‪”)2‬‬

‫لعل من حسنات تطور عطاء اهتمامات مؤرخي مغرب الزمن الراهن‪ ،‬هذه العودة‬ ‫الجماعية إلعادة تقليب خبايا ذاكرة الحركة الوطنية المغربية بالمنطقة الخليفية‪.‬‬ ‫وتكتسي هذه العودة قيمة معرفية كبرى‪ ،‬لعل أهمها مرتبط بسعي نخب الشمال‬ ‫إلى إعادة تصحيح األحكام التنميطية الكبرى التي تحكمت في تعامل وطنيي‬ ‫المنطقة السلطانية‪ ،‬التي كانت خاضعة لالحتالل الفرنسي‪ ،‬مع عطاء وطنيي الشمال‬ ‫ومع مبادراتهم ومع مجهودهم الريادي داخل صرح النضال الوطني لعقود مغرب‬ ‫االستعمار‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير بهذا الخصوص‪ ،‬وارتفعت العديد من األصوات‬ ‫المطالبة بإعادة تفكيك بنية العطاء الوطني وإنصاف أهله‪ ،‬وصدرت آراء جريئة بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬سواء من داخل صف الفاعلين المباشرين في األحداث وفي صنع الوقائع‬ ‫مثلما هو الحال مع األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬أم من داخل مؤرخي المرحلة الراهنة‬ ‫مثلما هو الحال مع المرحوم محمد بن عزوز حكيم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ظل مجال البحث‬ ‫المتخصص يصطدم بجحود غير مفهوم وال مبرر‪ ،‬مرتبط بتبخيس متواصل لقيمة‬ ‫عطاء منطقة الشمال‪ ،‬وذلك على الرغم من رحابة مجال الدراسة الذي يحفل برصيد‬ ‫هائل من الوثائق الغميسة واألعمال التصنيفية والدراسات القطاعية واألبحاث‬ ‫المونوغرافية المنجزة داخل المغرب وخارجه‪ .‬باختصار‪ ،‬ظل األمر مثيرا لالستغراب‪،‬‬ ‫مع إصرار بعض فاعلي الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية على جعل قطب الوطنية‬ ‫يتمحور حول أبعادها الحضرية الضيقة المختزلة –عن باطل‪ -‬في قطبي فاس وسال‪،‬‬ ‫مع “التكرم” بإضفاء صيغ تكميلية أو‬ ‫هامشية لباقي جهات البالد‪.‬‬ ‫لقد أثبت البحث التاريخي المغربي‬ ‫المعاصر أن نهر الحركة الوطنية كان‬ ‫شالال دافقا‪ ،‬اخترق مجمل المجاالت‬ ‫الجغرافية للبالد‪ ،‬بقراهـــا وبمراكزهــا‬ ‫الحضريـــة‪ ،‬وأن الكل‪ ،‬نعم الكل‪ ،‬كان‬ ‫له دوره‪ .‬كل من موقعه‪ ،‬وكل انطالقا‬ ‫من انتمائه‪ ،‬وكــل حســب إمكانياته‪.‬‬ ‫وكانت النتيجة‪ ،‬هذه التجربة الخالدة‬ ‫المسماة بالحركة الوطنية‪ .‬هي تجربة‬ ‫خارج التحنيط‪ ،‬وخارج التقديس‪ ،‬وخارج‬ ‫االستثمار السياسوي الراهن‪ ،‬وخارج‬ ‫التدافع المصلحي الضيق‪ .‬هي تجربة‬ ‫قابلة للقراءات المتجددة وللتفكيك‬ ‫العلمي الرصين الكفيل لوحده بإعادة‬ ‫تقييم عطائها وتراكماتها في زمانها‬ ‫وفي مكانها المخصوصين‪ ،‬وكذا من‬ ‫خالل هويتها الواحدة‪/‬المركبة والمتلونة‬ ‫باختالف تالوين االنتماءات الجهوية‬ ‫والثقافية والسوسيولوجية للبالد‪.‬‬ ‫في إطار هذا التوجه العلمي األصيل‪،‬‬ ‫يندرج صدور الجزء الثاني من كتاب‬ ‫“االستعمار اإلسبـــاني في المغـــرب‪:‬‬ ‫المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي‬ ‫والسياسي الوطني”‪ ،‬لمؤلفه الدكتور‬ ‫عبد العزيز السعود‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬وذلك‬ ‫في ما مجموعه ‪ 412‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬والعمل الجديد‪ ،‬تعبير‬ ‫جلي عن هذه الروح الجديدة التي أضحت‬ ‫تمثلها نخب منطقة الشمال وباحثيها‬ ‫ومؤرخيها من أجل تنظيم العودة‬ ‫األكاديمية المجددة للبحث في تراث‬ ‫الحركة الوطنية في المنطقة المذكورة‪،‬‬ ‫رصدا لمعالم تميزها وتشريحا لمكونات‬ ‫هويتها الجهوية المحليـــة وتفكيكـــا‬ ‫لخصوبة عطائها الفريد والمتميز داخل نهر العمل الوطني التحرري الواسع‪ .‬ولقد‬ ‫لخص األستاذ امحمد بن عبود معالم هذا األفق العام لمحددات الكتابة حول رصيد‬ ‫تجربة الحركة الوطنية بشمال المغرب‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬إن وضعية‬ ‫وحركة البحث التاريخي في شمال المغرب تتميز عن وضعية البحث التاريخي على‬ ‫الصعيد الوطني بالعناصر المكونة لها وذلك ألسباب متعددة يمكن تلخيصها فيما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬إن الشعور بإهمال منطقة الشمال من ‪ 1957‬إلى ‪ 2000‬أدى بالمثقفين‬ ‫الشماليين عموما والتطوانيين منهم على وجه الخصوص بتمسكهم بهويتهم‬ ‫الثقافية وتشبثهم بهويتهم العربية اإلسالمية وباعتزازهم بالمساهمة الفريدة لرواد‬ ‫الحركة الوطنية وكفاحهم من أجل تحقيق استقالل المغرب كله‪ .‬ونظرا للضغوط‬ ‫التي كانت تمارس خالل الحقبة المذكورة لمنع ممارسة الوطنيين لنشاطهم‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫السياسي بحرية‪ ،‬فلقد تم تركيز مثقفي منطقة الشمال على البعد الثقافي والفني‬ ‫لتاريخ منطقتهم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬إن وفرة المادة للدراسة شرط مهم النطالقة البحث التاريخي بالشمال‬ ‫والبحث حول تاريخ الشمال ليس في تطوان فقط‪ ،‬بل في مدن شمالية أخرى كطنجة‬ ‫وشفشاون والقصر الكبير والعرائش وأصيال والريف‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬إذا كان االعتقاد شائعا بين المؤرخين المهتمين بتاريخ المغرب عموما بأن‬ ‫قلة المادة التاريخية يشكل عائقا كبيرا أمامهم‪ ،‬فإننا في الشمال نقول بأن المادة‬ ‫التاريخية لدراسة منطقتنا غزيرة وأن الخلل يتجلى في قلة المؤرخين المحترفين‬ ‫المتميزين‪...‬‬ ‫رابعا‪ -‬إذا كان المنظور المخزني ينعكس في الدراسات التي تنجز في جنوب‬ ‫المغرب‪ ،‬فإننا في الشمال كنا ومازلنا نتميز باستقالل فكرنا وحرية التعبير عن‬ ‫أفكارنا‪ .‬ال نتردد في االختالف مع بعضنا في اآلراء وال نتردد في انتقاد غيرنا بل‬ ‫وانتقاد أنفسنا في بعض الحاالت‪ ،‬وبالتالي لم يتردد الدكتور السعود في مناقشة‬ ‫مسألة تأثير الحركة الفاشية في بعض مظاهر نشاط حزب اإلصالح الوطني مثال‪.‬‬ ‫خامسا‪ -‬إن نشر هذا الكتاب يؤكد أهمية حركة البحث العلمي حول تاريخ الحركة‬ ‫الوطنية في شمال المغرب‪( ”...‬ص ص‪.)5-6 .‬‬ ‫ولالقتراب من سقف هذه المحددات‬ ‫العامة‪ ،‬اهتم األستاذ السعود في كتابه‬ ‫الصادر ضمن منشـــورات مؤسســـة‬ ‫الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬بتفصيل‬ ‫الحديث حول مسارات الحركة اإلصالحية‬ ‫التي ارتبطت بنضال منطقة الشمال ضد‬ ‫االستعمار‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬عاد المؤلف‬ ‫لمقاربة قضايا مركزية في تحوالت هذه‬ ‫الحركة‪ ،‬وعلى رأسها السياقات التي‬ ‫أفرزت األنوية األولى للعمل الوطني‬ ‫التأطيري بالشمال من خالل مجاالته‬ ‫الكبرى وعلى رأسها التعليم والصحافة‬ ‫والعمل الجمعوي والتوعوي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫التنظيمات الحزبية األولى وعلى رأسها‬ ‫حزب اإلصالح الوطني وحزب الوحدة‬ ‫المغربية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬نجح المؤلف‬ ‫في تجميع تراكم غزير من المعطيات‬ ‫التوثيقية الدالة على تحوالت المجال‬ ‫المدروس‪ ،‬وعلى توجيه عناصر الفعل‬ ‫والمبادرة داخله‪ ،‬ســواء في إطـــــار‬ ‫التفاعل مع التطورات الداخلية الخاصة‬ ‫بالمنطقة السلطانية أم مع التطورات‬ ‫الخارجية المرتبطة بوقائع حاسمة في‬ ‫توجيه العمل الوطني المحلي‪ ،‬مثلما‬ ‫هو الحال مع وقائـــع الحرب األهليــة‬ ‫اإلسبانية أو ظروف الحرب العالميـــة‬ ‫الثانية وانعكاساتها على تغير خطاب‬ ‫الحركة الوطنيـــة بالشمـــال وعلى‬ ‫محددات مبادراتها التأطيرية وعلى‬ ‫سقف مطالبها وعلى تالوين نضاالتها‬ ‫اإلصالحية والسياسية التي صنعت لها‬ ‫هويتها التحررية الخالصة‪ ،‬في زمانها‬ ‫المحدد وفي امتداداتها الجغرافية‬ ‫اإلقليمية والوطنية والدولية الواسعة‪.‬‬ ‫وفـــي كــل هـــذه المستويــات‪،‬‬ ‫ظل األستاذ السعود حريصا على تقديم‬ ‫كثافة استثنائية من التفاصيل المستندة إلى عدة وثائقية بالغة األهمية‪ ،‬وإلى رصيد‬ ‫ثري ومتنوع من األعمال التصنيفية والمونوغرافية المتخصصة‪ ،‬العربية واإلسبانية‪،‬‬ ‫إلى جانب مواد داعمة من شواهد قائمة لها صالت عميقة بالموضوع‪ ،‬مثل األعمال‬ ‫الفنية والكتابات الصحافية ومختلف أوجه العمل المدني التعبوي الذي ميز منطقة‬ ‫الشمال خالل عهد االستعمار‪.‬‬ ‫هي مقاربة تعيد إنصاف ذاكرة منطقة الشمال‪ ،‬وتساهم في تجميع رذاذ الذاكرة‪،‬‬ ‫في أفق توسيع مجاالت البحث والتقصي‪ ،‬عبر تطوير القراءات وتوسيع المظان‬ ‫البيبليوغرافية والتنقيب عن األرصدة الوثائقية الدفينة والغزيرة التي التزال متناثرة‬ ‫ومنسية في كل مدن المنطقة الخليفية‪ ،‬بعيدا عن “المركز” بمدينة تطوان‪ ،‬وقريبا‬ ‫من األقاصي ومن األصوات العميقة لعموم أصقاع منطقة الشمال المترامية على‬ ‫ضفاف جناحي منطقتي جبالة والريف التاريخيتين‪.‬‬


17

2019 ‫ مـاي‬13 ‫ �إلى‬07 ‫الثالثـاء‬

)456( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها ؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫ حسب الفئة المستهدفة‬،‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

992 ‫العدد‬

: ‫• إقليم الدريوش ـ الحسيمة‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES - ANNONCES LEGALES CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITÉ LIMITEE A ASSOCIE UNIQUE

«MOHAMED SPEED CAR S.A.R.L. A A.U » Société Responsabilité Limitée à associé unique au capital de 100 000 MAD Siege social: Local 2 Lotissement El Mjd Tadart N°28 – TANGER RC : 97121 Aux termes d’un acte sous seing privé, établi en date du 23/04/2019, il a été constitué une société à responsabilité limitée associe unique dont les caractéristiques sont les suivantes : • Dénomination : MOHAMED SPEED CAR • Objet Social : LOCATION DE VOITURE SANS CHAUFFEUR • Siège Social : Local 2 Lotissement El Mjd Tadart N°28 Tanger. • Forme : Société à Responsabilité Limitée à Associe Unique • Durée : la durée de la société est fixée à 99 ans à dater de son immatriculation au registre du commerce. • Capital Social : est fixé à Cent mille dirhams « 100.000,00 » dirhams divisé en Cent parts (100) de Mille « 1000,00 » dirhams chacune. numérotées de 1 à 100 et attribuées en totalité à Mr. AHAITAF Omar, titulaire de la C.I.N n°: LC100434, associé unique. • Exercice social : l’exercice social commence le 1er Janvier et finit le 31 décembre de chaque exercice. • Gérance : Mr ASSAS Mohamed-El Arbi né le 25/07/1981 à TANGER, demeurant à Tanger, Lots Amal N°242, titulaire de la C.I.N n°: KA28856 , est nommé pour une durée indéterminée en qualité de gérant unique de la société. • Signature : La Société est valablement engagée pour tous les actes et documents la concernant par la seule signature du Gérant Monsieur ASSAS Mohamed-El Arbi titulaire de la C.I.N n°: KA28856 . • Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger Le 223131 sous le N° 3000 au registre de commerce. Pour extrait et mention -------------------------------------------CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITÉ LIMITEE A ASSOCIE UNIQUE

«WATER PARK S.A.R.L. A A.U »

Société Responsabilité Limitée à associé unique au capital de 100 000 MAD Siege social : Lotissement AL MAJD Rue 2 N° 71– TANGER RC : 96347 Aux termes d’un acte sous seing privé, établi en date du 01/02/2019 il a été constitué une société à responsabilité limitée associe unique dont les caractéristiques sont les suivantes : • Dénomination : WATER PARK • Objet Social : Loueur

d’engins ou d’appareils pour les jeux ou les sports nautiques • Siège Social : Lotissement AL MAJD Rue 2 N° 71– TANGER • Forme : Société à Responsabilité Limitée à Associe Unique • Durée : la durée de la société est fixée à 99 ans à dater de son immatriculation au registre du commerce. • Capital Social : est fixé à la somme de Cent Mille Dirhams (100 000,00 Dhs) divisé en Cent (100) parts sociales d’une valeur nominale de Mille Dirhams (1.000,00 Dhs) chacune, numérotées de 1 à 100 et attribuées en totalité à Mr Ahmed EL KARDOUDI, associé unique. • Exercice social : l’exercice social commence le 1er Janvier et finit le 31 décembre de chaque exercice. • Gérance : Mr Ali KTITU né le 12.12.1991, demeurant à Tanger, Résidence ZEMMOURI 1 Bloc C 4 N° 71, titulaire de la C.I.N n°: K478772, est nommé pour une durée indéterminée en qualité de gérant unique de la société. • Signature : La Société est valablement engagée pour tous les actes et documents la concernant par la seule signature du Gérant Monsieur Ali KTITU, titulaire de la C.I.N n°: K478772. • Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger Le 20/03/2019 sous le N° 222352 au registre de commerce. Pour extrait et mention -------------------------------------------CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITÉ LIMITEE A ASSOCIE UNIQUE

«STH NORD S.A.R.L. A A.U »

Société Responsabilité Limitée à associé unique au capital de 100 000 MAD Siege social: Hay Ben Kiran Rue 1 n° 64 – TANGER RC : 97239 Aux termes d’un acte sous seing privé, établi en date du 06/03/2019, il a été constitué une société à responsabilité limitée associe unique dont les caractéristiques sont les suivantes : • Dénomination : STH NORD • Objet Social : TRANSPORT DE PERSONNEL ET TRANSPORT NATIONAL DE MARCHANDISE • Siège Social : Hay Ben Kiran Rue 1 n° 64 – TANGER • Forme : Société à Responsabilité Limitée à Associe Unique • Durée : la durée de la société est fixée à 99 ans à dater de son immatriculation au registre du commerce. • Capital Social : est fixé à la somme de Cent Mille (100 000) Dirhams divisé en Mille (1.000) parts sociales d’une valeur nominale de Cent (100) Dirhams chacune, numérotées de 1 à 1000 et attribuées en totalité à Mr HLILAK Hamza, associé unique. • Exercice social : l’exercice social commence le 1er Janvier et finit le 31 décembre de chaque exercice. • Gérance : Mr HLILAK Hamza

né le 08/03/1992 à TANGER, demeurant à Tanger, Hay Essaada 1 Rue C n° 11, titulaire de la C.I.N n°: KB103522, est nommé pour une durée indéterminée en qualité de gérant unique de la société. • Signature : La Société est valablement engagée pour tous les actes et documents la concernant par la seule signature du Gérant Monsieur HLILAK Hamza, titulaire de la C.I.N n°: KB103522. • Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger Le 26/04/2019 sous le N° 223219 au registre de commerce. Pour extrait et mention -------------------------------------------CESSION DES PARTS SOCIALES

«CHIRSANFR S.A.R.L. A A.U »

Société Responsabilité Limitée à associé unique au capital de 100 000 MAD Siege social: Hay Beni Makada lakdima rue Hind n° 82 – TANGER RC : 92321 Suite au Procès-verbal de l’assemblée générale extraordinaire tenue le 04/04/2019, il a été décidé : • Cession de la totalité de Cent (100) parts sociales d’une valeur nominal de Mille (1000) Dirhams chacune ,appartenant au cédant Mr LAACHIRI Abdelbari né le 13/10/1991 à Tanger , demeurant à Tanger, Hay Beni Makada lakdima rue Hind n° 82, titulaire de la C.I.N n°: K462836,au profit de Mr ZEGGAF Mohamed Ayoub né le 04.08.1992 à Tanger, demeurant à Tanger, SIDI BOUHAJA RUE 62 N° 21, titulaire de la C.I.N N° KB93677. Aussi modification des articles 6 (Apports) et 7 (Capital Social) des statuts de la société. • Démission du gérant unique Mr LAACHIRI Abdelbari né le 13/10/1991 à Tanger, demeurant à Tanger, Hay Beni Makada lakdima rue Hind n° 82, titulaire de la C.I.N n°: K462836,et nomination de Mr ZEGGAF Mohamed Ayoub né le 04.08.1992 à Tanger, demeurant à Tanger, SIDI BOUHAJA RUE 62 N° 21, titulaire de la C.I.N N° KB93677, en qualité de nouveau gérant unique , et modification les article 10(Gérance) et 12(Signature) des statuts de la société. • Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de Tanger Le 29/04/2019 sous le N° 223230 au registre de commerce. Pour extrait et mention

‫حل السودوكو‬ 456 ‫رقم‬

‫ماذا يجري بإصالحية «عين عايشة» ؟‬ ‫على الرغم من أن مؤسسة «عين عايشة» اإلصالحية بتاونات لها‬ ‫ فضال عن وجود‬،‫ ومديرها ينعت برجل الحوار وحسن اإلصغاء‬،‫صدى طيب‬ ‫ فإن بعض‬،‫ معروفين بحسن معاملتهم للمرضى‬،‫بعض األطباء األكفاء بها‬ ‫ حيث ينعتون‬،‫الممرضين وبعض حراس السجن لهم رأي آخر في الموضوع‬ ،‫بالقسوة وسوء المعاملة أمام النزالء المصابين بمختلف أنواع األمراض‬ ‫ ! كما أن موظفي هذه المؤسسة‬... ‫من سكري وربو وحساسية وقلب وكلي‬ ‫ القادمين من‬،‫اإلصالحية اليحسنون المعاملة حيال أفراد عائالت النزالء‬ ،‫ لالنتظارالطويل‬،‫ بل يهملونهم ويعرضونهم‬،‫ لزيارتهم‬،‫مناطق بعيدة‬ ،‫ تحت أشعة الشمس الالفحة‬،‫ خارج أسوار المؤسسة‬،‫حيث يسجلونهم‬ ‫واألصح هو أن موظفا واحدا هو من يتكلف بتسجيل جيش عرمرم من زوار‬ ‫ خاصة وأن بعضهم لهم معتقلون‬،‫ فما ذنبهم لكي يقاسوا العذاب‬،‫السجن‬ .‫ مثال‬،‫ إذ لم يصدربعد في حقهم أي حكم يدينهم‬،‫أبرياء من أفراد أسرهم بالسجن‬ ‫ وواقع العديد من المؤسسات اإلصالحية شيء‬،‫وأضاف مصدرنا أن الحديث عن حقوق السجين وحقوق االنسان وإدماج السجناء شيء‬ ‫ فقط ؟‬،‫ فإلى متى سيظل الحديث عن هذه الحقوق مجرد تعبير شفوي‬،‫آخر‬

‫إمغران‬.‫م‬


‫الجامعة تنهي خدمات المدير التقني‬ ‫ناصر الرغيت‬

‫الشمال‬ ‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪992‬‬

‫الثالثــاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مــاي ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫اإلعالمي عبد السالم الشعباوي‪..‬‬ ‫تكريم جيل ومرحلة‬ ‫حفل التكريم الذي أقامه بيت الصحافة‪ ،‬نهاية األسبوع‪ ،‬لإلعالمـــي‬ ‫والمناضل عبد السالم الشعباوي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة‬ ‫هو اعتراف بمسيرة شخص غير عادي ‪.‬‬

‫بعد االطالع على نتائـــج الخبرة والتقييم‬ ‫بشأن عمل اإلدارة التقنية الوطنيــة‪ ..‬قررت‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إنهاء‬ ‫خدمات المدير التقني السيد ناصر الرغيت‬ ‫وإعادة النظــر في هيكلــة اإلدارة التقنيـة‬ ‫الوطنية لتواكب األهداف المسطرة من طرف‬ ‫الجامعة وتكوين لجنــة من الخبراء والتقنيين‬ ‫الختيار مدير تقني وطني جـــديــد ووضـــع‬ ‫استراتيجية جديدة لإلدارة التقنية الوطنية‪.‬‬

‫توقيع اتفاقية شراكة بين اتحاد طنجة‬ ‫ونادي ليغانيس اإلسباني‬ ‫مباراة ودية بين الفريقين يوم‪ 27‬يوليوز على ملعب ابن بطوطة‬

‫مناضل سياسي وحقوقي ونقابي ورياضي وفي لرسالته اإلعالمية‪،‬‬ ‫كان يجاور الحرفيين والمهنيين والبحارة والرياضيين‪ ،‬ينصت إلى‬ ‫همومهم وأحزانهم ويترجمها في كتاباته لمن يعنيهم األمر‪...‬‬ ‫الشعباوي واسمه المستعار «أبو إيمان» تعرفت عليه منذ السبعينيات‬ ‫وأنا صحفي بجريدة «العلم» بالرباط ‪ ..‬وكانت أسرة التحريربمن فيها‬ ‫األساتذة عبد الكريم غالب و المرحومين العربي المساري وعبد الجبار‬ ‫السحيمي وباقي أفراد األسرة يقدرون الرجل و يحترمون مقاالته وآراءه‬ ‫النابعة من القلب ومن النضال على مختلف الواجهات‪.‬‬ ‫فهو الذي فضح مافيات المخدرات بالشمال وهو الذي تحدث عن‬ ‫الهجرة السرية وقوارب الموت وهو الذي كان دائما يتحدث عن المسار‬ ‫الرياضي الطبيعي الذي ينبغي أن تعرفـه الرياضة في الشمــال إعالمي‬ ‫ال يخاف في الحق لومة الئم‪ ،‬وكما قال الدكتور سعيد كوبريت مدير بيت‬ ‫الصحافة في شهادته فإن الشعباوي كأنه مدرب متمرس فوق أخضر‬ ‫المالعب يشم بمهارة رائحة األهداف المرتقبة‪...‬‬ ‫يعي الخواتم المرتقبة للمقدمات المسنودة بالخطط االستراتيجية‬ ‫والتكتيكات المرحلية‪..‬‬ ‫تخصص عبد السالم الشعباوي كان متميزا فهو ليس صحافيا‬ ‫اقتصاديا وال سياسيا والثقافيا وال رياضيا هو كل هذا في واحد‪ ..‬جمع في‬ ‫مفرد تخصصه الحقيقي هو مالحقة النقائص ورصد االختالالت وكشف‬ ‫الفساد والفاسدين‪.‬‬ ‫وحينما يكرم بيت الصحافة األستاذ عبد السالم الشعباوي فإنه‬ ‫يكرم مسار جيل بأكمله يدين له الجميع بالشيء الكثير بالنظر لما أسداه‬ ‫من خدمات للمشهد اإلعالمي الوطني وأنه أيضا يقوم بتكريم مرحلة‬ ‫حاسمة من تاريخ الصحافة الوطنية‪.‬‬

‫باييرن ميونيخ يقترب‬ ‫من خطف المغربي زياش‬

‫اقترب نادي باييرن ميونيخ األلماني من‬ ‫خطـف الدولي المغربـي حكيــم زياش العــب‬ ‫أياكس أمستردام الهولنـــدي من فريق ريال‬ ‫مدريد اإلسباني الذي كان يسعى بدوره لضمه‬ ‫خالل فترة االنتقاالت الصيفية المقبلة‪ ..‬وكشف‬ ‫موقع إنجليزي أن فريق باييرن ميونيخ وصل‬ ‫إلى اتفاق للفوز بخدمات صانع ألعاب المنتخب‬ ‫المغربي لكرة القدم خالل الميركاتو الصيفي‬ ‫المقبل بعد تألقه مع ناديه أياكس وخاصة على‬ ‫مستوى منافسات دوري أبطال أوربا ‪.‬‬ ‫وأشار الموقــع إلى أن الالعب المغربي شرع‬ ‫في تعلم اللغة األلمانية تمهيدا لخوض تجربة‬ ‫جديدة في «البوندسليغا»‪.‬‬ ‫وارتبط اسم زياش مؤخـــرا بمجموعة من‬ ‫األندية األلمانية واإلنجليزية وحتى اإلسبانية‬ ‫نظرا لتألقه المتميز‪ ،‬حيث كان من أبرز العناصر‬ ‫األساسية والبارزة التي ساهمــت بشكل كبير‬ ‫في تألق أياكس وبلوغه الدور نصف النهائـــي‬ ‫لدوري أبطال أوربا حتى اآلن‪.‬‬

‫وقع اتحاد طنجة‪ ،‬مساء األربعاء‪ ،‬اتفاقية‬ ‫شراكة مع نادي ليغانيس اإلسباني تتمحور‬ ‫ح��ول تطوير التعاون بين الفريقيـــن‬ ‫ف��ي مجال تكوين الناشئين وتسويق‬ ‫النموذج الرياضي اإلسباني واالستفادة‬ ‫من خبرة نادي ليغانيس الذي تمكن في‬ ‫ظرف ‪5‬سنوات من االنتقال من القسم‬ ‫الثالث إلى بطولة الليغا والذي يضم في‬ ‫صفوفه الالعبين المغربيين نبيل الزهر‬ ‫والنصيري‪.‬‬ ‫وقال رئيس اتحاد طنجة عبد الحميد‬ ‫أبرشان في الكلمة الترحيبية التي ألقاها‬ ‫بالمناسبة أن فريق ليغانيس له تجربة‬ ‫ناجحة في مجال سياسة تكوين الناشئين‬ ‫و االتفاقية الموقعة معه ستساعد فارس‬ ‫البوغازعلى تطوير منظومته الكروية‪.‬‬

‫أما نائب رئيس فريق ليغانيس فأشار‬ ‫إلى أن فريقه يعتمد باألساس سياسة‬ ‫الشبان وبحكم أن مدينة طنجة تعتبر‬ ‫بوابة المغرب على أوربا فإن إحداث مشاريع‬ ‫لصالح فئة الشباب وبدء عمل مشترك بين‬ ‫الفريقين سيساهم في تطوير كرة القدم‬ ‫بينالجانبين‪.‬‬ ‫وتنص اتفاقية الشراكة المبرمة بين‬ ‫اتحاد طنجة وفريق ليغانيس على مايلي ‪:‬‬ ‫ تبادل الخبرات والسهر على تكوين‬‫الالعبين الشبـــاب البارزين في الفئــــات‬ ‫العمرية ‪.‬‬ ‫ التكوين المستمر وإجراء لقاءات بين‬‫األطر التقنية للفريقين‪.‬‬ ‫ إعارة بعض العبي ليغانيس التحاد‬‫طنجة في المواسم القادمة وتكوين شبان‬ ‫اتحاد طنجة المتألقين‪.‬‬

‫ إجراء مباراة ودية بين اتحاد طنجة‬‫ونادي ليغانيس في ‪ 27‬من يوليوز المقبل‬ ‫على ملعب ابن بطوطة بطنجة‪.‬‬ ‫ إقامة أكاديمية للفريق اإلسباني‬‫بمدينة طنجة بشراكة مع فارس البوغاز‪..‬‬ ‫هذا وسيحل فريــق تقني عن نادي‬ ‫ليغانيس بمدينة طنجة مباشرة بعد انتهاء‬ ‫بطولة الليغا لبحث المسائل التقنية مع‬ ‫االتحاد‪.‬‬ ‫حضر حفل التوقيع على هذه االتفاقية‬ ‫أعضاء مكتب اتحاد طنجة برئاسة السيد‬ ‫عبد الحميد أبرشان وأعضاء الطاقم التقني‬ ‫لالتحـاد برئاســة المشــرف العام التقني‬ ‫عبد الر حيم طاليب والمدرب عبد الواحد‬ ‫بلقاسم‪ ،‬ومن الجانب اإلسباني نائـــب‬ ‫رئيس فريق ليغانيس وبعض أعضاء مكتب‬ ‫الفريق‪.‬‬

‫الوداد البيضاوي يواجه الترجي‬ ‫التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا‬ ‫تأهل فريق الوداد البيضاوي إلى‬ ‫الدور النهائي لدوري أبطـــال إفريقيا‬ ‫لكرة القدم عقب تعادله السبـــت في‬ ‫بريتوريا أمام نادي ماميلودي صن‬ ‫داونز من جنوب إفريقيا بدون اهداف‪.‬‬ ‫ورغم سيطــرة الفريـــق الجنــوب‬ ‫إفريقي على مجـــريــات اللقـــاء إال أن‬ ‫أشبال المدرب فوزي البنزرتي عرفوا‬ ‫كيف يدافعــون عن مرماهم ويوقفوا‬ ‫الهجمات المتتالية‪ ..‬في الوقت الذي‬ ‫ضيع فيه الالعب بابا تونــدي فرصا‬ ‫عديدة كان باإلمكان استغاللها لقتل‬ ‫المباراة‪ .‬الفريق البيضاوي الذي تأهل‬ ‫بفضل هدفـــه في الذهـاب سيواجــه‬ ‫في المباراة النهائيــة فريق الترجـــي‬ ‫التونــس الذي كســب ورقة التأهل‬ ‫بعد تعادله في الكونغـــو أمام فريق‬ ‫مازيمبـــي مستغــال فوزه في لقـــاء‬ ‫الذهاب بهدف دون مقابل‪.‬‬


‫العدد ‪992‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫عبد الرحيم طاليب‪...‬المشرف العام التقني‬ ‫بيت الصحافة يكرم اإلعالمي المتميز‬ ‫لفريق اتحاد طنجة‬ ‫عبد السالم الشعباوي‬ ‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫• كسبنا رهان البقاء ونطمح الحتالل رتبة إفريقية‪.‬‬ ‫• ال أومن باألسماء ‪..‬بل أومن بالعطاء‪.‬‬

‫فريق اتحاد طنجة بطل الموسم الماضي وبعد‬ ‫االنفصال عن المدرب التونسي العجالني بسبب‬ ‫سوء النتائج تعاقد مع المدرب عبد الواحد بنقاسم‬ ‫كمدرب ومع اإلطار الوطني عبد الرحيـــم طاليب‬ ‫كمشرف عام تقني‪.‬‬ ‫فارس البوغاز الذي تمكن من تخطي المشاكل‬ ‫والنتائج السلبية ومنـذ الدورة ‪ 14‬وهــو يســارع‬ ‫الخطى من أجل العودة إلى النتائج اإليجابية زمنذ‬ ‫تلك الفترة حقـق العديد من النتائــج التي جعلته‬ ‫ضمن األندية التي تصارع حاليــا من أجــل رتبــة‬ ‫إفريقية‪ .‬وللحديث أكثر عن حصيلة الفريق وفترة‬ ‫الفـراغ التي مر منهــا والتعرف على رأي��ه في‬ ‫البطولة االحترافيـــة التي توشــك على نهايتهـــا‬ ‫وحظوظ ف��ارس البوغاز وك��ذا حظوظ المنتخب‬ ‫المغربي في نهائيات كاس افريقيا لألمم القادمــة‬ ‫بمصر نستضيف اإلطار الوطني عبد الرحيم طاليب‪.‬‬

‫بحضور شخصيات وازنة منها عامل عمالة الفحص‬ ‫أنجرة والكاتب العام لوزارة الثقافة وال اتصال ورئيس‬ ‫الموارد البشرية بها وحقوقيين ونقابيين و كتاب‬ ‫وصحفيين احتفل بيت الصحافة في نهاية األسبوع‬ ‫بتكريم اال عالمي المناضل األستاذ عبد السالم الشعباوي‬ ‫واحد من روادالتواصل اال جتماعي باسم النقابة الوطنية‬ ‫للصحافة المغربية مع اإلعالم اإلسباني عبر جمعية‬ ‫الصحافة اإلسبانية بالجزيرة الخضراء بإسبانيا ونائب‬ ‫رئيس فرع طنجــة للنقابـــة الوطنية للصحافة المغربية‬ ‫ونائبا لرئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بوالية‬ ‫طنجة وعضوالمكتب التنفيذي لبيت الصحافة والمكتب‬ ‫المركزي للعصبة المغربيـــة للدفـــاع عن حقــــوق‬ ‫اإلنسان ومنسق منطقة الشمال عضو المكتب التنفيذي‬ ‫لالتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو مكتب ائتالف‬ ‫طنجة للثقافة والفن وعضو سابق باللجنة المركزيــة‬ ‫لحــزب االستقـــالل واول مندوب للجمعيـــة المغربية‬ ‫للصحافة الرياضية بطنجة وعضو مؤسس لجمعيـــة‬ ‫حماية السالمــة الصحيــة والجامعة الملكية لإلغاثة‬ ‫واإلنقاذ البحري والنائب الثاني لرئيس فرع الجمعية‬ ‫المغربية للصحافة الرياضة بطنجة‪.‬‬ ‫مسار مهني لرجل مناضل وجدير بالعرفان ‪.‬‬ ‫كلمة الجمعية المغربية للصحافة الر ياضية – فرع‬ ‫طنجة في حفل تكريم األستاذ عبد السالم الشعباوي‪:‬‬ ‫تقديرا للجهود التي يبذلها اإلعالمي المتميـــز عبد‬ ‫السالم الشعباوي في مجال اال عالم الر ياضي قام فرع‬ ‫الجمعية المغربية للصحافة الر ياضية بطنجة باقتناء‬ ‫تذكرة عمرة رمضانية لزوجة الشعباوي حتى تتمكن من‬ ‫مرافقته للديار المقدسة في العشر األواخر من رمضان‬ ‫وقدم الزميل محمد الصمدي رئيس الجمعية المغربية‬ ‫للصحافة الرياضية خالل حفل التكريم شهادة في‬ ‫حق عبد السالم الشعباوي الذي قال أنه عملة صعبة‬ ‫ونادرة‪.‬‬

‫ومما جاء في هذه الشهادة‪.‬‬ ‫عبد السالم الشعباوي عملة صعبة ونادرة في زمننا‬ ‫الحاضر كفاءة عالية ومرجع معتمد وحضور قوي تشهد‬ ‫له المالعب والقاعات الرياضية بجهة طنجة تطـــوان‬ ‫الحسيمة على مدى سنوات طويلة‪.‬‬ ‫عبد السالم المرشد الداعم والمؤمن بقوة المجموعة‬ ‫والال عب الماهر والفنان المتقن لدور اإلطفائي في كل ما‬ ‫يمكن ان يوجج النيران بين الزمالء سواء في القضايا‬ ‫التنظيمية أو في عالقة المهنيين بكافة المتدخلين في‬ ‫ذات القطاع‪.‬‬ ‫فعل الكثير من أجلنـــا بدون مقابــــل وال انتظار‬ ‫والتعويض‪ ...‬دمــه تجـــري فيـــه روح الوطنية واالعتزاز‬ ‫باالنتماء إلى مهنة اإلعالم والصحافة والدفاع الدائم‬ ‫والمستمرعلى قيم الوطن وثوابته‪.‬‬ ‫شهم نبراس ينير لنا الطريق‪ ..‬إشعاعنا مستمد من‬ ‫خيوط ضوئه ونجاحنا من تاثير فعله‪.‬‬ ‫تحمل ما ال يطاق‪ ..‬قاوم الظروف الصعاب وشظايا‬ ‫المكائدوسبح طيلة عمره في بحر هائج وأمواج متالطمة‬ ‫وخرج دائما إلى شـــط األمان بسالم بفضل حنكتـــه‬ ‫وتمرسه وتجربته وتبصره وبعده التحليلي ونظرتــــه‬ ‫الثاقبة للقضايا واألمور‪.‬‬ ‫فضله سيظل دينا على عاتقنا نحن اإلعالمييـــن‬ ‫الرياضيين لما قدمه لنا من خدمات جليلة‪.‬‬ ‫وعلى غرار الجمعية المغربية للصحافة الرياضية‬ ‫بطنجة‪ ،‬فإن باقي الشهادات والمداخالت التي قيلت‬ ‫في حق الشعباوي تحدثت عن مناقب الرجل ونضاالته في‬ ‫مختلف المجاالت‪.‬‬

‫نجح فريق ريال مدريد اال سباني في اتمام صفقة‬ ‫المهاجم الصربي «لوكا يوفتيش» الذي سينتقل إلى ملعب‬ ‫سانتياغو بيرنابيو الصيف المقبل لمدة ‪ 6‬سنوات مقابل‪60‬‬ ‫مليون يورو‪.‬‬ ‫ويسعى الفريق الملكي من وراء ذلك إلى تدعيم صفوفه‬ ‫في الموسم المقبل ودعم المشروع الجديد للمدرب الفرنسي‬ ‫زين الدين زيدان ومحو الصورة الباهتة التي ظهر بها هذا‬ ‫الموسم‪.‬‬ ‫وقد تم الفريق صفقة انتقال الصربي «لوكا يوفتيش»‬ ‫العب انتراخت فرانكفورت األلماني وتنقسم قيمة الصفقة إلى‬ ‫‪ 48‬مليون يورو للفريق األلماني و‪12‬مليون يورو لفريق بنفيكا‬ ‫البرتغالي‪.‬‬

‫وأبرم الفريق الملكي الصفقــة مـــع الالعـــب الصربـــي‬ ‫بسرعة لمدة‪ 6‬سنوات نظرا لرغبة العديد من األندية األوربية‬ ‫الكبيرة في خطف هذا المهاجم الشاب ‪ 21‬سنة ومن أبرزها‬ ‫فريق باريس سان جيرمان الفرنسي‪.‬‬ ‫ويرغب زيدان في تعزيز خطه األمامي بوجود بديل أخر‬ ‫خاصة وان هذا الالعب له قدرة خارقة على هز الشباك بعدما‬ ‫نجــح في تسجيــل ‪26‬هدفــا وصناعـة‪ 7‬خــالل مشاركتــه في‬ ‫‪ 44‬مباراة مع نادي فرانكفورت‪.‬‬ ‫وقد لعب هذا الال عب دورا هاما في احتالل فريقه المركز‬ ‫الرابع في الدوري األلماني‪ ،‬كما ساعده في التأهل لنصف‬ ‫نهائي الدوري األوربي‪.‬‬

‫المنتخب‪ :‬بداية هل من قراءة لحصيلتكــم‬ ‫مع اتحاد طنجة منذ الفترة التي تسلمتم فيهــا‬ ‫مهمة اإلشراف العام التقني؟‬ ‫طاليب ‪ :‬أوال ان��ا راض على الحصيلة النها‬ ‫تتحدث عن نفسها ‪.‬‬ ‫ففي الوقت ال��ذي تسلمت فيه المهمة كان‬ ‫الفريق يقبع في الر تبة ‪ 14‬وفي ‪11‬مقابلة كسبنا‬ ‫‪25‬نقطة أي بزيادة ‪3‬نقاط عن المتوقع أي اننا‬ ‫قطعنا شوطا هاما‪..‬فبعد ان كنا نبيحث من اجل‬ ‫ضمان البقاء ‪ ..‬ها نحن اجتزنا ذلك واصبحنا ننافس‬ ‫ضمن األوائل من أجل رتبة افريقية ‪ ..‬وأتمنى أن‬ ‫نتمكن من تحقيق هذا اإلنجاز‪.‬‬ ‫المنتخب‪ :‬المالحظ أن الفريق عاش في األونة‬ ‫األخيرة فترة فراغ تسببت في بعض النتائج السلبية‬ ‫وتقديم مستوى اليليق بالفريق فماهي ياترى اال‬ ‫سباب؟‬ ‫طاليب‪ :‬فعال الجوالت األخيرة شهدت بعض‬ ‫التعثرات وذلك نتيجة الضغط النفسي الذي عاشته‬ ‫المجموعة وكذا الغيابات الحساســـة في بعض‬ ‫المراكز وعدم وجود بنك احتيـــاط يمكــن االعتماد‬ ‫عليه وكذا قلق الجمهور وغيابه عن المنافسات ‪.‬‬ ‫وأنا شخصيا عبرت لالعبين عن عدم اقتناعي‬ ‫ب��األداء لحد اآلن ولكن الوقت يطاردنا والبحث‬ ‫عن النقاط هو الهدف ال��ذي نعمل حاليا المن‬ ‫أجلهويمكن القول إجماال انني راض على مسيرتي‬ ‫مع فارس البوغاز لحد اآلن‪ ..‬وأظن أن الفوز على‬ ‫يوسفية برشيد أعاد الثقـــة للجميع وأتمنى أن‬ ‫يتواصــــل ذلك بالنسبـــة للمباريـــات المتبقيــــة‬ ‫حتى ننهـــي الموســـم في رتبة تؤهلنا للمنافسة‬ ‫إفريقيا وفي الموسم المقبــل إن شاء سنلعب منذ‬ ‫االنطالقة من أجل بلوغ «البوديوم»‪.‬‬ ‫المنتخب‪ :‬كيف ترى المراحل األخيرة للدوري‬ ‫االحترافي‪.‬‬ ‫طاليب‪ :‬إذا كان فريق الوداد البيضاوي يسير‬

‫نحو التتويج فان المراتب المؤهلــة للمشاركـــة‬ ‫االفريقية ستشهد صراعا وتنافسا قويا بين العديد‬ ‫من األندية نظرا لتقارب النقاط ‪.‬‬ ‫وأعتقد أن حظوظ العديد من الفـــرق الزالت‬ ‫قائمة ومن ضمنها اتحاد طنجة ‪.‬‬ ‫وسأعتمــــد على نفس التشكيل وال يمكنـــني‬ ‫تغييره آلنه هو الذي منحني‪ 25‬نقطة‪ ..‬وأنا ال أومن‬ ‫باألسماء ولكن أومن بالعطاء أشرك سوى الالعبين‬ ‫المؤهلين تقنيا وبدنيا ‪.‬‬ ‫لقد كان اتحاد طنجـــة دائما يتعثر في الرباط‬ ‫أمام الفتح وهذا الموسم حــدث العكـــس‪ ..‬ونفس‬ ‫الشيء مع سريع وادي زم‪ .‬وأؤكد لكم أننا نعيش‬ ‫بدون مشاكـــل وهناك ثـــقـــة متبادلـــة بين‬ ‫الفريق والمكتب المسير وقد توصــل الالعبــون‬ ‫بمسنحقــــات المقابالت قبل‬ ‫مباراة يوسفيـــة برشيـــد ووعدهـــم الرئيس‬ ‫بتادية ما تبقى من منح التوقيع خالل اال سبوعين‬ ‫القادمين‪.‬‬ ‫المنتخب‪ :‬وكيف ترى المباريات القادمة؟‬ ‫طاليب‪ :‬كلها حارقة وتحتاج الى النفس الطويل‬ ‫والعمل ونكران الذات و أطلب من الجمالهير العودة‬ ‫الى الميدان لمساندة الالعبين وبتظافر جهو د كل‬ ‫المنكونات سنحقق المراد ان شاء اهلل‪..‬‬ ‫المنتخب‪ :‬هناك بعض األخبار التي تشير الى ان‬ ‫عالقتك ببعض الال عبين وفي مقدتهم العرجو ن‬ ‫متوثرة فهل هذا صحيح؟‬ ‫طاليب‪ :‬أنا استاذ مربي قبل أن أكون مدرب‬ ‫وأؤكد لكم أنه ال مشاكل لي مع العرجون أو بقية‬ ‫الالعبين ومشكل الجاهزية هو الذي يتحكم واعتقد‬ ‫أن الذين يعملون على نشر هذه الشائعات يحاولون‬ ‫زرع البلبلة والتفرقة داخل صفوف الفريق ليس إال‪.‬‬ ‫وقد تعرضت مؤخرا لحملة مقصودة من قبل‬ ‫احد المدربيـــن الزمالء الذي أكن له كل التقدير‬ ‫واالحترام الذي يحاول زعزعــة استقرار النادي من‬ ‫أجل العودة‪.‬‬ ‫وأنا مومن بقدراتتي وبماحققت لحد األن ولدي‬ ‫عقد مع الفريق لمة موسمين‪.‬‬ ‫وفي الموسم القادم سترون التغييرات وسترون‬ ‫فريقـــا اخر بعــد تعزيز التشكيلة بعناصر متمرسة‬ ‫يمكن ان تعطي اإلضافة‪.‬‬ ‫المنتخب ‪ :‬كإطار تقني وطني كيــف تــرى‬ ‫حظوظ المنتخب المغربي في نهائيات كأس‬ ‫افريقيا لال مم بمصر؟‬ ‫طاليب ‪ :‬نكون أو النكـــون‪ ..‬فريقنا يتوفر على‬ ‫عناصـر دولية فــي المستـــوى تلعب ضمـــن أقوى‬ ‫البطوالت‪.‬‬ ‫التجانس موجود‪ ..‬م��درب كفء والعبون في‬ ‫المستوى وفريق سيرحل الى مصر للفوز بالكاس‬ ‫القارية خاصة بعد األداء الرائع الذي بصم عليه في‬ ‫مونديال روسيا‪.‬‬

‫يومه الثالثاء‬

‫ريال مدريد ينهي صفقة الصربي يوفيتش ليفيربول تواجه برشلونة في إياب الدور‬ ‫نصف النهائي لدوري أبطال أوربا‬ ‫تتج��ه األنظــ��ار مس��اء يوم��ه‬ ‫الثالث��اء إل��ى إنجلتـ��را بمناسب��ة‬ ‫إجــراء مب��اراة إيــاب ال��دور نصف‬ ‫النهائ��ي ل��دوري أبط��ال أوربا بين‬ ‫لفيــرب��ول اإلنجليـــ��زي وبرشلونة‬ ‫اإلسبان��ي‪ .‬مباراة حاسم��ة ستحدد‬ ‫مصي��ر المؤه��ل للنهاي��ة‪.‬‬ ‫وتب��دو حظ��وظ برشلونة قوية‬ ‫للظف��ر ببطاق��ة التأه��ل للنهاي��ة‬ ‫بالنظ��ر إلى نتيجـــ��ة الذهاب التي‬ ‫كانت لصال��ح برشلونــ��ة والسيما‬ ‫الهـــ��دف الثال��ث الخراف��ي ال��ذي‬ ‫وقـــع��ه األرجنتيـــنــ��ي ليونيـــ��ل‬ ‫ميبس��ي راف��ع رصيده م��ع الفريق‬ ‫الكتالون��يإل��ى‪600‬ه��دف‪.‬‬ ‫فريق ليفيربول بقيادة نجمه‬ ‫المصري سيلعب الكل للكل في‬ ‫محاولــــة لتخطي الفارق ولكنه سيجــد صعوبة‬ ‫كبيرة خاصة وأن برشلونة سيلعب على المرتــدات‬ ‫إلزعاج خصمه واصطياد هدف قد يكون بمثابة‬ ‫رصاصة الرحمة‪.‬‬ ‫وغدا األربعــاء‪ ،‬مباراة أخرى ال تقــل أهميــــة‬

‫ستجمع فريق أياكس أمستردام الهولندي بنادي‬ ‫توتنهام اإلنجليزي‪.‬‬ ‫أصدقاء الدولي المغربي حكيم زياش وبالنظر‬ ‫إلى اإلنجاز المحقق في لقـــاء الذهـــاب بإنجلترا‬ ‫يتوفرون‬ ‫امتياز الملعــــب والجمهور لتخطى الخصـــم‬ ‫والتاهل للمباراة النهائية‬


‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬مـاي ‪2019‬‬

‫العدد ‪992‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫ِ‬ ‫احللقة‬ ‫الأخرية‬

‫لقاءات حوارية في حلقات‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني‪،‬‬ ‫تستحضر تجربتهم في الحياة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وقلبية إلى الماضي والمستقبل‪ .‬تذكرة‬ ‫السفر األولى مع الدكتور عبداللطيف شهبون‪ ،‬أحد أبرز الوجوه الحقوقية والسياسية واألدبية ببالدنا‪ .‬راكم‬ ‫الرجل عبر عمر ممتد تجربة ومنجزا منح فيه رحيقه الروحي‪ ،‬وعانى من جرائه ما عانى‪.‬‬

‫صدار العدد‬

‫إ‬

‫هذا البيت‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫• بدأت سياسياً ثم انتقلت لالنشغال الحقوقي‪ .‬ما هي محطات هذا االنتقال ؟‬ ‫•• من باب االعتراف بالفضل ألهله أقول لك ‪ :‬أنا تلميذ ألستاذين كبيرين في العمل الحقوقي هما ‪ :‬عبد العزيز بناني‬ ‫والمرحوم عبد اهلل الوالدي ‪ ،‬ومن ثمار هذه التلمذة اكتسابي مهارات كتابية وتواصلية تكييفا ومالءمة ومنهجا وصياغة‬ ‫ورؤية ‪..‬فأعددت على مدى ما يقارب ثالثة عقود دراسات حول أجيال من الحقوق سأعمل بحول اهلل على طبعها ألنها مرتبطة‬ ‫بدرجات وعيي في جزء من مسيري ومسير مجايلي ؛ وهي ‪ :‬الديموقراطية وحقوق اإلنسان ‪ ،‬الحق في االختالف ‪ ،‬الحقوق زمن‬ ‫العولمة ‪ ،‬ماضي االنتهاكات الجسيمة لحقوق االنسان بالمغرب ‪ ،‬التربية على حقوق االنسان ‪ ،‬حقوق المرأة ‪ ،‬عمل المنظمات‬ ‫الحقوقية ‪ ،‬االرهاب ‪ ،‬الغرب وحقوق اإلنسان ‪ ،‬عقوبة االعدام ‪ ،‬الفيدرالية الدولية لحقوق االنسان ‪ ،‬التسامح‪ ، ،‬حقوق ذوي‬ ‫الحاجات الخاصة ‪ ،‬تخليق الحياة العامة ‪ ،‬الهجرة وحقوق االنسان ‪ ،‬الحقوق الثقافية ‪ ،‬حقوق نزالء المؤسسات السجنية ‪ ،‬اإلعالم‬ ‫وحقوق اإلنسان ‪ ،‬حقوق اإلنسان ‪ :‬رؤية اسالمية كونية ‪ ،‬المؤسسات الوطنية لحقوق االنسان ‪ ،‬حقوق اإلنسان بالمغرب ‪:‬‬ ‫محطات تاريخية ‪ ،‬هجرة القاصرين أو عبيد القرن الجديد ( وهو أول بحث ميداني في الموضوع أنجزته في إسبانيا ) حقوق‬ ‫اإلنسان في النسق التربوي النظامي وغير النظامي ‪ ،‬اإلصالح الديموقراطي وتعزيز حقوق اإلنسان‪ ..‬وأجريت حوارات حقوقية‬ ‫مع فاعلين وطنيين ودوليين مع المرحوم عبد اهلل الوالدي وأحمد شوقي بنيوب وفيصل الخطيب ومريا ألبريس دي ميراندا‪..‬‬ ‫وترجمت الحوار الذي أجراه الدكتور محمد النشناش الرئيس السابق للمنظمة وعضو هيأة اإلنصاف والمصالحة مع الجنرال‬ ‫أدولفو روبليس اسبينوزا من البيرو‪ ،‬ونشرت الترجمة بجريدة االتحاد بفضل أخي مصطفى العراقي‪ .‬وكان موضوع الحوار‬ ‫مركزا في ‪ :‬مناهضة اإلفالت من العقاب انطالقا من فكرة استعادة التوازن بين الجزاء والقيم وقواعد األخالق العامة؛ نشدانا‬ ‫لدولة الحق بعد إقرار الحقيقة والمحاكمة العادلة لكل األفراد والجماعات والمنفذين والمتسترين والموجهين الفكريين حتى‬ ‫ال يتكرر ما جرى وانتهاج طريق الخير والقانون‪..‬‬ ‫•• وأما فرع المنظمة بطنجة فقد أسسناه بعد مجهود خاص لعزيزنا النقيب األستاذ الطيب الدليرو يوم تاسع أبريل‬ ‫‪ 1994‬بمقر مدرسة الهدى بحضور رئيس المنظمة األستاذ عبد العزيز بناني ونائبه المرحوم ادريس بنزكري وأعزاء من‬ ‫ضحايا ماضي االنتهاكات الجسيمة ؛ خاصة محمد السريفي وزوجته ربيعة الفتوح ‪ .‬وكان مكتب الفرع مكونا من عبد اللطيف‬ ‫شهبون رئيسا للفرع وفريدة بليزيد نائبة للرئيس والبشير البقالي أمينا وعبد الجليل بادو نائبا لألمين وشمس الضحى‬ ‫البوراقي وأحمد الطريبق أحمد والمرحوم الطيب الدليرو مستشارين ‪ .‬ومن الوقائع التي حدثت في هذا اليوم التأسيسي وفاة‬ ‫والدة أخينا العزيز أحمد الطريبق أحمد ‪ ،‬لكنه حرص أن ال يغيب عن حضورجمعنا التأسيسي‪..‬‬

‫عن مؤسسة الفاصلة للنشر صدر الديوان الجديد للشاعر المغربي‬ ‫أحمد هاشم الريسوني ‪ ....‬في سبع ومائة صفحة موزعة عاى سبع عشرة‬ ‫شذرة‪.‬‬ ‫هذا البيت يؤشر على مسرى روحي وجمالي في تجربة الشاعر‪،‬‬ ‫نقتطف منه هذه النتفة ‪:‬‬

‫الخميس العروسْ‬ ‫قلتها ‪:‬‬ ‫الجبلي‪،‬‬ ‫في الطريق‬ ‫ِ‬

‫ْ‬ ‫المقبلة‬ ‫في طريق الطفلة‬ ‫هل اتاك حديث الخميسْ‬ ‫عشبهُ اآلبقُ‪..‬‬ ‫مع ربيعة الفتوح‪ ،‬محمد السريفي‪ ،‬المرحوم إدريس بنزكري‪،‬‬ ‫محمد الجيدي‪ ،‬أحمد الطريبق‪ ،‬عبد الواحد الطريس‪ ،‬مصطفى‬ ‫الدويب‪ ،‬شمس الضحى البوراقي والمرحوم محمد العربي الخنوس‪.‬‬

‫مع المرحوم أبي بكر القادري وعبد العزيز بناني‪.‬‬

‫•• بعد ندوة المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان «االنتقال الديموقراطي وحقوق اإلنسان» وندوة «االختفاء القسري‪:‬‬ ‫أي تسوية ؟» بادرنا للتنسيق مع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان والمنتدى المغربي للحقيقة واإلنصاف بهدف تنظيم‬ ‫«المناظرة الوطنية حول االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان» ‪..‬كنت في ثالثتها مقررا ألشغالها وتوصياتها‪..‬وأهم تلك‬ ‫توصياتها المطالبة بآلية وطنية للعدالة االنتقالية ‪..‬كنت ضمن فريق عمل مركزي لهذا المطلب العزيز وقتئذ وقد ضم‪:‬‬ ‫المرحوم عبد اهلل الوالدي ومحمد الحلوي وعايدة حشاد واسماعيل عبد المومني والرئيسين السابقين للمنظمة خالد‬ ‫الناصري ومحمد النشناش والنقيب الطيب بن علي والمرحوم عبد الرحيم المعداني ومحمد امحيفيظ ومليكة غزالي وشعيب‬ ‫ملوك ومصطفى العراقي ومحمد أولحيان وعبد الجليل بادو ومحمد العمارتي وموالي ادريس الجبلي ‪ ..‬بعد تأسيس هيأة‬ ‫اإلنصاف والمصالحة كنت عضوا مستشارا ضمن فرق عملها ‪ :‬فريق التحريات وفريق جبر األضرار وفريق األبحاث والدراسات‪..‬‬ ‫فساهمت في بناء قاعدة البيانات‪..‬وتدوين محاضر بعض جلسات االستماع الخاصة مع شخصيات سياسية ونقابية وحقوقية‬ ‫وضحايا ماضي االنتهاكات ؛من هؤالء‪:‬المرحوم الكولونيل الهاشمي الطود والبشير ولد محمد الدخيل والمرحوم عبد اهلل‬ ‫العياشي والسيد العماري ( المغترب سابقا بالجزائر) وعبد الواحد معاش والمرحوم عبد الهادي بوطالب والمرحوم أبوبكر‬ ‫القادري ومحمد بن سعيد وموالي عبد السالم الجبلي وعبد اللطيف جبرو وعبد اهلل زعزع وسعيد بونعيالت ولطيفة التازي‬ ‫(زوجة المرحوم عمر بن جلون) ومصطفى العمراني خربوش ( من ضحايا جنان بريشة بتطوان )وغيرهم‪ ، ..‬كما ترجمت‬ ‫بعض تقارير لجن الحقيقة بأمريكا الالتينية ؛خاصة تقرير لجنة الحقيقة بالبيرو(نشرالترجمة عزيزنا مصطفى العراقي بجريدة‬ ‫االتحاد االشتراكي) وعملت أنا والصديق العزيز األستاذ مصطفى الناوي ضمن لجن التحريات ‪ ،‬وال تفوتني الفرصة لتثمين‬ ‫موقف شخصيات كانت ضحية انتهاكات جسيمة لحقوق االنسان وقررت حصر تعويضها في درهم رمزي ( عبد العزيز بناني‬ ‫وأحمد شوقي بنيوب مثاال ال حصرا ) ‪..‬أو آثرت أن تحويل التعويض لحساب المنظمة المغربية لحقوق االنسان ( األستاذ‬ ‫محمد اليازغي) ومبلغه ‪ 350.000‬درهم ‪ ..‬إلى جانب عملي في الجمعية والمنظمة وهيأة اإلنصاف‪..‬والشبكة األورو متوسطية‬ ‫للهجرة كنت خبيرا معتمدا لدى المرصد الوطني لحقوق الطفل وأنجزت معه دراسات ووثائق في دورات ومناظرات‪ ..‬وكان‬ ‫لي شرف تمثيله في لقاءين دوليين أولهما في القاهرة وثانيهما باسبانيا ‪ :‬أعمل حاليا عضو المكتب اإلداري لمركز دراسات‬ ‫حقوق اإلنسان والديموقراطية ‪ ،‬والذي يترأسة الصديق األعز الحبيب بلكوش ؛ أحد قامات النضال الحقوقي في المغرب‬ ‫وخارجه‪.‬‬

‫مع البشير الدخيل‪ ،‬عبد العزيز بناني ومصطفى الناوي‬

‫مع المرحوم عبد الهادي بوطالب وعبد العزيز بناني‪ ،‬وكاتبة بهيئة‬ ‫اإلنصاف والمصالحة‪.‬‬

‫دمهُ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫العدنان ؟‬ ‫بابه األخضر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.