Achamal n° 811 le 17 nov 2015

Page 1

‫مشاركة صينية تسقط وتصاب بكسور‬ ‫ومشارك يصاب بنزيف حاد‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 811‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 05‬صفر ‪� 17 / 1437‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الدورة الثامنة لمنتدى ابراهيم الفاسي الفهري «تميزت» هذه السنة‬ ‫بحادثين مزعجين األول‪ ،‬سقوط مشاركة صينية تسبب لها في كسور لم‬ ‫يتم إسعافها في الظروف المطلوبة إذ لم تكن سيارة اإلسعاف توجد بمقر‬ ‫الندوات‪ ،‬األمر الذي قيل إنه أغضب باقي أعضاء الوفد الصيني واستياءهم‬ ‫من «الخدمات الطبية» التي قدمت لزميلتهم في مصحة خاصة ما دفعهم‬ ‫لنقلها عبر طائرة خاصة‪ ،‬إلى العاصمة مدريد !‬ ‫الحدث الثاني إصابة مشارك كان موظفا سابقا باألمم المتحدة‪ ،‬أصيب‬ ‫بنزيـف داخلي بالفندق الذي تقام فيه فعاليات المنتدى‪ .‬مصادر إعالمية‬ ‫قالت إن المصاب لم يحظ بالمساعدة الطبية التي كانت حالته الصحية‬ ‫تتطلبها على وجه السرعة‪ ،‬خاصة غياب سيارة إسعاف وطبيب مرافق عن‬ ‫«مسرح» المنتدى‪ ،‬وهو ما يشكل إخالال بشرط من شروط تنظيم اللقاءات الدولية عبر العالم‪ .‬األمر الذي‬ ‫دفع بعض المتطوعين إلسعاف الرجل حسب اإلمكان ‪ ،‬وقد غادر الملتقى نتيجة حالته الصحية‪ ،‬كما قيل‬ ‫في كواليس المنتدى‪.‬‬ ‫وطبعت هذه الدورة أيضا متاعب واجهها الصحافيون المغاربة‪ ،‬كالمعتاد‪ ،‬مع منظمي المنتدى‬ ‫الذين يتفننون كل سنة في مضايقة الصحافيين الجهويين والوطنيين المغاربة خالل محاولتهم تغطية‬ ‫الحدث بالكتابة والصوت والصورة !!! ‪...‬‬

‫«ميدايز» يضع خارطة طريق إلنقاذ العالم‬ ‫حلول عملية لمشاكل الكون ‪:‬‬

‫اإلرهاب‪ ،‬الصراعات اإلقليمية‪ ،‬التطرف‪ ،‬الحروب‪،‬‬ ‫الهجرة‪ ،‬التعايش الجماعي‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬توافق الديانات‪ ،‬‬ ‫التقدم االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬الثقة‪ ،‬الحكامة الدولية‬

‫اختتمت‬

‫«الحلقة» الثامنة‪ ‬من حلقات منتدى «ميدايز» كما بدأت‪ ،‬فارغة إال من «تفريق اللغا» ومحاولة «اإلبهار»‪ ‬بترديد عبارات‬ ‫مستوحاة من المعجم العالمي فيما يخص التعاون الدولي وتحقيق العالم «الذي نحلم به»‪! ‬‬ ‫على أن الغائبة الكبرى عن حلقة‪ ‬األسبوع الماضي كانت‪ ،‬بدون شك‪ ،‬تسيبي ليفني‪ ،‬وزيرة خارجية اسرائيل السابقة‪ ،‬التي استضافها ولد‬ ‫وزير الخارجية السابق‪ ،‬الطيب الفاسي الفهري‪ ،‬نسبة إلى قبيلة فهر السعودية‪ ،‬في ‪ ‬الطبعة الثانية ‪ ‬لـ «ميدايزه» ‪ ‬سنة ‪ 2009‬الذي «فرضه» على‬ ‫طنجة‪ ،‬مستفيدا من شهرة هذه المدينة العالمية‪ ‬وطابعها الدولي‪ ،‬وطبيعتها «الكوسموبوليتية» الي تميزها عن غيرها من عواصم األبيض‬ ‫المتوسط‪.‬‬ ‫(�ص‬ ‫‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫‪2‬‬

‫أعضاء المجلس األعلى للتربية والتكوين يناقشون في تطوان شعبة القانون العام بكلية الحقوق بطنجة‬ ‫و المركز المغربي للدراسات واألبحاث‬ ‫الرؤية االستراتيجية لإلصالح التربوي وسبل التفعيل‬ ‫احتضن المركــز الثــقافــي بتطــوان‪ ‬يوم‬ ‫في الحكامة المحلية يناقشان المشهد‬ ‫اإلثنين ‪ 9‬نونبر الجــــاري اللقــــاء الجهـــوي‬ ‫للمجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬وبتعاون مع وزارة التربية الوطنيـــة‬ ‫السياسي في المغرب بعد انتخابات ‪2015‬‬ ‫والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي والبحث‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫العلمي وتكوين األطر‪ ،‬المندرج ضمن سلسلة‬ ‫اللقاءات الجهوية حول “الرؤية االستراتيجية‬ ‫لإلصالح التربوي وسبل التفعيل”‪ ،‬التي أعطيت‬ ‫انطالقتها يوم ثاني نونبر الجاري بالرباط والتي‬ ‫ستنتهي يوم ‪ 14‬دجنبر باللقاء األخير بمدينة‬ ‫الداخلة حيث سيجتمع فرقاء جهة الداخلة واد‬ ‫الذهب‪ ،‬لتحفيز الجماعات الترابية‪ ،‬السيما مع‬ ‫إط�لاق ورش الجهوية المتقدمة‪ ،‬على بذل‬ ‫مجهود نوعي على صعيد التعميم المنصف‬ ‫للتعليم والرفع من جودته‪ ،‬وإط�لاق دينامية‬ ‫واسعة لتعبئة مجتمعية حازمة‪ ،‬ومتواصلة‬ ‫ويقظة حول التنفيذ الناجع‪ ‬لإلصالح‪.‬‬ ‫اللقاء حضره باإلضافة إلى أعضاء المجلس‬ ‫األعلى للتربية والتكويــن “ نورالدين الصايل‬ ‫ونورالدين مشاط ومحمــد الدالــي “ومديــر‬ ‫األكاديمية بالنيابة السيد رشيد ريان ونواب‬ ‫األقاليم والسلطات اإلقليمية والمحلية بالمدينة‬ ‫وع��دد م��ن الشركاء م��ن منتخبين بالجهة‬ ‫وجمعيات آباء وأولياء التالميذ وفعاليات من‬ ‫المجتمعالمدني‪.‬‬ ‫ويهدف هذا اللقاء إلى تقديم أهم محاور‬ ‫الرؤية اإلستراتيجية إلصالح التعليم (‪2015‬‬ ‫‪ ،)2030‬الرامية إلى النهــوض بالمنظومة‬ ‫التعليمية الوطنية لتحقيق “مدرسة اإلنصاف‬ ‫والجودة واالرتقاء الفردي والمجتمعي والتدبير‬ ‫الجيد لعملية اإلصالح التعليمي والتربوي في‬ ‫شموليتها‪. ‬‬ ‫وفي هذا الصدد افتتح نور الدين الصايل‬ ‫أشغال اللقاء وأبرز خالله أنه يروم ترسيخ المقاربة‬ ‫التشاركية مع الفاعلين في ميادين التربية‬ ‫والتكوين والبحث العلمي وشركاء المنظومة‬ ‫التربويـــة‪ ،‬وتمكيــن المعنييـــن من التعرف‬ ‫ومناقشة تدابير تطبيق الرؤية اإلستراتيجية‬ ‫في إطار االلتقائية والتحاور وتبادل الرأي‪ ،‬ومن‬ ‫أجل إنجاح مشروع مدرسة الغد بمواصفات‬ ‫تراعي الشروط التنموية والحاجيات المستقبلية‬ ‫وتصون كرامة المتمدرسين واألطر التربوية‪،‬‬ ‫وك��ذا تطوير بنيات البحث العلمي ودعمها‬ ‫وتحفيز القيمين عليها على اإلبداع واالبتكار بما‬ ‫يخدم مسار التنمية بالمغرب‪. ‬‬ ‫واعتبر أن اإلستراتيجية لإلصالح رهينة‬ ‫بالمشاركة الفعلية لكل المتدخلين في الشأن‬ ‫التربوي‪ ،‬أفقيا وعموديا من جهة‪ ،‬والتمكن من‬ ‫التكنولوجيات الرقمية من جهة ثانية‪ ،‬في حين‬ ‫أشار محمد الدالي على ضرورة ضمان استدامة‬ ‫التعلم للتصــدي لظاهـــرة الهــذر المدرسي‬ ‫واالنقطاع والتكرار وذلك بإرساء نظام فعال‬ ‫ومندمج للتتبع والتقييم لبرامج محو األمية‬ ‫ولبرامج التربية غير النظامية قادر على قياس‬

‫منتظم ألثر التعلمات المكتسبة في الحياة‬ ‫االجتماعية والمهنية‪ ،‬إضافة إلى توسيع عرض‬ ‫التكوين المهني حسب الحاجيات الجهة وتعزيز‬ ‫انتشاره على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫في حين قدم نورالدين مشـاط عرضـا‬ ‫تحت عنوان “من أجل مدرسة االرتقـاء الفردي‬ ‫والمجتمعي وري��ادة ناجعــة وتدبيــر جديــد‬ ‫لإلصالح”‪ ،‬ابرز خاللــه الرافعات الست لالرتقاء‬ ‫بالمدرســة وهي كاآلتــي ‪ :‬مالءمــة التعلمات‬ ‫والتكوينات مــع حاجيــات المغـــرب ومهــن‬ ‫المستقبل‪ ،‬والتمكين من االندماج السوسيو‬ ‫اقتصادي والثقافي‪ ،‬وترسيخ مجتمع المواطنة‬ ‫والديموقراطية والمساواة‪ ،‬وتأمين التعلم مدى‬ ‫الحياة واالنخراط في مجتمع المعرفة وتعزيز‬ ‫تموقع المغرب ضمن البلدان الصاعدة‪ ،‬وأن هذا‬ ‫المبتغى يتقاسم مسؤوليته كل من المجتمع‬ ‫وال��دول��ة واألط���راف األخ��رى من المتدخلين‬ ‫التربويين‪.‬‬ ‫‪ ‬و كان البرنامج كالتالي‪: ‬‬ ‫•‪ ‬الفترة الصباحية‪ ‬‬ ‫كلمة المجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والبحثالعلمي‪.‬‬ ‫المحاور والمضامين األساسية للرؤية‬ ‫اإلستراتيجية لإلصالح ‪. 2030-2015‬‬ ‫•‪ ‬العرض األول ‪ :‬من أجل مدرسة اإلنصاف‬ ‫وتكافؤ الفرص والجودة للجميع‪.‬‬

‫•‪ ‬العرض الثاني ‪ :‬من أجل مدرسة االرتقاء‬ ‫الفردي والمجتمعي و ريادة ناجعة وتدبير جديد‬ ‫لإلصالح‪.‬‬ ‫•‪ ‬المناقشة‪ ‬‬ ‫•‪ ‬الفترة المسائية‪ ‬‬ ‫•‪ ‬عرض وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني ح��ول تنزيل ال��رؤي��ة اإلستراتيجية‬ ‫لإلصالح ‪.2030-2015‬‬ ‫عرض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫وتكوين األطر‪ :‬التدابير والمشاريع األولية لسبل‬ ‫تفعيل اإلستراتيجية لإلصالح‪. ‬‬ ‫• مناقشة‪ ‬‬ ‫اللقاء شكل فرصة لعــــرض التدابيـــر‬ ‫والمشاريع األولية‪ ،‬التي ستقـوم بها كل من‬ ‫وزارة التربية الوطنية والتكوين المهنــي‬ ‫ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين‬ ‫األطر لتفعيل الرؤية االستراتيجية لإلصالح‬ ‫‪ ،2030/2015‬وتوطيد المكتسبات وتطويرها‪،‬‬ ‫وتحقيق التقدم النوعــي والكمـي في تعميـم‬ ‫التمدرس‪ ،‬واعتماد هندسة بيداغوجية جديدة‬ ‫في التعليم العالي‪ ،‬وكذا الرفع من نجاعة أداء‬ ‫الفاعلين التربويين في مختلـف مستويـــات‬ ‫التعليم من االبتدائي إلى الجامعي‪ ،‬وتحسين‬ ‫مردودية البحث العلمي ومعالجة اإلشكاالت‬ ‫العرضانية والسيما فيما يخص مسألة تعلم‬ ‫اللغات ولغات التدريس‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫الفقيه الريسوني للوزير بملختار‪:‬‬

‫أنـت أسوأ وزيـر تعليـم عرفــه المـغـرب‬ ‫شن الفقيه أحمد الريسوني‪ ،‬القيادي‬ ‫في حركة اإلصالح والتوحيد‪ ،‬هجوما الذعا‬ ‫على احمد بلمختار‪ ،‬ويزر التربية الوطنية‪،‬‬ ‫بسبب قرار هذا األخير العودة إلى تدريس‬ ‫المواد العلمية باللغة الفرنسية‪ ،‬بعدما كانت‬ ‫تدرس بالعربية‪ ،‬الريسوني كتب نشرا مقاال‬ ‫بموقعه اإللكتروني جاء فيه‪:‬‬ ‫«ليس مستغربا أن يُصدِر الوزير‬ ‫بلمختار — قبيل وفاته المرتقبة — مذكرة‬ ‫انقالبية يأمر فيها بالعودة سريعا إلى‬ ‫تدريس المواد العلمية في المدرسة‬ ‫المغربية‪ ،‬باللغة الفرنسية‪ ،‬ليس هذا‬ ‫مستغربا من رجل منذ عرفناه وهو ال يألو‬ ‫جهدا‪ ،‬وال يترك حيلة‪ ،‬وال يفوت فرصة‪ ،‬الستبعاد‬ ‫اللغة العربية وتهميشها‪ ،‬والتمكين للغة الفرنسية‬ ‫وتوسيع استعمالها‪ .‬فهو من هذه الناحية أسوأ وزير‬ ‫تعليم عرفه المغرب‪ ،‬منذ سلفِه وقدوته الوزير محمد‬ ‫بنهيمة‪ ،‬الذي سبق له أن قاد أكبر ردة ضد إتمام‬ ‫استقالل المغرب‪ ،‬وضد سيادته الثقافية واللغوية‪،‬‬ ‫خالل النصف الثاني من ستينية القرن الماضي‪.‬‬ ‫في أيام تلك الحملة التي قادها الوزير بنهيمة‬ ‫لفرْنَسَة التعليم المغربي‪ ،‬كنت أدرس في المرحلة‬ ‫اإلعدادية بـ“المعهد المحمدي” بمدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫ومع أصداء السجال الحامي الوطيس‪ ،‬الذي كان يدور‬ ‫ساعتها بين الوطنيين والفرنكوفونيين‪ ،‬حول فرنسة‬ ‫التعليم‪ ،‬وكنت أتابعه عبر جريدة (العَلم)‪ ،‬قمت‬ ‫يوما وكتبتُ على سبورة الفصل عبارة‪ ( :‬ال لفرنسة‬ ‫التعليم‪ ،‬صيحوا ضد المُفر ِنس المُفرنَس محمد‬

‫بنهيمة)‪ .‬فلما دخل أستاذنا الفرنسي ووجد الطلبة‬ ‫يقرأون تلك العبارة على السبورة‪ ،‬سأل عنها‪ ،‬وما إن‬ ‫علم بمضمونها‪ ،‬حتى انطلق يهاجم اللغة العربية‪،‬‬ ‫ويتهكم عليها‪ ،‬ويصفها باللغة الميتة… ولما اشتد‬ ‫الجدل والصخب داخل القسم بينه وبين التالميذ‪،‬‬ ‫خرج مسرعا وأتى بالحارس العام السيد باسو‪.‬‬ ‫كان هذا الحارس العام معروفا بصرامته‬ ‫وقسوته مع التالميذ‪ ،‬فبعد أن عرف الحكاية وقرأ‬ ‫بنفسه ما ُكتب على السبورة‪ ،‬أخذني معه‪ ،‬وجلدني‬ ‫جلدا شديدا‪ ،‬ما زلت كلما تذكرته أتحسسه في كفيَّ‬ ‫وأناملي‪ .‬ثم عاد أكثر من مرة الستدعائي وجلدي…‬ ‫وزيرنا غير المختار‪ ،‬المسمى ابن المختار‪ ،‬حاله‬ ‫مع اللغة العربية هو تماما مثل حال األستاذ الفرنسي؛‬ ‫فـ“من جهل شيئا عاداه‪ ،‬والناس أعداء ما جهلوا”‪.‬‬ ‫والوزير هذا‪ ،‬سبق له أن صرح بعظمة لسانه بأنه ال‬ ‫يعرف العربية وال يستطيع التحدث بها‪ ،‬فمن أين له‬

‫أن يعرف قيمتها وأن يقدر وجوب حفظها‬ ‫واستعمالها؟ كما أن هذا المستوزر ال يعرف‬ ‫الشعب وال يعرفه الشعب‪ ،‬فكيف يمكنه أن‬ ‫يحترم الشعبَ وهويته وإرادته؟ لكن ما ال‬ ‫يعذر به الوزير وال غيره من المسؤولين —‬ ‫من باب‪ :‬ال يعذر أحد بجهله القانون — هو‬ ‫جهله أو تجاهله للدستور المغربي‪ ،‬الذي‬ ‫نص في كل صيغه وتعديالته — على مدى‬ ‫نصف قرن — على أن اللغة العربية هي‬ ‫اللغة الرسمية للمغرب‪ .‬ونصَّ الدستور‬ ‫األخير بصفة خاصة على وجوب حمايتها‬ ‫وترقيتها وتوسيع استعمالها‪ .‬وإذا بالوزير‬ ‫األعجمي يفعل تماما ضد ما نص عليه‬ ‫الدستور‪ ،‬أسمى قانون في البالد‪.‬‬ ‫هذا الوزير عادة ما يصنَّف ضمن الوزراء‬ ‫التقنوقراطيين المحايدين‪ ،‬وإذا به ال هو محايد‪ ،‬وال‬ ‫هو تقنوقراطي‪ ،‬وإنما هو غارق متفانٍ في خدمة‬ ‫أهدافه السياسية وإديولوجيته الالوطنية والالعلمية‬ ‫والالتربوية‪ .‬و ها هو بعد أن أصدر مذكرته المارقة‪،‬‬ ‫يصدر تصريحا ملبسا غير مفسر‪ ،‬يقول فيه بأن‪78% ‬‬ ‫من التالميذ المغاربة ال يفهمون شيئا؟؟!‪.‬‬ ‫فهل يستطيع أن يقول لنا‪ :‬في أي المواد‪ ،‬وفي‬ ‫أي اللغات يقع هذا؟ وما أسبابه؟ وما عالجه الحقيقي‪،‬‬ ‫علميا وتربويا؟ وهل زيادة التعليم باللغة الفرنسية‬ ‫وزيادة سنوات تعليمها‪ ،‬سيحسن نسبة الفهم‪ ،‬أم‬ ‫سيزيد من نسبة الالفهم؟ أم أن ذلك ليس سوى‬ ‫الدواء الذي قال فيه الشاعر‪ :‬وداوني بالتي كانت هي‬ ‫الداء؟‪.‬‬

‫الشمال‬

‫«المشهـــد السياســي في المغـــرب بعد‬ ‫انتخابات ‪ 2015‬التحديات واالنتظارات»‪ ،‬كان‬ ‫موضوع الندوة التي نظمتها شعبة القانون العام‬ ‫بكلية الحقوق بطنجة والمركز المغربي للدراسات‬ ‫واألبحاث في الحكامة المحلية‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫‪ 12‬نونبر الجاري بمقر غرفة التجارة و الصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪.‬‬ ‫و ألن مستوى التقدم الديموقراطي ألي نظام‬ ‫سياسي يقاس بمستوى العرض السياسي الذي‬ ‫يقدمه الفاعلون السياسيون خالل االستحقاقات‬ ‫االنتخابية‪ ،‬سواء كانت انتخابات محلية أو وطنية‪،‬‬ ‫فهذا العرض السياسي يكون بمثابة بارومتر‬ ‫الفعالية السياسية‪ ،‬ويترجــم مستــوى التعبئـــة‬ ‫والتأطير السياسي الذي ينهجه هؤالء الفاعلون‬ ‫خالل مرحلة زمنية معينة‪ ،‬وفق ما هو مقرر في‬ ‫الدستور والقوانين‪ .‬ومما الشك فيه أن محطة‬ ‫‪ 4‬شتنبر ‪ ،2015‬شكلت اختبارا لمختلف الفاعلين‬ ‫السياسيين على م��دى صدقية ه��ذه المقولة‪،‬‬ ‫لتكون العِبرة المستخلصة منها على قدر النتائج‬ ‫المحققة في العملية االنتخابية‪ ،‬والتي تعكس في‬ ‫نفس الوقت مدى القدرة على التجاوب مع المرحلة‬ ‫السياسية الراهنة‪.‬‬ ‫وإذا كانت نسبــة المشاركــة السياسيـــة‬ ‫المسجلة خ�لال ه��ذه االنتخابات وف��ق منظور‬ ‫مقاربات علم السياسة تعتبر تجديدا للثقة في‬ ‫مؤسسات الدولة‪ ،‬نظرا الرتفاع هذه النسبة مقارنة‬ ‫باالنتخابات التي سبقتها‪ ،‬فهي تعكس أيضا بشكل‬ ‫أو بآخر مصالحة شعبية مع السياسة‪ .‬وبعد اإلعالن‬ ‫عن نتائج هذه االستحقاقات‪ ،‬بدأ الحديث عن‬ ‫ضرورة بناء تحالفات تنسجم مع المنطق السياسي‬ ‫الطبيعي‪ ،‬غير أن هناك مجموعة من السلوكيات‬ ‫التي يمكن أن تعيق إنجاح هذه التحالفات أهمها‪،‬‬ ‫التأصل التاريخي لظاهرة الترحال السياسي رغم‬ ‫المقتضيات القانونية التي جاءت لتقطع معها‪،‬‬ ‫وطبيعة التزكيات‪ ،‬والتناقضات الحاصلة على‬ ‫مستوى طموحات المستشارين‪ ،‬والقوة التي يحظى‬ ‫بها األعيان داخل األحزاب التقليدية‪ ،‬والمفارقة‬ ‫الحاصلة بين ضرورات االنضباط الحزبي من جهة‪،‬‬ ‫واالكراهات التي تفرضها التغطية الشاملة للدوائر‬ ‫وأثرها على واقع هذا االنضباط من جهة ثانية‪.‬‬ ‫و في سياق ذي صلة‪ ،‬راهنت مختلف األحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬في خضـم استعدادهـــا لخوض هذه‬ ‫االنتخابات‪ ،‬على الرفع من تمثيلية النساء‪ ،‬مما‬

‫وضعها أم��ام مسؤولية تفعيل التزاماتها بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬في أفق ترسيخ المشاركة السياسية‬ ‫للنساء كخيار استراتيجي وليس كمجرد شعار يروم‬ ‫استقطاب األص��وات‪ ،‬وذلك استجابة لمقتضيات‬ ‫دستور ‪ 2011‬الذي نص في فصله ‪ 19‬على مبدأ‬ ‫المناصفة والمساواة بين الرجال والنساء في‬ ‫الحريات والحقوق‪ ،‬وفي فصليـــه ‪ 30‬و‪ 146‬على‬ ‫الولوج المتساوي للنساء والرجال إلى الوظائف‬ ‫االنتخابية‪ ،‬على المستوى الوطني وعلى مستوى‬ ‫الجهة‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬أصبحــت هذه األحـــزاب‬ ‫مدعوة إلى تعزيز المشاركة السياسية للنساء‪،‬‬ ‫بمقتضى القانون التنظيمي المتعلق باألحزاب‬ ‫السياسية الذي ينص في المادة ‪ 26‬منه‪ ،‬على‬ ‫أن “يعمل كل حزب سياسي على توسيع وتعميم‬ ‫مشاركة النساء والشباب في التنمية السياسية‬ ‫للبالد”‪.‬‬ ‫إن مغرب اليوم‪ ،‬وبعد أن عرف تقدما داال في‬ ‫مساره الديمقراطي‪ ،‬ينبغي أن يستكمل طريقه‬ ‫بتغيير بعض الممارسات السياسية السلبية‬ ‫وعقلنتها‪ .‬فالرهان األساسي ال��ذي يتطلع إليه‬ ‫المواطنون‪ ،‬هو تشكيل مجالس محلية وجهوية‬ ‫تكون أكثر انسجاما وقوة مقارنة مع تجربة المجالس‬ ‫السابقة‪ .‬كما يتطلع المواطنون كذلك ألن تقود‬ ‫هذه المجالس كفاءات ونخب من كال الجنسين‪،‬‬ ‫واعية بحجم التحديات الراهنة والمستقبلية‪ ،‬وقادرة‬ ‫في اآلن ذاته على األداء الميداني الجيد‪ ،‬وتحقيق‬ ‫تطلعاتهم‪.‬‬ ‫وفي مداخالت كل من األساتذة عبد الرحيم‬ ‫منار السليمي‪ ،‬أستاذ بكلية الحقوق بالرباط‪ ،‬محمد‬ ‫العمراني بوخبزة أستاذ بكلية الحقوق بطنجة‪،‬‬ ‫نجيب الحجيوي ‪ ،‬أستاذ بكلية الحقوق بسطات‪ ،‬نور‬ ‫الدين أشحشاح أستاذ بكلية الحقوق بطنجة‪ ،‬أحمد‬ ‫مفيد أستاذ بكلية الحقوق بفاس‪ ،‬حسن الجماعي‬ ‫أستاذ بكلية الحقوق بطنجة وعلي الحنودي أستاذ‬ ‫بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان‪ ،‬تمت مناقشة‬ ‫العديد من النقط االستراتيجية أهمها قراءة في‬ ‫السلوكيات السياسية المواكبة النتخابات ‪ 4‬شتنبر‬ ‫‪ 2015‬وانعكاسات التقطيع االنتخابي على نتائج‬ ‫االنتخابات المحلية ‪ 2015‬وإنتاج وإعادة تشكيل‬ ‫النخب المحلية ‪ ،‬و ق��راءة في تحالفات األح��زاب‬ ‫السياسية‪ ،‬والتمثيلية النسائية في المجالس‬ ‫المحلية المنتخبـــة ومسؤوليــــة األح��زاب في‬ ‫تخليق الحياة السياسيــة بعـــد اإلستحقاقــــات‬ ‫اإلنتخابية ‪.2015‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫أول تجربة للبيجيدي بطنجة‬ ‫في عالم الحساب واألرقام‬

‫عقد مؤخرا مجلس مقاطعـة طنجة المدينة اجتماع ًا بمقره‪ ،‬تهييئ ًا للدورة‬ ‫االستثنائية التي تقرر عقدها في جلستين‪ ،‬األولى ستكون يوم الجمعة ‪ 20‬نونبر‬ ‫‪ ،2015‬وتخصص للمصادقة على النظام الداخلي للمجلس‪ ،‬بينما الجلسة الثانية‪،‬‬ ‫الخاصة بتشكيل اللجان الدائمة‪ ،‬فستعقـد يوم الثالثاء ‪ 24‬نونبر ‪.2015‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما أن صافحتُه‪ ،‬حتى طلب مني أن أبتعد عنه‪ ،‬ألن عينيه أصيبتا ب (سواح)‪ ،‬وقد أخبرني‬ ‫أن دخول هذا المرض إلى العين يستوجب أسبوعا‪ ،‬وعالجه يتطلب أسبوعا‪ ،‬وخروجه يستلزم‬ ‫أسبوعا‪ .‬ثالثة أسابيع هي المدة التي يستوطن فيها هذا الداء العين حسبما قال له الطبيب‪.‬‬ ‫ثم إنه إذا دخل دارا‪ ،‬فإنه ال يبارحها إال إذا وزع فيروسه بالقسطاس المستقيم على األسرة‬ ‫بأكملها‪.‬‬ ‫صاحبي هذا يضع اآلن نظارة سوداء على عينيه‪ ،‬اتقاء تفاقم المرض‪ ،‬وهو يستعمل عادة‬ ‫نظارات طبية‪ :‬نظارتان للبعد‪ ،‬وثالث نظارات للقرب‪ ،‬وحاول إدماج القرب والبعد في نظارة‬ ‫واحدة‪ ،‬فلم يتكيف معها‪.‬‬ ‫وله حساسية مفرطة في العين‪ ،‬فلقد حكى لي أنه وقف أمام المرآة ذات صباح‪ ،‬فرأى عينيه‬ ‫وقد تورمتا‪ ،‬وبعد دقائق معدودة‪ ،‬شعر ببرودة تسري في جسمه‪ ،‬فلما فتح عينيه‪ ،‬وجد نفسه‬ ‫طريح األرض‪ .‬ولم يدر كيف سقط‪ ،‬ولكنه يذكر أن نظرته إلى عينيه وهما على هذه الصورة‬ ‫من االنتفاخ والحمرة‪ ،‬كانت كافية إلغمائه‪.‬‬ ‫وأخوف ما يخاف منه‪ ،‬طبيب العيون‪ ،‬وأخوف ما يخاف‪ ،‬أن ينصحه باستعمال القطرات‪ ،‬فكيف‬ ‫سيتمكن من استعمالها إذا كان ال يستطيع فتح جفنيه الستقبال الدواء؟‬ ‫في الصغر‪ ،‬كان يشاهد والدته تُدخل مِرْود الكحول في عينيها‪ ،‬فيشفق عليها مما قد‬ ‫يصيبها من جراء إدخال هذا العود في عينيها بين الحين والحين‪.‬‬ ‫إنها حالة ال غلو فيها وال مبالغة‪ ،‬يعيشها هذا الصديق ويعاني منها‪ ،‬ويحسب الحساب ليوم‬ ‫قد يضطر فيه إلى إجراء عملية جراحية على إحدى عينيه‪.‬‬ ‫فاللهم نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫التعليم ضمن اهتمامات لجنة التكوين المهني والتكوين‬ ‫المستمر وإنعاش الشغل لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مشاكل التوقيت المستمر مع نائب طنجة أصيلة طرحت ضمن محاور االجتماع‬

‫وهلل في خلقه‬ ‫شؤون‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تستوقفني حكمــة العبوديـــة هلل وأنا‬ ‫أتأمل ما أقرأه من كتابات حول سير أشخاص‬ ‫وذوات ‪..‬‬ ‫الحكمــة في مدلوالتها الصحيحة ال‬ ‫تخرج عن أنماط من المعارف‪ ،‬معرفة آفات‬ ‫النفس‪ ..‬ومعرفة الخير والعمل به ‪ ..‬ومعرفة‬ ‫أوجه الصواب في كل األمـــور‪ ..‬ومعرفـــة‬ ‫االنزياحات والرعونات البشرية‪ ..‬ومعرفة‬ ‫اإلنسان لقدر نفسه «عاش من عرف قدره»‬ ‫ألن من عرف قدر نفسه ال يخرج رجليه عن‬ ‫كسائه كما يقال ‪.‬‬ ‫و الحكمة تبعا للمدلوالت المذكورة ال‬ ‫يمكن أن نلتمسها إال في قلوب العارفين‬ ‫والعباد والذاكرين‪ ،‬ولعل أبرز سمة للحكمة‬ ‫هي طول الصمت والكالم على قدر الحاجة‪،‬‬ ‫وفي هذا المعنى يقــول العارف باهلل سيدي‬ ‫حمــزة القادري بودشيــش رضي اهلل عنــه‬ ‫وأرضاه ‪« :‬المقام الكبير هو الصمت ‪.»..‬‬ ‫أســوق هــذا النموذج من القــول الحـر‬ ‫ألوضح أن الحكمــة هي وسيلـة بل غاية‬ ‫التربية الصوفية ‪..‬‬

‫بناء على توصية لجنة التكوين المهني والتكوين المستمر وإنعاش الشغل في‬ ‫ول اجتماع لها‪ ،‬عقدته األخير من أكتوبر الماضي‪ ،‬قررت خالله إستدعاء مدير االكاديمة‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين ومناديبه من أجل تقديم عروض عامة حول وضعية قطاع‬ ‫التعليم في الجهة‪ .‬نظرا الهتمام الجهة بالمشاكل التي يعاني منها القطاع‪ ،‬ومن أجل‬ ‫الوقوف عن قرب من االختالالت‪ ،‬استضافت اللجنة ذاتها في اجتماعها الثاني عصر يوم‬ ‫الثالثاء الماضي اجتماعا موسعا حضره باإلضافة إلى رئيس اللجنة وأعضائها وأعضاء‬ ‫مكتب مجلس الجهة‪.‬‬ ‫ونوه رئيس اللجنة بمجهودات الجميع في سبيل تطوير قطاع التعليم وبالدور الفعال‬ ‫في التدبير األمثل للمنظومة التعليمة على مستوى األقاليم والعماالت بالجهة قبل أن‬ ‫يفتح النقاش في صميم محور االجتماع «وضعية التعليم على مستوى الجهة»‪ .‬وفي‬ ‫مداخالتهم‪ ،‬أكد مدير األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومعه نواب نيابات وزارة‬ ‫التربية الوطنية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بعد تقديم أرقام ومعطيات تهم مختلف‬ ‫المؤشرات التي لها عالقة بقطاع التعليم بالجهة‪ ،‬بإبرازه نســب التمدرس بالتعليم‬ ‫العمومي والخصوصي وكذلك المعطيات المتعلقة بالبكالوريا الدولية والمهنية‬ ‫والتكوين بالتدرج‪ ،‬باإلضافة الى مؤشرات جــودة التعليـــم في المستويــات‬ ‫الثـــالث‪ ،‬االبتدائــي واإلعــدادي والثانوي‪.‬‬ ‫على دور الجهة في تطوير قطاع التعليم من خالل االختصاصات المخولة لها في‬ ‫إطار القانون الجديد‪ ،‬واضعين أنفسهم رهن اإلشارة لمعالجة المشاكل الذي يعاني منه‬ ‫القطاع بغية تجاوز الصعوبات االنية والصعوبات التي تحتاج بعض الوقت‪.‬‬ ‫وكان اللقاء مناسبة كذلك للتطرق الستراتيجية االكاديمية المتمثلة في مجموعة‬ ‫من االتزامات والشراكات المتمثلة أساسا في التزام الوزارة والوالية واتفاقيات الشراكة‬ ‫في إطار مشروع طنجة الكبرى والحسيمة منارة المتوسط وشراكة تطوان‪ .‬كما تم‬ ‫التطرق للصعوبات التي تواجه االكاديمية والتي تم تلخيصها في ضعف المنحة‬ ‫المرصودة من طرف وزارة المالية‪،‬قلة الموارد البشرية المعينة بالجهة‪ ،‬ضعف السيولة‪.‬‬ ‫وعورة التضاريس‪ ،‬ارتفاع تكلفة الحراسة والنظافة‪ .‬قلة الوعاء العقاري المخصص لقطاع‬ ‫التربية‪ ،‬ارتفاع تكلفة الداخليات واالطعام‪ ،‬ضعف البنية التحتية المحيطة بالمؤسسات‪،‬‬ ‫ضغط المتأخرات على ميزانية االكاديمية‪ ،‬وفاء بعض المزودين بالتزاماتهم‪ ،‬شيخوخة‬ ‫الموارد البشرية‪ ،‬تعقد المساطر اإلدارية نقط أخرى‪.‬‬ ‫مشاكل نيابة التعليم بطنجة اصيلة واالحتجاجات التي رافقتها هذه األيام كانت‬

‫حاضرة في االجتماع‪ ،‬حيث قدم نائب وزارة التربية الوطنية بعمالة طنجةًأصيلة توضيحات‬ ‫بشأنها‪ ،‬سيمـــا في ما يتعلـــــق بالتوقيت المستمر الذي اثار جدال واسعا ومشاكل‬ ‫من خالل مطالبة االسر باعتماد التوقيت المستمر بدل التوقيت العادي‪ ،‬والذي اثار‬ ‫احتجاجات ومقاطعة الدراسة التي مازالت لحد االن‪ .‬وفي هذا السياق أوضح نائب وزارة‬ ‫التربية الوطنية لطنجة اصيلة إلى ان هذا التوقيت الذي تطالب به األسر غير قانوني‬ ‫وله انعكاسات سلبية على مردودية التلميذ وال يساهم في تغطية العجز الحاصل على‬ ‫مستوى الموارد البشرية‪.‬‬ ‫كما تطرق النائــب ذاته الى مجموعـــة من المشاكل التي لها عالقة باالكتظاظ في‬ ‫الداخليات والنقل المدرسي واإلطعام وتكلفة الحراسة والنظافة باعتبارهما مجموعة من‬ ‫الخدمات التي تشكل عبئا كبيرا على ميزانية المؤسسات التعليمية إضافة الى اكراهات‬ ‫أخرى حملها العرض الذي وزعه على جميع أعضاء اللجنة‪.‬‬ ‫ورفع االجتماع على وقع مجموعة من المطالب التي يتحتم تنفيذها من أجل حل‬ ‫مجموعة من المشاكل التي يعاني منها القطاع‪ ،‬نظير‪ ،‬تنظيم يوم دراسي تستدعى إليه‬ ‫جميع الهيئات والمؤسسات والقطاعات التي لها ارتباط بقطاع التعليم‪ .‬وتوسيع شبكة‬ ‫المؤسسسات التعليمية‪ ،‬ودعم األقسام الداخلية‪ ،‬والمساهمة في شراء الوعاء العقاري لبناء‬ ‫مزيد من المؤسسات التعليمية‪ ،‬والمساهمة في توفير بعض الخدمات كاألمن والنظافة‪،‬‬ ‫وتوفير الموارد البشرية بالعدد الكافي‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة التي يرأسها محمد الـمالحي‪ ،‬ناقشت في اجتماعها األول بحضور‬ ‫أعضائها‪ ،‬وبعض أعضاء مكتب مجلس الجهة ‪ ،‬وبعض المستشارين‪ ،‬اختصاصات الجهة‬ ‫في إطار القانون الجديد وأهميتها‪ ،‬سيما‪ ،‬ما يتعلق منها بتقييم وضعية المؤسسات‬ ‫التعليمية بالجهة من حيث جودة المرافق والربط بشبكتي الكهرباء والماء الصالح للشرب‬ ‫وكذلك تطوير قطاع التعليم ومحاربة الهدر المدرسي خاصة بالوسط القروي‪ .‬كما تم‬ ‫التطرق إلى ضرورة تفعيل اتفاقيات الشراكة بين مجلس الجهة والمؤسسات التي لها‬ ‫عالقة بقطاع التعليم و دراسة وضعية المؤسسات الجامعية بالجهة وتتبع برامج الوزارة‬ ‫الوصيةـ‪ ،‬وكذا دراسة القضايا المتعلقة بإحداث المراكز الجهوية للتكوين والمراكز‬ ‫الجهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من اجل االدماج في سوق الشغل‪ .‬ومن هذا المنطلق‪،‬‬ ‫أسست اللجنة ضمن استراتيجية بدايتها لبرنامج عمل كان محو أول اجتماع لها‪ .‬تمخض‬ ‫عنه إستدعاء مدير االكاديمة الجهوية للتربية والتكوين ومناديبه من أجل تقديم عروض‬ ‫عامة حول وضعية قطاع التعليم بالجهة‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫إن الصوفية يلتزمون الصمت الطويل‬ ‫ألنه من آداب الحضرة وألن الصمت الطويل‬ ‫فيه التربية على السالمة وهي األصل‪ ،‬لذا‬ ‫يحرص الصوفية على تقديــم هذا الدرس‬ ‫األخالقي ويتمثلونه في سلوكهم‪ ،‬فيصبح‬ ‫السكوت في وقـــتـه صفتهم والنطــق في‬ ‫موضعه من أشرف خصالهم‪ ،‬وفي ذلك عبرة‬ ‫لمن يعتبر‪.‬‬ ‫أما الذي يكتب أو يثرثــر أو يكذب على‬ ‫األحيـــاء وعلى األموات فهو خــارج عن هذا‬ ‫النسق‪ ،‬وهلل في خلقه شؤون ‪.‬‬


‫العدد ‪811‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫«ميدايز» يضع خارطة طريق إلنقاذ العالم‬ ‫حلول عملية لمشاكل الكون‪:‬‬

‫اإلرهاب‪ ،‬الصراعات اإلقليمية‪ ،‬التطرف‪ ،‬الحروب‪ ،‬الهجرة‪ ،‬التعايش الجماعي‪ ،‬التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬توافق الديانات‪ ،‬التقدم االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬الثقة‪ ،‬الحكامة الدولية‬

‫اختتمت «الحلقة» الثامنــة‪ ‬من حلقات منتدى‬ ‫«ميدايز» كما بدأت‪ ،‬فارغة إال من «تفريق اللغا»‬ ‫ومحاولة «اإلبهار»‪ ‬بترديد عبـــارات مستــوحاة من‬ ‫المعجم العالمي فيما يخص التعاون الدولي وتحقيق‬ ‫العالم «الذي نحلم به»‪! ‬‬ ‫على أن الغائبة الكبرى عن حلقـــة‪ ‬األسبوع‬ ‫الماضي كانت‪ ،‬بدون شك‪ ،‬تسيبي ليفني‪ ،‬وزيرة‬ ‫خارجية اسرائيل السابقة‪ ،‬التي استضافها ولد وزير‬ ‫الخارجية السابق‪ ،‬الطيب الفاســي الفهـــري‪ ،‬نسبة‬ ‫إلى قبيلة فهر السعودية‪ ،‬في ‪ ‬الطبعة الثانية ‪ ‬لـ‬ ‫«ميدايزه» ‪ ‬سنة ‪ 2009‬الذي «فرضه» على طنجة‪،‬‬ ‫مستفيدا من شهرة هذه المدينة العالمية‪ ‬وطابعها‬ ‫الدولي‪ ،‬وطبيعتها «الكوسموبوليتية» الي تميزها‬ ‫عن غيرها من عواصم األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وبالرغم من تحرك العديد من الهيئات الحقوقية‬ ‫الوطنية والعربية والمنظمات األهلية المغربية ‪ ‬تنديدا‬ ‫بدعوة القيادية السياسية االسرائيلية ‪ ‬واحتجاجا على‬ ‫سياسة القمع والعنف التي مارستها القوات العمومية‬ ‫االسرائيلية ضد الفلسطينيين إبان انتفاضة األقصى‪،‬‬ ‫فإن الولد ابراهيم‪ ،‬أصر على ‪ ‬استضافة الوزيرة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬بل وأخذ صور تذكارية بجانبها وهو‬ ‫في غاية السعادة واالنشراح وقد يكون هو من‬ ‫أشرف على الجولة السياحية التي قامت بها للبيضاء‬ ‫ومراكش ‪ ‬وأثنت ‪ ‬خاللها على كرم الشعب المغربي‬ ‫حيث استضافها سيرج بيرديغو المعروف ‪ ،‬في بيته‬ ‫بعين الدياب‪ ،‬وتوجهت بعد البيضاء إلى مراكش‬ ‫حيث زارت مآثر المدينة وأسواقها وحرص بعض‬ ‫الباعة على أخذ صور تذكارية معها كما فعل بطنجة‬ ‫ابراهيم الفاسي‪ ،‬وعبرت عن «إحساسها ‪ ‬بحسن‬ ‫الضيافة والدفء والمحبة» (هكذا)‪ ،‬وعن يقينها بأن‬ ‫«هذا اإلحساس يعزز اعتقادها بأن العالقات بين‬ ‫الشعبين المغربي واإلسرائيلي ال يمكن إال أن تكون‬ ‫طيبة متينة» ‪..... !!! ‬‬ ‫وإذا كانت ‪« ‬الزعيمة» اإلسرائيلية قد لقيت‪ ‬نوعا‬ ‫من «التجاوب الحسن» كما ادعت في كل من البيضاء‬ ‫ومراكش‪ ،‬فإن وجودها في فندق موفيمبيك ‪ ‬بطنجة‪،‬‬ ‫قوبل بوقفـــات احتجاجية‪ ‬متواصلة‪ ،‬من طرف‬ ‫منظمات أهلية وحقوقيــــة‪ ،‬التي نـــددت بدعوتها‬ ‫للمشاركة في «ميدايز» من طرف ابراهيم الفاسي‬ ‫الفهري وعبرت عن إدانتها لتنظيم هذا المنتدى‬ ‫بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫ومن «طرائف» ما نقلت بعض وسائل اإلعالم‬ ‫الدولية ‪ ‬في موضوع تسيبي ليفني ‪ ‬أنها باتت أكثر‬ ‫من مرة في حضن عدد من مسؤولــي السلطـــات‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬من بينهم الوزير عريقات‪« ،‬خدمة»‬ ‫لبالدها دون أن يتسبـــب ذلك ‪ ‬في أي حرج‪ ‬لها‬ ‫من باب ‪ ‬ديانتها التوراتية‪ ،‬التي تعتبر مثل هذه‬ ‫«الممارسات» كما يقولون‪ ،‬نوعا من «الجهاد» في‬ ‫سبيل مصلحة الصهيونية العالمية‪...! ‬‬ ‫وقبل تسيبي ليفني استضاف ابن وزير الخارجية‬ ‫السابق‪ ‬شالوم بن عمي‪ ،‬وزير خارجية إسرائيل‬ ‫األسبق في الطبعة األولى لهذا «الميدايز» العجيب‪.‬‬ ‫ماذا كانت إضافة مشاركـــة المسؤوليـــن‬ ‫اإلسرائيليين في «ميدايز» الولـــد ابراهيم لفائدة‬ ‫القضية الفلسطينية؟‬ ‫توصيات وكالم فارغ بال معنى وال ‪ ‬طائل إال من‬ ‫ظهور صاحب المشروع على أنه رجل سالم‪ ‬يحظى‬ ‫بعطف وثقة اسرائيل والجهات الغربية الداعمة‬ ‫لها ‪....! ‬‬ ‫وحتى بعد أن وصل «ميدايز» ‪ ‬إلى حلقته الثامنة‪،‬‬ ‫فإن ابراهيم الفاسي‪ ‬لم يغفل أن «يوصي العالم»‬ ‫بضرورة إيجاد حل للنزاع الفلسطيني االسرائيلي‬ ‫«على أساس حل الدولتين» هذا «األساس» لم‬ ‫يكتشفه الولد ابراهيم‪ ،‬بل نقله إلى توصياته عن‬ ‫طريق «انسخ» و «ألصق»‪..! ‬‬ ‫وكرجل دولة‪ ‬ال يشق له غبار‪ ،‬أعرب عن حلمه‬ ‫في عالم‪« ‬ال يقتل فيه أحد بسبب أفكاره»‪ ‬والذي‬ ‫«يمكــــن الناس‪ ‬مـــن ‪ ‬أن يُصلوا في المساجد‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫والمعابد اليهودية ‪ ‬والكنائـــس‪ ،‬دون خـــوف من‬ ‫هجوم انتحاري»‪ .‬ودعا العالم إلى االبتعاد عن «أحكام‬ ‫القيمة» في حق الديانات ‪.‬‬ ‫وبنفس المناسبة‪ ،‬عبر إبراهيم الفاسي‪ ‬عن‬ ‫«قلقه» من تنامي اإلرهاب وإشفاقه ‪ ‬على العالم من‬ ‫األخطار التي تهدد الحضارة االنسانية‪ .‬ولكنه سارع‬ ‫إلى تقديم الحلول لهذا العالم الذي يجهل ‪ ‬أن الحل‪ ‬‬ ‫يكمن في «تعبئة جماعية ودائمة» ‪ ،‬وفي «إجراءات‪ ‬‬ ‫ضد الخطر القائم»‪.‬‬ ‫وكمُنظر عالمي ومحلــل سياسـي محترم‪،‬‬ ‫طلــع على العالم بهذا «االكتشاف» العجيب‪ ‬وهو‬ ‫أن «اإلرهاب يزدهر في ظل الفقر واالستعباد وضعف‬ ‫التعليم»‪ ..! ‬وأوصى العالم «بحشد المزيد من‬ ‫الجهود لحل مشاكله التي تشكل عقبة أمام طموحه‬ ‫في الترابط»‪.‬‬ ‫وبهذا يمكن للعالم أن يخـــرج من النفــق‬

‫«المظلم» شريطة أن يقوم بتعبئة دولية‪ ‬وسريعة‬ ‫ــ من فضلكم ـ ‪ ‬حتى تتسنى له ‪ ‬العودة إلى الحياة‬ ‫الطبيعية‪ ‬دون خوف‪ ،‬وتحقيق التقدم االجتماعي‬ ‫واالقتصادي المنشود‪ ،‬وخلق عالم ‪ ‬جديد‪ ،‬تسود فيه‬ ‫قيم االنسانية‪.‬‬ ‫ولكي ال تبقـــى القــارة األوروبيـــة بعيدة‬ ‫عن ثمرات هذا المخطط االصالحي العالمي‪ ،‬دعا‬ ‫صاحب «ميدايـــز» أوروبا إلى «تحمل مسؤولياتها»‬ ‫كاملة ‪« ‬حتى‪ ‬ال تترك مجاال ‪ ‬للتطرف واالرهاب»‬ ‫وأيضا‪ ‬إلى ‪« ‬اإلسراع بإيجاد حل للصراعات في‬ ‫منطقة الساحل وتعميق التشاور ومكافحة االتجار‬ ‫بجميع أنواع البشر والسالح»‪...!!! ‬‬ ‫إيوى‪ ،‬ها‪ ‬المعقول‪! ‬‬ ‫وهكذا يتبين‪ ‬للعالم أن توصيات الحلقة الثامنة‬ ‫لمنتدى «ميدايز» لم تترك مجاال حيويا‪ ‬يحقق حلم‬ ‫االنسانية في عالم ‪ ‬جديد و سعيد‪ ،‬خال من التوتر‬

‫ومترابط‪ ،‬إال وخاضت فيه بحكمة‪ ‬وحصافة ‪ ‬رأي‪ ،‬بل‬ ‫إنها ‪ ‬حسمت في األسباب الموصلة إلى هذا العالم‬ ‫السعيد‪ ،‬باستحكام وجودة ‪.‬‬ ‫التوصيات عالجـــت في جوهرهـــا قضايـــــا‬ ‫متعددة متنوعة‪ ،‬جغرافية واستراتيجية وسياسية‬ ‫وتنموية‪ ،‬حيث إنها تطرقـــت إلى قضايــا األمــن‪ ‬‬ ‫في إفريقيا وفي العالم‪ ‬وإلى مشاكل االستقرار العالمي‪ ‬‬ ‫والتعاون الدولي‪......‬كما دعت تلك التوصيات العالم‬ ‫إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق التعايش الجماعي‬ ‫والمحافظة على «الثقة» التي لم يعد «يثق» بها‬ ‫أحد ال في العالقات الدولية وال في قرارات المنظمات‬ ‫العالمة‪...!!! ‬‬ ‫وحتى ال تغيب قضايا «الحكامة الدولية» عن‪ ‬‬ ‫اهتمامات ‪« ‬ميدايز» دعت إحدى التوصيات‪ ‬منظمـــة‬ ‫األمم المتحدة إلى «ضـــرورة» إصالح مجلـــس‬ ‫األمن الدولي من أجل ضمان تمثيل أوسع ‪ ‬وأكثر‬ ‫عدال ‪ ‬للقوى اإلقليمية الجديدة‪ .‬وهو ما سيبادر «بان‬ ‫كي مون» إلى تنفيذه قبل نهاية واليته الحالية‪ ،‬بكل‬ ‫تأكيد‪! ‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقــد وضعـــت توصيات الطبعة‪ ‬الثامنة‬ ‫لمنتدى «ميدايز» الدولي‪ ،‬خارطة طريق محكمة أمام‬ ‫أصحاب القرار في العالم الذين ال بد وأن يكونوا قد‬ ‫اقتنعوا بوجاهة هذه التوصيات ومالءمتها لحاجيات‬ ‫شعوب العالم في األلفية الثالثة‪ ،‬وقدرتها على إنقاذ‬ ‫العالم‪ ‬المهدد باالنهيــار بسبب‪ ‬الفقـــر‪ ،‬والحروب‪،‬‬ ‫والهجرة‪ ‬السرية والعالنيـــة‪ ،‬وتنامي المواجهات‬ ‫العرقية ‪ ‬والدينية‪ ،‬وانخفاض معدالت الديمقراطية‪،‬‬ ‫ومؤشرات حرية التعبيـــر‪ ،‬وارتفـــاع درجــة حرارة‬ ‫الكرة األرضية‪ ،‬بما يهدد العديد من دول العالم‬ ‫المنخفضة‪ ،‬وارتفاع قيمــــة الدوالر وتهديدات‬ ‫العملة الصينية‪« ،‬اليوان» بابتالع عملــة العــم‬ ‫سام‪ ،‬وانحباس األمطار‪ ،‬وانخفاض ثمن النفـــط‪،‬‬ ‫وانتشار الحمى القالعيـــة‪ ،‬وفضائــح «أمانديس»‪،‬‬ ‫والزيادات المتواصلة في المعيشة‪ ،‬والمطالبة‬ ‫الماكرة بالمناصفة والمساواة في اإلرث بين الرجل‬ ‫والمرأة‪ ،‬والعياذ باهلل‪......! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫المشرّدون و المتشرّدون‪ ...‬الجئون في أوطانهم‪...‬‬ ‫حقوق منتهكة و عجز حكومي‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أضحت مسألـة التشــرد الداخلــي اليوم من أهم‬ ‫المسائل المأساويـــة في تاريخ الشعــوب‪ ،‬ومن أكبر‬ ‫التحديات اإلنسانية للمنظمة األممية‪ ،‬فبحسب تقارير‬ ‫األمم المتحدة يوجد نحو ‪ 25‬مليون نسمة‪ ،‬في مختلف‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬تمسهم ظاهرة التشرد ألسباب مختلفة‪،‬‬ ‫وتعدّ تلك الظاهرة مأساة هذا العالم المعاصر‪ ،‬إذ تؤدي‬ ‫إلى تفريق األسر وتمزيق الروابط االجتماعية والثقافية‬ ‫والقضاء على عالقات التوظيف المستقرة وإضاعة الفرص‬ ‫التعليمية وحرمان الناس من الضرورات الحيوية مثل‬ ‫الغذاء والماء والدواء وتعريض األبرياء لالعتداء والخطـف‬ ‫واالغتصاب‪.‬‬ ‫عجزة في خريف العمر‪ ،‬شباب في مقتبـــل العمــر‪،‬‬ ‫وأطفال في سن الزهور‪ ،‬أعدادهم تتزايد يوما بعد‬ ‫يوم‪ ،‬الشارع مسكنهم والعراء فراشهم والجوع والحزن‬ ‫والمرض والضياع أصدقاؤهم‪.‬‬ ‫المشردون المغاربة يعانــون من أمراض عضويــة‬ ‫ونفسية كثيرة‪ ،‬منهم من فقــد عقله ومنهم من قضى‬ ‫نحبه ومنهم من يحتضــر‪ ،‬هؤالء مغاربة إخوتنا نكرر‬ ‫معهم قصة قابيل مع أخيه هابيل‪ ،‬نقتلهم بعدم بسط‬ ‫يد الرحمة والتضامن وانتزاعهم من بين فكي تمساح‬ ‫الشوارع‪ ،‬لذلك فنحن نلقي بهم في فم التمساح‪ ،‬كما‬ ‫ألقى قابيل يده بالسوء فقتل أخاه هابيل‪.‬‬ ‫م��أس��اة المشردين ف��ي ال��م��غ��رب‪ ،‬منقوشة في‬ ‫وجوههم‪ ،‬وال تحتاج وقتا للتنظير‪ ،‬المشردون يئنون‬ ‫في مستعجالت الشوارع‪ ،‬يحتاجون إلى موقف علني‪ ،‬إلى‬ ‫تضامن علني‪ ،‬إلى عالج علني‪ ،‬إلى التفاتة حقيقية علنية‪،‬‬ ‫من طرف أصحاب الضمائر الحية‪.‬‬ ‫‪ ‬وضرورة تغيير القوانين التي تعمق الجراح عوض‬ ‫تضميدها‪ ،‬ألن القضاء على ظاهرة التشرد والتسول‪،‬‬ ‫يجب أن يبدأ بمؤاخذة المؤسسة التشريعية والتنفيذية‬ ‫والقضائية‪ ،‬كل حسب مسؤوليتها التقصيرية في عدم‬ ‫إيجاد حلول مؤسساتية‪ ،‬إليواء المشردين في ظل شروط‬ ‫إنسانية عنوانها احترام كرامة المواطنين المشردين‬ ‫وحمايتها‪ ،‬واعتماد المقاربة اإلنسانية ال المقاربة الزجرية‬ ‫كما تفضحها هذه الفصول التي ترتدي لباسا قد يبدو‬ ‫منطقيا في دولة ال يجد حتى حملة الشواهد العليا عمال‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫بطنجة‪ ،‬يعيشون دوما على القمامات المنزلية بشكل‬ ‫مريع يسيء لسمعة المنطقة بشكل عام‪ ،‬وأمام البوابات‬ ‫الرئيسية لمختلف اإلدارات العمومية واألسواق اليومية‬ ‫وس��ط مدينة حداثية ترفض االستسالم لمثل هذه‬ ‫المناظر التي تصدم حياء ساكنتها‪.‬‬ ‫مظاهر التشــرد بالمدينـــة ال تقتصر فقــط على‬ ‫األطفال دون سن الرشد‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إلى النساء‬ ‫الالئي يفضلن عادة المبيت أمام أبواب‪( ‬المستوصفات)‬ ‫والمساجد رفقة أطفالهن الصغار‪ ،‬رغم‪ ‬التقلبات الجوية‪،‬‬ ‫كما تلجأ وج��وه أخ��رى إلى بعض البنايات المهجورة‬ ‫و‪ ‬الحدائق العامة ‪ ،‬التي تفتقر إلى أبسط شروط الحياة‬ ‫الكريمة‪ ،‬ناهيك عن المشردين المسنين الوافدين من‬ ‫مدن أخرى مجاورة أو بعيدة‪ ‬بغرض ممارسة التسول بها‪،‬‬ ‫خصوصا بالصيف عن طريق شبكات ومافيات‪ ‬منظمة‬ ‫متخصصة في الميدان‪ ،‬ما يجعل عالم التشرد بالمدينة‬ ‫محاطا بسياج حديدي متين يصعب اختراقه بالسهولة‬ ‫المتصورة‪ .‬فبالرغم من االرتفاع الملحوظ لظاهرة التشرد‬ ‫بعاصمة البوغاز‪ ،‬فإن غياب اإلحصائيات الدقيقة للفئات‬ ‫المشردة بمختلف أصنافها‪ ،‬لدليل قاطع على غياب‬ ‫اإلستراتيجيات اإلنمائية الوطنية‪ ‬وانعدام السياسات‬ ‫االجتماعية ذات الرؤية الواضحة لدى مختلف السلطات‬ ‫المحلية واإلقليمية والمركزية والممثلة أساسا في وزارة‬ ‫التنمية االجتماعية واألسرة والتضامن‪ ،‬باإلضافة إلى‪ ‬‬ ‫باقي المتداخلين اآلخرين‪ ‬المعنيين بمواجهة الظاهرة‬ ‫والبحث عن حلول جذرية لها‪ ،‬والحد من تبعاتها السلبية‬ ‫على المجتمع‪ ،‬حيث عادة ما يتم االكتفاء بتنظيم حمالت‬ ‫موسمية لجمع المشردين في إطار سياسة تلميع الواجهة‬ ‫وإخالء‪ ‬الشوارع الرئيسية من المتشردين‪ ، ‬قبل ترحيل‬

‫آلخر‪ ،‬وكأن أطفالنا وشبابنا المتمدرس هم مصدر الفشل‬ ‫والتخلف الدراسي‪ ،‬بل األدهى من ذلك َّ‬ ‫أن من يتم تعليمه‬ ‫سرعان ما ينغمس في وسط أميّ فينقلب هو اآلخر أميّا‬ ‫بعد حين‪.‬‬ ‫فأيُّ دور للمدرسة إن لم تكن بلسما يضمد جراحات‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومصنعا لتخريج العقول واألدمغة والكفاءات‪ ،‬ال‬ ‫محال لتفريخ شباب يسلمهم الفشل الدراسي إلى البطالة‬ ‫والتسكع في الشوارع؟‬ ‫التشرد هو بقاء اإلنسان في العراء لفترات طويلة‬ ‫والمبيت في أي مكــان يختلــف أحيانا تبعا للظروف‪،‬‬ ‫المتشرد إنسان بال مأوى ال ينعم باألمان في بيت له باب‬ ‫وسقف وحوائط‪ ،‬إنه إنسان مهمش ال ينظر للمستقبل‬ ‫فكل حياته هي اللحظة التي يعيشها ‪ ,‬منتهى أحالمه أن‬ ‫يمر يومه بدون مشكالت أو اعتداءات ولكن جراح ماضيه‬ ‫تطارده وفي بعض األحيان تدعـوه لالنحرافات بكل‬ ‫انواعها ‪ .‬‬

‫بعض الحلول التي يمكن تطبيقها ‪:‬‬

‫أغلبهم إلى المدن المجاورة أو على األقل خارج الحدود‬ ‫الجغرافية للمدينة على متن حافالت أعدت خصيصا لهذا‬ ‫الغرض‪ ،‬رغم‪ ‬التحفظ الكبير من طرف المتتبعين على‬ ‫مدى قانونية عملية الترحيل هاته‪ ،‬ليعودوا مرة أخرى إلى‬ ‫المدينة‪ ،‬فتبدأ عملية الكر والفر من جديد‪ ،‬غير انه وحسب‬ ‫بعض اإلحصائيات الغير رسمية‪ ‬التي أجريت في بعض‬ ‫المدن المغربية الصغيرة كوجدة وفاس حول الظاهرة‪ ‬‬ ‫فإن الفئات المقصية والمهشمة من النساء في وضعية‬ ‫صعبة تأتي على رأس قائمة المشردين‪ ‬حيث يتعدى‬ ‫عددهم ‪ 1500‬ام��رأة‪ ،‬في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة‬ ‫األطفال المشردين والمتخلى عنهم حوالي‪ 1400‬طفل‪،‬‬ ‫أما فيما يخص المتسولين فيبلغ عددهم حوالي‪700‬‬ ‫متسول‪....‬وفي السياق ذاته‪ ،‬أجمع عدد من الفاعلين على‬ ‫أن التشرد ظاهرة دخيلة على مجتمعنا المحلي‪ ،‬وتحتاج‬ ‫لمزيد من اليقظة والتعبئة من أجل الحد من إفرازاتها‬ ‫السلبية‪...‬‬ ‫كما تعتبر بالنسبة لهم ظاهرة اجتماعية سلبية‬ ‫تخلف وراءها مجموعة من اآلثار السيئة التي تشكل في‬ ‫نظرهم وباال على كافة شرائح المجتمع‪ ،‬باعتبارها مجاال‬ ‫رئيسيا لمجموعة من السلوكيات الشاذة‪ ،‬مضيفين أن‬ ‫جميع قيم االنضباط للقوانين واألع��راف تسقط لدى‬ ‫المشردين القاطنين بالشارع العام‪،‬و الذين ال يعترفون‬ ‫إال باالنحراف والشراسة في التعامل وتعاطي المخدرات‪،‬‬ ‫وكافة أنواع الموبقات و‪ ‬المحرمات األخرى‪ ،‬مشيرين إلى‬ ‫أن التشرد في حد ذاته إفراز لمشكالت أخرى متشابكة‪ ‬‬ ‫ذات عالقة مباشرة بغياب العدالة االجتماعية وتكريس‬ ‫التفاوتات االجتماعية بصفة عامة وبالتفكك األسري‪،‬‬ ‫والنشوء في بيئة غير طبيعية‪ ،‬مرتبطة أكثر بانحراف‬ ‫القائمين على شؤون األس��رة الصغيرة‪ ،‬والهجرة غير‬ ‫الطبيعية من القرى نحو المدن‪ ‬الكبيرة‪ ،‬مؤكدين على‬ ‫أن المشردين عموما ال يحسون باالنتماء للمجتمع‪ ،‬ألنهم‬ ‫يعيشون بشكل دائم حالة من االنفصام الداخلي الذي‬ ‫يتحول إلى حقد على المجتمع بعدما يجنحون إلى اإلجرام‬ ‫والسرقة وقطع الطريق‪ ،‬والتسول وغيره من الظواهر‬ ‫المصاحبة للتشرد‪.‬‬

‫للظاهرة أسباب‬

‫آلف��ة التشرد أسباب ودواف���ع‪ ،‬وقبل الخوض في‬

‫بعضها نشير بداية إلى أنه ال يمكن فصل الظاهرة عن‬ ‫الوضع المتأزم للبالدن وكل عزل أو نظر أحادي الجانب‬ ‫لهذا الموضوع هو عزل وفصل لما ال ينفصل‪ ،‬ففي مجتمع‬ ‫تتزاحم فيه اآلفات وجد التشرد ضالته ومكانه بين الناس‪،‬‬ ‫وهذا سبب عام‪ ،‬أما األسباب األخرى فيمكن اإلشارة إلى‪:‬‬

‫الفقر‬

‫فقد أكدت العديد من الدراسات أن األطفال الذين‬ ‫يتم إيداعهم في مؤسسات اإلي��واء‪ ،‬على قدومهم من‬ ‫أسر فقيرة ومفككة‪ ،‬فالفقر أخ التشرد‪ ،‬والبطون الجائعة‬ ‫واألجسام المريضة والعقول الفارغة لن تجد طريقا إال‬ ‫طريق الهيام على وجهها‪ ،‬ال تدري إلى أين تتجه‪ ،‬إلى أن‬ ‫تتداركها رحمة الباري عز وجل‪.‬‬

‫العنف األسري‬

‫هو اآلخر من الرزايا التي أصابت كافة طبقات المجتمع‬ ‫إال ما رحم رب��ك‪ ،‬وتناسلت من سلوكياته العديد من‬ ‫المشكالت وعلى رأسها كثرة حاالت الطالق وما يصاحبها‬ ‫من تشرد األبناء وإصابتهم بشتى األمراض وليس المقام‬ ‫أن نفرد هذا الموضوع بالبحث والدراسة واالستخالص‪،‬‬ ‫بقدر ما نشير إلى أن هذه الظاهرة وما يرتبط بها من‬ ‫دوافع اقتصادية ومعيشية سيئة‪ ،‬تولد في اإلنسان تفريغ‬ ‫شحنة تلك الضغوط في محيط األسرة والضحية أطفال‬ ‫وشباب يتكاثرون من هنا وهناك‪ ،‬ليشكلوا على هامش‬ ‫المجتمع طابورا يحمل صفة التشرد‪.‬‬

‫ولمحنة حقوق اإلنسان نصيب‪:‬‬

‫وهذه ثالثة األثافي (رزي��ة طرأت على رزاي��ا)‪ ،‬فإذا‬ ‫كانت حقوق اإلنسان في الدول التي تحترم نفسها تعني‬ ‫الكرامة في الشغل والسكن الكريم والتعليم والصحة‪....‬‬ ‫ففي المغرب تعني واجهة تخفي خرقا فظيعا ألدنى حقوق‬ ‫وضع كهذا يجد اإلنسان نفسه متسوال‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫عاجزا جائعا متشردا‪ ،‬عاقا ألسرته ووطنه‪ ،‬إذ نسيان‬ ‫الحقوق يورث العقوق‪.‬‬

‫أي دور للمدرسة؟‬

‫تقول األرقام في بعض الدراسات والبحوث المنجزة‬ ‫على هامش امتحانات التخرج وإثبات األهلية في قطاع‬ ‫التعليم‪ ،‬أن عددا كبيرا من تالميذنا يرسبون لسبب أو‬

‫لكي تتم معالجة ظاهرة التشرد بصفة فعالة‪ ،‬على‬ ‫األنظمة أن تتعرف بشكل جوهري وجدي على خصائص‬ ‫األوس��اط االجتماعية ألسر المتشردين يعني تشخيص‬ ‫أوضاعهم العامة‪ ،‬وحينها يسهل تقديم المعونة والتي‬ ‫هي في نظري من أجل أن تكون بنّاءة ينبغي أن ترتكز‬ ‫على النقاط التالية ‪:‬‬ ‫تقديم المساعدات العينية أو المادية‪ :‬من خالل منح‬ ‫أسر الضحايا العاجزة المأكل والملبس الضروريين وهي‬ ‫مسألة سهلة في ظل وجود الدولة المتدخلة بدل الدولة‬ ‫الحارسة‪ .‬‬ ‫تقديم المساعدات الطبية واالجتماعية‪:‬وهناك ال بد‬ ‫من تدخل أطباء نفسانيين وخبراء اجتماعيين لتشخيص‬ ‫األعراض بدقة وإعطاء إرش��ادات نفسية حسب الحاالت‬ ‫وحسب الخصوصية والطلب‪ .‬‬ ‫المساعدة القانونية ‪ :‬وتتجلى في تفعيل قوانين‬ ‫األحوال الشخصية لحل بعض المشكالت المؤدية للطالق‬ ‫والتفكك األسري ومعالجتها بحكمة‪ .‬‬ ‫المساعدات التوجيهية ‪:‬وفيها نستعين بدور وسائل‬ ‫اإلعالم وخطب أئمة المساجد ونشاطات المنظمات غير‬ ‫الحكومية وذلك من اجل التوعية الصحية واالقتصادية‬ ‫والدينية ‪.‬‬ ‫لكي تكون هذه المساعدات السالفة الذكر فعالة‬ ‫ينبغي إحداث مراكز إيواء اجتماعية وجماعية في األحياء‬ ‫المستهدفة بغض النظر عن ما يطبع الظاهرة من تعقيد‬ ‫يتجلى في تنوع الخاصيات الفكرية واالجتماعية والنفسية‬ ‫والبدنية لهؤالء المتشردين سواء كانوا أطفاال أو مسنين‪ .‬‬ ‫أما من جانب المعامالت اإلسالميـــة فقد شــرع‬ ‫الشرع في في باب «مصرف الزكاة»‪ :‬كيف عنى القرآن‬ ‫بابن السبيل في سوره المكية والمدنية‪ ،‬وأمر في أكثر‬ ‫من موضع باإلحسان به وإيتائه حقه‪ ،‬ثم جعل له أخيرًا‬ ‫سهمًا في مال الزكاة‪.‬‬ ‫وما ذاك إال ألن المسلم يحب لإلنسان أن يكون «ابن‬ ‫بيت» يؤويه‪ ،‬ويكره له أن يكون «ابن سبيل»‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كان من المقرر في الشريعة أن يكون لكل إنسان مسكن‬ ‫الئق به يؤويه وعياله‪ ،‬واعتبر هذا من الحاجات األصلية‬ ‫التي ال بد للمرء منها ليعيش ويبقى‪.‬‬ ‫عندما نتكلم عن مغرب الغد‪ ،‬مغرب الحقوق والتنمية‪،‬‬ ‫فعلينا أال ننسى أن الحقوق تبدأ أوال من المأكل والمشرب‬ ‫والمسكن والتطبيب والتعليم‪ ،‬ثم نتحدث فيما بعد عن‬ ‫الحقوق المبنية على الرفاهية والتميّز ‪.‬‬

‫ال حقـوق ببلـد تهـدر بـه أبـسـط‬ ‫حقـوق اإلنسان‪.‬‬


‫العدد ‪811‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫نشل وقتل‬ ‫نشل بالفنيدق وقتل بالشاون‪.‬‬ ‫ظاهرة السرقة بالنشل بالدراجات النارية‪ ،‬تفشت‬ ‫هذه األيام‪ ،‬بالفنيدق‪ ،‬لم تسلم منها حتى األحياء‬ ‫«المودرن»‪ ،‬مثل حي األميرة‪ .‬شابان يركبان دراجة‬ ‫«نفاثة» باغثا سيدة تسير بشارع رئيسي ليسلبانها‬ ‫حقيبتها اليدوية بكل ما تحمل من أوراق ثبوتية ودراهم‬ ‫وأمور أخرى‪ ،‬ويلوذا بالفرار‪ .‬حاالت مثل هذه تتكرر كل‬ ‫يوم ما دفع السكان إلى االستنجاد بالمسؤولين عن‬ ‫اإلدارة وعن األمن‪،‬مطالبين بمعالجة مشكل األمن بهذه‬ ‫المدينة الجامعية الحديثة‪،‬ولو أن قضية قلة األمن تعم‬ ‫مختلف جهات البالد‪ ،‬بالرغم من الجهود التي تبذلها‬ ‫الشرطة بمختلف مصالحها في مواجهة هذا الوضع‪.‬‬ ‫أما في الشاون فقد أقدم شاب على توجيه طعنات‬ ‫قاتلة إلة صانع أسنان بباب تازة‪ ،‬عجلت بوفاته قبل وصول‬ ‫اإلسعافات‪ .‬اعتقل الجاني ونقل إلى مصالح األمن بينما‬ ‫نقلت جثة الضحية إلى مستودع األموات لتنقل إلى مقبرة‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫أما في طنجة‪ ،‬فحدث وال حرج في موضوع‬ ‫الجرائم التي ترتكب ألتفه األسباب بواسطة السكاكين‬ ‫والسيوف‪....‬‬ ‫قضاء وقدر‪! ‬‬

‫********‬

‫‪ 700‬مليون ميزانيــة أسفــار‬ ‫البرلمانيين السنة المقبلة‬

‫أسفار في مهام «دبلوماسية» من فضلكم‪ ،‬حذار‬ ‫من أن تفهوها غلطا‪ .‬المسألة تتعلق بالدبلوماسية‬ ‫«الموازية» التي سيتلقى «الدبلوماسيون الموازيون»‬ ‫مقابلها ما يناهز ‪ 362‬مليون سنتيم كتعويضات عن‬ ‫«المهمةبالخارج»‪.‬‬ ‫رشيد الطالبي العلمي دافع عن النواب وأشاد‬ ‫بدورهم في «تتبع البوليساريو» من الفنادق التي يوجدون‬ ‫بها خدمةللقضية ‪ ،‬حتى وإن تركوا االنطباع بأنهم في‬ ‫«سياحة»‪,‬‬ ‫أسيدي بــــاز‪..... !!! ‬‬

‫********‬

‫‪ 20‬مليار درهم أجور وتقاعد‬ ‫نواب األمة‬ ‫وما دمنا بالبرلمان أحيلكم على ما روجه اإلعالم‬ ‫الوطني من أن الحكومة خصصت ‪ 43‬مليار و ‪ 512‬مليون‬ ‫سنتيم لميزانية مجلس النواب برسم السنة المقبلة‬ ‫بزيادة ‪ 270‬مليون لتسوية ملفات تقاعد البرلمانيين‬ ‫السابقين والحاليين فيما تم تخصيص ‪ 20‬مليار سنتيم‬ ‫لتغطية مصاريف التعويضات الشهرية للبرلمانيين من‬ ‫أكل ونوم وإقامة في ‪ 4‬نجوم‪ ،‬وتنقل وتغطية نظام‬ ‫تقاعدهم «المستحق» بعد أربع سنوات من ‪..........‬‬ ‫فهمتوني وال ال ؟‪....‬‬ ‫بالرغم من كل ذلك‪ ،‬تقدم عدد من النواب‬ ‫بملتمس إلى رئيس المجلس خالل اجتماع لجنة المالية‬ ‫يطالبون فيه بأن يوفر لهم البرلمان شققا مفروشة تتوفر‬ ‫على مكتب ومطبخ وسكن الئق بدل غرف الفنادق التي‬ ‫اعتبروها «غير الئقة» وال «قد المقام»‪ ،‬وتقدم لهم‬ ‫خدمات «دون المستوى»‪.‬‬ ‫وإني ألخشى أن يرتفع سلم المطالب إلى الرغبة‬ ‫في أن يتطوع البرلمان إلى «تزويج» الراغبين في «مثنى‬ ‫وثالث ورباع» من بين النواب ‪ ،‬خالل حفل زفاف جماعي‬ ‫يقام تحت قبة البرلمان ‪ ،‬وفق األعراف والتقاليد المرعية‬ ‫األصيلة في دور وقصور األفراح ‪.‬‬ ‫ولم ال ؟ أليــــس لهم علينــــا حق «الدلــــع‬ ‫والفشوش؟»‪......‬‬

‫********‬

‫‪ 26‬مليار خالل تسعة أشهر‬

‫من يقول أحسن ؟‪! ‬‬ ‫هذه الماليير ليست ميزانية بناء كلية أو مستشفى‬ ‫أو حتى مدرسة ابتدائية أو طريق قروية تربط أوصال‬ ‫البادية‪ ،‬إنها فلوس أجنبية‪ ،‬تسربت إلى حسابات جمعيات‬ ‫مغربية‪ ،‬من ممولين أجانب ن حبا وكرامة في سواد عيون‬ ‫المغاربة‪! ‬‬ ‫ال تفهمونا غلطا‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬ذلك أن «قلوب الرحمة»‬ ‫من بالد العجم‪« ،‬شافوا من حال» جمعياتنا األهلية‪ ،‬أو ما‬ ‫يطلق عليها مجازا‪ ،‬جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬التي ال‬ ‫تخصص لها البلديات سوى بضعة ماليير من الميزانيات‬ ‫الجماعية‪ ،‬وبضعة ماليير أخرى من ميزانيات الوزارات‬ ‫المعنية كالشبيبة والرياضة والثقافة والشؤون االجتماعية‬ ‫وغيرها‪ ،‬فقررت أن تغدق عليها من خزائنها العامرة‪ ،‬ما‬ ‫يمكنها من «النشاط» صيفا وشتاء ‪ ،‬ليال ونهارا ‪ ،‬حتى‬ ‫ال تضطر إلى التسول بالسويقة أو بساحة جامع الفنا أو‬ ‫ساحة الهري‪ ،‬أو حتى بساحة األمم التي تخصصت ‪ ،‬هذه‬ ‫األيام‪ ،‬في االحتجاجات ضد أمانديس‪....! ‬‬ ‫في سنة ‪ ،2014‬صرحت ‪ 128‬جمعية فقط من بين‬ ‫‪ 120‬ألف جمعية مسجلة بوزارة الداخلية‪ ،‬بتلقيها أمواال‬ ‫خارجية بلغت حوالي ‪ 16‬مليار سنتيم‪ .‬أما هذه السنة‪،‬‬ ‫فقد تلقت هذه الجمعيات ما بين يناير وشتنبر‪ 26 ،‬مليار‬ ‫سنتيم‪« .....،‬على وجه الخير واإلحسان» !‪....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫�سكان بطنجة يرا�سلون احلكومة بعد توقف �أ�شغال �إ�صالح طريق‬ ‫ر�صدت لها ماليني الدراهم‬

‫راسل سكان قبائل عدة مدن بضواحي طنجة‪،‬‬ ‫رئاسة الحكومة ووزارة التجهيز والنقل واللجستيك في‬ ‫طلب وصفوه باالستعطافي‪ ،‬وذلك للبت في شكاياتهم‪،‬‬ ‫حول طريق عمومية‪ ،‬سبق وأن وضعت مخططات إلعادة‬ ‫إصالحها وصيانتها منذ سنتين‪ ،‬نظرا لكونها من مخلفات‬ ‫الفيضانات‪ ،‬بمبلغ مالي قدره ‪ 6‬ماليين درهم‪ ،‬غير أن‬ ‫سكان المنطقة‪ ،‬خصوصا كل من القصر الصغير وملوسة‬ ‫والبحراويين وكذا إقليم فحص أنجرة‪ ،‬تفاجؤوا بهذا‬ ‫التوقف‪ ،‬مما جعل األمر يعمق من معاناتهم‪ ،‬سيما عند‬ ‫النقط الكيلومترية الواقعة في هذه الطريق اإلقليمية‬

‫الحاملة لرقم ‪ ،4611‬كما كان قد تم وضع مخطط لمدة‬ ‫إنجاز هذه الطريق في ثمانية أشهر‪ ،‬وتشرف عليها وزارة‬ ‫رباح‪ ،‬إال أن شيئا لم يتحقق‪ .‬وعبر السكان المحليين عن‬ ‫امتعاضهم من هذا التماطل في إنجازها‪ ،‬رغم أن طولها‬ ‫ال يتجاوز ‪ 10‬كيلومترات‪ ،‬والذي يعود آخر إصالح لها إلى‬ ‫عهد االستعمار‪ ،‬حسب السكان المحليين‪.‬‬ ‫هذا ويطالب السكان الوزارة الوصية بالتدخل‪ ،‬وإنهاء‬ ‫ما أسموه بالوعود التي تتبخر أثناء زيارة كل مسؤول‬ ‫للمنطقة‪ ،‬حيث سبق إلحدى المستشارات عن حرب العدالة‬

‫والتنمية‪ ،‬أن وعدتهم بإصالح هذه الطريق‪ ،‬ليتفاجؤوا‬ ‫من جديد‪ ،‬بكون هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح‪ .‬كما‬ ‫يراهن السكان على هذه الطريق الوطنية إلخراجهم من‬ ‫العزلة التي تزير كل فصل شتاء يقول هؤالء‪ ،‬في وقت‬ ‫شدد السكان عن تخليهم عن مجموعة من المطالب من‬ ‫ضمنها المستوصفات والبنيات التحتية‪ ،‬مقابل ما وصفوه‬ ‫بنضالهم‪ ،‬قصد إصالح هذه الطريق التي تعتبر الحل‬ ‫الوحيد لفك العزلة عن البوادي المجاورة‪ ،‬معبرين عن‬ ‫رغبتهم في مواصلة نداءاتهم إلى حين االستجابة لهذا‬ ‫المطلب األساسي على حد تعبيرهم‪..‬‬

‫ملفات االرت�شاء االنتخابي �أثناء انتخاب جمل�س امل�ست�شارين‬ ‫�أمام الق�ضاء بالناظور‬

‫بات من المؤكد أن يقوم قاضي التحقيق باستئنافية‬ ‫الناظور‪ ،‬في غضون هذا األسبوع‪ ،‬بفتح الملفات المتعلقة‬ ‫بالفساد االنتخابي الذي عرفته محطة انتخاب أعضاء‬ ‫مجلس المستشارين بالجهة الشرقية‪ ،‬حيث يتابع في هذه‬ ‫القضية ثالثة أعضاء ينتمون كلهم إلى إقليم الناظور‪ ،‬من‬ ‫أصل ‪ 26‬عضوا يمثلون مختلف المناطق المغربية األخرى‬ ‫بالتهم نفسها‪ ،‬وفق البالغ الذي أصدرته وزارة الداخلية‬ ‫في وقت سابق‪ ،‬والذي يشير إلى أسماء المستشارين‬ ‫المتورطين في شراء الذمم أثناء عملية انتخاب أعضاء‬ ‫مجلس المستشارين‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر «فالش بريس» أنه من المرجح أن‬

‫يستدعي قاضي التحقيق بالناظور كال من المستشارين‬ ‫«عبد السالم سالمة» و«الحبيب فنة» عن حزب التجمع‬ ‫الوطني لألحرار‪ ،‬إضافة إلى المستشار «الجياللي صبيحي»‬ ‫عن حزب االستقالل والرئيس السابق لبلدية رأس الماء‪،‬‬ ‫من أجل االستماع إليهم بخصوص التهم الموجهة إليهم‬ ‫وتتمثل في استعمال المال قصد استمالة الناخبين أثناء‬ ‫عملية انتخاب أعضاء مجلس المستشارين‪ ،‬بناء على أوامر‬ ‫من النيابة العامة التي استندت في متابعتها على مضمون‬ ‫وفحوى المكالمات الهاتفية للمستشارين المتهمين‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬وعالقة بموضوع انتخابات مجلس‬ ‫المستشارين‪ ،‬فقد استمع قاضي التحقيق باستئنافية وجدة‪،‬‬

‫خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬إلى ‪ 17‬مستشارا جماعيا من‬ ‫إقليم جرادة‪ ،‬إضافة إلى مقاول معروف بالمنطقة بتهمة‬ ‫الفساد االنتخابي‪ ،‬وهو الخبر الذي انفردت «األخبار»‬ ‫بنشره في حينه‪ ،‬حيث قرر القضاء اإلفراج عن المستشارين‬ ‫الذين يمثلون ألوانا سياسية مختلفة بدفع كفالة مالية‬ ‫لخزينة المحكمة لضمان حضورهم في ما تبقى من فصول‬ ‫المتابعة‪ ،‬كما قضت المحكمة نفسها بمصادرة جوازات‬ ‫سفرهم ومنعهم من مغادرة التراب الوطني في انتظار‬ ‫الفصل النهائي في ملفاتهم‪.‬‬

‫إدريس العولة‬

‫�أمن طنجة ي�ستمع �إلى ‪ 3‬ن�شطاء على خلفية م�شاركتهم يف االحتجاجات‬ ‫�ضد «�أماندي�س»‬ ‫استمعت مصالح األمن بطنجة‪ ، ،‬لثالثة نشطاء يساريين‬ ‫من أصل ‪ 6‬صدرت بحقهم مذكرة اعتقال عقب احتجاجات يوم‬ ‫‪ 24‬أكتوبر ضد «أمانديس»‪ ،‬وهي االحتجاجات التي كانت قد‬ ‫عرفت أيضا اعتقال ‪ 12‬شخصا‪.‬‬ ‫وكان كل من أبو بكر الخميشي‪ ،‬النقابي المعروف وعضو‬ ‫اللجنة المحلية لحزب النهج الديمقراطي‪ ،‬ومصطفى أعراس‬ ‫ومحمد التدالوي الناشطين بمنظمة «أطاك»‪ ،‬قد مثلوا أمام‬ ‫الفرقة الوالئية للشرطة القضائية‪ ،‬بخصوص تهم تتعلق‬ ‫بالتحريض على التجمهر والتأجيج‪.‬‬ ‫وحسب نجيب السكاكي‪ ،‬رئيس فرع طنجة للجمعية‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬فإن أسئلة المحققين تمحورت‬ ‫حول حضور المح َّقق معهم في االحتجاجات ضد «أمانديس»‪،‬‬

‫وردهم حول المنسوب إليهم بخصوص التحريض عليها‪.‬‬ ‫وأورد المتحدث أن التحقيق مع النشطاء الثالثة لم يدم‬ ‫طويال‪ ،‬ففي حالة بوبكر الخمليشي‪ ،‬مثال‪ ،‬الذي كان اسمه‬ ‫على رأس الئحة المطلوبين‪ ،‬دام استنطاقه ساعة من الزمن‪،‬‬ ‫مضيفا أن كل النشطاء غادروا والية األمن مباشرة بعد توقيع‬ ‫المحاضر‪.‬‬ ‫وسجل السكاكي أن الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‬ ‫التي تتابع القضية وتدعم المتابعين‪ ،‬لم يتسن لها االطالع‬ ‫على المحاضر‪ ،‬موردا أن المنتظر هو أن ال تطلع هيئة الدفاع‬ ‫بدورها على المحاضر إال عند اقتراب جلسة المحاكمة‬ ‫وإلى جانب الخمليشي وأعراس والتدالوي ضمت‬ ‫المذكرة أسماء نشطاء آخرين‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من هالة‬

‫الشغواني وحمزة اطريقة وزكرياء الهاشمي‪ ،‬وكلهم نشطاء‬ ‫في حركة ‪ 20‬فبراير‪ ،‬والذين ينتظر أن يستنطقوا بدورهم من‬ ‫طرف الفرقة الجنائية الثالثة بوالية أمن طنجة‪.‬‬ ‫وكانت هيئة الدفاع قد اكتشفت أمر مذكرة البحث في‬ ‫الجلسة الثانية لمحاكمة االثنى عشر معتقال الذين ألقي‬ ‫عليهم القبض خالل احتجاجات ‪ 24‬أكتوبر والذين يتابعون‬ ‫في حالة سراح‪ ،‬وستجري الجلسة الثالثة يوم ‪ 15‬مارس ‪.2016‬‬ ‫وعلى الصفحات الداعية لالحتجاج ضد «أمانديس»‬ ‫يجري اإلعداد ألشكال احتجاجية تضامنية مع المتابعين الذين‬ ‫يوصفون بالمحتجين السلميين‪ ،‬للمطالبة بإصدار حكم‬ ‫ببراءتهم‬

‫حمزة المتيوي‬

‫خم�س مدن يف ال�شمال تعبئ مل�سريات حا�شدة �ضد «�أماندي�س»‬ ‫يبدو أن رقعة االحتجاجات ضد شركة «أمانديس» بدأت‬ ‫تتسع لتنتقل من طنجة إلى مدن أخرى بالشمال كالفنيدق‬ ‫وتطوان ومرتيل والمضيق والعرائش‪.‬‬ ‫انتقال عدوى االحتجاجات هي ذاتها التي حذر منها‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬عندما حل بطنجة بأمر ملكي إلى جانب وزير‬ ‫الداخلية‪ ،‬من أجل معرفة طبيعة المشاكل التي يعاني منها‬ ‫الطنجاويون مع «أمانديس» وإيجاد حلول عاجلة لها‬ ‫وإذا كانت االحتجاجات بطنجة‪ ،‬يوم السبت الماضي‪،‬‬ ‫قد عرفت تراجعا ملحوظا من حيث أعداد المشاركين‪ ،‬فإنه‬ ‫بالمقابل شهدت مدينة تطوان‪ ،‬وبالضبط في حي «كويلمة»‬ ‫الشعبي‪ ،‬مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من المتظاهرين‬ ‫الذين كانوا يطالبون برحيل «أمانديس»‪.‬‬ ‫وعاش هذا الحي استنفارا أمنيا‪ ،‬إذ طوقت المسيرة من‬ ‫جميع االتجاهات‪ ،‬بيد أن هذا األمر لم ينتج عنه أي استفزازات‬ ‫أو تدخالت من شأنها أن تتسبب في أعمال شغب وتخريب‬ ‫بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وتستمر الدعوات إلى مسيرة ثانية يوم السبت‬ ‫المقبل بمدينة «الحمامة البيضاء»‪ ،‬والتي من المترقب أن‬ ‫يشارك فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين‪ ،‬الذين يطالبون‬

‫بتطبيق اإلجراءات التي تم اإلعالن عنها في طنجة مثلها‬ ‫مدينة تطوان التي اكتوى سكانها من الفواتير المرتفعة‬ ‫للشركة‬ ‫وكان رئيس المجلس البلدي بتطوان‪ ،‬محمد إدعمر‪،‬‬ ‫قد أعلن عن إجراءات من شأنها أن تضع حدا لغالء فواتير‬ ‫«أمانديس»‪ ،‬منها عقلنة عملية االستهالك عبر إصالح‬ ‫المعطل من العدادات ومعالجة طريقة االستهالك‪ ،‬والبت‬ ‫في تدليل مسطرة إضافة عداد بتفعيل عمل الوحدة المتنقلة‬ ‫لتفادي استغالل عداد واحد من طرف األسرة الواحدة الممتدة‬ ‫بمساعدة الشركة والجماعة‪ ،‬ثم إطالق عملية تنفيذ التزام‬ ‫الشركة بوضع ملصق في العداد‪ ،‬وهو بمثابة إعالم مرور‬ ‫القارئ لكي يتتبع المستهلك نسبة استهالكه الشخصي‪ ،‬مع‬ ‫حذف عملية التقديرات في عملية قراءة العداد‬ ‫كما تم االتفاق على مطالب بعض ممثلي الساكنة‪ ،‬منها‬ ‫تصحيح بعض الفواتير المدفوعة أجرها إذا كانت العدادات‬ ‫مشتركة‪ ،‬مراعاة لوضعية ساكنة الحي الهشة‪ ،‬وإيجاد توافق‬ ‫حول مسألة تسديد فواتير األشهر األخيرة‪ .‬مدينة الفنيدق هي‬ ‫األخرى تعد العدة لمسيرة ثانية حاشدة يوم السبت المقبل‪،‬‬ ‫بعد نجاح مسيرتها األولى السبت الماضي‪ ،‬إذ جابت الشوارع‬ ‫الرئيسية للمدينة ورفعت خاللها شعارات ضد «أمانديس»‬ ‫بسب غالء فواتير الماء والكهرباء‪.‬‬

‫وسجلت مدينة الفنيدق مشاركة نحو ‪ 6‬آالف متظاهر‪،‬‬ ‫بحسب تقديرات جمعيات حقوقية ومدنية‪ ،‬وامتدت ألكثر من‬ ‫كيلومتر ونصف‪ ،‬وجابت شوارع المدينة الرئيسية بانتظام‪،‬‬ ‫رافعة شعارات تطالب برحيل الشركة الفرنسية‬ ‫وتجاوب السكان مع المحتجين‪ ،‬حيث جرى إطفاء أنوار‬ ‫المنازل من السابعة مساء إلى حدود التاسعة‪ .‬ومن األمور‬ ‫الالفتة التي سجلتها مسيرة الفنيدق االحتجاجية‪ ،‬تفاعل قاعات‬ ‫األفراح بإطفاء األنوار واستقبال المحتجين بالزغاريد‬ ‫وبالمضيق‪ ،‬خرجت مسيرة أخرى في اتجاه الكورنيش‪،‬‬ ‫مطالبة بمعالجة ملف الغالء الخاص بفواتير الماء والكهرباء‪،‬‬ ‫فيما انخرطت مدينة مرتيل المجاورة في حملة إطفاء األنوار‬ ‫والتي استجاب لها السكان بشكل كبير‪.‬‬ ‫مدينة المضيق وإلى جانبها كل من مرتيل والفنيدق‬ ‫يستعدون لجولة ثانية من هذه االحتجاجات التي قد تكون‬ ‫وفق المراقبين األضخم في تاريخ هذه المدن‪.‬‬ ‫العرائش أيضا انضمت إلى المدن التي ستشهد‬ ‫مسيرات احتجاجية يوم السبت المقبل‪ ،‬باإلضافة إلى حملة‬ ‫إطفاء أنوار المنازل‪ ،‬وكانت المدينة أيضا قد أعلنت سابقا‬ ‫تضامنها مع سكان طنجة‪ ،‬وقد خرجوا األسبوع األخير بالمئات‬ ‫يستنكرون غالء فواتير الشركة الفرنسية‪.‬‬

‫عمر بن شعيب‬


‫العدد ‪811‬‬

‫إقتصاد‬

‫اإلفالس يالحق آالف المقاوالت‬ ‫كشفت دراسة جديدة صادرة عن مؤسسة «ايولي هرم» أن معدل إفالس المقاوالت المغربية خالل السنة الجارية سجل ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 15‬في المائة‪ ،‬وهي نسبة مشابهة للنسبة التي سجلت خالل السنة الماضية‪ ،‬إذ بلغ عدد المقاوالت المسجلة في خانة االفالس ‪5044‬‬ ‫مقاولة من بين الصغرى والصغيرة جدا‪.‬‬ ‫وتوقع التقرير‪ ،‬الذي رصد نسب إفالس الشركات في العالم‪ ،‬أن يتم تسجيل استقرار في معدل إفالس المقاوالت في المغرب خالل سنة‬ ‫‪ 2016‬القادمة‪.،‬‬ ‫وتعاني المقاوالت الصغرى والصغيرة جدا من عدة مشاكل منها انخفاض وتراجع حجم مشاريع االستثمارات‪ ،‬التي تطرحها القطاعات‬ ‫الحكومية والمؤسسات العمومية‪ ،‬والجماعات المحلية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الحكومة المغربية تعتزم دعم المقاوالت في مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2016‬عبر تسريع تنزيل المخطط الصناعي‪ ،‬ودعم‬ ‫المقاوالت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتسريع آجال األداءات‪ ،‬عالوة على إرساء نظام األفضلية الوطنية للمقاوالت المغربية‪ ،‬وتفعيل حصة ‪ 20‬في‬ ‫المائة من الصفقات العمومية للمقاوالت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬كما تعتزم مراجعة الضريبة على أرباح الشركات فيما يتعلق بالشركات‪ ،‬التي‬ ‫ال تتجاوز أرباحها مليون درهم‪.‬‬

‫الحكومة تلغي رسوم استيراد المنتجات النفطية من مشروع‬ ‫القانون المالي‬ ‫أقدم وزير المالية واالقتصاد‪ ،‬محمد بوسعيد‪ ،‬خالل التصويت‪ ،‬بمجلس النواب‪ ،‬على التعديالت المقدمة على الجزء األول من مشروع‬ ‫قانون المالية‪ ،‬على سحب الفقرة الثانية من المادة الخامسة‪ ،‬التي تفرض رسوما على استيراد المنتجات النفطية‪ ،‬كانت الحكومات السابقة‬ ‫قد حذفتها بعد الحريق الضخم بمخازن شركة السامير سنة ‪ ،2002‬حيث شرح الوزير أن الحكومة لم تضف ضريبة جديدة على استيراد‬ ‫المحروقات‪ ،‬وإنما أرادت إرجاع الرسم المفروض قبل ‪ ،2002‬والذي انتفت األسباب الكامنة وراء حذفه‪ ،‬معتبرا أن ‪ 90‬في المائة من الواردات‬ ‫النفطية اآلتية من أمريكا وأوروبا والدول التي وقعت مع المغرب اتفاقيات للتبادل الحر‪ ،‬هي كلها معفية من الرسوم الجمركية بحكم‬ ‫االتفاقيات‪ ،‬وبالتالي ارتأت الحكومة‪ ،‬من خالل المادة الخامسة في مشروع القانون المالي‪ ،‬إرجاع هذا الرسم على الـ ‪ 10‬في المائة من الدول‬ ‫المتبقية‪ ،‬والتي ال تربطها مع المغرب اتفاقيات‪ ،‬على أن نواب األغلبية والمعارضة‪ ،‬أجمعوا على أن من شأن ذلك اإلضرار بالمستهلك الذي‬ ‫سيواجه بزيادات جديدة‪.‬‬

‫الوفا يشيد بنتائج سياسة الحكومة بشأن صندوق المقاصة‬ ‫أكد محمد الوفا‪ ،‬الوزير المنتدب الملكف بالشؤون العامة والحكامة أن الحكومة قامت بمجهود جباربهدف تخفيض نفقات صندوق‬ ‫المقاصة هذا التخفيض الذي وصل إلى أكثر من ‪ 70‬في المائة في ظرف ‪ 4‬سنوات‪ ،‬حيث تراجع المبلغ المخصص لدعم المحروقات والسكر‬ ‫وغاز البوطان والدقيق الوطني‪ ،‬من ‪ 52‬مليار درهم في ‪ ،2011‬إلى حوالي ‪ 15‬مليار درهم بمتم ‪ ،2015‬وهو ما يعني أن تقليص نفقات‬ ‫صندوق المقاصة يقدر بـ ‪ 41‬مليار درهم في ظرف أربع سنوات‪.‬‬ ‫وذكر بأن المبالغ المدخرة تكفي إلنجاز مشاريع اقتصادية واجتماعية ضخمة كالطريق السريع تزنيت الداخلة‪ ،‬والمركز االستشفائي‬ ‫الجامعي بالعيون‪ ،‬إذ أن هدين المشروعين اللذين يدخالن في نطاق النموذج التنموي الجديد ألقاليم الصحراء‪ ،‬لن يتطلبا أكثر من ‪ 11‬مليار‬ ‫درهم في حين أن المغاربة استهلكوا أضعاف هذا المبلغ من خالل دعم صندوق المقاصة‪.‬‬

‫عندما تزوَر «عالماتُ المغرب» لترويج منتوجاته الفالحية‬ ‫في السوق الروسية‬ ‫كشفت السلطات الفيدرالية الروسيةأنها قامت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بإتالف ‪ 19‬طنا من التفاح كان يحمل عالمة «المغرب» بعد أن تبين لها لجوء‬ ‫بعض منتجي ومصدري الفواكه األوربيين إلى تزوير عالمة «صنع في المغرب»‪ ،‬من أجل تسهيل دخول منتجاتهم إلى أسواق روسيا‪ ،‬في‬ ‫محاولة لتجاوز الحظر الذي فرضه الرئيس الروسي فالديمير بوتين على منتجات البلدان األوربية التي تفرض عقوبات على روسيا‪.‬‬ ‫وجاءت عملية اإلتالف بعد قيام السلطات الروسية بإجراء تحقيق توصلت من خالله إلى حجز ‪ 19‬طنا من التفاح الذي كان يحمل عالمة‬ ‫المغرب‪ ،‬حيث راسلت السلطات المغربية من أجل التحري واالستعالم عن مدى مصداقية العالمة التجارية المغربية ‪،‬لتتأكد من وجود عملية‬ ‫تزوير في شحنة التفاح المنسوب للمغرب بعد أن نفت السلطات المغربية أن تكون قد بعثت بأي شحنة تفاح إلى السوق الروسية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن بعض منتجي ومصدري دول من االتحاد األوربي‪ ،‬صاروا يلجؤون إلى خدعة «صنع في المغرب»‪ ،‬من أجل العبور إلى السوق‬ ‫الروسية وتجاوز الحظر االقتصادي الذي فرضته روسيا‪.‬‬ ‫وقد سبق لروسيا أن أتلفت‪ ،‬قبل أقل من شهرين‪ 40 ،‬طنا من الفواكه التي تحمل عالمة «صنع بالمغرب»‪ ،‬بعد كشفها تحايال من طرف‬ ‫منتجين أوربيين حاولوا إدخال منتجاتهم إلى السوق الروسية عبر استعمال العالمة المغربية‪ ،‬تجنبا للحظر الذي فرضته روسيا على منتجات‬ ‫الدول األوربية‪.‬‬ ‫وكانت روسيا قد أصدرت قرارا يحظر استيراد المنتجات الزراعية والمواد األولية واألغذية من الدول التي فرضت عقوبات على روسيا‬ ‫بسبب األزمة األوكرانية‪ ،‬وقامت بتعويض الدول األوربية بدول المغرب ومصر من أجل استيراد بعض حاجياتها الغذائية‪.‬‬

‫أحدث ‪ 41‬ألف منصب حسب مندوبية التخطيط‬ ‫أفادت المندوبية السامية للتخطيط ‪ ،‬في مذكرة إخبارية حول سوق الشغل‪ ،‬أن االقتصاد المغربي نجح في إحداث ‪ 41‬ألف منصب شغل‪،‬‬ ‫ما بين الفصل الثالث من سنة ‪ 2015‬والفصل نفسه من سنة ‪ ،2014‬تتوزع هذه المناصب على قطاع الخدمات والبناء واألشغال العمومية‬ ‫والصناعة بما فيها الصناعة التقليدية‪ ،‬دون أن تصل إلى ‪ 107‬أالف منصب شغل المطلوبة على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أفادت المذكرة االخبارية أن الحجم اإلجمالي للتشغيل انتقل‪ ،‬ما بين الفترتين المعنيتين ‪ ،‬من ‪ 10‬ماليين و‪ 745‬ألف‬ ‫إلى ‪ 10‬ماليين و‪ 786‬ألف شخص‪ ،‬كما أن معدل الشغل سجل تراجعا بـ ‪ 0,5‬نقطة على المستوى الوطني‪ ،‬منتقال من ‪ 43,6‬في المائة إلى‬ ‫‪ 43,1‬في المائة‪ ،‬وبـ ‪ 0,5‬نقطة بالوسط الحضري و‪ 0,2‬نقطة بالوسط القروي‪ ،‬منتقال على التوالي من‪ 35,8‬في المائة إلى ‪ 35,3‬في المائة‪،‬‬ ‫ومن‪ 55,7‬في المائة إلى ‪ 55,5‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار أحدث قطاع «الخدمات» ‪ 27‬ألف منصب شغل على المستوى الوطني‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة ب ‪ 0,6‬في المائة من حجم‬ ‫التشغيل بالقطاع‪ ،‬تندرج حوالي ‪ 22‬ألف منها بفرع «النقل‪ ،‬التخزين واالتصال» في حين شهد قطاع البناء واألشغال العمومية انتعاشا‬ ‫ابتداء من سنة ‪ 2014‬حيث أحدث ‪ 45‬ألف منصب‪ ،‬متبوعة بإحداث ‪ 25‬ألف منصب خالل هذه السنة وهو ما يمثل ‪ +2,6‬في المائة من حجم‬ ‫التشغيل بالقطاع‪.‬‬ ‫وعرف قطاع «الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» إحداث ‪ 16‬ألف منصب شغل‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة ب ‪ 1,3‬في المائة من حجم التشغيل‬ ‫بالقطاع‪ ،‬مقابل إحداث ‪ 34‬ألف منصب السنة الماضية‪ .‬ويرجع هذا اإلنتعاش إلى «الصناعات الغذائية والمشروبات» الذي ارتفع حجم التشغيل‬ ‫به ب ‪ 13‬ألف منصب‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬سجل قطاع «الفالحة والغابة والصيد» ما بين الفصل الثالث لسنة ‪ 2014‬ونفس الفترة من سنة ‪ ،2015‬إحداث ‪ 27‬ألف‬ ‫منصب وهو ما يمثل تراجعا طفيفا ب ‪ 0,6‬في المائة من حجم التشغيل به‪.‬‬ ‫وكشفت المندوبية أن من خالل تحليل المعطيات المتعلقة بالفصل الثالث لسنة ‪ 2015‬خلصت إلى أن ‪ 61,5‬في المائة من النشيطين‬ ‫المشتغلين هم بدون شهادة‪ 27,3 ،‬في المائة لديهم شهادة ذات مستوى متوسط و‪ 11,2‬في المائة لديهم شهادة ذات مستوى عال‪.‬‬ ‫وحسب قطاع النشاط‪ ،‬فإن نسبة النشيطين المشتغلين الذين ال يتوفرون على أية شهادة انتقلت من ‪ 42,1‬في المائة بقطاع الخدمات‪،‬‬ ‫إلى ‪ 52,3‬في المائة بقطاع الصناعة‪ ،‬وإلى ‪ 63,7‬في المائة بقطاع «البناء واألشغال العمومية» لتصل إلى ‪ 84,1‬في المائة بقطاع «الفالحة‬ ‫الغابة والصيد»‪.‬‬ ‫وأضافت أن ‪ 27,2‬في المائة من النساء ساهمت في الشغل على المستوى الوطني‪ 19,9 ،‬في المائة بالوسط الحضري و‪ 34,4‬بالوسط‬ ‫القروي في المائة‪ .‬كما أبرزت نتائج تحليل المعطيات أن حوالي مستأجرين من بين ثالثة (‪ 62,6‬في المائة) ال يستفيدون من عقدة عمل‪.‬‬ ‫وتصل هذه النسبة إلى ‪ 90,5‬في المائة بقطاع «البناء واألشغال العمومية»؛ ويمثل الشغل غير المؤدى عنه ‪ 21,2‬في المائة من الحجم‬ ‫اإلجمالي للشغل على المستوى الوطني و‪ 39,1‬في المائة بالوسط القروي‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫إعدادية شبح بوزان تفتح أبوابها‬ ‫في وجه التالميذ ! ‪ ‬‬

‫وزان ـ مراسلة خاصة‪ ‬‬ ‫لماذا تعشق دائرة صناعة القرار الضيقة‬ ‫جدا بنيابة وزارة التربية الوطنية بوزان فتح‪ ‬أبواب‬ ‫مؤسسات تعليمية في وجه التالميذ‪ ،‬بينما‬ ‫ورش بنائها ال زال معطال ؟ ‪ ‬أين هي المصلحة‬ ‫الفضلى للتلميذ والتلميذة عندما يلقى بهم في‬ ‫مؤسسات تعليمية جديدة ال تتوفر على الحد‬ ‫األدنى من شروط‪ ‬ضمان نجاح العملية التربوية‬ ‫؟ هل تتغلب أو ستتغلب إدارة نيابة التعليم‬ ‫على التعقيدات اإلدارية في عالقتها بالمقاولة‬ ‫المشرفة على الورش عند إجراء عملية التسليم‬ ‫المؤقت و النهائي ؟‬ ‫هذه القطرات من السيل الجارف من‬ ‫األسئلة المحيطة بهذا الموضوع‪ ،‬طرحها‬ ‫متتبعون و متتبعات للشأن التعليمي بوزان‪- ،‬‬ ‫الذي توسعت هذه السنة دائرة بقعه السوداء ‪،-‬‬ ‫بعد أن تناقلت شبكات التواصل االجتماعي صورا‬ ‫صادمة عن الحالة الكارثية التي تمر فيها العملية‬ ‫التعليمية التعلمية “بثانوية ونانة اإلعدادية”‪،‬‬ ‫التي طالما ترافعت الفعاليات السياسية والمدنية‬ ‫والمنتخبة من أجل أن تتم عملية ميالدها تحت‬ ‫الزغاريد‪ .‬لكن هبت رياح نيابة التعليم بوزان ضد‬

‫اتجاه سفينة الساكنة‪ ،‬فتحول حفل العقيقة إلى‬ ‫مأثم ‪.‬‬ ‫“الثانوية اإلعدادية” المشار إليها‪ ،‬وكما‬ ‫كشف ‪ ‬للجريدة ‪ ‬أكثر من مصدر‪ ،‬فقد انطلقت‬ ‫بها‪ ‬الدراسة ‪ ‬بحجرات من دون أبواب‪ ،‬وال‬ ‫نوافذ‪ ،‬وبدون مرافق صحية‪ ،‬وبدون ساحة‬ ‫مؤهلة بالمواصفات المطلوبة تسمح للتالميذ‬ ‫بأخذ نفس في فضائها بعد ساعات من تلقي‬ ‫جرعاتهم من التربية والتعليم ‪ . ‬أما المالعب‬ ‫الرياضية وربط المؤسسة التعليمية بشبكة‬ ‫الماء والكهرباء تضيف مصادرنا الموثوقة‪ ،‬يعتبر‬ ‫مجرد الحديث عنها في الوقت الراهن وباألحرى‬ ‫توفيرها‪ ،‬ضربا من الخيال ‪.‬‬ ‫‪ ‬الشغيلة التعليمية “بالمؤسسة الشبح”‬ ‫مستاءة من أداء رسالتها التربوية والتعليمية‬ ‫في هذه الشروط المهينة للكرامة‪ .‬وضعية‬ ‫ضاعفت من معاناة اشتغالها في هذه الجماعة‬ ‫التي تنعدم فيها الحياة‪ .‬فال السكن متوفر‪،‬‬ ‫وال الطريق معبدة نحو مركز عين دريج حيث‬ ‫يقطنون اضطراريا‪ ،‬وال‪ ،‬وال ‪.......‬‬ ‫يذكر بأن “ الثانوية اإلعدادية ‪ “ ‬تعاني‬ ‫خصاصا في األطر التربوية مما يحرم التالميذ‬ ‫من حقهم الكامل في الغالف التربوي‪ ،‬مما يجعل‬ ‫كل حديث عن اإلنصاف وتكافئ الفرص مجرد‬ ‫هراء‪.‬‬

‫«كل نفس ذائقة‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 80‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫عبد ال�سالم ال�ساملون يف ذمة اهلل‬

‫عن عمر ينــــاهـــز ‪ 80‬سنــــة‪ ،‬لبى نــــــداء‬ ‫ربـــه المشــمـــول بعــــفــــو اهلل المرحـــــوم‬ ‫عبد الســـــالم السالمــــون‪ ،‬والد صديقـــنــــا‬ ‫رشيـــد السالمون‪ ،‬الكاتب الــعـام لنقابــة شركــة‬ ‫أمانديس‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 12‬نونبر ‪،2015‬‬ ‫وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحباب والمعارف وعدد كبير من‬ ‫الشخصيات النقابية والحقوقية والمنتخبة‪.‬‬ ‫ودفن بمقبرة سيدي اعمار بالجبل الكبير‪ ،‬بعد‬ ‫صالة الظهر بمسجد اإلمارتي بحي البرانص‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم‪ ،‬بأحر التعازي‬ ‫إلى أبناء الفقيد‪ ،‬محمد ورشيد ولطيفة وفتحية‬ ‫وكريمة وكذا إلى جميع أفراد أسرته وعائلته‪،‬‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل‬ ‫بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫شكر على تعزية‬ ‫على إثر وفاة المرحوم‬

‫عبد العليم العمري‬ ‫الذي وافتــه المنية‪ ،‬صبيحة االثنين ‪19‬‬ ‫محرم الموافق ‪ 2‬نونبر ‪ ،2015‬تتقــدم أرملتـــه‬ ‫السيدة رحمة القرطبي‪ ،‬وأبناؤهما سـراج الدين‬ ‫وسيـــف الدين وسوسان وسهيل وظافـــر بأحر‬ ‫تشكراتهم إلى كل من واساهم في مصابهم‬ ‫الجلل‪ ،‬سـواء عن طريـق الحضور أو االتصال‪،‬‬ ‫راجين منه تعالى أن اليريهم مكروها في عزيز‬ ‫لديهم‪ ،‬وأن يرزقهــم بموفـور الصحــة ويبارك‬ ‫في عمرهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫‪8‬‬

‫قصبة سلوان بالناظور‬

‫تاريخ مجيد يتعرض لإلهمال واالندثار‬ ‫إن الزائر لقصبة سلــوان األثرية التي تبعــد عن مدينـــة‬ ‫الناظور ب ‪ 9‬كلم سيغمره االسى بدون شك بسبب التهميش‬ ‫الذي يعانيه تاريخنا وأعالمه من مجاهدينا المغاور ‪ ،‬بفعل ما‬ ‫طال هذه المعلمة التاريخية من خراب وإهمال مما جعلها قاب‬ ‫قوسين من االندثار ‪.‬‬ ‫تعتبر قصبة سلوان من أهم المعالم التاريخية واألثرية التي‬ ‫يزخر بها إقليم الناظور على غرار قصبة جنادة بفرخانة وقصبة‬ ‫زايو وكذا برج تازوظا المصنف أخيرا ضمن المآثر التاريخية‬ ‫للمملكة ‪ ،‬وتم تشييد القصبة من طـرف السلطــان العلوي‬ ‫موالي إسماعيل «بغرض التحكم في قبائل بني يزناسن سنة‬ ‫‪ 1676‬م» وفق ما أورده الزياني والذي تمكن من تحديد تاريخ‬ ‫تشييدها بدقة بناء على مصادره العلمية ‪.‬‬ ‫وعرفت القصبة بعد ذلك عدة عمليات ترميم سنة ‪ 1771‬في‬ ‫عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان وسنة ‪ 1859‬م‬ ‫تم ترميمها من جديد وهذه الفترة تزامنت مع إرسال كارلوس‬ ‫الثالث لفيالق الحماية اإلسبانية من مليلية إلى طنجة ‪.‬‬ ‫وفي عهد موالي الحسن األول تم وضع حماية من الجند‬ ‫عددهم ‪ 500‬رجل وارتفع بعد ذلك إلى ‪ 1500‬رجل في عهد‬ ‫موالي عبد العزيز خالل فترة شق عصا الطاعة من طرف‬ ‫«بوحمارة» سنة ‪ ،1905‬واستقر بوحمارة في هذه القصبة ولم‬ ‫يغادرها إال بعد إحراقها سنة ‪ 1908‬م من طرف قبائل قلعية‬ ‫الثائرة عليه بسبب القمع الذي كان يمارسه ضدهم قبل أن‬ ‫يهرب إلى مليلية ‪.‬‬ ‫وتورد الروايات الشفهية التي تواترت بعد الحادث أن لهيب‬ ‫عنف بوحمارة مع شتى القبائل المحيطة بقصبة سلوان وإقدامه‬ ‫على االستيالء على مخازنهم ومصادرتها وجرائم القتل التي‬ ‫نفذها ضد معارضيه ‪ ،‬تسبب في هيجان كبير لتك القبائل ضد‬ ‫بوحمارة ليتم إلقاء القبض عليه رفقة ‪ 400‬من جنوده وصل‬ ‫‪ 140‬منهم أحياء إلى فاس بينما تمت تصفية الباقي ليتم‬ ‫بتاريخ ‪ 2‬شتنبر ‪ 1909‬تصفية الجميع وسلم جثت بعضهم إلى‬ ‫الحيوانات المتوحشة وفق الروايات التاريخية في الموضوع‪.‬‬ ‫وهذا الفصل المختصر من تاريخ قصبة سلوان يؤكد بما ال‬ ‫يدع مجاال للشك األهمية التاريخية الكبيرة لهذه المعلمة التي‬ ‫باتت في وقتنا الراهن عرضة لالندثار ‪ ،‬وال يسعنا في هذا المقام‬ ‫كمهتمين بتاريخ المنطقة وكمواطنين أيضا إال المطالبة من‬ ‫الجهات المختصة باتخاذ التدابير الالزمة لترميم هذه المعلمة‬ ‫التاريخية التي تحكي فصوال مديدة من تاريخ المنطقة وتاريخ‬ ‫المغرب الحديث‪ ،‬بعدما شهدت أحداثا مختلفة لكي تبقى في‬ ‫ذاكرة األجيال الصاعدة ‪.‬‬ ‫كما نتمنى أن تبادر وزارة الثقافة إلى صيانة هذه القصبة‬ ‫التي تختزن جانبا من الذاكرة التاريخية للمنطقة ونأمل أيضا‬ ‫أن يعتني المجلس البلدي لسلوان بهذه القصبة ولو بالسهر‬ ‫على نظافتها وحماية البيئة المحيطة بها‪ ،‬خاصة أنها تحولت‬ ‫إلى مطرح للنفايات من مختلف األنواع واألشكال‪ ،‬وفي هذا شر‬ ‫مهانة لتاريخنا المشرف ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن السكان المجاورين لهذه القصبة‬ ‫يمنعون المواطنين من زيارة هذه المعلمة‪ ،‬بحيث قام أحدهم‬ ‫بمنعنا‪ ،‬بطريقة فجة‪ ،‬من التصوير أثناء زيارتنا لها‪ ،‬وهكذا‬ ‫تتتضافر مختلف العوامل لطمس هوية هذه المعلمة التاريخية‬ ‫في ظل الصمت المطبق الذي الذت به السلطات المعنية سواء‬ ‫المحلية أو على المستوى المركزي‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫____________‬

‫إضافة الجريدة‪:‬‬

‫نعلم أن العديد من مآثرنا التاريخية عبر تراب المملكة يتعرض‬ ‫لإلهمال والضياع وأن وزارة الثقافة وخاصة مصلحة حماية اآلثار‪ ،‬ال‬ ‫تعمل على صيانة الذاكرة الوطنية إال بما يناسب توجهها الخاص‪،‬‬ ‫ولكن نظام الجهوية الحديث لن يعفيها مستقبال من مسؤوليــة‬ ‫حكاية مآثر جهة طنجة‪ ،‬تطوان الحسيمة‪ ،‬بتعاون مع جهة الناظور‪،‬‬ ‫خاصة وأن رئيس الجهة ينحدر من منطقة الريف المجيد‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫‪9‬‬

‫«ذاكرة الشمال المسرحية»‪ ..‬الحضور في زمن الغياب *‬

‫• رضوان احدادو‬

‫يستأنف الكاتب المسرحي األستاذ رضوان احدادو‪ ،‬انطالقا من هذا العدد من جريدة «الشمال ‪ ،»2000‬سلسلة الحلقات التي دأب على نشرها‬ ‫منذ البدايات األولى النطالق هذه الجريدة بعنوان «من ذاكرة الشمال المسرحية»؛ وهي سلسلة أسهمت – بال ريب ‪ -‬في إغناء حقل البحث‬ ‫المسرحي في بالدنا‪ ،‬بعد أن غدت مصدرا لكثير من الطلبة والباحثين الذين يعودون إليها من أجل االعتماد عليها في األبحاث والرسائل‬ ‫واألطاريح الجامعية العلمية التي ينجزونها‪.‬‬ ‫(الشمال ‪)2000‬‬

‫تجاوزا‪ ،‬يمكن أن نقول إنها لم تكن إال‬ ‫تجربة في مسار كاتبها‪ .‬هكذا في البداية‪ ،‬تماما‬

‫كتجارب أخرى سابقة تأرجحت بين القبول والرفض‪،‬‬ ‫بين النجاح وعدمه‪ ،‬صادف انطالقها وتزامن مع‬ ‫لحظات كانت هي للعشق واالنتشاء‪.‬‬ ‫الرحلة‪ ،‬في جوهرها‪ ،‬لها طعم آخر ومقاصد‬ ‫أخرى؛ فهي ال تشبه الرحالت‪ ،‬وأيضا ال تشبهها‬ ‫الرحالت‪ ..‬فـأنت لن تجد فيها شيئا مما اعتاد الناس‬ ‫أن يجدوه في الرحالت من متع محسوسة كانت أو‬ ‫غير محسوسة‪ ،‬وما اعتاد الناس قطفه والتلذذ به‬ ‫من ثمار وأطايب الرحالت؛ فهي بال دليل يرشدها‬ ‫ويأخذ بيدها‪ ،‬وال إشارات أو عالمات على الطريق‪..‬‬ ‫رحلة في المتاهة‪ ،‬فال خارطة طريق تسعفك‪ ،‬وال‬ ‫بوصلة تهديك‪ ،‬وال ح ّلقت في عليائها طيور البراري‬ ‫مبشرة بمطالع الطين‪...‬‬ ‫وكيف يكون لها كل هذا‪ ،‬أو بعض من هذا وهي‬ ‫بال مرفأ وال خط وصول؟ هل تذوقتم‪ ،‬يوما‪ ،‬وتلذذتم بشيء‬ ‫اسمه العناء الجميل؟ قليلون هم الذين يستشعرون اللذة في‬ ‫التعب ويجدون الراحة في التعب‪ ،‬إنهم الواصلون حقا إلى‬ ‫مراتب االستشعار والتماهي‪..‬‬ ‫غير أنني‪ ،‬اآلن وبعد كل الذي كان وقد وجدتني أنتقل من‬ ‫مرحلة اللعب إلى مرحلة الجد (والحب أوله لعب وآخره جد)‪،‬‬ ‫أقف على مشارف سبعمائة حلقة من هاته الرحلة الموسومة‬ ‫بـ «من ذاكرة الشمال المسرحية» مطوقا ومالحقا – ألول‬ ‫مرة‪ -‬بأسئلة مرهقة ربما بسبب الغياب ‪ /‬التوقف‪:‬‬ ‫ترى هل كانت االنطالقة خاطئة؟‬ ‫استفهام كثيرا ما أقلقني‪ ،‬ربما لكوني لم أكن ‪ -‬يوما‪-‬‬ ‫باحثا وال مؤرخا أو موثقا‪ ،‬وما تصورت أن أكونه يوما؛ فلقد‬ ‫أخلصت – منذ زمن الحبو‪ -‬لإلبداع‪ ،‬قراءة وتتبعا وكتابة‪،‬‬ ‫للقصة والمسرح‪ ،‬وعنهما لم أجد بديال‪ ..‬ولكن ما الذي‬ ‫تغيّر؟‬ ‫ال أكذبكم‪ ،‬كان خيارا أجبرت عليه‪ ..‬وما أجبرني إال الهوى‬ ‫الذي يطوّح بي‪ ،‬والعشق الذي يسكنني ويرهقني‪ ..‬وما‬ ‫أجبرني‪ ،‬أيضا‪ ،‬إال إحساس دفين بالغبن الذي لحق تاريخنا‬

‫المسرحي تغريبا وتناسيا‪ ..‬وأيضا تبخيسا لنضاله وعطاءاته‪،‬‬ ‫ونفيا بل واستئصاال لوجوده‪...‬‬ ‫وصادف هذا اإلحساس توفري على كمّ من الوثائق عن‬ ‫هذا المسرح هي‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬شهادات إثبات على أحقية‬ ‫وأسبقية وجودنا المسرحي‪ ..‬شمس ال تحجبها الغرابيل‬ ‫نشرت القالع‪،‬‬ ‫بسم اهلل مجراها ومرساها‪،‬‬ ‫وانطلقت في موعد مضروب مع الميالد البهيّ لجريدة‬ ‫«الشمال ‪،»2000‬‬ ‫وأبحرنا معا في مركب صغير معبأ بالتهاليل وزغاريد‬ ‫األمل‪ ،‬عنيد‪ ،‬عصي‪ ،‬ال يعبأ بالرياح‪ ،‬يعاند الموج ويقاوم‬ ‫التيار‪ ،‬هو للعشق واإلرادة‪..‬‬ ‫وتوالت الحلقات‪ ،‬كشفا واكتشافا للغائب والمغيب‪..‬‬ ‫ال يهم إذا كان ذلك لم يرق بعض المتتبعين‪ ،‬خصوصا‬ ‫وقد صعب عليه اآلن تصحيح أخطائه المتوارثة التي أصبحت‬ ‫بحكم ذلك «الحقيقة المطلقة»؛ فأبرزت سلسلة «من ذاكرة‬ ‫الشمال المسرحية» التي قطعت بها لسان كل خطيب مدّع‪..‬‬ ‫اللحظة تزهو «الذاكرة»‪ ،‬تنتشي‪ ،‬ينتابها شيء من‬

‫االعتزاز وقد قدّر لها أن تعيش كل هذا العمر وترى‬ ‫عودة الوعي‪..‬‬ ‫أعود‪..‬‬ ‫صباح الخير لك أيتهــا الشماليــــة الناعمة‪،‬‬ ‫الباذخة العنيدة‪ ،‬أيتها العصية عن التجاوز والهجر‪،‬‬ ‫مشدودون إليك بخيوط العشق وأزاهير الوجد‪..‬‬ ‫بيتنا وخيمتنا‪..‬‬ ‫صباح الخير لك وأنت تسألنني عن الرحيل‬ ‫والترحال‪ ،‬عن الهجر والتهجير‪ ،‬ومعاني كل عبارات‬ ‫الفراق والجفاء‪...‬‬ ‫وأسألك أيتها اللعوب‪ :‬ترى من يرحل عن من؟‬ ‫من الراحل فينا ومن المقيم؟‬ ‫ولكم فينا وبيننا من مقيم راحل وراحل هو‬ ‫المقيم؛ فليس كل من ودّعنا وودّعناه سافر‬ ‫وارتحل‪ ،‬وال كل من يجالسنا ويحادثنا مقيم‪..‬‬ ‫هكذا أفهم األشياء وأقوّمها‪ ..‬هكذا أحبّ األشياء؛ فعندي‬ ‫أن كل الذين صنعوا التاريخ لم يذهبوا أبدا‪ ،‬ولن يرحلوا أبدا‪،‬‬ ‫أحياء بيننا بمخلفاتهم‪ ..‬حاضرون بقوة في مجالسنا‪ ،‬في ح ّلنا‬ ‫وترحالنا‪ ،‬وغائبون عنا وعن مجالسنا من نجالسهم‪...‬‬ ‫من هنا‪ ،‬أقول لك أيتها العزيزة‪ :‬إن «من ذاكرة الشمال‬ ‫المسرحية» لم تسافر أو ترحل‪ ،‬مهما اسودت السحب وتالقت‬ ‫العواصف والرياح‪ ..‬وكيف لها ذلك وهي المتجذرة في التربة‬ ‫والحاضرة في الغياب؛ فعلى الرغم من كل شيء‪ ،‬فما زال‬ ‫الناس – وليس كل الناس‪ -‬على موعد معها صباح كل ثالثاء‪،‬‬ ‫يقرؤونها في الصفحات غير المكتوبة‪ ،‬غير المحبرة‪..‬‬ ‫رحم اهلل أبا الطيب المتنبي وهو يقول‪:‬‬

‫إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا‬ ‫أال تفــارقهــم فالراحلـون هم‬

‫* يطيب لي‪ ،‬بمناسبة استئناف نشر سلسلة «من ذاكرة‬ ‫الشمال المسرحية»‪ ،‬أن أوجه تحية خالصة إلى الصديق‬ ‫العزيز األستاذ الدكتــور عبد اللطيف شهبـــون‪ ،‬عضو هيئة‬ ‫تحرير «الشمال ‪.»2000‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫بين‬

‫زمن‬

‫ين (‬

‫ورقة عن اليوم العالمي للكاتب اإلفريقي‬

‫عودة خراف إفريقيا الضالة‬ ‫‪-‬‬

‫“اليوم العالمي للكاتب اإلفريقي”‪ ،‬شعار ـ رغم ما‬ ‫يثيره في النفس من تزاحم لألفكار‪ ،‬وتداخل للمفاهيم‬ ‫ـ أصبحت له اليوم رجة ال يمكن تجاهل حركيتها‬ ‫المثارة سياسيا‪ .‬حيث هذه االخيرة هي وحدها‪ ،‬تعرف‬ ‫متى تعيد الخراف الضالة‪ ،‬إلى حظائرها المنتقاة‪.‬‬ ‫تجاهل المؤرخون حضور إفريقيا في تاريــخ‬ ‫الوجود البشري‪ .‬نسبوا وجود اإلنسان األول إلى ما‬ ‫شاء اجتهادهم‪ ،‬وتقاعسوا عن إفريقيا‪ ،‬إلى أن شاءت‬ ‫إرادة االستعمار األوروب��ي أن يشد الرحال إليها‪،‬‬ ‫ويدخلها التاريخ من بابه الضيق‪.‬‬ ‫صحيح أن البعثات االستكشافية األوروبية‪،‬‬ ‫لم تقو على الفكاك من أسر سحر حضارات شمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬خصوصا حضارة مصر الفرعونية‪ ،‬لكن هذا لن‬ ‫يغفر لها تغاضيها عن باقي المراكز الحضرية والمدن‬ ‫واألسواق‪ ،‬وسائر التجمعات البشرية‪ ،‬التي كانت منذ‬ ‫القدم‪ ،‬متناثرة فوق مختلف مناطق القارة اإلفريقية ‪.‬‬ ‫ومع ظهور العالم الجديد‪ ،‬تفتحت شهية أوروبا‬ ‫إلى تنويع بضاعتها التسويقية‪ ،‬استجابة لمتطلبات‬ ‫السوق الجديد‪ ،‬الذي من أولوياته ‪ ،‬عبيد يخدمون‬ ‫األراضي المغتصبة من أسيادها الحقيقيين ‪ ،‬الهنود‬ ‫الحمر‪ .‬فكان التاريخ هذه المرة شاهدا على ظاهرة‬ ‫اغتصاب مضعف لألرض واإلنسان‪ .‬لتشتد شراهة‬ ‫ال��دول األوربية أكثر مع مطلع القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫فتحتل إفريقيا‪ ،‬احتالال سياسيا كامال‪ ،‬تم فيه نهب‬ ‫ثرواتها ووأد أصوات أحرارها‪ .‬ثم حكم عليها ـ بعد‬ ‫رحيله ـ بالتمزق واثارة الحروب االهلية‪ ،‬كي تغرق في‬ ‫لحرمانوالتخلف‪.‬‬ ‫و قبل أن نخوض في رتق ما تم تمزيقه إبان‬ ‫ازمنة االستعمار‪ ،‬ال بأس من محاولة متواضعة‪،‬‬ ‫لإلعادة إلى األذه��ان‪ ،‬ما شاب عالقة بعض الدول‬ ‫العربية‪ ،‬وضمنها المغرب باألفارقة كشعوب‪ ،‬من خالل‬ ‫قضيتين أساسيتين هما صنيعة استعمارية بال منازع‪.‬‬ ‫األولى تتعلق بمدى ضلوع العرب في تجارة األفارقة‬ ‫عبر ما ك��ان يعرف بالتجارة عبر األطلسي‪.‬‬ ‫لتحويلهم إلى رقيق يستغلون للخدمة في مزارع‬ ‫القطن األمريكية‪ ،‬مستغلين الرحالت االطلنطية‬ ‫التي كان يقوم بها بعض التجار العرب‪ ،‬والتي لها‬ ‫سياقات اقتصادية واجتماعية‪ ،‬تختلف اختالفا جذريا‬ ‫عن وضعية عبيد مزارع القطن األفارقة‪ ،‬وهذا بشهادة‬ ‫العديد من المؤرخين والباحثين‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫و الثانية العنصرية التي قسمت القارة اإلفريقية إلى‬ ‫إفريقيا بيضاء وأخرى سوداء‪ ،‬مع إطالق اسم “ العرب‬ ‫األفارقة“‪ ،‬على ‪ 4/3‬العرب الذين يقطنون افريقيا ‪،‬على‬ ‫غرار مصطلح “ أفرو أمريكان”‪ .‬وهي كلها مصطلحات‬ ‫عنصرية‪ ،‬عممها االستعمار في خطاباته‪.‬و تناقلها‬ ‫الناس‪ ،‬شأنها في ذلك‪ ،‬شأن الكثير من المصلحات‬ ‫التي تصلهم جاهزة‪ ،‬دون سياقات تاريخية تحكمها‪.‬‬ ‫في إحدى الندوات التي تمحورت حول عالقة‬ ‫المغرب بافريقيا‪ ،‬استهل أحد األساتذة المغاربة‬ ‫المساهمين‪ ،‬مداخلته بقوله “ الحمد هلل أننا بدأنا‬ ‫نستعيد انتماءنا اإلفريقي‪....‬مشكلتنا أننا نسينا أننا‬ ‫أفارقة لما ارتمينا في أحضان الدول المتوسطية‪...”.‬‬ ‫نعم نحن أفارقة باألساس‪ ،‬فليس كل داكن البشرة‬ ‫ـ في مجتمعنا المغربي ـ هو دخيل‪ .‬والشريان الذي‬ ‫كانت فروعه تمتد من المغرب اتجاه عمقه اإلفريقي‪،‬‬ ‫رابطة فاس بتنبوكتو م��رورا بسجلماسة‪ ،‬ما زالت‬ ‫شواهده قائمة في وجه التاريخ‪ .‬مخطوطات تبمكتو‬ ‫ـ حسب مرقع الجزيرة نت ـ تختزن قرونا من تاريخ‬ ‫غرب أفريقيا‪ ،‬ومن عالقة المنطقة بالعالم العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬وتكشف أن المدينة أنجبت علماء كتبوا‬ ‫في الفقه والعلوم الشرعية والفلسفة والعلوم والفيزياء‬ ‫والكيمياء والطب وعلم الفلك واألدب واللغة والتاريخ‪.‬‬ ‫هذا التاريخ ال��ذي يشهد أن عالقة المغرب‬ ‫بمجموع ال��دول اإلفريقية‪ ،‬كانت فريدة ومتميزة‪،‬‬ ‫لكونها عالقة سلمية بامتياز‪ .‬فعلى مدى األلف سنة‬ ‫األخيرة‪ ،‬لم تعرف المنطقة أي اصطدام عسكري‪،‬‬ ‫باستثناء معركة “ تونبيدي” بين المغرب وإمبراطورية‬ ‫السونغاي غرب الساحل اإلفريقي‪.‬في حين كان الغرب‬ ‫وأوروبا غارقين في الحروب‪.‬‬ ‫وبينما اختزل الشاعر األوروبي رموز افريقيا في ‪:‬‬ ‫شجرة األكاسيا ـ جومو كنياتا ـ وباتريس لومومبا‪ ،‬نجد‬ ‫أن المغرب له دور األساس‪ ،‬في عالقة شمال إفريقيا‬ ‫بجنوبها‪ ،‬سجلته كتب التاريخ ‪ .‬كما ان ما يسقطه‬ ‫التاريخ غالبا ما تسجله الثقافة ‪.‬فمالمح التفاعل‬ ‫الثقافي بيت المغرب وعمقه اإلفريقي ـ وباألخص‬ ‫جنوب الصحراء ـ يتجلى عبر عدة تمظهرات‪ .‬منها‬ ‫السحنات‪ ،‬واللون القرمزي‪ ،‬الذي يحيل على اإلفريقية‪.‬‬ ‫ألوان األثواب واأللبسة ‪ ،‬وبعض األطعمة‪ ،‬والموسيقى‬ ‫وأشهرها فن كناوة‪ .‬كما أن أشهر أنواع كناوة انطلق‬ ‫بمدن الشمال‪ .‬أصيال والعرائش وطنجة‪ ،‬وذلك نظرا‬ ‫لحمالت المولى إسماعيل ـ صاحب الجيش البخاري‬ ‫ـ على البرتغال التي كانت تهدد هذه الثغور واندماج‬ ‫احفاد ذلك الجيش في المجتمع المغربي‪ .‬وكذلك‬ ‫كان الحال مع مدينة الصويرة كثغر لجنوب المغرب‬ ‫‪.‬فقد احتفظت بفن تشكيلي فطري ساذج ال يقرأ إال‬ ‫بحساسية افريقية‪ .‬كما يوجد بها ‪،‬ضريح استيهامي‬ ‫لسيدنا بالل‪ ،‬وهو رمز له داللته الروحية‪ ،‬من حيث‬ ‫ال اعتبار للون في تقدير األشخاص‪ .‬ويمتد التفاعل‬ ‫المغربي‪ /‬اإلفريقي في التاريخ الحديث‪ ،‬ليتالحم مع‬ ‫السينما‪ ،‬حيث يعد فيلم سهيل بنبركة “ابك يا بلدي‬ ‫الحبيب” المأخوذ عن روابة للكاتب جنوب إفريقي‬ ‫آالن ستيوارت باتون تبنيا للقضية اإلفريقية‪ ،‬وتفعيال‬ ‫لالنتماءإليها‪.‬‬ ‫وقد ذكرت المراجع التاريخية‪ ،‬أن عالقة المغرب‬ ‫بعمقه اإلفريقي‪ ،‬بدأت قبل اإلسالم وأن أهم أدوات‬ ‫التواصل بيت االقطار الثالث المغرب والصومال‬ ‫والسودان‪ ،‬كانت تتم عبر القوافل المحملة بالسلع‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫بقلم ‪ :‬الزهرة حمودان‬

‫ومعها تسافر األفكار على حد قول أحد األساتذة‬ ‫المهتمين بهذا المجال التاريخي‪.‬‬ ‫مع تلك القوافل انتقلت المكونات الثقافية‪ ،‬منها‬ ‫االس�لام كرافد عقدي روح��ي‪ .‬أثمرت هذه العالقة‬ ‫وجود ثالث رواف��د أساسية للتواصل بين المغرب‬ ‫والعديد من باقي الدول اإلفريقية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ـ القوافل التجارية تمثل الرافد االقتصادي‬ ‫ـ الرحالت الدعوية وانتشار الزوايا والطرق‬ ‫الصوفية وتمثل الرافد الروحي‬ ‫ـ التمثيل الدبلوماسي ويمثل الرافد السياسي‬ ‫بعد هذا العرض االركيولوجي المختصر‪ ،‬حول‬ ‫القارة اإلفريقية وعالقة المغرب بها‪ .‬وص��وال إلى‬ ‫التفاعل الثقافي نقترب لموضوع الكاتب اإلفريقي‪،‬‬ ‫الذي يحتفل به العالم في اليوم السابع من شهر‬ ‫نوفمبر من كل سنة ‪.‬‬ ‫والكاتب كما عرفه األديب المغربي الطاهر‬ ‫بنجلون هو مخبر وشاهد ومواطن أمام البربرية التي‬ ‫تسود العالم‪ .‬فما بالك اذا كان افريقيا‪ ،‬ابن قارة األلم‬ ‫الجنوبي‪ .‬حتما سيكون كاتبا يلوذ بسريالية تتماهى‬ ‫مع عذاباته التي يرفضها منطق اإلنسانية‪ .‬فجاءت‬ ‫مالمح الكاتب االفريقي عاكسة لهوية خاصة ‪..‬صوتا‬ ‫صارخا في البرية‪ ،‬يدوي في كل جنبات األرض ‪ :‬انا‬ ‫الزنجي األسود أحيا زنوجيتي بحرية ألنها حجر الزاوية‬ ‫في الحضارة الكونية ‪.‬‬ ‫انطلق الحراك الزنوجي مع نخبة من الطلبة‬ ‫األفارقة‪ ،‬من المارتينيك ‪ ،‬الذين قدر لهم ان يسافروا‬ ‫لفرنسا للدراسة ‪ .‬وهم اتيان ليرو‪ ،‬روني لونيل‪ ،‬وجول‬ ‫مونير‪ .‬هؤالء أسسوا مجلة “الدفاع المشترك “ للتعبير‬ ‫عن رفضهم لعنصرية األج��ن��اس‪ .‬ومما ج��اء في‬ ‫عددها األول‪ ”:‬نحن نقف في وجه كل هؤالء الذين‬ ‫ليسوا مخنوقين بهذا العالم الرأسمالي ‪ ،‬المسيحي‪،‬‬ ‫البرجوازي‪ ،‬الذي ننتسب اليه بكراهية ‪ ”...‬ومما يبدو‬ ‫أن خطاب المجلة‪ ،‬كان موجها لألوربيين أكثر منه‬ ‫لألفارقة‪ .‬فكان ان تلت هذه المحاولة‪ ،‬تجربة اخرى‪،‬‬ ‫لكن هذه المرة بخصائص ثقافية أدبية هي مجلة‬ ‫“الطالب الزنجي” أسسها طالب ثالثة هم ‪ :‬ليوبولد‬ ‫سيدار سنغور من السنغال ‪،‬الشاعر الذي دخل العالمية‬ ‫بأناقة شعرية‪ ،‬تشع بوهج شمس افريقبا‪ .‬وهو مؤلف‬ ‫النشيد الوطنية لبلده السنغال‪ .‬وليون داماس من‬ ‫غيانا‪ ،‬شاعر القصائد السوداء ‪.‬و ايمي سيزيرمن‬ ‫المارتينيك مؤلف كراسة العودة إلى الوطن األم‪”.‬‬ ‫الزنوجة هذه الهوية الحارقة‪ ،‬التي ال يحتاج‬ ‫اإلفريقي الى وثائق إثباتها‪ ،‬أسبغ عليها الكتاب‬ ‫األفارقة المبدعون‪ ،‬بعدا إنسانيا بشساعة الكون‪.‬‬

‫يقول سنغور‪ ،‬أكبر منظــري الزنوجــة المتحمسين‬ ‫وصاحب الخطاب المنطقي في الحوار ‪ “ :‬لسنا نحن‬ ‫الذين اخترعنا تعابير الفن الزنجي‪ ،‬وموسيقى زنجية‪،‬‬ ‫ورقصة زنجية ‪ .‬إنهم األوروبيين‪ .‬كان همنا أن‬ ‫ننهض بهذه الزنوجة‪ ،‬ونحن نحياها‪ .‬ونعمق معناها‪،‬‬ ‫بعد ان نكون قد عشناها‪ ،‬لتقديمها للعالم كحجرة‬ ‫الزاوية في بناء الحضارة الكونية‪ ،‬التي ستكون عمال‬ ‫مشتركا‪ .‬لكل األجناس ‪،‬و لكل الحضارات المختلفة‬ ‫او ال تكون “‪ .‬وهذا التصريح اورده الكاتب المغربي‬ ‫حسن الغرفي في كتابه من سلسلة شراع “ في الشعر‬ ‫االفريقي “‬ ‫كان هذا شأن الرواد األوائل األوائل مع قضية‬ ‫هويتهم االفريقية‪ ،‬ومسيرة جمع التراث وتوثيقه‪ .‬ثم‬ ‫بعد الحرب العالمية االولى‪ ،‬تم تثوير الشعر الغنائي‬ ‫الزنجي‪ ،‬رغم بساطته وشعبيته‪ .‬وتصبح القضية‬ ‫بالنسبة للكاتب االفريقي‪ ،‬ليست هي وصف ما كان‪،‬‬ ‫بقدر ما هي “ ما ينبغي ان يكون”‪ ،‬او ما اصبح يعرف‬ ‫بمصطلح “ الطلبية “ ‪.‬‬ ‫يقول الشاعرليون كونطران داماس من غيانا “‬ ‫إنه ببساطة ‪،‬دب الذين أجبروا على انفسهم العمل‬ ‫على ايقاظ الوعي”‪ ،‬وفي هذا السياق يصيغ قصيدته “‬ ‫ثار الزنجي” نتقتطف منها هذه االبيات‪:‬‬ ‫ابدا لن يصبح األبيض زنجيا‬ ‫الن الجمال ونجي‬ ‫و زنجية هي الحكمة‬ ‫الن المعاناة زنجية‬ ‫وزنجية هي الشجاعة‬ ‫الن الصبر زنجي‬ ‫وزنجية هي السخرية‬ ‫الن الجاذبية زنجيو‬ ‫و زنجي هو السحر‬ ‫الن الحب زنجي‬ ‫و زنجي هو الخيالء‬ ‫فسيفساء الجسد اإلفريقي الكاتب‪ ،‬يستحق‬ ‫دراسة وافية‪ ،‬وأكثر شمولية‪ .‬لن يفه حقه مقال في‬ ‫جريدة‪ .‬لكن هذا لن يعفينا من اإلشارة إلى “ أغاني‬ ‫إفريقيا “ للراحل محمد الفيتوري كتجربة إبداعية‬ ‫يمثلها العربي االسود‪.‬‬ ‫ثم اختم ببيت شعري‪ ،‬لصاحبه الراحل أمل‬ ‫دنقل ‪ ،‬يشير فيه لعبودية شهدها التاريخ المصري‪،‬‬ ‫شملت األبيض واألسود على حد سواء ‪“ :‬كم مشى‬ ‫قيصر على ظهري وبنيت األهرام‪“ .‬‬

‫الخير موجود‬ ‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫في خضم االنتقادات المطروحة علينا في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬والعالم اإلسالمي‪ ،‬من شدة تخلف‬ ‫في العلم والتكنولوجيا‪ ،‬والفنون ‪ ..‬والمستوى‬ ‫الدنيء الذي وصله فكرنا‪ ،‬وخاصة منظومة‬ ‫القيم‪ ،‬حتى أصبحنا عالة على المجتمعات األخرى‬ ‫!‪ ‬ال يسمح لنا أن نطلق هذا العنان‪ ،‬هكذا‪،‬‬ ‫ونحكم عامة‪.‬‬ ‫يقول العلم‪ :‬المعمم مبتدع ! فال بد من‬ ‫العظيم)‬ ‫(صدق اهلل‬ ‫دائما‪ ،‬وسيقع هذا إن كنا نتسم‬ ‫اإلطالقات‪،‬‬ ‫تقييد‬ ‫بشيء من أمل داخل نفوسنا‪.‬‬ ‫سيدنا محمد يفتينا في األمر فيقول‪ :‬الخير‬ ‫في وفي أمتي إلى يوم القيامة‪ .‬والحديث مشهور‬ ‫حسن‪.‬‬ ‫الخير باق في هذه األم��ة حقا‪ ،‬ونفوس‬ ‫كل شرائح المجتمع تحمل صدورها نبتة الخير‪،‬‬ ‫فقط تحتاج إلى شيء من الري كي تنمو‪ ،‬وتطلق‬

‫إنتاج الزيتون‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تشهد جهة طنجـــة ـ تطـــوان ـ الحسيمة‬ ‫توسعا ملحوظا في إنتاج الزيتون حيث أفاد تقرير‬ ‫للمديرية الجهوية للفالحة أنه تم إنجاز ‪75‬‬ ‫مشروعا لتطوير إنتاج الزيتون بهذه الجهة في‬ ‫إطار مخطط المغرب األخضر باستثمــار بلغ ‪400‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬حيث انتقلت مساحة زراعة الزيتون‬ ‫من ‪ 98‬ألف هكتار سنة انطالق المخطط األخضر‬ ‫عام ‪ 2009‬إلى حوالي ‪ 600‬ألف هكتار هذه‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫وبموازاة مع توسع مساحات غرس أشجار‬ ‫الزيتون‪ ،‬تم إحداث عشر وحدات إلنتاج زيت‬ ‫الزيتون في الجهة تراوح إنتاجها ما بين ‪20‬‬ ‫و ‪ 60‬طنا يوميا‪ .‬وتمتاز الزيوت المنتجة بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة بجودة عالية حيث يتم‬ ‫تسويقه محليا ووطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫وتتركز أنشطــــة الزيتـــون بإقليم وزان‬ ‫الذي استفاد من دعم خاص للنهوض بشجرة‬ ‫الزيتـون “ كما تم تنظيم دورات تكوينية لفائدة‬ ‫الفالحين وأبنائهم بهدف تمكينهم من خبرات‬ ‫عالية في مجال تقنيات زراعة الزيتون وإنتاج زيت‬ ‫الزيتون وفــق المعاييــر الدولية للجودة فضال‬ ‫عن الحفاظ على شجرة الزيتون‪.‬‬

‫معرض وطني للزيتون بوزان‬

‫ومعلـوم أن مدينـــة وزان ستحتضن ما‬

‫دفاعــا عـن اللغــة العربيـــة‬ ‫أمام ‪“ ‬المناورات” التي تقوم بها “جهات”‬ ‫معلومة للنيل من اللغة العربية‪ ،‬في الداخل‬ ‫والخارج‪ ،‬بإثارة العديد من االدعاءات المغرضة‬ ‫التي ال صلة لها بواقع هذه اللغة العريقة التي‬ ‫ال ينكر قدرها ‪ ‬ومقدرتها على التكيف مع مختلف‬ ‫أغراض التعبير والتواصل‪ ،‬إال جاهل أو جاحد أو‬ ‫حاقد‪.‬‬ ‫‪ ‬وأم��ام المحاوالت اليائسة التي يقوم‬ ‫بها بعض التيارات العرقية المنحرفة‪ ،‬خاصة‬ ‫تيار ‪ ‬عيوش ومن معه من أجل ‪ ‬إفساد مناهج‬ ‫التعليم السليمة ‪ ‬بالبالد‪ ،‬بإقحـــام “بدعـــة‬ ‫التدريـــج” التي توصي بها أوس��اط عميلـة‬ ‫للوبي الفرنسي الذي كان‪ ،‬ومنذ عهد ليوطي‬ ‫المشؤوم‪ ،‬يعتبر اللغة العربية أعدى أعداء الوجود‬ ‫الفرنسيبالمغرب‪......‬‬ ‫‪ ‬تخوض ‪“ ‬الجمعيـــة المغربيــة لحمايـــة‬ ‫اللغة العربية”‪ ،‬نضاال عنيدا ومتواصال ‪ ‬دفاعا‬ ‫عن لغة الضاد التي أغنت حضارة البشرية بما‬ ‫وفـرت من أسرار المعرفة وكنوزها في شتى‬ ‫مجاالت العلوم اإلنسانية والطبيعية‪ ‬والعلوم‬ ‫الدقيقة‪ ،‬ما مكن ‪ ‬الغرب المتخلف خالل العصور‬ ‫الوسطى وإلى غاية القرن السادس عشر‪ ،‬من‬ ‫تحقيق ‪ ‬ثورته المعرفيــة ‪ ،‬حتى أن “كوكبــة”‬ ‫الشعراء الفرنسيين التي تشكلت في القرن‬ ‫السادس عشر‪ ،‬أوصت بتعلم اللغة العربية‪ ،‬إلى‬

‫جانب ‪ ‬اإلغريقية‪“ ،‬فرانســوا رابلي” ‪( ‬كتاب‬ ‫غارغنتوا ‪.)1534‬‬ ‫وفي إطار برنامجه الثقافي ‪ ‬السنوي‪ ،‬نظم‬ ‫مؤخرا فرع طنجة للجمعية المغربية لحماية‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وهو‪ ،‬للحقيقة‪ ،‬من أنشط فروع‬ ‫الجمعية على المستوى الوطني‪ ،‬لقاء ‪ ‬مع األديب‬ ‫األستاذ عبد العزيز الحليمــي‪ ،‬بالمقهـــى‬ ‫الثقافي بطنجة‪ ،‬ألقى خاللـــه عرضا حـــول‬

‫عنانها في المجتمع‪ ،‬وينجلي ذلك في السلوك‪،‬‬ ‫والمعامالت اليومية‪ ،‬بسيارة األجرة‪ ،‬والحافلة‪،‬‬ ‫وطابور االنتظار‪...‬‬ ‫كما لن تنمو ه��ذه ال��ب��ذرة‪ ،‬ول��ن يتقد‬ ‫هذا النور داخل قلوبنا بالخطابات التحبيطية‪،‬‬ ‫واألساليب التي أكل عليها الدهر‪ ،‬من مثل‪ :‬جرب‬ ‫هذا كثير ولم ينفع‪ ،‬لو كان خيرا ما سبقتنا إليه ‪...‬‬ ‫دعهم يكونوا هم‪ ،‬وكن أنت أن��ت‪ ،‬ارم‬ ‫بخطاباتهم في بحر الالمباالة‪ ،‬واترك قلبك حيا‪،‬‬ ‫يحمل التفاؤل والخير للمجتمع‪ ،‬وحسن الظن‬ ‫بالناس‪ ،‬وعدم التسرع في األحكام‪.‬‬ ‫اعلم ياصديقي القارئ أن نفوسنا ترتاح‪،‬‬ ‫حين نحمل بها خيرا‪ ،‬حين ال تكون مكدرة‬ ‫بدنس ما ال يصلح من األخ�لاق‪ ،‬والخطابات‬ ‫التحبيطية‪.‬‬ ‫الخير في قلوبنا فقط يحتاج إليك كي‬ ‫تنميه !‬

‫موضوع “اللغةــ العربيـــة امتداد كوني في‬ ‫التاريخ والجغرافية”‪.‬‬ ‫وقد تطرق في عرضـه إلى االنتشـــار‬ ‫المدهش ال��ذي شهدته اللغة العربية على‬ ‫ام��ت��داد التاريخ والجغرافية ‪ ‬ومساهمتها‬ ‫الكبيرة في صناعة الحضارة البشرية وتثبيتها‬ ‫وتوثيقها ‪ ‬بفضل قدراتها اإلبداعية ‪ ‬الخارقة‪،‬‬ ‫حيث إنها ال تزال لغة مرجعية بالنسبة للعديد‬

‫بين ‪ 26‬و‪ 29‬نونبر الجاري‪ ،‬المعرض الوطني‬ ‫للزيتون‪ ،‬تحت شعـــار “زيت الزيتون‪ ..‬الجودة‬ ‫والتسويق مع احترام البيئة رهان مخطط‬ ‫المغرب األخضر”‪.‬‬ ‫هذا المعرض يندرج في إطار المخطط‬ ‫الفالحي الجهوي من أجل تنميــة سلسلـــة‬ ‫الزيتون‪ ،‬وفق دينامية مخطط “المغرب األخضر”‬ ‫كما أنه يشكل إطارا عمليا لتعزيز وتنمية قطاع‬ ‫زيت الزيتون‪ ،‬وفضاء للمهنيين والباحثين‬ ‫من أجل تبادل اآلراء والخبرات واإلطالع على‬ ‫االبتكارات التقنية في هذا القطاع‪ ،‬وتحفيز‬ ‫االستثمارات وتطوير الشراكات والتواصل بين‬ ‫مهنييالقطاع‪.‬‬ ‫وسيشارك في المعرض‪ ،‬نحو ‪ 90‬عارضا‬ ‫يمثلون مؤسسات رسمية وتنظيمات مهنية‬ ‫فالحية وتعاونيات فالحية‪ .‬ويتوقع المنظمون‬ ‫زيارة أزيد من ثمانية آالف شخص لفضاءات‬ ‫المعرض‪.‬‬ ‫ويتضمــــن برنامـــــج المعرض‪ ،‬أيــامـــا‬ ‫تحسيسية لفائدة فالحي جهة ـ طنجة ـ تطوان‬ ‫الحسيمة حول “تقنية صيانة أشجار الزيتون”‬ ‫و”تثمين منتوجات الزيتون” و”عالمات األصل‬ ‫وجودة زيت الزيتون” و”تقوية قدرات الفاعلين‬ ‫في مجال التنظيمات المهنية”‪ .‬كما يشتمل على‬ ‫ورشات وندوات حول مواضيع مرتبطة بالجودة‬ ‫وتسويق منتجات الزيتون‪.‬‬

‫من الدارسين والباحثين في ‪ ‬شتى مجاالت‬ ‫اآلداب والعلوم والفنون‪.‬‬ ‫األستاذ المحاضر استشهد في مداخلته‬ ‫القيمة بالعديد من الكتـــاب‪ ‬العــرب واألجانب‪،‬‬ ‫الذين أشادوا باللغـــة العربية‪ ‬وبمقدرتهــا‬ ‫الخارقة على التكيف وعلى اإلبداع كما تطرق‬ ‫إلى واقع اللغة العربية بالمغرب‪ ،‬اليــوم‪ ،‬وإلى‬ ‫المؤامرات التي تحاك ضدها من خصومها‬ ‫وم��ن أبنائها ال��ذي��ن أص��ب��ح��وا‪ ،‬ع��ن جهل‪،‬‬ ‫“يرمونها بالعقم” وقد وهبت لإلنسانية من‬ ‫أسباب الفكر والعلم‪ ،‬والمعرفة ما أهلها لتبلغ‬ ‫اليوم ما بلغته من مفاهيم ومدارك وما أنجزته‬ ‫من اكتشافات كونية‪ ،‬ونجاحات ‪ ‬في ‪ ‬شتى‬ ‫علوم الطبيعة ‪ ‬واألرض والحياة‪ .‬ودعا األستاذ‬ ‫المحاضر‪ ،‬الغيوريـــن على اللغــة العربيــــة‬ ‫إلى مواصلة النضال من أجل حمايتها من‬ ‫المتربصين بها‪ ،‬وهم كثر‪ ،‬خيب اهلل مسعاهم‪.‬‬ ‫وكان مسك ختام هذا اللقاء الثقافي الناجح‪،‬‬ ‫قصيدة جميلة ألقاها الشاعر األستاذ عمر البقالي‬ ‫من نظمه‪ ،‬وه��و‪ ،‬للتذكير‪ ،‬صاحب دواوي��ن‬ ‫شعرية ناجحة يمتاز شعره بسهولته وسيولته‬ ‫وعذوبته‪ ‬وخفته على القلب و اللسان ‪ .‬قصائده‬ ‫أغنيات تنقل المرتل‪ ،‬من حيث ال يدري‪ ،‬إلى عالم‬ ‫المتعة والخيال والسعادة الروحية‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫يف رحاب اجلامعة‬

‫المسيرة الخضراء و المشاركة‬ ‫المتميزة للمرأة‬

‫“الصالة المشيشية” موضوع أطروحة لنيل شهادة‬ ‫الدكتوراه بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬

‫بقلم ‪ :‬األستاذة مارية الشرقاوي*‬

‫نوقشت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بكلية اآلداب والعلــوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان أطروحة لنيل الدكتوراه في‬ ‫اآلداب العربية‪ ،‬تقدم بها الطالب الباحث عبد‬ ‫الحي الروسي في موضوع ‪“ :‬الصالة المشيشية‪:‬‬ ‫دراسة في المتن واألثر مع تحقيق شرح عبد‬ ‫الرحمن العياشي” ‪.‬‬ ‫من‪:‬‬

‫وكانت اللجنة العلمية للمناقشة مكونة‬ ‫د‪ .‬أحمد هاشم الريسوني‪ :‬رئيسا‬ ‫د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‪:‬‬

‫مشرفا ومقررا‬

‫د‪ .‬سعاد الناصر ود‪ .‬عز الدين الشنتوف‪:‬‬ ‫عضوين‬ ‫وقد قدم الطالب الباحث عبد الحي الروسي‬ ‫تقريرا عن أطروحته تناول فيه‪:‬‬ ‫علم التصوف الذي يعتبر من أكبر العلوم‬ ‫حيث سموه ‪:‬علم العلوم ‪،‬و قد اختلفوا في حده‬ ‫وتعريفه غير أنهم أجمعوا على فائدته ‪،‬و هي‬ ‫المذكورة في بيت البن ذكوان قال فيه‪:‬‬ ‫ارتأيت أن أستهل مقالي بمقتطف من‬ ‫خطاب جاللة المغفور له الحسن الثاني طيب‬ ‫اهلل ثراه الذي ألقاه بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر ‪1975‬‬ ‫معلنا من خالله انطالق المسيرة الخضراء‬ ‫ويقول المقتطف ‪« :‬غدا إن شاء اهلل ستخترق‬ ‫الحدود‪ ،‬غدا إن شاء اهلل ستنطلق المسيرة‪،‬‬ ‫غدا إن شاء اهلل ستطؤون أرضا من أراضيكم‪،‬‬ ‫وستلمسون رمال من رمالكم وستقبلون أرضا‬ ‫من وطنكم العزيز ‪».......‬‬ ‫فاختياري لهدا المقتطف لم يكن اعتباطيا‬ ‫وإنما لما يحمله هدا األخير من رسائل قوية‬ ‫ودالالت كبيرة أهمها شحذ همة الشعب‬ ‫المغربي للتعبير عن وطنيته فعال وليس قوال‬ ‫فقط ‪ .‬ألن المسيرة الخضراء لم تكن خطبا‬ ‫لدغدغة العواطف وال دروسا نظرية فيما يهم‬ ‫الوطنية‪ ،‬بل ممارسة فعلية وسلوك حقيقي‬ ‫يترجم أهم القيم الوطنية النبيلة أي حب الوطن‪،‬‬ ‫فالعديد من المحللين السياسيين يعتبرون‬ ‫المسيرة الخضراء محطة تاريخية مفصلية في‬ ‫الدراسات المتخصصة المعنية بتتبع هوية‬ ‫الشعب المغربي وتاريخه النضالي الذي أسهم‬ ‫في تأصيل الروح الوطنية‪ .‬فالمسيرة الخضراء‬ ‫كانت وسيلة ضغط من جهة ووسيلة تقارب‬ ‫من جهة أخرى ‪،‬فحينما أراد الشعب المغربي أن‬ ‫يظهر عزمه وقراره بأنه مستعد لالستشهاد من‬ ‫اجل صحرائه كانت المسيرة عنوانا للشجاعة ‪،‬‬ ‫وحينما وقف وتروى واحتكم للعقل والمنطق‬ ‫نظم مسيرة خضراء سلمية بشرية إنسانية ‪،‬‬ ‫شارك فيها ‪35‬ألف مغربي ومغربية مجتازين‬ ‫الحدود الوهمية للصحراء ‪ ،‬من أجل استرجاع‬ ‫األقاليم الجنوبية إلى حضن المملكة المغربية‪.‬‬ ‫فتحدوا أيما تحدي جيش فرانكو بعتاده في‬ ‫منطقة «الطاح»‪ ،‬بسالحين اثنين العلم الوطني‬ ‫والقرآن‪ ،‬وفي ذات الوقت الذي دعا فيه مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬المغرب إلى العدول عن مشروعه ‪،‬‬ ‫أعطى جاللة المغفور له الحسن الثاني األمر‬ ‫إلى المتطوعين بالتقدم فقدمنا للعالم قاطبة‬ ‫معنى حب الوطن والتضحية من اجله‪ .‬وبالفعل‬ ‫‪ ،‬نجد المغاربة قاطبة نساءا ورجاال لبوا النداء‬ ‫وأبانوا عن وطنيتهم في ابهى صورة ‪ ،‬وتوجهوا‬ ‫في مسيرة سلمية مظفرة صوب األقاليم‬ ‫الصحراوية‪ ،‬مسلحين بقوة اإليمان وبأسلوب‬ ‫حضاري سلمي فريد من نوعه ‪ ،‬مظهرين بذلك‬ ‫قوة وصالبة موقف المغرب في استرجاع حقه‬ ‫المسلوب‪ ،‬وإنهاء الوجود االستعماري بأقاليمه‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫لدلك فهي تعتبر حدثا ثابتا وتحمل في‬ ‫ثناياها عبرا متجددة‪ ،‬في حياة شعب‪ ،‬استلهم‬ ‫منها روح النضال الطويل من أجل التنمية‬ ‫والديمقراطية واستكمال الوحدة الترابية‬ ‫وبناء المؤسسات‪ ،‬والدفاع عن القيم الدينية‬ ‫والوطنية واإلنسانية‪ .‬باعتبارها حدثا غير‬ ‫مسبوق‪ ،‬ونموذجا نضاليا سلميا في التعاطي‬ ‫مع المشاكل السياسية‪ ،‬مما جعل المغرب قبلة‬ ‫للعديد من المؤتمرات العربية والدولية بفضل‬ ‫حنكة الراحل الحسن الثاني ودهائه السياسي‬ ‫الذي ال يجادل فيه اثنان‪...‬‬ ‫وان أردنا الحديث عن مشاركة المرأة‬ ‫المغربية في المسيرة الخضراء علينا استحضار‬ ‫أن تضحية المرأة بحياتها من أجل قضايا وطنها‬ ‫الكبرى هي من األمور الطبيعية وقد تأتى دلك‬ ‫بعد اندماجها في الحركات الوطنية وتفاعلها‬ ‫معها وقيامها بدور بارز في االنعطافات الوطنية‬

‫التي مر بها المغرب ‪ ،‬كدورها في مقاومة‬ ‫االستعمار‪ ،‬ومشاركتها في المسيرة الخضراء‬ ‫بنسبة عشرة في المائة من مجموع المشاركين‬ ‫كانت مشاركة فعالة ومتميزة في هذه الملحمة‬ ‫التاريخية بجانب صنوها الرجل ‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫جعلها تكون في مقدمة المتطوعين لتحرير‬ ‫الصحراء المغربية من االستعمار اإلسباني‬ ‫‪.‬والمثير في األمر أن المرأة الحامل لم تتخلف‬ ‫عن المشاركة أيضا فمنهن من فجاءهن‬ ‫المخاض وهن يؤدين واجبهن الوطني إحداهن‬ ‫اختارت لمولودها إسم*المسيرة* لتبقى لها‬ ‫أجمل ذكرى تحتفظ بها على مر العصور‪.‬‬ ‫فأي تعبير راقي هدا عن الحس الوطني الدي‬ ‫يجعل امرأة في شهرها التاسع تشارك في‬ ‫مسيرة لتحرير األقاليم الصحراوية من براثن‬ ‫المستعمر؟‬ ‫ومن ضمن النساء الالئي كن في الصفوف‬ ‫األولى وتركن بصماتهن في النضال الوطني‬ ‫التطوعي‪،‬وأصبحن رمزا من رموز المرأة‬ ‫المغربية في جل المجاالت نذكر على سبيل‬ ‫المثال ال الحصر السيدة ميلودة بيسكوس‬ ‫والسيدة مقتاني السعدية‬ ‫التي كانت أصغر مشاركة وشحها جاللة‬ ‫المغفور له الحسن الثاني بوسام ملكي فور‬ ‫رجوعها وذلك بالقصر الملكي بالدار البيضاء‬ ‫‪،‬والمناضلة الفاعلة الجمعوية السيدة اللة‬ ‫السعدية نعيم العلوي والسيدة فاطمة الذهبي‬ ‫العضو المؤسس لالتحاد الوطني لنساء المغرب‬ ‫بتعيين من جاللة المغفور له الحسن الثاني‬ ‫والتي الزالت تحمل مشعل العمل الجمعوي‬ ‫لحدود الساعة بالرغم من انها بلغت من‬ ‫السن عتيا فتحية إجالل وتقدير للمرأة المغربية‬ ‫المواطنة الحرة األبية التي ال تكل وال تمل من‬ ‫العطاء من اجل وطنها ‪.‬‬ ‫وربطا للماضي بالحاضر والمستقبل‪،‬‬ ‫وسيرا على نهج أسالفه المنعمين يواصل‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬مسيرة‬ ‫البناء ‪ ،‬بعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية‬ ‫للمملكة‪ ،‬مؤكدا في العديد من المناسبات‬ ‫على عدم التفريط في أي شبر من تراب أقاليمنا‬ ‫الصحراوية التي تشكل جزءا ال يتجزأ من تراب‬ ‫المملكة‪ ،‬وهو ما أكد عليه جاللته في الخطاب‬ ‫السامي الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة‬ ‫العيون في مارس ‪ 2002‬حيث قال «إن حفيد‬ ‫جاللة الملك المحرر محمد الخامس ووارث‬ ‫سره جاللة الملك الموحد الحسن الثاني قدس‬ ‫اهلل روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة‬ ‫المغرب‪ ،‬ليعلن باسمه وباسم جميع المواطنين‬ ‫أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب‬ ‫صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم» ولعل‬ ‫االنجازات التي تلت هدا الخطاب لخير معبر عن‬ ‫مدى عزم صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫على استكمال ما بدأه جاللة المغفور له الحسن‬ ‫الثاني حول القضية الوطنية والتي تعتبر قضيتنا‬ ‫جميعا وهي أمانة في عنق كل مغربي ومغربية‬ ‫إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫* رئيسة وحدة دراسات النوع االجتماعي وقضايا األسرة‬ ‫بمركز أطلس الدولي لتحليل المؤشرات العامة‬ ‫رئيسة منتدى أسرة‬

‫علـــم بـه تصفيـــة البواطـــن‬ ‫من كدرات النفس في المواطن‬

‫فإذا كان علم الفقه تفسيرا لمقام اإلسالم‬ ‫وعلم العقيدة والكالم تفسيرا لمقام اإليمان‬ ‫فالتصوف تفسير لمقام اإلحسان ‪،‬و قد اشتمل‬ ‫حديث جبريل على بيان الجميع ‪،‬فعن سيدنا‬ ‫عمر رضي اهلل تعالى عنه قال ‪(:‬بينما نحن عند‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ذات يوم إذ طلع رجل‬ ‫شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ال يرى‬ ‫عليه أثر السفر وال يعرفه منا أحد ‪ ،‬حتى جلس‬ ‫إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم فأسند ركبتيه‬ ‫إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال ‪ :‬يا‬ ‫محمد أخبرني عن اإلسالم ‪ ،‬فقال ‪ :‬رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم اإلسالم أن تشهد أن ال‬ ‫إله إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل ‪ ،‬وتقيم الصالة‬ ‫وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن‬ ‫استطعت إليه سبيال ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬فعجبنا له‬ ‫يسأله ويصدقه ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبرني عن اإليمان ‪،‬قال‬ ‫‪ :‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم‬ ‫اآلخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت ‪،‬‬ ‫فأخبرني عن اإلحسان ‪ .‬قال ‪ :‬أن تعبد اهلل كأنك‬ ‫تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك من حيث ال‬ ‫تراه ) ‪.‬‬ ‫و لهذا الموضوع أهمية من جهتي ‪:‬‬ ‫الجهة األولى ‪ :‬هي جهة التصوف نفسه‬ ‫باعتباره علما يعرف به كيفية تصفية الباطن من‬ ‫كدرات النفس ‪،‬أي عيوبها وصفاتها المذمومة‬ ‫كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر‬ ‫والرياء والغضب والطمع والبخل وتعظيم األغنياء‬ ‫واالستهانة بالفقراء ‪،‬ألن علم التصوف يطلع على‬ ‫العيب والعالج وكيفيته ‪،‬فبعلم التصوف يتوصل‬ ‫إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخالقها‬ ‫المذمومة وصفاتها الخبيثة ‪،‬حتى يتوصل بذلك‬ ‫إلى تخلية القلب عن غير اهلل تعالى ‪ ،‬وتحليته‬ ‫بذكر اهلل سبحانه وتعالى‪،‬و هذه جهة عامة‬ ‫تتعلق بالعلم من حيث أهميته في نفسه‪.‬‬ ‫و الجهة الثانية ‪،‬وهي جهة الخاص داخل‬ ‫العام وتتعلق بالموضوع نفسه ‪،‬فهو أثر لرجل‬ ‫قلت اآلثار الواردة عنه ‪،‬مع شهرة الرجل وذيوع‬ ‫صيته ‪،‬و هو القطب م��والي عبد السالم بن‬ ‫مشيش دفين جبل العلم ‪.‬و هوعلم من أعالم‬ ‫بلد قيل عنه ‪:‬إذا كان المشرق بلد األنبياء‬ ‫فالمغرب بلد الصلحاء واألولياء ‪ .‬وما خلفه لنا‬ ‫من صالة رائقة مباركة ‪،‬كثر شراحها ودارسوها‬ ‫‪،‬و عم نفعها وذاع صيتها ‪،‬جعلت همة اإلقبال‬ ‫على البحث تزيد ‪،‬و الرغبة في التعريف بالمولى‬ ‫عبد السالم وكشف جوانب غامضة من حياته‬ ‫والتعريف بصالته وشراحها تتضاعف ‪،‬فليس‬ ‫أفضل من مثل هذا الموضوع في إبراز تميز‬ ‫المغرب في مجال األخ�لاق والسلوك والعلم‬ ‫واللغة واألدب‪.‬‬ ‫ثم إن الناس قد أغفلــت جانب الروح من‬ ‫النفس‪ ،‬و اهتمـت بجانــب المادة حتى كثرت‬ ‫اآلف��ات وتغيرت الطبــاع واستوحـش الناس‬ ‫أنفسهم ‪ ،‬فكانت الحاجة إلى مثل هذه المواضيع‬ ‫ماسة إلعادة السكينة للنفس ‪ ،‬وتصحيح النظرة‬ ‫للحياة والكون واإلنسان‪ .‬و إبراز رؤية للعالم‬ ‫تغني األدب والمتأدب معا عن أشكال أخرى‬ ‫من الرؤى ظهر تهافتها ‪،‬و تهافت المتهافتين‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫و تناول صاحب األطروحة في موضوع بحثه‬ ‫جملة أمور ‪،‬يمكن حصرها في سبعة جوانب‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬محاولة كتابة ترجمة جديدة للمولى‬ ‫عبد السالم ‪ ،‬و التعريف بجوانب من حياته ظلت‬ ‫خفية على كثير من الباحثين ‪ ،‬كحصر شيوخه‬ ‫الذين أخذ عنهم ‪ ،‬و رفع سنده الروحي لموالنا‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬و تحقيق سنة‬ ‫استشهاده وأسباب اغتياله‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬محاولة وصل الصالة المشيشية به‬ ‫‪،‬برفع االنقطاع والضعــف عن سندها بالرجوع‬ ‫لكتب الفهارس واألثبات المغربية والمشرقية ‪،‬‬ ‫و جمع مختلف األسانيد ودراستها‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دراس��ة متن الصالة المشيشيــة‬ ‫‪،‬باستخراج العلوم العرفانية والمقامات الصوفية‬ ‫الواردة فيه ‪،‬مع استخراج ألفاظ القوم التي اعتمد‬ ‫عليها المولى عبد السالم في صالته ‪.‬‬ ‫رابعا‪:‬محاولة جمع مختلف شروح الصالة‬ ‫المشيشية ‪،‬المخطوطة والمطبوعة ‪،‬و تصنيفها‬ ‫وترتيبها مع التعريف بمصنفيها ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬دراسة شروح الصالة المشيشية‬ ‫وتطورها‪،‬و العلوم الواردة فيها‪.‬‬ ‫سادسا ‪:‬التأكيد على الحاجة إلى التصوف‬ ‫وإلى الشيخ المربي ‪.‬‬ ‫سابعا ‪ :‬تحقيق شرح عبد الرحمن العياشي ‪.‬‬ ‫و من النتائج التي ح��اول أن يحققها‬ ‫البحث‪،‬إظهار تأصل الفكر الصوفي المغربي منذ‬ ‫مراحله األولى في الفكر المغربي ‪ ،‬باعتبار الصالة‬ ‫المشيشية من أول النصوص الصوفية في‬ ‫الصالة على سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬ ‫و كذا تتبع شروح الصالة المشيشية عبر تاريخها‬ ‫‪،‬و التدليل على استقاللية التجربة المغربية في‬ ‫هذا النمط التأليفي الفريد‪.‬‬ ‫تستوجب دراسة متن الصالة المشيشية‬ ‫وشروحها المتعددة ‪،‬قارئا خاصا لالرتقاء إلى ذوق‬ ‫مضامينها‪.‬و من أهم ما يطلب في هذا النوع من‬ ‫القراء ‪،‬أن يكون مجردا عن التعصب الذي يعمي‬ ‫عن الحقائق ‪،‬و ال يدفعه حقد يحجبه عن الدقائق‪،‬‬ ‫فحينئذ تفتح له مبهمات هذا العلم ‪.‬ألنه علم‬ ‫يخاطب األرواح والقلوب النقية ‪ ،‬و الحكم القبلي‬ ‫على هذا العلم يحول دون دخول األنوار إليهما‪،‬‬ ‫ويحتاج األمر لمجاهدة ومكابدة لكشط ذلك‬ ‫الران الذي عالهما ‪.‬‬ ‫فإذا زال عن الباحث هذا الران ‪،‬و استطاع‬ ‫أن يتصف باإلنصاف بعيدا عن األحكام الجاهزة‬ ‫والتصور المغلوط ‪،‬استطاع أن يرى حقيقة األمر‬ ‫وتكشف له حجبه ‪ ،‬و يتذوق مقاصده السامية‬ ‫‪،‬و يحس بصفاء الحقيقة الصوفية ‪،‬التي من‬ ‫أهدافها إصالح الفرد والمجتمع ‪،‬و نشر المحبة‬ ‫بين اإلنسانية ‪.‬‬ ‫وفي دراسته لمتن الصالة المشيشية‪،‬‬ ‫وقف الطالب البحث عبد الحي الروسـي طويال‬ ‫عند بعض الشروح‪ ،‬متذوقا لمعاني القوم‪،‬‬ ‫ومقاماتهم العرفانية ‪،‬متأمال لحكمهم الربانية‬ ‫ولعباراتهم الراقية ‪ ،‬لتيقن أن فهم كالم القوم‬ ‫من غير طريقهم قد يعرضك ألمرين ‪،‬إما أن تجد‬ ‫نفسك قد ضيعت أوقاتا ثمينة دون أن تخرج‬ ‫بطائل ‪،‬الستعجامك تلك األلفاظ والمقامات ‪،‬‬ ‫أو أن تفهم غير مقصودهم من كالمهم ‪ ،‬فتقع‬

‫فيهم تبديعا وتكفيرا ‪ ،‬و هذا هو حال الكثيرين‬ ‫من الذين أرادوا أن يفهموا ك�لام القوم‬ ‫بفهمهم ‪،‬فجاءوا بالعجائب والطوام ‪ ،‬ووقعوا‬ ‫في أعراض أهل اهلل‪ ،‬و انظر إلى فهم كثير‬ ‫من المتأخرين لقول المولى عبد السالم ابن‬ ‫مشيش ‪(:‬و انشلني من أوحال التوحيد )‪،‬لتعلم‬ ‫أن ذهاب العلم واإلنصاف ‪ ،‬من أسباب عدم‬ ‫فهمهم لكالم أهل اهلل ‪.‬‬ ‫فمتن الصالة المشيشية وشروحها‪،‬ال تقف‬ ‫أهميتها في أسلوبها البالغي وعلومها الكثيرة‬ ‫المضمنة فيها‪ ،‬بل تتعداها لدورها التربوي‬ ‫ومضمونها العرفاني ‪،‬إذ حق لكثير من الشروح‬ ‫أن تصنف مدونات صوفية مستقلة ‪،‬تنافس من‬ ‫حيث علومها كتب القوم الشهيرة “كالرسالة‬ ‫القشيرية” و“قوت القلوب” و”عوارف المعارف”‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫كما قاد البحـــث في متن المشيشيــة‬ ‫وشروحها إل��ى وج��ود التكامل بين الشرع‬ ‫والحقيقة ‪،‬إذ أجمع مختلف الشراح أن مقصود‬ ‫المولى عبد السالم في صالته من األنوار هو‬ ‫الشريعة ‪،‬و من األسرار هو الحقيقة ‪،‬و تكاملهما‬ ‫موصل للمريد الصادق إل��ى حضرة رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وحضرة اهلل تعالى‬ ‫‪،‬واعتماد المولى عبد السالم في معاني تصليته‬ ‫على أصول قرآنية وحديثية دليل على ارتباط‬ ‫الحقيقة بالشريعة ‪،‬إذ ال دخول إال من بابها‪.‬‬ ‫وأش��ار الطالب الباحث الروسي إلى أن‬ ‫دراسته للصالة المشيشية قادته إلى التأكيد‬ ‫على صفاء عقيدة المولى عبد السالم ‪ ،‬و أن‬ ‫توحيده صاف ال تشوبه شائبة ‪،‬معتمده الكتاب‬ ‫والسنة‪.‬‬ ‫و من أهم ما انتهى إليه البحث أن النظرة‬ ‫الصوفية لإلنسان نظرة متكاملة متوازنة ‪،‬إذ‬ ‫تجعل من التوحيد قضية اإلنسان األولى ‪،‬إذ‬ ‫ال وص��ول من غير باب التوحيد وتتبع سنن‬ ‫الحبيب سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪،‬و دعوة اإلنسان إلى التخلص من كدورات‬ ‫النفس وأمراضها ‪،‬بتصفيتها بالذكر واإلحسان‬ ‫ومراقبتها من الزلل ‪.‬‬ ‫لذا اعتنى في ختام البحث بالتأكيد على‬ ‫ضرورة التصوف ‪ ،‬حيث يعطي نموذجا أخالقيا‬ ‫فريدا يحصن اإلنسان من األمراض المجتمعية‬ ‫وتدني األخالق بين الناس ‪.‬‬ ‫و مما خلص إليه أن النص الصوفي نمط‬ ‫أدبي مستقل بذاته ‪،‬ينفرد بمعجمه الخاص‬ ‫وأسلوبه الفريد ‪،‬يميزه عن غيره من األجناس‬ ‫األدبية األخرى ‪،‬مما يمنحه ذلك اإلشعاع الممتد‬ ‫عبر التاريخ ‪ ،‬دون حدود أو قيود ‪ ،‬يستقطب‬ ‫شرائح متعددة من الناس ‪،‬تالمس تلك العبارات‬ ‫قلوبهم ‪ ،‬وتسمو بها أرواحهم‪.‬‬ ‫و تبقى الصالة المشيشية نصا يختزل‬ ‫معاني كثيرة ‪،‬ال ت��زال في حاجة إلى دراسة‬ ‫وتحليل ‪،‬و شروحها الممتدة عبر قرون ومناطق‬ ‫مختلفة من العالم محتاجة كذلك إلى جمع‬ ‫وتحقيق ودراسة ‪،‬تكشف ما تضمه من علوم‬ ‫وفوائد جمالية وتربوية صوفية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫بنيعيشأخطاء مهرجان المسرح‬ ‫محمدعن‬ ‫الدكتورماذا‬ ‫الوطني بتطوان ؟‬

‫سمة القلق وتجلياتها‬ ‫في “عضارس سوداء”*‬

‫• محمد العربي الفتوح*‬

‫“ليس الكاتب ذلك الجلمـــود المزعـــوم‪ ،‬وال ذلك الخفير الذي ال يرف له جفنٌ‬ ‫(‪ )...‬إنه كائن كغيره من الكائنات التي تظل رياح التاريخ متربصة بهشاشتها‪**”..‬‬

‫محمد العربي الفتوح يتوسط رضوان احدادو وعبد الكريم برشيد وزوجته‬

‫ال أذيع عليك سرا أيها القارئ اللبيب إن‬ ‫قلت لك إن المهرجان الوطني المسرحي‬ ‫لهذه السنة الذي أقيم في تطوان ‪ ،‬أثار حفيظة‬ ‫مؤسسة المسرح األدبي الكبرى لمدينة تطوان‬ ‫فقررت مقاطعته وعدم مشاهدتها للعروض‬ ‫المسرحية ‪،‬ردا على التهميش المفتعل من قبل‬ ‫إدارة المهرجان لمؤسسة المسرح األدبي الكبرى‬ ‫بتطوان ‪.‬‬

‫وهذا المهرجان الذي شاركت أنا فيه في‬ ‫جميع المناقشات المسرحية التي قدمت ‪ ،‬كنت‬ ‫أنا محمد العربي الفتوح التطواني الوحيد الذي‬ ‫ناقش تلك العروض والبقية من الذين شاركوا‬ ‫في النقاش كانوا من مدن أخرى غير تطوان ‪،‬‬ ‫وسأرجع الى هذه المناقشات والخطأ األول الذي‬ ‫ظهر في هذا المهرجان كان في حفلة االفتتاح‬ ‫عندما طلب الشاب الذي كان يقوم بتقديم‬ ‫عرض حفلة االفتتاح طلب من الجمهور أن يقف‬ ‫وقفة إجالل وتعظيم للممثلة التي كرمت والتي‬ ‫تسمى الشعيبية وليس من حق هذا الشاب‬ ‫الذي يقدم حفلة االفتتاح أن يطلب من الجمهور‬ ‫أن يقف فهذا يعتبر خطأ فنيا اليغتفر ألنه جرح‬ ‫كبرياء بعض الحاضرين الذين هم أرقى وأسمى‬ ‫درجة من الممثلة المكرمة سواء من الناحية‬ ‫الثقافية أو الفنية ‪ ،‬أما في حفلة الختام فقد‬ ‫طلع علينا المهرجان بلقطة فنية أقل ما يمكن‬ ‫أن يقال عنها تخريب وتشويه للتراث التطواني‬ ‫والمتمثلة فيالطقطوقةالجبيليةوإذا كانالمثل‬ ‫يقول “ الزيادة في الشيء نقصان “ فقد شاهدناه‬ ‫في عرض الختام الذي شمل الطقطوقة الجبلية‬ ‫شاب وشابة يصحبان بصوتهما غناء بتلك‬ ‫الطقطوقة مع رقصة لبعض الفتيات كل فتـاة‬ ‫كانت تحمل في يدها قلة ‪ ،‬وكانت هذه الرقصة‬ ‫ال تمت بصلة للطقطوقة الجبلية إنها تشبه‬ ‫رقصة الفلكلور األردني والدبكة اللبنانية ‪....‬‬

‫فما معنى هذا التسيب ؟ وهذا التشويه في‬ ‫فلكلورنا الجبلي التطواني ؟ إنه خطأ فني فادح‬ ‫وتتحمل مسؤوليته إدارة المهرجان الوطني‬ ‫للمسرح وبعد هذه الرقصة ظهرت على الشاشة‬ ‫صور بعض الذين ساهموا في مناقشة العروض‬ ‫المسرحية ولم أشاهد نفسي في تلك العروض‬ ‫–واغلب الظن‪ -‬أنهم تعمدوا تهميشي في تلك‬ ‫الصور و أن الذي أغنيت تلك العروض بالمناقشة‬ ‫التي شجعني عليها و هنأني عليها فضيلة‬ ‫الدكتور الكاتب الكبير حسن المنيعي‪ ...‬وهذا‬ ‫له تفسير واحد –وهو أن‪ -‬محمد العربي الفتوح‬ ‫رائد المسرح الكوميدي في تطوان أؤدي فاتورة‬ ‫انتمائي إلى تطوان‪.‬‬

‫قدمت مسرحية طنجيس ‪،‬فقد كان عرضا تاريخيا‬ ‫قيما باللغة العربية عادت بنا إلى أيام عز المسرح‬ ‫المغربي‪ ،‬حيث كان صوت المرحوم الممثل‬ ‫عفيفي يجلجل على خشبة مسرح إسبانيول‪ ،‬في‬ ‫مسرحيات كعطيل و هامليت ‪،‬فأقل ما يمكن أن‬ ‫يقال عن هذه المسرحية أنها كانت مسرحية‬ ‫نظيفة ‪،‬لم نشاهد فيها –ولو‪ -‬حركة تخدش‬ ‫حياء المتفرجين ‪،‬بخالف باقي المسرحيات التي‬ ‫عرضت‪ ،‬فإنها كانت مليئة بالحشو والكلمات‬ ‫الزائدة‪ ،‬ومن شروط المسرحية الناجحة تجنب‬ ‫هذه المبالغات شأنها شأن القصيدة الشعرية‪،‬‬ ‫ورب معترض يقول ما شأن القصيدة الشعرية‬ ‫بالمسرحية‪ - ،‬فأقول ‪ -‬هناك عالقــة وطيــدة‬ ‫بينهما‪ ...‬أفلم يكن أدباء المسرح في العهد‬ ‫اإليغريقي شعراء؟‬ ‫إنمـا األمــم األخــالق ما بقيـت‬ ‫فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫فالفن إن لم يكن فيه األخالق فمصيره‬ ‫إلى مزبلة التاريخ‪ ،‬أما مسرحية التلفة لفرقة‬ ‫األكواريوم فقد كانت مليئة بالخالعة‪ ،‬فنراها‬ ‫أصيبت بعضال مسرح الطيب الصديقي المتعلق‬ ‫بإضافة بعض اللقطات التي تشمل الغناء ‪،‬الذي‬ ‫جيء كضيف ثقيل وحشو ال مبرر له‪..‬أريد به‬ ‫فقط تمديد في زمن المسرحية وملء فراغتها ‪.‬‬ ‫إذا كنا نعلم‪ ،‬أن الشرائــح االجتماعيــة‬ ‫التي يتكون منها المجتمع التطواني ‪،‬أغلبيتها‬ ‫الساحقة من أبناء المناطق الريفية المتواجدين‬ ‫فيها من أيام مؤسس تطوان يعني منذ أزيد من‬ ‫‪ 5‬قرون ونيف ‪،‬مما يفسر نجاح المسرحية الريفية‬ ‫لمدينة الحسيمة رغم عرضها في تطوان‪ ،‬وذلك‬ ‫راجع إلى حنكة الممثلين واتقانهم للمشاهد‬ ‫المسرحية ‪،‬أما بخصوص مسرحية ضيف الغفلة‬ ‫– ففي المناقشة ‪ -‬قلت لمخرجها ‪ :‬أنا لو كنت‬ ‫في لجنة التحكيم ألعطيتكم نقطة‪ 18/20‬لما‬ ‫قدمتوه لنا يعتبر كوميديا صرفا ويجدر الذكر‬ ‫أن هذه الفرقة مراكشية‪-‬فالكوميديا المراكشية‬ ‫معروفة لدى الجميع ال يحبها إال األمازيغ‪-‬‬ ‫وهي بعيدة عن ال��ذوق األندلسي الشمالي‬

‫‪،‬وم��ع ذلك ‪،‬ف��إن هذه الكوميديا المراكشية‬ ‫التي كان يتزعمها المرحوم بلقاس والفنانين‬ ‫شحيمة وعبد الجبار الوزير و ‪-‬حاليا‪ -‬فركوس‬ ‫أقل ما يمكن ان يقال عن هذه المسرحية ‪،‬‬ ‫أنها مسرحية عصرية تضحك الجميع ‪،‬ألنها‬ ‫قدمت بأسلوب جديد ‪،‬وتشمل نفسا طويال‬ ‫سوى أنها كان عليها ان تتحاشى االستشهاد‬ ‫باآليات القرآنية التي كانت تتلى بغية إضحاك‬ ‫المتفرجين وهذا‪-‬أقل ما يقال عنه‪ -‬خطأ فادح ال‬ ‫يصح حدوثه استشهادا بقوله تعالى‪:‬‬ ‫«وال تجعلوا آيات اهلل هزءا»‪.‬‬ ‫استخالصا لما سبق فالمهرجان المسرحي‬ ‫التي تنظمه مؤسسه المسرح االدب��ي في‬ ‫كل سنة –هو ‪ -‬أحسن بكثير من المهرجان‬ ‫المسرحي الوطني الذي تنظمه وزارة الثقافة‬ ‫ذلك أن هذا األخير هو مهرجان دولي إن صح‬ ‫التعبير تشارك فيه فعاليات من مصر واألردن‬ ‫والجزائر و إسبانيا و الفرق المغربية وفرقة‬ ‫مؤسسة المسرح األدبي الكبرى‪.‬‬ ‫اما عن الممثل المراكشي الذي منح جائزة‬ ‫أحسن ممثل في مهرجان المسرح ‪،‬فقد كان‬ ‫متوقعا لهذا السبب منحته ‪. 18/20‬مع العلم أن‬ ‫وزير الثقافة في حفلة الختام قد ذكر أن ماليين‬ ‫من الدراهم خصصت إلنعاش المســـرح‪....‬‬ ‫فالسؤال الذي يطرح نفسه ما نصيب المسرح‬ ‫األدبي من هذه المنح ؟ وأسئلة كثيرة تطرح‬ ‫نفسها في هذا المجال‪...‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬هذه إطاللة نقدية حول‬ ‫مهرجـــان المسـرح لهذه السنة وإلى اللقاء يا‬ ‫معشر األصدقاء‪.‬‬ ‫في العدد القادم‬

‫ما نصيب المعلمة التراثية (سجن‬ ‫المطامير؟)‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫* رائد من رواد المسرح في تطوان‬ ‫باحث في المعالم التراثية بتطوان‬

‫وتستمر حفلة الختام‪ ،‬ليقوم المهرج أو‬ ‫الفنان ال��ذي كان يقدم حفلة الختام إلحدى‬ ‫الممثالت التي حظيت بجائزة “ تعالي عندي ؟‬ ‫سلمي علي‪ ..‬وسلمي على سعادة عامل الفنيدق‬ ‫لعله يعطينا الكريمة؟‪....‬‬ ‫أرى أن هذا المنشط إن صح التعبير قد جاوز‬ ‫قدره فهناك خطوط حمراء ال ينبغي تجاوزها ‪,‬كما‬ ‫أن هناك في تلك القاعة عدد كبير من الممثلين‬ ‫الذين يستطيعون أن يقدموا له دروسا في فن‬ ‫التنشيط‪ ،‬ولنرجع إلى العروض المسرحية التي‬

‫‪12‬‬

‫سجن المطامير‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشذرية في المغرب‪ ،‬خالل‬ ‫الكتابة‬ ‫ح ّققتِ‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬تراكما كميا ونوعيا الفتا؛ فعلى‬ ‫المستوى الكمي‪ ،‬تزايد عدد الكتب واألعمال‬ ‫المنشورة في هذا الجنس األدبي‪ .‬وعلى‬ ‫المستوى النوعيّ‪ ،‬يقف القارئ المتتبع لتلك‬ ‫األعمال على جوانب إشراق وإبداع وفرادة الفتة‬ ‫في نصوص الشذرات لدى عدد من الكتّاب‬ ‫الذين اختاروا السير في هذا المضمار‪...‬‬ ‫وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬صدر‪ ،‬عن منشورات‬ ‫“ديهيا” بمدينة بركان‪ ،‬لألديب عبد الغنــــي‬ ‫صراض كتاب شذرات أطلق عليه عنوان‬ ‫“عضارس سوداء”؛ وذلك في ما مجموعه ‪107‬‬ ‫صفحات من الحجم الصغير‪.‬‬ ‫إن إلقاء نظرة متفحصة على نصوص هاته‬ ‫الشذرات سيقود القارئ إلى الوقوف عند سمة‬ ‫بارزة تكاد تطغى على النصوص برمتها؛ وهي‬ ‫سمة القلق‪ .‬وتحضر هذه السمة من خالل جملة‬ ‫من التجليات أبرزها‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الثنائيات الجدلية‪ :‬إن الحضور الالفت‬ ‫لعديد من هذه الثنائيات في نصوص الشذرات‬ ‫المضمنة في هذا الكتاب‪ ،‬والبالغ عددها ‪93‬‬ ‫شذرة‪ ،‬يعبّر عن القلق؛ فمن خالل عملية إحصاء‬ ‫وقفت على أزيد من ‪ 15‬ثنائية‪ ،‬منها‪ :‬األسود ‪/‬‬ ‫األبيض‪ ،‬الحزن ‪ /‬الفرح‪ ،‬الموت ‪ /‬الحياة‪ ،‬األرض ‪/‬‬ ‫السماء‪ ،‬الحقيقة ‪ /‬الوهم‪ ،‬الصمت ‪ /‬الضجيج‪ ،‬األنا‬ ‫أو الذات‪ /‬اآلخر‪ ،‬الظالم‪ /‬النور‪ ،‬الخير ‪ /‬الشر‪ ،‬الليل‬ ‫‪ /‬النهار‪ ،‬التذكر ‪ /‬النسيان‪ ،‬الماضي ‪ /‬المستقبل‪،‬‬ ‫الجسد‪ /‬الروح‪ ...‬يقول صراض في إحدى تلك‬ ‫الشذرات‪“ :‬ما بين نقطة الرؤية والرؤيا هناك‬ ‫تنويعات من الشر تستيقظ فيك كلما اتسع‬ ‫فهمك لذاتك واآلخر‪( ”..‬ص ‪ .)27‬وفي شذرة‬ ‫أخرى يقول‪“ :‬التأمل في األنا شبهة ال يمكن‬ ‫التخلص منها إال بضجيج الحياة‪( ”..‬ص ‪.)33‬‬ ‫وفي شذرة أخرى‪ ،‬يقول الكاتب‪“ :‬انتبه‪ ،‬جيدا‪ ،‬في‬ ‫نومك؛ قد تغرق بك أحالمك باتجاه قلق ال ينتمي‬ ‫إلى دواخلك” (ص ‪ .)57‬ويقول صراض في شذرة‬ ‫وردت بالصفحة ‪“ :59‬حين تدرك أنك وهم‪ ،‬وهم‬ ‫ال غير‪ ..‬ساعتها‪ ،‬ستبحث عن مضمونك الذاتي‪..‬‬ ‫طبعا‪ ،‬لن تجد إال صورة باألبيض واألسود‪ ،‬ال‬ ‫تشبهك” (ص ‪ .)59‬وفي شذرة أخرى‪ ،‬يقول‬ ‫الكاتب‪“ :‬شيئان في الحياة ال يتقابالن‪ :‬إفراط‬ ‫في العقل مما يحدث فجاجة وتضاربا في فهم‬ ‫الحقائق؛ وتفريط في ارتداء األقنعة رغبة في‬ ‫الخلود في األشياء‪( ”..‬ص ‪.....)91‬‬ ‫وكما يتضح للقارئ‪ ،‬فإن كثيرا من تلك‬ ‫الثنائيات تتصل‪ ،‬بال ريب‪ ،‬بحالة عدم االستقرار‬ ‫والقلق‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ومن تجليات سمة القلق ومظاهرها‬ ‫في نصوص الشذرات‪ ،‬نقف على حضور قويّ‬ ‫للسؤال؛ فمن أمثلته قوله‪“ :‬ماذا لو أدركنا النار‬ ‫المتشظية بأنانا؛ هل سنكتب قصيدة دسمة‬ ‫ألرواح تائهة؟ أم سنبحث عن أفق نمارس فيه‬ ‫الحياة؟ أم ننتظر عودة السندباد؟” (ص ‪)54‬؛‬ ‫ومنها أيضا‪“ :‬ماذا لو كانت الثلوج سوداء‪ ..‬أكنا‬ ‫سنركب القمم لنطل على الطريق المؤدية إلى‬ ‫الحياة؟” (ص ‪)58‬؛ ومنها أيضا قول الكاتب‪“ :‬لم‬ ‫ال نتعدد ونقبض على وهم متخيل يكون قربانا‬ ‫لقصيدة ستأتي؟” (ص ‪ .)66‬وفي شذرة أخرى‪،‬‬ ‫يقول‪“ :‬ماذا لو قتلنا األفعى التي تحرس تفاحة‬ ‫آدم؟ أنكون قد طمسنا حقيقتنا ودمرنا أوهامنا؟‬ ‫اللعبة‪ ،‬يا صاح‪ ،‬تبقى زائفة كيفما كان الحال”‬ ‫(ص ‪ .)75‬ويقول صراض في شذرة أخرى‪”:‬الشبح‬ ‫الذي يسكننا هل هو مرآة عميقة سحيقة تعكس‬ ‫ظاللنا فقط؟” (ص ‪ .)77‬وفي شذرة أخرى يطفح‬ ‫الكيل بالكاتب‪ ،‬فيصرخ متسائال‪“ :‬ما لو تخلصنا‬ ‫من ضجيج آناتنا‪ ،‬وانقطعنا إلى التأمل؟ هل كنا‬ ‫سنتخلص من بوهيميتنا؟ إنها مناخ نفسيّ‬ ‫عالق” (ص ‪...)81‬‬ ‫من خالل األمثلة أعاله وغيرها أخرى وردت‬ ‫في الكتاب‪ ،‬يتضح للقارئ أن طبيعة التساؤالت ‪/‬‬ ‫األسئلة تؤشر على نوع من التوتر والقلق يسري‬ ‫بين النصوص وداخلها أمام التحوالت والوقائع‬ ‫التي تجري في الحياة‪ ،‬ربما ألن “النصوص أو‬ ‫األعمال اإلبداعية لم تعد تضطلع بمهمة العالج؛‬ ‫بل أصبحت تعمّق األلم وتضيء الجراح كلها في‬ ‫جسد وذات الكتابة والقراءة والتلقي‪ ...‬أصبحت‬ ‫لإلبداع والكتابة والقراءة آفاق أخرى‪ :‬أن تراهن‪،‬‬ ‫بالضرورة‪ ،‬على إضاءة الداللة والمعنى بالسؤال‪،‬‬ ‫باعتباره (السؤال) هو رغبة الفكر” (بوجمعة‬ ‫العوفي‪ ،‬القصة القصيرة بين التجريب والتأويل‪،‬‬ ‫منشورات الشعلة‪ ،‬ص ص ‪.)61 60-‬‬ ‫كما أن المتأمل في تلك التساؤالت يجد‬ ‫أنها تساؤالت مقلقة ومستفزة للقارئ‪ ،‬ال يروم‬ ‫من خاللها الكاتب إيجاد أجوبة بقدر ما يتوخى‬ ‫رصد ما يمور به الواقع اليومي من أحوال‬ ‫ومواقف‪ ،‬ويسعى إلى أن يعكسها على الورق‪...‬‬

‫ذ عبد الغني �صرا�ض‬

‫ج ‪ -‬تعدد األزمنة ‪ :‬إن سمـــة القلــق‪ ،‬في‬ ‫“عضارس سوداء”‪ ،‬ال تقتصر على الملمحين‬ ‫السالفين فقط؛ بل إنها تمتد إلى الزمن‪ ،‬حيث‬ ‫يقف القارئ على تعدد األزمنة‪ :‬الماضي ‪ /‬الحاضر‬ ‫‪ /‬المستقبل‪ .‬يقول عبد الغني صراض في إحدى‬ ‫شذرات الكتاب‪“ :‬على خط الماضي والحاضر‪،‬‬ ‫هناك مجموعة من الترهات ال تتغير إال زمانيا؛‬ ‫فال تسرع لتصل المستقبل” (ص ‪.)63‬‬ ‫إن التعدد الزمني في الشذرات ال ينحصر‬ ‫في ورود األلفاظ الدالة عليه؛ بل إن الصيغ‬ ‫الصرفية لألفعال بدورها حققت هذا التعدد‬ ‫بجالء‪ ،‬إذ ورد في شذرة على سبيل المثال‪:‬‬ ‫“الخنادق التي رسمناها على جغرافية النسيان لم‬ ‫تتدرب‪ ،‬يوما‪ ،‬على تحمل أنصافنا المتعرجة من‬ ‫الخيبات‪ .‬لذا‪ ،‬سأكتمني منسيا بقياسات هزائمي‬ ‫الممددة على حافة موت الشمس طالما أن هذا‬ ‫الكون لم يرسم مرايا لحوريات الطين والماء”‬ ‫(ص ‪ .)92‬وفي مثال آخر نقرأ‪“ :‬الحزن الذي‬ ‫غادرك قهرا هو‪ ،‬اليوم‪ ،‬ينعق على حافة ذاكرتك‬ ‫المتآكلة بالنسيان‪ ..‬ال توقظ المطر‪( ”! ‬ص ‪.)35‬‬ ‫تلكم كانت أبرز تجليات سمة القلق في‬ ‫“عضارس سوداء” للكاتب والقاص المبدع عبد‬ ‫الغني صراض‪.‬‬ ‫وإن تيمة القلق‪ ،‬التي ترخي بظاللها على‬ ‫نصوص هذه الشذرات‪ ،‬تولدت عنها تيمات‬ ‫أخرى في النص ال تقل عنها أهمية وعمقا‪ :‬الحزن‪،‬‬ ‫الرفض‪ ،‬المساءلة‪ ،‬الترقب‪ ،‬الريبة والشك‪ ...‬وهو‬ ‫ما يصلح ألن يكون موضوع مقاربات وقراءات‬ ‫أخرى في مناسبات الحقة‪...‬‬ ‫على سبيل التركيب ‪:‬‬ ‫وختاما‪ ،‬نخلص – مع الناقد د‪ .‬عبد القادر‬ ‫فيدوح‪ -‬إلى أن “تجربة الضياع والهدم وتمزّق‬ ‫الذات والقلق الوجوديّ من السمات البارزة في‬ ‫األدب العربي المعاصر؛ سواء أكان ذلك بدافع‬ ‫النكبات والهزائم التي منيت بها األمة العربية‬ ‫أم بدافع الوضع المتأزم واشتداد وطأته”‪( .‬معارج‬ ‫المعنى في الشعر العربي الحديث‪ ،‬عبد القادر‬ ‫فيدوح‪ ،‬دار صفحات للدراسات والنشر – دمشق‪-‬‬ ‫سوريا ‪.)2012‬‬ ‫ومن َثمَّ‪ ،‬فإن نصوص “عضارس سوداء” ال‬ ‫تخرج عن هذا اإلطار ‪ /‬المنحى الذي رسمه الناقد‬ ‫فيدوح وحدّد بواعثه ومراميه؛ ال سيما أن سمة‬ ‫القلق‪ ،‬التي تحضر في نصوص هذه الشذرات‪،‬‬ ‫تعكس للقارئ نوعا من التفكير المنبني على‬ ‫التأمل في التجربة الوجودية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* ورقة ألقيت في حفل تقديم الكتاب بالصالون‬ ‫الثقافي لمكتبة فرنسا بالدار البيضاء يوم ‪ 05‬أبريل ‪.2015‬‬ ‫وأحب‪ ،‬هنا‪ ،‬أن أهدي هذه الورقة المتواضعة إلى روح الفقيد‬ ‫العزيز الشاعر منير بولعيش‪ ،‬الذي رحل عن هذه الدنيا‬ ‫الفانية‪ ،‬في أوج العطاء واإلبداع؛ فقد كان الفقيد العزيز‪ ،‬الذي‬ ‫جمعتني به صداقة متينة طيلة سنوات الدراسة الجامعية‪،‬‬ ‫أول من حرّك في داخلي االهتمام بهذا الجنس األدبي‪:‬‬ ‫الشذرة‪.‬‬ ‫** عبد اللطيف اللعبي‪ ،‬الهويــة شاعــر‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد‬ ‫القادر هجام‪ ،‬نشر الفنك‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2002 ،‬ص ‪.100‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫المراهـقــة‬ ‫المراهـقــة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬بحلول العام الهجري ‪ ،1437‬افتتح نادي االتحاد‬ ‫مسيرة نشاطه الثقافي‪ ،‬بموضوع للنقاش وعلى طاولة‬ ‫الحوار في غاية األهمية‪ ،‬إذ نحن مسكونون بجوهر‬ ‫المادة العلمية‪ .‬نتشرف بالترحيب باألستاذين الكريمين‬ ‫المتخصصين ‪ :‬الدكتور عبد اهلل زوزيو‪ ،‬طبيب األمراض‬ ‫العقلية‪ ،‬والدكتور عبد الرحيم تمحري أستاذ علم النفس‬ ‫بكلية اآلداب بتطوان‪ .‬ليلقيا محاضرة تأخذ طريقها إلى‬ ‫العقول تحت عنوان‪ ،‬المراهقة‪ .‬بحضور وازن من المثقفين‬ ‫ودكاترة جامعيين‪ ،‬استهل المحاضران في استكشاف‬ ‫األغوار على مكامن الطابوهات وتسليط الضوء على‬ ‫المنهج التربوي السليم لتجنب “ األنا “ الذاتية‪ .‬حرصا على‬ ‫نور العلم وعدم الكتمان والخجل “ المُقنَّع “ ‪.‬ثم الخوض‬ ‫األكاديمي من أجل تجنب الخلل الفكري إلى ما تختزنه‬ ‫وقائع فطرة الطبيعة البشرية من تغيرات بيولوجية‪،‬‬ ‫ينشأ للمراهق أثناءها نوع من التوتر ويزداد عصبية‪،‬‬ ‫ويتمرد أيضا بفرض آرائه‪ ،‬ويشتكي من عدم فهم أهله‬ ‫له ولها‪ .‬ويمكن أن تحدث خالفات بين اآلباء واألبناء‬ ‫فيما يخص القيم الدينية‪ .‬وتعارض المراهق مع التقاليد‬ ‫اإلجتماعية ‪.‬وهل هي أمراض ؟ أم يمكن أن تتحول إلى‬ ‫أمراض كانفصام الشخصية ؟ بما يسمى عند “ فرويد“‬ ‫( ال ميتوماني ) وما الفرق بينها وبين (شيزوفرينيا )‪ .‬ثم‬ ‫المحسوس المادي والنفسي للمراهق‪ .‬وبدافع من تقريب‬ ‫المادة العلمية‪ ،‬نسعى إلى استثمارها من أجل أبنائنا‬ ‫لكي تكون في متناول اآلباء واألمهات دون االعتماد على‬ ‫التقليد األعمى وهشاشة المعلومة السطحية‪َّ .‬‬ ‫إن ثمة‬ ‫تحوال مرحليا يغزو مجرى حياة الشباب‪ ،‬ال شيء يمنعنا‬ ‫من الكشف ومن الجهر بالتغيرات الجسدية والعاطفية‬ ‫واالجتماعية والنفسية والعقلية التي تحدثها حالة‬ ‫البيولوجيا‪ .‬نظرا لتعدد األسئلة‪ ،‬التي سوف يجيبنا عليها‬ ‫أكاديميا بمحاضرة قيمة األستاذ الدكتور ‪ :‬عبد الرحيم‬ ‫تمحري‪. ..‬‬

‫يشرفني‪ ،‬وأنا في مدينة سيدي المنظري الذي قاوم‬ ‫المستعمر اإلسباني وأعاد بناء هذه المدينة العريقة؛ وفي‬ ‫مدينة سيدي الصعيدي رمز من رموز الوالية والشرف‬ ‫بالمغرب ؛ وفي أخت غرناطة التي الزال مركزها يحافظ‬ ‫على معالم األندلس ؛ وفي هذا النادي الذي نيف على‬ ‫القرن من وجوده حيث يعود تاريخه إلى سنة ‪،1920‬‬ ‫ومازال األعضاء فيه يواصلون عهد اإلجتماع والنشاط‬ ‫واإلشعاع‪ ،‬كدليل على حيوية وحياة أعضائه‪ ،‬وترسيخاً‬ ‫لتقليد جميل ما أحوجنا إلى أن نستمر فيه‪ ،‬على غرار‬ ‫صالونات باريس األدبية في الغرب‪ ،‬وصالونات بيروت‬ ‫والقاهرة في الشرق‪ ،‬األولى قبل ثالثة قرون‪ ،‬والثانية قبل‬ ‫قرنين ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إن المساهمة التي أساهم بها في هذه األمسية‬ ‫موضوعها هو ‪ “ :‬من المراهقة إلى المراهق‪ ،‬والمراهق‬ ‫المغربي تحديداً “‪ ،‬وأقول إن المراهقة تندرج في إطار‬ ‫التحقيب العمري للفرد ذكراً أو أنثى بعد أن يكون قد‬ ‫ظهرت عليه عالمات البلوغ الجنسية ( خروج المني‪،‬‬ ‫وخشونة الصوت‪ ،‬وطول األطراف‪ ،‬وظهور شعر اإلبط‬ ‫والعانة‪ ،‬إلخ بالنسبة للذكر ؛ وظهور الحيض ورخامة‬ ‫الصوت واتساع الحوض وبروز الصدر‪ ،‬إلخ بالنسبة لألنثى)‪.‬‬ ‫والحديث عن المراهقة كمرحلة عمرية هو حديث نمطي‬ ‫ألنه يتضمن أوصافاً يفترض أن تنطبق على الجميع في‬ ‫كل البالد وفي كل المجتمعات‪ ،‬وهذا خطأ‪ .‬ألنه حديث‬ ‫سالم واستسالم ؛ في حين كان األولى أن نتحدث عن‬ ‫المراهق كشخص متفرد يعمل على صنع شخصيته في‬ ‫ظل ثقافة مجتمعه أو ما يصطلح عليه موريس دوبيس‬ ‫‪ Maurice Debesse‬باألوضاع النموذجية التي يوجد‬ ‫فيها المراهق ‪ Situations types‬والتي تلعبُ دوراً‬ ‫هاماً في تنشئته وصوغ شخصيته‪ ،‬ويعني بها ‪:‬‬ ‫األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬جماعــة الرفــاق‪ ،‬ومؤسسات‬ ‫التنشئـــة الموازيـــة كالنوادي والجمعيات‪ ،‬إلـخ‪ .‬وبهـــذا‬ ‫المعنى‪ ،‬فليس من السهل الحديث عن المراهق‪ ،‬ذلك‬ ‫الفرد الذي خرج من مرحلة الكمون ‪ latence‬كما يسميها‬ ‫فرويد إلى مرحلة التغير الكلي والمفاجئ على المستوى‬ ‫الجسدي والنفسي‪ ،‬فيكون أمام تحد يتعلق بإثبات‬ ‫الذات والخروج عن المعايير التي سطرتها الجماعة‬ ‫أو األسرة‪ ،‬أحياناً بالعزلة وأحياناً بالمتح من ثقافة‬ ‫الرفاق‪ .‬وبمثل ما يعجب المراهق بمُد ِّرسته والمراهقة‬ ‫بمُدَرِّسها‪ ،‬يثور هاذان ضد النظام المدرسي وإكراهات‬ ‫المعايير المدرسية لكونها محافظة‪ ،‬وغير متجاوبة مع‬ ‫طموحاتهما ‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬تفهم قولة روسو الخالدة في كتابه‬ ‫“ إميل أو في التربية “ ‪« :‬أيها المعلمون‪ ،‬ابدؤوا بمعرفة‬ ‫تالمذتكم فإنكم ال تعرفونهم حقاً » ‪.‬‬

‫عشر إلى السنة الحادية عشرة) وتقسم هذه الفترة‬ ‫بدورها إلى فترتين ‪:‬‬ ‫• الفترة قبل – اإلجرائية ( من الشهر ‪ 18‬إلى ‪7‬‬ ‫سنوات ) ‪،‬‬ ‫• الفترة اإلجرائية ( من ‪ 7‬سنوات إلى ‪ 11‬سنة ) ‪،‬‬

‫• فترة العمليات الصورية ( بين ‪ 11‬سنة و‪ 15‬سنة)‪.‬‬ ‫من الواضح أن هذه الفترة توازي فترة المراهقة األولى أو‬ ‫المراهقة البلوغية ‪.‬‬

‫ذهبت دراسات أخرى أكثر تخصصاً مثل روني‬ ‫ليكويير ‪ R.L’écuyère‬المتخصص في مفهوم الذات‬ ‫بكندا حيث اِعتبر المراهقة هي مرحلة “ تمييز الذات” ‪.‬‬ ‫فمرحلة ‪ 2 – 0‬سنتين ‪ :‬هي مرحلة انبثاق الذات‪،‬‬ ‫ومرحلة ‪ 5 – 2‬سنوات ‪ :‬هي مرحلة إثبات الذات‪،‬‬ ‫ومرحلة ‪ 12/ 10 – 5‬سنة ‪ :‬هي مرحلة انتشار الذات ‪،‬‬

‫ومرحلة ‪ 18 / 15 – 12 / 10‬سنة ‪ :‬هي مرحلة تمييز‬ ‫الذات ( المراهقة )‪،‬‬ ‫كان روسو يقصد أن المراهق – مثله مثل الطفل‬ ‫الذي ليس براشد مصغر – ال يعرف اإلطراد واالستمرارية‬ ‫في النمو الخطي نحو الرشد‪ ،‬ولكنه يعيش والدة جديدة‪،‬‬ ‫والدة ثانية‪ ،‬تنفجر معها العواطف والغرائز‪ ،‬تظهر فيها‬ ‫ميول الحب الجنسي‪ .‬إنها إذن منعطف عمري‪ ،‬وصاحبها‬ ‫يتحول إلى ذلك الذي يتغير في هويته‪ ،‬ويكون عليه‬ ‫أن يكشف العالم وأسراره باألسفار‪ ،‬وأن يجد له زوجة‬ ‫ويعرف معنى االستقرار ‪...‬الشيء أو األشياء التي ال‬ ‫يراعيها الوالدان اليوم وال األساتذة اليوم ألنهم جامدون‬ ‫ومحافظون‪ ،‬نسوا أو تناسوا مرحلة مراهقتهم ومعاناتهم‬ ‫خاللها ؛ ألن المراهقة لو أردنا أن نجمع اللغة إلى علم‬ ‫النفس اإلجتماعي‪ ،‬لقلنا إنها مرحلة مرهقة‪ ،‬إن المراهق‬ ‫مرهق لنفسه وغيره ؛ فالدوافع الغريزية عليه شديدة‪،‬‬ ‫والغرائز العدوانية لديه تحتاج إلى أن تجد متنفساً لها –‬ ‫الشيء الذي قد يؤدي أحياناً إلى تدمير الذات عبر سياقة‬ ‫الدراجات المتهورة وعبر الحركات الرياضية العنيفة ‪،-‬‬ ‫ناهيك عن هذا التفاوت بين النضج البيولوجي للمراهق‬ ‫ والمراهقة ‪ -‬وعدم النضج االقتصادي فال يتمكن من‬‫تحقيق االستقالل االقتصادي نظراً لطول فترة الدراسة‬ ‫وتأخر سن الشغل‪ ،‬وعدم القدرة على إيجاد سكن خاص‬ ‫به يحقق فيه استقاللية الذات والتعبير عن مكنونات‬ ‫النفس بعيداً عن مراقبة األسرة وتدخالتها‪ ،‬وتقويمات‬ ‫الراشدين ونقدهم‪ .‬من هنا هذا االختالف بين األجيال‬ ‫الذي قد يصل إلى حد الخالف ‪.‬‬ ‫نحن الراشدين ال نفهم المراهقين من أبنائنا‬ ‫وبناتنا‪ ،‬ألننا نسينا أو تناسينا ما عنيناه في مراهقتنا‪ ،‬وألننا‬ ‫كلما تقدم بنا الزمن صرنا أكثر محافظة وأكثر رجعية‪،‬‬ ‫أشد حرصاً على الثبات وأكثر خوفاً من التغيير‪ ،‬فال نوفرَ‬ ‫بالتالي ألبنائنا وبناتنا فرصاً لتحقيق الذات وتوكيدها‬ ‫واالنطالق نحو آفاق أكثر اِتساعاً ورحابة في الخيال‬ ‫واإلبداع والتجريب والعطاء ‪.‬‬

‫المراهق والعنف ‪:‬‬

‫على الرغم من ال معقولية حتمية الربط بين المراهق‬ ‫والعنف – ألن لكل فئة عمرية عنفها‪ ،‬بل يمكن الذهاب مع‬ ‫فرويد إلى أن الدوافع العدوانية والغريزية هي ما يحكم‬ ‫النفسيــــة اإلنسانيـــة وبالتالي السلـــوك البشري – إال‬ ‫أننـا نالحظ أن المراهق – على الرغم من ضـرورة التمييز‬ ‫بين المراهــــق البالــــغ ‪Adolescent pubère 14-‬‬ ‫‪ 12‬سنة)‪ ،‬والمراهق الشاب‪Adolescent juvénile‬‬ ‫‪ (15 – 18‬سنة ) – بحكم النمو الذي يعرفه على مستوى‬ ‫الجسد ككل‪ ،‬مما يزيده حركة وخفة – لدرجة أن بعض‬ ‫المدرسات يشتكين من بعض المراهقين الشباب الذين‬ ‫بقفزة واحدة يتحولون من بالط حجرة الدراسة إلى فوق‬ ‫مكتبها فتظل مشدوهة وأيضاً شاعرة بالعجز أمام هذه‬ ‫الحركة الالمحسوبة ( مثال بوجاد رون و �‪Pujade Ren‬‬ ‫‪“ aud‬جسد المدرس ‪“ Le corps de l’enseignant‬‬ ‫دار النشر ‪ )ESF‬؛ هذا المراهق يحتاج إلى تأكيد ذاته في‬ ‫الرياضة والغناء والمغامرة والسفر واالكتشاف والوجدان‬ ‫ينكفئ‬ ‫( الحب )‪ .‬لكن عندما ال يتحقق له ذلك‪ ،‬فإنه قد‬ ‫ُ‬ ‫على ذاته وربما سعا إلى تخريبها بالمخدرات‪ ،‬وسياقة‬ ‫الدراجات بجهالة واالنخراط في جماعات الشغب مع أوالد‬ ‫الحومة في رأس الدرب للتدخين والتحرش بالفتيات‪،‬‬ ‫أو في جماعات متطرفة وإرهابية داخل الوطن وخارجه‬ ‫أو في عصابات إجرامية‪ .‬كما يمكن أن يمارس شغبه‬

‫على تخريب المِ ْلكِ العام كالحافالت وعلب القمامة‪،‬‬ ‫وتجهيزات المالعب الرياضية كما هو الحال عند إجراء‬ ‫مباريات كرة القدم وما يتبع ذلك من تخريب‪ ،‬سواء كان‬ ‫الفريق الرياضي من الفائزين أو الخاسرين ؛ ألن الطاقة‬ ‫الزائدة في الجسم لم تصرف وتدبر‪ .‬وقد يكون في‬ ‫االعتداءات الجنسية على الغير صغاراً وفتيات ومسنين‬ ‫ما يؤكد انحباس الطاقة وكبح الحركة والحيوية وكان‬ ‫حريا بجمعيات المجتمع ومؤسساته التربوية والرياضية‬ ‫واإلبداعية ( من مسرح وموسيقى وسينما ‪ )....‬أن تأخذ‬ ‫بعين التقدير هذه الطاقات وتصرفها فيما يعود بالخير‬ ‫على هذا الوطن‪ ،‬سيما في الرياضة وألعاب القوى التي‬ ‫عرفت بالمغرب خيراً مما عرفت به الديبلوماسية على حد‬ ‫تعبير الملك الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل ‪.‬‬ ‫في الوقت الذي نعطل فيه من طاقات مراهقينا‪ ،‬فال‬ ‫نوفر لهم ظروف التفتح الرياضي والفني كما هو الحال في‬ ‫دور الشباب التي فقدت مصداقيتها ألنها لم تنفتح على‬ ‫هذه الشريحة العمرية بما ينبغي من استقطاب مدروس‪،‬‬ ‫حتى تنخرط في ما يحقق للمغرب بطوالت إقليمية‬ ‫ودولية كلعب الشطرنج والمسايفة وكرة الطاولة ؛ كما‬ ‫فقدت المالعب الرياضية ومن يشرف عليها مصداقيتها‬ ‫ألنها لم تستقطب هذه الفئة العمرية بما يجعلها منافسة‬ ‫ألقرانها في العالم المتحضر األوروبي والعالم الصاعد‬ ‫األسيوي في رياضات الجمباز والمصارعة وفنون الحرب‬ ‫والسباحة ورمي الرمح ورمي الزانة ومختلف مسابقات‬ ‫القفز على الحبل ومختلف مباريات الكرة التي تلعب باليد‪،‬‬ ‫إلخ‪ .‬فبقي مراهقونا للتسكع أو لمقاهي األنترنيت غير‬ ‫المراقبة – إال ما ندر ‪ ،-‬ومع ذلك نتعجب من االنحراف‬ ‫وظواهره‪ ،‬ومن صراع األجيال وآفاته‪ .‬ونكاد ننسى دروس‬ ‫التاريخ ودور الفئات الفتية فيه ‪ :‬فالحركات الثورية العالمية‬ ‫أحدثها فتيان أطرهم مفكرون وقادة حزبيون كما في‬ ‫أحداث ماي ‪ 68‬بفرنسا‪ ،‬وأصحاب الكهف – كما يحكي‬ ‫عنهم القرآن – فتية آمنوا بربهم‪ ،‬وأنصار األنبياء والرسل‬ ‫كانوا فتية‪ ،‬ومحمد صلى اهلل عليه وسلم آزره الشباب في‬ ‫بداية دعوته وخذله الشيوخ‪ ،‬والمغرب رفع الشباب رايته‬ ‫خفاقة في المحافل الدولية الرياضية‪ ،‬وكذلك في بعض‬ ‫الرحالت االستكشافية العلمية بالقطب الشمالي وفي‬ ‫مختبرات النازا بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فلِمَ نهدر‬ ‫طاقة أبنائنا من المراهقين ؟‬

‫المراهق ‪ :‬من العالمية إلى المحلية ‪:‬‬

‫يعود الفضل إلى العالِم األمريكي ستانلي هول‬ ‫‪ Stanly Hall‬تلميذ فونت األلماني صاحب مختبر ليبزج‬ ‫بألمانيا في افتتاح الدراسة العلمية لعلم المراهقة التي‬ ‫عالجها من جوانبها الفيزيولوجية واإلجتماعية والتربوية‬ ‫والدينية‪ ،‬إلخ‪ .‬وتوالت بعد ذلك الدراسات التي سلطت‬ ‫الضوء على هذا الجانب أو ذاك من شخصية المراهق ‪.‬‬ ‫إذا كان فرويد قد ركز على الجانب الوجداني في‬ ‫شخصية الفرد اإلنساني من خالل مراحله المقترحة‬ ‫لتطوره ‪ :‬فمية – سادية شرجية – أوديبية – كمونية –‬ ‫بلوغية ؛ فإن بياجي قد ركز على الجانب الفكري المعرفي‬ ‫في الشخصية والتي وزعها إلى فترات هي ‪:‬‬ ‫• الفترة الحسية الحركية ( من الميالد إلى الشهر‬ ‫الثامن عشر ) ؛‬ ‫• الفترة اإلجرائية الملموسة ( من الشهر الثامن‬

‫ومرحلة ‪ 60 – 18‬سنة ‪ :‬هي مرحلة مفهوم الذات‬ ‫التي تتميز باإلنجاز ‪،‬‬

‫ثم مرحلة ‪ 100 – 60‬سنة ‪ :‬هي مرحلة الذات لدى‬ ‫المسنينوالمتميزةبالتراجع‪.‬‬

‫إال أن العالم العربي اإلسالمي لم يخل من فكرة‬ ‫التحقيب واإللماع إلى المراهقة‪ .‬إذ جاء في األثر األمر‬ ‫بمالعبة األطفال لسبع (سنوات) وأمرهم بالصالة‪ ،‬ثم‬ ‫ضربهم عليها لعشر (سنوات ) ثم التفريق بينهما (‬ ‫الجنسين ) في المضاجع‪ .‬والحكمة من ذلك هي بلوغهما‬ ‫الحُ ُلم وظهور العالمات الجنسية األولى عليهما كالحيض‬ ‫للفتاة والمني للفتى‪.‬‬

‫كما لم يخل األدب الشعبي واألمثال والثقافة‬ ‫الشعبية عموماً من إيراد فكرة التحقيب التي يذكر فيها‬ ‫المراهق حيناً أو يغيب حيناً كقولهم عن المراهق ‪:‬‬ ‫« كبرتِ اَلف ّلوس وعملتِ البنَّارة» ( أي أصبح ديكاً‬ ‫بالغاً ) وقولهم عن المراهقة ‪« :‬الدفة بالقفل والعاتق‬ ‫بالعقل» ( أي ال أمان للمراهقة إال عقلها )‬

‫أما عن المراحل‪ ،‬فيمكن تقديم هذا المثل الذي‬ ‫يستندُ إلى معيار العشرين ‪:‬‬ ‫« ولد ‪ : 20‬الصحة والزين ‪،‬‬ ‫ولد ‪ : 40‬النخوة والتفرعين ‪،‬‬ ‫ولد ‪ : 60‬الكحة والتهرنين ‪،‬‬ ‫ولد ‪ : 80‬يبات مع الموتى ويصبح مع الحيين »‪.‬‬

‫ال تنقص الدراسات المغربية النفسية عن المراهقين‬ ‫من الجنسين‪ ،‬في الداخل كما في الخارج‪ ،‬وفي مختلف‬ ‫الكليات‪ ،‬إال أنها لم تنشر وظلت على رفوف مكتبات‬ ‫الكليات ومراكز التكوين‪ .‬ويمكن في هذا الصدد أن نذكر‬ ‫دراسات عبد الواحد الراضي ومحمد مصطفى القباج‪،‬‬ ‫وأحمد أوزي‪ ،‬وخالد عبد الرزاق‪ ،‬ونعيمة ثابت‪ ،‬ومحمد‬ ‫الدريج‪ ،‬والمصطفى حدية‪ ،‬وصالح مرحاب‪ ،‬وغيرهم من‬ ‫الباحثين من الجيل الجديد في موضوعات شتى تهم‬ ‫المراهقين‪ ،‬ممن يضيق المقام بإحصائهم هنا‪.‬‬

‫ويمكن أن نختم هذه المداخلة بما توصلت إليه آخر‬ ‫الدراسات في هذا الموضوع *‬

‫• أن نعلم المراهق توكيد الذات (وذلك بتقديره‬ ‫إياها‪ ،‬وتقبلها ثم توكيدها ) ‪.‬‬

‫• أن نعلمه الثقة بالذات وحذف العدوانية (وذلك‬ ‫باالستماع إليه‪ ،‬ووضع القواعد‪ ،‬ووضع المعالم من خالل‬ ‫القيم وبناء مشروع الحياة ) ‪.‬‬

‫ونحن نضيف ضرورة توفير شروط اإلبداع في‬ ‫الواقع‪ ،‬وظروف تحقيق الذات في مؤسسات القرب‪ ،‬وما‬ ‫هذا بعزيز على مؤسسة مثل نادي االتحاد العريق بتاريخه‬ ‫المجيــد وبإنجازاتــه‪ ،‬والذي من شأنه أن ينفتح على‬ ‫مراهقي الثانويات وعلى شباب الجامعات‪ ،‬ويدمجهم‬ ‫في أنشطته ومخططاته كجمعية من جمعيات المجتمع‬ ‫المدني الرائدة في مدينة السالم‪ ،‬الحمامة البيضاء‪ ،‬وأن‬ ‫يتحــول هذا النــادي‪ ،‬بفضل ذلك‪ ،‬إلى قوة اقتراحية داخل‬ ‫النسيج الجمعوي للمدينة‪ ،‬وللدولة ‪.‬‬

‫أشكركم على حسن االنتباه‪ ،‬وأعتذر عن التطويل‪،‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫زنى المحارم‬

‫لقد جاء ديننا اإلسالمي بحفظ األعراض وحمايتها‪ ،‬وبسدّ كل باب يمكن‬ ‫أن يؤدي إلى المحرمات ومقدماتها‪ ،‬وأوجب ستر العورات حتى ال تغلب علينا‬ ‫هوى النفس وشهواتها‪ ،‬فتضعف رقابة الضمير مع هيجانها‪ ،‬أو يتالشى الحاجز‬ ‫النفسي تحت ضغط الشهوة وشيطانها‪.‬‬ ‫وإذا كان الزنا في حد ذاته مستقبحا في النفوس والفطر‪ ،‬ونتائجه وعواقبه‬ ‫كبيرة على اإلنسان في نفسه وصحته وأسرته ويعد كبيرة من الكبائر التي‬ ‫حرمها اهلل تعالى على عباده‪ ،‬بل حرم القرب منها والوقوع في دواعيها‬ ‫ومقدماتها‪ .‬مصداقا لقوله تعالى‪َ ( :‬وال َت ْق َر ُبوا الزِّ نَى ِ�إنَّهُ َكانَ َفاحِ َ�ش ًة َو َ�س َاء‬ ‫َ�سبِي ًال)‪ ،‬ألن نتائجه تعود على النفس بالندم على ما فعل وما اقترف بعد أن‬ ‫يعود إليه رشده وتنطفئ نار الشهوة الشيطانية‪ ......‬وتعود نتائجه على‬ ‫الصحة باعتباره‪ ‬نذير رعب وفزع في فشو األمراض‪ ،‬من أمثال الزهري والسيالن‬ ‫والسيفليس والسيدا وغيرها من األوبئة الفتاكة‪ ..... ،‬وتعود نتائجه على األسر‬ ‫بتشتيتها ونزع كل أشكال المحبة والوئام واالحترام بينها‪ ،‬لذلك مقت اإلسالم‬ ‫الزنا‪ ،‬ومقت مقدماته‪ ،‬وأنكر بواعثه ودواعيه‪ ،‬ودعا إلى عالقات طاهر ٌة على‬ ‫أساس من أحكام الشرع والمشاعر اإلنسانية الراقية؛ يلتقي عليها قلبان وروحان‬ ‫وإنسانان‪ ،‬وليس متعتين مجردتين‪ ،‬وجسدين متباعدين؛ فقال تعالى في وصف‬ ‫المومنينالصادقين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ميـانُهم‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫زاو‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ِظ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫(و ٱ� َّلذِينَ هُ م ِل ُف ُر‬ ‫اجِ‬ ‫وجِ‬ ‫ونَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ني َف َمنِ �ٱب َت َغى َو َر� َآء َذل َِك َف ُ�أ ْو َل َ‬ ‫ـئك هُ ُم �ٱل َعادُونَ )‪.‬‬ ‫ري َم ُلومِ َ‬ ‫َف�إِ َّنهم َغ ُ‬ ‫وإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على‬ ‫المحارم‪ .‬ونقصد بزنا المحارم‪ :‬زنا األخ بأخته أو العمّ ببنت أخيه أو الخال بابنة‬ ‫أخته‪،‬أو الشاب بعمته أو خالته‪ ،‬وأعظم منه زنا الرجل بابنته التي من صلبه‪،‬‬ ‫وهذه من األمور بل من المصائب التي أضحت تنتشر في مجتمعنا وبين أظهرنا‪،‬‬ ‫وأصبحنا نسمع عنها بل ونستفتى في عواقبها‪ ،‬وهي من أعظم الذنوب وأجلها‪،‬‬ ‫قال‪ ‬ابن حجر الهيتمي‪ ‬في الزواجر‪ ( :‬وأعظم الزنا على اإلطالق الزنا بالمحارم‪،) .‬‬ ‫وذلك ألن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه بالنصيحة والتوجيه‪،‬‬ ‫والوعد والوعيد‪ ،‬والذود عنه وحمايته‪ ،‬ال أن يكون هو أول الهاتكين له المضيعين‬ ‫ألركانه‪ .‬فمن شأن الرجل أن يحمي أهله وحريمه ويذود عنهم‪ ،‬وينشر الفضيلة‬ ‫واألخالق الرفيعة بينهم‪ ،‬ويربيهم على القيم النبيلة والتعاليم السامية التي جاء‬ ‫بها ديننا‪ ،‬ال أن يشيع الفاحشة بينهم ويفكر في االستمتاع بهنّ‪ ،‬ويتعدَى‬ ‫عليهن‪ ،‬فال يفعل ذلك إال من خرج عن فطرته وهجر دينه؛ وفقد عقله وصوابه‪،‬‬ ‫ولذلك عظمت الشريعة عقوبة الزاني بالمحارم‪ ،‬فأشهرت في وجهه أعتى سالح‬ ‫يمكن أن يصيب اإلنسان‪،‬وهو القتل‪ ،‬فعن البراء بن عازب قال‪ :‬لقيت خالي ومعه‬ ‫الراية فقلت‪ :‬أين تريد؟ قال‪ :‬بعثني رسول اهلل‪ ‬إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده‬ ‫أن أضرب عنقه وآخذ ماله‪.‬‬ ‫فإذا كان هذا الحكم لمن تزوج وأشهر نكاحه فكيف بمن يتستر تحت‬ ‫الظالم ويختبئ وراء الجدران مستعينا بالتهديد أو اإلغراء أو القوة على هتك‬ ‫عرض ابنته أو أخته أو عمته أو خالته ‪ ...‬إنها مصيبة عظمى وكارثة كبرى حلت‬ ‫بمجتمعاتنا أساسها االبتعاد عن الدين وتعاليمه‪ ،‬وفقد القيم واألخالق النبيلة‬ ‫التي جاء بها‪ ،‬ثم انتشار المخدرات والتساهل في العالقات واللباس والتصرفات‪...‬‬ ‫فإذا نظرنا إلى أصل المشكلة نجده يكمن في مجموعة من األسباب التي‬ ‫نتحمل جميعا مسؤولياتنا فيها‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬تهاون بعض النساء بلباسهن أمام محارمهن‪ ،‬وكذا تهاون بعض‬ ‫األمهات بالبس أوالدهن ذكورا وإناثا فتجد البعض يلبس القصير جدا بحيث‬ ‫قد يظهر الفخذ وما فوقه‪ ،‬أو لبس لباس شفاف‪ ،‬أو المفتوح والضيق؛ مما قد‬ ‫يغري بعض ضعاف النفوس باالعتداء عليهن بالنظر والكالم والفعل أحيانا‪،‬‬ ‫أضف إلى ذلك عدم غض البصر الذي أمر به الشرع والتساهل في النظر إلى‬ ‫العورات ونظر الشهوة الذي هو في حد ذاته زنا محرم‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه‬ ‫آدَم َح ُّظهُ مِ نَ الزِّ نَا‪ ،‬ا ْل َعينْ ُ تَزْ يِن َوزِ َناهَ ا ال َّن َظ ُر‪َ ،‬وا ْل َف ُم‬ ‫وسلم « ُكت َِب َع َلى ا ْبنِ � َ‬ ‫َيزْ يِن َوزِ نَا ُه ال َّت ْقب ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َزْ‬ ‫الر ْج ُل تَزْ يِن َوزِ َناهَ ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ِيل‪َ ،‬وا ْل َي‬ ‫انِ‬ ‫َانِ‬ ‫ِ‬ ‫زِ‬ ‫اهُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫مْ َ‬ ‫ال ْ�ش ُي‪َ ،‬و ُي َ�صد ُِّق َذل َِك �أَ ْو ُي َك ِّذ ُبهُ ا ْل َف ْر ُج»‪ . ‬أضف إلى ذلك الخلوة المحرمة التي‬ ‫حظر منها النبي‪(( : ‬ال يخلون رجل بامرأة إال وكان الشيطان ثالثهما))‪.‬‬ ‫ومما ابتلي به المسلمون في هذا الزمان الفقر وضيق المسكن‪ ،‬فضيق‬ ‫المسكن يسبب كثرة اإلحتكاك وكثرة احتمال انكشاف العورة وصعوبة التحفظ‬ ‫في ذلك‪ ،‬فهذا الزحام فى السكن من العوامل المشجعه على زنا المحارم‪ ،‬فكثير‬ ‫من األسر تسكن فى غرفة واحدة ‪ ,‬وكثير من األسر ال تزال ‪ -‬الى اآلن ‪ -‬تستخدم‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫دورات مياه مشتركه بين غرف متعددة‪ ،‬مما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها‬ ‫‪ ,‬نتيجه اعتيادهم مشاهدة بعضهم البعض فى أوضاع مثيرة ‪.‬‬ ‫ولما كان النوم مظنة انكشاف العورة‪ ،‬وثوران الشهوة جاءت الشريعة‬ ‫الكاملة المطهرة باألمر بالتفريق بين األوالد في المضاجع ‪َ .‬ق َ‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫ول‬ ‫«‪ ‬م ُروا‪� ‬أَ ْو ُ‬ ‫ِني‬ ‫َاء َ�س ْب ِع ِ�سن َ‬ ‫ِال�صال ِة َوهُ ْم �أَ ْبن ُ‬ ‫الدَك ْم ب َّ‬ ‫ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم ‪ُ :‬‬ ‫�ش َو َف ِّر ُقوا َب ْين َُه ْم ف مْ َ‬ ‫َوا ضرْ‬ ‫يِ‪ ‬ال َ�ضاجِ ِع»‪ .‬وقد فسر أهل‬ ‫َاء َع رْ ٍ‬ ‫� ِ ُبوهُ ْم َ‬ ‫‪ ‬ع َل ْي َها َوهُ ْم �أَ ْبن ُ‬ ‫العلم التفريق في المضاجع بأمرين ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬التفريق بين فرشهم‪ ،‬وهذا هو ظاهر الحديث‪. ‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أال يناما متجردين على فراش واحد‪ ،‬فإن ناما بثيابهما من غير‬ ‫مالصقة جاز ذلك عند أمن الفتنة ‪.‬‬ ‫واألمر يحتاج إلى صبر في وضع حدود بين األفراد ذوي المسكن الضيق‬ ‫فيحرص اآلباء واألمهات على وضع الستر على الفرش التي ينام عليها األوالد‬ ‫وإن كان في وقت النوم فقط حرصا ًعلى ستر العورة إذا انكشفت أثناء النوم‬ ‫وأيضا ًيحرصون على أن يعلموا أوالدهم وجوب ستر العورة وحدودها خاصة‬ ‫أثناء تغيير المالبس فالبعض يتهاون في ذلك فال تحقرن صغيرة إن الجبال من‬ ‫تتكون من الحصى ‪.‬‬

‫ومن األسباب التي أدت إلى ظهور هذه الفاحشة بيننا تلك القنوات‬ ‫الفضائية اإلباحية التي تغزوا بيوتنا وتفسد شبابنا‪َّ ،‬‬ ‫فقل ما تجد شخصا وقع في‬ ‫مثل هذه القاذورات والفضائح إال وهو من رواد تلك القنوات الهابطة والتي‬ ‫تدعو إلى الرذيلة وتحارب الفضيلة ليال ونهارا وبشتى الصور من أغان راقصة‬ ‫مثيرة جدا بحيث تُبْرَز فيها المفاتن ومسلسالت وأفالم ماجنة ساقطة تدعو‬ ‫إلى الفاحشة وتعلم الناشئة طرق الوصول إليها وكيفية فعلها وتسهِّل عليهم‬ ‫العواقب الناتجة عنها‪.‬بل وتجعل ذلك من العادي المباح في الحياة حيث أصبحنا‬ ‫نشاهد مسلسالت برازيلية ومكسيكية مترجمة تحكي قصة األب الذي اليعرف‬ ‫إبنه‪ ،‬واإلبنة الحامل التي التعرف أب ابنها لكثرة عشاقها‪ ،‬واألخت التي تحيى‬ ‫عشيقة لزوج أختها‪ ،‬والتزوجة التي تجاهر بمعاشرة خليلها‪...‬إلى غير ذلك من‬ ‫الفضائح التي يتتبعها أبناؤنا ونساؤنا‪.‬‬ ‫ومن األسباب كذلك الشبكة العنكبوتية التي مع ما فيها من خير كثير‬ ‫إال أن أنظار كثير من المستخدمين لها تتجه للمواقع اإلباحية‪ ،‬بل قد أنشئت‬ ‫جملة من المواقع العربية والتي أنشأها عدد من الشباب متخصصة في تبادل‬ ‫تلك المقاطع اإلباحية الماجنة بحيث تسهل على الباحث فتكون مجموعة له‬ ‫في مكان واحد وكل يدلي بدلوه مع تشجيع المشتركين له على الزيادة وطلب‬ ‫المزيد متناسين أن كل مطلع على تلك الصور عليه من اآلثام واألوزار مثل‬ ‫أوزارهم ‪.‬‬ ‫ومن األسباب كذلك‪ :‬الثقة العمياء ببعض األقارب مع عدم صالحهم‪،‬‬

‫ د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬‫وتركهم في خلوة مع األبناء واألخوات ليال ونهارا‪ ،‬عريا وتبرجا‪ ،‬مما يُجرِّيء من‬ ‫ال خالق له منهم على الوقوع بمثل هذه الموبقات‪.‬‬ ‫وعلى رأس األسباب والمسببات‪ ‬إدمان المخدرات والمسكرات‪:‬‬ ‫فبتناولها يفقد المرء عقله ومن فقد عقله فعل كل ما يخطر على البال من‬ ‫محرم ومنكر فتجد بعضا من متعاطي المخدرات قد ال يجد وسيلة لقضاء وطره‬ ‫سوى محارمه بسبب قربهم منه وسهولة الوصول إليهم وسيطرته عليهم‬ ‫بالتهديد أو بالوعد والوعيد‪ ،‬حتى يصبح ذلك أمرا معتادا وشيئا عاديا عنده‪ ،‬حتى‬ ‫تقع الكوارث ويحصل االغتصاب وينتج الحمل والعار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫إن أخوة اإلسالم التي عبر عنها القرآن بقوله‪� ‬إِ مَّنَا ال�ؤْمِ نونَ �إِخ َوة‪ ،‬والوالية‬ ‫ونساء‪ ‬وَال�ؤْمِ ُنونَ َو مْ ُ‬ ‫مْ ُ‬ ‫َات َب ْع ُ�ض ُه ْم �أَ ْو ِل َي ُاء‬ ‫بين المسلمين فيما بينهم رجاال‬ ‫ال�ؤْمِ ن ُ‬ ‫�ض‪ ‬تجعل حرص المسلم على أخته المسلمة من األعمال الصالحة التي يتقرب‬ ‫َب ْع ٍ‬ ‫بها إلى اهلل‪ ،‬بل تدفع المسلم إن رأى مسلما ومسلمة تعدّيا حدود اهلل أن يقوم‬ ‫بواجب النصح لهما‪ ،‬امتثاال لقول النبي‪(( : ‬الدين النصيحة))‪ ،‬قلنا‪ :‬لمن يا رسول‬ ‫اهلل؟ قال‪(( :‬هلل ولرسوله ولكتابه وألئمة المسلمين وعامتهم))‪ ،‬كما يعد الوازع‬ ‫الديني ورقابة الضمير وتحقيق مقام المراقبة أنجح قانون وأنجع وسيلة لعدم‬ ‫التعدي على الحرمات‪ ،‬بل نعدها من إعجاز القرآن التشريعي أن ينضبط سلوك‬ ‫الناس دون القانون الذي يضع العقاب‪ ،‬فالخوف من اهلل تعالى وشؤم المعصية‬ ‫ومخافة الحساب والوقوف على الصراط ورد المظالم وغيرها من القيم اإليجابية‬ ‫في الدين تجعل المرء يخاف أن يتعدى حدود اهلل‪ ،‬بل أولئك هم الظالمون‪.‬‬ ‫أما فيما يخص الوقاية من زنا المحارم فقد وضع اإلسالم التدابير الوقائية‬ ‫التي تحمي المجتمع من االقتراب منه‪ ،‬وتحول بينهم وبين الوقوع فيه‪ .‬فنحن‬ ‫إنما طرحنا هذا الموضوع المؤلم والذي يزعج الكثيرين منا بغرض الوقوف على‬ ‫الجرح‪ ،‬حتى نتمكن من الوقاية منه وعالجه إن وقع‪ .‬فمن اإلجراءات الوقائية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ االبتعاد عن المخدرات والمسكرات‪ ،‬والمواقع اإلباحية واألفالم‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ تربية األبناء على األخالق الحميدة والقيم والنبيلة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ مراقبة األبناء وعدم الغفلة عنهم عند التجمعات األسرية بين األقارب‬ ‫في العطل والمناسبات والرحالت‪ ،‬ومراقبة لباسهم وعدم السماح لهم بالخلوة‬ ‫ليال ونهارا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬االستئذان قبل الدخول ومراعاة الخصوصيات في الغرف المغلقة‪ ،‬ولقد‬ ‫بلغت الحيطة مداها‪ ،‬فاحتاط اإلسالم من وقوع النظر على العورات ولو خطأ‪،‬‬ ‫ففي موطأ مالك أن رجال سأل رسول اهلل‪ ‬فقال‪ :‬أستأذن على أمي؟ فقال‪(( :‬نعم))‪،‬‬ ‫فقال الرجل‪ :‬إني معها في البيت‪ ،‬فقال رسول اهلل‪(( : ‬استأذن عليها))‪ ،‬فقال الرجل‪:‬‬ ‫إني خادمها‪ ،‬فقال رسول اهلل‪(( : ‬استأذن عليها‪ ،‬أتحب أن تراها عريانة؟!))‪ ‬قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال‪(( :‬فاستأذن عليها))‪ .‬فانظر إلى تعليل وجوب االستئذان‪ ،‬وهو الخوف من‬ ‫احتمال رؤية أمه عريانة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬التفريق بين األوالد والبنات في المضاجع لِما جاء من األمر بالتفريق‬ ‫بين األبناء في المضاجع‪(( :‬وفرقوا بينهم في المضاجع)‬ ‫‪ - 6‬عدم ظهور األم أو البنات بمالبس كاشفة أو خليعة تظهر مفاتن‬ ‫الجسد أمام المحارم الذكور‪ ،‬والعكس بعدم تبسط الذكور أمام محارمهم من‬ ‫اإلناث‪.‬‬ ‫‪ - 7‬التزام قدر معقول من التعامل المحترم بعيدا عن االبتذال والتساهل‬ ‫بين أفراد األسرة‪ ،‬يجب تجنب المداعبات الجسدية بين الذكور واإلناث في‬ ‫األسرة‪ ،‬والتي تأخذ شكال من أشكال المزاح‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عدم نوم األبناء أو البنات في أحضان أمهاتهم أو آبائهن خاصة بعد‬ ‫البلوغ‪ ،‬فقد أوجب اإلسالم على األطفال المميزين أن يستأذنوا في الدخول على‬ ‫آبائهم وأمهاتهم في األوقات التي يتصوّر أن يتمّ فيها االتصال الجنسي عادة‬ ‫بين الزوجين‪ ،‬والتي يحبّ أن يجلس فيها اإلنسان متخ ّففا من ثيابه‪ ،‬كاشفا‬ ‫بعض ما ال يظهر منه أمام أبنائه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ :‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذِينَ � َآمنُوا ِل َي ْ�س َت�أْ ِذن ُْك ُم‬ ‫ال ُل َم مِ ن ُْك ْم َث َ‬ ‫ا َّلذِينَ َم َل َك ْت �أَيمْ َ ان ُ​ُك ْم َوا َّلذِينَ مَ ْل َي ْب ُل ُغوا حْ ُ‬ ‫الث َم َّر ٍ‬ ‫ات مِ نْ َق ْبلِ َ�صلاَ ِة ا ْل َف ْجرِ‬ ‫َ‬ ‫ني ت َ​َ�ض ُعونَ ِث َيا َب ُك ْم مِ نَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات َلك ْمُ‬ ‫ري ِة َومِ نْ َب ْع ِد َ�صال ِة العِ�شاءِ ثالث َع ْو َر ٍ‬ ‫َوحِ َ‬ ‫الظ ِه َ‬ ‫َاح َب ْعدَهُ نَّ )؛ وذلك حتى ال يقع بصر الطفل على صورة‬ ‫َل ْي َ�س َع َل ْي ُك ْم َوال َع َل ْي ِه ْم ُجن ٌ‬ ‫ترتسم في ذهنه‪ ،‬بحيث يستدعيها من ذاكرته حينما يمكنه التفكير فيما لم‬ ‫يكن يفكر فيه وهو صغير‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الكعبة امل�رشفة واالجتاهات الأربعة‬

‫في العصور الوسطى كان الفلكيون المسلمون يحدّدون اتجاه‬ ‫القبلة بواسطة المعلومات الجغرافية واستخدام معادالت دقيقة‬ ‫ِّ‬ ‫لحل المث ّلثات وكان على سبيل المثال من هؤالء الفلكيين الذين‬ ‫استطعنا الحصول على بعض من مخطوطاتهم‪ ،‬العالم اليمني الذي‬ ‫كان يقيم في عدن والذي سبق ذكره ويسمى محمد ابن أبي بكر‬ ‫الفارسي في القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬وكانت له جداول دقيقة‪،‬‬ ‫حسبت بمهارة لبالد اليمن وكان الجزء األول من المخطوط عن‬ ‫طريقة تحديد اتجاه القبلة بواسطة النجوم والرياح‪.‬‬ ‫في القرن التّاسع‪ ،‬فيلسوف قرطبة باألندلس ابن حبيب قال أن‬ ‫القبلة عند قرطبة تكون في اتجاه شروق النجم ألفاسكو (وهو ألمع‬ ‫نجم في مجموعة العقرب) ألن هذا النجم يشرق في اتجاه ركن الحجر‬ ‫األسود بالكعبة المشرفة‪ .‬ولقد كان هناك الكثير من مساجد قرطبة‬ ‫التي شيدث في العصور الوسطى‪ ،‬تتجه ناحية الجنوب من الشرق‬ ‫بمقدار ‪ 30‬درجة في اتجاه شروق الشمس في الشتاء وهو نفس‬ ‫اتجاه النجم ألفاسكو‪ .‬وعلى ّ‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬فإن المسجد الكبير في‬ ‫قرطبة والذي بني في القرن الثامن الميالدي‪ ،‬يأخذ اتجاه ‪ 60‬درجة‪،‬‬ ‫جنوب الشرق‪ .‬ويبدو أنه يتجه‪ ،‬ناحية الضلع الشمالي الغربي للكعبة‬ ‫المشرّفة‪ ،‬لذلك فإن حائط القبلة لهذا المسجد الكبير يكون موازيا‬ ‫للضلع الشمالي الغربي للكعبة المشرّفة‪.‬‬ ‫وارتفاع التالل المحيطة بالكعبة المشرّفة مقدّرة بالزاوية هي ‪ 70،70‬درجة للضلع الشمالي ـ الشرقي و‪3،2‬‬

‫درجة للضلع الجنوبي ـ الشرقي ‪4،40‬ودرجة للضلع الجنوبي ـ‬ ‫الغربي و‪ 6،70‬درجة للضلع الشمالي ـ الغربي‪ ،‬وإذا وقف اإلنسان‬ ‫بمقام إبراهيم ونظر في اتّجاه الضلع الشمالي الشرقي للكعبة‬ ‫المشرّفة‪ ،‬فإنه يمكنه رصد الهالل المولود حديثا في أوائل‬ ‫الشهور العربية لفصل الشتاء‪.‬‬ ‫حاول بعض العلماء في الفلك األثري بالغرب فهم الدّالالت‬ ‫الفلكية للكعبة المشرّفة عن طريق دراسة اآلثار الفلكية عند‬ ‫قدماء العرب كآثار األنباط في شمال الجزيرة العربية (كمدائن‬ ‫صالح بالسعودية ومدينة البتراء باألردن) واآلثار الموجودة بجنوب‬ ‫الجزيرة‪ ،‬وكذلك األحجار التي لها دالالت فلكية في أماكن متفرّقة‬ ‫بوسط الجزيرة العربية على أساس أنه أثر وثني من صنع قدماء‬ ‫العرب!! ويحاول علماء الفلك األثري بالغرب الرّبط أو المقارنة ما‬ ‫بين الكعبة المشرّفة‪ ،‬كأثر فلكي مع اآلثار الفلكية األخرى بالعالم‪،‬‬ ‫مثل األثر معبد خنسو (إله القمر عند المصريين القدماء وأحد‬ ‫عناصر ثالوث طيبة الوثني آمون وموت وخنسو) بمجمع الكرنك‬ ‫باألقصر بمصر جاهلين أو متجاهلين أن الكعبة المشرّفة أقدم‬ ‫من ّ‬ ‫كل هذه اآلثار وأن قواعدها مرساة ومحدّدة‪ ،‬منذ بدء الخليقة‬ ‫ـ من قبل الخالق العظيم ـ في مكان‪ ،‬ثبت بالحساب الفلكي‬ ‫الحديث أنّه مركز أطراف األرض ك ّلها (مكة المكرمة) صرة العالم‪.‬‬ ‫فسبحان اللهّ العظيم على هذا اإلعجاز المعماري والفلكي في بناء الكعبة المشرّفة‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)7‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد الفريد»‬ ‫البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون‬ ‫األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي‬ ‫أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪ ،‬هذه‬ ‫الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح‬ ‫النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل الموفق»‪.‬‬ ‫وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫جواد كبوة‬ ‫لكل ٍ‬

‫كان ابن الق ِريّة ـ وهو معدود من جملة خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبالغة ـ قد أصابته السَّنة(‪ ،)1‬وكان أعرابياً أمّياً‪،‬‬ ‫فقدِم عين التمر(‪ )2‬وعليها عامل للحجاج ابن يوسف‪ ،‬وكان العامل ّ‬ ‫يغذي كل يوم ويعشّي ‪ ،‬فوقف ابن القريّة ببابه فرأى الناس‬ ‫يدخلون فقال ‪ :‬أين يدخل هؤالء ؟ فقالوا‪ :‬إلى طعام األمير‪ ،‬فدخل فتغذى وقال ‪ :‬أكل يوم يصنع األمير ما أرى؟‬ ‫فقيل ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫فكان يأتي كل يوم بابه للغذاء والعشاء ‪ ،‬إلى أن ورد كتاب من الحجاج على العامل‪ ،‬وهو عربي غريب ال يدري ما هو‪ ،‬فأخّر لذلك‬ ‫طعامه ‪ ،‬فجاء ابن القريّة فلم ير العامل يتغذى‪ ،‬فقال‪ :‬ما بال األمير اليوم ال يأكل وال يطعم؟‬ ‫فقالوا‪ :‬اغتم لكتاب ورد عليه من الحجاج‪ ،‬عربي غريب ال يدري ما هو‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ليقرئني األمير الكتاب وأنا أفسّره إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬وكان خطيباً لسناً بليغاً‪ .‬فذكر ذلك للوالي فدعا به‪ ،‬فلما قرىء عليه‬ ‫الكتاب عرف الكالم وفسّره للوالي حتى عرّفه جميع ما فيه فقال له‪ :‬أفتقدر على جوابه؟‬ ‫قال‪ :‬لست أقرأ وال أكتب‪ ،‬ولكن أقعد عند كاتب يكتب ما أمليه‪ ،‬ففعل‪ ،‬فكتب جواب الكتاب ‪ ،‬فلما قرىء الكتاب على الحجاج رأى‬ ‫كالماً عربياً غريباً‪ ،‬فعلم أنه ليس من كتّاب الخراج‪ ،‬فدعا برسائل عامل عين التمر فنظر فيها فإذا هي ليست ككتاب ابن القريّة‪،‬‬ ‫فكتب الحجاج إلى العامل‪:‬‬ ‫«أمّا بعد‪ ،‬فقد أتاني كتابك بعيداً من جوابك بمنطق غيرك‪ ،‬فإذا نظرت في كتابي هذا فال تضعه من يدك حتى تبعث إليّ بالرجل‬ ‫الذي صدّرلك الكتاب ‪ ،‬والسالم» ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقرأ العامل الكتاب على ابن القريّة وقال له ‪ :‬تتوجه نحوه؟‬ ‫فقال‪ :‬أقلني‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال بأس عليك‪ ،‬وأمر له بكسوة ونفقة وحمله إلى الحجاج‪.‬‬ ‫فلما دخل عليه قال‪ :‬ما اسمك؟‬ ‫قال ‪ :‬أيوب‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬اسم نبي‪ ،‬وأظنك أميّاً تحاول البالغة وال يستصعب عليك المقال‪ ،‬وأمر له بنزل ومنزل‪ ،‬فلم يزدد به إال عجباً حتى أوفده على‬ ‫عبد الملك بن مروان‪ ،‬فلما خلع عبد الرحمن بن محمد بن األشعث بن قيس الكندي الطاعة بسجستان وهي واقعة مشهورة بعثه‬ ‫الحجاج إليه رسو ًال ‪ ،‬فلما دخل عليه قال له‪ :‬لتقومنَّ خطيباً ولتخلعنّ عبد الملك ولتُسبّن الحجاج أو ألضربنّ عنقك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أيها األمير إنما أنا رسول‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هو ما أقول لك‪ ،‬فقام وخطب وخلع عبد الملك وشتم الحجاج‪ ،‬وأقام هنالك‪.‬‬ ‫فلما انصرف ابن األشعث مهزوماً كتب الحجاج إلى عماله بالري وأصبهان وما يليهما يأمرهم أن ال يمر بهم أحد من ّ‬ ‫فل ابن‬ ‫االشعث إال بعثوا به أسيراً إليه‪ .‬وأخذ ابن القرية فيمن أخذ‪ ،‬فلمّا أدخل على الحجاج قال‪ :‬أخبرني عمّا أسألك عنه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬سلني عمّا شئت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أخبرني عن أهل العراق‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعلم الناس بحق وباطل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل الحجاز‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أسرع الناس في فتنة وأعجزهم فيها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل الشام‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أطوع الناس لخلفائهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل مصر؟‬ ‫قال‪ :‬عبيد من غلب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل البحرين؟‬ ‫قال‪ :‬نبيط استعربوا‬ ‫قال‪ :‬فأهل عمان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬عرب استنبطوا‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأهل الموصل؟‬ ‫قال‪ :‬أشجع فرسان وأقتل لألقران‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأهل اليمن ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أهل سمع وطاعة‪ ،‬ولزوم للجماعة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل اليمامة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أهل جفاء واختالف أهواء‪ ،‬وأصبر عند اللقاء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأهل فارس؟‬ ‫قال‪ :‬أهل بأس شديد‪ ،‬وشر عتيد‪ ،‬وريف كثير‪ ،‬وقرّى يسير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أخبرني عن العرب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬سلني‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قريش‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعظمها أحالماً وأكرمها مقاماً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبنوا عامر بن صعصعة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أطولها رماحاً‪ ،‬وأكرمها صباحاً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبنوا سليم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعظمها مجالس‪ ،‬وأكرمها محابس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فثقيف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أكرمها جدوداً وأكثرها وفوداً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبنوا زُبيْد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ألزمها للرايات‪ ،‬وأدركها للتراث‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقضاعة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعظمها أخطاراً‪ ،‬وأكرمها نجاراً‪ ،‬وأبعدها آثاراً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فاألنصار‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أثبتها مقاماً‪ ،‬وأحسنها إسالماً‪ ،‬وأكرمها أياماً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فتميم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أظهرها جلداً‪ ،‬وأثراها عدداً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبكر بن وائل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أثبتها صفوفاً‪ ،‬وأحدها سيوفاً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فعبد القيس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أسبقها إلى الغايات‪ ،‬وأضربها تحت الرايات‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبنوا أسد‬ ‫قال‪ :‬أهل عدد وجلد‪ ،‬وعسر ونكد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فلخم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ملوك‪ ،‬وفيهم نوك(‪)3‬‬ ‫قال‪ :‬فجذام‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يوقدون الحرب ويسعرونها ويلقحونها ثم يمرونها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبنو الحارث‪.‬‬

‫قال‪ :‬رعاة للقديم‪ ،‬وحماة عن الحريم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فعكّ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ليوث جاهدة في قلوب فاسدة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فتغلب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يصدقون إذا لقوا ضرباً ‪ ،‬ويسعرون لألعداء حرباً‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فغسان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أكرم العرب أحساباً وأثبتها أنساباً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأي العرب في الجاهلية أمنع من أن تضام ؟‬ ‫قال‪ :‬قريش‪ ،‬كانوا أهل رهوة ال يستطاع ارتقاؤها وهضبة ال يرام انتزاؤها‪ ،‬في بلدة حمى اهلل ذمارها‪ ،‬ومنع جارها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأخبرني عن مآثر العرب في الجاهلية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كانت العرب تقول حِمَيرْ أرباب الملوك‪ ،‬وكندة لباب الملوك‪ ،‬ومذحج أهل الطعان‪ ،‬وهمدان أحالس الخيل‪ ،‬واألزد آساد‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأخبرني عن األرضين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬سلني‪.‬‬ ‫قال‪ :‬الهند‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بحرها درّ‪ ،‬وجبلها ياقوت‪ ،‬وشجرها عود‪ ،‬وورقها عطر وأهلها طغام كقطع الحمام‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فخرسان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ماؤها جامد وعدوها جاحد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فعمان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬حرّها شديد وصيدها عتيد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فالبحرين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كناسة بين المصرين‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فاليمن‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أصل العرب وأهل البويتات والحسب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فمكة ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬رجالها علماء جفاة ونساؤها كساة عراه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فالمدينة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬رسخ العلم فيها وظهر منها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فالبصرة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬شتاؤها جليد وحرّها شديد وماؤها ملح وحربها صلح‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فالكوفة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ارتفعت عن حر البحر وسفلت عن برد الشام‪ ،‬فطاب ليلها وكثر خيرها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فواسط‪.‬‬ ‫قال‪ :‬جنة بين حماة وكنّة‬ ‫قال‪ :‬وما حماتها وكنّتها؟‬ ‫قال‪ :‬البصرة والكوفة تحسدانها‪ ،‬وما ضرّها ودجلة والزاب يتجاريان بإفاضة الخير عليها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فالشام‪.‬‬ ‫قال‪ :‬عروس بين نسوة جلوس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ثكلتك أمك يا ابن القريّة! لوال اتباعك ألهل العراق وقد كنت أنهاك عنهم أن تتبعهم فتأخذ من نفاقهم ‪ ،‬ثم دعا بالسيف‬ ‫والنطع (‪ )6‬وأوما إلى السيَّاف أن أمسك‪.‬‬ ‫فقال ابن القرية‪ :‬ثالث كلمات أصلح اهلل األمير كأنهن ركبٌ وقوف يكنّ مث ًال بعدي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هات‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لكل جواد كبوة‪ ،‬ولكل صارم نبوة‪ ،‬ولكل حليم هفوة‪.‬‬ ‫قال الحجاج‪ :‬ليس هذا وقت المزاح‪ ،‬يا غالم أوجب جرحه ‪ ،‬فضرب عنقه‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬إنه لما أراد قتله قال له‪ :‬العرب تزعم أن لكل شيء آفة‪ ،‬قال‪ :‬صدقت العرب‪ ،‬أصلح اللهّ األمير!‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الحلم؟‬ ‫قال‪ :‬الغضب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة العقل؟‬ ‫قال‪ :‬العجب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة العلم؟‬ ‫قال‪ :‬النسيان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة السخاء؟‬ ‫قال‪ :‬المنّ عند البالء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الكرام؟‬ ‫قال‪ :‬مجاورة اللئام‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الشجاعة؟‬ ‫قال‪ :‬البغي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة العبادة؟‬ ‫قال‪ :‬الفترة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الذهن؟‬ ‫قال‪ :‬حديث النفس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الحديث؟‬ ‫قال‪ :‬الكذب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة المال؟‬ ‫قال‪ :‬سوء التدبير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الكامل من الرجال؟‬ ‫قال‪ :‬العدم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما آفة الحجاج بن يوسف؟‬ ‫قال‪ :‬أصلح اللهّ األمير‪ ،‬ال آفة لمن كرم حسبه وطاب نسبه وزكا فرعه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬امتألت شقاقاً وأظهرت نفاقاً‪ .‬اضربوا عنقه‪.‬‬ ‫فلماَّ رآه قتي ًال ندم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬السَّنة‪ :‬السنة التي يكون فيها جدب وقحط‪.‬‬ ‫(‪ )2‬عين التمر‪ :‬بلدة قريبة من األنبار‪ ،‬غربي الكوفة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬نوك‪ :‬حَمق‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)716‬‬

‫‪16‬‬

‫«العارضة»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ولالقتراب من نمط التجميع التوثيقي الذي اعتمده المؤلف‬ ‫لم تهتم الكتابات التاريخية الوطنية المتخصصة‬ ‫والمتداولة إلى اآلن‪ ،‬بقضايا الشأن الرياضي الوطني المغربي‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬نقترح االستدالل ببعض مما ورد فيه حول‬ ‫لعقود القرن ‪ ،20‬إال في حدود ضيقة وبأعمال محصورة زمنيا‬ ‫ظروف ميالد الفرق األولى لكرة القدم بمدينة أصيال‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫وموزعة مكانيا وصحافية في الغالب األعم‪ .‬ومع تزايد انفتاح‬ ‫اختزال لمجمل الخصائص التدوينية التي حددنا معالمها أعاله‪.‬‬ ‫آفاق البحث التاريخي الوطني المعاصر‪ ،‬بدأنا نالحظ انزياحا‬ ‫يقول المؤلف بهذا الخصوص ‪:‬‬ ‫واسعا لدى المؤرخين المغاربة لالنفتاح على مجمل أشكال‬ ‫«ظهرت لعبة كرة القدم بمدينة أصيال على يد الجنود‬ ‫التأطير الجماهيري في مستوياته المختلفة وفي مجاالته‬ ‫اإلسبان‪ ،‬وذلك سنة ‪ .1932‬ولكي يتأتى ألبناء المدينة‬ ‫المتشعبة‪ .‬وقد تزامن ذلك‪ ،‬مع ازدياد الوعي بالدور التأطيري‬ ‫ممارستها‪ ،‬قامت مجموعة من الغيورين بتكوين فريق يدعى‬ ‫الواسع الذي قامت به الفرق الرياضية خالل مرحلة االستعمار‪،‬‬ ‫«الموسولمانيس كلوب فوطبول»‪ ،‬من بينهم السيد الشريف‬ ‫من خالل اضطالعها بمهام تدبير خبايا التنشئة االجتماعية‬ ‫غيالن الذي كان سباقا لجلب «الكرة» من إسبانيا بمساعدة‬ ‫الموازية لشباب مغرب العقود األولى للقرن ‪ .20‬ففي فترة‬ ‫أحد الضباط اإلسبان ‪ ..‬وقد تم اختيار ساحة المضرابة كملعب‬ ‫النضال ضد االستعمار‪ ،‬تحولت فرق كرة القدم‪ ،‬على سبيل‬ ‫ألبناء المدينة‪ ،‬حيث كان اللعب محرما عليهم داخل ملعب‬ ‫المثال ال الحصر‪ ،‬إلى واجهة لتعبئة الشباب المغربي وتوجيهه‬ ‫الجيش اإلسباني الذي أصبح في يومنا هذا يحمل اسم الملعب‬ ‫نحو مسارات التأطير والتكوين لمواجهة اآللة االستعمارية‪ .‬وال‬ ‫البلدي‪ .‬من بين األسماء التي لعبت كرة القدم خالل هذه المدة‬ ‫عجب في ذلك‪ ،‬مادامت الكثير من األسماء التي انخرطت في‬ ‫السادة ‪ :‬غيالن‪ ،‬بنعيسى‪ ،‬بوعصيد‪ ،‬المختار الطنجاوي‪ ،‬معاوي‪،‬‬ ‫تنظيمات المقاومة المسلحة ضد االستعمار أو في خاليا الحركة‬ ‫الوطنية السياسية‪ ،‬قد اشتهرت بانخراطها أو ببزوغ نجمها‬ ‫اليزيد‪ ،‬البشري ‪ ...‬إلخ‪ .‬وبعد انتقال السيد بنعيسى إلى تطوان‬ ‫داخل فرقها الرياضية قبل أن تبرز كقيادات ميدانية في ساحة‬ ‫ليلعب ضمن فريقها االتحاد الرياضي‪ ،‬تأسس بمدينة أصيال‪،‬‬ ‫العمل الوطني التحرري‪ ،‬واألمثلة على ذلك دالة وكثيرة‪ ،‬سواء‬ ‫سنة ‪ ،1940‬فريق للجيش اإلسباني‪ ،‬وانضم إلى بطولة الجامعة‬ ‫من المنطقة السلطانية التي كانت خاضعة للنفوذ الفرنسي‬ ‫الجهوية اإلسبانية المغربية لكرة القدم بالقسم الجهوي الثاني‬ ‫أم من المنطقة الخليفية التي كانت خاضعة للنفوذ اإلسباني‪.‬‬ ‫‪ ..‬وخالل سنة ‪ 1945‬غير الفريق اسمه وأصبح يحمل اسم «‬ ‫في إطار جهودنا لتوسيع الرؤى حول تجارب فــــرق كرة‬ ‫أتالتيك خوبينيل أصيال «‪ ،‬لون بذلته األبيض واألحمر ‪ ..‬أما‬ ‫القدم بشمال المغرب ودورها في تحديــــث آليــــات التأطير‬ ‫بخصوص تشكيلته فقد كانت تضم كال من السادة ‪ :‬ريسول‪،‬‬ ‫المدني للشباب‪ ،‬يندرج اهتمامنا بتقديم كتاب «العارضة»‪،‬‬ ‫إجميل‪ ،‬الصادق غيالن‪ ،‬العرايشي‪ ،‬الغياط‪ ،‬الصحراوي‪ ،‬الخالدي‪،‬‬ ‫لمؤلفه عبد القادر الغفاري البزيوي‪ ،‬وهو الكتاب الذي صدر‬ ‫القدميري‪ ،‬اجبيلو‪ ،‬بوعزة‪ ،‬المسفيوي‪ .. ،‬هذه المجموعة بعثت‬ ‫سنة ‪ ،1994‬في ما مجموعه ‪ 215‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫في الفريق دما جديدا‪ ،‬حيث أصبح من أعتد الفرق بالقسم‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫بشمال‬ ‫القدم‬ ‫لكرة‬ ‫المتوسط‪ .‬فالعمل يعتبر سجال تأريخيا لظهور الفرق األولى‬ ‫الجهوي األول شطر الغرب‪ .‬مباشرة بعد االستقالل‪ ،‬سارع كل من السادة ‪:‬‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫بأس‬ ‫ال‬ ‫كم‬ ‫تجميع‬ ‫على‬ ‫المغرب خالل عهد االستعمار اإلسباني‪ ،‬حرص فيه المؤلف‬ ‫الصادق غيالن‪ ،‬محمد ريسول‪ ،‬البسيري‪ ،‬عبد السالم الدغالي وغيرهم من الرياضيين إلى‬ ‫المؤلف‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫بشمال‬ ‫التفاصيل ومن المعطيات التوثيقية لتاريخ لعبة كرة القدم‬ ‫تأسيس فريق الشباب األصيلي كامتداد لفريق «أتالتيك خوبينيل أصيال» الذي اختفى برحيل‬ ‫قد حرص في القسم األول من كتابه على تقديم جرد تفصيلي لإلطارات التقنية والقانونية‬ ‫الدخيل األجنبي ‪...‬‬ ‫واإلدارية واإلعالمية لرياضة كرة القدم‪ ،‬فقد اختار تخصيص كل مضامين القسم الثاني من‬ ‫من بين األسماء الالمعة التي أسدت خدمات ال تنكر لهذا الفريق العريق‪ ،‬السادة ‪:‬‬ ‫الكتاب لتقديم خالصات نبشه في ظروف ميالد الفرق األولى لكرة القدم بمختلف مدن الشمال‬ ‫خالل عهد االستعمار‪ ،‬مع البحث في االمتدادات المرتبطة بظروف ما بعد حصول البالد على الشطبات‪ ،‬والصادق غيالن الذي انضم خالل ‪ 1948‬إلى فريق المغرب األقصى بطنجة‪ ،‬وكذلك‬ ‫استقاللها السياسي‪ ،‬ويتعلق األمر بمدن طنجة وتطوان والعرائش والقصر الكبير والناضور الجباري‪ ،‬أحمد ريسول‪ ،‬المراكشي محمد‪ ،‬عبد العزيز الطليكي‪ ،‬الدويبة بوسلهام‪ ،‬الدغالي‬ ‫عبد السالم‪ ،‬محمد سعيد‪ ،‬محمد المهماه‪ ،‬الغنوي‪ ،‬جبل حبيبي‪ ... ،‬هذا على صعيد التسيير‬ ‫وأصيال ومرتيل والحسيمة والفنيدق وشفشاون وزغنغان‪.‬‬ ‫لقد استطاع المؤلف تقديم مذكرات شخصية منفتحة على محيطها ومتقاطعة مع عطاء واإلشراف اإلداري‪ ،‬أما على صعيد الممارسة‪ ،‬فتبرز لنا عدة أسماء من بينها ‪ :‬المرحوم عبد‬ ‫الذاكرة الجماعية لمختلف الفاعلين في هذا المجال خالل عقود القرن ‪ .20‬ال يتعلق األمر السالم السريفي‪ ،‬طوطو‪ ،‬عبد اللطيف الطود‪ ،‬الحاج المختار البقالي‪ ،‬الملودي‪ ،‬زازا‪ ،‬حميدو‬ ‫بكتابة تاريخية متخصصة بقدر ما أنها تجميع توثيقي للمظان وللجزئيات الموزعة هنا الموثــوق‪ ،‬الغيـــاط‪ ،‬الدغالـــي عبد السالم‪ ،‬الدغالـــــي عبد القادر‪ ،‬أشاروي عبد السالم‪،‬‬ ‫وهناك وللشواهد البصرية‪ ،‬بشكل يسمح بتوفير المادة الخامة الضرورية بالنسبة للباحثين أشاروي عبد الخالق‪ ،‬محمد بوشركة‪ ،‬مصطفى موالي علي‪ ،‬رمان ‪ ...‬والقائمــة طويلة ‪»...‬‬ ‫(ص ص‪.) 195 – 192 .‬‬ ‫وللمؤرخين المتخصصين‪.‬‬

‫سبْــــرُ األغـــــوار ! ؟‪*...‬‬ ‫‪ ...‬هناك سلطة أقامتْ العدل واعترفت بكل أطياف المجتمع ‪.‬‬ ‫جاء ذلك في صحيفة المدينة المنورة على عهد رسول هلل – صلعم – سميتْ بوثيقة المواطنة‪،‬‬ ‫وكان ذلك في السنة العاشرة للهجرة‪ ،‬حيث ُذكرَ فيه اليهود تسعة عشرَ مرَّة‪ ،‬أي لقبولهم من‬ ‫مكونات المجتمع‪ .‬نصٌّ من نصوص قانون الدولة العام‪ .‬كما قررت الوثيقة لنصارى نجران كامل‬ ‫المساواة مع المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها‪ .‬لهم ما للمسلمين‪ ،‬وعلى المسلمين ما‬ ‫عليهم‪ .‬فأسست المواطنة حقوقا وواجبات على الشريعة اإلسالمية وبضمانتها‪ .‬نص العهد أيضا الذي‬ ‫كتبه رسول اهلل – صلعم – للنصارى على عمومه ولكل من تدَينَ بالنصرانية عبر الزمان والمكان‪.‬‬ ‫حيث جاء في النص ‪ :‬ألني أعطيتهم عهد اهلل َّ‬ ‫أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين‪ ،‬وعلى‬ ‫المسلمين ما عليهم حتى يكونوا والمسلمين شركاء فيما لهم وما عليهم‪ .‬مواطنو المدينة يهودا‬ ‫كانوا أو نصارى أو مسلمين أمة واحدة من دون الناس ‪.‬‬ ‫فالدولة تقوم على أساس المواطنة من الحريات والكرامة‪ .‬استراتيجية االستعمار في «مستعمراته»‬ ‫بعد استقاللها أقيمتْ على أساس تقسيم المنطقة بفرض الواقع االستعماري حفاظا على مصالحه‪،‬‬ ‫فسلمتْ صناعة القرار إلى أبناء البشوات «الباشْأغوات»‪ ،‬وجندت بعضا من «أذنابها» في المخابرات!‪.‬‬ ‫فنشأت هذه الدول «مرفوضة» ألنها جاءت من االستعمار أو باألحرى اإلستحمار‪ .‬تسيُّبُ المفاهيم‬ ‫وغموضها أحدث مفهوم قياسين للعرب والمسلمين !‪ .‬القوميون والعروبيون نافيون لهويات أخريات‪.‬‬ ‫هؤالء فهموا الدولة على قياس من الخليج إلى المحيط‪.‬‬ ‫و اإلسالميون فهموا الدولة على أساس األمة اإلسالمية‪ .‬تقوم الدولة الجامعة عن الواقع‬ ‫االجتماعي وهي أحد عوارض اختالل وعدم وجود مفهومها‪ ،‬وهي التي فشلت في حل مشاكل الشعوب‬ ‫ألسباب سياسية‪ ،‬بتوظيفها الجماعات الطائفية‪ ،‬فأصبحت ذات طابع وظيفي وليست أساسية‪ ،‬تهديدا‬ ‫لوجود أزمة الهوية‪ ،‬بينما الغرب في هوية مشتركة‪ .‬فلم يكن لنوعية هذه الدولة معارضة منذ منتصف‬ ‫القرن العشرين‪ .‬فكانت في مأزق إبان الخمسينيات‪ ،‬تتخبط في مشكلة الهيكلة وهي في صلب‬ ‫الدولة بين العسكرية واإلسالمية‪ .‬هذه الثنائية أخنقت عديدا من الدول‪ .‬تولدت في ذلك المناخ‬ ‫قوات سياسوية تريد أن تستند إلى النص لخلفيات سياسية‪ ،‬وقد أعادت «حيوية» لهذه النصوص‬ ‫السجالية‪ .‬ألم تكن أولوية لقراءة الواقع االقتصادي الذي يعيشه العالم العربي في «الفوضى» من جراء‬ ‫النسب المهولة من الجهل واألمية ؟ فكان من الطبيعي أن يشهد حالة التفكك من أمراض اجتماعية‬ ‫نبتتْ في أجسام عليلة‪ .‬الهوية الجامعة كانت تحتاج إلى تغذية بالعلم والفكر‪ ،‬اللذان يجعالن منها‬ ‫جامعة للحريات العامة‪ .‬العالم العربي يحتاج إلى سلطة حرة جامعة لجميع الهويات تنمي انتماءا معينا‪.‬‬ ‫ونقيضه هو الذي أفضى إلى فشل تنموي‪ ،‬فأصبح تابعا إلى الخارج تنفيذا الستراتيجية المنظومة‬ ‫االستعمارية الستغالل العالم العربي الذي يعيش نوعا من البيات الشتوي‪ .‬كان ال بدَّ للدولة أن تعترف‬ ‫بهذا التنوع للهويات‪ ،‬وأال تحطم المعارضة‪ .‬في ِّ‬ ‫ظل تفكيكها ينهار النظام ويهوي بالبالد إلى اتجاه‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫حالة (أنارْشي) الفوضى‪ .‬وقد استمرأ لحقوق الشعب‪ ،‬بعدوانية على كل فئات المجتمع‪ .‬امتهنت‬ ‫الدولة « العربية « مخطط التنكيل والعنف واالعتقاالت التعسفية و« االغتصاب « تحت تهديد «‬ ‫السالح « و« اإلجرام « المتعمد كنمط إنتقامي‪ ،‬والقيود المفروضة على المعارضة واإلساءة في كل‬ ‫زاوية‪ .‬رغم العزوف عن المشاركة كان نجاح االنتخابات الرئاسية بنسبة ‪99،99‬في المائة‪ ،‬لدعاية‬ ‫زائفة التي كانت إحدى أسباب قيادة البالد العربية إلى الكارثة منذ أكثر من خمسين سنة خلت‪ ،‬إذ‬ ‫لم يكن هناك مناخ سياسي ؟ ففرضت أشكاال وألوانا من التزوير‪ ،‬قادها إلى حوالي أربعين انقالبا‬ ‫عسكريا‪ .‬تمخض عن ذلك «رجاال» كانوا رموزا للفساد في عهود الشرعية المتهالكة‪ ،‬بتواطئ‬ ‫من المواقف الغربية المخزية‪ .‬قدر ما‪ ،‬من االسقرار للحفاظ على «السالم» مع إسرائيل ‪ .‬و لمنع‬ ‫حقيقة ما يجري على األرض‪ .‬انبجستْ مياه الثورات الربيعية السلمية ضد دول في حاالت فاشلة‬ ‫من تردي أوضاع البالد المتدنية‪ ،‬من أجل كرامة اإلنسان العربي بقيادة الشباب المتشبع بتلك‬ ‫الثورات العربية لتأسيس دولة المؤسسات الديمقراطية في تناغم البيئة المستوحاة من الحريات‬ ‫السياسية ‪ .‬بالحداثة وحقوق اإلنسان العربي‪ ،‬لتحقيق مشروع سياسي جذري بمنهج المواطنة‪ .‬ثمّ‬ ‫انقضَّ « العسكر « في حلقة من مسلسالت االنقالبات على الشرعية‪ ،‬فأصبحت مصر تتخبط في‬ ‫«مستنقعها « وُتتدار رؤياها في ماء آسن‪ ،‬نتاج جرائم النهضة ورابعة‪ ،‬وهي ما تزال قائمة وحية‬ ‫تخلق نوعا من الرعب‪ .‬وسوريا تنزف‪ ،‬إذ َّ‬ ‫أن مصالح الشرق والغرب تتقاطع مستقبال كل المشاريع‬ ‫األجنبية من أنابيب الغاز عبر سوريا من وإلى الصين وروسيا وإيران وألروبا عن «طريق» البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫هوت روسيا بمظلة‪ ،‬قادمة لتدمير شامل‪ ،‬بأسلوب «كروزني» لألرض السورية لكي تبقي‬ ‫على نظام دولة العلويين المترنحة لتتخذ منها ورقة‪ ،‬لتستخدمها مقايضة مع أمريكا والغرب ومع‬ ‫إسرائيل أيضا‪ ،‬مقابل تنازالت في أوكرانيا‪ ،‬على حساب إبادة الشعب العربي‪ .‬تستعرض عضالتها‬ ‫« ضد « االستراتيجية الخليجية‪-‬األمريكو– الغربية‪ ،‬اللذيْن باسم « اإلرهاب» يشاركان في تقتيل‬ ‫(الكرْناج) الشعب العربي السوري وبتعاون مع قاعدة الطيران اإلسرائيلي ‪....‬‬ ‫جاء في معجم األدباء للشاعر‪ ،‬أبي تمام البارد في الوافي بالوفيات ‪:‬‬ ‫إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهتْ‬ ‫وساقت إليه اإلثـــم والعار بالـذي‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫ملحوظة ‪ * :‬كشف الخبايا ‪.‬‬

‫ولم ينهها تاقت إلى كل باطل‬ ‫دعته إليه من حــالوة عاجــل‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪811‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)282‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫زنقة الركاينة بحي المصلى ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫من وراء فتح «مصبنة» مقلقة‬ ‫للجيران بعد مرور سنتين على تنفيذ‬ ‫قرار إغالقها؟‬ ‫يتسبب محل لمصبنة‪ ،‬كائنــة بزنقـــة الركاينة بحي المصلى‪ ،‬في تسربات مائية‪ ،‬أدت إلى‬ ‫إحداث أضرار بجدران منزل‪ ،‬ضاق أفراده برطوبة هذه الجدران‪ ،‬فضال عن الضجيج المستمر‬ ‫وهدير اآلالت المهترئة والمستعملة في أشغال المصبنة التي التتوقف‪ ،‬مما يؤثر على راحة‬ ‫سكان الجوار‪ ،‬ليال ونهارا‪ ،‬حيث يشير أحدهم في تصريحه لجريدة طنجة‪ ،‬إلى أن زوجته مصابة‬ ‫بداء السكري‪ ،‬ونفسيتها تزداد تأثرا باستمرار فوضى هذه المصبنة‪ ،‬مما جعله يفاتح بعض‬ ‫أصحاب المساعي الحميدة بالحي ذاته‪ ،‬إليصال الرسالة‪ ،‬بشكل حبي‪ ،‬إلى من يعنيهم األمر‪،‬‬ ‫لعلهم يتقون اهلل في سلوكاتهم وتصرفاتهم المضرة لآلخرين‪ ،‬إال أن النتيجة كانت شبيهة‬ ‫بنتيجة من أراق الماء في التراب‪!.‬‬ ‫وحسب صاحب المنزل المتضرر‪ ،‬المواطن عبد اللطيف السالمي‪ ،‬فقد سبق أن وجه العديد‬ ‫من الشكايات في الموضوع إلى مختلف المصالح المعنية‪ ،‬ممّا أدى إلى إغالق هذا المحل سنة‬ ‫‪ ،2013‬بناء على توصيات اللجن التي وقفت على رداءة أدوات ومعدات العمل‪ ،‬المستعملة في‬ ‫أشغال المصبنة المذكورة‪.‬ويضيف المتضرر نفسه‪ ،‬أنه مع بداية سنة ‪ ،2015‬تم فتح المصبنة‬ ‫من جديد‪ ،‬دون احترام الضوابط القانونية المعمول بها في هذا المجال‪ ،‬لتعود نفس األضرار‬ ‫التي كانت تضايقه وأفراد أسرته من قبل‪!.‬‬ ‫ويلتمس المشتكي في شكاية وجهها إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها‪ ،‬تدخله العاجل‪ ،‬للنظر في السبب الذي كان وراء فتح هذه المصبنة‬ ‫من جديد‪ ،‬بعد الترخيص لها‪ ،‬متسببا في إزعاج اآلخر وإلحاق األضرار به‪ ،‬وكأن شيئا لم يحدث‪،‬‬ ‫أصال‪.‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫ما السرّ في عدم تعويض مواطن‬ ‫دون غيره من المستفيدين من‬ ‫الملك الساللي بدوار المنار؟‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫يلتمس المواط<<ن عبد السالم أقلعي النوينو في رسالة موجهة إلى عامل إقلي<<م‬ ‫الفحص أنجرة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬أخذ مشكله بعين االعتبار‪ ،‬حيث كان‬ ‫يستغل قطعة أرضية‪ ،‬كائنة بجبل «سرسور» ـ جماعة البحراويين بطنجة‪ ،‬لكن بما أن‬ ‫هذه القطعة األرضية تم بيعهــا‪ ،‬لفائـــدة إنجاز مشــروع استثماري‪ ،‬فقد تمكن جميع‬ ‫المتضررين الذين كانوا يستغلون األراضي الجمــاعيــة‪ ،‬مــوضـــوع هـــذا المشــــروع‪،‬‬ ‫من الحصول على تعويض من طرف قسـم الشؤون القروية‪ ،‬باستثناء المواطن‪ ،‬صاحب‬ ‫الرسالة‪ ،‬الذي تم إقصاؤه وحرمانه من االستفادة من قطعة أرضية‪ ،‬تابعة للملك الساللي‬ ‫بدوار المنـــار بطنجـــة‪ ،‬كباقــــي المستفيديـــن اآلخرين‪!.‬‬ ‫ويضيف المواطن ع‪ .‬أقلعي‪ ،‬أنه حصـل على موافقة من قيادة المنطقة‪ ،‬وكذلك من نائب‬ ‫الجماعة الساللية ومن باقي المسؤولين‪ ،‬باستثناء رئيس الشؤون القروية لعمالة الفحص‬ ‫أنجرة‪ ،‬الذي رفض طلبه‪ ،‬دون أي تعليل واضح‪.‬كما أشارالمتضرر‪ ،‬ذاته‪ ،‬إلى أنه ومنذ خمس‬ ‫سنوات‪ ،‬وهوينتظر من ينصفه‪ ،‬إذ بعث برسائل تذكيرية إلى مصالح العمالة‪ ،‬تحت أعداد‪:‬‬ ‫‪ 18336‬بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ ،2013‬وعدد ‪ 4135‬بتاريخ ‪ 3‬مارس ‪ ،2014‬وعدد ‪ 7476‬بتاريخ ‪26‬‬ ‫أبريل ‪ ،2014‬وإلى حدود كتابة هذه السطور‪ ،‬فإن جوابا شافيا لم يصله‪!.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن حرمان مواطن واحد من بين المستفيدين من قطع أرضية بالمنطقة‬ ‫المذكورة‪ ،‬يطرح أمرين اثنين‪ ،‬فإما أن المعني باألمر التتوفر فيه شـــروط االستفـــادة‪ ،‬وفي‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬كــان البد من توصلـــه برد من طرف الجهة المعنية‪ ،‬تشرح فيه أسباب عدم‬ ‫استفادته‪ ،‬وإما أنه تر ّفع عن أداء رشوة‪ ،‬تعبّد له الطريق‪ ،‬نحوتحقيق مراده‪ ،‬معطيا بذلك صورة‬ ‫عن المواطن الصالح الذي يقطع مع أساليب الفساد‪ ،‬المستشري في دواليب اإلدارة‪ ،‬الذي يرهن‬ ‫مصيرأي تقدم أو تنمية للمنطقة والبالد عموما‪!.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫لالتصال‪0690957769 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬حي البرواقة الزنقة ‪ 52‬الرقم ‪ 4‬بنديبان طنجة‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫منطقة البحراويين‪:‬‬

‫يعاني المواطن الشــاب عيسى الدشيرى (‪26‬‬ ‫سنة) من ضعف في البصر‪ ،‬ويحتاج إلى إجراء عملية‬ ‫جراحية على مستوى القرنيتين‪ ،‬وذلك بمصحة‬ ‫العيون بالرباط‪.‬‬ ‫العملية تتطلب مبلغا مالياً‪ ،‬قدره ‪ 4‬ماليين‬ ‫سنتيم‪ ،‬وهو ماليس في مقــدور الشاب‪ ،‬النجــار‬ ‫المبتدئ الذي أصبح عاجزا عن العمل‪ ،‬حيث يوجه‬ ‫نداءه إلى المحسنين وذوي األريحية من أجل مدّ‬ ‫يد العون له‪ ،‬وملفه الطبي رهن إشارتهم‪ ،‬واهلل ال‬ ‫يضيع أجرهم‪.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫إلى ذوي األريحية‪ :‬نداء من أجل‬ ‫نور العيون‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪282‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 811‬ـ الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫أثار‬

‫هدف التعادل الذي وقعه العب الدفاع الحسني الجديدي دياكيتي في مرمى‬ ‫اتحاد طنجة وحرم الفريق من فوز كان في المتناول ويمنحه فرصة االنفراد‬ ‫بالمركز الثاني وراء الوداد البيضاوي‪ ،‬جدال واسعا‪ .‬ألن العب الجديدة كان عليه أن‬ ‫يخرج الكرة للشرط بعدما تسلمها من أحد العبي اتحاد طنجة الذي أخرج قبلها الكرة‬ ‫في اتجاه الشرط لفسح المجال أمام الطاقم الطبي للتدخل إلسعاف أحد العبي أصحاب‬ ‫األرض‪ .‬لكن المشكلة أن الالعب دياكيتي كان ذكيا حين أبعد عن نفسه تهمة التصرف‬ ‫الالرياضي ألنه رد الكرة بتسديدة لم تكن قوية في اتجاه الحارس البديل التحاد طنجة‪،‬‬ ‫مروان فخار‪ ،‬الذي أبدى افتقاره للخبرة والتجربة من خالل تعامله مع كرة سهلة كانت‬ ‫في المتناول بطريقة المبتدئين لتنفلت من يده بكيفية غريبة واستقرت داخل مرماه‪.‬‬ ‫نتمنى أن يستفيد فخار من الخطء‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫عبد العظيم خضروف‪..‬‬ ‫مهاجم املغرب التطواين ومنتخب املحليني‬

‫• استطعتــم التفــوق أداءا ونتيجة‬ ‫وعدتم ببطاقة التأهل للشان‪ ،‬ماذا‬ ‫يشكـــل لكم هــــذا اإلنجاز؟‬

‫(‪)10/6‬‬

‫• • نحن جـــد سعــــداء بتحقيــــق‬ ‫التأهـل لنهائيــات كأس إفريقيا لالعبيــن‬ ‫المحليين التـي ستحتضنها روندا مطلع‬ ‫السنـــة المقبلــة عــــن جدارة واستحقاق‬ ‫بفضــل المجهــــود الذي قدمته العناصر‬ ‫الوطنيــة‪ ..‬النتائــج التي حققناها أمام‬ ‫المنتخبين التونسي والليبي ذهـابا بالمغرب‬ ‫وإيابا بتونس أكدت على أنها لم تأت صدفة‪،‬‬ ‫هذه النتائج الجيدة تعتبر ثمرة ‪ ‬للعمــل‬ ‫الكبيــــر الذي قام به الناخب الوطني امحمد‬ ‫فاخر وطاقمه المساعد منذ توليه مهمة‬ ‫اإلشراف على المنتخب المحلـــي‪ .‬الحمــد‬ ‫هلل المجهود الذي بذلناه طيلة فترة اإلعداد‬ ‫لم يذهب أدراج الرياح‪ ،‬وهو ما لمسناه من‬ ‫خالل األداء الذي قدمناه في هذه المنافسة‬ ‫• ما هو إحساسك وأنـت تسجـــل‬ ‫بمرمــى المنتخب التونسي؟‬

‫‪ - 5‬مجاالت السباحة‪:‬‬

‫‪ - 5-1‬السباحة الترويحية‪:‬‬ ‫إن ممارسة الشخص لهواية ترويحية يعد شيئا هاما يؤثر في‬ ‫تكوين شخصية متكاملة‪ ،‬ويذكر «وليام مانجر»‪« :‬أن الشخص‬ ‫المتمتع بالصحة الجيدة هو الشخص ذو الهوايات الترويحية»‪.‬‬ ‫وتعتبر السباحة أحد هذه األنشطة الترويحية حيث يمكن‬ ‫ممارستها لجميع األعمار واألجناس‪.‬‬ ‫‪ - 5-2‬السباحة التنافسية‪:‬‬ ‫هذا النوع يمارس وفق قوانين وقواعد محددة ومعروفة ينظمها‬ ‫االتحاد الدولي للسباحة للهـواة‪ ،‬وفيها يخضـع الشخـص لبرنامج‬ ‫تدريبي منظم يهدف في نهايته تحقيق إنجاز رقمي منشود‪ ،‬وللسباحة‬ ‫التنافسية مسابقات محددة المسافة يشارك فيها السباحون‪)14(.‬‬ ‫‪ - 5-3‬سباحة المعاقين‪:‬‬ ‫استخدمت السباحة كوسيلة لعالج المعاقين‪ ،‬كما نظمت لهم‬ ‫مسابقات ومنافسات إقليمية ودولية يتم تقسيمها وفق نوع اإلعاقة‬ ‫وقد حدد القانون المصري لتأهيل المعاقين رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 1975‬أن‬ ‫المعوق هو‪« :‬الشخص الذي أصبح غير قادر على االعتماد على نفسه‬ ‫في مزاولة عمله أو القيام بعمل آخر واالستقرار فيه أو نقصت قدرته‬ ‫على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي نتيجة عجز خلقي‬ ‫منذ الوالدة»‪.‬‬ ‫وهنا تهدف السباحة إلى إعادة اتصال الفرد بمجتمعه وتنمية‬ ‫ميوله وقدراته‪.‬‬ ‫‪ - 5-4‬السباحة اإليقاعية (التوقيتية)‪.‬‬ ‫هي عبارة عن حركات فنية مصاحبة للموسيقى تمارسها الفتيات‬ ‫دون الرجال ويشملها األداء الجماعي وهذا النوع يتضمن العديد من‬ ‫المهارات الموسيقية وطرق السباحة المختلفة والدورانات وحركات‬ ‫الرشاقة في إطار منسق جميل يجذب انتباه اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ - 5-5‬السباحة التعليمية‪:‬‬ ‫تهدف إلى اكتساب الفرد للمهارات وطرق السباحــة المختلفة في‬ ‫ضوء مبــدأ الترويـــح واألمن والسالمة كما أنها المرحلة األولى‬ ‫لالنتقـــال للتدريـــب إلى المستويات المتقدمـــة وهي ضروريــــة‬ ‫للممارسين لوظائـــف الصيد والغوص تحت الماء وطالب الكليات‬ ‫العسكرية والرياضية‪. )15(.‬‬

‫(يتبع)‬

‫• • لقد تملكني إحساس رائـــع‬ ‫وجميـــل وأنا أتابع تسديدتي المركزة‬ ‫وهي متجهة نحو مرمى الحارس التونسي‬ ‫مسجال الهدف األول‪ ،‬وهو هدف سيبقى‬ ‫في ذاكرتي‪ ،‬وأهديه لكل الجماهير المغربية‪ .‬هذا‬ ‫الهدف سيجعلني إن شاء اهلل أعمل بجدية أكثر حتى‬ ‫أطور مؤهالتي وإمكانياتي ألكون في الموعد وأحافظ‬ ‫على مكانتي مع المنتخب المحلي والبحث عن فرصة‬ ‫لإلنضمام للمنتخب األول مستقبال‪ .‬ومن هذا المنبر أشكر‬ ‫الجماهير التطوانية التي ظلت تشجعني وتساندي عن‬ ‫طريق صفحات التواصل االجتماعي بالرغم من تواجدي‬ ‫مع المنتخب المحلي بتونس‪.‬‬ ‫• ماذا يمكن لهذا اإلنجاز أن يضيف لالعب المحلي؟‬ ‫• • النتائج التي حققها المنتخب المحلي خالل هذه‬ ‫االقصائيات القارية وتحقيقه التأهل لنهائيات الشان عن‬ ‫جدارة واستحقاق‪ ،‬من شأنها إعادة الثقة لالعب المحلي‬ ‫الذي يمارس بالبطولة الوطنية ورد االعتبار إليه في ظل‬ ‫التهميش الذي تعرض له في وقت سابق بعد إغالق باب‬ ‫المنتخب االول أمامه‪ ،‬جميع العناصر الوطنية التي حظيت‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫بثقة المدرب امحمد فاخر كانت في المستوى الحدث‬ ‫وأبانت عن علو كعبها وفرضت قوتها على خصومهــا‬ ‫وحققت اإلنتصار أداءا ونتيجة‪ ،‬وهذا يؤكد المؤهالت‬ ‫الكبيرة التي يتوفر عليها الالعب المحلي الذي يحتاج فقط‬ ‫منحه الفرصة إلبراز ما يتوفر عليه من إمكانيات‪ .‬‬

‫الحمد هلل حققنا نصـــف المشـــوار بضمان بطاقة‬ ‫الحضور للشان والنصف الثاني ينتظرنا في النهائيات‪،‬‬ ‫حيث سيكون هدفنا تشريف الكرة المغربية والمنافسة‬ ‫على لقب هذه النسخة‪ ،‬خصوصا مع عودة بعض العناصر‬ ‫التي حرمتها اإلصابة من مرافقتنا الى تونس‪ .‬وإن شاء‬ ‫اهلل لن نخيب أمال الشعب المغربي الذي أصبح متعطشا‬ ‫لأللقاب‪ ،‬علما أن التتويج بلقب الشان سيرفع من أسهم‬ ‫العبي البطولة الوطنية وسيفتح أمامهم أبواب جديدة‬ ‫للتألق في ظل التجربة والخبرة التي باتوا يراكموها‬ ‫قاريا‪.‬‬

‫كريستيانو رونالدو يرضخ لميسي‬ ‫وينسحب من سباق الكرة الذهبية‬

‫تحدث النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬هداف ريال مدريد‪ ،‬عن حظوظه‬ ‫بخطف لقب األفضل في العالم للمرة الرابعة‪ ،‬من منافسه المباشر ليونيل ميسي نجم نادي‬ ‫نادي برشلونة‪ .‬وجاء ذلك في حوار اجراه مع قناة ‪ ،ITV‬أكد خالله أن الجائزة لهذا العام‬ ‫ستذهب للنجم األرجنتيني ليونيل ميسي‪ ،‬وذلك لما قدمه رفقة برشلونة في كافة المسابقات‬ ‫التي لعب بها الفريق الكتالوني في الموسم الماضي‪ .‬وقال النجم البرتغالي بهذا الصدد‪:‬‬ ‫«الكون صريحا أعتقد أن الجائزة لهذا العام ستذهب لليونيل ميسي‪ ،‬وذلك لأللقاب التي‬ ‫حققها رفقة برشلونة‪ ،‬لكن األمر يعتمد على التصويت»‪ .‬وأضاف‪« :‬عندما تتوج رفقة فريقك‬ ‫بالبطوالت المهمة من دوري األبطال والمسابقات المحلية‪ ،‬يصب األمر في مصلحة الفرد‬ ‫بالتصويت»‪ .‬واختتم‪« :‬ربما قدمت أحد أفضل أعوامي في الموسم الماضي‪ ،‬لكن األمر يعتمد‬ ‫على التصويت‪ ،‬وألكون صادقا لست قلقا من األمر لقد قلتها مرارا وتكرارا‪ ،‬لم أتوقع أن‬ ‫أحصد الجائزة ثالث مرات من قبل»‪ .‬وقدم ميسي رفقة برشلونة موسما متكامال‪ ،‬حيث قاده‬ ‫للتتويج بالثالثية التاريخية (دوري األبطال والدوري والكأس المحللين) للمرة الثانية في تاريخ‬ ‫النادي الكتالوني‪ .‬لكنه تعثر في السير نحو السداسية‪ ،‬بعد أن خسر أمام أتلتيك بيلباو في‬ ‫السوبر اإلسباني‪ ،‬بخماسية مقابل هدف‪ ،‬جاءت بشكل صادم وغير متوقع‪ .‬وبهذا التصريح‬ ‫يكون رونالدو قد أخرج نفسه من التوقعات‪ ،‬على أساس أن ميسي األقرب بكافة المعطيات‬ ‫المطروحة‪ ،‬حيث حقق البطوالت المهمة وايضا سجل أهدافا كثيرة في لحظات مؤثرة خاصة‬ ‫من دوري األبطال‪ .‬وأكدت صحيفة سبورت مول اإلنجليزية‪ ،‬أن نيمار وليفاندوفسكي (نجم‬ ‫بايرن ميونيخ) وايضا لويس سوايز‪ ،‬مرشحين بقوة لدخول القائمة النهائي للجائزة‪ ،‬وذلك لما‬ ‫قدمه ويقدمه ثالثتهم مع أنديتهم في أوروبا‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪811‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫مدن الشمال تنتظر افتتاح مالعبها‬ ‫بعد القصر الكبير وأصيال‬

‫مارشان احتج على أرضية الملعب‬

‫عزا المدرب الفرنسي بورتران مارشان‪ ،‬هزيمة‬ ‫فريقه‪ ،‬نهضة بركان بطنجة لسوء أرضية ملعب‬ ‫مرشان وقال ل”الصباح الرياضي” من العار أن تلعب‬ ‫كرة القدم في أرضية من نوع هذا الملعب‪ .‬طنجة‬ ‫تتوفر على ملعب رائع‪ ،‬أجهل سبب عدم برمجة‬ ‫هذه المباراة على أرضيته واختيار ملعب مرشان”‪.‬‬ ‫وعن أجواء المباراة اضاف المدرب الفرنسي”المباراة‬ ‫كانت تكتيكية بامتياز‪ ،‬كنت أعرف أن التسجيل‬ ‫في هذه المباراة سيتم من ضربة ثابتة‪ ،‬اتحاد‬ ‫طنجة سجل من ضربة جزاء مشكوك فيها‪ ،‬لكن‬ ‫أؤجل الجزم في الحكم عليها بشكل قاطع إلى‬ ‫حين متابعة إعادة العملية بمشاهدة المباراة عبر‬ ‫التلفاز”‪ .‬من جانبه‪ ،‬عبر عبد الحق بنشيخة عن‬ ‫ارتياحه لنتيجة الفوز الذي ضمن لفريقه المركز‬ ‫الثاني قبل مباراة القمة التي يرحل فيها فريقه‬ ‫للدار البيضاء لمواجهة المتزعم الوداد البيضاوي‬ ‫لحساب الدورة الثامنة‪ .‬وقال” من السابق ألوانه‬ ‫الحديث عن مباراة الوداد حاليا‪ ،‬المهم تحقيق‬ ‫انتصار في مباراة صعبة أمام نهضة بركان‪ .‬مباراة‬ ‫كانت تكتيكية بامتياز‪ ،‬ألنني أعرف جيدا ماذا يريد‬ ‫المدرب بورتران مارشان‪ ،‬وهو نفسه يقرأ جيدا ما‬ ‫أريده‪ .‬ال أحد ترك الفرصة لآلخر ليلعب كرة جيدة‪.‬‬ ‫أعرف جيدا أن نهضة بركان يملك أحسن خط‬ ‫دفاع‪ ،‬طلبت من الالعبين عدم التسرع والتعامل مع‬ ‫المباراة بنوع من الصبر إلى حين أن تتاح لنا فرصة‬ ‫التسجيل‪ .‬وتحقق لنا ذلك”‪.‬‬

‫اتحاد طنجــة يحقــق فـوزا صعبا‬ ‫على بركان‬

‫انتصر اتحاد طنجة في ثاني مباراة له في‬ ‫“الويكلو” على نهضة بركان لحساب الدورة‬ ‫السادسة من البطولة االحترافية بفضل هدف‬ ‫وقعه رفيق عبد الصمد من ضربة جزاء حصل‬ ‫عليها بدر كشاني بعد إسقاطه من طرف حارس‬ ‫المرمى عبد العالي المحمدي في الدقيقة ‪.73‬‬ ‫ولم ترق المباراة للمستوى الجيد بعدما طغى‬ ‫عليها الهاجس التكتيكي بين مدربي الفريقان‪،‬‬ ‫ولم تسجل اية فرصة حقيقية للتهديف إلى حدود‬ ‫الربع ساعة األخيرة من المباراة بعد دخول المهاجم‬ ‫أحمد حمودان الذي غير وجه الخط الهجومي‬ ‫ألصحاب األرض‪ .‬وقاد المباراة الحكم يوسف‬ ‫لهراوي بمساعدة عبد الواحد حوماد حكم مساعد‬ ‫أول‪ ،‬ورشيد الفاسي حكم مساعد ثاني‪ ،‬من عصبة‬ ‫سوس‪ ،‬ومحمد تاسامست حكم رابع من عصبة‬ ‫الشمال‪ ،‬وأحمد دلعي من عصبة الغرب مندوبا‬ ‫للمباراة التي أخرج فيها الحكم لهراوي سبع إنذارت‪،‬‬ ‫خمسة لمروان فخر‪ ،‬حارس اتحاد طنجة وزمالءه‬ ‫إنيس سيموفيتش‪ ،‬أونا بريس‪ ،‬بكر الهياللي‬ ‫وعادل المرابط‪ .‬وإثنين لحمدي لعشير ومحمد‬ ‫برابح من نهضة بركان‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫لوبيرا يتمســـك بمنصبه مدربا‬ ‫للمغرب التطواني‬

‫بنهاشم يتطلع لتسوية خالفه مع‬ ‫اتحاد طنجة‬ ‫يترقب المدرب أمين بنهاشم حسم نزاعه الذي‬ ‫استغرق وقتا طويال مع اتحاد طنجة‪ ،‬من طرف غرفة‬ ‫النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وفي الوقت الذي أصدرت فيه غرفة النزاعات‬ ‫أحكاما لفائدة العبين ومدربين وأكدت اقتطاع‬ ‫مستحقاتهم المالية التي حكمت بها لفائدتهم من‬ ‫حساب الفرق المتنازع معها‪ ،‬مازال وضع بنهاشم‬ ‫يراوح نفسه دون الكشف عن حقيقة التأخر المرتبط‬ ‫بالحكم‪ .‬ويطالب بنهاشم بتعويضات مالية تناهز‬ ‫‪ 140‬مليون بسبب قرار اإلستغناء عن خدماته بعد‬ ‫الصعود للدوري اإلحترافي وتعويضه بالجزائري بن‬ ‫شيخة‪ .‬وقال بنهاشم أنه عرض أفكاره كاملة أمام‬ ‫لجنة النزاعات واستعرض الظلم الذي طاله وينتظر‬ ‫إنصافا من الجامعة ينهي ازمته الحالية‪ ،‬ويكافئ ما‬ ‫حققه للنادي وهو يعيده إلى دوري المحترفين بعد‬ ‫‪ 8‬سنوات من الغياب‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫تنتظر الجماهير الرياضية ومعها مسؤولي كرة القدم‬ ‫بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬بالتحديد بشفشاون‪ ،‬وزان‪،‬‬ ‫العوامرة‪ ،‬الفنيدق وملعبي الزياتن وابن خلدون بطنجة دور‬ ‫مالعبهما لالفتتاح من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم بعد االستفادة من كسو أرضيتها بعشب اصطناعي‬ ‫من الجيل الثالث في إطار الورش الكبير الذي أطلقته الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بإعادة هيكلة بعض المالعب‬ ‫المغربية‪ .‬وكان بعض مدن الجهة استفادت من العملية‪،‬‬

‫أولها الملعب البلدي بالقصر الكبير‪ ،‬وآخرها الملعب البلدي‬ ‫بأصيال الذي افتتح يوم الثالثاء ثالث نونبر الجاري‪ ،‬بمباراة‬ ‫استعراضية جمعت اتحاد طنجة بشباب أصيلة وانتهت لصالح‬ ‫الضيوف بثالثة أهداف مقابل هدف واحد‪ً .‬‬ ‫ومثل الجامعة‬ ‫خالل حفل االفتتاح‪ ،‬جمال السنوسي‪ ،‬عضو المكتب المديري‬ ‫للجامعة‪ ،‬رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬وعبد‬ ‫اللطيف العافية‪ ،‬رئيس عصبة الشمال لكرة القدم وأعضاء‬ ‫مجلس العصبة‪.‬‬

‫المؤطر هيتمي يتحدث عن أساليب‬ ‫لبعض الرياضات الحربية‬ ‫كما أشرنا في أعداد سابقة‪،‬‬

‫يقود المؤطر حميد هيتمي‪ ،‬تجربة‬ ‫جديدة لبعض الرياضات بطنجة‪.‬‬ ‫وارتبط هـــذا األخيـــر برياضــــة‬ ‫فنون القتال الصينيــة كممـــارس‬ ‫منذ سنة ‪ 1999‬بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫إذ وجد المساندة من مجموعة‬ ‫من المؤطــريــــن في تلـــــقـــي‬ ‫المبادئ األولية في رياضة التربية‬ ‫البدنية والفنون األسيوية‪ ،‬منها‬ ‫الهاتايوغا‪ ،‬على يـد اإلطار محمد‬ ‫مهدي‪ ،‬وفي رياضة الكونغفــو‬ ‫على يد المؤطــر أحمــد الوهابي‪.‬‬ ‫ومن هنا انفتحت في وجهه أبواب‬ ‫التألق وصقل مواهبه في فنون‬ ‫القتال األسيوية‪ ،‬سيما الكونغفو‬ ‫والووشو على يد المؤطر الصنري‬ ‫عبد الرحمان‪ ،‬وهو رئيس اللجنة‬ ‫الوطنية المغربية لفنــون الحرب‬ ‫بالجامعة الملكية المغربية للجيدو‬ ‫والجوجيتسو واأليكيدو وفنون‬ ‫الحرب‪ .‬وبفضل هذا األخير يقول‬ ‫حميد هيتمي‪ »:‬بفضل الصنري عبد‬ ‫الرحمان حصلت على شهادة الكفاءة‬ ‫للتعليم في رياضة الكونغفو وكانت بدايتي كمدرب‬ ‫في رياضة هذه الرياضة‪ .‬وكانت البداية التي عبدت لي‬ ‫الطريق نحو نيل شواهد أخرى وكنية ودولية في فن‬ ‫رياضة الطايشي‪.‬كما مارست رياضة الجوجيتسو منذ‬ ‫‪ 2007‬إلى غاية هذه السنة بدعم من المدرب الدولي‬ ‫اإلسباني خواكين‪ ،‬المقيم حاليا بجبل طارق وحصلت معه‬ ‫على شواهد التدريب»‪ .‬وعن هدفه حاليا يقول هيتمي‪»:‬‬ ‫هدفي بعد خبرتي مع المدرب الدولي اإلسباني‪ ،‬هو نقل‬ ‫تجربة مجموعة من األنواع الجديدة التي تلقنتها هناك‪،‬‬ ‫إلى بلدي‪ .‬نظير رياضة الطايشي ‪gymnastique‬‬ ‫‪ ،»tradionel‬رياضة ضد التوثر والقلق ‪،»anti stress‬‬ ‫رياضة قوامة الجسم ‪ ،»mise en forme‬رياضة مرونة‬ ‫الجسد ‪ ،»souplesse avec corporelle‬رياضة‬ ‫استرخائي مع التنفس اإليقاعـــي ‪relaxant avec‬‬ ‫‪.»respiration rythmique‬‬ ‫وللتعريف ببعض ميكانيزمـــات اللعبــة يضيـــف‬ ‫هيتمي‪« :‬بالنسبة لألساليب‪ ،‬هناك أساليب شاوليـــن‪،‬‬ ‫اشتملت على األساليــب الجنوبيـــة والشالية‪ ،‬ولهذا‬

‫فاألساليب هي أساس وأصل كل األساليب التي سأذكرها‪:‬‬ ‫ أساليب (شاولين – ووشو)‬‫ األساليب الخارجيـــة (الصلبة القاسية‪ ،‬البدنية‬‫الجسدية)‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬األساليب الشمالية‬ ‫شاولين الشمالي‬ ‫سان تشيوان (المالكمة الشمالية الطويلة)‬ ‫فرسالنبي (السرعوف)‬ ‫مخلب النسر‬ ‫القرد‬ ‫أسلوب السكران‬ ‫جنيات السكران الثمان‬ ‫باجي‬ ‫إت أل‬

‫مكمد العب شرطة طنجة في ذمة اهلل‬ ‫فقدت الساحة الرياضية بمدينة طنجة‪ ،‬وكرة القدم على وجه التحديد‪ ،‬أحد‬ ‫نجموها في الخمسينات والستينات‪ ،‬المرحوم محمد الحمدوشي المعروف في‬ ‫الوسط الكروي الطنجاوي اختصارا بإسم (مكمد)‪ .‬وكان المرحوم من الالعبين‬ ‫المميزين على مستوى خط الهجــوم‪( ،‬جنــاح من العيار الثقيل)‪ ،‬سيمــا في مرحلة‬ ‫حمـــل قميص اتحاد طنجة (البوليس)‪ .‬وكان المرحوم من العناصر التي استفادت‬ ‫في هذه الفترة من التوظيف في سلك األمن لكنه تخلى عن هذه الوظيفة وارتبط‬ ‫لفترة طويلة بمهنة مرشد سياحي‪.‬‬ ‫تعازينا الحارة ألسرة الفقيد‪ ،‬تغمده اهلل برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه‬ ‫وألهم ذويه الصبر الجميل‪:‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫رفض اإلسباني سيرخيو لوبيرا‪ ،‬مدرب المغرب‬ ‫التطواني لكرة القدم تقديم استقالته من منصبه‬ ‫رغم النتائد الكارثية التي ألحقت بالفريق منذ بداية‬ ‫الموسم الحالي‪ ،‬بعد خروج مبكر من كاس العرش‪،‬‬ ‫واحتالله للمركز األخير في منافسات البطولة التي‬ ‫حقق فيها لحد الساعة ثالث تعادالت وبدون أي‬ ‫انتصار‪ .‬ولم يكثرت المدرب اإلسباني الحتجاجات‬ ‫الجمهور التطواني وتشبث باستمراره‪ .‬فيما انصاع‬ ‫أبرون رئيس الفريق لوعود المدرب بتحسين‬ ‫النتائج في الدورات المقبلة‪ .‬وتم منحه فرصة اخرة‬ ‫خالل المباراة الصعبة التي ينزل فيها الفريق خالل‬ ‫الدورة السابعة ضيفا على الرجاء البيضاوي في‬ ‫ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء‪.‬‬

‫الكاف يبرئ المغرب التطواني‬ ‫برأت اللجنة التاديبية التابعة للكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم‪ ،‬فريق المغرب التطواني‬ ‫من التهم التي حاول فريق مازيمبي إلصاقها به‬ ‫وببعض أعضاء مكتبه وإدارته‪ .‬وكانت محكمة‬ ‫“الكاف” قد أصدرت قرارها النهائي ليلة الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬بتأكيد براءة الفريق التطواني مما حاولت‬ ‫إدارة مازيمبي توريطه فيه‪ ،‬بدعوى محاولة إرشاء‬ ‫حكام المباراة التي جمعت الفريقين منتصف شتنبر‬ ‫الماضي‪ .‬وبنت اللجنة المذكورة قرارها بناء على‬ ‫المعطيات التي تقدم بها محامي الفريق المنتدب‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬وكذلك لعدم وجود ادلة مقنعة‬ ‫بالنسبة‪ ‬للطرف المدعي‪ ،‬وهو فريق مازيمبي الذي‬ ‫حاول أن يخترع حكاية إرشاء الحكام بهدف تشويه‬ ‫الفريق والتاثير على مجريات المباراة‪ .‬رئيس اللجنة‬ ‫التاديبية الجنوب إفريقي ريموند هاك‪ ،‬اعتمد في‬ ‫قرار لجنته‪ ،‬على تقارير حكام المباراة ومندوبها‬ ‫التي اعتبرت خالية من أي دليل مادي قاطع يدين‬ ‫ما أقدم عليه الفريق ‪ ،‬وكذلك دفوعات الفريق‬ ‫التطواني التي كانت واضحة و مقنعة العضاء‬ ‫اللجنة ‪ ،‬فيما اعتبر شكاية مازيمبي تفتقد للحجية‬ ‫رغم فبركة بعض االشرطة واإلدعاءات‪ .‬وقرر رئيس‬ ‫المغرب التطواني اعداد ملف لطلب إنصافهم من‬ ‫لدن الكاف‪ ،‬خاصة وأن الواقعة أثرت بشكل كبير‬ ‫على الفريق ككل وخاصة العبيه‪.‬‬

‫رئيس التطوانـــي غاضـــب من‬ ‫بورزوق و مابيدي‬ ‫تسود حالة من التوتر محيط نادي المغرب‬ ‫التطواني متذيل ترتيب الدوري المغربي و الذي‬ ‫يمر بأسوأ انطالقة له بتاريخ المسابقة‪ ،‬بحصوله‬ ‫على نقطة واحدة من ‪ 5‬مباريات خاضها لغاية‬ ‫اللحظة‪ .‬و بجانب عدم رضا األنصار على أداء‬ ‫الالعبين و احتجاجهم على قرارات رئيس الفريق‬ ‫عبد المالك أبرون و الذي قام ببيع أفضل العبيه (‬ ‫جاحوح و ياجور و مرتضى فال) و صبره على المدرب‬ ‫اإلسباني سيرخيو لوبيرا بخالف تسرعه و هو يقيل‬ ‫المغربي عزيز العامري في فترة سابقة‪ ،‬فقد دخل‬ ‫أبرون في مشاحنات مع عدد من العبي التطواني‬ ‫مؤخرا‪ .‬و همت هذه المشاحنات الالعب حمزة‬ ‫بورزوق بسبب توقيف األخير من طرف الجامعة‬ ‫ل ‪ 6‬مباريات بعد شتمه لحمم مباراة فريقه أمام‬ ‫الفتح الرباطي‪ .‬و قرر أبرون عرض الالعب على لجنة‬ ‫اإلنضباط في أفق فسخ التعاقد معه‪ ،‬كما اصطدم‬ ‫رئيس النادي مع المحترف فيفيان مابيدي و هو‬ ‫اإلصطدام الذي كادت تترتب عنه تداعيات خطيرة‬ ‫لوال تدخل الالعبين لالحتواء الخالف‪ .‬و اتهم ابرون‬ ‫الالعب مابيدي بالتقصير في حضور الالعبين و هو‬ ‫ما لم يتقبله الالعب الذي دافع عن نفسه بقوة‪.‬‬


‫العدد ‪811‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫أمانديس‬

‫من خطة ألخرى‬ ‫بعد خرجته األولى دفاعا عن رئيس الحكومة‪ ‬وأمين عام حزب العدالة والتنمية‪ ،‬بسبب‬ ‫انتقادات مواقع إعالمية‪ ‬لمضمون خطاب عبد اإلله بنكيران خالل لقائه بممثلي «سكان»‬ ‫طنجة‪ ،‬بتعليمات من جاللة الملك‪ ،‬لبحث مسألة احتجاجات أهل طنجة ضد شركة «أمانديس»‬ ‫لألسباب المعلومة‪ ،‬ها هو محمد أمحجور‪ ،‬نائب العمدة‪ ،‬يهبّ لنجدة «زعيمه» عبر البوابة‬ ‫الرسمية لحزبه‪ ،‬ليؤكد‪ ،‬لمن يريد أن يقرأه أو يسمعه‪ ،‬أن أسباب تراجع أعداد المشاركين في‬ ‫احتجاجات طنجة ضد «أمانديس»‪ ،‬راجع إلى «ثقة» المواطنين في اإلجراءات والتدابير التي‬ ‫تم اتخاذها لمعالجة مشكل غالء فواتير الماء والكهرباء‪.‬‬ ‫وكان أمحجور قد تصدى‪ ،‬بقوة‪ ،‬للمنابر اإلعالمية التي روجت «معلومات مغلوطة» في‬ ‫نظره‪ ،‬حول لقاء الوالية الذي ترأسه بنكيران وحصاد‪ ،‬والذي خصص للتباحث في موضوع‬ ‫«أمانديس»‪ ،‬حيث اعتبر المعلقون اإلعالميون أن كالم بنكيران في طيه شكل من أشكال‬ ‫«التهديد» المبطن‪ ،‬في حال استمرار االحتجاجات‪ ،‬بإثارته لــ «منطق الدولـــة» ‪la raison ‬‬ ‫‪ ، d’Etat‬وكما اتهم المحتجين بإشعال «الفتنة» وهي كلمة عزيزة على اإلخوان‪ ،‬وتذكرون‬ ‫أن الرميد والفيزازي استعمالها في‪ ‬موضع مختلف‪.‬‬ ‫أمحجور تهجم على المواقع اإلعالمية متهما إياها بترويج إشاعات ال أساس لها‬ ‫من الصحة‪ ،‬ومدعيا أن كالم بنكيران تمت تجزئته وتحريفه عن سياقه «السليم»‪،‬‬ ‫ولعل ‪ ‬المستشارين اللذين اتهما‪ ‬المحتجين بطنجة بالداعشيين و بمرتيل بـ «الحمير»‬ ‫حاشاكم‪ ،‬اعتمدا نفس المنطق في تبريرهما لهذه السقطة التي ال تغتفر‪! ‬‬ ‫في خرجته األخيرة ذهب نائب العمدة بعيدا حين اعتبر أن أسباب تراجع أعداد‬ ‫المشاركين في االحتجاجات ضد «أمانديس» ترجع إلى «ثقة» المواطنين (هكذا) فيما‬ ‫أعلن من إجراءات لمواجهة مشكل الفواتير‪ ،‬بعد الزيارة األخيرة لرئيس الحكومة رفقة‬ ‫وزير الداخلية‪ ،‬وأن الجهات المسؤولة تقوم بواجبها في إيجاد الحل النهائي لمشكل ارتفاع‪ ‬‬ ‫فواتير «الضو والما»‪....‬‬ ‫إال أن جوهر المشكل الذي دفع المواطنين للخروج إلى الشارع‪ ،‬بعد أن أعياهم انتظار‬ ‫تدخل «من يجب» لرفع الظلم و «الحكرة» عنهم‪ ،‬هو ال مباالة المسؤولين بشكاويهم‬ ‫وتظلماتهم لسنوات عديدة من تعنت شركة «أمانديس» وتخلي الجهات المسؤولة عن‬ ‫القيام بواجبها في مراقبة ومحاسبة هذه الشركة‪ ،‬حتى أن اتفاقية التدبير المفوض‪ ،‬‬ ‫ويجمل بنا أن‪ ‬نسميه «التبذير» المفوض ــ تفرض مراجعة عقد هذا التفويض‪ ‬على رأس‬‫كل خمس سنين‪ ،‬والحال أنه لم يجرؤ أي مسؤول ال بلدي وال إداري عن القيام بهذه المراجعة‬ ‫لتظل األمور على ماهي عليه منذ ثالث عشرة سنة‪.....!!! ‬‬ ‫وحتى حين يصرح رئيس الحكومة التي يبدو أن احتجاجات طنجة أزعجتها ‪ ،‬أن «أسباب‬ ‫احتجاجات السكان لم تعد‪ ‬موجودة»‪ ،‬فإن إصرار المحتجين على النزول إلى الشارع كان‬ ‫يتعــدى «سقــف» مراجعــة الفواتيــر‪ ،‬ألن ذلك «حق قابل للدفـــاع عنه»‪ ،‬إلى المطالبـــة‬ ‫بــ «محاسبة» و «متابعة» الشركة الفرنسية‪ ،‬بسبب «االختالالت» التي أقرت الحكومة‬ ‫بوجودها في‪ ‬تدبير «أمانديس»‪ ،‬والتي يريدون إلحاقها «بالثلث الناجي» من أي حساب أو‬ ‫عقاب‪ ،‬و«عفا اهلل عما سلف»‪..... ! ‬‬ ‫في حين يرى المعنيون بالفواتير الملتهبة أن محاسبة الشركة‪« ‬الفرنساوية» قد‬ ‫تؤدي إلى عرض الملف برمته على أنظار القضاء‪ ،‬وقد يقضي بفسخ العقد ‪ ‬بسبب تراكمات‬ ‫االختالالت لما يفوق ‪13‬سنة‪ ،‬وتقتصد الخزينة البلدية وخزينة الدولة األربعة مليارات‬ ‫التي «فرعوا» لنا الدماغ بترديد هذا المبلغ‪ ،‬كلما رفع المواطنون شعار «ارحل» في وجه‬ ‫«أمانديس» ‪.‬‬ ‫احتجاجات طنجة التي أجمع المغاربة على وصفها بـ «المتحضرة» و «السلمية» بدأت‬ ‫تنتشر شيئا فشيئا في مدن الشمال‪ ‬كما بدأت تجد لها صدى في غير مدن الشمال التي‬ ‫يكتوي أهلها بنيران «التدبير المفوض» انتقلت إلى البرلمان لتتسبب في مالسنات بين‬ ‫البيجيدي والبام‪ ،‬قبل أن يتم تقديم طلب بتموين لجنة تقصي الحقائق في ملف احتجاجات‬ ‫أهل طنجة ضد «أمانديس»‪ ،‬فيما الوزير «المشاغب» محمد الوفا الذي بدا منفعال‪ ،‬عند‬ ‫مثوله أمام مستشاري األمة‪ ،‬ليقدم «الخطة الجديدة» التي تعتزم الحكومة تطبيقها‬ ‫من أجل ضبط المشكل المترتب عن فواتير استهالك الماء والكهرباء بطنجة‪ .‬وتتضمن‬ ‫«الخطة» التي قال عنها عمدة طنجة‪ ،‬إنها تشكل جزءا من التدابير التي توصلت إليها‬ ‫الجماعة الحضرية مع لجنة الداخلية والشركة الفرنسية‪ ،‬تعميم األداء المسبق عبر اعتماد‬ ‫بطاقات خاصة تمكن زبناء «أمانديس» من ضبط استهالكهم‪ ،‬واستبدال العدادات الحالية‬ ‫«التي تعود إلى القرون الوسطى» برأي الوزير الوفا‪ ،‬بعدادات تقرأ عن بعد‪ ،‬ولكنه استطرد‬ ‫قائال إن هذا األمر يتطلب كلفة مالية مرتفعة‪ ،‬وإلى أن تنجح الحكومة في توفير هذه الكلفة‪،‬‬ ‫فال مانع لدى الحكومة في أن تستمر معاناة المواطنين مع عدادات «من القرون الوسطي»‬ ‫قد ال تعد شيئا وال تضبط فلسا‪...! ‬‬ ‫وفي نفس الجلسة العلنية أثيرت قضية المكتب الوطني للماء والكهرباء الذي كان‬ ‫يوجد على حافة اإلفالس‪ ،‬لتتدخل الدولة وتضخ في خزينته ‪ 45‬مليارا من الدراهم في إطار‬ ‫عقد برنامج ألربعة أعوام (‪ ،)2017 – 2014‬مقابل مراجعة أثمان بيع «الما والضو»‪ ،‬ابتداء‬ ‫من غشت ‪......2014‬‬ ‫قال رئيس الحكومة إننا قررنا الزيادة في أثمان بيع الماء والكهرباء‪ ،‬تلك الزيادة التي‬ ‫قبلها المواطنون مشكورين‪ ،‬وقال الوزير الوفا‪ ،‬إن مبلغ دعم «مكتب الضو والما» يجب أن‬ ‫تتقاسمه الحكومة والشعب‪ .‬أو لسنا نحن أيضا من الشعب ؟‬ ‫قالها وانصرف ‪....‬‬ ‫وهنا طاح اللويز‪.....!!!! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫إهمال طبي يودي بحياة شابة من حي الحافة بطنجة‬ ‫حسناء السدالوي‪ ،‬مواطنة من حي الحافة بطنجة‪ ،‬شابة في مقتبل العمر‪ ،‬كانت إلى عهد قريب مرحة ومقبلة‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬وفي أعماقها تجتمع أحالمُ الدنيا بأسرها‪ .‬لكن سرعان ما توقفت أحالمها‪ ،‬ذات مساء‪ ،‬عندما‬ ‫على الحياة‬ ‫ٍ‬ ‫زارها ضيف ثقيل‪ ،‬مصرا على أن اليفارقها؛ إنه ذلك المرض الخبيث‪ ،‬سرطان «القولون»‪ ،‬حسب ما قيل لها وألفراد‬ ‫من أسرتها‪ ،‬حيث زارها‪ ،‬منذ سنة تقريب ًا‪ ،‬واستقبلته بصدمةٍ كبيرةٍ‪ ،‬قبل أن تتقبّله وتتعايش معه‪ ،‬مع ّلقة عظيم‬ ‫آمالها‪ ،‬على إمكانية الشفاء منه‪ ،‬ومن يدري‪ ،‬فاألعمار بيد اهلل‪ ،‬والعالج ممكن ـ كذلك ـ بقدرة من هّ‬ ‫الل‪ ،‬هكذا كانت‬ ‫تقول الضحية التي تعرّضت إلهمال طبّي فظيع‪ ،‬ذاقت خالله ولمدّة شهور‪ ،‬آالم ًا شديدة إلى درجة أنها استسلمت‬ ‫لها‪ ،‬وبدأت تطلب الموت‪ ،‬متوسّلة إلى هّ‬ ‫الل أن يأخذها إلى جواره‪ ،‬بعيداً عن هذه الدنيا المزيفة والخادعة‪ ،‬خاصّة وأنها‬ ‫كانت تشكومن غياب اإلمكانيات المادية‪ ،‬فاستجاب لها الخالق عزّ وجل‪ ،‬لتسلم روحها إلى بارئها‪ ،‬صبيحة السبت‬ ‫الماضي ‪ 7‬نونبر‪.2015‬‬ ‫تقول شقيقتها «نجــاة» في تصريحها‬ ‫لجريدة الشمال «إن األطباء بطنجة عجزوا عن‬ ‫تشخيـــص مرضهـا‪ ،‬فكـــانــت المرحومــة‬ ‫حقال لتجاربهم‪ ،‬سـواء على مستـوى األدويــة‬ ‫أو التحاليل التي أجريت لها‪ ،‬باستثناء طبيب‬ ‫واحد‪ ،‬شخص حالتها‪ ،‬وطبيب آخر أرشدها إلى‬ ‫طبيبة بمستشفى موالي عبد اهلل بالرباط‪ ،‬بعد‬ ‫أن دوّن تقريراً حملناه إلى هذه األخيرة‪ ،‬لتبدأ‬ ‫هنالك فصول المعاناة‪ ،‬حيث قيل لنا أن الضحية‬ ‫ستخضع لعملية جراحية‪ ،‬لكن بعد إنجازها لصور‬ ‫باألشعة وإجرائها للتحاليل‪ ،‬قيل لنا أن الضحية‬ ‫تحتاج ـ فقط ـ إلى حصّة من العالج الكيماوي‪،‬‬ ‫ورغم أن الدواء موجود عندهم (ويمنح بالطرق‬ ‫المعلومة) اعتمدنــا نحــن في شرائـــه على‬ ‫المحسنين!» وأضافت شقيقة الضحية أنها زارت‬ ‫المستشفى رفقة المرحومة‪ ،‬تقريباً‪ 10 ،‬مرات‪،‬‬ ‫وفي كل مرة يقال لها أن ّ‬ ‫الطبيب الفالني غير‬ ‫موجود أو أن الطبيبة الفالنة مشغولة‪ .‬وأحيانا‬ ‫أخرى‪ ،‬كانتا تصادفان طبيباً تريانه ألول مرّة‪،‬‬ ‫ال علم له بالحالة أو الملف الطبي للضحية‪،‬‬ ‫فض ًال عن معاملة جافـة ألطباء أجانب وأفارقة‬ ‫جنوب الصحراء‪ ،‬يصعــب التواصــل معهـــم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عدم الحصول على اإليواء‪ ،‬سواء‬ ‫بمستشفى موالي عبد اهلل أو بمركز لالسلمى‪،‬‬ ‫بالنسبة للضحية التي استضافتها أسرة قريبة‬ ‫لها بالرباط‪ ،‬لمدة ثالثــة أيام‪ .‬وخالل أسفار‬ ‫أخرى‪ ،‬كانت تقضي المبيت بالنّزل المتواضعة‬ ‫بالعاصمة‪ ،‬مع ما يتطلبه األمر من مصاريف‬ ‫ثقيلة‪ ،‬ال تكفي بين واجبات المبيت والنقــل‬ ‫وشراء بعض األغراض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحسب الشقيقـــة‪ ،‬دائمـــا‪ ،‬فإن أشـــد‬ ‫المواقف تأثيرا على الضحية التي كانت ـ دوماًـ‬ ‫تناجي األمل في العالج‪ ،‬هو عندما سافرت إلى‬ ‫الرباط لالستفادة من الحصّة الثانية من العالج‬ ‫الكيماوي‪،‬فخاطبتها‪،‬مباشرة‪،‬طبيبةبمستشفى‬

‫رحـلـة العـذاب‬ ‫موالي عبد اهلل‪« :‬أنت ال أمل لك في العالج!»‪،‬‬ ‫بأمر ما‪ ،‬وهي تبتسممُ‪،‬‬ ‫ثم انشغلت الطبيبة ٍ‬ ‫غير مبالية بنوبة بكاء‪ ،‬انتابت الضحية‪ ،‬فجعلتها‬ ‫تنهارُ كلياً‪ ،‬لتعود إلى طنجة‪ ،‬بنفسية مهزوزة‪.‬‬ ‫وبعد أيام‪ ،‬وبالضبط‪ ،‬قبل عيد األضحى‬ ‫الماضي‪ ،‬تكبّدت الضحية مشقة السّفرنحو‬ ‫الرباط‪ ،‬بعد أن أجرت تحاليل‪ ،‬كانت نتائجها‬ ‫إيجابية‪ ،‬على أساس أن تستفيد من الحصة‬ ‫الثانية من العالج الكيماوي‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن نفس الطبيبة‬ ‫حرمتها من ذلك‪ ،‬وقالت لها‪« :‬يا إما عندك‬ ‫بطاقة الراميد‪ ،‬يا إما اشري الدوا» مع أن الضحية‬ ‫أدلت بوصل خاص ببطاقة الراميد‪ ،‬وهي تئن‬ ‫من شدّة األلم الذي كان يعتصر أمعاءها‪،‬‬ ‫وكان الموقف يتط ّلب تدخ ًال إنسانياً‪ ،‬أصبح‬

‫في الوقت الراهن شحيحا إلى أبعد الحدود!‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬لملمت الضّحية جراحها وعادت إلى‬ ‫طنجة محبطة‪ ،‬مكسورة الخاطر‪ ،‬مقتنعة بأن‬ ‫المريض الذي ليس له مال في هذه البالد‪،‬‬ ‫يكون مصيره التّهميش الطبي‪ ،‬بل والخطأ‬ ‫الطبي‪ ،‬وكل مصائب الدنيا‪ ،‬وما عليها‪ ،‬إالأن‬ ‫تعود من حيث أتت‪ ،‬لتنتظر أجلها المحتوم الذي‬ ‫لم يمهلها طويال‪ ،‬حيث فارقت الحياة على متن‬ ‫سيارة اإلسعاف‪ ،‬وذلك أثناء عودتها من الرباط‪،‬‬ ‫لتصل جثة هامدة إلى مستشفى محمد الخامس‬ ‫بطنجة‪ ،‬صبيحة السبت الماضي‪.‬‬ ‫وقبل رحلــة المــوت هاتــه‪ ،‬ومن شدّة‬ ‫ألم المرحومة‪ ،‬كانت أسرتها نقلتها إلى مصحّة‬ ‫حديثة بطنجة‪ ،‬فاستغرب طبيب يعمل بهذه‬ ‫األخيرة‪ ،‬لعدم إجراء العملية الجراحية لفائدة‬ ‫الضحية‪ ،‬أول مرّة‪ ،‬بمستشفى موالي عبد اهلل‬ ‫من أجل استئصال المرض‪ ،‬قبل مواصلة عالجها‬ ‫الكيماوي‪ .‬كما وقف ّ‬ ‫الطبيب ذاته على معطيات‬ ‫ومعلومات‪ ،‬بيّنت له أن تشخيص حالة الضحية‬ ‫لم يتم بشكل دقيق‪ ،‬األمر الذي تسبّب لها في‬ ‫معاناة جمّة‪ ،‬عضويّة ونفسية‪ ،‬وذلك حسب‬ ‫تصريحه لشقيقة الضحية‪.‬‬ ‫وهكذا أسدل الستار على ملف الضحية‬ ‫«حسناء»‪ ،‬معلناً موت بعض الضمائر المهنية‬ ‫واإلداريةوالمجتمعية‪.‬‬ ‫وما قصة الضحية هاته سوى تلخيص‬ ‫لقصــص مئـــات من المواطنيــن المرضى‬ ‫ٍ‬ ‫الذين تلفظهم المستشفيات‪ ،‬فيتركون عرضة‬ ‫لإلهمال‪ ،‬سواء كانـت أمراضهــم عاديــة‪ ،‬أم‬ ‫خطيرة‪ ،‬وال سيما إذا كانوا ينتمون إلى الطبقة‬ ‫المسحوقة‪ ،‬اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬في وقت فقدت‬ ‫فيه رسالة ِّ‬ ‫الطب النّبيلة مدلولها ومغزاها‬ ‫اإلنساني العميق‪ ،‬لدى العديد من ممتهنيها‪ ،‬إال‬ ‫من رحم ربي‪.‬‬

‫محمد إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.