Achamal n° 809 le 03 nov 2015

Page 1

‫جوائز مهرجان المسرح الجامعي بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 809‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 20‬محـرم ‪� 03 / 1437‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫فازت مسرحية «حديقة الدوائر الحالمة»‬ ‫ألكاديمية صوفيا أمندوليا اإليطالية بالجائزة‬ ‫الكبرى للدورة التاسعة للمسرح الجامعي الذي‬ ‫اختتم عروضه السبت الماضي‪ .‬وعادت جائزتا‬ ‫لجنة التحكيم وأحسن إخــراج لهــذه الدورة‪،‬‬ ‫لمسرحية «نيتووركس» من جامعة بوستدام‬ ‫بألمانيا‪ ،‬وجائزة أحسن كوريغرافيا لمسرحية‬ ‫«إيكيليبريوم من جامعة فلنيوس من ليتوانيا‪،‬‬ ‫وجائزة احسن سينوغرافيا لمسرحية «تطور ال‬ ‫خطي» من الجامعة الوطنية متعددة التقنيات ببيرم بروسيا‪.‬‬ ‫أما جائزة أحسن أداء ذكوريفقد فاز بها الطالب احمد يعقوب عن دوره في مسرحية «ثالثة» من‬ ‫جامعة جازان بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وجائزة أحسن دور نسائي للطالبة كريمة أولحوس عن دورها‬ ‫في مسرحية «هذيان دونغا» من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫وتميز الحفل الختامي بتكريم ثالثة وجوه بارزة في عالم التمثيل‪ ،‬ويتعلق األمر بالفنانة المغربية‬ ‫نزهة الركراكي‪ ،‬و الفنان عبد اإلله عاجل‪ ،‬والفنانة نجوم الزهرة‪ .‬والمغرب والجزائر تنافستا على جوائز‬ ‫هذه الدورة للمسرح الجامعي بطنجة التي نظمت تحت شعار «طنجة‪ ..‬مهد الفنون و ملتقى الثقافات»‪،‬‬ ‫كما أن هذه الدورة تميزت بتنظيم ورشات مسرحية ومائدة مستديرة حول «المسرح و الذاكرة»‪ ،‬وزيارات‬ ‫إلى معالم ثقافية ومواقع أثرية ومنشآت اقتصادية بطنجة‪.‬‬

‫‪ ‬الحكومة تدخل على خط «أمانديس»‬ ‫«شموع طنجة» أزعجت الحكومة‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اإلعالن عن سلسلة من التدابير الميدانية لتصحيح الوضعية‬ ‫بنكيران‪ :‬ال أحد ينكر وجود اإلختالالت‪ ،‬ولكن «اللي اعطى اهلل اعطاه»‬ ‫المشكل وجد طريقه إلى الحل ويجب العمل على التهدئة‬ ‫رحيل «أمانديس» خيار غير وارد في الوقت الراهن‬

‫يبدو أن «شموع طنجة»‪ ‬أزعجت الحكومة ‪ ‬بشكل غير متوقع وفرضت عليها استباق األحداث تفاديا لدخول طنجة «منطقة اضطرابات غير مأمونة ‪ ‬العواقب»‪ ،‬بأن ‪ ‬عهدت‪ ،‬في‬ ‫وقت قياسي‪ ،‬إلى لجنة وزارية خاصة‪ ،‬بدراسة الوضع في عين المكان‪ ،‬على «ضوء» شموع احتجاجات سكان طنجة‪« ‬الميدانية» التي‪ ‬بدأت تنتشر في منطقة الشمال‪ ‬الخاضعة‬ ‫إلمبراطورية «أمانديس» الفرنسية‪ ،‬لتزحف نحو إمبراطورية «ليديك» الفرنسية أيضا‪ ،‬وليعم البالء‪ .‬كافة أرجاء البالد ! ‪......‬‬ ‫اللجنة الوزارية «تقصت الحقائق» لدى الوالية والجماعة والشركة صاحبة «التبذير» المفوض‪ ،‬ولدى مختلف الجهات المشتبه في تورطها في «فضائح» أمانديس‪ ،‬ووقفت‪ ،‬كما‬ ‫يبدو‪ ،‬على االختالالت التي يشكو منها المواطنون‪ ‬والتي دفعت باآلالف منهم إلى النزول إلى الشارع‪ ‬للتظاهر ضد «أمانديس» وأيضا ضد «المباالة» المسؤولين المحليين‪ ،‬حيث‬ ‫أن المواطنين لم يتوقفوا‪ ،‬منذ سنين‪ ،‬عن التشكي من تعنت هذه الشركة األجنبية‪ ‬التي تتصرف في رقاب المواطنين كيف تشاء‪ ،‬دون رقيب أو حسيب‪..... ! ‬‬ ‫(�ص‬ ‫‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫انعقاد الدورة العادية للجمعية العامّة لغرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية بطنجة‬

‫فؤاد العماري يرأس وفد المغرب‬ ‫في ملتقى نواكشوط لمنظمة المدن‬ ‫والحكومات اإلفريقية‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫انعقدت الدورة العادية للجمعية العامة لغرفة‬ ‫الصّيد البحري المتوسطية‪ ،‬وذلك أمس الجمعة‬ ‫‪ 30‬أكتوبر ‪ ،2015‬بفندق “سيزار” بطنجة‪ ،‬بحضور‬ ‫المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد البحري‪،‬‬ ‫ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية وأعضائها‪،‬‬ ‫وممثلين عن مديرية الصيد البحري وتربية األحياء‬ ‫المائية‪ ،‬ورؤساء وأعضاء اللجان الدائمة للغرفة‬ ‫ومختلف وسائل اإلعالم‪..‬‬ ‫و بخصوص أشغال هذه الدورة‪ ،‬خصّ يوسف‬ ‫بن جلون‪ ،‬رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطي‪،‬‬ ‫جريدة طنجة بهذا التصريح اليكم مضامينه ‪...‬‬ ‫فيما يتعلق بدورة اليوم وهي أول دورة بعد‬ ‫االنتخابات األخيرة لقطاع الصيد البحري والتي‬ ‫أف��رزت عن مجموعة من المنتخبين القدامى‬ ‫وال��ج��دد‪ ،‬تم قتراح ج��دول أعمال في مضامين‬ ‫معينة‪ ،‬نخص بالذكر منها‪ ،‬مشروع القرار الجديد‬ ‫فيما يتعلق بحوض البحر األبيض المتوسط في‬ ‫صنف صيد االسماك السطحية أو ما يتداول عند‬ ‫العامة بصيد سمك السردين‪ ،‬ففيما يتعلق بهذا‬ ‫القرار وتماشيا مع الجهوية الموسعة‪ ،‬فالكل يعلم‬ ‫أن حوض البحر األبيض المتوسط له خاصياته‬ ‫سواء فيما يتعلق بتقنية الصيد أو نوع المراكب‪،‬‬ ‫أو حتى االنحدار البحري يعني التركيبة الجغرافية‬ ‫لحوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬فهي تختلف‬ ‫تماما عن المحيط األطلسي ومن تم نحن دائما‬ ‫نادينا وزارة الصيد البحري أن تكون هناك مقاربة‬ ‫في انزال سواء مشاريع القوانين أو القرارات الوزارية‬ ‫المتخصصة في الحفاظ على الثروات السمكية أو‬ ‫في كل ما يتعلق بالتماشي مع برنامج أيوتس‪،‬‬ ‫آخذين بعين االعتبار خاصيات المنطقة ‪.‬‬ ‫اليوم تبين من خالل النقطة األولى في جدول‬ ‫األعمال ومن خاللها الحوار ثالثي األطراف الذي‬ ‫مرّ بين المعهد العلمي للبحث البحري وغرفة‬ ‫الصيد البحري ووزارة الصيد البحري‪ ،‬توصلنا إلى‬ ‫مشروع قرار سوف يغير ما هو معمول به في إطار‬ ‫حوض البحر األبيض المتوط ومضيق جبل طارق‪،‬‬ ‫فيما يتعلق بصيد سمك السردين أو ما يسمى‬ ‫بالمصطلح العلمي‪ ،‬صيد األسمــاك السطحيــة‬ ‫الصغيرة‪ ،‬وه��ذا المشروع يقسم ح��وض البحر‬ ‫األبيض المتوسط ومضيق جبل طارق إلى ثالثة‬ ‫أشطار‪ ،‬الشطر الذي سوف يصبح فيه الصيد ابتداء‬ ‫من نصف الميل البحري‪ ،‬والمناطق المحددة في‬ ‫اطار خارج الميل البحري ومنطقة للتوالد تحادي‬ ‫منطقة السعيدية في إطار الخط الطولي ‪ 25‬إلى‬ ‫حدود الجزائر وقف الصيد لمدة ‪ 4‬أشهر مع خط‬ ‫طولي لستة أميال فيما يتعلق بصيد السردين‪ ،‬إذن‬ ‫هذه المقاربة الجديدة جعلتنا نعطي لقطاع الصيد‬ ‫البحري خاصياته ونحدد برنامجا تأهيليا شموليا‬ ‫فيما يتعلق بهذه المنطقة وهذا بطبيعة الحال‬ ‫يأخذ بعين االعتبار العنصرين األساسيين أال وهما‬ ‫الجهة الموسعة والخاصيات التي تعرفها منطقتنا ‪.‬‬ ‫و فيما يتعلق بما تبقى من جدول األعمال‬

‫كان هنالك عرض حول ما يسمى بسمك “ النيكرو”‬ ‫وهذا النوع من الدالفين الكبيرة يعتبر مشكال‬ ‫حقيقيا وال��ذي أخذ اليوم منآى دوليا بحكم أن‬ ‫هناك اجتماع أخير تم بوزارة الصيد البحري‪ ،‬ما بين‬ ‫“أكوباماس” وهي المنظمة الدولية التي يترأسها‬ ‫المغرب حاليا للحفاظ على هذا النوع من الدالفين‪،‬‬ ‫وما بين مهنيي المنطقة ووزارة الصيد البحري‪،‬‬ ‫والذين خرجوا بمجموعة من الخالصات‪ ،‬من بينها‬ ‫أن هنالك اآلن قناعة متجذرة لدى المسؤولين على‬ ‫قطاع الصيد البحري في المغرب‪ ،‬ولدى المنظمة‬ ‫الدولية‪ ،‬بأنه يجب ايجاد بدائل وربما من بين تلك‬ ‫البدائل‪ ،‬ايجاد تعويضات لمهنيي الصيد الساحلي‬ ‫والصيد التقليدي العاملين بالمنطقة ‪.‬‬ ‫النقطة الثاثلة والتي أشارت لمشروع القانون‬ ‫ال��ذي هو في طور اإلنجاز وال��ذي سيعرض على‬ ‫المؤسسة التشريعية ألول مرة في المغرب‪ ،‬وهو‬ ‫قانون متعلق بالمديرية المتخصصة بتربية األحياء‬ ‫البحرية‪ ،‬هذا المشروع هو جد مهم نظرا ألن‬ ‫المغرب في برنامج اليوتس كان قد قدم مشروع‬ ‫الوصول إلى ‪ 200.000‬طن من المنتجات السمكية‬ ‫في إطار التربية البحرية‪ ،‬وال��ذي بطبيعة الحال‬ ‫اتخذت من خالله منطقة البحر األبيض المتوسط‬

‫كمثال نظـرا للتضاريــس الجغرافيــة‪ ،‬وهو عامل‬ ‫طبيعي ممتاز لتحقيق هذه المشاريع‪.‬‬ ‫و هنالك نقطا أساسية ثالثة‪ ،‬تمت اإلشــارة‬ ‫اليها‪ ،‬تتعلق بمشكل العلف البحري فيما يتعلق‬ ‫باألسماك المرباة من طرف الشركات الموجودة‪،‬‬ ‫وطلب االعفاء الجمركي‪ ،‬ألن ثمنه يعتبر بالباهض‬ ‫جدا‪ ،‬ثم مشكل بيع هذا النوع من االسماك داخل‬ ‫األسواق المحلية في اطار عدم وضوح القوانين‬ ‫المؤطرة لذلك‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن ‪ 50‬بالمائة‬ ‫من المنتجات البحرية على الصعيد العالمي أصبحت‬ ‫تنتج من المزارع البحرية‪ ،‬فنحن إذن في عالم‬ ‫يتحول‪ ،‬والمغرب في سياسته المستقبلية سيعتمد‬ ‫على إنتاج األسماك في إطار المنشآت الخاصة‬ ‫لتربية هذه المنتجات البحرية لكي يكون هنالك‬ ‫نوع من التغطية الشاملة الحتياجات المواطنين مع‬ ‫ثمن يدخل في معدل قوتهم الشرائية ‪.‬‬ ‫و في الختام طرحنا على‪ ،‬يوسف بن جلون‪،‬‬ ‫سؤاال عن عالقته الحالية بحزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫وأجابنا بكل صرامة وجدية‪ ،‬أنه لم تعد تربطه أية‬ ‫عالقة مع حزب المصباح ال من قريب وال من بعيد ‪.‬‬

‫في شبكــة الدول المطلـة على المضـايــق‬ ‫والتصويت عليه‪.‬‬ ‫لجنة إعداد التراب بدورها عقدت اجتماع‬ ‫يوم الخميس ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2015‬لدراسة نقطتين‬ ‫تضمنهما جدول األعمــال‪ ،‬دراســة المخطط‬ ‫الجهوي إلعداد التراب‪ ،‬ووضـــع برنامج عمل‬ ‫اللجنة‪ .‬وكانت النقطة األخيرة نفسها نقطة‬ ‫فريدة ضمن جدول أعمال اجتماع لجنة التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية التي‬ ‫انعقدت يوم األربعاء ‪ 28‬أكتوبر الجاري‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن الدورة العادية لشهر‬ ‫أكتوبر الماضي التي انعقدت في الخامس من‬ ‫أكتوبر بمقر مجلس جهة طنجة – تطوان –‬ ‫الحسيمة بمدينة طنجة تحت رئاسة الرئيس‬ ‫الجديد‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬شهدت ضمن نقطتي‬

‫ش������ارك رئ��ي��س‬ ‫الجمعــيــــة المغربيــة‬ ‫ل����رؤس����اء ال��م��ج��ال��س‬ ‫الجماعية وعمدة طنجة‬ ‫السابق‪ ،‬ف��ؤاد العماري‪،‬‬ ‫م��ؤخ��را ب��ن��واك��ش��وط‪، ،‬‬ ‫ف��ي أش��غ��ال الملتقى‬ ‫اإلقليمي لمنطقة شمال‬ ‫افريقيا لمنظمة المدن‬ ‫وال��ح��ك��وم��ات المحلية‬ ‫اإلفريقية على رأس وفد‬ ‫ه��ام مكون من عمدة‬ ‫الرباط محمد الصديقي‪،‬‬ ‫وال��ن��ائ��ب األول لعمدة‬ ‫الدار البيضاء محمد الحدادي‪ ،‬ومنية بوهدود‪ ،‬نائبة‬ ‫برلمانية‪ ،‬رئيسة الجماعة القروية لكصيصـــات‬ ‫(أك��ادي��ر) ووف��اء بوعمـــري رئيســـة الجماعة‬ ‫القروية ألوالد زيان‪ ،‬وعبد العزيز العلوي الحافظي‬ ‫عضــو المكتــب التنفيـذي للجمعيــة المغربية‬ ‫لرؤســاء المجالــس الجماعية‪ .‬وقد عقد هذا‬ ‫اللقاء ما بين ‪ 23‬و ‪ 25‬اكتوبر الجاري‪ ،‬تحت شعار‪:‬‬ ‫“ مساهمة المدن والتجمعات المحلية في تنمية‬ ‫ووحدة إفريقيا “‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أكد فؤاد العماري أن المغرب واع‬ ‫بأهمية الشراكة مع مختلف البلدان اإلفريقية وبدور‬ ‫المدن في تعزيز عالقات التعاون على مستوى القارة‬ ‫اإلفريقية‪ .‬كما أنه مؤمن بعمقه اإلفريقي ومنخرط‬ ‫كليا في تعزيز التعاون بين دول الجنوب‪.‬‬

‫م��ع��ل��وم أن ل��ق��اء‬ ‫ن��واك��ش��وط ي��ن��درج في‬ ‫إط��ار التحضيـر لمؤتمـر‬ ‫جوهانيسبورغ للمـــــدن‬ ‫والحكومـــات المحليـــة‬ ‫المزمع انعقاده ما بين ‪29‬‬ ‫نوفمبر و‪ 3‬دجنبر المقبل‬ ‫والذي سيتم خالله تجديد‬ ‫هياكل المنظمة اإلفريقية‪.‬‬ ‫ون��ظ��را لحساسية‬ ‫موضوع التوجه اإلفريقي‬ ‫لسياسة المغرب الخارجية‪،‬‬ ‫والتآم المؤتمر في كبريات‬ ‫عواصم جنوب إفريقيا التي ال تجهل مواقفها من‬ ‫المغرب‪ ،‬فإن المشاركة المغربية يجب أن تكون في‬ ‫مستوى الحدث وفي مستوى الجهود التي يبذلها‬ ‫المغرب في مجال المدن ومعالجة سائر القضايا‬ ‫المرتبطة بتنمية الجماعات المحلية‪ ،‬خاصة سياسة‬ ‫المدينة التي أوكل لها وزارة في الحكومات التي‬ ‫أعقبت المصادقة على الدستور الجديد‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬قدم الوفد المغربي خالل‬ ‫جلسات الملتقى عدة عروض عن التجربة المغربية‬ ‫ف��ي تدبير ال��ش��أن المحلي ‪ ،‬األم��ر ال��ذي أعطى‬ ‫للمشاركين صورة واضحة عن التطور الملموس في‬ ‫المناهج والسياسات المتبعة بالمغرب في مجال تنمية‬ ‫المدن والجماعات‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫أشغال الدورة العادية األولى‬ ‫لمجلس الغرفة الفالحية لجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تصريح حصري لجريدة طنجة‬ ‫لمياء السالوي‬

‫لجن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة تشرع‬ ‫في االشتغال بدينامية جديدة‬ ‫اجتماعات مكثفة بمقر المجلس وتحضير برامج هادفة‬ ‫تفعيال للدور الكبير الذي تلعبه الجهات‬ ‫اإلثني عشر بالمملكة وفق الدستور الجديد‪،‬‬ ‫انخرطت اللجان الدائمة لمجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمـة في الديناميــة الجديـــدة‬ ‫للمجلس بعقد اجتماعات مكثفة منذ تشكيلها‪،‬‬ ‫يجسدها الحضور المكثف لألعضاء‪.‬‬ ‫وشرعت مجمــوعــة من اللجـان بهــذا‬ ‫المجلس في االشتغال‪ ،‬نظير لجنـة الميزانية‬ ‫والمالية والبرمجة التي عقـدت اجتماعـا يوم‬ ‫الجمعة قبــل الماضــي‪ 23 ،‬أكتوبــر ‪2015‬‬ ‫للدراسة والتصويت على مشروع ميزانية السنة‬ ‫المالية ‪ .2016‬وترأس هذا االجتمـاع إلياس‬ ‫العمري‪ ،‬رئيس الجهــة‪ ،‬بعــد استقالـة رئيس‬ ‫اللجنة أسبوعا بعد انتخابه‪.‬‬ ‫وعقدت لجنة التكوين المهني والتكوين‬ ‫المستمر وإنعاش الشغــل‪ ،‬في اليــوم ذاتـه‪،‬‬ ‫اجتماعا لوضع برنامج عمل اللجنة‪ .‬بدورها‬ ‫لجنة التعاون الدولي والشراكة ومغاربة العالم‪،‬‬ ‫عقدت اجتماعا يوم اإلثنين ‪ 26‬أكتوبر ‪2015‬‬ ‫شهدت تقديم حصيلة التعاون الدولي‪ .‬كما‬ ‫تم خالله التطرق إلى مجموعة من النقط وفق‬ ‫جدول أعمال االجتماع‪ ،‬نظير‪ ،‬التحضير لزيارة‬ ‫رئيس جهة ألب كوط دازور ‪ PACA‬والوفد‬ ‫المرافق له‪ .‬ودراســة ملحق التفاقية الشراكة‬ ‫بين مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫وجهة باكا الفرنسية والتصويـت عليه‪ .‬وكذا‬ ‫مشروع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة و ‪ FAMSI‬الصندوق‬ ‫األندلسي للبلديات للتضامن الدولي‪ .‬كما عرف‬ ‫االجتماع مناقشة إمكانية عقد اتفاقية شراكة‬ ‫مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون من أجل‬ ‫تأطير فعاليات المجتمع المدني بالجهة في‬ ‫إطار تفعيل الدبلوماسية الموازية‪ .‬ودراسة‬ ‫موضوع مشاركة مجلس جهة طنجة تطوان‬

‫‪2‬‬

‫جدول األعمال‪ ،‬انتخاب رؤساء اللجن ونوابهم‪.‬‬ ‫حيث تم انتخاب عبد اللطيف بروحو رئيسا للجنة‬ ‫الميزانية والشؤون المالية والبرمجة‪ ،‬لكن‬ ‫األخير قدم استقالته في انتظار انتخاب رئيس‬ ‫جديد‪ .‬كما تم انتخاب محمد الرملي رئيسا‬ ‫للجنة التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫والبيئة‪ ،‬وليلى أزرقان رئيسة للجنة إعداد‬ ‫التراب‪ ،‬و محمد المالحي رئيسا للجنة التكوين‬ ‫المهني والتكوين المستمر وإنعاش الشغل‪،‬‬ ‫و عبد السالم الرماش رئيسا للجنة التنمية‬ ‫القرية والفالحية والنقل غير الحضري‪ ،‬و إيمان‬ ‫بوحويطاء عباسي رئيسة للجنة السياحة‪،‬‬ ‫ثم سلوى الدمناتي رئيسة للجنة التعاون‬ ‫والشراكة‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫انعقدت يـــوم الخميس ‪ 29‬أكتوبر ‪،2015‬‬ ‫بمدينة العرائــش‪ ،‬أشغــال الدورة العادية األولى‬ ‫لمجلس الغرفــة الفالحيـــة لجهة طنجــة تطـــوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫ا ْفتتحت أشغـــال هذا اللقــــاء‪ ،‬الذي حضره‬ ‫السادة ممثلو عمـــاالت وأقاليــم الجهـــة‪ ،‬والسيد‬ ‫المدير الجهـوي للفالحـة‪ ،‬والسيد مدير المكتــب‬ ‫الجهوي لالستشارة الفالحية‪ ،‬وممثل عن السيد‬ ‫المدير الجهوي للمكتب الوطني للسالمة الصحية‬ ‫للمنتجات الغذائيــة‪ ،‬باإلضافـــة إلى السيد مدير‬ ‫“سوناكــوس” بالعرائــش‪ ،‬بكلمـــة ألقاهـــا السيد‬ ‫”عبد اللطيف اليونسي” رئيس الغرفة الفالحية لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،،‬قدم فيها عرضا مفصال حول‬ ‫األنشطة التي قامت بها الغرفة في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫مركزا على اجتماعات الهيئات المسيرة للغرفة في‬ ‫مختلف أقاليم الجهة‪ ،‬حول تزويد الفالحين بالبذور‬ ‫المختارة‪ ،‬واألسمدة‪ ،‬وتحديد نقاط البيع‪ ،‬والمشاريع‬ ‫المنجزة والمبرمجة في إطار مخطط المغرب األخضر‪،‬‬ ‫واإلعانات المقدمة في إطار صندوق التنمية الفالحية‪،‬‬ ‫و اقتراح المشاريع في إطارصندوق التنمية القروية‪،‬‬ ‫و تمويل الفالح‪ ،‬باإلضافة إلى اللقاءات التواصلية مع‬ ‫المديريات اإلقليمية للفالحـة‪ ،‬والمكتـب الجهــوي‬ ‫لالستثمار الفالحي باللوكوس‪ ،‬المنعقدة بكل من‬ ‫شفشاون‪ ،‬و تطوان‪ ،‬و وزان‪ ،‬و طنجة‪ ،‬و الحسيمة‪،‬‬ ‫والعرائش‪ .‬كما ذكر بالمشاكـــل واإلكراهــات التي‬ ‫تواجه القطاع في الجهة‪ ،‬مؤكدا على ضرورة تضافر‬

‫جهود الجميـع من أجل تجاوزهــا‪ ،‬من أجل تحقيق‬ ‫األهداف المسطرة‪.‬‬ ‫إثر ذلك قدم ممثلو المؤسسـات الجهوي'ـة‬ ‫عروضا حول مختلــف األنشطة والتدابير‪ ،‬إلنجاح‬ ‫الموسم الفالحي‪ ،‬وقد تال ذلك مناقشة مستفيضة‬ ‫من لدن أعضاء الجمعية العامة الذين أثروا هذا‬ ‫االجتماع بتقديم العديد من االستفسارات‪ .‬وطرح‬ ‫مجموعة من التصورات لتوفير الظروف المالئمة‬ ‫لدخول فالحي جيد‪.‬‬ ‫كما تم خالل هذا االجتماع تدارس جميع نقاط‬ ‫جدول األعمال‪ ،‬والمصادقة عليها باإلجماع‪ ،‬بما فيها‬ ‫ميزانية التسيير المحددة في ‪ 2.431.300,00‬درهم‪،‬‬ ‫و ميزانية االستثمار التي تقدر ب ‪2.359.000,00‬‬ ‫درهم‪ ،‬وكذا النظام الداخلي للغرفة‪.‬‬ ‫وفي آخــر هذا االجتماع‪ ،‬تم إحــداث خمــس‬ ‫لجن دائمة‪ ،‬وانتخاب أعضائها‪ ،‬ويتعلق األمر بلجنة‬ ‫مكلفة بشؤون الميزانية والمالية‪ ،‬ولجنة مكلفة‬ ‫بالفالحة والتنمية القروية‪ ،‬ولجنة التنظيمات‬ ‫المهنية والعالقــــات الخارجيــــة‪ ،‬ولجنة مكلفة‬ ‫بالتخطيط والبيئة ودعم االستثمار‪ ،‬ولجنة مكلفة‬ ‫بالتواصل واإلعالم‪.‬‬ ‫وخلقت الغرفة الفالحية لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة الحدث من جديد‪ ،‬باعتمادها مقاربة النوع‪،‬‬ ‫وذلك من خالل إسناد رئاسة إحدى اللجن الدائمة‬ ‫للعنصر النسوي‪ ،‬والمتمثل في السيدة المستشارة‬ ‫“فاطمةالحبوسي”‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫طنجة ‪ :‬هل نحن على موعد مع‬ ‫“طرامواي طنجة” ؟‬ ‫نشرت جريدة” الحياة االقتصادية” في عدد أخير‬ ‫خبرا يفيد أن السلطات في كل من طنجة ومراكش‬ ‫وأكادير وفاس‪ ،‬تدرس حاليا إمكانية إنشاء خط‬ ‫طرامواي‪ ،‬بهذه المدن على غرار البيضاء والرباط‪.‬‬ ‫وذلك بهدف توفير وسيلة نقل عصرية تسهل حركة‬ ‫التنقيل داخل هذه المدن التي تشهد نوما اقتصاديا‬ ‫وديمغرافيا هاما‪ .‬خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه‬ ‫خط الطرامواي المشغل حاليا بالعاصمتين اإلدارية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫ومما أوردته الصحيفة المذكورة‪ ،‬أن خط طنجة‪،‬‬ ‫الذي يكون قد شرع في دراسته منذ السنة الماضية‪،‬‬ ‫دون أن يتسرب أي شيء عنه للرأي العام‪ ،‬قد يربط‬ ‫الشوارع الرئيسية للمدينة بالمطار وبالجامعة‬

‫وملحقاتها باجزناية خاصة كلية الطب والمستشفى‬ ‫الجامعي‪ ،‬كما أن هذا الخط سيربط وسط المدينة‬ ‫بمنطقة ماالباطا التي تحتضن الكورنيش والمناطق‬ ‫السكنية الحديثة‪.‬‬ ‫إحداث طرامواي بطنجـــة‪ ،‬مشروع مهـــم‬ ‫يستجيب للحاجيات المتنامية للسكان فيما يخص‬ ‫تسهيل حركة النقل العمومي خاصة بعد التوسعات‬ ‫الكبيرة التي شهدتها حركة العمران بالمدينة والتي‬ ‫امتدت شرقا وغربا على طول عشرات الكيلوميترات‬ ‫لتشمل مجموعات كبيرة ومتباعدة من التجمعات‬ ‫السكنية التي تحتاج لوسيلة نقل كبرى الستيعاب‬ ‫الضغط الحاصل في مجال النقل‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫متابعة األخبار‪ ،‬أو الحرص على متابعتهــا‪ ،‬من الفقرات التي تتخلل برنامجــي‬ ‫اليومي‪ .‬فأنا بحكم انخراطي في ناد من نوادي تطوان‪ ،‬أجد الجرائد في متناولي‪،‬‬ ‫وبحكم امتالكي لتلفاز وصحن هوائي‪ ،‬أجد القنوات الفضائية رهن إشارتي‪ .‬لكني‬ ‫رغم هذه المغريات اإلعالمية المكتوبة والمرئية‪ ،‬أحرص ــ الحرص الشديد ــ على‬ ‫متابعة النشرات اإلخبارية التي تبثها قنواتنا الوطنية‪.‬‬ ‫وفي كل مرة أشاهد فيها هذه القنوات‪ ،‬ألمس الفرق بينها وبين قنوات الدنيا‪،‬‬ ‫شرقيها وغربيها‪ .‬لكني رغم هذه الفوارق التي تصنفنا في الرتب األخيرة‪ ،‬تجدني‬ ‫ألتمس األعذار للقائمين على الهيئة اإلعالمية ببلدنا‪ ،‬وأحاول الدفاع عنها إذا ما‬ ‫ارتفعت أصوات المستنكرين أو المنتقدين‪ ،‬فأتحجج تارة بقلة اإلمكانيات‪ ،‬وتارة بعدم‬ ‫تحرر هذا الجهاز‪.‬‬ ‫إال أن ما ال أغفره لمبرمجينا‪ ،‬هذه الفترة الزمنية الطويلة التي تفصل بين أخبار‬ ‫الزوال وأخبار المساء‪ ،‬فهذه الفترة إضافة إلى فترة الصباح‪ ،‬يصوم فيها جهازنا أو‬ ‫يكف عن الكالم المباح وغير المباح‪ ،‬حتى إذا أتى المساء‪ ،‬تداخلت جميع القنوات‬ ‫وتقاطعت في بث النشرة المسائية‪ ،‬وكأنها في سباق محموم لنقل الخبر‪.‬‬ ‫ثم بماذا نفسر التهميش الذي تُعامَل به قناة «المغربية اإلخبارية» حين تتغذى‬ ‫على مائدة «الدوزيم» زواال‪ ،‬وتتعشى على مائدة القناة األولى ليال‪ .‬أليس لهذه القناة‬ ‫طاقم من المراسلين والمحررين ومقدمي النشرات؟ وإذا لم يكن لديها هذه الطاقم‪،‬‬ ‫فلِم سميناها باإلخبارية؟‬ ‫والربورتاجات‪ ،‬ما رأيكم فيها؟ هل تنقل الواقع كما هو؟ هل تشفي الكاميرا‬ ‫غليلكم إذا نزلت إلى الشارع؟ والصور‪ ،‬صور األحداث‪ ،‬هل تنقل األحداث كما هي؟‪.‬‬ ‫إن هيئة اإلعالم السمعي البصري‪ ،‬ينبغي أن تستيقظ من النوم‪ ،‬وتنفض عنها‬ ‫غبار الكسل والخمول‪ ،‬وتنضم إلى القافلة‪ ،‬فالعالم سبقنا بأشواط وأشواط‪ ،‬في‬ ‫ميادين شتى‪ ،‬على رأسها اإلعالم‪.‬‬

‫بيـان‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫من جميل ما يحدث لي في كل زيارة إلى النعيمة‬ ‫ومداغ أن كل زيارة تختلف عن نظائرها من حيث‬ ‫محمولها النفسي والفكري‪.‬‬ ‫قبيل فجر يوم السبت ‪ 18‬محرم ‪ 1437‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 2015‬توجهت مع بعض رفقائي(*)‬ ‫إلى النعيمة لزيارة الشيخ المربي الروحي سيدي حمزة‬ ‫القادري بودشيش‪ ،‬بعد زوال ذلك اليوم وصلنا إلى‬ ‫النعيمة‪ ،‬كانت غاصة بمئات الفقراء الوافدين عليها‬ ‫من كل فج عميق‪.‬‬ ‫استقبلنا سيدي حمزة بكرمه المعهود ونضارة‬ ‫وجهه الكريم‪ ،‬مكثنا عنده ‪ ،‬ولما حان وقت صالة‬ ‫المغرب‪ ،‬صلينا معه بعد أن زودنا بما نحتاج إليه من‬ ‫عدة نفيسة‪ ،‬ثم قصدنا وجهة مداغ (الزاوية األم)‬ ‫للحضور في ليلة كبرى للذكر والسماع مع سيدي جمال‬ ‫الدين نجل سيدي حمزة رضي اهلل عنهما‪.‬‬ ‫في الطريق‪ ،‬أمتعني سيدي إبراهيم أفيالل بنص‬ ‫صوفي للشيخ أبي العباس أحمد بلقايد الهبري‪ ،‬هذا‬ ‫النص تدور معانيه في فلك الوالية الصوفية‪ .‬أعجبت‬ ‫به غاية اإلعجاب ونحن في السيارة‪ ،‬لكني ضاعفت‬ ‫إمتاعي ومؤانستي به عندما قصدها الفقراء بمداغ في‬ ‫حضرة سيدي جمال‪.‬‬ ‫يقـول النص‪:‬‬

‫بحسن نية‪ ،‬نشرنا في العدد ‪ 808‬من «الشمال» مراسلة لرشيدة اليحياوي‪ ،‬دون التدقيق في المادة‪ ،‬حيث إن‬ ‫مراسلينا والمتعاونين معنا عودونا دائما على الصدق والموضوعية في مراسالتهم‪.‬‬ ‫وحين مراجعة المادة‪ ،‬اتضح لهيئة التحرير أن المراسلة المذكورة تحمل الكثير من االفتراءات واالدعاءات‬ ‫المغرضة كما تحمل إساءة بليغة لجامعة عبد المالك السعدي العتيدة ولكلياتها في كل من طنجة وتطوان ومرتيل‪ ‬‬ ‫وتتحدث عن «خروقات» بمدلول جنائي خطير‪ ،‬وعن تالعبات واحتجاجات وفوضى وعبث‪ ،‬في انتقاء طلبة الماستر‬ ‫والدكتوراه‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يكون رد فعل المسؤولين عن الجامعة والكليات المعنية‪ ‬قويا وصارما ‪ ،‬حيث توصلنا باستفسار‬ ‫في الموضوع ‪ .‬وبدورنا ندعو السيدة رشيدة اليحياوي إلى تبرير كل االدعاءات التي تضمنتها مراسلتها‪ ‬وتقديم‬ ‫كافة الحجج الموثقة حول مزاعمها بخصوص الدخول الجامعي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪ ،‬تفاديا لما‬ ‫يمكن أن تتعرض له صاحبة المراسلة‪ ،‬رشيدة اليحياوي‪ ،‬من مساءلة ومتابعة ينص عليهما القانون‪.‬‬ ‫وسنعود إلى هذا الموضوع بعد توصلنا ببيان صاحبة المراسلة رشيدة اليحياوي في موضوع جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪.‬‬

‫جط‬

‫ينظم «الراصد الوطني للنشر والقراءة»‪ ،‬النسخة الثالثة من «جائزة رونق اإلبداعية» في القصة والشعر والزجل‪ ،‬والمسابقة‬ ‫مفتوحة في وجه كل المهتمين‪ ،‬وفق الشروط اآلتية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن يساهم المشارك بنص واحد باللغة العربية مع تحديد الجنس األدبي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن تكون المشاركة غير منشورة أو فائزة في مسابقة مماثلة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ال تقبل مشاركة الفائزين سابقا بجائزة «رونق» اإلبداعية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أال يتوفر المشارك على إصدار ورقي في الجنس اإلبداعي المشارك به‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أن تكون المشاركة مرقونة على برنامج ‪.word‬‬ ‫‪ 6‬ـ إرسال صورة شخصية للمشارك ونسخة من البطاقة الوطنية أو شهادة الميالد وبيانات كل مشارك (االسم‪ ،‬الدولة‪،‬‬ ‫المدينة‪ ،‬العنوان البريدي‪ ،‬اإللكتروني‪ ،‬رقم الهاتف)‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ آخر أجل الستقبال المشاركات يوم ‪ 31‬دجنبر ‪.2015‬‬ ‫وسيتم االحتفاء بالفائزين ضمن فعاليات «المعرض الوطني الثالث لإلبداع والكتاب»‪.‬‬ ‫ترسل المشاركات إلى البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪rasid.tanger@hotmail.fr / tangerrasid@gmail.com‬‬ ‫أو إلى العنوان البريدي‪:‬‬ ‫الراصد الوطني للنشر والقراءة‬ ‫ص‪ .‬ب ‪ ،12609‬البريد المركزي‪ ،‬طنجة ‪.90000‬‬

‫أصول‪..‬‬ ‫أصول‪..‬‬

‫ال إاله إال اهلل‬ ‫اهلل داوي حالي‬ ‫جذبتني بحسن ضوء وجهها‬ ‫سقتني كأسها من عتيق الخمر‬ ‫غيبتني عني بسر التجلي‬ ‫لكعبة الحق فاسجد وكبري‬ ‫ال إاله إال اهلل‬ ‫سيدي واجبر حالي‬ ‫تحسبها غيري ولست سواها‬ ‫بقاب قوسين لم أر غيري‬ ‫هي عين ذاتي وشمس صفائي‬ ‫ومظهر وجودي في شفعي ووتري‬ ‫ال إاله إال اهلل‬ ‫اهلل داوي حالي‬ ‫كالم قديم الصفات من ذاتي‬ ‫يلوح من صفاء كوكب دري‬ ‫اهلل اهلل اهلل‬ ‫سيدي كن معانا‬ ‫فواتح السور تعرف باسمي‬ ‫والسبع المثاني حقيقة أمري‬ ‫هامت بها األرواح قبل الكروم‬ ‫المشكاه والمصباح والزيت من نوري‬ ‫اهلل اهلل اهلل‬ ‫سيدي كن معانا‬ ‫أسرار حذفت من رموز الفكر‬ ‫بالصهدا تجلت لقائـــد الخيــر‬ ‫رب صل على روح الوجود‬ ‫اآلية الكبـــرى مرآة النظـــر‬ ‫في صباح يوم األحد‪ ،‬توجهنا إلى ضريح مداغ‬ ‫للترحم على رجاالت هذه الزاوية المحمدية المباركة‪،‬‬ ‫فوفد علينا رجل من األسرة القادرية البودشيشية‬ ‫تستحي منه المالئكة‪..‬‬ ‫(*) ‪ :‬إبراهيم أفيالل‪ -‬عبد العزيز أفيالل – عبد السالم الزيدي‪.‬‬


‫العدد ‪809‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪ ‬الحكومة تدخل على خط «أمانديس»‬ ‫«شموع طنجة» أزعجت الحكومة‬

‫• اإلعالن عن سلسلة من التدابير الميدانية لتصحيح الوضعية‬ ‫• بنكيران‪ :‬ال أحد ينكر وجود اإلختالالت‪ ،‬ولكن «اللي اعطى اهلل اعطاه»‬ ‫• المشكل وجد طريقه إلى الحل ويجب العمل على التهدئة‬ ‫• رحيل «أمانديس» خيار غير وارد في الوقت الراهن‬ ‫يبدو أن «شموع طنجة»‪ ‬أزعجت الحكومة ‪ ‬بشكل‬ ‫غير متوقع وفرضت عليها استباق األحداث تفاديا لدخول‬ ‫طنجــة «منطقة اضطرابــات غير مأمونة ‪ ‬العواقــب»‪،‬‬ ‫بأن ‪ ‬عهــدت‪ ،‬في وقت قياسي‪ ،‬إلى لجنة وزارية خاصة‪،‬‬ ‫بدراسة الوضع في عين المكان‪ ،‬على «ضوء» شموع‬ ‫احتجاجات سكان طنجة‪« ‬الميدانية» التي‪ ‬بدأت تنتشر‬ ‫في منطقة الشمال‪ ‬الخاضعة إلمبراطورية «أمانديس»‬ ‫الفرنسية‪ ،‬لتزحف نحو إمبراطورية «ليديك» الفرنسية‬ ‫أيضا‪ ،‬وليعم البالء‪ .‬كافة أرجاء البالد ! ‪......‬‬ ‫اللجنة الوزاريــة «تقصت الحقائـق» لدى الواليــة‬ ‫والجماعة والشركة صاحبـة «التبذير» المفوض‪ ،‬ولدى‬ ‫مختلــف الجهات المشتبــه في تورطها في «فضائح»‬ ‫أمانديس‪ ،‬ووقفـت‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬على االختــالالت التي‬ ‫يشكو منها المواطنون‪ ‬والتي دفعت باآلالف منهم إلى‬ ‫النزول إلى الشارع‪ ‬للتظاهر ضد «أمانديس» وأيضا ضد‬ ‫«المباالة» المسؤولين المحليين‪ ،‬حيث أن المواطنين‬ ‫لم يتوقفـوا‪ ،‬منذ سنين‪ ،‬عن التشكي من تعنت هذه‬ ‫الشركة األجنبية‪ ‬التي تتصرف في رقاب المواطنين كيف‬ ‫تشاء‪ ،‬دون رقيب أو حسيب‪..... ! ‬‬ ‫وما فاتورات الصيـف الماضي إال «النقطة التي‬ ‫أفاضت الكأس» بينما السكان لم يتوقفوا عن التنديد‬ ‫بالخروقات التي تورطت فيها «أمانديس» في ما يتعلق‬ ‫بكناش التحمالت‪ ،‬كما تورطت فيها المجالس البلدية‬ ‫السابقة‪ ،‬بسبب عدم‪ ‬ضبط أداء هذه الشركة‪ ‬وعدم‬ ‫إحكام المراقبة على طريقة تعاملها مع المواطنين‪.‬‬ ‫وأمام إصرار أهل طنجة على مواصلة «نضالهم»‬ ‫المتحضر‪ ،‬رغم «الترهيب» والتهديد الذي واجهتهم به‬ ‫القوات العمومية‪ ،‬وذلك من أجل رفع «ضيم» أمانديس‬ ‫عنهم‪ ،‬بطرد هذه الشركة الغول من مدينتهم‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من التطمينات التي قدمها العمدة في بياناته وندوته‬ ‫الصحافية المعلومة‪ ،‬والتي أفسدتها تدوينة «جارحة»‬ ‫بل «ومؤلمة» ألحد نوابه في حق المحتجين‪ ،‬وأمام‬ ‫تفاقم الوضع الذي دخل مرحلة الزمجــرة‪ ،‬حل بطنجة‪،‬‬ ‫يوم األحد الماضي‪ ،‬رئيس الحكومة ووزيــر الداخلية‪،‬‬ ‫ليعلنا‪ ،‬خـــالل لقـــاء موسع مع المنتخبين محليين‬ ‫وبرلمانيين‪ ،‬عن تدابير استثنائـــية‪ ،‬اتخذتها الحكومـــة‪ ‬‬ ‫والتي تتقاطــع مع مطـــالـب السكـــان ‪ ‬وتستجيـــب‬ ‫لرغباتهــم‪.‬‬ ‫عبد اإلله بنكيران الذي قال إنه انتقل إلى طنجة‬ ‫رفقة وزير الداخلية بتعليمات ملكية سامية‪ ،‬اعترف‪،‬‬ ‫بداية‪ ،‬بوجود اختالالت في أداء أمانديس‪ .‬وردد‪،‬‬ ‫مستسلما‪« :‬اللي أعطى اهلل اعطاه»‪( ‬يعني) ‪« ‬أن الجميع‬ ‫«يعلم»‪ ،‬وال أحد «ينكر» وجود هذه االختالالت» ولكن‬ ‫الحكومة قامت بواجبها‪ ‬والمشكل ‪ ‬وجد طريقه إلى‬ ‫الحل‪ ،‬يقول رئيس الحكومة‪ ‬الذي كان يتكلم بنوع من‬ ‫«النرفزة» خالفا لعاداته «الخطابية» ‪« ‬المتقفشة»‪ ،‬بل‬ ‫إن كالمه اتخذ أحيانا طابع التهديد‪« :‬أنا أريد أن أكون‬ ‫واضحا معكم»‪ .‬اإلحتجاج يجب أن ينتهي‪.....! ‬‬ ‫وخالل حديثه‪ ‬استعرض التدابير التي اتخذتها‬ ‫اللجنة الوزارية الخاصة في إطار تشاركي مع الجماعة‬ ‫وشركة التدبير المفوض السيء الذكر‪ ،‬والمفروض‬ ‫على المواطنين دون إرادة منهم وال رغبة‪ ،‬وأكد أن‬ ‫هذه اإلجراءات تتضمن القيام بمراجعة خاصة للفواتير‬ ‫المتعلقة بشهر يوليوز وغشت ‪ ‬وأنها تستجيب‪ ‬لرغبات‬ ‫المواطنين‪ ،‬بغاية معالجة االختالالت التي تسببت ‪ ‬في‬ ‫غالء الفواتير التي تضرر منها السكان‪.‬‬ ‫اإلجراءات ‪ ‬تتضمن مراجعة جميع فواتير االستهالك‬ ‫المنزلي ابتداء من شهر يوليوز ‪ ،2015‬مع تحليل إجمالي‬ ‫ألسلوب الفوترة من طرف اللجنة‪ ،‬قصد تصحيح الفواتير‬ ‫التي تطبعها االختالالت‪ ،‬إضافة إلى مطالبـة الشركة‬ ‫بعدم قطع التزويد بالماء والكهرباء خالل فترة عمل‬ ‫اللجنة‪ ،‬والعودة إلى إرسال اإلشعار بمواعد قراءة العداد‬ ‫ابتداء من فاتح نوفمبر ‪ 2015‬حتى يتأكد المواطنون‬ ‫من أن الشركة قامت فعال بقراءة العدادات ‪،‬واعتماد‬ ‫المسؤولين عن مصالـــح إعـــداد الفواتير كمخاطبين‬ ‫رسميين للزبناء‪ ،‬ووضع إجراءات استعجالية لتحسين‬

‫ظروف استقبال المواطنين مع إحداث وكاالت جديدة‬ ‫بما يتناسب ومصلحة الساكنة‪.‬‬ ‫ومن بين هذه اإلجراءات أيضا‪ ،‬تفعيل عملية منح‬ ‫العدادات الفردية أو المشتركة حسب الحاالت‪ ،‬حيث‬ ‫يتم احتساب األشطر وفق عدد األسر القاطنة بالمسكن‬ ‫الواحد واعتماد وسائل خاصة تمكن األسر ذات الدخل‬ ‫المحدود من التحكم في استهالكها وإحداث ‪ ‬خلية‬ ‫دائمة لتحليل ومراقبة الفواتير قبل وضعها لالستخالص‬ ‫بهدف ‪ ‬ضبط عملية الفوترة وتقليص نسبة األخطاء‬ ‫مع إجراء بحث على الفواتير التي تجاوزت االستهالك‬ ‫االعتيادي‪ ،‬وكذا إحداث شباك للشكايات بكل الوكاالت‬ ‫مع إمكانية اللجوء إلى لجنة مشتركة للتحكيم في‬ ‫حالة عدم التوافق‪ ،‬واالمتناع عن قطع التزويد بالماء‬ ‫والكهرباء بسبب عدم األداء إال بعد إعالنين مسبقين‬ ‫بالقطع وعدم القيام بذلك أيام الجمعة والسبت واألحد‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار أعلم رئيس الحكومة أنه تمت إلى‬ ‫اآلن مراجعة ‪ 8900‬فاتورة والعمل جار بالنسبة للفواتير‬ ‫الباقية‪ ،‬والتي تهم فوق المليون من سكان المدينة‬ ‫التي قال رئيس الحكومة إنها تشهد اليوم نهضة‬ ‫عمرانية واقتصادية كبرى‪ ،‬ولكنه اعترف بوجود «شوية‬ ‫دالهشاشة» و «شوية دالفقر»‪....‬‬ ‫رئيس الحكومة انتقل بعد ذلك إلى «لغة العواطف»‬ ‫إذ قال إن «طنجة عزيزة علينا وعلى المغاربة» وعلى‬ ‫العالم بأسره‪ ،‬وأن هذه «الفتنة» ــ يعني الحراك الشعبي‬ ‫ضد أمانديس ــ ال تناسب حاضر وال مستقبل هذه‬ ‫المدينة التي يرعاها جاللة الملك بعنايته السامية ‪.‬‬ ‫ودعا إلى وقف كافة أشكال االحتجاجات متسائال‪:‬‬ ‫«ما دام مشكل الفواتير قد وجد طريقه إلى الحل‪ ،‬ما هو‬ ‫المشكل اآلن» ؟ وذكر بأن الوقت وقت تهدئة‪ ،‬و «أن‬ ‫اهلل أنعم علينا بالديمقراطية وكرمنا بالسلم‪ ،‬فال يجمل‬ ‫بنا أن نعود إلى الوراء»‪.‬‬ ‫عبد اإلله بنكيران ّ‬ ‫ذكر في خطابه منتخبي طنجة‬

‫بدورهم كوسطاء بين الحكومة والسكان‪ ،‬وطلب منهم‬ ‫أن يقوموا بتوعية المواطنين بالتطورات اإليجابية‬ ‫التي شهدها الوضع الجديد في أعقاب زيارته ووزير‬ ‫الداخلية لطنجة بتعليمات ملكية‪ ،‬واإلعالن عن ‪ ‬التدابير‬ ‫االستثنائية لمعالجة مسألة الفواتير ‪ ‬واالختالالت التي‬ ‫يشهدها أداء شركة «أمانديس» كما طلب منهم‪ ‬‬ ‫العمل على أن تتوقف االحتجاجات وتعود السكينة‬ ‫إلى المدينة‪ ،‬ألنه من غير المعقول‪ ،‬في نظره‪ ،‬أن‬ ‫يستمر هذا الوضع‪ ‬الذي يسيء لطنجة كما قد تكون‬ ‫له انعكاسات سلبية على حركة السياحة واالقتصاد‬ ‫واالستثمارات الخارجية‪ .‬واعترض على فكرة المسيرات‬ ‫السلمية‪ ،‬معتبرا أن تصرفا طائشا من شخص واحد‪،‬‬ ‫يكفي لخلـق مشاكـل مدنية وأمنيــة‪ ،‬رغم الحرص على‬ ‫سلمية تلك االحتجاجات‪.‬‬ ‫ووجه نداء إلى «ناس ديال طنجة» بأن يتوقفـوا‬ ‫كليا عن المشاركة في هذه «األعمال»‪ ‬لكي تتحقق‬ ‫«التهدئة» و «تعود المياه إلى مجاريها»‪.‬‬ ‫وختـــم حديثــه إلى سكــان طنجـــة عبر منتخبيهم‬ ‫الجماعيين والبرلمانيين‪ ،‬بحضور والي الجهــة‪ ،‬محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬بأن ذكرهم بمسؤولياتهم الوطنية في‬ ‫حماية أمن واستقرار البالد وأنه «غير معقول» أن ننساق‬ ‫إلى أعمال يقوم بها «اللي غير واعي» بحجة التضامن‪ .‬‬ ‫وتساءل‪« :‬هاد الخروج الش»؟ ما دام أن المشكل ‪ ‬حل‪،‬‬ ‫وأن وزارة الداخلية قدمت ما يكفي من ضمانات لتنفيذ‬ ‫كافة اإلجراءات والتدابير التي وصلنا إليها لحل المشكل‬ ‫الذي اشتكى منه السكان وسنواصل العمل من أجل‬ ‫تحسين أداء شركة «أمانديس»‪.‬‬ ‫ردود رئيــس الحكومــة فيما بعد‪ ،‬عن تدخــالت‬ ‫الحاضرين‪ ،‬كانت مقتضبة‪ ،‬ولم تخرج عن ثالثة أمور‪:‬‬ ‫مراجعة الفواتيـــر التي تسببـــت في احتجاجـــات‬ ‫السكان‪ ،‬وقف «الخرجات» الشعبيــة لما تحملـــه من‬ ‫تهديد لمصالح المدينة‪ ،‬وأن رحيل أمانديس خيار غير‬ ‫مطروح اآلن‪.‬‬

‫‪ ‬وزير الداخلية‪ ،‬من جهتـه‪ ،‬أكد أنه تم الوصول‬ ‫إلى اإلشكاالت التي تسببت في غالء الفواتير ودفعت‬ ‫المواطنين إلى االحتجاجات‪ ،‬وأن جميع تلك اإلشكاالت‬ ‫ستجد طريقها إلى الحل‪ ،‬عبر إجراءات تقنية وميدانية‪ ‬‬ ‫في إطار الحوار والتشاور الذي يخدم مصالح السكان‬ ‫والمدينة التي تشهد اليوم نهضة اقتصادية واعدة‪،‬‬ ‫بفضل العناية الكبيرة التي يوليها جاللة الملك لهذه‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫أخبار آخر ساعة قالت إن لجنة خاصة من وزارة‬ ‫الداخلية ستتولى خالل األسبوع الحالي متابعة تقصي‬ ‫أخبار المتضررين من تعامل «أمانديس‪ ،‬عبر إجراء‬ ‫بحوث ميدانية‪ ،‬تستخلص منها أسباب تذمر السكان‬ ‫من أداء هذه الشركة األجنبية التي يطالبون برحيلها‬ ‫وبضرورة متابعتهــا بسبب الفســـاد الذي أدى إلى‬ ‫االختالالت التي دفعت السكان إلى الخروج إلى الشارع‬ ‫باآلالف‪.‬‬ ‫كيف سيكــون رد فعـــل السكـــان على التدابير‬ ‫«االستثنائية» و «االستعجالية» التي اتخذتها الحكومة‬ ‫من أجل «تصحيح الوضعية وإرجاع األمور إلى نصابها»‬ ‫وفق نطق بنكيران‪ ،‬وعلى دعوة رئيس الحكومة إلى‬ ‫«عدم االنسياق وراء «الدعوات الغير مسؤولة‪ ،‬إلثارة‬ ‫البلبلــــة»‪ ،‬وهـــل اقتنــع السكــان وممثلوهم بجدية‬ ‫اإلجراءات المعلــن عنهــا والتــي من المفترض أنها‬ ‫ستفرض على «أمانديس» السيئة الذكر‪ ،‬تغيير طريقة‬ ‫تعاملها من المواطنيــن الذين ليســـوا «خماسين»‬ ‫بضيعتها «المغربية» بل هم أصحاب أرض وحق‪ ،‬وهم‬ ‫أولياء نعمتها التي ينعم بها مدراؤها وأعوانها دون‬ ‫رقيب أو حسيب‪ ،‬بل‪ ،‬وأحاينا‪ ،‬بنوع من التواطؤ من جانب‬ ‫المكلفين‪ ،‬ياحسرة‪ ،‬بتتبع أدائها ومراقبته؟‬ ‫هذا ما ستكشف عنه األيام القادمة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫‪5‬‬

‫إلياس العماري في افتتاح ندوة دولية ‪:‬‬

‫“طنجة فاصل بين التنوير والظالم”‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫في سابقة ال مثيل لها‪ ،‬كانت طنجة‪ ،‬يوم الجمعة الفارط‪ ،‬على موعد مع افتتاح الدورة األولى لـ «حوارات من دون حدود» بمقر جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫وقال إلياس العماري‪ ،‬الرئيس المؤسس لجمعية ثويزا‪ ،‬المنظمة لهذه الندوة الدولية‪ ،‬في كلمته االفتتاحية‪« :‬عندما أطلقنا هذه‬ ‫المبادرة‪ ،‬كنا نطمح إلى خلق فضاء فكري حر ورحب‪ ،‬تلتقي تحت سقفه مختلف المشارب والتيارات الثقافية»‪ ،‬قبل أن يضيف‪« :‬إن الغاية من‬ ‫هذه الندوة الثقافية الدولية‪ ،‬هي إعادة االعتبار لقيمتي الفكر والعقل اللتين أصبحت مجتمعاتنا في أمس الحاجة إليهما لتنوير دروب تزداد‬ ‫عتمة وظلمة»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫وقال الرئيس المؤسس لجمعية ثويزا‪ ،‬الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجهة‪ ،‬مخاطبا المثقفين والمفكرين المشاركين في فعاليات‬ ‫هذه الحوارات ‪« :‬إنكم حجر الزاوية في زخم المعارك الطاحنة بين األفكار التنويرية وبين األفكار العدمية الظالمية»‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬اعتبر العماري في كلمته‪ ،‬من أسماهم المتنورين‪ ،‬إنهم أملنا ومآلنا في كسب معركة السلم واالستقرار والعدالة‬ ‫يَهنَ‪ ،‬فعلى أرضنا السالم‪ ،‬إذ سيشيع االقتتال واالستبداد‪ ،‬وهي معركة يُضيف‬ ‫االجتماعية‪ ،‬مضيفا أن عقل المتنورين إذا ما قدر له أن ِ‬ ‫المتكلم‪ ،‬ال خيار لنا فيها سوى انتصار العقل‪ ،‬فهزيمته تعني بقاءنا مجرد دمى تتقاذفها أهواء القوى العظمى في عالمنا المعَوْلم‪.‬‬ ‫وفي سياق كلمته المليئة باإلشارات الفاضحة للواقع الثقافي‪ ،‬والتي عبر عنها بالموت الكاسح الذي يتقدم نحونا‪ ،‬وهو موت عدمي‪،‬‬ ‫تمنى إلياس العماري أن تكون طنجة‪ ،‬عبر هذه الحوارات غير المحدودة‪ ،‬فاصال بين العقل والالعقل‪ ،‬وحاجزا بين التنوير والظالم‪ ،‬راجيا أن‬ ‫تكون هذه المدينة العريقة‪ ،‬كما كانت على مر التاريخ‪ ،‬قبلة للمثقفين المناضلين من أجل عالم أفضل‪ ،‬عالم يسود فيه المساواة والعدالة‬ ‫واإلخاء بين األفراد والجماعات‪ ،‬بين األمم والشعوب مهما اختلفت ألسنتهم ومعتقداتهم‪.‬‬

‫جمعية ثويزا تنظم ندوة دولية حول ‪:‬‬

‫“المجتمع و السلطة و الدين في مطلع القرن الحادي و العشرين مغرباً و مشرقاً”‬ ‫بمقر جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬

‫انطلقت صباح يوم الجمعة ‪ 30‬أكتوبر فعاليات الندوة‬ ‫الدولية حول موضوع المجتمع والسلطة والدين في مطلع‬ ‫القرن الحادي والعشرين بالمغرب والمشرق ‪ ،‬ندوة امتدت‬ ‫الى غاية الفاتح من نونبر ‪ ،‬والتي يتمثل الهدف الرئيسي‬ ‫من عقدها ‪ ،‬هو مناقشة وتبادل الرأي حول موضوع شائك‬ ‫وراهن في الوقت عينه؛ ويتعلق األمر بطبيعة العالقات‪،‬‬ ‫التي غالبا ما تتسم بالتعارض والتوتر‪ ،‬بين المجتمع‬ ‫والسلطة والدين في مطلع القرن ‪ XXI‬بالمشرق والمغرب‪،‬‬ ‫وذلك من خالل الوقوف على األوضاع الراهنة لتلك‬ ‫العالقات على المستويات كافة‪ ،‬واستشراف آفاق تطورها‬ ‫في األمد المنظور في ضوء المخاض والتحوالت التي‬ ‫تعيشهاالمنطقة‪.‬‬ ‫في زمن األزمة المالية واالقتصادية والمجتمعية‬ ‫التي تجتاح العالم بأسره والتي تُشكل «بلدان الجنوب»‬ ‫إحدى ضحاياها الرئيسية‪ ،‬وفي الوقت الذي تتعالى فيه‬ ‫بعض األصوات المُعلِنة عن إفالس النظام االقتصادي‪-‬‬ ‫السياسي السائد عالميا‪ ،‬والمتزامنة مع موجة جديدة‬ ‫من العولمة الرأسمالية من جهة‪ ،‬وعن األزمة الحادة‬ ‫والمُتنامية للديمقراطية التمثيلية في «بلدان الشمال»‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬وفي ظل بروز فاعلين سياسيين غير‬ ‫تقليديين جُدد في تلك البلدان‪ ،‬بموازاة انتعاش حركات‬ ‫يمينية متطرفة عنصرية ومعادية لألجنبي فيها‪ ،‬ومع‬ ‫البروز القوي ألطراف سياسية غدت تنازع في صالحيات‬ ‫بل وحتى شرعية الدولة‪ -‬األمة المركزية والتي وصل‬ ‫البعض منها إلى حد المطالبة باالنفصال واالستقالل‪،‬‬ ‫وفي ضوء االنتفاضات‪/‬الثورات أو «الحراك االجتماعي»‪ ،‬غير‬ ‫المسبوق‪ ،‬الذي يجتاح البلدان في المغرب والمشرق الذي‬ ‫أسماه البعض «الربيع العربي»‪ -‬والذي هزّ أركان بعض‬ ‫األنظمة السياسية بالمنطقة أوال؛ مع ما بعث من آمال‬ ‫في التغيير وخلف من خيبات‪ ،‬ومع االنعكاسات والتحوالت‬ ‫التي ما فتئت تترتب عنه في مجموع تلك المنطقة بل وفي‬ ‫العالم بأسره ثانيا ‪ ،‬و مع فيض وانتعاش مختلف التيارات‬ ‫والحركات الطائفية واألصوليات العرقية والدينية التي‬ ‫غدت فاعال سياسيا وعسكريا أساسيا في منطقتنا ومع‬ ‫مختلف التدخالت اإلمبريالية السافرة الداعية إلى إعادة‬ ‫رسم المعالم السياسية للمنطقة والعاملة على تفتيت‬ ‫الوحدة السياسية وعلى تفكيك عدة بلدان بالمنطقة‪،‬‬ ‫وبعيداً عن كافة االختزاالت الصحفية‪-‬اإلعالمية التي تُغرق‬ ‫القراء والمستمعين والمشاهدين في بحر من «األخبار»‬ ‫والتعليقات والتحليالت المُرَصَعة باألفكار المُسبقة‬ ‫والقوالــب الجامــدة حــول اإلسالم والعرب واألصولية‬ ‫والتطرف الخ‪ ...‬مع التبجُح بالحياد والموضوعية‪ ،‬وهو األمر‬ ‫المُفضي ‪ -‬نتيجة التكرار‪ -‬إلى ترسيخ العديد من اليقينيات‬ ‫الكاذبة حول تلك القضايا ويجعل المواطن «العادي» في‬ ‫حيرة من أمره يستعصي معه عليه الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك كله‪ ،‬يتمثل الرهان األساس لهذا اللقاء‬ ‫في االنكباب الهادئ والرصين‪ ،‬وبموضوعية قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫على مناقشة العالقات المعقدة بين «المجتمع والسلطة‬ ‫والدين» في مطلع القرن ‪ XXI‬بالمغرب والمشرق على‬ ‫حد سواء‪ ،‬مع السعي إلى استشراف آفاقها المُمكنة‬ ‫والمحتملة‪.‬‬ ‫و في مداخلة للمفكر والفيلسوف ناصيف نصار حول‬ ‫اإلسالم وعقدة الدولة ‪ ،‬فقد تم توضيح مدى ضرورة‬ ‫الدولة للدين ومدى ضرورة الدولة لإلسالم على وجه‬ ‫الخصوص ‪ ،‬وهل الدولة جزء ال يتجزأ من اإلسالم باعتبار‬ ‫أن هذا هو قلب المشكلة ‪ ،‬ويخلص إلى أن المجتمع‬ ‫العربي في حركة دائمة ومستمرة ويحتاج إلى إعادة بناء‪،‬‬ ‫ما يعني أنهم ضد الذين يتهمون المجال العربي بالجمود‬ ‫والركود‪ .‬المجتمع العربي بالنسبة إليهم «مجتمع متحرك‬ ‫يتطور‪ ،‬يتغير‪ ،‬وينتقل من طور إلى طور‪ ،‬وقد تجلى هذا‬ ‫الواقع في تاريخه منذ مئتي سنة إن لم يكن منذ قرون‬ ‫عدة‪ ،‬فالمجتمع العربي مدعو لكي يطور مؤسساته وقيمه‬ ‫الموروثة التقليدية‪ ،‬وأن يكيّف منظومته القيمية بحسب‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫حاجات العصر أو االستجابة لتحدياته‪ ،‬هذا مجتمع يتطور‬ ‫وينبغي له أن يسرع في عملية تطوره‪ ،‬وهذا األخير يتطلب‬ ‫إعادة البناء‪ ،‬وإعادة النظر في أمور كثيرة‪ ،‬كما يتطلب أيضا‬ ‫اإلبداع واالختراع‪ ،‬فالمجتمعات النامية القوية والمتحركة‬ ‫هي مجتمعات تحافظ من جهة‪ ،‬وتعيد النظر في موروثها‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ومن جهة ثالثة‪ ،‬تحاول أن تبدع‪ ،‬أن تجدد‪،‬‬ ‫أن تخترع ما يالئم حاجاتها وظروفها‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬فإن‬ ‫المجتمع العربي ال يرفض العلمانية رفضاً قاطعاً‪ ،‬العلمانية‬ ‫تتطلب تغيراً في العقلية‪ ،‬وإعادة النظر في بنية الدولة وفي‬ ‫عالقة الدولة بكل مؤسساتها‪ .‬على أي حال‪ ،‬الدولة العربية‬ ‫ال تفتش عن أساسها في الدين‪ .‬فالدول العربية القائمة‬ ‫حاليا ليست دو ًال دينية من حيث أساسها‪.‬‬ ‫و اعتبر أحمد الخمليشي  أن  موضوع الدين والمجتمع ‬ ‫موضوع ذو حساسية كبرى‪  ،‬وفي غاية من التعقيد خاصة‬ ‫إذا ما تم إقرانه بمفاهيم أخرى ذات مضامين واسعة‬ ‫ومتشعبة كالديمقراطية والحداثة والسياسة‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫اإلشكالية ليست في الدين أو شرائعه وأحكامه‪  ،‬بل جوهر‬ ‫اإلشكالية يكمن في التفسير  قبل الحديث عنه  كعقيدة‪.‬‬ ‫وأضاف الخمليشي أن هناك طرفي نقيض لفهم‬ ‫الدين‪  ،‬األول يعتبره دين التسامح والتعايش برؤية‬ ‫شمولية لهذا المفهوم‪  ،‬بينما الطرف الثاني المتشدد يرى‬ ‫«أن  الجهاد في حق الكفار واإللحاد والعلمانية والتحلل هو‬ ‫فريضة العصر وواجب اآلن» كما يقول الشيخ القرضاوي‪  .‬‬ ‫لهذايقولالخمليشيإنالمشكلةالمرتبطةبالمسألة‬ ‫الدينية مشكلة ثقافية متأصلة  وليس مشكلة معرفية‪،‬‬ ‫وترسخ هذه الثقافة في تفسير الدين والمتميزة ببعض‬ ‫الخصائص وفي مقدمتها عدم االعتراف باآلخر وتكفيره‪ ،‬‬ ‫وترجع باألساس للموروث الثقافي المكتسب  والمرتبط‬

‫باألساس بعدة مفاهيم لها عالقة بالدين‪ .‬ويسوق‬ ‫الخمليشي مثاال في هذا اإلطار على أن الناطقين باسم‬ ‫الدين طائفة خاصة‪ ،‬فالدين ليس مفتوحا للجميع وهذه‬ ‫حقيقة  سائدة  تسري على جميع الديانات سماوية أو غير‬ ‫سماوية‪ ،‬وعلى أن ما تنطق به هذه الطائفة ينقل وال يعقل‬ ‫(بضم الياء)‪ ،‬لذلك أبرز الخمليشي  أنه على مر التاريخ غالبا‬ ‫ما استندت السلطة على الدين لشرعيتها‪.‬‬ ‫وأرجـــع الخمليـشـــي إشكــــاليــــة التقلــــيـــد‬ ‫وإلزاميته  لألمــة إلى الموروث الثقافــي وليس لألحكام‬ ‫الشرعية والنصوص‪ ،‬مستشهدا في هــذا الباب بأسف‬ ‫كبير باإلمام الغزالي الذي يدافع «عن كون التقليد واجب‬ ‫شرعي»‪  .‬التقليد ليس تنازال عن االجتهاد ‪ ،‬بل هناك‬ ‫إجماع على التقليد‪ ،‬لذلك فنتيجة لهذا الموروث‪ ،‬فاندماج‬ ‫األحكام االجتهادية باألحكام المقررة في نصوص أصبحت‬ ‫تنقل وال تعقل خاصة في التقليد المذهبي السائد اليوم‪،‬‬ ‫يقولالخمليشي‪.‬‬ ‫و بالنسبة لمداخلة االستاذ عبد االله بلقزيز فقد اعتبر‬ ‫أن الدولة في الماضي كانت تدعي أنها القوة الذابة عن‬ ‫اإلسالم‪ ،‬الحادبة عليه‪ ،‬الحاملة إياه إلى اآلفاق‪ ،‬لكننا نعرف‪،‬‬ ‫أن اإلسالم لم ينتشر في العالم بالسيوف والرماح‪ ،‬فحتى‬ ‫إبان الفتوح الكبرى‪ ،‬في القرن الهجري األول‪ ،‬لم يفرض‬ ‫الفاتحون دينهم بالقسر على سكان البالد الموطوءة‪،‬‬ ‫فبقي أكثر سكانها على دينهم‪ ،‬وفرضت عليهم الجزية‬ ‫ضريبة أمان‪ ،‬ولقد مر زمن طويل‪ ،‬بعد الفتح‪ ،‬كان فيه‬ ‫المسلمون قلة في العراق والشام ومصر وبالد فارس‪،‬‬ ‫في المقابل نهض التجار والمتصوفة بأدوار كبرى في‬ ‫نشر اإلسالم‪ ،‬في آسيا وإفريقيا‪ ،‬على أوسع النطاقات بما‬ ‫لم تستطعه الدولة أو الحركات السياسية‪ ،‬وحين انكفأ‬ ‫سلطان «دولة اإلسالم» في الحقبة االستعمارية‪ ،‬وقامت‬

‫دولة االحتالل بإدارة المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬لم يتعرض‬ ‫الدين للتصفية أو االجتثاث‪ ،‬حتى على الرغم من حمالت‬ ‫التبشير الكاثوليكية والبروتستانتية المكثفة‪ ،‬والمسكوت‬ ‫عن حرية حركتها من اإلدارات االستعمارية! ولم يكن‬ ‫تحقق األمن الديني (اإلسالمي) ثمرة «تحضر» االستعمار‪،‬‬ ‫وإنما أتى نتيجة رسوخ اإليمان اإلسالمي في نفوس‬ ‫المسلمين‪ .‬والمثال األجلى عن عدم حاجة الدين إلى من‬ ‫يحميه من خارج المجتمع (هو) مثال الجزائر‪ ،‬فلقد خضعت‬ ‫أربعة أجيال أو خمسة من الجزائريين الحتالل فرنسي‬ ‫بغيض‪ ،‬جرب‪ ،‬بالوسائل كافة‪ ،‬تذويب الشخصية الوطنية‬ ‫والدينية للسكان في أفق استيعابهم ضمن مشروع إدماج‬ ‫«الجزائر الفرنسية» في الكيان الفرنسي‪ ،‬والنتيجة أن جزائر‬ ‫الستينات المستقلة خرجت أكثر تمسكاً بإسالميتها من أي‬ ‫فترة أخرى سابقة في تاريخنا‪.‬‬ ‫غير أن التشديد على عدم وجود تالزم بين الدين‪،‬‬ ‫من جهة‪ ،‬والدولة والجماعات السياسية‪ ،‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫و(التشديد) على أن المجتمع واألمة كالهما حاضنة الدين‬ ‫ومرجعه التاريخي‪ ،‬يجد من يستثمره‪ ،‬عكس منطقه مؤداه‪،‬‬ ‫قصد الدعوة إلى فك الدولة وارتباطها بالدين فكاً نهائياً‪،‬‬ ‫وإعادته إلى أهله الطبيعيين (يقصدون بهم الجماعات‬ ‫الدينية) بحسبانه شأناً خاصاً بهم‪ ،‬وما من شك لدينا‬ ‫في أن األمر‪ ،‬في هذه الدعوى‪ ،‬يتعلق بتأويل زائف للفكرة‬ ‫القائلة بتالزم الدين والمجتمع‪.‬‬ ‫تواصلت فعاليات الندوة الدولية الهامة على مدى‬ ‫ثالثة أيام بمقر جهة طنجة تطوان الحسيمة بتدخالت‬ ‫كل من االساتذة عزيز العظمة وعلى أمليل والفضل شلق‬ ‫وطيب تيزني وجاك قبانجي وعبد اهلل لوكس وعبد السالم‬ ‫طويل برئاسة الدكتور مصطفى القباج‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬


‫العدد ‪809‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫بالماليير‬ ‫علي الفاسي الفهري‪ ،‬ال يتعلق األمر هذه المرة‬ ‫بمدير المكتب السينمائي المغربي‪ ،‬بل بمدير مكتب‬ ‫الماء والكهرباء‪ ،‬والحكاية أن المكتب لم يستخلص إلى‬ ‫اآلن مستحقات استغالل شبكة األلياف البصرية من‬ ‫طرف شركة «إينوي» التي حصلت على امتياز تقديم‬ ‫خدمات الهاتف المحمول‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪.2005‬‬ ‫ويتحدثون عن مبالغ تفوق ‪ 16‬مليار سنتيم عن كل‬ ‫سنة استغالل‪ .‬ولم يبادر الفاسي الفهري إلى استخالص‬ ‫هذه المبالغ وال هدد بقطع اإلمداد باستغالل شبكة‬ ‫األلياف البصرية‪ .‬بينما يضرب أعوان شركات توزيع‬ ‫الماء والكهرباء بقوة حين يتعلق األمر بمستهلك تأخر‬ ‫شهرين عن دفع مبلغ الفاتورة الذي ال يتعدى بضع‬ ‫عشرات من الدراهم‪! ‬‬ ‫كلها وسعده !!!‪.....‬‬

‫*******‬

‫العملة المزورة‬ ‫أوراق نقدية مزورة‪ ،‬بالماليين‪ ،‬تروج في العلب‬ ‫الليلية وفي عمليات تجارية وهمية‪ ،‬أثارت انتباه‬ ‫المسؤولين الذين يبدو أنهم تحروا في الموضوع‬ ‫وانتهوا إلى اإلقرار أن شبكات التزوير تستعمل وسائل‬ ‫تقنية متطورة يصعب معها الكشف بسهولة عن طبيعة‬ ‫األوراق المتداولة‪ .‬المزورون يتخذون احتياطات كبيرة‬ ‫لكي ال يتم اكتشافهم وذلك عن طريق اختيار الوسائط‬ ‫غالبا من وسط فتيات قد ال يثرن الشبهات‪ .‬وقد تعرضت‬ ‫الكثير من المحال التجارية إلى عمليات نصب بواسطة‬ ‫تلك األوراق المالية‪ ،‬معظمها من فئة ‪ 200‬و‪ 100‬و‪50‬‬ ‫و‪ 20‬درهما‪.‬‬ ‫وتقول أوســـاط عليمة أن األوراق المالية التي‬ ‫رصدت خالل سنة واحدة فاقت مليوني درهم‪ ,‬وقد‬ ‫لوحظ أن العديـــد من المهاجرين األفارقة السريين‬ ‫ينشطون في شبكـــات تزوير العمـــالت‪ ،‬حيث أوردت‬ ‫الصحافة الوطنية حاالت نصب تعرض لها عدد من‬ ‫التجار من طرف هؤالء المهاجرين في مدن مختلفة‪.‬‬ ‫فهال وجه البحث في هذا االتجاه؟‬

‫*******‬

‫فرنسا األولى دائما‪....‬‬ ‫فرنسا هي الزبون السياحي األول للمغرب‪ ،‬سواء‬ ‫على مستوى عدد السياح حيث إنهم يمثلون ‪ 35‬بالمائة‬ ‫من العدد اإلجمالي للسياح بالمغرب أو من حيث عدد‬ ‫ليالي المبيت‪ .‬أما االستثمارات السياحية الفرنسية ما‬ ‫بين ‪ 2004‬و‪ ،2014‬فقد فاقت ‪ 7,2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫والعهدة على الراوي الذي هو وزير السياحة الذي‬ ‫نقل «رؤيته» من ‪ 2010‬إلى ‪ 2020‬ثم إلى ‪ 2030‬التي‬ ‫سوف يتخطى عندها المغرب حاجز الثالثين مليون‬ ‫سائح‪.‬‬ ‫أطال اهلل في عمر الجميع‪....! ‬‬

‫*******‬

‫‪ : 2016‬سنة السجون بامتياز‬ ‫إذا صادق البرلمان على ميزانية السنة المقبلة‬ ‫كما تقدمت بها الحكومة‪ ،‬فإن ‪ 2016‬ستكون سنة‬ ‫بناء السجون بامتياز حيث سترتفع مخصصات مندوبية‬ ‫التامك إلى حوالي مليار ونصف درهم من أجل بناء أربعة‬ ‫عشر سجنا ومركز واحد لتكوين األطر‪ ،‬كدفعة أولى في‬ ‫انتظار أن يشمل برنامج إدارة السجون بناء ما ال يقل عن‬ ‫‪ 37‬سجنا في أفق ‪ 2018‬الستقبال حوالي خمسين ألف‬ ‫سجين ‪ .‬وبينما يتضح من البرنامج «السجني» للسنة‬ ‫القادمة‪ ،‬أن البنايات السجنية الجديدة سوف تهم كال‬ ‫من الدار البيضاء والقنيطرة والحسيمة وفاس وصفرو‬ ‫وبعض مدن الصحراء‪ ،‬فيما «نجت» طنجة من سجون‬ ‫محمد صالح التامك هذه السنة‪.‬‬ ‫وبموازاة مع السجون لم يعلن عن بناء مسارح‬ ‫جديدة عبر أقاليم المغرب ويبدو أن مسؤولي هذه الوزارة‬ ‫ال يعملون بمقولة ‪« :‬افتح مسرحا تغلق سجنا»‪....! ‬‬

‫*******‬

‫زيديني فقرا ‪ ،‬زيديني‪! ‬‬ ‫زيادة جديدة في تذاكر القطار بنسبة ‪ 6‬بالمائة‬ ‫لمواجهة استثمـــارات مكتـــب «الخليع» التي تقدر‬ ‫بالمليارات التي وجب أن تخرج من جيوب المغاربة‪.‬‬ ‫المكتب واقف في باب اهلل وعليه أن يدفع للحكومة‬ ‫مليارين كاملين في باب استرجاع الضريبة على القيمة‬ ‫المضافة بالنسبة لالستثمار‪.‬‬ ‫وزيادات مهولة في الضريبة على بناء السكن‬ ‫االجتماعي الشخصي على مساحة مائة متر مربع‪! ‬‬ ‫وقد ال ينجو الهواء ونور الشمس من زيادات‬ ‫الحكومة في الضرائب العام المقبل‪.‬‬ ‫يقول الفرنسيون‪ :‬الضريبة تقتل الضريبة ‪ ،‬حتى‬ ‫وإن أوصى بها صندوق النقد الدولي‪! ‬‬

‫الداخلية تقرتح مراجعة الفواتري ودرا�سة ال�شكايات مقابل وقف‬ ‫الت�صعيد �ضد «�أماندي�س»‬

‫توصلــت اللجنـــة الخاصـــة التي أوفدتهـــا وزارة‬ ‫الداخليةإلى اتفاق مع ممثلي المجتمـــع المدني بطنجة‬ ‫من أجل الحد من الغضب الشعبي المتزايد تجاه شركة‬ ‫أمانديس‪ ،‬أبرزها مراجعة فواتير شهري يوليوز وغشت‪ ‬‬ ‫في مقابل وقف تصعيد االحتجاجات‪ ‬تزامنا مع أول رد فعل‬ ‫علني لرئيس الحكومة على الحراك الشعبي ضد الشركة‪.‬‬ ‫وحسي مصدر جماعــي‪ ،‬فإن ممثلي لجنـــة الداخلية‬ ‫ةالكاتب العام للوالية‪ ‬إلى جانب ممثلي الجماعة الحضرية‪ ‬‬ ‫وشركة أمانديس ىاجتمعوا بمسرح الحداد لمنذقة بني‬ ‫مكادة‪ ،‬حيث اتفقوا على حلول وسطى ينتظر أن تصاغ في‬ ‫شكل بيان تصدره الجماعة الحضرية‪.‬‬ ‫وأورد المصدرذاته‪ ،‬أن االتفاق المتوصل إليه يقضي‬ ‫بمراجعة فواتير شهري يوليوز وغشت‪ ‬التي حملت أرقاما‬

‫قياسية والتي تسببت في خروج المحتجين‪ ‬إلى الشارع‬ ‫باإلضافة إلى انتهـاج أسلــوب‪ ‬جديد في مراقبة العدادات‬ ‫حيث يتم توثيق‪ ‬األمر بمنح وصل للزبون ‪ ،‬ثم إعادة البت‬ ‫في الشكايات مع وضع مكتب للشكايات من أجل البت‬ ‫فيها محليا وبسرعة‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث أن النقاش بين مختلف اطراف الحوار‬ ‫خلص إلى ضرورة تسهيل حصول العائالت على العدادات‬ ‫المشتركة التي تساهم في مراجعة قيمة الفاتورة باإلضافة‬ ‫إلى استبدال مجموعة من العدادات بالمنازل التي وصلتها‬ ‫فواتير مرتفعة‪ ،‬مع إحداث لجنة للمراقبة‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬خرج رئيـس الحكومـــة‪ ‬بأول رد‬ ‫فعل‪ ‬علني حول احتجاجات سكان طنجة‪ ،‬ضد أمانديس‪،‬‬

‫وموقف حزبه المسير للجماعة الحضرية بأغلبية مطلقة‪،‬‬ ‫حيث استغرب‪ ‬في حوار مع قناة ميدي آن تي في من أنه‬ ‫كيف يمكن للمجلس الحالي الذي فاز أعضاؤه في انتخابات‬ ‫‪ 4‬شتنبر الماضي أن يحلوا المشكلة في غضون هذه الفترة‬ ‫القصيرة قائال إن لجنة الداخلية تعمل على حل‪ ‬المشكلة‪.‬‬ ‫وردا على دعوة حزب األصالة والمعاصرة إلى فسخ‬ ‫العقد مع الشركة أورد بنكيران متسائال‪ ،‬لماذا لم يفعل‬ ‫البام ذلك عندما كان يسير‪ ‬المدينة عبر مجلس يرأسه‬ ‫سمير عبد المولى ثم فؤاد العماري‪ ،‬معتبرا تصريح إلياس‬ ‫العماري‪ ‬رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة بأنه لن‬ ‫يسدد فاتورة‪ ‬الماء والكهرباء بأنه «دعوة للفتنة» محذرا‬ ‫سكان طنجة من «سرقة نضالهم»‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫تالميذ ونقابيون بطنجة يطالبون برحيل النائب الإقليمي للتعليم‬ ‫تعيش نيابة التعليم بطنجة على وقع احتجاجات‬ ‫يومية يخوضها التالميذ وأولياء أمورهم‪ ،‬وكذا موظفو‬ ‫التعليم التابعون للنقابات الخمس األكثر تمثيلية‪،‬‬ ‫وهي االحتجاجات التي ارتفع سقف مطالبها من تراجع‬ ‫النائب اإلقليمي عن خرق مذكرة وزارية‪ ،‬إلى المطالبة‬ ‫برحيله‪.‬‬ ‫وخاض التالميذ وأولياء أمورهم‪ ،‬خاصة األمهات‪،‬‬ ‫وقفات احتجاجية متتالية هذا األسبوع‪ ،‬أمــام مقر نيابة‬ ‫التعليم‪ ،‬إلى جانب مسيرات انطلقت من عدة مدارس‬ ‫ووصلت لإلدارة ذاتها‪ ،‬بعدما وجدوا أن النائب اإلقليمي‬ ‫السعيد بلوط‪ ،‬خرق المذكرة الوزارية المحددة لفترات‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫وحسب اآلباء‪ ،‬فإن المذكرة التي اعتمدت التوقيت‬ ‫المستمر‪ ،‬والتي تجعل التالميذ يدرســون خالل الفترة‬ ‫الصباحية وحدها أو بعد الزوالية وحدهـــا‪ ،‬خاصــة‬

‫بالمؤسســات االبتدائيــة‪ ،‬والتي تسهل مهمــة اآلباء‬ ‫واألمهات الذين يرافقون أبناءهم إلى المدارس‪ ،‬خرقها‬ ‫النائب اإلقليمي‪ ،‬وفرض على المؤسسات التعليمية اعتماد‬ ‫فترات متقطعة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬واصل آباء مجموعــة من تالميذ‬ ‫اإلعداديات والثانويات‪ ،‬احتجاجاتهم ضد النائب اإلقليمي‪،‬‬ ‫بعدما وجدوا أنفسهم مرة أخرى مجبرين على تنقيل‬ ‫أبنائهم لمدارس بعيدة جراء عدم احتــــرام أشغال إنجاز‬ ‫مجموعة من المؤسســات التعليمية‪ ،‬بعضها تأخر عن‬ ‫الموعد األصلي بثلــاث سنــوات كاملة‪ ،‬ويقول اآلباء إن‬ ‫النائب اإلقليمي يصم آذانه عن مشاكلهم ويرغب في‬ ‫إجبارهم على الرضوخ لألمر الواقع‪.‬‬ ‫سبب ثالث دفع التالميذ وأولياءهم للخروج لالحتجاج‪،‬‬ ‫وهو قرار النائب اإلقليمي تقليص مدة تدريس الفرنسية‬ ‫بالنسبة إلى ‪ 21‬مؤسسة ابتدائية‪ ،‬وهو القرار الذي اعتبر‬

‫المحتجون أنه يستهدف مدارس األحياء الهامشية التي‬ ‫تعاني أصال من خصاص بيداغوجي وبنيوي‪.‬‬ ‫وكانت نقابات التعليم الخمس األكثر تمثيلية‪ ،‬قد‬ ‫شاركت مؤخرا في وقفة احتجاجية أمام مبنى نيابة التعليم‪،‬‬ ‫طالبت بمحاسبة النائب اإلقليمي‪ ،‬وذلك نظرا لما وصفته‬ ‫بـ”استمرار حالة االحتقان والتوتر غير المسبوقين اللذين‬ ‫يسودان األوساط التعليمية” مع بداية الموسم الدراسي‪.‬‬ ‫واتهمـــت النقابــات في بيان لها‪ ،‬النائب اإلقليمي‬ ‫بصفته “المســـؤول األول عن قطاع التعليم بطنجة”‪،‬‬ ‫بالتمادي في نهج سياسة اإلقصاء واالرتجالية والمحسوبية‬ ‫وخرق القوانين المنظمة لتدخالته واختصاصاته‪ ،‬مطالبة‬ ‫وزير التربية الوطنية بإيفاد لجنة للتقصي والتحقيق في‬ ‫خروقات النائب وبعض مصالح نيابة التعليم‪.‬‬

‫ح‪ .‬م‬

‫راهبات �إ�سبانيات يغادرن م�ست�شفى بنقري�ش لعالج داء ال�سل بتطوان‬ ‫علمت «األخبار» أن ثالث راهبات إسبانيات من‬ ‫المتطوعات في مستشفى محمد الخامس لعالج األمراض‬ ‫الصدرية داء السل بقرية بنقريش‪ ،‬بتطوان‪ ،‬قررن قبل أيام‬ ‫مغادرة المستشفى بسبب تردي وضعيته الصحية بشكل‬ ‫خطير وتدني مستوى خدماته ‪ ‬واستحالة العمل فيه بعد‬ ‫رفض وزارة الصحة ترميمه وإصالحه ‪ .‬وقررت الراهبات‬ ‫اإلسبانيات ‪ ‬مغادرة المستشفى الذي يعتبر أول مستشفى‬ ‫بالشمال لعالج مرض السل ‪ ،‬بعدما عملن فيه لمدة تفوق‬ ‫سبعين سنة حيث تطوع المئات من الراهبات اإلسبانيات‬ ‫لعمل فيه ممرضات ومساعدات منذ تشييده سنة ‪1946‬‬ ‫خالل الحماية االسبانية‪ ‬بشمال المغرب‪.‬‬ ‫وتبلغ الطاقة االستيعابية للمستشفى ‪ 314‬سريرا‬

‫متفرقة على طوابق المستشفى الثالثة ليتدنى عددها فيما‬ ‫بعد إلى ‪ 150‬سريرا‪ ‬ولتتقلص خالل السنوات األخيرة إلى‬ ‫بضعة أسرة فقط بسبب قلة الموارد البشرية من أطباء‬ ‫وممرضين وعدم ترميم األجنحــة‪ ‬والغــرف وغياب تقديم‬ ‫وجبات غذائية وعدم إصالح العديد من المرافق التي كان‬ ‫يتميز بها المستشفى من قبيــل المصبنة وجهاز الفحص‬ ‫باألشعة ومطبخ خاص بنزالء المستشفى إضافة إلى إصابة‬ ‫قنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب بالتلف ‪.‬‬ ‫ويعتبر مستشفى دار بنقريش معلمة صحية بمدينة‬ ‫تطوان نظرا لتصميمه المعماري الفريد من نوعه ومرافقه‬ ‫العديدة وحدائقه الفسيحة قبل أن يتم اإلجهاز عليه من‬ ‫طرف وزارة الصحة‪ ،‬كما كان يقدم قبل سنوات‪ ‬العالج‬

‫الطبي والسريري ألزيد من ‪ 1400‬مريض حسب تصريحات‬ ‫الراهبات‪ ،‬مثلما كان يعتبر المركز الصحي الوحيد للعديد‬ ‫من المعوزين من ساكنة البوادي والقرى المصابين بداء‬ ‫السل‪ ،‬يتطلب عالجهم البقاء ألسابيع في المستشفى‬ ‫الذي يوجد بقرية بنقريش تجنبا النتقال العدوى ألسرهم‬ ‫وأقاربهم‪ ،‬إلى غاية شفائهم ‪.‬‬ ‫ويعم استياء كبير وسط سكان تطوان بسبب إهمال‬ ‫وزارة الصحة لهذا المرفق الصحي الوحيد بالناحية سيما‬ ‫وأن مصادر مطلعة كشفت ل «األخبار» عزم وزارة الصحة‬ ‫إغالقه نهائيا‪ ‬وهدمه‪ ‬وهو قرار يمس في عمقه المرضى‬ ‫المصابين بهذا المرض الفتاك والمعدي بتطوان والناحية‬ ‫دون أن تقدم الوزارة أي بديل ‪.‬‬

‫فاجعة جديدة‪ 39 :‬قتيال ومفقودا يف عر�ض �ساحل احل�سيمة‬ ‫عادت السواحل المغربية إلى الواجهة بسبب مأساة إنسانية جديدة بعد غرق أربعة‬ ‫مهاجرين أفارقة وفقدان ‪ 35‬بينهم رضيعان لم يظهر لهما أثر‪ ،‬إذ يرجح أن يكونا غرقا‬ ‫بدورهما‪.‬‬ ‫وذكرت صحيفة «الباييس» اإلسبانية أن قاربا كان على متنه ‪ 54‬مهاجرا سريا‬ ‫انطلق من سواحل مدينة الحسيمة األربعاء الماضي ولكنه تصدع وغرق فجر الخميس‬ ‫على بعد ‪ 65‬كيلومتر شمال الشاحل المغربي‪ ‬ولم يتم إنقاذ سوى ‪ 15‬شخصا بينهم‬ ‫امرأتان‪ ،‬وقالت‪ ‬سلطات اإلنقاذ اإلسبانية إنه جرى العثور عليهم عالقين بالحطام‪.‬‬ ‫وقالت إحدى الناجيتين‪ ‬للصحيفــة اإلسبانية إن الكثير مـــن المهاجــرين الذيـــن‬ ‫كانوا على متن القارب غرقوا وفقدوا في البحر‪ ،‬كما أكد مهاجر يسمى ألبيرت غاييل من‬ ‫الكاميرون‪ ،‬أن الجو كان جيدا عندما أبحروا لكن عند سقوط الظالم فوجئوا بعاصفة‬ ‫وبدأت األمواج تحرك القارب‪ ‬ملقية بالركاب من جانب إلى آخر‪،‬وتابع‪« :‬تحطم حينها‬ ‫القارب واختفى المحرك‪ ‬وكل الذين كانوا على متنه‪ ،‬إذ سقطوا وفقذت كل اتصال بأختي‬ ‫التي توفيت غرقا» ‪.‬‬ ‫من جهته قال قائد سفينة قامت بعملية إنقاذ األشخاص ال ‪ 15‬الذين وصلوا إلى‬ ‫مدينة مالقة أن المهاجرين كانوا يضعون سترات إنقاذ عالوة على أجهزة هوائية‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن هناك أمال في‪ ‬العثور على ناجين من الغرق‪.‬‬

‫ج‪.‬أ‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪809‬‬

‫مشروع قانون المالية لسنة ‪:2016‬‬

‫أهم مستجداته‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫حركة النقل عبر مطارات جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬ ‫أوضح تقرير المكتب الوطني للمطارات أن مطارات جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة سجلت خالل شهر شتنبر الماضي ‪ ،‬عبور ‪ 91‬ألف و ‪ 284‬مسافر‬ ‫في مختلف االتجاهات ‪ ،‬مقابل ‪ 82‬ألف و ‪ 404‬مسافر خالل شهر شتنبر من‬ ‫سنة ‪.2014‬‬ ‫وهكذا فإن مطار ابن بطوطة بطنجة سجل‪ ،‬خالل نفس الشهر‪ ،‬عبور‬ ‫‪ 81‬ألف و ‪ 833‬مسافر مقابل ‪ 73‬ألف و ‪ 476‬مسافر خالل شتنبر ‪ 2014‬بزيادة‬ ‫نسبتها ‪ 11،37‬بالمائة‪ ،‬في حين عرف مطار الشريف اإلدريسي بالحسيمة‬ ‫عبور ‪ 6764‬مسافر مقابل ‪ 5473‬مسافر خالل شتنبر ‪ 2014‬بزيادة نسبتها‬ ‫‪ 23،59‬بالمائة‪ ،‬وتراجع مطار سانية الرمل بتطوان بنسبة ‪ 22،23‬بالمائة ما‬ ‫بين شتنبر ‪ 2015‬وشتنبر ‪ 2014‬مسجال عبور ‪ 2687‬مسافر الشهر المنصرم‬ ‫مقابل ‪ 3455‬مسافر خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وبلغ عدد المسافرين الذين استعملوا مطارات جهة طنجة تطوان الحسيمة ما بين شهر يناير وشتنبر من العام الجاري ‪ 676‬ألف و ‪230‬‬ ‫مسافر مقابل ‪ 663‬ألف و ‪ 623‬مسافر خالل نفس الفترة من سنة ‪ .2014‬كما أن مطار ابن بطوطة بطنجة ‪،‬سجل خالل الفترة الممتدة من‬ ‫شهر يناير إلى غاية نهاية شهر شتنبر المنصرم‪ ،‬عبور ‪ 613‬ألف و ‪ 451‬مسافر مقابل ‪ 601‬ألف و ‪ 199‬مسافر خالل الفترة ذاتها من العام‬ ‫الماضي بزيادة نسبتها ‪ 2،04‬بالمائة‪ ،‬بينما سجل مطار الشريف اإلدريسي بالحسيمة خالل الفترة نفسها عبور ‪ 43‬ألف و‪ 455‬مسافر مقابل‬ ‫‪ 39‬ألف و‪ 532‬مسافر بنسبة زيادة وصلت إلى ‪ 9،92‬بالمائة‪ ،‬وعرف مطار سانية الرمل تراجعا بنسبة ‪ 15،59‬بالمائة في عدد المسافرين‬ ‫الذين استعملوا المطار ما بين يناير وشتنبر من العام الجاري (‪ 19‬ألف و‪ 324‬مسافر) مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي (‪ 22‬ألف‬ ‫و‪ 892‬مسافر)‪.‬‬

‫استثمارات المغرب في القارة اإلفريقية‬ ‫بني مشروع قانون المالية ‪ 2016‬على‬ ‫فرضيات من أهمها أن سعـر برميل النفط‬ ‫سيظـل في حدود ‪ 61‬دوالرا للبرميـل‪ ،‬وسعــر‬ ‫صرف الدوالر في حدود ‪ 9,5‬دراهم‪ ،‬وتحقيق‬ ‫معدل نمو للناتج الداخلي الخام بنسبة ‪ ،% 3‬وأال‬ ‫يتعدى عجز الميزانية ‪ % 3،5‬من الناتج الداخلي‬ ‫الخام‪ ،‬وتحقيق محصول زراعي يصل إلى ‪70‬‬ ‫مليون قنطار‪.‬‬ ‫و توقع المشروع‪ ،‬بناء على هذه الفرضيات‪،‬‬ ‫أن تصل نفقات التسيير إلى ‪ 183‬مليار درهم‬ ‫مقابل ‪ 194‬مليار درهم برسم سنة ‪2015‬‬ ‫أي بانخفاض قدره ‪ .5,85‬في حين أن نفقات‬ ‫اإلستثمار على مستوى اإلدارة العمومية سترتفع‬ ‫من ‪ 54‬مليار درهم‪ ‬بالنسبة لسنة ‪2015‬‬ ‫إلى ‪ 61‬مليار درهم أي بزيادة ‪ .% 13,5‬وتم‬ ‫تخصيص ‪ 189‬مليار درهم لنفقات اإلستثمار‬ ‫العمومي‪ ،‬كما أن نفقات الموظفين سترتفع‬ ‫لتصل إلى حوالي ‪ 106‬مليارا درهم‪ ،‬بعد أن‬ ‫كانت في ‪ 2015‬في حدود ‪ 105‬مليارات درهم‬ ‫أي بزيادة قدرها ‪.% 1,2‬‬ ‫أما الموارد المتوقع تحصيلها خالل السنة‬ ‫المقبلة فتصل إلى ‪ 207‬مليار درهم‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 201‬مليار درهم‪ ‬لسنة ‪ 2015‬أي بزيادة قدرها‬ ‫‪ . 2,68%‬وتحتل الضرائب المباشرة المرتبة‬ ‫األولى في موارد ميزانية الدولة ب ‪،% 41.28‬‬ ‫تليها الضرائب غير المباشرة ب ‪،% 39,08‬‬ ‫ثم رسوم التسجيل ب ‪ ،% 34 ,8‬ثم عائدات‬ ‫مؤسسات االحتكار ب ‪ ،% 4,02‬ثم الرسوم‬ ‫الجمركية ب ‪ ،% 3,85‬ثم الهبات ب ‪.% 0,63‬‬

‫ الرفع من االعتمادات المخصصة‬‫للقطاعاالجتماعي‪:‬‬

‫يتضمن المشروع أيضا إطالق سلسلة‬ ‫من اإلجراءات االجتماعية‪ ،‬بهدف تقليص‬ ‫الفوارق االجتماعية والمجالية ودعم التماسك‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ومن ذلك تنزيل المشروع الوطني‬ ‫المتعلق بالعالم القروي والموجه لحوالي ‪12‬‬ ‫مليون مغربي‪ ،‬موزعين على حوالي ‪24.290‬‬ ‫دوار‪ ،‬وذلك من أجل إنجاز حوالي ‪20.800‬‬ ‫ألف مشروع‪ ،‬وذلك بغالف مالي يبلغ ‪ 50‬مليار‬ ‫درهم مقسمة على سبع سنوات‪ ،‬تقوم على سد‬ ‫الخصاص على مستوى الطرق‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الماء‬ ‫الصالح للشرب‪ ،‬الصحة‪ ،‬والتعليم في العالم‬ ‫القروي‪.‬‬ ‫و عالوة على ذلك‪ ،‬طرحت الحكومة‬ ‫المشروع المرتبط بضمان استدامة صندوق‬ ‫دعم التماسك االجتماعي‪ ،‬خاصة وأن هذا‬ ‫المشروع يمول نظام المساعدة الطبية‬ ‫«راميد» الذي تجاوز عدد المؤهلين لإلستفادة‬ ‫منه ‪ 8.5‬مليون شخص‪ ،‬ليصل إلى ‪ 8.78‬مليون‬ ‫مؤهل لإلستفادة‪ ،‬إلى حدود ‪ 10‬يوليوز ‪.2015‬‬ ‫وبهذا ستنتقل ميزانية الصحة إلى ‪ 13,1‬مليار‬ ‫درهم‪ .‬فضال على ما يصدر عن هذا الصندوق‬ ‫من دعم لبرامج « تيسير» حيث سيبلغ عدد‬ ‫التالميذ والتلميذات المؤهلين لإلستفادة منه‬ ‫‪ 828.400‬تلميذ وتلميذة‪.‬‬

‫‪ -‬تدابير جبائية جديدة‪:‬‬

‫حمل مشروع قانون المالية ‪ ،2016‬عدة‬ ‫إجراءات ضريبية جديدة أبرزها‪ :‬مراجعة‪ ‬تعريفة‬ ‫الضريبة على الشركات وفي حالة موافقة‬ ‫البرلمان على ذلك‪ ،‬ستصبح على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ 10%‬بالنسبة للشركات التي تحقق ربحا ضريبيا‬ ‫يساوي أو يقل عن ‪ 300.000‬درهم‪ .‬و‪ % 20‬‬ ‫بالنسبة للشركات التي تحقق ربحا ضريبيا يفوق‬ ‫‪ 300.000‬درهم ويساوي أو يقل عن مليون‬ ‫درهم‪ .‬و‪ % 30‬بالنسبة للشركات التي تحقق‬ ‫ربحا ضريبيا يفوق مليون درهم ويساوي أو‬

‫يقل عن ‪ 5‬ماليين درهم‪ .‬وأيضا ‪ % 31‬بالنسبة‬ ‫للشركات التي تحقق ربحا ضريبيا يفوق ‪5‬‬ ‫ماليين درهم‪.‬‬ ‫و عالوة على ذلك‪ ،‬يقترح مشروع قانون‬ ‫المالية رفع الضريبة على النقل السككي‪ ،‬ما‬ ‫سينعكس على ثمن تذاكر النقل بالقطارات‪،‬‬ ‫إال إذا كان المكتب الوطني للسكك الحديدية‬ ‫سيقرر تحمل تكلفة هذا االرتفاع وعدم وضعه‬ ‫على كاهل الزبناء‪.‬‬ ‫كما يقترح هذا المشروع حذف الضريبة‬ ‫على القيمة المضافــة بخصوص استيـــراد‬ ‫الطائرات بالنسبة لشركة الخطوط الملكية‬ ‫المغربية‪ .‬ومن ضمن اإلجراءات الجديدة توحيد‬ ‫الضريبة على استيراد القمح والذرة في ‪.% 10‬‬ ‫ومن أجل تسهيل أداء الضريبة على السيارات‬ ‫تقترح الحكومة اعتماد أداء هذه الضريبة سواء‬ ‫الكترونيا أو عبر األبناك‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل الجهوية الموسعة‪:‬‬

‫من أهم التدابير المقترحة التي جاء بها‬ ‫مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2016‬والتي‬ ‫تدخل في إطار تفعيل الجهوية هو إحداث كل‬ ‫من صندوق التضامن بين الجهات وصندوق‬ ‫التأهيل االجتماعي‪ ،‬بالموازاة مع رصد الموارد‬ ‫الجبائيةالمنصوصعليهافيالقانونالتنظيمي‬ ‫المتعلق بالجهات‪ ،‬أي ‪ % 2‬من حصيلة الضريبة‬ ‫على الشركات‪ ،‬و‪ % 2‬من حصيلة الضريبة على‬ ‫الدخل‪ ،‬و‪ % 20‬من حصيلة الرسم على عقود‬ ‫التأمين‪ ،‬تضاف إليها مخصصات مالية من‬ ‫الميزانية العامة تقدر ب ‪ 2‬ماليير درهم‪ ،‬ما‬ ‫يعني رصد ما يفوق ‪ 4‬ماليير درهم للجهات‪،‬‬ ‫في أفق ‪ 10‬مليارات درهم سنة ‪ .2020‬وذلك‬ ‫ضمانا لالنطالقها وممارستها الختصاصاتها‬ ‫على الوجه المطلوب‪.‬‬

‫ تنزيل مقتضيــــات القانـــــون‬‫التنظيميالجديدللمالية‪:‬‬

‫تشكل سنة ‪ 2016‬منطلقا للشروع في‬ ‫تفعيل القانون التنظيمي‪ ‬للمالية‪ ،‬ويؤسس‬ ‫هذا اإلصالح لمرحلة جديدة في برمجة وتدبير‬ ‫السياسات العمومية‪ ،‬وإعداد وتنفيذ ومراقبة‬ ‫قوانين المالية‪ ،‬من خالل تحسين مقروئية‬ ‫الميزانية وترسيخ مبادئ النجاعة وحسن األداء‬ ‫والتقييم والمحاسبة‪ .‬كما سيمكن من اعتماد‬ ‫آليات حديثة في تدبير الميزانية من بينها‪:‬‬ ‫البرمجة المتعددة السنوات‪ ،‬وتقارير حسن‬ ‫األداء‪ ،‬وإحداث نظامي‪ ‬المحاسبة على أساس‬ ‫االستحقاق والمحاسبة التحليلية‪ ،‬واعتماد آليات‬ ‫التعاقد‪.‬‬ ‫لقد تم إعداد مشروع قانون المالية لسنة‬ ‫‪ 2016‬وفقا لمقتضيات القانون التنظيمي‬ ‫الجديد‪ ،‬وخاصة ما تعلق منها بإحداث فصل‬ ‫جديد يسمى النفقات المتعلقة بالتسديدات‬ ‫والتخفيضات واإلرجاعات الضريبية‪ ،‬ومراجعة‬ ‫هيكلة جدول توازن موارد وتكاليف الدولة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إغناء التقارير المقدمة للبرلمان‪.‬‬ ‫تلكم هي أهم‪ ‬المستجدات التي أتى بها‬ ‫مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2016‬ويبقى على‬ ‫البرلمان‪ ‬التفاعل والتجاوب مع هذه المقترحات‬ ‫أثناء مناقشة مشروع قانون المالية‪ ،‬وهل حقا‬ ‫الحكومة قادرة على تحقيق ما تعهدت به‪ ،‬أم‬ ‫أنها حملة انتخابية سابقة ألوانها‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2016‬هو أخر‬ ‫قانون تقوم بإعداده الحكومة الحالية‪.‬‬

‫صباح ياسين ‪ ‬‬

‫باحثة في المالية و اإلدارة العامة‬ ‫بكلية الحقوق بطنجة‬

‫أوضح الوزير المكلف بالتجارة الخارجية محمد عبو‪ ،‬في مداخلة خالل أشغال‬ ‫االجتماع التحضيري الرابع لوزراء التجارة بالبلدان اإلفريقية مع نظيرهم الهندي‬ ‫لمنتدى القمة اإلفريقية الثالثة‪ ، ،‬إن مشاريع الشراكة التي أطلقها المغرب في‬ ‫إفريقيا جعلت منه المستثمر اإلفريقي الثاني في القارة السمراء‪ .‬وأكد أن مشاريع‬ ‫الشراكة مع البلدان اإلفريقية التي أطلقت خالل الزيارات المتعددة لصاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس إلى القارة‪ ،‬تجسد بوضوح ريادة المغرب وتوجهه نحو التكامل‬ ‫اإلقتصادي اإلقليمي على المستوى اإلفريقي‪.‬‬ ‫وأشار الوزير إلى أن مشاريع الشراكة الموجهة نحو تلك البلدان الشقيقة‪ ،‬تشمل‬ ‫على الخصوص قطاعات حيوية كالبنيات التحتية والسكن االجتماعي والكهربة‬ ‫والصيد البحري والصحة والنقل واألبناك‪.‬‬ ‫وأبرز عبو تجربة القطاع الخاص المغربي التي اكتسبها في مختلف المجاالت بالقارة اإلفريقية‪ ،‬وجاهزيته للمشاركة بنشاط لتطوير‬ ‫تعاون ثالثي األطراف لصالح البلدان اإلفريقية الشريكة‪ ،‬من خالل إنجاز مشاريع للتعاون تتماشى مع احتياجات البلدان المستفيدة‪ ،‬مستدال‬ ‫بالمبادرة المغربية لجعل قطاع الفوسفاط بالمغرب قاطرة للتنمية الفالحية في إفريقيا‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أطلقت المجموعة المغربية «المكتب الشريف للفوسفاط» وحكومة الغابون مشروع شراكة يرتكز على استخدام الغاز‬ ‫الغابوني والفوسفاط المغربي إلنتاج األسمدة المخصصة للزراعة اإلفريقية‪ ،‬بهدف تلبية ‪ 30‬في المائة من احتياجات القارة‪.‬‬ ‫ودعا‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬الفاعلين االقتصاديين الهنود والمغاربة ونظرائهم من البلدان اإلفريقية األخرى إلى تحديد مشاريع الشراكة‬ ‫واالستثمار التي بإمكانها تعزيز التضامن والتنمية المشتركة بين الهند والمغرب وأشقائه األفارقة‪.‬‬

‫االستثمار األجنبي بالمغرب‬ ‫أشار تقرير مرتبط بمشروع قانون المالية ‪،2016‬إلى تراجع طفيف حجم عروض‬ ‫المستثمرين خالل الستة أشهر األولى من سنة ‪ 2015‬حيث بلغ ‪ 7,330‬مليار درهم‬ ‫مقابل ‪ 4,337‬مليار درهم في نفس الفترة من سنة ‪ ،2014‬مسجال بذلك انخفاضا‬ ‫يقدر بـ ‪ 12‬في المائة‪.‬‬ ‫أما تطور دين الخزينة فقد بلغ خالل النصف األول من السنة الجارية ‪ 6084‬مليارا‬ ‫درهم مقابل ‪ 5866‬مليار درهم في متم سنة ‪ ،2014‬مسجال بذلك ارتفاعا بحوالي‬ ‫‪ 8,21‬مليار درهم أو ‪ 4‬في المائة‪ .‬ويعزى ذلك‪ ،‬وفق التقرير‪ ،‬إلى ارتفاع حجم الدين‬ ‫الداخلي بحوالي ‪ 2,5‬في المائة‪.‬‬ ‫أما فوائد وعموالت دين الخزينة‪ ،‬فقد بلغت ‪17,2‬مليار درهم‪ ،‬موزعة ما بين‬ ‫الفوائد المستحقة للدين الداخلي ‪ 15,2‬مليار درهم‪ ،‬والفوائد المستحقة للدين‬

‫الخارجي (‪ 2‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫وبلغ حجم الدين الخارجي العمومي في متم سنة ‪ ،2014‬حوالي ‪ 278,1‬مليار درهم‪ ،‬أي بزيارة قدرها ‪ 43‬مليار درهم‪ ،‬مقارنة مع المستوى‬ ‫المسجل في متم سنة ‪ ،2013‬وأشار التقرير إلى أن هذا التطور المسجل يعزى إلى ارتفاع حجم الدين الخارجي للمؤسسات والمقاوالت‬ ‫العمومية والجماعات المحلية بـ ‪ 31‬بالمائة‪ ،‬ليبلغ ‪ 137‬مليار درهم في متم سنة ‪ ،2014‬مقابل ‪ 9,104‬مليارا درهم للسنة الفارطة وذلك‬ ‫نتيجة البرامج االستثمارية التي تنجزها هذه المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬حيث انتقلت حصة هذه الديون في محفظة الدين الخارجي‬ ‫العمومي من ‪ 7,44‬في المائة سنة ‪ 2013‬إلى ‪ 3,49‬في المائة سنة ‪.2014‬‬ ‫ويحتل المقرضون متعددو األطراف المرتبة األولى في بنية الدين الخارجي العمومي بحجم دين بلغ ‪ 126,4‬مليار درهم أي ما يعادل‬ ‫‪ 45,4‬بالمائة من الدين الخارجي العمومي‪ ،‬يليهم المقرضون الدائنون الثنائيون بمبلغ ‪ 81,9‬مليار درهم‪ ،‬ثم المقرضون الخواص ( السوق‬ ‫المالية الدولية واألبناك التجارية) بمبلغ ‪ 69,8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ويمثل المقرضون متعددو األطراف في البنك الدولي والذي يحتل المركز األول بحجم دين بلغ ‪ 37‬مليار درهم‪ ،‬ثم البنك اإلفريقي‬ ‫للتنمية بحجم دين بلغ ‪ 35,2‬مليار درهم‪ ،‬والبنك األوروبي لالستثمار بحجم دين بلغ ‪ 26‬مليار درهم‪ ،‬والصندوق العربي للتنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والبنك اإلسالمي للتنمية بحجم دين بلغ ‪ 4,23‬مليار درهم‪..‬‬ ‫وارتفع حجم الدين تجاه فرنسا‪ ،‬التي تعتبر أول مقرضي ثنائي للمغرب‪ ،‬وفق ما أكده التقرير‪ ،‬بحجم دين بلغ ‪ 37,4‬مليار درهم‪ ،‬لتنتقل‬ ‫حصتها إلى ‪ 46‬في المائة من حجم اإلجمالي للديون الثنائية‪ ،‬وبعدها اليابان ‪ 9,4‬مليارا درهم (‪ 11‬في المائة)‪ ،‬فيما حجم الدين الممنوح‬ ‫من طرف الدول العربية‪ ،‬يصل إلى ‪ 7‬مليارا درهم وهو ما يعادل نسبة ‪ 9‬في المائة‪.‬‬

‫سوق السيارات الجديدة بالمغرب‬ ‫تقول آخر إحصائيات الجمعية المغربية لمستوردي السيارات إن سوق السيارات‬ ‫الجديدة بالمغرب شهدت حركة نشيطة خالل سنة ‪.2015‬‬ ‫أما السيارات التي يرغب المغاربة في شرائها خالل هده السنة‪ ،‬فكانت في‬ ‫الغالب موديالت «داسيا»‪( ،‬لوغان وسانديرو وداستر) ‪ ،‬بالنظر إلى سعرها المناسب‪،‬‬ ‫الذي ينطلق من ‪ 9,4‬مليون سنتيم‪ ،‬كما حققت كل من سيارات لودجي التابعة أيضا‬ ‫لـداسيا ورونو وبوجو و«دولبو» الجديدة لـ«فياط»‪ ،‬نتائج جيدة خالل هذه السنة‪،‬‬ ‫حيث يالحظ المهنيون أن هذه الماركات تشهد إقباال متزايدا من لدن المغاربة‪ ،‬نظرا‬ ‫لوظيفتها المزدوجة‪ ،‬أي أنها سيارات عائلية وفي نفس الوقت نفعية كما أنها سيارات‬ ‫تباع بأسعار تنافسية ولديها طاقة استيعابية كبيرة للسلع واألفراد‪ ،‬واستطاعت إقناع‬ ‫العديد من المستهلكين‪ ،‬لقدرتها على التحمل بالطرقات المغربية‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى السيارات الصغيرة الخاصة بالمدن‪ ،‬فإنه يبدو أن المغاربة يفضلون شراء كل من «فييستا الجديدة» و»فوكيس ‪ »3‬من‬ ‫شركة فورد‪ ،‬و«كليو ‪ »4‬من رونو‪ ،‬كما سجلت طلبيات كثيرة لكل من «بونتو ماي» و«فياط ‪ »500‬من الصانع اإليطالي فياط‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫مبيعاته ترتفع إلى ‪ 5500‬سيارة خالل هذه السنة‪ ،‬باإلضافة إلى موديل «بوجو ‪ »301‬الذي استطاع هو اآلخر تحقيق مبيعات جيدة في هذا‬ ‫الصنف من السيارات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫مالمح صحافية بشمال المغرب‬

‫بنكريان بني ال ّزوجة‬

‫بدايات وامتدادات‬

‫َ‬ ‫واخلليلة‪! ‬‬

‫بقلم ‪:‬د‪ .‬هدى املجاطي‬

‫مجلة «النبراس»‬

‫مجلة ثقافية جامعة شعارها‪ :‬مجلة‬ ‫الشبيبة المغربية الواعية‪ ،‬صدرت بتطوان في‬ ‫شهر ذي القعدة ‪ /1376‬يونيو ‪.1957‬وقد‬ ‫كانت مجلة خطية صمدت مدة خمس سنوات‪،‬‬ ‫أسسها أحمد محمد بلقات ومصطفى الصباغ‬ ‫رفقة مجموعة من زمالئهما طلبة المعهد‬ ‫الديني بتطوان‪ ،‬ورئيس تحريرها محمد أحمد‬ ‫اللواح‪.‬‬ ‫ورد في كلمة العدد األول أن‪« :‬النبراس‬ ‫ينتشر شعاعها في حالة قشيبة مكللة باألماني‬ ‫المرجوة‪ ،‬والغايات المنشودة‪ ،‬مرصعة بدرر‬ ‫علمية وجواهر أدبية‪ ،‬تطلع عليك أيها القارئ‬ ‫مجلتك النبراس في أول عدد لها‪ ،‬ناشرة‬ ‫شعاعها في اآلفاق الثقافية والميادين األدبية‬ ‫واالجتماعية‪..‬لقد مضى عليها خمس سنوات‬ ‫لم تأل فيها جهدا ولم تدخر وسعا في سبيل‬ ‫تهذيب هذا النشء الصالح‪ ،‬وجعل منه قوة‬ ‫روحية تتمثل فيها الغيرة الدينية وتتجلى فيها‬ ‫العزة اإلسالمية‪..‬إال أن أسرة النبراس رأت أن‬

‫المستوى الذي كانت عليه مجلتها منذ نشأتها‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬غير مجدي بالنسبة لما يتطلع إليه‬ ‫الجيل الحاضر من نشر الوعي القومي والنهوض‬ ‫الثقافي‪ ،‬ألن كل شيء يتطور بتطور العصر‪ ،‬فإن‬ ‫صدورها على اآللة الكاتبة وفي أعداد محدودة ال‬ ‫يكون له تأثير بقدر ما إذا شملها الطبع وعمها‬ ‫النشر‪ ،‬وأصبح هذا الشعاع النبراسي الوهاج‬ ‫منبثقا في جميع األوساط الثقافية‪ ،‬يذكي شعلة‬ ‫النهضة ويتألق في سماء العرفان‪..‬فها هي‬ ‫مجلتكم‪ ،‬هي موضع آمالكم ومستودع قرائحكم‪،‬‬ ‫ومرآة صافية تنعكس عليها صور أفكاركم‪،‬‬ ‫وتعبر عما تكنه الضمائر ويختلج في الصدور‬ ‫بلسان صادق ال تعوزه الصراحة وأقالم سيالة‬ ‫التعرفالمجاملة»‪.‬‬ ‫استقطبت مجلـــة «النبراس» خيرة أقالم‬ ‫الفكر واإلبداع أمثـــال‪ :‬التهامـــي الوزاني‪ ،‬أحمد‬ ‫مراد (ممثل جبهة التحرير الجزائري)‪،‬محمد‬ ‫األمين محمد (من مصر)‪ ،‬فائز السباعي (من‬ ‫سوريا) محمد الفالح (في الركن الديني)‪ ،‬محمد‬

‫الخضر الريسوني (القصة القصيرة)‪،‬أحمد‬ ‫محمد بلقات‪ ،‬مصطفى الصباغ‪ ،‬لسان الدين‬ ‫داود‪ ،‬عبد الرحمان القباج (مبعوث النبراس‬ ‫بمكناس)‪ ،‬فاطمة الجزائرية‪ ،‬محمود محمد‬ ‫مصطفى من األردن‪ ،‬حسن الطريبق‪ .‬والشعراء‪:‬‬ ‫المهدي الدليرو‪ ،‬محمد غربي‪ ،‬عبد الكريم‬ ‫الطبال‪ ،‬المهدي الفرخاني‪.‬‬ ‫كتبت عنها جريـــدة «األمة» بعد صدور‬ ‫العدد العاشر منها‪« :‬النبراس مجلة خطية‬ ‫شهرية تعدها زمرة من طلبة المعهد المغربي‬ ‫للدراسة الثانوية بتطوان‪ ،‬وهي صلة الوصل‬ ‫بين أوساطهم وتتكلم بلسانهم‪ ،‬صدر لحد‬ ‫اآلن العدد العاشر منها حيث تفضل األستاذ عبد‬ ‫الخالق الطريس بمطالعته‪ ،‬وأهاب بالمشرفين‬ ‫عليها أن يسيروا سيرا حثيثا في طريقهم‬ ‫المؤدي إلى شاطئ العلم والمعرفة والتقدم‬ ‫واالزدهار‪ ،‬ونحن على صفحات هذه الجريدة‬ ‫نحيي في تلكم الفئة من الشباب النشيط‬ ‫العامل روح العمل والكد‪ ،‬لرفع المستوى الثقافي‬ ‫بهذه الديار‪ ،‬وندعو كافة الشباب أن يظهروا‬ ‫نبوغهم على صفحات هذه المجلة األنيقة‪ ،‬وأن‬ ‫يتصلوا بمديرها النشيط الطالب مصطفى‬ ‫الصباغ‪ ،‬ويقدمون إليه كل ما أنتجته قرائحهم‬ ‫واهلل ولي التوفيق»‪.‬‬ ‫اشتملت المجلة على دراسات وأبحاث‬ ‫أدبية متنوعة‪ ،‬إضافة إلى اهتمامها بقضايا‬ ‫المغرب العربي وفي مقدمتها كفاح الشعب‬ ‫الجزائري لنيل استقالله‪.‬‬ ‫في نونبر ‪ ،1957‬توقفت المجلة مؤقتا بعد‬ ‫صدور العدد الثالث مدة ستة أشهر‪،‬واعتذرت‬ ‫عن ذلك بقولها‪« :‬نعتذر لحضرات القراء الكرام‬ ‫عن طول احتجاب المجلة‪ ،‬ومرجع ذلك فقدان‬ ‫المطابع العربية هنا‪ ،‬الشيء الذي حال دون‬ ‫الصدور في الوقت المعتاد‪ ،‬ولوال لطف اهلل الذي‬ ‫هيأ مطبعة قديمة قامت إدارة المجلة بإصالحها‬ ‫وتنظيمها لوقعنا في المكروه‪ ،‬والمطبعة اآلن‬ ‫تحت إشراف إدارة النبراس»‪.‬‬ ‫توقفت مجلة‹ «النبراس» نهائيا في نونبر‬ ‫‪ ،1958‬وقام أعضاؤها بتأسيس جمعية ثقافيــة‬ ‫رائـــدة سموها «جمعية نبراس الفكر»‪.‬‬

‫ملحمة الصحراء‬ ‫بقلم‪ :‬الزجالة خديجة السرغيني‬ ‫تفاعلت مختلف األطياف والمكونات المغربية مع األحداث األخيرة التي شهدتها‬ ‫القضية الوطنية األولى‪ ..‬اليوم وعلى بعد أيام معدودة من حلول ذكرى مرور ‪40‬‬ ‫سنة على المسيرة الخضراء المظفرة‪ ،‬تتحفنا الزجالة الواعدة خديجة السرغيني من‬ ‫الدارالبيضاء بثالثية «ملحمة الصحراء» المكونة من‪ :‬أنا الصحرا‪ ،‬وبالدي الصحرا‪،‬‬ ‫وذكرى المسيرة‪ ...‬التي أبدعتها‪.‬‬

‫أنا الصحرا‬ ‫أنا الصحرا السمرا‬ ‫بنتي نخلة ومترة‬ ‫شوف رمالي ذهبية‬ ‫يا سالم على كالمي احلسانية‬ ‫أنا الصحرا املغربية‬ ‫بنتي نخلة وفني گــدرة‬ ‫زين ملرا بامللحفة‬ ‫وزين الراجل بالضراعية‬ ‫بفضل خويا وبويا احلسن‬ ‫خالوني جنة خضرا‬ ‫تزينت سمايا بنجمة ضاوية‬ ‫وهاللي هالل ساطع واضح‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫بالدي الصحرا‬ ‫بالدي هي الصحرا‬ ‫باملسيرة صبحت حرة‬ ‫انت أغلى البلدان‬ ‫والقائد فارس همام‬ ‫يا شباب قـلبو على التاريخ‬ ‫سولو البريجة ومراكش‬ ‫مكناس والعيون والعرايش‬ ‫أجيو للدار البيضا‬ ‫وكريان سنطرال‬ ‫وفتاخرو بوالدها االبطال‬ ‫جنوب وشمال‪.‬‬

‫ذكرى المسيرة‬ ‫ذكرى املسيرة اخلضرا‬ ‫يا احبابي‬ ‫نفرحو بيها كاملني‬ ‫فيها ألف جواب‬ ‫حتكي مجد السنني‬ ‫بال حرب‬ ‫بال سالح‬ ‫بالقرآن عندنا يقني‬ ‫بالدي صارت حرة‬ ‫وتبذلت جهود كبيرة‬ ‫يا شباب نكملو ما بداو‬ ‫جدادنا اللي حرو الصحرا‬ ‫املسيرة أجمل ذكرى‬ ‫املعنى يتعدى كل يوم يتجدد‬ ‫اللي مات باقي ف احلياة‬ ‫اسمه دميا يتردد‬ ‫حلي نكر حب الذات‬ ‫ّ‬ ‫باقي عليها يشهد‪.‬‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫مواقف بنكيران ومن معه‪ ‬من‪ ‬المرأة ‪ ‬معروفة مألوفة‪ ، ،‬خاصة حين يتعلق‬ ‫األمر‪ ‬بالمساواة‪ ‬العادلة في الحقوق والواجبات‪ ،‬للمرأة والرجل‪ ،‬مسلمين كانا أو‬ ‫«إسالميين»‪ ،‬ال فرق ‪ ‬بالنسبة إلينا‪ ،‬نحن الحداثيين‪ ،‬على كل حال‪... .! ‬‬ ‫إذ كل منا يتذكر تصريحات رئيس الحكومة وأمين عام العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫تحت قبة البرلمان بخصوص المرأة‪ ‬التي ال تسعد بها الدنيا وال يستنير بها‬ ‫الكون‪ ،‬إال إذا اعتكفت بالمطبخ و «استكانت» في الفراش‪ ،‬وأظهرت عالمات‬ ‫الرضى والقبول بكل ما يصدر من السي السيد‪...! ،‬‬ ‫«قفشات» بنكيران‪ ‬بشأن المرأة ال تعد وال تحصى‪ ،‬وقد تعرضنا وتعرض‬ ‫غيرنا للبعض منها في نوع من التنديد ‪ ‬بأسلوب رئيس الحكومة في التعاطي‬ ‫مع قضايا المرأة‪ .‬‬ ‫وهاهو اليوم يعود إلى موضوع المرأة‪ ،‬بعد هدنة لم تدم طويال‪ .‬هذه‬ ‫المرة‪ ،‬خالل لقاء مع فريقيه بمجلسي النواب والمستشارين‪ ،‬حيث توقف طويال‬ ‫عند المرأة‪ ،‬مقسما النساء إلى «رخيصات» و «مكلفات»‪.....‬أما الرخيصات فهن‬ ‫الزوجات الطائعات المسالمات القانعات المومنات بالقدر خيره وشره‪ ،‬وأما‬ ‫المكلفات فهن «الخليالت» الصاحبات المدلالت الفاسدات المفسدات ‪ ‬المبتزات ‪.‬‬ ‫ولم يفهم الكثيرون ممن حضر سبب إثارة «الزعيم» اإلسالمي موضوع‬ ‫الزوجات والصاحبات ليتضح فيما بعد أن بنكيران جعل موضوع المرأة مدخال‬ ‫للتنويه بـ «أخالق» مريديه في عالقاتهم بالنساء‪ ،‬وبسلوكهم الذي صار محط‬ ‫تنويه عام في المغرب‪ ،‬ونضيف من جهتنا‪ ،‬وفي العالم العربي واإلسالمي‬ ‫قاطبة‪..... !!! ‬‬ ‫ومن حسنات ومزايا المريدين أنهم ال يتزوجون بأكثر من ثالثة‪ ،‬وال يوجد ما‬ ‫يمنعهم من الوصول إلى أربعة‪ ،‬ما دام اهلل فتح عليهم‪ ،‬حين أوصلتهم أصوات‬ ‫المغرورين بالشعارات إلى حيث هم‪ ،‬ليحصلوا على رواتب بالماليين بعد أن كان‬ ‫سقف طموحاتهم يتراوح بين سبعة آالف و عشرة آالف درهم بشهادة رئيسهم‪،‬‬ ‫‪.....‬فاستبدلوا موتورات الروليكس بالبي إيم دابليو‪ ،‬والشقق الرخيصة بالفيالت‬ ‫«الهرهورية»‪ ،‬زادهم اهلل نعمة وسعة‪ ،‬وزادنا صبرا وقدرة على التحمل ‪.....‬‬ ‫ونصح بنكيران أهل زاوية المصباح بأن يتزوجوا في الحاالت القصوى‪،‬‬ ‫زوجتين‪ ،‬يكونان مبعث فرح بالنسبة لـ «األخ»‪ ،‬ولكنه أضحك القاعة عندما قال‬ ‫إنه بلغ إلى علمه وجود من تزوج ثالثا من بين اإلخوان‪....‬وكل األفكار توجهت‬ ‫إلى هذا «األخ» الذي يتربع على كرسي وزاري هام‪ ، ‬وال حرج !!!‪...‬‬ ‫وفي محاولة لجبر خواطر مناضلي مصباحه‪ ،‬قال بنكيران لرفاقه‪ ،‬إنكم أناس‬ ‫تقاة‪ ،‬أهل عفة وورع‪ ،‬إذ أنكم «لم تفعلوا‪ ‬ال عجائب وال غرائب»‪ ...‬ولم تشربوا‬ ‫خمرا‪ ،‬ال الغالي منها وال الرخيص‪ ،‬وكل ما عندكم زوجة ألن الزوجة «رخيصة»‬ ‫وغير مكلفة‪ ،‬أما الصاحبة ‪ ‬فهي دائما مكلفة‪ ،‬و «تريد أن تأخذ منك كل شيء»‪.....‬‬ ‫وبلسان المجرب ‪ ،‬المطلع على غالب األحوال‪ ،‬كما يكتب العدول عند توثيق‬ ‫الشهادات ‪ ،‬ألح بنكيران على فكرة أن المرأة الزوجة ال تكلف كثيرا‪ ،‬بل إنها تحافظ‬ ‫على أموال زوجها وترعى بيتها وأوالدها‪ ...‬أما الصاحبات‪....‬والعياذ باهلل‪.....‬‬ ‫وزاد فأطنب في التنويه بمريديه الذين وصفهم بأنهم من «جنس» آخر‪،‬‬ ‫مختلف عن الجنس الذي ينتمي إليه «اآلخرون» ‪ ،‬آلنهم أدخلوا الفرح والسرور‬ ‫على المغاربة حين وصلوا إلى مناصب المسؤوليات في التدبير‪ ،‬وألنهم يبعثون‬ ‫بأبنائهم للدراسة مع أبناء المغاربة في المدارس العمومية‪.‬‬ ‫وهو ما فعله بنكيران ‪ ‬نفسه ‪ ‬فيما يخص تمدرس أبنائه‪...!!! ‬‬ ‫وبلغ بنكيران قمة الثناء على أتباعه حين استشهد بقول صاحب خمارة‪ ،‬أثنى‬ ‫بدوره على «مستشاري حزب العدالة والتنمية» في مدينة من المدن‪ ،‬لكونهم «ال‬ ‫يشربون الخمر» وال يأخذون أمواال من البارات‪ ،‬وأضاف ما معناه أن باعة الخمر‬ ‫سيشعرون بالراحة مع المسيرين‪( ‬للشأن المحلي)‪.....‬‬ ‫ولكن بنكيران لم يذكر لمستشاريه أين ومتى جرى حواره مع صاحب بار‬ ‫حول جديتهم واستقامتهم‪ .‬‬ ‫ليس مستغربا‪ ،‬إذن‪ ،‬أن يتحدث بنكيران بهذا النوع الهجن ‪ ‬عن المرأة‪ ،‬فلقد‬ ‫تعودنا على «قفشاته» المثيرة أحيانا والمستفزة‪ ،‬أحيانا أخرى‪.‬‬ ‫ولكن المستغرب أن يختار زعيم حزب العدالة والتنمية اجتماعا «سياسيا»‬ ‫مع منتخبي حزبه بالبرلمان‪ ،‬ليس من أجل إعدادهم لتحديات الفترة القادمة‪،‬‬ ‫ولو أنها ستدور داخل «الوقت الضائع»‪ ،‬ولكن من أجل الحديث عن المرأة ‪ ‬بين‬ ‫زوجة بـ «بالش»‪« ،‬براطا»‪ ،‬وصاحبة «مكلفة»‪ ،‬بمتطلباتها التي ال تتوقف‪ .‬فهل‬ ‫كان الرئيس يتحدث من موقع المجرب‪ ،‬أم على ذمة رواة تقاة عايشوا الزوجة‬ ‫والصاحبة وخرجوا باالنطباع الذي انتهى إليه الرئيس األمين‪......‬‬ ‫هذا أمر ال يهم‪.‬‬ ‫المهم أن أتباع‪ ‬العدالة والتنمية‪ ،‬بشهادة الزعيم األمين‪ ،‬قوم صلحاء‪،‬‬ ‫ينتمون لجنس غير الذي ننتمي نحن إليه‪ ،‬جنس رصين ‪ ،‬عاقل‪ ،‬حسن السلوك‪،‬‬ ‫ال يلتفت إلى مثل تلك ‪« ‬القاذورات» و «الموبقات»‪ ،‬وبالتالي فهم في غير‬ ‫حاجة لنصح أو تحذير‪ ،‬فيما يخص الصاحبات الملعونات الالئي يمتلكن سطوة‬ ‫شيطانية وقوة ‪ ‬خارقة على إتالف القلوب والعقول و‪.....‬الجيوب‪ ،‬ومن دخل‬ ‫سوقهن «المطيار»‪ ،‬يفقد معا‪ ،‬الفضل والرأسمال‪ ،‬كما قال المجذوب‪ ‬رحمه‬ ‫اهلل!!!‪..‬إنهم «يكتفون» بثانية أو بثالثة‪ ،‬في حالة وزارية يتيمة‪ ،‬وال يقربون عالم‬ ‫الصاحبات‪ ‬والخليالت‪ ،‬مخافة ‪ ‬الذنوب والمعاصي الموصلة إلى جهنم وبئس‬ ‫القرار‪ ،‬وال «يضربون الطاسة»‪ ‬في ‪ ‬الحانات والبارات والمواخر‪ ،‬خشية الوقوع‬ ‫في المحضور من الذنوب والزالت‪ ،‬وأين ما حلوا وارتحلوا يتبعهم حمد وثناء‬ ‫المواطنين لصالحهم واستقامتهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام‪.....‬‬ ‫ألم يكن بنكيران على صواب فيما وصف به أتباعه الخلصاء ؟‪....! ‬‬


‫العدد ‪809‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫املطالبة بامل�ساواة يف الإرث ‪...‬‬

‫عندما ت�صبح حرية التعبري حرب ًا على ثوابت الدين‬

‫من جوانب التميّز في تشريعات اإلسالم العادلة‪،‬‬ ‫إقراره لكل حقوق المرأة‪ ،‬وكفالة هذا الدين العظيم لكل‬ ‫مظاهر الحياة الكريمة لها‪ ،‬وهذا يقتضي عدم تمييز‬ ‫الرجل عليها إال حيث تقتضي المسؤولية التي جعلها اهلل‬ ‫في رقبة الرجل ليوفر للمرأة كل وسائل الحماية والتكريم‪.‬‬ ‫وقد وزع الخالق سبحانه الحقوق المادية بين الرجل‬ ‫والمرأة توزيعاً عاد ًال وأعطى للرجل من الميراث ما يتناسب‬ ‫مع مسؤولياته‪ ،‬التي ألزمه بها تجاه المرأة أو النساء‬ ‫المكلف شرعاً برعايتهن واإلنفاق عليهن مع ما ينفقه على‬ ‫أوالده‪ ،‬فكان العدل اإللهي في توزيع الميراث‪« ،‬وال يظلم‬ ‫ربك أحدا» ‪.‬‬ ‫لكن دعاة الباطــل من الحقوقييــن المخدوعيــن‬ ‫بالشذوذ الفكري الغربي ودعاواهم الباطلة ال يتوقفون‬ ‫عن إثارة الشبهات وترديد األكاذيب حول ميراث الرجل‬ ‫والمرأة وك��أن خالق اإلثنين قد وقف في صف الرجال‬ ‫حاشاه سبحانه ‪.-‬‬‫قال تعالى‪« :‬للذكر مثل حظ الأنثيني» (النساء‪)11:‬‬ ‫فهل هذا التمييز اإللهي لنصيب الرجل يعني تفضي ًال‬ ‫لجنس الرجل على جنس المرأة في الميراث؟ وهل يجوز‬ ‫تحقيق المساواة التامة بين الجنسين في الميراث كما‬ ‫تطالب بعض المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق‬ ‫المرأة في بالدنا ؟ وما موقف اإلس�لام فيمن يوزعون‬ ‫الميراث بالتساوي التام بين الذكور واإلناث؟ وهل خروج‬ ‫المرأة للعمل خارج البيت ومشاركتها في تحمل مسؤوليات‬ ‫األس��رة مع زوجها يعطي مبرراً مقبو ًال للمساواة التي‬ ‫يطالب بها البعض في الميراث؟ ‪.‬‬ ‫يعيش المغرب خالل هذه األيام على وقع تقاطب حاد‬ ‫بعد دعوة المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو مؤسسة‬ ‫وطنية مستقلة عن الحكومة‪ ،‬إلى المساواة بين الرجال‬ ‫والنساء على مستوى اإلرث‪ ،‬األمر الذي اعتبر سابقة من‬ ‫نوعها نظرًا ألن الجهة التي دعت إلى ذلك‪ ،‬هي منظمة‬ ‫استشارية أنشأتها الدولة لحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬ونظرًا‬ ‫ألن المغرب ال يزال يعمل بقوانين الشريعة اإلسالمية في‬ ‫نظام اإلرث‪ ،‬ومن ذلك ما يكفل للرجل ضعف ما يخصّص‬ ‫للمرأة‪.‬‬ ‫ورغم أن النقاش حول المساواة بين المرأة والرجل‬ ‫ليس جديدًا في المغرب‪ ،‬وترجع بعض فصوله إلى ما‬ ‫كان يُعرف بـ «خطة إدماج المرأة في التنمية» قبل ‪15‬‬ ‫عامًا عندما حدث انقسام في الشارع بين الحداثيين‬ ‫واإلسالميين على هذا المفهوم‪ ،‬اّإل أن التقرير الذي‬ ‫أصدره المجلس المغربي األسبوع المنصرم أعاد النقاش‬ ‫من جديد إلى الواجهة‪ ،‬وذلك في بلد ّ‬ ‫يحث دستوره على‬ ‫السعي إلى المناصفة بين الرجال والنساء‪ ،‬كما يؤكد‬ ‫كذلك أن اإلسالم هو دين الدولة‪.‬‬ ‫المركز المغربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬منظمة ديمقراطية‬ ‫مستقلة‪ ،‬انتقد بشكل كبير هذه الدعوة‪ ،‬معتبرًا أن‬ ‫الدستور لم يستهدف المساواة بين المرأة والرجل‬ ‫بمنطق القطع مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأن اإلرث يرتبط‬ ‫بالمنظومة األسرية واالجتماعية لدى أمة المسلمين‪ ،‬كما‬ ‫أن الرجل مجبر على تحمل مسؤولية أعباء اإلنفاق‪ ،‬مطالبًا‬ ‫في بيان له بإعادة النظر في تركيبة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬حتى ال يصير حكرًا على تيار إديولوجي‬ ‫معين‪.‬‬ ‫و ندّد علماء الدين بهذه الدعـــوة‪ ،‬ووصفوهــا‬ ‫بـ «وصمة عار» على من أطلقها‪ ،‬معتبرين أنها «اعتداء‬ ‫على اهلل وعلى ثوابت الدين اإلسالمي‪ ،‬وتعطي الفرصة‬ ‫لإلرهاب وللغلو في الدين أن يظهرا ردًا عليها»‪ ،‬مبرزين‬ ‫أن «المجتمع المغربي آمن ومستقر ولديه مؤسسات‬ ‫خاصة باإلفتاء في الدين‪ ،‬وال يحتاج لمثل هذه الدعوات‬ ‫التي تحاول تخريب الدين»‪.‬‬ ‫اإلرث يمسّ األسرة واإلخالل به إخالل بها‪ ،‬وال يمكن‬ ‫أن نجهز على ما تبقى من أحكام اإلسالم بمبرّر أننا لم‬ ‫نعد نطبق الشريعة‪ ،‬ومن يقول إن الظروف تغيّرت وإن‬ ‫المرأة أضحت تعمل جاهل بالتاريخ‪ ،‬فالمرأة كانت تشارك‬ ‫على الدوام في الجهاد والتجارة والعلم والحديث والدراسة‬ ‫والتعليم وزرع الحقول ومع ذلك لم تخرج هذه الدعوات‪،‬‬ ‫فالمسألة مسألة إيمان بشرع اهلل وعلمه وأحكامه»‪.‬‬ ‫بيدَ أنه في الجانب اآلخر‪ ،‬دافع ناس كثر عن دعوة‬ ‫المجلس‪ ،‬ومنهم جمعية أنفاس الديمقراطية‪ ،‬التي قالت‬

‫إن تقرير المجلس يعدّ بمثابة «انتصار من داخل مؤسسة‬ ‫دستورية رسمية لما ناضلت من أجله الحركة النسائية‬ ‫والحقوقية»‪ ،‬مبرزة في بيان لها أن المساواة الفعلية بين‬ ‫الجنسين أضحت «ضرورة حقوقية واقتصادية وتجسيدًا‬ ‫للواقع االجتماعي المعاش»‪.‬‬ ‫فوزية عسولي‪ ،‬رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية‬ ‫لحقوق المرأة‪ ،‬تستغرب وقوع كل هذه الضجة على دعوة‬ ‫مؤسسة استشارية حقوقية‪ ،‬بما أن ذلك يدخل في صميم‬ ‫عملها‪ ،‬معتبرة أن من يح ّلل الواقع المغربي سيدرك‬ ‫ضرورة تعديل قانون اإلرث‪« :‬هناك أسر شُرّدت‪ ،‬هناك‬ ‫نساء عملن طول حياتهن رفقة أزواجهن ألجل شراء سكن‬ ‫وعندما توفي الزوج احتل إخوانه جز ًءا مهمًا من السكن‪،‬‬ ‫هناك نساء أعلن أسرًا بكاملها وفي النهاية رُمين إلى‬ ‫الشارع أو إلى دور العجزة»‪.‬‬ ‫وتضيف عسولي‪« :‬أحكام اإلرث في اإلسالم حكمها‬ ‫العدل وليس التمييز‪ ،‬ألن النساء كن في بدايات اإلسالم‬ ‫يعشن في نظام عشائري تحت إمرة الرجال‪ ،‬بينما تغيّر‬ ‫األمر حاليًا بعد ظهور األسر النووية التي تنشأ بتعاون‬ ‫الرجل والمرأة وبتراجع فكرة تحمل الرجل لوحده مسؤولية‬ ‫مصاريف العائلة»‪ ،‬متابعة‪« :‬من يرفض المساواة في‬ ‫اإلرث يسوّق صورة ظالمة لإلسالم‪ ،‬فالعدل هو جوهر‬ ‫الدين‪ ،‬واإلسالم كان دائمًا مفتوحًا على االجتهاد بما‬ ‫يتناسب مع المصالح العليا للمجتمع»‪.‬‬ ‫رغم أن مطلب المساواة بين المرأة والرجل في‬ ‫اإلرث ليس جديدا على المغاربة‪ ،‬وتم إشهاره في أكثر‬ ‫من مناسبة من طرف جمعيات حقوقية‪ ،‬وفعاليات نسائية‬ ‫ضمن محطات مختلفة‪ ،‬كان أبرزها مرور سنوات على‬ ‫العمل بمدونة األسرة‪ ،‬إال أن صدور توصية من المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان بذلك خلق الفرق‪ ،‬وصنع ضجة‬ ‫يبدو أن صداها لن يتوقف بين مدافع ومعارض‪.‬‬ ‫ردود فعل كثيرة أعقبت اإلفراج عن هذه التوصية‬ ‫بين من تساءل عن أسباب نزولها في الوقت الميت من‬ ‫عمر المجلس‪ ،‬وبين من ربطها بمحاولة جر المغاربة‬ ‫إلى نقاشات هامشية على حساب القضايا المصيرية‬ ‫والحساسة‪ ،‬وبين من اعتبرها محاولة مفضوحة من‬ ‫أطراف محددة تختبئ وراء تيار الحداثة والحريات وتتحكم‬ ‫فيها انتماءات سياسية معينة‪.‬‬ ‫هذه الردود رأت فيها عدد من الفعاليات الحقوقية‪،‬‬ ‫التي انبرت للدفاع عن المجلس وتقريره‪ ،‬اتهامات‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫جاهزة‪ ،‬قفزت على مضمون التقرير‪ ،‬وركزت باألساس‬ ‫على المسألة المتعلقة باإلرث إلفراغ عمل المجلس من‬ ‫أي محتوى‪ ،‬وإظهاره كهيئة تسعى لشيطنة المجتمع‪ ،‬في‬ ‫مقابل الجهة الهادفة ألسلمته‪ ،‬وهو نفس السياق الذي‬ ‫ذهبت إليه الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب التي‬ ‫انتقدت ما وصفته بمحاولة تغليط الرأي العام‪ ،‬واعتبرت‬ ‫الهجوم على تقرير المجلس بمثابة ترهيب فكري من قبل‬ ‫جهات تنصب نفسها متحدثة باسم الدين‪ ،‬رغم وجود‬ ‫مؤسسة دستورية عهد إليها دور اإلفتاء ‪.‬‬ ‫كما أن المدافعين عن توصية المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان يرون أن ردود الفعل التي أعقبت اإلعالن‬ ‫عن موقف هذا األخير تتعامى عن حقيقة أساسية‪ ،‬وهي‬ ‫أنه ال يمكن للمغرب أن يتعامل بانتقائية مع االتفاقيات‬ ‫الدولية‪ ،‬وفي هذا السياق أكد عبد اإلله بنعبد السالم‪،‬‬ ‫عن الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬أن المغرب صادق‬ ‫على االتفاقية الدولية إللغاء كافة أشكال التمييز ضد‬ ‫المرأة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لنا أن نأخذ بجزء من االتفاقية‬ ‫ونلغي جزءا آخر‪ ،‬ألن األمر يتعلق بمبادئ كونية وعالمية‬ ‫ومنظومة متكاملة‪.‬‬ ‫مطالب هؤالء الذين يدعون إلى المساواة بين الرجل‬ ‫والمرأة في الميراث مرفوضة رفضاً قاطعاً وال يمكن أن‬ ‫تتحقق‪ ،‬ألن الميراث من توزيع الخالق عز وجل وهو توزيع‬ ‫عادل ومثالي ويعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬ومهما بلغت درجة‬ ‫إهمالنا لتشريعاتنا اإلسالمية فلن يستجيب مجتمع ينتمي‬ ‫إلى اإلسالم لمطالب من هذا النوع‪ ،‬ألنها تحمل مخالفة‬ ‫صريحة ألمر ثبت من الدين بالضرورة ‪.‬‬ ‫لكن في كل األحوال ال ينبغي أن نصعد من األحكام‬ ‫باإلدانة والكفر على كل من يصرح بمطلب من هذا‬ ‫النوع‪ ،‬فبعض الذين يطالبون بالمساواة في الميراث‬ ‫ال يدركون حقيقة التشريع اإلسالمي وفلسفته وعدالته‪،‬‬ ‫حيث يلزم اإلسالم الرجل باإلنفاق على زوجته وعلى أفراد‬ ‫أسرته‪ ،‬وفي الوقت نفسه ال يلزم المرأة بأي التزامات‬ ‫مالية لغيرها‪ ،‬وعندما تأخذ المرأة نصف ما يأخذه الرجل‬ ‫من الميراث فإنها تكون في وضع مالي أفضل من وضع‬ ‫الرجل‪ ،‬وذلك ألن ما يأخذه الرجل يجب عليه شرعا أن‬ ‫ينفق منه على زوجته وأسرته من البنين والبنات‪ ،‬وعلى‬ ‫أمه وأبيه إذا لم يكن لهم مورد رزق وعلى أخواته إذا لم‬ ‫يكن لهن عائل‪ ،‬ومعنى هذا أن ما يأخذه الرجل من ميراث‬ ‫يكون في تناقص مستمر بسبب هذه االلتزامات الكثيرة‪،‬‬ ‫أما المرأة فإنها حرة في ميراثها‪ ،‬حيث تستطيع أن تحتفظ‬ ‫به لنفسها وأن تستثمره بالطريقة التي تراها مناسبة‬

‫وليس عليها أي التزامات مالية تجاه أفراد األسرة وزوجها‬ ‫ملزم بنفقتها حتى وإن كانت ذات ثراء‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫ميراثها سيكون في ازدياد مستمر ‪.‬‬ ‫أظن أن العدالة الحقيقية التي تبحث عنها المرأة‬ ‫اليوم‪ ،‬هي عدالة كلمة االعتراف وتقدير جهودها المبذولة‬ ‫في الحقول والبوادي والبيوت والمصانع‪ ،‬واإلنجازات التي‬ ‫حققتها في الدوائر والمؤسسات االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والمعرفية والنضالية‪ ،‬أما إن كنا نبحث عن منطوق ديني‬ ‫يدعو للمساواة في قسمة واحدة من اإلرث‪ ،‬مع التملص‬ ‫من الواجب الشرعي في‪ ‬اإلنفاق باسم الحقوق ‪ ،‬عندها‬ ‫يمكن القول‪ :‬إن التفعيل الحقيقي لمضامين (الواجبات‬ ‫والحقوق)‪ ،‬مازالت في طور الخطابات الشكلية المظهرية‪،‬‬ ‫المحتكمة لمنطق المد والجزر السياسي ‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن��ه رغ��م مصادقة مجلس النواب‬ ‫المغربي مؤخرًا على البروتوكول االختياري التفاقية‬ ‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬ورغم أن‬ ‫مدونة األسرة المغربية جرى تعديلها قبل سنوات بما‬ ‫تناسب مع عدد من المطالب الحقوقية‪ ،‬اّإل أن ناشطات‬ ‫الحركات النسائية المغربية ال زلن يطالبن بحقوق‬ ‫أكبر‪ ،‬ومن ذلك رفع كل أشكال التجريم عن اإلجهاض‪،‬‬ ‫والمساواة الكاملة في اإلرث‪ ،‬ومنع التعدد بشكل تام‪،‬‬ ‫وتحقيق المناصفة في المناصب السياسية‪ ،‬مطالب‬ ‫أغلبها فيها تعدّ خطير على الشريعة اإلسالمية التي‬ ‫تقوم على ركائزها الدولة المغربية ‪.‬‬ ‫«ما جاء في التوصيات هو خطوة خطيرة لنسف‬ ‫البقية الباقية من الشريعة اإلسالمية في هذه البالد»‪،‬‬ ‫«هذه البالد بالد إسالمية منذ ‪ 14‬قرنا وأهلها مسلمون‬ ‫ومحبون لدينهم‪ ،‬وهؤالء الذين في المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان هم فئة ضالة تسعى لفرض رايتها‬ ‫على المجتمع المسلم وتدّعي بأن هذه الرؤية رؤية‬ ‫كونية وعالمية»‪.‬‬ ‫ال اجتهاد في نصوص القرآن الكريم‪،‬و لو تعلم‬ ‫كل امرأة مسلمة كم أعزّها اهلل و كرّمها ‪ ،‬لما‬ ‫طالبت يوما باسقاط أحكامه و نصوصه عزّو ّ‬ ‫جل‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫على هام�ش املالحظة االنتخابية ب�إقليم وزان‬

‫مشاهد من فوق تضاريس التدبير الفاسد لجماعات ترابية‬ ‫‪ -‬أول الكالم‪ ‬‬

‫‪ ‬قبل السفر بالقراء فوق منخفضات ومرتفعات‬ ‫ومنعرجات الفساد ال��ذي يؤثث تضاريس بعض‬ ‫الجماعات الترابية بإقليم وزان‪ ،‬الذي سبق ووصفه‬ ‫( اإلقليم ) يوما رئيس اإلدارة الترابية اإلقليمية‪ ،‬بأنه‬ ‫منكوب تنمويا‪ ،‬ويتطلب مجهودا استثنائيا وانخراطا‬ ‫جماعيا إن أراد صناع القرار به ركوب وزان ‪ ‬قطار‬ ‫التنمية الذي يخترق الجهة الترابية التي تنتمي إليها‬ ‫دار الضمانة ومسايرة سرعة إيقاع سيره‪( ،‬قبل ) هذه‬ ‫الجولة وجب التذكير بأسباب النزول التي لم تكن غير‬ ‫محطة االستحقاقات االنتخابية األخيرة التي قادتني‬ ‫إلى زيارة بعض الجماعات الترابية في إطار المالحظة‬ ‫االنتخابية المنجزة لصالح المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬على هامش عملية المالحظة االنتخابية التي‬ ‫أنجزها ‪ -‬بحس وطني كثيف المنسوب فريق من‬ ‫ستة أعضاء ‪ -‬استفزتني مشاهد شاهدة لوحدها على‬ ‫الفساد الذي نخر عظام بعض الجماعات الترابية خالل‬ ‫التجربة الجماعية األخيرة‪ ،‬فاخترت ‪ -‬من باب اللهم‬ ‫إنني قد بلغت ‪ -‬تسويقها إعالميا‪ ،‬لعل من حملتهم‬ ‫صناديق اإلقتراع أو غيرهم يجرون عمليات تجميلية‬ ‫تدفن إلى األبد التجاعيد التي تؤثث بالسواد وجه هذه‬ ‫الجماعة أو تلك ‪. ‬‬

‫‪ ‬جماعة سيدي رضوان‬

‫‪ ‬نحن اآلن بمركز جماعة سيدي رضوان التي‬ ‫تعتبر نموذجا ساطعا للفساد ‪ .‬جماعة دخلها البعض‬ ‫ال يملك “ سبسي ديال الطحين “ ليغادرها بحسابات‬ ‫بنكية وعقارات يصعب عدها ‪ .‬زيارتنا تزامنت مع السوق‬ ‫األسبوعي الذي يحج له كل سبت سكان العشرات من‬ ‫الدواوير الكثير منها معزول ‪ .‬أبشع صورة وأقبحها على‬ ‫اإلطالق صادفتها تتعلق بمرفق “ المجزرة “ التي بها‬ ‫تذبح األنعام التي تباع لحومها للمواطنين‪ ،‬أو تقدم‬ ‫لبعضهم كوجبات غذائية تحت الخيام المنصوبة‬ ‫بفضاء السوق األسبوعي ‪“ ...‬مجزرة “ غير مربوطة‬ ‫بشبكة الماء الشروب‪ ،‬وتعلو األوساخ جدرانها ‪...‬روائح‬ ‫كريهة تزكم األنوف ألن مخلفات البهيمة المذبوحة‬ ‫يتم التخلص منها أمام مدخلها ‪ ....‬كلب يتغذى من‬ ‫هذه المخلفات ‪ ...‬ومن قال بأنه ال يدخل إلى قلبها‬ ‫‪ ...‬خطوات معدودة من هناك شعرت بزلزال يضرب‬ ‫أمعائي‪ ،‬بعد أن سقطت عيناي على بائع للحم الديك‬ ‫الرومي ( بيبي) يعرضها للبيع فوق قطعة خشب نتنة‪،‬‬ ‫وتحت الخيوط الذهبية لشمس شهر غشت الحارقة‬ ‫‪ ....‬أين المراقبة البيطرية ‪....‬أين السلطة والجماعة‬ ‫وقسم حماية المستهلك وقمع الغش بالعمالة‪ ،‬أين‬ ‫جمعية حماية المستهلك والمجتمع المدني وووو‪....‬‬ ‫‪ ‬من سيدي رضوان جاء دور المالحظة االنتخابية‬ ‫هذه المرة على قرية الزواقين الواقعة تحت النفوذ‬ ‫الترابي لنفس الجماعة ‪ .‬لهيب الحملة االنتخابية‬ ‫مستعير “بالسوق األسبوعي” الذي ينعقد كل أربعاء ‪.‬‬ ‫وجوه ساكنة القرية تبعث أكثر من رسالة من نظراتها‬ ‫الحزينة ‪ .‬كيف ال يحزن أبناء دواوير أوالد عبد اهلل‪،‬‬ ‫وأوالد بنسليمان‪ ،‬واحساسن والعطش يقتلهم منذ‬ ‫أن دك الفساد أركان “جمعية المسيرة‪ ”..‬التي كانت‬ ‫مكلفة بربط منازلهم بشبكة الماء الشروب‪ ،‬من دون‬ ‫أن يقول القانون كلمته في خفافيش الظالم‪ ،‬حتى وأن‬ ‫الجمع العام للجمعية المنعقد نهاية العشرية األولى‬ ‫لهذا القرن‪ ،‬أسقط تحت الصفير والشعارات تقريرهم‬ ‫المالي ‪ ....‬كيف ال يقلق أبناء قرية ذاع في كل أرجاء‬ ‫الوطن صيتها العلمي والثقافي‪ ،‬وحضورها في رحاب‬ ‫مقاومة المستعمر‪ ،‬وانتصارها إلستراتيجية النضال‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬بينما الطريق الذي يخترقها على مسافة‬ ‫أقل من ‪ 2‬كلم ليربطها بالطريق الجهوية ‪ 408‬مدمر‬ ‫عن آخ��ره‪ ،‬وكأن أطنان من القنابل قد نزلت عليه‬ ‫للتو؟ وتزداد نقمتهم على “ االنتخابات وما يجي من‬ ‫حسها “ ودكاكين بنيت بالمال العام لتساهم في خلق‬ ‫الرواج ‪ ‬بالسوق األسبوعي‪ ،‬حولها اإلهمال إلى أشالء ؟‬ ‫وكيف ال تخاصم ساكنة القرية المؤسسات وتفقد فيها‬ ‫الثقة وهي ترى األيادي مكتوفة أمام النهب الذي يطال‬ ‫أرض الجماعة المجاورة للسوق األسبوعي رغم حزمة‬ ‫من الشكايات المرفوعة لهذه الجهة أو تلك ؟‬

‫‪ -‬جماعة المجاعرة‬

‫بين يومي السبت واألربعاء يرقد يوم الثالثاء‪.‬‬ ‫وألنه اليوم الذي يفتح فيه مركز عين دريج التابع‬ ‫لجماعة المجاعرة ذراعيه الستقبال زواره‪ ،‬فلم أتردد‬ ‫عندما وقع اختيار نزولي ضيفا على سكانه ومرافقه‬ ‫ألكون شاهدا حيا ومحايداعلى سير الحملة االنتخابية‬ ‫ب��ه‪ ....‬انتبهـت أثنـاء المرور العابر بمقر القيادة ‪-‬‬ ‫للحصول على بعض المعلومات الرسمية ‪ -‬بأن البناية‬ ‫آيلة للسقوط‪ ،‬ورغم ذلك الزالت تحتضن مكتب القائد‬ ‫وباقي الطاقم اإلداري في انتظار إتمام ورش البناية‬ ‫الجديدة ‪ ...‬الغريب في الموضوع هو أن البناية ‪ ‬يعود‬ ‫تاريخ تشييدها إلى سنة ‪ ... 2010‬التاريخ ال يشير‬ ‫إلى ما قبل الميالد‪ ،‬بل فقط إلى الخمس سنوات‬ ‫األخيرة ‪....‬أال يعني هذا بأن الفساد قد مر من هنا‪،‬‬ ‫وأن المؤسسات الدستورية واآللية القطاعية الساهرة‬ ‫على سالمة تدبير المال العام‪ ،‬تأخرت أو عطلت أو “‬ ‫اهلل أعلم “ تفعيل فصل ربط ‪ ‬المسؤولية بالمحاسبة‬ ‫المنصوص عليها دستوريا ‪....‬‬ ‫‪ ‬مركز عين دريج الذي يتوسد أكبر سد على‬ ‫الصعيد الوطني ( سد الوحدة ) له من اإلمكانيات‬ ‫والمقومات ما يجعله يتحول في زمن قياسي إلى‬ ‫ثاني مركز حضري بإقليم وزان‪ ،‬لو كان قد تم وضع‬ ‫إدارة شأنه بين أيادي أمينة‪ ،‬وليس دمى تحرك عن‬ ‫بعد‪ ،‬أيادي تلتقط إشارة اإلصالح التي أطلقتها أعلى‬ ‫سلطة في البالد‪ ،‬فتنخرط فيها ‪ .‬لذلك فمن أفرزهم‬ ‫التنافس االنتخابي هناك مطالبين اليوم ‪ ‬بفتح ورش‬ ‫الصرف الصحي الذي يقلق الساكنة‪ ،‬ويعطل الكثير‬ ‫من المشاريع االستثمارية ‪ .‬كما أن المركز الذي يشكل‬ ‫قبلة اآلالف من المواطنين والمواطنات في حاجة‬ ‫ماسة ومستعجلة لمستشفى محلي‪ ،‬ومرافق اجتماعية‬ ‫أخرى ‪ .‬والعمل على وضع حد للبناء العشوائي‪ ،‬مع‬ ‫السهر على تنظيم مجال المركز ‪ .‬‬

‫‪10‬‬

‫وألن المؤسسات التعليمية تتحول يوم االقتراع‬ ‫إلى مكاتب للتصويت‪ ،‬فقد كان البد من القيام بزيارة‬ ‫خاطفة إلعدادية أبي بكر ال��رازي للتأكد هل هي‬ ‫بناية مواطنة ‪،‬ووالجة بالنسبة للهيأة الناخبة يوم‬ ‫اإلقتراع ‪ ‬أم ال ‪ .‬حالة من الذهول ستصيبني ومرافقي‬ ‫ونحن نقف على مؤسسة مرافق إدارتها وسكنيات‬ ‫بعض إدارييها عبارة عن أشباح‪ ،‬وأن سقوطها قضية‬ ‫وقت وكفى ‪ .‬وضعية كارثية تفيد بأن المخطط‬ ‫االستعجالي بمالييره المرصودة‪ ‬لتأهيل المؤسسات‬ ‫التعليمية لم يمر من هنا‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جماعة مصمودة تخاطبكم‬

‫‪ ‬بهذه الجماعة القروية التي توجد على مرمى‬ ‫حجر من مدينة وزان في اتجاه العاصمة‪ ،‬حط بنا‬ ‫مركب المالحظة االنتخابية مرتين ‪ .‬أول ما يستقبل‬ ‫الزائر هو ورش تأهيل مركز الجماعة الذي يسابق‬ ‫الزمن االنتخابي ‪ .‬لكن بعيدا عن ه��ذا ساقتني‬ ‫األقدار إلى ورش بناء دار الطالبة المعطلة األشغال‬ ‫به لسنوات مضت ‪ .‬أسباب ن��زول ه��ذا المشروع‬ ‫االجتماعي نعثر عليها في االرتفاع المهول في نسبة‬ ‫الهذر المسجلة في صفوف التلميذات‪ ،‬التي يفرض‬ ‫عليهن بعد مقرات سكنى أسرهن عن الثانويتين‪،‬‬ ‫وانتمائهن لدائرة الهشاشة االجتماعية‪ ،‬وغياب‬ ‫النقل المدرسي‪ ،‬االنقطاع االضطراري عن الدراسة‬ ‫‪ .‬ولمواجهة هذه الوضعية الصعبة‪ ،‬تقرر سنة ‪2010‬‬ ‫تعزيز شبكة الدعم االجتماعي المقدمة للتالميذ‪،‬‬ ‫وذلك بتخصيص اعتماد مالي من ميزانية المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية التي كان يرأس لجنتها‬ ‫اإلقليمية العامل السابق ‪ .‬قرعت الطبول‪ ،‬وزمرت‬

‫المزامير يوم وضع الحجر األساسي‪ ،‬وبعد أسابيع‬ ‫رشت المقاولة ‪ ‬قليل من رماد األسمنت فوق أرضية‬ ‫القطعة المخصصة لذلك‪ ،‬لكن يبدو بأن عفاريت‬ ‫وتماسيح مصمودة ال تقبل بمقاربة النوع االجتماعي‬ ‫فوق ترابها‪.‬‬ ‫‪ ‬بين مركز مصمودة ودوار الرمال الذي يحتضن‬ ‫أقدم مدرسة ابتدائية‪ ،‬يمكن للطريق التي تربطهما‬ ‫ التي هي في حالة سيئة اآلن ‪ -‬أن تصلهما بمدينة‬‫القصر الكبير في زمن قياسي‪ ،‬إن بادرت وزارة التجهيز‬ ‫بإنجازها كما سبق وتم الوعد بذلك ‪ .‬ومن دون شك‬ ‫فإن مردوديتها االقتصادية على جماعتي مصمودة‬ ‫وأمزفرون ستكون كبيرة ألنها ستتحول مع الوقت إلى‬ ‫نقطة جذب سياحي لما تزخر به من مقومات سياحية‬ ‫قل نظيرها في أكثر من منطقة بالمغرب ‪.‬‬

‫مرحبا بنا بجماعة تروال‬

‫‪ ‬لم يكن االستعمار الفرنسي الغاشم بليدا‬ ‫عندما اختار مجال تروال الحيوي ليحط فيه جيوشه‬ ‫لتحصي أنفاس أجدادنا‪ ،‬وتراقب حركاتهم وسكناتهم‪،‬‬ ‫لكنه في نفس اآلن جعل منه منتجعا سياحيا استثنائيا‬ ‫فعززه بالكثير من المرافق التي ال نعثر عليها اليوم‬ ‫حتى في بعض المدن ‪ .‬من هذه المرافق نذكر طريقا‬ ‫مسافته ‪ 11‬كلم شقها المغاربة تحت سوط الجالد‬ ‫لتربط مركز تروال بالطريق الجهوية ‪ 408‬مرورا‬ ‫بتضاريس جد صعبة ‪.‬‬ ‫‪ ‬هذه الطريق اليوم يوجد في حالة كارثية‬ ‫يصعب وصفها‪ ،‬مما يشدد الخناق على الساكنة‪،‬‬ ‫ويقف وضعها ( الطريق ) هذا سدا منيعا في وجه أبناء‬ ‫القرية العاملين بمختلف مناطق المغرب من صلة‬ ‫الرحم مع أسرهم ‪ .‬أما بمناسبة موسم األمطار التي‬ ‫تتهاطل بقوة على المنطقة فإن المركز يعزل عن‬ ‫العالم الخارجي ‪.‬نفس هذا الوصف أو أكثر ينطبق على‬ ‫الطريق التي تربط هذا المركز بمركز جماعة أزغيرة ‪. ‬‬ ‫‪ ‬هدوء مركز تروال وسكينة أهله‪ ،‬ال تكسرهما‬ ‫إال رائحة مخلفات معصرة زيت الزيتون التي لم يبادر‬ ‫مالكها رغم شكاوى المواطنين‪ ،‬بإيجاد حل لألضرار‬ ‫الصحية والبيئية الناتجة عنها ‪.‬‬

‫متابعة محمد حمضي‬

‫احتقان قنوات التواصل ‪ ‬بين نيابة التعليم‬ ‫بوزان ونقابات تعليمية يهدد بانفجار الوضع‬ ‫مراسلة خاصة ‪ ‬‬

‫من جديد تجد ثالث نقابات تعليمية نفسها‬ ‫مضطرة لرفع نقطة نظام في وجه النائبة اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية بعد أن استعصى عليها كنس‬ ‫قنوات التواصل المحتقنة بين الطرفين منذ أزيد من‬ ‫سنة ونصف ‪.‬‬ ‫‪ ‬المكاتب اإلقليمية ‪ ‬لكل من ‪ :‬النقابة الوطنية‬ ‫للتعليم ( ف‪-‬د‪-‬ش) ‪ ،‬الجامعة الوطنية لموظفي التعليم‬ ‫( إ‪-‬و‪-‬ش‪-‬م) ‪ ،‬الجامعة الوطنية للتعليم ( إ‪-‬م‪-‬ش)‬ ‫وجهت يوم االثنين ‪ 26‬أكتوبر رسالة احتجاج ‪ -‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها ‪ -‬إلى النائبة اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني بوزان للتنبيه إلى‬ ‫جملة من االختالالت تتعلق ب “ سوء عملية تدبير‬ ‫الموارد البشرية ‪ ،‬التي تميزت بغياب معايير الشفافية‪،‬‬ ‫والنزاهة وإهمال تام للمذكرات الوزارية ذات الصلة ‪،‬‬ ‫وسيادة منطق الزبونية والمحسوبية والمزاجية ‪.”....‬‬ ‫واعتبر الفرقاء االجتماعيون الثالث هذه االختالالت‬ ‫بأنها “ تسئ لمنظومتنا التعليمية ولسمعة النيابة‬ ‫اإلقليمية ويجعل أي حديث عن إص�لاح المدرسة‬ ‫العمومية في اإلقليم فاقدا للمصداقية “ ‪.‬‬ ‫‪ ‬االختالالت التدبيرية التي رصدتها النقابات‬ ‫التعليمية بمناسبة الدخول المدرسي الحالي ‪ ،‬كما‬ ‫جاء ذلك في رسالتها االحتجاجية توجد في عالقة‬ ‫تماس قوية بتدبير الموارد البشرية ‪ .‬وهكذا أشارت‬ ‫الرسالة إلى أن نيابة التعليم علقت تفعيل بعض‬ ‫المراسالت الوزارية حين لم تنشر بمقر النيابة لوائح‬ ‫الفائض ‪ ،‬والخصاص ‪ ،‬والتكليفات ‪.....‬وطرح الفرقاء‬ ‫االجتماعيون الثالث عالمة استفهام كبرى حول “‬ ‫عدم اإلعالن عن المناصب الشاغرة بمدينة وزان في‬ ‫مختلف الحركات الوطنية والجهوية واإلقليمية رغم‬

‫الخصاص الكبير بها لسنوات مع االكتفاء بتكليفات‬ ‫تحت الطلب‪ .”....‬كما جاء في نفس رسالة االحتجاج‬ ‫بأن عملية تكليف أساتذة التعليم االبتدائي التدريس‬ ‫بالتعليم الثانوي بسلكيه تخضع للمزاجية ‪.‬‬ ‫‪ ‬مساحة شاسعة من االختالالت التي وضعتها‬ ‫النقابات التعليمية فوق طاولة النائبة اإلقليمية بوزان‬ ‫‪ ،‬ودعتها لمعالجتها بما يخدم مصلحة المدرسة‬ ‫العمومية بدار الضمانة ‪ ،‬يتحملها كما أشار إلى‬ ‫ذلك بشكل صريح هؤالء الفرقاء ‪ ،‬رئيس مصلحة‬ ‫الموارد البشرية بذات النيابة ‪ ،‬الذي سينتهي تدبيره‬ ‫الالمسؤول للموارد البشرية بلغة رسالة االحتجاج ‪ ‬إلى‬ ‫“ إفشال كل المخططات الرامية للنهوض بالتعليم في‬ ‫العالم القروي ‪. “ ....‬‬ ‫‪ ‬النقابات التعليمية في رسالتها إلى النائبة‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان ساءلتها عن‬ ‫السبب الحقيقي وراء ( عدم استفادة المتعلمين‬ ‫من كامل حصتهم في اإلطعام المدرسي للموسم‬ ‫الدراسي ‪ - 2015/2014‬من أصل ‪ 140‬يوما لم‬ ‫يستفد تالميذ البوادي إال من ‪ 50‬يوما ‪ ، -‬وقرصنة‬ ‫التعويضات ع��ن الساعات اإلضافية لألساتذة‬ ‫المتنقلين ‪ ،‬والتماطل المقصود وغير المبرر في صرف‬ ‫التعويضات عن الساعات اإلضافية لألساتذة ألكثر من‬ ‫ثالث سنوات ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬النقابات التعليمية تنتظر تفاعال يسارع الزمن‬ ‫مع ندائها هذا تجنبا ألي احتقان جديد قد تكون‬ ‫فاتورته أثقل من فاتورة السنة الماضية التي انتهت‬ ‫بتدحرج خطير لنسبة النجاح في امتحان الباكالوريا‬ ‫التي استقرت تحت عتبة المعدل الوطني بكثير ‪،‬‬ ‫مقابل تصدر نيابة وزان الئحة “ الغش” في استحقاق‬ ‫الباكالوريا ( أزيد من ‪ 300‬حالة غش وهو ما يمثل ‪70‬‬ ‫في الـ ‪ 100‬جهويا ) ‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫محمد ال�سكروحي يف ذمة اهلل‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 94‬سنة‪ ،‬فارق الحياة المشمول بعفو اهلل المرحوم محمد‬ ‫السكروحي‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2015‬وشيع جثمانه الطاهر في‬ ‫موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف وشخصيات ووفود‬ ‫قدمت من مختلف أنحاء المغرب‪ ،‬ودفن (الجثمان) بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬بعد‬ ‫صالة العصر بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أبنائه‪ ،‬علي ومحمد‬ ‫وعالل (الوالي المدير العام الحالي لصندوق التجهيز الجماعي‪ ،‬والمدير‬ ‫العام السابق للجماعات المحلية) ونجيب وعبد الكريم وخالد وخدوج وعلية‬ ‫وحفيظة ولطيفة‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد العائلة راجين لهم صبراً جميال‪،‬‬ ‫وللفقيد أجراً عظيما‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫متى يستيقظ اإلعالم العربي‬ ‫ليخدم قضايا األمة ؟‬ ‫بقلم ‪ :‬حمزة الحساني‬

‫قهوة المساء توحي‬ ‫بكثير من األشياء‪ ،‬وتلهمنا‬ ‫بشتى أفكار‪ ،‬لكن يبدو أنه‬ ‫ولحد الساعة ما زال اإلعالم‬ ‫العربي لم يستعمل شيئا‬ ‫من المنبهات ! أو يستعملها‬ ‫بغلط‪.‬‬ ‫كتب الصحفـي آيـــال‬ ‫زي��س��ر ب��إح��دى الصحـــف‬ ‫اإلسرائيليــــة‪ ،‬أن اإلعـــالم‬ ‫القضية الفلسطينية لحد الساعة‪ ،‬عدا‬ ‫يخدم‬ ‫العربي‬ ‫العظيم)‬ ‫(صدقال اهلل‬ ‫قناة الجزيرة‪.‬‬ ‫رغم موقفي الشخصي تجاه شبكة الجزيرة‪،‬‬ ‫سأنحني احتراما وأقول لها‪ :‬شكرا ! إذ دائما يجب أن‬ ‫نكون منصفين‪ ،‬نقول لمن أحسن أحسنت‪ ،‬ولمن أساء‬ ‫أسأت‪.‬‬ ‫اإلعالم العربي ظل محتشما لقضاياه الكبرى‪ ،‬إال‬ ‫لما ما‪ ،‬يحاول تحريك عواطفنا أحيانا‪ ،‬للحظات قليالت‬ ‫ثم ينسينا ذلك بسياسته الخاصة‪ ،‬عبر جلب مواضيع‬ ‫أخرى‪ ،‬والتي بالطبع أكثر تفاهة‪ ،‬من غيرها لألسف‪.‬‬ ‫نعلم جميعا ما يروجه إعالمنا العربي‪ ،‬من‬ ‫مدبلجات ال نفعية‪ ،‬يؤدي ثمنها الشعب العربي رغما‬ ‫عنه‪ ،‬مع أنه من بين الشعوب العالمية األكثر أمية‬ ‫وفقرا والحمد هلل !‬ ‫إع�لام ب��دل أن يؤاخي بين الشعب العربي‬ ‫الشقيق‪ ،‬يزرع الحقد والبغض‪ ..‬فهل يعقل أن تكون‬ ‫دول عربية تشوه خرائط دول عربية أخرى ؟ والتنقيص‬ ‫من لهجاتها ؟‬ ‫أع��ود إل��ى موضوع الدبلجة المؤلم‪ ،‬وال��ذي‬

‫يذكرني بأيام العز والمجد التي‬ ‫عشناها نحن العرب‪ ،‬أيام من‬ ‫ذهب‪ ،‬أيام كنا نحلق في سماء‬ ‫عالية‪ ،‬أيام الخليفة المامون‬ ‫وبيت الحكمة‪ ..‬لو عاد أبناء‬ ‫ذلك الجيل لتنكروا لنا‪.‬‬ ‫حقيقـــة هي انتكاســـة‬ ‫تاريخيــة‪ ،‬من ترجمــة العلوم‬ ‫والفنون‪ :‬طــب‪ ..‬فلسفة‪ ..‬إلى‬ ‫دبلجة ما يدمر األخالق والقيم !‬ ‫ال أقصد بكتابة هذه الكلمات‪ ،‬البكاء على‬ ‫األط�لال‪ ،‬وإحياء الحزن والبؤس على نفسي وعلى‬ ‫قرائي‪ ،‬ولكني أود بهذا‪ ،‬استنهاض الهمم‪ ،‬واالشتغال‬ ‫بقضايا األمة‪ ،‬في زمن العلم والتكنولوجيا المتفوقة‪.‬‬ ‫نشهد ما يعيشه العالم العربي‪ ،‬من استعمال‬ ‫للتكنولوجيا‪ ،‬فهو مساير بذلك للشعوب األخرى‪ ،‬فقط‬ ‫يحتاج إلى بعض التصويب وحسن اإلرشاد‪.‬‬ ‫األغلب منا له حساب أو قل حسابات على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬لكن ما هي المواد التي يشتغل‬ ‫عليها كل فرد منا باستعماله ؟‬ ‫جواب هذا‪ ،‬أمر متعلق بكل فرد منا‪ ،‬هل ندافع‬ ‫عن قضايا األسرة‪ ،‬العلم‪ ،‬الوطن‪ ،‬األمة‪ ..‬أم غير ذلك ؟‬ ‫‪ ‬إنه من الجميل أن نصوب استعمالنا لإلعالم‪،‬‬ ‫لخدمة اإلنسانية‪ ،‬ال لهدم القيم‪ ،‬والدين‪ ،‬وأن نشتغل‬ ‫بجد على ما يفضي إلى نفع األمة واإلنسانية قاطبة‪.‬‬ ‫فمثال كم هو رائع أن نناقش قضايا األمة بمواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬بدل‪ :‬أستحلفك باهلل أن تنشرها‪..‬‬ ‫إن لم تنشرها فاعلم أن ذنوبك منعتك‪/‬الشيطان‬ ‫منعك !‬

‫ضحايا االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان‬ ‫وإشكالية تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف‬ ‫والمصالحة في ندوة صحافية بالرباط‬ ‫شارك الحقوقي واإلعالمي األستاذ عبد القادر‬ ‫أحمد بن قدور‪ ،‬أحد ضحايا سنوات القمع والرصاص‪،‬‬ ‫في ندوة صحافية نظمتها‪ ،‬مؤخرا بالرباط‪ ،‬التنسيقية‬ ‫الوطنية تحت شعار “ ضحايا االنتهاكات الجسيمة‬ ‫لحقوقاإلنسانوإشكاليةتنفيذتوصياتهيئةاإلنصاف‬ ‫والمصالحة”‪.‬‬ ‫وقد تطرقت الندوة للمسيرة النضالية لمعتصمي‬ ‫الكرامة التي انطلقت منذ‪ 21 ‬يناير من هذه السنة‪،‬‬ ‫وأطلع أعضاء التنسيقية الصحافيين والفاعلين‬ ‫الحقوقيين على كل المحطات النضالية التي خاضها‬ ‫اعضاؤها منذ إنشاء هيئة اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬وكيف‬ ‫دبرت هيئة اإلنصاف والمصالحة والمجلس االستشاري‬ ‫والمجلس الوطني الملفات المتبقية‪.‬‬ ‫حضر الندوة إضافة إلى السيد عبد القادر أحمد‬ ‫بن قدور العضو الشرفي في منظمة العفو الدولية‪،‬‬ ‫كل من األستاذ أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق االنسان‪ ،‬والدكتور محمد حقيقي مستشار‬ ‫التنسيقية وعبد السالم العالم‪ ،‬فاعل نقابي وحقوقي‪.‬‬ ‫وخ�لال ه��ذه ال��ن��دوة أك��د أعضاء التنسيقية‬ ‫استمرارهم في االعتصام واستعدادهم التام لخوض‬ ‫كل االشكال النضالية حتى تحقيق مطالبهم العادلة‪.‬‬ ‫وكان األستاذ عبد القادر أحمد بن ق��دور قد‬ ‫وافى هذه الجريدة بمقال تعرض فيه للتعاون القائم‬ ‫بين المغرب وبعض المنظمات الحقوقية العالمية‪،‬‬

‫خاصة منظمة العفو الدولية‪َّ ،‬‬ ‫وذكر بالخطاب الملكي‬ ‫سنة ‪ 1999‬حول المفهوم الجديد للسلطة‪ ،،‬كما ندد‬ ‫بالمضايقات التي تعرض لخا خالل اعتصامه بباب‬ ‫البرلمان احتجاجا على ما يعتبره ظلما في حقه واعتداء‬ ‫على حقوقه األساسية‪ ،‬حيث إنه اعتقل قسرا خالل‬ ‫سنوات الرصاص فتعرض للتعذيب بأشكال شتى‪،‬‬ ‫خاصة بالكهرباء على رأسه دون أن يتم رد االعتبار‬ ‫إليه واالستجابة لمطالبه من طرف هيئة اإلنصاف‬ ‫والمصالحة‪.‬‬ ‫ويذكر في مقاله كيف تمت معاملته بعنف‬ ‫من طرف عناصر القوات العمومية الذين قاموا بنزع‬ ‫الالفتة التي وضعها بجانبه خالل اعتصامه بباب‬ ‫البرلمان‪ ،‬الذي هو مجلس الشعب‪ ،‬وكيف طرد من‬ ‫مكان اعتصامه بعد أن كان راسل السلطات العمومية‬ ‫بموضوع اعتصامه الذي لم يكن لغاية سوى المطالبة‬ ‫باالعتذار إليه وتصحيح وضعيته اإلدارية‪.‬‬ ‫ويحكي أنه لم يلجأ إلى االعتصام بباب البرلمان‬ ‫إال بعد أن خاض نضاال طويال من أجل الوصول إلى‬ ‫تحقيق مطالبه حيث أنه اتصل وراسل العديد من‬ ‫الجهات المعنية‪ ،‬دون أن يتوصل برد‪ ،‬كما أنه وجه‬ ‫عشرات الرسائل إلى جمعيات حقوقية وطنية ودولية‬ ‫طلبا لمسادنته في نضاله الحقوقي من أجل االستماع‬ ‫إلى مطالبه وإنصافه‪.‬‬

‫ع ‪.‬ك‬

‫إلى ذوي األريحية ‪:‬‬

‫�أملي يف عملية‬ ‫جراحية‪...‬‬ ‫ن�سبة جناحها‬ ‫تبقى كبرية‬ ‫يعاني المواطن حسن الريفي‪ ،‬البالغ من العمر‪ 50‬سنة‪ ،‬متزوج وأب لستة أبناء من‬ ‫عجزعلى مستوى مفاصل الورك‪ ،‬حيث حرم من حركة المشي الطبيعي‪ ،‬لمدة حوالي ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬ذاق خاللها عظيم الويالت‪ ،‬بعد توقفه عن العمل‪ ،‬كبائع للسمك‪ ،‬لتبرز بعد ذلك‬ ‫مشاكل أفراد أسرته الصغيرة واحتياجاتهم الضرورية‪”.‬اهلل يحفظ كل مسلم من هاد الشي‬ ‫اللي وقاع لي “ يقول حسن الذي لم يفقد األمل بعد‪ ،‬خاصة وأن عملية جراحية بمصحة‬ ‫دار السالم بالرباط‪ ،‬نسبة نجاحها تبقى كبيرة ‪ ،‬بإمكانها أن تجعله يقف على قدميه‬ ‫ويمشي بهما من جديد‪.‬إال أن العملية تتطلب مبلغ ‪ 10‬ماليين سنتيم‪ ،‬األمرالذي ليس في‬ ‫مستطاعه‪.‬لذا لجأ إلى هذا المنبر‪ ،‬مناشدا ذوي األريحية والقلوب الرحيمة‪ ،‬بعد اهلل تعالى‪،‬‬ ‫وذلك لمده بيد العون‪ ،‬قصد خضوعه لعملية جراحية‪ ،‬واهلل اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0671039859 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع أطلس ـ زنقة ‪ 107‬الدار ‪17‬‬ ‫السواني ـ طنجة‬ ‫ِ‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫النزاعات اإلثنية و القومية في العالم‬ ‫ دابيد ليبن�سن*‬‫‪ -‬ترجمة �إدري�س اجلربوين‬

‫إن التعريف الذي يعطى بصفــة عامـــة‬ ‫للنزاعات اإلثنية والقومية‪ ،‬هو المواجهة العنيفة‬ ‫التي تحدث بين جماعتين أو أكثر‪ ،‬وتكون‬ ‫االختالفات والفوارق بينهما في الثقافة‪ ،‬أو في‬ ‫الدين‪ ،‬أو على مستوى الصفات والمميزات‬ ‫الجسمانية أو اللغوية‪.‬‬ ‫لقد أصبحت النزاعــات اإلثنية والقومية‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬هي الشكل الشائع للعنف‬ ‫الجماعي‪ ،‬والسبب الرئيسي لتعاظم مشكل‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1988‬وجدت نفسها جماعات‬ ‫تكون األقلية أو األكثرية داخل وطنها‪ ،‬متورطة‬ ‫في أغلبية النزاعات اإلثنية والقومية‪ ،‬التي بلغت‬ ‫‪ 111‬نزاعا في العالم‪ .‬في شهر يوليوز من سنة‬ ‫‪ 1993‬لم يحدث في العالم أقل من ‪ 25‬مواجهة‬ ‫إثنية عنيفة‪ ،‬مثل القتل الجماعي‪ ،‬واالعتداءات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬والجرائم والنهب‪ ،‬واالغتصاب‪ ،‬والطرد‬ ‫اإلجباري‪ ،‬واإلعدام‪ ،‬وأعمال عنف أخرى لجأت‬ ‫إليها هذه الجماعة أو تلك‪ ،‬أو كالهما‪ ،‬كوسيلة‬ ‫للوصول إلى تحقيق أهدافهما‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬هناك عشرات النزاعات‬ ‫اإلثنية والقومية‪ ،‬التي ال تقوم أساسا على العنف‪،‬‬ ‫كما أن هناك مئات األمثلة للقمع السياسي‬ ‫واالقتصادي والثقافي‪ ،‬الذي يمكن أن تنتج عنه‬ ‫مواجهات مفتوحة وعنيفة‪ .‬وإن كنا نولي اهتماما‬ ‫كبيرا للنزاعات الدامية العنيفة والطويلة المدى‪:‬‬ ‫الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية‪،‬‬ ‫والصرب والمسلمون‪ ،‬والبوسنيون والكروات في‬ ‫والسنْغا ل�‪Cin‬‬ ‫البلقان‪ ،‬والتاميل في سيريالنكا ِ‬ ‫‪ gal‬في سيريالنكا‪ ،‬واألكراد في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫واألرمن واإلزيريون في ناغورنو كاراباخ‪ .‬فيجب‬ ‫علينا أن ال نتجاهل‪ ،‬وننسى أن هناك عددا كبيرا‬ ‫من النزاعات التي ال يستعمل فيها العنف‪ ،‬ولكنها‬ ‫في الواقع تكون منبت وبذرة العنف الذي غالبا‬ ‫ما يفسر بالقمع السياسي‪ ،‬أو اقتصادي أو ثقافي‬ ‫ضد األقليات اإلثنية‪ ،‬ويتضمن تقييد ممارسة‬ ‫التصويت في االنتخابات‪ ،‬والضرائب الباهظة‪،‬‬ ‫والحرمان من بعض المهن‪ ،‬والوظائف واإلقامة‬ ‫المعزولة‪ ،‬والحصص التربوية‪ ،‬وحظر استعمال‬ ‫اللغة اإلثنية‪ ،‬ووضع القيود على الشعائر الدينية‪.‬‬ ‫في دراسة أنجزت سنة ‪ 1989‬تم إحصاء‬ ‫‪ 261‬جماعة تكون األقلية (أغلبيتها إثنية) هم‬ ‫ضحايا هذا القمع‪ ،‬في ‪ 99‬من مجموع ‪ 126‬بلدا‪،‬‬ ‫الشيء الذي يعني أن النزاعات اإلثنية والقومية‬ ‫سيكون لها مستقبل طويل وعنيف في العالم‪.‬‬ ‫إن النزاعات اإلثنية والقومية‪ ،‬غالبا ما يتولد‬ ‫عنها ما هو أكثر من صدام بسيط بين جماعات‬ ‫إثنية مختلفة‪ .‬وفي بعض األحيان تتواجه فيه‬ ‫طوائف تنتمي إلى نفس الجماعة‪ ،‬ودائما ما‬ ‫تتدخل فيها أو تجد نفسها معنية أمما وشعوبا‬ ‫أخرى‪ .‬نجد مثال في سيريالنكا‪ ،‬أن النزاع بين‬ ‫السنْغال والتأميل نتج عنه القتل واالضطراب‬ ‫ِ‬ ‫بين طوائف سياسية تنتمي إلى نفس الجماعة‪،‬‬ ‫وتولد عنه العنف ضد المسلمين في سيريالنكا‪.‬‬ ‫ونفس الحاالت وقعت في إيرالندا الشمالية‪،‬‬ ‫وفي أذربيجان‪ ،‬وفي جهات أخرى التي انفجر فيها‬ ‫الصراع بين الخصوم السياسيين‪ ،‬وأتباعهم‬ ‫من أجل الحصول على النفوذ والسلطة‪ .‬كثيرا‬ ‫ما يقوم الخالف السياسي األساسي بين هذه‬ ‫الطوائف‪ ،‬التي تنتمي إلى نفس الجماعة اإلثنية‬ ‫على أن بعضها يساند الحلول السلمية التي‬ ‫تراهن على االتفاقيات‪ ،‬واألخرى التي تقوم على‬ ‫العنفوالسيطرة‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الدولي‪ ،‬فإن النزاعات‬ ‫اإلثنية والقومية تنتهي بتورط بعض الدول أو‬ ‫شعوب بعض البلدان التي ال تتدخل مباشرة في‬ ‫الصراع‪.‬‬ ‫إن الصراعات اإلثنية‪ ،‬مثال‪ ،‬أصبحت هي‬ ‫المصدر األساسي للجوء‪ ،‬وتنقل األشخاص‬ ‫الذين يبحثون عن األمن في بلدان غير معنية‪،‬‬ ‫أو يلجؤون إلى تلك البلدان التي تدافع عن‬ ‫مصالحها‪ ،‬أو توجد فيها ساكنة إثنية واسعة‬ ‫متحالفة معها‪ .‬وهؤالء الالجئون الذين يلجؤون‬ ‫بأعداد كبيرة‪ ،‬يخلقون متاعب ومشاكل‬ ‫اقتصادية‪ ،‬واجتماعية وسياسية للبلد المضيف‬ ‫الذي يستقبلهم‪ ،‬وفي بعض األحيان يمكن أن‬ ‫يخلق وجودهم صراعا عرقيا وكراهية األجانب‬ ‫في نفس هذا البلد‪ ،‬وهذا العبء يمكن أن يدفع‬ ‫البلد المستقبل في أن يرغب في إيجاد الحلول‬ ‫في أقرب وقت ممكن لهذا الصراع الخارجي‬ ‫والتخلصمنهم‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى استقبال الالجئين‪ ،‬فإن‬ ‫البلدان المهتمة بالنزاع العرقي أو التي لها‬ ‫روابط إثنية بإحدى هذه الجماعات اإلثنية‪،‬‬

‫إدريس الجبروني‬

‫من جمازر ال�صهاينة يف غزة‬ ‫يمكن أن تختار التورط في هذا الصراع بطريقة‬ ‫مباشرة‪ ،‬أو يمكنها أن تقدم المساعدات لجماعة‬ ‫إثنية أخرى‪ ،‬مثل ما يفعله البريطانيون في‬ ‫إيرلندا الشمالية‪ ،‬وتركيا واليونان في قبرص‪،‬‬ ‫أو الهند في سيريالنكا الخ‪ ...‬باإلضافة إلى هذا‪،‬‬ ‫هناك حكومات بعض الدول تعلن رسميا الحياد‬ ‫وال تتورط في النزاع‪ ،‬ولكن مواطنيها كثيرا ما‬ ‫يساندون ويقدمون المساعدات للجماعة اإلثنية‬ ‫التي ينتمون إليها والقاطنة في بلدان أخرى‪،‬‬ ‫وكمثال على هذا‪ ،‬المساندة والدعم الذي يقدمه‬ ‫يهود العالم لدولة إسرائيل‪ ،‬واألمريكيون الذين‬ ‫ينحدرون من أصل ايرلندي يفعلون نفس الشيء‬ ‫مع االيرلنديين الكاثوليك في «األولستير»‪.‬‬ ‫الكثير من الناس لهم روابط عميقة مع الوطن‬ ‫األم‪ ،‬ويترجمون شعورهم التضامني اإلثني إلى‬ ‫مساندة سياسية ودعم اقتصادي في حالة ما إذا‬ ‫كان أمن بلدهم األصلي في خطر‪.‬‬ ‫ليست كل النزاعــات اإلثنية والقوميـــة‬ ‫متشابهة‪ ،‬بل كل نزاع يأخذ شكال مختلفا‪.‬‬ ‫وهناك ميزة أساسية لكل حالة‪ ،‬يجب أن نفرق‬ ‫بين النزاعات التي تبرز في حاالت ليس لها نظام‬ ‫هرمي ومقابلتها مع الحاالت التي لها نظام‬ ‫هرمي‪ ،‬ففي الحالة األولى‪ ،‬تكون للجماعات‬ ‫اإلثنية سلطة نسبيا متكافئة‪ ،‬أو هكذا تتصور‬ ‫كل واحدة منهما العالقة التي تحكمها‪ ،‬وتحكم‬ ‫فيما بينهما‪ .‬وفي الحالة الثانية‪ ،‬تكون الجماعات‬ ‫اإلثنية التي تقطن وطنا واحدا‪ ،‬منتظمة وفق‬ ‫تراتبية السلطة‪ .‬ومن المنطقي أن تكون‬ ‫النزاعات اإلثنية‪ ،‬والقومية شائعة في العالم‪،‬‬ ‫ومراقبتها وضبطها صعب جدا‪ ،‬من الحاالت‬ ‫التي ال تخضع لنظام هرمي‪ ،‬حيث إن الجماعات‬ ‫تتصارع وتتنافس من أجل الثراء والسلطة‪ ،‬حيث‬ ‫ال توجد جماعة لها ما يكفي من القوة لقمع‬ ‫الجماعات األخرى‪.‬‬ ‫كذلك يجب علينا‪ ،‬أن نميز بين النزاعات‬ ‫التي تحدث بالدول التي توجد في طريق النمو‪،‬‬ ‫وبين تلك النزاعات التي تبرز في العالم الصناعي‬ ‫المتقدم‪ .‬في الحالة األولى تكون الجماعات‬ ‫اإلثنية‪ ،‬عامة تتصارع وتتنافس على السيطرة‬ ‫السياسية‪ ،‬بينما في الحالة الثانية تقوم فيها‬ ‫الحركات االنفصالية لألقلية اإلثنية بمواجهة‬ ‫القمع الحكومي‪ .‬ويمكننا أن نضع تمييزا ثالثا‬ ‫بين مختلف أنواع النزاع العرقي العنيف‪ ،‬الذي‬ ‫يقوم على أساس أهداف المشاركين فيه‪ .‬ومن‬ ‫هذا المنظور فإن النزاعات العنيفة التي تحدث‬ ‫حاليا في عالم اليوم يمكننا أن نصفها ونقسمها‬ ‫إلى أربعة مستويات‪:‬‬

‫الحركات االنفصالية‬

‫في الحركات االنفصالية‪ ،‬يكون العنف نتيجة‬ ‫للمجهود الذي تبذله جماعة إثنية للحصول على‬ ‫االستقالل السياسي‪ ،‬أو يكون نتيجة للمجهود‬ ‫الذي يقوم به بلد ما لمنع تلك الجماعة من‬ ‫تحقيق هدفها‪ ،‬مثل األرمن في أذربيجان‪،‬‬ ‫والباسك في إسبانيا وفرنسا‪ ،‬والكاثوليك في‬ ‫إيرلندا الشمالية‪ ،‬واإلبزاسيين واألوزيت في‬ ‫جورجيا‪ ،‬والفلسطينيين في إسرائيل (واألراضي‬ ‫المحتلة من طرف هذا البلد)‪ ،‬والكشميريين‬ ‫في كشمير‪ ،‬واألكراد في إيران والعراق وسوريا‬ ‫وتركيا‪ ،‬والسيخ في الهند‪ ،‬والتبتيين في الصين‪،‬‬ ‫والتيمور في إندونيسيا‪ ،‬والتاميل في سيريالنكا‪.‬‬

‫النزاع من أجــل الحصـــول‬ ‫على الحكم الذاتي أو السلطة‬ ‫السياسية أو المراقبة الترابية‬ ‫إن العنف في هذه الحالة‪ ،‬يأتي نتيجة نزاع‬

‫بين جماعات إثنية تعيش في وطن واحد‪ ،‬أو بين‬ ‫جماعة إثنية والحكومة من أجل مراقبة الموارد‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والسلطة السياسية‪ ،‬أو من أجل‬ ‫الحصول على الحكم الذاتي‪ .‬عندما يكون من‬ ‫أهداف جماعة إثنية ما الحصول على االستقالل‬ ‫الذاتي‪ ،‬أو تحقيق السلطة والثراء الصعب المنال‪،‬‬ ‫كما تنزع هذه الجماعة إلى تحديد أهدافها‬ ‫وتتحول إلى حركة انفصالية‪ ،‬وفي هذا الصدد‬ ‫يمكن أن نذكر األلبان في صربيا‪ ،‬والمجريين‬ ‫في رومانيا‪ ،‬والشيشان‪ /‬اإلنغوش في روسيا‪،‬‬ ‫واألصوليين المسلمين في الجزائر ومصر‪،‬‬ ‫واإلغبو والهاوسا ويوروبا في نيجريا‪ ،‬والهوتو‬ ‫والتوتسي في رواندا وبوروندي‪ ،‬والكالجين ولوو‬ ‫وكيبويو ولوهيا في كينيا‪ ،‬وكسوسا وجماعات‬ ‫أخرى وزولو في جنوب إفريقيا‪ ،‬والبوذيين‬ ‫والهندوس والمسلمين في الهند‪ ،‬وشاكا في‬ ‫بنغالديش‪.‬‬

‫الغزو‬

‫يكون العنف في هذه الحالة في إطار حرب‬ ‫بين أمتين‪ ،‬أو عدة أمم تتكون من عدة جماعات‬ ‫إثنية أو قومية‪ ،‬حيث تكون فيها الفوارق اإلثنية‬ ‫هي العامل األساسي والهام‪ .‬ويكون الهدف‬ ‫من الحرب هو هزم الجماعة اإلثنية األخرى‪،‬‬ ‫أو طردها من جزء‪ ،‬أو من جميع األراضي التي‬ ‫تعيش فيها‪ .‬هذه الحالة تعكس لنا القضية‬ ‫الصربية والمسلمين البوسنيين‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى الكروات والصرب‪.‬‬

‫من أجل البقاء‬

‫العنف هنا يبرز كجزء من محاولة الحكومة‬ ‫الوطنية‪ ،‬أو جماعة إثنية تشكل األغلبية‬ ‫المسيطرة بالقوة على جماعة إثنية تشكل‬ ‫األقلية‪ ،‬أو طردها أو نقلها إلى جهة أخرى أو‬ ‫إلحاق الضرر بها‪ ،‬مثل األتراك واأللبان من األصل‬ ‫الجرماني بألمانيا‪ ،‬والغجر برومانيا‪ ،‬والمسلمين‬ ‫الشيعة بالعراق‪ ،‬واألقباط بمصر والنيباليين‬ ‫ببوتان‪ ،‬والمسلمين بميانمار والفيتناميين‬ ‫بكمبوديا‪ ،‬والهنود الحمر بالبرازيل‪.‬‬ ‫لماذا تتصارع المجموعات اإلثنية؟ ال يوجد‬ ‫اليوم جواب مقنع وشاف عن هذا السؤال‪ ،‬ونظرا‬ ‫لوجود عدة أنواع من الصراعات اإلثنية‪ ،‬وتعدد‬ ‫حاالت النزاعات اإلثنية‪ ،‬فإن هذه المسألة تتطلب‬ ‫إعطاء عدة أجوبة على المدى الطويل‪ ،‬وهي‬ ‫مرتبطة فيما بينها‪.‬‬ ‫عندما نحاول تفسيــر أسبــاب النـــزاع‬ ‫اإلثني بصفة عامة‪ ،‬وكذلك النزاعات التي لها‬ ‫خصوصيات‪ ،‬فإننا نحتاج إلى أخذ في اعتبارنا‬ ‫الطبيعة األساسية وقوة الروابط اإلثنية‪،‬‬ ‫والعوامل الظرفية التي يمكن أن يتولد عنها‬ ‫التضامن أو المنافسة اإلثنية‪ ،‬وكذلك األسباب‬ ‫الراهنة التي صاغتها تلك الجماعات‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للمظاهر اإلثنولوجية‪ ،‬يذكرنا الخبير في الشؤون‬ ‫السياسية «دونالد هورويتز»‪ ،‬بأن التضامن‬ ‫العرقي له قوة عظيمة‪ ،‬ومخترقة‪ ،‬وعاطفة قوية‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أن هناك بعض الباحثين لهم طرح‬ ‫بيولوجي‪ ،‬يشيرون إلى وجود دوافع قوية من‬ ‫التضامن‪ ،‬أو المنافسة اإلثنية التي لها جذور في‬ ‫التطور البيولوجي البشري‪ ،‬ولذلك ال يجب علينا‬ ‫أن نستغرب من الصراع التي تخوضه جماعة‬ ‫إثنية من أجل السيطرة على جماعة إثنية أخرى‬ ‫لحماية مصالحها الخاصة‪.‬‬ ‫وهناك خط فكري آخر‪ ،‬يقول بأنه في‬ ‫العقود األخيرة ظهرت في بلدان كثيرة جماعات‬ ‫إثنية‪ ،‬وأخرى برزت من جديد كجماعات لها‬ ‫مصالح‪ ،‬توحد أفرادها قصد الحصول على النفوذ‬ ‫السياسيواالقتصادي‪.‬‬

‫وفي المدة األخيرة‪ ،‬ظهرت مجموعة من‬ ‫العوامل الظرفية‪ ،‬التي أثارت االنتباه إلى وجود‬ ‫أسباب متعددة وراء النزاعات اإلثنية والقومية‪،‬‬ ‫من ضمنها نهاية الدولة المركزية في الدول‬ ‫الشيوعية سابقا‪ ،‬ونهاية عهد االستعمار‪ ،‬ونهاية‬ ‫أنظمة شبيهة بالنظام االستعماري في إفريقيا‬ ‫وآسيا‪ ،‬وظاهرة المطالبة بالديمقراطية‪ ،‬وعدم‬ ‫المساواة االقتصادية بين الجماعات اإلثنية‪،‬‬ ‫داخل البلد الواحد‪.‬‬ ‫هناك عـــدد كبير من الخبــراء‪ ،‬الذين‬ ‫يعتقدون حاليا‪ ،‬أن أغلبية النزاعات اإلثنية‬ ‫والقومية يتعذر إيجاد حلول لها‪ ،‬وأنه يجب‬ ‫على المجموعة الدولية والحكومات الوطنية‬ ‫في هذه الدول‪ ،‬أن تستثمر مواردها وأن تراقب‬ ‫وتضبط هذه النزاعات‪ ،‬بدل اإلجهاد في البحث‬ ‫عن الحلول‪ .‬والتجربة الحديثة أبانت عن أن‬ ‫هذه النصيحة صائبة‪ ،‬وإن كانت المجهودات‬ ‫لحل النزاعات اإلثنية والقومية تفضي إلى‬ ‫اتفاقيات‪ ،‬غالبا ما تكون شكلية‪ ،‬نادرا ما يتولد‬ ‫عنها سالم ووفاق دائمين‪ .‬مثل النزاعات اإلثنية‬ ‫والقومية بقبرص‪ ،‬وإيرلندا الشمالية‪ ،‬والبوسنة‪،‬‬ ‫وسيريالنكا‪ ،‬وشمال غرب الهند‪ ،‬بعد حلها عن‬ ‫طريق االتفاقيات انفجرت من جديد واستمرت‪.‬‬ ‫وأغلبية النزاعات اإلثنية والقومية تنتهي فقط‬ ‫بسحق وإخضاع أو طرد جماعة إثنية ألخرى‪ ،‬ومن‬ ‫البديهي أن هذا الحل ال يرضي الخاسر‪ ،‬الذي‬ ‫يكون مستعدا للدخول من جديد في النزاع حين‬ ‫تسمح الفرص‪ ،‬والظروف بذلك في المستقبل‪،‬‬ ‫وهو ما يمكن أن يحدث بعد عدة عقود‪ .‬إن‬ ‫النزاعات اإلثنية والقومية يستعصي حلها لعدة‬ ‫أسباب‪ ،‬علينا أن نتذكر فكرة «دونالد هورويتز»‪:‬‬ ‫«التضامن اإلثني له قوة عظيمة‪ ،‬ومخترقة‪،‬‬ ‫وعاطفة قوية»‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬إن المصالح التي توجد وراء النزاع‬ ‫اإلثني‪ ،‬هي بالنسبة للمتصارعين‪ ،‬أو حسب‬ ‫اعتقادهم‪ ،‬ذات أهمية قصوى‪ :‬البقاء على قيد‬ ‫الحياة والحفاظ على وجود الجماعة اإلثنية‪،‬‬ ‫والسيطرة وإخضاع جماعة إثنية لجماعة أخرى‪.‬‬ ‫هذه هي القضايا التي يتولد عنها التضامن‬ ‫اإلثني القوي الذي وصفه «هورويتز»‪ ،‬ومن أجل‬ ‫هذه القضية يكون أفراد الجماعة اإلثنية على‬ ‫استعداد للموت أو القتل من أجل قضيتهم‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬إن الصراعات اإلثنية والقومية ليست‬ ‫نزاعات بسيطة من أجل أهداف واضحة وظاهرة‪،‬‬ ‫بل ينتج عنها كذلك‪ ،‬كراهية لألجانب وشعور‬ ‫باإلثنومركزية‪ ،‬ورموز تتجلى في ردود الفعل‬ ‫مثل البحث عن كبش الفداء‪ ،‬ونماذج تنزع إلى‬ ‫جعل هذه النزاعات مستعصية على الحل بطريقة‬ ‫عقالنية‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬إن التجربة الدولية لم تطرح حتى اآلن‬ ‫إال بدائل قليلة لحل النزاعات اإلثنية والقومية في‬ ‫هذه البلدان‪ ،‬وفي الجهات المتعددة العرقيات‬ ‫واألجناس‪ .‬وربما أن الواليات المتحدة هي البلد‬ ‫الوحيد‪ ،‬الذي له رأي يقول بأن البلد الذي تزداد‬ ‫قوته‪ ،‬هو ذلك البلد الذي تندمج فيه ويستوعب‬ ‫جميع العناصر اإلثنية‪ ،‬وتكون مجموعة وطنية‬ ‫واحدة‪ ،‬وإن كان الهدف لم يتحقق بعد‪ .‬وهناك‬ ‫بلدان أخرى‪ ،‬اختارت النموذج التعددي الذي‬ ‫تتقاسم فيه السلطة جميع المجموعات اإلثنية‬ ‫فيما بينها‪ ،‬ولكن من بين هذه الدول نجد‬ ‫كندا التي تعاني من حركة انفصالية «فرنسية‬ ‫– كندية»‪ ،‬وسويسرا حيث توجد حركة «جورا»‬ ‫التي تطالب بالحكم الذاتي‪ .‬وإن كانت بلجيكا‬ ‫و «موريس» متحررة من النزاعات العنيفة‪ ،‬فإن‬

‫هذه البلدان إلى جانب سويسرا تعتبر حاالت‬ ‫فريدة ال تمثل نموذجا بالنسبة ألغلبية البلدان‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫خامسا‪ ،‬إن الحقوق والنزاعات اإلثنية‬ ‫والقومية ليست معترف بها قانونيا‪ ،‬وليس‬ ‫هناك قانون ينظمها على المستوى الدولي‪،‬‬ ‫ويتم التعامل معها إلى حد ما كقضايا داخلية‬ ‫على الدولة المعنية أن تحلها‪ .‬وما يؤسف له‬ ‫هو أنه في غالب األحيان نجد الدولة المعنية‬ ‫تتدخل مباشرة في هذه الصراعات‪ ،‬أو ترى من‬ ‫مصلحتها أن تهزم هذه الجماعة أو تنتصر على‬ ‫األخرى‪ .‬ولذلك تكون الدولة دائما وباستمرار‬ ‫مهتمة‪ ،‬ومعنية كطرف إلى جانب هذه الجماعة‬ ‫أو ضد الجماعة األخرى‪ ،‬وتكون عاجزة عن البحث‬ ‫عن الحلول لوضع حد للنزاع اإلثني وإرضاء جميع‬ ‫األطراف‪.‬‬ ‫و بما أن النزاع اإلثني يعتبر مسألة داخلية‪،‬‬ ‫فإن هيئة األمم المتحدة والتحالف المتعدد‬ ‫الجنسيات‪ ،‬يقتصر تدخلهم ومشاركتهم على‬ ‫بعث وفود السالم لحصر النزاع في حدوده‪،‬‬ ‫ويقومون بدور ضعيف في البحث عن الحلول‬ ‫على المدى البعيد‪ .‬ونفس الشيء يمكن أن‬ ‫يقال عن المنظمات والجمعيات غير الحكومية‪،‬‬ ‫حيث يكون نشاطها الرئيس تقديم اإلسعافات‬ ‫لالجئين والفارين من أراضيهم‪ ،‬بتوفير لهم‬ ‫المأوى والمواد الغذائية ومعالجة الضحايا‪.‬‬ ‫هل يمكن تحديــد نقط ساخنــة في‬ ‫المستقبل؟‪ .‬إن الحاضر هو أصدق منبئ‬ ‫بالمستقبل‪ ،‬ولذلك‪ ،‬علينا أن نفترض أن‬ ‫النزاعات اإلثنية والقومية العنيفة‪ ،‬ستستمر‬ ‫بإصرار وستمتد إلى جماعات إثنية أخرى‪،‬‬ ‫في الجمهوريات المستقلة حاليا عن االتحاد‬ ‫السوفيتي سابقا‪ ،‬وفي جنوب آسيا‪ ،‬وفي البلدان‬ ‫اإلفريقية السائرة في طريق النمو وفي أوربا‪.‬‬ ‫وفي جمهوريات االتحاد السوفيتي‬ ‫سابقا‪ ،‬من المحتمل أن يأخذ النزاع أشكاال‬ ‫أخرى‪ .‬ستستمر المواجهة بين األقليات اإلثنية‬ ‫والجماعات التي تشكل األغلبية مثل االبخاسيين‬ ‫والجيورجيين‪ ،‬وستكــون المواجهـــات بين‬ ‫الجماعات القومية ضد الروس المقيمين في‬ ‫هذه القوميات منذ القرن ‪ ،18‬الذين يحتلون‬ ‫مواقع سياسية واقتصادية حساسة منذ الحقبة‬ ‫السوفيتية‪ .‬ومن المفترض أن تجد نفسها هذه‬ ‫األقليات الروسية مجبرة على التخلي عن السلطة‬ ‫واالندماج‪ ،‬والبعض اآلخر سيكون عليهم العودة‬ ‫إلى روسيا‪.‬‬ ‫أما جنوب آسيا‪ ،‬فهـــو يشهـــد بدوره‬ ‫اضطرابــات إثنيـــة هامـــة‪ ،‬ومن ضمنهــــا‬ ‫التاميل والسينغال ‪ Cingal‬في سيريالنكا‪،‬‬ ‫واآلساميسيين والبوذيين في الشمال الغربي‬ ‫من الهند‪ ،‬والشاكما‪ ،‬وجماعات أخرى من قبائل‬ ‫بنغالديش‪ ،‬والسيخ في الهند والباكستان‬ ‫والكشمير في منطقة كاشمير المتنازع عليها‪،‬‬ ‫والمسلمين والهندوس في الهند‪ ،‬والبيرمانيين‪،‬‬ ‫وأقليات إثنية أخرى مثل «كارين» و»المون»‬ ‫في «ميانمار»‪ .‬ونظرا للتغيير االجتماعي‬ ‫واالقتصادي الذي يشهده جنوب آسيا‪ ،‬وخليط‬ ‫الجماعات اإلثنية‪ ،‬واحتراف الطوائف الساللية‬ ‫وتعدد الديانات واللغات‪ ،‬كل هذا سيؤدي إلى‬ ‫تصعيد النزاعات للوصول إلى السلطة‪ ،‬واالنفراد‬ ‫بالفرص االقتصادية‪ .‬وفي ‪ 40‬دولة إفريقية‬ ‫توجد أكثر من ‪ 700‬جماعة إثنية‪ ،‬وساكنة‬ ‫إسالمية ومسيحية هائلة في الغرب اإلفريقي‪،‬‬ ‫وجماعات متعادية ومتنافسة على السلطة‬ ‫السياسية‪ ،‬علينا أن نتوقع أن هذه النزعة‬ ‫ستستمر في القارة اإلفريقية‪ ،‬وإن كانت هذه‬ ‫النزاعات ال تقوم على أساس عرقي‪.‬‬ ‫وفي أوربا من المحتمل أن تستمر النزاعات‬ ‫اإلثنية والقومية العنيفة (األقلية اللغوية‬ ‫والقومية) بين الدولة واألقليات اإلثنية‪ ،‬إلصرارها‬ ‫على الكفاح ألجل تحقيق الحكم الذاتي السياسي‬ ‫أو االستقالل التام‪ .‬باإلضافة إلى استمرار العنف‬ ‫الذي تغذيه النزعات العنصرية ضد المهاجرين‬ ‫غير األوربيين‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬من الممكن أن يستمر العدوان‬ ‫الدائم‪ ،‬الذي يعاني منه الهنود الحمر بأمريكا في‬ ‫األمازون ومناطق أخرى من طرف أوالئك الذين‬ ‫يبحثون عن استغالل الخشب‪ ،‬والمعادن وموارد‬ ‫طبيعية أخرى‪.‬‬

‫‪* David Levinson Jefe Redactor‬‬

‫‪Enciclopedia de Culturas‬‬ ‫‪.Refugiados 9‬‬


‫العدد ‪809‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪ - 1‬مالمح من التواجد التركي في تطوان منذ مطلع العصر الحديث‬ ‫إلى نهاية القرن التاسع عشر‬ ‫تقديم‪:‬‬ ‫صدر لنا في شهر يونيو األخير عن «باب الحكمة» بتطوان مؤلف جديد عنوانه «دراسات في تاريخ‬ ‫الشام ومصر في العهد العثماني»‪ ،‬وما إن انتشر الخبر بين معارفنا وأصدقائنا‪ ،‬حتى انهالت الكثير من‬ ‫عبارات التهنئة علينا‪ ،‬ودائما ما تلتها عبارة‪« :‬العثمانيون لم يدخلوا المغرب نهائيا»‪.‬‬ ‫لقد استوى معظم المثقفين ومعهم محدودو الثقافة في إطالق هذه العبارة بمجرد سماعهم أو‬ ‫رؤيتهم لعنوان اإلصدار الجديد‪ ،‬لدرجة أنني اعتقدت فعال أن القارئ المغربي ال يعرف عن الدولة العثمانية‬ ‫التي كانت ترتجف لها أوروبا بأكملها‪ ،‬سوى أنها لم تدخل المغرب «المقاوم والممانع» آنذاك‪ ،‬وسوى ما‬ ‫يتردد في بعض المحطات اإلعالمية من صور مشوهة عن تاريخ إحدى أعظم الدولة التي عرفها تاريخ‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫أذكر وأنا تلميذ في المرحلتين اإلعدادية والثانوية كيف أننا سمعنا مرارا من أساتذتنا نفس تلك‬ ‫العبارة‪ ،‬التي يستفاد منها أن العثمانيين لم يكونوا سوى طامعين في حكم المغرب‪ ،‬ولكن بما أن هذا‬ ‫األخير كان آنذاك قويا جدا‪ ،‬فقد تصدى لكل محاوالتهم اليائسة‪ ،‬ثم ْ‬ ‫بدأتُ أكبر شيئا فشيئا‪ ،‬ألكتشف أن‬ ‫أسرتي تنحدر من ساللة تركية عاشت في الشام ومصر لقرون ثم خرج فرد منها فارا نحو المغرب قبل‬ ‫ثالث قرون ونصف ليؤسس أسرة مغربية نسيت تماما أصولها المشرقية مع مرور الزمان وتقادم العصور‪.‬‬ ‫وحينما كنت أقوم في سنة ‪ 2014‬بجوالت في منطقة بني حزمار وفي العدوة اليمنى لوادي مرتين‬ ‫التاريخي‪ ،‬وقفت على عدة شواهد على وجود األتراك في المنطقة‪ ،‬وعلى ارتباط الوادي بالمجاهدين األتراك‬ ‫الذين شاركوا في عمليات الجهاد البحري إلى جانب أهل تطوان ضد الكثير من األساطيل األوروبية العابرة‬ ‫لمضيق جبل طارق‪ .‬وال يخفى على كل تطواني أن هذه المدينة جمعت طيلة تاريخها منذ تجديد بنائها‬ ‫على يد أبي الحسن المنظري ثقافات متنوعة أندلسية وجبلية وريفية وتركية وعملت على إذابتها في‬ ‫بوثقة واحدة أثمرت في النهاية تلك الخصوصية الحضارية التي تمتاز وتتفرد بها تطوان عن سائر البالد‪.‬‬ ‫وهذا المقال الصغير هو محاولة أولية لتجميع بعض المعطيات المصدرية أو الميدانية حول التواجد‬ ‫التركي في تطوان‪ ،‬وهي معطيات قليلة ومحدودة جدا‪ ،‬ولكنها في نفس الوقت تفتح الباب لمن شاء‬ ‫أن يقتحم هذا الميدان الوعر ليميط اللثام عن ماض بدأ يتعرض للطمس والتشويه مع تغير المالمح‬ ‫الحضارية والخصوصيات المميزة لكل مدينة على حدة‪.‬‬ ‫سيتناول المقال في البداية موقف العثمانيين من المسألة األندلسية على اعتبار أن األندلسيين هم‬ ‫الذين جددوا بناء تطوان‪ ،‬ثم بعض الشواهد على وجود نشاط بحري عثماني في مرسى تطوان خالل‬ ‫بداية العصر الحديث‪ ،‬ثم تطورات هذا النشاط في عصر آل النقسيس‪ ،‬مع التطرق إلى بعض اإلشارات‬ ‫الواردة في المصادر عن تواجد األتراك في تطوان خالل العصر العلوي‪ ،‬وإلى إدخال التجار التطوانيين‬ ‫ظاهرة الرقيق األبيض المشرقي إلى المغرب خالل القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫الدولـــة العثمانيـة وقضيـة األندلـس‪:‬‬ ‫شهدت شبه الجزيرة اإليبيرية في أواخر‬ ‫القرن الخامس عشر الميالدي حدثاً على درجة‬ ‫كبيرة من األهمية هو توحيد مملكتي أراغون‬ ‫وقشتالة وقيام دولة إسبانيا الحديثة وذلك في‬ ‫عام ‪1479‬م‪ .‬وقد أصبحت هذه المملكة عقب‬ ‫توحيدها أقوى دولة في أوروبا‪ ،‬وواصلت نفس‬ ‫السياسة التي انتهجتها الممالك النصرانية‬ ‫السابقة والقاضية باالستيالء على المعاقل‬ ‫اإلسالمية في األندلس‪ ،‬وهي السياسة التي تعود‬ ‫جذورها إلى بداية التواجد اإلسالمي باألندلس‬ ‫حينما لجأ الفارس القوطي «بالي» (‪)Pelayo‬‬ ‫بمن معه إلى أعالي جبال «كوفادونجا» بين‬ ‫إقليمي جيليقية( (‪ )Galicia‬وأشتوريس (�‪Astu‬‬ ‫‪ )rias‬حيث أعطى االنطالقة األولى للممالك‬ ‫النصرانية في شبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬وبقيت هذه‬ ‫السياسة محدودة القوة إلى حين انهيار الخالفة‬ ‫األموية بقرطبة وقيام دول الطوائف‪ ،‬وفي تاريخ‬ ‫‪478‬هـ‪1085/‬م استولى ملك قشتالة ألفونسو‬ ‫السادس (‪Alfonso VI 1065 – 1109‬م) على‬ ‫مدينة طليطلة من يد المسلمين واتخذها عاصمة‬ ‫لمملكته‪ .‬ومنذ هذه السنة اتخذت هذه السياسة‬ ‫طابعا أكثر حدة‪ ،‬وعرفت في التاريخ اإلسباني ب‬ ‫«حروب االسترداد» (‪.)Reconquista‬‬ ‫وقد عمدت الدولة اإلسبانية الناشئة إلى‬ ‫اتخاذ أقسى اإلجراءات التعسفية ضد المسلمين في مـحاولة لتنصيرهم‪ ،‬أو إلجبارهم على الرحيل عن شبه‬ ‫الجزيرة االيبيرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونتيجة لتلك اإلجراءات أخذ الوجود العربي في األندلس ينحسر تدريجياً حتى أصبح يقتصر على‬ ‫مملكة غرناطة وحدها‪ ،‬والتي غدت بمثابة آخر مالذ للمسلمين في األندلس ممن اضطرتهم حمالت‬ ‫القمع واالضطهاد على يد اإلسبان إلى ترك ديارهم في عموم األندلس‪ ،‬واللجوء إلى غرناطة على أمل أن‬ ‫ينعموا فيها بحرية ممارسة شعائرهم الدينية واستخدام لغتهم العربية‪.‬‬ ‫وقد سبقت جاليات أندلسية كثيرة نظيرتها التي بقيت في غرناطة في الخروج إلى بلدان شمال إفريقيا‪،‬‬ ‫وخصوصا المغرب األقصى لقربه الجغرافي وعالقاته السياسية واالقتصادية واالجتماعية المتواصلة مع‬ ‫األندلس منذ فتحها‪ .‬وأبرزها جالية إشبيلية التي استوطنت الكثير من مناطق شمال إفريقيا‪ ،1‬بل وحتى‬ ‫المشرق اإلسالمي‪.2‬وحينما توحدت إسبانيا في التاريخ المذكور سابقا‪ ،‬أصبحت إمارة بني األحمر في‬ ‫غرناطة آخر معاقل اإلسالم في األندلس أمام مرمى الهجمات اإلسبانية‪.‬‬ ‫وفي غضون ذلك سعى المسلمون في األندلس إلى الحصول على عون من الدول اإلسالمية القائمة‬ ‫آنذاك‪ ،‬وخصوصاً من دولة المماليك البرجية (‪1517 – 1382‬م) التي كانت تحكم مصر وبالد الشام‬ ‫والحجاز‪ ،‬أي أنها تسيطر على المقدسات اإلسالمية الثالثة‪ ،‬ويقيم في عاصمتها الخليفة العباسي الممثل‬ ‫الشرعي للسلطة الروحية في العالم اإلسالمي آنذاك‪.‬‬ ‫بعث الملك األشرف قايتباي بوفود إلى البابا وملوك النصرانية يذكرهم بأن النصارى الذين هم تحت‬ ‫حمايته يتمتعون بالحرية‪ ،‬في حين أن أبناء دينه في المدن األندلسية يعانون أشد أنواع الظلم‪ ،‬وقد هدد‬ ‫باتباع سياسة التنكيل والقصاص تجاه رعايا المسيحيين‪ ،‬إذا لم يكف ملك قشتالة وأراغون عن هذا االعتداء‬ ‫وترحيل المسلمين عن أراضيهم وعدم التعرض لهم ورد ما أخذ من أراضيهم‪ ،‬لكن هذه التهديدات لم‬ ‫يقع شيء منها في نفس البابا والملكين الكاثوليكيين‪ ،3‬رغم أن الملك األشرف قد أقبل فعال على سجن‬ ‫مجموعة من الرهبان ومنعهم نهائيا من زيارة بيت المقدس‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪1482‬م لجأ ملوك غرناطة إلى طلب العون من الدولة العثمانية‪ .‬وفي عام ‪890‬هـ‪/‬‬ ‫‪1485‬م وردت شكاوى إلى بايزيد الثاني من أهالي األندلس بسبب تزايد اعتداءات اإلسبان عليهم‪ .‬إذ‬ ‫وصل في تلك السنة وفد من غرناطة إلى إسطنبول‪ ،‬حام ً‬ ‫ال رسالة من بعض أهالي األندلس موجهة إلى‬ ‫بايزيد الثاني وأرفقوا معها قصيدة شعرية وصفوا فيها معاناتهم على يد األسبان كإجبارهم على اعتناق‬ ‫المسيحية‪ ،‬وتغيير أسمائهم وما شابه ذاك من اضطهاد‪ .‬وناشد الوفد بايزيد الثاني تقديم المساعدة‬ ‫لمسلمي األندلس بصفته حامياً لإلسالم‪.‬‬ ‫ومن ضمن ما ورد في تلك الرسالة‪...« :4‬الحضرة العلية‪ ،‬وصل اهلل سعادتها‪ ،‬وأعلى كلمتها‪ ،‬ومهد‬ ‫أقطارها‪ ،‬وأعز أنصارها‪ ،‬وأذل عداتها‪ ،‬حضرة موالنا وعمدة ديننا ودنيانا‪ ،‬السلطان الملك الناصر‪ ،‬ناصر‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫ذ ـ بالل الداهية‬

‫باحث في التاريخ ‪ -‬تطوان‬

‫‪cerkesarabturk692@gmail.com‬‬

‫الدنيا والدين‪ ،‬سلطان اإلسالم والمسلمين‪ ،‬قامع أعداء اهلل الكافرين‪ ،‬كهف اإلسالم‪ ،‬وناصر دين نبينا‬ ‫محمد عليه السالم‪ ،‬محي العدل‪ ،‬ومنصف المظلوم ممن ظلم‪ ،‬ملك العرب‪ ،‬والعجم‪ ،‬والترك والديلم‪ ،‬ظل‬ ‫اهلل في أرضه‪ ،‬القائم بسنته وفرضه‪ ،‬ملك البرين وسلطان البحرين‪ ،‬حامي الذمار‪ ،‬وقامع الكفار‪ ،‬موالنا‬ ‫وعمدتنا‪ ،‬وكهفنا وغيثنا‪ ،‬الزال ملكه موفور األنصار‪ ،‬مقرونا باالنتصار‪ ،‬مخلد المآثر واآلثار مشهور المعالي‬ ‫والفخار‪ ،‬مستأثراً من الحسنات بما يضاعف به األجر الجزيل‪ ،‬في الدار اآلخرة والثناء الجميل‪ ،‬والنصر في‬ ‫هذه الدار‪ ،‬وال برحت عزماته العلية مختصة بفضائل الجهاد ومجرد على أعداء الدين من بأسها‪ ،‬مايروي‬ ‫صدور السحر والصفاح‪ ،‬وألسنة السالح بأذلة نفائس الذخائر في المواطن التي تألف فيها األخاير مفارقة‬ ‫األرواح لألجساد‪ ،‬سالكة سبيل السابقين الفائزين برضا اهلل وطاعته يقوم األشهاد»‪.‬‬ ‫وذيل الكتاب بأبيات شعرية كثيرة‪.‬‬ ‫من المعلوم أن الدولة العثمانية لم تتدخل عسكريا في األندلس عند سقوط غرناطة سنة ‪1492‬م‪،‬‬ ‫وذلك لبعد المسافة‪ ،‬ولكون الدولة العثمانية لم تكن قد دخلت بعد إلى الجزء الغربي من العالم‬ ‫المتوسطي‪ ،‬إال أن حادثة الحصار المسيحي لغرناطة هذه جعلت الدولة العثمانية ترسل جزءا من أسطولها‬ ‫نحو الغرب المتوسطي ألول مرة في تاريخها‪ ،‬وكان قائد األسطول العثماني «كمال علي باشا القرامانلي»‬ ‫المعروف ب «الريس كمال»‪ ،‬وقد وصلت غاراته إلى جزيرة صقلية وجزر الباليار وميناء مالقة‪ 5‬الذي كان قد‬ ‫سقط للتو في أيدي اإلسبان‪.‬‬ ‫لقد كان سقوط األندلس أول األحداث التي لفتت أنظار العثمانيين نحو الغرب المتوسطي‪ ،‬وزاد من‬ ‫حماستهم قرار الطرد الذي أصدره اإلسبان سنة ‪ 1502‬في حق األندلسيين نقضا للعهد الذي أبرم سلفا مع‬ ‫آخر ملوك غرناطة أبي عبد اهلل الصغير‪ ،‬ثم ما تبع هذا القرار من هجوم اإلسبان على سواحل شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫لقد كان األندلسيون دائما ينظرون لألتراك على أنهم حماة اإلسالم الذين أنقذوهم من الهالك‪،6‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فبفضل السفن العثمانية التي هاجمت شواطئ األندلس تمكن اآلالف من األندلسيين من النجاة‬ ‫والنزول بالشواطئ المغربية‪ ،7‬ومن بينها مرسى وادي مرتين الذي كان أول موضع نزل به المهاجرون‬ ‫الغرناطيون الذين جددوا بناء تطوان‪.‬‬

‫تطوان والمجاهدون األتراك في عهد األسرة المنظرية‬

‫من بين أهم الخدمات التي قدمها األتراك للمهاجرين األندلسيين نحو شمال المغرب عملية النقل‪،‬‬ ‫وحينما حققت الدولة العثمانية انتصاراتها المتتالية على اإلسبان في الجزائر‪ ،‬انبهر األندلسيون بهذه‬ ‫اإلنجازات‪ ،‬وراسلوا الرايس خير الدين الخضر باشا الملقب ب»بربروس» الذي قاد سلسلة هجمات على‬ ‫الشواطئ األندلسية وقام بجمع مئات األندلسيين وترحيلهم نحو المغرب والجزائر‪ ،‬وفي عام ‪ 1529‬أرسل‬ ‫خير الدين حملة يقودها آيدين رايس وصالح رايس القازدغلي نحو بلنسية‪ ،‬وبعد أن قامت الحملة بقصف‬ ‫ميناء المدينة تمكنت من إنقاذ ستمائة أندلسي كانوا يرغبون بالهجرة‪ ،‬وتم إنزالهم بشواطئ شمال‬ ‫إفريقيا‪.8‬‬ ‫وأشار خير الدين باشا في مذكراته إلى اتخاذ األتراك من الساحل المغربي المسامت لمدينة سبتة‬ ‫قاعدة لبدء عملياتهم ضد األساطيل المسيحية‪ ،‬وهذا ما ينطبق في الغالب على مرسى وادي مرتين‪ ،‬لكونه‬ ‫المركز األساسي لعمليات الجهاد البحري منذ‬ ‫مدة‪.9‬‬ ‫وتذكر بعض المصادر أن خير الدين باشا‬ ‫أرسل طيلة فترة حكمه ‪ 36‬بارجة حربية نحو‬ ‫السواحل اإلسبانية أنقذت عشرات اآلالف من‬ ‫األندلسيين‪ ،‬وأنزلتهم في المراسي المغربية‬ ‫والجزائرية‪ ،‬وقدر عدد هؤالء األندلسيين‬ ‫الناجين بسبعين ألفا‪.10‬‬ ‫وانطالقا من شاطئ تطوان دائما تمكن‬ ‫آيدين رايس من إنزال هزيمة منكرة باإلسبان‬ ‫في جزر البليار سنة ‪ 1530‬ب‪ 12‬غليونا حربيا‬ ‫ونجح في إنقاذ المئات من موريسكيي‬ ‫الجزر المذكورة‪ ،‬وتأهب اإلمبراطور كارلوس‬ ‫الخامس «شارلكان» للرد الحاسم على‬ ‫هذه المعركة بإرسال حملة قادها القبطان‬ ‫فيديريكو بورتوندو( (�‪Federico Portun‬‬ ‫‪ )do‬تكونت من ‪ 12‬بارجة لقطع الطريق على‬ ‫آيدين رايس‪ ،‬ثم بعد القضاء عليه الهجوم‬ ‫على مرسى تطوان وتخريبه حتى ال يعود‬ ‫القراصنة األتراك إلى االحتماء به‪.‬‬ ‫اضطر آيدين رايس إلى إنزال األندلسيين‬ ‫من جديد في ساحل بلنسية بالقوة بعد أن‬ ‫رفضوا النزول في البداية خوفا من أن يقتلوا‬ ‫من طرف اإلسبان‪ ،‬وبدل أن ينتظر األسطول‬ ‫العثماني هجوم اإلسبان بادر بالتقدم وطوق‬ ‫القبطان بورتوندو في عرض الشاطئ‪ ،‬وتمكن من إحراق أسطوله‪ ،‬وقتل بورتوندو في هذه المعركة‪ ،‬وقد‬ ‫وصفه خير الدين بربروس في مذكراته بكون أحد أكبر المشاركين في عمليات تعذيب المسلمين في‬ ‫األندلس وإجبارهم على التنصر‪ .‬ونتيجة لهذه المعركة أطلق اإلسبان على آيدين رايس لقب «الشيطان‬ ‫الضارب»‪.11‬‬ ‫لكن كيف كان األتراك يستغلون القاعدة النهرية بتطوان؟ وهل كانوا ينسقون مع حكومة المدينة؟‬ ‫تطابق فترة خير الدين باشا بالجزائر فترة حكم الحرة بنت علي بن موسى بن راشد بتطوان‪ ،‬منذ‬ ‫زواجها بالقائد المنظري الثالث سنة ‪ 1510‬إلى حين انتزاع محمد بن الحسن المنظري الحكم منها سنة‬ ‫‪.1542‬‬ ‫وتؤكد الكثير من الدراسات أن الحرة كانت ترحب بالمراكب التركية القادمة من الجزائر‪ ،‬وأنها سلمت‬ ‫لألتراك قاعدة نهر مرتين منذ قيام الحرب بينها وبين حاكم سبتة ألفونسو دي نورانيا (‪Alfonso de‬‬ ‫‪ )Noranha‬فأضحت المراكب التركية مصدر إزعاج دائم لحكام سبتة‪ ،‬وكانت تأتي محملة بالمئات من‬ ‫األسرى البرتغاليين واإلسبان‪ ،‬فتشتريهم الحرة‪.12‬‬ ‫وتربط الدراسات سواء القديمة أو المحدثة بين اسمي السيدة الحرة وبين خير الدين باشا بربروس‪،‬‬ ‫وتؤكد أن عالقة متينة جدا ربطتهما ببعضهما البعض‪ ،‬وحتى حينما عقد إبراهيم بن علي بن راشد‬ ‫أخو الحرة وحاكم الشاون معاهدة عدم اعتداء مع الملك البرتغالي جواو الثالث‪ ،‬فإن الحرة بقيت بمنأى‬ ‫عن هذه المعاهدة ولم تعترف بها‪ ،13‬وفي عام ‪ 1531‬حينما كان أسطول بربروسا بقيادة آيدين رايس‬ ‫يستعد للهجوم مرة أخرى على السواحل اإلسبانية‪ ،‬أقام هذا األسطول قاعدة جهادية على تلة مشرفة على‬ ‫وادي مرتين وعلى مزارع بني معدان‪ ،‬وضمت القاعدة ‪ 26‬سفينة حربية‪ ،‬وتولت الحرة تزويد هذه القاعدة‬ ‫بالمؤونة‪ ،‬وخصوصا من «البقسماط» (البجماط باللهجة التطوانية)‪ .‬كما أقام األتراك بعض المدافع عند‬ ‫مصب الوادي في «دار مرتين»‪.‬‬ ‫وتوجد إلى حد اآلن بعدوة الوادي الجنوبية خرائب من بقايا معسكرات المجاهدين األتراك منها‬ ‫قنطرة حمراء مدفونة بالتراب بشكل شبه كامل‪ ،‬وغير بعيد عنها توجد على تلة مطلة على الوادي قطع‬ ‫من بقايا أبنية قديمة‪ ،‬إضافة إلى بقايا جثوة (‪ )tumulus‬تحيط بها مدافن جماعية‪.‬‬ ‫وكان الباحث أنخيلو غيريللي (‪ )Angelo Ghirelli‬عضو مركز الدراسات اإلفريقية اإلسباني‪ ،‬قد زار‬ ‫هذا الموضع والتقى ببعض الفالحين من أهالي بني معدان المجاورين له‪ ،‬ومن بين ما أفادوه أن الموضع‬ ‫كان يسمى «الحيوط د ابن الحسن» نسبة إلى شخص ثري كان يملك تلك األراضي‪ ،‬أما المقابر فأطلقوا‬ ‫عليها منذ القدم «قبور الترك»‪ ،‬وذكروا أن المكان كان معسكرا للقراصنة األتراك الذين أهلكهم طاعون‬


‫العدد ‪809‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫شديد ضرب المنطقة فألقوا موتاهم في حفر‬ ‫وغطوها بالحجارة‪ ،‬ولم يتمكنوا من دفنهم وفق‬ ‫الطريقة الشرعية خوفا من العدوى‪.14‬‬ ‫وحســـب الروايـــة الشفهيــة التي دونها‬ ‫غيريللي‪ ،‬فإن قسما من سكان بني معدان‪،‬‬ ‫خصوصا بالمداشر القريبة من تطوان ينحدرون‬ ‫من القراصنة األتراك‪ ،‬وقد نقل عن بعض‬ ‫الفالحين أنهم أثناء عملية حراثة األرض‪ ،‬كانوا‬ ‫يجدون بقايا عظام بشرية‪.15‬‬ ‫وكان غيريللي قد قلل من شأن هذه الرواية‬ ‫الشفهية واعتبرها مجرد تخليد لذكرى قراصنة‬ ‫أتراك «غرباء إثنيا عن أهل المنطقة» تواجدوا‬ ‫خالل العصر الحديث‪ ،‬وذهب إلى كون الموضع‬ ‫يعود للعصر الحجري الحديث (النيوليتي) اعتمادا‬ ‫على باحث فرنسي زار المكان سنة ‪ 1902‬أي‬ ‫قبل نشر مقال غيريللي هذا بتسعة وعشرين‬ ‫سنة‪ ،‬ويدعى ‪.Paul Pallary 16‬‬ ‫ولكن أثناء زيارتنا لعين المكان ضمن‬ ‫جوالت قمنا بها بمنطقة بني حزمار‪ ،‬وجدنا أن‬ ‫بعض الفالحين المسنين ال زالوا يحتفظون‬ ‫بعبارة «قــبور الترك» المذكورة أعـــاله‪ ،‬بل‬ ‫ويزعمون أن بعض األســـر المعدانية تنحدر‬ ‫فعال من أصول تركيـــة‪ ،‬ومما الحظنــاه أن‬ ‫التأكيد القطعي يشمل أسرة «كرو» المتواجدة‬ ‫بدواوير «اقنيقرة» و «الدفالي» المعدانيين‪،‬‬ ‫ويزعم البعض أن أكثر سكان مدشر «بودراع»‬ ‫المعداني من أصل تركي‪ ...‬كما وقفنا على أسرة‬ ‫تؤكد أنها منحدرة من قراصنة أتراك قدموا من‬ ‫الجزائر ونزلوا بوادي مرتين الحالي‪ ،‬وحينما‬ ‫تخلوا عن مهنة الجهاد البحري صعد من بقي‬ ‫منهم في الجبل المطل على الضفة اليمنى‬ ‫للوادي ونزلوا بقرية «المرس» (عين بوعنان)‬ ‫قرب مدشر «بوسمالل» الحزمري‪ ،‬وتعرف هذه‬ ‫األسرة ب «الكحال» والنسبة في الغالب إلى‬ ‫صناعة مكاحل البارود‪.17‬‬

‫المجاهدون األتراك بتطوان‬ ‫في عهد السعديين وإمارة بني‬ ‫النقسيس‪:‬‬

‫يبدو أن نشاط األتراك في مدينة تطوان وفي السواحل الشمالية للمغرب عموما لم ينقطع بقيام‬ ‫الدولة السعدية وخضوع تطوان لحكمها‪ ،‬ورغم أن األتراك كانوا حلفاء في الغالب للوطاسيين‪ ،‬ولم يكونوا‬ ‫على وفاق مع األسرة السعدية في البداية‪ ،‬فإن تطوان بقيت تستقبل المجاهدين األتراك خالل عهد‬ ‫السعديين‪ ،‬رغم المضايقات التي تعرضوا لها‪.‬‬ ‫وقد ذكر لويس ديل مارمول كاربخال أن ميناء تطوان كان يضم خالل بداية العهد السعدي‪ ،‬عشرات‬ ‫السفن العثمانية التابعة لحاكم الجزائر‪ ،‬وبجانبها كان أهل تطوان يملكون خمسة عشر قاربا قرصانيا‪،‬‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬ونظرا أيضا لوقوف السعديين في وجه النشاط البحري العثماني في المنطقة الشمالية‪،‬‬ ‫قرر ملك إسبانيا فيليبي الثاني إرسال حملة ضد مصب وادي مرتين إلغالقه وردمه بالحجارة‪ ،‬قادها ضون‬ ‫ألفارو دي باثان ‪.Alvaro de Bazan 18‬‬ ‫وقد أشار ألفارو المذكور في رسالة له إلى ملكه إلى تعاون السلطان السعدي مع اإلسبان‪ ،‬وحسب هذه‬ ‫الرسالة فإن استيالء اإلسبان على جزيرة بادس سنة ‪ 1564‬والذي كان بمساعدة مغربية من السلطان‬ ‫السعدي عبد اهلل الغالب نكاية في العثمانيين الذين كانوا يقيمون بالجزيرة‪ ،19‬لم يترك لألتراك ملجأ آخر‬ ‫في السواحل المغربية سوى مصب وادي مرتين‪ ،‬فيتوجب على اإلسبان أن يغلقوه كي يرتاحوا نهائيا من‬ ‫غارات «القراصنة» األتراك ومن يقف بجانبهم من أهل تطوان‪.‬‬ ‫وقد وصلت الحملة اإلسبانية إلى مصب الوادي سنة ‪ 1565‬ونجحت في إغالقه‪ ،‬وإن كانت قد تأخرت‬ ‫عن موعدها بسبب وشاية سفينتين إنكليزيتين بها لدى المغاربة‪ ،‬ورغم أن حامية تطوان كانت على أهبة‬ ‫االستعداد للهجوم اإلسباني المتوقع‪ ،‬فإن األسطول المسيحي قام بتضليلها حيث اعتقد المسلمون أن‬ ‫اإلسبان سيهاجمون المدينة وليس فم الوادي‪ ،‬فتمكن اإلسبان من تحقيق انتصار عسير وأغلقوا مصب‬ ‫نهر مرتين‪ ،‬وقد عبر قائد الحملة عن ارتياحه لنتائجها المتوقعة والمتمثلة في كون إغالق المصب «يؤمن‬ ‫الشواطئ اإلسبانية من غارات القرصان الترك‪ ،‬ويحرمهم من ذلك المرفأ األمين‪ ،‬ويزيل الخطر الذي يهدد‬ ‫مواصالتنا مع الهند‪.20»...‬‬ ‫يبدو أن الخطة اإلسبانية لم تكن ناجحة تماما‪ ،‬فبمجرد حلول سنة ‪ 1568‬نجد ثورة إسالمية في‬ ‫قلب إسبانيا يقودها المدجنون الموريسكيون في بشرات غرناطة بزعامة فرناندو القرطبي سليل ملوك‬ ‫بني أمية حكام األندلس أيام عزها‪ ،‬والذي سمى نفسه محمد بن أمية‪ ،‬ونجد المجاهدين األتراك مجددا‬ ‫يقصفون ميناء المرية اإلسباني ويمدون الثوار باألسلحة والمؤن بزعامة «أولوج علي»‪ ،21‬وهو العامل‬ ‫األساسي الذي جعل عمر ثورة البشرات يمتد لثالث سنوات كاملة‪ ،‬حتى إذا ما حلت سنة ‪ ،1571‬انتهت‬ ‫الثورة وخرج فوج جديد من الموريسكيين المطرودين لينزل بشمال المغرب‪ ،‬ومعظم حمل على ظهور‬ ‫سفن تركية‪.‬‬ ‫تعود المصادر التاريخية لتذكر تواجد األتراك بقوة في تطوان مع بداية ضعف الدولة السعدية‬ ‫ووصول آل النقسيس إلى الحكم في المدينة‪ ،‬ونظرا للموقف السلبي الذي اتخذه السلطان محمد الشيخ‬ ‫المأمون السعدي من آل النقسيس ومن حلفائهم بالمنطقة وخصوصا من األتراك واألندلسيين‪ ،‬ونظرا‬ ‫لرغبته الجامحة في التعاون مع القوى المسيحية‪ ،‬فقد حاصر المأمون تطوان‪ ،‬وحينما لم يستطع المقدم‬ ‫أحمد بن عيسى النقسيس مقاومته فر نحو جبال غمارة واحتمى بضريح «سيدي أحمد الفياللي»‪ 22‬وهو‬ ‫مطل على قرية «تفزة» على ساحل البحر المتوسط من قبيلة بني بوزرة الغمارية‪.‬‬ ‫وإلى جانب األعمال الشنيعة التي قام بها المأمون السعدي في المنطقة الشمالية‪ ،‬كمضايقته‬ ‫للموريسكيين المطرودين من األندلس سنة ‪ 1018‬هـ‪1609 /‬م والنازلين بكافة مدن وقرى الشمال‬ ‫المغربي‪ ،‬واعتراضه لبعض المسلمين الفارين من أسر البرتغاليين في طنجة وتسليمهم لحاكم طنجة‬ ‫البرتغالي‪ ،‬ثم تسليمه العرائش لإلسبان سنة ‪ ،1610‬وعقده معاهدة معهم تقضي بمنع الجهاد ضدهم‬ ‫مدة أربعين سنة‪ ،‬إلى جانب كل هذا‪ ،‬فإن المأمون حارب بكل ما أوتي من قوة األتراك المرابطين في‬ ‫مصب نهر مرتين‪.‬‬ ‫تتحدث المصادر عن قوة كبيرة من األتراك أقامها آل النقسيس في تطوان بزعامة «مراد برتقيش»‬ ‫الملقب ب «حارس البحر»‪ ،23‬وكان هذا الشخص معروفا لدى أهل تطوان بشجاعته وصالحه وأخالقه‬ ‫المتميزة‪ ،‬ويبدو من خالل الروايات أنه كان يقيم داخل أسوار تطوان‪ ،24‬ورغم أن المصادر تجمع على‬ ‫كونه «تركيا» إال أن لقبه يوحي بأنه كان علجا في األصل‪ ،‬حيث يرجح أن كلمة «برتقيش» هي تحريف لـ‬ ‫‪ Portuges‬أي «برتغالي»‪.‬‬ ‫ذاعت شهرة الرايس مراد برتقيش بسبب تدويخه لألساطيل اإلسبانية في سبتة وعرض مضيق جبل‬ ‫طارق‪ ،‬واألعداد المهولة من السفن التي تمكن من االستيالء عليها‪ ،‬واألسرى اإلسبان الذين تمكن من‬ ‫إلقاء القبض عليهم في عرض البحر‪ ،‬وكان يغزو سواحل شبه الجزيرة اإليبيرية أربع أو خمس مرات في كل‬ ‫شهر‪ ،25‬وكثيرا ما هاجمته األساطيل اإلسبانية بغية التخلص منه‪ ،‬ولكنها لم تتمكن من ذلك‪ ،‬وتسجل‬ ‫بعض التقارير أن الرايس مراد أنزل باإلسبان هزيمة بحرية فادحة عند الرأس األسود سنة ‪1605.26‬‬ ‫كاتب سكان سبتة وجبل طارق المأمون السعدي في شأن الرايس مراد بعد أن ضاقوا ذرعا بأعماله‪،‬‬ ‫فما كان منه إال أن أوعز إلى عامله على تطوان «حمو بودبيرة» أن يرسل في إحدى الليالي من يغتاله غدرا‬ ‫ثم يخفي جثته‪ ،‬ونتيجة لذلك تلقى المأمون من اإلسبان هدية ثمينة جدا على خدمته الجليلة لهم‪.27‬‬ ‫وحينما نقمت القوى المحلية في تطوان ونواحيها كل هذه التصرفات التي قام بها المأمون وبيعه‬

‫تتبع ال اإلنكليز وال إمارة النقسيس‪.31‬‬

‫‪13‬‬ ‫البالد للنصارى ومهاجمته للمجاهدين أينما كانوا‪،‬‬ ‫تحركت عدة أطراف للقضاء عليه على رأسها آل‬ ‫النقسيس وحلفاؤهم من الموريسكيين واألتراك‬ ‫الذين هاجموا تطوان وتمكنوا من اقتحامها وقتل‬ ‫القائد حمو بودبيرة‪ 28‬وإعدام أخوته وسبي نسائه‬ ‫وأمواله وتنصيب أحمد النقسيس حاكما عليها من‬ ‫جديد في سنة ‪ ،1613‬ومن جهة أخرى فإن القبائل‬ ‫الجبلية والهبطية بزعامة المقدم أبي الليف (بوليف)‬ ‫هاجمت المأمون السعدي وتمكنت من االنتصار عليه‬ ‫وقتله في موضع يعرف ب «فج الفرس» على الحد بين‬ ‫قبيلتي فحص طنجة ووادي راس‪.‬‬ ‫وقد عزز االنتصار المحقق من استقاللية تطوان‬ ‫تحت حكم أسرة النقسيس وانفصالها عن الحكومة‬ ‫السعدية‪ ،‬ورغم أن عبد اهلل بن الشيخ المأمون‬ ‫حاصر تطوان وحاول الثأر لمقتل أبيه‪ ،‬إال أن حصاره‬ ‫باء بالفشل‪ ،29‬وكرس انفصال المدينـــة عن الحكم‬ ‫السعدي‪ ،‬وهو ما عزز دون شــك من مكانة العنصر‬ ‫التركي في ميناء وادي مرتين كما تشير عدة تقارير‬ ‫بريطانية‪.‬‬ ‫فقد ورد في تقريــر يعـــود لسنـــة ‪ 1621‬أن‬ ‫سفنا تركية تواجدت بتطــوان وقامت بغارة على‬ ‫ميناء مالقة اإلسباني‪ ،‬وتولت بعد ذلك مهمة نقل‬ ‫بعض الموريسكييــــن المتواجدين بالجبال المطلة‬ ‫على تطوان ليلتحقوا ببعض أقاربهم الموجودين‬ ‫بالجزائر‪ ،30‬وكانت هذه السفن تتعرض لمحاوالت‬ ‫قرصنة متعددة من قبل األساطيل اإلنكليزية‬ ‫واإلسبانية المبحرة بعرض مضيق جبل طارق‪ .‬وقد‬ ‫نجح األدميرال اإلنكليزي مانسيل ‪Robert Mansell‬‬ ‫في أسر أعضاء إحدى هذه السفن العثمانية‪ ،‬وكان‬ ‫معظم من تنقلهم من الموريسكيين الذين اختاروا‬ ‫االلتحاق ببعض أقاربهم في الجزائر‪.‬‬ ‫وقد اتضح من خالل إحدى الرسائل التي بعثها‬ ‫المقدم أحمد النقسيس إلى السفير اإلنكليزي والتر‬ ‫أستون ‪ Walter Aston‬أن المركب العثماني كان‬ ‫أتراك تطوان قد أخذوه من فرنسا‪ ،‬وحولوه لصالحهم‪،‬‬ ‫ثم خرجوا به ألداء مهمتهم المذكورة أعاله فاعترضهم‬ ‫اإلنكليز‪ ،‬وأسروهم انتقاما من عملية أسر تعرض لها‬ ‫بحارة إنكليز قرب تطوان قبل هذا التاريخ‪ ،‬وقد خلص‬ ‫الطرفان معا في النهاية إلى عقد اتفاقية صلح وتبادل‬ ‫لألسرى في مدينة سبتة‪ ،‬العتبارها مدينة محايدة ال‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬ ‫(‪ )1‬كنا قد أنجزنا عدة دراسات نشرت في جريدة «الشمال» حول التواجد األندلسي في بعض القبائل الجبلية المحيطة بتطوان‬ ‫وتبين لنا أن جالية إشبيلية استقرت بكثرة في سبتة وبالد أنجرة‪ ،‬وحينما سقطت سبتة سنة ‪ 1415‬تفرقت في القبائل القريبة كحوز‬ ‫تطوان ووادي راس وبني حزمار‪...‬‬ ‫(‪ )2‬حول الجاليات األندلسية في المشرق إلى نهاية العصر المملوكي راجع‪ :‬أحمد )علي(‪« ،‬األندلسيون والمغاربة في بالد‬ ‫الشام من نهاية القرن الخامس وحتى نهاية القرن التاسع الهجري»‪ ،‬دار طالس‪ ،‬دمشق‪.1989 ،‬‬ ‫(‪ )3‬ابن إياس (أبو البركات محمد بن أحمد الحنفي الشركسي)‪« ،‬بدائع الزهور في وقائع الدهور»‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مصطفى‪،‬‬ ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪ ،3‬صص‪.245 – 244 :‬‬ ‫(‪ )4‬المقري (شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد التلمساني)‪« ،‬أزهار الرياض في أخبار عياض»‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى السقا‪،‬‬ ‫إبراهيم األبياري وعبد الحفيظ شلبي‪ ،‬القاهرة‪ ،1939 ،‬ج‪ ،1‬صص‪.115 – 108 :‬‬ ‫(‪ )5‬أوزتونا (يلماز)‪« ،‬تاريخ الدولة العثمانية»‪ ،‬ترجمة‪ :‬عدنان محمود سلمان‪ ،‬مؤسسة فصل للتمويل‪ ،‬اسطنبول‪،1988 ،‬‬ ‫ج‪ ،1‬ص‪.195 :‬‬ ‫(‪ )6‬بقي تعظيم العثمانيين ووصفهم بهذه الصفات جاريا على لسان معظم الموريسكيين الذين هجروا منذ القرن السادس‬ ‫عشر‪ ،‬فهذا أفوقاي مثال يقول‪« :‬وكل واحد من سالطين النصارى يخاف ويرتعد من سالطين اإلسالم والدين‪ ،‬المجاهدين في سبيل‬ ‫رب العالمين‪ ،‬وهم السالطين الفصال العظما العثمانيون التركيون‪ .‬وقد تقدم لنا ذكر ما رأيت وفهمت من النصارى في بالدهم‬ ‫من الخوف العظيم الذي في قلوبهم منهم‪ .‬ورأوا ملوك النصارى أنه يليق بهم صحبتهم على وجه اللين واللطف‪ ،‬حتى إن كل واحد‬ ‫منهم يبعث رسوله ليقعد على الدوام واالستمرار في القسطنطينية العظمى يطلب منهم الصلح والرضى عنهم وهم نصرهم اهلل‬ ‫وخلد ملكهم ال يبعثون رسوال لكافر على وجه القعود في بالدهم‪ ،‬وصح أن سلطان إشبانية وهي بالد األندلس أراد أن يبعث رسوال‬ ‫للقعود مثل سائر ملوك النصارى ولم يقبلوه‪ ،‬لما تحققوا من عداوته لإلسالم‪ ،‬وغدره فيما مضى مما صدر منهم مع سلطان الهنود‬ ‫المغربية بمدينة مشيق (‪ )Mexico‬المسمى متشمه (‪ )Moctezuma‬إذ مشوا إليه بهدية وقتلوه‪ »...‬انظر‪ :‬أفوقاي (شهاب الدين‬ ‫أحمد بن قاسم الحجري األندلسي)‪« ،‬ناصر الدين على القوم الكافرين»‪ ،‬تحقيق‪ :‬شورد فان كوننكزفلد‪ ،‬قاسم السامرائي وخيرارد‬ ‫فيخرز‪ ،‬مدريد‪ ،1997 ،‬صص‪.126 – 125 :‬‬ ‫(‪ )7‬أوزتونا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195 :‬‬ ‫(‪ )8‬رزوق )محمد(‪« ،‬األندلسيون وهجراتهم إلى المغرب خالل القرنين ‪ 16‬و‪ ،»17‬إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫‪ ،1998‬ص‪.85 :‬‬ ‫(‪ )9‬بربروس (خير الدين باشا خضر بن يعقوب الميدللي)‪« ،‬مذكرات خير الدين بربروس»‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد دراج‪ ،‬شركة‬ ‫األصالة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪139 :‬‬ ‫(‪ )10‬رزوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬ ‫(‪ )11‬بربروس‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬ ‫(‪ )12‬العافية (عبد القادر)‪« ،‬أميرة الجبل الحرة بنت علي بن راشد»‪ ،‬تطوان‪ ،1989 ،‬ص‪20 :‬‬ ‫(‪ )13‬نفسه‪ ،‬ص‪.21 :‬‬ ‫(‪GHIRELLI (Angelo), «El túmulo de Beni Maadan», Africa: Revista de tropas coloniales, epoca sep� )14‬‬ ‫‪.tima, año segundo, Marzo 1931, p. 54‬‬ ‫(‪.Ibid )15‬‬ ‫(‪.Ibid, p. 53 )16‬‬ ‫(‪ )17‬مقابلة شفهية مع السيدين عبد السالم الماوي ومحمد الكحال بحي طوريطا بتطوان بتاريخ ‪ 7‬أبريل ‪.2014‬‬ ‫(‪ )18‬داود (محمد)‪« ،‬تاريخ تطوان»‪ ،‬مراجعة وتصحيح‪ :‬حسناء داود‪ ،‬دار أبي رقراق‪ ،‬الرباط‪ ،2013 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.136 :‬‬ ‫(‪ )19‬حول تعاون عبد اهلل الغالب مع اإلسبان ضد العثمانيين انظر‪ :‬مجهول‪« ،‬تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية»‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫عبد الرحيم بنحادة‪ ،‬دار تينمل‪ ،‬مراكش‪ ،1994 ،‬ص‪.39 :‬‬ ‫(‪ )20‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.137 :‬‬ ‫(‪ )21‬أوزتونا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .378 :‬وحول موقف الدولة العثمانية المفصل من ثورة البشرات راجع‪ :‬الصباغ (ليلى)‪،‬‬ ‫«ثورة مسلمي غرناطة عام ‪ 976‬هـ والدولة العثمانية»‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬عدد ‪ ،27‬شتنبر وأكتوبر ‪،1975‬‬ ‫صص‪ .175 – 116 :‬رضوان (نبيل عبد الحي)‪« ،‬جهود العثمانيين إلنقاذ األندلس واسترجاعها في مطلع العصر الحديث»‪ ،‬أطروحة‬ ‫دكتوراه في التاريخ اإلسالمي الحديث‪ ،‬نسخة إلكترونية‪ ،‬إشراف‪ :‬محمد عبد اللطيف البحراوي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،1987 ،‬صص‪:‬‬ ‫‪.348 – 340‬‬ ‫(‪ )22‬ذكر صاحب تاريخ الدولة السعدية أنه بقبيلة بني سعيد وهو غير صحيح‪ ،‬انظر‪ :‬مجهول‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬ ‫(‪ )23‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.184 :‬‬ ‫(‪ )24‬مجهول‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪ 90 :‬‬ ‫(‪ )25‬نفسه‪.‬‬ ‫(‪COTUNGO (Guillermo Daniel), «Cronica inglesa del inicio del siglo XVII», Archivos del Estrecho, T. )26‬‬ ‫‪.17, 1941, p. 22‬‬ ‫(‪ )27‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪184 :‬‬ ‫(‪ )28‬قتل القائد حمو من طرف جنود أتراك من أصحاب مراد برتقيش وهو يحاول الدفاع عن قلعة تطوان وتولى الناقمون من‬ ‫أهل المدينة مهاجمة داره ونهب ممتلكاته‪ ،‬انظر‪COTUNGO, op. cit. p. 23 :‬‬ ‫(‪ )29‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.188 :‬‬ ‫(‪ )30‬نفسه‪ ،‬ص‪194 :‬‬ ‫(‪ )31‬نفسه‪ ،‬صص‪ .201 – 192 :‬وحول الدور الجهادي لمرسى تطوان خالل القرنين السابع عشر والثامن عشر راجع‪ :‬مييج‬ ‫(جان لوي)‪« ،‬أنشطة تطوان البحرية والتجارية خالل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر»‪ ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى غطيس‪ ،‬مجلة كلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬تطوان‪ ،‬العدد ‪ ،1994 ،7‬صص‪ .79 – 76 :‬السعود (عبد العزيز)‪« ،‬تطوان في القرن الثامن عشر‪ :‬السلطة – المجتمع –‬ ‫الدين»‪ ،‬منشورات جمعية تطاون – أسمير‪ ،‬تطوان‪ ،2007 ،‬صص‪.212 – 202 :‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫التــوبـــة‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫ولقد أوجب اإلسالمُ على ِّ‬ ‫كل فردٍ حقو ًقا‬ ‫والتزامات هلل تعالى وللخَ ْلق؛ ألنه دين عبادات‬ ‫ومعامالت‪ ،‬ولكن كثيرًا ما يَضِل اإلنسان‬ ‫َّ‬ ‫ويتنكب الجادَّ َة بوازع الجهل أو النَّ ْفس األمارة‬ ‫بالسوء‪ ،‬وبتحسين وتزيين عدو اهلل وعدوكم‬ ‫الشيطان‪ ،‬وجنوده من شياطين الجن واإلنس‬ ‫الذين يوحي بعضهم إلى بعض زُخرفَ القول‬ ‫غرورًا‪ ،‬ومعلوم أن اإلنسان لم يُخْ َلق مَ َل ًكا‬ ‫كريمًا‪ ،‬وال بشرًا معصومًا‪ ،‬وإنما هو إنسان‬ ‫تتجاذبه قوى الخير والشر‪ ،‬وداعي الحق وداعي‬ ‫الضالل‪ ،‬تارة َّ‬ ‫تتغلب عليه قوى الخير فيَطهُر‬ ‫قلبه‪ ،‬وتسمو رُوحه‪ ،‬وترتفع إلى عالم السماء‪،‬‬ ‫وتارة َّ‬ ‫تتغلب عليه قوى الشر‪ ،‬فيَنغمِس قلبه‬ ‫َّ‬ ‫ويتلطخ بآثامها‪ ،‬وتَحُطه إلى‬ ‫في سوء الذنوب‬ ‫الحضيض األسفل‪ ،‬وتَخ ُلد نفسه إلى األرض‪،‬‬ ‫فمَث ُله َ‬ ‫َ‬ ‫مَث ُل الكلب؛ إن تَحمِل عليه يَلهَث‬ ‫أو تتركه يلهث‪ ،‬وهنا يحتاج اإلنسان إلى أن‬ ‫ويَغسل‬ ‫يُصحِّح أخطاءه‪ ،‬ويُعالِج أمراضه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫العمل‪ ،‬مستقبالً‬ ‫نفسه‪ ،‬ويُطهِّر قلبَه مما ران عليه‪ ،‬ويَستأنف‬ ‫حياته في ثوب جديد نقي ما دام الباب مفتوحًا‪ ،‬والفرصة‬ ‫مواتية‪ ،‬قبل أن يُوصَد أمامه فال يجد إلى ذلك سبي ً‬ ‫ال‪ ،‬وال إلى‬ ‫بلوغ مرامه طري ًقا‪ ،‬وذلك بالتوبة واإلنابة‪ ،‬والرجوع عن التمادي‬ ‫في الغي والضالل؛ قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬كل ابن آدم‬ ‫َّ‬ ‫خطاء‪ ،‬وخير الخطائين التوابون»‪ ،‬وقال أيضًا‪« :‬إن اهلل يَبسُط‬ ‫يده بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ،‬ويَبسُط يده بالنهار؛ ليتوب‬ ‫مسيء الليل‪ ،‬حتى تَط ُلع الشمس من مغربها»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫فمن رحمة اهلل سبحانه بنا أن فتَح باب األمل والرجاء أمام‬ ‫الخطائين؛ ليتوب مسي ُئهم‪ ،‬ويؤوب إلى رُشْده شاردُهم‪،‬‬ ‫فيَغفِر لهم ما اقترفوا من إثم أو معصية‪ ،‬قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫(ق ْل َيا‬ ‫�س ُفوا َع َلى �أَ ْن ُف ِ�سهِ ْم اَل ت َْقن َُطوا مِ ْن َر ْح َمةِ ال َّلهِ �إِ َّن‬ ‫ادِي ا َّلذ َ‬ ‫ِين �أَ رْ َ‬ ‫عِ َب َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مِ‬ ‫الر ِح ُيم)‪.‬‬ ‫ور‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ُوب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ِر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫َّهُ‬ ‫َ َ ً ِ ُ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ال َّلهَ َي ُ‬ ‫وفي الحديث القدسي ما يدل على سَعَة عفوه ومغفرته‪،‬‬ ‫و َقبُول الدعاء ممن لم يُش ِرك به شي ًئا؛ قال تعالى‪(( :‬يا بن‬ ‫آدم‪ ،‬إنك ما دعوتني ورجوتَني‪ ،‬غفرتُ لك على ما كان منك وال‬ ‫أبالي‪ ،‬يا بن آدم‪ ،‬لو بلغتْ ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتَني‪،‬‬ ‫غفرتُ لك وال أبالي‪ ،‬يا بن آدم‪ ،‬إنك لو أتيتني ب ُقراب األرض‬ ‫خطايا‪ ،‬ثم لقيتني ال تُش ِرك بي شي ًئا‪ ،‬ألتيتُك ب ُقرابها مغفرة)‪.‬‬ ‫ولط ًفا بعباده أنه يفرح بتوبتهم أشد مِن فرَح أحدِهم‬ ‫يجد راحلتَه‪ ،‬وقد َّ‬ ‫فرَح مَن تحرَّكت‬ ‫أضلها بأرض فالة‪ ،‬أو ِ‬ ‫سيارته وصلحت بعد ُّ‬ ‫تعطلِها وخرابها في صحراء ال ماء فيها‬ ‫وال مرعى‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫وحا‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذ َ‬ ‫ِين � َآمنُوا تُو ُبوا �إِ َلى ال َّلهِ ت َْو َب ًة ن ُ‬ ‫َ�ص ً‬ ‫َع َ�سى َر ُّبكُ ْم �أَ ْن ُي َك ِّف َر َعنْكُ ْم َ�س ِّيئَاتِكُ ْم َو ُي ْد ِخ َلكُ ْم َجن ٍ‬ ‫َّات جَ ْ‬ ‫ترِ ي مِ ْن‬ ‫تت َِها ْ أَ‬ ‫حَ ْ‬ ‫الن َْه ُار )‪.‬‬ ‫والتوبة النصوح هي ما جمعت شروطها؛ فإن كانت‬ ‫المعصية بين العبد وربه‪ ،‬فلها ثالثة شروط‪ :‬األول‪ :‬أن يُقلِع‬ ‫عن المعصية‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يَندَم على ما فعله‪ ،‬والثالث‪ :‬أن‬ ‫يَع ِزم على أال يعود إليها أبدًا‪ ،‬مع وجوب اإلخالص في ذلك‬ ‫كله هلل وحده ال شريك له‪ ،‬فإن ف َقد أحدَ الثالثة‪ ،‬لم تَصِح‬ ‫توبته‪.‬‬ ‫وإن كانت المعصية َّ‬ ‫تتعلق بحق آدمي‪ ،‬فشروطها أربعة‪:‬‬ ‫هذه الثالثة‪ ،‬والرابع‪ :‬أن يبرأ من حقِّ صاحبها؛ فإن كانت‬ ‫ما ًال أو نحوه‪ ،‬ردَّه إليه‪ ،‬وإن كانت حد َق ْذف‪ ،‬استسمح صاحبه‪،‬‬ ‫أو َّ‬ ‫مكنه الستيفائه منه‪ ،‬فالقِصاص في الدنيا خير وأفضل من‬ ‫القِصاص في اآلخرة‪.‬‬ ‫والمُفلِس َّ‬ ‫كل اإلفالس مَن أتى يوم القيامة وقد شتم‬ ‫هذا‪ ،‬وظ َلم هذا‪ ،‬وأخَذ مال هذا‪ ،‬فيأخذ هذا من حسناته‪ ،‬وهذا‬ ‫من حسناته‪ ،‬فإن لم تَعُد له حسنات‪ ،‬أُخذ من سيئاتهم َّ‬ ‫فحُطت‬ ‫عليه ُ‬ ‫وط ِرح في النار‪ ،‬فاإلنسان يكتب عليه ثالثة دواوين؛ ديوان‬ ‫ال يغفره اهلل إن مات قبل التوبة منه‪ ،‬وهو الشرك باهلل‪ ،‬وديوان‬ ‫قابل للمغفرة‪ ،‬وهو ُظ ْلم العبد نفسه فيما بينه وبين اهلل‬ ‫تعالى فهو تحت المشيئة‪ ،‬وديوان محفوظ على اإلنسان تحت‬ ‫القِصاص يوم القيامة أو التخلص منه قبل الموت‪ ،‬وهو ُظ ْلم‬ ‫اإلنسان ألخيه اإلنسان‪.‬‬

‫فاتق اهلل يا أخي المسلم‪ ،‬وابتعد عن‬ ‫ِ‬ ‫ارتكاب الذنوب‪ ،‬واجتهد في التخلص منها إن‬ ‫بليت بارتكابها قبل مُعاينة الموت أو أمارته‪.‬‬ ‫ِين‬ ‫ب’قول تعالى‪�( :‬إِ مَّنَا الت َّْو َب ُة َع َلى ال َّلهِ ِل َّلذ َ‬ ‫يب‬ ‫ون مِ ْن َقرِ ٍ‬ ‫وء ب َِج َها َلةٍ ُث َّم َيتُو ُب َ‬ ‫َي ْع َم ُل َ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ون ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫ِيما‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ُوب‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِك‬ ‫َف�أُو َلئ َ َ ُ هُ َ ْ هِ ْ َ َ هُ َ ً‬ ‫ال�س ِّيئ ِ‬ ‫َات‬ ‫ِين َي ْع َم ُل َ‬ ‫ِيما َو َل ْي َ�س ِت الت َّْو َب ُة ِل َّلذ َ‬ ‫َحك ً‬ ‫ون َّ‬ ‫ال ْو ُت َق َ‬ ‫َحتَّى �إِ َذا َح�ضرَ َ �أَ َح َد ُه ُم مْ َ‬ ‫ال �إِ يِّن ُت ْب ُت ْال َآن‬ ‫ُون َو ُه ْم كُ َّف ٌار �أُو َلئ َِك �أَ ْعت َْدنَا َل ُه ْم‬ ‫يوت َ‬ ‫َو اَل ا َّلذ َ‬ ‫ِين مَ ُ‬ ‫ِيما)‪.‬‬ ‫َع َذا ًبا �أَل ً‬ ‫فتوبوا إلى اهلل أيها المسلِمون‪ ،‬وأق ِبلوا‬ ‫إلى ربٍّ كريم أسبغ عليكم ِنعَمه الظاهرة‬ ‫والباطنة‪ ،‬وآتاكم من ِّ‬ ‫كل ما سألتموه‪ ،‬ومدَّ في‬ ‫آجالِكم‪َّ ،‬‬ ‫وتذكروا قصَصَ التائبين المُنيبين‬ ‫الذين منَّ اهلل عليهم بالتّوبة النَّصُوح بعد‬ ‫أن َغ ِرقوا في بحاِر الشهوات والشُّبُهات‪،‬‬ ‫وحييَت قلوبُهم‪،‬‬ ‫فانج َلت غِشاوَ ُة بصائرهم‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وأيقظهم اهلل من‬ ‫واستنارَت نفوسهم‪،‬‬ ‫موت الغف َلة‪ ،‬وبصَّرهم من عمى الغيِّ ُ‬ ‫وظلماتِ المعاصي‪،‬‬ ‫وأسعدَهم من شقا ِء المُو ِبقاتِ؛ فصاروا مولودِين من‬ ‫وفضل‪ ،‬لم يمسسهم سو ٌء‬ ‫جديدٍ‪ ،‬مُستبشرين بنعمةٍ من اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫فضل عظيم‪.‬‬ ‫واتَّبعوا رضوان اهلل‪ ،‬واهلل ذو ٍ‬ ‫فهيا أيها المؤمن عجل اآلن وبادر بالتوبة‪ ..‬وال تؤجل وال‬ ‫تسوف ‪ ،‬فإن الموت يأتى بغتة‪ ،‬وقد سبقك على الطريق كثير‬ ‫من األطهار واألبرار واألخيار‪ .‬بادروا إلى الذنوب والمعاصي ثم‬ ‫تابوا إلى اهلل فتاب عليهم وختم عليهم بالحسنى‪ ،‬فتب إلى اهلل‬ ‫يا من زنى وشرب الخمر‪ ،‬وتب إلى اهلل يامن عصى وتجبر‪ ،‬وتب‬ ‫إلى اهلل يامن سرق وأخذ الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل‪،.‬‬ ‫تب إلى اهلل يامن غش في عمله وخان أمانته‪ ،‬تب إلى اهلل يامن‬ ‫أساء إلى الناس بلسانه أو يده‪ ، .. ،‬تب إلى اهلل يا من وقعت فى‬ ‫كل خطأ أو معصية أو شر‪ ،‬فلنتب إلى اهلل جميعا توبة نصوحا‪.‬‬ ‫ونكن ممن يستمع القول فيتبع أحسنه‪،‬‬ ‫ليكن يومُكم هذا بداية مولدكم‪ ،‬وانطالقة رُجوعكم‪،‬‬ ‫وإشراق صُبحكم‪ ،‬وتباشير فجركم‪ ،‬ومن لم يتُب اآلن فمتى‬ ‫يتوب؟ ومن لم يرجع اليوم فمتى يؤوب؟!‬ ‫َ‬ ‫اآلجال‪َّ ،‬‬ ‫صالح األعمال؛‬ ‫فلقد وهبَ اهلل َلكم‬ ‫ومكنكم مِن ِ‬ ‫ً‬ ‫وسيلة إلى مرضاةِ ربكم ذي العزة والجالل‪ ،‬فبالعمل‬ ‫لتجعَلوها‬ ‫الصالح يتقرَّبُ العباد‪ ،‬وبه تتطهَّرُ القلوبُ منَ الغيِّ‬ ‫(و َما �أَ ْم َوا ُلكُ ْم َو اَل �أَ ْو اَل ُدكُ ْم بِا َّلتِي ُت َق ِّر ُبكُ ْم‬ ‫والفساد‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ :‬‬ ‫عِ ْن َدنَا زُ ْل َفى �إِ اَّل َم ْن � َآم َن َو َعمِ َل َ�ص حِ ً‬ ‫الا َف�أُو َلئ َِك َل ُه ْم َجزَ ُاء ِّ‬ ‫ال�ض ْع ِف‬ ‫با َعمِ ُلوا َو ُه ْم يِف ا ْل ُغ ُر َف ِ‬ ‫ُون)‪.‬‬ ‫ات �آمِ ن َ‬ ‫مِ َ‬

‫ال ِّن ـ َعـم ‪� :‬إ�شارات ر َّبا ِن َّيــة‬

‫* لو عدّد لك نعمه لما أحصاها كتاب‪ ،‬و ال أفصح‬ ‫عنها خطاب‪ ،‬فما أشغلك بتعداد النعم عن المنعم بها‪،‬‬ ‫كي ال يحجبك بأنوار صفاته‪ ،‬عن شهود نور ذاته‪ ،‬فما د ّلك‬ ‫ال عليه‪ ،‬وال أوقف رحالك إ ّ‬ ‫إّ‬ ‫ال بين يديه‪ُ « :‬ث َّم َدنَا َف َت َدلى‬ ‫اب َق ْو َ�سينْ ِ �أَ ْو �أَ ْدنى»‪.‬‬ ‫َفكَ َ‬ ‫ان َق َ‬ ‫* إنما كانوا أبداال لتبدّل أوصافهم من المعصية إلى‬ ‫الطاعة ومن الغفلة إلى اليقظة ومن عالم الحسّ إلى‬ ‫حضرة األنس‪َ :‬‬ ‫«ف�أُو َلئِكَ ُي َب ِّدلُ ال َل ُّه َ�س ِّي َئا ِتهِ ْم َح َ�سن ٍ‬ ‫ان‬ ‫َات َو كَ َ‬ ‫ُورا ِ‬ ‫يما»‪.‬‬ ‫رح ً‬ ‫ال َل ُّه َغف ً‬ ‫* أثار عليك الوجود كي ينفرد بك في بحر الشهود‪:‬‬ ‫ان ْاث َنينْ ِ �إ ِْذ ُه َما يِف الْغَ ارِ »‪.‬‬ ‫« َث يِ َ‬

‫‪14‬‬

‫* فتنادت الصفات أن هلموا إلى بحر الذات‪ْ �« :‬إذ َيقُولُ‬ ‫ِ�ص ِ‬ ‫تزَ ْن �إ َِّن ال َل َّه َم َعنَا»‪.‬‬ ‫احبِهِ اَل حَ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫* طغيانك بما آتاك كفر بنعمته و سوء أدب في‬ ‫حضرته‪« :‬قال َر ِّب �إ يِّ​ِن مِلَا �أَنْ زَ ل َْت �إ يَ َّ‬ ‫ِري »‪،‬‬ ‫ِل مِ ْن َخيرْ ٍ َفق ٌ‬ ‫«ما زَ اغَ ال َْب�صرَ َو َما َطغَ ى»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وها»‪،‬دلّك على �شكر املنعم‬ ‫«و�إ ِْن ت َُع ُّدوا ن ِْع َمة ال َلّهِ َال حُ ْ‬ ‫ت ُ�ص َ‬ ‫* لما علم عجزك عن شكر نعمه‪َ :‬‬ ‫«ر ِّب �أَ ْوزِ ْعنِي �أَ ْن َ�أ ْ�شكُ َر ن ِْع َم َتكَ ا َّلتِي �أَنْ َع ْم َت َعل َّ​َي َو َعلَى َو ا ِل َد َّي َو َ�أ ْن �أَ ْع َملَ َ�ص حِ ً‬ ‫الا ت َْر َ�ض ُاه‬ ‫بها ‪َ :‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ال�ص حِ ِ‬ ‫الني»‪.‬‬ ‫َو �أَ ْد ِخ ْلنِي ب َِر ْح َمتِكَ يِف ِع َبادِ َك َّ‬

‫* لو لم يعجزك عن تعداد نعمه لما ر ّغبك إليه إنعامه‬ ‫امن ُْن �أَ ْو �أَ ْم ِ�س ْك بِغَ يرْ ِ‬ ‫و ال د ّلك عليه إحسانه‪َ :‬‬ ‫«ه َذا َع َطا�ؤُنَا َف ْ‬ ‫ِح َ�س ٍ‬ ‫اب»‪.‬‬

‫* لو كان عطاؤه لك بحساب ما فتح لشهودك له الباب‪:‬‬ ‫�سى ب َِع ْب ِد ِه ل َْي ًال ّمِ َن مْال َْ�سجِ ِد حْ َ‬ ‫ام �إِلَى‬ ‫بح َ‬ ‫ال َر ِ‬ ‫«�س َ‬ ‫ان ا َّلذِي �أَ رْ َ‬ ‫ُ‬ ‫اركْ نَا َح ْول َُه ل رُِن َِي ُه مِ ْن � َآيا ِتنَا �إِ َن ُّه ُه َو‬ ‫مْال َْ�سجِ ِد الأَ ْق َ�صى ا َّلذِي َب َ‬ ‫ري»‪.‬‬ ‫ال�سمِ ُ‬ ‫الب ِ�ص ُ‬ ‫يع َ‬ ‫َّ‬ ‫* نعمه عليك غامرة في كل وقت و حين‪ ،‬وإنما الذي‬ ‫ُون ا َّلذِي ُه َو َ�أ ْدنَى‬ ‫حجبها عنك هوى النفس منك‪َ « :‬قالَ �أَت َْ�ست َْب ِدل َ‬ ‫اهب ُِطوا مِ �صرْ ً ا َف�إ َِّن لَكُ ْم َما َ َ‬ ‫�س�أ ْلت ُْم َو�ضرُ َِب ْت َعل َْيهِ ُم‬ ‫بِا َّلذِي ُه َو َخيرْ ٌ ْ‬ ‫اءوا بِغَ َ�ض ٍب مِ َن ال َلّهِ ‪.»...‬‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ال ّذ َل ُّة َو مْال َْ�سكَ ن َُة َ َ ُ‬ ‫َاه مِ ن َجان ِ​ِب‬ ‫«و ن َ‬ ‫َاد ْين ُ‬ ‫* متى جذبتك محبّته فتلك عنايته‪َ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫َاه جَ ِ‬ ‫ن ًّيا»‪.‬‬ ‫الطورِ ْ أ‬ ‫ينِ َو َق َّر ْبن ُ‬ ‫الَ مْ َ‬ ‫نزِ ي‬ ‫«وكَ َذلِكَ جَ ْ‬ ‫* متى أقامك في شكره فذاك تمام نعمته‪َ :‬‬ ‫مْ ُ‬ ‫ِني»‪.‬‬ ‫ال ْح ِ�سن َ‬ ‫وي َعل ُِمكَ مِ ْن ت�أْويلِ ال َأح ِ‬ ‫اديث َو ُيت َِّم‬ ‫«وكَ ذلكَ َي ْج َتبيكَ َر ُّبكَ ُ‬ ‫* متى انجذبت األرواح واالختبار‪َ :‬‬ ‫ن ِْع َمت َُه َعل َْيكَ »‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)5‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد الفريد»‬ ‫البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون‬ ‫األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي‬ ‫أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪ ،‬هذه‬ ‫الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح‬ ‫النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل الموفق»‪.‬‬ ‫وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫هي التي َف َع َل ْتها‬ ‫قرأت في كتاب «فوات الوفيات»(‪ )1‬للكتبي‪ ،‬أن عبد الملك بن مراون كان يعبث بالشاعر الماجن حمزة بن بيض‪ ،‬فوجّه إليه‬ ‫ليل ًة رسو ًال وقال‪ :‬جئني به على أية حالة وجدته‪ ،‬فهجم عليه فوجده داخ ًال إلى بيت الخالء‪ ،‬فقال‪ :‬أجب أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ويحك! أكلت كثيراً وشربت نبيذاً حلواً وقد أخذني بطني‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ال سبيل إلى مفارقتك‪ ،‬ثم أخذه وأتى به إلى عبد الملك‪ ،‬فوجده قاعداً‪ ،‬وعنده جارية جميلة ّ‬ ‫يتحظاها وهي تسجر العود‬ ‫وتبخّر أمير المؤمنين‪ .‬فجلس يحادثه ويعالج ما هو فيه من داء بطنه‪ .‬فعرضت له ريح فسّيبها ظناً أن يسترها البخور‪.‬‬ ‫قال حمزة‪ :‬هّ‬ ‫فوالل لقد غلب ريحها ريح البخور والندّ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ما هذا يا حمزة؟‬ ‫الل والمشي إلى بيت هّ‬ ‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬عليَّ عهد هّ‬ ‫الل والهديُ إن كنتُ فعلتها‪ ،‬وما فعلها َّ‬ ‫إال هذه الجارية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فغضب وخجلت الجارية وما قدمتْ على الكالم‪ .‬ثم جاءتني أخرى فسرَّحتها وسطع هّ‬ ‫والل ريحها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ما هذا ويلك؟ أنت هّ‬ ‫والل اآلفة‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬امرأتي طالق إن كنت فعلتها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬وهذه اليمين الزمة لي إن كنت فعلتها‪ .‬ثم قال للجارية‪ :‬ويلك ما قصتك؟ قومي إلى بيت الخالء إن كنت تجدين شيئاً‪.‬‬ ‫وطمعتُ فيها فسرّحتُ الثالثة‪ ،‬فسطع ريحها ما لم يكن في الحساب‪ ،‬فغضب عبد الملك حتى كاد أن يخرج من جلده ثم‬ ‫قال‪ :‬يا حمزة‪ْ ،‬‬ ‫وامض فقد نغّصتْ عليَّ ليلتي‪ .‬فأخذت بيدها وخرجت‪ .‬فلقيني خادم‬ ‫خذ بيد هذه الجارية الزانية فقد وهبتها لك‬ ‫ِ‬ ‫فقال‪ :‬ما تريد أن تصنع؟‬ ‫فقلت‪ :‬أمضي بها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬هّ‬ ‫والل لئن فعلت ليبغضنّك بغضاً ال تنتفع به بعده‪ ،‬وهذه مائتا دينار‪ ،‬فخذها ودعْ هذه الجارية‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬هّ‬ ‫والل ال نقصتك من خمسمائة دينار‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ليس إ ّال ما قلت لك‪ .‬فأخذتها منه وأخذ الجارية‪.‬‬ ‫ليال دعاني عبد الملك‪ ،‬فلقيني الخادم فقال‪ :‬هذه مائة دينار أخرى وتقول ما ال يضرك ولعله ينفعك؟‬ ‫فلما كان بعد ثالث ٍ‬ ‫فقلت‪ :‬ما هو؟‬ ‫فقال‪ :‬إذا دخلت إليه تدّعي عنده أن تلك الفسوات الثالث أنت فعلتهنَّ‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬هاتها‪ .‬فلما دخلتُ وقفت بين يديه وقلت‪ :‬األمان يا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫فقال‪ُ :‬ق ْل‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬أرأيت تلك الليلة ما جرى من الفسوات؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬عليَّ وعليَّ إن كان فساهنَّ غيري‪ .‬فضحك حتى سقط على قفاه وقال‪:‬‬ ‫فلِمَ ويلك ما أخبرتني؟‬ ‫فقلت‪ :‬أردت خصا ًال‪ ،‬منها أن قمت وقضيت حاجتي‪ ،‬ومنها أنني أخذت جاريتك‪ ،‬ومنها أني كافأتك على أذاك بمثله‪ ،‬حيث‬ ‫منعني رسولك من دفع أذايّ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأين الجارية؟‬ ‫قلت‪ :‬ما خرجت من دارك‪ ،‬وأخبرته الخبر‪ .‬فسُرّ بذلك وأمر لي بمائتيْ دينار أخرى‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬هذه لجميل فعلك‪ ،‬وتركك َ‬ ‫أخذ الجارية‪.‬‬ ‫وأخبار حمزة بن بيض كثيرة وك ّلها ُطرف‪.‬‬

‫�سيبويه والك�سائي‬ ‫كان سيبويه قد ورد إلى بغداد من البصرة‪ ،‬والكسائي يومئذٍ يع ّلم األمين بن هارون الرشيد‪ ،‬فجمع بينهما وتناظرا وجرى‬ ‫مجلس بطول شرحه‪ ،‬وزعم الكسائي أن العرب تقول‪ :‬كنت أظن أن الزنبور أشدّ لسعاً من النحلة فإذا هو إيّاها‪.‬‬ ‫فقال سيبويه‪ :‬ليس المثل كذا‪ ،‬بل فإذا هوهي‪.‬‬ ‫وتشاجرا طوي ًال‪ ،‬واتّفقا على مراجعة عربي خالص ال يشوب كالمه شيء من كالم أهل الحضر‪ ،‬وكان األمين شديد العناية‬ ‫بالكسائي لكونه معلمه‪ ،‬فاستدعى عربياً وسأله فقال كما قال سيبويه‪ .‬فقال له األمين‪ :،‬نريد أن تقول كما قال الكسائي‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬ ‫لساني ال يطاوعني على ذلك فإنه ما يسبق َّ‬ ‫إال إلى الصواب‪.‬‬ ‫فقرّروا معه أن شخصاً يقول‪ :‬قال سيبويه كذا وقال الكسائي كذا‪ ،‬فالصواب مع من منهما؟ فيقول العربي‪ :‬مع الكسائي‪،‬‬ ‫فقال هذا يمكن‪.‬‬ ‫ثم عقد لهما المجلس واجتمع أئمة هذا الشأن وحضر العربي‪ ،‬وقيل له ذلك فقال‪ :‬الصواب مع الكسائي‪ ،‬هو كالم العرب‪،‬‬ ‫فعلم سيبويه أنهم تحاملوا عليه وتعصّبوا للكسائي‪ ،‬فخرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جرى معه‪ ،‬وقصد بالد فارس فتوفي‬ ‫بقرية من قرى شيراز يقال لها البيضاء سنة ‪180‬هـ وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫ب�شار املرهف الإح�سا�س‬ ‫قال محمد بن يزيد العجلي‪:‬‬ ‫سمعت األصمعي يذكر أن بشاراً كان أشدّ تبرماً بالناس‪ ،‬وكان يقول‪ :‬الحمد هّ‬ ‫الل الذي أذهب بصري‪ ،‬فقيل له‪ :‬ولم ذاك يا‬ ‫أبا معاذ؟ فقال‪َّ :‬‬ ‫لئال أرى من أبغض‪.‬‬ ‫قال األصمعي‪:‬‬ ‫وُلد بشار فما نظر إلى الدنيا ّ‬ ‫قط‪ ،‬وكان يشبه األشياء في شعره بعضها ببعض فيأتي بما ال يقدر البصراء على أن يأتوا‬ ‫بمثله‪ ،‬فقيل له يوماً وقد أنشد قوله‪:‬‬ ‫كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ٌ‬ ‫ليل تهاوى كواكبه‬ ‫ما قيل أحسن من هذا التشبيه‪ ،‬فمن أين لك هذا ولم تر الدنيا قط وال شيئاً فيها؟‬ ‫فقال‪ :‬إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من األشياء فيتوفر حسّه وتذكو قريحته‪.‬‬

‫�أتراهم �سرقوها؟‬ ‫ومرَّ ببشار قومٌ يحملون جنازة وهم يسرعون المشي بها فقال‪ :‬ما لهم مسرعين؟‬ ‫أتراهم سرقوها فهم يخافون أن يُلحقوا فتؤخذ منهم؟‬

‫ال يريد تف�سري الثالثة‬ ‫وحضر بشار باب محمد بن سيلمان فقال له الحاجب‪ :‬اصبر‪ ،‬فقال‪ :‬الصبر ال يكون َّ‬ ‫إال عن ثالثة‪ .‬فقال الحاجب على الفور‪ :‬إني‬ ‫أظنّ وراء قولك هذا شراً‪ ،‬ولن أريد تفسيراً لها ولن أتعرّض إليك‪ ،‬قمْ فادخل‪.‬‬

‫خري له من ال ّرف�ض‬ ‫وقال هالل بن عطية لبشار وكان صديقاً له يمازحه‪:‬‬ ‫إن هّ‬ ‫الل عزّ ّ‬ ‫وجل لم يذهب بصر أحد إ ّال عوّضه شيئاً‪ ،‬فما عوّضك؟‬ ‫فقال‪ :‬الطويل العريض‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما هو؟‬ ‫ففكر بشار وقال‪ :‬ال أراك وال أمثالك من الثقالء‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬يا هالل أتطيعني في نصيحة أخصّك بها؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إنك كنت تسرق الحمير زماناً‪ ،‬ثم تبتَ وصرت رافضياً‪َ ،‬فعُدْ إلى سرقة الحمير فهي هّ‬ ‫والل خير لك من الرفض‪.‬‬

‫باع داره و�أعطى ثمنها للبحرتي‬ ‫من أخبار البحتري (‪ )2‬أنه كان بحلب شخص يقال له طاهر بن محمد الهاشمي‪ ،‬مات أبوه وخلف له مقدار مائة ألف دينار‪،‬‬ ‫فأنفقها على الشعراء والزوّار في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫فقصده البحتري من العراق‪ ،‬فلما وصل إلى حلب قيل له‪ :‬إنه قد قعد في بيته لديون ركبته‪ .‬فاغتمّ البحتري لذلك غماّ شديداً‬ ‫وبعث المدحة إليه مع بعض مواليه‪ ،‬فلما وصلته ووقف عليها بكى‪ ،‬ودعا بغالم له وقال له‪ :‬بعْ داري‪ .‬فقال له أتبيع دارك وتبقى‬ ‫على رؤوس الناس؟‬ ‫فقال‪ :‬ال بدّ من بيعها‪ .‬فباعها بـ ‪ 300‬دينار‪ ،‬فأخذ صرّة وربط فيها ما ئة دينار وأنفذها إلى البحتري وكتب إليه معها رقعة‬ ‫فيها هذه األبيات‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وأهــل‬ ‫محـــل‬ ‫ت لدينـــا بــه‬ ‫لو يكون الحباء حســـب الذي أنـ‬ ‫ُّ‬ ‫يقـــل‬ ‫قوت حثواً وكــان ذالك‬ ‫لحبيـت ال ّلجــين والــدّر واليـــا‬ ‫ُّ‬ ‫المقــــل‬ ‫ر إذا قصَّر الصديــق‬ ‫واألديبُ األديب يسمح بـالـعــذ‬ ‫فلما وصلت الرقعة إلى البحتري ردّ الدنانير‪ .‬وكتب إليه‪:‬‬ ‫والمساعي بعدٌ وسـعيك ُ‬ ‫ُ‬ ‫قـبـل‬ ‫أهـــل‬ ‫بـأبي أنـــت واللـه للـبّر‬ ‫ء مـرجّــيـك والـكـثيــــر ُّ‬ ‫يقـل‬ ‫والنوال القليل يكثــر إن شـــا‬ ‫ُّ‬ ‫يـحـل‬ ‫ن ربـ ًا مـنـــك والربــا ال‬ ‫غيــــر أنـي رددت بـرّك إذ كــا‬ ‫وإذا ما جزيت شعـــراً‬ ‫ُ‬ ‫فضـل‬ ‫ُقضيَ الحــقُّ‪ ،‬والدنانير‬ ‫بشعـــــر‬ ‫ٍ‬ ‫فلما عادت الدنانير إليه َّ‬ ‫حل الصرة‪ ،‬وضم إليها خمسين ديناراً أُخرى وحلف أنه ال يردّها عليه وسيّرها فلما وصلت إلى‬ ‫البحتري َ‬ ‫أنشأ يقول‪:‬‬ ‫شكرتك إن الشكر للعبد نعم ٌة ومن يشكر المعروف هّ‬ ‫فالل زائدُهْ‬ ‫ٌ‬ ‫زمـان أنت ال شكَّ واحـدُهْ‬ ‫لكــل زمـان واحـد يقتــدى به وهـذا‬

‫�أبو مع�شر املنجّ م‬ ‫رأيت في بعض المجاميع أن أبا معشر المشهور في علم النجامة «جعفر بن محمد بن عمر البلخي» كان متص ًال بخدمة بعض‬ ‫الملوك‪ ،‬وأن ذلك الملك طلب رج ًال من أتباعه وأكابر دولته ليعاقبه بسبب جريمة صدرت منه‪ ،‬فاستخفى‪ ،‬وعلم أن أبا معشر ّ‬ ‫يدل‬ ‫عليه بالطرائق التي يستخرج بها الخبايا واألشياء الكامنة‪ ،‬فأراد أن يعمل شيئاً ال يهتدي إليه ويبعد عنه حسّه‪ .‬فأخذ طستاً وجعل‬ ‫فيه دماً وجعل في الدم هاون ذهب‪ ،‬وقعد على الهاون أياماً‪.‬‬ ‫وقال له‪ :‬تعرّفني موضعه بما جرت عادتك به‪ ،‬فعمل المسألة التي يستخرج بها الخبايا‪ ،‬وسكت زماناً حائراً‪ .‬فقال له الملك‪:‬‬ ‫ما سبب سكوتك وحيرتك؟ قال‪ :‬أرى شيئاً عجيباً‪ ،‬فقال وما هو؟‬ ‫بحر من دم وال أعلم في العالم موضعاً من البالد على هذه الصفة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أرى الرجل المطلوب على جبل من ذهب ومجبل في ٍ‬ ‫فقال له‪ :‬أعد نظرك وغير المسألة وجدّد أخذ الطالع‪ .‬ففعل ثم قال‪:‬‬ ‫ما أراه َّ‬ ‫إال كما ذكرت‪ ،‬وهذا شيء ما وقع لي مثله‪ .‬فلما أيس الملك من القدرة عليه بهذا الطريق أيضاً نادى في البلد باألمان‬ ‫للرجل ولمن أخفاه‪ ،‬وأظهر من ذلك ما وثق به‪ ،‬فلما اطمأن الرجال ظهر وحضر بين يدي الملك فسأله عن الموضع الذي كان فيه‬ ‫فأخبره بما اعتمده وما فعل فأعجبه حسن احتياله في إخفاء نفسه ولطافة أبي معشر في استخراجه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬راجع‪« :‬فوات الوفيات» للكتبي‪.397 :1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬البحتري‪ :‬الشاعر المشهور‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)714‬‬

‫‪16‬‬

‫«الصوت الحتمي»‬

‫تابع المبدع المهدي أخريف غوايته المخصوصة في التفاعل‬ ‫مع حقول العطاء اإلبداعي التي يفرزها المشهد الثقافي الوطني‬ ‫الراهن‪ ،‬بإصدار عمل جديد تحت عنوان «الصوت الحتمي»‪،‬‬ ‫وذلك سنة ‪ ،2014‬في ما مجموعه ‪ 112‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫المتوسط‪ ،‬ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب‪ .‬ويمكن القول‬ ‫إن هذا العمل الجديد يشكل استمرارا لمسار طويل من الجرأة‬ ‫في استنفار ملكة القراءة وفطرة التقاط التفاصيل واالحتفاء‬ ‫بحميميات عطاء الذات المبدعة في عالقتها بمجاوراتها الواحدة‬ ‫‪ /‬المتعددة‪ ،‬داخل العوالم المخصوصة «لبديع الرماد»‪ .‬لقد‬ ‫استطاع المهدي أخريف االستجابة لنهمه المستدام باالحتفاء‬ ‫بالتنقيب وبالتشريح في هذا العمل التجميعي لقراءات عاشقة‬ ‫ألعمال إبداعية‪ ،‬شعرية ونثرية وتشكيلية وفوتوغرافية‪ ،‬تغطي‬ ‫العمر اإلبداعي للمهدي أخريف‪ ،‬وهو العمر الذي أثمر تجارب‬ ‫على تجارب ورؤى على رؤى ومسارات على مسارات‪ ،‬ما كان لها‬ ‫لتمر من دون أن تنحت آثارها على صفحات ذاكرة التلقي للشاعر‬ ‫المهدي أخريف‪ .‬ال يتعلق األمر بذاكرة مجردة لفاعل مهووس‬ ‫بالكلمة وبلغة الخلق وبترصد التمثالت وبتوظيف االستعارات‪،‬‬ ‫بقدر ما أنها كانت ‪ /‬والتزال تجربة منبثقة من صميم متاهات‬ ‫حقول التأصيل لمالمح منجز شعري مغربي أصيل‪ ،‬مخصوص في‬ ‫عطائه‪ ،‬ومتميز في تراكماته‪ ،‬ومنفتح في روافده‪ ،‬ومستقل في‬ ‫مبادراته‪ .‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬كان البد للمهدي أخريف أن يعود‬ ‫إلنجاز قراءته المتأنية لرصيد منجز الجيل الشعري السبعيني‬ ‫ثم الثمانيني بالمغرب‪ ،‬سواء على مستوى تتبع قيم الجمال‬ ‫الناظمة للهوية الشعرية المحتفية بذاتها أوال‪ ،‬ثم المتفاعلة‬ ‫مع محيطها اإلبداعي والثقافي العام ثانيا‪.‬‬ ‫لقد آثر المهدي في هذا التجميع أن ينصت لذاته‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫هوس التصنيفات الجاهزة وكذا تقليعات النقد المتماهي مع يقينياته ومع تنظيراته البراقة‬ ‫الكالسيكية والمجددة‪ ،‬لكي يحدد أشكال تفاعله مع ما كان يحفل به المغرب الثقافي من‬ ‫عطاء‪ ،‬راصدا عناصر التميز‪ ،‬ومدققا في الخطوات والمبادرات التي ساهمت في التأصيل‬ ‫لشروط التحرر من ضغط الهوس اإليديولوجي السبعيني والثمانيني‪ ،‬في أفق تمهيد المجال‬ ‫أمام بلورة شروط الممارسة اإلبداعية الوفية لذاتها ولقيمها الجمالية الرحبة أوال وأخيرا‪،‬‬ ‫وذلك من خالل استحضار عميق لدروس «الشرط التاريخي» ولرؤاه النقدية المواكبة‪ .‬ولعل‬ ‫هذا ما انتبه إليه الناقد عز الدين الشنتوف‪ ،‬بالكثير من عناصر الدقة‪ ،‬عندما قال في كلمته‬ ‫التقديمية ‪« :‬ما يلفت االنتباه في هذا الكتاب قدرته على تقريب المصاحبة والحوار والقراءة‬ ‫من بعضها‪ ،‬فكل عنصر يتضمن اآلخرين في اندماجة متحولة وفق خصيصة الموضوع‬ ‫المطروق‪ .‬وبهذا التقريب يسمح الكاتب لنفسه بتقديم وجهة نظره التي ترتفع إلى مستوى‬ ‫المحاورة‪ ،‬فيما تتهيأ الصياغة لالستنباط بمؤشرات أسلوبية أهمها االلتفات المتضمن‬ ‫للموقف النقدي‪ ،‬دونما تخصيص مفهومي أو اصطالحي‪ .‬واستحضار الموقف النقدي هنا‪،‬‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫مشروط بزمن الكتابة – بازدواج المكتوب والمكتوب عنه –‬ ‫حيث يتداخل فيه التاريخي بالذاتي‪ ،‬سواء تعلق األمر بوضعية‬ ‫الشعر‪ ،‬أم بوضعية الفن التشكيلي‪ ،‬أم بغيرهما من األجناس‬ ‫والفنون ‪ ( »...‬ص‪.) 7 .‬‬ ‫ولتوسيع دوائر هذه الرؤية‪ ،‬سعى المهدي أخريف إلى تحقيق‬ ‫تجاور وظيفي بين حقول إبداعية شتى جمعت بين القصيدة‬ ‫الشعرية واللوحة التشكيلية والصورة الفوتوغرافية‪ ،‬ثم عزز ذلك‬ ‫بحوارات ثقافية موازية‪ ،‬ساهمت في استكناه الكثير من عتمات‬ ‫الكتابة داخل عوالم «بديع الرماد»‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬كان المهدي‬ ‫أخريف دقيقا في ترصد مالمح الطراوة ثم التخصيب الشعري في‬ ‫تجارب بعض من رواد زمانه‪ ،‬ممن أثروا الساحة الثقافية الوطنية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬يتعلق األمر بكل من محمد بنيس ومحمد األشعري‬ ‫وأحمد هاشم الريسوني وعبد الكريم الطبال ومزوار اإلدريسي‬ ‫ولطيفة المسكيني ومحمد الجباري‪ ،‬كما توقف عند جنس القصة‬ ‫القصيرة من خالل ملمح السيرة الذهنية للرائد محمد زفزاف‪،‬‬ ‫وانفتح على خبايا تساكن عوالم الشعر والنثر والتشكيل داخل‬ ‫اهتمامات كل من إدمون عمران المليح وسانشيز ألونصو‪.‬‬ ‫أما في مجال الترجمة‪ ،‬فقد حرص المهدي أخريف على العودة‬ ‫الختراق عوالم فرناندو بيسوا المترجم إلى اللغة العربية‪ ،‬من‬ ‫خالل قراءاته الفاحصة لمنجز المترجم حسن وسيني بهذا‬ ‫الخصوص‪ .‬وبما أن ملمح القصيدة ظل موازيا لصوت التشكيل‪،‬‬ ‫فقد انفتح المهدي في قراءاته العاشقة على نماذج تشكيلية‬ ‫أثمرتها انزياحاته المتواصلة نحو اإلنصات‪ ،‬وحسن اإلنصات‪،‬‬ ‫لنبض الممارسة التشكيلية الوطنية المعاصـــرة‪ ،‬من خالل‬ ‫استحضار أعالم التأسيس من أمثـــال الراحل محمد القاسمي‬ ‫والفنان خليل غريب‪ ،‬ثم – أساسا – من خالل التتبع التشريحي‬ ‫لخصوبة عطاء فناني «المحروسة «‪ ،‬مدينة أصيال‪ ،‬وخاصة بالنسبة للمبدعين التشكيليين‬ ‫يونس الخراز وسهيل بنعزوز والمختار البقالي‪ ،‬ثم من خالل االحتفاء الباذخ بتجربة الفنان‬ ‫سعد الحساني وبعوالمه التشكيلية اإلبداعية الرحبة‪.‬‬ ‫لقد نزع «بديع الرماد» جبته كشاعر وكمبدع‪ ،‬وانتقل إلى البحث عن معالم التميز‬ ‫ ‬ ‫التي تكتب لإلبداع خلوده داخل المشهد الثقافي الوطني الراهن‪ .‬هي قراءات تحتفي بذاتها‬ ‫أوال‪ ،‬وتحسن اإلنصات لنبض التحول اإلبداعي المخصوص في زمانه وفي سياقاته التاريخية‪،‬‬ ‫وفق رؤية نقدية تلتحم فيها ذات المبدع مع انزياحات الناقد ثم مع شغف المتلقي المفتتن‬ ‫بقيم الجمال وبملكة الخلق واإلبداع داخل نظيمة الفعل الثقافي العام‪ .‬هي تعبير عن حالة‬ ‫التفرد التي تعطي لنفسها حق استنطاق الرموز وتفكيك الدالالت واستثمار القراءات‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫هي تعبير عن الولع الفطري «لبديع الرماد» المتمرد على أصنام الكتابة وعلى ثوابت اإلبداع‬ ‫التجريبي‪ ،‬في مقابل احتفائه الحميمي بمعالم تشظي نسق فردانياته الناظمة لسؤال اإلبداع‬ ‫ولقلق الوجود وألفق التلقي‪.‬‬

‫خطاب صادق الوعد‬ ‫‪...‬للتوجه به إلى مسؤول عن القرض الفالحي‪،‬‬ ‫من الضحايا المتقاعدين‪ ،‬وهم متمسكون باألسباب‪،‬‬ ‫لقول اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬وإذا مسَّ اإلنسان ضرٌّ دعانا‬ ‫لجنبه أوْ قاعدا أوْ قائما‪-‬صدق اهلل العظيم‪(-‬اآلية‬ ‫‪10‬من سورة يونس) ‪ .‬وهؤالء من رزقهم اهلل الرشاد‬ ‫والسداد شاكرين هلل إصابتهم بالضراء ‪ .‬فهما للنص‬ ‫على ظاهره والكالم فيه على حقيقة ذلك اإلقصاء‬ ‫ألرباب عوائل‪ ،‬من التقاعد األساسي‪ ،‬وهم الذين أفنوا‬ ‫حياتهم وكيانهم من أجل بناء صرح مؤسسة القرض‬ ‫الفالحي‪ .‬هذه خطابة ذات صياغة للفظ الداللة‬ ‫َّ‬ ‫ُيستهل‬ ‫األصلية وليس لفظا لداللة مجازية‪ ،‬حتى‬ ‫َّ‬ ‫وُيستدل بحالة نشاز أقدم عليها ّ‬ ‫جل المسؤولين‬ ‫الذين تعاقبوا على إدارة وتدبير شأن هذه المؤسسة‪،‬‬ ‫مرتكبين «الجُرْم»‪ ،‬بغضهم الطرف ْ‬ ‫إن لم يكن‬ ‫إهماال‪ ،‬تاركين المعضلة للخلف‪ ،‬لفقدانهم اإلرادة‬ ‫السياسية‪ ،‬لعدالة قضية االختالفات في التأويل‪ ،‬من‬ ‫غير ذي جدوى لحق ينضح بما فيه من حيوية ‪ْ .‬‬ ‫إن كان‬ ‫المسؤول الحالي ربما في منأى عن ذلك فال تثريب عليه‪ .‬إنما تلك المسؤولية‪ ،‬بروح القانون‪ْ ،‬‬ ‫إن‬ ‫لم تجد ضالتها وحلها‪ ،‬يتقاسمها باالستمرارية والعمومية والتواتر مَنْ وُليَ شأن هذا اإلرث‪،‬‬ ‫على رأس هذه المجموعة ‪.‬‬ ‫تطمح جمعية المتقاعدين الضحايا‪ ،‬في عقالنية المسؤول الحكيم ‪ ،‬إذا ما هو يتمتع‬ ‫بحرية الفكر والتعبير‪ ،‬ورحابة الصدر وواسع األفق‪ ،‬باستراتيجية مستقبلية‪ ،‬لمعالجة هذا األمر‬ ‫الواقع ولملمة شتات ما ارتكبه اآلخرون ‪ .‬هناك ثمة عيب ما زال عصيا‪ ،‬لكي يعزى هذا التطور‬ ‫لحصافة الرأي والبصيرة ‪ .‬ال يجوز أن يضرب بطول وعرض الحائط قيم وحقوق اإلنسان لهؤالء‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫المتقاعدين‪ ،‬ونكث العهد والوعد الذي تلقوه من إحدى‬ ‫أوْ أحد المسؤولين ‪ .‬نتوق إلى حوار رزين متحضر ذي‬ ‫مصداقية ِّ‬ ‫لحل هذه اإلشكالية بالقانون والتواصل الجاد‬ ‫وحسن الطوية‪ ،‬وبأساليب راقية تنمُّ عن « الغطرسة»‬ ‫و« األنا » من بعض المستخدمين من ذوي البطانة‬ ‫«الفاسدة»‪ ،‬المفتعلين لتجاذبات استهالكية‪ .‬ثمَّ ال‬ ‫أحد منا في قرًى مُحصَّنة ‪ .‬ومَن لمْ يدرك فقد أدرك‪.‬‬ ‫بغية تحقيق أهداف قضية عادلة ‪ .‬خطابنا هذا ليس‬ ‫مهترئا‪ ،‬ولسنا مَن يستهلك الكلمات كي تصبح اللغة‬ ‫أداة للتجميل والتضليل ‪ .‬ولسنا أيضا ممن يتمسحون‬ ‫باألقدام ‪ .‬وال إعادة عقارب الزمان إلى الوراء ‪ُّ .‬‬ ‫كل‬ ‫المواضيع والموضوعات المطروحة‪ ،‬خاضعة للحوار‬ ‫وألجل مُسمىَّ على غرار « خارطة طريق» ْ‬ ‫إن افتتحتْ‬ ‫األبواب الموصدة في وجه جمعية «أركام »‪ .‬ولم ولن‬ ‫تكون مغلولة بقيود فكرية إهدارا للواقع إذ العقل يخلق‬ ‫ويبدِع‪.‬‬ ‫نأمل ونرجو سوية أن تكون القلوب فارغة‪ ،‬لم تعشش فيها المشاعر واألهواء و«الدغائن‬ ‫والحقد والغبن»‪ ،‬لقوله عزَّ َّ‬ ‫وجل شأنه ‪ْ :‬‬ ‫إن تقرضوا اهلل قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم‪،‬‬ ‫واهلل شكور حليم‪-‬صدق اهلل العظيم‪(-‬اآلية ‪ 17‬من سورة التغابن) ‪ .‬لكي تنعكس األنوار‬ ‫الداخلية في القلب إلى دماغ العقل (هي األنوار الموجودة بين جوانح اإلنسان ) إلدراك ثمرة‬ ‫هذا الحوارمن رؤيا صادقة الوعد‪ ،‬لمكانة رفيعة‪ ،‬ومن غير شك عند لملمة عمق المشكلة لهذه‬ ‫القضية التي يتجلى فيها االستفسار ليتفطن لحقوق الناس ‪ .‬والتي تقتضي حصافة رأي وإرادة‬ ‫َ‬ ‫تكلل بالنجاح ‪ .‬فاعتبروا يا أولي‬ ‫وعزيمة سياسيتين ليقوم المسؤولون بالقسط ‪ .‬آملين أن‬ ‫األلباب ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)280‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫السرقة وراء جريمة قتل بشعة‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫كانت فاجعتها كبيرة‪ ،‬حين عادت‪ ،‬مساء اإلثنين الماضي‪،‬إلى بيتها بساحة الروداني‪ ،‬وسط‬ ‫المدينة‪ ،‬لتجد زوجها جثة هامدة‪ ،‬مدرجا بدمائه‪ ،‬مقيد اليدين‪ ،‬وبعنقه جرح غائر يدل على أنه‬ ‫تعرض لعملية ذبح مميتة‪.‬‬ ‫مصادر عدة‪ ،‬تحدثت على أن كل القرائن تدل على جريمة قتل بشعة‪ ،‬ألسباب ال تزال مجهولة‬ ‫والتي سوف يكشف عنها التحقيق الذي تباشره السلطات األمنية المختصة حيث إنه ما علمت بوقوع‬ ‫الجريمة حتى تحركت إلى عين المكان عناصر الشرطة العلمية والقضائية‪ ،‬للقيام بمسح موقع‬ ‫الجريمة بحثا عن العناصر الموصلة إلى المجرم أو المجرمين‪.‬‬ ‫وبينما تم نقل جثة الهالك إلى مستودع األموات من أجل التشريح الطبي‪ ،‬باشرت مصالح األمن‬ ‫تحرياتها من أجل كشف لغز هذه الجريمة التي تضاف إلى قائمة جرائم “التصفيات المفيوزية” التي‬ ‫باتت تؤرق رجال األمن وتبعث الرعب بين السكان‪ ،‬بعد تنامي ظاهرة التسكع والتسول وترويج‬ ‫المخدرات من مختلف األصناف واألنواع واستهالكها على نطاق واسع‪.‬‬ ‫ونظرا لما عرف في رجال األمن بطنجة‪ ،‬من حنكة ومهارة ومقدرة أثبتوها في أكثر من مناسبة‪،‬‬ ‫فإننا لعلى يقين بأن هذه الجريمة لن تبقى لغزا لمدة طويلة وأنه سيتم الكشف عن المجرم أو‬ ‫المجرمين الذين قاموا بتصفية الرجل الثالثيني الذي كان‪ ،‬قيد حياته‪ ،‬صاحب إحدى قاعات اللعب‬ ‫الموجودة بطنجة‪.‬‬ ‫وقد تم ذلك بالفعل‪ ،‬حيث تمكنت مصالح الشرطة القضائية بوالية أمن طنجة‪ ،‬من حل لغز‬ ‫هذه الجريمة ومن تحديد هوية المتهم الرئيسي وتوقيف ضالع في الجريمة‪.‬‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫فك لغز الجريمة‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫ولقد أفضــت التحريـات المعمقـة التي باشرتها األجهزة األمنية‪ ،‬بعد توصلها بخبر‬ ‫وجود جثة شخص مقتول داخل شقته السكنية بساحة الرودانــي‪ ،‬وســط مدينة طنجــ ّة‪ ،‬إلى‬ ‫تحديد هوية الجانــي‪ .‬ويتعلق األمر بالمدعو “ب‪.‬ق” البالغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬وينحدر من‬ ‫مدينةخنيفرة‪.‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫جاءا من خنيفرة ووزان لقتل صاحب قاعة‬ ‫للعب‪ ،‬ينحدر من طنجة‬

‫وحسب نفس المصدر‪ ،‬فــإن الجاني كــان مستخدما بإحدى قاعات األلعاب في ملكية الضحية‬ ‫‪ ،‬وقد خطط لتنفيذ الجريمة بمعية أحد رفاقه المنحدر من مدينة وزان‪ ،‬وفي زمن قياسي‪ ،‬تمكنت‬ ‫الشرطة من توقيف هذا االخير‪ ،‬وإحالته على التحقيق بينما تم استصدار مذكرة بحث في حق‬ ‫المتهم الرئيسي‪ ،‬في حين كشف التحقيق األولي مع العنصر الموقوف‪ ،‬أن هذا األخير إلى جانب‬ ‫المتهم الرئيسي الموجود في حالة فرار‪ ،‬قد خططا مسبقا لتنفيذ هذه الجريمة البشعة بدافع‬ ‫السرقة‪ ،‬حيث استغل الجاني وجوده برفقة الضحية في منزل األخير‪ ،‬وباغته بطعنة سكين على‬ ‫مستوى الظهر‪ ،‬كانت قاضية‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫ويتحدثون عن عملية انتخاب مندوبي‬ ‫التعاضدية العامة‪...‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 10‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫يروج الحديث بشدة حول عدة خروقات شابت عملية انتخاب مندوبي التعاضدية العامة‬ ‫لموظفي اإلدارات العمومية التي جرت بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر‪.‬‬ ‫وحسب مصدر كان مرشحا ضمن الالئحة النهائية‪ ،‬فإن الخروقات المشار إليها‪ ،‬تجلت في‬ ‫مجموعة من النقط‪ ،‬منها عدم نشر إعالن الترشح في موقع التعاضية واالقتصارعلى جريدتين‬ ‫قليلتي االنتشار واختيار تاريخ تقديم طلبات الترشيح من ‪ 03‬شتنبر إلى ‪ 13‬منه‪ ،‬وهوالتاريخ الذي‬ ‫صادف فترة االنتخابات الجماعية‪ ،‬األمر الذي حال دون تقديم مجموعة من المنخرطين لملفات‬ ‫ترشيحهم وتعقيد مسطرة تقديم ملف الترشيح‪ ،‬حيث أجبر كل مرشح على التنقل إلى الرباط‪،‬‬ ‫إتماما لهذه العملية‪ ،‬األمر الذي يطرح التساؤل ـ هنا ـ حول دور المندوبيات الجهوية والمكاتب‬ ‫اإلدارية‪ ،‬إزاء هذه المهمة‪ !..‬فضال عن تكفل عضو من المكتب اإلداري لمدينة طنجة بحمله ملفات‬ ‫ما مجموعه ‪ 24‬مرشحا‪ ،‬وبالترتيب‪ ،‬في اتجاه مدينة الرباط‪ ،‬بينما كان مطلوبا من باقي المرشحين‬ ‫أن يشمروا عن سواعدهم‪ ،‬وبالتالي التنقـل صوب العاصمــة‪ ،‬كل واحد على حدة‪ ،‬من أجل وضع‬ ‫ملفات ترشيحهم‪ .‬ذلك أنه وانطالقا من المصدر ذاته‪ ،‬فإن ترتيب اللوائح يعكس ـ حقيقة ـ النية‬ ‫المبيتة‪ ،‬ويكرس غياب الشفافية والمصداقية‪ ،‬بمعنى أن ترتيب أسماء الالئحة بموقع التعاضدية‪،‬‬ ‫هو الترتيب ذاته الذي تم إنزاله خالل الحملة االنتخابية‪ ،‬فيالها من صدفة غارقة في العجب‪ !.‬ناهيك‬ ‫عن توظيف وسائل دعائية بشكل غير مسموح به‪ ،‬أوباألحرى غير منصف وعادل‪.‬‬ ‫وعلى إثر هذه الخروقات‪ ،‬أفاد المصدر ذاته أنه بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر الجاري‪ ،‬تم توجيه رسالة‬ ‫في الموضوع إلى المتصرف المؤقت‪ ،‬المكلف بانتخابات مندوبي التعاضدية لموظفي اإلدارات‬ ‫العمومية‪ ،‬من أجل النظر في هذه االنتخابات المريبة‪ ،‬إال أنه لحد الساعة لم يرد أي جواب منه‪ ،‬يشير‬ ‫نفس المصدر‪ ،‬موضحا قوله “ مما يعكس استمرار عمل اللوبيات ويطعن في مصداقية التعاضدية‬ ‫والهياكل المسيرة لها في ظل الشعارات المفترى عليها للديمقراطية والشفافية “‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪280‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 809‬ـ الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫وجه‬

‫نهضة اتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬واتحاد طنجة لكرة الطائرة‪ ،‬رسالة مشتركة‬ ‫إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة‬ ‫يطلبان فيها التدخل العاجل للمسؤولين‪ ،‬من أجل إنقاذ القاعة المغطاة بالزياتن من‬ ‫الفوضى التي تعيشها على مستوى البرمجة‪ ،‬والمشاكل التي تؤثر على أرضيتها‪ .‬القاعة‬ ‫أصبحت في حالة متردية بسبب إتالف أرضيتها واستنزافها بالعديد من األنشطة‬ ‫الرياضية التي لم تكن من قبل تجرى عليها‪ ،‬نظير‪ ،‬كرة القدم المصغرة‪ ،‬وكرة اليد‪،‬‬ ‫ورياضات فنون الحرب‪ .‬وهذه الرسالة عبارة عن ميساج هام يروم إثارة االنتباه من‬ ‫جل إنقاذ هذه القاعة من باب الواجب الرياضي والوطني عسى أن يتم التدخل إلنقاذ‬ ‫ما يمكن إنقاذه حتى ال يتفاقم هذا الوضع ويضيع أبناء مدينة طنجة في قاعة رياضية‬ ‫لطالما انتظروا إنجازها بفارغ الصبر‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫امحمد فاخر‪..‬‬

‫مدرب املنتخب املحلي‬

‫• عدتم من تونس بورقة التأهل‬ ‫للشان ولم يكن سهال قياسا بالوضع‬ ‫الذي كانت عليه هذه المجموعة‪ ،‬كيف‪،‬‬ ‫وكيف هيأت وصفة إيقاف منتخب تونس‬ ‫الذي كان يطمع في الصدارة؟‬

‫(‪)10/3‬‬

‫‪ - 3‬أنواع السباحة‪:‬‬

‫‪ - 3-1‬سباحة الزحف على البطن‪:‬‬ ‫«يكون وضع الجسم مائال قليال بحيث تكون األكتاف أعلى قليال من‬ ‫المقعدة أسفل سطح الماء‪ ،‬والنظر لألمام ولألسفل قليال والذقن في وضع‬ ‫ال يؤدي إلى توتر عضالت الرقبة والرجالن ممتدتان متقربتان دون تصلب‪،‬‬ ‫وتؤدي ضربات الرجلين بالتبادل ألعلى وألسفل‪ ،‬وتكون أساس الحركة‬ ‫من مفصل الفخذ من إنشاء خفيف في مفصل الركبة نتيجة لمقاومة الماء‪،‬‬ ‫وتساهم ضربات الرجلين بنسبة تترامح بين ‪ % 20-30‬من النسبة الكلية‬ ‫لمعدل التقدم في سباحة الزحف على البطن‪ ،‬حيث يتم التقدم في الماء عن‬ ‫طريق حركات الذراعين في سباحة الزحف على البطن من خالل دفع الماء‬ ‫للخلف وتساهم حركات الذراعين بنسبة تتراوح ما بين ‪ 70-80%‬من النسبة‬ ‫الكلية لمعدل التقدم‪.‬‬ ‫يتم التنفس في سباحة الزحف على البطن من أحد الجانبين ويتم خروج‬ ‫الرأس للجانب عند دخول الذراع المقابلة إلى الماء بحيث يكون الفم أعلى‬ ‫سطح الماء مباشرة ويتم أخذ الشهيق بسرعة ثم يعود الوجه مرة أخرى إلى‬ ‫الماء»‪.)9(.‬‬ ‫‪ - 3-2‬سباحة الزحف على الظهر‪:‬‬ ‫«يأخذ الجسم الوضع األفقي على الظهر المائل قليال ألسفل بحيث‬ ‫تكون الرجالن أسفل سطح الماء والرأس ألعلى قليال مع اتجاه الذقن قدر‬ ‫الصدر‪ ،‬وتؤدي الضربات الرجالن ألعلى وألسفل بالتبادل وتؤدى الحركة‬ ‫أساسا من مفصل الفخذ مع وجود انثناء خفيف في مفصل الركبة‪ ،‬ويجب‬ ‫عدم ظهور الركبة أعلى سطح الماء وتساهم الضربات الرجلين في معدل‬ ‫التقدم بنسبة ‪ 40%‬من النسبة الكلية لمعدل التقدم‪ ،‬ويتم التقدم في الماء‬ ‫عن طريق حركات الذراعين بالتبادل من خالل دفع الماء لألمام وتساهم‬ ‫حركات الذراعين بنسبة ‪ 60%‬من النسبة الكلية لمعدل التقدم‪.‬‬ ‫ويكون التنفس في سباحة الزحف على الظهر طبيعيا حيث يكون‬ ‫الوجه بكامله خارج الماء ويتم أخذ الشهيق أثناء الحركة الرجوعيـة ألحد‬ ‫الذراعين»‪.)10( .‬‬ ‫‪ - 3-3‬سباحة الزحف على الصدر‪:‬‬ ‫يأخذ الجسم وضع االنزالق في الماء حيث الوجه متجه إلى األسفل‬ ‫والذراعان والرجالن مفرودتان واليدان متجاورتان وكذلك القدمان‪ ،‬تبدأ‬ ‫الذراعان الحركة حيث يتباعدان في شكل دائري وعندئذ يتهيأ السباح ألخذ‬ ‫الشهيق‪ ،‬يتم ثني المرفق تدريجيا حيث تتجه اليدين ألسفل وفي نفس‬ ‫الوقت تتحرك الركبتان لألمام والخارج ويتقارب الكعبان وتؤدي ضربات‬ ‫الرجلين حركة كربابية للخارج وللخلف مع رفع الذراعين أماما‪.‬‬ ‫يتخذ الجسم وضع االنزالق حيث كون انسيابيا ومفرودا على كامل‬ ‫امتداده ويتم في نفس الوقت إخراج الزفير‪ ،‬ويرتبط توقيت التنفس بكل من‬ ‫حركة الذراع والرأس فالوجه يتجه ألسفل والذراعان على كامل امتدادهما‬ ‫وعندما يبدو تحركهما ألسفل وللجانب نحو الصدر فإن الجسم يرتفع ألعلى‬ ‫وفي هذه اللحظة يتم ارتفاع الرأس ألخذ الشهيق‪ ،‬ثم يتم خفض الرأس‬ ‫والوجه في الماء إلخراج الزفير بينما الذراعان أمام الجسم مرة أخرى‪.)11( .‬‬ ‫‪ - 3-4‬سباحة الفراشة‪:‬‬ ‫يدخل الذراعان الماء أمام الكتفين بينما تؤدي الرجالن حركتهما‬ ‫ألسفل‪ ،‬امتداد الرجلين بحيث تصبح في مستوى أفقي مع الجسم‪ ،‬وترتفع‬ ‫المقعدة لمستوى سطح الماء‪ ،‬وتؤدي اليدان ضغطا مع التحرك للخارج‬ ‫الداخل بحيث ينثني المرفقان مع االحتفاظ بهما مرتفقين‪ ،‬ويستمر الضغط‬ ‫والشد باليدين حتى يصبحا متقاربتين تحت صدر السباح وتكمل الرجالن‬ ‫حركتهما ألسفل‪.‬‬ ‫تؤدي الذراعان حركتهما الرجوعية فوق سطح الماء والرأس متجه‬ ‫ألسفل وغالبا ما تخرج القدمان عن مستوى سطح الماء عند بداية الضربة‬ ‫الثانية‪ ،‬ويخرج السباح الزفير عند بداية الصدر‪ ،‬تنهي الذراعان مرحلة الشد‬ ‫بينما تؤدي ضربة الرجلين الثانية ويؤخذ الشهيق‪ .‬كما تؤدي الذراعان‬ ‫حركتهما الرجوعية فوق الماء بينما ينخفض وجه السباح ألسفل‪.)12( .‬‬

‫(يتبع)‬

‫• • بكل تأكيد‪ ،‬ولعلكم واكبتم معنا من‬ ‫خالل حضوركم بأغلب معسكرات الجديدة‬ ‫والدار البيضاء روح اإلنضباط والشعور‬ ‫بالمسؤولية الذي كان عليه هذا المنتخب‬ ‫وكان سيصيبني بصدمة عارمة وقوية لو لم‬ ‫يحالفه الحظ في ضمان التأهل‪ .‬عبورنا للشان‬ ‫مستحق وجاء ليضعنا في الخط المستقيم‬ ‫لبناء منتخب محلي بدعامات وأركان قوية‬ ‫وسننتقل بالتالي للمرحلة الثانية وهي األهم‬ ‫بعد اجتياز مرحلة التأهل بنجاح وهذا ما قلته‬ ‫مرارا‪ .‬عشنا وضعا مضغوطا ال على مستوى‬ ‫البرمجة وال مستوى تدبير لقاءات ودية كبيرة‬ ‫وفي فترات مهمة بسبب ازدحام األجندة وكذا‬ ‫بسبب بعض الغيابات وعادة تكون النهاية هي‬ ‫المهمة في مثل هذه المحطات والنهاية وهلل‬ ‫الحمد كانت سعيدة‪ .‬وبالنسبة للوصفة‪ ،‬أعرف‬ ‫معظم العبي تونس‪ ،‬نقاط قوتهم وضعفهم‪،‬‬ ‫وأوصيت الالعبين بتفادي اإللتحام المجاني‬ ‫معهم ولعب الكرات وراء ظهر مدافعيهم‪،‬‬ ‫وقلت أيضا لالعبين لو نخسر أمام تونس ونتأهل للشان‬ ‫فال قيمة لهذا التأهل‪ .‬كان يهمني أن نتأهل متصدرين‬ ‫لمجموعتنا‪.‬‬

‫• بالعودة لشريــط المبارتيــن‪ ،‬كان هناك‬ ‫تخوف من نتيجة مباراة ليبيا ألن المنافس لعب‬ ‫آخر أوراقه أمامكم‪ ،‬كيف تعاملتم مع هذا النزال‬ ‫تحديدا؟‬

‫• • ال شيء جديد في الموضوع‪ ،‬ألني تعاملت مع هذ‬ ‫المباراة كما قلت لكم على أنها مباراة سد فاصلة يتعين‬ ‫علينا حسمها باإلنتصار‪ .‬قلت لهم قبل اإلقالع أننا لن‬ ‫نلعب مبارتين بل مباراة واحدة وهي مباراة ليبيا وبعد‬ ‫نتيجة مباراتهم أمام تونس كررت نفس الخطاب وأضفت‬ ‫لالعبين أنها فرصتهم للتأكيد ألن المنافس سيلعب‬ ‫مباراة العمر ولو تجاوزناه ال أحد سيقول أننا ال نستحق‬ ‫التأهل لكون ليبيا كانت تلعب آخر فرصها‪.‬‬

‫• ألم تكـــن تخشـــى من الشحن المضاعف‬ ‫والمبالغ فيه لالعبين‪ ،‬وهل قرأت المنافس جيدا‬ ‫في مباراة تونس‪ ،‬أم ماذا؟‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• • لست مدربا مبتدئا يتعلم أبجديات كرة القدم‪،‬‬ ‫وثانيا أنا أتعامل مع العبين محترفين أعرف ما يفكرون‬ ‫فيه ولم يكن يخطر ببالي أي هاجس آخر غير إنجاز المهمة‬ ‫باقتدار ونجاح‪ .‬لست من طينة المدربين الذين يبالغون‬ ‫في شحن العبيهم وهذا ال يسمى شحنا بل تحفيز إيجابي‪،‬‬ ‫ولمست في أعين الالعبين ونحن بمراكش رغبة كبيرة‬ ‫في إنجاز المهمة من أول مباراة وكانت ستكون مجازفة‬ ‫ومخاطرة لو فرطنا في التأهل أمام ليبيا‪ .‬بعد مرحلة‬ ‫الذهاب قرأت وضع المجموعة وأدركت أنه لو تركنا األمور‬ ‫تهرب من بين أيدينا لمباراة تونس األخيرة سنكون كمن‬ ‫يضع رقبته تحت رحمة اآلخرين وهذا النوع من الخيارات‬ ‫ال يعجبني كثيرا‪ .‬بالنسبة لسؤال حول قراءة المنافس في‬ ‫مباراة تونس‪ ،‬بكل تأكيد وهذا هو دوري‪ ،‬المنتخب الليبي‬ ‫كان بالنسبة لي كتاب مكشوف لكونه خاض الكثير من‬ ‫المباريات في الفترة األخيرة بنفس التركيبة‪ ،‬بتصفيات‬ ‫الكان والشان ومع نفس المدرب‪ ،‬وكان لزاما أن أقرأ‬ ‫المنافس جيدا‪ .‬أمام المنتخب التونسي إتضحت لي صورة‬ ‫أداء المنتخب الليبي أكثر‪ ،‬وخالل عودتي من متابعة‬ ‫المباراة رفقة مساعدي عبد الصادق قلت له لن أغير من‬ ‫نهجي وتفكيري وسألعب أمامهم الكل للكل ودون تحفظ‬ ‫والركون للخلف سيكون قرارا كارثيا‪.‬‬

‫الشرطة اإلسبانية توقف المتهور‬

‫قامت شرطة العاصمة اإلسبانية مدريد‪،‬‬ ‫بتوقيف الفرنسي كريم بنزيمة العب فريق ريال‬ ‫مدريد لكرة القدم‪ ،‬مجددا بعدما قام بمناورة‬ ‫محظورة أثناء قيادته السيارة بدون رخصة‪ .‬وحدثت‬ ‫هذه الواقعة الخميس‪ ،‬عندما قام بنزيمة بلفة في‬ ‫منطقة محظورة بسرعة زائدة عن المسموح بها‬ ‫ليتم توقيفه من قبل عناصر الشرطة‪ .‬ولم يعثر‬ ‫عناصر الشرطة على رخصة قيادة مع بنزيمة‬ ‫ليبدأوا في إجراءات فرض عقوبة على الالعب‪.‬‬ ‫وال تعد هذه المرة األولى التي يتم فيها توقيف‬ ‫بنزيمة في ظروف مشابهة حيث كان قد أدين في‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪ 2013‬بدفع ‪ 150‬يورو يوميا على مدار‬ ‫ثمانية أشهر (‪ 18‬ألف يورو) وتم سحب رخصة‬ ‫قيادته بسبب السرعة الزائدة‪ .‬وفي يونيو الماضي‬ ‫حررت لبنزيمة جنحة تتعلق بتهديد أمن الطرق‬ ‫بعدما تم توقيفه وهو يثير بسرعة زائدة وبدون‬ ‫رخصة قرب مطار مدريد‪.‬‬

‫كريم بنزيمة‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪809‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قلق سلة وطائرة طنجة على أرضية القاعة‬ ‫المغطاة بالزياتن‬

‫المكتـــب ينفـــي التفــــاوض‬ ‫مع فكروش وأبرشــان يستنكـــر‬ ‫التحريض‬ ‫أكد مصدر من المكتب المسير التحاد طنجة‬ ‫“للشمال الرياضي” أن خبر دخول الفريقـ في‬ ‫مفاوضات مع كريم فكروش‪ ،‬حارس مرمى فريق‬ ‫الجيش الملكي عار من الصحة‪ .‬ووصف المصدر‬ ‫ذاته الخبر بمحاولة التشويش على الفريق وزرع‬ ‫البلبلة في تركيبته‪ ،‬يما ان الفريق مقتنع بمؤهالت‬ ‫الحارسين محمد بيسطارة ومروان فخار‪ .‬وفي‬ ‫موضوع آخر‪ ،‬قال عبد الحميد أبرشان‪ ،‬رئيس‬ ‫الفريق إنه وجماهير اتحاد طنجة مستعدون لبيع‬ ‫ثيابهم من أجل استمرار الفريق ومواجهة كل‬ ‫من يحلم بإيقاف طموحاته‪ .‬ووصف رئيس فارس‬ ‫البوغاز قرار لجنة االستئناف بجامعة كرة القدم‬ ‫باإلبقاء على عقوبة “الويكلو” ضد الفريق الطنجاوي‬ ‫لثالت مباريات بالقاسي وغير مبرر‪ .‬مشيرا أن من‬ ‫دفع إلى تأكيد القرار يريد أن يبعث رسالة لفريقه‬ ‫لكبح جماح االنطالقة اإليجابية التي حققها في‬ ‫أول موسم له بالبطولة االحترافية التي عاد إليها‬ ‫بعد ثمان سنوات من الغياب‪ .‬وأن تألق الفريق‬ ‫عند انطالق الموسم الرياضي أزعج البعض دون‬ ‫أن يحدد من المقصود بكالمه‪ ،‬سيما أن الحرب‬ ‫المعلنة ضد اتحاد طنجة‪ ،‬حسب ‪،‬أبرشان‪ ،‬سببها‬ ‫الحسد لما يزخر به الفريق من قاعدة جماهيرية‬ ‫مزعجة للبعض‪ ،‬وكذا الطريقة التي يستغل بها‬ ‫الفريق‪.‬‬

‫طائرة اتحـاد طنجة إلى نهائـي‬ ‫كاس العرش‬

‫أحرز اتحاد طنجة لكرة الطائرة تأشيرة العبور‬ ‫إلى نهائي كأس العرش بعد تغلبه على الفتح‬ ‫الرباطي بثالث جوالت دون رد في مباراة جمعتهما‬ ‫مساء األحد قبل الماضي بالقاعة المغطاة بالزياتن‬ ‫بطنجة‪ .‬وختم أصحاب األرض الجولة األولى‬ ‫لصالحهم بنتيجة (‪ 25‬مقابل ‪ ،)18‬والثانية ( ‪25‬‬ ‫مقابل ‪ ،)19‬والثالثة ( ‪ 25‬مقابل ‪ .)24‬وكان اتحاد‬ ‫طنجة معزز بجمهور غفير منح الدعم المعنوي‬ ‫الكبير لفريقه‪ .‬ويلتقي الفريق في النهائي المتأهل‬ ‫في مباراة الجيش الملكي واإلتحاد الرياضي‪ .‬وتعتبر‬ ‫المرة الرابعة التي بلغ فيها الفريق الطنجاوي‬ ‫المباراة النهائية‪ ،‬ويأمل أن تكون هذه المرة ثابتة‬ ‫إلهداء الكاس لجمهوره‪ .‬وأكد المدرب الجزائري‬ ‫محمد طاهر الزردومي‪ ،‬أن اتحاد طنجة جاهز هذا‬ ‫الموسم إلدخال الكأس إلى خزانة الفريق سيما انه‬ ‫يتوفر على تركيبة نموذجية أفضل من الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬داعيا الجهات المعنية إلى إخراج الفريق‬ ‫من المشاكل المادية التي يتخبط فيها‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫الميموني يخضع إلى عمليــة‬ ‫جراحية في اليد‬

‫اتحاد طنجة استفاد من بطائق‬ ‫تذكارية في مبـاراة “الويكلو” أمام‬ ‫اخريبكة‬ ‫طرح مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم بطائق‬ ‫تذكارية من فئة ‪ 20‬و ‪ 100‬درهم قبل المباراة‬ ‫التي جمعته بأولمبيك اخريبكة بناء على رغبة‬ ‫الجماهير الطنجاوية التي ردت على قرار الجامعة‬ ‫القاضي بالحكم على الفريق الطنجاوي بإجراء‬ ‫ثالث مباريات بدون جمهور‪ ،‬باقتناء التذاكر دون‬ ‫دخول الملعب‪ .‬وعزت جماهير اتحاد طنجة القرار‬ ‫برفع التحدي والتأكيد على حبها لفريقها ودعمه‬ ‫في هذه الفترة الصعبة التي يجتازها بحرمانه من‬ ‫جمهوره ومداخيل هامة في ظل األزمة المادية‬ ‫التي يجتازها‪ .‬وتعد المبادرة سابقة في تاريخ كرة‬ ‫القدم المغربية حين يقرر الجمهور اقتناء تذاكر‬ ‫مباراة ال حق له في متابعتها من داخل الملعب‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫وجه نهضة اتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬واتحاد طنجة لكرة‬ ‫الطائرة‪ ،‬رسالة مشتركة إلى كال من محمد اليعقوبي‪ ،‬والي‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬والبشير العبدالوي‪ ،‬رئيس‬ ‫الجماعة الحضرية لطنجة رسالة يطلبان فيها التدخل العاجل‬ ‫للمسؤولين‪ ،‬من أجل إنقاذ القاعة المغطاة بالزياتن من‬ ‫الفوضى التي تعيشها على مستوى البرمجة‪ ،‬والمشاكل التي‬ ‫تؤثر على أرضيتها‪.‬‬ ‫وأكدت الرسالة التي يتوفر «الشمال الرياضي» على‬ ‫نسخة منها‪ ،‬أن القاعة المغطاة بالزياتن أصبحت في حالة‬ ‫متردية بسبب إتالف أرضيتها واستنزافها بالعديد من‬ ‫األنشطة الرياضية التي لم تكن من قبل تجرى عليها‪ ،‬نظير‪،‬‬ ‫كرة القدم المصغرة‪ ،‬وكرة اليد‪ ،‬ورياضات فنون الحرب‪.‬‬ ‫واستفسرت الرسالة الغرض من الترخيص خالل هذا‬ ‫الموسم وبرمجة العديد من المباريات في األصناف الرياضية‬ ‫المذكورة‪ ،‬التي أثرت على أرضية القاعة في مدة وجيزة‪ ،‬خلفت‬ ‫عدة تشققات وإتالف كبير لسطح القاعة الذي ال يتحمل مثل‬ ‫هذه األنواع الرياضية وال الكم الكبير من المباريات‪.‬‬ ‫وعزا الفريقان اتجاههما لتوجيه رسالة طلب اإلنقاذ‬ ‫بواجبهما الرياضي والوطني كي يتم التدخل إلنقاذ ما يمكن‬

‫إنقاذه حتى ال يتفاقم هذا الوضع ويضيع أبناء مدينة طنجة في‬ ‫قاعة رياضية لطالما انتظروا إنجازها بفارغ الصبر‪.‬‬ ‫ولم تخف الرسالة حق الجميع في استغالل هذه القاعة‬ ‫في إطار مبدإ تكافئ الفرص الذي تقتضيه الديمقراطية‪.‬‬ ‫لكنها حملت التأكيد على رفض العشوائية في منح تراخيص‬ ‫االستغالل في إطار المحسوبية والزبونية والصداقة وجبر‬ ‫الخواطر‪ ،‬سيما أن كل رياضة لها ضوابطها‪ ،‬أرضيتها وملعبها‬ ‫الذي تتوفر فيه معايير محددة إلحتضان األنشطة‪.‬‬ ‫وذكرت الرسالة أن قاعة الزياتن ومنذ تدشينها‪ ،‬كانت‬ ‫تشهد فقط إجراء مباريات كرة السلة وكرة الطائرة على‬ ‫أرضيتها حفاظا عليها من التردي والتلف‪ .‬فيما كانت األنواع‬ ‫الرياضية األخرى تجرى بقاعة ادرادب وحسنونة‪.‬‬ ‫كما استنكر الفريقان استمرار إقفال قاعة بدر منذ مدة‬ ‫بدعوى اإلصالحات التي لم تنطق بعد‪ ،‬وكانت هذه القاعة‬ ‫تحتضن برامج الفئات العمرية التي تتدرب فيها مناصفة مع‬ ‫فئة اإلناث لكرة السلة وكذلك كرة الطائرة‪ ،‬وهي ملزمة ببداية‬ ‫التحضير للمشاركة في البطولة الوطنية الخاصة بها‪.‬‬ ‫وختم الفريقان رسالتهما بتأكيد ضرورة التدخل العاجل‬ ‫إنصافا ألزيد من ‪ 500‬ممارسة وممارس لكرة الطائرة وكرة‬ ‫السلة بطنجة وحمايتهم من الضياع والتشرد‪.‬‬

‫انتخاب البقالي الوافي رئيسا جديدا‬ ‫لعصبة البوغاز للكراطي‬ ‫انتخب اإلطار الرياضي‪ ،‬البقالي الوافي‪،‬‬ ‫رئيسا جديدا لعصبة البوغاز للكراطي خالل‬ ‫الجمع العام العادي الذي انعقد أخيرا بقاعة‬ ‫اإلجتماعات التابعة لغرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجة تطوان‪ .‬ومنح الجمع‬ ‫الصالحية للرئيس لتشكيل المكتب الجديد‬ ‫الذي اصبح يتكون من أحمد بوشركة نائبا‬ ‫أول للرئيس‪ ،‬شعيب سليمان نائبا ثانيا‪ ،‬عبد‬ ‫الرحمان فريقش نائبا ثالثا‪ ،‬وأحمد ليحياوي‬ ‫كاتبا عاما‪ ،‬وخالد المريبط نائبا للكاتب‬ ‫العام‪ ،‬والميلودي اطويلعـــة أمينــا للمــال‪،‬‬ ‫ومصطفى أقرقاش نائبا ألمين المال‪ ،‬وأحمد‬ ‫البقاش اللنجري‪ ،‬عثمــان بوحيط ومحمد‬ ‫الجناتي مستشارون‪ .‬ويعد البقـالي الوافي‪،‬‬ ‫(‪ 63‬سنة)‪ ،‬الرئيس الجديد للعصبة من قدماء‬ ‫األطر المناضلة في رياضة الكراطي بالمغرب‪ ،‬وبدون شك‬ ‫أنه سيضع خبرة ‪ 45‬سنة في الميدان رهن إشارة العصبة‬ ‫بسم اهلل الرحمر الرحيم‬

‫َ‬ ‫�س مْ ُ‬ ‫ار ِج ِعي ِ�إ َلى‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َنةُ ْ‬ ‫} َيا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َر ّ ِب ِ‬ ‫َاد ُخلِي يِف‬ ‫�ض ّ َي ًة ف ْ‬ ‫ِع َب ِ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َن ِتي {‬ ‫ادي َو ْ‬

‫تعزية‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى رحمة اهلل‪ ،‬المرحومة «الحاجة‬ ‫عائشة فتاح» والدة صديقنا سعيد مساعد‪ ،‬رئيس‬ ‫فريق شباب وداد طنجة لكرة القدم‪ .‬ولهذا‬ ‫المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى جميع أفراد أسرة المرحومة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها إبنها سعيد مساعـــد‪ ،‬راجين من العلي‬ ‫القدير أن يتغمــد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها‬ ‫فسيح جنانه وأن يلهم ذويها الصبر الجميل‪.‬‬ ‫«�إنا اهلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والممارسيــن بها‪ .‬وسبــق له أن تقلـــد‬ ‫مجموعة من المهام في هذه الرياضة‪،‬‬ ‫حين شغل منصب رئيس اللجنة الجهوية‬ ‫للتحكيم‪ ،‬واللجنــة التقنيــة‪ ،‬وعضويــة‬ ‫المكاتب المسيرة السابقة للعصبة نائبا‬ ‫للرئيس‪ .‬وبعد وضع الجمع العام الثقة فيه‬ ‫لقيادة العصبة‪ ،‬شكر البقالي الوافي‪ ،‬جميع‬ ‫الرؤساء واألعضاء السابقين الذين تعاقبوا‬ ‫على تسيير العصبة‪ ،‬وعلى تضحياتهم‪،‬‬ ‫ودعا الجميع إلى طي صفحة الماضي‬ ‫وااللتفاف حول العصبة من أجل بناء غد‬ ‫أفضل‪ .‬وكانت البداية بتنظيم تدريب‬ ‫تقني بنادي كاليفورنيا أطره األستاذ جعفر‬ ‫بوحيط‪ ،‬وشاركت فيه مختلف األندية‬ ‫المنضوية تحت لواء عصبة البوغاز‪ .‬وكان‬ ‫مناسبة لعرض البرنامج العام المستقبلي للعصبة على جميع‬ ‫األندية المشاركة‪.‬‬

‫التسجيل بمدرسة نهضة‬ ‫طنجة لكرة السلة‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجـة‬ ‫لكرة القدم أنها تواصل التسجيــل‬ ‫وإعادة تسجيل األطفاــل الراغبين في‬ ‫االلتحاق بالمدرسة برسم الموسم‬ ‫الرياضي الجديـد ‪ .2016/ 2015‬وذلك‬ ‫منذ يوم ‪ 17‬غشت ‪ 2015‬بملعــب‬ ‫مرشان يوم األربعاء بداية من الساعـة‬ ‫الثالثة بعد الزوال‪ .‬وصبــاح يومــي‬ ‫السبت واألحد‪.‬‬

‫زادت متاعب المغرب التطواني لكرة القدم‬ ‫بعد أن تعرض نصير الميموني إلى إصابة في‬ ‫اليد باحدى تدريبات الفريق‪ ،‬فرضت عليه الخضوع‬ ‫إلى عملية جراحية في إحدى المصحات بتطوان‪.‬‬ ‫ويعاني المغرب التطواني كثيرا بعد رحيل مجموعة‬ ‫من الالعبين األساسيين عن الفريق في الفترة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وكذلك بسبب اإلصابات التي طاردت‬ ‫الالعبين منذ انطالق الموسم وأبعدت مجموعة‬ ‫منهم كزهير نعيم‪ ،‬علما أن الميموني يعتبر من‬ ‫الالعبين األساسيين في تشكيلة المدرب اإلسباني‬ ‫سيرجيو‪ ‬لوبيرا‪ .‬وكان المغرب التطواني قد‬ ‫استأنف تدريباته بعد أن استفاد الالعبون من ‪3‬‬ ‫أيام راحة‪ .‬ويحتل المغرب التطواني المركز ما قبل‬ ‫األخير بنقطة واحدة من ‪ 3‬هزائم وتعادل واحد‪.‬‬

‫الجماهيـــر تفاجـــئ الالعبين‬ ‫بالسب والشتم‬ ‫تسببت النتائج السلبية التي سجلها فريق‬ ‫المغرب التطواني لكرة القدم مع بداية الموسم‬ ‫في سخط وغضب الجمهور التطواني‪ ،‬الذي انتقد‬ ‫البداية المتواضعة للفريق في دوري اتصاالت‬ ‫المغرب لكرة لقدم‪ .‬ووجدت فئة من الجمهور‬ ‫التطواني الفرصة في مران الفريق لمواصلة‬ ‫االنتقادات‪ ،‬وجرى مران الفريق بملعب سانية‬ ‫الرمل بتطوان في أجواء مشحونة بعد أن تعرض‬ ‫الالعبون والمسيرون لكل أنواع السب والشتم‪،‬‬ ‫وحاول مجموعة من الحاضرين تهدئة األوضاع‬ ‫إال أن هذه الجماهير استمرت في شتم الالعبين‬ ‫والمسيرين والجهاز الفني‪ .‬واستنكر المكتب‬ ‫المسير للفريق ما أقدمت عليه الجماهير التطوانية‬ ‫الغاضبة‪ ،‬واعتبرت أنها مسخرة من جهات تريد زرع‬ ‫الفتنة داخل الفريق‪ ،‬كما أكد في بيان له أن هذه‬ ‫الفئة ال تنتمي للجمهور التطواني الحقيقي الذي‬ ‫يساند الفريق في السراء والضراء‪..‬‬

‫فوز ودي على مولودية مراكش‬ ‫وحفل استقبال البطل زيد بنخجو‬ ‫فاز المغرب التطواني‪ ،‬على فريق مولودية‬ ‫مراكش وديا بهدفين لواحد‪ ،‬ووقع هدفي الفريق‬ ‫التطواني في المباراة التي أجريت بملحق المركب‬ ‫الكبير لمراكش‪ ،‬كل من سلمان ولد الحاح وزيد‬ ‫كروش‪ .‬وخاض الفريق معسكرا مغلق بمدينة‬ ‫مراكش منذ يوم األحد الماضي قبل الماضي‬ ‫واستمر إلى يوم السبت الماضي‪ .‬وفي موضوع‬ ‫آخر‪ ،‬استقبلت اإلدارة التقنية لنادي المغرب أتلتيك‬ ‫تطوان لكرة القدم بمعية أطر النادي بالفئات‬ ‫الصغرى و إدارة أكاديمية المغرب التطواني بمركز‬ ‫التكوين بالمالليين بحفاوة كبيرة البطل زيد‬ ‫بنخجو أحد الركائز األساسية ألبطال كأس دانون‬ ‫لالمم و صانع ملحمة الفوز باللقب ‪،‬حيث نظم على‬ ‫شرفه حفلة شاي ‪ .‬و معلوم ان الالعب زيد بنخجو‬ ‫يمارس بأكاديمية المغرب اتلتيك تطوان التي‬ ‫يشرف عليها المؤطر يوسف السليمي‪.‬‬


‫العدد ‪809‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫في نفس األسبوع‬ ‫في نفس األسبوع‪ ،‬شاهدت فيلم «نصف السماء» عن قصة االعتقال‬ ‫والتعذيب الذي تعرض له الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي أيام‬ ‫سنوات الرصاص‪ ،‬ومعاناة زوجته الفرنسية‪ ،‬من أجل إطالق سراحه‪.‬‬ ‫مناظر التعذيب الذي كان يالقيه سجناء الرأي‪ ،‬في المعتقالت العلنية‬ ‫والسرية كانت مؤثرة بل ومقززة‪ ،‬وطريقة تعامل المحامين والقضاة‬ ‫مع زوجة اللعبي السيدة جوسلين اللعبي‪ ،‬كانت فظة متعالية وتنم‬ ‫عن الكثير من معاني االحتقار والالمباالة‪.‬‬ ‫سنوات الرصاص كان لها رجالها وسدنتها وزبانيتها‪ ،‬كما كان‬ ‫لها ضحاياها كاللعبي الذي كان كل جرمه نشاطه اليساري‪ ،‬وإصداره‬ ‫لمجلة أنفاس التي سرعان ما قطع أنفاسها أصحاب ذلك الزمان‪! ‬‬ ‫في نفس األسبوع‪ ،‬حملت الصحافــة خبر االعتداء الشنيع الذي‬ ‫تعرض له اللعبي وزوجته في بيتهما بالهرهورة‪ ,‬وذهبت التعاليق‬ ‫في اتجاهات شتى لم تغفل ذلك «الجانب المظلم» الذي تأكد أنه‬ ‫ذهب ورجاله لمزبلة التاريخ‪ ،‬وليتم التأكد من أن السرقة كانت الدافع‬ ‫األساس لهذا االعتداء الخطير‪ .‬مصالح الدرك الملكي قامت بالواجب‬ ‫واعتقلت الجاني الذي داهم مسكن الشاعر اللعبي وطعنه بسكين‬ ‫من الحجم الكبير في عنقه‪ ،‬وأصاب زوجتــه بجرح غائر في رأسها‬ ‫بمزهرية بعد أن كسرها ‪.‬‬ ‫في نفس األسبوع‪ ،‬شهد المغاربة والعالم معهم حادثة «الركل»‬ ‫البوليسي‪ ،‬التي تعرض لها مواطن من أيها الناس‪ ،‬شارك في وقفة‬ ‫احتجاجية سلمية ضد مأساة حجاج اهلل بمشعر منى‪ ،‬قبل أن تذكره‬ ‫ركلة الضابط‪ ،‬أن السعودية من المقدسات التي ال يجمل أن تمتهن‬ ‫قدسيتها في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫وفي نفس األسبوع‪ ،‬أضرب أديب وأستاذ وباحث وحقوقي مغربي‪،‬‬ ‫المعطي منجب‪ ،‬عن الطعام احتجاجا على منعه من مغادرة التراب‬ ‫الوطني‪ .‬وبالرغم من التعاطف الوطني والدولي مع رئيس جمعية‬ ‫«الحرية اآلن»‪ ،‬فإن منجب استمر في إضرابه عن الطعام لمدة فاقت‬ ‫ثالثة أسابيع ورفض االستجابة لدعوات العديد من المناضلين‬ ‫اليسارين وعلى رأسهم األستاذ المناضل عبد الرحمن اليوسفي لوضع‬ ‫حد إلضرابه‪ ،‬رحمة بحياته وبأسرته‪.‬‬ ‫وأخيرا تم اإلفراج عن قرار رفع المنع عن منجب وتناول الحليب‬ ‫والتمر بحضور أصدقائه ومسانديـــه من الجمعيــات الحقوقيـــة‬ ‫والمنظمات األهلية‪.‬‬ ‫جعله اهلل «حد البأس» بالنسبة لمن يملكون حق إصدار قرارات‬ ‫تحد من حرية الناس ‪« ،‬وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»‪.‬‬ ‫وفي نفس األسبوع‪ ،‬هدد وزيران في الحكومة صحيفة وطنية‬ ‫بدعوى قضائية ‪ ،‬والسبب «نشر خبر صحيح»‪ ،‬قامت حوله ضجة إعالمية‬ ‫كبرى لتنتقل رواسبه إلى البرلمان‪ .‬الخبر تناقلته وسائل اإلعالم‬ ‫الوطنية والدولية ليضاف إلى سجلنا الوطني في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وإال ألم يكن في إمكان الوزيرين أن يبعثا ببيان حقيقة إلى‬ ‫الجريدة المعنية التي يجبرها القانون على نشره في نفس المكان‬ ‫الذي نشرت فيه الخبر المطعون في صحته؟‬ ‫وهل يقبل من وزير في حكومة ديمقراطية أن يحارب الصحافة‬ ‫المعاكسة ألفكاره أو أدائه الحكومي بأموال الدولة عبر إلغاء التعامل‬ ‫مع هذه الجريدة أو تلك‪ ،‬عن طريق اإلعالنات العمومية؟ وإال‪ ،‬ألسنا‬ ‫نحن من «نزود» الجمعيات الحقوقية الدولية المناهضة لبالدنا‪،‬‬ ‫بأخبار االعتداءات على حقوق اإلنسان األساسية والتضييق على حرية‬ ‫التعبير والنشر؟‬ ‫وال سبيل للتذكير هنا بأحداث ساحة األمم حيث واجهت المحتجين‬ ‫سلميا على أمانديس قوات عمومية هائلة‪ ،‬استعملت فيها خراطيم‬ ‫المياه من على مدرعة‪ ،‬لتنتصر الشموع‪ ،‬في النهاية‪ ،‬على هراوات‬ ‫القوات العمومية التي كان انسحابها من «ميدان المعركة»‪ ،‬قرارا‬ ‫حكيما ‪.‬‬ ‫وبينما يسابق الزمن‪ ،‬عمدة طنجة‪ ،‬من أجل الحصول على إجراءات‬ ‫استعجالية‪ ،‬منها العداد المشترك وتسهيالت األداء ‪ ،‬تواصل لجنة‬ ‫الداخلية والسلطات المحلية والمجلس الجماعي االستماع إلى السكان‬ ‫وإلى موظفي وأطر أمانديس‪ ،‬في أفق إعداد تقرير نهائي تتخذ على‬ ‫ضوئه اإلجراءات الضرورية إزاء للشركة الفرنسية التي يطالب أهالي‬ ‫طنجة برحيلها‪ ،‬وألسباب وجيهة‪ ،‬منها عدم إنزالها بدقة لشروط‬ ‫كناش التحمالت المنظم لعقد «التدبير» المفوض وتغاضي جهات‬ ‫المراقبة‪ ،‬عن الخروقات المسطرية التي تطبع أداء هذه الشركة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪17‬‬ ‫الدورة‬

‫للمهرجان الوطني للمسرح تحتفي‬

‫باألستاذ رضوان احدادو‬

‫احتضنـت مدن تطــوان ومارتيل‬ ‫المضيق والفنيدق‪ ،‬خ�لال الفترة‬ ‫الممتدة من ‪ 27‬أكتوبر المنصرم إلى ‪3‬‬ ‫نونبـــر الجاري‪ ،‬فعاليات الدورة السابعة‬ ‫عشرة للمهرجان الوطني للمسرح‪.‬‬ ‫وتضمن برنامج ال���دورة‪ ،‬التي‬ ‫تحتضنها تطوان ومحيطها ألول مرة‪،‬‬ ‫فقرات فنية وأدبية متنوعة‪ ،‬منها على‬ ‫الخصوص‪ :‬عروض مسرحية في إطار‬ ‫المسابقة وأخ��رى خارجها؛ وتكريم‬ ‫شخصيات مسرحية وطنية ممثلة‬ ‫في الكاتب المسرحي رضوان احدادو‬ ‫والكاتب المسرحي محمد مسكيـن‬ ‫والفنانـــة المسرحية الشعيبية‬ ‫العذرواي؛ وتوقيــع إصدارات مسرحية‬ ‫جديدة؛ ومناقشة عـروض المسابقـــة؛‬ ‫ومعارض للصور والكتب؛ ون��دوات؛‬ ‫وفقرات فنية متنوعة أخرى‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬أدلى الكاتب‬ ‫المسرحي األستاذ رض��وان اح��دادو‪،‬‬ ‫ال��ذي دأب ط��وال سنوات على نشر‬ ‫صفحة خ��اص��ة ب��ج��ري��دة «الشمال‬ ‫‪ »2000‬انطالقا من األع��داد األولى‬ ‫لصدورها توثق للحركة المسرحية‬ ‫بشمال المغرب وأعالمها وظواهرها منذ‬ ‫البدايات إلى المرحلة الراهنة‪ ،‬بتصريح للجريدة‬ ‫قال فيه إن هذا التكريم ينطوي على نوع من‬ ‫االعتراف بالمجهود الذي قدمه المحتفى به‬ ‫على مستويات عدة‪ :‬مستوى الكتابة الدرامية‬ ‫واإلبداعية‪ ،‬وعلى مستوى البحث والتوثيق‬ ‫والتأريخ للحركة المسرحية بشمال المغرب‪،‬‬ ‫ثم على مستوى التنشيط واإلسهام في العمل‬ ‫الجمعوي المكرس للمسرح؛ مشيرا إلى أن‬ ‫هذا التكريم‪ ،‬الذي يأتي بعد تكريم أقامته له‬ ‫الهيئة العربية للمسرح بمسرح محمد الخامس‬ ‫بالرباط قبل أسابيع معدودة‪« ،‬له داللة خاصة‬ ‫بالنسبة إليّ‪ ،‬ألنه جرى على أرض المدينة التي‬ ‫احتضنتني طوال سنوات عمري وارتبطت بها‬ ‫وعشت بين أكنافها تجربتي المسرحية‪ ،‬كاتبا‬

‫وممثال وفاعال جمعويا»‪ ،‬يقول األستاذ احدادو‪.‬‬ ‫وأضاف صاحب «زمن مضى ولم يمض»‪ ،‬الذي‬ ‫اختير ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ذاتها‪ ،‬أن‬ ‫إقامة المهرجان في تطوان ومحيطها هو بمثابة‬ ‫اعتراف بوجود بنيات أساسية (قاعات العروض‬ ‫‪ /‬قاعات المناقشات ‪ /‬الفنادق؛ ألنه بدون وجود‬ ‫هذه البنيات يستحيل إقامة مهرجان من هذا‬ ‫الحجم‪.‬‬ ‫وختم األستاذ رض��وان اح��دادو تصريحه‬ ‫لجريدة «الشمال ‪ »2000‬بالقول إن الدورة الـ‬ ‫‪ 17‬من المهرجان الوطني للمسرح‪ ،‬التي لقيت‬ ‫نجاحا الفتا من حيث عدد الحضور والمتابعة‪،‬‬ ‫ح ّققت المبتغى بالنظر إلى قيمة العروض‬ ‫المقدمة بغض النظر عن التفاوت وحسن‬ ‫التنظيم وبالحضور المكثف من لدن جمهور‬

‫ِ‬

‫حملت �إلينا ُ‬ ‫ْ‬ ‫رحلة �سيدي‬ ‫وخ رْبة ذاتيتني‪..‬‬ ‫املختار جتربة ِ‬ ‫ونقلت لنا معرفة ّ‬ ‫توزعت بني‬ ‫علوم الأدب ّ‬ ‫والتاريخ والت�ص ّوف‬ ‫ْ‬ ‫والفقه وال�سيا�سة واالجتماع‪..‬‬ ‫فجاءت نائرة ً‬ ‫بدءا من حقائق‬ ‫ال�شيخ ُ‬ ‫واملريد‪..‬‬ ‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫إصدار ‪:‬‬

‫األخيرة‬

‫المتتبعين‪ ،‬مسجال أنه بالرغم من الولع‬ ‫بكرة القدم وت��زام��ن مواعيد بعض‬ ‫العروض مع إجراء مباريات في كرة القدم‬ ‫فإن الجمهور كان يحضر بكثافة؛ وهو ما‬ ‫يدل على أن للمسرح جمهوره الخاص‬ ‫وعشاقه‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن العالمة الكاملة‬ ‫يستحقها الجمهور بسبــب الحضـور‬ ‫المكثف واالنضباط داخ��ل القاعات‪،‬‬ ‫بالرغم من تفاوت العروض المقدمة‪.‬‬ ‫يذكر أن األستاذ رض��وان احدادو‬ ‫أغنى الخزانــة المسرحية بالمغرب‬ ‫والوطن العربي من خالل النصوص‬ ‫المسرحية والدراسات واألبحاث التي‬ ‫أنتجها خالل عقود؛ وهو ما جعل الكثير‬ ‫من الباحثين ينكبون على إعداد أطاريح‬ ‫ودراسات جامعية حول أعماله وإنتاجاته‪.‬‬ ‫وسيتــوج المهرجــان الوطنـــي‬ ‫للمسرح‪ ،‬ال��ذي سيسدل الستار على‬ ‫فعالياته يومه ‪ 3‬نونبر الجاري‪ ،‬بمنح‬ ‫جوائز للفائزين‪ :‬جائزة التأليف وجائزة‬ ‫اإلخ��راج وجائزة السينوغرافيا وجائزة‬ ‫المالبس وج��ائ��زة التشخيص ذكور‬ ‫وجائزة التشخيص إناث وجائزة األمل‬ ‫والجائزة الكبرى‪.‬‬ ‫وقد تشكلت لجنة تحكيم ال��دورة الـ‪17‬‬ ‫من المهرجان من كل من‪ :‬عبد الكريم برشيد‬ ‫رئيسا‪ ،‬وعضوية الممثل محمد مفتاح والممثل‬ ‫والمخرج إدريس الروخ والممثلة فتيحة واتيلي‬ ‫والكاتب المسرحي رض��وان اح��دادو والناقد‬ ‫المسرحي مصطفى رمضاني والناقد نور الدين‬ ‫زيوال والباحث بدر السعود الحساني والمسرحي‬ ‫إبراهيم وردة‪.‬‬ ‫ل�لإش��ارة‪ ،‬ف��إن ه��ذه ال���دورة ال���ـ‪ 17‬من‬ ‫المهرجان الوطني للمسرح‪ ،‬التي تحتضنها‬ ‫تطوان ألول مرة‪ ،‬نظمتها وزارة الثقافة بشراكة‬ ‫مع والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وبتعاون‬ ‫مع المجالس المنتخبة بمدن تطوان والمضيق‬ ‫والفنيدقومرتيل‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫صدرت عن جامعة عبد المالك السعدي ـ كلية الحقوق القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية بطنجة مجلة “ طنجيس“ التي تعنى بالشؤون القانونية واالقتصادية‬ ‫لسنة ‪ 2015‬وقبلها لسنة ‪ .2014‬وللتذكير‪ ،‬ننشر ما تضمنه العددان‪:‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.