Achamal n° 808 le 27 oct 2015

Page 1

‫طنجة ‪ :‬المهرجان الدولي للمسرح‬ ‫الجامعي في دورته التاسعة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 808‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 06‬محـرم ‪� 20 / 1436‬إلى ‪� 26‬أكتوبر ‪2015‬‬

‫تم اإلعالن عن تنظيم الدورة التاسعة للمهرجان‬ ‫الدولي للمسرح الجامعي بطنجة‪ ،‬ما بين ‪ 26‬و‪ 31‬أكتوبر‬ ‫الجاري‪ ،‬بمشاركة مجموعة من الفرق المغربية واألجنبية‪.‬‬ ‫وخالل ندوة صحافية‪ ،‬تم التذكير بأهداف المهرجان‬ ‫الذي يطمح إلى التعريف بالمسرح الوطني وتوطيد‬ ‫العالقات الثقافية الدولية ودعم التقارب بين الشعوب‬ ‫والحضارات باإلضافة الى تكريم مدينة البوغاز في ظل‬ ‫شعار المهرجان «طنجة‪ :‬مهد الفنون و معرض الثقافات»‪.‬‬ ‫وستشهد هذه الدورة‪ ،‬موازاة مع العروض المسرحية‬ ‫الجامعية‪ ، ،‬تنظيم مجموعة من المعارض من بينها‪،‬‬ ‫معرض لمنشورات المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومعرض للصور الفتوغرافية بعنوان «جزء من‬ ‫ذاكرة المسرح»‪ ،‬وتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «المسرح بين الذاكرة والتاريخ»باإلضافة‬ ‫إلى توقيع بعض الكتب وتقديم العدد األول من مجلة «دراسات الفرجة»‪.‬‬ ‫وخالل هذه الدورة سيتم تكريم الفنانة نزهة الركراكي والفنان عبد اإلله عاجل‪ ،‬والفنانة نجوم‬ ‫الزهرة‪.‬‬

‫احتقان شعبي كبير بسبب «أمانديس»‬ ‫«انتفاضة الشموع» تكتسح مدينة طنجة‬ ‫مظاهرات ومسيرات شعبية حاشدة ضد فواتير «أمانديس» الملتهبة‬

‫والعماري والعبدالوي «يخوضان حرب االختصاصات»‬

‫مرة أخرى يطفئ أهل مدينة طنجة مصابيح كهرباء «أمانديس» وينزلون بالمئات إلى الشارع في مظاهرات عارمة ضد تغول الشركة الفرنسية التي طرحت لالستخالص‬ ‫فاتورات ملتهبة عن الثالثة أشهر الماضية‪.‬‬ ‫فبعد الشكايات والتظلمات والوقفات االحتجاجية التي لم تستجب لها ال الشركة الفرنسية «المتفرعنة» وال الجماعة وال السلطات المحلية‪ ،‬بما كان متوقعا من الصرامة‬ ‫والجدية‪ ،‬نظرا لحساسية «القضية» وانعكاساتها على وضعية عشرات اآلالف من السكان‪ ،‬عمد المواطنون في هذه المدينة إلى شكل جديد من أشكال التصعيد االحتجاجي‪،‬‬ ‫بالدعوة إلى إطفاء المصابيح ساعة واحدة مساء السبت ما قبل األخير‪ .‬وهو األمر الذي استجاب له السكان بشكل مثير لإلعجاب حيث غرقت طنجة «الكبرى» في ظالم دامس‪ ،‬إال‬ ‫من اإلنارة العمومية‪ ،‬وحلت الشموع محل المصابيح في الفضاءات العمومية من مقاه ومطاعم ونواد طيلة الساعة المحددة‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫حفل تنصيب اليعقوبي يترأسه الوزير المنتدب‬ ‫لدى وزير الداخلية‬

‫تم يوم األربعــاء ‪ 21‬أكتوبر بمدينــة طنجة‪،‬‬ ‫تنصيب محمد اليعقوبي‪ ،‬الذي عينه الملك محمد‬ ‫السادس واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫وعامال على عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬تحت إشراف الوزير‬ ‫المنتدب لدى وزير الداخلية‪ ،‬الشرقي الضريس‪.‬‬ ‫وذكر الشرقي الضريس في مستهل كلمته‬ ‫بهذه المناسبة بالسياق اإليجابي الذي أفرز مؤسسات‬ ‫الجيل الجديد للحكامة الترابية‪ ،‬وما سجله المغرب‬ ‫من نقلة نوعية في بناء الصرح الديموقراطي الحداثي‬ ‫تحت قيادة الملك محمد السادس‪ ،‬كما أبرز بالمناسبة‬ ‫األهمية االقتصادية التي أصبحت تحتلها جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة في مجالها الجغرافي الجديد بفضل‬ ‫األوراش المهيكلة الكبرى ‪،‬التي مكنتها من التوفر‬ ‫على قطب دولي لصناعة السيارات وبنية تحتية تضم‬ ‫أكبر الموانئ المتوسطية وأح��دث شبكات الربط‬ ‫الطرقي والسككي ‪.‬‬ ‫واض��اف الوزير المنتدب أنه بفضل البرامج‬ ‫المندمجة للتنمية المجالية التي اعطى انطالقتها‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد ال��س��ادس‪ ،‬والتي‬ ‫تستهدف كل أنحاء الجهة ‪ ،‬كبرنامج طنجة الكبرى‬ ‫والبرامج المندمجة للتنمية االقتصادية والحضرية‬ ‫لمدينة تطوان وبرنامج التنمية المجالية إلقليم‬ ‫الحسيمة ومشاريع الطاقات المتجددة ‪ ،‬ستصبح جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة قطبا متوسطيا بامتياز ‪.‬‬ ‫وبعد أن هنأ الضريس الوالي الجديد على الثقة‬ ‫الملكية السامية التي حظي بها بهذا التعيين‪ ،‬دعا‬ ‫المسؤولين بالجهة إلى السهر على تكامل جهود‬ ‫كل المتدخلين من أجل إنجاح استراتيجية التنمية‬ ‫التي يقودها الملك محمد السادس لفائدة ساكنة‬ ‫هذه الجهة‪..‬‬

‫وأشاد الضريس بالوالي محمد اليعقوبي لما‬ ‫يتميز به من حس مهني وكفاءة برهن عليها في‬ ‫مختلف المسؤوليات التي تقلدها‪ ،‬وهو ما مكنه من‬ ‫تجديد الثقة الملكية فيه على رأس الجهة‪ ،‬مهيبا‬ ‫بجميع مكونات الجهة مد المساعدة للوالي في‬ ‫مهامه خدمة للصالح العام ولمصالح المنطقة من‬ ‫أجل تحقيق مزيد من التنمية والرخاء واالزدهار‪.‬‬ ‫وحضر حفل تنصيب محمد اليعقوبي‪ ،‬على‬ ‫الخصـوص‪ ،‬رئيس مجلس جهــة طنجــة تطوان‬ ‫الحسيمة إلياس العماري‪ ،‬وعمال العماالت واألقاليم‬ ‫التابعة للجهة‪ ،‬إلى جانب المنتخبين والمسؤولين‬ ‫القضائيين وممثلي السلطات المدنية والعسكرية‬ ‫المحلية والجهوية وفعاليات من المجتمع المدني‬ ‫وعدة شخصيات أخرى ‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى ممارسات محمد اليعقوبي‬ ‫المحمودة و نهجه سياسة القرب وهي السياسة‬ ‫الناجعة التي يمارسها الملك محمد السادس‪ ،‬ومن‬ ‫المفترض أن تكون لكافة المسؤولين الشجاعة‬ ‫والمبادرة للخروج من المكتب والنزول ألرض الواقع‬ ‫لإلشراف ميدانيا على البرامج التي يتم التخطيط لها‬ ‫بين أربعة جدران وال من يراقبها أو يتتبعها‪ ،‬وبالطبع‬ ‫يلزم فريق عمل قوي وكفء له القدرة على التخطيط‬ ‫والبرمجة والتنفيذ بفعالية ونجاعة وانخراط كافة‬ ‫المصالح الخارجية والمجالس المنتخبة وكافة‬ ‫المؤسسات في التنمية الشاملة أمر ضروري في إطار‬ ‫تكامل وتضافر الجهود ‪،‬و نبارك له بهذه المناسبة‬ ‫توجهه لوقف نزيف الفساد بطنجة في شتى المجاالت‬ ‫وبالمرصاد لمن تغيب عنهم روح المسؤولية والنزاهة‬ ‫والشفافية في قطاعات ومجاالت متعددة ومنها‬

‫مجال التشغيل والتعمير والبيئة‪ ..‬نعرف على أن ما‬ ‫ينتظر الوالي من مسؤولية عظيمة تتطلب اليقظة‬ ‫الدائمة والتعبئة والتواصل مع من يقدر المسؤولية‬ ‫ويريد الخير لهذه المدينة ولساكنتها ‪،‬و الوالي‬ ‫محمد اليعقوبي خير قدوة حيث تفقد وزار العديد‬ ‫من المداشر والقرى بالجماعات القروية باإلضافة إلى‬ ‫أحياء مدينة طنجة الهامشية في كل نهاية األسبوع‬ ‫منذ توليه والية طنجة بالنيابة للوقوف على كل‬ ‫االختالالت والنواقص الموجودة‪ ،‬نحيي الوالي محمد‬ ‫اليعقوبي ونهنئه على توليه بكيفية رسمية مسؤولية‬ ‫تدبير شؤون والية الجهة‪ ،‬وننتظر منه أن يستمر‬ ‫في المبادرات الخالقة ونقترح ما يلي ‪ :‬تحويل‬ ‫مدينة طنجة إلى مدينة بيئية بامتياز من خالل‬ ‫وضع خريطة دقيقة للمناطق الخضراء والغابات‬ ‫والمحميات الطبيعية‪ ،‬وبستنة كل المساحات‬ ‫الخضراء داخل الوسط الحضري‪ ،‬وحث السكان على‬ ‫البستنة واألغراس والتشجير في أحيائهم‪ ،‬مع إطالق‬ ‫مشروع غرس مليون شجرة بتراب عمالة طنجة‬ ‫أصيلة لتعويض مئات الهكتارات من الغابات التي‬ ‫تم تدميرها والقضاء عليها من طرف لوبي العقار‪،‬و‬ ‫رصد وحصر كل المواقع الثقافية واألثرية والبيئية‬ ‫والبنايات ذات الذاكرة المشتركة بطنجة وتأهيلها‬ ‫ومنع تدميرها واالستيالء عليها‪ ،‬وإعطاء األولوية‬ ‫في التشغيل للشباب والساكنة المحلية النشيطة‬ ‫بطنجة لتجنيبهم االنحراف وتهديد األمن والسلم‬ ‫االجتماعي‪ ،‬و التسريع بإحداث أسواق نموذجية‬ ‫في األحياء الكبرى وتعميم المرافق االجتماعية‬ ‫والثقافيـــة والرياضيـــة على كافــــة المقاطعـات‬ ‫واألحياء ‪.‬‬ ‫ل‪ .‬س‬

‫‪2‬‬

‫إنطالق فعاليات مشروع “أبواب الجنة”‬ ‫بمدينة طنجة‬

‫تفعيال لمبادئ العمـــل الجمعــوي‪ ،‬ودعمــا‬ ‫لتكريس ‪ ‬السلوكات المدنية المواطنية لدى الناشئة‬ ‫والجيل المقبل ‪ ،‬وفي إطار مبادراتها لترسيخ سلوك‬ ‫الواجب‪ ‬وإشاعة روح التسامح والمساهمة في القضاء‬ ‫على ظاهرة الهدر المدرسي‪ ،‬نظمت جمعية أبواب‬ ‫الفنون للتربية اإلجتماعية والفنية الثقافية بشراكة‬ ‫مع نيابة وزارة التربية الوطنية بمدينة طنجة أوراشا‬ ‫فنية‪ ،‬ثقافية واجتماعية لفائدة تلميذات وتالميذ‬ ‫مدرسة المختار السوسي‪ .‬‬ ‫وخالل هذه الصباحية‪ ،‬التي نظمت يوم األحد‬ ‫‪ 18‬اكتوبر ‪ 2015‬الجاري‪ ،‬تحت إشراف أطر الجمعية‬ ‫وع��دد من األط��ر التربوية ‪ ،‬تم تقديم عروض‬ ‫تحسيسية توعوية وترفيهية لفائدة التلميذات‬ ‫والتالميذ من أج��ل توعيتهم‪ ،‬وتلقينهم‪ ‬بعض‬ ‫المبادئ‪ ‬الهامة في تحسين الوضعية النفسية‪ ،‬والتي‬ ‫تمكنهم من الوقاية من الهدر المدرسي‪.‬‬ ‫وقد عبر التالمذة‪ ،‬من خالل‪ ‬تقديم شهادات‬ ‫عن مدى استفادتهم من هذه الورشات ‪ ،‬مقدمين‬ ‫جزيل الشكر والتقدير ألطر الجمعية‪ ‬الذين يعملون‬ ‫جاهدين من أجل تربيتهم وتوعيتهم في الكثير‬ ‫من المجاالت ‪ ،‬ملحين على أهمية ‪ ‬تكرار مثل هذه‬ ‫الورشاتالتعليمية‪.‬‬ ‫حيث تهدف الجمعية من خالل هذا المشروع “‬ ‫مشروع أبواب الجنة “ ‪ ‬إلى‪ :‬‬ ‫• تحسين الوضعية ‪ ‬النفسية والدراسية لدى‬ ‫التالميذ والمستفيدين من المشروع ‪ ‬داخل المراكز‬

‫االجتماعية والمؤسسات التعليمية ‪ ‬بمدينة طنجة‬ ‫والرقي بالمستوى التعليمي في إطار المساهمة في‬ ‫القضاء على ظاهرة الهدر المدرسي ‪.‬‬ ‫• المساهمة في تحسين جودة التعليم عبر‬ ‫تلقين ‪ ‬تقنيات التنشيط السوسيو ثقافي وتنشيط‬ ‫الحياة المدرسية وتلبية حاجيات الطفل النفسية‬ ‫والحركيةوالذهنية‪.‬‬ ‫• إدماج ‪ ‬الطفل داخل اهتماماته المدرسية عن‬ ‫طريق إدماجه في مختلف أنشطته الدراسية التحاورية‬ ‫والثقافية الفنية وذلك ‪ ‬بوضع برنامج للتنشيـط‬ ‫السوسيـو ثقافي والفني موازاة مع البرنامج التعليمي‬ ‫للرفع من مستوى التحصيل الدراسي ‪.‬‬ ‫• تحسين المستوى التعليمي والنفسي للفئات‬ ‫المستهدفة عن طريق إنشاء أنشطة تعليمية رائدة‪،‬‬ ‫وذلك لزيادة اهتمامات التالميذ بالحياة المدرسية‪. ‬‬ ‫وفي ذات السياق تمت اإلشارة إلى أن مشروع‬ ‫“أب��واب الجنــة”‪ ،‬يتضمن‪ ،‬سلسلة من األوراش‬ ‫التكوينيــة في المجاالت الفنيـة والثقافية‪ ،‬مثل‬ ‫المسرح والموسيقى والصحافة المواطنة والتعبير‬ ‫الجسدي والفنون التشكيلية و الرياضة و الشعر‬ ‫و القصة القصيرة وغيرها من المجاالت الفنية ‪,‬‬ ‫وكذا سلسلة من الخرجات والرحالت االستكشافية‬ ‫والترفيهية‪ .‬إض��اف��ة إل��ى تنظيم أي��ام دراسية‬ ‫وثقافية ولقاءات تحسيسية وتوعوية ‪ ‬م��وازاة مع‬ ‫األيام ‪ ‬الوطنية والدولية ‪ .‬التي تستهدف متمدرسي‬ ‫المؤسسات التعليمية بمدينة طنجة ‪.‬‬

‫محنة التدبير المفوض لقطاع النفايات‬ ‫المنزلية بوزان‬ ‫المعرض الدولي للسياحة بطنجة لم يرق لمستوى‬ ‫التظاهرة السياحية‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫استقبلت مدينة طنجـة‪ ،‬ولمدة أربعـة أيــام‪،‬‬ ‫فعاليات النسخة األولى للمعرض الدولي للسياحة‬ ‫بفندق رويال توليب‪ ،‬المعرض الذي تجلت فيه معالم‬ ‫اإلرباك وسوء الترتيب والتنظيم بشكل ملفت ومثير‬ ‫للعديد من الشكوك بخصوص مصداقية منظميه‬ ‫وخبرتهم بهذا المجال‪.‬‬ ‫و خالل الندوة الصحفية التي عقدت يوم األربعاء‬ ‫بذات الفندق السالف ذكره ‪ ،‬و التي لم يتم احترام‬ ‫موعدها المحدد ألسباب شخصية تتعلق بمدير‬ ‫المعرض الذي ترك الجميع ينتظره ساعة ونصف‬ ‫الى أن يحضر هو وقريبته التي تأخرت طائرتها عن‬ ‫موعد وصولها مطار ابن بطوطة بطنجة ضاربا عرض‬ ‫الحائط مواعيد الصحفيين والمشاركين في الندوة‪،‬‬ ‫قبل أن ّ‬ ‫يهل هالله دون أدنى عبارة لالعتذار عن‬ ‫التأخير‪ ،‬وعند انطالق الندوة الصحفية‪ ،‬أبى سامي‬ ‫البكاوي أن يجيب على أسئلة الصحفيين‪ ،‬خصوصا ما‬ ‫يتعلق بميزانية المعرض والتي سبق له أن صرح أنها‬ ‫تعادل ‪ 15‬مليون درهم‪ ،‬معلال موقفه بأن ميزانية‬ ‫المعرض تبقى خاصة وال يحق ألحد االطالع عليها‪،‬‬ ‫وكذا فيما يتعلق بالرخص التي من الواجب الحصول‬ ‫عليها من الجهات المختصة إلقامة المعرض قبل‬ ‫الشروع في التنظيم وليس يوم االفتتاح‪ ،‬ردّ قائال‬ ‫أنه سبق وأن انتقل إلى وزارة السياحة بالرباط‬ ‫والتقى بعدد من المسؤولين هناك من ضمنهم‬ ‫وزي��ر السياحة لحسن ح��داد‪ ،‬في م��ارس الماضي‪،‬‬ ‫الشيء الذي أنكره الوزير الذي سبق وأن صرح أنه‬ ‫لم يعلم بتنظيم هذا المعرض إال بضعة أيام قليلة‬ ‫قبل انطالقه على صفحات بعض الصحف بالصدفة‪،‬‬ ‫وما زاد الطين بلة‪ ،‬في نهاية الندوة الصحفية قام‬ ‫مدير المهرجان بالدعاء على كل من يقف ضده وضد‬ ‫المعرض قائال ‪ ....“ :.‬حسبي اهلل ونعم الوكيل واهلل‬ ‫يخرجو فوالدهم ‪ ،”....‬وبذلك انقلبت الندوة إلى حلقة‬ ‫من حلقات جامع الفنا ‪.‬‬ ‫هذا وقد تم اإلع�لان قبل أي��ام من انطالق‬ ‫المعرض أنه سيضم ‪ 500‬عارض من دول أجنبية‪،‬‬ ‫غربية وعربية‪ ،‬بحضور ‪ 250‬صحفي وأنه سيتم إبرام‬ ‫اتفاقيات مع فعاليات مؤسساتية معنية بالقطاع‬ ‫السياحي على المستويين الجهوي والوطني من‬ ‫أجل إنجاح تنظيم هذا الحدث‪ ،‬وأن هذه التظاهرة‬ ‫االقتصادية السياحية ستروم االستفادة من خبرات‬ ‫الدول المشاركة‪ ،‬وتعزيز موقع السياحة المغربية‬ ‫بشكل ع��ام وسياحة جهة طنجة تطوان بشكل‬ ‫خاص في سوق السياحة الدولية‪ ،‬وكذا االطالع على‬ ‫التوجهات العالمية الجديدة للقطاع وتوفير فضاء‬

‫لتبادل التجارب بين الدول المشاركة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تطوير الشراكات بين المقاوالت الوطنية والدولية‬ ‫وأن المعرض سينظم على مساحة تقدر بنحو ‪8000‬‬ ‫متر مربع بقدرة استيعابية تتجاوز ‪ 500‬رواق للعرض‬ ‫فضال عن فضاءات للترفيه والتسلية‪ ،‬وسيتم عقد‬ ‫‪ 50‬محاضرة و‪ 100‬لقاء عمل‪ ،‬ما دعا إلى استغراب‬ ‫الزائرين وذوي االختصاص من افتقار المعرض لكل‬ ‫ما جاء به اإلعالن بحيث تم رصد أقل من ‪ 30‬رواقا‬ ‫ومساحة ال تتعدى ‪ 500‬متر مربع‪ ،‬وحضور أقل من‬ ‫‪ 10‬صحفيين لتغطية الحدث الذي لم يحترم على‬ ‫اإلطالق ما جاء بإعالنات منظميه ‪.‬‬

‫طنجة ليست فأر تجارب وال دابة يسير عليها كل‬ ‫من شاء أو اشتهى بناء شهرته على حسابها‪ ،‬كيف‬ ‫سيرد مسؤولو السياحة على هذه التظاهرة المسيئة‬ ‫لسمعة المدينة وللدبلوماسية المغربية بصفة‬ ‫عامة ؟؟؟ وهل االستهانة بالمعارض والمهرجانات‬ ‫واألنشطة والتظاهرات بات أمرا عاديا ال يستدعي‬ ‫الوقوف عليه وقفة صريحة إلنقاذ بلدنا من مثل‬ ‫هذه الممارسات الشاذة والعقيمة ؟؟؟ أسئلة نتمنى‬ ‫أن نجد لها إجابات وتفاعالت حية لحفظ ماء وجهنا‬ ‫كمغاربة ‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫أين تبدأ اختصاصات ومهام الفريق التقني‬ ‫المكلف من طرف المجلس البلدي لمدينة وزان‬ ‫بمتابعة تنفيذ وتفعيل بنود االتفاقية التي تجمع‬ ‫الجماعة الحضرية بشركة النظافة المستفيدة من‬ ‫صفقة التدبير المفوض ؟ هل يشكل اصطفاف‬ ‫بعضهم بجانب الشركة ضدا على حقوق الجماعة‬ ‫بندا من بنود دفتر التحمالت الذي ال تحتمل التأويل ؟‬ ‫سيل من هذا النوع من األسئلة التي تضع‬ ‫أصبعها حيث األوجاع التي تؤلم الجهة المغمضة‬ ‫عيناها عن هذا االختالل ‪ ، ‬طرحها أعضاء وعضوات‬ ‫بالمجلس البلدي لمدينة وزان ‪ ،‬الذين تابعوا تفاصيل‬ ‫االجتماع ال��ذي ترأسه في األي��ام األخيرة رئيس‬ ‫الجماعة‪ ،‬وجمع حول نفس الطاولة صاحب الشركة‬ ‫وأطرها اإلدارية ‪ ،‬و الفريق التقني المكلف بمتابعة‬ ‫تنفيذ دفتر التحمالت ‪ .‬فحسب ما أفادت به الجريدة‬ ‫مصادر سافرت فوق تضاريس هذا االجتماع ‪ ،‬فإن‬ ‫الشركة رغم ما يسجل لعمالها و مراقبيها وغيرهم من‬ ‫مجهودات تلمسها الساكنة ميدانيا ‪ ،‬فإنها ( الشركة)‬ ‫مخلة بالكثير من تعهداتها الواردة بدفتر التحمالت‪،‬‬ ‫( عدم توفير معدات وآليات ‪ -‬عدم توفرها على مأرب‬ ‫( بارك) ‪ ‬بالمواصفات المطلوبة ‪ -‬عدم تعزيز جميع‬ ‫آليات العمل وحاويات جمع النفايات المنزلية ‪ ،‬والزي‬ ‫الرسمي للعمال والعامالت بشعار الجماعة ‪ -‬طمس‬ ‫شعار الشركة من فوق واجهة السيارة الموضوعة‬ ‫رهن إشارة الفريق التقني ‪ -‬تلويث البيئة بالمنطقة‬ ‫المجاورة لمأرب «ال��ب��ارك» ‪ . ).....‬وأض��اف نفس‬ ‫المصدر بأن ممثلي الجماعة في االجتماع المذكور ‪،‬‬ ‫سيصابون بعد محاصرتهم ألعضاء وفد الشركة بهذا‬ ‫النوع من األسئلة بالدوخة الكبرى ‪ ، ‬وهم يقفون‬

‫شهودا على إطار تقني تابع للجماعة ‪ ،‬ينصب نفسه‬ ‫محاميا مدافعا عن الشركة ‪ ،‬حتى وأن آخر إخالل ‪ ‬سجل‬ ‫عليها ‪ ،‬هو عدم التزامها ‪ ‬بمناسبة عيد األضحى األخير‬ ‫‪ ،‬بوضع أكياس جمع نفايات الناتجة عن ذبح أضحية‬ ‫العيد ‪ ،‬بالمواصفات المطلوبة رهن اشارة الساكنة ‪،‬‬ ‫مما خلف استياء عريضا في صفوفهم ‪ ،‬كاد يتحول إلى‬ ‫احتجاج في الفضاء العمومي ‪.‬‬ ‫‪ ‬أما بعد ‪ ،‬هل سيذهب رئيس الجماعة بعيدا‬ ‫في هذا الملف الذي يتطلب جوابا صريحا من‪ ‬طرف‬ ‫األطر التقنية التي‪ ‬صمت بعضها ‪ ‬ألزيد من سنة‬ ‫ونصف عن عدم التقيد الصارم للشركة بكل ما هو‬ ‫وارد بدفتر التحمالت ‪ ،‬الذي على أساسه فازت بالصفة‬ ‫التي تنافست عليها أكثر من شركة ؟ وهل سيبادر‬ ‫بإعادة ترتيب بيت مصلحة متابعة تنفيذ بنود كناش‬ ‫التحمالت بما يؤسس للشفافية في تدبير الشأن‬ ‫المحلي ؟‬ ‫‪ ‬تجدر اإلش��ارة بأن الشركة المعنية ورغم‬ ‫أنها تشغل قرابة مئة عامل وعاملة فإنها بمناسبة‬ ‫انتخاب مناديب العمال في شهر ماي األخير ‪ ،‬لم تفعل‬ ‫إدارتها ‪ ‬ما هو وارد في مدونة الشغل ‪ ،‬وله عالقة‬ ‫مباشرة بهذا االستحقاق االنتخابي ‪ ،‬مما حرم العمال‬ ‫والعامالت من انتخاب من يسمع صوتهم هنا وهناك‪،‬‬ ‫وحرم حتى المقاولة نفسها من االنتماء إلى ‪ -‬نادي‬ ‫المقاوالت المواطنة ‪ -‬التي من شروط االنخراط ‪ ‬به‬ ‫احترام تمثيلية العمال والتشجيع عليه‪.‬‬

‫مراسلة خاصة‬


‫العدد ‪808‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫آتاه اهلل الصحة والعافية‪ ،‬واختار له شريكة الحياة المناسبة‪ ،‬ومنحه الذرية‬ ‫الصالحة‪ ،‬وفتح له أبواب الرزق‪ ،‬وبوأه المنصب الممتاز‪ ،‬ومع هذا ال يشكر اهلل وال‬ ‫يحمده‪.‬‬ ‫والشخص منا إذا قدم له أخ أو صديق خدمة‪ ،‬أو فعل فيه معروفا‪ ،‬فإن أقل ما‬ ‫يقوله له‪ :‬شكرا‪ ،‬وقد يتصيد مناسبة من المناسبات‪ ،‬فيرد التحية بأحسن منها‪،‬‬ ‫اعترافا بهذا الجميل‪ ،‬وإقرارا بهذا الفضل‪.‬‬ ‫فكيف بصاحبنا هذا الذي أسبغ اهلل عليه نعمه ظاهرة وباطنة‪ ،‬ال يقصد بيتا من‬ ‫بيوت اهلل –وما أكثرها‪ -‬ليقول لرب هذا البيت‪ :‬شكرا؟‬ ‫يقولها له في صلواته وخلواته‪ ،‬يقولها له في ركوعه وسجوده‪ ،‬يقولها له في‬ ‫الصلوات المفروضات‪ ،‬وفي النوافل‪.‬‬ ‫ولكن أنى له أن يخاطب ربه وهو مضرب عن الصالة؟ أنى له أن يشكر اهلل على‬ ‫نعمائه‪ ،‬وهو ال يقصد بابه؟‬ ‫كم نصحه أقرب المقربين إليه بأداء هذه الفريضة‪ ،‬وكم وضحوا له أنها عماد‬ ‫الدين‪ ،‬وأن أول ما يُسأل عنه العبد إذا التحق بربه‪ ،‬الصالة‪ ،‬فأذعن لنصيحتهم فترة‪،‬‬ ‫ثم ضاق بهذا االلتزام‪.‬‬ ‫هل المفروض في العبد أال يلجأ إلى ربه‪ ،‬ويعود إلى صراطه المستقيم‪ ،‬إال إذا‬ ‫امتحنه في صحته‪ ،‬أو ابتاله في أوالده‪ ،‬أو أصابه بمصيبة؟‬ ‫إنني ال أتمنى لهذا األخ أن يُمتحن أو يُبتلى أو يُصاب في نفسه أو في أحب‬ ‫الناس إليه‪ ،‬وإنما أتمنى وأرجو صادقا أن يستفيق من غفلته ويشكر اهلل على نعمه‪،‬‬ ‫ويقصد أقرب مسجد إليه‪ ،‬لينتظم في صفوف المصلين‪ ،‬شريطة التوبة النصوح التي‬ ‫ال رجعة فيها‪.‬‬ ‫فسن الستين ليست هي سن الطيش واللهو واللعب‪ ،‬وإنما هي السن التي يتهيأ‬ ‫فيها العبد للقاء ربه‪.‬‬ ‫وحرام أن نلقى ربنا بأيد فارغة‪ ،‬وصحف بالذنوب واآلثام عامرة‪.‬‬ ‫هدى اهلل صديقنا للخير‪ ،‬ولطريق الخير‪.‬‬

‫الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان تدين اقتحام قوات األمن لحرمة‬ ‫كلية الطب والصيدلة بالرباط وما نتج عنه من تعنيف واعتقاالت‬ ‫في صفوف الطلبة‬ ‫تعرضت كلية الطب والصيدلة بالرباط‪ ،‬يوم الخميس ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2015‬القتحام سافر من طرف القوات العمومية‪ ،‬حيث‬ ‫تم الهجوم على طلبة الكلية‪ ،‬الذين كانوا ينفذون وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة باالستجابة لمطالبهم المشروعة‪ ،‬وأسفر‬ ‫هذا الهجوم عن إصابة العديد من الطالبات والطالب بإصابات متفاوتة الخطورة كما تم اعتقال أربعة طلبة وأطلق سراحهم‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي يواكب عن كثب تطورات ملف طلبة كليات الطب واألطباء‬ ‫المقيمين والداخليين‪ ،‬والذين يخوضون من أجله أشكاال نضالية سلمية وحضارية (مسيرات‪ ،‬وقفات احتجاجية‪ ،‬تجمعات‬ ‫داخلية‪ ،)...‬إذ يذكر بمضمون بيانه السابق الصادر بتاريخ ‪ 22‬شتنبر ‪ ،2015‬وإذ يجدد دعم الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‬ ‫لكافة مطالب الطلبة ومساندتها لنضاالتهم العادلة‪ ،‬ورفضها التام لمشاريع القوانين التي ال تستحضر آراء المعنيين باألمر‬ ‫ومصالحهم‪ ،‬والتزامات المغرب في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وما تنص عليه المواثيق الدولية ذات الصلة بالحقوق الشغلية‬ ‫السيما العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واتفاقيات منظمة العمل الدولية‪ ،‬فإنه‪:‬‬ ‫يدين بشدة االقتحام غير القانوني لحرمة كلية الطب والصيدلة بالرباط‪ ،‬وتعنيف الطلبة وزرع الخوف والرعب والبلبلة‬ ‫في صفوفهم‪ ،‬واعتقال أربعة منهم على اعتبار أن هذا االقتحام وما نتج عنه من اعتداء على الطلبة يتعارض كليا مع القوانين‬ ‫الجاري بها العمل في مجال الحريات العامة وأساسا مع المذكرة األخيرة لوزير العدل والحريات بشأن التجمعات العمومية التي‬ ‫لم يمض على صدورها أكثر من أسبوع؛‬ ‫يعتبر أن بالغ الحكومة الصادر في الموضوع يوم الثالثاء ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2015‬قد ساهم في توتر األجواء‪ ،‬وزاد من وتيرة‬ ‫االحتقان في صفوف الطلبة‪ ،‬ألنه من جهة لم يتضمن اإلشارة إلى أي من اقتراحات ممثلي الطلبة‪ ،‬ومن جهة أخرى ألنه‬ ‫تضمن عبارات التهديد والوعيد لتخويف الطلبة وثنيهم عن االستمرار في نضالهم السلمي من أجل تحقيق مطالبهم الملحة؛‬ ‫يحذر الحكومة من االستمرار في نهجها القمعي‪ ،‬ومقاربتها األمنية‪ ،‬تجاه المطالب المشروعة للطلبة بعد تطويق جميع‬ ‫كليات الطب والصيدلة وكليات طب األسنان بمختلف األجهزة األمنية‪ ،‬وهو ما يرشح الوضع إلى المزيد من التوتر عوض‬ ‫التهدئة‪ ،‬وينذر بسنة بيضاء‪ ،‬تتحمل الدولة وحدها المسؤولية في تبعاتها؛‬ ‫يجدد مطالبته للحكومة بفتح حوار جدي وحقيقي حول المطالب المشروعة للطلبة مع ممثليهم‪ ،‬باعتباره السبيل الوحيد‬ ‫للوصول إلى حلول فعلية ونهائية للمشاكل المطروحة؛‬ ‫يوجه نداء إلى كافة الهيئات الديمقراطية للمساهمة في دعم نضاالت طلبة كليات الطب والصيدلة وكليات طب األسنان‬ ‫واألطباء الداخليين والمقيمين لمشروعيتها ولعدالة مطالبهم المتعلقة بمستقبلهم المهني‪.‬‬

‫المكتب المركزي‬ ‫الرباط في ‪ 22‬أكتوبر ‪2015‬‬

‫أصول‪..‬‬ ‫أصول‪..‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫قلت لصديقي‪:‬‬ ‫لماذا أراك مولعا بالتعنت‪..‬‬ ‫متهافتا على تنقيص أقدار الناس‪..‬‬ ‫مسقطا لمنازلهم‪..‬‬ ‫غير متردد في تحجير كل واسع مهما اتسع‪..‬‬ ‫غير منخلع عن كل فعل ذميم‪..‬‬ ‫قال لي‪:‬‬ ‫يركبني شيطاني‪..‬‬ ‫فأركب إغوائي‪..‬‬ ‫فأجدني في نكد دائم‪..‬‬ ‫ملبسا إبليسيتي‪..‬‬ ‫ومع ذلك ال يفارقني ميل لإلقالع واالنخالع عن هذا‬ ‫اإلغواء واإلفساد والتمرد وسـوء تقدير‪..‬‬ ‫قلت له‪:‬‬ ‫اسمع يا هذا بعضا مما يقوله سيدي حمزة القادري‬ ‫بودشيش رضي اهلل عنه وأرضاه‪:‬‬ ‫«يحارب الشيطان اإلنسان من البداية حتى النهاية‬ ‫كي يخرجه‪ ..‬ويعمر قلبه بأمور أخرى‪..‬؛ ألنه جيش من‬ ‫الشر يتحارب مع جيش من النور‪ ،‬والذي تكون له الغلبة‬ ‫يسكن‪..‬‬ ‫عندما يصل اإلنسان إلى النهاية‪ ،‬ويدخل حضرة اهلل‬ ‫ال يبقى للشيطان طريق للوصول إليه‪..‬‬ ‫ماذا يبقى؟‬ ‫يبقى مكر اهلل‪..‬‬ ‫يبقى التأدب مع الربوبية‪..‬‬ ‫يبقى التأدب مع الشريعة‪..‬‬ ‫يبقى مع خلق اهلل‪..‬‬ ‫يبقى اإلنسان مراقبا نفسه؛ ألنه يخاف من مكر ربه‪.‬‬ ‫«وال ي�أمن مكر اهلل �إال القوم اخلا�رسون » صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫واسمعه رضي اهلل عنه يقـول‪:‬‬ ‫«ثالثة محطات يمـر منها المريد‪:‬‬ ‫• محطة الشيطان‪.‬‬ ‫• محطة النفـس‪.‬‬ ‫• مكر اهلل؛ ومكر اهلل ال يؤمن إال باألدب مع اهلل»‬ ‫ختمت حديثي العابر مع صديقي مذكرا إياه أن عبادة‬ ‫اهلل هي المدخل للصالح‪ ،‬لكنها مشروطة باإلخالص‬ ‫والصدق والصبر‪.‬‬ ‫هذه أصول ثالثة مشدودة بعضها إلى بعض؛ متى‬ ‫تعطل أحدها تعطل اآلخران‪..‬‬ ‫فافهم‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫احتقان شعبي كبير بسبب «أمانديس»‬ ‫«انتفاضة الشموع» تكتسح مدينة طنجة‬ ‫مظاهرات ومسيرات شعبية حاشدة ضد فواتير «أمانديس» الملتهبة‬ ‫والعماري والعبدالوي «يخوضان حرب االختصاصات»‬

‫مرة أخرى يطفئ أهل مدينة طنجة مصابيح كهرباء‬ ‫«أمانديس» وينزلون بالمئات إلى الشارع في مظاهرات‬ ‫عارمة ضد تغول الشركة الفرنسية التي طرحت لالستخالص‬ ‫فاتورات ملتهبة عن الثالثة أشهر الماضية‪.‬‬ ‫فبعد الشكايات والتظلمات والوقفات االحتجاجية التي‬ ‫لم تستجب لها ال الشركة الفرنسية «المتفرعنة» وال الجماعة‬ ‫وال السلطات المحلية‪ ،‬بما كان متوقعا من الصرامة والجدية‪،‬‬ ‫نظرا لحساسية «القضية» وانعكاساتها على وضعية عشرات‬ ‫اآلالف من السكان‪ ،‬عمد المواطنون في هذه المدينة إلى‬ ‫شكل جديد من أشكال التصعيد االحتجاجي‪ ،‬بالدعوة إلى‬ ‫إطفاء المصابيح ساعة واحدة مساء السبت ما قبل األخير‪.‬‬ ‫وهو األمر الذي استجاب له السكان بشكل مثير لإلعجاب‬ ‫حيث غرقت طنجة «الكبرى» في ظالم دامس‪ ،‬إال من اإلنارة‬ ‫العمومية‪ ،‬وحلت الشموع محل المصابيح في الفضاءات‬ ‫العمومية من مقاه ومطاعم ونواد طيلة الساعة المحددة‪.‬‬ ‫وأمام ما الحظه السكان من «ترهل» في تدخل المجلس‬ ‫الجماعي الذي لم يكن إيجابيا وحاسما برأي العديدين‪ ،‬حيث‬ ‫إن الشركة واصلت سحب العدادات للمتأخرين في األداء‬ ‫ولم يطرأ أي تطور في تعامل الشركة الفرنسية مع «الزبناء»‪،‬‬ ‫طلعت الدعوة إلى «مقاطعة» جديدة لكهرباء «أمانديس»‪،‬‬ ‫مساء السبت الماضي‪ ،‬ولمدة تضاعف الحصة السابقة‪ .‬هذه‬ ‫الدعوة لقيت استجابة جماعية أقوى وأوسع‪ ،‬من سابقتها‪،‬‬ ‫حيث غرقت أحياء المدينة بمقاطعاتها األربع‪ ،‬في ظالم رهيب‪،‬‬ ‫بينما استضاء رواد المقاهي والمطاعم والفضاءات العمومية‬ ‫األخرى‪ ،‬بالشوارع الرئيسية‪ ،‬بنور الشموع‪ ،‬في حين فضل‬ ‫العديد من أصحاب مقاهي البوليفار جمع الطاوالت والكراسي‬ ‫وإغالق محالتهم رغم بداية «الويكاند» الذي تنشط فيه‬ ‫«الحركة» و «البركة»‪.... ! ‬‬ ‫استجابة المواطنين جاءت تعبيرا واضحا عن روح‬ ‫التضامن داخل المجتمع الطنجي‪ ،‬بكل فئاته ‪ ،‬أمام تعنت‬ ‫الشركة الفرنسية التي تفوح منها‪ ،‬ومنذ مدة طويلة‪ ،‬رائحة‬ ‫الفساد والفضائح‪ ،‬التي تضمنتها بيانات نقابات عمال الشركة‪،‬‬ ‫المتكررة والمنشورة على صفحات الجرائد المحلية والوطنية‪،‬‬ ‫والتي لم تلق‪ ،‬كالعادة‪ ،‬المعالجة المطلوبة والتتبع المنشود‪،‬‬ ‫من طرف من يجب‪....! ‬‬ ‫المشاركة الشعبية الواسعة في مبادرات تصعيد‬ ‫«الحراك» من أجل رحيل «أمانديس»‪ ،‬ال يمكن أن تفهم إال‬ ‫أنه تعبير عن استعداد السكان للسير بعيدا في هذا االتجاه‪،‬‬ ‫ضد سياسة ما سمي بالتدبير المفوض‪ ،‬والحال أنه «تبذير»‬ ‫للموارد الوطنية‪ ،‬وهدر وتحقير وتبخيس للطاقات والكفاءات‬ ‫المغربية الشابة ‪.‬‬ ‫فلقد بدا واضحا من تعنت «أمانديس» أن الشركة‬ ‫الفرنسية «المتسلطة» غير مستعدة لاللتزام بدفتر التحمالت‪،‬‬ ‫وباتفاقية عدم سحب العدادات التي يدفع عنها المستهلك‬ ‫كراء شهريا (‪ ) ! ‬وبمطالب أخرى تهم مراقبة األخطاء في‬ ‫كتابة الفواتير وقراءة العدادات وفي ضبط العديد من‬ ‫شروط التعاقد بين الشركة والجهة المفوضة‪ ،‬وبينها وبين‬ ‫زبنائها‪ .....‬حيث إنها ال زالت تعمل بمبدأ «ادفع واحتج»‪... ! ‬‬ ‫ولكن االحتجاج يذهب سدى‪ ،‬فال وجود لهيئة تواصل بين‬ ‫الشركة وزبنائها‪ ،‬بل إن الولوج إلى مبنى «البنتاغون»‬ ‫أهون من الدخول إلى مبنى أمانديس‪ ....! ‬فكيف بالمواطن‬ ‫أن يشتكي أو أن يحتج ضد هذا «التدبير المفوض» الذي‬ ‫قال عنه رئيس مجلس بلدية أصيلة‪ ،‬الوزير والدبلوماسي‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬إنه أبان عن فشله الذريع خصوصا‬ ‫وأن شركة «أمانديس» لم تنجح سوى في استنزاف جيوب‬ ‫المواطنين بفواتير شهرية ملتهبة وزيادات متكررة‪ ،‬وعدم‬ ‫الوفاء بحجم االستثمارات المسطرة بكناش التحمالت‪.‬‬ ‫محمد بن عيسى أكد في حديث صحافي نشر منذ‬ ‫خمسة أعوام‪ ،‬وبالضبط في ‪ 12‬دجنبر سنة ‪ ،2010‬أن‬ ‫التدبير المفوض هو أحد أوجه تفويت القطاع العام لصالح‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬وأحد أكثر المجاالت خصوبة في االستغالل‬ ‫ونهب المال العام من طرف جهات أجنبية ومحلية أو هما‬ ‫معا‪ ،‬جاء نتيجة سياسات فساد ممنهج للمرفق العمومي على‬ ‫مدى عقود‪ ،‬وال زال متواصال لحد اآلن من خالل ما تكشفه‬ ‫تقارير المجلس األعلى للحسابات السنوية‪ .‬حيث فسح المجال‬ ‫للمنتخبين بمباركة من سلطات الوصاية إلفراغ الميزانيات‬ ‫العمومية من محتوياتها‪ .‬بل إن أغلبها حاليا أصبح عاجزا عن‬ ‫سداد المبالغ التي تطالبه بها تلك الشركات مما جعل الجهات‬ ‫المفوضة تحت رحمتها‪ .‬لتسارع الدولة فيما بعد إلى أجرأة أحد‬ ‫أهم الفصول التبعية للمؤسسات المالية ممثلة في خوصصة‬ ‫القطاعات المنهكة‪ ،‬أو المفلسة‪ ،‬لصالح الشركات المتعددة‬ ‫الجنسية أو الشركات المعروفة بعدم احترامها ألي تعهدات‬ ‫تعهدت به‪.‬‬ ‫وأضاف أنه شُرع في تطبيق التدبير المفوض بالمغرب‪،‬‬ ‫في نهاية الثمانينيات‪ ،‬استجابة لمتطلبات الرأسمال العالمي‪،‬‬

‫من خالل تطبيق ما اتفق عليه في جولة األوروغواي (اتفاقيات‬ ‫الجات)‪ ،‬حيث نصت على ضرورة تحرر الدول من سوق‬ ‫الخدمات العمومية وتفويته لصالح القطاع الخاص‪.‬‬ ‫منذ سنة ‪ 1993‬حرص المغرب على الخصخصة‪ ،‬ثم‬ ‫سنة ‪ 1997‬عقب التوقيع على اتفاقية مع االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫تسلم المغرب بموجبها دعما ماليا قيمته ‪ 51‬مليون درهم‪،‬‬ ‫في إطار برنامج «ميدا»‪ ،‬الداعم لتسريع هيكلة القطاع العام‬ ‫وخصخصته‪ ،‬واضعا شبكة من الخبراء المتخصصين عالميا‬ ‫رهن إشارة المغرب‪ّ .‬‬ ‫وذكر أنه منذ تفويض قطاع توزيع الماء‬ ‫والكهرباء والتطهير‪ ،‬لم تنقطع االحتجاجات في تطوان وطنجة‬ ‫والرباط والدار البيضاء للمطالبة بضرورة محاسبة وطرد‬ ‫الشركات المفوض لها‪ ،‬تدبير تلك المرافق‪ ،‬ورفع دعاوى‬ ‫قضائية‪ ...‬لكن هذه الدعاوى تبقى مناسباتية‪ ،‬تتسم بالتشتت‬ ‫وبطابع رد فعلي وقتي وعفوي‪ ،‬لم تصل إلى نتاج موضوعي‬ ‫لعمل تنظيمي مؤطر ومسلح بإمكانيات مادية وايديولوجية‬ ‫معينة‪ ،‬فيما تظل أغلب فعاليات المجتمع المدني األخرى من‬

‫جمعيات حماية المستهلك وجمعيات حقوقية وغيرها تفتقد‬ ‫إلى برامج فعلية مسطرة ورؤية واضحة واقعية بعيدة عن‬ ‫الشعبوية‪ .‬بل من الطريف أن أغلب الحاملين للواء محاسبة‬ ‫مثل تلك الشركات لم يطلعوا على كناش التحمالت‪...‬فيما‬ ‫البعض يطالب بجالئها باعتبارها شكال من أشكال االستعمار‬ ‫الجديد‪ ،‬فيما لم يجف بعد مداد توقيعه على اتفاقية التفويض‪.‬‬ ‫وهناك رؤساء مجالس جماعية أعضاء بلجن التتبع غير قادرين‬ ‫على فرض قراراتهم عليها‪.‬‬ ‫وحسب األستاذ بن عيسى‪ ،‬فإن تسطير برنامج واضح‬ ‫وإقامة تكتل جمعوي وتأطير حركة احتجاجية إجر اءات قادرة‬ ‫على إلزام تلك الشركات باحترام كناش التحمالت‪ ،‬مع الضغط‬ ‫للحيلولة دون تجديد تلك االتفاقيات‪.‬‬ ‫المطالبة بعمل منظم داخل هيئات أهلية فاعلة توازي‬ ‫دعوة العماري إلى االنتظام داخل جمعيات أهلية من أجل‬ ‫إيصال صوت المواطنين إلى أصحاب القرار‪ ،‬ومطالبهم التي‬ ‫تفوق بكثير سقف «التدابير» التي نجح المجلس الجماعي‬

‫في «انتزاعها» عبر خمسة لقاءات مع إدارة الشركة الفرنسية‬ ‫واللجان المشتركة‪...‬ومنها قضية «األشطر» التي «أصلحتها»‬ ‫الحكومة بهدف إنقاذ الفهري الفاسي من ورطة «إفالس»‬ ‫مكتب الماء والكهرباء‪ ،‬على حساب جيوب المستهليكن (بفتح‬ ‫الالم أو بكسرها‪ ،‬فالهم قد عـم)‪ .‬ومنها أيضا العداد المشترك‪،‬‬ ‫و رفع «العقوبات» على المتأخرين وتقديم تسهيالت في‬ ‫األداء‪ ...‬الذي ال بد منه في كل األحوال‪ ،‬حتى وإن كان «في‬ ‫غير محله»‪... ! ‬‬ ‫«ثورة الشموع» أرخت‪ ،‬إذا بظاللها على المدينة التي‬ ‫سارع سكانها بمختلف المقاطعات‪ ،‬المركزية منها و الهامشية‬ ‫المتضررة بشكل أقوى وأعمق‪ ،‬من فاتورات «أمانديس» إلى‬ ‫االستضاءة بالشموع من الثامنة إلى العاشرة مساء‪ ،‬داخل‬ ‫المساكن وعلى الطرقات‪ ،‬وعلى طاوالت المقاهي والمطاعم‪،‬‬ ‫في «انتفاضة» شعبية تلقائية وسلمية‪ ،‬من أجل إثارة انتباه‬ ‫من يجب إلى تظلمات المواطنين بسبب فواتير «أمانديس»‬ ‫وتصرفاتها المجحفة إزاء المواطنين‪.‬‬ ‫«الغضب الساطع آت» والعمدة في سجال مع رئيس‬ ‫الجهة حول من له الحق في معالجـة «مشكل» المدينة‬ ‫مع «أمانديس» المفوض لهــا ب «تدبيــر» قطـاع توزيـع‬ ‫الماء والكهرباء والتطهير‪ .‬األول يرى أن «أمانديس» من‬ ‫اختصاصه‪ ،‬والثاني يعتبر أن قانون الجهة الجديد يعطيه حق‬ ‫التدخل‪.....‬‬ ‫وبينما تنزل «هراوات» األمن على رؤوس بعض‬ ‫«الغاضبين» وتعبث خراطيم الوقاية المدنية بأجسادهم‪،‬‬ ‫وهم يصيحون بملء فيهم «الشعب يريد رحيل أمانديس»‬ ‫و «ال للتدبير المفوض»‪ ،‬وذلك خالل « نوضة» ساحة األمم‪،‬‬ ‫مساء السبت الماضي‪ ،‬كان الرئيسان ال يزاالن في نقاش‬ ‫«دستوري» «فيسبوكي»‪ ،‬حول من له الحق ‪ ،‬وفي ماذا‪......! ‬‬ ‫رئيس الجهة راسل في موضوع «أمانديس» كال من‬ ‫رئيس الحكومة ووزير الداخلية وعمدة طنجة‪ ،‬يعبر عن‬ ‫انشغاله بقضية فاتورات «أمانديس» ويطلب إفادات في‬ ‫الموضوع‪ ،‬وبعد أن كان العبدالوي قد رحب بمبادرة العماري‬ ‫معتبرا في تصريح أن ملفا شائكا بحجم «أمانديس» يتطلب‬ ‫تـافر جهود الجميع‪ ،‬عاد واعتبر أن تدخل العماري تطاوال على‬ ‫اختصاصاته‪! ‬‬ ‫العماري‪ ،‬من جهته‪ ،‬أعلن دعمه الحتجاجات السكان التي‬ ‫وصفها بـ «المشروعة»‪ ،‬كما طلب من السكان االنتظام في‬ ‫هيئات أهلية من إجل إيصال صوتهم إلى الجهات المسؤولة‪.‬‬ ‫وتالحظون أنه حتى حين تعلق األمر بملف «ثقيل» بما‬ ‫يحمل من «تراكمات» و «إكراهات» و «مخاطر»‪ ،‬فإن الحزبين‬ ‫«الغريمين» انقضا على المناسبة لممارسة رياضتهما‬ ‫المفضلة‪ ،‬في التجاذب والتالسن عبر بوابات صفحاتهما‬ ‫االليكترونية‪ ،‬بسبب «اختصاصات» كل يدفع بها لجهته‪،‬‬ ‫بينما المواطنون يواجهون «فتنة» حقيقية قد تعصف بسالمة‬ ‫المدينة وأمن وأمان أهلها‪...! ‬‬ ‫وعلى ذكر «الهراوات» التي تعود المتظاهرون المغاربة‬ ‫عليها كلما تحركوا وفي أي مدينة أو اتجاه تحركوا‪ ،‬فقد وزعت‬ ‫مواقع عدة للتواصل االجتماعي ‪ ،‬صورا وفيديوهات لتدخل‬ ‫أمني مدعم بخراطيم المياه‪ ،‬قيل إنه كان كثيفا وعنيفا‪ ،‬أحدث‬ ‫إصابات بين المحتجين الذين وقع توقيف بعضهم والدفع‬ ‫بهم إلى سيارات البوليس‪ .‬ولربما وقع تسريحهم فيما بعد‪،‬‬ ‫ما دام أن الوقفة كانت سلمية وأن أهل طنجة أجمعوا على‬ ‫مساندتها وأن المتظاهرين أكدوا من خالل الشعارات التي‬ ‫رفعوها أو صدحوا بها‪ ،‬أن صراعهم مع «أمانديس» وليس مع‬ ‫أي جهة أخرى‪ .‬واضح‪ ‬؟!‪....‬‬ ‫ويبدو أن قوات األمن كانت حكيمة حين قررت مغادرة‬ ‫«مسرح الهراوات»‪ ،‬حيث التظاهرات بدأت سلمية لتنتهي‬ ‫سلمية‪ ،‬بالرغم من تدفق حشود غفيرة من متظاهرين حجوا‬ ‫إلى ساحة األمم‪ ،‬من مناطق بني مكادة وما جاورها‪ ،‬للتنديد‬ ‫بالغالء الفاحش في فواتير السيئة الذكر «أمانديس»‪ ،‬تزامنا‬ ‫مع حملة «الظالم» حيث توجهت الجماهير‪ ،‬رجاال ونساء‬ ‫وأطفاال‪ ،‬عبر كل المسالك إلى ساحة األمم‪ ،‬جلهم يحمل‬ ‫شمعة مضيئة‪ ،‬ويردد شعارات غاضبة‪ ،‬من تعنت الشركة‬ ‫الفرنسية ومن ضعف ردة فعل مجلس الجماعة ‪.‬‬ ‫وإلى أن يصل العماري والعبدالوي إلى «تصفية»‬ ‫حسابها بخصوص االختصاص‪ ،‬فإن الهراوات ستواصل‬ ‫نزولها «المبارك» على جماجم المحتجين ضد»أمانديس» ‪،‬‬ ‫الذين لم تعد «تخلعهم» «السطافيطات» وال الهراوات وال‬ ‫خراطيم المياه‪ ،‬وال «الركل» وال الرفس‪ .....‬بدليل أن المدينة‬ ‫دفعت بسكانها ليال‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬شيبا وشبابا‪ ،‬وأطفاال‪ ،‬إلى‬ ‫قلب «المعركة» بساحة األمم‪ ،‬رغم توقع تدخل أمني ربما‬ ‫يصل حد «العنف» المبين‪...!،‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫عا�شوراء يف املغرب‪...‬‬ ‫عندما جتتمع املتناق�ضات يف منا�سبة واحدة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ليوم عاشوراء عند المغاربة مكانة خاصة تختلف‬ ‫عما هو عند أية دولة إسالمية تحتفل بهذا اليوم‪ ،‬ويوم‬ ‫العاشر من محرم الحرام حسب العديد من المصادر شهد‬ ‫أحداثا عظيمة معظمها له دالالت دينية لدرجة قد يحتار‬ ‫العقل كيف كتب لكل هذه األح��داث أن تقع في اليوم‬ ‫العاشر من محرم ‪ ،‬ومما يروى عن هذا اليوم كونه اليوم‬ ‫الذي تاب اهلل فيه على آدم‪ ،‬وهو اليوم الذي نجى اهلل‬ ‫فيه نوحا وأنزله من السفينة‪ ،‬وفيه أنقذ اهلل نبيه إبراهيم‬ ‫من نمرود‪ ،‬وفيه رد اهلل يوسف إلى يعقوب‪ ،‬وهو اليوم‬ ‫الذي أغرق اهلل فيه فرعون وجنوده و نجى موسى وبني‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وفيه غفر اهلل لنبيه داود‪ ،‬وفيه وهب سليمان‬ ‫ملكه‪ ،‬وفيه أخرج نبي اهلل يونس من بطن الحوت‪ ،‬وفيه‬ ‫رفع اهلل عن أيوب البالء وهو اليوم الذي قتل فيه حفيد‬ ‫النبي وثالث أئمة آهل البيت اإلمام حسين بن علي في‬ ‫كربالء ‪.‬‬ ‫و نظرا لما لهذا اليوم من شحنات دينية فالمغاربة‬ ‫جعلوا من هذا اليوم ملتقى لكل التناقضات ‪ :‬الفرح‬ ‫والحزن‪ ،‬والماء والنار ‪ ،‬العبادة والشعوذة ‪،‬االلتزام والحرية‬ ‫‪ ،‬السنة والشيعة ‪ ....‬فأين يتجلى كل ذلك في احتفاالت‬ ‫المغاربة بعيد عاشوراء؟‬

‫اليوم المفضل لحرق ( الشرويطة ) والمغاربة يعرفون‬ ‫جيدا معنى الشرويطة‪..‬‬

‫الشيعة والسنة‪:‬‬

‫األكيد أن عددا من المسلمين يدركون الطقوس‬ ‫الشيعية في هذا اليوم خاصة ما يرتبط بالحزن والبكاء‬ ‫على الحسين ‪ ،‬و إن كان هذا الحزن عند الشيعة يتخذ‬ ‫مظاهر تتجاوز الحزن إلى جلد الذات ‪ ،‬فإن في بلد سني‬ ‫كالمغرب يقتصر الحزن على األهازيج وبعض أغاني‬ ‫المحتفلين ‪ ،‬مع حضور قوي لمظاهر الفرح ‪ ،‬خاصة فرح‬ ‫األطفال ‪ ،‬فتكاد تكون عاشوراء مناسبة األطفال بامتياز‪،‬‬ ‫ومناسبة تجمع بين الحزن الشيعي ‪ ،‬والفرح السني‬ ‫الهادف في بعض مظاهره إلى عدم مشاركة الشيعة‬ ‫أحزانهم‪.‬‬

‫اإلسالم واليهودية‪:‬‬

‫على الرغم من كون عاشوراء تبدو اليوم مناسبة‬ ‫مرتبطة بالمسلمين واإلس�ل�ام‪ ،‬فهي موجودة قبل‬ ‫اإلسالم‪ ،‬فقد جاء اإلسالم ووجد اليهود يخلدون نجاة‬ ‫موسى وغرق فرعون بصيام عاشر محرم قال (ص) «نحن‬ ‫أحق بموسى منكم» ‪ ،‬وبالتالي فباحتفالنا بعاشوراء‬ ‫نحتفل بأعياد ديانات أخرى‪.‬‬ ‫تاسع أو عاشر ( تاسوعاء وع��اش��وراء ) ‪ :‬ارتبطت‬ ‫عاشوراء بيوم العاشر من محرم ‪ ،‬ومنها اشتقت العواشر‬ ‫عند المغاربة ‪ ،‬لكن خوف المسلمين من االتهام بالتشبه‬ ‫باليهود والنصارى اختار رسول اهلل (ص) قبيل وفاته ‪،‬‬ ‫صيام تاسع محرم ‪ ،‬لكنه توفي قبل تنفيذ وعده ‪ ،‬فقد روى‬ ‫عَبْدَ َِهّ‬ ‫الل بْنَ عَبَّاس رَضِيَ ُهَّ‬ ‫ني‬ ‫الل عَنْهُمَا قال ‪ :‬حِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ�ص َام َر ُ�س ُ‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َي ْو َم َع ُ‬ ‫ور َاء‬ ‫ا�ش َ‬ ‫َو�أَ َم َر ب ِ​ِ�ص َيامِ هِ َقا ُلوا َيا َر ُ�س َ‬ ‫ود‬ ‫ول ال َّلهِ �إِ َنّهُ َي ْو ٌم ُت َع ِّظ ُمهُ ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫َوال َن َّ�ص َارى َف َق َ‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َف ِ�إ َذا‬ ‫ّا�س َع َق َ‬ ‫كَ انَ ا ْل َع ُام مْ ُ‬ ‫ال‬ ‫ال ْقب ُِل �إِ ْن َ�ش َاء ال َّلهُ ُ�ص ْمنَا ا ْل َي ْو َم ال َت ِ‬ ‫ال ْقب ُِل َح َتّى ت ُ​ُو يِّ َ‬ ‫ف َر ُ�س ُ‬ ‫َف َل ْم َي�أْ ِت ا ْل َع ُام مْ ُ‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ‬ ‫َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم ‪ .‬رواه مسلم ‪ 1916‬وال زال في المغرب إلى‬ ‫اليوم خالف بين من يفضل صيام عاشوراء ومن يفضل‬ ‫تاسوعاء وبين من يجمع بين اليومين‪.‬‬

‫أهم احتفال دون عطلة‪:‬‬

‫المغاربة ال يعتبرون عاشوراء عيدا دينيا رسميا‬ ‫ألن األعياد الدينية في المغرب ثالثة (عيد الفطر‪ ،‬عيد‬ ‫األضحى وعيد المولد النبوي) كما أن يوم ‪ 10‬محرم‬ ‫ليس يوم عطلة ومع ذلك فهم يولون هذا اليوم مكانة ال‬ ‫يحظى بها غيره من األعياد الوطنية والدينية خاصة عند‬ ‫المغاربة‪ ،‬تمتلئ األسواق‪ ،‬توزع الزكاة‪ ،‬تعمّ االحتفاالت‪،‬‬ ‫وقد تدوم هذه االحتفاالت طيلة عشرة أيام األولى من‬ ‫محرم (العواشر) ليال ونهارا تتعطل فيها العديد من‬ ‫األعمال ويكثر فيها الرواج التجاري‪.‬‬

‫الماء والنار‪:‬‬

‫ما يميز عاشوراء عند المغاربة (الشعالة) و( زمزم)‬ ‫ليلة ‪ 9‬محرم يتم إشعال النار في مختلف األحياء والمداشر‬ ‫في المدن والقرى‪ ،‬والصغار يستعدون للشعالة منذ فاتح‬ ‫محرم بجمع الحطب وفروع األشجار البرية ‪ :‬يجتمع صبيان‬ ‫وفتيان وشبان الحي ويصعدون الجبل لقطع أغصان‬ ‫األشجار ( السدر والطلح والزيتون البري ‪ )..‬وليلة التاسع‬ ‫من شهر محرم تخرج القبيلة عن بكرة أبيها لالستمتاع‬ ‫بالشعالة والتباهي بأكبر شعالة وبمن يستطيع القفز‬ ‫فوقها أوال والعمل على إطالة أمدها مشتعلة وكثيرما‬ ‫يسمرون بالقرب منها إلى أوقات متأخرة من الليل ‪ ،‬وفي‬ ‫صباح اليوم الموالي ينقلب الوضع من النار إلى الماء‬ ‫(زم��زم) وهو طقس ال عالقة له بالبئر زمزم وإنما هو‬ ‫طقس دأبت عليه عدة مدن وقرى بالمغرب وسمحت فيه‬ ‫للناس برش بعضهم بعضا بالماء ‪ :‬فمن األمهات من‬ ‫توقظ أطفالها برشهم بالماء ‪ ،‬وقد يبدأ التراشق بالماء‬ ‫داخل األسر أو بين الجيران قبل أن تنتقل عدواه لكل‬ ‫األزقة والدروب‪ ،‬وقد يتخذ شكل تحرش بالفتيات والنساء‬ ‫خاصة‪ ،‬وقد يحول إلى انتقام من بعضهن ‪ ،‬فترى المياه‬ ‫تصب على المارة من فوق السطوح أو من النوافذ ‪....‬‬

‫بمجموعات من الشابات والشبان يضربون بالتعاريج‬ ‫والدفوف والبنادر يردون أغاني خاصة بالمناسبة ‪ ،‬دون‬ ‫أن يفرض على الفتيات أي قيد أو شرط فالمناسبة مناسبة‬ ‫حرية الفتاة (هذا عاشور ما علينا الحكام أل�لا‪ ..‬فعيد‬ ‫الميلود كيحكمو الرجال ألال‪)...‬‬

‫إذا كان يوم عاشوراء في عدد من البلدان المشرقية‬ ‫مرتبط بالحزن والبكاء (عند الشيعة خاصة الذين‬ ‫يعتبرونه يوم العزاء في الحسين ) فإن المغاربة يمزجون‬ ‫بين الفرح الحزن في هذه المناسبة ‪ :‬يظهر الحزن في‬ ‫بعض األهازيج التي تبكي على ( بابا عاشور) الذي ذهب‬ ‫ليصلي وسقط في النهر (بابا عاشور مشى يصلي وداه‬ ‫الواد ) وترك العذارى تبكي عليه ( واحي على عيشوري‬ ‫‪،‬عليك نتفت شعوري ‪ ،‬وشعوري قد النخلة = آه عليك يا‬ ‫عاشور بكاء عليه نتفت شعري ) مع اإلش��ارة أن النساء‬ ‫كن يشخصن بابا عاشور في شكل قصبة مزينة بلباس‬ ‫امرأة وقد تتجلى بعض مظاهر الحزن في زيارة المقابر‬ ‫لكن حزن المغاربة منحصر في الغناء واألهازيج فقط ‪ ،‬إذ‬ ‫مظاهر الحياة أيام عاشوراء تعج باألفراح والهدايا واآلكل‬ ‫وتزين النساء بالكحل وبأحلى المالبس ويخضبن أيديهن‬ ‫وأرجلهن وشعرهن بالحناء ( عيشوري عيشوري وعليك‬ ‫دليت شعوري ) كما تغص األزقة وال��دروب ليال ونهارا‬

‫ثنائية أخرى تميز عاشوراء بالمغرب هي الصوم‬ ‫واألك��ل‪ ،‬ففي الوقت ال��ذي يفضل فيه البعض صيام‬ ‫يوم عاشوراء‪ ،‬يكون لليوم مأكوالت خاصة حيث تمتلئ‬ ‫األسواق بالتمور والفواكه الجافة من تين وتمر وجوز ولوز‬ ‫وكاكاو وحلوى‪ ،‬وهذه الفواكه معروفة عند عامة الناس‬ ‫في المغرب بـ «الفاكية»‪ ،‬ويخلق إقبال الناس على شرائها‬ ‫رواجا كبيرا حيث يعتبر اقتناؤها لدى األسر المغربية أحد‬ ‫لوازم االحتفال‪ ،‬ويعد استهالكها وتفريقها على األهل‬ ‫والجيران وأطفال الحي مظهرا من مظاهر االحتفاء‬ ‫بعاشوراء‪ .‬باإلضافة إلى الفواكه الجافة يخص المغاربة‬ ‫المناسبة بأكالت خاصة أهمها الذيالة والكسكس بسبع‬ ‫أخضاري ‪ ،‬أو هربر والتريد والدجاج البلدي والرفيسة‪.‬‬ ‫والقديد والكرداس ووو‪......‬‬

‫الفرح والحزن‪:‬‬

‫الحالل والحرام‪:‬‬

‫إذا كان معظم أهل السنة يفضلون صيام يوم‬ ‫عاشوراء سيرا على سنة الرسول‪ ،‬صل اهلل عليه و سلم‪،‬‬ ‫فإن بعض الشيعة يحرمون صيام عاشوراء ‪ ،‬وحجتهم‬ ‫في ذلك ألنه ليس فرضا وإنما كان األمويين يصومنه‬ ‫ويظهرون فيه مظاهر الفرح شماتة بمقتل الحسين‪.‬‬

‫الصوم واألكل‪:‬‬

‫الدين والشعوذة‪:‬‬ ‫على الرغم من كون يوم عاشوراء يوم دين بامتياز‬ ‫فإنه يعرف أيضا إقباال كبيرا على الشعوذة والسحر ‪،‬‬ ‫فإذا كان الدين يتجلى في الصوم وإخراج الزكاة (تزكية‬ ‫المال واألنعام بالتصدق بعشر األموال التي مر عليها‬ ‫حول كامل) فإن مظاهر السحر والشعوذة في هذا اليوم‬ ‫متنوعة إذ يكثر اإلقبال على العطارين وبائعي البخور ‪،‬‬ ‫وتكون الشعالة مناسبة إلحياء بعض هذه الطقوس‪ ،‬إذ‬ ‫تستغل بعض النسوة هذه الفرصة بالذات من كل سنة‬ ‫ليلقين مواد غريبة في النار المشتعلة‪ ،‬وتكون غالبا عبارة‬ ‫عن بخور ووصفات تشتمل على طالسم وتعويذات ‪ ،‬حتى‬ ‫يضمن بلوغ أهدافهن ويحققن مرادهن إلى أن تحل‬ ‫عاشوراء السنة الموالية‪ ،‬وأغلب تلك األعمال والصنائع‬ ‫السحريــــة تتركز إما رغبة المرأة في «ترويض’’ زوجها‬ ‫وإجباره على طاعتها‪ ،‬وإما البحث عن رجل بالنسبة لغير‬ ‫المتزوجة أو العانس‪ ،‬إذ تلقي العانس جزءا من أثر الرجل‬ ‫الذي تريده زوجا لها (شيء من ثيابه أو شعر رأسه أو‬ ‫جسده‪ ،‬أو حبات تراب وطأتها قدمه‪ )..‬في النار الملتهبة‪..‬‬ ‫ومن الفتيات من يرغبن في كسب شَعر جميل وقوي‪،‬‬ ‫يدخلن طرفا من شعورهن في خاتم فضي‪ ،‬ويقطعن ما‬ ‫فضل منه‪ ،‬ويرمينه في نار «شعالة» ويوم عاشورا هو‬

‫بين الزكاة والتسوّل‪:‬‬

‫يخصص المغاربة يوم عاشوراء إلخراج الزكاة‪ ،‬لكن‬ ‫الكثير أطفاال وشيوخا يستغلون المناسبة للتسول كل‬ ‫يختار الطرقة المناسبة لذلك ‪ ،‬بين من يعرض عليك‬ ‫عظمة كتف خروف العيد وقد زينها ببعض الحناء ‪ ،‬وبين‬ ‫من يطالبك بحق بابا عاشور‪.‬‬

‫عاشوراء واأللعاب‪:‬‬

‫ال نعرف سببا واضحا الرتباط هذه المناسبة باأللعاب‬ ‫والمفرقعات خاصة‪ ،‬فمنذ كنا صغارا كانت عاشوراء‬ ‫مناسبة لالحتفال بالمتفرقعات ولم يمكن متوفرا آنئذ‬ ‫سوى الكاربون ‪ :‬نحفر حفرا صغيرة في األرض نصب‬ ‫قليال من الماء ونضع قطع الكاربون ونغطي الكل بكأس‬ ‫قصديرا (غالبا ما كان معبئات حليب مثقوب ) نقفل الثقب‬ ‫وننتظر دقائق وبعد أن يشتد الضغط بالداخل نشعل‬ ‫الثقاب ونضع على الثقب لينفجر الكاربون قاذفا بالكأس‬ ‫القصديرية بعيدا محدثا صوت انفجار لنتسابق بحثا عن‬ ‫الكأس لمعاودة المحاولة ‪.‬‬ ‫و تبقى عاشوراء مناسبة يحتفل بها الجميع كباقي‬ ‫المناسبات المغربية سواء كانت دينية أو عرفية ‪ .‬و كل‬ ‫عاشوراء و أنتم بألف خير‪...‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫قاسميّ رغم أنفه !‬ ‫«بن عبد الرحمان» أصبح‬ ‫«قاسميا» رغم أنفه !‬

‫هكذا قضت محاكم تاونات دون أن يكون لدى‬ ‫أسرة بن عبد الرحمن‪ ،‬خبر‪ ،‬وال هي من قامت بإجراء ما‬ ‫لهذا الغرض‪ .‬وبعد أن أعياها «التفتاش» في المحاكم‬ ‫علها تعثر على الحكم اللغز‪ ،‬او على الجهة أو الجهات‬ ‫التي تقدمت بدعوى تغيير اإلسم العائلي‪ ،‬توجهت‬ ‫األسرة بشكاية لوزارة الداخلية في الموضوع ‪ ،‬والبحث‬ ‫جار وسيجري إلى ما شاء اهلل‪ .‬سعد بن عبد الرحمن طلب‬ ‫من الجهات المختصة معرفة الحقيقة‪ ،‬على مستوى‬ ‫الحالة المدنية‪ ،‬والتدخل من أجل استرجاع هويته وهوية‬ ‫أسرته األصلية‪.‬‬ ‫واألغرب في الموضوع‪ ،‬أن عضوا آخر في نفس‬ ‫األسرة‪ ،‬واسمه محمد بن عبد ارحمن توجه لجماعة‬ ‫لغوازي بتاونات الستخراج عقد االزدياد ليفاجأ بأن‬ ‫اسمه العائلي ليس ال عبد الرحمان‪ ،‬وال القاسمي‪ ،‬بل‬ ‫«الصادقي» بقوة حكم قضائي!‬ ‫وفكها يامن وحلتها !‪.....‬‬

‫**********‬

‫واعتقونا !‬

‫تجمهروا‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬بساحة الحي‪ ،‬ليس من أجل‬ ‫اإلدانة أو االحتجاج ‪ ،‬بل لطلب الدواء‪ ،‬بعد أن «تبخر»‬ ‫أصحاب المخدرات الصعبة‪ ،‬بين يوم وليلة‪ ،‬بسبب‬ ‫التضييق عليهم من طرف أصحاب الحال‪ ،‬وتفاقمت‬ ‫حاجاتهم إلى ما يهدئهم و «يسكنهم» وغدوا في حالة‬ ‫«نقص» ال تستطيع أعصابهم تحمله‪ ،‬فصاحوا بملء‬ ‫فيهم‪« :‬قتلونا بالسموم‪ ،‬بغينا الدوا» !‪.....‬‬ ‫الدوا عند الوردي‪ ،‬والوردي في الجنة‪ ،‬والجنــة‬ ‫محلولة‪ ،‬حلهــا موالنـا‪ ،‬موالنـا وأصـحابه‪ ،‬في الجنة‬ ‫ينصابوا‪...‬‬

‫**********‬

‫البرلمان اإلفريقي والمغرب‬ ‫والصحراء‬

‫ما أسعد األحزاب السياسية‪ ،‬فقد يكون قد «طلع‬ ‫لها الميمون‪،‬هذه السنة‪ ،‬حيث أنه يبدو أن «مسارية»‬ ‫أخرى في الطريق‪ ،‬بعد السويد الذي حققت فيها السيدة‬ ‫منيب‪ ،‬نجاحا باهرا حين أقنعوها ــ وهم يحضرون‬ ‫الستقبال أمينة حيدرــ ‪ ،‬أنه ال نية لحكومتهم باالعتراف‬ ‫بالبوليساريو‪ .‬بل إن الوزير مزوار ‪ ،‬رعاه اهلل‪« ،‬فعفع»‬ ‫و«هزهز» وزيرة خارجية هذا البلد اإلسكندنافي حتى‬ ‫انحازت‪« ،‬صاغرة» إلى أطروحته ‪.‬‬ ‫المهم أن البرلمان اإلفريقي أثار مشاكل جديدة‬ ‫في وجه المغرب‪ ،‬بفضل سياسة وزارة خارجيتنا الرشيدة‪،‬‬ ‫التي تعيش على الشعارات‪ ،‬والتصريحـات والبيانــات‬ ‫وتتجنب العمل في العمق حتى تفاجأ بجزائري ينتخب‬ ‫رئيسا للبرلمان اإلفريقي ويشرع في تأليب البرلمانات‬ ‫اإلفريقية بالوسائل التي نعلم‪ ،‬ضد السياسة اإلفريقية‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫وال شك أن أحزاب اليمين هذه المرة ستُستنفر‬ ‫لزيارة بلدان البرلمانات اإلفريقية المشاكسة‪ ،‬لثنيها‬ ‫عن سياستها العدوانية ضد المغرب‪ .‬المطلوب فقط‬ ‫أن تخضع الخارجية المسافرين في «مهمة» إلى اختبار‬ ‫في مادتي التاريخ والجغرافية‪ ،‬لتتأكد من معلوماتهم‬ ‫حول تطور ملف الصحراء المغربية !‪....‬منذ نهاية القرن‬ ‫الرابع عشر إلى زيارة روس األخيرة مرورا بمؤتمر برلين‬ ‫وبالمسيرة الخضراء‪.‬‬ ‫و‪...‬طريق السالمة !‪...‬‬

‫**********‬

‫مهراز «غزالي»‬

‫وزان الهادئة جــدا‪ ،‬واجهت في المدة األخيــرة‬ ‫«ضجة» كبرى بسبب «مهراز» أثري يزن ‪6,5‬‬ ‫كيلوغرامات من الذهب الخالص‪ ،‬أو هكذا ظن الكثيرون‬ ‫من أهل الفضول‪.‬‬ ‫المهراز المذكور كان مشاع االستعمال بين كل‬ ‫من احتاج إليه خاصة في األعياد والمناسبات الكبرى‪،‬‬ ‫بفضل «تفهم» األسرة المالكة له‪ ،‬إال أن خالفا بين‬ ‫شقيقين من هذه األسرة ‪ ،‬جعل القضية تصل إلى الدرك‬ ‫الذي حجز المهراز ‪ ،‬بعد أن شاع في القرية الوزانية‬ ‫سيدي رضوان‪ ،‬أن «مهراز غزالي» ذهب خالص وأن‬ ‫ثمنه يفوق المليار ونصف المليار‪ ،‬رواج وقته !‪...‬‬ ‫المهراز خضع «للتحقيق» من طرف مصالح الدرك‬ ‫ليتبين أن في األمر «وشاية كاذبة» وأن المهراز من‬ ‫نحاس «مشلل» بماء الذهب !!!‪.....‬‬ ‫أصحاب المهراز أصروا على أن مهرازهم من ذهب‬ ‫خالص وادعوا أنهم سبق أن عرضوه على أحد الصاغة‬ ‫من ذوي الخبرة والمروءة‪ ،‬فأكد لهم ما يحبون سماعه‬ ‫من أنه ذهب في ذهب !!!‪...‬‬

‫**********‬

‫هل «عملها» أخنوش ؟‬

‫الصحافة تتحدث عن ثالثي أمنة‪ :‬الوزير أخنوش‬ ‫والوزير بوسعيـــد ومدير الميزانية لقجع يكون قد‬ ‫«نصب» على رئيس الحكومة حين جعل صندوق تنمية‬ ‫العالم القروي بمالييره الخمسة والخمسين على مدى‬ ‫سبع سنوات‪ ،‬رهن إشارة أخنوش اآلمر بالصرف في‬ ‫ما يخص تدبير مشاريع تنمية العالم القروي بسكانه‬ ‫االثني عشر مليونا ‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪2016‬‬ ‫و ‪ .2022‬بمعنى أن رئيس الحكومة تم إبعاده عن صرف‬ ‫هذا المبلغ الضخم وترك األمر ألخنوش‪.‬‬ ‫كيف حصل ذلك بعيدا عن علم رئيس الحكومة‬ ‫والوزراء المتدخلين في صندوق دعم العالم القروي؟‬ ‫وكيف ينفرد أخنوش بتدبير أموال هذا الصندوق بعيدا‬ ‫عن اإلشراف الفعلي والقانوني لرئيس الحكومة؟ هل‬ ‫يتعلق األمر بـ «مقلب» حكومي‪ ،‬أو بانقالب «داخلي»‬ ‫على الرئيس بنكيران؟ كيف ما كان الحال‪ ،‬فإن الرأي‬ ‫العام ينتظر توضيحا بهذا الخصوص من عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬المعني مباشرة بهذا «المقلب»‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫�أمن طنجة ينحاز لـ (�أماندي�س) �ضد ال�سكان املحتجني ودعوات‬ ‫للتوقف عن �أداء الفواتري‬

‫ال تزال كرة الثلج التي رمت بها شركة «أمانديس»‬ ‫الفرنسية حين وزعت على سكان طنجة فواتير ملتهبة‬ ‫تكبر مع مرور األيام‪ ،‬إذ اضطرت المؤسسة المفوض‬ ‫لها تدبير قطاع الماء والكهرباء لالستعانة باألمن لفض‬ ‫اعتصام سكان حي بئر الشفا أمام مقرها‪ ،‬في الوقت التي‬ ‫تتعالى فيه األصوات الداعية الحتجاج أكثر حدة مما وقع‬ ‫يوم السبت الماضي‪.‬‬ ‫وانحازت عناصر األمن والقوات المساعدة لصالح‬ ‫الشركة الفرنسية وضد السكان المحتجين بحي بئر الشفا‪،‬‬ ‫بعد دخول اعتصامهم أمام مقر «أمانديس» أسبوعه‬ ‫الثالث‪ ،‬إذ فرقت بالقوة المئات من السكان المتضررين‬ ‫من الغالء غير المسبوق لفواتير الماء والكهرباء‪ ،‬وطوقت‬ ‫قواتها محيط المقر الخاص بمقاطعة بني مكادة‪.‬‬ ‫وحاول المحتجون االستمرار في وقفتهم االحتجاجية‪،‬‬

‫التي أصروا على كونها سلمية‪ ،‬غير أن المسؤولين‬ ‫األمنيين رفضوا الوقوف على الحياد‪ ،‬واختاروا االصطفاف‬ ‫مع الشركة الفرنسية‪ ،‬إذ تدخلت قوات األمن بعنف لفض‬ ‫االحتجاج‪ ،‬واستعملت الهراوات لمطاردة المحتجين‬ ‫المصرين على مواصلة االعتصام‪.‬‬ ‫يتزامن ذلك مع تجدد الدعوات لالحتجاج ضد الشركة‬ ‫في مختلف أحياء مدينة طنجة‪ ،‬بشكل أكبر مما حدث مساء‬ ‫السبت الماضي حين أطفأت األغلبية الساحقة من السكان‬ ‫المصابيح الكهربائية في المنازل والمتاجر لمدة ساعة‬ ‫واحدة‪ ،‬أعقبها نزول مكثف للشارع للمطالبة بمحاسبة‬ ‫الشركة التي يتهمها السكان بـ «السرقة» ثم رحيلها عن‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وجديد دعوات االحتجاج األخيرة‪ ،‬هو االمتناع عن‬ ‫سداد فواتير الماء والكهرباء بصفة تامة‪ ،‬واختار نشطاء‬

‫يوم غد الخميس لتسجيل صفر درهم في خزائن الشركة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬كخطوة تصعيدية‪ ،‬يتلوها إطفاء األنوار‬ ‫لساعتين كاملتين‪ ،‬من الثامنة مساء وحتى العاشرة من‬ ‫اليوم نفسه‪ ،‬قبل أن تنتهي األمسية االحتجاجية بمسيرات‬ ‫مطالبة برحيل الشركة عن المدينة‪.‬‬ ‫وعبر مواقع التواصل االجتماعي وضع نشطاء رسوما‬ ‫لمتابعة جديد االحتجاجات واقتراح أفكار جديدة وكذا‬ ‫التنسيق بين مختلف أحياء المدينة خاصة الشعبية منها‬ ‫وإيصال دعوات االحتجاج إلى كل الناس‪ ،‬ومن أبرز تلك‬ ‫الرسوم «أمانديس ارحل» و «طنجة تطفئ األنوار»‪ ،‬إلى‬ ‫جانب التعبئة الميدانية‪ ،‬ما يجعل االحتجاجات األخيرة هي‬ ‫األقوى واألكثر تنظيما منذ دخول الشركة الفرنسية إلى‬ ‫شمال المغرب‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫حداد‪ :‬وزارة ال�سياحة �سرت�سل مراقبني «متخفني»‬ ‫للوقوف على و�ضعية الفنادق باملغرب‬

‫أكد لحسن حداد‪ ،‬وزير السياحة‪ ،‬يوم السبت الماضي‪،‬‬ ‫بأن االستثمار في الجودة هو الهدف‪ ،‬وذلك بالتركيز على‬ ‫جودة البنيات وجودة االستقبال وجودة الخدمات المقدمة‬ ‫في الفنادق خاصة في المدن الكبرى‪ ،‬مشيرا إلى أن ذلك‬ ‫هو الرأسمال الحقيقي للسياحة الوطنية ومفتاح نجاحها‪،‬‬ ‫سواء على الصعيد الوطني أو الدولي‪.‬‬ ‫كما أشار أحداد‪ ،‬الذي كان يتحدث خالل احتفال‬ ‫حصول فندق «موكادور طنجة» ‪GRAND MOGADOR‬‬ ‫على شهادة الجودة‪ ،‬إلى أن االستثمار في الموارد البشرية‬ ‫بات أمرا ملحا‪ ،‬مع احترام الجودة في التكوين وإعداد تصور‬ ‫ورؤية واضحتين حول تدبير الموارد البشرية في الفنادق‪،‬‬ ‫ألن هذه األخيرة هي من تسهر على راحة السياح وتعكس‬ ‫صفة الترحاب التي يتميز بها المغاربة‪ ،‬مهنئا المشرفين‬ ‫على إدارة الفندق بهذا التتويج خاصة أن فندق «موكادور‬ ‫طنجة»‪ ،‬هو أول فندق مغربي يحصل على هذه الشهادة‬ ‫األولى من نوعها على الصعيد اإلفريقي‪.‬‬ ‫وكشف وزير السياحة‪ ،‬خالل إجابته على أسئلة‬ ‫الصحافيين‪ ،‬بأن الوزارة ستقوم بإرسال مراقبين «متخفين»‬

‫للوقوف على وضعية الفنادق السياحية بالمغرب‪ ،‬وذلك‬ ‫في أفق إعادة تصنيفها وفق معايير محددة‪ ،‬حيث سيزور‬ ‫أشخاص متخفون الفنادق بجميع أصنافها على الصعيد‬ ‫الوطني‪ ،‬للوقوف على كيفية اشتغالها ونوعية الخدمات‬ ‫المقدمة بها‪.‬‬ ‫شهادة الجود ‪ ،HOTEL CERT‬التي حصل عليها‬ ‫فندق موكادور طنجة‪ ،‬من مجموعة «أفنور الدولية»‪ ،‬جاءت‬ ‫بعدما خضع لتقييم خاص بالجودة حيث استجاب الفندق‬ ‫لـ‪ 645‬معيارا دوليا‪ ،‬وفي هذا الصدد أوضح عمر الشعبي‪،‬‬ ‫نائب رئيس مجموعة «إينا هولدينغ» التي تملك سلسلة‬ ‫فنادق موكادور‪ ،‬أن هذا النجاح والتتويج‪ ،‬جاء كحصيلة‬ ‫لجهود كبيرة انكب عليها فريق العمل برمته‪ ،‬والتي‬ ‫اهتمت بتوفير الخدمة للسياح والتركيز على كرم الضيافة‬ ‫مع الحرص على «االبتسامة»‪.‬‬ ‫وأضاف الشعبي‪ ،‬خالل مداخلته‪ ،‬أن المجموعة وضعت‬ ‫برنامجا خاصا إلنجاز أكثر من ‪ 150‬فندقا بالمغرب وخارجه‬ ‫في أفق سنة ‪ ،2030‬وهي الفنادق التي تتوزع بين صنف‬ ‫خمسة نجوم وأربعة نجوم‪ ،‬مؤكدا استعدادها الفتتاح‬

‫فندقها الكبير «موكادور بالدار البيضاء» في سنة ‪.2016‬‬ ‫يذكر أن مجموعة أفنـور الدولية قامت بتفـويض‬ ‫خبير في المجال الفندقي‪ ،‬الذي قام بزيارة مفاجئة لفندق‬ ‫موكادور طنجة‪ ،‬وقام بإنجاز تقريره عن الخدمات المقدمة‬ ‫قبل أن يقدم على تسليم تقريره إلى اللجنة المشرفة على‬ ‫منح شواهد التصديق‪.‬‬ ‫وفي نفس االتجاه سيخضع الفندق الفتحاص منظم‬ ‫طوال مدة السنوات الثالث التي تستغرقها الشهادة‪ ،‬حيث‬ ‫طلب الفندق أن تجري عملية االفتحاص بشكل دوري كل‬ ‫أربعة أشهر مقابل ‪ 18‬شهرا المقترحة في البداية‪.‬‬ ‫يشــار إلى أنـه ليسـت هذه هي المرة األولى التي‬ ‫يحصل فيها الفندق على شهادة اعتراف بجودة الخدمات‬ ‫التي يقدمها لزبنائه‪ ،‬حيث حصل في نفس هذا العام‬ ‫على جائــزة السياحيــة‪ .‬التي تمنح للمؤسسات السياحية‬ ‫‪.TRIPADVISOR‬‬

‫هيام بحراوي‬

‫قا�ضي التحقيق بطنجة ي�شرع الأ�سبوع املقبل يف اال�ستنطاق التف�صيلي‬ ‫مع ع�صابة الر�صا�ص‬ ‫أفاد مصدر قضائي أن قاضي التحقيق باستئنافية‬ ‫طنجة سيشرع‪ ،‬األسبوع المقبل‪ ،‬في االستنطاق التفصيلي‬ ‫مع عصابة الرصاص التي روعت مدينة طنجة‪ ،‬ونفذت‬ ‫هجومين مسلحين على ناقلتين لألموال بعاصمة البوغاز‪.‬‬ ‫وبحسب نفس المصدر‪ ،‬فإن زعيم العصابة المدعو‬ ‫«مخلص» في مقدمة الئحة المستنطقين الذين سيمثلون‬ ‫أمام قاضي التحقيق‪ ،‬الذي سيبحث معه بخصوص كافة‬ ‫الجرائم المتهم بارتكابها‪ ،‬من بينها جريمة قتل باستعمال‬ ‫الرصاص ومحاولة قتل أخرى باءت بالفشل‪ ،‬ثم الهجوم‬ ‫على ناقلتي األموال باستعمال السالح الناري‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وارتفع عدد المعتقلين ضمن هذه العصابة إلى‬ ‫ستة أشخاص‪ ،‬بعدما جرى اعتقال شقيق زعيم العصابة‪،‬‬ ‫وقد وجه إليه المحققون تهمة «المشاركة والتستر على‬ ‫الجريمة»‪.‬‬ ‫وكان المكتب المركزي لألبحاث القضائية قد أحال‬ ‫خلية «مخلص ع»‪ ،‬المتشبه في ارتكابها جرائم الرصاص‬ ‫بطنجة‪ ،‬على الوكيل العام للمدينة‪ ،‬بعدما تبين أن أحد‬ ‫شركائه ليس له ارتباط بالتنظيمات الجهادية‪.‬‬ ‫ويتابع المتهمون المودعون حاليا السجن المحلي‬ ‫بتهم «تكوين عصابة إجرامية‪ ،‬والقتل العمد مع سبق‬ ‫اإلصرار والترصد‪ ،‬والسرقة باستعمال الرصاص‪ ،‬وعدم‬ ‫التبليغ عن جريمة والمشاركة كل حسب المنسوب إليه»‪.‬‬ ‫في غضون ذلك‪ ،‬قال مصدر داخل السجن المحلي إن‬ ‫إدارة السجن اتخذت تدابير أمنية احترازية داخل السجن‬ ‫في حق زعيم «عصابة الرصاص» بطنجة «مخلص ع»‪ ،‬هو‬ ‫وخمسة من أفراد عصابته من بينهم شقيقه‪.‬‬

‫وأفادت المصادر أن تعليمات أعطيت لموظفي السجن‪،‬‬ ‫وتحديدا في حي «أ»‪ ،‬حيث يوجد السجناء االحتياطيون ذوو‬ ‫التهم الجنائية‪ ،‬بالتعامل الصارم مع المتهمين الذين جرى‬ ‫تفريقهم على أكثر من زنزانة‪.‬‬ ‫المصدر ذاته أوضح أنهم سيتمتعون بكافة حقوقهم‪،‬‬ ‫إال أن طبيعة تهمتهم تجعل إدارة السجن تتخذ احتياطاتها‪،‬‬ ‫سواء تعلق األمر بزيارة أهلهم لهم‪ ،‬أو مدة خروجهم إلى‬

‫ساحة السجن‪ ،‬كما أن عملية المراقبة داخل زنزاناتهم‬ ‫سوف تكون مكثفة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن خلية مخلص جرى إيقافها بداية‬ ‫شهر غشت الماضي‪ ،‬بعدما نفذ زعيمها الهجوم على ناقلة‬ ‫األموال باستعمال الرصاص بشارع موالي رشيد بطنجة‪،‬‬ ‫وهي جريمة الرصاص الرابعة التي نفذتها العصابة في‬ ‫ظرف ثالث سنوات بعاصمة البوغاز‪..‬‬

‫عمر شعيب‬

‫�أولى الزخات املطرية تف�ضح ت�سيري «البيجيدي»‬ ‫لواليتني بجماعة تطوان‬ ‫فضحت أولى األمطار التي تهاطلت على مدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬ما بين عشية يوم األحد الماضي‪ ،‬حتى حدود‬ ‫الساعات األولى من صبيحة أول أمس االثنين‪ ،‬حزب‬ ‫العدالة والتنمية الذي يسير المجلس الحضري للمدينة‬ ‫للمرة الثانية على التوالي‪ ،‬حيث عرت التساقطات مدى‬ ‫هشاشة البنيات التحتية للمدينة‪ ،‬بعد أن تحولت أحياء إلى‬ ‫ما يشبه بحيرات وسط المجال الحضري‪ ،‬خصوصا في كل‬ ‫من أحياء «كويلما» الهامشية‪ ،‬و«حومة طنجاوة» وحي‬ ‫(جامع مزواق)‪ ،‬وأحياء أخرى سجل فيها اختناق كامل لقنوات‬ ‫الصرف الصحي‪ ،‬ما جعل المواطنين ينزلون بأنفسهم‬

‫لحماية منازلهم‪ ،‬من آثار هذه التساقطات التى لم تتجاوز‬ ‫الثالثة والثالثين مليمترا‪ ،‬وفق تقرير لمديرية األرصاد‬ ‫الجوية حول كميات األمطار التي سجلت بتطوان خالل الـ‬ ‫‪ 24‬ساعة الماضية‪.‬‬ ‫وحسب المصادر‪ ،‬فإن بعض الشوارع قد عرفت شلال‬ ‫تاما بسبب السيول التي توقفت نتيجة ضعف وهشاشة‬ ‫قنوات الصرف الصحي التي لم يتم تنقيتها إبان فصل‬ ‫الصيف‪ ،‬في الوقت الذي ال يزال السكان يتذكرون المياه‬ ‫الجارفة التي تسببت في فيضانات وصلت حتى حدود قلب‬ ‫منازلهم‪ ،‬خالل السنة الماضية‪.‬‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪808‬‬

‫دخول جامعي على صفيح ساخن بجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان وشواهد‬ ‫الماستر والدكتوراه في خبر كان‬

‫دخل منذ بداية هذا الموسم الجامعي عدد‬ ‫من الطلبة في كل من كلية القانون بطنجة‬ ‫واآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل التابعتان‬ ‫لجامعــة عبد المالك السعـدي بتطوان‪ ،‬في‬ ‫إضراب عن الطعام‪ ،‬بسبب ما أسموه «تفشي‬ ‫الزبونية والمحسوبية في الماستر والدكتوراه»‬ ‫على حد تعبيرهم ‪.‬‬ ‫ويبدو أن الدخـول الجامعي في جامعــة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان‪ ،‬وخاصة كليات‬ ‫اآلداب والعلوم والقانون‪ ،‬على وقع االحتجاجات‬ ‫والتنديدات للطلبة والطالبات المعتصيمن‬ ‫والمعتصمات بكلية اآلداب بتطوان‪ ،‬إذ يبيتون‬ ‫الليالي على أبواب االدارة‪ ،‬وينتظر أن يلحق بهم‬ ‫طلبة آخرين بعد اإلعالن عن اعالنات الدكتوراه‬ ‫هذا الموسم الجامعي‪.‬‬ ‫ويطالــب هــؤالء الطلبـــة المعتصمون‬ ‫التدخل العاجل للمسؤولين للحد مما وصفوه‬ ‫«الفوضى والعبث في االنتقاء‪ ،‬الذي يختلف‬ ‫عن كل الجامعات المغربية التي تحترم نفسها‪،‬‬ ‫وتحترم ذكاء طالبها‪ ،‬بعد انتقاء األجود‪ ،‬والتي ال‬ ‫يزيد فيها عدد الطلبة عن أفراد معدودين من‬ ‫النجباء» على حد تعبير أحد الطلبة‪.‬‬ ‫وحسب طالب تصريح «أضحى أمر دراسة‬ ‫الماستر أو الدكتوراه بكلية القانون بطنجة‬ ‫يخضع للمزاد العلني بشكل مفضوح لدى العامة‬ ‫والخاصة لدرجة يصل األمر لخمسة ماليين‬ ‫سنتيم للطالب الواحد‪ ،‬حتى أضحى التخصـص‬ ‫الواحــد في المسلك الواحد يفوق مائة طالب‬ ‫بشكل يطرح أكثر من سؤال‪.»..‬‬

‫وأكد طالب آخر «تفشت في كلية اآلداب‬ ‫والعلوماالنسانيةبتطوانالزبونيةوالمحسوبية‬ ‫في جل مسالك الماستر والدكتوراه‪ ،‬وبخاصة‬ ‫مسالك اللغة العربية‪ ،‬التي عرفت باحتوائها‬ ‫ألزيد من مائة طالب وطالبة في المسلك الواحد‬ ‫من شعب مختلفة كأصول الدين والدراسات‬ ‫اإلسبانية و الدراسات اإلسالمية والتاريخ وغيرها‬ ‫من الشعب التي يجد طالبها مالذا في مسالك‬ ‫الماستر‪ ،‬الموزعـة على ماستر األدب المغربي‬ ‫وماستر اللسانيــات وماستر البالغة وتحليل‬ ‫الخطاب»‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن عددا من شعب الماستر‬ ‫والدكتوراه بجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬وخاصة‬ ‫ماستر ودكتوراه األدب العربي في المغرب‬ ‫العلوي وشعبة التاريخ بكلية االداب بتطوان‬ ‫وماستر السياحة والتنمية بكلية العلوم بتطوان‪،‬‬ ‫ظلوا دائما يثيرون الشبهات في كيفية االنتقاء‪،‬‬ ‫وما يزيد من هاته الشبهات‪ ،‬الفوضى والعبث‬ ‫التي تسير بها‪ ،‬بعدما تجمع كل شعبة منها‬ ‫كافة الشعب األدبية والتقنية والعلمية‪ ،‬ثم الكم‬ ‫الهائل من الطلبة التي يدرسون في كل شعبة‪،‬‬ ‫حيث اختير في ماستر األدب العربي لوحده أزيد‬ ‫من مائة طالب وطالبة‪ ،‬ويزيد هذا العدد في‬ ‫الدكتوراه‪ ،‬بخالف الجامعات المغربية التي تحترم‬ ‫نفسها‪ ،‬والتي ال تزيد عن أفراد من النجباء‬ ‫والمؤهلين في كل شعبة من شعبها‪ ،‬حسب‬ ‫مباريات و انتقاء يخضعان للكفاءة لوحدها‪.‬‬

‫رشيدة اليحياوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫} ُ‬ ‫�س َذا ِئق َُة‬ ‫ك ُّل نَفْ ٍ‬ ‫ن زُ ْح ِز َح‬ ‫ا ْلق َِيا َم ِة َف َم ْ‬

‫ور ُ‬ ‫مْالَ ْو ِ‬ ‫ك ْم َي ْو َم‬ ‫ت َو�إِ مَّنَا ُت َو َّف ْو َن �أُ ُج َ‬ ‫ار َو�أُ ْد ِخ َل جْ َ‬ ‫ال َّن َة َفق َْد َفازَ‬ ‫ن ال َّن ِ‬ ‫َع ِ‬

‫احلي ُ‬ ‫الغرور {‬ ‫الدنيا �إال‬ ‫اة ُ‬ ‫ُ‬ ‫و َما َ‬ ‫متاع ُ‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫الحاج أحمد بوزناقر العمرتي السواني‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 90‬سنة‪ ،‬فارق الحياة‬ ‫المشمول بعفــو اهلل المرحـــوم الحاج‬ ‫أحمد العمرتــي بوزناقــر السوانــي‪،‬‬ ‫المعروف بـ «بابا مسعود» وذلك يوم‬ ‫السبت ‪ 03‬محرم الموافق ‪ 17‬أكتوبر‬ ‫‪ 2015‬وشيـع جثمانـه الطاهـر في‬ ‫موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحباب والمعارف ودفن بمقبرة‬ ‫السواني‪ ،‬بعد صالة الظهر‪.‬‬ ‫وبهــــذا المصــاب الجلــل‬ ‫نتقدم بأحــرّ التعــــازي إلى‬ ‫أرملته السيدة زينب العمرتي‬ ‫السواني وإلى أبنائهما محمد‬ ‫العربي وجميلة وحميدة وعبد‬ ‫الحميد ومصطفــى وسعيـــد‬ ‫وأمين‪ ،‬وحنان وكذا إلى أخوات‬ ‫الفقيد‪ ،‬فاطما والزهرة وحبيبة‬ ‫والسعدية وفاطمة وإلى جميع‬ ‫أقارب عائلتي بوزناقر العمرتي والسباب‪ ،‬راجين لهم الصبر والسلوان‬ ‫وللفقيد عظيم األجر والغفران تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح‬ ‫جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ 57‬مليار درهم قيمة االستثمارات الخليجية بالمغرب‬ ‫حمل التقرير االقتصادي والمالي‪ ،‬الذي أرفقته وزارة المالية بمشروع القانون المالي ‪ ،2016‬معطيات مفصلة عن التمويالت الخليجية‬ ‫للمغرب والعالقات االقتصادية مع دول الخليج‪ ،‬وخاصة اإلمارات والمملكة العربية السعودية‪ ،‬التقرير يشير إلى أن المغرب يستفيد في عالقته‬ ‫مع دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى االستثمارات‪ ،‬حيث بلغت تدفقات االستثمارات المباشرة لدول مجلس التعاون الخلجي ‪10،2‬‬ ‫مليار درهم سنة ‪ ،2014‬أي بزيادة نسبتها ‪ ٪ 82‬مقارنة مع سنة ‪ .2013‬وبلغت حصتها في إجمالي االستثمارت األجنبية المباشرة الواردة‬ ‫على المغرب حوالي ‪ ٪ 28‬سنة ‪ .2014‬مقابل ‪ 14‬بالمائة سنة ‪ .2013‬وراكمت االستثمارات المباشرة من دول الخليج ما يناهز ‪ 57‬مليار‬ ‫درهم ما بين سنتي ‪ 2006‬و‪ ،2014‬وهو ما يمثل ‪ ٪ 19‬من إجمالي االستثمارات المباشرة التي حصل عليها المغرب خالل الفترة نفسها‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وتتصدر هذه االستثمارات دولة اإلمارات العربية المتحدة ب ‪ ٪ 44‬من التدفقات ما بين ‪ 2006‬و‪ 2014‬من إجمالي استثمارات دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬متبوعة بالسعودية بـ ‪ ،٪ 38‬وتهم على وجه الخصوص قطاعات السياحة والعقار والطاقة‪.‬‬ ‫وبخصوص المبادالت التجارية مع دول الخليج‪ ،‬فقد سجلت عجزا كبيرا لصالح دول الخليج‪ ،‬بسبب واردات النفط‪ ،‬حجم المبادالت التجارية‬ ‫بين المغرب ودول مجلس التعاون الخلجي سجل ارتفاعا بنسبة ‪ ٪ 11‬كمعدل سنوي‪ ،‬ليصل إلى ‪ 28,6‬مليار درهم سنة ‪ ،2014‬وهو ما يمثل‬ ‫‪ ٪ 6,8‬من إجمالي المبادالت التجارية للمغرب مقابل ‪3,6‬بالمائة‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬ ‫وسجلت واردات المغرب من دول مجلس التعاون الخليجي معدل نمو سنوي قدره ‪ ٪ 11‬لتصل إلى ‪ 26,8‬مليار درهم سنة ‪،2014‬‬ ‫وهو ما يمثل ‪ ٪ 9’6‬من إجمالي واردات المغرب مقابل ‪ ٪ 5,3‬سنة ‪ .2000‬في حين‪ ،‬تظل صادرات المغرب نحو هذه الدول ضعيفة وغير‬ ‫متنوعة‪ ،‬حيث لم تتعد ‪ 1,8‬مليار درهم سنة ‪ .2014‬وتمثل المملكة العربية السعودية أول زبون للمغرب في منطقة الخليج بحوالي ‪920‬‬ ‫مليون درهم من الصادرات‪ ،‬أي ما يمثل ‪ ٪ 52,4‬من إجمالي صادراتنا‪ ،‬نحو المنطقة‪ ،‬تليها اإلمارات العربية المتحدة بنحو ‪ 589‬مليون درهم‬ ‫وبنسبة ‪ 33,5‬بالمائة‪.‬‬ ‫ويسجل الميزان التجاري المغربي مع دول الخليج عجزا كبيرا بلغ ‪ 25‬مليار درهم سنة ‪ .2014‬كما بلغ معدل تغطية الصادرات للواردات‬ ‫‪ ٪ 6،6‬سنة ‪ 2014‬مقابل ‪ ٪ 12‬سنة ‪ .2000‬وتعزى هذه الوضعية إلى ارتفاع حجم واردات المغرب من المملكة العربية السعودية‪ ،‬وإلى‬ ‫ضعف صادرات المغرب نحو هذه البلدان‪.‬‬ ‫التقرير يشير إلى أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا لدول مجلس التعاون الخليجي منذ سنة ‪ ،2012‬مثله مثل األردن‪ .‬وفي هذه اإلطار‬ ‫يشمل مخطط العمل المشترك خالل الفترة ‪ 2017 - 2012‬برامج عدة لفائدة قطاعات منتجة ومتنوعة‪ .‬كما ينص هذا المخطط على تطوير‬ ‫الحوار والتنسيق في المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية واألمنية‪.‬‬

‫تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة وتراجع العجز‬ ‫حسب مكتب الصرف‬ ‫بلغ تدفق االستثمارات األجنبية‪ ،‬حسب مكتب الصرف‪ 20,9 ،‬عند نهاية شهر شتنبر الماضي‪ ،‬مقابل ‪ 17,9‬مليار درهم خالل الفترة‬ ‫نفسها من السنة الماضية‪ ،‬أي بارتفاع بنسبة ‪ 16,4‬بالمائة وأوضح المكتب‪ ،‬في تقرير حول المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية إلى غاية‬ ‫متم شتنبر ‪ ،2015‬أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع العائدات بنسبة ‪ 19‬بالمائة (‪ 26,37‬مليار درهم في متم شتنبر ‪ 2015‬مقابل ‪ 22,16‬مليار‬ ‫درهم نهاية شتنبر ‪ ،) 2014‬وكذا النفقات بـ ‪ 30,1‬بالمائة ( ‪ 5,49‬مليارا درهم مقابل ‪ 4,22‬مليارا درهم) ‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬سجلت عائدات المغاربة المقيمين بالخارج نموا بنسبة ‪ 4,5‬بالمائة‪ ،‬لتبلغ ‪ 47,48‬مليار درهم في نهاية شتنبر ‪، 2015‬‬ ‫مقابل ‪ 45,42‬مليار درهم خالل الفترة نفسها من سنة ‪.2014‬‬ ‫من جهته‪ ،‬حقق ميزان األسفار فائضا بقيمة ‪ 35,3‬مليار درهم مقابل ‪ 36,9‬مليار درهم مع متم شتنبر ‪ ،2014‬بتراجع بنسبة ‪ 4,6‬بالمائة‪.‬‬ ‫على صعيد متصل‪ ،‬أفاد المكتب بأن المبادالت الخارجية للمغرب تميزت في متم شتنبر ‪ 2015‬بتحسن في الحساب التجاري بواقع ‪32,6‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬أي ما يمثل تقلصا في العجز التجاري بنسبة ‪22,3‬في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح مكتب الصرف‪ ،‬أن العجز التجاري تراجع إلى ‪ 113,30‬مليار درهم في متم الشهر ذاته‪ ،‬مقابل ‪ 145,86‬مليار درهم بالنسبة للفترة‬ ‫نفسها قبل سنة‪.‬‬ ‫كما سجل المكتب أن نسبة تغطية الصادرات للواردات كسبت ‪7,8‬نقط لتصل إلى ‪ 58,6‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 50,8‬في المائة التي سجلت‬ ‫متم شهر شتنبر ‪.2014‬‬ ‫ويرجع هذا التطور إلى ارتفاع الصادرات بنسبة ‪ 6,2‬في المائة (‪ 160,7‬مليار درهم مقابل ‪ 150,78‬مليار درهم) وانخفاض الواردات‬ ‫بنسبة ‪ 7,8‬في المائة‪ ،‬أي ‪ 273,37‬مليار درهم مقابل ‪296,64‬مليار درهم حسب المصدر ذاته‪.‬‬ ‫ويعزى هذا األداء إلى تراجع المشتريات من المواد الطاقية (ناقص ‪32,2‬في المائة) وبدرجة أقل إلى انكماش في مشتريات المواد‬ ‫الغذائية (ناقص ‪ 15,4‬في المائة) والمنتجات االستهالكية الجاهزة (ناقص ‪ 2,5‬في المائة)‪.‬‬ ‫غير أن انعكاس هذه االنخفاضات تقلص جزئيا بفعل ارتفاع في مقتنيات مواد التجهيز (زائد ‪7,9‬في المائة) والمنتجات نصف المصنعة‬ ‫(زائد ‪ 3‬في المائة) والمواد الخام (زائد ‪5,4‬في المائة)‪.‬‬ ‫أما التغير الذي عرفته الصادرات‪ ،‬يضيف المكتب‪ ،‬فيرجع إلى ارتفاع ملحوظ في مبيعات الفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 18,9‬في المائة)‪،‬‬ ‫وتلك التي حققها قطاع السيارات (زائد ‪15,9‬في المائة)‪ ،‬بالموازاة مع ارتفاع في صادرات الفالحة والصناعات الغذائية (زائد ‪ 10‬في المائة)‪.‬‬

‫خدمات بنكية مجانية لدى البنك العقاري لفائدة الشباب والتالميذ‬ ‫أعلن البنك العقاري والسياحي مؤخرا‪ ،‬عن إطالق خدمة جديدة لفائدة الشباب النشيطين أو التالميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪18‬‬ ‫و ‪ 30‬سنة تحت اسم «كود ‪ »30‬من أجل االستفادة من الخدمات البنكية وبتصور جديد‪.‬‬ ‫وجاء في بالغ للبنك أن ميزة هذه الخدمة األولى من نوعها في المغرب والتي ستستعين بآخر التكنولوجيات‪ ،‬هي أنها غير مكلفة‬ ‫وبالمجان‪ ،‬وهو ما يجعل مؤسسة «السياش» السباقة في هذا المجال‪ ،‬يضيف المصدر ذاته‪ .‬ومن بين ما تقترحه الخدمة الجديدة‪ ،‬فتح حساب‬ ‫بنكي بالمجان‪ ،‬معفي من مصاريف الحساب البنكي‪ ،‬والذي يمكن تحمليه مباشرة من الموقع اإللكتروني للبنك‪ ،‬إضافة إلى تمتيع صاحب‬ ‫الحساب ببطاقة بنكية متعددة الخدمات مجانية‪ ،‬مع حرية اختيار طريقة التواصل بالقن السري عبر الرسالة القصيرة أو عبر البريد‪.‬‬ ‫وتقترح «السياش» كذلك الولوج المجاني إلى الحساب طيلة أيام األسبوع بفضل خدمة البنك عن بعد‪ ،‬سواء عبر األنترنيت أو الهاتف‪،‬‬ ‫ثم هناك إمكانية الحصول على قروض بشروط تفضيلية كالتدريب على اللغات في الخارج‪ ،‬أو اقتناء دراجة والسيارة وغيرها‪ ،‬إلى جانب القرض‬ ‫السكني‪ .‬وتروم «السياش» من خالل هذه الخدمة المتطورة والجديدة في المعامالت البنكية بالمغرب إلى تسهيل العمليات البنكية لفائدة‬ ‫الشباب‪ ،‬والمساهمة في ولوجهم إلى الخدمات البنكية‪.‬‬

‫الجائزة الدولية األوربية للجودة لخمس مقاوالت مغربية‬ ‫حصلت خمس مقاوالت مغربية على الجائزة الدولية األوربية للجودة في دورة ‪ ، 2015‬التي سلمها‪ ،‬األسبوع الماضي بباريس‪ ،‬ألصحابها‪،‬‬ ‫«نادي رواد التجارة العالمية»‪.‬‬ ‫وحصلت المقاوالت المغربية وهي (البنك المغربي للتجارة الخارجية ‪ ،‬وشركة «أغابليكس»‪ ،‬وشركتا المعدات الصناعية والعلمية‪ ،‬و «إم‬ ‫بي تيكس»‪ ،‬وشركة زرابي المضيق ذات المسؤولية المحدودة)‪،‬على هذه الجائزة إلى جانب مقاوالت أخرى من ثالثين بلدا‪ ،‬مكافأة لها على‬ ‫جودة منتوجاتها‪ ،‬وخدماتها‪.‬‬ ‫وتمثل هذه الجائزة‪ ،‬حسب المنظمين ‪ ،‬اعترافا بالجهود المتواصلة لهذه المقاوالت من اجل تحسين جودة منتوجاتها‪ ،‬والنهوض‬ ‫بالعالقات التجارية الدولية بين مختلف بقاع العالم واألسواق األروبية‪.‬‬ ‫ووفقا للمنظمين‪ ،‬فإن هذه الجائزة تمنح للسنة التاسعة والعشرين‪ ،‬وذلك عقب تحقيق ‪،‬يتوخى معرفة المقاوالت التي تستحق ثقة‬ ‫البلدان الموجودة بها ‪،‬والوقوف على مساهمتها في النهوض بالتجارة الدولية‪.‬‬ ‫ويعتبر «نادي رواد التجارة العالمية» جمعية للمقاوالت الرائدة في مجال نشاطها‪ .‬وتضم ‪ 7500‬مقاولة عضو تنتمي لـ ‪ 95‬بلدا‪ ،‬وتنشط‬ ‫في عدد من قطاعات الصناعة واإلنتاج‪ .‬ويهدف إلى النادي إلى النهوض بالعالقات االقتصادية والمهنية بين المقاولين في العالم بأسره‬ ‫مع إيالء اهتمام خاص للمقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬دون إغفال المقاوالت الدولية‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫«رياحين الحب» للشاعرة أسماء المصلوحي‬ ‫قراءة الدكتور الطيب الوزاني‬ ‫أستاذ بكلية العلوم ‪ /‬تطوان‬

‫انطباعات عامة‪:‬‬

‫جاء ديوان «رياحين الحب»‪ ،‬في أضمومتين‬ ‫بهيتين متناغمتين ‪ :‬األولى أسمتها الشاعرة‬ ‫«ومضات» واألضمومة الثانية «قصائد»‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬تجمع بين األضمومتين وحدة من‬ ‫حيث الموضوع على امتداد الديوان‪ .‬فكما جاء‬ ‫في العنوان‪ ،‬فهي رياحينُ حب وأزهارُ شوق‬ ‫عطرة فواحة‪ ،‬صاغتها المبدعة في تعابيرَ متينةِ‬ ‫البنيان وارفة المعاني‪.‬‬ ‫هذا الديوان تطبعــه األنوثــة‬ ‫بكل ما فيه‪ :‬العنـــوان «رياحين‬ ‫الحــب»؛ لـــون الغــــالف‪ ،‬وردي؛‬ ‫المضامين معبر عنها بلسان أنثى‪.‬‬ ‫فالشاعرة لم تحاول قط التخفي وراء‬ ‫لسان ذكر على غرار ما يذهب إليه‬ ‫المبدعون أحيانا عندما يستعملون‬ ‫صيغة اآلخر أو صيغة الغائب وكأنهم‬ ‫يتبرؤون من نصوصهم‪ .‬هنا‪ ،‬نلمس‬ ‫صدق الشاعرة في الكشف بجالء‬ ‫عن عميق أحاسيسها كأنثى معتزة‬ ‫بأنوثتها‪ .‬هذه المكاشفة أو رفض‬ ‫التخفي‪ ،‬تؤكدهما صورة الشاعرة‬ ‫أيضا الواردة على غالف الديوان‪،‬‬ ‫وكأنها تصرخ في همس ‪ « :‬أنا‬ ‫أسماء‪ ،‬أنا األنثى‪ ،‬أنا هنا‪ ،‬فاسمعوا‬ ‫بَوْحي الهامس»‪.‬‬

‫الومضة فهي حاضرة في كلمات لها بعد قيمي‬ ‫ديني مثل ‪« :‬محراب» و «صالة» و «سجاد»‬ ‫بارتباط معنى الكلمة بالصالة ‪ ..‬إضافة إلى‬ ‫سياق وداللة التعبير ككل‪.‬‬ ‫وفي ومضة شبيهة أخرى نجد الشاعرة‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫على سجادة العشق تكتمل ابتهاالتي‬ ‫في محـــراب الشـــوق اتلو صلواتــي‬ ‫هاتين الومضتين تجعل القارئ يدرك أن‬ ‫الحب عند الشاعرة إحساس مقدس وليس نزو ًة‬ ‫أو بحثا عن متعة أو لذة رخيصة‪ .‬فهو ال تطيب‬ ‫طقوسه إال على سجادة صالة أو بمحراب تعبد‪.‬‬ ‫أليس هذا سموًا بمفهوم الحب من المبتذل‬ ‫والعادي إلى المقدس؟؟‬

‫تقنيـــات وخصوصيـات‬ ‫الكتابة عند الشاعرة‪:‬‬

‫ومن طبيعة األنثى عادة الميل‬ ‫إلى الرقة والعذوبة‪ .‬صفتان تجلتا‬ ‫في لغة الديوان الذي وظف تعابير‬ ‫من قبيل السهل الممتنع‪ ،‬في جمل‬ ‫معدودة‪ ،‬مكثفة ومركزة البناء‪ ،‬بليغة‬ ‫من حيث المعنى‪ ،‬شاملة في مجملها‬ ‫لفيض من أحاسيس الحب والوجد‬ ‫واالشتياق‪.‬‬ ‫فبقدر ما تبتعد أسماء عن‬ ‫األسلوب اإلنشائي المنمق‪ ،‬بقدر‬ ‫ما هي ترقى بنصوصها إلى الشعرية المحببة‬ ‫الخالية من المفردات المجترة‪ ،‬وذلك باختيارها‬ ‫َ‬ ‫ألفاظ نقي ًة‪ ،‬عادة‬ ‫بإحكام وذكاء وفنية عالية‬ ‫هامس ًة وصارخ ًة في آن‪ ،‬مناسب ًة للمعنى‬ ‫والمضمون‪ ،‬موحي ًة لفكرة عميقةٍ شاسعة‬ ‫التأويالت‪ ،‬دون حشو أو افتعال‪ .‬فتأتي الجمل‬ ‫مدوي ًة نافذ ًة ومؤثرة‪.‬‬ ‫إنها خصوصيات األدب الوامض سواء كان‬ ‫سردا أو شعرا ‪ .‬وهكذا نجدها في ومضاتها تتوه‬ ‫بنا في دروب التجنيس بين «الومضة الساردة»‬ ‫و «الومضة الشعرية»‪ .‬ويبقـى خط التمــاس‬ ‫بينهما ملتبس المعالم‪.‬‬ ‫أما الصور الشعرية عند أسماء‪ ،‬فهي صور‬ ‫بعيدة عن التكرار واالبتذال‪ ،‬فيها نصيب عال‬ ‫من الجمالية والتجديد‪ ،‬تتأرجح بين الواقع‬ ‫والخيال وتتالحق في انسيابية تلقائية‪ .‬وهذا‬ ‫يجعل النص رشيقا ومقبوال‪ ،‬يغري بالقراءة‬ ‫والتتبع‪ ،‬ويحفز على استجداء الخيال ليمنح‬ ‫المتعة المرجوة وأنت تمتطي صهوة السفر بين‬ ‫الممكنوالمتخيل‪.‬‬ ‫وبالتدقيـــق في أضمومـــة «قصائد»‪،‬‬ ‫نجد المبدعة ميالة إلى اختيار عناوين طويلة‬ ‫لقصائدها‪ ،‬فجاءت جلها مكونة من ثالث كلمات‬ ‫فما فوق‪ .‬وهذا سمح للشاعرة بأن تضفي على‬ ‫هذه العناوين مسح ًة رومانسي ًة من قبيل‬ ‫«هذيان امرأة في غسق الهوى» و «سمر العشق‬ ‫في روض هواك»‪ ...‬على عكس ذلك‪ ،‬جاءت‬ ‫القصائد مكونة من جمل معدودة‪ ،‬تميل إلى‬ ‫اإليجاز في تبليغ المعنى والتلميح الذكي عوض‬ ‫التصريح المبتذل‪ ،‬واإليحاء الدال المشحون‬ ‫عاطفيا والهادر بالدالالت‪ ،‬مما أكسب القصائد‬ ‫خفة في اإليقاع وطالوة ممتعة‪..‬‬

‫خصوصيات أضمومة «ومضات»‬

‫هذه الومضات هي أقرب إلى خواطر‬ ‫شعرية‪ ،‬تع ِرض فيها الشاعرة جردا وافيا لتجليات‬ ‫مشاعر الحب الصافي العذري النقي‪ ،‬مبتعدة عن‬ ‫كل ابتذال أو مجون‪.‬‬ ‫فلنتأمل جميعا‪ ،‬مدى العفة الواردة في‬ ‫الومضة الشعرية التالية كنموذج ‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫إن هددت بالرحيل عن محراب وجدي‬ ‫سأواصل الصالة على سجادة عشقك‬ ‫الشاعرة هنا تخاف من هجر الحبيب ورحيله‬ ‫المحتمل‪ ،‬فتأتي بجواب جميل هادئ وعميق‪،‬‬ ‫تؤكد فيه بطريقة استباقية أنها في حالة‬ ‫«رحيله» ستبقى على وفائها له بنفس الشغف‬ ‫بل أكثر‪ ،‬باعتبار أنها ستنتقل من حالة «الوجد»‬ ‫إلى حالة «العشق»‪ .‬والعشق لغويا أعلى مرتبة‬ ‫من الوجد؛ وباعتبار أيضا أن «السجادة» ترمز‬ ‫للرحابة واالتساع والفضاء الذي ال تحده حدود‪،‬‬ ‫عكس المحراب المحصور مكانيا‪..‬‬ ‫أما عن المرجعيات والقيم التي تتضمنها‬

‫‪8‬‬

‫هذا الرقي نلمســه أيضا في ومضـــات‬ ‫متعددة أخرى‪ ،‬منها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫سأنهي إقامتك في موطن حبي‬ ‫وأجعل منــك عاشقـــا بال هوية‬ ‫يا لجمال هذا التعبير الذي يجعل من الحب‬ ‫قضية مقدسة بأهمية قضية الهوية واالنتماء‬ ‫لوطن‪ .‬وهنا َّ‬ ‫وظفتها الشاعرة للحديث عن الحب‬ ‫وعن العشق ولدعوة العاشق لاللتزام بجادة‬ ‫الصواب وإال بقي بال «هوية» وبال حق االنتماء‬ ‫لقلبها‪ ،‬موطن حبها ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وعندما تنطق األنثـى الغيورة على لسان‬ ‫الشاعرة‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫أغار من الورد حين تذكره‪ ..‬فكيف إذا‬ ‫أستنشقــتَ أريجـــه دون عبيري أنا ؟‬ ‫الشاعرة‪ ،‬كروح مبدعة‪ ،‬وهي غاية في‬ ‫األدب واللباقة‪ ،‬ال تتستر خلف الكلمات‪ .‬هي‬ ‫تأكد عن ذاتيتها كأنثى ‪ .‬فتبوح بوضوح معلنة‬ ‫أوال عن غيرتها فتقول بصريح العبارة «أغار‪»..‬‬ ‫ثم عن كينونتها بقولها «دون عبيري أنا‪»..‬‬ ‫مشددة على إلحاق كلمة «عبير» إلى ذاتها‬

‫ب»ياء النسب» فتقول «عبيري» وأيضا مؤكدة‬ ‫بلفظ «أنا»‪.‬‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬من هذه التعابير الملونة‬ ‫بالرزانة والشاعرية والتجديد‪ ،‬الشيء الكثير‪.‬‬ ‫وكل ومضة تحمل في طياتها غرضا موضوعاتيا‬ ‫جديدا مختلفا عن سابقيه‪ ،‬وصورة شعرية‬ ‫متفردة‪.‬‬

‫خصوصيات أضمومة «قصائد»‬

‫في ما يتعلق بأضمومة «قصائد»‪،‬‬ ‫تعتمد الشاعرة نفس تقنيات الكتابة السابقة‬ ‫الذكر‪ ،‬بتعابير يُستشف منها مستوى عال من‬ ‫النضج الفكري والعاطفي‪ ،.‬بأسلوب عادة حالم‪،‬‬ ‫رومانسي ‪.‬‬ ‫كما أن قصائدها جاءت غنية‬ ‫بالصور الشعرية على قصرها وقصر‬ ‫جملها من حيث المبنى‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬قصيدة سأمتطي سفر‬ ‫الصهيل‪ ،‬ص ‪ .48‬هذه القصيدة‬ ‫تحمل أكثر من صورة شعرية وهي‬ ‫أيضا مليئة بالحركة‪ ،‬تذكرنا بالبيت‬ ‫«مكر‬ ‫الشعري الشهير المرؤ القيس‪ٍ ،‬‬ ‫مفر‪ .»...‬تقول القصيدة‪ :‬زمان الحب‬ ‫ٍ‬ ‫بعدك انتهى ‪ /‬واألشواق انتحرت ‪/‬‬ ‫وبحر هواك ‪ /‬مد‪ ..‬وجز ‪ /‬أمواجه‪..‬‬ ‫تهدد بالرحيل ‪ /‬وسفره منتهى‬ ‫الصهيل‪.‬‬ ‫يالحظ أن من بين ست عشرة‬ ‫كلمة نجد عشر كلمات تدل على‬ ‫حركة قوية بل هادرة أحيانا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫سأمتطي‪ ،‬انتهى‪ ،‬انتحرت‪ ،‬بحر‪،‬‬ ‫مد‪ ،‬جزر‪ ،‬أمواج‪ ،‬تهدد‪ ،‬رحيل‪ ،‬سفر‪،‬‬ ‫صهيل ‪.‬‬ ‫نفــس المالحظــة يمكـــن أن‬ ‫تنسحب على قصيدة ربيع ‪ ..‬وشتاء‪،‬‬ ‫ص ‪. 54‬‬ ‫ومـن خصائص الكتابة أيضا‬ ‫عند أسماء مداعبــة القارئ باللعب‬ ‫بالكلمات من قبيل قصيدة ظنك‬ ‫ويقيني؛ ص ‪ ،38‬حيث جاءت الكلمات‬ ‫تتراقص على ثنائية الظن واليقين‬ ‫التي تطبع عادة كل عالقة عاطفية‪.‬‬ ‫ثم في قصيدة «شجرة هواي» ص‬ ‫‪ ،47‬نجدها وقعت في تناص مع‬ ‫مقولة المغفور له الحسن الثاني حينما‬ ‫قال‪« :‬المغرب بلد مثل شجرة جذورها في افريقيا‬ ‫وفروعها في أوربا‪ ،»..‬أما الشاعرة فتقول‪:‬العشق‬ ‫شجرة وحيدة ‪ /‬جذورها في الهوى ‪ /‬فروعها من‬ ‫اللهفة ‪ /‬وظاللها البقاء في وهج حبك‪.‬‬ ‫تُشْهدنا الشاعرة على‬ ‫وبروح مرحة خفيفة ِ‬ ‫حبها في شقشقة حوارية عذبة أسمتها «حوار‬ ‫الشذى» ص‪ ،50‬مما جاء فيها ‪ :‬قال‪ :‬رحيب هو‬ ‫العشق‪ ..‬وطويل األمد ‪ /‬قالت‪ :‬في القلب منزلتك‬ ‫مدتها األبد‪.‬‬

‫خاتمـة‬

‫أسماء تكتب بغريــزة األنثى الحالمة‬ ‫الرومانسية ذات الخيال الثري المنطلق نحو‬ ‫األمداء البعيدة‪ ،‬في رقصات تعبيرية شفافة‪،‬‬ ‫ممتطية أحصنة الصهيل والبوح والهمس‪،‬‬ ‫متجملة بألوان النور والضياء‪ ،‬مضمخة بالعطر‬ ‫واألريج‪ ،‬متلحفة بمشاعر الشوق وأطياف العشق‪،‬‬ ‫متدثرة بأردية الليل والصباح ‪ .‬وفي كل الحاالت‪،‬‬ ‫نستشعر أسماء المصلوحي بشاعريتها‪ ،‬برقتها‪،‬‬ ‫برزانتها‪ ،‬بحكمتها‪ ،‬بفنيتها التعبيرية الراقية‪.‬‬

‫الفنان الطنجوي حممد العربي العوامي ‪:‬‬

‫عندما تحمل المكتب المغربي لحقوق‬ ‫التأليف المسؤولية ساءت األمور‬

‫في دردشةٍ مع الفنان محمد العربي‬ ‫العوامي حول ما إذ كان قد تمّ إنصافه‬ ‫َ‬ ‫أونال رضاه عن مسيرته الفنية‪ ،‬باعتباره فنانا‬ ‫قيدوماً‪ ،‬نذر حياته لخدمة األغنية المغربية‪،‬‬ ‫أشار في تصريحه لجريدة طنجة إلى‬ ‫أنه ال المردود المعنوي أو المادي‬ ‫قد وصل إلى مستوى ما قدَّمه‬ ‫خالل مشـواره الفني الطويــل‪.‬‬ ‫يتذكر الرَّجل كيف كانت األغنية‬ ‫المغربية مزدهرة‪ ،‬خالل‬ ‫ستّنينياتالقرنالماضي‪،‬‬ ‫حيث كثرت شركات إنتاج‬ ‫األسطوانــــات‪ ،‬وكـــــان‬ ‫التّنافس بينها على أشده‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى من يسبق‬ ‫إلى الســوق أو ينتـــج‬ ‫الجديد من األغاني‪ ،‬بينما‬ ‫اإلذاعة كانت سباقة دائماً ألن عملية التّسجيل‬ ‫تتمُّ باستديوهاتها‪ .‬يومها كان الفنان يستفيد‪،‬‬ ‫مرتين من عملـه الواحد‪ ،‬مرّة من اإلذاعة‬ ‫عند تسجيل األغنية‪ ،‬ومرة أخرى من شركات‬ ‫األسطوانات‪ ،‬عندما تتعامل مع الفنـان‪ .‬كما‬ ‫كان المكتب اإلفريقي لحقوق التأليف‪ ،‬ومقرّه‬ ‫بالعاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬وكان له فرع‬ ‫بالعاصمة الرباط‪ ،‬يقوم (المكتب) بواجبه كما‬ ‫ينبغي‪ .‬وكان يكفي أن تقدم له اإلذاعة المغربية‬ ‫برنامجها اليومي وإطالعه على األغاني التي‬ ‫ّ‬ ‫ستبث في يوم معيّن‪ ،‬ليتوصّل الفنان بحقوقه‬ ‫المحترمة ّ‬ ‫كل ‪ 6‬أشهر من فرنسا‪ ،‬مرفقة بكشف‬ ‫دقيق‪ ،‬يضع حدّاً لشِكٍّ مُحتمل‪ ،‬كأن تكون ـ‬ ‫مث ًال ـ حقوق الفنان قد هُضمت‪.‬‬ ‫ويضيف الفنان محمد العربي العوامي أنه‬ ‫بعد ذلك جرتْ مياه كثيرة‪ ،‬قبل أن ينفصل‬ ‫مكتب حقوق التأليف عن فرنسا‪ ،‬بمبادرة من‬

‫الملك الراحل الحسن الثاني‪ ،‬حيث‬ ‫كان صرّح بما معناه أن الفنان‬ ‫المغربي أدرى بمصالحه وحقوقه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فصل هذا المكتب عن‬ ‫فتمّ‬ ‫فرنسا‪ ،‬ليسند إلى وزارة األنباء‪،‬‬ ‫آنذاك‪ .‬لكن بعد مرور سنتين‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬على المسؤولية الجديدة‬ ‫للمكتب المغربي لحقوق التأليف‬ ‫ـ يوضح الفنان العوّامي ـ حدث‬ ‫تغيير نحو األسوأ‪ ،‬إذ بدأت المبالغ‬ ‫المالية التي كان يتقاضاها‬ ‫الفنان‪ ،‬رغم زيادة اإلنتاج‪ .‬وهكذا‬ ‫تبين أن فكرة االنفصال عن‬ ‫فرنسا‪ ،‬لم تكن في صالح الفنان‬ ‫المغربي الذي وجد نفسه عرضة‬ ‫للتالعببحقوقه‪.‬‬ ‫وفي هــذا السيــاق‪ ،‬يذكـر‬ ‫الفنان العوامـي طرافة حصلت‬ ‫له وهي أنه بعد مغربة مكتب حقوق التأليف‬ ‫بدأ يتوصل بحقوق أغانيه التي لم يسجلها بعد‬ ‫لإلذاعة أو لشركات األسطوانات‪ ،‬بينما أغانيه‬ ‫التي كانت تذاع على أمواج اإلذاعة‪ ،‬فلم يكن‬ ‫يتوصل بحقوقها ولما طرق باب مكتب حقوق‬ ‫التأليف للسؤال عن مصير حقوقه قيل له‪ :‬أن‬ ‫اإلذاعة ال تصرح باألغاني التي تذاع‪ .‬ولما لجأ إلى‬ ‫اإلذاعة مستفسراً‪ ،‬قيل له‪ :‬أن المكتب المغربي‬ ‫لحقوق التأليف هو الذي ال يقوم بواجبه!‬ ‫ولإلشــارة‪ ،‬يؤكـــد الفنـــان العــوامــي‬ ‫أنه يتوصّل‪ ،‬حالياً بأقل من ‪ 2000‬درهم في‬ ‫السنة في الوقت الذي كان يتوصل بمبلغ‬ ‫‪ 3000‬درهم إلى ‪5000‬درهم كحقوق خالل ّ‬ ‫كل‬ ‫‪ 6‬أشهر‪ ،‬عندما كان مقر مكتب حقوق التأليف‬ ‫في الماضي البعيد‪ ،‬يوجد بفرنسا‪ ،‬تحت اسم‬ ‫«المكتب اإلفريقي لحقوق التأليف‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫منطقة طنجة الحرة األولى بإفريقيا‬ ‫يزداد إشعاع ميناء طنجة المتوسط‬ ‫على العالم‪ ،‬كما يتكاثر حصوله على‬ ‫درجات متقدمة في التصنيف العالمي‬ ‫للموانئ وللمناطق الحرة المحيطة بها‬ ‫حيث صنفت المنطقة الحرة بطنجة من‬ ‫قبل منبر إعالمي بريطاني متخصص‪،‬‬ ‫كأفضل منطقة حرة في القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫وأوضح نفــس المصدر‪ ،‬أنه تمت‬ ‫مكافأة منطقة طنجة الحرة‪ ،‬من أجل‬ ‫أدائها ونموها المتزايد والذي مكن من‬ ‫إحداث آالف مناصب الشغل‪ .‬ومعلوم أن منطقة طنجة الحرة حصلت السنة الماضية على‬ ‫جائزة أفضل منطقة حرة بالنسبة للمقاوالت الصغرى والمتوسطة بإفريقيا من أجل عصرنة‬ ‫تجهيزاتها وتطوير خدماتها‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن رقم األعمال عند التصدير الذي حققته منطقة طنجة الحرة انتقل‬ ‫من ‪ 2,6‬مليار أورو إلى ‪ 4‬مليار أورو في اتجاه أسواق الواليات المتحدة وأوروبا وإفريقيا‪ ،‬وأن‬ ‫هذه المنطقة استطاعت أن تدخل مصاف المناطق الصناعية المعروفة بتجهيزاتها وجودة‬ ‫خدماتها على المستوى العالمي‪.‬كما أن هذه المنطقة خصصت فضاءات جديدة لصناعة‬ ‫السيارات وخدمات األوفشورين‪ ،‬حيث تقترح على المقاولين فضاءات جاهزة وشباكا فريدا‬ ‫لتبسيط المساطر اإلدارية‪ ،‬فضال عن المواكبة والمساعدة الخاصة للمستثمرين‪.‬‬

‫مجموعة مدارس الغزوات بوزان تخاصم شعار المناصفة وتكافئ الفرص !‬ ‫‪ ‬بعد أن كانت مجموعة مدارس الغزوات بجماعة مقريصات ‪ ،‬التي يعود تاريخ‬ ‫شروعها في تقديم أول درس إلى سنة ‪ ، 1947‬تنتظر تصنيفها كذاكرة تربوية بجهة‬ ‫الشمال ‪ ،‬وهي القنديل الذي ‪ ‬أضاء نوره الطريق أمام أبناء منطقة غزاوة ‪ ،‬هاهي اليوم‬ ‫تندب حالها ‪ ،‬وتبكي زمنها الجميل الذي يوجد على النقيض من شعار «اإلنصاف‬ ‫وتكافؤ الفرص » ‪ ،‬الذي اتخذته وزارة التربية الوطنية شعارا يؤطر الموسم الدراسي‬ ‫الحالي ‪.‬‬ ‫المعطيات التي مد بها الجريدة بعض أمهات و آباء تالميذ يتابعون دراستهم‬ ‫بهذه المدرسة ‪ ،‬تفيد بأن اإلكتظاظ هو «العالمة التجارية» المميزة التي طبعت‬ ‫الدخول المدرسي بهذه المؤسسة‪ .‬فالقسم األول على سبيل الذكر فاق عدد‬ ‫تالمذته ‪ 64‬تلميذا‪ .‬أما المستويات الدراسيـة األخرى فليسـت أحسن حاال من‬ ‫المستوى األول ‪ .‬وألن أمهات و آباء التالميذ يرفضون متابعة مشاهد هذه المسرحية‬ ‫التعليمية ‪« ‬البايخة» ‪ ، ‬فقد اضطروا رفع نقطة نظام في وجه اإلدارة اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية بوزان ‪ ،‬بتنظيمهم وقفة احتجاجية بقلب المؤسسة ‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪9‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،‬مطالبين بحق أبنائهم في التعليم النافع الذي شكل عصب أكثر من خطاب‬ ‫ملكي ‪ .‬كيف ال يرفعون أصواتهم بشكل حضاري واالكتظاظ يقتل الجودة ‪ ،‬ويعبد‬ ‫المسالك في وجه أبنائهم نحو الهذر المدرسي الذي ينتظرهم في أول منعرج ‪.‬‬ ‫وفي انتظار أن تتفاعل إيجابيا نيابة التعليم بوزان مع السلوك المدني في‬ ‫التعبير الذي التجأ إليه آباء وأمهات مدرسة الغزوات ‪ ،‬وجبت اإلشارة بأن تنتظر تأهيال‬ ‫لفضائها ‪ .‬فعلى سبيل الذكر سياجها غير مكتمل مما يجعل حرمتها مستباحة ‪،‬‬ ‫ومرافقها الصحية لم تعد تستعمل ألن حالتها كارثية ‪ ،‬كما أن ‪ ‬المؤسسة ال تتوفر‬ ‫على حارس ليلي مما يعرض تجهيزاتها ومعداتها للسرقة في أي وقت ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫ندوة علمية دولية في طنجة حول موضوع‪:‬‬

‫أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه ‪..‬‬ ‫معالم هادية وآثار سامية‬

‫افتُتحت صباح ي��وم األرب��ع��اء ‪ 7‬محرم‬ ‫‪1437‬هـ‪ /‬الموافق لـ ‪ 21‬أكتوبر ‪2015‬م‪ ،‬بقاعة‬ ‫الندوات بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬الندوة العلمية الدولية التي‬ ‫نظمها مركز عقبة بن نافع للدراسات واألبحاث‬ ‫حول الصحابة والتابعين‪ ،‬بطنجة‪ ،‬التابع للرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء‪ ،‬حول موضوع‪:‬‬ ‫أبو بكر بن الصديق رضي اهلل عنه‬ ‫معالم هادية وآثار سامية‬ ‫شارك في هذه الندوة نخبة من الدارسين‬ ‫المتخصصين في العلوم الشرعية والتاريخ‬ ‫والفكر اإلسالمي واألدب العربي‪ ،‬قدموا من‬ ‫جامعات ومعاهد علمية من المغرب والسعودية‬ ‫واإلمارات والعراق‪.‬‬ ‫استهلت الندوة بآيات بينات من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬تالها المقرئ المُتقن المُجيد األستاذ‬ ‫يونس السباح‪.‬‬ ‫ بعد ذلك افتتح الندوة السيد أحمد‬‫عبادي األمين العام للرابطة المحمدية للعلماء‪،‬‬ ‫فهنأ مركز طنجة بتنظيمه لهذه الندوة العلمية‪،‬‬ ‫واالحتفاء بعلم شامخ من أعالم الصحابة الكرام‬ ‫وهو أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ ،‬وحمد‬ ‫اهلل عز وجل الذي وفق هذا الجمع إلى االلتئام‬ ‫واالحتفاء بعلم أشم من الصحب الكرام‪ ،‬ودعا‬ ‫األمين العام إلى تمثل اللحظة التي نزل فيها‬ ‫القرآن‪ ،‬فتبدلت األرض والسماوات‪ ،‬وكيف أن‬ ‫الذات النبوية استقبلت هذا الوحي الذي لو أنزل‬ ‫على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اهلل‪،‬‬ ‫هذه اللحظة تقاسمها عليه الصالة والسالم مع‬ ‫خليله أبي بكر فوجده من المصدقين‪ ،‬ولذلك‬ ‫كان يقول صلى اهلل عليه وسلم (ما دعوت أحدا‬ ‫إلى هذا األمر إال أبا بكر)‪ .‬وقال السيد أحمد‬ ‫عبادي‪ :‬لنتصور هذه اللحظة التي تقاسمها‬ ‫النبي مع أبي بكر‪ ،‬هذا الجبل النايف الذي تلقى‬ ‫اللحظة بالصدق‪ ،‬ولذلك نحت اسمه بالصديق‬ ‫رضي اهلل عنه‪ ،‬وشاطر نبينا المعاناة‪ ،‬فكان‬ ‫(ثاني اثنين إذ هما في الغار)‪ .‬هذه اللحظة يقول‬ ‫الدكتور أحمد عبادي تدل على أن أبا بكر رضي‬ ‫وأن‬ ‫اهلل عنه خُلق لهذا المقام الشامخ السامق‪ّ ،‬‬ ‫هذا الصحابي الجليل أُعِدّ في سابق علم اهلل‬ ‫ليكون رفيق الدرب في إرساء بنيان هذا الدين‪.‬‬ ‫ولمّا اشتدت األزمات‪ ،‬وادلهمت الخطوب‪ ،‬ظل‬ ‫أبو بكر رضي اهلل عنه بجانب الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ولم يكن ذلك من أجل مكاسب أو‬ ‫مغانم وإنما هو الوفاء والثقة والسر‪ ،‬ثم عدد‬ ‫جملة من فضائله الكثيرة التي ال تحصى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأك��د السيد أحمد عبادي األمين العام‬ ‫أن المؤتمر يلتئم في‬ ‫للرابطة المحمدية للعلماء ّ‬ ‫طنجة لكي يجلي أوجه التعامل مع هذه اآليات‬ ‫والعالمات في سيرة أبي بكر الصديق رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬ألنه من أولئك الصحب الكرام الذين جاؤوا‬ ‫في سياق صعب‪ ،‬مليء بالمشاكل‪ ،‬ولكنهم‬ ‫عرفوا كيف يتعاملون معه‪ ،‬وبالتالي أنقذوا األمة‬ ‫وقادوها نحو االتجاه الصحيح‪ ،‬مؤكدا أن الصحبة‬ ‫الوثيقة والحميمة التي ربطت أبا بكر مع الرسول‬ ‫قد جعلت هذا العلم يحمل من آثار نبينا صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم وهديه مسندا لم يتأتى لغيره‪،‬‬ ‫فاألحاديث التي رواها عنه لها خصوصية النفاذ‬ ‫للشخصية المحمدية‪ ،‬ولها قيمتها ونكهتها‬ ‫الخاصة‪ ،‬وفيها من الخيرات والبركات الشيء‬ ‫الكثير‪ .‬و أشار الدكتور أحمد عبادي في ختام‬ ‫أن أبا بكر رضي اهلل عنه كان رجال‬ ‫كلمته إلى ّ‬ ‫كريما‪ ،‬تجلت الصديقية في طبيعته‪ ،‬فهو كان‬ ‫بعد انتقال رسول اهلل في الفترات العصيبة إلى‬ ‫الجبل الذي يلوذ به الناس ويفزع إليه القوم في‬ ‫زمن الفتنة والردة‪ ،‬وكان هو الموئل والضمانة‬ ‫األولى بعد موت الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫ بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور نور الدين‬‫الشماللي‪ ،‬مدير مدرسة فهد العليا للترجمة‪،‬‬ ‫فرحب بدوره باألمين العام السيد أحمد عبادي‪،‬‬ ‫وبالسيد بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن‬ ‫نافع‪ ،‬وبجميع المدعوين والحاضرين‪ ،‬ونوّه‬ ‫بدور الرابطة المحمدية للعلماء في الحفاظ على‬ ‫الثوابت الدينية للمغاربة‪ ،‬وشكر مركز عقبة بن‬

‫‪9‬‬

‫نافع للدراسات واألبحاث حول الصحابة والتابعين‬ ‫بمدينة طنجة على تنظيمه لهذه الندوة‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أنها ستقدم خاللها عددا من العروض القيمة‬ ‫التي تُعلي من قدر الخليفة أبي بكر الصديق‬ ‫رضي اهلل عنه وترفع من شأنه ومنزلته‪ .‬وأبدى‬ ‫سروره باحتضان المدرسة لهذا اللقاء العلمي‬ ‫المميز‪ّ ،‬‬ ‫وذك��ر بأن كلمة السيد أحمد عبادي‬ ‫األمين العام للرابطة المحمدية للعلماء جاءت‬ ‫حافلة بالتقدير لشخص الخليفة الراشد أبي بكر‬ ‫الصديق رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ ثم أخذ الكلمة بعد ذلك الدكتور بدر‬‫العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات‬ ‫واألبحاث حول الصحابة والتابعين‪ ،‬بطنجة‪،‬‬ ‫فرحّب بالسيد األمين العام للرابطة المحمدية‬ ‫ّ‬ ‫وبمُمَثل والي‬ ‫للعلماء الدكتور أحمد عبادي‪،‬‬ ‫صاحب الجاللة على جهة طنجة تطوان‪،‬‬ ‫وبمُمَثلي السلطة المحلية‪ ،‬وبرؤساء المجالس‬ ‫العلمية المحلية‪ ،‬وبرؤساء المراكز التابعة‬ ‫للرابطة المحمدية للعلماء‪ ،‬وبالسادة والسيدات‬ ‫الذين حضروا في هذه الندوة العلمية المتميزة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن هذه‬ ‫وأكد الدكتور بدر العمراني على ّ‬ ‫الندوة المباركة تأتي في سياق ما درج عليه‬ ‫المركز من تنظيم ن��دوات علمية لالحتفاء‬ ‫بالصحب الكرام‪ ،‬لِما للصحبة من مزايا وفضائل‪،‬‬ ‫نوّه بها اهلل عزّ وجل في محكم تنزيله‪ ،‬عبر‬ ‫آيات كثيرة‪ ،‬ومن بين هؤالء الصحب المرضيين‬ ‫المنتجبين‪ ،‬خلفاء الرسول األمين صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬الذين أوصانا الحبيب المصطفى صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم بالتمسك بنهجهم في غير ما‬ ‫حديث من أحاديثه النبوية الشريفة‪ ،‬وخصّ‬ ‫بالذكر الخليفة الثاني‪ :‬أبو بكر الصديق رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬الذي كان أوّل من أسلم من الرجال‪ ،‬وهو‬ ‫صهر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ورفيقه‬ ‫في الهجرة إلى المدينة المنورة‪ ،‬وأحد العشرة‬ ‫المبشرين بالجنة‪ .‬وصاحب الفضائل الجليلة‬ ‫واآلثار الخالدة‪ ،‬المتمثلة في جمعه للقرآن الكريم‬ ‫حفظا له من الضياع‪ ،‬بعد أن استشهد أغلب قراء‬ ‫الصحابة في معركة اليمامة‪ ،‬ثم قتاله للمرتدين‬ ‫والمتنبئين الذين أشعلوا نار الفتنة في المجتمع‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫وذكر الدكتور بدر العمراني أن الشانئين‬ ‫والمبغضين ألبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‬ ‫كالوا له العديد من التهم واألباطيل‪ ،‬وألصقوا‬ ‫بسيرته الشبهات السيما ما يتعلق بجانب‬ ‫أهل البيت الطيبين رضوان اهلل عليهم‪ ،‬كإثارة‬ ‫مظلومية فاطمة الزهراء رضي اهلل عنها‪ ،‬وقد‬ ‫أعماهم الحقد حتى إنهم كادوا يسلبون عنه‬ ‫فضيلة مرافقته لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫في الهجرة‪ ،‬وكل ذلك للغض من قدره‪ ،‬والتعمية‬ ‫على جليل فضله‪ ،‬غير عابئين وال مكترثين‬ ‫لفضائله ومناقبه‪ ،‬وذكر الدكتور بدر العمراني‬ ‫أن هذه الندوة التي يسهر على تنظيمها مركز‬ ‫ّ‬ ‫عقبة بن نافع للدراسات واألبحاث حول الصحابة‬ ‫والتابعين بطنجة‪ ،‬التابع للرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء‪ ،‬حول موضوع أبي بكر الصديق رضي‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬تحاول إن شاء اهلل استيعاب الجوانب‬ ‫المضيئة من حياته‪ ،‬ودحض ما يثار حوله من‬ ‫شبه‪ ،‬وذلك من خالل عدد من عروض األساتذة‬ ‫الباحثين المشاركين في هذا الملتقى العلمي‪.‬‬ ‫وبعد استراحة قصيرة التئم الجمع من‬ ‫جديد في قاعة الندوات لمتابعة أطوار هذه الندوة‬ ‫العلمية التي امتدت عروض المتدخلين فيها إلى‬ ‫يوم الخميس ‪ 8‬محرم ‪1437‬هـ‪ /‬الموافق لـ ‪22‬‬ ‫أكتوبر ‪2015‬م‪.‬‬ ‫وقد تناولت عروض الندوة المحاورالعلمية‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫• فضائل أبي بكر الصِّدِّيق رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬وأعماله‪.‬‬ ‫• تنوُّع المعارف والعلوم عند أبي بكر‬ ‫الصِّدِّيق رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫• مواقفُ أبي بكر الصِّدِّيق رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬ودحضُ الشُّبُهات المثارة حولها‪.‬‬ ‫• سيرة أب��ي الصديق رض��ي اهلل عنه‬ ‫ِّ‬ ‫وتجلياتها في كتب التُّراث‪.‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫الفنان بوعبيد بوزيد‬ ‫يكرم بدار ربيع‬ ‫‪-‬‬

‫في التفاتة وف��اء‪ ،‬اختصرت عدة أزمنة‪،‬‬ ‫قامت مجموعـــة من الفنانين التشكيليين‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬يوم السبت ‪ 17‬اكتوبر ‪2‬ــ‪،015‬‬ ‫بتكريم احد رواد الفن التشكيلي ببالدنا‪ ،‬الفنان‬ ‫بوعبيد بوزيد‪ .‬المبادرة التي جاءت من الفنان‬ ‫التشكيلي عادل ربيع‪ ،‬تلقت تجاوبا سريعا من‬ ‫رفقاء درب المحتفى به‪ ،‬و أساتذتـه‪ ،‬و كذا‬ ‫تالميذه‪.‬‬ ‫هكذا احتضنت «دار ربيع»‪ ،‬ال��ذي أبى‬ ‫صاحبها‪ ،‬إال أن يقتسم فضاءها ـ بعد أن كانت‬ ‫مرسمه الخاص ـ مع مجتمع الفن و الثقافة‪ .‬حيث‬ ‫صرح الرسام عادل ربيع‪ ،‬في كلمته الترحيبية‬ ‫في تلك الصبحيـة الخريفيـة زمنا‪ ،‬اليانعة‬ ‫الطقس ربيعا‪« ،‬أن هذا الفضاء يحتضن اليوم‬ ‫ثالث تظاهرة ثقافية»‪ ،‬فكانت الحفاوة‪ ،‬و كان‬ ‫الترحاب‪ ،‬و كان التالحم بين تلقائية ضيوف‬ ‫المنصة‪ ،‬والحضورو شخص المحتفى به‪.‬‬ ‫الفضـاء في حد ذاتـه لوحة فنيـة يمتزج‬ ‫فيها الحديث باألصيل‪...‬تكسو جدرانه لوحات‬ ‫مختلفة األحجام‪ ،‬من إبداع مجموعة من رسامي‬ ‫مدينة تطوان ‪ ،‬تتوسطها ـ بحجم أكبرـ لوحتان‬ ‫للفنان المحتفى به‪ .‬بينما المنصة تحف بها‬ ‫شخصيات لها ثقلها الثقافي و الفني ببالدنا‪،‬و‬ ‫هم السادة ‪:‬‬ ‫ـ الدكتور المهدي بنعبود‬ ‫ـ الدكتور المهدي الزواق مديرمعهد الفنون‬ ‫الجميلة‬ ‫ـ قيدوم الرسامين بمدينة تطوان‪ ،‬الفنان‬ ‫سعد بنسفاج‬ ‫ـ الرسام األكاديمي عبد الكريم الوزاني‬ ‫ـ الفنان حسن الشاعر‬ ‫قام بتنسيق فقــرات الحفــل‪ ،‬الدكتور‬ ‫المهدي الزواق‪ ،‬مفتتحا اللقاء بكلمة شكر في‬ ‫حق صاحب فكرة المبادرةو فضائها‪ ،‬الفنان‬ ‫عادل ربيع‪ ،‬ليليها بعد ذلك بسرد بيبليوغرافي‬ ‫لشخصية المحتفى به‪.‬و قبل أن يعطي الكلمة‬ ‫للفنان سعد بنسفاج‪ ،‬الذي قدمه أنه بمثابة األخ‬ ‫األكبر للمحتفى به‪ ،‬أشار الى أن هذه الصبحية‬ ‫ستكون بدون رسميات‪.‬‬ ‫استهل الفنان سعد بنسفاج شهادته في‬ ‫حق المحتفى به‪ ،‬بتوجيه كلمة الشكر لصاحب‬ ‫فضاء « دار ربيع» و تثمين مبادرته في مجال‬ ‫خدمة الفن والفنانين‪ ،‬معرجا بعد ذلك على‬ ‫عالقته الخاصة بالفنان بوعبيد قائال ‪« :‬بوعبيد‬ ‫كان تلميذي‪ ،‬واليوم أصبحت أنا تلميذه‪ .‬يتكلم‬ ‫عني بمعلومات أنا شخصيا ال أعرفها عن نفسي‪.‬‬ ‫كان يستدرجني لمرسمي‪ ،‬كي يناقشني في‬ ‫أعمالي‪ ،‬وهو ما زال تلميذا‪ .‬و استمر هذا‬ ‫االهتمام و التواصل ـ كذلك ـ بيننا نحن االثنين‬ ‫و الراحل المكي مغارة‪ .‬ثم يضيف الفنان سعد‬ ‫بنسفاج «على التطاونيين أن يدركوا أنهم‬ ‫ربحوا عن طريق بوعبيد «المتحف اإلقليمي‬ ‫للفن الحديث» ‪ ،‬و أن الفن بمدينة تطوان مبني‬ ‫ثقافيا ‪.‬و الفنان بوعبيد‪ ،‬فنان مثقف ‪ .‬ثم يلتفت‬ ‫إليه مداعبا ‪« :‬يبدو أنك من الوندال‪ ،‬ألنك‬ ‫متمكن من أغرب ما مر في تاريخ بالدنا»ـ ثم‬ ‫يسترسل متوجها هذه المرة نحو الحضور ـ كما‬ ‫أنه باحث‪ ،‬يشتغل بقلبه‪ .‬إنجازاته هي عبارة‬ ‫عن «‪ .»art du coeur‬ليختم كلمته بتوصية‬ ‫للمجلس البلدي لمدينة تطوان‪ ،‬بشراء لوحات‬ ‫بوعبيد « فهي فخر للمرافق اإلدارية بالمدينة‪،‬‬ ‫وواجهة ثقافية لها»‪.‬‬ ‫بعده استعاد الدكتور الزواق المايكروفون‪،‬‬ ‫مؤكدا ما جاء في كلمة الفنان سعد‪ ،‬مقدما‬ ‫الشخصية الثانية التي ستدلي بشهادتها في‬ ‫حق الشخصية المكرمة ‪ ،‬الفنان عبد الكريم‬ ‫ال��وزان��ي‪ ،‬رفيق درب��ه‪ ،‬و شريكه في تطوير‬ ‫مؤسسة الفنون الجميلة‪ ،‬كجامعة فنية ذات‬ ‫إشعاع و حضور‪.‬‬ ‫و كما أشار الدكتور ال��زواق‪ ،‬في كلمته‬ ‫االفتتاحية‪ ،‬فإن حفل تكريم الفنان بوعبيد‪،‬‬ ‫كان خارجا عن الرسميات ‪ .‬يعكس روح الفن‬ ‫المتحررة‪ ،‬التي تجلت ـ هذه المرة ـ في حيرة‬ ‫األستاذ الفنان الوزاني‪ ،‬وهو يبتسم فيما يشبه‬ ‫الخجل قائال ‪« :‬ماذا عساه يقول الزمار في عرس‬ ‫ابنته»‪ ....‬قبل أن يسترسل في عرض مراحل من‬ ‫تجربتهما المشتركة‪« .‬عالقتي ببوعبيد جذورها‬ ‫ممتدة منذ أيام الدراسة‪...‬ظلت مترابطة ‪...‬‬ ‫يملؤها المرح رغم اختالفنا‪ .‬أنا أهتم بما هو‬ ‫آت‪ ...‬وهو عاشق للتاريخ‪ .‬و هذه كلمة سبقو أن‬ ‫قالها هو في حقي في إحدى المناسبات‪ .‬وهو‬ ‫كذلك مغرم بمدينة تطوان لحد الوله ‪ .‬يقدمها‬ ‫لزائريها بأسلوب فني‪،‬و بمعطيات ثقافية حول‬ ‫فن المعمارو التاريخ‪ .‬بوعبيد أستاذ صديق‬ ‫الطلبة‪ .‬سعيد هو من يحظى بفرصة تسجيل‬

‫بقلم ‪ :‬الزهرة حمودان‬

‫بحثه معه‪ .‬كما أن طريقنا لم يبدأ معبدا‪ .‬فبعد‬ ‫عودتنا من رحلتنا الدراسية‪ ،‬و كلنا حماس‪ ،‬تعذر‬ ‫علينا عرض أعمالنا في القاعات المعروفة آنذاك‪.‬‬ ‫لكننا بكل تحدي‪ ،‬قمنا بعرض لوحاتنا بساحة‬ ‫الفدان‪ .‬كانت تجربة فريدة من نوعها بمدينة‬ ‫تطوان ‪ .‬أطلقنا عليها اسم « معرض الربيع»‪.‬‬ ‫و بالرغم من سقوط المطر عند كل افتتاح‪ ،‬فقد‬ ‫كانت حصيلة التجربة ست معارض‪ ،‬نتج عنها ما‬ ‫عرف بعد ذلك بالفن الحديث‪.‬‬ ‫بعد أن ق��دم الموسيقي الشاب فهد‬ ‫بنكيران‪ ،‬مقطوعة أندلسية بعزف منفرد‬ ‫على ال��ع��ود‪ .‬ع��ادت الكلمة لمنسق فقرات‬ ‫الحفل الدكتور ال��زواق‪ ،‬الذي أضاف للحضور‬ ‫معلومات جديدة عن المحتفى به ‪.‬و كيف أن‬ ‫الفنان بوعبيد األكاديمي‪ ،‬قبل أن تسند إليه‬ ‫مسؤوليه إدارة «مركز الفن الحديث»‪ ،‬كان‬ ‫قد أضاف إلى رصيده العلمي‪ ،‬دراس��ة «علم‬ ‫التحافة»‪ ،‬كتخصص في تسيير المتاحف‪ ،‬و‬ ‫ترميم اللوحات‪ .‬كما زار ـ في هذا اإلطار ـ كل‬ ‫متاحف اسبانيا‪ .‬مشيرا كذلك إلى كون الفنان‬ ‫األكاديمي المكرم‪ ،‬يدرس بجامعة «ويلفا»‬ ‫اإلسبانية‪ .‬بعد هذه اإلضافة‪ ،‬حول مسيرة‬ ‫الفنان بوعبيد‪ ،‬أعطيت الكلمة للدكتورمحمد‬ ‫بنعبود‪ ،‬الذي قددمه المنسق‪ ،‬على أنه يقتسم‬ ‫مع صاحب التكريم حب مدينة تطوان‪ ،‬و أنه من‬ ‫أجلها تخلى عن تدريسه بجامعة محمد الخامس‬ ‫بالرباط ‪ .‬كما أنهما رفقة عمل جمعوي تحت‬ ‫مظلة جمعية « تطاون سمير»‬ ‫في البداية صرح الدكتور بنعبود للحضور‪،‬‬ ‫أنه لما أخبروه بدعوته لتقديم شهادته‪ ،‬في‬ ‫حق الفنان بوعبيد‪ ،‬لجأ إلى حاسوبه لتدوين‬ ‫ما راكمته رفقتهما‪ ،‬و تجربتهما اإلنسانيةو‬ ‫العمليــة المشتركـــة‪ ،‬تحت عنوان «بوعبيد‬ ‫اإلنسان والصديق والفنان»‪ ،‬فكان أن أخذ‬ ‫الموضوع سبع صفحات‪ ،‬وهو األمر الذي صعب‬ ‫معه تقديمه في هذا اللقاء‪ ،‬معلنا أنه يوجد على‬ ‫موقعه االلكتروني لمن يريد أن يطلع عليه‪.‬‬ ‫موضحا أنه مكتوب باللغة االنجليزية‪ ،‬بحكم‬ ‫أن دراسته بكل مراحلها‪ ،‬كانت بهذه اللغة‪ .‬ثم‬ ‫بعد ذلك قدم الدكتور بنعبود ملخص تجربته‬ ‫مع الفنان بوعبيد‪ .‬تكلم عن عملهما من أجل‬ ‫إخراج مشروع «مركز الفن الحديث» إلى الوجود‪.‬‬ ‫«حققنا أناو بوعبيد عدة مشاريع‪ ،‬في إطار عملنا‬ ‫بجمعية تطاون سمير»‪ .‬و بصفته رئيس اللجنة‬ ‫الفنية‪ ،‬كان له أكبر دور في إنجاز « مركز الفن‬ ‫الحديث»‪ .‬هذا باإلضافة ـ يقول الدكتور بنعبود‬ ‫ـ إلى مشاركته في تدريس التراث الثقافي‪ ،‬في‬ ‫المغرب و اسبانيا ‪ ،‬و في أغلب األحيان‪ ،‬دون أن‬ ‫يتقاضى أتعابه‪ .‬كما ساهم في تهييء دليل‬ ‫فناني مدينة تطوان‪ .‬ثم يضيف ‪ « :‬بوعبيد‬

‫إنسان هادئ يشتغل بعقلية الفريق ‪ .‬يتعامل مع‬ ‫الفنانينو المؤرخين مثل األستاذ محمد الشريف‬ ‫المختص في تاريخ المغرب و األندلس ‪،‬و األستاذ‬ ‫شكيب الشعيري ( مشيرا الى المعنيين باألمر‬ ‫الجالسين بين الحضور)‪.‬‬ ‫كان منسق فقرات الصبحية‪ ،‬كلما عادت‬ ‫الكلمة إليه‪ ،‬يلقي بإضافة معلومة جديدة حول‬ ‫شخصية المحتفى به ‪ .‬حيث ألحم كالمه بآخر‬ ‫كلمة من مداخلة الدكتور بنعبود‪ ،‬ملتقطا‬ ‫السياق‪ ،‬ليضيف قائال‪« :‬إن منهــج العمــــل‬ ‫لدى الفنان بوعبيد منفتــح على التعدد في‬ ‫التخصصات»‪ .‬و قبل أن يعود لتقديم صاحب‬ ‫المداخلة الموالية األستاذ حسن الشاعر الفنان‬ ‫التشكيلو تلميذ سابق للمكرم‪ ،‬و زميله في‬ ‫التدريس بمعهد الفنون الجميلة ‪ .‬أشار الدكتور‬ ‫الزواق أن دار إذاعة تطوان‪ ،‬بعثت فرقتها لتغطية‬ ‫الحدث‪.‬و نحن بدورنا‪ ،‬شاهدنا السيدة خديجة‬ ‫البقالي مندوبة وزارة اإلعالم ضمن الحضور ‪.‬‬ ‫كلمة الفنان حسن الشاعر كانت بالفرنسية‪،‬‬ ‫افتتحها بشكر الفنان المضيف‪ ،‬عادل ربيع‪،‬‬ ‫موضحا ـ في نفس الوقت ـ عن كونه يرسم أكثر‬ ‫مما يكتب‪...‬و عن عالقته بالفنان بوعبيد يقول‪:‬‬ ‫«إنني من أقدم تالميذ الفنان بوعبيد‪.‬و هو‬ ‫إنسان ألهمني‪ .‬الكلمات ال تسعفني في التعريف‬ ‫به‪,.‬إنه ال يقارن باآلخرين‪ ،‬لكن اآلخرين يمكن‬ ‫أن نقارنهم به‪ .‬علمنا االنطالق من الذات لآلخر‪،‬‬ ‫مع احترام التراثو المعاصرة‪.‬‬ ‫أما كلمة الفنان بوعبيد بوزيد‪ ،‬فقد جاءت‬ ‫مفعمة باألحاسيس‪ ،‬أمام فيوضات المشاعر التي‬ ‫تلقاها من محبيه و رفاق دربهو تالمذته‪ ،‬الذين‬ ‫حضروا هذه الصبحية‪ ...‬كان االمتنان لهم جميعا‬ ‫ناطقا على محياه‪.‬و حين تقدمت إليه الطفلة‬ ‫نجلة الفنان عادل ربيع بباقة الورد‪ ،‬ازداد حبوره‪.‬‬ ‫أما هدية الدكتور الزواق‪ ،‬فقد رمت به في غمر‬ ‫معشوقيه التاريخ و الفن ‪ .‬كانت الهدية عبارة عن‬ ‫قطعة فخار مصنوعة على شكل نوع من القطع‬ ‫التي يستعملها الرومان لتجسيد رسوماتهم‪.‬‬ ‫هذا ما شرحه الفنان بوعبيد للحضور‪ ،‬بينما‬ ‫فرحة طفولية تداعب مالمح وجهه‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫هذه القطعة يصنعها شخص يدعى ميمون‪،‬‬ ‫وأنه يعتبر هذه الهدية تحفة فنية‪ .‬ليختم كلمته‬ ‫باعتراف جميل بفضل شخصين على كل نجاحاته‬ ‫هما أخوه المهندس‪.....‬و حرمه المربية الفاضلة‬ ‫الحاجة إحسان البازي‪.‬‬ ‫أما آخر هدية تلقاها المحتفى به‪ ،‬فكانت‬ ‫أغنية ‪ .....‬من تلحين الفنان جواد الدفوف‪ ،‬أداها‬ ‫هو نفسه رفقة الموهبة الصاعدة نضال البقالي‪،‬‬ ‫و على نغماتها اختتم الحفل‪ ،‬بأخذ الصور‬ ‫التذكارية مع المحتفى به‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫مالمح صحافية بشمال المغرب‬ ‫بدايات وامتدادات‬

‫‪10‬‬

‫ثانوية موالي سليمان للتعليم األصيل‬ ‫معلمة تربوية سامية إثمه أكبر من نفعه‬

‫بقلم ‪:‬د‪ .‬هدى املجاطي‬

‫مجلة «الشراع»‬

‫مجلـة أدبية ثقافية جامعة‪ ،‬مديرها‬ ‫المســؤول الشاعر عبد الكريم الطبــال‪،‬‬ ‫تكونت هيأة تحريرها من األساتذة‪ :‬محمد‬ ‫شهبون‪ ،‬عبد القادر العافية وعبد القادر‬ ‫المجاهد‪ ،‬كانت تطبع بمطبعة كريماديس‬ ‫بتطوان‪ ،‬صدر العدد األول منها في يناير‬ ‫‪ ،1961‬وزينت واجهة العدد األول بصورة‬ ‫لمدينة شفشاون‪ ،‬كتب تحتها بيت شعري‬ ‫مقتبس من قصيدة «أميرة الجبال للشاعر»‬ ‫عبد السالم الحضري‪:‬‬ ‫أشفشاون خلناك في األرض جنة‬ ‫فأنت هي الفردوس ذات النمارق‬ ‫هي أول مجلة أدبية صدرت في‬ ‫شفشاون‪ ،‬بعد أن كان مثقفوها ينشرون‬ ‫إبداعاتهم الشعرية والنثرية في أهم‬ ‫الجرائد والمجالت التي صدرت بتطوان‬ ‫زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬وفي سنة ‪1960‬‬ ‫التأم مجموعة من المثقفين خاصة منهم‬ ‫المهتمين بالشعر‪ ،‬وعلى رأسهم الشاعر‬ ‫الكبير عبد الكريم الطبال‪ ،‬وأقدموا على‬ ‫خوض أول تجربة في النشر بإصدار ‹‹مجلة‬ ‫الشراع››‪.‬‬ ‫في افتتاحيـــة العـــدد األول‪ ،‬كتب‬ ‫مؤسس المجلة‪ ‹‹ :‬هذا شراعي وشراعكم‬ ‫سيشق اآلن عباب البحر مترسما الطريق‬ ‫إلى الشاطئ البعيد‪ ،‬فهيا بنا رفقة المحبة‬ ‫واألخوة في شراع األدب والفكر‪ ،‬نتعاون‬ ‫على مجابهة الصعاب ومقاومة األنواء‪ ،‬فإن‬ ‫الشاطئ البعيد الذي نسير إليه هو غايتي‬ ‫وغايتك‪ ،‬وإن هذا الخط األبيض الوحيد‬ ‫الطويل الذي ال ينتهي بالشاطئ‪ ،‬هو‬ ‫الطريق الوحيد الذي يبلغ السائرين فيه إليه‪،‬‬ ‫فما وصل من انحرف عن هذا الطريق الوعر‪،‬‬ ‫وما اهتدى من تجنب هذا السبيل الشاق‪،‬‬ ‫وما توفق من اختار غير وعورة الطريق وغير‬ ‫شائك السبيل‪ .‬وبعد‪ ،‬فهذا ندائي إليك‬ ‫أرجو أن يجد عندك أذنا تصغي وقلبا يسمع‬ ‫وقلما ينتفض وضميرا يستيقظ فتمد يدك‬ ‫إلى يدي‪ ،‬ولنسر على بركة اهلل في شراعنا‬ ‫المصنوع من دمنا ومشاعرنا والذي سيسير‬ ‫بإرادتنا وعزيمتنا‪...‬إنه رسالة كل مثقف‬ ‫يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه‪،‬‬ ‫ويحس بالواجب المنوط به‪ ،‬إنها رسالتنا‬ ‫ومسؤوليتنا في إحياء تراث ماضينا المشرق‪،‬‬ ‫وفي إلقاء الضوء على حاضرنا الصاعد‪ ،‬وفي‬ ‫رسم الطريق لمستقبلنا األفضل‪ ،‬الذي‬ ‫نتطلع إليه جميعا››‬ ‫من كتاب ‹‹الشراع››‪ :‬محمد شهبون‪،‬‬ ‫عبد القادر العافية‪ ،‬عبد الكريم الطبال‪،‬‬ ‫محمد أبو عسل‪ ،‬عبد القادر المجاهــد‪،‬‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخيراني‪ ،‬عبد الحق‬ ‫العمارتي وغيرهم‪ ،‬وقد استقطبت المجلة‬ ‫أيضا بعض األقالم المعروفة آنذاك مثل‪:‬‬ ‫مالك بن نبي‪،‬عبد الرحمان حجي‪ ،‬حسن‬

‫مفتي‪ ،‬عبد اهلل التمسماني والشاعرين‪ :‬عبد‬ ‫القادر المقدم والمهدي زريوح‪.‬‬ ‫ويحضر في العددين الرابع والخامس‬

‫من المجلة اسم األستاذ حسن الوراكلي‬ ‫والشاعر محمد المختار العلمي‪.‬‬ ‫توزعت مواد ‹‹ الشراع›› بين المقالة‬ ‫األدبية والتاريخية ودراسات في التربية‬ ‫وقصائد شعرية‪ ،‬واختتم كل عدد بركن‬ ‫خاص باألنباء والمستجدات األدبية‪ ،‬وفي‬ ‫هذا الركن من العدد األول‪ ،‬نبأ عن تأسيس‬ ‫جمعية أدبية ثقافية بشفشاون ضمت عددا‬ ‫من مثقفيها‪ ،‬أطلق عليها اسم ‹‹أصدقاء‬ ‫المعتمد›› تيمنا بالملك الشاعر المعتمد‬ ‫بن عباد‪ ،‬والزالت هذه الجمعية قائمة‬ ‫بشفشاون‪ ،‬ومن أهم أنشطتها الثقافية‬ ‫تنظيم مهرجان سنوي للشعر الحديث‪.‬‬ ‫من مواضيـــع العدد األول‪ :‬مشكلة‬ ‫الحضارة (مالك بن نبي)‪ ،‬التربية في حياتنا‬ ‫(عبد الرحمان حجي)‪ ،‬الضمير والفكر لدى‬ ‫الفرنسيين(عمار الطالبي)‪ ،‬الصراع واألدب‬ ‫(عبد القادرالعافية)‪ ،‬اإلصالح في نظر‬ ‫الكواكبي (محمد شهبون)‪ ،‬صرخة إلى‬ ‫األدباء(عبد القادر المجاهد)‪ ،‬أبو نواس‬ ‫ومطلع القصيدة (عبد اهلل التمسماني)‪،‬‬ ‫إضافة إلى قصائد للشعراء‪ :‬عبد الكريم‬ ‫الطبال‪،‬محمد أبو عسل‪ ،‬محمد عبد الكريم‬ ‫الخيراني‪.‬‬ ‫وبدءا من العــدد الرابــــع أصبحت‬ ‫محتويات المجلة موزعة على ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫القسم األول خاص باألبحــاث‪ ،‬والثانــي‬ ‫بالشعر والقسم الثالث خصص للقصة‬ ‫القصيرة‪.‬‬ ‫بعنوان «الشراع في سنته الجديدة»‬ ‫كتب الشاعر عبد السالم الحضري في مطلع‬ ‫سنة ‪ 1962‬قصيدة عن المجلة جاء فيها‪:‬‬

‫هات الشـــــراع فإننـــــي مــــالح ولـج البحــــار وحـولــــك األريـــــاح‬ ‫بسم المهيمن مجراه ومرســــــاه إن الركـــــوب على العــباب كفــاح‬ ‫مجدافه‪ :‬اإليمـان والصبـــر الـــذي بهمــــــا يمــر ودأبــــه اإلصـــالح‬

‫*********‬

‫هاجت بحار الجهل من حول الحمى‬ ‫وهوى الشبـــاب للجهــــا مترديــا‬ ‫موج تالطم بعضـــه مع بعضـــــه‬ ‫وطغى الصراخ على العويـل مناديا‬

‫ودجا الظالم وعطــــل المصبـــــاح‬ ‫يبغي الخالص وال خـــالص يتــــاح‬ ‫ودنا الحمـــــــام وضجـــــت األرواح‬ ‫أن الســالمــــة عنــــدنـــا‪ :‬أربـــاح‬

‫أنر السبيل لفتيـة جهلـــت هنــــا‬ ‫وخذ الطريــق من المجــــاز فإنمـا‬

‫أنواءهــــــا ولها هنــــا أشــبـــــاح‬ ‫أخذ الطريـــق من المجاز صـــــالح‬

‫*********‬ ‫*********‬

‫جهــل الشبــاب يعد شيئـا عائبــا‬ ‫وتغافل الربان عن ضــوء الحمـــى‬

‫وتجاهــــل األشيـــــاخ عنه جنـــاح‬ ‫سبب الهالك عليــه ســوف ينــــاح‬

‫كم يعرفون عن الشعوب منائـــرا‬ ‫وعلى السفينة قد قضوا وتوهموا‬

‫وبذا المنـــــار تالعــــب النــــــزاح‬ ‫في جبرها إصالحــــا فأطــــاحــــوا‬

‫*********‬

‫*********‬

‫إن الكنوز لدى الشعــوب كثيــــرة وكنوزنـــــا في العلم ســـوف تبــاح‬ ‫كم أبرز الكتـــــاب من سر الحجـــا فسمـــت بـــــــه األبــــدان واألرواح‬ ‫لم ال نــرى كتابنـــا قد ساهمــــوا وبنوا لنـا األمجـــاد وهي صحــــاح؟‬

‫*********‬

‫إن الشـراع مجلـــــة تحلـــو لنــــا‬ ‫إن الشـــراع مجلــة قــد أنشئـــت‬

‫فخذ الشـــراع كأنهـــا مصبــــاح‬ ‫لتنير وجــــه الحـــق وهو صـــراح‬

‫*********‬

‫إن الشراع صغيـــرة في حجمهــــا وعظيمـــة في نهجهــــا‪ ،‬وســـالح‬ ‫قطعت بنا شـوط األمانــي لحظــة وبدا الصبـــــاح وحبـــذا اإلصبــــاح‬ ‫وتظافــــرت أقالمهـــا وبحوثهـــا وتنوعــــت أقداحهـــــا والـــــــراح‬ ‫ال تبخلوا عن نشرهــا بجهودكــــم فجهودكــم لو تعلمـــــون نجــــاح‬ ‫توقفت مجلة ‹‹الشراع›› مؤقتا ثم نهائيا بعد صدور العدد الخامس في يناير ‪.1962‬‬

‫في األيام األخيرة شهدت ثانوية موالي سليمان‬ ‫تداوال من طرف بعض التالميذ‪ ،‬بعبارات ال مسؤولة‬ ‫تجاه جمعية ءاباء وأولياء تالميذ ثانوية موالي سليمان‬ ‫للتلعليم األصيل طنجة‪.‬‬ ‫وعالقة بذلك‪ ،‬نقف بقلمنــا هذا‪ ،‬من هذا المنبر‬ ‫اإلعالمــي المبــارك‪ ،،‬مستنكرين عليهم فعلهم‪،‬‬ ‫ونسألهم باهلل أن يعودوا إلى رشدهم‪ ،‬ويعتكفوا‬ ‫على تحصيل المعارف والعلوم بدل النبش والقدح في‬ ‫أعراض الناس وخصوصياتهم‪.‬‬ ‫مكتب جمعية آباء وأولياء تالميذ ثانوية موالي‬ ‫سليمان للتعليم األصيل طنجة‪ ،‬هو من أنضج من‬ ‫عرفنا‪ ،‬والشهادة هلل‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬لقد عشنا في أحضان‬ ‫هذه المؤسسة لمدة ثالث سنوات مباركة‪ ،‬كانت من‬ ‫أجمل تاريخنا الدراسي‪ ،‬بدءا بالسيد رئيس المؤسسة‪،‬‬ ‫الرجل المربي‪ ،‬واألستاذ النموذج‪ ،‬كان منا بمنزلة األب‪،‬‬ ‫وكذا السادة األساتذة الذين استفدنا منهم علما‬ ‫ومعرفة وسلوكا‪..‬‬ ‫لم تكن بيننا أية خطوط حمراء مع الجمعية‪ ،‬إذ‬ ‫كنا دائما نجدها رهن إشارتنا‪ ،‬وتحت اإلصغاء للجميع‪،‬‬ ‫فكم من أنشطة هادفة داخل المؤسسة وخارجها‪،‬‬ ‫كانت هي الداعم الرئيسي لها‪ ،‬وفي الغالب كان‬ ‫دعمها ‪ % 100‬إن على مستوى الدورات التدريبية أو‬ ‫التكوينات أو إحياء الذكريات الدينية والوطنية‪..‬‬ ‫لم نعهد على المكتب الكريم‪ ،‬وهو كتلة من‬ ‫األساتذة والمثقفين الربانيين‪ ،‬نشهد لهم بالصالح‬ ‫على ما رأينا‪ ،‬وعشنا معهم كما أسلفت‪ ،‬مدة ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬كانت من أروع ما يكون‪ ،‬ولم يبخلوا علينا‬ ‫قط يوما بما في وسعهم‪ ،‬نصحا واستشارة ودعما‬ ‫لألنشطة التي كانت تزخر بها المؤسسة أيام كنا‬ ‫هناك والحمد هلل‪.‬‬ ‫نحن ال نقول بأن هؤالء التالميذ هم بلطجيون‬ ‫أو شيء من هذا‪ ،‬ولكنا نقول أنهم تطاولوا على عرض‬ ‫مؤسسة قانونية قائمة بذاتها‪ ،‬وال يحق لهم قانونا‬ ‫الطعن فيها‪ ،‬إذ الكلمة آلبائهم إن كان حقا ما يقبل‬ ‫الطعن !‬

‫لألسف الجمعية ترتكب خطأ‪ ،‬وهو عبارة عن أنها‬ ‫تقيم أعمالها دون توثيق إعالمي‪ ،‬فكم من التالميذ‬ ‫من دعمتهم‪ ،‬وكم أسهمت بالمقررات التربوية‪ ،‬وكم‬ ‫أسهمت في عمران المؤسسة‪ ،‬وكم وكم ‪..‬‬ ‫في الغالب ما تكون هناك أياد خفية تمرر‬ ‫خطاباتها عبر أمثال هؤالء التالميذ الذين ما زالت‬ ‫عقولهم قاصرة عن كنه الحقيقة‪ ،‬فال ريب أن يكون‬ ‫هؤالء مغرر بهم فقط‪ ،‬ولو أرادوا الحقيقة فعليهم‬ ‫بمالمسة الواقع‪ ،‬ال بمحاكاة كالم اآلخر كالببغاء !‬ ‫شخصيا منحت جمعية آباء وأولياء تالميذ ثانوية‬ ‫موالي سليمان هذه الشهادة هلل‪ ،‬بكوني عشت هناك‬ ‫واطلعت على الجمعية‪ ،‬وعشت معها عدة لحظات‪،‬‬ ‫وأمنحها شهادة أخرى بصفتي الكاتب العام لجمعية‬ ‫شعل األصيل قدماء ثانوية موالي سليمان‪ ،‬عالقة‬ ‫باالتفاقيات التي تجمعنا بالجمعية‪ ،‬وعلى الدعم‬ ‫المادي الذي زودتنا به مرارا من أجل تنظيم أنشطة‬ ‫للتالميذ بالمؤسسة‪ ،‬فأنا وكل اإلخوة بالمكتب‬ ‫نستنكر هذا الفعل الشنيع‪ ،‬ونقول لهم‪ :‬عودوا إلى‬ ‫رشدكم‪.‬‬ ‫إننا نستنكر كل التهم التي حبكها هؤالء‬ ‫التالميذ للجمعية‪ ،‬ونستنكر عليهم فعلهم الشنيع‪،‬‬ ‫الالأخالقي‪ ،‬والالتربوي‪ ،‬الذي أقدموا عليه‪ ،‬ويروجون‬ ‫له بالصفحات االجتماعية‪ ،‬بطرق دنيئة‪ ،‬كالتشهير‬ ‫ونحوه‪ ،‬وندعوهم أن يعودوا إلى رشدهم‪.‬‬ ‫إخوتي طلبة العلم بثانوية موالي سليمان‪ ،‬ال‬ ‫أنصحكم باالنسياق في مثل هاته المتاهات العديمة‬ ‫الفائدة‪ ،‬وكفى من التلفيقات الفاسدة‪ ،‬وعليكم بطلب‬ ‫العلم والجد فيه‪ ،‬فما لكم من فائدة ترجى بتلك‬ ‫المؤسسة غير هذه‪ ،‬ونصيحتي هذه لكم‪ ،‬غيرة عليكم‪،‬‬ ‫وتفاؤال بكم أن تحملوا مشعل الجد واالجتهاد كما‬ ‫حمله أسالفكم‪ ،‬فكانوا نماذج يحتذى بها‪ ،‬وحملوا‬ ‫راية المؤسسة كي ترفرف في أعلى المقامات‪ ،‬وهاهم‬ ‫اليوم يشتغلون بمختلف القطاعات الهامة‪.‬‬ ‫فمتى تفكرون بمثل هاته العقلية ؟‬ ‫حمزة بنطنيش‬

‫فيدرالية جمعية أباء وأمهات‬ ‫وأولياء تالميذ تدعو النائب‬ ‫اإلقليمي للتحلي بالحكمة‬ ‫والمسؤولية‬ ‫سجلت فيدرالية جمعية أباء وأمهات وأولياء تالميذ التعليم االبتدائي بنيابة‬ ‫طنجة أصيلة تعثر الدخول المدرسي الفعلي بشكل غير مسبوق بسبب طريقة‬ ‫تعامل نيابة التعليم مع معضلة الخصاص باعتمادها تكديس التالميذ داخل‬ ‫أقفاص على شكل أقسام لتوفير األساتذة بدل التعامل باحترافية مع المشكل‬ ‫واالبتعاد عن منطق الترقيع ومنطق كم حاجة قضيناها بتركها‪.‬‬ ‫بيان مكتب الفدرالية الذي جاء بعد االجتماع الطارئ يوم األحد المنصرم‬ ‫لدراسة الظروف العامة التي ميزت الدخول المدرسي لموسم ‪،2016/2015‬‬ ‫سجل إصرار النائب اإلقليمي على تغيير التوقيت المعمول به في بعض‬ ‫المؤسسات ألسباب ال يراها اآلباء واألمهات وأولياء األمور وجيهة ولعدم توفر‬ ‫الشروط الموضوعية لتطبيقها‪ ،‬وسط المطالبة باألخذ بعين االعتبار الظروف‬ ‫الخاصة لتلك المؤسسات من خطورة ارتفاع نسبة حوادث السير التي يمكن أن‬ ‫يتعرض لها التالميذ واحتمال ارتقاع حاالت اعتراض السبيل‪.‬‬ ‫الفيدرالية نددت في بيانها بكل المحاوالت الحثيثة والغير مسبوقة لإلجهاز‬ ‫على حق أبناء المغاربة في تعليم عمومي جيد خالفا لإلرادة السامية لصاحب‬ ‫الجاللة محمد السادس في إصالح أعطاب هذا القطاع الحيوي‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الوجه اآلخر للشاعر حسن المفتي‪..‬‬ ‫تأمالت في التجربة القصصية‬ ‫بقلم‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫حسن المفتي‬

‫كما يسجل القارئ المتمعن أن القاص‬ ‫حسن المفتي استطاع أن يصيغ الحوارات‬ ‫الواردة في هذه النصوص بقدر عال من‬ ‫التوافق بين مضامينها وبين المستوى‬ ‫الثقافي واالجتماعي للشخصيات التي‬ ‫جرت على ألسنتها؛ وهو ما يعطي للحوار‪،‬‬ ‫باعتباره مكونا فنيا في القصة‪ ،‬الكثير من‬ ‫الصدق والتوهج‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫ارتبطـت شهـــرة األستـــاذ حسن‬ ‫المفتي‪ ،‬في األوساط الثقافيــة والفنيـــة‬ ‫داخل المغرب وخارجه‪ ،‬بالكتابة الزجلية‬ ‫واإلخراج التلفزيوني والسينمائي؛ غير‬ ‫أن لهذا المبدع والفنان التطواني الكبير‬ ‫إسهامات أخرى في فن القصة القصيرة‬ ‫ظلت بعيدة عن اهتمام النقاد والدارسين‬ ‫والمتتبعين الذين تناولوا اإلنتاج الفني‬ ‫الخاص لهذا الفنان المبدع وأعماله‬ ‫األدبية‪.‬‬ ‫كتــب المفتــي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬نمـاذج‬ ‫مبكرة في القصة القصيرة تدل على تمكن‬ ‫الرجل وتمرسه بالقواعد الفنية والجمالية‬ ‫لهذا الفن السهل الممتنع‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫تشبــثـه الراسـخ والمستمــر بالدالالت‬ ‫الموضوعية والمضامين الفكرية التي‬ ‫تناولها في باقي اإلنتاج اآلخر الذي قدمه‬ ‫للساحة الثقافية بالمغرب‪.‬‬ ‫والحــق أني لم أكـــن على اطـــالع‬ ‫سابق بهـذا «الوجـــه اآلخـر» إال بعد أن‬ ‫وقفتُ‪ ،‬قبـل حوالي خمس سنوات‪ ،‬على‬ ‫الجزء الثالث واألخير من األعمال الكاملة‬ ‫للمبدع الكبير الراحل حسن المفتي ضمن‬ ‫منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬والذي سهر على‬ ‫جمع مواده وترتيب أبوابه نجله الكريم‬ ‫الدكتور سعد المفتي‪ ،‬حفظه اهلل‪.‬‬ ‫يتضمن البابُ ُ‬ ‫األول من هذا الجزء‬ ‫(صص ‪ )40 - 07‬ستة (‪ )6‬نصوصـــا‬ ‫قصصية للفقيد يعود تاريخ نشرها إلى‬ ‫مطلع الستينيات‪ ،‬وتحديدا إلى سنتي‬ ‫‪60-61‬؛ وهي النصوص التالية‪ :‬ثم رآها‬ ‫تطفو‪ ،‬وليلة أخرى‪ ،‬وعودة إلى نقطة‬ ‫الصفر‪ ،‬وصاحب الصندوق األسود‪ ،‬وأصبح‬ ‫رجال‪ ،‬وعندما ترقص األرض‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬نبع لديّ التفكير في‬ ‫االنكباب على تأمل النصوص القصصية‬ ‫الستة وتحرير هاته السطور عنها‪ ،‬متوخيا‬ ‫قدر اإلمكان والجهد أن ألقي حولها‬ ‫إضاءات تكشف تفرد الرجل وتمكنه من‬ ‫اآلليات الفنية والجمالية التي يتطلبها‬ ‫الدخول في غمار هذا الفن السهل‬ ‫والممتنع في اآلن ذاته‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫أريد‪ ،‬هنا في هذه المناسبة‪ ،‬أن أقف‬ ‫عند حدود التأثر بالفن السينمائي في‬ ‫الكتابة القصصية لدى المفتي؛ وذلك من‬ ‫خالل القبض على حضور بعض تجليات‬ ‫الفن السابع ومظاهره في فن القصة‬ ‫القصيرة‪.‬‬ ‫ال شــك في أن التكويــن الفنــي‬ ‫واألكاديمي الذي اكتسبه المبدع القاص‬ ‫حسن المفتــي انعكـــس على إنتاجـــه‬ ‫األدبي والقصصي بجالء‪ ،‬إذ إن المتأمل‬ ‫لهذا اإلنتاج بعين فاحصة يدرك أن‬ ‫المفتي يستثمر في قصصه جملة من‬ ‫اآلليات والتقنيات الموظفة في اإلبداع‬ ‫السينمائي‪ ،‬من قبيل‪ :‬التصوير؛ والحوار‪،‬‬ ‫بنوعيه‪ :‬الخارجي (الديالوغ) والداخلي‬ ‫(المونولوغ)؛ واالسترجاع (فالش باك)‪...‬‬

‫أ‪ .‬التصوير القصصي‪:‬‬ ‫إن من تجليات حضور الفن السابع‬ ‫في فن القصة القصيرة لدى حسن‬ ‫المفتي االتكاء الشديد على آلية التصوير‪،‬‬ ‫إذ يسجل القارئ لهاته القصص أنها‬ ‫كتبت بوعي بصري دقيق يحرص من‬ ‫خالل القاص على التقاط التفاصيل‬ ‫وتدوينها‪ ،‬حتى ليخيل للقارئ أن الكاتب‬ ‫يحمل آلة تصوير عالية الجودة؛ وهو ما‬ ‫يجعل القارئ يقف أمام صور ناطقة من‬ ‫الحياة اليومية‪.‬‬ ‫ومن األمثلة الدالة على هذا المنحى‪،‬‬

‫ج‪« -‬الفــــالش بــــــاك» أو‬ ‫االسترجــــاع‪:‬‬

‫غرفة نوم وبهو ضيق‪ .‬تناثر في جنباته‬ ‫أثاث يدل على بساطة ورقة حال‪ .‬وفي‬ ‫وسطه تربض منفضة مربعة الشكل‬ ‫تعلوها أباجورة وكومـة من الكراريس‬ ‫وأقالم بعضها مبري وبعضها مقصوف‪،‬‬ ‫ومنفضة مألى ببقايا السجائر وكوب ماء‬ ‫به وردة حمراء» (ص ‪.)37‬‬ ‫إن القارئ لهذه األمثلة المثبتة أعاله‬ ‫وغيرها يسجل أن الصورة القصصية‬ ‫تخدم البنية العامة للنص القصصي‪،‬‬ ‫وأنها تسير في تناسق واتحاد تامين‬ ‫مع الحدث الرئيس في النص ما دام أن‬ ‫القاص يمتلك تكوينا أكاديميا سينمائيا؛‬ ‫وهو ما يوهله ‪ /‬أهله إلى أن ينقل القارئ‬ ‫إلى األجواء العامة للحدث القصصي‪.‬‬ ‫كما أن التصوير القصصي عند حسن‬ ‫المفتي‪ ،‬الذي يتسم بدرجة عالية من‬ ‫الدقة والعمق والثراء والواقعية‪ ،‬ال يقتصر‬ ‫على مكون واحد ووحيد من مكونات‬ ‫تلك القصص‪ ،‬بل إن سمة التصوير‬ ‫تكاد تهيمن على كثير من المكونات في‬ ‫قصص المفتي‪ :‬الشخصيات‪ ،‬األمكنة‪،‬‬ ‫الزمن‪ ...‬فضال عن أن توظيف التصوير‬ ‫في قصص المفتي في ما يرتبط بمكون‬ ‫الشخصيات ال ينحصر في الجانب الخارجي‬ ‫للشخصيات؛ بل يتعدى الوصف ذلك‬ ‫المستوى ويمتد إلى طبائع الشخصيات‬ ‫وخصالها اإلنسانية والنفسية؛ وهو ما‬ ‫يمنح لهذه التقنية (تقنية التصوير ‪/‬‬ ‫الوصف) الكثير من التشويق واإلثارة‪.‬‬ ‫وبعد أن وقفنا على تجليات التصوير‬ ‫وحدوده في قصص المفتي‪ ،‬فإن السؤال‬ ‫الذي يلح على بال القارئ المتمعن ‪/‬‬ ‫المتأمل هو‪ :‬ما الغايات والوظائف التي‬ ‫يتوخاها القارئ من وراء االتكال على‬ ‫هذه السمة الفنية؟ وإن الجواب عن‬ ‫السؤال أعاله هو أن الوعي الفني للكاتب‬ ‫والتكوين األكاديمي الذي تلقاه في‬ ‫دراسته العليا بمصر فرض عليه استغالله‬ ‫في قصصه أحسن استغالل‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫المفتي تعاطـى أيضا كتابة السيناريـو‬ ‫واإلخراج معا‪.‬‬

‫ورد في قصـة «ثم رآها تطفو»‪ ،‬يقول‬ ‫السارد‪...« :‬وفي المؤخرة‪ ،‬تجلس الغادة‬ ‫الجديدة «ارحيمـو»‪ ...‬كانت قد أزاحـت‬ ‫القب عن رأسها‪ ،‬وبدا شعرها الكستنائي‬ ‫المعا من تأثير عطر رخيص‪ ،‬وجهها‬ ‫المتناسق التقاطيع ميال للصفرة؛ أبرز ما‬ ‫فيه عينان كبيرتان تتمنى أن تبتلعانك‪،‬‬ ‫يشوبهما مزيج من البــراءة والخـــوف‬ ‫والغموض‪ ،‬أنفها ينــزل في استقامـــة‬ ‫بديعة‪ ،‬شفتاها مكتنزتان مع استرخاء في‬ ‫الشفة السفلى‪ ...‬قوامها متماسك في‬ ‫نحول»‪( .‬ص ‪.)9‬‬ ‫وفي قصـــة «ليلــة أخـــرى»‪ ،‬يقول‬ ‫السارد‪« :‬عمي العياشي قصير القامة‪،‬‬ ‫عريض ككيس دقيق‪ ،‬مستدير الوجه مع‬ ‫سمرة قمحية» (ص ‪.)13‬‬ ‫وفي القصــة ذاتهــا‪ ،‬أورد الســارد‬ ‫متحدثا عن ابن العياشي‪...« :‬أحمد ابنه‬ ‫األكبر المتوسط الطول‪ ،‬النحيف في‬ ‫إفراط‪ ،‬األصفر البشرة‪ ،‬الكثير السعال‪»....‬‬ ‫(ص ‪.)13‬‬ ‫وفي مثاــل آخــر‪ ،‬يقــول الســـارد‪:‬‬ ‫«‪..‬ذابت الشمس كعادتها وراء تل بعينه‪،‬‬ ‫وامتطـــى عمــي العياشـــي الدابة التي‬ ‫يفضلها‪ ،‬وهمزهـــا حتى تسيـــر بأقصى‬ ‫سرعة‪ ،‬أسنانه تصطك‪ ،‬حرارة تسري في‬ ‫معظم جسمه ورأسه‪( »...‬ص ‪.)14‬‬ ‫وفي موضع آخـــر‪ ،‬يقول الســـــارد‪:‬‬ ‫«انتصبت قامـــــة الليل وبدأت تطول‪.‬‬ ‫وحول القنديل وجه منكمش وشعر أبيض‬ ‫ساطع‪ ،‬ومالمح تنبئ عن جمال قديم‬ ‫تكسوه ظالل همّ طارئ‪( »...‬ص ‪.)14‬‬ ‫وفي قصــة «صاحـــب الصنـــدوق‬ ‫األســـود»‪ ،‬يقــــول السارد‪....« :‬وحينما‬ ‫غادرني متجها إلى دكان بيع الدخان كنت‬ ‫أراه كامال‪ ،‬بكل تفاصيله التي ال أراها‬ ‫بوضوح‪ ..‬كان نحيال مياال إلى الطول‪،‬‬ ‫يمشي بخطوات متعبة‪ ،‬يلبس قميصا‬ ‫ممزقا‪ ،‬وبنطلونا أمريكيا أزرق اللون»‪.‬‬ ‫(ص ‪.)27‬‬ ‫وفي قصة «عندما ترقص األرض»‪،‬‬ ‫يقول السارد‪« :‬رمى بعقب السيجارة من‬ ‫ب‪ -‬الحوار القصصي‪:‬‬ ‫يده‪ ،‬ومدها في جيبه‪ ،‬فأخرج المفتاح‪.‬‬ ‫إن المتأمل في قصص حسن المفتي‬ ‫أداره في القفل مرتين‪ ،‬فانفتح الباب‪،‬‬ ‫انفتح عن منزل صغير جدا يتكون من يجد أن الكاتب زواج فيها بين الحوار‬

‫بنوعيه (الداخلي والخارجي) مثلما زواج‬ ‫في تلك القصص بين السرد والوصف؛‬ ‫وهو ما مكن القاص من جلب اهتمام‬ ‫القارئ وخلق نوعا من االرتياح وطرد عنه‬ ‫الملل وكسر الرتابة‪ ،‬من أجل االنخراط‬ ‫بكل شغف في القراءة والمتابعة إلى آخر‬ ‫كل نص من النصوص الستة لهاته‬ ‫األضمومة‪.‬‬ ‫ويحضر الحوار في هذه النصوص‬ ‫حضورا الفتا؛ فباستثناء القصة األخيرة‬ ‫الموسومــة بـ «عندما ترقص األرض»‪،‬‬ ‫فإن باقي القصص األخـــرى تتضمـــن‬ ‫حوارات بين شخصياتها‪ ،‬وحتى القصة‬ ‫المشار إليها جاء فيها المونولوغ التالي‪:‬‬ ‫«وقال في دخيلته‪ :‬ربما انتهى هذا الحب‬ ‫نهاية سعيدة» (ص ‪.)38‬‬ ‫وفي قصة «ثم رآها تطفو»‪ ،‬ورد‪:‬‬ ‫«قالت له في تعلثم ملحوظ‪ :‬يظهر أنهما‬ ‫شمايت‪...‬‬ ‫ربما‬ ‫ولكن لماذا ال تشرب كثيرا؟؟‬ ‫تعودت هذا‪...‬‬ ‫اسمع‪ ..‬أريد أن أرقص‪..‬‬ ‫قال في استغراب‪ :‬لك ذلك» (ص ‪.)11‬‬ ‫وفي قصة «ليلــة أخـــرى»‪ ،‬وردت‬ ‫مناجاة داخلية في نفس عمي العياشي‪،‬‬ ‫الشخصية الرئيسية للقصة‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫«إن موســم المطــر يقترب‪ ،‬وعليّ أن‬ ‫أنتهي من الفدّانين الباقيين ومن صراخ‬ ‫الشريك الذي يقف عند رأسي وكأنه‬ ‫عزرائيل» (ص ‪.)13‬‬ ‫وفي مثـــال آخر من القصة ذاتها‪:‬‬ ‫«‪..‬وجاء الرد على لسان إحدى الجارات‪- :‬‬ ‫أوالد الحرام بزاف» (ص ‪.)15‬‬ ‫وفي قصة «عودة إلى نقطة الصفر»‪،‬‬ ‫ورد‪...« :‬رمى الغطاء وفــرك عينيــه في‬ ‫عصبيــة وغمغـــم‪ -:‬كالعادة‪ ،‬لم يتغير‬ ‫شيء‪ ..‬ملعقة الذهب الملعونة ال تعرف‬ ‫طريقا لفمي» (ص ‪.)19‬‬ ‫وتالفيا للتطويل‪ ،‬فقد رأيت أن أتفادى‬ ‫هنا نقل أمثلة أخرى للحوار؛ غير أني أؤكد‬ ‫أنها حوارات صيغت جميعها بكثير من‬ ‫الحذق والمهارة‪ ،‬ألنها تخدم البنية العامة‬ ‫للنص القصصي‪.‬‬

‫ال يقتصر الحضور السينمائي في‬ ‫قصص المفتي على الصورة أو الحوار‬ ‫فقط؛ بل إن القارئ لهاته القصص يقف‬ ‫في بعضها على تقنية «الفالش باك»‬ ‫أو االسترجاع والحلم (التخيل) التي تكاد‬ ‫تتفرد بها السينما عن غيرها من الفنون‬ ‫وتجعل منها العمدة واألساس‪ .‬ففي قصة‬ ‫«أصبح رجال»‪ ،‬ينخرط االبن في حلم‬ ‫طويل يستغرق حوالي صفحتين‪ ،‬بعد‬ ‫أن نهره الوالد وامتنع عن أداء واجبات‬ ‫التسجيل المدرسي (صص ‪ 34‬و‪ 35‬و‪.)36‬‬ ‫وفي قصـــة «عـــودة إلى الصفــر»‪،‬‬ ‫ورد‪...« :‬وتلفـــت وراءه كأنــه يريد أن‬ ‫يسترجع الماضي‪ .‬وتذكر كيف قطع هذه‬ ‫المسافة ألول مرة‪ ...‬كان ذلك منذ خمس‬ ‫سنوات‪ ...‬لقد أحس‪ ،‬يومها‪ ،‬بالزهو؛‬ ‫ألنه أصبح مدرسا‪ .‬كان يمشي بخطوات‬ ‫الطاووس المنفوش‪ ،‬ويعتقد أن الناس‬ ‫– كل الناس‪ -‬تنظر له وكأنه بطل من‬ ‫أسطورة يونانية‪( ».....‬ص ‪.)22‬‬ ‫وعلى صلة بتقنية االسترجاع‪ ،‬فقد‬ ‫وظف القاص حسن المفتي تقنية الحلم‬ ‫في بعض القصص (على سبيل المثال‬ ‫ص ‪ 33‬وص ‪ 35‬وص ‪.)38‬‬

‫‪3‬‬

‫وإجمــاال‪ ،‬يمكــن القول إن هـذه‬ ‫القصص‪ ،‬التي بين أيدينا والتي كتبت‬ ‫منذ أزيد من نصف قرن‪ ،‬ما زالت تحتفظ‬ ‫براهنيتها وجاذبيتها وقوتها‪ ،‬سواء‬ ‫على مستوى الرؤية الفكرية والداللة‬ ‫والموضوعية أم على مستوى البناء الفني‬ ‫والجمالي؛ فالقارئ من الجيل الجديد‬ ‫للقصص الست المضمنة في المجموعة‬ ‫يلمس أن المفتي حرص‪ ،‬منذ مرحلة‬ ‫مبكرة من تجربته ومن عمر القصة‬ ‫المغربية أيضا‪ ،‬على توظيف جملة من‬ ‫األساليب الجمالية والفنيــة المتطـــورة‬ ‫بالقــدر الذي حرص على االنخراط في‬ ‫القضايا التي كان يعيشها مجتمع تلك‬ ‫المرحلة من تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحل يوم الفاتح من نونبر من هذه‬ ‫السنة (‪ )2015‬الذكرى السابعة لرحيل‬ ‫الفنان والمبدع الكبير األستاذ حسن‬ ‫المفتي‪ ،‬ابن مدينة تطوان‪ ،‬الذي رحل عن‬ ‫هذه الدنيا ظهيرة يوم الفاتح من نونبر‬ ‫‪ 2008‬بقسم اإلنعاش التابع لمستشفى‬ ‫الشيخ زايد بالرباط‪.‬‬ ‫أحسن الطبيــــب د‪ .‬سعد المفتي‪،‬‬ ‫ابن المؤلف الذي سهر على إعداد الكتاب‬ ‫وجمع مواده للنشر‪ ،‬حينما حرص على‬ ‫توثيق تلك النصوص القصصية بتذييلها‬ ‫بتواريـــخ نشرهــــا وعناوين المنابر التي‬ ‫نشرتها‪ .‬وهنا‪ ،‬أشير إلى أن هاته النصوص‬ ‫نشرت بين سنتي ‪ 1960‬و‪ ،1961‬بكل‬ ‫من جريدة «العلم» (‪ 4‬نصوص) ومجلة‬ ‫«الوطن العربي» القاهرية (نصان)؛ وهو‬ ‫ما يدعونا إلى التساؤل‪ ،‬بكل شوق وتطلع‪:‬‬ ‫ألم يكتب ذ‪ .‬المفتي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬غير هاته‬ ‫النصوص فقط؟ آمال أن تظفر األسرة‬ ‫الكريمة للفقيد أو المهتمون بإنتاج آخر‬ ‫في القصة القصيرة وغيرها من الفنون‬ ‫التي أسهم فيها الرجل‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫امتدت شهود وقبور عائدة للحضارة الدولمونية‬ ‫على نطاق واسع تضمنتها جغرافية الشمال‬ ‫المغربي القديم‬ ‫وتُعرفُ هذه المواقع غالبا بالمزارات والمرابطة وعادة ما تنتشر في‬ ‫خالء البوادي واألرياف‪ ،‬ولذلك تبنى أبراج صغيرة حولها وتتراكم بعد‬ ‫انهيارها لتصبح بعدها أكوام معروف لدينا باللهجة الريفية المحلية‬ ‫«اشاشو»‪ ،‬بحيث تصبح تلك األبراج بعد القرون المتعاقبة متناثرة يشار‬ ‫إليها بـ «المزارة» أو «المرابطة»‪ .‬غالبا ما تكون أمام «المزارة» شجرة‬ ‫تعلق في أغصانها الخرق المشكلة قصد التبرك والتقرب بصاحب المدفن‪.‬‬ ‫وظلت على مر العصور يُقدّم لها كافة صنوف التقديس واالحترام‬ ‫والتبرك وتقديم النذور حتى بعد دخول اإلسالم إلى هذه البقاع من‬ ‫شمال المغرب‪ ،‬معتقدين أن وليا من األولياء الصالحين قد دفن داخل‬ ‫«المزارة»‪.‬‬ ‫ويعتبر اكتشاف قبور «الدولمن» موضوع حديثنا في هذا المقال‪ ،‬وهو‬ ‫االكتشاف األول بعد اكتشاف مقبرة تعود لـ «الدولمن» العصر الفينيقي‬ ‫الراجعة لـ ‪ 800‬سنة قبل الميالد في ليكسوس نواحي العرائش ويذكر‬ ‫الباحث جون سوفيل ‪ G.Souville‬أن هذه المخلفات من التوابيت‬ ‫والنواميس الدولمونية يرجح أن تم قلبها بمجموعة أخرى من التوابيت‬ ‫إبان العصر الروماني‪ .‬ويذكر بالفعل ببعض القبور من نوع «دولمون»‬ ‫التي عرفتها شما إفريقيا المتميزة بتوفرها على حجرة جنائزية شبه‬ ‫مستطيلة مشيدة ببالطات منتصبة ذات التوابيت المتجهة نحو الشمال‬ ‫الغربي باعتبار المكتشف ميشيل بونسيك في بالد الغيات الخميس على‬ ‫بعد بضعة كيلومترات من ليكسوس والذي اعتبره منتمي إلى المرحلة‬ ‫البونيقية‪.‬‬ ‫وقد اكتشف تلك الشواهد لقبور فينيقية راجعة لحضارة الدولمون‬ ‫والتي يبلغ ارتفاعها ما بين ‪ 30‬سم إلى ‪ 1.50‬متر ثم زاد ارتفاعها بعد‬ ‫أن اعتني بصنعها‪.‬‬ ‫وغالب هذه الشواهد تحمل نقوشا وإشارة لآللهة المعبودة آنذاك‬ ‫وهي آلهة الخصوبة األمازيغية القديمة (تانيث واإلله بعل) إله المطر‬ ‫ولهم الترابط بينهما‪ .‬معالم التواجد الفينيقي والبوني في الجزائر‬ ‫صفحات لمؤلفه الدكتور محمد الصغير صفحات ‪ 168‬و‪.691‬‬ ‫وحسب األسطورة االمازيغية القديمة التي لم يبقى من تلك القصة‬ ‫إال االسم المشار إليها وتسمى بالمحلية «ثاسريث ن ونزا»‪ ،‬ماتعني‬ ‫بالعربية عروس المطر أو قوس قزح‪ .‬وتقول األسطورة أن إله المطر(بعل)‬ ‫كان يحب اإللهة (تانيث) وكانت تقضي نهارها على ضفة واد جاف فكان‬ ‫يريد التعلق بها فتهرب‪ ،‬وبعد أيام متعاقبة ارتبطت به وتزوجا فهطل‬ ‫المطر وجرى النهر وانتهى الجفاف (االسطورة األمازيغية لآللهة تانيث‬ ‫وبعل) بحث في كتاب ليكسوس مستوطنة فينيقية بالساحل االطلنتي‬ ‫للمغرب لمؤلفه د محمد رضوان العزيفي صفحة ‪ 222‬إلى ‪aux ،224‬‬ ‫‪romaine-pré tombe Une mechile.. PonsichXL pl 939 p‬‬ ‫‪ ،B.A.M.T.VI.1964. Lixus de environs‬وقد ساعدنا الحظ في‬ ‫اكتشاف إحدى تلك القبور وإظهار جزء بسيط من خفاياه‪ ،‬بينما األخرى‬ ‫الزالت تنتظر من يفصح عنها‪ .‬في يناير‪ 2014‬اكتُشف جسم صخري‬ ‫مستطيل ومنحوت يشبه إلى حد ما تلك الشهود العائدة لقبور «الدولمن»‬ ‫المنضدية العائدة لتاريخ المغرب القديم المكتشفة‪ ،‬إال أنه الوحيد من‬ ‫نوعه والمكتَشَف في شمال المغرب األقصى حسب رأي مختصين‪ ،‬عثر‬ ‫عليه وهو ملطخ برماد أسود‪ ،‬الراجح كان يُقصَد به التبرك زمن عصره‪.‬‬ ‫استُخ ِرج عندما كان أحد الساكنة يقوم بعملية تشجير في المحيط‪ ،‬إما‬ ‫من مزارة قديمة كانت والزالت تقدس إلى يومنا هذا‪ ،‬تقدم لها كافة‬ ‫النذور من ذبح وتقديس واحترام وإيقاد الشموع لها قديماً‪.‬‬ ‫ويتضمن إغيل أمدغار والمناطق المجاورة له عددا من تلك األماكن‬ ‫والمزارات لربما راجعٌ تاريخ عدد منها إلى ما قبل الفتح اإلسالمي‪ .‬وفي‬ ‫محيط المزارة تتواجد صخرة من جهة الشمال الشرقي حكت لنا عنها‬ ‫ً‬ ‫خيالية أنها كانت بمكان غرب المزارة‬ ‫إحدى النساء القديمات أسطور ًة‬ ‫حتى يوم من األيام أصبحت هناك‪ ،‬ولما قمت ببحث في أسرارها وفي‬ ‫أكتوبر ‪ 2014‬اكتشفت فيها رسما منقوشا ببراعة يبرز إنسانا برأس‬ ‫متوج وبطن مثلث بذراعين ممتدين إلى األعلى وساقين منبسطين‪،‬‬ ‫أسفله رسم مربع الشكل داخله سهم… فتأكدت من أنها إشارة لقبر‬ ‫من الحضارة الدلمونية الفينيقية‪ ،‬ولما راجعت عدة كتب موضحة ألسرار‬ ‫التاريخ القديم لشمال إفريقيا‪ ،‬تأكدت من وجود تلك الرسوم وهي راجعة‬ ‫لآللهة اإلغريقية والفينيقية‪ ،‬وأن الرسم بهذا الشكل يعبّر عن رمز للربة‬ ‫تانيث‪ ،‬وغالبا ما يعلوها الهالل‪ ،‬والنقطة التي أصبحت فيما بعد بالنجمة‪،‬‬ ‫وهي رموز سامية قديمة‪ .‬وأحيانا أخرى يتربع كتابة نص نذري يبدأ النص‬ ‫باسم اإلله حمون ثم يذكر بعده اسم ثانيث من ذالك مثال‪ :‬إلى اإلله‬ ‫(بعل حمون) واإللهة (تانيث بني بعل)‪ ،‬ثم يذكر اسم الشخص الذي قدم‬ ‫النذر‪ ،‬وفي النهاية يختتم النص بطلب المباركة «ألنهم استجابوا لقوله‬ ‫فباركوه» كتاب معالم التواجد الفينيقي والبوني في الجزائر صفحة ‪168‬‬ ‫لمؤلفه الدكتور محمد الصغير‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬


‫العدد ‪808‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫دأبت‬

‫الكاتبة األديبة الدكتورة آمنة بنت عبدالكريم اللوه رحمة اهلل عليها (‪1926-2015‬م)‪ ،‬كلما حلت ذكرى رحيل قرينها األديب الشاعر إبراهيم بن علي اإللغي السوسي (‪–1911‬‬ ‫‪1985‬م)‪ ،‬على كتابة موضوع من وحي ذكرى فراقه‪ ،‬تستعرض من خالله جوانب من سيرته ونتفا من مناقبه‪ ،‬معرجة باستمرار على أدبه وخلقه الطيب ومثالية سلوكه مع‬ ‫محيطه‪ ،‬ومنتخبة تارة أخرى بعض الذكريات الجميلة التي قضتها برفقته ـ ما ينيف عن أربعة عقود ـ في تطوان‪ ،‬والرباط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬غرناطة‪ ،‬بالد الحرمين الشريفين‪ ،‬وال تخلو مجالسها‬ ‫العامة والخاصة من الحديث عن هذا األديب الشاعر وعن أهل بيته الطيبين‪ ،‬وعن بالد سوس العالمة التي كان ينتمي إليها‪ ،‬مستحضرة دررا من أشعاره البديعة‪ ،‬وغررا من قصائده‬ ‫وموشحاته الجميلة في وصف مدينة تطوان ومعالمها الحضارية ومنتزهاتها الفاتنة‪.‬‬ ‫وكانت رحمة اهلل عليها ـ قبيل رحيلها إلى دار البقاء بشهور فليلة ـ تعكف على تنقيح موضوع شيّق ـ كما عودتنا دائماـ دبجها يراعها البديع‪ ،‬كانت ستعرضه في الذكرى السنوية لرحيل‬ ‫زوجها فقيد العلم واألديب‪ .‬وقد اقترحت عنوانا أوليا له‪( :‬تطوان في شعر إبراهيم اإللغي)‪ ،‬وشاءت األقدار أن تغيب عنا صاحبة الموضوع‪ ،‬وتوارى عنا بحثها الرصين الذي وعدت بنشره على‬ ‫صفحات جريدة الشمال‪.‬‬ ‫وتقديرا لعطاءاتها األدبية والعلمية‪ ،‬وتنويها بكتاباتها المتميزة التي ازدانت بها صفحات جريدتي «الشمال» و»جريدة طنجة» على امتداد سنوات خلت‪ ،‬وكان قراء الصحيفتين في‬ ‫إحدى الفترات السابقة على موعد أسبوعي مع ذكرياتها المدرسية الجميلة في الحسيمة وتطوان ومدريد‪ ،‬وكانوا يتابعون بشغف كبير مقاالتها التي كان لها الوقع الحسن في نفوسهم‪،‬‬ ‫ويعتزون بوجود امرأة مغربية بقامة هذه السيدة الفاضلة‪ ،‬وبنبوعها وتألقها في مجال الكتابة واإلبداع‪ ،‬نحيي ـ اليوم ـ أثراً من كتاباتها األدبية‪ ،‬وفيها تذكير بقيم الوفاء واإلخالص الذي‬ ‫طبع مسار هذا السيدة مع زوجها في حياته وبعد مماته‪ ،‬وقد ظلت رحمها اهلل ملتزمة بالميثاق الذي جمعهما‪ ،‬وفيَّة لكل ما يمت إليه بصلة‪ ،‬ولم تحد قيد أنملة عن تنفيذ وصاياه وعهوده‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص ما كتبته الدكتورة آمنة اللوه بمناسبة الذكرى الثالثين على رحيل قرينها فقيد العلم واألدب الشاعر إبراهيم اإللغي‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا النص هو آخر ما وجهته األستاذة الراحلة إلى جريدة الشمال الغراء‪ ،‬وذلك في شهر ماي ‪2015‬م‪.‬‬

‫راف‪..‬‬

‫اعت‬

‫في معبد الذكرى‪!..‬‬

‫ثالثون عاما مرَّتْ كلمح البصر‪..‬‬ ‫فاأليام تركض‪ ،‬والعمر يذوي‪ ،‬ونحن في أضغاث أحالم‪! ..‬‬ ‫األحبَّة يَرْحَ ُلون‪ ،‬وإلى ربّهم ينسلون‪ ،‬وال يبقى لنا منهم إال الذكريّات‪،‬‬ ‫نجترُّها في صمت موجع ووحدة قاتلة‪..‬‬ ‫نلجأ إلى الذكريات ننشد لديها العزاء والسلوى وتضميد الجروح‪..‬‬ ‫وما ُّ‬ ‫كل الجروح قابلة للتضميد‪..‬‬ ‫سألني المغفــــور له األستـــاذ عبد الوهاب ابن منصور(مؤرخ المملكة‬ ‫سابقا)‪ ،‬وكنَّا التقينا في ردهات أكاديمية المملكة في إحدى دوراتها بالرباط‪:‬‬ ‫كيف الحال بعد رحيل رفيق العمر؟‬ ‫يوم‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫ستستقيم‬ ‫أنها‬ ‫أعتقد‬ ‫وال‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫تستقم‬ ‫فكان ردّي‪ :‬الحياة لم‬ ‫�إبراهيم الإلغي‬ ‫من األيام‪ ،‬فاألستاذ اإللغي أخذ معه كل ما هو جميل ثم تركني للضياع! قال‪:‬‬ ‫هل تعلمين أننا التقينا في تطوان سنة ‪1938‬؟ كنتُ أقيم في بيت األمة‪ ،‬وأعني‬ ‫بيت التطواني الوطني الكبير الحاج عبدالسالم بنونة‪ ،‬وكان األستاذ اإللغي يعمل أستا ًذا في معهد موالي الحسن‬ ‫لألبحاث ثم في معهد موالي المهدي مع ثلة من األساتذة المغاربة واإلسبان والمصريين‪ ،‬كنَّا ال نفترق إال لماما‪،‬‬ ‫فقد جمعتنا الغربة ووحدة الهدف‪ ،‬كنا الجئين‪ ،‬وقد نشأت بيننا صداقة مثالية لم تَشُبْهَا شائبة إلى أن فارقنا إلى‬ ‫جوار اهلل‪ .‬كان إنسانا رائعاً‪ ،‬دمث األخالق لطيف المعشر‪ ،‬خفيف الروح‪ ،‬صوفي السلوك فهو ابن الزاوية اإللغية التي‬ ‫أنشأها والده في إلغ سوس‪.‬‬ ‫شهادات كثيرة ورسائل تعزية تلقيتها من أصدقاء األستاذ اإللغي ومن طلبته‪ ،‬كلها إشادة وتنويه بعلمه‬ ‫وأخالقه ونبل محتده‪.‬‬ ‫وشهود الدنيا شهود اآلخرة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬وقد دار الزمان دورته السنوية‪ ،‬وسيرًا على عادتي في إحياء ذكراه بكتابة موضوع تكون له عالقة‬ ‫باألستاذ اإللغي‪ ،‬رأيت من المناسب أن أنشر رسالة تعزية‪ ،‬تلقيتها بيد االمتنان من عالمنا الكبير سيدي عبداهلل‬ ‫كنون‪ ..‬رسالة جوابية منه على رسالة كنت بعثت بها إليه أشكره فيها على رسالة التعزية التي أرسلها إلي يوم بلغه‬ ‫نبأ وفاة األستاذ اإللغي‪...‬‬ ‫وهذا نص الرسالة‪:‬‬ ‫طنجة في ‪ 12‬جمادى‪1406 2‬‬ ‫محل االبنة العزيزة رفيعة التهذيب‪ ،‬الدكتورة ءامنة اللوه دام حفظها‪.‬‬ ‫السالم عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد حظيت بخطابك الحزين المؤثر الذي جدَّد لي اللوعة لفراق قرينك المغفور له األستاذ الكبير سيدي‬ ‫إبراهيم اإللغي الذي حسَّنَ اهلل خَ ْلقهُ وخُ ُلقه وأنبته في بيئة العلم والصالح وءاتاه من الفضائل والفواضل ما عزَّ‬ ‫وجوده في كثير من الناس‪ ،‬وعلِم وع ّلم وتأدَّبَ وأدَّبَ وكان على أحسن الصالت مع من عرفه وخالطه‪ ،‬وكانت وفاته‬ ‫باإلضافة إلى فجيعتها‪ ،‬مفاجأة لنا نحن أصدقاءه وإخوانه‪ ،‬ألننا لم نعلم بمرضه وال بشكواه قبل من أي محذور أو‬ ‫مخوف‪ :‬وأفجع شيء حين يفجؤك البغتُ‪ ،‬وكانت حالتي حين علمت بالنبأ المهول‪ ،‬سيئة جدا‪ ،‬لقرب عهدي بالجراحة‬ ‫التي أجريت لي بفرنسا‪ ،‬ورد الفعل الذي ألزمني الفراش شهرين كاملين‪ ،‬فكان النبأ السيء ضغثا على إبَّالة‪ ،‬وجريدة‬ ‫الميثاق متوقفة ألسباب طباعية فضال عن علتي وعدم قدرتي على مواجهة المسؤوليات العديدة‪ ،‬فلم يتح لي توفية‬ ‫حقه أو بعض ِّ‬ ‫األخ الراحل َّ‬ ‫حقه‪ ،‬فما هو فرض عيني ال رخصة فيه وال مهاودة‪ ،‬واألمر هلل‪.‬‬ ‫فإذا كان هذا بالنسبة إلينا نحن إخوانه وأصدقاءه فكيف برفيقة حياته وإنسان عينه وحبَّة قلبه‪ ،‬والتي كانت‬ ‫أنس نفسه وراحة روحه وغنيته في كل شيء‪.‬‬ ‫لكن الحمد هلل على اإليمان والصبر والعزاء الجميل‪ ،‬علما بأن هذا مصير الجميع‪ ،‬وأن االنتقال من دار الفناء إلى‬ ‫دار البقاء‪ ،‬وأن جوار اهلل خير من كل جوار‪ ،‬وكما قال أحد الصحابة رضوان اهلل عليهم جميعا وقد حضرته أسباب الوفاة‪:‬‬ ‫«غدا ألقى األحبة‪ ،‬محمدا وصحبه » فالموعد غدا وإن غدا لناطره قريب‪.‬‬ ‫فاصبري أيتها العزيزة‪ ،‬وال تحزني‪ ،‬فإن هلل ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى (وبشر الصابرين‬ ‫الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة‪ ،‬وأولئك هم‬ ‫المهتدون) صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫وتحياتي الخالصة‪ ،‬ومشاركتي الصادقة‪ ،‬وال حول‬ ‫وال قوة إال باهلل العظيم‪ ،‬والسالم أوال وأخيراً‪.‬‬ ‫************‬ ‫رسالة نورانية استمدت وهجها من جالل علم‬ ‫العالمة الكبير‪ ،‬وعمق إيمانه باهلل ومن صفاء أخوته‪.‬‬ ‫رسالة طافحة بالمشاعر النبيلة والموعظة‬ ‫الحسنة‪ ،‬فكانت لي كماء المزن خفف رذاذه من األوار‬ ‫المشتعل في القلب الملتاع بعد رحيل زوجي‪.‬‬ ‫وأنا أعتز أيَّمَا اعتزاز بوجودها بين أوراقي‬ ‫ومُدَّخَرَاتِي العلمية التي أحنو عليها حنو المرضعات‬ ‫على الفطيم‪!..‬‬ ‫مناجاة واعتراف‪:‬‬ ‫إبراهيم أيها الخليل (‪.)1‬‬ ‫يا من كنتَ لي المرفأ الذي أرسو عليه بعد تعب‬ ‫اإلبحار في متاهات السنين‬ ‫كم هي موحشة الحياة بدونك‪ ،‬وكم هي تافهة‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫وكم هي قاسية وحدتي وغربتي بعدك‪.‬‬ ‫يا أيها الغائب الحاضر‪ ،‬أناديك لما عيل صبري‪،‬‬ ‫فاسمع ندائي واعترافي‪:‬‬ ‫ثالثة عقود مرت‪..‬‬ ‫وأنتَ ‪..‬؟‬ ‫أنتَ وحدك المقيم في الوجدان‬ ‫أنت األول واآلخر في سفر الوجود‪ ،‬وجودي‪..‬‬

‫الدكتورة آمنة اللوه‬

‫األرض تميد بي‪ ،‬فأفتقد الصدر الحنون الذي كان سندي ومتكئي‪ ،‬ومنجاتي‬ ‫من العثار‪ ،‬وما أكثر عثراتي بعد رحيلك‬ ‫وحيدة في المنفى القسري‬ ‫أسيرة الحزن والدمع‬ ‫ماذا دهاني؟‬ ‫ألم أزعم بأني شديدة المراس؟‬ ‫لقد َل َّف ْقتُ الكذبة‪..‬‬ ‫************‬ ‫وحدي مع األيام‬ ‫رأسي محموم‪ ،‬مِرْجَل يغلي‬ ‫عبد اهلل كنون‬ ‫القلب يتنزى‪..‬‬ ‫وأنت بعيد ال تدري من أمري شيئا وال أحد يدري !‬ ‫السيول المنحدرة من أعالي الحزن تغرقني‪ ،‬تبتلعني‪..‬البرد يسري في كياني‪ ،‬ونُدف الثلج تتساقط عليَّ فترتعد‬ ‫فرائصي من زمهرير الصقيع‪.‬‬ ‫وقد كنتَ القبس الذي يدفئ حياتي ويشعل النور والنار في فضائي‪!..‬‬ ‫زَوْرَقِي تائهٌ في البحر العباب‪ ،‬وقد ضاع منِّي المجداف‪ ،‬وتوارى نجم االهتداء‪!..‬‬ ‫يا شقيق الروح‪..‬‬ ‫يا أروع قصة في حياتي‬ ‫يا كتابي المقدس بعد قرآني‬ ‫في معبد الذكرى أستعيد كالم األمس‪..‬‬ ‫وأهرع كالثكلى إلى ملف الذكريات‬ ‫أُ َفتِّشُ في البقايا والحنايا‪ ،‬أروم بلسما لجراحي‪..‬‬ ‫فألمح صورتك الشهيرة‪ ،‬وعليها إهداؤك الحميمي‪:‬‬ ‫«من نفسي إلى نفسي‪ :‬حبيبك»‪ ،‬صورتك هذه تمأل جدران بيتي ومخدعي ومكتبتي‪ ،‬عليها أنام وعليها أصحو‪،‬‬ ‫فهي صبوحي وغبوقي‪.‬‬ ‫سقى اهلل يوما كنتَ فيه بجانبي تعاطيني من حلو الوصال وتغدق‬ ‫وأتمادى في البحث عن البقايا‪ ،‬فأعثر على مجموعة رسائلك‪ !..‬رسائلك؟(‪.)2‬‬ ‫هي البقية الباقية لي منك‪ ،‬إنها أنت و كفى!‬ ‫وأتمادى في البحث عن البقايا‪ ،‬وأوغل فيها‪ ،‬فأعانق شعرك الغزلي(‪ ،)3‬ذلك التاج الذي وضعته على مفرقي‪ ،‬والعقد‬ ‫الفريد الذي َطوَّ ْقت به جيدي‪ ،‬فجعلتُ منه تمائمي‪..‬‬ ‫ألستَ القائل‪:‬‬ ‫هل للفـــــؤاد بأمســه عهـــــد أم هل عـــراه بيومــــــــه وَجْدُ‬ ‫وجد ثملت منـه الغـــــداة وإنـه من طعمـــه ومذاقــــه شهــــد‬ ‫ليست سليمى من أنار حشاشتي كــــــال وال هي أختـهـــا دعــــد‬ ‫يحكي لها نـعتــــ ًا وال يعـــــدو‬ ‫لكنها من ال إخـــال مشابهـــــا‬ ‫أيقن بأنــــــه في الورى فــــرد‬ ‫علق نفيس ال وجــــود لمثلــــه‬ ‫دهـري فـال قبـــــل وال بعــــــد‬ ‫زَوْجي العزيزة أنت من أحببتها‬ ‫ِ‬ ‫************‬ ‫كلما َّ‬ ‫حلت الذكرى ارتفع ضجيج النواقيس في وادي الذكريات‪ ،‬فتطير نفسي شعاعا‪ ،‬وأحنُّ إلى أيام سلفت‬ ‫بجوارك مَا َلهَا من عودة أبداً‪!..‬‬ ‫الدنيا شاهت في عيني‪ ،‬وال شيء بعدك يغريني‬ ‫بالبقاء‪!..‬‬ ‫فرحماك ربي‪!..‬‬ ‫************‬ ‫في تطوان كان اللقاء‬ ‫وفي الرباط كان الفراق‬ ‫بين هاتين المدينتين كان البدء وكان الختام‪..‬‬ ‫وفي كل ذكرى عليك من الرب الرحيم سالم‪..‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬كان األستاذ اإللغي يوقع‪ ،‬أحيانا‪ ،‬مقاالته بأسماء‬ ‫مستعارة‪ ،‬منها الخليل‪ ،‬والفقيه الصغير بهذا كان يعرف في زاوية‬ ‫أبيه بإلغ وهو ما يزال طفال!‪.‬‬ ‫(‪ ) 2‬أيام دراستي بجامعة مدريد المركزية‪ ،‬كان األستاذ‬ ‫اإللغي يراسلني من تطوان‪ ،‬رسائل نثرية وشعرية‪ ،‬رسائل تحمل‬ ‫طابعه األدبي المميز‪ ،‬وروح الفكاهة التي حباه اهلل بها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى رسائل أخرى كان يبعثها إليَّ كلما اضطرته أعماله إلى السفر‬ ‫داخل المغرب أو خارجه‪ .‬بعض األصدقاء الذين أجلهم كثيرا‪،‬‬ ‫ومنهم الصديق الدكتور عباس الجراري‪ ،‬والدكتور عبدالهادي‬ ‫التازي يشيرون عليّ بنشر هذه الرسائل‪ ،‬ولكنني مترددة في‬ ‫نشرها‪ ،‬فهي رسائل تخصني أنا وحدي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أتوفر على مجموعة شعرية خصّني بها األستاذ اإللغي‪،‬‬ ‫وجادت بها قريحته في مختلف المناسبات التي عشناها سويا‪،‬‬ ‫وهي أيضا محل نقاش بيني وبين أصدقائي في نشرها أو عدم‬ ‫نشرها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫االقتصاد وحسن التدبير‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫لقد خلق اهلل تبارك وتعالى اإلنسان وكرمه‪ ،‬ووهبه النعم‪ ،‬وأمره‬ ‫بالمحافظة عليها‪ ،‬ونهاه عن اإلسراف فيها‪ ،‬لما في ذلك من المضار‬ ‫الكبيرة‪ ،‬والمفاسد الكثيرة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ (:‬وال تسرفوا إنه ال يحب‬ ‫المسرفين)‪ ،‬فمِن األمراض االجتماعية واالقتصادية الخطيرة‪ ،‬التي‬ ‫تُهدِّد األمم والشعوب‪ ،‬حياة الترف القائمة على التبذير واإلسراف‪ ،‬إذ‬ ‫من طبيعة البشر أنهم إذا شعروا بالثراء واليسار توسَّعوا في النفقاتِ‪،‬‬ ‫وبالغواُ في االستهالك‪ ،‬وأهَدرُوا األموال‪ ،‬بل ال يعرفون أيَّ معنًى‬ ‫المال إذا لم يصاحبها استهالكٌ أكثر‪ ،‬ورفاهي ٌة أشمل‪ ،‬وتمتُّعٌ‬ ‫لوفرةِ ِ‬ ‫بالكماليَّات أوسع‪ ،‬وقد صرَّح اهلل جل وعال بذلك فقال‪َ :‬‬ ‫ال ْن َ�سانَ‬ ‫(ك اَّل �إِنَّ ْ إِ‬ ‫الرزْ َق‬ ‫ا�ست َْغ َنى ) ‪ ،‬وقال عز من قائل‪َ ( :‬و َل ْو َب َ�س َط ال َّلهُ ِّ‬ ‫َل َي ْط َغى �أَ ْن َر َ�آ ُه ْ‬ ‫ِل ِع َبادِ ِه َل َب َغ ْوا يِف ْ أَ‬ ‫�ض )‪.‬‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ولتهذيب النفوس وتربيتها أمَرَ اهلل عز وجل باالقتصاد في األمور‬ ‫ِّ‬ ‫كلها‪ ،‬ونهى عن اإلسراف فقال‪َ ( :‬يا َبنِي �آَ َد َم ُخ ُذوا زِ ي َنت َُك ْم عِ ْن َد ُك ِّل َم ْ�سجِ ٍد‬ ‫�س ُفوا �إِنَّهُ اَل ُيحِ ُّب مْ ُ‬ ‫ِني)‪.‬‬ ‫ال رْ ِ‬ ‫َو ُك ُلوا َوا�شرْ َ ُبوا َو اَل ُت رْ ِ‬ ‫�سف َ‬ ‫فاإلسراف خلق مذموم‪ ،‬فيه تجاوز لحدود الحاجة‪ ،‬وله صور كثيرة‪،‬‬ ‫ومظاهر عديدة‪ ،‬منها اإلسراف في المباحات‪ ،‬بأن ينفق اإلنسان المال‬ ‫زائدا عن قدر حاجته‪ ،‬في المأكل أو المشرب أو الملبس أو غيره‪ ،‬وقد نهى‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم عن ذلك فقال يف َحد ُ‬ ‫ِيث َع ْمرِ و ْبنُ ُ�ش َع ْي ٍب َعنْ‬ ‫�أَبِيهِ َعنْ َج ِّد ِه ‪َ -‬ر ِ�ض َي اللهُ َع ْن ُه ْم‪ُ :‬‬ ‫«ك ُلوا َوا�شرْ َ ُبوا‪َ ،‬وا ْل َب ُ�سوا َوت َ​َ�ص َّد ُقوا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اجهْ ‪ُ :‬‬ ‫«ك ُلوا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫وف‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫نِ‬ ‫�س ٍ‬ ‫ةِ‬ ‫رِ‬ ‫ارِ‬ ‫يِف َغ رْ ِ‬ ‫اف َو اَل َمخِ ي َلةٍ »؛ َر َوا ُه ا ْ ُ ُّ يِ َ َ ْ َ َ‬ ‫ي �إِ رْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مَ‬ ‫ْ‬ ‫�س ٌ‬ ‫َ‬ ‫هُ‬ ‫اف َ �أ ْو َمخِ ي َل ٌة»‪َ ،‬وزَ َاد‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ِط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫وا‪،‬‬ ‫�س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫َ�ص‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫وا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َوا�شرْ َ ُب َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫رْ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫�أَ ْح َم ُد يِف رِ َوا َيتِهِ‪�« :‬إِ َّن اللهَ ُيحِ ُّب �أَ ْن ُت َرى ن ِْع َمتُهُ َع َلى َع ْب ِدهِ»‪ ،‬فاألمر النبوي‬ ‫واضح باألكل والشرب والملبس والصدقة والتمتع بما أفاء اهلل عليك‬ ‫من مال ونعمة‪ ،‬لكن دون تبذير وإسراف ومبالغة‪ ،‬فالأْ َم ُر يِف حْ َ‬ ‫ِيث‬ ‫الد ِ‬ ‫ال�ص َد َقةِ‪َ ،‬ل ْي َ�س َم ْق ُ�صودًا ِلف ِْعلِ هَ ِذ ِه ْ أَ‬ ‫ب ْ أَ‬ ‫ال ْ�ش َياءِ ؛‬ ‫ال�ش ِب‪َ ،‬وال ِّل َب ِ‬ ‫ا�س َو َّ‬ ‫ِال ْكلِ َو ُرّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ضرَ‬ ‫�‬ ‫ا�س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ال�ش‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ِك‬ ‫ان َي ْف َع ُل َها‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ِ؛‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ات‬ ‫ور‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ِ َ ُ‬ ‫َذل َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ نْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مَ‬ ‫جْ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫؛‬ ‫ر‬ ‫ْم‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫اء‬ ‫و‬ ‫�س‬ ‫ِهِ؛‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫وع َوا ْل َع َط ُ�ش َي ْد ُع َوانِهِ‬ ‫مِ‬ ‫ِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫ِب َغرِ يزَ ت َ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ْ أَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رْ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ِل�س‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫اء‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ال�ش‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ال�ص‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الر َح ْمةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َّ َ‬ ‫ِل ْكلِ َو ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َْ ُ ُ ّ‬ ‫نا َكانَ ْ أَ‬ ‫ال ْن َ�سانِ َي ْد َف ُعهُ ِ�إ َل ْي َها‪َ ،‬و رّ َُّ‬ ‫ال�ش ُع مْ ُ‬ ‫ال َط َّه ُر َي ُح ُّثهُ َع َل ْي َها‪َ ،‬و ِ�إ مَّ َ‬ ‫يِف ْ ِإ‬ ‫ال ْم ُر‬ ‫ب َِه ِذ ِه ْ أُ‬ ‫ال ُمورِ ْ أَ‬ ‫ت ِهي ًدا ل َِ�ض ْبطِ َها‪ ،‬و َب َيانِ حْ َ‬ ‫ال ْر َب َعةِ يِف حْ َ‬ ‫ِيث مَ ْ‬ ‫ِيها‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫الد ِ‬ ‫ال ِّد ف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫زَ‬ ‫يهِ‪.‬‬ ‫غ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِي‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫هِ‪،‬‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫غ‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫؛‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫او‬ ‫اَل َيت َ​َج َ ُ ِ‬ ‫رْ ِ‬ ‫ِ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ألن اإلسراف يضر بالمعيشة‪ ،‬والمخيلة تضر بالنفس وتوقعها في‬ ‫يهِ‪،‬‬ ‫ان ُم ْخت ًَّ�صا بِهِ دُونَ َغ رْ ِ‬ ‫ال ْن َ�س ُ‬ ‫ب ب َِ�س َب ِب َما َي َرا ُه ْ إِ‬ ‫التكبر‪ ،‬فمعناها ال َّت َك ُرّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خْ‬ ‫مْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الن َ�سانِ ؛‬ ‫َوهَ َذا ُي�ؤ َِدّي �إِ َلى ا ْل َف ْخرِ ‪َ ،‬وهُ َو ال َباهَ اة يِف أ‬ ‫ال�ش َياءِ الارِ َجةِ َعنِ إِ‬ ‫َ‬ ‫ا�س‪َ ،‬و حْ َ‬ ‫الاهِ‪َ ،‬و مْ َ‬ ‫الالِ َو جْ َ‬ ‫َك مْ َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫الفل ِت َون ْحوِ هَ ا‪.‬‬ ‫ال َراكِ ِب َوال ِّل َب ِ‬ ‫واإلسراف له مظاهر وأشكال مختلفة‪ ،‬منها اإلسرافُ في المالبس‬ ‫والمراكب واألثاث وغيرها؛ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬إيَّاكم‬ ‫والتنعُّم؛ َّ‬ ‫فإن عبادَ اهلل ليسوا بالمتنعمين))؛ وذلك من أجل الحِفاظ‬ ‫ُ‬ ‫سيُسأل عنها العبدُ يوم القيامة‪ .‬فالشريعة‬ ‫على األموال والموارد التي‬ ‫األموال ونما َءها والتزود منها‪،‬والتمتع بما أفاء اهلل‬ ‫لم تحرِّم اكتسابَ‬ ‫ِ‬ ‫عليك منها‪ ،‬بل أمرت بذلك َّ‬ ‫وحثتْ عليه‪ ،‬ولكنَّها بيَّنت الطرقَ المحرمة‬ ‫وإنفاق‪ ،‬فنهت عن شراء مالبس باهظة الثمن قد تلبس مرة‬ ‫سْبه‬ ‫ِ‬ ‫في َك ِ‬ ‫أو مرتتين‪ ،‬ونهت عن اإلفراط في األكل وتنوعه والمباهات فيه‪ ،‬ونهت‬ ‫عن كل ما هو زائد عن الحد داخل في الفخر والخيالء ‪.‬‬ ‫ومن أنواع اإلسراف المبالغة في إقامة الحفالت فحياتنا اليومية ال‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫تخلو من الوالئم والمناسبات‪ ،‬واألعراس والحفالت‪ ،‬والكرم فيها ممدوح‬ ‫مطلوب‪ ،‬واإلسراف فيها مذموم غير مرغوب‪ ،‬حتى أصبحنا نسمع بحفالت‬ ‫تصرف فيها مآت الماليين‪ ،‬بل حتى المآتم والجنائز يتباهى فيها بأنواع‬ ‫المأكوالت وأصنافها‪ ،‬وأسماء الممولين والمنظمين‪ ،‬فمن مسؤوليتنا‬ ‫جميعا أن يوصي بعضنا بعضا بعدم اإلسراف في الحفالت والمناسبات‪،‬‬ ‫ألن العاقل يحرص على االعتدال في اإلنفاق‪ ،‬فال إسراف وال تقتير‪.‬‬ ‫ومن أنواع اإلسراف‪ :‬إهدار الموارد البيئية والطبيعية فالموارد هبة‬ ‫عظيمة‪ ،‬ومنحة جليلة‪ ،‬ينبغي المحافظة عليها‪ ،‬ومنع استنزافها‪ ،‬لتدوم‬ ‫لألجيال‪ ،‬ونستفيد منها على أحسن حال‪ ،‬ومن ذلك تجنب اإلسراف في‬ ‫الماء في سائر األحوال‪ ،‬فقد مر النبي صلى اهلل عليه وسلم بسعد بن‬ ‫أبي وقاص رضي اهلل عنه وهو يتوضأ فقال‪ (:‬ما هذا السرف؟) فقال‪ :‬أفي‬ ‫الوضوء إسراف؟ قال‪ (:‬نعم وإن كنت على نهر جار)‪.‬‬ ‫وال يقتصر اإلسراف على الماء‪ ،‬بل يشمل موارد الطاقة المتنوعة‬ ‫كالكهرباء‪ ،‬التي نحافظ عليها باختيار األجهزة الموفرة‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫الطاقة الشمسية‪ ،‬وإطفاء األجهزة عند عدم الحاجة إليها‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من التدابير لحفظ هذه النعم من الهدر واإلسراف‪ ،‬وتلك قيم ينبغي‬ ‫أن تغرس في نفوس أبنائنا‪ ،‬فتوجه سلوكهم إلى المحافظة على تلك‬ ‫الموارد‪.‬‬ ‫إن اإلسراف مخالف للهدي النبوي‪ ،‬وسلوك غير حضاري‪ ،‬والمؤمن‬ ‫الموفق من يسلك الطرق السديدة في عالجه والوقاية منه‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫استحضار قيمة هذه النعم‪ ،‬وتعظيم المنعم عز وجل‪ ،‬وشكره آناء الليل‬ ‫وأطراف النهار‪ ،‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ (:‬إن اهلل ليرضى عن‬ ‫العبد أن يأكل األكلة فيحمده عليها‪ ،‬أو يشرب الشربة فيحمده عليها)‪.‬‬ ‫فهل من معاني األخوة في الدين أن نستمتعَ بما أعطانا اهلل تعالى‬ ‫فيما حرَّم اهلل علينا‪ ،‬ونحن نرى مآسي إخواننا المسلمين في كل مكان؟‬ ‫نرى الجائع منهم الذي اليجد ما يسد به رمقه‪ ،‬ونرى العريان الذي يفترش‬ ‫األرض ويتغطى بالسماء‪ ،‬ونرى األطفال الذين يغادرون أبواب المدارس‬ ‫ألنهم ال يجدون من يغطي نفقات تعليمهم‪ ،‬ونرى األرامل والمطلقات‬ ‫الالئي يجبن الشوارع طمعا في لقمة عيش‪ ..‬نرى ونرى ونرى ونحن في‬ ‫غفلة من أمرنا نتمتع ونسرف في مأكلنا ومشربنا وملبسنا‪ ،‬وفي حفالتنا‬ ‫ومناسباتنا‪ ،‬وندفع األموال في غير ما أحله اهلل لنا‪.‬‬ ‫إنَّه لو َلم يوجد مسلمٌ على وجه األرض يحتاج إلى ما يسدُّ‬ ‫ُ‬ ‫ويحفظ حياته‪ ،‬مَا جاز لنا أن نُهدرَ األموال في غير الحقِّ‪،‬‬ ‫رَمَ َقه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫فكيف والمسلمون يموت منهم في كل يوم عشرات‪ ،‬بل مئات من جرَّاء‬ ‫التجويع والحصار والحِرْمان ؟!‬ ‫َّ‬ ‫إن عدمَ االهتمام والالمباالة بذلك قد يكونا سببًا للعقوبة وزوال‬ ‫النعم وحلول الفقر؛ فكم من أغنياء أسرفوا ّ‬ ‫وبذروا‪ ،‬فنزلت بهم العقوبة‬ ‫حتى تمنَّى واحدُهم أن ي ْلقى ما كان يُلقيه باألمس في النفايات‪ ،‬عيادا‬ ‫باهلل مِن الحَور بعد َ‬ ‫الكور‪.‬‬ ‫وإن مما يعين على عالج اإلسراف والوقاية منه‪ :‬حسن إدارة المال‪،‬‬ ‫فهو زاد اإلنسان على األرض‪ ،‬به يسارع إلى الخيرات‪ ،‬ويبذل الصدقات‪،‬‬ ‫ويصل األرحام والقرابات‪ ،‬وبه تبنى الديار‪ ،‬وتعمر األوطان‪ ،‬ويتحقق الرخاء‬ ‫واالزدهار‪ ،‬فالمال الصالح نعم العون لصاحبه‪ ،‬يقول النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ (:‬نعم المال الصالح للمرء الصالح) ويقول عبد الرحمن بن عوف‬ ‫رضي اهلل عنه‪ :‬يا حبذا المال‪ ،‬أصون به عرضي‪ ،‬وأرضي به ربي‪.‬‬

‫ونهى النبي صلى اهلل عليه وسلم عن إضاعة المال فقال‪ (:‬إن اهلل‬ ‫كره لكم ثالثا‪ :‬قيل وقال‪ ،‬وإضاعة المال‪ ،‬وكثرة السؤال)‪.‬فال نسرف‬ ‫في اإلنفاق‪ ،‬وال نقترض لغير ضرورة‪ ،‬ألن ذلك من الممارسات المالية‬ ‫الخاطئة التي نهى الشرع عنها‪ ،‬وقد أمرنا النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫أن ننظر في أمور الدنيا إلى من هو أقل منا‪ ،‬وال ننظر إلى من هو أعلى‬ ‫منا‪ ،‬فنقارن أنفسنا به‪ ،‬ونضطر لالقتراض لغير ضرورة‪ ،‬قال صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم( انظروا إلى من أسفل منكم‪ ،‬وال تنظروا إلى من هو فوقكم‪،‬‬ ‫فهو أجدر أن ال تزدروا نعمة اهلل عليكم)‪ .‬ولقد أثنى اهلل تعالى على عباده‬ ‫المعتدلين في إنفاقهم‪ ،‬فقال عز وجل‪ ( :‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا‬ ‫ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)‪ ،‬أي‪ :‬ليسوا بمبذرين في إنفاقهم‬ ‫فيصرفون فوق الحاجة‪ ،‬وال بخالء على أهليهم فيقصرون في حقهم‪.‬‬ ‫بل هم معتدلون متوسطون‪ .‬وقد حثنا النبي صلى اهلل عليه وسلم على‬ ‫االعتدال في اإلنفاق وسياسة الترشيد‪.‬‬ ‫وتأملوا عباد اهلل في أحوال الناس في المجتمعات األخرى‪ ،‬وما‬ ‫يعانونه من ضيق كبير‪ ،‬وكرب شديد‪ ،‬وكوارث مفجعة‪ ،‬فكيف يطيب‬ ‫لإلنسان أن يسرف وهو يرى طفال صغيرا أو مسنا كبيرا أو امرأة ضعيفة‬ ‫يتضورون جوعا وال يجدون ما يسد رمقهم؟ وكيف يرضى باإلسراف‬ ‫من يسمع بالمجاعات‪ ،‬ويرى اضطراب األحوال وانتشار الفقر في بعض‬ ‫المجتمعات؟‬ ‫إنه لم يكنْ مِن هَدْي السلف الصالح اإلسرافُ وتضييعُ األموال‪،‬‬ ‫بل كانوا ينفقون أمواَلهم في الحقِّ‪ ،‬ويحفظونها عن ما ال فائدة فيه‪.‬‬ ‫لقد كانوا مع زُهْدهم ووَرَعِهم يعتنون بقليل المال‪ ،‬وال يحتقرون‬ ‫ُ‬ ‫منه شي ًئا‪ ،‬مع اقتصادٍ في المعيشة والنفقة؛ ولذا َ‬ ‫القليل من المال‬ ‫كان‬ ‫يكفيهم‪.‬‬ ‫قال عمر رضي اهلل عنه‪« :‬الخرقُ في المعيشة أخوفُ عندي عليكم‬ ‫من العوِز‪ ،‬ال ّ‬ ‫يقل شي ٌء مع اإلصالح‪ ،‬وال يبقى شي ٌء مع الفساد»‪ .‬وقال‬ ‫أحمد بن محمد البراثي‪« :‬قال لي بشرُ بن الحارث‪َ ،‬لمَّا بلغه ما أُنفق من‬ ‫تَ ِر َكة أبينا‪ :‬قد غمَّني ما أُنفِق عليكم من هذا المال؛ أال فعليكم بالرِّ ْفق‬ ‫واالقتصاد في النفقة؛ فألن تبيتوا جياعًا ولكم ٌ‬ ‫مال‪ ،‬أعجبُ إليّ من ْ‬ ‫أن‬ ‫مال‪ ،‬ثم َ‬ ‫تبيتوا شباعًا وليس لكم ٌ‬ ‫قال له‪ :‬أ ْق ِرئ على والدتك السالمَ‪ ،‬و ُق ْل‬ ‫لها‪ :‬عليكِ بالرِّ ْفق واالقتصاد في النفقة»‪.‬‬ ‫لقد تحوَّل اإلسرافُ في عصرنا هذا مِن سلوكٍ فردي لدى بعض‬ ‫التجَّار والواجدين إلى ظاهرةٍ عامة تجتاحُ األمة َّ‬ ‫كلها؛ فالواجدُ يُسرف‪،‬‬ ‫والذي ال يجدُ يقترضُ من أجل ْ‬ ‫أن يُسْرفَ‪ ،‬بحجةِ تلبية متطلبات‬ ‫أُسْرته من الكماليَّات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سر يستدينُون من البنوك لتلبية‬ ‫وأنتج ذلك في المجتمع أربابَ أ ٍ‬ ‫رغبة أُسرهم؛ إمَّا من أجل السفر‪ ،‬أو إلقامة حفل يرضي به الناس‪ ،‬أو‬ ‫شراء مالبس باهظة األثمان‪ ،‬قد ال تُلبس إال مر ًة واحدة‪ ،‬أو لشراء سيارة‬ ‫مسكن مُباَل ٍغ في تأنيقه‪ ،‬أو‬ ‫فارهة يتحمل تسديد ديونها سنوات‪ ،‬أو لبناء‬ ‫ٍ‬ ‫أثاثٍ يضاهي أثاث قصور األثرياء‪.‬‬ ‫إن منهج اإلسالم‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫تربية الناس على االستغناء عن األشياء بدل‬ ‫االستغناء بها؛ حتى ال تستعبدهم المادة‪ ،‬كما هو حال كثير من الناس‬ ‫اليوم؛ ُ‬ ‫حيث أصبحوا منساقين بال إرادة وال تبصُّر إلى اإلسراف وهَدر‬ ‫األموال فيما ال ينفعُ؛ تقليدًا لآلخرين‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ابن خلدون علمه وحكمته‬

‫و عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن‪ .‬ولد ابن خلدون‬ ‫في تونس عام ‪732‬هـ ألسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر‬ ‫وتوفي في رمضان عام ‪808‬هـ في مصر وتم دفنه بها‪ ،‬إنه واحد من األعالم الكبار‬ ‫الذين أنجبهم العالم اإلسالمي العربي‪ ،‬ويعد مؤسس علم االجتماع بالمنازع‪ ،‬لقد‬ ‫شغل رحمه اهلل عددا من المهام‪ ،‬أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام اإلدارية‬ ‫والسياسية‪ ،‬وشارك في عدد من الثورات‪ ،‬فنجح في بعضها وأخفق في ثورات‪،‬‬ ‫فاعتقل وسجن وأبعد في كثير من األحيان‪ .‬لقد تنقل ابن خلدون بين كل من‬ ‫مراكش واألندلس وتونس ومن تونس شد الرحال إلى القاهرة‪ ،‬فوجد أنه له‬ ‫شعبية كبيرة هناك‪ ،‬درس الفقه المالكي‪ ،‬ثم اشتغل في القضاء‪ .‬ثم انتقل إلى‬ ‫دمشق ثم إلى القاهرة‪ ،‬ليتسلم مرة أخرى القضاء‪ .‬لقد تم إرساله في عدد من‬ ‫المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول‪ ،‬نظرا لعلمه وحكمته‪ .‬رغم كل‬ ‫مناصبه وكثير انتقاله‪ ،‬وجد الوقت من أجل الدراسة والتأليف‪.‬‬ ‫إن ابن خلدون رحمة اهلل عليه هو المؤسس الحقيقي لعلم االجتماع وعلم العمران‪ ،‬وهو الذي وضع أسس‬ ‫علم التاريخ‪ ،‬حيث أن العديد من المفكرين والكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم‬ ‫ال ديني للتأريخ ‪ ،‬وهو له تقدير كبير عندهم‪.‬إن ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ‬ ‫اإلسالمي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه‪ ،‬ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا‬ ‫وغربا‪ ،‬تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف‬ ‫والرحالت‪ ،‬ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية‪.‬‬ ‫لقد قدم مؤسس علم االجتماع للمكتبة اإلسالمية والعربية واإلنسانية عددا من المؤلفات المهمة‬ ‫أهمهما «المقدمة» الشهيرة والتي قام بإنجازها عندما كان عمره ثالثة وأربعون عاماً‪ ،‬وكانت هذه المقدمة‬ ‫من أكثر األعمال التي أنجزها شهرة‪ ،‬ومن مؤلفاته األخرى «رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق» وقام في‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته‪ ،‬حيث روى في هذا الكتاب فصو ًال‬ ‫من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وإيجابيات‪ ،‬ولم يضم الكتاب عن حياته الشخصية‬ ‫كثيراً ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلمية ورحالته بين المشرق والمغرب‪ ،‬فكان‬ ‫يقوم بتدوين مذكراته يوماً بيوم‪ ،‬فقدم في هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص‬ ‫بأسالفه‪ ،‬كما تضمنت هذه المذكرات المراسالت والقصائد التي نظمها‪ ،‬وتنتهي هذه‬ ‫المذكرات‪ ،‬قبل وفاته بعام واحد‪ ،‬مما يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل‬ ‫الدقيقة الخاصة به آلخر وقت‪ .‬من الكتب التي احتلت مكانة مهمة كتاب « العبر» و‬ ‫ديوان «المبتدأ والخبر» والذي جاء في سبعة مجلدات أهمهم «المقدمة « حيث يقوم‬ ‫في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر االجتماعية والتي يشير إليها في كتابه باسم «واقعات‬ ‫العمران البشري» ومن اآلراء التي قدمها في مقدمته‪« :‬إن االجتماع اإلنساني ضروري‪،‬‬ ‫فاإلنسان مدني بالطبع‪ ،‬وهو محتاج في تحصيل قوته إلى صناعات كثيرة‪ ،‬وآالت‬ ‫متعددة‪ ،‬ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد‪ ،‬فالبد من اجتماع القدرات‬ ‫الكثيرة من أبناء جنسه ليحُصل القوت له ولهم‪ -‬بالتعاون‪ -‬قدر الكفاية‪.‬‬ ‫ابن خلدون امتاز بسعة اطالعه على ما كتبه األقدمون وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراض اآلراء‬ ‫ونقدها‪ ،‬ودقة المالحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب اآلراء المخالفة لرأيه‪ .‬ابن خلدون كان لخبرته في‬ ‫الحياة السياسية واإلدارية وفي القضاء‪ ،‬إلى جانب أسفاره الكثيرة في شمالي إفريقية وغربيها إلى مصر والحجاز‬ ‫والشام‪ ،‬أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ ومالحظاته‪.‬‬ ‫لقد كانت البن خلدون فلسفته الخاصة المبنية على أفكار مؤسس علم االجتماع والتاريخ‪ ،‬لقد كان رواة‬ ‫التاريخ من قبل ابن خلدون يخلطون الخرافات واألحداث‪ ،‬أما تفسير األقدمين للتاريخ فكان مبني على التنجيم‬ ‫والوثنيات‪ ،‬فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه «في ظاهره ال يزيد على أخبار األيام والدول‪ ،‬وفي باطنه نظر‬ ‫وتحقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها»‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)4‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد الفريد»‬ ‫البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون‬ ‫األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي‬ ‫أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪ ،‬هذه‬ ‫الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح‬ ‫النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل الموفق»‪.‬‬ ‫وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫كيف مات ّ‬ ‫ب�شار؟‬

‫حدّث عمر بن شيبة قال‪ :‬هجا بشّار المهدي فقال‪:‬‬ ‫خليفة يزني بعماته يلعب بالدبوق (‪ )1‬والصولجــــــــان‬ ‫أبدلنا اللهّ به غيره ودس موسى في حِ ِر (‪ )2‬الخيزران (‪)3‬‬ ‫وأنشدها في حلقة يونس النحوي‪ .‬فسُعي إلى يعقوب بن داود‪ ،‬وكان بشار قد هجاه فقال‪:‬‬ ‫بني أمـيّـة هبوا طــــال نومــكـــم إن الخـــــليفة يعقوب بن داوود‬ ‫ضاعت خالفتكم يا قوم فالتمسوا خليفـة اللـه ـين الــزقّ والـعــودِ‬ ‫فدخل يعقوب على المهدي فقال له‪:‬‬ ‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن هذا األعمى الملحد الزنديق قد هجاك‪ .‬فقال‪ :‬بأي شيء؟‬ ‫فقال‪ :‬بما ال ينطق به لساني وال يتوهّمه فكري‪.‬‬ ‫قال له‪ :‬بحياتي إال أنشدتني‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬واهلل لو خيرتني بين إنشادي إياه وبين ضرب عنقي الخترت ضرب عنقي‪.‬‬ ‫فحلف عليه المهدي باأليمان التي ال فسحة فيها أن يخبره‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أما لفظاً فال‪ ،‬ولكني أكتب ذلك‪ ،‬فكتبه ودفعه إليه‪ ،‬فكاد ينشقّ غيظاً‪ ،‬وعمد على االنحدار إلى البصرة للنظر في أمرها‪،‬‬ ‫وما قصده غير بشّار‪ ،‬فانحدر‪ ،‬فلما بلغ إلى البطيحة(‪ )4‬سمع أذاناً في وقت ضحى النهار فقال‪ :‬انظروا ما هذا األذان؟ فإن بشار‬ ‫يؤذن سكران‪ ،‬فقال له‪ :‬يا زنديق يا عاضّ بظر أمّه (‪ ،)5‬عجبت أن يكون هذا غيرك‪ ،‬أتلهو باألذان في غير وقت صالة وأنت سكران!‬ ‫ثم دعا بابن نهيك فأمره بضربه بالسوط فضربه بين يديه على صدر الحراق(‪ )6‬سبعين سوطاً أتلفه فيها‪ .‬فكان إذا أوجعه السوط‬ ‫يقول‪« :‬حَس»‪ ،‬وهي كلمة تقولها العرب للشيء إذا أوجعه‪.‬‬ ‫فقال له بعضهم‪ :‬أنظر إلى زندقته يا أمير المؤمنين‪ ،‬يقول حَسّ وال يقول‪ :‬باسم اهلل‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ويك‪ ،‬أطعام هو فأسمي اهلل عليه!‬ ‫فقال له اآلخر‪ :‬أفال قلت‪ :‬الحمد هلل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أو نعمة هي حتى أحمد اهلل عليها!‬ ‫فلما ضربه سبعين بان الموت فيه‪ ،‬فألقي في سفينة حتى مات ثم رُمي به في البطيحة‪ ،‬فجاء بعض أهله فحملوه إلى البصرة‬ ‫فدفن بها‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬وعندما أخرجت جنازته ما تبعها أحد َّ‬ ‫إال أمة سوداء سندية عجماء ما تفصح ‪،‬رأيناها خلف جنازته تصيح واسيّداه!‬ ‫واسيّداه‪.‬‬

‫ال مرحب ًا بكما‬

‫ولما قتل بشار بن برد ــ المقدم ذكره بالبطيحة ــ‪ ،‬حُمل ودفن على حماد عجرد‪ ،‬فمرَّ على قبريهما أبو هشام الباهلي‪،‬‬ ‫فكتب عليهما ‪:‬‬ ‫قـد تبـع األعمـى قفــــا عـجـرد فـأصـبحــــا جـاريــــن فـــي دا ِر‬ ‫صارا جميعـ ًا في يــدي مــالـك في الـنــار‪ ،‬والكـافِـرُفي الـنـــا ِر‬ ‫ُ‬ ‫بـقـرْب حَمّـــــــادٍ وبَـشّـــــار‬ ‫قالـت بقــاعُ األرض ال مرْحبـ ًا‬

‫�أعطيتك العامرة والغامرة‬

‫قال الجاحظ‪ :‬كان أبو دُالمة(‪ )7‬بين يدي المنصور واقفاً‪ ،‬فقال له‪ :‬سلني حاجتك‪.‬‬ ‫قال أبو دالمة‪ :‬كلب أتصيّد به‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوه إيّاه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ودابة أركب عليها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬اعطوه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وغالم يصيد بالكلب ويقوده‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوه غالما‪ً.‬‬ ‫قال‪ :‬وجارية تصلح لنا الصيد وتطعمنا منه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوه جارية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هؤالء يا أمير المؤمنين عبيدك فال بدّ لهم من دار يسكنونها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوه داراً تجمعهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فإن لم تكن لهم ضيعة فمن أين يعيشون؟‬ ‫قال‪ :‬قد أعطيتك مائة جريب(‪ )8‬عامرة ومائة جريب غامرة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما الغامرة؟‬ ‫قال‪ :‬ما ال نبات فيه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬قد أقطعتك أنا أمير المؤمنين خمسمائة ألف جريب غامرة من فيافي وصحاري بني أسد‪.‬‬ ‫فضحك وقال‪ :‬اجعلوها ك ّلها عامرة‪.‬‬ ‫قال‪ْ :‬‬ ‫فأذن لي أن أقبّل يديك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أمّا هذه فدعها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هّ‬ ‫والل ما منعت عيالي شيئاً أقل ضرراً عليهم منها‪.‬‬ ‫ترتيب وفكاهة‪،‬‬ ‫على‬ ‫يليه‬ ‫بما‬ ‫يأتي‬ ‫وجعل‬ ‫به‪،‬‬ ‫القصة‬ ‫فسهّل‬ ‫بكلب‬ ‫ابتدأ‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫ولطفه‬ ‫بالمسألة‬ ‫حذقه‬ ‫إلى‬ ‫فانظر‬ ‫الجاحظ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ٍ‬ ‫حتى نال ما لو سأله بديه ًة لما وصل إليه‪.‬‬

‫�أيقاتله دون ث�أر؟‬

‫حدّث أبو دُالمة الشاعر الظريف صاحب النوادر والطرائف قال‪:‬‬ ‫أُتيَ بي المنصور أو المهدي وأنا سكران فحلف ليُخرجني في بعث حرب(‪ ،)9‬فأخرجني مع روْح بن حاتم(‪ )10‬المهلبي لقتال‬ ‫الشراة(‪ .)11‬فلما التقى الجمعان قلت لروح‪ :‬أما واهلل لو أن تحتي فرسك ومعي سالحك ّ‬ ‫ألثرت في عدوّك اليوم أثراً ترتضيه‪.‬‬ ‫فضحك وقال‪ :‬هّ‬ ‫والل العظيم أل دفعنَّ ذلك إليك وآلخذنّك بالوفاء بشرطك‪.‬‬ ‫ونزل عن فرسه ونزع سالحه ودفعهما إليَّ‪ ،‬ودعا بغيرهما فاستبدل به‪ ،‬فلما حصل ذلك في يدي وزالت عنيّ حالوة الطمع‪،‬‬ ‫قلت له‪ :‬أيها األمير‪ ،‬هذا مقام العائذ بك‪ ،‬أتعفيني من هذه «الورطة»؟ قال‪ :‬تقدمْ للمبارزة‪.‬‬ ‫وبرز رجل من الخوارج يدعو للمبارزة‪ ،‬فقال‪ :‬أخرجْ إليه يا أبا دٌالمة‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬أنشدك هّ‬ ‫الل أيها األمير في دمي‪.‬‬

‫قال‪ :‬والهلّ لتخرجنَّ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أيها األمير فإنه أول يوم من اآلخرة وآخر يوم من الدنيا‪ ،‬وأنا هّ‬ ‫والل جائع ما شبعت منيّ جارحة من الجوع‪ ،‬فمُرْ لي بشيء‬ ‫آكله ثم أخرج للمبارزة‪ .‬فأمرلي برغيفين ودجاجة‪ ،‬فأخذت ذلك وبرزتُ عن الصفّ‪.‬‬ ‫فلما رآني الشاري(‪ )12‬أقبل نحوي عليه فروٌ وقد أصابه المطر فابتل‪ ،‬وأصابته الشمس فتقبّض وعيناه تقدحان شرراً‪ ،‬فأسرع‬ ‫إليّ‪ ،‬فقلت له‪ :‬على مهلك يا هذا كما أنت‪ .‬فوقف‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬أتقتل من ال يقاتلك؟‬ ‫قال‪ :‬ال واهلل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أتقتل رج ًال على دينك؟‬ ‫قال‪ :‬ال واهلل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قلت‪:‬أفتستحل ذلك قبل أن تدعو من تقاتله إلى دينك؟‬ ‫قال‪ :‬ال‪ .‬فاذهب عنّي إلى لعنة هّ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ال أفعل أو تسمع منّي؟‬ ‫قال‪ُ :‬ق ْل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بحال تحفظك عليَّ‪ ،‬أو تعلم أن بين أهلي وأهلك دم أو ثأر؟‬ ‫تعرفني‬ ‫هل‬ ‫أو‬ ‫ثأر؟‬ ‫أو‬ ‫عداوة‬ ‫قط‬ ‫بيننا‬ ‫كانت‬ ‫هل‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪ :‬ال هّ‬ ‫والل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬هل تريد أن تقاتل مَنْ ال يريد مقاتلتك أبداً ؟‬ ‫قال‪ :‬ال هّ‬ ‫والل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وال أنا هّ‬ ‫والل‪ ،‬وإني ألحفظ لك جميلك‪ ،‬وإنّي ألهواك وأنتحل مذهبك وأدين دينك‪ ،‬وأُريد السوء لمن أراده لك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يا هذا جزاك هّ‬ ‫الل خيراً فانصرف‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إن معي زاداً أحبُّ أن آكله معك‪ ،‬وأحبٌ مواكلتك لتتولد المودّة بيننا‪ ،‬ويرى أهل العسكر هوانهم علينا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫فافعل‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫فتقدمت إليه حتى اختلفت أعناق دوابنا وتالصقت وجمعنا أرجلنا على معارفها والناس قد ُغلبوا ضحكاً‪ .‬فلما استوفينا ودّعني‪.‬‬ ‫ثم قلت له‪ :‬إن هذا الجاهل إن أقمت على طلب المبارزة ندبني إليك فتتعبني وتتعب‪ .‬فإن رأيت أ ّال تبرز اليوم فافعل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قد فعلت‪.‬‬ ‫ثم انصرف وانصرفت‪ .‬فقلت لروْح‪ :‬أمّا أنا فقد كفيتك قرني ّ‬ ‫فقل لغيري أن يكفيك قرنه كما كفيتك‪.‬‬ ‫فضحك روْح حتى استلقى من الضحك وأمسك‪.‬‬

‫تخل�ص ببالغته وح�سن اعتذاره‬

‫قال أحمد بن أبي دؤاد‪:‬‬ ‫ما رأيت رج ًال عرض للموت‪ ،‬ورأى النطع (‪ )13‬مفروشاً والسيف مسلو ًال ولم يكترث لذلك وال عدل به عمّا أراد إ ّال تميم بن‬ ‫جميل‪.‬‬ ‫وكان خرج على المعتصم في أيام دولته‪ ،‬ونزع يده عن الطاعة‪ ،‬وانقطع إلى بعض النواحي‪ ،‬قد عظم أمره على المعتصم‪،‬‬ ‫ولقد رأيته لما جيء به أسيراً مكتوفاً واجتمع الناس من اآلفاق والنواحي ينظرون كيف يقتله المعتصم؟!‬ ‫وكان المعتصم قد جلس له مجلساً منكراً‪ ،‬وأمر الناس بالدخول‪ ،‬ودخل تميم‪ ،‬وحضر السيّاف‪ ،‬وفرش النطع‪ ،‬وكان تميم‬ ‫دَهِش وال مكترث لما نزل به‪ ،‬فأراد أن يستنطقه‪ ،‬ليعلم أين عقله في‬ ‫جميل الوجه تامّ الخلقة‪ ،‬عذب المنطق‪ ،‬فرآه المعتصم غير‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬فقال له‪ :‬يا تميم‪ ،‬إن كان لك عذر ْ‬ ‫فأتِ به؟‬ ‫فقال‪ :‬أمّا إذا أذن أمير المؤمنين‪ ،‬فالحمد هّ‬ ‫الل الذي جبر بك صدع الدّين‪ ،‬وأ ّلم بك شعث المسلمين‪ ،‬وأنار بك سبل الحقّ‪،‬‬ ‫وأخمد بك شهاب الباطل‪.‬‬ ‫إن الذنوب يا أمير المؤمنين‪ ،‬لتخرس األلسنة الفصيحة‪ ،‬ولتصدع األفئدة الصحيحة‪ ،‬هّ‬ ‫والل لقد كبر الذنب وعظمت الجريرة‪،‬‬ ‫وانقطعت الحجة‪ ،‬وساء الظن‪ ،‬ولم يبق َّ‬ ‫إال عفوك‪ ،‬وأنت إلى العفو أقرب‪ ،‬وهو بك أليق وأشبه وأنشد‪:‬‬ ‫أرى الموت بين السيف والنطـع كامن ًا‬ ‫وأكــبــر ظنّي أنك الــيــوم قـاتــلـي‬ ‫بعـــذر وحجّــــةٍ‬ ‫ومن ذا الذي يــأتي‬ ‫ٍ‬ ‫ومــا جــزعــي أنــي أموت وإنّــنــــي‬ ‫ولـكـن خـلفي صـبيـة قـد تـركتـهـم‬ ‫كـأنــي أراهــم حين أُنـعـى إلـيـهــمُ‬ ‫ْ‬ ‫فإن عشت عاشـوا سالميـن بغبـطــةٍ‬

‫يالحـظنـي مـن حــيـــــث ال أتـل ّفـــتُ‬ ‫وأيّ امرى ٍء مما قضــــى اهلل يفلـــــتُ‬ ‫وسيف المنـايـا بـين عـينيــه مـصـلتُ‬ ‫ألعــلم أن المــوت شـــيء مـؤ ّقـــــتُ‬ ‫وأكـبــادهــم من حســـــرةٍ تـتـفـتَّتُ‬ ‫وقــد خمّشـوا تلك الوجـوه وصـوّتـوا‬ ‫أذود الــرد عـنهم وإن مـتّ مُــوِّتــوا‬

‫قال‪ :‬فبكى المعتصم حتّى ابت ّلت لحيته وقال‪ :‬إن من البيان لسحراً‪ ،‬ثم قال‪ :‬هّ‬ ‫والل كاد السيف يسبق العفو وقد وهبتك هّلل‬ ‫تعالى ولصبيتك وعفوت عنك وعن ز ّلتك‪ .‬ثم أمر بقناة فعقد له الوالية على الموضع الذي خرج فيه ووصله بمال كثير‪.‬‬

‫(‪ )1‬الدبوق‪ :‬لعبة للصبيان‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الحر‪ :‬الفرج‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الخيزران‪ :‬أم موسى وهارون الرشيد‪ ،‬وهي زوجة‪ .‬المهدي‪.‬‬ ‫(‪ )4‬البطيحة‪ :‬بلدة بين واسط والبصرة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬يا عاض بظر أمه‪ :‬سب كان يجري على ألسنة العرب قديماً‪ .‬والبظر هو اللحمة الناتئة بين شفري فرج المرأة‪.‬‬ ‫(‪ )6‬الحراقة‪ :‬سفينة فيها مرامي نيران يرمى بها العدو‬ ‫(‪ )7‬أبو دالمة‪ :‬كان شاعراً فاسد الدين وصاحب نوادر وظرف‪ ،‬توفي سنة ‪161‬هـ‪.‬‬ ‫(‪ )8‬الجريب من األرض‪ :‬عشرة آالف ذراع‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬راجع‪« :‬اللسان» مادة‪ :‬جرب‪.‬‬ ‫(‪ )9‬بعث‪ :‬غزو‪ ،‬أي سيرسله للقتال‪.‬‬ ‫(‪ )10‬روح بن حاتم‪ :‬أمير من األجواد الممدوحين‪ ،‬كان حاجب المنصور وكان قائداً شجاعاً‪ ،‬توفي سنة ‪174‬هـ‪.‬‬ ‫(‪ )11‬الشراة‪ :‬الخوارج‪.‬‬ ‫(‪ )12‬الشاري‪ :‬رجل من الخوارج‪.‬‬ ‫(‪ )13‬النطع‪ :‬بساط من جلد يوضع تحت المحكوم عليه بالموت‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)713‬‬

‫«أقالم وأعالم من القصر الكبير (‪»)3‬‬

‫تستحق مدينة القصر الكبير أن تفخر بعطاء رجالها‪ ،‬وتستحق هذه‬ ‫المدينة أن تسجل اسمها بمداد الفخر داخل سجل اإلبداع الحضاري الذي‬ ‫ساهمت به حواضر المغرب وقراه في بناء صرح معالم النبوغ الفكري‬ ‫والثقافي‪ ،‬قديما وحديثا‪ .‬وإذا كان واقع حال المدينة اليوم قد أضحى يمارس‬ ‫سلطة تخريبية رهيبة في وجه معالم البهاء الذي ارتبط بتاريخ المدينة‪ ،‬فإن‬ ‫األمر لم يعمل – في المقابل – إال على تحفيز همم نخب المدينة وإطاراتها‬ ‫المدنية المبادرة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه‪ ،‬ومن أجل إعادة االعتبار‬ ‫لوجه القصر الكبير المشرق ثقافيا‪ ،‬والمتوهج فكريا‪ ،‬والمتألق مدنيا‪ .‬وفي‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬استطاعت جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‬ ‫تحقيق تراكم نوعي غير مسبوق على صعيد مجمل مدن شمال المغرب‪،‬‬ ‫وربما على الصعيد الوطني‪ ،‬عن طريق توجيه التكوين األكاديمي وجهته‬ ‫التأصيلية القائمة على أساس ربط نتائج هذا التكوين بتوجهات صقل‬ ‫المبادرات الجمعوية وتكثيفها مع ضرورات التوثيق لخصوبة الذاكرة‬ ‫المحلية المشتركة‪ .‬لقد استطاعت هذه الجمعية الرائدة‪ ،‬وعلى امتداد عمرها‬ ‫القصير زمنيا والغزير عطاءا‪ ،‬وضع قواعد إجرائية لتنظيم العمل الجماعي‬ ‫الهادف إلى االحتفاء بمعالم المكان وبرموزه المشعة‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫الفضاءات التاريخية القائمة‪ ،‬أم على مستوى الشواهد المندثرة‪ ،‬أم على‬ ‫مستوى الخبايا األركيولوجية الدفينة‪ ،‬أم على مستوى الوثائق والمدونات‬ ‫الغميسة‪ ،‬أم على مستوى البيبليوغرافيات الكالسيكية والمجددة‪ .‬فكانت‬ ‫النتيجة‪ ،‬تحقيق تراكم هائل من المبادرات الجمعوية المؤسسة‪ ،‬توجتها‬ ‫بسلسلة إصدارات متواترة تحولت إلى مراجع ال يمكن القفز عليها في كل‬ ‫محاوالت إعادة كتابة تاريخ مدينة القصر الكبير في مختلف عهوده المديدة‪،‬‬ ‫وهي الكتابات التي ساهمت بها نخبة من مثقفي المدينة ومن باحثيها‬ ‫ومن أعالم زمنها الثقافي الراهن‪ ،‬من أمثال محمد أخريف ومحمد بنخليفة‬ ‫وبوسلهام المحمدي وعبد السالم القيسي ‪...‬‬ ‫في إطار هذا «المجرى الثابت»‪ ،‬يندرج صدور الجزء الثالث من كتاب‬ ‫«أقالم وأعالم من القصر الكبير في العصر الحديث ‪ :‬مالمح من حياة –‬ ‫مقاطع من نصوص»‪ ،‬لمؤلفه األستاذ محمد العربي العسري‪ ،‬خالل السنة‬ ‫الجارية ( ‪ ،) 2015‬في ما مجموعه ‪ 543‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪.‬‬ ‫والكتاب‪ ،‬تعزيز لجهد كثيف بذله المؤلف‪ ،‬في الجزأين السابقين‪ ،‬بحثا في سير أعالم المدينة‪ ،‬وتوثيقا‬ ‫لعطاءاتهم في مختلف المجاالت األدبية والفنية والتربوية والمدنية والمهنية واإلعالمية‪ ،‬وهي المساهمات‬ ‫التي كان لها صيت وطني واسع‪ ،‬بل ودولي في بعض األحيان‪ ،‬في مختلف مناحي العطاء الذي تستحق مدينة‬ ‫القصر الكبير أن تفخر به وأن تعتبره قاعدة لتأسيس مطالبها المشروعة في دعم تحوالت الراهن التنموي‬ ‫داخل محيطيها اإلقليمي والوطني الواسعين‪ .‬لقد استطاع األستاذ العسري االنفتاح على تجارب مجاالت عدة‬ ‫ومتكاملة في صنع معالم الهوية الثقافية لمدينة القصر الكبير الراهنة‪ ،‬معالم جمعت بين فروع شتى‪ ،‬نجد‬ ‫فيها تخصصات متقاطعة أو متضاربة‪ ،‬لكنها تلتقي في الوفاء لمعالم المكان ولخصوبة اإلبداع وآلفاق التحول‬ ‫المنشود‪ ،‬تخصصات جمعت بين الشعر والنقد والقصة والرواية والصحافة والطب والموسيقى والتشكيل‬ ‫والسينما والترجمة وعلوم التربية والمسرح والتاريخ والفلسفة والسوسيولوجيا والحكي الشعبي والعمل‬ ‫الحقوقي والعمل الجمعوي والعمل األكاديمي والعمل السياسي ‪ ...‬إلى غير ذلك من التخصصات واالهتمامات‬ ‫التي أكسبت األستاذ العسري الكثير من عناصر الجرأة الختراق عوالمها الدفينة وجزئياتها الدقيقة التي قد ال‬ ‫يعرف القارئ العادي إال نتفا موزعة هنا وهناك عن إسهامات رجاالت القصر الكبير داخلها‪.‬‬ ‫والحقيقة‪ ،‬إن الكتاب‪ ،‬ومنذ صدور جزئه األول‪ ،‬وكما سبق أن أكدت عليه في القراءة التقديمية المتواضعة‬ ‫التي كان لي شرف نشرها بهذا الخصوص‪ ،‬يشكل جزءا من مشروع ضخم‪ ،‬ال شك أن انطالقته قد تأخرت طويال‪،‬‬ ‫وال شك أنه يظل من صميم مهام الدولة ومؤسساتها الرسمية‪ ،‬وال شك – كذلك – أنه نقطة الزاوية في كل‬ ‫مشاريع االشتغال على تالوين « التنمية الثقافية « المحلية الضرورية لكل تطلعات النهوض‪ ،‬في الحال وفي‬ ‫االستقبال‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد استطاع األستاذ العسري أن يتحول إلى مؤسسة قائمة الذات‪ ،‬مؤسسة ال تكل وال تتعب‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬ ‫في سبيل تحويل االشتغال على ذاكرة القصر الكبير إلى اهتمام جماعي لدى‬ ‫النخب ولدى المسؤولين‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬وعلى المستوى الوطني‪ ،‬أمكن القول‬ ‫إن كتاب األستاذ العسري يسمح بتصنيف السجل اإلبداعي ‪ /‬الحضاري ‪ /‬الثقافي‬ ‫لمدينة القصر الكبير‪ ،‬جنبا إلى جنب مع أعمال رائدة أنجزها مؤرخون كبار في‬ ‫مجال توثيقهم لسير األعالم والرموز الثقافية عبر الجهات األربع للبالد‪ .‬وال أبالغ‬ ‫إذا قلت إن أعمال األستاذ العسري بخصوص مدينة القصر الكبير‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تصنف إلى جانب أقطاب كتب األعالم والتراجم للقرنين ‪ 20‬و‪ ،21‬مثلما هو‬ ‫الحال مع كتابات محمد داود وعبد اهلل كنون ومحمد حجي ومحمد المنوني وعبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي ‪...‬‬ ‫لقد حاول األستاذ العسري في الجزء الثالث من كتابه «أقالم وأعالم من‬ ‫القصر الكبير »‪ ،‬والذي وضع تقديمه األستاذ أبو الخير الناصري‪ ،‬االستجابة لنهم‬ ‫أجيال اليوم في االحتفاء بمعالم نبوغ مدينة القصر الكبير‪ ،‬من خالل استحضار‬ ‫التجارب وتواتر األجيال واختالف الرؤى والمنطلقات‪ .‬فبالكثير من عناصر النبل‬ ‫والوفاء‪ ،‬كان األستاذ العسري منفتحا على جميع األصوات‪ ،‬نعم «جميع األصوات»‬ ‫التي لها ظل تحت شمس مدينة القصر الكبير‪ ،‬أسماء تحولت بعطائها إلى نقاط‬ ‫ارتكازية في كل محاوالت كتابة التاريخ الثقافي لمدينة القصر الكبير خالل‬ ‫زماننا الراهن‪ ،‬كل حسب مجال عطائه وفي سياق اختصاصه‪ .‬في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫نجد أسماء رائدة في مجال العطاء الحقوقي والسياسي العام للدولة المغربية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬مثلما هو الحال مع البروفيسور مصطفى المعزوزي واألساتذة‬ ‫بوغالب العطار وخالد السفياني وسلمى الطود وخديجة اليمالحي‪ ،‬كما نجد‬ ‫أسماء أخرى انشغلت بمجال الكتابة الفلسفية مثلما هو الحال مع األستاذين‬ ‫محمد المصباحي ومصطفى حنفي‪ ،‬وأخرى في مجال الكتابة الشعرية مثلما هو‬ ‫الحال مع األساتذة أحمد الطود ومحمد عفيف العرائشي وعبد السالم دخان‬ ‫ومحمد العناز وأنس الفياللي ومصطفى الغرافي ووفاء العمراني ووداد بنموسى‬ ‫وسعاد الطود‪ ،‬ثم أسماء برزت في مجال الكتابة القصصية والروائية مثلما هو‬ ‫الحال مع األساتذة مصطفى يعلى وبهاء الدين الطود ومحمد الهرادي وعبد‬ ‫اإلله المويسي وحسن اليمالحي ويوسف خليل السباعي‪ .‬وفي مجال الدراسات األدبية‪ ،‬اهتم المؤلف بأعالم‬ ‫هذا الحقل من أمثال األساتذة أنور المرتجي وعبد اهلل بنعتو وأبو الخير الناصري‪ .‬وفي مجال الصحافة‪ ،‬نجد‬ ‫الكثير من التجارب التي برز فيها أبناء مدينة القصر الكبير‪ ،‬مثل األساتذة محمد أبو الوفاء وسليمان الريسوني‬ ‫ومحمد كماشين‪ ،‬وهو نفس المنحى الذي اشتغل عليه المؤلف بالنسبة لمجال الموسيقى والطرب من خالل‬ ‫رموزه الذين نذكر منهم الفنانين محمد السالوي والحاج محمد بن حمان الطود وإحسان الرميقي‪ .‬وفي باب‬ ‫الممارسة التشكيلية‪ ،‬اهتم المؤلف بأعالم هذا المجال من خالل تجارب أجياله المتواترة التي أنجبت أسماء‬ ‫وازنة في هذا الحقل‪ ،‬من أمثال المبدعين محمد الحمري وأمينة الرميقي وشفيق الزكاري وعبد السالم القوسي‬ ‫وعبد الخالق قرمادي‪ .‬ولم ينس المؤلف توسيع دوائر تنقيباته بالبحث في مخزونات التراث الشفوي المحلي من‬ ‫خالل تجارب الكتابة الزجلية والحكي الفكاهي لمبدعي المجال ولرواده المميزين من أمثال األساتذة بوغالب‬ ‫العسري وإدريس المريني وقاسم العطار‪.‬‬ ‫‪ ..‬وبعد‪ ،‬فال شك أن كتاب « أقالم وأعالم من القصر الكبير في العصر الحديث» قد نجح‪ ،‬وإلى جانب‬ ‫قيمته التوثيقية البيوغرافية األكيدة‪ ،‬في ترسيخ قيمة الوفاء ومبدأ اإلخالص ألصحاب الفضل داخل مجهودات‬ ‫ترصيص معالم الهوية الثقافية لمدينة القصر الكبير‪ .‬إنه مجهود شاق لكنه مثمر‪ ،‬ممتد في الزمن لكنه واعد‪.‬‬ ‫إنه مجهود لتشريح السير والتراجم‪ ،‬ال يستطيع اختراق مجاهله وتجاوز انزياحاته إال كبار النفوس‪ ،‬وهي سمة‬ ‫أصيلة لألستاذ محمد العربي العسري‪ ،‬بل هي اختزال لقيم نكران الذات والوفاء والبذل والعطاء بال حدود‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬هي جوهر السيرة الذهنية للرائد محمد العربي العسري أوال وأخيرا‪.‬‬

‫العقاب الجماعي!؟‪...‬‬ ‫‪...‬أنَّى‪ ،‬ومِنْ أين وكيف أصبحت إسرائيل الضالل المثل‬ ‫الذي يحتدَى إذ به تقتدي المنظومة العسكرية المصرية‬ ‫(تعاني من الزهايمر وفقدان الذاكرة لجرائم إسرائيل‬ ‫بسيناء‪1967‬م ) ‪،‬عندما هدَّمت خمس مائة منزل فلسطيني‪،‬‬ ‫في عقاب جماعي لغزة‪ ،‬على غرارها النظام المصري وهو‬ ‫يهدم مساكن سيناء على رؤوس ساكنيها‪ ،‬عقابا جماعيا‪،‬‬ ‫لحماية الصهاينة من المقاومة التي تؤرقهم ‪ .‬في االتفاقية‬ ‫لجنيف الرابعة لسنة ‪1949‬م‪ ،‬تنص المادة بحضر النقل‬ ‫الجبري الجماعي أو الفردي لألشخاص المحميين أو نفيهم‬ ‫من أرضهم إلى أرض دولة أخرى أيا كانت دواعيه‪ ،‬المادة ‪49‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن العقاب الجماعي جريمة حرب وضد الحقوق اإلنسانية‬ ‫المنصوص عليها في كل القوانين الدولية‪.‬‬ ‫إسرائيل التي تمارس العقاب الجماعي منذ سنة ‪1948‬م‬ ‫«بتواطؤ» من المجتمع الدولي ‪ .‬والذي كانت أمريكا «بوش‬ ‫اإلبن » الخصم والحكم تمارسه في العراق مخالفة المواثيق‬ ‫والمعاهدات‪ ،‬وقبل ذلكم قضت مضجع اليابان بعقاب جماعي‬ ‫نووي «سادي»‪ .‬ثمَّ حدث في رواندا اإلفريقية عقابا وإبادة‬ ‫جماعية سنة ‪1994‬م‪ .‬كما تمَّ ترحيل مسلمي الشيشان إلى‬ ‫مناطق نائية كعقاب جماعي ‪.‬‬ ‫في سيناء تدَكُّ البيوت لعقاب جماعي متعدِّد الويالت‪ ،‬من اعتقاالت وتحطيم األنفاق التي من خاللها كانت‬ ‫المقاومة الفلسطينية تمرِّر بعضا من حاجياتها كالمستلزمات المعيشية من أدوية و «أسلحة» دفاعية عن النفس‪،‬‬ ‫ثمَّ منعت عن سكان سيناء المواد الغذائية لتجويعهم وتهجيرهم من أرضهم المحروقة عقابا لهم لنصرتهم‬ ‫إخوانهم الفلسطينيين من أهل غزة ‪ .‬يجب ْ‬ ‫أن تمنع الحرب في غزة والعقاب الجماعي بها بدءاً من سيناء استنادا إلى‬ ‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهل هذا األخير أيضا يهدِّد إسرائيل ؟ فالقانون ينصُّ على امتيازات أهل األرض‬ ‫والبلد‪ ،‬وما كان ذلك ليحدث لوال الصمت الدولي ‪ .‬كراكيز الصحافة المصرية تغني خارج السرب عند تمريرها لخطاب‬ ‫«حقير» زاعما ‪ :‬عندما تمسك السالح فأنت تدافع عن الدولة – حتى لو قتلت شعبها ‪ ! -‬الأريكم إال ما أرى «لوكو»‬ ‫شعار الرئيس إلنقاذ مصر من الجماعات اإلرهابية وكل من لهم رأي مخالف لالنقالب العسكري ‪ .‬خطاب «شيزوفريني»‬ ‫على شكل‪ ،‬اقتلوهم إنهم خوارج ! فكيف تعيش عائالت سيناء إذا سلِبتْ أسباب عيشهم ‪ .‬تعامُل العسكرية لجزء‬ ‫بمنطق لالمحاسبة ولالمراجعة ولالمعاقبة‪،‬‬ ‫من الشعب بعقاب جماعي بأقسى العنف يتصاعد إلى حدِّ غير مسبوق‬ ‫ٍ‬ ‫إخضاعا للسلطة الحاكمة ‪.‬إنما المسألة ما هي إال أسلوب منهجي من التنكيل والعقاب الجماعي ‪ 26.‬ألف مُهجَّر‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫واستوت باألرض ثالثة آالف منزل ‪ .‬الجيش استهدف األنفاق والبيوت‬ ‫ثمَّ يمنع األطفال من الدراسة ‪ .‬يقتل السكان باسم مكافحة التمرد‬ ‫ليتمَّ تهجيرهم وترحيلهم قسرا‪ ،‬تاركين فضاءات والدتهم ونشأتهم‬ ‫وذاكرتهم وأرض أجدادهم تحت « يافطة»‪ ،‬ابحثوا عن وطن آخر ومكان‬ ‫آخر للعيش ‪ .‬ليس هناك تمييز بين المدنية والعسكرية بل المزج‬ ‫بينهما‪ ،‬إفكا‪ ،‬لمكافحة «اإلرهاب»‪ ،‬في انتهاكات صريحة للحريات العامة‬ ‫وحقوق اإلنسان ‪ .‬ال أحد يرى لذلك أسباب عقالنية ‪ .‬إذا لم يتم فضح‬ ‫كل الخروقات والسماح للصحافة الحرة والحقوقيين االطالع عن كثب‬ ‫لما يجري في سيناء من جرائم ضد اإلنسان العربي‪ ،‬لإلدالء بالشهادات‬ ‫واألدلة من المنظمات ذات الصلة‪َّ ،‬‬ ‫ألن «أدلة» الحكومة العسكرية‬ ‫غير مقنعة‪ ،‬بل هي مسرحيات من «القرون الوسطى»‪ ،‬ال تنطلي على‬ ‫أحد‪ْ .‬‬ ‫إن كانت مساندة العسكر االنقالبيين‪ ،‬فهي تواطؤ من الحكومات‬ ‫الغربية بصفقات تجارية دخلت على الخط‪ ،‬فتفتح ئراعيها «وجيوبها»‬ ‫لمصر «العسكرية» وتغض الطرف والبصيرة عما يحصل من انتهاكات‬ ‫صريحة للقانون التي ال يمكن ألحد أن يتملص من مسؤوليته ولكرامة‬ ‫وحقوق اإلنسان العربي ‪« .‬خشية» الغرب والشرق من « داعش» ْ‬ ‫إن هو‬ ‫إال المشجب الذي يعلق عليه كل االنتهاكات‪ ،‬ولكل ظرفية «تخترع»‬ ‫مصطلحات جديدة لقضاء «الحاجة»‪ .‬ويخشون أيضا عدم استقرار مصر‪،‬‬ ‫حفاظا على مصالحهم إذ بهذا النظام‪ ،‬قد يكون هو أقل الشرَّين ‪ .‬حتى اإلجرام ضد اإلنسانية يسير على مراكز‬ ‫الضغط وبتغليب كافة على كافة ‪ .‬فهو صراع سياسي وجودي (نظرية صهيونية ) ‪ .‬المسؤولية الجسيمة تقع‬ ‫بالدرجة األولى على عاتق الدول العربية ‪ .‬غالسة التصرفات لالإنسانية‪ ،‬ترى فيها القوم صرعى‪ ،‬فلبئس «حكم»‬ ‫العسكر خارج الثكنات ‪ .‬تمخضت عنه حزما من القوانين خدمة لـ «ساديتهم »‪ ،‬كلها نقيضا للديمقراطية‪ ،‬نسجت‬ ‫خيوطها من تلك اللعبة المخبراتية التي صنعت االنقالب ضد الشرعية‪ ،‬واسترجعت الفلول الذين يأتون في ناديهم‬ ‫المنكر من الحزب الوطني‪ ،‬فأصبحت السلطة التشريعية تابعة للسلطة التنفيذية لتوزيع الغنائم‪ ،‬من جراء كارثة‬ ‫االنقالب‪ ،‬إلضفاء الحق على الباطل وتلك هي الشرعنة ‪ .‬تدكُّ وتضرب القيم واألخالق «ب األباتشي « على أرض جبل‬ ‫طور سيناء وتنتهك حرمات « يم» النيل الذي عشقه شوقي أمير شعراء الخلق الحسن حيث أنشد ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫وإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا ‪.‬‬ ‫إنما األمم األخالق ما بقيت‬ ‫إلى أن قال‪:‬‬ ‫و ال تسند إليه أمانة‪ ،‬فمن يريد األمين في بلد عمَّ فيه‬ ‫الفساد وساد فيه الكذوب الخداع المنافق !؟‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪808‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)279‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫المركز الصحي الحضري المصلى‪:‬‬

‫سرقات في أيام معدودة‪....‬وأجهزة‬ ‫«بالزما» باتت «مهروفة»‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫في ظـرف أسبـوع واحد‪ ،‬تعرض المركز الصحي الحضـــري المصلى الذي يتوسط‬ ‫ابتدائية أم أيمن وثانوية ابن الخطيب‪ ،‬لثالث عمليات سرقة‪ ،‬األولى كانت يوم األحد ‪11‬‬ ‫أكتوبر الجاري والثانية‪ ،‬يوم عطلة فاتح محرم الموافق ‪ 15‬أكتوبر‪ ،‬بينما السرقة الثالثة كانت‬ ‫يوم الجمعة الماضي‪ ،‬صبيحة السبت ‪ 17‬أكتوبر الجاري‪.‬وعلى إثر هذا الحادث‪ ،‬أشعر مسؤولو‬ ‫المركز إدارة مندوبية الصحة ومصلحة الشرطة التي حضرت عناصرها معززة بعناصر الشرطة‬ ‫التقنية والعلمية إلى عين المكان‪ ،‬لمعاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات التي بقيت واضحة‬ ‫على الجدران بداخل هذه البناية‪ ،‬وإنجاز ثالت محاضر حول عمليات السرقة التي استهدفت‬ ‫جهازين للتلفزة‪ ،‬أحدهما من نوع بالزما‪ ،‬متوسط الحجم‪ ،‬وآخر كبير الحجم من نوع سامسونغ‬ ‫(بالزما ‪ )32‬إضافة إلى حاسوب ولوحة فنية (بورتريه لجاللة الملك) وجهاز يستعمل في إعداد‬ ‫القهوة ووثائق وأغراض خاصة بممرضة (ماجور) تمكن الجاني أو الجناة من اقتحام مكتبها‪،‬‬ ‫عبر القضبان الحديدية لنافذته‪ ،‬بعد ليّها وإحداث اعوجاج بها‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مقرب‪ ،‬فإن إدارة مندوبية الصحة لم تول اهتماما كافيا لهذا الحادث ولم‬ ‫تتحرك بسرعة‪ ،‬وتجلب حارسا خاصا لحراسة المركز وعامال(حدادا) قام بإضافة قضبان حديدية‪،‬‬ ‫لتمتين بعض شبابيك النوافذ‪ ،‬إال بعد أن قرر أطر المركز التوقف عن العمل‪ ،‬صباح اإلثنيــن‬ ‫‪ 19‬أكتوبر الجــاري‪ ،‬والذهاب إلى مقر مندوبية الصحة‪ ،‬لالحتجاج هناك على الوضع‪ ،‬غير اآلمن‬ ‫لهذه المؤسسة الصحية‪ ،‬وهي تتعرض‪ ،‬شيئا فشيئا‪ ،‬للسطو على أجهزتها وأثاثها والعبث‬ ‫بمحتوياتها‪ ،‬خاصة وأن بها مخزونا كبيرا ألدوية‪ ،‬باهظة الثمن‪!.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فالمركز الصحي المصلى يعتبر مركزا صحيا نموذجيا‪ ،‬يتمتع برونق وجمال‬ ‫مرافقه وبنايته‪ ،‬بعد أن تم تأهيله في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬بشراكة بين‬ ‫والية طنجة ومندوبية وزارة الصحة وجمعية أطباء الصحة العممومية‪ ،‬إال أن وجود قطعة‬ ‫أرضية محاذية له‪ ،‬تعاني اإلهمال والتهميش‪ ،‬ساهم في لفت النظر إليها من قبل المنحرفين‬ ‫واللصوص الذين من المرجح أن يكونوا غير بعيدين عن محيط هذا المركز‪ ،‬وبالتالي‬ ‫شروعهم في تنفيذ عملياتهم اإلجرامية‪ ،‬انطالقا من هذه القطعة األرضية التي تقابلها النوافذ‬ ‫المستهدفة‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫ليلة سوداء بمستعجالت مستشفى‬ ‫محمد الخامس‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫عاش قسمُ مستعجالت مستشفى محمد الخامس بطنجة‪ ،‬ليلة سوداء‪ ،‬بسبب القلة‬ ‫في األطر‪ ،‬وذلــك يوم السبـت الماضي‪ ،‬صبيحة األحد ‪ 18‬أكتوبـر الجاري‪ ،‬حيـث كان أثنــاء‬ ‫ٌ‬ ‫متمرّن واحدٌ يباشر عمله وممرضان اثنان لم يستطيعوا تلبية طلبات‬ ‫المداومـة طبيبٌ‬ ‫عدد كبيـر من المرضى والمصابيـن الذين توافدوا على المستشفى‪ .‬وممّا أزّم الوضع أكثر‪،‬‬ ‫هو َّ‬ ‫أن الطبيب المتمرّن كان رافق حالة استعجالية صوب قسم اإلنعاش‪ ،‬األمر الذي أدّى‬ ‫إلى تزايد عدد الزوار والمرضى وتسبّب في اكتظاظهم المهول بقاعة الفحوصات‪ .‬ومن ثم‬ ‫ثارت ثائرتهم وبدؤوا يطلقون العنان لصراخهم وضجيجهم وألفاظهم النابية في مواجهة‬ ‫ممرضين اثنين ال حول لهما وال قوة‪ ،‬حيث بقيا كحائط قصير‪ ،‬قفز عليه الغاضبون والثائرون‪،‬‬ ‫وأشبعوا فيهما السّبّ والقذف والشتم‪ ،‬إذ عاينت جريدة طنجة حالة من الذعر والفزع‪ ،‬أصابت‬ ‫الممرّضين اللذين ال ذنب لهما في أن تتوافذ جيوش من المواطنين على المستشفى في‬ ‫ِّ‬ ‫ظل ق ّلة األطر الطبية‪ ،‬المسجّلة وقتها‪ ،‬وانعدام المعدات واللوازم الطبية والمناخ المالئم‬ ‫ال ستقبال المرضى والحاالت الكثيرة وبعض النماذج المنحرفة التي تبحث عن الشجارات‬ ‫المجانية‪ ،‬متسرّعة في إشهار أسلحة بيضاء‪ ،‬ممّا يعرض حياة الممرضين والعاملين للخطر‬ ‫في أي لحظة‪ ،‬دون ذنب ارتكبوه‪ ،‬ألن مشكل الصّحة عويص ويفوق طاقتهم‪ ،‬إذ ال يتوقف‬ ‫فقط على الوزارة الوصية‪ ،‬بل على تضافر جهود الحكومة بأسرها‪ ،‬حسب تعليقات بعض‬ ‫المواطنين المتنورين الذين ساقتهم األقدار وضربت لهم موعداً مع تلك الليلة السّوداء‬ ‫بمستعجالت مستشفى محمد الخامس الذي حضر مديره‪ ،‬لتفقد الوضع‪ ،‬بعد أن تمَّ ربط‬ ‫االتّصال به‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪279‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 808‬ـ الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫قرر‬

‫مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم إصدار بطائق ذهبية للقطع مع ريع الدعوات التي كان‬ ‫يستفيد منها سماسرة االنتخابات وبعض البلطجية الذين تأكد ضلوعهم في أحداث‬ ‫مباراة ديربي الشمال التي رفع خاللها الحكم لحرش تقريرا أسودا حتم على الجامعة إصدار قرار‬ ‫قاسي يقضي بالحكم على الفريق الطنجاوي باالستقبال بدون جمهور لثالث مباريات‪ .‬وهذه‬ ‫البطائق يهدف من ورائها الفريق خلق مورد مادي يساهم في دعم مالية الفريق الذي يشكو‬ ‫أزمة في الظرف الراهن‪.‬‬ ‫وكانت عملية تسويق البطائق انطلقت في اجتماع عقده المكتب المسير أخيرا‪ ،‬وأقدم‬ ‫أعضاء من المكتب للفريق على شراء ‪ 150‬تذكرة ذهبية من اصل ‪ 500‬من صنف خمسة آالف‬ ‫درهم‪ .‬لكن المشكلة أن بعض المتتبعين لشؤون الفريق أبدوا تخوفهم من ارتكاب نفس‬ ‫أخطا الماضي بتوزيع بعض هذه البطائق من طرف أعضاء المكتب على البلطجية وسماسرة‬ ‫االنتخابات‪ .‬وهو تخوف مشروع‪ ،‬ألن هنا تكمن المشكلة‪ .‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫عبد الغني معاوي‪..‬‬ ‫املهاجم اجلديد الحتاد طنجة‬

‫• مــاذا سيضيــف‬ ‫إنتصــار فريـــقــك‬ ‫على الجيش؟‬ ‫•• «المـــــبــــــ��اراة‬

‫(‪)10/2‬‬

‫األخيــ��رة أم��ام الجي��ش‬ ‫الملك��ي مرت ف��ي أجواء‬ ‫جي��دة وقدمنا من خاللها‬ ‫لقاءا في المستوى‪ ،‬الشيء‬ ‫الذي ساعدنا على العودة‬ ‫بنتيجة ايجابية من مدينة‬ ‫الرب��اط‪ ،‬وه��ي نتيج��ة‬ ‫ستس��اعدنـــا إن ش��ـــاء‬ ‫اهلل عل��ى تحقي��ق مس��ار‬ ‫جيد على مستوى البطولة‬ ‫اإلحترافية‪ ،‬فبعدما تعثرنا‬ ‫بميدانن��ا خ�لال ال��دورة‬ ‫الماضي��ة وضيعنـــا فوزا‬ ‫كان بي��ن أيدين��ا أم��ام‬ ‫المغــ��رب التطوانـــ��ي‪،‬‬ ‫كان م��ن المفروض علينا‬ ‫تفادي نتيجة س��لبية أمام‬ ‫الجي��ش‪ ،‬الحم��د هلل هذه‬ ‫النتيج��ة س��تكون زادن��ا‬ ‫وس��ترفع م��ن معنوياتنا‬ ‫لخوض المقابالت المقبلة»‪.‬‬

‫‪ - 1‬السباحة في العالم‪:‬‬

‫تاريخ السباحة في العالم‪:‬‬ ‫بعد عصر الرومانيين دخلت السباحة في طي النسيان حيث أن‬ ‫الحكام والناس ذوي المراتب الراقية والنبالء لم يعطوا لها قيمتها‬ ‫الحقيقية واعتبروها كرياضة ذات مستوى منخفض‪.‬‬ ‫في القرن الثامن عشر بعض الفالسفة والعلماء من خالل دراستهم‬ ‫للناس القدامى استخلصوا التأثير اإليجابي الذي تلعبه الرياضة بصفة‬ ‫عامة والسباحة خاصة على الصحة البدنية والفزيولوجية لألفراد‪.‬‬ ‫وعرفت السباحة بعد فترة النسيان ظهور طفيف في فرنسا حيث‬ ‫كان يتجمع السباحون بعدد كبير فوق جسر «‪ »Le pont reuf‬وكانوا‬ ‫يرمون النقود في النهر ثم يقومون باستخراجها بعد ذلك‪.‬‬ ‫في انجلترا قام «لورد بيرون» «‪ »Lord Biron‬وهو رجل من‬ ‫الطبقة البرجوازية الراقية في سنة ‪1818‬م مع صديق له بقطع ‪10‬‬ ‫كلم عن طريق السباحة بعد هذا اإلنجاز الكبير الذي قام به لورد‬ ‫بيرون جاء القائد «ويب» «‪ »Webb‬في سنة ‪ 1875‬الذي استطاع أن‬ ‫يسبح مسافة كبيرة من المحيط األطلسي خالل ‪ 21‬ساعة و‪ 25‬دقيقة‬ ‫وبعدها قام العديد من السباحين اآلخرين بقطع نفس المسافة‬ ‫مبرهنين بذلك على إمكانيتهم الكبيرة في رياضة تعتبر من أجمل‬ ‫الرياضات‪.‬‬

‫‪ - 2‬ماهية السباحة‪:‬‬

‫«تعرف السباحة أنها إحـــدى أنواع الرياضات المائيــة‪ ،‬والتي‬ ‫تستعمل الوسـط المائــي كوسيلــة للتحرك خالله‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫حركات الذراعين والجذع‪ ،‬بغرض االرتقاء بكفاءة اإلنسان بدنيا‬ ‫ومهاريا وعقليا واجتماعيا ونفسيا»‪.‬‬ ‫«وتعتبر رياضة السباحة بأنها أساس ال غنى عنه لممارسة‬ ‫الرياضات المائية المختلفة مثل‪ :‬الغطس‪ ،‬والشراع‪ ،‬واالنزالق‪،‬‬ ‫والتجديف والسباحة التوقيعية ‪ ،‬وبدون إتقانها يصعب على الشخص‬ ‫ممارسة أي من الرياضات المائية األخرى‪ ،‬كما تتميز السباحة بأنها‬ ‫إحدى األنشطة الرياضية التي يمكن ممارستها في مراحل العمر‬ ‫المختلفة وليس من الضروري أن تمارس بالقوة والعنف الذي‬ ‫يظهران أحيانا في المنافسات‪ ،‬وإنما يمكن للشخص أن يطوعها وفقا‬ ‫لقوته وقوة احتماله‪ ،‬فيجعل منها وسيلة للراحة واالسترخاء‪ ،‬وتجديد‬ ‫النشاط أو وسيلة للترويح»‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫• ماذا س��يمنـح حضور معاوي مع المنتخب‬ ‫المحلي لمشواره الكروي؟‬ ‫•• «دع��وة الناخ��ب الوطن��ي امحمد فاخ��ر لإللتحاق‬

‫بمعس��كر المنتخ��ب المحلي‪ ،‬يعن��ي أنه يتاب��ع خطواتي‬ ‫ومقتنع باألداء الذي أقدمه م��ع اتحاد طنجة‪ ،‬هذه الدعوة‬ ‫أعتبرها تشريفا قبل أن تكون تكليفا‪ ،‬وإن شاء اهلل سأعمل‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫وسأش��تغل ب��كل جدي��ة‬ ‫حت��ى أك��ون عن��د حس��ن‬ ‫ظن��ه وأق��دم اإلضاف��ات‬ ‫التي من ش��أنها مساعدة‬ ‫العناص��ر الوطني��ة عل��ى‬ ‫الع��ودة بالتأه��ل من قلب‬ ‫تونس لنهائيات «الشان»‬ ‫الت��ي س��تحتضنها رون��دا‬ ‫مع بداي��ة الع��ام المقبل‪.‬‬ ‫سنرحل لتونس للدفاع عن‬ ‫حظوظن��ا وتأكي��د النتائج‬ ‫الت��ي حققناها خالل ذهاب‬ ‫المنافسة التي حرت بالدار‬ ‫البيضاء»‪.‬‬

‫• هــل استأنــس‬ ‫فــارس البوغــاز مـع‬ ‫أجــــواء البطــولــــة‬ ‫اإلحترافية؟‬ ‫•• «إتحــــاد طنجـــة‬

‫بالرغـــم مــن صعــــوده‬ ‫للبطولــة اإلحترافيـة هذا‬ ‫الموسم‪ ،‬علما أن ال يعتبــر‬ ‫غريبا عن أنديــة الصفـوة‬ ‫على اعتبار تاريخه الكروي ونتائجه التي سبق تحقيقها‬ ‫خالل في الماضي‪ ،‬فهو يتوفر على تركيبة بشرية مهمة‪،‬‬ ‫حيث إنتدب العبين وازنين قام بها المكتب المسير‬ ‫للفريق خالل الميركاطو الصيفي األخير‪ ،‬وتؤطرها إدارة‬ ‫تقنية على رأسها المدرب المقتدر عبد الحق بن شيخة‪،‬‬ ‫وإن شاء اهلل وبفضل العمل واإلشتغال بكل جدية سنكون‬ ‫في المستوى المطلوب وسنعيد التحاد طنجة هيبته‬ ‫ومكانته داخل البطولة اإلحترافية»‪.‬‬

‫صدمة وتأهب في برشلونة بعد فضيحة الضغوطات‬ ‫على الحكم المساعد لمباراة الكالسيكو‬ ‫محامي الحكم المساعد ‪ :‬موكلي أراد تطهير الكرة‬ ‫اإلسبانية بإبالغ الشرطة‬

‫أكدت صحيفة سبـورت اإلسبانيـة يوم الخميــس والمقربة‬ ‫من النادي الكتالوني أن نادى برشلونة يعيش حالة من الصدمة‬ ‫والتأهب عقب شكوى أحد الحكام المساعدين‪ ،‬الذى كان سيدير لقاء‬ ‫الكالسيكو المقبل‪ ،‬بين ريال مدريد وبرشلونة يوم ‪ 21‬من الشهر‬ ‫المقبل لمكافحة الفساد لتعرضه لضغوط من عضو باللجنة الفنية‬ ‫للتحكيم لكى يصدر قرارات ضد برشلونـة في تلك المباراة وفقا‬ ‫لما نشرته صحيفة «سبورت» الكتالونية‪ .‬وأضافت الصحيفة‪ ،‬أن‬ ‫برشلونة سوف ينتظر ما تنتج عنه التحقيقات الجارية وإذا تأكد من‬ ‫صحة الشكوى فإن مسؤلي برشلونة سوف يأخذوا اجراء تصعيدي‬ ‫ضد االتحاد اإلسباني الذى يريد احتكار المنافسة لفريق معين‪.‬‬ ‫ويذكر أن الحكم المساعد خاسينتو فيسنتي هيرنانديز تقدم بشكوى‬ ‫لدى محكمة برشلونة منذ ‪ 19‬أكتوبر تفيد بأنه تعرض لضغوطات‬ ‫من عضو باللجنة الفنية‪ ،‬خوسيه أنخيل خيمينيز مونيوز موراليس لكى يحكم فى مصلحة الريال بالكالسيكو المقبل‪.‬‬ ‫وكانت إذاعة (كادينا كوبي) االسبانية قد نشرت مساء االربعاء تفاصيل القضية التي اثارت جدلاً كبيرا في أوساط كرة‬ ‫القدم االسبانية‪ .‬وقال الحكم الذي أستبعد عن المواجهة في بالغه أنه تلقى اتصالاً من المتحدث الرسمي بإسم لجنة‬ ‫الحكام خوسيه انخيل خيمينيز دي موراليس طالبه خالله هو ومساعده بإتخاذ قرارات تحكيمية تصب في مصلحة ريال‬ ‫مدريد في مباراة الكالسيكو‪ .‬ويذكر ان مباراة قمة الكالسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة ستجمع بين الفريقين‪ ،‬السبت‬ ‫‪ 21‬من الشهر القادم‪ ،‬علما بأن الفريقان يتقاسمان صدارة الترتيب العام بعد انتهاء ‪ 8‬جوالت من الدوري االسباني‬ ‫ولكل منهما ‪ 18‬نقطة مع أفضلية للنادي الملكي بفارق االهداف‪ .‬والتقت صحيفة سبورت بمحامي الحكم المساعد‬ ‫خاسينتو فيسينتي‪ .‬وأكد المحامي أن األخير التقى به ودار بينه نقاش من الحديث عن المشاكل الكثيرة والضغوطات‬ ‫التي تعرض لها من جانب عضو اللجنة الفنية للحكام والذي كان يريد ترجيح كفة ريال مدريد دون وجه حق‪ .‬وقال‬ ‫محامي الحكم المساعد أن فيسنتي اعترف له انه يريد تطهير الكرة اإلسبانية من الفساد وال يوجد افضل من فضح هذه‬ ‫االفعال الغير مسئولة امام الشرطة اإلعالم‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫جاللة الملك يعطي انطالقة أشغال الملعب‬ ‫الكبير بتطوان‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫اتحاد طنجة يهزم رجاء البوغاز‬ ‫وديا‬

‫لوبيرا يهــرب من ضغوطــات‬ ‫الجماهير‬

‫فاز اتحاد طنجة على رجاء البوغاز من القسم‬ ‫الثالث ‪ ،‬بأربعة أهداف مقابل هدف واحد‪ ،‬في مباراة‬ ‫ودية جمعتهما صباح الخميس بملعب مرشان‪.‬‬ ‫وسجل التحاد طنجة بدر الكشاني‪ ،‬ورفيق عبد‬ ‫الصمد في مناسبتين والالعب الكاميروني بريس‬ ‫أوونا في الدقيقة ‪ .86‬بداية الشوط الثاني شهدت‬ ‫تغييرات في صفوف اتحاد طنجة أقدم عليها عبد‬ ‫الحق بنشيخة‪ ،‬بإقحام عدنان الشرادي وبدر الدين‬ ‫الناصري ومصطفى الخلفي وزوران وبريس أوونا‬ ‫وخالد الصروخ‪ ،‬فيما غادر أنيس والعبوبي وأليكس‬ ‫والمرابط وبدر كشاني وغريب‪ .‬ثم بعد ‪ 12‬دقيقة‬ ‫تم تغيير احمد حمودان بالعب فئة األمل وهداف‬ ‫البطولة‪،‬عبد الغفور جبرون‪ .‬حينها تمكن رجاء البوغاز‬ ‫من تقليص الفارق في الدقيقة‪ .‬قام بعده بنشيخة‬ ‫بتغييرات أخرى بدخول يونس البراق واحمد الشنوف‬ ‫وعبد الرحمان العسري مكان رفيق ومروان فخر وايت‬ ‫المعلم‪.‬‬

‫قرر مدرب المغرب التطواني اإلسباني سيرخيو‬ ‫لوبيرا إتمام المرحلة التحضيرية الثانية استعدادا‬ ‫للجوالت المتبقية لمسابقة الدوري اإلحترافي‬ ‫المغربي لكرة القدم بمدينة مراكش‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫الهجمات المتعددة والقوية التي تعرض لها‬ ‫الالعبون من طرف أنصار النادي بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫ويأتي قرار المدرب لوبيرا‪ ،‬الذي وجد نفسه محاصرا‬ ‫تحت تأثير ضغوطات كبيرة تطالبه بالتنحي من‬ ‫منصبه‪ ،‬بالتحول إلى مدينة مراكش‪ ،‬بعدما أخبره‬ ‫الالعبون بضرورة اإلبتعاد عن الضغوطات المرافقة‬ ‫لهم بمدينة تطوان والتي ال تساعدهم على‬ ‫اإلستعداد بطريقة مثالية‪ .‬ووقع المغرب التطواني‬ ‫هذا الموسم على بداية كارثية بالدوري‪ ،‬حيث يحتل‬ ‫المركز األخير كما غادر مسابقتي كأس العرش‬ ‫محليا ودوري ابطال افريقيا بشكل كارثي بعدما‬ ‫مني بهزائم مدوية‪.‬‬

‫كشاني متفائل بمستقبل اتحاد‬ ‫طنجة‬ ‫قال بدر قشاني مهاجم اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫إنه يشعر بارتياح كبير مع فريقه الجديد‪ ،‬مضيفا أنه‬ ‫يشعر بكل الدعم من عناصر الفريق‪ .‬وأضاف‪”:‬وجدت‬ ‫كل سبل العمل بالفريق‪ ،‬هنالك مسيرون وجهاز‬ ‫تقني والعبون في المستوى‪ ،‬ونمتلك جمهورا رائعا‪،‬‬ ‫لذلك أتقدم بكل الشكر لكل مكونات الفريق على‬ ‫الدعم والمساندة”‪ .‬وتابع كشاني‪“ :‬بدايتي ناجحة‬ ‫مع اتحاد طنجة وسجلت أهدافا مهمة بالفريق‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك ال يعني أني سأتوقف عند هذا الحد‪ ،‬أريد تقديم‬ ‫المزيد ألنني أعرف أن الجميع ينتظر مني الكثير”‪.‬‬ ‫واختتم‪“ :‬بدايتنا مشجعة في الدوري وسجلنا فوزين‬ ‫وتعادلين وخسارة واحدة‪ ،‬وهو ما يؤكد أننا نسير في‬ ‫الطريق الصحيح‪ ،‬انتظروا هذا الفريق ألنه سيقول‬ ‫كلمته هذا الموسم”‪ .‬‬

‫أشرف صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬نصره اهلل‪،‬‬ ‫ظهر الثالثاء الماضي بجماعة المالليين‪ ،‬وبالضبط بمنطقة‬ ‫«غنيوات» على إعطاء انطالقة أشغال إنجاز الملعب الكبير‬ ‫لتطوان‪ ،‬بغالف مالي إجمالي قدره ‪ 700‬مليون درهم‪ .‬المشروع‬ ‫الكبير الذي يخدم الرياضة بالمنطقة‪ ،‬وخاصة كرة القدم بعد‬ ‫اإلنجازات المهمة التي قدمها فريق المغرب التطواني‪ ،‬وكذلك‬ ‫ارتفاع أعداد جماهيره المحتاجة لملعب في هذا المستوى‪ .‬وقد‬ ‫حضر هذا التدشين‪ ،‬إضافة للوفد الرسمي‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس فريق المغرب التطواني‬ ‫الذي أوضح في تصريح لموقع النادي‪ ،‬انه سعيد جدا لحضوره‬ ‫هاته المناسبة الخالدة التي تنضاف لسجالت تطوان‪ ،‬شاكرا‬ ‫العناية الملكية الفائقة بشعبه‪ ،‬معتبرا الملعب الكبير مكسب‬ ‫جديد للمدينة‪ ،‬دون ان يخفي أنه نتاج وثمرة مجهودات لعدة‬ ‫اطراف من بينها ما قدمه الفريق للمنطقة‪ ،‬وحاجته األكيدة‬ ‫لملعب في المستوى‪ .‬هذا المشروع الجديد الذي جاء تلبية‬ ‫لطموحات الجماهير التطوانية ولفريقه وغيرهم من الفرق‬ ‫والفعاليات الرياضية‪ ،‬سيكون معلمة لمدينة تطوان‪ ،‬حيث‬ ‫يستجيب هذا الملعب الذي سينجز على مساحة ‪ 36‬هكتار‪،‬‬ ‫للضوابط الدولية ولمعايير االتحاد الدولي لكرة القدم‬ ‫(الفيفا)‪ .‬وينتظر أن يتم تجهيزه بمعدات تكنولوجية متطورة‬

‫تستجيب للضوابط الدولية في مجال األمن والسالمة وجودة‬ ‫الخدمات‪ ،‬وتم تصميمه وفق تصور هندسي مبتكر وحديث‬ ‫يتيح االستغالل األمثل للفضاءات من أجل تدبير سلس‬ ‫لدخول وخروج المشجعين والزوار‪ .‬وستشتمل هذه البنية‬ ‫الرياضية المزمع إنجازها‪ ،‬والتي ستبلغ طاقتها االستيعابية‬ ‫‪ 40‬ألف و‪ 410‬مقعد‪ ،‬منها ‪ 400‬مقعد مخصص لألشخاص‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬على ملعب رئيسي‪ ،‬وأربعة مالعب‬ ‫للتدريب‪ ،‬ومنصة رسمية‪ ،‬وفضاءات لالعبين والحكام‪ ،‬ومركز‬ ‫للصحافة‪ ،‬ومرافق لإلدارة والفيفا‪.‬‬ ‫وسيشكل الملعب الكبير لتطوان‪ ،‬الذي سيشتمل أيضا‬ ‫على قاعات للعالجات األولية‪ ،‬ومركز طبي‪ ،‬وقاعة للندوات‪،‬‬ ‫ومقاهي ومطاعم‪ ،‬ومحالت تجارية‪ ،‬ومواقف للسيارات‪،‬‬ ‫وفضاءات خضراء‪ ،‬فضاء مالئما لتنظيم أنشطة وتظاهرات‬ ‫رياضية من مستوى عال‪ .‬وسيكون هذا الملعب من الجيل‬ ‫الجديد‪ ،‬الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة‬ ‫الشباب والرياضة‪ ،‬ووكالة اإلنعاش والتنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية لعماالت وأقاليم الشمال‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‬ ‫لتطوان‪ ،‬بمثابة فضاء للتدريب والتكوين كفيل بتحفيز بروز‬ ‫مواهب جديدة في صفوف األجيال الشابة في مجال لعبة كرة‬ ‫القدم‪.‬‬

‫ملعب طنجة الكبير يحتضن نهائي كأس‬ ‫العرش يوم ‪ 18‬نوفمبر المقبل‬

‫الكرواتي زوران يعود لتداريب‬ ‫اتحاد طنجة بعد استنفاذ العقوبة‬ ‫استأنف العب خط وسط اتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬الكرواتي زوران بالزونيش‪ ،‬تداريبه مع الفريق‬ ‫االول بعد استنفاد هقوبة اإليقاف وإلحاقه بفريق‬ ‫األمل‪ .‬وكانت اللجنة التأديبية التحاد طنجة قررت‬ ‫معاقبة زوران بالزونيش‪ ،‬وفق القانون الداخلي‬ ‫بتغريمه دون اإلفصاح عن رقم مبلغ الغرامة‪ .‬وإلحاقه‬ ‫بتداريب فريق األمل على خلفية سوء تصرف الالعب‬ ‫اتجاه مدرب الفريق األول‪ ،‬الجزائري عبد الحق‬ ‫بنشيخة خالل مباراة ديربي الشمال بين اتحاد طنجة‬ ‫والمغرب التطواني‪ .‬وشارك الالعب في مباراة األمل‬ ‫أمام فريق الجيش الملكي بالرباط والتي انتهت‬ ‫بفوز الفريق العسكري بنتيجة أربعة أهداف مقابل‬ ‫ثالثة‪ .‬ويذكر ان أمل اتحاد طنجة حقق أول فوز له‬ ‫نهاية األسبوع الماضي في المباراة المؤجلة عن‬ ‫الدورة األولى من بطولة األمل‪ ،‬على فريق المغرب‬ ‫الفاسي بملعب الزياتن بطنجة بثالثة أهداف‬ ‫مقابل هدفين‪ .‬وخاض أمل اتحاد طنجة جل مراحل‬ ‫الشوط الثاني من المباراة بتسعة العبين بعد طرد‬ ‫مصطفى الخلفي وعبد الرحمان الغياتي مسجل‬ ‫الهدف الثالث‪.‬‬

‫العب من التطواني يخضع إلى‬ ‫اختبار فني مع أتلتيكو مدريد‬ ‫توصل المغرب التطواني إلى اتفاق مع مسؤولي‬ ‫أتلتيكو مدريد اإلسباني‪ ،‬الذي يرتبط معه باتفاقية‬ ‫شراكة تتيح لالعبه الناشئ أيوب لكحل اإلستفادة‬ ‫من فترة تجهيزه بأكاديمية النادي اإلسباني خالل‬ ‫الفترة المقبلة‪ .‬وسيستفيد لكحل من التجربة‬ ‫المميزة التي ستضعه باإلختبار الفني لقدراته في‬ ‫أفق ضمه للنادي اإلسباني في حال قدم قناعات‬ ‫ترضي مسؤولي الروخي بالنكوس‪ .‬ويرتبط نادي‬ ‫المغرب التطواني بعقد شراكة مع أتلتيكو مدريد‪،‬‬ ‫كما أن النادي المغربي منفتح بشكل كبير على‬ ‫المدرسة اإلسبانية من خالل وضع الجهاز الفني‬ ‫تحت إشراف سيرخيو لوبيرا ومساعده من إسبانيا‪،‬‬ ‫إضافة إلى تعاقده بالموسمين األخيرين مع ‪3‬‬ ‫مهاجمينإسبان‪.‬‬

‫أبـــــرون يهــدد الالعبيــــن‬ ‫المتخاذلين بالطرد‬ ‫وقع اختيار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الملعب الكبير بطنجة ليكون فضاء الحتضان عرس نهائي كأس العرش‬ ‫‪ 2015‬األربعاء ‪ 18‬نونبر ‪ .2015‬ومن المنتظر أن يجمع هذا النهائي الفريق المتأهل عن مباراة شباب أطلس خنيفرة و فريق‬ ‫أولمبيك خريبكة بالفريق الفائز في مباراة الفتح الرباطي و الرجاء الرياضي‪.‬‬

‫جمهور تطوان يعتدي على الالعبين والفريق‬ ‫يدين التصرف‬ ‫أمطر عدد من جماهير المغرب التطواني العبي الفريق‬ ‫بوابل من السب والشتم خالل الحصة التدريبية للفريق‬ ‫بملعب سانية الرمل ‪ ،‬بدعوى سوء النتائج واحتالل الفريق‬ ‫الرتبة األخيرة في ترتيب بطولة القسم األول‪ .‬وتفاجأ العبو‬ ‫الفريق التطواني‪ ،‬ومعهم أعضاء من المكتب المسير‪ ،‬ببعض‬ ‫العناصر من فصيل مشجعي الفريق يواجهونهم باعتداءات‬ ‫لفظية وتحرشات‪ .‬وأكد الموقع الرسمي للفريق أن المعتدين‬ ‫على الالعبين «استغلوا فرصة حضورهم بالملعب‪ ،‬لينهالوا‬ ‫عليهم بالكلمات النابية والسب والقذف‪ ،‬وفي حق المكتب‬ ‫المسير‪ ،‬متهمين الجميع بأسوأ التهم والنعوت‪ ،‬بل ومهددين‬ ‫إياهم وأسرهم»‪.‬‬ ‫وأضاف المغــرب التطوانـي في موقعــه الرسمي «رغم‬

‫محاوالت البعض التدخل وتهدئة األوضاع‪ ،‬فإن تلك المجموعة‬ ‫التي حضرت خصيصا لهذا الهدف استمرت بشكل هستيري‬ ‫في ممارسات غير رياضية بملعب سانية الرمل»‪.‬‬ ‫واتهم الموقع الرسمي هذه الفئة من الجمهور بأنها‬ ‫مسخرة‪ ،‬ولها وظيفة محددة‪« ،‬ضاربين عرض الحائط أبسط‬ ‫األخالقيات‪ ،‬واالحترام المفترض للغير‪ ،‬إذ وصلوا حد النيل من‬ ‫األعراض‪ ،‬دونما اهتمام للعواقب»‪ .‬وأضاف «ما قامت به تلك‬ ‫الفئة ال يعبر‪ ،‬وفق الكثيرين‪ ،‬عن موقف الجمهور التطواني‬ ‫الحقيقي‪ ،‬وأن هناك من يتصرف بدافع معروف‪ ،‬يقف وراءه‬ ‫من يريد الخراب للفريق‪ ،‬وتسانده بعض األطراف من داخل‬ ‫الجمهور في ذلك»‪.‬‬

‫وجه عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬تهديدا شديد اللهجة لالعبي فريقه‬ ‫الذين قدموا بداية الموسم الحالي أداء مخيبا‪،‬‬ ‫وتحصلوا على نتائج كارثية في مختلف المسابقات‬ ‫التي نافسوا عليها (دوري أبطال أفريقيا وكأس‬ ‫العرش والدوري المحلي)‪ .‬أبرون في تصريح نقله‬ ‫الموقع الرسمي للنادي توجه بتحذير لالعبين الذين‬ ‫سيتخاذلون في تقديم مردود جيد‪ ،‬ووعد بالتخلص‬ ‫منهم بالميركاتو المقبل‪ .‬كما ذكر الالعبين بالدور‬ ‫الكبير لمجلس إدارة النادي والجمهور وطالبهم‬ ‫بأن يكونوا عند مستوى تطلعات األنصار وإال‬ ‫سيضطر إلعطاء تعليماته باإلعتماد على ناشئي‬ ‫النادي فيما تبقى من الموسم الحالي‪ .‬ويعيش‬ ‫أبرون ضغوطات كبيرة ويطالب أنصار النادي‬ ‫برحيله بسبب بيعه ألفضل نجوم الفريق خالل‬ ‫الميركاتو الصيفي المنقضي وهو ما كان تأثير‬ ‫سلبي على استقرار وتوازن المجموعة ككل‪.‬‬


‫العدد ‪808‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«أمانديس» أو «التبذير» المفوّض‬

‫الدولة أفسدت اللعبة‪! ‬‬

‫في تسعينات القرن الماضي‪ ،‬طلع علينا المرحوم ادريس البصري ب‬ ‫«تحفة» التدبير المفوض‪ ،‬للنظافة والنقل وتوزيع الماء والكهرباء‪ ،‬حيث‬ ‫تنازلت الجماعات المحلية عن جزء من صالحياتها األساسية لفائدة شركات‬ ‫أجنبية‪ ،‬حسب عقود ‘’مجزية» وضمانات واسعة من طرف الدولة‪.‬‬ ‫ادريس البصري الذي كان يعتبر آنذاك الرجل القوي بالمغرب‪ ،‬كان يشك‬ ‫في مقدرة الجماعات على تدبير مصالح جمع النفايات والتطهير السائل‬ ‫وتوزيع الماء والكهرباء‪ ،‬والنقل الحضري‪ .‬ولربما كان على صواب ‪ ،‬نسبيا‪ ،‬فيما‬ ‫كان يزعم‪ ،‬ولكن مدينة طنجة‪ ،‬كانت تشكل استثناء بهذا الخصوص‪ ،‬فقد‬ ‫تشكلت فيها وكالتان جماعيتان‪ ،‬األولى للنقل الحضري والثانية لتوزيع الماء‬ ‫والكهرباء‪ ،‬األولى بإدارة الراحل األستاذ محمد المهدي الزايدي والثانية بإدارة‬ ‫المهندس الماحي العراقي اللذين تسلما مصالح الوكالتين من الشركات‬ ‫األجنبية التي كانت وصية على القطاع ‪ ،‬أيام اإلدارة الدولية‪.‬‬ ‫وقد شهدت المدينة تطورا مهما في نشاط الوكالتين‪ ،‬بالرغم من‬ ‫صعوبات االنطالق‪ ،‬ليتوالهما فيما بعد كل من السيد عبد المومن أكومي‬ ‫بالنسبة للنقل الحضري‪ ،‬والمهندس محمد الفتوح فيما يخص الماء والكهرباء‪.‬‬ ‫ولم يكن يوجد ما يدعو لـ «خوصصة» الوكالتين الجماعتين والرمي بمصالح‬ ‫حيوية للمواطنين بين أحضان شركات أجنبية همها الوحيد تحقيق أرباح‬ ‫طائلة على حساب أرزاق المواطنين وجودة الحياة في المدينة‪.‬‬ ‫وكان واضحا أن المجالس البلدية المتعاقبة كانت عاجزة عن ضبط سير‬ ‫شركات التفويض‪ ،‬بما يتفق ودفاترالتحمالت‪ ،‬ما دام العمل‪ ،‬ظاهريا‪ ،‬يسير‪،‬‬ ‫وال يوجد «ما يقلق البال»‪....! ‬كما أن السلطات اإلدارية كانت متواطئة‪ ‬بشكل‬ ‫واضح! ‪...‬‬ ‫تفاحش الوضع في عالقات المواطنين مع أمانديس ضاعف من مظاهر‬ ‫االستياء والتذمر داخل المدينة والجماعات المجاورة‪ ،‬ودفع الناس إلى النزول‬ ‫إلى الشارع‪ ،‬مطالبين برحيل هذه الشركة األجنبية‪ ،‬وعودة «الشرعية» إلى‬ ‫الوكالتين‪ .‬إذ من العار ان ال يتوفر المغرب‪ ،‬بعد خمسين سنة من االستقالل‪،‬‬ ‫على أطر قادرة على تدبير النفايات وتوزيع الماء والكهرباء واستخالص‬ ‫الفاتورات‪.....‬‬ ‫وأمام يأس المواطنين من تحرك السلطات الجماعية واإلدارية‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد االرتفاع المهول في فاتورات أمانديس عن شهر غشت الماضي‪ ،‬بدأت‬ ‫المسيرات‪ ،‬خاصة في األحياء الشعبية ‪ ،‬حيث رفع المتضررون شعار «إرحل»‬ ‫في وجه أمانديس‪ ،‬لتبدأ المواجهات واالستعدادات لــ «الطوارئ» و ليقرر‬ ‫المواطنون استعمال «شرع اليد»‪.....‬‬ ‫وكانت الخطوة األولى الدعوة إلى إطفاء األنوار لمدة ساعة واحدة احتجاجا‬ ‫على الفاتورات الملتهبة‪ ،‬بدعم من مواقع التواصل االجتماعي التي تجندت‬ ‫لنجاح الفكرة‪ ،‬والحال أن طنجة بسكانها ومحالتها التجارية والخدماتية‬ ‫استجابت «لنداء الظالم» بشكل أثار اإلشادة واإلعجاب‪ ....‬وتال عودة الربط‬ ‫بشبكة اإلنارة‪ ،‬بعد ساعة الظالم‪ ،‬مسيرات حاشدة عبر مختلف مقاطعات‬ ‫المدينة منددة بسلبية الشركة في تعاملها مع المتضررين من فواتيرها‬ ‫الملتهبة‪.‬‬ ‫العمدة الجديد سارع إلى ربط االتصال مع الشركة الفرنسية وأصدر بيانا‬ ‫يعلن فيه عن تشكيل لجنة مشتركة من أجل معاينة صالحية العدادات من‬ ‫عدمها والتأكد من سالمة الفاتورات المقدمة لالستخالص عن شهور يوليوز‬ ‫وغشت وشتنبر‪ .‬إضافة إلى تدابير جانبية أخرى رفضها السكان ألن فيها نوعا‬ ‫من المحاباة اتجاه الشركة و «تفهما» للمبررات التي طلعت بها‪ ،‬وهي أن‬ ‫السكان يستهلكون الماء والكهرباء‪ ، ،‬بدون حساب‪ ،‬خالل فصل الصيف‪ .‬بل إن‬ ‫المواطنين الغاضبين طالبوا المسؤولين بمحاسبة أمانديس والدفع بهذه‬ ‫الشركة األجنبية خارج المدينة‪ ‬بعد إنهاء التعاقد معها!!! ‪....‬‬ ‫وهو ما رد عليه نائب العمدة‪ ،‬أمحجور‪ ،‬بأنه أمر «معقد» و«مركب»‬ ‫وال يمكن للمجلس أن يتصرف فيه بشكل غير مسؤول‪ ....‬ونفس الشيء‬ ‫جاء على لسان رئيس الجهة إلياس العماري الذي وإن أبدى «اندفاعا» قويا‬ ‫ضد أمانديس‪ ،‬فإنه تحدث أيضا عن الوضع «المعقد» لعالقة الترابط بين‬ ‫هذه الشركة والجماعات المحلية‪ .‬كما طالب العماري السكان باالنتظام في‬ ‫جمعيات من أجل إيصال صوتهم للجهات المسؤولة‪.‬‬ ‫وبينما وقع الحديث عن تقديم تسهيالت للمتضررين ألداء قيمة‬ ‫الفواتير المرتفعة ووقف إلغاء االشتراك وسحب العدادات بالنسبة للمترددين‬ ‫أو المتأخرين في الدفع‪ ،‬ترددت أخبار مفادها أن الشركة باشرت فعال سحب‬ ‫العدادات بالنسبة للذين تأخروا عن آجال الدفع وهو ما أجج من جديد غضب‬ ‫المواطنين ودفعهم إلى المزيد من التصعيد والتفكير في الدعوة إلى أشكال‬ ‫جديدة «ومتحضرة» من االحتجاج قد تصل إلى «العصيان المدني» وهو‬ ‫التوقف عن تسديد الفواتير والدعوة إلى «أيام ظالم» في طنجة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫قد تكون له عواقب وخيمة على أمن وسالمة المدينة والمواطنين‪.‬‬ ‫ال أحد شرح للمواطنين طبيعة «التعقيد» الذي يصف به بعض المنتخبين‬ ‫ملف تعاقد الدولة مع شركات التدبير‪ ،‬أو باألحرى «التبذير» المفوض‪ ،‬حيث‬ ‫إننا إذا حاولنا اإلطالع على رواتب مديري هذا التفويض ورواتب رؤساء األقسام‬ ‫الفرنسين وقارناها بأجور الموظفين المغاربة‪ ،‬فسوف نصاب بالدوار‪ ،‬أو‬ ‫بالغثيان‪....‬‬ ‫لقد مر المواطنون إلى مرحلة استعمال «شرع اليد» وهو أمر مخيف‪ ،‬ال‬ ‫شك‪ .‬وعلى الحكومة أن تتصرف‪ ،‬وعلى المنتخبين جماعيين أو برلمانيين أن‬ ‫يفوا بوعودهم‪ ،‬وأن يكونوا في سالم مع ضمائرهم‪ ......‬فالتاريخ ال يرحم‪! ‬‬

‫الثالثاء ‪� 27‬أكتوبر �إلى ‪ 02‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫األخيرة‬

‫جاللة الملك يعطي بتطوان انطالقة مشروع‬ ‫تهيئة وادي مرتيل بغالف مالي إجمالي قدره‬ ‫‪ 880‬مليون درهم‬ ‫بعد سلسلة المشاريع الكبرى التي دشنها‬ ‫أو أعطى انطالقة أشغالها بطنجة‪ ،‬توجه جاللة‬ ‫الملك أعزه اهلل إلى مدينة تطوان‪ ،‬حيث أشرف‬ ‫جاللته الثالثاء الماضي‪ ،‬على إعطاء انطالقة‬ ‫أشغال تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬هذا المشروع الذي‬ ‫كان مطلبا ملحا لسكان هذه المدينة‪ ،‬اعتبارا‬ ‫لألضرارالمجالية والبيئية التي لحقت به نتيجة‬ ‫اإلهمال‪ ،‬حيث إنه كان يشكل متنفسا للسكان‬ ‫وفضاء اجتماعيا واقتصاديا لهم وألسرهم‪.‬‬ ‫ويندرج هذا المشروع الذي رصدت له ‪800‬‬ ‫مليون دره��م‪ ،‬في إط��ار البرنامج المندمج‬ ‫للتنمية االقتصادية والحضرية لمدينة تطوان‬ ‫(‪.))2018-2014‬‬ ‫كما ي��ن��درج ف��ي س��ي��اق رؤي���ة شاملة‬ ‫ومندمجة تروم‪ ،‬حماية مدينتي تطوان ومرتيل‬ ‫من خطر الفيضانات‪ ،‬وإحداث منطقة حضرية‬ ‫على ضفتي وادي مرتيل كفيلة باستيعاب‬ ‫التوسع المتزايد لمدينة تطوان‪ ،‬واحتضان‬ ‫فضاءات للسكن والثقافة والترفيه والرياضة‬ ‫واألعمال والتجارة‪.‬‬ ‫وسيمكن مشروع تهيئة وادي مرتيل‬ ‫من تثبيت ضفتي الوادي وحماية نحو ‪1600‬‬ ‫هكتار‪ ،‬األمر الذي سيمكن من تخفيف الضغط‬ ‫العمراني الحاصل حاليا على وسط المدينة‪،‬‬ ‫السيما بالنسبة للمدينة القديمة ذات اإلشعار‬ ‫الثقافي والحضاري والسياحي الهام‪.‬‬ ‫وستتسع األراضي التي ستخضع للتهيئة‪،‬‬ ‫الحتضان مناطق مخصصة للتنمية االقتصادية‬ ‫والتجارية والتجهيزات الكبرى (محطة طرقية‪،‬‬ ‫قاعة رياضية مغطاة)‪ ،‬وللتنشيط الثقافي‬ ‫(مدينة المعرفة‪ ،‬مركز ثقافي إسالمي‪ ،‬مركب‬ ‫ثقافي‪ ،‬متحف)‪ ،‬والسياحة (كورنيش‪ ،‬مارينا‪،‬‬ ‫كولف‪ ،‬فنادق‪ ،‬إقامات سياحية‪ ،‬حدائق‪ ،‬مخيم)‪،‬‬ ‫والسكنى (سكن متوسط وسكن اجتماعي)‪.‬‬ ‫ويأتي هذا المشروع الرائد لتعزيز برنامج‬ ‫التنمية االقتصادية والحضرية لتطوان الممتد‬

‫على خمس سنوات‪ ،‬وال��ذي يروم باألساس‪،‬‬ ‫تحسين جودة إطار عيش السكان وتثمين‬ ‫مؤهالت هذه المنطقة‪.‬‬

‫ملعب تطوان الكبير‬

‫وخالل نفس اليوم‪ ،‬أشرف جاللة الملك‬ ‫بجماعة المالليين‪ ،‬على إعطاء انطالقة أشغال‬ ‫إنجاز الملعب الكبير لتطوان‪ ،‬بغالف مالي إجمالي‬ ‫قدره ‪ 700‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وسيستجيب هذا الملعب الذي سينجز على‬ ‫مساحة ‪ 36‬هكتار‪ ،‬للضوابط الدولية ولمعايير‬ ‫االتحاد الدولي لكرة القدم حيث سيتم تجهيزه‬ ‫بمعدات تكنولوجية متطورة تستجيب للضوابط‬ ‫الدولية في مجال األم��ن والسالمة وج��ودة‬ ‫الخدمات‪ ،‬وتم تصميمه وفق تصور هندسي‬ ‫مبتكر وحديث يتيح االستغالل األمثل للفضاءات‬

‫ِ‬

‫هذا بع�ض من ح�صاد م�شاركات‬ ‫قانونية وحقوقية للأ�ستاذ النقيب‬ ‫البحاثة الأديب �سيدي محمد م�صطفى‬ ‫الري�سوين َي ِ�سمها �سداد االجتهاد‬ ‫وا�ستق�صاء االعتماد م�سايرة‬ ‫ملقت�ضى نوازل‪..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫من أجل تدبير سلس لدخول وخروج المشجعين‬ ‫والزوار‪.‬‬ ‫وستشتمل هذه البنية الرياضية المزمع‬ ‫إنجازها‪ ،‬والتي ستبلغ طاقتها االستيعابية ‪40‬‬ ‫ألف و‪ 410‬مقاعد‪ ،‬منها ‪ 400‬مقعد مخصص‬ ‫لألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬على ملعب‬ ‫رئيسي‪ ،‬وأربعة مالعب للتدريب‪ ،‬ومنصة رسمية‪،‬‬ ‫وفضاءات لالعبين والحكام‪ ،‬ومركز للصحافة‪،‬‬ ‫ومرافق لإلدارة والفيفا‪.‬‬ ‫وسيشكل الملعب الكبير لتطوان‪ ،‬الذي‬ ‫سيشتمل أيضا على قاعات للعالجات األولية‪،‬‬ ‫ومركز طبي‪ ،‬وقاعة للندوات‪ ،‬ومقاه ومطاعم‪،‬‬ ‫ومحالت تجارية‪ ،‬ومواقف للسيارات‪ ،‬ومناطق‬ ‫خضراء‪ ،‬فضاء مالئما لتنظيم أنشطة وتظاهرات‬ ‫رياضية من مستوى عال‪.‬‬

‫جش‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.