Achamal n° 810 le 10 nov 2015

Page 1

‫العدالة والتنمية يعلق عضوية‬ ‫الشيخ محمد األمين بوخبزة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 810‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 27‬محـرم ‪� 10 / 1437‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫بعد أن ضـاق صــدر اإلخــوان في حزب العدالة والتنميــة‪،‬‬ ‫بكتابات محمد األمين بوخبزة‪ ،‬عضو المجلس الوطني لهذا‬ ‫الحزب ونائب كاتبه اإلقليمي بتطوان‪ ،‬الذي يشن منذ مدة‪،‬‬ ‫حمالت فيسبوكي‪1‬ة على الفساد داخل صفوف اإلخوان‪ ،‬بمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬وبعد أن فجر فضيحة تتحدث عن وجود أسماء مشبوهة‬ ‫في لوائح العدالة والتنمية من بينها اسم امرأة كانت تمارس‬ ‫الوساطة في الدعارة‪ ،‬معبرا عن استعداده لتقديم كافة الحجج‬ ‫في حال ما إذا فتحت الجهات المختصة تحقيقا في الموضوع‪،‬‬ ‫اتخذت األمانة العامة للحزب يوم األحد ثامن نونبرالجاري‪« ،‬باسم‬ ‫حرية التعبير» التي يتشدق الحزب بالدفاع عنها والتي اعتمدها‬ ‫بوخبزة لتغيير ما يعتبره فسادا داخل الحزب‪ ،‬قرار تعليق جميع‬ ‫المسؤوليات الحزبية لمحمد األمين بوخبزة‪ ،‬وتعليق عضويته‬ ‫في الهيئات الحزبية التي ينتمي إليها وإحالة ملفه على هيئة‬ ‫التحكيم الوطنية للحزب التي ستقرر بشأنه بما يتفق و «التوجهات العامة للحزب وأخالقياته ومبادئ‬ ‫الديمقراطية الداخلية التي كثيرا ما عاب فقدانها في األحزاب السياسية األخرى»‪.‬‬

‫حرارة االستقبال الشعبي الحاشد الذي خُصّ به جاللة الملك‬ ‫بالعيون أبلغ استفتاء على مغربية الصحراء‬ ‫بفضل النموذج التنموي الجديد‬

‫• أقاليم الصحراء‪ :‬جسر جهوي وقطب اقتصادي وحلقة وصل مع أفريقيا وأوروبا‬ ‫• الجميع مؤتمن على النهوض بتنمية األقاليم الجنوبية‬

‫هل‬

‫بقي لمنظمة األمم المتحدة ولمجلس األمن حق التعامل مع قضية الصحراء بمنطق االستفتاء أو تقرير المصير‪ ،‬بعد مظاهر األفراح‬ ‫الشعبية التلقائية التي استقبل بها جاللة الملك في زيارته لألقاليم الجنوبية وإصرار الصحراويين‪ ،‬بمنتهى الوضوح‪ ،‬على إبراز‬ ‫انتمائهم الوطني لبلدهم المغرب وانخراطهم الكلي في الجهوية الموسعة واالستقالل الذاتي الذي جاءت به المبادرة المغربية سنة ‪،2007‬‬ ‫ليتمكن أهل الصحراء من تدبير شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬تحت الراية المغربية الشريفة‪....‬‬ ‫وهل‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬يستطيع خصوم الوحدة الترابية للمغرب‪ ،‬الجزائر تحديدا‪ ،‬االستمرار دون خجل أو وجل‪ ،‬وبمكر ظاهر‪ ،‬في ترديد ادعاءاتهم‬ ‫المغرضة‪ ،‬بخصوص الصحراء المغربية؟‬ ‫(�ص‬ ‫‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫طنجة تتزين و تحتفي بالذكرى‬ ‫األربعين للمعجزة الخضراء‬

‫اجتمع مئات المواطنين الطنجيين أمس الجمعة ‪ ،‬بساحة مونوبوليو ‪ ،‬احتفاء بالذكرى‬ ‫األربعين للمعجزة الخضراء التي حيّرت العالم على مدى عقود من السنين ‪.‬‬ ‫طنجة تزينت احتفاال و احتفاء و تمجيدا و اعتزازا بذكرى المسيرة الخضراء ‪ ،‬و كان لساكنة‬ ‫طنجة موعد مع برنامج غني افتتح بآيات من الذكر الحكيم ‪،‬ثم ترديد النشيد الوطني فالخطاب‬ ‫التاريخي و الناري للمغفور له الحسن الثاني ‪.‬‬ ‫تميز البرنامج أيضا ببث لألغاني الوطنية ‪ ،‬و تقديم خطابات من الجمعيات المنظمة لهذا‬ ‫المهرجان الوطني البارز ‪ ،‬و ختم البرنامج باالستماع الى خطبة الملك‪ ،‬محمد السادس‪ ،‬الخطبة‬ ‫التي وصفت بالتاريخية ‪ ،‬و كأن المغرب ينظم للمرة الثانية مسيرة خضراء أخرى ‪.‬‬ ‫و حضر هذا البرنامج عمدة طنجة ‪ ،‬البشير العبدالوي‪ ،‬و عدد من الجمعيات المحلية‬ ‫والجهوية و شخصيات محلية من رجال أعمال و رجال السياسة و اعالميين و مختلف الفاعلين‬ ‫بالمجتمع المدني‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫إلياس العماري يترأس دورة أكتوبر االستثنائية‬ ‫لمجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫ت��رأس إلياس العماري رئيس مجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة يوم األربعاء ‪ 04‬نونبر ‪،2015‬‬ ‫أشغال دورة أكتوبر االستثنائية لمجلس الجهة‪ ،‬وهي‬ ‫الدورة التي تضمن جدول أعمالها دراسة مشروع‬ ‫ميزانية السنة المالية ‪ 2016‬والتصويت عليها ‪ ،‬وكذا‬ ‫انتخاب ‪ 4‬مناديب لدى مجموعة الجماعات الترابية‬ ‫بوهاشم والتصويت عليهم وإعادة انتخاب رئيس‬ ‫لجنة الميزانية والمالية والبرمجة ونائبه والتصويت‬ ‫عليهما‪.‬‬ ‫و قد تمت المصادقة باألغلبية على الميزانية‬ ‫على مستوى المداخيل والنفقات بتصويت ‪ 42‬عضو‬ ‫مقابل‪ 11‬من الممتنعين من فريق العدالة والتنمية‪ .‬‬ ‫وبالنسبة ألربعـــة مناديــب لدى مجموعة‬ ‫الجماعات الترابية بوهاشم فهم كالتالي‪ :‬مريم‬ ‫بوجمعة ومحمد حلمي واألمين البقالــي الطاهري‬ ‫وتوفيق الميموني ‪.‬‬ ‫و انتخب أعضاء مجلس جهة طنجـة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬أحمــد الذيبـوني‪ ،‬عن حزب التقـــدم‬ ‫واالشتراكية‪ ،‬رئيسا للجنة المالية بالمجلس‪ ،‬خلفا‬ ‫لعبد اللطيف بروحو‪ ،‬عن حزب العدالة والتنمية‪ ،‬الذي‬ ‫أجبرته قيادة حزبه على االستقالة من هذا المنصب‪.‬‬ ‫وحظـي أحمــد الذيبـوني‪ ،‬بتزكيــة األعضاء‬ ‫الحاضرين‪ ،‬بما فيهم مستشارو حزب العدالة والتنمية‬ ‫المعارض إلى جانب حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬وهما‬ ‫الحزبان الذان يجمعهما ميثاق تحالف على المستوى‬ ‫الحكومي‪ ،‬إلى جانب حزبي التجمع الوطني لألحرار‬ ‫والحركةالشعبية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن األمانة العامة لحزب‬ ‫العدالة والتنمية ألزمت عبد اللطيف بروحو‪ ،‬ونائبته‬ ‫سعاد بولعيش في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،‬بتقديم استقالتهما‬ ‫من لجنة المالية بمجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬لكون توليهما لمهمتهما ج��اء خارج‬ ‫توجهات الحزب‪ ،‬بحسب التعليل الذي تم تقديمه‪.‬‬ ‫وكان انتخاب عبد اللطيف بروحو‪ ،‬رئيسا للجنة‬ ‫المالية بالمجلس الجهوي‪ ،‬وسعاد بولعيش‪ ،‬نائبة‬

‫له‪ ،‬قد أثار جدال كبيرا‪ ،‬حيث كان هناك من اعتبر‬ ‫األمر بأنه عبارة عن بادرة مصالحة مع حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬ ‫بينما رأى آخرون أن شغل بروحو لهذا المنصب‪ ،‬‬ ‫أمر عادي‪ ،‬خاصة وأن عبد اللطيف بروحو سبق أن‬ ‫تولى رئاسة لجنة المالية في مجلس مدينة طنجة‬ ‫السابق‪ ،‬الذي كان يسيره حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫في شخص فؤاد العماري‪،‬الرئيس األسبق للمجلس‬ ‫الحضري ‪.‬‬ ‫و خالل مداخالت رئيس الجهــة‪ ،‬نادى إلياس‬ ‫العماري ساكنة طنجة إل��ى التروي في موضوع‬ ‫أمانديس وندد بكل ما تم ترويجه خالل األيام القليلة‬ ‫السابقة بخصوص تسييس هذه االحتجاجات أو‬ ‫الركوب عليها لمصالح حزبية وسياسية باعتباره أن‬

‫حقوق المواطن من العار أن يستغلها أحد لمصلحة‬ ‫ما مهما كانت األسباب أو الدوافع ‪ ،‬فمصاحة المواطن‬ ‫تبقى دائما فوق كل اعتبار ‪.‬‬ ‫و في تدخل لفريق العدالة والتنمية ‪ ،‬اعتبرت‬ ‫مريم بوجمعة أن الشعار المرفوع من الجهة ال يرقى‬ ‫إلى ما هو منتظر من المجلس في إطار الجهوية‬ ‫الموسعة بخصوص التنمية االجتماعية والصحية‬ ‫والبيئية ‪ ،‬فبالرغم من أن الميزانية قدمت في حلة‬ ‫جديدة إال أنها ال تخرج عن‪ ‬الميزانية الكالسيكية‬ ‫للجهة‪ ،‬وأش��ارت إلى أن هنالك ارتباك واضح في‬ ‫أرقام الميزانية ما دعى الياس العماري إلى تقديم‬ ‫توضيحات وصفت بالمتواضعة ‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫«حوارات بدون حدود» ‪:‬‬

‫مطلب اإلصالح الديني خالصة المناقشات الختامية‬

‫تصوير حمودة‬

‫جريدة طنجة تهنئ ساكنة طنجة و جميع مدن المغرب‬ ‫طنجة دائما على العهد باقية‬ ‫حفظ اهلل جاللة الملك محمد السادس‬

‫أدار المفكر المغربي مصطفى القباج أشغال‬ ‫المناقشات الختامية لفعاليات ن��دوة «الدين‪،‬‬ ‫السلطة والمجتمع»‪ ،‬التي احْتضنها مقر الجهة‬ ‫بطنجة‪ ،‬بمرونة الفتة‪ ،‬دفعت جميع المشاركين‪،‬‬ ‫محاضرين وضيوفا‪ ،‬إلى التعبير عن رضاهم التام‬ ‫بالمردود الفكري البليغ الذي خلفته الندوة‪.‬‬ ‫وكان مقر الجهة قد شهد نهاية األسبوع‬ ‫المنصرم تدخالت ثلة من المفكرين‪ ،‬خُصصت‬ ‫لطرح الخالصات النظرية الرئيسية واألسئلة‬ ‫الفكرية التي يفترض اإلجابة عنها لتصحيح‬ ‫االعتالالت التي شابت عالقة الدين بالسلطة‬ ‫والمجتمع من خالل رؤى متعددة الزوايا‪.‬‬ ‫المفكر المغربي علي أومليل أعاد التأكيد‪،‬‬ ‫من خالل مداخلته‪ ،‬على أهمية وعاجلية مطلب‬ ‫اإلصالح الديني في المجتمعات اإلسالمية كبنية‬ ‫أساسية داعمة لالنتقال من حالة االستبداد إلى‬ ‫حالة الحرية‪ ،‬وما يمكن أن تجنيه هذه المجتمعات‬ ‫من مزايا مرتبطة باالقتصاد والتنمية وحماية‬ ‫التعددية‪ ،‬إذ اعتبر أومليل أن اإلسالم لم ينتج فكرا‬ ‫اقتصاديا‪ ،‬وظلت مساهمات المفكرين المسلمين‬ ‫في هذا المجال المعرفي هزيلة واستثنائية‪ ،‬كما‬ ‫أن المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬يضيف أومليل‪ ،‬أهملت‬ ‫قضية التعددية في جوانبها المختلفة‪ ،‬بدعوى‬ ‫اعتبارها حصان طروادة الذي يندس فيه المستعمر‬ ‫الهادف إلى «تقسيمنا»‪.‬‬ ‫المفكر اللبناني ناصيف نصار‪ ،‬المتميز‬ ‫بتحليله النقدي‪ ،‬وضع يده على «الجرح»‪ ،‬فبعد‬ ‫تأكيده على أن اإلصالح الديني الذي عرفته أوروبا‬ ‫من خالل البروثستانية‪ ،‬وانفتاح العالم الغربي على‬ ‫عصر الحداثة‪ ،‬على خلفية هذا اإلصالح‪ ،‬انتهى هذا‬ ‫المفكر العقالني إلى اإلقرار بضرورة تبني إصالح‬ ‫ديني حقيقي يقطع مع واق��ع ونظرية مركزية‬ ‫الشريعة في اإلسالم‪ ،‬إذ اعتبر أن الواقع المركزي‬ ‫للشريعة كان مسببا رئيسيا لواقع االنحطاط‬ ‫الفكري والمادي للمجتمعات «اإلسالمية»‪ ،‬واعتبارا‬ ‫لذلك‪ ،‬يرى ناصيف نصار أن «مواجهة» الشريعة‪،‬‬ ‫مواجهة جذرية‪ ،‬تعتبر قضية محورية للخروج‬ ‫بحلول ترضي أغلبية المسلمين‪ ،‬إن لم تكن‬ ‫مُرضية لجميعهم‪ ،‬يضيف نصار‪.‬‬ ‫وانطالقا من ه��ذه الفكرة ذات األبعاد‬ ‫االبستيمولوجية‪ ،‬اقترح نصار أسئلة للمناقشة في‬ ‫أشغال الدورة الثانية المنتظر عقدها العام المقبل‪،‬‬ ‫أسئلة تبحث في موضوع وجود أو انعدام سياسة‬ ‫للدولة تجاه الدين وعالقة اإلثنين‪ ،‬الواحد تجاه‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬طرح المفكر عزيز العظمة أفكارا‬ ‫محورية في موضوع اإلصالح الديني من خالل‬ ‫مناقشة مفهوم النص المقدس‪ ،‬حيث أشار إلى‬ ‫أن سيد قطب يمكن اعتباره أول وآخر من استخرج‬ ‫نظرية «سياسية» في الدين‪ ،‬ليدعو إلى مناقشة‬ ‫اإلصالح الديني من خالل التشكيك الفلسفي في‬ ‫مضارعة الشريعة للممارسة االجتماعية‪ ،‬ومن‬ ‫خالل ذلك‪ ،‬التشكيك أيضا في مفهوم النصوص‬ ‫المضاف إليها وصف «القطعية»‪.‬‬ ‫الفضل شلق‪ ،‬كأحد المفكرين المعاصرين‪،‬‬ ‫اعتبر في مداخلتـه الختاميــة المركزة‪ ،‬أن ثمة‬ ‫«انتهازية» جرى توظيفها في التعاطي مع المسألة‬ ‫الدينية‪ ،‬بسبب انفصام فادح أصاب الشخصية‬

‫اإلسالميــة‪ ،‬ما أنتـــج‪ ،‬حسب المفكــر اللبرالـي‪،‬‬ ‫حالة انبهار بالتقنية أدت بدورها إلى خلق حالة‬ ‫عزوف وابتعاد عن دراسة موضوع الفكر الديني‬ ‫وامتداداتهالمجتمعية‪.‬‬ ‫عبد اإلله بلقزيز‪ ،‬مختتما جلسة المناقشات‬ ‫االقتراحية‪ ،‬اعتبر أن جميع التوجهات «الحداثية»‬ ‫و«األصالية» لم تستطع‪ ،‬بحسب هذا المفكر‬ ‫القومي‪ ،‬تغطية ال��ف��راغ الحاصل في موضوع‬ ‫اإلصالح الديني‪ ،‬مستنتجا أن حلقة اإلصالح ظلت‬ ‫مفقودة بالنسبة للمجتمعات العربية اإلسالمية‪.‬‬

‫فاإلسالم السياسي‪ ،‬حسب بلقزيز‪ ،‬إسالم طائفي‪،‬‬ ‫واإلسالم الديني الذي يجب أن يخضع له قد ال‬ ‫يصلح كل المعضالت‪ ،‬لكنه قد يكون مفيدا‪ ،‬سيما‬ ‫إذا ما تم إنجاز هذا اإلصالح بمنهجية تتأسس على‬ ‫«هدم» المؤسسات القائمة والعودة مجددا إلى‬ ‫النص األصلي‪ ،‬حتى نتمكن من إعادة الدين إلى‬ ‫المجتمع‪ ،‬حسب المفكر القومجي‪.‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫�إعــــــــالن‬ ‫تعلن جمعية روافد موسيقية أنها تفتح باب التسجيل في التكوين الموسيقي لموسم‬ ‫‪ 2016-2015‬وذلك ابتــداء من ‪ 01‬إلى ‪ 20‬نوفمبــر ‪ .2015‬فعلى الراغبين في التسجيل‬ ‫االتصال بمقر الجمعية الكائن ببرج الحجوي (باب المرسى ‪ -‬دار الدبغ) ‪ :‬اإلثنين و االربعاء‬ ‫والجمعة من الساعة السادسة مساء إلى الثامنة مساء‪.‬‬ ‫للمزيد من المعلومات الرجاء االتصال باألستاذ الهادي عبد الحميد‪ ،‬نائب الكاتب العام‬ ‫للجمعية‪ ،‬من خالل الرقـم التالي ‪ 0668647757‬أو بالسيد سعيــد التوزانــي ‪ ،‬مكلف لدى‬ ‫المكتب المسير‪ ،‬من خالل الرقم التالي ‪.0642194572‬‬ ‫مواد التكوين ‪ :‬يشمل التعليم دروسا في المواد التالية ‪:‬‬ ‫• تلقين الصنعة بالطريقة التقليدية‬ ‫• دروس في تعليم آلة العود‬ ‫• دروس حول مادة اإليقاع‬ ‫• دروس حول تاريخ الموسيقى األندلسية المغربية‬ ‫لوازم التسجيل ‪:‬‬ ‫يسحب المطبوع الخاص بذلك من مقر الجمعية‪.‬‬ ‫مواصفات التسجيل ‪:‬‬ ‫• أن يتراوح سن التالميذ بين ‪ 12‬و ‪ 20‬سنة‪.‬‬ ‫• أن تكون لهم ميوالت فنية وموسيقية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما أن رأى المدعو «بابا عاشور» الذي ُفرشت له األرض زهورا وورودا‪ ،‬ورُصدت له ميزانية‬ ‫محترمة‪ ،‬يصول ويجول في أهم شوارع تطوان‪ ،‬على رأس موكب احتفالي بمناسبة عاشوراء‪،‬‬ ‫حتى أخذ يردد‪ :‬الحول وال قوة إال باهلل‪ ،‬ال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي نُريد أن نُحافظ فيه على عادات تطاون وتقاليدها وطقوسها المرعية‬ ‫في األعياد‪ ،‬وحفالت الخطبة‪ ،‬والزواج‪ ،‬والختان‪ ،‬و‪ ...‬ونرسخها في أذهان ناشئتنا‪ ،‬نفاجأ بهذا‬ ‫المخلوق يُطيح بكل موروثنا بدعوى إحياء التراث‪ ،‬بموافقة ومباركة عدة أطراف‪.‬‬ ‫والمسؤولية ليست مسؤولية «بابا عاشور»‪ ،‬وإنما هي مسؤولية جمعية تبنته‪ ،‬وأخذت‬ ‫تطوف به في أنحاء المملكة ومدنها وقراها‪ ،‬محققة من ورائه الصيت والشهرة‪.‬‬ ‫وهو تقليد حرفي –كما نرى‪ -‬لبابا نويل‪ ،‬فهذا يظهر بظهور أو قدوم السنة الميالدية‬ ‫ليوزع الهدايا واللعب على الصغار‪ ،‬وذاك يظهر مع بزوغ العام الهجري ليقدم الحلوى والعطايا‬ ‫لنزالء المالجئ والخيريات‪.‬‬ ‫وحُق لصاحبنا أن يُحوقل‪ ،‬وحُق له أن يضيق ذرعا بهذا الوافد الغريب‪ ،‬فقد فقدنا هويتنا‪،‬‬ ‫وغدت أعيادنا وأفراحنا ومآتمنا نسخا طبق األصل لحفالت ومآتم اآلخرين‪.‬‬ ‫تطاون التي يُضرب بها المثل في التزام الوقار واالعتدال و «التاويل» في مناسباتها‪،‬‬ ‫نزعت –أو نُزع عنها‪ -‬نقاب الوقار‪ ،‬وفتحت صدرها لكل صرخة جديدة‪ ،‬ورحبت بكل تقليد‬ ‫عصري حديث‪.‬‬ ‫ومن يُكذب هذا الرجل الغيور على تراث تطوان‪ ،‬ف ْليحضر أي عرس من أعراسنا‪ ،‬أو ليشهد‬ ‫أي حفل من حفالتنا‪ ،‬ليتأكد من أننا فرطنا في طقوسنا وأعرافنا‪ ،‬وأفرطنا في التقليد البليد‪.‬‬ ‫وأنا أضم صوتي إلى صوت هذا الرجل‪ ،‬وأدعو إلى تسييج وتحصين تراثنا‪ ،‬حتى ال يعبث به‬ ‫العابثون من أمثال بابا عاشور وأضرابه‪.‬‬

‫اللقاء التواصلي األول في إطار إعداد ميثاق طنجة للثقافة تحت عنوان‪:‬‬

‫ثقافة المجتمع المدني بطنجة والجهة‪،‬‬ ‫ضرورة تنموية أم اهتمام عارض ومؤقت؟!‬

‫عقد يوم الجمعة ‪ 30‬أكتوبر بغرفة الصناعة والتجارة‪ ،‬اللقاء التواصلي األول‬ ‫إلعطاء دفعة نوعية لهذا الميثاق‪ ،‬وكذا إغناء وتوضيح استراتيجية والتصور الفعلي‬ ‫لهذا المشروع الثقافي بالمدينة‪ ،‬بحضور أساتذة جامعيين ونائبة عمدة المدينة‬ ‫ومجموعة من الفاعلين الجمعويين وبعض ممثلي هيئات حقوقية بالمدينة‪ .‬ابتدأ‬ ‫اللقاء بتوضيح أسس العمل الجمعوي الذي هو في األساس عمل جماعي تشاركي‬ ‫بين جميع أطياف ومكونات المجتمع المدني‪ ،‬وطرح واقع المدينة المتدني من الناحية‬ ‫الثقافية والحضارية وهي نقط جد مهمة وجب علينا الوقوف عليها وهي كالتالي‪:‬‬ ‫* عدم اإلهتمام والحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للمدينة ونقدم أمثلة‬ ‫على ذلك‪ :‬بنايات عمرانية تاريخية مهددة باإلنهيار ووجود أطماع بهدمها وإعادة‬ ‫بنائها (ريتشاوسن قلعة الخضر غيالن‪)...‬‬ ‫* طمس معالم ثقافة ساكنة طنجة والجهة بصفة عامة نذكر ‪ :‬طريقة اللباس‬ ‫التقليدي المميز‪...‬‬ ‫* إهمال وإغالق مجموعة من المكتبات التاريخية وعدم اإلحتفاظ بمؤلفات وكتب‬ ‫وكذا أعمال فنية لرجال العلم واألدب للمدينة عبر تاريخنا الحافل باإلنجازات‪..‬‬

‫* توسع عمراني سرطاني و عشـوائي بدون أدنى معالم تبرز حضارة المدينة‬ ‫وثقافتها في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫* استقبال مدينة طنجة كم هائل من وفود بشرية ضخمة في العقــود األخيـرة‬ ‫بفعل الهجرة الداخلية والخارجية‪ ،‬وهذا يوجه ثقافة المدينة نحو المجهول إن لم تكن‬ ‫هناك استراتيجية واضحة تطبق و تضافر جهود جميع شرائح المجتمع‪.‬‬ ‫* ضرورة جعل جميع فعاليات المجتمع المدني قوة اقتراحية وتشاركية في إعداد‬ ‫وتطبيق تصاميم التهيئة للمدينة وكذا المرافعة عنها عند أول اختالل لهذه التصاميم‬ ‫وعدم تفعيلها وتطبيقها‪.‬‬ ‫* توجيه ثقافة المواطنين نحو القراءة واإلبداع واإلهتمام أكثر بالعلوم التي من‬ ‫شأنها أن تتقدم بالبالد خطوات نحو األفضل ورسم ثقافة وحضارة بوسائلنا المتوفرة‪.‬‬ ‫* اإلهتمام الواسع بالمنظومة التعليمية والتدرج في تقديم حلول ناجعة بشراكة‬ ‫مع الوزارة الوصية‪ ،‬بغية إنقاذ قطاع التعليم بالبالد والمساهمة الفعلية في إرساء‬ ‫أسس التعليم الهادف والتربية الحسنة ألبناء المدينة والوطن‪..‬‬ ‫* مأسسة أرضية تواصلية تشاركية مجتمعية هدفها خدمة اإلنسان بصفة عامة‪.‬‬

‫السوبرانو المغربية سميرة القادري تشارك‬ ‫في مهرجان ثقافة الحوار بحنوب فرنسا‬

‫في إطـــار فعاليــــات الدورة السادسة‬ ‫لمهرجان‪ « ‬ثقافة الحوار ‪ :‬حوار الثقافات»‬ ‫الذي‪ ‬احتضنه‪ ‬مدينة‪ ‬إكس أن بروفانـــس‪ ‬‬ ‫القريبــــة من مدينة مارسيليا بالجنوب‬ ‫الفرنسي تحت شعار ذاكرة الضفتين والعيش‬ ‫المشترك‪ ،‬أحييت أخيرا الباحثــة والسوبرانو‬ ‫المغربية ‪ ‬سميرة القادري حفال فنيا بعنوان‬ ‫«حجاز‪ ‬أندلسي»‪ ،‬رفقة رباعي الياسمين‪ ‬‬ ‫تحـت قيادة المايسترو نبيل أقبيــب‪ ‬و‪ ‬ثلــة‬ ‫من العازفين المغاربـة‪ ،‬لعــل أبرزهم عازف‬ ‫البيانو والمؤلف‪ ‬ياسين عبد الوهاب الموزع‬ ‫وعازف العود‪ ‬يونس فخار والعازف على‬ ‫اإليقاعات‪ ‬محمد الخليفي‪.‬‬ ‫قدمت سميرة القادري عرضها‬ ‫الفني الذي حضره شخصيات‪ ‬فرنسية‬ ‫ومغربية‪ ‬وازنة في الشأن الثقافي والفني‪ ،‬عبر دمج غناء األندلسيات المتوسطية مع‬ ‫موسيقى الجاز والموسيقى القديمة االبيرية‪ ،‬فعملت من خالل هذا ‪ ‬السفر إلى نسج خليط‬ ‫من ثقافات ونغمات منسجمة تعلن عن نفسها بانسجام تام‪ ،‬عبر مزج روحي لتقاليد‬ ‫موسيقية متنوعة ‪ ‬تتقاطع فيها ميلوديات ‪ ‬شرقيــة وغربيـة حتى اكتمـلـت فيــه مواصفــات‪ ‬‬ ‫الموسيقى المغربية‪ ‬العالمية‪ . ‬‬

‫وقد عــرف هذا الحفل المنظم من طــرف‬ ‫المجلـــس الجهـــوي للمغاربة بفرنســــا‪ ‬ووزارة‬ ‫الثقافة‪ ‬المغربية‪ ‬وجهـة باكا الفرنسة‪ ، ‬عرف‬ ‫عدة أنشطــة احتفــت بثقافــة الحــوار‪ ‬من‬ ‫نـــدوات وعـــروض موسيقية مختلفة‪ .‬منها‬ ‫حفال فنيا للفنان المغربي‪ ‬مجيــد بقاس رفقته‬ ‫فرقته الموسيقية التي اشاد بها الحضور الكثيف‪ ‬‬ ‫للفرنسيين وللجالية اليهودية المغربية‪. ‬‬ ‫كما شاركـــت سميـــرة‪ ‬القادري كباحثة‪ ‬في‬ ‫غنائيات البحر األبيض المتوسط في إغناء نقاش‬ ‫المائدة‪ ‬المستديرة‪ ‬التي أقيمت على‪ ‬هامش‬ ‫هذا‪ ‬المهرجــــان‪ ‬حول موضــــوع‪« ‬العيش معا‪ ‬‬ ‫بالموسيقى‪.‬‬ ‫وعبر السيد إدريس المشيوخـــي رئـــيس‬ ‫مجلــــس المهاجرين ‪ ‬ومدير المهرجان‪ ،‬عن سعادتـه لنجاح المهرجان‪ ،‬معتبرا أن دورة هذه‬ ‫السنة استطاعت أن تجلب إليها عددا من الحضور الوازن من المهاجرين المغاربة والجاليات‬ ‫العربية واألروبية‪ ،‬والذي ستكون لها تداعيات إيجابية على صورة المغرب في الخارج على‬ ‫المستوىالثقافي‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫رجل َت ْ�س َت ِحي‬ ‫املالئ َكة‪..‬‬ ‫ِم ْن ُه‬ ‫ِ‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫من جميل ما يحدث لي في كل زيارة إلى النعيمة‬ ‫ومداغ أن كل زيارة تختلف عن نظائرها من حيث‬ ‫محمولها النفسي والفكري والتربوي والعرفاني‪..‬‬ ‫قبيل فجر يوم السبت ‪ 18‬محرم ‪ 1437‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 2015‬توجهت مع بعض رفقائي(*)‬ ‫إلى النعيمة لزيارة الشيخ المربي الروحي سيدي حمزة‬ ‫القادري بودشيش‪ ،‬بعد زوال ذلك اليوم وصلنا إلى‬ ‫النعيمة‪ ،‬كانت غاصة بمئات الفقراء الوافدين عليها‬ ‫من كل فج عميق‪.‬‬ ‫استقبلنا سيدي حمزة بكرمه المعهود ونضارة‬ ‫وجهه الكريم‪ ،‬مكثنا عنده ‪ ،‬ولما حان وقت صالة‬ ‫المغرب‪ ،‬صلينا معه بعد أن زودنا بما نحتاج إليه من‬ ‫عدة نفيسة‪ ،‬ثم قصدنا وجهة مداغ (الزاوية األم)‬ ‫للحضور في ليلة كبرى للذكر والسماع في حضرة‬ ‫سيدي جمال الدين نجل سيدي حمزة رضي اهلل عنهما‪.‬‬ ‫في الطريق‪ ،‬أمتعني سيدي إبراهيم أفيالل بنص‬ ‫صوفي للشيخ أبي العباس أحمد بلقايد الهبري‪ ،‬تدور‬ ‫معانيه في فلك الوالية الصوفية‪ .‬ضاعفت إمتاعي‬ ‫ومؤانستي به عندما َقصَّدهُ الفقراء بمداغ‪.‬‬ ‫يقـول النص‪:‬‬

‫ال إاله إال اهلل اهلل داوي حـــالـــي‬ ‫جذبتني بحســـن ضـــوء وجههــا‬ ‫سقتني كأسها من عتيـــق الخمـــر‬ ‫غيبتنــــي عني بســـــر التجلـــــي‬ ‫ل��ك��ع��ب��ة ال���ح���ق ف��اس��ج��د وك��ب��ر‬ ‫ال إاله إال اهلل سيدي واجبر حالي‬ ‫*****‬ ‫تحسبها غ��ي��ري ول��س��ت س��واه��ا‬ ‫ب��ق��اب ق��وس��ي��ن ل���م أر غ��ي��ري‬ ‫هي عين ذات��ي وشمس صفاتـي‬ ‫ومظهر وج��ودي في شفعي ووتري‬ ‫*****‬ ‫ال إاله إال اهلل اهلل داوي حــالـــي‬ ‫ك�لام ق��دي��م ال��ص��ف��ات م��ن ذات��ي‬ ‫ي��ل��وح م���ن ص��ف��اء ك��وك��ب دري‬ ‫اهلل اهلل اهلل س��ي��دي ك��ن معانا‬ ‫*****‬ ‫ف��وات��ح ال��س��ور ت��ع��رف باسمي‬ ‫والسبـع المثــانــي حقيقــة أمري‬ ‫هامـــت بها األرواح قبل الكــروم‬ ‫المشكاه والمصباح والزيت من نوري‬ ‫اهلل اهلل اهلل ســــيــدي كـــن معانـا‬ ‫*****‬ ‫أس����رار ح��ذف��ت م��ن رم���وز الفكر‬ ‫بالصَّهْبا تجلــت لقائـــد الخـــيــر‬ ‫رب ص���ل ع��ل��ى روح ال��وج��ـ��ـ��ود‬ ‫اآليــة الكـــبـــرى مــرآة النظـــر‬ ‫في صباح يوم األحد‪ ،‬توجهنا إلى ضريح مداغ‬ ‫للترحم على رجاالت هذه الزاوية المحمدية المباركة‪،‬‬ ‫فوفد علينا رجل من األسرة القادرية البودشيشية‬ ‫تستحي منه المالئكة‪..‬‬ ‫(*) ‪ :‬إبراهيم أفيالل‪ -‬عبد العزيز أفيالل – عبد السالم الزيدي‪.‬‬


‫العدد ‪810‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫حرارة االستقبال الشعبي الحاشد الذي خُصّ به جاللة الملك‬ ‫بالعيون أبلغ استفتاء على مغربية الصحراء‬ ‫بفضل النموذج التنموي الجديد‬

‫• أقاليم الصحراء‪ :‬جسر جهوي وقطب اقتصادي وحلقة وصل مع أفريقيا وأوروبا‬ ‫• الجميع مؤتمن على النهوض بتنمية األقاليم الجنوبية‬

‫هل بقي لمنظمة األمم المتحدة ولمجلس األمن حق‬ ‫التعامل مع قضية الصحراء بمنطق االستفتاء أو تقرير المصير‪،‬‬ ‫بعد مظاهر األفراح الشعبية التلقائية التي استقبل بها جاللة‬ ‫الملك في زيارته لألقاليم الجنوبية وإصرار الصحراويين‪،‬‬ ‫بمنتهى الوضوح‪ ،‬على إبراز انتمائهم الوطني لبلدهم‬ ‫المغرب وانخراطهم الكلي في الجهوية الموسعة واالستقالل‬ ‫الذاتي الذي جاءت به المبادرة المغربية سنة ‪ ،2007‬ليتمكن‬ ‫أهل الصحراء من تدبير شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬تحت الراية‬ ‫المغربيةالشريفة‪....‬‬ ‫وهل‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬يستطيع خصوم الوحدة الترابية‬ ‫للمغرب‪ ،‬الجزائر تحديدا‪ ،‬االستمرار دون خجل أو وجل‪ ،‬وبمكر‬ ‫ظاهر‪ ،‬في ترديد ادعاءاتهم المغرضة‪ ،‬بخصوص الصحراء‬ ‫المغربية؟‬ ‫وهل‪ ،‬بعد «القومة» الصحراوية الكبرى‪ ،‬استبشارا‬ ‫بالزيارة الملكية‪ ،‬وترحيبا بمقدمه‪ ،‬وما سبقتها وواكبتها‬ ‫من أفراح شعبية غير مسبوقة‪ ،‬يجرؤ ‪ ‬عمالء الجزائر وإمعاتها‬ ‫المغرر بهم‪ ،‬على الصدح‪ ،‬دوليا‪ ،‬بما دأبوا على ترديده‬ ‫استدرارا لعطف المانحين ‪ ،‬وتسوال ‪ ‬لدى «المحسنين»‪ ،‬بعد‬ ‫أن فضحهم‪ ،‬وأسيادهم بمحيط ‪« ‬قصر المرادية»‪ ،‬خطاب‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬في عيد المسيرة الخضراء‪ ،‬األربعين‪ ،‬مساء‬ ‫الجمعة الماضية بالعيون‪ ،‬وبعد أن واجههم الخطاب الملكي‬ ‫بحقائق دامغة‪ ،‬عن الطريقة ‪ ‬الالإنسانية التي تستغل بها‬ ‫الجزائر وانفصاليو البوليساريو جماعة المحتجزين بتندوف‬ ‫‪ ،‬وهي‪ ،‬للتذكير‪ ،‬أرض مغربية ضمها االستعمار الفرنسي‬ ‫للجزائر «الفرنسية» كما هو الشأن ببشار ‪ ‬ومناطق شاسعة‬ ‫شرق المغرب‪.‬‬ ‫خطاب المسيرة الخضراء حمل اتهامات خطيرة للجزائر‬ ‫التي تستغل مآسي المحتجزين بتندوف‪ ،‬ولقادة البوليساريو‬ ‫بالفساد واالستغالل وأماط اللثام عن الظروف المأساوية التي‬ ‫يعيش فيها المحتجزون ‪ ،‬من فقر وبؤس وحرمان‪ ،‬وما يعانونه‬ ‫من معاملة ال إنسانية‪ ،‬دون أن يستفيدوا حتى من المساعدات‬ ‫اإلنسانية الدولية‪ ‬التي تتعدى ‪ 60 ‬مليون أورو سنويا‪ ،‬دون‬ ‫احتساب الماليير المخصصة للتسلح بمباركة الجزائر ولدعم‬ ‫ماكينة البروبغاندا الخارجية ‪ ،‬بينما تذهب ماليين المساعدات‬ ‫االنسانية لتضخيم األرصدة الشخصية‪ ‬لقادة البوليساريو في‬ ‫أبناك أوروبا وأمريكا الالتينية‪ ،‬ولتوسيع أنشطتهم المشبوهة‬ ‫في مجال العقارات والمضاربات‪.‬‬ ‫وتساءل الخطاب الملكي عن سر استمرار الوضع‬ ‫المأساوي لمحتجزي تندوف ‪ ‬دون أن تهتم «راعية» انفصاليي‬ ‫البوليساريو بتحسين ظروف عيشهم وعددُهم ال يتعدى‪ ،‬على‬ ‫أقصى تقدير‪ ،‬أربعين ألفا‪ ،‬بالرغم من األموال الطائلة التي‬ ‫يوفرها بترول الجزائر ‪ ‬والتي لم تسعف حماة االنفصاليين‬ ‫في بناء ستة آالف سكن لمحتجزي تندوف‪ ،‬بمعدل ‪ 150‬سكن‬ ‫سنويا‪ ،‬خالل األربعين سنة الماضية‪.‬‬ ‫الجزائر التي سخرت الماليير من مداخيل شركة‬ ‫«سوماطراك» البترولية لتمويل حربها العسكرية‬ ‫والدبلوماسية ضد المغرب‪ ،‬لم تلتفت إلى وضعية المحتجزين‬ ‫الصحراويين بتندوف‪ ،‬والذين حكمت عليهم بالعيش في‪ ‬‬ ‫الخيام ودور الصفيح‪ ،‬على تسول المساعدات االنسانية‬ ‫الدولية ‪ ‬وحولت مجموعات من نساء وأطفال الصحراء إلى‬ ‫«غنيمة حرب» ووسيلة للصراع الدبلوماسي ورصيد لالتجار‬ ‫الالمشروع‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬في الوقت الذي حول المغرب الصحراء المغربية إلى‬ ‫جنة مقارنة ‪ ‬بالحالة التي كانت عليها يوم تم تحريرها من‬ ‫االستعمار االسباني بأن أقام بها مشاريع فرعونية في مجال‬ ‫البنيات التحتية والتجهيزات الكبرى والتعمير حولت‪ ‬المدن‬ ‫الصحراوية إلى مدن تضاهي في جمالها وتجهيزاتها كبريات‬ ‫العواصماإلفريقية‪.‬‬ ‫وتعميقا للمجهود التنموي في األقاليم الجنوبية‪ ،‬أكد‬ ‫جاللة الملك أن المغرب وصل إلى مرحلة النضج‪ ،‬بعد أن وفر‬ ‫الشروط إلطالق مرحلة جديدة‪ ‬على درب توطيد الوحدة‬ ‫الوطنية واالندماج الكامل ألقاليمنا الجنوبية في الوطن‪ ،‬لفتح‬ ‫المزيد من األوراش ‪ ‬والمشاريع االجتماعية في مجاالت‬ ‫التجهيزات األساسية الكبرى والتعليم والثقافة والصحة‬ ‫العمومية وغيرها‪ ،‬منها على الخصوص تقوية البنيات التحتية‬ ‫بدعم الشبكة الطرقية‪ ‬وإنجاز طريق مزدوج يربط تيزنيت‬ ‫بالعيون والداخلة‪ ،‬كما دعا خطاب المسيرة الخضراء إلى إقامة‬ ‫محور للنقل ‪ ‬الجوي يربط األقاليم الجنوبية بالقارة اإلفريقية‪،‬‬ ‫وإنجاز مشاريع ضخمة تخص الطاقة الشمسية والريحية‪ ‬‬

‫باألقاليم الجنوبية وريط مدينة الداخلة بالشبكة الكهربائية‬ ‫الوطنية بهدف ربط هذه الشبكة بالدول االفريقية ‪ ،‬وإنشاء‬ ‫صندوق للتنمية االقتصادية بهدف‪ ‬دعم المقاوالت الصغرى‪ ‬‬ ‫واالقتصاد االجتماعي وتوفير فرص الشغل‪ ،‬خاصة لفائدة‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫و في هذا اإلطار يندرج تطبيق الجهوية الموسعة‬ ‫وتفعيل النموذج التنموي لألقاليم الجنوبية‪ ‬الذي يجسد وفاء‬ ‫المغرب بالتزاماته تجاه المواطنين باألقاليم الجنوبية لتكون‬ ‫نموذجا للتنمية المندمجة وعزمه على مواصلة استثمار‬ ‫عائدات الثروات الطبيعية بالصحراء‪ ‬لفائدة سكانها عبر‬ ‫إحداث مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تثمين واستغالل‬ ‫المنتوجات المحلية‪ ‬كالمشروع الكبير لتحلية مياه البحر‬ ‫بالداخلة وإقامة مناطق صناعية بالعيون والمرسى وبوجدور‪.‬‬ ‫وأعرب جاللة الملك عن تطلع المغرب إلى بناء خط للسكك‬

‫الحديدية من طنجة إلى لكويرة‪ ،‬لربط المغرب بإفريقيا بعد‬ ‫أن يمن اهلل على المغرب بتوفير الموارد المالية ليتمكن من‬ ‫استكمال الخط الحديدي بين مراكش ولكويرة‪.‬‬ ‫وأضاف الخطاب الملكي أن ما يهم المغرب هو صيانة‬ ‫كرامة أبناء الصحراء وخاصة األجيال الصاعدة وتعميق حسهم‬ ‫وارتباطهم بوطنهم‪ ،‬مشيرا إلى عزم المغرب على دعم اللغة‬ ‫الحسانية التي تشكل إحدى دعائم الهوية الوطنية‪ ،‬عبر تعزيز‬ ‫آليات الحفاظ على التراث الصحراوي والتعريف به‪ ‬والسيما‬ ‫من خالل بناء المسارح والمتاحف ودور الثقافة بمختلف مناطق‬ ‫الجنوب‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أكد الخطاب الملكي أن الحكم‬ ‫الذاتي‪ ،‬وخالفا لما تروجه بعض المنظمات المغرضة‪ ،‬التي‬ ‫تحاول تقديم تصورات بعيدة عن الواقع بخصوص قضية‬

‫الصحراء‪ ،‬هو أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه‪ ‬وأن‬ ‫تطبيقه يبقى رهينا بحل سياسي نهائي برعاية منظمة األمم‬ ‫المتحدة‪ .‬كما أكد أن المغرب غير مستعد لتقديم أي تنازل‬ ‫آخر‪ ‬بعد أن أعطى كل شيء دفاعا عن الصحراء‪ ،‬وأن المغرب‬ ‫يرفض أي مغامرة غير محسوبة العواقب‪ ،‬لما يمكن أن يكون‬ ‫لها من تداعيات خطيرة‪ ،‬مشيرا إلى أن الشرعية الديمقراطية‪ ‬‬ ‫والشعبية التي حصل عليها المنتخبون الصحراويون تجعل‬ ‫منهم الممثلين الحقيقيين لسكان األقاليم الجنوبية‪ ‬سواء‬ ‫على مستوى المؤسسات الوطنية أو في عالقاتهم بالمجتمع‬ ‫الدولي‪ ،‬ودعا الحكومة إلى اإلسراع ببلورة ميثاق حقيقي لعدم‬ ‫التمركز اإلداري‪ ،‬بنقل االختصاصات من المركز إلى الجهات‪ ‬‬ ‫ودعمها بتحويل الكفاءات البشرية والموارد المادية الالزمة‪.‬‬ ‫خطاب المسيرة الخضراء أعلن أن المغرب سوف يتصدى‬ ‫بكامل الحزم للحمالت العدوانية التي تستهدف المنتوجات‬ ‫االقتصادية المغربية‪ ‬وأن للمغرب الحق في فتح الباب أمام‬ ‫شركائه وأمام دول ومقاوالت العالم‪ ،‬لالستفادة من فرص‬ ‫االستثمار‪ ‬التي توفرها الصحراء‪ ‬بفضل المشاريع الكبرى التي‬ ‫سيتم إطالقها ‪ ،‬ال فرق بين شمال المغرب وجنوبه‪ ،‬ال فرق‬ ‫بين طماطم أكادير والداخلة وبين سردين العرائش وبوجدور‬ ‫وبين فوسفاط خريبكة وبوكراع‪ ،‬بالرغم من أنه‪ ‬يمثل أقل‬ ‫من ‪ 2‬بالمئة من المخزون الوطني المعترف به عالميا‪ ،‬مؤكدا‬ ‫التزام المغرب بأن يجعل من الصحراء المغربية مركزا ومحورا‬ ‫للتواصل مع الدول االفريقية جنوب الصحراء ويخيب أمل‬ ‫األعداء وحسرتهم‪.‬‬ ‫ودعا الخطاب الملكي الجميع إلى مضاعفة الجهود‬ ‫في إطار التعبئة واليقظة‪ ،‬للتعريف بعدالة قضية الصحراء‪ ‬‬ ‫وبالتقدم الذي يشهده المغرب ‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ،‬والتصدي‬ ‫لمناورة الخصوم‪.‬‬ ‫وختم جاللة الملك خطاب المسيرة الخضراء بأن‬ ‫أكد أن ‪ ‬المجتمع الدولي شهد بجدية ومصداقية مبادرة‬ ‫الحكم الذاتي المغربية‪ ،‬وأن الجميع مؤتمن اليوم على‬ ‫النهوض ‪ ‬بتنمية األقاليم الجنوبية‪ ،‬وصيانة كرامة أبنائها‪،‬‬ ‫والدفاع عن الوحدة الترابية للبالد بنفس روح االلتزام‬ ‫والتضحية التي ميزت المسيرة الخضراء‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪ 77‬مليار درهم لتمويل‪ ‬مشاريع النموذج الجديد للتنمية ‪ ‬بالصحراء‬ ‫تم اإلعالن يوم السبت الماضي بمدينة العيون‪ ،‬خالل حفل التوقيع على خمس اتفاقيات شراكة لتنفيذ المخطط التنموي ألقاليم الصحراء‪ ،‬بحضور جاللة الملك‪ ،‬أن المبلغ اإلجمالي لتنفيذ هذا المخطط‬ ‫النموذجي‪ ،‬بلغ ‪ 77‬مليار درهم‪..‬‬ ‫وفي هذا الصدد ‪ ‬قال السيد محمد بوسعيد وزير االقتصاد المالية‪ ،‬إن من شان تفعيل ‪ ‬االستراتيجية التنموية الجديدة الخاصة بأقاليم المغرب الجنوبية‪ ،‬المساهمة في مضاعفة الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫وخلق ‪ 120‬ألف فرصة شغل وهو ما يمكن هذه األقاليم من أن ‪ ‬تضطلع بدورها كامال كجسر جهوي وقطب اقتصادي إفريقي وحلقة وصل مع أوروبا‪.‬‬ ‫وفي تقديمه لمحاور هذا النموذج التنموي الجديد ‪ ،‬أوضح وزير االقتصاد والمالية ‪،‬أن هذا النموذج التنموي الجديد‪ ،‬يستند على ركائز رئيسية ‪ ،‬تتمثل في إحداث أقطاب تنافسية قادرة على خلق‬ ‫دينامية جديدة للنمو وخلق فرص الشغل الكافية خاصة بالنسبة للشباب والنساء‪ ،‬وتعزيز التنمية المندمجة وتثمين البعد الثقافي باالستناد على الحكامة المسؤولة في إطار الجهوية المتقدمة وتكريس ثقافة‬ ‫حقوق االنسان لتعزيز الثقة وترسيخ الديمقراطية‪ ،‬وضمان التنمية المستدامة وتحسين شبكات الربط بين االقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة من جهة‪ ،‬والدول االفريقية جنوب الصحراء من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وسيتم تفعيل هذا المخطط‪ ‬عبر دعامات تتمثل في تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع االنتاجي وإدماج المقاوالت الصغرى والمتوسطة وتطوير التنمية االجتماعية وتثمين الثقافة الحسانية‬ ‫والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة وتقوية شبكات الربط والتواصل والتهيئة وتوسيع صالحيات الجهات وتمكينها من آليات االشتغال وخلق وإحداث آليات مبتكرة للتمويل‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشار إلى أن البعد االقتصادي للنموذج التنموي الجديد يهدف إلى دعم القطاعات االنتاجية (الفوسفاط والفالحة والصيد البحري والسياحة االيكولوجية)‪.‬‬ ‫فبالنسبة لقطاع الفوسفاط ‪ ،‬يوضح السيد بوسعيد‪ ،‬وباستثمار يبلغ ‪ 16,8‬مليار درهم يسعى مشروع فوسبوكراع للتنمية الصناعية إلى تثمين الفوسفاط محليا ودمج كل حلقات السلسلة االنتاجية إلى‬ ‫غاية التصدير بما يمكن من التثمين االمثل للموارد وبالتالي تقوية استفادة السكان المحليين منها‪.‬‬ ‫أما مشاريع التثمين الفالحي‪ ،‬فتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان من خالل خلق فرص الشغل (‪ 11‬الف فرصة عمل) وتنويع مصادر الدخل واالستغالل األمثل للموارد الطبيعية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل التثمين الفالحي لمنطقة الداخلة باستثمار يقدر ب ‪ 1,3‬مليار درهم على ‪ 5‬ألف هكتار عبر تحلية مياه البحر بغية المحافظة على الفرشة المائية لالجيال القادمة‪ ،‬فيما سيتم على مستوى اقليم بوجدور‬ ‫استثمار ‪ 465‬مليون درهم لتهيئة ‪ 100‬هكتار‪.‬‬ ‫وفي إطار تطوير الفالحة التضامنية باألقاليم الجنوبية سيتم إنجاز ‪ 50‬مشروعا ب ‪ 1,5‬مليار درهم سيستفيد منه ‪ 16‬ألف و ‪ 800‬مستفيد‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لقطاع تثمين منتجات الصيد البحري وتربية األحياء المائية‪ ،‬فسيتم إنجاز مشاريع كبرى على صعيد جهة الداخلة واد الذهب ستمكن من خلق ‪ 8‬ألف فرصة عمل عبر مشروعين رئيسيين‬ ‫يتعلقان بتثمين المنتجات البحرية (‪ 1,2‬مليار درهم) وتطوير قطاع تربية االحياء المائية في ثالث مناطق جغرافية (‪ 3,7‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫وفي مجال السياحة اإليكولوجية‪ ،‬أكد الوزير أنه سيتم إحداث قطب سياحي جديد وتقديم عرض سياحي مبتكر‪ ،‬يجمع ما بين البحر والصحراء والثقافة والبعد االيكولوجي‪ ،‬مع تطوير عرض تكميلي‬ ‫مرافق حول الثقافة والبيئة والمنتجات المحلية‪.‬‬ ‫ويهم البرنامج السياحي إحداث ‪ 84‬مشروعا سياحيا باستثمار يبلغ ‪ 2,1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫أما على مستوى البعد االجتماعي‪ ،‬سيتم ‪ ‬إنشاء المركز االستشفائي الجامعي للعيون باستثمار يقدر ب ‪ 1,2‬مليار درهم بغية تحسين ولوج المواطنين الى الخدمات الصحية ذات الجودة العالية وتعزيز‬ ‫فرص المنطقة في االنفتاح على إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬وإنشاء مشروع تكنوبول بمنطقة فم الواد ب ‪ 2‬مليار درهم باعتباره قطبا للتكوين والتطوير واالبتكار التكنولوجي والثقافي‪.‬‬ ‫أما بخصوص البعد البيئي‪ ،‬فقد ذكر الوزير أنه ‪ ‬تم تحديد ثالثة محاور للتنمية المستدامة والمحافظة على النظم االيكولوجية الهشة من خالل المحافظة على الثروات البحرية والموارد المائية وتنمية‬ ‫الطاقات المتجددة والمحافظة على النظم االيكولوجية إضافة إلى إنجاز سد واد نون بإقليم كلميم لتدارك الخصاص في التزود بالماء الشروب وسيسمح بتعبئة المياه الالزمة لسقي االراضي الفالحية بسافلة‬ ‫السد وسيساهم في حماية المنطقة من الفيضانات‪.‬‬ ‫وتحقيقا للربط ‪ ‬المحلي لألقاليم الجنوبية‪ ،‬ستتم تقوية توسيع تغطية الهاتف النقال من الجيل الثاني والثالث والرابع باستثمار مالي يبلغ مليار درهم‪ ،‬حيث يقوم المشروع على إنجاز روابط جديدة‬ ‫لأللياف البصرية والتحديث المستمر للشبكات‪ .‬كما سيتم إنجاز الطريق االطلسي السريع تزنيت ‪ -‬العيون ‪ -‬الداخلة بهدف تحقيق ربط مجالي أفضل لألقاليم ‪ ‬الجنوبية بما يضمن تعزيز التجارة مع الشمال‬ ‫وتطوير وسائل النقل وتحسين السالمة الطرقية‪ ،‬حيث سينفذ هذا المشروع في مرحلة أولى باستثمار مالي أولي يقدر ب ‪ 8,5‬مليار درهم‪ .‬كما سيتم إنجاز ميناء الداخلة االطلسي على الواجهة االطلسية ب‬ ‫‪ 6‬مليار درهم‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫املعجزة اخل�ضراء التي رّ‬ ‫حيت العامل‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫احتفل الشعب المغربـي يوم الجمعــة ‪ 06‬نونبر‬ ‫بالذكرى األربعين للمسيرة الخضراء المظفرة‪ ،‬هذا الحدث‬ ‫المنفرد على المستوى العالمي رسم صورة مشرقة في‬ ‫تاريخ المغرب الممتد ألزيد من ‪ 1200‬سنة‪.‬‬ ‫المسيرة الخضراء‪ ،‬فكرة بدت في حينهـــا في عين‬ ‫األصدقاء والخصوم ضربا من ضروب الجنون‪ ،‬ولكن‬ ‫الملك الراحل‪ ،‬الحسن الثاني آمن أن اختياره كان صائبا‪،‬‬ ‫ال لشيء سوى ألنه وضع الرهان على المواطنين المغاربة‪،‬‬ ‫وخصوصا على حب المغاربة لوطنهم ‪ ..‬وألن أبناء هاته‬ ‫األرض الطيبة يعشقون ترابها كيفما كانت الظروف‪ ،‬فقد‬ ‫كان الرهان مضمون المكسب‪ ،‬على األقل من الجانب‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫لن نصف ما وقــع عندمـا تنقـل ‪ 350‬ألف مغربي‬ ‫ومغربية ف��رادى وجماعات إلى مدينة طرفاية‪ ،‬ومنها‬ ‫انطلقوا‪ ،‬يوم ‪ 6‬نونبر سنــة ‪« 1975‬في نظــام وانتظــام»‬ ‫مخترقين الحدود الوهمية التي رسمها المحتل اإلسباني‬ ‫آنذاك‪ ،‬محطمين جدار الصمـت ومعه األسالك الشائكة‪،‬‬ ‫ومحررين الثغور المحتلة‪ ،‬وفي نفـس اآلن‪ ،‬مستغلين‬ ‫الفرصة من أجل صلة الرحم مع اإلخوة المواطنين سكان‬ ‫الصحراء‪ ،‬ألن الكل يعلم ما حدث آنذاك‪ ،‬فالتفاصيل ال‬ ‫تهم‪ ،‬بقدر األهمية التي تكتسيها الدروس والعبر التي‬ ‫منحتها المعجزة الخضراء‪ ،‬ليس للمغاربة فقط ولكن‬ ‫للعالم أجمع ‪ ..‬عندما يتحرك هذا الكم الهائل من الرجال‬ ‫والنساء‪ ،‬مسلحين بالقرآن الكريم واألع�لام المغربية‬ ‫وصور الملكين الراحلين رحمهما اهلل في مواجهة جيش‬ ‫بعتاده وأسلحته‪ ،‬رافضين الخضوع للخوف وخطابات‬ ‫التحذير التي وُجهت لمبدع المسيرة من الصديق قبل‬ ‫العدو‪ ،‬عندما نعاين هذا المشهد الرهيب ندرك فعال أنها‬ ‫معجزة‪ ،‬وتكبر الدهشة أكبر عندما نتذكر أن المسيرة‬ ‫الخالدة حققت أهدافها كاملـــة دون أن نسمـــع دوي‬ ‫رصاصة‪ ،‬ودون أن يصاب أحد بأذى ‪ ..‬رفع العلم المغربي‬ ‫في الثغور‪ ،‬وغادر أفراد الجيش اإلسباني بعد أن أدركوا‬ ‫أنهم يواجهون أناسا يحبون الموت حبهم للحياة‪.‬‬ ‫لسنين طويلة ظل السؤال يراود الكثيرين‪ ،‬كيف‬ ‫انبثقت فكرة المسيرة الخضراء في ذهن‪ ،‬الحسن الثاني‪،‬‬ ‫رحمه اهلل‪ .‬اإلجابة الشافية عن هذا السؤال نجدها في‬ ‫كتاب «ذاكرة ملك» ‪:‬‬ ‫«في ‪ 20‬غشت ‪ 1975‬كان علي أن ألقـــي خطابـا‬ ‫بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب‪ ،‬وهي الذكرى التي‬ ‫تخلد تاريخ نفي األس��رة الملكية‪ .‬وعشية ذلك اليوم‬ ‫كنت أتساءل مع نفسي‪« :‬ترى ماذا عساي أن أقول في‬ ‫هذا الخطاب»؟ وفي المساء وبعد أن أديت صالة العشاء‬ ‫أخلدت إلى النوم‪ .‬فاستيقظت فجأة في منتصف الليل‬ ‫تراودني فكرة نفذت نفوذ السهم إلى ذهني وهي‪« :‬لقد‬ ‫رأيت آالف األشخاص يتظاهرون في جميع المدن الكبرى‬ ‫مطالبين باستعادة الصحراء‪ .‬فلماذا إذن ال ننظم تجمهرا‬ ‫سلميا ضخما يأخذ شكل مسيرة»؟ وهنا أحسست أني قد‬ ‫تحررت من عبء ثقيل للغاية‪.‬‬ ‫وقد اكتفيت في خطابي في اليوم الموالي بالتطرق‬

‫لبعض القضايا العامة‪ .‬إثر ذلك استدعيت وزير التجارة‬ ‫ووزير المالية وقلت لهما‪« :‬إن شهر رمضان قد يكون‬ ‫قاسيا‪ ،‬إذ المحاصيل الزراعية كانت متوسطة‪ ،‬فهل‬ ‫يمكنكما من باب االحتياط تخزين كمية من المواد‬ ‫الغذائية؟ حتى إذا وجدنا أنفسنا في حاجة إلى عرضها‬ ‫في السوق أمكننا المحافظة على سعر ثابت لها»‪ .‬فأجابا‪:‬‬ ‫«بكل تأكيد‪ ،‬وما هي الكمية التي يتعين تخزينها؟» فقلت‬ ‫لهما‪« :‬تموين يكفي لشهر أو شهرين»‪ .‬ولم يفطنا لشيء‬

‫وهذا ما كنت أرغب فيه‪ .‬واستدعيت بعد ذلك أولئك الذين‬ ‫سيصبحون إلى جانبي المسؤولين الثالثة عن المسيرة‬ ‫الخضراء‪ .‬وهم الجنيرال‪ ،‬أشهبار‪ ،‬الكاتب العام إلدارة‬ ‫الدفاع والجنيرال‪ ،‬بناني‪ ،‬من المكتب الثالث والكولونيل‬ ‫ماجور‪ ،‬الزياتي‪ ،‬من المكتب الرابع‪.‬‬ ‫وبعد أدائهم اليمين بعدم إفشاء السر حتى ولو‬ ‫لم يكونوا متفقين على ذل��ك‪ ،‬شرحت لهم أن عدد‬ ‫المشاركين في المسيرة سيصل إلى ثالثمائة وخمسين‬

‫ألف نسمة‪ .‬فقالوا مستفسرين‪« :‬لماذا كل هذا العدد؟»‬ ‫فأجبتهم ب��أن المسألة في غاية البساطة فهناك‬ ‫ثالثمائة وخمسون ألف مغربي ومغربية يولدون كل‬ ‫سنة‪ ،‬وبالتالي فإن هذا العدد ليس باألهمية التي قد‬ ‫تؤثر على عدد السكان»‪ .‬وقد ألهبت الفكرة على التو‬ ‫حماسهم وشرعوا في العمل بدون كاتبات أو أجهزة‬ ‫حاسوب‪ ،‬وكانوا يحررون كل شيء بأيديهم‪ ،‬حيث كان‬ ‫يتعين إحصاء كمية الخبز الالزمة إلطعام ثالثمائة‬ ‫وخمسين ألف شخص‪ ،‬وعدد الشموع الضرورية إلنارة‬ ‫الخيام‪ .‬وهكذا عملنا ـ نحن األربعة ـ في سرية تامة حتى‬ ‫مطلع شهر أكتوبر‪ .‬وهنا كان البد من اإلسرار للحكومة‬ ‫بذلك‪ ،‬وكذا لعمال األقاليم حتى يفتحوا في الوقت‬ ‫المناسب المكاتب لتسجيل المتطوعين»‪.‬‬ ‫وعن السبــب في تأخــر إخبــار الحكومة بالمسيرة‪،‬‬ ‫قال الملك‪« :‬ألن كتمان السر كان أسهل بين أربعة‬ ‫أشخاص‪ ،‬أكثر منه بين ثالثين‪ ،‬فما بالكم إذا أفشي‬ ‫السر ألزيد من أربعين عامل إقليم‪ ،‬سيما وأن تسرب هذا‬ ‫السر كان سيكون مميتا وستكون له انعكاسات وخيمة‬ ‫على الصعيد الدولي»‪.‬‬ ‫و يبدو جليا من خالل هذا المقتطــف أن‪ ،‬الملك‬ ‫الراحل‪ ،‬لم يترك مجاال للصدفة في تحضيره لهذا‬ ‫الحدث الجلل‪ ،‬انطالقــا مــن عدد المشاركيــن بداللته‪،‬‬ ‫مرورا إلى إعداد المأكل والمشرب واإلنارة ووصوال إلى‬ ‫الوقوف على أدق التفاصيل اللوجستية والبشرية ‪ ..‬لقد‬ ‫لقن الحسن الثاني للعالم أجمع درسا مهما‪ ،‬ليس في‬ ‫مجال الحكم وتسيير الشعوب فقط‪ ،‬ولكنه مبدأ ينفع في‬ ‫الحياة بكل تفاصيلها ‪ :‬كن جريئا! غامر! ولكن فلتكن‬ ‫مغامرتك محسوبة !‪.‬‬ ‫‪ 350‬ألف مغربي ومغربية أثبتوا بدورهم للعالم‬ ‫أجمع أن هذا الشعب يحب وطنه دون شروط‪ 350 ،‬ألف‬ ‫شاركوا في المسيرة الخضراء‪ ،‬وأكثر بكثير لم يسعفهم‬ ‫الحظ للمشاركة ألن العدد كان محددا سلفا ‪ ..‬كانوا‬ ‫يعرفون أنهم سيواجهون جيشا مسلحا‪ ،‬وكانوا يدركون‬ ‫أن خيار التعرض إلطالق النار والقتل وارد جدا‪ ،‬ولكنهم‬ ‫اختاروا المواجهة من أجل تحرير أرض لهم احتلها‬ ‫غاشم ظالم‪ ،‬فرددوا بلسـان واحد «اهلل اهلل اهلل اهلل»‬ ‫ملبين نداء «صوت الحسن» مؤمنين بشعار «مسيرة‬ ‫أمة وشعب بوالدو وبناتو‪ ،‬شعارها سلم وحب والغادي‬ ‫سعداتو» ‪ ...‬لن نطيــل أكثــر‪ ،‬ونترككــم تستمعون‬ ‫لكلمات أغنية «نداء الحســـن» التي كتبها الزجـــال‪،‬‬ ‫فتح اهلل المغاري‪ ،‬ولحنها الموسيقار ‪ ،‬عبد اهلل عصامي‪،‬‬ ‫وسجلت بصوت المجموعة الصوتية للجــوق الوطنــي‬ ‫في ظرف ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫و ال زلنا على العهـــد باقون‪ ،‬واليـوم إن طلب منا‬ ‫الملك‪،‬محمد السادس‪ ،‬مسيـــرة أخرى‪ ،‬فسيخرج فيها‬ ‫الماليين من المغاربة بنسائهم وأطفالهم وشيبهم‬ ‫وشبابهم ‪ ،‬الصحراء مغربيــة شاء من شـــاء وأبى من‬ ‫أبى‪.‬‬

‫ذكرى امل�سرية اخل�ضراء‬

‫تظاهرة اجتماعية ريا�ضية بيئية واقت�صادية‬ ‫في حياة كل المجتمعات أحداث جليلة وعظيمة يجب علينا أن‬ ‫ال نمر عليها مرور الكرام‪ ،‬فغالبا ما تكون رمزا من رموز الذاكرة‬ ‫االجتماعية التي ترسخ الثوابت الوطنية‪ ،‬وتجعل المجتمع يفتخر‬ ‫بإنجازها‪.‬وبالنسبة للمغاربة‪ ،‬هناك حدث يعتبر من أهم األحداث‪،‬‬ ‫بعد ذكرى عيد العرش وعيد االستقالل‪ ،‬فاالحتفال بهما يوازي‬ ‫األعياد الدينية وبعدها يأتي حدث المسيرة الخضراء الذي يجب أن‬ ‫يجدد في يوم ‪ 6‬نوفمبر من كل سنة‪.‬‬ ‫أين قسم المسيرة الذي يقول ؟‪:‬‬ ‫«أقسم هّ‬ ‫بالل العظيم أن أبقى وفيا لروح المسيرة الخضراء‬ ‫مكافحا عن وحدة وطني من البوغاز إلى الكويرة‪ ..‬وأقسم هّ‬ ‫بالل‬ ‫العلي العظيم أن ألقن هذا القسم ألسرتي وعشيرتي في سري‬ ‫وعالنيتي‪ ،‬هّ‬ ‫والل سبحانه هو الرقيب على طويتي وصدق نيتي»‪.‬‬ ‫إن انطالق المسيرة الخضراء ملحمة تاريخية بامتياز‪ ،‬إنه إنجاز‬ ‫عظيم بالنظر إلى جسامة وضخامة األعمال واألفعال التي تطلبها‬ ‫اإلنجاز من جميع النواحي وخاصة التهييء لها‪.‬فخالل شهر أكتوبر‬ ‫من سنة ‪ 1975‬قرر جاللة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه هّ‬ ‫الل استرجاع الصحراء وأعلن عن تنظيم مسيرة‬ ‫سلمية‪ ،‬تمكنه من استرجاع الصحراء‪ ،‬بعد أكثر من ‪ 75‬سنة من االحتالل اإلسباني لها‪.‬‬ ‫المسيرة الخضراء التي جمعت ما مجموعه ‪ 350‬ألف مواطن مغربي دخلوا التراب المغربي المحتل رافعين‬ ‫القرآن الكريم واألعالم الوطنية ‪ ،‬متحلين باإليمان القوي بحق المغرب في إلحاق الصحراء بالوطن األم‪.‬‬ ‫بإعالن الملك الحسن الثاني رحمه هّ‬ ‫الل عن انطالق المسيرة الخضراء في ‪ 6‬نونبر ‪ 1975‬توجهت األنظار إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬منهم المؤيد ومنهم المعارض ـ فاألطراف متعددة وغير راضية وخاصة الجزائر التي اختلقت النزاع مع‬ ‫المغرب بواسطة البوليزاريو لكي تلزم المغرب على السكوت عن المطالبة بالتراب المغربي الذي ورثته فرنسا‬ ‫للجزائر‪.‬‬

‫تخيلوا!‪ ..‬كيف يمكن نقل ‪ 350‬ألف متطوع ومعهم ‪ 470‬طبيبا‬ ‫وممرضا من مختلف األقاليم المغربية إلى طرفاية‪ .‬هل هذا ممكن؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد تحققت المعجزة بفضل تخصيص ‪ 10‬قطارات لمدة ‪12‬‬ ‫يوما لنقل المتطوعين من أطراف المغرب إلى مراكش ثم إلى طرفاية‬ ‫وإحضار ‪ 7813‬شاحنة وحافالت لنقل المتطوعين من مراكش ومعهم‬ ‫أزيد من ‪ 20‬ألف طن من المواد الغذائية وما يزيد عن ‪ 2500‬طن من‬ ‫المحروقات و‪ 230‬سيارة إسعاف‪.‬‬ ‫هذه اإلج��راءات التي أمر بها وسهر على تنفيذها جاللة الملك‬ ‫الحسن الثاني طيب هّ‬ ‫الل ثراه‪ ،‬تتطلب تفكيراً عميقا وطويال في كيفية‬ ‫إنجازها‪ ،‬فماذا على الشعب المغربي أن يفعل مقابل هذا اإلنجاز العظيم‬ ‫الذي أدهش العالم وخاصة السياسيين منهم‪ ،‬إنه عمل فريد يجب‬ ‫علينا االحتفاء بهذه الذكرى وتخليدها وإعطائها ما تستحقه من العناية‬ ‫والتبريك‪ ،‬بالنظر إلى هذا العمل الجبار الذي ضم األقاليم الصحراوية‬ ‫إلى الوطن األم وفتح آفاقا جديدة في موضوع األراضي المغربية التي‬ ‫سلمتها فرنسا إلى الجزائر التي تنكرت للمساعدات التي قدمها لها‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫هذا وإن يوم الجمعة ‪ 6‬نوفمبر كان البد أن يكون ـ أكثر من‬ ‫أي وقت مضى ـ عيدا كبيرا للتذكير بأهمية المسيرة الخضراء بإقامة تظاهرات رياضية بحيث يمكن جعل هذه‬ ‫الذكرى يوم العدو الريفي (ماراطون دولي) وتحفيز الناس بالسير على األقدام وعدم استعمال السيارة إال للضرورة‬ ‫القصوى‪ ،‬وبهذه العملية يمكن ادخار الوقود ليوم آخر‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬يمكن صناعة وتهييء أحذية رياضية‪ ،‬يكتب على واجهاتهاـ مثال ـ ‪ 6‬نوفمبر ‪ 1975‬ذكرى‬ ‫المسيرة الخضراء‪.‬‬ ‫علينا احترام القيم المنجزة‪ ،‬فاألجيال تمر والوطن يدوم‪.‬‬

‫مصطفى خريشف‬


‫العدد ‪810‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫الصناديق السوداء‬

‫بعد والية تشرف على نهايتهـــا‪ ،‬ال زالت‬ ‫الحكومة تحتفظ ب ‪ 75‬صندوقا أسود خصصت‬ ‫لها ميزانية إجمالية بنحو ‪ 66‬مليار درهم‪ ،‬يشرف‬ ‫على خمسة منها رئيس الحكومة بنفسه‪ ،‬وبشكل‬ ‫مباشر‪ ،‬فيما تتوزع باقي الصناديق على مختلف‬ ‫القطاعات المعنية‪.‬‬ ‫أما الحسابات الخصوصية فقد رصد لها في‬ ‫ميزانية ‪ 2016‬مبلغ ‪ 66‬مليار درهم بزيادة بلغت‬ ‫نسبتها ‪ 5,53‬بالمائة مقارنة مع السنة الماضية‪.‬‬ ‫وقد هيمنت الحسابات المرصودة لـ «أمور‬ ‫خصوصية» حيث أنها كانت تمثل خالل سنة‬ ‫‪ 2015‬نسبة ‪ 75‬بالمائة ب ‪ 57‬حسابا ‪.‬‬ ‫ال تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‪! ‬‬

‫‪ 8‬مالييـر درهم لدعـم‬ ‫األحزاب السياسية‬

‫وزارة الداخلية خصصت في ميزانيتها للسنة‬ ‫المقبلة ‪ 8‬ماليير درهم لدعم األحزاب السياسية‬ ‫من أجل «المساهمة» في تغطية مصاريف التسيير‬ ‫وتنظيم المؤتمرات الوطنية والعادية فيما رصدت‬ ‫الوزارة مبلغ ‪ 100‬مليون سنتيم لبرامج «التكوين»‬ ‫التي ال تكون أحدا‪ ،‬ألن المغاربة مسيسون‬ ‫بالفطرة‪! ‬‬ ‫هنيئا ألحزابنا السياسية بهذا «التضخيم»‬ ‫البرامكي من قبل الحكومة والبد أن صندوق‬ ‫الدعم هذا سيعجل بعقد المؤتمرات الوطنية من‬ ‫أجل إعادة تشكيل المشهد السياسي بعد إقالة‬ ‫األمناء العامين المشاغبين والخالدين في كل‬ ‫من حزب االتحاد االشتراكي واالستقالل والحركة‬ ‫الشعبية والتقدم واالشتراكية واألحرار‪....‬وربما‬ ‫أننا سوف نفاجأ بقيادات جديدة ‪ ،‬عندما يأتي‬ ‫المساء‪ ،‬ويحل موعد االنتخابات التشريعية المقبلة‬ ‫ربما‪...! ‬‬

‫فتنـــة‬

‫سئل وزير العدل وما تبقى من حريات عن‬ ‫«فتوى» مجلس اليزمي حول المساواة في اإلرث‪،‬‬ ‫فأجاب‪ ،‬كغيره ممن أدلوا بدلوهم في هذه الجدل‪،‬‬ ‫أن لغة المجلس الوطني لحقوق اإلنسان لغة‬ ‫صادمة بالنسبة لقطعيات الشرع‪ ،‬في حين ينص‬ ‫الدستور على إسالمية الدولة وعلى المواثيق‬ ‫الدولية ‪ ،‬لكن في إطار ثوابت المملكة‪ .‬وال حق‬ ‫للمجلس أن يتحدث بهذه اللغة مع وجود «نص‬ ‫قطعي الثبوت» و «قطعي الداللة»ألن هذه اللغة‬ ‫تصادم النظام التشريعي العام للبالد وهي دعوة‬ ‫مرفوضة باإلطالق‪ ،‬وأخشى أن تكون دعوة للفتنة‪.‬‬ ‫يبدو أن كلمة ‘الفتنة’’ هذه عزيزة على‬ ‫«اإلخوان» الذين يستدلون بها في كل موقف ال‬ ‫يعجبهم‪...! ‬‬

‫تغيب البرلمانيين‬ ‫ظاهرة تغيب البرلمانيين عن اجتماعات‬ ‫اللجان والجلسات العامة ال زالت متفشية بشكل‬ ‫كبير في أوساط ممثلي األمة‪ ،‬ياحسرة‪! ‬‬ ‫إجراءات الزجر التي يتضمنها القانون الداخلي‬ ‫للمجلس لم تنفع في ردع «السادة النواب» عن‬ ‫الغياب‪ ،‬كما أن التشهير بالنواب «األشباح» لم‬ ‫يثنهم عن ممارسة رياضة «التغيب» بالرغم من‬ ‫التحفيزات التي وضعها رئيسهم رهن إشارتهم‬ ‫والتي ال حق لهم فيها على اإلطالق ‪ ،‬من قبيل‬ ‫اإلقامة المجانية بالفنادق الفاخرة واالستفادة من‬ ‫مجانية النقل والتغذية ‪ ،‬إلى آخره‪! ‬‬ ‫وكم يحز في النفس أن نشاهد على شاشة‬ ‫التليفزيون القاعة الكبرى للبرلمان‪ ،‬وهي نصف‬ ‫فارغة أو فارغة إال من بعض الرؤوس»المتناثرة»‪،‬‬ ‫هنا وهناك‪....‬‬ ‫والسؤال هل يسمح لهم ضميرهم بأن‬ ‫يتسلموا «مليناتهم» الشهرية دون أن يقدموا‬ ‫مقابال سبق وأن التزموا به أمام الشعب ؟‬ ‫األمر يحتاج إلى معالجة شعبية بعد أن فشلت‬ ‫الحكومة والبرلمان في إرغام «نواب األمة» على‬ ‫حضور جميع األنشطة المقررة ‪ ،‬إال إذا حدث ما يبرر‬ ‫التغيب قانونا‪.‬‬ ‫وقديما قال الشاعر‪ :‬إنما الفخر لعقل ثابت‬ ‫وحياء وعفاف وأدب‪! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫رئي�س بلدية مرتيل يجمد كل �شيء يف انتظار قرار املحكمة‬ ‫كشفت مصادر مطلعة لـ«األخبار» أن رئيس بلدية‬ ‫مرتيل عن حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬جمد كل مصالح‬ ‫البلدية في انتظار صدور قرار من المحكمة في قضية‬ ‫الطعون المقدمة ضده‪ ،‬ما عطل عمل العديد من المصالح‪.‬‬ ‫وأشارت المصادر نفسها إلى أن الرئيس أعلن أن العديد‬ ‫من األمور ستتم إعادة النظر فيها بشكل واسع‪ ،‬ومنها‬ ‫دعم الجمعيات وإعادة النظر في الميزانية المرصودة له‪،‬‬ ‫وأغلق هاتفه في وجه مجموعة من أعضاء األغلبية‪ ،‬وال زال‬ ‫إلى حد اآلن لم يمنح أي تفويض لنوابه‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫أن العديد من الوثائق الخاصة بالتعمير والرخص ال زالت‬ ‫تنتظر التوقيع‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬نفى نائب الرئيس بنعبود‪ ،‬في تصريح‬ ‫لـ«األخبار» أن يكون أمر التفويضات مرتبطا بانتظار قرار‬ ‫المحكمة‪ ،‬مضيفا أن التفويضات لم تمنح بكل مجالس‬ ‫المضيق الفنيدق وليس مرتيل وحدها‪ .‬و«كل ما في األمر‪،‬‬ ‫يقول بنعبود‪ ،‬أن الرئيس ينتظر صدور دورية جديدة في‬ ‫الموضوع لتنظيم التفويضات‪ ،‬وفي حال لم تصدر سيمنح‬ ‫التفويضات في بداية الشهر المقبل على أن يتم تدارك‬

‫األمر إذا صدرت الدورية بعد ذلك‪ ،‬غير أنه لن يمنح أي‬ ‫تفويض في ما يخص التسيير اإلداري واآلمر بالصرف‬ ‫ألن القانون يمنع ذلك»‪ .‬وبخصوص عدم رد أمنيول على‬ ‫الهاتف وضعف تواصله مع أعضاء األغلبية‪ ،‬قال بنعبود‬ ‫إنه تحدث مع الرئيس لوقت قريب وإنه ال خالف حول‬ ‫التفويضات‪ ،‬حيث إن كل نائب يعرف التفويض الذي‬ ‫سيمنح له في انتظار خروج ذلك بشكل رسمي فقط‪ .‬أما‬ ‫في موضوع إعادة النظر في الدعم المقدم للجمعيات‬ ‫بشكل جذري‪ ،‬فكان جواب بنعبود أن الميزانية سيعاد فيها‬ ‫النظر بشكل عام بالنظر إلى تدني المداخيل بشكل غير‬ ‫مسبوق واإلجراءات الخاصة بقانون التعمير وإلزامية رأي‬ ‫الوكالة الحضرية‪ .‬ومداخيل البلدية‪ ،‬ــ يضيف المتحدث‬ ‫نفسه ــ‪ ،‬تعتمد على التعمير بشكل أساسي وإعادة النظر‬ ‫في الدعم المقدم للجمعيات بنسبة ‪ 30‬بالمائة تقريبا هو‬ ‫قرار يفرض نفسه‪ .‬ونقولها بكل وضوح فالجمعيات التي ال‬ ‫تتوفر على برنامج مهيكل واضح وتتقاطع أهدافه مع رؤية‬ ‫المجلس لن تستفيد من الدعم»‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن الطعن الذي تقدم به منافسو رئيس‬

‫بلدية مرتيل‪ ،‬خالل األسابيع الماضية بشأن الخروقات‬ ‫التي شابت العملية االنتخابية خالل االنتخابات الجماعية‬ ‫والجهوية‪ ،‬تم قبوله من طرف المحكمة اإلدارية بالرباط‪،‬‬ ‫التي قررت بعد المدواالت إلغاء النتائج التي أسفرت عنها‬ ‫االنتخابات الجماعية الخاصة بالجماعة الحضرية لمرتيل‪،‬‬ ‫مع يعني القول بإعادة اإلنتخابات الجماعية بهذه المدينة‬ ‫من جديد‪ ،‬في التدبير والتسيير الخاص بشكل أساسي‬ ‫بقطاع التعمير بمرتيل‪ ،‬ليعود أمنيول لدخول غمار‬ ‫المنافسة السياسية وكيال الئحة التقدم واالشتراكية‬ ‫رفقة بنعبود الذي غادر العدالة والتنمية‪ ،‬لتصدر السلطات‬ ‫بالمضيق ـ الفنيدق قرارا بمنع الئحته‪ ،‬قبل أن تحكم‬ ‫المحكمة لصالحه وحقه في الترشيح‪ ،‬لتكتسح الئحته‬ ‫مدينة مرتيل بحصولها على ‪ 18‬مقعدا من أصل ‪ ،35‬ما‬ ‫مهد له الطريق ليعود ثانية إلى منصب الرئاسة بأغلبية‬ ‫مريحة دعمها حزب العدالة والتنمية بـ‪ 3‬مقاعد حصلت‬ ‫عليها خالل االنتخابات األخيرة‬

‫حسن الخضراوي‬

‫املجال�س اجلماعية ت�سابق الزمن رفقة «�أماندي�س» لإخماد‬ ‫االحتجاجات بال�شمال‬

‫دخلت المجالس الجماعة لمدن الشمال في استنفار‬ ‫واجتماعات ماراطونية مع شركة «أمانديس» للتدبير‬ ‫المفوض‪ ،‬من أجل الخروج بحلول وإجراءات يمكن تنزيلها‬ ‫لخفض الفواتير الخاصة بالماء والكهرباء‪ ،‬واالستجابة‬ ‫لمطالب المحتجين‪ ،‬وما سمي «مسيرات الشموع» التي‬ ‫تجوب المدن الشمالية كل أسبوع مطالبة برحيل الشركة‪.‬‬ ‫هذا واجتمع ادعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫بمدير الشركة «أمانديس» المفوض لها تدبير الماء‬ ‫والكهرباء والتطهير السائل‪ ،‬بعد استدعائه لألخير للنظر‬ ‫في اإلجراءات العامة التي تم اتخاذها هذا األسبوع بالنسبة‬ ‫لجمعيات المجتمع المدني والمواطنين ممن وضعوا‬ ‫شكاياتهم المتعلقة بارتفاع أسعار فواتير األداء الخاصة‬ ‫بالماء والكهرباء‪.‬‬ ‫وقال ادعمار إن الجماعة تضع على عاتقها حل هذا‬ ‫المشكل في أقرب األجال‪ ،‬وإن كل شكاية ترد سواء على‬

‫الجماعة أو «أمانديس» بسبب الغالء أو األغالط التي‬ ‫تشوب الفواتير‪ ،‬يجب أن تتم معالجتها في حينها بدل‬ ‫االنتظار‪ ،‬مع إمهال صاحبها في اإلداء والحيلولة دون‬ ‫تعرضه لقطع الماء والكهرباء‪ ،‬واالحتكار للجهاز ومراجعة‬ ‫العداد‪.‬‬ ‫وفي تعليق له على الموضوع‪ ،‬قال فاعل سياسي إن‬ ‫المجالس الجماعية تأخرت كثيراً في مبادرة االجتماع مع‬ ‫«أمانديس»‪ ،‬وإن مراقبتها لتنزيل دفتر التحمالت ورصد‬ ‫الخروقات المحتملة ضعيفة وتكاد تكون منعدمة‪ .‬إذ على‬ ‫المجالس ـ يضيف المتحدث نفسه ـ أن تقوم بدورها‬ ‫بوصفها ممثلة للسكان في المراقبة المستمرة والدائمة‬ ‫لملفات التدبير المفوض وليس عند خروج االحتجاجات‬ ‫فقط من جهته‪ ،‬سارع رئيس بلدية الفنيدق عن العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬إلى االجتماع بدوره مع ممثلين عن «أمانديس»‬ ‫بحضور السلطات المحلية‪ ،‬وتم االتفاق على معالجة كل‬

‫الشكايات الواردة على الشركة أو البلدية‪ ،‬واالنتقال إلى‬ ‫أصحابها في منازلهم‪ ،‬حيث انطلقت اللجنة المكلفة بذلك‬ ‫لتقوم بمهامها‪ .‬وجرى تنبيه الشركة إلى التوقف عن قطع‬ ‫الماء والكهرباء إلى حين تسوية المشاكل مع المتضررين‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن المدن الشمالية عرفت وال زالت تعرف‬ ‫احتجاجات واسعة ومسيرات ضخمة تطالب بخفض أسعار‬ ‫الفواتير الخاصة بالماء والكهرباء ورحيل «أمانديس» إلي‬ ‫ذلك‪ ،‬بادرت الشركة إلى القيام بحمالت توعية لشرح نظام‬ ‫األشطر وتنزيل العديد من القرارات بعد موجة االحتجاجات‬ ‫األخيرة‪ ،‬في انتظار العمل بقرارات أخرى أكثر أهمية‪ ،‬من‬ ‫قبيل العداد المشترك‪ ،‬حيت اعترف رئيس الحكومة بأن‬ ‫الشركة لم تفعل القرار الذي اتخذ بشأنه‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تيسير إجراءات إضافة عداد ثان بالمنزل نفسه لخفض‬ ‫أسعار الفواتير‪.‬‬

‫ح‪.‬خ‬

‫�ستة �أ�شخا�ص ين�ضافون �إلى املتابعني يف ق�ضية «انتفا�ضة ال�شموع»‬ ‫كان ملف احتجاجات سكان طنجة ضد شركة أمانديس‪،‬‬ ‫على موعد مع تصعيد جديد‪ ،‬بعدما اكتشفت هيئة دفاع‬ ‫المتهمين االثني عشر الذين اعتقلوا يوم ‪ 24‬أكتوبر‪ ،‬أن‬ ‫قائمة من ‪ 6‬أشخاص انضافت للملف‪ ،‬بعدما صدرت في حقها‬ ‫مذكرة اعتقال بتهمة التحريض بتهمة التحريض‬ ‫وعقب حصول هيئة الدفاع‪ ،‬المكونة من أكثر من‬ ‫‪ 30‬محاميا ومحامية‪ ،‬على محاضر التحقيقات األمنية مع‬ ‫المتهمين‪ ،‬اكتشفت وجود مذكرة اعتقال صادرة عن الفرقة‬ ‫الوالئية للشرطة القضائية بطنجة‪ ،‬بخصوص ستة أسماء‬ ‫جديدة‬ ‫وضمت المذكرة أسماء كل من بكر الخمليشي‪ ،‬النقابي‬ ‫المعروف المنتمي لحزب النهج الديموقراطي والجمعية‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومحمد التالوي ومصطفى أعراس‬

‫وزكارياء الهاشمي‪ ،‬النشطاء بمنظمة «أطاك» اليسارية‪،‬‬ ‫وهالة الشغواني وحمزة افريقة‪ ،‬الناشطين بحركة ‪ 20‬فبراير‪،‬‬ ‫وكلهميواجهون تهمتي التحريض والتأجيج‬ ‫وحسب المحامية خديجة جنان‪ ،‬عضو هيئة الدفاع عن‬ ‫المهتمين في ما بات يعرف بملف «انتفاضة الشموع»‪ ،‬فإن‬ ‫نعت المبحوث عنهم الستة بالمحرضين‪« ،‬محاولة إلضفاء‬ ‫طابع سياسي على احتجاجات سكان طنجة ضد أمانديس‪،‬‬ ‫خاصة إذا ما انتبهنا إلى انتمائهم إلطارات معروفة بمشاركتها‬ ‫في االحتجاجات»‬ ‫وكانت هيئة الحكمة بابتدائية طنجة‪ ،‬قد أمرت بمثول‬ ‫المتهمين الستة أمامها‪ ،‬كما أجلت النظر في الملف‪ ،‬الذي‬ ‫يتابع فيه ‪ 12‬شخصا في حالة سراح‪ ،‬إلى غاية يوم ‪ 15‬مارس‬ ‫‪2016‬‬

‫وصباح اليوم نفسه الذي جرت فيه أطوار الجلسة‪ ،‬شهد‬ ‫حي بئر الشفا بمقاطعة بني مكادة‪ ،‬وهو بؤرة االحتجاجات‬ ‫ضد «أمانديس»‪ ،‬احتجاجات محدودة بين المحتجين وعناصر‬ ‫األمن‪ ،‬الذين أبعدوا االعتصام عن مقر الشركة‪ ،‬للسماح‬ ‫بدخول األشخاص الذين أرادوا وضع شكاياتهم لدى‬ ‫الشركة‪.‬‬ ‫واستقبل مقر الشركة عشرات الشكايات المطالبة‬ ‫بمراجعة الفواتير‪ ،‬وحسب شهود عيان‪ ،‬فإن مسؤولي الشركة‬ ‫استلموا شكايات جميع المتضررين باإلضافة إلى الفواتير‬ ‫المعنية‪ ،‬واعدة المشتكين بتقليص الفاتورة‪ ،‬شفويا‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫«�أماندي�س» تبد�أ تطبيق اتفاقها مع الداخلية تزامنا مع اجتماع‬ ‫ح�صاد مب�س�ؤوليها‬

‫شرعت شركة «أمانديس» في تنزيل مجموعة من‬ ‫إجراءات االتفاق الذي جمعها مع وزارة الداخلية‪ ،‬من أجل وقف‬ ‫االحتجاجات المتصاعدة ضدها‪ ،‬حيث بدأت في إعادة قراءة‬ ‫العدادات ومراجعة فواتير شهري يوليوز وغشت‪ ،‬وذلك تزامنا‬ ‫مع اجتماع وزير الداخلية محمد حصاد بمسؤولي الشركة‪.‬‬ ‫ومنذ يوم اإلثنين الفارط‪ ،‬بدأت الشركة الفرنسية في‬ ‫تطبيق النقطة الثانية من االتفاق‪ ،‬التي تقضي باعتماد عملية‬ ‫اإلشعار بقراءة العداد‪ ،‬لتمكين المواطنين من التأكد من‬ ‫قيام الشركة بواجبها‪ ،‬وبناء على ذلك قام مستخدمو الشركة‬ ‫بقراءة عدة عدادات ووضعوا عليها ملصقا يؤكد مرورهم‪.‬‬ ‫وكانت الشركة قد بدأت في مراجعة فواتير شهري يوليوز‬ ‫وغشت‪ ،‬والتي كانت السبب المباشر في خروج سكان طنجة‬

‫للشارع بسبب المبالغ الكبيرة التي حملتها‪ ،‬وحسب معطيات‬ ‫وزارة الداخلية فإن ‪ 8900‬فاتورة تم تصحيحها‪ ،‬وتأكد بالفعل‬ ‫أن الشركة وقعت في أخطاء كثيرة‪ ،‬حيث اعتمدت التقديرات‬ ‫بدل القراءة الفعلية للعدادات‪ ،‬ما أدى إلى الرفع في قيمة‬ ‫الفواتير بشكل غير قانوني‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كان وزير الداخلية محمد حصاد‪ ،‬قد‬ ‫اجتمع مع مسؤولي شركة «أمانديس»‪ ،‬من أجل حثهم على‬ ‫ضرورة «التعاطي المسؤول والسريع مع شكايات المواطنين‬ ‫المتعلقة بارتفاع فواتير استهالك الماء والكهرباء بالجهة‪،‬‬ ‫وذلك بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها»‪.‬‬ ‫وحسب بالغ نشرته وكالة المغرب العربي لألنباء‬ ‫الرسمية‪ ،‬فإن حصاد اطلع خالل اجتماع عقده بمقر والية‬

‫جهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬على مستوى أجرأة الحلول‬ ‫المقترحة من طرف اللجان الوزارية السابقة‪ ،‬كما أعطى‬ ‫توجيهات «صارمة» إلى مسؤولي شركة «أمانديس» قصد‬ ‫التنزيل الفوري على أرض الواقع للتدابير المتخذة‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أن وزير الداخلية أعطى «توجيهات‬ ‫صارمة» لمسؤولي الشركة من أجل العمل على اتخاذ جميع‬ ‫اإلجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذا الوضع مستقبال‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل االجتماع الذي حضره أيضا والي الجهة‪ ،‬والرئيس المدير‬ ‫العام لشركة التدبير المفوض «أمانديس»‪ ،‬وجميع المدراء‬ ‫المركزيينوالمحليينللشركة‪.‬‬

‫ح‪.‬م‬


‫العدد ‪810‬‬

‫إقتصاد‬

‫التجاري وفابنك يوقع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك مع‬ ‫بنك الهند ‪ICICI‬‬ ‫على هامش القمة الثالثة لمنتدى الهند ‪ -‬افريقيا‪ 2015 ،‬وقعت مجموعة التجاري وفا بنك مذكرة تفاهم مع البنك الهندي ‪ ، ICICI‬وذلك‬ ‫لتعزيز وتفعيل التعاون المشترك بين المجموعتين البنكيتين‪.‬‬ ‫ويسعى هذا االتفاق الذي تم تعزيزه بخارطة طريق للمبادرات إلى تقديم المساعدات والخدمات البنكية والمالية ذات القيمة المضافة‬ ‫لزبناء المجموعتين في مختلف البلدان التي توجد فيها المجموعتان‬ ‫وفي هذا اإلطار تلتزم المجموعتان بالتعاون في مجاالت استقطاب الزبناء وتبادل المعلومات وتسهيل تدفقها وفتح الحسابات وتوفير‬ ‫التسهيالت المالية لفائدة الزبناء في البلدان التي توجد بها المجموعتان‪.‬‬ ‫كما تلتزم المجموعتان‪ ،‬بتوفير خدمات األداء والتحويالت المالية‪ ،‬وذلك عبر تدابير تشجيعية من شأنها تعزيز تنافسية تحويالت‬ ‫الزبناء بين المؤسستين في البلدان التي يوجدان فيها‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬تلتزم المجموعتان‪ ،‬بتوفير التمويالت الالزمة للتجارة‪ ،‬من‬ ‫خالل تشجيع وسائل األداء والضمان على المستوى الدولي في ما يتعلق باعتمادات السندات‪ ،‬والضمانات الدولية‪ ،‬وتغطية المخاطر‬ ‫بين الدول وذلك لصالح الزبناء المستوردين والمصدرين وكذا المستثمرين في جميع الدول التي تحضر فيها المجموعة البنكية‬ ‫المغربية والهندية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قال المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك‪ ،‬إن توقيع مذكرة التفاهم مع المجموعة الهندية يعتبر فخرا لمجموعة‬ ‫التجاري وفا بنك‪ ،‬على اعتبار أنه ال يشكل وجها لتعاون غني ومتعدد األوجه فقط‪ ،‬بل يتجاوزه ليتيح لزبنائها آفاقا واعدة في الدول التي توجد‬ ‫فيها المجموعتان‪ .‬وأضاف أن القارة اإلفريقية اليوم‪ ،‬توجد في قلب استراتيجيات التنمية علىال مستوى الدولي‪ ،‬وكذا لدى العديد من الدول‬ ‫الكبرى‪ ،‬ومنها الهند‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حوالي ‪ 50‬مقاولة ومجموعة اقتصادية مغربية شاركت في القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا‪ ،‬المنعقدة في العاصمة‬ ‫نيودلهي ما بين ‪ 26‬و‪ 29‬أكتوبر الماضي‪ ،‬تحت شعار شركاء في التقدم‪ :‬نحو جدول أعمال إنمائي فارق وفعال‪.‬‬ ‫وضم الوفد االقتصادي المغربي مجموعات اقتصادية كبرى ومقاوالت صغرى ومتوسطة تعمل في قطاع التكنولوجيا ‪،‬والمعلومات‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬والبنيات التحتية (الكهرباء والطاقة الشمسية والماء والتطهير والبناء)‪ ،‬والقطاع البنكي والهندسة واالستثارات والخدمات‬ ‫اللوجستية‪ ،‬والصناعات الغذائية والمنسوجات والتعليم العالي‪ .‬ويعد الوفد االقتصادي المغربي األكبر من بين جميع البلدان اإلفريقية‬ ‫الممثلة في هذه التظاهرة من حيث العدد بين رجال األعمال المشاركين‪.‬‬

‫إقبال كبير على القروض العقارية بالمغرب‬ ‫حسب المعطيات التي كشف عنها وزير السكنى وسياسة المدينة بالبرلمان‪ ،‬بمناسبة تقديم مشروع ميزانية ‪ ،2016‬فقد سجل إقبال‬ ‫للمغاربة على القروض العقارية‪ ،‬ارتفاعا وصل إلى نسبة ‪ ،٪3‬حيث وصل حجم القروض العقارية إلى غاية غشت الماضي إلى ‪ 241‬مليار درهم‬ ‫مقابل ‪ 234‬مليار درهم خالل الفترة نفسها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫ويظهر حسب المعطيات التي كشف عنها وزير السكنى وسياسة المدينة‪ ،‬نبيل بنعبد اهلل‪، ،‬أن القطاع عرف انتعاشة طفيفة يعكسها حجم‬ ‫فرص العمل المحدثة والذي وصل إلى ‪ 16‬ألف فرصة عمل خالل الفترة ما بين الربع الثاني من سنة ‪ 2014‬والربع الثاني من السنة الجارية‪،‬‬ ‫وذلك بنسبة ارتفاع وصلت إلى ‪ ٪1،5‬في المائة باإلضافة إلى زيادة في االستثمارات األجنبية المباشرة في القطاع التي وصلت إلى ‪10،76‬‬ ‫مليار درهم خالل سنة الفارطة في مقابل ‪ 7،52‬ملياردرهم خالل سنة ‪ ،2013‬وهو ما يعكس ارتفاعا وصل إلى ‪.43٪‬‬ ‫وجاء أيضا في عرض الوزير أن مبيعات اإلسمنت سجلت في المقابل‪ ،‬انخفاضا بنسبة ‪ ،1٪‬حيث لم تتجاوز المبيعات ‪ , 10,51‬مليار درهم‬ ‫خالل الفترة ما بين يناير وشتنبر من السنة الجارية في مقابل ‪10,65‬مليار درهم خالل الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وجاء أيضا في عرض الوزير بنعبداهلل‪ ،‬أن قطاع السكنى برسم السنة الجارية‪ ،‬أنه تم انتهاء األشغال في ‪ 82.193‬وحدة منها ‪74.632‬‬ ‫وحدة اقتصادية واجتماعية‪ ،‬إلى جانب فتح أوراش ‪ 89.653‬وحدة‪ ،‬منها ‪ 75.964‬وحدة اقتصادية واجتماعية‪.‬‬ ‫وبخصوص برنامج عمل ‪ ،2016‬وفي الشق المتعلق ببرنامج التدخل في السكن الصفيحي سيتم تخصيص ‪ 400‬مليون درهم لمواصلة‬ ‫تنفيذ البرنامج في مدن الدار البيضاء والمحمدية والرباط والصخيرات وغيرها‪ ،‬كما سيتم التعاقد بشأن األسر غير المبرمجة خصوصا في مدن‬ ‫الدار البيضاء والقنيطرة وسطات والسمارة‬ ‫وعن برنامج التدخل في السكن المهدد باالنهيار سيتم إعطاء االنطالقة لمشاريع جديدة تهم البنيات المهددة باالنهيار المتبقية حسب‬ ‫اإلحصاء الميداني لوزارة الداخلية المنجز سنة ‪ ،2012‬أما عن برامج التدخل باألحياء ناقصة التجهيز‪ ،‬فسيتم التعاقد بشأن إنجاز برامج التدخل‬ ‫في األحياء الناقصة التجهيز بالعديد من األقاليم والعماالت بمبلغ يصل إلى ‪ 500‬مليون درهم‪.‬‬

‫القطار يمر إلى السرعة القصوى بخصوص الزيادة‬ ‫في ثمن التذاكر‬ ‫اقترحت الحكومة الزيادة في سعر تذاكر القطارات ابتدا ًء من فاتح يناير المقبل‪ ،‬وهو االقتراح الذي يعارضه العديد من النواب الذين‬ ‫يعتبرونها ضربة للقدرة الشرائية لـ ‪ 40‬مليون مغربي يستقلون القطار سنويا‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كشف محمد بوسعيد‪ ،‬وزير المالية واالقتصاد‪ ،‬يوم االثنين الماضي ‪ ،‬بلجنة المالية بمجلس النواب‪ ،‬عن تفاصيل الزيادة‬ ‫المرتقبة في سعر تذكرة القطار‪ ،‬بعد التعديل الذي جاءت به الحكومة من خالل مشروع القانون المالي ‪ ،2016‬والقاضي بالرفع من نسبة‬ ‫الضريبة على القيمة المضافة من ‪ 14‬في المائة حاليا‪ ،‬إلى ‪ 20‬في المائة ابتدا ًء من يناير المقبل‪ ،‬حيث سيرتفع سعر تذكرة القطار على الرحلة‬ ‫الرابطة ما بين الدار البيضاء والرباط بـ ‪1,85‬درهم ليصبح السعر اإلجمالي للرحل ‪ 36,85‬درهما (أو ‪ 37‬درهما ألن جميع أسعار تذاكر‬ ‫المكتب الوطني للسكك الحديدية ال تحتوي على السنتيمات وذلك لتسهيل عملية بيع التذاكر في الشبابيك)‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى محور الرباط ــ القنيطرة‪ ،‬وهو ثاني أهم محور بعد الرباط الدار البيضاء‪ ،‬فستضاف على المسافرين حوالي ‪ 0,78‬درهم‪،‬‬ ‫ليصبح سعر التذكرة ‪ 15,78‬درهما أو ‪ 16‬درهما‪.‬‬ ‫وعن الرحالت الطويلة‪ ،‬قال بوسعيد إن رحلة الدار البيضاء مراكش عبر القطار ستكلف المسافرين حوالي ‪ 95‬درهما‪ ،‬أي بزيادة تقارب‬ ‫‪ 5‬دراهم عن السعر الحالي الذي يقارب ‪ 90‬درهما‪ .‬األمر نفسه بالنسبة لمحور الرباط طنجة الذي سيرتفع سعر التذكرة به إلى ‪ 100‬درهم‪،‬‬ ‫بعد أن كانت في حدود ‪ 95‬درهما‪ ،‬كما سترتفع أسعار تذاكر الرحلة بين وجدة والدار البيضاء إلى ما يقارب ‪ 216‬درهما‪ ،‬أي بزيادة ‪ 11‬درهما‬ ‫عن السعر الحالي‪.‬‬ ‫وبرر بوسعيد هذه الزيادة‪ ،‬خالل المناقشة العامة لمشروع القانون المالي الجديد‪ ،‬بكون دين الضريبة المتراكم على المكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية يبلغ ملياري درهم إلى غاية ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2014‬وحوالي ‪ 70‬في المائة منه يعود لخصم الضريبة المرتبط باالستثمار‪،‬‬ ‫موضحا أن الرفع من سعر الضريبة على القيمة المضافة على عمليات النقل السككي لتصبح ‪ 20‬في المائة بدل ‪ 14‬في المائة المطبقة حاليا‪،‬‬ ‫سيساهم في التخفيف من حدة هذا الدين مع خلق مدخول إضافي للضريبة على القيمة المضافة يساوي ‪ 178‬مليون درهم‪ ،‬وأضاف قائال إن‬ ‫هذه الزيادة يمكن اعتبراها «زيادة تضامنية» من طرف المسافرين لتعزيز وتطوير االستثمارات التي يقوم بها المكتب‪..‬‬ ‫يذكر أن المكتب الوطني للسكك الحديدة أمّن نقل أكثر من ‪ 39,5‬مليون مسافر خالل العام ‪ ،2014‬وهو ما يمثل زيادة بنسبة ‪ 4‬في‬ ‫المائة مقارنة بسنة ‪ ،2013‬وأتاح للمكتب بلوغ رقم معامالت بقيمة ‪ 1,45‬مليار درهم‪ ،‬كما نقل المكتب أكثر ‪34,6‬مليون طن من البضائع‬ ‫برقم معامالت بلغ‪ 2,13‬مليار درهم‪ .‬وعلى صعيد االستثمار‪ ،‬تجاوز المكتب خالل سنة ‪ ،2014‬سقف ‪ 6‬مليارات درهم خصصت الستكمال‬ ‫تنفيذ المشاريع الكبرى المسطرة ضمن برنامج االستثمار خالل الفترة ‪.2015 - 2010‬‬

‫النقل الجوي‪ :‬أروبا تحتل الصدارة‬ ‫أفادت إحصائيات للمكتب الوطني للمطارات بأن أوروبا تحتل مركز الصدارة‪ ،‬باستحواذها على حصة ‪ 70,44‬في المائة من مجموعة‬ ‫حركة النقل الجوي التجاري للمطارات المغربية التي فاق حجمها اإلجمالي في شتنبر الماضي مليون و‪ 639‬ألف مسافر‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الوجهة بالرغم من مكانتها إال أن اإلقبال عليها خالل شهر شتنبر الماضي ظل متواضعا بنسبة ‪ 2,42‬‬ ‫في المائة‪ ،‬حيث بلغ عدد المسافرين المقبلين على المطارات المغربية من مختلف أنحاء أوروبا مليونا و‪ 154‬ألفا و‪ 750‬من المسافرين مقارنة‬ ‫بما تم تحقيقه في الشهر ذاته من سنة ‪ 2014‬مليون و‪ 127‬ألفا و‪ 517‬مسافر‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫اقتصـاد و إدارة‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫ من اعداد  ‪:‬‬‫د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪ - 1‬جائزة نوبل لإلقتصاد لسنة ‪: 2015‬‬

‫لقد منح البنك السويدي للعلوم اإلقتصادية جائزة نوبل لإلقتصاد لسنة ‪( 2015‬اإلثنين ‪ 12‬أكتوبر‬ ‫‪ )2015‬إلى البروفسور ‪ Angus Deaton‬من جامعة برانستون األمريكية‪.‬‬ ‫اختير ‪ Deaton‬ذو األصل االسكتلندي وذلك ألبحاثه في تحليل اإلستهالك والفقر والرفاهية‪.‬‬ ‫ولعل أهم كتاب نشره البروفسور ‪ Deaton‬هو «التملص الكبير ‪ :‬الصحة‪ ،‬والثروة‪ ،‬وجذور عدم المساوات»‬ ‫(‪ )The Great Escape : Health, Wealth, and The Origins of Inequity‬الذي حاول من خالله أن‬ ‫يشرح عبر الصيرورة التاريخية كيف تقدمت التكنولوجية وساهمت في تحسين اإلنتاجية والصحة وبالتالي‬ ‫التقليص من الفقر واألمراض‪ .‬ومع ذلك فقد وقعت هوة كبيرة بين الدول المتقدمة والدول السائرة في طريق‬ ‫النمو ولن يزيلها إال الزمن ومثابرة الدول النامية‪،‬من جهة‪ ،‬ومساعدة الدول المتقدمة‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 2‬القمة الثالثة لمنتدى الهند وإفريقيا ‪:‬‬

‫قام الوزير األول الهندي السيد ناريندرا مودي بافتتاح أشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند وإفريقيا ‪2015‬‬ ‫وذلك يوم الخميس (‪ )2015/10/29‬بنيودلهي‪.‬‬ ‫وقال مودي أن هذا المنتدى الثالث يروم تعزيز الشراكات بين البلدان اإلفريقية مع الهند وذلك بتجاوز‬ ‫المنافع اإلقتصادية والتركيز على كل ما هو متعلق بالروابط العاطفية والتاريخية والتضامنية‪.‬‬ ‫ وستقوم الهند بمنح ‪ 10‬مليار دوالر كقروض ميسرة خالل الخمس سنوات القادمة للدول اإلفريقية‬‫المحتاجة إلى هذا الدعم المالي‪.‬‬ ‫ تخصيص ‪ 50.000‬منحة دراسية للطلبة األفارقة الذين يريدون استكمال دراستهم الجامعية بالهند‪.‬‬‫ وقال الوزير األول أنه في فترة زمنية وجيزة تضاعف حجم المبادالت بين الهند والدول اإلفريقية ليصل‬‫إلى ‪ 70‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬شاركت في هذا المنتدى الذي يحمل عنوان ‪« :‬شركاء في التقدم ‪ :‬نحو جدول أعمال‬ ‫إنمائي فارق وفعال» أكثر من ‪ 50‬دولة منها المغرب‪ .‬وال شك أن للمملكة عالقة اقتصادية وطيدة مع الهند‪،‬‬ ‫وميزانه التجاري مع هذه األخيرة وصل إلى فائض يناهز ‪ 3‬مليار درهم بفضل صادراته من الحامض الفسفوري‬ ‫والفوسفاط الصخري‪ .‬وباألرقام وصلت واردات المغرب من الهند في نهاية ‪ 2014‬إلى ‪ 4,25‬مليار درهم‪ ،‬في‬ ‫حين أن الصادرات المغربية وصلت إلى ‪ 7,27‬مليار درهم خالل نفس المدة‪.‬‬ ‫وأهم المواد التي يستوردها المغرب من الهند نجد على رأسها ‪ :‬القطن‪ ،‬األلياف الصناعية‪ ،‬تجهيزات‬ ‫النقل‪ ،‬المنتوجات الصيدلية‪ ،‬التجهيزات الفالحية‪ ،‬المنتوجات الكيماوية‪ ،‬التوابل‪...‬‬ ‫وللمغرب عدة شراكات مع المقاوالت الهندية في عدة مجاالت مثل ‪:‬‬ ‫ الفوسفاط ‪ Indo Maroc Phosphore SA :‬؛‬‫ األسمدة ‪ Société Indienne Chambal Fertilizers :‬؛‬‫ الكيمياء ‪ Tada Chemicals Ltd :‬؛‬‫ السيارات ‪ Tada Motors :‬؛‬‫ البنوك ‪ Exim Bank :‬؛‬‫ إلخ‪.‬‬‫وال شك أن هذه القمة الثالثة لمنتدى الهند وإفريقيا ستختتم بتوقيعات على عدة شراكات بين‬ ‫الكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب ومغرب تصدير‪ ،‬من جهة‪ ،‬وجمعية الغرف التجارية بالهند والكونفدرالية‬ ‫الهندية للصناعات وجمعية الطاقة الشمسية و‪ Exim Bank‬و ‪ ،Nasscom‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫‪ 3‬ـ المؤشرات المهمة لقانون مالية ‪: 2016‬‬

‫في هذه الورقة سنعطي أهم المؤشرات اإلقتصادية لقانون مالية ‪ 2016‬وهي كالتالي ‪:‬‬ ‫ مستوى النمو هو ‪ ٪ 3‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬أي أن القطاع الغير فالحي سيساهم بنسبة ‪٪+ 2,7‬‬‫بينما هناك تراجع بالنسبة للقطاع الفالحي ‪ ٪- 0,2‬ومساهمة القطاع الضريبي بنسبة‪ ٪ +0,5‬؛‬ ‫ حدد إنتاج الحبوب بالنسبة لسنة ‪ 2016‬في مستوى ‪ 70‬مليون قنطار أي بتراجع وصل إلى ‪ 39٪‬مقارنة‬‫مع السنة الماضية (‪ 115‬مليون قنطار) ؛‬ ‫ تم تحديد عجز الميزانية في أفق ‪ ٪ 3,5‬من الناتج الداخلي الخام ؛‬‫ الثمن المرجعي للبترول هو ‪ 61‬دوالر للبترول ؛‬‫ سعر الصرف المرجعي هو ‪ 9,5‬درهم للدوالر الواحد ؛‬‫ مستوى التضخم هو ‪ ٪ 1,7‬؛‬‫ صندوق المقاصة هو ‪ 15,5‬مليار درهم أي أنه ال يتعدى نسبة ‪ ٪ 1,5‬من الناتج الداخلي الخام في حين‬‫أن مستواه كان ‪ 23‬مليار درهم سنة ‪ 2015‬؛‬ ‫ سيصل مستوى اإلستثمارات العمومية إلى ‪ 189‬مليار درهم ؛‬‫ عدد مناصب الشغل التي سيتم خلقها هو ‪ 26.000‬منصب أي بزيادة ‪ 3.500‬منصب مقارنة مع قانون‬‫مالية ‪ 2015‬؛‬ ‫ تحديد مبلغ ‪ 55‬مليار درهم لتمويل صندوق التنمية القروية‪ ،‬وهذا المبلغ تحديدا أحدث ضجة كبيرة‬‫على المستويين اإلعالمي والسياسي بين رئيس الحكومة عبد اإلله بنكيران ووزيره المكلف بالقطاع الفالحي‬ ‫عزيز أخنوش‪ ،‬بينما لم تكن ميزانية هذا الصندوق تفوق ‪ 1,32‬مليار درهم خالل قانون مالية ‪.2015‬‬ ‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 4‬استطالع الرأي حول انتظارات الشباب المغاربة الباحثين عن العمل ‪:‬‬

‫قام الموقع اإللكتروني «‪ »Amaljob‬بإستطالع للرأي ألكثر من ‪ 7.625‬باحث عن العمل‪ .‬كان عمرهم‬ ‫يترواح بين ‪ 20‬و ‪ 30‬سنة و ‪ ٪ 41‬منهم كان مستواهم التعليمي هو باكالوريا ‪ 5 +‬سنوات‪ ،‬و ‪ ٪ 33‬منهم‬ ‫ينتمون إلى الجامعات المغربية و ‪ ٪ 16‬منهم ينتمون إلى المدارس العليا للمهندسين و ‪ ٪ 16‬إلى مدارس‬ ‫التعليم العالي الخاص تخصص تجارة أو تسيير‪.‬‬ ‫ويفضل ‪ ٪ 75‬من المستجوبين العمل في القطاع الخاص السيما في البناء واألشغال العمومية والبنوك‬ ‫واإلتصاالت والخدمات‪ .‬وهذه الشريحة من الشباب تنتظر عدة أشياء من شركاتهم ‪:‬‬ ‫ التكوين المستمر ‪ ٪ 51 :‬؛‬‫ التقاعد التكميلي ‪ ٪ 45 :‬؛‬‫ التأمين عن المرض ‪.٪ 31 :‬‬‫ويقول تقريبا ‪ ٪ 54‬منهم أنهم لن يعملوا في الشركة الواحدة أكثر من خمس سنوات‪.‬‬ ‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 5‬برنامج مركز المسيرين الشباب لسنة ‪: 2016-2015‬‬

‫يعتبر مركز المسيرين الشباب من أهم الجمعيات التي تنشط على الصعيد الوطني وذلك بتواجده في‬ ‫سبع مدن مغربية وهي ‪ :‬طنجة‪ ،‬والرباط‪ ،‬وفاس‪ ،‬والدار البيضاء‪ ،‬ومراكش‪ ،‬وأكادير والداخلة‪ .‬كما أن لهذا‬ ‫المركز تواجد على الصعيد العالمي بحيث يفوق عدد أعضائه ‪ 5.000‬عضوا موزعين على إثنى عشر بلدا‪ .‬وحدد‬ ‫فرع طنجة لهذه الدورة (‪ )2016-2015‬سبعة مواضيع يتم مناقشة كل واحد منها في آخر خميس من كل شهر‪،‬‬ ‫وموضوع الشهر الماضي (أكتوبر) كان يتعلق «باإلحساس باإلنتماء»‬ ‫(‪)Le sentiment d’Appartenance‬وحسب المتدخلين فإن الشركات الفعالة هي التي تعرف‪ ،‬من‬ ‫خالل ثقافتها القيمية‪ ،‬كيف ترفع من إحساس موظفيها باإلنتماء إليها‪ ،‬وليس ضروريا أن تكون الشركة كبيرة‬ ‫ومهيكلة أو أجنبية حتى تعمل على الرفع من مستوى اإلنتماء عند العمالء‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬الحظ المتدخلون أن «األجر» ال يقوي اإلنتماء عند العمال بل ما يقوم بذلك هي النقاط‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫ اإلعتراف بالكفاءات والمواهب ؛‬‫ جو عملي إيجابي ؛‬‫ فرص الترقية المهنية ؛‬‫ قوة ثقافة الشركة ؛‬‫ اإلستفادة من فرص التكوين والتعلم المستمر ؛‬‫ نمط تسيير المسؤول أو المدير ؛‬‫ إلخ‪.‬‬‫ القيادة الرائدة ؛‬‫أما خالل شهر نوفمبر الجاري فموضوع الطاولة المستديرة سيتعلق «بمنظومة األجور» في الشركات‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 6‬السكن اإلقتصادي في مأزق ‪:‬‬

‫حسب تصريح وزارة اإلسكان فإن عدد الشقق اإلقتصادية التي حصلت على شهادة المطابقة‬ ‫(‪ )Certificat de Conformité‬وصل فقط إلى ‪ 21.689‬سكن خالل الشهور الثمانية األولى من سنة‬ ‫‪ ،2015‬في حين أن هذا العدد كان يصل إلى ‪ 39.000‬إبان سنة ‪ 2014‬و ‪ 53.000‬شهادة خالل سنة ‪،2013‬‬ ‫أي بتراجع سنوي يناهز ‪.٪ 44‬‬ ‫وحاول بعض المنعشين العقاريين أن يدخلوا بعض التحسينات والتغييرات على السكن اإلقتصادي مثل ‪:‬‬ ‫ الرفع من المساحة المخصصة للشقق من ‪ 50‬إلى ‪ 70‬متر مربع ؛‬‫ النقص ومراجعة ثمن البيع الذي حددته الدولة في ‪ 250.000‬درهم ؛‬‫ بناء مواقف السيارات وبعض المستوصفات ؛‬‫ وضع المصاعد ؛‬‫ إنشاء المسابح والمساحات الخضراء‪...‬‬‫ومع ذلك فالطلب ال زال محتشما ودون ما ينتظره مهنيو هذا القطاع‪.‬‬ ‫ولنعطي مثال على هذا التراجع‪ ،‬فإن مجموعة الضحى‪ ،‬وهي من أكبر الفاعلين في هذا الميدان‪ ،‬أعادت‬ ‫النظر في سقف إنتاجها السنوي بحيث لم تنتج سنة ‪ 2015‬إال ‪ 12.000‬وحدة سكنية مع العلم أنها كانت قد‬ ‫خططت في برنامجها اإلستراتيجي وإلى حدود سنة ‪ 2017‬إنتاجا سنويا يفوق ‪ 25.000‬وحدة سكنية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫جمعية حماية األسرة بشفشاون تنظم ندوة حول موضوع ‪:‬‬

‫«موقع المرأة في نظام الحكامة المحلية على ضوء‬ ‫القوانين الجديدية للجماعات الترابية»‬

‫انعقاد المجلس اإلداري لجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان‬

‫تحت شعار ‪« :‬المرأة روح المواطنة المحلية»‬

‫نظم مركز إنجـــاد لإلرشــاد األســـري‬ ‫التابع لجمعية حماية األسرة المغربية « فرع‬ ‫شفشــــاون» يوم السبـــت ‪ 31‬أكتوبر ‪2015‬‬ ‫ندوة اختار لها موضوع «موقع المرأة في نظام‬ ‫الحكامة المحلية على ضوء القوانين الجديدية‬ ‫للجماعاتالترابية»‪.‬‬ ‫الندوة افتتحتها حنان قريش العلمي كاتبة‬ ‫فرع جمعية حماية األسرة المغربية بشفشاون‪،‬‬ ‫بكلمة رحبت من خاللها بالحضور الكريم الذي‬ ‫تشرف بقبول الدعوة‪ ،‬وكذا باألساتذة األفاضل‬ ‫المشاركين في أشغال الندوة التي تنظم‬ ‫بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك عرفت حنان قريش بدواعي اختيارموضوع‬ ‫الندوة‪ ،‬موضحة أن له راهنية في سياق‬ ‫اإلنجازات والمكتسبات التي حققتها المرأة في‬ ‫المجال السياسي عمال بمقتضيات الدستور‬ ‫الساعية إلى تحقيق المناصفة‪ ،‬والتي كان من‬ ‫ثمارها األولى ما تجسد في نتائج االستحقاقات‬ ‫الجماعية والجهوية األخيرة‪ ،‬كما جاءت هذه‬ ‫الندوة‪ ،‬حسب حنان قريش‪ ،‬من أجل الوقوف‬ ‫على اإلكراهات المرتبطة بمقتضيات القوانين‬ ‫الموجهة لدعم المرأة سياسيا‪.‬‬ ‫من جهته توجه الدكتور حميد أبوالس‬ ‫أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان في بداية مداخلته‬ ‫بالتحية والشكر لجمعية حماية األسرة على‬ ‫تنظيمها هذا اللقاء التواصلي في إطار احتفال‬ ‫المرأة بيومها الوطني‪ ،‬والذي سيساهم في‬ ‫تسليط الضوء على مجموعة من المقتضيات‬ ‫القانونية التي جاء بها المشرع‪ ،‬وفي هذا‬ ‫الصدد طرح الدكتور سؤالين تمهيديين ‪ :‬ما‬ ‫هي اإلنجازات التي حققتها المرأة على جميع‬ ‫المستويات ؟ وهل بالفعل الخطاب السياسي‬ ‫يتماشى مع المقتضيات القانونية ؟‬ ‫لقد اعتبر الدكتور أبوالس أن موضوع‬ ‫الندوة مهم للغاية في ظل االنتخابات التي‬ ‫جاءت بمجموعة من المستجدات‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫مشاركة المرأة هي نتاج للدينامية التي عرفها‬ ‫المجتمع‪ ،‬حيث ولزمن قريب كان يمنع على‬ ‫المرأة أبسط الممارسات منها على سبيل المثال‬ ‫التجارة و اليسمح لها بذلك إال بإذن زوجها‪ ،‬كما‬ ‫ال يمكنها طلب الطالق ولو للغيبة‪ ،‬إال أن المرأة‬ ‫بنضالها استطاعت تحقيق مجموعة من النتائج‬ ‫وتغيير مجموعة من القوانين وقلصت الكثير‬ ‫من المشاكل‪.‬‬ ‫كما أشار للفصل ‪ 146‬من الدستور التى‬ ‫نص على أن القوانين التنظيمية للجماعات‬ ‫الترابية يجب أن تبحث عن آلية لتمثيل النساء‬ ‫داخل الجماعات‪.‬‬ ‫كما أكد في مداخلته على ضرورة إقناع‬ ‫النساء في البوادي للمشاركة في االنتخابات‪،‬‬ ‫وهنا نجد الدور األساسي لعمل الجمعيات‬ ‫النسائية في قيامها بالتحسيس وتوعية المرأة‬ ‫بحقها في المشاركة السياسية داخل الجماعات‬ ‫القروية ‪.‬‬ ‫وأوضح الدكتور أبوالس أن القانون يعطي‬ ‫نسبة ‪ 27%‬لتمثيلية النساء‪ ،‬إال أننا وصلنا فقط‬ ‫لنسبة ‪ ، 21.13%‬أما بالجهات فالقانون يعطي‬ ‫‪ 37%‬بحيث تعدينا ها و وصلنا لنسبة ‪،38%‬‬ ‫فاإلشكال المطروح هو أننا نتوفر على ‪ 12‬جهة‬ ‫ال تترأس أي امرأة ولو واحدة منها بالرغم من‬ ‫أن القانون ينص على الثلث باإللزام‪ ،‬كما أن‬ ‫الفصل ‪ 19‬من الدستور ينص على أن الدولة‬ ‫تسعى إلى تحقيق المناصفة‪ ،‬وأكد على أن هذا‬ ‫المبدأ يمكن أن يتحقق‪ ،‬ألن القوانين بالمغرب‬ ‫جد متقدمة مقارنة بالعديد من الدول النامية‬ ‫إال أن ممارستها متخلفة وذلك يرجع ألسباب‬ ‫ذاتية ‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الممارســـة السياسيـــة‬ ‫بعيدة عن احترام أحكام الدستور المقتضيات‬ ‫النشريعية‪ ،‬كما أن هناك ضعفا في التكوين‬ ‫لدى النخب والهيئات على مستوى تضمين هاته‬ ‫المقتضيات ‪ ،‬حسب الدكتور أبوالس‪.‬‬ ‫مداخلة األستاذة فاطمة الزهراء بابا احمد‬ ‫مستشارة وزيرة التضامن والمرأة واألسرة‬ ‫والتنمية االجتماعية المعنونة ب «مساهمة‬ ‫النساء في الحكامة المحلية واقع التمثيل وآفاق‬ ‫تطبيق المناصفة» تمحورت حول اإلجابة على‬ ‫السؤالين التاليين‪ :‬ما هو واقع تمثيل النساء‬ ‫المغربيات في المساهمة في الحكامة المحلية؟‬ ‫وأية آفاق لتحقيق المناصفة ؟‬ ‫وقد استهلت مداخلتها بالتحية بالشكر‬ ‫لجمعية حماية األسرة المغربية ‪ -‬فرع‬ ‫شفشاون‪ -‬والتي تعتبر فاعال مدنيا أساسيا‬ ‫في مختلف المستويات عبر انشغالها الدائم‬ ‫بالهموم اليومية للمرأة ومحاربة العنف‬ ‫الممارس عليها عبر تقديم االستشارة القانونية‬ ‫واإلرشاد األسري‪...‬‬

‫ثم انطلقت في إجابتها على السؤالين‬ ‫المذكورين أعاله بقولها إن الحكامة المحلية‬ ‫ليست باألساس المساهمة في القرار السياسي‪،‬‬ ‫بل هي أوسع من ذلك لتشمل الكثير من األمور‪:‬‬ ‫القرار السياسي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬اإلداري‪ ،‬فجميع‬ ‫النساء اللواتي تمارسن إحدى هاته المسؤوليات‬ ‫تساهمن بدورهن في الحكامة المحلية ‪.‬‬ ‫فقد ذكرت أن الدعم المدني لولوج المرأة‬ ‫للسياسة كان مهما وأساسيا في محطتين‬ ‫أساسيتين خصوصاعلى مستوى الحكامة‬ ‫المحلية ‪:‬‬ ‫ خطــاب صاحب الجاللـــة سنة ‪2003‬‬‫والذي أشار فيه إلى التمثيل الضعيف للنساء‬ ‫في الجماعات المحلية األمر الذي يتطلب نظرة‬ ‫شاملة وتحوال جذريا في العقليات البالية والوعي‬ ‫الجماعي ‪.‬‬ ‫خطاب صاحب الجاللـــة بالبرلمان سنة‬ ‫‪ 2008‬والذي دعا فيه الحكومة والبرلمان إلى‬ ‫تعاون مثمر إليجاد اآلليات الناجعة لتشجيع‬ ‫حضور مالئم وأوسع للمرأة في المجالس‬ ‫الجماعية ترشيحا وانتخابا ‪...‬‬ ‫وفي هذا اإلطار تطورت الترسانة القانونية‬ ‫حتى وصلنا إلى السعي نحو المناصفة‪ ،‬وقد‬ ‫ذكرت األستاذة في هذا اإلطار بأحكام دستورية‬ ‫عديدة ترمي للتأسيس لمفهوم المناصفة‪.‬‬ ‫هذا وقد أشارت األستاذة فاطمة إلى‬ ‫أطروحة أحد المفكرين األمريكيين الذي تحدث‬ ‫في بداية الستينات عن الديمقراطية وأكد على‬ ‫ضرورة وجود مؤسسات تدعو لذلك‪ ،‬إال أن‬ ‫نتائجها يجب أن تكون عادلة‪ ،‬عن طريق إجراءات‬ ‫التمييز اإليجابي ‪.‬‬ ‫أما في حديثها عن القوانين بالمغرب‪ ،‬فقد‬ ‫أكدت أن هناك سعيا وعمال لتعديل مجموعة من‬ ‫القوانين تعزيزا لقدرات النساء لتمكينهن من‬ ‫االنخراط في السياسة كمشاركات‪ ،‬أومنتخبات‬ ‫وصاحبات قرار‪.‬‬ ‫وذكرت في هذا الصدد على سبيل المثال‬ ‫بالقانون التنظيمي لألحزاب السياسية حيث‬ ‫يلزم نسبة الثلث داخل األجهزة المسيرة وطنيا‬ ‫وجهويا ‪.‬‬ ‫كما أشارت أن هناك مجموعة من القرارات‬ ‫مرتبطة بصندوق الدعم لتشجييع تمثيلية‬ ‫النساء وتأهيلهن وتنمية قدراتهن ‪.‬‬ ‫محمد السفياني رئيس الجماعة الترابية‬ ‫لمدينة شفشاون استهل كلمته بتهنئة المرأة‬ ‫المغربية بمناسبة عيدها الوطني‪ ،‬ثم انتقل‬ ‫للحديث عن تجربة الجماعة الحضرية في‬ ‫الحكامة المحلية ودور المرأة في تدبير الشأن‬ ‫العام المحلي؛ وقدم مثاال بانتخابات ‪2009‬‬ ‫ومضامينالميثاقالجماعيوالقوانيناالنتخابية‬ ‫لتلك السنة‪ ،‬حيث اعتبر أن هذه االنتخابات‬ ‫حققت تطورا مهما ونقلة نوعية‪ ،‬إذ أن تمثيلية‬ ‫النساء بالمغرب داخل اللوائح االنتخابية انتقلت‬ ‫إلى ‪ % 12‬مقارنة بالرقم المخجل لمشاركة‬ ‫النساء قبل ‪ 2009‬والذي لم يتجاوز ‪،% 0.56‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يكون المغرب‪ ،‬حسب محمد السفياني‪،‬‬ ‫قد طبق قانونا جريئا يقوم على التمييز اإليجابي‬ ‫الذي هو معمول به في مجموعة من الدول‬ ‫المتقدمة‪ ،‬وأشار رئيس الجماعة الحضرية‬ ‫لشفشاون إلى أن ضعف تسبة ترشح النساء‬ ‫داخل اللوائح االنتخابية ووصولهن إلى مراكز‬ ‫القرار ال يقتصر على دولة المغرب فقط بل حتى‬ ‫في الدول المتقدمة وأعطى مثاال بدولة فرنسا‬ ‫التي قامت بها ضجة لعدم توفربعض المجالس‬ ‫االنتخابية على عنصر نسوي‪..‬‬ ‫وأبرز محمد السفياني أن معدل ترشيح‬ ‫النساء بمدينة شفشاون في المحطة اإلنتخابية‬ ‫‪ 2015‬كان نموذجيا على الصعيد الوطني حيث‬ ‫تم الوصول إلى العدد المطلوب والمتمثل في‬ ‫نسبة ‪ ،27%‬كما تم تعيين نائبات للرئيس داخل‬ ‫المجلس الحالي وهي تجربة واعدة في إشراك‬

‫المرأة في القرار السياسي‪ ،‬فرغم أن النساء‬ ‫الالئي تحملن المسؤولية جدد في المسؤولية‬ ‫إال أنهن شكلن بكفاءاتهن قيمة مضافة‪،‬‬ ‫وبالتالي نجحن في تخطي التصور التقليدي‬ ‫لمشاركة المرأة في القرار الذي ال يتعدى‬ ‫الشؤوناالجتماعية‪.‬‬ ‫كما كان جمهــور الندوة على موعد‪،‬‬ ‫بمناسبة اليوم الوطني للمٍرأة‪ ،‬مع وصلة‬ ‫شعرية عزفتها برقة صادقة شاعرة المرأة‬ ‫اإليمان المانودي وكان عنوانها « يا خالة»‪،‬‬ ‫وقد استوحتها من إحدى زياراتها لدار العجزة‪.‬‬ ‫وقد توجت هذه الندوة بمجموعة من‬ ‫التدخالت ساهمت في إثراء النقاش ‪ ،‬حيث‬ ‫انصبت على عدة قضايا منها ‪:‬‬ ‫التأكيد على أن العقلية الذكورية الزالت‬ ‫مسيطرة في جميع مجاالت الحياة ‪ ،‬فالمغرب‬ ‫مبني في جذوره على التمييز ابتداءا من مؤسسة‬ ‫األسرة‪ ،‬لذا هناك مسؤولية مشتركة يجب أن‬ ‫يتربى عليها األجيال‪.‬‬ ‫الحكامة المحلية هي موضوع إشكالي‬ ‫يتضمن مبدأ المناصفة‪ ،‬المساواة‪ ،‬الشفافية‪،‬‬ ‫والمسؤولية لكن رغم تشعبه فهو يفتقر لدراسة‬ ‫جامعية تهتم بهذا الملف ‪.‬‬ ‫إن الحديث عن مبدأ المناصفة يجب أن‬ ‫يطغى على العقليات سواء الرجولية أو النسائية‬ ‫خصوصا العقلية الرجولية التي تعتبر أن مشاركة‬ ‫النساء تبقى كتأثيث أو تكملة للوائح االنتخابية‪،‬‬ ‫كما أن هناك من اعتبر أن المواطن يصوت على‬ ‫األشخاص وليس على األحزاب كبرنامج وأفكار‬ ‫واعتبروا أن المغرب لم ينضج ثقافيا لتصل‬ ‫المرأة لمراكزالقرار ‪.‬‬

‫ح‪.‬ق‪.‬ع‪.‬م‬

‫احتضن مقر الغرفة بتطوان يوم اإلثنين‬ ‫‪ 02‬نونبر ‪ 2015‬صباحا أشغال مجلس جامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪ ،‬الذي حضره إلى جانب‬ ‫رئيس الجامعة عمـداء ومــدراء المؤسسات‬ ‫الجامعية‪ ،‬ممثلي األساتذة والطلبة وكذا رؤساء‬ ‫وممثلي الجماعات الترابية والغرف المهنية‪ .‬وقد‬ ‫مثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة السيد مصطفى بن عبد‬ ‫الغفور نائب رئيس الغرفة‪.‬‬ ‫وتضمن جدول أعمال هذا اإلجتماع حصيلة‬ ‫أشغال مجلس التدبير التي تضمنت الهيكلة‬ ‫المقترحةللمؤسساتالجامعية‪،‬وتقديمصفقات‬ ‫التعاقد مع المهندسين إلنجاز األشغال‪ ،‬وتقديم‬ ‫العقد النموذجي الخاص بطلبة الدكتوراة‪،‬‬ ‫وحصيلة أشغال لجنة الشؤون البيداغوجية التي‬ ‫تضمنت كذلك عرضا حول الدخول الجامعي‬ ‫‪ 2016/2015‬وحصيلة أشغال لجنة البحث‬ ‫العلمي والتعاون التي تضمنت عملية التسجيل‬ ‫في الدكتوراة وتنظيم الدورة ‪ 18‬ليوم البحث‬

‫العلمي وأخيرا اإلعالن عن نتائج المقابالت التي‬ ‫أجرتها اللجنة المكلفة بدراسة مشاريع تطوير‬ ‫تسيير المؤسسات الجامعية‪ ،‬وقد أعقب هذه‬ ‫النقط مناقشة هامة والمصادقة عليها‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬ومن أجل دعم وتقوية القطاعات‬ ‫االقتصادية ودفع عجلة التنمية الجهوية إلى‬ ‫األمام‪ ،‬تربط الغرفة والجامعة اتفاقيات شراكة‬ ‫متعددة تشمل التعليم العالي والتكوين‬ ‫المستمر واإلشراف المشترك على حاضنة‬ ‫المقاوالت والمشاركة في عدة مشاريع وبرامج‬ ‫دولية‪ ،‬وتنزيل مجموعة من البرامج واألنشطة‬ ‫العلمية واإلقتصادية‪..‬ومع إحداث غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمـــات لجهة طنجـــة تطوان‬ ‫الحسيمة كغرفة جهوية (جمعت الغرف الثالث‬ ‫لوالية تطوان‪ ،‬ووالية طنجة ووالية الحسيمة)‬ ‫سيتم االستمرار في المشاريع والبرامج السالفة‬ ‫الذكر مع توسيعها وتقويتها لتعم جميع أقاليم‬ ‫الجهة ‪.‬‬

‫األستاذ أبو بكر العشاب في ذمة اهلل‬ ‫علمنا ببليغ األسى واأللم بخبر وفاة األستاذ أبي بكر العشاب‪ ،‬الذي وافاه األجل‬ ‫المحتوم صباح اإلثنين الماضي ‪ 9‬نوفمبر الجاري بمسقط رأسه‪ ،‬طنجة‪ .‬واألستاذ‬ ‫أبو بكر العشاب سليل عائلة من أعرق عائالت هذه المدينة‪ ،‬التي أعطت للمغرب‬ ‫نوابغ في شتى مجاالت العلم والمعرفة والبحث‪ ،‬وهو أيضا أحد أبرز مثقفي مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬عرف بتواضعه وورعه واستقامته وأخالقه العالية‪ ،‬وحبه للخير والعمل‬ ‫عليه‪ ،‬حيث إنه كرّس حياته لتعليم النشء بالمدارس الثانوية‪ ،‬فكان مثاال للمربي‬ ‫الملتزم‪ ،‬المخلص لعمله والمتفاني في خدمة بالده‪.‬‬ ‫وقد ووري التراب عصر اإلثنين بروضة العالمة المرحوم سيدي عبد اهلل كنون‬ ‫الحسني‪ ،‬بمقبرة المجاهدين بعد صالة العصر بمسجد محمد الخامس بطنجة‪،‬‬ ‫حيث رافقه إلى مثواه األخير حشود من وجهاء المدينة وأعيانها ومن رفاقه ومحبيه‬ ‫وتالمذته والمعترفين بفضله وعامة المواطنين‪ ،‬حيث إنه كان يتمتع باحترام‬ ‫وتقدير كبيرين بين مواطنيه بهذه المدينة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتوجه بأحر عبارات التعازي إلى زوجته وأبنائه وكافة‬ ‫أفراد أسرته الكريمة‪ ،‬مع خالص دعائنا لهم بالصبر والسلوان وبالمغفرة والرضوان‬ ‫لفقيدنا العزيــز‪ ،‬أسكنــه اهلل فسيح جناته‪ ،‬مع النبييـن والصديقين والشهــداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫ــــان‬ ‫بيـبيـان‬

‫في العدد ‪ 808‬ص‪ 7:‬من جريدتنا‪ ،‬نشرنا مادة للمسماة أو المدعوة (رشيدة اليحياوي) في موضوع الدخول الجامعي لجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ ،‬وبعدما تبين لنا أن المادة المذكورة ماكرة وموجهة ومأجورة‪ ،‬قمنا بنشر بيان في العدد الموالي ‪ 809‬ص‪ 3 :‬بينا فيه أن النشر تم‬ ‫«بحسن نية ودونما تدقيق»‪.‬‬ ‫توصلنا باستفسارات من المسؤولين في الجامعة وفي الكليات على حد سواء‪ ،‬فتأكدنا أن المادة المذكورة تتضمن سيال من األكاذيب‬ ‫واألضاليل واالفتراءات والتشنيعات والمس بكرامة األستاذية‪ ،‬والزيغ أوال وآخرا عن الحقيقة التي هي جوهر أخالقيات العمل الصحفي‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من األمور ذات الدالالت الجنائية الخطيرة التي تستدعي المساءلة والمتابعة القانونيتين‪.‬‬ ‫تذكر المراسلة الماكرة‪ ،‬والموجهة من طرف ماكرين في مواقع إلكترونية معلومة ومدعومة من طرف «بعض الذين يشتغلون داخل الحرم‬ ‫الجامعي»‪ ،‬وهذه مفارقة كبرى‪:‬‬ ‫• دخول عدد من طلبة كليات‪« :‬القانون» واآلداب والعلوم في إضراب عن الطعام منذ بداية الموسم‪.‬‬ ‫• حصول احتجاجات وتنديدات واعتصامات ومبيت على أبواب اإلدارة‪..‬‬ ‫• اعتماد الفوضى والعبث في انتقاء الطلبة‪.‬‬ ‫• خضوع الدراسة في الماستر والدكتوراه بكلية «القانون» بطنجة لمزاد سقفه خمسة ماليين من السنتيمات!؟‬ ‫• تفشي الزبونية والمحسوبية في جل مسالك الماستر والدكتوراه بكلية اآلداب بتطوان!؟‬ ‫• احتواء المسلك الواحد ألزيد من مائة طالب وطالبة!؟ ومن شعب مختلفة!؟ وموزعين على مسالك ماستر «األدب المغربي» «اللسانيات»‬ ‫«البالغة وتحليل الخطاب»‪.‬‬ ‫اعتمدنا في الجريدة على تتبع واستقراء الحقيقة‪ ،‬فتأكد لنا‪:‬‬ ‫• عدم دخول الطلبة في إضراب عن الطعام بصفة قطعية في أي كلية من كليات جامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬ ‫• عدم حصول احتجاجات وتنديدات واعتصامات ومبيت في أي كلية من الكليات‪.‬‬ ‫• اعتماد االنتقاء في ولوج الماستر والدكتوراه على تعليمات رسمية وعلى دفاتر الضوابط البيداغوجية ذات الصلة‪ ،‬وعلى مضامين الملفات‬ ‫الوصفية لكل مسلك ماستر أو دكتوراه‪.‬‬ ‫• اعتماد الشفافية في ‪-‬نشر نتيجة االنتقاء سواء في موقع جامعة عبد المالك السعدي أو مواقع الكليات المذكورة‪.‬‬ ‫• عدم احتواء أي ماستر خاصة في كلية اآلداب بتطوان على أزيد من مائة طالب (ولعموم المواطنين حق التأكد من هذا في مواقع الجامعة‬ ‫والكليات)‪.‬‬ ‫• عدم وجود ماستر يجمع طلبة من «أصول الدين» و «الدراسات اإلسبانية» و «الدراسات اإلسالمية» و«التاريخ»‪ ،‬ذلك أن كل ماستر قد‬ ‫حدد قبل كل إجراء انتقائي واختباري‪ :‬العدد المحدد في الملف الوصفي‪ ،‬وكذا التخصص المطلوب‪.‬‬ ‫إن جريدة الشمال إذ تنشر هذه البيانات األولية‪ ،‬تلتزم بمواكبة التبعات األخالقية والقانونية دفاعا عن الحقيقة أوال‪ ،‬والتزاما بخطها التحريري‬ ‫المنزه عن الدخول في مثل هذه اإلساءات المشينة والخادعة للرأي العام أو المقرونة بتصفية الحسابات الضيقة‪.‬‬

‫جريدة الشمال‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫‪9‬‬

‫تطوان تربح رهانها المسرحي‬

‫• رضوان احدادو‬

‫تصوير ‪ :‬معاذ المجدقي‬

‫ليس سهال‪ ..‬أبدا ليس سهال‪ ،‬في ظرف زمني‬ ‫قياسي‪ ،‬يتم احتضان تظاهرة مسرحية كبيرة في‬ ‫قيمة وحجم مهرجان وطني للمسرح‪.‬‬ ‫تحدثنا البيانات والوثائق أن المدينة ومحيطها‬ ‫ستستضيف اثني عشر عرضا مسرحيا تأهل إلى‬ ‫المسابقة الرسمية‪ ،‬وثمان عشرة فرقة مسرحية‬ ‫ستقدم عروضها خارج المسابقة‪ ،‬وحوالي ‪ 300‬وافد‬ ‫من مؤطرين وفنانين‪ ،‬على امتداد أسبوع كامل‬ ‫(من ‪ 27‬أكتوبر إلى ‪ 03‬نونبر)‪.‬‬ ‫قطعا‪ ،‬كانت مغامرة‪..‬‬ ‫وقطعا‪ ،‬كانت اإلرادة‪ ،‬وكان أيضا التحدي‪..‬‬ ‫كانـــت مغامــرة تغييــر الوجهــة‪ ،‬واإلبحار نحو‬ ‫المرافئ المجهولة‪..‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬كانت اإلرادة الصلبة من غير التفات‬ ‫إلى الوراء‪ ،‬والتحدي من أجل كسب الرهان‪..‬‬ ‫وطبيعي أن يختلــف الناس أول األمر‪ ،‬ويتوزعوا‬ ‫بين متشكك ويائس‪ ،‬شامت متربص وكذا متحمس‬ ‫متفائل‪..‬‬ ‫هل المدينة مؤهلة‪ ،‬بنيات وتجهيزات؟‬ ‫هل المدينة قادرة‪ ،‬أدوات وفعاليات؟‬ ‫ومن هنا يبدأ الرهان وينطلق‪ ..‬والرهان ليس‬ ‫احتضان مهرجان‪ ،‬إنه شيء آخر‪ ،‬شيء أكبر‪ ..‬المناخ‪،‬‬ ‫وحسن التدبير‪ ،‬كيفية االحتضان‪..‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬كان على المدينة أن تكون في الموعد‪،‬‬ ‫أن تثبت جدارتها وهويتها الفنية‪ ،‬وأن تستعيد‬ ‫لحظات التوهج الذي كان‪..‬‬ ‫وما المدينة؟ ليست المدينــة أزقة وممرات‪ ،‬وما‬ ‫كانت يوما أبوابا وأقواسا‪ ،‬وال حنايا وشرفات‪ ...‬وال‬ ‫هي شيء من ذلك‪..‬‬ ‫المدينة أيضا ليست حجارة‪ ،‬حديدا وخشبا‪..‬‬ ‫المدينة عشق‪ ،‬حضارة‪ ،‬تاريخ وحمولة‪ ،‬فن‬ ‫وذوق‪ ..‬هي الحياة في حيويتها‪ ،‬هي اإلنسان بقيمه‬ ‫ومثله‪ ،‬بإنسانيته‪ ،‬بإنسانيته‪.‬‬

‫شكرا لـ «اإلسماعليــة»‪ ..‬لقــد آوت واحتضنـــت‪،‬‬ ‫بدفء دافئ وأريحية كبيرة وحميمية صادقة‪ ،‬كل‬ ‫الدورات الست عشرة لهذا المهرجان الذي ارتبطت‬ ‫به وتعلق بها‪..‬‬ ‫والمسرح‪ ،‬يا سادة‪ ،‬كائن حيّ؛ مثلي ومثله‬ ‫وككل اآلخرين‪ ،‬كائن يأكل الطعام ويمشي في‬ ‫األسواق‪ ،‬يحدث الناس ويتحدث للناس وعن الناس‪،‬‬ ‫ال يداري أحدا وال يماري‪ ،‬ضد الزلفى والقرابين‪،‬‬ ‫ثابت الخطو‪ ،‬مرفوع الرأس‪ ،‬شامخ الهامة‪ ،‬تهابه‬ ‫النفوس‪ ،‬تخضع له الرؤوس‪ ،‬يمارس شغبه الجارح‬ ‫البناء من غير مهادنة‪..‬‬ ‫والمهرجان المسرحي‪ ،‬أي مهرجان مسرحي‪،‬‬ ‫ال يختزل في العــروض واليافطــات‪ ،‬في الجوائز‬ ‫والتنويهات‪ ...‬إنما هو اللقاء‪ ،‬هو الحب‪ ..‬األجواء‬ ‫التي ينخرط فيها‪ ،‬يعيشها‪ ،‬يتنفسها‪ ،‬االحتفالية‬ ‫الباذخة التي تواكب أيامه وما بعد أيامه‪..‬‬ ‫حفل واحتفال بكل المقاييس‪ ،‬بكل األبعاد‪ ،‬ولن‬ ‫يكون يوما مع الرتابة وال التخندق أو الجمود‪..‬‬ ‫ولذلك كله‪ ،‬من حقه أن يح ّلق‪ ،‬أن يتسامق‪ ،‬أن‬ ‫يبحر إلى حيث يطيب له أن يرسو ويكون‪..‬‬ ‫اليوم يعود المسرح إلى تطوان‪ ،‬يدخل بيوتاتها‪،‬‬ ‫يرسو على شواطئها‪ :‬مرتيل‪ ،‬المضيق‪ ،‬الفنيدق‪..‬‬ ‫في دورته السابعة عشرة‪ ،‬وهو هنا طائر حنّ إلى‬ ‫وكره‪ ،‬إلى منبته ومراتع طفولته‪..‬‬ ‫وكم منزل في األرض يألفه الفتى‬ ‫وحنيـنــــه ‪ -‬أبدا ‪ -‬ألول منــــزل‬ ‫إلى المدينة التي عرفـــت المســـرح في زمن‬ ‫مبكر‪ ..‬الزمن العجب الذي لم يلتفت إليه الدارسون‬ ‫والباحثون! من زمن هجرة الموريسكيين إليها‪،‬‬ ‫وزمن احتاللها العسكري األول (‪ )1860‬وزمن‪..‬‬ ‫وأزمان‪...‬‬ ‫والمسرح حينما يدق اليوم أبوابها‪ ،‬ال يحل عليها‬ ‫ضيفا ثقيال‪ ،‬وال صاحب مالمح غريبة‪ ..‬إنه استرداد‬

‫تاريخ‪ ،‬استرداد حق‪ ،‬استــرداد عشق وحاجة كانت‬ ‫يوما من حاجات إنسانها‪..‬‬ ‫وفي هذا شيء من االعتراف ورد االعتبار لنضالها‬ ‫المسرحي‪ ،‬وتاريخها المهمش‪ ،‬ولرجال منسيين‬ ‫تجاوزت يوما قاماتهم الصوامع‪ ،‬ولمواكب األجيال‬ ‫المتالحقة‪ ،‬رواد منسيون أعطوا بكل سخاء لهذا‬ ‫المسرح‪ ،‬وما فكروا أن يعطيهم هذا المسرح‪...‬‬ ‫ورجال ونساء عذبوا وعذبن‪ ،‬شردوا وشردن؛ منهم‬ ‫من عرف السجن والجلد والنفي‪ ،‬ومنهم من باع‬ ‫متاعه واسترخص حياته‪ ،‬ومنهم ومنهم‪....‬‬ ‫نعم‪ ،‬مــرة أخــرى‪ ،‬لم يفكــروا في أن يعطيهم‬ ‫المسرح‪ ...‬جيـــل القضيـــة‪ ..‬رحلـــوا وهم راضــون‬ ‫برسالتهـــم‪ ،‬وإن كانـــت في أنفسهم أشياء من‬ ‫المسرح‪..‬‬ ‫«أكون أو ال أكون»‪..‬‬ ‫هكذا صرخ البطل في إحدى مسرحيات شكسبير‪..‬‬ ‫أكون أو ال أكون‪..‬‬ ‫هكذا قالت المدينة التي كانت على موعد مع‬ ‫الحدث‪ ..‬المدينة العصية العنيدة تربح رهانها‬ ‫المسرحي‪ ،‬وتعلن عن أحقيتها وجدارتها؛ للنجاح‬ ‫الكبير الذي حققته الدورة‪..‬‬ ‫فتحية إكبار وتقدير إلى الجميع‪ ،‬والعالمة الكبرى‬ ‫للجمهور الرائع‪..‬‬ ‫رجاء‪ ،‬ال تسدلوا الستارة؛ فالمسرح ما زال‬ ‫حاضرا‪ ..‬حاضرا متواصال‪..‬‬ ‫المسرح باق‪ ..‬يرحل اإلنسان ويبقى المسرح‪..‬‬ ‫يرحل عنا اإلنسان ويبقى فينا وبيننا هذا المسرح‬ ‫أغنية ونشيدا وأمال متدفقا‪ ..‬متدفقا‪..‬‬ ‫رجاء‪ ،‬ال تنزلوا الستارة‪..‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫مدينة أصيال تحتفي بالتراث الثقافي‬ ‫للفقيد األستاذ المؤرخ عبد الرحيم الجباري‬

‫وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬سعت المداخالت‬ ‫الموالية للتعريف بمختلف الجوانب الثقافية واإلنسانية‬ ‫للفقيد عبد الرحيم الجباري‪ ،‬مبرزة معالم سمو روح‬ ‫الراحل ومبادراته العديدة في مجال الفعل والمبادرة‬ ‫الثقافيين على المستوى المحلي والجهوي‪ ،‬وقد ساهم‬ ‫بهذه الشهادات األساتذة عبد المالك عليوي‪ ،‬وأسامة‬ ‫الزكاري‪ ،‬وأبو الخير الناصري‪ ،‬والمختار الغربي‪ ،‬ومحمد‬ ‫غيالن‪ ،‬ومحمد أيت شعيب‪ ،‬ومحمد الجباري‪ ،‬وسعد‬ ‫الجباري‪ ،‬ومحمد البوعناني‪ ،‬ثم نجلة الفقيد األستاذة‬ ‫سارة الجباري التي ألقت كلمة مؤثرة باسم أسرة‬ ‫الفقيد‪.‬‬ ‫واختتم اللقاء بقراءة الفاتحة ترحما على روح‬ ‫المرحوم عبد الرحيم الجباري‪ ،‬قبل افتتاح المعرض‬ ‫التوثيقي إلصداراته المتنوعة ذات الصلة بماضي‬ ‫مدينة أصيال‪ .‬وعموما‪ ،‬يمكن القول إن اللقاء قد شكل‬ ‫مناسبة لتجديد العهد مع روح الفقيد من أجل التعبير‬ ‫عن امتنان سكان مدينة أصيال لذكرى رجل أعطى‬ ‫فأوفى‪ ،‬وصادق فأخلص‪ ،‬غارسا معالم النبل في نفوس‬ ‫كل معارفه‪ .‬وبالنسبة للمهتمين بالبحث في ماضي‬ ‫مدينة أصيال‪ ،‬فالمؤكد أن الرجل قد أضحى مرجعا‬ ‫ال يمكن تجاوزه في أي محاولة من محاوالت الكتابة‬

‫واالشتغال حول متاهات الذاكرة الجماعية للمدينة‪،‬‬ ‫بل إنه تحول إلى عالمة فارقة داخل مكونات المشهد‬ ‫الثقافي المحلي لزماننا الراهن‪ ،‬كما أكدت على ذلك‬ ‫الكلمة التأطيرية لألستاذ أسامة الزكاري‪ .‬ولعل هذا ما‬ ‫دفع بجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫إلى الحرص على بلورة صيغة مبادرة الستثمار إشعاع‬ ‫السيرة الذهنية للفقيد عبد الرحيم الجباري‪ ،‬وترتكز‬ ‫هذه المبادرة على ثالثة مشاريع متداخلة التزمت‬ ‫الجمعية بالعمل على إنجازها خالل القادم من األيام‪.‬‬ ‫يتعلق األمر – أوال – بإصدار كتاب تصنيفي وتجميعي‬ ‫لمجمل المداخالت والشهادات التي ألقيت خالل حفل‬ ‫التأبين‪ ،‬والعمل على نشر األعمال المخطوطة – ثانيا‬ ‫– التي خلفها المرحوم الجباري وتنظيم ندوة علمية‬ ‫لمقاربة أعمال الراحل‪ ،‬ثم مطالبة الجهات الرسمية‬ ‫– ثالثا – بإطالق اسم عبد الرحيم الجباري على إحدى‬ ‫المؤسسات التعليمية أو المرافق العمومية‪ .‬ففي مثل‬ ‫هذه المبادرات تجسيد ألفق اإلخالص لثقافة االعتراف‬ ‫بمعالم الخصب التي تصنع صور البهاء الثقافي‬ ‫المرتبط باسم مدينة أصيال‪ ،‬باألمس واليوم‪.‬‬ ‫وإلنهاء هذه التغطية المقتضبة نتقرح نشر‬ ‫نص قصيدة تحت عنوان “طي السجل”‪ ،‬نظمها‬ ‫الشاعر واإلعالمي محمد البوعناني خصيصا في تأبين‬ ‫المرحوم عبد الرحيم الجباري‪ .‬تقول هذه القصيدة ‪:‬‬

‫طي السجل‬ ‫شيخ البحار‪ ،‬أنيس الصغار‪ ،‬قطب الكبار‬ ‫أين مني عسيلة األعمار أم الحواضن‪ ،‬صبوة األقدار‪.‬‬ ‫أبكيك في رحالة لم يخبروا أحدا عن األسفار‬ ‫اليوم أفتح زحمة الزوار حتى أعزي بلدة األشعار‪.‬‬ ‫من بعد ما عصفت بماء العين واألرياق واألنهار‬ ‫ذبلت جفوني وارتمت جرحى على أزهاري‬ ‫ولهيبها طاف يسود سوسن األنظار‬ ‫عند انفساخ األفق تاه مساري‬

‫عند انحسار البحر ضاع مناري‬ ‫من بعد ما بعدت عالمات المزار‬ ‫فسرى الجفاف إلى التواءات العروق‬ ‫من بعد ما عصفت بماء العين واألرياق واألنهار‪.‬‬ ‫مهال كبار مدينتي‪ ،‬مهال صغار أصيلتي‬ ‫مستنجدا بدموعكم أن تقبلوا أعذاري‬ ‫أن تنبشوا قبر ابتساماتي ونبع نهاري‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫ضاع السجل ولم أودع في دجاي فتائل األنوار‬ ‫وتشابكت في قعر حلقي أحرف بكماء تنقشها‬ ‫ظالل جداري‪.‬‬ ‫يدمي مداها قهقهات الرعد‬ ‫يعكسها صدى األمواج في قعر البحار‪.‬‬ ‫والموج يعكس في مراياه أساطيرا‬ ‫حكاها ناطق األسرار‪.‬‬ ‫لما تعرت بينهم جنية األسوار‬ ‫في الشط تسألهم عن الصوت المغيث‬ ‫مناديا عبد الرحيم الجباري‬ ‫فانسل من بين السطور رفيقه وحميمه أسامة‬ ‫الزكاري‪.‬‬ ‫للموج يهمس إنه الحب الكبير‬ ‫والصبر أكبر منه ترتاح داخله‬ ‫جموع الدرب واألحباب والسمار‪.‬‬ ‫هل يستطيع القبر يحضن بسمة عوجاء‬ ‫تبحث في زوايا الدار عن صفحة مخطوفة‬ ‫يبقى سجل العصر والتاريخ يتبعها إلى عبد الرحيم‬ ‫الجباري ؟‬

‫اللجنة الحقوقية والمركز اإلقليمي يرصدان العنف‬ ‫وسط المدرسة العمومية بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫بتعاون بين المركز اإلقليمي لرصد العنف‬ ‫بالوسط المدرسي واللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬نظمت نيابة وزارة التربية‬ ‫الوطنية بوزان لقاء تواصليا ‪ /‬تحسيسيا تمحور‬ ‫حول اإلستراتيجية المندمجة للوقاية ومحاربة‬ ‫العنف بالوسط المدرسي ‪ ،‬وذلك يومي ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫نونبر برحاب ثانوية عبد اهلل بن ياسين ‪ .‬‬ ‫‪ ‬اللقاء ال��ذي تابعه م��دي��رات ومديرو‬ ‫المؤسسات التعليمية باإلقليم ( أزيد من ‪)110‬‬ ‫‪ ،‬وأدار أشغاله بنجاح السيد نجيب ركالة ‪،‬رئيس‬ ‫مصلحة الحياة المدرسية ‪ ،‬أشرفت على إعطاء‬ ‫انطالقة أشغاله السيدة عزيزة الحشالفة النائبة‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية ‪ ،‬بكلمة توقفت‬ ‫فيها عند ظاهرة العنف المدرسي التي أصبحت‬ ‫تؤرق بال نساء ورجال التعليم وأسر التالميذ‪.‬‬ ‫ولتحجيم الظاهرة ‪ ،‬وجهت الدعوة لمختلف‬ ‫المتدخلين والشركاء من أجل إرس��اء أسس‬ ‫برنامج ينتهي بجعل المؤسسات التعليمية‬ ‫مفعمة بالحياة ‪ ،‬مما سيساعد على الوقاية من‬ ‫أعراض الظاهرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬من جهته تقدم السيد محمد حمضي‬ ‫عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بورقة‬ ‫تأطيرية ألشغال اللقاء التواصلي تمحورت‬ ‫حول‪ “ ‬دور المدرسة المغربية في التربية على‬ ‫المواطنة “ ‪ .‬فالمدرسة المغربية كما أشار إلى‬ ‫ذلك المتدخل ‪ ،‬تعتبر من أب��رز المؤسسات‬ ‫االجتماعية التي تعمل على تنمية التربية على‬ ‫المواطنة ‪ ،‬وأن التشبع بقيم هذه األخيرة هو‬ ‫بمثابة صمام األمان الذي يحمي استقرار وتوازن‬ ‫المجتمع ‪ ،‬كما أن تشرب هذه القيم يكسب أفراد‬ ‫المجتمع المناعة ضد كل أشكال العنف التي‬ ‫اقتحمت فضاءات المؤسسات التعليمية ‪.‬‬

‫التجديد في المنهج‬ ‫ال في األصول‬ ‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫احتضن فضاء الثانوية اإلعدادية اإلمام األصيلي‬ ‫بمدينة أصيال‪ ،‬فعاليات الحفل التأبيني الذي سهرت‬ ‫على تنظيمه جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬زوال يوم السبت ‪ 31‬أكتوبر ‪.2015‬‬ ‫وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لجمهور مدينة أصيال‬ ‫ولمثقفيها من أجل الوقوف لحظة وفاء وامتنان أمام‬ ‫ذكرى رجل كان استثنائيا في نبله وفي أخالقه وفي‬ ‫مساره المهني التربوي‪ ،‬ثم في شغفه وفي حبه‬ ‫لمدينته أو معشوقته التي خصص لها أعماال وكتابات‬ ‫التقت في التأريخ لتحوالت ماضيها العريق ولعطاء‬ ‫أعالمها الكبار في مجاالت العمل الثقافي والعلمي‬ ‫والسياسيواالجتماعي‪.‬‬ ‫افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬تالها‬ ‫عرض شريط سمعي بصري كان قد سجله الفقيد‬ ‫الجباري في إحدى المناسبات الثقافية السابقة في‬ ‫إطار حديثه عن ماضي مدينة أصيال‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬قدم‬ ‫األستاذ أسامة الزكاري كلمة تمهيدية حول دالالت‬ ‫حدث تنظيم حفل التأبين وحول ترسيخ الجمعية‬ ‫المنظمة لمثل هذه المناسبات من أجل تكريس قيمة‬ ‫االعتراف ألهل الفضل بفضلهم وألهل العلم والمعرفة‬ ‫واإلبداع بقيمهم االعتبارية داخل وسطهم المحلي‪.‬‬ ‫وبعد أن أكد المسير على التنويه بتجربة الثانوية‬ ‫اإلعدادية اإلمام األصيلي في االنفتاح على فعاليات‬ ‫المجتمع المدني المشتغلة في الميدان الثقافي‪ ،‬مبرزا‬ ‫الدور الهام الذي يقوم به مدير المؤسسة‪ ،‬األستاذ‬ ‫محمد الضريضار‪ ،‬من أجل دوام انفتاح الثانوية على‬ ‫محيطها وعلى شركائها وعلى مختلف المتدخلين‬ ‫في العمل الثقافي المحلي‪ ،‬تناول الكلمة األستاذ‬ ‫مصطفى زيان‪ ،‬رئيس الجمعية المنظمة‪ ،‬إللقاء كلمته‬ ‫بهذه المناسبة‪ ،‬مبرزا اعتزاز الجمعية بحصيلة التراكم‬ ‫الهام الذي خلفه الفقيد عبد الرحيم الجباري‪ ،‬في مجال‬ ‫االشتغال على تاريخ مدينة أصيال‪ .‬وهي الحصيلة التي‬ ‫توجت بصدور األجزاء األربعة من كتابه‪ ،‬أو معلمته‪،‬‬ ‫المعنون ب “ أصيال ‪ :‬تاريخ وأعالم “‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫كثيرا ما يناقش الناس تجديد أم��ور الدين‪،‬‬ ‫وتحديث تفاصيل الحياة العامة للناس‪ ،‬إن على مستوى‬ ‫طلبة العلم بمختلف تخصصاتهم‪ ،‬أو على مستوى رواد‬ ‫المقاهي !‬ ‫مؤخرا أثيرت ضجة المساواة في اإلرث‪ ،‬على‬ ‫خلفية تصريح المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫فاشتغل الناس بذلك‪ ،‬عالمهم وجاهلهم‪ ،‬إسالميهم‬ ‫وحداثيهم‪ ،‬وانجر وراء‪ ‬ذلك من ال يدري حتى أين هو‬ ‫(راس الخيط) الذي هو منبع وأصل النقاش‪.‬‬ ‫خلف هذا أن سمعنا حتى الساسة يركبون على‬ ‫العظيم)‬ ‫كسب الشعبية ربما‪ ،‬أو لغرض في‬ ‫اهللأجل‬ ‫(صدقمن‬ ‫القضية‬ ‫نفس يعقوب‪ ،‬والفكاهيون والكوميديون‪ ،‬وو ‪...‬‬ ‫وبالمناسبة لم أجد يوما فقيها على المنبر‪،‬‬ ‫أو بموسوعة فقهية‪ ،‬أو بمجلس علمي‪ ،‬يطرح حال‬ ‫للتجديد في الطب مثال‪ ،‬أو في السياسة !‬ ‫ال معنى ألن يتطاول أحد على مجال اآلخر‪ ،‬وإبداء‬ ‫الرأي وتصدير (فتوى) في المسألة‪.‬‬ ‫عالقة بالنقاش‪ ،‬التجديد في المسائل الفقهية‬ ‫عامة‪ ،‬هو أمر موكول إلى ذوي االختصاص‪ ،‬وليس‬ ‫هذا الدين كعكة يتقاسمها أطراف المجتمع‪ ،‬وإنما‬ ‫هو دين له علومه الشريعة‪ ،‬تنبني على علوم متعددة‪،‬‬ ‫من فقه وأصول ونحو وبالغة وو ‪ ..‬فال يمكن أن نجد‬ ‫حل مسائله‪ ،‬وما يمكن وما ال يمكن إال عند مختصيه‬ ‫والباحثينفيه‪.‬‬ ‫هو المنطق يقول‪ :‬إن اللحم يباع عند الجزار‪،‬‬ ‫وال��دواء عند الصيدالني ‪ ..‬فكل تخصص له أهله‬ ‫باختصار !‬ ‫التجديد في الدين‪ ،‬أمر مطلوب‪ ،‬ومكسب مبتغى‪،‬‬ ‫لكن بطرق شرعية‪ ،‬دون حرق للمراحل‪ ،‬أو الوسائل‪ ،‬لنا‬

‫أمور عديدة تتطلب التجديد‪ ،‬كففنا عن النظر فيها‪،‬‬ ‫واشتغلنا بما ال مجال للنقاش فيه‪ ،‬أمام عدل المحكمة‬ ‫الربانية‪ ،‬التي ال يضيع عندها أحد‪ ،‬إنسانا كان أو غيره‪.‬‬ ‫شخصيا ال أتوقع أبدا من رب أن يظلم إنسانا‪ ،‬مع‬ ‫أنه يقتص حتى للدابة من أختها !‬ ‫ربنا تبارك وتعالى خصص الحديث عن اإلرث‬ ‫في آية مفصلة مطلعها (يوصيكم اهلل) وعقب عليها‬ ‫مباشرة بقوله (تلك حدود اهلل ومن يطع اهلل ورسوله‬ ‫ندخله ‪ ...‬ومن يعص اهلل ورسوله ويتعد حدوده‬ ‫ندخله نارا خالدا فيها)‪:‬‬ ‫هذا نص رباني مباشر‪ ،‬ال يتطلب تأويال‪ ،‬أو‬ ‫تفلسفا‪ ،‬ورحم اهلل سادتنا علماء أصول الفقه‪ ،‬حين‬ ‫قالوا في النص القطعي الواضح الداللة‪ :‬تأويله تنزيله !‬ ‫ومن الناحية المنطقية‪ ،‬نجد اهلل تعالى‪ ،‬قد أكرم‬ ‫المرأة ودللها في المال والعطايا أكثر من الرجل‪،‬‬ ‫فالرجل مثال أعطاه قسمة كاملة في اإلرث‪ ،‬لكنه أوجب‬ ‫عليه النفقة كاملة مع أن المرأة لم يوجب علينا النفقة‬ ‫ولو في آية واحدة ! وهذا تمام اإلكرام الرباني للمرأة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬إذا كان نظام اإلرث في اإلسالم‪،‬‬ ‫ال يناسب زمن هؤالء الحداثيين‪ ،‬ويرونه ظلما من‬ ‫المحكمة السماوية‪ ،‬فإن عليهم مراجعة عقولهم‪،‬‬ ‫فالظلم ال يقبله أي زمان وال مكان‪ ،‬فما كان اهلل‬ ‫ليظلم الناس في عهد الرسول محمد (ص) ثم يبعث‬ ‫الحداثيين كي يدافعوا عن البشرية في القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬رفعا لهذا الظلم ! المحكمة الربانية ال ظلم‬ ‫فيها أبدا (وما ربك بظالم للعبيد)‬ ‫التجديد في مسألة شرعية‪ ،‬يتطلب النظر في كل‬ ‫وسائل الشريعة‪ ،‬وفي كل زواياها‪.‬‬

‫قافلة طبية في خدمة أطفال جماعة‬ ‫سيدي رضوان بإقليم وزان ‪ ‬‬

‫‪ ‬المجتمع المدني بجماعة سيدي رضوان التي‬ ‫تشكل جزءا من تراب إقليم وزان ‪ ،‬فضل إشعال شمعة‬ ‫بدل لعن الظالم الحالك الذي يحجب معاناة ساكنة‬ ‫الجماعة وهي تتلمس المسالك من أجل الحصول على‬ ‫الخدمات الصحية األساسية التي على الدولة أن تسهل‬ ‫الولوج إليها كما يقر بذلك الدستور ‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا السياق ‪ ،‬وبمبادرة من جمعية األنوار‬ ‫للثقافة والتنمية ‪ ،‬وبتعاون مع جمعية الزواقين للتنمية‬ ‫‪ ،‬وجمعية سيدي رضوان للتنمية الفالحية ‪ ،‬استقبل‬ ‫المركز الصحي بمركز الجماعة يوم األحد فاتح نونبر‬ ‫‪ 2015‬قافلة من األطر الطبية المتخصصة تشتغل‬ ‫بالمستشفى الجامعي بفاس ‪ ،‬وأطر صحية تشتغل‬ ‫بمستشفى وزان اإلقليمي‪. ‬‬ ‫‪ ‬القافلة الطبية كانت خدماتها موجهة باألساس‬ ‫لألطفال الذين تجاوز عدد الذين تم إعذارهم ما‬

‫يفوق ‪ 120‬طفال ‪ .‬وأكد مصدر للجريدة التي تابعت‬ ‫أطوار عملية ختان األطفال التي شملت جل دواوير‬ ‫الجماعة بأن حصة األسد كانت من نصيب أطفال‬ ‫دوار القيطون‪ ،‬وذلك راجع بالدرجة األول��ى حسب‬ ‫نفس المصدر ‪ ،‬إلى الوضعية االجتماعية الصعبة التي‬ ‫تتخبط فيها ساكنة هذا الدوار ‪.‬‬ ‫‪ ‬جدير باإلشارة أن المركز الصحي الذي احتضن‬ ‫هذه المبادرة االجتماعية ذات البعد اإلنساني ‪ ،‬ينتظر‬ ‫من المديرية اإلقليمية للصحة بوزان التفاتة سريعة‬ ‫بغاية تجويد خدماته التي تقدم في بناية وتجهيزات‬ ‫ومعدات بئيسة ‪ ،‬وتوسيعها بما يضيق من مساحة‬ ‫معاناة المرضى ‪ ،‬في أفق بناء مستشفى محلي الذي‬ ‫شكل مطلبا شعبيا ترافع من أجل تحقيقه ‪ ‬لسنوات‬ ‫المجتمع المدني والقوى الحية بعين المكان ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫إلى ذوي األريحية ‪:‬‬

‫�أملي يف عملية‬ ‫جراحية‪...‬‬ ‫ن�سبة جناحها‬ ‫تبقى كبرية‬ ‫‪ ‬السيدة خديجة بنعبد السالم منسقة‬ ‫المركز اإلقليمـي لرصــد العنــف بالوســط‬ ‫المدرسي تكفلت بتقديم الخطوط العريضة”‬ ‫لالستراتيجية المندمجة للوقاية ومحاربة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي “ ‪ .‬فقد أفادت بأن الموسم‬ ‫الدراسي الحالي سيشكل بالنسبة للمرصد‬ ‫الوطني سنة مرجعية ‪ .‬وفي معرض حديثها عن‬ ‫حقوق الطفل توقفت عند مرتكزات اإلستراتيجية‬ ‫وآلياتها التي تعتمدها ال��وزارة لالرتقاء بهذه‬ ‫الحقوق ‪.‬‬

‫‪ ‬في نفس السياق وقبل أن تعطى الكلمة‬ ‫للحضور من أجل التفاعل مع األوراق المقدمة‪،‬‬ ‫تناولت الكلمــة السيـدة أسمـــاء بركـــاش‬ ‫رئيسة خلية اإلعالميات ‪ ،‬حيث عرفت بالبوابة‬ ‫اإللكترونية لرصــد العنف بالوسط المدرسي‬ ‫وكيفية الولوج إليها ‪ ،‬وهي البوابة التي أصبح‬ ‫جميع مديري ومديرات المؤسسات التعليمية‬ ‫مطالبين بتعبئتها عند تسجيل أي حالة اعتداء‬ ‫في الوسط المدرسي ‪ .‬‬

‫يعاني المواطن حسن الريفي‪ ،‬البالغ من العمر‪ 50‬سنة‪ ،‬متزوج وأب لستة أبناء من‬ ‫عجزعلى مستوى مفاصل الورك‪ ،‬حيث حرم من حركة المشي الطبيعي‪ ،‬لمدة حوالي ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬ذاق خاللها عظيم الويالت‪ ،‬بعد توقفه عن العمل‪ ،‬كبائع للسمك‪ ،‬لتبرز بعد ذلك‬ ‫مشاكل أفراد أسرته الصغيرة واحتياجاتهم الضرورية‪”.‬اهلل يحفظ كل مسلم من هاد الشي‬ ‫اللي وقاع لي “ يقول حسن الذي لم يفقد األمل بعد‪ ،‬خاصة وأن عملية جراحية بمصحة‬ ‫دار السالم بالرباط‪ ،‬نسبة نجاحها تبقى كبيرة ‪ ،‬بإمكانها أن تجعله يقف على قدميه‬ ‫ويمشي بهما من جديد‪.‬إال أن العملية تتطلب مبلغ ‪ 10‬ماليين سنتيم‪ ،‬األمرالذي ليس في‬ ‫مستطاعه‪.‬لذا لجأ إلى هذا المنبر‪ ،‬مناشدا ذوي األريحية والقلوب الرحيمة‪ ،‬بعد اهلل تعالى‪،‬‬ ‫وذلك لمده بيد العون‪ ،‬قصد خضوعه لعملية جراحية‪ ،‬واهلل اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0671039859 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع أطلس ـ زنقة ‪ 107‬الدار ‪17‬‬ ‫السواني ـ طنجة‬ ‫ِ‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫الشاعر السوداني الراحل‬ ‫الطيب صالح في أصيلة‬

‫ن�ساء رائدات يف مدينة طنجة ‪:‬‬

‫الصحافية السيدة فامة الحمراني‬

‫‪-‬‬

‫ د‪ .‬زبيدة بن علي الورياغلي‬‫ولدت السيدة فامة الحمراني رحمها اهلل‬ ‫بمدينة طنجة في ‪ 18‬دجنبر ‪ 1935‬في حي من‬ ‫أعرق أحياء المدينة القديمة‪ ،‬حومة بني يدر التي‬ ‫يحكي تاريخها الموغل في القدم قصة مدينة‬ ‫عبرتها أقدام الغزاة على مرِّ العصور والحقب‬ ‫خلفت أثارا تشهد عليها أسوارها الشامخة‬ ‫ودروبها الملتوية وأزقتها الضيقة‪ .‬ارتبط تاريخ‬ ‫حومة بني يدر بتاريخ عائالت طنجاوية أصيلة‬ ‫اتخذتها مقرا ومستقرا لها توارثه األبناء عن‬ ‫اآلباء واألجداد‪ ،‬والتي أنجبت العديد من رجاالت‬ ‫الفكر والتاريخ والقضاء والثقافة اإلسالمية‬ ‫والوطنية‪.‬‬ ‫عاشـت فامــة في هذا الحي األثري في‬ ‫وسط يسوده حسن الجوار‪ ،‬يتجلى فيه أبهى‬ ‫صور التسامح والتعايش بين الساكنة‪ ،‬مغاربة‬ ‫وأجانب‪ ،‬كانوا يتقاسمون فضاء الحومة معا‪،‬‬ ‫نشأت وترعرعت في أحضان اسرة محافظة‬ ‫متدينة‪ ،‬تحفها رعاية الوالدين وعنايتهما‪،‬‬ ‫وحرصهما الشديد على تعليمها‪ .‬ومن أجل‬ ‫تحقيق هذه األمنية عهد والدها بهذه المهمة‬ ‫إلى الفقيه السيد الفاضل الحضري‪ ،‬مكلفا‬ ‫إياه بتعليم ابنتيه فامة ونفيسة اللغة العربية‬ ‫وتحفيظهما القرآن الكريم داخل البيت العائلي‬ ‫وقد تابعت البنتان هذه الدروس بالموازاة مع‬ ‫برنامج تعلمهما النظامي‪.‬‬ ‫كانت فامة وشقيقتها نفيسة‬ ‫من بيـن التلميــذات اللواتـــي‬ ‫استقبلتهـن (مدرســـة البنــــات‬ ‫المسلمات االبتدائية بالقصة)‬ ‫التي يرجع تاريخ تاسيسها إلى ‪22‬‬ ‫دجنبر ‪1930‬م (‪ )1‬ضمن ثلة من‬ ‫بنات العائالت الطنجاوية الكريمة‬ ‫وذلك في الموســم الدراسي‬ ‫‪ 1947-46‬التحقن بالمستوى‬ ‫االبتدائي األول وكن جميعهن‬ ‫يرتدين الجلباب التقليدي للمراة‬ ‫الطنجاوية ويغطين وجوههن‬ ‫باللثام‪ .‬وقد ظلت نساء طنجة‬ ‫ملتزمات بالحجـــاب إلى حــدود‬ ‫الثالثينات من القـــرن الماضي‪،‬‬ ‫وبالحايــك عند خروجهـــن إلى‬ ‫الشارع‪ ،‬ثم استبدلناه بالجالبة‬ ‫واللثام في نهاية األربعينات‪.‬‬ ‫كانت اللغــة الفرنسيـة لغة‬ ‫تدريس المواد المقررة في البرنامج‬ ‫الدراسي السنوي في هذه المرحلة‪،‬‬ ‫وقد خصصت إدارة المدرسة حصة‬ ‫التلميذات لتحفيظهن القرآن‬ ‫الكريم أسندت للفقيهة لالخدوج‬ ‫الزجلي (‪ )1961-1886‬التي تم‬ ‫تعيينها بالمؤسسة في فاتح أبريل‬ ‫‪ ،)2( 1931‬كما أشرفت السيدة‬ ‫فاطمة عبد الواحـــد الجزائريـــة‬ ‫الشهيرة آنـــذاك في المجتمــــع‬ ‫النسائي الطنجي بلقب «معلمة‬ ‫البالد» (‪ )3‬التي التحقـت بنفــس‬ ‫(‪)4‬‬ ‫المؤسسة سنة ‪ 26‬دجنبر ‪1930‬‬ ‫على تعليم التلميذات الخياطة‬ ‫التقليدية والطرز اليدوي وبالرغم‬ ‫من انتساب التلميذة فامة لمدرسة القصبة‬ ‫فإنها كانت تتردد باستمـرار على مؤسســــة‬ ‫المربية واألديبة شمس الضحى أبوزيــــد‬ ‫(‪ )2008-1920‬المؤسســـــة سنــــة ‪1946‬‬ ‫للمشاركة في األنشطة المنظمة بها في‬ ‫األعياد الدينية والمناسبات الوطنية‪ .‬وبحلول‬ ‫الذكرى األولى لزيارة المغفور له الملك محمد‬ ‫الخامس لطنجة سنة ‪ ،1947‬نظمت المدرسة‬ ‫مهرجانا خطابيا بمحطة إذاعة طنجة الدولية‬ ‫التي تأسست سنة ‪ ،1946‬ألقت فيه فامة باسم‬ ‫جمعية فتيات طالئع النجاح التابعة لألستاذة‬ ‫شمس الضحى قصيدة شعرية بالمناسبة من‬ ‫نظم شاعر طنجة المرحوم أبو بكر اللمتوني‬ ‫(‪ )2009‬عنوانها «والء الربيع» مطلعها ‪:‬‬ ‫كيف جـاء الربيــع قبــل أوانـــه‬ ‫وامتطـى ركبـــه لغيــــر زمانـه‬ ‫كيف أفشى الصباح مكتتم السر‬ ‫فضـــاق الهــزار عن كتــمانه‪...‬‬ ‫وكان يشرف على تدريب فتيات الجمعية‬ ‫على إلقاء الشعر والخطابة األستاذان المرحوم‬ ‫محمد العشاب (‪ )1989-1929‬والشاعر أبو‬ ‫بكر اللمتوني مساهمة منهما في تعميق‬ ‫روح المواطنة لدى الرعيل األول من الفتيات‬ ‫المتعلمات‪.‬‬ ‫تابعت فامة دراستها االبتدائية بمدرسة‬ ‫القصبة إلى سنة ‪ 1950‬تاريخ حصولها على‬ ‫شهادة نهاية الدروس االبتدائية ضمن الفوج‬ ‫األول من خريجات المؤسسة كن أربع بنات‬ ‫طنجويات هن‪ ،‬زبيدة سكيرج‪ ،‬أمينة المودني‪،‬‬ ‫وشقيقتهانفيسةالحمراني‪.‬‬ ‫وفي غيـــاب تام ألي مؤسســـة‪ ،‬تعليمية‬ ‫ثانوية وطنية في هـــذه الفتـرة بمدينة‬ ‫طنجة التحقت بالثانويــة الفرنسيــة ‪Lycée‬‬ ‫‪ saintolair‬التي أنشئت سنة ‪ 1909‬من طرف‬ ‫البعثة الفرنسية حيث حصلت على الشهادة‬ ‫الثانوية ‪Brevet d’études du premier‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ cycle du segond degré‬الفرنسية سنة‬ ‫‪ 1955‬واصلت السيدة فامة مسارها التعليمي‬ ‫بحصولها على شهادة االختزال والضرب على‬ ‫اآللة الكاتبة من المدرسة العملية لالختزال‬ ‫والضرب على اآللة الكاتبة التابعة للغرفة‬ ‫التجارية والصناعية بطنجة سنة ‪ ،1969‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1972‬نالت دبلوم الدراسات الفرنسية‬ ‫من الدرجة الثانية ‪diplôme d’études‬‬ ‫‪ :français du segond degrée‬من جامعة‬ ‫باريس‪ ،‬كما تابعت الدراسة في المجال الفني‬ ‫بالمعهد الوطني للموسيقى بطنجة فمنحت‬ ‫شهادة اإلجــازة في مادة الصولفيــج سنــــة‬ ‫‪ 1974‬م‪.‬‬ ‫انخرطت السيدة فامة في العمل الصحافي‬ ‫إلى جانب زوجها المناضل الوطني والمربي الفذ‬ ‫محمد المهدي الزيدي (‪ )1992-1926‬والذي‬ ‫كان عضوا عامال في هيئة الصحافة الدولية‬ ‫بطنجة وأسس شركة (صحيفة طنجة)‪ ،‬وذلك‬ ‫بداية من سنة ‪ 1956‬وكانت هذه الجريدة‬ ‫تناضل من أجل المدينة وسكانها وتدافع عن‬ ‫قضاياهم (‪ )5‬كانت صحيفة طنجة األسبوعية‬ ‫تتحدث بلسان حال كل مكافح في سبيل الوطن‬ ‫الناطقة باسم ساكنة مدينة طنجة وصوتها‬ ‫المعبر عن مطالبها وآمالها ومصالحها خاصة‬ ‫منذ توقيع بروتوكل ‪ 29‬أكتوبر ‪ 1956‬الذي‬ ‫ألغي بمقتضاه النظام الدولي (‪ )6‬الذي كان قائما‬

‫في طنجة وقد خصصت الصحيفة ركنا للمراة‬ ‫عنوانه (زاوية المرأة) تشرف عليه السيدة فامة‬ ‫القائمة بالنشر‪ ،‬التي نشرت أول مقال لها على‬ ‫صحفات الصحيفة في ‪ 8‬مارس ‪ 1956‬عنوانه‪،‬‬ ‫نداء إلى الفتاة العصرية‪ ،‬جاء فيه‪« :‬عزيزتي‬ ‫فتاة المغرب الناهضة لقد دخلت بالدك اليوم‬ ‫في عهد الحرية واالستقالل بفضل المجهودات‬ ‫الجبارة والتضحيات المتواصلة التي قام بها‬ ‫المجاهدون والمخلصون أبناء هذا الوطن‬ ‫وفي طليعتهم وعلى رأسهم موالنا الملك‬ ‫المفدى جاللة سيدي محمد الخامس رمز‬ ‫سيادتنا وحريتنا وفي الوقت الذي يحتفل فيه‬ ‫المغرب من أقصاه إلى أقصاه بهذه المناسبة‬ ‫السعيدة وبهذا النصر المبين أود أن ال تسير‬ ‫الفتاة المغربية مع الحملة فتغريها األفراح‬ ‫والمسرات وتنسيها واجبها المقدس في هذه‬ ‫الظروف الحاسمة التي يجب أن تتكتل فيها‬ ‫جميع عناصر البالد إلقامة البرهان على أننا أمة‬ ‫تقدر واجبها ومسؤوليتها‪ »...‬وختمت مقالها‬ ‫االفتتاحي للعدد األول من ركن زاوية المرأة‬ ‫بقولها «وبهذه المناسبة‪ ،‬مناسبة صدور العدد‬ ‫األول من صحيفة طنجة‪ ،‬أود أن أنهي إلى علم‬ ‫كافة الزميالت إلى أن زاوية المرأة التي أتشرف‬ ‫باإلشراف على تحريرها هي تحت تصرف الجميع‬ ‫تنشر أراء الجميع ما دامت تلك اآلراء صالحة‬ ‫للنشر»(‪.)7‬‬ ‫تولت السيدة فامة مهمة اإلشراف على‬ ‫عملية النشر في الجريدة بعد توقفها عن‬ ‫الظهور في فترة جاوزت السبعة شهور ألسباب‬ ‫غير معروفة من شهر سبتمبر ‪ 1956‬إلى‬ ‫مارس ‪ 1957‬عادت بعدها للصدور في العدد‬ ‫‪ 24‬بتاريخ ‪ 17‬أبريــــل ‪ 1957‬السنــة الثانية‬ ‫وبهذه المناسبة رفعت السيدة فامة برقية‬ ‫إلى حضرة صاحبة السمو الملكي األميرة اللة‬ ‫عائشة (‪ )2011-1930‬بالقصر الملكي العامر‬ ‫بالرباط جاء فيها ‪« :‬لي عظيم الشرف ومزيد‬ ‫السرور أن أرفع إلى علم سموكم أنني عزمت‬ ‫على إعادة إصدار صحيفة طنجة التي أسسها‬

‫زوجي خديم القصر العامر محمد الزيدي‬ ‫لخدمة العرش العلوي المجيد والمصلحة العليا‬ ‫للوطن ولقد اخترت يوم ‪ 9‬أبريل ذكرى الزيارة‬ ‫الملكية الكريمة إلى طنجة كموعد لعودة هذه‬ ‫الصحيفة إلى الميدان وأنني أغتنم هذه الفرصة‬ ‫أللتمس من سموكم الملكي أن تعربوا لجاللة‬ ‫والدكم المفدى عن والء وإخالص أسرة صحيفة‬ ‫طنجة وعزمها القويم على خدمة جاللته في‬ ‫السراء والضراء‪ ،‬وأرجو من المولى جلت قدرته‬ ‫أن يلهمني التوفيق في هذه المهمة التي‬ ‫استلهمت شجاعتي للقيام بها من وثبة المرأة‬ ‫المغربية التي ترمز إليها سموكم من جدارة‬ ‫واستحقاق»‪.‬‬

‫القائمة بالنشر صحيفة طنجة‬

‫السيدة فامة الزيدي‬

‫(‪)8‬‬

‫تابعت السيدة فامة عملهـــا في مجال‬ ‫الصحافة إلى جانب زوجها األستاذ الزيدي وأبانت‬ ‫عن كفاءة عالية ومهنية تامة من خالل مقاالتها‬ ‫وكتاباتها ورسائلها األسبوعية التي تدعو فيها‬ ‫المراة المغربية إلى محاربة الجهل واألمية (إلى‬ ‫أن تثقف ثقافة الئقة مع الحصول على ما يؤهلها‬ ‫لالشتغال بأية مهنة تناسب طبيعتها ورسالتها‬ ‫في الحياة على أن ال تزاول تلك‬ ‫المهنة إال عند الضرورة أو بطريقة‬ ‫ال تكون حاجزا بينها وبين القيام‬ ‫بواجبها المقدس كربة بيت تدير‬ ‫األسرة(‪ )9‬كما زاولت فامة مهنة‬ ‫الصحافة بجريدة الحدث الوطني‬ ‫الذي كان مقرها بشارع بلجيكا رقم‬ ‫‪ 15‬بطنجة سابقا توقفت صحيفة‬ ‫طنجــة عن الصدور سنــة ‪1968‬‬ ‫ألسباب خاصة من بينها اشتغال‬ ‫مؤسسها المرحوم األستاذ محمد‬ ‫المهدي الزيدي بتسيير عدد‬ ‫من المرافق الجماعية بالمدينة‪،‬‬ ‫األمر الذي حال بينه وبين متابعة‬ ‫العمل في مجال الصحافة وخاصة‬ ‫عند توليه إدارة الوكالة المستقلة‬ ‫للنقل الحضري بطنجة خالل بضع‬ ‫سنـوات (‪ .)10‬لم ينحصر نشاط‬ ‫المترجم لها في العمل في مهنة‬ ‫المتاعب الصحافــة وإنمـا امتــد‬ ‫ليشمل غداة استقالل المغرب‬ ‫الميدان االجتماعي واإلنساني فقد‬ ‫كانت من بين الرعيل األول من‬ ‫نساء طنجة اللواتي وضعن الحجر‬ ‫األساس لما يطلق عليه اليوم‬ ‫اسم المجتمع المدني لتأسيس‬ ‫جمعيـــات ومؤسسات اجتماعيـــة‬ ‫ونسائية وطنية ألول مرة في تاريخ‬ ‫المدينة كان الهدف منها غرس‬ ‫ثقافة التضامن والتآزر في المجتمع‬ ‫والنهوض بأحوال المرأة ورعاية‬ ‫الطفولة والعمل على إرساء قواعد‬ ‫سلسلة من الجمعيات المحلية ذات النفع العام‬ ‫وقد أسهمت السيدة فامة بشكل فعال في‬ ‫تكوين وإنشاء أولى الجمعيات بطنجة كجمعية‬ ‫العش وجمعية محاربة داء السل وجمعية فتيات‬ ‫طالئع النجاح وجمعية قطرة الحليب‪...‬‬ ‫وواصلت مسارها في الميدان االجتماعي‬ ‫بمشاركتها الفعالة في تأسيس منظمة االتحاد‬ ‫النسائي المغربـــي في طنجـــة سنة ‪1969‬‬ ‫وانضمامها إلى عضوات المكتب اإلقليمي‬ ‫حيث أسند إليها مهمة الكتابة العامة للفرع‬ ‫وظلت تعمل في هذا المجال بصمت ونكران‬ ‫للذات وكانت آخر محطة في مسارها اإلحساني‬ ‫االجتماعي توقفت عند جمعية التريكو الرائدة‬ ‫في المجال الخيري بالمدينة‪ ،‬سنة ‪1994‬‬ ‫انضمت إلى جمعية الخبراء المحلفين بالشمال‬ ‫كخبيرة متخصصة في المعينـــات العقارية‬ ‫واستمرت في ممارسة هذه المهنة إلى حين‬ ‫وفاتها رحمها اهلل في ‪ 10‬ماي ‪.2015‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أرشيف مدرسة القصبة‬ ‫‪ - 2‬المرجع نفسه‬ ‫‪ - 3‬تاريخ والدتها سنة ‪ . 1890‬ولم اقف على‬ ‫تاريخ وفاتها في أرشيف مدرسة القصبة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬األرشيف نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬كتاب من أعالم طنجة في العلم واألدب‬ ‫والسياسة تأليف األستاذ عبد الصمد العشاب‬ ‫ص ‪.224‬‬ ‫‪ - 6‬صحيفة طنجة السنة الثانية العدد ‪24‬‬ ‫من ‪ 9‬إلى ‪ 17‬سنة ‪ 1957‬ص‪.1‬‬ ‫‪ - 7‬العدد األول من صحيفة طنجة الصادر في‬ ‫‪ 8‬مارس ‪ 1956‬ص‪3‬‬ ‫‪ - 8‬صحيفة طنجة العدد ‪ 24‬السنة الثانية‬ ‫من ‪ 9‬إلى ‪ 17‬ابريل ‪ 1957‬ص‪2‬‬ ‫‪ - 9‬العدد األول من صحيفة طنجة الصادرة‬ ‫في ‪ 8‬مارس ‪ 1956‬ص‪3‬‬ ‫‪ - 10‬معلومــة مصدرها ابنته السيدة نوال‬ ‫الزيدي‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬طارق شريف‬

‫الحديث عن موسم أصيلة الثقافي الدولي ال زال ينتقل بين اآلفاق وال زال مادة شيقة يتعاطى‬ ‫معها بشوق وحنين كبار الصحافيين والكتاب والشعراء والمبدعين عبر العالم‪ ،‬خاصة العالم العربي‬ ‫واالسالمي‪ ,‬إذ أنه شكل نقلة نوعية في فضاء الفكر واإلبداع في العالم وفتح آفاق التواصل والتحاور‬ ‫بين الثقافات والحضارات‪ ،‬في جو من الحرية الذي ال يوجد إال في أصيلة األصيلة‪.‬‬ ‫وقد نشر خالل األسبوع الماضي الصحافي السوداني األستاذ صالح الشريف‪ ،‬مقالة في جريدة‬ ‫الرأي العام السودانية‪ ،‬خصه لعشق الشاعر السوداني الراحل الطيب صالح‪ ،‬لمدينة أصيلة التي‬ ‫اكتشفها سنة ‪ ،1980‬بفضل الصداقة التي كانت تجمعه بالوزير والديبلوماسي وعمدة أصيلة‬ ‫وأمين عام منتدى أصيلة األستاذ محمد بن عيسى الذي خلد ذكرى الطيب صالح في أصيلة بأن‬ ‫أهدى الشاعر السوداني الكبير‪ ،‬حديقة وسط أصيلة كما أهدى لروح الشاعر محمد درويش و‬ ‫الشاعر الكنغولي تشيكايا اوتامسي‪ ،‬حديقتين بنفس الفضاء تعبيرا عن تقدير مدينة أصيلة وأهلها‬ ‫إلبداعهم ووفائهم لموسمها األصيل‪.‬‬

‫الطيب صالح في أصيلة‬

‫أجمل كالم قرأته عن الطيب صالح قاله‬ ‫الشاعر السورى أدونيس فى تكريم خاص أقيم‬ ‫للطيب صالح فى باريس العام ‪ 1994‬ومن ذكاء‬ ‫مؤسسة منتدى األصيلة بالمغرب أنها أعادت‬ ‫نشر المقال البديع ضمن مقاالت رائعة فى كتاب‬ ‫تكريماً للطيب صالح وهكذا تكرم اصيلة الطيب‬ ‫صالح حياً وميتاً‪ ،‬وكانت قد كرمته فى حياته فى‬ ‫العام ‪ .1994‬يقول أدونيس فى مقدمة مقاله‬ ‫الرائع ‪( :‬اقرأوا شخص الطيب صالح ‪ ،‬أظن أن‬ ‫الفرق بين شخصه وأبجديته ليس فرق هوية‬ ‫بل فرق في درجات الضوء ‪ .‬ابنوس يقود العين‬ ‫إلى جهة الليل والسر وهذا الخفر المغمور بنوع‬ ‫من الكآبة الهادئة دعوة للدخول فى طبقات‬ ‫محيطهالقصوى)‪.‬‬ ‫بدأت عالقة الطيب صالح بأصيلة في العام‬ ‫‪ 1980‬عندما قدم إليها مع أسرته تلبية لدعوة‬ ‫امينها العام محمد بن عيسى وفي هذا الموسم‬ ‫تأسس المنتدى العربى االفريقى (منتدى اصيلة)‬ ‫وأصبح الطيب صالح عضوا مؤسسا للمنتدى‪.‬‬ ‫كانت إقامة الطيب صالح فى أصيلة غير‬ ‫مريحة على اإلطالق وأقام مع زوجته وبناته‬ ‫الثالث ضيفا على الموسم ببيت إليصال الماء‬ ‫ساعة واحدة ولم يكن بالبيت حتى الضرورى من‬ ‫المتطلبات المنزلية ولم يكتشف مسؤولو منتدى‬ ‫اصيلة إال قبيل مغادرة الطيب صالح طنجة إلى‬ ‫لندن‪ .‬ومرت سنوات ولم يعد الطيب صالح‬ ‫إلى اصيلة وكان محمد بن عيسى كلما التقى‬ ‫به فى الدوحة او باريس أو لندن يعتذر ويطلب‬ ‫منه السماح على ما تكبده من معاناة مع أوالده‬ ‫فى تلك السفرة األولى إلى أصيلة فكان الطيب‬ ‫يقول له فى كل مرة (كيف تعتذر لي يا رجل وقد‬ ‫استرجعت صباى فى اصيلة)‪.‬‬ ‫وكان الطيب صالح معجبا بأصيلة ويقول‬ ‫ان حوارى المدينة وصبيانها وهم يلعبون فى‬ ‫األزقة ودكاكينها الصغيرة ووتيرة الحياة اليومية‬ ‫بها فى السوق والممشى والمقهى كل ذلك‬

‫يذكره بصباه فى قريته بشمال السودان‪ .‬وقد‬ ‫توطدت عالقة الطيب صالح بأصيلة وأصبح‬ ‫يزورها سنويا وتعرف فيها على العديد من‬ ‫الشعراء والمفكرين ويروي محمد بن عيسى‬ ‫قصته مع الشاعر والمسرحي الكنغولي الراحل‬ ‫تشيكايا اوتامسي الذي كان يحترم الطيب‬ ‫صالح وينشد له االغنية العربية الوحيدة التى‬ ‫كان يرددها (اغدا الكاكا) ويضحك الطيب صالح‬ ‫ويصحح تشيكايا ألقاك وليس الكاكا‪.‬‬ ‫كرم منتدى أصيلة الطيب صالح مع الرئيس‬ ‫سنغور واألمير الحسن بن طالل فى العام‬ ‫‪ 1994‬أما في العام ‪ 2002‬فقد فاز الطيب صالح‬ ‫بجائزة الرواية العربية التي ينظمها المنتدى ‪،‬‬ ‫وقد بادلت اصيلة الطيب صالح الحب واحتفت‬ ‫به االحتفاء الذي يليق به‪،‬وكان صديقه الوفي‬ ‫محمد بن عيسى هو حلقة الوصل بينه واصيلة‬ ‫وأجمل مشهد كان فى صالة العيد يقول محمد‬ ‫بن عيسى (فى أصيلة صلى الطيب صالح مع‬ ‫سكان المدينة بالمصلى في الهواء الطلق كان‬ ‫جميال بعمامته البيضاء وجالبيته وقامته التى‬ ‫دخلت المصلى وخرجت منه في حشمة وتواضع‬ ‫ملحوظيْن)‪.‬‬

‫تنسيقية الشرفاء العلميين بشفشاون‬

‫«بالغ صحفي»‬

‫‪ ‬تستعد تنسيقية الشرفاء العلميين بشفشاون لتنظيم الموسم السنوي‪ ‬لمؤسس‬ ‫المدينة موالي علي بن راشد يوم السابع من المولد النبوي الشريف ( ‪ 18‬ربيع األول ‪)1437‬‬ ‫تحت شعار‪:‬‬

‫« موالي علي بن راشد مدرسة ترسيخ القيم والثوابت الروحية والوطنية»‬

‫إن تنظيم موسم موالي علي بن راشد إحياء لتراث محلي‪ ،‬وطني‪،‬ثقافي و حضاري يكرس‬ ‫إرتباط ساكنة شفشاون وقبائل اإلقليم بمعايير تؤسس للهوية المغربية الصادقة المتشبثة‬ ‫بقيم التسامح واإلعتدال والتآزر‪ .‬‬ ‫‪ ‬ويتضمن برنامج اإلحتفال لهذه السنة باإلضافة إلى التقاليد الموروثة‪ ..‬مشاريع تنموية‬ ‫لخلق ديناميكية جديدة في النسيج اإلقتصادي السياحي والتجاري بالمدينة‪ ،‬ومواكبتها بندوات‬ ‫فكرية أكاديمية من خالل يوم دراسي تحت‪ ‬موضوع ‪:‬‬

‫«دور إمارة المؤمنين في تثبيت األمن والسلم العالميين»‬

‫‪ ‬كما سيشهد الموسم عملية ختان األطفال وإحياء التراث المحلي من خالل أمسية‬ ‫الحضرة الشفشاونية وليلة السماع والمديح و معارض مع الختم بموكب الكسوة‪.‬‬


‫العدد ‪810‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪ - 2‬مالمح من التواجد التركي في تطوان منذ مطلع العصر الحديث‬ ‫إلى نهاية القرن التاسع عشر‬ ‫تقديم‪:‬‬ ‫صدر لنا في شهر يونيو األخير عن «باب الحكمة» بتطوان مؤلف جديد عنوانه «دراسات في تاريخ‬ ‫الشام ومصر في العهد العثماني»‪ ،‬وما إن انتشر الخبر بين معارفنا وأصدقائنا‪ ،‬حتى انهالت الكثير من‬ ‫عبارات التهنئة علينا‪ ،‬ودائما ما تلتها عبارة‪« :‬العثمانيون لم يدخلوا المغرب نهائيا»‪.‬‬ ‫لقد استوى معظم المثقفين ومعهم محدودو الثقافة في إطالق هذه العبارة بمجرد سماعهم أو‬ ‫رؤيتهم لعنوان اإلصدار الجديد‪ ،‬لدرجة أنني اعتقدت فعال أن القارئ المغربي ال يعرف عن الدولة العثمانية‬ ‫التي كانت ترتجف لها أوروبا بأكملها‪ ،‬سوى أنها لم تدخل المغرب «المقاوم والممانع» آنذاك‪ ،‬وسوى ما‬ ‫يتردد في بعض المحطات اإلعالمية من صور مشوهة عن تاريخ إحدى أعظم الدولة التي عرفها تاريخ‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫أذكر وأنا تلميذ في المرحلتين اإلعدادية والثانوية كيف أننا سمعنا مرارا من أساتذتنا نفس تلك‬ ‫العبارة‪ ،‬التي يستفاد منها أن العثمانيين لم يكونوا سوى طامعين في حكم المغرب‪ ،‬ولكن بما أن هذا‬ ‫األخير كان آنذاك قويا جدا‪ ،‬فقد تصدى لكل محاوالتهم اليائسة‪ ،‬ثم ْ‬ ‫بدأتُ أكبر شيئا فشيئا‪ ،‬ألكتشف أن‬ ‫أسرتي تنحدر من ساللة تركية عاشت في الشام ومصر لقرون ثم خرج فرد منها فارا نحو المغرب قبل‬ ‫ثالث قرون ونصف ليؤسس أسرة مغربية نسيت تماما أصولها المشرقية مع مرور الزمان وتقادم العصور‪.‬‬ ‫وحينما كنت أقوم في سنة ‪ 2014‬بجوالت في منطقة بني حزمار وفي العدوة اليمنى لوادي مرتين‬ ‫التاريخي‪ ،‬وقفت على عدة شواهد على وجود األتراك في المنطقة‪ ،‬وعلى ارتباط الوادي بالمجاهدين األتراك‬ ‫الذين شاركوا في عمليات الجهاد البحري إلى جانب أهل تطوان ضد الكثير من األساطيل األوروبية العابرة‬ ‫لمضيق جبل طارق‪ .‬وال يخفى على كل تطواني أن هذه المدينة جمعت طيلة تاريخها منذ تجديد بنائها‬ ‫على يد أبي الحسن المنظري ثقافات متنوعة أندلسية وجبلية وريفية وتركية وعملت على إذابتها في‬ ‫بوثقة واحدة أثمرت في النهاية تلك الخصوصية الحضارية التي تمتاز وتتفرد بها تطوان عن سائر البالد‪.‬‬ ‫وهذا المقال الصغير هو محاولة أولية لتجميع بعض المعطيات المصدرية أو الميدانية حول التواجد‬ ‫التركي في تطوان‪ ،‬وهي معطيات قليلة ومحدودة جدا‪ ،‬ولكنها في نفس الوقت تفتح الباب لمن شاء‬ ‫أن يقتحم هذا الميدان الوعر ليميط اللثام عن ماض بدأ يتعرض للطمس والتشويه مع تغير المالمح‬ ‫الحضارية والخصوصيات المميزة لكل مدينة على حدة‪.‬‬ ‫سيتناول المقال في البداية موقف العثمانيين من المسألة األندلسية على اعتبار أن األندلسيين هم‬ ‫الذين جددوا بناء تطوان‪ ،‬ثم بعض الشواهد على وجود نشاط بحري عثماني في مرسى تطوان خالل‬ ‫بداية العصر الحديث‪ ،‬ثم تطورات هذا النشاط في عصر آل النقسيس‪ ،‬مع التطرق إلى بعض اإلشارات‬ ‫الواردة في المصادر عن تواجد األتراك في تطوان خالل العصر العلوي‪ ،‬وإلى إدخال التجار التطوانيين‬ ‫ظاهرة الرقيق األبيض المشرقي إلى المغرب خالل القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫شذرات متفرقة عن التواجد التركي بتطوان خالل العصر العلوي‪:‬‬ ‫في منتصف القرن السابع عشر الميالدي‬ ‫فقدت تطوان استقالليتها وتوحد المغرب‬ ‫تحت حكم األسرة العلوية‪ ،‬وانقرض حكم آل‬ ‫النقسيس بتطوان‪ .‬ومع توطيد دعائم الحكم‬ ‫العلوي في عهد السلطان إسماعيل بدأت أخبار‬ ‫الرياس األتراك تقل شيئا فشيئا من المصادر‪،‬‬ ‫وال نجد ضمنها سوى إشارات قليلة جدا‪.‬‬ ‫وقد وردت إشارة في رحلة جيرمان مويت‬ ‫‪ Germain Mouette‬إلى وجود قراصنة‬ ‫أتراك في تطوان خالل النصف الثاني من القرن‬ ‫السابع عشر‪ ،‬وكان هؤالء القراصنة يجندون‬ ‫حراسا يقيمون في األبراج المطلة على شاطئ‬ ‫مرتين يعلمونهم كلما الحت لهم سفن مارة‬ ‫على الساحل وذلك عبر إيقاد النار في البروج‬ ‫التي تسمى «الطالعات» بقصد حمل السالح‬ ‫والخروج إلى البحر العتراضها‪.1‬‬ ‫وبسبب المشاكل التي عانى منها المغرب‬ ‫منذ نهاية العهد اإلسماعيلي‪ ،‬فإن أخبار الجهاد‬ ‫البحري بتطوان تقل كثيرا‪ ،‬وتطغى عليها أخبار‬ ‫الصراعات المحلية بين السلطة المركزية‬ ‫المنقسمة بين أبناء إسماعيل من جهة‪ ،‬وبين‬ ‫أسرة آل الحمامي الريفية التي حكمت الجزء الشمالي من المغرب بأكمله من جهة أخرى‪ ،‬والتي‬ ‫عارضتها الكثير من القوى المحلية في تطوان كأسرة «لوقش»‪ ،‬ما كان سببا في نشوب عدة‬ ‫معارك بين جيش الباشا أحمد بن علي الريفي وخصومه من أهل تطوان‪ ،‬أبرزها معركة «عيطة‬ ‫السبت»‪ .‬كما أن انتقال زمام المبادرة السياسية من تطوان إلى طنجة بعد تحريرها سنة ‪1684‬‬ ‫أضعف من إمكانيات تطوان‪.‬‬ ‫ويبدو أن النشاط البحري في تطوان استلمه أبناء المدينة بشكل شبه كامل‪ ،‬خصوصا وأن‬ ‫مطلع القرن الثامن عشر يمثل انحسار نفوذ البحرية العثمانية بالجزائر في غرب المتوسط‪ ،2‬بعد‬ ‫انهيار حكم آغاوات االنكشارية‪ ،‬وتعويضهم ب»الدايات» منذ سنة ‪.1671‬‬ ‫ولعل ما يمكن تسجيله أن النشاط التركي في تطوان عاد بشكل محدود مع عودة االستقرار‬ ‫إلى المغرب في عهد السلطان محمد بن عبد اهلل بن إسماعيل‪ ،‬الذي وصل إلى الحكم سنة‬ ‫‪ ،1757‬وفي إطار العالقة الجيدة التي ربطته بالدولة العثمانية في المشرق‪ ،‬فقد استقدم عدة‬ ‫مهندسين أتراك مختصين في صناعة القنابل ووزعهم على بعض المدن‪ ،‬وذهب معظمهم إلى‬ ‫تطوان حيث قاموا بتأسيس «دار البنب» أي مصنع القنابل سنة ‪ 1181‬هـ‪1767 /‬م‪ 3.‬وقد احتفظ‬ ‫لنا مستفاد مرسى تطوان سنة ‪ 1797‬بأسماء بعض الرياس و»المعلمين» األتراك الموجودين‬ ‫بالمدينة ك»مصطفى الطرابلسي» و»الحاج مصطفى التركي» و»الحاج مصطفى البنباجي»‪...4‬‬ ‫وأثناء زيارته لتطــوان في يوليــوز من سنة ‪ ،1791‬أشــار الرحالــة البولوني يان بوتوتسكي‬ ‫‪ Jan Potocki‬في معرض حديثــه عن نزهته في غرسة الحاج عبد الكريم راغون التطواني التي‬ ‫يرجح أنها نفس «غرسة راغون» التي وجدت بمشرع «أبي قديرة» من مدشر «كيتان» بمقدمة‬ ‫جبال بني حزمار‪ ،‬عن استعمال الحاضرين اللغة اإلسبانية والتركية في حديثهم‪ ،5‬مما يدل على‬ ‫أن الكالم بالتركية في المجتمع التطواني كان ساري المفعول‪ .‬ويخبرنا بعد ذلك عن مأدبة‬ ‫غذائية تطوانية في نفس الغرسة المذكورة قدمت فيها أربع أو خمس وصفات من المطبخ‬ ‫التركي‪.6‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫ذ ـ بالل الداهية‬

‫باحث في التاريخ ‪ -‬تطوان‬

‫‪cerkesarabturk692@gmail.com‬‬

‫ومن بين كل المغاربة اختار العديد من السالطين العلويين أهل تطوان ليكونوا سفراء ورسل‬ ‫نحو الدولة العثمانية‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كون التطوانيين أكثر من ربطتهم‬ ‫عالقات سواء تجارية أو بشرية أو اجتماعية مع العثمانيين‪ ،‬ومن النماذج التي تؤكد هذه الظاهرة‪:‬‬ ‫سفارتا عبد الكريم راغون التطواني‪ 7‬نحو الدولة العثمانية سنتي ‪ 1765‬و‪ ،1766‬وبعده عبد اهلل‬ ‫العوني التطواني‪ ،8‬والحاج محمد الرزيني التطواني‪ 9‬الذي سافر مرارا نحو اسطنبول والشام‪،‬‬ ‫وعمل كذلك وكيال للمغاربة المقيمين في مصر‪ ...‬وال ينبغي كذلك أن نغفل ذكر الحاج عبد‬ ‫الكريم بريشة التطواني‪ 10‬الذي سافر أيضا نحو األستانة والشام والقاهرة وأدى مناسك الحج‪...‬‬ ‫وباشا تطوان أحمد بن عبد الكريم الحداد الذي تاجر في الحلي والعطور ببالد الشام والجزائر‪.11‬‬ ‫وقد عثرنا على وثيقة قديمة في ملكية أسرة «العراب» في مدينة طرابلس اللبنانية تثبت‬ ‫أن هذه األسرة تنحدر من ساللة بحار تطواني هاجر على متن سفينة عثمانية تعرضت للقرصنة‬ ‫الفرنسية في المتوسط‪ ،‬ثم تمكنت من اإلفالت والنزول بصيدا حيث شرعت في أعمال انتقامية‬ ‫ضد الفرنسيين‪ ،‬وكانت السفينة تضم قراصنة تطوانيين وسالويين وجزائريين وتونسيين‪،‬‬ ‫وكان متزعم التطوانيين الرايس عبد العزيز أعراب التطواني الذي انحدرت منه األسرة المذكورة‬ ‫أعاله‪ ،‬وسيتم نشر هذه الوثيقة المؤرخة بسنة ‪ 1764‬في عمل جديد لنا قيد اإلنجاز‪.12‬‬ ‫وقد أصيب النشاط البحري بتطوان بضربة موجعة بعد توقيع المعاهدة المغربية اإلسبانية‬ ‫سنة ‪ ،1799‬ومع بداية الحروب النابوليونية وما تالها من تطورات‪ ،‬بدأ النشاط البحري ينقرض‬ ‫من مدينة تطوان وباقي المراسي المغربية‪ .‬وحملت سياسة االحتراز التي انتهجها السلطان‬ ‫سليمان الموانئ المغربية نحو اإلغالق في وجوه الوافدين والمغادرين معا‪ ،‬فال نجد من أخبار‬ ‫األتراك في تطوان سوى إذن السلطان لنائبه على تطوان الحاج عبد الرحمن أشعاش بمغادرة‬ ‫أربعة من األتراك من مينائها نحو وجهة غير مسماة سنة ‪ 1233‬هـ‪1817 /‬م‪13.‬‬ ‫وقد عرفت تطوان هجرة جزائرية مكثفة عقب سقوط الجزائر في يد الفرنسيين سنة ‪،1830‬‬ ‫وشكل األتراك نسبة من المهاجرين المستقرين بتطوان‪ ،‬حيث تحصي إحدى الوثائق‪ 14‬من‬ ‫بين مئة وثالثة أشخاص وفدوا على المغرب من الجزائر العاصمة سنة ‪ 1246‬هـ‪1830 /‬م خمسة‬ ‫أشخاص من األتراك وأربعة وأربعين شخصا من طائفة القولوغلية‪ ،‬وهم كذلك أتراك إال أنهم‬ ‫من أبناء نساء جزائريات محليات نسوا أصولهم ولغتهم التركية‪ .‬وال تذكر لنا الوثائق أسماءهم‬ ‫العائلية إال في النادر ومن بينها «الشاوش» و»الترجمان» و»الرايس»‪ ...‬وكان ثمانية عشر فردا‬ ‫من هؤالء «القولوغلية» طوبجيين أي رجال مدفعية‪ .‬أما أسماء األتراك الخمسة الوافدين على‬ ‫تطوان‪ ،‬فهي‪ :‬حسن تللو وهو بحار ماهر تولى رئاسة مرسى تطوان ويحمل لقبا عائليا تركمانيا‬ ‫شهيرا هو «تللو» وجد في األناضول والشام معا‪ ،‬ثم محمد بن عصمان‪ ،‬محمد خوجة‪ ،‬عصمان‪،‬‬ ‫ومحمد تركي‪ .15‬كما نجد بين المهاجرين الذين لم يرد ذكر أصولهم أسماء عائلية تركية أمثال‬ ‫«الكريتلي» نسبة إلى جزيرة «كريت» و»الخزنجي» و»البلهوان»‪16...‬وذكر الرهوني من بين‬ ‫األسر التركية في تطوان كذلك «اليزميري»‪ 17‬نسبة إلى مدينة «إزمير» و»قاراحسن» المكونة‬ ‫من الكلمة التركية «قارا» بمعنى «األسود»‬ ‫و»حسن» بمعنى «حسن األسود»‪ 18‬وعائلة‬ ‫«الصبايحي»‪ 19‬المنسوبة إلى «الصبايحية»‬ ‫وهو التحريف الجزائري لعبارة «السباهية» وهي‬ ‫طائفة الفرسان اإلقطاعيين الذين شكلوا جزءا‬ ‫هاما من جيش الدولة العثمانية في مراحل‬ ‫الفتوحات والقوة‪...‬‬ ‫وحتى الداي حسين باشا آخر حكام الجزائر‪،‬‬ ‫نجده قد اختار اإلقامة في تطوان وعرض‬ ‫قصده هذا على سلطان المغرب عبد الرحمن‬ ‫بن هشام‪ ،‬فوافقه على ذلك‪ ،‬إال أن الباشا فضل‬ ‫االنتقال نحو مصر لينزل عند حاكمها محمد‬ ‫علي باشا‪.‬‬ ‫وقد أثر الجزائريون على النسيج الحضاري‬ ‫لمدينة تطوان‪ ،20‬وهو ما جعلها أشبه مدن‬ ‫المغرب بالمدن المشرقية العثمانية‪ ،‬فأدخلت‬ ‫الهندسة المعمارية العثمانية على أبواب‬ ‫ومداخل الكثير من المنازل التطوانية‪ ،‬وساعد‬ ‫الوافدون الجدد على تقوية فن المدفعية‬ ‫في تطوان‪ ،21‬كما أدخل المهاجرون عدة‬ ‫كلمات إلى اللهجة التطوانية ك»البقالوة»‬ ‫و»القفطان» و»البهلوان» و»الطبسيل»‬ ‫و»الباشا» و»الكشك»‪ ...‬و»الناموسية» التي تعني نوعا من األسرة التي تكسى بثوب متعدد‬ ‫األلوان‪ ،‬وأدخلوا عدة ظواهر اجتماعية كانت سائدة منذ قرون في الشرق العثماني إلى تطوان‪،‬‬ ‫كظاهرة المقاهي وتدخين الغليون التركي‪ ...22‬وبالجملة فقد عبر الرهوني عن أهمية هجرة‬ ‫الجزائريين في إدخال مفردات تركية في لهجة أهل تطوان عند حديثه عنها إذ يقول‪ ...« :‬كما‬ ‫خلطوها بشيء من األلفاظ التركية التي نقلها إليها مهاجرو الجزائر عندما استولت الدولة‬ ‫الفرنساوية على قطرهم عام ‪ 1246‬هـ‪23».‬‬

‫التجار التطوانيون والرقيق األبيض المشرقي‪:‬‬ ‫انتشرت في المجتمع التطواني خالل القرن التاسع عشر ظاهرة االتجار في الرقيق األبيض‬ ‫المشرقي الذي كان يجلب في الغالب من مصر‪ ،‬وذلك بحكم تميز األسواق في مصر في هذا النوع‬ ‫من التجارة منذ العصر الوسيط‪ ،‬حيث بقيت طائفة المماليك تجلب من آسيا الوسطى ومنطقة‬ ‫السهوب األوكرانية وجبال القوقاز منذ زمن األيوبيين إلى أن قضى عليهم محمد علي باشا في‬ ‫مطلع القرن التاسع عشر‪24.‬‬ ‫وحتى بعد قضاء محمد علي على المماليك‪ ،‬فإن جلب الرقيق األبيض الشركسي والجورجي‬ ‫من جنوب القوقاز بقي معموال به إلى منتصف القرن المذكور‪ ،‬واستخدم أيضا رقيق أبيض من‬ ‫أسرى الحروب من أبناء الروس والصرب والبلغار وغيرها من الشعوب التي كانت تحارب الدولة‬ ‫العثمانية بالمشرق‪ ،‬واستخدم باشاوات مصر منذ محمد علي إلى نهاية العهد الملكي فرقا من‬ ‫الخدم سميت ب»الطواشية»‪ ،‬وهو اسم موروث عن العهد المملوكي)‪ ،(56‬وقد تأثر سالطين‬


‫العدد ‪810‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫المغرب بهذا النموذج‪ ،‬فاتخذه كل من عبد الرحمن بن هشام وابنه محمد ثم الحسن األول‪.‬‬ ‫وكان جلب هؤالء الرقيق مهنة خاصة بالتجار من أهل تطوان لكونهم األكثر ارتباطا‬ ‫بالمشرق العثماني‪ ،‬وفي هذا الباب نجد عبد الرحمن بن هشام يكاتب الحاج محمد الرزيني‬ ‫يطلب منه شراء خمسة من الطواشية وإرسالهم لخدمته في فاس سنة ‪ 1260‬هـ‪1844 /‬م‪25 .‬‬ ‫إال أن نقل هؤالء الطواشية الخمسة من االسكندرية إلى تطوان كانت تعترضه مخاطر‬ ‫كبيرة‪ ،‬فالطريق البحري كان غير آمن خصوصا بجزيرة مالطة‪ ،‬ولهذا أوصى السلطان نائبه‬ ‫الرزيني أن يبحث عن قوارب فرنسية لحملهم‪ ،‬وبعد عدة مراسالت وأخذ ورد لم يصل الطواشية‬ ‫الخمسة إال بعد سنة من طلبهم‪26.‬‬ ‫وفي السنة ذاتها أي في ‪ 1261‬هـ‪1845 /‬م وجه الباشا عبد القادر أشعاش بأمر من السلطان‬ ‫التاجر التطواني الحاج أحمد مرتيل لشراء سبعة طواشية من مصر‪ 27‬للخدمة في القصر‬ ‫السلطاني بفاس‪ ،‬ونجدهم يصلون إلى ميناء طنجة بعد سنة أيضا‪28‬‬ ‫وكان الحاج محمد الرزيني مختصا على ما يبدو في المسائل المتعلقة بالعالقات المغربية‬ ‫المصريـــة‪ ،‬وكان يكلـــف دائما بالنظـــر‬ ‫في جلب الرقيـــق من مصـــر‪ ،‬والنظـــر‬ ‫في المعامالت المالية للمغاربة المقيمين‬ ‫هناك وقضاياهـم‪ .29‬والغالــب أن جلب‬ ‫الرقيق من مصر كان يتم بواسطة األسر‬ ‫التطوانية التي كانت تعتمد على مغاربة‬ ‫مصر كوسطــاء تجارييــن بينهــا وبين‬ ‫السلطات الحاكمة هناك‪ ،‬وقد تمتع مغاربة‬ ‫مصر بمكانة عالية خالل العهد العثماني‬ ‫والخديوي‪ ،‬وكانت األسر المغربية من بين‬ ‫أعظم األسر في مصر ثراء‪.30 .‬‬ ‫وتحتفظ الذاكرة الشعبية في تطوان‬ ‫كذلك بقصة أربع جوار شركسيات اشتراهن‬ ‫الحاج عبد الكريم بريشة أثناء إقامته‬ ‫بالقاهرة من الخديوي إسماعيل‪ ،‬وكن قبله‬ ‫عند السلطان العثماني عبد الحميد الثاني‪،‬‬ ‫ثم أهداهن للخديوي‪ ،‬وحينما أفلس هذا‬ ‫األخير باعهن للتاجر التطواني المذكور فجلبهن معه‪ ،‬وأهدى إحداهن للسلطان المغربي‬ ‫الحسن األول فصارت أم ولده عبد العزيز ولعبت دورا مهما في جعله وليا للعهد على صغر سنه‪.‬‬ ‫وأما الثانية فأهداها بريشة ألحد الشرفاء الريسونيين بتطوان‪ ،‬والثالثة أهديت ألحد أعيان فاس‪،‬‬ ‫والرابعة اتخذها بريشة خليلة له وهي التي تعرف في التراث التطواني ب»فاطمة سركيسة» أي‬ ‫«الشركسية»‪ ،‬وكانت امرأة أديبة فاضلة عالية الثقافة‪ ،‬وكانت بارعة في الموسيقى الشرقية‬ ‫التي تعلمتها في معاهد اسطنبول‪ ،‬إال أن عبد الكريم بريشة كان يعاملها معاملة سيئة بسبب‬ ‫ما كان فيه من الغيرة الزائدة‪ ،‬حيث كان يمنعها من الخروج من مخدعها الذي تقيم فيه‪ ،‬بل‬ ‫إنه كان يمنع الناس من المرور من دربه غيرة على أهل بيته‪ ،‬ويروى أنه أقام في إحدى الليالي‬ ‫حفلة موسيقية‪ ،‬وكانت المترجمة تسمع العزف من وراء حجاب فتجاوبت معه‪ ،‬فوشى بعض‬ ‫الكارهين لها لسيدها أنها كانت تحيي الحاضرين من وراء‬ ‫الحجاب‪ ،‬فضربها ضربا مبرحا ومنع عنها األكل والشرب وحبسها‬ ‫في غرفتها‪ ،‬وهجرها طيلة ما تبقى من عمره‪ ،‬وبالجملة فإن‬ ‫هذه السيدة عانت معه األمرين حتى توفي‪ ،‬فأتاها الفرج بوفاته‪،‬‬ ‫وصارت من بعده تعلم الموسيقى الشرقية لبعض أبناء األعيان‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬ ‫حاولنا في هذا المقال الموجز تسليط األضواء على‬ ‫جانب مهمل من تاريخ مدينتنا تطوان‪ ،‬وهو جانب التواجد‬ ‫التركي في المدينة‪ ،‬ذلك التواجد الذي يوصف عادة بأنه‬ ‫منعدم في المغرب‪ ،‬وغير ذي أهمية‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن‬ ‫المقال يحاول أن يبرز كيف أن ميناء وادي مرتين التاريخي‬ ‫هو شريان الحياة والحضارة في المنطقة‪ ،‬فمنه عبرت الكثير‬ ‫من الحضارات القديمة نحو منطقتنا الشمالية‪ ،‬وفيه نزل‬ ‫المهاجرون األندلسيون الذين جددوا بناء تطوان أول ما‬ ‫نزلوا‪ ،‬وفيه كان المجاهدون سواء األتراك أو التطوانيون‬ ‫ينزلون الهزائم باألجنبــي المتربـص بالمنطقة‪ ،‬وعلى‬ ‫مداخيله وعائداته كانت تعيش أسر تطوانية كثيرة‪ ...،‬قبل‬ ‫أن تقوم األيادي اآلثمة بطمس هويته وتشويه صورته حتى‬ ‫أصبح اليوم أثرا بعد عين بعد أن كان ملء السمع والبصر‪،‬‬ ‫وال تزال أمنية كل تطواني غيور على مدينته وموطنه‪ ،‬أن‬ ‫يرى النهر المتعدد األسماء يعود في يوم من األيام إلى‬ ‫نشاطه المعهود في سالف العصور‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬ ‫‪ )1‬مويط (جيرمان)‪« ،‬رحلة األسير مويط»‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬مركز الدراسات‬ ‫والبحوث العلوية‪ ،‬الريصاني‪ ،1990 ،‬ص‪.77 :‬‬ ‫‪ )2‬حول تراجع البحرية العثمانية في الجزائر انظر‪ :‬سبنسر (وليم)‪« ،‬الجزائر في عهد رياس البحر»‪،‬‬ ‫ترجمة‪ :‬عبد القادر زبادية‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2006 ،‬صص‪ 167 :‬ـ ‪ ،198‬الجزائري‬ ‫(محمد بن ميمون)‪« ،‬التحفة المرضية في الدولة البكداشية بالجزائر المحمية»‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد عبد‬ ‫الكريم‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1972 ،‬مقدمة المحقق‪.‬‬ ‫‪ )3‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪236‬‬ ‫‪ )4‬الشريف (محمد)‪« ،‬تطوان‪ :‬حاضنة الحضارة المغربية األندلسية وأبحاث أخرى»‪ ،‬منشورات جمعية‬ ‫تطاون – أسمير‪ ،‬تطوان‪ ،2013 ،‬ص‪ ،80 :‬هامش ‪.3‬‬ ‫‪POTOCKI (Jan), «Voyage dans l’empire du Maroc fait en l’année 1791», ed. Mai�P 5‬‬ ‫‪sonneuve et Larose, Paris, 1997, p. 60‬‬ ‫‪Ibid, p. 69 37‬‬ ‫‪ )6‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪235 :‬‬ ‫‪ )7‬ابن زيدان (عبد الرحمن العلوي)‪« ،‬إتحاف أعالم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس»‪ ،‬الطبعة‬ ‫الثانية‪ ،1990 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.301 :‬‬ ‫‪ )8‬انظر حوله‪ :‬الرهوني (أبو العباس أحمد بن‬ ‫محمد التطاوني)‪« ،‬عمدة الراوين في تاريخ تطاوين»‪،‬‬ ‫تحقيق‪ :‬جعفر ابن الحاج السلمي‪ ،‬منشورات جمعية‬ ‫تطاون أسمير‪ ،‬تطوان‪ ،‬ج‪ ،2003 ،3‬صص‪– 174 :‬‬ ‫‪.175‬‬ ‫‪ )9‬راجع‪ :‬ابن عزوز حكيم )محمد(‪« ،‬الحاج عبد‬ ‫الكريم بريشة»‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬مطابع سال‪،1992 ،‬‬ ‫ج‪ ،4‬ص‪ 1221 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ )10‬راجع‪ :‬الرهوني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬الطبعة‬ ‫الثانية‪ ،2012 ،‬ص‪ .82 :‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪:‬‬ ‫‪.309‬‬ ‫‪ )11‬الداهية (بالل)‪« ،‬الجاليات المغربية وعالقاتها‬ ‫بالمجتمع والسلطة في بالد الشام خالل العصر‬ ‫الحديث‪ ،»1831 – 1516 :‬عمل مخطوط لم ينشر‬ ‫بعد‪ ،‬ص‪.108 :‬‬ ‫‪ )12‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.33 :‬‬ ‫‪ )13‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.170 :‬‬ ‫‪ )14‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،8‬صص‪.176 – 172 :‬‬ ‫‪ )15‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،8‬صص‪ .174 – 173 :‬وقد وصف مصطفى الكرتلي المذكور بكونه «طباخا»‬ ‫‪ )16‬الرهوني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .336 :‬وقد انقرضت هذه العائلة اآلن‪.‬‬ ‫‪ )17‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.300 :‬‬ ‫‪ )18‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.246 :‬‬ ‫‪ )19‬الوزاني (محمد التهامي)‪« ،‬الزاوية»‪ ،‬مرجعة وتقديم‪ :‬عبد العزيز السعود‪ ،‬منشورات جمعية‬ ‫تطاون – أسمير‪ ،‬تطوان‪ ،1999 ،‬ص‪.195 :‬‬ ‫‪ )20‬قدم مثال أحد الجزائريين ‪ -‬وهو محمد ابن عبد اللطيف ‪ -‬في حرب تطوان سنة ‪ 1859‬إفادته‬ ‫ألهل تطوان بكون مدفعيتهم ال تصلح لرد الغزو اإلسباني رغم أن التطوانيين كانوا متفائلين بإمكانيات‬ ‫طوبجي تطواني يدعى «المعلم التشولو» (‪ .)Cholo‬وحسب ما أورد‬ ‫داود فإن ابن عبد اللطيف المذكور كان رجال مفكرا وذا خبرة كبيرة‬ ‫وتجربة‪ ،‬انظر‪ :‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.190 :‬‬ ‫‪ )21‬بوهليلة (إدريس)‪« ،‬الجزائريون في تطوان خالل القرن‬ ‫‪ 13‬هـ‪19 /‬م‪ :‬مساهمة في التاريخ االجتماعي المغربي»‪ ،‬منشورات‬ ‫الشباك‪ ،‬طنجة‪ ،2012 ،‬ص‪.130 :‬‬ ‫‪ )22‬الرهوني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.2 :‬‬ ‫‪ )23‬حول قضــاء محمــد علي على طائفــة المماليك بمصر‬ ‫وانعكاساته على تواجد الرقيق الشركسي انظر عملنا‪ :‬الداهية‬ ‫(بالل)‪« ،‬دراسات في تاريخ الشام ومصر في العهد العثماني»‪ ،‬باب‬ ‫الحكمة‪ ،‬تطوان‪ ،2015 ،‬صص‪.212 – 189 :‬‬ ‫‪« )24‬الطواشي» هو العبد الخصي الذي يستخدم في الطبق‬ ‫السلطاني ويدخل على خاصة السلطان بمن فيهم حريمه‪ ،‬وقد‬ ‫تمتع هؤالء بنفوذ واسع في عهد السلطنة المملوكية‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫المقريزي (تقي الدين أحمد بن علي)‪« ،‬المواعظ واالعتبار بذكر‬ ‫الخطط واآلثار»‪ ،‬المطبعة األهلية‪ ،‬القاهرة‪ ،1907 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.219 :‬‬ ‫‪ )25‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.381 :‬‬ ‫‪ )26‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.146 :‬‬ ‫‪ )27‬داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.189 :‬‬ ‫‪ )28‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.225 :‬‬ ‫‪ )29‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.357 :‬‬ ‫‪ )30‬توجد دراسات عديدة أنجزت حول أدوار المغاربة في مصر‬ ‫طيلة العهد العثماني‪ ،‬وال يتسع المجال هنا لإلحالة عليها كلها‪ ،‬إال‬ ‫أن أروعها برأيي ما أنجزه د‪ .‬حسام أحمد عبد المعطي‪ .‬انظر‪ :‬عبد‬ ‫المعطي (حسام أحمد)‪« ،‬العائلة والثروة‪ :‬البيوت التجارية المغربية‬ ‫في مصر العثمانية»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪ .2008‬وللمؤلف المذكور إضافة إلى المرحوم د‪ .‬عبد الرحيم عبد‬ ‫الرحمن عبد الرحيم دراسات كثيرة جدا عن المغاربة في مصر خالل‬ ‫الحقبة الحديثة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في ذكرى المسيرة الخضراء‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫قال عليه الصالة والسالم «ما أنعم اهلل على عبد نعمة فقال الحمد هلل‬ ‫إال أدى شكرها‪ ،‬فإن قالها الثانية جدد اهلل له ثوابها‪ ،‬فإن قالها الثالثة غفر‬ ‫اهلل له ذنوبه»‪ ،‬وقال «ما انعم اهلل على عبد نعمة فحمد اهلل عليها إال كان‬ ‫ذلك أفضل من تلك النعمة وإن عظمت‪ ،‬وعن ابن عباس رضي اهلل عنه‬ ‫قال الحمد هلل كلمة الشكر إذا قال العبد الحمد هلل قال اهلل شكرني عبدي‬ ‫ويدخل في شكر اللسان التحدث بالنعم وإظهارها ونشرها قال تعالى «وأما‬ ‫بنعمة ربك فحدث»‪،‬ومن شكر اللسان أيضا شكر الوسائط بالثناء عليهم‬ ‫والدعاء لهم قال عليه السالم ‪« :‬من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن‬ ‫لم يشكر الناس لم يشكر اهلل» فإذا أوصل الحق تعالى إليك نعمة على يد‬ ‫إنسان سواء كانت دينية أو دنيوية فعليك في ذلك وظيفتان إحداهما أن‬ ‫تشهد انفراد اهلل تعالى بذلك فال ترى تلك النعمة إال منه وحده وترى من‬ ‫سواه ممن أجراها على يده مقهورا مجبورا على ذلك مسلطا عليه الدواعي‬ ‫والبواعث حتى لم يجد انفكاكا عنه وهذا هو حق التوحيد ‪.‬‬ ‫الوظيفة الثانية أن تشكر من وصلت إليك‬ ‫على يده بأن تدعو له وتثني عليه امتثاال ألمر اهلل‬ ‫وعمال بما جاءت به الشريعة قال تعالى‪ :‬أن اشكر‬ ‫لي ولوالديك وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬اشكر‬ ‫الناس هلل اشكرهم للناس وقال من أسدى إليكم‬ ‫معروفا فكافئوه فإن لم تقدروا على مكافأته فادعوا له‬ ‫حتى تروا أنكم قد كافأتموه‪ ،‬وألن اهلل تعالى اختصه‬ ‫بأن أقامه في ذلك وأهله له قال إن هذا الخير خزائن‬ ‫ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله اهلل مفتاحا‬ ‫للخير مغالقا للشر وويل لعبد جعله اهلل مفتاحا للشر‬ ‫مغالقا للخير‪.‬‬ ‫إذا تقرر هذا فنقول‪ :‬مما ال يجهله جاهل أن‬ ‫من أجل نعم اهلل على هذه األمة السعيدة تولية‬ ‫أمير المؤمنين وأبي الوطنية ورمز ماضينا المجيد‪،‬‬ ‫المرحوم بكرم اهلل موالنا الحسن الثاني بن موالنا‬ ‫محمد الخامس طيب اهلل ثراهما وخلد في الصالحات‬ ‫ذكراهما‪ .‬ذاك الذي أبى إال أن يجعل كل أوقاته رهينة‬ ‫للمصلحة العامة ‪ .‬دائبة في الخدمة على ما يسعد‬ ‫الشعب واألمة‪ ،‬ويأبى اهلل إال أن يمد هذا الرجل‬ ‫العبقري الفخيم بروح من عنده فيلهمه التوفيق‬ ‫والرشاد والهداية إلى الطريق المستقيم كلما حل أو‬ ‫رحل أو فكر وعمل أو أقام أو انتقل وألمر ما أراد اهلل‬ ‫لذلك النصر المبين والعز المكين الذي أحرزه بتسيير‬ ‫المسيرة الخضراء إلى أرض الصحراء ناجحا فيما أمله‬ ‫لشعبه وأمته نصرا وفتحا من اهلل الكريم الذي يؤيد‬ ‫عباده المخلصين المحسنين وال يضيع أجر العاملين‪.‬‬ ‫السادس عشر ففي أكتوبر من سنة ‪ 1975‬أعلن المغفور له الحسن‬ ‫الثاني طيب اهلل ثراه عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت‬ ‫من تحرير األقاليم الجنوبية للمملكة‪،‬وقد وضعت هذه المسيرة السلمية‬ ‫حدا لحوالي ثالثة أرباع قرن من االستعمار واالحتالل المرير لهذه األقاليم‬ ‫ومكنت بالدنا من تحقيق واستكمال وحدتها الترابية‪ .‬فبعد أن بثت محكمة‬ ‫العدل الدولية بالهاي في ملف المغرب وجاء رأيها االستشاري معترفا‬ ‫للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا أن روابط قانونية وروابط بيعة متجدرة‬ ‫كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية‪ ،‬أعلن‬ ‫جاللة المغفور له الحسن الثاني طيب اهلل ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء‬ ‫السترجاع الصحراء وتحريرها ‪.‬‬ ‫وفي الخامس من نونبر سنة ‪ 1975‬خاطب جاللته المغاربة الذين‬ ‫تطوعوا للمشاركة في هذه المسيرة قائال «غدا إن شاء اهلل ستخترق الحدود‪,‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫غدا إن شاء اهلل ستنطلق المسيرة الخضراء‪ ,‬غدا إن شاء اهلل ستطأون طرفا‬ ‫من أراضيكم وستلمسون رمال من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم‬ ‫العزيز»‪.‬‬ ‫وبعد أربعة أيام على انطالق المسيرة الخضراء بدأت اتصاالت‬ ‫ديبلوماسية مكثفة بين المغرب واسبانيا للوصول إلى حل يضمن للمغرب‬ ‫حقوقه على أقاليمه الصحراوية‪.‬‬ ‫ونورد هنا ما قاله الملك الحسن الثاني في كتاب ‪-‬ذاكرة ملك‪ -‬عندما‬ ‫سأله الصحفي الفرنسي «اريك لوران» في أي وقت بالضبط قررتم وقف‬ ‫المسيرة الخضراء؟ فأجاب‪« :‬في الوقت الذي أدركت فيه جميع األطراف‬ ‫المعنية انه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء‪ .‬ولم‬ ‫يكن إرسال المغاربة في المسيرة الخضراء باألمر األكثر صعوبة‪ ،‬بل كان‬ ‫األكثر من ذلك هو التأكيد من أنهم سيعودون بنظام وانتظام عندما‬ ‫يتلقون األمر بذلك‪ ،‬وهم مقتنعون بان النصر كان حليفهم‪ ،‬وذلك ما‬ ‫حصل بالفعل» ففي التاسع من نونبر ‪ 1975‬يعلن الملك الحسن الثاني أن‬

‫المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة‬ ‫الرجوع إلى نقطة االنطالق أي مدينة طرفاية‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي يوم ‪ 14‬نونبر ‪ 1975‬يوقع المغرب واسبانيا وموريتانيا اتفاقية‬ ‫استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية‪ .‬وهي االتفاقية التي أقرتها‬ ‫الجمعية العامة لألمم المتحدة وصادقت عليها ‪-‬الجماعة‪ -‬التي أكدت في‬ ‫اجتماعها بالعيون يوم ‪ 26‬فبراير ‪ 1976‬مغربية الصحراء‪ .‬وبذلك تم وضع‬ ‫حد نهائي للوجود االسباني بالمنطقة وتم احترام موقف سكانها المعبر‬ ‫عنه من طرف ـ الجماعة ـ الهيئة الصحراوية الوحيدة ذات‪ ‬الطابع التمثيلي‬ ‫الحقيقي‪.‬‬ ‫وقد تمت المفاوضات طبقا للفصل ‪ 33‬من ميثاق األمم المتحدة‬ ‫وقرارات مجلس األمن الذي عقد‪ ‬عدة جلسات بطلب من اسبانيا بعد اإلعالن‬ ‫عن المسيرة الخضراء‪ .‬ودعا مجلس األمن في قراراته األطراف المعنية إلى‬

‫التحلي بضبط النفس واالعتدال وتجنب كل عمل من جانب واحد من شأنه‬ ‫تصعيد التوتر‪ .‬وأشار المجلس في قرار صدر في ‪ 6‬نونبر ‪ 1975‬إلى ضرورة‬ ‫التعاون مع األمين العام للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه‪ .‬وقد‬ ‫أثبت هذا المسلسل أن المغرب كان ملتزما تمام االلتزام بالشرعية الدولية‬ ‫في استكمال وحدته الترابية‪ .‬وهكذا واصل الملك المجاهد الحسن الثاني‬ ‫رحمه اهلل مسلسل التحرير والبناء ال تزيده التحديات إال رسوخا واعتمادا‬ ‫على التعبئة الشاملة والنهج الحضاري القائم على السلم والحوار والتمسك‬ ‫بحسن الجوار وبالشرعية الدولية‪.‬‬ ‫وحين اختاره اهلل إلى جواره واصل المسير وبنهج عال وأسلوب‬ ‫قويم رفيقه في الكفاح ووارث سره جاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل وأيده‪ ،‬ضمن إجماع وطني متجدد حول وحدته الترابية‪ ،‬وحرص قوي‬ ‫على بناء االتحاد المغاربي على أساس متين وانفتاح تام على الجوار األورو‬ ‫متوسطي واإلفريقي‪ ،‬وبناء مغرب وحدوي ديموقراطي تنموي يكفل لكافة‬ ‫أبنائه حقوق المواطنة الكريمة‪ ،‬مغرب مبني على جهوية‬ ‫فعالة متناسقة‪ ،‬تمكن كل جهاته من التدبير الذاتي‬ ‫وفق خصوصياتها وفي ظل السيادة والوحدة الوطنية‬ ‫والترابية‪.‬فرغبة منه حفظه اهلل في إنهاء مشكل الصحراء‬ ‫المفتعل وإيجاد حل دائم ونهائي يراعي سيادته ووحدة‬ ‫أراضيه وخصوصيات المنطقة وفقا لمبادىء الديموقراطية‬ ‫والالمركزية التي يرغب في تطويرها‪ ،‬انتهج نصره‬ ‫اهلل نهج الجهوية الموسعة التي تمنح ألبناء منطقتنا‬ ‫الجنوبية تدبيرا ذاتيا وفق خصوصياتها وفي ظل سيادة‬ ‫المغربية ووحدته الترابية ‪ ،‬باعتباره حال سياسيا توافقيا‬ ‫وعادال لمشكل الصحراء‪ ،‬وقد حدد المغرب موقفه في‬ ‫معنى الحل السياسي الذي يقدم دائما على أنه حل وسط‬ ‫يتمثل في الحكم الذاتي ضمن إطار السيادة المغربية‪،‬‬ ‫وبالتالي ينتظر أن يسير السكان شؤونهم المحلية‬ ‫الخاصة مع الضمانات الكافية وبدون إخالل باإلمتيازات‬ ‫السيادية للمملكة المغربية وسيادتها اإلقليمية‪ .‬إن هذا‬ ‫الحل يشكل إمكانية واقعية جادة لتفويض اختصاصات‬ ‫لكل سكان المنطقة في اإلطار الضروري للسيادة والوحدة‬ ‫الترابية للمغرب ‪.‬‬ ‫ومن شأن هذا الحل تجنيب تحول المنطقة إلى‬ ‫فضاء للتوتر وتأهيلها ليس فقط لتحقيق اندماج اإلتحاد‬ ‫المغاربي‪ ،‬وإنما أيضا تمكين هذا اإلتحاد من النهوض‬ ‫بدوره على الوجه األكمل في محيطه المتوسطي‪ ،‬وعالقاته مع دول الساحل‬ ‫اإلفريقي لتحصين منطقة الشمال اإلفريقي برمتها من مخاطر البلقنة‬ ‫واإلرهاب الدولي‪.‬‬ ‫إن هذا الحل هو السبيل الوحيد الذي يسمح بالخروج من النفق الذي‬ ‫وضعه فيه خصوم وحدتنا الترابية لدعم النزعة االنفصالية التي تشخصت‬ ‫في حركة البوليساريو‪ ،‬ويصون الحقوق الثابتة ويحفظ الخصوصيات ويفتح‬ ‫آفاقا رحبة للبناء االقتصادي والتقدم االجتماعي والتساكن المبني على‬ ‫التضامن الوطني‪.‬‬ ‫رحم اهلل الملك المجاهد محرر الصحراء ومبدع المسيرة الخضراء موالنا‬ ‫الحسن الثاني‪ ،‬وجزاه عن المغرب والمغاربة أحسن الجزاء‪ ،‬وحفظ اهلل موالنا‬ ‫اإلمام جاللة الملك محمد السادس وأيده بنصره وعزه‪ ،‬وبارك اللهم خطاه‬ ‫حتى يرى المغرب رافال في حلل السعادة والسؤدد والهناء‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الكعبة امل�رشفة واالجتاهات الأربعة‬

‫أقدس مكان للمسلمين هو الكعبة المشرّفة بمكة المكرّمة‬ ‫ويقال إن نوحا ـ عليه السالم ـ هو أول من حدد قواعدها بعد‬ ‫الطوفان وحسب العقيدة اإلسالمية‪ ،‬فإن إبراهيم وابنه إسماعيل‬ ‫عليهما السالم هما اللذان رفعا قواعد الكعبة المشرفة وقواعد‬ ‫الكعبة لها شكل متوازي المستطيالت‪ ،‬تتجه أركانه نحو االتجاهات‬ ‫األربعة الجغرافية األصلية‪ ،‬فركن الحجر األسود يأخذ اتجاه الشرق‪،‬‬ ‫أما الركن اليماني‪ ،‬فيأخذ اتجاه الجنوب‪ ،‬بينما الركن الشامي يأخذ‬ ‫اتجاه الشمال‪ ،‬أما الركن المقابل للحجر األسود‪ ،‬فيأخذ اتجاه الغرب‪.‬‬ ‫إن أشعة الشمس تشرق على الحجر األسود عند شروق الشمس‬ ‫في فصلي الربيع والخريف؛ لكن االتجاه المتعامد على الضلع الواصل‬ ‫بين الرّكن للحجر األسود والركن الشامي‪ ،‬فيأخذ اتجاه شروق‬ ‫الشمس في فصل الصيف‪.‬‬ ‫أما االتجاه المتعامد على الضّلع الذي يوصل بين ركن الحجر‬ ‫األسود والرّكن اليماني‪ ،‬يأخذ اتّجاه شروق الشمس في فصل‬ ‫الشّتاء‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬يأخذ اتّجاه النّجم سهيل (سهيل اليمن)‬ ‫عند شروقه في الجهة الشرقية الجنوبيّة‪ .‬أمّا الضّلع الواقع بين‬ ‫الرُّكن اليماني والرُّكن الغربي‪ ،‬فإن االتجاه المتعامد عليه يأخذ‬ ‫اتّجاه رؤية هالل أوائل الشهور العربية في فصل الشّتاء‪ .‬أما‬ ‫الضّلع الذي يقع ما بين الرّكن الشامي والركن الغربي‪ ،‬فإن االتّجاه‬ ‫المتعامد عليه يأخذ اتّجاه رؤية هالل أوائل الشهور العربية في فصل الصّيف‪..‬‬ ‫وفي نفس الوقت اتّجاه ثالثة نجوم في يد المحراث في مجموعة الدّب األكبر والتي كان يسمّونها العرب‬ ‫نجوم بنات نعش‪.‬‬ ‫عندما انتشراإلسالم‪ ،‬شماال وجنوبا وشرقا وغربا‪ ،‬لعب النجم سهيل ونجوم بنات نعش دورا كبيرا في تحديد‬

‫اتّجاهات القبلة في البالد اإلسالمية‪ ،‬المترامية األطراف‪ ،‬بجانب‬ ‫المزولة الشمسية وعلى أساس علم الفلك المتوارث الشعبي‬ ‫عند العرب في ذلك الوقت‪ ،‬قبل قيام الحضارة العربية اإلسالمية‬ ‫وتقدم علم الفلك‪ ،‬تقدما كبيرا غير مسبوق في حضارة الجنس‬ ‫البشري علي يد علماء أفذاذ‪ ،‬مثل يونس المصري وأبو الريحان‬ ‫البيروني‪.....‬‬ ‫عُثر على مخطوط عربي نادر في مكتبة ميالنو بايطاليا‬ ‫لفلكي مسلم من عدن باليمن‪ ،‬يسمى محمد بن أبي بكر الفارسي‬ ‫كتبه في عام ‪ 1290‬ميالدي (في القرن الثالث عشر الميالدي)‬ ‫وذلك المخطوط ينص على أن الكعبة بنيت‪ ،‬بحيث أن كل‬ ‫ركن فيها يقابل اتجاه ريح من الرياح األربع التي تهب على مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬خالل فصول العام‪..‬‬ ‫إن الرِّياح األولى تسمى الصابا و التي كانت تهبُّ علي ركن‬ ‫الحجر األسود وما حول‪ ،‬يعني هذا‪ ،‬أنها رياح شرقية‪ ،‬والرياح الثانية‬ ‫كانت تهبُّ على الرّكن اليماني وتسمّى الرِّياح الثانية الجنوب‪.‬‬ ‫أما الرٍّياح الثالثة فتسمّى الدّابور والتي كانت تهبُّ على الرُّكن‬ ‫الغربي وما حوله‪ .‬والرّياح الرّابعة‪ ،‬تسمى الشّمال وكانت تهب‬ ‫على الركن الشمالي وما حوله‪..‬‬ ‫كانت الكعبة المشرّفة حتى القرن السابع الميالدي عبارة عن‬ ‫قاعدة على هيئة متوازي مستطيالت‪ ،‬تحدّها أربعة جدران‪ ،‬يبلغ ارتفاع كل منها ارتفاع رجل وبدون سقف‪ .‬ولقد‬ ‫أثبتت مخطوطات من القرن السابع حتى القرن السابع عشر الميالدي أن المحور األكبر للكعبة المشرّفة يتّجه‬ ‫إن النجم‬ ‫نحو نقطة شروق النجم سهيل‪ ،‬بينما المحور األصغر‪ ،‬فيتّجه ناحية شروق الشّمس في منتصف الصّيف‪ّ ،‬‬ ‫سهيل هو نجم عمالق أبيض‪ ،‬ويُعتبر ألمع نجم في السماء‪ ،‬بعد نجم الشعرى اليمانية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪809‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)6‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد الفريد»‬ ‫البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون‬ ‫األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي‬ ‫أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪ ،‬هذه‬ ‫الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح‬ ‫النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل الموفق»‪.‬‬ ‫وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫ال�ضحَّ اك يهوى ال�ضّ رب‬ ‫ذكر أبو عبد هّ‬ ‫الل حمدون قال‪:‬‬ ‫قال لي الحسين بن الضحّاك(‪ :)1‬ضربني الرشيد في خالفته لصحبتي إيّاه‪.‬‬ ‫ثم ضربني األمين لمماثلتي ابنه عبد هّ‬ ‫الل‪،‬‬ ‫ثم ضربني المأمون لميلي إلى محمد (‪،)2‬‬ ‫ثم ضربني المعتصم لمودّة كانت بيني وبين العباس بن المأمون‪،‬‬ ‫ثم ضربني الواثق لشيء بلغه من ذهابي إلى المتوكل‪.‬‬ ‫وكل ذلك يجري مجرى الولع والتحذير لي‪ ،‬ثم أحضرني المتوكل وأمر شفيعاً أن يولع بي فتغاضب المتوكل ع ّلي‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين إن كنت تضربني كما ضربني آباؤك فاعلم أن آخر ضرب ضُربته كان بسببك‪ ،‬فضحك وقال‪:‬‬ ‫بل أصونك وأكرمك‪.‬‬

‫املـال ال ُي�ؤكل بعينه‬

‫قالوا‪:‬‬ ‫لما تّمهدت بالد اليمن للملك المعظم شمس‬ ‫الدولة ت��وران شاه أخو صالح الدين‪ ،‬واستقامت له‬ ‫أُمورها كره المقام بها لكونه نشأ في بالد الشام وتربّى‬ ‫بها وهي كثيرة الخير‪ ،‬واليمن بالد مجدبة‪ .‬فكتب إلى‬ ‫صالح الدين يستقيل منها ويسأله اإلذن له في العود‬ ‫إلى الشام ويشكو حاله وما يقاسيه من عدم المرافق‬ ‫التي يحتاج إليها‪ ،‬فأرسل إليه رسو ًال مضمون رسالته‬ ‫تر ّغبه في اإلقامة وأنها كثيرة األموال ومملكة كبيرة‪،‬‬ ‫فلما سمع الرسالة قال لمتولي خزانته‪ :‬احضر لنا ألف‬ ‫دينار‪ ،‬فأحضرها‪ ،‬فقال األستاذ داره والرسول حاضر‬ ‫عنده‪ْ :‬‬ ‫ارسل هذا الكيس إلى السوق يشترون لنا بما فيه‬ ‫قطعة ثلج‪ .‬فقال األستاذ داره‪ :‬ياموالنا‪ ،‬هذه بالد اليمن‬ ‫من أين يكون فيها ثلج؟ فقال‪ :‬دعهم يشترون بها طبق‬ ‫مشمش لوزي‪ ،‬فقال‪ :‬من أين يوجد هذا النوع ههنا؟‬ ‫فجعل يعدّد عليه جميع أنواع فواكه دمشق واألستاذ‬ ‫داره يُظهر التعجّب من كالمه‪ ،‬وك ّلما قال له عن نوع‬ ‫يقول له‪ :‬يا موالنا من أين يوجد هذا ههنا؟‪.‬‬ ‫فلما استوفى الكالم إلى آخره قال للرسول‪ :‬ليت‬ ‫شعري ماذا أصنع بهذه األموال إذا لم أنتفع بها في‬ ‫مالذي وشهواتي؟ فإن المال ال يؤكل بعينه‪ ،‬بل الفائدة‬ ‫فيه أن يتوصل به اإلنسان إلى بلوغ أغراضه‪.‬‬ ‫فعاد الرسول إلى صالح الدين وأخبره بما جرى فأذن له في المجيء‪.‬‬

‫زواج بوران‬ ‫بوران‪ ،‬هي بنت الحسن بن سهل‪ ،‬من أكمل النساء أدباً وأخالقاً‪ .‬قيل‪ :‬اسمها خديجة وعرفت ببوران‪ ،‬كان‬ ‫المأمون قد تزوجها لمكان أبيها منه‪ .‬وليس في تاريخ العرب زفاف أُنفق فيه ما أُنفق في زفافها‪ .‬احتفل أبوها بأمرها‬ ‫وعمل من الوالئم واألفراح ما لم يُعهد مثله في عصر من العصور‪ ،‬وكان ذلك «بفم الصلح» وانتهى أمره إلى أن نثر‬ ‫جوار وصفات دواب وغير‬ ‫على الهاشميين والقوّاد والكتاب والوجوه بنادق(‪ )3‬مسك فيها رقاع بأسماء ضياع وأسماء ٍ‬ ‫ذلك‪ ،‬فكانت البندقة إذا وقعت في يد الرجل فتحها فيقرأ ما في الرقعة‪ ،‬فإذا علم ما فيها مضى إلى الوكيل المرصد‬ ‫لذلك فيدفعها إليه ويتس ّلم ما فيها سواء كان ضيع ًة أو مُ ْلكاً آخر أو فرساً أو جارية أو مملوكاً‪.‬‬ ‫ثم نثر بعد ذلك على سائر الناس الدنانير والدراهم ونوافج المسك وبيض العنبر‪ ،‬وأنفق على المأمون وقواده‬ ‫وجميع أصحابه وسائر من كان معه من أجناده وأتباعه‪ ،‬وكانوا خلقاً ال يحصى‪ ،‬حتى على الجمّالين والمكارية‬ ‫والمالحين وكل من ضمّه عسكره‪ ،‬فلم يكن في العسكر من يشتري شيئاً لنفسه وال لدوابه‪.‬‬ ‫وذكر الطبري في تاريخه(‪ )4‬أن المأمون أقام عند الحسن تسعة عشر يوماً‪ ،‬يعدُّ له في كل يوم ولجميع من معه‬ ‫ما يحتاج إليه‪ .‬وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم‪ ،‬وأمر له المأمون عند منصرفه بعشرة آالف ألف درهم‬ ‫وأقطعه فم الصلح‪ ،‬فجلس الحسن وفرّق المال على قواده وأصحابه وحشمه‪.‬‬ ‫وقال غير الطبري‪:‬‬ ‫لما طلب المأمون الدخول على بوران دافعوه لعذر بها‪ ،‬فلم يندفع‪ ،‬فلماَّ زفت إليه وجدها حائضاً فتركها‪ ،‬فلما‬ ‫قعد للناس من الغدّ دخل عليه أحمد بن يوسف الكاتب وقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هنأك هّ‬ ‫الل بما أخذت من األمر باليمن‬ ‫والبركة وشدّة الحركة‪ ،‬والظفر بالمعركة‪ ،‬فأنشد المأمون‪:‬‬

‫مــاض بحربتــــهِ‬ ‫فــارسٌ‬ ‫ٍ‬ ‫رام أن يدمــي فريســتـــه‬

‫بـالــطعن في ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الظ َل ِم‬ ‫صــادق‬ ‫بــدم‬ ‫دم‬ ‫مــن‬ ‫فــاتّــقــتــه‬ ‫ِ‬

‫فكني بحيضها وهو من أحسن الكنايات‪ .‬حكى ذلك أبو العباس الجرجاني في كتاب «الكنايات» وقد رُويت هذه‬ ‫القصة على هذا الوجه‪ ،‬هّ‬ ‫والل أعلم بالصواب‪.‬‬ ‫وقد توفيت بوران سنة ‪271‬هـ ـ ‪884‬م‪.‬‬

‫عمر �أول من دُعي �أمري امل�ؤمنني‬ ‫نقلت من كتاب «الهفوات النادرة‪ »)5(...‬لمحمد بن هالل أن أعرابياً شهد الموقف مع عمر بن الخطاب رضي هّ‬ ‫الل‬ ‫عنه‪ .‬قال األعرابي‪ :‬فصاح به صائح من خلفه‪ :‬يا خليفة رسول ّ‬ ‫اهلل ثم قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال رجل من خلفي‪:‬‬ ‫دعاه باسم ميت‪ ،‬مات هّ‬ ‫والل أمير المؤمنين‪ ،‬فالتفت إليه‪ ،‬فإذا هو رجل من بني لهب‪.‬‬ ‫هّ‬ ‫قال األعرابي‪ :‬فلما وقفنا لرمي الجمار إذا حصاة قد ّ‬ ‫صكت صلعة عمر رضي الل عنه فأدمته‪ ،‬فقال قائل‪ :‬أشعر(‪)6‬‬ ‫والل أمير المؤمنين‪ ،‬هّ‬ ‫هّ‬ ‫والل ال يقف هذا الموقف بعدها‪ ،‬فالتفت إليه فإذا هو َّ‬ ‫اللهبي بعينه‪ ،‬فقتل عمر قبل الحول‪.‬‬ ‫وهذه الحكاية في كتاب «الكامل»(‪ )7‬أيضاً‪.‬‬ ‫وقوله «دعاه باسم ميت» إنما قال ذلك ألن أبا بكر الصديق رضي عنه كان يقال له «خليفة رسول اهلل» فلما‬ ‫توفي وتو ّلى عمر قيل له‪« :‬خليفة رسول اهلل» فقال للصحابة رضوان هّ‬ ‫الل تعالى عليهم أجمعين‪ :‬هذا أمر يطول‬ ‫شرحه‪ ،‬فإن كل من يتولى يقال له خليفة من كان قبله‬ ‫حتى يتصل برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وإنما أنتم‬ ‫المؤمنون وأنا أميركم‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فهو‬ ‫أول من دعي بهذا اإلسم‪ ،‬وكان لفظ الخليفة مختصاً‬ ‫بأبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ ،‬فلهذا قال «دعاه باسم‬ ‫ميت»‪.‬‬ ‫وقال عوانه‪ :‬أول من سمّاه أمير المؤمنين عديّ‬ ‫بن حاتم الطائي وأول من س ّلم عليه بها المغيرة بن‬ ‫شعبة‪ .‬وقال غيره‪ :‬جلس عمر يوماً فقال‪ :‬واهلل ما ندري‬ ‫كيف نقول‪ :‬أبو بكر خليفة رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وأنا خليفة أبي بكر‪ ،‬فأنا خليفة خليفة رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فمن جاء بعدي يقال له‪ :‬خليفة‬ ‫خليفة خليفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فهل هذا‬ ‫اسم؟ قالوا‪ :‬األمير‪ ،‬قال‪ :‬ك ّلكم أمير‪ ،‬قال المغيرة‪ :‬نحن‬ ‫المؤمنون‪ ،‬وأنت أميرنا‪ ،‬فأنت أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬أنا‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ت�ضعيف رقعة ال�شطرجن‬

‫كان الناس يعتقدون خطأً أن أبا بكر الصولي هو‬ ‫الذي وضع الشطرنج‪ ،‬لكن الصحيح أن الذي وضعه هو‬ ‫صِصَّة بن داهر الهندي‪ ،‬واسم الملك الذي وضعه له‬

‫شهرام‪.‬‬ ‫ويقال إن صصَّة لما وضع الشطرنج وعرضه على الملك شهرام المذكور أعجبه وفرح به كثيراً‪ ،‬وأمر يكون في‬ ‫بيوت الديانة‪ ،‬ورآه أفضل ما علم ألنه آلة للحرب وعزّ للدين والدنيا وأساس لكل عدل‪ ،‬وأظهر الشكر والسرور على‬ ‫ما أنعم عليه في ملكه منه وقال لصصَّه‪ :‬اقترح علي ما تشتهي‪ ،‬فقال له‪ :‬اقترحت أن تضع حبة قمح في البيت األول‪،‬‬ ‫والتزال تضعها حتى تنتهي إلى آخرها‪ ،‬فمهما بلغ تعطيني‪.‬‬ ‫فاستصغر الملك ذلك‪ ،‬وأنكر عليه كونه قابله بالنزر اليسير‪ ،‬وكان قد أضمر له شيئا كثيرا‪ ،‬فقال‪ :‬ما أريد إال هذا‪،‬‬ ‫فرادَّه فيه وهو مصر عليه فأجابه إلى مطلوبه وتقدم له به‪ ،‬فلما قال ألرباب الديوان احسبوه فقالوا ما عندنا قمح‬ ‫يفي بهذا وال بما يقاربه‪ ،‬فلما قيل للملك استنكر هذه المقالة‪ ،‬وأحضر أرباب الديوان وسألهم‪ ،‬قالوا له‪ :‬لو جُمع كل‬ ‫قمح في الدنيا ما بلغ هذا القدر‪ .‬فطالبهم بإقامة البرهان على ذلك‪ ،‬فقعدوا وحسبوه‪ ،‬فظهر له صدق ذلك‪ ،‬فقال‬ ‫الملك لصصَّه‪ :‬أنت في اقتراحك ما اقترحت أعجب حاال من وضعك الشطرنج‪.‬‬ ‫وطريق هذا التضعيف أن يضع الحاسب في البيت األول حبة وفي الثاني حبتين وفي الثالث أربع حبات وفي الرابع‬ ‫ثماني حبات‪ ،‬وهكذا إلى آخره‪ ،‬كلما انتقل إلى بيت ضاعف ما قبله وأثبته فيه‪.‬‬ ‫وهذه الطريقة غريبة أثبتناها ليقف عليها من يستنكر ما قالوه في تضعيف رقعة الشطرنج ويعلم أن ذلك حقّ‪،‬‬ ‫وأن هذه الطريقة سهلة ّ‬ ‫اإلطالع على حقيقة ما ذكر عن تضعيف الرقعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬هو الحسين الخليع‪ :‬شاعر من ندماء الخلفاء‪ ،‬توفي سنة ‪250‬هـ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬محمد‪ :‬هو محمد األمين بن زيدة الخليفة المعروف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬البندق الذي يرمى به‪ .‬الواحدة بندقة‪ ،‬والجمع بنادق‪.‬‬ ‫(‪ )4‬راجع‪« :‬تاريخ الطبري»‪.272:10 ،‬‬ ‫(‪ )5‬راجع‪ :‬الهفوات النادرة‪ ،‬ص ‪.321‬‬ ‫(‪ )6‬أشعر‪ :‬مات‪.‬‬ ‫(‪ )7‬راجع‪« :‬الكامل»‪.145:1 ،‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)715‬‬

‫‪16‬‬

‫ديوان‬ ‫«في مديح اللؤلؤة الزرقا»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫التي أنجزها األستاذان أخريف ومصباح‪ ،‬أمكن القول إننا أمام إصدار‬ ‫متميز ال شك وأنه يقدم مادة دسمة لكل عشاق مدينة شفشاون‬ ‫ولكل المدمنين على الولع بأزقتها وبدروبها وبساحاتها وبجدرانها‬ ‫وبوجوهها وبكل ما خلفه تساكن الروح مع الطبيعة في هذه القطعة‬ ‫األندلسية الفريدة التي تختزل صفات «أندلس األعماق»‪ ،‬كتراث‬ ‫حضاري وكامتداد تاريخي وجغرافي ال شك وأنه يشكل عنصرا مميزا‬ ‫داخل تركيبة الهوية الثقافية المغربية الراهنة‪.‬‬ ‫وإلنهاء هذا التقديم المقتضب‪ ،‬نقترح االستئناس ببعض مما‬ ‫ورد من نصوص بديوان «مديح اللؤلؤة الزرقاء»‪ ،‬ففي ذلك اختزال‬ ‫لمجمل الخصائص الجمالية والثقافية في نسق الكتابة المهيمنة‬ ‫على روح الديوان‪ ،‬حسب ما أوضحنا معالمه أعاله‪ .‬ففي قصيدة «روح‬ ‫الشاون»‪ ،‬تقول الشاعرة خديجة شمس محمودة‪:‬‬ ‫« أمشي بأزقتك المنعرجة‬ ‫بمنازل زرقاء‬ ‫وأبواب مقوسة‪،‬‬ ‫أنظر لمساعدين‬ ‫كرسوا تصورهم لسحرك األلفي‪.‬‬ ‫في ممراتك الضيقة المعدة‬ ‫ليبق الناس متقاربين‪،‬‬ ‫تنام أنوار القمر‬ ‫وشموس ذهبية‪.‬‬ ‫مانحة أجنحة‬ ‫لحلمي المدريدي المشاء « ( ص‪.) 22 .‬‬ ‫وفي قصيدة « مقهى المغاربة «‪ ،‬يقول الشاعر األرجنتيني‬

‫هل يستطيع الشعر أن يؤرخ لمعالم توهج فضاء المدينة؟ وهل‬ ‫تستطيع القصيدة أن تغطي الثغرات المكتنفة لسجل التاريخ؟ وهل‬ ‫يؤسس القول الشعري لمعالم رصد تطور تاربخ الذهنيات في عالقته‬ ‫بنغيرات الواقع المادي ؟ وكيف يمكن للقصيدة أن تساهم في توفير جزء‬ ‫من المادة الخام للتوثيق إلبداالت التاريخ الثقافي والتراث الرمزي الدال‬ ‫على تساكن الفرد والجماعة مع عطاء الواقع المادي المباشر ؟ أسئلة‬ ‫متناسلة‪ ،‬تفرضها سياقات صدور ديوان «في مديح اللؤلؤة الزرقاء»‪ ،‬خالل‬ ‫مطلع السنة الجارية ( ‪ ،) 2015‬في ما مجموعه ‪ 128‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الصغير‪ .‬فهذا العمل عبارة عن ترجمة راقية من اللغة اإلسبانية‬ ‫إلى اللغة العربية لمجموعة من النصوص الشعرية أنجزها شعراء ينتمون‬ ‫ألجيال مختلفة غطت عقود القرن الماضي من بدايتها إلى نهايتها‪،‬‬ ‫التقت في الولـــع بفضـــاءات مدينة شفشاون وفي االفتتان بعوالمها‬ ‫العميقة وبنوسطالجياتها المتجددة‪ .‬ويبدو أن هذا الديوان‪ ،‬الذي أشرف‬ ‫األستاذان محمد أخريف وعبد السالم مصباح على ترجمة كل قصائده‪،‬‬ ‫قد استطاع أن يعيد تركيب العديد من التفاصيل اليومية والجزئيات‬ ‫الحميمية في أشكال تطويع اإلنسان لخصوبة المكان‪ ،‬بحكم انتظامها‬ ‫في سياق الرؤى التفكيكية للشواهد المادية والرمزية وللوجوه ولأللوان‬ ‫ولألشكال وللحركة داخل فضاء مدينة شفشاون‪ .‬هي رؤى جمالية تحسن‬ ‫التقاط نقاط الحسن‪ ،‬المادي والرمزي‪ ،‬ثم إعادة صياغته في إطار جمالي‬ ‫يتجاوز اللحظة اآلنية‪ ،‬ليكتب لعناصر تأمالته وتشريحاته كل صفات‬ ‫الخلود والبقاء‪ .‬ولعل هذه الميزة تشكل مدخال الستثمار عطاء الكتابات‬ ‫اإلبداعية التأملية في جهود كتابة التاريخ الثقافي المحلي‪ ،‬العتبارات‬ ‫متعددة أهمها قدرة المبدع ‪ /‬الشاعر في هذا المقام‪ ،‬على التقاط‬ ‫تفاصيل ونقاط ضوء لم تلتفت إليها عين المؤرخ المتخصص بحكم‬ ‫انتظامها خارج منطق كتابته التجميعية المنهجية الصارمة‪ .‬ولقد انتبه‬ ‫األستاذ رضوان السائحي إلى قيمة هذا المعطى‪ ،‬عندما قال في كلمته‬ ‫التقديمية للديوان ‪« :‬تبرز عالقة الشاعر بالمدينة من خالل الترسبات‬ ‫المتراكمة لمرحلة معينة عاشها بين أزقتها وفضاءاتها المختلفة من‬ ‫غالف الديوان‬ ‫بيت وكتاب ومدرسة وفضاءات اللعب ‪ ...‬كالطفولة أو الشباب أو بعضا من‬ ‫ألفريدو بوفانو ‪:‬‬ ‫عمره‪ .‬وقد استطاع داخل هذا اإلطار أن يرصد التحوالت التي طرأت على المدينة كفضاء‬ ‫«في مقهى الشاون‬ ‫واقعي وتخييلي في نفس اللحظة التي يجسدها النص الشعري الذي يغدو فيما بعد ذا قيمة معرفية‬ ‫تركت الساعات تجري‬ ‫تسهم في توثيق جزء من تاريخ هذه المدينة ‪ ( » ...‬ص ‪.) 8‬‬ ‫بين مغاربة صامتين‬ ‫بين‬ ‫توزعت‬ ‫مختلفة‪،‬‬ ‫جغرافية‬ ‫لمجاالت‬ ‫ينتمون‬ ‫يحتوي الديوان على ثالثة عشر قصيدة لشعراء‬ ‫يلعبون الشطرنج‪.‬‬ ‫الحميمية‬ ‫ولعوالمها‬ ‫شفشاون‬ ‫لحاضرة‬ ‫الفطري‬ ‫الحب‬ ‫أمريكا الالتينية وأوربا والمغرب‪ ،‬التقت في هذا‬ ‫من فونوغراف ال يصدق‬ ‫كوماتشو‪،‬‬ ‫كارمن‬ ‫من‬ ‫بكل‬ ‫األمر‬ ‫يتعلق‬ ‫المادي‪،‬‬ ‫الواقع‬ ‫المنفلتة من الزمن والمكتسبة لشروط أنسنة‬ ‫ينساب صوت امرأة‬ ‫غاال‪،‬‬ ‫وأنطونيو‬ ‫غوارديوال‪،‬‬ ‫رودريغيث‬ ‫وأنطونيو‬ ‫محمودة‪،‬‬ ‫وخاثينطو لوبيث غورخي‪ ،‬وخديجة شمس‬ ‫تغني أغاني عربية‬ ‫وأنخيال فيغيرا‪ ،‬وفرانشيسكو سالغيرو‪ ،‬وألفريدو بوفانو‪ ،‬ومحمد المامون طه‪.‬‬ ‫على أنغام رباب حزين‪.‬‬ ‫لقد استطاع هذا العمل إثارة االنتباه لمعالم البهاء الحضاري داخل فضاء مدينة شفشاون‪ ،‬كما‬ ‫من نوافذ ضيقة‬ ‫استطاع التقاط الكثير من مكونات التراث الرمزي‪ ،‬المادي والمجرد‪ ،‬ثم إعادة االحتفاء به في إطار إنساني‬ ‫يدخل هواء جبلي‬ ‫واسع‪ .‬وفي ذلك إنصاف لذاكرة مدينة شفشاون ولنزوع التأصيل لقيمها الثقافية العميقة التي تطلب‬ ‫فيمتزج عبيره‬ ‫أمر صقلها وتخصيبها عقودا وقرونا زمنية طويلة‪ ،‬تالقحت فيها حضارات شتى وارتوت عبرها تطلعات‬ ‫برائحة الكيف والسعوط ‪...‬‬ ‫أصيلة نحو االنصهار في ملكوت الجمال وفي عوالمه اإلبداعية واإلنسانية الراقية‪ .‬هي قصائد تحتفي‬ ‫‪ ...‬بين قمم الشاون‬ ‫بالوجود وبالمكان‪ ،‬لتعيد االغتراف من عبق التاريخ وتحويله إلى مرتكز للتأمل وللتفكيك وللتوظيف‪.‬‬ ‫ترفع إفريقيا مجدها‪.‬‬ ‫وفي كل هذه العناصر‪ ،‬تنهض مهام المؤرخ المتخصص في رصد إبداالت التاريخ الثقافي لكي يبلور‬ ‫في روحي تبكي أودية‬ ‫عدته المنهجية الستثمار مثل هذا النوع من الكتابات التي تساهم في التوثيق لما ال يمكن التوثيق له‬ ‫لكن ال أعرف لم ‪ ( » ...‬ص ص‪) 94 – 90 .‬‬ ‫في إطار الكتابات التاريخية الحدثية التخصصية الحصرية‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك روعة الترجمة العربية‬

‫محمد أطاع اهلل رائدا للفن التشكيلي المغربي‬ ‫ولد الفنان محمد أطاع اهلل ‪ ‬بمدينة ‪ ‬القصر الكبير بشمال ‪ ‬المغرب‪،‬‬ ‫ويعتبر ‪ ‬من أوائل المغاربة ضمن دفعته ‪ ‬الذين تمكنوا ‪ ‬من ‪ ‬متابعة دراستهم‬ ‫بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬وهو أحد ‪ ‬طالب ماريانو بيرتوتشي‪Ber� ‬‬ ‫‪ tuchi‬الذين تمكنوا في وقت مبكر من إتقان الرسم ‪ ‬المتعلق بالضوء والظل‪.‬‬ ‫انتقل بعد حصوله على شهادة التخرج ‪ ‬من مدرسة الفنون الجميلة‬ ‫بتطوان إلى متابعة ‪ ‬دراسته بمدرسة الفنون الجميلة بإشبيلية‪ ،‬ثم في‬ ‫أكاديمية روما‪ ،‬وبعد ذلك بالمعهد المركزي للحفظ وترميم بمدريد‪ ،‬ليعود‬ ‫في سنة ‪ 1963‬إلى المغرب ‪.‬‬ ‫وفي تلك الفترة كان محمد أطاع اهلل متعطشا للدراسات األركيولوجية‬ ‫ولحفريات ‪ ‬اآلثار التي شغل مسؤوليتها بمحافظة طنجة ‪ ‬لآلثار خاصة‬ ‫وبمنطقة شمال المغرب عامة ‪ . ‬‬ ‫خالل هذه الفترة سوف يهتم بحفريات‪ ‬موقع ليكسوس التاريخي ‪ ‬الواقع‬ ‫بمدينة العرائش بما في ذلك استعادة المعلمة التاريخية بالمنطقة وهي‬ ‫«موزاييك فسيفساء‪ ‬اهلل»‪.‬‬ ‫وفي فترة ‪ ‬أواخر الستينيات‪ ،‬شارك في إنشاء الرابطة الوطنية للفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وفي ‪ 1968‬انضم إلى مجموعة من الفنانين المغاربة الرواد‬ ‫أمثال ‪ ‬فريد بلكاهية ‪ ‬ومحمد شبعة للتدريس بمدرسة الفنون الجميلة بالدار‬ ‫البيضاء‪.‬‬ ‫وكان في تلك الفترة شغوفا بالبحث التشكيلي بغية خلق ‪ ‬تصور تشكيلي‬ ‫معاصر يرتبط ‪ ‬بالوحدة النمطية ‪ ‬الالمتناهيـــة المستوحــــاة من تقليد ‪ zelliges‬حيث قدم‬ ‫فيها ‪ ‬تغييرات في تراكب وتصنيفات اللوحة الزخرفية‪ ،‬واأللوان واألشكال‪ ،‬وتقنية اللعب باأللوان ‪ ‬‬ ‫والمواد والضوء‪.‬‬ ‫شارك في العديد من المعارض الوطنية والدولية نذكر منها ‪ ‬سنة ‪ 1969 ‬مع‪ ‬حركة «الحضور‬ ‫التشكيلي ‪ » présence plastique‬بساحة جامع الفنا في مراكش‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشاوي‪ ‬‬

‫‪ ‬وبساحة ‪ 16‬نوفمبر بمدينة الدار البيضاء وبالعديد من المدن‬ ‫المغربية مثل رواق باب الرواح بالرباط سنة ‪ . 2010‬‬ ‫و في عام ‪ 1972‬انتقل الفنان القصري ‪ ‬محمد أطاع اهلل إلى فرنسا‬ ‫ليزاول مهنة التدريس في كلية الفنون الجميلة بمدينة كاين التي‬ ‫يدرس فيها إلى غاية ‪ ‬سنة ‪ . 2004‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المدينة الفرنسية‪ ‬أســـس فضا ًء علميـــا للجماليلت الذي‬ ‫شكل ‪ ‬ورشا حضاريا للدراسات ‪ ‬والعروض األكاديمية بفرنسا‪. ‬‬ ‫‪ Atelier de Recherche Esthétique ARE, galerie ‬‬ ‫وانطالقا من هذا الورش الجمالي سيعقد الفنان محمد أطاع‬ ‫اهلل هو ومجموعة من األكاديميين الفرنسيين جسور تواصل مع‬ ‫العديد من الفنانين من خارج القارة األوربية ؛ أمريكا الجنوبية مثل‬ ‫كارلوس كروز دييز‪ ،‬يسوع رافائيل سوتو‪ ،‬هوغو ماركو‪ ،‬مع الفنان فيرا‬ ‫مولنار ‪ ‬ومع الشعراء الذين اشتهروا بحداثة قصائدهم ‪ ‬بما في ذلك‬ ‫صديقه بريون ‪.Gysin‬‬ ‫‪ ‬اشتغل ‪ ‬الفنان محمد أطــــاع ‪ ‬في‪ ‬منجزاتـــه الفنيـة ‪ ‬على قضايا‬ ‫هندسية بطرق ‪ ‬ومنهجية حديثة متوسال ‪ ‬بتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬كما‬ ‫يركز ‪ ‬فقط على اللوحة بمفهومها الكالسيكي‪ ،‬إذ اهتم بفن ‪ ‬التصوير‬ ‫الفوتوغرافي والفيديو أرت والسينما التجريبية وفن التجهيز ‪...‬‬ ‫وقد احتفل رواق «دو ال كروا» بطنجة التابع للمؤسسة الثقافة‬ ‫الفرنسية سنة ‪ 2015‬بمرور خمسة وعشرين سنة على تأسيسه حيث‬ ‫خلد للعديد من أعمال الرواد المغاربة ‪ ‬بما فيهم الفنان محمد أطاع‬ ‫اهلل الذي ظل بمدينة طنجة إلى أن وافته المنية سنة ‪. 2014‬‬ ‫وقد كان رحمه اهلل ‪ ‬من رواد مقهى باريس ‪ ‬بمدينة طنجة‪ ،‬إذ جالس المثقفين‪ ‬من‬ ‫المفكرين واألدباء من داخل الوطن وخارجه‪ ،‬ومن أصدقائه المقربين أذكر على سبيل المثال‬ ‫ال الحصر ‪ :‬الفنان محمد شبعة‪ ،‬األستاذ‪ ‬أحمد الشاوي‪ ،‬وصديق طفولته الملحن الراحل عبد‬ ‫السالم عامر ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪810‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)281‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫هذا يحدث بدوار الشجيرات التابع‬ ‫لمقاطعة امغوغة‬ ‫من حين إلى آخر‪ ،‬يطفو على السطح الحديث حول االستيالء على أراضي الجموع‪ ،‬بنهج‬ ‫حيل معينة‪ ،‬والتفنن في استعمالهم أساليب التزوير‪ ،‬من أجل اتجارهم‪ ،‬غير المشروع في العقار‬ ‫القروي‪.‬‬ ‫نموذج لمثل هذه التصرفات والسلوكات‪ ،‬بات يعرفه دوارالشجيرات‪ ،‬حسب شكاية موجهة‬ ‫إلى والي جهة طنجة تطوان‪ ،‬توصلت الجريدة بنسخة منها‪ ،‬مفادها أن بعض أعوان السلطة‪،‬‬ ‫بالقيادة مكرر ‪ ،10‬التابعة لجماعة امغوغة‪ ،‬وبالضبط‪ ،‬بدوار الشجيرات‪ ،‬يتآمرون باستمـــرار على‬ ‫أراضي الجمـــوع‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يقول عبد العزيز بركك‪ ،‬صاحب الشكاية والعضوالجماعي‬ ‫السابق‪ “ ،‬المشتكى بهم لم يتركوا شبرا واحدا‪ ،‬إال واستولوا عليه‪ ،‬كما أنهم يتزعمون البناء‬ ‫العشوائي ويتقاضون مبالغ خيالية‪ ،‬مقابل السماح بفوضى البناء العشوائي‪ ،‬وتسييج األراضي‬ ‫التابعة للجماعة الساللية بالمنطقة التي باتت تعيش شبه سيبة‪!.‬‬ ‫والتمس العضو الجماعـــي السابــق من الوالي تعيين لجنة تحل بعين المكان وتفتح‬ ‫تحقيقا عاجال في الموضوع‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي فيِ عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫توقفت رحلة حياة الفنان التشكيلي‪ ،‬المشمول بعفواهلل المرحوم‬

‫عبد العليم العمري‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫عن عمر يناهز ‪ 63‬سنة‪ ،‬وذلك صبيحة‬ ‫اإلثنين ‪ 19‬محرم ‪ 1437‬الموافق ‪ 2‬نونبر‪،2015‬‬ ‫وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائــزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحبــاب و المعــارف‪ ،‬ودفن‬ ‫بمقبرة سيدي اعمار بالجبل الكبير‪ ،‬بعد صالة‬ ‫العصر بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحرالتعازي‬ ‫إلى أرملة الفقيد‪ ،‬السيدة رحمة القرطبي‪ ،‬وإلى‬ ‫أبنائه‪ ،‬سراج الدين وسيف الدين وسوسان‬ ‫وسهيل وظافر‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلتي «العمري»‬ ‫و «القرطبي» وكذا إلى األستاذ أحمد بخات‪ ،‬وإلى جميع األقارب واألحباب‪ ،‬راجين‬ ‫لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلـت إلى المـــإل األعلى ملبية نــداء ربها‬ ‫راضيــة مرضيـــة يوم الجمعة ‪ 9‬محرم ‪1437‬هـ‬ ‫موافـق ‪ 23‬أكتوبـر ‪2015‬م‪ ،‬المرحومة‬

‫حبيبة بن عبد اهلل‬

‫حرم المشمول بعفو اهلل السيد محمد اللغميش‪،‬‬ ‫وقد شيعتها جموع غفيرة من أهلها وذويها ومحبي‬ ‫األسرة‪ ،‬ووري جثمانها الثرى بعد عصر يوم الجمعة‬ ‫بمقبرة سيدي عمار بالجبل الكبير‪.‬‬ ‫تغمد الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح‬ ‫جنانه‪ ،‬وأسدل عليها رداء رضاه‪ ‬ورضوانه‪ ،‬وجعل‬ ‫لها مقعد صدق مع الصالحين والصالحات األبرار‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى أخيها الحاج‬ ‫مصطفى بن عبداهلل‪ ،‬وإلى كافة أنجالها الكرام البررة‪ :‬عبدالواحد‪ ،‬قمر‪ ،‬نعيمة‪،‬‬ ‫نبيهة‪ ،‬وكذا إلى كافة أفراد أسرة‪ :‬بن عبداهلل‪ ،‬اللغميش‪ ،‬التمسماني‪ ،‬الريحاني‪،‬‬ ‫العلمي‪ .‬سائلين المولى تعالى أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان على مصابهم‬ ‫الجلل‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪281‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 810‬ـ الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫اثبت‬

‫جمهور اتحاد طنجة أنه يحب فريقه حتى النخاع‪ ،‬ولدرجة الجنون من خالل‬ ‫قدومه إلى ملعب مرشان يوم مباراة أولمبيك اخريبكة وتشجيعه لفريقه‬ ‫من خارج أسوار الملعب‪ .‬وتجمع الجمهور بحشد كبير أمام باب مستودع المالبس‬ ‫بعد نهاية المباراة واحتفل بالالعبين بعد تحقيق الفريق لفوز هام جدا على أولمبيك‬ ‫اخريبكة بهدفين مقابل هدف‪ .‬هذا الجمهور يستحق أكثر من وقفة بعد مجموعة‬ ‫من القرارات الداعمة للفريق‪ ،‬التي اتخذها لتخفيف العبئ على الفريق ومده الدعم‬ ‫المعنوي والمادي من خالل مطالبة المكتب المسير بطرح بطائق تذكارية للبيع تخص‬ ‫مباراة أولمبيك اخريبكة‪ .‬وتعد المبادرة سابقة في تاريخ كرة القدم المغربية حين يقرر‬ ‫الجمهور اقتناء تذاكر مباراة ال حق له في متابعتها من داخل الملعب‪ .‬وهذه في الواقع‬ ‫قمة التصحية‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫عبد الحق بنشيخة‪..‬‬

‫مدرب احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫كيف تقبلت قرار اللعب‬ ‫بدون جمهور‪ ،‬ولمن تحمل‬ ‫المسؤولية ؟‬

‫(‪)10/5‬‬

‫صدمـــة بالنسبـــة لي‪،‬‬ ‫مستاء جــــدا‪ ،‬صدقنــي إذا‬ ‫قلت لك أنني فكــرت في‬ ‫االستقالة جراء هذا القرار‪.‬‬ ‫كرة بدون جمهور كطعم بال‬ ‫ملح‪ .‬الجمهور هو حالوة كرة‬ ‫القدم‪ .‬شخصيا مصدوم سيما‬ ‫أننا بهذا القرار كما سنلعب‬ ‫ستة مباريات خارج الميدان‪.‬‬ ‫ثالثة بطنجة بدون جمهور‬ ‫وثالثة خارجه‪ .‬هذه كارثة‪.‬‬ ‫مسؤولية من‪ ،‬قد أقول هنا‬ ‫وقعت أمور كان من األفضل‬ ‫تجاوزها‪ .‬لألسف أن المشكلة‬ ‫لم تحصل مع جمهور الفقراء‬ ‫والعريض‪ ،‬بل من قلة من‬ ‫أصحاب الدعـوات بالمنصــة‬ ‫الشرفيــة‪ .‬لالســف حرمونـــا‬ ‫من الجمهور وحرموا الفريق‬ ‫من موارد مالية‪ .‬الحق ال‬ ‫يأخذ بالعنف‪ ،‬بل هناك طرق‬ ‫حضارية يمكن بها الحصول على الحق‪.‬‬

‫‪ - 4‬فوائد السباحة‪:‬‬

‫«والسباحة كنشاط ترويحي ال تلزم الفرد الممارسة وإتباع قواعد‬ ‫ونظم محددة أو طريقة معينة للسباحة‪.‬‬ ‫وتظهر الفوائد اإليجابية للسباحة في تنمية التكيف االجتماعي‬ ‫لألفراد نتيجة لممارستها مع اآلخرين‪ ،‬واستخدام السباحة في إنقاذ‬ ‫الغرقى يؤدي إلى إيجاد عالقات اجتماعية بينهم‪.‬‬ ‫كما أنها تساعد في تكوين العادات الصحية والغذائية السليمة‬ ‫لدى ممارسيها من حيث ضرورة االستحمام قبل وبعد السباحة‪ ،‬وخلع‬ ‫لباس البحر بعد الممارسة مع أهمية غسله وضرورة تنشيف الجسم‬ ‫جيدا بعد السباحة‪ ،‬وتجنب التهريج الصاخب في الماء مع تجنب نزول‬ ‫الماء والمعدة ممتلئة مع التعود على أهمية الذهاب لدورة المياه قبل‬ ‫نزول حمام السباحة‪.‬‬ ‫كما تساهم في عالج بعض حاالت مرض القلب فهي تزيد من‬ ‫كفاءة الجهاز الدوري وتعمل على تدريب األوعية الدموية وعضلة‬ ‫القلب كما أن ضيق واتساع األوعية نتيجة انخفاض درجة حرارة الماء‬ ‫يعتبر تنشيطا للدورة الدموية‪.‬‬ ‫كما أن ممارسة السباحة يتطلب طاقة عالية من الجسم وهذا‬ ‫يحتاج إلى كمية كبيرة من األكسجين للعمل على توليد الطاقة‪ ،‬فهذا‬ ‫يتطلب إلى أن تتم عملية التنفس في شكل إيقاعي منتظم حسب‬ ‫طريقة السباحة بشرط أن يستخدم الوقت القصير المتاح في عملية‬ ‫الشهيق بأخذ أكبر كمية من الهواء داخل الرئتين»‪.)13(.‬‬

‫(يتبع)‬

‫ما هو تقييمــك لنتائـج الفريق خالل الدورات الخمسة‬ ‫الماضية‪ ،‬واال تعتــرف أن دفاع الفريق يرتكب أخطاء بدائية؟‬ ‫أبدأ بالسؤال األول‪ ،‬األخطاء الدفاعية واردة في اي وقت‪،‬‬ ‫ولماذا ال نتحدث عن األخطاء الهجومية كذلك حين بلغنا في‬ ‫أكثر من مناسبة مرمى الفريق المنافس من خريبكة‪ ،‬الحسيمة‬ ‫وتطوان‪ .‬ضيعنا الكثير من الفرص في الوقت الذي نرتكب‬ ‫أخطاء في الدفاع‪ .‬وهذه من مسلمات كرة القدم‪ .‬أنا أشتغل‬ ‫من أجل تصحيح األخطاء‪ ،‬كما تالحظ في هذه الحصة التدريبية‬ ‫لهذا اليوم أشتغل فقط مع المدافعين‪ .‬المهم أن نأخذ العبرة‬ ‫من األخطاء‪.‬‬ ‫بالنسبة لتقييم نتائج الفريق‪ ،‬هي نتائج مرضية جدا‪،‬‬ ‫شخصيا أقيم الفريق بعد إجراء خمس مباريات‪ .‬نشتغل للحصول‬ ‫على معدل نقطتين للمباراة‪ ،‬بمعنى انني كنت في حاجة‬ ‫حاليا إلى فوز‪ .‬وبتحقيقنا هذا الفوز في المباراة الخامسة التي‬

‫واجهنا خاللها أولمبيك اخريبكة‬ ‫حصلنا على مجموع عشر نقط‪،‬‬ ‫بمعدل النقطتين في كل مباراة‪.‬‬ ‫هذا هو الهدف‪ .‬بغض النظر‪ ،‬أنا‬ ‫راضي جدا على النتائج المحققة‬ ‫والمردود الجماعي للفريق لحد‬ ‫الساعة‪.‬‬

‫الفريق أدى ثمــن أخطـــاء‬ ‫الدفاع والحــارس في مبارتــي‬ ‫الحسيمة وتطوان‪ ،‬سيما األخيرة‬ ‫التي حملـــك فيها البعـــض‬ ‫المسؤولية كذلك‪ ،‬ما رايك؟‬

‫شخصيا أتحمل المسؤولية‬ ‫على عاتقـــي‪ ،‬سيمـــا حين تكون‬ ‫النتائج سلبية وهـــذه عادتـــي‪.‬‬ ‫المشكلة أن المالحظات تاتي‬ ‫من اناس ال عالقة لهم بالكرة‪،‬‬ ‫ارتموا على التحليل التقني عنوة‬ ‫سواء من الجمهور أو من بعض‬ ‫قدماء الالعبين‪ .‬شخصيا عملت‬ ‫محلال للكرة والتحليل التقني‬ ‫للمباريات له شروط وضوابط‪،‬‬ ‫يجب أن يتحلى بها المحلل‪ .‬أنا‬ ‫الذي أعيش مع الفريق طيلة األسبوع‪ ،‬أعرف إمكانيات كل العب‪،‬‬ ‫هناك نقص في الخبرة‪ ،‬وأقصد الخبرة الجماعية التي ال يمكن‬ ‫أن تتحقق بسرعة بفريق ضم أكثر من ‪ 13‬العب جديد في‬ ‫ظرف وجيز‪ .‬في األخير يأتي شخص يظل قاعدا في منزله ليفتي‬ ‫عليك في أمور تقنية هي بريئة منه‪ .‬هذه ظاهرة حالة شادة‬ ‫ابتليت بها الكرة‪ ،‬وموجودة عندنا نحن العرب فقط‪ .‬فريقنا‬ ‫صعد من الدرجة الثانية‪ ،‬جلبنا العبين جدد‪ ،‬نتوفر على تركيبة‬ ‫جديدة‪ ،‬ويصعب أن يمنحك الالعبون في ظل هذه الوضعية ما‬ ‫تريده جماعيا‪ ،‬حتى ولو جلبت ميسي أو كريستيانو رونالدو لن‬ ‫تصل إلى اللعب الجماعي الذي تتوخاه في ظرف وجيز‪ .‬وحتى‬ ‫تتحقق التوليفة الجماعية‪ ،‬يلزمنا حيزا هاما وكافيا من الوقت‬ ‫والعمل‪ .‬رغم ذلك أنا إنسان لست معصوم من الخطأ‪ ،‬ولكن‬ ‫أرفض الكذب وأبيع األوهام‪ ،‬أشتغل بكل تواضع‪ .‬ال أحب أن‬ ‫أتجاوز طاقة فريقي‪ .‬مجمل القول أنني الوحيد الذي يمكنه أن‬ ‫يعرف محدودية الفريق ومستواه‪ .‬ال أريد الدخول في جدال مع‬ ‫اي شخص‪ ،‬أحترم رأي اي طرف ينتقد الفريق‪ ،‬لكن على الطرف‬ ‫اآلخر أن يحترم بدوره رأي المدرب‪.‬‬

‫خبـر القضاء الفرنسي يفتح تحقيقات رسمية‬ ‫دولـي‬ ‫بخصوص قضية بنزيما‬ ‫بدأت السلطات القضائية الفرنسية التحقيق رسميا منذ الخميس‪ ،‬مع الالعب الفرنسي‬ ‫كريم بنزيمة‪ ،‬مهاجم نادي ريال مدريد المنافس في الدوري االسباني لكرة القدم‪ ،‬فيما يتصل‬ ‫بمحاولة مزعومة البتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا باستخدام شريط اباحي‪.‬‬ ‫وقال بيان أصدرته سلطات اإلدعاء في فرساي‪ ،‬إن الجرائم المزعومة التي سيتم التحقيق‬ ‫مع بنزيمة بشأنها تصل عقوبتها في حالة اإلدانة إلى السجن لمدة خمس سنوات على أقل‬ ‫تقدير‪ .‬وأمر القاضي العب الريال بعدم إجراء اتصال مع فالبوينا أو أي من المتهمين في‬ ‫القضية‪ ،‬لكنه لم يفرض عليه إجراءات أخرى احترازية‪ ،‬ما يعني قدرة الالعب على ترك بالده‬ ‫واللعب مع ريال مدريد‪ .‬وبعد جلسة تحقيق قال محامي بنزيمة سيلفين كورميه للصحفيين‪،‬‬ ‫إن العب ريال مدريد بريء وإنه لم يشارك في أي ابتزاز أو يحاول ابتزاز أي شخص‪ .‬وقال‬ ‫المحامي‪« :‬لم يلعب أي دور‪ ،‬أكرر لم يلعب أي دور في أي ابتزاز أو محاولة ابتزاز»‪ .‬ونفى محامي‬ ‫مهاجم الملكي‪ ،‬سيلفيان كورمير‪ ،‬أن يكون موكله قد اعترف بتورطه في القضية‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫براءة بنزيمة ستظهر بمرور الوقت‪ ،‬وأضاف «بنزيمة أكد براءته‪ ،‬إنه صديق فالبوينا‪ ..‬هو لم‬ ‫يشارك في أي محاولة ابتزاز‪ ..‬سيثبت حسن نيته وآمل أن يتم هذا في أقرب وقت ممكن»‪.‬‬ ‫وتحقق السلطات الفرنسية في مزاعم عن محاوالت البتزاز فالبوينا عن طريق لقطات وردت‬ ‫في شريط اباحي‪ ،‬وبات بنزيمة رابع متهم في قضية ابتزاز فالبوينا بعد اتهام ثالثة آخرين‬ ‫في ‪ 17‬أكتوبر الماضي لالشتباه في كونهم المسؤولين عن عملية االبتزاز‪ ،‬وتم وضعهم قيد‬ ‫الحبس االحتياطي‪ .‬وتسبب ذلك في استجواب آخرين منهم جبريل سيسي مهاجم ليفربول السابق في أكتوبر الماضي‪ .‬وورد اسم‬ ‫بنزيمة خالل اتصاالت تتعلق بالتحقيق‪ ،‬الذي بدأ في يوليو‪ /‬تموز الماضي‪ ،‬وفقا لما قاله مصدر في الشرطة طلب عدم نشر اسمه‬ ‫كما جرت العادة في مثل هذه القضايا‪ ،‬إذ ال يسمح بالحديث سوى للمتحدث الرسمي‪ .‬وطلبت سلطات اإلدعاء من بنزيمة عدم‬ ‫االتصال بأي شخص تشمله التحقيقات‪ ،‬والبقاء تحت تصرف القضاء الفرنسي‪ .‬وال يعني تحويل التحقيقات إلى السلطات القضائية أي‬ ‫إشارة إلى إن بنزيمة أرتكب أي أخطاء‪ ،‬لكنه ربما يعني وجود أدلة تدعو السلطات لالستمرار في التحقيق‪ ،‬الذي يأتي في الوقت الذي‬ ‫تستعد فيه فرنسا الستضافة بطولة أوروبا لكرة القدم في الصيف المقبل‪ .‬ولن تكون هذه القضية أول احتكاك لبنزيمة مع القضاء‪،‬‬ ‫إذ سبق وعوقب بالحرمان من قيادة السيارة بسبب تجاوزه السرعة المسموح بها في إسبانيا في ‪.2013‬‬


‫العدد ‪810‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫مدرسة الهالل األصيلي‪ ..‬أنشطة متنوعة‬ ‫ومشاكل متعددة‬

‫ورد العجالني بمقاطعة الندوة الصحفية التي‬ ‫حضرها بالنيابة‪ ،‬المدرب المساعد‪ ،‬محمد الجاي‪،‬‬ ‫األخير احتج على سوء أرضية الملعب”هذا الملعب‬ ‫صالح ألي شيء عدا ممارسة كرة القدم‪ ،‬أرضية‬ ‫دون المستوى وغياب الجمهور سرق من المباراة‬ ‫طعمها “‪ ،‬وأكد الجاي أن فريقه كان بإمكانه أن‬ ‫يخرج بنتيجة التعادل على األقل لوال عامل سوء‬ ‫أرضية الملعب‪ ،‬مشددا على الالعبين بضرورة ترك‬ ‫الهزيمة في مستودع المالبس‪.‬‬

‫أسامة الغريب متفائل بمستقبل‬ ‫االتحاد‪ ،‬و الجمهور يساند من خارج‬ ‫الملعب‬ ‫قال الالعب أسامة الغريب مدافع اتحاد طنجة‬ ‫إن فريقه سيقول كلمته هذا الموسم و سيكون‬ ‫حاضرا ضمن طابور األندية المميزة التي ستترك‬ ‫بصمة كبيرة بال شك ألن الفريق يتوفر على تركيبة‬ ‫هائلة و رائعة من الالعبين و جمهور أكثر من مميز‬ ‫و هي أمور ال يمكنها إال أن تجعله أكثر تفاؤال بما‬ ‫يمكن أن يكون عليه الوضع مستقبال‪ .‬وقال الالعب‬ ‫عن اللعب من دون جمهور أن قرار العقوبة كان‬ ‫قاسيا بعض الشيء‪ ،‬لكنه درس كبير ألنصار الفريق‬ ‫الذي يرى أنهم األفضل بالمغرب و ال يستحقون‬ ‫الغياب عن مباريات المسابقة لفترات طويلة‪ .‬وعلى‬ ‫الجميع أن يستفيد مما حدث و أن يتطلع بالقادم‬ ‫من الجوالت للعب الفريق أمام أنصاره و هو أمر‬ ‫سيساهم بال شك في مساعدة الالعبين لتقديم‬ ‫األفضل وأن اتحاد طنجة قادر على فعل أشياء كبيرة‬ ‫هذا الموسم و بإمكانه خلق المفاجأة‪ .‬وفي موضوع‬ ‫آخر‪،‬شهدت الجهة الخارية المقابلة لمستودع‬ ‫المالبس من الملعب البلدي بمرشان‪ ، ،‬تجمهر‬ ‫عدد كبير من أنصار اتحاد طنجة بعد نهاية المباراة‬ ‫التي جمعت الفريق بأولمبيك اخريبكةاحتفاال‬ ‫بالفوز‪ ،‬وظلت أصوات هذه الجماهير تنبعث من‬ ‫الخارج طيلة مراحل المباراة‪ ،‬مؤكدة دعمها للفريق‬ ‫رغم عقوبة إيقاف الملعب لثالث مباريات‪ .‬ورفض‬ ‫مسؤول من اتحاد طنجة إعالن عدد البطائق‬ ‫التذكارية من صنف ‪ 20‬درهم و ‪ 100‬درهم التي تم‬ ‫بيعها في السوق بطلب من جمهور الفريق‪ ،‬تضامنا‬ ‫مع الفريق خالل مباراة اخريبكة‪ ،‬وذكرت مصادر أن‬ ‫‪ 7‬ألف بطاقة تم بيعها‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يفتتح ملعب أصيلة‬ ‫فاز اتحاد طنجة لكرة القدم على شباب أصيلة‬ ‫بثالثة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة‬ ‫التي جمعتهما الثالثاء الماضي بمناسبة افتتاح‬ ‫الملعب البلدي الذي استفادت أرضيته من العشب‬ ‫االصطناعي من الجيل الثالث في إطار الورش‬ ‫الكبير الذي أطلقته الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬بإعادة هيكلة بعض المالعب المغربية‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫خضروف سعيد ببقائه بقائمة‬ ‫أفضل العب إفريقي‬

‫العجالني يستفز صحافيي طنجة‬ ‫ويقاطع الندوة الصحفية‬ ‫استفز أحمد العجالني‪ ،‬مدرب أولبيك اخريبكة‬ ‫ممثلي وسائل اإلعالم بمدينة طنجة بالصياح في‬ ‫وجههم متهما إياهم بتشجيع أصحاب األرض‬ ‫في مباراة “الويكلو” التي خاضها فريقه بملعب‬ ‫مرشان أمام اتحاد طنجة لحساب الدورة الخامسة‬ ‫من البطولة االحترافية‪ .‬ولم يرق تصرف المدرب‬ ‫التونسي أحد الصحافيين الذي احتج لدى مندوب‬ ‫المباراة على هذا االستفزاز‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫مدرسة الهالل االصيلي متخصصة في مجال التكوين‬ ‫و التأطير وتلقين األطفال و الناشئة أولى مبادئ كرة القدم‬ ‫الحديثة‪ .‬تأسست منذ أربع سنوات‪ ،‬بالتحديد في شهر يونيو‬ ‫‪ .2011‬وخالل هذه الفترة الوجيزة‪ ،‬أصبحت المدرسة تحظى‬ ‫بسمعة كبير وطنيا ودوليا‪ ،‬وتتوصل بدعوات المشاركة‬ ‫في دوريات عالمية من مدارس عربية وأوربية‪ .‬يسهر على‬ ‫التأطير بها‪ ،‬إطار رياضي متخصص ومتمرس‪ ،‬عضو االتحاد‬ ‫الدولي لألكاديمية الحديث التأسيس‪ ،‬حاصل على شواهد من‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬باإلضافة إلى شهادة‬ ‫من تكنوفوت التابعة لمدرسة برشلونة «الماسيا» وعلى‬ ‫مستوى اإلنجازات‪ ،‬تمكنت المدرسة من تحقيق ألقاب محلية‪،‬‬ ‫جهوية ووطنية ومشاركات طيبة في دوريات‪ ،‬نظير‪« ،‬دوري‬ ‫التسامح» بمدينة المحمدية الذي أشرف عليه الحارس الدولي‬ ‫السابق‪ ،‬الطاهر الرعد‪ .‬و دوري «كأس التواصل» بمدينة سال‬ ‫في مناسبتين‪ .‬ودوري «ربيع الرباط» بالرباط الذي أحرزته‬ ‫مدرسة الهالل وحضره عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫كما أحرزت دوري وطني بمدينة العرائش‪ .‬باإلضافة إلى‬

‫المشاركة في دوريات دولية‪ ،‬بأحفير‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وأكادير‪ .‬كما‬ ‫تلقت الجمعية طلبات المشاركة في عدة دوريات من خارج‬ ‫المغرب‪ ،‬نظير‪،‬السعودية و تونس‪ .‬وفي ظل هذه اإلنجازات‪،‬‬ ‫تواجه المدرسة عدة عراقيل بسبب الحرب المعلنة ضدها‬ ‫من طرف بعض أعداء النجاح الذين لم يرقهم العمل المنظم‬ ‫والمثمر الذي تقوم به‪ .‬سيما األطراف التي تقتات من منح‬ ‫المجالس المنتخبة التي تعتبر وجود المدرسة بإنجازاتها‬ ‫تضييقا عليها‪ .‬وتشكو مدرسة الهالل من انعدام شتى أنواع‬ ‫الدعم‪ ،‬رغم طرقها األبواب‪ ،‬ووضع ملف طلب الدعم لدى‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على سبيل المثال من أجل‬ ‫االستفادة من وسيلة النقل‪ ،‬ويظل طلبها حبيس الرفوف‪ .‬كما‬ ‫تشكو من انعدام فضاء مناسب توسع فيه دائرة أنشطتها‪ ،‬في‬ ‫ظل انعدام مالعب القرب‪ ،‬سيما بعض إقفال الملعب البلدي‬ ‫بأصيلة بداعي إصالح أرضيته‪ .‬ورغم أن هذا الملعب تم‬ ‫افتتاحه زوال الثالثاء الماضي بشكل رسمي بعدما تم كسو‬ ‫أرضيته بعشب اصطناعي‪ ،‬فإن مسؤولي المدرسة يخافون من‬ ‫حرمانها في حققها من حصص بهذا الملعب‪.‬‬

‫مؤسسة «النور» تحتفل بالذكرى األربعين‬ ‫للمسيرة الخضراء‬

‫وصف عبدالعظيم خضروف‪ ،‬العب المغرب‬ ‫التطواني لكرة القدم‪ ،‬بقاءه بالقائمة النهائية‬ ‫ألفضل ‪10‬العبين أفارقة ممن يمارسون بالدوريات‬ ‫المحلية‪ ،‬إنجاز مهم‪ ،‬ويحسب لكافة أفراد النادي‬ ‫التطواني لما قدموه له من دعم ومساعدة ليصل‬ ‫هذه المحطة المتقدمة من السباق‪ .‬كما أثنى على‬ ‫دور محمد فاخر مدرب المنتخب المحلي المغربي‪،‬‬ ‫والذي قال أنه كان مهما لدفعه لتطوير مستواه‬ ‫الفني أكثر‪ ،‬مؤكدا على أهمية اإلنجاز وبقائه ضمن‬ ‫القائمة النهائية لالعبين األفضل بالقارة األفريقية‬ ‫على الرغم من عدم بلوغ فريقه محطة نصف‬ ‫نهائي دوري األبطال‪ .‬وأضاف أنه كان من الممكن‬ ‫أن يتواجد معه العبون مغاربة آخرون سيما من‬ ‫التطواني لكن لجنة الكاف كان لها رأي مختلف‪.‬‬ ‫وتمنى خضروف أن يتواجد بين الثالثة األوائل في‬ ‫التقييم النهائي‪ ،‬مؤكدا أن اإلنجاز يعيد اإلعتبار‬ ‫لالعب المغربي الذي يمارس بالدوري المحلي”‪.‬‬ ‫رغم أن هذه اإلنجازات الفردية ال تغير من واقع‬ ‫الفريق في شيء‪.‬‬

‫براءة من تهمة رشوة الحكم‬ ‫حسمت اللجنة التأديبية التابعة للكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة لقدم في القضية التي رفعها نادي‬ ‫مازيمبي الكونغولي والتي اتهم فيها مسؤولين‬ ‫من المغرب التطواني بمحاولة رشوة الحكم الذي‬ ‫أدار المباراة الحاسمة عن الجولة األخيرة من دور‬ ‫المجموعتين في دوري أبطال إفريقيا‪ .‬وقررت‬ ‫اللجنة التأديبية تبرئة المغرب التطواني من تهمة‬ ‫محاولة رشوة الحكم لغياب أية أدلة‪ ،‬وكذلك بناءا‬ ‫على التقرير الذي رفعه الحكم وكذلك مراقب‬ ‫المباراة‪ ،‬حيث أكدا في تقريرهما أن مسؤولي‬ ‫المغرب التطوني لم يتقدموا بأي خطوة تثبت‬ ‫محاولة إغراء الجهاز التحكيمي‪ .‬كما قدم المحامي‬ ‫الذي انتدبه مكتب المغرب التطواني أدلة واضحة‬ ‫تؤكد أن المسؤولين الذين تنقلوا مع الفريق‬ ‫التطواني إلى الكونجو كانوا بعيدين كل البعد على‬ ‫الجهاز التحكيمي‪ ،‬بل انبهروا بالسلوك الذي قام‬ ‫به مسؤولي مازيمبي الذين حاولوا وقتها زعزعة‬ ‫استقرار المغرب التطواني قبل اجراء المباراة التي‬ ‫انتهت بفوز مازيمبي بخماسية نظيفة‪.‬‬

‫يونــــس بلخضــــر يطالــــــب‬ ‫بمستحقاته المالية‬ ‫تخليدا للذكرى األربعين للمسيرة الخضراء المظفرة‪،‬‬ ‫شهدت مختلف المؤسسات التعليمية ببالدنا أول أمس‬ ‫الخميس احتفاالت متنوعة و متميزة تجسد لهذا الحدث‬ ‫التاريخي ‪ ،‬شارك فيها التالميذ والتلميذات‪ ‬بتأطير من السادة‬ ‫األساتذة وتحت إشراف مدراء المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫مؤسسة «النور» الحرة بطنجة كانت من المؤسسات‬ ‫التعليمية المحتفلة بهذا الحدث التاريخي‪ ،‬بتنظيم حفل بهيج‬

‫جسدته مسيرة رمزية جابت رحاب المؤسسة من طرف التالميذ‬ ‫الذين افتتحوا الحفل بالنشيد الوطني حاملين الرايات الوطنية‬ ‫مرددين بعد ذلك في ملحمة رائعة أغنية «نداء الحسن»‪،‬‬ ‫معبرين عن إخالصهم لقضايا الوطن‪.‬‬ ‫واختتم الحفل بترديد النشيد الوطني مرة أخرى قبل‬ ‫العودة من جديد إلى األقسام‪.‬‬

‫رجاء البوغاز يفوز على السواني ودياً‬ ‫وينتظر مدربا جديداً‬

‫في إطار تحضيره لبطولة القسم الثالث لعصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬ومنافسات كاس العرش‪ .‬وبعد المباراة الودية‬ ‫الجيدة التي خاضها الفريق أمام اتحاد طنجة وانهزم خاللها‬ ‫بأربعة أهداف مقابل هدف واحد‪ .‬فاز الرجاء في مباراة ودية‬ ‫أخرى على رجاء السواني بثالثة أهداف مقابل هدفين‪ .‬وفي‬ ‫خبر مرتبط برجاء البوغاز‪ ،‬قرر مدرب الفريق‪ ،‬سعيد الترفوس‬ ‫تقديم استقالته‪ .‬وعزا األخير قراره بتفضيله تغيير األجواء‬

‫بعدما حصل على عرض من فريق آخر‪ .‬وشكر أعضاء مكتب‬ ‫رجاء البوغاز‪ ،‬وعلى رأسهم‪ ،‬أحمد بنحومان‪ ،‬رئيس الفريق‪،‬‬ ‫المدرب الترفوس على تضحياته مع الفريق وتمنوا له مسيرة‬ ‫موفقة مع فريقه الجديد‪ .‬ومن المنتظر إعالن إسم المدرب‬ ‫الجديد هذا األسبوع بعد االطالع على طلبات بعض المدربين‬ ‫الذين أبدوا رغبتهم في تدريب الفريق‪.‬‬

‫عالقة المدرب سيرخيو لوبيرا بمكتب المغرب‬ ‫التطواني في فترة توتر كبيرة‪ ،‬إذ أمهله الرئيس‬ ‫أبرون فرصة أخيرة بالمباراة المقبلة في الدوري أمام‬ ‫مولودية وجدة لتحقيق االنتصار أو مغادرة الفريق‪.‬‬ ‫وال تقف مشاكل المغرب التطواني عند هذا الحد‬ ‫إذ يطالب عدد كبير من الالعبين بمستحقاتهم‬ ‫المالية التي تأخرت عن موعدها (شطر من مكافأة‬ ‫التوقيع) وأبرزهم الوافد الجديد هذا الموسم‬ ‫يونس بلخضر‪ ،‬الذي اصطدم مع رئيس الفريق‬ ‫بسبب مطالبه بالتوصل بكامل مستحقاته‪ .‬وكان‬ ‫أبرون باع أفصل العبي النادي (السنغالي مرتضى‬ ‫فال للوداد وجاحوح للرجاء وياجور لقطر القطري‪،‬‬ ‫وربح من وراء هذه الصفقات أكثر من مليار دون‬ ‫تسوية المشاكل المالية ومستحقات الالعبين وهو‬ ‫ما انعكس سلبيا على مردوهم الفني بالمباريات‪،‬‬ ‫وارتفاع األصوات من المدرجات ألنصار النادي و‬ ‫التي رفعت بوجه الرئيس أبرون شعار ارحل بعدما‬ ‫أمسك زمام األمور رفقة نجليه بالمكتب المسير‬ ‫بعد بعد جمع عام زكاه رئيسا ل ‪ 4‬سنوات مقبلة‪.‬‬


‫العدد ‪810‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الحكومة ت ّقرّ بوجود «اختالالت»‬ ‫في تدبير التفويض‬ ‫وأمانديس تنفي‬ ‫بينما يتابع بنكيران إغراق المغرب بالديون الخارجية التي تزحف اليوم بوتيرة متسرعة‬ ‫ومخيفة على قمة الناتج الداخلي الخام‪ ،‬إذ تجاوزت هذه الديون ستمائة مليار درهم‪ ،‬طلعت‬ ‫علينا حكومة بنكيران بميزانية للعام القادم‪ ،‬طابعها العام هو الغور المتزايد في جيوب‬ ‫المغاربة‪ ،‬بغاية سد عجز الميزانية‪ ،‬األمر الذي يعتبره بنكيران من أهم منجزات حكومته‪.‬‬ ‫والحال أن القروض الخارجية ال يبدو أنها تذهب كليا لمشاريع استثمارية بدليل أن‬ ‫معدل النمو في الميزانية ال يتجاوز ‪ 3‬بالمائة بالرغم من تضارب النسب بين البنك الدولي‬ ‫وبنك المغرب ومندوبية التخطيط وبعض المؤسسات المالية العالمية بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أنه «عند «فورا يظهر الحساب» ! ‪ ...‬وحيث أنه ال يفصلنا عن هذه «الفورا»‬ ‫سوى بضعة أشهر‪ ،‬فإننا نتمنى أن يتمكن بنكيران قبل ذلك من رأب الصدع داخل االئتالف‬ ‫الحكومي بعد «الخيانات»التي طبعت المعارك االنتخابية األخيرة‪ ،‬وخصوصا بعد «التمريرة‬ ‫المارادونية» للمادة ‪ 30‬من الميزانية المقبلة التي جعلت األمر بالصرف‪ ،‬بخصوص‬ ‫الخمسين مليار من الدراهيم المغربية لصندوق التنمية القروية‪،‬في يد وزير الفالحة بدل‬ ‫رئيس الحكومة !‬ ‫وعلى بضع خطوات من نهاية المرحلة التي حملت العدالة والتنمية إلى صدارة المشهد‬ ‫الحزبي المغربي‪ ،‬يبدو أن بنكيران لم يعد قادرا إال على الصمت في موضوع اإلصالح‪ ،‬أو في‬ ‫أحسن األحوال‪ ،‬إال على التذرع بصعوبة اإلصالح‪ ،‬أمام جبروت الفساد والمفسدين‪ .‬وهو ما‬ ‫ترك لدى المواطنين شعورا بالخيبة المستفزة ‪.‬‬ ‫مشاريع إصالح القضاء‪ ،‬وأنظمة التقاعد والمقاصة ونظام «الراميد» وصندوق دعم‬ ‫األرامل‪ ،‬وتنزيل مقتضيات الدستور‪ ،‬مشاهد لم تكتمل‪ ...‬بالرغم مما حملت من آمال‬ ‫بالنسبة لماليين المغاربة الذين آمنوا يوما بأن «المستحيل من الممكن»‪ ،‬مع االعتذار‬ ‫لروح الراحل عبد الجبار السحيمي‪.‬‬ ‫نعود للميزانية التي اعتمدت على جيوب المغاربة أكثر من اعتمادها على «ذكاء»‬ ‫وزرائها وملكة االبتكار واإلبداع لديهم في تصور حلول ال تجهز على القوة الشرائية الهزيلة‬ ‫لفئات عريضة من المواطنين‪ .‬والغريب أن وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬حين أعلن عن الزيادة‬ ‫في الضريبة المضافة على تذاكر النقل عبر السكك الحديدية‪ ،‬طلب من أعضاء لجنة المالية‬ ‫بالبرلمان اعتبار هذه الضريبة في صيغتها «المعدلة»‪ ،‬ضريبة «تضامنية»‪....‬تضاف إلى‬ ‫معاناة المواطنين مع الفقر والهشاشة ومع أعطاب التدبير الحكومي الذي أعرضت الحكومة‬ ‫عن تدبيره بوسائل مبتكرة‪ ،‬لما في ذلك من «وجع الرأس»‪ ،‬واختارت الطريق األسهل‬ ‫المؤدي إلى جيوب المغاربة !‪...‬‬ ‫في «الخطبة العصماء» التي ألقاها رئيس الحكومة بطنجة‪ ،‬على خلفية «فضيحة»‬ ‫أمانديس‪ ،‬السيئة الذكر‪ ،‬واستعرض فيها «وصاياه السبع» للقضاء على «ثورة الشموع»‪،‬‬ ‫مر مرور الكرام‪ ،‬في جملة عارضة‪ ،‬على أمر لم يلتفت إليه الكثيرون‪ ،‬حيث ذكر بأن الحكومة‬ ‫قررت في وقت سابق «الزيادة في تسعيرة الماء والكهرباء»‪« ،‬تلك الزيادة التي قبلها‬ ‫المواطنون مشكورين» كما قال‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر‪ ،‬قال إنه قرر الزيادة في «الما والضو» بعد اكتشاف «حفرة عميقة» في‬ ‫خزينة المكتب الوطني للماء والكهرباء الذي يديره فاسي آخر من قبيلة الفاسيين الفهريين‬ ‫حيث اقتضى نظره في ‪ 26‬ماي ‪ ،2014‬إبرام اتفاقية شراكة بصيغة «العقد ‪ -‬البرنامج»‬ ‫بين الدولة‪ ،‬والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح الشرب ‪ -‬أحيانا ‪ . -‬وبمقتضى هذا‬ ‫العقد‪ ،‬الذي يمتد على ثالث سنوات (‪)2017 – 2014‬ـ تقدم الدولة للمكتب مساهمة‬ ‫مالية بقيمة ‪ 22‬مليار درهم‪ ،‬إضافة إلى دعم بمبلغ ‪ 3,5‬مليار درهم السترجاع متأخرات أداء‬ ‫الوكاالت والجماعات المحلية واإلدارات العمومية‪ ،‬و ‪ 8‬ماليير و ‪ 200‬مليون درهم من أجل‬ ‫تحسين أداء المكتب وترشيد النفقات‪ ،‬إلى غير ذلك من وسائل الدعم بسبب العجز الذي‬ ‫سجله المكتب سنة ‪ 2013‬والذي بلغ ‪ 2,7‬مليار درهم‪ ،‬وارتفاع مديونته إلى ‪ 51,8‬ماليير‬ ‫درهم‪ ،‬باإلضافة إلى ميزانية المكتب للوفاء بالتزاماته إزاء صندوق التقاعد الداخلي (‪17,95‬‬ ‫مليار درهم) وديون الشركات الممونة للمكتب (‪ 2,3‬مليار درهم لفائدة ‪ 1422‬شركة وطنية‬ ‫و‪ 181‬شركة أجنبية‪.‬‬ ‫ومقابل هذا الكرم الحاتمي لحكومة السيد بنكيران‪ ،‬تتم مراجعة «تدريجية» ألسعار‬ ‫البيع التي بدأت منذ بداية سنة ‪ ،2014‬على مدة العقد ـ البرنامج من أجل توفير ‪ 13‬مليار‬ ‫و‪ 950‬مليون درهم في أفق ‪.2017‬‬ ‫وما يسري على مكتب «الضو والما» يسري أيضا على مكتب القطارات وعلى ضرائب‬ ‫أخرى مست قطاعات اجتماعية حساسة بالنسبة لشرائح واسعة من المجتمع ‪،‬كالبناء‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والتي وجب علينا القبول بها من مبدإ «التضامن» الوطني!‪...‬‬ ‫قضية أمانديس ال زال يكتنفها بعض الغموض‪ .‬ففي الوقت الذي اعترف فيه رئيس‬ ‫الحكومة بوجود «اختالالت» في أداء هذه الشركة للقطاع المفوض لها تدبيره‪،‬وأنه وقع‬ ‫الشروع في معالجة وتصحيح تلك االختالالت‪ ،‬طلع علينا مدير العمليات في الشركة‬ ‫الفرنسية بتصريحات لجريدة إليكترونية محلية‪ ،‬مفادها أن ارتفاع قيمة فواتير خدمة‬ ‫أمانديس ناتج عن تنفيذ قرارات حكومية‪ ،‬في إشارة إلى العقد ـ البرنامج المبرم مع مكتب‬ ‫«الما والضو» والذي يفرض الزيادة في الفوترة‪ ،‬انطالقا من شتنبر ‪.2014‬‬ ‫وأضاف أن ارتفاع االستهالك بطنجة خالل شهري غشت وشتنبر كان له أثر على ارتفاع‬ ‫الفواتير‪ ،‬ولكن مصالح الشركة عمدت إلى «إعادة احتساب» الفواتير موضوع شكايات‬ ‫المستهلكين‪ ،‬بهدف تخفيض التسعيرة وأن هذا التخفيض قد يتراوح ما بين ‪ 15‬و ‪60‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬على أن األمر يتعلق بـ «احتساب» وليس بــ «أخطاء» ألن الشركة ال يمكنها أن تزيد‬ ‫سنتيما واحدا خارج التسعيرة الحكومية الرسمية‪ ،‬كما قال‪.‬‬ ‫تصريح المسؤول الفرنسي بشركة أمانديس‪ ،‬الفرنسية أصابنا بنوع من الذهول‪،‬‬ ‫خاصة عندما نفي بصورة قطعية‪ ،‬وجود أخطاء أو اختالالت في الفوترة‪ ،‬بعد أن تطلب األمر‬ ‫تدخل رئيس الحكومة ووزير الداخلية من أجل «تنبيه» الشركة إلى ضرورة إصالح الخطأ‪،‬‬ ‫ومراجعة فواتير شهري غشت وشتنبر‪،‬التي قيل إن عدد المراجع منها فاق الثالثين ألفا‪ ،‬إلى‬ ‫غاية يوم األربعاء الماضي‪.‬‬ ‫المهم أن الجميع أيقن أن «ثورة الشموع» قد أدت دورها وما كان منتظرا منها‬ ‫من نتائج‪ ،‬وأثارت االنتباه إلى التسيب الحاصل في أداء الشركة الفرنسية وفي تعاملها‬ ‫مع المواطنين‪ .‬وتم وضع مخطط حكومي لتغيير هذا الوضع‪ ،‬التزمت به الحكومة كما‬ ‫التزمت به الشركة الفرنسية‪ ،‬وقد تبدأ مستقبال معركة أخرى‪ ،‬قانونية هذه المرة‪ ،‬بهدف‬ ‫الوصول إلى فسخ عقد التدبير المفوض المبرم مع أمانديس في الظروف «االستثنائية»‬ ‫التي نعلم‪ ....‬وإلى أن يتم ذلك‪ ،‬يُـنصح التوقف عن كل أشكال االحتجاجات في الشوارع‬ ‫والساحات العمومية‪ ،‬خاصة والبلد يعيش أعياد الصحراء الوطنية‪ ،‬وحتى يفوت المحتجون‬ ‫من أهل طنجة الفرصة على أصحاب «الهراوات» و «خراطيم المياه» ليظهروا «حنة أيديهم»‬ ‫في رؤوسنا وضلوعنا‪ ،‬باسم «الشرع والقانـــون»‪ ،‬وحتى ال نتهم من طرف من تعلمـــون‬ ‫ب «التحريض» على «الفتنة»!!!‪.....‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫األخيرة‬

‫الوساطة بين شكري وخصومه‬ ‫حظي اإلنتاجُ اإلبداعيُّ لألديب المغربي‬ ‫الشهير محمد شكري (‪ 15 - 1935‬نونبر‬ ‫‪ ،)2003‬ألسباب عديدة ومعروفة‪ ،‬باهتمام‬ ‫نقدي الفت ومستمر؛ فقد تناول عديد من النقاد‬ ‫والدارسين التجربة السردية لشكري بالتحليل‬ ‫والنقد‪ ،‬ورك��زوا تركيزا ملحوظا على رواياته‬ ‫وقصصه‪ ،‬حيث نال الجزء األول من سيرته‬ ‫الذاتية الروائية [الخبز الحافي] النصيب الوفي‬ ‫واألوفر من المتابعة والرصد‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك االهتمام والتركيز الزائدين‪،‬‬ ‫فقد تكوّنت ل��دى فئة عريضة من القراء‬ ‫والمهتمين نظرة أحادية تجاه الرجل وآثاره‬ ‫األدبية األخ��رى‪ ،‬تنطوي على ق��در كبير من‬ ‫األغالط والسلبيات؛ بل إن تلك النظرة تكاد‬ ‫تكون قاصرة ومحصورة في جوانب محددة‬ ‫مرتبطة بهذا اإلنتاج‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فقد جنى شكري‬ ‫نفسه من وراء تلك النظرة النمطية غبنا وظلما‬ ‫شديدين؛ وهو ما دفعه‪ ،‬مرات عديدة‪ ،‬إلى التبرم‬ ‫من هذا التصور السائد وإعالن السخط على هذا‬ ‫النحس‪.‬‬ ‫وفي ظل هذه الوضعية الناشزة‪ ،‬بقيت‬ ‫صورة محمد شكري وصوته النقديان باهتين‬ ‫وخفيظين؛ وهو ما يدعو النقاد إلى إعادة قراءة‬ ‫أعمال شكري وفق رؤى جديدة تعطي األولوية‬ ‫واالهتمام إلى جوانب مشرقة من هذا اإلنتاج‪،‬‬ ‫إذ إن محمدا شكري أسهم بحظ وافر في النقد‬ ‫األدبي من خالل المقاالت المتفرقة في المجالت‬ ‫والصحف من جهة‪ ،‬ومن خالل األحاديث اإلذاعية‬ ‫والتلفزية من جهة ثانية‪ ،‬كما أن الشهادات‬ ‫بدورها ال تخلو من نظرات نقدية فاحصة‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فقد نشأ لدي وعي متزايد بهذا‬ ‫القصور ‪ /‬التقصير‪ ،‬وقررت أن أخصص ذات مرة‬ ‫أسئلة حواري الذي لم ينجز مع شكري لهذه‬ ‫التجربة النقدية‪ ،‬بغية إثارة قضايا وإشكاالت‬ ‫مرتبطة بهذا الجانب الثري والمتفرد في اآلن‬ ‫نفسه من حياة الرجل األدبية‪.‬‬ ‫وفي هذه المقالة‪ ،‬سأقف عند كتابه الممتع‬ ‫«غواية الشحرور األبيض» (مطبعة ألطوبريس‪،‬‬ ‫طنجة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ .1998‬ولإلشارة‪ ،‬فقد‬ ‫حذفت االستشهادات‪ ،‬في انتظار نشرها في‬ ‫دراسة موسعة بحول اهلل)‪ ،‬الستنطاق مكنوناته‬ ‫ودرره‪ ،‬وم��ن ثم استخالص مميزات النقد‬ ‫«الشكري» في هذا الكتاب‪ ،‬آمال أن أخصص في‬ ‫مقبل األيام لتجربة محمد شكري النقدية دراسة‬ ‫وافية وشاملة للحوارات واألحاديث اإلذاعية‪.‬‬ ‫ولعل هاته السطور تكون وساطة للمصالحة‬ ‫بين شكري وخصومه الذين طالما الحقوا الرجل‬ ‫بالنقد‪ ،‬من خالل النظر إلى جزء من اإلنتاج دون‬ ‫الرجوع إلى التجربة كلها‪.‬‬ ‫يتضمن كتاب «غواية الشحرور األبيض»‬ ‫ست مقاالت نقدية متفاوتة من حيث الطول‬ ‫والقصر‪ ،‬يظهر أنها كتبت خالل فترات زمنية‬ ‫سابقةومتباعدة‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فقد احتفظت المقاالت‬ ‫بكثير من راهنيتها ومن تناسقها وانسجامها‪.‬‬ ‫وقد جاءت المقاالت على الترتيب اآلتي‪:‬‬ ‫البطل والخالص [‪ / ]41 13-‬مفهومي للتجربة‬ ‫األدبية [‪ / ]114 42-‬الرفض وقبح العالم [‪115-‬‬ ‫‪ / ]136‬محاكمة األدب [‪ / ]143 137-‬الوشم‬ ‫[‪ / ]157 144-‬غواية الشعر وتسامحه [‪158-‬‬ ‫‪.]161‬‬ ‫وإن الالفت في مقاالت الكتاب ‪ -‬كما يظهر‬ ‫للقارئ‪ -‬هو أن أغلب المقاالت تتسم بطول‬ ‫النفس‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يصعب عليّ ‪ -‬هنا ‪ -‬أن أقدم‬ ‫تلخيصا معينا لمضامين المقاالت المذكورة؛ ألن‬ ‫تلك المهمة تبقى عسيرة ومستحيلة‪ ،‬السيما أن‬

‫قراءة هذه المقاالت تتسم بقدر غير يسير من‬ ‫العسر والصعوبة‪ ،‬إلى درجة ال يستطيع معها‬ ‫القارئ أن يمسك في القراءة األولى أو الوحيدة‬ ‫بروح العمل وبمفاصله العميقة‪.‬‬ ‫وإن مرد تلك الصعوبة‪ ،‬في نظري‪ ،‬يعود‬ ‫إلى غنى القضايا وتشابك األعمال في المقالة‬ ‫الواحدة؛ ألن الكاتب يتعمد إثارة قضايا متفرقة‬ ‫وعديدة في الفقرة الواحدة‪ .‬وعليه‪ ،‬تكتفي هذه‬ ‫الورقة بالدخول مباشرة في الحديث عن مميزات‬ ‫المقاالت وتسطير االنطباعات األولية حولها‪.‬‬ ‫ومن خالل التأمل وإمعان النظر‪ ،‬يخلص‬ ‫ق��ارئ كتاب (غ��واي��ة الشحرور األب��ي��ض) إلى‬ ‫استنتاجات عديدة‪ ،‬نورد أهمها في السطور‬ ‫اآلتية‪:‬تتسممقاالتالكتاببميزتينأساسيتين؛‬ ‫أوالهما الكثافة والغنى‪ ،‬وتتجلى في العدد الكبير‬ ‫من القضايا والموضوعات األدبية والنقدية‬ ‫المطروقة في تلك المقاالت‪ ،‬إذ يفوق عددها‬ ‫في أحيان كثيرة عشر قضايا بل تكاد ال تخلو‬ ‫صفحة من صفحات الكتاب من إثارة الحديث‬ ‫والنبش في قضية أدبية أو نقدية‪ .‬كما أن هذه‬ ‫الميزة المذكورة تتمثل أيضا في عدد األعمال‬ ‫والمؤلفات المعتمدة كمراجع ومصادر‪ .‬ومن‬ ‫ثم‪ ،‬يمكن القول إن تلك المقاالت تقدم للقارئ‬ ‫صورة واضحة وكاملة عن األعمال والمؤلفات‬ ‫التي قرأها شكري والكتاب والمبدعين الذين‬

‫ك��ان رحمه اهلل يميل إل��ى أعمالهم وأغ��رم‬ ‫بقراءتها‪ .‬وإن المرجعية الفلسفية بمختلف‬ ‫مدارسها الفكرية اإليديولوجية حاضرة بقوة‬ ‫في مقاالت الكتاب‪ .‬ويتجلى ذلك الحضور القوي‬ ‫في االستشهادات المنقولة عن أع�لام تلك‬ ‫المدارس واألحكام المبنية عليها‪ ،‬إذ سار شكري‬ ‫في القراءات الفلسفية شوطا بعيدا‪ ،‬وخاصة‬ ‫الوجودية منها‪ ،‬فضال عن القراءات الروائية‬ ‫الغربية والعربية‪ ،‬إلى درجة يصح معها الحكم‬ ‫إن ذاكرة شكري ورصيده القرائي يتسم بالغنى‬ ‫والعمق والتنوع‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل عدد‬ ‫األعمال وأسماء أصحابها ذوي المكانة العالية‬ ‫والمرموقة في حقل األدب‪ .‬كما تتجلى أيضا‬ ‫في تنوع األجناس الحاضرة في مقاالت الكتاب‬ ‫(القصة ‪ /‬الرواية ‪ /‬المسرح ‪ /‬الشعر) والفنون‬ ‫(الموسيقى ‪ /‬التشكيل)‪.‬‬ ‫وخالل تلك النظرات النقدية حول القضايا‬ ‫واألجناس والفنون‪ ،‬يقدم الكاتب الناقد محمد‬ ‫شكري أخبارا عن حيوات العظماء وسير الكتاب‪.‬‬ ‫وإن أهم ما يلفت النظر في تلك العملية هو‬ ‫أن شكري يقدمها بطريقة انسيابية ال تكون‬ ‫مفروضة على سياق النص أو محشوة داخله‪،‬‬

‫ِ‬

‫ُت�ساه ُم م� ّؤ�س�سة عبد الله كنون‬ ‫يف النقا�ش اجلاري حول ُلغة‬ ‫التدري�س يف �سياق هذه َ‬ ‫احل ْملة‬ ‫إ�ضعاف ّ‬ ‫التي ْيق َ�ص ُد منها � ُ‬ ‫اللغة‬ ‫ُ‬ ‫العرب ّية‪..‬‬ ‫�إن املغرب العظيم لن َي ْن َح ِني‬

‫�أبدا �أمام هذا امل�سخ التاريخي‪..‬‬ ‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫المرحوم‬ ‫محمد شكري‬

‫بل ال يكاد القارئ يحس بأدنى حشو‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫يسعف الكاتب القارئ بمعرفة ثرية بحيوات‬ ‫الكتاب وتجاربهم اإلنسانية‪ .‬كما أن هذه الميزة‬ ‫تؤكد أن قراءة مبدع ال ينبغي أن تتم بمعزل عن‬ ‫حياة ذلك المبدع‪.‬‬ ‫أما الميزة الثانية من الميزتين الالفتتين‬ ‫في الكتاب فتقف على ميزة العمق‪ ،‬وتظهر هذه‬ ‫الميزة في أن شكري يقدم المقاالت نظرات‬ ‫متأنية في قضايا فنية وأدبية دقيقة ومحددة‪،‬‬ ‫ويضمن محمد شكري مقاالت الكتاب نظرات‬ ‫تأملية فكرية وإبداعية عميقة وغنية‪.‬‬ ‫وإن الوقوف على تلك المقاالت والنظر في‬ ‫مضامينها واالطالع على أساليب الحديث التي‬ ‫سلكها المؤلف عنها كلها تؤكد أن شكري لم‬ ‫يكن مشغوال بشيء آخر غير القراءة‪ ،‬إذ ال شك‬ ‫في أن استحضار تلك األعمال يتطلب وقتا هاما‬ ‫للقراءة والفحص وإعمال النظر النقدي‪.‬‬ ‫وإن الخالصة النهائية في هذا المقام التي‬ ‫يخرج بها القارئ المتمعن لهذه المقاالت هي‬ ‫أن محمدا شكري لم يتعاط الكتابة من فراغ‪،‬‬ ‫وإنما كان يستند في إبداعه وكتابته األدبية‬ ‫إلى خلفية أو مرجعية صلبة وقوية وينطلق من‬ ‫وعي وإدراك راسخين أو لنقل من معرفة عميقة‬ ‫بتقنيات الصنعة وأسرارها‪.‬‬ ‫يقدم محمد شكري في مقاالت الكتاب‬ ‫شواهد وأمثلة على أحكامه النقدية‪ ،‬ويلتزم‬ ‫التزاما شديدا بهذه القاعدة‪ ،‬وهو ما يضفي أوال‬ ‫على نقده وأحكامه نوعا من الصدق‪ ،‬ويعطي‬ ‫لنقده ثانيا وأخيرا طابعا تطبيقيا مرنا يرد به‬ ‫على أصحاب االتجاه النظري الفج الذي تسقط‬ ‫فيه كثير من أعمال النقد في المغرب والبالد‬ ‫العربية‪ ،‬فال يكاد المؤلف يثير الحديث عن قضية‬ ‫‪ /‬نظرية نقدية أو أدبية إال يعقبها بأمثلة ونماذج‬ ‫تطبيقية للتدليل على آرائه‪.‬‬ ‫كما أن محمدا شكري يعضد أحكامه وآراءه‬ ‫النقدية بآراء النقاد اآلخرين‪ ،‬ال سيما المبدعين‬ ‫أمثال تولتستوي وإدريس الخوري‪.‬‬ ‫وم��ن ث��م‪ ،‬نخلص‪ ،‬هنا إل��ى أن شكري‬ ‫استطاع الجمع بين الجمالي وال��رؤي��وي في‬ ‫اإلبداع بحس عال ومتميز‪ ،‬وأنه لم يول في هذه‬ ‫المقاالت التأمالت عنايته للنظرية إال بقدر ما‬ ‫تتيحه له من إمكانات التقعيد إلشكاالت جمالية‬ ‫ومعرفية عارضة‪ ،‬أو بتعبير آخر إن النظري يتعانق‬ ‫بالحس التطبيقي في مقاالت الكتاب‪.‬‬ ‫وقبل ننتقل إلى نقطة أخ��رى‪ ،‬أحب أن‬ ‫أشير إلى مالحظة أساسية‪ ،‬وهي غياب توثيق‬ ‫النصوص المستشهد بها مثل طبعة الكتاب‬ ‫وتاريخها ورقم الصفحة‪ ،‬وهو ما يفقد الكتاب‬ ‫الصرامة والدقة من جهة‪ ،‬ويحرم القارئ من‬ ‫إمكانية العودة والرجوع إلى المصادر إن اقتضى‬ ‫الحال من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وما دمنا في سياق نقد النقد‪ ،‬فإني أستغل‬ ‫الفرصة ألؤكد أن شكري يتحاشى أو يتفادى‬ ‫وضع العناوين داخل المقالة أو الدراسة‪ ،‬إذ ال‬ ‫يحرص على التقسيم الدقيق للمقالة في فقرات‬ ‫معنونة أو مرقمة‪ ،‬وهو أمر خلق للقارئ نصبا‬ ‫شديدا وإرهاقا مضاعفا جراء المالحقة والمتابعة‬ ‫الحثيثتين للكاتب في استطراداته‪ ،‬كما أن‬ ‫األمر ذاته يعقد عملية التلقي‪ ،‬خاصة أن بعض‬ ‫المقاالت كانت طويلة الذيل ومتشعبة الفروع‬ ‫‪،‬كثيرةالتفاصيل‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.