Achamal n° 813 le 01 dec 2015

Page 1

‫أبوطاهر آل عزيز‬

‫عالم جليل ومربي أجيال في ذمة اهلل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 813‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 19‬صفر ‪� 01 / 1437‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫لبى نداء ربه الكريم‪ ،‬العالم األديب المربي الوطني الغيور‪ ،‬الراحل‬ ‫األستاذ أبو طاهر آل عزيز‪ ،‬يوم االثنين ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2015‬بعد أن أوفى‬ ‫العهد وأدى األمانة‪ ،‬وخلد اسمه في سجل الوطنيين النبغاء‪ ،‬الصالحين ‪،‬‬ ‫العاملين في شتى مجاالت العلم والفكر والمعرفة‪.‬‬ ‫وقد وافاه األجل المحتوم بالربـاط بعد حياة زاخرة بالعطاءات‬ ‫العلمية واألدبية‪ ،‬و ووري التراب يوم الثالثاء‪ ،‬بمقبرة زيانة بتطوان‪،‬‬ ‫حيث شيع جثمانه ا لطاهر حشد كبير من العلماء وأساتذة الجامعة ورجال‬ ‫القانون واألدباء واألصدقاء والمثقفين ممن تتلمذوا عليه أو صاحبوه‬ ‫أو عرفوا قدره الكبير‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬يتقدم مدير وأعضاء هيئـــة التحريــر في‬ ‫جريدة «الشمال» وجريدة طنجة‪ ،‬بأحر عبارات التعازي إلى أرملة الفقيد‬ ‫العزيز األستاذة رحيمو الكيتاني وبناته سعاد وأسماء وهند وأبنائه سعيد‬ ‫وعز العرب وزهير وجابر‪ ،‬مع دعائنا الخالص في أن يتغمده اهلل بواسع‬ ‫عفوه ورحمته وكرمه‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته‪ ،‬ويجيزه على ما قدم من خير لبالده ولشعبه وألهم ذويه‬ ‫الصبر والسلوان ‪.‬‬

‫«إنا هلل وإنا إليه راجعون»‬

‫(أنظر ص ‪)11‬‬

‫توتر واحتقان وعنف في معبر باب سبتة‬ ‫ومواجهات مع األمن اإلسباني أفضت إلى وفاة مغربيتين وإجهاض ثالثة‬ ‫والوضع يتوعد بمزيد من االحتقان‬

‫! ‪SOS. Noviembre negro en Bab Sebta‬‬

‫بينما يعترف رجال االقتصاد األسبان بمدينة سبتة‪ ،‬بأن «التجارة» بالشكل الذي تباشر به عبر ما يسمى‪ ،‬مجازا‪ ،‬بــ «التهريب‬ ‫المعاشي»‪ ،‬يدر على المدينة يوميا‪ ،‬أرباحا بماليين األورو‪ ،‬بل ويحقق للمدينة نوعا من التوازن‪ ،‬يقيها إسقاطات األزمة االقتصادية‬ ‫التي تعيشها إسبانيا ومعها العديد من دول االتحاد األوروبي‪ ،‬تجنح السلطات األمنية اإلسبانية إلى ابتداع أشكال من حاالت العنف‬ ‫ضد ممتهني هذا النوع من التهريب الذي وإن كان يتسبب بخسارات فظيعة لالقتصاد المغربي‪ ،‬فإن الحكومة تمارس سياسة‬ ‫«إغماض العين»‪ ،‬لعجزها‪ ،‬إلى اآلن‪ ،‬عن إيجاد وضع اقتصادي مناسب لماليين المغاربة بجهة الشمال‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫جهتا طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة و بروفنس ألب كوت‬ ‫مؤسسة محمد السادس لألعمال‬ ‫دازور تجددان عقود التعاون و عهود التآخي‬ ‫االجتماعية تحتفي بالتالميذ المتفوقين‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫تم يوم الثالثاء ‪ 24‬نونبر الجاري توقيع اتفاقية‬ ‫شراكة بين جهتي طنجة تطوان الحسيمة وبروفنس‬ ‫ألب كوت دازور (جنوب شرق فرنسا) لتجديد روابط‬ ‫التعاون بينهما في مجاالت االقتصاد االجتماعي‬ ‫والتخطيط المجالي والتنمية المستدامة والتكوين‬ ‫المهني الموجه للشباب‪.‬‬ ‫و همّت االتفاقية إنجاز مشــروع المنتـــزه‬ ‫الطبيعي بوهاشم وتنفيــذ السياســة الجهويـــة‬ ‫لالقتصاد االجتماعي والتضامني ‪...‬بريس‪ ...‬وإنشاء‬ ‫مركز التوعية لمواجهة األخطار الطبيعية وتشخيص‬ ‫حاجيات التكوين لموظفي وأطر مجلس طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫و ت��روم أيضا االتفاقية التي وقعها كل من‬ ‫رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ورئيس جهة‬ ‫بروفنس ألب كوت دازور (باكا) ميشال فوزيل ‪ ،‬دعم‬ ‫المكتسبات اإليجابية التي تحققت من خالل اتفاقية‬ ‫التعاون الموقعة في ماي ‪ 2000‬بين الجهتين ‪ ،‬والتي‬ ‫همّت دعم تطوير اإلدارة الجهوية والتهيئة المجالية‪،‬‬ ‫وتركيز الشراكـــة الثنائيــــة على دعم المشاريع‬ ‫الهيكلية في جهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫و أشاد رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫إلياس العماري‪ ،‬بالمستوى المتقدم الذي بلغته‬ ‫عالقات الشراكة والتعاون بين جهتي طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة من جهة‪ ،‬وجهة بروفانس ألب كوت دازور‬ ‫الفرنسية من جهة ثانية‪ ،‬والتي تمتد ألزي��د من‬

‫‪ 15‬سنة‪ ،‬معتبرا مشاريع إنشا ِء المنتزهِ الطبيعي‬ ‫دعم إعدادِ التراب الجهوي‪،‬‬ ‫بُوهَاشَمْ‪ ،‬ومشروعُ ِ‬ ‫ومشروعُ التوعية والتحسيس بتدبير المخاطر‬ ‫دعم سياسةِ الجهة في االقتصاد‬ ‫الطبيعية‪ ،‬ومشروعُ ِ‬ ‫االجتماعي والتضامني‪ ،‬ما هي إال أولى ثمار هذه‬ ‫الشراكة النوعية بين الجهتين والتي ستعقبها‬ ‫مشاريع أخرى سترى النور في المستقبل القريب‪.‬‬ ‫و أعرب عن حرصه على تعميق آفاق الشراكة‬ ‫والتعاون بما يحقق التكامل بين الجهتين مع‬ ‫االستفادة مما راكمته جهة بروفانس ألب كوت دازور‬ ‫الفرنسية من خبرات في مجال بناء قدرات المنتخبين‬ ‫وكذا األطر اإلدارية العاملة بالجهة‪ ،‬وفي مجال تدبير‬ ‫المشاريع ومخططات التنمية وإعداد التراب‪ ،‬وثقته‬ ‫بأن “مستقبل التعاون سيكون ناجحا وستستفيد منه‬ ‫الجهتان وكذا جميع الجوار المتوسطي الذي نريده أن‬ ‫يعيش في سالم واستقرار”‪ ،‬يقول العماري‪.‬‬ ‫و عبّر رئيس الجهة في بداية كلمته على‬ ‫تضامنه مع الشعب الفرنسي وكل أحرار العالم ضد‬ ‫الهجمات اإلرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية‬ ‫باريس وقبلها مناطق متفرقة بعدد من دول العالم‪،‬‬ ‫مشددا على أنه ال يمكن توقع العيش في سالم إذا‬ ‫لم تجد قضية الشعب الفلسطيني حال عادال ونهائيا‪،‬‬ ‫تكون مدخال لألمن واالستقرار في منطقة البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫و من جهته نوه ميشيل فوزيل بالعالقات‬

‫المثمرة بيـن الجهتنيـن في مجــاالت االقتصاد‬ ‫االجتماعــي والتضامني وإعداد التراب والتكوين‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن المقــاوالت الفرنسيــة أعربــت عن‬ ‫اهتمامها الكبير بتطوير األعمال في المغرب بشكل‬ ‫عام وفي جهة طنجة تطوان الحسيمة بشكل خاص‪،‬‬ ‫ال سيما في مجاالت صناعة الطائرات واإللكترونيات‬ ‫وتكنولوجيا المعلوميات الحديثة والتواصل وتجارة‬ ‫المنتوجات الفالحية ‪.‬‬ ‫و قال المسؤول الفرنسي أنه منبهر بالتطور‬ ‫الملحوظ الذي شهدته الجهة في السنوات األخيرة ‪،‬‬ ‫خاصة في المجال الصناعي مع قدوم شكرات عمالقة‬ ‫عالمية ‪ ،‬بما في ذلك مصنع رونو والبنيات التحتية‬ ‫األساسية التي استفادت منها المنطقة ‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن الباكا مدعوة لتحذو حذو جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة في المجال االقتصادي‪.‬‬ ‫و أبرز رئيس جهة الباكا أن فرنسا اليوم في‬ ‫حاجة إلى المغرب أكثر من أي وقت مضى للتغلب‬ ‫على المشاكل الخطيرة التي تواجهها خصوصا في ما‬ ‫يتعلق بالتهديدات االرهابية ‪ ،‬مشيرا إلى أن المملكة‬ ‫المغربية تعد مثاال يقتدى به على الصعيد االقليمي‬ ‫بفضل االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬ ‫الذي تنعم به وتشبثها بقيم السالم والتسامح وقبول‬ ‫اآلخر ‪.‬‬ ‫و يندرج توقيع اتفاقية الشراكة في إطار الزيارة‬ ‫التي قام بها وفد من رجال األعمال وممثلي جهة‬ ‫الباكا برئاسة ميشال فوزيل للمشاركة في منتدى‬ ‫(المغرب‪-‬باكا) ‪ ،‬قصداالطالع على مناخ األ‘مال في‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة وف��رص االستثمار‬ ‫وتطوير التعاون المشترك مع نظرائهم المغاربة‪.‬‬ ‫و تضمن برنامج منتدى األعمال (المغرب‪-‬باكا)‬ ‫‪ ،‬والذي استمر الى غاية يوم األربعاء ‪ ،‬تنظيم ورشات‬ ‫عمل حول مناخ األعمال واإلطار القانوني والمالي‬ ‫والضريبي بالمغرب وشهادات رجال أعمال فرنسيين‬ ‫مقيمين في المغرب ‪ ،‬ولقاءات ثنائية بين المقاوالت‬ ‫المغربيةونظيرتهاالفرنسية‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن منتدى (المغرب‪-‬باكا)‬ ‫في اطار برنامج قطب المتوسط‪ ،‬وهو مبادرة تم‬ ‫إطالقها بدعم من المجلس الجهوي لجهة بروفانس‬ ‫ألب كوت دازور ‪ ،‬في إطار المخطط الجهوي لتدويل‬ ‫المقاوالت وفتح آفاق التوسع دوليا‪ ،‬عبر شبكة وكاالت‬ ‫التنمية االقتصادية أنيما وغرفة التجارة والصناعة‬ ‫الدولية بجهة باكا والوكالة الجهوية لالبتكار وتدويل‬ ‫المقاوالت بشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشمال‬ ‫والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة يعقد لقاءات‬ ‫مع رؤساء الجماعات الترابية و فعاليات المجتمع المدني‬

‫أكد عبد الهادي بن عبد الجليل النائب اإلقليمي‬ ‫لنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫المضيق الفنيدق خالل حفل توزيع منح االستحقاق‬ ‫لمؤسسة محمد ال��س��ادس لألعمال االجتماعية‬ ‫موسم ‪ . 2015 ‬أن هذه المنح تعمل على بعث روح‬ ‫الثقة‪ ‬من جديد في المدرسة المغربية‪ ‬وتعزيز‬ ‫مكانتها في المجتمع‪ ،‬مشيـــرا أنها مستمرة في‬ ‫القيام ‪ ‬بأدوار ‪ ‬في أداء رسالتها ‪ ,‬واعتبر هذا الحفل‬ ‫المنظم بتطوان‪ ،‬هو بمثابة ‪ ‬تكريم واعتزاز بما تقوم‬ ‫به األسر واألطر التعليمية‪ ‬والتربوية والتالميذ من‬ ‫جهود ‪.‬‬ ‫واستفادت‪ ‬جهة طنجــة تطوان الحسيمـــة‬ ‫من ‪ 5‬منح وطنية و‪ 25‬منحة جهوية ‪ ،‬موزعة على‬ ‫‪ 6‬من الذكور ‪ ،‬و‪ 24‬من اإلن��اث‪ ،‬وحصلت الجهة‬ ‫على ‪ ‬المعدالت األولى على المستوى الوطني المتمثل‬ ‫في ‪ ، 18.99 ‬كما حصلت الجهة على أول نقطة على‬ ‫الصعيد الوطني بالثانوية التأهيلية عبد الرحيم‬ ‫بوعبيد ‪ ‬بالفنيدق ‪.‬‬ ‫هذا الحفل الذي حضرته أسر المستفيدين‪ ‬من‬ ‫مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة وفعاليات نقابية‬ ‫وجمعوية ‪ ،‬استضاف ضيف شرف مديرة اإلذاع��ة‬ ‫الجهوية بتطوان خديجة البقالي لعطائها في المجال‪ ‬‬ ‫اإلعالمي و الحقوقي‪.‬‬

‫يشار أن مؤسسـة محمد السادس للنهوض‬ ‫باألعمال االجتماعية لنساء ورجال التعليم ‪ ،‬أحدثت‬ ‫هذه المنحة منذ ‪ 2003‬لتشجيع المثابرة على االمتياز‬ ‫والتفوق الدراسي وتحفيز التالميذ على استكمال‬ ‫دراستهم بالمعاهد العليا بالمغرب‬ ‫ه��ذا ويستفيد م��ن منح ‪ ‬المؤسسة كافة‬ ‫منخرطيها عند فتح باب الترشيح لحفز التفوق الدراسي‬ ‫في وجه أبناء المنخرطين الحاصلين على شهادة‬ ‫البكالوريا برسم ‪ ‬كل موسم دراسي ‪ ،‬بمعدل ال يقل‬ ‫عن ‪. 20/13‬‬ ‫وتتوزع منح االستحقاق ‪ ‬إلى منحــة وطنيـة‬ ‫ويستفيد منها ‪ 100‬طالب وطالبة بناء على المعدالت‬ ‫الوطنية حسب الشعب بمبلغ ‪ 1200،‬درهم شهريا‬ ‫لمدة ‪ 3‬سنوات األولى‪ ،‬و‪ 1800‬درهم شهريا لمدة‬ ‫السنتين األخيرتين‪ ،‬مع إعانة جزافية في بداية كل‬ ‫سلك تقدر ب ‪ 2000‬درهم‪ .‬ومنحة جهوية يستفيد‬ ‫منها ‪ 400‬طالب وطالبة بناء على المعدالت الجهوية‬ ‫للباكالوريا حسب الشعب‪ ،‬بمبلغ ‪ 1000‬درهم شهريا‬ ‫لمدة ‪ 3‬سنوات‪ .‬ويتم البت في الطلبات من طرف‬ ‫لجنة االنتقاء تتكون من أساتذة ومديرين مركزيين‬ ‫تحت إشراف رئيس جامعة‪.‬‬

‫أحمد المريني‬

‫ر جديد‬ ‫�إ�صدا‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الخليل الناصري‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫عقد رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫لياس العماري يوم الخميس ‪ 26‬نونبر الجاري‪ ،‬بمقر‬ ‫غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان‪ ،‬لقاء‬ ‫تواصليا مع رؤساء الجماعات الترابية بكل من إقليم‬ ‫تطوان والمضيق الفنيدق وشفشاون‪ ،‬وعقبه في مساء‬ ‫ذات اليوم لقاء مع جمعيات المجتمع المدني والهيئات‬ ‫لحقوقية والنقابية بإقليم تطوان‪.‬‬ ‫و يعد هذا اللقاء التواصلي األول من نوعه بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬لبسط المشاكل والمعيقات‬ ‫لمادية والبشرية التي تتخبط فيها الجماعات المحلية‬ ‫وفعاليات المجتمع المدني لخدمة الساكنة‪ ،‬باعتبار‬ ‫ن المغرب يسير نحو الالمركزية ولذلك صرح رئيس‬ ‫لجهة بنيته خلق ممثليات للجهة بكل إقليم ستضم‬ ‫مستشارات ومستشارين‪ ،‬وأكد أن مشاكل الجماعات‬ ‫تتعدد وتختلف بحسب عدة معايير لكنها تتوحّد‬

‫في أساسيات الحياة اليومية وهي الصحة والتعليم‬ ‫والبنيات التحتية‪ ،‬واعتبر إلياس العماري أن إعطاء‬ ‫المواطن حقه في أبسط حقوق العيش الكريم كالماء‬ ‫والكهرباء سيكون أول أولويات الجهة‪.‬‬ ‫و قد اقترح رؤس��اء الجماعات إح��داث مدارس‬ ‫جماعتية بالدواوير‪ ،‬وإنشاء وحدات صناعية وصحية‬ ‫بالعالم القـروي وكذا االهتمام بتنظيم األســواق‬ ‫األسبوعية التي أصبحت تنقرض‪ ،‬وإعادة النظر في‬ ‫ميزانية الجماعات التي تقتصر على القيمة المضافة‬ ‫والتي ال تكفي حتى لصرف رواتب الموظفين ‪.‬‬ ‫كما تم اقتراح دعم الصناعة التقليدية بالعالم‬ ‫القروي وصندوق التوازن بين الجماعات على غرار‬ ‫صندوق التوازن بين الجهات‪ ،‬وتوفير األطر المناسبة‬ ‫للجماعات لتغطية الخصاص التخصصي بالنسبة‬ ‫للموارد البشرية ‪.‬‬

‫واعتبر إلياس العمــاري أن هذه اللقــــاءات‬ ‫التواصلية وبالخصوص مع فعاليات المجتمع المدني‬ ‫هي بمثابة مقدمة لحوار شامل على مستوى الجهة‪،‬‬ ‫وأن المجتمع المدني بالعالم أجمع هو المحرك‬ ‫الرئيسي لالرتقاء بالمواطنين وتحقيــق العدالــة‬ ‫االجتماعية واالقتصادية وقاطرة أساسية لالنتقال من‬ ‫مجتمع يبحث عن نفسه إلى مجتمع كامل ومزدهر ‪.‬‬ ‫ويأتي هذان اللقائان في إطار االنفتاح على‬ ‫مختلف الفاعلين في المجال الترابي بجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬وذل��ك بهدف تعزيز التواصل‬ ‫وفتح آفاق التعاون والشراكة‪ ،‬والتنسيق بين مجلس‬ ‫الجهة وباقي الشركاء من المجتمع المدني والهيئات‬ ‫الحقوقية والنقابية‪ ،‬وكذا الوقوف على انشغاالت‬ ‫وانتظارات الساكنة من مجلس الجهة‪ . ‬‬

‫عنوان الكتاب‪:‬‬

‫شعبة الدراسات اإلنجليزية‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ -‬تطوان‬

‫نظرية المقاييس والبرامترات‪ :‬نحو دراسة مقارنة‬ ‫لتركيب اللغتين العربية واإلنجليزية‬ ‫ملخص الكتاب‪:‬‬

‫هذا الكتاب محاولة لسد ثغرة أكاديمية لدى دارسي اللسانيات المقارنة في المغرب والعالم العربي‪،‬‬ ‫إذ يتناول بالدرس والتحليل نظرية المقاييس والبرامترات وتنزيلها على نحوي اللغتين العربية واإلنجليزية‪.‬‬ ‫خاصٌ بها كما للغة اإلنجليزية نحو خاص بها‪ .‬لكن المتتبع لهذه النظرية يدرك ألول‬ ‫إن للغة العربية نحوٌ ّ‬ ‫وهلة وجود مبادئ عامة ومقاييس محددة تتيح مقارنة بنيوية موضوعية ألنحاء اللغات الطبيعية وتصنيفها‬ ‫واستنتاج نحو صوري كلي لهذه اللغات‪ ،‬مما يساعد في سبر أغوار المنظومة اللغوية عند اإلنسان والعمليات‬ ‫العقلية المرتبطة بها‪ .‬فالكتاب يهدف إلى صورنة هندسة بنية الجمل وأشباه الجمل في اللغتين العربية‬ ‫واإلنجليزية‪ ،‬كما يهدف إلى إظهار مدى مساهمة البرامترات المرتبطة بالنحو الكلي في مقارنة تركيب‬ ‫هاتيناللغتين‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫رحلة تتخ ّللها مسابقة لفائدة هواة فنّ التصوير‬

‫نظم‪ ،‬م��ؤخ��را‪ ،‬ن��ادي رح�لات جمعية “أب���واب الفنون”‬ ‫رحلة إلى حديقة الحيوانات بالرباط‪ ،‬تخللتها مسابقة لفائدة‬ ‫المصورين الهواة‪ ،‬من أجل اختيار أحسن ثالث صور فتوغرافية‪،‬‬ ‫التقطتهاعدساتهم‪.‬‬ ‫المسابقة التي تعتبر األولى من نوعها على صعيد جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬شارك فيها أكثر من ثمانية عشر مشاركا‬ ‫من مدن مختلفة ‪ ،‬وهي الرباط‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬تاونات‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل التباري‪ ،‬الختيار أحسن ثالث صور من داخل الحديقة‪،‬‬ ‫حيث قام كل مشارك بالتقاط خمس صور وتقديمها للمشاركة‬ ‫بها في هذه المسابقة التي أشرفت عليها لجنة‪ ،‬سهرت على‬ ‫التحلي بالشفافية وضمان تكافؤ الفرص‪ ،‬بمحاربة الغش‬ ‫الممارس ـ مثال ـ من خالل القيام بعملية الفتوشوب‪ .‬وستقوم‬ ‫الجمعية بتسليم شواهد المشاركة لكل المتنافسين المشاركين‬ ‫في التظاهرة المذكورة‪ ،‬باالضافة إلى تسليم الجوائز للفائزين‬ ‫الثالثة األوائل ‪.‬‬ ‫الرحلة انطلقت من مدينة طنجة‪ ،‬صوب حديقة الحيوانات‪،‬‬ ‫الكائنة بالرباط‪ ،‬تلتها زيارة لصومعة حسان‪ ،‬قبل أن تتم العودة‬ ‫إلى عروس الشمال‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫ـــــــــــــــ‬ ‫ملحوظة‪ :‬طبع الكتاب بمطبعة الخليج العربي بتطوان في شهر أكتوبر ‪.2015‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫انفض جمع المدعوين والمدعوات على أنغام الجوق النحاسي وهو يشيع العريسين‬ ‫إلى سيارتهما الفاخرة‪ ،‬لنقلهما إلى مقر إقامتهما بفندق من فنادق الشريط الساحلي‬ ‫للمضيق‪-‬الفنيدق‪.‬‬ ‫وبدا أبو العريس ــ وقد أدى واجب االحتفال بابنه البكر ــ منشرح الصدر‪ ،‬بشوش‬ ‫الوجه‪ ،‬بادي االرتياح‪.‬‬ ‫فقد استنفد طاقته في اإلعداد لهذا الحفل‪ ،‬واستنفد ما ملكت يداه في إحضار ما‬ ‫يليق بالمناسبة السعيدة‪ ،‬وآن له ــ اآلن ــ أن يلملم شتاته‪ ،‬ويسترجع صفاء ذهنه‪،‬‬ ‫ليواصل مشوار الحياة‪ ،‬في أمن وسالم‪ ،‬وراحة بال‪.‬‬ ‫وغدا أو بعد غد‪ ،‬أو في المستقبل القريب أو البعيد‪ ،‬سيكون له موعد –إن شاء اهلل‪-‬‬ ‫مع ابن آخر أو بنت أخرى‪ ،‬ليفتح لهما بيتا جديدا‪ ،‬ويجهزهما لحياة جديدة‪ ،‬محفوفة‬ ‫باليمن والبركات‪ ،‬والخير والمكرمات‪.‬‬ ‫هذه سنة الحياة‪ ،‬ولن تجد لسنة اهلل تبديال‪.‬‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫شة‬ ‫حوارمع‬

‫‪3‬‬

‫وهذه رسالة اآلباء‪ ،‬طوقهم اهلل بها منذ األزل‪ ،‬فال يستطيعون عنها تحويال‪.‬‬ ‫ولو قدر األبناء هذه الرسالة ــ وأنى لهم أن يقدروها ــ ما رأيتَ عاقا على وجه‬ ‫األرض‪ ،‬وال قرأتَ على صفحات الجرائد والمجالت‪ ،‬هذه الجرائم التي يرتكبها األبناء في‬ ‫حق اآلباء واألمهات‪ ،‬دون خوف وال وجل‪ ،‬وال حياء وال خجل‪.‬‬ ‫وكم يستغرب هذا األب‪ ،‬من خلو أيام السنة ــ على طولها ــ من يوم يُحتفل فيه‬ ‫بعيد األب‪ ،‬على غرار عيد األم‪ .‬وكأن الذين برمجوا أعياد األم والعامل واألستاذ واألديب‪،‬‬ ‫على خريطة السنة‪ ،‬استكثروا على األب هذا اليوم‪.‬‬ ‫من المالحظات التي يسجلها بعض اآلباء‪ ،‬أنهم لم يكلفوا أسالفهم من النفقة‪ ،‬إال‬ ‫ما يفي بالضروري‪ .‬أما أبناء اليوم فسعرهم باهظ‪ ،‬وتكاليفهم مرهقة‪.‬‬ ‫أعان اهلل أخانا وأعاننا جميعا –آباء وأمهات‪ -‬على أداء األمانة‪ ،‬وتحمل المسؤولية‪،‬‬ ‫وبارك لنا في ذريتنا‪ ،‬وأنبتها نباتا حسنا‪.‬‬

‫الدكتور محمد الحافظ الروسي‬

‫في سيـــاق ما يعرفـــه المشهـــد‬ ‫اللغوي ببالدنا‪ ..‬وتزامنـــا مع تخليـــد‬ ‫اليوم العالمي للغة العربية‪ ،‬أجرينا هذا‬ ‫الحوار الخاطف مع األستاذ الدكتور محمد‬ ‫الحافظ الروســـي رئيس شعبــة اللغة‬ ‫العربية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان‪ ،‬ومدير مركز ابن أبي الربيع‬ ‫السبتي التابع للرابطة المحمدية للعلماء‪.‬‬ ‫هـذا الــحوار نجريــــه مع فضيلتـــه‬ ‫بمناسبة انعقــاد ندوة دوليــــة بالكليــة‬ ‫المذكورة في موضــوع‪« :‬تدريس اللغة‬ ‫العربية‪ :‬الحصيلة واآلفاق» وقد شهدت‬ ‫الندوة حضورا كثيفا للطلبة المنتظمين‬ ‫في أسالك الدكتوراه ومسالك الماستر‬ ‫ومسالك اإلجازة‪ ،‬ولقيــت نجاحا باهرا رغم‬ ‫ضعف اإلمكانيات‪..‬‬

‫�أجرى احلوار ‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف �شهبون‬ ‫س‪ :‬لماذا تنعقد هذه الندوة؟‬ ‫ج ‪ :‬ال يخفى على أحد ممن يشتغل بتدريس اللغة‬ ‫العربية أن طرق تدريسها ومناهج تلقينها وأدوات تعليمها‪،‬‬ ‫وأساليب عرضها‪..‬كل أولئك محتاج إلى مراجعة وتأمل‬ ‫وإعادة نظر‪ ،‬إذا أردنا لهذه اللغة أن يكون لها جمهور‬ ‫عارف‪ ،‬وأن تحافظ على تطورها دون أن تصبح لغة أخرى‬ ‫غير العربية يزعم الناس أنها عربية‪ .‬فقد تطورت أدوات‬ ‫التلقي وطرقه في السنوات األخيرة‪ ،‬وأصبحت موارده غير‬ ‫عذبة في كثير من األحيان‪ ،‬وعجز كثيرمن شيوخ العلم عن‬ ‫استعمال األدوات الحديثة في التواصل‪ ،‬فترك طلبة العلم‬ ‫لمن يحسن مخاطبتهم‪ ،‬وإن بغير علم‪ ،‬وقل صبر الجيل‬ ‫الجديد على مصنفات تستعصي على من تفرغ لها‪ ،‬فكيف‬ ‫بمن تعود علما كحسو الطائر؟‬ ‫س‪ :‬هنـاك أيضا اعتبــار آخر‪ ،‬وهو قدسيــة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫ج ‪ :‬ظهرت الحاجة إلى التوقف عند هذه األمور جميعها‬ ‫والنظر في قضاياها ومناهجها ومقرراتها ومعاييرها؛ إذ‬

‫هي حاجة يقتضيها الواقع‪ ،‬ويطلبها حسن تدبير هذا األمر‪،‬‬ ‫عناية بهذه اللغة التي وصفها القدماء بأنها شريفة؛ لكونها‬ ‫لغة الوحي‪ ،‬ولغة الذي نزل عليه الوحي‪ ،‬واللغة التي يتعبد‬ ‫بها أهل األرض؛ اللغة التي خاطب بها رب الناس الناس في‬ ‫كتابه الخاتم‪.‬‬ ‫س‪ :‬ال شك أنكم وسعتم الدعوة إلى المشاركة في‬ ‫هذه الندوة العلمية المباركة التي تقام ألول مرة في‬ ‫آداب تطوان‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬قامت شعبة اللغة العربية بكلية اآلداب بتطوان‬ ‫بتنظيم هذه الندوة في «تدريس اللغة العربية‪ :‬الحصيلة‬ ‫واآلفاق» واستدعت لها باحثين من المغرب وفرنسا‬ ‫والجزائر واإلمارات العربية المتحدة وليبيا واألردن‪ ،‬فضال‬ ‫عن أكاديميين من مختلف الجامعات المغربية‪ ..‬لعلنا نخرج‬ ‫جميعا بما ينفع الناس ويمكث في األرض‪.‬‬ ‫وهذه مناسبة أيضا لتقديم الشكر للجنة المنظمة‬ ‫لهذه الندوة على صبرها وتضحياتها وإخالصها للعلم‬ ‫واللغة والدين‪.‬‬

‫من عيار‬ ‫خاص‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اختير لقاء «الشاعرة إيمان الخطابي في حوزة الكتابة»‬ ‫مساء يوم السبت رابع عشر نوفمبر ‪ 2015‬استهالال للدورة‬ ‫األولى للبرنامج الثقافي لفرع اتحاد كتاب المغرب بالقصر‬ ‫الكبير في فضاء مستحدث جميل معمارا ومرافق ‪ ..‬يستحق‬ ‫منجزوه كل التقدير والتنويه ؛ فضاء «دار الثقافة الجديدة»‬ ‫الذي سيحمل ـ كما أخبرت بذلك ـ اسم الشاعر المرحوم محمد‬ ‫الخمار الكنوني‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ بذكاء مستميل قدمت الشاعرة المُجيدة أمل األخضر‬ ‫فقرات ذلك اللقاء ‪..‬أنصت الحاضرون لشذرات منتقاة من رسم‬ ‫توقيع أوتوبيوغرافي للشاعرة إيمان الخطابي‪.‬‬ ‫عناوين تلك الشذرا ت‪:‬‬ ‫محنة النشأة والتكوين‪..‬‬ ‫اندراج في منظومة استعاضية جابرة للخاطر واألضرار‪..‬‬ ‫مجاهدات لخلق زمن شعري مخصوص ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ في تنويع ثان قدم المشاركون شهاداتهم في شاعرية‬ ‫إيمان ‪:‬‬ ‫قال عبد اإلله المويسي ‪ :‬اسمها راسخ في تجربة الكتابة‬ ‫الشعرية المعاصرة بالمغرب‪..‬‬ ‫وقال األمين األغزاوي ‪ :‬في شعرها حزن الحكمة ‪،‬وحكمة‬ ‫الحزن‪..‬‬ ‫وقال مصطفى الغرافي ‪ :‬صاحبة رؤية منفلتة من كل‬ ‫جاهزية أو ابتذال‪..‬ونصوصها تعانق الحداثة الشعرية‪..‬‬ ‫وقال عبد الرزاق اسطيطو‪ :‬تمتلك رؤية مركبة‪..‬‬ ‫وقال أنس الفياللي ‪ :‬تكتب بحرقة تعززها مقومات‬ ‫جمالية‪..‬‬ ‫وقال رشيد الجلولي ‪ :‬قوة شاعريتها متواشجة مع ورقتها‬ ‫األوتوبيوغرافية؛ حيث تبدو صورتها أكبر من حقيقتها‪..‬‬ ‫وقلت ‪:‬‬ ‫أ ـ منذ ما ينيف عن عشرين حوال وإيمان تكتب شعرا‪،‬‬ ‫لكنها لم تصدر سوى مجموعتين ‪« :‬حمالة الجسد» و «البحر‬ ‫في بداية الجزر»‪ ،‬مما يؤشر على ثبات وهدوء‪..‬واحتكام‬ ‫لمنطق التميز في الكيف ؛ وترجمان حالها يتناغم مع فكرة‬ ‫صاحب «عيار الشعر» في كون «الناس يأنسون من الكالم‬ ‫بالعدل والصواب‪ ..‬ويسكنون إلى ما يوافقهم ويحدث فيهم‬ ‫أريحية‪ ..‬وليس إلى ما يخالفهم ويقلقهم ‪ »..‬والشاعرة إيمان‬ ‫من عيار خاص‪.‬‬ ‫ب ـ تستدعي إيمان لبها وحقيقتها في ومضاتها التي‬ ‫تنحتها بمهارة على تنويعات شكلية مستجيبة لذائقة‬ ‫متلقيها‪ ..‬مضاعفة إشفاء غليل سامعيها‪ ..‬وفي تجربتها‬ ‫تنبجس بالغتا اللمح و اإلنشاد‪..‬‬ ‫وأما مصروف األولى ففي متواتر القول «الشعر لمح تكفي‬ ‫إشارته‪»..‬؛ محيال على ثاو في مجاهل أقطار كينونة مكلومة‪.‬‬ ‫وأما مصروف الثانية ففي مهارة أدائها لحظة تلقي‬ ‫اإلنشاد باحتفاء‪..‬‬ ‫ج ـ النظر في شعر إيمان يشترط عدة قرائية بما هي‬ ‫رصد ومراقبة أحوال ومسالك قولها‪ ..‬فاندساس في جوهر‬ ‫غير مقول‪..‬‬ ‫‪3‬ـ وأنا أقرأ وأصغي إلى شعر إيمان أستحضر ما أضحت‬ ‫تعج به السوق الثقافية من كتابات حول األدب النسائي‬ ‫لبعض من يسميهم أحد الظرفاء بمموني ومتعهدي إشهار‬ ‫مواد منتهية الصالحية؛ بمكر‪ ..‬واحتيال‪ ..‬وقنص‪ ..‬واسترزاق‪..‬‬ ‫وكبت ‪ ..‬ورهان على اإليقاع في أشراك‪..‬وهذه آفة ابتلي بها‬ ‫الناس وهم في انتظار رفع البأس ‪ »..‬وأما الزبد فيذهب جف‬ ‫اء‪»..‬‬ ‫‪4‬ـ في ختم اللقاء مع الشاعرة إيمان قدمت لها أمل‬ ‫األخضر أسئلة في موضوعات ‪ :‬الشعر ‪..‬الزواج‪..‬األمومة‪..‬‬ ‫الحب‪..‬الحرية‪ ..‬راهن الشعر المغربي‪ ..‬الرواية‪ ..‬الدين‪..‬‬ ‫التصوف ‪ ،‬وهذين األخيرين قالت إيمان‪:‬‬ ‫أنا مؤمنة ومتدينة ‪ ،‬لكن بعض الكتابات في الدين‬ ‫تقلقني ‪..‬‬ ‫التصوف فضاء سمح‪ ..‬يفتح األبواب‪ ..‬وينير الضوء‬ ‫للسالكين‪..‬لطالما بكيت كثيرا وأنا أطالع مدونات صوفية ؛‬ ‫ألني شعرت أني أتطهر‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* هامش مستظرف ‪:‬‬ ‫الصديق العزيز عبد اإلله المويسي ‪:‬‬ ‫أشكرك على دعوتي للمشاركة في أشغال حوزتكم الكتابية ‪..‬‬ ‫أهديتني صورتك ؛ صورة المحبة‪ ..‬وها حالي يردد ‪:‬‬ ‫هداني صورتو لبـــــارح‬ ‫وكتب فيها بخط واضــح‬


‫العدد ‪813‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫توتر واحتقان وعنف في معبر باب سبتة‬ ‫ومواجهات مع األمن اإلسباني أفضت إلى وفاة مغربيتين‬ ‫وإجهاض ثالثة‬ ‫والوضع يتوعد بمزيد من االحتقان‬

‫! ‪SOS. Noviembre negro en Bab Sebta‬‬

‫بينما يعترف رجال االقتصاد األسبان بمدينة‬ ‫سبتة‪ ،‬بأن «التجارة» بالشكل الذي تباشر به‬ ‫عبر ما يسمى‪ ،‬مجازا‪ ،‬بــ «التهريب المعاشي»‪،‬‬ ‫يدر على المدينة يوميا‪ ،‬أرباحا بماليين األورو‪،‬‬ ‫بل ويحقق للمدينة نوعا من التوازن‪ ،‬يقيها‬ ‫إسقاطات األزمة االقتصادية التي تعيشها‬ ‫إسبانيا ومعها العديد من دول االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫تجنح السلطات األمنية اإلسبانية إلى ابتداع‬ ‫أشكال من حاالت العنف ضد ممتهني هذا النوع‬ ‫من التهريب الذي وإن كان يتسبب بخسارات‬ ‫فظيعة لالقتصاد المغربي‪ ،‬فإن الحكومة تمارس‬ ‫سياسة «إغماض العين»‪ ،‬لعجزها‪ ،‬إلى اآلن‪ ،‬عن‬ ‫إيجاد وضع اقتصادي مناسب لماليين المغاربة‬ ‫بجهة الشمال‪.‬‬ ‫وهكــذا‪ ،‬فقـــد عاد التوتــــر إلى معبـــر‬ ‫«طاراخال» خالل شهر نوفمبر‪ ،‬بعد اتخاذ األمن‬ ‫«الحدودي» األسباني «تدابير جديدة وصارمة»‬ ‫قيل إنها من أجل «تنظيم» عملية المرور وحل‬ ‫مشكل االزدحام‪ ،‬والحال أنها قضية «استعراض‬ ‫عضالت» تحمل الكثير من معاني اإلذالل‬ ‫واإلهانة آلآلف المغاربة‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬من الذين‬ ‫يقصدون كل صباح‪ ،‬متاجر سبتة‪ ،‬بحثا عن‬ ‫لقمة عيش يعرفون أنها شاقة ومريرة ومهينة‪.‬‬ ‫وكان من الطبيعي أن يؤدي تدخل رجال‬ ‫الحرس المدني اإلسباني بطريقته التي اكتوى‬ ‫بها أحرار إسبانيا من جيل فرانسيسكو غارسيا‬ ‫لوركا‪ ،‬كما اكتوت بها أجيال من الشعوب التي‬ ‫استعمرتها اسبانيا ودول أوروبية أخرى‪ ،‬أدى‬ ‫إلى تأزم الوضع في المعبر وإلى مواجهات‬ ‫ساخنة مع المسترزقين المغاربة بعد أن تغلق‬ ‫في وجوههم أبواب المعبر و «يحرمون» من‬ ‫الدخول إلى حيث يتحولون إلى آالف الحماالت‬ ‫والحمالين‪ ،‬مقابل دراهم معدودة‪ ،‬لفائدة كبار‬ ‫المهربين المنتشرين في كل جهات التراب‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫حاالت االحتقـــان على «الحــدود البريـــة»‬ ‫المغربية اإلسبانية‪ ،‬كما سماها المعهد الوطني‬ ‫اإلسباني «ألكانو» في تقريره األخير‪ ،‬تتجدد‬ ‫باستمرار حيث شهدت السنة الماضية استفحاال‬ ‫خطــيرا‪ ،‬خاصة خالل شهري يناير ويوليوز‪،‬‬ ‫حيث لم تتردد السلطات األمنية في استعمال‬ ‫القنابل المسيلة للدموع وحتى الرصاص‬ ‫المطاطي لفض تجمعات المسترزقين المغاربة‪.‬‬ ‫ويبقى شهر نوفمبر الذي يودع‪ ،‬شاهـــدا‬ ‫على حوادث خطيرة‪ ،‬أفضت إلى موت سيدتين‬ ‫وإجهاض ثالثة وإصابة العشرات من المغاربة‪،‬‬ ‫نساء ورجاال‪ ،‬في تدافع كان سببه عجز أمن‬ ‫الحدود على التصرف بالطريقة الحكيمة التي‬ ‫تؤمن سيولة المرور عبر المعبر في اتجاه‬ ‫«المعبر» المغربي‪ ،‬وجنوحهم إلى استعمال‬ ‫العنف والبطش‪ ،‬عن طريق التنكيل والضرب‬ ‫والرفس والركل‪ ،‬فضال عن الشتم والسب ‪ .‬مع‬ ‫العلم أن السلطات اإلسبانية أنشأت لممتهني‬ ‫«التهريب المعيشي» سوقا ضخمة خاصة داخل‬ ‫منطقة المعبر‪ ،‬حيث يمكنهم شراء ما يريدون‬ ‫من السلع ويغادرون دون الوصول إلى المتاجر‬ ‫الكبرى بقلب المدينة‪ ،‬حيث إنهم قوم غير‬ ‫مرغوب فيهم‪.‬‬ ‫مظاهر عنف أمن «الحدود» اإلسباني من‬ ‫بطش ‪ ،‬وتنكيل وإهانة وضرب بالهراوات‪،‬‬ ‫سجلتها عدســات الهواتــف المحمولة لبعض‬ ‫نشطاء حقــــوق اإلنسان‪ ،‬مغاربــة وإسبــان‪،‬‬ ‫وعرضت على وسائــل اإلعـــالم بالبلدين‪ ،‬ما‬ ‫دفع رئيس الحكومة المحلية ‪ ،‬إلى القول بان‬ ‫الوضع مأساوي ذاك الذي يعيشه حمالو السلع‬

‫المهربة وهو أمر‪ ،‬يقول‪ ،‬ال يمكن السماح به‬ ‫في سبتة‪.....‬‬ ‫وقد لوحظ تزايد اعتداءات الحرس المدني‬ ‫ضد المسترزقين المغاربة خالل األسبوعين‬ ‫األخيرين‪ ،‬حيث أدى تدخل القوات األمنية إلى‬ ‫خلق نوع من االختناق ‪ ،‬دون سبب ظاهر‪ ،‬بعد‬ ‫غلق باب العبور لفترات تطول وتقصر‪ ،‬إلى‬ ‫«الضفة األخرى»‪ ،‬حيث الوضع ال يقل عجبا‬ ‫وغرابة ‪ .‬فهنا كما هناك‪ ،‬تسير األمور‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫بمنطق «المزاج» ‪ ،‬ويكون التعامل وفق مبدإ‬ ‫«رأس «الزبون» أو «الزبونة»‪ .‬وفي الجانبين‬ ‫معا‪ ،‬يخضع التعامل لمنطق يصعب على المنطق‬ ‫معرفته أو إدراكه ! ‪....‬‬ ‫عدد كبير من النساء والرجال‪ ،‬أصيبـــوا‪،‬‬ ‫خالل األسبوعين الماضيين‪ ،‬إصابات جسدية‬ ‫ونفسانية بليغة‪ ،‬بسبب االعتداءات األمنية‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬وسط حالة من الرعب واالختناق ‪،‬‬ ‫حيث تطلب الوضع نقل بعضهم للمستشفيات‪.‬‬ ‫مرصد الشمال لحقوق اإلنسان علــق‪ ،‬في‬ ‫بيان‪ ،‬على تلك األحداث‪ ،‬بأن سجـل حصول‬ ‫حاالت من الترعيـــب البوليســـي‪ ،‬والترهيــب‬ ‫النفسي والتحرش الجنسي واالعتداء الجسدي‪،‬‬ ‫ضد نساء ورجال ما يسمى بالتهريب المعاشي‪،‬‬ ‫مظاهر العنف بالمعبر االسباني سجلتها‬ ‫أيضا منابر اإلعالم االسباني‪ ،‬حيث يكون نصيب‬ ‫المسترزقين المغاربة‪ ،‬ركال وضربا وسبا وسيال‬ ‫من اإلهانات التي تذكر بممارسات رجال‬ ‫االستعمار أيام زمان‪.‬‬ ‫وخالل يوم الخميـــس ‪ 25‬نوفمبر الجاري‪،‬‬ ‫راجت أخبار عن مصرع سيدتين الزهرة بودغير‬ ‫وبشرى المريوني‪ ،‬في ما نقل حوالي ‪ 20‬شخصا‬ ‫إلى المستشفى للعالج من إصاباتهم المتفاوتة‬ ‫الخطورة‪ ،‬وذلك بسبب التدافع واالزدحام بمعبر‬ ‫تاراخال‪ ،‬بعد تدخل رجال األمن اإلسباني في‬ ‫ما يدعي أنها عملية «تنظيم» عملية العبور‪،‬‬

‫والحال أن تلك التدابير‪،‬ومنها إغالق األبواب‬ ‫في وجه المغادرين‪ ،‬ثم إخضاعهم لنوع من‬ ‫«التفتيش» الغريب ‪ ،‬حيث يرخصون ويمنعون‬ ‫حسب هواهم‪ ،‬ومنطقهم العجيب‪.‬‬ ‫وكانت سيدة مغربية أخرى‪ ،‬الصافية عزيزي‬ ‫قد لقيت حتفها في ظروف مشابهة‪ ،‬في أبريل‬ ‫الماضي‪ ،‬عند «الحــدود» مع مدينة مليليـــة‪،‬‬ ‫التي يشهد معبرها أوضاعا مشابهة‪ ،‬سببها‬ ‫األساسي‪ ،‬لنقلها بكل صراحة ووضوح‪ ،‬هو‬ ‫الوجود األجنبي بالمدينتين‪.‬‬ ‫المعابر في اتجاه باقــي التراب الوطنــي‪،‬‬ ‫انطالقا من سبتة التي «غنمها» األسبان سنة‬ ‫‪ 1580‬عن البرتغال بعد معركة وادي المخازن‬ ‫بالقصر الكبيرالتي انتصر فيها المغرب وضيع‬ ‫بعدها البرتغال استقالله وسيادته و «ورث»‬ ‫العرش االسباني «ممتلكات» دوم سييباستيان‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ومدينة مليلية التي احتلها اإلسبان في‬ ‫إطار «ال ريكونكيستا « سنة ‪ ،1497‬بضع سنوات‬ ‫بعد خروج المسلمين من األندلس (‪ )1492‬من‬ ‫أجل التأكد من عدم قدرة «المورو» على العودة‬ ‫إلى «الفردوس المفقود» !!!‪...‬هذه المعابر‬ ‫تحولت إلى جحيم بالنسبة لمآت المسترزقين‬ ‫المغاربة من الرجال والنساء الباحثين عن لقمة‬ ‫عيش عبر ممارسة «حرفة» مهينة وحاطة من‬ ‫الكرامة اإلنسانية ‪ ،‬وتحولت أيضا إلى بؤرة‬ ‫توتر دائم بين ممتهني االسترزاق المهين‪،‬‬ ‫وشرطة الحدود اإلسبان الذين يبالغون في‬ ‫االندفاع السلطوي وإظهار العضالت أمام ضعف‬ ‫الحماالت والحمالين ‪.‬‬ ‫فهل عجزت عبقرية األسبان عن إيجاد‬ ‫طريقة حكيمة لضبط انسياب التدفق عبر‬ ‫معبر طاراخال دون مشاكل؟ حقيقة إن الجانب‬ ‫المغربي ال يساعد كثيرا على «تسهيل» عملية‬ ‫العبور هذه‪ ،‬بما يقوم به‪ ،‬بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫من «حمالت» «مراقبة» «سطحية» وبـ «العين‬ ‫المجردة» حيث يرخص لمن يريد و»يحجز»‬

‫«سلعة» من يريد‪ ،‬ليبدأ مسلسل االستعطاف‬ ‫واالستنجاد بدليل الخيرات‪ ،‬الستدرار عطف رجال‬ ‫الحال‪...‬‬ ‫والذي يدخل هذا المعبر ال بد وأن يخرج‬ ‫بانطباع غريب عن الطريقة التي يتم بها‬ ‫التعامل مع المواطنين في موقع ال تجهل أهميته‬ ‫وخطورته‪ ،‬بعد مغادرة «الضفة» االسبانية‪،‬‬ ‫حيث العنف واالضطهاد واإلهانة أمور تشكل‬ ‫«الخبـز اليومـي» آلالف الحماليـن والحماالت‬ ‫المغاربة في انتظار االلتحاق بقواعدهم في‬ ‫«كاسطييوخوس» والمضيق وتطــوان وطنجة‪،‬‬ ‫حيث ينتظرهم أصحاب التهريب التجاري‬ ‫الكبير‪ ،‬الذي غزا المغرب من طنجة إلى لكويرة‪،‬‬ ‫بما يسببه من دمار بالنسبة للصناعة الوطنية‬ ‫ومن خسارات للخزينة المغربية‪ .‬ولكنه منطق‬ ‫الربح السريع‪ ،‬الجشــع‪ ،‬الذي يفترض وجود‬ ‫هوامش واسعـة من سوء النية ومن التواطؤ‬ ‫و‪ ....‬الخيانة !!!‪...‬‬ ‫حاالت التوتر التي تخلقها القوات العمومية‬ ‫االسبانية في معابر سبتة ومليلية‪ ،‬تتسبب في‬ ‫وضع صعب للعالقات المغربية اإلسبانية التي‬ ‫لم تعد بيد الحكومة وحدها‪ ،‬بعد أن أصبح‬ ‫للمنظمات األهلية أو ما اصطلح على تسميتها‬ ‫بهيئات المجتمع المدني‪ ،‬حق التدخل‪ ،‬بقوة‬ ‫القانون‪ ،‬وبأحكام الدستور‪ .‬والغريب أن سلطات‬ ‫سبتة ومدريد لم تلتفت إلى هذا األمر وتعمل‬ ‫على تهدئة الجو‪ ،‬في مصلحتها أوال وأخيرا‪،‬‬ ‫أما نحن في المغرب فإن النضال صار جزءا‬ ‫من حياتنا ومن برنامج عملنا اليومي‪ ،‬إلى أن‬ ‫ينتبه العالم إلى أن عهد االستعمار والحصون‬ ‫والحاميات والممتلكات في ما وراء البحار‪ ،‬عهد‬ ‫ولى وأن مستقبل الدول والشعوب هو في‬ ‫التفاهم و التعاون والتكامل واالحترام المتبادل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫تعاطي تالميذ أبرياء للمخدرات‪ ...‬منتهى‬ ‫اإلهمال األبوي و التربوي و األمني‬ ‫كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته‪...‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ت��ن��اول��ت ال��ع��دي��د م��ن الصحف فيما سبق‪،‬‬ ‫موضوع تعاطي المخدرات وسط تالميذ وتلميذات‬ ‫المؤسسات التعليمية ببالدنا‪ ،‬وألن هذا الموضوع‬ ‫أصبح بالفعــل يضغـــط على أطراف عديدة من‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬آباء وتربويين وربما كذلك مسؤولين هم‬ ‫في آن الوقت المهملين والمقصّرين في حق هؤالء‬ ‫التالميذ والمتسببين ربما كذلك في ضياعهم‬ ‫ودمارهم‪.‬‬ ‫لذلك ارتأينا أن نتكلم مرة أخ��رى عن هذه‬ ‫الظاهرة االجتماعية الخطيرة جدا‪ ،‬فالكل يسجل‬ ‫انتشار المخدرات ومظاهر االنحراف لدى تالميذ‬ ‫وتلميذات المؤسسات التعليمية بشكل ملفت‬ ‫للنظر‪ ..‬وه��و م��ا ي��ه��دد ف��ي العمق التماسك‬ ‫االجتماعي… والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه‬ ‫القضية الشائكة والمتشعبة‪ ،‬ماذا ننتظر من شباب‬ ‫غائب عن الوعي‪ ،‬فارغ أخالقيا‪ ،‬وعنيف سلوكيا‪.‬‬ ‫إن تعاطي أبنائنا في المؤسسات التعليمية‬ ‫للمخدرات يؤدي بدون شك إلى نتائج سيئة سواء‬ ‫بالنسبة إليهم أو ألسرتهم أو لمجتمعهم ككل‪،‬‬ ‫والشخص المتعاطي يصبح تلميذا كسوال بتفكير‬ ‫سطحي يهمل أداء واجباته‪ ،‬وينفعل بسرعة وألقل‬ ‫األسباب في تعامله مع اآلخر‪ ،‬لما للمخدرات من‬ ‫مؤثرات شديدة وحساسيات زائدة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫إساءة عالقات التلميذ بكل من يعرفهم‪ ،‬وال يمكنه‬ ‫إقامة عالقات طيبة ورصينة مع اآلخرين وال حتى مع‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫مسؤولية األسرة‬

‫‪ ‬تلعب األس��رة دورا هاما ومصيريا في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬على اعتبار أن األس��رة‪ ،‬برأي المختصين‪،‬‬ ‫تعتبر خط الدفاع والحصانة االجتماعية األولى‬ ‫واألب��رز‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فسوف تكون جهود المقاومة‬ ‫أو المكافحة ناقصة ومعرّضة للفشل‪ ،‬إن لم تكن‬ ‫األسرة واحدة من أركان هذه الجهود…‪ .‬ويجب‬ ‫التأكيد في هذا المقام على ضرورة القدوة الصالحة‬ ‫للوالدين قوال وفعال‪.‬‬ ‫وأك��دت مجموعـة من الدراسات العلمية‪ ،‬أن‬ ‫لطبيعة ممارسات الوالدين أثرهــا على سلـــوك‬ ‫فلذات أكبادهم‪ ،‬فقد ال يحسن اآلباء تربية األبناء‪،‬‬ ‫أو يتصف أسلوب معامالتهم بالقسوة أو العنف أو‬ ‫التسيب والتدليل‪ ،‬أو قد يتسم جو األسرة بالشحناء‬ ‫والتباغض‪ ،‬والقول السيء‪..‬‬ ‫وما ينبغي اإلشارة إليه هنا هو أهمية توعية‬ ‫الوالدين وتبصيرهم وتدريبهم على مهارات األبوة‬ ‫واألم��وم��ة‪ ،‬وحسن التعامل مع أبنائهم‪ ،‬خاصة‬ ‫مع األطفال في سن النّماء والتنشئة والتغيرات‬ ‫الجسدية والعاطفية‪.‬‬

‫مسؤولية المؤسســـات التعليميــــة‬ ‫والحقل التربوي‬

‫التربية في معناها الواسع هي كل جهد مبذول‬ ‫من أجل إحداث تغيير مرغوب فيه في سلوك أفراد‬ ‫المجتمع‪ ،‬وأساليب التربية السليمة التي يتعرض‬ ‫لها الفرد تشكل حصنه الواقي من الوقوع في براثن‬ ‫األمراض االجتماعية المختلفة كتعاطي المخدرات‪،‬‬ ‫لذلك فالمدرسة بصفتها إحدى المؤسسات التربوية‬ ‫المسؤولة التي أوكل إليها المجتمع تربية األنباء‬ ‫وإعدادهم‪ ،‬وباعتبارها اإلط��ار الثاني بعد األسرة‬ ‫الذي يكتسب منه األبناء قيمهم ومثلهم وأنماط‬ ‫سلوكهم‪ ،‬تستطيع أن تتخذ من اإلج��راءات وتعدّ‬ ‫من البرامج مايكفل وقاية األبناء من الوقوع في‬

‫شرك التعاطي واإلدم��ان على المخدرات‪ ،‬وقيام‬ ‫المدرسة بدور فعال في هذا المجال ال يمكن أن‬ ‫يتم بحال من األحوال إال بوجود نوع من التنسيق‬ ‫المستمر بينها وبين وسائط التنشئة االجتماعية‬ ‫في المجتمع‪.‬‬ ‫ن��رى أن أف��ق تحقيق “ال��م��درس��ة المغربية‬ ‫الحقيقية” يتطلــب الحفـــاظ على حرمتها وتقويــة‬ ‫مكانتها‪ ،‬واعتماد أساليــب جديدة لتدبير أمن‬ ‫المؤسسة التعليمية‪ ،‬بتنسيق مع كافة الفاعلين‬ ‫والشركاء‪ ،‬والمعالجة الحقيقية لظاهرة استهالك‬ ‫المخدرات لدى التالميذ بتكثيف الحمالت التحسيسية‬ ‫والوقائية‪.‬‬ ‫وما من شك أن مواجهة هذه الظاهرة‪ ،‬يجب أن‬ ‫تكون كذلك‪ ،‬في صلب المناهج التعليمية‪ ،‬فالتربية‬ ‫على أسسها والتتلمذ عليها‪ ،‬كفيل بزرع المناعة في‬ ‫نفوس التالميذ‪ ،‬خصوصا في سن المراهقة والتي‬ ‫تكون نفسية التلميذ فيها مضطربة وسلوكه تطغى‬ ‫عليه االندفاعية والمغامرة والالمباالة بالعواقب‪.‬‬

‫إن التصدي لظاهرة تعاطي التالميذ للمخدرات‪،‬‬ ‫يتطلب استراتيجية تربوية تعتمد على سد الفجوات‪،‬‬ ‫التي يمكن أن تحصل بين المدرسة واألسرة‪ ،‬عبر‬ ‫تجسير الهوة ومتابعة سلوك التلميذ داخل وخارج‬ ‫القسم‪ ،‬وأظن أن جمعيات آباء وأولياء التالميذ لها‬ ‫دور كبير في ذلك باعتبارها صلة الوصل‪ ،‬التي يمكن‬ ‫أن تجسد ثقافة قرب األسرة من الفضاء التعليمي‪،‬‬ ‫الذي بدوره يجب أن يمتلك جميع الخاصيات التربوية‬ ‫والثقافية‪ ،‬التي تسمح للتلميذ بالعيش في كنف‬ ‫االستقرار النفسي‪ ،‬إذ هناك العديد من الفضاءات‬ ‫المحيطة بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬تكون بمثابة‬ ‫إغراءات وشحن تؤثر سلبا على سلوك التلميذ‪ ،‬وأذكر‬ ‫هنا مقاهي الشيشة والفضاءات غير المحروسة التي‬ ‫تسمح بالتسكع واالنحالل األخالقي‪ .‬‬

‫السلطات األمنية ومدى ضخامة دورها‬ ‫في الحد من الظاهرة‬ ‫بعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية مستهدفة‬ ‫بشكل كبير من قبل شبكات ترويج المخدرات‬

‫وغيرها من المواد الخطيرة‪ ،‬وبعد أن بدأ يتنامى‬ ‫عدد متعاطي المخدرات في صفوف التالميذ‪ ،‬بشكل‬ ‫مخيف‪ ،‬على السلطات األمنية أن تبادر بتنظيم‬ ‫حمالت تحسيسية لفائدة التالميذ بالمؤسسات‪،‬‬ ‫لتضعهم في صورة المصير المؤلم الذي ينتظرهم‬ ‫اذا وقعوا في شباك المخدرات‪ ،‬من ضياع وشتات‬ ‫واجرام محتمل يقتم مستقبلهم ويحوله إلى ظالم‬ ‫دامس ‪.‬‬ ‫كذلك يجب تخصيص دوريات مراقبة مستمرة‬ ‫بأبواب المدارس والمؤسسات التعليمية وضواحيها‪،‬‬ ‫من غيركم نساء ورج��ال األمن ينقذ أبناءنا من‬ ‫مروجي المخدرات الذين أصبحت ساحات المدارس‬ ‫مرتعا ومصدر رزق مسقي بمرارة العلقم‪ ،‬من غيركم‬ ‫نساء ورج��ال األم��ن يساعدنا على تربية أبنائنا‬ ‫بالحفاظ على ما نزرعه فيهم بالبيت عندما يكونون‬ ‫خارج حصننا‪.‬‬

‫م��ن ال��م��س��ؤول‪ ...‬؟ اآلبــــاء ؟؟‬ ‫التربويون؟؟؟ أم السلطات األمنيـة ؟؟؟؟‬

‫كلهم مسؤولين بالطبع‪ ،‬فكلهم من الواجب‬ ‫عليهم آداء مهماتهم تجاه هؤالء التالميذ على‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬أو ينسحبوا من مزاولة هذه المهام‪.‬‬ ‫اآلباء ال يلدون والتربويّون ال يمارسون ورجال‬ ‫األمن يعتزلون ‪.‬‬ ‫إلى متى سيظل أبناؤنا تحت رحمة مروّجين‬ ‫يدمرون عقولهـــم ويضيعـــون مستقبلهــم‪.....‬‬ ‫إلى متــى سيتملص كل هؤالء المسؤوليـــن من‬ ‫مسؤولياتهم وال يعملون إال على إلصاق التهمة‬ ‫باآلخر واآلخ��ري��ن‪ ....‬إل��ى متى سنظل مكتوفي‬ ‫األيدي‪ ...‬جبناء أمام فلذات أكبادنا ‪..‬‬ ‫كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ‪.....‬‬


‫العدد ‪813‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫تنويه بالحكومة‬ ‫في تطوان‪ ،‬وفي إطار أنشطة الحزب الذي يتولى‬ ‫فيه مسؤولية قيادية‪ ،‬إلياس العماري‪،‬رئيس جهة طنجةـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬اعترف بأن الحكومة‪ ،‬يقصد حكومة‬ ‫عبد اإلله بنكيران‪ ،‬قامت بالواجب الذي تمليه عليها‬ ‫المصلحة العامة وأن ما قامت به الحكومة عمل جيد‬ ‫يستحقالتنويه‪.‬‬ ‫هذه واحدة‪ .‬أما الثانية‪ ،‬فقد بشر بتكوين «شركة‬ ‫للتنمية الجهوية» لتتولى تنفيذ جميع مشاريع االستثمار‬ ‫في هذه الجهة‪.‬‬ ‫أرجوكم‪No Comment ،‬‬ ‫لننتظر حتى نرى ‪.....‬‬ ‫**************‬

‫اتفاقيات شراكات‬ ‫إلياس على خطى فؤاد في تحريك شراكات جهوية‬ ‫بين جهة طنجةـ تطوان ـ الحسيمة وجهات في القارات‬ ‫الخمس‪ .‬مؤخرا‪ ،‬تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين هذه‬ ‫الجهة وجهة بروفانس ألب كوت دازور‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬من‬ ‫أجل تجديد روابط التعاون بين الجهتين التي سبق وأن‬ ‫أسستها مذكرة إطار تم التوقيع عليها منذ خمس عشرة‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫االتفاقية الجديدة وقع عليها كل من إلياس العماري‬ ‫و ميشال فوزيل وتطمح في ما تطمح إليه‪ ،‬دعم اإلدارة‬ ‫الجهويةوتحقيق مشاريع تنموية مشتركة‪.‬‬ ‫أبواب هذه االتفاقية طموحة نتمنى أن ال تلقى‬ ‫مصير اتفاقيات سابقة‪ ,‬وتوأمات اتفق على إنشائها ليدفع‬ ‫بها إلى الرفوف‪.‬‬ ‫وتبقى األهداف والغايات والمشاريع ‪.....‬‬ ‫**************‬

‫أمهات عازبات وأطفال بال هوية‬ ‫أمام تزمت المجتمع وقياداته اإلدارية والروحية‪،‬‬ ‫تزداد استفحاال وانتشارا قضية األمهات العازبات واألطفال‬ ‫الذين يولدون خارج ما يطلق عليه «مؤسسة الزواج»‬ ‫حوالي ‪ 30‬ألف طفل يولدون يوميا خارج هذه‬ ‫المؤسسة‪ ،‬من عالقات ال تشدها وثيقة عدلية‪ ،‬يشهد‬ ‫عليها عدالن أملحان ويوثقها قاض «شرعي»‪ .‬األطفال‬ ‫الذين يولدون في هذه الحالة أنواع كثيرة منها‪ :‬أطفال‬ ‫الحب‪ ،‬وأطفال االغتصاب‪ ،‬وأطفال زنا المحارم‪....‬المجتع‬ ‫بمنظماته الرسمية وهيئاته األهلية‪ ،‬ال يستطيع التكفل‬ ‫إال بنسبة ضئيلة من هؤالء األطفال وأمهاتهم‪.‬‬ ‫كارثة‪.‬‬ ‫**************‬

‫االعتداء على األطفال‬ ‫االعتداءات المتواصلة على األطفال تنذر بوقوع‬ ‫كارثة‪ .‬تقرير عرض مؤخرا بالربط أبان حقيقة مرعبة‪.‬‬ ‫أزيد من ثالث حاالت اعتداء جنسي على األطفال تحدث‬ ‫في اليوم ‪ ,‬واإلحصاء تقريبي ال محالة‪ ،‬بين انتهاك عرض‬ ‫وتحرش جنسي وتزويج قاصرات واعتداءات جنسية على‬ ‫األطفال‪...‬وما خفي كان أعظم‪.‬‬ ‫من بداية السنة إلى اليوم تم تسجيل ‪ 935‬حالة‬ ‫اعتداء على األطفال‪....‬وللغرابة‪ ،‬يالحظ التقرير أن األطفال‬ ‫الذكور أكثر عرضة لإلعتداء الجنسي من اإلناث‪.....‬‬ ‫يا لها من نذالة !‪.....‬‬ ‫**************‬

‫مقاهي الشيشة‬ ‫مقاهي الشيشة أصبحت ظاهرة في طنجة وفي غير‬ ‫طنجة من مدن المغرب‪ ،‬تتناسل باستمرار وتستقطب‬ ‫فتيات معظمهن قاصرات‪ ،‬تلميذات كوليج أو ثانويات‪،‬‬ ‫يشاهد «تسللهن» إلى داخل هذه «الشياشات» التي‬ ‫«تشتغل» وراء أبواب موصدة‪.‬‬ ‫ال نظن إال أن هذا النوع الغريب من المقاهي يتوفر‬ ‫على رخص إدارية‪ ،‬ما هي الجهة التي تسلمها للراغبين‬ ‫فيها؟ وهل من وسيلة لمراقبتها خارج «الحمالت» األمنية‬ ‫التي تحدث بين فينة وأخرى‪,‬‬ ‫مؤخرا احتج سكان ساحة موزار على «مشروع‬ ‫شيشة» يستعد صاحبه لفتحه «بين ظهور المسلمين» !!!‬ ‫‪ ..‬وحدث تجمهر وثقته بالصور بعض المواقع‪.‬‬ ‫مقاهي الشيشة قنبلة أخالقية واجتماعية قد تنفجر‬ ‫في أية لحظة‪....،‬إذاك سنندم على أننا لم نأخذ العبرة‬ ‫مما حدث في ظروف مماثلة !!!‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫العثور على جثة موظف جماعي بواد المحنش بتطوان‬ ‫أفادت مصادر أمنية أنه تم العثور مساء يوم السبت ‪ 21‬نونبر ‪ 2015‬على جثة‬ ‫شخص ملقاة بواد المحنش قرب المحطة الطرقية بتطوان ‪،‬تبين بعد التحقيق أنها تعود‬ ‫لموظف كان يشتغل قيد حياته بجماعة خميس أنجرة وعثرعلى جثته بالوادي من طرف‬ ‫فريق مهندسين كان يقوم بالدراسات الالزمة إلنجاز قتطرة ليبلغوا مصالح األمن التي‬ ‫انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان رفقة أفرادمن الشرطة العلمية حيث عاينت‬ ‫الجثة وقامت بتجميع المعطيات الكاملة لفتح تحقيق في ظروف الوفاة وأسبابها‬ ‫نفس المصادر أضافت أن المعني متزوج و أب ألطفال ‪,‬كان يشتغل موظفا بجماعة‬ ‫خميس أنجرة وقد تم تسجيل غيابه لمدة تزيد عن عشرة أيام تقريبا في ظروف غامضة‬ ‫قبل العثور على جثته بواد المحنش‪.‬‬ ‫إلى ذلك تم نقل الجثة إلى مستودع األموات بالمستشفى الجهوي سانية الرمل من‬ ‫أجل التشريح و معرفة سبب الوفاة بدقة ‪ .‬كما بادرت فرقة من الشرطة القضائية بتوسيع‬ ‫البحث للوصول إلى أسباب الوفاة وحيثيات وظروف وجود الجثة بواد المحنش‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫إدانة زوج «شرمل» زوجته بالعرائش بسنتين ونصف‬ ‫السنة حبساً نافذاً‬ ‫وجهها‪ ،‬لتسقط مغمى عليها وهي مضرجة في دمائها‪،‬‬ ‫قبل أن يجري نقلها صوب المستشفى اإلقليمي لال مريم‬ ‫بالمدينة‪ ،‬حيث تم رتق جروحها‪ ،‬وسلمت لها شهادة طبية‬ ‫مدة العجز بها ‪ 30‬يوما قابلة للتمديد‪.‬‬ ‫واعتبرت الضحية اعتداء زوجها عليها “انتقاما”‬ ‫منها‪ ،‬وذلك بعدما هجرت بيت الزوجية‪ ،‬واستقرت بمنزل‬ ‫والديها‪ ،‬في الوقت الذي رفعت دعوى قضائية ضده‬ ‫تطالبه فيها بتطليقها‪ ،‬بعدما أصبح العيش مستحيال معه‬ ‫كزوج تحت سقف منزل واحد‪ ،‬بسبب االعتداءات الخطيرة‬ ‫والمتكررة التي تتعرض لها باستمرار‪.‬‬ ‫وعلقت الزوجة‪ ،‬في اتصال مع «أخبار اليوم»‪ ،‬على‬ ‫الحكم الصادر ضد زوجها‪ ،‬الذي “شرملها” قائلة‪“ :‬إن‬ ‫الحكم ال يتناسب مع الجريمة الشنيعة التي اقترفها الجاني‪،‬‬ ‫الذي اعتدى علي دون رحمة أو شفقة”‪ ،‬مضيفة “أن الحكم‬ ‫كان مخففا‪ ،‬وهو ما يشجع أزواج آخرين على االعتداء على‬ ‫زوجاتهم عقب أي خالف”‪ ،‬حيث طالبت العدالة بإنصافها‪:‬‬ ‫“أطالب بتشديد العقوبة ضد الجاني إلنصافي‪ ،‬ألنه عذبني‬ ‫جسديا ونفسيا”‪ ،‬مضيفة‪“ :‬إنني أحتاج مبالغ مالية كبيرة‬ ‫إلجراء عمليات تجميل متكررة إلزالة العاهات التي أعاني‬ ‫منها‪ ،‬حيث إنني قمت مؤخرا بإحدى العمليات التجميلية‬ ‫في محاولة إلعادة البسمة إلى وجهي”‪.‬‬

‫أدانت هيئة الحكم بابتدائية العرائش‪ ،‬زوجا «شرمل»‬ ‫زوجته دون شفقة وال رحمة بـ”سنتين وستة أشهر حبسا‬ ‫نافذا‪ ،‬وأداء ‪ 10‬ماليين كتعويض للطرف المدني”‪ ،‬ما‬ ‫اعتبرته الضحية “حكما مخففا” مقارنة مع الضرر الجسدي‬ ‫والنفسي الذي لحقها من جراء هذا الفعل اإلجرامي‪.‬‬ ‫وتعود تفاصيل الواقعة‪ ،‬التي هزت مدينة العرائش‪،‬‬ ‫إلى األسبوع األول من شهر أكتوبر المنصرم‪ ،‬حين أقدم‬ ‫زوج على االعتداء‪ ،‬بشكل شنيع‪ ،‬على زوجته‪ ،‬من خالل‬ ‫توجيه طعنات خطيرة إلى أم طفلته الرضيعة‪ ،‬انتقاما‬ ‫منها ألنها هجرته وطالبته بالطالق‪ ،‬بعد قصة زواج غريبة‬ ‫ومثيرة‪.‬‬ ‫وكانت أم الضحية قد أوضحت‪ ،‬عقب االعتداء على‬ ‫ابنتها‪ ،‬في اتصال مع «اليوم ‪« :»24‬لقد سبق للجاني أن‬ ‫اقتاد ابنتي بالقوة إلى مكتب عدل وعقد القران عليها في‬ ‫الثاني من فبراير ‪ 2014‬دون حضورنا‪ ،‬ثم احتجزها بمنزل‬ ‫والديه لمدة أربعة أشهر حتى حملت منه‪ ،‬فشرع في‬ ‫تعنيفها‪ ،‬فهربت إلى منزل والدها»‪.‬‬ ‫وتحكي الزوجة الضحية “أميمة‪ .‬ب”‪ ،‬التي تبلغ ‪22‬‬ ‫عاما‪ ،‬كيف عمد زوجها “محسن‪.‬ب”‪ ،‬البالغ ‪ 25‬عاما‪ ،‬إلى‬ ‫االعتداء عليها بطريقة سادية‪ ،‬مشيرة إلى أنها في الوقت‬ ‫الذي كانت رفقة طفلتها الرضيعة بمنزل والديها‪ ،‬زارها‬ ‫وهو في حالة غير طبيعية‪ ،‬لينقض عليها وهو يشهر‬ ‫سكينه‪ ،‬قبل أن يشرع في توجيه طعنات إلى مختلف‬ ‫أنحاء جسدها‪ ،‬محدثا لها جروحا بالغة على مستوى‬

‫العربي الجوخ‬

‫القاعدة العسكرية بالقصر الصغير ستكون جاهزة‬ ‫بداية ‪2016‬‬

‫هذا ما أكدته الوزارة المنتدبة المكلفة بالدفاع‬ ‫الوطني خالل نقاشات لجنة المالية بمجلس النواب‬ ‫ورجحت المصادر ذاتها أن تدخل القاعدة الخدمة‬ ‫في بداية السنة باعتبارها جاهزة عمليا من الناحية‬ ‫التقنية وال ينقصها سوى بعض الروتوشات‬ ‫الشكلية‪,‬‬ ‫األشغال المتعلقة بالمينــاء أنجزت في الوقت‬ ‫الذي يستلزم االنتهاء مما تبقى ضمن أسابيع قليلة‬ ‫خاصة ما تعلق بإتمام رصيف القاعدة وتعبيد الطريق‬ ‫المؤدية إليها‪ ،‬كما أن نشاط البحرية الملكية ظاهر‬ ‫للعيان بحكم أن القاعدة تقع في ممر بحري مفتوح‬ ‫ويمكن مشاهدة الفرقاطات السفن الحربية بالعين‬ ‫المجردة‪ ،‬خاصة بالنسبة للمسافرين على متــن‬ ‫البواخر عابري الطريـــق الساحلية‪.‬‬ ‫الوزارة المنتدبة المكلفــة بالدفاع الوطني‬ ‫أكدت أن من إيجابيات القاعدة المذكورة تقوية‬ ‫البنيات التحتية والتجهيزات األساسية في مجال‬ ‫األمن وتأمين الحدود خصوصا وأن القوات البحرية الملكية‬ ‫شهدت الكثير من العصرنة والتحديث في اآلونة األخيرة‬ ‫تسمح لها بالقيام بدور كبير على مستوى مضيق جبل طارق‬ ‫وشرق المتوسط وكذا غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫فبعد ثماني سنوات من انطالق األشغال في القاعدة‬

‫العسكرية البحرية بالقصر الصغير‪ ،‬تكون األشغال قد وصلت‬ ‫إلى نهايتها ‪ .‬هذه القاعدة تقع على بعد ‪ 30‬كلم من طنجة‬ ‫وتعد األكبر من نوعها في المغرب مقارنة مع باقي القواعد‬ ‫البحرية األخرى‪ ،‬كما أنها ستوفر للمغرب وجودا استراتيجيا‬ ‫في مضيق جبل طارق بعد ما ظل هذا الوجود محدودا للغاية‬

‫قبل اندالع نزاع جزيرة «ليلى» وظل األمر حكرا على‬ ‫بريطانياوإسبانيا‪.‬‬ ‫وحول سياق إنشـــاء هذه القاعــدة العسكرية‪،‬‬ ‫يتذكر الجميع أن النزاع الدبلوماسي حول جزيرة ليلى‬ ‫الذي أوشك أن يتحول إلى مواجهة عسكرية بين‬ ‫البلدين فكان الجواب المغربي في سنة ‪ 2007‬هو‬ ‫تدشين جاللة الملك للقاعدة البحرية بمنطقة القصر‬ ‫الصغير‪ ،‬وهو ما اعتبره القادة العسكريون اإلسبان‬ ‫عهدا جديدا في االستراتيجية العسكرية في المضيق‬ ‫األمر الذي أرغم إسبانيا على التفكير في تشييد قاعدة‬ ‫عسكرية بسبتة قببل التراجع عن ذلك تحت ضغط‬ ‫األزمة المالية والرغبة في تخفيض نفقاتها العسكرية‪.‬‬ ‫القاعدة العسكريــة المغربيــة تشكــل قفزة‬ ‫نوعية في سياسة المغرب العسكرية ومن المتوقع أن‬ ‫تخلق توازنا في العتاد العسكري الموجود في منطقة‬ ‫جبل طارق حيث تستقبل القاعدة الجديدة األسلحة‬ ‫المغربية األكثر تطورا وفي مقدمتهــا فرقاطــات‬ ‫«سيغنا» الهولندية وفرقاطة محمد السادس من نوع فريم‬ ‫المتطورة والمتخصصة في مراقبة الغواصات‪ ،‬كما أن أفراد‬ ‫البحرية الملكية قد بدؤوا االستقرار في القاعدة منذ نهاية‬ ‫‪.2012‬‬

‫عبد الواحد الدرعي‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪813‬‬

‫تنامي البطالة‪ ،‬حسب وزارة االقتصاد والمالية‬

‫‪ ‬‬ ‫كشف تقرير حديث لوزارة االقتصاد والمالية أن نسبة البطالة‬ ‫بالمغرب قد عرفت ارتفاعا ملحوظا بالفعل‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ 14.5‬إلى‬ ‫‪ 15.1‬بالمائة في المدن ومن ‪ 4.1‬إلى ‪ 4.3‬بالبوادي‪.‬‬ ‫وبلغت نسبة البطالة في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم‬ ‫ما بين ‪ 25‬و ‪ 34‬سنة ‪ ،‬أكثر من ‪ 14.5‬بالمائة‪ ،‬وهو ما يشكل‬ ‫ارتفاعا ‪ ‬مقارنة بالسنة الماضية‪ ،‬حيث بلغت ‪ 13.6‬بالمائة‪.‬‬ ‫المشكلة الكبرى هي المتعلقة بالشباب الحاملين للشواهد‬ ‫الجامعية ‪ ،‬إذ سجلت نسبة البطالة ارتفاعا من ‪ 16.8‬إلى ‪ 18.4‬بالمائة‬ ‫مقارنة مع السنة الماضية‪ ،‬وهو رقم يدق ناقوس الخطر ويهدد السلم‬ ‫االجتماعي خاصة وسوق الشغل بالمغرب تستعد الستقبال فوق ‪25‬‬ ‫ألف مجاز هذا العام‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تراجع عجز ميزانية المغرب‪ ،‬حسب الوزير بوسعيد‬ ‫كشفت معطيات وزارة االقتصاد والمالية عن تحسن في وضع الميزانية‬ ‫العامة للدولة‪ ،‬وعن تراجع العجز بأكثر من ‪ 9.8‬مليار درهم خالل األشهر‬ ‫العشرة الماضية من العام الجاري‪ ،‬ليصبح مجموع العجز المسجل على‬ ‫مستوى الميزانية في حدود ‪ 62.9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبحسب نفس المصدر‪ ،‬فإن تراجع قيمة عجز الميزانية يعود باألساس‬ ‫إلى انخفاض النفقات العمومية بــ ‪ 13‬مليار درهم‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة ‪6.6‬‬ ‫بالمائة من النفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى تراجع نفقات المقاصة بأكثر‬ ‫من ‪ 16‬مليار درهم خالل العام الجاري‪ ،‬أي ‪ 60‬بالمائة من نفقات المقاصة‬ ‫التي استقرت إلى حدود الشهر الماضي في ‪ 10.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬انخفضت العائدات الدولية بأكثر من ‪ 8.9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ويعزى هذا التقهقر‪ ،‬بحسب وزارة المالية‪ ،‬إلى سببين؛ أولهما تراجع‬ ‫العائدات التي تجنيها الدولة من الشركات العمومية التي تحتكر بعض‬ ‫القطاعات‪ ،‬والثاني انخفاض إيقاع المنح المالية التي تعهدت دول مجلس التعاون الخليجي بتقديمها للمغرب‪.‬‬ ‫وهكذا يبدو أن المنحى التصاعدي للديون العمومية يأبى التوقف‪ ،‬وهو ما أكدته أرقام وزارة المالية بحديثها عن ارتفاع المديونية‬ ‫الداخلية للدولة بحوالي ‪ 35.2‬مليار درهم؛ أي بنسبة ‪ 7.9‬بالمائة مقارنة مع العام الماضي‪ ،‬ليصل مجموع ما استدانته الدولة من السوق‬ ‫الداخلية إلى ‪ 478.5‬مليار درهم‪ ،‬بينما شهدت المديونية الخارجية تراجعا طفيفا نسبته ‪ 0.6‬بالمائة وقيمته ال تتعدى ‪ 800‬مليون درهم‪.‬‬ ‫أما سوق القروض الذي يعرف تحسنا طفيفا بتسجيله لنسبة نمو لم تتجاوز ‪ 0.1‬بالمائة‪ ،‬ما يشكل ‪ 1.1‬مليار درهم‪ ،‬فقد شهد ارتفاعا‬ ‫أقل مما تحقق خالل السنة الماضية التي عرفت تحسنا لسوق القروض بنسبة ‪ 1.4‬بالمائة‪ ،‬ومع ذلك فإن معطيات وزارة المالية تؤكد تزايد‬ ‫إقبال المغاربة على قروض السكن واالستهالك‪ ،‬خصوصا خالل األشهر األخيرة‪.‬‬

‫صناعة المطاط بطنجة‬ ‫أعلنت شركة فرنسية لصناعة المطاط عن قرب افتتاح مصنع لها‬ ‫بطنجة العام القادم باستثمار يزيد عن المليون أورو‪.‬‬ ‫وأكد نائب الشركة الفرنسية أن شركته ستقوم بتشييد مصنع لها‬ ‫على مسافة ‪ 8‬آالف متر مربع إلنتاج كبالت ومطاط للشركات المستوردة‪،‬‬ ‫خاصة رونو ونيسان‪.‬‬ ‫ويعد هذا المصنع ثالث مصنع بالمغرب‪ ،‬لنفس هذه الشركة التي‬ ‫تشغل فوق ألفي شخص في ‪ 16‬بلدا عبر قارات العالم‪.‬‬ ‫ويأتي استقرار هذه الشركة بطنجة‪ ،‬بعد أن وقعت شركة أخرى‬ ‫متخصصة في نفس المجال «اإلطارات المطاطية» اتفاقية مع الشركة‬ ‫المغربية «عجالت أمبريال» الرائدة في قطاع العجالت‪.‬‬ ‫ويقر مسؤولو هذه الشركة أن العودة إلى المغرب إلقرار بأن هذا البلد‬ ‫الناهض أصبح يشكل بوابة الشركات العالمية الكبرى للولوج إلى أسواق‬ ‫القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫تكريم ربة البيت‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ُ...‬تتَّقدُ ذاكرتي من “ الزهايمر “‪ ،‬و يتضحُ‬ ‫المضببُ منها و إذا بها تراودني في داخلي‬ ‫فكرة‪ ،‬فاستحضرتُ موقف ثالث سيدات‪ ،‬يبتغين‬ ‫فضال من الكرم الحاتمي‪ ،‬و هي مني رغبة ملحة‬ ‫أتلذذ من خاللها بإدماج الماضي بالحاضر ‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬السيدة التي ما شهــدتُ منها و ال‬ ‫علمت عنها إال اليد البيضاء السخية المتميزة‬ ‫باإليثار‪ .‬كل من اجتمع على مائدتها أخذ عنها‬ ‫الطيبة و الجودو الكرم‪ .‬مجتمعون حول قصعة‬ ‫“الكسكوس“‪ ،‬نصفها بلحم الضأن الخضرويِّ‬ ‫ذي األصناف السبعة‪ ،‬و النصف اآلخر بدجاج‬ ‫بالحمص والزبيب والبصل‪ ،‬تفوح رائحته من‬ ‫عطر السمن البلدي‪ .‬عند الشروع بالبسملة في‬ ‫تناول الطعام‪ ،‬تنعم طبلة األذن بألفاظ طيبة‬ ‫من بنات أفكارها من لسانها الرطب بذكر اهلل‪،‬‬ ‫فتحا للشهية‪ .‬بأنامل نظيفة رقيقة توزع اللحم‬ ‫األبيض و األحمر‪ ،‬تعبيرا عن سلوك وقيم‪ ،‬لقناعة‬ ‫فطرية تجد فيها راحتها و تستمتع بإشباع‬ ‫ضيوفها‪ ،‬ويكأنك تشاهد ببصيرتك ما أقرَّه‬ ‫القلب و صدقه العمل‪ ،‬إليمانها باآلية الكريمة‪:‬‬ ‫و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‬ ‫‪(..‬صدق اهلل العظيم) ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬السيدة التي استضافت جماعة من‬ ‫معارفهاو بعضا من جيرانها‪،‬و رغم نزر الزاد على‬

‫مائدتها‪ ،‬توهم ضيوفها مشاركتهم الطعام‪،‬‬ ‫خيفة من عدم اكتفائهم لقلته‪ .‬فلما رأوا يدها‬ ‫ال تصل إليه تباطؤوا على استحياء في تناوله ‪،‬‬ ‫فما كان لها الخيرة من أمرها إال أن تقتات من‬ ‫طعام راحة يديهاو حنة أصابعها‪ .‬فكانت لفتةو‬ ‫لمسة كريمة تنافسية‪ .‬وفي ذلك فليتنافس‬ ‫المتنافسون ‪(..‬صدق اهلل العظيم )‪.‬‬ ‫ج‪ -‬السيدة من فئة المصارف الثمانية‪،‬‬ ‫كل مساء تستضيف الجيرة‪ ،‬مفترشة الحصير‬ ‫بفناء منزل متواضع في ملكية األوقاف‪ .‬محياها‬ ‫َيتفصدُ من صبيب العرق تنشفه بأكمامها‪،‬‬ ‫والخجل يعلو أسرار وجهها‪ ،‬وهي تتدَينُ من‬ ‫دكان الزقاق‪ ،‬مقابل اقتناء الشاي و السكر تارة‬ ‫و الزبدة والبيض تارة أخرى من أجل استحضار‬ ‫الحلويات و تقديمها لجلسائها على طبق من‬ ‫“فضة” تغازله فنجان القهوة أو تحفه كؤوس‬ ‫الشاي في جوٍّ حميمي من الزمان الجميل‪.‬‬ ‫خرجتُ توّا من نثرات واقع لحلم جميل من‬ ‫ذاكرة أنيسة‪ .‬هؤالء النسوة هنَّ الخيرو األطهر‪،‬‬ ‫كأمثال اللؤلؤ لقطوف دانية من معادن نبيلة من‬ ‫الفضةو الذهب ‪،‬و على لسان شاعرنا ‪:‬‬ ‫و الترب كالترْب ملقــا في أماكنــه‬ ‫و العود في أرضه نوعٌمن الحطب ‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬دورة تكوينية‬ ‫حتت �شعار ‪:‬‬

‫“من أجل االرتقاء بمؤطرات مراكز التربية‬ ‫والتكوين نحو آفاق العمل التنموي”‬

‫السياحة الداخلية بالمغرب‬ ‫أمام صعوبات السياحة العالمية التي تجتاز منطقة اضطرابات‪،‬‬ ‫فإن المغرب يراهن على السياحة الداخلية وسط دعوات للبحث‬ ‫عن بدائل أخرى وأسواق جديدة عوضا عن الوجهات التقليدية في‬ ‫أوروبا‪.‬‬ ‫ومعلوم أن قطاع السياحة يساهم بنسبة هامة في الناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي‪ 12( ،‬في المائة خالل سنة ‪ ،)2014‬على أن تراجع الحركة‬ ‫السياحية الوطنية أصبح يضع تساؤالت عديدة حول آفاق خطة ‪2020‬‬ ‫بشأن استقطاب عشرين مليون سائح بعد خمس سنوات‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع إلى إنجاز استثمارات تصل إلى ‪ 5,2‬مليار دوالر بين عامي ‪2012‬‬ ‫و‪ ،2014‬غير أن بلوغ ذلك الهدف أصبح يبدو صعبا في الظرفية‬ ‫الحالية‪.‬‬ ‫حسن حداد وزير السياحة صرح مؤخرا أنه من أجل مواجهة هذا‬ ‫الوضع المؤثر على السياحة العالمية‪ ،‬فإن المغرب يراهن على السياحة الداخلية ويسعى لتشجيع هذه السياحة عبر الترويج لمنتجات‬ ‫تتالءم وحاجيات األسر المغربية من حيث النوع واألسعار‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد نظمت وزارة السياحة المغربية مؤخرا ندوة حول السياحة الداخلية‪ ،‬أكد خاللها وزير السياحة أن السياحة الداخلية‬ ‫تحتل المركز الثاني في مؤشر السياحة برقم معامالت يصل إلى حوالي ‪ 3‬مليارات و‪ 200‬مليون دوالر و‪ 300‬ألف ليلة مبيت‪ ،‬أي بزيادة‬ ‫بلغت نسبتها ‪ 3‬بالمائة مقارنة مع أرقام سنة ‪.2013‬‬ ‫ودعا إلعداد عرض سياحي يتوافق مع متطلبات السياح الداخليين في أفق الوصول إلى تحقيق ثالثة أضعاف عدد األسفار الداخلية‪.‬‬ ‫وتلبية لذلك بلورت وزارة السياحة مخطط «بالدي» الرامي إلى خلق مناطق سياحية جديدة مقرونة بمنتجات وأثمان تستجيب‬ ‫النتظارات السياح الداخليين‪ ،‬ومتمركزة بمناطق موضوع طلب قوي‪.‬‬ ‫ويتضمن المخطط بناء إقامات فندقية ومخيمات بالمدن التي تعرف إقباال كبيرا من لدن المغاربة بتسهيالت كبيرة‬ ‫سواء على مستوى القروض أو اإلعفاءات الضريبية على التجهيزات الضرورية الخاصة بالمشاريع المزمع إنجازها في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬فضال عن اعفاء الفنادق المنخرطة في المخطط من ضريبة الشركات لمجموع رقم المعامالت خالل ‪ 5‬سنوات األولى‪.‬‬ ‫ومن ضمن تلك التسهيالت سعي الحكومة إلى تسيير رحالت جوية بأثمان في مستوى المستهلك الوطني خاصة‬ ‫خالل العطل وفي نهاية األسبوع لتشجيع المواطنين على التوجه نحو وجهات سياحية بعيدة خاصة في أقصى جنوب‬ ‫ا لمملكة ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫“من أجل االرتقاء بمؤطرات مراكز التربية‬ ‫والتكوين نحو آفاق العمل التنموي” شعار أطر الدورة‬ ‫التكوينية المنظمة من طرف جمعية المستقبل‬ ‫للتنمية االجتماعية والثقافية والمحافظة على البيئة‬ ‫‪ ،‬وجمعية المشكاة للتنمية بالقصر الكبير‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع مندوبية التعاون الوطني بالعرائش ‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 24‬نونبر الجاري بدار الثقافة لمدينة القصر‬ ‫الكبير ابتداء من الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬ ‫برنامج الدورة توزع على محورين األول تضمن‬ ‫افتتاحا بآيات بينات من كتاب اهلل ‪،‬تم ترديد النشيد‬ ‫الوطني ‪ ،‬فكلمة ترحيبية من طرف مسيرة الدورة‬ ‫االستاذة عواطف التمسماني مذكرة بسياق تنظيم‬ ‫هذا التكوين والجميع ينخرط في االحتفال بالعيدين‬ ‫المجيدين ‪ :‬المسيرة واالستقالل‪.‬‬ ‫المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير كان‬ ‫ممثال في شخص نائبة رئيسه السيدة سعيدة بوعشة‬ ‫والتي ركزت على أهمية العمل المدني الجمعوي ‪،‬‬ ‫واألدوار االجتماعية التي يقوم بها التعاون الوطني‬ ‫لفائدة الفئات االجتماعية ‪.‬‬ ‫السيد رشيد المدني المندوب االقليمي‬ ‫لمديرية التعاون الوطني والذي كان مصحوبا برئيس‬ ‫المندوبية االقليمية السيد عبد السالم البوشيخي‪،‬‬ ‫والسيد سابط عبد العزيز مدير مركز التربية‬ ‫والتكوين دار الدخان وأطر أخرى ‪ ،‬رحب في كلمته‬ ‫بكافة الحاضرين ‪ ،‬مبديا دعمه للمبادرة اإليجابية‬ ‫التي تتوخى تقوية قدرات ومهارات مؤطرات مراكز‬ ‫التربية والتكوين ‪ ،‬ألن ذلك مفتاح كل تنمية منشودة‬ ‫انسجاما مع االهتمام الخاص الذي يوليه صاحب‬ ‫الجاللة نصره اهلل للتنمية في جميع مجاالتها خاصة‬ ‫ما ارتبط بالمرأة والفتاة‪.‬‬ ‫كما تطرق السيد المندوب اإلقليمي في كلمته‬ ‫إلى أهمية الدالئل التي أعدها قطاع التعاون الوطني‬ ‫مادامت تعمل على تقوية القدرات ‪ ،‬وتشجيع األنشطة‬

‫المدرة للدخل التي تستهدف الفئات الهشة مع‬ ‫اإلشارة إلى أهمية التحسيس من طرف الجمعيات‬ ‫الشريكة ‪ ،‬و إعرابه عن استعداد المندوبية اإلقليمية‬ ‫بالعرائش لتقديم كل الشروحات والبيانات من أجل‬ ‫عمل جاد‪.‬‬ ‫السيدة عواطف التمسماني عن جمعية المشكاة‬ ‫للتنمية ‪ ،‬شكرت المندوبية اإلقليمية للتعاون الوطني‬ ‫على إعمالها للمقاربة التشاركية ‪ ،‬لتنتقل لتقديم‬ ‫برنامج الدورة الذي ينقسم إلى جانب نظري منهجي‬ ‫أعده األستاذ محمد الدغوغي وآخر تطبيقي سوف‬ ‫تشرف عليه األستاذة فاطمة الزهراء حاتم‪.‬‬ ‫بدوره السيد الدغوغي عن جمعية المستقبل‬ ‫تناول الكلمة وفيها توجه بالشكر للجميع ‪ ،‬مع اإلشادة‬ ‫بأهمية الدورة التي تأتي في إطار تفعيل بنود الشراكة‬ ‫التي تربط الجمعيتين بمندوبية التعاون الوطني‬ ‫حيث يتركز االهتمام على الجانب البيداغوجي وتنزيل‬ ‫الدالئل وفق رؤية موحدة ‪ ،‬من قبل أن يجدد شكره‬ ‫للسيد مندوب التعاون الوطني الذي يعمل على تيسير‬ ‫االنخراط في تفعيل االستراتيجية الجديدة للقطاع ‪،‬‬ ‫ومن أجل ذلك قدمت له شهادة تقديرية من طرف‬ ‫الجمعيتيناعترافابمجهوداته‪.‬‬ ‫المحور الثاني من ال��دورة التدريبية تميز‬ ‫بتقديم عرض نظري حول الدالئل في شعبة الخياطة‬ ‫والفصالة مع الو ثائق التطبيقية للتوزيع السنوي ‪،‬‬ ‫واستعمال الزمن من طرف االستاذ محمد الدغوغي و‬ ‫تقديم عرض تطبيقي موالي لألستاذة فاطمة الزهراء‬ ‫حاتم حول الخياطة التقليدية العصرية‬ ‫ال���دورة عرفت تنظيم ورشتين‪ ،‬إحداهما‬ ‫حول منهجية العمل وإع��داد ال��دروس ‪ ،‬والثانية‬ ‫تمحورت على إع��داد درس نموذجي جماعي‪ ،‬من‬ ‫قبل أن يتم االختتام عبر تقييم وخالصة تركيبية‬ ‫للعروض والورشات‪ ،‬وتوزيع الشواهد التقديرية على‬ ‫المشاركين ‪..‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫‪8‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫و بكيت أنا أيضا‬ ‫‪-‬‬

‫ظلت دموع أمي‪ ،‬ترافق سنين طفولتي‬ ‫ويفاعتي‪ ....‬و لم أستطع الفكاك من طعم‬ ‫مرارها‪ ،‬إال بعدما غصت في دورة حياة أخرى‪،‬‬ ‫جرفتني بعيدا عن أمي‪ .‬كان ذلك قبل أن أعي‬ ‫وأستوعب ما أقرأه عن أدبيات األم‪ ،‬التي من‬ ‫المحتمل ‪ ،‬أن يكون ـ آنذاك ـ قد التبس على‬ ‫وعيي الطري العود‪ ،‬موضوعها وقضاياها‪ ،‬مع‬ ‫ما كنت أطالعه من موضوعات حول “حقوق‬ ‫المرأة “‪ ،‬الملتبس هو اآلخر بمبدأ المساواة‬ ‫المرفوض في األوساط االجتماعية ‪ ..‬وهي ـ في‬ ‫جميع األحوال ـ دخلت ثقافتنا‪ ،‬بصيغ غير مألوفة‪،‬‬ ‫وأبواب غير مطروقة‪ ،‬من قبل مجتمعنا الذي كان‬ ‫لم يشب بعد عن الطوق ‪.‬‬ ‫وحتى ال أشط بعيدا عن موضوع حيرتي‬ ‫أم��ام بكاء أم��ي‪ ،‬التي أخ��ذت مني عمرا ليس‬ ‫باليسير‪ .‬أشير أن مبررا وحيدا‪ ،‬لدموع أمي‪،‬‬ ‫احتفظت به ذاكرتي الصغيرة‪ ،‬آلمني في حينه‪،‬‬ ‫وأسعدني أزمانا‪ .‬كان ذلك في عهد طفولتي‬ ‫األولى‪ ،‬عندما أصبت بنزلة برد حادة‪ ،‬لم يتحملها‬ ‫جسمي الصغير‪ ،‬فاختطفتني حمى‪ ،‬غيبتني عن‬ ‫ال��وع��ي‪...‬و عندما أعادتني إلى أحضان أمي‪،‬‬ ‫استقبلتي دموعها الحارة‪ ،‬وهي تنهمر لتستقر‬ ‫على خدي‪ ،‬بينما الخد اآلخر مندس بين اإلبط‬ ‫والثدي‪...‬مهبط الدفء واألمان‪ .‬ساعتها آلمني‬ ‫كالعادة‪ ،‬مشهد قديستي الجميلة وهي تبكي‬ ‫في صمت‪.‬غير أنني عندما استعدت عافيتي‪،‬‬ ‫واكتشفت أنها تبكي من أجلي‪ ...‬أينعت أناتي‬ ‫الطفولية‪ ،‬ومألني شعور بالزهو‪ ،‬بكوني كائن‬ ‫محبوب يخشى فقدانه‪.‬‬ ‫بعدها تابعت نوبات بكاء أمي‪ .‬متحرقة‬ ‫لمعرفة باقي المبررات‪ ،‬دون أن أتوصل إلى‬ ‫ما يضع حدا لحيرتي‪ .‬ومع تدرجي في سنين‬ ‫الطفولة المتسارعة‪ ،‬ونظرا لولعي المبكر‬ ‫بالقراءة‪ .‬أثمرت تجربة فضولي ه��ذا‪ .‬فمثال‬ ‫اكتشفت أن نوبات البكاء‪ ،‬غالبا ما كانت تشتد‬ ‫كلما أنشدت بعض األذكار وهي تعد أصغرنا‬ ‫للنوم‪ .‬حينها‪ ،‬كنت أحسها ‪ ،‬وهي تسافر إلى من‬ ‫هو ملم بأسرارها‪ ،‬فتبثه بالمرموز همومها‪...‬‬ ‫وال تعود إلينا إال وقد كسا وجهها بهاء االرتياح‪.‬‬ ‫اكتشفت ـ أيضا ـ في رحلة تقصي أسباب بكاء‬ ‫أمي‪ ،‬أنها كانت تبكي من شدة فرحها‪ ،‬لزيارة‬ ‫أحد أقاربها‪ ،‬القاطنين في مدن أخرى‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫مدينة تطوان‪.‬‬ ‫ومما كان يضاعف حيرتي‪ ،‬أنني ال أجد‬ ‫فيما أقرأ‪ ،‬عن ظلم الرجل للمرأة‪ ،‬في المجتمع‬ ‫العربي ما يشبه ذلك في بيتنا ‪.‬كان أبي يعشق‬ ‫التراب الذي تمشي عليه أمي‪ ...‬كان هو حماها‬ ‫وأستاذها‪ ،‬ومصدر الكثير من روافد تجربتها‬ ‫الشخصية في حياتها‪ .‬كما كان هو الوسيط‬ ‫بينها وبين العالم الخارجي‪ .‬ال تختزن ذاكرتي أي‬ ‫أثر لخصام أو شجار حدث بينهما‪.‬‬ ‫أناقة أمي في بيتها‪ ،‬كانت حديث العائلة‪،‬‬ ‫واألق��ارب ‪ ،‬والجيران‪ .‬كذلك آراؤها وحكمتها‪.‬‬ ‫كانت إل��ى ح��د م��ا مثقفة بالسماع‪ .‬ول��دت‬

‫في اليوم العالمي‬ ‫لمناهضة العنف ضد المرأة‬

‫يف انتظار الفرج‪...! ‬‬

‫بقلم ‪ :‬الزهرة حمودان‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫وترعرعت في علم وورع وسلطة‪ .‬شربنا منها‬ ‫ذلك‪ .‬ومع ذلك كانت تبكي !!!!!‬ ‫_‪_/‬‬ ‫رحلت أمي‪ ،‬حاملة معها بعضا من أسرار‬ ‫دموعها‪ .‬بينما البعض اآلخ��ر‪ ،‬علمتني فك‬ ‫رموزها‪ ،‬طالسم األيام‪.‬‬ ‫سخت في غمر الحياة‪...‬نأت بي األيام شيئا‬ ‫فشيئا عن عوالم أمي‪ .‬انشغل عقلي الغض‪،‬‬ ‫موضوع القضية الفلسطينية‪ ،‬من خالل إذاعة‬ ‫دولة الجزائر‪ ،‬التي كانت تدعى عندنا بالشقيقة‪..‬‬ ‫وأرض المليون شهيد ‪...‬منها تعرفت على‬ ‫صوت فلسطين‪ ،‬ناطقا باسم “منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية”‪ .‬يربي فينا الروح الوطنية‪...‬يزرع في‬ ‫وعينا مبادئ القومية ومعاني الكفاح واالنتماء‪...‬و‬ ‫عالقة تبني القضية الفلسطينية من قبل األمة‬ ‫العربية‪....‬كان صوتا حماسيا تولد معه‪ ،‬الحس‬ ‫الثوري النقي والصادق‪ ،‬المملوء بالمحبة للوطن‬ ‫واألرض والقيم اإلنسانية‪ .‬عشقنا المقاومة‬ ‫الفلسطينية ‪...‬تتبعنا بطوالتها الفدائية‪...‬قرأنا‬ ‫أدبياتها‪...‬و‪ ...‬وبكيت وأنا أشاهد فيلم “ كلنا‬ ‫فدائيون “‪...‬‬ ‫وم��ن خ�لال الصحف ون��ش��رات األخبار‬ ‫على شاشة التلفزيون‪ ،‬تابعنا مأساة الشعب‬ ‫الفيتنامي‪ ،‬وقرأنا عن نموذج اإلنسان الفيتنامي‬ ‫في المقاومة‪ ،‬واالستماتة من أجل قضية أرضه‬ ‫وشعبه‪ .‬بكينا مع أدبيات المرأة الفيتنامية‪،‬‬ ‫وبطوالتها التي ألهمت الفن‪ ،‬حيث سجل لها‬ ‫ـ فيما بعد ـ فيلما وثائقيا‪ ،‬بعنوان “ ‪ ‬محاربات‬ ‫الشعر الطويل”‪ .‬ونشرت الصحف العربية‬ ‫مقاالت تربط وت��ق��ارن بين بطولة المرأة‬ ‫الفيتنامية والمرأة الفلسطينية‪ .‬وازداد حزننا‬ ‫عندما اطلعنا على مرثية صعلوك الشعر العامي‬ ‫المصري‪ ،‬الراحل أحمد فؤاد نجم‪ ،‬للبطل الوطني‬ ‫الفيتنامي‪“ ،‬هوشيه منه “‪ ،‬وهي قصيدة طويلة‪،‬‬ ‫أنقل منها هذا المقطع‪:‬‬ ‫لما ذاع الخبر واتأكد الخبر‬ ‫صاح السالح فى الحرس‬ ‫قال هوشي منه مات‬ ‫الحاكم اللي زهد فى الملك واللذات‬

‫و الزاهد اللي حكم ضد الهوى واللذات‬ ‫مات المسيح النبي‬ ‫ويهوذا باأللوفات‬ ‫مات الصديق الوفى‬ ‫للخضره والغابات‬ ‫عشنا أزمنـــة التوتـــرات اإليديولوجية‪،‬‬ ‫وصراعاتها الدموية‪ .‬شاهدنــا ظالل ما كان‬ ‫يسمى حينها بالحرب الباردة‪ ،‬ولمسناها في‬ ‫السينما والفنون‪...‬لكن التركيز على القيم‬ ‫والمبادئ ظل حاضرا‪ ..‬بل إن مفاهيم مثل‬ ‫“الموقف“ و“ االلتزام “‪ ،‬كانت لها قدسيتها في‬ ‫أوساط الشباب‪ .‬وكل ذلك كان يتناوله األدباء‬ ‫والكتاب في أعمالهم‪ ،‬والفنانون التشكيليون‬ ‫والسينمائيون ‪ ...‬فكان أن دخلت تلك القيم في‬ ‫تربيتنا العامة‪ ...‬شغفنا برقيها اإلنساني العام‬ ‫‪....‬أتذكر أنني قرأت كتاب محمد قطب “ قف أنت‬ ‫أسود “ في السنة أولى إعدادي‪ ،‬وال زالت ذكراه‬ ‫عالقة معي‪...‬تفاعلنا وبكينا‪...‬‬ ‫لكن بكاء من نوع آخر‪ ،‬كان ينتظرنا مع‬ ‫منعرجات العمرالمقبلة‪ ،‬وهو بكاء القهر‪ .‬عرفته‬ ‫عندما اجتاحتني قوى عوالم جارفــة‪ .‬حيـن‬ ‫لم تعد اإلذاعــة‪ ،‬وال الشارع والالجامعة‪ ،‬وال‬ ‫والكتب‪ ،‬وحدهم مصادر معرفتي‪ ..‬واخترق‬ ‫جدران بيتي إعالم يتفنن في صناعة الحروب‪،‬‬ ‫وتغيير الجغرافيات‪...‬فبكيت ذال‪ ،‬وأنا أشهد على‬ ‫المبادئ وهي تجرد من روحها الحقيقية‪ ...‬بكيت‬ ‫وأنا أشهد على مصطلحات ‪ :‬األمة والقضية‬ ‫والمقاومة والفدائية‪ ،‬تعدم على مقصلة‬ ‫الخطابات السياسية الجوفاء‪...‬بكيت وأنا أكتشف‬ ‫أن سجني أضيق من سجن أمي‪....‬بكيت لما‬ ‫ضاقت لدي مساحة التفكير الحر ‪ ......‬بكيت وأنا‬ ‫أشهد كيف يدجن التفكير لدى الناس‪ ...‬بكيت‬ ‫وأنا أتحول إلى شيطان أخرس‪ ،‬أمام االغتيال‬ ‫المجاني لإلنسان في عقر وطنه‪...‬و بشرعية‬ ‫مصطلحات أزمنة بائدة ‪ ....‬اقتلعت من سياقها‬ ‫التاريخي وأسقطت على عصرنا‪ ،‬فتبددت الذات‬ ‫اإلنسانية أشالء بين أيدي أدعياء الدين‪ ،‬ومسوخ‬ ‫السياسة‪..‬‬

‫‪ 2‬ـ اللغة العربية ليست شابة ولن تشيخ‬

‫تأسيسا على أن اللغة العربية‪ ،‬استوعبت‬ ‫تاريخيا جميع العلوم والفنون‪ ،‬وما زال حاضرها‬ ‫مؤثرا في الحضارات مشرقا ومغربا‪ ،‬وتأكيدا‬ ‫بأن استقت منها الالتينية ترجمة‪ ،‬ونظرية‪،‬‬ ‫وتطبيقا‪ .‬ولإلفادة فإن اللغة العبرية استفادت‬ ‫في نحوها من سيبويه‪.‬‬ ‫ونظرا ألن علماء الغرب موضوعيين‪ ،‬إذ‬ ‫منهم من أرخ لهذه اللغة‪ ،‬ومنهم من أطلع على‬ ‫أطوارها وتطورها وتشربها‪ ،‬وأرخ لها‪ ،‬وأبدع‬ ‫بها‪.‬‬ ‫بالمناسبة نطلعك يا معالي الوزير عن‬ ‫شهادات ألساطين الفكر والعرفان الغربيين‬ ‫الموضوعيين بما قالوا في شأنها ‪:‬‬ ‫ “العربية أكثر لغات األرض امتيازا‪ ،‬وهذا‬‫االمتياز من وجهين ‪ :‬األول من حيث ثروة‬ ‫معجمها‪ ،‬والثاني من حيث استيعاب آدابها‪.”...‬‬ ‫فان ديك‬

‫ “‪..‬إن القرآن يبدو إذا ما اقتربنا منه غريبا‬‫عن قارئه‪ ،‬ولكنه تدريجيا سرعان ما يجذب حتى‬ ‫ينزع اإلعجاب من قارئه في النهاية انتزاعا‪.”...‬‬ ‫جوت‪-‬ألماني‬

‫ “‪..‬اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا‬‫وغنى ويعجز اللسان عن وصف محاسنها”‪.‬‬ ‫كارلونيلينو‬

‫ “‪..‬اللغة العربية من أغنى لغات العالم‪،‬‬‫بل هي من أرقى من لغات أوروبا لتضمنها كل‬

‫ “إن أقوى القوى التي قاومت االستعمار‬‫الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية بل اللغة‬ ‫العربية الكالسيكية الفصحى بالذات‪ ،‬فهي التي‬ ‫حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا‪.”..‬‬ ‫جاك بيرك‪ .‬فرنسي‬

‫أدوات التعبير في أصولها‪ ،‬في حين أن الفرنسية‬ ‫واإلنجليزية واإليطالية وسواها قد تحدرت من‬ ‫لغات ميتة‪ ،‬وال تزال حتى اآلن تعالج‪.”..‬‬ ‫فيال سبازا‬

‫ “‪..‬ال يكفي أبدا أن نخلع صفات اإلقناع‬‫والروعة على القرآن‪ ،‬فالعقل يتشبع بأفكاره‬ ‫الوضاءة ومسلماته التي ال نقاش فيها‪ ..‬ولعله‬ ‫ليس بغريب على القرآن الذي يتلى بخشوع أن‬ ‫يفجر الدمع من أعين سامعيه من المتحدثين‬ ‫بالعربية‪ ،‬كما أن الناس لم تفتر عن التفكير فيه‪،‬‬ ‫وتأمله طوال أربعة عشر قرنا حتى أصبح يمكننا‬ ‫القول بأنه بالنسبة إلى جزء كبير من الجنس‬ ‫البشري نجد اللغة العربية وكتابها هذا منذ‬ ‫القرن السابع الميالدي تمثل بحق لغة الخلود‪.”..‬‬ ‫ج‪.‬أ‪.‬ويلمز‬

‫ “‪..‬الوحدة العربية هي لغوية أخالقية‬‫دينية‪ ،‬مؤسسة على وحدة تاريخ اللغة‪ ..‬وهذه‬ ‫الوحدة في اللغة الفرنسية ال تتضح لنا إال‬ ‫بالبحث والمقارنة‪ ،‬في حين أن وحدة اللغة‬ ‫العربية تتضح للقارئ‪ ..‬ولو كان أجنبيا‪-‬ألول‬ ‫وهلة‪ ..‬لغة القرآن ال تزال هي لغة اليوم‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تتميز به العربية عن اللغات األخرى”‪.‬‬ ‫بالشير‪-‬فرنسي‬

‫ “‪..‬لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد‬‫على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة‬ ‫العربية الفصحى عن مقامها المسيطر‪ ،‬وإذا‬ ‫صدقت البوادر ولم تخطئ الدالئل فستحتفظ‬ ‫العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة‬ ‫المدنية اإلسالمية‪ ..‬إنها لتدين حتى يومنا هذا‬ ‫بمركزها العالمي أساسيا لهذه الحقيقة الثابتة‬ ‫وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية‬ ‫واإلسالمية رمزا لغويا لوحدة عالم اإلسالم في‬ ‫الثقافةوالمدنية‪.”...‬‬ ‫يوهان فاك‪-‬ألماني‬

‫عبد العزيز الحليمي‬

‫بالرغم من «اإلشادات» التي أطلقتها ممثلة األمم المتحدة للمرأة بالمنطقة المغاربية‪،‬‬ ‫بخصوص التقدم الذي حققه المغرب في مجال مكافحة العنف ‪ ‬ضد المرأة ة‪ ،‬فإن الحقيقة‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬تشهد بأن الحالة تزداد حدة وتفاقما وتفاحشا في غياب قوانين صارمة‬ ‫تحمي المرأة من كل أنواع العنف والتمييز وتضمن لها حقها في المناصفة والمساواة‬ ‫الكاملة ‪ ،‬كمواطنة تامة المواطنة‪.‬‬ ‫ذلك أن المرأة تعيش معاناة قاسية ومستمرة في بلد نص دستوره‪ ،‬خاصة في‬ ‫فصله التاسع عشر‪ ،‬على أن الرجل والمرأة يتمتعان‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات‬ ‫المدنية والسياسية واالقتصادية ‪ ‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬الواردة في الباب األول‬ ‫من الدستور وفي مقتضيات أخرى ‪ ،‬وكذا االتفاقيات والمواثيق الدولية ‪ ،‬مما صادق عليها‬ ‫المغرب‪ ،‬وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها‪.‬‬ ‫والمتتبع للشأن النسائي يالحظ‪ ‬غياب اآلليات الكفيلة بتفعيل هذه الحقوق التي‬ ‫تكرس فعال‪ ،‬مساواة المرأة للرجل‪ ،‬والتي تعد سبقا حقيقيا للمغرب في هذا المجال مقارنة‬ ‫بغيره من دول العالم العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫وبخصوص هذه اآلليات‪ ،‬تعمدت الوزيرة الحقاوي‪ ،‬بالمناسبة‪« ،‬إبراز» أهم‬ ‫«المستجدات» في مجال حقوق المرأة‪ ،‬ومنها مشروع قانون العنف ضد النساء‪ ،‬ومشروع‬ ‫قانون إحداث هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ومشروع القانون المتعلق‬ ‫بإحداث المجلس االستشاري لألسرة والطفل‪ ،‬والمشروعان األخيران تم «إدخالهما» مؤخرا‬ ‫إلى البرلمان‪ ،‬بعد طول انتظار‪ ،‬كما ذكرت بإحداث المرصد الوطني للعنف ضد المرأة‬ ‫وبالمنظومة المعلوماتية حول العنف ضد النساء كما ذكرت بخطة «إكرام»‪ ‬التي تروم‬ ‫تحقيق المساواة‪ ‬الحمائية والوقائية والتحسيسية والتوعوية ‪.‬‬ ‫وكدليل على أن كل هذه اإلجراءات إما أنها لم تفعل على أرض الواقع أو إنها كانت‬ ‫إجراءات نظرية‪ ،‬فقد نزلت إلى الشارع‪ ،‬األربعاء الماضي‪ ،‬جمعيات حقوقية وأهلية‪ ،‬بإشراف‬ ‫تنسيقية «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة» ‪ ،‬في وقفة ‪ ‬احتجاجية بباب‬ ‫البرلمان‪ ،‬اتخذت لها شعار «لنتحد جميعا من أجل إنهاء العنف ضد المرأة» واستهدفت‬ ‫التعبير عن غضب المرأة المغربية من استمرار الوضع المزري الذي تعيشه ‪ ‬في األلفية‬ ‫الثالثة‪ ،‬بالرغم من الجهود المبذولة من الهيئات النسائية ‪ ،‬ولعقود‪ ،‬من أجل لفت االنتباه‬ ‫إلى العنف المتفشي في المجتمع المغربي ضد المرأة‪ ،‬والذي يستهدف جميع الفئات العمرية‪ ‬‬ ‫واالجتماعية‪ ‬ويوجد في الفضاءات الخاصة والعامة ‪ ،‬في غياب قوانين تحمي النساء وتضمن‬ ‫لهن‪ ‬الحماية والوقاية‪ ،‬وجهات مسؤولة‪ ،‬تتكفل بالمعنفات ‪ ‬و «الناجيات» من بين ضحايا‬ ‫العنف‪.‬‬ ‫وال شك أن اإلحصائيات التي أعدتها جهات مختصة‪ ،‬منها مندوبية التخطيط‬ ‫ومنظمات دولية‪ ، ‬على رمزيتها‪ ،‬تعطي نظرة على الوضعية الكارثية التي تعيش فيها نساء‬ ‫المغرب‪ ،‬في المدن والبوادي على حد سواء‪ ،‬والتي تؤدي ببعضهن إلى االنتحار للتخلص‬ ‫من العنف المنزلي المستمر والممنهج‪ .‬الجمعيات النسائية ال تفهم هذا «التماطل»‬ ‫الممنهج ‪ ‬في إخراج قانون مكافحة العنف ضد المرأة وكذا هيئة المناصفة ومكافحة كل‬ ‫أشكال التمييز‪ ،‬وإصالح‪ ‬القانون الجنائي بما يحفظ كرامة المرأة اإلنسانية ويحميها‪ ‬من‬ ‫كل أشكال التمييز ويضع حدا لإلفالت من العقاب ‪ ‬بالنسبة لألزواج المعنفين لزوجاتهم‪.‬‬ ‫وال زالت الهيئات النسائية والحقوقية تطالب برفع‪ ‬جميع صيغ التحفظ على اتفاقية‬ ‫القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ومالءمة التشريعات الوطنية معها‪ ‬وتفعيل‬ ‫القانون ‪ 10. 103‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء بما يتوافق مع المواثيق الدولية‪ ‬‬ ‫واإلعالن العالمي لمناهضة العنف ضد النساء‪.‬‬ ‫إال أن برلمانية العدالة والتنمية نزهة الوافي‪ ‬طلعت على مشاهدي القناة األولى‬ ‫وبرنامج ‪ ‬قضايا وآراء‪ ،‬بما يثير العجب‪ ،‬خاصة والنائبة البرلمانية البيجيدية كانت تبدو‬ ‫«منرفزة» وهي ترد على سعيدة عزيزي‪ ،‬الباحثة االجتماعية‪ ،‬التي‪ ‬وإن اعترفت بالتقدم‬ ‫الحاصل في مجال حقوق المرأة بالمغرب إال أنها وجهت انتقادات قوية‪ ‬للحكومة بشأن عدم‬ ‫تفعيل مبدإ التشارك في إعداد النصوص التشريعية المتعلقة‪ ‬بشؤون المرأة وأيضا بشأن‬ ‫التماطل الحاصل في إخراج القوانين المعلن عنها والتي ال زال بعضها في الرفوف‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬المحامية سعدية وضاح‪ ،‬اعتبرت أن العنف ضد المرأة يعتبر مسا خطيرا‬ ‫بكرامة المرأة واعتداء على حقوقها األساسية‪ .‬وقالت إن العديد من النساء المعنفات‬ ‫استطعن‪ ،‬في األخير‪ ،‬كسر ‪ ‬جدار الصمت وتوجهن لمراكز االستماع لعرض مشاكلهن‪.‬‬ ‫هذه المراكز التي تشتغل منذ سنة ‪ ،2005‬سلطت الضوء‪ ‬على العنف ضد النساء عبر تقارير‬ ‫بموضوع أنواع العنف النفسي والقانوني واالقتصادي واالجتماعي والجسدي والجنسي‪،‬‬ ‫حسب سعيدة اإلدريسي منسقة مراكز االستماع التي أكدت أن تلك التقارير دقت ناقوس‬ ‫الخطر بأن أبرزت أن ال عقاب ضد المعتدين‪ ،‬وأن خطاب المسؤولين خطاب تقليدي وأن هذا‬ ‫الوضع يكرس ال مواطنة النساء‪.‬‬ ‫وفي هذا المعنى أضافت‪ ‬السعدية وضاح أنه لم يتم تفعيل‪ ‬اآلليات التي وضعها‬ ‫الدستور‪ ‬لحماية المرأة‪ ‬من كل أشكال العنف والتمييز‪ ،‬وذكرت بأن القوانين الموجودة‬ ‫ال تساعد على حماية المرأة من العنف‪ ‬إذ تصطدم النساء المعنفات‪ ‬بجدار «اإلثبات»‪ ‬‬ ‫بحصول العنف الزوجي‪ ،‬االقتصادي واالجتماعي والنفسي والجنسي أو بحصول السرقة إذ‬ ‫ال سرقة بين األزواج وفق القانون‪ ،‬ولكن السرقة تحصل بين األزواج والقانون معطل ‪ ،‬ما‬ ‫يضطر المعنفات الراغبات في اإلنصاف‪ ،‬في غياب هيئات االستقبال والمرافقة‪ ،‬إلى التنازل‬ ‫واالنسحاب‪.....‬‬ ‫نائبة البيجيدي كانت حريصة على إبراز منجزات الحكومة التي يقودها العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬إذ بينت أن المغرب يوجد في «مسار تراكمي» بوجود إصالحات كبيرة حيث إن‬ ‫إصالح صندوق المقاصة مكن من تمويل مشاريع اجتماعية هامة ‪ .‬وتحدثت عن المجلس‬ ‫االستشاري لحماية األسرة‪ ،‬وقانون المناصفة‪ ‬والمركز الوطني لحماية المرأة‪ ‬وقانون دعم‬ ‫األرامل والراميد‪ .‬وهي أمور ما انفك وزراء ومناضلو البيجيدي يرددونها في كل مناسبة‬ ‫ومحفل‪.....‬‬ ‫وتعمدت‪ ،‬وهي بصدد الحديث عن ‪ ‬قانون ‪ 10.103‬أن ‪ ‬تذكر بأن المغرب دولة‬ ‫إسالمية وبأن منظومة القيم المغربية يجب أن تدعم وتعزز‪ ،‬وشددت على البعد الحضاري‬ ‫واإلسالمي في المنطق الدستوري‪.‬‬ ‫ولم تغفل أن ترد بعنف على سعيدة عزيزي من األصالة والمعاصرة ‪ ‬التي قدمت‬ ‫دفوعات قوية بشأن التراجع عن المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية من طرف بعض‬ ‫من يرفعون إيديولوجيات معينة في وجه المكتسبات النسائية‪ .‬وسعت النائبة البيجيدية‬ ‫التي رددت أكثر من مرة أنها تمثل البرلمان‪.‬‬ ‫إن المغربي في البرلمان األوروبي‪ ،‬في ردها إلى دحض دفوعات المشاركات في‬ ‫الندوة‪ ،‬وأعلنت‪ ،‬على طريقة‪« ‬البروباغاندا»‪ ‬البروليتارية‪ ،‬أن حكومة بنكيران وفت بكامل‬ ‫وعودها وأقدمت على إصالحات لم يقم بها من سبقوها وأن المغرب يتقدم‪ ‬وأن الرهان‬ ‫األساسي اليوم هو على التربية والقيم واإلعالم‪.‬‬ ‫وقلنا آمين‪... ! ‬‬ ‫ولعل أحسن رد على النائبة المحترمة هو ما فاهت به سيدة أخذ رأيها في تحقيق‬ ‫سبق بداية أشغال الندوة التليفويونية‪ ،‬حيث قالت ‪ :‬التعنيف موجود ولكننا نحن النساء ال‬ ‫نجد بابا مفتوحة الستقبالنا واالستماع إلينا ‪ ‬ومساعدتنا‪ ،‬وال حتى من يتحدث معنا‪ .‬كل‬ ‫األبواب موصدة في وجوهنا أينما توجهنا‪...‬لنعود من حيث أتينا‪ ،‬والرجا في الل»ه‪ ،‬وما‬ ‫حيلتنا‪ ‬؟‪....!!! ‬‬


‫العدد ‪813‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫رضوان احدادو كاتب المنسيين‬

‫يعد أحد كتّاب المونوغرافيات في المغرب؛ بل هو رائدهم بكل‬ ‫تأكيد‪ ،‬حين خص منطقة الشمال المغربي بكتب مستقلة تتحدث‬ ‫عن أعالم وبيبيليوغرافيا الحركة المسرحية في كل من تطوان‬ ‫وطنجة‪ ،‬وهو ما يؤكده في كتابيه الرائدين‪« :‬الحركة المسرحية‬ ‫بمدينة طنجة» و «الحركة المسرحية بمدينة تطوان»‪ ،‬وهما‬ ‫كتابان رائدان في مجال علم المونوغرافيات‪.‬‬ ‫هذا إلى جانب تخصيص دراسة مستقلة عن أول مسرحية‬ ‫طبعت في المغرب «انتصار الحق بالباطل» للزعيم الوطني الفقيد‬ ‫عبد الخالق الطريس؛ وهو بذلك يؤكد روحه الوطنية ومواقفه‬ ‫النضالية‪ ،‬بل ووفاءه لمنطقته التي تعكس هذا البعد الوطني ما‬ ‫دامت الوطنية الحق تنطلق من المحلية الحق‪.‬‬ ‫كما أن األستاذ رضوان احدادو يستجيب لطموح علمي‬ ‫ظل المسرحيون المغاربة ينادون به‪ ،‬وهو أن التاريخ للمسرح‬ ‫المغربي ال بد من أن ينطلق من المحلية عبر التأريخ لما ينجز في‬ ‫الجغرافيات المحلية‪ ،‬ما دام الباحث مهما أوتي من طاقات وقدرات‬ ‫ال يستطيع أن يلم بكل ما ينجز من أعمال مسرحية في المناطق‬ ‫النائية عنه‪.‬‬ ‫أما في الجانب الثالث‪ ،‬فيمكن أن نعدّ األستاذ رضوان احدادو‬ ‫أحد الرموز النقدية التي أعادت االعتبار للمنسيين من مسرحيينا‪،‬‬ ‫ال سيما مسرحيي الشمال المغرب‪ .‬وهذا ما برهن عليه من خالل‬ ‫تخصيص كتابين مهمين لبعض أعالم المسرح المغربي؛ وعلى‬ ‫رأسهم الفنانة المناضلة الرائدة «ثريا حسن» حين خصها بكتاب‬ ‫مستقل سماه «ثريا حسن رائدة مسرحية من شموخ»‪ ،‬وخص‬ ‫الدكتور محمدا النشناش بكتاب آخر سماه «محمد النشناش‪..‬‬ ‫الظل اآلخر»؛ تحدث فيه عن تلك الريادة في العمل الجمعوي‪،‬‬ ‫وفي الريادة المسرحية على وجه الخصوص‪ ،‬وهو بذلك يبرهن‬ ‫عن وفائه لمدينة تطوان وأعالمها وينفض الغبار عن المنسيين‬ ‫من المبدعين الذين لم ينصفهم التاريخ؛ وهو وفاء يؤكد صفاء‬ ‫معدن رضوان احدادو ونبله وسمو أخالقه‪.‬‬ ‫وفي المقام الرابع‪ ،‬ال يفوتنا أن نستحضر إبداعية الكاتب‬ ‫رضوان احدادو؛ وهي إبداعية تتمثل في البعد االستشرافي‬ ‫لنصوصه المسرحية على وجه الخصوص‪ ،‬فهو في جل ما يكتب‬ ‫يستشرف المستقبل‪ ،‬ويكتب برؤية استباقية عن قضايا المجتمع‪،‬‬ ‫مستحضرا القيم اإلنسانية الكبرى التي ينبغي ترسيخها في‬ ‫المجتمع عبر نقد الواقع وتعرية تناقضاته بشكل ساخر وفنطازي‬ ‫أحيانا كما تدل على ذلك عناوين بعض نصوصه التي أشرنا إليها‬ ‫آنفا‪.‬‬ ‫وبالرغم من تقلب أحوال المسرح المغربي‪ ،‬ال يزال رضوان‬ ‫احدادو وفيا لعطاءاته الدرامية المتألقة‪ ،‬بالتوهج نفسه الذي كان‬ ‫عليه المسرح المغربي في مرحلة تألقه الفكري والفني‪ ،‬وال يزال‬ ‫حريصا على أن يكون حضوره اإلبداعي والنقدي والتنظيري حضورا‬ ‫نوعيا‪ ،‬يغني المشهد المسرحي‪ ،‬ويدفع بحركية النقد إلى استجالء‬ ‫مظاهر الغنى والتنوع واالختالف في ثقافتنا المغربية والعربية‬ ‫التي ال سبيل إلى رقيها إال بهذا الغنى وذاك التنوع واالختالف‪.‬‬

‫• مصطفى رمضاني‬

‫رضوان احدادو كاتب المنسيين‬

‫بعد أن استأنف األستاذ رضوان احدادو السلسلة التوثيقية «من ذاكرة الشمال المسرحية» على صفحات‬ ‫جريدة «الشمال ‪ ،»2000‬بعد توقف اضطراري أملته ظروف خاصة؛ يتجاوب الناقد المسرحي األستاذ الجامعي‬ ‫الدكتور مصطفى رمضاني‪ ،‬في هذا المقال‪ ،‬من أجل يبدي النظر في هذه التجربة الرائدة والمتميزة في مجال‬ ‫التوثيق المسرحي وحفظ الذاكرة الثقافية؛ فإليكم نص هذا المقال ‪ /‬الشهادة‪:‬‬ ‫يعد األستاذ المبدع رضوان احدادو من األسماء التي بصمت‬ ‫الحركة الثقافية ببالدنا‪ ،‬وباألخص ما يتعلق منها بالجانب‬ ‫المسرحي؛ فهو أحد رواد الحركة المسرحية المغربية التي تركت‬ ‫بصماتها المتميزة ضمن حركية مسرح الهواة من الستينيات إلى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫ويأبى المبدع رضوان احدادو‪ ،‬بالرغم من ارتداد هذه الحركية‪،‬‬ ‫إال أن يؤكد استمراره‪ ،‬محافظا على الرهانات الفكرية نفسها التي‬ ‫راهن عليه ذلك المسرح الطليعي الجاد في زمن توهجه جماليا‬ ‫وفنيا وفكريا؛ وهو الزمن الذي أعطى تجارب واتجاهات مسرحية‬ ‫تجعل التجريب قاعدة للبحث عن آفاق جمالية جديدة‪ ،‬كان من‬ ‫نتائجها ظهور جملة من التيارات والتنظيرات أعطت المسرح‬ ‫المغربي إمكانات أوسع لالختالف والتنوع واالبتكار‪.‬‬ ‫إن األستاذ رضوان احدادو متنوع المواهب واإلمكانات‬ ‫الفكرية؛ فهو كاتب قصصي وباحث وصحافي‪ ،‬ولكنه وجد في‬ ‫المسرح الجنس األكثر قدرة على تفجير طاقاته‪ ،‬فكتب مسرحيات‬ ‫عدة تتبنى كلها المبادئ االحتفالية‪ ،‬مثل «األرض والزيتون» و‬ ‫«في انتظار زمن الجنون» و «زمن مضى ولم يمض» و «أهل‬ ‫المدينة الفاضلة» و»البحث عن متغيب» و»الحافلة رقم ‪ »3‬و‬ ‫«طارق الذي لم يعبر» و «الباب والرأس» وغيرها؛ وهي مسرحيات‬ ‫ظل فيها وفيا ألسلوب الكتابة الدرامية التي تستحضر رؤية‬ ‫الكاتب الذي يكتب بعين المخرج‪.‬‬ ‫وال غرابة في ذلك وهو الذي راكم تجربة طويلة ظل خاللها‬ ‫يدير الجمعيات المسرحية‪ ،‬ويشارك في المهرجانات واللقاءات‬ ‫المسرحية بشكل عملي‪ :‬منظرا ومؤلفا وتقنيا وناقدا؛ وهي تجربة‬ ‫عمر بكامله كما نعلم‪ ،‬فضال عن كونه أحد مؤسسي الجامعة‬ ‫الوطنية لمسرح الهواة‪ ،‬وأحد فرسانها الذين واكبوا مهرجانات‬ ‫مسرح الهواة منذ انطالقتها األولى وأحد المستفيدين من‬ ‫التكوين المسرحي داخل فضاء المعمورة الذي تخرّج منه كثير‬ ‫من رواد المسرح المغربي‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا األمر معروفا ربما لدى بعض المهتمين بالشأن‬ ‫المسرحي ببالدنا‪ ،‬فما ينبغي استحضاره في هذا المقام على‬ ‫سبيل نقط التميز في شخصية األستاذ رضوان احدادو أمور تفرّد‬ ‫بها ّ‬ ‫تشكل قطب تميز ال ينكرها إال جاحد‪ .‬وسنكتفي بالوقوف على‬ ‫ثالث قضايا جوهرية هي‪:‬‬ ‫إن األستاذ رضوان احدادو أحد المساهمين في التأريخ‬ ‫للحركة المسرحية المغربية؛ بل هو أحد من صحّح كثيرا من‬ ‫المعطيات التاريخية المتعلقة بالتأريخ للمسرح في المغرب‪ .‬ولقد‬ ‫كشف هذا الباحث عن بعض النصوص الغائبة في تلك العملية‪،‬‬ ‫حين قدّم باألدلة والوثائق والشهادات الملموسة كيف أن تاريخ‬ ‫المسرح المغربي أقدم مما هو متداول في بعض األبحاث؛ وهو ما‬ ‫برهن عليه في سلسلة من المقاالت الني نشرها تباعا في جريدة‬ ‫«الشمال ‪ ،»2000‬وأكد عبر تلك الوثائق أن المسرح المغربي‬ ‫انطلق منذ حوالي ‪ 1860‬وليس عام ‪ ،1923‬كما هو متداول‬ ‫بشكل عام‪ .‬ومن هنا‪ ،‬وجب تصحيح كل المعطيات المتعلقة‬ ‫بتاريخ مسرحنا؛ حتى نستعيد الحلقات المفقودة في ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫ومن تلك القضايا الجوهرية أيضا أن األستاذ رضوان احدادو‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫اجلمع العام ال�سنوي ال�سابع للفيدرالية املغربية‬ ‫لنا�شري ال�صحف‬

‫عقدت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف جمعها العام السنوي‬ ‫السابع يوم الجمعة ‪ 20‬نوفمبر ‪ 2015‬بالدار البيضاء‪ ،‬وذلك النتخاب‬ ‫أجهزتها‪ ،‬وقد تميزت هذه الدورة بتجديد المجلس ثقته في نور الدين‬ ‫مفتاح للمرة الثالثة على التوالي رئيسا للمجلس الفيدرالي‪ ،‬وفيما يلي‬ ‫نتائج االنتخابات ‪:‬‬ ‫األستاذان مصطفى العلوي و عبد المنعم الديالمي عضوان‬ ‫شرفيان‪.‬‬ ‫ويتكون المجلس الفيدرالي من ‪ 27‬عضوا وهم األساتذة ‪:‬‬ ‫نور الدين مفتاح‪ ،‬عبد المنعم الديالمي‪ ،‬بهية عمران‪ ،‬سمير شوقي‪،‬‬ ‫فاطمة الزهراء الورياغلي‪ ،‬محتات الرقاص‪ ،‬محمد السلهامي‪ ،‬توفيق‬ ‫بوعشرين‪ ،‬جواد الشفدي‪ ،‬جمال حجام‪ ،‬محمد الهيثمي أحمد شرعي‪،‬‬ ‫الحسين يزي‪ ،‬مختار غزوي‪ ،‬عبد العزيز بنعبو‪ ،‬عبد الحق بخات‪ ،‬أحمد‬ ‫نجيم‪ ،‬خالد الرحامني‪ ،‬يوسف شميرو‪ ،‬رضوان الرمضاني‪ ،‬علي ليلي‪،‬‬

‫سعد بنمنصور‪ ،‬خالد بزيد‪ ،‬محمد حجام‪ ،‬أحمد الصبار‪ ،‬حسن أعراب‬ ‫ومحمد اعبابو‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمكتب التنفيذي والمتكون من ‪ 10‬أعضاء فقد أسفرت‬ ‫نتائجه عن فوز ااألساتذة واألستاذات ‪ :‬بهية عمران ب ‪ 24‬صوتا‪،‬‬ ‫وفاطمة الزهراء الورياغلي ب ‪ 9‬صوتا‪ ،‬وسمير شوقي ب ‪ 19‬صوتا‪،‬‬ ‫محتات الرقاص ب ‪ 18‬صوتا‪ ،‬محمد السلهامي ‪ 16‬صوتا‪ ،‬توفيق‬ ‫بوعشرين حصل على ‪ 16‬صوتا‪ ،‬جواد الشفدي ‪ 15‬صوتا‪ ،‬جمال حجام‬ ‫‪ 14‬صوتا‪ ،‬محمد الهيثمي ‪ 14‬صوتا وأحمد شرعي حصل على ‪13‬‬ ‫صوتا‪.‬‬ ‫وبالنسبة للصحافة اإلليكترونية تم اختيار األستاذين أحمد نجيم‬ ‫والحسين يزي‪ .‬وقد أصدر الجمع العام السنوي السابع للفيدرالية‬ ‫المغربية لناشري الصحف في أعقاب هذا الجمع بيانه الختامي‪ ،‬وفيما‬ ‫يلي النص الكامل لهذا البيان كما توصلت به الجريدة ‪:‬‬ ‫مصطفى الحراق‬

‫البيان الختامي للجمع العام السابع للفيدرالية المغربية‬ ‫لناشري الصحف‬

‫عقدت الفيدراليـــة المغربيـــة لناشـــري الصحف جمعها السابـع الجمعة ‪ 20‬نونبر ‪ 2015‬بالدار البيضاء‪ ،‬حيث انتخبت أجهزتها المقـررة‬ ‫من رئيس ومجلس فيدرالي ومكتب تنفيذي‪.‬‬ ‫وقد خيمت على أجواء الجمع العام الهواجس االقتصادية التي تعيشها المقاوالت الصحافية الورقية واإلليكترونية‪ ،‬وكذلك مشاريع إصالح‬ ‫مدونة الصحافة التي كانت مخيبة آلمال الناشرين‪.‬‬ ‫وأوصى الجمع العام بالتعبير عن رفضه القاطع لكل التراجعات التي جاءت في مشروع مدونة الصحافة‪ ،‬ومنها استحداث عقوبات خطيرة من‬ ‫مثل السحب النهائي لبطاقة الصحافة‪ ،‬وإمكانية المنع من مزاولة المهنة لمدة تصل‪ ،‬إلى عشر سنوات‪ ،‬والمنع من الحقوق المدنية والسياسية‪،‬‬ ‫وحتى العائلية‪ ،‬وإمكانية منع الصحف قبل بداية محاكمتها‪ ،‬ومحاولة تحويل المجلس الوطني للصحافة إلى جهاز لمضاعفة العقوبات القضائية‪،‬‬ ‫وإدخال الصحافة الورقية واإلليكترونية باإلسم ألول مرة في تاريخ المغرب إلى القانون الجنائي‪ ،‬مع اعتبار بعض جنح الصحافة‪ ،‬جرائم حق عام‪،‬‬ ‫و اإلصرار على عدم تضمين تعريف القذف لمبدأ حسن النية‪ ،‬وأدلجة المنع في مضامين اإلشهار‪ ،‬والمس باستقاللية المجلس الوطني للصحافة‬ ‫بالتنصيص على حضور ممثل الحكومة الجتماعاته‪ ،‬وغير هذا كثير‪ ،‬مما يجعل ناشري الصحف المغاربة يقررون الوقوف أمام مشروع هذه‬ ‫المدونة بكل الوسائل الممكنة‪ ،‬خصوصا وأنه تم اإلقدام على إدخال مدونة الصحافة إلى المسطرة التشريعية قبل االتفاق مع المهنيين كما‬ ‫نص على ذلك الخطاب الملكي لسنة ‪ ،2002‬وهو ما يخالف ادعاءات المقاربة التشاركية‪ ،‬ويضع بين قوسين نية اإلصالح الحقيقي المنسجمة مع‬ ‫روح دستور ‪ ،2011‬ومع المعايير الدولية في مجال زحرية الصحافة والتنظيم الذاتي للمهنة ومع روح العصر‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬عبر الجمع العام عن قلقه إزاء الصعوبات المتزايدة أمام قطاع اإلعالم المكتوب والورقي ببالدنا‪ ،‬ومنها انخفــاض حصة‬ ‫الصحافة الورقية واإلليكترونية من مجموع رقم معامالت اإلشهار من ‪ 23‬إلى ‪ 17‬في المائة‪ ،‬وانخفاض مبيعات الصحف بسبب انتشار ظاهرة‬ ‫القراءة المجانية‪ ،‬وبسبب األزمة العالمية أيضا‪ ،‬واستهداف النموذج االقتصادي للصحافة اإلليكترونية بسبب كثرة المتدخلين في اإلشهار‬ ‫الموجه لها‪ ،‬وارتفاع العمولة إلى ‪ 30‬بالمائة‪ ،‬والضعف الشديد ألثمنة هذا اإلشهار على الحامل اإلليكتروني‪ ،‬واإللتجاء إلى اإلعالن عن طريق‬ ‫الشركات العالمية العمالقة مثل «غوغل»‪ ،‬مما يجعل اليوم وظيفة الصحافة داخل المجتمع مهددة وليس حامال من حواملها فقط‪.‬‬ ‫وإذ يثمن الجمع العام للفيدرالية المغربية لناشري الصحف المجهودات المبذولة بخصوص الدعم العمومي للصحف‪ ،‬فإنه يعتبر أن‬ ‫األساس الذي يمكن أن تبنى عليه صحافة قوية ومسؤولة ومستقلة‪ ،‬هو صحة المقاولة االقتصادية الذاتية‪ ،‬وهذا هو الذي يمكن أن ينعكس‬ ‫على وظيفتها‪ ،‬وعلى مواردها البشرية‪.‬‬ ‫ومع أخذ الجمع بنتائج الدراسة التي أنجزتها وزارة اإلتصال حول أجور الصحافيين التي تعتبر األعلى في محيطنا اإلقليمي والدول المشابهة‪،‬‬ ‫فإنه حث أجهزته المنبثقة عنه على مواصلةالمفاوضات بخصوص اتفاقية جماعية جديدة‪ ،‬وحول كل أشكال دعم قدرات الصحفيين وكل‬ ‫العاملين داخل المؤسسات الصحافية الورقيةواإلليكترونية في إطار توازن الحقوق والواجبات‪ ،‬وكذا وضعية العاملين مع الوضعية االقتصادية‬ ‫للمقاولةالصحافية‪.‬‬ ‫وإذ يؤكد الجمع العام مواصلة عمله مع كل شركائه من سلطات عمومية ومعلنين ووكاالت إشهار وموزعين وشركاء اجتماعيين‪ ،‬فإنه‬ ‫يهيب بهم أن يستحضروا هذه الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع الصحافة ببالدنا‪ ،‬وأن يتعاونوا مع ناشري الصحف بما يخدم المواطنين‬ ‫المغاربة عن طريق تلبية حقهم في إعالم جيد وحر ومسؤول وعصري‪.‬‬

‫النقابة الوطنية لل�صحافة املغربية تهنئ الزميل‬

‫نورالدين مفتاح‬ ‫أعيد انتخاب الزميل نورالدين مفتاح‪ ،‬مدير أسبوعية األيام‪ ،‬رئيسا‬ ‫للفيدرالية المغربية لناشري الصحف‪ .‬وجاء تجديد الثقة في الرئيس‬ ‫السابق لوالية ثانية‪ ،‬من قبل أعضاء المجلس الفيدرالي الجديد‪ ،‬الذي‬ ‫جرى انتخاب أعضائه خالل انعقاد الجمع العام العادي السابع للفيدرالية‬ ‫بالدار البيضاء يوم الجمعة الماضي‪ .‬وخصص هذا الجمع العام النتخاب‬ ‫األجهزة الجديدة للفيدرالية‪ ،‬والمصادقة على التقريرين المالي واألدبي‬ ‫للوالية المنتهية‪.‬‬ ‫بهذه المناسبة‪ ،‬تتقدم النقابة الوطنية للصحافة المغربية بأحر‬ ‫التهاني للزميل نورالدين مفتاح بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للفيدرالية‬ ‫المغربية لناشري الصحف‪ ،‬وتتمنى له و لباقي أعضاء المكتب المسير‬ ‫التوفيق في مهامهم‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الطرب الأندل�سي‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫يجمع الباحثون علىأن ظهور الموسيقى األندلسية يرجع إلى عهد الفتح اإلسالمي‬ ‫لألندلس‪ ،‬وهو ما يفسر امتزاج المقومات الشرقية بأخرى محلية‪ ،‬مغربية إيبيرية‪ ،‬وهو مزيج‬ ‫موسيقي لعناصر بشرية كانت متساكنة باألندلس آنذاك‪ ،‬من عرب وأمازيغ وصقالبة وقوطيين‪،‬‬ ‫ساهموا في هذه الموسيقى‪ ،‬التي تسمى باألندلسية نسبة للمنشأ‪ ،‬وكان «زرياب» قد بادر إلى‬ ‫إنشاء معهد للموسيقى في قرطبة‪ ،‬كانت تطبق فيه أسس وطرق موسيقية علمية‪ ،‬ومناهج‬ ‫تعليمية مبنية على أسس تربوية‪.‬‬ ‫وقد ظلت هذه الموسيقى تتبلور وتزدهر بازدهار األندلس حتى بلغت نوعا من التألق‪،‬‬ ‫وحسب المهتمين بتأريخ الموسيقى األندلسية فإن اإلزدهار الذي عرفته األندلس‪ ،‬قابله ازدهار‬ ‫هذا اللون من الموسيقى العريقة في المغرب‪ ،‬وخاصة في عهد الدولة السعدية‪ ،‬حيث شهد‬ ‫نهضة جديدة أخرجها من الركود التي عرفته في عهد الدولة الموحدية‪ ،‬التي كانت متشددة‬ ‫في تحريم الموسيقى‪ ،‬حيث ظهر في عهد السعديين عدد من الفناني‪ ،‬من بينهم «عالل‬ ‫البطلة» الملقب بالفاسي‪ ،‬الذي استطاع أن يلحن على مقام الذيل نوبة كاملة‪ ،‬أطلق عليها‬ ‫«استهالل الذيل»‪ ،‬كما أضاف المغاربة إلى الطرب األندلسي ميزانا‪ ،‬أطلقوا عليه اسم «الدرج»‪،‬‬ ‫بإيقاعات مغربية صرفة‪ ،‬واخترعوا البروالة‪ ،‬على منهج الزجل األندلسي‪ ،‬في بحور متعددة‪.‬‬ ‫وقد انعكس كل ذلك على دول المغرب الكبير‪ ،‬التي ورثت هذا التراث الفني بعد بالنكبة‬ ‫الكبرى‪ ،‬التي عجلت برحيل العرب والمسلمين من شبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬الذين استقروا بالضفة‬ ‫الشماليةللمغربالكبير‪،‬حاملينمعهمعاداتهم‪،‬وتقاليدهم‪،‬وثقافتهممنهاالموسيقية‪،‬ورثوها‬ ‫لألجيال‪ ،‬فاتخدت في كل قطر من األقطار المغاربية طابعا مميزا تحكمت فيها ظروف بيئية‬ ‫وتاريخية‪ ،‬حيث تأثرت بالموسيقى الشرقية والتركية‪ ،‬ونجد ذلك في كل من تونس والجزائر‪ ،‬وقد‬ ‫عرفت الموسيقى األندلسية بعدة أسماء حسب الجهات التي استوطن فيها األندلسيون بعد‬ ‫النكبة‪ ،‬حيث تعرف الموسيقى األندلسية في المغرب بطرب اآللة‪ ،‬وبالطرب الغرناطي في كل‬ ‫من تلمسان وجدة والرباط‪ ،‬والصنعة بالجزائر العاصمة‪ ،‬والمالوف في قسنطينة وتونس وليبيا‪.‬‬ ‫وفيما يخص نوبات الموسيقى األندلسية‪ ،‬فقد سبق وأن ذكرناها في إحدى الحلقات‬ ‫السالفة‪ ،‬وقلنا أن عددها حدد في ‪ 24‬نوبة لم يبق منها سوى ‪ ،11‬وكانت قد صنفت بعدد‬ ‫ساعات اليوم‪،‬حيث توافق كل نوبة ساعة من ساعة اليوم‪ ،‬وال يمكن أن تغنى النوبة إال في تلك‬ ‫الساعة الموافقة لها‪ ،‬حيث كانت نوبة «العشاق» مثال ال تغنى إال في الصباح‪ ،‬ونوبة «الماية»‬ ‫في العشية‪ ،‬و«رصد الذيل» و«الحجاز الكبير» في الليل و«الحجاز المشرقي» يعزف في الزوال‪،‬‬ ‫فكانت لكل نوبة ساعتها‪.‬‬ ‫وحسب الباحثين فالنوبة في الموسيقى األندلسية هي مجموعة من القطع الغنائية‪ ،‬وكل‬ ‫نوبة تحمل اسم المقام الذي بنيت عليه‪ ،‬ويحتوي هذا اللون الموسيقي على خمسة ميازين‬ ‫حسب تسلسلها في كل نوبة‪ ،‬ويطق الميزان على اإليقاع والصنايع الملحنة عليه‪ ،‬وتسمى القطع‬ ‫الشعرية التي تتألف منها النوبات ب «الصنايع»‪ ،‬وتكون عبارة عن توشيحات وأزجال أوبراول‪،‬‬ ‫وتتكون عادة من بيتين إلى سبعة أبيات‪ ،‬يمكن تكرارها داخل ألحان مختلفة‪ ،‬وتحتوي الصنائع‬ ‫على مواضيع عديدة‪ ،‬تتعلق بوصف مجالس األنس‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬وليالي السمر وغيرها‪ ،‬وتسمى‬ ‫االفتتاحية ب «البغية»‪ ،‬وهي تبرز الطابع األساسي للنوبة‪ ،‬بحيث تهيئ المستمع للدخول‬ ‫في أجوائه‪ ،‬تليه المقدمة الموسيقية للميزان المزمع أداؤه‪ ،‬وتسمى «تويشية الميزان»‪ ،‬ثم‬ ‫تنتقل سرعة الحركة تدريجيا من أول صنعة في الميزان‪ ،‬وتسمى «التصدير»‪ ،‬إلى آخر صنعة‬ ‫وهي «القفلة» حيث تمر بثالثة مراحل‪ ،‬األولى بطيئة تسمى «الموسع» والثانية معتدلة‬ ‫وتسمى«المهزوز»‪ ،‬والثالثة سريعة وتسمى «االنصراف»‪ ،‬ويعرف االنتقال من مرحلة ألخرى‬ ‫ب «القنطرة»‪ ،‬وأما اإلنشاد والمواويل فهي نوعان‪ ،‬إنشاد البيتين‪ ،‬وإنشاد الطبوع‪ ،‬وهو شبيه‬ ‫بالموال في طابعه االنسيابي‪ ،‬ويقوم على وحدة الطبع‪ ،‬ويكون مزين بما يسمى ب «الننات»‪،‬‬ ‫وهي رنات صوتية تصاحبها الموسيقى عند اإلنشاد‪ ،‬وتظهر في كثير من الصنائع كلمات غريبة‬ ‫عنها تسمى«الطراطين» و«يال الن» و«طيري طان» و«طارالطي» و«طاني طاناي»‪ ،‬والهدف‬ ‫من هذه الطراطين هو إيجاد التوازن بين الجمل القصيرة والجمل اللحنية األطول منها‪ ،‬وتسمى‬ ‫هذه الصنائع ب «المشغول»‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫“بصمات ‪ ”2‬تتويج للفائزين بجائزة‬ ‫“رونق” اإلبداعية في نسختها الثانية‬ ‫عن منشورات “رون��ق المغرب”‪ ،‬صدر مؤخرا‬ ‫كتاب جماعي بعنوان‪“ :‬بصمات ‪ ،”2‬يقع في ‪ 70‬صفحة‬ ‫من الحجم المتوسط‪ ،‬ويضم بين دفتيه النصوص‬ ‫الفائزة بجائزة “رونق” اإلبداعية في نسختها الثانية‪،‬‬ ‫وهي على التوالي‪ 1- :‬في القصة‪“ :‬الحياة داخل‬ ‫المربع” لرشيد مليح (الدار البيضاء)‪“ ،‬ليلى” لمحمد‬ ‫جميل الهمامي (تونس)‪“ ،‬نصف مجنون” لحسن مروح‬ ‫جبير (العراق)‪ 2- .‬في الزجل‪“ :‬حر لفراق” للتيجاني‬ ‫الدبدوبي (سال)‪“ ،‬أنا وراسي” للحسن حاجي (أزرو)‪“ ،‬أنا‬ ‫هو أنا” للعربي الشوين‪.‬‬ ‫“بصمات” بصمة ثانية تواتر سابقتها لترسم‬ ‫على المسار أثر الخطى نحو الرهان‪ .‬حلقة متوهجة‬ ‫ببريق الكالم المصقول ضمن سلسلة “بصمات”‬ ‫يصوغها مبدعون طوعوا الحرف لينبجس من ثناياه‬ ‫ألق المعنى وبديع المبنى‪ .‬وإذا كان لإلبداع من‬ ‫صدى‪ ،‬فالبد من وجود من يلتقط رجع الصدى‪ ،‬وتلك‬ ‫مهمة الالقط المتحفز للجمال أنى وجد الجمال في‬ ‫الكلمة الساحرة الدافقة بالجمال‪ ،‬إنه رونق “رونق‬ ‫المغرب” الذي سطر في رهانه العمل على التقاط‬ ‫الطاقات المبدعة وتأطيرها وصقل تجربتها لتشق‬ ‫طريقها نحو األجمل واألرقى‪ .‬بل كان هذا الرهان من‬ ‫دواعي تأسيسه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫بوطاهر اليطفتي (آل عزيز)‬

‫تنظم‬

‫فرقة البحث في الكتابات الهوياتية ببالد المغرب‬ ‫شعبة اللغة واآلداب الفرنسية‬ ‫مختبر حوار الثقافات واألبحاث المتوسطية‬ ‫فرقة البحث حول السينما والدراسات السمعية والبصرية‬ ‫فرقة البحث في ثقافات المجتمعات المتوسطية‬ ‫ملتقى الدراسات المغربية واألندلسية‬ ‫فرقة البحث في التنمية بجهة طنجة ـ تطوان‬

‫الرجل الذي ربى أجيا ًال بمحبة‬

‫بقلم ‪:‬د‪ .‬هدى املجاطي‬ ‫صاحبه وهو يحاوره” أحيانا أخرى‪ .‬ثم في مجلة‬ ‫“األنيس”‪ .‬وقد تميزت جل مقاالته بغلبة الطابع‬ ‫الديني‪.‬‬ ‫أنجــز دراسـة تـاريخيــة عـن مدرســــة‬ ‫“لوقش”‪.‬‬ ‫كتب مجموعة من الروايات التمثيلية‪،‬‬ ‫أهمها رواية ‪“ :‬المغرب تحت ظالل الفتح”التي‬ ‫مثل فيها دور” عقبة بن نافع” وكان لها تأثير‬ ‫كبير في النفوس‪ ،‬وتم عرضها ‪-‬في بداية‬ ‫الخمسينيات ‪-‬في جل مدن الشمال ‪ :‬تطوان‬ ‫– طنجة – العرائش‪-‬القصر الكبير‪ .‬ورواية‬ ‫“اإلمبراطور العادل” التي شارك في كتابة نصها‬ ‫مع األستاذ “محمد العربي الخطابي” رحمه اهلل‪.‬‬ ‫سجل مجموعة من األحاديث اإلذاعية نشر‬ ‫أغلبها في جريدة “النهار”‪.‬‬

‫جوائزه ‪:‬‬

‫ولد سنة ‪ 1924‬بقبيلة بني يطفت‬ ‫(إقليم الحسيمة)‪ ،‬وبها حفــظ القـرآن‬ ‫الكريم في سن مبكرة‪.‬‬

‫مسيره الدراسي ‪:‬‬

‫انتقل إلى تطوان في نهاية الثالثينيات‬ ‫من القرن الماضي للدراسة بالمعهد الديني‪ ،‬ثم‬ ‫بالمعهد الخليفي (معهد موالي الحسن)‪.‬‬ ‫تابع دراسته بعد ذلك في معهد موالي‬ ‫المهدي الذي أسسه الشيخ محمد المكي‬ ‫الناصري مستفيدا من جميع التخصصات التي‬ ‫كانت تدرس آنذاك‪ ،‬وفي نفس الفترة كان يتابع‬ ‫دراسته بمعهد العلوم االجتماعية بغرناطة‪.‬‬ ‫بعد االستقالل‪ ،‬التحق للدراسة بكلية‬ ‫العلوم القانونية والسياسية بالرباط‪ ،‬ثم‬ ‫التحق ضمن الفوج األول للدراسة بدار الحديث‬ ‫الحسنية‪.‬‬ ‫أعد رسالة للدراسات العليا في موضوع‪:‬‬ ‫‹‹مدى مساهمة المالكية في علم األصول››‬ ‫تحت إشراف أستـــاذه الشيــخ محمد المكي‬ ‫الناصري‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫بعد عودته إلى تطوان التحق بكلية أصول‬ ‫الدين أستاذا‪ .‬وظل بها إلى حين بلوغه سن‬ ‫التقاعد‪.‬‬ ‫وبعد ‪ 1970‬عمل األستاذ بوطاهر اليطفتي‬ ‫في سلك المحاماة‪ ،‬وهي المهنة التي ظل‬ ‫يمارسها إلى حدود ‪.1997‬‬

‫كتاباته ‪:‬‬

‫كتب عدة مقاالت أدبية نشرت في أهم‬ ‫المنابر اإلعالمية آنذاك‪ :‬جريدة “الوحدة‬ ‫المغربية”‪ ،‬جريدة “الشهاب” التي كان يكتب‬ ‫فيها إما باسمه الصريح‪ ،‬أو باسم مستعار هو‬ ‫“أبو مسلم”‪ .‬جريدة “النهار” – جريدة “منبر‬ ‫الشعب” التي كان يكتب فيها باسم‪ :‬أ‪.‬ب _ مجلة‬ ‫“المعرفة” باسمه الصريح أو بعبارة‪“ :‬قال له‬

‫وظائفـه ‪:‬‬

‫عمل أستاذا بمعهد موالي المهدي‪ ،‬ثم‬ ‫بالمعهد الرسمي أستاذا وحارسا عاما‪ ،‬وبثانوية‬ ‫خديجة أم المؤمنين‪.‬‬ ‫التحقللعملبالمكتبةالعامةوالمحفوظات‬ ‫بتطوان مسؤوال عن القسم العربي‪ ،‬وعن قسم‬ ‫الصحف‪.‬‬ ‫ثم عمل أستـــاذا بالمدرســـة العلــيا‬ ‫لألساتذة بتطوان‪.‬‬ ‫و خالل مدة إقامته بالرباط في ستينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬عمل بمكتب التعريب التابع‬ ‫للجامعة العربية‪ ،‬الذي كان يرأسه المرحوم‬ ‫األستاذ عبد العزيز بن عبد اهلل‪.‬‬

‫نال جائزة المسابقة األدبية لعيد الكتاب‬ ‫مرتين‪ :‬المرة األولى سنة ‪ 1949‬عن موضوع‬ ‫“الكتاب معجزة اإلنسان”‪ ،‬فقد ورد في العدد ‪22‬‬ ‫من جريدة الشهاب الصادر في ‪ 22‬ماي ‪1949‬‬ ‫(وهو عدد خاص بمناسبة الزفاف الخليفي) أعلن‬ ‫فيه عن الجوائز األدبية‪ ،‬إذ منحت الجائزة النثرية‬ ‫لألستاذ بوطاهر اليطفتي‪ ،‬والجائزة الشعرية‬ ‫للشاعرين إبراهيم اإللغي ومحمد الكبداني‪.‬‬ ‫والمرة الثانية في بداية الخمسينيات‬ ‫مناصفة مع األستاذ محمد الفالح عن موضوع‬ ‫“ظلموك أيها الكتاب”‪.‬‬

‫وفاته ‪:‬‬

‫توفي رحمه اهلل يوم اإلثنين ‪ 12‬صفر الخير‬ ‫‪ 1437‬الموافق لـ ‪ 23‬نونبر ‪ 2015‬بالرباط‪،‬‬ ‫ودفن عصر يوم الثالثاء ‪ 13‬صفر الخير‪1437‬‬ ‫الموافق لـ ‪ 24‬نونبر ‪ 2015‬في مقبرة زيانة‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫كرَّمه اهلل تعالى وأكرمـه بالفـــردوس‬ ‫األعلى وجعل علمه وعمله صدقة جارية عليه‪.‬‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخ ِلي‬ ‫} يَا �أَ َّي ُت َها ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ارْ ِج ِعي �إِ َلى َر ِب ِ‬ ‫ّك ر ِ‬ ‫يِف ِع َب ِادي و َْاد ُخ ِلي َج َّن ِتي {‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫األستاذ بوطاهر آل عزيز‬

‫وذلك يوم اإلثنين ‪ 12‬صفر الخير ‪ 1437‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 24‬نونبر ‪ ،2015‬وبهذه المناسبة األليمة يتقدم‬ ‫أعضاء بنية البحث ملتقـــى الدراســات المغربيـــة‬ ‫واألندلسية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫بأحر التعازي إلى أرملته األستاذة رحيمو الكيتاني‬ ‫وبناته‪ :‬سعاد وأسماء وهند وأبنائه‪ :‬سعيد وعز العرب‬ ‫وزهير وجابر‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته‪.‬‬

‫«إنا هلل وإنا إليه راجعون»‬

‫«كل نفس ذائقة الموات»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفــو اهلل ورحمتــه المشمول‬ ‫بمغفرته المرحوم‪،‬‬

‫قاسم حميمو‬

‫اإلطار اإلداري السابق بالسجن المحلي بوزان‪،‬‬ ‫بعد مرض لم يمهله طويال‪،‬‬ ‫وذلك يوم األحد ‪ 22‬نونبر ‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمــة يتقــدم محمد‬ ‫حمضي باسمــه و نيابة عن أعضاء وعضوات‬ ‫اللجنة الجهوية لحقــوق اإلنســان بالشمال‬ ‫وأطرهـا اإلداريــة‪ ،‬بالتعازي الحارة والمواساة‬ ‫القلبية في هذا المصاب الجلل‪ ،‬إلى جميع أفراد‬ ‫أسرة الفقيد‪ ،‬وإلى زمالئه العاملين والعامالت‬ ‫بالسجن المحلي بوزان راجيا من العلي القدير‬ ‫أن يلهمهم الصبر والسلوان‪ ،‬ويشمل الفقيد‬ ‫بالمغفرة والرضوان‪ ،‬ويمطره بشآبيب رحمته‪،‬‬ ‫ويجعله من أهل الجنان ‪.‬‬

‫«إنا هلل وإنا إليه راجعون»‬

‫الفقيد(بيده ملف) يف �صورة تذكارية مع فريق اللجنة اجلهوية حلقوق‬ ‫الإن�سان بال�شمال يف زيارتها ل�سجن وزان‪ ‬‬

‫الندوة الدولية حول الرحلة والهجرة‪ :‬لقاء المغاربة بالحداثة‬

‫يومي ‪ 23/22‬دجنبر ‪ 2015‬بقاعة الندوات محمد الكتاني‬


‫العدد ‪813‬‬

‫الدكتور محمد‬ ‫بنيعيشامعة‬ ‫رحاب اجل‬ ‫يف‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫اإلبداع والتلقي في السرد العرفاني ‪ :‬دراسة تحليلية‬ ‫في نماذج مغربية‬

‫قدم الباحث عبد اإلله البريكي أطروحة جامعية لنيل‬ ‫الدكتوراه في اآلداب‪ ،‬من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية في‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي في تطوان‪ ،‬تحت عنوان ‪ :‬اإلبداع‬ ‫والتلقي في السرد العرفاني ‪ :‬دراس��ة تحليلية في نماذج‬ ‫مغربية ‪ ،‬و ذلك يوم الجمعة ‪ 30‬أكتوبر ‪ .2015‬وتكونت لجنة‬ ‫المناقشة من السادة األساتذة ‪:‬‬

‫العرفانية عن الحكاية العرفانية من تخليص للداللة السردية‬ ‫من ارتباطها بالشخصية والحدث إلى توزيعها على جميع‬ ‫مكونات العمل الروائي‪ ،‬انطالقا من العتبات مرورا بالمتون‬ ‫وانتهاء بالخطاب‪ ،‬مستفيدة في ذلك من التطور الذي عرفته‬ ‫الرواية‪ ،‬وما واكبها من أشكال التنظير‪ .‬وقد خلص من دراسة‬ ‫ذلك إلى النتائج اآلتية‪:‬‬

‫ـ بلورة الرواية العرفانية للمعرفة الصوفية بلورة‬ ‫جمالية من خالل جعل الخيال العرفاني مرجعية للمتخيل‬ ‫السردي‪.‬‬

‫الدكتور أحمد هاشم الريسوني (رئيساً)‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون (مشرفا)‬ ‫الدكتورة سعاد الناصر (مشرفة)‬

‫ـ استثمار الداللة العرفانية للغة الرواية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تخليص الحروف والكلمات من داللتها التداولية لإلحالة‬ ‫على الداللة الوجودية‪.‬‬

‫الدكتور عبد الوهاب الفياللي (عضوا)‬ ‫الدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي (عضوا)‬

‫ـ استبدال مفهوم الشخصية العرفانية بأعيانها الثابتة‬ ‫من خالل التعبير عنها بالحرف؛ لوساطته الوجودية بين‬ ‫عالم الشهادة وعالم الغيب‪ ،‬وهو استثمار جمالي لمفهوم‬ ‫التحول الذي يعتري الشخصية في الحكاية العرفانية؛ ذلك‬ ‫أن الشخصية الرئيسة في الرواية العرفانية هي الحرف؛ الذي‬ ‫يكتسب داللته من خالل مرتبته الوجودية التي تنبثق منها‬ ‫أعيان الموجودات‪ ،‬ال من خالل داللته التداولية؛ ذلك أن‬ ‫الحرف‪ ،‬منظورا إليه عرفانيا‪ ،‬يستمد دالته من الخيال العرفاني؛‬ ‫إنه الحرف البرزخي الذي تجلى في حياة األولياء‪ .‬فقد تقرر عند‬ ‫الصوفية أن الحرف إشارة إلى العبد؛ ألنه به وقع التمييز‪ .‬قال‬ ‫ابن عربي في الفتوحات‪ :‬بالباء ظهر الوجود‪ ،‬وبالنقطة تميز‬ ‫العابد عن المعبود‪.‬‬

‫الدكتور عز الدين الشنتوف (عضوا)‬ ‫وهي دراسة تتناول مشروع الرواية العرفانية عند عبد‬ ‫اإلله بن عرفة‪ ،‬وقد تزامن هذا الحدث مع صدور الطبعة‬ ‫اإلنجليزية لرواية “جبل قاف” للدكتور المبدع عبد اإلله بن‬ ‫عرفة ‪.‬‬

‫وقد ركز الباحث في هذه األطروحة على العالقة القائمة‬ ‫بين السرد والعرفان بمعناه الصوفي ال بما قد يحيل عليه‬ ‫من استعارة من الفكر الغنوصي أو الشيعي‪ .‬ألن التقاطع في‬ ‫التسمية‪ ،‬حسب تقديره ‪،‬ال يلحقها بهذا الفكر بقدر ما يقيم‬ ‫تقاطعا على مستوى طلب المعرفة من خالل السفر والسلوك‬ ‫إلى مقام القرب‪ .،‬فالعرفان بهذا المعنى هو الفناء في‬ ‫المعروف‪ .‬أما السرد العرفاني فهو انتهاك لكل أشكال التعبير‬ ‫السردي التي تخلق الوهم بالقدرة على وصف العالم من خالل‬ ‫اليقين العقلي‪ .‬إنه سرد يرد االعتبار إلى كل الملكات اإلدراكية‬ ‫في اإلنسان وعدم حصرها في العقل وحده‪ .‬يستشهد الباحث‬ ‫في ذلك بمن يرى أن السرد كان في تراثنا العربي نوعا‬ ‫من الرفض لكل أشكال القيد على حركة الفكر في تطلعه‬ ‫صوب المعرفة‪ .‬كما كان قرين البحث عن لغة تراوغ المردة‬ ‫وتستأنسهم بحيل السرد كي تبعد سيف الجالد عن رقبة‬ ‫القاص‪ .‬أو تستأنس الجبابرة العماليق فتدخلهم سجن القص‬ ‫الذي هو أشبه بمصباح عالء الدين‪ .‬وتحول قص شهرزاد إلى‬ ‫احتجاج ضد قمع التراتب االجتماعي رفضا لهوان المكانة‬ ‫المفروضة على أمثال الجارية تودد‪ .‬كما كان القص في حي‬ ‫بن يقضان أمثولة تنقض التراتب القمعي المفروض على‬ ‫عالقات المعرفة والوسائل التي تحول بين العقل اإلنساني‬ ‫وحرية ابتداع معرفته دون وسيط أو قيد‪ .‬و يؤكد أنه ال زالت‬ ‫َ‬ ‫قائمة ‪ ،‬خاصة في شقه العرفاني‪،‬‬ ‫الحاجة اليوم إلى السرد‬ ‫في ظل الصراع بين االعتبار المبالغ فيه للذات من جهة‪،‬‬ ‫واإلمعان في احتقار اإلنسان وتشييئه من جهة أخرى‪ ،‬مع ما‬ ‫أصبحنا نالحظه من تهميش للجانب الروحي مقابل االحتفاء‬ ‫الكبير بالجسد واللذة‪ ،‬مما جعل اإلنسان المعاصر يفقد شيئا‬ ‫فشيئا إحساسه بإنسانيته ليتحول في النهاية إلى مجرد رائي‬ ‫ال يستطيع أن يوحد بين االنطباعات الجزئية المختلفة التي‬ ‫يستمدها من التجارب المتعددة التي يتعرض لها خالل حياته‬ ‫‪ .‬كما هو الشأن بالنسبة لبطل رواية “الرائي” ‪“ le voyeur‬‬ ‫لــ “أالن روب جرييه”‪ .‬أو أن يتحول إلى مجرد حشرة يمكن‬ ‫التخلص منها في أية لحظة ‪ ،‬كما تطرح ذلك رواية “ المسخ “‬ ‫‪ “ la métamorphose‬لفرانز كافكا‪.‬‬ ‫كانت هذه الوظيفة التي تمنح للسرد حياة متجددة‬ ‫تمكنه دوما من أن يغير جلده وينبعث من رماده‪ ،‬كما يفعل‬ ‫طائر الفنيق ‪ ،‬هو ما حدا بالباحث إلى النبش في األشكال‬ ‫السردية التي تعبر عن الذات الجماعية المرتبطة بتقاليد‬ ‫الثقافة األم وبأطر اإلدراك األصلية والذائقة الجمالية الجمعية‬ ‫التي هي في آن واحد جزء من التراث ومن الذات المبدعة‬ ‫والذات المتلقية ‪ ،‬ولذلك وقف عند قراءة نصوص حكائية‬ ‫قديمة وفق مقاربة تأويلية‪ ،‬تحاور مستويات اإلدراك والفهم‪.‬‬ ‫وهي قراءة مختلفة عن القراآت المغرقة في العجائبية التي‬ ‫كانت تحجب عن هذه الحكايات حقيقتها العرفانية التي كانت‬ ‫تروم تسليك عامة الناس عن طريق الحكي خاصة بالنسبة‬ ‫ألهل المهن والحرف الصغيرة كما تطرح ذلك بعض روايات‬ ‫عبد اإلله بن عرفة ‪ ،‬فما تقوله الحكاية “من خالل ذاكرتها‬ ‫القيمية أكثر مما تقوله من خالل أحداثها‪ ،‬بل قد ال يكون‬ ‫لألحداث في ذاتها أية قيمة خارج إحالتها على مضمون رمزي‬ ‫هو الباعث األول واألخير للسرد” ‪.‬‬

‫كانت نقطة االرتكاز في البحث تدور حول تحديد هوية‬ ‫السرد العرفاني‪ ،‬هذه الهوية التي تضع مقابل مصطلح‬ ‫‪ identité‬في الفرنسية‪ ،‬ضمير “الهو” الذي يحمل أيضا في‬ ‫طياته اسمي اإلشارة “هذا” أو “ ذلك” الدالين على الحضور‪،‬‬ ‫مما يجعلنا نقف عند أمرين مهمين أولهما التراوح بين الغياب‬ ‫المتعالي عن الزمن ‪ ،‬والحضور المحايث غب الحديث عن‬ ‫الهوية مما يستوجب االنتقال بين المستضمر والمفتوح على‬ ‫الكشف ‪ ،‬بين الظاهر والغائب بما يحمله ضمير الشأن (هو)‬ ‫من إحالة على معروف غاية المعرفة به أنه غائب غير حاضر‪.‬‬ ‫فكيف يكون هذا الغائب هو من يحدد هذه الهوية؟‬ ‫لقد كان هذا الوجود الحاضر الغائب “إحساسا إنسانيا‬ ‫عاما بوجود نظام لألشياء أسمى منا ومن كل ما يحيط بنا‬ ‫ال تكتمل ذواتنا إال باالتجاه نحوه” ‪ .‬خاصة في ظل وجود‬ ‫تساؤالت أزلية غير قابلة لإلجابة ببضاعة العقل وحده‪ .‬ولهذا‬

‫‪12‬‬

‫جرب اإلنسان طرقا شتى لبلوغ هذه الغاية‪ ،‬من ممارسة‬ ‫االنتشاء واإللغاء في الديانة الديونسوسية إلى فكرة النرفانا‬ ‫عند الهنود إلى التطهير عند المسيحيين‪ .‬وكان التصوف‬ ‫بمعناه العام سعيا “نحو إيقاظ القدرة التأويلية للتفكير‬ ‫اإلنساني في مواجهة مجاهيل الكون وحقيقة الخالق” ‪ .‬وقد‬ ‫تبلور في الفكر اإلسالمي من خالل البحث في خفايا النص‬ ‫القرآني عبر انتخاب وسيلة خاصة لبلوغ الحقائق الباطنية‬ ‫تعمل على تجييش االستعداد الفطري لإلنسان مع رياضة‬ ‫روحية وإجهاد وسياسة للنفس ‪.‬‬ ‫لقد تم تحديد هذه الهوية في السرد العرفاني من‬ ‫ضمير الشأن( هو ) الذي يشير وال يدل ‪ ،‬يرمز وال يحيط‬ ‫بغيب الغيب‪ ،‬أي بالوجود األزلي القديم‪ ،‬من خالل تأويل قوله‬ ‫تعالى‪ “ :‬هو اهلل الذي ال إاله إال هو” فالوجود في تنزله عبر‬ ‫مراتب الوجود قد كان غيبا أي في مرتبة الهو فنزل بعد ذلك‬ ‫في مرتبة األلوهية (اهلل) ثم مرتبة الوصل مع المخلوقات (‬ ‫الذي) ثم مرتبة الكثرة’ ( ال إاله إال) ليحل أخيرا في هوية كل‬ ‫الموجودات‪ .‬فالهوية األولى عارية عن كل موجود‪ ،‬والهوية‬ ‫الثانية سارية في كل موجود‪ .‬وبناء عليه فهوية السرد‬ ‫العرفاني تتحدد من خالل نشدان الوصول إلى المعروف‬ ‫الحاضر الغائب في اإلنسان‪ ،‬ولذلك بنت متخيلها السردي على‬ ‫أساس الكشف عن الوجود المحتجب الذي يختفي وراء الظهور‬ ‫الطاغي لألشياء من خالل السفر في األسماء اإللهية‪ .‬وهو ما‬ ‫ثم اسثثماره في نصوص روائية حديثة هي‪“ :‬جبل قاف”‪“ ،‬بالد‬ ‫صاد”‪“ ،‬بحر نون”‪ ،‬للروائي المغربي عبد اإلله بن عرفة‪..‬‬ ‫لقد حاول البحث من خالل كل هذه المعالم الضابطة‬ ‫للسرد العرفاني أن يحدد جملة من المفاهيم الكبرى التي‬ ‫يستند إليها هذا النوع من السرد‪ ،‬وإبراز العالقة القائمة بينه‬ ‫وبين المعرفة الصوفية من خالل نصوص قابلة للتحديد‬ ‫والوصف والتحليل‪ ،‬وفق تصور يربط بين المفاهيم النظرية‪،‬‬ ‫وصيغ التعبير السردية‪ .‬الذي حاول في إطاره تناول أهم‬ ‫مكونات السرد العرفاني من متن وخطاب‪ ،‬والوقوف عند‬ ‫عالقتها بإشكالية التلقي‪ ،‬التي لم تكن دائما متجانسة‪،‬‬ ‫والتساؤل عن الكيفية التي يمكن للتحليل أن يجلو عنها غاللة‬ ‫الغموض وسوء التواصل الذي ظل يعتريها‪ ،‬أحيانا كثيرة‪ ،‬في‬ ‫عالقتها بدائرة التلقي‪ .‬لذلك ارتأى أن يجعل كل مكون من‬ ‫مكونات عنوان هذا البحث يجيب على جانب من اإلشكالية‪،‬‬ ‫وهو ما برر له االعتماد على مجموعة من النماذج اإلجرائية‬ ‫كالسرديات‪ ،‬س��واء منها الحصرية التي ترهن الخطاب‬ ‫بالمظهر اللفظي‪ ،‬أم السرديات التوسيعية التي وسعت مجال‬ ‫بحثها ليمتد إلى المؤلف والقارئ وإلى قضايا أخرى لم تكن‬ ‫قادرة على االهتمام بها في مرحلة تشكلها ‪.‬‬ ‫وقد خصص الشق األول من هذا البحث للوقوف‬ ‫عند مجموع الوحدات والقضايا المفاهيمية المكونة لعنوان‬ ‫األطروحة؛ وهي‪ :‬مفهوم اإلبداع‪ ،‬ومفهوم العرفان‪ ،‬ومفهوم‬ ‫السرد‪ ،‬ومفهوم التلقي‪ ،‬والذي حاول من خالله أن يقف عند‬ ‫الخيط الرابط بين هذه المفاهيم التي يتصل بعضها بمحفل‬ ‫الذات المبدعة‪ ،‬وبعضها اآلخر بمحفل التلقي عبر وساطة‬ ‫السرد‪ .‬كما وقف عند االختالف بين هذه النظريات في تحديد‬ ‫مرجعية اإلبداع‪ ،‬وكذا تميز التصور الصوفي في رؤيته له من‬ ‫خالل ربطه بالمعرفة التي تثمر إشراقا في ذات العارف عبر‬ ‫مراحل ترقيه الروحي‪ .‬كما وقف عند دور السرد في مد الخيط‬ ‫الناظم بين المعاني اللطيفة من خالل منحها كثافة الفعل كي‬ ‫يجلو عنها الغموض‪.‬‬ ‫كما خصص القسم الثاني من هذا القسم لطبيعة‬ ‫الحكاية العرفانية‪ ،‬وألنواع تلقيها وتأويلها‪.‬‬ ‫وقد وقف في هذا المضمار عند مجموعة من العينات‬ ‫التي تشكل‪ ،‬في نظره ‪ ،‬صورة نموذجية لإلبداع السردي‬ ‫العرفاني في المغرب من خالل كتاب “ التشوف إلى رجال‬

‫التصوف” البن الزيات على اعتبار أنها تشكل نماذج أصيلة‬ ‫للسرد العرفاني المغربي‪ ،‬قيلت في فترة مهمة من تاريخ‬ ‫المغاربة الروحي‪ ،‬تم فيها استيعاب مجموعة من المفاهيم‬ ‫العرفانية وتجسيدها إجرائيا‪ .‬كما أنها أثرت بشكل كبير في‬ ‫الحكايات العرفانية التي تضمنتها كتب المناقب فيما بعد‪.‬‬ ‫كما أفرد الشق الثالث من هذا البحث للوقوف عند‬ ‫أصداء الحكاية العرفانية في األعمال اإلبداعية الحديثة‪ ،‬خاصة‬ ‫فيما أصبح يعرف اليوم بالرواية العرفانية‪ ،‬وهو ما استدعى‬ ‫الوقوف عند الوسائل الفنية التي أمدتها بقيم جمالية‬ ‫ومعرفيه‪ .‬وقد حصر المتون السردية‪ ،‬في هذا الشق من‬ ‫البحث‪ ،‬على روايات الفواتح النورانية المفردة للروائي المغربي‬ ‫عبد اإلله بن عرفة‪ ،‬ووقف في هذا الصدد على تعالقات‬ ‫المتخيل السردي فيها بالخيال العرفاني‪ ،‬ألن هذا الخيال‬ ‫يحتل مكانا مركزيا في هذه األعمال‪ ،‬فهو يعمل على تخليص‬ ‫الفعل السردي من الحضور الطاغي للموجودات من أجل‬ ‫معانقة نور الوجود الحقيقي‪ .‬يظهر ذلك في جميع مكونات‬ ‫العمل الروائي‪.‬‬ ‫لقد كان لزاما على الباحث‪ ،‬استنادا إلى طبيعة الموضوع‪،‬‬ ‫أن يعتمد على نوعين من المصادر والمراجع؛ يتعلق النوع‬ ‫األول بالمتون القديمة‪ ،‬وهي بدورها تنقسم إلى متون تتعلق‬ ‫بالحكاية‪ ،‬وأخرى تتعلق بنظرية المعرفة الصوفية‪ .‬والنوع‬ ‫الثاني يرتبط بدراسات حديثة‪.‬‬ ‫ففيما يتعلق بالحكاية‪ ،‬فقد اعتمد باألساس على كتاب‬ ‫“ التشوف إلى رجال التصوف” البن الزيات‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مصادر أخرى من قبيل “دعامة اليقين في زعامة المتقين‪،‬‬ ‫ومناقب الشيخ أبي يعزى” ألبي العباس العزفي‪ ،‬و” الفهرسة“‬ ‫ألحمد بن عجيبة‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالمصادر التي تتعلق بنظرية المعرفة‬ ‫فقد استقاها من “الرسالة القشيرية” للقشيري‪ ،‬و”اللمع في‬ ‫التصوف” ألبي نصر السراج‪ ،‬و” التعرف لمذهب أهل التصوف”‬ ‫لمحمد بن إسحاق الكالبادي‪ ،‬و”الفتوحات المكية” و”فصوص‬ ‫الحكم” و”مواقع النجوم ومطلع أهلة األسرار والعلوم” لمحيي‬ ‫الدين بن عربي‪ ،‬و”المقدمة”‪ ،‬و” شفاء السائل لتهذيب‬ ‫المسائل” البن خلدون‪ ،‬كما اعتمد على متون روائية حديثة‬ ‫أهمها روايات “جبل قاف” و”بحر نون” و “بالد صاد” لعبد اإلله‬ ‫بن عرفة‪.‬‬ ‫وفيما يخص المراجع التي اعتمدتها في منهج هذه‬ ‫الدراسة‪ ،‬فأهمها مؤلفات “جيرار جنيت” “خطاب الحكاية”‬ ‫و”وجوه ‪ .”III‬و”ثزفتان تودوروف” “مدخل إلى األدب العجائبي”‪،‬‬ ‫و”بول ريكور” “الزمن والسرد”‪ ،‬و”هانس روبيرت ياوس””‬ ‫من أجل جمالية التلقي”‪ ،‬و”فولفغنانغ ايزر” “فعل القراءة‪،‬‬ ‫نظرية جمالية التجاوب في األدب”‪ ،‬في أصولها وفي طبعاتها‬ ‫المترجمة‪ ،‬كما استفاد كثيرا من مؤلفات سعيد يقطين؛”‬ ‫تحليل الخطاب الروائي‪ ،‬الزمن ـ السرد ـ التبئير” و”انفتاح‬ ‫النص الروائي” و”السرديات والتحليل السردي‪ ،‬الشكل‬ ‫والداللة”‪ ،‬وأحمد اليابوري” دينامية النص الروائي”‪ ،‬وحسن‬ ‫بحراوي “ بنية الشكل الروائي‪ ،‬الفضاءـ الزمن ـ الشخصية”‪،‬‬ ‫ومحمد بوعزة” هيرمينوطيقا المحكي النسق والكاوس في‬ ‫الرواية العربية”‪ ،‬و لحميداني حميد” الفكر النقدي األدبي‬ ‫المعاصر‪ ،‬مناهج ونظريات ومواقف”‪ ،‬و مراجع أخرى انتقى‬ ‫منها ما يقتضيه البحث‪.‬‬ ‫ومما خلص إليه في هذا البحث هو‪:‬‬ ‫إن الرواية العرفانية ُ‬ ‫شكل إبداعي جديد استطاع‬ ‫أن يبلور التفاعل بين أنواع مختلفة من الموروث الثقافي‬ ‫اإلسالمي في أعمال روائية جديدة من منظور روحي يركز على‬ ‫فرادة هذا المورث وتميزه‪ .‬مع تسجيل ما تتميز به الرواية‬

‫ـ إذا كان الحرف في الخيال العرفاني يعتبر سر الوجود‬ ‫في العالم‪ ،‬فإنه يشكل في المتخيل السردي سر كل مكونات‬ ‫العالم الروائي‪ ،‬فعن طاقته الروحية تتناسل كل عناصر‬ ‫الحكاية و الخطاب ‪.‬‬

‫ـ تعمل جميع مقوالت الخطاب على توجيه فعل التلقي‬ ‫إلى الداللة العرفانية‪ ،‬فقد كشف البحث في بنية النظام الزمني‬ ‫في الرواية عن السعي إلى تحرير الزمن السردي من المسار‬ ‫التعاقبي‪ ،‬من خالل تقنية التواتر‪ ،‬لإلشارة إلى الحقيقة الزمنية‬ ‫الكامنة في اآلن الدائم‪ ،‬أو ما يسميه الصوفية بباطن الزمن‪.‬‬ ‫كما تم تحرير المكان من قيود النسب والمراتب واإلضافات‪،‬‬ ‫ليتحدد من خالل داللته الروحية‪ .‬باإلضافة إلى أن مفهوم‬ ‫الصيغة في الرواية هو استثمار جمالي للخطاب اإلشاري في‬ ‫الحكاية‪ ،‬تم توظيفه من أجل محاورة مستويات إدراك الخطاب‬ ‫العرفاني من خالل المجاورة بين المحكي التراثي والتاريخي‬ ‫والواقعي‪.‬‬

‫كما أن الوقوف عند تداخل أنواع المحكي في روايات‬ ‫الفواتح النورانية المفردة َّ‬ ‫مكن من استنتاج مفاده أن‬ ‫شخصيات هذه الروايات تعيش االتصال بأزمنتها التاريخية‬ ‫عبر انخراطها في أحداث عصرها‪ ،‬في نفس الوقت الذي‬ ‫تعيش فيه االنفصال عنه بأعيانها الثابتة وحقائقها الوجودية‪،‬‬ ‫فالمحكي الواقعي ليس سوى إشارة إلى مغالطات هذا الواقع‬ ‫الذي يخفي الحقائق الكبرى المحتجبة وراء كثافة الظواهر‪.‬‬ ‫لذلك فقد جاورت هذه النصوص بين مجموعة من المحكيات؛‬ ‫تراثية‪ ،‬وغرائبية‪ ،‬وأسطورية‪ ،‬من أجل التقاط ما فيها من‬ ‫إشارات عرفانية‪ ،‬عبر لغة سالكة تزيح عن هذه المحكيات ما‬ ‫علق بها من تزييف من خالل لغة التداول اليومي‪ ،‬وهي بذلك‬ ‫توسع الرؤية إلى الواقع من خالل خطاب يعمل على جعل‬ ‫الزمن التراتبي يتالشى في اآلن الدائم‪ ،‬داخل فضاء الحقيقة‬ ‫التي يتم العبور إليها بوساطة نوع خاص من الخيال الذي ال‬ ‫يفصح عن معطياته إال من خالل خوض مغامرة السفر في‬ ‫تجربة روحية شاقة‪ ،‬مركبها دوام الذكر‪ ،‬وفطم النفس‪ ،‬وهو‬ ‫ما يرهن الفهم بالسلوك‪ ،‬على خالف الفهم الذي يخاطب‬ ‫العقل والنظر‪ ،‬وبذلك يصبح التلقي نوعا من أنواع الفعل‪،‬‬ ‫والمعنى شكال من أشكال الترقي الذي ال يتخد شكال نهائيا‬ ‫أبدا‪ ،‬بقدر ما يجسد صيرورة متدرجة‪ ،‬تالحقها أحوال القارئ‬ ‫ومقاماته‪.‬‬

‫يقر الباحث في نهاية عرضه أن البحث واجه صعوبات‬ ‫وإكراهات واجهت طموحات الباحث‪ ،‬لعل أبرزها موضوع‬ ‫األطروحة الذي مازال لم يجرب فيه النقد بعد أدواته اإلجرائية‬ ‫مما استلزم تفحص الكثير من الدراسات النقدية بحثا عن‬ ‫أدوات إجرائية تساعد على بناء تصور نظري قادر على مقاربة‬ ‫النصوص السردية العرفانية‪ ،‬وهو أمر ال يدعي اإلحاطة‬ ‫به وإن كأن يأمل أن يكون الجهد المبذول في ذلك جهدا‬ ‫تأسيسيا لتعبيد الطريق أمام جهود علمية أخرى قادمة‪ .‬لذلك‬ ‫يرى أنه من باب إرجاع الفضل ألصحابه‪ ،‬أن يتوجه بالشكر‬ ‫إلى أستاذين الجليلين‪ :‬األستاذ الدكتور‪ :‬عبد اللطيف شهبون‪،‬‬ ‫واألستاذة الدكتورة ‪ :‬سعاد الناصر‪ ،‬لما قاما به من مجهودات‬ ‫كبيرة في إطار إشرافهما وتوجيههما وإرشادهما في هذا‬ ‫البحث من أجل تدليل صعوباته‪ .‬كما جدد شكره الخالص إلى‬ ‫السادة األفاضل أعضاء اللجنة الكريمة‪ ،‬األستاذ الدكتور‪ :‬عبد‬ ‫الوهاب الفياللي‪ ،‬و األستاذ الدكتور‪ :‬أحمد هاشم الريسوني‪،‬‬ ‫واألستاذ الدكتور‪ :‬عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي‪ ،‬و األستاذ‬ ‫الدكتور‪ :‬عز الدين الشنتوف‪ .‬على ما بذلوه من جهد في‬ ‫ضبط هذا العمل وتقويمه‪ ،‬وكذا السادة أعضاء مركز دراسات‬ ‫الدكتوراه في اآلداب والعلوم اإلنسانية والترجمة‪ ،‬كما توجه‬ ‫بالشكر إلى السيد عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بجامعة عبد الملك السعدي‪:‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫“المسيرة”‪ ..‬الذي في خاطري‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫‪1‬‬

‫منذ أسابيع معدودة‪ ،‬وفي أجواء االحتفال بالذكرى األربعين‬ ‫النطالق المسيرة الخضراء المظفرة‪ ،‬تداعت إلى ذاكرتي الكثير‬ ‫من الوقائع واألسماء الرائعة التي تعود إلى سنوات الطفولة غير‬ ‫البعيدة؛ باعتبار أنني من مواليد “جيل ما بعد المسيرة”‪ ،‬كما‬ ‫ألفت أن أسمع على ألسنة الكثير من المحيطين بي من أقارب‬ ‫ومعارف‪..‬‬ ‫ومن الوقائع التي استحضرتها بهذه المناسبة االحتفاالت‬ ‫التي كان يعيشها مركز بني مكادة واالستعدادات التي تقوم‬ ‫بها مصالح البلدية آنئذ من أجل تهيئة الفضاءات الخاصة‬ ‫الحتضان تلك االحتفاالت‪ ،‬في مثل هذه المناسبة وغيرها من‬ ‫األعياد الوطنية والدينية‪...‬‬ ‫وخالل تلك األيام الخوالي‪ ،‬لم يكن الحال يختلف كثيرا‬ ‫داخل المؤسسة ‪ /‬المؤسسات التعليمية التي كنت أتابع دراستي‬ ‫بها‪ ،‬إذ كانت الساحة الكبرى لكل من المدرسة االبتدائية عمر‬ ‫ابن الخطاب ثم المدرسة االبتدائية بن ديبان فإعدادية موالي‬ ‫عبد الرحمان بن هشام تتزين باألعالم الوطنية وجريد النخل‬ ‫وصور الملك الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬فتكتسي حلة‬ ‫قشيبة؛ بعد أن كانت تلك الساحات‪ ،‬في وقت من األوقات‪،‬‬ ‫محاصرة باألوحال الناتجة عن تساقط األمطار واألتربة‬ ‫المتراكمة في بعض جنبات المؤسسة‪.‬‬ ‫ومن الذكريات التي لن تنمحي أن ابني جيراننا (يوسف‬ ‫وفؤاد) اللذين كانا يدرسان‪ ،‬على غير عادة باقي أبناء الحي‪،‬‬ ‫بمؤسسة تعليمية بحي الجراري األول ‪ -‬وهي أحسن حاال من‬ ‫مؤسستنا‪ -‬أقبال علينا ذات مساء معبرين عن كثير من الفرح‬ ‫والسرور؛ بعد أن تقرر أن ينقل عدد من التالميذ إلى مؤسسة‬ ‫تعليمية جديدة مجاورة كانت في طور التشييد وستفتح أبوابها‬ ‫قريبا‪ .‬وهنا‪ ،‬أذكر أنه قد اختير لهذه المؤسسة الجديدة اسم‬ ‫“مدرسة ‪ 6‬نونبر”‪ ،‬الذي يحيل على تاريخ الحدث الوطني‬ ‫العظيم؛ وهو االسم الذي أثار في أذهاننا وعقولنا الصغيرة‬ ‫الكثير من الدهشة واالستغراب‪ ،‬بالنظر إلى أننا ألفنا أن نسمع‬ ‫في الغالب أسماء أعالم وأمكنة وشخصيات شهيرة لتكون‬ ‫أسماء للمؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وإن أبرز ذكرى ظلت عالقة منذ سنوات الطفولة األولى‬ ‫بقوة وشدة بذاكرتي واستحضرتها هذه األيام تكمن في‬ ‫شخصية أحد معارف والدي ممن كان يقطن غير بعيد عن‬ ‫الموقع الذي يمارس فيه الوالد تجارته‪ ،‬إذ أذكر أنني كنت أرافق‬ ‫الوالد رحمه اهلل في بعض تنقالته القريبة بين الفينة واألخرى؛‬ ‫وهو ما كان يتيح لي فرصا للقاء ببعض المعارف الذين تربطهم‬ ‫بالوالد عالقات تعارف أو صداقة أو تجارة باعتبار أنه كان يمارس‬ ‫نشاطا تجاريا جد متواضع‪.‬‬ ‫وكان ممن لفت انتباهي من هؤالء المعارف الذين كان‬ ‫الوالد رحمه اهلل يتبادل معهم التحية والسالم والحديث أيضا‬ ‫رجل مميز في كل شيء‪:‬‬ ‫اللباس‪ ،‬ألنه كان يرتدي بدلة عصرية وحذاء المعا‬ ‫وطربوشا وطنيا أحمر اللون في وقت كان من النادر جدا أن‬ ‫تجد فيه رجال من المنطقة يرتدي مثل هذا اللباس‪ ...،‬وكانت‬ ‫البدلة العصرية ذات ألوان شبيهة بما ألفت عيناي أن ترى مثيال‬ ‫له عند “القايد”؛‬ ‫ثم االبتسامة التي ال تفارق محياه السمح والمنطوي على‬ ‫قدر غير يسير من المحبة والصدق كلما بادره الوالد باللقاء‬ ‫والسالم؛‬ ‫ثم طريقة الحديث التي كنت ألمس فيها الكثير من‬ ‫االختالف عن باقي األحاديث التي يجريها الوالد مع كثير من‬ ‫المعارف الذين يصادفهم في الطريق أو يترددون عليه‪...‬‬ ‫ثم طريقة المشي‪ ،‬إذ ما إن كان هذا الرجل ذو البشرة‬ ‫السمراء‪ ،‬الذي يتأبط في الغالب ملفا تحت يديه‪ ،‬يفارق الوالد‬ ‫حتى ينطلق مسرعا؛ ألجل قضاء األغراض التي كان يبدو لي‪،‬‬ ‫حينها‪ ،‬أنها ذات أهمية قصوى ومتعددة تكاد ال تنتهي كل‬ ‫يوم‪...‬‬

‫‪3‬‬

‫لم تكن تلك الخصال المشار إليها أعاله وحدها فقط هي‬ ‫ما أثار اهتمامي وانتباهي في الرجل؛ بل إن االسم‪ ،‬الذي يطلقه‬ ‫عليه كل المعارف المحيطين به والذي لم يكن مألوفا لديّ‬ ‫في تلك السن‪ ،‬هو بدوره حرّك في داخلي الكثير من األسئلة‪:‬‬ ‫“المسيرة”‪ .‬وأذكر أنني كنت أتساءل في دواخلي وال أقوى على‬ ‫إثارة تلك األسئلة أمام الوالد خشية أن أتجرأ على ما ليس لي به‬ ‫دخل أو شأن‪ ..‬وظلت تلك األسئلة المرتبطة باالسم وصاحبه‬ ‫تتردد في دواخلي حتى كبرت في السن‪.‬‬ ‫وقد علمت من لدن الوالدة‪ ،‬حفظها اهلل‪ ،‬أن الرجل كان‬ ‫على ارتباط وثيق بأسرتي منذ سنوات العزوبية‪ ،‬وأنه تزوج‬ ‫سيدة تجمع أسرتها صلة وطيدة بأسرتي‪ .‬كما علمت‪ ،‬أيضا في‬ ‫وقت الحق من لدن بعض المعارف‪ ،‬أن ارتباط اسم “المسيرة”‬ ‫بالرجل جاء بعد أن حظي الشريف موالي محمد بن عبد العزيز‬ ‫الحمزاوي‪ ،‬وهو االسم الحقيقي والكامل لهذه الرجل الصحراوي‬ ‫المنحدر من نواحي زاكورة جنوب المغرب‪ ،‬بالمشاركة الفعالة‬ ‫في المسيرة الخضراء المظفرة‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فقد أطلق عليه‬ ‫االسم وأضحى ملتصقا به إلى درجة ال يستطيع الكثيرون من‬ ‫الذين يعرفون الرجل أن يذكروا االسم الحقيقي‪.‬‬ ‫كما تمكنت‪ ،‬في مرحلة الحقة من عمري وكنت حينها‬ ‫أتابع دراستي بالطور الثانوي‪ ،‬أن أفك سر تلك اللوحة المعلقة‬ ‫عند مدخل الدرب الذي يقطنه والمكتوب عليها باللون األحمر‬ ‫“حزب العمل” والمعلق إلى جانبها العلم الوطني‪ .‬كما أدركت‬

‫أن الفقيد أنجب ذرية صالحة هم‪ :‬رشيد المقيم بالديار الكندية‪،‬‬ ‫والفاعل الجمعوي يوسف الذي يشتغل في التجارة في المواد‬ ‫الغذائية إضافة إلى نشاطه في عديد من الجمعيات المدنية‪،‬‬ ‫وهشام التقني المتخصص في مجال اإلعالميات داخل إحدى‬ ‫الشركات الكبرى بطنجة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ومنذ حوالي خمس سنوات‪ ،‬ربطتني عالقة صداقة متينة‬ ‫ببعض أقارب الفقيد محمد الحمزاوي‪ .‬وقد حدثني أحد هؤالء‬ ‫األقارب عن أن آل الحمزاوي ينحدرون من الساللة النبوية‬ ‫الشريفة‪ .‬وكان أسالفه الكرام يقطنون ببلدة تمكروت ناحية‬ ‫زاكورة‪ ،‬وما زال كثير من أحفاد آل الحمزاوي يقيمون هناك إلى‬ ‫يومنا‪ .‬وكان الفقيد ينتسب إلى رابطة للشرفاء‪ ،‬ونشط طيلة‬ ‫سنوات عديدة في صفوف تلك الهيئة المدنية وكانت له ضمن‬ ‫أعضائها كلمة مسموعة ومكانة متميزة‪.‬‬ ‫وكشف لي المصدر ذاته أن الفقيد‪ ،‬الذي تلقى تكوينه‬ ‫الدراسي في بلده بتمكروت وحفظ القرآن الكريم هناك؛ قبل‬ ‫أن يختار ممارسة التجارة في بداية مشواره في هذه الحياة في‬ ‫التمور ويقتني شاحنة يتجول بها على عدد من مدن الجنوب‪:‬‬ ‫مثل الصويرة ومراكش وتالوين؛ ثم شد الرحال إلى شمال‬ ‫المغرب واستقر به المقام بطنجة‪ ،‬أسوة بباقي األشقاء اآلخرين‬ ‫الذين تفرقت بكثير منهم سبل الحياة‪ ،‬فسار كل واحد منهم‬ ‫في وجهة معلومة‪.‬‬ ‫وكانت تربط الفقيد عالقات متميزة بالمسؤولين‬ ‫الترابيين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن المحلي على‬ ‫المستوى اإلقليمي والمحلي والجهوي؛ من قبيل الوالي حمودة‬ ‫القائد والي جهة طنجة تطوان وعامل عمالة طنجة أصيال‪،‬‬ ‫والوالي محمد حالب‪ ،‬والعامل عالل امعيوي‪...‬‬ ‫وهنا‪ ،‬يكشف أحد المقربين من الفقيد أنه بالنظر إلى‬ ‫العالقات الطيبة والمحمودة التي كانت تجمع بين الفقيد‬ ‫وبين عدد من المسؤولين الترابيين من مختلف الدرجات‬ ‫والمسؤوليات؛ فقد حظي – في مرات متعددة ومتكررة‪-‬‬

‫بدعوات كريمة من لدن القائمين على هذه الجهات‬ ‫والمؤسسات (العماالت واألقاليم والقيادات) التي كان يسهر‬ ‫عليها عدد من أولئك المسؤولين الترابيين لحضور األنشطة‬ ‫والفعاليات التي تنظمها خالل المناسبات الوطنية والدينية‪،‬‬ ‫سواء في مقر عمالة طنجة أصيال أو في مقر عمالة الفحص‬ ‫بني مكادة المحدثة في تقسيم حديث بعد أن اتسعت رقعة‬ ‫المدينة وامتدت أحياؤها بسبب ارتفاع النمو الديمغرافي وتكاثر‬ ‫أمواج الهجرة المتوالية على المدينة من مختلف ربوع المغرب‬ ‫وجهاته نتيجة تزايد النشاط الصناعي وتوالي سنوات الجفاف‬ ‫على المغرب‪...‬‬ ‫وعلى صلة بهذا الجانب المرتبط بمسألة التواصل لدى‬ ‫الفقيد‪ ،‬فمن األمور الالفتة في حياة الشريف محمد الحمزاوي‬ ‫أنه ال تمرّ مناسبة وطنية أو دينية دون أن يبعث برسالة تهنئة‬ ‫إلى القصر الملكي العامر؛ فكان يحرص‪ ،‬بكل حبّ ووفاء‪ ،‬على‬ ‫تبليغ المشاعر اإلنسانية إلى أعلى سلطة في البالد‪.‬‬ ‫وبحكم نشاطه في صفوف حزب العمل الذي كان يشغل‬ ‫داخله مهمة المنسق العام بمدينة طنجة والنواحي وعضوية‬ ‫مجلس الحكماء منذ سنة ‪ 1991‬وإلى تاريخ وفاته وكانت تربطه‬ ‫عالقة مباشرة بمؤسسه المقاوم الراحل عبد اهلل الصنهاجي‬ ‫وبمحمد الدريسي األمين العام الذي خلف المؤسس‪ ،‬وبحكم‬ ‫النشاط الجمعوي والمدني الذي كان يزاوله منذ مرحلة‬ ‫مبكرة‪ ،‬ونظرا لقربه من بعض المسؤولين الترابيين وارتباطه‬ ‫القويّ وعالقاته الطيبة والمتميزة بمختلف هؤالء المسؤولين‬ ‫الترابيين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن المحلي بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬من والة وعمال وقياد ورؤساء دوائر؛ فقد كان الفقيد‬ ‫سيدي محمد الحمزاوي رحمه اهلل يسعى‪ ،‬دائما وباستمرار‪،‬‬ ‫في قضاء أغراض كثير من الناس المظلومين‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫مراسلة الجهات المعنية بالملفات الموضوعة بين يديه وإجراء‬ ‫االتصاالت الضرورية بالسلطات اإلدارية المختصة‪.‬‬ ‫وقد استغل الشريف موالي محمد الحمزاوي عالقاته‬ ‫ببعض المسؤولين الترابيين‪ ،‬سواء على المستوى المحلي أو‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬من أجل قضاء األغراض الخاصة لبعض مهضومي‬

‫الحقوق والمغلوبين على أمرهم؛ فكان رحمه اهلل يسعف رغبة‬ ‫كل من كان يتصل به لهذه الغاية‪.‬‬ ‫وكان الفقيد يحظى بالثقة الكاملة من لدن الكثير من‬ ‫الناس الذين يحررون له توكيالت من أجل قضاء أغراض‬ ‫إدارية معينة‪ .‬وأخبرني أحد المقربين منه أن أسرة الفقيد‬ ‫تتوفر ضمن األرشيف الذي خلفه الفقيد على عدد ‪ /‬كم كبير‬ ‫من التوكيالت والرسائل التي تندرج في هذا الموضوع؛ فقد‬ ‫اختلفت تلك التوكيالت وتعددت موضوعاتها بتعدد أصحابها‪،‬‬ ‫يوضح المصدر المذكور‪.‬‬ ‫ويذكر أحد المقربين من الفقيد أن السيد محمدا بن‬ ‫عبد العزيز بن الحسين الحمزاوي الصحراوي حرص‪ ،‬ذات مرة‬ ‫في أواخر سنة ‪ ،1999‬على تحرير رسالة استغاثة باسم سكان‬ ‫مدينة طنجة؛ فوجهها إلى السيد عبد الرحمان يوسفي‪ ،‬الوزير‬ ‫األول في حكومة التناوب التوافقي األولى‪ .‬وقد أطلعني المصدر‬ ‫ذاته على جواب مؤرخ بـ‪ 29‬أكتوبر ‪ 1999‬عن الرسالة محرر‬ ‫على يد ذ‪ .‬محمد بنسعيد‪ ،‬أحد المكلفين بمهمة لدى عبد‬ ‫الرحمان يوسفي‪ ،‬مفاده أن الوزير األول توصل بالرسالة وأبدى‬ ‫التأثر العميق للمعاني السامية التي تضمنتها الرسالة‪ ،‬مؤكدا‬ ‫له العزم على خدمة الوطن وتوفير اإلمكانات الضرورية إلعادة‬ ‫النهضة لعروس الشمال‪.‬‬ ‫ولم يكن الفقيد رحمه اهلل‪ ،‬الذي ظل يمارس نشاطه‬ ‫المعتاد إلى أن أّلم به المرض‪ ،‬يطمع من وراء تلك التحركات‬ ‫التي كان يبذلها إلى أن يحقق مطامع دنيوية آنية وذاتية‪ .‬وقد‬ ‫تبين لي‪ ،‬من خالل بعض الوثائق الخاصة التي وقفت عليها‬ ‫في إطار استعدادي لتحرير هذا المقال‪ ،‬أن الفقيد كان يصرف‬ ‫بسخاء كبير على أنشطة الحزب‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫وقد حالفني الحظ أن زرت الشريف سيدي محمد الحمزاوي‬ ‫خالل الفترة التي أقعده فيها المرض‪ ،‬حيث لزم البيت تحت‬ ‫رعاية أنجاله الكرام‪ ،‬وقد وجدته رحمه اهلل مستغرقا في صمت‬ ‫عميق‪ .‬وقد لبث طريحا في فراش المرض حوالي سنتين بمنزله‬ ‫الكائن بطنجة؛ المدينة التي أحبها وأخلص لها الكثير من الود‬ ‫والوفاء‪ ،‬بعد أن اختار أن يقيم فيها؛ قبل أن يلتحق بالرفيق‬ ‫األعلى صبيحة يوم ‪ 20‬مارس ‪ .2013‬وقد دفن بمقبرة‬ ‫سيدي الفرجاني المجاورة لمستشفى محمد السادس‬ ‫والواقعة غير بعيد عن البيت الذي انتقل إليه في وقت الحق‬ ‫رفقة أنجاله‪...‬‬ ‫وفي ختام هذه السطور‪ ،‬أتساءل ترى هل تجود طنجة‬ ‫برجال من أمثال الشريف موالي محمد الحمزاوي‪ ،‬الذي أفنى‬ ‫سنوات ذوات عدد من عمره في سبيل خدمة الناس والسعي‬ ‫في مصالح الوطن وقضاياه؟‬ ‫إن األمل معقود على األجيال الحالية واألجيال المقبلة‪،‬‬ ‫سواء من أبناء الفقيد أم من أبناء هذا البلد‪ ،‬من أجل يحققوا‬ ‫المراد‪ ..‬واهلل العلي القدير نسأل أن يجعل هذا البلد آمنا وسائر‬ ‫بالد المسلمين‪ ،‬وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير ويرزقنا اإلعانة‬ ‫والتوفيق والسداد‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ .‬وحرره بيده‬ ‫عبدربه عبد اهلل بن محمد بن امبارك بديع كان اهلل له خير‬ ‫سند ومعين‪ ،‬في وقت عصيب صبيحة يوم الجمعة أربعة عشر‬ ‫يوما انصرمت من صفر الخير لعام ‪ 1437‬لهجرة خير األنام‬ ‫سيدنا محمد الموافق لـ‪ 27‬من نونبر لميالد السيد المسيح‬ ‫عليهما أطيب الصلوات وأزكى السالم؛ وذلك بالشاطئ المجاور‬ ‫لضريح سيدي قاسم ابن موالنا إدريس األزهر رضي اهلل عنهما‪،‬‬ ‫ضواحي طنجة حرسها اهلل بعينه التي ال تنام‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫أدب المجالس‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬ ‫يقول رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – ( ما اجتمع قوم في مجلس‬ ‫فتفرقوا ولم يذكروا اهلل ويصلوا على النبي – صلى اهلل عليه وسلم – إال‬ ‫كان مجلسهم قرة عليهم يوم القيامة ) يعني حسرة و ندامة وفي رواية‬ ‫صحيحة ( وان دخلوا الجنة ) لما يرون من الثواب الذي فاتهم بعدم ذكر اهلل‬ ‫والصالة على رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – في مجالسهم التي كانت‬ ‫في الدنيا بل قال – عليه الصالة والسالم – ( ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير‬ ‫ذكر اهلل إال كأنما تفرقوا عن جيفة لحمار كان ذلك المجلس عليهم حسرة)‬ ‫مثل جيفة الحمار نتنه منتنة مؤذية رائحة عفنه هكذا يتفرق الناس إذا لم‬ ‫يذكروا اهلل في مجالسهم ‪.‬‬ ‫إذا القينا نظرة سريعة على مجالس المسلمين اليوم وجدنا أنها في‬ ‫غالبها اشتغال بالمحرمات واآلثام والذنوب‪ ،‬وجدنا أنها مجالس للهو ‪،‬‬ ‫والغيبة ‪ ،‬والنميمة‪ ،‬واالستهزاء ببعضنا البعض‪ ،‬مجالس لعب الورق وغيره‪،‬‬ ‫مجالس اختالط ومسارح للمحرمات‪.‬‬ ‫وإذا تجاوزوا وأعرضوا عن هذا وذاك فقد اشتغلوا بالدنيا بتفاصيلها‬ ‫فهم إن كانوا تجارا فانك ترى أخبار المقاوالت والبضائع واألسعار والبيع‬ ‫والشراء والزبائن ومشاكل العمل طاغ على جلساتهم ‪ ،‬وإذا تأملت في‬ ‫مجالس الموظفين لوجدت أمر األنظمة والترقية والتنقالت والعالوات‬ ‫واالنتدابات‪ ،‬ومشاكل العمل وتوقيته هي الشغل الشاغل للجالسين فيها‪،‬‬ ‫وإذا تأملت في مجالس طالب المدارس والجامعات لوجدتهم مشتغلون‬ ‫بتفاصيل الدراسة واألسئلة واالمتحانات والدرجات والشهادات والتخرج‬ ‫والوظائف ‪ ،‬وإذا تأملت في مجالس بعض النساء وجدتهن مشتغالت‬ ‫بالموضات والمالبس واألكالت وحال األسواق والمحالت إلى آخر ذلك من‬ ‫أنواع المجالس اليوم ‪.‬‬ ‫هذه هي مجالسنا اليوم في كثير منها أخطاء كبيرة وتقصير عظيم‪،‬‬ ‫ويتخللها فضول من األحاديث واللغط والقول الباطل ال يخدم قضية وال‬ ‫يأمر بصدقة وال معروف وال إصالح بين الناس والمطلوب منا أن نحيط‬ ‫مجالسنا بالنافع والصالح من األقوال واألعمال وأن نتحلى فيها بأخالق‬ ‫اإلسالم وآدابه وإذا نظر المسلم في كتاب اهلل وفي سنة سيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم وجد أن لهذه المجالس آداب كثيرة ينبغي للمسلم‬ ‫أن يراعيها ففيها إصالح الفرد وإصالح المجتمع وتقوية العالقة بين أفراد‬ ‫األمة المسلمة بحيث تعود هذه اآلداب تعود على الفرد بصالح قلبه وأعماله‬ ‫وتعود على المجتمع بإرتباطه واجتماعه فمن تلكم اآلداب أن نبينا صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أرشدنا أال تخلو مجالسنا من ذكر هلل من تسبيح وتكبير وتحميد‬ ‫وأفضل الكالم سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر‪ ،‬فكل مجلس‬ ‫خال من ذكر اهلل وخال من صالة على سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫فهذا المجلس ليس مجلس خير وسيكون حسرة على أهله يوم القيامة ‪،‬‬ ‫فكثير من مجالسنا لألسف الشديد فيها الكثير من اللغط واألقوال والفضول‬ ‫من األقوال بعيد عن ذكر اهلل بل لو ذكر العبد ربه أو استغفر أو أحيانا لنظر‬ ‫إليه الحاضرون نظرة شذر واللتفتوا إليه ولم يعجبهم ذلك منه وهذا من‬ ‫الجهل والتقصير فإن ذكر اهلل فيها حياة القلوب ‪ ،‬يقول سبحانه‪( :‬ا َّلذِينَ‬ ‫وب)‪ ،‬ويقول عز‬ ‫� َآمنُوا َوت َْط َمئِنُّ ُق ُلو ُب ُه ْم ِبذ ِْكرِ ال َّلهِ �أَال ِبذ ِْكرِ ال َّلهِ ت َْط َمئِنُّ ا ْل ُق ُل ُ‬ ‫ا�س َيةِ ُق ُلو ُب ُه ْم مِ نْ ذ ِْكرِ ال َّلهِ )‪ ،‬فويل كلمة تهديد وتوعد‬ ‫من قائل‪َ (:‬ف َو ْي ٌل ِل ْل َق ِ‬ ‫عظيمة لذلك كان ال بد للبحث عن أسباب قسوة القلوب لعالجها وإزالتها‪.‬‬ ‫هل كان هذا أيها اإلخوة حال مجالس الصحابة ؟ هل كانت هذه األشياء‬ ‫هي التي تشغل نفوسنا هي التي تشغل مجالس الصحابة والسلف الصالح؟‬ ‫كال أيها اإلخوة إننا ال نحرم وال نتكلم عن تحريم هذه األمور مطلقا فإنه‬ ‫ال باس أن تتكلم النساء في مجالسهن عن أخبار تهمهن مثال أو يتكلم‬ ‫الموظفون عن المشاكل التي تواجههم في وظائفهم أو يتكلم التجار عن‬ ‫المشاكل التي يواجهونها ويتبادلون الخبرات فيها‪ ،‬والبأس أن نتحدث‬ ‫عن أخبار الصحف ونناقش مستجدات األحداث هذا أمر ال باس فيه‪ ،‬بل‬ ‫مستحسن مطلوب‪ ،‬ألن اإلسالم لم يحرم هذا‪ ،‬ولكن المذموم والمحظور‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫الذي نتكلم عنه هو أن يكون شغل الجالسين الشاغل من أول المجلس‬ ‫إلى نهايته هو الكالم عن الدنيا هو الكالم عن هذه األشياء لدرجة انك ال‬ ‫تسمع في هذه المجالس آية واحدة وال حديثا واحدا وال نصيحة وال إفادة وال‬ ‫ذكرا هلل بأي صورة من الصور‪ ،‬وال صالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫والدعاء ‪....‬وال ‪...‬وال‪..‬‬ ‫هذا إذا كان الكالم مباحا فاالشتغال بهذا المباح من أول المجلس إلى‬ ‫نهايته مذموم شرعا ‪ ،‬فكيف أيها المومنون إذا كان الكالم في المجالس‬ ‫عن األمور المحرمة شرعا والوقوع في كبائر الذنوب ؟ كيف إذا كانت‬ ‫المجالس مجالس غيبة ونميمة ونهش أعراض الناس وأكل لحومهم‪ .‬قال‬ ‫حَدُكمْ أَ ْن ْ‬ ‫بَعْضُكمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يَأ ُك َل َلحْمَ‬ ‫اهلل تعالى(‪..‬وَال يَغْتَبْ‬ ‫أَخِيهِ مَيْتاً فكرهتموه‪ ، )..‬كيف إذا كانت المجالس مجالس كذب وبهتان‬ ‫وسخرية وقال رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – ( ال يعضه بعضكم بعضا‬ ‫) والعضه هو الكذب والبهتان والنميمة كما ذكر العلماء ‪ .‬كيف إذا كانت‬ ‫مجالسنا اليوم مجالس سخرية بعباد اهلل وتنابز باأللقاب واهلل يقول (‪ ..‬ال‬ ‫يَسْخَرْ َقوْمٌ مِنْ َقوْم ‪ )..‬ويقول (‪ ..‬وال َت ْلمِ زُ وا �أَ ْن ُف َ�س ُك ْم َوال َتنَا َبزُ وا‬ ‫ٍ‬ ‫ب ْ أَ‬ ‫اب ‪ .)..‬كيف إذا كانت مجالسنا اليوم أيها اإلخوة مليئة بالفسوق‬ ‫ِال ْل َق ِ‬ ‫والتعيير والسباب والشتائم ورسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – يقول‬ ‫(المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان )‪ ،‬كيف إذا كانت مجالسنا اليوم‬ ‫وصف للنساء‪ ،‬وحديث عن بنات الجيران واألهل واألصدقاء‪ ،‬كيف إذا كانت‬ ‫مجالسنا اليوم مجالس مدح ومجامالت ونفاق ومداهنة ورسول اهلل – عليه‬ ‫الصالة والسالم – يصف مدح الرجل في وجه أخيه بأنه كقطع عنقه وقال‬ ‫اهلل تعالى (‪َ ..‬فال تُزَ ُّكوا �أَ ْن ُف َ�س ُك ْم ‪. ).‬كيف وقد أضحت مجالسنا اليوم‬ ‫مجالس سخرية بالدين واستهزاء بالمتمسكين به وانتقاص من سنة رسول‬ ‫اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – في مظهره و أخالقه وآدابه‪ ،‬كيف إذا كانت‬ ‫المجالس اليوم مجالس استهزاء بشريعة اإلسالم و أحكام الدين‪.‬‬ ‫فما فتئت مجالس المسلمين اليوم تعج باالستهزاء واالنتقاص من‬ ‫دين اهلل وسنة رسوله – صلى اهلل عليه وسلم – وال حول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬ ‫مجالسنا أيها اإلخوة فيها استهزاء بعباد اهلل بشتى الصور فتجد رجال يقلد‬ ‫إنسانا في صوته أو عادة من عاداته فيقول هذا فالن كأنه كذا ‪ ..‬هذا فالن‬ ‫كان كالمه كذا ‪ ..‬كان مشيته كذا ‪ ..‬كان ثوبه كذا ‪ ..‬وقال رسول اهلل –‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم لعائشة ( ما احب أنى حكيت إنسانا وان لي كذا وكذا )‬ ‫لو أعطيت كذا وكذا من الدنيا ال أحكي حال إنسان ‪ ،‬قال العلماء في شرحه‬ ‫يعني ال اذكر إنسانا أقلده بحركاته وهيئاته على سبيل التنقص وقصة هذا‬ ‫الحديث أن عائشة لما قالت للرسول – صلى اهلل عليه وسلم ‪ : -‬حسبك من‬ ‫صفية أنها كذا وكذا ‪ ،‬تعني أنها قصيرة ‪ ،‬فقال – عليه السالم – ( لقد قلت‬ ‫كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) يعني خالطته مخالطة يتغير بها طعمه‬

‫ د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬‫وريحه لشدة نتنها وقبحها فكيف باأللفاظ اليوم التي تنطق في مجالس‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫مجالسنا أيها االخوة فيها كثير من المحرمات والمخالفات للشريعة‬ ‫فتجد مثال اثنان يتناجيان وثالث موجود وقال – عليه الصالة والسالم – (إذا‬ ‫كانوا ثالثة فال يتناجى اثنان دون الثالث ) وعللها بقوله ( ألجل أن ذلك‬ ‫يحزنه) وتجد اليوم المناجاة مرض واقع في مجالس المسلمين ‪.‬‬ ‫هل تسمع في مجالس اليوم آية أو حديثا أو وصية أو حكما شرعيا أو‬ ‫تذكرة إال من رحم اهلل ‪.‬إذا أيها المومنون البد من االنتباه إلى هذه السلبية‬ ‫الخطيرة‪ ،‬مجالسنا اليوم فيها آفات تحتاج إلى إصالح البد من معرفة اآلداب‬ ‫والبد من معرفة طرق اإلصالح حتى نتمكن من الوصول بهذه المجالس‬ ‫إلى الجادة المستقيمة‪.‬‬ ‫المجالس ال بد منها واإلنسان ال يستطيع الفرار من ذلك‪ ،‬فال بد له‬ ‫من االلتقاء بالناس في مجالس خاصة أو عامة والمجالس عموما يكون فيها‬ ‫مختلف طبقات الناس‪ ،‬من إنسان مستقيم معتدل ومن إنسان منحرف ومن‬ ‫إنسان أقل من ذلك‪ ،‬فهي تحوي مختلف طبقات الناس وأرائهم وأفكارهم‬ ‫‪،‬ولكن المؤمن أمام هذه المجالس متق هلل في أحواله كلها‪ ،‬فكل مجلس‬ ‫يراه خيرا ويأمر بالخير فإنه يأمه ‪ ،‬و كل مجلس يرى أنه إذا حضره أسفر على‬ ‫أهله وخفف الشر والضرر ودعا إلى الخير وقلل الشر والمعاصي‪ ،‬فإن المسلم‬ ‫يقصد الخير حيث كان ويسعى في تخفيف الشر في إزالته أو تخفيفه قدر‬ ‫المستطاع‪ ،‬إن المسلم ال يجلس مجلساً يكون فيه صامتاً ال يتكلم وال يغير‬ ‫بل ال بد إذا حضر أن يزن األمور وأن ينظر ما يقال وما يحصل‪ ،‬فإن كان خيرا‬ ‫أيد الخير ودعا إليه‪ ،‬وإن كان باطال حذر من الباطل وأرشد المسلم إلى الخير‬ ‫(و َقدْ‬ ‫والصالح وهدى الناس إلى الطريق المستقيم‪ ،‬واهلل جل وعال يقول‪َ :‬‬ ‫ات ال َّلهِ ُي ْك َف ُر ب َِها َو ُي ْ�ست َْهزَ �أُ ب َِها َفال‬ ‫َاب �أَ ْن �إِ َذا َ�سمِ ْعت ُْم �آ َي ِ‬ ‫نَزَّ َل َع َل ْي ُك ْم يِف ا ْل ِكت ِ‬ ‫َت ْق ُعدُوا َم َع ُه ْم َح َّتى َي ُخ ُ‬ ‫يهِ)‪ ،‬فيا أيها المسلم كن إذا كنت‬ ‫و�ضوا يِف َحد ٍ‬ ‫ِيث َغ رْ ِ‬ ‫متواجداً في أي مجلس فليكن منك أمر ونهي ودعوة وإصالح وتوجيه وحث‬ ‫على الخير وتحذير من الشر‪ ،‬إياك أن تسمح للمغتاب أن يغتاب المسلمين‬ ‫ويتنقصهم ويقع في أعراضهم بال حق‪ ،‬وجه هذا المغتاب وقل له تأمل‬ ‫عيوب نفسك وأشغل نفسك بعيوب نفسك لو رجعت إلى نفسك لرأيت‬ ‫العيوب العظيمة واألخطاء الكثيرة‪ ،‬فنفسك أولى أن تصلحها من أن تغتاب‬ ‫الناس‪ ،‬إذا رأيت من يطرح قضية ما من القضايا ألجل أن يراها اآلخرين‬ ‫فخذ حذرك من هذا‪ ،‬ما هذه القضية هل طرحه لهذه القضية ألجل العالج‬ ‫الشرعي والنظر إليها من حيث أنها حق أم باطل‪ ،‬أم طرح هذه القضية‬ ‫استبانة آلراء الناس ليبني عليها ظنونه السيئة وتصوراته الخاطئة وتقويمه‬ ‫للناس بأراءه وأهوائه من غير خوف من اهلل ومراقبة له جل وعال‪.‬‬ ‫أيها المسلم‪ :‬قد تسمع في المجالس من يتهم اآلخرين ويسب اآلخرين‬ ‫ويسخر باآلخرين ويلمز اآلخرين‪ ،‬ويقول في الناس ويقول‪ ،‬فكن حذراً وكن‬ ‫شاهداً وكن ناصحاً راد على أهل الباطل بالحكمة والبصيرة‪ ،‬ناقش هذا‬ ‫المتكلم لتدري مراده وتكتشف ما ورائه‪ ،‬هل انتقاده لهؤالء الفئة انتقاداً‬ ‫شرعيا أم هو انتقاد صادر عن نفاق في القلب وبغض للخير وأهله‪ ،‬إن كثيرا‬ ‫من هؤالء يزينوا مجالسهم بالقدح في أهل الدين والسخرية بالمسلمين‬ ‫وانتقاصهم وعيبهم وإلفاق التهم بهم وهم براء منه‪ ،‬وقد ذكرهم بقول‬ ‫ِني َو مْ ُ‬ ‫(وا َّلذِينَ ُي�ؤ ُْذونَ مْ ُ‬ ‫احت َ​َم ُلوا‬ ‫ال�ؤْمِ ن ِ‬ ‫َات ِب َغ رْ ِ‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫ي َما ْاكت َ​َ�س ُبوا َف َق ِد ْ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ُب ْهتَان ًا َو�إِ ْثم ًا ُمبِين ًا)‪ ،‬إنك إذا سمحت للمغتاب أن يغتاب جاء النمام لينقل‬ ‫تلك الغيبة وينقلها ويسعى بها لكي يفسد بين الناس‪ ،‬إنك إن سمحت‬ ‫لمن يستهزئ بالمسلمين ويقدح في أعراضهم وينتقص حرماتهم فإنه‬ ‫غداً سيسخر بك وسيستهزأ بك وسينتقص من عرضك‪ ،‬فأتق اهلل وال تمكن‬ ‫هؤالء من التمادي في غيهم وضاللهم‪ ،‬إن مجالس المسلمين مجالس خير‬ ‫يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر‪ ،‬تطرح القضايا الحقة لعالجها‬ ‫بالعالج الشرعي‪ ،‬ال أن تكون وسيلة النتقاص الناس وتقييمهم على غير‬ ‫هدى‪ ،‬فالواجب على المسلم أن يتقي اهلل ويراقبه في أقواله وأعماله ‪.‬‬

‫ابن آدم دائم التقلب في عزلتـه‬

‫قال الحكيم الصوفي ابن عطاء اهلل السكندري بحكمة بالغة‪´ :‬مانفع القلب شيء مثل عزلة يدخل‬ ‫بها ميدان فكرة‪.ª‬‬ ‫إن قلب وعزلة وميدان فكرة‪ ،‬يبدو وللوهلة األولى غيّاب العقل عن هذا الثالثي‪ ..‬إن طريق العقل‬ ‫إن السالك العاقل ال يتأمّل إ ّ‬ ‫هو عزلة قلب داخل ميدان فكرة‪ .‬قال ابن عطاء اهلل‪ّ :‬‬ ‫ال األفكار في عزلة‬ ‫يطلب فيها الصفاء‪.‬‬ ‫إن المقصود هنا بالعزلة االستقاللية الباطنية النابعة من إرادة الشّخص‪،‬‬ ‫أو قل التحرر الروحي من التّبعية ألي ´سوى‪ ª‬إال اهلل تعالى‪ ،‬ال يكون العبد عبدا‬ ‫إال إذا تحقق بعبودية ´ال إله إال الل‪ .ª‬هنا ليست العزلة عن الناس والمجتمع‬ ‫كما يصوره ويفهمه عامة الناس‪.‬إن الصوفي كما يعرفه الناس‪ ،‬هو ذلك الذي‬ ‫يشارك الناس في الصغيرة والكبيرة‪ ،‬لكن القلب متعلق باهلل‪ ،‬ذاكراً له‪ ،‬في‬ ‫سكون أو حركة‪ .‬اللهم عزلة‬ ‫عن ناس يعيقونه إلى الوصول إلى اهلل تعالى‪ .‬إن أصحاب السّلوك‪،‬‬ ‫ينصحون السالك بأنّه محتاجٌ أحيانا إلى أن يكون خاليا من البشروأن تكون‬ ‫عالقته بهم ـ أي البشر ـ عالقة حكيمة؛ فمن هنا يفهم وصف الشيخ األكبر ابن‬ ‫العربي‪ ،‬صاحب المواقف والمخاطبات بكونه «فارغا من الكون»؛ معنى هذا‬ ‫االرتباط بالناس وانجذابه لهم‪ ،‬فوصله باهلل‪ ،‬وطلبه هلل‪ ،‬وحياته ومماته هلل رب‬ ‫العالمين‪ ،‬كما يردّد المسلمون والمسلمات وهم متوجهون للصالة‪.‬‬ ‫قال الشيخ أحمد بن عجيبة‪ :‬إن العزلة هي انفراد القلب باللهّ ‪ ،‬ومن الممكن‬ ‫قد يراد بها الخلوة التي هي انفراد القلب عن النّاس‪ ،‬ولعله هو المراد األول‬ ‫بالحكمة السابقة؛ إذ ال ينفرد القلب في غالب األحيان‪ ،‬إال إذا انفرد القالب و´ميدان‪ ª‬هو مجال الخيال‬ ‫استعير هنا لألفكار‪ ،‬إذ تترددها في مواقعها كتردد الخيل في مجالها‪ ،‬والفكرة هي سير القلب إلى حضرة‬ ‫الرّب وهي على قسمين‪ ،‬فكرة تصديق وإيمان وفكرة شهود وعيان على ما يأتي ‪.‬إننا عندما نتأمل‬ ‫المرء في هذا الثالثي‪ :‬العزلة والفكرة والقلب‪ ،‬نستنتج أن بني آدم دائم التقلب في عزلته‪ ،‬يقلب أفكاره‬ ‫وأحواله‪ ،‬يمنة ويسرة‪ ،‬حتى تتحقق له المنفعة والصّالح‪ ،‬والقلب بما أنه القوة المستعدة لقبول المعارف‪،‬‬ ‫عندما يفكر في الجماعة قد يغيب عنه وضوح الرّؤية وال يجد له سبيال إلى التّحقق‪ ،‬ممّا سيأتي أو ماذا‬ ‫يوجد على الطريق‪ ،‬فضال عن ّ‬ ‫أن الجماعة لها الحق في االختالف الجميل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫لتتحقق العزلة‪ ،‬ال بدّ من شروط وجودية أخرى‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬الصَّمْت ّ‬ ‫والذ كر والتفكر‪،‬‬ ‫صحبة الصّمت هي الفكرة‪ ،‬وإن كنت مع النّاس تعلمك أن ال تتكلم إ ّ‬ ‫ال في ما تحصل عليه‬ ‫اإلنسانية من نفع‪ ،‬كما تعطيك القدرة على تطويق ال ّلسان‪ ،‬فال نتكلم إال إذا كان كالمنا مقبو ًال‬ ‫عق ً‬ ‫ال أو شرعاً؛ وهذا يعني ّ‬ ‫أن الكالم هو ذكر وتفكر وليس غفلة أو نسيانا للغاية التي وجد من‬ ‫أجلها الخلق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن هذه الحكمة تمنح فرصة إلصالح العقول والقلوب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فلذلك كان الصمت من أشرف القيم‪ ،‬عندما يتحول الحديث كذبا والفوز‬ ‫بلسان صدق‪ .‬في الغالب ال يسلم إال من دخل خلوة باطنية ولو كان مع‬ ‫الجماعة‪ .‬روي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس ّلم أنه قال‪« :‬رحم اللهّ عبدا‬ ‫تكلم فغنم‪ ،‬أوسكت فس ّلم»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن القويّ هو الذي يكون صمته مع الناس ذكراً‪ ،‬والكالم معهم صادقاً‪،‬‬ ‫وهو الذي ال يحتاج إلى عزلة بمعناها المادي تبعده عن الخلق‪ .‬إن انقطاع‬ ‫الموجود عن باقي الموجودات هو أمر غير ممكن‪ ..‬إن ميدان التفكر والذكر‬ ‫يستوي عند السالك‪ ،‬كما يقول العارفون باهلل «الخلوة والخلطة»‪ ،‬ألنه يأخذ‬ ‫النصيب من ّ‬ ‫كل شيء وال تأخذ منه المخالطة شيئاً‪ ،‬مع الناس بالصّورة‪،‬‬ ‫فقط‪ .‬أمّا المعنى فهو مع اللهّ ‪ .‬قال عبد الرحمن المجذوب رحمة اهلل عليه‪:‬‬ ‫الخلق نوّار وأنا رعيت فيهم = هم الحجب األكبر والمدخل فيهم»‪.‬‬ ‫وحتى يفهم السالك حكمة العزلة‪ ،‬نورد قصة سيدنا إبراهيم عليه‬ ‫السالم مع قومه؛ فلماّ اعتزلهم وما يعبدون من دون اهلل‪ ،‬خرج مهاجرا إلى‬ ‫الشام‪ ،‬وهبه اهلل تعالى إسحاق ولده‪ ،‬يعقوب حفيده‪ ،‬بعد أن وهب له إسماعيل من أمته هاجر‪،‬‬ ‫التي وهبت لزوجته سارة‪ ،‬ثم وهبتها له‪ ،‬فولدت منها إسماعيل‪ ،‬ولما حملت هاجر بإسماعيل‬ ‫غارت منها سارة‪ ،‬فخرج بها مع ولدها إسماعيل حتى أنزلهما ّ‬ ‫مكة المكرّمة‪ ،‬فكان سبب عمارتها‪،‬‬ ‫وبعد ذلك حملت سارة بإسحاق‪ ،‬ثم نشأ عنه يعقوب‪ .‬والحكمة أن كل من اعتزل عن الخلق‪،‬‬ ‫فاضت عليه األسرار‪ .‬قال ربُّ العزة سبحانه وتعالى‪« :‬فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون اهلل‪،‬‬ ‫وهبنا له إسحاق ويعقوب وكال جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا»‬ ‫اآلية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)9‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫القاضي إياس الفطن الذكيّ‬ ‫كان أبو واثلة إياس بن معاوية المزني يعدّ مثال في الذكاء والفطنة‪ ،‬ورأساً ألهل الفصاحة والرجاحة‪ .‬وكان‬ ‫صادق الظنّ‪.‬‬ ‫يحكى من فطنته أنه كان في موضع فحدث فيه ما أوجب الخوف‪ ،‬وهناك ثالث نسوة ال يعرفهن‪ ،‬فقال‪ :‬هذه‬ ‫ينبغي أن تكون حام ًال‪ ،‬وهذه مرضعاً‪ ،‬وهذه عذراء‪.‬‬ ‫فكشف عن ذلك فكان كما تفرس(‪ ،)1‬فقيل له‪ :‬من أين لك هذا؟ فقال‪ :‬عند الخوف ال يضع اإلنسان يده إ ّال على‬ ‫أعزّ ما له ويخاف عليه‪ ،‬ورأيت الحامل قد وضعت يدها على جوفها‪ ،‬فاستدللت بذلك على حملها‪ ،‬ورأيت المرضع قد‬ ‫وضعت يدها على ثدييها‪ ،‬فعلمت أنها مرضع‪ ،‬والعذراء وضعت يدها على فرجها‪ ،‬فعلمت أنها بكر‪.‬‬ ‫ونظر يوماً إلى آجرّة بالرحبة وهي بمدينة واسط‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫تحت هذه اآلجرّة دابة‪ ،‬فنزعوا اآلجرّة فإذا تحتها حيّة منطوية‪ ،‬فسألوه عن ذلك فقال‪ :‬إني رأيت ما بين‬ ‫ً‬ ‫كلب‬ ‫اآلجرّتين نديّا من بين جميع تلك الرحبة‪ ،‬فعلمت أن تحتها شيئا يتنفس‪ .‬ومرّ يوما بمكان فقال‪ :‬أسمع صوت ٍ‬ ‫غريب‪ ،‬فقيل له‪ :‬كيف عرفت ذلك؟ قال‪ :‬بخضوع صوته وشدّة نباح غيره من الكالب‪ ،‬فكشفوا عن ذلك فإذا كلب‬ ‫غريب مربوط والكالب تنبحه‪.‬‬ ‫ونظر يوماً إلى صدع في األرض فقال‪ :‬في هذا الصدع دابة‪ ،‬فنظروا فإذا فيه دابة‪ ،‬فسألوه فقال‪ :‬إن األرض ال‬ ‫تنصدع إ ّال عن دابة أو نبات‪.‬‬ ‫وقديما قال الجاحظ‪ :‬إذا نظر اإلنسان إلى موضع منفتح في أرض مستوية فليتأمّله فإن رآه يتصدع في تهيّل‬ ‫وكان تفتّحه مستوياً علم أنها كمأة‪ ،‬وإن خلط في التصدع والحركة علم أنها دابة‪.‬‬ ‫وروى عن إياس أنه قال‪:‬‬ ‫ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد‪ ،‬وذلك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة‪ ،‬فدخل عليَّ رجل شهد عندي‬ ‫أن البستان الفالني ـ وذكر حدوده ـ هو ملك فالن‪ .‬فقلت له‪ :‬كم عدد شجره؟ فسكت ثم قال‪ :‬منذ كم يحكم سيدنا‬ ‫القاضي في هذا المجلس؟‬ ‫فقلت‪ :‬منذ كذا‪ ،‬فقال‪ :‬كم عدد خشب سقفه؟ فقلت له‪ :‬الحقّ معك‪ ،‬وأجزت شهادته‪ .‬وكان يوماً في بريّة‬ ‫فأعوزهم الماء‪ ،‬فسمع نُباح كلب فقال‪ :‬هذا على رأس بئر‪ ،‬فاستقرو ْا النباح فوجدوه كما قال‪ .‬فقيل له في ذلك فقال‪:‬‬ ‫ألني سمعت الصوت كالذي يخرج من بئر‪ .‬وكان له في ذلك غرائب‪.‬‬

‫الدّية أو التشهير‬ ‫حدث عبد الرحمن بن عبد اللهّ الزهري قال‪:‬‬ ‫ص ّلى أشعب يوماً إلى جانب مروان بن أبان بن عثمان‪ ،‬وكان مروان عظيم الخلق والعجيزة‪ ،‬فأفلتت منه ريح عند‬ ‫نهوضه‪ ،‬لها صوت‪ ،‬فانصرف أشعب من الصالة‪ ،‬فوهم الناس أنه هو الذي خرجت منه الريح‪.‬‬ ‫فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب فقال له‪ :‬الدّية‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬دية ماذا؟‬ ‫فقال‪ :‬دية الضرطة التي تحملتها عنك‪ ،‬واللهّ َّ‬ ‫وإال شهرّتك‪ .‬فلم يدعه حتى أخذ منه شيئاً صالحاً‪.‬‬

‫أشعب يرضع جدياً لبن زوجته‬ ‫غذا أشعب جدياً بلبن زوجته وغيرها حتى بلغ الغاية‪ ،‬قال‪ :‬ومن مبالغته في ذلك أن قال لزوجته‪ :‬أي ابنة وردان‪،‬‬ ‫إنّي أحب أن ترضعيه بلبنك‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ثم جاء به إلى اسماعيل بن جعفر بن محمد فقال‪ :‬باللهّ إنه ال بني‪ ،‬قد رضع بلبن زوجتي وقد حبوتك به‪،‬‬ ‫فلم أر أحداً يستأهله سواك‪ .‬قال‪ :‬فنظر إسماعيل إلى فتنة من الفتن فأمر به ُ‬ ‫فذبح وسُمط‪ ،‬فأقبل عليه أشعب‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫المكافأة‪ ،‬فقال‪ :‬ما عندي واللهّ اليوم شيء‪ ،‬ونحن من تعرف‪ ،‬وذلك غير فائت لك‪.‬‬ ‫فلما يئس منه قام من عنده فدخل على أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬ثم اندفع يشهق حتي التقت أضالعه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫أَخْلِني‪ .‬قال‪ :‬ما معنا أحد يسمع وال عين عليك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وثب ابنك إسماعيل على ابني فذبحه وأنا أنظر إليه‪ .‬قال‪ :‬فارتاع جعفر وصاح‪ :‬ويلك! ولماذا؟ وتريد ماذا؟‬ ‫قال؛ أمّا ما أريد فواهلل مالي في اسماعيل حيلة وال يسمع هذا سامع أبداً بعدك‪.‬‬ ‫فجزاه خيراً وأدخله منزله وأخرج إليه مائتي دينار وقال له‪ :‬خذ هذه ولك عندنا ما تُحب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وخرج إلى اسماعيل ال يبصر ما يطأ عليه‪ ،‬فإذا به مترسل في مجلسه‪ ،‬فلما رأى وجه أبيه نكره وقام إليه‬ ‫فقال‪ :‬يا اسماعيل أو فعلتها بأشعب؟ قتلت ولده؟!‬ ‫قال‪ :‬فاستضحك وقال‪ :‬جاءني بجدي من صفته كذا‪ ،‬وخبّره الخبر‪ ،‬فأخبره أبوه ما كان منه وصار إليه‪.‬‬ ‫الل‪،‬ه فيقول‪ُ :‬‬ ‫قال‪ :‬فكان جعفر يقول ألشعب‪ :‬رعبتني رعبك ّ‬ ‫روعة ابنك واللهّ إياي في الجدي أكبر من روعتك أنت‬ ‫في المائتي الدينار‪.‬‬

‫اشتهى كبده‬

‫دعا رجل جليل أشعب فأقام عنده‪ ،‬فقال ألشعب يوماً ‪ :‬أنا أشتهي كبـد هذه الشاة ـ لشاة عنده عزيزة عليه‬ ‫نشيطة ـ‪.‬‬ ‫فقال له أشعب‪ :‬بأبي أنت وأمي أعطنيها وأنا أذبح لك أسمن شاة بالمدينة‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أخبرك أني أشتهي كبدها وتقول لي‪ :‬أسمن شاةٍ بالمدينة؟!! اذبح يا غالم‪ ،‬فذبحها وشوى له كبدها‬ ‫فأكل حتى شبع‪.‬‬

‫ثم قال ألشعب في الغد‪ :‬يا أشعب أنا أشتهي من كبد نجيبي (أكرم اإلبل) لنجيب كان عنده ثمنه ألوف الدراهم‪.‬‬ ‫فقال له أشعب‪ :‬يا سيدي في ثمن هذا واللهّ غناي‪ ،‬فأعطنيه وأنا واللهّ أطعمك من كبد كل جزور بالمدينة‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫أخبرك أني أشتهي من كبد هذا النجيب وتطعمني من غيره؟!! يا غالم إنحرْ‪ ،‬فنحر النجيب وشوى كبده فأكل حتى‬ ‫شبع‪.‬‬ ‫فلما كان اليوم الثالث قال له‪ :‬يا أشعب‪ ،‬أنا واللهّ أشتهي أن آكل من كبدك‪ ،‬فقال له‪ :‬سبحان اللهّ أتأكل من‬ ‫أكباد الناس!‬ ‫قال‪ :‬قد أخبرتك‪ ،‬فوثب أشعب فرمى بنفسه من درجة عالية فانكسرت رجله‪ ،‬فقيل له‪ :‬ويلك أظننت أنه يذبحك؟‬ ‫فقال‪ :‬واللهّ لو أن كبدي وجميع أكباد العالمين جميعاً اشتهاها ألكلها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وإنما فعل الرجل بالشاة والنجيب ما فعل توطئة للعبث بأشعب‪.‬‬

‫قطعوا رجله والوليد غير مكترث‬

‫قالوا‪:‬‬ ‫أصابت األكلة (‪ )2‬رجل عروة بن الزبير وهو بالشام عند الوليد بن عبدالملك‪ ،‬فقطعت رجله في مجلس الوليد‪،‬‬ ‫والوليد مشغول عنه بمن يحدّثه‪ ،‬فلم يتحرّك ولم يشعر الوليد أنها ُقطعت حتى ُكويت فشم رائحة الكيّ‪.‬‬ ‫هكذا قال ابن قتيبة في كتابه «المعارف»(‪.)3‬‬ ‫وفي رواية أخرى أن عروة بن الزبير قدم على الوليد بن عبد الملك ومعه ولده محمد بن عروة‪ ،‬فدخل محمد‬ ‫دار الدواب فضربته دابة فخرّ ميتاً‪ ،‬ووقعت في رجل عروة األكلة فقال له الوليد‪ :‬اقطعها‪ ،‬فقال‪ :‬ال‪ ،‬فسرت إلى ساقه‪،‬‬ ‫فقال له الوليد‪ :‬اقطعها وإ ّال أفسدت عليك جسدك‪ ،‬فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير ولم يمسكه أحد وقال‪[ :‬لقد‬ ‫لقينا من سفرنا هذا نصباً]‪.‬‬ ‫وقدم تلك السنة قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير فسأله الوليد عن عينيه فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين بتّ ليل ًة‬ ‫في بطن وادٍ‪ ،‬وال أعلم عبسياً يزيد ماله على مالي‪ ،‬فطرقنا ٌ‬ ‫سيل فذهب بما كان لي من أهل وولد ومال غير بعير‬ ‫وصبي مولود‪ ،‬كان البعير صعباً فندَّ‪ ،‬فوضعت الصبيّ وأتبعت البعير‪ ،‬فلم أجاوز َّ‬ ‫إال قليال حتى سمعت صيحة ابني‬ ‫ورأسه في فم الذئب وهو يأكله‪ ،‬فلحقت البعير ألحبسه فنفحني برجله على وجهي فحطمه وذهب بعيني‪ ،‬فأصبحت ال‬ ‫مال وال أهل وال ولد وال بصر‪ ،‬فقال الوليد‪ :‬انطلقوا به إلى عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بال ًء‪.‬‬ ‫وقال ابن قتيبة وغيره‪:‬‬ ‫لما دُعي الجزار ليقطع رجله قال له‪ :‬نسقيك الخمر حتى ال تجد لها ألماً فقال‪ :‬ال أستعين بحرام اللهّ على ما أرجو‬ ‫من عافية‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬فنسقيك المُرقِد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما أحب أن أسلب عضوأً من أعضائي وأنا ال أجد ألم ذلك فأحتسبه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ودخل عليه قوم أنكرهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما هؤالء؟‬ ‫قالوا‪ :‬يمسكونك فإن األلم ربما عزب معه الصبر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي‪ ،‬فقطعت كعبه بالسكين حتى إذا بلغ العظم وضع عليها المنشار فقطعت‬ ‫وهو يهلل ويكبر‪ .‬ثم إنه أُغلي له الزيت في مغارف الحديد فحسم به‪ ،‬فغشيّ عليه فأفاق وهو يمسح العرق عن وجهه‪.‬‬ ‫ولماّ رأى القدم بأيديهم دعا بها فقلبها في يده ثم قال‪:‬‬ ‫أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرام‪ ،‬أو قال معصية‪.‬‬ ‫ولماّ دخل ابنه إصطبل الوليد بن عبد الملك وقتلته الدابة كما تقدّم لم يسمع في ذلك منه شيء‪ ،‬حتى قدم‬ ‫المدينة فقال‪:‬‬ ‫اللهمَّ‪ ،‬إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثالثة‪ ،‬فلك الحمد‪ ،‬وأيم اللهّ لئن أخذت لقد أبقيت‪،‬‬ ‫ولئن ابتليت لطالما عافيت‪.‬‬

‫الفصاحة عند العرب‬

‫دخلت امرأة على هارون الرشيد‪ ،‬وعنده جماعة من وجوه أصحابه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا أمير المؤمنين أقرّ اللهّ عينك‪ ،‬فرّحك‬ ‫بما آتاك‪ ،‬وأتمّ سعدك‪ ...‬لقد حكمت فقسطت‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬من تكونين أيتها المرأة؟‬ ‫فقالت‪ :‬من آل برمك‪ ،‬ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم‪ ،‬وسلبت نوالهم‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أمّا الرجال فقد مضى فيهم أمر اللهّ ‪ ،‬ونفذ فيهم قدره‪ ،‬وأمّا المال فمردّه إليك‪ .‬ثم التفت إلى الحاضرين‬ ‫من أصحابه فقال‪ :‬أتدرون ما قالت هذه المرأة؟‬ ‫فقالوا‪ :‬ما نراها قالت إ ّال خيراً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ماأظنّكم فهمتهم شيئاً‪ .‬أمّا قولها‪« :‬أقرّ اللهّ عينك» أي أسكنها‪ ،‬وإذا سكنت العين عن الحركة عميت‪.‬‬ ‫وأما قولها‪« :‬فرّحك بما آتاك» فأخذته من قوله تعالى‪« :‬حتى إذا فرحوا بما أُتوا أخذناهم بغت ًة»‪.‬‬ ‫وإمّا قولها‪« :‬وأتمّ اللهّ سعدك» فأخذته من قول الشاعر‪:‬‬ ‫إذا تم أمر بدا نقصه تر ّقب زوا ًال إذ قيل تمّ‬ ‫وأمّا قولها‪« :‬لقد حكمت فقسطت» فأخذته من قوله تعالى‪« :‬وأمّا القاسطون فكانو لجهنّم حطباً»‪.‬‬ ‫(‪ )1‬تفرّس‪ :‬اعتقد وعلم‪ .‬والفراسة‪ :‬أن يعلم الباطن من خالل الظاهر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬األكلة‪ :‬داء يصيب الرجل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬راجع‪« :‬المعارف»‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)719‬‬

‫‪16‬‬

‫«الغرب اإلسالمي والغرب المسيحي‬ ‫خالل القرون الوسطى»‬

‫صدر كتاب «الغرب اإلسالمي والغرب المسيحي خالل القرون‬ ‫الوسطى» سنة ‪ 1995‬ضمن منشورات كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بالرباط‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 528‬صفحة من الحجم‬ ‫الكبير‪ .‬والكتاب – في األصل – تجميع ألعمال الندوة العلمية‬ ‫الدولية التي نظمتها الكلية المذكورة بتعاون مع مؤسسة كونراد‬ ‫أدناور األلمانية سنة ‪ .1994‬وقد استهدف القائمون على هذا‬ ‫العمل‪ ،‬استحضار عناصر التقاطب والتباعد التي ميزت ضفتي البحر‬ ‫األبيض المتوسط الشمالية والجنوبية‪ ،‬بشكل أدى إلى تكون‬ ‫تمثالت متبادلة ومواقف متضاربة تحكمت في عالقات الطرفين‬ ‫خالل مرحلة العصور الوسطى‪ .‬ولعل هذا هو األفق العام الذي‬ ‫سعى األستاذ محمد حمام‪ ،‬الذي أشرف على تنسيق أعمال الندوة‪،‬‬ ‫إلى إبرازه عندما قال في تقديمه للكتاب ‪ « :‬تشكل الدراسات التي‬ ‫توجد بين دفتي هذا الكتاب محاولة جادة لرصد تطور عالقات‬ ‫المسلمين مع المسيحيين في الحوض الغربي للبحر األبيض‬ ‫المتوسط في مختلف الميادين خالل العصر الوسيط الذي تخللته‬ ‫فترات مد وجزر نتج عنها احتكاك الطرفين‪ ،‬مما أدى إلى تفاعل‬ ‫حضاري متميز كان من سماته التواصل عبر الروافد البشرية والمادية التي كانت تغذي الضفتين الجنوبية‬ ‫والشمالية لنفس الحوض» ( ص‪.) 7 .‬‬ ‫وإذا كان أمر هذا التفاعل الحضاري قد غطى رقعة جغرافية واسعة من منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬فالمؤكد أن‬ ‫حواضر شمال المغرب‪ ،‬ومراكزه التاريخية قد برزت كنقاط استراتيجية في انفتاح العالم اإلسالمي على أوربا‬ ‫خالل مرحلة انتقال تاريخية حاسمة أثرت على مستقبل المنطقتين منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا‪ .‬لذلك‪ ،‬لم‬ ‫يكن غريبا أن تركز الغالبية العظمى من المداخالت التي شكلت مجموع مواد الكتاب‪ ،‬على إبراز الدور المحوري‬ ‫الذي قامت به منطقة شمال المغرب في التأسيس لقواعد انفتاح العالم اإلسالمي على «اآلخر المسيحي»‪،‬‬ ‫بشكل تحولت معه هذه المنطقة إلى نوافذ مشرعة في االتجاهين‪ ،‬سمحت للغرب المسيحي باالطالع على‬ ‫خبايا «ذاتنا» اإلسالمية‪ ،‬كما سمحت لهذه «الذات» باكتشاف أنماط حياة هذا الغرب في تعدد أنساقه‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ .‬إنها وظيفة تواصلية حضارية راقية تحكمت في كل عناصر‬ ‫التثاقف المتبادل بين المسلمين والمسيحيين‪ ،‬وفي ربط جسور االنفتاح الواعي بأبعاده اإلنسانية الواسعة‪.‬‬ ‫تتوزع مضامين الكتاب بين أربعة محاور كبرى‪ ،‬تراوحت موادها بين قسمين أحدهما باللغة العربية‬ ‫وثانيهما باللغة الفرنسية‪ .‬فبعد التقديم العام الذي وضعه األستاذ محمد حمام‪ ،‬احتوى محور «المصادر‬ ‫واإلسطوغرافيا» على دراسة لمحمد سعيد عمران حول أهمية حولية سقوط لشبونة عام ‪ 1147‬م‪ ،‬باعتبارها‬ ‫إحدى أهم مصادر التوثيق لتطورات الصراع العسكري بين المسلمين والصليبيين ببالد األندلس‪ .‬وفي نفس‬ ‫القسم كذلك‪ ،‬قدم برنار كيليمان دراسة سعى فيها إلى التعريف بأعمال شارل إيمانويل ديفوزك الذي يعتبر‬ ‫أشهر مؤرخي منطقة غرب المتوسط خالل مرحلة العصور الوسطى‪ .‬وفي محور « العالقات السياسية»‪ ،‬احتوى‬ ‫الكتاب على دراسة لسحر السيد عبد العزيز سالم رصدت الجوانب اإليجابية والسلبية في الزواج المختلط‬ ‫باألندلس وذلك من خالل تفصيل الحديث عن أبعادها السياسية واألدبية واالجتماعية‪ .‬وفي نفس الباب‪،‬‬ ‫ساهم المرحوم محمد األمين البزاز بدراسة حول حيثيات نقل البحرية المسيحية لحجاج الغرب اإلسالمي‬ ‫وذلك انطالقا من تأمالت عميقة في رحلة ابن جبير‪ ،‬واهتم إبراهيم القادري بوتشيش في دراسته بمسألة‬ ‫بناء الكنائس بالمغرب األقصى خالل عهد المرابطين ( من منتصف القرن ‪ 11‬إلى منتصف القرن ‪ 12‬م )‪.‬‬ ‫أما عصمت دندش‪ ،‬فقد رصدت عالقة األندلس بمملكة قشتالة من خالل وضعية األقليات (أهل الذمة) إلى‬ ‫حدود القرن ‪ 7‬هـ‪ ،‬وتتبع مصطفى نشاط حيثيات ظاهرة االرتزاق المسيحي بالدولة المرينية‪ ،‬في حين قدمت‬ ‫دراسة زبيدة محمد عطا رؤية تاريخية فاحصة في ظروف الحملة الصليبية الثامنة على تونس وكذا في تطور‬ ‫مجرياتها‪ .‬ومن جهته‪ ،‬اهتم برنار روزينبيرجي بتقديم المعطيات العامة حول مراقبة التنقل بمضيق جبل‬ ‫طارق خالل القرنين ‪ 12‬و‪ 13‬الميالديين‪ .‬واهتمت دراسة مانويال مارين بتوضيح ردود فعل علماء األندلس‬ ‫تجاه الهجومات المسيحية‪ ،‬في حين كشفت دراسة إدواردو أزنار فاييرو عن مظاهر أعمال السطو والقرصنة‬ ‫التي ميزت عالقات قشتالة بالمغرب خالل العصور الوسطى‪ ،‬وعاد بيير كيشار لتوضيح الرؤى حول العالقات‬ ‫بين الدول المتوسطية الغربية خالل المرحلة الممتدة ما بين القرنين ‪ 5‬و‪ 10‬الميالديين‪ ،‬ولخصت دراسة‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الورا باييطو الخطوط العامة لعالقات جنوة مع البلدان المغاربية خالل‬ ‫القرن ‪ 15‬م‪ ،‬في حين كشفت دراسة جورج جيهيل عن تحوالت عالقات‬ ‫جنوة مع نفس البلدان خالل العصر الوسيط وذلك في مستوياتها‬ ‫السياسيةواالقتصادية‪.‬‬ ‫هذا بالنسبة للمحور األول من الكتاب‪ ،‬أما بالنسبة للمحور الثاني‬ ‫فقد رصد أوجه العالقات االقتصادية بين المسلمين والمسيحيين‬ ‫خالل المرحلة المدروسة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬قدم محمد حناوي دراسة‬ ‫أبرز من خاللها بعض جوانب العالقات االقتصادية والبشرية في‬ ‫الحوض الغربي للبحر المتوسط قبل القرن ‪ 10‬م‪ ،‬واهتم المرحوم‬ ‫عبد العزيز خلوق التمسماني بموضوع التجارة البحرية في حوض‬ ‫البحر المتوسط من خالل نوازل أبي القاسم البرزلي‪ ،‬وتتبع صالح بن‬ ‫قربة ظاهرة انتشار المسكوكات المغربية وأثرها على تجارة الغرب‬ ‫المسيحي في القرون الوسطى‪ .‬أما فانسين الكاردير‪ ،‬فقد قدم دراسة‬ ‫مفصلة هامة حول تجارة الحبوب بين األندلس وبالد المغرب خالل‬ ‫فترة القرنين ‪ 11‬و‪ 12‬الميالديين‪ ،‬وفصل محمد حمام الحديث حول‬ ‫الصيد البحري وتجارة األسماك بغرب البحر المتوسط خالل الفترة‬ ‫الممتدة من القرن ‪ 10‬إلى القرن ‪ 16‬م‪ ،‬حيث قدم خريطة تاريخية ‪ /‬جغرافية هامة حول الموضوع استنادا إلى‬ ‫مضامين المصادر اإلسالمية‪ .‬أما رونالد ميسيي‪ ،‬فقد أبرز – في دراسته – أهمية منطقة سجلماسة باعتبارها‬ ‫جسرا تاريخيا ظل يربط بين البحر المتوسط وإفريقيا الغربية‪.‬‬ ‫وفي محور «العالقات الثقافية والعلمية»‪ ،‬اهتم مانويل فايشر بدراسة شخصية المفكر والفيلسوف‬ ‫الكطالني رامون لول الذي تأثر كثيرا بالتراث الحضاري اإلسالمي ببالد األندلس خالل القرنين ‪ 13‬و‪14‬‬ ‫الميالديين‪ .‬وسعى محمد الصمدي – في دراسته – إلى إبراز تأثير اإلسالم في التفكير الديني المسيحي‬ ‫خالل العصور الوسطى‪ ،‬أما علي أحمد فقد توقف عند المؤثرات الحضارية العربية األندلسية والمغربية في‬ ‫الغرب األوربي وكيفية انتقالها خالل العصور الوسطى‪ .‬وفي نفس اإلطار كذلك‪ ،‬رصد إبراهيم حركات وضعية‬ ‫الساكنة المسيحية وكذا تلك المنحدرة من أصول مسيحية والتي كانت تستقر بإسبانيا المسلمة‪ ،‬وذلك‬ ‫انطالقا مما تقدمه المصادر العربية‪ .‬ومن جهته‪ ،‬سعى جون فوري إلى إعادة رسم صورة المسلمين في‬ ‫العقلية الشعبية بالغرب خالل مرحلة القرنين ‪ 11‬و‪ 12‬الميالديين‪ ،‬واهتم إيمانويل فيلهول بتتبع مالمح‬ ‫صورة العرب المسلمين في النصوص المسيحية المدونة‪ .‬أما ديتريش روشنبيرجي‪ ،‬فقد استكمل – في‬ ‫دراسته – الجوانب البيوغرافية اإليطالية الخاصة بالمؤرخ المغربي الحسن الوزان المعروف بليون اإلفريقي‪،‬‬ ‫وذلك استنادا إلى مضامين مخطوط مجهول‪ ،‬واهتم بيتر أنطيس بشخصية رايمون مارتن الذي كان صوتا‬ ‫مسيحيا واجه اإلسالم خالل القرن ‪ 13‬م‪ .‬وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬رصدت دراسة آنا أجيلو مظاهر معرفة‬ ‫اإلسالم بالنسبة للحركة الفرنسيسكانية خالل القرنين ‪ 13‬و‪ 14‬الميالديين‪ ،‬وتتبعت دراسة جون بيير‬ ‫مولينات بعض المالمح العامة لتأثير الحضارة العربية اإلسالمية بشبه الجزيرة اإليببيرية « المفتوحة» من‬ ‫خالل بعض النماذج المنتقاة‪ .‬أما دراسة آنا ماريا كابو كونزاليس‪ ،‬فقد سعت إلى تأكيد تأثير أعمال العالم‬ ‫ابن البيطار على علم الصيدلة بالغرب خالل القرن ‪ 16‬م‪ .‬وفي آخر مواد الكتاب‪ ،‬قدم بيير كيليمان الخالصات‬ ‫العامة التي انتهت إليها الندوة موضوع هذا العمل‪ ،‬وذلك على مستوى تصحيح الرؤى المتبادلة بين الضفتين‬ ‫المسيحية واإلسالمية لغرب البحر المتوسط حسب ما تراكمت على مر القرون الماضية‪ ،‬وكذا على مستوى‬ ‫فتح آفاق الدراسة الستشراف مجاالت جديدة الزالت في حاجة إلى المزيد من البحث والتنقيب‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬قدم القائمون على هذا المجهود عمال فريدا من نوعه ساهم في سد الكثير من الثغرات‬ ‫التي اكتنفت تاريخ المغرب خالل العصر الوسيط‪ .‬كما ساهم في إعادة تركيب تفاصيل التمثالت الذهنية‬ ‫المتبادلة ما بين الساكنة المسلمة والساكنة المسيحية‪ ،‬بنكساتها وباصطداماتها‪ ،‬بإشراقاتها وبتفاعالتها‬ ‫الحضارية الكبرى‪ .‬واعتبارا للعديد من الخصوصيات التي ميزت منطقة شمال المغرب والتي نجح الكتاب في‬ ‫الكشف عن الكثير منها‪ ،‬فقد أصبحت هذه المنطقة مجاال مفتوحا لكل أشكال التالقح الحضاري ولألزمات‬ ‫المستفحلة بين أوربا وبالدنا‪ ،‬تالقح وأزمات الزلنا نعيش تبعاتها إلى يومنا هذا‪ ،‬ليس فقط على مستوى‬ ‫التجاذبات السياسية اليومية‪ ،‬ولكن – كذلك – على مستوى الكثير من نظمنا المعيشية ومن أنساقنا‬ ‫الثقافية المهيمنة‪.‬‬

‫«رونق المغرب»‬ ‫ينظم«المعرض الوطني الثاني لإلبداع والكتاب» بطنجة‬ ‫تحت شعار‪« :‬الكتاب مسؤوليتنا جميعا» وبدعم من وزارة الثقافة‪ ،‬ينظم‬ ‫«الراصد الوطني للنشر والقراءة» فعاليات «المعرض الوطني الثاني لإلبداع‬ ‫والكتاب»‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 6‬دجنبر ‪ ،2015‬بالمركز الثقافي ابن خلدون (شارع‬ ‫الحرية) – طنجة‪ ،‬حسب البرنامج اآلتي‪:‬‬

‫السادسة مساء‪ :‬حفل تقديم وتوقيع‪« :‬الديكتاتور» للكاتب المسرحي‬ ‫مصطفى لعريش‪ ،‬تقديم‪ :‬األستاذ سعيد أصيل‪ ،‬و «امرأة تتقن إعداد القهوة»‬ ‫للكاتب المسرحي أحمد السبياع‪ ،‬تقديم‪ :‬األستاذ الزبير بن بوشتى‪ ،‬تنشيط‪:‬‬ ‫األستاذ التيجاني الدبدوبي‪.‬‬

‫السادسة مساء‪ :‬حفل افتتاح المعرض‪ ،‬تتويج الفائزين بجائزة «رونق»‬ ‫اإلبداعية لسنة ‪ ،2014‬تقديم مجلة «الصقيلة»‪ .‬تنشيط‪ :‬األستاذ أسامة‬ ‫الصغير‪.‬‬

‫السادسة مساء‪ :‬ندوة في موضوع‪« :‬مؤشرات القراءة بالمغرب وسبل تنميتها»‬ ‫بمشاركة المؤسسات ذات الصلة‪ ،‬تنشيط‪ :‬األستاذ محمد سدحي‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 1‬دجنبر ‪2015‬‬

‫األربعاء ‪ 2‬دجنبر ‪2015‬‬

‫العاشرة صباحا‪ :‬ورشة تكوينية في كتابة القصة القصيرة لفائدة تالميذ‪:‬‬ ‫(ثانوية أبي العباس السبتي التأهيلية‪ ،‬ثانوية عبد اهلل الشفشاوني التأهيلية‪،‬‬ ‫ثانوية عالل الفاسي التأهيلية‪ ،‬ثانوية زينب النفزاوية التأهيلية‪ ،‬ثانوية عبد‬ ‫الخالق الطريس التأهيلية)‪ ،‬تأطير‪ :‬الراصد الوطني للنشر والقراءة‪.‬‬ ‫السادسة مساء‪ :‬حفل تقديم وتوقيع‪« :‬حكايات ريف األندلس» للكاتب‬ ‫أحمد بنميمون‪ ،‬تقديم‪ :‬األستاذة نادية األزمي‪ ،‬و «قطاف‪ :‬مقاربات نقدية في‬ ‫السرد المغربي» تقديم األستاذ محمد األزرق‪ .‬تنشيط‪ :‬األستاذ خليل الوافي‪.‬‬

‫الخميس ‪ 3‬دجنبر ‪2015‬‬

‫العاشرة صباحا‪ :‬ورشة تكوينية في كتابة القصة القصيرة لفائدة المبدعين‬ ‫الشباب‪ ،‬تأطير‪ :‬الراصد الوطني للنشر والقراءة‪.‬‬

‫الجمعة ‪ 4‬دجنبر ‪2015‬‬ ‫السبت ‪ 5‬دجنبر ‪2015‬‬

‫الرابعة مساء‪ :‬ندوة في موضوع‪ :‬فضاءات اإلبداع‪ :‬المقهى نموذجا من خالل‬ ‫كتاب «مبدعون في ضيافة المقهى للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط»‪ ،‬بمشاركة‪:‬‬ ‫عبد السالم الجباري‪ ،‬حسن اليمالحي‪ ،‬أحمد فرج الروماني‪ ،‬فاطمة الزهراء المرابط‪،‬‬ ‫تنشيط‪ :‬األستاذة زكية الحداد‪.‬‬

‫األحد ‪ 6‬دجنبر ‪2015‬‬

‫الحادية عشر صباحا‪ :‬حفل تقديم وتوقيع‪ :‬كتاب «سنوات الرمل» للكاتب حماد‬ ‫البدوي‪ ،‬بمشاركة‪ :‬عبد اإلله استيتو‪ ،‬عبد القادر محمدي‪ .‬تنشيط‪ :‬األستاذ هشام‬ ‫موكادور‪.‬‬

‫حفل االختتام‪.‬‬

‫ويتخلل المعرض عرض إصدارات لمبدعين مغاربة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪813‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)284‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫من يحمي الملك العمومي بظهر‬ ‫اللغميش بالعوامة‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫توصلــت الجريـــدة‪ ،‬بشكـايــة‬ ‫من عبد الناصر قفصي‪ ،‬موجهـــة إلى‬ ‫رئس مقاطعــة بني مكادة‪ ،‬ضد محمد‬ ‫القصري‪ ،‬الذي قام بالترامي على الطريق‬ ‫العمومية‪ ،‬الكائنة بظهر اللغميش‬ ‫بالعوامة‪ ،‬حيث ضم جزء منها إلى‬ ‫مسكنه‪ ،‬ضاربا عرض الحائط‪ ،‬بقوانين‬ ‫البناءوالتعمير‪.‬‬ ‫والشيء الذي بعث على االستغراب‬ ‫هو أن المشتكى به يملك رخصة قانونية‬ ‫للبناء تحمل رقم ‪ ،436/12‬ليبقى السؤال‬ ‫مطروحا‪ ،‬من منح لهذا الشخص‪ ،‬رخصة‬ ‫ضم طريق عمومي ألمالكه؟ علما بأن‬ ‫هذه الطريق العمومية كان يستغلها‬ ‫سكان هذه المنطقة منذ وقت بعيد‪،‬‬ ‫وبقطعه الطريق ‪ -‬تضيف الشكاية‬ ‫ سيلحق أضرارا ستتسبب في عزل‬‫الساكنة‪ ،‬وعرقلة حرية التنقل‪ ،‬مطالبا‬ ‫السلطات المعنية التعجيل بإجراء بحث في الموضوع‪ ،‬والوقوف في عين المكان على حجم‬ ‫الضرر الالحق بسكان المنطقة المذكورة‪ ،‬والعمل على رفعه‪ ،‬بإعادة الطريق إلى ما كانت عليه‪.‬‬

‫باب ما جاء في ضجيج وسموم‬ ‫“كراجات” إلصالح السيارات‬

‫‪17‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫كان اهلل في عون سكان حي كسطيا بطنجة‪ ،‬وخاصة القاطنين منهم بكل من زنقة‬ ‫الخنساء وزنقة القاضي عياض وزنقة واد الذهب‪ ،‬وذلك بسبب “كراجات” خاصة بإصالح‬ ‫السيارات‪ ،‬حيث تلوث فضاءات هذه األزقة‪ ،‬بإراقتها للزيوت والمواد الكيماوية‪ ،‬وإطالقها للروائح‬ ‫والسموم‪ ،‬المزكمة لألنوف ‪.‬أما الضجيج والضوضاء‪ ،‬فهما من شعاراتها التي ال تقبل النقاش‪،‬‬ ‫أبدا‪ ،‬ثم فليشرب السكان ماء البحر في زمن بات سائبا على ما يبدو‪ .‬إضافة إلى هذا‪ ،‬فإن هذه‬ ‫المرائب و”الكراجات” ال يهمها األمر‪ ،‬وهي تحتل األرصفة و ما فوق األرصفة‪ ،‬بركنها لوسائل‬ ‫النقل‪ ،‬بل ولهياكل السيارات‪ ،‬مع تركها مهملة لفترات طويلة‪ ،‬مما يتسبب في عرقلة حركة‬ ‫المرور‪ ،‬وعدم ترك متسع للسكان لممارسة حقهم في ركن سياراتهم ووسائل تنقلهم‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬أن ناقلة للسيارات “الديباناج” تأتي لخدمة هذه “الكراجات” في عز الليل‬ ‫والناس نيام‪ ،‬و ال يخفى على بال أحد ذلك الصداع الذي تحدثه هذه الناقلة‪ ،‬بسالسلها‬ ‫وصيحات رجالها الذين يشتغلون خلسة وخارج التوقيت العملي‪ ،‬المحسوب من طرف الباطرونا‪،‬‬ ‫ألنه في نظرهم أن “خلستهم “ الناتجة عن حبهم للمال‪ ،‬غير المشروع‪ ،‬تعلو فوق حق النوم‬ ‫في أن يداعب الجفون‪ ،‬والليل سكون‪!.‬‬ ‫باإلضافة إلى هذا كله‪ ،‬فإن بعض األسر حرّمت على نفسها فتح النوافذ‪ ،‬تفاديا للروائح‪،‬‬ ‫المنبعثة من “كراجات” السوائل و‪...‬المصائب‪ !.‬بيد أن السكان‪ ،‬من خالل تصريحهم لهذه‬ ‫الجريدة‪ ،‬ال يطالبون بسابع المستحيالت‪ ،‬غير أن يحترم أرباب هذه “الكراجات” الرصيف‬ ‫وما فوق الرصيف‪ ،‬أي الملك العام الذي ال يمكن‪ ،‬بأي حال من األحوال‪ ،‬أن يبقى حكرا على‬ ‫“التشابيسطات” دون غيرهم من سكان الحي والمواطنين أجمعين‪ .‬وبالتالي لهم كامل الحرية‬ ‫كي يعملوا داخل مرائبهم‪.‬‬ ‫والمثير في هذه األوضاع المزعجة لسكان الحي‪ ،‬هو الموقف السلبي للملحقة اإلدارية التي‬ ‫تستعمل عين “ميكا”‪ ،‬إزاء المشاكل‪ ،‬سالفة الذكر‪ ،‬وذلك ألسباب قد تدخل في إطار المحسوبية‬ ‫و الزبونية‪ ،‬خاصّة وكما يعلم الجميع أن أعوان السلطة ال يفوتهم شيء‪ ،‬حتى وإن كان هذا‬ ‫الشيء ال يرى بالعين المجردة‪ ،‬إال وأوصلوه “طريا” إلى رئيسهم‪ ،‬مهما كانت تفاهة هذا الشيء‪،‬‬ ‫أحيانا‪ .‬فكيف يمكن مواجهة فوضى هذه “الكراجات” بكل هذا التساهل من قبل الملحقة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬إذا لم تكن هناك مصلحة أو منفعة معينة لدى جميع األطراف‪ !.‬لكن‪ ،‬ولرفع هذا الضرر‪،‬‬ ‫يشير السكان إلى أنهم عازمون على الذهاب بعيدا‪ ،‬من أجل طرح “قضيتهم” المزعجة التي‬ ‫عمّرت طويال‪ ،‬وذلك على أنظار الجهات العليا‪ ،‬بعدما تقاعست السلطات المحلية عن القيام‬ ‫بواجبها‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪284‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 813‬ـ الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫حملت‬

‫صورة نشرت في بعض مواقع التواصل االجتماعي لعناق بين الالعب بدر‬ ‫كشاني ورئيس الخلية األمنية لمدينة طنجة عند نهاية المباراة الكبيرة التي‬ ‫جمعت األسبوع قبل الماضي اتحاد طنجة بالوداد البيضاوي بمركب محمد الخامس بالدار‬ ‫البيضاء في قمة الدورة الثامنة من البطولة االحترفية‪ .‬تجسيدا لنهاية مريحة ومطمئنة وألمل‬ ‫أي رياضي وما نطمح إليه جميعا من جعل المالعب الرياضية المغربية مسرحة لزرح الفرح‬ ‫والسرور والتآخي‪ ،‬حين تنتهي المباراة بذلك الحشد الكبير من الجماهير الطنجاوية والبيضاوية‬ ‫ورغم التعادل‪ ،‬بتبادل التحية والترحيب والتهاني بروح رياضية‪ .‬وهذه هي المغزى من الرياضة‪.‬‬ ‫وهكذا يستريح الرياضي الممارس والمحب والمشجع ورجل األمن وكل من له ارتباط باللعبة‬ ‫حين تكون الخامتة على هذه اللقطة الجميلة‪ .‬سيما أن الخلية االمنية تقوم بمجهود جبار‬ ‫ومكلف جدا من أجل الحرص على أمن الجماهير بتنسيق من الجهات األمنية لجميع المدرب‬ ‫التي تمر منها الجماهير من أجل سالمة هذه الجماهير‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫أحمد العطالني‪..‬‬

‫(‪)10/8‬‬

‫مدرب �أوملبيك اخريبكة‬

‫‪ 6‬ـ مراحل تعلم السباحة‪:‬‬ ‫يمر المبتدئ عند تعلمه السباحة على خطوات تعليمية تقسم‬ ‫عادة هذه الخطوات إلى مرحلتين مرتبطتين فيما بينهما وهما‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مرحلة مبادئ السباحة‪:‬‬ ‫عندما يتعلم المبتدئ السباحة ال بد من التعود على المحيط‬ ‫الجديد وهو الماء‪ ،‬فحركته في الماء تتطلب وضع الجسم بشكل‬ ‫متوازن كما أن عليه أن يستخدم جميع أعضائه بأسلوب يمكنه‬ ‫من استثمار الخصائص الفيزيائية (دافعة أرخميدس)‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى اختالف عملية التنفس داخل الماء عن‬ ‫التنفس العادي وهذا يعني بالنسبة للمبتدئ تعلم تجارب جديدة‬ ‫تختلف كليا عن التجارب التي اكتسبها خالل حياته اليومية‪.)18(.‬‬ ‫‪ - 1-1‬الوعي خالل النشاط‪:‬‬ ‫إن نجاعة تعلم السباحة تتوقف إلى حد كبير على حركة‬ ‫الوعي وعلى السن وخصائص اإلدراك والتفكير‪.‬‬ ‫إن تكوين الوعي بالنشاط والمجهود المتواصل لبلوغ‬ ‫هدف معين يتم عن طريق األطفال نفسهم ألنهم يرون في‬ ‫دروس السباحة فرص للعب في الماء وعلى المربي أن يأخذ في‬ ‫الحسبان ويستعمل هذا الدافع حتى يجلب األطفال شيئا فشيئا‬ ‫نحو السباحة‪ .‬ولكي تكون الدروس مثيرة لالهتمام ينبغي أن‬ ‫تتنوع طرق ومناهج وأشكال تنظيم الدروس كما يوجه نشاط‬ ‫التالميذ بحيث ينمي لديهم روح االستقاللية والمبادرة‪.‬‬ ‫‪ - 1-2‬المداومة خالل النشاط‪:‬‬ ‫بالممارسة المستمرة تكتسب المعارف جيدا أو المهارات‬ ‫والعادات تصبح راسخة في ذهن الطفل لكي ينبغي تكرار كل‬ ‫تمرين فبالتكرار يتوصل الطفل إلى إتقان مبادئ السباحة‬ ‫وتنمية الصفات البدنية والقدرات العملية‪.)19(.‬‬ ‫‪ - 2‬تعليم األداء الحركي لطرق السباحة‪:‬‬ ‫تخدم هذه الحركة بالدرجة األولى بناء الشكل الخام ألداء‬ ‫الحركي األمثل للسباحة مع تعلم االنطالق عن طريق االنزالق‬ ‫ومختلف وضعيات االنسياب والغطس ثم حركات السباحة‪،‬‬ ‫وتعتمد هذه المرحلة على أسس علمية لقوانين الطبيعة‬ ‫والحركة‪.)20(.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫• ما هو إحساسك بإحراز كأس العرش‪ ،‬و كيف كانت‬ ‫الظروف التي منحت فريقك بلوغ هذا النهائي؟‬ ‫• • أول شيء بالنسبة الولمبيك اخريبكة‪ ،‬انوه بالتضحيات‬ ‫الكبيرة التي قام بها الالعبون والطاقم التقني والمجهودات‬ ‫المضنية التي مر بها الفريق‪ ،‬التتويج من ثمار مجهوداتهم‪،‬‬ ‫اشكرهم على االحساس الجميل الذي منحوني إياه و أشعر‬ ‫به طيلة الفترة التي اشرفت خاللها على العمل مع الفريق»‪.‬‬ ‫بالنسبة لظروف الوصول الى نهائي كأس العرش كلفنا‬ ‫متاعب كبيرة بالرغم من الظروف التي مر بها الفريق طيلة‬ ‫مراحل منافسات كأس العرش‪ ،‬وطيلة مراحل البطولة منذ‬ ‫بداية الموسم‪ ،‬فريقي ومعه الفتح الرياضي لعبنا ‪ 15‬مباراة‪،‬‬ ‫بمعدل نصف الموسم الرياضي‪ .‬وخالل هذه المرحلة‪ ‬فريقي‬ ‫اولمبيك اخريبكة بصفة خاصة قطع أكثر من ‪ 10‬الف كلم‬ ‫على متن الحافلة‪ ،‬نلعب في ظروف سيئة‪ ،‬نتدرب في ظروف‬ ‫أسوء‪ ،‬وهذا ربما يجهله العديد من المتتبعين لشؤون الكرة‬ ‫المغربية‪ .،‬شخصيا أعاني‪ ،‬ال اود من خالل كالمي إفساد الفرحة‬ ‫التي يعيشها الفريق باحرازه كاس العرش الثانية في مشوار‬ ‫النادي‪ ،‬لكن آن األوان لقول الحقيقة‪ ،‬لقد سبق لي ان هددت‬ ‫باالستقالة ألن الظروف التي يمر بها اولمبيك اخريبكة صعبة‬ ‫جدا و ال تحتمل‪ .‬شخصا أعيش‪ ‬في عذاب أليم‪ .‬نحن مجبرين على‬ ‫اللعب بملعب كبير بمراكش‪ ،‬لكننا نتدرب في ظروف صعبة وفي‬ ‫ملعب أصبح نكتة لدى محبي الفريق‪ ،‬حتى الجمهور أخرج اغنية‬ ‫تستهتر بالظروف السيئة التي يوجد عليها الملعب الذي نتدرب‬ ‫فيه‪ .‬نتدرب فوق أرضية صلبة‪ ،‬مضمار ومن النوع القديم‪ .‬بكل‬ ‫صراحة تعبت رغم أنني أعيش هذه اللحظة الجميلة‪ .‬وكنت‬ ‫متوقع أن هذا الموسم سيكون صعب جدا على الفريق‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• أال تعتقد أن الفتح كان األفضل نسبيا واألقرب إلى‬ ‫التتويج؟‬ ‫• • أنا‪ ‬سعيد جدا بالتتويج بكأس العرش‪ ،‬كانجاز حققه‬ ‫فريقي وفي مواجهة فريق كبير جدا من حجم الفتح الرباطي‬ ‫بامكانياته الكبيرة‪ .‬كان مميزا وأقوى منا في المباراة وهذه‬ ‫حقيقة يجب االعتراف بها‪ .‬لكننا رغم امكانياتنا البسيطة تمكنا‬ ‫بفضل العزيمة القوية لدى الالعبين وفوالذية كبيرة وتحضير‬ ‫نفسي جيد جدا من طراز عالي‪ ،‬حصلنا على هذه النتيجة‪ .‬كنت‬ ‫انتظر في وسط المباراة حسم النتيجة حين حصلنا على فرصة‬ ‫في الدقيقة ‪ 88‬من الشوط الثاني و ‪ 117‬من الشوط االضافي‬ ‫الثاني‪ ،‬تمكنا من جر الفتح إلى الشوطين اإلضافيين والضربات‬ ‫الترجيحية‪ .‬في الختام أنا سعيد جدا بهذا لتتويج‪.‬‬ ‫• فريقك سدد ضربات الترجيح بنجاح‪ ،‬هل هذا يعود‬ ‫للتحضير لذلك؟‬ ‫• • سأفاجئك إذا قلت لك أن أول فريق في مشواري‪ ،‬دربته‬ ‫على ضربات الجزاء هو اولمبيك خريبكة‪ ،‬لكن في الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬كانت النتيجة اننا أهدرنا ستة ضربات الجزاء حاسمة‬ ‫في البطولة‪ ،‬بالنسبة لهذا الموسم كنت أنا من منع على‬ ‫الالعبين التدريب على ضربات الجزاء‪ .‬ما قمت به‪ ،‬قدمت‬ ‫نصائح وتعليمات لحارس المرمى‪ ،‬استعنت بقراءتي لكفية‬ ‫تسديد بعض الالعبين بحكم الخبرة والتجربة‪ .‬أما الالعبون‬ ‫منحت لهم فرصة االختيار‪ .‬فتحت الباب أمام أي العب يرغب في‬ ‫تحمل المسؤولية‪ ،‬من يرى في نفسه القدرة والرغبة في تسديد‬ ‫الضربات الترجيحية‪ .‬وأجزم اننا طيلة مراحل التحضير لم نتمرن‬ ‫على ضربات الجزاء بصفة نهائية‪ .‬‬

‫حظر جماهير الفرق الزائرة في فرنسا‬ ‫حتى منتصف ديسمبر‬

‫قرر مسؤولون منع جماهير الفرق‬ ‫الزائرة من حضور مباريات في أرفع‬ ‫درجتين لدوري كرة القدم في فرنسا‪،‬‬ ‫حتى منتصف ديسمبر المقبل‪ .‬ويأتي‬ ‫القرار في اعقاب اعالن حالة الطوارئ‬ ‫عقب هجمات باريس‪ ،‬وأيضا بسبب‬ ‫قمة المناخ التي تستضيفها العاصمة‬ ‫الفرنسية‪ .‬وقالت رابطة الدوري‬ ‫الفرنسي في بيان الخميس‪« :‬اصدرت‬ ‫وزارة الداخلية أمرا يمنع جماهير الفرق‬ ‫الزائرة من حضور مباريات الجولة ‪15‬‬ ‫من دوري الدرجة االولى والجولة ‪16‬‬ ‫من دوري الدرجة الثانية مطلع االسبوع‬ ‫المقبل»‪ .‬وتابع البيان‪« :‬سيتم قريبا‬ ‫اصدار بيان اخر يتضمن نفس االمر‬ ‫بشأن الجوالت ‪ 16‬و‪ 17‬و‪ ،18‬من دوري الدرجة االولى والجوالت ‪ 17‬و‪ ،18‬من دوري الدرجة الثانية وكذلك دور الثمانية لكأس‬ ‫فرنسا وجولة في الدوري االوروبي (‪ 8‬و‪ 10‬ديسمبر)‪ .‬وقال البيان‪« :‬تأتي هذه القرارات بسبب انشغال قوات الشرطة خالل فترة حالة‬ ‫الطوارئ المعلنة وايضا بسبب قمة المناخ التي ستعقد في البالد»‪ .‬وستعقد قمة المناخ في العاصمة الفرنسية بين ‪ 30‬نوفمبر‬ ‫و‪ 11‬ديسمبر‪.‬‬


‫العدد ‪813‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫رشيد أحكام رئيسا لنهضة طنجة لكرة اليد‬ ‫مرة ثانية‬

‫والمعاوي في تربص منتخــب‬ ‫المحليين‬ ‫توجه مهاجم اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬عبد‬ ‫الغني موعاوي‪ ،‬مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه‬ ‫التي أجراها السبت الماضي أمام أولمبيك‬ ‫اسفي لحساب الدورة التاسعة من البطولة‬ ‫االحترافية بملعب مرشان بطنجة‪ ،‬صوب‬ ‫مدينة مراكش للدخول في التجمع اإلعدادي‬ ‫المغلق رفقة المنتخب الوطني لالعبين‬ ‫المحليين‪ ،‬الذي حدده الناخب الوطني محمد‬ ‫فاخر خالل الفترة المتراوحة بين ‪ 30‬نوفمبر‬ ‫و ‪ 2‬دجنبر ‪ ،2015‬تحضيرا لنهائيات بطولة‬ ‫إفريقيا لالعبين المحليين‪ ،‬التي ستحتضنها‬ ‫رواندا عام ‪ .2016‬وشارك معاوي أساسيا في‬ ‫مباريات البطولة المصغرة المؤهلة لهذه‬ ‫المنافسات القارية‪ ،‬التي أقيمت مؤخرا بتونس‬ ‫ضد المنتخبين التونسي والليبي‪.‬‬

‫اتحاد طنجـــة يحتفــــل بعبد‬ ‫ميالد بنشيخة‬ ‫فاجأ العبو اتحاد طنجة لكرة القدم مدربهم‬ ‫عبد الحق بنشيخة باالحتفال به في أولى‬ ‫الحصص التدريبية خالل األسبوع الماضي‬ ‫الذي كان فيه الفريق يحضر لمباراة أولمبيك‬ ‫أسفي التي جرت السبت الماضي لحساب‬ ‫الدورة التاسعة من البطولة بملعب مرشان‪.‬‬ ‫وقدم العب اتحاد طنجة‪ ،‬اسامة غريب‪ ،‬كعكة‬ ‫للمدرب بنشيخة خالل بداية الحصة بمناسبة‬ ‫إقفاله ‪ 52‬سنة من عمره تحت تصفيقات جميع‬ ‫الالعبين والطاقم التقني‪ .‬وشهدت الحصة‬ ‫التحاق المهاجم عبد الصمد أمعيش بتداريب‬ ‫المجموعة بعد غياب شهر بداعي اإلصابة‪.‬‬ ‫ويعيش اتحاد طنجة على إيقاع معنويات‬ ‫مرتفعة ونشوة التعادل اإليجابي الذي عاد به‬ ‫األسبوع الماضي من الدار البيضاء على حساب‬ ‫المتزعم الوداد البيضاوي‪ ،‬احتالله المركز‬ ‫الثاني مناصفة مع الفتح الرياضي‪ .‬كما احتفل‬ ‫المكتب المسير بالمدرب بنشيخة وأقام مأذبة‬ ‫غذاء على شرفه بالمناسبة‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫الحسيمـــة تكفل بمصاريف‬ ‫إقامة المغـرب التطوانـــي في‬ ‫إطار اتفاقية تعاون‬

‫الطاقــم الطبـي يكشف مـدة‬ ‫غياب بسيطارة‬ ‫كشفت الطاقم الطبي التحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم عن مدة غياب حارس المرمى األساسي‪،‬‬ ‫محمد بيسطارة وحددها في أربع أسابيع‪،‬‬ ‫حتى يتمكن من التعافي بشكل سريع‪ .‬وكان‬ ‫بيسطارة عاد إلى تداريب الفريق حالل بداية‬ ‫األسبوع‪ ،‬لكنه لم يقوى على المواصلة بعد‬ ‫تجدد األلم على مستوى أسفل ظرهره‪ .‬وجدد‬ ‫مكتب اتحاد طنجة دعمه لحارسه‪ ،‬ومساندته‬ ‫له في هذه المرحلة الصعبة التي يجتاوزها‪،‬‬ ‫مؤكدا مواكبته عن كثب للحالة الصحية‬ ‫لالعب إلى حين استعادت عافية والعودة‬ ‫مجددا إلى الفريق‪ .‬وكان بيسطارة من أبرز‬ ‫عناصر اتحاد طنجة في الموسم الماضي ومن‬ ‫أحد المساهمين في عودة الفريق إلى البطولة‬ ‫االحترافية بعد غياب ثمان سنوات‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أعاد الجمع العام لنهضة طنجة لكرة اليد ثقته في رشيد‬ ‫أحكام لوالية ثانية على رأس المكتب المسير لنهضة طنجة‪،‬‬ ‫أحد أندية الدوري الممتاز لكرة اليد‪ .‬خالل الجمع العام العادي‬ ‫الذي عقده الفريق مساء األربعاء بأحد فنادق مدينة طنجة‪.‬‬ ‫وحضي التقريرين األدبي والمالي بالمصادقة باإلجماع‪،‬‬ ‫بعدما تطرق األول لمسيرة الفريق خالل الموسم الماضي‪،‬‬ ‫واالنطالقة السلبية التي شهدها تحت قيادة المدرب التونسي‬ ‫شهاب الدريدي ‪ ،‬واصفا التجربة بالسلبية التي أفضت إلى‬ ‫األستغناء عنه‪ ،‬والتعاقد مع اإلطار الوطني كريم البوحديوي‪،‬‬ ‫الذي استطاع إعادة التوازن للفريق والمشاهمة في إنقاذه من‬ ‫النزول في موسم ختمه سابعا في الترتيب العام بستة انتصارات‬ ‫وتعادلين وعشر هزائم‪ .‬وتطرق التقرير الثاني لمالية الفريق‬ ‫التي سجلت عجزا عند نهاية الموسم قدره ‪362.652.50‬‬ ‫درهم‪ .‬بعدما سجلت المصاريف ‪ 1.247.390.90‬درهم‪ .‬بما‬ ‫فيها الديون المترتبة عن الموسم الرياضي الذي سبقه‪،‬‬ ‫فيما بلغت المداخيل ‪ 884.738.40‬درهم‪.‬‬

‫وكان الجمع لدى انتخابه رشيد أحكام رئيسا لوالية ثانية‪،‬‬ ‫منحه الصالحية الختيار أعضاء مكتبه المسير‪ ،‬وأصبح يتكون‬ ‫من هشام األزرق رئيسا منتدب‪ ،‬وعبد الحميد الزوجال نائبا أول‬ ‫للرئيس‪ ،‬عثمان الزيتوني نائبا ثانيا‪ ،‬وعثمان اليعقوبي نائبا‬ ‫ثالثا‪ ،‬وعبد المنعم حلثوث كاتبا عاما‪ ،‬وسعيد بوقطوف نائبا‬ ‫أول للكاتب العام‪ ،‬ومصطفى المراكشي نائبا ثاني للكاتب‬ ‫العام‪ ،‬وياسين العرود أمينا للمال‪ ،‬وعبد المجيد الدبون نائبا‬ ‫أول ألمين المال‪ ،‬ومراد حسوني نائبا ثاني ألمين المال‪،‬‬ ‫وهشام الزوجال‪ ،‬حسن بوزلماط‪ ،‬رشيد مورو‪ ،‬عبد السالم‬ ‫الشبعة‪ ،‬محمد عبد الحق‪ ،‬محمد القسومي‪ ،‬كريم بنبيلو‪ ،‬أحمد‬ ‫القريشي و نبيل عماري مستشارون‪.‬‬ ‫وثمن أحكام في كلمة بالمناسبة المجهودات التي قام‬ ‫بها المكتب المسير في سبيل تحقيق الطموحات واألهداف‬ ‫التي رسمها في بداية الموسم‪ ،‬شاكرا جميع من دعمه خالل‬ ‫الموسم المادي ماديا ومعنويا‪ ،‬ووعد بتحقيق نتائج سارة خالل‬ ‫الموسم الجديد‪.‬‬

‫اختتام البطولة الوطنية في ثالث أصناف‬ ‫لجامعة الكيك بوكسينغ‬ ‫أحرزت جمعية الص فيكاص البيضاء ن المركز األول‬ ‫في البطولة الوطنية لل ‪B‬وكيك ذكور في نسختها الثالثة‬ ‫والعشرين‪ .‬وأحرزت جمعية بانكوك البيضاء المركز الثاني‬ ‫وجمعية تيم بارا تمارة المركز الثالث‪ .‬وفي الرياضة نفسها‪،‬‬ ‫أحرز جمعية نيس المحمدية اإلناث كبيرات في نسختها الثانية‬ ‫والعشرين‪ ،‬وآل المركز الثاني لجمعية كولدن جيم القنيطرة‪،‬‬ ‫والثالث لجمعية شباب كنديسة الفنيدق‪ .‬وفي صنف البوان‬ ‫فايتينغ أحرزت جمعية تيم بارا تمارة البطولة الوطنية للذكور‬ ‫كبار في نسختها العاشرة من احتالل الرتبة الثالثة ‪ ،‬أما وعاد‬ ‫المركز الثاني لجمعية الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬والثالث‬ ‫لجمعية نسور دمنات ‪.‬‬ ‫وتدخــل هذه المنافســـات في إطـــار البرنامـــج العام‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لرياضات الكيك بوكسينغ‪،‬المواي‬ ‫طاي‪،‬الصافات والرياضات المماثلة برسم الموسم الرياضي‬ ‫‪ ،2014 / 2015‬بتباري حوالي ثالثة وثمانين جمعية في ‪110‬‬ ‫مباراة احتضنتها القاعة المغطاة ابن ياسين بالرباط يومي‬ ‫السبت و واألحد الماضيين‪.‬‬ ‫وأسدل الستار على الحفل الختامي من المنافسات بتوزيع‬ ‫األحزمة والكؤوس والميداليات والشواهد الخاصة بهذا‬ ‫التتويج‪.‬‬

‫عرضـان لالعب عبد العظيم‬ ‫خضروف‬ ‫توصل العب المغرب التطواني عبد العظيم‬ ‫خضروف المتواجد حاليا ضمن قائمة تضم ‪10‬‬ ‫العبين يتنافسون على جائزة أفصل العب‬ ‫محلي بالقارة اإلفريقية‪ ،‬بعرضين احترافيين‬ ‫األول من قطر والثاني من نادي إماراتي‪ .‬وأكد‬ ‫الالعب صحة الخبر لبعض وسائل اإلعالم دون‬ ‫الكشف عن هوية الناديين وأكد أنه يحترم‬ ‫تعاقده الحالي مع الفريق التطواني والممتد‬ ‫لغاية نهاية الموسم الحالي وبعدها سيناقش‬ ‫كل العروض المتاحة أمامه‪ .‬سيما أنه يرغب‬ ‫في مساعدة فريقه الذي يجتاز وضعية صعبة‬ ‫بالبطولة االحترافية بعدها يمكنه التفكير في‬ ‫المستقبل‪ .‬في حين يسعى مسؤولو الفريق‬ ‫التطواني لتمديد عقد خضروف الذي يعد‬ ‫أفصل العب بالفريق حاليا‪ .‬وينتهي عقده‬ ‫خضروف في شهر يونيو من السنة المقبلة‪.‬‬

‫كروش يعتذر لجمهور الرجاء‬

‫مواعيد مباريات‬ ‫المنتخب الوطني‬ ‫في إقصائيات كأس‬ ‫العالم ‪2018‬‬ ‫أعلن االتحاد الدولي لكرة القـــدم تواريخ مباريـــات‬ ‫إقصائيات كأس العالم‪ ،‬والتي ستلعب على نظام المجموعات‬ ‫في القارة اإلفريقية‪ .‬وستجرى في يونيو ‪ .2016‬وأفصح‬ ‫االتحاد عن تواريخ مباريات المنتخبات كاملة‪ ،‬والتي من المقرر‬ ‫أن تنتهي في نونبر ‪ .2017‬ويستهل المنتخب الوطني طريقه‬ ‫إلى كأس العالم ‪ 2018‬بروسيا‪ ،‬في ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،2016‬على‬ ‫أن يلعب المباراة الثانية في ‪ 7‬نونبر والثالثة في ‪ 28‬غشت‬ ‫‪ 2017‬والرابعة في ‪ 2‬شتنبر‪ ،‬فيما ستلعب الخامسة في ‪2‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2017‬واألخيرة في ‪ 6‬نونبر ‪ .2017‬ومن المنتظر أن‬

‫تكفل مكتب شبــاب الريف الحسيمــي‬ ‫بمصاريف اإلقامــة واألكل لضيفه المغرب‬ ‫التطواني خالل مقامه بالحسيمة بمناسبة‬ ‫المباراة التي جمعت الفريقان بملعب ميمون‬ ‫العرصي لحساب الدورة التاسعة من البطولة‬ ‫اإلحترافيـــة السبت الماضي‪ .‬وتأتي هذه‬ ‫المبادرة تفعيال التفاقية تجمع الطرفان بناء‬ ‫على مقترح للفريق التطواني يروم التعاون‬ ‫والتنسيق بين فريقي جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬لقي ترحيبا من الفريق الحسيمي‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يرد الفريق التطواني بالمثل‬ ‫خالل مباراة اإلياب التي تجمع الفريقان بملعب‬ ‫سانية الرمل‪ .‬ودعا الفريقان جميع األندية‬ ‫المغربية تعميم هذه المبادرة في إطار التعاون‬ ‫المتبادل وتسهيل عملية اإلقامة ومتاعبها‬ ‫على الفرق الزائرة‪.‬‬

‫تستمر اإلقصائيات سنة كاملة‪ ،‬لتحديد المتأهلين الخمسة إلى‬ ‫كأس العالم‪ ،‬والذين سيمثلون القارة اإلفريقية في المنافسة‬ ‫العالمية‪ .‬ووضع االتحاد الدولي المنتخب الوطني المغربي في‬ ‫المستوى الرابع إلقصائيات كأس العالم‪ ،‬أي مع المنتخبات‬ ‫الضعيفة‪ .‬بخصوص القرعة‪ .‬وجاء ترتيب المغرب في قرعة‬ ‫اإلقصائيات‪ ،‬نظرا لغيابه عن المنافسة الدولية في السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬بعدما كانت آخر مشاركة له في المونديال عام ‪1998‬‬ ‫بفرنسا‪ ،‬و خرج من الدور األول في مجموعة ضمت البرازيل‬ ‫واسكتلندا والنرويج‪.‬‬

‫نشر زيد كروش مهاجم المغرب التطواني‬ ‫المغربي‪ ،‬فيديو قصير على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي” فيسبوك”‪ ،‬يعتذر فيه لجمهور‬ ‫الرجاء البيضاوي على الحركة التي قام بها‬ ‫أثناء احتفاله بالهدف الذي سجله لفريقه في‬ ‫المباراة التي انتهت بفوز فريقه بثالثة أهداف‬ ‫مقابل هدفين في الجولة الثامنة من البطولة‬ ‫االحترافية لكرة القدم‪ .‬وقال الالعب‪“ :‬أريد‬ ‫تقديم اعتذاري الخالص لجمهور الرجاء‪ ،‬الذي‬ ‫له مكانة خاصة في قلبي‪ ،‬أريد التأكيد أنكم‬ ‫جمهور محترم‪ ،‬لم أتمالك نفسي بعد تسجيلي‬ ‫الهدف وقمت بهذه الحركة بدون شعور‪ ،‬ولم‬ ‫أشعر بالذنب إال بعد نهاية المباراة”‪ .‬وأكد‬ ‫الالعب أنه يشعر بالندم على هذا الخطأ الذي‬ ‫اقترفه في حق جمهور الرجاء‪ ،‬وهو يعشق هذا‬ ‫الفريق من زمان‪ ،‬منذ مشاركته في مونديال‬ ‫األندية بالبرازيل عندما واجه ريال مدريد‬ ‫اإلسباني‪ ،‬وقتها لم يكن يعرف سوى الرجاء‪،‬‬ ‫لذلك كرر اعتذاره معتبرا الفريق كبير ليس‬ ‫فقط على الصعيد المحلي بل العالمي‪.‬‬


‫العدد ‪813‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫لقاءات مفتوحة بطنجة‪ ...‬ومعارض وكتب حول‬ ‫أعمال الفنان العالمي أحمد بن يسف‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫األمن يتحرك ‪...‬ويسجل‬ ‫بعد أن كشفت مصالح األمن بطنجة‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬عن تسجيل نحو‬ ‫‪ 31‬ألف قضية‪ ،‬ما بين يناير وأكتوبر من السنة الجارية‪ ،‬ونجحت في فك‬ ‫لغز ما فوق ‪ 21‬ألف منها‪ ‬وهي قضايا تهم السرقة والمخدرات‪ ،‬وجرائم‬ ‫أخرى‪ ،‬أعلنت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عن توقيف‪ 21‬شخصا من المطلوبين للعدالة‪ ،‬خالل‬ ‫مداهمة مباغتة ‪ ‬ألحياء المدينة العتيقة‪ ،‬وجلهم متورط في عمليات السرقة‬ ‫باستعمال العنف‪ ،‬وحيازة السالح األبيض وترويج المخدرات واستهالكها‪،‬‬ ‫وهي عناوين بارزة للمشاكل التي يواجهها أهل طنجة وسكانها بصورة‬ ‫يومية‪ ،‬حيث إن نوعا من فقدان االطمئنان بات يسيطر على الناس بالرغم‬ ‫من «تراجع مؤشرات الجريمة»‪ ‬وفق التقارير اإلدارية‪ ‬بينما الحقيقة هي‬ ‫غيرها على أرض الواقع‪ .‬ولعل جولة على األقدام بشوارع وسط المدينة‪،‬‬ ‫تكفي ألخذ صورة عن الوضع األمني الناتج عن نوع من «التسيب»‪ ،‬حيث إن‬ ‫المتسكعين والمتسولين و«الشماكرية‪ ،‬وشمامي زيت الطــالء‪ ،‬والحراكــة‪ ،‬‬ ‫والمعتوهين‪ ‬أصبححـــوا يشكلون مصدر إزعاج متواصل للسكان‪ ،‬حيث إنه‬ ‫صار صعبا أن يتناول المرء فنجان شاي أو قهوة‪ ،‬على شرفة مقهى ليس‬ ‫فحسب في ساحة فرنسا أو شارع باستور أو محمد الخامس‪ ،‬بل وأيضا‬ ‫في شوارع شعبية مثل ‪ ‬شارع المكسيك الذي يشهد حركة تجارية هائلة‪،‬‬ ‫لوجوده بين حي المصلى اآلهل بالسكان وأحياء وسط المدينة الذي يعتبر‬ ‫مركزا تجاريا بامتياز‪.‬‬ ‫معلوم أن وزير الداخلية أعلن‪ ،‬الثالثاء الماضي في جلسة األسئلة‬ ‫الشفوية بالبرلمان‪ ،‬أن معدل الجريمة انخفض بمختلف المدن المغربية‬ ‫وأن مؤشرات الجريمة تراجعت خالل السنوات األخيرة‪ ،‬حيث إن جرائم القتل‬ ‫انخفضت ب ‪ ، % 4‬فيما تراجعت جرائم الضرب والجرح ب‪ % 10‬و جرائم‬ ‫اقتحام المنازل تراجعت ب‪ 18 ‬بالمائة‪.‬‬ ‫األمر يتعلق بإحصائيات شملت السنوات األخيرة‪ ،‬ال يمكن الشك في‬ ‫مصداقيتها وال في مصداقية مصادرها‪ ،‬فاألمر مبني على إحصائيات رسمية‬ ‫‪ ،‬يساندها مجهود هائل يقوم به رجال األمن في مختلف جهات المملكة‪،‬‬ ‫لصد الجريمة والمجرمين‪ ،‬والسيطرة على الوضع األمني‪ .‬إال أن المتتبع‬ ‫لوسائل اإلعالم الوطنية يفاجأ كل صباح بحوادث إجرام متعدد األوجه‬ ‫والصفات‪ ،‬ويصدم مما يقرأ ويرى من حوادث القتل والذبح والتصفية‬ ‫واالغتيال واالختطاف‪ ‬واالغتصاب والسرقة والضرب والجرح واستعمال‬ ‫السالح األبيض واألسود‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬إلى آخره‪! ‬‬ ‫المشكل مطروح‪ ،‬وبحدة‪ ،‬ليس فقط بالمغرب‪ ،‬بل ‪ ‬وفي كل أرجاء‬ ‫العالم‪ ،‬وهو مرتبط بعوامل شتى أكثرها شيوعا‪ ،‬بالنسبة للمغرب‪ ،‬الفقر‬ ‫والهشاشة‪ ‬والتهميش‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والظلم االجتماعي‪ ،‬وفشل السياسة‬ ‫الرسمية في خلق التوازنات االجتماعية الضامنة لالستقرار‪ ،‬وغياب العناية‬ ‫الكافية بالعالم القروي الذي يعتبر «الخزان» الرئيسي لـ «تطعيم» المدن‬ ‫القصديرية‪ ،‬ما دامت القرى ال تشكل إطارا صالحا لحياة الحداثة التي‬ ‫تنعم بها المدن‪ ،‬ويشتهيها الشباب الطامح إلى الرقي عن طريق التعليم‬ ‫والتأهيل‪...‬ويجب أن ال نغفل ‪ ‬مسألة العقليات المسيطرة داخل المجتمع‬ ‫والتي يغذيها فكر متحجر ‪ ‬يعيش بعقلية «ليس في اإلمكان خير مما كان»‬ ‫واإلشارة هنا للسلف «الصالح»‪.......‬‬ ‫مشكل األمن مطروح وبحدة‪ ،‬وليس في األمر من جديد على أصحاب‬ ‫الحال‪ ،‬وليس لنا ما نضيفه «لمعلومتهم» سوى أن نقول للحكومة إن من‬ ‫واجبها توفير اإلمكانات الضرورية‪ ،‬البشرية واللوجستيكية‪ ،‬لقوات األمن‬ ‫حتى تتمكن من التغلب على الصعوبات الجمة التي تواجهها أمام تضخم‬ ‫الحاجيات إلى فرض استتباب األمن وهيبة الدولة وذلك بتوفير اعتمادات‬ ‫في مستوى أهمية األمن وخطورة األمن الذي بدونه لن تستقيم الدولة‬ ‫ولن يكتب‪ ‬لها االستقرار واالستمرار‪....!!!! ‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬هنيئا ألهالينا بالمدينة العتيقة على هذه الطفرة األمنية‪،‬‬ ‫الناتجة عن ‪ ‬حملة «تمشيط» أمنية‪ ،‬أفضت إلى ما أفضت إليه من توقيف‬ ‫مطالبين بجرائم مختلفة‪ ،‬طالما اشتكوا منها وقدموا ‪ ‬ملتمسات بشأنها‪،‬‬ ‫بل ونزلوا إلى الشارع منددين باستمرارها‪ ،‬والعقبى لمقاطعات أخرى‬ ‫تحظى بـ «تمشيطات» مشابهة‪ ،‬تؤدي إلى شل حركة الجماعات المنحرفة‬ ‫المعشعشة في كل جوانب المدينة ‪ ،‬ويغيب بغيابها جو التشاؤم المسيطر‬ ‫على النفوس بسبب الشعور المتنامي بقلة األمن‪.‬‬ ‫وتهانينا لعناصر األمن بطنجة على جهودها المشكورة من أجل محاربة‬ ‫الجريمة بشتى أشكالها‪ ‬وخلق جو من األمن واألم��ان واالطمئنان في‬ ‫أوساط السكان ‪.‬‬

‫في العاشر (‪ )10‬من دجنبــر المقبــل‪،‬‬ ‫سيخصص لقاء مفتـــوح بطنجة حول أعمال‬ ‫الفنان التشكيلي العالمي‪ ،‬أحمد بن يسف‪،‬‬ ‫وذلك من خالل كتب تتناول المشوار الفني‬ ‫الحافل بمنجزات هذا الفنان‪ .‬اللقاء يديره‬ ‫الزميل خالد مشبال‪ ،‬بحضور الشاعرة وداد بن‬ ‫موسى والزجال مصطفى مشبال والعديد من‬ ‫الفعاليات الثقافية والفنية والمهتمين بوالية‬ ‫طنجة ـ تطوان‪ ،‬باإلضافة إلى أصدقاء الفنان‬ ‫القادمين من كل فج عميق‪.‬‬ ‫وفي اليــوم الموالـــي‪ ،‬الجمعــــة ‪11‬‬ ‫دجنبر‪ ،2015‬سيتم افتتاح معرض لألعمال‬ ‫األخيرة لـ‪ :‬بن يسف‪ ،‬وذلك بفضاء “رواق‬ ‫المدينة” بطنجة الذي يديره األستاذ عمر‬ ‫الصالحي‪،‬إذ أن أغلب هذه األعمال لم تشاهد‬ ‫إال في مرسم الفنان‪ ،‬ليكون عرضها‪ ،‬ألول مرة‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى جمهور طنجة‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثالث‪ ،‬أي السبت ‪ 12‬دجنبر‪،‬‬ ‫سيكون رواق “دار آر”‪ ،‬لصاحبه األستاذ شكيب‬ ‫بن تاويت على موعد مع “سيرة ذاتية” للفنان‬ ‫العالمي‪ ،‬وذلك بتشخيصها‪ ،‬انطالقا من أعماله‬ ‫الموقعة‪ ،‬خالل ستينيات القرن الماضي‪.‬بمعنى‬ ‫أن هذا المعرض سيكون معرضا “استعاديا”‬ ‫لهذا الفنان وتاريخه‪ ،‬فهوسبق له أن‬ ‫أنجزتصميما لألوراق المالية والقطع النقدية‪،‬‬ ‫تزامنا مع بعض األحداث الوطنية‪ ،‬كذكرى مرور‬ ‫‪ 25‬سنة على جلوس الملك الراحل الحسن‬ ‫الثاني على عرش أسالفه‪ ،‬وحدث المسيرة‬ ‫الخضراء التي خ ّلدها في عمل لوحة‪ ،‬تبلغ‬ ‫مساحتها‪ ،‬تقريبا أربعة أمتار على أربعة‪ ،‬حيث‬ ‫تم نشرها كذلك على القطع النقدية واألوراق‬ ‫المالية الوطنية‪ ،‬آنذاك‪.‬‬ ‫هذا اللقاء المفتوح‪ ،‬من المنتظرأن يعرف‬ ‫ـ كذلك ـ حضور فعاليات من الضفة الشمالية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أصدقاء الفنان ومهتمين‪،‬‬ ‫وذلك لمتابعة أعماله ولوحاته التي تعكس‬ ‫الشخصيات التي لها حضور في الوسط الثقافي‬ ‫والسياسي‪ ،‬ذلك أنه وكما يعرف الجميع أن‬

‫“البورطريهات” لها أبعاد ورسالة‪ ،‬التقتصرـ‬ ‫فقط ـ على األشخاص المرسومين‪ ،‬بل‬ ‫تصبح وثيقة لوضعيتهم االجتماعية والثقافية‬ ‫والسياسية‪ ،‬فالدور الذي يلعبه “البورطري”‬ ‫في المجتمع هو التوثيق ليس للشخص في‬ ‫حد ذاته‪ ،‬بل لعطائه وسيرورته في المجاالت‬ ‫المذكورة‪ ،‬بمعنى أن اللوحة زيادة على عملها‬ ‫الفني‪ ،‬تصبح وثيقة لما نحن عليه‪.‬ثم إن‬ ‫اللوحة لها قراءتان‪ ،‬قراءة أدبية وقراءة تقنية‪،‬‬ ‫فالقراءة األدبية تكون حسب المتلقي‪ .‬وفي‬ ‫هذه النقطة‪ ،‬أشار المفكر المصري الراحل‬ ‫أحمد حسن الزيات إلى أنه “ قد تكون األشياء‬ ‫في حقيقتها قبيحة‪ ،‬ولكن حسن التعبيرودقة‬ ‫التصوير يرفعانها إلى مقام الجمال‪ ”.‬بينما‬ ‫يقول الكاتب المسرحي اإلسباني الراحل‬ ‫”سرفانطيس” في هذا الصدد‪ ”:‬لكي تنظر إلى‬ ‫أي عمل فني‪ ،‬ليس من الكفاية أن تنظر إلى‬ ‫محتوياته‪ ،‬بل أن تعرف ما بداخلك‪”..‬‬ ‫أما وجهة نظر الفنان “بن يسف” حول‬ ‫اللوحة‪“ ،‬فإن هذه األخيرة التمثل سوى ‪50‬‬ ‫في المائة‪ ،‬بينما نصف المائة الثاني‪ ،‬فيبقى‬ ‫من نصيب المتل ّقي‪.‬ذلك أن اللوحة ال تكتمل‬ ‫إال بالمتل ّقي‪ ،‬عموما‪.‬واللوحة الجيّدة هي التي‬ ‫تصل إلى أعماق المشاهد‪ ،‬فيتفاعل معها‬ ‫بإحساسه وشعوره وخلفياته الثقافية‪ ،‬ثم إن‬ ‫اللوحة في الدول الغربية باتت شيئا معروفا‬ ‫وعاديا‪ ،‬بينما في بالدنا‪ ،‬فنحن الزلنا نعتبرجددا‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬ألن دخول الفن التشكيلي‬ ‫إلى العالم العربي واإلسالمي جاء متأخرا عن‬ ‫طريق حملة “نابليون” على مصر‪ ،‬والذي كان‬ ‫ـ آنذاك ـ مرفوقا بمجموعة من الرسامين‪،‬‬ ‫قاموا بتشخيص انتصاراته وأحداثه ومواقفه‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬على الرغم من أن المغرب كان آخر دولة‬ ‫دخلها الفن التشكيلي‪ ،‬إالأنه أصبح رائدا في‬ ‫هذا الميدان‪ ،‬وذلك على مستوى العالم العربي‬ ‫واإلسالمي‪”.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن الفنان أحمد بن يســـف‬ ‫يقيم حاليا بطنجة وله مرسمه الخاص بها‪ ،‬مع‬ ‫إبقائه على مرسمه الدائم بمدينة “إشبيلية”‪.‬‬ ‫وبهذه العودة‪ ،‬ينفض الرجل الغبارعن أيامه‬ ‫الخوالي بطنجة‪ ،‬مسترجعا ذكريات‪ ،‬عاشها‬ ‫بهذه المدينة التي ليست جديدة عليه أو يجد‬ ‫نفسه غريبا عنها‪ ،‬السيما وأن وجود أصدقائه‬ ‫الكثر بها كان دافعا لعودته و” حمامه” المميّز‪،‬‬

‫فرغم تناول موضوع “الحمام” في أعمال العديد‬ ‫من الفنانين‪ ،‬فإن “حمام” “بن يسف” يبقى‬ ‫له طابعه‪ ،‬الخاص والمتفرّد‪ ،‬بشهادة النقاد‬ ‫اإلسبان أنفسهم‪.‬‬ ‫وإذا كانت مدينة طنجة‪ ،‬عبرتاريخها‬ ‫العريق‪ ،‬قد اختيرت من قبل كبار المفكرين‬ ‫والكتاب والفنانين ورجال الساسة ومشاهير‬ ‫العالم‪ ،‬لكي تكــــون موقعـــا إلقامتهم‬ ‫واستقرارهم‪ ،‬فإن الفنان أحمد بن يسف الذي‬ ‫اختار بدوره مدينة طنجة‪ ،‬اليقل شأنا عن‬ ‫هؤالء‪ ،‬باعتباره فنانا وصل إلى العالمية‪ ،‬حيث‬ ‫أن أعماله تصدرت أغلفة أكثر من ‪ 500‬كتاب‪،‬‬ ‫وعبرت القارات الخمس‪.‬كما أن أكبر جائزة‬ ‫عالمية‪ ،‬تعطى لشخصيات‪ ،‬برعت في مجاالت‬ ‫اشتغالها‪ ،‬وسبق أن فاز بها كل من “كوفي‬ ‫عنان” األمين العام األسبق لألمم المتحدة‪،‬‬ ‫والممثلة العالمية “ماريا فيرّو” والوزيراألول‬ ‫لدولة البرازيل وغيرهم‪ ،‬كان الفنان “بن يسف”‬ ‫حاضرا فيها (الجائزة) من خالل تصاميمــه‬ ‫ومنحوتاته التي قدمت باسمه لهذا الغرض‪.‬‬ ‫والزال إلى حد كتابة هذه السطور‪ ،‬يعتبرأول‬ ‫طالب‪ ،‬أواخرالستينيات‪ ،‬حصل على ثالث جوائز‬ ‫في الدراسات العليا بكليــة العلوم الجميلة‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬هي جائزة “الصباغة الزيتية”‪ ،‬وجائزة‬ ‫“الرسم الكالسيكي القديم”‪ ،‬وجائزة “المناظر‬ ‫الطبيعية”‪ ،‬وكان أنهى دراسته في التخصص‬ ‫في فن الحفر‪ ،‬بجميع تخصصاته‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬يبدو أن الفنان التطواني‬ ‫المغربي‪ ،‬أحمد بن يسف‪ ،‬ليس مرتاح البال‪،‬‬ ‫بالتمام والكمال‪ ،‬رغم أنه صنع لنفسه اسما‬ ‫عالميا‪ ،‬نتيجة إبداعاته المتميزة والعابرة‬ ‫للقارات‪ ،‬شأنه في ذلك شأن العديد من كبار‬ ‫الشعراء والكتاب والفنانين والمشاهيرالذين‬ ‫كانوا واجهوا في حياتهم مواقف معينة‪ ،‬أحسوا‬ ‫خاللها بنوع من المعاناة أو الضيق أو التشويش‬ ‫عليهم‪ ،‬مواقف ليست في نهايتها سوى ضريبة‬ ‫النجاح‪ ،‬كما يقال‪.‬وفي هذا االتجاه‪ ،‬نورد مقولة‬ ‫للفنان “بن يسف” كان صرّح بها في حوارات‬ ‫أجريت معه ـ سابقا ـ ويكرّرها أثناء لقائنا به‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬بمقرجريدة طنجة‪“ :‬بعض األشخاص‬ ‫لما تكون في حالة اجتماعية أقل منهم‪،‬‬ ‫ينظرون إليك بالتقدير والعطف‪.‬وفي حالة‬ ‫المساواة معهم‪ ،‬تصبح أقل تقديرا واحتراما‪.‬‬ ‫وفي حالة تجاوزهم‪ ،‬تصبح متّهما بكل أنواع‬ ‫الرذيلة‪ ،‬ألنهم من أهلها‪”.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫تنسيقية االتحاد المغربي للمبدعين‬ ‫تفتح دراعيها لتكريم الزجال‬

‫إدريس الهكار التازي واالعالمي عبد اللطيف بنيحيى‬

‫�إدري�س الهكار التازي‬

‫تنظم تنسيقية االتحاد المغربي للمبدعين “ملتقى طنجة‬ ‫الكبرى للزجل ” وذلك يوم السبت ‪ 2‬يناير ‪ 2016‬على الساعة‬ ‫الثالثة زواال بفضاء المقهى األدبي لحظات طنجة بمشاركة‬ ‫مجموعة من الزجالين المغاربة المرموقين حيث يهـدف هـــذا‬ ‫الملتقى األدبي‪ ،‬إلى التعريف بإبداعات رواد شعر الزجل المغربي‬ ‫وإطالع متتبعي الزجل على آخر اإلبداعات في هذا المجال‪ ،‬وإثراء‬ ‫التجربة الشعرية الزجلية في مختلف تجلياتها الجمالية والفكرية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وإتاحة الفرصة أمام المبدعين الشباب لالستفادة‬ ‫وااللتقاء بالشعراء الزجالين المحنكين والنقاد لتعميق تجاربهم‬ ‫وإغناء تجربتهم الشخصية‪ .‬وتشجيع اإلبداع الزجلي‪ .‬التراث‬ ‫الوطني االصيل بصفة عامة ومنطقة الشمال خاصة‪.‬الملتقى‬ ‫سيعرف مشاركة زجالين مغاربة أغنوا الساحة الفنيـة والثقافيــة‬ ‫بابداعاتهم كما سيتم تكريم الزجال المغربي إدريس الهكار‬ ‫التازي والشاعر حميد يعقوبي واإلعـالمي عبد اللطيف بنيحيــى‬ ‫الذي يعتبر أحد رواد إذاعة طنجة الجهوية‪.‬‬ ‫محمد الرضاوي‬

‫عبد اللطيف بنيحيى‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.