Achamal n° 999 le 25 Juin 2019

Page 1

‫ثريا الصواف‬

‫ضيفة سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫احللقة الثانية‬

‫أسبوعا واحدا كان كافيــا بعدها ليتــم توظيفي‬ ‫مباشرة باإلذاعة‪ ،‬وألتحول إلى واحدة من رائدات‬ ‫التنشيط اإلذاعي بالقناة الدولية «ميدي‪.»1‬‬ ‫الصفحة األخيرة‬

‫حوار مع الفنان العاملي‬ ‫للفالمنكو‬

‫‪Luis de Lacarrasca‬‬

‫صفحة ‪4‬‬

‫ميغيل آسين بالثيوس‬ ‫‪MIGUEL ASIN PALACIOS‬‬ ‫‪1781-1944‬‬

‫قمة االستعراب اإلسباني المعاصر‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫اقتصاد‬ ‫وإدارة‬ ‫في أسبوع‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 999‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 21‬شوال ‪ 25 / 1440‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫صفحة ‪8‬‬

‫المغرب قوي بجهاته‬ ‫• عامل إقليم الحسيمة يمر إلى السرعة القصوى‬ ‫الستكمال مشاريع المنارة‪ ..‬صفحة ‪6‬‬ ‫• اختالالت بجماعة تطوان صفحة ‪7‬‬ ‫• القصر الكبير‪ ..‬الكبير بأحالمه صفحة ‪2‬‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫تأخذ جهة طنجة تطوان الحسيمة سمة خاصة بين كل جهات المملكة‪ .‬وأكيد أنها سمة ليست على سبيل‬ ‫التفاضل‪ ،‬إنما من ناحية خصوصية وظيفتها االستراتيجية التي تضطلع بها‪ .‬وأكيد أيضا أن لكل جهة ما‬ ‫يمنحها التميز‪ ،‬ويوفر لها دورها التاريخي في صناعة مغربنا المعاصر القوي‪.‬‬ ‫الجهة الشمالية هي واجهة المغرب المفتوحة على دول القارة األوروبية‪ ،‬بل المفتوحة على كل أرجاء العالم‪.‬‬ ‫فهي بمكوناتها األنثروبولوجية الجغرافية والثقافية والفنية والسياحية كانت دائما جالبة لألنظار وجالبة أيضا‬ ‫لألطماع‪.‬‬ ‫وال أظن أن الحاجة قد تستدعي جرد مؤهالت البنية االقتصادية التي تحظى بها الجهة‪.‬‬ ‫أنا واثق من أن الذين تقلدوا مسؤولية تدبير شؤونها واعون بهذه الحقائق‪ .‬وواثق أيضا بأنهم يشعرون‬ ‫بالفخر كونهم على رأس تسيير مكون جغرافي مغربي بهذه الغزارة الحضارية‪.‬‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬العرائش‪ ،‬أصيلة‪ ،‬طنجة تطوان‪ ،‬مارتيل‪ ،‬الفنيدق‪ ،‬المضيق‪ ،‬شفشاون‪ ،‬وزان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬إمزورن‪.‬‬ ‫هذه ليست مدن فقط‪ ،‬بل هي تراكم ومحصلة استراتيجيين من العطاء على مختلف األصعدة‪.‬‬

‫(البقية ص ‪)2‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫المغرب قوي بجهاته‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫كل الذين‪ ،‬كان الحظ إلى جانبهم‪ ،‬وزاروا الجهة الشمالية وقفوا‬ ‫على حجم االنتقال السوسيواقتصادي والسياحي الذي اتجهت صوبه‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫النشطاء والفاعلون المدنيون يمارسون دورهم الرقابي في‬ ‫صيانة إرث الجهة‪ ،‬وذلك عبر آليات االنخراط السياسي واإلعالمي‬ ‫والحقوقي الموازية‪.‬‬ ‫ومن خالل المتابعة الدينامية لحراك الرأي العام بالجهة‪ ،‬نالحظ‬ ‫أن العديد من مكوناته‪ ،‬وخصوصا اإلعالمية‪ ،‬ما تفتأ تدق أجراس‬ ‫الخطر في ما يتعلق بالتهديدات التي تواجه الجهة‪.‬‬ ‫وقد سبق أن أشرنا‪ ،‬في كلمة رئيسة سابقة لجريدة «الشمال»‪ ،‬أن‬ ‫مجاالت لصيقة بالحقوق الطبيعية لساكنة الشمال تشهد اختالالت‬ ‫«مفصلية»‪ ،‬طبعا يأتي على رأس موضوع «األمن»‪.‬‬

‫عديد من مدن الجهة شهدت مؤخرا ارتفاعا في مؤشر الجريمة‬ ‫المجتمعية (السرقة العنيفة‪ ،‬اعتراض السبيل العام‪ ،‬استفحال ظواهر‬ ‫اإلخالل بالمشهد االخالقي للشارع العمومي‪ ،‬ازدهار اإلبداع في‬ ‫سيناريوهات التسول‪ .) ...‬وشهدت أيضا ارتفاعا صاروخيا في صناعة‬ ‫الموت الناتج عن االستهالك العنيف للسير‪ ،‬أرقامه اليومية مرعبة‪.‬‬ ‫التسيير الترابي للجماعات أيضا يعرف سياسيا اختالالت منذرة‬ ‫باألسوأ قانونيا وأخالقيا‪.‬‬ ‫مشاريع هنا وهناك تنتظر التفعيل الفوري‪ ،‬بنيات فضائية عمومية‬ ‫كثيرة في حاجة ماسة للتهيئة اآلنية‪.‬‬ ‫جريدة «الشمال» تتابع بعين مفتوحة منتبهة للسير المأمول‬ ‫للمجاالت العمومية المشكلــة لتنمية الجهة‪ ،‬وستظل تضطلـــع‬ ‫بمسؤوليتها كاملة في تنوير الرأي العام الجهوي بما يستجد بها‪،‬‬ ‫إيمانا منها بأن المغرب قوي بجهاته‪.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫القصر الكبير‪ ..‬الكبير بأحالمه‬ ‫• يوسف سعدون‬

‫أوبيدوم نوفوم‪ ،‬إسم يشهد على العمق التاريخي‬ ‫للقصر الكبير‪ ،‬مدينة كانت دائما حاصنة للحدث الذي‬ ‫يصنع التاريخ عبر العصور‪ ،‬وبهذه القيمة‪ ،‬ظلت كبيرة‬ ‫برمزيتها رغم‪ ‬التهميش واإلقصاء‪.‬‬ ‫معاول كثيرة حاولت إتالف ذاكرة القصر‪:‬‬ ‫أجهزوا على كل معالــم الجمال والفن بالمدينة‪،‬‬ ‫أعدموا مسرح بيريز ـ كالدوس‪ ،‬وسينما اسطوريا‬ ‫والمنصور وكذا سينما الطبيعة‪،‬اختفت الساعة األثرية‬ ‫بساحة سيدي بواحمد‪ ،‬قضوا بشكل بشع على حديقة‬ ‫السالم و نافورة ساحة المرس وجل المناطق الخضراء‬ ‫والحدائق‪،‬وأهملوا العمران األندلسي األصيل‪ ،‬أرادوها‬ ‫صحراء قاحلة بدون ذاكرة‪ ،‬ورسخوا بها الطابع البدوي‬ ‫عبر الهجرة وأحزمة الفقر‪ ،‬وتحول «سوق سبتة» إلى‬ ‫عالمة لترويج البضائع المهربة‪،‬‬ ‫ظل القصر الكبير رغم هذا الغبن‪ ‬مدينة للثقافة‬ ‫وللفن وللفكر وللرياضة‪ ،‬فأنجبت الكثير من األعالم‬ ‫والقامات الكبيرة التي لعبت أدوارا ريادية في مختلف‬ ‫المجاالت‪ ،‬وهي أيضا مدينة السياسة بامتياز‪،‬احتضنت‬ ‫أحداثا فاصلة في الزمن المغربي‪ ،‬وتاريخها السياسي‬ ‫يحكي عنها كصانعة لألحداث الكبـــرى عبر حقب‬ ‫تاريخية متالحقة‪ ،‬حتى في زماننـــا الحالي‪،‬الزالت تبدع‬ ‫الحدث‪،‬والدليل هو استمرار هذا التجاذب السياسي الذي‬ ‫يعرف أوجهه في المواعيد االنتخابية‪،‬‬ ‫كانت سباقة إلبداع التناوب السياسي‪ ،‬تناوب حصل‬ ‫بالقصر الكبير فقط بين رمزين من رموز السياسة خالل‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات‪،‬حيث تناوب على تدبير شؤونها‬ ‫بحمولة الصراع السياسي الذي عرفه المغرب آنذاك كل‬ ‫من‪ ‬المرحومين محمد الطويل ومحمد أبو يحيى‪ ،‬فكانا‬

‫رحمهما اهلل يرسمان مالحم تناوب طالما حاولت السلطة‬ ‫إفساده‪،‬‬ ‫‪ ‬وبعد هذه المرحلة التي الزالت عالقة بذاكرة ساكنة‬ ‫القصر‪،‬جاءت مرحلة أخرى عرفت سيطرة فريق (العدالة‬ ‫والتنمية)الذي كانت الظروف السياسية في صالحه‪،‬فغاب‬ ‫عن القصر ذاك التناوب‪ ،‬واستمرت الوضعية ثابتة‬ ‫لواليتين بما لها وبما عليها‪،‬وكعادة القصر الذي يرفض‬ ‫الركود‪،‬جاءت االنتخابات الجماعية لسنة ‪ 2016‬بالجديد‪ ‬‬ ‫بعد‪ ‬مخاض عسير أسفر عن تحمل تحالف ثالثي‬ ‫لتسيير الشأن العام بقيادة الحركة الشعبية‪،‬فانطلقت‬ ‫التجربة‪،‬وبدا التفاعل معها‪ ،‬ونشطت المنابر اإلعالمية‬ ‫اإللكترونية لبسط المواقف المؤيدة والمعارضة‪،‬وكان‬ ‫آخرها‪ ‬إطاللة الرئيس السابق من خالل أحد المواقع‬ ‫اإلعالمية اإللكترونية لكي يعيد بسط حصيلة تجربته‬ ‫أثناء تحمله المسؤولية‪،‬فذكر بانكبابه على اإلشكاليات‬ ‫الهيكلية للمدينة وإنجازه للقناة الباطنية للوقاية من‬ ‫آفات الفيضانات مع مجموعة من الشركاء‪ ،‬وينتقد التجربة‬ ‫الحالية من خالل التشكيك في جل قرارات المجلس‪ ‬‬ ‫والتي اعتبرها غير قانونية‪،‬لهذا بادر فريقه بالمعارضة‬ ‫للطعن فيها أمام سلطة الرقابةوالتي كان من نتائجها‬ ‫إرجاع‪ ‬مجموعة من القرارات واعتبارها غير قانونية‪،‬‬ ‫وهذا الخروج اإلعالمي استوجب ردا من رئاسة‬ ‫المجلس الحالي‪ ‬عبر موقع آخر ‪،‬فأكد وهو يدلي‬ ‫بمجموعة من الوثائق أن جل االتفاقيات التي أبرمت في‬ ‫التجربة السابقة ظلت جوفاء ولم يتحقق الكثير منها‪،‬إلى‬ ‫ان جاء هو لكي يفتح لها مجاالت للتطبيق عبر مبادراته‬ ‫الشخصية كرئيس وبدعم من المجلس الحالي وكذا‬ ‫صفته البرلمانية‪،‬وأعطى مجموعة من األمثلـــة سواء‬

‫بالنسبة لالتفاقية المبرمة مع السكك الحديدية أو مع‬ ‫الوكالة المستقلة للماء والكهرباء او اتفاقية إصالح الواد‬ ‫الحار‪،‬وقدم األرقام و الميزانيات المرصودة التي حصل‬ ‫عليها إلخراج مشاريع تلك االتفاقيات للوجود‪ ،‬وطال‬ ‫التراشق أيضا حجم اإلنجازات حيث ذكر الرئيس السابق‬ ‫بالمركز الثقافي والقاعة المغطاة كمكتسبات للمدينة‬ ‫في حين كشف المسؤول الحالي عن عيوب هذه المشاريع‬ ‫التي تتطلب تدخالت متواصلة لإلصالح والصيانة‪..‬‬ ‫مذكرا بما أنجزه لصالح المدينة ضمن‪ ‬األغلبية في ثالث‬ ‫سنوات فقط‪ .‬وهي إنجازات كان بعضها بمثابة الحلم‬ ‫كالنواة الجامعية حسب تعبيره‪.‬‬ ‫وما بين هذه التجاذبات‪ ،‬ينبعـــث صوت االتحـــاد‬ ‫االشتراكي‪،‬و بحنين لتاريخه الطويل بالمدينة يصرح‬ ‫لنا أحد أعضاء مكتبه المحلي ان ادعاء المجلس السابق‬ ‫بكونه هو من أنجز القناة الباطنية هو مجرد افتراء وتزوير‬ ‫للتاريخ‪،‬ألن هذه القناة إبداع اتحادي وهذا الحزب هو‬ ‫الذي وضع القرار بإنشائها سنة ‪1998‬في عهد المرحوم‬ ‫محمد الطويل‪...‬‬ ‫بتقديرنا‪،‬إن تاريخ العمل الجماعي بالقصر الكبير‬ ‫يكشف عن حقيقة تتمثل في ضرورة تدخل الدولة إللحاق‬ ‫المدينة بركب النمــو الذي يعرفه الشمال‪،‬ألنه مهما‬ ‫كان حجم مبادرات المجالس الجماعية من أجل تأهيل‬ ‫المدينة‪،‬فإنها تبقى محدودة لتواضع إمكانياتها المادية‬ ‫التي ال تستجيــب لحجم الخصاص واالنتظارات‪ ،‬لهذا‬ ‫يبقى الرهان على الجهات الرسمية لتنمية المدينة على‬ ‫غرار مدن طنجة وتطوان والمضيق ومرتيل‪....‬‬ ‫ولكونه كبير بتراثه وتاريخه‪،‬فانتظارات القصر الكبير‬ ‫تبقى دائما كبيرة موازاة مع حجم األحالم التي تسكنه‪.‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من الشكايات التي يشكو منها المواطن‪ ،‬انعدام التواصل بينه وبين اإلدارة‪ .‬ويبدو‬ ‫هذا األمر جلياً واضحاً‪ ،‬حين يرفع ملتمساً إلى المسؤولين‪ ،‬قصْد ل ْفت انتباههم إلى‬ ‫وضْع من األوضاع‪ ،‬أو نازلة من النوازل‪ ،‬فال يتل ّقى الجواب‪ ،‬وال يجد اآلذان الصاغية‪.‬‬ ‫وقد جاءني قريب بنسخة من رسالة‪ ،‬رفعها إلى مسؤول كبير بعمالة المضيق‪-‬‬ ‫الفنيدق‪ ،‬يلتمس فيها النظر في وضعية شارع الزرقطوني بمرتيل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫واحتلت أرصفته‪ ،‬وضيق فيه الخناق على المارة‬ ‫فهذا الشارع سدَّت منافذه‪،‬‬ ‫والسكان‪.‬‬ ‫والمتسببون في هذا الوضع‪ ،‬المقاهي‪ ،‬وصاحب دكان‪ ،‬هذا يعرض سلعته في‬ ‫قارعة الطريق‪ ،‬ويحتل الرصيف المحاذي له‪ ،‬والرصيف اآلخر‪ ،‬وأصحاب المقاهي يضعون‬ ‫مقاعدهم خارج المساحة المسموح بها‪.‬‬ ‫فيختلط األمر على سكان الحي‪ ،‬فال يدرون‪ ،‬هل هم يسكنون في سوق ال يكفُّ‬ ‫عن الحركة والضجيج ليل نهار‪ ،‬أم يسكنون حياً تحترم فيه حرمة السكان‪ ،‬ويخيم عليه‬ ‫األمن واألمان ؟‬ ‫والرسالة التي اطلعتُ عليها‪ ،‬تناشد المسؤول‪ ،‬إعطاء أوامره للمعنيين باألمر‬ ‫بمرتيل‪ ،‬للوقوف على هذه الظاهرة‪ ،‬ووضع حدّ أو ّ‬ ‫حل لها‪.‬‬ ‫وماكان لصاحب هذه الرسالة أن يرفعها إلى عمالة المضيق‪-‬الفنيدق‪ ،‬لو َّ‬ ‫أن‬ ‫المسؤولين بمرتيل‪ ،‬استجابوا لنداءات السكان وأنصفوهم‪.‬‬ ‫واالستنتاج الذي يمكن أن نخرج به‪ ،‬أن هناك فراغاً تشكو منه إدارتنا‪ ،‬بسبب انعدام‬ ‫التواصل بينها وبين المواطنين‪.‬‬ ‫ولو أردنا أن نعيد الثقة بين الطرفين‪ ،‬فسنجد األمر يسيراً كل اليسر‪ ،‬ال يحتاج إال‬ ‫إلى قسم يخصص الستقبال رسائل المشتكين والرد عليها‪.‬‬ ‫وأنا متأكد أن عدداً من المصالح تتوفر على هذا القسم‪ .‬لكنه ال يعمل وال يُ َف ُ‬ ‫عَّل‪،‬‬ ‫وال يرد على استفسارات المواطن‪ ،‬وال يقاسمه همومه ومتاعبه‪.‬‬ ‫وهنا مربط الفرس كما يقال‪ ،‬فإذا أردنا أن نزرع الثقة في النفوس‪ ،‬ونعيد إليها‬ ‫الطمأنينة‪ ،‬فعلينا َّ‬ ‫أال نتجاهل رسائل الناس‪ ،‬أو نلقيها في سلة المهمالت‪.‬‬

‫مساء األربعاء الماضي في دار الثقافة بتطوان كان الطيف‬ ‫المحب لمحسن أخريف حاضرا‪ :‬أسرته‪ ،‬أصدقاؤه المفتونون‬ ‫بسحر الكلمة والمعاني و بومضات المجاز واالستعارات‪ ،‬زمالؤه‬ ‫في مهنة « وكاد المعلم أن يكون رسوال»‪.‬‬ ‫بعد تالوة عطرة آليات من الذكر الحكيم‪ « ...‬ألم نشرح لك‬ ‫صدرك‪ »...‬بصوت البراءة الجميل المطمئن‪ ،‬توالت الشهادات‬ ‫المؤثرة نثرا وشعــرا‪ ،‬فقــد كــان‬ ‫الرحيل المبكر لمحسن أخريف‪،‬‬ ‫وهو في عز العطاء‪ ،‬ينسج‪ ،‬وهو‬ ‫اآلتي من عرائش المحيط‪ ،‬في‬ ‫تطوان أعشاشا للحمائم و يحلم‬ ‫ببذر أغصان متجددة لشجرة‬ ‫الكتاب الوارفة حينما كاد ظلها‬ ‫أن يغيــب‪ ،‬شجنـا جارحـا وإن كـان‬ ‫«ال مرد لقضاء اهلل»‪.‬‬ ‫محسن الغائب كان حاضــرا‬ ‫في العيــون والقلــوب‪ ،‬محسن‬ ‫الشاعر مروض اللغــة‪ ،‬محسن‬ ‫القاص والروائي باني الحكايات‪،‬‬ ‫محسن الناقـــد الباحــث عن‬ ‫معنى المعنى‪ ،‬محســن المعلم‬ ‫المربي زارع اآلمـــال في جيــل‬ ‫فقد األمل‪ ،‬محســن الجمعوي‬ ‫المقاوم لتشاؤم العقل بتفاؤل‬ ‫الفعل‪ ،‬محسن اإلنسان الخجول‪،‬‬ ‫الهادئ‪ ،‬الصموت الذي كان يشع‬ ‫بالروح اإلنسانية التي تعلو على عمى اإليديولوجيات ووهن‬ ‫االصطفافاتالقاتلة‪.‬‬ ‫كل أصدقاء الراحل ما زالوا مشدوهين‪ ،‬كل المعتلين لمنصة‬ ‫الرثاء و الذكرى ضاقت عليهم العبارة في مقام الراحل العزيز‬ ‫محسن أخريف‪ ،‬صاحب «ترانيم للرحيل» و «مفترق الوجود» الذي‬ ‫تجاوز آفاق الحلم نحو أعماق الرؤيا التي ال ضفاف لها‪ ،‬لقد كان‬ ‫قلب محسن الرهيف وحسه المرهف يسابق في كينونته زمن‬ ‫الوجود العابر‪ ،‬و «النفوس الكبار تعبت في مرادها األجسام»‪.‬‬ ‫قال الشاعر الزاهد عبدالكريم إن مقام « أربعينية» الراحل‬ ‫مقام للصمت وليس مقاما للصوت‪ ،‬ولكن هيهات فقد آثر صوت‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحياة في الوجود ذكر اهلل‬ ‫على متن براق رافقت سيدي ابراهيم نجل المرحوم سيدي‬ ‫أبي العباس إلى البيضاء ؛ تلبية لدعوة كريمة من شقيقه سيدي‬ ‫أبي عبد اهلل ‪..‬‬ ‫كان وصولنا بعد تأخر براقنــا ساعة وربـع الساعة‪ ،‬توجهنا‬ ‫بعده لحي األلفة بهدف االجتماع بألفة خير منعمة بصحبة مراد‬ ‫المريدين سيدي جمال الدين القادري بودشيش نضر اهلل أيامه‪..‬‬ ‫في منزل األلفة طلب مني تقديم حديث مناسب لمقتضى‬ ‫الحال والمقام‪ ..‬فاخترت موضوع شجرة المعرفـة الموصوفة في‬ ‫كتاب رب العالمين بالشجرة المباركة‪ ..‬وقبل ذلك طرقت سمع‬ ‫قلبي استفهامات أجبت عنها وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫• ما داللة الشجرة المباركة ؟‬ ‫ج ‪ /‬هي الشجرة التي ينبتها اهلل في أرض قلوب العارفين به‬ ‫• ما سرها ؟‬ ‫أصلها ثابت في قلوب المطهرين من آثام وذنوب «�أ�صلها‬ ‫ثابت وفرعها يف ال�سماء ت�ؤتي �أكلها كل حني ب�إذن‬ ‫ربها»‪،‬‬ ‫• ما أساميها ؟‬ ‫ج ‪ /‬شجرة اليقين ؛ الشجرة الطيبة ؛ شجرة النعيم‪..‬‬ ‫• ما نقيضها ؟‬

‫إحياء ذكرى أربعينية الراحل‬ ‫محسن أخريف بتطوان‬ ‫وفاء األوفياء للغائب الحاضر‬

‫في ظل شجرة‬ ‫مباركة‪..‬‬

‫ج ‪ /‬نقيضها شجرة الزقوم النابتة في األصل الجحيم‪..‬‬ ‫• ما السبيل الستنبات الشجرة المباركة؟‬ ‫ج ‪ /‬من أراد اهلل به خيرا ساقه إلى غارس ماهر؛ وقاده إلى‬ ‫منزل وصال شيخ حكيم ؛ وعرضه على طبيب قلوب‪..‬‬ ‫• ما جذرها ؟‬

‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ناي الوفاء و هديل االعتراف أن يكون وجها آخر للصمت‪ ،‬وهكذا‬ ‫كانت األحاسيس الفياضة و المشاعر الرقيقة بلسما لجرح لم‬ ‫يندمل ولن يندمل ما دامت األرواح التي تآخت مع روح الراحل في‬ ‫حضوره وغيابه باقية‪ ،‬ومادام االنتماء للكتاب والشعر واإلبداع‬ ‫راسخا في ثنايا التراب المغربي‪.‬‬ ‫تراجيديا الفقيد محسن شهيــد عيــد الكتاب بالحمامة‬ ‫البيضـاء‪ ،‬التي عكسـت تراجيديا‬ ‫جمعية للثقافة والمثقفين في بالد‬ ‫يكاد يخيم عليها سأم التجاهـل‬ ‫والجهل والتجهيل‪ ،‬ستتحول ربما‬ ‫إلى ملحمة لالنتفاض من أجل‬ ‫إعادة االعتبار للحراس الحقيقيين‬ ‫للغة والجمال واألناقة‪ ،‬للمعنى‬ ‫والرؤية والرؤيا‪.‬‬ ‫أعمال محســن اإلبداعيـــة‬ ‫شاهـدة على نبوغــه الجامـح وهو‬ ‫الواقع في شـراك هــوى البيـــان‬ ‫والمجاز وسحرهما في حيــاة لم‬ ‫تكن أبدا إال كحلم غفوة‪ ،‬لذلك‬ ‫كان إلحاح األوفياء أن تطبع أعماله‬ ‫الكاملة من الوزارة الراعية للثقافة‬ ‫دون تفريط في حقوق العائلة‪.‬‬ ‫وألن الراحــل انتمـــى إلى‬ ‫تطوان الثقافــة كان البــد من‬ ‫الدعوة إلى تسمية أحد المنشآت‬ ‫الثقافية (متحف‪ ،‬مكتبــة‪ ،‬مركـــز ثقافي‪ )...‬باسمه‪.‬‬ ‫وألن الراحل بصم احتفالية عيد الكتاب بدمه كان من‬ ‫الواجب ترقية هذه االحتفالية إلى ماكان يصبو إليه الراحل وثلة‬ ‫من القابضين على إحياء هذا التقليد الثقافي النفيس‪ ،‬وذلك‬ ‫بتأسيس مؤسسة ترعاه وتخرجه في أبهى الحلل وتبلغ صداه‬ ‫إلى ماوراء الصحاري والبحار والجبال و السهول والتالل‪.‬‬ ‫أربعينية الفقيد محسن أخريف كانت ذكرى للوفاء‪ ،‬للبناء‪،‬‬ ‫وصرخة حقيقية في وجه الضحالة والجفاء‪ .‬فطوبى للراحل‬ ‫محسن أخريف وطوبى لألوفياء‪.‬‬

‫ج ‪ /‬جذرها كلمة اإلخالص وهي ‪ « :‬ال إله إال اهلل» ؛ ومعناها أن‬ ‫تكون حركات وسكنات وقيام وقعود وتقلبات وأقوال العبد السالك‬ ‫المخلص لرب العزة ال لسواه ‪.‬‬ ‫• من يربي هذه الشجرة المباركة ؟‬ ‫ج ‪ /‬يربيها اهلل جل وعال حتى تثبت ؛ فمتى ثبتت سميت شجرة‬ ‫المعرفة وسدرة المنتهى والقول الثابت ؛ وهذا األخير مشار اليه‬ ‫في كتاب اهلل العزيز من ذلك ‪« :‬يثبت اهلل الذين آمنوا بالقول‬ ‫الثابت»‪.‬‬ ‫• إذا كانت قوال ثابتا ‪ ،‬فما سرهذا القول ؟‬ ‫ج ‪ /‬ســره في كونـه القـول األول غير المسبــوق بعلم أو‬ ‫المخطوط بقلم‪..‬؛ ألن اهلل سبحانه وتعالى محــرك المتحركات‬ ‫ومسكن الساكنــات ومظهـــر العلويات والسفليــات والتلونــات‬ ‫والمتشابهات والمختلفات ‪:‬‬ ‫وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد‬ ‫«�سرنيهم �آياتنا يف الآفاق ويف �أنف�سهم‪»..‬‬ ‫• كيف يتأتى االطالع على السر ؟‬

‫ج ‪ /‬صحبة الوارث المحمدي ؛ الشيخ المربي الدال على اهلل‬ ‫تتيح ذلك متى خلصت النية ‪:‬‬ ‫لــذ بالطبيــب الذي تدنيـك نظرتـه‬ ‫من سدرة تشتهيها النفس بالطرب‬ ‫قال سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره ‪:‬‬ ‫« من جاءنا جاء عند رسول اهلل‪ ،‬ومن جاء عند رسول اهلل فهو‬ ‫في حضرة اهلل»‪.‬‬ ‫• كيف يكون ذكر اهلل مفتاحا ونسغا للشجرة المباركة وخيطا‬ ‫ناظما لنسق ألفة خير ؟‬ ‫ج‪ /‬الذكر مفتاح هداية ومحبة‪ ..‬وهو تخصيص للتخليص‪..‬‬

‫بقدر التخصيص تكون المحبة ‪..‬‬ ‫وبقدر المحبة يكون الفناء‪..‬‬ ‫وبقدر الفناء تكون الحياة‪..‬‬ ‫وبقدر الحياة يكون البقاء‪..‬‬ ‫وبقدر البقاء يكون الفرح‪..‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 999‬ـ الثالثـاء ‪ 25‬يونيو إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪Luis de Lacarrasca‬‬ ‫الفنان العاملي للفالمنكو‬

‫حـاوره يوسـف سعدون‬

‫لويس دي ال كارسكا (‪ ،)Luis de La carrasca‬واحد من الرواد المعاصرين‬ ‫للفالمنكو‪ ،‬مطرب وكاتب كلمات وملحن ومؤلف موسيقي للعديد من المسرحيات‪،‬فنان‬ ‫متعدد‪،‬ورث هذا الفن عن أسالفه خصوصا والده‪ ،‬اختار الهجرة من غرناطة إلى فرنسا‬ ‫سنة ‪1991‬للعمل على نشر هذا الفن والتعريف به‪ ،‬فنقش إسمه بقوة في عالم‬ ‫الفالمنكو سواء من خالل تأسيسه للمهرجان األندلسي ‪ Festival Andalou‬لمدينة‬ ‫‪ Avignon‬سنة ‪ 2002‬أو عبر حضوره في مختلف مسارح العالم‪ ،‬مساره الفني الحافل‬ ‫جعــل الكثيـر من النقـاد يعترفــون به كواحد من المجدديــن لهذا الفـن أمثــال‬ ‫‪ Thomas Le dararec‬و ‪ Luc Palier‬وغيرهم‪.‬اغتنمت الشمال استعداده لحضور‬ ‫مهرجان موازين وأجرت معهه الحوار التالي‪:‬‬

‫ ماذا يمكنك القول عن مساركم الفني ‪:‬‬‫منذ طفولتي وأنا أحلم أن أكون مطربا‬ ‫للفالمنكو‪،‬وهذا الحلم كان يبدو مستحيال نظرا‬ ‫لظروف الحياة القاسية التي عشتها بمزرعة‬ ‫معزولة‪،‬لكن إعجابي بهذا الفن الذي اشتهرت‬ ‫به عائلتي خصوصا والدي وأجــدادي جعلني‬ ‫أتحدى كل الظروف فطــورت تجربتي اعتمادا‬ ‫على ذاتي خصوصا في العــزف على الغيتــارة‬ ‫وكذلك الغنــاء‪.‬‬ ‫بدأت مســاري الفني بشكل محتـرف منــذ‬ ‫ثالثيـن سنة خصوصــا بعد رحيلــي لمدريد‬ ‫واحتكاكي بالرواد الكبار للفالمنكو ومن بعدها‬ ‫فرنسا‪،‬عزفت وغنيت بمختلف مسارح العالم‬ ‫سواء بفرنسا او إسبانيا أو روسيا والمغرب و‪...‬‬ ‫كما حضرت مهرجانات دولية مرموقة كمهرجان‬ ‫الجاز بمونتريال او المهرجان الدولي لروسيا او‬ ‫مهرجان موازين بالربـــاط او مهرجان تيميتا‬ ‫بأكادير وغيرها من المهرجانات‪.‬‬ ‫ ماذا عن مشروعك الفني الذي يتسم‬‫بالجرأة واالجتهاد واالنفتاح على فنون أخرى ؟‬ ‫منذ سنــة ‪ 1991‬وأنا أواظـب على الحضور‬ ‫بالمهرجــان الدولي الكبــير للمسرح لمدينــة‬ ‫‪ ، Avignon‬حيث أنجز سنويا حوالي ‪ 28‬قطعة‬

‫لتقديمها للجمهور بتنسيق مع مجموعة من‬ ‫المخرجين المسرحيين كتأليف موسيقي يوظف‬ ‫الفالمنكو في المسرحيات‪ ,‬واشتغالي مع هؤالء‬ ‫المخرجين طور مهاراتي في األداء والعزف فوق‬ ‫الخشبة وأهلني أيضا إلخراج سهراتي الخاصة‬ ‫في الفالمنكو بنكهة مسرحية‪.‬‬ ‫أراهن دائما على التجديد‪،‬وأرغب في تطوير‬ ‫هذا الفن حتى يبقـــى معاصرا لكل األجيال‪.‬‬ ‫انتهيت مؤخرا من تسجيل ألبومي المعنون ب‬ ‫(غرناطة)وهذا العنوان جعلته عن قصد بالعربية‬ ‫‪ gharnata‬تكريما للتاريخ العربي باألندلس‪.‬‬ ‫كما لدي مشاريع فنية ستؤرخ لمساري الغنائي‬ ‫والموسيقي‪.‬‬ ‫ماذا يشكل بالنسبة إليكم فن الفالمنكو؟‬‫الفالمنكو تراث جميل تركه لنا األجداد‪،‬هو‬ ‫ثقافة كبيرة وفلسفة حياة‪،‬هو أيضا فن للعيش‬ ‫وخطاب موسيقي حافل بالدالالت اإلنسانية‬ ‫السامية وهو أيضا عالج روحي‪.‬‬ ‫هو بالنسبة لي هويتي‪،‬حياتي‪،‬دمي الذي‬ ‫يجري في عروقي‪ ،‬هو فن إذا ما اعتمدنا فلسفته‬ ‫ومقاصده فإننا سنحل مجموعة من المآسي‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬

‫أسستم المهرجان األندلسي ‪Festival‬‬‫‪ Andalou‬بمدينة ‪ ،Avignon‬ماهي الغايات‬ ‫من هذه المبادرة الفنية ؟‬ ‫ أعتبر هذا المهرجان بمثابة عودة سنوية‬‫لوطني األصلي االندلس الذي يسكنني‪،‬وعبر‬ ‫هــذا المهرجـــان أحاول أن أعطي لألندلــس‬ ‫امتدادات بفرنسا‪،‬وأنا فخور باقتسام ثقافتي‬ ‫مع جمهور آخـر ذي ثقافة مغايرة‪،‬وأنا سعيد‬ ‫أيضا باإلقبـــال الكبـير على العـــروض التي‬ ‫يقدمها المهرجان‪.‬الثقافة األندلسية غنيـــة‬ ‫بالقيم اإلنسانية السامية‪،‬هي ثقافة التسامح‬ ‫والكرم والحب واالنفتاح والحياة الجماعية‪.‬وهي‬ ‫ثقافة موغلة في التاريخ وتؤرخ للعصر الذهبي‬ ‫لألندلس‪،‬لهذا فهذه الثقافة تستحق ان تخلد‬ ‫عبر فن الفالمنكو وتنتشر بواسطته عبر العالم‪.‬‬ ‫ تحضر هــذه السنــة فعاليات مهرجان‬‫موازين‪،‬ماهو انطباعك عن هذا المهرجان ؟‬ ‫ أنا سعيد جــدا لتواجــدي للمرة الثانية‬‫بمهرجان موازين‪،‬وسعيد أكثر بتجديـــد اللقــاء‬ ‫مع الجمهور المغربي الرائع‪،‬لدي ذكريات جميلة‬ ‫بهذا المهرجان كلها صور من الكرم وحسن‬ ‫الضيافة التي هي من شيم المغرب‪.‬وكلما حللت‬ ‫بالمغرب يغمرني إحساس أنني في بلدي وانني‬ ‫قد اكون واحدا من أحفاد هذه الثقافة أثناء‬ ‫تواجدها باألندلس‪.‬‬

‫حو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مع‬

‫فـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ن‬

‫كما أنني جد معجب بمهرجان موازين نظرا‬ ‫لسمعته الدولية‪.‬‬ ‫برافو ‪،‬عاش المغرب‪ ،‬أولي‪،‬أولي‪،،،‬‬

‫ ماذا عن تطلعاتك المستقبلية؟‬‫أتطلع دائما للمزيد من التألق في اختياراتي‬ ‫الفنية والعمل على تطويرها وفتح آفاق جديدة‬ ‫لها‪،‬واعمل جاهــدا على تطويـر تجاربــي في‬ ‫خلق جسور الفالمنكـو مع فنون أخرى كالجاز‬ ‫والموسيقى الكالسيكيــة‪ ،‬وإعجابــي الكبيــــر‬ ‫بالموسيقى الشرقية جعلني أحلم بإنجاز عمل‬ ‫فني يجمــع بين الفالمنكو وهذه الموسيقى‬ ‫والعزف مع موسيقيين عرب‪.‬‬ ‫أراهن أيضا على تنظيم جوالت فنية عبر‬ ‫العالم‪،‬وتقديم آخر ألبوماتي (غرناطة) الذي‬ ‫سيصدر خالل أكتوبر القادم‪ ،‬وسأعمل على‬ ‫تقديمه باستوديو ‪ L’èrmitage‬بباريز‪.‬‬ ‫وسأقدمه أيضا ب‪ Avignon‬ومدن أخرى‪.‬ولدي‬ ‫سهرات بمرسيليا وليون ونيم وبوردو‪.‬‬ ‫وأنا أتطلـــع أيضــا لتسجيـــل حضــوري‬ ‫بالمهرجان المسرحي الدولي الكبيـــر لمدينة‬ ‫‪ Avignon‬الذي سيحتفل بذكراه الثالثين‪.‬‬ ‫ كلمة أخيرة ‪:‬‬‫سعيد جدا بهذا اللقاء مع جريدة مغربية‬ ‫هي امتداد للثقافة العربية التي أعتز بتاريخها‪.‬‬ ‫وسعيد أيضا بعودتــي للمغرب بلد الثقافـــة‬ ‫والفنون‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫العدد ‪999‬‬

‫ت�أمالت يف تاريخ الت�شكيل املغربي‬ ‫الواقعيين التي يقوم بإعمالها»‪.‬‬ ‫«وصل فن الرسم إلى المغرب‬ ‫في حقائب االستعمار» (‪.)Maraini‬‬ ‫(الخطيبي)‬ ‫قول يشمل نسبة من الحقيقة‬ ‫بينما مرحلة ما بعد الفتــح‬ ‫كما يخفي شيئا من خبايا التاريخ‬ ‫اإلسالمـــي‪ ،‬تحــددت معالمهــا‬ ‫المسكوت عنها‪ .‬‬ ‫الجمالية الكبرى في ظل أحكـــام‬ ‫أخذنا‬ ‫إذا‬ ‫الحقيقة‬ ‫جانب‬ ‫يتجلى‬ ‫وشرائع الدين اإلسالمي‪ ،‬التي‬ ‫أو‬ ‫الصباغة‬ ‫أو‬ ‫التصوير‬ ‫أو‬ ‫فن الرسم‬ ‫باتت تحدد الشؤون الحياتية العامة‬ ‫ومنه‬ ‫الحديث‪،‬‬ ‫بمفهومه‬ ‫التزويق‬ ‫للمغاربة‪ ،‬ومنها وعيهم الفني ـ‬ ‫ما يطلق عليه اللوحة المحملية‬ ‫الجماليوتطبيقاته‪ .‬‬ ‫أو اللوحة الشوفالية‪ ،‬كما يسميها‬ ‫إن التعلق ب «تعاليم الدين‬ ‫البعض‪ ،‬دون أي التفاتة إلى معجم‬ ‫الجديد» هـــو من بين األسباب‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وهذا شيء خطير‬ ‫الرئيسية التي جعلـــت المغرب‬ ‫حينما تُ َقحم مصطلحات‪ ،‬كثيرا ما‬ ‫اإلسالمي ال يشتغل بالتصوير إال‬ ‫يُروِّج لها اإلعالم البائس‪ ،‬فيؤمن‬ ‫قليال‪ ،‬فلم يكن «شأنه في ذلك‬ ‫بها القارئ إيمانا يقينيا‪ .‬وهذا من‬ ‫شأن [باقي] المسلمين العرب»‬ ‫األخطاء اللغوية التي يسقط فيها‬ ‫كما جاء على لسان المؤرخ محمد‬ ‫العديد من نقاد الفن والباحثين‬ ‫محمد خصيف‬ ‫المنوني‪ .‬فالمغـرب لم يخضع‬ ‫الجمالييــــن في العالم العربـــي‪.‬‬ ‫ناقد تشكيلي‬ ‫فالثقافة العربيـــة عموما تعاني‬ ‫كباقي البلدان العربية للسلطنة‬ ‫من الضبط الداللي‪ ،‬ولبســاً في‬ ‫العثمانية‪ ،‬التي « شكلت‪ ،‬في أحوال‬ ‫المصطلح‪ ،‬مما يؤدي ال محالة إلى التباس المعنى وبالتالي إبهام عديدة‪ ،‬بوابة التحديث العربي‪ ،‬قبل البوابة االستعمارية‪ ،‬والتفاعل‬ ‫في التواصل‪ .‬وحينما يشوب الغموضُ المصطلحَ الخاص بمجال معها» (شربل داغر)‪ .‬وكانت منفذا للفن التصويري بقواعده‬ ‫من المجاالت المعرفية‪ ،‬ومنها الفن بالخصوص‪ ،‬فإن المقاصد تتغير األكاديميةالغربية‪.‬‬ ‫ويتلون النص بغير ألوان مقاصد صاحبه‪ .‬فعدم تدقيق المصطلح‬ ‫ما يهمنا من سرد هذا الكالم كله هي هذه النتيجة‪ ،‬نوع‬ ‫الفني والجمالي عندنا أصبح من اإلشكاليات اللغوية المطروحة التأثير الذي ألحقه المجال العثماني بالمغرب‪ .‬هل شكلت البوابة‬ ‫بحدة‪ ،‬ويعود أصل المسألة إلى غياب معجم عربي موحد يعتمده‬ ‫العثمانية «في أحوال عديدة‪ ،‬بوابة التحديث [المغربي]‪ ،‬قبل البوابة‬ ‫الباحثون والمؤلفون‪ .‬فمصطلح «اللوحة المحملية» غير موجود‬ ‫االستعمارية‪ ،‬وبالتفاعل معها»‪ ،‬كما حدث بالنسبة لباقي اإلمارات‬ ‫أصال‪ ،‬في القواميس العربية ومعاجم الترجمة‪ ،‬وتبقى الترجمة‬ ‫العربية التي خضعت بشكل أو بآخر لسلطنة الباب العالي؟‬ ‫الصحيحة ل ‪ Peinture de chevalet‬هي « لوحة الحامل»‪ .‬‬ ‫ليس من السهل اإلجابة عن مثل هذه التساؤالت في مقال‪،‬‬ ‫يتجلى الجانب المسكوت عنه‪ ،‬إذا اعتبرنا المغرب بلدا ذا حضارة‬ ‫ضاربة في جذور التاريخ‪ .‬ف»إذا كنا حقا نريد أن نفهم تاريخ الرسم فاألمر يتطلب بحثا معمقا يتناول المسألة من جوانبها التاريخية‬ ‫المغربي ونفهم فنه الحالي بشكل أفضل (‪ )...‬يجب أن نلقي نظرة واالجتماعية والفنية‪/‬الجمالية‪ .‬وحتى لو اقتصرنا البحث عن عالقة‬ ‫أكثر دقة‪ ،‬ونعتمد وجهة نظر تاريخية أوسع وأعمق‪ ،‬ولن يكفينا محتملة للعثمانيين بظهور اللوحة الزيتية في المغرب فسيصعب‬ ‫الرجوع إلى ثالثين أو ستين سنة مضت‪ ،‬ولكن العودة إلى زمن التوصل إلى أجوبة مقنعة خصوصا‪ ،‬وأننا سنغوص في بحث تاريخي‬ ‫ال يقل عن عشرة آالف سنة» (‪ ،)Maraini‬حتى نقوي من اهتمامنا عن لوحات محدودة العدد‪ ،‬وعن أشخاص (فنانين) طواهم النسيان‬ ‫«بالرهان الخفي لألصل والذاكرة الذي تفترضه استمرارية الحضارة لمدة تزيد على الخمسة قرون‪ .‬وإذا توصل الباحثون إلى نتائج تثبت‬ ‫في الزمن» (الخطيبي)‪ .‬أقول فإذا كنا نسعى للوقوف على حقيقة تلك العالقة فستنقلب الموازين وتدحض بالتمام والكمال األفكار‬ ‫تاريخنا الفني يجب أن نقلب صفحات تاريخ المغرب التي تشهد على التي تؤمن بأن اللوحة الفنية الحديثة دخلت إلى المغرب في حقائب‬ ‫العالقات التي كانت تربطه بشعوب مختلفة وبدول عديدة‪ ،‬خاصة المستعمر‪ .‬‬ ‫دول أوروبا‪ ،‬وال نقتصر في بحوثنا على تفحص صفحات عالقته‬ ‫أقول‪ :‬ال نستبعد وجود روابط بين ظهور اللوحة الزيتية‬ ‫بفرنسا وحدها‪ .‬‬ ‫وتقبلها من طرف أناس كانت لهم عالقات بالبالط السلطاني‬ ‫الفني‬ ‫تاريخه‬ ‫تتجاذب‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫البلدان‬ ‫كباقي‬ ‫المغرب‬ ‫إن‬ ‫المغربي منذ دولة السعديين (القرنين ‪ 16‬و‪ 17‬الميالديين)‪،‬‬ ‫الفتح‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫ومرحلة‬ ‫اإلسالم‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫حقبة‬ ‫رئيسيتان‪:‬‬ ‫حقبتان‬ ‫والثقافة البصرية الواردة عبر الحدود مع التوسع العثماني‪.‬‬ ‫اإلسالمي‪ .‬فإذا نحن تصفحنا سجالت الفترة األولى يتضح لنا أنها‬ ‫قبلنا الرأي القائل بأن المغرب كان يخضع للسلطنة العثمانية‬ ‫«بحاجة إلى مزيد من الحفر والتنقيب إلثارة جوانبها الحضارية‬ ‫والتاريخية المضيئة»‪ ،‬فهذه الحقبة تربة خصبة وفرت بالخصوص‪ ،‬أم رفضناه‪ ،‬مع العلم أن الوثائق التاريخية تثبت أنه لم يخضع أبدا‬ ‫من بين ما وفرت‪ ،‬تراثا حضاريا فنيا أمازيغيا مثيرا ومؤثرا‪ ،‬جل لسيطرة الباب العالي‪ ،‬رغم حاالت المد والجزر والصراع والتوتر التي‬ ‫صوره إن لم تكن كلها‪ ،‬عالماتية توسم بهندسة «مطلقة» جعلت كانت بين الدولتين على ما يقرب من أربعة قرون‪ ،‬فسيبقى السؤال‬ ‫اللون والشكل يتحرران من قبضة‪« ‬عبادة األصنام‪ ،‬ومن الخياالت مطروحا بحدة‪ :‬هل تعتبر السلطنة العثمانية بوابة لظهور اللوحة‬ ‫الزائفة والحكي واالعتقاد الساذج ومحاكاة الطبيعة والحياة‪ ،‬أي من الزيتية في المغرب كما هو حال سائر البالد العربية‪ ،‬أم هناك منابع‬ ‫كل ما ليس خالصا ومن كل ما ال يكون خصبا بذاته‪ ،‬بحيث إنه أخرى من الممكن تتبعها للوصول إلى المنفذ الذي ولج منه رسام‬ ‫يطور مصادره الباطنية‪ ،‬ويكتشف بذاته حدوده الخاصة‪ ،‬ساعيا الى اللوحة المسندية أرض المغرب‪ ،‬قبل البداية األولى لالستشراق‬ ‫بناء نسق من األشكال يكون مستنبطا فقط من الضرورة والحرية الفني؟‬

‫ذاكرة فيلم‬

‫بطاقة تقنية ‪:‬‬ ‫البلد‪:‬إيطاليا‬ ‫إنتاج‪1945 :‬‬ ‫سيناريو‪:‬فيديريكوفلليني‪-‬روبرتوروسيليني‪-‬سيرجيوأمادو‬ ‫تصوير‪ :‬أوبالدو آراتا‬ ‫تشخيص‪ :‬مارسيليو باليرو‪-‬آنا مانياني‪-‬ألدو فابريزي‬ ‫إخراج‪ :‬روبرتو روسيليني‬ ‫مدة العرض‪ 100 :‬دقيقة‬ ‫يعتبر فيلم «روما مدينة مفتوحة» للمخرج اإليطالي روبرتو روسيليني من‬ ‫بين أهم األفالم التي صنفت ضمن « أفالم الحرب «‪ ،‬كما أن أسلوبه يندرج في خانة‬ ‫أفالم «الواقعية الجديدة»‪ ،‬العتماده على ممثلين هواة وإدماجهم مع ممثلين‬ ‫محترفين‪ ،‬والتصوير في الفضاءات الفعلية التي جرت فيها األحداث‪ ،‬في محاولة‬ ‫إلضفاء «حياة حقيقية» على الفيلم ‪.‬‬

‫حنان الأمل‬ ‫يوسف سعدون‬ ‫قديبدو المعرض الجماعي الذي نظمنته جمعية حنان لرعاية األطفال‬ ‫المعاقين مؤخرا بمدينة تطوان حدثا عاديا كباقي المعارض الكثيرة التي‬ ‫تحتضنها أروقة تطوان‪،‬لكن حينما نقف عند نوعية الفنانين المشاركين فيه‬ ‫وكذا الخلفيات التي كانت وراء تنظيم هذا المعرض‪،‬سندرك أهمية هذه المبادرة‬ ‫الفنية بدالالتها ومقاصدها النبيلة‪،‬‬ ‫فهذا المعرض جمع ثلة من األطفال الموهوبين من ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة و الذين ترعاهم الجمعية‪،‬أطفال تحدوا اإلعاقة وأبدعوا أعماال فنية‬ ‫جميلة ومبهرة‪.‬‬ ‫وشارك هؤالء األطفال مجموعة من فناني تطوان من حجم سعد بن الشفاج‬ ‫وبوعبيد بوزيد و عبدالكريم الوزاني وسعيد ريان ومحمد الشويخ ومحمد‬ ‫الجعماطي محمد العمراني وغيرهم و الذين شكل حضورهم اعترافا بهؤالء‬ ‫المبدعين الذين أثبتوا أن لديهم قدرات إبداعية خاصة!!!‪.‬فتقاسموا معهم‬ ‫لحظة فنية وتواصلية جميلة‪،‬كما أن الخلفية التي حركت الجمعية العريقة في‬ ‫مجال احتضان ذوي الحاجات الخاصة منذ خمسين سنة‪،‬تفيسر أسلوبها الحداثي‬ ‫في العناية بهؤالء حيث توظف الفنون في تطوير القدرات والمهارات الذاتية‬ ‫للمستفيدين عبر أسلوب تربوي يسهم في بناء عالقة فريدة بين األطفال‬ ‫المبدعين وعالم األلوان واالشكال‪،‬مما يطور عندهم االعتماد على النفس وتملك‬ ‫أدوات التواصل واالندماج مع المجتمع المحيط‪.‬وذلك بهدف دمج هذه الفئة من‬ ‫المجتمع وتكريس دورها الفاعل فيه باعتبارها جزءا منه‪.‬وهذا األسلوب التربوي‬ ‫يساعد أيضا األطفال على صقل شخصيتهم وإكسابهم العديد من القدرات‬ ‫مما يجعلهم افرادا فاعلين في المجتمع‪.‬والجمعية توفقت في هذا األسلوب‬ ‫الذي يعتمد على الفن في العالج النفسي والروحي لألطفال من ذوي «القدرات‬ ‫الخاصة»حيث عبر هذا التوجه تألقت الكثير من األطفال في تظاهرات رياضية‬ ‫وفنية وطنية ودولية‪.‬كما ان عددا منهم اهلتهم الجمعية للعمل بمركب الجمعية‬ ‫سواء في التأطير الفني او المساعدة اإلدارية‪..‬‬ ‫والجميل في مثل هذه المبادرات‪ ‬هو تجاوز تلك المقاربة العاطفية التي‬ ‫تنبني على الشفقة من اجل إدماج المستفيدين في الحياة اليومية‪،‬وهذه الرغبة‬ ‫في االندماج وإثبات الذات جعلت بعض األطفال الفنانين يرسمون بفمهم أو‬ ‫بيدهم «المستعصية»رغم العجز الذي يعانون منه‪.‬‬ ‫وفتح ايضا هذا المعرض الجماعي آفاقا كبيرة الحتكاك هؤالء المبدعين مع‬ ‫فنانين محترفين واعطاهم الفرصة إلظهار مهاراتهم وإبداعاتهم وحقق لهم‬ ‫التواصل المنشود مع المتلقي‪.‬وهذه األهداف ترجمتها الفرحة الكبيرة التي‬ ‫غمرت هؤالء الفنانين أثناء تقديمهم ألعمالهم الفنية المعروضة و التي تماهت‬ ‫مع اعمال الفنانين المحترفين ‪،‬حيث لم يكن الفرق واضحا خصوصا وأن طريقة‬ ‫إخراج المعرض اعتمدت على دمج األعمال مع بعضها البعض‪.‬كما ان اإلقبال‬ ‫الكبير على‪ ‬المعرض من خالل الحضور النوعي والكمي شكل لحظة اعتراف‬ ‫واحتضان جماعي لهؤالء‪.‬‬ ‫ويبقى عمل جمعية حنان ومثيالتها من اإلطارات العاملة في هذا المجال‬ ‫عمال إنسانيا ساميا بامتياز ‪،‬وهو يغطي احتياجا أساسيا في المراحل األولى‬ ‫من عمر أطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬وسوف لن يكتمل هذا العمل إال إذا‬ ‫انخرطت الدولة بشكل أقوى في‪ ‬عملية التأهيل الكبرى لهذه الفئة‪ ‬وتوفير‪ ‬‬ ‫شروط العيش الكريم لهم عبر فتح‪ ‬فرص الشغل‪ ‬وتوفير شروط العيش الكريم‬ ‫لهم‪،‬واالستجابة لمطاب بعض فئاتهم التي‪ ‬خاضت من اجلها نضاالت بصمود‬ ‫كبير‪ ‬عبر تنظيماتها وتنسيقياتها‪...‬‬

‫مباشرة بعد تحرير روما من لدن الحلفاء‪ ،‬بدأ روسيليني‬ ‫تصوير فيلمه‪،‬الذي أخذه عن قصة لسيرجيو آميدي وألبرتو‬ ‫كونسيليو ‪ ،‬مما يعني أن الشريط في حبكته السردية كان‬ ‫خياليا‪.‬‬ ‫لقد تضمن الفيلم بعدا وثائقيا‪ ،‬مما أضفى عليه واقعية‬ ‫شفافة‪ ،‬غير مغرقة في المباشرة‪ ،‬و مقنعة في بعدها الجمالي‬ ‫والتقني‪.‬‬ ‫تدور قصة الفيلم حول أحد قياديي المقاومة المتابعين‬ ‫من طرف النازية‪ ،‬الذي سيتعرض للتعذيب ثم القتل‪ ،‬بعد أن‬ ‫تم القبض على أحد رفاقه الذي احتضنه بمنزله‪ ،‬كما تعرضت‬ ‫خطيبته للرمي بالرصاص وهي تركض وراء سيارة الجيستابو‪.‬‬ ‫كـ��ان المش��هد‬ ‫غــاي��ة ف��ي الق��وة‪،‬‬ ‫واعتـب��ره النق��اد من‬ ‫بين أقوى المش��اهد في‬ ‫تاريخ أفالم الحرب‪.‬‬

‫روما مدينة مفتوحة‬ ‫• محمد عابد‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫إطــالق الرصاص في الفيلم‪،‬‬ ‫سيطر على أغلبية المشاهد‪ ،‬بهدف‬ ‫إبراز وحشية الحرب‪ ،‬مثل المشهد‬ ‫الذي نشاهد فيه الفرقة المتخصصة‬ ‫في اإلعدام وهي تطلق الرصاص على‬ ‫القس الذي قدم مساعدات مهمة‬ ‫لرجال المقاومة‪.‬‬ ‫وبسبــب تدميــر الحـرب لكـل‬ ‫االستوديوهات‪ ،‬فإن تصوير المشاهد‬ ‫كان في الفضاءات التي جـرت فيهـا‬

‫‪5‬‬

‫أطوار الحرب‪،‬كما أن معدات التصوير كانت بدائية‪ ،‬والميزانية المخصصة‬ ‫للفيلم ضعيفة‪ ،‬وقد لجأ المخرج لبيع بعض أشيائه الشخصية لتوفير المال قصد‬ ‫شراء الشريط الخام لتصوير فيلمه‪.‬‬ ‫لقي الفيلم استحسانا كبيرا ‪ ،‬وسجل نسبة مهمة من المشاهدة‪ ،‬لحمله‬ ‫بين طياته حياة الحرب في مدينة روما ‪ ،‬مدافعا عن اإلنسان ومعتبرا أن الواقعية‬ ‫الجديدة موقف ووجهة نظر إبداعية تدافع عن كبرياء اإلنسان وكرامته وترفض‬ ‫الشر‪.‬‬ ‫هكذا حقق الفيلم تأثيرا قويا على المستوى الدولي‪ ،‬وكان شاهدا على‬ ‫مرحلة مهمة من تاريخ إيطاليا و أوروبا عامة‪ ،‬ويعتبر من بين أهم الوثائق‬ ‫التاريخية البصرية‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة)‬

‫الدكتور محمد بودرا يتنافس بالقاهرة حول تمثيل إفريقيا‬ ‫فريق شوراق يمر إلى السرعة‬ ‫لرئاسة المنظمة الدولية للمدن والحكومات المحلية‬ ‫القصوى الستكمال مشاريع المنارة‬ ‫• القاهرة مراسلة خاصة‬ ‫واالستعدادات لموسم الصيف‬ ‫بدأت بالقاهرة‪ ،‬اجتماعات منظمة المدن‬ ‫والحكوماتالمحليةالمتحدةاإلفريقيةبمشاركة‬ ‫على قدم وساق‬ ‫عدد من ممثلي المدن والسلطات المحلية‬ ‫بالعديد من البلدان اإلفريقية بينها المغرب‬

‫• الحسيمة‪ /‬المراسل‬ ‫أفادت مصادر مأذونة أن السيـــد فريد‬ ‫شوراق عامل إقليم الحسيمة منهمك هذه‬ ‫األيام في إجتماعات مارطونية بمقر العمالة‪،‬‬ ‫تعقبها جوالت ميدانيــة لتتبــع المشاريــع‬ ‫المبرمجة في مخطـــط «الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط»‪ ،‬من أجل الرفع من وتيرة األشغال‪،‬‬ ‫لتكون جاهزة في اآلجال المحددة لها‪ ،‬طبقا‬ ‫للتعليمات الملكية‪ .‬وتهدف هذه االجتماعات‬ ‫إلى تذليل كل الصعوبات التي قد تصادف‬ ‫تنفيذ هذه المشاريع‪ ،‬والعمل على حل‬ ‫المشاكل المفترضة بمقاربة استباقية‪.‬‬ ‫وأسرت ذات المصادر بأن عامل االقليم‬ ‫وجه تحذيرات شديدة اللهجة للمقاوالت‬ ‫المكلفة بانجاز هذه المشاريع وكذا مكاتب‬ ‫التتبع والمراقبة‪ ،‬مفادها أن تسريع الوتيرة ال‬ ‫يعني القفز على معايير الجودة واالتقان‪ ،‬وأن‬ ‫حسابا عسيرا ينتظر كل من سولت له نفسه‬ ‫بالتالعب والغش في االنجاز‪.‬‬

‫وهكذا فمن المنتظر أن تنتهي بعض‬ ‫األوراش قبل دخول موسم االصطياف‪ ،‬أواخر‬ ‫شهر يونيو المقبل‪ ،‬من بينها تجديد اإلنارة‬ ‫العمومية على طول كورنيش صباديا وكذا‬ ‫المدخل الرئيسي لمدينة الحسيمة ومناطق‬ ‫أخرى‪ ،‬والتي من شأنها أن تضفي رونقا‬ ‫بهيا على المدينة وتجعلها تستقبل الصيف‬ ‫والمصطافين بحلة جديدة‪.‬‬ ‫كما أن مقر العمالة يشهد جلسات‬ ‫عمل مكثفة وتعبئة عامة للمصالح المختصة‪،‬‬ ‫بخصوص االستعدادت لموسم اإلصطياف‪،‬‬ ‫الذي سيتميز هذه السنة بتنظيم عدة أنشطة‬ ‫وتنفيذ برامج ثقافية وفنية وترفيهية متنوعة‪،‬‬ ‫تتضمن معرضا للكتاب ومعرضا للمنتجات‬ ‫المجالية والتقليدية وأمسيات فنية ومسابقات‬ ‫ثقافية ورياضية‪ ،‬من شأنها خلق جو من المتعة‬ ‫والترفيه للساكنة وزوار الحسيمة‪ ،‬وتساهم في‬ ‫تحسين الجاذبية السياحية للمدينة وتعزيز‬ ‫اشعاعها‪ ،‬ليكون شعار «الحسيمة‪ :‬منارة‬ ‫المتوسط» فعال اسم على مسمى‪.‬‬

‫ويمثل المملكة المغربية في هذه‬ ‫االجتماعات‪ ،‬التي تنظم بتعاون مع وزارة‬ ‫التنمية المحلية بمصر‪ ،‬وفد ترأسه كاتبة الدولة‬ ‫المكلفة باإلسكان‪ ،‬السيدة فاطنة الكحيل ‪،‬‬ ‫ويضم على الخصوص‪ ،‬السيد عبد الوهاب‬ ‫الجابري‪ ،‬مكلف بالتعاون والتوثيق بالمديرة‬ ‫العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية‪،‬‬ ‫والسيد محمد بودرا‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية‬ ‫لرؤساء المجالس الجماعية‪ ،‬وهو أيضا رئيس‬ ‫منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة‬ ‫اإلفريقية لمنطقة شمال إفريقيا‪ ،‬ونائب رئيس‬ ‫المنظمة‪ ،‬إضافة إلى عدد من أعضاء الجمعية‬ ‫المغربية لرؤساء المجالس الجماعية ‪ ،‬فضال‬ ‫عن السيدة مليكة غفران جيورجي‪ ،‬المستشارة‬ ‫الخاصة لشبكة النساء المنتخبات محليا إلفريقيا‬ ‫التابعة للمنظمة‪.‬‬ ‫وتروم هذه االجتماعات‪ ،‬التي تنظم على‬ ‫مدى ثالثة أيام‪ ،‬في إطار منتدى تحت شعار‬ ‫«المدن اإلفريقية‪ ،‬قاطرة للتنمية المستدامة‬ ‫إلى تقديم أفضل التجارب اإلقليمية والدولية‬ ‫بشأن تعزيز التنمية المحلية والنمو االقتصادي‬ ‫والتوسع الحضري وتبادل الخبرات وتدارس‬ ‫التحديات التي تواجه المدن االفريقية ومنها‬ ‫معدالت التحضر في إفريقيا‪.‬‬ ‫وهناك منافسة بين المغرب وجنوب‬ ‫افريقيا لتمثيل افريقيا لرئاسة المنظمة الدولية‬

‫للمدن والحكومات المتحدة العالمية وتتمتع‬ ‫هذه المنظمة بصفة مالحظ في األمم المتحدة‬ ‫بنيويورك‪.‬‬ ‫وأبرز السيد محمد بودرا‪ ،‬الذي يترأس‬ ‫منظمة المدن والسلطات المحلية اإلفريقية‬ ‫جهة شمال إفريقيا‪ ،‬خالل الجلسة االفتتاحية‬ ‫لهذا االجتماع التي حضرها على الخصوص‪،‬‬ ‫رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية‬ ‫المتحدة اإلفريقية ليندر نزوي‪ ،‬وأمينها العام‬ ‫جان بيير إيلونغ مباسي‪ ،‬أهمية انعقاد هذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬داعيا إلى ضرورة أن تصدر عنه‬ ‫توصيات مهمة للدفع الى االمام بالمنظمة‬ ‫وأشار إلى أنه بعد مرور ‪ 15‬عاما على‬ ‫تأسيس هذه المنظمة وهي تشتغل وتناضل‬

‫من أجل الرفع من مستوى المدن والسلطات‬ ‫المحليةاالفريقية‪.‬‬ ‫المغرب يتنافس في شخص الدكتور محمد‬ ‫بودرا مع ممثل جنوب افريقيا خالل االجتماع‬ ‫الذي ينعقد بالقاهرة بين ‪ 17‬و‪ 22‬من شهر‬ ‫يونيو الحالي الحالي من أجل تمثيل افريقيا‬ ‫لرئاسة المنظمة الدولية للمدن والحكومات‬ ‫المحلية خالل المؤتمر الذي سينعقد بدوربان‬ ‫في جنوب افريقيا ما بين ‪ 20‬و‪ 25‬دجنبر ‪2019‬‬ ‫هذه المنظمة التي تعتبر أعلى هيأة دولية‬ ‫للمدن والجماعات المحلية والتي تحضر بصفة‬ ‫مالحظ في اجتماعات األمم والمتحدة بنيوورك ‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن تحسم المنظمة اإلفريقية‬ ‫بين المرشحين في األيام المقبلة‪.‬‬

‫مؤهالت الجهة ‪ ...‬كمدخل للتنمية السياحية‬

‫عامل إقليم الحسيمة غاضب‬ ‫من تدني الخدمات الصحية بمستشفى‬ ‫محمد الخامس‬

‫• الحسيمة‪ /‬المراسل‬ ‫كشفت مصادر موثوقة‪ ،‬أن عامل إقليم‬ ‫فريد شوراق ” غاضب من تردي الخدمات‬ ‫الطبية باإلقليم‪ ،‬بعد ان طالب مندوب وزارة‬ ‫الصحة بالجديد بالحسيمة بالعمل على وجه‬ ‫السرعة من أجل تجاوز اإلشكاالت والرفع من‬ ‫جودة الخدمات الصحية المقدمة للساكنة في‬ ‫اسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫ذات المصادر‪ ،‬أوضحت أن “شوراق”‬ ‫يتابع شخصيا الوضع الصحي باإلقليم‪ ،‬ويعمل‬ ‫من موقعه على ضمان الحق في الصحة‬

‫لجميع ساكنته‪ ،‬وتوفير الخدمات العالجيــة‬ ‫التي تحتاجها المصادر ذاتها تحدثت عن‬ ‫استياء شوراقمن تردي الخدمات بالمستشفى‬ ‫المذكور‪ ،‬وغياب األطر الطبية بعدد من‬ ‫المراكز الصحية باإلقليم‪.‬‬ ‫وأضافت ذات المصادر‪ ،‬أن العامل استغرب‬ ‫من تدني الخدمات الصحية واالهتمام بصحة‬ ‫المواطنين ومراعات المتاعب التي يتكبدونها‬ ‫من أجل الوصول للمراكز الطبية‪ ،‬موضحة‬ ‫بانه يعمل بتنسيق مع الجهات المختصة على‬ ‫حل جميع اإلشكاالت التي تحول دون استفادة‬ ‫مواطنات ومواطني اإلقليم من العالج‪.‬‬

‫تعد جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة من‬ ‫أكبر الجهات في المغرب واألكثر غنى بالتنوع‬ ‫الطبيعي‪ ،‬فإضافة إلى المساحات الغابوية‬ ‫الشاسعة‪ ،‬وسالسل الجبال الطويلة (من أبرزها‬ ‫سلسلة جبال الريف)‪ ،‬فهي الجهة التي تمتلك‬ ‫أكبر عدد من الشواطئ وأفضلها‪ ..‬حيث أصبحت‬ ‫الجهة في اآلونة األخيرة الوجهة المفضلة‬ ‫للسياحة الداخلية خالل فصل الصيف‪..‬‬ ‫باإلضافة إلى شريط ساحلي غني بالثروات‬ ‫البحرية ومناطق إنتاج محاصيل زيت الزيتون‬ ‫وغيرها‪ ،‬وتتوفر الجهة على ميناء للمسافرين‬ ‫والبضائع يصنف األول في المغرب وإفريقيا‬ ‫على حد سواء‪ ..‬وبنية تحتية جعلت الجهة‬ ‫القطب الثاني االقتصادي في المغرب بعد‬ ‫جهة الدار البيضاء سطات‪ ..‬هذا مما أدى‬ ‫إلى الطلب المتزايد على السكن االجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ ..‬والسكن الممتاز على الجهة‪..‬‬ ‫لكن غالبا ما يستعمل للكراء بأثمنة خيالية في‬ ‫غياب المراقبة‪ ...‬مدينة مارتيل نموذجا‪ ..‬الشيء‬ ‫الذي سبب أزمة من حجم الطلب على الفنادق‬ ‫المصنفة أو غير المصنفة خصوصا في فصل‬ ‫الشتاء‪ ..‬بالمقابل فرغم هذا النجاح او ربما الفشل‬ ‫في السياحة الشاطئية للجهة‪ ،‬فيمكن للجهة‬ ‫كذلك استثمار مؤهالت أخرى المتعلق بالتراث‬ ‫كبديل‪ ..‬وكمطلب مجتمعي وقيمة اقتصادية‪..‬‬ ‫من خالل التعرف على المناطق الجهة وتاريخها‬ ‫ومواقعها واالستمتاطع بها‪ ،‬وبناء ذكريات‬ ‫جميلة في أذهان مواطنيها وزوارها (الناشئة‬

‫• عبد المالك بوغابة‬ ‫رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫منهم خصوصًا) وبين تعزيز المواطنة وبناء‬ ‫الهوية الوطنية‪ .‬فالتراث أحد أنواع السياحة‬ ‫الثقافية‪ ،‬ويقصد بها األنشطة والمفاصل‬ ‫المرتبطة بالتراث الثقافي غير المـادي (اللغـة‬ ‫والعادات والتقاليد واألدب الشعبي بأنواعه)‬ ‫أو المادي مثل (القصور والمواقع التاريخية‬ ‫والحصون) الذي خلفه لنا األجداد‪ ،‬لتشكل‬ ‫بذلك مفهوماً جديداً في السياحة‪ .‬بحيث تعتبر‬ ‫الجهة واحدة من الجهات المغرب الغنية بالتراث‬ ‫الثقافي الذي يعود إلى أزمنة تاريخية‪ ،‬ويتنوع ما‬

‫بين مواقع أثرية ومبان تاريخية وتقليدية وقالع‬ ‫ومساجد ومقابر وقطع أثرية وصناعات تقليدية‬ ‫وأسلحة قديمة‪ ،‬ومثال على ذلك (مدافن طنجة‬ ‫سور المعكزين قصر الكبير والعرائش‪ .) ...‬فض ًال‬ ‫عن عشرات قرى التراث المنتشرة في مدن‬ ‫الجهة شفشاون وزان الحسيمة‪ ...‬والمواقع‬ ‫األثرية للجهة‪:‬‬ ‫ كهف تحت الغار وموقع تمودة بتطوان‬‫موقع ليكسوس وموقع مزورة بالعرائش‬‫ موقع كوطا بطنجة‬‫ موقع األقواس وموقع األقواس بأصيال‬‫ موقع القصر الصغير‬‫ موقع بليونش‬‫ موقع المزمة و بادس‬‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجب على المسؤولين‪..‬‬ ‫أن يأخذوا بعين االعتبار مؤهالت الجهة كمدخل‬ ‫للتنمية السياحية‪ ..‬وذلك نحو تشجيع األنشطة‬ ‫السياحية ذات الطابع التراثي‪ ..‬من خالل الربط‬ ‫بين السياحة والتراث والثقافة‪ ..‬في مخططاتهم‬ ‫وبرامجهم الجهوية والوطنية‪ ..‬وتم تنظيم‬ ‫وتطوير األنشطة التراثية عبر إقامة المهرجانات‬ ‫والمعارض المتعلقة بالجانب التراثي للجهة‪،‬‬ ‫ونشر الوعي الفكري والثقافي لتعميق الحس‬ ‫الوطني لدى أبنائها‪ ،‬وتعريف الزوار والسياح‬ ‫بتاريخ الجهة وتراث أجدادها واالطالع على‬ ‫ثقافة الجهة في كافة المجاالت وإثراء معلومات‬ ‫الوفود السياحية بكل معطيات الثقافة والمعرفة‬ ‫والعلوم المتعلقة بها‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫استقبال رئيس الحكومة لجهة األندلس وانعقاد دورة يونيو‬ ‫‪ 2019‬العادية لمجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫في سياق خطة عمل الوكالة لسنة ‪ 2019‬والتي‬ ‫رصدت لها ميزانية ما يناهز ‪ 70‬مليار سنتيم‪،‬‬ ‫اعقدت يوم الجمعة ‪ 21‬يونيو ‪ ،2019‬انعقاد‬ ‫دورة يونيو ‪ 2019‬العادية لمجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة برئاسة السيد إلياس العمري‪،‬‬ ‫وبحضور والي الجهة محمد مهدية‪ ،‬ومديرة الوكالة‬ ‫آمال وحيد‪ ،‬وأعضاء اللجنة‪.‬‬ ‫وقد أسفرت األشغال عن المصادقة على‬ ‫المشاريع المبرمجة تضمنت المشاريع اآلتية‪:‬‬ ‫ـ دعم قطاع الشباب والرياضة ودعم قطاع‬ ‫التعليم والتكوين بالجهة بما مجموعه ‪ 9‬مليار و‪661‬‬ ‫مليونسنتيم‪.‬‬ ‫ـ دعم قطاع الصحة بالجهة بما قدره ‪ 2‬مليار‬ ‫و‪ 380‬مليون سنتيم‪.‬‬

‫ـ تأهيل المراكز القروية و الحماية من الكوارث‬ ‫الطبيعية و تنمية التجهيزات الثقافية بالجهة بما‬ ‫مجموعه ‪ 41‬مليار و‪ 781‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫ـ دعم وتشجيع االقتصــاد االجتماعــي‬ ‫والتضامني وتثمين منتوجـــات الصناعية التقليدية‬ ‫بما مجموعه ‪ 3‬مليار و‪ 164‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫ـ فك العزلة عن عدد من مناطق الجهة‬ ‫ومشاريع أخرى بما مجموعه ‪ 16‬مليارا و‪ 597‬مليون‬ ‫سنتم‪.‬‬ ‫من جهة ثانيــة شهــد مجلــس الجهـــة‬ ‫استقبال‪ ‬رئيس الحكومة الجهوية لجهة األندلس‬ ‫‪ JUAN MANUEL MORINO‬رفقة المستشار‬ ‫الناطق الرسمي باسم حكومـــة األندلس وسفير‬ ‫اسبانيا بالمغرب والوزير المستشار بالسفارة اإلسبانية‬

‫بالرباط‪ .‬وهو االستقبال الذي ترأس مراسيمه السيد‬ ‫إلياس العماري مصحوبا بالسيدة رفيعة المنصوري‬ ‫عضو المكتب‪ ،‬والسيدة سلوى الدمناتي رئيسة لجنة‬ ‫التعاون الدولي ومغاربة العالم بالمجلس‪ ،‬والسيدة‬ ‫آمال وحيد مديرة وكالة تنفيذ المشاريع‪ ،‬بمقر‬ ‫مجلس الجهة‪ .‬‬ ‫وقد تداول الطرفان في شأن القضايا ذات األفق‬ ‫المشترك على سبيل تقوية وتطوير العالقات الثنائية‬ ‫تهم مختلف مكونات المجال العمومي للبلدين‪.‬‬ ‫وقد أسفر اللقاء عن نتائج مطمئنة تمثلت‬ ‫في جزء منها إحداث لجنة تقنية مشتركة مهامها‬ ‫االشتغال على ملفات تهم قضايا الهجرة والسياحة‬ ‫والشباب والثقافة والتنمية بجهتي المتوسط ‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬مهرجان “ماطا” للفروسية في دورته‬ ‫التاسعة بجماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫تحت شعار “ماطا تراث حضاري ورافعة أساسية‬ ‫للتنمية االقتصادية” نظمت الجمعية العلمية‬ ‫العروسية للعمل االجتماعي والثقافي بتنسيق مع‬ ‫نقابة الشرفاء العلميين وبشراكة مع المهرجان‬ ‫الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو بجماعة أربعاء‬ ‫عياشة بإقليم العرائش‪ ،‬فعاليات الدورة التاسعة من‬ ‫مهرجان “ماطا” ‪ ،‬ابتداء من يوم الجمعة ‪14‬يونيو‬ ‫إلى يوم األحد ‪ 16‬يونيو‪. 2019‬‬ ‫وقد عرف المهرجان مشاركة حوالي ‪ 220‬فارسا‬ ‫من أبناء قبائل منطقة جبالة‪ ،‬وبحضور وسائل إعالم‬ ‫وطنية ودولية مهمة تمثل القنوات العربية والدولية ‪.‬‬ ‫يهدف المهرجان إلى جانب إحياء هذا اإلرث‬ ‫التاريخي والثقافي للمنطقة ‪ ،‬التعريف بالمنطقة‬ ‫والتعريف بهويتها الحضارية المتنوعة الضاربة في‬ ‫جذور التاريخ‪ ،‬وإبراز الدور البطولي للفروسية في‬ ‫حماية ثغور الوطن وكذا التعريف بالمنتجات المجالية‬ ‫والصناعة التقليدية لمنطقة جبالة لتعزيز مسار‬ ‫التنميةالثقافيةوالسياحيةبالمنطقة‪.‬‬ ‫وتميز افتتاح المهرجان‪ ،‬الذي حضره على‬ ‫الخصوص عامل إقليم العرائش‪ ،‬ونقيب الشرفاء‬ ‫العلميين‪ ،‬عبد الهادي بركة‪ ،‬استعراض فرق الخيالة‬ ‫المشاركة في لعبة “ماطا”‪ ،‬واستعراض الفرق‬ ‫الفلكلورية‪ ،‬إلى جانب تقديم عرض تمثيلي لعملية‬ ‫“ثويزا” التي تجسد التعاون والعمل المشترك بين‬ ‫الفالحين‪.‬‬ ‫ويتكون برنامج المهرجان‪ ،‬الذي تجري فقراته‬ ‫بطنجة وشفشاون والعرائش‪ ،‬ندوات علمية تالمس‬ ‫قضايا ثقافية تعكس تشعب الروافد الحضارية التي‬ ‫تزخر بها منطقة شمال المغرب‪ ،‬إلى جانب سهرات‬ ‫فنية ومعرضا للصور وأنشطة ثقافية لألطفال‬ ‫ومعرضا للمنتوجات الفالحية والصناعة التقليدية‪،‬‬ ‫إضافة إلى إقصائيات لعبة فروسية “ماطا”‪.‬‬ ‫وقد أكد مدير المهرجان‪ ،‬نبيل بركة‪ ،‬أن‬ ‫“االحتفاء بهذا الموروث اإلنساني النبيل الذي بني‬ ‫على قيم أخالقية عالية في المنافسة والرياضة‬ ‫الشريفة التي جملتها كتب التراث وتعد بحق من‬ ‫القيم اإلنسانية المشتركة ونعني هنا الفرس ورمزيته‬ ‫في تراثنا المغربي والتراث اإلنساني العالمي وقد‬ ‫استطعت الجمعية العلمية في كل هذه الدورات‬ ‫المحافظة على هذا اإلرث الوطني والموروث الجبلي‬ ‫الشعبي العائد أصله إلى حقب تاريخية قديمة وهي‬ ‫من أقدس األعراف عند ساكنة المنطقة نظرا للروابط‬ ‫الروحية الكبرى التي تمثله لدى ساكنة اإلقليم الجبلي‬ ‫فهذا التراث الالمادي الذي يقام كل سنة من فصل‬ ‫الربيع هذه الفترة التي لم يرتبط بها عبثا بل لها‬

‫اختالالت بجماعة تطوان‬

‫تشهد جماعة تطوان جملة من التغييرات‬ ‫تخص مهام عدد من كوادرها‪ .‬وتأتي هذه‬ ‫المراجعات على إثر االهتزازت التي ميزت‬ ‫العديد من المرافق الحساسة المرتبطة بشكل‬ ‫مباشر بالشأن العمومي‪.‬‬ ‫وهكذا فقد تم إعفاء رئيسة قسم الموارد‬ ‫البشرية‪ ،‬وتعويضها بأخرى‪ ،‬التي تبين أنها‬ ‫مرتبطة بمشاكل عويصة تخص مصلحة‬ ‫المنازعات‪.‬‬

‫من جانب آخر طالب مسؤول بإعفاءه من‬ ‫مهامه بسبب االختالالت التي تعرفها ملفات‬ ‫بعض المتقاعدين الذين وجدوا أنفسهم دون‬ ‫تسوية وضعية بعد تقاعدهم‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬عمد رئيس الجماعة‬ ‫إلى تعديالت وترتيبات أخرى ذات أهمية‬ ‫تخص مصلحة الجبايات‪ ،‬وذلك على إثر والباقي‬ ‫استخالصه‪ ،‬تناقص مداخيلها آلت بالجماعة‬ ‫ماديا إلى وضع مترد‪.‬‬

‫عنف مجتمعي‬ ‫• المضيق ومرتيل والفنيدق‬ ‫من مدن الشمال‪..‬المضيق ومرتيل والفنيدق‪ ،‬دعا فاعلون وإعالميون في فضاء‬ ‫التواصل االجتماعي السلطات المحلية‪ ،‬إلى تدبير فعال ألجواء األمن في المدن الثالث إبان‬ ‫موسم الصيف‪ ،‬خاصة خالل أوقات الذروة التي تعرف إقباال حادا على شواطئها‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الدعوة على إثر االنتشار الملحوظ لظاهرة «الكريساج» التي تطالها‪.‬‬ ‫وتشهد المدن الساحلية كمرتيل والمضيق والفنيدق نشاطا حيويا لبعض معترضي‬ ‫السبيل العام يستقصد المصطافين لسلبهم أمتعتهم‪.‬‬

‫• طنجة‬

‫طبع خاص ومفهوم عميق يتعلق بالمعتقد الشعبي‬ ‫الذي تنبني عليه أسطورة ماطا وتقدره ساكنة القبائل‬ ‫الجبلية بل له محبون وزوار من داخل أرض المغرب‬ ‫وخارجه ولديه قواسم مشتركة عديدة مع باقي‬ ‫الرياضات الشعبية في بلدان العالم مثل كازاخستان‬ ‫وأوزباكستان وعدة دول أخرى وتنفرد ماطا عن هذه‬ ‫الرياضات كلها أن المنافسة فيها تكون شريفة ولها‬ ‫رمزية إنسانية نبيلة هي الدفاع عن المرأة والحفاظ‬ ‫على أصالة الخيل والفارس”‬ ‫ومن جهة أخرى أضاف المتحدث ذاته‪ ،‬أن هذا‬ ‫التراث الوطني واإلرث اإلنساني ظل محافظا على‬ ‫دوره التاريخي ووصل إشعاعه إلى أفق عالمية بعيدة‬ ‫استطاعت تحقيقها الجمعية العالمية العروسية‬ ‫للعمل االجتماعي والثقافي المنظمة لهذا المهرجان‬ ‫الذي يحتوي على فضاءات متنوعة من منتوجات‬ ‫فالحية وصنع تقليدية التي سيكون إقليم الداخلة هو‬ ‫ضيف شرفها هذه السنة‪.‬‬ ‫وتعتبر لعبة “ماطا”‪ ،‬التي كان يلعبها الناس في‬ ‫القدم بعد االنتهاء من العمل التضامني (ثويزا) لتنقية‬ ‫الحقول أو جني المحاصيل والحصاد‪ ،‬منافسة شريفة‬ ‫ومناسبة للتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية‬ ‫في فنون الفروسية‪ ،‬حيث تعتمد على الحكمة والدهاء‬ ‫والقوة والثبات‪.‬‬ ‫وتتمحور اللعبة حول اختيار ثالث نساء لهن‬ ‫دراية بإعداد العروسة‪/‬الدمية (ماطا) ويقمن بتزيينها‪،‬‬ ‫ويحضر شباب القرية الستالمها‪ ،‬لكن تتفق النسوة‬ ‫على اختيار شاب له مواصفات معينة‪ ،‬كأن يكون‬

‫صاحب الحصان القوي والسريع‪ ،‬لمنحه العروسة‬ ‫“ماطا”‪ ،‬وتحذيره من مغبة إضاعتها أو سرقتها من‬ ‫قبل فرسان القبائل األخرى المنافسة‪.‬‬ ‫إثر ذلك تنطلق سربات الخيول الخاصة بشباب‬ ‫القرية موحدة على مسافة معينة وعند الوصول‬ ‫إلى ميدان اللعب تبدأ عملية توزيع األدوار‪ ،‬وتحضر‬ ‫مجموعات من القبائل األخرى لتطالب‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫بالعروسة “ماطا” فيبدأ الصراع من أجل الحصول‬ ‫عليها واالحتفاظ بها‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق أبرزت السيدة نبيلة‬ ‫بركة رئيسة الجمعية العلمية العروسية للعمل‬ ‫االجتماعي والثقافي أن دورة هذه السنة ‪ ،‬كانت في‬ ‫المستوى المطلوب ببرنامج احتفالي متميز وحضور‬ ‫وازن لشخصيات عالمية تنتمي لعالم الفن والمال‬ ‫والسياسة ‪ ،‬مشيرة إلى أن الرهان انصب هذه السنة‬ ‫على جلب اكبر عدد من الجمهور ‪ ،‬للتعرف عن قرب‬ ‫على التقاليد العريقة للمنطقة واالطالع على مكونات‬ ‫التراث المحلي ‪ ،‬الذي يحمل أبعادا ثقافة وفنية وروحية‬ ‫‪ .‬وان المهرجان يسمح بعرض المنتجات المجالية‬ ‫والتقليدية ‪ ،‬والتي تعد نقطة بارزة في كل نسخة من‬ ‫مهرجان ماطا الدولي لركوب الخيل ‪ ،‬وان األقاليم‬ ‫الجنوبية الضيف الدائم للمهرجان ‪ ،‬حيث تعرض‬ ‫منتجاتها إلى جانب تعاونيات المنطقة الشمالية‬ ‫وتسمح باكتشاف تنوع وثراء كنوزها المحلية ‪ ،‬وإنها‬ ‫لدليل على االلتزام بتعزيز السياحة والديناميكيات‬ ‫الثقافية واالجتماعية ودعم التنمية البشرية ‪.‬‬

‫ــ في طنجة عبر نشطاء جمعويون عن تخوفهم من تفشي جرائم اعتراض الطريق‬ ‫العمومية بواسطة الدراجات النارية تستهدف عموم المواطنين بأماكن حساسة من‬ ‫جغرافية المدينة‪ ،‬وعلى رأسها مركز وسط المدينة‪.‬‬ ‫وطالبت هذه الفعاليات المصالح األمنية والسلطة المحلية بالتعاطي الفعال مع هذه‬ ‫الظواهر العنيفة المخلة بأمن ساكنة طنجة وضيوف صيفها‪.‬‬ ‫ــ اعتقلت مصالح الضابطة القضائية زعيم شبكة لالتجار في األطفال وهو مواطن‬ ‫إسباني كان يقيم بالمغرب مدة طويلة يدعي أنه يشتغل بمهنة الصحافة‪.‬‬ ‫وأفادت المعلومات المطلعة أن البحث التمهيدي مع المتهم قد تم في ظروف دقيقة‬ ‫خالل فترة الحراسة النظرية‪ ،‬حيث تمت مواجهته باألدلة والحجج التي لم يجد معها سوى‬ ‫التهرب والتحايل‪ ،‬ومحاولة التنصل من ميوالته الجنسية الشاذة‪ .‬وقد تم إيداع المتهم‬ ‫بالسجن المحلي بطنجة‪،‬‬

‫• العرائش‬ ‫في العرائش‪ ،‬مساء الخميس ‪ 20‬يونيو ‪ ،2019‬اضطر رجال األمن إلى استخدام السالح‬ ‫الوظيفي للسيطرة على مجرم ذي سوابق قضائية كثيرة في مجال جرائم العنف المجتمعي‪.‬‬ ‫وقد واجه هذا المجرم الخطير رجال األمن معززا بكلبين من فصيلة شرسة‪ ،‬وعبوة غاز‬ ‫بوتان‪ ،‬مهددا سالمتهم بالخطر الجسدي‪.‬‬ ‫وقد كان المشتبه فيه‪ ،‬موضوع مذكرة بحث من أجل تنفيذ حكم قضائي مدان إثره‬ ‫بأحكام سجنية نافذة مرتبطة باالغتصاب‪ ،‬كما أن المتهم هو محور مجموعة شكايات كثيرة‬ ‫تخص إلحاق الضرر بالشارع العام عن طريق استعمال العنف والتهديد‪.‬‬ ‫الشرطة القضائية بمدينة العرائش وضعت لمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية‬ ‫في انتظار البحث معه ومواجهته بكافة الجرائم المنسوبة إليه‪.‬‬ ‫من جانب آخر تعرض سائق طاكسي يوم األربعاء لالعتداء بشكل إجرامي خطير من‬ ‫قبل ثالثة مجرمين اضطروه‪ ‬للتوقف بحي المغرب الجديد ‪ .‬وقد تسبب االعتداء في جرح‬ ‫خطير هدد ببتر يده‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫إدارة‬ ‫و‬ ‫اقتصاد‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫التجارة الرقمية في إفريقيا‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬ ‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫جاء في التقرير األخير لمكتب الخبرة العالمي(‪ BCG (Boston Consulting Group‬أن في‬ ‫استطاعة القارة اإلفريقية أن تخلق ‪ 3‬ماليين منصب شغل من اآلن وإلى حدود سنة ‪ 2025‬في قطاع‬ ‫التجارة الرقمية‪.‬‬ ‫وهناك كذلك بعض الشركات مثل ‪ Jumia‬و‪ Souq‬و‪ Thundafund‬و‪ …Travelstart‬التي‬ ‫يمكنها أن ترفع من مستوى المداخيل والنمو االقتصادي فقط بتلك العالقات التجارية الرقمية التي‬ ‫تنشئها بين المشترين والشركات المنتجة للبضائع والخدمات‪.‬‬ ‫وفي إفريقيا ‪ %58‎‬من عملية التوظيف تكون في قطاع المواد االستهالكية و‪ %18‎‬من خلق فرص‬ ‫الشغل يخلقها قطاع النقل ثم‪ %9‎‬تقريبا تبقى لقطاع الفندقة واألسفار…‬ ‫ويضيف التقرير‪ ،‬أن الشراكة بين القطاع العام والخاص هي ضرورة ملحة لتنشيط عملية التوظيف‬ ‫في القارة السمراء‪.‬‬

‫وتوزع هذه المداخيل الضريبية على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫ الضريبة على القيمة المضافة ‪ 82 :‬مليار درهم ؛‬‫ الضريبة على الشركات ‪ 50 :‬مليار درهم ؛‬‫ الضريبة على الدخل ‪ 40 :‬مليار درهم ؛‬‫ الضريبة الداخلية على االستهالك ‪ 27 :‬مليار درهم ؛‬‫ التسجيل والتنبر ‪ 16 :‬مليار درهم ؛‬‫ ثم الرسوم الجمركية بنسبة ‪ 9‬مليار درهم‪.‬‬‫ولتحسين مداخيل الضريبة ال بد من تقليص معدالتها والرفع من وعائها‪ .‬وكذلك توزيعها بشكل‬ ‫منصف على جميع الفاعلين االقتصاديين‪.‬‬ ‫ويعتبر معدل الضغط الضريبي في المغرب الذي وصل إلى ‪ %21,3‎‬مرتفعا‪ ،‬مقارنة مع الدول التي‬ ‫لها نفس النمو االقتصادي للمملكة‪.‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫االستراتيجية المغربية في إفريقيا‬

‫الجبايات المحلية وضرائبها المتعددة المتعددة والمتنوعة‬

‫تمثل حاليا إفريقيا ‪ %16,4‎‬من عدد سكان العالم وسيصل هذا المعدل إلى ‪ %32‎‬مع حلول العام‬ ‫‪ .2050‬و‪ %41‎‬من سكان افريقيا ال تتجاوز أعمارهم ‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫هذا يعني أن السوق اإلفريقية واعدة ومستوى الطلب فيها عال جدا‪.‬‬ ‫لكن مستوى االستثمارات الخارجية في القارة اإلفريقية سنويا ال يزيد على ‪ 300‬مليون دوالر‪ .‬ومنذ‬ ‫سنة ‪ 2007‬وإلى حدود اآلن لم تتعد اإلستثمارات الخارجية في القارة اإلفريقية ‪ 3‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ولعل من أهم القطاعات الحيوية في إفريقيا نجد ‪:‬‬ ‫‪ - ‬المعامالت البنكية والتأمينية ؛‬ ‫‪ - ‬المعادن ؛‬ ‫‪ - ‬البنيات التحتية واألشغال العمومية ؛‬ ‫‪ - ‬توزيع الماء والكهرباء …‬ ‫وجاء في التقرير االستراتيجي للمؤسسة الملكية للبحوث االستراتيجية ‪Institut Royal‬‬ ‫‪ )seuqigétartS sedutE sed ‬أن على الدول األفريقية أن يثقوا في قدرات قارتهم وأن يتعاونوا‬ ‫جميعا وأن يتبادلوا فيما بينهم بطريقة منصفة‪.‬‬

‫تمثل الضريبة على األراضي غير المبنية والضريبة على الخدمات الجماعية والضريبة المهنية ثلثي‬ ‫مداخيل الجبايات المحلية‪ ،‬والباقي‪ ،‬أي ‪ %37‎‬هي على شكل جبايات أخرى يفوق عددها ‪ 17‬نوعا من‬ ‫الضرائب‪.‬‬ ‫هذا يعني أن هناك عددا كبيرا من الضرائب‪ ،‬مما يجعل الوعاء الضريبي معقدا جدا وصعب التوحيد‬ ‫والتطبيق‪.‬‬ ‫وللخروج من هذا المأزق‪ ،‬ال بد من وضع إصالح شامل الجبايات المحلية بهدف جمع وتوحيد كل هذه‬ ‫الضرائب مع العمل على توسيع الوعاء الضريبي وتطبيق مرن ومنصف للضريبة‪.‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫سعر البترول لن يتعدى ‪ 65‬دوالرا للبرميل خالل سنة ‪2020‬‬ ‫جاء في التقرير األخير للبنك الدولي (أبريل ‪ )2018‬أن النمو اإلقتصادي العالمي لن يتعدى ‪%2,9‎‬‬ ‫خالل سنة ‪ 2019‬وأن إنتاج البترول يفوق حاجيات الدول المستهلكة لهذه المادة الحيوية وعلى رأسها‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫يُقدِرُ البنك الدولي سعر البرميل في حدود ‪ 66‬دوالر بالنسبة لسنة ‪ 2019‬وسعر‬ ‫ولهذين السببين ّ‬ ‫‪ 65‬دوالر للبرميل خالل سنة ‪.2020‬‬ ‫ولحد اآلن لم تمنع الواليات المتحدة األمريكية ثماني دول من شراء البترول من إيران وهذه الدول‬ ‫هي ‪:‬‬ ‫ إيطاليا ‪ -‬اليونان ‪ -‬تركيا ‪ -‬الصين ‪ -‬الهند ‪ -‬كوريا الجنوبية ‪ -‬تايوان ‪ -‬واليابان‪.‬‬‫ولكن ابتداءا من شهر ماي من سنة ‪ 2019‬ستفرض الواليات المتحدة اإلمريكية عقوبات اقتصادية‬ ‫على هذه الدول إن هي تمادت في شراء البترول من إيران‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫عائدات الضريبة على الخزينة‬ ‫وصلت عائدات الخزينة من الضريبة إلى ‪ 224‬مليار درهم وهي تمثل‪ %88‎‬من ميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫شركة «رونو» بين السوق المغربية والدولية‬ ‫حسب آخر اإلحصائيات التي قدمتها شركة رونو فإن المغرب أصبح يحتل الدرجة ‪ 14‬من حيث مبيعات‬ ‫رونو على الصعيد العالمي وذلك خالل الفصل األول من سنة ‪.2019‬‬ ‫ووصل عدد السيارات التي تم بيعها في نفس المدة إلى ‪ 908.348‬سيارة وبرقم أعمال يصل إلى‬ ‫‪ 12,53‬مليار أورو أي بتراجع وصل إلى‪ ،%5‎‬علما أن سوق السيارات العالمية قد تراجعت بنسبة‪.%7,2‎‬‬ ‫وإذا كانت رونو المغرب تستحوذ على ‪ %43‎‬من السوق المغربية للسيارات‪ ،‬فإن رونو البرازيل تأتي‬ ‫في الدرجة األولى ليس فقط من حيث نسبة السوق وإنما أيضا من حيث مستوى النمو الذي يفوق‬ ‫‪ .%29,4‎‬ويبقى هدف رونو‪ ،‬على الصعيد العالمي‪ ،‬هو تحقيق مستوى نمو يتجاوز‪ %3‎‬خالل سنة ‪.2019‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫ترشيد النفقات في شهر رمضان‬ ‫يعتبر شهر رمضان الكريم شهر عبادة وصوم وتقرب إلى المولى عز وجل‪ .‬وليس شهر النفقات‬ ‫واالستهالك غير المعقلن الذي يصبح تبذيرا في بعض األحيان‪ ،‬وهو ما نهى عنه اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وفي المتوسط‪ ،‬وحسب المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬فإن نفقات المغاربة االستهالكية في هذا‬ ‫الشهر المبارك تتزايد بنسبة‪.%40‎‬‬ ‫وفي المتوسط يرتفع الطلب على الفواكه بنسبة‪ %100‎‬كما أن الحليب ومشتقاته يعرف زيادة بنسبة‬ ‫‪ ،%62‎‬أما النفقات على اللحوم (الحمراء والبيضاء) فترتفع بنسبة‪…%23‎‬‬ ‫وهذا الطلب المكثف على المواد اإلستهالكية واإلقبال على شراء مواد معينة بكميات كثيرة وفي‬ ‫وقت واحد هو الذي يساهم بشكل مباشر في ارتفاع األسعار وغالء مائدة اإلفطار‪.‬‬


‫العدد ‪ 999‬ـ الثالثاء ‪ 25‬يونيو إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫سالش‬

‫امللحق الثقايف‬

‫‪9‬‬

‫الكتابة واألب‬

‫لقطة ذهنية نقتطعها من انشغاالت الكتاب المغاربة والعرب‪،‬‬ ‫نرغب من خاللها في أن نعرف الدالالت التي تتركهـا في حياتهـم‬ ‫«وجودات صغيرة» تصاحبهم على الدوام‪.‬‬ ‫هـذا «السالش» يحـاول أن يستحضر المعاني الممكنة المرتبطـة‬ ‫بــ «الكتابة واألب»‪.‬‬

‫السينمائي المغربي‬ ‫محمد بوصبع‬

‫الشاعرة ثريا إقبال‬ ‫و قال لي‬ ‫وقال يل‪� :‬أ�سلمي‪..‬‬ ‫أكون‪،‬‬ ‫�شيخ ًا لك � ُ‬ ‫ُيغنيك عمن �سواه‬ ‫وعلى درب احلقيقة‬ ‫�أقودك‪.‬‬ ‫وقال يل‬ ‫اخلعي نعليكِ‬ ‫جتردي‬ ‫من كل ما هو �سواك‬ ‫ا�ست�سلمي حلكمتي‪،‬‬ ‫واقتفي �أثري‪.‬‬ ‫وقال يل‬ ‫نظري لن يحيد عنك‪،‬‬ ‫�أبداً‪ ،‬لن تهلكي‬ ‫ولتغم�ضي‪،‬‬ ‫لأن عيني‬ ‫من الآن ف�صاعدا‬ ‫مفتوحتان عليكِ ‪.‬‬ ‫وقال يل‬ ‫الوقت حان‬ ‫�شيخك هنا‪،‬‬ ‫�أ�ضاع الطريق‬ ‫من ال �شيخ له‪.‬‬ ‫ورحل‬ ‫َ‬ ‫حلظة تهي� ُأت‬ ‫لأن �أتبعه‪.‬‬

‫حرفٌ جامدْ‬ ‫ٌ‬ ‫جامد‬ ‫حرف‬ ‫ْ‬ ‫يف انتظار حركتك‬ ‫لتحركني‪،‬‬ ‫�إرفع �ستوري‪،‬‬ ‫اقر�أ �سطوري‪،‬‬ ‫�أيكتك املهي�أة �أنا‬ ‫ومتام الن�ضج‬ ‫ذق قطويف‬ ‫�سلوان ًا لتمزقي‬ ‫يف غيابك‪.‬‬

‫معجـــــــزة‬ ‫عدم هي احلياة حيث ال يكون احللم‬ ‫متاهة غريبة حيث حطت خطوتي‬ ‫حلظة منهوكة بثقل التباريح‬ ‫امل�ستقبل مي�ضي‬ ‫جرح فاغر مو�شح بال�سواد‬ ‫�آت من غياهب ال�شعر‬ ‫لتحرير الذاكرة من الن�سيان‬ ‫يد ممدودة بال توج�س‬ ‫دعوة جديدة �إلى اجتياز هذا املعرب‬ ‫�أكانت �صحراء ذاخلية‬ ‫تلك التي قطعتها هذه الأيام‬ ‫دهاليز و تيارات‬ ‫خط موجه و وح�ش‬ ‫تر�صيع و وهج‬ ‫حتت �أكوام ال�صدمات والتوثرات‬ ‫م�شاهد غام�ضة و مبهمة‬ ‫جترفها ال�سيول‬ ‫املتدفقة دون �إ�شعار‬ ‫عرب ت�ش�ضي اجلدران‬ ‫و�سط معاناة هذه الأيام‬

‫يا للمعجزة �أن ينبثق‬ ‫وهج الأنثوي الدفني‬ ‫و�سط ظالم دام�س‬

‫ألجلك‬ ‫لأجل رجفة ماء‬ ‫و نخلة تذوي‬ ‫لأجل نفَ�س يختلج‬ ‫على ن�سائم خريفية‬ ‫لأجل قطرات املطر‬ ‫على �ضفائري الطفولية‬ ‫أهيء قلمي‬ ‫� ِّ‬ ‫لأجل �سحلبيات هذه ال�سهول‬ ‫لأجل حلظةِ ت َ​َو ُّق ِف العا�صفة‬ ‫لأجل الالمرئي املنك�شف على الت�أمل‬ ‫لأجل الإح�سا�س بال�سعادة‬ ‫عند تخفيف بع�ض املعاناة‬ ‫�أفتح ِّ‬ ‫رقي‬ ‫َ‬ ‫لأجل الرغبة و املعرفة‬ ‫لأجل الإحتفاء و احلنو‬ ‫لأجل القلق اللذيذ الذي يجتاحني‬ ‫و ي�شتد �أكرث ف�أكرث عند ت�أمل �ألوانك‬ ‫�أكتب ق�صيدة‬

‫سمفونيـــــة‬ ‫يف الغيمة الكثيفة هذه‬ ‫مل يتوقف نظري عن البحث عن‬ ‫ح�رضتك‬ ‫دون الو�صول �إلى ك�شف كليتك‬ ‫حيث يتماهى جوهرها‬ ‫بحقيقة �أنفا�سك‬ ‫كما ال�رس وهم�س �إ�شاراتك‬ ‫بعطر �أفالكك‬ ‫ا�ستن�شقه مبلء �صدري‬ ‫يف قلب هذا الفي�ض الإلهي‬ ‫�أدور يف متاهات �أفكاري‬ ‫دون �أن �أعرف هل تنتمي يل‬ ‫�أم �أنني �أ�ستعريها تلميحا‬ ‫على الأقل �أود �أن �أعريها �إياك‬ ‫كيما نعي�شها معا‬ ‫ويالها من �أفكار‬ ‫�ألوان جت�سد قو�س قزح‬ ‫وتتناغم مع تركيبته‬ ‫بلطافة �أكرث‬ ‫لأنها ت�شذو ب�أ�صناف من ال�شفافية‬ ‫تتدرج ك�سمفونية‬ ‫كخ�شوع‬ ‫كلم�سة‬ ‫ك�إح�سا�س �سماوي‬

‫عندما كنت صغيرا‪ ،‬وبالضبط في السنة العاشرة من عمري‪ ،‬كنت أرافق أبي رحمه اهلل إلى السينما‪ .‬كان هو مدمنا‬ ‫على مشاهدة األفالم لدرجة إعادة مشاهدة نفس الفيلم في انتظار تقديم عروض جديدة في القاعة حتى أذن له بالدخول‬ ‫بالمجان لكثرة تردده على القاعة‪ .‬كان يحسن الغناء و العزف على العود‪ ،‬و لهذا كانت أفالمه المفضلة تلك التي من بطولة‬ ‫فنانين مطربين كفريد األطرش‪ ،‬محمد عبدالوهاب‪ ،‬وديع الصافي‪ ،‬صباح و شادية إلخ ‪ .‬طبعا كلما شاهدت فيلما من هذا‬ ‫النوع برفقة أبي‪ ،‬كلما ازداد حلمي كي أصبح مغنيا أو ممثال‪.‬‬ ‫عند سن الرشد بدأت في اختيار أفالمي لنفسي‪ ،‬وغالبا ما كنت أشاهدها رفقة أصدقائي‪ .‬و في الغد‪ ،‬كنت أحكي الفيلم‬ ‫بتفاصيله ألبناء الجيران‪ ،‬و في نفس الوقت كنت أقلد بعض حركات البطل بإتقان كبير‪.‬‬ ‫هذه البيئة التي ترعرعت فيها جعلت الحلم يصاحبني كي أصبح يوما مثل هؤالء الممثلين‪ .‬وظل هذا الحلم يكبر معي‬ ‫إلى أن وصلت سن التقاعد بعد أربعين سنة من العمل في البنك و كانت هذه التجربة بمثابة مدرسة كونتني و جعلت مني‬ ‫ذلك المشخص لحاالت متنوعة في المجتمع‪ ،‬وكلها أشكال و أنواع ساعدتني اليوم على تقمص األدوار التي أسندت إلي‪.‬‬ ‫رحم اهلل أبي الذي عاش أميا بالنسبة للقراءة و الكتابة‪ ،‬لكنه كان متفتحا‪ ،‬و فنانا مبدعا منفتحا‪ ،‬وسينيفيليا بامتياز‪.‬‬ ‫لم تسعفه ظروف العيش القاسية آنذاك للخروج إلى الساحة الفنية‪.‬‬ ‫فإلى روحه الطيبة أهدي كل أعمالي و أتمنى أن أبقى عند حسن ظن متتبعين أعمالي المتواضعة‪.‬‬

‫ثالث قصائد‬ ‫‪1‬‬

‫عندما ت�شري ال�ساعة �إلى منت�صف الليل �أ�شتاق لعطرك‪...‬‬ ‫وعند الدقيقة الثانية بعد املنت�صف �أحاول �أن �أتذكر ا�سمك‪..‬‬ ‫وعندما ينحني القمر ينتهي كل هذا العبث‪..‬‬ ‫�أذيبك يف منوم و�أنا بعد مل �أتذكر ا�سمك‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫�إذا �أردت �أن حتتج ارفع �أ�صبعك وانتظر الإ�شارة‪..‬‬ ‫�إذا �أردت �أن تب�صم ‪ like‬فكر وانتظر الإ�شارة‪..‬‬ ‫لكن �إن �أردت ت�رشب البحر‪..‬‬ ‫ارحل ‪..‬‬ ‫ارحل وال تنتظر �إ�شارة‪..‬‬ ‫ال حيلة يل �إال حزين‪..‬‬ ‫و�أمل م�شنوق بحبل ‪,‬را�شية خيوطه‪..‬‬ ‫لوجتر�أت لأخذت من �أموالهم‪..‬‬ ‫وم�سحت دموع �أمك ‪..‬‬ ‫التي تخاف �أن حتتج و�إن �أعطوها �ألف �إ�شارة‪..‬‬

‫‪3‬‬

‫�أحب القهوة كما كانت تعدها �أمي‪..‬‬ ‫على نار هادئة ال لون وال �صوت لها‪..‬‬ ‫بحبة هيل وقرنفل و�أعواد القرفة فارعة الطول‪..‬‬ ‫ال ي�شوبها بيا�ض حليب‪..‬‬ ‫على �أنغام خوليو �إكل�سيا�س‪..‬‬ ‫ا�ستن�شقها كالعطر‪..‬‬ ‫بعدما يلت�صق �أريجها مبالب�سي و�أريكتي‬ ‫وخ�صالت �شعري ‪..‬‬ ‫وكذا مناديلي احلريرية‪..‬‬ ‫بعدما ي�صل كرم عبريها لكل اجلريان‪..‬‬ ‫عفوا فقط للع�شاق منهم‪..‬‬ ‫لي�س يف ك�أ�س �شفاف زجاجه‪..‬‬ ‫بل يف فنجان عميق �إح�سا�سه‪..‬‬ ‫مزهرة جنباته‪..‬‬ ‫مطرز مندليه‪..‬‬ ‫ملونة حبات �سكراته‪..‬‬ ‫منقو�شة ملعقته‪..‬‬ ‫متجه �إلى لوحة «الأب�سرتي» التي ر�سمتها ذات ليلة مقمرة ‪..‬‬ ‫جنب مزهرية الأركيدي البنف�سية‪..‬‬ ‫ومن النافئة تطل �أغ�صان �شجرة اللوز الراق�صة املداعبة‪..‬‬ ‫�أجل�س �إليه وحدي �أغازل جنباته‪..‬‬ ‫�أ�ستن�شقه بدل املرة ع�رشاً‪.‬‬ ‫وتكفيني منه فقط ر�شفة‪..‬‬

‫الشاعرة اإلعالمية‬ ‫نزهـة بنـادي‬


‫العدد ‪999‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫ماذا لو متُّ‬ ‫وحيدًا في الليل ؟‬

‫الشاعر أحمد الشهاوي‬ ‫َّملا � ُ‬ ‫أدخ ُل بيتي‬

‫ُ‬ ‫ور تف َنى‬ ‫وز ُه ٍ‬

‫الباب‬ ‫ال ا�س َم هناك‬ ‫�سينتظر على ِ‬ ‫ُ‬ ‫وهي ا ُملتعدِّد ِة الأخرى ‪-‬‬ ‫يل �أو ِل ُو ُج ِ‬

‫َ‬ ‫طريق للموت‬ ‫يذهب نحو‬ ‫وف َر ٍ‬ ‫ا�ش ُ‬ ‫ٍ‬

‫وال ِقطط املا�ضي �سوف ت ُعو ُد لت�س� َأل عني‬

‫الكر�سي‬ ‫يجل�س فوق‬ ‫فلي�س �سوى ٍ‬ ‫رتفع ُ‬ ‫�ضغط ُم ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ثان‬ ‫أرجح يف‬ ‫كر�سي ٍ‬ ‫ولي�س �سوى ق َل ٍق يت� ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫نا�شف ‪.‬‬ ‫ولي�س �سوى ِ�ش ْع ٍر‬ ‫ُ‬ ‫�صار على ِمثلي �أن � َ‬ ‫نف�سي‬ ‫أ�ضبط ِ‬ ‫ومنذ الآنَ َ‬

‫أ�سئلة‬ ‫كي ال‬ ‫تنفجر الر� ُأ�س من ال ِ‬ ‫َ‬ ‫وكي ال يتج َّل َط ُم ِّخي‬

‫يان ِّ‬ ‫يبة‬ ‫حلظة �سرَ َ ِ‬ ‫ال�شك �إلى ْ‬ ‫الر ِ‬ ‫يف ِ‬ ‫بح ِر ِّ‬ ‫ماغ َّ‬ ‫تن�صاب ِد ُ‬ ‫ْ‬ ‫بال�سك ِتة‬ ‫اعر‬ ‫وكي ال‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫َ‬

‫تن�ص َّب ُك ُ‬ ‫بحر النيل ‪.‬‬ ‫رات الد َِّم على �صخر ِة ِ‬ ‫�أو َ‬ ‫ماذا لو ُّ‬ ‫مت وحيدًا يف الليل ؟‬ ‫منْ �سيك ِّفنُ ُلغتي‬

‫ُ‬ ‫ومنْ‬ ‫احية على ر� ِأ�سي‬ ‫�سيكفكف َ‬ ‫دمع ال ُك ِ‬ ‫تب َّ‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫ومنْ �سيل ِّقنُ ِ�ش ْع ِري‬ ‫أ�شجار ُ‬ ‫�شهاد َة �أنيِّ ُ‬ ‫تنبت يف ك ِّف َّي‬ ‫كنت بال � ٍ‬

‫ُ‬ ‫ال�ضغط ِدماغي‬ ‫ماذا لو � َرض ُب‬ ‫هل ُّ‬ ‫أر�ض‬ ‫تختل موازينُ ال ِ‬

‫ُمت ُ‬ ‫إيقاع كالمي‬ ‫وت ٌ‬ ‫طيور كانت حتيا من � ِ‬

‫ر�سي يل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ماذا لو َج ُر�ؤَ‬ ‫وخط‬ ‫املوت‬ ‫وجل�س على ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫كبة ُك ٍّ‬ ‫َ‬ ‫فيه وال ا�ستمهال‬ ‫خطاب وفا ٍة ال‬ ‫رحمة ِ‬ ‫َ‬ ‫من �سيم ِّد ُد ْلو ًحا مح ُف ً‬ ‫در‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫وظا فوق َّ‬

‫للن�سيان الأبقى ؟‬ ‫ومن �سيهيِّئُ َ�س َفري‬ ‫ِ‬ ‫لي�س �سوى عينينْ ِ من ِّ‬ ‫الظل‬ ‫َ‬ ‫ولي�س �سوى َطللٍ لروائح ْذك َرى‬ ‫َ‬

‫�صو َت ُنعا�سي‬ ‫ولي�س �سوى � َأر ٍق ال ُ‬ ‫ي�سمع ْ‬ ‫َ‬ ‫يح ال ُ‬ ‫حتمل يف ُجعب ِتها‬ ‫َ‬ ‫ولي�س �سوى ِر ٍ‬ ‫رتفع للدَّم‬ ‫�أملاً ل�شفاءٍ من ٍ‬ ‫�ضغط ُم ٍ‬ ‫هل �سيكونُ لدى َّ‬ ‫اعر ٌ‬ ‫وقت ليت َّم كتاب َت ُه‬ ‫ال�ش ِ‬

‫دو َر ِة دُو ِد القز ؟‬ ‫�أو ينهي �سري َت ُه عن ْ‬ ‫لبان ُ‬ ‫حتمل ُج ًثثا للكلمات‬ ‫ال �أج ُد �سوى ُ�ص ٍ‬

‫ون�ساءٍ عُ دْنَ ُ‬ ‫ليدخلنَ الأكفانَ‬ ‫وحيدات‬ ‫ٍ‬

‫وز ِن الد َِّّم ُ‬ ‫إيقاع على ْ‬ ‫املدفوق‬ ‫ي�ضبطنَ ال َ‬

‫الشاعرة ثريا ماجدولين‬

‫أ�شجار الدَّم‬ ‫لي�س �سوى � ِ‬ ‫ُ‬ ‫ينقطع ُ‬ ‫الدفق‬ ‫تت�ساقط منها وال‬ ‫ثمار‬ ‫ُ‬ ‫أجل�س حتت ٍ‬ ‫� ُ‬

‫ا ْل َف َر َا�شة‬

‫يخرج من ج َّن ِتها‬ ‫آدم ُ‬ ‫ك�أنيِّ � ُ‬

‫ُ‬ ‫�أو ُق ْل ‪ :‬ك�أنيِّ‬ ‫هابيل بال امر�أ ٍة‬ ‫ورد َتها قبل َم�سيلِ الدَّم ‪.‬‬ ‫توق ُد ْ‬ ‫أ�رسار يل ؟‬ ‫من �سيخبِّئُ عن �أيدي ِ‬ ‫النا�س َخ َزا ِئنَ � ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫م�ضغوط‬ ‫ر�أ�سي‬ ‫وقلبي � ُ‬ ‫أكرث ً‬ ‫�ضغطا‬ ‫كلمات ُق َّ�ص ْت فيها ال ُ‬ ‫أفعال‬ ‫و�سمائي �شلاَّ ٌل من‬ ‫ٍ‬

‫�أَ ِق ُف عَ َلى َح َّاف ِة َن ْف ِ�سي‬ ‫الر َي ُاح‬ ‫ال ُت ِخي ُف ِني ِّ‬ ‫�أُعَ ا ِن ُق َذا ِتي َِ أل ْح ِم َيهَ ا ِمنْ َب ْر ٍد‬ ‫َو َك ْي ال ُتد َِّم َر َها �أ َّناتي‬ ‫ال �أُ َف ِّك ُر‬ ‫ال �أُ ِح ُّب‬ ‫ال َ�أ ْك َر ُه‬

‫ْ‬ ‫مفاتيح الأ�سماء‬ ‫وغابت عنها‬ ‫ُ‬

‫َار‬ ‫َك�أَنيِّ ِجد ٌ‬ ‫ال �أَ ْن َت ِظ ُر َ�ش ْيئ ًا‬ ‫وال �أُ ْن َت َظ ْر‬

‫َّملا � ُ‬ ‫أدخل بيتي‬ ‫مي�شي ٌ‬ ‫منل يف ُمخي‬ ‫جتري من حتتي النار‬ ‫ِ‬

‫ال تحَ ُ ُّط ا ْل َع َ�صا ِف ُري عَ َلى َي ِدي‬ ‫المهَ ا يف د َِمي‬ ‫ال َت ْب ِني �أَ ْح َ‬

‫من�شار �ص ِد ٌئ � ً‬ ‫أن�سجة يف ر�أ�سي‬ ‫ويقطع‬ ‫ٌ‬ ‫ينز ُع م ِّني ُ‬ ‫َ‬ ‫الليل نيا�شيني‬

‫ياح ُح ْلم ًا‬ ‫ال ُت ِز ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫يح ِّ‬ ‫َن َب َت َف ْو َق َر�أْ ِ�سي‬

‫كملك ُ‬ ‫ُ‬ ‫النحو‬ ‫معزولٍ‬ ‫و�أبقى يف التيه ٍ‬ ‫ي�رسق م ِّني َ‬

‫�ض ِ أَل ِق َف‬ ‫ال �أَ ْح َت ُاج �إِ َلى �أَ ْر ٍ‬ ‫َوال �أَ ْح َت ُاج ِ�إلى َ�س َماءٍ ِ َأل ِط َري‬

‫و� ُ‬ ‫أ�رسار من �أخيلتي‬ ‫أخطو عُ ْر َيانَ بال � ٍ‬ ‫ال َ‬ ‫حول وال قو َة يل‬

‫ال َم َكانَ ل‬ ‫ال َز َمانَ‬

‫غري قرياطينْ ِ من الي� ِأ�س‬ ‫دم الأخو ْي ِن‬ ‫وفد ٍ‬ ‫َّان من � ِ‬ ‫أ�شجار ِ‬

‫وف ْ‬ ‫العط ِف‬ ‫بحر ِ‬ ‫وغري �ساللٍ ملأى ُ‬

‫َ‬ ‫حر ٌ‬ ‫َ‬ ‫وف ال �أتقنُ‬ ‫موا�سمها يف ال َّن�ص ‪.‬‬ ‫توظيف‬ ‫ِ‬ ‫وتلك ُ‬ ‫القاهرة‬ ‫‪ 26‬من يناير – ‪ 29‬من مار�س ‪ 2019‬ميالدية‬

‫ال ُت ْ�شبِهُ ِني ِ�ص َفا ِتي‬ ‫ا�س ٌم َو ِاح ٌد‬ ‫ال َي ْك ِفي ِني ْ‬ ‫�أَ ْم ِ�شي ِم ْث َل ا ْل َق ِ�صي َد ِة الحْ ُ َّر ِة‬ ‫ال َق ْي َد ل‬ ‫َوال �أَ ِحنُّ �إِلى َقا ِف َية‬ ‫ال �أَ َت َذ َّك ُر‬

‫ال �أَ ْن َ�سى‬

‫َل ْ�س ُت َحا�ضرِ َ ًة‬ ‫يب‬ ‫َوال �أَ ِغ ُ‬ ‫و�ش‬ ‫َب ْع ِ�ضي َي ُ�ش ُّد َب ْع ِ�ضي َكا ْل ُب ْن َي ِان المْ َ ْغ ُ�ش ِ‬ ‫َوال �أَ ِم ُيل‪..‬‬

‫***‬

‫�أَ ِق ُف ممُ ْ ِط َر ًة‬ ‫َك�أَنَّ عَ َلى َر�أْ ِ�س َي ا ْل َغ ْي َم‬ ‫دى عَ َل َّي‬ ‫�أَ َت َ�س َاق ُط َن ً‬ ‫َو�أَ ْر ِوي َحدَا ِئ َق ُم َع َّل َق ًة فيِ عَ ْي َن َّي‪..‬‬

‫***‬

‫َت َك�سرَّ َ َل ْي ِلي‬ ‫َولمَ ْ تجَ ِ ْد َي ِدي َحد َْ�سهَ ا‬ ‫َاي‬ ‫َم ْ ألَى ِب َ�صد َ‬ ‫�أَ ُ�ض ُّم َن ْف ِ�سي �إِليَ َّ‬ ‫َو�أَ ْرتمَ ِ ي‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َف َر َ‬ ‫ات‬ ‫ا�ش ِ‬ ‫يب َّ‬ ‫ال�ش َجن…‬ ‫يف َل ِه ِ‬


‫العدد ‪999‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫الزواج وتمرين التعايش والموطنة‬ ‫اإلعالمية خديجة سبيـل‬ ‫رئيسة تحرير «مجلة نساء»‬

‫الشاعر منير السرحاني‬

‫احلب‬ ‫�أمي ال جتيد قراءة ر�سائل ّ‬

‫وال بطائق الربيد ال�رسيعة‬

‫�أمي ال تعرف �شفرة القراءة‬ ‫وال تعقيدات لغة الكتابة‬ ‫تخ�شى � ّرش العني‬

‫وتكره بالطبيعة ُجمل الإن�شاء‬ ‫***‬

‫�أمي امر�أة �صادقة‬ ‫حتب الطبخ والكن�س‬ ‫ّ‬ ‫ونفاق العائلة‬ ‫***‬

‫�أمي ال ت�رصخ ‪ ،‬ال تقا�ضي‬ ‫وترى حبي وغ�ضبي وعنفوان ج�سدي‬ ‫يف جواهر �سبحتها‬ ‫ومرارة دوائها ال ّليلي‬ ‫تكره ال�صمت ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املدخن‬ ‫�صديقي‬ ‫وزوج �أختي امللتحي‬ ‫***‬

‫�أمي ال حتب الت�صنع‬ ‫�أمي ت�صلي بحب‬ ‫حتنّ بحب‬ ‫تكره بحب‬

‫وح ّتى ان تعبت‬ ‫�أمي تكره اله ّم‬

‫و�أعياد امليالد‬

‫وبالونات نهاية ال�سنة‬ ‫و�أن �أفكر بالزواج‬ ‫من امر�أة �سمينة‬ ‫�أمي ال تتحمل املبالغة‬

‫أمي ال تحب عيد األم‬

‫ال رغبة لأمي يف فرحة زائفة‬

‫على أي أساس نتزوج‪ ،‬هل نتزوج من أجل‬ ‫المبدأ نفسه‪ ،‬أي أنها سنة الحياة التي تفرض‬ ‫علينا اإلرتباط في مرحلة معينة من العمر‪،‬‬ ‫ننشد معها االستقرار ونأمل في إنجاب أطفال‬ ‫نحقق معهم مشروع الحياة في إعادة إنتاج‬ ‫نفس البنيات التي أنتجتنا‪ .‬لكن األمور تتغير‬ ‫اليوم وتتلون بمعطيات جديدة وحقائق تكشف‬ ‫اكتساح هامش النسبية على كل وصفات الزواج‬ ‫الناجح‪ ،‬األزواج الجدد لديهم اليوم منطق آخر‬ ‫في اختيار شريك (ة) الحياة‪.‬‬ ‫هل يتزوج الرجل والمرأة لنفس السبب؟!‪،‬‬ ‫قطعا ال رغم ما يبديانه لحظتها من اتفاق مبدئي‬ ‫عن أهداف الزواج المتعارف عليها ‪ ،‬وطبيعي‬ ‫أن يكون لتنشئتهما االجتماعية بحموالتها‬ ‫الثقافية‪ ،‬تأثير واضح في رسم مالمح اإلرتباط‬ ‫تحت سقف مؤسسة الزواج‪ ،‬نتهم نحن النساء‬ ‫أو هكذا يضعنا المجتمع في خانة الحالمات‪،‬‬ ‫المتطلبات‪ ..‬والباحثات عن الخالص من أسئلة‪:‬‬ ‫هل أنت متزوجة؟ متى نفرح بك ؟ ولماذا لم‬ ‫تتزوجي بعد؟ يصبح معها للزواج أبعاد وجودية‬ ‫أكثر منه طقس اجتماعي أو اختيارا فرديا أو حتى‬ ‫وجدانيا والحالة هذه‪ ،‬فإننا نتزوج لكي نتزوج أو‬ ‫ألنه من المفروض أن نتزوج ‪.‬‬ ‫للرجل أسبابه كذلك التي لم تنأ عن كل هذا‬ ‫السياق االجتماعي والثقافي‪ ،‬لكن بصورة أخرى‬ ‫تحفظ ذكوريته وتنشد فحولته‪ ،‬حتى وإن تم‬ ‫إخفاؤها تحت مظالت مختلفة‪ ..‬يقال أنه‪،‬‬ ‫عندما كانت ممارسة الجنس مباحة قبل‬ ‫مجيئ األديان‪ ،‬لم يكن يفكر الرجل إطالقا‬ ‫في االستقرار والغيره وجاءت األديان بتحريم‬ ‫الممارسة الجنسية بدون زواج‪..‬وبهذا تطور‬ ‫الزواج ليصبح نظاما اجتماعيا يحترمه الرجل‬ ‫كي يحقق كل رغباته الجنسية‪ ..‬ثم يحقق للمرأة‬ ‫األمان واالستقرار‪ .‬ومن تم كان يرمز للزوج‬ ‫بقائد السفينة ‪ ،‬ومول الدار وممونها كذلك‪،‬‬ ‫قبل أن تتغير األمور بسبب التحول االجتماعي‬ ‫الذي خلط األوراق وأربك بعض األدوار في‬

‫مفهومها التقليدي‪ ،‬التي كانت تحصر عمل‬ ‫النساء في داخل حرم المؤسسة بينما تمتد‬ ‫مسؤولية الرجال إلى خارج األسوار‪ .‬تحول فرض‬ ‫منطقا جديدا في التدبير لمتطلبات العيش‬ ‫المشترك‪ ،‬لكنه بالمقابل لم يعكس التحول ذاته‬ ‫في تغيير منظومة القيم واألعراف الخفية التي‬ ‫تحرك سير مؤسسة الزواج على مستوى األدوار‬ ‫التقليدية المنوطة بالنساء‪ ،‬حتى بعد أن امتد‬ ‫عمل الزوجة إلى خارج البيت‪ ،‬بل فقط تضاعفت‬ ‫األعباء بسبب غياب بنيات مرافقة للتحول الذي‬ ‫عرفته وضعية المرأة في المجتمـــع‪ .‬لم يكن‬ ‫إحداث قوانيـن جديدة أو حتى اإلقــرار بحق‬ ‫المرأة في المواطنة الكاملة ومساواتها بالرجل‪،‬‬ ‫كافيا‪ ،‬ألن هاته القوانين نفسها تجاوزها مرة‬ ‫أخرى الواقع بكثير‪ ،‬ألحق بنموذجنا التنموي‬ ‫الكثير من الضبابية والشيزوفرينيا المجتمعية‪.‬‬ ‫التي تجعـــل من المرأة دوما كبش الفداء في‬ ‫قضايا الشرف واألخالق‪ ،‬والضحيـــة في جرائم‬ ‫اإلغتصاب والتحرش والعنف في الفضاءات‬ ‫العمومية‪ ،‬كما في أماكن العمل‪ .‬األدهى من‬ ‫ذلك‪ ،‬تجعل تعاطينا مع هذه القضايا بالذات‪،‬‬ ‫مغرقا في نمطية وذكورية تستنكر حقا وجوديا‬ ‫وإنسانيا لطرف دون آخر‪ ،‬وتأبى أن تجعل من‬ ‫كل التحوالت سيرورة للتقدم والتنمية‪ ،‬وليس‬ ‫مشجبا تعلق فوقه نواقصنا وتقصيرنا في تفعيل‬ ‫سياساتنا العمومية واختياراتنا المجتمعية‪ ،‬التي‬ ‫لن تستقيم إال بتمرين المواطنة والتعايش‬ ‫اإلنساني في أبعاده الحقيقية‪.‬‬ ‫مامن شك‪ ،‬في أن أي ارتباك مجتمعي ليس‬ ‫سوى امتداد الرتباك أسري بين الزوجين أوال‬ ‫في عالقتهما ببعضهما‪ ،‬وأيضا في تأثيرذلك‬ ‫على بقية التبعات من أبناء وأقارب‪ ،‬وهو أمر لن‬ ‫يتحقق إال إذا كان كل طرف على وعي بما له‬ ‫وما عليه‪ ،‬وقبل كل ذلك ال يجب أن ننسى أننا‬ ‫نتزوج لنكون سعداء ولنسعد أنفسنا أوال‪ ،‬قبل أن‬ ‫نسعد اآلخرين‪.‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪999‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫أثر الفراشة‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫الشاعر إدريس الملياني‬

‫مليلية في القلب‬ ‫�إلى ال�شاعر ال�صديق محمد منيب البورميي‬ ‫مِ ل َِّيانْ �سي‬ ‫‪Melillense‬‬ ‫مِ ل َِّيانْ �سي‬ ‫ِ‬ ‫القلب‬ ‫املَليلي ُة التي يف‬ ‫َ‬

‫الم‬ ‫ُتهديكَ ّ‬ ‫ال�س َ‬ ‫�ضم َخ الكا�س ِ‬ ‫ُم ّ‬ ‫العي�ش والنا�س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بطيب‬ ‫معها‬ ‫فاهن�أْ بها َ‬ ‫َعلى امليناءِ‬ ‫«ب ُ‬ ‫ولي ُة»العينني ِ‬ ‫ِرغ ّ‬ ‫مِ ْن ُد ٍّر ومِ ْن َما�س ِ‬ ‫الو�ضاءِ‬ ‫خر حل�سنها‬ ‫ّ‬ ‫َي ّ‬ ‫ال�شاهق الرا�سي‬ ‫حتّى‬ ‫ُ‬ ‫أمام جمالِ ُحور اجلنةِ العني ِ‬ ‫� َ‬ ‫رعوا‬ ‫دع ال‬ ‫أعراب َي َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مقدمةِ‬ ‫ابنِ خلدون ِ‬ ‫يف‬ ‫قطيع ًا دومنا كلإ وال ماءِ‬ ‫ويلغُ وا مثل ِعنّنيٍ عقيم ِ‬ ‫َ‬ ‫فرج عنقاء ِ‬ ‫حاللٌ �أم‬ ‫حرام ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الرمادِ‬ ‫ال�ضارط الفا�سي‬

‫جتزع على ُعقبى كُ ٍ‬ ‫ليب‬ ‫وال‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫رهط َج ّ�سا�س ِ‬ ‫بر ْجعى‬ ‫�أو ُ‬ ‫ت�سمع �سوى ِ‬ ‫بنت الكروم ِ‬ ‫وال‬ ‫ْ‬ ‫الع�سجديةِ ُنقْ لُها‬ ‫َ‬ ‫ع�سلُ الل�سان ِ‬ ‫ّ‬ ‫تزفها بكر ًا‬

‫كواكب‬ ‫كواعب �أو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بانت ‪..‬‬ ‫كلما ْ‬ ‫بدت �أخرى‬ ‫ْ‬ ‫أرق من الن�سيم ِ‬ ‫� ّ‬ ‫ُ‬ ‫بال�سلوى‬ ‫تطوف َّ‬ ‫من‬ ‫بال ٍّ‬

‫�شاق �إينا�س ِ‬ ‫على ُع ِ‬

‫هنا‪ ..‬لكَ كلُّ ما تهوى ‪:‬‬

‫ع�ساكر‪،‬‬ ‫ُعكره‬ ‫هواء ال ت ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�ساحة منذورةٌ‬ ‫للحب‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�شارع �أ�رسةٍ كربى‬ ‫ُ‬ ‫وليلٌ‬ ‫�ساطع ال�شم�س ِ‬ ‫ُ‬ ‫يغنّي‬

‫راق�ص ًا‬

‫يف مهرجان‬

‫ممنوع من احلُ زن ِ‬ ‫أفراح‬ ‫رتع ال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُم ِ‬ ‫أنت هنا النّدمي‬ ‫و� َ‬ ‫ُ‬ ‫امل�صبح املُ ْم�سي‬ ‫ُ‬

‫على �صفوِ احلياةِ ورقةِ الآ�سي‬ ‫ّ‬ ‫يحف بكَ احلكيم‬ ‫أمريها‬ ‫� ُ‬

‫ُ‬

‫طعم الكا�سي‬ ‫واملُ ُ‬

‫َ‬ ‫إذن‬ ‫فكيف � ْ‬ ‫_�أبيت اللعن _‬ ‫َ‬ ‫تَ�س�ألُها‬ ‫عليم‬ ‫أنت بها‬ ‫و� َ‬ ‫ُ‬ ‫لل�ص ِ‬ ‫ليب‬ ‫ّ‬ ‫تُرى � ْأم للهالل ِ‬

‫هوى هذي ال�سليبةِ‬ ‫ِ‬ ‫للقلوب‬ ‫َ‬ ‫الأ�سريةِ للجمال ِ‬ ‫غد ًا كما �أم�س ِ‬

‫ِ‬ ‫للحبيب‬ ‫احلب �إال‬ ‫ما‬ ‫ُّ‬ ‫ا ِ‬ ‫ملل َِّيانْ �سي‬

‫‪Melillense‬‬

‫مِ ل َِّيانْ �سي‪..! ‬‬ ‫‪� 29‬أبريل ‪2005‬‬

‫كان محمود درويش أحد أصدقاء المغرب الكبار‪ ،‬كما كان من المقدرين للشعر‬ ‫المغربي والمتتبعين له بانتباه رزين‪ ،‬في سياق التمايز‪ ،‬وليس التصادم‪ ،‬بين تجربة‬ ‫الشرق الشعري العربي ومغربه‪.‬‬ ‫حافظ محمود درويش على عالقات متينة مع المغرب الشعري‪ ،‬الرسمي منه‪،‬‬ ‫المتمثل في وزارة الثقافة‪ ،‬والحركي منه‪ ،‬متمثال في بيت الشعر بالمغرب واتحاد‬ ‫كتاب المغرب‪.‬‬ ‫ال غرابة‪ ،‬إذاً‪ ،‬إن أحب كثير من شعراء المغرب محمود درويش وصادقوه‬ ‫وواكبوا خطواته‪ ،‬واقتفوا أثر قصيدته‪ ،‬سواء بالدَّرس أو بالبحث أو باألطروحة أو‬ ‫بالقول الشعري‪ ،‬المسموع والمقروء والمكتوب‪.‬‬ ‫أثر محمود درويش في أجيال شعرية مغربية بكاملها‪ ،‬فكان مرجعا لهم وعامال‬ ‫من عوامل ُّ‬ ‫تفكرهم ونظرهم في سيرورة القصيدة العربية بكل تالوينها وفِي كل‬ ‫مراحلها‪.‬‬ ‫لم يخلص المغاربة لشاعر كما أخلصوا لمحمود درويش‪ ،‬و َلم يحب المغاربة‬ ‫شاعرا‪ ،‬بصدق وعشق‪ ،‬كما أحبوا وعشقوا محمود درويش‪.‬‬ ‫كان المغاربة يعتبرون محمود درويش شاعرا يمشي بين جموع الشعراء‪،‬‬ ‫ولكنه وحده من يمشي في اتجاههم‪ ،‬لذلك‪ ،‬كانوا ينصتون إليه ويقرؤونه بتمعن‪،‬‬ ‫ويعتبرونه صوتا معبرا عنهم‪ ،‬وصوتا لهم‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬كان (مديح الظل العالي) نشيدا مرافقا ألجيال بكاملها‪ ،‬في كل‬ ‫الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس‪ ،‬كانت هذه األجيال تحفظ هذا النشيد عن‬ ‫ظهر قلب‪ ،‬وتعتبره معبرا أصيال عنها وعن انهزامتها وانهياراتها وأحالمها‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬كان المغاربة يعتقدون أن فلسطين ومحمود درويش شيئا واحدا‪،‬‬ ‫مادامت فلسطين هي من أنجبت درويش اإلنسان‪ ،‬والقضية الفلسطينية من‬ ‫أنجبت محمود درويش الشاعر‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬عندما كان درويش يقرأ قصائده‪ ،‬سواء في الرباط أو البيضاء‪،‬‬ ‫أو غيرهما من المدن المغربية‪ ،‬أمام الحشود الهادرة‪ ،‬كان يصمت الجميع‪ ،‬كان‬ ‫يصغي الجميع‪ ،‬ومن هذا الجميع الشعراء‪.‬‬ ‫وال أحد‪ ،‬غير الشعراء‪ ،‬كان يدري أن سلطة محمود درويش عليهم وعلى غيرهم‬ ‫استثنائية في سيطرتها وتحكمها وتأثيرها‪.‬‬ ‫كل الشعراء المغاربة تأثروا بدرويش‪ ،‬ضمنا أو ظاهرا‪ ،‬وكل الشعراء المغاربة‬ ‫قرأوا لدرويش واستمعوا إليه‪ ،‬وكثير منهم درَسه ودرَّسه وكتب عنه وله‪ ،‬وكثير‬ ‫منهم جالسه‪ ،‬إما كصديق أو كرفيق أو كدليل أو كضيف أو كمعجب أو كزائر‪.‬‬ ‫مَن مِنَ الشعراء المغاربة لم يتفق‪ ،‬مع درويش‪ ،‬أن الشعر مطلب أبدي؟‪ ‬‬ ‫من من الشعراء المغاربة لم يعتقد‪ ،‬مع درويش‪ ،‬أن الشعر ضرورة‪ ،‬وال نعرف‬ ‫لماذا؟‬ ‫من من الشعراء المغاربة لم يُؤْمِن‪ ،‬مع درويش‪ ،‬بأن زمنا بال شعر هو زمن‬ ‫ميت بال إنسانية؟‬ ‫كان درويش يعرف أن التجربة الشعرية المغربية الحديثة تتميز بانفتاحها على‬ ‫مختلف التجارب الشعرية‪ ،‬شرقيها وغربيها‪.‬‬ ‫كما كان يعرف أن ما يميز هذه التجربة ويغنيها هو تلك الحساسيات الشعرية‬ ‫الممكنة‪ ،‬ابتداء من القصيدة العمودية‪ ،‬ومرورا بقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر‬ ‫وصيغ شعرية أخرى ال يمكن تصنيفها‪ ،‬إلى جانب تعبيرات شعرية أخرى‪ ،‬بلغات‬ ‫ولهجات أخرى‪ ،‬أجنبية وعالمية وأمازيغية‪.‬‬ ‫كان درويش يعرف هذا‪ ،‬لذلك كان يقول‪« :‬لقد طورني قارئي هنا في المغرب‬ ‫حين صدقني وتقبّل اقتراحاتي الجمالية المتواضعة بغض النظر عن اإلفراط في‬ ‫التأويل»‪.‬‬ ‫قال درويش هذا بتواضع الشعراء‪ ،‬وفِي نفس الوقت جسّده على مسارح‬ ‫ومنابر المغرب وفضاءاته ليصير مصدر إلهام ليس للشعراء فقط‪ ،‬بل للفنانين‬ ‫والسياسيين والتشكيليين‪ ،‬ليؤكد أن الشعر فن حي ال يتطلب من كاتبه أن يخطه‬ ‫على ورقة فقط‪ ،‬بل أن يكون أيضا قادرا على تجسيده أمام اآلخرين في الواقع‬ ‫الحي‪.‬‬ ‫(روني شار) كلن يقول‪ ،‬الكلمة في األثر وليس في الدليل‪ ،‬ومحمود درويش‬ ‫ترك أثره في المغاربة والمغرب الشعري ومضى وحيدا في اتجاه خلوته األبدية‬ ‫يردد معنا‪ ،‬ونردد معه‪:‬‬ ‫أثر الفراشة ال يرى‬ ‫أثر الفراشة ال يزول‬ ‫هو جاذبية غامض‬ ‫يستدرج المعنى ويرحل‪ ‬‬ ‫حتى يتضح السبيل‬ ‫هو خفة األبدي في اليومي‬ ‫أشواق إلى األعلى‬ ‫وإشراق جميل‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)19‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬

‫• [الرسالة الواحدة والسبعون]‬

‫استهالل رجب ستقرأ في الصباح نصاب السبكي على الشرادي‪ ،‬وبعده نصاب النكاح المذكور‪،‬‬ ‫ونصاب ابن الخياط عن شك‪ ،‬وبعد الزوال إما نصاب السبكي على محمد بناني‪ ،‬وهو واقف‬ ‫على الكتاب األول في الكتاب‪ ،‬ومباحث األقوال‪ ،‬أو نصاب التلخيص على البلغيثي‪ ،‬وهو أول فن‬ ‫البديع‪ .‬وال يتحقق األمر إال بعد [‪.]...‬‬

‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ‬ ‫فيها على أحواله ويفيده ببعض األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫تسليما‬

‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫وأما تركنا قراءة التلخيص والسبكي في األصل فلعدم وجدانهما‪ ،‬إذ ال يقرأ إال تلخيص‬ ‫البلغيثي بعد الزوال الذي هو وقت قراءتنا األلفية باألشموني‪ ،‬والسبكي الذي يقرأ سيدي عبد‬ ‫العزيز بناني‪ ،‬وقد ذكرت لك وقت تركنا قراءته‪ ،‬أن قراءته لم تساعدنا كما لم تساعد جل‬ ‫الطلبة‪.‬‬

‫بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد المحترم أعزك اهلل‪ ،‬وحفظ جاللة مقامك‪ ،‬وبلغك من خير‬ ‫الدارين غاية مرامك‪ ،‬والسالم التام على سيادتك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫فقد وصل كتابك األعز مفيداً سالمة أحوالكم‪ ،‬ودوام عافيتكم األهمّين لدينا‪ ،‬معلما‬ ‫باطالعك على ما ذكرتُه لك من استقامة أمر القراءة‪ ،‬وطالبا تعيين ما استبدلتُ بنصاب‬ ‫النكاح‪ ،‬فقد كنتُ أخبرتك به‪ ،‬وهو نصاب سيدي أحمد بن الخياط الذي هو في آخر باب‬ ‫الشهادات‪ ،‬ونحن واقفون اآلن‪ ،‬لذا قول المصنف‪( :‬إن رجع شاهد بعد‪ )...‬الخ‪ ،‬في بحث رجوع‬ ‫الشهود عن شهادتهم‪ ،‬وكنا ننتظر وصول سيدي أحمد الفياللي للمحل الموقوف عليه‬ ‫بنصاب سيدي محمد بن جعفر‪ ،‬فإذا به قد مرض بعد أن قرأنا عليه من األلفية ثالثة أنصباء‬ ‫في األسبوع الفارط‪ ،‬وال زال مريضاً‪ ،‬وقد أردت أن أحضر نصابا في خيار النكاح بسرد الدردير‬ ‫على سيدي عبد السالم بمحله بعد الظهر‪ ،‬وإن كان يقرأ العدد الكثير من المصنف‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫أولى من الجلوس حيث مرض الفقيه المذكور‪ .‬ومخبرا أيضا بدفعك واجب القيام الفارط‬ ‫لوالد الرفيق‪ ،‬ومستحسنا ما ذكرتُه لك من تكلمي مع الرفيق في شأن أمر المأكل له‪ ،‬أما‬ ‫المشاهرة فال زلنا نقضيها من المكلف بدفعها من غير مطل يلحقنا‪ .‬واللويز صرفه اليوم هنا‬ ‫بريال ‪ 6‬وبليون ‪ ،4‬وأمر المأكل والمشرب فأنا اليوم قائم فيه بأمر نفسي استقالال عما أخبرتك‬ ‫قبل من غير مشقة تلزمني في ذلك‪ ،‬ألني ال أتكلف أمر الطبخ إال نحو المرتين أو الثالثة في‬ ‫األسبوع‪ ،‬إذ المداومة عليه تشغل زمانا كثيرا‪ ،‬والزمان ضيق‪ ،‬والعمر قصير‪ ،‬هذا وقد وفد لطرفنا شيخنا سيدي أحمد الزواق‬ ‫يوم السبت الفارط‪ ،‬ونزل مع شيخه موالي أحمد بن الخياط‪ ،‬فذهبنا لتحميده بالسالمة‪ ،‬فوجدناه قد أخذ علينا حيث لم‬ ‫نتعرض له لباب البلد‪ ،‬فاعتذرنا له بعد علمنا بقدومه فقبل‪ ،‬ثم استدعيناه هو والشيخ المذكور ونجله للقدوم إلينا ظهر‬ ‫يوم اإلثنين قبل أمس تاريخه فأجابوا أن الشيخ اعتذر إلينا بعد الطريق‪ ،‬واشتداد الحر عليه‪ ،‬سيما وقت الهاجرة‪ ،‬فوعدناه‬ ‫بإرسال دابة إليه يأتي عليها فقبل‪ ،‬وبعد أن استدعيناهم كلفنا بعض خدمة سيدي العباس الفاسي باشتراء اللحم وأربعة‬ ‫من الدجاج‪ ،‬وتكلف بطبخ ذلك وما يحتاج إليه أهله بالدار‪ ،‬فاسترحنا من أمر الطبخ وأعاروا لنا مطربتين وصينية من المعدن‬ ‫وما يتبعها من كيسان الطوس‪ ،‬ومرشات باربور إلخ‪ ،‬وعبدا قام بغسل المحل وتهييئ كل ما نحتاج إليه بحيث لم تلزمنا‬ ‫كلفة‪ .‬وبعد الظهر قدم الشيخان‪ ،‬واستدعينا معهما أخريف والخمال وسيدي بوجيدة‪ ،‬وسيدي عبد الرحمان وسيدي عبد‬ ‫الحفيظ ودرجاج‪ ،‬ونجل األخ سيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬وقد تكلف لنا بصنع طاجين من اللحم‪ ،‬زيادة على ما صنعناه نحن من‬ ‫غير شعور لنا بذلك‪ ،‬وأتى ببعض فضالت العرس من المسمنة والغريبة وما قصر جزاه اهلل خيرا على عادته‪ ،‬فجاء إكرام‬ ‫عجيب ال يتيسر على ذلك الوجه إال لمن كان مستوطنا ببلده‪ ،‬حتى إن الشيخين تعجبا من ذلك‪ ،‬ووقع من االتفاق أن أرسل‬ ‫إلى سيدي عبد السالم بن العربي بنونة صندوقا بداخله ثمانية مطارب من [‪ ]...‬الياسمين من غير علم لي بذلك‪ ،‬وحزته‬ ‫قبل اإلكرام بيوم‪ ،‬وبذلك تم اإلكرام وإال فكل من جاء من ماء [‪ ]...‬وماء الزهر هنا كاد أن يكون كبيض األنق‪ ،‬بخالف‬ ‫ماء الورد وبعض‪ ،‬وبقي الشيخان معنا إلى أن قربت المغرب‪ ،‬والوقت كله منصرف في المذاكرة‪ ،‬وبعد ذلك ذهبنا بعد أن‬ ‫اغتنمنا منهما صالح الدعاء‪ .‬هذا وقد عزم المخزن على الخروج من هنا تحقيقا بعد نحو األيام ‪ 15‬كما أخبرت بذلك من‬ ‫جانب الركينة وسيدي العباس‪ ،‬بعد ورود خبر من الناحية المراكشية أزعجهم ‪ .‬والقناوي لعله سيرد لطرفكم‪ ،‬وجل أهل‬ ‫المخزن يطلب عدم الخروج عن السلطان‪ ،‬ويعتذرون إليه بأعذار واهية‪ ،‬من جملتهم سيدي العباس بن المواز‪ ،‬والشيخ‬ ‫التازي‪ ،‬وقد طلب من السلطان أن يأذن له في السفر للحج خفية‪ ،‬وغرنيط قبل أن يستقر هنا مع الخليفة بطلب منه ويتولى‬ ‫محله عبد الكريم بن سليمان‪ ،‬فيصير ذا وزارتين على ما قيل‪ ،‬والخليفة إلى اآلن لم يعين‪ ،‬وهذه األخبار كلها منقولة عن‬ ‫سيدي العباس فإن لم تصح كلها فجلها أو بعضها‪ ،‬هذا وقد قبضت كتابا من البشير يطلب مني أن نوجه له دواة وشيئا‬ ‫من القلوم‪ ،‬فبعد هذا نوجه له مع البوسطة صندوقا من القسدير بداخله دواتان أو ثالثة‪ ،‬وشيء من القلوم لتدفعه له‪،‬‬ ‫وإحدى الدواتين أو الثالث دفعها لي الودراسي نرسلها له لتعلمه بذلك‪ ،‬مسلما منا على جميع األهل والقرابة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫الرفيق والخمال‪ ،‬والركينة‪ ،‬وسيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬والزواق‪ ،‬وسيدي أحمد بن الخياط‪ ،‬وهذا ما وجب به اإلعالم والسالم‪،‬‬ ‫في ‪ 14‬جمادى ‪ 1‬عام ‪1352‬هـ‪.‬‬

‫محمد وفقه اهلل‬

‫وغد تاريخه سيتوجه لطرفكم الفزاري‪ ،‬مستصحبا في يده كتابا للبادي ليكون معه كاتبا‪ ،‬وآخر ألمين المستفاد ليكون‬ ‫معه كاتبا أيضا بواسطة ابن يعيش‪.‬‬

‫• [الرسالة الثانية والسبعون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده‬ ‫ببعض األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد المحترم‪ ،‬أعزك اهلل وحفظ جاللة مقامك‪ ،‬وبلغك من خير الدارين غاية مرامك‪ ،‬والسالم‬ ‫التام على سيادتك ورحمة اهلل وبركاته‪,‬‬ ‫ً‬ ‫فقد وصل كتابك األعز ساعة تاريخه مفيدا ما هو أهمّ لدي من سالمة أحوالكم‪ ،‬أدامها المولى وفق المرام‪ ،‬مخبرا‬ ‫باطالعك على ما اتخذتُه من األنصبة‪ ،‬وتبيانك مقرئي نصاب النكاح المستبدل به نصاب ابن جعفر‪ ،‬ونصاب العبادة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المحال الموقوف عليها إن وقعت العواشر‪ ،‬وما سيكون بدال منها عند الشروع في القراءة بعد استهالل رجب‪.‬‬ ‫وطالبا تعيين‬ ‫أما نصاب النكاح فهو على سيدي أحمد الفياللي‪ ،‬ونصاب العبادة فعلى القادري‪ ،‬وقد وقعت العواشر أثناء األسبوع الفارط‪،‬‬ ‫ووقفنا في نصاب العراقي آخر باب الفلس لذا أقول المتن‪...( :‬المكري دابته وأرضه) إلخ‪ ،‬وهو أحزم الفقهاء تعاطيا واعتناء‬ ‫كما ذكرت‪ ،‬وفي نصاب الفياللي على باب الصداق‪ ،‬وسيزيد فيه بعد استهالل رجب وبنصاب ابن الخياط على قول المتن‬ ‫أثناء الجمعة‪( :‬ولزمت المكلف الحر) إلخ‪ ،‬وفي نصاب بناني على قول الناظم أثناء باب النعت‪( :‬ونعتوا بمصدر كثيرا) إلخ‪ ،‬وبعد‬

‫وقد ذكرت تيسير الخليد أنكم ستوجهون لنا منه نصيبا بعد فراغكم من نقليته‪ ،‬يسر‬ ‫اهلل األسباب عن قريب‪ ،‬وجعله موافقا للغرض لنا ولكم‪ ،‬وال يكون سيدي أحمد الزواقي بعد‬ ‫سالمنا عليه إال حل لطرفكم‪ ،‬وإن كان قد تأخر خروجه عن العموم‪ ،‬والمخبر بخروجه فيه لكذب‬ ‫الخمار‪ ،‬وقد حل بحضرتنا ساعته سيدي أحمد الطريس‪ ،‬وجاء معه ولعل الكل في عين السخط‬ ‫إذ لم يقوموا بهم القيام الذي تقتضيه مرتبتهم‪ ،‬وعهدوه قبل هذه الوجهة حتى [‪ ]...‬نزولهم‬ ‫لم يتيسر لهم‪ ،‬وقد ذكر لي ساعته درجاج أنهم عند نزولهم تقدموا لدار المخزن فلقيهم‬ ‫الركينة وأذن لهم في النزول عنده‪ ،‬حيث رأى مانعا بهم وعدم االعتناء‪ ،‬وال يكون إال بلغكم سفر‬ ‫المكاتب ابن المواز لطنجة‪ ،‬وتولية سيدي العباس الفاسي مكانه‪ ،‬وقيامه بما كان يقوم به‪،‬‬ ‫وإن كان إلى اآلن لم يجلس بمحله ولم يجوز مكتبته كما هي العادة ‪،‬وهذا ما وجب به اإلعالم‪،‬‬ ‫طالبين منكم صالح األدعية آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬مسلما على سيدتنا الوالدة‪ ،‬واإلخوة‪،‬‬ ‫واألختين‪ ،‬والصهرين‪ ،‬وباقي أبناء العم‪ ،‬وسائر األحبة‪ ،‬خصوصا الطلبة‪ ،‬ومن هنا الرفيق موالي‬ ‫أحمد بأتمه‪ ،‬وابن عم ابن سيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬والخمال‪ ،‬والركينة‪ ،‬والسالم‪ .‬في ‪ 12‬جمادى‬ ‫الثانية عام ‪1325‬هـ‪..‬‬

‫نجلك محمد وفقه اهلل‬

‫وها نحن اليوم نقرأ الشيخ الطيّب على بناني‪ ،‬وقد قرأنا اليوم مقدمة لكتاب االعتقاد الخ‪ ،‬ونقرأ أيض ًا المية‬ ‫األفعال على موالي أحمد البلغيثي‪.‬‬

‫• [الرسالة الثانية والسبعون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض‬ ‫األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وس ّلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيّدنا الوالد المحترم أعزّك اهلل وحفظك‪ ،‬والسالم التّام عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫فقد ورد كتابك األعز أمس تاريخه بعد تأخره وقت المعتاد‪ ،‬وقد وجدني الحال استعجلت لكم بالكتاب أخبرتً فيه ّ‬ ‫بأن‬ ‫مثل ذلك وقع لكم بسبب مد اليد في حامل المكاتيب‪ ،‬وانتزاع بعضها‪ ،‬فالحمد هلل الذي لم يجعل كتابنا من ذلك البعض‬ ‫المنتزع‪ ،‬وذكرتَ أنّي قد غفلتُ عن اإلخبار بحديث القراءة الذي هو المقصد األهمّ [‪ ]...‬لي على لزوم قراءة المسرودات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومحذراً لي عن عدم االتكال على قراءة األصل التي قد ضعفت في هذه األزمان‪ ،‬فها نحن نبذل المجهود في عدم صرف‬ ‫وقت من أوقات العمر في البطالة‪ ،‬ونكتب جهد االستطاعة على القراءة‪ ،‬وبعد أن عوشرت قراءة األصل‪ ،‬صرنا نحضر في‬ ‫الشروق نصاب التحفة على سيدي محمد بناني‪ ،‬وفي ‪ 11‬نصاب السبكي على سيدي مَحمد القادري‪ ،‬وهو على نيّة اختتامة‪،‬‬ ‫قد قرأنا عليه هذه األيام ‪ 7‬أنصباء‪ ،‬وبقي نحوهم للختم‪ ،‬وابتدأنا من أول الخاتمة في أصول الدين وإن كانت القراءة ليست‬ ‫قراءة تحقيق وتدقيق‪ ،‬ألنّه يسرع جدّاً بقصد الختم‪ ،‬ونحضر نصاب التصوف ابن عاشر بين العشاءين على سيّدي محمد‬ ‫بناني‪ ،‬واليوم قد قرأنا‪( :‬يجاهد النفس لربّ العالمين) الخ‪ ،‬وسيختم في هذه العواشر أيضاً‪ ،‬وبعد غد تاريخه سيقرأ سيدي‬ ‫أحمد بن الخيّاط بعض األنصباء كانت بقيت له من التلخيص‪ ،‬افتتحه في القديم من آخر علم البديع‪ ،‬سنحضرها بحول‬ ‫اهلل‪ ،‬ونحوز حضّنا من بركة الختم‪ ،‬وقد جاوزنا في نصاب القرافي اختالف المتبايعين‪ ،‬ووقفنا على باب السَّ َلم بعد جدّ‬ ‫منه واجتهاد‪ ،‬حتّى كان يجلس في المجلس نحو السّاعتين عسى أن يتدارك ما فاته في البطالة‪ ،‬وقد أخبرتَ بورود والد‬ ‫ّ‬ ‫اطمأن خاطره‪ ،‬فتح ّقق وصوله للبلد‪ ،‬فإنّه‬ ‫الرّفيق لطرفكم‪ ،‬ولقيك معه‪ ،‬وسروره بما يبلغه عنا‪ ،‬فقد سُرَّ نجله بذلك كما‬ ‫قد كان مشوشا‪ ،‬حيث تأخر عليه كتاب والده‪ ،‬وتخبر بما أحدث من الفساد بالطرقات‪ ،‬والزال ينتظر جواب والده إلى [‪]...‬‬ ‫كما أخبرتَ بهجوم مح ّلة المخزن على الرّيسوني‪ ،‬وحصول الروعة في تلك القبائل‪ّ ،‬‬ ‫فلعل ذلك سيكون سبباً في اشتعال‬ ‫نار الفتنة‪ ،‬وتمهيد اللبوليص وغيره من األمور الذي رامها الكفرة‪ ،‬واألمر هلل‪.‬‬ ‫هذا ولتعلم بأنّي حرتُ مع الرّفيق طو ًال وعرضاً في شأن اإلقامة بالمدرسة في هذا الشتاء التي كانت هي المقصد‬ ‫األهم بشراء البيت‪ ،‬وأنا قد ّ‬ ‫تعذر عليّ الحال‪ ،‬وصارت تلزمني المش ّقة الكبيرة في الذهاب للزاوية‪ ،‬رغبة في عدم الفراق معه‪،‬‬ ‫وال زلت ّ‬ ‫أتلطف معه في اإلقامة بها‪ ،‬وال تظهر منه إ ّال اإلباية‪ ،‬ثمّ ّ‬ ‫إن ما كنّا قد تعاهدنا عليه من الفطور وطبخ الغذاء بها‬ ‫رجع عنه‪ ،‬ونقل جميع أواني الطبخ وغيرها للزاوية‪ ،‬وال يذهب للمدرسة إال عند الضرورة التامّة‪ ،‬وال يركن إ ّال للزّاوية‪ ،‬وكثيراً‬ ‫تكلمت معه في ذلك‪ّ ،‬‬ ‫وأن العهد لم يكن هكذا‪ ،‬فيذكر لي أنّه ال يقدّر أن يسمع الكالم عليها فض َال عن اإلقامة بها‪ ،‬وأنا‬ ‫بالعكس منه كما ذكرتُ لك غير ما مرّة‪ ،‬وكان مطمح نظري هذه المدة هو التحيل عليه في أن تطمئنّ نفسه بالمقام‬ ‫معي بها ال الرضى بالمقام بالزاوية‪ ،‬وعليه؛ فأشر عليّ بماذا أفعل‪ ،‬وقد كنتُ رأيتُ أن تخيّره بين ‪ 3‬أمور‪ ،‬حيث كانت له‬ ‫معي شراكة في البيت‪ ،‬إمّا أن ينتقل ‘ليها معي بقصد اإلقامة‪ ،‬أو يولي البيت كله لي لنقيم به‪ ،‬أو ننتقل إليه أنا‪ ،‬ويبقى‬ ‫خطه فيه ويأتي إليه إن شاء للمطالعة‪ ،‬وإن كان عليّ في هذا األخير بعض الضرر فرأيتُ أن ال أقول له شيئاً حتّى نعلمك‬ ‫بذلك لتتكلم مع والده في أن يسلم لي البيت كله أو تأمرني بالكالم معه أو [‪ ]...‬ألنّي في غاية العزم والرغبة في اإلقامة‬ ‫بها‪ ،‬وهو في غاية الرغبة عنها‪ ،‬وإن بقينا على ما نحن عليه‪ ،‬ربّما أدّى الحال إلى النزاع لتباين األغراض‪ ،‬وهذا ما وجب‬ ‫به اإلعالم‪ ،‬مس ّلماً على اإلخوة واألختين والصّهرين‪ ،‬وبقية أبناء العم‪ ،‬وسيدي الحاج محمد الصفار ومحرش والرهوني‬ ‫والحداد‪ ،‬ومن هنا الرفيق بأتمّه وأبناء عمّه الكرام‪ ،‬والفقيه الركينة‪ ،‬وأحمد الصبان‪ ،‬والخمال‪ ،‬والسالم في ‪ 29‬قعدة عام‬ ‫‪1324‬هـ‪.‬‬

‫نجلك محمد وفقه اهلل بمنه‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫وقفات مع حديث عمر ابن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجـة‬

‫�أركان الإميان ال�ستة (الإميان باملالئكة)‬

‫مي ِان؟‪.‬‬ ‫ب يِن عَ ِن الإِ َ‬ ‫جوابا على �س�ؤال جربيل عليه ال�سالم‪�َ :‬أَ ْخ رِ ْ‬ ‫الل َو َم َال ِئ َك ِت ِه َو ُك ُت ِب ِه َو ُر ُ�س ِل ِه‬ ‫َق َال �صلى اهلل عليه و�سلم « �أَنْ ُت ْ�ؤمِ نَ ِب هَّ ِ‬ ‫َوا ْل َي ْو ِم الآخِ ِر َو ُت�ؤْمِ نَ ِبا ْل َقد َِر َخ رْ ِيهِ َو َ�ش ِّرهِ» ولقد حتدثنا يف العدد‬ ‫املا�ضي عن الإميان باهلل‪ ،‬وحديثنا اليوم عن الإميان باملالئكة‪.‬‬ ‫لقد كان الهدف الأول للر�سالة املحمدية �إقامة العقيدة‬ ‫ال�صحيحة ونبذ كل ما هو مخالف لها‪ ,‬و�إ�صالح النفو�س‬ ‫وتخلي�صها من زيغ الأهواء والفنت‪ ,‬وبناء �أمة قوية يف عقيدتها‪,‬‬ ‫�صادقة يف �سلوكها‪ ,‬مدنية يف معامالتها‪ ,‬يقول ابن خلدون‪»:‬‬ ‫الإميان الذي هو �أ�صل التكاليف وينبوعها هو ذو مراتب‪� :‬أولها‬ ‫الت�صديق القلبي املوافق لل�سان‪ ,‬و�أعالها ح�صول كيفية من ذلك‬ ‫االعتقاد القلبي وما يتبعه م�ستولية على القلب‪ ,‬فيتتبع اجلوارح‬ ‫وتندرج يف طاعتها جميع الت�صرفات حتى تنخرط الأفعال كلها يف‬ ‫ذلك الت�صديق الإمياين‪ ,‬وهذا �أرفع مرتب الإميان‪ ,‬وهو الإميان‬ ‫الكامل الذي ال يقارف امل�ؤمن معه �صغرية وال كبرية‪� ,‬إذ ح�صول‬ ‫امللكة ور�سوخها مانع من االنحراف عن مناهجه طرفة عني‪ ,‬قال‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ال يزين الزاين حيث يزين وهو م�ؤمن»‪.‬‬ ‫واملطلوب يف العقيدة الو�صول �إلى ال�صورة النقية منها‬ ‫املطابقة ملا ن�ص عليه القر�آن الكرمي وما نطق به نبي الهدى �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وهي الإميان باهلل‪ ,‬بوحدانيته وقدمه وبقائه‪,‬‬ ‫وكل �أ�سمائه و�صفاته‪ ,‬وتنزيهه عما ال يليق به كما بينا ذلك يف‬ ‫املقالة ال�سابقة‪ ,‬والإميان باملالئكة والكتب والر�سل واليوم الآخر‬ ‫وبالقدر خريه و�شره حلوه ومره‪ ,‬يقول ال�شيخ ابن عا�شر يف‬ ‫نظمه‪:‬‬ ‫ممكنا من نــظر �أن يعــرفا‬ ‫�أول واجب على من كلفـــا‬ ‫مما عليه ن�صـــب الأيـــات‬ ‫اهلل والر�ســـل بال�صفـــــات‬ ‫‪...‬‬ ‫يجب هلل الوجود والقــــدم كذا البقــاء والغنـى املطلـق عـم‬ ‫وخلفه خللقــه بال مثـــــال ووحدة الذات وو�صف والفعال‬ ‫وقدرة �إرادة علم حيــــاة �سمـع كالم ب�صــر ذي واجبــات‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى الإميان باهلل يجب على امل�ؤمن الإميان‬ ‫باملالئكة وب�أنهم من مخلوقات اهلل �سبحانه وتعالى‪« ,‬عباد مكرمون‬ ‫ال ي�سبقونه بالقول وهم ب�أمره يعملون»‪ .‬خلقهم اهلل لعبادته‬ ‫وطاعته‪ ,‬فهم ال يرتكبون ذنبًا �أو مع�صية على عك�س الإن�سان‬ ‫الذي قد يرف�ض كالم الأنبياء بل قد ُينكر وجود اهلل ويتمادى يف‬ ‫املع�صية ح ّتى �أ ّنه قد ُي�سيئ بالقول �إلى ذات اهلل تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫�أ ّما املالئكة فلم ُيخلقوا قادرين على فعل �شيء من هذا‪ ,‬و�إذا واز ّنا‬ ‫بينهم وبني النا�س ف�إنّ دائرة عملهم محدودة‪ ,‬قد ُو ِ�صفت يف قوله‬ ‫تبارك وتعالى « ال يع�صون اهلل ما �أمرهم‪ ,‬ويفعلون ما يومرون»‪.‬‬ ‫فح ْ�سب‪ ,‬بل �إنها‬ ‫ولي�س من طبيعة املالئكة � اّأل تع�صي اهلل تعالى َ‬ ‫تواظب على الطاعة وتد�أب على العبادة‪ .‬فهم لي�سوا كبني �آدم‬ ‫منهم من مييل �إلى الطاعة ومنهم من مييل �إلى الع�صيان‪ .‬ومنهم‬ ‫من يجد يف نف�سه القدرة واال�ستطاعة �أحيانا وال يجدها �أحيانا‬

‫(‪)6/3‬‬

‫‪ -‬بقلم الدكتور محمد كنون احل�سني‬

‫�أخرى‪ ,‬بل هم يف عمل دائم ال يتوقفون عن العبادة وال ينقطعون»‬ ‫الي�ستكربون عن عبادته والي�ستح�سرون ‪ ,‬ي�سبحون الليل والنهار‬ ‫اليفرتون»الأنبياء ‪ 19‬ـ ‪ ,20‬وهم خلق كثري ‪ ,‬ال يعلم عددهم‬ ‫�إال الذي خلقهم ‪ ,‬قال تعالى‪« :‬وما يعلم جنود ربك �إال هو»‪ ,‬وقد‬ ‫�أخرب النبي �صلى اهلل عليه و�سلم �أن البيت املعمور يف ال�سماء‬ ‫يدخله وي�صلي فيه كل يوم �سبعون �ألف مالك ثم ال يعودون‬ ‫�إليه‪ .‬حجبهم اهلل عنا فال نراهم‪ ,‬وقد يظهرون يف �صور مختلفة‬ ‫لبع�ض عباده‪ ,‬فقد متثل امللك جربيل ملرمي ب�شرا �سويا فخاطبته‬ ‫وحاورته‪ ,‬ور�أى النبي �صلى اهلل عليه و�سلم جربيل على �صورته‬ ‫له �ستمائة جناح قد �سد الأفق‪ ,‬ور�آه �صلى اهلل عليه و�سلم كما‬ ‫ر�آه ال�صحابة رجال ال يرى عليه �أثر �سفر‪� ,‬شديد بيا�ض الثياب‬ ‫�شديد �سواد ال�شعر‪ ,‬جل�س �إلى النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ف�أ�سند‬ ‫ركبتيه �إلى ركبتيه وو�ضع كفيه على فخديه‪ ,‬ثم �أ�ضحى ي�س�أل عن‬ ‫الإميان والإ�سالم‪ ,‬حتى �إذا انتهى وخرج لبث مليا ثم قال �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪« :‬ياعمر‪� ,‬أتدري من ال�سائل؟ قلت اهلل ور�سوله‬ ‫�أعلم‪ ,‬قال‪� :‬إنه جربيل �أتاكم يعلمكم دينكم»‪ .‬رواه م�سلم و�أبو‬ ‫داود والرتمذي والن�سائي وابن ماجة‪.‬كما يجب �أن ن�ؤمن ب�أن‬ ‫للمالئكة �أ�سماء و�أعماال كلفوا بها‪ ,‬ومهمات خلقوا لتنفيذها ب�أمر‬ ‫اهلل �سبحانه وتعالى من ذلك‪:‬‬ ‫حربيل عليه ال�سالم وهو املكلف بالوحي ينزل به من عند اهلل‬ ‫على الأنبياء والر�سل لكي يبلغوا �شرع اهلل لعباده‪.‬يقول �سبحانه‬ ‫وتعالى‪ُ ( :‬ق ْل َمنْ كَانَ عَ ُد ًّوا لجِ ِ رْ ِبي َل َف ِ�إ َّن ُه َن َّز َل ُه عَ َلى َق ْل ِب َك ِب ِ�إ ْذ ِن‬ ‫الل ُم َ�ص ِّد ًقا لمِ َا بَينْ َ َي َد ْي ِه َوهُ دًى َو ُب ْ�ش َرى ِل ْل ُم�ؤْمِ ِن َ‬ ‫ني )البقرة ‪,97‬‬ ‫هَّ ِ‬ ‫وقد و�صفه احلق �سبحانه يف القر�آن فقال‪( :‬فال �أق�سم باخلن�س‬ ‫اجلواري الكن�س والليل �إذا ع�سع�س وال�صبح �إذا تنف�س‪� ،‬إنه‬ ‫لقول ر�سول كرمي ذي قوة عند ذي العر�ش مكني‪ ,‬مطاع ثم �أمني)‬ ‫التكوير ‪16‬‬ ‫ميكائيل عليه ال�سالم وهو املكلف بالقطر �أي باملطر والنباتات‪،‬‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬منْ كَانَ عَ ُد ًّوا للِ هَّ ِ َو َملاَ ِئ َك ِت ِه َو ُر ُ�س ِل ِه َو ِج رْ ِبي َل َومِ ي َكائ َل‬ ‫َف ِ�إنَّ هَّ َ‬ ‫الل عَ د ٌُّو ِل ْل َكا ِف ِرينَ ) البقرة الآية ‪97‬‬ ‫�إ�سرافيل عليه ال�سالم وهو املكلف بالنفخ يف ال�صور عند قيام‬ ‫ال�ساعة وبعث اخللق‪ ,‬وكان النبي �صلى اهلل عليه و�سلم يقول‪:‬‬ ‫(اللهم رب جربائيل وميكائيل و�إ�سرافيل‪ ،‬فاطر ال�سماوات‬ ‫والأر�ض‪ ،‬عامل الغيب وال�شهادة‪� ،‬أنت حتكم بني عبادك فيما كانوا‬ ‫يختلفون‪� ،‬إهدين ملا اختلف فيه من احلق ب�إذنك‪� ،‬إنك تهدي من‬ ‫ت�شاء �إلى �صراط م�ستقيم) قال ابن القيم‪ :‬فتو�سل �إليه �سبحانه‬ ‫بربوبيته العامة واخلا�صة له�ؤالء الأمالك الثالثة املوكلني‬ ‫باحلياة‪ ،‬فجربيل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح‪،‬‬ ‫وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأر�ض والنبات واحليوان‪،‬‬ ‫و�إ�سرافيل موكل بالنفخ يف ال�صور الذي به حياة اخللق بعد‬ ‫مماتهم‪.‬‬ ‫(و َنا َد ْوا‬ ‫مالك وهو امللك املوكل بالنار �أي خازنها ‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫َيا َمال ُِك ِل َي ْق ِ�ض عَ َل ْي َنا َر ُّب َك ۖ َق َال �إِ َّن ُك ْم مَاكِ ُثونَ ) الزخرف) ‪.77‬‬ ‫(ج َّناتُ‬ ‫مالئكة موكلون ب�أهل اجلنة‪ ،‬يقول �سبحانه وتعالى‪َ :‬‬

‫اج ِه ْم َو ُذ ِّر َّيا ِت ِهم‬ ‫عَ ْد ٍن َي ْد ُخ ُلو َنهَا َو َمنْ َ�ص َل َح مِ نْ �آ َبا ِئ ِه ْم َو�أَز َْو ِ‬ ‫ب مُ ْ‬ ‫ت َفن ِْع َم‬ ‫اب َ�سلاَ ٌم عَ َل ْي ُك ْم مِ َ‬ ‫با َ�ص رَ ْ‬ ‫َوالمْ َلاَ ِئ َك ُة َي ْد ُخ ُلونَ عَ َل ْي ِه ْم مِ نْ ُك ِّل َب ٍ‬ ‫عُ ْق َبى الد َِّار)الرعد ‪)24.‬‬ ‫ملك مكلف بقب�ض �أرواح بني �آدم‪ ,‬قال تعالى‪ُ ( :‬ق ْل َي َت َو َّفا ُك ْم‬ ‫َم َل ُك المْ َ ْو ِت ا َّلذِي ُو ِّك َل ِب ُك ْم ُث َّم �إِ َلى َر ِّبكُم ترجعون) ال�سجدة ‪. 11‬‬ ‫وهذا امللك عرف عند كثري من النا�س با�سم عزرائيل‪ ،‬وهذا الإ�سم‬ ‫مل يرد يف حديث �صحيح عن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬لكنه نقل‬ ‫عن �أ�شعث بن �سليم‪« ،‬وملك املوت له �أعوان ينتزعون الأرواح من‬ ‫�سائر اجل�سد حتى �إذا بلغت احللقوم تناولها ملك املوت» وهما‬ ‫�صنفان‪ :‬مالئكة رحمة ومالئكة عذاب‪ ،‬انطالقا من قوله تعالى‬ ‫يف �ش�أن املومنني‪(:‬ا َّل ِذينَ َت َت َو َّفاهُ ُم المْ َلاَ ِئ َك ُة َط ِّي ِب َ‬ ‫ني َي ُقو ُلونَ َ�سلاَ ٌم‬ ‫با ُك ْن ُت ْم َت ْع َم ُلونَ )النحل ‪ ،32‬وقوله يف �ش�أن‬ ‫عَ َل ْي ُك ُم ا ْد ُخ ُلوا الجْ َ َّن َة مِ َ‬ ‫(و َل ْو َت َرى ِ�إ ْذ َي َت َو َّفى ا َّل ِذينَ َك َف ُروا المْ َلاَ ِئ َك ُة َي ْ�ض ِر ُبونَ‬ ‫الكافرين‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لحْ‬ ‫يق ) الأنفال‪.50‬‬ ‫ُو ُجوهَ ُه ْم َو�أَ ْد َبا َرهُ ْم َوذوقوا عَ ذ َ‬ ‫اب ا ِر ِ‬ ‫ملكان مكلفان ب�س�ؤال امليت عند دفنه واالنتهاء من ت�سليمه‬ ‫�إلى مثواه‪ ،‬يقول تعالى‪ُ ( :‬ي َثبِّتُ هَّ‬ ‫اللُ ا َّل ِذينَ �آ َم ُنوا ِبا ْل َقوْلِ ال َّثا ِبتِ‬ ‫ني َو َي ْفعَ ُل هَّ‬ ‫فيِ الحْ َ يَاةِ ال ُّد ْن َيا َوفيِ ْالآخِ َرةِ ۖ َو ُي ِ�ض ُّل هَّ‬ ‫اللُ َّ‬ ‫الظالمِ ِ َ‬ ‫اللُ َما‬ ‫َي َ�شا ُء) �إبراهيم ‪ ،27‬وقد ورد يف احلديث �أنهما ي�سميان‪ :‬منكر‬ ‫ونكر‪ ،‬فعن �أبي هريرة ر�ضي اهلل عنه قال‪ ،‬قال ر�سول اهلل �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪� ( :‬إذا �أقرب امليت �أتاه ملكان �أ�سودان �أزرقان يقال‬ ‫لأحدهما املنكر والآخر النكري‪.)...‬‬ ‫مالئكة مكلفون بكتابة عمل بني �آدم ‪ ،‬فلكل �شخ�ص مكلف‬ ‫ملكان �أحدهما عن ميينه والآخر عن ي�ساره ‪ ،‬ي�سجل الأول‬ ‫ح�سناته والثاين �سيئاته‪ ،‬قال تعالى‪( :‬عن اليمني وعن ال�شمال‬ ‫ِيب عَ تِيدٌ) ق ‪. 18.‬‬ ‫قعيد َما َي ْلف ُِظ مِ نْ َق ْو ٍل ِ�إ اَّل َل َد ْي ِه َرق ٌ‬ ‫ومنهم ملك اجلبال املوكل بها‪ ,‬ومنهم مالئكة موكلون بالأجنة‬ ‫يف الأرحام‪ ،‬و�آخرون موكلون بحفظ بني �آدم‪ ،‬ومنهم امللكان‬ ‫هاروت وماروت اللذان �أنزلهما اهلل من ال�سماء �إلى الأر�ض و�أذن‬ ‫لهما يف تعليم ال�سحر اختبارا لعباده وامتحانا بعد ما بني لهم �أن‬ ‫(وا َّت َب ُعوا َما‬ ‫ذلك مما ينهى عنه على �أل�سنة الر�سل‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ني عَ َلى ُم ْلكِ ُ�س َل ْي َمانَ ۖ َو َما َك َف َر ُ�س َل ْي َمانُ َو َلكِنَّ ال�شَّ يَاطِ َ‬ ‫ني‬ ‫َت ْت ُلو ال�شَّ يَاطِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�س ْح َر َو َما �أ ْن ِز َل عَ َلى المْ َ َل َكينْ ِ ِب َبا ِب َل هَ ا ُروتَ‬ ‫ا�س ِّ‬ ‫َك َف ُروا يُعَ ِّل ُمونَ ال َّن َ‬ ‫َو َما ُروتَ َو َما يُعَ ِّل َم ِان مِ نْ �أَ َح ٍد َح َّتى َي ُق اَ‬ ‫نا َن ْحنُ ِف ْت َن ٌة فَلاَ َت ْكف ْر ُۖ‬ ‫ول �إِ مَّ َ‬ ‫َف َي َتعَ َّل ُمونَ مِ ْن ُه َما َما ُي َف ِّر ُقونَ ِب ِه بَينْ َ المْ َ ْرءِ َو َز ْو ِج ِه َو َما هُ ْم ِب َ�ضا ِّرينَ‬ ‫الل َو َي َتعَ َّل ُمونَ َما َي ُ�ض ُّرهُ ْم َو اَل َي ْن َف ُع ُه ْم َو َل َق ْد‬ ‫ِب ِه مِ نْ �أَ َح ٍد �إِ اَّل ِب�إِ ْذ ِن هَّ ِ‬ ‫عَ ِل ُموا لمَ َ ِن ْ‬ ‫ا�شترَ َ ا ُه َما َل ُه فيِ ْالآخِ َرةِ مِ نْ َخلاَ ٍق َو َل ِب ْئ َ�س َما َ�ش َر ْوا ِب ِه‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْن ُف َ�س ُه ْم َل ْو َكا ُنوا َي ْعل ُمونَ ) البقرة ‪.102‬‬

‫مسجد «البيت العتيق» بمرتيل يستغيث فهل من مغيث؟؟‬ ‫فكري ولد علي‬ ‫ألقت ساكنة مرتيل اللوم على مندوبية األوقاف بخصوص‬ ‫إهمال مسجد البيت العتيق بمرتيل الذي كان في وقت قريب من‬ ‫بين المساجد المهمة بالمدينة حيث كان يتوافد عليه يوميا طوائف‬ ‫من المصليين‪ ..‬وقد أحدثت سنة ‪ 2012‬في إطار مشروع السكن‬ ‫االجتماعي إلحدى الشركات تحت اسم فن البيت العتيق‪ ،‬وكانت تسير‬ ‫على نفقات صاحب المشروع إلى حين إنهاء اشغال هذا المشروع‬ ‫سنة ‪ ،2016‬حينها قد تلقت اهتماما كبيرا من طرف سكان الحي‪..‬‬ ‫أما اليوم فقد أصبح في خبر كان‪ ..‬بعد تملص الوزارة المعنية من‬ ‫مسؤوليتها بضم المسجد والتكفل بمصاريفها األساسية خصوصاً‬ ‫الماء والكهرباء وأجرة العاملين والقائمين بها‪.‬‬ ‫رغم الكثير من المحاوالت والمساعي التي قامت بها الجمعية‬ ‫والسنديك لما يربو عن سنتين ألجل حل إشكالية تسوية وضعية‬ ‫المسجد وخاصة لدى المسؤولين الترابيين المحليين واإلقليميين‬ ‫باءت بالفشل ولم تسفر عن أية نتيجة لحدود الساعة أمام إصرار‬ ‫مندوبية األوقاف بعدم ضم المسجد إلى األوقاف بسبب غياب المرافق‬ ‫التجارية التي تدر مداخيل قارة‪( ،‬منطق التجاري بدال من منطق‬ ‫الديني)‪ ..‬بحيث تتوفر سوى على منزل خاص باإلمام داخل المسجد‬

‫ومنزل خارج المسجد‪ ،‬باإلضافة إلى محليين تجاريين في احدى إقامات البيت‬ ‫العتيق‪ ..‬مما جعل سكان الحي يتسألون عن دواعي التعطيل بل تأخير مسطرة‬ ‫التسوية‪ ..‬مما يدفعوا بالسنديك وبعض المحسنين يقومون دور المندوبية‬ ‫بخصوص تسديد مصاريف الفواتير الماء والكهرباء‪ ،‬وحتى أجرة القائمين على‬ ‫المسجد‪ ،‬من أجل ضمان استمرارية بيت اهلل‪ ،‬غير أن ارتفاع مبالغ المصاريف‬ ‫جعلهم يرفعون أيديهم عن األداء‪ ،‬بالرغم من أن تسديد الفواتير الخاصة بالماء‬ ‫والكهرباء والسهر على تسيير المساجد من اختصاص وزارة األوقاف‪ ،‬وليس من‬ ‫اختصاص المحسنين أو السنديك ألن المسؤول األول ‪ -‬وأعني به قطاع األوقاف‬ ‫ غارق في نوم عميق‪.‬‬‫ترى هل يعلم المندوب اإلقليمي على األوقاف بالمضيق بكل ما يقع بمسجد‬ ‫البيت العتيق بالرغم من أن له عيون تخبره بكل صغيرة وكبيرة ؟ أم هو راض‬ ‫عن هذا الوضع‪ .‬لكن ما أثار االستغراب لدى الجميع هو الراتب الشهري البئيس‬ ‫والغريب المتمثل في ‪1000‬درهم لإلمام والمؤذن ‪ 500‬درهم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫نجد مستوى المعيشة قد ارتفعا‪ ..‬الشيء الذي جعل سكان الحي يعيشون استياءا‬ ‫كبيرا إزاء هذا السلوك في تقصير دور وزارة األوقاف في اتجاه الحل الصحيح في‬ ‫هذا الشأن‪.‬‬ ‫وأمام هذا الوضع يطالب سكان الحي السلطات اإلقليمية المعنية بضرورة‬ ‫التدخل في أقرب اآلجال من أجل وضع حد لمشكــل المسجد وذلك بتسويــة‬ ‫وتحسين وضعية القائمين عليه‪.‬‬


‫العدد ‪999‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪15‬‬

‫القضاء على األمية‪ ،‬أولوية وطنية ومسؤولية جماعية‬

‫حوار مع‬

‫السيد عبد العزيز فياللي صدوق‬ ‫المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحاربة األمية‬

‫)‪(2/2‬‬

‫• عبد الغني بلقاسم‬

‫مرت منظومة محو األمية‪ ،‬منذ االستقالل‪ ،‬عبر مجموعة من المحطات اإلصالحية‪ ،‬لم تستطع من خاللها القضاء على آفة األمية‪ ،‬أو حتى التقليص منها بنسب معقولة‪ ،‬فأصبح‬ ‫من الضروري التفكير في وضع استراتيجية وطنية واضحة المعالم تتسم بالفعالية والنجاعة‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه الغاية تم إحداث وكالة وطنية لمحاربة األمية طبقا لظهير سنة ‪ 2011‬تحت رقم ‪ 1.11.142‬بتنفيذ القانون رقم ‪ ،38.09‬تتمتع بالشخصيةالمعنوية واالستقالل‬ ‫المالي‪ ،‬وتخضع لوصاية الدولة والمراقبة المالية المطبقة على المنشآت العامة‪ ،‬وتعمل وفق قوانين تنظيمية تحمل في طياتها رؤية تصورية للتعاطي مع ظاهرة محو األمية‪،‬من‬ ‫خالل تحديد االستراتيجية وتوفيراإلمكانات القانونية والتنظيمية والبشرية والمالية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ولمزيد من التوضيحات حول ظاهرة األمية بالمغرب‪ ،‬وبجهة طنجة تطوان الحسيمة تحديدا‪ ،‬وحول هياكل الوكالة الوطنية ووظائفها‪ ،‬واالستراتيجية المتبعة‬ ‫للقضاء على الظاهرة‪ ،‬وعن اإلشكاالت واإلكراهات التي تعترض سبيل برنامج محاربة األمية‪ ...‬التقينا بالسيد عبد العزيز فياللي صدوق؛ المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحو‬ ‫األمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وأجرينا معه الحوار التالي‪:‬‬ ‫تعاني منظومة محو األمية من قلة المراكز المخصصة مدمجة‪ ،‬بل شرعت الوكالة في تمويل برامج لمحاربة األمية أعدت المديرية الجهوية مشروعا جديدا يستهدف األميين‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬وغياب التكوين المستمر‪ ،‬وعدم استقـرار عن بعد‪ ،‬ومحاربة األمية باللغة الفرنسية‪ ،‬وكل ذلك بهدف من أمهات وآباء التالميذ المتعثرين دراسيا والمهددين‬ ‫باالنقطاع الدراسي للحد من األمية من المنبع‪ .‬ووعيا من‬ ‫العاملين في ميدان محو األمية‪ ،‬الشيء الذي يؤثر سلبا على مالئمة العرض مع الطلب‪.‬‬ ‫المردودية والفاعلية في القطاع‪ .‬ما هي الخطة التي أعدتها‬ ‫كيف يمكن لمنظومة محاربة األمية أن تساهم في المديرية الجهوية بأنه ليس من السهل على شخص أمي أن‬ ‫الوكالة لتجاوز هذه الصعوبات؟‬ ‫يلعب دور أب وأم تلميذ(ة) كما نسعى إلى إبرام شراكة خاصة‬ ‫التنمية المستديمة؟‬ ‫في هذا اإلطار؛ سنعمل بموجبها على إعداد منهاج خاص‬ ‫تعتبر األندراغوجيا علما قائم الذات‪ ،‬كما أن المكون أو‬ ‫حسب دراسة حول كلفة األمية بالمغرب فإن نقطة بهذه الفئة من األميين حتى يقوموا بدورهم كآباء وأمهات‬ ‫المنشط بأقسام محاربة األمية يلعب دورا أساسيا في ضمان‬ ‫جودة التعلمات في مجال محاربة األمية‪ ،‬ويعتبر استقراره في من نسبة األمية تكلف البالد حوالي ‪ 1,3‬في المائة من تالميذ‪ ،‬كما نطمح إلى إعداد كتيب مبسط يساعدهم على‬ ‫المنظومة واالستثمار في تكوينه تكوينا جيدا شرطا ضروريا الناتج الداخلي الخام‪ .‬كما أظهرت التجارب أن النساء اللواتي ذلك‪.‬‬ ‫لتحقيق األهداف المنتظرة من محاربة األمية للنهوض استفدن من برامج محو األمية يملكن معارف أفضل عن‬ ‫الحد من ارتفاع نسبة األمية يمر بالضرورة عبر االهتمام‬ ‫بالتنمية في مختلف تجلياتها‪ ،‬لذلك تسعى الوكالة الوطنية الصحة والتدبير والتخطيط الخاص باألسرة واالندماج في‬ ‫بالمرأة وبالشباب الذي انقطع عن الدراسة‪ .‬ما هي اإلجراءات‬ ‫جاهدة لضمان االستقرار والتكوين الالزمين‪ ،‬وأول ما قامت المشاريع المدرة للدخل ووسائل المعرفة ‪.‬‬ ‫المتخذة في هذا اإلطار على مستوى جهة طنجة تطوان‬ ‫به في هذا المجال هو السعي إلى عقد وتفعيل شراكات مع‬ ‫ومن هنا فإن انتفاع المرأة بالقراءة والكتابة يؤدي بها الحسيمة؟‬ ‫الصحية‬ ‫الوقاية‬ ‫بتدابير‬ ‫لاللتزام‬ ‫جديدة‬ ‫ومعايير‬ ‫مواقف‬ ‫إلى‬ ‫الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات ووزارة التربية‬ ‫محاربة األمية التزام وطني يستهدف كل الفئات واألعمار‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫وألوالدها‪،‬‬ ‫لها‬ ‫الطبية‬ ‫العناية‬ ‫التماس‬ ‫أو‬ ‫المناعي‬ ‫كالتلقيح‬ ‫وكل المجاالت الحضرية والقروية‪ ،‬مع التركيز على القضاء‬ ‫وبعض المجالس والمؤسسات والهيآت‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫المدارس‬ ‫في‬ ‫درسوا‬ ‫أن‬ ‫لهم‬ ‫سبق‬ ‫الذين‬ ‫اآلباء‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫على أمية الشباب المتراوحة أعمارهم بين ‪ 15‬و‪24‬‬ ‫ضمان تكوين المكونين بطريقة أكثر احترافية عن‬ ‫عاما‪ ،‬وتحسين مهارات السكان النشيطين األميين أو‬ ‫طريق المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪ ،‬وتأمين‬ ‫شبه األميين‪ ،‬خاصة النساء منهم‪ ،‬والرفع من أعداد‬ ‫الفضاءات والتجهيزات الالزمة لعملهم‪ ،‬مع السعي إلى‬ ‫المستفيدين من برامج ما بعد محو األمية بزيادة‬ ‫الرفع من الكلفة الفردية لمحاربة األمية عن طريق‬ ‫‪ 10%‬سنويا على األقل‪.‬‬ ‫مساهمة متدخلين آخرين كلما أمكن ذلك‪.‬‬ ‫فاإلستراتيجية المعتمدة تعتبر أن فئات الشباب‬ ‫أشرتم في حديثكم عن خارطة الطريق إلى تسريع‬ ‫والنساء أولوية األولويات‪ ،‬وذلك باعتبارها ثروة‬ ‫وتيرة اإلنجازات الكمية والنوعية في أفق تقليص‬ ‫بشرية‪ ،‬يمكن لالستثمار فيها‪ .‬لذلك فإن المديرية‬ ‫المعدل العام لألمية إلى نسبة ‪ 20‬في المائة سنة ‪،2021‬‬ ‫الجهوية والمديريات اإلقليمية توجه عناية شركائها‬ ‫وإلى نسبة ‪ 10‬في المائة سنــة ‪ ،2026‬ما هي اآلليات‬ ‫عامة والمجتمع المدني خاصة إلى ضرورة استهداف‬ ‫المعتمدة لتحقيق هذا المبتغى على مستوى الجهة التي‬ ‫الشباب والنساء في مختلف البرامج‪ ،‬وتعتبر هذا النوع‬ ‫تشرفون على تسييرها؟‬ ‫من االستهداف شرطا ضروريا للحصول على دعم‬ ‫قبل تعييني كمدير جهوي وتعيين مندوبين بمختلف‬ ‫الوكالة‪ ،‬ومؤشرا من مؤشرات التتبع والتقويم‪ ،‬وأحد‬ ‫عماالت وأقاليم الجهة كانت لدى الوكالة الوطنية مشاريع‬ ‫الضمانات األساسية لعدم إعادة إنتاج األمية‪.‬‬ ‫وشراكات جهوية بعضها استنفد وبعضها اآلخر في طور‬ ‫ال شك أن أي ممارسة أو تجربة إنسانية تعترضها‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬وذلك بناء على تشخيص لوضعية األمية حسب‬ ‫ثغرات ونقائص وصعوبات تقلص من نسبة نجاحها‪،‬‬ ‫اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ‪ .2014‬والفريق‬ ‫في نظركم ما هي النقائص والصعوبات التي تعترض‬ ‫الجهوي يعمل اآلن على تقييم ما تم إنجازه‪ ،‬لترصيد‬ ‫الوكالة الوطنية لمحو األمية؟‬ ‫المكتسبات‪ ،‬وتجاوز المشاكل والهفوات‪ .‬بالموازاة مع‬ ‫هناك عدة صعوبات ونقائص أشرنا إلى بعضها‬ ‫ذلك يسعى إلى تحيين خريطة األمية في الجهة واألقاليم‪،‬‬ ‫كعدم استقرار المكونين وضعف تكوينهم ومشكل‬ ‫ووضع وتنفيذ وتتبع وتقويم خطط عمل جهوية وإقليمية‬ ‫الفضاءات ‪...‬وهناك مشاكل أخرى عديدة كعدم أو‬ ‫بطريقة تشاركية لضمان التعبئة الشاملة من أجل‬ ‫ضعف انخراط بعض الفاعلين والمتدخلين جهويا‬ ‫إنجاحها عبر أجرأة الشراكات الوطنية المشار إليها أعاله‪،‬‬ ‫وإقليميا‪.‬‬ ‫والسعي إلى إبرام شراكات جديدة جهوية وإقليمية‪،‬‬ ‫وذلك باستشارة وتحت إشراف اللجان الجهوية واإلقليمية‬ ‫لكن أكبر المشاكل في تقديري المتواضع‪ ،‬هو‬ ‫لمحاربة األمية برآسة السيد والي الجهة والسادة العمال‬ ‫ضعف التقائية البرامج‪ ،‬وسوء تقدير البعض لخطورة‬ ‫بمختلف العماالت واألقاليم‪.‬‬ ‫النظامية أو استفادوا من برامج تعليم الكبار يميلون أكثر األمية‪ ،‬وعدم تقدير دوره سواء كمواطن أو كمسؤول في‬ ‫سؤال‪ :‬عملت الوكالة الوطنية لمحو األمية‪ ،‬في إطار من غيرهم إلى إرسال أوالدهم إلى المدرسة ومساعدتهم قطاع معين أو هيأة أو مؤسسة‪ .‬فقد أصبح البعض يعتبر أن‬ ‫محو األمية الوظيفية‪ ،‬على إعداد كتب قطاعية وأخرى في إنجاز تمارينهم المنزلية وتبدأ هذه المنافع بإدراك الفرد إحداث الوكالة الوطنية من شأنه أن يعفيه من المسؤولية‪،‬‬ ‫جهوية‪ .‬ما هو الهدف من هذه البرامج؟ وما هي القطاعات للتأثير اإليجابي لعملية محو األمية والتعليم بشكل عام على وأصبح يحصر مسؤولية هذه اآلفة في الوكالة الوطنية‪،‬‬ ‫المستهدفة؟ وكيف تتم هندسة البرامج والمناهج مردوديته كفرد واعي بحقوقه وواجباته‪ ،‬وتعاظم مساهمته والحال أن األمية تلقي بظاللها على التعليم والصحة‬ ‫في تطوير المجتمع وزيادة اندماجه في المحيط االجتماعي والتشغيل ‪..‬و جميع القطاعات المعنية بالتنمية بصفة عامة‪.‬‬ ‫الدراسية في منظومة محو األمية بصفة عامة؟‬ ‫لذلك ال يمكن أن يسير وكالة وطنية لمحاربة أمية أكثر من ‪8‬‬ ‫جواب ‪ :‬انطلقت الوكالة الوطنية في هندستها للمناهج واالقتصادي ‪.‬‬ ‫ماليين شخص مدير عام وحوالي ‪ 100‬موظف على الصعيد‬ ‫والبرامج من األدوار التي يقوم بها المتعلم الكبير في مختلف‬ ‫إن أفضل وقت لتدخالت محو األمية هو مرحلة ما قبل الوطني‪ .‬ومهما كانت قدرات هؤالء الموظفين وأعدادهم؛‬ ‫مناحي حياته اليومية‪ .‬ولقد تم حصر هذه األدوار في ‪ 4‬محاور‬ ‫كبرى وهي ‪ :‬المتعلم كعضو في األسرة؛ المتعلم كعضو المدرسة‪ ،‬لكن أمام غياب المهارات القرائية والكتابية لدى فإن قطاع محاربة األمية قطاع حساس للغاية‪ ،‬وتدبيره‬ ‫في الجماعة؛ المتعلم كمنتج؛ والمتعلم كمستهلك‪ .‬انطالقا اآلباء تكون النتيجة في غالب األحيان‪ ،‬سلبية تؤدي إلى يجب أن يكون تدبيرا تشاركيا‪ ،‬لذلك قضت حكمة المشرع‬ ‫من هذه األدوار تم وضع منهاج الجذع المشترك‪ ،‬ومنهاج الفشل الدراسي والتسرب المدرسي‪ .‬ما هو برنامج الوكالة المغربي أن يسير هذا القطاع مجلس إداري يتكون من كل‬ ‫ما بعد محو األمية لتعزيز مكتسبات المتحررين من األمية‪ ،‬لدعم اآلباء األميين‪ ،‬خاصة بالعالم القروي‪ ،‬وضمنهم القطاعات الحكومية‪ ،‬وممثلي مختلف الهيآت والمنظمات‬ ‫وإدماجهم في الحياة العامة وسوق الشغل‪ .‬عالوة على ذلك العنصر النسوي؟‬ ‫الحكومية وغير الحكومية برآسة السيد رئيس الحكومة‪،‬‬ ‫يركز المجلس األعلى للتعليم منذ سنوات على العالقة لكن الغاية من كل ذلك لن تتحقق ما لم ينعكس هذا النوع‬ ‫تم إعداد مناهج قطاعية تستجيب لخصوصيات كل فئة‪،‬‬ ‫وتساعدها على المزيد من اإلنتاجية في مجاالت تخصصها‪ ،‬بين المدرسة واألسرة‪ ،‬حيث بينت تقاريره في هذا المجال من التدبير التشاركي على الجهات واألقاليم‪ .‬وبهذا المعنى‬ ‫بحيث نجد منهاج خاص بالصناعة التقليدية‪ ،‬وآخر بالصيد خطورة أمية اآلباء واألمهات وانعكاساتها السلبية على نقول إن محاربة األمية مسؤولية الجميع‪.‬‬ ‫(انتهى)‬ ‫البحري والسجون‪ ..‬عالوة على كتيبات هادفة وأفالم وأقراص تمدرس التالميذ‪ .‬وتماشيـــا مع توصيـــات هذا المجلـــس‬


‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫“الصحافة والتاريخ”‬

‫(‪)901‬‬

‫إذا كانت قضايا التاريخ الراهن قد أضحت مجاال أثيرا للبحث وللتأمل‬ ‫بالنسبة لمؤرخ اليوم‪ ،‬فإن األمر حمل طفرات هائلة مست حقل كتابة التاريخ‪،‬‬ ‫وخاصة على مستوى طرق تجميع المعطيات‪ ،‬وتوسيع مفهوم الوثيقة والشواهد‬ ‫والمتون‪ .‬لم يعد مؤرخ اليوم يستكين لمحكيات المتون اإلسطوغرافية‬ ‫الكالسيكية المتوارثة‪ ،‬كما لم يعد يقبل بمسلمات إواليات صنعة المؤرخ في‬ ‫تفسيره لديناميات التحول داخل نظيمة الدولة وداخل نسق البنى المجتمعية‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنه لم يعد يقبل بحصر نفسه داخل طوق مرجعيات الثقافة المدونة‬ ‫العالمة‪ .‬وفي مقابل هذا االنزياح‪ ،‬بدا المؤرخ أكثر نزوعا نحو اإلنصات‪ ،‬وحسن‬ ‫اإلنصات‪ ،‬لنبض المجتمع من خالل اآلليات المعبرة عن هذا النبض‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها أدوات اإلعالم وإنتاج الصحافة وطرق التواصل‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬انفتاح‬ ‫متواصل على ذاكرة الصحافة‪ ،‬باعتبارها ذاكرة تاريخية تسعى للتوثيق للحظة‬ ‫وللكتابة عنها ولفك طالسمها ولفهم أسرارها‪ .‬وقد ساعد على ذلك‪ ،‬انخراط‬ ‫الصحافة في لعبة “صنع الحدث” عبر تغطياتها وتحقيقاتها‪ ،‬وأساسا عبر‬ ‫دورها المتزايد في صناعة الرأي العام وتوجيهه وفق ما يخدم مصالح القوى‬ ‫المتدافعة داخل الدولة والمجتمع‪ .‬وقد تزامن ذلك مع تبلور انفتاح راشد‬ ‫بالمغرب وبعموم البالد العربية‪ ،‬على النهل من معين نتائج آخر االجتهادات‬ ‫العلمية التي ارتبطت بعلم التاريخ على الصعيد العالمي‪ ،‬في مسار مجدد ساهم‬ ‫في التأصيل لقيم التجديد المنهجي والمعرفي الذي أضحى يعرفه هذا المجال‬ ‫بشكل مضطرد‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬بدأ الحديث داخل البيئة العلمية المغربية عن‬ ‫مفاهيم مدخلية بهذا الخصوص‪ ،‬بل وعن توظيفاتها داخل مجال الدراسات‬ ‫القطاعية أو المونوغرافية أو البيوغرافية أو المجهرية ذات الصلة‪ ،‬مثل “التاريخ‬ ‫الجديد”‪ ،‬و”التاريخ االجتماعي”‪ ،‬و”تاريخ الهامش”‪ ،‬و”التاريخ من أسفل”‪...‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫إلى مادة صقيلة‪ ،‬قابلة لالستثمار العلمي الذي يمكن أن ينهض عليه المتن‬ ‫العلمي‪ ،‬بلغته الصارمة وبأدواته الحديدية التي ال تتمايل مع األهواء وال مع‬ ‫العواطف وال مع النزوعات‪ .‬باختصار‪ ،‬فالصحافة مجال رحب أضحى يعكس‬ ‫مجمل التحوالت المجتمعية الراهنة‪ ،‬بل ويوجه عين المؤرخ نحو قضايا لم تكن‬ ‫تندرج –بالضرورة‪ -‬ضمن إواليات صنعة كتابة التاريخ‪ ،‬مثل التراث الرمزي‪،‬‬ ‫والحركات االحتجاجية‪ ،‬وقضايا المهمشين‪ ،‬وتنازع سلط المركز واألقاصي‪...،‬‬

‫في إطار هذا االنفتاح المتزايد على هذا المجال الثري‪ ،‬يندرج صدور كتاب‬ ‫“الصحافة والتاريخ‪ -‬إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن”‪ ،‬لألستاذ الطيب‬ ‫بياض‪ ،‬عند مطلع سنة ‪ ،2019‬في ما مجموعه ‪ 175‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫الكبير‪ .‬والعمل الجديد‪ ،‬تتويج لمسار هام في التنقيب في تالوين التاريخ الراهن‪،‬‬ ‫من زاوية االنخراط في مغامرة الكتابة التخصصية القائمة على أساس اعتبار‬ ‫مجال التاريخ حقال الستيعاب الحوار المتواصل بين تراكم الماضي وإفرازات‬ ‫الحاضر‪ .‬فالتاريخ يشكل جسرا مفتوحا بين ضغط الحاضر وإشكاالت الماضي‪،‬‬ ‫ذلك أن أسئلة الحاضر تشكل إفرازا إلشكاالت الماضي‪ ،‬كما أن فهم إشكاالت‬ ‫الماضي تظل من ضرورات البحث والتفكيك داخل شواهد الحاضر‪ .‬ولقد‬ ‫لخص األستاذ بياض األفق العام لهذا البعد‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪:‬‬ ‫“تبدو العالقة بين الصحافة والكتابة محكومة في بعض الكتابات بالتمايز‬ ‫والمفاضلة حينا‪ ،‬وبتنازع االختصاصات وسؤال المشروعية واألحقية أحيانا‬ ‫أخرى‪ ،‬في صورة مشهدية يتراءى فيها الصحافي والمؤرخ يستالن سيفيهما‬ ‫في ساحة الوغى‪ ،‬فيتطاير النقع قبل استجالء من يظفر بغنيمة الخبر‪ .‬وعادة ما‬ ‫غالف الكناب‬ ‫يجري ربط هذا الصراع بكتابة التاريخ الفوري أو الراهن‪ ،‬كما لو أن المؤرخ‪ ،‬بما هو‬ ‫صحافي للماضي‪ ،‬يريد أن يضيف لدائرة “نفوذه” ومجال اختصاصه واهتمامه قضايا‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬أضحت الصحافة أكثر انفتاحا على استثمار عطاء درس التاريخ‪ ،‬خاصة مع بروز معالم الحاضر التي استأثر بها الصحافي الذي جرى نعته بمؤرخ اللحظة‪ .‬قد يظهر تنازع النفوذ هذا مقبوال‬ ‫التوجهات االحترافية في صياغة التحقيقات‪ ،‬وكلمات الرأي‪ ،‬والتتبع الميداني‪ .‬فبرزت أسماء وطنية كان حول مساحة االشتغال في التاريخ الراهن لو اقتصر األمر على انفراد الصحافي باقتحام مجال يفترض‬ ‫لها قصب السبق في وضع أسس تكسير الفجوات وسوء الفهم المتبادل بين أداء الصحافي المهني من أنه مخصص للمؤرخ‪ ،‬لكن أليست لكتابات السوسيولوجي واالقتصادي وعالم السياسة وغيرهم كثير‬ ‫جهة‪ ،‬وبين انشغاالت المؤرخ المتخصص من جهة ثانية‪ .‬ولعل فيما راكمته أسماء رائدة مثل محمد من باقي الباحثين المنتمين لحقول المعرفة اإلنسانية إسهاما في كتابة التاريخ الراهن؟ هل المشكلة‬ ‫العربي المساري وقاسم الزهيري ومحمد باهي‪ ،‬دليل على عمق هذا المنحى وعلى قوة انغراسه داخل مقتصرة فقط على األخبار واإلخبار‪ ،‬ومن يتصدى لصناعة الخبر وتقديمه؟ أم المسألة أشد تعقيدا‬ ‫مجال تلقي المادة اإلعالمية المكتوبة ببالدنا‪ .‬وإذا كان الحديث عن حدود التجاور أو التباعد بين تتعلق بصنعة التاريخ ومهنة الصحافة؟ قد نرى في المؤرخ وحده القادر على التملك العلمي للمعالجة‪،‬‬ ‫مجال الكتابة الصحافية االحترافية وبين مجال الكتابة التاريخية المتخصصة قد أضحى يثير الكثير من لكن عن أي مؤرخ نتحدث؟ هل المؤرخ اإلخباري التقليدي أم المؤرخ المجدد‪( ”...‬ص‪.)11 .‬‬ ‫االهتمام لدى المؤرخين‪ ،‬فإن األمر قد بدأ في االندماج داخل مخاض التأسيس لقواعد التاريخ الراهن‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬ساهمت في تأطير الرؤية التي اشتغل عليها األستاذ بياض‪ ،‬وجعلته يقدم عمال‬ ‫وأدواته التفكيكية والنقدية المهيكلة‪.‬‬ ‫متميزا‪ ،‬نجح –من خالله‪ -‬في الربط بين عنصرين متالزمين في أي دراسة أكاديمية تتوخى القوة‬ ‫لم يعد المؤرخ يكتفي بالتركيز على الطابع السطحي في الكتابة الصحفية‪ ،‬وال على بعدها المغرق المنهجية والتجديد المعرفي‪ ،‬أولهما تقديم قسم نظري حول إشكاالت العالقة الملتبسة بين التاريخ‬ ‫في التركيز على قضايا التشويق واإلثارة‪ ،‬وال على لغتها “السهلة” التي كثيرا ما تنحرف نحو دغدغة والصحافة‪ ،‬من خالل مواكبة آخر التجديدات العلمية التي يعرفها علم التاريخ على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫عواطف المتلقي‪ ،‬بل تزايد الوعي بضرورة قراءة هذه المنزلقات بوصفها جزءا مركزيا في التوثيق وثانيهما‪ ،‬تقديم “إضاءات وتفاعالت” راصدة لتحوالت واقع الدولة والمجتمع المغربيين الراهنين‪،‬‬ ‫لتحوالت الراهن‪ ،‬بما لها وبما عليها‪ ،‬بإشراقاتها وبعناصر سقوطها‪ ،‬بطابعها الوظيفي الفاقع من زاوية التتبع اإلعالمي الرصين اللتباسات الواقع اليومي‪ .‬وسواء تعلق األمر بالمستوى األول أم‬ ‫وبنزاهتها وبجديتها‪ .‬فصنعة التاريخ تظل قادرة على إفراز أدوات نقدية كفيلة بتفكيك بنية الخطاب بالمستوى الثاني‪ ،‬نجح الكتاب في اإلمساك بالخيط الرفيع الناظم للعالقة بين البعد النظري التأصيلي‬ ‫الصحفي قبل إدماجه داخل سيرورة البحث باعتباره مادة مرجعية ال غنى عنها في كل عمليات تجميع للموضوع من جهة‪ ،‬وبين اإلضاءات التي أحسنت عين المؤرخ التقاط تفاصيلها‪ ،‬ثم التفاعل معها‬ ‫المادة المصدرية الضرورية لكتابة التاريخ الراهن‪ .‬وإذا كانت األطروحة الجامعية التي اشتغل عليها بعيدا عن هوس اإلثارة ونزوعات التوجيه والتوظيف والتحريف من جهة ثانية‪ .‬وفي هذا الجانب‬ ‫األستاذ جامع بيضا حول الصحافة الوطنية المغربية المكتوبة خالل النصف األول من القرن الماضي قد بالذات‪ ،‬نجح المؤرخ في الحفاظ على صرامة لغته العلمية‪ ،‬في مقابل نزوع متزايد نحو تطويع خطابه‬ ‫ساهمت في إضاءة الكثير من عتمات مجال الدراسة‪ ،‬بعد أن أسست لتنظيم عملية االستنطاق العلمي التواصلي بلغة مرنة موجهة لعموم المتلقين‪ ،‬تحافظ على وفائها لمنطلقات الهواجس األكاديمية‪،‬‬ ‫لمظانها‪ ،‬فإن االنفتاح المتزايد على تحوالت الخطاب اإلعالمي بمختلف تعبيراته المتداخلة أضحى في مقابل االهتمام باالنتشاء بملكة اللغة الشفيفة في مواكبة الحدث وفي تطويع تفاصيله وفي‬ ‫مجاال أثيرا لتجميع الرؤى والمواقف والقراءات‪ ،‬قبل إخضاعها لعمليات النقد العلمي الضرورية لتحويلها تفكيك أسراره‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬في توفير شروط الفعل والتأثير لدى المتلقي‪.‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬

‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المبدعـة‬ ‫ِّيشــة‬ ‫هذه شذراتٌ سرديــ ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر‬ ‫َ‬ ‫درب‬ ‫من شرفةِ الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حدا ٍء فجريٍّ على ِ‬ ‫الخضير‪..‬‬ ‫الحيــارى‪ ،‬والمكلومين‪ ،‬والحالمين بمساقـطِ الغيثِ‬ ‫اليوم‪،‬‬ ‫حر‬ ‫ِ‬ ‫و َل َج بيتَهُ مكدود ًا الهث ًا من ِّ‬ ‫أن هذه الشذرات اختارت لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫صحيحٌ َّ‬ ‫ونفس ًا‬ ‫ظهر ُه‪..‬‬ ‫قو َ�س ْت‬ ‫اللمحةِ فـي غـاللــةٍ نثــريـةٍ فنيـةٍ ذاتِ و�أثقالِ � ِ‬ ‫أكيا�س ال َّد ِ‬ ‫قيق التي َّ‬ ‫َ‬ ‫قصيراً‪ ،‬لكنها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحبَ بها‪ ،‬وفتــح ذراعيــه لساللها‪ ،‬فقد‬ ‫افترَ َ‬ ‫ور�سم يف خيالهِ طبق ًا من‬ ‫�ش ح�صري ًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أ�سماك‪..‬‬ ‫أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها �‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪،‬‬ ‫ثم َّ‬ ‫عميق !‬ ‫نوم‬ ‫ٍ‬ ‫غط يف ٍ‬ ‫واخضالل المآب ‪..‬‬

‫َك ْ‬ ‫ـــدحٌ‬

‫َغ َز ٌل‬

‫ح َّد ِ‬ ‫قت امل ِْر� ُآة طوي ًال يف وجهِ ها‪:‬‬

‫ٌ‬ ‫ود َع ٌج‪ ،‬و�ضفري ٌة كاحلريرِ ‪ ،‬وكرزٌ‬ ‫بيا�ض‪َ ،‬‬ ‫على �شكْ لِ �شفتنيِ !‬ ‫تنه ِ‬ ‫و�صارت ق�صيد ًة !‬ ‫دت امل ِْر� ُآة‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬

‫َت ُّ‬ ‫رقبٌ‬

‫ِ‬ ‫ق�ضى ليلتَهُ يف �رشفةِ‬ ‫عمود‬ ‫البيت‪ ،‬مرت ّقب ًا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وزقزقات نور ِه‪..‬‬ ‫ال�ص ّب ِح‪،‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين ‪ .‬ال�شارقة ـ‬

‫باح � َّ‬ ‫أطل هكذا ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫لكن َّ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ُ‬ ‫رائحة َع َفنٍ ‪..‬‬

‫باب ‪..‬‬ ‫و�سحابات ُذ ٍ‬ ‫ُ‬

‫مات يف � َّأولِ ال َّليلِ !‬ ‫حلم َ‬ ‫وج َّث ُة ٍ‬

‫ٌ‬ ‫�صهيل‬ ‫ٌ‬ ‫امللونةِ ‪،‬‬ ‫طفلة تلهو ب�أقالمِ ها‬ ‫َّ‬

‫كرا�ستِها ح�صان ًا � َ‬ ‫أبي�ض‪ ،‬وحقو ًال‬ ‫وتر�سم يف َّ‬ ‫ُ‬ ‫من الوردِ ‪..‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن�رشة الأخبارِ ‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫واملبحوث عنه‬ ‫املدينة‪،‬‬ ‫يجتاح‬ ‫قوي‬ ‫ُ‬ ‫�صهيل ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫م�شاغبة “‪.‬‬ ‫طفلة‬ ‫“‬

‫َ‬ ‫نــغــمٌ‬

‫َّ‬ ‫معطر ًة بالنَّغ ِم‪،‬‬ ‫كانت ليلتُهُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫و�سه ُر ُه يف �ضوءِ‬ ‫رطيب‪..‬‬ ‫�شعري‬ ‫حرف‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬

‫َ‬ ‫حتولت غرفتهُ �إلى رابيةٍ ‪،‬‬ ‫قبيل غفوتهِ ‪ّ ..‬‬ ‫و�رسيره �إلى �أرجوحةٍ خ�رضاء !‬ ‫ُ‬


‫العدد ‪999‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫ميغيل آسين بالثيوس‬ ‫)‪MIGUEL ASIN PALACIOS (1781-1944‬‬ ‫قمة االستعراب اإلسباني المعاصر ‪3/2‬‬ ‫وقد صنف آسين بالثيوس مؤلفات ابن حزم في‬ ‫كتاب عنه إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬الفلسفة ‪ :‬ألف ابن حزم كتبا في مراتب‬ ‫العلوم والمنطق وفي نقد أبي بكر الرازي‪ ،‬وقد ضاعت‬ ‫كلها ولكن بقي لنا ما يستحق الذكر من تواليفه كتابه‬ ‫المسمى (األخالق والسير في مداواة النفوس)‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الفقه واألصول ‪ :‬ألف ابن حزم كتبا كثيرة‬ ‫في الحديث والمذاهب ولكن أهمها على اإلطالق هي‬ ‫‪ :‬كتاب (اإلبطال)‪ .‬وأهمية هذا الكتاب راجعة إلى أنه‬ ‫يبين لنا األسس التي بنى عليها ابن حزم مجادالله‬ ‫ونقده للمذاهب األخرى‪ ،‬وهو الكتاب األساسي الذي‬ ‫يبسط لنا فيه دقائق المذهب الظاهري الذي اعتقده‪.‬‬ ‫وله أيضا كتاب (اإليصال إلي فهم كتاب الخصال)‬ ‫وكتاب (المحلى في الخالف العالي في فروع الشافعية)‬ ‫وكتاب (الفصل)‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬علوم الدين ‪ :‬كتب ابن حزم رساالت كثيرة‪،‬‬ ‫نقض منها آراء أصحاب المذاهب التي اعتبرت منحرفة‬ ‫عن الطريق القويم‪ ،‬أو دلل على أن أسلوب القرآن‬ ‫معجز اليشبه في شيء أي أسلوب من أساليب البالغة‬ ‫االنسانية‪ ،‬وقد ضاعت هذه الكتب‪.‬‬ ‫حاول ابن حزم في دراسته في موضوع األديان‬ ‫أن يوفق بين العقل والعقيدة (سابقا بذلك ابن رشد‬ ‫بقرن من الزمان) واجتهد في أن يطبق على اإللهيات‬ ‫أصول المذهب الظاهري الذي اعتقده‪ ،‬متبعا في ذلك‬ ‫قواعد عامة أوجزها آسين بالثيوس فيما يلي‪ »:‬األخذ‬ ‫بالمعنى الحرفي (الظاهر) للفظ القرآن‪ ،‬و(االجتهاد) في‬ ‫تفسير آية تفسيرا عقليا طبيعيا‪ ،‬اجتهادا يقوم على‬ ‫ما ورد في معاجم اللغة من معاني األلفاظ‪ ،‬وما قرره‬ ‫اللغويون من قواعد البالغة العربية وأصولها‪ ،‬والتزام‬ ‫ما أجمعت عليه األحاديث الموثوق فيها مما صح سنده‬ ‫عن الصحابة أو ما قرره (إجماع) المسلمين وذلك دون (تقليد) لرأي أي مذهب معين»‪.‬‬ ‫رابع ‪ :‬التاريخ ‪ :‬خلف ابن حزم لنا مادة طيبة في التاريخ‪ ،‬منها كتاب (جمهرة أنساب العرب) وهو عظيم الفائدة لمن‬ ‫يدرسون تاريخ اإلسالم في المشرق واألندلس‪ ،‬وكتاب (نقط العروس) وكذلك (الرسالة) المشهورة‬ ‫في (بيان فصل األندلس وذكر علمائه) وقد احتفظ لنا المقري بنصها في (نفخ الطيب)‪ .‬وقد كتب‬ ‫هذه الرسالة جوابا على ما ورد في خطاب بعث به أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن الربيب‬ ‫التميمي القيرواني إلى أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمان بن حزم‪( ،‬يذكر‬ ‫تقصير أهل األندلس في تخليد أخبار علمائهم ومآثر فضلهم وسير ملوكهم)‪ .‬فانبرى ابن حزم‬ ‫يذكر علماء األندلس ويعدد أفضالهم ومؤلفاتهم في حماس بالغ لوطنه‪ .‬قال آسين بالثيوس‬ ‫في حق هذه الرسالة القيمة‪ »:‬إنها تضم ثبتا بما ألف األندلسيون في صفوف اآلداب والعلوم‪،‬‬ ‫وهي في فصول كل منها يدور حول صنف من العلوم واآلداب‪ ،‬ويذكر ابن حزم أمهات مؤلفات‬ ‫األندلسيين في كل علم وفن‪.‬‬ ‫أما آثاره األدبية فيعتبر كتاب (طوق الحمامة) أهم ما ألفه في هذا الباب وهو (رسالة في‬ ‫األلفة واألالف) أي الحب والمحبين(‪.)1‬‬ ‫وفي مجال التصوف درس شخصية ابن عباد الرندي (‪733‬هـ‪791 .‬هـ) المتصوف األندلسي‬ ‫الشهير وكان شاذليا فقد وقف آسين بالثيوس طويال «عند طريقة الشاذلية تتبع نشأتها وأذكارها‬ ‫ورجالها في دراسة جادة وعميقة‪ ،‬ووصف ابن عباد(شرح كتاب الحكم البن عطاء اهلل السكندري)‬ ‫وهو أهم كتبه بأنه منهج كامل لطريقة زهدية صوفية عظيم الفائدة للبادئين في الطريق‬ ‫والذين سلكوه وقاربوا منزلة الكمال‪ ،‬والذين وصلوا إلى ذروة غاية النظر الصوفي وقد وقع على‬ ‫نقاط اللقاء بين هذا الصوفي المسلم وبين صوفي آخر مسيحي‪ ،‬وهو يوحنا الصليبي (‪SAN‬‬ ‫‪JUAN DE LA CRUZ) 1542-1591‬م) وكان شاعرا وزاهدا وصاحب أتباع يطلق عليهم (أهل‬ ‫النور) وأبرز هذه النقاط فكرتا (البسط) و (القبض) وكان أبو الحسن الشاذلي يشبههما بالليل‬ ‫والنهار‪ ،‬فأخذ يوحنا الصليبي ذلك التشبيه وتوسع فيه واستخدم تعبير (النور) و(الظالم)‪ .‬وألن ابن‬ ‫عباد الرندي سبق يوحنا الصليبي بمائتي عام‪ ،‬فال شك أن السابق أثر في الالحق»‪)2(.‬‬ ‫ونشر كذلك كتاب (الحدائق) البن السيد البطليوسي مع ترجمة اسبانية سنة ‪1940‬م‬ ‫فيقول في حقه‪ »:‬إن كتاب الحدائق ال يمكن اعتباره كتاب سهل االستعمال يعين جمهور غير‬ ‫المتخصصين في الفلسفة على معرفة المبادئ الفلسفية‪ ،‬بل له بفضل طابعه السهل المنبسط‬ ‫– أهمية أخرى وهي أنه يعرض علينا صورة صادقة إلى حد كبير للحالة التي كانت عليها المعارف‬ ‫الفلسفية في إسبانيا اإلسالمية في الفترة التي ألف فيها‪ .‬فقد كتب في نفس الوقت الذي كان ابن‬ ‫ماجة يؤلف فيه كتبه‪ ،‬وقبل أبن طفيل وابن رشد في شرح مؤلفات الفيلسوف أرسطو‪ .‬ومما يزيد‬ ‫في أهميته أن ابن السيد يورد فيه فقرات بنصها من محاورة ألفالطون‪ .‬وهذه الفقرات التي يوردها‬ ‫ابن السيد من تلك المحاورة ال تتفق مع نصها اليوناني المعروف مما يثير مشاكل متعددة تتعلق‬ ‫بالمراجع الخاصة بدراسة أفالطون وهي مشاكل جديرة بأن يناقشها المتخصصون في الفلسفة‬ ‫وعالوة على ذلك كله فإن كتاب الحدائق يعتبر أول محاولة للتوفيق بين الشريعة اإلسالمية والفكر‬ ‫اليوناني»(‪.)3‬‬ ‫ويرى الكثير من المؤرخين والمهتمين بالثراث األندلسي واالستشراقي أن أهم اكتشاف‬ ‫قامت عليه شهرة آسين بالثيوس هو موضوع كتابه ‪»:‬األصول اإلسالمية للكوميديا اإللهية»‪LA‬‬ ‫‪ ،”ESCATOLOGIA MUSULMANA EN LA DIVINA COMEDIA‬وقد طبع هذا الكتاب ثالث‬ ‫مرات ‪ 1919:‬و‪ 1943‬و‪ ،1961‬وكان دانتي شاعر إيطاليا الكبير قد أثار الناس وبهرهم بمنظومته‬ ‫الرائعة (الكوميديا االلهية) «فأصبح واحدا من شعراء اإلنسانية الخالدين ‪ .‬وفاق شعراء اليونان‪ ،‬وتربع‬ ‫أميرا للشعر اإلنساني حتى ظهر وليام شكسبير بعده بثالثة قرون تقريبا» (‪.)4‬‬ ‫آسين بالثيوس واألصول اإلسالمية للكوميديا االلهية‪:‬‬ ‫يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي‪ »:‬كانت قنبلة تلك التي ألقاها آسين بالثيوس وهو يلقي‬ ‫خطاب استقباله في األكاديمية اإلسبانية في يناير عام ‪1919‬م‪ ،‬لما أعلن أن دانتي في الكوميديا‬ ‫اإللهية قد تأثر باإلسالم تأثرا عميقا واسع المدى يتغلغل حتى في تفاصيل تصويره للجنة والنار‪ ،‬إذ‬ ‫تبين له أن ثمة مشابهات وثيقة بين ما ورد في بعض الكتب اإلسالمية عن معراج النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وما في رسالة الغفران للمعري‪ ،‬وبعض كتب محي الدين بن عربي من ناحية وما ورد‬ ‫في الكوميديا اإللهية…وراح بالثيوس يعدد نقط التشابه هذه استنادا إلى المصادر اإلسالمية‬ ‫مقارنا إياها بما ورد في الكوميديا اإللهية‪ ،‬وكل ذلك بعلم غزير ومنهج دقيق»(‪.)5‬‬ ‫ولكن هذا الرأي الجريء والصريح قوبل بهجوم شديد من طرف الباحثين في إسبانيا‬ ‫وإيطاليا بصفة خاصة‪ ،‬فقد ذهلوا لهذه المقارنة وعز عليهم أن يفجعوا في أصالة عالمهم الكبير‬ ‫«دانتي» فتصدى لهم آسين بالثيوس بالحجج والبراهين وذلك في الطبعة الثانية من الكتاب‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫التي صدرت في مدريد سنة ‪1943‬م بعنوان‪« :‬األخرويات‬ ‫اإلسالمية في الكوميديا اإللهية»‪ ،‬وملحق بها تاريخ ونقد‬ ‫ومساجالت‪ ،‬ورأى أن األصل اإلسالمي الذي يمكن أن يكون‬ ‫قد أوحى بفكرة (الكوميديا اإللهية)هو إسراء اهلل برسوله‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم إلى المسجد األقصى‪ ،‬وعروجه إلى‬ ‫السماء‪ ،‬وبطل القصة في المعراج هو محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يحكي بنفسه قصة صعوده إلى السماء كما فعل‬ ‫دانتي في قصته الشهيرة‪ ،‬فيقص ما وقع له وما شهده‬ ‫أثنائها‪ ،‬وكلتا الرحلتين ‪»:‬الكوميديا اإللهية» و «واإلسراء»‬ ‫تبدآن ليال في أعقاب حلم عميق‪ .‬ونجد في قصص المعراج‬ ‫اإلسالمية ذئبا وأسدا يقطعان طريق الخروج من النار على‬ ‫المسري به إلى السماء‪ .‬ويقابل ذلك ما يحكيه دانتي من‬ ‫أنه وجد فهدا وذئبة على مخرج جهنم‪ ،‬تحول بينه وبين‬ ‫الدخول…ويذكر دانتي أن السماء أمرت (فريجيل) بأن‬ ‫يعرض على دانتي أن يكون دليله‪ ،‬وفي المعراج اإلسالمي‬ ‫يقود جبريل النبي محمد صلى اهلل عليه وسلم في رحلته‪.‬‬ ‫إن اإلطار العام للقصتين واحد‪ ،‬فإن محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يعرج إلى السماء في صحبة جبريل‪ ،‬ودانتي‬ ‫يطوف في عالم ما بعد الموت في صحبة الشاعر فيرجيل أوال‬ ‫ثم في صحبة (بياتريس) عندما يصل إلى الفردوس‪ ،‬وصورة‬ ‫بياتريس كما يرسمها دانتي مقتبسة من صورة المالئكة‬ ‫كما تصفهم قصة المعراج‪ .‬وفي بعض األحيان يصل األمر‬ ‫إلى التطابق الحرفي بل هناك كلمات وتعبيرات عربية دخلت‬ ‫ملحمة دانتي بمقابالتها اإليطالية الدقيقة‪.‬‬ ‫ويقرر بالثيوس من أن الصعودين – الدانتي‬ ‫واإلسالمي‪ -‬ال يتوافقان في الخطوط العامة فحسب‪ ،‬بل‬ ‫هناك حلقات ذات صور ملموسة يتفق االثنان فيها‪ :‬فالنسر الضخم الذي رآه في سماء (جوبيتر) وقال إنه –أي النسر‪-‬‬ ‫يتكون من حشد يضم آالفا من المالئكة‪ ،‬لهم أجنحة ووجوه يشع منها نور باهر‪ ،‬وهي تخفق بأجنحتها مرتلة أنغام‬ ‫الترتيالت اإلنجيلية‪ ،‬ثم يسكن النسر رويدا رويدا ويحط‪ ،‬كل هذا ما هو إال تضمين لصورة المالك المار الذي رآه محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬يتحول إلى ديك يخفق بجناحيه‪ ،‬ويغني ترتيالت دينية‪ ،‬ثم يحط بعد قليل مع‬ ‫مالئكة تبدو له وكأن كال منهما مجموع ال عدد له من الوجوه واألجنحة ينبعث منها النور‪ ،‬وتتفق في‬ ‫لغائها التي ال حصر لها‪.‬‬ ‫وتتشابه صور العذاب في النار في القصتين‪ ،‬ففي الكوميديا اإللهية نجد ريحا سوداء تعصف‬ ‫بأهل الزنا‪ ،‬وهي (الريح) التي تعصف بهم في جهنم في قصة المعراج‪ .‬وهي الريح التي أرسلها اهلل على‬ ‫قوم عاد‪ ،‬كما أننا نجد دانتي يتطهر مرتين في أنهار الجنة ثم يلقي (بياتريس)‪ .‬وهذا التطهر بالماء‬ ‫أو (الوضوء ) ال تعرفه أوروبا المسيحية‪ ،‬وإنما هو إسالمي صرف‪.‬‬ ‫ويطيل آسين بالثيوس الوقوف عند الصوفي محي الدين بن عربي‪ ،‬ويذهب إلى أنه من الممكن‬ ‫أن نجد عند األصول التي قبس دانتي منها هيئة جحيمه ورتبه على مثالها‪ ،‬وكال الرجلين –دانتي وابن‬ ‫عربي – يميالن إلى استخدام الهيئة الدائرية أو صورة قبة الفلك‪ :‬فأطباق الجحيم ومساري النجوم‬ ‫ودوائر الوردة الصوفية وجماعات المالئكة ‪ ،‬التي تحف بمطلع النور اإللهي‪ ،‬والدوائر الثالث التي‬ ‫ترمز إلى الثالوث (عند دانتي)‪ ،‬كل هذه وصفها الشاعر الفلورانسي كما وصفها الصوفي المرسي‪ ،‬بل‬ ‫إن ابن عربي رسم هذه الدوائر بيده‪ ،‬ويالحظ أن الرسوم التي خططها الدانتيون بعد قرون كثيرة‬ ‫ليمثلوا بها أوصاف (الكوميديا اإللهية)تتفق تمام االتفاق مع ما أورده ابن عربي في فتوحاته من‬ ‫الرسوم‪ .‬وقد تناول هذا الموضوع العديد من الباحثين في مجاالت ثقافية متعددة نذكر منها ما يلي‪:‬‬ ‫(نموذج مبكر للنقد األدبي المقارن في الثقافة العربية المعاصرة)‪ -‬قراءة لكتاب قسطا كي‬ ‫الحمصي «منهل الوراد في علم االنتقاد» يوسف أبوالعدوس‪ .‬مجلة «أبحاث اليرموك» (سلسلة‬ ‫اآلداب واللغويات) – المجلد ‪ :‬الخامس‪ .‬العدد الثاني (‪ .)1987‬ص‪ 71‬و‪.72‬‬ ‫(األصول العربية للكوميديا اإللهية)‪ .‬د‪.‬حسن مؤنس‪ .‬مجلة «العربي» – عدد ‪.)1970( 142‬ص‬ ‫‪ 83 :‬و‪.39‬‬ ‫‪( - 3‬العنصر اإلسالمي في الكوميديا اإللهية)‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل أنيس الطباع‪ .‬مجلة‪ :‬دعوة الحق‪- :‬‬ ‫عدد الثاني – السنة ‪ :‬الثامنة (‪ .)1964‬ص‪ 25‬و ‪.26‬‬ ‫‪( - 4‬موازنة بين الكوميديا اإللهية وقصة المعراج)‪ -‬د‪ .‬محمد عبدالملك الكتاني‪ .‬مجلة‬ ‫«دعوة الحق» – عدد مزودج ‪8‬و‪ .9‬السنة ‪ :‬السابعة (‪ .)1964‬ص‪ 15‬إلى ‪.19‬‬ ‫‪( - 5‬قمة االستشراق اإلسباني المعاصر) – د‪ .‬الطاهر أحمد مكي‪ .‬مجلة «آفاق عربية» –‬ ‫عدد‪ :‬الثالث‪ .‬السنة ‪ :‬الثالثة (‪.)1977‬ص ‪ 76‬و‪.77‬‬ ‫‪( - 6‬المصادر اإلسالمية في الكوميديا اإللهية)‪ .‬لوسيان بورتييه ترجمة – ابتهال يونس‪.‬‬ ‫مجلة «فصول» – الجزء األول من العدد الخاص باألدب المقارن ‪.‬المجلد الثالث (‪ .)1983‬ص‬ ‫‪ 198‬إلى ‪.201‬‬ ‫‪( - 7‬أثر كتاب المعراج على الكوميديا اإللهية)‪ .‬د‪ .‬عطا بكري مجلة « العربي»‪ .‬عدد ‪106‬‬ ‫(‪ .)1967‬ص ‪ 111‬إلى ‪.113‬‬ ‫‪( - 8‬الشرق واألدب األلماني‪ -‬بصمات شرقية في األدب األلماني الوسيط)‪ .‬بقلم‪ :‬أثوشبيس‬ ‫مجلة «فكر وفن» األلمانية‪ .‬عدد‪ :‬الحادي عشر (‪.1968 )11‬ص ‪ 57‬و ‪.58‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ .1‬تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬آنجيل غونثاليت بالينثا ‪.‬ص‪ 217‬و ‪ 218‬و ‪ 219‬و ‪ 220‬و ‪..221‬‬ ‫‪ .2‬تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬بالينتيا‪ .‬ص‪ .390‬و مجلة «آفاق عربية» ‪ .‬عدد ‪ .1977 .3‬ص‪.77 :‬‬ ‫‪ .3‬تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬آنجيل غونثاليت بالينثا ‪.‬ص ‪334‬و ‪. 335‬‬ ‫‪ .4‬مجلة «العربي» ‪ .‬عدد ‪ 1970 .142‬ـ األصول العربية للكوميديا االلهية‪ .‬د‪ .‬حسن مؤنس‪ .‬ص‪.38‬‬ ‫‪« .5‬دور العرب في تكوين الفكر األوربي‪ .‬د‪ .‬عبد الرجمن بدوي‪.‬ص‪. 49:‬‬


‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)462‬‬

‫الآلءات الثالث‬

‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪....‬ذهب الظنُّ‪ ،‬بقراءة متأنية‪َّ ،‬‬ ‫أن‬ ‫العدوان الثالثي على جمهورية مصر العربية‬ ‫منذ سنة ‪1956‬م‪ ،‬وعلى القضية الفلسطينية‬ ‫مازال قائما‪ .‬وهم‪ ،‬عدوُّكَ‪ ،‬وصديق‬ ‫عدُوِّكَ‪ ،‬وعدُوٌّ‪-‬ذاتي‪ .‬وهذا األخير قد‬ ‫يعطي لآلخر ما ال يملك‪ ،‬زاعما الحفاظ على‬ ‫أمنه االستراتيجي ! ثالثة حروب على غزَّة‬ ‫ولم تهزمها‪ ،‬رغم ارتكابها جرائم حرب‪ ،‬ما‬ ‫فتئتْ تقوم بها إسرائيل ضدًّا ّ‬ ‫كل القوانيـن‬ ‫الدوليــة‪ .‬استخفاف بعقول المواطنين‪،‬‬ ‫بنفاق سياسي‪ ،‬لعالقات بين اإلنسان‬ ‫واألشياء الغير المرْئية؟! ‪ ...‬جاءتْ اتفاقية‬ ‫الغاز بين دولة عربية وإسرائيل للتطبيع‬ ‫يتكشف عن سحر عكس إرادة الشعـب‬ ‫العربـي‪ .‬ومن منهم يطالب بالحريات العامة‪،‬‬ ‫منها حرية التعبير‪ ،‬يتهم بالخيانة العظمى‬ ‫ويصبح عميال لبعض الدول‪ ،‬في خانة‬ ‫العدوِّ ! وفقاً للمعنى المستخدَم به لهذا‬ ‫المصطلـــح مع «العـدوان» ! في خضمِّ‬ ‫استفحال األزمات العربية‪ ،‬ومواصلة سياسة‬ ‫العصى والجــزرة‪ ،‬انتهتْ اإلدارة األمريكيــة‬ ‫الحاليـــة ومفكريهاإلى«مشـــروعالقــرن»‪،‬‬ ‫متجاهلة بذلك قرارات األمم المتحدة‬ ‫ومجلس األمن ‪ ،‬و التقليل من قيمتها لصالح‬ ‫الكيان الصهيوني االستعماري‪ .‬هو مشروع اإلمالءات لإلدارة األمريكية‬ ‫على الشعب الفلسطيني ـ تسعى من خالله إلى إقناع العالم‪ ،‬أنها‬ ‫بالفعل عامل سالم ! فقد أضافتْ قراراً أُحادِياً سياسياً خاطئاً‪ُّ .‬‬ ‫فكل‬ ‫هذه اإلمالءات تلقى من الشعب العربي واإلسالمي والفلسطيني‪،‬‬ ‫لِآلءات ثالث ‪ :‬ال للوطن البديل وال للتوْطين وال للتنازل‪ .‬هي دولة‬ ‫فلسطينية ذات سيادة على أرضها‪ .‬ال دولة في غزَّة‪ ،‬وال تمدُّدَ لغزَّ َة‬ ‫َّ‬ ‫إال في جغرافية فلسطين‪ .‬واألردُن هي األردن‪ .‬وسيناء هي مصر‪.‬‬ ‫إسرائيل هي دولة الباطل‪ ،‬لها ساعة‪ ،‬وفلسطين دولة الحق حتى تقوم‬ ‫الساعة‪ .‬لنْ تنفع غطرسة اإلدارة األمريكية الحالية ولم ولن تنجح في‬ ‫أن تستديم‪ .‬حتى ْ‬ ‫ْ‬ ‫وإن كان في منظورها لسياسة ناجحة ! وقد يؤثر‬ ‫األمر على الشعب األمريكي في االنتخابات القادمة ؟ وقد يُلحق كذلك‬ ‫األذى بالشعب األمريكي نفسه ؟ ألم يضِقْ صبر أروبا من مواقف‬ ‫اإلدارة األمريكية بعد ؟ وهي تُهدِّدُ استمرار عالقة أروبا مع النظام‬ ‫اإليراني‪ ،‬إذ يُلحق األذى أيضاً بالشعبين اإليراني واألروبي‪ .‬وماذا يعني‬ ‫لها تهديد االقتصاد العالمي ؟ والسلم العالمي ؟ والشرق األوسط‬ ‫سوف يكون هو البؤرة األساسية للحروب‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه إسرائيل‬ ‫بمنهج البغاء العقلي‪ .‬فسوف تسقط العالقة الحميمة بين أمريكا وأروبا‬ ‫؟ التي تعاني هي األخرى من المشاحنات بين دولها‪ .‬ربما بعض دول‬ ‫الشرق األوسط يعرفون ما يُريدون‪ ،‬وال يعرفون ما ال يُريدون ! فهل‬ ‫اإلدارة األمريكية الحالية تدقٌّ مسماراً جديداً في نعشها مع أروبا ؟‬ ‫لكنَّ الدَّهر كفيل لكي يُصلح ما أفسده الطغيان‪ .‬هو الدَّهرُ الذي‬ ‫ضرب القاضي السفاح وبقي سنوات في حالة مسيئة‪ ،‬ثمَّ عزله (الدَّهر)‬ ‫وأخذ ثروته‪ .‬ف «يوم لك ويوم عليك» (اإلمام علي‪ ،‬كرَّم اهلل وجهه )‪.‬‬ ‫فإن كان لك فال تخطأ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫وإن كان عليك فال تنسى ‪ ..‬األرض والقدس‬ ‫الشريف لفلسطين‪ ،‬مهما طال الزمان‪ ،‬وللشعب الفلسطيني كيفية‬ ‫تدْبير الصراع الطويل المرير مع الكيان الصهيوني‪ ،‬وعلى مواقف‬ ‫واضحة وبدون لبس ‪ ..‬فاألمور تقاسُ بنتائجها‪ .‬كيف تدبرُ «صفقة‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫القرن» من لدُن اإلدارة األمريكيـــة‬ ‫الحالية‪ ،‬وعمرُها أربع سنوات أو ثماني‬ ‫سنوات فينقضي ‪،‬و تذهب «أدراج الرياح»‪،‬‬ ‫أم بمفهوم السلطة المطلقة‪ ،‬لكشفها‬ ‫الحالة «السرطانية»‪ ،‬التي تعيشها بعض‬ ‫الدول العربية واإلذعان لها‪ .‬أال تعلم‬ ‫َّ‬ ‫أن‪ ،‬بين طرفة عين يغير اهلل من حال‬ ‫إلى حال‪ .‬وأال تعلم ايضاً َّ‬ ‫أن العبقرية‬ ‫األمريكية الهائلة قد تنتقل في ظرف‬ ‫قرن من الزمان‪ ،‬إلى العرب كما أثبت ذلك‬ ‫العالم الفيزيائي الفرنسي «بيير دو هيم»‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أن العلم اليوناني وخاصة الرياضيات‬ ‫قد انتقل من اليونان إلى العرب‪ ،‬على‬ ‫افتراض تفوُّق العلم الغربي بالعقدة‬ ‫التي يعانــــي منها اإلنســـان األبيض‬ ‫على غيره‪ ،‬بتدَنّي مستواه العرْقي‪،‬‬ ‫فيجبُ استعمارها (الشعوب العربية)‬ ‫لتكن ثديَا حلوباً للغرب‪ .‬وقد سادتْ‬ ‫وما تزال في ذاكرة الغرب الكلونيالي‪،‬‬ ‫لتمجيد الذات‪ .‬ونجد مبرِّرات ذلك عند‬ ‫اليمين المتطرِّف الغربي‪ ،‬واإلسرائيلي‪،‬‬ ‫بارزة في إيديلوجيتهم أثناء االنتخابات‪،‬‬ ‫وهم يؤمنون «بمنزلتهم الجينية» ! ألم‬ ‫يكن العقل العربي هو الذي مهدَ السبيل للعقل الحديث في الغرب‬ ‫للقيام بالنهضة العلمية ؟ ألم يكن البن رشد التأثير العلمي إلخراج‬ ‫أبحاثه‪ ،‬أروبا من الظلمات إلى نورالعقل‪ ،‬ولم يكن ألمريكا حينئذ وجودٌ‬ ‫حضاري وال علمي ‪ ..‬ننتهي إلى القول إنَّها تبدو كخطب سياسية‬ ‫لتكريس األمر الواقع والراهن في فلسطين‪ .‬لعلها تؤمن على النهج‬ ‫الصهيوني‪ ،‬الذي يقتل األطفال ويمتلك السالح النووي إلبادة الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬كما‪ ،‬أُبيدتْ قبائل الهنود الحمر‪ ،‬وجيئ بالمستوطنين‬ ‫من الغرب للتنقيب عن الذهب والستعمار القارة األمريكية ‪ ..‬الغرب‬ ‫أن يستحقَّ مقولة «مارتين لوتير كينج» ‪َّ :‬‬ ‫يحقُّ له ْ‬ ‫إن في جهنم مكانا‬ ‫ألصحاب المواقف الرمادية‪ .‬هذه «النبوءة» الصهيونية لن تقوم لها‬ ‫حسمَ األمرُ في محكم كتاب اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪ ~ :‬وقضينا‬ ‫قيامة‪ ،‬إذ ِ‬ ‫َّ‬ ‫لتفسدُن في األرض مرَتين ولتعلنَّ‬ ‫إلى بني إسرائيل في الكتاب‬ ‫بأس‬ ‫علوّاً كبيراً (‪ )4‬وإذا جاء وَعْدُ أوالهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي ٍ‬ ‫شديدٍ فجاسوا خالل الدِيار‪ ،‬وكان وَعداً مفعو ًال ‪( ....‬صدق اهلل العظيم‬ ‫‪ ..‬سورة اإلسراء من اآلية األولى إلى اآلية الثامنة)‪ .‬فالعقل المسلم‬ ‫يتصوَّرُ ذاته من أداة أخالقية في اتجاه مرضاة اهلل عز وجل‪ .‬للشاعر‬ ‫أحمد إبراهيم أبيات من نظمه ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫خيانة‬ ‫لح اليهــود‬ ‫ُعظمـى‪ ،‬و ُيعلمنــا بـذا الآبـاءِ‬ ‫ُك ّنا نرى ُ�ص َ‬ ‫رخــاء!‬ ‫البالد‬ ‫على‬ ‫ـــم‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫أطيب‬ ‫�‬ ‫ال�صلح‬ ‫واليوم هذا‬ ‫لكٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ِواء‪.‬‬ ‫ا�ست َ‬ ‫ُبيح ل ُ‬ ‫يرت�ضـــي ْ‬ ‫نعي�ش يف ِ�سعةٍ َمنْ ْ‬ ‫دَر َب اجلهادِ �إذا ْ‬ ‫و بحساسية إبداعية خالقة للشاعر محمود درويش ‪:‬‬ ‫فلسطيني أنا اسمي فلسطيني‬ ‫نقشتُ اسمي على ّ‬ ‫كل المياديني‬ ‫بخط بارز يسمو على كل العناويني‬ ‫حروف اسمي‪ ..‬حرف اسمي تالحقني‪ ..‬تعايشني‪ ..‬تغذيني ‪..‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪462‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد اهلل بنتريعة‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪18‬‬

‫عــن عمــر ينــــاهــز ‪ 81‬سنـــة‬ ‫وذلك صبـــاح الخميـــس ‪ 20‬يونيــــو‬ ‫‪ ،2019‬وشيـــع جثمانـــه الطاهــر‪،‬‬ ‫في اليــوم الموالي‪ ،‬فـــــي موكــب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة سيدي اعمار‪،‬‬ ‫بعد صالة الظهر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقــدم‬ ‫أسرة جريــدة «الشمال» بأحر التعازي‪،‬‬ ‫إلى أرملة الفقيد السيــدة الزهـــرة‬ ‫بوهالل‪ ،‬وإلى أبنائهما نوفـل وحاتم‬ ‫ومــريـم‪ ،‬وإلى جميع أفـــراد عائالت‪،‬‬ ‫بنتريعة وبوهالل وبنصالح والورياغلي‬ ‫وقنجاع والشاط والصفريوي‪ ،‬راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد‬ ‫عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫كالوشا بواليا‪« :‬المغرب من أقوى المرشحين‬ ‫للفوزبكأس إفريقيا لألمم»‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪999‬‬

‫الثالثاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 01‬يوليوز ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫عن اتحاد طنجة‬ ‫كل المؤشرات توحي بأن صيف اتحاد طنجة لكرة القدم سيكـون‬ ‫ساخنا أكثر من الالزم‪ ..‬ودرجة حرارته قد تزيد من تأزيم وضعية فارس‬ ‫البوغاز في الموسم المقبل‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫قال كالوشا بواليا نجم منتخب زامبيا السابق أن المنتخب المغربي يملك‬ ‫مجموعة جيدة من الالعبين‪ ...‬مشيرا الى أنه ينتظر ان يقدم عروضا جيدة‬ ‫في كأس إفريقيا بمصر‪ ،‬حيث يتواجد في المجموعة الرابعة إلى جانب‬ ‫منتخبات كوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا‪.‬‬ ‫وأكد في تصريحات صحفية ان الفريق المغربي لم يظهر بمستوى‬ ‫جيد في المباراتين الوديتين امام غامبيا وزامبيا حيث خسرهما‬ ‫معاولكن ذلك ال يعكس المستوى الحقيقي ألسود األطلس‬ ‫مضيفا أنه متأكد من الحضور القوي الشبال المدرب‬ ‫هيرفي رونار في الكان‪.‬‬ ‫و ختم كالوشا بواليا تصريحاته بالقول‪« :‬المنتخب‬ ‫المغربي يملك العبين جيدين ويملك مدربا محنكا يعرف‬ ‫الكرة اإلفريقية جيدا‪ ..‬لذلك فأنا ارى أن أسود األطلس من أقوى المرشحين للفوز باللقب»‪.‬‬

‫فريق توريمولينوس اإلسباني‬ ‫يفوز بمهرجان طنجة للميني باسكيط‬

‫والبداية ستكون بالجمع العام الذي حدد له تاريخ الثالث من يوليوز‬ ‫القادم‪ ...‬وهو يأتي في ظرف صعب ووضعية حرجة نتيجة االنقسامات‬ ‫داخل المكتب المسير والتي كانت أحد العوامل التي أثــرت سلبــا على‬ ‫مسيرة النادي ونتائجه السلبية في الموسم الماضي وجعلـت الفريق‬ ‫البطل يعجز عن الدفاع عن لقبه ويكتفي بالرتبة الخامسة في جدول‬ ‫الترتيب النهائي للبطولة االحترافية‪..‬‬ ‫االنتقادات الشديدة التي صاحبت النتائج السلبية قلبت األمور رأسا‬ ‫على عقب وأدت إلى عدم التجديد للمشرف التقني العام عبد الرحيم‬ ‫طاليب الذي فضل تغيير األجواء واالبتعاد عن المشاكل والتوقيع لفريق‬ ‫الجيش الملكي‪.‬‬ ‫عدم وفاء السلطات المحلية بالتزاماتها وتقديم الدعم المالي للفريق‬ ‫خالل هذه الحقبة التي تتطلب مبالغ مالية ضخمة لجلب العبين وإطار‬ ‫تقني وأداء المستحقات المالية لالعبين الذين ينتظرون الذي يأتي وال‬ ‫يأتي‪.‬‬ ‫المعطى السلبـي اآلخـر يتمثـل في قرار وزارة الشبــاب والرياضـة‬ ‫القاضي ببدء عملية صيانة مالعب القرية الرياضية في الفترة مابين ‪25‬‬ ‫يونيو و‪ 25‬شتنبر‪ ،‬مما يفرض على اتحاد طنجة البحث عن ملعب للتداريب‬ ‫حتى وان اقتضى األمر ان يكون عشبه اصطناعيا‪ ،‬مما قد يؤثر سلبا على‬ ‫استعدادات الفريق للموسم القادم خاصة وأن المعسكر التدريبي السابق‬ ‫الذي أقيم بتركيا لم يقدم ما كان منتظرا منه حيث كان فرصة للسياحة‬ ‫ليس إال ‪ ..‬باإلضافة إلى أن الوضعية المالية للفريق اآلن التي ال تسمح‬ ‫بإقامة معسكر إعدادي خارج مدينة طنجة‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل مجتمعة قد يكون لها تأثير سلبي على تحضيرات‬ ‫اتحاد طنجة لكرة القدم للموسم القادم‪ ..‬في الوقت الذي شرعت فيه‬ ‫العديد من األندية في البحث عن قطع غيار جديدة مبكرا وتعزيز ترسانتها‬ ‫البشرية بعناصر يمكن أن تعطي اإلضافة المرجوة حتى تتمكن من لعب‬ ‫أدوار طالئغية في بطولة الدوري االحترافي المقبلة‪.‬‬

‫دوري ابن بطوطة الدولي بطنجة‬ ‫مابين ‪ 23‬و ‪ 27‬يوليوز‬

‫توج فريق توريمولينوس اإلسباني بلقب النسخة السادسة‬ ‫لمهرجان طنجة للميني باسكيط المنظم من قبل اتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة و والية طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪.‬‬ ‫الفريق اإلسباني فاز في المباراة النهائية على اتحاد طنجة بحصة‬ ‫‪.33-53‬‬

‫�أخبار‬

‫الكرة المغربية‬ ‫¿¿ عقـــد المكتــب المسير التحاد طنجـــة لكرة‬ ‫القــدم اجتماعا طارئا جدد خالله الثقــة في الرئيس‬ ‫عبد الحميد أبرشان‪ ،‬قبل الجمع العام المقرر له ‪ 3‬من‬ ‫يوليوز المقبل‪.‬‬

‫‪vvvv‬‬

‫¿¿ فريق الجيش الملكي وحتى ال يتكــرر سيناريو‬ ‫الموسم الماضي مع المدرب «الوس»‪ ،‬تعاقــد مـــع‬ ‫المدرب عبد الرحيم طاليب‪ ،‬لإلشــراف على طاقمه‬ ‫الفني لمدة موسمين‪.‬‬ ‫الفريق العسكري أنهى أيضا أولى تعاقداته في‬ ‫الميركاتو الصيفي بالتعاقد مع حارس الفتح الرياضي‬ ‫السابق أيمن ماجد الذي لعب في صفوفه الموسم‬ ‫الماضي كمعار‪.‬‬ ‫وقرر فريق الجيش الملكي تفعيل شـــراء عقــد‬ ‫الحارس ماجد بقيمة مالية تناهز ‪ 200‬مليون سنتيم‪.‬‬

‫‪vvvv‬‬

‫حدث رياضي هام يحتضنه الملعــب الكبير بطنجة في الفترة ما بين ‪23‬‬ ‫و‪ 27‬من يوليوز المقبل ويتمثل في دوري ابن بطوطة الدولي لكرة القدم‬ ‫والذي سيعرف مشاركة الرجاء الرياضي والنهضة البركانية وليغانيس اإلسباني‬ ‫واتحاد طنجة المنظم‪ .‬مباريات يوم ‪ 23‬ستشهد مواجهتين قويتين‪.‬‬ ‫األولى بين الر جاء الرياضي وليغانيس اإلسباني والثانية بين اتحاد طنجة‬ ‫و نهضة بركان‪.‬‬ ‫وينـــدرج هــذا الدوري الدولي في إطار التحضيرات للموسم المقبل‪..‬‬ ‫حيث تسعى األندية لالستعداد الجيد وإيجاد اللحمة واالنسجام بين مختلف‬ ‫مكوناتها ختى تكون في الموعد‪.‬‬

‫وقد عرفت النسخة السادسة لمهرجان طنجة الكبرى الدولي‬ ‫للميني باسكيط مشاركة أندية من إسبانيا وفرنسا والجزائر‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الوداد الرياضي وأمل الصويرة وطانطان‪.‬‬ ‫وقد جرت على هامش هذا الدوري الدولي محاضرات وندوات‬ ‫وأنشطة رياضية ‪.‬‬

‫¿¿ أقنع فريق النهضـة البركانية مدافعــه عمر‬ ‫النمساوي بتجديد عقده مع الفريق‪ ،‬بعد مفاوضات‬ ‫عسيرة‪.‬‬ ‫وأعلن الفريق البركاني أن المدافع النمساوي الذي‬ ‫انتهى عقده هذا الشهر جدد ارتباطه بالنادي دون‬ ‫اإلعالن عن التفاصيل‪.‬‬ ‫وكان الالعـــب عمر النمســاوي الذي تألق في‬ ‫الموسمين األخيرين مع الفريق البرتقالــي قد تلقى‬ ‫العديد من العروض لكنه فضل في النهاية مواصلة‬ ‫المشوار مع الفريق البركاني ‪.‬‬ ‫هذا األخير نجح أيضا في تجديــد عقد متوســط‬ ‫ميدانه بكر الهاللي‪ ،‬صاحب التجربة والخبرة‪.‬‬

‫¿¿ نجــح فريــق الرجــاء الرياضي في تجديد عقــد‬ ‫العبه الناشئ سفيان رحيمي لخمسة مواسم مقبلة‪.‬‬ ‫رحيمي سيستفيد من مكافأة سنوية تضاعف ‪5‬‬ ‫مرات ما كان يحصل عليـه في عقـــده السابق ليبلــــغ‬ ‫إجمالي ما سيناله في المواسم الخمسة المقبلة ‪600‬‬ ‫مليون سنتيم‪.‬‬ ‫الرجاء تعاقد أيضا خالل الميركاتو الصيفي الحالي‬ ‫مع الكونغولي فابريس نغوما العب نادي فيتا كلوب‬ ‫الكونغولي مقابل ‪ 300‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫كما ضم الالعــب كوليبالــي ليخلف الليبي سند‬ ‫الورفلي الذي يطالب فريقه أهلي طرابلس بمبلغ مالي‬ ‫كبير للتخلي عنه نهائيا‪.‬‬ ‫الفريق البيضــاوي استعاد أيضا نجمــه السابـــق‬ ‫محسن متولي الذي خاض تجربة احترافية في الدوري‬ ‫القطري‪.‬‬

‫‪vvvv‬‬

‫¿¿ شرعت إدارة الوداد الرياضي في التفاوض مع‬ ‫المدرب التونسي فوزي البنزرتي‪ ،‬لتمديد عقده مع‬ ‫الفريق قي المرحلة القادمة‪.‬‬ ‫المدرب التونسي حدد شروطه للبقاء على رأس‬ ‫حامل لقب بطولة الدوري االحترافي المغربي وطالب‬ ‫بالزيادة في راتبه الشهري ليصبح ‪ 60‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫ويرجــح أن ال يقبل رئيس الفريق األحمر سعيد‬ ‫الناصيــري شروط البنزرتــي‪ ،‬السيمــا وأن عقـده‬ ‫الزال مستمــرا مع الفريق حتى الموسـم المقــبل‪..‬‬ ‫ويتضمــن تحسيــن الشروط الماديــة‪ ،‬ولكن دون‬ ‫تحديد قينتها‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪ 25‬يونيو �إلى ‪ 1‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪999‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثانية‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني‬ ‫بمختلف تعبيراته‪ ،‬تسائلها حول تجربتها في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بها عبر تذكرة سفر معنوية‬ ‫وروحية إلى الماضي وإلى المستقبل‪.‬‬ ‫تذكرة السفرالثالثة مع اإلعالمية ثريا الصواف‪ ،‬أحد أبرز الوجوه التلفزيونية المغربية ما بين مرحلة‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات و ‪ ،2000‬فقد أغنت المشاهدة التلفزية المغربية بتجربتها المؤكدة‪ ،‬وطبعتها‬ ‫بالعديد من اإلنجازات الفارقة وقتها‪ ،‬فقد حاورت المرأة بشجاعة نادرة كبار الشخصيات السياسية والثقافية‬ ‫العالمية‪ ،‬من رؤساء الدول والحكومات‪ ،‬وكانت أول إعالمية مغربية استطاعت أن تلج إلى عوالم القصر الملكي‬ ‫المغربي الداخلية في مهمة إعالمية لم تكن سهلة على اإلطالق‪.‬‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫اآلن دعني أنتقل بك إلى الحديث عن‬ ‫التماس األول الذي تم بينك وبين عالم اإلعالم‪.‬‬ ‫كيف ومن أين أتت ثورية الصواف إلى‬ ‫الصحافة؟‬ ‫ودعنا نتحدث عن تجربتك براديو»ميدي‪»1‬‬ ‫وقتها؟‬ ‫هكذا‪ ،‬بعد هـــذه المراحــل التكوينيـــة‬ ‫االبتدائية في مساري‪ ،‬استسلمت خطواتي في‬ ‫الحياة‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬للقدر يقودها بأسلوبه‬ ‫وتقديراته الخاصين‪ ،‬والتي لم يكن أمامي إال‬ ‫اإلذعان لسريانها المرسوم‪ .‬أحيانا يكون حكم‬ ‫القدر أقوى وأنفذ‪.‬‬ ‫هناك منعرجات في حياتنا نخوضها دون‬ ‫أن نكون قد منحنا ألنفسنا ما يلزم من الوقت‬ ‫والتفكير للتدقيق في جدواها ومآالتها‪.‬‬ ‫في سن مبكرة جدا خضت تجربة الزواج‪،‬‬ ‫وعلى ما أعتقد في سن السابعة عشر‪ .‬وكخطوة‬ ‫أولى كان علي وقتها أن أنتقل رفقة زوجي‬ ‫لإلقامة بمدينة القنيطرة‪ ،‬أول مدينة سأسكنها‬ ‫بإحساس المرأة الملتزمة أُسريا‪ ،‬وليس بإحساس‬ ‫الشابة الحيوية المنفتحة‪ ،‬ولربما المنطلقة‪ .‬دام‬ ‫ذلك أربع سنوات ذقت خاللها معنى االستقرار‬ ‫إلى جانب زوجي وأسرتي‪.‬‬ ‫كان قد سبق لي من قبل أن قمت بسفريات‬ ‫غنية متعددة ومتنوعة مع والدي وإخوتي لمدن‬ ‫مغربية كثيرة‪ ،‬ولذلك لم تشكل القنيطرة أي‬ ‫دهشة استثنائية بالنسبة لي‪ ،‬ماعدا طبعا‪ ،‬أنني‬ ‫كنت معنية باكتشافها كفضاء جغرافي‪ ،‬وبمعرفة‬ ‫طبائع أهلها وأمزجتهم وخصوصياتهم في‬ ‫العيش‪ ،‬ومعنية أيضا باكتساب صداقاتهم‬ ‫و«جيرتهم»‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬في القنيطرة كنت معنية بكل ما‬ ‫سيمنحني االنسجام الالزم مع مدينة توجد في‬ ‫الجنوب أتت إليها شابة يافعة من الشمال‪.‬‬ ‫مواليا‪ ،‬سيرسم لي القدر خطوة ثانية‪،‬‬ ‫ودائما كزوجة‪ ،‬وسأنتقل للعيش بمدينة الدار‬ ‫البيضاء‪ .‬ومع تعاقب االستقرار بهذه المدينة‪،‬‬ ‫ولكي أمنح حياتي بعض الدينامية والحيوية‪،‬‬ ‫وللتغلب على روتين أجواء البيت وضجره‪ ،‬فكرت‬ ‫في الخروج لولوج عالم الشغل‪ .‬وهكذا سأشتعل‪،‬‬ ‫كتجربة أولى‪ ،‬في مؤسسة بنكية استأنست‬ ‫خاللها بعالم األرقام والعموالت‪ ،‬واستمتعت‬ ‫بمقابلة الناس وجها لوجه‪ .‬كانت حقا تجربة‬

‫غيرت طبيعة العمل‪ ،‬واشتغلت بوكالة للتأمين‬ ‫قضيت بها سنوات قبل أن يعدني القدر بما هو‬ ‫أجمل‪ ،‬وبما سيناسب موهبتي‪ ،‬قبل أن يعدني‬ ‫بما سيجعلني أشعر أني في حقا جلدي‪.‬‬ ‫وللتذكير فقط‪ ،‬أني كنت بداية قد اشتغلت‬ ‫بطنجة مدة سنتين بمنظمة إفريقية تسمى‪.‬‬ ‫«‪ .»le cafret‬وليس معنى ذلك سوى‬ ‫إمكانية القول بأنني كنت قد راكمت خبرة‬ ‫عمومية جيدة على مستوى االحتكاك بالناس‬ ‫والتواصل معهم‪ .‬إذ على الرغم من أن‬ ‫المؤسسات هذه التي اشتغلت بها لم تكن‬ ‫توائم ما كنت منذورة له‪ ،‬إال أنها شكلت‪ ،‬في‬

‫مثمرة من جانب التواصل المباشر واالحتكاك‬ ‫الواقعي اليومي‪.‬‬ ‫ال أذكر جيدا المدة التي قضيتها بالمؤسسة‬ ‫البنكية‪ ،‬غير أنني‪ ،‬ولظروف مزاجية عادية جدا‪،‬‬

‫مشواري‪ ،‬مصادر حقيقيـــة للتزود بالتجــارب‬ ‫االنسانية‪ ،‬مصادر حقيقيــة للتزود بمعرفةـــ‬ ‫ميدانية حول كيفية التعامل مع مختلف الشرائح‬ ‫واألصناف البشرية‪.‬‬ ‫على ما يفهم من حديثك لحد اآلن أنه لم‬ ‫تكن الصحافة واإلعالم واردين في تطلعاتك‪.‬‬ ‫حصل األمر بإرادة تلقائية جدا يصعب علي‬ ‫إدراك كيف تم تدبيرها‪ ،‬حصل مع بداية ‪.1981‬‬ ‫األمر كان أشبه بضربة قدر إلهية عظيمة‬ ‫استقصدتني‪ .‬فخالل عطلة كنت أقضيها‬ ‫بمدينتي األصلية طنجة‪ ،‬دعتني صديقة حميمة‬ ‫لي كي أرافقها لزيارة ابنة عمها كانت تشتغل‬ ‫بمحطة راديو «ميدي‪ ،»1‬وطبعا كنت سعيدة‬ ‫بالدعوة‪ ،‬وكنت سعيدة أكثر بزيارة هذه اإلذاعة‬ ‫العظيمة الرائدة‪ .‬لكني لم أكن أتوقع‪ ،‬على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬أن حياتي ستتغير جذريا في لحظة‬ ‫بمجرد ما ستطأ قدمي مقر هذه البناية‪.‬‬ ‫كنا عند بهــو اإلذاعـــة نتجاذب أطــراف‬ ‫الحديث‪ ،‬أنا وصديقتي وابنة عمها‪ ،‬وحصل أن‬ ‫مر صدفة جنبنا مدير أخبار القناة‪ ،‬وبفجائية‬ ‫كاملة توقف عندنا وانخرط معنا بلطافة يشاركنا‬ ‫ما كنا نتحادث في شأنه‪.‬‬ ‫فهمت بعدها أن الرجل إنما توقف بسبب‬ ‫خامة صوتي التي كانت قد أثــارت شغفـــه‬ ‫واهتمامه‪.‬‬ ‫طرح علي بداية بعض األسئلة العابرة‪،‬‬ ‫والتي لم تكن ذات صلة وطيدة باإلذاعة أو‬ ‫بمهنة اإلعالم‪ .‬إال أن الرجل‪ ،‬وهو يغادرنا‪ ،‬اقترح‬ ‫علي أن أزوره في أقرب وقت ممكن‪ ،‬مع تلميح‬ ‫نبيل منه على أن األمر يهمني جدا‪ ،‬تلميح مرفق‬ ‫بإشارة نصر يدوية‪.‬‬ ‫غادرت المبنى بطعم مغاير اختلطت فيه‬ ‫أحاسيس الفرح باالضطراب‪ .‬طبعا مع ما اقتضاه‬ ‫األمر من سيل في األسئلة المقلقة التي راودتني‬ ‫حول طبيعة أهمية األمر هذا الذي يريدني الرجل‬ ‫أن أزوره من أجله‪ .‬وال أخفي أن تأويالتي ذهبت‬ ‫بعيدة جدا‪ .‬وال أخفي أيضا أني اكتشفت أن‬ ‫طبيعتي من النوع الذي يقهره االنتظار‪.‬‬ ‫عموما غادرت بالخفة التي كانت ترفعني‬ ‫إلى مستوى الفراشات المحلقة بانتشاء‪ ،‬وإلى‬ ‫الدرجة التي لم ألتفت معها إلى الكيفية الخارقة‬ ‫التي قطعت بها المسافة الفاصلة بين بناية‬ ‫اإلذاعة والبيت‪.‬‬ ‫في أول لقاء بيننا‪ ،‬وبعدما تحدثنا طويال‬ ‫عن اإلعالم وأهميته في المجتمعات المعاصرة‪،‬‬ ‫وعن بعض التجارب اإلعالمية الرائدة في العالم‪،‬‬

‫الإعالمية ثريا ال�صواف‬ ‫وعن الدور المفصلي الذي تضطلع به خصوصية‬ ‫الصوت والشكل في ممارسة هذه المهنة‪ ،‬وعن‬ ‫طبيعة صوتي المميزة‪ ،‬اقترح علي بسرعة فائقة‬ ‫موعدا في اليوم الموالي للقيام باختبارات األداء‬ ‫في األستوديو‪.‬‬ ‫ـ يا إلهي‪..! ‬ما الذي يحصل؟‬ ‫أسبوعا واحدا كان كافيــا بعدها ليتــم‬ ‫توظيفي مباشرة باإلذاعة‪ ،‬وألتحول إلى واحدة‬ ‫من رائدات التنشيط اإلذاعي بالقناة الدولية‬ ‫«ميدي‪.»1‬‬ ‫ـ واااو‪.‬‬ ‫أكيد أنه كان امتيازا كبيرا جدا‪ ،‬وأكيد أن‬ ‫صوتي المميز ساعدني في ذلك‪ ،‬غير أنني يجب‬ ‫أن أعترف ان المهمة لم تكن تخلو من صعوبات‬ ‫شتى‪ ،‬وأن عملي الجديد هذا لم يكن سهال كما‬ ‫قد نتوقع للوهلة األولى‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫تَعَلمُ أصول المهنة واكتسابها وإتقانها‬ ‫كان طويال وشاقا بالنسبة لي‪ .‬كان علي أن‬ ‫أشتغل أكثر على خامة صوتي بالرغم من أنه‬ ‫كان مميزا جدا وجالبا لالنتباه ‪ ،‬وكان علي أن‬ ‫أتغلب على الخجل الذي كان يطبعه‪ ،‬وعلى‬ ‫االضطراب‪ ،‬أحيانا‪ ،‬الذي كان ينتابه بسبب التوتر‬ ‫أمام الميكروفون‪.‬‬ ‫وهكذا خضت بعض التمرينات التي لم‬ ‫تكن سهلة مطلقا‪ .‬كان على المبتدئين مثلي‬ ‫أن يجتازوا مشوارا أوليا قاسيا‪ ،‬أن يمروا لزاما‬ ‫ببرامج التوقيتات الصباحية جدا‪ ،‬وكان عليهم‬ ‫أن يعتادوا على االستيقاظ يوميا على الساعة‬ ‫الخامسة صباحا‪ ،‬التي ال مفر منها‪ ،‬استعدادا‬ ‫النطالق البرامج‪.‬‬ ‫تمريناتي األولى تمت تحت العناية الرائعة‬ ‫والجيدة لألستاذ المكاوي‪ ،‬أحد أكبر االحترافيين‬ ‫في مجال الراديو‪ .‬فعلى يديه تمدرست‪ ،‬إذا‬

‫سنة واحدة من بعد انطالقتي اإلذاعية‪،‬‬ ‫أتت مجهوداتي أُكلها‪ ،‬فقد أسندت إلي‪ ،‬وخالل‬ ‫أوقات الذروة‪ ،‬من ‪ 12h‬إلى ‪ ،15h‬مهمة تنشيط‬ ‫برنامج موسيقي «‪ ،»carrefour‬تتخلله نشرتان‬ ‫إخباريتان رئيسيتان‪.‬‬ ‫وإلنجـــاح برنامــج موسيقـــي كان علي‬ ‫االهتمام بمعلوماتي في مجال األغنية واأللحان‪،‬‬ ‫بل واالطالع على كل ما يجد في هذا المجال‪.‬‬ ‫باختصار كان علي تعلم الكثير عن عالم كنت‬ ‫أجهلهتقريبا‪.‬‬ ‫كانت قناة «ميدي‪ »1‬قد اكتسبت سمعة‬ ‫وصدى كبيرين‪ ،‬وحظيت بانتشار واسع منقطع‬ ‫النظير في جميع أنحاء المغرب‪ ،‬بل وفي جميع‬ ‫أرجاء بالد المغرب العربي المترامية األطراف‪.‬‬ ‫كانت نسبة المتابعة مذهلة ومشجعة على‬ ‫مزيد من التفكير في تجويد األداء بكل المهارات‬ ‫الممكنة‪.‬‬ ‫وحيدة داخل األستوديو وجها لوجه مع‬ ‫الميكروفون كنت قد نسجت‪ ،‬مع مرور األيام‪،‬‬ ‫شبكة من العالقات القوية االفتراضية مع‬ ‫المستمعين‪ ،‬تطبعها روح المشاركة المباشرة‬ ‫المؤثرة‪ .‬كنت أحس أني قريبة منهم ومن‬ ‫اهتماماتهم‪ ،‬وكان ذلك يمنحني دفءاً إنسانيا‬ ‫استثنائيا بالغا‪ ،‬وسعادة روحية ال تتصور‪ ،‬لكوني‬ ‫أساهم بتجاوبي وبإنصاتي وبتفاعلي‪ ،‬أساهم في‬ ‫التخفيف من وطأة حياتهم اليومية وقسوتها‬ ‫عليهم‪ ،‬وبالتخفيف من عزلتهم‪ ،‬وبجعلهم‬ ‫طيلة وقت البرنامج منزاحين عن مكاره الحياة‪،‬‬ ‫بعيدين عن آالمها وتقلباتها‪.‬‬ ‫لم تكن حياتي تشكل استثناء إنسانيا‪،‬‬ ‫فقد كنت مثل جميع خلق اهلل أتعرض لمثل ما‬ ‫يتعرضون له من اهتزازات في الحياة‪ ،‬وأواجه‬ ‫مثلهم أيضا صعوبات وإكراهات من كل‬ ‫المنعطفات‪ .‬وكانت هناك أيام يحصل فيها أن‬

‫صح التعبير‪ ،‬فقد تعهدني الرجل بصبر وتسامح‬ ‫كبيرين‪ ،‬وكان صوته الرخيم الدافئ يلهمني‬ ‫أكثر ويحثني على التفاعل مع تدخالته الممنهجة‬ ‫في تدريبي‪ .‬التباين كان صارخا بيننا طبعا‪ ،‬فقد‬ ‫كنت أشعر أني بوزن الريشة بصوتي الخجول‬ ‫المتلعثم أمامه‪ ،‬غير أني‪ ،‬مع هذا الخبير العتيد‬ ‫باألمواج اإلذاعية شعرت أني مودعة بين يدين‬ ‫أمينتين‪.‬‬ ‫تواصلت التداريب على يديه إلى اليوم الذي‬ ‫تمكنت فيه من التحليق بمفردي وبإمكانياتي‬ ‫التي تطورت بشكل رفيع جدا‪ .‬فبالرغم من‬ ‫األشهر العديدة التي قضيتــها رفقــة هـــذا‬ ‫المايسترو‪ ،‬ظل على عاتقي أن أنحت بصمتي‬ ‫الخاصة بي في األداء‪ ،‬وأن أختط نمطي الذاتي‬ ‫المالئم لطبيعة صوتي وشخصيتي‪.‬‬ ‫كان عمال يوميا دؤوبا انخرطت فيه بكل‬ ‫جوارحي وعواطفي وقواي الباطنية‪ ،‬انخرطت فيه‬ ‫بإصرار وبعزم ألنني لم أكن ألقبل بالفشل‪.‬‬

‫أتأثر أمام الحاالت التي أواجهها فيفقد فيها‬ ‫صوتي نضارته وحيويته‪ ،‬وينطبع بنبرة األلم‪،‬‬ ‫غير أن االحترافية والمسؤولية كانت تقتضي‪،‬‬ ‫بمجرد ما ينفتح الميكروفون أمامي‪ ،‬أن أجعل‬ ‫الظلمة القابعة بداخلي تتوارى إلى الخلف‪ ،‬وأن‬ ‫أظل محتفظة بربطة الجأش‪ ،‬وبالدور الذي‬ ‫يفترض أن أضطلع به كإعالمية واجبها األول‬ ‫أن تقدم النموذج األقوى واألسمى لالحتذاء به‬ ‫في مواجهة المآسي‪ ،‬وأن تظهر بصيغة المعضد‬ ‫والمساند والمبشر باآلمال‪.‬‬ ‫كان كل هذا يحصل بالصوت‪ ،‬ولذلك‬ ‫فما أكثر المرات التي كنت أشغل فيها خياالتي‬ ‫لتصور وجوه الذين كنت أحادثهم‪ .‬ما أكثر‬ ‫المرات التي كنت أخترع لهم فيها مالمح من‬ ‫أعماقي اإلنسانية المتأثرة بتدخالتهم‪.‬‬ ‫دامت تجربة «ميدي‪ »1‬من ‪ 1981‬إلى‬ ‫‪ 1985‬راكمت خاللها خبرة فتحت أمامي آفاقا‬ ‫أكثر رحابة وإثارة كانت آتية المحالة في‪ ،‬آتية‬ ‫من المركز‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.