Achamal n° 814 le 08 dec 2015

Page 1

‫مجلس المستشارين‬

‫‪ 596‬أم ‪ 320‬؟‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 814‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 26‬صفر ‪� 08 / 1437‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫الخالف ال زال قائما حول عدد موظفي مجلس المستشارين‪ ..‬بين‬ ‫الرئيس الذي يقول إنهم ‪ 320‬والوزير بوسعيد الذي يؤكد أنهم ‪....596‬‬ ‫فإن صح قول الرئيس‪ ،‬أين «ذهب» الفرق بين العددين‪ ،‬وهو ‪276‬؟‬ ‫ومهما كانت الحال‪ ،‬فإنه يمكنكم أن تتصورا كل هذا العدد من‬ ‫الموظفين لالهتمام بشؤون ‪ 120‬مستشارا بالغرفة الثانية‪ ،‬بعد أن تقلص‬ ‫عددهم من ‪ 270‬إلى ‪ 120‬وفق التركيبة الجديدة التي أسفرت عنها انتخابات‬ ‫‪ 2‬أكتوبر الماضي‪ ،‬وهو ما يعني تخصيص حوالي ‪ 5‬موظفين‪ ،‬وبالضبط ‪،4,8‬‬ ‫إذا اعتبرنا ادعاء الوزير‪ ،‬لالعتناء بشؤون كل واحد الــ ‪ 120‬مستشارا‪ ،‬سواء حضروا أم تغيبوا بالرغم من «التحفيزات»‬ ‫السخية لضمان حضورهم الكريم‪.‬‬ ‫الوزير بوسعيد أكد أن موظفي البرلمان يبلغ عددهم حوالي ‪ 1500‬موظف‪ ،‬وبالضبط ‪ ،1482‬منهم ‪ 886‬لمجلس‬ ‫النواب (‪ 395‬نائبا)‪ ،‬و ‪ 596‬لغرفة المستشارين‪ ،‬وقد رصدت خزينة الدولة للغرفة الثانية ميزانية تبلغ ‪ 23‬مليارا و ‪205‬‬ ‫ماليين سنتيم ‪ 19 ،‬مليار ألداء «أجور» وتعويضات البرلمانيين والموظفين (‪ 5‬ماليير ألداء أجور المستشارين و‪417‬‬ ‫مليون سنتيم ألداء تقاعدهم المريح بحول اهلل و ‪ 218‬مليون سنتيم تعويضات جزافية و ‪100‬مليون لتعويضـات‬ ‫أعضاء الديوان و ‪ 312‬مليون ألداء مصاريف التأمين)‪...‬‬ ‫بهذا نطق سهمك ودل فالك‪ ،‬واهلل أعلم‪......!!! ‬‬

‫البنك الدولي ‪:‬‬

‫طنجة أو «قصة نجاح استثنائي لمدينة بمضيق جبل طارق»‬ ‫«المخطط الملكي» لــ «طنجة الكبرى»‬

‫إرادة جاللة الملك‬ ‫أقوى من الغاز‬ ‫والبترول‬

‫في ملخص تمهيدي للتقرير الذي سيصدره البنك الدولي بداية السنة القادمة‪ ،‬جاء أن مدينة طنجة المغربية تشكل نموذجا‬ ‫ناجحا لمدينة بمضيق جبل طارق‪ ،‬استطاعت‪ ،‬في وقت وجيز‪ ،‬أن تنتقل من وضعية ركود اقتصادي مزمن إلى مدينة أبهرت العالم‬ ‫بما حققته‪ ،‬في أقل من عشر سنوات‪ ،‬من نجاح اقتصادي‪ ،‬جعلها محط إعجاب و «تهيب» خاصة من بلدان مجاورة‪.‬‬ ‫فريق من البنك الدولي قام سنة ‪ 2014‬بدراسة ميدانية‪ ،‬وقف خاللها على المشاريع الكبرى التي أنجزت بهذه المدينة والتي‬ ‫هي في طريق اإلنجاز‪ ،‬حيث تم خلق فرص شغل جديدة بنسبة فاقت ثالثة أضعاف ما يخلقه المغرب سنوي ًا‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫طنجة تستضيف المؤتمر الوطني‬ ‫مسرح سيرفانتيس على طريـق “المغربـة”‬ ‫أخبار عن محادثات مغربية إسبانية بشأن التخلي عن ملكية المسرح للمغرب الثاني للنقل السياحي بالمغرب‬

‫ثقافي‪ ،‬خاصة خالل النظام الدولي لمنطقة طنجة‪،‬‬ ‫التي تميزت بـطابعها “الكوسموبوليت”‪.‬‬ ‫وأضافت الجريدة أن المسرح أغلق أبوابه في‬ ‫ثمانينات القرن الماضي األمر الذي عرضه لإلهمال‬ ‫والتدهور‪ ،‬بالرغم من إطالق مبادرات من الجانبين‬ ‫إلعادة تشغيله بعد إصالحه وترميمه‪.‬‬ ‫إال أن السلطات اإلسبانية استكثرت المبالغ التي‬ ‫كانت تتطلبها ‪ ‬عملية الترميم والتي قدرت ‪ ‬ما بين ‪3‬‬ ‫و ‪ 5‬ماليين أورو‪ ،‬خاصة والبناية توجد خارج التراب‬ ‫الوطنيإلسبانيا‪.‬‬ ‫على أن الحكومة اإلسبانية كانت قد رصدت‬ ‫مبلغ ‪ 95‬ألف أورو‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬من أجل إعداد دراسة‬ ‫عن حالة بناية المسرح‪ ،‬أبانت‪ ‬أن البناية توجد في‬ ‫حالة متقدمة من التلـف‪ ،‬دون أن تكون مهددة‬ ‫باالنهيار‪ .‬‬

‫ولنا تعليق‬

‫‪ ‬مسرح سيرفانتيس أغلق أبوابه سنة‪،1974 ‬‬ ‫بعد فترة تذبذب‪ ،‬تحول خاللها إلى قاعة سينما‬ ‫تخصصت في عرض أفالم هندية‪ .‬وقد نجح رئيس‬ ‫المجلس البلدي‪ ،‬آنذاك‪ ،‬الراحل مصطفي عبد اهلل‪ ،‬في‬ ‫انتزاع اتفاق يقضي بتفويض تدبير المسرح لبلدية‬ ‫طنجة بدرهم رمزي ولتسعين سنة‪ ،‬شريطة إصالحه‬ ‫واالعتناء به والترخيـص بإقامة نشاطات ثقافية‬ ‫وفنية ‪ ‬إسبانية على خشبته‪.‬‬ ‫إال أن وزارة الداخلية المغربية رفضت التصديق‬ ‫على ‪ ‬هذا االتفاق الذي كنت شخصيا واحدا من الذين‬ ‫شاركوا في تحضيره بحكم‪ ‬قربي من رئيس المجلس‬ ‫البلدي‪ ،‬بسبب وجيه وقانوني‪ ،‬وهو أن الدولة‪ ‬ليس‬ ‫مسموحا لها بصرف أموال عمومية على بناية في‬ ‫ملك أجانب‪ .‬إال أن الحكومة اإلسبانية ‪ ‬تمنعت‪ ،‬دائما‪،‬‬ ‫عن التنازل عن ملكية المسرح التي آلت إليها بعد‬ ‫وفات مالكيها الحقيقيين‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ربع الموظفين بالمغرب سيحالون على التقاعد‬ ‫بحلول سنة ‪2021‬‬

‫بينما تتجه وزارة الوظيفة العمومية إلى‬ ‫استبدال التوظيف بالتعاقد مع اإلدارة المغربية‪،‬‬ ‫كما نص على ذلك مشروع مرسوم حكومي‬ ‫أعدته وزارة الوظيفة العمومية وتحديث اإلدارة‪،‬‬ ‫كشفت معطيات حديثة أن أزيد من ربع موظفي‬ ‫الدولة سيحالون على التقاعد بحلول سنة‬ ‫‪.2021‬‬ ‫وأوردت معطيات حكومية رسمية‪ ،‬لوزارة‬ ‫«الحركي محمد مبدع»‪ ،‬أن الموظفين الذين‬ ‫يتوقع أن يحالوا على التقاعد إلى غاية ‪2021‬‬ ‫سيصل إلى ‪ 133‬ألفا و‪ 446‬موظفا‪ ،‬أي ما‬ ‫يعادل ‪ 25.26‬في المائة‪ ،‬معلنة أن هذه النسبة‬ ‫ستصل ‪ 61.6‬في المائة بحلول ‪ ،2034‬والتي‬ ‫من المرتقب أن يحال خاللها ما مجموعه ‪325‬‬ ‫ألفا و‪ 448‬موظفا‪.‬‬ ‫ووفقا للمعطيات الرسمية الحديثة‪ ،‬فإن‬

‫سنة ‪ 2014‬شهدت إحالة ‪ 13‬ألفا و‪ 781‬موظفا‪،‬‬ ‫بنسبة تقدر بـ ‪ 2.5‬في المائة‪ ،‬من بين مجموع‬ ‫موظفي اإلدارات العمومية‪ ،‬مسجلة أن النسبة‬ ‫السنوية بين ‪ 2013‬و‪ 2034‬ستتراوح بين ‪2.4‬‬ ‫و‪ 4‬في المائة من العدد اإلجمالي للموظفين‪.‬‬ ‫وبحسب اإلحصائيات الحكومية‪ ،‬فإن‬ ‫عدد الموظفين المتوقع إحالتهم على التقاعد‬ ‫سيعرف منحى تصاعديا إلى غاية ‪ ،2020‬التي‬ ‫ستسجل أكبر معدل بنسبة تفوق ‪ 4‬في المائة‪،‬‬ ‫قبل أن يشرع في االنخفاض بداية من سنة‬ ‫‪.2021‬‬ ‫جدير بالذكر أن الشيخوخة تزحف على‬ ‫اإلدارة المغربية‪ ،‬حيث إن قمة هرم أعمار‬ ‫الموظفين تتمثل ف��ي الشريحة العمرية‬ ‫المتراوحة بين ‪ 51‬و‪ 55‬سنة‪ ،‬والتي تشكل نسبة‬ ‫‪ 19‬في المائة من أعداد الموظفين باإلدارات‬

‫المغربية‪ ،‬في حين تصل نسبة المتراوح سنهم‬ ‫بين ‪ 56‬و‪ 60‬سنة أزيد من ‪ 14‬في المائة‪.‬‬ ‫وتأتي هذه المعطيات الرسمية في الوقت‬ ‫الذي تؤكد فيه الحكومة على استعجالية إصالح‬ ‫أنظمة التقاعد المهددة باإلفالس‪ ،‬مؤكدة أنه‬ ‫«في غياب اإلصالح‪ ،‬ستكون مضطرة بداية من‬ ‫سنة ‪ 2018‬لالقتطاع من األجور لسد العجز أو‬ ‫ستضطر لعدم صرف المعاشات في سنة ‪2022‬‬ ‫بسبب عدم وجود اإلمكانات المالية الالزمة‬ ‫لذلك»‪.‬‬ ‫الحكومة أكدت أن إصالح نظام المعاشات‬ ‫المدنية خيار ال مفر منه‪ ،‬معلنة أنها «ستتحمل‬ ‫مسؤوليتها في اعتماد هذا اإلصالح في أقرب‬ ‫اآلجال‪ ،‬باعتبار ذلك مسؤولية كبيرة سواء تجاه‬ ‫المتقاعدين الحاليين أو المستقبليين»‪.‬‬ ‫عن موقع هسبريس‬

‫اختالس ‪ 400‬مليون سنتيم بمصلحة التحصيل‬ ‫الضريبي بأصيلة‬

‫علمت الجريدة من مصادر متطابقة أن مصالح‬ ‫الخزينة الجهوية بطنجة اكتشفت قبل أيام عملية‬ ‫اختالس مبالغ كبيرة طالت مداخيل إدارة التحصيل‬ ‫الضريبي بأصيلة‪ ،‬قدرتها ذات المصادر بحوالي ‪400‬‬ ‫مليونسنتيم‪.‬‬ ‫و في الوقت ال��ذي يسود تكتم كبير حول‬ ‫القضية‪ ،‬تعكف لجنة تفتيــش بعثتــها المصالح‬ ‫المختصة للتدقيق في حسابات المصلحة بغية حصر‬ ‫حجم المبالغ المختلسة‪.‬‬ ‫مصادر الجريدة أكدت أن أصابع االتهام موجهة‬ ‫لرئيسة المصلحة بأصيلة(ن‪.‬غ)‪ ،‬و التي تمكنت من‬ ‫مغادرة التراب الوطني‪ ،‬بدعوى تلقيها للعالج من‬ ‫أزمة صحية تعانيها منذ أسابيع‪ ،‬ورغم محاولة اإلدارة‬ ‫ربط االتصال بالموظفة المذكورة لكنها لم تتمكن‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫المثير في األمر أن الخازن اإلقليمي سبق له أن‬ ‫قام رفقة مسؤولة مصحلة المحاسبة بزيارة تفتيشية‬ ‫لمصلحة التحصيل الضريبي بأصيلة قبل حوالي‬ ‫سنة‪ ،‬واكتشفا العديد من االختالالت دون أن يتلوها‬ ‫أي إجراء‪ ،‬ما يطرح سؤاال عريضا حول عدم تدخل‬ ‫الخازن اإلقليمي في الوقت المناسب قبل انفجــار‬ ‫الفضيحة‪.‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫ف��ج��أة‪ ،‬وب���دون م��ق��دم��ات‪ ،‬وفي‬ ‫غيبة ع��ن أي بيان م��ن السلطــات‬ ‫المغربيـــة‪ ،‬محلية أو وطنية‪ ،‬طلعت‬ ‫علينا الصحافـة اإلس��ب��ان��ي��ة بخبر‬ ‫هام ‪ ‬ومباغــت‪ ،‬مفــاده ‪ ‬أن إسبانيا‬ ‫قــررت‪ ،‬أخ��ي��را‪ ،‬التخلي ع��ن‪ ‬مسرح‬ ‫سيرفانتيس‪ ‬بطنجة‪ ،‬للسلطات‬ ‫المغربية‪ ،‬بشروط ‪.‬‬ ‫الخير تناقلتــه‪ ‬منابر إعالميـة‬ ‫مغربيــة‪ ،‬م��ن م��ص��دره‪ .‬ج��ري��دة‬ ‫“الموندو” الشهيرة‪ ،‬التي تكون قد نقلته‬ ‫عن الوكالة‪ ‬اإاسبانية لألنباء‪“ ،‬إيفي”‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن كتبت ‪El Mun� ‬‬ ‫‪ do‬أن مصادر وزارة الخارجية اإلسبانية‬ ‫أك��دت لها أن حكومة مدريد تباشر‬ ‫مفاوضـات‪ ‬مع الحكومــة المغربية من‬ ‫أجل التخلي للمغرب عن ملكية مسرح سيرفانتيس‪،‬‬ ‫ببضعة شروط‪ ،‬وذلك في إطار اتفاق دولي‪ ‬يطمح‬ ‫الطرفان إلى جعله رمزا للتعاون المغربي اإلسباني‪،‬‬ ‫وعنوانا للعالقات المتميزة القائمة بين المملكتين‪.‬‬ ‫نفس المصادر أضافت أن مجموعات قانونية‬ ‫من البلدين تعمل في الوقت الراهن على ‪ ‬بلورة‬ ‫هذا االتفاق الذي يجب أن يصادق عليه برلمان كل‬ ‫من مدريد والرباط‪ .‬وبمقتضى هذا االتفاق يلتزم‬ ‫المغرب بإصالح وترميم بناية المسرح‪ ‬وتجهيزه‬ ‫وتسييره كمركز متعدد التخصصات وليس فقط‪،‬‬ ‫كقاعة للعروض المسرحية‪ .‬ويبقى الشرط األساسي‬ ‫هو ضرورة االحتفاظ‪ ‬ببناية المسرح في شكلها‬ ‫المعماري األصلي‪ ،‬خاصة واجهة المسرح التي تشكل‬ ‫أحد الرموز السياحية لمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وتضيف الصحيفة‪ ،‬في تعليق‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫“إسبانيا تتخلى عن طنجة”‪ ،‬أن مسرح سيرفانتيس‪ ‬‬ ‫الذي تم االحتفال بمئويته ‪ ‬سنة ‪ ،2013‬والذي توقف‬ ‫نشاطه منذ ثالثة عقود‪ ،‬سيصبح‪ ،‬أخيرا‪ ،‬مغربيا‪ ،‬بعد‬ ‫الوصول إلى اتفاق بشأنه بين حكومتي البلدين‪،‬‬ ‫تسلم إسبانيا بصورة مجانية‪ ،‬ملكية المسرح للمغرب‪ ‬‬ ‫مقابل االلتزام بترميمه وتشغيله‪.‬‬ ‫وقد يتم التوقيع على االتفاقيــة المغربيــة‬ ‫اإلسبانية بشأن مسرح سيرفانتيس‪ ،‬بعد تشكيل‬ ‫الحكومة اإلسبانية الجديــدة ‪ ‬التي ستنبثـق عن‬ ‫االنتخابات التشريعية المقبلة المزمع تنظيمها في‬ ‫العشرين من دجنبر الجاري‪,‬‬ ‫جريدة ‪ El Mundo‬ذكرت‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بحدث‬ ‫تدشين المسرح‪ ،‬سنة ‪ ،1913‬بعد الفراغ من أشغال‬ ‫البناء التي بدأت سنة ‪( 1911‬عام قبل التوقيع في‬ ‫فاس على عقد الحماية الفرنسية بالمغرب) وقد اعتبر‬ ‫مسرح سيرفانتيس بطنجة أكبر‪ ‬المسارح في شمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬على اإلطالق‪ .‬وشكل عبر عقود‪ ،‬مركز إشعاع‬

‫والواقع أن‪ ‬تشبث أهل طنجة بمسرح‬ ‫سيرفانتيس راج��ع إلى أن هذا المسرح‬ ‫يشكل جزءا من هويتهم الثقافية ‪ ‬حيث‬ ‫إن��ه ك��ان شاهدا‪ ،‬منذ عشرينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬على ظهور أولى بوادر الحركة‬ ‫المسرحية الطنجاوية‪ ،‬كما أنه ‪ ‬يختزن‪ ‬‬ ‫فصوال من كفاحهم من أجل االستقالل‬ ‫وال��وح��دة‪ ،‬حيث إن��ه احتضن معظم‬ ‫التجمعات الشعبية‪ ،‬في شتى المناسبات‬ ‫واألعياد الوطنية‪ ،‬وعلى خشبته تم االحتفال‬ ‫بتشكيل الجبهة الوطنية من طرف زعماء‬ ‫الحركة الوطنية‪ ،‬عالل الفاسي‪ ،‬وأحمد‬ ‫بنسودة‪ ،‬والشيخ محمد المكي الناصري‬ ‫وعبد الخالق الطريس‪ ،‬بحضور وفد الجامعة‬ ‫العربية برئاسة محمد أبو الفتح‪ ،‬و صالح أبو‬ ‫رقيق‪ ،‬وحبيب جماتي وغيرهم‪.‬‬ ‫ومن المؤكــد أن خزانة المصور الصحافــي‬ ‫المرحوم عالل الدفوف‪ ،‬والتي هي اآلن في ملكية‬ ‫ولده رشيد‪ ،‬تحتفظ بالكثير من صفحات ذلك التاريخ‬ ‫المجيد‪ .‬‬ ‫وبالعودة إلى مسرح سيرفانتيس‪ ،‬أذكر بأن‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬وزير الثقافة آنذاك‪ ،‬أثار‪،‬‬ ‫في العديد من المناسبات‪ ،‬محادثات مع السلطات‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬وفي أعلــى قمتها‪ ،‬بخصوص مســرح‬ ‫سيرفانتيس‪ ،‬ولم يترك أي فرصة تمر‪ ،‬خالل وجوده‬ ‫في زي��ارات رسمية إلسبانيا أو استقباله لوفود‬ ‫إسبانية بالمغرب‪ ،‬إال وأثار قضية مسرح سيرفانتيس‬ ‫مع المسؤولين اإلسبان‪ ،‬دون أن يصدر عنهم ما‬ ‫يفيد ‪ ‬برغبتهم في إيجاد حل للقضية‪.‬‬ ‫وخ�لال زيارته للبرتغال‪ ،‬قادما من إسبانبا‪،‬‬ ‫س��أل��ت وزي���ر ال��ث��ق��اف��ة ف��ي ح��ك��وم��ة ال��ت��ن��اوب‪،‬‬ ‫األس��ت��اذ محمد األش��ع��ري‪ ،‬بمطار لشبونة‪ ،‬عما‬ ‫إذا ك��ان قد أث��ار قضية مسرح سيرفانتيس في‬ ‫محادثاته ‪ ‬بمدريد‪ ،‬فأجابني ‪ ‬أن القضية مطروحة‬ ‫للنقاش باستمرار‪ ،‬وأنه أثارها بالفعل‪ ،‬خالل لقائه مع‬ ‫نظيره اإلسباني ‪ ، ‬إال أنه لم يلمس استعدادا كبيرا‬ ‫للتجاوب مع المطالب المغربية بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫على أي‪ ،‬الحكومــة اإلسبانيــة اهتــدت في‬ ‫األخير إلى الطريق السليم المفضي‪ ،‬أكيدا‪ ،‬إلى‬ ‫ترميم المسرح الكبير وع��ودة الحياة إلى خشبته‬ ‫وكواليسه‪ ،‬بعد أن أقرت التخلي عن ملكية المسرح‬ ‫للحكومة المغربية التي لم” تتكرم “ على الرأي العام‬ ‫المغربي‪ ،‬ببيان يوضح مسار محادثاتها مع الجانب‬ ‫اإلسباني بهذا الخصوص ويعفينا من التماس الخبر‬ ‫اليقين من جهات أجنبية‪....‬‬ ‫بالرغم من أننا “تعودنا” على ذاك‪..... !!! ‬‬

‫نظمت الجامعة الوطنية للنقل السياحي‬ ‫أمس الجمعة بطنجة‪ ،‬المنتدى الوطني الثاني للنقل‬ ‫السياحي تحت شعار “دور النقل السياحي في الحفاظ‬ ‫على المحيط البيئي “ ‪.‬‬ ‫و يندرج هذا المنتدى في إطار المقاربة المهنية‬ ‫االستشرافية التشاركية لتسويق المنتوج السياحي‬ ‫الوطني في أفق ‪ 2020‬استنادا إلى معايير علمية‬ ‫تحترم المحيط البيئي وتساهم في تحقيق التنمية‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫و حضر المنتدى الذي تم تنظيمه بفندق روايال‬ ‫توليب بطنجة‪ ،‬عثمان الشريف العلمي رئيس الجامعة‬ ‫الوطنية للنقل السياحي الطرقي‪ ،‬ومحمد نجيب بوليف‬ ‫الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك‪،‬‬ ‫ونادية بودياس الكاتب العام لوزارة السياحة‪ ،‬محمد‬ ‫العربي الشيوا رئيس االتحاد اإلقليمي للنقل السياحي‪،‬‬ ‫سعيد العباسي مندوب السياحة بطنجة‪ ،‬محمد حبيب‬ ‫ممثل االتحاد الدولي للنقل الطرقي وممثلون عن‬ ‫وزارات السياحة والنقل والبيئة والجمعية الجهوية‬ ‫للنقل السياحي بطنجة وجامعة النقل التابعة لالتحاد‬ ‫العام لمقاوالت المغرب والجامعة الوطنية للصناعة‬ ‫الفندقية و المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪.‬‬ ‫و شكل المنتدى مناسبة لفتح نقاش وطني‬ ‫مع كل المتدخلين في مجال النقل السياحي إليجاد‬ ‫الحلول لبعض اإلشكاليات والقضايا التي تستأثر‬ ‫باهتمام مهنيي القطاع‪ ،‬والتي تهم خاصة آليات‬ ‫التمويل وشروط السالمة وكفاءة العنصر البشري‬ ‫والتكوين وأنظمة التسيير والضرائب المخصصة‬ ‫للنقل السياحي‪ ،‬لتعزيز تنافسية القطاع في ظل‬ ‫التحوالت العميقة التي يعرفها االقتصاد الوطني‬ ‫باعتبار أهمية قطاع كركيزة داعمة للسياحة الوطنية ‪.‬‬ ‫كما سعى المنتدى طرح حلول اإلشكاليات‬ ‫المرتبطة بالجانب اللوجستيكي والمواقع المخصصة‬

‫للنقل السياحي بمختلف جهات المملكة خاصة‬ ‫المتواجدة بالقرب من المركبات السياحية والمواقع‬ ‫ذات الجذب السياحي والمزارات السياحية ‪.‬‬ ‫وتضمن البرنامج جلسات عامة بحثت مواضيع‬ ‫التنمية االقتصادية في ارتباط بالنقل السياحي‬ ‫وأخالقيات المهنة والشراكات االجتماعية واحترام‬ ‫البيئة والنقل السياحي البري‬ ‫المنتدى الوطني الثاني للنقل السياحي ارتأت‬ ‫الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب تنظيمه‬ ‫هذه السنة خ��ارج العاصمة االقتصادية وإقامته‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬قصد إعطائه صبغة تشاركية مع‬ ‫مجموعة دول أوروبية بمشاركة خبراء دوليين من‬ ‫االتحاد الدولي للنقل على الطرق ومنظمة السياحة‬ ‫العالمية قصد تبادل الخبرات والتجارب واالبتكارات‬ ‫والممارسات الجيدة في مجال النقل السياحي والبيئة‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫مسؤول بالفيدرالية الوطنية للنقل السياحي أكد‬ ‫أن المنتدى الوطني للقطاع يأتي في سياق انخراط‬ ‫الفيدرالية ومساهمتها الفعالة في إنجاح مشروع‬ ‫السياحة المستدامة وحرصها الشديد على المسؤولية‬ ‫النابعة من رؤي��ة ‪ 2020‬للسياحة والمخططات‬ ‫االستراتيجية للنقل في تحقيق الديناميكية والعمل‬ ‫على إنجاح األهداف المشتركة بين مجموعة قطاعات‬ ‫مشتركة في النقل السياحي ‪.‬‬ ‫وكانت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي قد‬ ‫عقدت السنة الماضية ‪ 2014‬المنتدى األول لقطاع‬ ‫النقل السياحي بمدينة الدارالبيضاء تحت شعار ”‬ ‫النقل السياحي ورؤية ‪ ،”2020‬والذي شهد مشاركة‬ ‫مجموعة وكالء السفر ومهنيي قطاع النقل السياحي‬ ‫إلى جانب وزارات والمجلس الجهوي للسياحة ومرصد‬ ‫السياحــة ومؤسسات بنكيــة وشركــات التأمين‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫المؤسسات التعليمية لها حرمتها‬ ‫وكرامتها ضرورة الحفاظ عليها‬ ‫واجب وطني‬ ‫الضرورة ملحة إلعطاء التالميذ ماريستحقونه من العناية‪ ،‬وأقصد هنا‬ ‫تجنب األذى عن أبنائنا من أخطار الطريق‪ ،‬خصوصا وقت الدخول والخروج من‬ ‫المؤسسة‪ ،‬حيث ال وازع ألصحاب السيارات والدراجان الذين ال يعيرون اهتماما‬ ‫لهؤالء األطفال ‪ ،‬للتمادي في السرعة المفرطة التي يسيرون بها ضاربين‬ ‫عرض الحائط بمدونة السير‪ ،‬وما يمكن أن يترتب عن استخدام السرعة‬ ‫قرب المؤسسات التعليمية من أذى للتالميذ‪ ،‬وما تشكله هذه الممارسات من‬ ‫خطر دائم على حياة وأرواح األبرياء الصغار‪ ،‬وقد سبق لنا كآباء وأولياء تالميذ‬ ‫مدرسة فاطمة الزهراء بالبرانص ‪ 1‬أن كتبنا رسائل في الموضوع‪ ،‬إلى كل من‬ ‫رئيس مقاطعة الشرف السواني‪ ،‬وعمدة طنجة التخاذ ما يلزم‪ ،‬كإقامة حواجز‬ ‫من اإلسمنت أي ما يعرف ب «ليضوضان» إلجبار السائقين على التخفيف من‬ ‫السرعة أثناء اقترابهم من المدارس‪ .‬المطلوب من المسؤولين التدخل من أجل‬ ‫وضع حد لتخوفات آباء وأولياء التالميذ من خطر تهور بعض السائقين‪.‬‬

‫وفيما تمت إحالة الملــف على الوكيل العام‬ ‫للملك لدى استئنافية طنجة قصد اتخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية التي تقتضيها النازلة‪ ،‬ينتظر أن ترفع‬

‫لجنة التفتيش تقريرها ل�لإدارة المركزية‪ ،‬وعلى‬ ‫ضوئه سيتم تحديد المسؤوليات في الواقعة‪ ،‬واتخاذ‬ ‫المناسب من قرارات‪.‬‬

‫أحمد المجدوبي‬

‫عضو جمعية أمهات وآباء أولياء التالميذ‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫التمس مني من مُنط َلق غيرته على المدينة‪ ،‬أن أثير ـ في عمودي هذا ـ موضوع‬ ‫البناية التي كانت في يوم ما إدارة عامة لألمن الوطني بتطوان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الحظ أن هذه البناية‪ ،‬تُركت ليد الزمن يفعل فيها ما يشاء‪ ،‬فدعاني إلى الحديث‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫والحق أنها ليست البناية الوحيدة التي دخلت في عداد النسيان‪ ،‬ولكن هناك معالم‬ ‫في المدينة العصرية‪ ،‬تدعونا إلى االهتمام بها‪.‬‬ ‫فهناك المحطة الطرقية بطابقيها العلوي والسفلي‪ ،‬وهي مالصقة لقصر البلدية‪،‬‬ ‫وتحت سمع وبصر ممثلينا المحترمين في الجماعة الحضرية‪ .‬وهناك المسرح الوطني‬ ‫الذي قيل في شأنه ما قيل في حملة انتخابية سابقة‪ .‬وهناك أوطيل درسة‪ ،‬وهو يراوح‬ ‫مكانه بين اإلصالح والتهديم‪ .‬وهناك أوطيل ناسيونال الذي تخلى عنه مالكوه ألسباب‬ ‫نجهلها‪ .‬وهناك معلمة أثرية نرجو أن تنضم إلى المتحف األثري‪ ،‬وأقصد بها الباشوية‪.‬‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫شة‬

‫هناك أيضا (القصبة)‪ ،‬أو المعسكر المطل على المقبرة اإلسالمية‪ ،‬فقد تحمس لها‬ ‫في يوم ما وال من والة صاحب الجاللة‪ ،‬وقرر أن يعيد لها الحياة‪ ،‬وأن يجعلها مسرحا‬ ‫لعرض بعض األنشطة الفنية التي تحتاج إلى فضاء رحب‪ ،‬ولكن قراره ظل في رف من‬ ‫رفوف الوالية‪.‬‬ ‫والغريب أن المسؤولين وعلى رأسهم المنتخبين‪ ،‬ال يُدخلون هذه المباني ـ على‬ ‫أهميتها وثقلها التاريخي ـ في حسبانهم‪ ،‬وإنما يتفرجون عليها كما يتفرج أي مواطن ال‬ ‫حول له وال قوة‪ ،‬وكأنهم ينتظرون انهيارها واندثارها‪.‬‬ ‫نفس األمر‪ ،‬وقع بالمدينة العتيقة‪ ،‬فقد تُركت لشأنها‪ ،‬فانهار بها ما انهار‪ ،‬وتداعى‬ ‫ما تداعى‪ ،‬وتشقق ما تشقق‪ ،‬ولوال اإلرادة الملكية‪ ،‬لبقي الحال على ما هو عليه‪.‬‬ ‫فهل ستلتفت جماعتنا الحضرية التي تجددت الثقة في رئيسها‪ ،‬إلى هذه المصالح‬ ‫المهجورة المتهالكة‪ ،‬أم ستغُض الطرف عنها متمسكة بالمثل القائل‪« :‬كم حاجة‬ ‫قضيناها بتركها؟»‪.‬‬

‫دورة تكوينية في مجال الطاقات المتجددة بطنجة‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫في إطار مشاركتها في االستراتيجية التي تبنتها الدولة‬ ‫في مجال االقتصاد االجتماعي والتضامني‪ ،‬نظمت جمعية‬ ‫النهضة لحرفيي الكهرباء والماء‪ ،‬بجهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بتنسيق مع التعاونية الكطالنية (أزيموت ‪)360‬‬ ‫احتضنت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لوالية طنجة‪،‬‬ ‫يومي ‪ 2‬و ‪ 3‬دجنبر الجاري‪ ،‬دورة تكوينية لفائدة ‪ 30‬شخصا‪،‬‬ ‫يمثلون المهن الحرة في مجال الكهرباء والماء‪ ،‬المنخرطين‬ ‫في الجمعية‪ ،‬وذلك في مجال إحداث وتسييــر التعاونيات‬ ‫والمقاوالت في الطاقات المتجددة‪.‬‬ ‫وقد اشتملت الدورة التكوينية على دروس نظريــة‬ ‫وتطبيقية قام بتأطيرها كل من الدكتور محمد السعيدي‬ ‫منشـط التدبيــر والتسييـــر بتعاونيـــة (أزيموت ‪،)360‬‬ ‫وكريستينا خيل‪ ،‬وماريا خيل‪ ،‬ولورا لوراس‪ ،‬وكلهم من‬ ‫التعاونية الكطالنيــة المذكورة‪.‬‬ ‫وعلى مدى يومين تلقى المستفيدون تكوينا في ميدان‬ ‫الطاقات المتجددة‪ ،‬والنجاعـــة الطاقيــة‪ ،‬وكيفيــة إحداث‬ ‫تاونيات ومقاوالت في هذا المجال‪.‬‬

‫وتدخل هذه األيام التكوينية في إطار مشروع تبنته‬ ‫جمعية النهضة لحرفيي الكهرباء والماء‪ ،‬ويهدف باألساس‬ ‫تنمية الجهة‪ ،‬عن طريق االنخراط في المشاريع التي تعرفها‬ ‫طنجة الكبرى‪ ،‬والرقي بالتنمية المستدامة‪ ،‬عبر التكوين‬ ‫وإعادة التكوين‪ ،‬وكيفية إحداث مقاوالت وتعاونيات في‬ ‫مجال الطاقات المتجددة‪ ،‬وتقويــة استراتيجية االقتصــاد‬ ‫االجتماعي التضامني‪ ،‬بإشراك المتدخلين الكطالن داخل‬ ‫هذه الديناميكية‪ ،‬والرفع من حرفية ‪ 30‬شابا يمثلون الجهة‪.‬‬ ‫وعلى المدى البعيد تسعى جمعية النهضة لحرفـيـي‬ ‫الكهرباء والماء نقل المعرفة فيما يخص الطاقات المتجددة‬ ‫التي انخرطت فيه الجمعية‪ ،‬حيث سعت في إطار تعميم‬ ‫الفائدة في هذا المجال إلى ترجمة جميع الوثائق المتعلقة‬ ‫بالتكوين والعمل على توزيعها على المنخرطين بما فيهم‬ ‫الذين لم يتمكنوا من حضور هذا التكوين‪.‬‬ ‫هذا وقد تم في نهاية هذا اللقاء توزيع الشواهد على‬ ‫المستفيدين من هذا التكوين‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫محطات‬ ‫وابتالءات‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في حياة المريـــد محطـــات ينزل فيها ثــم‬ ‫يمضي‪..‬‬ ‫وفي كل محطــة نعــم وابتــالءات ‪ ..‬لكــن‬ ‫من تحصن فيها بالتهذيب والزم التطهير بلغ‬ ‫المقصود بسلوك واصل‪..‬‬ ‫يبين سيدي حمزة القادري بودشيش رضي‬ ‫اهلل عنه هذا المعنى في قوله الشريف ‪:‬‬ ‫«هناك ثالث محطات يمر منها المريد ‪:‬‬ ‫محطة الشيطان‬ ‫ومحطة النفس‬ ‫ومحطة مكــر اهلل ؛ وال يومن مكر اهلل إال‬ ‫باألدب مع اهلل»‪.‬‬ ‫وأما المريد فهو صاحب القلب الناهض اليقظ‬ ‫في طلب الحق‪ ،‬المنقطع له بنظر واستبصار‬ ‫وتجرد عن كل إرادة ‪ ،‬سوى إرادة الحق‪.‬‬ ‫ويتأسس على هذا أمور هي ‪:‬‬ ‫* وجوب التأدب مع اهلل ؛ وهذا التأدب مشروط‬ ‫بصحبة الشيخ المربي الروحي‪.‬‬ ‫* وجوب توثيق هذه الصحبة لكونها أبوة‬ ‫روحية حامية موجهة ومرشدة‪.‬‬ ‫* وجوب معرفة أصول محددة ‪:‬‬ ‫ـ اإلخالص هلل ؛ مصداقا لقوله سبحانه «فاعبد‬ ‫اهلل مخلصا له الدين‪ ،‬أال هلل الدين الخالص»‬ ‫ـ الصدق مع الصادقيــن ؛ لقولـه عز وجل‬ ‫«وكونوا مع الصادقين»‪.‬‬ ‫ـ التزام الصبر ؛ امتثاال لألمر اإللهي «اصبروا‬ ‫وصابروا»‪.‬‬ ‫وهي أصول ملتحمة ؛ متى فقد أحدها تعطل‬ ‫اآلخران‪.‬‬ ‫فأما محطة الشيطان فغواية وتمرد وفساد‪..‬‬ ‫وأما محطة النفس فانغمار حيواني في تدبير‬ ‫شؤون البدن ‪ ..‬أو ائتمار بالسوء‪ ..‬أوامتنان ملهم‬ ‫بعلم ومعرفة وإشراق‪..‬أوخضوع للوم متواتر‬ ‫شديد‪ ..‬أو اطمئنان منور للقلب ؛ منخالع عن‬ ‫الرذائل ؛‬ ‫متخلق بالحميد المحمود ؛ مترق في مدارج‬ ‫قدسية ؛ مساكن لحضرة رفيع الدرجات‪..‬‬ ‫وأما محطة مكر اهلل؛ فمؤداها ‪ :‬تكريم بالنعم‬ ‫مع المخالفة وسوء األدب‪..‬‬ ‫« ومكروا‪ ،‬ويمكر اهلل ‪ ،‬واهلل خير الماكرين»‬ ‫وال يخاف مكر اهلل من تحقق وتأدب بالشريعة‬ ‫والخدمة والحق والحقيقة‪..‬‬ ‫وبيان هذا في قول سيدي حمزة القادري‬ ‫بودشيش رضي اهلل عنه ‪:‬‬ ‫«يحارب الشيطان اإلنسان من البداية حتى‬ ‫النهاية ؛ كي يخرجه ويعمر قلبه بأمور أخرى ؛‬ ‫ألنه جيش من الشر يتحارب مع جيش من النور ؛‬ ‫والذي يغلب يسكن حتى النهاية‪..‬‬ ‫وعندما يصل اإلنسان إلى النهاية‪ ،‬ويدخل‬ ‫إلى حضرة اهلل ال يبقى للشيطان طريق يوصله‪..‬‬ ‫ماذا يبقى ؟‬ ‫يبقى مكر اهلل‪..‬‬ ‫يبقى التأدب مع الربوبية ومع الشريعة ومع‬ ‫خلق اهلل‪.‬‬ ‫يبقى اإلنسان مراقبا نفسه ؛ ألنه يخاف من‬ ‫مكر ربه ؛‬ ‫«وال يامن مكر اهلل إال القوم الخاسرون»‪.‬‬


‫العدد ‪814‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫البنك الدولي ‪:‬‬

‫طنجة أو «قصة نجاح استثنائي لمدينة بمضيق جبل طارق»‬ ‫«المخطط الملكي» لــ «طنجة الكبرى»‬

‫إرادة جاللة الملك أقوى من الغاز والبترول‬

‫في ملخص تمهيدي للتقرير الذي سيصدره‬ ‫البنك الدولي بداية السنة القادمة‪ ،‬جاء أن‬ ‫مدينة طنجة المغربية تشكل نموذجا ناجحا‬ ‫لمدينة بمضيق جبل طارق‪ ،‬استطاعت‪ ،‬في وقت‬ ‫وجيز‪ ،‬أن تنتقل من وضعية ركود اقتصادي‬ ‫مزمن إلى مدينة أبهرت العالم بما حققته‪،‬‬ ‫في أقل من عشر سنوات‪ ،‬من نجاح اقتصادي‪،‬‬ ‫جعلها محط إعجاب و «تهيب» خاصة من بلدان‬ ‫مجاورة‪.‬‬ ‫فريق من البنك الدولي قام سنة ‪2014‬‬ ‫بدراسة ميدانية‪ ،‬وقف خاللها على المشاريع‬ ‫الكبرى التي أنجزت بهذه المدينة والتي هي في‬ ‫طريق اإلنجاز‪ ،‬حيث تم خلق فرص شغل جديدة‬ ‫بنسبة فاقت ثالثة أضعاف ما يخلقه المغرب‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫لقد أصبحت طنجة‪ ،‬بالفعل‪ ،‬بوابة تجارية‬ ‫هامة ومركزا صناعيا قويا في حين يعتبر ميناء‬ ‫طنجة المتوسط بمناطقه الصناعية والتجارية‬ ‫الحرة‪ ،‬أحد أكبر موانئ القارة اإلفريقية ‪.‬‬ ‫تقرير البنك الدولي أشار من جهة أخرى إلى‬ ‫أن مدينة طنجة‪ ،‬توجد في مفترق طرق مائي‬ ‫عالمي تلتقي عنده ثقافات وحضارات شعوب‬ ‫مختلفة‪ ،‬كما أن هذه المدينة تشكل قناة‬ ‫للتواصل التجاري بين القارات الخمس خاصة‬ ‫األوروبية حيث إنها توجد على بضعة أميال من‬ ‫سواحل أوروبا‪ .‬وبحكم هذا الموقع الجغرافي‬ ‫الهام ‪ ،‬استطاعت مدينة طنجة أن تجتذب‬ ‫إليها‪ ،‬عبر تاريخها القديم والحديث‪ ،‬العديد‬ ‫من التجار والصناع ورجال المال واألعمال وأهل‬ ‫الثقافة والفكر والفن‪ ،‬من مختلف أنحاء العالم‪،‬‬ ‫ما ساهم في جعل هذه المدينة فضاء عالميا‬ ‫متعدد اللغات والحساسيات‪ ...،‬ومتسامحا‪.‬‬ ‫وقد تحققت االنطالقة الحديثة الكبرى نحو‬ ‫العالمية‪ ،‬لطنجة‪ ،‬بفضل عبقرية جاللة الملك‬ ‫الذي ابتدع لها نموذجا خاصا‪ ،‬منسجما مع‬ ‫مؤهالتها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عبر مخطط‬ ‫«طنجة الكبرى» الذي أعطى العاهل انطالقته‬ ‫يوم ‪ 26‬شتنبر ‪ ،2013‬ورصد له اعتمادات‬ ‫بحوالي ‪ 8‬مليــارات درهم‪ ،‬بهـــدف االرتقاء‬ ‫بطنجة إلى مصاف العواصم الكبرى على ضفتي‬ ‫البحر األبيض المتوسـط‪ ،‬وتعزيز موقعها‬ ‫كبوابة طبيعية واستراتيجية للمغرب‪ ،‬على‬ ‫القارات الخمـــس‪ .‬هذا المخطط الكبير مكن‬ ‫طنجة وميناءها المتوسطي بمناطقه التجارية‬ ‫والصناعية الحرة‪ ،‬من استقطاب استثمارات‬ ‫أجنبية هامة‪ ،‬كان في مقدمـــة المستثمرين‬ ‫مجموعة «رونـــو ـ نيســـان» و«ماييرســــك»‬ ‫النرويجية‪ ،‬وهي أكبر الشركات العالمية لنقل‬ ‫الحاويات‪ ،‬فضال عـــن صناعات حديثــــة أخرى‬ ‫مرتبطة بالمناولة وبالصناعـــات التكميليـــة‬ ‫والتحويلية‪.‬‬ ‫مخطط «طنجة الكبرى» راعى في مختلف‬ ‫تدخالته‪ ،‬المؤهالت االجتماعيـــة والثقافيـــة‬ ‫واالقتصادية والبيئية لطنجة‪ ،‬بهدف تحقيق‬ ‫نمو متوازن قائم على توفير جودة الحياة‬ ‫بالمدينة مع تثمين إرثها االنساني والحضاري‬ ‫والثقافي والتراثي‪.‬‬

‫وبفضل هذا التصور الجديد لدور طنجة‬ ‫كقاطرة وطنية للتنمية الشاملة‪ ،‬أصبح ميناء‬ ‫طنجة المتوسط محطة متقدمة لإلستراتيجية‬ ‫الوطنية في مجال تنميــة العالقات التجارية‬ ‫الدولية للمغــرب ومنصـــة وطنيـــة لعــــرض‬

‫اإلمكانات الهائلة التي تزخر بها طنجة وشمال‬ ‫المغرب بصفة عامة‪ ،‬وجلب االستثمارات‬ ‫األجنبية وهو ما أشار إليه تقرير البنك الدولي‬ ‫حول االقتصاد العالمي سنة ‪ ،2014‬حيث أكد‬ ‫الدور الرئيسي لميناء طنجة المتوسط في‬ ‫تطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬هذا الميناء الذي‬ ‫سرعان ما مكن المغرب من أن يحرز على تقدم‬ ‫هائل في ما يتعلق بمؤشر الخدمات اللوجيستية‬ ‫حيث انتقل إلى الصف ‪ 62‬من بين ‪ 160‬بلدا‪،‬‬ ‫بينما الجزائر‪ ،‬مثال‪ ،‬توجد في مؤخرة الالئحة‪،‬‬ ‫رغم الغاز والبترول‪ ،‬في الرتبة الحادية عشرة‬ ‫بعد المائة !‬ ‫وموازاة مــــع انطـــالق مشـــروع المينـــاء‬ ‫المتوسط‪ ، ،‬شهد المغرب إقامة اتفاقيات‬ ‫التبادل الحر‪ ،‬وتم فتح الخطوط الجوية الحرة‬ ‫في وجه التجارة الدولية‪ ،‬كما أصدر المغرب‬ ‫مجموعة من القوانين التجارية واالقتصادية‬ ‫تتضمن امتيازات واسعة للمستثمرين‪ ،‬بينما‬ ‫وضع للميناء القديم‪ ،‬أو «ميناء المدينة»‬ ‫برنامج تأهيل ضخم‪ ،‬يشمل إنشاء ميناء ترفيهي‬ ‫ومارينا بمواصفات دولية‪ ،‬ومنشآت ثقافية كما‬ ‫احتفظ له ببعض خطوط النقل الدولي بين‬ ‫طنجة وجنوب اسبانيا وأعد به رصيف الستقبال‬ ‫سفن الرحالت السياحية الكبرى‪.‬‬ ‫يالحـــظ تقرير البنـــك الدولي كذلك أن‬ ‫التدخل الناجح للقطاعين العام والخاص‪ ،‬في‬ ‫مشاريع مخطط طنجة الكبرى‪ ،‬سهل توفير‬ ‫الموارد البشرية والمالية الكفيلة بتحقيق إنجاز‬ ‫المشاريع التي تشهد اليوم على الواقع الجديد‬ ‫لمدينة طنجة‪.‬‬ ‫ويرى هذا التقريـــر أن من أسبــــاب نجـــاح‬ ‫تدخالت الفاعلين في برنامج «طنجة الكبرى»‬ ‫‪ ،‬أوال‪ ،‬اعتماد هذا المخطط على خصوصيات‬ ‫طنجة‪ ،‬الجغرافية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫والبيئية‪ ،‬ثانيا واقعية المشاريع المبرمجة‪،‬‬

‫وأخيرا تعامل كافة الفاعلين بذكاء ومهارة مع‬ ‫المخطط‪.‬‬ ‫ومن نتائـــج ذلك‪ ،‬نجاح مينـــاء طنجـــة‬ ‫المتوسط في الوصول سريعا إلى الئحة الموانئ‬ ‫الخمسين عالميا‪ ،‬بفضل أدائه المهني المتميز‪،‬‬ ‫حسب التصنيف السنوي للمجلة البريطانية‬ ‫المتخصصة «مونتينير ماناجمان»‪ .‬كما أن هذا‬ ‫الميناء احتل الرتبة الخامسة على مستوى البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬متقدما علىبعض الموانئ‬ ‫األوروبية الهامة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أشار مصدر رسمي أن‬ ‫تموقع ميناء طنجة المتوسط ضمن الئحة‬ ‫أفضل خمسين ميناء عالميا جاء بعد تمكنه من‬ ‫كسب تسعة مراتب مقارنة بين سنتي ‪ 2013‬و‬ ‫‪ ، 2014‬وذلك بفضل المجهودات التي بذلت‬ ‫من طرف كل المشغلين والمؤسسات العاملة‬ ‫به واالستغالل األمثل لكل المرافق والتجهيزات‬ ‫وتحقيق إنجازات نوعية ومؤشرات غير مسبوقة‬ ‫بعد سبع سنوات من إعطاء انطالقة عمل هذا‬ ‫المرفق الحيوي الكبير‪ .‬وتتجلى هذه اإلنجازات‬ ‫أساسا في معالجة حوالي أربعة ماليين حاوية‬ ‫سنة ‪ ،2014‬األمر الذي عزز موقع المغرب‬ ‫ضمن الدول الرائدة في مجال المالحة والتجارة‬ ‫البحرية ‪،‬‬ ‫وكان طبيعيــا أن يشعـــر مسؤولــو بعض‬ ‫الموانئ المجاورة بنوع من «التوجس» أمام‬ ‫الصعود الباهر ‪ ،‬لميناء طنجة المتوسط‪ ،‬حيث‬ ‫كتبت جريدة «البايس» اإلسبانية في مقال‬ ‫تحت عنوان «عمالق بشمال المغرب»‪ ،‬أن ميناء‬ ‫طنجة المتوسط أصبح رائدا في إفريقيا وأنه‬ ‫يؤشر على ميالد مركب مينائي عمالق ‪ ،‬حيث إنه‬ ‫مكن من «كسر» االحتكار الذي كان يتمتع به‬ ‫ميناء الجزيرة الخضراء في مجال النقل المالحي‬ ‫للحاويات حيث إنه تمكن‪ ،‬سنة بعد تدشينه‬ ‫من نقل مليون حاوية وأن طموح هذا الميناء‬

‫الذي تجاوز ميناء مرسيليا الفرنسي‪ ،‬أن يضاعف‬ ‫نشاطه في هذا المجال بصورة متصاعدة في‬ ‫السنوات القادمة‪ ،‬حيث أصبح بإمكانه تجاوز‬ ‫خمسة ماليين حاوية بمنتهى السهولة‪.‬‬

‫ولتبديد المخاوف اإلسبانية بهــذا الشـــأن‪،‬‬ ‫نشرت الجريدة تصريحا لمســؤول مغربـــي‬ ‫بالميناء‪ ،‬يؤكد فيه أنه يوجد هامــش كبيــر‬ ‫لنمو ميناءي طنجة والجزيرة الخضراء‪ ،‬اللذين‬ ‫يمكنهما خالل السنوات العشر القادمة‪ ،‬من‬ ‫معالجة‪ ،‬معا‪ ،‬حوالي ‪ 16‬مليون حاوية في السنة‪.‬‬

‫من جهته صرح مسؤول بميناء الجزيرة أن‬ ‫الميناءين «متكامالن» وينبغي عليهما أن يعمال‬ ‫سويا على تسويق «عالمة المضيق»‪.‬‬

‫ولقد استطاع ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬بفضل‬ ‫موقعه الجغرافي المتميز‪ ،‬على بعد ‪ 14‬كيلومتر‬ ‫من السواحل اإلسبانية‪ ،‬أن يحقق نموا مرتفعا‬ ‫في مجال المالحة التجارية‪ ،‬بفضل ‪ 100‬ألف‬ ‫سفينة تؤمه سنويا‪ ،‬وهو ما خول له توقيع‬ ‫اتفاقيات شراكة مع خمسين ميناء عالميا‪،‬‬ ‫تربطها به اليوم خطوط منتظمة‪ ،‬وتساهم‬ ‫في حركية الحاويات داخل الميناء‪ ،‬حيث إن هذا‬ ‫الميناء تمكن من تحقيق أرقام قياسية في‬ ‫معالجة الحاويات ما بين ‪ 2013‬و ‪.2015‬‬

‫وتتفق كل التوقعات عبر العالم على أن‬ ‫ميناء طنجة المتوسط عند اكتماله لبنياته‬ ‫األساسية ويتم تشغيلها بالكامل‪ ،‬سنة ‪:2020‬‬ ‫ميناء طنجة المتوسط ‪ 1‬و‪ ،2‬ميناء المسافرين‪،‬‬ ‫المنطقة اللوجستيكية الحرة‪ ،‬المنطقة الحرة‬ ‫الصناعية والخدماتية)‪ ،‬سيصبح ميناء مرجعيا‬ ‫هاما من بين الموانئ العشرة الكبرى األولى‬ ‫في مجال النقل البحري في العالم‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪814‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫ما بال شبابنا يتطرّفون‪ .....‬و يرتمون في أحضان‬ ‫تنظيمات تحولت إلى أوطان بديلة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫بطالة وطاقات معطلة أو مهدرة‪ ,‬وفساد وغياب الهدف‬ ‫والقدوة واإللهام‪ ,‬ومنظومة تعليم تجتر أصوال ماضوية‬ ‫اتسعت الشقة بينها وبين المتغيرات العصرية‪.‬‬ ‫وخطاب دينى لم يفلح فى استلهام روح الدين الذى‬ ‫يدعو إلى التعاون والتراحم من أجل صنع تجربة حضارية‪،‬‬ ‫وفقدان الثقة في رموز ومؤسسات رسمية‪ ،‬وغياب روح‬ ‫الفريق‪ ،‬بل إن األمة تنجب األبطال من أجل أن تدفعهم‬ ‫فريسة للجهل والفقر وغياب الرؤية‪.‬‬ ‫‪ ‬كل ذل��ك وغيره كثير دف��ع الشباب دفعا إم��ا إلى‬ ‫الهجرة واالغتراب داخل الوطن‪ ،‬وإما الهجرة واالغتراب‬ ‫خارج األوطان‪ ،‬فاجتاح الدول العربية عنف إرهابى أعمى‪،‬‬ ‫توحش فتوغل إفساداً وتخريباً وقت ًال وترويعاً‪ ،‬هدفه قتل‬ ‫أكبر قدر من األبرياء شاء حظهم العاثر أن يكونوا فى مقهى‬ ‫أو مسجد أو سوق أو مزار ديني‪ ،‬هدفه األسمى بث الرعب‬ ‫وإث��ارة الفوضى وهز األمن وشل حركة الحياة وتعطيل‬ ‫مصالح الناس‪.‬‬ ‫علماء الدين والخبراء يؤكدون أن الشباب يتطرفون‬ ‫ويهجرون أوطانهم لالنضمام إلى صفوف الجماعات‬ ‫اإلرهابية التى باتت حاضنة لهم ألسباب عدة منها الجهل‬ ‫والغلو الديني والتعصب بكل أشكاله الدينية والمذهبية‬ ‫واأليديولوجية والقبلية‪ ،‬واالستبداد بالرأى وفرضه بالقوة‪،‬‬ ‫كادعاء امتالك ناصية الحقيقة المطلقة وعدم االعتراف‬ ‫بنسبية الحقائق السياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫واألخطر من كل ذلك هو تشويه المفاهيم الدينية‬ ‫بقراءات خاطئة للجهاد واألمر بالمعروف والوالء والبراء‬ ‫وعدم التشبه بالكفار واستعادة الخالفة‪ ،‬فى غفلة عن‬ ‫سياقها االجتماعى الزمني‪ .‬وأوه��ام التآمر على اإلسالم‬ ‫والمسلمين‪ ،‬وكذلك األنماط التربوية السائدة فى التنشئة‬ ‫العربية وعدم كفاية التحصين الثقافى للشباب دينياً وثقافيا‬ ‫وفكريا‪ ،‬ووقوعهم ضحية خطاب دينى بدال من أن يستألف‬ ‫الشباب فى صنع ‪ ‬تجربة حضارية يدفعهم دفعا فى أتون‬ ‫التطرف والتشدد تارة‪ ،‬و‪ ‬اإللحاد واالنحراف تارة أخرى‪ ،‬او‬ ‫االرتماء في أحضان الجماعات اإلرهابية والتكفيرية‪ .‬‬ ‫تشكل ظاهرة التطرف الديني في المجتمعات العربية‬ ‫اإلسالمية أبرز القضايا التي تشغل اهتمام الباحثين على‬ ‫اختالف مشاربهم الفكرية‪ ،‬وكذا تثير انتباه المالحظين‪،‬‬ ‫نظرا لسرعة بروزها كظاهرة اجتماعية أوال‪ ،‬ولخطورة آثارها‬ ‫على الصعيد اإلجتماعي ثانيا‪ ،‬وبالرغم من المحاوالت الجادة‬ ‫التي استهدفت تطويق اآلثار السلبية لهذه الظاهرة‪ ،‬فإن‬ ‫التطرف على اختالف أشكاله‪ ،‬السلوكية والفكرية مازال يجد‬ ‫األرض الخصبة لنموه وامتداده بين شبابنا‪.‬‬ ‫مجتمعاتنا وأوطاننا‪ ،‬تعاني اليوم معاناة عظيمة من‬ ‫بالدِين‪ ،‬يخطف شبابنا‬ ‫انتشار ( المد المتطرف ) المتدثر ّ‬ ‫ويوظفهم لمشاريعه العدمية‪ ،‬آالف الشباب المسلم سقطوا‬ ‫على امتداد العقدين األخيرين وال زالوا يتساقطون‪.‬‬ ‫يمثل الشباب أغلى ثروة قومية في حياة أي مجتمع‬ ‫باعتبارهم بناة الحاضر وصناع المستقبل وعلى عاتقهم‬ ‫تقع مسئوليات جسام لترجمة أهداف التنمية والتطوير‬ ‫المنشودة‪.‬‬ ‫وإذا كان الشباب يمثل هذه األهمية البالغة فإن مهمة‬ ‫إعداده وتأهيله وتسليحه بالعلم والمعرفة للقيام بتحمل‬ ‫المسئوليات التي سينهض بها في الحاضر والمستقبل‬ ‫يمثل من أهم التحديات الكبيرة أمام الحكومات والشعوب‬ ‫خاصة في الدول النامية ومنها المغرب نظرا لتسارع معدالت‬ ‫النمو السكاني وارتفاع مستوى شريحة الشباب بما يربوا عن‬ ‫النصف من إجمالي تعداد السكان‪ ،‬وكذا تعدد االحتياجات‬ ‫لهذه الشريحة مقابل محدودية اإلمكانيات والموارد‬ ‫المتاحة لتلبيتها‪ ,‬في وقت يشهد فيه عصرنا الراهن في‬ ‫ظل العولمة تنام مضطرد لتأثيرات سلبية عديدة ومتعددة‬ ‫تستهدف الشباب بما يفوق قدرات الحكومات والشعوب‬ ‫على مواجهتها وتجنب مخاطر تأثيراتها التي تتجاوز الحدود‬ ‫والجدران ليصبح ضحيتها الشباب وخاصة في حالة ضعف‬ ‫جهود البناء المعرفي والفكري ما يدفعهم تحت ضغوط‬ ‫الحياة اليومية نحو االنحراف ليصبحوا أداوات هدم وليس‬ ‫كوادر بناء ‪.‬‬ ‫ورغم تعدد التأثيرات السلبية سواء كانت محلية أو‬ ‫خارجية إال أنها تؤدي إلى طريق واحد يحول الشاب عن‬ ‫مسار التوجيه السليم إلى مسار خاطئ يصبح فيه عضوا غير‬ ‫سوي في مجتمعه ويتجه نحو العنف واإلجرام ‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن أبرز تلك التأثيرات السلبية التي يتعرض لها‬ ‫الشباب في مجتمعنا هي ‪ ‬وسائل التعبئة الخاطئة التي‬ ‫تغرس في عقول الشباب‪ ،‬أفكار منحرفة تتنافى مع قيم‬ ‫ومبادئ الدين اإلسالمي وكذا مفاهيم مغلوطة عن قضايا‬

‫المجتمع والوطن بغية إحياء نعرات مناطقية أو مذهبية‬ ‫لتحقيق مصالح آنية تتعارض مع مصالح الوطن العليا‬ ‫وتهدد وحدته الوطنية وسلمه اإلجتماعي وال تخدم سوى‬ ‫أعداء الوطن‪.‬‬ ‫ظاهرة التطرّف‪ ،‬كظاهرة التعصّب‪ ،‬وليدة أسباب‬ ‫وعوامل داخلية‪ ،‬ترجع إلى ضعف التحصين وقلة المناعة‬ ‫نتيجة تربية غير سوية‪ ،‬وتعليم تلقيني أحادي ال ينمي‬ ‫(عق ًال) نقدياً‪ ،‬وخطاب ديني منغلق‪ ،‬يتصور العالم ‪ ‬تآمراً على‬ ‫المسلمين‪ ،‬وإعالم تحريضي‪ /‬قنوات ومواقع تواصل اجتماعي‬ ‫وسياسات تمييزية تضعف مفهوم ‪ ‬المواطنة ‪ ‬كجامع‬ ‫مشترك للمواطنين ‪ .‬‬ ‫بات من الواضح اآلن تنامي نزعة التطرف في المجتمع‬ ‫المغربي بشكل ع��ام‪ ،‬ول��دى الشباب بشكل خ��اص‪ ،‬في‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬هذه الظاهرة ليست وليدة الساعة‪ ،‬بل‬ ‫إن إرهاصاتها تعود لسنوات عدّة‪ ،‬وكانت بعض الدراسات‬ ‫قد نبهت إليها‪ ،‬ولكنها لم تحظ باالهتمام الكافي في حينه‪.‬‬ ‫ولكن ظاهرة التطرف أصبحت في تزايد بات يشكل‬ ‫مصدر تهديد للسلم واالستقرار االجتماعي‪ ،‬وإذا لم يتم‬ ‫التنبه إليه‪ ،‬فقد يأخذ أبعاداً سياسية أيضاً‪ ،‬حيث‪ ‬يعيش‬ ‫الشباب المغربي‪ ،‬شأنه شأن غيره من الشباب في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬ضمن ظروف صعبة ومعقدة‪ ،‬أبرز معالمها حالة من‬ ‫االغتراب االجتماعي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬والسياسي‪.‬‬ ‫مصادر االغتراب لدى الشباب كثيرة‪ ،‬منها التهميش‬ ‫االقتصادي بسبب الفقر والبطالة‪ ،‬وتراجع الفرص المعيشية‪،‬‬ ‫وحالة من االغتراب السياسي‪ ،‬سواء على الصعيد الداخلي أو‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وال يقل أهمية عما ذكر حالة االغتراب االجتماعي‬ ‫عن األسرة والقيم والخطاب االجتماعي التقليدي‪.‬‬ ‫بداية‪ ،‬يجب أن نعترف‪ ،‬دولة ومجتمعاً‪ ،‬بأننا فشلنا في‬ ‫االعتراف بهموم الشباب وتطلعاتهم‪ ،‬ولم نستمع لهم بما‬ ‫فيه الكفاية‪ ،‬سواء على صعيد األسر أو المؤسسات التعليمية‬ ‫أو األطر السياسية‪ ،‬لقد حاولنا أن نصنع منهم نسخاً كربونية‬ ‫عنا‪ ،‬وعندما فشلنا اتهمناهم بأنهم ال يكترثون بالفكر‬ ‫والسياسة والقضايا القومية واألممية‪ ،‬وأن ّ‬ ‫جل اهتمامهم‬ ‫هو الرياضة والموسيقى وغيرها‪ ،‬أو فقدنا التواصل معهم‪.‬‬ ‫حالة االغتراب التي يعيشها الشباب تعود لسلوكيات‬ ‫عدة‪ ،‬منها االنسحاب وعدم المشاركة‪ ،‬وتعاطي الكحول‬ ‫والمخدرات‪ ،‬واللجوء للعنف والجريمة والتطرف‪.‬‬ ‫يأخذ التطرف االجتماعي أشكا ًال وأبعاداً متنوعة‪،‬‬ ‫جهوية وفكرية وسياسية ودينية‪،‬والمشترك بين كل أشكال‬ ‫التطرف هو التعصب األعمى‪ ،‬وعدم قبول اآلخر‪ ،‬ومحاولة‬ ‫إلغائه والتعامل معه بعنف‪ ،‬وهو ما يشكل خطورة كبيرة‬ ‫على العالقات بين أفراد وجماعات المجتمع‪ ،‬وبين المجتمع‬ ‫ومؤسسات الدولة‪ .‬وال يوجد مصدر واحد أو وعاء فكري أو‬ ‫سياسي أو ديني واحد للتطرف‪ ،‬ولكن كل األيديولوجيات‬ ‫واألط��ر الفكرية والدينية يمكن أن تُستغل من ذوي‬ ‫المصالح لذلك‪ ،‬والضحية دوماً هم الشباب‪.‬‬ ‫ألسباب مفهومة ومبررة‪ ،‬فقد كان االهتمام موجهاً‬ ‫نحو احتواء التطرف السياسي‪ ،‬ولكننا لم نهتم بمصادر‬ ‫التعصب والتطرف االجتماعي الذي يتجلى بمظاهر العنف‬ ‫والجريمة التي بدأنا نالحظها بشكل متكرر في الفترة‬ ‫الماضية‪ .‬إن خطورة التطرف والتعصب االجتماعي هو أنه‬ ‫قد يتحول في اللحظة المناسبة إلى عنف سياسي‪ ،‬ولكن‬ ‫محاربة التطرف واحتوائه مهمة ليست فقط الحتماالت‬

‫تحوله إلى عنف سياسي‪ ،‬بل أيضاً لخطورته ‪-‬بحد ذاته‪ -‬على‬ ‫المجتمع والسلم األهلي‪.‬‬ ‫كيف نحصن شبابنا من شبح التطرف واإلرهاب‪ !...‬‬ ‫أثبت لنا الواقع‪ ،‬أن الشباب هم أكثر شريحة مستهدفة‬ ‫من قبل التيارات اإلرهابية والمتطرفة‪ ،‬ولذلك‪ ،‬وجب‬ ‫تحصينهم‪ ،‬ووضع المخرجات الوقائية التي تحصنهم من‬ ‫الوقوع في شراك الغلو والتشدد‪ ،‬ومن تلكم الوسائل‬ ‫والمخرجات المهمة التي ينبغي أن نسلكها في التعامل‬ ‫معهم حسب مختصين سوسيولوجيين ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تزويدهم بالعلم النافع‪ ،‬الذي يبصرهم بالمعارف‬ ‫الشرعية الصحيحة‪ ،‬ويعصمهم من المفاهيم والتصورات‬ ‫المغلوطة‪ ،‬ال سيما في أب��واب التكفير والجهاد والوالء‬ ‫والبراء وغيرها‪ ،‬فإن من أسباب االنحراف الفكري القصور‬ ‫في فهم النصوص وتفسيرها بما ال تحتمل‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن‬ ‫العلم والتوعية أقوى سالح في مواجهة التطرف واإلرهاب‪،‬‬ ‫قال تعالى‪{ :‬بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو‬ ‫زاهق}‪ ،‬وقد حرص الصحابة رضي اهلل عنهم‪ ،‬على معالجة‬ ‫االنحرافات التي ظهرت من بعض معاصريهم بالحجة‬ ‫الناصعة والبرهان الساطع‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حثهم على أخ��ذ العلم من منابعه األصيلة‪،‬‬ ‫واالستنارة بفهم العلماء المعتدلين الموثوق في علمهم‬ ‫وأمانتهم ووسطيتهم‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فاسألوا أهل الذكر إن‬ ‫كنتم ال تعلمون}‪.‬‬ ‫(‪ )3‬توعيتهم بعظم شأن الفتوى‪ ،‬وخطورة الخوض‬ ‫فيها من دون تأهل وال اختصاص‪ ،‬فإن كثيراً من المتطرفين‬ ‫يفتقرون إلى هذا‪ ،‬فيقدمون على اإلفتاء في كبريات المسائل‬ ‫في جرأة متناهية‪ ،‬وقد كان أصحاب النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يتدافعون الفتوى‪ ،‬وكان األئمة يحتاطون في ذلك‬ ‫أشد الحيطة‪ ،‬حتى كان اإلمام مالك‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬إذا سئل عن‬ ‫مسألة فكأنه واقف بين الجنة والنار‪.‬‬ ‫(‪ )4‬تربيتهم على التجرد للحق‪ ،‬وبيان فضل التراجع‬ ‫عن الخطأ والعودة إلى الحق عند ظهوره‪ ،‬وعدم التمادي في‬ ‫الباطل واالنحراف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬تزويدهم باألخالق الحميدة‪ ،‬التي ت��زرع فيهم‬ ‫الشخصية المتزنة المحبة للخير والوئام‪ ،‬مثل الحلم واألناة‬ ‫والرحمة والعطف واللين والرفق‪ ،‬ودور األسرة والمدرسة في‬ ‫ذلك كبير‪.‬‬ ‫(‪ )6‬تربيتهم على الهدوء وضبط النفس والتحكم‬ ‫باالنفعاالت وحسن التعامل مع المواقف المختلفة‪ ،‬وعدم‬ ‫اللجوء إلى العنف أو ردات الفعل العدوانية‪ ،‬يقول النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪« :‬ليس الشديد بالصرعة‪ ،‬إنما الشديد الذي‬ ‫يملك نفسه عند الغضب»‪.‬‬ ‫(‪ )7‬غرس محبة الوطن في نفوسهم‪ ،‬وتقوية تعلقهم‬ ‫به‪ ،‬والوفاء له‪ ،‬وتقدير مصالحه‪ ،‬واحترام قيادته ومؤسساته‪،‬‬ ‫وتقوية القناعة لديهم بأن ذلك مطلب شرعي ووطني‪ ،‬وأن‬ ‫المصلحة في ذلك تعود عليهم‪.‬‬ ‫(‪ )8‬تربيتهم على مراعاة المصالح العليا وحفظ‬ ‫الضروريات الخمس‪ ،‬وهي الدين والنفس والعقل والعرض‬ ‫والمال‪.‬‬ ‫(‪ )9‬تربيتهم على تقدير نعمة األمن‪ ،‬والمحافظة على‬ ‫أسبابه‪ ،‬واجتناب اإلخالل به‪.‬‬ ‫(‪ )10‬تعويدهم على مشاورة القريبين منهم‪ ،‬والتعامل‬ ‫معهم برحابة صدر وشفافية‪ ،‬وفتح الباب لهم لعرض ما‬

‫يطرأ لديهم من مشكالت مختلفة‪ ،‬وحسن محاورتهم‬ ‫بالحسنى‪ ،‬فإن ذلك من أنفع الطرق الحتوائهم وتصحيح‬ ‫سلوكهم ومعالجة الخطأ عندهم إذا وُجد‪ ،‬وغياب التوجيه‬ ‫األسري أو المدرسي أو المجتمعي في هذا المضمار سبب‬ ‫خطير للتمادي والجنوح‪.‬‬ ‫(‪ )11‬إرشادهم إلى حسن اختيار الصحبة‪ ،‬وانتقاء‬ ‫األصدقاء الصالحين‪ ،‬فطبقة األصدقاء هم من أكثر الفئات‬ ‫تأثيراً في قرنائهم‪ ،‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫«الرجل على دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل»‪.‬‬ ‫(‪ )12‬تشجيعهم على حسن االندماج مع المجتمع‪،‬‬ ‫وتعويدهم على صلة األرحام‪ ،‬وإبعادهم عن األمور السلبية‬ ‫كاالنطواء والعزلة والكراهية والبغضاء‪.‬‬ ‫(‪ )13‬بيان طرق معالجة الخطأ لهم إذا صادفهم‪،‬‬ ‫وتعويدهم على أدب النصيحة الراقية‪ ،‬والكلمة الطيبة‬ ‫الجميلة‪.‬‬ ‫(‪ )14‬تنمية مهارات التفكير السليم لديهم‪ ،‬والذي‬ ‫يرفع فيهم مستوى الوعي واليقظة واإلدراك‪ ،‬ويعودهم‬ ‫على حسن النظر والتمحيص‪.‬‬ ‫(‪ )15‬تربيتهم على مبدأ التحري والتثبت وعدم‬ ‫االنخداع باإلشاعات المغرضة والمعلومات المغلوطة‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا‬ ‫أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}‪.‬‬ ‫(‪ )16‬إرشادهم إلى حسن استخدام المواقع اإللكترونية‬ ‫وأدوات التقنية الحديثة‪ ،‬ومتابعة مصادر تلقي المعلومات‬ ‫لديهم في هذه الشبكات وغيرها‪.‬‬ ‫(‪ )17‬تنفيرهم من مسالك التطرف والتنظيمات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬وبيان قبح آثارها وسوء مآالتها وعواقبها الوخيمة‪،‬‬ ‫يقول بعض العلماء‪« :‬إذا أشكل عليك شيء‪ ،‬فانظر إلى‬ ‫مفسدته وثمرته‪ ،‬فإن كان مشتم ًال على مفسدة راجحة‬ ‫ظاهرة‪ ،‬فإنه يستحيل على الشارع األمر به أو إباحته»‪.‬‬ ‫(‪ )18‬إرشادهم إلى حسن اغتنام أوقات فراغهم في‬ ‫النافع المفيد‪ ،‬وتفريغ طاقاتهم في الجوانب اإليجابية‬ ‫المثمرة‪ ،‬سواء عبر األعمال التطوعية أو األنشطة الرياضية‬ ‫أو االجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو المشاريع االقتصادية‬ ‫أو غيرها‪.‬‬ ‫(‪ )19‬رفع قيمة العمل واإلنتاج لديهم‪ ،‬وتسهيل الفرص‬ ‫لهم‪ ،‬وتأهيلهم لذلك‪ ،‬وتحذيرهم من البطالة والكسل‪ ،‬وقد‬ ‫كان من دعاء النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬اللهم إني أعوذ‬ ‫بك من العجز والكسل»‪.‬‬ ‫(‪ )20‬رفع معنوياتهم‪ ،‬وبث روح األمل والتفاؤل في‬ ‫نفوسهم‪ ،‬وإبعادهم عن مشاعر اليأس والقنوط واإلحباط‪.‬‬ ‫(‪ )21‬ترشيد العاطفة لديهم‪ ،‬بحيث ال تخرجهم عن‬ ‫الصواب‪ ،‬وال توقعهم في التهور‪ ،‬وال تحجب عنهم النظر‬ ‫في العواقب والمآالت‪ ،‬وقد أرشدنا اهلل إلى ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬وال‬ ‫تسبوا الذين يدعون من دون اهلل فيسبوا اهلل عَدْوَاً بغير‬ ‫علم»‪.‬‬

‫ال يولد الناس متطرفيـن أو معتدليـن‪،‬‬ ‫ولكنهم يصبحون كذلك‪ ،‬والعوامل التي‬ ‫تؤدي للتطرف متنوعة ومتشعبة‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫من الصعب اإلحاطة بها‪،‬‬ ‫ل��م يعد م��ن الممكن ال��س��ك��وت أو‬ ‫التغاضي عن تزايد مظاهر التطرف والتشدد‬ ‫في مجتمعنا‪ ،‬وبخاصة لدى الشباب‪ ،‬لقد‬ ‫باتت الحاجة ملحة للوقوف على أسباب‬ ‫وأش��ك��ال ه��ذه ال��ظ��اه��رة‪ ،‬ووض��ع الحلول‬ ‫لمعالجتها‪ ،‬والمسؤولية ال تقع على عاتق‬ ‫األسرة ومؤسساتها فقط‪ ،‬بل إنها مسؤولية‬ ‫األسر ومؤسسات المجتمع المدني واألحزاب‬ ‫السياسية والمؤسسات التربوية أيض ًا‪.‬‬ ‫‪ ‬الدولة يجب أن تقود هذه العملية من‬ ‫حيث الوقوف على أسبابها‪ ،‬وسُبل عالجها‪،‬‬ ‫وتحديد مسؤوليـــات كافــة األط��راف في‬ ‫معالجتها‪ ،‬قبل أن يسحب البساط من تحتها‬ ‫وتتحسر على شباب كانــوا سيكونون يوما‬ ‫مواطنين صالحين وأسوياء ‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالــى أن يحفـــظ شبابنـــا‪،‬‬ ‫ويجعلهـــم ذخراً ألسـرهـم ومجتمعهـــم‬ ‫ووطنهم‪.‬‬


‫العدد ‪814‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫‪ 30‬مليار لمقاوالت عمومية‬ ‫والمردودية «والو»‪! ‬‬

‫تمنح الدولة للمقاوالت العمومية ‪ 30‬مليار درهم‬ ‫سنويا‪ ،‬والمردودية ال تتجاوز ‪ 3‬بالمائة‪! ‬‬ ‫هذا الكالم للسيــد ادريس جطـو الرئيس األول‬ ‫للمجلس األعلى للحسابات الذي ذكر في تقديمه لميزانية‬ ‫قطاعه أن المجلس في تقييمه الستراتيجية تدبير‬ ‫المقاوالت العمومية وقف على «اختالالت» وعلى ضعف‬ ‫«التناغم» مع السياسات العمومية للدولة‪.‬‬ ‫إيوا‪ ،‬وما الحل؟‬ ‫ثماني ملفات ذات طابع جنائي أحيلت خالل هذه‬ ‫السنة على القضاء بينما بلغ عدد القضايا الرائجة أمام‬ ‫المجلس ما مجموعه ‪ 20‬قضية تابعت النيابة العامة لديه‬ ‫‪ 106‬من المسؤولين بمرافق الدولة وأصدر المجدلس ما‬ ‫بين ينتس ‪ 2010‬و ‪ 2015‬ما مجموعه ‪ 393‬قرارا منها‬ ‫‪ 39‬قرارا خالل هذه السنة‪ .‬وتتراوح الغرامات ما بين ‪5000‬‬ ‫و‪ 120‬أألف درهم ولكن المجلس أصدر في بعض الحاالت‬ ‫أحكاما بإرجاع األموال إلى الجهاز العمومي المتضرر‪.‬‬ ‫وتبارك اهلل‪! ‬‬ ‫**************‬

‫مؤتمر بــ ‪ 800‬مليون سنتيم‬ ‫ألربعة أيام‪! ‬‬

‫مندوبية المقاومين المغاربة نظمت ما بين ‪ 16‬و ‪19‬‬ ‫مارس الماضي مؤتمرا للمقاومين العرب‪ ،‬بمشاركة ‪85‬‬ ‫من الضيوف‪ ،‬كلف ‪ 800‬مليون سنتين‪ ،‬فقط‪ .‬ولو أن زمن‬ ‫المؤتمر انحصر في أربعة أيام‪ ،‬إال أن غرف الفنادق حجزت‬ ‫لسبعة أيام كاملة لتصل فاتورة اإليواء إلى ‪ 133‬مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬حسب بعض المنابر اإلعالمية الوطنية‪ ،‬يضاف‬ ‫إليها مبلغ ‪ 40‬مليون سنتيم لتغطية مصاريف «الترجمة‬ ‫الفورية» لمؤتمرين كلهم عرب‪ ! ‬وال غرابة في ذلك‪،‬‬ ‫فلربما كان بعض العرب ‪ ،‬كوزيرنا في التعليم‪ ،‬بلمختار‪ ،‬ال‬ ‫يفهمون «الغاب»‪....! ‬‬ ‫**************‬

‫السكانير طلع شاطر»‪...! ‬‬

‫ميناء طنجة المتوسط الذي كثر حضوره في عمليات‬ ‫تهريب متنوعة‪ ،‬بسبب «بالدة» السكانير الذي ال يستجيب‬ ‫حين يدعى لذلك‪ ،‬تمكن خالل األسبوع الماضي من حجز‬ ‫نحو ‪ 3000‬من الهواتف الذكية جدا‪ ،‬داخل سيارة قادمة‬ ‫من إسبانيا‪ .‬الهواتف كانت مخبأة بطريقة ذكية أيضا‬ ‫ومدسوسة في أماكن مختلفة من السيارة حيث «تدفن»‬ ‫عادة المخدرات‪..‬‬ ‫ولكن السكانير «طلع شاطر» هذه المرة حين «عاق‬ ‫باللعبة» وأرشد عناصر الجمارك إلى مكامن الهواتف‬ ‫التي لم تكن على درجة كافية من الذكاء لتصرف أنظار‬ ‫السيد السكانير عنها‪ .‬فوقعت‪ ،‬ووقع صاحبها الذي عليه أن‬ ‫يدفع‪ ....‬ما دامت قيمة الهواتف تزيد عن خمسمائة مليون‬ ‫سنتيم‪....! ‬‬ ‫**************‬

‫في آسفي‪ ،‬مراحيض المحطة الحرارية‬ ‫«تفرغ» فوق أراض فالحية‪! ‬‬

‫شركة «دايو» الكورية التي فازت بصفقـــة بناء‬ ‫المحطة الحرارية بآسفي‪ ،‬تقوم بالتخلص من نفاياتها‬ ‫السائلة والفضالت البشرية‪ ،‬فوق أراض فالحية بدواوير‬ ‫منطقة المالح الساحلية‪ .‬كان على الصحافة الوطنية أن‬ ‫تثير انتباه المسؤولين إلى هذه الحالة التي تنذر بكارثة‬ ‫بيئية حقيقية مع تسرب المياه العادمة إلى باطن األراضي‬ ‫المزروعة ‪.‬‬ ‫فالحو المنطقة الذين قاموا بمحاصرة إحدى‬ ‫الشاحنات الضخمة للشركة الكورية وهي متلبسة بجريمة‬ ‫تلويث البيئة‪ ،‬قدموا شكاية إلى السلطات األمنية التي‬ ‫أحالت الملف على النيابة العامة‪.‬‬ ‫أين كانت عيون رجال السلطة المحلية وعيون‬ ‫مخبريهم حتى تتم في منطقة نفوذهم حالة تلوث خطيرة‬ ‫تضر باألرض واإلنسان والحيوان‪ ....‬ضررا بليغا‪ ...‬يا خيل‬ ‫اهلل‪...!!! ‬‬ ‫**************‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫اتهام مسؤول في «الـبام» بطنجة بـ «اختالس»‬ ‫أموال العب سابق يعاني المرض‬ ‫يواجه عادل الدفوف‪ ،‬عضو المجلس الوطني لحزب‬ ‫األصالة والمعاصرة والمرشح البرلماني السابق بطنجة‪،‬‬ ‫اتهامات خطيرة من طرف العب سابق يعاني من مرض‬ ‫عضال‪ ،‬والذي وضع شكاية ضده تتعلق باختالس أموال‬ ‫جمعت لمساعدته على تجاوز محنته الصحية‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫كان الدفوف رئيسا لفريق اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫وحسب ما أكده الالعب والمؤطر السابق محمد‬ ‫بنمسعود‪ ،‬في اتصال بـ«المساء»‪ ،‬فإن الدفوف الذي كان‬ ‫يرأس لجنة دعمه سنة ‪ 2012‬لم يستلمه المبلغ الذي تم‬ ‫جمعه‪ ،‬والذي بلغ ‪ 134‬ألف درهم‪ ،‬األمر الذي دفعه إلى‬ ‫توجيه شكاية لوكيل الملك بابتدائية طنجة بتاريخ ‪27‬‬ ‫شتنبر ‪ ،2015‬يتهمه فيها رفقة باقي أعضاء اللجنة الخمسة‬ ‫اآلخرين بـ«خيانة األمانة»‪.‬‬ ‫وحسب بنمسعود اللعب السابق لفريقي مغرب طنجة‬ ‫ونهضة طنجة‪ ،‬فإن الدفوف‪ ،‬حين كان رئيسا التحاد طنجة‬

‫ومستشارا جماعيا بالمجلس الجماعي لطنجة في الوالية‬ ‫السابقة‪ ،‬شكل لجنة لدعمه برئاسته هو‪ ،‬نظرا لمعاناته من‬ ‫مرض عضال ومن ضائقة مالية‪ ،‬وهي اللجنة التي جمعت مبلغ‬ ‫الدعم من الجماهير ومن متطوعين آخرين‪.‬‬ ‫وأورد بنمسعود أن الدفوف بعد انتهاء الحملة‪ ،‬رفض‬ ‫تسليمه مبلغ الدعم‪ ،‬وظل يتهرب منه‪ ،‬ما اضطره إلى اللجوء‬ ‫إلى عمدة طنجة السابق‪ ،‬فؤاد العماري‪ ،‬بصفته عضوا في‬ ‫«البام» بدوره‪ ،‬وأيضا رئيسا للدفوف في الجماعة الحضرية‪،‬‬ ‫حيث وعده العماري بحل المشكلة‪ ،‬قبل يقفل هاتفه في‬ ‫وجهه نهائيا‪ ،‬ما اضطره‪ ،‬بعد عدة محاوالت اللجوء إلى‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫واتصلت «المساء» بعادل الدفوف الستفساره حول رده‬ ‫عن االتهامات التي وجهها بنمسعود‪ ،‬حيث لم ينكر المتحدث‬ ‫ترؤسه للجنة دعم الالعب السابق‪ ،‬قائال إنه ساهم فيها‬ ‫بـ‪ 10‬آالف درهم‪ ،‬لكن اللجنة رأت أنه من األفضل عدم منح‬

‫بنمسعود المبلغ نقدا وعوضا عن ذلك خططت القتناء شقة له‬ ‫في إحدى مجمعات السكن االقتصادي‪.‬‬ ‫وأصر الدفوف على أن المبلغ الذي تم جمعه خرج من‬ ‫تحت مسؤوليته منذ أن رحل عن رئاسة اتحاد طنجة‪ ،‬مضيفا‬ ‫أنه قبل ترك منصبه حث المكتب القادم على تمكين‬ ‫بنمسعود من مبلغ الدعم‪ ،‬غير أن المتحدث تجنب اإلجابة‬ ‫عن سؤال صحافي الجريدة‪ ،‬حول ما إذا كان المبلغ قد حول‬ ‫لحساب الفريق‪ ،‬رغم تكرار السؤال ‪ 3‬مرات وبصيغة مباشرة‪.‬‬ ‫واتصلت «المساء» أيضا بالكاتب العام الحالي التحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬حسن بلخيدر‪ ،‬لسؤاله حول مصير المبلغ‪ ،‬حيث أوضح‬ ‫أن المكتب المسير الذي أعقب رحيل الدفوف وجد الفريق في‬ ‫وضعية عجز ولم تحمل التقارير المالية إشارة إلى تحويل مبلغ‬ ‫دعم بنمسعود لخزانته‪ ،‬مشددا على أن المسؤول عن هذا‬ ‫المبلغ هي اللجنة التي ترأسها الدفوف وليس مكتب اتحاد‬ ‫طنجة‪.‬‬

‫ح‪.‬م‬

‫ظهور ضحية جديدة في سلسلة تشويه وجوه الفتيات‬ ‫بطنجة‬

‫كشفت معلومات حصرية حصلت عليها «األخبار» أن‬ ‫شابة في التاسعة والعشرين من عمرها‪ ،‬تعرضت عشية‬ ‫يوم الخميس‪ 19‬نونبر الماضي‪ ،‬لعملية تشويه لوجهها‬ ‫على شاكلة واقعة التلميذة «‪ ‬نوال» التي تفجرت‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن الشابة المذكورة والتي‬ ‫تدعى «لمياء» وتقطن بمقاطعة مغوغة بمنطقة «بالصا‬ ‫طورو» بطنجة‪ ،‬كانت متجهة في التاريخ المشار إليه إلى وسط‬ ‫المدينة‪ ،‬وحين وصلت إلى المحطة الطرقية‪ ،‬تفاجأت بالدماء‬ ‫وهي تغطي وجهها‪ ،‬ولم تشعر بهذا األمر‪ ،‬سوى بعد أن‬ ‫نبهها المارة‪ ،‬لتكتشف أن خدها األيمن تعرض لعملية تشويه‬ ‫بواسطة آلة حادة‪ ،‬لتتجه صوب المستشفى المحلي لرتق‬ ‫الجروح الغائرة‪ ،‬وبعدها نحو والية أمن طنجة حيث حرر محضر‬ ‫قضائي في النازلة‪ .‬وحسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن الضحية‬ ‫استنادا إلى رواية عدد من المارة‪ ،‬أكدت أن سيدة متنكرة‬ ‫في لباس عبارة عن «عباية مغربية»‪ ‬وترتدي فوقها معطفا‬ ‫شتويا‪ ،‬يشتبه أن تكون وراء هذه الفعلة‪ ،‬وأضافت الشابة‬ ‫وهي تحكي تفاصيل ما جرى للمصالح األمنية‪ ،‬أن المشتبهة‬

‫فيها‪ ،‬لم تكن تغطي شعرها‪ ،‬خالفا للموقوفة بسبب تعرض‬ ‫التلميذة للتشويه‪ ،‬كما حددت الضحية للمصالح المذكورة‬ ‫بعض األوصاف من خالل كون شعرها مصبوغ باللون األحمر‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك وجدت المصالح األمنية نفسها في ورطة حقيقية‪،‬‬ ‫خصوصا أن أسبوعا فقط‪ ،‬فصل بين االعتداءين البشعين‬ ‫على الضحايا‪ ،‬علما أن الشابة ذات الـ ‪ 29‬سنة‪ ،‬تحدثت أمام‬ ‫وكيل الملك بكون شكايتها لم يتم إيالؤها اهتماما كبيرا‪،‬‬ ‫قبل أن تتفجر الفضيحة الجديدة‪ ،‬في وقت تشابكت خيوط‬ ‫الجريمتين‪ ،‬أمام المحققين‪ ،‬حيث المعتدية األولى لم تكن‬ ‫تغطي شعرها‪ ،‬خالفا للثانية التي ألقي القبض عليها‪ ،‬كما‬ ‫زاد إنكار األخيرة أن تكون وراء ما جرى األمور تعقيدا‪ ،‬حيث‬ ‫تنكب المصالح المذكورة للكشف عما يجري بطنجة‪ ،‬سيما وأن‬ ‫الحادثة بثت الرعب في المدينة‪.‬‬ ‫وحسب المعلومات التي توصلت إليها الجريدة‪ ،‬فإن‬ ‫الموقوفة بحي «كسبارطا» كانت هادئة طيلة جلسات‬ ‫التحقيق معها‪ ،‬كما تمت مقابلة الضحايا والمشتبه فيها‪،‬‬ ‫أمام وكيل الملك الدى المحكمة االبتدائية خالل اليومين‬ ‫الماضيين‪،‬وحيث كشفت المصادر أن األخيرة كانت تتحدث‬

‫باللغة العربية الفصحى بشكل مثير‪ ،‬وأنكرت عالقتها باألمر‪،‬‬ ‫قبل أن تعود لتقول لوكيل الملك إذا كنت السبب في ما جري‪..‬‬ ‫فابحثواعن حقي في ملف وضعته أمام المحاكم منذ مدة»‬ ‫كمابررت األمر بأن السلطات لم تساعدها في تسهيل إجراءات‬ ‫حصولها على البطاقة الوطنية‪ ،‬وهو الخيط الذي عقد القضية‪،‬‬ ‫خصوصا وأن المصالح األمنية تتبعت خيطا آخر‪ ،‬وهو الدماء‬ ‫التي عثر عليها على حقيبة الموقوفة‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪،‬‬ ‫بعد أن اتجهت نحو معطى التحاليل المخبرية‪ ،‬للوقوف حول‬ ‫مدى تطابقها مع فصيلة دم التلميذة «نوال» التي أماطت‬ ‫اللثام عن الملف‪.‬‬ ‫ويذكر أن المشتبه فيها تم وضعها في السجن المحلي‬ ‫بطنجة‪ ،‬إلى حين انتهاء التحقيقات التي تقودها المصالح‬ ‫األمنية تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن تفاصيل دقيقة‬ ‫حول القضية‪ ،‬وفرضية وجود ضحايا أخريات لم يكشفن عن‬ ‫حاالتهن بحكم المجتمع المحافظ‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫جرائم قتل متتالية واعتداءات تخيم على الوضع األمني‬ ‫بطنجة‬

‫سجلت من جديد جريمة قتل بشعة بطنجة‪ ،‬في‬ ‫وقت مبكر من صبيحة يوم األحد بحي «المرس أشناد»‬ ‫بمنطقة «سيدي إدريس» التي شهدت أخيرا إطالق‬ ‫الرصاص لتوقيف احد المبحوث عنهم‪ .‬وحسب المصادر‪،‬‬ ‫فإن المتهم والضحية كانا تحت تأثير المخذرات‪ ،‬حيث وجه‬ ‫األول للضحية طعنة بواسطة السالح األبيض في القلب‬ ‫أردته قتيال في الحين‪ ،‬وتسبب األمر في حالة استنفار أمني‪،‬‬ ‫ليتم توقيف المتهم ساعة بعد ارتكابه هذه الجريمة‪ ،‬حيث‬

‫اعترف بالمنسوب إليه في محضر قانوني‪ ،‬وجرى نقل جثة‬ ‫الهالك إلى مستودع األموات إلى حين انتهاء التحريات‬ ‫األمنية في هذه الحادثة‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬عادت قضية الوضع األمني بطنجة من‬ ‫جديد إلى الواجهة‪ ،‬إذ إنه في أقل من شهر اهتزت المدينة‪،‬‬ ‫على عدة جرائم قتل واعتداءات على المواطنين‪ ،‬والتهجم‬ ‫على أحد رجال األمن بكورنيش المدينة‪ ،‬من قبل عصابة‬ ‫مدججة بالعصي‪ ،‬في وقت التزال التحريات قائمة لتحديد‬

‫لن يرحل إال بسلطان‪! ‬‬

‫طالبت النقابات التي شاركت في ما سميت بـ‬ ‫«المسيرة الوطنية» االحتجاجية األحد الماضي‪ ،‬بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬برحيل رئيس الحكومة وهددت بمحطات‬ ‫احتجاجية أخرى وبإضراب عام ‪...‬حتى يرحل‪ ،‬ويحل فرج‬ ‫اهلل األعظم‪...! ‬‬ ‫والحال أن عبد اإلله بنكيران ثابت في مكانه لن‬ ‫تزيحه عنه نقابات الدنيا ولو اجتمعت‪ ،‬ألنه وصل إلى حيث‬ ‫هو عبر «لعبة» الديمقراطية المتوافق عليها بين جميع‬ ‫األطراف السياسية والنقابية واألهلية‪...‬‬ ‫عبد اإلله بنكيران منتخب من الشعب‪ .‬وحزبه فاز بما‬ ‫يفوق المليون ونصف المليون من األصوات المصوتة‪ ،‬لم‬ ‫يصل إليها أي حزب من األحزاب المتنافسة‪ .‬وبالتالي فإنه‬ ‫ال يكترث كثيرا لألصوات المنادية برحيله‪ ،‬سياسية كانت‬ ‫أو حزبية أو برلمانية أو نقابية‪ .‬وألنه لن يرحل إال بسلطان‬ ‫صندوق االقتراع‪ ،‬في استحقاقات العام المقبل‪....‬‬ ‫اطمئنوا وانتظروا‪ ،‬فقد تحصل المفاجأة ‪ ،‬سلبا أو‬ ‫إيجابا‪ ،‬ويبلع الكثيرون ألسنتهم من هول المفاجأة‪...! ‬‬

‫‪6‬‬

‫المتورطين في بعض السرقات المتتالية للمركز الصحي‬ ‫بالمدينة‪ ،‬فيما تعيش ساكنة األحياء الهامشية وسط رعب‬ ‫حقيقي بسبب هذه الحوادث التي لم يعد يفصل بينها‬ ‫سوى مدة وجيزة‪.‬‬ ‫وكشفت عصابـــات أخــرى تعتـــــرض سبيل عمــال‬ ‫الشركات‪ ،‬وذلك في أوقات الصباح األولى حيث يستغل‬ ‫الجانحون الظالم وغياب الدوريات األمنية‪ ،‬ليعمدوا إلى‬ ‫سرقة المستخدمين تحت التهديد بالسالح األبيض‪ ،‬سيما‬ ‫في أحياء مغوغة‪ ،‬وهوامش أحياء شعبية أخرى‬

‫م‪ .‬أ‬

‫تفكيك كامل لمخيمات المهاجرين األفارقة المحيطة‬ ‫بسبتة المحتلة‬ ‫شرعــت السلطــات المغربيــة في تفكيــك مخيمــات‬ ‫المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء في المناطق‬ ‫المحاذية لسبتة المحتلة‪ ،‬تحسبا لقيام المهاجرين بعمليات‬ ‫اقتحام للسياج الحدودي أو لمعبر باب سبتة‪ ،‬مع قرب فترة‬ ‫األعياد في شهر دجنبر‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أوقفت السلطات المغربية نحو ‪500‬‬

‫مهاجر سري في الغابات المحيطة لمدينة الفنيدق منذ بدء‬ ‫الحملة األمنية قبل نحو أسبوع‪ ،‬فيما ذكر مصدر آخر أن أعدادا‬ ‫مماثلة جرى توقيفها في الغابات التي تقع تحت نفوذ تراب‬ ‫عمالة الفحص أنجرة‪ .‬وقال مصدر أمني لـ«أخبار اليوم»‬ ‫إن «عمليات تفكيك المخيمات جرت في ظروف طبيعية‬ ‫ولم تقع حوادث»‪ ،‬وأنه ال صحة لما أوردته جمعية إسبانية‬

‫تعنى بحقوق المهاجرين تسم ى �‪ca-minando fronte‬‬ ‫‪ ،ras‬والتي قالت إن مهاجرين على األقل لقيا حتفهما في‬ ‫عمليات السلطات المغربية ضد المخيمات‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه‬ ‫الجمعية استندت إلى شهادات بعض المهاجرين الموقوفين‬ ‫الذين غالبا ما يختلقون مثل هذه التصريحات للتهويل‪.‬‬

‫منير أبو المعالي‬


‫العدد ‪814‬‬

‫إقتصاد‬

‫آثار تحرير المحروقات على السياحة وخطوط الطيران الجوية‬ ‫دخول قانون تحرير أسعار المحروقات حيز التنفيذ‪ ،‬في فاتح دجنبر الجاري‪،‬لم يتم دون إحداث نوع من الخلل في ما يخص أسعار المواد‬ ‫البترولية الموجهة للمستهلكين الكبار بوجه خاص‪.‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬قال مسؤول بالخطوط الملكية المغربية إن هذه الزيادات سترفع من تحمالت الشركة بخصوص فاتورة الوقود بحوالي‬ ‫‪ 25‬مليون درهم‪ ،‬وهو مبلغ يتجاوز بكثير األرباح التي تحققها الشركة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حاجيات الخطوط الملكية المغربية من الوقود تمثل نحو ‪ 30‬في المائة من تكاليف االستغالل‪ ،‬أي ما يعادل نحو ملياري‬ ‫درهم سنويا‪ .‬ثم إن تركيبة األسعار التي قدمتها شركتان موزعتان بخصوص طلب العروض الذي تم في أكتوبر الماضي‪ ،‬شهدت ارتفاعا في‬ ‫تكلفة النقل بنسبة تراوحت ما بين ‪ 400‬و‪ 500‬في المائة وذلك بالرغم من أن األسعار شبه مستقرة على الصعيد العالمي‪،‬‬ ‫ونبه المسؤول بالخطوط الملكية الجوية المغربية‪ ،‬إلى االنعكاسات الخطيرة على االقتصاد الوطني خاصة قطاع السياحة حيث إن‬ ‫الزيادات التي عرفتها أسعار وقود الطائرات قد تدفع الشركات الفاعلة بهذا المجال خاصة الطيران منخفض التكلفة إلى تغيير برامج رحالتها‬ ‫لبعض الوجهات المغربية ‪ ،‬خاصة وأن اإلضطراب الذي تشهده األسعار بعض التحرير يأتي في وقت تعرف فيه السياحة الوطنية وضعا صعبا‪،‬‬ ‫وهو ما قد يزيد من تعميق أزمة السياحة الوطنية‪.‬‬ ‫وتتزود الخطوط الملكية المغربية بحاجياتها من الوقود بالمنطقة الجنوبية ومنها مطار مراكش وأكادير ومطارات المدن الجنوبية‪ ،‬لدى‬ ‫موزعين اثنين ويتعلق األمر بشركة طوطال وشركة فيفو إينرجي المسوقة لمواد «شال» حسب المزود الذي يفوز بطلب العروض‪ .‬وتقوم‬ ‫الخطوط الملكية المغربية كل سنة بإطالق طلب عروض في المنطقة الجنوبية القتناء الوقود‪ ،‬عكس المنطقة الشمالية التي تخضع لشروط‬ ‫عقد االمتياز الذي منحه المكتب الوطني للمطارات لموزعين من موزعي المحروقات بالمغرب منذ ‪ 2005‬إلى غاية ‪.2025‬‬

‫الحكومة‪ :‬ال خوف من تحرير أسعار النفط‬ ‫طمأن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة‪ ،‬المتخوفين من برنامج تحرير أسعار المواد الطاقية‪ ،‬بالتأكيد على أن الحكومة‬ ‫«ستتصدى للجهات التي قد تحاول استغالل تحرير أسعار المواد الطاقية بمحطات الوقود‪ ،‬ورفع أسعارها‪.‬‬ ‫قال الوزير الوفا ‪« :‬إن الثالثاء الماضي كان أول يوم في تحرير المحروقات‪ ،‬و استطعنا من خالله نزع كابوس كان معلقا على الدولة»‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه «يستحيل السماح بالتالعب باقتصاد البالد‪ ،‬ألن هذا الموضوع مهم إلنتاج الماء والكهرباء‪ ،‬والحكومة تتابع األمر عن كثب‪،‬‬ ‫والمواكبة متوفرة‪ ،‬واليوم الثمن معلن للجميع‪ ،‬وبإمكان الزبناء أن يروه معلقا في كل محطات بيع الوقود‪ ،‬كما أن الحكومة يمكنها مراقبة‬ ‫األسعار على بعد ‪ 800‬كلم‪ ،‬كما سيكون بإمكان المواطنين معرفة أسعار الوقود بالمحطات عبر الطريق السيار‪ ،‬إذ فرضنا على كل محطات‬ ‫الوقود أن تعلن عن أسعارها‪ ،‬وكل من لم يطبق ذلك سيغلق محله»‪.‬‬ ‫وحذر الوفا‪،‬موزعي ومسوقي المواد الطاقية من رفع األسعار في وجه المصنعين والمواطنين‪ ،‬من خالل «إرساء نقاط للمراقبة لتتبع هذه‬ ‫العملية»‪ ،‬وأكد أن «الحكومة أخذت كل االحتياطات ألجل تزويد السوق الوطنية بالمحروقات‪ ،‬ولن تسمح ألي أحد باستغالل التحرير للتأثير‬ ‫على القدرة الشرائية للمواطنين أو تهديد االستثمار»‪.‬‬ ‫وكشف الوزير أن المغرب يتوفر على احتياطي من الغازوال يغطي ‪ 37‬يوما‪ ،‬ومن البنزين الممتاز‪ ،‬ويغطي ‪ 44‬يوما‪ ،‬ومن احتياطي وقود‬ ‫الطائرات والفيول الصناعي وغاز البوتان‪ ،‬على التوالي‪ 32 ،‬يوما و‪ 20‬يوما و‪ 35‬يوما‪.‬‬

‫البنك المغربي للتجارة الخارجية ألفريقيا يتوج بجائزة‬ ‫«طوب بيرفورمرز ماروك»‬ ‫فاز البنك المغربي للتجارة الخارجية فرع «بنك أفريقيا» وللمرة الثالثة على التوالي بجائزة «طوب بيرفورمرز ماروك»‪ ،‬التي منحت له من‬ ‫مؤسسة «فيجيو» ضمن مجموعة من المقاوالت المدرجة في بورصة الدار البيضاء في مجال المسؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫وحسب بالغ للبنك المغربي للتجارة الخارجية فرع «بنك إفريقيا» فإن البنك حقق خالل دورة سنة ‪ ،2015‬حقق أفضل النتائج بفضل‬ ‫إنجازاته في مجال المسؤولية االجتماعية استناداإلى معاليير شفافة إخبار الزبناء وعدم التمييز والنهوض بالمساواة بين الجنسين‪،‬‬ ‫واالستراتيجية البيئية لصالح ضمان مالية مستدامة ومسؤولة‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ ،‬بمساهمة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية في القضايا ذات المصلحة العامة‪ ،‬والسيما‬ ‫تشجيع التعليم في العالم القروي ‪ ،‬وضمان حقوق متساوية للمساهمين تمكنهم من التحكم في أخذ قرارات استراتيجية ‪ ،‬وتعزيز الكفاءات‬ ‫والتشغيل والتكوين ودعم الحوار االجتماعي عبر التشاور والتفاوض الجماعي‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة أشادت رئيسة مؤسسة «فيجيو»‪ ،‬نيكول نوتا‪ ،‬بااللتزام الرائد والمستمر لهذه المجموعة المصرفية بمختلف معايير‬ ‫المسؤولية االجتماعية الموضوعة من قبل مؤسسة «فيجيو»‪ ،‬التي توجتها بجائزة أفضل أداء اعتمادا على سبعة معايير مرتبطة بالرفع من‬ ‫الوعي بالمخاطر المرتبطة بالمسؤولية االجتماعية وبمقومات خلق تنمية مستدامة‪.‬‬ ‫وأكد المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية فرع «بنك إفريقيا»‪ ،‬ابراهيم بنجلون التويمي‪ ،‬أن التزام البنك أراده مديره السيد‬ ‫عثمان بنجلون‪« ،‬منذ البداية» التزاما مؤسساتيا يدخل ضمن استراتيجية المجموعة في كافة عملياتها‪.‬‬ ‫ويعتبر البنك المغربي للتجارة الخارجية أول مؤسسة غير أوروبية حظيت سنة ‪ 2004‬بتصنيف اجتماعي‪ ،‬والتي توجت بجائزة أفضل‬ ‫أداء للمرة الثالثة على التوالي‪ ،‬بعد سنتي ‪ 2012‬و‪ .2013‬وجرى حفل توزيع جوائز «طوب بيرفورمرز» بحضور والي بنك المغرب‪ ،‬السيد عبد‬ ‫اللطيف الجواهري‪ ،‬ورئيسة مؤسسة «فيجيو»‪ ،‬السيدة نيكول نوتا‪ ،‬وعدد هام من المسؤولين في القطاعات البنكية والمالية‪ ،‬منهم مدير‬ ‫بورصة الدار البيضاء‪.‬‬

‫مشروع «خالدي» سينتج ‪ 630‬ميغاواط من الطاقة النظيفة‬ ‫انتهت مجموعة «أكوا باور»من تمويل مشروع خالدي‪ ،‬المتعلق بتطوير وبناء واستغالل محطة للطاقة الريحية بسعة ‪ 120‬ميغا واط‬ ‫بجبل صندوق خالي‪ ،‬شمال المغرب إلنتاج خاص للكهرباء‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تولد محطة الطاقة المتجددة «ألكوا باور»‪ ،‬أكثر من ‪ 360‬ميغا واط من الطاقة النظيفة‪ ،‬كما يساهم هذا المشروع‬ ‫أيضا في تطوير ‪ 200‬ميغا واط من الطاقة الريحية في أفق ‪ .2020‬ومن جهة أخرى‪ ،‬ستساهم محطة خالدي الريحية في التخفيض من انبعاث‬ ‫غازات االحتباس الحراري بأكثر من ‪ 200‬ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪.‬‬ ‫ويندرج هذا المشروع في إطار اإلدماج الصناعي للفاعلين الجهويين والوطنيين‪ ،‬األمر الذي سيسمح بخلق حوالي ‪ 300‬منصب شغل‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫كما أن حوالي ‪ 85‬في المائة من الطاقة المنتجة ستباع لزبناء صناعيين كبار ‪ ،‬في حين ستباع باقي الطاقة المنتجة في إطار عقد بيع‬ ‫الكهرباء على المدى القصير أو للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫وقد تم تمويل المشروع‪ ،‬على أساس قرض طويل األمد بمساهمة من البنك األوربي لإلعمار والتنمية‪ ،‬وكذا‪ ،‬بتعاون مع صندوق‬ ‫التكنولوجيات النظيفة‪ ،‬والبنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬وبذلك يكون مشروع خالدي‪ ،‬أول مشروع في المغرب للطاقات المتجددة يموله‬ ‫البنك األوربي لإلعمار والتنمية‪.‬‬

‫قرض من الصندوق العربي للمغرب لتمويل مشروع‬ ‫ميناء الناظور‬ ‫تم‪ ،‬مؤخرابالرباط‪ ،‬التوقيع على اتفاقيتي ضمان وقرض متعلقتين بمساهمة الصندوق العربي اإلنمائي االقتصادي واالجتماعي في‬ ‫تمويل مشروع ميناء «الناظور غرب المتوسط» بمبلغ ملياري درهم‪ .‬ووقع هاتين االتفاقيتين المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق‬ ‫العربي اإلنمائي االقتصادي واالجتماعي عبد اللطيف يوسف الحمد‪ ،‬والمدير العام للناظور غرب المتوسط محمد جمال بنجلون‪ ،‬خالل حفل‬ ‫ترأسه وزير االقتصاد والمالية محمد بوسعيد‪ ،‬بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز رباح‪ .‬وأكد محمد بوسعيد أن هذا المشروع‬ ‫يكتسي أهمية بالغة ستمكن من تقوية البنيات التحتية المينائية على الصعيد الوطني وتعزيز موقع المملكة كأرضية لوجيستية رائدة على‬ ‫مستوى حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال يوسف الحمد إن هذا المشروع‪ ،‬الذي سيعطي دينامية اقتصادية واجتماعية كبيرة على الصعيد اإلقليمي‪« ،‬سيسمح‬ ‫بتعزيز مكانة المغرب في مجال النقل والتجارة البحريين على الصعيد الدولي»‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫�إعالنات قانونية و�إدارية ‪� -‬إعالنات قانونية‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬

‫إعالن حكم قضائي‬

‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪2015/6705/3709 :‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫ملف اجتماعي استئنافي ‪:‬‬ ‫عدد‪2015/1501/140 :‬‬ ‫ملفتصحيحي‬ ‫عدد‪2015/1505/288 :‬‬ ‫المدعي أو المستأنف ‪ :‬مصطفى بنحليمة‬ ‫المدعى عليه أو المستأنف عليه‪ :‬شركة كروط في شخص‬ ‫ممثلهاالقانوني‬ ‫إن القيم القضائي لدى المحكمة االبتدائية بتطوان و‬ ‫تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬قانون المسطرة المدنية يعلن‬ ‫أنه تقرر تعليق وإشهار القرار الصادر عن محكمة االستئناف‬ ‫بتطوان تحت عدد ‪ 280 :‬و‪ 343‬بتاريخ ‪ 2015/10/06 :‬و‬ ‫‪ 2015/11/17‬على التوالي في الملف االجتماعي عدد ‪:‬‬ ‫‪ 2015/1501/140‬وملف تصحيحي عدد ‪2015/1505/288‬‬ ‫والمتعلق بين المستأنف‪ :‬مصطفى بنحليمة من جهة وبين‬ ‫المستأنف عليها ‪:‬شركة كروط في شخص ممثلها القانوني‬ ‫من جهة أخرى منطوقه كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت محكمة االستئناف بتطوان علنيا ابتدائيا‬ ‫حضوريا في حق المستأنف وغيابيا بقيم في حق المستأنف‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫في الشكل ‪ :‬قبول االستئناف‬ ‫في الموضوع ‪ :‬بإلغاء الحكم المستأنف جزئيا في الشق‬ ‫المتعلق برفض التعويض عن منحة األقدمية وتصديا الحكم‬ ‫على المستأنف عليها في شخص ممثلها القانوني بأداء‬ ‫تعويضا عن منحة األقدمية قدره ‪ 294000‬درهم وبتأييده في‬ ‫الباقي مع تحميل المستأنف عليه الصائر‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي ‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬

‫إعالن حكم قضائي‬

‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪2015/6705/3711 :‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫ملف اجتماعي استئنافي ‪:‬‬ ‫عدد‪2015/1501/143 :‬‬ ‫المدعي أو المستأنف ‪ :‬حسن بيدار‬ ‫المدعى عليه أو المستأنف عليه‪ :‬شركة كروط في شخص‬ ‫ممثلهاالقانوني‬ ‫إن القيم القضائي لدى المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬قانون المسطرة المدنية‬ ‫يعلن أنه تقرر تعليق وإشهار القرار الصادر عن محكمة‬ ‫االستئناف بتطوان تحت عدد ‪ 282 :‬بتاريخ ‪2015/10/06 :‬‬ ‫في الملف االجتماعي عدد ‪ 2015/1501/143 :‬والمتعلق‬ ‫بين المستأنف‪ :‬حسن بيدار من جهة وبين المستأنف عليها‬ ‫‪:‬شركة كروط في شخص ممثلها القانوني من جهة أخرى‬ ‫منطوقه كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت محكمة االستئناف بتطوان علنيا ابتدائيا‬ ‫حضوريا في حق المستأنف وغيابيا بقيم في حق المستأنف‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫في الشكل ‪ :‬قبول االستئناف‬ ‫في الموضوع ‪ :‬بإلغاء الحكم المستأنف جزئيا في الشق‬ ‫المتعلق برفض التعويض عن منحة األقدمية وتصديا الحكم‬ ‫على المستأنف عليها في شخص ممثلها القانوني بأداء‬ ‫تعويضا عن منحة األقدمية قدره ‪ 312218.01‬درهم وبتأييده‬ ‫في الباقي مع تعديله فيما يتعلق بالتعويض عن مهلة األخطار‬ ‫برفعه الى مبلغ ‪ 25833.06‬درهم مع تحميل المستأنف عليه‬ ‫الصائر‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي ‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬

‫إعالن حكم قضائي‬

‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪2015/6705/3710 :‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫ملف اجتماعي استئنافي ‪:‬‬ ‫عدد‪2015/1501/139 :‬‬ ‫ملفتصحيحي‬ ‫عدد‪2015/1505/287 :‬‬ ‫المدعي أو المستأنف ‪ :‬مصطفى الدماغ‬ ‫المدعى عليه أو المستأنف عليه‪ :‬شركة كروط في شخص‬ ‫ممثلهاالقانوني‬

‫إن القيم القضائي لدى المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬قانون المسطرة المدنية‬ ‫يعلن أنه تقرر تعليق وإشهار القرار الصادر عن محكمة‬ ‫االستئناف بتطوان تحت عدد ‪ 279 :‬و‪ 342‬بتاريخ ‪:‬‬ ‫‪ 2015/10/06‬و ‪ 2015/11/17‬على التوالي في الملف‬ ‫االجتماعي عدد ‪ 2015/1501/139 :‬وملف تصحيحي عدد‬ ‫‪ 2015/1505/287‬والمتعلق بين المستأنف‪ :‬مصطفى‬ ‫الدماغ من جهة وبين المستأنف عليها ‪:‬شركة كروط في‬ ‫شخص ممثلها القانوني من جهة أخرى منطوقه كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت محكمة االستئناف بتطوان علنيا ابتدائيا‬ ‫حضوريا في حق المستأنف وغيابيا بقيم في حق المستأنف‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫في الشكل ‪ :‬قبول االستئناف‬ ‫في الموضوع ‪ :‬بإلغاء الحكم المستأنف جزئيا في الشق‬ ‫المتعلق برفض التعويض عن منحة األقدمية وتصديا الحكم‬ ‫على المستأنف عليها في شخص ممثلها القانوني بأداء‬ ‫تعويضا عن منحة األقدمية قدره ‪ 294000‬درهم وبتأييده‬ ‫في الباقي مع تحميل المستأنف عليه الصائر‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي ‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬

‫إعالن حكم قضائي‬

‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪2015/6705/3712 :‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫ملف اجتماعي استئنافي ‪:‬‬ ‫عدد‪2015/1501/141 :‬‬ ‫المدعي أو المستأنف ‪ :‬عبد الكريم بوهالل‬ ‫المدعى عليه أو المستأنف عليه‪ :‬شركة كروط في شخص‬ ‫ممثلهاالقانوني‬ ‫إن القيم القضائي لدى المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫و تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬قانون المسطرة المدنية‬ ‫يعلن أنه تقرر تعليق وإشهار القرار الصادر عن محكمة‬ ‫االستئناف بتطوان تحت عدد ‪ 282 :‬بتاريخ ‪2015/10/06 :‬‬ ‫في الملف االجتماعي عدد ‪ 2015/1501/141 :‬والمتعلق‬ ‫بين المستأنف‪ :‬عبد الكريم بوهالل من جهة وبين المستأنف‬ ‫عليها ‪:‬شركة كروط في شخص ممثلها القانوني من جهة‬ ‫أخرى منطوقة كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت محكمة االستئناف بتطوان علنيا ابتدائيا‬ ‫حضوريا في حق المستأنف وغيابيا بقيم في حق المستأنف‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫في الشكل ‪ :‬قبول االستئناف‬ ‫في الموضوع ‪ :‬بتأييده الحكم المستأنف مع تحميل‬ ‫المستأنف الصائر في إطار المساعدة القضائية‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي ‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬

‫إعالن حكم قضائي‬

‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪2015/6705/3708 :‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫ملف اجتماعي استئنافي ‪:‬‬ ‫عدد‪2015/1501/138 :‬‬ ‫المدعي أو المستأنف ‪ :‬عبد النبي بنحليمة‬ ‫المدعى عليه أو المستأنف عليها‪ :‬شركة كروط في شخص‬ ‫ممثلهاالقانوني‬ ‫إن القيم القضائي لدى المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬قانون المسطرة المدنية‬ ‫يعلن أنه تقرر تعليق وإشهار القرار الصادر عن محكمة‬ ‫االستئناف بتطوان تحت عدد ‪ 278 :‬بتاريخ ‪2015/10/06 :‬‬ ‫في الملف االجتماعي عدد ‪ 2015/1501/138 :‬والمتعلق‬ ‫بين المستأنف‪ :‬عبد النبي بنحليمة من جهة وبين المستأنف‬ ‫عليها ‪:‬شركة كروط في شخص ممثلها القانوني من جهة‬ ‫أخرى منطوقه كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت محكمة االستئناف بتطوان علنيا ابتدائيا‬ ‫حضوريا في حق المستأنف وغيابيا بقيم في حق المستأنف‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫في الشكل ‪ :‬قبول االستئناف‬ ‫في الموضوع ‪ :‬بإلغاء الحكم المستأنف جزئيا في الشق‬ ‫المتعلق برفض التعويض عن منحة األقدمية وتصديا الحكم‬ ‫على المستأنف عليها في شخص ممثلها القانوني بأداء‬ ‫تعويضا عن منحة األقدمية قدره ‪ 282240‬درهم وبتأييده‬ ‫في الباقي مع تحميل المستأنف عليه الصائر‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي ‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬

‫سنديك «مارينا بيتش»‬ ‫طريق سبتة كلم ‪25‬‬ ‫المضيق ـ تطوان‬

‫إعـــالن‬ ‫يعلن مكتب اتحاد مالك مركب «مارينا بيتش»‬ ‫أنه بحاجة إلى تشغيل‬

‫مديـر‬

‫لتسيير وتدبير شؤون المركب المذكور‬ ‫وعلى كل راغب يهمه هذا الموضوع أن يتقدم إلى إدارة‬ ‫السنديك المشار إليه أعاله مصحوبا ب (‪ )CV‬وذلك داخل‬ ‫أجل خمسة عشر يوماً من تاريخ نشر هذا اإلعالن‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫أزمة الحيرة‬ ‫‪-‬‬

‫ذات زم��ن‪ ،‬ك��ان التغيير يبدو شبه‬ ‫المستحيل‪ ...‬والجمود مستتب‪ ،‬بكل عناصره‬ ‫المستوفية لشروط تحنيط الفعل الفردي‪.‬‬ ‫ودهاقنة المعبد االجتماعي‪ ،‬يجلدون بألسنة‬ ‫ح��داد‪ ،‬كل عالمة ح��راك بسياط السخط‬ ‫واالتهام بالعقوق‪ ...‬في ذلك الزمان‪ ،‬ونحن‬ ‫نمد الخطو نحو حياة تسير في االتجاه‬ ‫المستقبلي‪ ...‬كنا نجابه بتشويرات‪ ،‬ورموز‪،‬‬ ‫وتصورات سائدة‪ ،‬كلها تفضي بنا إلى‬ ‫الماضي ‪ ...‬فال مجال للبحث عما نقرأه في‬ ‫حياتنا اليومية ‪ ...‬و بالتالي تظل النظريات‬ ‫حبيسة متونها‪ ...‬واألح�لام تضيق بها‬ ‫الصدور‪ ...‬فال حدس لالستمرارية الخالقة‪،‬‬ ‫‪،L’intuition de la durée créatrice‬‬ ‫كما نظر لها الفيلسوف الفرنسي هنري‬ ‫برجسون‪ ،‬على اعتبار أن نسيج الحياة يتطلب‬ ‫أفرادا‪ ،‬نظرا لطبيعة العالقة بين ذات الفرد‬ ‫وعملية الخلق والتأثير في صيرورة الحياة‪ ،‬أو‬ ‫ألن الذات التي‬ ‫ما سمي ب “ الديمومة “ ّ‬ ‫ال تتغيّر ال ت��دوم”‪ ،‬حسب نظرية نفس‬ ‫الفيلسوف ‪...‬‬ ‫ورغم شدة إحساسنا برتابة السائد‪،‬‬ ‫التي تثير فينا رغبة الجدل ‪ ...‬وبينما رفض‬ ‫المقروء يمزقنا‪ ...‬وثقل الزمن وهو يعد رمال‬ ‫صحاري األرض‪ ،‬وشطآن بحارها وأنهارها‪.‬‬ ‫يميت فينا خاليا التفكير ‪..‬كان من حين‬ ‫آلخر‪ ،‬يستيقظ فينا غليان إدراك مشوش أو‬ ‫مراهق أو شيء من هذا القبيل‪...‬كلما مررنا‬ ‫بمستوى تجريبي ما‪ ،‬سواء كان حدثا خاصا‬ ‫او عاما أو مستجدا معرفيا ما ‪ ...‬و كنا بتفاعلنا‬ ‫معه‪ ،‬نكتشف أننا لدينا ما نقوله بصدده‪.‬‬ ‫لكن كيف ؟ و ما هي السبل والمسالك‪ ،‬التي‬ ‫يمكنها أن تفضي بنا‪ ،‬إلى ساحة فكر‪ ،‬منفلت‬ ‫من جثوم المتقادم والمتجاوز؟‬ ‫وقتها كان أكثر الشباب يدرك إمكاناته‬ ‫الحيويّة اإلبداعية ‪ .‬كما كانت لدى البعض‬ ‫منهم‪ ،‬أسئلتهم الوجودية‪ ...‬حول الماضي‬ ‫والحاضر والمستقبل‪ .‬يحركهم فضول‬ ‫استكشاف المضمرات‪ ،‬في مجريات الحياة‪،‬‬ ‫والثقافة‪ ،‬والسلوك البشري‪ .‬فكما يرى‬ ‫أن تفسير الحياة يجب ترجمته‬ ‫برجسون “ ّ‬ ‫إل��ى ديمومة سيكولوجية‪ ،‬هي اإلب��داع‬ ‫الكامن وراء وعي الذات بذاتها وبمحيطها؛‬ ‫أي بالعالم الخارجي“ ‪ .‬ولكن أنى لنا بمن‬ ‫يمدنا بالشجاعة‪ ،‬ولو فقط بالكالم عن مثل‬ ‫هذه المفاهيم‪.‬‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬ساقني ق��دري إلى‬ ‫كاتب من طراز خاص‪ ....‬وجدت في كتبه‪،‬‬ ‫ومفاهيمه‪ ،‬ما كان يؤرقني‪ ...‬كان ذلك‬ ‫الكاتب هو الدكتور عبد الكبير الخطيبي‪،‬‬

‫لبنى �أبي�ضار �أو حني‬

‫ُي�صبح العهر مفخرة‪! ‬‬

‫بقلم ‪ :‬الزهرة حمودان‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫المرحومة الدكتورة فاطمة المرنيسي‬ ‫أستاذ علم االجتماع واألدي��ب والشاعر‪،‬‬ ‫والباحث‪ .‬ك��ان ينادي بتفكيك األشياء‪،‬‬ ‫وممارسة النقد المزدوج‪ ،‬للتراث‪ ‬و لمعرفة‬ ‫اآلخرين‪ .‬وكان ذلك هو عز مطلبي‪ ....‬معه‬ ‫وجدت ضالتي‪ ...‬كانت آراءه تمثل لي الباب‬ ‫المفتوح نحو حرية التفكير‪...‬و مالمسة‬ ‫الطابوهات بعقالنية‪ ،‬ولو في صمت‪ ...‬معه‬ ‫اكتشفت إمكانية التفكير بمساحة اوسع من‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫كانت كتاباتـــه ترجني‪ ..‬تخلخلني‪...‬‬ ‫وأحيانا تغو ص بي في مغربيتي‪ ...‬تسافر‬ ‫بي في عمق هويتي‪...‬تمال رئتي رائحة‬ ‫تربة بالدي‪..‬من خالله ـ رحمة اهلل عليه ـ‬ ‫عشقت عطر حقولها ‪...‬و من حبر حروفه‪...‬‬ ‫استنشقت أفاييح الخزامى والشيح والحرمل‪.‬‬ ‫زودني ـ من خالل قوة أرائه ـ بالقدرة‬ ‫على توسيع دوائ��ر معرفتي‪ ...‬كما كانت‬ ‫جرأته في اقتحام المواضيع الجادة‪ ،‬تشجعني‬ ‫على ممارسة ما كان يسميه بـ “ النقد‬ ‫اليقظ”‪.‬‬ ‫مما كان يقوله في هذا الخصوص ‪:‬‬ ‫”نحن تراثيون بنسيان التراث‪ ،‬مذهبيون‬ ‫بنسيان فكر الكائن‪ ،‬وتقنيون بالعبودية‪.‬‬ ‫من دجننا هكذا حتى يصبح مثل هذا‬ ‫(‪)1‬‬ ‫النسيان شأنا يتكرر جيال بعد جيل “‬ ‫ت��ذك��رت ه��ذه التجربة م��ع الراحل‬ ‫الدكتور الخطيبي‪ ،‬النها تتشابه بتجربتي‬ ‫مع شخصية مغربية أخرى‪ ،‬ـ رحلت عنا في‬ ‫هذه األيام ـ كان لها على نفس التاثير‪ ،‬هي‬ ‫الدكتورة فاطمة المرنيسي‪ ،‬رحمها اهلل‪ .‬هي‬ ‫أيضا علمتني تفكيك المفاهيم السائدة‪،‬‬ ‫والبحث في المألوف‪ ،‬تقول في أحد كتبها ‪“ :‬‬ ‫إذا تعلمنا الموانع‪ ،‬نحمل الحريم في ذاتنا‪...‬‬

‫إنه الحريم الالمرئي‪ ،‬الموجود في رؤوسنا‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫والمسجل في الجبين والجلد”‬ ‫تعرفت على الراحلة الدكتورة فاطمة‬ ‫المرنيسي من احد أعداد المجلة المغربية‬ ‫“ بيت الحكمة”‪ ،‬المتوقفة عن الصدور ـ‬ ‫وكان خاصا ببحث ميداني‪ ،‬أجرته الفقيدة‬ ‫ح��ول عينات من نساء المغرب‪ ،‬يمثلن‬ ‫حاالت اجتماعية مسكوتا عنها‪ ..‬فوجدتها‬ ‫خطوة جريئة ‪ ،‬بكثير من العمق في التناول‪.‬‬ ‫كما قرأت لها ما كانت تنشره لها‪ ،‬جريدة‬ ‫االتحاد االشتراكي‪ ،‬في ملحقها الثقافي‬ ‫من مقتطفات من بحث حول “كيد النساء”‪،‬‬ ‫الذي ترى فيه الباحثة‪ ،‬مقاومة نسائية ضد‬ ‫القهر الذكوري الذي يباركه المجتمع‪....‬ثم‬ ‫توطدت عالقتي بما تكتب‪ ،‬كلما تسنت لي‬ ‫إمكانية الوصول إليها‪...‬ففيها وجدت بعضا‬ ‫من اجوبة‪ ،‬لبعض من أسئلة لم أكن املك‬ ‫جرأة طرحها‪...‬‬ ‫و مما علق في ذاكرتي الوطنية‪ ،‬إلى‬ ‫جوار ما تعلمته من الدكتور الخطيبي‪ ،‬من‬ ‫دروس الحب الوطني العميقة ال��دالالت‪،‬‬ ‫ما صرحت به الراحلة‪ ،‬في إحدى حواراتها‬ ‫الصحفية‪ ،‬من كونها في بلدها تقتسم‬ ‫الشارع مع الرجل‪ ،‬بينما في دول عربية أخرى‬ ‫زارتها‪ ،‬فالشارع ملك للرجل وحده ‪.‬‬ ‫ويبقى هذا غيض من فيض مما‬ ‫يمكن أن نقوله عن عظماء بالدنا الذين‬ ‫يغادروننا تباعا‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ “ النقد المزدوج “ـ ص ‪ 12‬ـ الدكتورعبد‬ ‫الكبيرالخطيبي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ “ نساء على أجنحة الحلم “ ـ الدكتورة فاطمة‬ ‫المرنيسي ‪.‬‬

‫أجور عامالت األقسام الداخلية بثانويات وزان‬ ‫معلقة ونيابة التعليم‪ ‬تتفرج!‬

‫من جديد تؤكد شركة ( ب ‪ -‬ش) المشغلة‬ ‫للعديد من العامالت المكلفات بتدبير مطابخ‬ ‫المؤسسات التعليمية بإقليم وزان التي توفر‬ ‫التغذية للمستفيدين والمستفيدات من‬ ‫المنح الدراسية كدعم اجتماعي لمحاصرة‬ ‫سرطان الهذر المدرسي الذي يفتك بالمدرسة‬ ‫العمومية‪( ،‬تؤكد) بأنها توجد على مسافة‬ ‫بعيدة من احترام مدونة الشغل‪ ،‬التي ال يؤدي‬ ‫فاتورة تعطيل أي بند من بنودها إال العامالت‬ ‫الساهرات وفي شروط مادية ونفسية صعبة‬ ‫على إطعام آالف الممنوحين والممنوحات ‪.‬‬ ‫المعطيات المتوفرة للجريدة من مصادر‬ ‫نقابية‪ ،‬تفيد بأن أجور العامالت بمطابخ هذه‬ ‫المؤسسات التعليمية معلقة منذ ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫وهو ما يعني بأنهن لم يتوصلن بها منذ‬ ‫انطالق الموسم الدراسي الحالي ! وأضافت‬ ‫نفس المصادر بأن كل المؤشرات تميل نحو‬ ‫ع��دم تسوية وضعيتهن المالية في األفق‬ ‫القريب مما سيغرقهن في بحر من المآسي‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫نيابة وزارة التربية الوطنية التي من‬ ‫المفروض أن تستحضر قيمة وقوة الخدمات‬ ‫التي تقدمها هؤالء العامالت لضمان سالمة‬ ‫سير قطاع ما أثقل حضوره االجتماعي‪ ،‬بحيث‬

‫‪8‬‬

‫أي حركة احتجاجية من طرفهن ولو محدودة‬ ‫يمكن أن تترتب عنها قالئل ‪ ، ‬ب�لادن��ا في‬ ‫غنى عنها ف��ي ه��ذه ال��ظ��روف الصعبة‪ ،‬ال‬ ‫توجد (النيابة) على أجندتها أولوية معالجة‬ ‫هذا الملف‪ ،‬رغم أن صراخ ضحاياه وأنينهن‬ ‫االجتماعي اخترق جدران البناية الجديدة لنيابة‬ ‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬التي بالمناسبة اختير‬ ‫فتح أبوابها في الوقت الميت !‪ ‬ولو أن عملية‬ ‫اإلنجاز تقول بعض المصادر اعترتها اختالالت‬

‫من بينها عدم احترام القانون‪ 10 /03 ‬الخاص‬ ‫بالولوجيات ‪ .‬‬ ‫اإلط��ارات النقابية والحقوقية والمدنية‬ ‫الداعمة للعامالت في محنتهن‪ ،‬تدعو اإلدارة‬ ‫الترابية اإلقليمية‪ ،‬ومندوبية الشغل‪ ،‬وأكاديمية‬ ‫التربية والتكوين العمل على مسابقة الزمن من‬ ‫أجل إجبار المقاولة على تسوية وضعية األجيرات‬ ‫وإلزامها باحترام مدونة الشغل ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫من يتحدى من ؟‬ ‫عيوش ابن عيوش المعلوم‪ ،‬قاد «العايلة» لبنى أبيضار إلى‬ ‫ماخور بمراكش‪ ،‬حيث الفسق والفجور‪ ،‬والكأس تدور‪ ،‬والجنس‬ ‫المبتذل الرديء يؤثــث جنبات الماخور ومشاهد صادمة وخادشة‬ ‫للحياء‪ ،‬والسلطانــة لبنى تنتقـــل من «هذا» إلى «ذاك»‪ ،‬تأخذ‬ ‫من هذا وتعطي ذاك‪ ،‬مزهوة‪ ،‬سعيدة بـ «دعارتها» فخورة بها‬ ‫ومعتزة‪ ..‬بل وتشجــع «زميـــالت» لها على ممارســات جنسيــة‬ ‫بذيئة‪ ،‬بين أحضان أو باألصح‪ ،‬أفخاذ واحد من مكبوتي الحرمين‬ ‫الشريفين أو ما جاورهما‪ ....‬إلى صحاري األحقاف بالربع الخالي‪....‬‬ ‫هذه المشاهد‪ ،‬وما خفي منها كان أعظم‪ ،‬يسميها عيوش «فنا‬ ‫واقعيا» وتجد لها أبيضار تفسيرا اجتماعيا‪ :‬تعرية واقع العهر‬ ‫والعاهرات داخل المجتمع المغربي‪« ،‬المنافق» والمراكشي بوجه‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫وكأنهما اكتشفا مجرة جديدة بشمسين وألف قمــر‪ ....‬على‬ ‫بعد ماليير السنين الضوئية من األرض وسكانها‪......‬‬ ‫يا للتفاهة‪! ....‬‬ ‫عيوش ولبنى «تفاجآ» بردود الفعــل الغاضبة‪ ،‬للمشاهـــد‬ ‫المخلة بآداب المجتمع وأخالقه وقيمه‪ ،‬من طرف كل من شاهد‬ ‫«الشانطيونات» التي «تسربت» إلى هـواتـف آالف المواطنيـن‪،‬‬ ‫فهل كانا ينتظران من المجتمع المغربي أن يلقاهما بالزغاريد‬ ‫وبالتمر والحليـب‪ ،‬ويسارع إلى مشاهدة المنكر الذي جاءا به‪،‬‬ ‫ومن معهما من الفاحشيـن‪ ،‬وهل بلغ جهلهما بتقاليد المجتمع‬ ‫المغربـي حد االستهتار بقيم هذا المجتمع‪ ،‬المتوارثة منذ أالف‬ ‫السنين؟‪.....‬‬ ‫وكان طبيعيا أن «يستغل» عيوش على طريقة «مكر اليهود»‬ ‫األزلي‪ ،‬فرصة المنع التي تعرض لها بالمغرب‪ ،‬فيلمه الذي «ال‬ ‫زين فيه وال مجي بكري» ليروج له في «بالد برة»‪ ،‬فرنسا أوال‬ ‫وبالتحديد‪ ،‬حيث اللوبي المناهـض للمغــرب‪ ،‬ال ينشط إال في‬ ‫مثل هذه المناسبات‪ ،‬وفي بلدان أخرى كإيطاليا وأخيرا إسبانيا‬ ‫حيث الحرية الجنسية تدهورت إلى درجة الحيوانية‪ ،‬فلم يعد‬ ‫في مجتمعات تلك البلدان حاجز وال رادع أمام اندفاع الغرائز‬ ‫الجنسية الحيوانية‪ ،‬باسم الحق في التعبير عن المكبوت وباسم‬ ‫الحرية‪ ‬اإلباحية !‪....‬‬ ‫وحين اقتنعت «العايلة» لبنى من أنها أحرقت كل أوراقها‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ولم يعد لها هنا من مستقبل ال في السينما وال في‬ ‫المواخر وال في دور البغاء التي تفتخر باالنتساب إلى عوالمها‬ ‫السفلى‪ ،‬أطلقت للسانها العنان لتتقيأ كل ما يختزنه «جوفها»‬ ‫من خبث وحقد وكراهية للمجتمع المغربي الذي تحقد عليه‪،‬‬ ‫وتكرهه وتعتبره سبب «النكسة» التي تشعر بها بعد أن أيقنت‬ ‫أن لم يعد لها أي حظ في السينما المغربية بعد «الزين»‪ ،‬وحتى‬ ‫زين ما خطاته لولة‪.....! ‬‬ ‫وفي نوع من التحدي الرخيص‪ ،‬الصبياني‪ ،‬البليد‪ ،‬طلعت‬ ‫«العايلة» مؤخــرا‪ ،‬في فيديوهـــات تهاجـــم الدين والتقاليـــد‬ ‫والمجتمع‪ ،‬فقالـــت وكأنها توجه الكالم إلى مخاطب من عالم‬ ‫الخيال‪« :‬أنتم شعب منافق‪ .‬اييه‪ ،‬نعم أنا أدخن‪ ،‬وأضرب الطاسة‪،‬‬ ‫وآكل الحلوف وال أصوم رمضان»‪ ،‬ولتؤكــد أنها «قاطعة يدها‬ ‫من يد اهلل»‪ ،‬قالت في نوع من الزهو «‪...‬وأنا فخورة أن أكون‬ ‫عاهرة‪.....»!!! ‬‬ ‫افخري إذن‪ ،‬أيتها الفنانة «الشرموطة»‪ ،‬بما شئت‪ ،‬ما دام أنك‬ ‫استهلكت كل كلمات معجم الفحش والقبح والدعارة‪ ،‬وتباهيت‬ ‫بالعهر‪ ،‬وتظاهـرت بالكفر‪ ،‬الكفر بالمجتمع وأخالقــه وقيمــــه‬ ‫وتقاليده‪ ،‬وأهله وناسه‪ ،‬وانغمست في وكر الخالعة واإلباحية‬ ‫واالبتذال‪ ،‬وسلكت طريق االنحراف والفجور واالنحالل‪،‬وقطعت‬ ‫كل صلة لك باالحتشام والعفة والرزانة والحياء‪.....‬‬ ‫و ‪«...‬إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» (حديث شريف)‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫‪ 1‬ـ المسرح والفقهاء‪ ..‬مرة أخرى‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫توضيح‬ ‫ال بد منه‪:‬‬

‫موقف العالمة محمد المرير التطواني‬

‫• رضوان احدادو‬

‫منذ أزيد من خمس عشرة سنة‪ ،‬كنتُ نشرتُ في هذه الزاوية التوثيقية حلقات عن مواقف كثير من فقهائنا من المسرح والمسرحيين في شمال المغرب‪.‬‬ ‫وكنت قد تناولت الحديث‪ ،‬في تلك الحلقات السابقة‪ ،‬عن مواقف كل من أحمد بن محمد بن الصديق وأشقائه محمد الزمزمي وعبد اهلل وعبد الحي ومحمد داود‬ ‫وأحمد بن زروق العرائشي‪ ...‬ونواصل‪ ،‬اليوم‪ ،‬الحديث عن مواقف فقهاء آخرين ينتمون إلى المنطقة ذاتها؛ فمن الفقهاء الذين توصلنا كتاباتهم الخاصة التي‬ ‫أدلوا فيها بآراء ومواقف في موضوع المسرح‪ ،‬نذكر الفقيه محمد بن محمد المرير التطواني ومحمد الطنجي ومحمد سكيرج وأحمد الرهوني‪ ....‬وغيرهم من‬ ‫الفقهاء األجالء الذين عرفتهم المنطقة الشمالية للمغرب‪ ..‬ونستهل هذه الحلقة بعرض الموقف الخاص للفقيه العالمة محمد بن محمد المرير التطواني‪،‬‬ ‫الذي ألف كتابا خاصا في الموضوع‪.‬‬

‫يعد الفقيه العالمة النوازلي أبو عبد اهلل محمد بن محمد المرير من كبار‬ ‫فقهاء تطوان وأجالء علمائها‪ .‬وقد أخذ العلم عن شيوخ تطوان وأعالمها‪ 1‬ثم‬ ‫عن علماء القرويين بفاس‪ ،‬قبل أن يعود إلى مسقط رأسه ويتحمل مسؤوليات‬ ‫علميةدقيقة‪.2‬‬ ‫وكان الفقيه المرير‪ ،‬الذي يعد «خاتمة فقهاء جيله وطبقته من كبار‬ ‫العلماء»‪ ،3‬متميزا بالتؤدة والوقار وحسن السمت والمحافظة على رسوم‬ ‫المنصب بالبعد عن العامة ومالزمة االستقامة»‪.4‬‬ ‫خ ّلف الفقيه محمد بن محمد المرير التطواني حوالي ‪ 20‬مؤلفا مخطوطا‬ ‫مشارا إليها في كثير من المراجع والدراسات؛ ومن ضمنها الكتاب موضوع هذه‬ ‫الحلقة من سلسلة «المسرح والفقهاء»‪.‬‬ ‫فمنذ سنوات وقعت بين يدي نسخة مرقونة مستنسخة من مخطوط‬ ‫محفوظ بالخزانة الداودية العامرة بتطوان بعنوان‪« :‬الزجر باللسان والكف لمن‬ ‫يجيز تمثيل قصة أهل الكهف»؛ وهي – كما مثبت في ختامها‪ -‬بخط الناسخ‬ ‫البشير الكبداني لفائدة الفقيه المؤرخ األستاذ محمد داود (يوليوز ‪ )1944‬ويقع‬ ‫في ‪ 51‬صفحة من الحجم الكبير مرقونة‪ ..‬وكان صاحبه قد انتهى من تأليفه‬ ‫أوائل أربعينيات القرن الميالدي الماضي‪« :‬وكان الفراغ من تبييضه صبيحة يوم‬ ‫الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني عام اثنين وستين‪ ،‬بعد ثالثمائة‬ ‫وألف ببستاني بالطوابل خارج تطوان‪ ،‬أبقاها اهلل في حرزه المنيع‪ ،‬من حادث هذا‬ ‫الزمن المريع»‪.5‬‬ ‫وبعد اطالعي على هذه النسخة وقراءتي المتأنية لما ورد فيها من آراء‪،‬‬ ‫حرصت على االتصال بنجل المؤلف الفقيه العالمة محمد بن محمد المرير‪،‬‬ ‫األديب السيد أحمد‪ ،‬حفظه اهلل ورعاه‪ ،‬الذي يرعى بكل عناية واهتمام التراث‬ ‫العلمي لوالده رحمه اهلل‪ ،‬ملتمسا منه الوقوف على بعض مواضع اللبس‬ ‫الموجودة عندي في النسخة التي بين يدي؛ غير أن المفاجأة كانت أكبر حينما‬ ‫صرح لي بأن النسخة المحفوظة في خزانة المؤلف وبخط يده تختلف نوعا ما عن‬ ‫النسخة المتوفرة لديّ‪.‬‬ ‫ولعل أبرز تلك االختالفات تكمن في العنوان الذي وضعه المؤلف للكتاب‬ ‫‪ /‬الرسالة؛ ففي النسخة الداودية ورد‪« :‬الزجر باللسان والكف لمن يجيز تمثيل‬ ‫قصة أهل الكهف»‪ .‬أما في النسخة األصلية المعتمدة والموجودة المحفوظة في‬ ‫خزانة المؤلف الموقوفة على أحفاده وذريته‪ ،‬فقد ورد العنوان بالصيغة التالية‪:‬‬ ‫«إقامة الدليل والبرهان‪ ،‬على حرمة تمثيل قصة أهل الكف من القرآن في مسارح‬ ‫اللهو ومراصد الشيطان»‪ ،‬الذي يقع في ‪ 157‬صفحة من الحجم المتوسط‬ ‫والمكتوب بخط يد المؤلف ذاته‪.‬‬ ‫ومن جميل صنع السيد أحمد أن مكنني من اإلضافات والزيادات التي تتوفر‬ ‫عليها النسخة التي كتبها المؤلف‪ .‬كما وضع‪ ،‬حفظه اهلل ورعاه‪ ،‬بين يدي ملخصا‬ ‫وفيا وفيرا بالمحتوى العام للكتاب؛ وهو ما يعطينا نظرة شاملة عن هذه الوثيقة‬ ‫المهمة التي تبين أن مسألة التمثيل والمسرح أخذت حيزا الفتا ضمن اهتمامات‬ ‫بعض الفقهاء في المغرب عامة‪ ،‬وفي المنطقة الشمالية على األخص‪..‬‬ ‫والمثير لالنتباه واالستغراب في آن واحد هو أن هذا المخطوط – على‬ ‫قدمه النسبي (أكثر من سبعة عقود)‪ -‬وأهميته التاريخية والعلمية وكذا حساسية‬ ‫المجال الذي اهتم به (اإلسالم والمسرح)؛ فإنه لم يلتفت أو ينتبه إليه أحد من‬ ‫الباحثين والمهتمين بالتوثيق وبتاريخ المسرح المغربي‪ ،‬على الرغم من ورود‬ ‫اإلشارات إليه في أكثر من مرجع وعند ذكر اآلثار العلمية والمؤلفات المخطوطة‬ ‫التي خلفها الفقيه محمد بن محمد المرير التطواني‪.6‬‬ ‫وعن دواعي تأليف كتاب «إقامة الدليل والبرهان‪ ،‬على حرمة تمثيل قصة‬ ‫أهل الكف من القرآن في مسارح اللهو ومراصد الشيطان»‪ ،7‬يقول الفقيه المرير‪:‬‬ ‫«ألفه كاتبه محمد المرير إثر قيام ثلة من شباب العصر يلتمسون تمثيل هذه‬ ‫القصة القرآنية بمسارح اللهو واللعب العمومية‪ ،‬أصلح اهلل أحوالنا وسدّد أعمالنا‬ ‫وأعمالهم» انتهى من خطه رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ويلخص األستاذ أحمد بن محمد المرير‪ ،‬نجل الفقيد‪ ،‬مضمون هذا الكتاب‪8‬‬ ‫بقوله‪« :‬بعد مقدمة االفتتاح‪ ،‬والكالم عن انطماس معالم الدين‪ ،‬وحيرة الناس‬ ‫بين جاهل يدعي العلم وعالم ضال‪ ،‬وأن العالم القائل بالحق ال يسمع قوله‪،‬‬ ‫وسقوط وفساد األخالق‪ ،‬وأن على العالم المتدين مالزمة الوحدة والعزلة‪ ،‬شرع‬ ‫في صلب الموضوع‪ ،‬فقال‪« :‬في أثناء شهر صفر من هذا العام‪ ،‬الذي هو عام‬ ‫اثنين وستين بعد ثالثمائة وألف‪ ،‬قامت فئة من شباب تطوان تريد تمثيل قصة‬ ‫(أهل الكهف) في أحد المراسح األوربية على نهج التمثيل العصري بأن تحكى‬ ‫القصة على طريق التمثيل والتصوير‪ ،‬وتعرض على العموم على وجه المحاكاة‬ ‫والتنظير‪ ،‬فيؤتى بأفراد يحاكون أهل القصة في صورهم ومالبسهم وحركاتهم‬ ‫وسكناتهم»‪ ...‬إلى آخره‪ ..‬قال‪« :‬واستأذنوا الحكومة في تمثيل هذه القصة‪،‬‬ ‫فأسعفهم في ذلك بعض من له الرئاسة في هذا الشأن‪ ،‬فأجاب بأنه ال بأس‬ ‫بذلك‪ .‬ولما عرض األمر على أمير البالد‪ ،‬سمو الخليفة السلطاني‪ ،‬سيدنا الحسن‪،‬‬ ‫أيده اهلل وألهمه صوب الصواب‪ ،‬ولقنه الحجة الصحيحة وفصل الخطاب؛ رد ذلك‬ ‫وصرح بالمنع من هذا التمثيل‪ ،‬وحسم مادة هذا الداء العريض الطويل» إلى‬ ‫آخره‪..‬‬ ‫ثم قال في تعريفه للتمثيل‪« :‬إن التمثيل نوع من أنواع الفكاهة والتلهي‬ ‫الذي يقطع به الوقت أهل البطالة‪ ..‬وإن رفعنا سمك العبارة وزيناها للناظرين‪،‬‬ ‫قلنا‪ :‬هو لهو ومزاح تستروح به النفس المكدودة بعملها الجديّ؛ فهو‪ ،‬بكل‬ ‫حال‪ ،‬ال يخرج عن اللهو واللعب الذي ينزه عنه القرآن وأخباره‪ ،‬ويتعالى عنه خطاب‬ ‫الرب العظيم وآثاره‪ ،‬إذ القرآن وما قصّه من األخبار ما أنزل إال للتذكير واالعتبار‬ ‫واالتعاظ بما فيه من األنباء واالزدجار»‪ .‬إلى آخره‪..‬‬ ‫ثم قال‪« :‬فليست أخبار القرآن أسمارا يقتطع به طول الليل‪ ،‬وال خرافات‬ ‫وحكايات يتلهى بها أبناء هذا الجيل‪ ،‬وال نوادر وأحاديث يضحك منها‪ ،‬وال أغاني‬ ‫طريفة يتغنى بها‪ ...‬بل القرآن كالم الرب القديم وأخباره هي مدلوله الذي يجب‬ ‫أن يتلقى بالتوقير والتعظيم»‪ .‬إلى آخره‪...‬‬ ‫ثم قال‪« :‬ومسارح التمثيل هي محالت اللهو واللعب‪ ،‬والرقص والطرب‪،‬‬ ‫واألناشيد واألغاني‪ ،‬وحضور المثاني والمغاني‪ .‬وهذا القصد في واد‪ ،‬ومقصد‬ ‫قصص القرآن في واد‪ .‬مقصد القرآن وقصصه‪ :‬الجد والحزن والبكاء‪ ،‬والخضوع‬ ‫والخشوع لمبدع األرض والسماء‪ .‬ومقصد التمثيل‪ :‬اللهو واللعب والتصدية‬ ‫والمكاء‪ ،‬وتزجية الزمان بأنواع المجون واالستهتار‪ ،‬والتصنع والتلبيس بما‬

‫واالستهانة‪ ،‬ال سيما مع محاكاتهم في صورهم وأزيائهم وحركاتهم وسكناتهم‬ ‫وكل ما جرى لهم في قضيتهم‪ .‬وهذا الفعل يمنعه الشرع اإلسالمي بين عموم‬ ‫الناس‪ ،‬فكيف بذي المنزلة الخاصة الرفيعة عند اهلل؟ إذ ال يجوز أن يسخر إنسان‬ ‫بإنسان آخر؛ فال يسخر رجل برجل‪ ،‬وال امرأة بامرأة‪ ،‬كما في القرآن الكريم»‪.‬‬ ‫ثم نقل عن اإلمام الغزالي قوله‪« :‬وقد يكون ذلك ‪ -‬أي االستهزاء‬ ‫والسخرية‪ -‬بالمحاكاة في الفعل والقول‪ ..‬وقد يكون باإلشارة واإليماء» انتهى‪.‬‬ ‫قال الشيخ مرتضى‪ ،‬شارح «اإلحياء»‪« :‬وهو بجميع أنواعه حرام؛ ألنه إيذاء»‬ ‫انتهى‪.‬‬ ‫ثم قال المؤلف‪« :‬وال يخفى أن في حكاية الغائب اغتيابا له‪ ،‬إذ ال يرضى‬ ‫الغائب بذلك؛ فهو ذكر له بما يكره‪ ،‬وهو حقيقة الغيبة‪ ،‬وهي من الكبائر في حق‬ ‫مطلق الناس‪ ،‬فما بالك فيمن مقامه يلي األنبياء‪ .»! ‬إلى آخره‪..‬‬ ‫ثم ذكر تشديد بعض العلماء في إنكار محاكاة أهل الفضل والعلم‪ ،‬وكذلك‬ ‫اإلنكار على الشعراء الذين يلمحون في أشعارهم إلى قضايا األنبياء على وجه‬ ‫التمثيل‪.‬‬ ‫ثم قال بعد كالم‪« :‬فإن ادعى مدع ورأى راء أن تمثيل هذه القصة ليس‬ ‫المقصود منه إال ذكرها ذكرا تاريخيا مجردا عن كل قصد يقال له‪ :‬إن سلمنا‬ ‫مقالك‪ ،‬فأعلى محامله أن يجعلوا من قبيل القصص والحكايات الخالية عن‬ ‫المحاكاة الصورية أو الفعلية‪ ،‬وجمع الناس لمجرد القصص والحكايات ليس‬ ‫من األمور المحمودة في الدين اإلسالمي‪ ،‬إذ األئمة أنكروا القصص والحكايات‬ ‫التي تقص في المساجد وهي خالية عن المفاسد السابقة وجعلوها من البدع‬ ‫الممقوتة والمحدثات المحذورة ونهوا الناس عن الجلوس في حلقها واالستماع‬ ‫إلى باطلها وحقها»‪ .‬إلى آخر ما استدل به‪...‬‬ ‫ثم قال‪« :‬فبطل‪ ،‬لما قررنا‪ ،‬يقينا رأي ذلك الراء‪ ،‬إذ حيث قيل في القصص‬ ‫التي تقص في المساجد ‪ -‬مع خلوها من مفاسد التمثيل في المصادر والموارد‪-‬‬ ‫ما قيل فيها من المنع وعدم اإلباحة‪ ..‬فكيف يرخص في اللعب المحض‪ ،‬المعزز‬ ‫بفنون المجون وصريح الوقاحة؟!»‪ .‬إلى آخره‪...‬‬ ‫ثم قال‪« :‬والخالصة‪ :‬إنه ال يجوز في الدين اإلسالمي تمثيل قصة من‬ ‫قصص القرآن في دور التمثيل‪ ،‬وال يسوغ بحال نشرها في تلك المسارح‬ ‫المحفوفة باألباطيل‪ ،‬ومن رخص في ذلك فرخصته في تضليل؛ وإن استدل على‬ ‫قوله بألف دليل لما سمعته من األدلة المنيرة إنارة الشمس والقمر‪ »..‬إلى آخره‪..‬‬ ‫ثم تكلم على قصص القرآن‪ ،‬وأتى بقصة أهل الكهف‪ ،‬مفسرة بلب‬ ‫«التفسير» وروحه‪ ،‬ثم قال في ختامها‪« :‬وهنا‪ ،‬انتهت قصة (أهل الكهف) العجيبة‬ ‫[التي] جعلها أهل السنة أصال من األصول التي اعتمدوها في إثبات كرامات‬ ‫األولياء»‪ .‬ثم أفاض في موضوع الكرامات وما قيل في شأنها‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا المبحث‪ ،‬قال‪« :‬وهنا نزل القلم عن مطايا البنان‪ ،‬وألقى عصا‬ ‫تسياره في هذا الموضوع وقبض العنان‪ ،‬راجيا من اهلل العظيم أن يجعل جميع‬ ‫أعمالنا خالصة لوجهه الكريم غير معتلة بداء المراءاة ومرض العجب الذميم‪ ،‬كما‬ ‫نسأله وهو الفتاح العليم أن يوزعنا شكر نعمه التي تتوالي علينا كل ثانية ودقيقة‬ ‫وساعة وحين‪ ،‬وأن يوفقنا لعمل يرضاه‪ ،‬ويدخلنا برحمته في عباده الصالحين‪،‬‬ ‫آمين‪..‬‬ ‫وكان الفراغ من تبييضه صبيحة يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر‬ ‫ربيع الثاني عام اثنين وستين بعد ثالثمائة وألف ببستاني بالطوابل خارج تطوان‬ ‫أبقاها اهلل في حرزه المنيع من حادث هذا الزمان المريع‪ .‬آمين»‪.‬‬ ‫وفي الحلقة المقبلة من هذه الذاكرة‪ ،‬سأتوقف إللقاء مزيد من الضوء على‬ ‫هاته المقتطفات الدالة والمعبرة‪ ،‬التي تلخص موقف الفقيه محمد المرير من‬ ‫التمثيل عامة‪ ،‬ومن تمثيل قصة أهل الكهف خاصة‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫هوامش‬ ‫يستعلي عنه ذوو االعتبار‪ ،‬إذ الممثل يتجلى في مرسحه مستعيرا لصورة غيره‪،‬‬ ‫مغيرا لخلقته التي خلقه اهلل عليها‪ ،‬ويجتهد ما استطاع أن يكون على صورة‬ ‫الممثل؛ فتارة يتصور بصورة شيخ وهو شاب‪ ،‬وطورا يتجلى وهو نقي الخد بلحية‬ ‫طويلة‪ ،‬وحينا يتمثل للناظرين امرأة تتبختر في حللها وحليها‪ ..‬وكل هذا الفعل‬ ‫في شريعة اإلسالم ذميم‪ ،‬ملعون صاحبه على لسان الشرع الكريم»‪ ...‬مستدال‬ ‫على ذلك بالقرآن والحديث‪.‬‬ ‫ثم تكلم عن المزاح الذي يرخص فيه‪ ،‬وقال‪« :‬إنه ال يباح بمثل هذه األمور‬ ‫الجدية المتعلقة بأخبار القرآن‪ ،‬وأنه يعد من أنواع االستهزاء والسخرية»‪ ..‬ثم‬ ‫أشار إلى حكم بعض العلماء بكفر من استهزأ بالقرآن أو بشيء منه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«وهنا‪ ،‬وإن لم يكن االستخفاف بنفس القرآن فهو بمدلوله الصادق وحديثه‬ ‫الحق المطابق‪ ،‬فإن قال قائل‪ :‬إن الممثل لم يقصد سخرية وال استهزاء يقال‬ ‫له إن مجرد إخراج هذه القصة في صورة التمثيل وعلى ظهر هذا المسرح هو‬ ‫نفس االستخفاف واالستهزاء‪ ،‬فمن نفى ذلك كمن وضع المصحف في موضع‬ ‫قذر وقال إنه لم يقصد إهانة‪ ...‬أما االستخفاف بهؤالء الفتية الصديقين‪ ،‬فإن‬ ‫قلنا إن بعضهم كان نبيا – كما ذكره بعض أهل التفسير احتماال‪ ،‬ومنهم صاحب‬ ‫«الكشاف»‪ -‬كان الحكم في ذلك حكم من استخف بحقوق األنبياء‪ ،‬أو نسب‬ ‫إليهم ما يليق بمنصبهم؛ وهو القتل حدا‪ ،‬إن تاب أو أنكر‪ ،‬وإال قتل كفرا‪ ،‬وال يعذر‬ ‫الساخر بأنه لم يقصد ذما لكونه جاهال متهورا أو متالعبا كما هنا‪ ،‬حسبما أفتى‬ ‫به الشيخ خليل»‪.‬‬ ‫ثم قال بعد كالم‪« :‬أما هؤالء الفتية‪ ،‬فالثابت أنهم من الصديقين؛ وإذا‬ ‫كان كذلك‪ ،‬فالحكم فيمن غضّ من منصبهم وحط من رتبتهم ووصل إليهم‬ ‫بأذى أن يزجر كما في «الشفا» ويعزر تعزيرا يليق به من ضرب وحبس‪ ،‬وبحسب‬ ‫اجتهاد الحاكم‪ ،‬كما قاله الشهاب الخفاجي»‪ .‬إلى آخره‪...‬‬ ‫ثم قال‪« :‬ووجه الحط من قدر هؤالء الفتية والغض من منصبهم بالتمثيل‬ ‫ظاهر ظهورا ال يقدر على دفعه دافع وال ينازع في تحققه منازع‪ ،‬إذ القصة تعرض‬ ‫في المسرح معرض التفكه والتطريب‪ ،‬وفي ذلك ما ال يخفى من السخرية‬

‫‪ 1‬ـ ولد بتطوان عام ‪1304‬هـ وبها نشأ‪ ،‬وكانت‬ ‫وفاته سنة ‪ 1398‬هـ ‪.1978 /‬‬ ‫‪ 2‬ـ زاول الوعظ واإلرشاد بمساجد تطوان وزواياها‪،‬‬ ‫قبل أن يعين سنة ‪ 1909‬كاتبا للمندوب السلطاني‬ ‫بطنجة‪ ،‬ثم ‪ 1913‬كاتبا بوزارة العدل بتطوان‪ ،‬و‪1918‬‬ ‫كاتبا بالصدارة العظمى (تطوان)‪ ،‬كما زاول القضاء‬ ‫في كل من القصر الكبير وأصيال ثم تطوان‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪ ،1934‬عين عميدا للدراسات (شيخ العلوم)‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ من تقديم الشيخ محمد المكي الناصري‪،‬‬ ‫شيخ العلوم المرحــوم الفقيـــه سيدي محمد المرير‬ ‫في ذكراه األربعينية‪ ،‬منشورات قدماء معهد موالي‬ ‫المهدي‪ ،‬مطبعة الشويخ‪ ،‬تطوان‪.1980 ،‬‬ ‫‪ 4‬ـ إدريس خليفة‪ ،‬الحركة العلمية والثقافية‬ ‫بتطوان من الحماية واالستقالل‪ ،‬منشورات وزارة‬ ‫األوقاف والشؤون اإلسالميـــة‪ ،‬مطبعـــة فضالــة‪،‬‬ ‫المحمدية‪ ،1994 ،‬ج الثاني‪ ،‬ص ‪.549‬‬ ‫‪ 5‬ـ الصفحة األخيرة من المخطوط‪ ،‬نسخة المؤلف‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ مصطفى الشعشوع‪ ،‬شيخ العلوم‪ ،...‬ص ‪.18‬‬ ‫‪ 7‬ـ العنوان المعتمد للكتاب‪ ،‬أما العنوان السابق‬ ‫(الزجر باللسان‪ )...‬فكان أوليا استبدله المؤلف بنفسه‬ ‫بهذا العنوان األخير‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ هذه الخالصة أسعفني بها مشكورا األستاذ‬ ‫أحمد المرير‪ ،‬نجل المؤلف‪ ،‬قال في ذيلها ما يلي‪« :‬هنا‬ ‫انتهى ملخص هذا الكتاب تلبية لرغبة األخ الفاضل‬ ‫األستاذ الباحــث السيد رضـــوان احدادو‪ ،‬فأرجــو أن‬ ‫أكون قد استوفيت المقصود الذي يهمه‪ ..‬تطوان في‬ ‫خامس أبريل سنة ‪ .2010‬أحمد بن محمد المرير»‪.‬‬


‫العدد ‪814‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪10‬‬

‫أسرار المغارات المقدسة بشمال الناظور‬

‫طقوس وثنية عجز اإلسالم عن محوها‬ ‫من ذاكرة الساكنة‬ ‫القليل‬

‫في بني سيدال الجبل والمناطق المحيطة به من ال يعرف او يسمع عن « ثمزييذا نتموث» أو «المسجد‬ ‫التحت أرضي» الموجود في منطقة «تميزار» بنفس الجماعة ‪ ،‬بالنظر للسمعة التي اكتسبتها لدى‬ ‫الخاص والعام بسبب ما يعتقده الكثيرون بأنها تتوفر على بركات قادرة على شفاء العديد من األمراض وجلب الحظ‬ ‫وطرد النحس والجن خاصة لدى النساء ‪.‬‬ ‫«ثمزييذا نتموث» هي مغارة أثرية ما زالت تقام فيها طقوس قديمة توارثها سكان المنطقة والمناطق المجاورة أبا‬ ‫عن جد وتقع في سفح منحدر بالجهة الغربية لـ «تميزار» وهي عبارة عن دهليز بباب ضيق عرضه ال يتعدى ‪ 1‬متر و‪20‬‬ ‫سنتمتر وارتفاه بمتر واحد و ‪ 50‬سنتمتر البد عند دخولها االنحناء بسبب بابها الضيق ‪.‬‬ ‫وهي مغارة أثرية قديمة معروفة لكن االشارات التاريخية التي تستدل على عصرها وتاريخا تبقى منعدمة ‪.‬‬ ‫وتتميز هذه المغارة بأنها الزالت مقدسة والزال الناس يتبركون بها معتقدين انها تكن قوى خفية قادرة على تلبية‬ ‫طلباتهم‪ ،‬ولذلك يزورها المرضى قصد طلب الشفاء من العلل والمس والسحر خاصة من طرف النساء ‪ ،‬وتكثر زياراتها‬ ‫خالل يوم السبت ‪.‬‬ ‫ومن أهم الطقوس التي تمارس بهذه المغارة التاريخية حسب ما جاء على لسان إحدى المعمرات بالمنطقة ‪:‬‬ ‫ـ التمسح والتبرك بجدرانها واخذ بعض من تراب المغارة لخلطه مع الماء وشربه أو الدهن به بغرض االستشفاء ‪.‬‬ ‫ـ تقديم النذور من ذبائح ووالئم جماعية قصد المباركة ‪.‬‬ ‫ـ اغتسال العازبات فوق صخرة توجد في أحد زركان المغارة وفي بعض األحيان االغتسال فوق رغيف خبز وغير ذلك ‪.‬‬ ‫ـ تعليق جزء من الثياب المخلوعة من الغسل بعتبة المغارة أو فوق أغصان شجرة محاذية للمغارة‪.‬‬ ‫ المتزوجات بعد الزيارة تترك العروس بعض حنائها للعودة إلى المغارة ومسح تلك الحناء لجدران وسقف المغارة‬‫وإقامة نذر وخاصة الذبيحة وإشعال النار في المغارة وتركها لتنطفئ وحدها وهذا طلب للمباركة من قضاء حاجتها‪.‬‬ ‫ تدلي األطفال المرضى في سلة أو دلو كان يسمى بالمحلية ‘’ ثسياست’’ أو الشكارة بالدارجة ويدلونها في جب‬‫يقع فوق المغارة سبع مرات قصد االستشفاء ويذكر بأن الجب يعتبر أثري في تيميزار ويعرف جب «اسمغان» أي جب‬ ‫العبيد والذي يحكى أن الجب أنشأه عبيد سجناء ال نعلم زمن إنجازه إال أن بعض الروايات الشفهية يرجحون زمن إنجازه‬ ‫في ازدهار حاضرة تيميزار ومزجت به محوح البيض للحفاظ عيه وعدم تشققه مما جعل جدرانه ناعمة والجب منجز‬ ‫بمادة الصقة بيضاء ورقيقة التنتمي إلى مادة االسمنت‪.‬‬ ‫وهذه الطقوس المقامة لكهف او مغارة ثمزيذا نتموث تتطابق على تلك الطقوس المقامة في كهوف ومزارات‬ ‫اكتشفت العديد منها على صعيد الشمال الجزائري والتي تنتمي إلى الكهوف أو الحوانيت األرضية الجنائزية والعائدة‬ ‫إلى زمن الفنيقيين واإلغريق والبونيين والقرطاجيين وتسمى قبور» الدولمن الكهفية» للدفن الفردي والمزدوج غير‬ ‫أن الساكنة احتفظت بها حتى بعد الفتح اإلسالمي‪ ،‬وتنتشر مثل هذه المغارات في مناطق عدة بشمال إفريقيا كما سبق‬ ‫أن اكتشفنا مغارة اخرى بجبل كوروكو بمنحدر بالجهة الشرقية لقلعة تازوظا تسمى «رهري» تشبه «ثمزييذا نتموث»‬ ‫بشكل كبير سواء من حيث شكلها أو الطقوس الممارس بها إلى حد اآلن ‪.‬‬ ‫وبهذا الشأن يقول الدكتور محمد الصغير غانم في كتابه « التواجد البوني الفينيقي بالجزائر » في الصفحة ‪:21‬‬ ‫« يعرف هذا في الشمال اإلفريقي وخاصة بالجزائر بالمزارة أو المرابطة إذ يعتقد العامة أن إنسانا صالحا أو وليا من‬ ‫األولياء دفن داخلها ويكن لها االحترام والتقديس وفي بعض اآلحيان يمكن أن تكون شجرة محادية تعلق في أغصانها‬ ‫الخرق والتقرب منها» وهو ما ينطبق على مغارتي «تمزييذا نتموث» ومغارة «رهري» بكوروكو اذ وخالل زيارة ميدانية‬ ‫الحظنا تواجد خرق معلقة إما داخل المغارة أو على أغصان شجرة الزيتون البري متواجد قبالة بابها ( انظر الصور )‪.‬‬ ‫لكن المالحظ أن كلتا المغارتين تتوفران على محراب مما يدل أنه وبعد دخول االسالم إلى المنطقة تم تحويل هذه‬ ‫المغارات إلى مساجد غير أنه ومن المالحظ أيضا أن كال المحرابين اتخذا االتجاه غير الصحيح فبينما اتخذ محراب مغارة‬ ‫«رهري» اتجاه الجنوب‪ ،‬اتخد محراب «ثمزييذا نتموث» اتجاه الشمال الشرقي وليس اتجاه القبلة ‪.‬‬ ‫ومن خالل قراءتنا لعدد من المكتشفات عثرنا عليها مؤخرا خاصة بعض األصنام والمعبودات الحجرية التي ما زالت‬ ‫أثار التمسح بادية عليها باإلضافة إلى عمالت نقدية تعود للعصور الرومانية واالموية والموحدية والمرينية باإلضافة‬ ‫الى معبودات يرجح أن تعود الى الحضارة الدلمونية و التي وجدت بمناطق محيطة وقريبة من مغارة « ثمزييذا نتموث»‬ ‫إن هذه المغارة يرجح انها كانت تشكل واحدة من الحوانيت والمغارات الكهفية البسيطة المكتشفة بكثرة في شمال‬ ‫افريقيا وخصوصا بالشمال الجزائري والمغربي ‪ ،‬وهي غرف جنائزية حسب شكلها والطقوس الممارسة بها والتي‬ ‫تتطابق مع معتقدات الديانات القديمة‪ ،‬يرى الباحثان «د سانتاس و ج جوبيل» أن هذه القبور الجنائزية من صنع فينيقي‬ ‫وأن هذه المزارات كانت قرب المستوطنات والمحطات الفينيقية والقرطاجية ببالد المغرب القديم ‪.‬‬ ‫وتتكون هذه المقابر الجنائزية من غرفة مثل «ثامزييذا نتموث» أو عدة غرف مثل مغارة «رهري» بكوروكو المتكونة‬ ‫من غرفتين باإلضافة إلى فناء خارجي مسقف‪.‬‬ ‫ومما يؤكد أيضا انتشار الكهوف والحوانيت الجنائزية اكتشاف شاهد حجري بهضبة إغيل امدغار التي تبعد عن‬ ‫«ثمزييذا نتموث» بما يربو عن ‪ 2‬كلم وهو شبيه في شكله بفخذ إنسان ملطخ بمادة سوداء تدل على أنه كان يتمسح‬ ‫به ‪ ،‬وتدل معالم هذا الشاهد أنه عائد للحضارة الدلمونية‪.‬‬ ‫وحسب ما أورده الباحثون والمستكشفون األثريون أن قبور الحوانيت أو الكهوف الجنائزية البسيطة ومن مصطلح‬ ‫الحوانيت تلك الغرف الصغيرة التي نحتت في واجهات المرتفعات الجبلية والمنحدرات الترابية والصخور المنعزلة وهي‬ ‫في شكلها المكعب وتتمتـع بفتحات تشبه النوافـذ في وقتنا الحالي وقد استعملت للدفن الفردي والجماعي وهي نوع‬ ‫من القبور الجنائزية المغارية المنحوتة في واجهات المنحدرات معروفة بالكهوف المقدسة‪.‬‬ ‫وعرفت هذه القبور العريقة ومن مخلفات فجر التاريخ بقبور” الدولمن ”‪”Dolmens‬ببالد المغرب القديم توجد تلك‬ ‫القبور على صعيده بكثرة ولها خاصية تتموقع في المناطق الساحلية‪.‬‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫الوجود بنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫المغربي في صحرائه المسترجعة‬ ‫يزيد عن ‪ 1000‬سنة‬ ‫ورئيس الجزائر السابق هواري بومدين‬ ‫• محمد العربي الفتوح‬ ‫من مواليد تطوان‬ ‫باحث في المعالم التراثية‬

‫تعرضت الدولة اإلدريسية إلى مضايقات‬ ‫وصراعات عديدة وتدخالت في شؤونها الداخلية‬ ‫بغية القضاء عليها وذلك من قبل الطامعين‬ ‫فيها مثل مصالة بن حبوس وأبو العافية ومن‬ ‫النصريين األندلسيين الذين كانوا يخشون‬ ‫األدارسة‪ ،‬فتفرق األدارسة طرائق قددا وضاعت‬ ‫دولتهم وهيبتهم وتكونت سبع مائة ‪700‬‬ ‫هجرة‪ ،‬منهم من ذهب إلى الجزائر‪ ،‬ومنهم‬ ‫من توجه إلى تونس ومنهم من قصد مصر‬ ‫ومنهم من ذهب إلى األندلس نفسها ونادى‬ ‫بالتقية‪ ،‬وهؤالء أصبحوا جزءا من ملوك الطوائف‬ ‫وكونوا ألنفسهم في األندلس دولة صغيرة‬ ‫أطلقوا عليها دولة (الحموديين) وكان لهم‬ ‫في ما بعد شأن عظيم عندما جاء إلى المغرب‬ ‫(علي) بن حمود إلى سبتة ليؤسس فيها الدولة‬ ‫اإلدريسية الثانية وهي دولة الحموديين بسبتة‬ ‫التي أعطتنا الشريف اإلدريسي العالم الجغرافي‬ ‫العالمي‪ ،‬والتي داع صيتها في ما بعد في‬ ‫الميدان الحضاري والثقافي فداع صيتها في‬ ‫المشرق واألندلس وقصدها العلماء والشعراء‬ ‫من بينهم الشاعر الكبير (متنبي) األندلس ابن‬ ‫دراج القسطلي الذي جاء إليها ليمدح أمراءها‬ ‫في سبتة‪ ،‬أما البقية من الهجرات فبعضها اختار‬ ‫جبال غمارة الممتدة من العرائش إلى تطوان‬ ‫والبعض اآلخر ذهب إلى (سجلماسة) واآلخرون‬ ‫ذهبوا إلى الصحراء الغربية المسترجعة وهم‬ ‫قبيلة (العروسيين) وهذا هو ما يعنينا‪ ،‬وبهذا‬ ‫يكون الوجود المغربي في صحرائه المسترجعة‬ ‫يزيد عن ألف سنة (‪ )1000‬وقد ذكرت هذا في‬ ‫مقالة بعنوان (التمدن التطواني بين الحقيقة‬ ‫األمازيغية وعناد عرب األندلس) وذل��ك في‬ ‫صحيفة الجسر التطوانية سنة ‪ 1995‬ثم أعيد‬ ‫نشر هذه المقالة في صحيفة الشمال الغراء منذ‬ ‫خمس سنوات وتطرقت في هذه المقالة إلى‬ ‫الشرائح اإلجتماعية التي تتكون منها ساكنة‬ ‫تطوان ففيها العنصر الريفي والعنصر الفاسي‬ ‫والعنصر العربي األندلسي وسكان (جبالة) الذين‬ ‫يعتبرون جزءا ال يتجزأ من قبيلة يازغة البربرية‬ ‫التي كانت موجودة في مدينة فاس قبل مجيء‬ ‫اإلسالم وبعده واستفادت من عربية األدارسة‬ ‫هذا ما قاله لنا صاحب كتاب (ثالثة وثالثون‬ ‫قرنا) من الوجود األمازيغي في بالدنا أما العنصر‬ ‫الجزائري المتواجد في تطوان فقد جاء إليها‬ ‫عندما دخل الفرنسيون إلى الجزائر عندما أرادوا‬ ‫الحفاظ على دينهم وشرفهم ففضلوا الهجرة‬ ‫إلى تطوان أي منذ ‪ 150‬سنة وقد طلعت عليها‬ ‫في العام الماضي صحيفة (المساء) بموضوع‬ ‫يشمل رؤس��اء الجزائر وقالت أنهم من أصل‬ ‫مغربي (فابن بالة) من قلعة السراغنة وبوضيوف‬ ‫من القنيطرة و(الهواري بومدين) من مواليد‬ ‫مدينة تطوان وعندما عرفت أن رئيس الجزائر‬ ‫السابق يعد ابن مدينتي تطوان سقطت على‬

‫رئيس الجزائر السابق الهواري بومدين التطواني الجزائري‬

‫خدي دمعتان وسمعت في داخلي هاتفا يقول‬ ‫لي‪ :‬لما تبكي ؟ الوجود العظيم أقعد في الماضي‬ ‫فما أنت ربه فتقيمه‪ ،‬لم يكن يدور في خلدي أن‬ ‫المرحوم (هواري بومدين) رئيس الجزائر األسبق‬ ‫هو من مواليد تطوان وهنا تذكرت على التو‬ ‫الشاعر (طرفة العبد) وبيته الشعري المشهور‪:‬‬ ‫وظلم ذوي القربــى أشد مضاضـة‬ ‫علي المرء من وقع الحسام المهند‬ ‫وبهذا يكون (الهواري بومدين) قد عض‬ ‫اليد التي مدت له وألج��داده الذين جاؤوا من‬ ‫الجزائر ليستوطنوا في تطوان فهو يعد أحد‬ ‫أحفاد هؤالء الجزائريين الذين انخرطوا في‬ ‫التجمع التطواني فوقعت المصاهرة بينهم‬ ‫وبين أهل تطوان وهلل األمر من قبل ومن بعد‪،‬‬ ‫وقد قال لنا السفير (الحلو) الذي شارك في ندوة‬ ‫الصحراء وعيد اإلستقالل بأن (هواري بومدين)‬ ‫قد قدم شيكا على بياض لرئيس المنظمة‬ ‫اإلفريقية (إن لم تستحي فافعل ما شئت) كالم‬ ‫موجه إلى الهواري بومدين‪ .‬كان هذا تدخلي‬ ‫في المناقشة في ندوة الصحراء و عيد االستقالل‬ ‫التي حضرها ثالثة سفراء ناقشوا فيها قصة‬ ‫الصحراء وهم السفير أبو بكر بنونة والسفير‬ ‫عبد السالم بن عبد الوهاب والسفير رشيد لحلو‪،‬‬ ‫حضر هذا الحفل التاريخي نائب مدير التشريفات‬ ‫السيد العمارتي أما األستاذة حسناء داود فقالت‬ ‫قصيدة ذكرتنا بالشعر القصصي وكانت رائعة‬ ‫ثم جاء من بعدها الشاعر عبد الواحد الكنياري‬

‫بقصيدتين وجاء دور ابنة الشاعر الشفشاوني‬ ‫السيد الحضري وتلت علينا قصيدة والدها‬ ‫في ‪ 42‬بيتا كانت هي األخرى رائعة ثم جاءت‬ ‫الشاعرة األستاذة اللوه وذكرتنا بعبد الحميد‬ ‫الكاتب وكانت من الروعة بمكان وجاء دوري‬ ‫ألعارض بشارة الخوري في رثاء شوقي فقلت‬ ‫بمناسبة زيارة محمد السادس لتطوان ألول مرة‬ ‫هذه األبيات ‪:‬‬

‫ومنحت جائزة أحسن فيلم مغربي للفيلم‬ ‫“واشمن حال” لسليم عكي (اإلج��ازة المهنية‬ ‫في الدراسات السينمائية كلية اآلداب والعلوم‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 2‬ـ طرب الآلة‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫سميت الموسيقى األندلسية في المغرب بطرب اآللة ألنها تعتمد األداء‬ ‫اللحني القائم على العزف اآللي والترانيم الصوتية المؤطرة بهيكل من النصوص‬ ‫الشعرية‪ ،‬وهي عبارة عن مقتطفات من قصائد وموشحات وأزجال تساق وفق‬ ‫مقتضيات ذلك األداء‪ ،‬وقد اتخذته دعامة لحمل بنائه النغمي‪ ،‬ووسيلة لحفظ هذا‬ ‫البناء الذي هو األساس بالقياس إلى تلك النصوص‪ .‬ومن هنا اعتبرت هذه اآللة‬ ‫موسيقى ووصفت باألندلسية أو الطرب األندلسي لكونها من التراث الحضاري‬ ‫والثقافي الذي انتقل إلى المغرب من األندلس عبر قرون االتصال والوحدة‬ ‫حيث وجد فيه مقره ومالذه‪ ،‬ومكان احتضانه‪ ،‬ومجال غناه بعد أن انتهت الدولة‬ ‫اإلسالمية بشبه الجزيرة اإليبيرية ‪.‬‬ ‫وتقوم هذه الموسيقى على « النوبة» التي اشتهرت في األندلس وإن عزفت‬ ‫قبل ذلك في المشرق‪ ،‬والتي تشكل تأليفا منسجما ومتكامال‪ ،‬تتابع فيه األجزاء‬ ‫المكونة له وفق طبوع ومقامات‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه الميازين بمعظم ما تتضمنه من صنائع قد حفظت بسبب‬ ‫الهيكل الشعري الذي أسندت إليه بنياتها اللحنية‪ ،‬ودونت نصوصها ككناش‬ ‫محمد الحايك التطواني‪ ،‬ومجموع أحمد بن محمد العربي أحضري المراكشي‪ ،‬فإن‬ ‫المقدمات الموسيقية التي تسبقها ‪ -‬وهي مجرد معزوفات آلية‪ ،‬قد تعرض كثير‬ ‫منها للضياع‪ ،‬على الرغم من شغف عموم الناس بها‪ ،‬وطربهم لها‪ ،‬ما نتج عنه‬ ‫شيوعها‪ ،‬واتساع نطقها‪ ،‬وما لم يضع منها أصابه االختالف في األداء بين جوق‬ ‫وآخر ‪ ،‬وحتى بين العازفين‪ ،‬حسب المدرسة التي تعلموا فيها ‪ ،‬واإلتجاه الفني الذي‬ ‫ينتمون إليه‪ ،‬وتتمثل هذه المقومات في «البغيات والتواشي»‪.‬‬ ‫و«البغية» هي معزوفة آلية بدون إيقاع‪ ،‬وهي التي توضح معالم نغم المقام‬ ‫أو الطبع الذي ستسير عليه النوبة أو الميزان الذي يليها‪ .‬هذا وبالرغم من أن‬ ‫«البغية» تؤدى من طرف األجواق االحترافية بشكل متقارب إال أنها تختلف اختالفا‬ ‫واضحا خالل عزفها من جوق آلخر تبعا للمدرسة التي ينتمي إليها هزا الجوق‪،‬‬ ‫ويبقى حق التصرف لرئيس الفرقة في تسيير المجموعة الموسيقية التي يترأسها‪،‬‬ ‫حسب رغبته وما يمليه ظروف األداء‪ ،‬إلعطاء هذه «البغية» الطابع الذي ينتمي‬ ‫إليه‪ ،‬وعلى أفراد الفرقة عندئد أن ينهجوانهجه في تطويل أو تقصير بعض‬ ‫المقاطع أو الجمل الموسيقية‪.‬‬

‫قف في ربا غرغيز واهتف باسم عاهله‬ ‫فربـــع تطـوان يشــدو بشمائلــــه‬ ‫وروض كيتان المعطار بفضل قدومه‬ ‫يسبي العقول نشوان بعيد محمده‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫• فهرس األدارسة‪ ،‬العياشي المريني‬ ‫• تاريخ سبتة‪ ،‬أستاذ الجيل محمد بن تاويت‬ ‫التطواني‪.‬‬ ‫• ثالثة وثالثون سنة من الوجود األمازيغي‬ ‫في بالدنا ‪ ،‬محمد شفيق‪.‬‬ ‫• صحيفة المساء‪ ،‬موضوع رؤساء الجزائر‬ ‫مغاربة‪.‬‬ ‫وفي العدد القادم إن شاء اهلل ‪:‬‬

‫«السياحة في تطوان ومشاكلها»‬

‫اختتام املهرجان الدويل ملدار�س ال�سينما بتطوان‬ ‫شهد المسرح اإلسباني بمدينة تطوان‬ ‫اختتام فعاليات الدورة األولى للمهرجان الدولي‬ ‫لمدارس السينما بتطوان بحفل تتويج الفائزين‬ ‫بجوائز المهرجان‪ .‬وذلك يوم الخميس ‪26‬‬ ‫نونبر ‪. 2015‬‬ ‫المهرجان الذي دام أربعة أيام‪ ،‬نظمته‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان وجمعية‬ ‫بدايات بشراكة مع مؤسسات وهيئات مغربية‬ ‫وأجنبية وبدعم مهم من جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي بتطوان‪.‬‬ ‫وقد شاركت في هذه الدورة العديد من‬ ‫المدارس والمعاهد العليا للسينما من جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ :‬فرنساولبنان وإسبانيا وجمهورية‬ ‫التشيك وبلجيكـا وهنغاريــا ورومانيـا وإنجلترا‬ ‫ومصر والمغرب‪.‬‬ ‫وك��رم المهرجان سينمائيين مغربيين‬ ‫من جيل الرواد الذين ارتقوا بالسينما المغربية‬ ‫وتركوا بصمات واضحة‪ :‬الراحل أحمد البوعناني‬ ‫وعبد المجيد الرشيش‪.‬‬ ‫فاز بالجائزة الكبرى فيلم “ الحدود” لزابو‬ ‫ماسياس (جامعـة المسرح وفنـون السينما‬ ‫هنغاريا)‪ .‬أما جائزة لجنة التحكيم‪ ،‬فقد كانت‬ ‫لفيلم “كل مرة نقول فيها وداعا” لشاو ليانغ‬ ‫(األستوديو الوطني للفنون المعاصرة فرنسا)‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫واإلنسانية بتطوان)‪ .‬وحصـــل على جائـــزة‬ ‫الجمهور فيلم “ياسمينة” لعمر التجموعاتي‬ ‫وكريم أوعمو (الماستر المتخصص في السينما‬ ‫الوثائقيــة كلية اآلداب والعلــوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان)‪ .‬أما جائزة اإلبداع فقد فاز بها فيلم‬ ‫“ميناء مقرف” لروب زيويتز (المدرسةالوطنية‬ ‫للفيلم والتلفزيون إنجلترا)‪ .‬وحصل على جائزة‬ ‫حقوق اإلنسان فيلم “الطابق الثاني” لشور –‬ ‫هاجني كيس (الجامعة الوطنية للمسرح وفنون‬ ‫السينما هنغاريا)‪.‬‬ ‫وحسب البالغ الصحفي للمهرجان‪ ،‬فإن‬ ‫هذه التظاهرة األول��ى من نوعها بالمغرب‬ ‫والتي تعد من أهم أحداث السنة السينمائية‬ ‫‪ ، 2015‬تأتي كتتويج لثمان وعشرين سنة من‬ ‫البحث والتكوين واإلب��داع في مجال السينما‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ .‬هذا‬ ‫المهرجان الذي يعتبر ملتقى سينمائيا بامتياز‪،‬‬ ‫يهدف إل��ى تشجيع المبدعين الشباب من‬ ‫جميع أنحاء العالم سواء كانوا ينتمون لمدارس‬ ‫السينما أو الجامعات أو معاهد التكوين في مهن‬ ‫الصورة السينمائية‪.‬‬

‫تطوان ‪ -‬ندى المسري‬

‫أما «التواشي » فهي من أثمن النفائس في الموسيقى األندلسية‪ ،‬وتنقسم‬ ‫إلى ثالثة أقسام وهي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬توشية «النوبة» وهي قطعة موسيقية بدون كلمات‪ ،‬تعزف قبل ميزان‬ ‫«البسيط»‪ ،‬ويمكن أن تعزف قبل أي ميزان آخر‪ ،‬وهي من أجمل ما تحتوي عليه‬ ‫موسيقى اآللة‪ ،‬وتأتي «التوشية» بعد «البغية»‪ ،‬وتليها ميازين النوبة‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫توشية النوبة ليس لها ميزان خاص‪ ،‬وإن كان بعض أهل هذا الفن يزعمون أن‬ ‫تواشي «النوبة» خاضعة لميزان البسيط‪.‬‬ ‫‪ 2‬توشية «الميزان» وهي قطعة موسيقية آلية بدون كلمات تعزف قبل البدء‬ ‫في الميزان‪ ،‬وتتبعه في اإليقاع‪ ،‬وهي موجودة في ميازين القائم ونصف‪ ،‬وميزان‬ ‫القدام‪ ،‬وميزان الدرج‪ ،‬وفي توشية واحدة بميزان «بطايحي الرصد»‪.‬‬ ‫‪ 3‬تويشية «الصنعة» أثبت الباحثون المختصون في التراث أن تواشي‬ ‫الصنعة كانت تستعمل قديما في المقدمة‪ ،‬إال أن الخوف من تعرضها للضياع دفع‬ ‫بهم إلى إقحامها داخل الصنعات‪ ،‬وهو المتداول عند المحترفين والهواة إلى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬بحيث ينشد البيت األول من الصنعة ثم تليه التوشية‪ ،‬وبعد ذلك باقي أبيات‬ ‫الصنعة‪ ،‬وهذا الوضع قد ينقص من قيمتها الفنية بحيث تصبح وكأنها مجرد‬ ‫جواب باآللة الموسيقية إلى أن قام المرحوم أحمد الوكيلي بالخروج عن المألوف‪،‬‬ ‫وبادر إلى إعادة عزف توشية الصنعة في المقدمة‪ ،‬قبل الدخول إلى الصنعة‪،‬‬ ‫فأعطاها بذلك استقالال ذاتيا بجميع مقوماته ‪ ،‬كأنها توشية ميزان‪ ،‬وكون لها‬ ‫شخصية متميزة عن غيرها‪ ،‬بارزة المعالم‪،‬فزاد من روعة جمالها‪ ،‬وبهذا العمل‬ ‫الجرييء رد االعتبار لتوشيات الصنعة‪ ،‬وأضفى عليها روحا جديدة‪.‬‬ ‫وإلشارة فالمغاربة القدامى أضافوا إلى الميازين األربعة‪ ،‬ميزانا خامسا‪ ،‬أطلقوا‬ ‫عليه اسم «الدرج»‪ ،‬حيث وضعوا فيه األلحان التي ال زالت متداولة إلى اآلن‪ ،‬وحديثا‬ ‫بدأت تظهر من حين آلخر بعض األلحان لتواشي ميازين الدرج المفقودة‪ ،‬تم‬ ‫اقتباسها وتوثيقها من التالحين واألدوار المستعملة عند أهل السماع واألمداح‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بتوشية ميزان درج غريبة الحسين‪ ،‬وبالجملة األولى لتوشية درج‬ ‫الحجاز الكبير‪ .‬أما الجملة الثانية فهي مستعملة من طرف الجميع‪ ،‬وبتوشية درج‬ ‫اإلصبهان‪ ،‬وبتوشية درج الرصد‪ ،‬وبتوشية درج عراق العجم الذي تتكون جملته‬ ‫األولى من تالحين أهل السماع‪ ،‬في حين تتخد جملته الثانية من الشق الثاني من‬ ‫توشية «صنعة قائم ونصف الحجاز الكبير» ‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫أعوان السلطة بوزان في دورة تكوينية‬ ‫لمواجهة التطرف‬

‫‪ ‬حماية لجودة نسيم االستقرار الذي يؤثث‬ ‫بيت المملكة المغربية من كل تسرب للهواء‬ ‫الملوث الذي تزرعه جماعات التطرف التي تقف‬ ‫وراء حمامات الدم التي هزت أركان المجتمع‬ ‫الدولي في األسابيع األخيرة ‪ ،‬وتفعيال لدورية‬ ‫وزير الداخلية الموجهة لعمال األقاليم من‬ ‫أجل إخضاع أعوان السلطة لدورات تكوينية ‪،‬‬ ‫وتمكينهم من مفاتيح قراءة ‪ ‬التطورات الخطيرة‬ ‫المتسارعة التي يحبل بها العالم عامة ‪ ،‬ومنطقة‬ ‫البحر األبيض المتوسط التي تنتمي لها بالدنا‬ ‫خاصة ‪ ،‬ولتذكيرهم كذلك بأهمية المعلومة‬ ‫وسرعة إيصالها لألجهزة األمنية المختصة ‪،‬‬ ‫كان أعوان السلطة بوزان يوم األربعاء ‪ 2‬دجنبر‪ ‬‬ ‫‪ 2015‬على موعد مع دورة تكوينية أشرفت على‬ ‫تنظيمها باشوية مدينة وزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬ال��دورة التكوينية وحسب مصدر تابع‬ ‫أشغالها ‪ ،‬انطلقت من األحداث الرهيبة التي‬ ‫روعت بعض ال��دول ( فرنسا ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬مصر ‪،‬‬ ‫تونس ) في األسابيع األخيرة ‪ .‬وهي األحداث‬ ‫الدموية التي يقف وراءه��ا التنظيم اإلرهابي‬ ‫“داعش “ ‪ ،‬وكذلك من الدور ‪-‬الذي سرق أضواء‬ ‫العالم‪ -‬الذي لعبته المخابرات المغربية حين‬ ‫جنبت فرنسا مجزرة رهيبة جديدة كانت في‬ ‫مراحلها األخيرة ‪ ،‬لتنتقل بعد ذلك أشغال الدورة‬ ‫التكوينية‪ ،‬يفيد نفس المصدر‪ ،‬إلى التفصيل‬ ‫في أهمية المعلومة في رصد تحركات العناصر‬

‫استقالل أمة‬ ‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫المشتبه فيها ‪ ،‬التي تعمل لصالح الخاليا‬ ‫النائمة‪ ،‬وهذا الدور اإلخباري واالستخباراتي‬ ‫وانجازه بالسرعة والدقة المطلوبين موكول‬ ‫ألعوان السلطة الذين يوجدون في احتكاك‬ ‫يومي بالمواطنين والمواطنات ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن المشروع الديمقراطي الحداثي‬ ‫المغربي مستهدف في معصمه ‪ ،‬فإن األجهزة‬ ‫االستخباراتية المغربية التي تشكل فئة أعوان‬

‫السلطة عينها التي ال تنام ‪ ،‬مدعوة يقول‬ ‫متحدثنا الذي تابع أشغال ال��دورة التكوينية‬ ‫بالمزيد من اليقظة ‪ ،‬والسرعة في نقل المعلومة‬ ‫إلى الجهة ذات االختصاص ‪ .‬ولم تفوت هذه‬ ‫المحطة التواصلية مع أعوان السلطة فرصة‬ ‫اإلش��ادة بدور المجتمع المدني في مواجهة‬ ‫ثقافة التيئيس والقتل التي تروج لها جماعات‬ ‫متطرفة ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫لقاء تواصلي بوزان حول دور المجتمع المدني‬ ‫في التصدي للتطرف ‪ ‬‬ ‫نظم منتدى الشباب لأللفية الثالثة ‪ ،‬يوم‬ ‫اإلثنين بمركز القرب بوزان ‪ ،‬لقاء تواصليا في‬ ‫موضوع “ دور المجتمع المدني في التصدي‬ ‫للتطرف “ ‪.‬‬ ‫وتم خالل هذا اللقاء ‪ ،‬الذي افتتح أشغاله‬ ‫فهد الباش الرئيس الوطني للمنتدى ‪ ،‬بكلمة‬ ‫سجل في بدايتها اعتزاز كل المغاربة بالحضور‬ ‫المتميز واالستثنائي لمختلف األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫التي أبانت عن احترافية عالية في مواجهتها‬ ‫لجماعات التطرف التي تستهدف زعزعة استقرار‬ ‫بالدنا ‪ .‬وأضاف بأن المجتمع المدني مطالب‬ ‫بأن يلعب دورا محوريا في التصدي ألفكار اليأس‬ ‫واإلحباط التي تزرعها جماعات الرعب والقتل‬ ‫بدم بارد ‪.‬‬ ‫‪ ‬من جانبه قال المندوب اإلقليمي للتعاون‬ ‫الوطني في كلمة مركزة ‪ ،‬بأن أم المطالب التي‬ ‫يطمح ‪ ‬أي إنسان أن يوفرها له بلده هو مطلب‬ ‫األمن ‪ .‬وأكد بأن بلدا ال ينعم بنعمة األمن‬ ‫هو بلد معرض لكل المخاطر ‪ .‬المتدخل وهو‬ ‫يتواصل مع الشباب الحاضر ‪ ،‬أفاض في إبراز‬ ‫دور المثقفين في تنوير العقول حتى تتكسر على‬ ‫عتباتها كل أفكار التطرف التي تحاول اختراق‬ ‫المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ ‬عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫أكد في البداية بأن اإلس�لام الحقيقي وعبر‬ ‫التاريخ انتصر دائما للحياة ‪ .‬وتوقف بعد‬ ‫ذلك عند الدور المحوري الذي على المدرسة‬ ‫أن تلعبه في التربية على المواطنة وحقوق‬ ‫اإلنسان ‪ ‬والنهوض بها ‪ .‬فالمواطن المتشرب‬

‫ك���ان م���ن أص��ع��ب‬ ‫النتائج للرأسماليــة‪ ،‬أن‬ ‫ول��دت للعالم انبريالية‬ ‫غاصبة‪ ،‬نتـج عنها نهب‬ ‫ال��خ��ي��رات‪ ،‬والتأثير في‬ ‫الثقافات‪ ،‬واحتالل بلدان‪،‬‬ ‫من طرف الدول العظمى‬ ‫على دول قصيرة القوة‪.‬‬ ‫كانـت سنة ‪1956‬م‬ ‫سنة انتــصار للمغـــرب‪،‬‬ ‫وسنة انتقـال من مرحلة‬ ‫إلى أخرى‪ ،‬وانتقل المغرب‬ ‫بعقيدة مشتركة بين‬ ‫العرش والشعب‪ ،‬مؤمنين‬ ‫جميعا بوحدة الرؤية لهذا‬ ‫ال��وط��ن‪ ،‬عل إث��ر تقديم‬ ‫ال��م��ج��اه��دي��ن دم��اءه��م‬ ‫وأموالهم وأوالده��م‪ ،‬في‬ ‫سبيل الدين والوطن‪.‬‬ ‫نعيش اليوم بعد ستين سنة تقريبا‪ ،‬من‬ ‫هذا االستقالل‪ ،‬فما الذي تغير‪ ،‬أو ماذا غيرنا ؟‬ ‫هل سرنا جميعا في خط الجهاد األكبر‪ ‬الذي‬ ‫أطلقه الراحل محمد الخامس قدس اهلل سره‬ ‫كما ينبغي ؟‬ ‫االستقالل عامة هو التخلص من التبعية‬ ‫لآلخر‪ ،‬والدفاع عن الهوية األصيلة‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫التبعية المقدسة لآلخر‪ ،‬واللهث وراءه‪.‬‬ ‫عشنا في األيام األخيرة استنكارا عارما‪ ،‬من‬ ‫طرف الطبقة الغيورة‪ ،‬على هويتها‪ ،‬بعد أن رأينا‬

‫المنهج في تدريس العلوم‬ ‫صار يعتمد الفرنسية‪ ،‬فهل‬ ‫الفرنسية لغة علم حتى‬ ‫نعتمدها ؟ إن كان هذا هو‬ ‫الواقع‪ ،‬فواهلل لن نناقش‪،‬‬ ‫ولن نستنكر ولو بكلمة‪ ،‬مع‬ ‫أننا نجدها اللغة العاشرة !!‬ ‫شخصيا حين أبحث‬ ‫عن معلومة علمية أجــد‬ ‫النتائج بالمالييـــن على‬ ‫‪ google‬بينما بالفرنسية‬ ‫قد ال تتوفر أصال‪ ،‬أو بعد‬ ‫الترجمة‪.‬‬ ‫ل��ع��ل م����ن ينصر‬ ‫الفرنسيــة اليوم‪ ،‬ويتيح‬ ‫لها فرصتهــا في التربــع‬ ‫على الترتيب العاشر‪ ،‬رغم تخلفه‪ ،‬هم أنصارها‬ ‫بالمستعمرات الفرنسية السابقة‪ ،‬والحركة‬ ‫الفرانكفونية على وجه الخصوص !‬ ‫أنا أتعجب كثيرا‪ ،‬عن تدريس العلوم في‬ ‫المغرب‪ ،‬بالتعليم الرسمي‪ ،‬بلغة ليست رسمية‬ ‫للوطن !‬ ‫االستقالل هو استقالل الهوية‪ ،‬دينيا‪،‬‬ ‫لغويا‪ ..‬فلنقف وقفة احترام‪ ،‬واعتذار للوطن‪ ،‬كلما‬ ‫حلت هذه الذكرى السرمدية‪ ،‬كي نخجل من‬ ‫الجواب عن سؤال‪ :‬ماذا قدمنا لهذا الوطن الذي‬ ‫دافع عنه المجاهدون األفذاذ ؟‬

‫«كل نف�س ذائقة املوت»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمول بكرم اهلل تعالى الفقيد‬

‫�إدري�س القندو�سي‬

‫لثقافة حقوق اإلنسان والمشبع بها ‪ ،‬ينتصر‬ ‫لقيم التسامح ‪ ،‬والقبول باآلخر ‪ ،‬والتعايش معه‬ ‫في نفس الفضاء ‪ ،‬والمساواة ‪ ،‬وألنه محصن‬ ‫بها‪ ،‬لن تخترق عقله سموم الكراهية ‪ ،‬واإلقصاء‪،‬‬ ‫والعنف ‪ .........‬التي تبثها جماعات القتل ‪.‬‬ ‫‪ ‬مداخلة أخرى قيمة تقدم بها األستاذ‬ ‫هشام بومدسة ‪ ،‬قبل أن يتناول الكلمة الحضور‬ ‫الشبابي الذي المس خطورة الظاهرة ‪ ،‬وتوقف‬ ‫عند البؤر التي تعشعش فيها ‪ ،‬ولم يفته مطالبة‬ ‫التنظيمات السياسية والمدنية والحقوقية‬

‫العمل على تكثيف اللقاءات التواصلية مع‬ ‫الشباب لضمان انخراطه الواعي لمواجهة‬ ‫الحمولة الخطيرة لألفكار التي تروج لها جماعات‬ ‫التطرف ‪ ،‬مستغلة الظروف الصعبة التي تعيش‬ ‫فيها هذه الفئة من المواطنين والمواطنات ‪.‬‬ ‫‪ ‬أطوار هذا اللقاء التواصلي الهام ‪ ،‬تابعته‬ ‫فعاليات جمعوية وسياسية ‪ ،‬وشباب يشتغل‬ ‫في الحقل المدني ‪ ،‬فضال عن عدد من ممثلي‬ ‫اإلدارة الترابية واألجهزة األمنية ‪ .‬‬

‫اإلطار في البنك الشعبي‬ ‫الشخصية المعروفة في أوساط المجتمع المدني‬ ‫وذلك يوم ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،2015‬بعد معاناته طويال مع‬ ‫المرض‪ .‬وفي محفل جنائزي مهيب‪ ،‬حضره أفراد أسرته‬ ‫وذويه وأصدقائه وعدد كبير من معارفه‪ ،‬الذين شيعوا‬ ‫جثمانه الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بعد‬ ‫صالة العصر في مقبرة سيدي عمر ‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمه نتقدم بالتعازي الحارة إلى‬ ‫أمه الحاجة فاطمة الصفريوي‪ ،‬وأرملة الفقيد شفاء عرفاوي‪،‬‬ ‫وأولدهما سكينة‪ ،‬ياسمين‪ ،‬هبة‪ ،‬وسيدي محمد‪ ،‬وأخوات‬ ‫وإخوان الفقيد‪ ،‬وجميع أفراد عائلة القندوسي‪ ،‬الصفريوي‪،‬‬ ‫عرفاوي‪ ،‬مصباحي‪ ،‬شابوي‪ ،‬بوسته‪ ،‬العوفي‪ ،‬وكذا المقربين‪،‬‬ ‫راجين من الباري جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪،‬‬ ‫وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫وتتقدم أسرة الفقيد بشكرها الخالص إلى كل الذين واساوهم وتقاسموا معهم ألم‬ ‫هذا المصاب الجلل من خالل حضورهم‪ ،‬ومواستهم‪ ،‬ودعائهم وصلواتهم‪ ،‬سائلين اهلل‬ ‫تعالى أن يحفظهم من كل مكروه‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫من أجل تسوية وضعيته وإنصافه‬

‫المناضل والمعتقل السابق عبد القادر أحمد بن قدور‬ ‫يستأنف اعتصامه أمام البرلمان المغربي‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫قرر المناضل والناشط الحقوقي عبد القادر أحمد بن قدور‪ ،‬العضو الشرفي‬ ‫في منظمة العفو الدولية‪ ،‬القيام بإضراب متواصل وغير محدد عن الطعام أمام‬ ‫مقر البرلمان المغربي انطالقا من يوم األربعاء ‪ 2‬دجنبر ‪ 2015‬من الساعة ‪10‬‬ ‫صباحا إلى ‪ 5‬مساء من كل يوم للمطالبة بالتعجيل بتسوية وضعيته اإلدارية‬ ‫والمالية ‪،‬واالعتذار المعنوي والتنفيذ الفوري لتوصيات هيأة اإلنصاف والمصالحة‬ ‫لفائدة ضحايا االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان في السبعينات والثمانينات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬باعتباره معتقال سابقا ‪.‬‬ ‫وصرح السيد عبد القادر أحمد بن قدور بأنه يتمنى أن تتمكن الدولة من‬ ‫تجاوز تلك المرحلة بأمان وأن يتمكن المعتقلون السياسيون السابقون من‬ ‫التغلب على الحواجز النفسية المرتبطة بفترة االعتقال التعسفي والتعذيب‬ ‫الجسدي والنفسي حتى ينظر جميع المغاربة إلى المستقبل بدون خوف وال‬ ‫عنف‪ ،‬ودون حدوث انتكاسات أخرى على مستوى حقوق االنسان التي يتشبث‬ ‫بها المغرب حكومة وشعبا‪ ،‬لنبني البلد على أساس الديمقراطية الحقة واألمن‬ ‫الفعلي والسلم االجتماعي والكرامة اإلنسانية‪ .‬ولن يتأتى كل ذلك إال باالستجابة‬ ‫لمطالب كافة المعتقلين السياسيين والمضطهدين زمن الحديد والنار وجبر‬ ‫الضرر الناتج عن االضطهاد الذي تعرضوا له‪ ،‬حتى تتحقق الثقة ويعود األمل في‬ ‫مستقبل بدون ظلم وال اضدهاد وال عنف ولينمحي الحقد والكراهية من القلوب‬ ‫ويعم االطمئنان والعدل النفوس على أساس تفعيل واحترام القانون الضروري‬ ‫إلحالل السلم االجتماعي وتحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية بمشاركة كافة ذوي النيات الحسنة والمخلصين من أبناء هذا البلد‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} يَا �أَ َّي ُت َها ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ارْ ِج ِعي ِ�إ َلى َر ِب ِ‬ ‫ّك ر ِ‬ ‫َف ْاد ُخ ِلي يِف ِع َب ِادي و َْاد ُخ ِلي َج َّن ِتي {‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫حفيظة الكابو�س‬ ‫حرم السيد محمد التوزاني‬

‫وذلك بتاريخ ‪ 26‬نونبر ‪ ،2015‬وشيع جثمانها الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة موالي‬ ‫على الشريف بمدينة شفشاون‪ ،‬بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقـدم بأحــر التعـازي إلى زوج الفقيدة‬ ‫السيد محمد التوزاني‪ ،‬وإلى أبنائهما نعيمة وسعاد ورشيدة وسميرة‬ ‫ونوال ونبيلة وسمير وعزيز‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪،‬‬ ‫وللفقيدة األجر والثواب‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح‬ ‫جناته‪.‬‬

‫محمد كماشين‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪814‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫بنخليفة في صحبة ابن خلدون *‬ ‫‪-‬‬

‫بوابة حلم‬

‫عرض ‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫“إنني رأيتُ أنه ال يكتب إنسان كتابا في يومه إال قال في غده ‪ :‬لو غير هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد كذا لكان يستحسن‪،‬‬ ‫ولو قدم هذا لكان أفضل‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أجمل‪ .‬وهذا من أعظم العبر‪ ،‬وهو دليل على استيالء النقص على جملة‬ ‫البشر‪ .”...‬عماد الدين األصفهاني [‪ 1201 - 1125‬ميالدية]‪.‬‬

‫أنجبت مدينة القصر الكبير‪ ،‬عبر تاريخها الممتد‬ ‫والعميق الجذور‪ ،‬العديد من األسماء الالمعة في عالم البحث‬ ‫التاريخي؛ وقد استطاعت تلك األسماء أن تثبت جدارتها‬ ‫واستحقاقها العلمي وترسم طريقها بكل عزم وثبات بفضل‬ ‫اإلنجازات العلمية التي قدمتها للمكتبة المغربية‪...‬‬ ‫ومن األسماء البارزة في الميدان التاريخي بمختلف‬ ‫أنماطه وتجلياته‪ ،‬وخاصة الثقافي والفكري خالل العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬نذكر‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬عبد السالم‬ ‫القيسي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بنخليفة‪ ،‬محمد أخريف‪،‬‬ ‫بوسلهام المحمدي‪ ،‬محمد العربي العسري‪....‬‬ ‫وفي هذه السطور التالية‪ ،‬نتوقف عند الباحث المتألق‬ ‫محمد بن عبد الرحمن بنخليفة من خالل كتابه العلمي‬ ‫الموسوم بـ”المغرب ومقدمة ابن خلدون” أو “ذيل على‬ ‫المقدمة”‪ ،‬الذي تولت جمعية البحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫بالقصر الكبير إصداره ضمن سلسلة منشوراتها التاريخية‬ ‫واألدبية الغنية والموفقة‪ ،‬إذ يسجل القارئ أن هذا الكتاب‬ ‫الذي يجري فيه مؤلفه حوارا غنيا مع المقدمة الخلدونية‬ ‫هو ترجمة لشغف جميل ومتأصل في نفس الرجل بالتراث‬ ‫الخلدوني وشخصية ابن خلدون ذاتها‪ ،‬ومن ثم فإن ميالده‬ ‫قد جاء ثمرة صحبة سنوات طويلة لعلها انطلقت منذ مرحلة‬ ‫مبكرة من حياته العلمية مع المقدمة الخلدونية؛ وذلك‬ ‫أنه حينما أتيحت الظروف للطالب محمد بن عبد الرحمن‬ ‫بنخليفة أن يشد الرحال في فجر االستقالل إلى المشرق‬ ‫العربي‪ ،‬وتحديدا إلى بالد الرافدين‪ ،‬اختار أن ينخرط في‬ ‫شعبة التاريخ‪ ،‬وبال شك فإن المقدمة الخلدونية كانت‬ ‫هي الزاد الكافي في هذه الرحلة العلمية الموفقة والرفيق‬ ‫األنيس في هذه الغربة العلمية عن الوطن واألهل‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن ابن خلدون وإنتاجه يمثالن عدة ضرورية ألي‬ ‫دارس للتاريخ العربي يريد أن يحقق مناه العلمي‪ ،‬والذي‬ ‫يجد في ذلك المتن الغني الماتع طلبته‪.‬‬ ‫يندرج هذا الكتاب ضمن صنف تعبيري يتسم بالكثير‬ ‫من الطرافة أدلى علماء المغرب والمشرق بإسهامات‬ ‫مشهودة‪ ،‬وقد أطلقوا على الصنف اسم كتب “الذيل‬ ‫والتكملة” أو كتب الذيول والصلة التي تزخر بها الخزانة‬ ‫المغربية على غرار نظيراتها في باقي البلدان العربية؛‬ ‫وهي مصنفات تروم تكميل النقص وإضافة الفراغ وملء‬ ‫البياضات‪ ...‬والحق أن كتب التذييالت واالستداركات أو‬ ‫كتب الصلة هي شكل من أشكال النقد التاريخي؛ وإذا جاز‬ ‫لنا أن نشبه المعرفة العلمية بذلك النهر الجاري الذي يغتني‬ ‫بروافد متعددة في رحلته الطويلة والممتدة من المنبع إلى‬ ‫المصب‪ ،‬فإن العلماء المؤلفين إلى عهد قريب في المغرب‬ ‫والمشرق على السواء كانوا يحرصون على تسجيل النواقص‬ ‫التي قد تلحق مؤلفا من المؤلفات ويحتفون بهذه األخيرة‬ ‫من خالل اإلضافة والزيادة واالستدراك‪ ....‬وبهذا‪ ،‬تكون‬ ‫المهمة شاقة والسبيل إلى تحقيق الهدف وعرة ومحفوفة‬ ‫بالكثير من المصاعب؛ غير أن الزاد المعرفي والعشق‬ ‫اإلنساني اللذين تسلحا بهما الباحث المؤلف كانا كافيين‬ ‫إلحراز النجاح وبلوغ المراد في تأليف الكتاب وترصيع درره‪.‬‬ ‫وقبل أن نسترسل في الحديث عن مضامين الكتاب‬ ‫والمنهج الذي سلكه الباحث في التأليف‪ ،‬أشير إلى أنه مما‬ ‫يحمد لألستاذ محمد بن عبد الرحمن بنخليفة‪ ،‬متعه اهلل‬ ‫بموفور الصحة والعافية‪ ،‬ويستحق عليه كل الثناء والشكر‬ ‫والتنويه أن خبرته الدراسية التي اكتسبها طوال سنوات‬ ‫تكوينه العلمي لم تذهب سدى أو تبق محصورة عند‬ ‫الحصول على الشهادة العلمية الجامعية‪ ،‬كما حصل مع‬ ‫كثيرين من الطلبة المغاربة الذين رحلوا إلى بعض بلدان‬ ‫المشرق العربي خالل المرحلة ذاتها وعادوا إلى المغرب‬ ‫دونما أن يلمس القارئ المتتبع أيّ تحرك أو نشاط لهم‬ ‫في الحركة الثقافية بالمغرب وانكمشوا على الذات مكتفين‬ ‫بما تدره عليهم الوظيفة من دخل مادي مضمون؛ غير أن‬ ‫العكس هو الذي حصل مع قلة قليلة من هذه الفئة التي‬ ‫وجدت في نفسها االستعداد النفسي واألخالقي والفكري‬ ‫لالنخراط في البحث العلمي الصعب المسالك والوعر‬ ‫الدروب‪ ،‬ومنهم األستاذ بنخليفة الذي دخل غمار النشر على‬ ‫صفحات المجالت والجرائد وإصدار الكتب والمشاركة في‬ ‫المنتديات العلمية والندوات الثقافية التي تعقد بين الفينة‬ ‫واألخرى في موضوعات تاريخية متخصصة ذات صلة وثيقة‬ ‫بتخصصه‪.‬‬ ‫ولما كانت المقدمة الخلدونية تتسم بمميزات متفردة‬ ‫من قبيل الغنى والتنوع والشمولية‪ ،‬فقد شملت مباحث‬ ‫الكتاب حقوال ومجاالت السياسة واألدب واالقتصاد والمجتمع‬

‫�شعـر ‪:‬‬

‫ر�شيدة بوحمو�ش‬

‫واإلدارة ‪ ...‬ففي ميدان األدب‪ ،‬مثال‪ ،‬قال المؤلف‪”:‬إنه مما‬ ‫يؤسف له أن ابن خلدون عندما تحدث عن قضايا اآلداب‬ ‫قصر كالمه على ما كان في األندلس ولم يهتم في المقدمة‬ ‫بذكر ما كان للمغاربة في هذا الميدان‪ ،‬وعزا ذلك إلى‬ ‫بربريتهم ورسوخ العجمة فيهم” ص ‪ ،116‬ثم يعقب على‬ ‫ابن خلدون قائال‪ ...”:‬إن هذه الوضعية لم تمنع المغاربة‬ ‫من االهتمام بعلوم العربية وآدابها‪ ،‬وأن يظهر من بينهم‬ ‫علماء وأدباء نالوا من الشهرة والمكانة ورسوخ القدم ما ال‬ ‫ينكره أحد‪ ،‬وهناك بعض النماذج من هؤالء على اختالف‬ ‫مراحل األزمنة” ص ‪ ،117‬ثم يورد المؤلف الئحة بعديد‬ ‫من األدباء غاب ذكرهم عن المقدمة معرفا بهم وبأعمالهم‬ ‫مثل إبراهيم بن إدريس اإلدريسي وعلي بن زنباع الطنجي‬ ‫وعياض اليحصبي وعبد اهلل بن محمد بن عيسى التادلي‬ ‫ويوسف بن عيسى بن عبد الرحمن التادلي المعروف بابن‬ ‫الزيات‪....‬‬ ‫أما في ميدان اإلدارة ونظام الحكم في المغرب‪ ،‬فقد‬ ‫سجل المؤلف مثال ‪”:‬تعرض ابن خلدون في المقدمة إلى‬ ‫نظام الحكم إال أنه يهتم إال قليال بالفترة التي عرفها المغرب‬ ‫فيما قبل المرابطين‪ ،‬باستثناء بعض اإلشارات الضعيفة‬ ‫والمتفرقة‪ ،‬ألنه كان يرى أن المغرب كان يغلب عليه طابع‬ ‫البداوة وضعف النضج‪ ،‬ولذلك لم يعرف نظاما إداريا كبير‬ ‫التنظيم كذلك الذي عرفه الشرق نظرا لكون أن المغرب أو‬ ‫البربر على األصح لم يكونوا يعرفون تلك األنظمة‪ ،‬وأنهم‬ ‫كانوا بعيدين عن معرفتها‪ .‬وتجاهل ابن خلدون ما عرفه‬ ‫المغاربة من أنظمة سابقة شديدة الضبط والتنظيم منذ‬ ‫العهد الروماني والبزنطي‪ ،‬وما عرفوه في زمن الوالة من‬ ‫تنظيمات لتلك األنظمة التي فرضتها اإلدارة األموية وما‬ ‫تالها من أنظمة عباسية غير متساهلة‪ ،‬وأن البربر كانوا‬ ‫على علم ودراية” ص ‪.19‬‬ ‫وفي علم الطب‪ ،‬الحظ األستاذ المؤرخ بنخليفة أن “ابن‬ ‫خلدون في المقدمة لم يفدنا عن هذه الصناعة السلمية‬ ‫الخطيرة بشيء عن المغرب‪ ،‬ولوال ما كتبه في غير المقدمة‬ ‫من المصادر األخرى ما عرفنا من ذلك شيئا‪ ،‬والذي يظهر أن‬ ‫صناعة الطب في المغرب كانت قد ظهرت منذ القرن الرابع‬ ‫الهجري؛ فمن أوائل األطباء الذين عرفهم المغرب إسحاق‬ ‫ابن عمران الذي يعزى إليه إدخال الطب إلى المغرب‪ ”...‬ص‬ ‫‪.141‬‬ ‫وإن عمدة المؤلف في تذييالته على المقدمة هي‬ ‫مصادر تاريخية أخرى جاءت الحقة على المقدمة أو كان‬ ‫أصحابها معاصرين البن خلدون ذاته‪ .‬وفي كل تلك‬ ‫التذييالت التي أوردها األستاذ بنخليفة‪ ،‬لم يتسرع المؤلف‬ ‫في تفسير تلك البياضات باتهام ابن خلدون بالقصور‬ ‫والنقص‪ ،‬بل أراد أن يجد له في مرة العذر والمخرج‪ ،‬حيث‬ ‫يعلن المؤلف عن مقصده في صدر في الكتاب قائال‪”:‬ورجاؤنا‬ ‫أن ال يفهم القارئ الكريم أن كاتب هذه السطور أراد‪ ،‬بما‬ ‫كتب وأبداه من مالحظات‪ ،‬تطاوال على مقام حبر المؤرخين؛‬ ‫وإنما غايته – على نزر بضاعته‪ -‬تذييل ما صدر في المقدمة‪،‬‬

‫وإضافة بعض ما تجاوز عن ذكره شيخ المؤرخين عن المغرب‬ ‫األقصى في المقدمة”‪ .‬ص ‪ .9‬وفي موضع آخر‪ ،‬بعد أن ساق‬ ‫المؤلف األستاذ محمد بن عبد الرحمن بنخليفة الئحة‬ ‫باألدباء الذين عرفهم المغرب‪ ،‬ختم في األخير بالقول‪”:‬إن‬ ‫هذا بعض ما بلغه األدب المغربي من نضج في القرن‬ ‫الخامس الهجري‪ ،‬وما ظهر فيه من أدباء‪ ،‬فإن ابن خلدون‬ ‫الذي تنكب عن ذكر هؤالء ال يمكننا أن نتهمه بالجهل بهم‪،‬‬ ‫بل لشيء يعلمه اهلل أو لحاجة في نفس يعقوب”‪ .‬ص ‪.134‬‬ ‫وفي مقام آخر‪ ،‬يقول‪”:‬إننا ال نتهم ابن خلدون بأنه قد تجنى‬ ‫على المغرب بما توصل إليه من نظر‪ ،‬ولكننا نرى أنه كان‬ ‫عليه أن يعيد النظر ويطله اطالع الباحث الفاحص كما‬ ‫هو معهود منه على ما لهذا البلد من تراث علمي وأدبي‬ ‫ربما فاته الكثير منه نظرا لكونه كان في شغل شاغل مع‬ ‫اإلدارة المرينية متوليا ألعلى المناصب السياسية فيا‪ ،‬ولم‬ ‫يهتم إال بالنزر القليل من النشاطات العلمية التي كانت تعم‬ ‫البالد من سبتة إلى مراكش وما ألفته أقالم العلماء وحبرته‬ ‫أيدي األدباء في هذه البالد‪ ،‬ولربما لم يلتفت إلى الكثير‬ ‫من المؤلفات التي أبدى فيها الكثير من المستشرقين‬ ‫المهتمين بالدراسات العربية واإلسالمية يشهدون بذلك‬ ‫ويشيدون‪ .‬وللشيخ عذره‪ ،‬إذ كان اهتمامه بالسياسة في‬ ‫المغرب قد طغى عليه أثناء إقامته بهذا البلد‪ ،‬وعندما كتب‬ ‫المقدمة كتبها وهو في مصر بعيدا عن المغرب‪ ،‬ولربما لم‬ ‫تتح له فرصة االطالع على أوسع مما بلغه أو توصل إليه‪،‬‬ ‫وللزمن وطول األمد وأعبائهما تأثير في الذاكرة والرأي”‪.‬‬ ‫ص ‪.96‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬نؤكد أن الكتاب يمثل درة من الدرر الآللئ‬ ‫أبدى فيه المؤلف جهدا الفتا‪ ،‬حيث يلمس القارئ المتأمل‬ ‫في الكتاب قدرة عالية لدى المؤلف في البحث والتحليل‪،‬‬ ‫وبذلك فإن العمل يرقى إلى مستوى أطروحة أكاديمية‬ ‫جامعية متكاملة يستحق صاحبها أن يكافأ بها بشهادة‬ ‫عليا‪ .‬وإن نجاح األستاذ بنخليفة في مهمته يعود‪ ،‬في نظري‪،‬‬ ‫إلى عاملين اثنين‪ :‬أولهما دراسته للتاريخ‪ ،‬حيث حصل على‬ ‫شهادة اإلجازة في هذا التخصص من كلية اآلداب بجامعة‬ ‫بغداد سنة ‪ .1963‬أما العامل الثاني الذي يقف وراء النجاح‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬فيعود في نظري المتواضع إلى تجربته‬ ‫الطويلة في تدريس هذه المادة في المؤسسات التعليمية‬ ‫لمدة تناهز ثالثة عقود؛ فبفضل هذين العاملين معا تمكن‬ ‫بنخليفة من اكتساب دربة طويلة في هذا المجال خولت له‬ ‫االنخراط في مجال البحث والكتابة بكل جدارة واستحقاق؛‬ ‫فضال عن الرغبة القوية والشغف المتمكن من قلب الرجل‬ ‫في ركوب صعاب التأليف وخوض بحاره الزاخرة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* تأمالت أولية في كتاب “المغرب ومقدمة ابن خلدون‬ ‫أو ذيل على المقدمة” للباحث في التاريخ األستاذ محمد بن‬ ‫عبد الرحمن بنخليفة‪ ،‬منشورات جمعية البحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪. 2008 ،‬‬

‫هذا األصيل‪ ...‬و بشغف جلي ‪...‬‬ ‫تجلت لي صورتك أيها الندي‪..‬‬ ‫كما يلذ لخالياي مناداتك‪..‬‬ ‫* * * * * *‬ ‫كم طوحت بي عصور الشوق‪...‬‬ ‫أن أنغمر نحو متاهات نيرانك‬ ‫ملتهم أنت أناملي المورقة كالورد‪...‬‬ ‫نهم‪...‬تتعقب آثاري‪...‬‬ ‫تفترش جذائلي‪...‬‬ ‫تمتد كظل عاصف‬ ‫يغير على مقاماتي‬ ‫فكيف السكون يعيد ابتهاالتي‬ ‫حين أينعت منذ فجر مملكتي‬ ‫و قد دكت حصونك أوتاري ؟‬ ‫أيسيح دمي ترياقا‬ ‫لترشفه قالع نبيذك؟‬ ‫أو تغوص كلجة ضوء في تاريخي‬ ‫حتى تتجسس عيونك‬ ‫على أثر ملكي و صولتي‪ ‬؟‬ ‫* * * * * *‬ ‫كنت تهيم في عالمي‬ ‫و أنا النواة الحاضنة لبوثقة العالم‬ ‫منارة يشع وجودها بعثا نورانيا‪.‬‬ ‫* * * * * *‬ ‫و أنا اليوم‬ ‫عائدة الى نفسي‪...‬‬ ‫اليوم ال تسعني متاعبي‬ ‫انا نتالحم كالنا في شركها المغري‪..‬‬ ‫فأي مفترق يا ظلي‬ ‫يا نديي يا وجهي اآلخر‬ ‫أريد لنا فيه السبق نحو البعث؟‬ ‫كالنا‪...‬يتمازج بين شظايا مرآته‪...‬‬ ‫أراك‪...‬تراني‪ ...‬اليوم‪...‬‬ ‫ترنيمة‪...‬دم‪...‬‬ ‫بوابة‪...‬حلم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في الدعوة إلى السلم وتحريم العنف‬ ‫‪1‬‬

‫يقول اهلل عز وجل‪﴿ :‬وعباد الرحمن الذين يمشون على‬ ‫األرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالماً﴾ ويقول سبحانه‪:‬‬ ‫والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واهلل يحب المحسنين﴾ ‪.‬‬ ‫وقال عليه الصالة والسالم‪( :‬من يُحرَم الرفق يحرم الخير)‬ ‫ويقول صلى اهلل عليه وآله وسلم‪( :‬إن اهلل رفيق يحب الرفق‪،‬‬ ‫ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف‪ ،‬وما ال يعطي على‬ ‫سواه)‬ ‫لقد اعتنى اإلسالم عناية كبيرة بنشر األمن واألمان في‬ ‫المجتمع اإلنساني كلِّه‪ ،‬واعتنى كذلك بمحاربة ِّ‬ ‫كل أشكال العنف‬ ‫والترهيب والتقتيل؛ ألنها تتنافى مع المعاني السامية واألخالقيَّات‬ ‫الرفيعة التي َّ‬ ‫حث عليها اإلسالم في التعامل بين البشر جميعًا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ ‬ف�إِذ اَ‬ ‫َ‬ ‫فربُّنَا تبارك وتعالى هو القائل‪ْ ( :‬‬ ‫اد ف ْع بِالتِي هِ َي �أ ْح َ�س ُ‬ ‫ك�أَ َنّهُ َو يِ ٌّ‬ ‫ك َو َب ْينَهُ َع َدا َو ٌة َ‬ ‫ا ّ َلذِ ي َب ْي َن َ‬ ‫ِيم)‪ ،‬وكانت سيرة‬ ‫ل َحم ٌ‬ ‫رسول اهلل خيرَ تطبيق لهذه المعاني والقيم‪ ،‬فلم يعنف‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم طيلة حياته أحدا‪ ،‬وال ضرب أو‬ ‫تضارب مع أحد مهما كان ومهما‪ ‬وقع‪ ،‬وال نجد في أخبار‬ ‫الصحابة والتابعين والسلف الصالح حديثا عن هذا أو‬ ‫غيره‪ ،‬بل نجدهم يجنحون إلى الحلم والسلم ومقابلة‬ ‫الحسنة بالسيئة‪ ،‬فقد سبّ رجل أبا بكر ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪-‬‬ ‫وأرضاه فقال‪ « :‬ما ستر اهلل عنك أكثر»‪.‬وشُتم سلمان‬ ‫الفارسي فقال‪ « :‬إن خ ّفت موازيني فأنا شر مما تقول‪،‬‬ ‫وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول»‪.‬و قالت امرأة‬ ‫لمالك بن دينار‪ « :‬يا مرائي فقال‪ « :‬ما عرفني غيرك»‪.‬‬ ‫فأين نحن من هذا ‪ ،‬وأين الحلم والتسامح والرأفة‬ ‫التي دعا إليها اإلسالم‪ ،‬بل ما بال بيوتنا ومجتمعاتنا‪،‬‬ ‫ونوادينا‪ ،‬ومدارسنا‪ ،‬وأسواقنا أصبحت تعج بكل أشكال‬ ‫العنف وأنواعه‪ ،‬وما بال التضارب باأليدي وبالسكاكين‬ ‫والسواطير والسيوف أضحى منتشرا بيننا بل ويتباهى‬ ‫به بعضنا ويفتخر‪ ،‬يفتخر بتعنيفه للناس‪ ،‬يفتخر بانتصاره‬ ‫على جيرانه‪ ،‬يفتخر بإيذائه ألهل حيه ومدينته‪ ،‬يمر بين‬ ‫الناس في األسواق والنوادي حامال سيفه أو ساطوره‬ ‫متبخترا في مشيته مفتخرا بهروب الناس منه وإخالئهم‬ ‫الطريق له؟‬ ‫َّ‬ ‫إذا اختل نظام األمن و ِزع ِزعت أركانُه واختُ ِرق سياجُه‪،‬‬ ‫فكم يقع ‪ -‬حينئذٍ ‪ -‬من الفتن العريضة والشرور المستطيرة؛ إذ‬ ‫ال يأتي فقدُ األمن إال بسفك الدماء‪ ،‬وقتل األبرياء‪ُ ،‬‬ ‫وتناثر األشالء‪،‬‬ ‫وإثارة الفتن العمياء‪ ،‬والجرائم الشنعاء‪ ،‬واألعمال النَّكراء‪.‬‬ ‫ومن هنا؛ فاألمن في اإلسالم مقصدٌ عظيمٌ شُ ِرع له من‬ ‫ُ‬ ‫ويحفظ سِياجَه‪ ،‬ويدرأُ المساس بجنابه‪،‬‬ ‫األحكام ما يك ُف ُله‬ ‫فقد تضا َفرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على‬ ‫الضروريات الخمس‪ ،‬وهي‪ :‬الدين‪ ،‬والنفوس‪ ،‬والعقول‪ ،‬واألعراض‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشريعة كل وسيلةٍ إلى النَّيْل من هذه‬ ‫واألموال‪ ،‬وحرَّمت‬ ‫ُ‬ ‫يعبَث‬ ‫فعل‬ ‫كل‬ ‫َّم‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫اإلسالم‬ ‫إن‬ ‫بل‬ ‫لها‪،‬‬ ‫ُّض‬ ‫المقاصد‪ ،‬أو التعر‬ ‫ٍُّ‬ ‫َّ‬ ‫يبُث الخوف‬ ‫عمل‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫وحذ‬ ‫واالستقرار‪،‬‬ ‫واالطمئنان‬ ‫باألمن‬ ‫ٍ‬ ‫حفظ ِّ‬ ‫أجل النعم‪:‬‬ ‫والرعبَ واالضطراب‪ ،‬من مُنطلق حرصِه على‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫األمن واألمان‪.‬‬ ‫ومن هذا المُنطلق نهى النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬أن‬ ‫المَساس باألمن واالستقرار‪،‬‬ ‫فعل يؤدِّي إلى‬ ‫ِ‬ ‫يتسبَّب اإلنسان إلى ٍ‬ ‫يقول النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :-‬ال ُّ‬ ‫يحِل لمسلم أن يُروِّع‬ ‫مسلمًا)؛ رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪.‬ويقول ‪ -‬صلى اهلل عليهٍ وسلم ‪( :‬ال‬ ‫يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسالح؛ فإنه ال يدري لعل الشيطان ينزعُ‬ ‫في يده فيقع في حفرةٍ من النار)؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫لكن هل يكفي أن نقول هذا لنقضي على العنف من محيطنا‪،‬‬ ‫ولنقتلع اإلجرام والضرب والقتل من مجتمعنا‪ ،‬بل البد من البحث‬ ‫عن األسباب وطرق العالج‪ ،‬ألن هؤالء المنحرفين الضالين وألئك‬ ‫المزهقين لألرواح باسم الدين‪ ،‬هم أبنائي وأبناؤك‪ ،‬إخواني‬ ‫وإخوانك‪ ،‬أبناء عمومتي وأبناء عمومتك‪ ،‬أبناء حيي وأبناء حيك‪،‬‬ ‫منا وإلينا تربوا بين أدرعنا وتأثروا بما رأوا في طفولتهم منا‪،‬‬

‫رأوا آباءهم يعنفون أمهاتهم فظنوا أن ذلك قوة ورجولة‪ ،‬ضربوا‬ ‫ضربا مبرحا وهم أطفال من طرف اآلباء والمربين فأحسوا بالقهر‪،‬‬ ‫رأوا أهلهم يتضاربون مع الجيران ويستعملون كل وسائل القوة‬ ‫لإلظهار الغلبة فحسبوا أن هذا هو أسلوب الحياة‪ ،‬وجدوا آباءهم‬ ‫وأعمامهم وكبار الناس في حيهم يتبادلون الضرب باأليادي‬ ‫والعصي ألتفه األسباب ‪ .....‬فتربوا على أن الغلبة لألقوى والحياة‬ ‫صراع الغلبة فيه لألقوى‪ ،‬فأعدوا عصيهم وشحذوا سيوفهم‬ ‫للدفاع عن أنفسهم ثم لمهاجمة غيرهم ولإلثبات ذاتهم‬ ‫واالنتقام لطفولتهم التي قضوها تحت القهر والتهميش‪ ،‬أضف‬ ‫إلى ذلك عدم تربيتهم على األخالق والمبادئ اإلسالمية‪ ،‬وعدم‬ ‫تشبعهم بالقيم الداعية إلى السلم والحلم‪.‬‬ ‫فباهلل عليكم ما ذا نرتجي من جيل ربيناه على مظاهر العنف‪،‬‬

‫ولم نعلمه من مبادئ اإلسالم وأخالقه من شي‪ ،‬ولم ننصحه‬ ‫ونوجهه‪ ،‬علمناه أن القوة في الغلبة‪ ،‬وأذقناه وهو طفل كل‬ ‫مظاهر القهر فماذا ننتظر منه؟‬ ‫نحن المسؤولون ‪ ،‬ألننا لم نكن قدوة صالحة لصغارنا وشبابنا‪،‬‬ ‫لم ننصحهم وهم صغار ولم نوجههم وهم كبار‪ ،‬أهملنا تربيتهم‬ ‫وتعليمهم وإشباعهم بالقيم والمبادئ اإلسالمية‪ ،‬فللعنف أسباب‬ ‫تربوية واجتماعية ونفسية تتمثل في الجهل والضغط وفي الفقر‬ ‫والحاجة‪ ،‬و في التعذيب والقهر في كل ما يمكن أن يكون صفة‬ ‫سيئة قد ال يكون لها حساب راهن لكنها في النهاية ستؤدي إلى‬ ‫عنف وإلى انفجار‪.‬‬ ‫أيها األب ال تقهر أوالدك فستربيهم عند ذلك على العنف‪،‬‬ ‫أيها األستاذ إياك والقهر لطالبك فالنتيجة لن تكون حسنة‪ ،‬أيها‬ ‫اإلنسان حيثما كنت يا من وليت على أي إنسان كان‪ ،‬إياك والقهر‬ ‫فالقهر نتيجته عنف‪ ،‬ابتعدوا عن كل مسببات العنف وال‬ ‫يمكن أن أقول ابتعدوا عن العنف‪ ،‬فالعنف نتيجة واألجدر‬ ‫أن نتحدث عن أسباب العنف كما يقال‪.‬‬ ‫فال تحسب أن في صراخــك على زوجك وتعنيفهــا‬ ‫وضربها قوة ورفعة ‪ ،‬وال تعتبر شدة تعنيفك وقسوتك‬ ‫على أبنائك تربية جادة حازمة‪ ،‬وال تظن أن في أهانتك‬ ‫لخادمك رفعة وعزة لك‪،‬والتظن أن تضاربك مع جيرانك‬ ‫وأهل حيك وانتصارك عليهم يرفع من شأنك ويقوي من‬ ‫مكانتك‪ ،‬وال تحسبن الدعوة إلى اهلل واألمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر يكونان بالتعنيف والتهديد أو بالضرب‬ ‫والقتل‪ ،‬فقد قال تعالى مخاطبا نبيه عليه السالم‪« :‬ولو‬ ‫كنت فظا غليظ القلب النفضوا من حولك»‪ ،‬وال تتخيل‬ ‫أخي المسلم أنك أنت المنتصر في أية نقاش بمجرد‬ ‫أن ثارت أعصابك خالله واشتعلت كلماتك‪ ،‬بل بالعكس‬ ‫قد يهابك اآلخرون فع ً‬ ‫ال لكن‪ ..‬لن يحملوا في قلوبهم‬ ‫لك مودة وقربى بل خوفا ورهبة وكرها وبغضا‪ ..‬وكذلك‬ ‫الحال مع موظفيك وكل من لك عليه سلطة‪ ،‬عاملهم‬ ‫بالرفق واللين‪ ،‬والقول الحسن الجميل‪ ،‬أعف عنه أن أخطأ‪،‬‬ ‫وسامحه إن أساء‪ ،‬تغاضى عن هفواته‪ ،‬وتناسى زالته‪..‬‬ ‫فقد روي عنه صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪ « :‬ليس‬ ‫الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند‬ ‫الغضب»‪.‬‬ ‫فال تنتظروا إخواني المسلمين من أحد أن يصلح أحوالكم‬ ‫ويربي أبناءكم‪ ،‬وال ننتظر أن يعتقل فالن أو يقتل غيره لنفرح‬ ‫بذلك ونقول بهذا قضينا على الداء وهذا هو اإلصالح‪ ،‬يجب أن‬ ‫نقتلع الداء من جذوره‪:‬‬ ‫• لنعد إلى قيمنا الدينية ونربي أبناءنا على األخالق اإلسالمية‪.‬‬ ‫• لنجعل من أنفسنا قدوة لآلخرين في الحلم والتسامح‬ ‫والعفو والرحمة واالبتعاد عن كل أشكال العنف وألوانه‪.‬‬ ‫• ولننصح شبابنا ولنوجه من زل عن الطريق من أبنائنا‬ ‫ولنفتح له باب العودة إلى الصواب والتوبة إلى رب العباد‪ ،‬فإننا‬ ‫والشك سنهتدي إلى طريق الصالح‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫نعمة يتميز بها اإلنسان هي نعمة ال ّلسان‬

‫من نعم اهلل العظيمة على اإلنسان نعمة اللسان والبيان فبها يعبر‬ ‫كل ما يريد ويا لها من نعمة‪ ،‬يتميز بها اإلنسان عن ّ‬ ‫اإلنسان عن ّ‬ ‫كل‬ ‫المخلوقات‪ِّ ،‬‬ ‫باللسان يتميز اإلنسان عن العجماوات‪ ،‬فيترجم عن مكنونات‬ ‫الجنان‪ ،‬ويخبر عن مستودعات الضمير‪.‬‬ ‫عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬رضى اهلل عنهما عن الرّسول‬ ‫ن َ�س َل َم مْ ُ‬ ‫ص ّلى اللهّ عليه وس ّلم قال‪ :‬مْ ُ‬ ‫ِن ل َِ�سا ِن ِه َو َيدِ هِ‬ ‫ون م ْ‬ ‫´ال ْ�سل ُِم َم ْ‬ ‫ال ْ�سل ُِم َ‬ ‫اجر مِن هَ َجر ما ن َ​َهى هّ َ ُ‬ ‫َو مْ ُ‬ ‫الل َع ْنهُ‪ ª‬متفق عليه‪.‬‬ ‫ال َه ِ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫هذا الحديث من جوامع الكلم لرسول اهلل ص ّلى اهلل عليه وس ّلم‪،‬‬ ‫وبقوله المسلم‪ ،‬قيل األلف والالم فيه للكمال‪ ،‬أي كمال المسلم في أن‬ ‫يسلم المسلمون من لسانه ويده ويحتمل أن المراد من ذلك أن يبين‬ ‫عالمة المسلم الذي يستدّل بها على إسالمه وهي سالمة المسلمين‬ ‫من لسانه ويده‪ ،‬وخصّ اللسان ّ‬ ‫بالذكر ألنه المعبر عمّا في النفس‪.‬‬ ‫معلوم أن أكثر الذنوب من ال ّلسان‪ ،‬وقد روى البخاري عن نبيّنا ص ّلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪« :‬أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اهلل ال يلقي لها‬ ‫باال يرفعه اهلل بها درجات وإن العبد ليتكلم الكلمة من سخط اهلل ال‬ ‫ِن َق ْو ٍل �إِ اّ َل َل َد ْي ِه َرق ٌ‬ ‫ِيد»‪.‬‬ ‫ِيب َعت ٌ‬ ‫يلقي لها باال يهوي بها في نار جهنم‪ ،ª‬وقال اهلل تعالى‪َ « :‬ما َي ّلف َُظ م ْ‬ ‫وروي عن رسول صلى اهلل عليه وسلم قوله‪« :‬ثكلتك أمك يا معاذ‪ ،‬وهل يكب الناس على وجوههم أو قال‬ ‫(مناخرهم) إال حصائد ألسنتهم»‪.‬‬ ‫إن كثيراً من األمراض االجتماعية من نميمة وكذب وغيبة وزور وسبّ وقذف وشتم وخصام وغيرها‪...‬‬ ‫للسان فيها النصيب األكبر‪.‬‬ ‫وعن أبي سعيد الخدري (رضي اهلل عنه) عن نبينا عليه الصالة والسالم قال‪« :‬إذا أصبح ابن آدم‪ ،‬فإن‬ ‫األعضاء ُكلها تكفر اللسان»‪ ،‬فتقول‪« :‬اتق اهلل فينا‪ ،‬فإنما نحن بك‪ ،‬فإن استقمت‪ ،‬استقمنا‪ ،‬وإن اعوججت‬ ‫اعوججنا» رواه الترمذي‪.‬‬ ‫اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي‪ ،‬فقال أحدهما لآلخر‪ ،‬كم وجدت في ابن آدم من عيوب؟ فقال‬ ‫هي أكثر من أن تحصى‪ ،‬ووجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلهّا‪ ،‬قال ما هي؟ قال احفظ ِّ‬ ‫اللسان‪.‬‬

‫وعن الفضيل بن عياض‪« :‬من عدّ كالمه من عمله ّ‬ ‫قل كالمه فيما‬ ‫ال يعنيه»‪.‬‬ ‫قال اإلمام الشافعي لصاحبه الربيع ‪« :‬يا ربيـع ال تتكلم فيما ال‬ ‫يعنيك‪ ،‬فإنك إذا تكلمت الكلمة ملكتك‪ ،‬ولم تملكها»‪.‬‬ ‫وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه قال‪« :‬ما من شيء أحق بالسجن من‬ ‫اللسان»‪ .‬وقال غيره ‪« :‬مثل اللسان مثل السبع إن لم توثقه عدا عليك»‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم «من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن‬ ‫باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬فال يؤذي جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر‪،‬‬ ‫فليقل خيرا أو يصمت»‪.‬‬ ‫قال القشيري رحمه اهلل تعالى‪« :‬الصمت سالمة وهو األصل‪،‬‬ ‫والسكوت في وقته صفة اّلرجال‪ ،‬كما النّطق في وقته أشرف الخصال»‪.‬‬ ‫وقال الشاعر ‪ :‬احفظ لسانــك أيها اإلنســــان‬ ‫ال يلدغنـــــك إنـه ثعبـــان‬ ‫كم في المقابر من قتيل لسانه‬ ‫قد هـــــاب لقـاءه الشجعـان‬ ‫إن أحق األشياء بالضبط والقهر؛ اّللسان‪ ،‬فمتى ملك العبد لسانه‪ ،‬لم يعنه عن الكالم الضّار‪ ،‬فإن أمره‬ ‫يختل في دينه ودنياه‪ ،‬فال يتكلم بكالم‪ ،‬إال قد عرف نفعه في دينه ودنياه‪ .‬وكل كالم يحتمل أن يكون فيه‬ ‫انتقاد أو اعتذار‪ ،‬فليدعه فإنه إذا تكلمه ملكه الكالم‪ ،‬وصار أسيرا له‪ ،‬وربما أحدث ضررا ال يتمكن من تالفيه‪.‬‬ ‫المهاجر هو من هاجر ما نهى اهلل عنه‪ ،‬والهجر معناه هنا هو بغض الشيء وتركه‪ ،‬ومن هنا سمّي‬ ‫المهاجر الذي أبغض بلده ألنه بلد الكفر‪ ،‬وانتقل منها إلى بالد اإلسالم؛ فكذلك من هجر ما نهى اهلل عنه‪ ،‬مع‬ ‫وجود الدّوافع‪ ،‬فإنه يصدق عليه أنّه هاجر أوهجر‪ ،‬فإذا دعته نفسه إلى الكبر أو القتل أو البطش بالمسلمين أو‬ ‫الظلم أو النصب أو السلب أو االغتياب والتْنقيص‪ ،‬أو دعته إلى الفاحشة‪ ،‬إلى زنا أوربا أوخمر أو نحو ذلك؛‬ ‫فإنه يكفّ نفسه ويمسكها ويهجر هذه المحرمّات ويعلم ّ‬ ‫أن في فعلها إثماً؛ فيكون بذلك أجر المهاجر‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)10‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من‬ ‫مستملحات ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر‬ ‫والطرائف‪ ،‬المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪،‬‬ ‫وكتاب «العقد الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن‬ ‫والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي‬ ‫اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء‬ ‫والقادة‪ ،‬هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك‬ ‫ونوادر مفعمة بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬

‫�إن كان َ�س َل َم ُة و�صيف ًا فهذا ُمهر‬ ‫دخل أبو دُالمة الشاعر الظريف المعروف بنوادره وطرائفه على المهدي وبين يديه «سَ َل ُ‬ ‫مَة» الوصيف واقفاً‬ ‫«الوصيف‪ :‬الخادم الرشيق» فقال‪ :‬إني أهديت إليك يا أمير المؤمنين مهراً رشيقاً ليس ألحدٍ مثله‪ .‬فإن رأيت أن‬ ‫تُشرّفني بقبوله‪ .‬فأمره بإدخاله إليه‪ .‬فخرج وأدخل إليه دابته التي كانت تحته‪ ،‬فإذا هي حمار ّ‬ ‫محطم أعجف هرم‬ ‫يسير بصعوبة‪.‬‬ ‫فقال له المهدي‪ :‬أي شيء هذا وَيْلك!! ألم تزعم أنه مهر؟!‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬أوليس هذا سلمة الوصيف بين يديك قائماً تسمّيه الوصيف وله ثمانون سنة‪ ،‬وهو عندك وصيف؟!!‬ ‫فإن كان سلمة وصيفاً فهذا مُهر‪ .‬فجعل سَ َل ُ‬ ‫مَة يشتمه والمهدي يضحك‪.‬‬

‫قال ٌ‬ ‫كل منهما‪� :‬أنا‬ ‫قال أبو عبد اللهّ محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب «أخبار الوزراء»(‪ :)1‬وجدت بخط أبي علي أحمد بن‬ ‫اسماعيل‪ :‬حدّثني العباس بن جعفر األصهاني قال‪:‬‬ ‫طلب عبد الحميد بن يحيى الكاتب وكان صديقاً ال بن المق ّفع‪ ،‬ففاجأهما الطلب وهما في بيت‪ ،‬فقال الذين‬ ‫دخلوا عليهما‪ :‬أيكما عبد الحميد؟ فقال كل واحدٍ منهما‪ :‬أنا خوفاً من أن ينال صاحبه مكروه‪ .‬وخاف عبد الحميد‬ ‫أن يسرعوا إلى ابن المق ّفع فقال‪ :‬ترفقوا بنا‪ ،‬ك ًال منّا له عالمات‪ ،‬فوكلوا بنا بعضكم ويمضي البعض اآلخر ويذكر‬ ‫العالمات لمن وجّهكم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬وأُخذ عبد الحميد‪.‬‬

‫ا�ستبقى اثنني وقتل الثالث‬ ‫روى محمد بن العباس اليزيدي بإسناد ذكره‬

‫قال‪:‬‬ ‫أُتي أبو المنصور أخو السفاح ـ وهو ثاني خلفاء‬ ‫بني العباس بعد قتل مروان بن محمد الجعدي ـ بعبد‬ ‫الحميد الكاتب والبعلبكي المؤذن وسالم الحادي‪،‬‬ ‫فهمّ المنصور بقتلهم جميعاً لكونهم من أصحاب‬ ‫مروان‪ ،‬فقال سالم‪ :‬استبقني يا أمير المؤمنين فإني‬ ‫أحسن الناس حدا ًء‪ ،‬فقال‪ :‬وما بلغ من حدائك؟‬ ‫فقال‪ :‬تعمد إلى إبل فتظمئها ثالثاً ثم توردها‬ ‫الماء‪ ،‬فإذا وردت رفعت صوتي بالحداء فترفع رؤوسها‬ ‫وتدع الشرب ثم ال تشرب حتى أسكت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأمر المنصور بإبل فأظمئت ثالثة أيام‪،‬‬ ‫ثم أُوردت الماء‪ ،‬ف ّلما بدأت بالشرب رفع سالم صوته‬ ‫بالحداء فامتنعت عن الشرب ثم لم تشرب حتى‬ ‫سكت‪ ،‬فاستبقى سالماً وأجازه وأجرى عليه رزقه‪.‬‬ ‫وقال له البعلبكي المؤذن‪ :‬استبقني يا أمير‬ ‫المؤمنين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما عندك؟‬ ‫قال‪ :‬أنا مؤذن‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما بلغ من أذانك؟‬ ‫قال‪ :‬تأمر جارية تقدّم إليك طستاً وتأخذ بيدها إبريقاً وتصب عليك‪ ،‬وأبتدئ األذان فتدهش ويذهب عقلها إذ‬ ‫سمعت أذاني حتى تلقي اإلبريق من يدها وهي ال تعلم‪ ،‬فأمر جارية فأعدّت إبريقا فيه ماء وقدّمت إليه طستاً وجعلت‬ ‫تصب عليه‪ ،‬ورفع البعلبكي صوته باألذان فبقيت الجارية شاخصة وألقت اإلبريق من يدها‪ ،‬فاستبقاه وأجازه وأجرى‬ ‫عليه الرزق وصيّر أمر الجامع إليه‪ .‬وقال له عبد الحميد الكاتب‪ :‬استبقني يا أمير المؤمنين قال‪ :‬وما عندك؟‬ ‫قال‪ :‬أنا أبلغ أهل زماني في الكتابة‪.‬‬ ‫فقال له المنصور‪ :‬أنت الذي فعلت بنا األفاعيل وعلمت بنا الدواهي‪ .‬فأمر به فقطعت يداه ثم ضربت عنقه‪ ،‬واللهّ‬ ‫أعلم أيّ ذلك كان‪.‬‬

‫�سليمان بن عبد امللك الأكول‬ ‫قال األصمعي‪:‬‬ ‫ذكرت يوماً للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك‪ ،‬وقلت‪ :‬إنه كان يجلس ويحضر بين يديه الخراف المشوية وهي‬ ‫كمـا أخرجـت من تنانيرهـا‪ ،‬فيـريد أخذ ُكالها فتمنعه الحرارة‪ ،‬فيجعل يده على طرف جبّته ويدخلها في جوف الخروف‬ ‫فيأخذ ُكاله‪ ،‬فقال لي‪ :‬قاتلك اللهّ ‪ ،‬ما أعلمك بأخبارهم!‬ ‫اعلم أنه عرضت عليّ ذخائر بني أميّة‪ ،‬فنظرت إلى ثياب مذهّبة ثمينة وأكمامها ودكة (‪ )2‬بالدهن‪ ،‬فلم أدر ما‬ ‫ذلك حتى حدّثتني بالحديث‪ ،‬ثم قال‪ :‬عليَّ بثياب سليمان‪ ،‬فأتي بها‪ ،‬فنظر إلى تلك اآلثار ظاهرة فكساني منها حلة‪.‬‬ ‫وكان األصمعي ربما خرج بها أحياناً فيقول‪ :‬هذه جبّة سليمان التي كساها الرشيد‪.‬‬ ‫وحكي عنه قال‪:‬‬ ‫رأيت بعض األعراب يغلي ثيابه‪ ،‬فيقتل البراغيث ويدع القمل‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أعرابي‪ ،‬ولم تصنع هذا؟‬ ‫فقال‪ :‬أقتل الفرسان ثم أعطف على الرجالة‪.‬‬

‫هدمه لأنه مو�ضع �ش�ؤم‬ ‫من أخبار عبد الملك بن عمير أنه قال‪:‬‬ ‫كنت عند عبد الملك بن مروان بقصر الكوفة حين جيء برأس مصعب بن الزبير فوضع بين يديه‪ ،‬فرآني قد‬ ‫ارتعت‪ ،‬فقال لي‪ :‬ما لك؟‬ ‫فقلت‪ :‬أعيذك باللهّ يا أمير المؤمنين‪ ،‬كنت بهذا القصر بهذا الموضع مع عبيد اللهّ بن زياد فرأيت رأس الحسين‬ ‫بن علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه بين يديه في هذا المكان‪.‬‬ ‫ثم كنت فيه مع المختار بن أبي عبيد الثقفي فرأيت رأس عبيد اللهّ بن زياد بين يديه‪.‬‬ ‫ثم كنت فيه مع مصعب بن الزبير هذا فرأيت رأس المختار فيه بين يديه‪.‬‬ ‫ثم هذا رأس مصعب بن الزبير بين يديك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقام عبد الملك من موضعه‪ ،‬وأمر بهدم ذلك الطاق الذي كنّا فيه (‪.)3‬‬

‫«تدمر» �سبب زوال ملكه‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫من أعجب أحاديث مروان بن محمد(‪ )4‬ما رواه المدائني قال‪:‬‬ ‫لما حاصر مروان تدمر فظفر بها وهدم دورها أفضى إلى جرن طويل‪ ،‬فلم يشك مروان والحاضرون أن تحته‬ ‫كنزاً‪ ،‬فنبشوه فإذا امرأة مسجّاة عظيمة الخلق على قفاها‬ ‫فوق سرير من حجارة عليها سبعون ح ّل ًة منسوجة بالذهب‪،‬‬ ‫لها غدائر من رأسها إلى رجليها‪ ،‬فذرع قدمها فكانت عظيمة‬ ‫الساق‪ ،‬وكان طولها سبعة أذرع‪ ،‬وإذ عند رأسها صفيحة‬ ‫من نحاس مكتوب عليها بالحميرية‪ ،‬فطلب من قرأها فإذا‬ ‫فيها‪ :‬أنا تدمر بنت حسان بن أُذينة بن السميدع بن هرم‬ ‫العمالقي‪ .‬من دخل عليّ بيتي هذا فأزعجني منه حتى يراني‬ ‫أدخل اللهّ عليه المهانة والذل والصّغار‪.‬‬ ‫فلما قرئ المكتوب على مروان بن محمد عظم عليه‬ ‫وندم على ما كان منه وتطيّر بذلك وجعل يسترجع ثم أمر‬ ‫بطبق الجرن أن يردّ إلى موضعه‪ ،‬وما كان بين ذلك وبين‬ ‫الظفر به وزوال المُلك واستباحة حريمه إ ّال قليل‪.‬‬

‫اعتبــروا‬

‫رُوي أن أبا بكر الصّديق خرج بعد البيعة ومعه ميزان‬ ‫ورزمة ثياب تحت يده‪ ،‬وخرج إلى السوق فقيل له‪:‬‬ ‫ما هذا؟‬ ‫فقال‪ :‬أكتسب لنفسي وعيالي‪ ،‬فأجمعوا رأيهم وفرضوا‬ ‫له في كل يوم درهماً وثلثي درهم من بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫عنقـاء مـغـرب‬ ‫حكى الشيخ أبو البقاء المذكور في كتاب «شرح المقامات» عند ذكر العنقاء أن أهل الرسّ كان بأرضهم جبل‬ ‫يقال له «رمخ»(‪ )5‬صاعد في السماء قدر ميل‪ ،‬وكان به طيور كثيرة‪ ،‬وكانت العنقاء طائرة عظيمة الخلق‪ ،‬طويلة‬ ‫العنق‪ ،‬لها وجه إنسان وفيها من كل حيوان شبه‪ ،‬من أحسن الطير‪ ،‬وكانت تأتي في السنة مرّة هذا الجبل فتلتقط‬ ‫طيره‪ ،‬فجاعت في بعض السنين وأعوزها الطير فانقضّت على صبي فذهبت به‪ ،‬فسميت «عنقاء مغرباً» إلبعادها بما‬ ‫تذهب به‪ ،‬ثم ذهبت بجارية أخرى‪ ،‬فشكا أهل الرسّ إلى نبيّهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فأصابتها صاعقة‬ ‫فاحترقت‪ ،‬واللهّ أعلم‪.‬‬ ‫ووجدت في أواخر كتاب «ربيع األبرار» للعالمة أبي القاسم الزمخشري في باب الطير عن ابن عباس رضي اللهّ‬ ‫عنهما‪ ،‬أن اللهّ تعالى خلق في زمن موسى عليه السالم طائرة اسمها العنقاء لها أربعة أجنحة من كل جانب‪ ،‬ووجهها‬ ‫كوجه اإلنسان‪ ،‬وأعطاها من كل شيء حسن قسطاً‪ ،‬وخلق لها ذكراً مثلها‪ ،‬وأوحى إليه إنّي خلقت طائرين عجيبين‬ ‫وجعلت رزقها في الوحوش التي حول بيت المقدس وآنستك بهما وجعلتهما زيادة فيها فضّلتُ به بني إسرائيل‪،‬‬ ‫فتناسال وكثر نسلهما‪ ،‬فلماّ توفي موسى عليه السالم‪ ،‬انتقلت فوقعت بنجد والحجاز‪ ،‬فلم تزل تأكل الوحش وتختطف‬ ‫الصبيان إلى أن نُبىء خالد بن سنان العبسي بين عيسى ومحمد عليهما السالم فشكوها إليه‪ ،‬فدعا اللهّ نسلها‬ ‫وانقرضت واللهّ أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪« :‬أخبار الوزراء»‪.80-79 ،‬‬ ‫(‪ )2‬ودكة‪ّ :‬‬ ‫ملطخة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬راجع القصة في «الغيث المنسجم»‪.132:2 ،‬‬ ‫(‪ )4‬مروان بن محمد‪ :‬هو آخر خلفاء بني أمية‪ ،‬ويسمى مروان الحمار‪.‬‬ ‫(‪ )5‬رمخ‪ :‬في بعض الروايات‪ :‬دمخ‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪814‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)720‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫«الشرف والمجتمع والسلطة‬ ‫السياسية بالشمال الغربي المغربي»‬

‫تكتسي العودة المتجددة للتأمل في عناصر الثابت والمتغير في نظيمة تطور النسق‬ ‫السياسي بشمال المغرب‪ ،‬قيمة كبرى لفهم الكثير من إبداالت الحقل الداللي لمختلف‬ ‫المفاهيم المهيكلة للعمل السياسي ببالدنا‪ ،‬منذ انبثاق معالم الدولة المغربية المستقلة‬ ‫عن المشرق العربي وإلى يومنا هذا‪ .‬وتزداد أهمية الموضوع بروزا‪ ،‬مع انفتاح قطاعات واسعة‬ ‫من الباحثين المنتمين لفروع علمية شتى على الموضوع من أجل إعادة مقاربة وتحيين‬ ‫مستجداته العلمية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬برزت دراسات سوسيولوجية وتاريخية وقانونية‪ ،‬مختلفة‬ ‫من حيث رؤاها ومناهجها التنقيبية‪ ،‬لكنها متقاطعة من حيث آفاقها التأصيلية المؤطرة‬ ‫للظواهر وللتحوالت الماضية التي الزالت ترخي بظاللها على الكثير من المبادرات والمواقف‬ ‫التي تطبع المشهد السياسي المغربي الراهن‪ ،‬سواء في إطار جهود الدولة المتالك‬ ‫زمام المبادرة والتحكم‪ ،‬أم في إطار جهود المجتمع لتدعيم عناصر شرعية مجمل السلط‬ ‫المتداخلة داخله‪ ،‬بما يرتبط بذلك من مصالح ومن نفوذ ومن امتيازات مادية ورمزية كثيرة‬ ‫ومتداخلة‪ .‬ولعل من العناصر المتجددة في مقاربة هذا المجال‪ ،‬تلك المرتبطة بمفهوم‬ ‫«الشرافة» وبأدوار هذا المفهوم في ترتيب الحياة المحلية‪ ،‬بالجهات وباألقاصي‪ ،‬وفق‬ ‫منطلقات كانت تمنح لهذه الجهات الكثير من المقومات للتخلص من سلطة « المركز»‪ ،‬في‬ ‫مقابل اكتساب الكثير من عناصر االستقالل في تدبير الشأن العام المحلي وفي تأطير الحياة‬ ‫الجماعية بالنسبة لجمل مكونات المجتمع‪ ،‬على األقل منذ بداية القرن ‪ 15‬م‪ ،‬تاريخ بروز‬ ‫الدول واإلمارات المغربية األولى على قاعدة مبدأ الشرافة وسلطة الشرفاء‪.‬‬ ‫ورغم أن هذا الموضوع قد ظل مجاال مفتوحا لإلغناء المتواصل وللبحث المستدام‪،‬‬ ‫فإن الكثير من خباياه التزال تستهوي قطاعات واسعة من مؤرخي المغرب الراهن‪ ،‬بالنظر‬ ‫لقدرة هذا المجال على تقديم الكثير من التفسيرات الكفيلة بتقديم األجوبة الضرورية لفهم‬ ‫أنساق الخطاب والفعل السياسي الذي أثمر نماذج الدولة المغربية الحديثة‪ ،‬على األقل مع‬ ‫وصول الشرفاء السعديين ثم العلويين إلى الحكم خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 17‬الميالديين‪ ،‬إلى جانب اكتساب العناصر‬ ‫المدخلية لتفكيك بنية السلط المحلية التي نشأت في شمال المغرب في سياق ظروف المواجهة المزدوجة ضد‬ ‫هيمنة « المركز « أوال‪ ،‬ثم – ثانيا – ضد تبعات آفة الغزو اإليبيري الذي ضرب بالدنا منذ مطلع القرن ‪ 15‬م عقب‬ ‫احتالل البرتغال لمدينة سبتة سنة ‪ 1415‬م‪ ،‬وما تلى ذلك من سقوط سريع ومتتال للكثير من الثغور المغربية‬ ‫بالساحلين المتوسطي واألطلنتي للبالد‪ .‬ومع ازدياد مخاطر تفكك الدولة المغربية عند نهاية عهد حكم المرينيين‬ ‫ووصول الوطاسيين إلى السلطة‪ ،‬ازداد نزوح المجتمع نحو بلورة رؤية سياسية بديلة‪ ،‬من خالل تجاوز اإلطار الخلدوني‬ ‫الضيق المفسر لنشأة الدول وانهيارها‪ ،‬وهو اإلطار المتمركز حول مقولتي « العصبية» و«دعوة حق »‪ .‬وقد اتخذ هذا‬ ‫التجاوز بعدا تجديديا مع تبلور مفهوم «الشرافة» أو « الشرف» كإطار ناظم لعناصر الشرعية التاريخية المبررة لوجود‬ ‫الدولة المركزية من جهة‪ ،‬ثم لتبرير سطوة الزعامات المحلية في الجهات وفي األقاصي وفي الهامش من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وداخل هذا المسار الطويل المدى من التكون ومن التطور‪ ،‬كانت منطقة الشمال الغربي للمغرب‪ ،‬أو ما يعرف‬ ‫تاريخيا بمنطقة جبالة‪ ،‬حضنا واسعا لميالد سلط دينية على أساس مبدأ الشرافة‪ ،‬كمقدمة إلنشاء كيانات سياسية‬ ‫مستقلة عن المركز في تدبير الشأن المحلي أوال ثم في توليد كم هائل من اإلواليات المتحكمة في تبرير السلط‬ ‫المحلية‪ ،‬الرمزية والمادية‪ ،‬مثلما هو الحال مع مفاهيم « البركة » و « الكرامات » ‪ ...‬فوقع تداخل بين حقلين‬ ‫مختلفين في وظائفهما وفي بنياتهما‪ ،‬حقل الممارسة السياسية التدبيرية اليومية‪ ،‬ثم حقل االستثمار المتواصل‬ ‫للرموز الصوفية والشريفية لتأطير الحياة العامة‪ ،‬بالنسبة للفرد وللجماعة‪ .‬وقد ساهم االستقرار األول لألدارسة‬ ‫بشمال البالد بعد وفاة إدريس الثاني‪ ،‬إلى تحول ضريح القطب موالي عبد السالم بن مشيش – الحقا – إلى حرم‬ ‫لممارسة السلطة الروحية على مريدي المنطقة وإلى مجال لتعزيز مجمل الشرعيات المتطلعة لبسط نفوذها سواء‬ ‫على مستوى التدبير السياسي العام‪ ،‬أم على مستوى االستجابة للنهم الروحي لدى الفرد في عالقته بذاته أوال‪ ،‬ثم‬ ‫في عالقته بمحيطه ثانيا‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية هذا البعد في ترسيخ صفة التالزم بين مجمل المشاريع السياسية التي عرفها شمال المغرب‪ ،‬منذ‬ ‫القرن ‪ 15‬م إلى يومنا هذا‪ ،‬فقد أصبح ضروريا العودة للبحث في خبايا الموضوع الستكناه عتماته عبر تفكيك العديد‬ ‫من األسئلة المهيكلة‪ ،‬من قبيل‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬لماذا ظل الزعيم عبد الخالق الطريس‪ ،‬ومعه قيادة حزب‬ ‫اإلصالح الوطني خالل عهد االستعمار‪ ،‬حريصا على تنظيم زيارات دورية للحرم المشيشي بشكل مسترسل ؟ وما عالقة‬ ‫ذلك بجهود تدعيم الشرعيات الدنيوية باالستناد إلى نسق الخطاب الصوفي المتمحور حول مقولة « الشرافة » ؟‬ ‫وكيف استطاعت هذه المقولة أن تكتسب استمراريتها التاريخية لتجد تعبيرات شتى عن مضامينها وعن أدواتها في‬ ‫أدائنا السياسي الراهن ؟ ‪ ...‬أسئلة متناسلة‪ ،‬تثيرها قراءة العمل الجديد لألستاذ محمد عمراني‪ ،‬الصادر سنة ‪،2015‬‬ ‫تحت عنوان «الشرف والمجتمع والسلطة السياسية بالشمال الغربي المغربي بين النصف الثاني من القرن ‪13 – 9‬ه ‪/‬‬ ‫ونهاية ‪ 19 – 15‬م »‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 385‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول إن هذا العمل‪ ،‬الذي‬ ‫هو في األصل أطروحة جامعية تقدم بها صاحبها لنيل شهادة دكتوره الدولة في التاريخ سنة ‪ ،2001‬يشكل استثمارا‬ ‫أكاديميا لنتائج جهود متواصلة لتفكيك مفهوم « الشرافة « داخل بيئته المحلية بشمال المغرب‪ ،‬استنادا إلى توظيف‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫عميق لركام هائل من الوثائق والمخطوطات والمصادر والدراسات القطاعية المتخصصة‪،‬‬ ‫الكولونيالية والوطنية المجددة‪ .‬وقد سمح هذا االستثمار بإعادة مقاربة ظاهرة «الشرافة»‬ ‫داخل سياقاتها المميزة‪ ،‬وفي امتداداتها الجغرافية الواضحة في شمال المغرب‪ ،‬وبأدوارها‬ ‫المركزية والموجهة بالنسبة للدولة وللمجتمع المغربيين الحديثين‪ .‬ولعل هذا ما أدركه‬ ‫األستاذ محمد المنصور في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال ‪ « :‬إن هذا الشرف اإلدريسي بشمال‬ ‫المغرب يشكل جوهر دراسة األستاذ محمد عمراني‪ ،‬وهي مساهمة أكاديمية موثقة من‬ ‫شأنها أن تساعدنا على فهم أفضل للشرف كظاهرة اجتماعية سياسية‪ ،‬وكمجال يتمفصل‬ ‫حوله ما هو ديني وما هو اجتماعي سياسي‪ ،‬في منطقة بالغة الحساسية ليس فقط لكونها‬ ‫معقال تاريخيا للشرفاء‪ ،‬ولكن كذلك لكونها مجاال لرهانات أخرى متداخلة مع الشرف وال تقل‬ ‫عنه أهمية‪ ،‬إذ كانت المنطقة تمثل دائما الخط األمامي للمواجهة مع العدو‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت البوابة التي ال تستغني عنها أية دولة في تفاعلها مع العالم الخارجي»‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬سعى األستاذ حسن الفكيكي إلى توضيح التباسات الموضوع‪ ،‬في‬ ‫كلمته التصديرية‪ ،‬عندما قال ‪« :‬موضوع البحث عن الوجود اإلدريسي في مرحلته الثانية‬ ‫بعد مغادرة عاصمة الملك فاس سنة ‪ 313‬ه‪ ،‬لم تستوف الدراسات التاريخية جميع أركانه‬ ‫ومواطنه المجتمعة‪ .‬وإذا كان الدكتور محمد عمراني قد وقع اختياره على االنتشار اإلدريسي‬ ‫في بيئة الشمال الغربي‪ ،‬فإنه كان على علم تام أنه سيقتحم وسطا طبيعيا وعرا‪ ،‬واجتماعيا‪،‬‬ ‫ظاهرا وباطنا‪ ،‬في غاية الصعوبة والتعقيد‪ .‬ولكن الصعوبة الحقيقية هي التي كانت في‬ ‫انتظاره‪ ،‬لقد كان عليه وجوبا ارتياد شعبها ووهادها‪ ،‬وأعاليها وبسائطها‪ ،‬بحثا عن أقدم‬ ‫صنوف الوثائق ‪.»...‬‬ ‫وال شك أن قدرة األستاذ عمراني على اختراق «حقل ألغام » هذا الموضوع‪ ،‬قد جعلته‬ ‫يقدم عمال غير مسبوق في مقاربة قضايا «الشرافة» بشمال المغرب‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫التطورات المفاهيمية والتاريخية والمجالية الكبرى المرتبطة بخصائص البيئة المحلية الخاصة بمنطقة شمال‬ ‫المغرب‪ ،‬أم على مستوى االمتدادات التأطيرية التي اضطلعت بها خريطة «الشرفاء» بالمنطقة المذكورة‪ ،‬مع ما‬ ‫ارتبط بذلك من امتيازات ومن مصالح مادية ومن أنساق صوفية رمزية ال شك أن الكثير من تمظهراتها‪ ،‬المادية‬ ‫والرمزية‪ ،‬الزالت قائمة إلى يومنا هذا‪ .‬وبذلك‪ ،‬استطاع األستاذ محمد عمراني تقديم جهد أكاديمي أصيل‪ ،‬ال شك‬ ‫وأنه يقدم الكثير من األجوبة التفكيكية لبنية خطاب « الشرافة « ولحموالته االجتماعية والسياسية المركبة‪ ،‬وهي‬ ‫الحموالت التي الزالت تمارس سلطها المتداخلة داخل وسطها السياسي واالجتماعي بمغرب الزمن الراهن‪.‬‬ ‫ولالقتراب من سقف اإلطار التاريخي المفسر لظروف نشأة المراكز الحضرية والروحية الكبرى بشمال المغرب‪،‬‬ ‫يمكن أن نستشهد ببعض مما أدرجه المؤلف بخصوص أدوار مدينة أصيال خالل المرحلة التاريخية الممتدة بين‬ ‫نهاية الحكم اإلدريسي المركزي بفاس‪ ،‬وإلى نهاية مرحلة االحتالل اإليبيري للمدينة‪ .‬ففي هذا االستقراء اختزال‬ ‫لمجمل خصائص األدوار الروحية والمجتمعية التي أضحت تضطلع بها المراكز اإلدريسية في توجيه الوقائع الكبرى‬ ‫داخل مجاليها اإلقليمي والوطني الواسعين‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول محمد عمراني ‪ « :‬توجد على الطريق من طنجة‬ ‫إلى فاس مدينة أصيال التي أسسها األدارسة على الساحل المقابل ألنقاض زيليس الرومانية في نفس التاريخ الذي‬ ‫أسسوا فيه البصرة‪ .‬ولكنه ( أي المؤرخ البكري ) ال يذكر تاريخا محددا لهذا التأسيس‪ .‬كانت المدينة من نصيب يحيى‬ ‫في إطار عملية التقسيم‪ ،‬أي أنها كانت موجودة قبل سنة ‪ .828 / 213‬ويؤكد هذا تاريخ أول نقد ضرب بدار سكة‬ ‫أصيال سنة ‪ 824 / 209‬في عهد موالي إدريس الثاني‪ .‬أخضعها القاسم بن إدريس الثاني لنفوذه وسورها وشيد بها‬ ‫قصرا وتركها ألبنائه‪ .‬وقد لعبت المدينة دورا هاما في الحياة االقتصادية‪ ،‬باعتبارها مركزا تجاريا نشيطا على ساحل‬ ‫البحر المحيط ومجاال فالحيا خصبا أيضا ‪ ...‬ويجوز القول إن البصرة وأصيال كانتا بعد فاس من أهم مواطن األدارسة‬ ‫بشمال غرب المغرب ‪ ( » ...‬ص ص‪ .) 105 – 104 .‬ويضيف األستاذ عمراني تجميع معطياته إلبراز أدوار مدينة أصيال‬ ‫خالل مرحلة الغزو اإليبيري للقرن ‪ 15‬م قائال‪ « :‬نعلم أن محمد الشيخ الوطاسي كان يحكم إمارة شاسعة في شمال‬ ‫غرب المغرب‪ ،‬قاعدتها مدينة أصيال ‪ :‬امتدت شرقا من بني جرفط حتى بني زكار وغربا حتى العرائش وأصيال‪ ،‬وشماال‬ ‫حتى نهر تهدارت‪ ،‬وشرقا إلى تل الكروم والوادي الكبير الذي ينبع في بني عروس وبني احمايد ‪ ...‬أضف إلى ما سبق‬ ‫أن إمارة بني راشد لم تكن تتوفر على قاعدة اقتصادية صلبة تضمن لها موارد ثابتة‪ ،‬فالتجارة البحرية مع أوربا‪ ،‬عن‬ ‫طريق المراسي المتوسطية والمحيطية أصبحت مستحلية بعد سيطرة البرتغاليين واإلسبان على المنافذ البحرية‬ ‫الرئيسية‪ ،‬زيادة على كونها عاشت حصارا شبه دائم‪ ،‬بحكم سيطرة البرتغاليين على األراضي الواطئة بأحواز أصيال‪،‬‬ ‫وشنهم لغارات متواصلة على الجبال المطلة على الواجهة األطلسية‪ ،‬كبني جرفط وبني ومراس وجبل حبيب وبني‬ ‫عروس‪ ،‬التي أصبحت بمثابة حديقة خلفية ألصيال‪ ،‬كانت تتزود منها الحامية البرتغالية بما هي في حاجة إليه من‬ ‫مواد غذائية وغيرها ‪ ( »...‬ص ص‪.) 140 – 139 .‬‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬انساب المتن ليقدم معطيات دقيقة وجزئيات فاحصة‪ ،‬ال شك وأنها تساهم في مالمسة‬ ‫مجمل العناصر المفسرة للمسار العام الذي انتظمت فيه وقائع تاريخ مدينة أصيال خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪.‬‬

‫اللجوء إلى التضليل (‪!! )L’amalgame‬؟‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‪-‬صدق اهلل‬ ‫العظيم(سورة المائدة اآلية ‪ .)32‬تعريف اإلرهاب وتحديد أصنافه ‪ ،‬وهل هناك إرهاب إيجابي وإرهاب آخر سلبي ؟ تتباين المواقف بمن‬ ‫هو إرهابي في الغرب ‪ ،‬ال يحمل نفس صفة اإلرهابي عند الروس وبالد فارس‪ُّ .‬‬ ‫فكل يغني على لياله‪ .‬إال إذا التقت مصالحهم ‪ ،‬فتزجُّ‬ ‫بهم في خندق واحد ‪،‬خصوصا ْ‬ ‫إن كان هذا الخندق دولة إسالمية !‬ ‫ليس للجريمة واإلرهاب جنسية أو عقيدة ‪ ،‬لونه حرْبائي ‪ ،‬من اقترفها فهو إرهابي مجرم‪ .‬البيئة الحاضنة بالوالدة والنشأة لهذه‬ ‫السادية (ميتامورفوز ) ‪ ،‬عواملها الفقر والتهميش والجهل والمخدرات كي تستقطبهم المنظومات اإلرهابية ‪ ،‬إذ ينخرط الشباب‬ ‫المهمشون في ِّ‬ ‫كل الجهات المتطرفة‪ .‬واألنظمة االستبدادية هي إحدى أسباب التطرف بتزكية من بالد الغرب‪ .‬لمَّا تاقت نفس‬ ‫الشباب العربي وهو يستلهم من الثورات الربيعية السترجاع الحريات والكرامة والديمقراطية تصدت لهم العسكرية بتواطؤ من‬ ‫الغرب والروس وإسرائيل ‪ ،‬وهم يخشون من الديمقراطية في البالد العربية ‪ ،‬الذين يريدُ عسكرُها أن ُيمرروا هذه السرديات‬ ‫بادعائهم حماية المصالح األجنبية في منطقة الشرق األوسط ‪َّ ،‬‬ ‫ألن الديمقراطية ال تصلح في هذه البالد !‪...‬‬ ‫بعض دول الحريات في الغرب الديمقراطي يزكون االنقالبات العسكرية ويعترفون بشرعنة االستبداد حفاظا على مصالحهم‬ ‫عند زعم االنقالبيين َّ‬ ‫أن االستبداد ترادفه الطمأنينة واالستقرار! ودون األخذ برأي الشعوب في هذه المعادلة ذي مجهوالت متعددة‬ ‫(س‪+‬ص‪+‬ج=ماالنهاية)‪ .‬كلما كانت محاوالت لدمقرطة الدول العربية إال وتصهين الغرب بشركاته الدولية «لوبي الهولدينك» في‬ ‫صناعة «سيناريوهات» من أحوال خطيرة تؤدي إلى انقالبات عسكرية‪ُ.‬يسخَّر لها كل أنواع اإلشهار وغسل األدمغة من «الميديا»‬ ‫لقلب الحقائق بمسلسالت من الكذب من أجل االنقضاض على أي دولة عربية في سبيل إسرائيل والصهيونية العالمية التي تتحكم‬ ‫في المال واألعمال‪ .‬في سنة ‪ 2001‬للميالد كانت واضحة عملية تسميم شباب دول الغرب إلسقاطهم في العنصرية من أجل إذكاء‬ ‫الحروب ‪ ،‬وليس ألحد الحق في إعالن الحرب (ميثاق األمم المتحدة)‪ .‬تلك العنصرية التي تخلق الميز لالستفزاز وخلق أجواء من‬ ‫الهيستيريا‪ .‬حتى في المدارس كانت وزيرة التعليم الفرنسية تمنع التالميذ من حقهم في طرح األسئلة عن اإلرهاب ‪ ،‬ولمنعهم من‬ ‫توسيع معلوماتهم ‪ ،‬وهم يعبرون عن القيم ‪ ،‬لكي يحصل لهم الخلط الفكري ‪ ،‬تتمخض عنه أفكار سوداء نحو المهاجرين‪ .‬ولطالما‬ ‫نسجت « المخابرات « الغربية خيوطا من الكذب إلقحام فرنسا التي تخضع للرعب واإلرهاب وبين الرأسمال الغربي ‪ ،‬إلى حرب في‬ ‫سوريا (المستعمرَة القديمة) بتزكية من الصحافة‪ .‬المصالح «الجيو‪-‬بوليتيك» التي تعتمد على تصرفات الشعب الفرنسي (في شتى‬ ‫أنواع االنتخابات) ‪ ،‬وهذا األخير المعتمِد على «بروباكاندا» الصحف الغربية‪ .‬كي تعيد خدعة أمريكا للعالم أجمع ‪ ،‬بقلب الحقائق ولكي‬ ‫تستبيح فرنسا أرض سوريا كما استباحت الواليات المتحدة بخرافة أسلحة الدمار الشامل شعب وأرض عراق الحضارة ‪ ،‬وكما تستبيح‬ ‫إسرائيل يوميا أرض غزة الغراء وأرض المعراج بتواطؤ وتزكية من األعضاء الخمس في مجلس األمن ‪.‬‬ ‫إذا «سقطت» الدول العربية في المنظومة الديمقراطية ‪ ،‬سوف تسببُ خطرا على إسرائيل الراعية لمصالح الغرب‪ .‬مسألة‬ ‫الشرعية كانت هدفا للديبلوماسية من إسرائيل الخفية ودول الغرب ‪ ،‬إذ االعترافات جاءت على أعقاب االنقالبات العسكرية على‬

‫الثورات الربيعية‪ .‬فتقاطعت المصالح الغربية َّ‬ ‫ألن الديمقراطية لن تسمح باستنزاف الثروات العربية‪ .‬العالم في حاجة إلى التحليل‬ ‫والفهم ألزمات «اإلرهاب» والهجرة واللجوء ‪ْ ،‬‬ ‫وإن هذان األخيران لمجبران ‪ ،‬لالختالالت في الدول العربية التي تستنزف خيراتها دول‬ ‫الغرب ‪« ،‬بالجيو‪-‬ستراتيجك» لتلك الدول ‪ ،‬فيتمُّ استغالل ذلك ‪ ،‬وهم ضحايا العولمة التي تقوم أوربا برعايتها ورقابتها تحت إمرة‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬ولمنع أي التباس عند العرب والمسلمين ‪ ،‬ليستيقن إعالمهم الشائع في المنظومات االستبدادية َّ‬ ‫أن‬ ‫اإلعالم الحر هو أحسن ألف مرة من التضليل وخلط األمور ‪.‬‬ ‫يا معشر أهل الغرب والشرق كفى من سرقة البترول والغاز العربيين‪ ،‬وهو سبب كل الحروب ‪ ،‬مقابل حماية الغرب لالستبداد‬ ‫العربي ‪ ،‬فالغرب لن يحمي إال إسرائيل على حسابكم جميعا ! كل هذه الحروب والفتن من أجل الذهب األسود‪« .‬ساركوزي» كان‬ ‫يريد البترول العربي الليبي باالستشارة من أمريكا التي لها الريادة ‪ ،‬على أساس تغيير االدوار «للكراكيز» الذين يدورون في فلكها؟‬ ‫العالم يتغير ‪ ،‬فينبغي ْ‬ ‫أن يؤسَّس لحوار «أخوي» ألجل الوصول إلى سالم عادل شجاع مبني على معلومات صادقة وليست تغطية‬ ‫صحافية دعائية التي يتزعمها الحلف األطلسي ضد الشعوب الخاضعة لهيمنة االقتصاد األمريكو‪-‬غربي‪-‬إسرائيلي‪ .‬وهم ينتهكون‬ ‫حقوق اإلنسان العربي بإبادة جماعية ‪ ،‬وبسالح غربي متطور الستعباد واستبداد الشعب الفلسطيني‪ .‬فال وجود للمدينة الفاضلة على‬ ‫األرض‪ .‬هذا الغرب الذي يدعم مسيحية مبجلة ويحقر جميع الديانات األخرى ‪ ،‬وقد برَّأت الكنيسة اليهود من دم المسيح ‪ ،‬فلم يبق‬ ‫في « االستئصال» إال العقيدة اإلسالمية‪ .‬حتى َّ‬ ‫إن بعض الحمقى منهم يحرقون القرآن و« يدنسونه»و يعملون على ازدراء اإلسالم‬ ‫أن نخبة من علمائهم يعلنون عن إيمانهم َّ‬ ‫‪ ،‬فإنما هو نوع من الجنون‪ .‬إال َّ‬ ‫بأن القرآن هو مجمع الوحي ومحمد‪-‬صلعم‪ -‬هو آخر‬ ‫إن كلمة اإلسالم معناها االستسالم إلى الخالق عز ّ‬ ‫األنبياء والرسل‪ .‬ثمَّ َّ‬ ‫وجل‪ .‬اإلسالم هو دين السالم كما يعبر عنه إسمه ‪ ،‬وهو‬ ‫إسم على مسمَّى‪ .‬وايديولوجية الحقد والكراهية والبغض ( المؤدية إلى اإلرهاب ) مرفوضة من الجميع ‪ ،‬كما جاء على لسان وزيرة‬ ‫الداخلية في بريطانيا السيدة « تريزا ماي «‪ ،‬والشاهدين من أهل المسيحية كثر بكلمات حق في سماحة العقيدة اإلسالمية‪ .‬يجب‬ ‫ْ‬ ‫أن يتوقف هذا السلوك الذي يقف حجر عثرة بين جسور التواصل بين األمم‪ .‬ويجب أيضا أن توقف مصالح الغرب والشرق وحلفائهما‬ ‫الحروب على الدول العربية باختالق وابتكار المبررات من أجل سرقة ثرواتهم‪ .‬من أجل معالجة الجذور التي تؤسس لهذه األصناف‬ ‫إن لم يكن ُّ‬ ‫من اإلرهاب في المجتمعات ‪ ،‬ولن يكون أحد في مأمن من هذه السادية‪ .‬إنما هي فطرة نشاز في الجبلة البشرية‪ْ .‬‬ ‫الكل‬ ‫ُّ‬ ‫فالجل يسعى إلى تكريس ثقافة الحوار من أجل حقوق اإلنسان والمواطنة والمساواة لبني آدم‪ .‬الكلمة الطيبة لإلنسان الكوني تؤلف‬ ‫القلوب وتحررها من الصدإ وتذهبُ الضغائن واألحقاد ثمَّ بها تبنى الحضارة اإلنسانية للعالقات من ثمرها وجذورها‪ُ.‬ينسب بيت‬ ‫ألبي العالء المعري قائال‪:‬‬

‫ُ‬ ‫َيعدِل» في شرق البالد وغربها على أنه للسيف والمال ظالم‬ ‫و«‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪814‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)285‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مواطن يتعرض للترحيل خارج مسقط‬ ‫رأسه بطنجة يحكي عن معاناته بسبب‬ ‫استعمال الشطط في حقه‪!..‬‬ ‫زارنا بمقــر الجريــدة المواطــن الشــاب “زكرياء‬ ‫الصبيحي” ـ انظر الصورة ـ ملتمسا نشر تفاصيل واقعة‪،‬‬ ‫تعرض لها‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬ظلما وعدوانا‪ ،‬فكان لها تأثير‬ ‫سلبي‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬على مسار حياته‪!.‬‬ ‫يقول الضحية إنه كان بمقهى شعبي بطنجة‪ ،‬وتزامن‬ ‫وج��وده به ـ وقتئذ ـ مع حملة‪ ،‬تستهدف الراغبين في‬ ‫الهجرة السرية‪ ،‬صوب الضفة األخرى‪ ،‬ليتم اعتقاله ضمن‬ ‫الموقوفين الوافدين على طنجة‪ ،‬وذلك من طرف عناصر‬ ‫شرطة الدائرة األولى‪ ،‬رغم توضيحه‪ ،‬كونه ينحدر من طنجة‪،‬‬ ‫والعالقة له بالهجرة السرية‪ ،‬معززا ذلك باإلدالء ببطاقة‬ ‫تعريفه الوطنية التي تشير إلى عنوان سكنه بحي بنديبان‪.‬‬ ‫كما تعرض للتعنيف واالبتزاز‪ ،‬مقابل إطالق سراحه‪ ،‬يضيف‬ ‫الضحية الذي نقل على متن “فاركونيط” رفقة مجمـوعـة‬ ‫مـن “الحراكـة” الحقيقييـن‪ ،‬ولم يطلق سراحهم جميعـا‪،‬‬ ‫إال وهم بالطريق السيار‪ ،‬بعيدا عن مدينة طنجة‪ ،‬لتبتدئ‬ ‫“محنة” ثانية للشاب‪ ،‬وهذه المرة مع هؤالء “الحراكة”‬ ‫الغرباء عنه الذين اعتدوا عليه‪ ،‬وانتزعوا منه ثيابه‪ ،‬إضافة إلى حذائه الرياضي‪ ،‬حيث ظل متشردا في‬ ‫الخالء لساعات طويلة‪ ،‬قبل إيقافه لحافلة ركاب‪ ،‬كانت قادمة من مدينة الرباط‪ ،‬واستعطافه لسائقها الذي‬ ‫استجاب له‪ ،‬فنقله إلى طنجة‪.‬‬ ‫لماذا هذا العذاب كله ؟ وأي ذنب ارتكبته؟ يتساءل الشاب “ زكرياء “ الذي دفعه إحساسه بـ‪“ :‬‬ ‫الحكرة “ والظلم إلى رفع شكايات في الموضوع‪ ،‬وذلك ضد بعض عناصر شرطة الدائرة األولى‪ ،‬مؤكدا أنه‬ ‫باستطاعته التعرف على أحدهم‪ ،‬لو كان قد تم تفعيل المسطرة‪ ،‬بكل حيادية‪ ،‬وليس الزج به بمستشفى‬ ‫األمراض العقلية ببني مكادة وسجنه هناك‪ ،‬لمدة أسبوع‪ ،‬وإرغامه على تجرع الدواء‪ ،‬كل هذا ـ يقول‬ ‫المتضررـ حدث له لمجرد أنه احتج وطالب برد االعتبار إليه‪.‬وبحثا عن إنصافه‪ ،‬راسل ـ كذلك ـ وزارة العدل‬ ‫في الموضوع‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة من المراسلة‪ ،‬بعد ذلك تكبّد الضحية مصاريف وعناء السفريات‪،‬‬ ‫رغم قلة ذات يده‪ ،‬صوب مقر الوزارة المذكورة‪ ،‬والمصالح المختصة‪ ،‬قصد مواكبة تظلمه‪.‬إال أن قضيته‬ ‫لم تعرف أي انفراج‪ ،‬بل رهنته لشهور وأيام أخرى طويلة‪ ،‬وهو يتحرك ‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬ممنّيا نفسه‪ ،‬بقدوم‬ ‫يوم‪ ،‬تشرق فيه “شمس إنصافه”‪!.‬‬ ‫كل هذا كان على حساب وقته وأعصابه وعمله الذي أصبح يتخلى عنـه‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬كعامل‬ ‫بارع في أشغال البناء‪ ،‬وذلك من أجل التفرغ ومتابعة قضيته وواقعته التي لم يهضمها بعد‪ ،‬يشيرالضحية‬ ‫الذي لم يسبق له أن دخل أقسام الدراسه‪ ،‬لكنه يبدوذكيا‪ ،‬ومستمعا جيّدا‪ ،‬أثناء التحدث إليه‪ .‬وبكالمه‬ ‫عن تفاصيل واقعته وتوصيف إحساسه بـ‪ “ :‬الحكرة “ في غياب رد االعتبار له‪ ،‬يكون قد ناب‪ ،‬بطريقة غير‬ ‫مباشرة‪ ،‬في نقل أحاسيس مفعمة بألوان “ الحكرة” للعديد من ضحايا المجتمع الذين يالقون ويعانون‪،‬‬ ‫مثل ما القه وعانه هو‪ ،‬بسبب استعمال الشطط في ممارسة السلطة‪ ،‬وذلك من طرف بعض المسؤولين‬ ‫والموظفين الذين اليمكن‪ ،‬بأي حال من األحوال‪ ،‬أن يكونوا ـ دائما ـ هم من على حق وعلى صواب‪!.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫محمد إمغران‬

‫شارع عبد اهلل الهبطي ‪:‬‬

‫عندما يكره بعض السكان شققهم‪!...‬؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫أكثـر من ثـالث سنـوات‪ ،‬وسكـان إقامـة كائنة بشارع عبد اهلل الهبطي ـ ساحة الروداني ـ بطنجة‬ ‫يعانون من فوضى عارمة‪ ،‬تتمثل في سرقة أمتعتهم‪ ،‬بعد اقتحام شقق بعضهم‪ ،‬أثناء غيابهم‪.‬أكثر من‬ ‫هذا أن المشتكى بهم يقومون بكراء هذه الشقق‪ ،‬بعد تغييرأقفالها‪ ،‬لمومسات وقاصرات‪ ،‬بهدف إحياء‬ ‫ليالي حمراء‪ ،‬حسب ما ورد في شكاية السكان المتضررين‪ ،‬وجهت في وقت سابق إلى وكيل الملك لدى‬ ‫المحكمة االبتدائية بطنجة‪ ،‬توصلت الجريدة بنسخة منها‪.‬والمثيرفي األمرأن المشتكى بهم‪ ،‬وضمنهم‬ ‫مكتروليس مالكا‪ ،‬وآخر بائع سجائر بالقرب من اإلقامة المذكورة‪ ،‬باإلضافة إلى آخرين‪ ،‬يتحكمون في‬ ‫كل شيء من أجل اإلبقاء على رواج الممارسات‪ ،‬غير األخالقية‪ ،‬وما تجلبه لهم من متعة محرمة وما تدره‬ ‫عليهم من أرباح عائدة من االتجار في اللحم البشري‪ ،‬إلى حد منع‪ ،‬بل وإيقاف شركة للحراسة والنظافة‬ ‫عن القيام بمهامها‪.‬وقبل هذا ـ تضيف الشكاية ـ كانت ممثلة “ السانديك” الضحية فاطمة بوعزاد‬ ‫تعرضت لتعنيف خطير‪ ،‬اطلعت الجريدة على صورة تبين جروحا وكدمات على مستوى وجهها‪ ،‬من‬ ‫طرف أحد المشتكى بهم الذي تم االستماع إليه من طرف الشرطة‪ ،‬لكن دون أن ينال عقابه‪ ،‬األمر الذي‬ ‫جعله يتشجع أكثر‪ ،‬ويالحقها ويهددها بالقتل‪ ،‬في حالة استمرارها كوكيلة التحاد مالك اإلقامة‪ ،‬موضوع‬ ‫الفوضى والسلوكات‪ ،‬المخلة باآلداب العامة‪ ،‬علما أن الدائرة األمنية التي تقع هذه اإلقامة‪ ،‬تحت نفوذها‪،‬‬ ‫على علم بما يجري ويحدث بداخلها‪ ،‬من خالل الشكايات الموجهة لها‪ ،‬وضمنها شكاية بخصوص االعتداء‬ ‫على حارس اإلقامة‪ ،‬المسمى محسن‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬فضال عن المحاضر التي تنجزها الدائرة‪ ،‬إال أن‬ ‫الوضع المخزي الزال كما كان عليه من قبل‪ ،‬بعد أن عمل المشتكى به األول كل ما في وسعه من أجل منع‬ ‫إجراء الجمع العام العادي لـ‪“ :‬سنديك” اإلقامة‪.‬وكأن مايحدث بهذه األخيرة‪ ،‬هو يتعلق بأرض‪ ،‬اليحكمها‬ ‫قانون‪ ،‬أو بغابـة يتسيّدها الوحوش والمفترسون‪!.‬‬ ‫ولعل أكثر المواقـف‪ ،‬تأثيرا‪ ،‬هو أن يأتي بعـض السكـان المتضرريـن إلى مقر هـذه الجريدة‪ ،‬بهدف‬ ‫إيصـال “صراخهـم” إلى من يعنيهم أمر راحة وأمن وطمأنينة المواطنين‪ ،‬معبرين عن استيائهم العميق‪،‬‬ ‫إزاء عيشهم وسط مجموعة من المفسدين‪ ،‬وعن مللهم العظيم الذي باتوا يحسون به إلى درجة‪ ،‬كرهوا‬ ‫معها شققهم التي تعبوا كثيرا من أجل اقتنائها‪ ،‬وذلك بسبب استمرار نفس المشاكل‪ ،‬ونفس السلوكات‬ ‫المشينة التي تستفزهم‪ ،‬دون أن يجدوا لدى السلطات المحلية إنصافا أوحال نهائيا‪ ،‬يريح أمنهم البدني‬ ‫والروحي‪ ،‬بيد أن شققهم التوجد في الثلث الخالي‪ ،‬بل هي توجد وسط المدينة‪ ،‬وبشارع عبد اهلل الهبطي‬ ‫االستراتيجي الذي ال ينقصه‪ ،‬غيرأن يقوم األمن بواجبه‪ ،‬ضمانا لراحة واطمئنان جميع سكانه‪.‬‬

‫م‪ .‬الهنداوي‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪285‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 814‬ـ الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫تعاني‬

‫فئة أمل اتحاد طنجة التي تمارس في بطولة قوية وتواجه فئة‬ ‫أندية كبيرة بالدوري االحترافي من عدم وجود مدرب لحراس‬ ‫المرمى وهذا خطأ جسيم يجب استدراكه في أقـرب اآلجال‪ .‬وهنـاك حديث عن‬ ‫دخول الفريق في مفاوضات مع بعض األسمـاء المرتبطة بحراسـة المرمـى‪.‬‬ ‫ضمنها إسم متداول تبث فشله في البطولة الوطنية‪ ،‬ما نتمناه هو عدم سقوط‬ ‫المكتب مرة أخرى في فخ األخطاء وانتداب حارس ال ينفع الفريق ويستنزف‬ ‫ميزانيته‪ .‬ونطالب باللجوء لسياسة التكوين سيما أن طنجة أثيتت عبر التاريخ‬ ‫إنجاب حراس مرمى من الطراز العالي‪ .‬آخرهم الحارس المحنك محمد بيسطارة‬ ‫الذي يعاني من اإلصابة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬ ‫(‪)10/9‬‬

‫‪ 7‬ـ طرق تعلم السباحة‪:‬‬ ‫• الطريقة الجزئية‪:‬‬ ‫تتميز هذه الطريقـة بتعليـم أجزاء المهارة السباحـة مثـل‬ ‫حركة الرجلين والذراعين والتنفس ثم الربط بينهما لتمارس‬ ‫السباحـة ككـل ثـم العـودة مـرة ثانيـة لتدريس أجزاء المهارة‪.‬‬ ‫(‪.)21‬‬ ‫مميزات الطريقة الجزئية‪:‬‬ ‫ يرى بعض المتخصصين أن تقسيم السباحة إلى أجزاء عند‬‫تعلمها يساعد كال من المدرس والمتعلم على اكتشاف مواطن‬ ‫الضعف واألخطاء األساسية مما يمكن المدرس من وضع العالج‬ ‫المبكر والمناسب لإلصالح هذه األخطاء‪.‬‬ ‫ تساعد الطريقة الجزئية على سهولة إخراج الدرس بالنسبة‬‫للمدرس والمتعلم باإلضافة إلى إمكانية عدد أكبر من التالميذ‬ ‫نظرا للتجانس والتقارب في مستوى تعلم المهارات الجزئية‪.‬‬ ‫ تساعد الطريقة الجزئيــة المتعلم على تقسيم التقييـــم‬‫المبكر لمستوى أدائه‪.‬‬ ‫عيوب الطريقة الجزئية‪:‬‬ ‫ يحدث كثيرا وبصفة خاصة عند المبالغة في تجزئة تعلم‬‫السباحة‪ ،‬حيث أن المتعلم يجد صعوبة في االكتساب والتوافق‬ ‫الكلي للسباحة‪ ،‬مما يؤخر من عملية اكتساب المتعلم مهارة‬ ‫السباحة ككل‪ ،‬وهو األساسي من التعلم‪.‬‬ ‫ يتطلب التعلم بالطريقة الجزئية تقسيم السباحة إلى أجزاء‬‫عديدة وأن اندماج هذه األجزاء الكثيرة بعضها ببعض يتطلب‬ ‫مزيدا من االرتباطات بين الجهاز العصبي واإلحساسات الحركية‬ ‫المختلفة مما يزيد من الطاقات العصبية المستنزفة ويزيد من‬ ‫الوقت المطلوب إلحداث التعلم‪.‬‬ ‫ يحدث نتيجة تجزئة المهارة عدم وضوح الهدف العام من‬‫تعليم السباحة بالنسبة‬ ‫لمتعلم ومما هو جدير بالذكر أن وضوح الهدف من تعلم‬ ‫السباحة إحدى مبادئ التعلم الهامة لسهولة التعليم‪.‬‬ ‫• الطريقة الكلية‪:‬‬ ‫ويقصد بالطريقة الكلية أن يقوم المدرس بعرض نموذج‬ ‫السباحة ككل مع التعليق والشرح المبسط ثم يطلب من‬ ‫المتعلمين األداء الكلي للسباحة‪ ،‬ثم يركز المدرس على تصحيح‬ ‫األخطاء‪.)22(.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫كلمة العدد‬

‫عزيز العامري‪..‬‬ ‫مدرب �أوملبيك �آ�سفي لكرة القدم‬

‫• هل توقعت العودة بفوز من مدينة‬ ‫طنجة؟‬ ‫• • كنت أطمح للعودة بنقطة واحدة من‬ ‫طنجة أمام االتحاد‪ .‬التعادل كان سيفرحنا‪،‬‬ ‫لكن العودة بثالث نقط أمر يثلج الصدر‪.‬‬ ‫الفوز على اتحاد طنجة بملعبه بعد الظروف‬ ‫العصيبة التي اجتزناها بفضل تدخل‬ ‫سلطات المدينة‪ ،‬أعادت الثقة في نفوس‬ ‫الالعبين‪ .‬المباراة طبعتها الندية‪ ،‬ونهجنا‬ ‫نظام لعب يتالئم مع أرضية الملعب‪ .‬كنت‬ ‫اعرف انه من الصعب أن تلعب كرة جميلة‬ ‫على أرضية في الحالة التي يوجد عليها‬ ‫ملعب مرشان‪ .‬كانت هناك ندية كبيرة بين‬ ‫الفرقيان‪ .‬أتيحت لنا نصف فرصة استغلنها‪.‬‬ ‫أتيحت لنا فرص عديدة في مباريات سابقة‬ ‫لم نستطع حسمها‪ ،‬هذه سمة كرة القدم‪.‬‬ ‫• هل وجدت مشاكل الفريق طريقها‬ ‫إال الحل بشكل نهائي بعد تدخل سلطات‬ ‫المدينة؟‬ ‫• • شهد األسبـــوع الذي سبق مباراة‬ ‫اتحـــاد طنجة تدخل السيد الوالي‪ .‬تدخله‬ ‫كان حافزا كبيرا‪ ،‬رحلنا إلى مدينة الرباط‬ ‫في أجواء محفزة بعد الوعود التي قدمها‬ ‫السيد الوالي لالعبين‪ .‬أشكره على تدخله اإليجابي‬ ‫الذي جاء في وقته‪ ،‬وعلى الثقة التي وضعها من جديد‬ ‫في المكتب والوعود التي حفزت الالعبين على اللعب في‬ ‫طنجة بمعنويات كبيرة‪ .‬األشخاص الذين خططوا وكانوا‬ ‫وراء تلك المشاكل تراجعوا إلى الوراء بتدخل السيد الوالي‬ ‫الذي زكى المكتب المسير الحالي وأكد دعمه له وللفريق‬ ‫بدرجة أولى‪ .‬هذا التدخل أشر على نوع من الدفئ لدى‬ ‫المكتب والفريق ككل من العبين وتقنيين‪ .‬وهذا ما‬ ‫دفعني للقول أن الالعبين أكدوا استعادة الثقة من خالل‬ ‫مباراة اتحاد طنجة مردودا ونتيجة‪ .‬وبالمناسبة نهدي‬ ‫هذا االنتصار للسيد الوالي ولجمعية محبي أولمبيك‬ ‫اسفي التي كانت دائما وراء الفريق وساندته في الظروف‬ ‫الصعبة‪ ،‬كانت التفاتة جماعية من السلطات‪ ،‬المجلس‬ ‫البلدي وجمعيات المحبين‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• متى نرى أسفي يلعب بنفـس الطريقة التي كان‬ ‫يلعب بها المغرب التطواني في عهدك؟‬ ‫• • الفريــق كان يلعـــب بنفـــس األسلـــوب‪ ،‬قدمنـا‬ ‫كرة جميلة في مباريات سابقة نظير أولمبيك اخريبكة‬ ‫بمراكش‪ .‬هناك إكراهات كانت سببا في تراجعنا على‬ ‫مستوى األداء‪ .‬نشكو من غيابات مؤثرة‪ ،‬إصابة قلب‬ ‫الهجوم جوان النكوالما‪ ،‬الالعب البرازيلي لوسيانو الذي‬ ‫له مؤهالت كبيرة جدا ومرشح ليكون أحسن مهاجم في‬ ‫البطولة الوطنية‪ ،‬والظهير األيسر سعد الخرصة‪ ،‬وعبد اهلل‬ ‫مادي وآخرون‪ .‬فالفريق يشكو نقصا مهوال في تركيبته‬ ‫البشرية‪ .‬وبالنسبة للتوهج‪ ،‬ال يمكننا الجزم والحكم على‬ ‫أسفي ومستقبله في البطولة الحالية ونحن لم نتجاوز‬ ‫تسع مباريات في مشوار بطولة هذا الموسم‪ .‬علينا أن‬ ‫ننتظر حتى الدورة العشرون ومن تم يمكننا تقييم األمور‪.‬‬

‫ريال مدريد ”الملك“ الذي تحكمه جارية‬

‫كمن يرتكب جريمة قتل ثم يأتي ليغسل‬ ‫يديه الملطختين بالدماء أمام قسم الشرطة ‪..‬‬ ‫أقدم المدرب اإلسباني رافا بينتيز المدير الفني لفريق ريال مدريد وصيف‬ ‫بطل الليغا بكرة القدم على إخراج العبه الروسي دينيس تشيريشيف أمام‬ ‫عدسات الكاميرات في مستهل الشوط الثاني‪ ،‬وكأن ذلك من شأنه أن‬ ‫يخفي الكارثة التي وقع فيها الفريق‪ .‬الواقعة التي شهدها العالم في لقاء‬ ‫ذهاب دور الـ‪ 32‬لبطولة كاس ملك إسبانيا أمام الفريق صاحب التاريخ‬ ‫قاديش بمشاركة العب تحصل مسبقا على ‪ 3‬إنذارات في نفس البطولة‬ ‫(عندما كان يلعب بقميص فياريال الموسم الماضي)‪ ،‬ال تظهر أن ريال‬ ‫مدريد يعاني من مشاكل إدارية وفنية وحسب‪ ،‬ذلك أن الخطأ وارد عند‬ ‫أندية ال تمتلك جيشا من الموظفين‪ ،‬ولكن تدل على أن رجال الميرينغي‬ ‫الحاليين يجهلون ابجديات العمل اإلحترافي‪ .‬أن تقوم بإخراج الالعب من‬ ‫المباراة بعد أن سجل الهدف االفتتاحي وشارك شوطا كامال في سبيل‬ ‫تخفيف فجاعة المشهد‪ ،‬فهذا أقبح من الذنب نفسه‪ .‬النادي الملكي تحكمه جارية ال تعرف القراءة والكتابة‪ ..‬القلعة البيضاء صاحبة‬ ‫التاريخ العريق ونادي القرن العشرين والمؤسسة الكروية األنجح في العالم صاحب ‪ 10‬ألقاب في دوري أبطال أوروبا و‪ 32‬لقبا في‬ ‫الدوري المحلي‪ ،‬يظهر بصورة النادي األمي الجاهل‪ .‬ولنعود إلى صلب الموضوع‪ ،‬وهو إشراك العبد جديد‪ ..‬حيث أن األصل أنك‬ ‫ال تمتلك شخصا يرتدي قميصا وبنطاال‪ ،‬وإنما تمتلك ملفا كامال متكامال يروي كل صغيرة وكبيرة عن هذا الوافد الجديد ‪ ..‬خيره‬ ‫وشره‪ ،‬حسناته وعيوبه‪ ،‬إيجابياته وسلبياته‪ ،‬صحته وسقمه‪ ،‬عزوبته وزواجه‪ ،‬أخالقه ونزواته‪ ،‬شهادة ميالده وتعليمه‪ ،‬وحتى كرت‬ ‫المطاعيم التي أخذها طفال صغيرا وصبيا يافعا‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬ال يمكن تفسير كيف أنك تمتلك هذا التاريخ وهذا الكادر من‬ ‫اإلداريين ومدير فني يجلس على الدكة منذ ‪ 20‬عاما ومساعدين للمدرب ورئيس عرف مقعد الرئاسة حقبتين كاملتين من الزمن‪،‬‬ ‫وال أحد ينظر في ملف الالعب الجديد خصوصا إذا تعلق األمر بالعقوبات المفروضة عليه قبل مشاركاته الرسمية‪ .‬ال يمكن تحميل‬ ‫الالعب الروسي تشيريشيف مسؤولية مع حصل‪ ..‬فالالعب مهما كان غافال ال يمكن إلزامه باستيعاب عمل اآلخرين‪ ،‬هو مطلوب‬ ‫منه أن يجري على أرض الملعب‪ ،‬وبقية ما بقي من األمور اإلدارية هي مسؤولية مناطة بأهل االختصاص‪ .‬ندما تعاقد ريال مدريد‬ ‫مع ‪ 10‬العبين خط وسط وليس لديه سوى مهاجم وحيد‪ ،‬قيل أن ذلك خطأ فني بامتياز‪ ،‬ولكن التجربة الجديد اثبتت أن كل مدير‬ ‫فني أو إداري «يتخبط» ال بد من خلفه رئيس نادي أكثر تخبطا‪ ،‬وإال كيف بقيت هذه المنظومة على حالها دون تغيير بعد واقعة‬ ‫سنتياغو بيرنابيو المريرة‪.‬‬


‫العدد ‪814‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫مليـــار ونصـــف مصاريف ثلـــث‬ ‫البطولة واالنتدابات نالت حصة األسد‬ ‫أكد مصدر مسؤول بفريق اتحاد طنجة‬ ‫أن مكتب األخير يقوم بخطوات كبيرة لتدبير‬ ‫األزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق‬ ‫رغم النتائج الجدية التي حققها في البطولة‬ ‫إلى حدود الدورة التاسعة‪ .‬واستنادا إلى‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬فإن الفريق صرف ما يناهز مليار‬ ‫ونصف منذ انطالق البطولة‪ ،‬مليار ومائتي‬ ‫مليون تم صرفها في انتدابات الالعبين‬ ‫بهدف خلق فريق منافس يقارع أندية البطولة‬ ‫االحترافية ويحافظ على مكانته ضمنها‪.‬‬ ‫ويذكر أن اتحاد طنجة قام بتغيير جدري هذا‬ ‫الموسم على مستوى الطاقم التقني الذي‬ ‫يقوده المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة‪،‬‬ ‫والتركيبة البشرية بانتداب خمسة عشر العب‬ ‫جديد‪ ،‬وهم مروان فخر‪ ،‬حارس المرمى‪ ،‬احمد‬ ‫الرحماني‪ ،‬عبد العالي العبوبي‪ ،‬فوزي عبد‬ ‫الغني‪ ،‬اسامة غريب‪ ،‬جمال ايت المعلم‪ ،‬رفيق‬ ‫عبد الصمد‪ ،‬بدر الكشاني‪ ،‬عبد الغني المعاوي‪،‬‬ ‫انيس سيبوفيتش‪ ،‬أليكسيس موندومو‪،‬‬ ‫بريس اوونا‪ ،‬زوران بالزونيك‪ ،‬بكر الهياللي‪،‬‬ ‫بوخريص عبد الفتاح‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫المشاكل المادية ترغم عصبة الشمال العتماد‬ ‫تقسيم وموعد جديد للبطولة‬ ‫أعادت عصبة الشمال لكرة القدم النظر في‬ ‫نظام بطولة الموسم الرياضي الجديد ‪2015‬‬ ‫‪ ،2016 /‬باعتماد تقسيم جديد للمجموعات‬ ‫وإلغاء التقسيم السابق‪ .‬كما أعلنت يومي السبت‬ ‫واألحد المقبلين موعدا النطالق البطولة‪ .‬خالل‬ ‫اجتماع طارئ عقدته األسبوع الماضي مع رؤساء‬ ‫أندية القسم الثالث بحضور ثالثون ناديا من اصل أربعة‬ ‫وثالثون‪ ،‬عرف مناقشة انطالق البطولة بنظام جديد‬ ‫فرضته المشاكل المادية التي تشكو منها أغلب أندية‬ ‫العصبة‪ ،‬سيما األندية التي لم تتوصل بمنح المجالس‬ ‫المنتخبة‪ .‬وقررت العصبة خالل االجتماع اعتماد‬ ‫تقسيم جديد يعتمد نظام بطولة المحاور الثالث‪.‬‬ ‫محور طنجة‪ ،‬ومحور تطوان ثم محور العرائش القصر‬

‫الكبير‪ .‬وأصبحت المجموعة ألف تضم أندية‪ ،‬رجاء‬ ‫بني مكادة‪ ،‬شباب بنديبان‪ ،‬رجاء السواني‪ ،‬أهلي‬ ‫العوامة‪ ،‬شباب سيدي ادريس‪ ،‬نجاح طنجة‪ ،‬شباب‬ ‫السعادة‪ ،‬شباب ادرادب‪ ،‬المحيط األصيلي‪ .‬وتضم‬ ‫المجموعة باء أندية‪ ،‬مغرب طنجة‪ ،‬نهضة طنجة‪،‬‬ ‫وفاق طنجة‪ ،‬حسنية طنجة‪ ،‬أجاكس طنجة‪ ،‬طنجة‬ ‫البالية‪ ،‬رجاء البوغاز‪ ،‬رابطة طنجة‪ ،‬اتحاد السالم‪.‬‬ ‫وتضم المجموعة جيم أندية تمودة المضيق‪ ،‬شباب‬ ‫المضيق‪ ،‬نجم الفنيدق‪ ،‬نادي الفنيدق‪ ،‬نهضة الفنيدق‪،‬‬ ‫أمل الفنيدق‪ ،‬اتحاد الصياغين‪ ،‬ف سي باب تازة‪ ،‬المغرب‬ ‫التطواني حرف باء‪ .‬وتضم المجموعة دال أندية‪ ،‬السالم‬ ‫القصري‪ ،‬أولمبيك القصري‪ ،‬الرجاء القصري‪ ،‬ف سي العرائش‪،‬‬ ‫جوهرة العرائش‪ ،‬اتحاد شفشاون وأولمبيك وزان‪.‬‬

‫طفل من العرائش يتحدى اإلعاقة ويتفنن‬ ‫في كرة القدم‬

‫لم تنثن اإلعاقة على مستوى اليدين الطفل أيمن‬ ‫بويرماون ذو الحادية عشر من عمره عن منافسة أصدقاءه‬ ‫األسوياء في ممارسة كرة القدم‪.‬‬ ‫أيمن المزداد سنة ‪ 2005‬بمدينة طانطان‪ ،‬يتابع دراسته‬ ‫حاليا في مستوى السابع بمؤسسة حرة بمدينة العرائش‪،‬‬ ‫موهبة فريدة‪ ،‬أبهر متتبعي مباراة بملعب مرشان صباح األحد‬ ‫الماضي وهو يداعب الكرة بمهارة كبيرة رفقة فريقه‪ ،‬مدرسة‬ ‫إف سي العرائش في مباراة ودية جمعتها بمدرسة نهضة‬ ‫طنجة تحضيرا للبطولة الجهوية لعصبة الشمال لفئة مواليد‬

‫‪ 2006 ،2005‬و ‪ 2007‬التي ستنطلق األسبوع المقبل‪.‬‬ ‫أيمن تحدث عن مشواره الرياضي ل»الشمال الرياضي»‬ ‫وقال عن بدايته « أعشق ممارسة كرة القدم‪ ،‬التحقت‬ ‫بمدرسة رجاء العرائش ومارست فيها لسنتين‪ ،‬التحقت هذه‬ ‫السنة بمدرسة إف سي العرائش‪ .‬أمارس بشكل طبيعي مع‬ ‫أصدقائي‪ .‬ألقى من الجميع كل الدعم والمساندة‪ .‬يلقبونني‬ ‫بميسي وهو مثلي األعلى إلى جانب فريق برشلونة»‪ .‬أيمن‬ ‫يطمح لمواصلة المشوار «طموحي يكبر يوما بعد يوم‪ ،‬أتمنى‬ ‫أن أصبح العبا لفريق مشهور في المستقبل»‪.‬‬

‫المغرب التطواني يلجأ إلى االكتتاب‬

‫بنشيخة يراجع حساباته‬ ‫بعدما أعلن حزنه جراء أول هزيمة تجرعها‬ ‫فريقه بميدانه أمام أولمبيك أسفي لحساب‬ ‫الدورة التاسعة من البطولة االحترافية‪ .‬عاد‬ ‫عبد الحق بنشيخة‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة الستئناف‬ ‫تداريب فريقه بحسابات جديدة تحضيرا‬ ‫للمباريات المقبلة‪ .‬سيما أن حسابات بنشيخة‬ ‫تعتمد على تنقيط كل خمس مباريات على‬ ‫حدى‪ .‬استنادا إلى تصريح للمدرب ل”الشمال‬ ‫الرياضي” أكد فيه أن مردود خمس مباريات‬ ‫األولى كان إيجابيا جدا وجاء وفق طموحه‬ ‫بحصول اتحاد طنجة على رصيد عشر نقاط‪.‬‬ ‫وأسدل بنشيخة الستار على الخمسة مباريات‬ ‫الثانية بمباراة أكادير ضد الحسنية ولم يصل‬ ‫بنشيخة إلى المعدل الذي يخططه له‪ .‬ربما أن‬ ‫هذا العامل هو الذي جعل مدرب اتحاد طنجة‬ ‫يحزن للخسارة أمام أولمبيك اسفي األخيرة‪.‬‬ ‫ورفع بنشيخة من وثيرة الحصص التدريبية‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫نفي انتقال خضروف والمرابـط‬ ‫للوداد‬ ‫نفى مكتب المغرب التطواني لكرة القدم‪،‬‬ ‫جملة وتفصيال األخبار التي تم ترويجها‬ ‫بخصوص قرب انتقال أنس المرابط وعبد‬ ‫العظيم خضروف للوداد البيضاوي‪ ،‬مؤكد‬ ‫أن ال نية للفريق التطواني في التخلي عن‬ ‫العبيه االثنين‪ .‬وقال عبد المالك أبرون رئيس‬ ‫المغرب التطواني في تصريحات إعالمية بعد‬ ‫األخبار التي تداولتها وسائل اإلعالم المغربية‬ ‫بأنه ستغرب لهذه األخبار التي قال عنها‬ ‫بأنها ال عالقة لها بالصحة‪ ،‬وأضاف‪“ :‬هذه‬ ‫األخبار ال عالقة لها بالصحة هي مجرد محاولة‬ ‫للتشويش على الالعبين من قبل السماسرة‪،‬‬ ‫وحاليا ليست هناك نية من المكتب لتسريح أي‬ ‫العب‪ ،‬إال إذا كان هناك عرض في المستوى‬ ‫المطلوب ويليق بقيمتهما كواحد من أفضل‬ ‫الالعبين في الدوري المغربي”‪ .‬وسبق أن‬ ‫تخلى المغرب التطواني عن كل من ياجور‬ ‫والسينغالي فال وجحوح‪ ،‬ما جعل إدارة الفريق‬ ‫تتعرض النتقادات كبيرة من الجكمهور‬ ‫التطواني‪.‬‬

‫إيقاف ميموني لمباراتين‬

‫المكتب يلجأ لالكتتاب لتسديد‬ ‫مستحقات الالعبين واألكرية‬ ‫نفى مصدر من اتحاد طنجة وجود ديون‬ ‫في ذمة المكتب لفائدة الالعبين بخصوص‬ ‫الرواتب التي تم تسديدها كاملة‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن المكتب لجأ منذ اسبوعين لالكتتاب بين‬ ‫أعضائه ووفر مبلغ ‪ 50‬مليون سدد بها بعض‬ ‫مصاريف األكرية ومنحة عشر ألف درهم مقابل‬ ‫الفوز في مباراة الجيش الملكي‪ .‬وعن موارد‬ ‫الفريق‪ ،‬أكد المصدر أن المكتب ذاق من‬ ‫االنتظار‪ ،‬سيما أن والي طنجة عقد اجتماعا‬ ‫مع بعض الفاعلين االقتصاديين بالمدينة‬ ‫يمثلون أربع مناطق صناعية بالمنطقة لبحث‬ ‫سبل دعم الفريق‪ ،‬وال شيء تحقق إلى حدود‬ ‫الساعة‪ .‬وبإمكان هذه المناطق وحدها‪ ،‬يضيف‬ ‫المصدر‪ ،‬تخصيص عشرون ألف درهم للوحدة‬ ‫الصناعية لحل المشاكل المادية للفريق وجعله‬ ‫ينافس على األلقاب في ظل وجود حوالي ‪800‬‬ ‫وحدة صناعية بالمناطق األربعة‪ .‬وعن دور‬ ‫المؤسسات الكبرى بالمدينة وسبل مبادرة‬ ‫إحداها الحتضان الفريق‪ ،‬أضاف‪ ،‬أن مؤسسسة‬ ‫ميناء طنجة المتوسيط‪( ،‬طيمسا) بقيمتها‬ ‫ومكانتها لم تخصص أكثر من خمسون‬ ‫مليون دعما للفريق‪ ،‬وهو مبلغ تمنحه أصغر‬ ‫المؤسسات االقتصادية بالبالد لدعم بعض‬ ‫أبسط الجمعيات‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫اضطر أعضاء المكتب المسير للمغرب التطواني لالكتتاب‬ ‫في ما بينهم إلنهاء األزمة المالية التي يعيشها الفريق منذ‬ ‫بداية الموسم الرياضي الجاري نتيجة عدم وفاء مجلس الجهة‬ ‫والمجلس البلدي بالتزاماتهما اتجاه الفريق‪.‬‬ ‫وبفضل اكتتاب األعضاء تمكن المكتب المسير من أداء‬ ‫رواتب الالعبين ومنحة مباراتي الفوز على الرجاء الرياضي (‪10‬‬ ‫آالف درهم) وشباب الحسيمة (‪ 6‬آالف درهم)‪ .‬وكان مجموع‬ ‫المبالغ المالية التي يدين بها المكتب المسير لالعبين يصل‬

‫إلى ‪ 160‬مليونا شاملة الرواتب ومنح الفوز بالبطولة الوطنية‪ .‬‬ ‫وكان المكتب المسير ينتظر منحة الكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم (كاف)‪ ،‬بعد تأهله إلى دور المجموعتين لعصبة األبطال‬ ‫إلنهاء المشكل‪ ،‬إضافة إلى ‪ 200‬مليون من مجلس الجهة‬ ‫و‪ 120‬مليونا من المجلس البلدي‪ ،‬لكن تأخرها دفعه إلى‬ ‫البحث عن حلول آخرى إلنهاء المشكل‪ .‬وراسل المكتب المسير‬ ‫للفريق الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم (كاف) للمرة الثانية‬ ‫من أجل اإلفراج عن منحته المالية لكن دون جدوى‪.‬‬

‫قررت لجنة اإلنضباط والعقوبات بالدوري‬ ‫المغربي االحترافي ايقاف الالعب نوصير‬ ‫الميموني من المغرب التطواني إلى جانب‬ ‫مروان هدهودي مدافع الدفاع الجديدي‬ ‫لمبارتين‪ ،‬وذلك بسبب تعرضهما للطرد خالل‬ ‫آخر مباراة برسم الجولة التاسعة وارتكابهما‬ ‫لمخالفة مباشرة فرضت على حكمي المبارتين‬ ‫طردهما‪ .‬وعادت لجنة اإلنضباط لشريط‬ ‫فيديو مباراة التطواني والحسيمة لتقرر ايقاف‬ ‫الميموني وكذلك شريط مباراة الجديدي‬ ‫ومولودية وجدة إليقاف الالعب هدهودي‬ ‫لمبارتين‪ .‬كما تم إصدار عقوبة ايقاف لمباراة‬ ‫واحدة بحق الالعب ليركي من أكادير وتراوري‬ ‫من شباب الحسيمة ‪.‬‬

‫المغرب التطواني ينتـــج العبي‬ ‫المستقبل‬ ‫شكل الظهور الملفت لالعب المتألق‬ ‫محمد سعود خالل الدورتين األخيرتين‬ ‫اهتماما إعالميا كبيرا ‪ ،‬خاصة و ان الالعب‬ ‫المعني هو منتوج خالص لمدرسة المغرب‬ ‫التطواني التي تتوفر على كفاءات مهمة‬ ‫مهمة ستفاجىء الجميع ‪ .‬و كرس الفريق‬ ‫بمختلف مكوناته و منذ مدة اهتمامه للتكوين‬ ‫من خالل أكاديميته و مدرسته التي تنتج كل‬ ‫سنة العبين قادرين على المواجهة و تقديم‬ ‫األفضل‪ .‬بحيث أثبتت التجارب و عبر مختلف‬ ‫الفئات أن الفريق قادر على اإلنتاج‪ ،‬و أن‬ ‫سياسة التروي هي التي يجب أن تسود في‬ ‫مختلف مراحل إنجاز المشروع ككل ‪ .‬وتزخر‬ ‫مدرسة الفريق بالكفاءات التي يمكن اإلعتماد‬ ‫عليها ‪،‬لكن ال بد من التريث و أخذ الوقت‬ ‫الكافي حتى يكون كل العب جاهز للعطاء‬ ‫وأن يحين وقت نضوجه و استعداده الحقيقي‬ ‫لتقديم األفضل‪ .‬واختار المكتب المسير بمعية‬ ‫األطر التقنية مجموعة من الالعبين القادرين‬ ‫على االلتحاق بفريق الكبار و هم على التوالي‬ ‫‪،‬محمد سعود ‪،‬أنس جبرون ‪ ،‬علي أوالد الشاعر‬ ‫‪،‬محمد المكعاز ‪،‬أيوب لكحل ‪،‬حمزة الموساوي‬ ‫‪،‬و الحارس كاربيال ‪.‬و الذين يمكن أن يعززوا‬ ‫التشكيلة الرسمية التي بإمكانها أن تجعل من‬ ‫العبي الفريق كلهم من أبناء الدار‪.‬‬


‫العدد ‪814‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫مَنحَ ‪ ،‬مَينحُ ‪...‬‬ ‫بنكيران يمنح‪...‬‬ ‫بنشماس يمنح‪...‬‬ ‫بن الطالبي يمنح‪...‬‬ ‫والمستفيدون‪ :‬األح��زاب السياسية‪ ،‬والنقابات‪ ،‬والنواب والمستشارون‪....‬‬ ‫واحبس‪....! ‬‬ ‫أما األحزاب‪ ،‬فإن حصتهم من كعكة ميزانية العام القادم بحول اهلل‪ ،‬ال تقل عن‬ ‫ثمانية مليارات سنتيم ونيف‪...‬ليشاركوا في لعبة «الديمقراطية»‪....‬‬ ‫في حين ال تقل حصة النقابات عن مليار ونصف المليار من السنتيمات لينظموا‬ ‫مسيرات‪ ‬باهتة‪...‬‬ ‫وأما النواب‪ ،‬فقد أنعمت عليهم الخزينة العامة بما يفوق ‪ 43‬مليار و ‪242‬‬ ‫مليون سنتيم منها ‪ 20‬مليار لتغطية تعويضاتهم الشهرية و «معاشاتهم» المثيرة‬ ‫للجدل‪.....‬‬ ‫ونفس الكرم يتجلى في مخصصات المستشارين التي زادت عن ‪ 40‬مليار سنتيم‪ ،‬‬ ‫حوالي ‪ 12‬مليار منهـا‪ ‬ألداء التعويضــات الشهرية‪ ‬والمعاشــات «العمرية» ‪.....‬‬ ‫ونظرا لـ «هزالة» التعويضات بالنسبة للنواب كما للمستشارين‪ ،‬فإن السي‬ ‫رشيد والسي بنشماش‪ ،‬جبرا لخاطر النواب والمستشارين‪ ،‬وبعد أن جربا كل وسائل‬ ‫التهديد والترغيب واإلغراء‪ ،‬ليقلع‪« ‬نواب األمة» عن عادة «الغياب»‪ ‬الغير مبرر‪ ،‬‬ ‫ال في الجلسات العامة وال في جلسات األسئلة‪ ،‬وال حتى في اجتماعات اللجان‪ ،‬قررا‬ ‫إضافة «الخل إلى الخميرة»‪ ،‬ومنح النواب «دعما ماليا استثنائيا» بمبلغ ‪ 500‬درهم‬ ‫يوميا‪ ،‬في كل ليلة مبيت « ولكل نائب‪ ‬تكرم ‪ ‬بزيارة «القبة» والتبرك بها دون أن‬ ‫يكون ملزما بتبرير زيارته التي قد تكون «زيارة ‪ ‬ود ومجاملة» ‪ ‬ليس إال‪ ....‬وال حرج‬ ‫عليه في أن يمارس هواية «القيلولة» اللذيذة‪ ،‬أو لعبة الكارطا اإلليكترونية‪ ،‬أو‬ ‫«الستريبتيز» الشهيرة بالكشف العلني عن «الكرش اللي ما فيها عجين»‪ ،‬أو حتى‬ ‫بممارسة رياضة الضرب والعض والخنق‪ ،‬كما حدث ذات يوم ‪ ‬لزعيم سياسي مشاغب‬ ‫مع مناضل أكثر منه شغبا‪ ،‬على مرأى ومسمع من األمة‪.....‬‬ ‫‪ ‬السي رشيد لم يكتف بالخمسمائة درهم ‪ ،‬هدية خالصة لوجه اهلل‪ ،‬بل ضاعف‬ ‫«عطاءاته» ألعضاء مجلسه‪« ،‬تشجيعا» لهم و «تحفيزا» على الحضور‪ ‬وكأنهم‪ ‬‬ ‫«يتجملون» على األمة بحضورهم للبرلمان‪ ،‬وكأنهم ليسوا «ملزمين» بالحضور‬ ‫بعد أن ندبوا أنفسهم لــ «خدمة» األمة‪ ،‬قلت‪ ،‬الحبيب السي رشيد قدم للنواب‬ ‫«ك��ادوات» ‪ ‬هدايا إليكترونية‪ ،‬هواتف ذكية «جدا»‪ ‬باشتراكات مجانية‪ ،‬عابرة‬ ‫للقارات‪ ،‬ما دام الخير موجود‪« .‬وما يحسب إال المزلوط''‪.... ) ! ( ‬كما يقول المثل‬ ‫التطواني الشهير‪..‬وحيث أن كل هذا الكرم ال يكفي‪ ،‬فقد تم حجزأربعة فنادق قريبة‬ ‫من البرلمان‪ ‬الستقبال‪« ‬السادة النواب»‪ ،‬خالل ‪« ‬مرورهم» بالرباط ‪ ‬لــ «حضور»‬ ‫أشغال البرلمان‪ ،‬بتعويض ‪ 500‬درهم عن كل ليلة‪...‬يؤديها السي رشيد‪ ،‬عن طيب‬ ‫خاطر‪ ....‬كما تم االتفاق مع شركة لتوزيع الوقود من أجل تزويد السيارات الخاصة‬ ‫«للسادة النواب» بثمن تفضيلي ال يتعدى ‪ 25‬بالمائة عن كل لتر‪.‬‬ ‫كل هذا «الخير» من أجل «تشجيع» النواب على حضور جلسات البرلمان‪ ،‬وكأننا‬ ‫انتخبناهم ألمر آخر غير الحضور بالبرلمان‪....‬‬ ‫ومع ذلك فقد اشتكى النواب من أن الفنادق المتعامل معها ليست كلها في‬ ‫«المستوى» وطالبوا بـ «شقق مفروشة»‪.....‬توفر اعتبارا أكبر وسرية أتم‪ ،‬مما توفره‬ ‫غرف الفنادق‪.... !!! ‬‬ ‫المستشارون‪ ،‬وأمام شعور طاغ بالحيف‪ ،‬مقارنة مع زمالئهم بالغرفة األولى‪،‬‬ ‫مارسوا ضغطا قويا على بنشماس‪ ،‬من أجل االستفادة من نفس االمتيازات التي‬ ‫يتمتع بها أعضاء مجلس النواب‪ .‬ولكن السي بنشماس كان أكثر كرما ‪ ‬وإيثارا من‬ ‫زميله الطالبي العلمي‪ ،‬حيث خصص للمستشارين مبلغ ‪ 800‬درهم‪ ‬يوميا لإلقامة‬ ‫بالرباط طيلة أشغال مجلس المستشارين‪ ،‬شريطة أن يلتزموا بالحضور ويدلوا‬ ‫بفاتورة الفندق التي يتولى فحصها والتأكد من سالمتها خمسة موظفين انتدبوا‬ ‫لهذا الغرض من طرف ‪ ‬األمانة العامة للمجلس‪..... .‬‬ ‫آخر مفاجآت مجلس المستشارين أن نواب حزب «فالحي» ما أن أخذوا مقاعدهم‬ ‫بالغرفة الثانية‪ ،‬حتى تقدموا باقتراح ‪ ‬يغير ويكمل القانون المتعلق بنظام معاشات‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬بهدف «توريث» المعاشات «العمرية التي يتمتع بها البرلمانيون‪ ،‬‬ ‫لذوي الحقوق ‪ :‬الزوجة األرملة أو الزوجات األرامل‪ ،‬مثنى‪ ‬وثالث ورباع‪ ،‬أو الزوج‬ ‫األرمل «الوحيد» ما دام التعدد ‪ ‬أمر يختص به الرجال من أهل القوامة‪ ،‬وال تستفيد‬ ‫منه الزوجات المستشارات وال النائبات‪ ،‬وكذا‪ ‬األيتام‪ ،‬بعد وصية أو دين‪.....! ‬‬ ‫مقترح «التوريث» المعاشي‪ ‬ليس حديث العهد‪ ،‬بل إنه يثار‪ ‬منذ سنة ‪،2006‬‬ ‫ويثير في كل مرة جدال واسعا داخل كواليس البرلمان وفي الشارع السياسي حيث‬ ‫تطالب حركات أهلية بإلغاء تقاعد البرلمانيين الذي يكلف الخزينة العامة الماليير‬ ‫كل سنة في إطار ميزانيات المجلسين (‪ 43‬مليار بالنسبة لمجلس النواب و ‪ 40‬مليار‬ ‫للمستشارين )‪ ،‬فضال عن ماليين أخرى تصرف في باب التعويضات المتعددة‪....‬‬ ‫المطالبون بالتوريث يستدلون بكون أنظمة التقاعد التي تهم موظفي وأعوان‬ ‫الدولة ومستخدمي المؤسسات العمومية تصرف معاشات قابلة للتحويل لفائدة‬ ‫ذوي الحقوق‪.‬‬ ‫والسؤال‪.‬‬ ‫هل النيابة البرلمانية وظيفة أم انتداب تطوعي؟ وهل يتقاضى النواب‬ ‫تعويضات أم أجورا ورواتب؟ ولماذا إذن‪ ،‬تساهم الدولة بحوالي ‪ 3000‬درهم ‪ ‬شهريا‬ ‫عن كل برلماني ‪ ‬من أجل أن يستفيد من معاش بقيمة ألف درهم عن كل سنة‬ ‫«نيابية» والحال أنه‪ ‬لن «يشتغل» في أحسن األحوال إال خمس سنوات؟‬ ‫هذا مع اعتبار أن البرلماني يؤدي واجبه النيابي حضورا ومشاركة ومراقبة‬ ‫ومساهمة في النقاش التشريعي‪ ‬على مستوى اللجان المختصة أو الجلسات‬ ‫العامة‪....‬‬ ‫كثيرا من العمل وقليال من الفشوش‪ ،‬يا عباد اهلل‪ ،‬تلك فلوس الشعب‪ ،‬فال‬ ‫تقربوها‪....!!! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫ندوة الشهر للمنظمة المغربية لإلعالم الجديد‬

‫دور اإلعالم في التغلب على ظاهرة‬ ‫الشغب الرياضي‬ ‫من أجل مجتمع رياضي‪ ،‬خال من أشكال تعصب‬ ‫الفوضى المخربة‪ ،‬بداية من كبح حاالت التشجيع‬ ‫المتهور‪ ،‬لفئات من جمهور الشباب المتفرج‪ ،‬تقيم‬ ‫“المنظمة المغربية لإلعالم الجديد”‪ ،‬ضمن سلسلة‬ ‫ندواتها الشهرية‪ ،‬تظاهرة إعالمية مفتوحة‪ ،‬بقاعة‬ ‫المجلس العلمي لمدينة طنجة‪ ،‬يوم الجمعة القادم‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪، 2015‬على الساعة الرابعة مساء‪،‬‬ ‫لمناقشة كيفية عالج ظاهرة الشغب الرياضي‪ ،‬من‬ ‫مختلف جوانبها اإلعالمية‪ ،‬واإلجتماعية‪ ،‬والقانونية‬ ‫واألمنية‪ ،‬تشارك في عروض هذه الندوة‪ ،‬كفاءات‬ ‫مهنية من ذوي اإلختصاص‪.‬‬ ‫ومما يجب تأكيده في هذا الصدد‪ ،‬أن مفهوم‬ ‫اإلعالم الجديد للمنظمة‪ ،‬هو طرح القضايا المثيرة‪،‬‬ ‫التي تشغل الرأي العام‪ ،‬لجدلية الحوارات الهادفة‪ ،‬في‬ ‫محاولة جادة لتجاوز األخطاء والسلبيات المتراكمة‪،‬‬ ‫والخروج بخالصات مقنعة‪ ،‬تسهم في وضع حد‬ ‫لظواهر اإلنفالت والتسيب والفوضى‪.‬‬ ‫من تشويه اللغة العربية في اإلعالم الرقمي‪،‬‬ ‫محور الندوة الشهرية األولى‪ ،‬إلى دور اإلعالم في‬ ‫التغلب على ظاهرة الشغب الرياضي محور الندوة‬ ‫الشهرية الثانية‪ ،‬ستطرح “المنظمة المغربية لإلعالم‬ ‫الجديد” كل شهر قضية جديدة مثيرة للجدل في‬ ‫حياتنا العامة‪ .‬وبهذا التواصل المنتظم مع فئات الرأي‬ ‫العام‪ ،‬تتبلور أكثر غايات وأهداف اإلعالم الجديد‪.‬‬

‫وفيما يخص الندوة الشهرية الثانية للمنظمة‬ ‫المغربية لإلعالم الجديد حول “دور اإلعالم في التغلب‬ ‫على ظاهرة الشغب الرياضي”‪ ،‬يجب التنبيه إلى أنها‬ ‫ستكون على شكل عروض وح��وارات بناءة‪ ،‬تحفظ‬ ‫للرياضة المغربية اعتبارها ومكانتها‪ ،‬السيما وأنها‬ ‫أفرزت أبطاال‪،‬شرفوا وطنهم‪ ،‬ورفعوا إسم المغرب‬ ‫عاليا‪ ،‬وحصدوا رصيدا مهما من مختلف الميداليات‬ ‫الرفيعة‪ ،‬وانتزعوا إعجاب العالم‪ ،‬لما تحلوا به من روح‬ ‫رياضية عالية‪.‬‬

‫ومن أجل الحفاظ على هذا التشريف للرياضة‬ ‫المغربية‪ ،‬سترصد الندوة كل التصرفات والمواقف‬ ‫السلبية‪ ،‬التي تفضي إلى الشغب والفوضى‪ ،‬وتبحث‬ ‫في مدى فعالية القرارات واألحكام التي تصدرها‬ ‫الجهات الرياضية المختصة‪.‬‬ ‫“المنظمة المغربية لإلعالم الجديد” تجدد‬ ‫دعوتها لحضور وتتبع ندوتها الشهرية حول الشغب‬ ‫الرياضي‪ ،‬وذلك يوم الجمعة القادم ‪ 11‬ديسمبر‬ ‫‪ 2015‬على الساعة الرابعة مساء‪ ،‬بقاعة مقر المجلس‬ ‫العلمي لمدينة طنجة‪.‬‬

‫أ‪.‬ق‬

‫رثاء رجل صالح‪. .‬‬ ‫�إلى روح الفقيد العزيز‬ ‫الدكتور عبد الله املرابط الرتغي‬ ‫رحمه الله‬

‫• �شعر الدكتور ح�سن الطريبق‬

‫العرائ�ش يف ‪2015/10/15‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.