عبد القادر الشاوي ضيف سلسلة «تذكرة سفر» عـدتُ إلى الكليـــة ،نعم .ولم تكن عودتي لمتابعة دراسة تركتها في بداية الطريق إلى الفلسفة ،ولم أعد ألرى وجوها نسيتها وبعضها هـوَتْ وَوَاحدٌ ،على وجه التحديــد، ٌ مناضل طبقيٌّ حالمٌ ذو أوهام .بل قتلــه القمع حين أدرك قامعوه ،بسبب وشاية ،أنه عدْتُ بعد خمسين سنة لمناقشة رواية (بستان السيدة)... الصفحة األخيرة
تحليل لمستويات األجور في المغرب خالل سنة 2019
قـام مكتــب الخبـرة والتخصص في التوظيف ( )ReKruteبنشر آخر تقرير له والذي يتعلق بمسح حول الرواتب واألجور.
المغربية عزيزة جالل
صفحة 13
حوار مع الممثل السينمائي
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
تطل على الجمهور بعد ثالثة عقود من الصمت واالعتزال صفحة 5
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : العدد 995ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثـاء 22رم�ضان 28 / 1440ماي �إلى 3يونيو 2019
محمد بوصبع صفحة 13
حكمة التدبير في المؤسسات والمجالس كلمة الشمال
تعرف بالدنا كمّا هائال من مؤسسات ومجالس ذات صفة استشارية بموجب منطوق الدستور ومفهومه؛ في مجاالت دينية وحقوقية وسمعية /بصرية وصحافية واقتصادية واجتماعية وبيئية وهجروية وتعليمية ومحاسباتية وتخطيطية .. وإذا كانت الحاجة قد أملت وجود هذا الكم االستشاري وطنيا وجهويا ومحليا في ظرفيات سياسية خاصة ،فالمالحظ أن : ـ مهامها تتداخل بشكل مربك مع مهمات قطاعات حكومية.. ـ أداؤها يفرغ األداء الحكومي من فعاليته المطلوبة.. ـ تدبيرها المالي يشكل استنزافا للمالية العامة؛ كراء مقراتها وتعويضات أعضائها وتنقالتهم وأسطول سياراتها. .. ـ بعض أعضائها لهم أكثر من صفة ،في أكثر من مجلس أو مؤسسة ويتقاضون عن ذلك تعويضات هامة.. ألسنا في حاجة الى نهج مسلك أكثر ترشيدا لتدبير المرفق العمومي بدل هذه المسلكيات المتقاطعة مع أنساق الريع ؟ ما جدوى هذه المؤسسات ،وبالدنا تشهد خلال وضعفا في األداء الحكومي ،وأعطابا في البرلمان بغرفتيه ؟ أال تكفينا غرفة واحدة ؟ متى سينتصر منطق الحكمة إليقاف كل هذا االستنزاف العام ؟
2
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
رد على مقال
األستاذ محمد قنديل قرأت باهتمام كبير ما كتبه الصديق الكريم األستاذ الباحث محمد قنديل -حفظه اهلل -عن مقال من مقاالت كتابي «تصويبات لغوية في الفصحى والعامية» ،وهو المقال المسمى «نزوال عند رغبتك أم صعودا إليها؟» الذي سبق أن نُشر بجريدة الشمال (العدد 193بتاريخ 14أكتوبر 2003م) قبل أن يُنشر مع غيره من مقاالتي اللغوية بين دفتي أول ما صدر لي من كتب في العام 2008م. وأشكر للصديق األستاذ قنديل قراءته لتصويباتي اللغوية ،وعنايته بها ،ومناقشته العلمية لواحد منها ،وأؤكد أن مشهدنا الثقافي المغربي محتاج إلى مثل ما كتبه صديقي بتجرد وموضوعية وأدب جم. ولما كان الذي دفعه – أكرمه اهلل – لمناقشة مقالي هو من جنس ما يسكن أعماقي ويحفزني حفزا للكتابة والتأليف، فإني أرى من الواجب العلمي واألخالقي أن أناقشه فيما ورد في مقالته ،متخذا من الحقيقة قِبْلتي العلمية واألخالقية في هذه المناقشة. لذلك ارتأيت أن أجعل مناقشتي في محورين أخصص أولهما لما أوافق فيه الصديق العزيز ،وأفرد ثانيهما لما أختلف معه فيه ،دون أن يعنيَ هذا االختالفُ اعتراضا على شخصه الكريم ،وإنما النقاشُ نقاشُ أفكار وآراء ال يفسد الصداقة والمودة بيننا. أوال :في المـوافـقــات - 1اتفاق في المُسمّى واختالف في التسمية ال بد لي من اإلشارة إلى أن أخي الكريم األستاذ قنديال يصرح في أكثر من موضع من مقالته باتفاق بيننا في بعض القضايا والمسائل ،بل يصرح باالتفاق في جوهر ما ذهبتُ إليه في مقالتي التي يناقشها ،ويذكر أن الفرق بيننا ال يعدو كونه فرقا في عَنْونة ما كتبته في مقالتي «نزوال عند رغبتك أم صعودا إليها؟» .وليس يدل على تصريحه باالتفاق شي ٌء كقوله في ختام مقالته« :وأخيرا أرى أن االختالف بيني وبينه هو في عنوان ماهية ما قام به ،إذ عمله يدخل في باب التفضيل .ولهذا ألتمس من أستاذنا إخراج هذا الفصل من كتاب التصويبات وإدخاله في كتاب «التفضيالت البالغية»». وإني ألشكر ألخي العزيز قنديل هذه المنقبة الحميدة، وهي البحث عن المشترك والمؤتلف في زمن يتسابق الناس فيه على البحث عما يفرق ويوسع الهوة بين األطراف. - 2من فرط االستعمال إلى الصواب المبتذل كما ال بد لي من اإلقرار بأن بعض ما جاء في مقالة أخي قنديل هو كالم صائب كل الصواب ،أوافقه فيه تمام الموافقة، وأقصد بذلك قوله «إن صَيْرور َة عبارة ما مبتذلة من فرط استعمالها ،ال ينقلها من الصواب إلى الخطإ ،وإنما ينقلها من الصواب إلى االبتذال». وبما أني متفق مع صاحبي في قوله هذا ،فإني ال أراه يخالفني الرأي في تدقيقه وجعله على هذا النحو« :إن صيرورة عبارة ما مبتذلة من فرط استعمالها ،ال ينقلها من الصواب إلى الخطإ ،وإنما يجعلها عبارة صائبة مبتذلة» ،فهذا عندي خيرٌ من الصياغة السابقة؛ ألن قولك «وإنما ينقلها من الصواب إلى االبتذال» يُوهِمُ بمغادرتها دائر َة الصواب ،والحال أنها لم تغادر الصواب لفرط استعمالها؛ لذلك رأيت من الحق أن نقول: «وإنما يجعلها عبارة صائبة مبتذلة» بدال من القول «ينقلها من الصواب إلى االبتذال». ثانيا :مـنـاقــشـات - 1في العنوان ُ أول ما أحب مناقشة األستاذ قنديل فيه عنوان مقاله «تصويب التصويب الثاني» الذي أراه غيرَ مناسب لمضمون كالمه .لقد ورد مقالي «نزوال عند رغبتك أم صعودا إليها؟» في كتابي «تصويبات لغوية في الفصحى والعامية» ،وهو كتاب مخصص لتصويب بعض األخطاء .وإلى ذلك يُشير صاحبُنا في عنوانه إذ يقول «التصويب الثاني». وال يعني وصفُ مقالي بـ» التصويب الثاني» سوى أني أنظر في خطإ لغوي ،وأنبّه عليه ،وأقترح تصحيحا له ،وهذا من أهم ما تقتضيه عملية التصويب .ثم يبقى للقراء والمهتمين أن يَحكموا على عملية التصويب بالصحة أو الخطإ ،فمَنْ رآها عملية موفقة أخذ بها ،ومَنْ رأى أني لم أوفقْ في تصويب الخطإ دعا إلى عملية تصويب ثانية ألن الخطأ ما زال واقعا، وهذا ما يُسمى «تصويب التصويب». لكن الناظر في كالم صديقنا العزيز يرى أنه يوافقني الرأي في ذهبتُ إليه – كما تقدم – ويذكر أن االختالف بيني وبينه ال يجاوز تسمية ما قمتُ به ،فهو يسمي عملي «تفضيال بالغيا» ال تصويبا لغويا ،ويقترح عليَّ ،أدباً منه ولطفاً ،إخراجَ ما كتبته من كتاب التصويبات وإدخاله في كتاب «التفضيالت البالغية». وبعبارته الجميلة فمحصول قوله أنه يوجهني ويرشدني إلى الباب العلمي الذي يندرج فيه ما كتبته تحت عنوان «نزوال عند رغبتك أم صعودا إليها». وبناء على ذلك فإن العنوان المناسب لما كتبه أخونا قنديل هو «توجيه التصويب الثاني» ال «تصويب التصويب الثاني»؛ وذلك لكونه ال يَعدّ ما قمتُ به عمال خاطئا محتاجا إلى تصويب .وإذا أنا اقتبست من جميل كالمه قلت :إني ألتمس من أخينا العزيز أن يخرج مقاله من كتاب «تصويب التصويبات اللغوية» ويلحقه بكتاب «توجيه التصويبات اللغوية». - 2في األساس اللغوي للمناقشة ثاني قضية أحب أن أناقشها مع أخي قنديل هي األساس اللغوي الذي ارتكز عليه لتحديد المراد بـ»النزول» و»الصعود» في مقالي. لقد استند صديقنا على معنى ٍّ كل من الكلمتين داخل النص القرآني ،وحصَر داللة كل منهما في المعنى القرآني وحده .يقول« :النزول (مجازيا) واإلنزال ال يكون إال وفيه تشريف، فقال تعالى( :تنزل المالئكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) ،ومقابله في الشرف والتشريف هو العروج ،فقال تعالى:
(تعرج المالئكة والروح) .أما استعمال فعل «صعد» مجردا (وكذلك المصدر) ال يكون إال وفيه الحرج والضيق والرهق ،فقال تعالى( :ومَن يُردْ أن يُضله ْ يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) ،وقال تعالى( :سنرهقه صعودا) ،ومقابله في الرهق والضيق هو الهبوط ،فقال تعالى( :اهبطا منها) من الجنة وما كانا فيه من وسع ويسر ،وقال تعالى( :اهبطوا مصر) للرهق حيث ال يوجد المنّ وال السَّلوى». إن لي على هذا الكالم َ جملة مالحظاتٍ منها: أ -أنه يتحدث عن دالالت األلفاظ داخل النص القرآني، ويَذكر بعض األلفاظ التي ظاهرُها التعارض ولكنها تفيد المعنى نفسَه في اآليات القرآنية ،وذلك كـ»النزول» و»العروج» وإفادتهما الشرف والتشريف ،و»الصعود» و»الهبوط» وإفادتهما الرهق والضيق والحرج. وهذه اإلشارات المفيدة جدا تخص دالالت األلفاظ في كتاب اهلل تعالى وال صلة لها بما ورد في مقالي الذي ناقشه أخي قنديل؛ ألني استعملتُ «النزول» و»الصعود» بغير المعنى القرآني لكل منهما ،كما أني لم أستدل بأي آية قرآنية ُذكر فيه «الصعود» أو «النزول» حتى نجعل من الداللة القرآنية للفظين َ حكما في صواب ما ذكرتُه في مقالي أو عدم صوابه. نعم يتحدث أخي قنديل عن «النزول» مجازيا كما تصرح بذلك عبارتُه ،ولكن هل يُستفاد المعنى المجازي للفظ من الشواهد القرآنية وحدها؟ أال ينبغي استقراء الشواهد غير القرآنية أيضا قبل الخلوص إلى هذا الحكم القنديلي القائل: «إن النزول (مجازيا) واإلنزال ال يكون إال وفيه تشريف» ،وهو حكمٌ غير صحيح بإطالق كما سأبين بعد قليل من داخل النص القرآني الذي احتكم إليه أخي قنديل؟ ب -وأن االحتكام إلى المعنى القرآني وحده يؤدي إلى إفقار اللغة العربية من حيث دالالتُ ألفاظها؛ ألن هذه الدالالت ال تنحصر في المعاني القرآنية كما يُستفاد من كالم أخينا العزيز. ومن المفيد هنا أن أذكر أن العلماء الذين اهتموا بالتأليف في معاني ألفاظ القرآن الكريم لم يُلغوا معاني األلفاظ في غير كالم اهلل تعالى .وهذا الراغب األصفهاني – رحمه اهلل تعالى – لم ُ يَخل كتابه «مفردات ألفاظ القرآن» من الشواهد الشعرية، مع أنه ألفه لبيان الدالالت القرآنية لأللفاظ ،فلماذا يضيّق عزيزنا قنديل واسعا ويحصر الداللة في المعنى القرآني وحده؟ ج -وأن قول صديقنا إن «النزول (مجازيا) ال يكون إال وفيه تشريف» هو قول يحتاج إلى استدراك – حتى ال أقول إنه محتاج إلى تصويب .-وأقترح لالستدراك عليه نصا من «مفردات ألفاظ القرآن» للراغب األصفهاني يقول فيه« :ونزل بكذا ،وأنزله بمعنى ،وإنزال اهلل تعالى نعمه ونقمه على الخَ ْلق، إعطاؤهم إياها ،وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، وإما بإنزال أسبابه والهداية إليه ،كإنزال الحديد واللباس ،ونحو ذلك...ومن إنزال العذاب قوله( :إنا مُنْ ِز َ لون على أهل هذه القرية ِرجْزا من السماء بما كانوا يفسقون)[العنكبوت»]34 / (مفردات ألفاظ القرآن ،تحقيق صفوان عدنان داودي ،ص799 باختصار). فانظر إلى الفرق بين قول صديقنا عن النزول واإلنزال إنه «ال يكون إال وفيه تشريف» وبين قول الراغب األصفهاني: «وإنزال اهلل نعمه ونقمه على الخلق »...وتمثي َله إلنزال العذاب – وهو ليس تشريفا – بآية من سورة العنكبوت ،لتعلمَ أن كالم صديقنا محتاجٌ إلى إخراجه من دائرة اإلطالق وأنه ال يقوم دليال صحة األساس الذي استند إليه في النقاش. د -وأن قوله إن «النزول (مجازيا) واإلنزال ال يكون إال وفيه تشريف» كأنه مستخلص من قول الراغب في كتابه المذكور: «وإذا استُعمل في اإلنسان الهبوط فعَلى سبيل االستخفاف بخالف اإلنزال ،فإن اإلنزال ذكرَهُ اهلل تعالى في األشياء التي نبّه على شرَفها ،كإنزال المالئكة والقرآن والمطر وغير ذلك» (مفردات ألفاظ القرآن ،ص.)832 غير أن مَن يقرأ كالم الراغب في غير هذا الموضع من كتابه يجده يذكر أن لفظ اإلنزال ،داخل النص القرآني ،يكون كذلك في األشياء التي ال شرف فيها كإنزال العذاب على نحو ما سبقت اإلشارة إليه. هـ -وأن اآلية التي جاءت في كالم صديقنا هكذا( :اهبطوا مصر) صوابُها (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) [البقرة،]61 / أي بتنوين «مصراً» .قال ابن كثير« :هكذا هو ٌ منوّن مَصروف. قال ابن عباس :مِصْراً منَ األمصار .والمعنى :أن هذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير في أي بلد دخلتموها وجدتموه» (مختصر تفسير ابن كثير ،دار القرآن الكريم ،بيروت، ط1981 ،07م ،ج ،01ص .)70وقد أورد الراغب األصفهاني الكلمة منونة مصروفة في كتابه «مفردات ألفاظ القرآن الكريم» (ص )832عند االستدالل على أن الهبوط مذكور في كالم اهلل تعالى ُ «حيث نبَّه على الغَضّ» .وال شك عندي في أن العزيز قنديال سَها فلم يُنَوّنها (وليست هذه المالحظة من صميم مناقشة األساس اللغوي في االستدالل القنديلي، ولكن وجب التنبيه ألن األمر متعلق بكالم اهلل سبحانه). - 3في اشتراط القرينة هذا ،ويشترط صديقنا ل َقبول التصويب الذي اقترحتُه في كتابي وهو «صعودا إلى رغبتك فعلتُ كذا» أن يُؤتى بعد المفعول له «صعودا» بقرينة مانعة من انصراف معنى «الصعود» إلى الضيق والحرج .يقول« :يقترح األستاذ الناصري لدرء آفة االبتذال في العبارة المستصوَبة عبارة أخرى هي: «صعوداً إلى رغبتك الجميلة» ،وهو اقتراح في غاية التوفيق، ألن الصعود سيصير عندئذ عروجا لوجود قرينة الجمال ،لكن إذا كان مقترَحُه هو «صعوداً إلى رغبتك» من غير قرينة ،فإن «نزوال عند رغبتك» أحسن». َ اشتراطه قرينة قلتُ :واضحٌ من كالم أخينا العزيز أن الستعمال المفعول له «صعودا» متفرِّعٌ عن حصره معنى الكلمة في داللتها القرآنية واحتكامه إلى هذه الداللة وحدها مثلما صنع مع كلمة «النزول». وبما أني ناقشتُ هذا األساس اللغوي في الفقرة السابقة
أبو الخير الناصري من هذه المناقشات ،فال داعي لمناقشة اشتراطه القرينة ل َقبول تصويبي؛ وذلك ألن نقاش األصول يُغني عن نقاش ما يتفرع عنها. - 4دليل االستعالء يرى أخي قنديل أن قول القائل« :نزوال عند رغبتك« »..ال يدل على أي حركة من األعلى إلى األسفل وال أن قائلها يكون في األعلى يُصدر األمر وال يتلقاه» ،ويؤسس اعتراضه هذا على داللة اللفظ «عند» في اللغة .ثم يميز بين «نزل عند» من جهة وبين «نزل في» و»نزل عن» من جهة ثانية ،مضيفا أن ««عند» عند أهل المعاني قد تأتي بمعنى الظن والحكم والملكية واالنصياع والموافقة والتصرف الحسَن المتوقع من فالن». والواقع أن كالم أخي العزيز ليس فيه ما يقوم دليال على أن التعبير بـ»نزوال عند» ال يدل على حركة من أعلى إلى أسفل. ولو أنه أمعن النظر لتبين أن في كالمه عن معاني «عند» عند البالغيين ما يفيد االستعالء ،وأقصد بذلك قوله إن من معانيها االنصياع والموافقة .أليس من معنى االنصياع الخضوع واإلذعان كما تخبرنا بذلك معاجم اللغة؟ أليس في اإلذعان حركة معنوية من األعلى إلى األسفل؟ أليس المُذعنُ قد تخلى عن رأي كان يَعُده األعلى منزلة و َق ِب َل برأي آخر؟ وفي التعبير عن هذا التحرك من أعلى إلى أسفل قلت في كتابي «تصويبات لغوية في الفصحى والعامية» متحدثا عن تعارض رغبتين (رغبتي في عدم نشر ما أكتبه ورغبة أحد األصدقاء في نشره) وانصياع رغبتي له« :وأذكر ههنا أني كتبت ذات رسالة إلى الصديق عبد اهلل بديع بعدما ألحَّ عليَّ في نشر بعض المقاالت قائال« :صعودا إلى رغبتك الجميلة أبعث إليك بهذا المقال قصد نشره» فجاء هذا التعبير مني عفويا. وعندما أحب اآلن أن أسوغ هذه العبارة و»أمنطقها» أقول إن رغبة الصديق (في النشر) قد غالبت رغبتي (في عدمه) فغَلبَتْها ،وصرتُ كأنما رغبتُه تُملي عليَّ فأنشر .ومعلوم أن حكمَ مَنْ يُملي أن َ يكون في منزلة أعلى من المُمْلى عليه (العلو هنا معنوي)» (ص.)11 ولمزيد من إيضاح معنى االستعالء في العبارة «نزوال عند رغبتك »..أضع بين يدي أخي قنديل وعموم القراء هذا المثال: هبْ أنا كنا على موعد ،ثم التقينا ،واقترح كل منا أن نجلس في مقهى ،فاخترت أنت المقهى (أ) ألنه األفضل في رأيك ،واخترتُ أنا المقهى (ب) ألنه األفضل عندي ،فترتيب المقهيين (أ) و(ب) في ذهنك مختلف عن ترتيبهما في ذهني. وهبْ أن ُكال مِنا تمسك باختياره ،وكان ال بد أن نجلس معاً في مقهى واحد من االثنين ،وحاججَ ٌّ كل منا دفاعا عن اختياره ،ثم قبلتَ أنت باقتراحي ،أفال يكون َقبولك القتراحي واستجابتك له قد جعلك موافقا لترتيب المقهيين كما هو في ذهني ،أي إنك صرتَ مثلي تضع المقهى (ب) في المكان األول والمقهى (أ) في المكان الثاني؟ أليس في استجابتك نزول ذهني منك عن اختيارك األول؟ لعلك تالحظ ،أخي العزيز ،أن معنى الحركة من أعلى إلى أسفل واقعٌ ومتحققٌ ،ولو أنك قلت لي «نزوال عند رغبتك سأجالسك في مقهاك المفضل» لكنتَ بعبارتك هذه معبّرا عن حركة النزول تلك. هذا ،وأما من حيث تمييزك بين «النزول عند» من جهة، وبين «النزول عن» و»النزول في» من جهة ثانية ،فحَسْبي أن أعترض عليه بالقول إن «النزول عند» في العبارة التي نناقشها مرادفٌ «للنزول عن»؛ وذلك بتقدير محذوف في التعبير «نزوال عند» .وبيان ذلك أن العبارة «نزوال عند رغبتك فعلتُ كذا» حُذف منها كالم أذكره في هذه العبارة« :نزوال [عنْ رغبتي، ولكي أكون] عند رغبتك [موافقا لها] فعلتُ كذا» .وبهذا التقدير يزول االختالف بيننا في هذه المسألة فيما أتصور. - 5الهامش الغائب عن النقاش وكعادتي في النقاش ،فإني ال أعُدُّ رأيي دائما هو الصواب الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه ،وال أسعى لفرضه على أحد مع اقتناعي به ودفاعي عنه .لذلك يالحظ القراء ،كما ال حظ أخي قنديل ،أني أستعمل في مقالتي موضوع هذه المناقشة َ الفعل «أظن» فال أقطع الظن باليقين ،وأختم كالمي بالقول «واهلل أعلم» ليقيني بأني بشرٌ أصيب وأخطئ وبأن الحق قد ال يكون مع شخص واحد ،بل مع أفراد كثيرين. انطالقا من ذلك ختمتُ مقالتي «نزوال عند رغبتك أم صعودا إليها؟» بهامش لم يُشرْ إليه أخي قنديل ،وأنقله هنا بنصه الكامل وهو« :يمكنُ القارئَ الذي لم يُعجبْه المفعوالن َ يَعْدِل عنهما إلى مفاعيل أخرى ألجلهما (صعودا ونزوال) أن كـ(استجاب ًة)و(تلبي ًة)و(تحقيقاً)». ولم أضع ذاك الهامشَ إال إليماني بحق الناس في االختالف ،وحق كل فردٍ أن يختار ما تَطربُ له نفسُه من األلفاظ والعبارات الصائبة الرائقة ،ولرغبتي في عدم تضييق مجال القول بمحاولة فرض عبارة واحدة دون غيرها؛ فمَنْ شاء قال «استجاب ًة لرغبتك فعلتُ كذا» ،ومَنْ شاء قال «تلبي ًة لرغبتك (أو لطلبك) فعلتُ كذا» ،ومَنْ شاء قال «تحقيقا لرغبتك فعلت كذا» .ولم يكن قصدي وأنا أكتب مقالتي أن أُلزمَ أحدا بالعدول عن العبارة «نزوال عند رغبتك فعلت كذا» إلى العبارة «صعودا إلى رغبتك فعلته» ،مع اقتناعي بصواب هذا التعبير وحجاجي دفاعا عنه .وإنما هو اختيارٌ شخصي قد يوافقني عليه بعضُ الناس وسيخالفني بعضُهم ،وتلك سُنة اهلل في الخلق، ولن تجد لسُنة اهلل تبديال. خــاتــمـة ختاما أجدد شكري ألخي الكريم األستاذ محمد قنديل على جميل عنايته بكتابي «تصويبات لغوية في الفصحى والعامية»، وأحييه على مناقشته العلمية لمقال من مقاالته ،وأسأل اهلل تعالى أن يحفظني وإياه من كل مكروه ،وأن يشرح صدريْنا للعلم النافع ،ويجعل الحق بُغيتَنا ومطلبنا الدائم ،ويبارك لنا في صداقتنا وأخوتنا ،ويجعلها سبحانه خالصة لوجهه الكريم. وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين.
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات رئيس التحرير :
عبد الإلـه املـوي�سـي هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيـدة الورياغلـي �أ�سامـة الزكــاري ر�ضوان احدادو هدى املجاطـي �أبو اخلري النا�صري عبد احلـي مفتـاح محمد �إمغــران م�صطفى ال�سباعي محمد �سدحــي
اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س :
05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين :
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
درد م�صطفى حجاج
3
دردشة
شة
أتاني مستفسراً عن أبجديات عقد جمع عام. فقلتُ له :األمر غاية في البساطة .فما دُمتَ تتوفر -وأعضا َء جمعيتك -على قانون أساسي ،حددتم فيه أهداف الجمعية ،وهيكلتها ،وشروط االنخراط فيها، و ،...فيمكن أن يكون االنطالق منه .فال بد أن يكون هناك بند أو بنود تحدد أو تفصل القول في طريقة عقد الجمع العام. وبنا ًء عليه أو عليها ،يمهد له بتحديد تاريخ ومكان عقده ،والتنصيص على ًّ ممثال عنها ليوافيها النقط التي ستثار فيه ،وإخبار السلطة المحلية بذلك ،لترسل بتقرير في الموضوع ،وإرسال الدعوات للمنخرطين ،إلشعارهم بموعد االجتماع، وجدول األعمال. وغالب ًا ما يقتصر على قراءة التقريرين األدبي والمالي ،والمصادقة عليهما. فإن كانت هناك نقط إضافية ،كتكريم ،أو تأبين ،أو تقديم شهادات ،أو عرض شريط ،فقد تُضافُ إلى جدول العمل. والذين لهم خبرة في هذا المجالّ ، يركزون على توثيق الجلسة ،صوت ًا وصور ًة وكتابة ،ويخصون المدعوين بالئحة ،يسجل فيها ُّ كل مدعوّ اسمه ،وصفته ،ورقم هاتفه ،وتوقيعه ،لتشكل شهادة جماعية لمن حضر ،ولتظل وثيقة في خزائن الجمعية .فالجمعُ -أيُّ جمع -يعرف ويُوزَن بعدد الحاضرين فيه ،ومكانتهم االجتماعية. ُّ تستهل بكلمة ترحيبية ،يلقيها والجموعُ كلها ،سواء كانت عامة أو خاصة، رئيس الجمعية أو رئيس الجلسة. فإذا كان الجمع العام ،هو المقصود بالسؤال ،فإن الكاتب العام يجب أن يلقي هو أو من ينوب عنه ،التقرير األدبي الذي يكون جامع ًا مانع ًا لجميع األنشطة التي تنظمها الجمعية في الفترة الفاصلة بين الجَمعين العامَّين الفارط والحالي. ثم يأتي دورُ أمين المال ،ليلقي هو اآلخر تقريره المالي الذي َ يفصل فيه مداخيل ومصاريف الجمعية في هذه الفترة ،والرصيد الذي تتوفر عليه. والوثيقتان ،ال بد أن تُكتبا بعناية وتدقيق ،لتُدلي بهما الجمعية للدوائر المسؤولة ،في حالة طلب منحة ،أو تجديد مكتب ،أو تعديل في بنود القانون األساسي. ٌ ٌ وسهل وميسرٌ ،يسيرُ وفق القانون بسيط األمرُ – كما رأيتَ عزيزي السائل – َ وَصل إيداع، الذي أودعته الجمعية لدى السلطات المعنية ،وتسلمتْ في مقابله يسمح لهَا بمُمارسة عملهَا الجمعويّ بهمة ونشاط. قبل ومن بعدٌُ ، واألمرُ من ُ عمل تطوعيٌّ ،يقصدُ به وجهُ اهلل ،ويستهدفُ خدمة الصالح العام.
-
كم تسحره الصور الرومانسية الحالمة للدراجات الهوائية ،وهي تنساب خفيفة براكبيها في حقول القرية ،أو كورنيش البحر أو النهر، أو تحت أضواء المدينة الخافتة ،لذلك التصقت لديه هذه الوسيلة الصافية للنقل كما للترفيه والمتعة بالهدوء والسكينة ،وضبط األعصاب والتريث ،وعندما يصادف إحدى هذه الدراجات تساق كما الدراجات النارية باندفاع وكأنها تروم الطيران لو كان لها جناح، يضطرب وينقبض قلبه ألنه يعرف أن الخطر يحدق بصاحبها أو بغيره عاجال أم آجال إذا لم ترد األلطاف اإللهية القدر. كانت لرفيق رغم هذا اإلعجاب بالدراجة الهوائية عقدة منها، لكنه حرص كل الحرص على تعليم أبنائه ركوبها في الطفولة المبكرة بالتدريج الذي أصبح كالعادة عند جميع األسر التي لها أبناء ،وكان يتملى أبناءه بانتشاء وهم يرتقون في سلم ضبط أسرار التوازن ،كما االرتقاء من الحبو إلى المشي المتقطع حتى المشي الصريح ،فيكبرون في عينه مع إحساسه بأنه قد ساعدهم وساعد نفسه على تخطي عقدته التي تضمر جرحا عميقا. الجرح كبر معه ،فندوبه الزالت مرسومة كالوشم على ذقنه الرقيق وشفته الباسمة؛ لم يكن قد تجاوز الرابعة أو أكثر أو أقل من عمره ،فجسده الغض لم يكن ليتحمل تلك الصدمة المبكرة ،بل إن هذه الصدمة أفقدته وعيه حتى أنه لم يعد يتذكر كيف حدث ما حدث وأين ولماذا ! .المدينة كانت صغيرة ويتعارف أفرادها كما سكان الحي الوحيد ،وأسرته لم تكن مجهولة .أوصله أحدهم إلى بيت أهله كمن يوصل أي أمانة إلى أهلها ،تقاطرت عليه أسئلة أبويه ،رحمهما اهلل، وهما تحت هول ما أصاب فلذة كبدهما آخر العنقود ،بل إن األسرة كلها ارتعبت ،لم يكن رفيق يعثر على جواب ألي سؤال يطن في أذنيه ثقيال
عبد الحي مفتاح
كالجبل ،كان جوابه على جميع األسئلة :ال أعرف؟ ،ولحد اآلن هو ال يعرف كمن تغلبه نار الكؤوس الزائدة. في يوم ما وقد تقدم به العمر ،وانتعشت فطنته ،حكت له أخته القريبة منه ،أن أسرته تقدمت بشكاية للمصالح المعنية ،فربما كان ما كان بسبب تهور السائق الشاب الذي لم يأخذ حذره في مدينة تضاريسها الصاعدة النازلة تسببت في مآسي مرة لراكبي الدراجات أو للمارة أو لهما معا ،لم يكن ألسرته ميل إلى الجدال والصراع ،و هي باقية على هذه الحال ،كما لم تكن متعودة على التسكع في دهاليز اإلدارات المملة المتعبة ،فكان الصلح خيرا بعد مساعي أب الشاب. ينظر رفيق في المرآة كل مرة قبل أن يخرج من بيته ،يحمل ندوبه معه رغم تواريها أينما ولى وجهه ،فقد قر في نفسه قلق من كل خطوة يخطوها خارج عتبة الباب ،ويزيد هذا القلق المقيم في زمن كثر هرجه ومرجه ،وقد انحاز عقله مقاومة أن يتيه في عوالم األحالم والقصص واألفكار ويحلق في حفريات الذكريات ،لكن رفيق يحلم دائما لو كانت له قدرة أن يتيه في عوالمه وذكرياته وهو يدير دواستي دراجته الهوائية بانسياب خفيف على ضفاف األنهار والبحار والوديان، وبين الغابات و الحقول واألشجار ،..إنه محروم من هذه المتعة منذ صدمة الطفولة ،ويعصره األلم الذي تضاعف بحرقة افتقاده لدعوات أمه العفوية ،الصادقة والناصعة ،وللصوت الجبلي الرخيم ألبيه المرتل للكتاب عند بزوغ كل فجر في هذا الشهر المبارك الكريم وغيره من أيام اهلل. انتهى من كتابة قصة صدمته ،فلف هدوء الفجر مكتبته الصغيرة، مسد ذقنه متأمال في الفراغ ،آمال أن يكتب له نسج قصص أخرى لعلها تسعفه في استكمال ما تبقى من الطريق..
مع كتاب اهلل.. )(2/1
عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
تنوير أول : اهتداء بما ورد في كتاب اهلل العزيز من توجيه نحو تالوته بمنطق تدبري واتباعي ـ كما يتضح من معنى قوله تعالى « :الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته« ـ نص الفقهاء على آداب تالوة القرآن الكريم؛ من ذلك : • اشتراط الطهارة • االستعاذة باهلل من الشيطان الرجيم • انتهاج ترتيل يساعد على التدبر • اتباع ترتيب المصحف الشريف • السجود في مواطن السجدات • اتباع ما في القرآن الكريم من نهي وأمر وترغيب وترهيب أستدعي في هذا السياق الداللي ثالث قوالت لمحيي الدين ابن عربي وردت األولى والثالثة في الفتوحات، والثانية في الفصوص : األولى « :إذا قرأت القرآن ،فكن أنت القرآن ؛ لما في القرآن.».. الثانية « :وال يعرف ما قلناه إال من كان قرآناً في نفسه.».. الثالثة « :فمن أراد أن يرى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ؛ ممن لم يدركه من أمته ،فلينظر إلى القرآن ؛ فاذا نظر فيه ،فال فرق بين الناظر إليه وبين الناظر إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ؛ فكأن القرآن انتشأ صورة جسدية يقال لها :محمد بن عبد اهلل بن عبد المطلب ..والقرآن كالم اهلل ؛ وهو صفته ،فكان محمد صفة الحق». تنوير ثان : سمي القرآن الكريم بخمسة وخمسين اسما وصفة.. وسماه رب العالمين بأربعة أسماء في آية واحدة : «صحف مكرمة مرفوعة مطهرة». وورد لفظ القرآن في المصحف الشريف نحو سبعين مرة. تنوير ثالث : القرآن الكريم من الوجهة الشرعية : • وحي إلهي • معجز بأسلوبه • منزل على نبيه الكريم بواسطة الملك جبريل. تنوير رابع : دامت مدة نزول القرآن الكريم ثالثة وعشرين عاما، وكان نزوله منجما ؛ بمعنى مفرقا حسب أسباب النزول ودواعيه.. والحكمة في نزوله منجما تؤكد : • استمرار الصلة بالنبي صلى اهلل عليه وسلم من لدن ربه. • مخاطبة األمة على سبيل التدرج في : ـ إيجاب الطاعات ـ فرض الفرائض ـ ترسيخ العقيدة ـ توطين مكارم األخالق ـ ربط القرآن الكريم بالحوادث والنوازل ـ تأكيد إعجاز القـــرآن الكريم ؛ بانتظــام نزولـه بالمستوى ذاته من اإلعجاز. (يتبع)
الشمال الفني 4
إشراف الفنان يوسف سعدون
العدد 995ـ الثالثـاء 28مـاي �إلى 03يونيو 2019
ذاكرة فيلم
حوار مع املمثل ال�سينمائي
محمد بوصبع السي محمد كيف تمــت أول مـرة عملية التقائك بالسينما كفنان؟
قواعد اللعبة • محمد عابد
ج) طبعا كانت االنطالقة من 2011مع الفيلم الطويل حياة اآلخرين لمخرجته بوشرى بلواد الذي كانت لي اول تجربة سينمائية نالت إعجاب المتتبعين بعد عرضه ما قبل االول في مسرح محمد الخامس بالرباط واألجمل من ذالك نلت إعجاب المشاهدين للفيلم بعد عرضه في المسابقة الرسمية في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وخصوصا من بعض المخرجين الذين هنووني كحسن بنجلون ونبيل لحلو وكذلك بعض النقاد منهم االستاذ عمر بلخمّار الذي قال لي بهذه العبارة (( :فاين كنتِ مخبع؟ نحن محتاجون لوجوه مثلك)) فأخذتها كشهادات اعتز بها دائما. لكن الفضل في كل هذا راجع لألستاذة والفنانة والسيناريست وكاتبة كلمات والطبيبة النفسانية الصديقة سمية عبدالعزيز هي اول من اكتشفني ودفعتني للميدان .والصدفة الجميلة هي مشاركتي المتواضعة في سلسلة دارت ليام البراهيم الشكيري وحكيم القباب التي كانت تبث على قناة ميدي١تيفي والتي كانت من قصة االستاذة سمية عبدالعزيز ولم يكن احد منا يعلم. ما هو الفيلم الذي تجده أقرب إلى نفسك؟
بطاقةتقنية: البلد :فرنسا إنتاج :سنة 1939 سيناريو وإخراج :جان رونوار تصوير :جان باشليه موسيقى :روبرت ديزورومير-جوزيف كوزما الممثلون الرئيسيون :جاستون مودو – مارسيل داليو -جان رينوار -نورا جريجور. يعتبر المخرج السينمائي جان رينوار من بين أهم السينمائيين الفرنسيين ،الذين اضطلعوا بأدوار مهمة في خلق دينامكية سينمائية ببلده ،كما أنه أحـــد أعمــدة السينمـــا المناضلة في عصره. وفيلم «قواعد اللعبة» ،رغم مرور سنوات عديدة على ظهوره ،مازال يحظى بالحضور والبرمجة في المهرجانــات العالمية ضمن فقراتها ،كما أن المهتمين بالحقل السينمائي ،دراسة ونقدا وتدريسا ،يعتمدونه كمرجع أساسي حسب هدف كل متخصص. تعرض الفيلم عند عرضه أول مرة لرد فعل عنيف من طرف المشاهدين والنقاد والموزعين، نظرا النتقاده الالذع للطبقة النافذة والحاكمة بالمجتمع الفرنسي .ومع مرور الزمن أصبح تحفة فنية ،وإضافة نوعية للتاريخ السينمائي، ولهذا االعتبار ،تم تجديد النسخة األصلية سنة 1965بتقنيات حديثة ،كي يحافظ الشريط على جودته. يحكي الفيلم قصة حفلة من الحفالت المنزلية ،التي ينظمها علية القوم من المجتمع الفرنسي ،حيث الخيانات الزوجية ،والنفاق ، والمكر والغدر .وسط أجواء الحفلة ،يكون من
بين الحضور رجالن لم يحسنا أصول اللعبة ، لينتهي بهما المطاف ضحيتان ،فالطيار يحب صاحبة المنزل ،وحارس الطرائد تربكه تصرفات زوجته المثيرة ،ويحرك لديه الغيرة . عبر هاتين الشخصيتين يضعنا المخرج أما زيف العالقات التي تسود المجتمع ،والمبنية على النفاق والخيانة الزوجية واألحاسيس الكاذبة ،ومن خاللهما نتفرج على واقع موبوء وال قيمة فيه للقيم النبيلة ،وتتعمق الرؤية أكثر عندما نكتشف أن الطيار وحارس الطرائد يشكالن حالة نشاز وسط الحاضرين ألنهما ال يعتبران الحب مجرد لعبة ،بل قيمة نبيلة . هكذا أصبحا في نظر باقي الحاضرين خطرا يهدد الواجهة الكاذبة التي صنعوها في أذهان اآلخرين ،وسينفضح أمر فسادهم األخالقي للجميع. ومن بين المشاهد الجميلة والقوية في أن واحد ،هي حفلة الصيد ،التي من خاللها يغوص المخرج في دواخل الشخصيات ويعريها ،فتبدو أمامنا على حقيقتها وهي تتسلى بقتل الحيوانات ،وتتلذذ بمنظر الطرائد وهي تترنح والدماء تقطر منها :يا لها من تسلية قاسية .وبعد مذبحة الحيوانات ،تنطلق في المساء حفلة راقصة ،لتتحول إلى رقصة للموت، وتسقط كل األقنعة ،وتطفو على السطح األلوان المزيفة والرغبات الفارغة . إن فيلم قواعد اللعبة ،هو إدانة صارخة للطبقة الفرنسية الحاكمة ،اللتي كانت سببا في تردي األوضاع إبان اندالع الحرب في أوروبا،لهذا السبب وجد الفرنسيون صعوبة كبيرة في ابتالع ما شاهدوه في الفيلم أول مرة ،لكن الصدمة ستزول ،وسيتصالح الفرنسي المهمش والكادح مع صورت مجتمعه الحقيقية .
ج) الفيلم الذي أجده قريبا الى نفسي هو كيليكيس دوار البوم لمخرجه االستاذ عزالعرب العلوي لمحارزي والذي شخصت فيه دور الكولونيل بمساحة الباس بها لكن بظهور أبهر المشاهدين في جميع مناسبات عرضه الشيء الذي جعل بعض النقاد الذين تابعوا العرض سواء في ما قبل االول بالرباط وخصيصا في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يصفونني بالمفاجأة السارة التي ذكرتهم بالملك الراحل الحسن الثاني مما يدل على مدى إتقان الدور كما اراده المخرج .هذا الفيلم ألقى استحسانا لدى النقاذ عبر العالم لجدية موضوعه ولمصداقية ابطاله فهو قد ترشح واختير في مهرجانات عالمية للمشاركة الرسمية وجب علينا ذكرها وهي كالتالي :الجزائر ومصر وفرنسا وإسبانية وإطاليا وأمريكا وإنجلترا والبنغالديش وسويسرا والهند والنمسا
والبوركينافاصو وروندا وكندا ومهرجان أمنيستي بفرنسا ومهرجان سانت ديكو بكاليفورنيا ومهرجان جنيف الدولي للفيلم الشرقي وال زال لحد االن لم يعرض في القاعات السينمائية المغربية وانا واثق من انه سيلقى استحسانا لدى الجمهور المتعطش لمثل هده االفالم. هذا فيما يخص االفالم السينمائية ،لكن لن أنسى فضل االفالم التلفزية على تعريفي لدى الجمهور المغربي داخل وخارج الوطن .وهنا اذكر اول عمل لي في فيلم تلفزي وهو للمخرج ابراهيم الشكيري بعنوان -لمحبة الزايدة-نال إعجاب الجمهور الذي اكتشفني وبسببه فقدت .l’anonymat hجاء من بعده الفيلم التلفزي لمخرجه عبدالحي العراقي بعنوان -حبائل العنكبوت -والذي زادني حبّا من جمهور شاسع من كل المستويات ،ومما يثلج صدري هي تلك العينة المثقفة كأساتذة جامعيين ،كتاب، شعراء يعتبرون أدواري لها قيمتها المضافة فنيا ويسألونني عن الجديد وهذا جميل ومشجع . ما هو األمر الطريف الذي يطبع عالقتك بالسينما؟ ج) من بين الطرائف ،كنا بصدد تصوير فيلم قصير مع المخرج الشاب علوان منير :في مشهد البني هو يمتطي عربة يجرها حصان ابيض وصاحبها يرتدي مالبس قديمة ثم أوقفنا التصوير من اجل تناول وجبة الغداء .ولما عدنا إلتمام المشهد
وإذا بصاحب العربة رجع الى البالطو وهو قد غير كل شيء من مظهره بعدما ذهب الى الحمام وحلق رأسه ولحيته وارتدى مالبس جديدة بل غير حتى الحصان والعربة ظانا انه في التصوير السابق لم يكن على استعداد عندما طلب منه المشاركة في العمل .وهنا طرح مشكل الرّاكور! ما طبيعة عالقتـــك بالمخـرج أثناء العمل؟ طبيعة عالقتي بالمخرج اثناء العمل هي طبيعة التلميذ باألستاذ ،فانا احرص على ان ال أتدخل في تعليمات المخرج واطبق حرفيا ما يريده في إدارة الممثل إ ّال إذا طلب مني ان أدلي برأيي او ان ارتجل او ان اتصرف بحريتي في دوري ،وعلى العموم إذا اقتنعت بالدور او إذا كان قد نودي على بقناعة من المخرج فاألجواء البد ان تمر بمهنية عالية وبتفاهم تام وهذا هو المطلوب. ما هو تقييمك للسينما المغربية اآلن؟ تقييميللسينماالمغربية هل نتكلم عن الكم او الكيف؟ فالكل على علم بما يجري في بالدنا في هذا المجال .وباختصار شاد، ما زالت أفالمنا تتخبط في ما هو حالل او حرام ،وما زالت تخضع لخطوط الحمراء تفرض على سينمائييننا الرقابة الذاتية لن نطمح أبدا الى العالمية وستبقى
أفالمنا تنتج من اجل المشاركة في المهرجانات والبعض منها لن يعرض اال في ما تبقى حاليا من القاعات المغربية .ثم السؤال الذي يطرح نفسه، بغض النظر عن هده المعيقات ،هل أفالمنا سبق لها ان أنتجت نجوم عالميين؟ لألسف حتى ما لدينا من نجوم ال تسند لها في االفالم األجنبية اذا صورت في المغرب اال ادوار تكاد تمر دون اثارة االنتباه بالنسبة للمثل المغربي او نادرا .إذن من المسؤول ؟ ما رأيك في ما يجري في التلفزيون المغربي فنيا؟ ج) ما يجري في التلفزيون المغربي فنيا بالنسبة للمنتوج الدرامي يقع له ما يقع لألفالم السينمائية معمولة للمستهلك الداخلي ليس إ ّال .وبهذا الشكل لن نصدر اعمالنا لقنوات اجنبية حتى ولو كانت عربية .ولهذا رأيي لن يكون مختلفا عن آراء كل المشاهدين .فانا اقدر كل المجهودات التي يقوم بها كل الطاقم التقني والفني وخصوصا الممثلين الذين يتحملون عبأ كل ما يتطلبه آداء الدور .طبعا لقمة العيش تفرض كثرة الظهور لبعض الوجوه المحترمة والتي استهلكت في اعمال كثيرة ان لم نقل في كل االعمال بل حتى في االشهار وهذا قد يسبب في عزوف المشاهد لكن لكل له عذره وظروفه. كيف تنظر إلى النقـد السينمائي؟ رايي في النقد السنمائي ،انا لست مؤهال ليكون عندي رأي في النقد السينمائي المغربي ،فالناقد
له ما يكفي من المؤهالت ليكون كذلك ،فهو يرى العمل من كل الجوانب وقد تكون لديه مقاييس انا ال اعرفها .لكن من خالل تطلعاتي لبعض اآلراء لدينا نقاد في المستوى غالبا ما يفقدون صديق او صديقة عندما يتجرؤون بكل موضوعية على نقد عمل ما من أعماله حتى ولو كان النقد بنّاءاً وهم قليلون مع العلم ان بعض تدخالتهم في حوارات عبر الصحافة المراية او الورقية او إذاعية يجب قرائتها بين السطور حفاظا على العالقات الشخصية التي قد تربطه بصاحب العمل .فبالمقابل ،وهذا يزعجني ،عندما يكون النقد من اجل الضرب تحت الحزام لغرض في نفس يعقوب والذي قد يادي ذالك الى كالشات ال تنتهي وتسيء الى العمل عن قصد ال لشيء اال لحسابات شخصية. وبعيدا عن كل هذا وذاك ،فيجب قبل كل ان تكون هنا مادة قابلة للنقد .زمان كانت اإلنتاجات قليلة ونقاد كثر واالن اإلنتاجات كثرت نسبيا بمعدل عشرين فيلما سنويا والنقاد قليلون هذا إذا ما تكلمنا عن السينما. ما العمل الفني الذي يتمنى أن ينجزه محمد بوصبع ولم ينجزه لحد اآلن؟ المخرجين الذين ساهموا في ظهوري طبعا تبقى االفالم الطويلة او القصيرة محصورة في جمهورها الخاص وعددهم محدودا .لكن التلفزة تلعب دور كبير في إبراز الممثلو هنا اذكر اول المخرجين الذي تاق بي وهو السي ابراهيم الشكيري
واكثر أعمالي كانت معه كمسلسل دارت ليام الذي كانت تبثه القناة ميدي١تيفي ،ثم مسلسل أربعة من الربعين ثم مسلسل حديدان في كيليز ثم فيلم تلفزي لمحبة الزايدة ثم اخيرا فيلم سينمائي سعيدة ومسعود وسعدون الذي ال زال حاليا في القاعات المغربية .تعاملت كذلك مع مخرجين آخرين منهم عادل الفاضلي ويونس الركاب في مسلسل شيب وشباب ،ثم مع المخرجة زكية الطاهري في مسلسل نعام االال ثم مع المخرج ياسين فنان في مسلسل حياتي الخ. أما سينمائيا عملت مع المخرج ادريس اشويكة في فيلم فداء ومع محمد اسماعيل في فيلم إحباط مع محمد عهد بنسودة في فيلم البحث عن السلطة المفقودة ثم مع عزالعرب العلوي لمحارزي في فيلم كيليكيس دوار البوم .هذا بالنسبة لألفالم الطويلة. أما بالنسبة لألفالم القصيرة بدات مع المخرج محمد كومان في فيلم الطفل والخبز وفي دوار السوليما السماء المدير والمفاجئة لعلوان منير والمسرحية لخالد الضواش الخ... و من آخر أعمالي ،اشتغلت مع المخرج عبدالسالم الكالعي في مسلسل عين الحق الذي بث اخيرا ويعاد بثه حاليا على القنات الثانية 2Mثم آخر آخر أعمالي مشاركة متواضعة في فيلم تلفزي -قلبي بغاه -للمخرج هشام الجباري والذي سوف يبث على القناة الثانية في هذا رمضان. تحياتي هل نكتفي بهذا القدر؟
العدد 995
الشمال الفني
�إلى معتز الإمام يف خلوته املجيدة
بق�ص ل�سانك �أو ًال” “�إذا �أردت �أن تر�سم� ،إبد�أ ِ ّ
هل الكالم عدو الصباغة ،ألنه يناقض روحها الذي هو الصمت ،كان محمود درويش يكتب الرسائل لصديقه سميح القاسم ،ومرة قال إن الرسائل تأكل من مادة الكتابة اإلبداعية ،وأنا أقول لك ياصديقي نفس الشيء ،إن هناك أشياء أخرى تأكل من رصيد الصباغة واالبداع بصفة عامة كالكتابة والوظيفة وااللتزام العائلي او السياسي او االجتماعي الصباغة التحتمل الكالم ،أن تشيح بنظرك إلى شيئا آخر غيرها ،كل تلك األشياء تأكل من رصيد الصباغة وتبطأ حصولها ،الكلمة التى تناسب الصباغة هي التفرغ التام الخالي من اي تشويش على السمع والنظر ،ألن الصباغة كالمرأة ال تغار فقط بل تنتقم لنفسها صدقني الصباغة اذا لم تخلص لها تنتقم منك ،وتجعلك عرضة للشفقة ... أنا أحب الرسم وهذا كل مافي األمر ،أحب الرسم مثل األطفال ،ال أرسم كطفل كبير لست عفويا مثلهم ،ولكن أستطيع أن أقول انني احاكيهم واتحايل على التلقائية لكسر رتابة العقليالصارمة. بالنسبة لمعرضي األخير :إعادة تدوير األنقاض ،كل ما في األمر أنني أحاول أن أتجاوز الصباغة ك ُل ْقية trouvailleواستكمل ما أعثر عنه اثناء الرسم .األمر ال يتعلق ب recyclage «الرسكلة » :إعادة تكريرالمواد ،أي بتأويل تقني أو علمي لمعنى تدوير ،ولكنه أبعد قليال وأعمق، إذ يتعلق الموضوع بمفهوم بصري وفلسفي صرف ،فالمعالجة تتم بصريا ،كيف يمكن أن تبني على األنقاض ،أنقاض األشياء أو اللوحة المخربة ! هل يصح ذلك أم األمر مجرد رؤية نظرية وفلسفية ،في اإلجابة عن هذه األسئلة صباغيا وتشكليا وفي هذا التمرين البصري تتم العملية ،الفوضى البصرية تطلق يدي وتحرر
ـ هرني ماتي�س ـ
خيالي ،من تمثالت الواقع ومالمحه ،كل شيء مدمر أمامي وعلي إعادة بناءه وفق تمثالت ومالمح جديدة ،كما أحاول أن أتجنب به سؤال الموضوع الرتيب ،األمر أشبه بالعودة إلى أصول الشيء والبناء على ما وجدت حتى أصل إلى مافعلت أنا ،استكمال الفوضي هو استثمار لحادثة الرسم والبناء عليها ،هذا االنوع من االشتغال يسمح لي بالعبور من حالة الحادثة accidentوضياع العمل إلى النفاذ إلى جوهر األشياء والجانب الخالص في العمل إلنقاذه واعادة ترتيبه وبعث الروح فيه. موالنا الجميل ،المحبات الزكيات. عبداهلل الهيطوط ،سال الجديدة /19ديسمبر 2016
املغربية عزيزة جالل تطل على اجلمهور بعد ثالثة عقود من ال�صمت واالعتزال • عبد الرحيم الخصار بعد أكثر من ثالثين سنة من الغياب ،عادت الفنانة المغربية الكبيرة عزيزة جالل لتحرك الحنين في قلوب عشاقها ،وذلك عبر ظهورها على قناة mbcأمس األربعاء في يرنامج «اللقاء من الصفر»، لتغني مقطعا من أغنيتها الشهيرة «مستنياك»، ولتتحدث عن حياتها الفنية ،عن البدايات والصعوبات، واإلنجازات والنجاحات ،ثم عن فترة الصمت الطويل. كان ذلك في حلقة حوارية من حوالي الساعة ،من البرنامج الذي يقدمه اإلعالمي السعودي مفيد النويصر للموسم الثالث. عادت عزيزة جالل إلى زمن الطفولة ،إلى االسم الذي منحه لها جدّها ،إلى إعجابها بصوت أمها وتأثرها به ،وإلى الحديث عن مرضها الذي تسبب لها باكرا في ضعف في النظر ،فضال عن الحَوَل الذي كان أقرانها يعيّرونها به خالل مرحلة الطفولة، ألزمها هذا المرض استعمال النظارة الطبية لسنوات طويلة .وبعد إجراء عملية جراحية ناجحة في أمريكا أخبرها األطباء أن بإمكانها إزالة النظارة ،غير أنها لم تفعل ،ألنها صارت – كما حكت في البرنامج -جزءا من شخصيتها. كما عادت إلى زمن البدايات ،حيث طلبت من صديقة ألمها أن ترافقها إلى مقر اإلذاعة والتلفزيون، من باب الفضول فحسب لتصادف لحظة تسجيل برنامج للمواهب الغنائية ،فقدمت نفسها لمنشط البرنامج وطلبت منه أن يسمع صوتها .ليتفاجأ بها وهي تغني له اسمهان ،وسط إعجاب الحاضرين. وبالفعل دخلت عزيزة جالل عالم الفن أواسط السبعينات من باب برنامج «مواهب» الذي كان يشرف عليه الملحن المغربي عبد النبي الجيراري ،والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف ورعاية الكثير من األصوات المغربية التي جايلت عزيزة جالل .بدأت بأداء أغاني اسمهان وشادية ،وبعض القطع الوطنية التي لحنها لها الموسيقار الرائد أحمد البيضاوي ،قبل أن تسافر إلى اإلمارات لتغني للفنان جابر جاسم قطعا اشتهرت بها في تلك الفترة .غير أن انطالقتها الحقيقية كانت في القاهرة مع الفنان محمد الموجي الذي كان أول من تعامل معها من الملحنين المصريين ،لينتفح لها باب الشهرة بعد أن قدمت مجموعة من األغاني مع كبار الملحنين هناك :رياض السنباطي ،بليغ حمدي، سيد مكاوي ،كمال الطويل ،وحلمي بكر .ويعود الفضل في تلك المرحلة إلى الشاعر الغنائي مأمون الشناوي الذي وجه إحدى شركات اإلنتاج إلى استقطاب عزيزة جالل ،بعد سماعه لها وهي تغني اسمهان ،هو الذي تنبأ لها بمستقبل فني كبير.
لم تخب توقعات الشاعر ،وتحولت صاحبة «مستنياك» إلى عالمة كبيرة في تاريخ الغناء العربي المعاصر ،بالرغم من قصر مسيرتها الفنية ،التي توقفت في منتصف الثمانينات ،بعد زواجها برجل األعمال السعودي الشيخ علي بن بطي الغامدي . كتب الشناوي في البداية أغنيتين لعزيزة، ولحنهما الموجي الذي كان سعيدا بسماع صوتها. بدا الرجل كما لو أنه عثــر على كنـز ،ال سيما بعد غياب صوتين كبيرين منتصف السبعينات تعامل معها :أم كلثوم وعبد الحليم .تعاقبت الكلمات واأللحان ،وسرى ذكر السيدة التي تغنيها بنظارتين كبيرتين في كل األقطار العربية .غير أن سقف الشهرة وسقف األداء سيكون مع الملحن العبقري بليغ حمدي وأغنيته «مستنياك» التي ظلت تتردد على مدار سنوات طويلة ،في المشرق والمغرب ،سواء بصوت عزيزة جالل ،أو بأصوات مطربين ومطربات من أجيال متعاقبة وبلدان عربية مختلفة. توقفت عزيزة في حلقة أمس من برنامج «اللقاء من الصفر» عند الكثير من ذكرياتها الفردية والمشتركة ،واستحضرت مرحلة اإلمارات ،حيث أدت أغاني خليجية ،وأشارت إلى الصعوبة التي عانتها مع اللهجة ،وإلى التحدي الذي رفعته في منطقة الخليج، حيث كانت األصوات الغنائية النسوية قليلة جدا. كما سردت تفاصيل حلمها بالوصول إلى
القاهرة ،وعن الصدى الهائل الي خلفته هناك بعد أن قدمت عددا من األغاني الطربية التي حظيت بالشهرة والتداول .واعترفت بأن الموجي هو من فهم صوتها واستثمره بشكل جيد في ألحانه ،كما صرحت أنها مدينة للشاعر عبد الوهاب محمد الذي كان أكثر من غنّت له ،والذي رأت فيه أيضا صورة األب الذي رعاها وسط عائلته ،وفتح لها مكتبة البيت. استعادت بفرح وحسرة ذكراها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ،حيث التقت به ألول مرة وهي تنزل من الخشبة ،ليهنئها ويقول لها« :أنا تسلطنت مع أغنيتك يا هانم» ،وتأسفت كثيرا ألنها لم تغني له .تحدثت عزيزة عن أسماء كثيرة ،لكنها حين وصلت بالحديث إلى رياض السنباطي وصفته ب «العظيم» ،وقالت عن ألحانه« :كنت أحسّ السنباطي في صوتي». ولن تنس عزيزة جالل أن توجه رسالة ضمنية ألهل الوسط الفني ،مفادها أن الفنانة ،مهما بلغت شهرتها ،ال يجب أن تفرّط في أسرتها. كانت عزيــزة جالل تتحدث في برنامج «اللقاء من الصفر» بمرح وخفة ،وكان اإلشراق والفرح واضحيــن على وجههـا ،بالمقابل كان الكثير من محبيها الدين تابعوا الحلقة يتساءلون :لماذا تختفي نجمة أصيلة مثل عزيزة جالل وتصمت هذا الصمت الطويل ،بينما يمأل الكثير من النشاز الساحة الفنية العربية؟
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
ب�ؤ�س املعاهد املو�سيقية
5
يوسف سعدون
قبل حوالي أربع سنوات،حضرت بالرباط جمعا عاما لتأسيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء تلميذات وتالميذ المعاهد الموسيقية بالمغرب ،وكان الهدف من هذه المبادرة هو خلق إطار وطني يوحد جهود جمعيات اآلباء عبر التراب الوطني من أجل المطالبة بتحسين أحوال هذا القطاع،وعكس البيان الختامي لهذا الجمع القلق العام إزاء واقع البؤس الذي تعيشه معاهدنا،وقدم تشخيصا عاما للحالة المزرية على مستوى البنيات التحتية والخصاص المهول في الموارد البشرية ،كما طالب البيان بإعادة االعتبار للعاملين به وتأمين وضعيتهم. وبغض النظر عن ما آلت إليه هذه الفيدرالية،حيث لم يسمع عنها الكثير بعد تشكيل مكتبها اإلداري،فإن واقع الحال يحدثنا عن استمرار الوضع المتدهور للتعليم الموسيقي ،فالمشاكل التي يتخبط فيها عديدةوغريبة في بعض صورها وتتوزع في نقص فظيع للموارد البشرية،وضعف التجهيزات وتدهور البنيات التحتية والشروط الغير المناسبةللتدريس . أولى معالم األزمة تتمثل في منهجية التدريس الموسيقي التي تعتمد على التلقين الفردي ضمن مساحة زمنية ال تتعدى 10دقائق في أكثر األحوال لكل تلميذ ،وهذه المدة القياسية ال تساعد المتعلم على ضبط آليات العزف فيجد نفسه مجبرا على التمرن بالمنزل (معهد تطوان نموذجا). وحين يطرح هذا المشكل مع اإلدارة واألساتذة،يكون الجواب هوانعدام البديل لقلة األطر وكثرة التالميذ. مالحظة أخرى يمكن الوقوف عندها تتمثل في انعدام التجهيزات الحديثة لضمان تسيير إداري مناسب ،حيث الزال التوثيق الورقي معموالبه،،فكل المعامالت ورقية بما في ذلك لوائح التالميذ التي تضبط من خالل بطاقات (كرطونية) وليس بالحاسوب ..فمثال عند رغبتك في تجديد تسجيل إبنك فسوف تستغرق الموظفة وقتا للبحث عن بطاقته بين عدد كبير من البطاقات داخل صندوق خشبي لتسجل فيها المعلومات.ونفس األسلوب يمارس معك حينما تنتقل لملحقة أخرى ألداء الرسوم.وقد يتوفر المعهد في أحسن االحوال على حاسوب واحد رهن إشارة المدير. واما عن التوثيق واألرشيف لحفظ ذاكرة المعاهد فتلك مسألة بعيدة عن كل اهتمام ،فباستثناء بعض الصور لحفالت ومناسبات مثبتة على جدران متصدعة فلن تجد شيئا يوثق لتاريخ المؤسسة واألسماء الفنية التي مرت منها. على العموم ،الكل يتفق على وجود أزمة بنيوية في التعليم الموسيقي بالمغرب بما فيهم المسؤولون .فاالختالالت كبيرة والمعاهد تعاني الكثير سواء على مستوى تنظيم الدراسة وبنيات االستقبال الخاصة وانعدام التجهيزات الضرورية من آالت موسيقية وغيرها..ورغم مبادرات الوزارات المتعاقبةالمتمثلة في إحداث بعض المعاهد وتوظيف أساتذة جدد بنسب ضعيفة جدا ومضاعفة الغالف المالي المرصود للساعات الخصوصية وترميم بعض البنايات ،فالزال الوضع ثابتا،،ويزكيه تلك النظرة التي تعتبر الثقافة عبئا على الميزانية العامة!!! وتعد الموارد البشرية المعضلة الكبرى،الن أغلبية األساتذة يشتغلون بقانون «التكليف» الذي يستند على التدريس بعدد محدد من الساعات،فالنظام الخاص لهؤالء يقضي بتحديد عدد الساعات التي ال تتجاوز 60ساعة في الشهر وبتعويض هزيل عن كل ساعة.وهم ال يستفيدون من امتيازات الوظيفة العمومية من تقاعد واحتساب العطل كأيام عمل مأجورة وعدم انتظام سداد التعويضات.وهم مجبرون أيضا على تقديم تصريح شرف بعدم مزاولة وظيفة أخرى.ومما يزيد من تازم وضعية هؤالء هو تعليق وضعيتهم وعدم استشراف أفق لحلها ،فهم ال يستطيعون االستفادة من اإلدماج ضمن الوظيفة العمومية النعدام المناصب المالية حيث ان نصيب وزارة الثقافة من هذه المناصب قليل جدا ولم يتجاوز في بعض الميزانيات 20منصبا،لدرجة ان بعضهم تجاوز السن القانوني للوظيفة العمومية ولم يستفد من اإلدماج. وهذه الوضعية تنعكس سلبا على مردودية هؤالء المدرسين ونفسيتهم،مما جعلهم يطرقون كل األبواب من خالل تنظيماتهم لكن دون جدوى. وللحقيقة أقول،أنه رغم هذه الوضعية القاتمة،فالعديد من الكفاءات الموسيقية التي تخرجت من المعاهد يرجع الفضل في تكوينها لهؤالء األساتذة المعترف لهم بالتضحية وبالكفاءة. وللبحث عن بدائل لوضعهم المادي المزري،ال يتردد بعض المدرسين في إطار التكليف في االنخراط بجمعيات فنية وبفرق موسقية وبأجواق يشتغل بعضها في حفالت الزفاف وغيرها من المناسبات،وهذا كله من أجل البحث عن موارد مالية موازية.لكن هذه الظاهرة ليست عامة،ألن هناك من األساتذة من يشتغلون على مشروع فني جاد ويعمقون البحث فيه. على العموم ،يمكن القول أن المعاهد الموسيقية هي جزء من أزمةالوضع الثقافي والفني بالمغرب،واليمكن معالجة هذه األزمة إال إذا تغيرت النظرة الرسمية للشان الثقافي/الفني واعتباره قاطرة أساسية للتنمية ومرآة تعكس رقي الذوق الفني العام.فال يعقل في هذا العصر ان نجد مدنا ال تتوفر على مؤسسة للتعليم الموسيقي في الوقت الذي يمكن أن نجد أكثر من مدرسة موسيقية في حي واحد من أحياء مدينة صغيرة بأوروبا.وال يعقل أن نطالب بجودة التعليم الموسيقي من إطار موسيقي وضعيته اإلدارية والمالية هشة وغير مستقرة،لهذا فكل نهضة بهذا القطاع تبدأ باالهتمام بعنصره البشري وتوفير المناخ المناسب في كل فضاءات معاهدنا الموسيقية.
العدد 995
رسائل تطوانية
6
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
من أرشيف الدبلوماسي األديب
سيدي التهامي أفيالل التطواني حفظه اهلل ()15
إعداد وتقديم :الدكتور يونس السباحYounes_sebbah@hotmail.com
تقديم تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ ،باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة ،والفوائد الغميسة النادرة ،التي ال توجد في غيرها ،ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن ،كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً ًّ مستقال بنفسه ،بما تحمله من صادق التعبير ،وجميل اإلحساس ،وحسن اإلنشاء ،وبديع السّبك ،وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط ،ورونق الحرف ،وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية ،والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً ال ،أو بين تلميذ وشيخه ،أو الصديق وصديقه... ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات ،ما تحتويه خزانة األديب الشاعر ،والدبلوماسي السابق ،أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد ،سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل ،وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً ال من الرسائل ،معظمها صادرة عن أفراد أسرته ،كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل ،أو عمه الوزير سيدي محمد بن التهامي ،أو أخيه األديب ،سيدي البشير أفيالل ،أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت. ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية ،ولم يسبق أن رأت النور ،أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس ،استأذنّا صاحب األرشيف ،الشريف المذكور ،في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء ،التي تستأثر بنشرها ،فوافق مشكوراً مأجوراً ،وقمنا نحن برقن هذه الرسائل ،وصنّفناها حسب ّ كل شخص (منه/عليه) ،وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً ،فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير ،والفقيه الكبير ،سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت1339:هـ).
[الرسالة السادسة والخمسون]
[من الطالب السيد محمد أفيالل ،إلى والده القاضي التهامي أفيالل يخبره فيها عن أحوال الدراسة بفاس ،وبعض األحداث التاريخية ،واألخبار العائلية] الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد ،الجدير من الخيرات بكل طارف وتالد ،وإقرائك جميل السالم وجليل التحية واإلكرام ،فقد وافاني كتابك األعز ،أفاد سالمة تلك األحوال ،دامت طبق اآلمال ،أعلمت فيه بتوجيه الشربية ...مع البوسطة ،وانتظار وصول المثمون ،فقد حزت الثمن من البوسطة المذكورة ،ونطلب اهلل أن يصلكم المثمون في أقرب مدة .وباطالعك على ما نشأ من غيظ المحسود في زعمه في جانب حاسده، ومن انتمى إليه ،وعزل ابن العم وتولية والد الحاج نظارة األحباس فاألمر هلل. لقد هزلت حتى بدا من هزالها كالها**وحتى سامها كل مفلس فياليت ابن العم لم يصدر منه ما صدر ،وكان أمر اهلل قدرا مقدورا ،وصاحب المخالت بعد أن نفذ له ما نفذ أعجبته نفسه ،وصار يدم (س) فوصل له ذلك فاغتاظ أيضا ،وذكر أنّه سيكتب لعامل البلد بالقبض عليه عند وصوله ،سيما ومعتمده الجالوي قد نزلت عليه النقطة ،وانظر هل يعيش منها أم ال؟ .كما ورد الخبر لدار المخزن ،وأما أبو األتان فال يلقى (ط) له با ًال ،وكأنه ال يحسبه شيئا مذكورا ،وقد وردت قبيلة الحياينة تطلب العدة والمال للقبض عليه ،فطلبها بتمكين ما دفعه لها موالي عبد العزيز من العدة ،وبعد ذلك تشد له العضد ..لفاس معا ،وأقواله وأفعاله تنبئ بأنه ال يهتم من أمره وأنه يزدري بقدره ،وقد قبض على شريف وزاني ونهب داره حيث أتى يطلب المال والعدة ليعطيهما للقبيلة المذكورة لتقبض على القائم المذكور واهلل أعلم بما فيه المصلحة .وقد عوشرنا األسبوع الفارط ألجل عاشوراء ،وقدم الباشدور الفرنسيس يوم األحد الفارط في رياسة وابهة عظيمتين ،ونزل بدار الجباص وتالقى مع (ط) أمس تاريخه على عادة مالقاة موالي الحسن من كون السلطان راكبا والباشدور راجال ال على عادة المخلوع ،وهو جلوس كل منهما على كرسي مخصوص ،و(ط) نفسه مع األلمان وهو ينقض الفرنسيس النقض التام .و (س) في حيرة عظيمة من هذا األمر لعلمه بسطوة المقبوض ومده يد التعدي في المراسي إن لم يساعد على مطالبه .و (ط) جاهل بذلك مغتر بما يلقيه إليه قنصول األلمان هنا من محبة جنسه له وعزمه على معاونته ،و (س) ال يثق بذلك ،وقد فرض على النكافات شراء الزرابي للباشدور وألف ريال على تجار فاس ،وال تسأل عن بغضهم له وبغضه لهم ،وقد قدم بريشة ونزل بدار (لس) وأهدى له حمل دابة من الفروطة وسلهاما من الملف األبيض ،كما أهدى مثله (لق) وهو يطلب خدمة بحضرتكم إن تيسرت فذاك ،وإال كان محتسبا ،وإن لم يطلب هذه الخطة الثانية .مسلما منا على سيدتنا الوالدة واإلخوة واألختين والصهرين وسائر أبناء العم والطلبة ،ومن هنا الرفيق وأبناء عمه ،والفزاري ،وقد تعذر عليه السفر لتثقيف الحمارة ،وها هو مع بريشة ،والخمال ،والمرير ،وأخريف ،والدليرو ،أو ال يكون إال بلغك خبر الزرزاى الذي قصد (ط) بمدية في يده وما وقع له .والسالم في 12من المحرم فاتح عام 1327هـ. محمد وفقه اهلل.
[الرسالة السابعة والخمسون]
[من الطالب السيد محمد أفيالل ،إلى والده القاضي التهامي أفيالل يخبره فيها عن أحوال رحلته للعمرة ،وما شاهده هناك ،وتفاصيل رحلته ،وتشوقه ألسرته] الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم من المدينة المنورة إلى تطوان العروس بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد ،الجدير من الخيرات بكل طارف وتالد ،وإقرائك جميل السالم وجليل التحية واإلكرام ،والسؤال عن أحوالكم المرضية أدامها المولى وفق األمنية ،فقد أبطأت علينا مكاتبتكم، وأفل علينا نجم خطابكم ،أما علمتم أنها إذا وردت أوردت القلب برد زاللها ،ولعين طيف خيالها ،وسكنت من الجوانح متحرك بلبالها ،وأولت النفوس ارتياحا ،والصدر سعة وانشراحا ،وقد كنا قبضنا من مجادتكم كتابا بتاريخ 16من ذي الحجة فيه بعض الحث على تعجيل األوبة لحضرتكم بسبب ما تخشونه من احتالل عام ،فأقلقنا ذلك أتمّ القلق ،وأورث جفوننا غاية األرق ،ولم يسعفنا إال امتثال أمركم ،وتلبية دعوتكم ،فبقينا هذه المدة ننتظر انقضاء الزحمة ،ونقسم بهذه البقعة المشرفة العبادة ،فطال األمد، والزحمة ما زالت في ازدياد ،خصوصا هذه األيام بسبب أمر السلطان محمد رشاد ،بركوب عدد من الفقراء مجانا ،أعني الذين ال دينار لهم وال درهم ،وبقوا هونا يطوفون باألزقة ،سيركب عدد وافر منهم غد تاريخه وهو يوم الخميس ،وحيث رأينا أن هذه الزحمة النقضاء لها ،اكترينا بابرات 4للواحد واألثقال بالميزان، لكل كيلو بليونان ،ويزنون كل شيء ،وسنتوجه غد تاريخه في رفقة قربا ،وولد الزهراء وولد الموذن ... ومعنا أمة لهم ،ومطوفنا الحريري ،ونحن معهم على نفقة واحدة ،يسر اهلل األسباب وصرف عنا العوائق بحاه خير الخالئق ،وال تسأل عن [ألمنا] من أجل فراق هذه البلدة التي محاسن الدنيا واآلخرة جمعت فيها، وحضرت في نواحيها وأرجائها ،أنفاسنا تتقطع من فراقها حزنا وأسفا ،وعبراتنا تتقطر وجدا ولهفا ،فوا أسفا ثم وا أسفا على فراقه ،وهنيئا ثم هنيئا ألهلها: دار الحبيب أحــــق أن نهواهــــا***ونحن من طرب إلى ذكراهـــا ال تحسب المسك الذكي كتربها***هيهات أين المسك من رياها ال كالمدينة منزال وكفـــى بهـــا***شرفاً حلول محمد بفناهــــــا وها نحن ساعته يسرنا األثقال ،وصبيحة غد تاريخه سنودع قبر المصطفى ونذهب مع البابور ،وا أسفا على مفارقة قبر المصطفى وا أسفا: ً بالنَعيــــم قد اكتــــوى لقلب ا عجب * ** الجوى ذاك انطوى يا قلبُ زُرتَ وما ِ ٍ َ َ ّ زادَ الغــــــــرامُ وزال كــــــل تصبّر *** عالجتهُ قبـــل الزيارَة فانطــــــوى تالل ما شوقـــــي لطيبــــة بعدمــــا ** * زُرتُ الحبيب وقبلهُ إلاّ ســـــــوى هَ ِ فكأنَّني الظمــــآن صادف قطـــــــر ًة ** * فتضاعف الظمأ الشديد وما ارتوى ويرحم اهلل اإلمام البوصيري حيث يقول في همزية المديح: وسمحنـــا بما نحــــب وقـــــد يسـ** *مـــح عنـــد الضرورة البخـــالء ال حرم اهلل سيادتكم من الحلول بهذه الحضرة النبوية آمين .ونطلب من اهلل أن يسر الركوب من بيروت للقدس بحرا فنزور بيت المقدس وقبر سيدنا إبراهيم الخليل .مسلما منا على سيدتنا الوالدة بأتمّه ،وعلى األخوين والصهرين وسائر أبناء العم ،والسالم .في يوم األربعاء 12صفر عام 1330هـ. ومنه :يسلم عليكم شيخنا محمد بن جعفر الكتاني ،وقد استدعانا ساعته للغداء معه بداره. محمد وفقه اهلل .عبد ربه ولدك عبد السالم.
[الرسالة الثامنة والخمسون]
[من الطالب السيد محمد أفيالل ،إلى أخيه السيد البشير يطمئن على حاله] الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله األخ العزيز سيدي البشر حفظك اهلل ورعاك وسالم عليك ورحمة اهلل. وبعد ،وصل عزيز كتابك ضحوة يوم تاريخه فكان وصوله ...األسل ،وخصوصا سيدتنا الوالدة أعز من الماء الزالل لشديد الظمأ ،وصرت مما تضمنه على بال .أما ما قابلكم به األخ سيدي أحمد ابن يوسف من الحفاوة واإلجالل ،فأمر كنا نعتقده وال نحتاج إقامة الدليل عليه ،جزاه اهلل عن الجميع أفضل ما جازى به محبا عن حبيبه ،وكذلك ما قابلكم به الفقيه الجديد السيد عبد العزيز فإن الرجل دائما كثير التحبب لجنابنا فجزاه اهلل عن أفعاله المبرورة خيرا ،وأحسن عاقبتهّ . وأن ما قر عليه رأيك من المقام بمحل االستحمام طول مدة التداوي فهو أمر انشرح إليه صدر سائر األهالي ،وباألخص كاتبه ،وأخوك الحاج عبد السالم ،فإنك شددت الرحلة في هذا الوقت الحرج للتداوي ال للنزهة ،وال شك أن مقامك بمحل الحمّة ليال ونهارا يحصل لسائر جسدك وسائر مسامك حظا وافرا من الماء الكبريتي وروائحه ،وغن كانت العيون تشتهي المناظر البهجة واأللوان تشتهي شم الروائح الطيبة الخ ،وهكذا ،ولكن الوقت وقت ضرورة ووقت التداوي ،حقق اهلل اآلمال ،وعجّل بالشفاء في أقرب مدة ،أما سيّدتنا الوالدة فهي تمطرك سحائب األدعية في كل لحظاتها ،وحالتها وهلل الحمد حسنة ،وعظم هذه المدة تجلس وحدها بدون معين إال اهلل تَبَارك وتعالى الذي أمدّها بنوع من القوة ،وتقضي الحاجة بدون اضطرار إلى مسهل أو حقنة ،كمل اهلل بخير .وتلك اإلبر المستعملة لتلقيح القوى قد تم عددها باألمس بعد أن كانت ملتها بعض الملل. وابن العم سيدي الحسن الغالب على الظنّ أنه يؤم حضرتكم في عاشر الشهر المقبل وفاء بذلك الوعد السالف إن لم يلم به مانع .واألصل شفاؤه .وقد ّ حل أخوك المولى أحمد بحضرتنا بعد أن تغيب 4أياما تجول فيها بأصيال والقصر والعرائش وطنجة ،مسلما على سيدي أحمد ونجله والفقيه المحدث سيدي عبد العزيز والهاشمي الرزيني ،ومنا عليكم سيدتنا الوالدة واألخوان واألختان والصهران والزوجتان أم كلثوم وشقيقتها ،وعائشة وسائر أهل الدار ،والمولى يتمم عافيتكم والسالم .في عشية يوم الجمعة 29 شوال عام 1346هـ. أخوكم محمد لطف اهلل به .أخوكم عبد السالم لطف اهلل به.
[الرسالة التاسعة والخمسون]
[من الطالب السيد محمد أفيالل ،إلى والده القاضي السيد التهامي أفيالل ،يخبره فيها عن أحواله بفاس وماجريات األمور هناك]. وصلى اهلل على سينا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما الحمد هلل بعد لثم تلك الراحة البديعة الحبك ،الرفيعة السبك ،راحة سيدنا الوالد المحترم أعزك اهلل وحفظ جاللة مقامك ،وبلغك من خير الدارين غاية مرامك ،والسالم التام عليك ورحمة اهلل وبركاته. فقد ورد كتابك األعز مفيداً سالمة أحوالكم ،ودوام عافيتكم ...لدي أخبرت فيه بما سر الخاطر ،وقر به الناظر ،وهو خروج األهل للنزهة بجنان ابن العم ،بعد سالمنا عليه ،المزيلة للكدر الناشئ عن دوام اإلقامة بين الحيطان ،فلقد أحسنوا كإحسانك في موافقتهم نجاحك معهم ،هنيئا لكم ،ولقد كنت مهتما بشأنهم أكثر منهم لعلمي بشدة حرصهم عليها ،وعدم المساعد وعجبت من هذا االتفاق وهو أني ذكرت للوالدة في كتابها أن تطلب منك اإلذن في النزهة فوجدها الحال بها والحمد هلل .ال زلتم بفضل اهلل قاطفين المنى ،قائلين تحت ظل الهنى ،وأخبرت أيضا بانحطاط أسعار المأكوالت ،فكذلك هنا ،وبتوجيه شيء من الخليع عند تخليعكم إبان شروع الناس في عمله ،فحبذا هذا المأمول ،وسيطلب الرفيق من والده ذلك ،وقد اشترينا من السمن المذاب ما نحتاج إليه في سبيلك 46للقنطار ،كما أخبرت باطالعك على ما حل بمن أزعجهم النبأ المراكشي الذي صيرهم في حيرة عظيمة ،سيما مع خلو الجراب الذي تضمحل به األمور ،فلقد اختلت تلك الصولة منهم يد الدهر ،وإذ أقتهم حنظل الذل والقهر وأضرمت في فؤادهم غليال ،بعدما وردوا من ماء العز والمهابة سلسبيال ،وتلك عادة اهلل في والة بلغ سيل الظلم بهم الزبى ،وشاعت قبائح أفعالهم شيعان الع َلم فوق الثرى ،فهم اليوم على طريق النوائب قاعدون ،وفي مهد الحيرة راقدون ،وبعد أن حركوا تلك الجعجعة التي لم تنتج لهم فائدة ،وسرد األمير بنفسه جميع جنده على يديه ،وأمر أن يتولى إعطاء المؤنة لهم بعض األجانب من الكفرة ،حرصا على أن يتوصل كل ذي حق بحقه ،وباشتراء الدواب وجميع ما تحتاج إليه الحركة الحت العالمات على أن ذلك محض حيلة مخزنية، عسى أن تخمد نار تلك الفتنة ،وقد شاع هنا أنه أمر العلماء واألشراف بالذبح على أفراك ،يطلبون به عدم خروج المخزن ،وأنهم هم الحاملون له على عدم الخروج ،حتى يشيع ذلك في القبائل ،ويطير اإلعالم ألرباب الفتن ،ويلتمسوا له عذرا في عدم الخروج ،وهيهات هيهات .وقد أباحت الجرائد بمكنون سرهم في سائر األمصار .وأما القراءة فقد مضت هذه المدة في البطالة أحب من أحب وكره من كره ،وما برحنا في تسويف االفتتاح حتى افتتحنا يوم األربعاء قبل أمس تاريخه ،ولما أن ذهبنا للقراءة يومه أخبرنا بأن العلماء الكبار اتفقوا على االفتتاح يوم األحد غد تاريخه ،فتأخر عن القراءة كل من افتتح إال سيدي محمد القادري واألمر هلل ،ويا ليت لو كان لهذا التأخير سبب ،وإنما هو محض كسل عم الطالب والمطلوب ،وقد توجه شيخنا العالمة زهري زمانه ،وابن سيرين أوانه ،سيدي محمد بن جعفر بعد أتم سالمه عليك للمجاورة بطيبة المشرفة على ساكنها أفضل الصالة وأزكى التحية ،وقد ودعنا أحسن وداع وكنا قبيل سفره نتردد إليه للدار بكثرة تبركا ،عمنا اهلل من وابل فضله ،وقد رأيت أن أستبدل نصاب مختصره بنصاب سيدي أحمد الفياللي هو في النكاح قبيل المحل الذي وقفنا عليه في الخيار بنحو انصباء ،غير أني سأحضر نصاب سيدي أحمد بن الخياط آخر الشهادات حتى يصل المذكور لذلك المحل ،وإن كان يتعذر ذلك عند قصر النهار ،ألنه عند فراغنا من نصاب القراءة يكون سيدي أحمد الفياللي قد قرأ جملة واحدة من نصابه ألنه بين األول والثاني وهو 8ساعة ومن هنا إلى أمد قصره يظهر ما يكون .وأما التلخيص فسأستبدله باأللفية على سيدي عبد السالم بناني بسرد األشموني ،وهو واقف في باب أبنية أسماء الفاعلين إلخ ولم نجد تلخيصا مفتتحا إال تلخيص البلغيثي آخر فن البيان ،ولو كان أوله ما تركته وهذا ما ظهر لي وللرفيق اآلن ،وإن كنا إلى اآلن لم نشرع ،يسر اهلل لنا ما فيه صالحنا وألهمنا لما فيه نفعنا ،طالبين منكم صالح الدعاء ،مسلما على اإلخوة واألختين والوالدة ،وتجاوبني وال بد ،وأبناء العم وسائر القرابة ،والصفار ووالد الرفيق ،ومن هنا نجله والخمال والركينة وسيدي أحمد بن يوسف ،وهو اليوم مشتغل بزفافه ،وصبيحة الجمعة اآلتية سيبني بزوجته وفق اهلل بينهما والسالم .في 20ربيع الثاني عام 1325هـ. محمد وفقه اهلل.
7
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
إقليم العرائش :تخليد الذكرى الرابعة عشرة الطواف وخطبة إلطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اجلمعة القصر الكبير
• بقلم :عبد الخالق العطار
عبد العالي بن ربوحة تحت شعار “التعليم األولي ،رافعة للتنمية المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري»، احتضن مقر عمالة «العرائش ،يوم الجمعة 17 ماي 2019حفل تخليد الذكرى الرابعة عشرة إلطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي تميزبتقديم مجموعة من األنشطــــة بإقليمالعرائش وقد أشـــرف عامل اإلقليم ،العالميــن بوعصام على انطالقة الحفل ،كما حضر هذا اللقاء رؤساء المصالح األمنية واإلدارية وبرلمانيون ومنتخبــــون وفعاليات مدنية وجمعوية. وأبــرز السيد العالميــن بوعصــام ،في كلمة ألقاها خالل هذا الحفل مجموعة من المعطيات واإلحصائيات حول حجم مساهمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعرائش في دعم العديد من الجمعيات والمنظمات الحاملة للمشاريع باإلقليم ومساهماتها الفعلية والمباشرة في الرفع من أداء مجموعة من التعاونياتوالجمعياتالمهنية. وبعد عرض فيلم وثائقي حول منجزات المبادرة على صعيد اإلقليم ،توافقت عدد من المداخالت على مدى مساهمات المبادرة في إطالق مشاريع مدرة للدخل وتحسين مستوى المستفيدين والرفع من كفاءة الفاعلين خاصة بهيئات الحكامة المحلية. بعد ذلك قام السيد العالمين بوعصام عامل إقليم العرائش بتوزيع تسعة عشرة حافلة للنقل المدرسي في إطار برنامج تثمين رأس المال البشري لألجيال الناشئة .بالعالم القروي. وبعد ها التنقل السيد العامل إلى جماعة الساحل رفقة وفد رسمي هام ضم مختلف
فعاليات اإلقليم من منتخبين وسلطات محلية ورؤساء مصالح خارجية وأعضاء اللجنة اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجتمع مدني حيث اشرف على تدشين ملعب القرب بمركز جماعة الساحل المنجز في إطار البرنامج األفقي. قبلأنيتوجهمباشرةإلى جماعة أوالد أوشيح حيث قام بتدشين وحدة للتعليم األولي في إطار برنامجتثمينراسلمالالبشريلألجيالالناشئة. والجدير بالذكر أن السيد العالمين بوعصام عامل إقليم العرائش وفي إطار دعم التمدرس
األولي الذي يؤطر شعار احتفاالت الذكرى الرابعة عشر النطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد قام يوم 03ماي الجاري بتدشين وحدات دراسية للتعليم األولي ،المشروع الذي يدخل في إطار برنامج تهييئ وتجهيز وعمل 38وحدة دراسية للتعليم األولي بإقليم العرائش . وفي اختتام هذه األنشطة التي تخلد للذكرى الرابعة عشرة النطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نظم على شرف نزالء دار المسنين بالعرائش حفل إفطار جماعي حضره السيد العامل و الوفد المرافق له .
األسبوع الثقافي و الفني و الرياضي العشرين للثانوية اإلعدادية وادي المخازن بالعرائش
في إطار فعاليات األسبوع الثقافي والفني والرياضي العشرين للثانوية اإلعدادية وادي المخازن بالعرائش ،نظم نادي المشاتل لإلبداع التالميذي يوم الجمعة 3ماي 2019 أمسية شعريية شارك فيها الشواعر والشعراء : أمل األخضر ،فاطمة مرغيش ،نجية األحمدي ، إلهام الزايدي ،إدريس علوش ،محمد بنقدور الوهراني ،محمد عابد ،وأحمد حجيري .وقد افتتحت األمسية بكلمة لرئيس المؤسسة ذ
محمد الهاشمي رحّب فيها بضيوف المؤسسة ،تلتها قراءات شعرية للشواعر والشعراء خيمت عليها روح الشاعر الراحل محسن أخريف. الفقرة الثانية خصصت لإلبداع التالميذي، يحيث قرأ التالميذ نصوصهم الشعرية التي جاءت تتويجا لورشتين أطرهما الشاعر محمد عابد خالل الموسم الدراسي .وقد تخللت األمسية قصائد مغناة من أداء مشترك بين الفنان محمد المصباحي والشاعر محمد عابد وأ غنية من أداء تلميذات المؤسسة.
نشير إلى أن تقديم األمسية كان مشتركا بين منسقة النادي ذة فتحية البو وبعض منخرطيه الذين قرأوا قصائد من اختيارهم للشواعر والشعراء الضيوف .وفي األخير فقداختتم هذا العرس الشعري بتوزيع الجوائز على التالميذ المبدعين وتقديم شهادات التقدير للشعراء المشاركين مع ورود المحبة التي تعتبر تقليدا لنادي المشاتل
ع .ب .ر
من يقصد بيت اهلل الحرام حاجا أو معتمرا البد وان يسترعي نظره؛ ويأخد من اهتمامه ـ طواف المؤمنين في كل األوقات حول الكعبة المشرفة وليس هناك استثناء ؛ فالوقت كله عبادة هلل عز وجل. وال نستثني من أوقات الطواف كلها سوي وقت أداء الفريضة بحيث ال نستثني أيضا ـ كما هو مشاهد ـ حتى وقت خطبة الجمعة ؛ بحيث نرى ونشاهد المؤمنين يطوفون حول الكعبة واالمام يخطب يوم الجمعة ؛ وال يتوقف الطواف اال في فترة الصالة المكتوبة فقط . فما هو الطواف ؟ ولما ذا كانت له هذه المكانة في العبادة ؟ جاء في سورة الحج اآلية 29قول اهلل تعالى « وليطوفوا بالبيت العتيق « وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم « الطواف صالةِاال أن اهلل احل فيه النطق ؛ فال ينطق اال بخير « وبما ان الطواف صالة فيشترط له الطهارة ايضا. وهناك ثالثة أقوال عن وفت الطواف :انه يجوز الطواف بعد الصبح والعصر ،وانه يمنع وقت طلوع الشمس ووقت غروبها ؛ وثالث األقوال أن الطواف مباح في سائر األوقات. وروى احمد وأبو داود والترمذي وصححه أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال « :يابني عبد مناف ال تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت ،وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار « . كما أن الطواف أنواع أربعة :طواف القدوم أو الدخول ،وطواف االفاضة بعد رمي الجمرة يوم النحر ،وطواف الوداع في فريضة الحج ،وطواف التطوع او التحية ؛ وفي العمرة :طواف واحد هو طواف القدوم .ويجب بعد الطواف السعي بين الصفا والمروة اال في طواف التطوع وطواف الوداع . ويشترط أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام وبسبعة أشواط على ان يكون البيت على يسارالطائف . ونشير هنا الى أن طواف التطوع عبادة نادرة لدا يجب على من قصد بيت اهلل الحرام االكثار من ِاتيانه ألنه يتعذر التقرب الى اهلل تعالى به في غير هدا المقام المقدس . والطواف تابع لالحرام لمن دخل مكة المكرمة :فبعد أن يقصد المحرم الحجر األسود ويقف حذاءه يشرع في الطواف ،وقد اعفي من أداء ركعتي تحية المسجد اد تحيته هي الطواف بالبيت الحرام باستثناء واحد ادا أقيمت الصالة المكتوبة فيجب آنئذ اتباع االمام لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« :اذا أقيمت الصالة فال صالة اال المكتوبة « . واذا أقيمت الصالة المكتوبة فان الطائف يقطع طوافه ،ويكمل ما بقي من أشواط بعد أداء الصالة دون ان يستأنف الطواف من اول شوط ،وكذلك العمل لمن احدث أثناء الطواف ، فانه يتوضأ ويبني ،وال يستأنف الطواف وان طال الفصل؛ ويمكن اذا شاء قطع طوافه ألداء صالة الجنازة فعل ،ويقضي ما بقي من أشواط طوافه بعد ذلك . بعد طرحنا لموضوع الطواف بايجاز يمكن أن نأتي بفذلكة عن صالة الجمعة وخطبتها لنقارن ظروف أداء هده الفريضة في بيت اهلل الحرام وظروف أداء الطواف في نفس اللحظة. يقول اهلل تعالى « :ياايها الدين آمنوا ادا نودي للصالة من يوم الجمعة فاسعوا الى دكر اهلل ودروا البيع « {الجمعة } 9؛ واألمر هنا على الوجوب ،وانها فرض عين عند الجمهور ،اال أن قوما من العلماء ذهبوا الى أن صالة الجمعة من فروض الكفاءات . وهناك شروط إلقامة الجمعة أهمها العدد واالستيطان أواالقامة ،فاالستيطان لم تشترطه الظاهرية حيث أوجبوا الجمعة على المسافر في حين أن الشرط األول وهو العدد لم يأخذ به أبو حنيفة بمعنى أن صالة الجمعة واجبة بدون عدد وال إقامة أو استيطان ،ومع ذلك اتفق المسلمون على أن صالة الجمعة لها ركنان هما الخطبة والركعتان بعدها . واعتبر االنصات للخطبة واجبا وسقط وجوب تشميت العاطس ورد السالم ولذا كان حمد العاطس سرا وعدم افشاء السالم أثناء الخطبة من صلب االنصات .اال أن االستثناء الوحيد الذي يظل قائما وواجبا في نفس الوقت هو أداء النافلة الواجبة تحية المسجد ؛ فهل كل من دخل المسجد واالمام يخطب يوم الجمعة
عليه بأدائها ام ال؟ ذلك أن الحديث الثابت عن رسول اهلل صلى اهلل وسلم عليه وآله وصحبه ـ المروي عن مسلم « :اذا جاء أحدكم المسجد واالمام يخطب فليركع ركعتين خفيفتين «وأكثر روايات مسلم تقول « :أن النبي صلى اهلل عليه وسلم أمر الرجل الداخل أثناء الخطبة أن يركع ،ولم يقل اذا جاء أحدكم « لذا ال ينبغي أن يكون الخالف حول النص وال اآلخذ بالقياس وال بالعمل في الموضوع . وادا نظرنا الى قول الشافعي وأحمد يتحقق لنا أداء تحية المسجد ركعتين خفيفتين قبل الجلوس لقوله صلى اهلل عليه وسلم لسليك الغطفاني عندما دخل المسجد يوم الجمعة والنبي صلى اهلل عليه وسلم يخطب فجلس ـ «أصليت يافالن ؟ قال :ال ،قال « :قم فاركع»، وفي رواية « :قم فصل ركعتين» وفي رواية « : صل ركعتين» وفي رواية « :إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ـ وقد خرج االمام ـ فليصل ركعتين» وفي رواية « :واالمام يخطب قليركع ركعتين وليتجوز فيهما» .وهذه الروايات كلها في صحيح مسلم، وهي صريحة في سنية صالة تحية المسجد . وأما تأويل من قال :إن أمره صلى اهلل عليه وسلم لسليك بالقيام ليراه الناس وهو في حالة من االحتياج ليتصدق عليه فباطل لصريح قوله صلى اهلل عليه وسلم « اذا جاء أحدكم يوم الجمعة واإلمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما « فهو نص صريح ال يتطرق اليه تأويل ،وال تصح مخالفته ؛ وهذا بالنسبة لمن دخل المسجد واالمام يخطب ؛ أما من كان في المسجد واالمام قد بدأ في القاء خطبته فال يجوز له القيام ألية صالة وحتى اذا كان في صالة خففها كما قرر ذلك الماوردي وأبو حامد الغزالي. هدا واذا أخدنا بتأويل الحديث ،بأن المخاطب كان بلباس غير الئق ؛ وكان غرض النبي صلى اهلل عليه وسلم أن يشاهده الحضور على تلك الحالة ليتصدقوا عليه كما سبق االلمام اليه فهو مبرر غير صحيح ألن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كل أقواله وأفعاله سنة ؛ فيكون وقوف الفقراء والمحتاجين أثناء أداء خطبة الجمعة السنجداء الناس ،واستجالب عطفهم سنة صحيحة تنطبق عليها شروط السنن المؤكدة ،وستصبح المساجد آنذاك أشبه بمالجئ خيرية ،ومراكز لتوزيع الصدقات على المحتاجين ،فتفقد قدسيتها وبالتالي قدسية خطبة الجمعة ؛ وهذا منكر من القول والفعل ؛ اذ يجب ان يؤخذ كل تأويل ألحاديث الرسول عليه السالم ماخذ العقل والصالح والفائدة لسواد األمة اال سالمية وانارة المحجة البيضاء لدين االسالم الحنيف . مما تقدم يمكن ان نقارن بين الطواف بالبيت الحرام أثناء خطبة الجمعة سواء أكان طواف حج أوعمرة أو تطوع وبين تحية المسجد وباقي النوافل ـ فنجد ان الحديث الصحيح الذي يقول « :ادا قلت لصاحبك يوم الجمعة واالمام يخطب :أنصت ـ فقد لغوت « ( رواه الجماعة اال ابن ماجة ) وفي حديث الحق « :ومن لغا فال جمعة له « ـ استثنى فقط تحية المسجد للداخل واالمام يخطب استنادا لألحاديث الصحيحة الواردة والتي ال تحتاج الى تأويل ـ كما سبق القول ـ أما عدا هذه الحالة فان كل األعمال واألقوال تعتبر لغوا ،وقد تبطل صالة الجمعة برمتها. بمكن أن نستنتج أيضا أن ما دون تحية المسجد يعتبر لغوا لو كان رد السالم الذي هو فرض ،وكذا تشميت العاطس ،وبالتالي فان الطواف أثناء خطبة الجمعة وان لم يعتبر لغوا ألنه عبادة اال أن لكل عبادة شروطا لصحتها ، وهي أشبه بمن يصلي متوجها الى غير القبلة أو يصوم دون مراعاة وقت بدء الصوم وال وقت نهايته ،واهلل ال يعبد بجهل كما يقال . بناء على ماسبق ،فانه يجب على المسلمين الذين يقصدون بيت اهلل الحرام أن ال يطوفوا حول الكعبة أثناء أداء خطبة صالة الجمعة الن االنصات لخطبة الجمعة واجب كما أنه ركن في صالة الجمعة ـ لذا تعتبركالصالة المفروضة الن الطائف يقطع طوافه ألداء الصالة المفروضة فكذلك يجب عليه أن يقطع طوافه لالنصات لخطبة الجمعة والتدبر لما جاء فيها من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول األمين صلى اهلل وسلم عليه وآله وصحبه .
8
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
في سبيل فلسفة التعليم العمومي • بقلم :عبد المجيد اإلدريسي
ت
ربويات
الوكالة الوطنية لمحاربة األمية: مخطط إصالحي للقضاء على األمية في المغرب • عبد الغني بلقاسم
...لكيْ يتحو َ َّل التلميذ من متلقي إلى فاعل إيجابي .فالغرض من المنهج التربوي هو تعلم كيفية العمل (نظرية كوزيني أن المدرسة تنخرط في تمديد السلوكات اليومية .كما يُطلقها المحدثونَّ ، ) ،إذ يؤكد ّ أن التلميذ يتعلم عبر أنشطة اللعب ،أيْ إلعب وأنتَ (الطفل) تعمل ،لكيْ يحقق ذاته في تحويل العمل إلى مُتعة من أجل اإلبداع .وقد يتأتى ذلك لعدم االكتظاظ في األقسام وفي اتساع ساحات المدارس ،بمنهج دراسي يعمل على تنظيم أنشطة اللعب والتربية على المواطنة ،لمنح المدرسة العمومية إمكانات فعلية ماديا وإداريا ،من أجل القضاء على التخلف .بتخطيط استراتيجية علمية على المدى المتوسط ،لتلك الفتحة التي سوف يدخل منها نور العلم ْ . وأن ال تزعم «الدولة» ّ أن ميزانية التعليم أعيتها ،فاثاقلت في تمويل مشروع التعليم. وتركته بين أيادي القطاع الخاص بما فيه التعليم األجنبي الستنزاف أموال الطبقة الوسطى ،وإثارة انعدام التكافؤ بين أبناء المغاربة .للنهوض بالعلم والفكر ،وهو رأس المال المأمول السير به على الطريق األمثل للقضاء على األمية والجهل .وقد ُّ ونستدل على ذلك ،لمجموعة من األنشطة تُعدُّ مدرسة سكينة بنت الحسين من بين المدارس العمومية النموذجية بتطوان، التربوية التي تعكف ،بكل ما تُفضي إليه نظرية «كوزيني» ،بتوازن مع المادة العلمية .إذ نلمح صالح هذه األنشطة في صورة خرجات تربوية وتثقيفية إلى - :متحف المقاومة وجيش التحرير إليصال خيط نسيج بين الماضي الجهادي بتضحيات جسيمة لآلباء واألجداد من أجل االستقالل والحرية ،من أجل أن ينعم أجيال الحاضر من أبناء المغاربة بثمار تلك المقاومة للحماية الفرنسية واإلسبانية - 1 .زيارة إلى مركز الفن الحديث وهو متحف عصري ،إليقاظ ملكات األطفال في صباهم للتعرُّف على سحر الفرشاة لرسامين مغاربة وأجانب يُبدعون لوحات فنية تلتقطها ذاكرتهم في أبهى صورها – 2.للتنقيب على ذاكرة التأريخ القديم على موقع «تمودة» األثري ،في األيام الخوالي ل «موريطانيا طانجيطال» .على ضفاف نهر «المحنش» الذي يصبُّ في البحر األبيض المتوسط بمرتيل .سافر التالميذ على قوارب نهرية عبر الزمان إلى القرن الثالث قبل الميالد ،وكانت أشرعتها تتالطمها األمواج واألرياح العاتية في بحر الظلمات .إلى القرن األول قبل الميالد ليشاهد التالميذ نقود برونزية صُكتْ باسم «البونية» وبأسماء ملوكها ،وهي المدينة «المورية» بُنيتْ بنسيج عُمراني «هيليني» ،التي كانت لها ميناء على وادي مرتيل إلى ْ أن رست القوارب «مرورا بأزمنة الزمان»على ضفاف المتحف األثري «تمودة» في زمننا هذا .عاش التالميذ ساعات من الزمان الغابر بين أزمنة التأريخ القديم على أديم «تمودة» األثري ،التي تعني ،المستنقع المتصل بمجرى البحر --3. من بين الخرجات العلمية ،عاش التالميذ دراسة ميدانية لجمعية «حنان» لإلحتكاك باألطفال ذوي اإلعاقة .من أجل التعرُّف على هؤالء األطفال في وضعية اإلعاقة ،الحترام الفوارق البشرية كنوع من الثراء والتنوُّع في الجبلة اإلنسانية .ثم احترام قدراتهم وكرامتهم والحفاظ على هويتهم .وقد اطلع التالميذ على مجموعة من األوراش إلعادة تأهيل األطفال .فهو تخطيط واقع علمي إلدماجهم في المجتمع .فهذا الواقع هو المعلم األوَّل والفكر هو المعلم الثاني من اندماج المعاق إلى الطفل السوي .وقد تتوفر المدارس العمومية للنوابغ الذين يتم اختيارهم من بين التالميذ ،وهي ثمرة سلوكات تربوية يومية التي أنتجتْ تلميذتين متفوقتين ،إذ استوقفتني نتيجة هذا الفوز كقيمة مضافة وكلبنة لهذا الصرح المعرفي .نلتقي نحن تالميذ األمس البعيد عند قارعة زمانين مختلفين ،وكلما افترق جيل مماثل لسابقه إال وجمعت بينهما المادة العلمية ،وألكثر من داللة .فأراني أستقرئ مستقبل تالميذنا من أجل تدريسهم شتى العلوم ،الحتوائهم المكانة العلمية الالئقة التي نحن في أمس الحاجة إليها في مغربنا العزيز ليتبوأ مقاما رفيعا بين األمم .فتلك النبثة الطيبة سوف تؤتي أكلها رغدا بإذن ربها .التلميذتان هما نهى الشعيري وروان القيطوني مع مؤطرهم األستاذ يسن العيساوي ،إلحرازهما الجائزة األولى على الصعيد الوطني من بين أربعة آالف تلميذ وتلميذة .وهذه نبذة عن البرنامج الذي تناول فيه األستاذ يسن العيساوي (المؤطر)الشرح بتفصيل تقني . ألق تلميذتي مدرسة سكينة بنت الحسين في المسابقة الوطنية للبرمجة باستعمال برنامج سكراتش • برنامج سكراتش :هو برنامج مخصص لألطفال يتم من خالله تعلم مبادئ البرمجة والتعامل معها بطريقة سهلة وميسرة ،حيث يتميز البرنامج بواجهة مبسطة من ثمانية أزرار ،كل زر يحتوي على مجموعة من األوامر التي تخص الكائن المراد برمجته منها تحريكه أو تغيير لونه أو تشغيل صوت له أو مظهر ...مما يتيح للمتعلم إنتاج فيديو أو شريط تفاعلي أو لعبة إلكترونية أو غير ذلك . • مثلت مدرسة سكينة بنت الحسين مديرية تطوان في هذه المسابقة الوطنية والتي دارت أطوارها إقليميا في مؤسسة سكينة بنت الحسين حيث تم تأطير 72تلميذة وتلميذا مما أسفر عن تأهل التلميذتين روان القيطوني ونهى الشعيري لتمثيل المديرية جهويا • جرت أطوار المسابقة الجهوية باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتطوان حيث قام الفريق ببرمجة شريط تفاعلي يهم مجالين اثنين :مجال السالمة الطرقية ،ومجال البيئة ،مما أسفر عن تأهل الفريق وانتزاع بطاقة العبور للدور النهائي بقاعة الملتقيات الوطنية والدولية بالرباط. • يوم 25أبريل 2019هو يوم الحسم ،حيث تم استقبال المشاركين من كل األكاديميات الوطنية المشاركة في المسابقة، وتمت عملية الفرز العشوائي إلحدى المجاالت التي سيتم التباري عليها والذي كان حول السالمة الطرقية. • دخل المشاركون إلى القاعة المخصصة للتباري وبدأوا ببرمجة مشاريعهم في مدة ال تتجاوز ساعتين ،بعد ذلك تم اإلعالن عن الفائز بحضور السيدة مديرة جيني والسيد ممثل الوزارة والسادة ممثلو أورونج. • حصلت مدرسة سكينة على الرتبة األولى وطنيا ،حيث نال المشروع إعجاب جميع أعضاء لجنة التحكيم الذين عبروا عن سعادتهم بإنجازات جميع المتعلمات والمتعلمين عموما .
تعتبر مشكلة األمية من أهم العقبات التي تواجه التنمية االجتماعية واالقتصادية ،وهي أهم مظهر من مظاهر التخ ّلف ال مهماً اإلنساني .وتشكل الزيادة السكانية المستمرة عام ً من عوامل تفاقم المشكلة ،خاصة في ظل القصور السياسي في مجال محاربة األمية ،وعشوائية التخطيط ،وارتفاع معدالت الهدر المدرسي نتيجة ضعف التعليم ،وقلة األبنية المدرسية، وعدم التطبيق الفعلي إللزامية التعليم ،باإلضافة إلى عدم توزيع الخدمات التعليمية بين المناطق القروية والحضرية... والمغرب واحد من البلدان الناشطة في مجال محو األمية، وتجربته في محاربتها تعود إلى بدايات االستقالل مع حملة المليون مستفيد التي نادى بها المرحوم محمد الخامس .لينتقل تدبير ملف منظومة محو األمية ،على التوالي ،إلى قطاع التعاون الوطني ،ثم إلى الوزارة المكلفة بالشؤون االجتماعية سنة ،1991ليحال بعد ذلك على وزارة التشغيل والتكوين المهني سنة ،1997ثم وزارة التربية الوطنية من سنة 2002إلى سنة 2013؛ حيث تم إحداث الوكالة الوطنية لمحاربة األمية طبقا لظهير سنة 2011تحت رقم 1.11.142بتنفيذ القانون رقم 38.09القاضي بإحداث الوكالة ،وإقرار الهيكلة التنظيمية لها على المستوى المركزي والجهوي واإلقليمي؛ استجابة لما يتطلبه تحقيق أهداف منظومة محو األمية من فعالية ومرونة في التسيير والقدرة على تعبئة المتدخلين غير الحكوميين في مجال محاربة األمية ،وتعزيز وتطوير الشراكات في إطار تعاقدي مع اإلدارات والمؤسسات العمومية ،والجماعات المحلية، والمؤسسات الخاصة وكذا مع المنظمات الغير حكومية ،والبحث عن موارد لتمويل برامج محو األمية وتطوير التعاون الدولي الثنائي والمتعدد األطراف. والجدير بالذكر أن الوكالة الوطنية لمحاربة األمية انطلقت من نفس أهداف إستراتيجية سنة ،2004الرامية إلى تقليص نسبة األمية بالمغرب إلى 20في المائة سنة 2021و 10في المائة سنة ،2026والقضاء على أمية الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15و 24عاما ،ثم تعزيز عملية االنتقال نحو قرائية تأهيلية ومتعددة األساليب عن طريق؛ توسيع نطاق التدخل ليشمل الفئات االجتماعية والمهنية األكثر حرمانا ،خاصة العنصر النسوي، والمناطق األكثر احتياجا .وإرساء مسالك بين محو األمية وأنظمة التكوين المهني والتأهيلي. وباعتبارها قطب الرحى في منظومة التكوين ،فإن الوكالة الوطنية لمحاربة األمية ،من خالل ما سطرته من مخططات في مجال محاربة األمية ،أعطت أهمية لبناء البرامج والمناهج؛ حيث تجتهد في االستثمار والتنظيم االندراغوجي وفق مقاربات تربوية حديثة تتماشى وانتظارات المستفيدين؛ لتمكينهم من االنخراط في مسار التعلم واالندماج في سيرورة التنمية المستدامة. وبذلك تم التركيز ،في بناء المنظومة ،على برامج محورية هامة، تتمثل في برنامج محو األمية ( القرائية من أجل التمكين) ،وبرامج ما بعد محو األمية ( برامج القرائية من أجل التأهيل) ،وبرنامج الشباب (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15و 35سنة) ،الذي تم إعداده في إطار دعم االتحاد األوروبي لإلستراتيجية الوطنية لمحاربة األمية ،وبرنامج محو األمية بالمساجد الخاص بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية الرامي إلى تمكين المستفيدين من التعلمات األبجدية األساسية ،ثم التعلمات الوظيفية والمهنية المؤهلة للعمل المنتج واالنخراط في مسلسل التنمية ،إلى القرائية التأهيلية للتعلم مدى الحياة .ثم برنامج األمية الوظيفية الخاص بقطاعات الصناعة التقليدية والصيد البحري والفالحة. ونظرا ألهمية الموضوع ،وكذا ضيق المجال الذي ال يسمح بالمزيد من التفصيل ،كان البد من ربط االتصال بالسيد عبد العزيز فياللي صدوق ،المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحاربة األمية ،إلجراء حوار معه حول الموضوع ،سنعمل على نشره في العدد الموالي بحول اهلل تعالى ،لإلجابة على مجموعة من األسئلة التي تتعلق بواقع األمية بالمغرب عموما وبجهة طنجة تطوان الحسيمة خاصة ،وبهيكلة الوكالة الوطنية ،واإلستراتيجية المتبعة للقضاء على ظاهرة األمية بالجهة ،وعن اإلشكاالت اإلكراهات التي تعترض سبيل برنامج محاربة األمية...
العدد 995ـ الثالثـاء 28ماي إلى 03يونيو 2019
سالش
امللحق الثقايف
9
الكتابة واألب
لقطة ذهنية نهرِّبها من انشغاالت الكتاب المغاربة والعرب ،نرغب من خاللها في أن نعرف الدالالت التي تتركها في حياتهم «وجودات صغيرة» تصاحبهم على الدوام. هذا «السالش» يحاول أن يستحضر المعاني الممكنة المرتبطة بــ «الكتابة واألب».
القاصة لطيفة لبصير الشاعر عزيز أزغاي
موالنا سيوران سيوران موالنا
مل �أكن يوما �صاحب كرامات وال كانت يل مزارات يف الوقت ال�صعب. �أعلى تلة و�صلها بيا�ضي كانت على قما�ش مهمل، ويف كل مرة، كنت �أعيد ت�سلق املتع مخفورا بقطيع من الأوهام. وحني �أعود �إلى الياب�سة كانت تتقدمني خطاياي، ج�سورة، مثل وعول تنزلق من على منحدر، حيث ال �أحد كان يف انتظاري ب�سكرة القناعات. حتى ال�صحاري التي بال خطيئة مل تغمز يل يوما باللطف املطهر ر�أ�سي �سقطت يف قرن بال ملعان. وعلى امتداد هذا العمر كنت �أ�شيخ ب�إيقاع نائم ك�أمنا منت يل كوابح يف موا�سري الأعوام. يف احلياة املا�ضية تعلمت الرق�ص على وتر �سالب وكان كل ما ي�صهر احلديد يعاجلني بطول البال. �آه يا موالنا �سيوران، �أيها الواقف فوق تلة الكنز مثل قر�صان بال �ضغائن، من �أين �أتيت بكل هذا البيا�ض الذي يبز الأدغال؟ من �أي بئر فا�ضت طلعتك الغمي�سة، ك�أمنا ت�سحب خلفك قطيع فراغ؟ �أنا مثلك ،يا عمنا �إميل� ،رصت بال قرار �أن�صت �إلى وحدتي وهي تنمو بال ماء، ومن طول غيابي عن خيمة احلياة بت �أتعرث يف �أع�شابها املرة، و�أن�سى �رسيعا كيف �أحزن، وبوترية �أ�رسع �أجترع نبيذ املحاولة يف �صحة الأذكياء.
الكثير من المشاعر المتناقضة التي ورثتها هي التي تتصارع اآلن في حضن الكتابة أعتقد بأن مفهوم األب يتغير عبر العصور ،فقد كان على عهدي األب الذي يشبه آباء كل أصدقائي يجمع بين الرقة والعنف ،وكنا متصالحين مع هذا النوع من األبوة. حين تفتحت أزهار حياتي وجدت أمامي مكتبة أبي التي كانت تحتوي على الكثير من الكتب المتنوعة ،وهي التي قادتني ألقتفي أثر الكتابة ،وكان هو يدرك ميولي األدبية منذ ذلك الحين ،فشرع يهدي لي بين الفينة واألخرى العديد من الروايات والقصص ،حتى أن الكثير من الروايات الدسمة قرأتها في طفولتي .وكنت أنغمس فيها الى حد الذوبان، وفي بعض األحيان كان ينظر إلي بتلك العين األخرى ويسألني ماذا أقرأ ،ثم يتابع الصفحة التي أكون منهمكة في حبرها، ويرى العديد من الكلمات التي ال تروق له مثل الحب أو الهوى أو نقط الحذف ،فيتأفف من ذلك وكأنه ليس الشخص الذي اشترى تلك الكتب... وهي ما يعتمل بداخل األبطال الذين لبسوا الورق...
هكذا أحبُّ الشاعر سامح درويش
أحب، هكذا � ُّ كلماتي، � ْأن حُت ّبني َ � ْأن تُق ّبلَني، هر هكذا � ْأ�شعاري فت َْظ َ جُم ّر َد �أ َثرٍ ل ْأحمر ّ ال�شفاهِ . **** أحب، هكذا � ُّ غر � ْأن � ْأ�صغُ ر و� ْأ�صغر و� ْأ�ص ْ أ�صري حتّى � َ زهرة يف اخلَ الء، ِقامة ْ ب َ ا�س ٍم بال ْ ٍ �سياج. أ�صي�ص وال وال � ْ يكْ فيني �أريجِ ي تويجي و َبتالتي، و ك� ِأ�سي و ْ ياح يكْ فيني َح ُ الر ِ نان ّ هنالك، الر ْبع الفَ�سيح. يف ّ أحب، هكذا � ّ � ْأن �أن�سى من �أنا، زهرة يف اخلَ الء. أ�صري ْ و� َ **** أحب، هكذا � ّ علي، � ْأن ُيت َِّم احلرف ْ ْ بهجتَه ّ أحب ، ف� َ كما � ّ أكون َ النبع، �أنا ْ اجلدول، �أنا ْ امل�صب. و�أنا ُّ
العدد 995
الشمال الثقافي
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
10
دراسة الغرابة وأشكالها في المجموعة القصصية
«يحدث في تلك الغرفة » 1
المهدي أيت بعراب .2جمالية القبح
لطيفة لب�صري تمهيد تتعدد األشكال التعبيرية التي يرتضيها اإلنسان لنقل أحاسيسه ومختلف تشظياته ،في عالقته بالذات واآلخر ،وبالعالم ،وتبقى القصة القصيرة من األجناس التعبيرية التي يجد فيها العديد من المبدعين ضالتهم اإلبداعية ،لما لها من قدرة هائلة على احتواء أفكار اإلنسان، وتفريغ متخيله في وعاء قصصي إبداعي. تحفل الخزانة القصصية المغربية بمجموعة من المجاميع المائزة ،سواء من حيث بناؤها ،أو من حيث الموضوع المطروح ،ولعل من أهم ُكتَّاب هذا الجنس السردي بالمغرب نجد؛ القاصة لطيفة لبصير ،التي أصدرت مجموعة جديدة تحمل عنوان :يحدث في تلك الغرفة ،وتضم القصص اآلتية: اسمي فان كوخ -هزال -شفتان -أنا ال أريد أن أنام -التباس شبح فرويد -ارتجاج -طعمه المالح -هلوسات -حداد -اهتزاز -تبسمستحاول هذه الورقة الوقوف عند المشترك بين هذه القصص ،بعيدا عن مقاربتها بشكل تجزيئي ،بهدف رصد العناصر التي تميز هذا البناء القصصي الذي شيدته القاصة ،أي أنها ستعتمد قراءة أضمومية لهذه المجموعة بالمعنى الذي قدمه «روني أودي» لهذا المفهوم،2 بعيدا عن تناول كل قصة على حدة ،إنما االهتمام بالخيط الناظم بين كل قصص المجموعة، وهو الغرابة ،حيث قدمت لطيفة لبصير في مجموعتها عالما تخييليا يتسم بالغرابة واالبتعاد عن الواقع ،ما جعل من هذه الغرابة تتخذ أشكاال مختلفة؛ ستعمل الورقة على رصدها ،وهي كاآلتي: المكان والزمان :تغريب المألوف جمالية القبح غرابة األهواء -
.1المكان والزمان :تغريب المألوف تضفي القاصة على الفضاء القصصي طابعا غرائبيا ،إذ تنطلق من األمكنة الواقعية المألوفة ،لكنها تستعملها بطرق غير مألوفة ،ما يجعل من عملية القراءة عملية فك لشفرات النص ،خاصة الجانب المتعلق باألمكنة ،التي تلعب دورا أساسيا داخل كل قصص المجموعة ،فال الغرفة غرفة ،وال المستشفى مستشفى ،كلها أماكن واقعية، لكنها انتقلت إلى عالم الغرابة ،متخذة أشكاال مختلفة ،لم يعهدها القارئ. كما أن أزمنة المجموعة تخضع لتشاكل الواقعي بالمتخيل ،مما ينتج عنه تغريب هذا الزمان ،الذي يتأرجح بين الماضي والحاضر والمستقبل ،فال تستقر القاصة على زمن دون غيره ،بل تستعمل كل األزمنة في لعبة سردية قصصية ،بمثابة لغز يسعى القارئ إلى حله ،فتارة تتم العودة إلى الماضي لمحاكمته ،وتارة أخرى يتم استشراف المستقبل، ليجد القارئ نفسه بين زمن غريب لم يألفه. سعت لطيفة لبصير في تغريبها للزمان إلى جعل القارئ يستشعر اختالف المجموعة، محطمة بذلك أفق انتظاره ،إذ ابتعدت عن النمط التقليدي في الكتابة الذي يعتمد دَم الزمن الخطي والمكان الواقعي ،إلى اعتماد زمن مركب ،ومكان واقعي لكنه يُ َق ّ بطريقة غير واقعية.
يُطرح سؤال القبح بشكل كبير داخل المجموعة ،كأن لطيفة لبصير في مجموعتها تهدف إلى خلخلة التمثالت المسبقة لدى القارئ ،حول مفاهيم الجمال والقبح ،مما يجعلها تحمل مفهومين متقابلين من سياقهما االعتيادي إلى سياق آخر ،يبعث على االرتباك واالستغراب. تضع القاصة القارئ في موقع تلقي القبح ،إذ يصير مألوفا ،هذه األلفة التي تخلق بين القبح والقارئ ،هي التي تضفي عليه طابعا جماليا ،فيصر القبيح جميال نتيجة لالعتياد الذي يخلق معه. تجاوزت لطيفة لبصير في عملها القصصي هاجس اإلبداع نحو إعادة بناء المفاهيم والرؤى بواسطة اإلبداع ،فكأنها تقدم أطروحة مفادها؛ أن الجميل ليس جميال ،إنما األلفة التي نخلقها معه هي التي تجعله جميال ،وبالتالي فإن القبيح يتضمن جمالية على اإلنسان اكتشافها ،كما اكتشفتها أغلب شخصيات المجموعة القصصية.
.3غرابة األهواء
إن الغرابة المهيمنة داخل المجموعة القصصية «يحدث في تلك الغرفة» ،ليست مقتصرة على عالم األفعال فقط بل تجاوزتها إلى عالم األهواء ،خاصة أن العالم القصصي السردي إنما 3 هو مزيج من عوالم عدة :عالم األفعال ،عالم الرغبات ،عالم األهواء... يعد الهوى عنصرا رئيسا في البناء القصصي ،ألنه الدافع نحو إنجاز األفعال ،إذن ،فإن كل برنامج سردي يقابله برنامج هووي ،4وكل ذات من ذوات العمل القصصي يسيطر عليها هوى معين ،لكن ،المختلف في هذه المجموعة هو أن الذوات ال تخضع لهوى معين ،بل تعيش في توتر هووي ،حيث يتضارب داخلها هوى الحب ،باإلعجاب ،والخوف ،واالنتقام ،كلها أهواء تجاوزت مرحلة اإلثيسيات.5 يحضر الحب بوصفه هوى في عدد من قصص المجموعة ،ونذكر على سبيل التمثيل القصة الموسومة بـ «أنا ال أريد أن أنام» التي يتجلى فيها الحب بشكل غريب عن المعتاد ،إذ يقوم المُحِبُ باستخراج محبوبته من القبر ،جاء في القصة« :مزقت الكفن األبيض كله وأخرجت ّ جسدها الندي برفق ،ألبستها قميصا ورديا ذا أكمام طويلة زاهية وسروال جينز ممزقا من على الفخذين» (الصفحة ،)39يظهر الحب بشكل مختلف عن المألوف ،إن الحب داخل مجموعة لطيفة لبصير حب غريب لم يعتده القارئ ،وعلى نفس المنوال ،تم تشييد مختلف األهواء األخرى، التي قد تدفع القارئ إلى التساؤل عن سر هذا االختالف الحاصل بين األهواء في العالم الواقعي واألهواء في المتخيل القصصي للطيفة لبصير.
.4تركيب
في النهاية ،يمكن القول ،إن لطيفة لبصير استطاعت في مجموعتها القصصية «يحدث في تلك الغرفة» أن تقدم للقارئ بنا ًء قصصيا يتأسس على الغرابة ،التي تتخذ أشكاال متعددة، وتحضر في عناصر مختلفة ،سواء على مستوى الموضوعات ،أو الفضاء ،إضافة إلى األهواء التي تسيطر على الذوات. وبهذا تكون القاصة قد جعلت قارئ المجموعة يستشعر الغرابة ،ويبحث جاهدا عن فك شفرات هذا العمل القصصي ،الذي يُعَدُّ تكملة لمسار قصصي بصمته لطيفة لبصير ،منذ مجموعتها األولى إلى اآلن ،مسار ينماز باالختالف واإلبداع ،والتجريب اإليجابي ،لما فيه خدمة لإلبداع القصصي المغربي ،بصفة عامة.
ــــــــــــــ
1ـ لطيفة لبصير ،يحدث في تلك الغرفة (مجموعة قصصية) ،الفاصلة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى2018 ، .المهدي أيت بعراب :باحث من المغرب. .لطيفة لبصير :كاتبة وباحثة من مواليد الدار البيضاء ،أستاذة في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،حاصلة على دكتوراه الدولة في األدب الحديث ،نشطت برنامج الصالون الثقافي في قناة الدوتشيه فيله بشراكة مع قناة المغربية ،تكتب عمودا قارا في مجلة نساء من المغرب ،كما تكتب مقاال ثقافيا شهريا في جريدة االتحاد اإلماراتية ،شاركت في العديد من الندوات الدولية كما ترأست العديد من لجان الجوائز ،لها مجموعة من اإلصدارات ،نذكلر منها :رغبة فقط (مجموعة قصصية) ،ضفائر (مجموعة قصصية) ،أخاف من(...مجموعة قصصية) ،عناق (مجموعة قصصية) ،محكيات نسائية لها طعم النارنج ،سيرهن الذاتية :الجنس الملتبس (كتاب نقدي). 2ـ ينظر :روني أودي :من أجل قراءة أضمومية للمجموعة القصصية ،ترجمة عبد المجيد جحفة ،ضمن مجلة قاف صاد ،العدد ،6سنة .2008 3ـ ينظر كتاب :عثماني الميلود ،العوالم التخييلية في روايات إبراهيم الكوني ،دار النايا ،الطبعة األولى2013 ، 4ـ ينظر كتاب :ألجيرداس جوليان غريماس ،سيميائيات األهواء :من حاالت األشياء إلى حاالت النفس ،تر سعيد بنكراد ،دار الكتاب الجديد ،الطبعة األولى .2010 5ـ مفهوم سيميائي يعني األحاسيس التي تنتج عنها األهواء.
الشمال الثقافي
العدد 995
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
وصايا الموهيكان
منذ كان ً حلوا البحر
الشاعرة وداد بنموسى
سنيا الفرجاني :تونس
- 1كنــتُ أشبــهُ الموهيكـــانــة األخيرة وأنا أسلم ذلك المفتاح الحديدي الثقيل ،المعلق على صدري منذ أزيد من عشرين غيابا ،وألف نداء وخمس ميتات، أسلم المفتاح وقلبي يصرخ بعنف بأسماء القتلة ،أسلم المفتـــاح وفمي يبْصق مرارات ومذاق فواكه محرمة ،وكلمــات حب قيلـــت في لحظات أخيــــرة ،أسلم المفتاح وبي ما بي من تلظي ،كأني كنت ِّ أوقع على خاتمة الغلط ،وترتجف روحي من هول الوداع ،أكان لزاما أن يحدث كل هذا يا «ثييو»؟ أن أسلمك المفتاح تحت هذه الشجرة النحيفة الوحيدة العجوز، وفِي هذا الحرِّ بالذات ،وعلى وقع هذه الموسيقى التي ال يصل منها سوى رجفة وتر يلفظ أنفاسه األخيرة ،لقد كنا ال نخطئ فريسة الوقت يا «ثييو» ،نهرق ساعات طويلة تحت ورقة توت ،ونسمع صهيال قادما من أحراش نائية ،ونسمع صفيرا خفيفا كنّا نعبر منه إلى ابتسامة لعوب ..مفتاح باب ،مفتاح سجن ،مفتاح صندوق أسرار ،مفتاح درج فيه قارورة خليط روح العطور ،مفتاح قلب فاجر... فاجر «ياثييو» أيها الشيِّق ،خذ المفتاح ب ُقوة...
- 2واآلن ...وأنت تتحسس بقايا هذه الجراح الغائرة ،أنصت قليال يا «ثييو»، كل جرح سيحكي لك تفاصيل ال قدرة لك على تصورها وال على احتمالها ،انت ال تعرف كيف نجوتُ ،كنت اردد مرارا عبارة قاتلة هي التي أنقذتني :لوذي بالفرار... كنت اعتبر دائما بأن الفرار قتل للروح، موت معتمد ،لكن لم يكن لدي سبيل آخر سوى هذا الفرار اللعين ،أحيانا كنت أركب أحزاني وأحلق في سماء النحيب، بجناحين قطنيتين كنت قد تحولت من رهينة إلى جوابة آفاق ...أحيانا كنت أسكب الصراخ في كأس وأشربه دفعة واحدة..في أحايين كثيرة كنت أهرب بالتجديف في ميـــاة السديم ،بقـــارب مثقوب ومجداف يئن أكثر مني ،وكنت أواصل....مرارا وَجدوا جسدي تحت رمال اليأس..لكنني نجوت ،بمعج<زة نجوت، واالن لدي معجزة ..وهذا أمر مدهش.. مذا تقول يا «ثييو»؟ لم أسمعك جيدا، هل تحدثني عن الحب من جديد ..هل أنت معتوه؟ «ثييو» هو أخ الفنان العالمي فان غوغ ،وقد كانت بينهما مراسالت جمعت في كتاب شيق.
على سطح القيامة يحدث هذا اآلن، ماء ساخن ،بحجم سفن حربيّة، يعبر وجهي متسارعا. دويّ يقشعرّ له اهلل ويتمزّق في الخلف صدىً،فيوقع ّ كل من جاؤوا لجمع دمعي. ضوء يخيّم فوق صراخي، ّ سكانهــا فتنطفـــــئ األرض ويخاـــف المحاصرون. الناس قردة، مولعة بالجنس ،وفلق القمل ،وأنا مولعة بصوتك مولعة بصوتك ،منذ كان البحر حلوا، مولعة بصوتك ،أفركه بين الجنة والنار، فيرتفع منسوب العويل. طويل ،هذا اللون الذي يتمدّد بين القارب الملوّن،وحزنيَ المرميّ على جسر مهترئ قرب الصراط. أقف عند ظهرك الذي يشبه أجنحة المالئكة، وأنفخ،ليطير الحبّ القرمزيّ ويقع بعضه فوق رأسي فأموت. يحدث ّ كل هذا اآلن، وأرى شعرك التصق بالهالل الصّامت فعبثت به الشمس،وكادتني. شَعرك ألصابعي لكن الكواكب خدعتني. صياح حادّ يطلع من أناملي ال حاجة لي بأناملي صياح يخترق السياج والمعراج وأبواب العرش بال حيا ْء. يجتاز الصيف والشتا ْء يجتاز أحالم األنبياء المولعين» بالسيف والمرآة.
11
«لع ّلها كانت حياة أو لعلها كانت لعبة موحشة وفاسدة ،بين آلهتين مريضتين واحدة منطرحة على الفراش وأخرى ممدّدة تحت أغصان التوت. الحب غامض كالشّيب،على رأس حارس القيامة وكالشهور الحرام ،في قبّة السماء ،أقيم داخله دون وثائق هويّة وال شجرة عائلة .األوراق الصّفراء هبطت على ضجري فصارت غابة كبيرة، تسكنها الوحوش، وذئاب منتفخة البطون ،وأقــزام بطول كأس، يسكنها اليأس في كوخ من القشّ كأنه زريبة. ْ فتكتَ بي أيّها الحب، وعلى سطح القيامة اآلن ،آلهات تقاتل أوالدها، ونساء حمقاوات يتس ّلقن صوتي ويلبسن قرون ماعز. الحب، أيها الصفصافة النّحاسيّة بنواقيس، تقرعُ دموعُك وجهي كبواخر حربية فوق تراب. ظهري يوجعني أيها الحب تداعى ظهري وكل ما يحدث اآلن أجراس توقظ الصّقيع في الدخان وتخيف المالئكة الرمادية المرابضة فوق قلبي
العدد 995
قصة
قصيرة
الشمال الثقافي
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
12
احتضار
مهداة إلى روح الصديق الراحل محمد أنقار
زايل الدوار رأسه قليال .أين الطبيب؟ هاتوه عاجال .ال يمكن هيكلها صاريا لسفينة عمالقة ،وجميلة مثل لوحة كالسيكية ،ال يشوب االحتمال أكثر .أال ترون كم تدهورت؟ كفاكم لؤما .لم يعر أحد ولولته جمالها سوى ما تبعثر على أغصانها من غربان ،ال تكف عن التقافز اهتماما ،فحز في نفسه أن يعامل مثل نعجة معطوبة تلعق جروحها والنعيق .لكن ،يحافظ على رونقها تعاقب شروق الشمش من ورائها، الغائرة ،في انتظار هالكها .خصوصا وأنه عند نفسه ليس من زمرة وغروبها من خلفها دون توقف ،في سرعة فيلم سريع ،بين ظالم من يهن يسهل الهوان عليه .لقد كان ينتظر أشياء كثيرة مجنحة ،وضياء متسارعين متصارعين خالل تراقص ظلها بين شروق تبدو آتية رفرفتها من أنهر التين والزيتون ونوار الرمان ال ريب فيها .لكن فيه عروسة براقة ،وغروب تتحول خالله إلى غراب هائل .وال يذكر كم غاب عنه ما جرى. مرة أشرقت الشمس وكم مرة غربت .فقد كان مشغوال بتأمل جمال ال تدري نفسك من أنّى ومتى جاء بها المالعين إلى هذا القبو الصفصافة ،وبعدّ قوافل سيارت التحصى ،ال يتوقف اندفاعها في الرمادي ،وال من طوح بجسدك في زاويته المعتمة كالمتاع المهمل ،منعطف تحت الصفصافة المنتصبة في سموق ،من غير أن تكف عن وأنت طري العود ترفل بين تخوم الشباب وفتوته ،منذ ماليين أو آالف إطالق سعار نعيق أبواقها الشرسة ،خصوصا السيارات الفاخرة السوداء السنين ،أم تراها سنة أو شهر أو أسبوع ،أم فقط اليوم أو الساعة ،منها ،تسابقها سيارات اإلسعاف بين الفينة واألخرى ،بمهارة وفي عناد بعد ما مات جداك ووالداك وإخوانك وجيرانك وأصدقاؤك ،وماتت آخر مقصود ،آتية بالمرضى والمصابين أو ذاهبة بالموتى والهالكين، عماتك في آخر الزمان .تناقصوا تدريجيا ومعهم ألفتهم ،فأمسيت ال دون كلل أو استراحة ،ونعيق أبواقها مطلق العنان في الفضاء ،طيييي تجد من ناس زمان ،من يشاركك النميمة حول السواد والسواد ،وال طوووو طيييي طوووو طيييي طوووو ....بينما كانت الصفصافة من أحد يعودك ،أو يعزيك في حيويتك المشلولة ،أو يشاركك الولع الشامخة سادرة في لعبة إسقاط أوراقها واسترجاعها ،متهادية بفعل رياح الخريف ،مستمتعة بحمام الشتاء وازدهار الربيع ولهب الصيف. بالموسيقى الصامتة ،منذ رحل كل أولئك. أراد أن ينظر كم الساعة ،لكنه زهد ،فقد نزعت الساعة من فاتسع جدعها واستطالت قامتها وتفرعت أغصانها وتشابكت عيدانها، معصمه .فضل أن يمعن في التهامس مع ذاته .ففاضت أعماقه خالل أربع وعشرين ساعة ،عمر مكوثه في الحجرة الرمادية ،كما تدرك بكثافة اإلحساس بأنه عبء ،مرمي به وحيدا ،في صقيع منزلة ما بين ذاكرته نكاية في سكة الزمن. ولم ينتبه إلى أن قوافل السيارات قد غافلته ،فتضاعفت إلى حد األزلية واألبدية ،دون أن يدرك كيف ومتى تهيأ هذا .ماذا حدث لي؟ لقد فاجأتني جلطة دماغية .ال ،يبدو أنك أصبت بالزهايمر أيضا .ربما االختناق ،ومثلها تكاثرت أسراب الغربان أضعافا مضاعفة فوق أعالي كانت أزمة قلبية حادة .ال ال ،إنها امرأة هوليودية المظهر والمخبر الصفصافة ،وأن الشباب قد شرع يشيب فيه ،ونظره يعشو ،وأسنانه دهستني بسيارة زوجها ثم فرت .ال ال ال ،ربما تذكرت أنها هراوة األمامية تتخلخل ،وذاكرته تنسى ،دون أن تنسى أو تتناسى تورطه عشوائية تطارد ضباعا هاربة فوق الطوار ،نزلت علي الرأس فشقته .في حالته الحالية ،كما لم تنس مجيء الطبيب .لهذا ال يتوقف أنينه ال ال ال ال ،قد أكون سقطت في خندق عريض عميق كاألعمى .ال ال ال عن المناداة عليه .وإن لم تقدم له أي إشارة على أنه سيأتي إليه .ألم ال ال ،ال هذا وال ذاك .إن ما هو متأكد من تذكره ،أن الدنيا كانت تفر تقولوا إنه آت غدا أيها األوغاد؟ فأين هو؟ .هل سيأتي حتى تسكت بعماراتها وأشجارها وأعمدة كهربائها وسياراتها وشاحناتها ومارّاتها ساعة القلب أو تقوم الساعة؟ .صبرا ،سوف يأتي ،لقد هاتفنا وسألنا عنك .أخبرنا بأنه سيأتي .خسئتم، إلى الوراء .وحدها سيارة اإلسعاف أعرف أنكم أنتم من يحول دون كانت تمرق عبر األزقة والشوارع نحو مجيئه ،تطمئنونه على حالتي األمام ،بينما نعيق بوقها مرتفع إلى وحالتي ال يعلم بها إال اهلل. أقصى حده ،وكأنما أشراط الساعة قد شرعت تفرز قبحها ،أو نفخ في شخص بنظره الهش عبر الصور :طيييي طوووو طيييي النافذة .وما أن سقط نظره على طوووو طيييي طوووو..... الصفصافة ،حتى شطح في أعماقه رعب رهيب .ففي لحظة غبش، مضطجعا على ظهره ،دون أن ال تقاس بالزمان وال بالمكان، يتخفف تنفسه من لهاثه ،انخرط في بدا مأخوذا باحتشاد سحابة متابعة النفثات البلورية ،تهسهس الغربان السوداء أكثر وأكثر فوق داخل كيس السيروم البالستيكي، الصفصافة ،مستبدلة وجوهها وتتسلل أفعى منحدرة داخل ملتوى بوجوه شبيهة بوجوه أكلة لحوم األنبوب الرقيق نحو جسده ،عبر ناب البشر في غابة استوائية ،أو بوجوه حاد مغروس في جلدة ظهر كفه بشر في حفلة جماعية تنكرية. اليسرى ،حتى تمنعه من الموت. وهاله أن الصفصافة شاخت تماما، وحين غشى رأسه دوار حاد ،قرع وصارت توحي بأنها آيلة للسقوط الجرس مستجديا مجيء الممرضة، حتما ،لتكون حطبا للنار .ولما لم لم يأته أحد .فقد سبق أن قيل له يتوقف دق ناقوس الرعب بين مرات ،وفي لهجة تمأله حمى شديدة تالفيف دماغه ،عمد إلى دعك عينيه السخونة :لقد فحصك الطبيب ،فهل بكفه اليسرى ،في لحظة يتيمة تريد أن يحضر لمنادمتك ياعمنا يعلى مصطفى الزمان ،انتبه خاللها إلى أن سحابة الوقور .يا أبناء اللعينة ،تقتاتون الغربان المسودة ،قد تحركت الحنظل باسم الطبيب .هاتوا الطبيب ،لسوف أشكوكم إليه عند ظهوره .سأؤكد له أنكم أمسيتم مندفعة الجتياح الحجرة فيما يشبه الزوبعة القوية ،فلم يشك في تتسكعون بحواس خاملة في غابة ملعونة .ال خبر لديكم بكونكم من أن يكون أحدهم قد أثارها عمدا .راحت الغربان الشاردة تتنافس في المفروض أنكم من مالئكة الدنيا ،وما ينبغي أن تكون حسناتكم غال الهجوم عليه .تنقر عينيه وفمه .تقضم أنفه وأذنيه .تخرب كل مكان في كيانه .تلعق دمه .إلى أن تم ّ تقطيع جسده شرائح لحم سائغة، جاريا ،أيها المتشبهون بالكالب الضالة. بين النوم والكوابيس واليقظة واللهاث ،كرر قرع الجرس مرارا .في حجم لقم دانية االلتهام .فأغلق أذنيه بكفيه ،إذ ربضت سيارة في المرة األخيرة ،زحف عدد من الممرضين على حجرته ،منزعجين إسعاف تحت النافذة ،دون أن يتوقف بوقها طوووو طييييي طووووو من توتير رنات الجرس اللجوج ألعصابهم ،وتهيأ له أنهم طوقوه ،وأنه طييييط ...هتف :اللعنة عليكم جميعا. يحلم ،ثم انطلقوا يهيلون نفورهم عليه: ها هو الطبيب قد أتى .إذن لم يكذبوا هذه المرة .لم يتفادوه كعادتهم ،بل حملقوا فيه وأشعروه :سيدخل عندك حاال ،ومشية بال ـ من قال لك إنه سيهل؟ ،أعلى عمش عيونك سيأتي؟ رجعة ياوجه النحس .فعاوده األمل في أن تكون ساعة المغادرة معافى ـ ال ترهق نفسك ،الطبيب ال يرى المريض سوى مرة واحدة ،ثم قد أزفت حقا ،وإن لم يتالش توجسه تماما من كذب الممرضين ،فلوال يترك أمره لنا. مخاتلتهم لما تأخر الطبيب في المجيء .قبل أن أشكوه آالمي ،سأجعله دون حتى يرعاك، من وتجد سرير، على تنام أنك ربك ـ احمد يقتنع بأنكم يا ساللة الغربان ،رجس من عمل اإلنسان .لفد سرقوا هذا بقشيشلعين. اإلسطبل خالل غيابك .لكن أين هو أوال؟ .لقد دخل الحجرة المجاورة فاستعد ،سيزورك فورا ،وعفى اهلل عما سلف. ـ ثم ،مالك تجعل من الحبة قبة ،ومن القبة حبة ،فمن تكون؟ استعادت نفسه انتعاشها ،فتضاعفت لهفة انتظاره .وإن اعترت ـ اسمع يا هذا ،إنك تهرف بما ال تعرف ،فأنت كمن يمشي في موجة دوار مجددا مقدمة رأسه ،مع اؤتفاع لهاثه .أخيرا سينعتق. نومه. ـ يكفي أننا لم نر أحدا من ذوي قرباك ،يأتيك بكعكة أو شوكالط ،فحالما يأمر الطبيب بمغادرته المستشفى ،سوف تتوقف ساعات بل سنوات النظر المركز إلى كيس السيروم ،ومراقبة انسياب القطرات أو حتى بباقة ورد على األقل. البلورية في األنبوب الرقيق ،ووخز إبرته الذي ال يتوقف ،وشم روائح مسوس. كالمه فلوس عنده ليس ـ وباختصار مفيد ،من أدوية مقززة ،وتخليص نفسه من نظرات الممرضين الحاقدة لوجه ارتدوا أنهم أدرك لديه، مألوف دوار من حالما استعاد توازنه اهلل .سيتم فكاكه من القبو الرمادي وهو حي يرزق .فهناك في الخارج، عنه مسرعين ،فراح يترنح ثم ارتخى كالمحتضر ،بفعل شالل الفظاظة تنتظره ألف مهمة ومهمة يجب إنجازها ،تتقدمها شذرات ومض المع الفضفاضة ،الذي أمطره به فيلق الممرضين المتأففين ،فاصطك البرد جعلتها صرامة حياته في حالة انفالت دائم ،لهذا قرر من اآلن فصاعدا في شرايينه ،ولسان دماغه يلوك فيما يقرب من النسيج :في الليالي أن يمتد طليقا في اآلفاق مثل جده األعلى السندباد؛ يمتطي المراكب العجاف تفتقد األنوار ،يا جرذان المجاري .شر البلية ما يبكي ويحرق السياحية ،يضاحك ضوء القمر في عز اكتماله ،ينصت إلى همسات القلب .لو كنتم تفهمون معنى (في الليلة الظلماء يفتقد البدر) ،لما الشفق فجرا وغروبا ،يركض متعقبا أقواس قزح ليمسك بألوانها كنتم ضباعا عقلها في بطنها .فآه لو كان الناس ناسا أحياء في دنياهم بين ندف السحاب الشفيف ،يداعب الفراشات وهي ترتع بين تويجات هذه يرزقون ،لما صرتم ضباع سرك وال ساللة حرباء .لكن خال لكم الورود ،يستنشق الهواء الطازج في صباحات الحدائق الفردوسية، الجو فبيضوا واصفروا ما شاء لكم صياح بطونكم. يسابق زبد المويجات المتكسرة على الشاطئ الدافئ ،يغازل حمامة نقل نظره في فتور وبطء من كيس السيروم ،ومراقبة انسياب بيضاء تحلق مرفرفة في غنج ودالل ،يختزن أرق المعزوفات بين شعاب القطرات البلورية داخل األنبوب الرقيق ،إلى النافذة متأمال صفصافة مسامعه .ردد مع نفسه :ياسالم ... هيفاء ،مزدهاة بطراوة جدائلها المخضلة بالندى ،المنسابة في تشابك تجلل القبو برائحة االحتضار ،حين ران سكون جنائزي في البهو، وتهدل ،جعلت رغبته تشطح للحظة ،نحو تقمص صورة طفولته مما اقتاد أنفاسه الهابطة الصاعدة ،إلى التصنت بتركيز وهو مغمض متسلقة مثيالتها من األشجار المطواعة ،من أجل جمع البيض من العينين ،على وقع خطوات الطبيب المتوقعة .لم يسمع شيئا .وبدل أعشاش الطيور المتناثرة بغزارة على أوراكها. أن يطل سيادة الطبيب ،اقتحم ثالثة رجال أشداء القبو ،وأمروه في حدق بتركيز في تكوين الصفصافة ،فوجدها هائلة يصلح غطرسة ال ترحم ،أن استعد للذهاب معنا ،فقد جاء دورك.
مجرد أسئلة محمد بنقدور الوهراني استطاعت القصيدة المعتمدة على النثرية بسط سيطرتها على المشهد الشعري المغربي ،وكادت القصيدة العمودية أن تختفي عن التداول الشعري ،كما توارت القصيدة التفعيلية عن النظر الشعري إال قليال. وفي الوقت الذي انحسر فيه تيار الحداثة الفكري لوجود فجوات تاريخية وإبستمولوجية في خلقه األول ،زادت سيطرة الشعراء الحداثيين النثريين الذين أمعنوا في التمرد على القصيدة المغربية األولى متعمدين إحداث القطيعة النهائية معها مبتعدين عنها بخطوات شعرية غير محسوبة ،الشيء الذيأوصلها ،في تقدير الكثير من المهتمين والمتتبعين ،إلى الباب المسدود. هل استطاعت القصيدة المغربية المعتمدة في أغلبيتها المطلقة على النثرية مأل مكانها الشعري وخلق تقليد شعري مغربي يمكنها من أخذ المكانة المطلوبة في سياق الشعر المغربي والعربي الحديث؟ هل هذه الموجة اإلبداعية الجديدة من حياة القصيدة المغربية استطاعت امتالك ناصية الكتابة المأمولة المؤسسة على وعي أدبي ،كائن أو ممكن ،مأطر معرفيا ومحدد نقديا؟ لماذا لم تستطع هذه القصيدة المغربية تجاوز الخاصية التي تلصق بها باعتبارها حركة شعراء وليست حركة مدرسة أو مدارس شعرية؟ وتبعا لهذا أين ذهبت جهود ( أصدقاء المعتمد ) و( رواد القلم ) و( الغارة الشعرية ) و( بيت الشعر ) ،وكذلك أين وصلت البيانات الشعرية المتعددة التي كانت تفصل القول في واقع ومستقبل القصيدة ،إن على مستوى المفاهيم أو على مستوى التصورات؟ هل تزايد نشر وتداول الدواوين الشعرية المغربية كان كفيال بإخراج القصيدة المغربية من طور الهواية الشعرية إلى طور احتراف الشعر ،باعتباره عمال إبداعيا يستحق االرتباط الكاثوليكي ،وباعتبار الشاعر كائنا معنويا يجب أن يكون له الوضع االعتباري الذي يستحقه في المجتمع؟ هل خفوت االنتماء اإليديولوجي للشعراء وابتعادهم عن التعبير عن مواقعهم الطبقية ومواقفهم السياسة ،هروبا أو طمعا أو تعففا ،كان له دور في انحسار القول الشعري الوجيه والقريب من التلقي السليم؟ إذا كانت كتب مثل ( المصطلح المشترك ) و( درجة الوعي في الكتابة ) و ( ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب ) و( بنية الشهادة واالستشهاد في القصيدة المغربية المعاصرة ) ،بعيدا عن أي تصنيف إيديولوجي ،قد واكبت القصيدة المغربية إبان وجودها األول ،وصاحبتها في اتجاه االستواءوالنضج ،أين هو النقد الشعري المغربي اآلن؟ وإن وجد ،هل يملك من الوضوح النظري والمنهجي ما يمكنه من إسعاف القصيدة المغربية وإخراجها من حالة الخمود والسكون والفوضى؟ لماذا دائما يفضّل الشعراء المغاربة قتل األب والبدء من درجة الصفر في الكتابة الشعرية ،وكأن القول الشعري السوي ال ينطلق إال منهم؟ هل يعتبر التقسيم الجيلي للشعراء المغاربة سبة في حقهم؟ وإذا كان األمر كذلك ،لماذا لم يستسغ عدد من الشعراء تغيير حمولة تقسيم األجيال الشعرية بالحديث عن حساسيات شعرية ممكنة؟ وهل هذه الحساسيات الشعرية الجديدة هي إضافة نوعية في مسار القصيدة المغربية ،أم هي اجتهادات شخصية تحاول تجاوز الوضع الشعري القائم باحثة عن ممكن شعري آخر؟ ثم هل هذه الحساسيات تنطلق من وعي شعري ممكن بمشروع قصيدة نثرية مغربية محدد في خلفياته ومنطلقاته وأدواته ،أم ينعدم مثل هذا الوعي لديها؟ إلى أي حد يمكن اعتبار هذه الحساسيات أو التجارب الشعرية الجديدة حاملة لشروطها اإلبداعية ومفهومها الشعري وتقنيات تعبيرها ورؤيتها للعالم ،وناجحة في مسيرتها التاريخية البعيدة عن تراكمات القصيدة المغربية الحديثة بكل حموالتها اإلبداعية والنقدية؟ هل القصيدة المغربية ّ كل شعري ال ينقطع وال يتجزأ ،أم هي تجارب شعرية متفرقة ومتنوعة حسب الزمن وحسب الظروف وحسب الذات وحسب الهوى الشعري؟ هل القصيدة المغربية ،اآلن ،في عافية شعرية؟ منذ الميالد األول ،في ستينيات القرن الماضي ،آمنت القصيدة المغربية بما تقول، وأسست لكيفية قولها الشعري بوعي مفاهيمي ووضوح نقدي وانتباه تاريخي كبير ،آخذة بعين االعتبار كل التحوالت التي مست الواقع الشعري العربي والعالمي ،ولكن انفالت عقال قصيدة النثر وتمثلها للحداثة بدونوعي نقدي ،وإصابة شعرية القصيدة المغربية بعيوب وأمراض فنية متعددة ،وإغراقها في الالشيئية التي أبعدتها عن فهم وإحساس المتلقي ،وإصرار الكثير من الشعراء على التجريب الشعري مستلهمين تجارب بعيدة، غربا وشرقا ...كل هذا وغيره أدى بالقصيدة المغربية إلى السقوط في مستنقعاختلط فيه الحابل اإلبداعي بالنابل الشعري ،وفقدانها لهوية شعرية كانت إلى عهد قريب أهم ما يميز المغرب الشعري الحديث والمعاصر. لن نتحدث عن المحيط الثقافي للقصيدة المغربية المرتبط بالسياسة العامة للسلطة ،ممثلة في وزارة الثقافة والهيئات المرتبطة بها ،وموقفها من الشعر والشعراء، ألن أغلب الشعراء المغاربة ،على األقل منذ أواخر الخمسينيات ،كانوا يفكرون من خارج السلطة الثقافية للدولة ،بل يعبرون عناختيارات إبداعية وفكرية وثقافية مناقضة لها، في تماه تام مع مواقعهم ومنطلقاتهم واختياراتهم االجتماعية واإلبداعية والفكرية الخالصة ،بعيدا عن توجيهات أو مصالح أو جوائز. هل القصيدة المغربية ،اآلن ،في عافية شعرية؟ لعل واقع الحال الشعري في المغرب يغني عن السؤال.
العدد 995
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
اقتصاد و إدارة ال تنتج إفريقيا إال %1,6من القيمة المضافة الصناعية العالمية
رغم اإلمكانيات الكبرى التي تزخر بها القارة اإلفريقية وهامش النمو الكبير إال أن قطاع الصناعة يبقى ضعيفا ومهمشا وفي نفس الوقت هناك طغيان صادرات المواد األولية والمنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة. وهكذا فإفريقيا ال تساهم إال بالنسبة هزيلة ال تتعدى %1,6من القيمة المضافة الصناعية على صعيد العالم. وهكذا القطاع ال يخلق إال %13من فرص الشغل كما أن اإلدماج الصناعي أو ما يسمى بالكثافة التكنولوجية ألنشطة التصنيع ال تتجاوز.%10 وللخروج من هذا المأزق ال بد من : االستفادة من الموارد الطبيعية وعقلنة استغاللها؛ استعمـــــال بطاقــــة التكنولوجيــة بطريقة حكيمــــةواستراتيجية؛ تجويد محيط األعمال ؛ خلق شراكات تتميز بعالقة “رابح-رابح” ؛ -اعتماد نهج منسق للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
EEEEEE
اتفاقيات التجارة الحرة تتميز بعجزها
13
يف �أ�سبوع
إعداد :د .ابراهيم التمسماني
brahimtemsamani@yahoo.fr
أم��ا من حيث توزيع المقاولين الذاتيين على القطاعات اإلقتصادية فهو كاآلتي : %43في التجارة ؛ %38في الصناعة ؛ %13في الصناعة التقليدية ؛ و %6في الخدمات .هذه الحصيلة تبقى في جميع األحوال مشرفة وإيجابية ولكن يجب التذكير أن عدد المقاولين الذاتيين يحتمل أن يصل إلى 4 مليون مقاول ذاتي !
تحليل لمستويات األجور في المغرب
EEEEEE
خالل سنة 2019
مستوى الفقر في الجهات المغربية
قام مكتب الخبرة والتخصص في التوظيف ( )ReKruteبنشر آخر تقرير له والذي يتعلق بمسح حول الرواتب واألجور. وهذا اإلستطالع تعلق بسبع قطاعات وظيفية : - 1تعتبر الفندقة والسياحة من بين الوظائف األقل دفعا لألجور فعلى سبيل المثال يتقاضى وكيل الحجز( (�Agent de réserva )tionأجرا شهريا يتراوح ما بين 4.000و 7.000درهم. - 2في الدرجة الثانية هناك التجارة (.)Commercial فالعاملون في هذه الوظائف يتقاضون أجرا يتراوح ما بين 4.000 و 6.500درهم كأجر قار باإلضافة إلى بعض المكافآت والتحفيزات المالية المتعلقة برقم األعمال أو المشاريع التي تمت المساهمة فيها. - 3هناك المحاسبة والمالية حيث يبتدأ العامل في وظيفة المحاسبة بأجر يتراوح بين 7.000و 10.000درهم بينما يصل أجر المدير المالي إلى 30.000درهم وفي بعض الحاالت بتجربة تفوق 15سنة إلى 45.000درهم. - 4التسويق والتواصل تتراوح فيها األجور ما بين 8.000 و 12.000درهم بالنسبة للمبتدئين بينما يرتفع األجر بالنسبة للذين تفوق تجربتهم 5سنوات إلى حدود 35.000درهم. - 5المنظومة المعلوماتية هي من بين القطاعات التي فيها األجور مرتفعة. فاألجر يبدأ من 10.000درهم وقد يصل إلى 20.000درهم لكن األجر ال يتعدى 30.000درهم بالنسبة للموظفين األكثر تجربة. - 6يعتبر قطاع البنوك من بين القطاعات األكثر رواجا من حيث األجور حيث تصل هذه األخيرة وبدون تجربة إلى 13.000درهم وقد تصل إلى حدود 25.000درهم بالنسبة للمكلف أو القائم بأعمال الشركات. - 7يستفيد المهندسون من أعلى األجور رغم أنهم ينتمون إلى قطاعات اقتصادية مختلفة (السيارات ،الطائرات ،الطاقة…) فأجورهم تتراوح ما بين 12.000و 18.000درهم في البداية وتصل إلى 22.000درهم بعد ثالث سنوات من الخبرة. ولكن في العموم هناك مجموعة من األمور التي تحدد سقف األجور منها : مستوى التعليم والدبلوم المحصل عليه ومن أية جامعةأو مدرسة عليا ؛ عدد سنوات الخبرة والتجربة ؛ قدرة الموظف على التفاوض ؛ -مستوى أدائه وفعاليته...
حسب التقرير األخير للمكتب الوطني للتنمية البشرية ()ONDH هناك أربع جهات يوجد فيها فقر مرتفع عن المستوى المتوسط للمملكة أي.%19,6 هناك : - 1درعة-تافاللت %39,6: - 2مراكش-آسفي %30,1: - 3الشرق %26,1: - 4وفاس-مكناس %22,7: تأتي جهة سوس-ماسة في الدرجة الخامسة بنسبة %19,6 متبوعة بخنيفرة وبني مالل %17,9وتأتي جهة طنجة-تطوان- الحسيمة في الدرجة السابعة بنسبة %16,9ثم الرباط-سال- القنيطرة بنسبة %16,6فالدار البيضاء-سطات في الدرجة التاسعة بنسبة%11 وأخيرا المناطق الجنوبية للمملكة بنسبة.%5,2 ويشير تقرير المكتب الوطني للتنمية البشرية أن تكوين أب األسرة هو من أهم العوامل التي تساعد على الخروج من الفقر.
وضع نظام ضريبي جديد يتميز باإلنصاف الضريبي وبسهولةتطبيقه ؛ يجب أن يكون هذا النظام الحديد متوازيا مع مستوى التقدموالتنمية للمملكة ؛ إعداد نظام ضريبي يشجع اإلستثمارات التي تخلق فرصالشغل وفرض ضرائب إضافية على اإلستثمارات “الريعية”.
EEEEEE
إن جميع اتفاقيات التجارة الحرة مع باقي بلدان العالم تتميز بكونها فيها عجز تجاري إال مع بعض الدول اإلفريقية والبرازيل. وأهم شريك اقتصادي للمغرب هو اإلتحاد األوروب��ي ويصل العجز التجاري مع هذا األخير إلى 90مليار درهم وتجاوز 35مليار درهم مع الصين و 12مليار درهم مع تركيا. هذا العجز التجاري البنيوي له عواقب وخيمة على نمو اإلقتصاد الوطني وكذلك على خلق فرص الشغل والتقليص من مشكل البطالة. إذن على الحكومة وعلى المسؤولين بالشأن اإلقتصادي أن يضعوا استراتيجية جديدة من شأنها النقص من هذا العجز التجاري المفرط والتوجه أكثر نحو العمق اإلفريقي مع إعادة النظر في اإلندماج والتكامل مع دول المغرب العربي.
EEEEEE
EEEEEE
مشروع مدن المهن والكفاءات
حصيلة المقاول الذاتي بعد أربع سنوات
مر على قانون 114.13أربع سنوات (مارس )2016وكان الهدف منه وال زال هو اقتراح حل خالق وجذاب للتقليل من مشكل األنشطة السوداء أو غير الرسمية وكذلك القضاء تدريجيا على معضلة البطالة. وكان الهدف أيضا هو تسجيل 100.000مقاول ذاتي في السجل الوطني في أفق سنة .2020 حاليا وصل عدد المقاولين الذاتيين إلى 93.000مقاول بمعنى أن الهدف سيتم تجاوزه مع حلول العام المقبل. ويمثل عدد النساء المقاوالت %31بينما كان عددهن في البداية ال يتجاوز.%9 ويصل رقم أعمال جميع المقاولين الذاتيين حاليا إلى 633 مليون درهم يقومون بتأدية ضريبة إجمالية تصل إلى 11مليون درهم.
EEEEEE
شروط إنجاح وإصالح المنظومة الضريبية في المغرب
يتميز النظام الضريبي المغربي بعدة اختالالت من أهمها أن هذا النظام : غير منصف ؛ %0,8من دافعي الضريبة على القيمة المضافة هم الذينيؤدون %80من تلك الضريبة ؛ تفوق المداخيل الضريبية غير المباشرة مثل الضريبة علىالقيمة المضافة مداخيل الضريبة المباشرة وهذه حالة خاصة بالمغرب ؛ كلما استثمرنا أكثر كلما خضعنا أكثر للضريبة ؛ هناك 27ضريبة محلية ،مما يجعل النظام الضريبي المحليمعقدا وغير شفاف… وللخروج من هذه اإلختالالت والعمل على إنجاح نظامنا الضريبي ال بد من :
من أجل النهوض بقطاع التكوين المهني ،قرر جاللة الملك إحداث “مدن المهن والكفاءات” في جميع جهات المملكة ال .12 ويهدف هذا المشروع المهيكل واالستراتيجي إلى : تأهيل عرض التكوين ؛ وإعادة هيكلة الشعب ؛ وتحسين قابلية تشغيل الشباب ؛ وإحداث جيل جديد من مراكز التكوين المهني.وسيتطلب هذا المشروع كلفة مالية تصل إلى 3,6مليار درهم ستساهم فيها الدولة والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل وكذلك الجهات. وسيتم الشروع في أشغال البناء ابتداءا من فاتح يناير من السنة المقبلة على أساس أن يكون هناك افتتاح تدريجي للمراكز الجديدة للتكوين المهني ابتداءا من الدخول المهني لسنة .2021
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
منبر المجلس العلمي بطنجـة
14
ليلةالقدر وزكاة الفطر
إن
شهر رمضان المنوه بقدره في القرآن قد دخل في عشره األواخر وأسرعت أيامه في االنصراف، وعما قريب يودعنا بخيره وبركاته ،فاغتنم أخي المسلم ماتبقى من أيامه واستدرك مافاتك من إكرامه ،فلعلك ال تدركه في السنة المقبلة ،وال تأخرك المنون إلى استكماله وإتمامه ،ولقد دخلنا في عشره األواخر ذات القدر الجليل واألجر العظيم ،فاجتهد فيها كل االجتهاد ،وتقرب فيها لربك بكل أنواع العبادات ،فقد كان أعبد الخلق سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم يكثر فيها القيام ليتأسى به المسلمون ويجتهدون ،ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي اهلل عنها قالت“ :كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يجتهد في العشر األواخر من رمضان ماال يجتهد في غيرها” .وفيه أيضا عنها أنها قالت “ :كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا دخل العشر األواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره” وفي هذا إشارة إلى فضل هذه الليالي وفضل قيامها والتقرب إلى اهلل فيها بشتى أنواع العبادات،ودعوة إلى التأسي برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في فعله ونهجه فيها. وتيمموا في هذه العشر ليلة تفتح فيها أبواب القبول، ويمنح فيها السائل سؤله ،ويغفر اهلل ذنبه ويقبل توبته، ليلة اختارها اهلل على سائر ليالي الدهر ،وجعلها سالما حتى مطلع الفجر ،ما قام هلل فيها قائم إال ظفر بمطلوبه ،وال دعا هلل فيها داع إال استجاب له في مرغوبه ،وال أنا ب إليه منيب إال عجل بمحو ذنوبه ،وال لجأ إليه مكتئب إلى قضى بتفريج كروبه ،فيها الخير كله والفضل أجمعه ،وهي ليلة ورد ذكر فضلها في القرآن الكريم حيث قال تعالى� “ :إِنَّا َاه يِف َل ْي َل ِة ا ْلق َْد ِرَ ،و َما �أَ ْد َر َ �أَ ْن َز ْلن ُ اك َما َل ْي َل ُة ا ْلق َْد ِر َ ،ل ْي َل ُة َ ف َ�ش ْه ٍر َ ،ت َن َّز ُل مْالَ اَلئ َ ِن �أ ْل ِ وح الر ُ ي م ْ ا ْلق َْد ِر َخ رْ ٌ ِك ُة َو ُّ َ ِّ َ ِن ُ كل �أ ْم ٍر َ�،س اَل ٌم هِ َي َح َّتىٰ َم ْطل ِع ف َ ِيها ِب ِ�إ ْذ ِن َر ِّبهِ ْم م ْ ا ْلف َْج ِر “ وهي ليلة من ليلي رمضان بدليل قوله تعالى: “ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” ،وقد بيّن الرسول عليه الصالة والسالم أنّها تكون في إحدى الليالي الوتر من العشر األواخر ،وهي عند أكثر أهل العلم ليلة السابع والعشرين من رمضان ،فيالها من ليلة يتجلى فيها الملك الغفار ويعم برحمته العصاة واألبرار ،أخرج البيهقي في كتاب الثواب له من حديث ابن عباس أنه سمع النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول “ :إذا كانت ليلة القدر يأمر اهلل عز وجل حبريل عليه السالم فيهبط في كبكبة من المالئكة ومعهم لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان الينشرهما إال في تلك الليلة، فينشرهما فيتجاوزان المشرق والمغرب فيحث أي يفرق جبريل عليه السالم المالئكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ،فإذا طلع الفجر ينادي جبريل عليه
السالم معاشر المالئكة الرحيل الرحيل ،فيقولون ياجبريل فما صنع اهلل في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى اهلل عليه وسلم ،فيقول :نظر اهلل إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إال أربعة ،فقلنا يارسول اهلل من هم؟ قال: رجل مدمن خمر وعاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن .قلنا يارسول اهلل ومن المشاحن؟ قال هو المصارم ويعني الذي يهجر أخاه المسلم فوق ثالثة أيام وروى ابن أبي شيبة عن أبي هريرة مرفوعا “ :إن المالئكة في ليلة القدر أكثر في األرض من عدد الحصا” ،وأخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا“ :من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” .وروى أصحاب السنن عن عائشة رضي اهلل عنها أنها قالت “ :قلت يا رسول اهلل أرايت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟ قال قولي :اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” .فاغتنم أخي المسلم هذا الفضل العظيم وتعرض لنفحات الرب في هذه المناسبة الجليلة ،وعمر هذه الليلة بالطاعات التي ورد فضلها عن اهلل ورسوله، وخلصها من البدع والرذائل التي تخالف أصول هذا الدين وفروعه ،وصنها عن اللغو والعبث والصخب والرفث ،وتقرب فيها إلى اهلل سبحانه وتعالى بما تقدر عليه من األعمال، فقد روى الخطيب عن أنس مرفوعا “ :من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر” وأخرج مسلم وأبو داود عن عثمان ابن عفان مرفوعا“ :من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله” فتلقى أخي المسلم هذه الليلة بالطاعات واستدرك ما فاتك في شهرك بالتفريط واإلضاعة ،فقد يحصل للعامل في الزمان القليل ماال يحصل في الزمان الطويل .إنها آخر نفحات هذا الشهر وفضائله ،وأعظم مناسبة يتقرب فيها العبد إلى مواله ويطلب عفوه ورضاه ،إنها فرصة التاجر الرابح الذي ينتهز فرصة الموسم الجامع للخيرات ويهتبل جاهدا يبغي النجاح والفالح. ومن حسنات هذا الشهر وفضائله ،ونفحات الرب فيه، أن جعله الحق سبحانه شهر عبادة وتقرب إليه ،وشهر جود وكرم إلفراح الضعيف وسد حاجة الفقير ،إنه شهر التضامن والتآخي والتآزر بين القوي والضعيف والغني والفقير ،ففي الحديث عن ابن عباس رضي اهلل عنه قال ”:كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ،وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ،فلرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أجود من الريح المرسلة” ولقد كان لألغنياء في الزمن السالف مظاهر طيبة في هذا الشهر من أجلها بذل الصدقات وإطعام الطعام ومد الموائد للفقراء عند الفطور وعند السحور من كل ما لذ وطاب يبتغون بذلك وجه اهلل فكانت هذه الخيرات تفتح بها بركات السماء وتصب صبا
-
بقلم الدكتور
محمد كنون احل�سني على الجميع ،فما أحوجنا في هذا الزمان إلى هذا الكرم والجود ،وهذا التضامن والتآخي لعل غنينا يخفف من أعباء شريحة كبيرة من ضعفاءنا ومحتاجينا الذين يعانون أشد العناء من غالء األسعار وقلت ذات اليد في هذا الشهر الكريم. ومن مراسم هذا الشهر حتى يكون الفرح شامال أداء زكاة الفطر التي أوجبها الرسول صلى اهلل عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة وهي نفس السنة التي فرض فيها الصوم ،فجعل أجر صيام رمضان وثوابه معلقا بين السماء واألرض ال يرفع إال بزكاة الفطر التي تدخل المسرة على الفقير والبائس والمحروم ،وتشعره هو اآلخر بالفرح عند فطره وإحساسه بأن يوما هو العيد عاد عليه بمسرتي الدنيا واآلخرة ،وهي واجبة على الحر المسلم القادر عليها ،بشرط أن تكون زائدة عن قوته وقوت جميع من تلزمه نفقته في يوم العيد ،ويخرجها المكلف عن نفسه وزوجته ووالديه الفقيرين وأوالده جميعا ذكورا وإناثا ،مالم يكن الذكور الكبار لهم مال خاص فيخرجون منه وال تجب على والدهم، وما لم تتزوج البنت فحينئذ تكون زكاتها على زوجها ال على أبيها ،وكذلك تجب عليه بالنسبة لخدمه ويراعى فيها أن تكون من غالب قوت أهل البلد ،ويجوز دفعها نقودا بتقدير قيمتها ،وذلك أنفع للفقراء بل هو األفضل عندهم، وتعطى للفقير والمسكين المحتاج ،وللذي عليه دين وعجز عن دفعه ،وللغريب الذي تقطعت به السبل ،وللمحتاجين من غير المسلمين الذين نلتمس منهم الهداية والدخول في دين اهلل .أما وقت وجوبها ففجر يوم العيد وهو األفضل قبل الغدو إلى المصلى ،ويجوز إخراجها قبل ذلك بيومين على األكثر ،وتأخير إخراجها لغروب شمس يوم العيد، واليجوز ذلك إال إذا كان عاجزا عنها في وقتها. وقدرهــا صــاع من القمــح أو الشعيــر وهو أربع حفنات بكلتا اليدين المتوسطتين ال مقبوضتين وال مبسوطتين، ومن لم يقدر على الصاع لضعفه وكثرة عياله أخرج نصفه أو ثلثه لقوله عليه السالم إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم ،أما ما يعادله نقدا في زمننا هذا وبحسب ثمن القمح في األسواق فهو :ثالثة عشر درهما. هذه زكاة الفطر التي كان المصطفى صلى اهلل عليه وسلم يخرجها فجر يوم العيد ليرشد أمته إلى الحكمة في مشروعيتها كما قال :أغنوهم عن ذل السؤال في هذا اليوم ألنه يوم فرح لكل المسلمين والسؤال ذل ينافي الفرح، وهي تطهير للصائم وتكميل لصومه ،فعن ابن عباس قال :فرض رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ،وطعمة للمساكين ،فمن أداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصالة فهي صدقة من الصدقات.
العدد 995
من شمال أعالم المغرب :
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
الشيخ عياد المهراز الحزمري الفقيه المدرّس
اسمه :هو الفقيه عياد بن الفقيه محمد المِهْرَاز الحْزُمْري ،نسبة إلى دوار المْهَارْزَة من قبيلة بني حُزْمار التابعة إلقليم تطوان شمال المغرب. والدته :وُلد رحمه اهلل بدوار المهارزة فرقة بني راتن من قبيلة بني حُزْمار سنة 1337هـ1916 /م. نشأته وطلبه للعلم :نشأ بقبيلته بني حُزْمار؛ حيث حفظ القرآن الكريم على كل من :والده الفقيه محمد المهراز بدوار المهارزة ،والفقيه محمد بنعمرية بدوار أمْجَعّاف ،والفقيه محمد الحرّاتي بالجامع الكبير ..ثم انقطع لتعلم مبادئ العلوم ،متنقال بين المداشر والمدن: َ • بقبيلة الخْ ُلوط التابعة لمدينة العرائش ،درس األلفية على الفقيه مُفضّل. • بقبيلة بني حسّان دوار اشروطة درس على الفقيه محمد الدّرقاش. • بقبيلة بني سعيد دوار بني بغداد تتلمذ على الفقيه أحمد بن محمد خرباق(ت1395هـ1975/م). • بقببيلة بني يدر دوار العنصر تتلمذ على الفقيه عبدالسالم البغوري. • دوار بني خلف درس على الفقيه عبد السالم بن النّادي (ت سنة 1417هـ1996/م). • ثم انتقل إلى مدينة تطوان ،وانتسب للمعهد الخليفي ،فدرس على الفقيه أحمد بن محمد الفرطاخ ..وغيره من أساتذة المعهد. وبعدها رحل إلى مدينة فاس ،فتتلمذ -خالل مدة إقامته بها6 :سنوات -على كبار علمائها وفقهائها؛ أمثال: • الشيخ عبدالعزيز بن أحمد ابن الخياط الزكاري(ت1394هـ1974/م). • الفقيه أبو الشتاء الصنهاجي(ت1365هـ1946/م) درس عليه :تحفة ّ الحُكام البن عاصم الغرناطي ،وكان سارده بالحَ ْلقة.
15
-
بقلم:
د .بدر العمراني
• الفقيه عبدالكريم الداودي ،درس عليه تحفة ّ الحُكام البن عاصم. ِّ ً • الفقيه عبداهلل الداودي –وهو أخ الفقيه السابق -درس عليه مختصر خليل .قال الشيخ المترجم مُعَلقا( :وقد كان ِجدِّياً وصارما أثناء الدّرس على العكس بالنسبة ألخيه عبدالكريم ،فقد كان ذا نكتة ودعابة). خصاله :كان رحمه اهلل ،ت ّال ًء للقرآن ،محافظا على الصّلوات الخمس في جماعة ،كريما ،محبّا للعلم ،نشيطا في نشره وبذله ،ال يني في تلقينه للطلبة ،مع بشاشة تعلو محياه ،وقبول يغشاه.. وظائفه :العدالة بالقبائل الجبلية كبني حسان وبني حزمار ،والتّدريس النظامي :درّس بمنطقة عرباوة ،وأسْجن نواحي وزان ،ومدينة الخميسات وتيفلت ،وطنجة ،وقد انخرط فيه سنة 1957م1377/هـ وظل به إلى أن تقاعد سنة 1976م1396/هـ ،ثم التدريس التطوعي للطلبة على الطريقة العتيقة وهذا كان مالزما له قبل التوظيف وبعده بالكثير من القرى والمداشر مثل :بني حسّان (بني ليت دوار أوراغن) وبني حزمار (الزينات دوار اقشاشرة)، بنقريش(دوار بوخالد) ..وبعض مساجد طنجة ،مثل :بني مكادة ،واألندلس ،وعين التواتي بالمص ّلى ،والزّاوية الناصرية ...باإلضافة إلى الوعظ واإلرشاد والخطابة... وفاتهّ : وظل كذلك رحمه اهلل في نشاط دائم وحيوية متواصلة إلى ْ أن لقي ربه يوم األحد 9جمادى األولى من سنة 1433هـ الموافق لفاتح أبريل من سنة 2012م.
مصادر الترجمة:
• معلومات شفهية عن المترجم رحمه اهلل في زيارة له يوم 30ربيع الثاني سنة 1427هـ موافق 29ماي سنة 2006م. • نبذة عن حياة العالم الفقيه سيدي عياد المهراز -ورقة حررها بعض أقرباء المترجم.
أصالة أهل تطوان أو البعد االجتماعي في الجزء الثاني من كتاب عمدة الراوين في تاريخ تطاوين ألبي العباس 2/2 د :نجيب الجباري أحمد الرهوني -ت 1373هـ - 1953 - 3كلمة في منهجية التحقيق : فضال عن األهمية العلمية للكتاب البد من قول كلمة حق في المنهجية التي اتبعها المحقق في تحقيقه وتخريجه في أبهى حلة وأنصع صورة. ولما كانت قراءتي هذه منصبة باألساس على الجزء الثاني من الكتاب فإنني أكتفي بتسجيل بعض المالحظات التي عنت لي وأنا أقرأ هذا الجزء. من حسن حظ األستاذ المحقق أنه عثر على نسخة المؤلف ومعها نسخ أخرى انتسخت عنها مباشرة ,وأن معظم هذه النسخ مكتوب بخط مغربي جميل ودقيق ,وهي نسخة الزعيم الكبير األستاذ عبد الخالق الطريس ونسخة المؤرخ الكبير محمد داوود ونسخة العالمة الجليل سيدي محمد بوخبزة. لقد من اهلل على األستاذ المحقق بالتوفيق في تحقيق هذا الكتاب وفي اإللتزام بالضوابط المنهجية والقواعد العلمية بدءا بإثبات الزيادات التي كان يزيدها المؤلف وكذلك إثبات ماكان ينقص أيضا لما فيها من الفائدة التاريخية مع التنبيه عليها ,وعلى ما تركه المؤلف من بياض كلما ما أمكنه ذلك .وهذا واضح من خالل الهوامش التي ذيل بها المتن فضال عن المصطلحات التقنية والحضرية والكلمات الدارجة التي شرحها أو أحال على شروحها في األجزاء المخطوطة من الكتاب , كما تم تخريج اآليات القرآنية واألحاديث النبوية .وأكبر مجهود قام به المحقق هو في عملية ضبط النص ,حيث قام بالرغم من المشاكل الكثيرة التي واجهها في هذه العملية بشكل المتن كله وعيا منه بأن وأكبر مجهود قام به المحقق هو في عملية ضبط النص ,حيث قام بالرغم من المشاكل الكثيرة التي واجهها في هذه العملية بشكل المتن كله وعيا منه بأن )القول بتحقيق النصوص ال معنى له إذا لم يقدم المحقق إلى القارئ نصا يكون مضبوطا في غاية الضبط ,ويكون هو ضابطه وضامن سالمته ( كما يقول في ص 48من مقدمة الجزء األول متوخيا إخراج اللغة العربية من مأساتها وتخلفها ومساهما في خدمتها. وما أثار انتباهي كذلك هو هذا الرسم الجديد الذي لم نتعود عليه خالل مسيرتنا الدراسية والذي اعتبره األستاذ جعفر محاولة لتصويب هذا الشذوذ اإلمالئي الذي أصاب كتابتنا وإمالءنا. كما أن موضوعية األستاذ المحقق جعلته يقر في نهاية هذا الجزء بأنه قد فاته وهو يعد مقدمة الجزء األول من عمدة الراوين أن يرجع إلى األبحاث السامية في المحاكم اإلسالمية لشيخ العلوم المؤرخ الفقيه محمد المرير مستدركا ذلك عامال على إثبات النص المعني ,وهذه لعمري أمانة علمية وتواضع وتمكن معرفي بأصول تحقيق التراث وقراءته. - 4أصالة أهل تطوان أو البعد اإلجتماعي من خالل عمدة الراوين الجزء 2 قرأت من جملة ما قرأت وأنا أعتزم القيام بهذا البحث أن بعض المشارقة أتوا في بداية السبعينيات من القرن الماضي لمدينة الرباط ,ولما قرروا التوجه نحو تطوان قيل لهم لن تستطيعوا المكوث في تطوان أكثر من بضع ساعات ..فهي مدينة منكمشة ال تحب الغرباء .وقد علق الكاتب المشرقي قائال :قد يكون ألهل المشرق بعض العذر في جهلهم بتطوان ,ولكن الذي يخفف من هذا التقصير هو أن الغالبية من أهل المغرب ال يعلمون الكثير عن تطوان (وتابع الكاتب قائال: وطرنا إلى تطوان وطالت الساعات إلى خمسة عشر يوما وكم تمنينا لو امتدت األيام لتشمل بقية العمر ..ثم زاد مرددا قول الشاعر:
رعى اهلل أحبابــا بتطـوان كلمــا ذكرتهم اهتاجت شعائل أضلعي
وبعد ذلك ختم الكاتب قوله فكتب :لقد فتح لنا أهل تطوان بيوتهم وقلوبهم فعشنا معهم آالمهم وآمالهم وقرأنا كثيرا من الكتب عنهم وعن تاريخهم وخرجنا من كل هذا بانطباع بأن تطوان تتألم بهدوء وصمت ,إنه آالم األكابر تعاني منه األمرين ,لقد سلبوا منها شخصيتها وهي اليوم تحاول تكييف نفسها للدور الجديد المرسوم لها. لقد سقت هذا االستشهاد لكي أبرهن على أن مدينة تطوان مدينة عريقة أصيلة نقرأ هذه األصالة يوميا في طبيعة الحياة التي يحياها الناس بهذه المدينة ,طبيعة عربية أندلسية منغلقة من جهة ,وطبيعة أخرى إسبانية حديثة منفتحة من جهة أخرى .لقد أورد الشيخ أحمد الرهوني كالما شبيها بما سقته آنفا في سياق ذكره ألخالق أهل تطوان قائال وهاذه األخالق كادوا ينفردون بها ,وسببها على ما حدثني الولي الصالح) 2:248).. ويكفي أن نلقي نظرة على عناوين هذا الفصل الثالث عشر المتعلق بعادات أهل تطوان لنتبين طرافة هذا الجانب وأهميته البالغة ليس فقط بالنسبة للمؤرخين بل حتى لعلماء االجتماع واألنتروبولوجيين ولعلماء النفس ,فهو يتناول بأسلوب مباشر ودون تكلف وبدقة متناهية ووصف لكل صغيرة وكبيرة للعموميات وللجزئيات ما يتعلق بعادات أهل تطوان في المعيشة وفي اللباس وفي الزواج وفي الوالدة وفي الفطام وفي الجذري والحصبة وفي الختان وفي الحذقات وفي عيادة المرضى وفي الجنائز وفي زيارة القبور وفي المحرم وفي عاشوراء وفي المولد النبوي وفي الخميس فاتح رجب وفي المعراج وفي شعبان وليلة نصفه وفي رمضان وليلة القدر وعيد الفطر وعيد األضحى وفي فصل الربيع والصيف والخريف والشتاء وفي الحاجوز)عبارة عن الليلة األخيرة من السنة الشمسية التي هي ليلة الفاتح من يناير ,سميت حاجوزا ألنها تحجز بين السنة الماضية والسنة المقبلة( وفي العنصرة وفي مواسم األولياء وفي االستسقاء واالستصحاء .وهو في كل ذلك يهدف إلى التنبيه على المستحسن من هذه العادات والتقاليد ليستمر عليه ,وعلى المذموم منها ليعمل الجهد في نسخه بما هو محمود شرعا وطبعا (ص ( .179لذلك نجده مرارا يتقمص دور المصلح االجتماعي فينبه على مخاطر اإلسراف في النفقات
الكمالية التي تنذر بخطر اإلفالس العام .كما نجده يشير إلى بعض العادات اإلستهالكية الجديدة التي فرضتها المدنية العصرية الزاحفة خاصة فيما يتعلق باألكل واللباس قائال :حيث أحدثت عادات جديدة زيادة على ما ذكر وهي أيضا إلى اإلقتصاد أقرب لوال تأثيرها على الصحة حيث أحدثت عادات جديدة زيادة على ما ذكر وهي أيضا إلى اإلقتصاد أقرب لوال تأثيرها على الصحة(..ص )180كإحداث شرب القهوة واإلكثار من أكل اللحم الذي صار شبه الزم كما قال .مؤكدا أن هذه الثقافة االستهالكية وهذا الزحف الرأسمالي كان من القوة والتأثير بحيث لم يختص بهذه المدينة وحدها بل مس جميع المدن واألقاليم .(.ص .)188 كما أن كاتبنا أحمد الرهوني ال يترك فرصة تمر دون أن يعلن استنكاره وتنديده ببعض العادات والتقاليد التي ال تقرها السنة وال أصل لها في الشريعة االسالمية سواء تلك التي ورثها التطوانيون عن النصارى كعادة االحتفال بالليلة األخيرة من السنة الشمسية التي هي ليلة الفاتح من يناير (..ص .).239أو تلك التي تجد جذورها في الفكر اليهودي أو البربري كما نجد في قوله في( ص )207أو تلك التي ورثها المغاربة عموما عن عصور اإلنحطاط السحيقة كما نقرأ في حديثه عن عادات بعض نساء تطوان في الخميس األول من شهر رجب مستنتجا أن ذلك كله عمل واعتقاد جاهلي ال أصل له في السنة يدنس به هذا اليوم المبارك..أنظر ( ص .) 228..227 ويستهزئ الرهوني من بعض عادات أهل تطوان وخصوصا في الزواج وما يصرفه المرء في أفراحه وأيامه( ص 193 )وقد حاول مجاراة أهل تطوان في هذه العادة ولكنه لم يصل إلى مستواهم .أو في شراء ذبيحة عيد األضحى التي نقلتها العادة البطنية إلى إلى الوجوب العيني الذي من تخلف عن فعله كفر والكن ببطنه ال بربه (ص )236أو دعوته لمنع الناس من كشف عوراتهم بحمامات المدينة .(.ص) 9أو إستهجانه لعادة إكثار النساء من زيارة القبور في نهار رمضان على هيئة تهييج األموات قبل األحياء ,أو كثرة زيارتهن لبعضهن على حالة تستلفت األنظار وتشوش األفكار ويسمين ذلك بالصواب بتسكين الصاد ..ولعمري إن الصواب ترك هذا الصواب(..ص. ) 233 ونفس األمر يقال عن تعليقه على عادة أهل تطوان في الجنائز حيث ذكر أن األذكار التي تذكر في الجنائز تعتبر بدعة ألن السنة هي السكوت والتفكر والتدبر في مصير الميت وتذكر الموت .وأن عادة بعض الناس في سبق الجنازة لمصلى الجنائز والمكوث بعد الصالة حتى يعزوا أهل الميت مخالفة للسنة من جهتين ألن السنة هي الخروج مع الميت من الدار وتشييعه لقبره.(.ص .)222 وكذلك األمر بالنسبة للنساء اللواتي يجئن أوال لدار الميت بقصد تعزية أهله ثم يرجعن في الظهر أو العصر لحضور الجنازة وهذا يقول الرهوني أمر البأس به ,غير أنهن ينحن نوحا كبيرا ويعددن محاسن الميت ويبكينه تبعا لبكاء أهله وذلك حرام من الكبائر ,كما ال يخفى .أما أهله فمن غلبه الحال ارتفع عنه التكليف ,أما الغير فال عذر له فيما يفعله ,فالواجب الكف عن ذالك.(..ص.)222 أما وصفه الدقيق لعادات سكان وأهل تطوان في الزواج فله أهمية خاصة في معرفة تطور الذهنية التطوانية من جهة ,وقوة العرف وتمكنه في حياة المجتمع التطواني من جهة أخرى.فبعد أن تكلم عن الزواج وعن المراحل التي يقطعها الرجل قبل أن يغلق عليه بيت الزوجية بدءا من البحث عن العروس والخطبة والمذاكرة بشأن المهر وقراءة الفاتحة واإلعالن عن الخطبة والتهنئة وإشهاد العدول وإقامة األعراس واألفراح ينهي كالمه قائال « :هاذه حالة زواج الطبقة العليا والوسطى وبعض السفلى عندنا وهي برمتها مخالفة للسنة والكنها بدعة استحكمت حتى صار تركها من أعظم البدع عند حزب الشيطان وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم») ص (209 الواقع أن قراءة هذا الفصل الشيق الذي يعمد فيه المؤلف في بعض األحيان إلى عقد مقارنة بين عادات أهل تطوان وتقاليدهم بعادات مدينة فاس العريقة كما نجد في ص 196تؤكد لنا بما ال يدع مجاال للشك بأن أهل تطوان كانوا ذوي أصالة وتشبت بتقاليدهم وعاداتهم وتميزهم بها خالل تاريخهم العريق لم يتزحزحوا عنها قيد أنملة إال بعد أن زحفت الحضارة وامتد التمدن العصري ومعه أنماطه االستهالكية الرأسمالية التي مست كل مجاالت الحياة بدءا من األكل والشرب واللباس والبناء والعادات والتقاليد. ويختم أبو العباس جزأه هذا ’ والختام مسك كما يقال ,بالحديث عن أخالق تطوان الشريفة مثل الصدق في الخبر واإلخالص في المعاملة مع الخلق والخالق والحياء والكرم قائال إن جلهم متصف به .لكن مع اقتصاد ونظر في العواقب وتأمل تام في وضع مكارمهم في مواضعها ) ص (245ومنها التواضع والتوكل الذي أفرطوا فيه إلى النهاية ’ ومنها العفة فإنها وصف الزم لهم بكل معناه) ص (246والقناعة وعزة النفس «فان الواحد منهم يصبر على الجوع والعري وال يتملق لمخلوق في تحصيل منفعة من المنافع وال دفع مضرة من المضار»)ص (246والحلم والشجاعة التي بلغوا فيها حد التهور )ص (246والغيرة وبر الوالدين والصدقة ومواساة الغريب والتودد للناس .أما التدين والطاعة والتقوى فان لهم في ذلك القسط األوفى)ص (247فضال عن محبتهم العلم والعلماء والشرفاء وال البيت ..مؤكدا أن هذه األخالق كادوا ينفردون بها وهي التي جعلتهم يتبوؤون مكانا عاليا والئقا في سلم الوظائف التي كان الملوك يختارونهم لها دون سواهم مؤتمنين لهم على أسرارهم وأموالهم .وال يترك أبو العباس فرصة تمر دون أن ينفي ضمنيا عن أهل تطوان بعض الصفات المذمومة كالبخل مؤكدا في كل مرة أن من ال يتخلق بهذه األخالق الحميدة ال عبرة به ألنه ينطبق على النادر من الدخالء. وبعد ,هل مازالت هذه العادات والتقاليد واألخالق متأصلة اليوم في مجتمع تطوان وغيره من المجتمعات المغربية ؟؟
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()897
16
“القصر الكبير :1920 تقاليد وتوهمات”
ظلت الكتابات الكولونيالية الخاصة بتحوالت ماضي منطقة الشمال، مجاال خصبا للتأمل وللقراءات المتجددة وللرؤى التفكيكية لمتاهات الخطاب الكولونيالي حول ماضي المغرب وحول إفرازاته الراهنة .وإذا كان المؤرخون المغاربة لعقود مرحلة ما بعد رحيل االستعمار ،قد انبروا لفضح الوجه التآمري لهذا الخطاب الكولونيالي المتلون بتلون المشروع االستعماري الفرنسي واإلسباني فوق األرض المغربية ،فإن تطور انساق الكتابة التاريخية الوطنية المعاصرة ،قد دفع بمغرب الزمن الراهن نحو تجاوز عقدة “اآلخر الغازي” واستيهاماته المغرضة ،واالنتقال نحو تفكيك سقف الخطاب المهووس بمقارعة لغة المستعمر وآفاق خطابه وسقف غاياته من الكتابة حول تحوالت ماضي المغرب ،وحول إبداالت واقعه القائم .لذلك ،نجح مؤرخو المرحلة الراهنة في االنعتاق من هاجس الرد على الخطاب الكولونيالي ،وانتقلوا إلى مستويات متقدمة من التشريح والتفكيك ،قبل أن تتحول مضامين هذا الخطاب إلى محور للتأمل العلمي ولالستثمار األكاديمي.
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
كتابا يهتم بالحضارة ،إنه عبارة عن نظرات ،ولقطات ،وانطباعات، وتقييمات شملت بعض مظاهر الحياة القصرية ،وإنسية اإلنسان القصري ،أفضت ...إلى استنتاجات كانت في معظمها مغرضة ،تدعي أن عقلية هذه الساكنة هي من الجمود ،والتخلف ،والرجعية ،واالنكفاء على الذات ،بحيث ال يتوقع لها أن تتغير ،وأنها ...البد أن تخضع لوصاية دولة أجنبية دائمة أو طويلة جدا عساها أن تصبح مؤهل ألن تدخل على استحياء إلى دنيا العصر الحديث( ”...ص ص.)9-10 .
لقد كانت نظرة المؤلف صريحة في الدعوة إلى تمهيد المجال المحلي للغزو اإلسباني ،دافعه في ذلك روحه الوطنية المفعمة برذاذ “وصية إيسابيال الكاثوليكية” ،وحافزه في ذلك ،وظيفته الرسمية كراهب مرافق للقوات العسكرية اإلسبانية الغازية فوق األرض المغربية .ولقد عبر المؤلف عن جموح هذه الروح المفرطة في وطنيتها ،عندما قال بلغة التماهي االستعماري المرضي ،في تقديمه للكتاب“ :أود أن أبعث بهذه الرسالة إلى الجنرال باريرا قائد ناحية القصر الكبير ألقول له فيها :إني قبل أن أنخرط في الهيئة الكنسية في إطار هذا التطور العام ،يندرج صدور الترجمة العربية لكتاب التابعة للجيش ،كنت على معرفة بفضائل رجاالت هذا الجيش ،نظرا “القصر الكبير :1920تقاليد وتوهمات” ،للكاتب اإلسباني فرانثيصكو للمدة المديدة التي أمضيتها بين ظهراني جيش القصر الكبير صوريضا بالنيصي ،سنة ،2018بتوقيع المترجم عبد الرحمان الشاوش، والتي استمرت إلى أن بلغت ثالثة وعشرين شهرا ،كان من شأنها وذلك ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر أن نمت في نفسي بصفة مطلقة إعجابي الكبير به ،إن تفانيه كان الكبير ،في ما مجموعه 128من الصفحات ذات الحجم المتوسط. أعظم حافز له على أن ينكب حيثما كان على العمل بكل حمية ،بغية والعمل ،يشكل إضافة هامة لمجال اشتغال الجمعية الناشرة ،بالنظر نشر أسباب المدنية ،وإرضاء الواجب الوطني ،وأنه بما له من اعتقاد لحجم ما حققته على امتداد فترة زمنية ال بأس بها من العمل الشاق غالف الكتاب كهنوتي مسيحي راسخ ،يرى أن ما يتقدم به من قربان في سبيل البطولة ينبغي أن والمتواصل على مستوى تجميع نصوص مدينة القصر الكبير ،والتعريف بها عبر يكون ذا صبغة سلمية ...إن التدخل اإلسباني لينبث ،وينتشر ساعيا في أريحية نبيلة إلى العناية ترجمتها وتعميم تداولها بين الباحثين والمؤرخين وعموم المهتمين. بتلك الزهور المحلية الداوية ،فيلتقطها بحنان من فوق تلك األرض السمراء التي سقتها دماء وعلى الرغم من أن الكتاب موضوع هذا التقديم ال يقدم رؤية تأريخية لتحوالت ماضي مدينة شهدائنا ،والتي لم تلبث أن ضمت جثامينهم ،لقد كنت أنا من تولى إغماض عيونهم في ميدان القصر الكبير بشكل قطاعي أو مونوغرافي على غرار األعمال الفرنسية التي أنجزها باحثون كبار الشرف ،وكلي يقين من أنهم سيكونون بذورا للمدنية المسيحية التي لن تفتأ أن تنمو وتزدهر من أمثال ميشو بيلير وجورج سالمون ،فإنه في المقابل اهتم بالتوثيق لظواهر سوسيولوجية هنا( ”...ص ص.)18-17 . وقضايا أنتروبولوجية تشتغل على التراث الرمزي وعلى قضايا الهامش وعلى المحكيات الشفاهية وعلى هذا المنوال ،ينساب السرد ،ليقدم تفاصيل غزيرة حول مشاهدات المؤلف وانطباعاته، وعلى المعتقدات المحلية وعلى الطقوس االجتماعية الجماعية ،وهي كلها قضايا ظلت منفلتة من بين متون المدونات التاريخية الكالسيكية التي تناولت ماضي مدينة القصر الكبير بالبحث انطالقا من سلسلة عالقاته وصداقاته ببعض مسلمي المنطقة .وإذا كنا في غير حاجة لبذل أي وبالتوثيق .ومن المعلوم ،أن تناول المؤلف لهذه القضايا ،لم يكن بريئا وال متحررا من أحكام جهد قصد كشف النقاب عن خبايا تالوين خطاب المؤلف الوظيفي ،فقراءة الكتاب تفتح مجاال القيمة الكولونيالية التبخيسية لعطاء الواقع والمجتمع المغربيين .ومع ذلك ،فقد اكتسى العمل واسعا للوقوف عند مواد ال يمكن التوثيق لها في إطار الكتابة التاريخية التصنيفية الكالسيكية. قيمة كبرى بنجاحه في توظيف عين المؤلف الثاقبة قصد التقاط التفاصيل “األخرى” والجزئيات هي كتابة تناجي األوهام االستعمارية ،وفي هذا الجانب بالذات تكمن أهمية توسيع االنفتاح الكامنة في الظل أو الهامش .ولقد لخص األستاذ عبد الرحمان الشاوش السقف العام المؤطر لهذا على هذا النمط من التدوينات االنطباعية ،ففي ذلك تجسير للهوة التي ظلت تعيد إنتاج العمل ،عندما قال في كلمته التقديمية“ :ال يتناول هذا الكتاب أحداثا تاريخية معينة ،اعترت هذه نهج التنافر والتآمر تجاه خطابات االستعمار ،وتجاه العقل االستعماري ،وتجاه أرصدة دراساته المدينة عبر مسارها الزمني الطويل فكان لها تأثيرها الفعال فيها ،وإذن ليس هو بكتاب تاريخ ،التاريخية والسوسيولوجية المؤطرة لمشاريع الغزو واالحتالل لسنوات نهاية القرن 19وعقود كما أنه ال يتضمن أي معطيات وصفية للمظاهر العمرانية ،والمآثر المشيدة تؤهله ألن يكون النصف األول من القرن .20
سالماً أيها الغيم..
(�أقا�صي�ص)
ُ ُ المبدعـة ِّيشــة هذه شذراتٌ سرديــ ٌة قصصي ٌة ،التقطتها الر َ درب من شرفةِ الحياةِ واألحيا ِء ،وتغنّتٍ بها في حدا ٍء فجريٍّ على ِ الحيــارى ،والمكلومين ،والحالمين بمساقـطِ الغيثِ الخضير.. أن هذه الشذرات اختارت لنفسها قالب ًا صغيراًَ ، صحيحٌ َّ ونفس ًا َّ َّ قصيراً ،لكنها تروم بث اللمحةِ فـي غـاللــةٍ نثــريـةٍ فنيـةٍ ذاتِ حطب القلب ،ت�رضمينه ق�صيد ًة، « لكِ يا �س ِّيدتي َ ألوانٍ وتحاسينَ ..فمن رحبَ بها ،وفتــح ذراعيــه لساللها ،فقد أ�شواق.. �أو جذو َة � ٍ أحسن الظنَّ بصاحبها ،وربما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها َ وتباريح القل ِم.. �شهقة وريدي، لكِ َ وأشاح بوجهه ،فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية، ُ َ أفراح الغي ِم.. واخضالل المآب .. لكِ زهرة ف�صويل ،و� َ ُ َ َ َ ْ ْ ّ وال�سل َ�سبيل ،و�شالل الفتونِ .. ال�سل َ�سل َّ ، لكِ َّ ثرّ آخر مكاتيبي �إليكِ ،فاعذريني �إن تع ت هذه � ُ ّ وق، رت عن موعدكِ املفع ِم ري�شتي ،وت� ّأخ ْ ِ بطيوب ال�ش ِ وق ،وال َّد َنف «. وال َّت ِ اعر « عبد الفتاح « َ و�ضع ّ نقطة اخلتام لر�سالتهِ ال�ش ُ ِ للرحيل عن دنيا �إلى الق�صيدةِ ،وحزم حقائبه ا�ستعداد ًا َّ اخلليلِ التي �أح َّبها ف�أح ّبتهُ ،و�أكربها ف�أكربتْهُ ،ومهرها حرف ،فمهرتهُ �شمي َم ريحان !.. قالئ َد ٍ النقاد ،وا�ضطهدتهُ وانهالت عليه املنابر، قال ُه ْ ُ ُ و�صوب: حدب ال�ضرَّ ُ ٍ بات من كل ٍ قال ال ُ أول : ُ تقرع �سمعنا ليل نهار ..ت ّب ًا ما بال طبول القافية ُ أ�صنام اخلليل ! ل ِ بقلم :قطب الري�سوين .ال�شارقة ـ قال الثاين :
ٌ رحيل.. درب احليا ِة رث حدا�ؤنا ق�صيد ُة الن ِ احللو على ِ ال�شجي ُ ُّ والأحياءِ ! ُ قال الثالث : ّ عر ! الروايةِ ..فلي�سقطِ ال�ش ُ هذا زمنُ ِّ ٌ وتلهب جوانحه ،وت�ستحثهُّ تق�ضم روحه، الغربة ُ ُ على الرحيل بعيد ًا عن �أ�رشعةِ اخلليلِ ،وبحورِ ال�شعراء !..لكنّ جمر َة ال�شعرِ ما زالت تتو ّقد بني ثيابه و�أع�صابه ّ والربقوق، بالعنب، املو�شا ُة تتد َّلى ..ما زالت دفاتر ُه ِ ِ وحليب ري اخلريِ، ِ فاح ..ما زالت �أ�صابعهُ ت�سيل بع�ص ِ وال ّت ِ ّ العافية ..مازالت � ُ آالف الع�صافري حتط على مخ ِّيلتهِ وت�شدو .. �أيرفع �شكواه �إلى املتنبي ،والبحرتي ،و�شوقي ،ونزار ،واجلواهري ..فيزيح بع�ض الغ ّم عن �صدره َ خذلك املكروب ..لكنَّ اجلواب ي�أتيهِ هادر ًا جهري ًا � :إذا ِ أموات! أحياء فما بالك بال ِ ال ُ ُ أ�شتات من اخلواطرِ املتناوحةِ تنثال على ذهنهِ، � ٌ ر�صيف امليناءِ .. ينت�صب بقامتهِ الفارعةِ على وهو ِ ُ ُ ٌ ِّ ٌ أمواج ( البحرِ املجتث) !... �ساعة واحدة ال�سفينة � َ ُ ومتخر َّ
العدد 995
17
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
خوليان ريبيرا إي طراكوا
(JULIAN RIBERA Y TARRAGO (1858-1934 أول من تبنى فكرة األصل اإلسباني لمسلمي األندلس
واحد من كبار المستعربين االسبان ،وقف حياته على دراسة األدب األندلسي وتاريخه. ولد في «كركخنتة» CARCAJENTEمن أعمال بلينسية ،تعلم اللغة العربية على المستعرب «كوديرا ،وتخرج من جامعة سرقسطة ،وعين أستاذا للعربية فيها سنة 1887م وأستاذا لتاريخ حضارة اليهود والمسلمين في جامعة مدريد (1905-1927م) ثم اعتزل التدريس ،وعكف على التأليف في بلنسية .وقد انتخب عضوا في المجمع اللغوي اإلسباني وفي غيره .وعد من بين كبار علماء االجتماع والتاريخ والكشف عن أصل الشعر الغنائي األوربي من المنابع العربية. أنجز ربييرا العديد من األعمال المهمة المتعلقة بالتراث األندلسي منها :نشره بمعاونة استاذه كوديرا المكتبة العربية اإلسبانية ،وله دراسات عن نظم التدريس عند المسلمين اإلسبان(سرقسطة )1893وأصول القضاء العالمي في أرغوان (سرقسطة )1897وتاريخ القضاة بقرطبة للخشني القيرواني متنا وترجمة اسبانية ،وكتب عليه بالعربية :وقف على طبعة خوليان ربيبرا إي طراكو البلنسي (مدريد ،)1914كما نشر المالحم االسبانية سنة 1915بمدريد ،وديوان ابن قزمان (مدريد )1922وموسيقى األندلس والشعراء الجوالون (مدريد 1925م) ،كما ترجم إلى اإلسبانية تاريخ افتتاح األندلس البن القوطية .وكان قد نشره غاينغوس وسابيدرا من قبله – مع إضافات من كتاب اإلمامة والسياسة البن قتيبة (مدريد ، )1926والموسيقى العربية وأثرهما في الموسيقى اآلسبانية (مدريد )1927 ،وصنف كتابا بعنوان« :بحوث ورسائل في جزئين اشتمل على الشاعر ابن قزمان والرد على دوزي ،وأصول فلسفة رايمو ندلول ،وجامعي الكتب والمكتبات في إسبانيا اإلسالمية وله في المجالت العلمية دراسات رصينة عن :أحوال العرب عند فتح األندلس ،وحول قلعة طريف ،ومعاهدة سالم بين فيرناندو األول حاكم نابولي وأبي عامر عثمان حاكم تونس .وقد حال الموت دون إنجاز كتاب :تاريخ الثقافة االسالمية وقد أحصى مؤلفاته وقدم لها آسين بالثيوس في كتاب عنوانه (أحاديث ونبذ 1928م))1(. وككل مستعرب اسباني في عصره واجهته مشكلة التراث األندلسي في لغته العربية الذي لم يكن متيسرا في إسبانيا «وحين عزم على أن يطبع أمهات المصادر األندلسية في نصها العربي بإسبانيا ،لم يجد غير مطبعة البرلمان ،ففيها قسم عربي لطبع الوثائق السياسية ،ولكنه يتقاضى أجورا باهظة ال قدرة له عليها ،فتركه ليفكر في أمر ال أظنه دار بخاطر مستشرق قبله ،إذا استثنينا المستشرقين الروس فقد مروا بالتجربة نفسها فيما أذكر ،أن يشترى حروفا عربية ،وأن يعمل عليها مع طالبه ،ويجمعون بأيديهم ويدفعون بما جمعوا إلى المطبعة .ويدفعون التكاليف من جيوبهم ،ومن جيوب عشاق العصر العربي من اإلسبان» (.)2 وهكذا انكب خوليان ريبيرا على دراسة التراث األندلسي ثقافة وفنا وتاريخا .وكان يعتبر الحضارة األندلسية جزءا من التراث اإلنساني القيم ،وأن كل منجزات األندلسيين المسلمين في العلوم والفنون والثقافة ينبغي أن تنتسب إلى إسبانيا قبل أن تنتسب إلى الشرق العربي أو الغرب األوربي ،كما أنه يعتبر أن المجتمع المولد الجديد في األندلس بعد الفتح واالختالط واالنصهار بين العرب الفاتحين والسكان األصليين كان عربي اللسان إسالمي الدين ،وردد عالنية أنه «ليس ثمة فضل في أن يعرف أحدنا اللغة العربية ،فهناك ماليين الرجال يعرفونها ،ويتحدثون بها خيرا منا ،أما الذي نستطيعه دون قدرة الماليين فهو أن نجعل منها دورا نكتشف في هديه أصول الثقافة االسبانية ،ونوضح في ضوئها ما خفي من جوانبها ،حين كانت العربية في وطننا لغة الثقافة ولغة الحياة» (.)3 خوليان ريبيرا وإسبانية الموشحات: تعددت اآلراء واختلفت حول أصل الموشحات وأوزانها ،وكان الباحثون وما زالوا –منقسمين إلى رأيين بارزين ما بين األصل االسباني األندلسي والعربي المشرقي ،وكل فريق يدلي بآرائه وحججه في هذا الميدان ،ويرى الدكتور زكريا عناني أن «اآلراء حول النشأة األندلسية للموشحات أكثر من أن تحصى ولكن ليس معنى هذا أن الموشحات ظاهرة مستقلة ال عالقة لها بالشعر العربي ،فمؤلفو الموشحات هم أوال وأخيرا شعراء عرب ،وهذه حقيقة لم ينكرها حتى المستشرقون المنادون بأن في الموشحات عناصر إسبانية محلية»(.)4 ويذهب خوليان ريبيرا إلى (اسبانية الموشحات) ويدلل نظريته هاته بما يلي :إن أهل األندلس االسالمي كانوا يستعملون اللغة العربية الفصيحة كلغة رسمية يتعلمها الناس في المدارس ويكتبون بها الوثائق وما إليها .وأما شؤونهم اليومية وأحاديثهم فيما بين بعضهم وبعض فكانوا يستعملون لهجة من الالتينية الدارجة أو العجمية EL ROMANCE .ثم إن هذا االزدواج في اللغة هو األصل في نشوء طراز شعري مختلط تمتزج فيه مؤثرات غربية ومشرقية .وقد ازدرى أهل األدب الفصيح والمعنيون بأمره هذا الطراز الجديد ،بينما مضى الناس جميعا يتناقلون مقطعاته سرا فيما بينهم ،وذاع أمره داخل البيوت وفي أوساط العوام ،ومازال أمره واالقبال يشتد حتى أصبح في يوم من األيام لونا من األدب .وقد أخد هذا الطراز الجديد من األدب الشعبي صورتين :أحدهما (الزجل) والثانية (الموشحة) وهما في الواقع األمر فن شعري واحد ،ولكن الزجل يطلق على السوقي الدارج منها ،إذ ال بد أن يكون في اللغة الدارجة ،فقد كان يتغنى به في الطرقات أما الموشحة فال تكون إال في العربي الفصيح ،واسمها كذلك عربي كما هو واضح(.)5 وقد وافقه في هذا تلميذه أميليو غارسيا غوميث ،ووافقهما بعض الباحثين العرب كالدكتور عبد العزيز األهواني والدكتور مصطفى عوض الكريم وبطرس البستاني ،وقد اعتمد هؤالء على نقاط محددة في مذهبهم منها :إن الموشحات تختلف اختالفا بينا عن فنون الشعر العربي في المشرق لكونها استجابة لبعض متطلبات الفن الغنائي وثانيهما :إن أوزان قسم الموشحات غير جارية وفق أوزان الخليل .وثالثهما :أن فن الموشحات قد ظهر في األندلس .وحذقه األندلسيون وأحبوه .لذا ذهبوا إلى أن هذا الفن تقليد لشعر غنائي أعجمي كان منتشرا في األندلس عرفه كل من العرب واالسبان ومما قوى اعتزاز هذا الفريق برأيهم اكتشاف مجموعة من الخرجات األعجمية ،وعددها ،ست وعشرون ،في كتاب (:عدة الجليس ومؤانسة الوزير والرئيس) لعلي بن بشري الغرناطي فضال عن الخرجات األعجمية التي وردت في موشحات عبرية نظمها ابن النغرلة ،وابن جبيرول وموسى بن عزرا ،ويهودا هاليفي وغيرهم .لذى انبرى جماعة من العلماء لدراستها ،ومن أولئك (شتيري )STERNونشرها في مجلة األندلس (العدد 13سنة ، )1948وغارسيا غوميت ،ونشرها في المجلة المذكورة (األعداد 14 :سنة 1949و 15سنة 1950و 17سنة 1952و 19سنة ،)1954بل جزم غوميث أن تلك الخرجات المشتركة بين الموشحات العبرية أغان قصيرة باللهجة الرومانتية كانت شائعة ،وأنه على هذه األغاني بنيت الموشحات (.)6 كما اهتم ريبيرا بدراسة موسيقى األغاني االسبانية وداووين شعراء التروبادور في أروبا في العصر الوسيط فانتهى من دراساته المستفيضة ،إلى أن الموشح والزجل هما »:المفتاح العجيب الذي يكشف لنا عن سير تكوين القوالب التي صبت فيها الطرز الشعرية التي ظهرت في العالم المتحضر إبان العصر الوسيط ،وأثبت انتقال بحور الشعر األندلسي فضال عن الموسيقى العربية إلى أروبا»(.)7وكان قد أكد وجود التماثل في تراكيب األبيات وتعاقب القوافي لدى أغاني البروبادور (الشعر الغنائي الجوال) البروفانسية خالل العصور الوسطى كما هي في النتاج األصلى للشعر الشعبي األندلسي وذلك في محاضرة ألقاها سنة 1912م في المجمع الملكي االسباني« .وكانت مقاطعة (بروفانس) في جنوب فرنسا أولى االقطاعيات ازدهارا ،وكانت لغتها البروفانسية أشهر اللغات الرومانتية ،وموقعها الجغرافي يجعل منها نقطة اتصال حضاري ال بين اللغات الرومانتية أو الشعوب الالتينية فحسب ،وإنما بين الحضارتين اإلسالمية والمسيحية أيضا ،فقد كانت على حافة األندلس اإلسالمي …وشهدت أول ازدهار أدبي ال يتخذ الالثنية لغة له ،وشغل هذا االزدهار قرنين كاملين في تاريخها ،من مطلع القرن العاشر حتى عام 1210م ،وكانت تدين في ذلك (طائفة من الشعراء دخلوا التاريخ تحت إسم التروبادور .)TROUBADOUR(8وثمة عامل ديني كان وراء اهتمام سكان بروفانس باألندلس ،وهو توافدهم سنويا في أعداد كبيرة حجاجا إلى كتدرائية «سانتيا كودي كومبو ستيال» SANTIAGO DE COMPOSTELAفي الشمال الغربي من شبه الجزيرة ،ألنها تضم رفات القديس يعقوب ،وهم في غدوهم ورواحهم ،يلتقطون األخبار ،ويسمعون االشاعات ويحملون ما يفتقدونه في بالدهم ماديا أو فكريا ،وكان المسلمون بدورهم يعرفون قيمة هذه الكنيسة… وأدى هذا إلى قيام رجال الدين المسيحيين فيما وراء جبال البرانس بمحاولة تعلم اللغة العربية ليتعرفوا إلى ما عند المسلمين (.)9 وأول شاعر تروبادور عرف ،ووصلتنا أخباره وجانب كبير من قصائده هو «جيوم التاسع» (1071-1127م) « وإليه ينسب ابتداع الشكل الجديد الغنائي ،والذي يتخذ من شكل الموشحة العربية قالبا ينظم فيه أشعاره…ولم يجدد «جيوم» في الشكل فقط وإنما في موضوعات هذا الشعر أيضا ،فكان أول من تغنى بجمال المرأة ودفعها إلى أن تحس ،بقيمتها ،وكان جيوم قد رحل إلى المشرق في حملته الصليبية (عامي 1101-1102م) وأقام في الشام حقبة من الزمن وجاء إلى األندلس عام 1120م ليساعد ألفونسو المحارب في معركة (كتندة) ضد مسلمي األندلس ،وتزوج من أندلسية هي ابنة «راميرو» الراهب ملك أرغون ،وذلك يعني تأكيدا أنه كان يعرف أشياء كثيرة تتعلق باإلسالم والبالد االسالمية ،ويرجح أن كان يعرف اللغة العربية بقدر ال بأس به ،يمكنه أن يقرأها ويتفاهم بها ،وليس ثمة شك في أن غنائها وأشعارها كانت مألوفة لديه»(.)10
-
بقلم الباحث :
محمد القاضي
وقد استنتج خوليان ريبيرا من تأثير الموسيقى العربية في نشأة الموسيقى األوروبية عنصرين مهمين حددهما عبد الرحمن بدوي وهما :أوال :ظهور مذهب جديد في الموسيقى اسمه فن الميزان ظهر في أروبا ألول مرة في القرن الثالث عشر والكتب التي وضعها المؤلفون األوروبيون في هذا الفن في ذلك القرن تشابه في معالجتها ألنواع األنغام ما كتبه العرب في القرن التاسع في الموسيقى. ثانيا :استعمال اآلالت الموسيقية العربية في أروبا وأهمها «الربابة» وهي في أصلها أسيوية قديمة جدا :ثم العود وهو ما يجمع عليه المؤلفون في تاريخ الموسيقى أنه عربي دخل إلى أروبا عن طريق اإلسبان ،وثالثا «الناي األندلسي «القيثارة» الموريسكية(.)11 كما اتجه كذلك إلى دراسة المالحم الشعبية والقصص واألساطير األندلسية وتأثيرها في األدب اإلسباني ،ودلل على ذلك في بحث نشره سنة 1915م ،حيث الحظ وجود آثار من شعر قصصي عند أوائل مؤرخي األندلس من المسلمين ال بد أنه كان مزدهرا في األندلس خالل القرنين التاسع والعاشر ،ومضى يلتمس ما في كتب التاريخ األندلسي من بقايا اسطورية ذات أصول محلية ،إذ غلب على ظنه أن هذه العناصر األسطورية قد اندرجت في كتب التاريخ اإلسالمي األندلسي ،وبالضبط كما حدث ألشعار المالحم القشتالية من انتشار نظمها واندراجها في المدونات النصرانية في زمن متأخر ،ذلك أنه عالوة على ما تحدثنا به من المراجع من أن نفرا من األندلسيين وصف أحداث فتح األندلس وما تاله من حروب في قصائد طوال كيحيى الغزال (توفي 250هـ) والذي اشتهر بالغارات التي قام بها لعبد الرحمن األوسط .وبأرجوزته التي كتبها عن فتح األندلس والوقائع التي دارت بين العرب واإلسبان… واستنتج من تحليله لبعض النماذج القصصية أنه كان ألهل األندلس شعر قصصي شعبي ،ولكنه ضاع ضياعا يكاد يكون تاما لسوء الحظ ،ومن الممكن أن يكون هذا الشعر القصصي قد عاش طالما وجدت بين ظهراني أهل األندلس جماعة يعمر قلوب أفرادها الحب للغة هذا الشعر وموضوعاته ،ومن الممكن أن تكون هذه الجماعة قد وجدت بين الصقالبة الذين كان لهم أثر عظيم خالل فترة معينة من العصور اإلسالمية من تاريخ إسبانيا .ومضى يتساءل إن كان من الممكن لهذا األدب بعد أن أثبت وجوده أثر في الشعر القصصي اإلسباني والفرنسي الذي ظهر بعد ذلك ،فوجد بعد المقارنة أن الشعر القصصي األندلسي البدائي ال يبدو لنا مجرد محاكاة جامدة ألدب أجنبي ،بل هو يروي أخبارا كانت ذكرياتها غضة ماثلة في األخالق ،إذا ذكرنا أن المدة بين وقوع الحادث الذي تدور األسطورة حوله وبين اندراجها في مدونة تاريخية ال تكاد تعدو قرنا من الزمان تنشأ خالله األسطورة التي تندرج في ثنايا المدونة ،وتلك األساطير األندلسية تتفق في هذا مع األساطير اإلسبانية ،ومن بعض النواحي مع األساطير الفرنسية ،اللتين ظهرتا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ،وتتفق تلك األساطير األندلسية كذلك مع االسبانية في أنها نشأت في النواحي واألعصر التي حفلت بالصراع والحروب ،وتتفق مع االسبانية والفرنسية في أن شخصياتها تاريخية (.)12 كان خوليان ريبيرا من المتعصبين للعرق القومي االسباني فكان أول من تبنى من المستشرقين فكرة األصل االسباني لمسلمي األندلس معتمدا في ذلك على دور المرأة البالغ األهمية في أسبنة المسلمين القادمين من المشرق أو من شمال افريقيا ،وفي إشاعة اللغة الرومانتية واالبقاء عليها والحفاظ على الخصائص البيولوجية االسبانية ،والتقاليد التي كان عليها اإلسبان قبل الفتح االسالمي بعامة ،وفي مجال الحياة العاطفية واألسرية على نحو خاص .لقد جاء العرب أو البربر جنودا فاتحين ،أو أفرادا مهاجرين وتزوجوا في األندلس من نسائها جواري أو حرائر ،وفي كل األحوال كن ينحدرن في األعلم األغلب من أصول إسبانية ،ونشأ أوالدهم هجناء في بيت مختلط ،ويمضي ربيبرا بعيدا مع فكرته لينتهي بها إلى أن العرب القادمين إلى األندلس فقدوا خصائصهم الساللية كجنس سامي ابتداءا من الجيل الثالث أو الرابع نظرا لتغلغل الدم االسباني في عروق المسلمين ويثبت ذلك من الوجهة العلمية. ويجري تجربته على األسرة األموية التي حكمت في األندلس فيقول ما خالصته :إن عبد الرحمن الداخل كان يحمل فقط نصف دم عربي ،ألنه كان من أم غير عربية .وكذلك ابنه هشام ال يحمل إال ربع دم عربي ألن أمه كانت جارية اسبانية وهكذا تتناقص نسبة الدم العربي كلما مضينا من أمير إلى آخر ،بينما تتضاعف نسبة الدم األجنبي وهكذا إلى أن يصل إلى هشام الثاني فال يكون له من الدم العربي إال جزء من ألف وأربعة وعشرين جزءا (.)13 ويعلق الدكتور أحمد هيكل على نظرية خوليان ريبيرا قائال »:لسنا ننكر الدافع الكريم الذي حمل األستاذ (ريبيرا) على محاولة إثبات أن األندلسيين إسبان مسلمون ،فهو يعتز باألندلسيين ويحاول كسب الحضارة األندلسية وضمها إلى التراث اإلسباني ،ولكنها مع ذلك ال نستطيع أن نذهب مع األستاذ ربيبرا فيما ذهب إليه من تجريد األندلسيين من عروبتهم ،وال نستطيع كذلك ان نسلم بتلك التجربة التي أجراها على األسرة األموية األندلسية كدليل على ذوبان الدم العربي في الدم اإلسباني ،ألننا ال نتصور أوال أن كل الذين جاءوا إلى األندلس من الرجال قد تركوا نساءهم في المشرق ،وألننا ال نتصور ثانيا أن الوفود على األندلس كان دائما من نصيب الرجال دون النساء ،وألننا ال نتصور ثالثا أن كل عربي في األندلس كان ينجب دائما من إسبانية جديدة ،وإن كان تصادف ذلك في األسرة األموية بقي أن نقرر أن هؤالء األندلسيين وإن كانوا مولدين جنسا ومختلطين دماء ،فهم عرب في قوميتهم ،ألنهم عرب في عقيدتهم وثقافتهم ولغتهم وكل جوانب حضارتهم» (.)14 أما الدكتور الطاهر المكي فيعلق على ريبيرا قائال «نحن إذا مع خوليان ربيبرا في الدور الذي لعبته المرأة اإلسبانية بوصفها هذا ،في مجال الحياة األندلسية ،وكان واضحا ومقدرا ،لكننا ال نتابعه في لعبة األرقام التي اعتمد عليها ،وأدارها في مهارة ،وسذاجة في الوقت نفسه ،ألن العلم والشواهد التاريخية والظواهر النفسية واالجتماعية تقف في الجانب المقابل منها»(.)15 إنه مهما وجهت من تعليقات ومالحظات لبعض أعمال المستعرب الكبير فإنه ينبغي أن نعترف له ببعض اإليجابيات المهمة في أعماله وأبحاثه ومجهوداته ،فقد استطاع أن يثبت بالحجج والدالئل الدور العظيم الذي قامت به األندلس االسالمية في مجال الثقافة والفن والفكر بصفة ،عامة كما أنه ساهم مساهمة فعالة في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي رسخت في أذهان العديد من الباحثين والكتاب اإلسبان منذ مئات السنين وذلك نتيجة التعصب األعمى والتغاضي وعدم االعتراف بأهم وأزهى فترة في تاريخ إسبانيا وهي الفترة العربية االسالمية والتي دامت ثمانية قرون. ـــــــــــــــــ الهوامش: 1ـ بتصرف عن كتاب المستشرقون .نجيب العقيقي .الجزء الثاني .ص .190 – 189 2ـ قمة االستشراق االسباني المعاصر .د .الطاهر أحمد مكي .مجلة «آفاق عربية» .عدد .3السنة الثالثة 1972 .ص .72 3ـ مجلة «آفاق عربية» .مرجع سابق.ص .73ونفس الرأي ورد في مجلة «اللسان العربي .عدد :الخامس (غشت .)1967ص:
66 4ـ الموشحات األندلسية .سلسلة عالم المعرفة .عدد .31يونيو .1980ص .66 5ـ انظر ذلك بالتفصيل في كتاب «تاريخ الفكر األندلسي « .أنجيل غونتاليث بالينثيا .ترجمة الدكتور حسين مؤنس .ص: 142و .143 6ـ الموشحات واألزجال .الدكتور عباس مصطفى الصالمي .مجلة «آفاق عربية» .عدد الخامس (ماي )1987ص .98 :وهي نفس األراء التي يثبتها الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه «فصول في األدب األندلسي». 7ـ «تاريخ الفكر األندلسي .آنجيل بالينثيا .ترجمة الدكتور حسين مؤنس /ص .614 / 613 : 8ـ التروبادور – شعراء أروبيون تأثروا بالشعر العربي.د .الطاهر أحمد مكي.مجلة «آفاق عربية».عدد :العاشر (يونيو )1976 ص .69 9ـ العالقة بين الشعر األندلسي وشعر التروبادور .الدكتور الطاهر أحمد المكي.مجلة «آفاق عربية» .عدد :السادس (فبراير )1983ص 31و32و.33 10ـ التروبادور – شعراء أروبيون تأثروا بالشعر العربي .د طاهر أحمد مكي مجلة «آفاق عربية» .عدد :العاشر (يونيو )1976 ص .74 11ـ دور العرب في تكوين الفكر األوربي .ص.44 12ـ انظر ذلك بالتفصيل في كتاب «تاريخ الفكر األندلسي /آنجيل غونتاليث بالينثيا /ترجمة الدكتور حسين مؤنس .ص 603إلى .613 13ـ انظر كتاب «األدب األندلسي .من الفتح إلى سقوط الخالفة .الدكتور أحمد هيكل .ص35 :و.36وكتاب :دراسات عن ابن حزم وكتابه «طوق الحمامة» .الدكتور الطاهر أحمد مكي .ص 249 :و .250وكالهما اعتمدا على كتاب خوليان ريبيرا : DISERTACIONES Y OPUSCULOS / VOL . I .PP.14 14ـ كتاب األدب األندلسي من الفتح إلى سقوط الخالفة ص 36و. 37 15ـ كتاب دراسات عن ابن حزم وكتابه «طوق الحمامة» ص 251و.252
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
لعبة السودوكو ()458
مع
املواطنني
أصل اللعبة
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
املــ�ؤ�س�سـة ال�سجنيـة بتـاونـــات :
معنى كلمة سودوكو
«من سمع ليس كمن رأى بأم عينيه» تـــعــرف المــــؤسســة السجنـــيــة بتاونات ظروفا صعبة وغيـــر مقبولـــة، على الرغم من أن مديرهـــا ينعتــــه شهود عيان ،التقت بهم مؤخرا جريدة الشمال ،بكونه رجل الحوارالذي يجيد اإلصغاء ،إال أن اآليــة انقلبت في زمن الغرابة ،عندمـــا تجد أن بعض حراس السجن «المزفتة قلوبهم» هم اآلمرون والناهون ،يفعلون ما يشاؤون ،يفسدون واليصلحون ،بل واليحترمون السجناء عند مطالبتهم بحق من حقوقهم إلى حد ابتزازهم ،علما أن هؤالء السجنـــاء يختلفون في طبعهــم ،شخصيتهم، تربيتهـــم ،تكوينهـــم ،ومستواهــــم المعرفـــي ،وكــذا يتباينون ،بالنظرإلى ظروف وحيثيات اعتقالهم ،ومنهم من يشكون أمراضا مزمنة ،فلماذا يعاملهم الحراس بالسوء ،يتساءل مصدرنا ،مضيفا أن المبكي المضحك هوأن األكل المقدم للنزالء ،خالل شهرالغفران والعتق من النارـ ياحسرتاه ـ رديء وغيرصحي. وأوضح ذات المصدرأنــه من بـــاب االعتراف ،وحتى اليكون المرء سوداويا، فإن المؤسسة السجنية بتاونات توجد بها دكتورة ،تدعى أمينــة ،ذات صدى
رقم 458
كيف تلعبها ؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
طيب ،حيث تسدي خدمات جليلة للسجناء ،إال أن الممرضين الموظفين، شأنهم شــأن بعــض حــراس السجــن، الينفذون أوامر الدكتورة (يعني واعريــن عليها !) . وخالصة القول ،أن حقوق السجين المهضومة عامة ،البــد وأن يعاد فيهـــا
النظرمن قبل الجهـــات المختصة ،ألن اإلشهارعبرشاشة التلفزة ،أو عبر أثيـــر اإلذاعة شيء ،وواقع السجون شيء آخر! ألم يقولوا يوما « :من سمـــع ليــس كمن رأى بأم عينيه».
م.إمغران
وزان :مراسلة خاصة
حل السودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد ،حسب الفئة المستهدفة.
مصير حواسيب المدرسة الجماعاتية بإقليم وزان في علم الغيب ؟ من بين الخيارات االستراتيجية التي اعتمدها وزارة التربية الوطنية خالل فترة تنزيلها للبرنامج االستعجالي ( )2009/2012 لتوسيع مساحة العـــرض التربــوي بالعالم القروي المبني على الجودة وتكافؤ الفرص، الشروع في تعميم خيار المدارس الجماعاتية . إقليم وزان الذي يشير أكثر من مؤشر إلى أن كل جماعاتــه الترابيـــة في حاجــــة استعجالية لهذا النموذج التربوي الجديد، كان من نصيبه مدرسة جماعاتية يتيمة فتحت أبوابها في وجه تالميذ الجماعة الترابية ونانة خالل الموسم الدراسي /2014 ،2015مع ما صاحب ذلك من صعوبات كادت تعصف بالمشروع .صعوبات حددها الشركاء في يوم دراسي حقيقي انعقد برحاب المدرسة الجماعاتية السيدة الحرة ( ونانة سابقا) بتاريخ 29أبريل ،2015تمخضت عنه جملة من التوصيات كان لتفعيلها األثر الملموس على جودة العرض التربوي ،كما يشهد بذلك أطر تربوية ،وأمهات وآباء تالميذ التقت بهم الجريدة في نشاط تربوي أقيم بالمؤسسة في األسابيع األخيرة . حديث هؤالء كشف ألول مرة على أن
18
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
المؤسسة التعليمية لم تنل حصتها من التجهيزات الضرورية التي تضع تالمذتها على سكة مبدأ تكافؤ الفرص .وشدد هؤالء على أن العدة التي وصلت لرحاب المدرسة الجماعاتية السيدة الحرة ،جاءت مبتورة من حوالي 20حاسوبا ،تشير بعض المعلومات بأن مصلحة التجهيزات بالمديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان لم تحولها إلى المؤسسة ،رغم تعاقب ثالث مديرين إقليميين على رأس قطاع التعليم بدار الضمانة الكبرى. وأضافت نفس هذه المصادر بأن مصير هذه الحواسيب يلفه الكثير من الغموض، خصوصا وأن هناك أخبارا تم تداولها هنا وهناك تحدثـــت عن محاوالت دفع إدارة
المــؤسسة التعليميــــة لتسجيل الحواسيب المشار إليها ضمن ممتلكــــات المدرسة الجماعاتية السيدة الحرة . أمهات وآباء تالميذ المدرسة الجماعاتية السيدة الحرة وفعاليات مدنية بجماعة ونانة ،المنخرطون بوعي وحماس من أجل انجاح تجربة هذا النموذج التربوي الجديد، يطالبون بالكشف عن مصير الحواسيب المخصصة للمؤسسة والمالبسات المحيطة بها ،والتعجيل بوضعها رهن اشارة التالميذ لالستئناس بها وبعالم اإلعالميات ،على أن ال تنسى الجهات المختصة تفعيل أحكام الدستور ذات الصلة بربـــط المسؤوليـــة بالمحاسبة والحق في المعلومة .
�إعـــــــــالن ينظم نادي التواصل لجمعية تطاون أسمير محاضرة بعنوان:
«التغذية المطلوبة من أجل صحة مرغوبة» يلقيها األستاذ أحمد بوزيان
وذلك يوم األربعاء 23رمضان 1440هـ الموافق 29ماي 2019م على الساعة 4:30بعد الزوال بمقر الجمعية ساحة 9أبريل.
دعوة عامة
صفحة
19
�إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 995
الثالثاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
مجرد رأي :
أندية الدوري االحترافي تؤدي ثمن صراع الوداد والرجاء
األسود يعسكرون بالمعمورة استعدادا لكأس إفريقيا لألمم سيقيم المنتخب المغربي لكرة القدم تربصا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة ضواحي مدينة سال انطالقا من ثاني يونيو المقبل في إطار استعداداته لكأس افريقيا لألم التي ستقام بمصر وسيواجه منتخبي غا مبيا يوم األربعاء 12يونيو ومنتخب زامبيا يوم 16يونيو على ملعب مراكش الدولي. وبعد ذلك سيشد الر حال نحو القاهرة يوم18يونيو على مثن طائرة خاصة انطالقا من مطار الر باط سال للمشاركة في منافسات كأس افريقيا لألمم 2019بمصر.
مكتب اتحاد طنجة لم يحسم بعد في المدرب الجديد للفريق
بعد أخذ ورد وصراع وتنافس بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين تدخل رفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتهدئة الخواطر خاصة بعد تهديدات الفريق األخضر باالنسحاب وعدم المشاركة في الجولتين األخيرتين من بطولة الدوري االحترافي المغربي لكرة القدم إذا لم تبرمج لجنة المسابقات اللقاء المؤجل بين الوداد والدفاع الحسني الجديدي. صراع الفريقين البيضاويين جاء بعد تقلص الفارق بينهما إلى ثالث نقاط فقط بعدما كان كبيرا في الدورات الماضية مما جعل الر جاء التي ضمنت مشاركة إفريقية تتطلع اكثر وتنتظر اي عثرة من الوداد لتنقض على اللقب . وإذا كان تدخل رئيس الجامعة قد طمأن الغريمين التقليديين ووضع حدا لصراعهما نسبيا فإنه جاء على حساب باقي األندية التي ستؤدي الثمن وال انتظار إلنهاء الموسم وصرف المزيد من األموال «مصاريف السكن بالنسبة لالعبين والمستحقات الشهرية لمدة شهر آخر لألطقم التقنية وعدم تسريح الالعبين الذين انتهت عقودهم إلى غير ذلك من المصاريف الزائدة». اتحاد طنجة بعث برسالة إلى الجامعة يطلب فيها إجراء مباراته أمام الفتح الرياضي برسم الجولة األخيرة للبطولة لكون هذا اللقاء لن يكون له تأثير إن على المقدمة أو أسفل الترتيب ...فهل تأخذ الجامعة بعين االعتبار مبررات فارس البوغاز أم أنها ستتمسك بقرار التأجيل.
راجت في ألونة اال خيرة اخبار حول حسم مكتب اتحاد طنجة في أمر المدرب الذي سيشرف على الطاقم الفني للفريق في الموسم القادم . وقال البعض أن الفريق قرر التعاقد مع المدرب أمين بنهاشم الذي سبق أن قاده قبل أربع سنوات إلى الصعود إلى الدوري االحترافي . وقد حاولنا التأكد من هذه األخبار واتضح لنا أن مكتب اتحاد طنجة لم يجتمع لحد اآلن للبث في أمر المدرب الجديد ولم يبث في السير الذاتية التي توصل بها نظرا لكون رئيس الفريق السيد عبد الحميد أبرشان كان متواجدا بإسبانيا.
وقد علمنا أن المدرب أمين بنهاشم يوجد من بين المرشحين ويتوفر على حظوظ وافرة لشغل هذا المنصب إضافة إلى المدرب الحالي عبد الرحيم طاليب والمدرب الجزائري األسبق عبد الحق بنشيخة وامحمد فاخر. وتقول مصادرنا أن حظوظ المدرب بنهاشم تبدو وافرة بالنظر الى عالقته المتميزة بأنصار الفريق ،حيث كان يحظى دائما بالتقدير واالحترام واالستقبال بالترحاب والورود كلما حل بمدينة طنجة سواء عندما كان مدربا لولمبيك أسفي أو أولمبيك خريبكة.
ذهاب نهائي دوري �أبطال �إفريقيا
الوداد البيضاوي ينتزع تعاد ًال ثميناً من ضيفه الترجي اتحاد طنجة يشرع في االنتدابات مبكراً شرع فريق اتحاد طنجة لكرة القدم في التحضير واالستعداد المبكر للموسم القادم حيث ينوي الفريق اللعب على األلقاب . وفي هذا الصدد وقع فارس البوغاز عقدا مبدئيا مع الكونغولي «يانيك بانغاال» مدافع نادي فيتا كلوب الكونغولي ليجاور زميله موكوكو الذي انتدبه الفريق الموسم الماضي. كما يتدرب حاليا مع اتحــاد طنجة العب الرجــاء البيضاوي السابق «سامسون مبينغي» تمهيدا للتعاقد معه . ويتساءل الجميـــع هنـا في طنجة عن الشخــص الذي يقــوم بهذه االنتدابات والذي لم تعرف هويته لحد اآلن.
في مباراة مثيرة بطلها الحكم المصري جهاد جريشة و «الفار» تعادل الوداد البيضاوي مع ضيفه الترجي التونسي بهدف لمثله في مباراة ذهاب الدور النهائي لدوري األبطال. الحكم المصري احتسب هدفا للترجي مشكوك في شرعيته وتغاضى عن ركلة جزاء للوداد بعدما ارتطمت الكرة بيد المدافع التونسي الدربالي ..وطرد ال عب الوداد ابراهيم النقاش بالبطاقة الحمراء مما جعل الوداد يكمل المباراة بعشرة العبين. الفريق التونسي كان الباديء بالتسجيل عن طريق
الالعب كوليبالي في الدقيقة 44قبل أن يدرك ابراهيما كومارا التعادل للوداد في الدقيقة.79 الترجي الرياضي خاض بداية اللقاء بخذر واغلق جميع المنافذ وشدد الحراسة على الحداد واوناجم مما صعب المهمة على الفريق البيضاوي ونح الثقة أكثر للفريق التونسي الذي بادر الى الهجوم مستغال النقص العددي لخصمه. وبهذه النتيجة تأجل الحسم الى لقاء اال ياب الذي سيقام في 31مايو الجاري على ملعب رادس بتونس.
األخيرة
الثالثـاء 28ماي �إلى 03يونيو 2019
العدد 995
تذكرة سفر
احللقة الثالثة
لقاءات حوارية في حلقات ،مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني ،تستحضر تجربتهم في الحياة ،وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وقلبية إلى الماضي والمستقبل .تذكرة السفر الثانية مع الروائي والناقد واإلعالمي والمناضل السياسي والدبلوماسي عبد القادر الشاوي ،أحد أبرز وجوه ضحايا سنوات الرصاص بالمغرب .أثرى المكتبة اإلنسانية بالعديد من اإلصدارات تنوعت بين حقول معرفية متنوعة ،مثلما أثرى التجربة اإلنسانية في الوجود بـ «دراما ذاتية» قاسية دفع من خاللها 17سنة من االعتقال المظلم وراء القضبان.
ِ
صدار العدد
إ
• عبد اإلله المويسي
س 1ـ يحضر األستاذ عبد القادر الشاوي في مخيال القراء بصيغة الواحد المتعدد ،فهو اإلنسان أوال ،وهو الكاتب الروائي والمناضل السياسي والناشط الحقوقي وأبرز معتقلي سنوات الرصاص ...قبل أن نأخذ في حديثنا عن أهم ما طبع هذه التمفصالت في مشوار حياتك ،أريد أن أبدأ معك من النقط األصولية األولى التي تفجرت منها هذه الشخصية.
دخلت كلية أصول الدين ،ربما بين 1968و .1969سيحصل بينك وبين «التهامي الوزاني» ما سيدفعك، ربما ،إلى التخلي عن الكلية وتغيير الشعبة ،والتوجه ،في ما أظن ،نحو الفلسفة. هل كان خالفا مع «التهامي» أم مع منظومة ثقافية بعينها؟ ما زلت أذكر كيف دلفتُ إلى فناء كلية اآلداب بالرباط وأنا ّ مرَكبٌ من وَهم وامتياز وخوفٍ وخجل .كان الباب الزجاجي الكبير المنيع ٍ الذي لم تألفه عيني من ُ قبل نصف موارب ،ال بل ربما مشرعا يرى الدَّاخل دفعة واحدة مساحة مبلطة بالغرانيت تقود إلى قاعة وقبل القاعة ،إذا عرّجتَ يمينا ،إلى ممر سوف أمشي فيه طويال ،فيما بعد ،على شيء من اليقين بأنني طالب فلسفة جئت إلى حكمتها من َق ْف ِر شمال البالد ودوخة أهلها الشامتين فيما حل بأرضهم من فقر .ولو رجعتَ خطوة إلى الوراء الذي َقدِمتُ منه دَهْشا لمشيتَ في أتجاهٍ آخر على اليسار يقود إلى ممر ذي متاهة أخرى .هكذا ،إذن ،كان الفناء المبلط بالغرانيت ،في تلك األيام ،حسب الهندسة الفرنسية المسكوكة في الشكل التقليدي المغربي الموروث من قباب القرويين حين تسطع زرقة قرميدها تحت شمس حارقة أو مطر يصقل لمعانها. في الفناء المبلط بالغرانيت إدارة خِ ْلتُ أنها يجب أن تكون، في ذلك المكان بالذات ،الستقبال الوافد الجديد من ال َفجِّ الشمالي العميق .لم تكن ،كما أدركتُ فيما بعد ،إدارة فقط بل عماد ُة هوَّ يا منْ هوَّ ،الفيلسوف الذي ترك شعره سارحا على هواهَّ ، ورَكبَ فوق أرنبة أنفه نظارة ذات اخضرار تُ ْلمَح منه عوَينة بها اعوجاج .أول ما عرفت أن فيها الفيلسوف الذي لم أكن قد قرأتُ له شيئا أنا المتأدب الشمالي الذي طالعَتْه جريدة (الكفاح الوطني) ذات يوم ،على حين غرة ،بقصيدة َ أرْبكها النضال عن فلسطين .الفيلسوف الذي صار أستاذي في الترجمة بذلك المكتب الذي كان يحشرنا فيـــه بقرار هو: محمد عزيز الحبابي .أهــال بالشخصانية اإلسالمية، اإلسالمية تحديـدا ولم يكن لها أي معنى سلفـي أو داعشـــي فــي تلك األيام ،التي لم يدركها في التأمل الفلسفي، وما كان له أن يدركها، هذا الفرنسـي المسمى (إمانويل مونييه ) �Em .anuel Mounier أقول هنا بدهشتي األصليـــة وصدْ َفتــــي األزلية ،وسوف أستمر في السرد بعد ذلك، أننــــي عـــدْتُ إلـى كليــة اآلداب بعـــد خمسين سنــة مـن دخولـــي ذاك إليها متلهفا وخائفـــا على ملـة بعـــض الشمالييـــن المنقطعيــن إلى الفقــر .عـدتُ إلى الكليـــة ،نعم .ولم تكن عودتي لمتابعة دراسة تركتها في بداية الطريق إلى الفلسفة، ولم أعد ألرى وجوها نسيتها وبعضها هـوَتْ وَوَاحدٌ ،على وجه التحديــد ،قتلــه القمع حين أدرك قامعوه ،بسبب وشاية، ٌ مناضل طبقيٌّ حالمٌ ذو أوهام .بل عدْتُ بعد خمسين سنة أنه لمناقشة رواية (بستان السيدة) ...يرى البعض أنها فضحت أسراري ولكنها ،ربما ،أوهمتهُم بما ليس من األسرار إال األثر الدال على النار .جئت بصحبة صديقي محمود عبد الغني إلى الفناء من باب خلفي .أي أنني رجعت في الممر الذي كنتُ أمشي فيه في أواخر الستينيات ...فإذا بي ،ونحن نتكلم في أشياء ،في الفِناء إياه .من النظرة األولى ،وَ َقدْ شَاختْ ،لم يتغير :نفس األرضية المبلطة بالغرانيت ،بل نفس الغرانيت ربما وأكاد أقول بالتأكيد .نفس الموقع الذي كان فيه العميد الحبابي ،نفس القرميد الذي يظهر للناظر إذا ما رفع بصره إلى نخالت .وحين سِرْنا على اليسار لم يفاجئني وجود قاعة أصبحتْ تضم اآلن وجوها جديدة .تساءلت :هل كان نجيب بلدي يداعب أقرانه هنا؟ وكيف دخل محمد عابد الجابري وهو القادم من مدارس محمد الخامس على كثير من المعارضة؟ هل هو نفس المكان الذي اجتمعوا فيه على تفكير وتأويل ومناقشات وكؤوس شاي ربما ومنه كانوا يخرجون إلى األقسام لبذر الدروس في الرؤوس؟ لست أدري ،والذي أدريه أنني ولجتُ باب قسم هو نفسه الذي قبل خمسين سنة كان يخطو فيه الدكتور ٍ الحبابي برجليه الصغيرتين خطوات جيئة وذهابا في محاولة للبرهنة ،وهو يومئذ من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،على أن ألِفَ التثنية أو نون النسوة حذفهما أحق .واااااو .في َ مْح خفيف رجعتُ إلى دهشة الشاب قلبه ل ٍ وعقله .وااااااو .كدْتُ أغرق في حزن الشمالي الحائر بين لوال أنني جئت لتقديم رواية وفي انتظاري أما الباب المشرع على الداخل المبهم صديقة استوْلتْ ،أول ما فعلتْ ،على شهرتي المقدرة بجميل محياها وخفة لسانها ورونق مظهرها على كثير من اإلغراء الطبيعي… هذا إلى براعتها في التمثيل والتشويق. إنها ،ولن أذكر اسمها لخوف من ُل ْطفِها ،مَجمع فنون .أكتشفُ بأنني تغيرت وما مسني ،هذه المرة ،خوْفٌ .ولكن الزمن لما ٌ حرُون ،يمشي أناس ويأتي آخرون ،وما يزَل في نفس الكلية
بدلوا شيئا إال هذا التجاهل الذي يفضح جهلهم بمن كانوا في نفس الفضاء أحرارا أكثر من العبودية التي يرسفون فيها .لو يتكلم الفناء المبلط بالغرانيت منذ تلك األزمان الغابرة .خمسون سنة ال يمكن أن يجمعها إال ال َفمُ يا سادة. وأحاول القبض على شيء مما بقي لي وكان في (دليل العنفوان) عنواني ،وأحاول ،في نفس المحاولة ،أن أستذكر ما قد أكون نسيته في حمى االستذكار ،فال أجد في اللغة بياني .قصدي أن أقول إن األخرين يستذكرون كل شيء ويطوفون بطفولتهم في إحْرَام منفعل يرددون أذكارا غريبة ال يصدح بها إال منشد ذو صوتٍ رنان ،وأنا ال أجد في انفعاالتي أي خيط قد يشدني موقع َقرُبَ أو بعدَ .وعندما أتذكر المشتري بالعباس أجده إلى اليوم ٍ على حال من المرض مزمن بين ترْكٍ وحنان ،بين أمل في الشفاء واندحار ال يعرفه إال المرضى .الرجل بعدَ أن تجاوز الستين يرتجف كأنما به قسوة ...وهو الذي قاد التحوالت في الكلية من يدها إلى منظمة (إلى األمام) .أخجل كثيرا عندما أشعر بالعجز فال أقدر على زيارته وهو الذي زارني خلف نظارة شاحبة اللون في ثانوية (موالي إسماعيل) في ذلك الخالء البيضاوي لغاية لم أدركها إال في السجن بعد ذلك بسنواتِ النسيان .أين ف .ال ُق ُ بمثل ما كانت لها في تلك األيام رطبي؟ وهل لها الحياة ِ في أوج الدالل والفتنة والرشاقة… وهي التي إذا مشــتْ في القسم تداعى القسم كله من اآلهات؟ رأيت أستاذ الترجمة يشير عليها بشيء ،وقد قال ع العزيز المنبهي ،في عجمته المزمنة، أنه أراد مغازلتها ،فوَقفتْ في كامل ثوبها أواخر الستينيات وخاطبته بما ال أذكر منه األن شيئا :ال تحاول أيهــــا الوغــــد… أو شيء من هـــذا القبيــــل .أخمـــنُ أنها قالت ذلك في قسوة وكانت تعرف أننا وراءها في صف نشهدُ ِبغنجها .ثم أطاعها األستاذ ولم يعد إلى جسارة لم يدركها أحـد سواهـــا أو ســواه إن كـــان جسورا .أين ع العزيز َّ يتخــل حليلي الذي لم مطلقــا عن الهمــس وهو يراقـــب التحوالت التي كانت تجري من حولنا حين انتسب ،كما لم يكن من المتوقع في قسم فلسفتنا ،إلى تيار (المانونيين) الخارجين لتوهم ،على احتشام ،من رحم حزب (االتحاد) العتيد الذي كان يقتلنا بالنضال العنيد؟ وعندما اغتربتُ علمتُ ،بكثير من ال َفجع ،أنه مات مما يسميه عامة القوم اآلن بالمرض الخبيـــث .اكتشفــتُ بعد سنوات ونحن في مدينة القنيطرة أنه لم يكن ،في الواقع ،طويال وال قصيرا .هل كان مربوع القامة ،أم خيّل لخيالي أنه على شيء من القصر؟ أدركتُ ِودّهُ في آخر األيام التي عاشها بكثير من األآلم التي ال تبرح الجسد وتجعل الفكر مقال في التفكي ِر بفعل جبروت الموت الذي ال يفارق ،ال يفارق مطلقا ،شعورنا بالنهاية المحتمة في سنةٍ كونية مذهلة .ماذا نصنع بذاكرة إذا لم يصادرها الموت مفاجئا كان أم محتما؟ ال شيء حين أذكر ع العزيز .وأذكر وقد َذ َكرْته َ وذ َكرْته وَذكرته كثيرا ع اللطيف زروال في (الدليل) حتى قلت إنه ُقتل بالتعذيب من صمود خجول بالتأكيد .ثم قلتُ عنه ،وال أذكر ْ إن كان في (الدليل) أو في غيره، أنه في لحظة اشتياق ضرَبَ لي موعدا في (السوق المركزي) المزحم بالمخبرين والمشردين ومنتظري الحافالت الشاردة أيامها بمدينة الدار البيضاء .لم يكن قد تغيّر كثيرا في برودة (السرية اآلمنة) ،ولم تكن نحافته قد اصفرّت َك َلوْنِ الكبريت في انتظار الثورة الموعودة .وفي الشارع إياه ،شارع محمد الخامس أيام أواخر الستينات ،تماما في الممر الذي تعلوه ظلمة كالحة، في البيت الصغير حين يجتمع الحكماء الصغار على أحاديث ثورية أو ماجنة ،على قطعة جبن وخليط من «الروج» و «الماحيا» أو شيء من هذا القبيل ،وال من يشرب… في الرباط ،إذنَ ،كمْ حلمناَ ، وَكم َّ تملغنا ،وكم وكمْ… بدون نساء تقريبا رغم الفورة التي كانت تفور منا بالشبق األوليّ وديمومة التحفز. سوف أعلم ،فيما بعد ،أن الزمن الفلسفي له وقت محدود في زمن الوجود .فما كان من النضال الثوري إال ْ أن جندَ عامَتِهم حيثما أمكن للنضال الثوري صفوة القوم للدفاع عن ِ أن يَضْ ِرب أو يضرَب .أما في اليوم األخير الذي ذهبوا فيه محمل القهر والتعذيب إلى حتفه فقد جنَّ بعبد اللطيف على ِ عقلي واستعرَتْ اللوعة .والمصيبة ،إلى اليوم ،أن المدافعين عن براءة القمع ما زالوا قابعين حيث هم بعد أن تخفوا في أنفسهم من الورطة.
La société et Le virtuel المجتمع و االفتراضي
صدر عن د ار» السليكي أخوين» برسم سنة 2018كتابـا بال فرنسيــة يحمل عنوانا رئيسيــا «et Le virtuel « / »La sociétéالمجتــمـــع واالفتراضي»، وعنوانا فرعيا ...رؤية سيكولوجية إلى استعمـــال «الويب» االجتماعي في سيـــاق المجتمع المغربي .
وهو كتاب مشترك بين ا لم َ ؤلفين «مصطفى شكدالي» و « عبد الحق محتــاج» يقع في 171 صفحة من الحجم المتوسط. ويقارب هذا ا لكتاب استعماالت شبكات التواصل الرقمية و ما تث يره من قضايا نفسية و اجتماعية، وهو بذلك كتاب يتناول التحوالت النفسية التي يعرفها المجت مع المغربي من خالل ما تفرزه شبكات التواصل الرقمي.