Achamal n° 815 le 15 dec 2015

Page 1

‫المغرب يربح معركة الطاقات المتجددة‬

‫محطة وارزازات للطاقة الشمسية األولى عالمياً‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 815‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 26‬صفر ‪� 15 / 1437‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫في الوقت الذي يصــارع فيــه العالم معضلـة االنحباس‬ ‫الحراري‪ ،‬أعلن في المغرب‪ ،‬عن قرب إطالق أكبر محطة إلنتاج‬ ‫الطاقة الشمسية على مستوى العالم‪.‬‬ ‫المحطة التي تم بناؤهــا على بعد حوالي ‪ 20‬كيلومترا‬ ‫من مدينة وارزازات‪ ،‬دخلـت اآلن مرحلــة التجارب من أجل‬ ‫ربطها بالشبكـة الوطنية للكهرباء‪ ،‬بعد أسابيــع‪ .‬وتمتــد‬ ‫المحطة الشمسيـة على مساحــة ‪ 450‬هكتـارا‪ ،‬حيث تم‬ ‫تثبيت نصف مليون من األلواح الزجاجية العاكسة التي يبلغ‬ ‫ارتفاعها حوالي ‪ 12‬مترا في صفوف متوازية‪ ،‬وفي مشهد‬ ‫بديع‪ ،‬وهي تتحرك ببطء في مالحقة مضبوطة ألشعة الشمس قصد التقاطها لتحويلها إلى ‪ 160‬ميغاواط‬ ‫من الكهرباء «النظيفة»‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بالمحطة األولى التي كلف بناؤها ما يفوق ستمائة مليون أورو‪،‬وهي واحدة من خمس‬ ‫محطات ‪ ،‬في سلسلة «نور» في إطار مشروع ال يتوقف عند ورزارزات‪ ،‬بل وسوف يعم باقي تراب المملكة‬ ‫حيث توجد ظروف مناخية مشابهة‪.‬‬ ‫وسيمكن مشروع «نور» في مجمل محطاته األربع األولى من توليد ‪ 580‬ميغاواط ومن تفادي انبعاث ‪ 240‬ألف‬ ‫طن من ثاني أكسيد الكاربون‪ ،‬فقط عند تشغيل الوحدة األولى‪ .‬ويطمح المغرب إلى تغطية نصف حاجياته من‬ ‫الطاقة‪ ،‬بواسطة الطاقات المتجددة‪ ،‬بعد خمس سنوات من اآلن‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان في المغرب‪:‬‬

‫إنجازات هامة مع وقف التنفيذ‬

‫األحكام السالبة لحرية الصحافيين «رُحلت»‬ ‫إلى القانون الجنائي‬

‫حقوق اإلنسان قيمة حضارية وفكرية تدخل المجتمعات‪ ،‬إذا احترمت‪ ،‬في مناخ ديمقراطي سليم‪ ،‬يحقق لكافة المواطنين جملة من الحقوق األساسية الضرورية‬ ‫لحياة كريمة ومنعشة‪ ،‬كآلية من آليات تنظيم المجتمعات‪ ،‬وإن هي غابت‪ ،‬أو أهملـت‪ ،‬اندفعت المجتمعات إلى متاهات الفوضى ومناطق االضطرابات القصوى‪.‬‬ ‫وال ينكر إال جاحد أو جاهــل‪ ،‬ما حققه المغرب في مجال حقوق اإلنسان من إنجازات هامة خالل الخمس عشرة سنة الماضية‪ ،‬في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬مقارنة مع ما‬ ‫شهدته البالد خالل عقود التحكم واالستبداد‪ ،‬التي أدت إلى ما عُرف ويعرف بسنوات الجمر أو سنوات الرصاص أو كالهما معا‪ ،‬حيث تم فتح ملفات حساسة لالنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان‪ ،‬وصادق على جملـــة من االتفاقيات والبروتوكوالت المتعلقة بحقوق االنسان‪ ،‬منها اتفاقية مناهضة التعذيب‪ ،‬والقضـاء على كل أشكـال‬ ‫التمييــز ضد المرأة وسن بعض القوانين الهامة في مجال المرأة واألسرة والطفل‪ ،‬وأنشأ هيئة اإلنصاف والمصالحة كتجربة فريدة في العالم المتخلف ‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫اللة سلمى من بين أجمل من يحملن لقب‬ ‫«السيدة األولى في العالم»‬

‫اخ��ت��ارت المجلة األم��ري��ك��ي��ة «‪The‬‬ ‫‪ »Richest‬األميرة اللة سلمى ضمن أجمل‬ ‫عشر نساء يحملن لقب «السيدة األول��ى في‬ ‫العالم»‪ ،‬وجاء إلى جانب األميرة اللة سلمى‬ ‫زوجات لملوك ورؤساء العديد من الدول العربية‪.‬‬ ‫و كتبت المجلة األمريكية في مقال لها‬ ‫بعنوان «أجمل عشر نساء يحملن لقب السيدة‬ ‫األولى في العالم»‪« :‬لطالما ارتبط لقب «السيدة‬ ‫األولى» بأناقتها وحرصها الدائم على ظهورها‬ ‫وزوجها حاكم البالد في أبهى حلة‪ ،‬سواء كانت‬ ‫في لقاء رسمي أو في مناسبة عائلية‪ ،‬لكن في‬ ‫واقع األمر فإن لقب «السيدة األول��ى» أعمق‬ ‫بكثير‪ ،‬إذ تشغل معظمهن مناصب‪ ،‬ويحملن‬ ‫مسؤوليات في مختلف المجاالت والميادين‪.‬‬ ‫يمكن القول أنهن يشتغلن في الخفاء ووراء‬ ‫األضواء»‪ .‬‬ ‫مضيفة «ال يمكن إنكار حقيقة أن حامالت‬ ‫لقب «السيدة األولى» يتمتعن بجمال طبيعي‬ ‫آسر‪ ،‬سحرن به الكثير‪ ،‬وتركن بصمة أينما‬ ‫حللن‪ ،‬تشهد لهن باألناقة والتميز»‪.‬‬ ‫و فيما يلي الترتيب الذي كشفت عنه ذات‬ ‫المجلة‪:‬‬ ‫‪ .1‬الملكة رانيا‪ :‬تزوجت بالملك األردني‬ ‫عبد اهلل بن الحسين عام ‪ ،1994‬تعرف بنشاطها‬ ‫المستمر في العمل الخيري ومجاالت أخرى‬ ‫متنوعة‪.‬‬ ‫‪ .2‬م��ه��رب��ان علييفا‪ :‬زوجة الرئيس‬ ‫األذربيجاني منذ ‪ ،1981‬حاصلة على شهادة‬ ‫الدكتوراه من كلية طب العيون‪.‬‬ ‫‪ .3‬أسماء األسد‪ :‬زوجة الرئيس السوري‬ ‫منذ عام ‪ ،2000‬تحدت األوضاع واألزمات التي‬

‫تعيش سوريا تحت وطأتها‪ ،‬لتظل مساندة‬ ‫لزوجها بشار األسد وتدعمه‪.‬‬ ‫‪.4‬أنجليكاريفيرا‪ :‬السيدةاألولىللمكسيك‬ ‫منذ عام ‪ ،2012‬كانت عارضة لألزياء وأكثر‬ ‫الممثالت شعبية‪ ،‬وواح��دة من أجمل أصوات‬ ‫المكسيك‪ ،‬أطربت وسكنت قلوب الكثيرين‬ ‫بصوتهاالشجي‪.‬‬ ‫‪ .5‬ميشيل أوباما‪ :‬زوجة الرئيس األمريكي‪،‬‬ ‫وأول سيدة أولى من أصل إفريقي في البالد‪،‬‬ ‫تتميز بقوة شخصيتها وإطاللتها البسيطة‬ ‫والجذابة‪.‬‬ ‫‪ .6‬الملكة ليتيزيا أورتيز‪ :‬هي السيدة‬ ‫األولى في إسبانيا‪ ،‬امتهنت اإلعالم قبل زواجها‪،‬‬ ‫عُرفت بجمالها وبراءة وجهها‪.‬‬

‫الوالي اليعقوبي يستعرض‬ ‫بالحسيمة أهم مضامين مشروع‬ ‫التنمية المجالية لهذا اإلقليم‬

‫‪ .7‬سيلفيا بونجو‪ :‬زوجة الرئيس الغابوني‬ ‫علي بونغو أونديمبا منذ عام ‪ ،1989‬حملت‬ ‫اللقب منذ عام ‪ 2009‬حينما انتخب زوجها رئيسا‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫‪ .8‬األميرة اللة سلمى‪ :‬تزوجت الملك‬ ‫محمد السادس عام ‪ ،2002‬رمز األناقة والتألق‬ ‫وال��ذوق الرفيع‪ ،‬وصاحبة االبتسامة الفريدة‬ ‫والحضور القوي‪.‬‬ ‫‪ .9‬الملكة جينسن بيما‪ :‬هي السيدة األولى‬ ‫في بوتان‪ ،‬وهي أصغر سيدة أولى في القائمة‪.‬‬ ‫‪ .10‬دومينيك واتارا‪ :‬هي السيدة األولى‬ ‫في ساحل العاج‪ ،‬أجمل السيدات في العالم‪،‬‬ ‫تزوجت الحسن واتارا عام ‪ ،1991‬الذي شغل‬ ‫منصب رئيس البالد الحقا‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫خريجو ماستر العقار والبيئة بطنجة يتساءلون ‪:‬‬

‫هل هو إقصاء ممنهج؟!‪..‬‬

‫م��رة أخ���رى‪ ،‬يقصى ‪ ‬خريجو ماستر‬ ‫العقار والتنمية بطنجة‪ ،‬من المشاركـــة في‬ ‫مباريــات لولوج سلك الوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫بكل من وزارتي المالية ‪ ‬وألوق��اف‪ ،‬دون أن‬ ‫تقدم الحكومة تبريرا لما يمكن اعتباره حيفا‪ ‬‬ ‫في حق هؤالء الطلبة المتفوقين‪.‬‬ ‫م��رة أخ��رى يفاجــأ خريجــو ماستـر‬ ‫العقـــار والتنمية‪ ‬لكليـة العلـوم القانونية‬ ‫لجامعــة عبد المالك السعدي‪ ،‬بعدم وجود‬ ‫شعبتهم في ملف التقدم للمباريات المذكورة‬ ‫لتوظيف متصرفين من الدرجة الثانية‪ ،‬التي‬ ‫نظمتها وزارة المالية في شهر نوفمبر‬ ‫الماضي‪ .‬نفس الوضع بالنسبة لوزارة األوقاف‬ ‫التي أعلنت عن تنظيم ‪ ‬م��ب��اراة لتوظيف‬ ‫متصرفين من نفــس الدرجــة‪ ،‬يوم العاشـر‬ ‫من يناير المقبل‪.‬‬ ‫وك��ان طبيعيا أن يشعر خريجو هذا‬ ‫الماستر في تخصصاته الثالثة‪ ،‬بالحيف‬ ‫وال��غ��ب��ن ب��س��ب��ب ه���ذا اإلق���ص���اء ال���ذي‬ ‫يبدو”ممنهجا”‪ ،‬وغير مقبول ألل��ف سبب‬ ‫قانوني‪ ،‬أهمها تنصيص الدستور على‬ ‫مبدإ االستحقاق والشفافية في التعامل مع‬ ‫المواطنين خاصة في ما يتعلق بالولوج إلى‬ ‫الوظيفة العمومية‪ ،‬الذي ليس ألي الحق في‬ ‫التصرف فيه على هواه أو وفق “مزاجه”‪ .‬ولذا‬ ‫فقد عبر خريجو الماستر‪ ‬عن استنكارهم‬ ‫وتنديدهم بهذا اإلجراء الذي ال يمكن اعتباره‬ ‫إال تعسفا من جهة المنظمين الحكوميين‬ ‫وطريقا إل��ى خلق البلبلة داخ��ل المجتمع‬

‫وفئة الشباب المتعلم خاصة‪ ،‬مع‪ ‬تذكيرهم‬ ‫في بيان لهم‪ ،‬أنه ليس ل�لإدارة الحق في‬ ‫تحديد التخصص داخ��ل الماستر‪ ،‬المحدد‬ ‫في المرسوم المنظم لهيئة المتصرفين‪،‬‬ ‫وهو إما ‪ ‬القانون الخاص أو القانون العام‬ ‫مع اإلشارة إلى أن مادة الوقف تدرس كمادة‬ ‫أساسية في سلك ماستر العقار والتنمية‪،‬‬ ‫على اعتبار ‪ ‬أن معظم أم��وال الوقف أموال‬ ‫عقارية‪ ،‬وأن خريجي هذا الماستر يتوفرون‬ ‫على الخبرة وال��دراي��ة التي تمكنهم من‬ ‫المشاركة في مباراة األوقاف بدون منازع‪.‬‬ ‫ف��ل��م��اذا “يتعنت” م��س��ؤول��و المالية‬ ‫واألوق��اف في إقصاء خريجي ماستر “العقار‬ ‫والتنمية” من المشاركة في مباريات الولوج‬ ‫إل��ى أس�لاك الوظيفة العمومية وق��د كان‬

‫فريق برلماني قــد أثــار منذ سنتين مسألة‬ ‫إقصاء هــذه الفئــة من خريجــي الماستر‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة‪ ،‬من‪ ‬‬ ‫“حق” المشاركة في المباريات العمومية‪،‬‬ ‫إال أن تكون “ازدواج��ي��ة” في التعامل من‬ ‫طرف الدولة‪ ،‬مع ‪ ‬األطر العليا على أساس‬ ‫“التخصصات”‪.‬‬ ‫إن الدولة بكل مكوناتها مطالبة بتفعيل‬ ‫مبدإ المساواة وتكافؤ الفرص في التعامل مع‬ ‫خريجي الكليات والمعاهد العليا‪ ،‬حين يتعلق‬ ‫األمر بالولوج إلى الوظيفة العمومية بعيدا‬ ‫عن التصرفات المزاجية التي تؤدي‪ ،‬غالبا‪ ،‬إلى‬ ‫خلق أجواء التوتر والتشنج واالحتقان داخل‬ ‫المجتمع‪.‬‬

‫َ‬ ‫�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْ‬ ‫} َيا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّن ِتي {‬ ‫جمعية أرباب مراكب الصيد البحري الساحلي تعزي في وفاة المرحوم‬

‫عبـد اهلل الفـن‬

‫قيدوم مهنيي الصيد البحري بطنجة‬

‫بعث السيد محمد العربي بوراس رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد الساحلي بميناء طنجة‪،‬‬ ‫ببرقية تعزية إلى عائلة المرحوم‪ ،‬باسمه وباسم كافة أفراد الجمعية جاء فيهـا ‪:‬‬ ‫«على إثر توصلنا بنبإ المصاب الجلـل الذي ألم بأسـرتكـم الكريمـة‪ ،‬في وفــاة والدكـم‬ ‫المشمــول برحمـة اهلل‪ ،‬السيد عبد اهلل الفن قيدوم المهنيين بميناء طنجة‪ ،‬فإنه أصالة عن نفسي‬ ‫ونيابة عن العاملين بقطاع الصيد البحري بطنجة‪ ،‬نتقدم إليكم بأخلص التعازي القلبية‪ ،‬وأبلغ‬ ‫المواساة‪ ،‬لكم ولجميع أفراد أسرتكم‪ ،‬راجين من العلي القدير‪ ،‬أن يشمل الفقيد برحمته الواسعة‪،‬‬ ‫ويسكنه فسيح جناته‪ ،‬ويلهم ذويه الصبر والسلوان»‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪2‬‬

‫عقد والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬اجتماعا موسعا بمقر‬ ‫عمالة إقليم الحسيمة‪ ،‬خصص لتقديم بيانات‬ ‫ضافية حول مشروع التنمية المجالية إلقليم‬ ‫الحسيمة “ الحسيمة‪ ،‬منارة المتوسط”‪2015 ،‬‬ ‫ ‪ 2019‬الذي أشرف جاللة الملك على انطالقته‬‫بتطوان في أكتوبر الماضي‪ .‬والذي خصص له‬ ‫غالف مالي يفوق ستة مالير ونصف المليار درهم‪.‬‬ ‫الوالي ذكر‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بالخطوط العريضة‬ ‫لبرنامج التنمية المجالية للحسيمة‪ ،‬الذي يهدف‬ ‫إلى خلق تنمية متوازية بين المجالين الحضري‬ ‫والقروي‪،‬وتحقيق قاعدة صلبة لتنمية مستدامة‬ ‫تأخذ بعين االعتبار خصوصيات المنطقة وما‬ ‫تزخر بها من إمكانات هائلة في مختلف المجاالت‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياحية‬ ‫والبيئية ‪.‬‬ ‫وخالل هذا االجتماع الذي حضره المنتخبون‬ ‫ومسؤولو اإلدارة اإلقليمية والجهوية‪ ،‬تمكن‬ ‫المشاركون من االط�لاع على أهم المشاريع‬ ‫التي يتضمنها هذا البرنامج‪ ،‬واالعتمادات التي‬ ‫خصصتها مختلف الوزارات المعنية لتنفيذ الجانب‬ ‫الذي يخصها من المشاريع المبرمجة‪.‬‬ ‫و في هذا اإلطار‪ ،‬أعلن ممثل وزارة الشبيبة‬ ‫والرياضة عن تخصيص ما يناهز ‪ 250‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬إلحداث ‪ 10‬مالعب للقرب‪ ،‬ودار للشباب‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬ومركبين اجتماعيين ورياضيين‬ ‫ومسبح أولمبي‪ ،‬وقاعتين مغطتين‪ ،‬وإعادة تهيئة‬ ‫ثالثة مالعب من الحجم الكبير‪ ،‬باإلضافة إلى بناء‬ ‫ملعب كبير بمواصفات حديثة على غرار المالعب‬ ‫الكبرى في باقي المدن‪.‬‬ ‫وف��ي مجال المياه وال��غ��اب��ات‪ ،‬أعلن عن‬ ‫تخصيص ‪ 180‬مليون درهم لتأهيل وتثمين‬ ‫الثروات الطبيعية‪ ،‬عبر دعم غرس مختلف أنواع‬ ‫األشجار وتطوير التنوع البيولوجي‪ ،‬وإحداث‬ ‫متحف إيكولوجي باإلقليم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫اعتمادات بمبلغ ‪ 120‬مليون درهم‪ ،‬تخصص‬ ‫لتعزيز سياج الحوض المائي لبعض الجماعات‬ ‫الترابية لحمايتها من خطر الفيضانات ‪.‬‬ ‫وستصل مساهمة وكالة تنمية أقاليم‬ ‫الشمال‪ ،‬إلى ما يناهز ‪ 327‬مليون درهم‪ ،‬تخصص‬ ‫للتأهيل المجالي‪ ،‬عبر تهييء كورنيش على طول‬ ‫‪ 17‬كلم يمتد من شاطئ السواني مرورا بشاطئ‬ ‫اصفيحة وصوال إلى شاطئ تاليوسف‪ ،‬وكذا تأهيل‬ ‫المسالك القروية‪ ،‬والتأهيل الترابي لست عشرة‬ ‫جماعة‪ ،‬وتحسين الخدمات الصحية لمرضى الكلي‬ ‫باإلقليم عبر إحداث مركز للتصفية بإمزورن‪ ،‬وخلق‬ ‫مناطق اقتصادية تدخل ضمن نطاق االندماج‬ ‫االقتصادي‪.‬‬ ‫و بخصوص قطاع الصحة‪ ،‬أعلن أن الوزارة‬ ‫الوصية على القطاع‪ ،‬ساهمت في هذا البرنامج‬ ‫بغالف مالي فاق ‪ 353‬مليون دره��م‪ ،‬يخصص‬ ‫لبناء وتجهيز المستشفى اإلقليمي بالحسيمة‪،‬‬ ‫وإع��ادة بناء وتجهيز المركز الصحي الحضري‬ ‫لبني بوعياش من المستوى ‪ ،2‬والمستوى ‪1‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫إعادة انتخاب كمال مزاري لفـرع‬ ‫االتحـاد العام لمقاوالت المغـرب‬ ‫لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫ت�صوير حمودة‬

‫ع‪.‬ك‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫بتارجيست‪ ،‬وآخر قروي من المستوى ‪ 2‬بالرواضي‪،‬‬ ‫وإحداث ثالثة مراكز صحية حضرية من المستوى‬ ‫األول‪ ،‬وشبكة المؤسسات الطبية واالجتماعية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى بناء فضاءات الصحة للشباب مع‬ ‫مصحة لألسنان‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز المساكن‬ ‫الوظيفية‪.‬‬ ‫و بلغت مساهمة وزارة التربية الوطنية ما‬ ‫مجموعه ‪ 480‬مليون درهما لتطوير قطاع التعليم‬ ‫باإلقليم عبر إحداث ‪ 3‬إبتدائيات و‪ 7‬إعداديات‪،‬‬ ‫وتأهيل المدارس المفككة وتعويضها بمدارس‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫و ستساهم وزارة الثقافة ف��ي برنامج‬ ‫“الحسيمة منارة المتوسط” بغالف مالي قدره‬ ‫‪ 150‬مليون درهم‪ ،‬يتضمن بناء معهد للموسيقى‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬ودار للثقافة بإمزورن‪ ،‬ودار‬ ‫للمسرح بالحسيمة‪ ،‬وترميم المواقع األثرية‬ ‫بالحسيمة‪.‬‬ ‫وتم اإلعالن عن مساهمة وزارة األوقاف في‬ ‫هذا البرنامج‪ ،‬ببناء مسجد ببني عمارت‪ ،‬وإعادة‬ ‫بناء مسجد بني احمد إموكزن‪ ،‬وآخر ببني حذيفة‪،‬‬ ‫إضافة إلى مسجد محمد الخامس بالحسيمة‪ ،‬وكذا‬ ‫بناء مؤسسة للتعليم العتيق‪ ،‬وبناء قاعة لألنشطة‬ ‫الدينيةبالمدينة‪.‬‬ ‫كما سيتم بناء مركزين حديثين للتكوين‬ ‫المهني وإقامة للطلبة بكل من بني بوعياش‬ ‫وإساكن‪ ،‬يتوفران على كافة المعدات والتجهيزات‬ ‫األساسية‪ ،‬باإلضافــة إلى إنجاز طريــق يربــط بني‬ ‫بوعياش بالطريق الساحلي المتوسطي‪ ،‬وآخر بين‬ ‫بني بوعياش وجماعة لوطا‪.‬‬ ‫من أهداف هذا المشروع الكبير خلق فرص‬ ‫الشغل مصاحبة للنمو الديمغرافي لإلقليم وتعزيز‬ ‫موقع الحسيمة االقتصادي واالجتماعي وتحسين‬ ‫إطار الحياة للمواطنين سكان هذا اإلقليم الذي‬ ‫سيعمل المخطط الملكي على الحفاظ على‬ ‫موروثه الثقافي والحضاري وتحسين فرص‬ ‫االستثمار بالنسبة للعديد من المجاالت الفائقة‬ ‫األهمية التي يزخر بها‪.‬‬

‫تمت الخميس بطنجة‪ ،‬خالل جمع عام‬ ‫عادي لفرع االتحاد العام لمقاوالت المغرب‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬إعادة انتخاب‬ ‫كمال مزاري رئيسا للفرع لوالية جديدة تمتد‬ ‫لثالث سنوات‪.‬‬ ‫كما تم‪ ،‬خالل نفس المناسبة‪ ،‬انتخاب‬ ‫عادل الرايس نائبا لفرع االتحاد العام لمقاوالت‬ ‫المغرب لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بعد أن‬ ‫شغل نفس المنصب منذ شهر أكتوبر ‪2012‬‬ ‫تاريخ انعقاد الجمع العام السابق‪.‬‬ ‫وقال كمال م��زاري‪ ،‬رئيس فرع االتحاد‬ ‫العام لمقاوالت المغرب لجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بمناسبة إع��ادة انتخابه‪ ،‬إن هذا‬ ‫التكليف يعد حافزا للعطاء أكثر فأكثر من‬ ‫أجل دعم المقاولة بجهة الشمال انسجاما مع‬ ‫ما تعرفه المنطقة من تحوالت خاصة على‬ ‫مستوى البنيات التحتية‪.‬‬ ‫وأضاف أن فرع االتحاد العام لمقاوالت‬ ‫المغرب‪ ،‬ال��ذي يضم ‪ 240‬عضوا مباشرا‬

‫بما في ذلك ‪ 10‬جمعيات مهنية إضافة إلى‬ ‫‪ 1800‬عضوا غير مباشر‪ ،‬ساهم‪ ،‬من موقعه‪،‬‬ ‫في تطوير الجاذبية االستثمارية للمنطقة‬ ‫التي يمثلها‪ ،‬وواكب دينامية التقدم بالجهة‬ ‫من خالل تعزيز تنافسية المقاوالت‪ ،‬وتوفير‬ ‫التكوين المالئم والمتخصص لخلق مناصب‬ ‫عمل جديدة‪ ،‬وتشجيع انفتاح المنطقة على‬ ‫التجارب االقتصادية والمقاوالتية العالمية‪،‬‬ ‫وتمكين المؤسسات الصناعية بالجهة‬ ‫من الحصول على الترميز الدولي للتنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬وكذا توحيد جهود المقاوالت من‬ ‫أجل مواجهة التحديات التي تعترضها‪.‬‬ ‫وقد ناقش وصادق الجمع العادي لفرع‬ ‫االتحاد العام لمقاوالت المغرب لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة على التقريرين األدب��ي‬ ‫والمالي برسم الفترة الفاصلة بين الجمعين‬ ‫العامين (‪.)2015 - 2012‬‬

‫‪ ‬لمياء السالوي‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫يف حوارمع‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫شب على قراءة الحزب‪ ،‬والمواظبة عليه‪.‬‬ ‫لذا تجده في التاسع والعشرين من كل شهر هجري‪ ،‬يتابع النشرات المسائية‪،‬‬ ‫المسموع منها والمرئي‪ ،‬ليتصيد بالغ وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية الخاص بثبوت‬ ‫الهالل أو عدم ثبوته‪.‬‬ ‫أحيانا‪ ،‬ال يجد مشقة في الوصول إلى المعلومة‪ ،‬وأحيانا يجد مشقة في ذلك‪ ،‬ألن‬ ‫أجهزتنا السمعية والبصرية – بما فيها القناة السادسة ‪ -‬تنسى أو تتناسى أن شهرنا‬ ‫الهجري قد انتهى‪ ،‬وأن هالل الشهر الذي يليه ظهر للعيان‪ ،‬أو ألن بالغ الوزارة المعنية‪،‬‬ ‫ضل الطريق إلى هذه الوسائل‪.‬‬ ‫فيضطر إلى ربط االتصال بأصدقائه المقربين‪ ،‬فال يجد عندهم الجواب الشافي‪،‬‬ ‫رغم توفرهم على أجهزة األنترنت‪.‬‬ ‫فيتساءل بينه وبين نفسه‪ :‬لم هذا التعتيم اإلعالمي في شأن من شؤوننا الدينية؟‬ ‫وما مهمة الطاقم الكبير الذي يراقب الهالل في ربوع مملكتنا الشريفة‪ ،‬والذي‬ ‫يتكون عادة من القضاة الشرعيين والعدول ولفيف من أهل الخبرة والرأي‪ ،‬إذا كان ال‬ ‫يستطيع أن يخرج ببالغ في شأن الرؤية؟‬ ‫هناك حلقة مفقودة‪ ،‬يود لو يستطيع اإلمساك بها‪.‬‬ ‫فهل تكون عدم التواصل بين وزارة األوقاف ووزارة االتصال؟‬ ‫هل يكون لها ارتباط بتوقيع من لدن وزير األوقاف نفسه‪ ،‬أو توقيع رئيس المجلس‬ ‫العلمي األعلى‪ ،‬أو توقيع مسؤول من المسؤولين الكبار؟‬ ‫إن الكشف عن ظهور الهالل أو عدم ظهوره‪ ،‬ال يعتبر سرا من أسرار الدولة التي ال‬ ‫ينبغي الكشف عنها‪ ،‬إال إذا هيأنا الرأي العام لذلك‪.‬‬ ‫فهل هي استهانة بكل ما يمت إلى اإلسالم بصلة؟‬ ‫إنه ال يستطيع الجواب باإلثبات أو النفي‪ ،‬وإنما يتذكر حديثا نبويا شريفا مفاده أن‬ ‫اإلسالم سيصبح غريبا في زمننا هذا‪ ،‬فطوبى للغرباء‪.‬‬

‫لطفي الطالب العلمي‬ ‫رئيس جمعية «غصن الزيتون» للخدمات اإلنسانية‬ ‫واالجتماعية بشفشاون‬

‫«اليمكن لمجتمع الرقي دون روح المبادرة والتطوع»‬ ‫�أجرى احلوار ‪ :‬عبد احلـي مفـتـاح‬ ‫• األخ لطفي الطالب العلمي له تجربة طويلة في العمل‬ ‫الجمعوي‪ ،‬وخاصة في منظمة الهالل األحمر المغربي بشفشاون‪،‬‬ ‫فما الدافع إلى تأسيس جمعية «غصن الزيتون» للخدمات‬ ‫اإلنسانية واالجتماعية؟ ‪.‬‬ ‫• • بادئ ذي بدء أود تقديم الشكر لطاقم جريدة الشمال‬ ‫على هذه االلتفاته‪ ،‬كما اليفوتني قبل الشروع في صلب اإلجابة‬ ‫عن السؤال أن أعطي لمحة عن خلفيات تسمية الجمعية‪ ،‬فكلنا‬ ‫نعلم المعنى الذي يحمله غصن الزيتون الدال على مشاعر‬ ‫السالم واألمان‪ ،‬فشجرة الزيتون المباركة‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬تبقى‬ ‫خضراء ونشيطة طوال السنة‪ ،‬وتسمية الجمعية ب «غصن‬ ‫الزيتون» جاء لكون اإلسم سيكون قريبا إلى قلب الجميع‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة لسؤالكم فالدافع األساسي لتأسيس الجمعية هو توسيع‬ ‫دائرة المتطوعين‪ ،‬وتشجيع روح المبادرة لدى الشباب‪ ،‬وزرع قيم‬ ‫التآخي والتضامن فيهم‪ ،‬وبالتالي نشر ثقافة العمل اإلنساني‬ ‫والخيري الذي هو جزء ال يتجزأ من عقيدتنا وقيمنا وثقافتنا‪.‬‬ ‫• مبدأ التطوع هو األساسي لتنشيط العمل الجمعوي‪ ،‬فماهو‬ ‫تقييمكم للعمل التطوعي بإقليم‬ ‫شفشاون؟‬ ‫• • كم��ا تعل��م ال يخل��و أي‬ ‫مجتمع بش��ري من ه��ذه الصفة‬ ‫الحميدة إال أنه يجب البحث عنها‬ ‫داخ��ل أنفس��نا أوال‪ .‬وبالنس��بة‬ ‫إلقليمن��ا أرى أنه ينقص��ه كثيرا‬ ‫العم��ل التطوعي حي��ث نالحظ‬ ‫هيمنة العمل بطريقة المشاريع‬ ‫التنموية؛ الش��يء الذي يفس��ح‬ ‫المجــ��ال لبعــ��ض المتطفلين‬ ‫والوصولييــ��ن واإلنتهازييـــــن‬ ‫ليش��رفوا عل��ى إدارة جمعيـــات‬ ‫مغلقة أو متقوقعة على نفسهـــا‪،‬‬ ‫حت��ى أصبحن��ا ن��رى جمعيـــات‬ ‫تتشكل من أصول وفروع أو من‬ ‫عائلة واحدة‪.‬‬ ‫• جمعية «غصن الزيتون»‬ ‫للخدمات اإلنسانية واالجتماعية‬

‫فاعلة على مستوى تقديم الخدمات اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬ ‫فماهي األعمال التي تركزون عليها بالتحديد‪ ،‬وما تقييمك‬ ‫لحصيلة عمل الجمعية لحد اآلن؛ وماهي اآلفاق التي رسمتموها‬ ‫الستمرارية هذا العمل؟‬ ‫• • إن جمعيتنا تعمل في صمت منذ ستة عشر سنة‪ ،‬وتسعى‬ ‫لتحقيق أهدافها باإلمكانيات المتاحة‪ ،‬ونركز كثيرا على تقديم‬ ‫دروس في اإلسعافات األولية‪ ،‬ونطمح أن يكون لنا فريق إقليمي‬ ‫للتأهب واالستجابة للكوارث الطبيعية وغير الطبيعية‪ ،‬والعمل‬ ‫على تأسيس حظيرة لسيارات اإلسعاف‪ ،‬وتنظيم أوراش تطوعية‬ ‫وتوعوية‪ ،‬وال أخفيك سرا أن الجمعية ال تتلقى أي دعم من أي‬ ‫جهة‪.‬‬ ‫• هل هناك تنسيق بين جمعية غصن الزيتون للخدمات‬ ‫اإلنسانية واالجتماعية والجمعيات والهيئات األخرى وهل تتلقون‬ ‫تجاوبا من طرفها ؟‬ ‫• • الننكر أننا ننسق مع بعض األجهزة التي نتبادل فيها‬ ‫الشعور باالرتياح والتفاهم على سبيل المثال منظمة الكشفية‬ ‫الحسنية فرع شفشاون الذي نزلت بقوة لمساند جمعيتنا‪،‬‬ ‫وشبكة شفشاون لجمعيات المجتمع المدني التي تضم عشرين‬ ‫جمعية من ربوع إقليم شفشاون‪ ،‬والتي حظينا برئاستها؛ وهذا‬ ‫دليل على التجاوب بين «غصن‬ ‫الزيتون» وباقي الجمعيات‪.‬‬ ‫• كلمة أخيـــرة في إطـــار‬ ‫توصيات أو نــداء للجمعيــات‬ ‫المماثلة على المستوى الجهوي‪،‬‬ ‫خصوصا وأن المغرب دخل في‬ ‫رهان الجهوية الموسعة‪.‬‬ ‫• • ال يمكن ألي مجتمع‬ ‫االزدهــار‪ ،‬دون روح المبــادرة‬ ‫والتضحيــة‪ ،‬وأوجــه من هذا‬ ‫المنبر ندائي لرجــال التعليــم‬ ‫على وجه الخصوص بالتطوع‬ ‫بساعة إضافية لفائدة تالمذتهم‬ ‫الذين ال يتوفرون على تحصيل‬ ‫جيد؛ وكذلك لموظفي قطاعات‬ ‫الدولة أن ال يبخلوا بساعة عمل‬ ‫ولو مـــرة في األســبوع لنتبوأ‬ ‫الصدارة ونكسب رهان الجهوية‬ ‫المتقدمة إلى جانب األوائل‪.‬‬

‫بالغـة‬ ‫الشفاعة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫عـدت – وأنا منهك القوى البدنية‪ -‬إلى‬ ‫مطالعة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى‬ ‫للقاضي عياض اليحصبي السبتي رحمه اهلل‪ ،‬حتى‬ ‫أرتاض في قسميه وأبوابه وفصوله‪..‬‬ ‫واخترت مقام قراءتي في هذه الموسوعة‬ ‫العياضية المحمدية المباركة‪ ،‬في فصل‬ ‫تفضيله صلى اهلل عليه وسلم بالشفاعة والمقام‬ ‫المحمود‪..‬‬ ‫عدت إلى كتاب الشفا والمسلمون سيحيون‬ ‫قريبا مولد سيدنا محمد عليه من اهلل أفضل‬ ‫الصالة وأزكى السالم‪..‬عدد شجر وحجر ومدر‬ ‫ورمال ومياه هذا الكون‪..‬ومن لنا بهذا اإلحصاء؟‬ ‫فلرب سكوت فيه بالغة‪.‬‬ ‫من لنا بهذا اإلحصاء كما قال صاحب‬ ‫المقصورة؛ خاتم شعراء األندلس‪:‬‬ ‫ومن لي بحصر البحـــر والبحر زاخـر؟‬ ‫ومن لي بإحصاء الحصى والكواكـب؟‬ ‫ولو أن أعضـائـي غـدت وهي ألســن‬ ‫لما بلغت في القـول بعض مآربــــي‬ ‫عـدت إلى شـفا عياض رحمه اهلل‪ ،‬وأقمت في‬ ‫فصل الشفاعة والمقام المحمود‪ ،‬مركزا إدراكي‬ ‫في بالغة الشفاعة كما وردت في كتاب اهلل العزيز‪،‬‬ ‫ورويت مداليلها في البالغة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫وال يخفى على المطلع النبيه أن الشفاعة‬ ‫من جوهر النبوة المحمدية‪..‬وتعني وساطة عند‬ ‫اهلل لمن يرتضي دينه من أهل الكبائر والصغائر‪،‬‬ ‫وال يحتاج إليها التائبون من الذنـوب‪..‬وفلسفتها‪:‬‬ ‫استهوال خلود العاصين في النار ممن لهم‬ ‫إيمان باهلل؛ مصداقا لقول الحق سبحانه‪ ‹‹:‬إن‬ ‫اهلل ال يغفر أن يشرك به‪ ،‬ويغفر ما دون ذلك‪،‬‬ ‫لمن يشـاء››‪.‬‬ ‫وهذه الشفاعة مقصــورة على رسوله‬ ‫ومصطفاه وخليله المؤيد باآليـــات البينـــات‬ ‫والبراهين الواضحات‪ ،‬ماناح حمام‪ ،‬وراق نظام‪.‬‬ ‫والكالم في الشفــاعة المحمدية واسع‬ ‫ومحدد في كتاب اهلل‪..‬‬ ‫ومن جميل ما قرأت في هذا الموضوع‪،‬‬ ‫وأستحضره في هذه المناسبة الجليلة أن أبا يزيد‬ ‫البسطامي رضي اهلل عنه كان يقول‪‹‹ :‬إالهي‪ ،‬إنك‬ ‫خلقت هؤالء الخلق بغير علمهم‪ ،‬وقلدتهم أمانة‬ ‫بغير إرادتهم‪ ،‬فإن لم تعنهم فمن يعينهم››‬ ‫والشفاعة مرتبة يختص اهلل بها من يشاء من‬ ‫عباده وال تحيط بحقيقتها األفهام‪.‬‬ ‫أربط بين هذا الكالم وما ستشهده الزاوية‬ ‫القادرية البودشيشية؛ الزاوية األم في ضاحية‬ ‫بركان‪ ،‬احتفاء بميالد سيد الخلق في حضرة‬ ‫الشيخ المربي الروحي سيدي حمزة القادري‬ ‫بودشيش رضي اهلل عنه؛ وهو الذي ما فتئ‬ ‫يغرس في قلوبنا شجرة محبة سيدنا محمد‪،‬‬ ‫وينقيها ويسقيها ويحميها بما يصدر عنه من‬ ‫توجيهات تصب كلها في محبة سيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫اللهم احفظ هذا الشيخ الكريم وأدم عليه‬ ‫نعمة الصحة والعافية‪.‬‬ ‫اللهم احفظه فهو وارث السر المحمدي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫حقوق اإلنسان في المغرب‪:‬‬

‫إنجازات هامة مع وقف التنفيذ‬

‫األحكام السالبة لحرية الصحافيين «رُحلت»‬ ‫إلى القانون الجنائي‬

‫حقوق اإلنسان قيمة حضارية وفكرية‬ ‫تدخل المجتمعات‪ ،‬إذا احترمــت‪ ،‬في مناخ‬ ‫ديمقراطي سليم‪ ،‬يحقق لكافة المواطنين‬ ‫جملة من الحقوق األساسية الضرورية لحياة‬ ‫كريمة ومنعشة‪ ،‬كآلية من آليات تنظيم‬ ‫المجتمعــات‪ ،‬وإن هي غابت‪ ،‬أو أهملـــت‪،‬‬ ‫اندفعت المجتمعات إلى متاهات الفوضى‬ ‫ومناطق االضطرابات القصوى‪.‬‬ ‫وال ينكر إال جاحد أو جاهــل‪ ،‬ما حققه‬ ‫المغرب في مجال حقوق اإلنسان من إنجازات‬ ‫هامة خالل الخمس عشرة سنة الماضية‪ ،‬في‬ ‫مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬مقارنة مع ما شهدته‬ ‫البالد خالل عقود التحكم واالستبداد‪ ،‬التي‬ ‫أدت إلى ما عُرف ويعرف بسنوات الجمر أو‬ ‫سنوات الرصاص أو كالهما معا‪ ،‬حيث تم‬ ‫فتح ملفات حساسة لالنتهاكات الجسيمة‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬وصادق على جملـــة من‬ ‫االتفاقيات والبروتوكوالت المتعلقة بحقوق‬ ‫االنسان‪ ،‬منها اتفاقية مناهضة التعذيب‪،‬‬ ‫والقضـــاء على كل أشكــال التمييــز ضد‬ ‫المرأة وسن بعــض القوانيــن الهامة في‬ ‫مجال المرأة واألسرة والطفل‪ ،‬وأنشأ هيئة‬ ‫اإلنصاف والمصالحــة كتجربــة فريدة في‬ ‫العالم المتخلف ‪ .‬إال أن هذه «اإلنجازات»‬ ‫‪ ،‬على أهميتهـــا‪ ،‬اصطدمت بجدار التنفيذ‬ ‫ولم تترجم إلى الواقع الملموس‪ ،‬وحجة‬ ‫بعض المسؤوليــــن في هـــذا البــــاب‬ ‫أن المغرب اعتمــد سياســـة «التدرج» في‬ ‫اإلصالحـــات التي أقرتهـــا الحكومــة‪ ،‬من‬ ‫منظـــور «اإلصــــالح داخل االستمـــرار‬ ‫واالستقــرار‪ .‬واألمثلــــة في هـــذه البـــــاب‬ ‫كثيرة‪ ...‬وقلنا آمين ! ‪...‬‬ ‫من هذه األمثلــة الكثيـــرة‪ ،‬استمرار‬ ‫ظاهرة التعذيب‪ ،‬التي كثيرا ما تتعرض‬ ‫لها الصحف الوطنية‪ ،‬والقمع المباشر ضد‬ ‫االحتجاجات الشعبية السلمية ‪ ،‬للمطالبـــة‬ ‫بالحق في الحيـــاة‪ ،‬ومحاكمـــة وسجن‬ ‫الصحافيين في واحدة من حاالت التحكم‬ ‫السلطــــوي عند التعاطـــي مع الحريــــات‬ ‫والحقوق العامة‪ ،‬األمر الذي يؤكد وجود‬ ‫بون شاسع بين إرادة اإلصالح والممارسة‬ ‫الفعلية على أرض الواقع‪ .‬فهل يفسر ذلك‬ ‫بعجز أصحاب الحال عن التأقلم مع التزامات‬ ‫الدولة وطنيا ودوليا ‪ ،‬في ما يخص احترام‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬والحال أن رئيس الحكومة‬ ‫«دافع»‪ ،‬تحت قبة البرلمـــان‪ ،‬عن العنــف‬ ‫األمني ضد المتظاهرين والمعتصمين‬ ‫وهدد المتظاهرين ضد أمانديس بطنجة‪،‬‬ ‫بـتفعيل «منطق الدولة»‪....‬‬ ‫وفهمنا !‪....‬‬ ‫هذا‪ ،‬بالرغم من أن الدستور الجديد‬ ‫نص‪ ،‬بالواضح‪ ،‬على دسترة الحريات العامة‬ ‫والحقوق األساسية وأوجب احترامها من‬ ‫السلطات العامة كما نص على استخدام‬ ‫السلطة ممن يتولونها لفائدة المجتمع‪،‬‬ ‫وهو مكتسبات عززت جانب الضمانات‬ ‫القانونيــــة لحمايـــة الحقـــوق األساسيــة‬ ‫والحريات العامة‪.‬‬ ‫إال أن تلـــــك المكتسبــــات شهــدت‬ ‫«ارتدادات» وجدت صداها في المحافل‬ ‫الوطنية والدولية‪ ،‬ليسجل المغرب تراجعا‬

‫في تصنيفه العالمي في ما يخص احترامه‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬خاصة في تقارير الفيدرالية‬ ‫الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والشبكة األورو‬ ‫متوسطية لحقوق اإلنســان‪ ،‬حتى ال نذكر‬ ‫تقارير تلك المنظمات التي كانت موضوع‬ ‫ردود فعل غاضبة من طرف الناطق الرسمي‬ ‫باسم الحكومــة‪ ،‬الذي اتهمهـا باعتمــاد‬ ‫معطيات متجاوزة وأحكــام مسبقــة دون‬ ‫اعتبار الواقع المغربي الراهن‪ ،‬والخطوات‬ ‫التي خطاها في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬بوجه‬ ‫خاص‪ ،‬بينما تالحظ بعض الهيئات الحقوقية‬ ‫الوطنية‪ ،‬أن رجال الحال لم يستطيعوا إلى‬ ‫اآلن‪ ،‬التخلــص من «فيــروس التسلط»‪،‬‬ ‫الستمرار «حاملي» هذا الفيــروس اللعين‪،‬‬ ‫بين صفوف خدام الدولة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫قد «يُيسر» اإلفــالت من العقاب‪ ،‬ويمنع‬ ‫«اجتثاث» عقلية التحكـــم والتضييق على‬ ‫حقوق بعض الصحافيين وبعض الجمعيات‬ ‫العاملة في ميدان حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫وإلى جانب المنظمات الدوليـة‪ ،‬سجلت‬ ‫الهيئات الحقوقية الوطنية‪ ،‬وبعضهــــا‬ ‫«من أهلها»‪ ،‬استمرار السلوك القمعي الذي‬ ‫تنهجه الدولة في التعاطــي مع الحقوق‬ ‫العامة المتعلقة بحرية الصحافــة‪ ،‬وحريـــة‬ ‫التعبير‪ ،‬والتجمع‪ ،‬والتظاهر السلمي‪ ،‬وكلها‬ ‫تراجعات تشهد بأن ما ورد في باب حماية‬ ‫حقوق اإلنسان ال زال ينتظر التنفيذ !‪...‬‬ ‫خاصة ما اتصل منها بحقوق المرأة والطفل‬ ‫واألسرة‪ ،‬والحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬والحــق في التعليـــم‪ ،‬والسكن‪،‬‬ ‫والصحة‪ ،‬وغيرها ‪ .‬كما أن بعض توصيات‬ ‫هيئة اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬ال تزال هي‬ ‫األخرى في قاعة االنتظار‪ ،‬بعد تسع سنوات‬

‫من المصادقـــة النهائيـــة عليها‪ .‬وال زال‬ ‫المعنيون بها ينظمون‪ ،‬إلى اآلن‪ ،‬وقفات‬ ‫واعتصامات بباب البرلمان‪ ،‬غالبا ما تقابل‬ ‫بالعنف المعتاد من طرف القوات العمومية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار يدخل أيضا التضييق‬ ‫على بعض المدافعين عن حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫األمر الذي لم ينكــره المجلس الوطنــي‬ ‫لحقوق اإلنسان في بعض تقاريره األخيرة‪.‬‬ ‫ولعل في المعالجــة القضائية لبعــض‬ ‫الدعاوى المقدمة ضد الصحافـــة‪ ،‬من طرف‬ ‫خواص‪ ،‬منهم وزراء في الحكومة الحالية‪،‬‬ ‫ــ الذين كان عليهم أن يكتفوا ب «بيان‬ ‫حقيقة»‪ ،‬بدل المطالبة بتعويضات مليونية‪،‬‬ ‫ما يدفع العديد من المنظمات الدولية‬ ‫لحماية حقوق االنسان‪ ،‬إلى تصنيف المغرب‬ ‫في خانــة «الدول غير الحرة» إلى جانب أو‬ ‫وراء دول لم تعرف في تاريخها معنى واحدا‬ ‫من معاني حقوق االنسان‪ ،‬فلسفة وسياسة‬ ‫ونظاما ومنهجا !‪...‬وحاالت متابعة الصحافة‬ ‫الوطنيــة معروفـــة وأسمـــاء الصحافيين‬ ‫المغاربة المتابعين في الوقت الراهن‪ ،‬على‬ ‫كل لسان‪....‬ولن تحمل األحكام المنتظرة‪،‬‬ ‫أي مفاجأة ال بالنسبة إليهم وال بالنسبة‬ ‫إلينا‪....‬‬ ‫إال أن األحكام التي سبق وأن صدرت في‬ ‫حق قادة بعض الصحف المستقلة‪ ،‬بالسجن‬ ‫النافذ والغرامة النافذة كذلك‪ ،‬ساهمت في‬ ‫ثلم صورة وصيت المغرب كما ساهمت في‬ ‫الدفع ببعض المحافل الدولية المهتمة‬ ‫أو المعنية بحقوق االنسان‪ ،‬إلى تبخيس‬ ‫الجهود المبذولة ‪ ،‬ولو على مستوى التشريع‬ ‫«المتدرج»‪ ،‬في مجال حقوق اإلنسان‪......‬‬

‫هذا بينما يؤكد وزير االتصال‪ ،‬في أكثر‬ ‫من مناسبة ومحفل‪ ،‬ان القانون الجديد‬ ‫للصحافة الذي يوجد في مطبخ الحكومة‬ ‫مند عقدين من الزمن‪ ،‬خال من العقوبات‬ ‫السالبة لحرية الصحافيين‪ ،‬إال أنه يبدو أن‬ ‫هذه العقوبة تم ترحيلها ‪ ،‬سرا وقسرا‪ ،‬إلى‬ ‫القانون الجنائي الذي يوجد اآلن في طور‬ ‫«اإلصالح المتدرج» !‪...‬‬ ‫حقيقة إن المساحة المتوافرة اليوم في‬ ‫مجال حرية التعبيــر لم يكن من الممكن‬ ‫تصورها قبل بداية هذا القرن‪ ،‬حيث إن‬ ‫الصحافة تمكنت‪ ،‬بعــد نضال مريـــر‪ ،‬من‬ ‫ولوج عوالم إخبارية كانت باألمس تشكل‬ ‫«طابوهات» محظور االقتراب منها ‪ ،‬ومن‬ ‫فرض الحــق في الوصــول إلى المعلومة‪،‬‬ ‫بالرغم من أن القانــون المتعلق بهذا‬ ‫الموضوع ال يزال مطروحا على الحكومة‬ ‫لوجود «اعتراضات» عليه من طرف بعض‬ ‫الوزراء ! …‪.‬‬ ‫ال بـأس‪ ،‬ما دمنا في زمــن «االنتقــال‬ ‫الديمقراطــي» الذي يبــدو أنه مسلسل‬ ‫البداية وال نهاية !!!‪....‬‬ ‫ولكنها الرغبة الجامحة التي تسكن‬ ‫الصحافيين النزهاء في االنتصار على التحكم‬ ‫وعلى تحرير الكلمة من الخوف والرعب‪ ،‬هي‬ ‫التي أوصلت الوضع إلى ما آل إليه بعد ‪57‬‬ ‫سنة من صدور أول قانون للحريات العامة‬ ‫(‪ 15‬نوفمبـــر ‪ )1958‬وبعد ‪ 15‬سنة من‬ ‫حكم جاللة الملــك محمد السادس الذي‬ ‫يرجع إليه الفضل في إشاعة مناخ الحرية‬ ‫والديمقراطية بالمغرب ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪815‬‬

‫لحدث ‪:‬‬ ‫ا‬

‫بعد‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪5‬‬

‫بين مرحب ومتوجس‪..‬‬ ‫إلياس العماري يطلق ذراعه اإلعالمي‬

‫انتظار وترقب دام لعدة أسابيع‪ ،‬وبين مرحب ومتوجس‪ ،‬أفرج إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬الرجل النافذ في حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬ورئيس جهة‬ ‫طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬أول أمس الخميس‪ ،‬عن ذراعه اإلعالمي “آخر ساعة”‪،‬‬ ‫في لقاء احتضنته أحد فنادق الرباط‪ ،‬بحضور شخصيات وازنة‪ ،‬تتوزع ما بين‬ ‫رجال الفكر‪ ،‬والصحافة‪ ،‬والمال واألعمال‪ ،‬وأعضاء من الحكومة‪ ،‬حضر الصفريوي‬ ‫مالك مجموعة الضحى‪ ،‬حضر عزيز أخنوش‪ ،‬وعبد السالم أحيزون‪ ،‬المدير العام‬ ‫التصاالت المغرب‪ ،‬عبد اهلل البقالي نقيب الصحفيين المغاربة‪ ،‬السكتاوي عن‬ ‫منظمة العفو الدولية‪ ،‬موالي حفيظ العلمي وزير التجارة والصناعة‪ ،‬حسن‬ ‫أوريد الناطق الرسمي للقصر الملكي سابقا‪ ،‬الناشط والباحث األمازيغي أحمد‬ ‫عصيد‪...‬‬ ‫هي مجموعة إعالمية دولية‪ ،‬بتعبيرات لغوية متعددة‪ ،‬تضم ســت منابــر‬ ‫إعالمية‪: :‬الجريدة اليومية “آخر ساعة”‪ ،‬والموقع اإللكتروني “كشك” المتجدد‬ ‫بأربع لغات‪ ،‬واألسبوعية “ال ديبش”‬ ‫بالفرنسية‪ ،‬والمجـــالت الشهريــــة‬ ‫ال��ث�لاث “ل��ك��ل ال��ن��س��اء” و”أف��ك��ار”‬ ‫بالعربية و”تافوكـــت” باألمازيغية‪،‬‬ ‫ستوزع عبر مختلف دول العالم‪.‬‬ ‫وعن السياق المرتبط بإطالق هذا‬ ‫المشروع اإلعالمي‪ ،‬جاء في الكلمة‬ ‫االفتتاحية ألول عدد من جريدة “آخر‬ ‫ساعة”‪:‬‬ ‫“وسط مشهـــد ضبــابــي يلــف‬ ‫المحيـــــط اإلقليمـــي والعالمـــي‪،‬‬ ‫تتوالى فيه األحداث بسرعة مذهلة‪،‬‬ ‫ويتدفق فيه طوفــان من المعلومة‬ ‫على مدار الدقيقة‪ ،‬ال الساعة‪ ،‬لم يعد‬ ‫من المتيسر اكتمال الصورة‪ ،‬فأحرى‬ ‫تمام الوعي بتفاصيلها وأبعادها‪.‬‬ ‫مشهد لم يعـد يسمــح للجملة أن‬ ‫تكون مفيدة‪ ،‬فتحتد الحاجة لمنارات‬ ‫تنير بعضا من غبش المحيط‪ ،‬وتلقي شعاع نور لتنجلي الرؤى‪ ،‬وتفرز‪ ،‬ما أمكنها‪،‬‬ ‫بين أمواج من األخبار والمعلومات يختلط فيها‪ ‬الصدق بالكذب والحقيقة‬ ‫بالخيال‪.‬‬ ‫لسنا أدعياء خوارق‪ ،‬وال ندعي امتالك مصباح الحقيقة المطلقة‪ .‬لن نخترع‬ ‫العجلة‪ ،‬ولكننا سنسعى لتصحيح مسارها قدر المستطاع‪ .‬لن نتعسف على أكتافنا‬ ‫بنياشين من شعارات ألفتها ساحة اإلعالم كلما انضاف إلى أسرتها وليد‪ .‬لن‬ ‫نستعير نفس الكالم ونفس الشعارات‪ ،‬العتبارات عدة‪ ،‬لعل أهمها وأقربها إلى‬ ‫البداهة‪ ،‬أن الزمن ال الكالم‪ ،‬واأليام ال الشعارات‪ ،‬هي صاحبة الكلمة الفصل‪ ،‬وأن‬ ‫الواقع أصدق أنباء من الكتب‪ ،‬وتلك سنة الحياة‪.‬‬ ‫المجموعة تسعى كي تكون تجسيدا لهذه الروح‪ ،‬نبراسها‪ ‬المهنية‪ ،‬وركيزتها‬

‫الموضوعية‪ ،‬ال تدين بالوالء إال لوطن يتطلع شعبه إلى العيش في وئام وسالم‬ ‫ورفاهية‪.‬‬ ‫منابرنا الصحفية تسعى للتكامل ضمن مشروع إعالمي عينه على المستقبل‪،‬‬ ‫وتتطلع إلى أن تحظي باهتمام الناس في المغرب وخارجه‪ ،‬من أجل إعالم لن‬ ‫يعرف التمييز‪ ،‬يقف على مسافة واحدة من كل األطياف في المجتمع‪ ،‬يتقصى‬ ‫الدقة والتجرد‪ ،‬ولن يكون إال شفافا جريئاً محترماً وواضحاً‪ ،‬يتطلع إلى أن يؤدي‬ ‫دوراً في تقديم الخبر ومتابعته واستكماله لتفسير األحداث‪ ،‬ويجتهد إلطالق‬ ‫الحوار الواسع‪ ،‬وخوض معارك استنباط الحلول والبدائل‪ ،‬من خالل أصحاب الفكر‬ ‫والخبراء واألخصائيين‪.‬‬ ‫لن يكون دورنا حبك األحكام وال التطفل على التشريع وال السطو على مهام‬ ‫اإلفتاء‪ ،‬بل إن جوهر رسالتنا البناء‪ ،‬والمساهمة في تحقيق التوافق والتفاهم‬ ‫في منــاخ حر‪ ،‬نعمل فيه آمنين نقاوم‬ ‫نزوعــات التراجــع‪ ،‬نكـرس االعتــدال‬ ‫ونحارب التطرف‪ ،‬ونطفئ مع النـاس‬ ‫نيران الفتن‪ ،‬ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬ ‫تتطلع المجموعة اإلعالمية الدولية‬ ‫“آخر ساعة” ألن تكون صوت كل حر‬ ‫يحارب الفساد‪ ،‬يواجه اإلرهاب‪ ،‬يتصدى‬ ‫لإلهمال والسلبية‪ ،‬الميوعة والعدمية‪،‬‬ ‫بضمير نقي ال يبتغي سوى المصلحة‬ ‫العامـة‪ .‬صوت يخــوض معركــة في‬ ‫مواجهة خطاب الكراهية وينتصر لقيم‬ ‫الحرية والكرامة اإلنسانية على أسس‬ ‫مدنيه حقيقية ال تدغدغ عواطف وال‬ ‫تزايد وال تزيغ عن فضيلة االعتدال…‬ ‫صوت يدفع الروح اإليجابية الوثابة‬ ‫ضدا على السلبية‪ ،‬ويحفز الناس على‬ ‫التعبير الحر الهادف‪ ،‬ويساهم في تحسين حياتهم في مناطق استسلموا لوصفها‬ ‫بالمهمشة‪.‬‬ ‫نتطلع إلى أن نكون نوافذ لشباب يختزل مستقبل الوطن؛ نتفاعل مع الفرقاء‪،‬‬ ‫ندافع عن حقوق الناس من دون مس بكرامة أو تغول على سلطة؛ نحترم كرامة‬ ‫األشخاص وخصوصياتهم وحميميتهم‪ ،‬ملتزمين بالقانون وبممارسة الحرية‬ ‫المسؤولة‪ ،‬متشبثين بالضمانات الدستورية الحامية لحق الناس في أن تعلم‪.‬‬ ‫رسالتنا جزء من دَيْن تجاه الناس والوطن البد وأن نؤديه بشجاعة وصدق‬ ‫وإخالص‪.‬‬ ‫أبوابنا مفتوحة لمن يريد أن يهمس…أو يصرخ”‪.‬‬


‫العدد ‪815‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫دعم «تقني» للبرلمان بماليين‬ ‫الدوالرات من البنك الدولي‬

‫القاهرة حملت إلينا أخبارا سارة عن اتفاقية بين‬ ‫مجلس النواب والبنك الدولي بشان «دعم مالي» بأربعة‬ ‫ماليين دوالرأمريكي خالص‪ ، ،‬بهدف «تقوية قدرات» هذا‬ ‫المجلس‪ .‬الذي تكون قدرات أعضائه قد أصابها نوع من‬ ‫اإلرهاق والتلف بسبب اإلرهاق اليومي والجهد المتواصل‬ ‫ألعضائه «المحترمين» في معالجة قضايا األمة‪ ،‬خارج‬ ‫األسئلة الشفاهية التي تبعث على الغثيان‪ ،‬والمساءالت‬ ‫الشهرية للرئيس التي يستغلها لـ «التبورد» على كل‬ ‫من «يتحرك» أمامه‪ ،‬خاصة في صفوف «المتحكمين»‬ ‫و«خصوم» اإلصالح‪....!!! ‬‬ ‫وهكذا «تبخرت» أطروحة «العدالة والتنمية»‬ ‫المناهضة لمخططات «الدعم الخارجي» للبرلمان‪ ،‬بدعوى‬ ‫«تحصين وحماية استقاللية المؤسسة التشريعية»‪...! ‬‬ ‫مبروك عليكم‪ ،‬هذه البداية‪ ،‬وما زال ما زال‪.....‬‬ ‫______________________‬

‫الوساطة األسرية ؟‬ ‫!‪connais pas ‬‬

‫قدم رئيس الحكومة بنكيران وصفتــه السحريـــة‬ ‫«اإلسالمية»‪ ،‬للحفـــاظ على استقرار وتوازن األسرة‪،‬‬ ‫أمام المشاركات والمشاركين في المؤتمر الدولي حول‬ ‫الوساطة األسرية ودورها في استقرار األسرة‪ ،‬التي دعت‬ ‫إليه وزارة البيجيدي في التضامن والتنمية االجتماعية‪.‬‬ ‫وخالفا النتظارات المشاركين والخبراء‪ ،‬مغاربة‬ ‫وأجانب‪ ،‬قدم الرئيس اكتشافه الجديد في هذه الباب‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الخالفات األسرية ال تحتاج ألي وسيط وال إلى‬ ‫أفكار علمية أو توصيات تقنية‪ .‬وكحجة على ما ادعاه‪،‬‬ ‫استعان الرئيس بـ «تجربته الشخصية» مع زوجته السيدة‬ ‫نبيلة بنكيران‪ ،‬ليخلص إلى أن الحل الوحيد‪ ،‬حين يغضب‬ ‫الزوج‪ ،‬هو أن «يرغب ويزاوك» اختصارا للطريق ‪ ،‬وتفاديا‬ ‫لتفاقم المشاكل‪ ،‬وضمانا الستمرار حياة الزوجية‪ ،‬التي‬ ‫عمرت إلى اآلن‪ ،‬بالنسبة لبنكيران فوق األربعين عاما‪،‬‬ ‫بالتمام والكمال‪ ،‬زاد اهلل أسرته أمنا وأمانا واستقرارا إلى‬ ‫أن يأتي اهلل بوجه سليم‪...! ‬‬ ‫______________________‬

‫الصلح خير‪ ....‬وال خيار‪! ‬‬

‫قضية اتهام سكير موقوف لثالثة من رجال الشرطة‬ ‫بتعذيبه في أحد مخافر الشرطة بفاس‪ ،‬التي أثارت ضجة‬ ‫إعالمية واسعة‪ ،‬رفعت خاللها يافطة «حقوق اإلنسان»‪،‬‬ ‫انتهت كما أنها لم تكن‪ :‬الشهود الذين كانوا مع‬ ‫المشتكي في نفس الزنزانة‪ ،‬تراجعوا عن أقوالهم الموثقة‬ ‫في محاضر رسمية‪ ،‬المتهمون تمسكوا بنفي المنسوب‬ ‫إليهم من ممارسة تعذيب «سادي» على المشتكي ‪،‬‬ ‫مدعين‪ ،‬كما هي العادة‪ ،‬أن المقوف أخذ يضرب رأسه‬ ‫بالحائط حين تم تصفيده‪ ،‬لينتهي به األمر إلى إجراء‬ ‫الصلح مع «خصومه» األمنيين بالرغم من شهادة طبية‬ ‫تفيد تعرضه العتداء جنسي بواسطة «كراطة» مع نزيف‬ ‫ورضوض‪ ،‬وشهادة شهود تثبت تعرضه للتعذيب‪.‬‬ ‫ال بأس‪ .‬الصلح خير و‪...‬عفا اهلل عما سلف‪.....!!!،‬‬ ‫______________________‬

‫فريق البيجيدي بالغرفة الثانية‬ ‫يتشكى‬

‫من االختالالت االدارية المتراكمة بالغرفة الثانية‪،‬‬ ‫والتي ذهب ضحيتها فريق العدالة والتنمية‪ ،‬حيث إنه لم‬ ‫يتمكن إلى اآلن من تجهيز المكاتب التي خص بها بينما‬ ‫نجحت الفرق البرلمانية األخرى في الحصول على مكاتب‬ ‫مجهزة نسبيا‪.‬‬ ‫فريق البيجيدي يتشكى أيضا من مشكل الموظفين‬ ‫بهذه الغرفة ــ وقد كنا عالجنا هذا الموضوع في كتابات‬ ‫سابقة ــ حيث إنه ال زال متشبثا بحقه في إلحاق موظفين‬ ‫من لونه وإيديولوجيته بالرغم من توافر الموظفين‬ ‫بأعداد كبيرة بهذه الغرفة (خمسة موظفين لكل مستشار)‬ ‫اعتبارا للحاجة إلى موظفين من حزب المصباح‪ ،‬ألن العمل‬ ‫بالبرلمان «له خصوصياته» المعمول بها عالميا ‪.‬‬ ‫وهو ما ال مجال لنكرانه‪.‬‬ ‫______________________‬

‫مناهج االستعمار‪! ‬‬

‫ال زال النقاش جاريا حول «إصالح التعليم» بين‬ ‫المشروع اإلصالحي لوزارة بلمختار أومخطط المجلس‬ ‫األعلى للتكوين والبحث العلمي لعزيمان‪ ،‬ولو أن‬ ‫المشروعين يتقاطعان في أكثر من «تبويب» بعد تجاوز‬ ‫مرحلة الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬ومرحلةالكتاب‬ ‫األبيض لسنة ‪ ،2002‬ومحطة المخطط االستعجالي الذي‬ ‫تبخرت بشأنه الماليير التي سوف يقف عليها قضاة جطو‪،‬‬ ‫ذات يوم‪ ،‬بمنتهى التدقيق‪ .....‬لنصل اليوم إلى رأس‬ ‫العين ونتساءل‪ ،‬متى يتم تقويم المناهج الدراسية بعد‬ ‫مراجعتها وتجديدها ‪.....‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تساءلت صحيفة وطنية واسعة‬ ‫االنتشار‪ :‬أية مناهج تعليمية تصلح للمدرسة المغربية؟»‬ ‫ودون أن ندعي علما أو خبرة بالموضوع‪ ،‬نرد دون‬ ‫تردد‪ :‬المناهج والبرامج التي أقرها االستعمار وكونت لنا‬ ‫أجياال من العلماء والمثقفين والمفكرين واألدباء المغاربة‬ ‫الذين استطاعوا تحقيق االنتقال بالمغرب من الجهاد‬ ‫األصغر إلى الجهاد األكبر‪.......!!!! ‬‬ ‫وال زالوا على المحجة البيضاء‪.....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫بذريعة «طنجة الكبرى» سلطات طنجة تهدم معلمة‬ ‫«برج الشاط» التاريخية‬ ‫في غفلة من الجميع‪ ،‬قامت سلطات طنجة‪ ،‬بهدم برج‬ ‫الشاطئ البلدي الذي شكل على مدار عقود المعلمة المميزة‬ ‫للشريط الساحلي بالبوغاز‪ ،‬وذلك في إطار مشروع إعادة‬ ‫تهيئة منطقة الكورنيش‪ ،‬التي تندرج ضمن برنامج طنجة‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫وفوجئ سكان طنجة‪ ،‬صباح يوم سبت‪ ،‬دون سابق إنذار‪،‬‬ ‫بالجرافات وهي تهدم البرج الذي يعود تاريخه ألزيد من ‪70‬‬ ‫عاما‪ ،‬والذي كان مخصصا للمراقبة واإلنقاذ البحري منذ العهد‬ ‫الدولي‪ ،‬حيث ساهم في إنقاذ الكثير من األرواح‪ ،‬ولم يتجرأ أي‬ ‫مسؤول مر بمراكز القرار في طنجة على مسه عرفانا بقيمته‬ ‫التاريخيةواإلنسانية‪.‬‬ ‫واختارت سلطات طنجة توقيتا محسوبا لهدم البرج‪،‬‬ ‫حيث تم ذلك يوم عطلة رسمية‪ ،‬وفي وقت يوجد فيه مسؤولو‬

‫مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بفرنسا لحضور مؤتمر‬ ‫المناخ‪ ،‬بل إن عملية الهدم لم تكن واردة بالمرة عند السكان‪،‬‬ ‫حيث يبدو البرج موجودا في تصاميم إعادة تهئيةكورنيش‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫وأصابت عملية هدم البرج سكان طنجة بالصدمة‬ ‫والحسرة‪ ،‬وهو الموقف الذي عبر عنه نائب رئيس مرصد البيئة‬ ‫والمآثر التاريخية بطنجة‪ ،‬عدنان معز‪ ،‬حيث قال إن األمر شكل‬ ‫“صدمة” للجميع‪ ،‬خاصة وأنه كان مفاجئا وغير متوقع بالمرة‪.‬‬ ‫وتساءل معز قائال “كيف يمكن لعاقل أن يهدم معلمة‬ ‫كهذه”؟ واصفا األمر بـ”الجريمة”‪ ،‬ومذكرا بأن البرج كان‬ ‫بمثابة هوية تعريف لشاطئ طنجة منذ عشرات السنين‪ ،‬موردا‬ ‫أنه يدخل ضمن مآثر طنجة بالضرورة ودون الحاجة لتصنيفه‬ ‫الكتساب هذه الصفة‪.‬‬

‫وكشف معز أن مكتب مرصد البيئة والمآثر التاريخية‬ ‫سيجتمع للخروج بموقف معبر عن غضب سكان طنجة من‬ ‫هدم البرج‪ ،‬وهو موقف سيوجه للوالية طنجة والجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬كما سيطالب السلطات المحلية بإعادة بنائه بشكل‬ ‫يعيد له االعتبار‪.‬‬ ‫ويعد برج شاطئ طنجة أبرز معلمة بكورنيش طنجة‪ ،‬وهو‬ ‫معروف عالميا‪ ،‬حيث يوجد في أغلب الصور المنتشرة لإلطاللة‬ ‫الساحلية لطنجة‪ ،‬وكان‪ ،‬باإلضافة إلى استقباله للمراقبين‬ ‫والمنقذين‪ ،‬معروفا براياته الثالث‪ ،‬البيضاء والحمراء والسوداء‪،‬‬ ‫التي نتبئ السكان المحليين بحالة البحر‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫سلطات طنجة «تتعامى» عن منزل مشيد وسط الطريق‬ ‫العام‬

‫في واحدة من أكثر حاالت الترامي على الملك العام‬ ‫غرابة‪ ،‬قام شخص بإنشاء منزل وسط الشارع العام‪،‬‬ ‫بمنطقة سيدي إدريس بطنجة‪ ،‬بشكل ال تُخطئه العين‪،‬‬ ‫غير أن سلطات طنجة اإلدارية والمنتخبة ال زالت تغض‬ ‫الطرف عنه رغم أن سكان المنطقة وجهوا شكايات عديدة‬ ‫حول الموضوع لمدة تجاوزت السنة‪.‬‬ ‫ويتضح لكل من زال حي الحرارين بمنطقة سيدي‬ ‫إدريس‪ ،‬التابعة ترابيا لمقاطعة بني مكادة‪ ،‬وجود منزل‬ ‫“نشاز” كما يصفه السكان‪ ،‬بني فوق األرض المخصصة‬ ‫للرصيف‪ ،‬بل تجاوزها إلى الشارع العام‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بالطريق العمومية رقم ‪.231‬‬

‫والغريب في هذا البناء‪ ،‬الذي لم ينشأ إال حديثا‪ ،‬أن‬ ‫أشغال إنجاز الطريق وإعداد الرصيف قد وصلت لمراحلها‬ ‫النهائية‪ ،‬ويتم استعمالها بالفعل‪ ،‬دون أن يمس المنزل‬ ‫الذي أكمل أصحابه بناءه‪ ،‬ويضطر الراجلون المستعملون‬ ‫للرصيف إلى النزول وسط الشارع أو المرور من خلف‬ ‫المنزل‪.‬‬ ‫وحسب سكان المنطقة فإن هذا المنزل من بين‬ ‫العديد من المباني التي منح بشأنها ترخيص من طرف‬ ‫الرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة‪ ،‬والتي صدر قرار‬ ‫بسحبها من والية طنجة بسبب مخالفتها للقانون‪ ،‬لكن‬ ‫بعض أصحاب تلك الرخص استمروا في البناء أمام أنظار‬ ‫أعوان السلطة‪.‬‬

‫وكان سكان المنطقة قد استعانوا بمفوض قضائي‬ ‫إلثبات مخالفة البناء محل الشكوى للقانون‪ ،‬حيث سجل‬ ‫محضر المعاينة قيام صاحب المنزل ببنائه فوق طريق‬ ‫عمومية‪ ،‬اعتمادا على تصميمين هندسيين معتمدين‪.‬‬ ‫وسبق للسكان أن راسلوا والية طنجة والجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬مطالبين بإيجاد حل لهذه المشكلة‪ ،‬ومعربين‬ ‫عن قلقهم من أن يقوم أشخاص آخرون باستغالل الوضع‬ ‫وإنشاء منازل أخرى فوق الطريق العام‪ ،‬وقد حاولت‬ ‫«المساء» االتصال برئيس مقاطعة بني مكادة‪ ،‬محمد خيي‬ ‫الستفساره عن الموضوع‪ ،‬لكن هاتفه ظل يرد دون جدوى‪.‬‬

‫ح‪.‬م‬

‫مستخدمون بـ «أمانديس طنجة» يعتزمون عرض ملف‬ ‫«المسبح الوهمي» على القضاء‬ ‫علمت «األخبار» أن العشرات من المستخدمين داخل‬ ‫شركة «أمانديس» بمدينة طنجة شرعوا‪ ،‬منذ األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬في جمع توقيعاتهم قصد إحالة ملف مشروع ما بات‬ ‫يعرف بـ «المسبح الوهمي» على القضاء‪ ،‬وذلك‬ ‫للمطالبة باالستماع إلى أحد مندوبي جمعية مشاريع األعمال‬ ‫االجتماعيةبالشركة‪.‬‬ ‫وبدأ هؤالء اإلجراءات القانونية بعد أن انتدبوا محاميا‬ ‫للترافع عنهم‪ ،‬وحسب المصادر فإن هذا الملف أثار حالة من‬ ‫السخط داخل الشركة في صفوف الموظفين والمستخدمين‪،‬‬ ‫وأجريت اتصاالت على نطاق واسع قصد محاولة طيه‪ ،‬وعدم‬ ‫إيصاله إلى السلطات القضائية‪ ،‬خصوصا وأنه كلف ماليين‬

‫الدراهم‪ ،‬ومن المرتقب أن تكشف هذه المصالح عن حقائق‬ ‫القضية‪.‬‬ ‫وهذا وسبق لـ «األخبار» حصلت على نسخ من وثائق‬ ‫مسربة تكشف تفاصيل هذا أن الموضوع‪ ،‬حيث يتعلق األمر‬ ‫بمشروع عبارة عن مسبح مغطى يحمل رقم ‪،187cv/10‬‬ ‫ویتوفر علی عدة امتیازات منها قاعات للریاضة وأخرى‬ ‫للترفيه‪ ،‬فضال عن طوابق وكذا مقاه موجهة باألساس‬ ‫ألبناء المستخدمين والعمال بـ«أمانديس»‪ ،‬حيث سجل هذا‬ ‫المشروع في بقعة ارضية ذات الرسم العقاري ‪،06/33453‬‬ ‫الواقعة بمنطقة عين حياني الراقية بمدينة طنجة‪ ،‬وجرى إنجاز‬ ‫دراسات كلفت مبالغ مالية مهمة‪ ،‬تحت إشراف مندوب جمعية‬

‫مشاريع األعمال االجتماعية بالشركة‪ ،‬وتبعت ذلك إجراءات‬ ‫قانونية‪ ،‬بعد أن حرر محضر من طرف لجنة المشاريع الكبری‬ ‫حضرته السلطات المحلیة ومصالح الوقاية المدنية‪ ،‬وكذا‬ ‫الشركاء في المشروع‪ ،‬من ضمنهم شركة «أمانديس»‪ ،‬حسب‬ ‫المحضر المؤرخ بشهر نونبر من سنة ‪ ،2011‬وسجلت على‬ ‫هامش ذلك مالحظات أجمعت على الموافقة على إحداث هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬مع التنبيه إلى احترام بعض المقررات وفق المحضر‬ ‫المذكور‪ ،‬كما تشدد على ذلك المادة ‪ 42‬من المرسوم الوزاري‬ ‫رقم ‪ 424.13.2‬الصادر سنة ‪ ،2013‬في الوقت الذي تحمس‬ ‫المستخدمون إلخراج المشروع إلى الوجود غير أنه سرعان ما‬ ‫طاله النسيان‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫غياب المدير العام للميناء المتوسطي يؤجل النظر‬ ‫في ملف تهريب ‪ 48‬طنا من المخدرات‬ ‫تسبب غياب المدير العام للوكالة الخاصة المسيرة‬ ‫للميناء المتوسطي‪ ،‬حسن عبقري‪ ،‬عن جلسة محاكمة‬ ‫المتهمين في ملف تهريب ‪ 48‬طنا من المخدرات أبريل‬ ‫الماضي إلى ميناء الجزيرة الخضراء اإلسباني‪ ،‬في تأجيل النظر‬ ‫في هذا الملف إلى ‪ 28‬من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫هذا المسؤول سبق وأن استعمت إليه عناصر الفرقة‬ ‫الوطنية للشرطة القضائية على خلفية عملية التهريب‪ ،‬وقد‬ ‫شرح حدود تدخل إدراة الميناء في عالقتها بعناصر األمن‬ ‫والجمارك‪.‬‬ ‫رئيس الهيئة القضائية لدى المحكمة االبتدائية‪ ،‬أجل‬ ‫النظر في هذا الملف المثير حتى تتمكن أيضا المصالح‬ ‫الجمركية من وضع مطالبها‪ ،‬وقد اعتادت على ذلك كما تعلق‬ ‫األمر بملفات المخدرات‪.‬‬ ‫وقال مصدر من هيئة المحامين المتابعين لهذا الملف‪:‬‬

‫•‪ ،‬إنه مقررا أن يناقش الملف بعدما حضر الشهود‪ ،‬إال أن غياب‬ ‫إدارة الميناء في شخص مديرها ربما كان وراء تأجيل هذه‬ ‫الجلسة‪.‬‬ ‫وكان ما ال يقل عن ‪ 10‬شهود في هذا الملف قد حضروا‬ ‫جلسة اإلثنين الماضي‪ ،‬بينهم مسؤولون جمركيون برتب‬ ‫مختلفة‪ ،‬ومن بينهم أيضا أفراد تم االستماع إلى شهادتهم‬ ‫في ملفات سابقة‪ ،‬وكان القاضي يوجه إليهم أسئلة تتعلق‬ ‫بحدود مسؤولياتهـم داخل مصلحة الصادرات بالمنــاء‬ ‫المتوسطي‪.‬‬ ‫وكان متوقعا أن يعقد القاضي مواجهة بين المسؤولين‬ ‫الجمركيين والمدير العام للميناء‪ ،‬باإلضافة إلى المتهمين في‬ ‫هذا الملف لمعرفة كيف مرت هذه المخدرات وما هي حدود‬ ‫مسؤولية كل طرف داخل الميناء‪.‬‬ ‫هذا ويوجد رهن االعتقال على خلفية هذا الملف جمركيان‬

‫اثنان‪ ،‬وقد وجهت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ألحدهما‪،‬‬ ‫وهو «ب‪.‬م» تهمة «التقصير في أدائه لمهمته» فيما وجهت‬ ‫للثاني وهو «م ش» تهمة «التقصير والمشاركة»‪.‬‬ ‫التحقيقات مع المتهمين كشفت أن أحدهما كان يقف‬ ‫عند باب محطة الصادرات لما عبرت الشاحنة وهي محملة‬ ‫بالمخدرات‪ ،‬وذلك وفق الجمركي اآلخر فمرت الشاحنة‪ ،‬وفق‬ ‫التسجيالت نفسها‪ ،‬من أمامه‪ ،‬وكان على الجمركيين أن‬ ‫يوقفاها ويسأال عن حمولتها‪ ،‬لكنهما لم يفعال ذلك‪.‬‬ ‫وبناء على هذه القرائن‪ ،‬رأى المحققون أن هذا «التقصير»‬ ‫على النحو الذي أظهرته تسجيالت الكاميرا‪ ،‬كان سببا في عبور‬ ‫الشاحنتين المحملتين بالمخدرات‪ ،‬ما استوجب توقيفهما‬ ‫ووضعهما تحت الحراسة النظرية قبل أن يقرر قاضي التحقيق‬ ‫إيداعهماالسجن‪.‬‬

‫عمر بن شعيب‬


‫العدد ‪815‬‬

‫إقتصاد‬

‫التجاري وفابنك يحصد جوائز جديدة‬ ‫جائزتان جديدتان تفوز بهما مجموعة «التجاري وفا بنك» من طرف مجلة «ذو بانكر»‪ ،‬األولى تتعلق بجائزة البنك المغربي للسنة ‪،‬‬ ‫والثانية بالبنك التونسي للسنة التي منحت للتجاري بنك تونس‪ ،‬وذلك برسم العام ‪.2015‬‬ ‫وأفاد بالغ للمجموعة‪ ،‬أن حصول مجموعة التجاري وفا بنك للمرة الثامنة‪ ،‬جاء مكافأة البتكاراتها في الجانب المتعلق بتمويل المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا‪ ،‬وهو ما تأتى بفضل آليات جديدة تتيح إمكانية تسريع التحويل الرقمي‪ ،‬فضال عن مساهمتها في تمويل االقتصاد األخضر‪.‬‬ ‫كما أن التجاري بنك تونس‪ ،‬فرع مجموعة التجاري وفا بنك‪ ،‬حاز على جائزة أفضل بنك تونسي لسنة ‪ ،2015‬للمرة الثانية على التوالي‪،‬‬ ‫بفضل دوره الفعال في تمويل االقتصاد‪ ،‬ونموذجه في التدبير‪ ،‬واستراتيجيته المصاحبة على المستوى الدولي‪ ،‬عالوة على مستواه‬ ‫التكنولوجي المتطور‪ ،‬في ما يتعلق بالخدمات البنكية‪.‬‬ ‫ويبرز هذا التتويج نجاح مجموعة وفا بنك في تحقيق مجموعة من اإلنجازات البنكية حيث تمنح الجائزة لمؤسسة واحدة في كل بلد على‬ ‫حدة‪ ،‬تقديرا ألدائها الجيد في ما يخص التكنولوجيا واالبتكار والتسويق خالل العام الماضي‪.‬‬ ‫وتعتبر مجلة «ذو بانكر»‪ ،‬التابعة لمجموعة «ذو فاينانشال تايمز»‪ ،‬والتي تصدر في أكثر من مائة بلد‪ ،‬من كبريات المجالت المتخصصة‬ ‫في المال واألعمال بالعالم وهي تتوفر على قاعدة بيانات فريدة ألزيد من ‪ 4000‬مؤسسة بنكية‪ ،‬مرجعية في مجال المعلومات المالية‪.‬‬

‫عثمان بنجلون ‪ :‬المغرب نموذج لالستقرار بالمنطقة‬ ‫خالل حفل افتتاح ورشة تقنية حول الممارسات الفضلى الرامية إلى تحسين مناخ األعمال ‪ ،‬قال عثمان بنجلون‪ ،‬رئيس المجموعة‬ ‫المهنية لألبناك بالمغرب‪ ،‬إن المغرب أضحى نموذجا لالستقرار السياسي والدينامية االجتماعية و االقتصادية والمالية بالمنطقة‪ ،‬وذلك‬ ‫بفضل اإلصالحات التي تمت مباشرتها خالل الخمس عشرة سنة الماضية‪ ،‬وأن هذه اإلصالحات مكنت المغرب من تحقيق نسبة نمو‬ ‫متوسطة تبلغ ‪ 5‬بالمائة خالل السنوات العشر األخيرة‪..‬‬ ‫و أشار بنجلون إلى أن الحكومة باشرت العديد من العمليات واألوراش الهيكلية‪ ،‬السيما مواصلة تنفيذ مختلف االستراتيجيات القطاعية‬ ‫واالنتعاش التدريجي للمالية العمومية‪ ،‬من خالل إصالح المقاصة وتنويع المشاريع المنتجة التي تخلق فرص الشغل خاصة لفائدة الشباب‪،‬‬ ‫وكذا التدابير الرامية إلى تحسين رفاهية المواطنين‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشارالسيد بنجلون إلى تعزيز السوق المالي للدار البيضاء ‪ ،‬من خالل القطب المالي للدار البيضاء الذي تصنفه‬ ‫المؤشرات الدولية ضمن ‪ 45‬سوقا ماليا ذائع الصيت على مستوى العالم‪ ،‬وأن القطاع البنكي المغربي حقق العديد من اإلنجازات بالرغم من‬ ‫الظرفية اإلقليمية والدولية الصعبة‪ ،‬وواصل القيام بدوره كركيزة أساسية في االقتصاد المغربي‪..‬‬ ‫وقال بنجلون إن نجاح األبناك المغربية في إفريقيا ومصداقيتها في القارة يعززان الصورة اإليجابية للقطاع البنكي المغربي‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن هذه اإلنجازات تحفز القطاع البنكي المغربي على أن يكون أكثر تفاعلية واستباقية من أجل تسريع وتيرة اإلصالحات التي تم القيام بها‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ 200‬مليار سنتيم قرض جديد من البنك الدولي‬ ‫حصل المغرب من البنك الدولي‪ ،‬على قرض جديد بقيمة حوالي ‪ 200‬مليار سنتيم‪ ،‬وذلك بهدف تمويل سياسات التنمية في إطار‬ ‫الشفافية والتدبير الحسن‪ .‬ويهدف االتفاق‪ ،‬الذي وقعه‪ ،‬مؤخرا ‪ ،‬وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬محمد بوسعيد‪ ،‬ومديرة منطقة المغرب العربي‬ ‫وماطا بالبنك الدولي‪ ،‬إلى تمويل الشطر الثاني من برنامج «حكامة» المغربي قصد ترسيخ الحقوق ومبادئ الحكامة التي أقرها الدستور‬ ‫الجديد‪ ،‬والتي تتوخى بدورها تعزيز الشفافية والمساءلة ‪ ،‬والولوج إلى المعلومة‪.‬‬ ‫ويركز هذا البرنامج على مجموعة من التدابير الهادفة إلى تحقيق فعالية تدبير الميزانية وتحسين المنافسة والشفافية في الصفقات‬ ‫العمومية والشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وتحسين الحكامة والمراقبة المالية في الشركات والمنشأت العمومية وتحديث الحكامة‬ ‫وتسيير المالية المحلية وتحسين الشفافية في الميزانية والحصول على المعلومات وتعزيز التعبير المدني وإشراك الموطنين‪.‬‬

‫‪ 5‬ماليير دوالر استثمار الخليج في السياحة المغربية‬ ‫تقدر مساهمة دولة اإلمارات العربية المتحدة في صندوق (وصال) لتنمية القطاع السياحي‪ ،‬حسب لحسن حداد‪ ،‬وزير السياحة‪ ،‬بنحو‬ ‫‪ 750‬مليون أورو‪.‬‬ ‫يذكر أن صندوق «وصال» الذي تم إحداثه سنة ‪ 2011‬في إطار شراكة بين المغرب واإلمارات العربية المتحدة والكويت وقطر‬ ‫والمملكة العربية السعودية‪ ،‬برأسمال إجمالي يناهز ‪ 2،5‬مليار أورو‪ ،‬تمكن في السنوات األخيرة من إطالق ثالثة مشاريع سياحية كبرى في‬ ‫كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة‪ ،‬باستثمارات تفوق ‪ 1،5‬مليار أورو‪.‬‬ ‫الوزير الحديد نوه في حديث صحافي لجريدة خليجية‪ ، ،‬بأهمية االستثمارات اإلماراتية في القطاع السياحي المغربي‪ ،‬مؤكدا على أن‬ ‫دولة اإلمارات العربية المتحدة أضحت أحد الفاعلين الرئيسيين على مستوى األسواق السياحة العالمية واإلقليمية‪ ،‬وأضاف أن العالقات‬ ‫السياسية واالقتصادية المتميزة بين المغرب واإلمارات تفتح الباب على مصراعيه لتطوير تعاونهما في المجال السياحي‪ ،‬خاصة وأن المنتوج‬ ‫السياحي المغربي يتوفر على كل المقومات التي تناسب السائح اإلماراتي‪ ،‬إلى جانب وجود ربط جوي مهم بين البلدين‪.‬‬

‫في انتظار مائة ألف سائح روسي‬ ‫في إطار تنويع أسواق السياحة المغربية وتنويعها‪ ،‬قام وفد من مهنيي القطاع السياحي الوطني ‪ ،‬خالل االسبوع األول من الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬بزيارة عمل واستكشاف للعاصمة الروسية ‪ ،‬التقى خاللها مع عدد من الفاعلين والمهنيين في القطاع السياحي الروسي بهدف‬ ‫تحريك السياحة الروسية في اتجاه األسواق المغربية‪ .‬في أفق استقطاب مائة ألف سائح روسي‪ ،‬خالل السنة المقبلة‪.‬‬ ‫وكان من بين أهاف زيارة الوفد المهني المغربي للسياحة إلى موسكو‪،‬وضع أسس جديدة لتطوير التبادل السياحي بين المغرب وروسيا‬ ‫بعد تراجع الحركة السياحية بين البلدين خالل السنتين الماضيتين‪.‬‬ ‫وقد تم اإلعالن بالمناسبة‪ ،‬أن المكتب المغربي للسياحة وضع السوق الروسية ضمن أولوياته ‪ ،‬بهدف استقبال حوالي مائة ألف سائح‬ ‫خالل السنة المقبلة‪.‬‬

‫‪ 50‬مليون أورو قرض لتمويل السكن االجتماعي‬ ‫مجموعة العمران حصلت على قرض بقيمة ‪ 50‬مليون أورو‪ ،‬من الوكالة الفرنسية للتنمية‪ ،‬من أجل مواكبة هذه المجموعة في تنفي‬ ‫برامجها الوطنية في مجال السكن االجتماعي والتنمية الحضرية‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬قال بنعبد اهلل وزير السكنى وسياسة المدينة‪ ،‬إن هذا التمويل الجديد سيساهم في إنجاز مشاريع المجموعة‪ ،‬في إطار‬ ‫استراتيجية الوزارة خاصة في مجال محاربة دور الصفيح والسكن غير الالئق وتأهيل البنايات اآليلة للسقوط‪.‬‬ ‫كما يهدف هذا التمويل إلى تشجيع إنتاج سكن ذي جودة وفي متناول السكان ذوي الدخل المحدود‪ ،‬ومواكبة مجموعة العمران في‬ ‫التنفيذ العملي لسياستها في التنمية المستدامة‪ ،‬وأن مختلف التمويالت الممنوحة للمجموعة تدعم إنجاز عمليات مندمجة ذات «انعكاس‬ ‫اجتماعي قوي‪ ،‬وتسهم في تحسين ظروف عيش السكان محدودي الدخل‪.‬‬ ‫‪ ‬وأشير أيضا إلى ‪،‬أن هذا القرض الفرنسي الجديد‪ ،‬يعكس الثقة التي تتمتع بها مجموعة العمران وسيمكن من دعم برنامجها‬ ‫االستثماري ‪ ،2016 – 2013‬وذلك بإنجاز أورش لما يناهز ‪ 244‬ألفا و‪ 306‬وحدات سكنية جديدة‪ ،‬و‪ 330‬ألفا و‪ 802‬وحدة للتأهيل الحضري‪،‬‬ ‫باستثمار إجمالي يبلغ حوالي ‪ 31.2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مجموعة العمران تستفيد من دعم متواصل من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية‪ ،‬تمثل في قرض أول بمبلغ ‪ 15‬مليون أورو‬ ‫سنة ‪ 1999‬ثم قرض ثان بمبلغ ‪ 50‬مليون أورو سنة ‪ ،2004‬وقرض ثالث دون ضمانة الدولة بمبلغ ‪ 50‬مليون أورو سنة ‪ ،2010‬وقرض آخر‬ ‫للتمويل بقيمة ‪ 50‬مليون أورو سنة ‪ .2013‬وساهمت هذه القروض في إنجاز ثالثين عملية مندمجة ذات الطابع االجتماعي على مساحة‬ ‫فاقت ‪ 860‬هكتارا‪ ،‬واشتملت على ‪ 35‬ألفا و‪ 800‬بقعة أرضية‪ ،‬منها ‪ 28‬ألفا و‪ 800‬بقعة خصصت لوحدات إعادة اإليواء والوقاية‪.‬‬ ‫كما ساهمت هذه القروض في تمويل برنامج عمل المجموعة برسم المرحلة ‪ ،2008-2012‬وفي مواكبة «العمران» في إعداد ووضع‬ ‫استراتيجيتها في مجال التنمية المستدامة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪7‬‬

‫اقتصـاد و إدارة‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫ من اعداد  ‪:‬‬‫د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪ - 1‬تأثير قيمة الدوالر على سعر البترول ‪:‬‬ ‫آخر مستجدات سوق البترول هو أن هذا األخير انتقل من ‪ 44‬دوالر للبرميل إلى ‪ 40‬دوالر للبرميل‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫وزيادة على ما ذكرناه من األسباب في الورقة الماضية فقد ازداد هذا األسبوع عامل آخر وهو ارتفاع‬ ‫جديد للدوالر مقارة مع مع األورو وذلك مرورا من ‪ 1,0624‬إلى ‪ ،1,0641‬بمعنى آخر أن قيمة الدوالر ارتفعت‬ ‫مقارنة مع األورو بنسبة ‪ 17‬نقطة‪.‬‬ ‫كما أن البنك الفيدرالي األمريكي ينوي الرفع من معدل الفائدة مما قد يزيد من قيمة وقوة الدوالر‬ ‫األمريكي وتقهقر سعر البترول مرة أخرى‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 2‬إنعاش قطاع البناء واألشغال العمومية عن طريق استراتيجية‬ ‫جديدة ‪:‬‬ ‫إن اإلستثمار الكلي الذي وافقت عليه الحكومة في إطار قانون مالية سنة ‪ 2016‬هو ‪ 189‬مليار درهم‬ ‫سيخصص منه ‪ 61,4‬مليار درهم لقطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬أي بارتفاع يناهز ‪ ٪ 13,5‬مقارنة مع‬ ‫السنة الماضية‪.‬‬ ‫وهذه الميزانية سوف تستثمر في إنشاء بنية تحتية جديدة في الموانئ والمطارات والطرق السيارة‬ ‫والسككالحديدية…‬ ‫وحاليا هناك دراسة تشرف عليها وزارة التجهيز ينتظر منها أن تعطينا الخطوط العريضة والرؤيا‬ ‫الواضحة لإلستراتيجية الجديدة في هذا الميدان والتي أطلق عليها إسم «مغرب التشييد ‪ »2030‬أو ‪Maroc‬‬ ‫‪.Construction 2030‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 3‬أهم مشروعات البنية التحتية لسنة ‪: 2016‬‬ ‫إن سنة ‪ 2016‬ستكون مزدهرة من حيث المشاريع اإلنمائية ال سيما تلك المتعلقة بالبنى التحتية‪.‬‬ ‫وهكذا ستخصص ميزانية تصل إلى ‪ 4‬مليار درهم لبناء شبكة طرقية جديدة تربط بين آسفي والجديدة‬ ‫وتيط مليل وبرشيد ومدن أخرى‪ ،‬كما ستخصص ميزانية تصل إلى ‪ 10‬مليار درهم للسكك الحديدية منها‬ ‫‪ 3‬مليار درهم مخصصة للقطار فائق السرعة‪ ،‬وستستفيد السدود المغربية من غالف مالي يقدر ب ‪ 1,8‬مليار‬ ‫درهم السيما في منطقة زاكورة ‪ -‬تنغير ومدينة الحسيمة‪ .‬وستخصص كذلك ميزانية ‪ 10‬مليار درهم للقيام‬ ‫بالجزء األول من ميناء الناضور ‪ Nador West Med‬وكذلك القنيطرة أطالنتيك ‪)Kénitra Atlantic(.‬‬ ‫وهناك أيضا مشاريع أخرى تتعلق بالمطارات وقطاع الفالحة وبرامج سوسيوتعليمية وتثقيفية ورياضية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 4‬البنوك اإلسالمية في المغرب سوق واعدة ‪:‬‬ ‫وصل عدد المؤسسات البنكية التي قدمت ترشيحها إلى بنك المغرب للحصول على موافقته ‪ 17‬بنكا‬ ‫منها خمسة بنوك مغربية‪.‬‬ ‫وغالبا ما ستبدأ هذه البنوك عملها ابتداء من شهر أبريل المقبل‪.‬‬ ‫وحسب اإلحصاء الذي قامت به وكالة ‪ Thomas Reuters‬فإن ‪ ٪ 79‬من المغاربة كأشخاص ذاتيين‬ ‫يريدون أن يتعاملوا مع البنوك اإلسالمية و ‪ ٪ 72‬من الشركات واألشخاص المعنويين يريدون أيضا التعامل‬ ‫مع الصيرفة البديلة‪.‬‬ ‫وفي المتوسط‪ ،‬فإن أصول البنوك اإلسالمية في المغرب تقارب ‪ 6,9‬مليار دوالر‪ ،‬أما األرباح المنتظرة‬ ‫من النظام البنكي اإلسالمي فهي تتراوح ما بين ‪ 67‬و ‪ 112‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 5‬تحسين قابلية التشغيل عند الموجزين ‪:‬‬ ‫حسب المندوبية السامية للتخطيط فإن معدل البطالة عند الشباب الحاصلين على الشواهد الجامعية‬ ‫قد وصل إلى ‪ ٪ 26,3‬خالل الفصل الثالث من سنة ‪ .2015‬وإليجاد حل لهذه المعضلة اقترحت الحكومة‬ ‫برنامجا تكوينيا لفائدة ‪ 25.000‬موجز خالل السنة الجامعية ‪.2017-2016‬‬ ‫وهذا البرنامج سيركز على تحسين قدرات هؤالء الموجزين من حيث تقنيات التواصل والمهارات‬ ‫المهنية المتعلقة مباشرة بسوق الشغل‪.‬‬ ‫وسيخصص لهذا المشروع الذي يهدف إلى تحسين قابلية التشغيل عند الموجزين ‪ 500‬مليون درهم‪.‬‬ ‫ستصرف منها ‪ 300‬مليون درهم على شكل تعويض شهري يصل إلى ‪ 1.000‬درهم إلى كل مشارك في‬ ‫التكوين والباقي أي ‪ 200‬مليون درهم لتمويل التكوينات بنسبة ‪ 8.000‬درهم لكل مستفيد‪.‬‬ ‫ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل سيستطيع هذا البرنامج الجديد أن يحل مشكل البطالة‬ ‫السيما عند الشباب الموجزين ؟ وإال سيكون ذلك عبارة عن هدر آخر للطاقات والكفاءات واألموال والوقت !!‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 6‬تقييم عمل المأجورين ‪ :‬بحث ميداني ‪:‬‬ ‫قام مكتب الخبرة ‪ Rekrute‬باستطالع للرأي حول موضوع تقييم عمل المأجورين‪ .‬وعند استجواب أكثر‬ ‫من ‪ 2031‬موظف كانت النتائج كاآلتي ‪:‬‬ ‫ ‪ ٪ 76‬قالوا إن األهداف الجديدة لكل سنة أصبحت دقيقة ؛‬‫ ‪ ٪ 59‬يقولون إن هناك اهتماما بالتربية المهنية ؛‬‫ ‪ ٪ 55‬طرحوا اإلشكاليات واإلكراهات المتعلقة بالعمل اليومي ؛‬‫ ‪ ٪ 54‬لهم انتظارات متعلقة بالتكوين ؛‬‫ ‪ ٪ 51‬يقترحون أفكارا متعلقة بتسيير الشركة ؛‬‫ ‪ ٪ 50‬يفضلون الحصول على حصيلة دقيقة عن كفاءاتهم تحدد لهم مكامن القوة والضعف ؛‬‫ ‪ ٪ 44‬يرغبون في معرفة الحكم على أدائهم الشخصي ؛‬‫ ‪ ٪ 34‬يهتمون بمستويات المداخيل واألجور والمنح ؛‬‫ ‪ ٪ 24‬أعربوا عن اهتمامهم بالمشاكل التي تقع بين العامل ومديره أو مرؤوسيه‪.‬‬‫وخالصة هذا اإلستطالع أن المديرين والمسؤولين لم يعودوا قادرين على تحفيز موظفيهم وفرق‬ ‫العمل التي تعمل تحت إمرتهم‪.‬‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة االستئناف بتطوان‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫إعالن حكم قضائي‬ ‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪662/2014‬‬ ‫المرجع‪:‬‬ ‫ملف مدني‪:‬‬ ‫عدد‪12/13/7 :‬‬ ‫المدعي‪ :‬نزهة الفاللي‬ ‫المدعى عليه‪ :‬عبد العزيز الكنفاوي‬ ‫بناء على األمر الرئاسي الصادر عن المحكمة‬ ‫االبتدائية بتطوان تحت عدد ‪ 4896‬وتاريخ‬ ‫‪ 01/12/2015‬في ملف المختلفة عدد ‪4896/2015/6‬‬ ‫والقاضي بتعيين قيم في حق‪ :‬السيد عبد العزيز‬ ‫الكنفاوي‬ ‫وعليه فإن القيم القضائي بهذه المحكمة‬

‫وتنفيذا لألمر الرئاسي أعاله وتطبيقا لمقتضيات المادة‬ ‫‪ 441‬من قانون المسطرة المدنية يعلن أنه تقرر تعليق‬ ‫ونشر بطرق النشر القانونية في حق المشار إليه أعاله‬ ‫الحكم الصادر عن المحكمة االبتدائية بتطوان بتاريخ‬ ‫‪ 03/12/2013‬في الملف الكرائي عدد ‪12/13/7‬‬ ‫بين نزهة الفاللي بصفتها مدعي من جهة‬ ‫وبين عبد العزيز الكنفاوي بصفته مدعى عليه‬ ‫من جهة أخرى‬ ‫منطوقه كاآلتي‪:‬‬ ‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬ ‫حكمت المحكمة علنيا ابتدائيا بمثابة حضوري‪:‬‬ ‫في الشكل‪ :‬بقبول الدعوى‪.‬‬ ‫في الموضوع‪ :‬بإلزام المدعى عليهم بإصالح‬ ‫األضرار الالحقة بالمدعية ورفعها تحت طائلة غرامة‬ ‫تهديدية قدرها ‪ 200‬درهم عن كل يوم تأخير عن‬ ‫التنفيذ مع تحميلهم الصائر وبرفض باقي الطلبات‪.‬‬ ‫إمضاء القيم القضائي‪:‬‬ ‫أسماء حسان‬


‫العدد ‪815‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫ظاهرة دعارة طالبات جامعيات‪....‬‬ ‫شابات فضلن اختصار الطريق وتسّلم رواتب فخمة‬ ‫قبل الدخول إلى دوامة العمل‬

‫أسرار طالبات في ممارسة أقدم مهنة في التاريخ‪،‬‬ ‫لم تعد أسرارا‪ ،‬و طنجة‪ ،‬من بين المدن األكثر استقطابا‪ ‬‬ ‫للطالبات الممتهنات للدعارة من بين المدن المغربية‪،‬‬ ‫حيث تختلط األجناس واأللسنة‪ ،‬وتفتح الكليات والمدارس‬ ‫العليا أبوابها‪ ،‬وتتغير المفاهيم‪ ،‬وتعاش استقاللية الذات‪،‬‬ ‫وتصبح ظروف العيش مكلفة‪ ،‬وفي حاجة إلى متطلبات‪ .‬‬ ‫في هذه الظروف‪ ،‬تنشط تجارة الجنس‪ ،‬المهنة التي‬ ‫يتباهى بها البعض‪ ،‬ويتستر عليها البعض اآلخر‪ ،‬بطالتها‬ ‫طالبات أنيقات‪ ،‬يتحدثن لغات أجنبية‪ ،‬ويتصفن بالنشاط‬ ‫والثقافة وحب الحياة‪ ،‬وزبائنهن رجال أوروبيين وخلجيين‬ ‫ومغاربة ميسورين‪ .‬‬ ‫تجارة تنشط في شقـق خاصة‪ ،‬وفنـادق مصنفــة‪،‬‬ ‫وفيالت فاخرة‪ ،‬مما‪ ‬دعا إلى طرح التساؤل «هل هن ضحايا‬ ‫ظروف خاصة‪ ،‬تحتاج إلى التفكير في تفعيل آليات البحث‬ ‫عن حلول انتشالهن من مستنقع الدعارة‪ ،‬أم هي الرغبة‬ ‫الجامحة في مواكبة الموضة وحياة البذخ‪ ،‬التي تعيشها‬ ‫أحياء من المدينة الحمراء‪ ،‬أم عصابات منظمة تصطادهن‬ ‫تحت البؤس‪ ،‬وقلة الحاجة‪ ،‬وترمي بهن في هذا العالم‬ ‫الغريب»‪ .‬‬ ‫‪ ‬االستفزاز واإلغراء االستهالكـي‪ ،‬وتواجـد ما يسمى‬ ‫ب «الفرصة السانحة» المتمثلة في نظر الشابات في‬ ‫سيارات فارهة‪ ،‬واستعداد أصحابها لإلنفاق بإسراف‬ ‫وإغداق الطالبات بهدايا باهظة الثمن‪ ،‬وارتياد مطاعم‬ ‫ومقاهي راقية‪ ،‬ووجود شبكات منظمة الصطياد وإغراء‬ ‫الفتيات المتهان الدعارة‪ .‬من بين أهم أسباب االنحالل‬ ‫األخالقي للطالبات الجامعيات‪.‬‬ ‫إن ه��ذا الصنف من ال��دع��ارة يشكل دخ�لا تابتا‬ ‫للطالبات يحقق لهن استقالال ماليا يمكنهن من لباس‬ ‫أكثر أناقة‪ ،‬ومن التردد على المطاعم الفاخرة‪ ،‬ومن‬ ‫السفر داخل المغرب‪.‬هذا الصنف من العامالت الجنسيات‬ ‫ال يصنف نفسه أبدا في فئة « العاهرات» بحيث يعتبر أن‬ ‫العمل الجنسي مقابل مادي ما هو إال ترف نفعي‪ ،‬ذلك‬ ‫أن الجنس في نظرهن ليس غاية في ذاته وإنما وسيلة‬ ‫لتحسين نمط العيش وتسلق السلم االجتماعي‪ ،‬في‬ ‫انتظار الحصول على شهادة جامعية والعمل‪.‬‬ ‫نعرض اليوم قصص أربع فتيات جامعيات تمارسن‬ ‫الجنس مقابل المال‪ ،‬دفعت بهن الظروف إلى عالم هو‬ ‫األبشع في الحياة‪ ،‬ال لنحاسبهن أو نلقي عليهن بالالئمة‪،‬‬ ‫وإنما لنستحضر ضعفنا عن القيام بدورنا في حماية‬ ‫العنصر األساسي في كل أمة‪ ،‬ولنراجع أفكارنا المسبقة‬ ‫عن فئة من الشابات‪ ،‬وج��دن في الفساد سندًا ضد‬ ‫قساوة الحياة‪ ،‬بعدما تراجعت الدولة والمجتمع عن القيام‬ ‫بأدورهما الطبيعية‪ .‬‬ ‫نادية‪ ،‬التي تحضر دراسة الماستر ‪ ،‬لم يكن سه ًال‬ ‫إقناعها بسرد تجربتها‪ ،‬فالشابة‪ ،‬ذات الـ ‪ 25‬ربيعًا‪ ،‬اختارت‬ ‫طنجة الستكمال دراستها‪ ،‬بعيدًا عن أعين العائلة‪ ،‬بنظارة‬ ‫شمسية ماركة مسجلة‪ ،‬تساند بها شعرها الحريري‪،‬‬ ‫وعدسات ملونة تضفي لمسة سحرية على عينيها‪ ،‬وساعة‬ ‫فاخرة تزين معصم يدها‪ ،‬بهدوء تقول وتكسر صمت‬ ‫المكان «رغبتي في حياة أفضل هي التي دفعتني إلى هذا‬ ‫العالم‪ ،‬اآلن أعيش كما أريد‪ ،‬أرتدي ما أريد‪ ،‬أسافر حيث‬ ‫أريد ومتى أريد‪ ،‬أسكن شقة وأقود سيارة‪ ،‬كانت هذه‬ ‫أحالمي‪،‬هل حققتها بالطريقة األمثل أم ال‪ ،‬ال أريد أن أعرف‬ ‫ذلك‪ ،‬وال يهمني»‪.‬‬ ‫‪ ‬وأضافت نادية «أعيش لحظة بلحظة‪ ،‬وزوجي األخير‬ ‫يوفر كل طلباتي‪ ،‬صحيح أنه ال تربطنا ورقة شرعية أو‬ ‫قانونية‪ ،‬لكن نحب بعضنا‪ ،‬رغم أنه ال مستقبل لي معه‪،‬‬ ‫ألنه متزوج‪ ،‬ولديه أوالد‪ ،‬لكن هذا آخر شيء أفكر فيه‪ ،‬وال‬ ‫دخل لي بذلك‪ ،‬المهم أني ال أحتاج إلى أي دخل إضافي‬ ‫أو عمل»‪ .‬‬ ‫وتابعت «ال أري��د أن أتذكر كيف وصلت إلى هذه‬ ‫المدينة الساحرة‪ ،‬وال كيف تمكنت من الدراسة الجامعية‪،‬‬ ‫وال السكن الجامعي ومشاكله‪ ،‬واالستفزاز من طرف الكل‪،‬‬ ‫وأشياء أخرى أرغب في نسيانها»‪ .‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى أنها اختارت ه��ذا الطريق طواعية‪،‬‬

‫وتقول «لست نادمة‪ ،‬أعرف أن العديد ينظر إليّ على أني‬ ‫عاهرة‪ ،‬لكني أحظى باحترام كبير بين عديد من الناس‪،‬‬ ‫ألني احضر الماستر‪ ،‬وبعده سأتفرغ للدكتوراة‪ ،‬وهذا هو‬ ‫األهم»‪ .‬‬ ‫أم��ا سناء‪ ،‬الطالبة في السنة األخيرة في إحدى‬ ‫المدارس العليا‪ ،‬والتي ضربت لنا موعدًا في إحدى الفنادق‬ ‫الراقية ‪ ،‬وأتتنا مرتدية س��روال جينز‪ ،‬ومعطف جلدي‪،‬‬ ‫وحذاء جلدي وحقيبة من نوع رفيع‪ ،‬ألوان تحاكي إطاللتها‬ ‫الساحرة‪ ،‬والخفيفة والبسيطة‪ ،‬وخاتم خطوبة يزين يدها‬ ‫اليسرى‪ ،‬وعطر تفوح رائحته الزكية في كل مكان‪ ،‬تبتسم‬ ‫قلي ًال لتقول باللغة الفرنسية «أنا امرأة حرة «‪.‬‬ ‫وأضافت‪ ،‬في حديثها «‪« ،‬قبل أي شيء‪ ،‬أريد القول‬ ‫أن طريق الدعارة مثله مثل أي طريق‪ ،‬ينتهي بسرعة‬ ‫ككرة القدم‪ ،‬فالالعب عمره قصير في المالعب‪ ،‬وعارضات‬ ‫األزياء والعديد من المهن تنتهي بسرعة‪ ،‬وقد يخرج منها‬ ‫اإلنسان ميسور الحال‪ ،‬أو يجر خيبات ال تعد‪ ،‬وندوب وجروح‬ ‫ال تحصى‪ ،‬هكذا هي الدعارة»‪.‬وأوضحت «اشتغلت فيها‬ ‫‪ 7‬أعوام‪ ،‬وقد تركتها منذ أيام‪ ،‬بعد أن ضربت لكم هذا‬ ‫الموعد‪ ،‬أشعر بسعادة كبيرة وأنا أودع هذا العالم المخفي‬ ‫في المدينة‪ ،‬كان زبائني من الطبقات العليا في المجتمع‪،‬‬ ‫ربحت الكثير‪ ،‬وخسرت نفسي»‪ .‬‬ ‫وتابعت «ال أنصح أية واح��دة بدخول هذا العالم‪،‬‬ ‫فمغرياته كثيرة جدًا‪ ،‬لكن ذكرياته تترك ندوبًا ال يمكن‬ ‫محوها‪ ،‬هذا الخاتم الذي في إصبعي لم أحلم به يومًا‪،‬‬ ‫لكن ها هو اآلن في يدي‪ ،‬أعرف أني لن أمحي أخطائي‪،‬‬ ‫لكني سأحاول أن أصححها‪ ،‬خطيبي أوروب��ي‪ ،‬ال يهمه‬ ‫الماضي الملطخ»‪ .‬‬ ‫بدورها إيمان‪ ،‬البالغــة من العمــر ‪ 23‬عامًا‪ ،‬وهــي‬ ‫طالبة‪ ،‬تهرّبت كثيرا من الحديث عن قصتها‪ ،‬رغم‬ ‫الموافقة المبدئية‪ ،‬استسلمت في سرد الحقيقة‪ ،‬التي‬ ‫احتفظت بها لنفسها ألربعة أعوام‪ ،‬بلكنة جميلة تغلب‬ ‫عليها مفرادت باللغة اإلنجليزية‪ ،‬بحكم دراستها‪ .‬‬ ‫وأوضحت ايمان‪ ،‬في حديثها إلينا‪ ،‬أنها «تنحدر من‬ ‫أسرة فقيرة جدًا»‪ ،‬وأضافت «بالكاد يستطيع والدي توفير‬ ‫الضروريات لعيش بسيط‪ ،‬بعد وفاته أصبحت الحياة أكثر‬ ‫قسوة وصعوبة‪ ،‬ما دفع أختي الكبرى لترك دراستها‪ ،‬بغية‬ ‫مساعدتي في إكمال دراستي»‪ .‬‬ ‫وتابعت «ال أعرف كيف بدأت أجد ما أحتاجه‪ ،‬إال أنني‬ ‫أرى أختي تخرج للعمل لي ًال وتعود عندما أكون في طريقي‬ ‫إلى المدرسة‪ ،‬وفرت لي المسكن والملبس ومصاريف‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تعليمي‪ ،‬لكنها كانت تتعرض لنوبات عصبية كبيرة‪،‬‬ ‫لم أعرف سببها‪ ،‬إال عندما عرفت أنها باعت جسدها من‬ ‫أجلي‪ ،‬فقد كانت تعاشر رج ًال غنيًا ومسنًا وأمّيًا في الوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬ليس الواحد في حياتها بل كان هناك كثيرون‪،‬‬ ‫كانت تلومني دائمًا بأني السبب في دخولها هذا‬ ‫العالم»‪ .‬‬ ‫واستطردت «ال شيء يبرر هذا‪ ،‬ال شيء حدث سوى‬ ‫أن��ي دخلت مستنقع ال��دع��ارة أيضًا حتى أتخلص من‬ ‫كالمها‪ ،‬ووسائل االتصال جعلت األمر أكثر سهولة‪ ،‬حيث‬ ‫لم أخطط لشيء‪ ،‬وجدت نفسي على عالقة مع أستاذي‪،‬‬ ‫وبدأت العالقات تتعدد‪ ،‬وتنفتح على محيط أكبر‪ ،‬ومواعيد‬ ‫وسيارات فاخرة واآلف الدراهم في الليلة الواحدة‪ ،‬وهدايا‬ ‫ثمينة وسهرات خاصة‪ ،‬ورحالت خارج البالد‪ ،‬لم يكن هذا‬ ‫اختياري لكنه طريق سلكته‪ ،‬وال أدري كم سأستمر‪ ،‬وال كيف‬ ‫سأخرج منه‪ ،‬لكني أعلم أن دراستي هي األهم»‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي حديث سميرة‪ ،‬البالغة من العمر ‪ 24‬عامًا‪ ،‬وهي‬ ‫طالبة تبدو ذات مال وجاه ودراسة عليا‪ ،‬وسيارة وسيجارة‬ ‫ً‬ ‫خيوطا من‬ ‫في اليد‪ ،‬تسلم المشعل لسيجارة ثانية‪ ،‬تطارد‬ ‫دخان سيجارتها‪ ،‬وسط سيارتها الجميلة‪ ،‬تنظر إلى عينيها‬ ‫في المرآة‪ ،‬وتبتسم بسخرية حادة متسائلة «ما الجدوى‬ ‫من تحقيق صحافي عن ال��دع��ارة‪ ،‬ينشر على صفحات‬ ‫الجرائد‪ ،‬المهم أنا أعمل في الوقت المناسب‪ ،‬والمكان‬ ‫المناسب‪ ،‬مع الشخص المناسب‪ ،‬وال أخجل من هذا»‪ .‬‬ ‫وأوضحت «أنا أمتهن الدعارة‪ ،‬ألن إعمامي كانوا على‬ ‫علم بأني لست ابنة أخيهم الشرعية‪ ،‬فقرروا حرماني من‬ ‫الميراث‪ ،‬حققت لي أمي الكثير هي وزوجها‪ ،‬لكن كنت‬ ‫أفضل الفقر والحرمان‪ ،‬وأع��رف أنه لي أب أحمل دمه‪،‬‬ ‫وأشقاء أشعر بوجودهم في حياتي»‪ .‬‬ ‫وأضافت «كل زبائني من الخارج‪ ،‬لم أعاشر مغربيًا‪،‬‬ ‫مخافة أن يكون عمًا أو أخًا أو أبًا‪ ،‬فأمي ماتت ومات معها‬ ‫السر‪ ،‬تأقلمت مع هذه الحياة‪ ،‬وأعرف شبكات متخصصة‬ ‫في هذا النشاط‪ ،‬تستقطب العديد من الطالبات‪ ،‬ألنهن‬ ‫مشغوالت بالدراسة‪ ،‬ومحتاجات وغير قادرات على تلبية‬ ‫طموحهن الشخصي»‪.‬‬ ‫‪ ‬وتابعت «ال أعرف أين سأكون غدًا‪ ،‬ألن عالم الدعارة‬ ‫هو أسوء عالم يمكن أن تدخله الفتاة‪ ،‬وال أتمناه ألية واحدة‬ ‫مهما كانت»‪.‬لم يكن من السهل دخول هذا العالم‪ ،‬وال‬ ‫الغوص في أسراره‪ ،‬وال مناقشة بطالته‪ ،‬وال التعرف إليهن‬

‫وسؤالهن بشأن تطلعاتهن وأحالمهن في المستقبل‪،‬‬ ‫فهن ال يشبهن األخريات‪ ،‬ولسن راضخات إلى عرض‬ ‫أنفسهن في الشوارع‪ ،‬بل هن ذكيات‪ ،‬يواجهن ظروفهن‬ ‫بطريقة ذكية‪ ،‬وسريعة في التخلص من مشاكلهن‬ ‫التي تتراكم‪ ،‬ليكتشفن في النهاية أنهن ضحايا الرغبة‪،‬‬ ‫وضحايا شبكات متخصصة في تجارة الجنس‪ ،‬وفي تحويل‬ ‫مدينة طنجة إلى عاصمة جنسية بامتياز‪ .‬‬ ‫‪ ‬هنا نلحظ أن هنالك أصناف من العمل الجنسي‪:‬‬ ‫صنف اضطراري تلجأ إليه بعض الفتيات للضرورات‬ ‫المادية‪ ،‬وإلشباع الحاجات األولية‪ ،‬وتعويض الحرمان‬ ‫الذي عشنه في حضن األسرة‪ ،‬ومحاولة محاكاة بعضهن‬ ‫البعض‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون الرفقة واالحتكاك من‬ ‫العوامل الدافعة‪ ،‬في الوقت الذي يبقى الوازع الديني‬ ‫مختفيا‪ ،‬وقد يطفو من حين آلخر على السطح‪ ،‬ويكون‬ ‫الشعور بعدم الرضى‪ ،‬وصنف اختياري يرتبط بفئة تنتمي‬ ‫إلى وسط اجتماعي وأسري مجرد من أي وازع ديني‪ ،‬بل‬ ‫يعتبر العمل الجنسي من باب الحرية الشخصية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫نسميه في علم االجتماع بالبغاء الوحشي‪.‬‬ ‫هل يمكن القول إن أسباب هذه «الظاهرة» ناتجة‬ ‫عن التحوالت القيمية التي عرفها المجتمع المغربي؟‬ ‫ال شك أن مظاهر التحــول االجتماعي في المجتمع‬ ‫المغربي كثيرة ومتعددة‪ ،‬لعل أهمها‪ ،‬ظهور النمط‬ ‫االستهالكي‪ ،‬والنزعــة الفردانيـــة‪ ،‬واندثار التضامن‬ ‫االجتماعي والعالقات القرابية‪ ،‬والروابط اإلنسانية‪،‬‬ ‫واالنفتاح على مجاالت اجتماعية و سلوكات جديدة‪ .‬من‬ ‫خالل سلوك التنافس والمباهاة‪ ،‬واالستعالء‪ .‬ومن طبيعة‬ ‫هذه العالقات أنها خالية من أية التزامات اجتماعية‬ ‫وأخالقية‪ ،‬بل تكون بمقابل مادي باعتبار أن الفتاة التي‬ ‫تمارس العمل الجنسي هي طالبة تعيش بالحرم الجامعي‬ ‫بعيدة عن الضبط االجتماعي‪ ،‬وبالتالي ال تشكل وصمة‬ ‫عار على األسرة البعيدة‪.‬‬ ‫فالظاهرة ترتبط بمجموعة من الدوافع منها ما هو‬ ‫ذاتي له عالقة بتنشئة الفتاة‪ ،‬وانتقالها من مجال إلى‬ ‫آخر يضمن لها الحرية الفردية‪ ،‬ويخفف عنها الضغوطات‬ ‫والروابط من خالل غياب األسرة والعشيرة وجميع أنواع‬ ‫السلطة األبوية‪ .‬كما أن مجال المدينة يفتح امامها‬ ‫التفاعل مع فئات اجتماعية متنوعة‪ .‬وهكذا يكون العمل‬ ‫الجنسي قد برز كظاهرة من خضم الحياة الجامعية كما‬ ‫ظهرت توجهات في مجاالت العلم والسياسة والرياضة‪...‬‬ ‫دعارة الطالبات في المغرب عامة‪ ،‬السيما في المدن‬ ‫الكبرى‪ ،‬هي ظاهرة تتطلب تجند الجميع لمحاربتها‪،‬‬ ‫السيما في ضوء توجه سماسرة ومافيا الجنس إلى هذه‬ ‫الفئة من المجتمع‪ ،‬حيث ينصبون شباكهم أمام المدارس‬ ‫العليا‪ ،‬وعناصرهم وسط الطالبات‪ ،‬بغية اصطيادهن‪،‬‬ ‫وهن في عمر الزهور‪ ،‬والرمي بهن في أحضان تجارة‬ ‫المتعة‪ ،‬مستعملين أساليب مختلفة‪ ،‬بغية التغرير بهن‪،‬‬ ‫ما يدق ناقوس الخطر‪ ،‬ال سيما بالنسبة للسلطات األمنية‪،‬‬ ‫لمتابعة سماسرة الجنس»‪ .‬‬ ‫الدعارة جريمة يعاقب عليها القانــون الجنائــي‬ ‫المغربي‪ ،‬ما يستدعي تسليط الضوء على هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫عبر الدراسة والتقصي‪ ،‬بغية محاولة تفسيرها‪ ،‬وفهم‬ ‫أبعادها وصيرورتها‪ ،‬وفق التغيرات التي تفرضُها الساحة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وكذا بُغْية فهم أشكالها والوقوف على‬ ‫مُسَبّباتها والعوامل الكامنة وراء ارتكابها‪ ،‬وآثارها على‬ ‫الفرد والمجتمع»‪ .‬‬ ‫ف��االن��ح��راف الجنسي مشكلة ت��واج��ه اإلنسانية‬ ‫جمعاء‪ ،‬والمجتمع المغربي‪ ،‬السيما الطنجي‪ ،‬والكثير من‬ ‫علماء االجتماع يُرجعون اإلغراق الجنسي إلى الظروف‬ ‫االجتماعية‪ ،‬واالنحراف الجنسي يكون تابعًا لها‪ ،‬وبما‬ ‫أن المجتمع في تَغَيّر سريع ومستمر‪ ،‬فمن الطبيعي‬ ‫أن ينعكس ذلك على السلوك االجتماعي لألفراد من‬ ‫الجنسين ذكورًا ً‬ ‫وإناثا»‪.‬‬

‫منا الطرح و التحليل ‪ ....‬و منكم البث و التفعيل‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫‪ 2‬ـ المسرح والفقهاء‪ ..‬مرة أخرى‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫موقف العالمة محمد المرير التطواني‬

‫• رضوان احدادو‬

‫عرضنا‪ ،‬في الحلقة السابقة من هذه الذاكرة‪ ،‬الموقف الخاص للفقيه العالمة محمد بن محمد المرير التطواني من التمثيل‬ ‫عامة‪ ،‬ومن تمثيل قصة أهل الكهف خاصة‪ ،‬الذي ألف كتابا خاصا في الموضوع استنادا إلى الملخص الذي قدمه لنا نجله الكريم‬ ‫السيد أحمد‪ .‬وفي هذه الحلقة‪ ،‬سأتوقف إللقاء مزيد من الضوء على هاته المقتطفات الدالة والمعبرة‪ ،‬التي تلخص موقف الفقيه‬ ‫محمد المرير‪.‬‬ ‫وأعود ألقول‪ :‬من وقتها‪ ،‬أعني من لحظة وقوفي على النسخة‬ ‫المخطوطة من كتاب الفقيه محمد المرير حول المسرح‪ ،‬انتصبت‬ ‫أمامي – أي بيني وبينه‪ -‬عالمة أو عالمات استفهام كثيرة ومتناسلة‬ ‫كانت السبب في تأجيل التعريف به والتحدث عنه‪ ،‬مؤمال الحصول‬ ‫على إجابات تكتمل بها الفائدة‪.‬‬ ‫ترى من تكون الفرقة الجريئة التي فكرت ‪ -‬وقتها‪ -‬في‬ ‫ ‬‫الدنو ومالمسة أخطر خطوط التماس بجرأتها على تقديم عمل‬ ‫مسرحي مقتبس من القرآن الكريم (قصة أهل الكهف)‪ ،‬وفي مجتمع‬ ‫تقليدي محافظ ال يتساهل إطالقا علماؤه وعامته بـ «المسّ»‬ ‫بالثوابت التي يشد عليها بالمخالب واألنياب؟‬ ‫من تكون الفئة ‪ /‬األفراد التي قامت من شباب تطوان‬ ‫ ‬‫تريد تمثيل قصة أهل الكهف في أحد المسارح األوروبية؟‬ ‫من هي الجهة التي ساعدتهم أول األمر؟ «واستأذنوا‬ ‫ ‬‫الحكومة في تمثيل هذه القصة‪ ،‬فأسعفهم في ذلك بعض من له‬ ‫الرئاسة في هذا الشأن‪ ،‬فأجاب بأنه ال بأس بذلك‪. )1(»...‬‬ ‫حملتُ هذه األسئلة وغيرها إلى كل من أعرف أو ال أعرف ممن‬ ‫أطال اهلل في عمره من رواد المسرح القدماء‪ ،‬فلم أفلح بشيء‪ ..‬ولغياب‬ ‫األجوبة ‪ /‬المعطيات التي نوثق بها للحدث يفتر الحماس ويتقاعس‬ ‫القلم انتظارا للذي قد يأتي أو ال يأتي‪ ،‬وكذلك هي األمور أحيانا‪..‬‬ ‫وفي لحظة زمنية يشاء القدر أن يوقع بين يدي صدفة مجموعة أوراق‬ ‫ناقصة وغير مرتبة من مذكرات شخصية بخط صاحبها المرحوم‬ ‫الصحافي محمد العربي الشويخ (‪ ،)2‬صاحب جريدة «الشهاب»(‪،)3‬‬ ‫المعنونة بـ «مرآة حياتي في الجهاد الوطني والصحافي»‪ ،‬أوراق‬ ‫مسعفة جاءت في لحظة غير منتظرة حاملة لكل األجوبة لألسئلة‬ ‫المغلقة والمعلقة‪..‬‬ ‫تكتسب مذكرات األستاذ محمد العربي الشويخ أهميتها من‬ ‫كونها توثق ألحداث وطنية واجتماعية عرفتها مدينة تطوان منذ‬ ‫احتاللها األول إثر الغزو اإلسباني العسكري عام ‪ ،1860‬إضافة إلى‬ ‫أحداث عائلية خاصة وأحداث حول نضال صاحب المذكرات في‬ ‫مجالي الصحافة والوطنية ثم في المجال المسرحي خاصة‪ ،‬والذي هو‬ ‫موضوعنا هنا واآلن‪ .‬وأحب أن أستعرض هنا أهم ما ورد فيها عن‬ ‫المسرح‪ ،‬توثيقا للحدث‪.‬‬ ‫لقد خصص الشويخ للمسرح ثماني صفحات (من صفحة‬ ‫‪ 102‬إلى صفحة ‪ )109‬مبرزا معاناة فرقته (زهرة األدب المغربية)‪،‬‬ ‫وخصوصا في ما يتعلق بمنع عرض مسرحية «أهل الكهف»‪« :‬لقد‬ ‫تقدمنا بعرض – يعني بطلب عرض‪ -‬رواية(‪ )4‬عن طريق الباشوية‬ ‫باسم فرقة (زهرة األدب المغربية)‪ ،‬فإذا بنا نتوصل بجواب رسمي من‬ ‫باشوية تطوان مستعجل وبإمضاء بتوصلنا باألمر يقول‪« :‬إن إدارة‬ ‫الحماية(‪ )5‬ال تسمح بأي نشاط يقوم به جماعة من طلبة ‪ .....‬ما لم‬ ‫يكن من هيئة معترف بها رسميا وبقانون داخلي لها ومصادق عليه‬ ‫من الدوائر العليا‪ ....‬إلخ»(‪..)6‬‬ ‫ويتعرض محمد العربي الشويخ‪ ،‬الذي كان يشغل مهمة الرئيس‬ ‫في فرقة «زهرة األدب المغربية»‪ ،‬في الصفحات الموالية من تلك‬ ‫المذكرات‪ ،‬لالجتماع الذي عقده على إثر ذلك أعضاء الفرقة التي كانت‬ ‫تتكون من طلبة المعهدين (المعهد الحر ومعهد موالي المهدي)(‪،)7‬‬ ‫وكيف جرى إبالغهم قرار منع العرض المسرحي؛ بل «‪ ...‬منع أنشطتنا‬ ‫من قبل إدارة الحماية عن طريق باشوية تطوان‪ ،‬فكان رأي الجميع‬ ‫بحماس‪ :‬نحن مؤيدون لكل ما تقرره اللجنة المؤسسة»(‪.)8‬‬ ‫وكيف تم عقد اجتماع آخر بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪ ،1943‬والذي تقرر فيه‬ ‫تأسيس الجمعية – بدل الفرقة‪ -‬ووضع قانون داخلي لها يتماشى‬ ‫مع اهدافها الثقافية وتوجهاتها الفنية‪ ،‬وبعقد هذا االجتماع الثالث‬ ‫تمت المصادقة على اسم الجمعية ومشروع قانونها الداخلي‪:‬‬ ‫«بتاريخ ‪ 8‬فبراير سنة ‪ ،1943‬رفعنا طلب تأسيس جمعية «زهرة‬ ‫األدب المغربية» (‪ 8‬صفر الخير ‪ 1362‬هـ) إلى سعادة الصدر األعظم‬ ‫للحكومة الخليفية(‪ )9‬بناء على الظهير الخليفي الشريف ‪ ...‬أتحمل‬ ‫جميع المسؤوليات إلى أن ينتخب المجلس اإلداري للجمعية‪ ،‬بعد‬ ‫الحصول على اإلذن»(‪ ..)10‬إلى آخره‪..‬‬ ‫«بتاريخ ‪ 15‬ربيع الثاني ‪ 1362‬هـ الموافق ‪ 21‬أبريل ‪1943‬‬ ‫توصلت بجواب رسمي من باشوية تطوان بالمصادقة على تأسيس‬ ‫«جمعية زهرة األدب المغربية» من الدوائر العليا والمصادقة على‬ ‫قانونها األساسي لتتمشى على مقتضاه‪ ،‬مسجل تحت رقم ‪.»194‬‬ ‫وتشير الصفحات الموالية إلى ظروف عقد الجمع العام التأسيسي‬ ‫للجمعية – ‪ 20‬أبريل ‪ 1943-‬وطريقة تسييره بعد استقالة اللجنة‬ ‫المؤقتة ‪ -‬التحضيرية‪ -‬وكيف تم انتخاب المجلس اإلداري المكون من‬ ‫‪ 11‬عضوا وأمينه العام (م‪ .‬ع‪ .‬الشويخ)‪.‬‬ ‫وبعد االعتراف بقانونية الجمعية ومكتبها اإلداري من لدن‬ ‫الجهات الرسمية المعنية‪ ،‬جددت طلبها بعرض مسرحية «أهل‬ ‫الكهف» وفي يقينها أنها ستحصل على الرد اإليجابي‪ ،‬خاصة أن‬ ‫وضعها القانوني تغيّر وأصبح لها وجود قانوني‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فقد كانت الجمعية قد شرعت في إعداد العرض‪ ،‬إذ‬ ‫يقول محمد العربي الشويخ في مذكراته الشخصية‪« :‬باسم جمعية‬ ‫«زهرة األدب المغربية» تقدمنا بطلب عرض رواية «أهل الكهف»‬

‫لمؤلفها الكاتب الروائي الشهير توفيق الحكيم‪ .‬وأثناء انتظار الجواب‪،‬‬ ‫قمنا بتوزيع األدوار على فرقة(‪ )11‬العرض باسم جمعية «زهرة األدب‬ ‫المغربية»‪ ،‬بينما نحن في انتظار الجواب من إدارة الحماية عن طريق‬ ‫باشا تطوان (السلم اإلداري)‪ ..‬فإذا بنا نتوصل بجواب مستعجل ‪!!..‬‬ ‫(غريب!!؟) من باشوية تطوان برسالة تحمل رقم ‪ 117‬بتاريخ ثالث‬ ‫ربيع الثاني عام ‪ 1362‬الموافق لـ‪ 10‬مارس ‪ 1943‬بإمضاء الباشا‬ ‫وطابع الباشوية يبلغنا فيها بأمر من سمو موالنا الخليفة المعظم أنه‬ ‫ال يمكن إصغاء لطلبكم من صاحب السمو الخليفة المعظم‪ ...‬امتثلنا‬ ‫لألمر السامي وأوقفنا عن عرض الرواية‪ ...‬ومن كواليس المجتمع‪،‬‬ ‫علمنا أن أيادي هامة لعبت دورها لحاجة في نفس يعقوب؟ واألمر‬ ‫هلل»(‪.)12‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫فلقد كان ضروريا إحضار كل هاته التوضيحات وكل هذه‬ ‫المعطيات التي لوالها لما تمكننا من الوصول إلى اإلجابات المعلقة‪،‬‬ ‫وأهمها دواعي التأليف وأغراضه وفهم وتفهم موقف الفقيه من‬ ‫المسرح ونظرته الدونية للتمثيل الذي هو ال أكثر من فكاهة ومزاح‬ ‫ورقص وطرب وأناشيد وأغان وتزجية للوقت‪ ....‬إلخ‪ ...‬غير أنه في‬ ‫مواقفه لم يكن متطرفا متشددا على غرار سابقيه من آل ابن‬ ‫الصديق‪ ،‬وال الهثا وراء أحكام وأدلة وإقحامها اعتباطا إلى غير ذلك‬ ‫من المواقف التي نرى ضرورة التطرق إليها‪.‬‬ ‫إننا‪ ،‬اآلن‪ ،‬أمام مؤلفين يصبان معا في اتجاه واحد هو «تحريم‬ ‫المسرح»؛ أحدهما مطبوع مشاع ومتداول بين الناس‪ ،‬واآلخر مخطوط‬ ‫مركون في الرفوف لم تصل إليه أيدي الباحثين والمهتمين‪.‬‬ ‫وإذا نحن حاولنا عقد مقابلة بين المطبوع والمخطوط بحثا عن‬ ‫نقط االئتالف واالختالف ستتضح لنا مجموعة من المواقف المشتركة‪،‬‬ ‫مع تباين اللغة على مستوى حدة الخطاب‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬كال الرجلين تفرغا للعلم وأوقفا حياتهما عليه درسا وحديثا‪،‬‬ ‫وابتعدا ابتعادا كامال عن معترك الحياة اليومية والدنيوية‪ ،‬وعن‬ ‫العلوم والفنون واآلداب الحديثة‪ ،‬وعن لغة اآلخر وثقافته‪ ،‬ولم يهتما‬

‫بالموضوعات الدنيوية في كتاباتهما إطالقا إذا ما نحن استثنينا‬ ‫الكتابين المذكورين‪ .‬وطبيعي جدا أن يكون لهذا التكوين أثره في‬ ‫التعاطي مع مثل هذه القضايا والموضوعات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬كالهما لم يأت الموضوع بعفو الخاطر أو استجابة لغيرة‬ ‫دينية‪ ،‬وإن كان هناك إحساس مشترك بخطورة الممارسة المسرحية‬ ‫على الدين وعلى األخالق بصفة عامة؛ فابن الصديق لم يكن هدفه‬ ‫أول األمر الكتابة عن المسرح وتحريمه‪ ،‬وإنما جاءت تلك الخطوة على‬ ‫إثر واقعة حدثت له مع شيخ األزهر (سبقت اإلشارة إليها) وكذلك الحال‬ ‫بالنسبة إلى الفقيه المرير الذي كتب رسالته تحت الطلب‪ ،‬يعني‬ ‫لدوافع خارجية‪ .‬وهنا‪ ،‬ينبغي اإلقرار بأن المسرح موجود ومنذ القدم‪،‬‬ ‫متغلغل‪ ،‬بل متجذر في تربتنا وثقافتنا منذ عقود‪ ،‬وكظواهر منذ قرون‪،‬‬ ‫ولم يتصد له أحد تحريما أو تشنيعا أو حتى مضايقة إال المستعمر‬ ‫الذي رأى في دعوته خطرا عليه وعلى وجوده‪ ،‬فأوجد الرقابة وسن‬ ‫القوانين الجائرة‪ ،‬وفتح في وجه ممارسيه من ممثلين وغيرهم أبواب‬ ‫السجون وزجّ بهم في المنافي‪ ،‬ورحم اهلل العالم شهيد الوطنية‬ ‫والمسرح المغربي محمد القري‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬ال نعتقد أن أحد الرجلين احتكّ أو اتصل بالمسرح‪ ،‬ولو على‬ ‫مستوى المشاهدة‪ ،‬أو قرأ نصا مسرحيا أو قرأ عن المسرح وتاريخه‬ ‫وأعالمه؛ وإنما هي أحكام قائمة على الحكي المغرض والسماع‬ ‫السيء‪ ،‬إذ لكل من الحاكي والسامع مواقف مسبقة‪ ،‬والحاكي المغرض‬ ‫ال يصطاد إال في البؤر النتنة‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬جاءت لغة ابن الصديق متشنجة‪ ،‬خشبية صارمة مع أحكام‬ ‫قطعية ال تقبل المناقشة‪ ،‬يلهث صاحبها لجمع األدلة والشواهد‬ ‫العامة إلسقاطها على المسرح وعلى أي شيء نريد تحريمه وإدانته‪،‬‬ ‫لغة محشوة بنعوت ساقطة واتهامات باطلة وجارحة خارجة عن اآلداب‬ ‫واللياقة‪ ،‬وهذا أمر قد نتفهمه إذا ما نحن استحضرنا داعي التأليف‪..‬‬ ‫وعلى نقيض ذلك لغة المرير في رسالته‪ :‬فهي لغة متوازنة‪،‬‬ ‫هادئة في ثورتها‪ ،‬ثائرة في هدوئها‪ ،‬تفي بالمراد‪ ،‬وذلك أيضا‬ ‫راجع – في رأينا‪ -‬إلى داعي تأليفها؛ فهي – قبل كل شيء‪ -‬رسالة‬ ‫شخصية جوابية غير موجهة إلى العموم‪ ،‬أي أنها جواب فقيه وضع‬ ‫أمام مسؤوليته‪ ،‬كتبت بالتأني «ببستاني بالطوابل خارج تطوان»‪.‬‬ ‫ولم يتركز الحديث فيها عن المسرح والتمثيل بقدر ما كان اهتمام‬ ‫صاحبها إثبات حرمة تمثيل األنبياء والقديسين والصالحين‬ ‫وإظهارهم على خشبات المسارح و»محالت اللهو واللعب والرقص‬ ‫والطرب»‪ .‬وكخالصة‪ ،‬فإنه «ال يجوز في الدين اإلسالمي تمثيل قصة‬ ‫من قصص القرآن»‪ ،‬وهذا موقف ال يخالفه فيه أحد من علماء أهل‬ ‫السنة‪ .‬أما هجومه‪ ،‬فكان على من قال بجواز ذلك‪« :‬ومن رخص في‬ ‫ذلك‪ ،‬فرخصته في تضليل»‪.‬‬ ‫خامسا‪ -‬نالحظ أن العنوان الذي ارتضاه ووضعه أول األمر‬ ‫لرسالته الفقيه أحمد بن محمد بن الصديق الغماري «إقامة الدليل‬ ‫على حرمة التمثيل» عنوان يوحي بالهدوء ومخاطبة العقل وبأن‬ ‫حرمة التمثيل تقوم على أدلة قاطعة؛ ولكن العنوان الجديد للرسالة‬ ‫نفسها جاء صادما على كل المستويات‪« :‬التنكيل أو التقتيل لمن أباح‬ ‫التمثيل»‪.‬‬ ‫وبالرجوع إلى عنوان رسالة الفقيه محمد بن محمد المرير‬ ‫التطواني‪ ،‬سنالحظ أن عنوانها األول كان «الزجر بالسان والكف‬ ‫لمن يجيز تمثيل أهل الكهف»‪ ،‬ولعل المؤلف رأى في عبارات‪ :‬الزجر‪،‬‬ ‫اللسان‪ ،‬الكف شيئا من العنف‪ ،‬فلطفه من لغته بعبارات تخاطب‬ ‫العقل‪« :‬إقامة الدليل‪ ،‬البرهان‪.»....‬‬

‫هوامش‬ ‫(‪ )1‬لم يصرح الفقيه‪ ،‬وقد نميل إلى أن يكون باشا‬ ‫المدينة؛ فهو من ذلك الـ «البعض من الرئاسة»‪.‬‬ ‫(‪ )2‬من الشباب الرائد في مجال الصحافة الوطنية‬ ‫(‪.)1992 - 1944‬‬ ‫(‪« )3‬جريدة أسبوعية إسالمية مغربية جامعة حرة»‪،‬‬ ‫كانت تصدر بتطوان‪ ،‬تاريخ صدورها ‪.1946‬‬ ‫(‪ )4‬المقصود مسرحية‪.‬‬ ‫(‪ )5‬نفهم من هذا العبارة أن الجهة الموكول إليها أمر‬ ‫الترخيص هي إدارة الحماية‪ ،‬ربما تشديد للرقابة‪ ،‬لينحصر‬ ‫دور الباشوية في الجانب الشكلي‪ :‬رفع الطلب واإلخبار‬ ‫بالنتيجة‪..‬‬ ‫(‪ )6‬المذكرة‪ ،‬ص ‪ .102‬ننبه إلى أن كل ما ننقله من‬ ‫فقرات عن المذكرة بأمانة تامة وبدون أدنى توجيه أو‬ ‫تدخل‪..‬‬ ‫(‪ )7‬منارتان وطنيين‪ ،‬أسس األول عبد الخالق الطريس‪،‬‬ ‫زعيم حزب اإلصالح الوطني‪ ..‬وأسس الثاني الشيخ محمد‬ ‫المكي الناصري‪ ،‬زعيم حزب الوحدة واالستقالل‪..‬‬ ‫(‪ )8‬المذكرة‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫(‪ )9‬نستغرب من أن تكون من مهام رئيس الحكومة‬ ‫تلقي طلبات الجمعيات‪.‬‬ ‫(‪ )10‬المذكرة‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫(‪ )11‬الفرقة جزء من هيكل الجمعية‪.‬‬ ‫(‪ )12‬المذكرة‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫بنيعيشعة‬ ‫محمدب اجلام‬ ‫الدكتوريف رحا‬

‫‪10‬‬

‫�أطاريح ‪:‬‬ ‫“ شعر عبد الكريم الطبال‪ :‬مقاربة موضوعاتية إحصائية “‬

‫نوقشت يوم الثالثاء ‪ 10‬نوفمبر‬ ‫‪ 2015‬برحاب كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫الدكتوراه في األدب العربي‪ ،‬تقدم بها‬ ‫الطالب الباحث عبد الجواد الخنيفي في‬ ‫موضوع‪“ :‬شعر عبد الكريم الطبال‬ ‫مقاربة موضوعاتية إحصائية “ ‪ .‬وكانت‬ ‫لجنة المناقشة مكونة من األساتـذة‪:‬‬ ‫د‪ .‬أحمد هاشم الريسوني رئيسـا‬ ‫د‪ .‬عبد الطيف شهبون مشرفا ومقـررا‬ ‫دة‪ .‬سعاد الناصر ود‪ .‬عز الدين‬ ‫الشنتوف ود‪ .‬يوسف ناوري أعضاء‪.‬‬ ‫وبعد المناقشة التي دامت ثالث‬ ‫ساعات‪ ،‬أعلنت اللجنة العلمية منح‬ ‫الطالب الباحث شهادة الدكتوراه‬ ‫بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫وفي ما يلي نص التقرير الذي‬ ‫تقدم به الباحث أمام اللجنة العلمية‪:‬‬ ‫لعل اختيار الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال مجاال‬ ‫لهذه الدراسة التي وسمناها بـ‪ “ :‬شعر عبد الكريم الطبال‬ ‫مقاربة موضوعاتية إحصائية “‪ ،‬يعود إلى رغبة موضوعية‬ ‫الكتشاف عالمه الشعري الرحب والفسيح وماهيته‪ ،‬باعتباره‬ ‫خصيصة إبداعية وقدرة فذة على صهر المؤتلف والمختلف‪،‬‬ ‫وسمت الشعرية المغربية المعاصرة وأج��ادت التعبير عن‬ ‫أبعادها وسماتها وقضاياها الكبرى ‪ ..‬كما أنها راكمت جوانب‬ ‫نظرية وعوالم تخييلية‪ ،‬تجسدت في االختالف والتعدد ‪،‬في‬ ‫سياق حركة شعرية مديدة األبعاد كثيرة المظاهر‪ ،‬وتراكم‬ ‫نصي متجذر تميز بخصائصه وأبعاده وفرادته ‪ ..‬فضال عن‬ ‫أن المشروع الشعري للشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬ينطوي‬ ‫على قضايا إنسانية ـ اجتماعية ونزوعات كونية ‪،‬باعتبار أن‬ ‫الشاعر عاش ويعيش زمنه بوعي وبصيرة‪ ،‬رابطا بين الماضي‬ ‫والحاضر‪ ،‬متوحدا بين التجربة الذاتية والتجربة الجماعية‪،‬‬ ‫يسير في أفق صيرورة مستمرة بما تفتحه من نوافذ على‬ ‫المستقبل وبسط التمهيدات المكانية والزمانية واالغتراف‬ ‫من الذات واآلخر واألشياء والعالم ‪.‬‬ ‫كما أن اختيار هذه الدراسة حول الشاعر عبد الكريم‬ ‫الطبال‪ ،‬يعود أيضا إلى رغبة عميقة في الكشف عن الدور‬ ‫الريادي والفاعلية الشعرية التي استطاعت أن تلعبه هذه‬ ‫التجربة في حركة الثقافة المغربية بشكل عام‪ ،‬من خالل‬ ‫سعيها الحثيث على خلق لغة متألقة منفتحة ومتجددة على‬ ‫األبعاد والدالالت اإلنسانية‪ ،‬وعلى المستوى الفني والجمالي‬ ‫وتلمس القضايا اليومية ‪ .‬باإلضافة إلى أن تجربة الشاعر‬ ‫عبد الكريم الطبال لم تأخذ حقها من النقد والمتابعة‪ ،‬عبر‬ ‫تناول جل أعماله الشعرية بالدرس والتحليل والمكاشفة ‪ ،‬‬ ‫واستبانة مالمحها‪ ،‬والقبض على تراكماتها النصية والغوص‬ ‫في حقيقة أسئلتها وقضاياها‪ .‬ولعل النص العربي القديم‬ ‫أيضا بكل حموالته التراثية يشكل التحاما بتجربته الشعرية‪،‬‬ ‫فهو حاضر بكل روافده بين ثنايا نصوصه الشعرية‪ ،‬زاخرا‬ ‫باإلشارات التاريخية والرمزية واإليحائية واألسطورية‪ ،‬جاعال‬ ‫من منابعه قدرة توليدية للنص واستلهاما للرؤيا‪.‬‬ ‫لهذه األسباب وغيرها‪ ،‬شكلت التجربة الشعرية للشاعر‬ ‫عبد الكريم الطبال‪ ،‬جزءاً كبيراً من اهتماماتي منذ بدأت أعي‬ ‫أهميتها في المتن الشعري المغربي‪ ،‬إلى جانب أسماء أخرى‬ ‫تنتمي إلى الجيل المؤسس‪ ،‬وعن مدى مساهمة الشاعر في‬ ‫بلورة أنساق شعرية تنخرط في رهانات تعبيرية ورؤيوية‪،‬‬ ‫تحقق فاعلية إبداعية في جانب منجزه الشعري المسكون‬ ‫بأسئلة الكتابة وأسئلة الواقع‪ .‬ويمكن من جانب آخر اعتبار أن‬ ‫تجربة الشاعر عبد الكريم الطبال تهيأت في مسارات تاريخية‪،‬‬ ‫تقاطعت فيها تطلعات المجتمعات إلى التحرر‪ ،‬إذ جسدت‬ ‫باستمرار اتصالها باألحداث واآلخر والتغلغل في ضروب‬ ‫الصراع في الحضارة الحديثة‪ ،‬بحثا عن صوت الحق‪ ،‬مُعرفة‬ ‫بالوعي النظري الذي رافق القصيدة المغربية في سياق بحثها‬ ‫عن تربة مغايرة في مرحلة ما قبل االستقالل وما بعده وإلى‬ ‫اآلن‪ ،‬حيث استجابت لتطلعات التجريب واالنفتاح على اآلفاق‬ ‫الرحبة ونشدان التغيير والتطوير ‪.‬‬ ‫ولقد قسمنا دراستنا هذه إلى أربعة أبواب‪ ،‬ضمت أحد‬ ‫عشر فصال‪ ،‬حرصنا من خاللها على تناول التعالقات الممكنة‬ ‫بين المتن والمنهج والتيمة‪.‬‬ ‫فأما الباب األول الذي يتكون من فصلين فقد كرسناه‬ ‫لعرض المنهج الموضوعاتي في الخطاب النقدي الغربي‪،‬‬ ‫ثم في الخطاب النقدي العربي الحديث‪ ،‬حيث قدمنا صورة‬ ‫تركيبية عن حدود النقد الموضوعاتي وأحطنا بأهم أصوله‬ ‫وأقطابه وأدبياته واستجالء أبعاده في كال الخطابين‪.‬‬

‫وتناولنا في الباب الثاني ال��ذي يضم ثالثة فصول‪،‬‬ ‫التجربة الشعرية عند الشاعر عبد الكريم الطبال في السياق‬ ‫التاريخي‪ ،‬إذ انصبت في الفصل األول على عالقتها بجغرافية‬ ‫الشعر العربي‪ ،‬وفي الفصل الثاني في المتن الشعري المغربي‪،‬‬ ‫متوقفين على أهم الخلفيات الموضوعية واآلفاق النظرية‬ ‫لتحوالت القصيدة العربية والمغربية الحديثة والمعاصرة‬ ‫وتنوع مواضيعهما ومنطلقاتهما‪ .‬وفي الفصل الثالث تناولنا‬ ‫جانب الشعر والسيرة‪ ،‬من خالل كتاب‪“ :‬فراشات هاربة”‬ ‫للشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬باعتبارها مدخال لفهم طبيعة‬ ‫منابعه الشعرية‪ ..‬والمواقف التي تركت آث��ارا عميقة في‬ ‫شعره‪ .‬حيث انصب على العناوين التالية‪ :‬العقبة األولى صورة‬ ‫الطفولة‪ ،‬البيت المفتوح‪ ،‬المرويات الليلية‪ ،‬الكتاب والعقاب‪،‬‬ ‫جرح الطفولة‪ ،‬الحرب والسالم‪ /‬صورة الشغب‪ ،‬الجدار السحري‪،‬‬ ‫الحروب الثالثة‪ ،‬جماعة دالئل الخيرات‪ ،‬الرحلة الصعبة‪ /‬صورة‬ ‫شاعر يولد‪ ،‬المكتبة‪ :‬الكتاب الذي ال ينتهي‪ ،‬الحب المزدوج‪،‬‬ ‫الصحافة‪ :‬مرآة الشاعر‪.‬‬ ‫وضم الباب الثالث دراسة شعر عبد الكريم الطبال من‬ ‫خالل المقاربة الموضوعاتية اإلحصائية لمعجمه الشعري‪،‬‬ ‫الذي اشتمل على أربعة فصول‪ ،‬معتمدين على أكثر من‬ ‫أربعين موضوعة قادتنا إلى دراسة شبكة من الصور الفرعية‬ ‫والتيمات المجاورة ونحت قسماتها‪ ،‬تشكل الطبيعة محور‬ ‫ارتكازها وشجرتها التي تستمد منها فروع أغصانها ‪ .‬وقد‬ ‫وضعنا في بداية دراسة كل ديوان جدوال تفصيليا يبين أهم‬ ‫النتائج اإلحصائية التي توصلنا إليها والتي عرفت تبدالت‬ ‫وتحوالت من ديوان آلخر‪ ،‬حاولنا جاهدين أن تتناسب وبناءها‬ ‫الموضوعاتي وتشابكاتها الداللية وفق مركزية التيمة في‬ ‫العمل اإلبداعي‪.‬‬ ‫و اعتمدنا في دراسة كل ديوان الوقوف على نماذج‬ ‫نصية ( مقاطع من قصائد أو قصائد كاملة ) من الدواوين‬ ‫األحد عشر التي تتناول األعمال الكاملة في جزءيها األول‬ ‫والثاني عبر المساءلة النقدية والتحليل النصي وإبراز كيان‬ ‫المتن وكشف المواضيع المضيئة والمُعتمة فيه‪ ،‬والذي‬ ‫اعتمدناه متنوعا يسائل كل المراحل‪ ،‬مستأنسين بعدد من‬ ‫المناهج النقدية في دراستنا‪ ،‬دون االنقياد بشكل كبير ألطرها‬ ‫النظرية ومنطلقاتها الفكرية واأليديولوجية‪ ،‬وفق ما تسمح‬ ‫به من تالقح وتكامل وتوحيد للتصــورات الفكرية‪ ،‬مع تقديم‬ ‫شبكة ألهم الموضوعات المدروسة في نهاية كل ديوان‪.‬‬ ‫وقمنا بجمع الدواوين التي تشكل مرحلة متكاملة‬ ‫ومتقاربة في فصل واحد‪ ،‬وفق تسلسلها الزمني تبعا لمراحل‬

‫حياة الشاعر عبد الكريم الطبال الشعرية‪ ،‬حيث تناولنا‬ ‫في الفصل األول دراســة دواوي��ن ‪“ :‬األشياء المنكسرة “‬ ‫و”الطريق إلى اإلنسان “ و“ البستان “ ‪ .‬فاألشياء المنكسرة‬ ‫أمدنا بمواضيع ‪ :‬الحزن واالنكسار ‪ -‬المقهى ‪ /‬الحلم والخيبة‬ ‫– األلم‪ /‬الترقب ‪ -‬التطلع أو تطلعات الحلم ‪ -‬الفجر ‪ /‬السخرية‬ ‫ الموت واالنبعاث ‪ -‬تمجيد البطولة‪ .‬وديوان الطريق إلى‬‫اإلنسان تناولنا فيه مواضيع ‪ :‬رحلة اإلنسان ‪ -‬الذات والطبيعة‬ ‫ الحزن والغربة ‪ -‬مرثية اإلنسان ‪ -‬الجرح ‪ /‬الحلم ‪ -‬السفر‬‫‪ /‬البحر‪ -‬الخوف ‪ -‬االلتزام بقضايا المجتمع ‪ .‬وتناول ديوان‬ ‫البستان المواضيع التالية ‪ :‬البستان ‪ /‬البراءة ‪ -‬صداقة الطبيعة‬ ‫ المكان ‪ -‬سؤال األنا ‪ /‬سؤال الكون‪ ..‬سؤال الحياة ‪ /‬الغموض‬‫ المساء ‪ -‬الشعر ‪ /‬الرؤيا ‪ /‬الزمن ‪ -‬العاشق والمعشوق ‪ -‬خيبة‬‫الحب ‪.‬‬ ‫وتناولنا في الفصل الثاني دراسة ديواني ‪ :‬عابر سبيل‬ ‫وآخر المساء‪ ،‬حيث انصبت في األول على مواضيع ‪ :‬سلطة‬ ‫المكان‪ /‬سلطة المعنى ‪ -‬الطفولة والنهر والعري ‪ -‬الشجرة‬ ‫ُ‬ ‫والفعل المحرم ‪ -‬نافذة ُ‬ ‫والتذكر ‪ -‬تجاذبات الواقع‬ ‫الكتاب‬ ‫الملتبس ‪ -‬الضوء ‪ /‬الظالم ‪ -‬البحر ‪ -‬رحلة الشاعر عبر الوجود‬ ‫ تحقيق الممكن ‪ -‬قلق الزمن ‪ .‬وفي الثاني على ‪ :‬الذاكرة‬‫والطفولة ‪ -‬األم ‪ /‬العائلة ‪ -‬األم ‪ /‬الليل ‪ /‬الحكاية ‪ -‬األم ‪/‬‬ ‫الموت ‪ -‬األب ‪ -‬الغناء ‪ -‬الرثاء ‪ -‬الصداقة ‪ :‬القيم ‪ -‬الصداقة ‪:‬‬ ‫المرأة والرجل ‪ -‬صداقة الشعر ‪ ..‬صداقة الشعراء ‪.‬‬ ‫ودرسنا في الفصل الثالث دواوين ‪ “ :‬شجر البياض”‪،‬‬ ‫“القبض على الماء” و”لوحات مائية”‪ ،‬حيث تناولنا في شجر‬ ‫البياض مواضيع‪ :‬البياض‪ ،‬الماء ‪ /‬النبع‪ ،‬الوجود أو الكينونة ‪-‬‬ ‫الشاعر وظله ‪ -‬حديث المكان‪ ..‬حديث الصباح ‪ -‬اليد والمرأة‬ ‫ المكان امتدادات ال تنتهي ‪ -‬الزمن باب نحو السفر‪ ،‬الزمن‬‫االسترجاعي ونافذة التراث‪ .‬وفي ديوان القبض على الماء‬ ‫تطرقنا إلى مواضيع ‪ :‬قبضة الماء ‪ /‬قبضة الشعر ‪ -‬المحبة‬ ‫والعشق والمرأة ‪ -‬حكاية الملك األسير ‪ /‬حكاية األندلس ‪-‬‬ ‫المدن المُستعمرة‪ ،‬فلسطين الجرح العميق‪ /‬الجرح المتجدد‬ ‫ القبض على سيرة الشعر والشعراء ‪ -‬القصيدة ‪ /‬الموقف‬‫‪ /‬السجن ‪ -‬ظل الشاعر ‪ /‬ظل األبناء ‪ -‬حكاية الخلق الشعري‬ ‫ المرآة المُكسرة ‪ -‬أورفيوس ‪ /‬الموسيقى ‪ -‬آدم وحواء ‪-‬‬‫الشاعر وفعل التجاذب ‪ -‬الموقف ‪ /‬الزنزانة ‪ /‬الغدر ‪.‬‬ ‫وفي جانب ديوان لوحات مائية‪ ،‬ارتكزت دراستنا على‬ ‫المواضيع التالية ‪ :‬على عتبة المكان ‪ -‬المكان ظل الشاعر‬ ‫ الباب عين الشاعر ‪ -‬المكان ‪ :‬حكايات الشاعر ‪ -‬المكان‪:‬‬‫انبعاث الشاعر ‪ /‬انبعاث غرناطته ‪ -‬يد المكان ‪ -‬المكان النبع‬ ‫المطلق ‪.‬‬

‫أما الفصل الرابع واألخير‪ ،‬فقد قسمناه في دراستنا على‬ ‫الدواوين التالية ‪“ :‬كتاب العناية”‪“ ،‬بعد الجلبة”‪“ ،‬على عتبة‬ ‫البحر” ‪ .‬إذ انصبت المواضيع وفق الترتيب اآلتي في كتاب‬ ‫العناية‪ :‬مجاورة التراث ‪ -‬باب اللغة ‪ /‬حجاب اللغة ‪ -‬باب الحكمة‬ ‫ باب المشيئة والجالل ‪ -‬باب التوسل ‪ -‬باب التوحد ‪ -‬قصص‬‫األنبياء ‪ -‬سيرة البحر ‪ -‬حوار النصوص ‪.‬‬ ‫وانصبت مواضيع ديوان‪ :‬بعد الجلبة على‪ :‬قلق العالم ‪/‬‬ ‫قلق الذات ‪ -‬تذويب الطبيعة ونوسطالجيا الينابيع ‪ -‬الشاعر‬ ‫الرائي ‪ /‬الشاعر الراعي ‪ -‬الموت طريق الحزن والرثاء ‪ -‬كشف‬ ‫مفارقات الحياة وااللتزام بالعالم ‪ -‬صداقة الطبيعة ‪ -‬الماء ‪-‬‬ ‫الضوء ‪ -‬تأمالت الشاعر ‪/‬عصا الشاعر ‪ -‬ما بعد الجلبة ‪ .‬وفي‬ ‫ديوان على عتبة البحر تناولنا المواضيع التالية ‪ :‬البحر نافذة‬ ‫الشاعر ‪ /‬نافذة الحياة ‪ -‬البحر ‪ /‬األسطورة ‪ -‬التوحــد مع البحر‬ ‫‪ /‬الشاعر جسد من بحر ‪ -‬البحر بوابة السفر ‪ -‬البحر سؤال‬ ‫الوجود ‪ /‬سؤال الملكوت ‪ -‬الماء رحلة الوالدة ‪ /‬رحلة الحياة‬ ‫ المرأة الجسد الحاضر الغائب ‪ -‬مرايا الذات واآلخر ‪ /‬مرايا‬‫الشاعر ‪.‬‬ ‫وتوقفنا في الباب الرابع الذي قسمناه إلى ثالثة فصول‪،‬‬ ‫على دراسة األبعاد وال��دالالت اإلنسانية لموضوعات عبد‬ ‫الكريم الطبال الشعرية‪ ،‬حيث تناولنا في الفصل األول روابطها‬ ‫بالشعر العالمي الذي قمنا فيه بتقديم مقارنات شعرية‪،‬‬ ‫حددنا من خاللها أهم الروافد الشعرية العالمية التي نهل‬ ‫منها الشاعر عبد الكريم الطبال ‪ :‬لوركا‪ ،‬بابلو نيرودا وناظم‬ ‫حكمت‪ ،‬في تالقيها وتكاملها مع تجربته‪ ،‬مقدمين نماذج‬ ‫نصية‪ .‬وكذلك األمر في الفصل الثاني (أ) في جانب روابط‬ ‫تلك الموضوعات بالشعر العربي‪ .‬حيث حددنا في الموضوع‬ ‫األول علمين شعريين هما‪ :‬أبو القاسم الشابي وصالح عبد‬ ‫الصبور كرافدين للشاعر عبد الكريم الطبال في البحث عن‬ ‫راهنية القصيدة واستشراف ممكناتها وآفاقها‪ ،‬كانا مالزمين‬ ‫لبداياته الشعرية‪ .‬ثم بعدها توالد شعرية النص التراثي في‬ ‫أعماله ‪،‬وركزنا في هذا الجانب على علمين صوفيين هما ‪ :‬ابن‬ ‫عربي والنفري وأثرهما في تجربته ‪.‬‬ ‫أما على مستوى الشعر المغربي وبالفصل الثالث‬ ‫(ب)‪ ،‬فقد الحظنا أن مرحلة الستينيات كانت اللبنة لتأسيس‬ ‫القصيدة المغربية المعاصرة‪ ،‬تلك القصيدة التي كانت تنهل‬ ‫من مواضيع مشتركة‪ ،‬وبالتالي لم تكن هناك تغيرات على‬ ‫مستوى الصوت الشعري باعتباره كان خطابا واحدا متكامال‬ ‫ومشتركا يتغذى من نفس النبع بين شعراء ذلك الجيل‪،‬‬ ‫مكتفين باختيار وتناول موضوعة واحدة مشتركة بينهم وهي‬ ‫تيمة “ البحر”‪ .‬إذ قدمنا نماذج شعرية ثالثة مجايلة لتجربة‬ ‫الشاعر الطبال‪ :‬محمد السرغيني‪ ،‬محمد الميموني ومحمد‬ ‫الخمارالكنوني‪.‬‬ ‫وفي تركيب عام انصب اهتمامنا‪ ،‬على خاصيات البناء‬ ‫الشعري في قصائد الشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬حيث ركزنا‬ ‫باقتضاب على أربعة مرتكزات أساسية مقتضبة‪ :‬موضوعة‬ ‫الصورة الشعرية‪ ،‬موضوعة التخييل‪ ،‬موضوعة الرمز‬ ‫وموضوعة الرؤيا‪ ،‬مع تقديم خالصات واستنتاجات توقفنا‬ ‫فيها على بعض أهم الخصائص األسلوبية والبنائية والرمزية‬ ‫المهيمنة في الخطاب الشعري عند الشاعر عبد الكريم الطبال‬ ‫وآليات اشتغاله ومالمح تجربته وتحوالتها وما تحمله من‬ ‫خصوصيات‪ ،‬كما قدمنا سيرة مقتضبة عنه‪ .‬وخصصنا في‬ ‫األخير ملحقا بالصور وسمناه بـ ‪ “ :‬شذرات حياتية “‪ ،‬تؤرخ‬ ‫لبعض المراحل والمحطات من حياة الشاعر‪...‬‬ ‫تلكم هي الخطوط العامة التي اعتمدناها في دراستنا‬ ‫لشعر الشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬بالرغم من التحديات الكثيرة‬ ‫التي جوبهنا بها‪ ،‬إذ حاولنا التسلح بالكثير من الموضوعية‬ ‫حتى ال تسقط الدراسة في إصدار وإبداء األحكام القبلية‪،‬‬ ‫آملين أن تكون قد أضاءت بعض الجوانب من األدب المغربي‬ ‫الحديث‪ .‬ومحصلة القول إننا ال ندعي بواسطة هذه المحاولة‬ ‫تقديم إحاطة جامعة مانعة بالموضوع المقترح وال استنتاج‬ ‫أحكام نهائية ومعرفة مطلقة بصدد القضايا التي أثرناها‪،‬‬ ‫وإنما نؤمن بأن هذا البحث ليس إال عتبة أو لبنة نتغيى‬ ‫تحقيقها في دراسات أخرى‪ ،‬وأرجو أن يكون عذري في تقصير‬ ‫ما أنني سعيت واجتهدت ما أمكن ‪.‬‬ ‫وفي األخير البد من االعتراف بالفضل ألهله‪ ،‬وهكذا‬ ‫ال يسعنا إال أن نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الكبير‬ ‫والموصول لأليادي البيضاء التي لوالها لما كان لهذه‬ ‫الدراسة أن تستقيم في الوضع الذي هي عليه‪ ،‬وأخص بالذكر‬ ‫أستاذي الجليل الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬الذي أشرف‬ ‫على هذا العمل ووجه صاحبه وأفاده حتى استقام على ما هو‬ ‫عليه‪ .‬كما أجزل الشكر والعرفان ألستاذي الشاعر المغربي‬ ‫الكبير عبد الكريم الطبال الذي أمدني ببعض المراجع‬ ‫وأعانني بتوجيهاته ومالحظاته السديدة ومنحني من وقته‬ ‫الكثير‪،‬والشكر أيضا لكافة أفراد اللجنة العلمية الموقرة التي‬ ‫تفضلت فقبلت فكرة مشروع هذه الدراسة أساتذتي األجالء‪:‬‬ ‫الدكتورة سعاد الناصر‪ ،‬الدكتور أحمد هاشم الريسوني‪،‬‬ ‫الدكتور عز الدين الشنتوف والدكتور يوسف ناوري‪ .‬كما أشكر‬ ‫جزيل الشكر كال من األصدقاء األساتذة الذين لم يبخلوا علي‬ ‫بتوجيهاتهم‪ :‬نجيب العوفي‪ ،‬محمد المسعودي‪ ،‬أحمد زنيبر‪،‬‬ ‫المرحوم محمد الميعادي‪ ،‬جمال بوطيب‪ ،‬ومحمد القاضي‪،‬‬ ‫وإلى والدتي وإخوتي الذين كانوا لي عونا وسندا وأفقا رحبا‪،‬‬ ‫واهلل المستعان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫بنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫البازارات يخربون السياحة‬ ‫دهاقنة‬ ‫في تطوان‬

‫‪ 3‬ـ طرب الآلة‬

‫• محمد العربي الفتوح‬

‫‪-‬‬

‫باحث في المعالم التراثية‬

‫ال حديث في تطوان إال عن صاحب البازار‬ ‫(الدهقان األعظم) الذي يحتكر السياحة في‬ ‫تطوان وجميع القوافل السياحية اآلتية من‬ ‫طنجة والمركب السياحي الفرنسي المتواجد في‬ ‫تطوان وقبل انتهاء الموسم السياحي الفرنسي‬ ‫لهذه السنة بشهر ونصف تقريبا تسبب هذا‬ ‫الدهقان في مشكلة تتعلق في (قضية رشوة)‬ ‫وإذا كنا نعلم ويعلم الجميع بأن (المشرع) يعاقب‬ ‫في قضية الرشوة الذي يأخذها والذي يعطيها‪،‬‬ ‫فإن ما وقع في تطوان الصيف الماضي أمر يحير‬ ‫العقل وال يقبله القانون‪ ،‬ذلك أن هذا الدهقان‬ ‫الذي طغى وتجبر وهدد كل من يقف في طريقه‬ ‫ادعى أنه منح خمسة ماليين فرنك للمسؤول عن‬ ‫الرحالت في المؤسسة السياحية مقابل أن يرسل‬ ‫له إلى بازاره القوافل السياحية والحصيلة أن‬ ‫عدد هذه القوافل كان شحيحا فاشتكى صاحب‬ ‫البازار أمره إلى مدير المؤسسة الذي بدوره رفع‬ ‫هذه الشكاية إلى اإلدارة الكبرى فعاقبت هذه‬ ‫اإلدارة المسؤول عن الرحالت بأن طردته من‬ ‫عمله واعتبرت ما فعله مسؤول الرحالت لخيانة‬ ‫لألمانة فال يجوز له أن يأخذ الرشوة فلو وضع‬ ‫ذلك المبلغ من المال في صندوق المؤسسة‬ ‫لكان في حل من هذه المشكلة ولكنه وضعها‬ ‫في جيبه فتبثت عليه التهمة‪.‬‬

‫وهنا نطرح سؤاال‪ ،‬هل يعد المبلغ الذي‬ ‫أخذه مسؤول الرحالت في المركب السياحي‬ ‫وهو (خمسة ماليين فرنك) رشوة؟ أم إكرامية؟‬ ‫أم معاملة تجارية؟ هذا ال يعد إكرامية وال معاملة‬ ‫تجارية‪ ،‬هذا يعد خيانة لألمانة ورش��وة لهذا‬ ‫السبب طرد من عمله في المؤسسة السياحية‬ ‫التي أمضى فيها ‪ 25‬سنة من العمل كلها‬ ‫ضاعت وما كان لها أن تضيع لو فكر في مصلحة‬ ‫المؤسسة ووض��ع ذلك المبلغ في (صندوق)‬ ‫المؤسسة‪ .‬وإذا كان صاحب البازار يرى بأن‬ ‫عدد القوافل التي زارت بازاره كان عددا شحيحا‬ ‫إذا ما قورن بالسنوات الماضية فهذا يرجع إلى‬ ‫أن بعض السياح سبق لهم أن زاروا مدينة‬ ‫تطوان ويفضلون زيارة المدن األخرى كطنجة‬ ‫وشفشاون‪ ،‬ولنرجع إلى قضية الرشوة التي سألت‬ ‫فيها أكثر من عشر محامين فقالوا باإلجماع إن‬ ‫قضية الرشوة يعاقب فيها الذي يأخذها والذي‬ ‫يعطيها ولكن ما حصل هو أن الذي أعطاها لم‬ ‫يحصل على أية عقوبة وأن الذي أخذها طرد‬ ‫من عمله وضاعت منه ‪ 25‬سنة من العمل التي‬ ‫قضاها مع هذه المؤسسة الفرنسية السياحية‪،‬‬ ‫وكلمة (دهقان) كلمة فارسية تعني اإلقطاعي‬ ‫المحتكر وإذا كان المغرب يصدر (الفسفاط)‬ ‫إلى روسيا فإن هذا الدهقان يصدر (الفوكيد)‬ ‫إلى الدار البيضاء التي يملك فيها متجران واحد‬ ‫(للتوابل) واآلخر (للزرابي) وتزوره القوافل التي‬ ‫تأتي بها البواخر العابرة‪ ،‬وفي طنجة زارته في‬ ‫هذا األسبوع باخرة تحمل ‪( 4000‬أربعة آالف)‬ ‫سائح سبعة قوافل منها جاءته إلى تطوان التي‬ ‫يملك فيها متجران أيضا للتوابل وللزرابي وإذا‬ ‫كان البعض يلقبه (بالدهقان األعظم) فالبعض‬ ‫اآلخر يلقبه بإمام الرشوة فهو يستعمل المال‬

‫الفتوح مع السياح واالبتسامة تعلوا وجوههم‬ ‫لحرق أعدائه ويشغل الفوكيد ويحلل ما هو‬ ‫حرام في مهنة اإلرشاد السياحي وقد بلغت منه‬ ‫الوقاحة بأن هددني وقال لي ‪ :‬لن تشتغل مع‬ ‫المؤسسة السياحية في الموسم المقبل ألنه‬ ‫اكتسب صداقته مع بعض المسؤولين في هذه‬ ‫المؤسسة التي أشتغل فيها أنا أكثر من ‪ 35‬سنة‪،‬‬ ‫وإلى هذا الدهقان أهدي هذه األبيات ‪:‬‬ ‫وللعرينــة ريـح ليـــس يقربهـــا‬ ‫بنو الثعالب غاب األسد أم حضروا‬ ‫وللزرازيــر جبــــن وهي طائـــرة‬ ‫وللبــزاة شمـــوخ وهي تحتضـــر‬ ‫(وأقول له أعلى ما في خيلك اركبه)‬ ‫ماذا جرى للسياحة في تطوان ؟ ما سر‬ ‫هذه الفوضى ؟ ولماذا ابتعد أهل تطوان من‬ ‫تجارة ال��ب��ازارات ؟ أن أصحاب هذه البازارات‬ ‫يستعجلون الزمن للحصول على الثراء ولو على‬ ‫شرفهم‪ ،‬دلوني على صاحب بازار بتطوان واحد‬ ‫مستقيم‪ ،‬ال تقل لي بازار الحوزي‪ ،‬فهذا الرجل ال‬ ‫يأكل من السياحة سوى الفتات والباقي يبتلعه‬

‫دهاقنة السياحة الذين جاؤوا من مدن أخرى‬ ‫ليستوطنوا في تطوان ال ليحدثوا فيها رواجا بل‬ ‫ليعيثوا فيها خرابا وفسادا ويبيعوا فيها الزربية‬ ‫بثمن (المرسيدس) وزيت أرك��ان المغشوش‬ ‫الذي ما هو في الواقع إال (زيت كريسطال) إذن‬ ‫ال بد من مراقبة صارمة لهذه السلع التي تباع‬ ‫للسياح كما أنه ينبغي أن يخصص وقت كاف‬ ‫لزيارة المعالم التراثية والمتاحف التاريخية‬ ‫فالسائح يأتي مدفوعا بحب االستطالع يريد‬ ‫معرفة تراثنا وحضارتنا‪ ،‬ولكن الدهقان األعظم‬ ‫يفرض على المرشد السياحي أن يقضي السائح‬ ‫الوقت الطويل في بازاره ‪ ..‬وبعد هذه اإلطاللة‬ ‫المؤسفة التي تسيء إلى مدينة تطوان نتساءل‪،‬‬ ‫ترى ما شأن هذه المدينة المعروضة في متحف‬ ‫البؤس والشقاء؟ أما الجماعة الحضرية فال تملك‬ ‫هي األخ��رى ثقافة سياحية‪ ،‬إنها تستعجل‬ ‫الزمن للحصول على الثراء فال تهمها مصالح‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫انقذوا السياحة في تطوان من جبروت‬ ‫دهاقنة البازارات‪.‬‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء‪.‬‬

‫ثانوية القدس اإلعدادية في مركز تطوان للفن الحديث‬

‫في إطار األنشطة السنوية للنادي الفني‬ ‫الذي يشرف عليه أستاذ مادة التربية التشكيلية‬ ‫جواد ف��رار‪ ،‬نظمت ثانوية القدس اإلعدادية‬ ‫بتطوان زي��ارات تثقيفية لمركز تطوان للفن‬ ‫الحديث لفائدة تالمذة مستوى السنة الثانية‪.‬‬ ‫وهذه المبادرة هي ثمرة شراكة بين ثانوية‬ ‫القدس اإلعدادية ومركز تطوان للفن الحديث‬ ‫تحت رعاية النيابة اإلقليمية ل��وزارة التربية‬ ‫الوطنية والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة‪.‬‬ ‫ويعتبر المركز صرحا ثقافيا وفنيا وموروثا‬ ‫مشتركا بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬كان في السابق‬ ‫محطة للقطار بنيت سنة ‪ ، 1918‬طالها‬ ‫اإلهمال والنسيان لسنوات طوال‪ .‬وبدعم من‬ ‫مؤسسة الثقافات الثالث اإلسبانية ‘’‪Las Tres‬‬ ‫‪ ،’’Culturas‬تم تحويلها بين سنتي ‪2005‬‬ ‫و‪ 2012‬إلى مركز الفن الحديث‪ ،‬األول من نوعه‬ ‫في شمال إفريقيا‪ ،‬والذي يعتبر فضاء لحفظ‬ ‫ونشر فن مدرسة تطوان التشكيلية‪.‬‬ ‫هذه الزيارات التي تمت برمجتها ما بين‬ ‫‪ 25‬نونبر و ‪ 1‬دجنبر ‪ 2015‬استفاد منها ‪320‬‬ ‫تلميذا حيث اكتشفوا فضاء المركز الرحب وكذا‬ ‫مجموعة األعمال الفنية المهمة التي يزخر بها‬ ‫والتي تمثل تطور مدرسة تطوان التشكيلية من‬ ‫جيل الرواد إلى جيل الشباب‪.‬‬ ‫وتزامنت ه��ذه ال��زي��ارات التثقيفية مع‬ ‫معرض الفنانة اإلسبانية طريسا إستيبان التي‬

‫‪11‬‬

‫يستضيف المركز أعمالها من ‪ 24‬نونبر ‪2015‬‬ ‫إلى ‪ 16‬يناير ‪ 2016‬حيث تنظم معرض ‘’السماء‬ ‫الواقية’’ للفن التشكيلي وفن المنحوتات بدعم‬ ‫من سفارة إسبانيا بالمغرب‪.‬‬ ‫وقد تعرف التالميذ على أحدث أعمالها‬ ‫من خالل أكثر من أربعين عمال من منحوتات‬ ‫ورسومات مستوحاة من الفن المعماري العربي‬ ‫التقليدي وأيضا على طرق اشتغالها عبر ورشات‬ ‫فنية شاركوا فيها‪.‬‬ ‫وينوي النادي الفني للمؤسسة تنظيم‬ ‫زي��ارات أخ��رى خالل السنة الدراسية الحالية‬ ‫(المعهد الوطني للفنــون الجميلــة‪ ،‬مدرســة‬

‫الصنائع والفنون الوطنية ‘’دار الصنعة’’‪ ،‬المتحف‬ ‫اإلثنوغرافي‪ ،‬المتحف األركيولوجي‪،‬المعارض‬ ‫الفنية‪ )...‬و إنجاز جداريات في فضاء المؤسسة‬ ‫وتنظيم معــرض فنــي وكذا المشاركة في‬ ‫المباريات‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن مدير ثانوية القدس‬ ‫اإلعدادية بتطوان السيد سالم الحاجيوي ال‬ ‫يدخر جهدا في تشجيع مثل هذه المبادرات‬ ‫التي ترقى بمستوى التالمذة وتنمي قدراتهم‬ ‫وتحفزهم وتشجعهم على التحصيل وتكسر‬ ‫الرتابة‪.‬‬

‫ندى المسري‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫تعددت المدارس والروايات فيما يخص الطرب األندلسي أو طرب اآللة‪،‬‬ ‫ومن بين أهم هذه المدارس نجد مدارس عبد الكريم الرايس‪ ،‬عبد السالم‬ ‫البريهي‪ ،‬موالي أحمد الوكيلي‪ ،‬محمد بن عمور الجعيدي محمد العربي‬ ‫التمسماني‪ ،‬حيث يعتبر هؤالء من بين حاملي مشعل هذا الطرب الموسيقي‬ ‫األصيل ببالدنا‪ ،‬كما يرجع لهم الفضل في الحفاظ على هذا التراث العريق‪،‬‬ ‫وقد تعددت هذه األجواق بتعدد المدارس جعلتها تتباين وتختلف من‬ ‫مدرسة إلى أخرى‪ ،‬وهذا االختالف شيء طبيعي إذا ما علمنا بأنهم تلقوا‬ ‫جميعا هذا التراث الموسيقي عن طريق الرواية والسماع‪ ،‬وخاص فيما يتعلق‬ ‫ب «التواشي» المستعملة من طرف بعض األجواق المحترفة دون غيرها‪،‬‬ ‫حيث كانت شبه مفقودة‪ ،‬ويرجع الفضل في إبرازها للفنان النرحوم محمد‬ ‫العربي التمسماني‪ ،‬ومن بينها «توشيات رمل الماية» و «توشية صنعة‬ ‫(يا أيها الغادي) و «توشية نوبة األصبهان» و «توشية نوبة رصد الذيل»‬ ‫و«توشية نوبة االستهالل»‪.‬‬ ‫وتعتبر التواشي من أثمن النفائس في الموسيقى األندلسية‪ ،‬وتنقسم‬ ‫حسب الباحثين والدارسين إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ توشية النوبة‪ ،‬وهي قطعة موسيقية آلية بدون كلمات‪ ،‬تعزف‬ ‫قبل ميزان البسيط‪ ،‬ويمكن أن تعزف قبل أي ميزان آخر‪ ،‬وهي من أجمل‬ ‫ما تحتوي عليه موسيقى اآللة‪ ،‬وتأتي التوشية بعد البغية‪ ،‬وتليها ميازين‬ ‫النوبة‪ ،‬وحسب بعض الباحثين والدارسين أن توشية النوبة ليس لها ميزان‬ ‫خاص‪ ،‬وإن كان بعض أهل هذا الفن يزعمون أن تواشي النوبة خاضعة‬ ‫لميزان البسيط‪ ،‬لكنها حسب البعض ليست كلها بل هناك توشيتين فقط‬ ‫وهما «توشية العشاق» و «نوبة عراق العجم» اللتان يمكن أن تدونا على‬ ‫ميزان البسيط‪ ،‬وهذا راجع إما لكون عدد األزمنة غير متكافئ‪ ،‬أو أن البنية‬ ‫اللحنية للتواشي ال تتناسب من الناحية العلمية مع هذا اإليقاع‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ توشية الميزان‪ ،‬وهي قطعة موسيقية آلية بدون كلمات هي األخرى‬ ‫تعزف قبل البدء في الميزان‪ ،‬وتتبعه باإليقاع‪ ،‬وهي موجودة في ميازين «‬ ‫القائم ونصف» و « القدام» و «الدرج» وأيضا في توشية واحدة في «ميزان‬ ‫بطايحي الرصد»‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ توشية الصنعة‪ ،‬هذه التوشية حسب الباحثين المختصين في‬ ‫الموسيقى التراثية األندلسية‪ ،‬كانت قديما تستعمل في المقدمة‪ ،‬إال أن‬ ‫الخوف على ضياعها دفع العديد من الممارسين لهذا الطرب إلى إقحامها‬ ‫داخل الصنعات إلى أن جاء موالي أحمد الوكيلي وأعادها إلى المقدمة كما‬ ‫كانت‪.‬‬

‫أما «البغية» فهي معزوفة آلية تعزف بدون إيقاع وهي التي توضح نغم‬ ‫المقام أو الطبع الذي ستسير عليه النوبة أو الميزان الذي يليها‪ ،‬وتؤدى‬ ‫البغية من طرف األجواق االحترافية بشكل متقارب‪ ،‬لكنها تختلف اختالفا‬ ‫واضحا عند عزفها من طرف جوق آخر‪ ،‬وذلك تبعا للمدرسة التي ينتمي إليها‬ ‫كل جوق من األجواق‪ ،‬ويبقى حق التصرف لرئيس الفرقة الموسيقية في‬ ‫تسيير المجموعة التي يرأسها‪ ،‬حسب رغبته‪ ،‬وما يمليه ظرف األداء‪ ،‬إلعطاء‬ ‫البغية الطابع الذيتينتمي إليه‪ ،‬وعلى أفراد الفرقة أن ينهجوا نهجه في‬ ‫تطويل أو تقصير بعض المقاطع أو الجمل الموسيقية‪.‬‬ ‫وقد أضاف المغاربة إلى الميازين األربعة ميزانا خامسا أطلقوا عليه‬ ‫اسم «الدرج» ووضعوا فيه الكثير من األلحان التي ما زالت متداولة‪ ،‬ونجد‬ ‫من حين آلخر بعض األلحان لتواشي ميازين الدرج المفقودة‪ ،‬تم اقتباسها‬ ‫وتوثيقها من التالحين واألدوار المستعملة عند أهل السماع والمديح‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بتوشية ميزان درج غريب الحسين‪ ،‬وبالجملة األولى لتوشية‬ ‫ميزان درج الحجاز الكبير‪ ،‬أما الجملة الثانية فهي تستعمل من طرف الجميع‬ ‫وبتوشية ميزان درج االصبهان‪ ،‬وبتوشية درج الرصد‪ ،‬وبتوشية ميزان درج‬ ‫ميزان عراق العجم الذي تتكون جملته األولى من تالحين أهل السماع‪ ،‬في‬ ‫حين أخذت جملته الثانية من الشق الثاني من توشية صنعة (يا ساكنا) من‬ ‫قائم ونصف الحجاز الكبير‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن هناك اختالفات في تناول بعض التوشيات من مدرسة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬كما هو الحاصل أيضا فيما يخص البغيات‪ ،‬وهذا ناتج عن الطريقة‬ ‫التي كانت تستعمل وال تزال في المعاهد الموسيقية التقليدية‪ ،‬أثناء تلقين‬ ‫إحدى الصنائع من شخص آلخر‪ ،‬باالعتماد على طريقة الحفظ‪ ،‬ويظهر هذا‬ ‫االختالف أيضا في األداء بين أفراد الجوق الواحد‪.‬‬ ‫وكانت توشية نوبة رمل الماية في عداد تواشي الموسيقى األندلسية‬ ‫المفقودة إلى أن جاء المرحوم الفنان محمد العربي التمسماني وأخرجها‬ ‫للوجود‪ ،‬وتساءل العديد من الباحثين هل تعتبر توشية نوبة رمل الماية‬ ‫قديمة أم حديثة؟‪ ،‬ليؤكد المرحوم التمسماني على قدم هذه النوبة التي‬ ‫صادفها عندما عين سنة ‪ 1956‬مديرا للمعهد المعهد الموسيقي بتطوان‪،‬‬ ‫حيث وجدها متداولة من طرف حفاظ من تطوان ال تقل أعمارهم عن‬ ‫تسعين سنة‪ ،‬وهو ما يؤكد تراثية هذه النوبة‪ ،‬وأضاف لها التمسماني جملة‬ ‫لحنية ‪ ،‬وهي عبارة عن التأثير الزمني‪ ،‬الذي يربط هذه التوشية ‪ ،‬بتصدرة‬ ‫ميزان بشيط النوبة (صلوا يا عبادي) ‪ ،‬وكانت هذة التصديرة مدمجة في‬ ‫هذه الصنعة ‪ ،‬يستعملها جل ممارسي هذا الطرب‪ ،‬اعتبارا لكون التصدرة‬ ‫كانت بدون مقدمة قبل هذا التاريخ‪ ،‬وأن ظهورها على يد الفنان المرحوم‬ ‫التمسماني أعاد لنوبة رمل الماية بنيتها وتسلسلها‪ ،‬وأزال الغموض الذي‬ ‫كان يلف بتصدرة الميزان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫بمناسبة اليوم الوطني للسجين‬

‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‬ ‫في ورشة حقوقية بسجن وزان‬

‫سعيا منها في إشاعة مبادئ حقوق اإلنسان‬ ‫في المؤسسات السجنية بجهة نفوذها الترابي‪،‬‬ ‫ومساهمة منها في أنسنة ف��ض��اءات هذه‬ ‫المؤسسات وفق مقاربة حقوقية‪ ،‬كانت اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال يوم اإلثنين‬ ‫‪ 7‬دجنبر‪ ،‬الذي يخلد اليوم الوطني للسجين‪ ،‬على‬ ‫موعد في ورشة حقوقية ‪ ‬مع نزالء المؤسسات‬ ‫السجنية ‪.‬‬ ‫الورشة التحسيسية التي اتخذت من‬ ‫“حقوق وواجبات السجين “ محورا لها‪ ،‬احتضنها‬ ‫السجن المحلي بمدينة وزان‪ ،‬انطلقت بكلمة‬ ‫مدير المؤسسة أش��اد فيها بمبادرة اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان‪ ،‬التي جاءت متفاعلة مع‬ ‫مضمون المخطط االستراتيجي للمندوبية‬ ‫العامة إلدارة السجون ال��ذي يرمي إلى‬ ‫أنسنة ظروف االعتقال‪ ،‬وترسيخ ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان في عالم السجن ‪ .‬ولم يفته التذكير‬ ‫بأهم األنشطة الثقافية والرياضية والدينية‬ ‫المنظمة بمناسبة االحتفاء باليوم الوطني‬ ‫للسجين ‪.‬‬ ‫عضو اللجنة الجهوية لحقوق محمد‬ ‫حمضي‪ ،‬وبعد رشة ضوء سلطها على المادة ‪11‬‬ ‫من الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬التي تحدد عالقة هذه المؤسسة‬ ‫الدستورية ‪ ‬بالمؤسسات السجنية‪ ،‬وفي إطار‬ ‫تقريب الحضور الذي شارك في الورشة ( نزالء‬ ‫وعاملين بالمؤسسة السجنية ) من ‪ ‬المرجعية‬ ‫الحقوقية الوطنية والدولية التي تنتصر لحقوق‬ ‫السجناء وحماية كرامتهم‪ ،‬عرج على الفصل‬ ‫‪ 23‬لدستور ‪ 2011‬الذي من بين ما جاء فيه‬ ‫“ يتمتع كل شخص معتقل بحقوق أساسية‬ ‫وبظروف اعتقال إنسانية ‪ .‬ويمكنه أن يستفيد‬ ‫من برامج للتكوين وإعادة اإلدماج “ ‪ .‬كما توقف‬ ‫عند المادة الخامسة من الميثاق العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان التي جاء فيها “ ال يجوز إخضاع أحد‬ ‫للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة القاسية أو‬

‫‪12‬‬

‫اإلنسانية أو الحاطة من الكرامة “‪ ،‬وعند القاعدة‬ ‫‪ 61‬من قواعد الحد األدنى لمعاملة السجناء التي‬ ‫تنص على ‪ “ ‬جعل السجناء جزء من المجتمع ال‬ ‫إقصائهم منه “ ‪.‬‬ ‫بعد ذلك واص��ل عضو اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان بتقديم أهم الحقوق التي‬ ‫يتوفر عليها السجين ‪،‬كما يحددها القانون ‪98‬‬ ‫‪ 23 /‬المنظم للمؤسسات السجنية بالمملكة‬ ‫المغربية ‪ .‬وهكذا أشار إلى منع ضرب السجناء‬ ‫أو تعذيبهم‪ ،‬أو إهانتهم بأي شكل من األشكال‪،‬‬ ‫أو تشغيلهم في أعمال مهينة وحاطة بالكرامة‪،‬‬ ‫أو ابتزازهم‪ ،‬أو وضعهم في الزنزانة التأديبية‬ ‫بدون مبرر قانوني‪ .....‬وأضاف بأن من بين‬ ‫الحقوق األخرى التي يضمنها ويوفرها نفس‬ ‫القانون للسجناء‪ ،‬هناك الرعاية الصحية والطبية‬ ‫واألدوي��ة الالزمة‪ ،‬والغذاء الصحي والوجبات‬ ‫الخاصة للمرضى حسب توصية الطبيب‪،‬‬ ‫واألمان والسالمة في أماكن تشغيل النزالء‪،‬‬

‫وضمان الحق في الشكوى‪ ،‬ووسائل االتصال‬ ‫بين النزالء وذويهم ومحاميهم ‪.........‬‬ ‫ولكي تكون الحياة بالمؤسسة السجنية‬ ‫شفافة رغم أن ( السجن ) مغلق‪ ،‬فإن المشرع‬ ‫أوكل رقابة مدى احترام كرامة السجين إلى‬ ‫النيابة العامة وقضاء التحقيق‪ ،‬واللجن اإلقليمية‬ ‫التي يرأسها عمال األقاليم‪ ،‬والمجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان وآلياته الجهوية‪ ،‬وقريبا اآللية‬ ‫الوطنية للوقاية من التعذيب ‪.‬‬ ‫نزالء المؤسسة السجنية الذين استفادوا‬ ‫من هذه الورشة التحسيسية‪ ،‬جاء تفاعلهم‬ ‫إيجابيا مع مضمونها‪ ،‬قبل أن يعلن نائب المدير‬ ‫عن إسدال ستارها بكلمة دعاهم فيها باستغالل‬ ‫مرورهم العابر بهذه المؤسسة التربوية‬ ‫واإلصالحية‪ ،‬باالستفادة من شعب التكوين‬ ‫المهني التي توفرها ‪ . ‬‬

‫محمد حمضي‬

‫محمد بودرا يدعو إلى جلب أطباء من الصين الشعبية لسد‬ ‫الخصاص الحاصل بإقليم الحسيمة‬ ‫دعا البرلماني ورئيس المجلس البلدي للحسيمة‪ ،‬محمد بودرا‬ ‫إلى جلب أطباء من جمهورية الصين الشعبية‪ ،‬لسد الخصاص‬ ‫الحاصل في المراكز الصحية الحضرية والقروية على مستوى‬ ‫الجماعات الترابية باإلقليم‪.‬‬ ‫و جاءت هذه الدعوة خالل االجتماع الذي ترأسه والي الجهة‬ ‫محمد اليعقوبي الثالثاء ما قبل األخير‪ ،‬بعمالة إقليم الحسيمة‬ ‫والذي خصص الستعراض أهم فقرات المخطط الملكي للتنمية‬ ‫المجالية إلقليم الحسيمة والذي أطلق عليه جاللته إسم “الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط”‬ ‫وخالل تدخله ‪ ،‬أكد محمد بودرا أنه قد سيصعب على وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬بمفردها‪ ،‬حل مشاكل هذا القطاع‪ ،‬في ظل رفض الخريجين‬ ‫من األطباء والممرضين‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬االلتحاق بالمناطق النائية‬ ‫لمزاولة مهامهم‪ ،‬وتشبثهم بالعمل داخل المدن الكبرى‪.‬‬ ‫دعوة بودرا تأتي في وقت تعرف فيه جل المراكز الصحية بالوسطين الحضري والقروي بإقليم الحسيمة‪ ،‬تسجيل غياب ملحوظ لألطباء‬ ‫والممرضين‪ ،‬بل إن عددا من المراكز الصحية ال يوجد بها ال طبيب وال ممرض‪.‬‬ ‫****************************************************‬

‫اختتام الملتقى الثقافي الخامس للطفل األمازيغي‬ ‫اختتمت األحد الماضي‪ ،‬فعاليات الملتقى الثقافي السنوي‬ ‫الخامس للطفل األمازيغي المنظم من طرف جمعية “رؤى” لالهتمام‬ ‫باألسرة‪ ،‬بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة األمازيغية‪.‬‬ ‫وحسب المنظمين‪ ،‬فقد تضمن برنامج هذا اللقاء فقرات‬ ‫وأنشطة متنوعة وموزعة في مناطق متعددة بتراب إقليم الحسيمة‬ ‫خاصة امزورن‪ ،‬بني حذيفة ‪ ،‬تركيست‪ ،‬الرواضي وبني بوفراح‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى األنشطة المبرمجة بمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫كما نظمت الجمعية‪ ،‬بتنسيق مع كل من مؤسسة محمد‬ ‫السادس للنهوض بالتعليم األول��ي وجمعية السالم للثقافة‬ ‫والتنمية بإمزورن عددا من الخرجات االستكشافية ألبرز وأهم المآثر‬ ‫‪ ‬‬ ‫التاريخية بمنطقة الريف‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيمها حصصا في تعليم‬ ‫الحرف االمازيغي ” تفيناغ “‪ ،‬في كل من بلديتي إمزورن وتركيست‬ ‫والجماعة القروية ايت حذيفة‪.‬‬ ‫اشتملت هذه الدورة كذلك‪ ،‬تنظيم مسابقة في األمثال األمازيغية بمنطقة الريف‪ ،‬واختتمت بأمسية ثقافية فنية بقاعة العروض‬ ‫لدار الثقافة األمير موالي الحسن بالحسيمة‪ ،‬بتنسيق مع كل من مؤسسة محمد السادس للنهوض بالتعليم األولي والفضاء األورو‬ ‫متوسطي لفنون الفرجة ‪.‬‬

‫سهيلة الموندي‬

‫ندوة‬

‫دولية‬

‫أصول البيان‬ ‫في فهم‬ ‫الخطاب‬ ‫القرآني‬ ‫وتأويله‬ ‫ينظم مركز اب��ن أب��ي الربيع السبتي‬ ‫للدراسات اللغوية‪ ،‬التابع للرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء‪ ،‬بتعاون م��ع فرقة البحث األدب��ي‬ ‫والسيميائي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان‪ ،‬ندو ًة دولية في موضوع أصول البيان‬ ‫في فهم الخطاب القرآني وتأويله‪ ،‬وذلك بقاعة‬ ‫ال��ن��دوات بالكلية المذكورة يومي األربعاء‬ ‫والخميس ‪ 06‬و‪ 07‬من ربيع األول ‪1437‬هـ‪،‬‬ ‫الموافقين لـ ‪ 16‬و‪ 17‬من دجنبر ‪2015‬م‪.‬‬ ‫وف��ي تصريح مشترك ح��ول دواف��ع عقد‬ ‫هذه الندوة واأله��داف التي تبتغي تحقيقها‬ ‫يقول األستاذان د‪ .‬محمد الحافظ الروسي‪،‬‬ ‫رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات‬ ‫اللغوية‪ ،‬ود‪ .‬عبد الرحمن بودرع‪ ،‬رئيس اللجنة‬ ‫المنظمة للندوة‪« :‬يأتي تنظيم هذه الندوة في‬ ‫إطار إعداد تصور يسهم فيه الدرسُ النحوي‬ ‫والصرفي والمعجمي والبالغي في وضع أصول‬ ‫وقواعد تكفل تحقيق الفهم السليم والقراءة‬ ‫السليمة للقرآن الكريم‪ ،‬وتضمن إنتاج خطاب‬ ‫تفسيري سليم وخطاب تأويلي سليم»‪ .‬ويضيف‬ ‫األستاذان أن هذه الندوة «تبتغي اإلجابة عن‬ ‫أسئلة مشروع يتعلق بمدى إسهام علوم العربية‬ ‫في بيان معاني القرآن الكريم بيانا كليا مؤصال‪.‬‬ ‫وهي أسئلة ترمي إلى استخراج األصول والقواعد‬ ‫التي تضبط عمليات القراءة والفهم والتفسير‬ ‫والتأويل للخطاب القرآني‪ ،‬فتكون هذه القواعد‬ ‫ُ‬ ‫واألص���ول عاصم ًة لتلك العمليات من زَ َلل‬ ‫الشطط في التأويل ومن سوء الفهم والتنزيل»‪.‬‬ ‫وينتظر أن تتوزع أشغال هذه الندوة التي‬ ‫يشارك فيها علماء ومفكرون من داخل المغرب‬ ‫وخارجه على خمس جلسات علمية تخصص‬ ‫لمناقشة قضايا متعددة يجمع بينها ارتباطها‬ ‫بفهم الخطاب القرآني وتأويله‪ ،‬وذل��ك وفق‬ ‫البرنامج اآلتي‪:‬‬ ‫اليوم األول‪ :‬األربعاء ‪ 05‬ربيع األول ‪1437‬هـ‬ ‫‪ 16/‬دجنبر ‪2015‬م‪.‬‬ ‫الحصة الصباحية‪ :‬م��ن ‪9‬و‪30‬د إلى‬ ‫‪12‬و‪30‬د‬ ‫استقبال الضيوف وحفل شاي على شرف‬ ‫المشاركين (من ‪ 9.00‬إلى ‪)9.30‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية [‪:]1‬‬ ‫ تالوة آيات من الذكر الحكيم‪.‬‬‫ كلمة السيد عميد كلية اآلداب‪ ،‬باسم‬‫الكلية‪.‬‬ ‫ كلمة السيد األمين العام للرابطة‬‫المحمدية للعلماء‪ ،‬باسم الرابطة‪.‬‬ ‫ كلمة السيد رئيس المركز د‪.‬محمد‬‫الحافظ الروسي‪ ،‬باسم المركز‪.‬‬ ‫ كلمة منسق اللجنة المنظمة د‪.‬عبد‬‫الرحمن ب��ودرع‪ ،‬باسم اللجنة وفريق البحث‬ ‫األدبي والسيميائي بالكلية‪.‬‬ ‫ جلسة المحاضرة االفتتاحية برئاسة‬‫السيد األمين العام للرابطة المحمدية للعلماء‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬أحمد عبادي (من ‪ ..10‬إلى ‪.)12.30‬‬ ‫ محاضرة أ‪.‬د‪ .‬الشاهد البوشيخي رئيس‬‫مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)‪.‬‬ ‫ رفع الجلسة للغذاء‪ ،‬ثم االستئناف بالجلسة‬‫الثانية مساء األربعاء على الساعة الرابعة‪.‬‬ ‫الحصة المسائية‪ :‬من ‪ 16.00‬إلى ‪19‬و‪30‬د‬ ‫الجلسة [‪]2‬‬ ‫محور الجلسة‪ :‬مفاهيم ومصطلحات في‬ ‫البيان‪ ،‬والخطاب‪ ،‬والنص‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والتأويل‪..‬‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬محمد الحافظ الروسي‬ ‫[رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي]‬ ‫المقرر‪ :‬د‪ .‬يوسف بن عجيبة‬ ‫ التأويل بين المفسرين واللسانيين [د‪.‬‬‫خالد بن سليمان القوسي – جامعة اإلمام محمد‬ ‫بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية‬ ‫السعودية]‬

‫ بين أي��دي البيان والخطاب والنص‬‫والتفسير والتأويل‪ ،‬نحو ضبط أولي للمفاهيم‬ ‫والمصطلحات [أ‪.‬د‪ .‬عبد القادر سالمي – جامعة‬ ‫تلمسان‪،‬الجزائر]‬ ‫ حدود اللغة العربية وعلومها في فهم‬‫لسان القرآن الكريم وتأويله [د‪ .‬فاطمة الزهراء‬ ‫الناصري – مركز الدراسات القرآنية بالرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء‪ ،‬الرباط]‬ ‫ مناقشة‪.‬‬‫اليوم الثاني‪ :‬الخميس ‪ 06‬ربيع األول‬ ‫‪1437‬هـ ‪ 17 /‬دجنبر‪2015‬م‪.‬‬ ‫الحصة الصباحية‪ :‬من ‪ 9.00‬إلى ‪13.00‬‬ ‫الجلسة [‪]3‬‬ ‫محور الجلسة‪ :‬ح��دود العلوم اللغوية‬ ‫والبالغية في فهم الخطاب القرآني وتفسيره‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬محمد المنتار‬ ‫المقرر‪ :‬ذ‪ .‬سعيد الزكاف‬ ‫ األص��ول النحوية والصرفية في تأويل‬‫القرآن‪ :‬معاني القرآن وإعرابُه أنموذجا [د‪ .‬عبد‬ ‫اهلل بن سرحان القرني – جامعة أم القرى‪ ،‬مكة‬ ‫المكرمة]‬ ‫ بالغة القصّ في سورة طه [د‪ .‬سعاد‬‫الناصر – جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب]‬ ‫ التأثير والتأثر بين المعنى والصنعة‬‫النحوية عند ابن جرير الطبري في تفسيره [د‪.‬‬ ‫عبد اهلل بن محمد بن جار اهلل النغيمشي –‬ ‫جامعة القصيم‪ ،‬المملكة العربية السعودية]‬ ‫ النحو العربي والقرآن الكريم‪ ،‬قراءة‬‫في حدود العالقة وآفاقها [د‪ .‬عدنان أجانة –‬ ‫أكادييمية التربية والتعليم‪ ،‬كلميم]‬ ‫الحصة المسائية‪ :‬من ‪ 15.30‬إلى ‪18.30‬‬ ‫الجلسة [‪]4‬‬ ‫محور الجلسة‪ :‬معاجم اللغة والغريب‬ ‫وحدودها في فهم القرآن الكريم وتفسيره‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬عبد الرحمن بودرع‬ ‫المقرر‪ :‬عبد الواحد الصمدي‬ ‫ كتب الغريب وأثرها في فهم القرآن‪،‬‬‫تفسير غريب القرآن البن قتيبة أنموذجا [د‪.‬‬ ‫راشد بن حمود بن راشد الثنيان ‪ -‬كلية الزلفى‪،‬‬ ‫جامعة المجمعة‪ ،‬المملكة العربية السعودية]‬ ‫ التوجيه النحوي للشاذ في لغة القرآن‬‫الكريم [د‪ .‬نصر الدين وهابي – جامعة الشهيد‬ ‫حمّه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر]‬ ‫ معاجم اللغة وح��دوده��ا ف��ي الفهم‬‫والتفسير‪ ،‬معجم تهذيب اللغة لألزهري أنموذجا‬ ‫[د‪ .‬علي يعقوب – الجامعة اإلسالمية‪ ،‬النيجر]‬ ‫الجلسة [‪]5‬‬ ‫محور الجلسة‪ :‬نحوُ النص‪ ،‬والدرس اللغوي‬ ‫الحديث‪ ،‬وعالقته بالتفسير والتأويل‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬سعاد الناصر‬ ‫المقرر‪ :‬أبو الخير الناصري‬ ‫ النسق والبنية في دراسة النص القرآني‬‫واستجالء بيانه [د‪ .‬عبد الرحمن بودرع – جامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب]‬ ‫ وظيفة التأويل والسياق في بناء عملية‬‫الفهم للخطاب القرآني [د‪ .‬محمد المنتار‪ ،‬رئيس‬ ‫مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية‬ ‫للعلماءبالمغرب]‬ ‫ السياق موجها دالليا في التفسير اللغوي‬‫بالغرب اإلسالمي‪ ،‬البحر المحيط ألبي حيان‬ ‫األندلسي أنموذجا [د‪ .‬محمد الفرجي – كلية‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬مراكش‪ ،‬المغرب]‬ ‫ مناقشة‬‫ ختام الجلسات‪ ،‬واختتام أشغال الندوة‬‫بقراءة التوصيات‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫في الذكرى الـ ‪ 66‬الستشهاد امحمد أحمد بن عبود‬ ‫وجوالت في «السياسة والقانون»‬ ‫‬‫‪1‬‬

‫تعالت كثير من النداءات من لدن الباحثين والمهتمين‬ ‫بالفكر المغربي الحديث‪ ،‬على امتداد سنوات طويلة‪ ،‬من‬ ‫أجل االلتفات إلى جهود بعض المفكرين والعلماء المغاربة‬ ‫الذين قدّموا أعماال وإنتاجات غنية والفتة ظلت بعيدة نوعا‬ ‫ما عن اهتمام الدرس النقدي والبحث األكاديمي‪.‬‬ ‫وتجاوبا مع هاته النداءات‪ ،‬جاء تفكيري في االنكباب‬ ‫على التراث العلمي للشهيد امحمد أحمد بن عبود (‪- 1911‬‬ ‫‪ )1949‬من خالل واحد من تآليفه المتفردة؛ وذلك بمناسبة‬ ‫الذكرى الـ‪ 66‬الستشهاده‪ ،‬تغمده اهلل بواسع الرحمة‬ ‫والمغفرة وأسكنه فسيح الجنان مع النبيئين والصديقين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫في صيف سنة ‪ ،2002‬اقترح عليّ أستاذي الجليل‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل المرابط الترغي ‪ -‬تغمده اهلل بواسع الرحمة‬ ‫والمغفرة‪ -‬االشتغال على موضوع البعثات الطالبية التي‬ ‫توجهت خالل عهد الحماية من شمال المغرب صوب‬ ‫بعض بلدان المشرق العربي من أجل مواصلة التحصيل‬ ‫العلمي ومتابعة التكوين الدراسي؛ ليكون الموضوع بحثا‬ ‫لنيل شهادة اإلجازة‪ ..‬ودون تردد‪ ،‬أقبلت على الموضوع‬ ‫وانكببت على جمع بعض خيوطه المتداخلة ولملمة الخيوط‬ ‫المتشابكة فيه‪..‬‬ ‫وقد تمكنت‪ ،‬في ظرف زمني وجير وبإرشاد وتوجيه‬ ‫من أستاذي د‪ .‬المرابط الترغي (وجب التنويه هنا واآلن‬ ‫أن الفقيد لم يكن هو المشرف على هذا البحث)‪ ،‬أن أضع‬ ‫تصميما محكما ومضبوطا للبحث الذي سيشكل تحديا لي‬ ‫بالرغم من أنه كانت لي محاوالت سابقة عديدة في الكتابة‬ ‫والتحرير؛ وذلك بالنظر إلى أنني قد وجدت عراقيل ال تخطر‬ ‫على بال المرء وهو يخوض ألول مرة تجربة ما يسمى‬ ‫“البحث العلمي” في هذا البلد السعيد‪ ،‬ليس هنا واآلن مجال‬ ‫الخوض فيها‪..‬‬ ‫والحق أن العراقيل والصعوبات الكثيرة التي وجدتها‬ ‫في طريقي ترجع إلى الخيار المنهجي الذي رسمته للبحث‬ ‫باتفاق مع األستاذ المرابط الترغي‪ .‬وأذكر أن الخطة‬ ‫المنهجية للبحث كانت تتوخى رصد المكونات من خالل‬ ‫الجمع بين التوثيق (عبر إيراد تراجم الطلبة الذي رحلوا إلى‬ ‫المشرق وعرض اإلنجازات التي قدموها للبلد بعد التخرج‬ ‫والعودة إليه) وبين التحليل (عبر تقليب النظر في البواعث‬ ‫التي حرّكت الطلبة والقائمين على تلك البعثات من أجل‬ ‫تجهيزها وإعدادها‪ ،‬واآلثار العلمية والتربوية واألدبية‬ ‫واالجتماعية التي نجمت عن تلك البعثات)‪.‬‬ ‫وبالرغم من المصاعب والمتاعب التي واجهت طريقي‬ ‫في إنجاز هذا البحث خالل عملية جمع المادة العلمية‬ ‫والمعلومات المطلوبة‪ ،‬وتحديدا تراجم األسماء التي شاركت‬ ‫في بعض تلك البعثات ورصد اإلنجازات واألعمال التي خلفها‬ ‫هؤالء الطلبة؛ فإن غبطة وسرورا شديدين اجتاحا صدري‬ ‫وغمرا قلبي وجوانحي‪ ،‬ألنني تمكنت من الوقوف على‬ ‫صفحات مشرقة من تاريخ ثقافي لمنطقة غالية من المغرب‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬يمكن القول إنه بقدر المعاناة والمحنة‬ ‫والعذاب الذي عشته في سبيل الوصول إلى المبتغى‬ ‫وتحقيق المطلوب‪ ،‬فقد وجدت متعة ال توصف خالل المدة‬ ‫التي استغرقتها الرحلة؛ إلى درجة أنني بالرغم من انتهائي‬ ‫من البحث وحصولي على الشهادة التي أعد برسمها‪ ،‬فقد‬ ‫بقي الشغف بهذا الموضوع متقدا يشغل الذهن والفؤاد‬ ‫سنوات أخر بعد الحصول على شهادة اإلجازة وال تفوت‬ ‫مناسبة ‪ /‬فرصة دون أن أعود إلى النبش فيه والوقوف‬ ‫عند األسئلة والظواهر والقضايا المرتبطة به وما زلت إلى‬ ‫اليوم متتبعا لخيوط الموضوع‪ ،‬الذي آمل أن ييسر اهلل العلي‬ ‫القدير إخراجه في كتاب مستقل في أقرب وقت‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كما أسلفت‪ ،‬فقد وقفت‪ ،‬خالل تلك الرحلة‪ ،‬على كثير‬ ‫من الجوانب المشرقة في تاريخ الحركة الثقافية والفكرية‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬الذي كان يشهد نهضة ثقافية الفتة وقوية‬ ‫ومميزة‪..‬‬ ‫وعديدة هي األسماء التي لفتت اهتمامي العلمي‬ ‫المتفتح‪ ،‬آنئذ؛ غير أن أهم تلك األسماء أذكر‪ :‬امحمد‬ ‫عزيمان‪ ،‬والطيب بنونة‪ ،‬وعبد الخالق الطريس‪ ،‬ومحمد‬ ‫الطنجي‪ ،‬وامحمد بن أحمد بن عبود‪...‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يأتي وقوفي اليوم هنا عند كتابات‬ ‫الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود‪ ،‬من أجل الكشف عن‬ ‫مكانة الرجل وعطائه في الميدان الثقافي‪.‬‬ ‫يعد الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود واحدا من‬ ‫الطلبة المنتمين إلى شمال المغرب (أو ما كان يطلق عليه‬ ‫آنئذ المنطقة الخليفية) والذين رحلوا إلى المشرق العربي‪،‬‬ ‫والقاهرة تحديدا‪ ،‬من أجل متابعة الدراسة والنهل من‬ ‫حياض العلم‪.‬‬ ‫وقد لفتت هذه الشخصية انتباهي واهتمامي‪ ،‬منذ تلك‬ ‫المرحلة‪ ،‬بالنظر إلى األعمال واألنشطة التي تمكن الشهيد‬ ‫من أن ينجزها والتحركات التي كان يقوم بها لصالح القضية‬ ‫الوطنية وتحرير المغرب؛ فبقي اسم الرجل محفورا في‬ ‫الذاكرة‪ ،‬على الرغم من اختياري االشتغال في مرحلة الحقة‬ ‫بالتصوف وما جاوره من انشغاالت‪.‬‬

‫ومرت أعوام وحين‬ ‫كن��ت أق��رأ ذات م��رة‬ ‫مواجه��ة حواري��ة جرت‬ ‫بي��ن الباح��ث المغربي‬ ‫الكـبـــي��ر ف��ي مج��ال‬ ‫السوس��يولوجيا الراح��ل‬ ‫محم��د جس��وس وبين‬ ‫أس��تاذ الفلس��فة محمد‬ ‫سبيال ونش��رت أطوارها‬ ‫عل��ى صفح��ات مجل��ة‬ ‫“الوحدة” المأسوف على‬ ‫توقـــفه��ا‪ ،‬اس��توقفتني‬ ‫عب��ارة عميق��ة الدالالت‬ ‫والمعان��ي وردت عل��ى‬ ‫لسان جس��وس ووجدت‬ ‫أنه��ا تلخ��ص أش��د‬ ‫التلخيص المس��ار الذي‬ ‫س��لكه الوطن��ي الغيور‬ ‫الش��هيد األستاذ امحمد‬ ‫بن عب��ود‪ ،‬إذ قال محمد‬ ‫جس��وس‪“ :‬إن العم��ل‬ ‫العلمي ال يحق وال ينبغي‬ ‫له أن يقوق��ع على ذاته‪،‬‬ ‫وال يمكن��ه أن يتطور إال‬ ‫عن طري��ق إرس��اء حوار‬ ‫وتفاعل مس��تمرين بين‬ ‫التراث العلمي المتراكم وما يتخلله من إنجازات واجتهادات‬ ‫متطورة باستمرار وبين عملية المعاينة الجماعية واالختبار‬ ‫اإلجرائ��ي المتواص��ل للوقائع‪ ،‬ف��ي تقلباتها ومالبس��تها‪،‬‬ ‫الواقعة عن طريق العمل السياسي والعمل النقابي والعمل‬ ‫الثقاف��ي” (عن كتاب “طروحات حول المس��ألة االجتماعية”‪،‬‬ ‫لمحمد جسوس‪ ،‬منشورات األحداث المغربية‪ ،‬كتاب الشهر‬ ‫(‪ ،)6‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2003 ،‬ص ‪.)9‬‬ ‫وإن المتتبع للمسار النضالي والحياتي القصير للشهيد‬ ‫امحمد بن عبود (‪ 38‬سنة) يجد أنه‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬كرّس‪ ،‬إلى‬ ‫جانب التحركات التي كان يقوم بها الشهيد رحمه اهلل على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬قلمه وموهبته في الكتابة للدفاع عن القضية‬ ‫الوطنية والتعريف بها في مختلف المحافل والمنتديات؛‬ ‫فحرر دراسات ومقاالت ونشرها‬ ‫في الصحف الشهيرة وأجرى‬ ‫أحاديث صحافية وأنجز تقارير‬ ‫ومراسالت من الغاية ذاتها‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫حلت يوم الثاني عشر‬ ‫من شهــر دجنبــر الجاري‬ ‫الذكرى الـ‪ 66‬الستشهـــاد‬ ‫الوطنــي الكبيــر األستـــاذ‬ ‫امحمد بن عبــود‪ ...‬وبهذه‬ ‫المناســبــة‪ ،‬وفي سبــيـــل‬ ‫استحضار روح الفقيد العزيز‪،‬‬ ‫ووفاء للنضال الوطني الذي‬ ‫قدمــه رحمــه اهلل لصالح‬ ‫الوطن عامـــة ولتطــوان‬ ‫ولمنطقـــة الشمــال على‬ ‫األخص ‪ /‬وجه التخصيص؛‬ ‫فقد اختـــرت أن أقـــدم‬ ‫تأمالت‪ /‬قراءة سريعة في‬ ‫بعض من اإلنتاج العلمي‬ ‫الذي خ ّلفه الشهيد رحمه‬ ‫اهلل وأثابه خير الثواب‪ ،‬من‬ ‫خالل الوقوف عند كتاب‬ ‫“في السياسة والقانون”‬ ‫(منشورات جمعية تطاون أسمير‪ ،‬سلسلة دراسات ‪- 8‬‬ ‫الطبعة األولى ‪ - 1998‬المحمدية)‪.‬‬ ‫وقبل الشروع في عرض محتــوى مقــاالت وأبحـــاث‬ ‫هذا الكتاب والوقوف عند بعض الخصائص المنهجية‬ ‫التي تميزه‪ ،‬يليق بي أن ألقي نظرة سريعة على محطات‬ ‫وتواريخ من حياة الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود رحمه‬ ‫اهلل (ينبغي التنبيه هنا إلى أنني اعتمدت في صياغة هذه‬ ‫الترجمة المختصرة اعتمادا كليا على ما أورده أ‪ .‬د‪ .‬امحمد‬ ‫بن عبود‪ ،‬نجل الشهيد واألستاذ الجامعي‪ ،‬في الترجمة‬ ‫الضافية لحياة والده رحمه اهلل وأعماله ضمن المقدمة التي‬ ‫صدر بها الطبعة الثانية لكتاب (مركز األجانب في مراكش‪..‬‬ ‫دراسة قانونية لوضعية األجانب في المغرب قبل عهد‬ ‫الحماية وخالله” للشهيد امحمد بن عبود)‪.‬‬ ‫ولد الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود في تطوان يوم‬ ‫الجمعة ‪ 16‬ربيع الثاني عام ‪ 1329‬هجرية الموافق لـ‪17‬‬ ‫مارس ‪.1911‬‬ ‫وقد درس بتطوان والدار البيضاء وفاس (القرويين)‬ ‫والقاهرة (األزهر)‪ ،‬وحصل من جامعة فؤاد األول (التي تحول‬ ‫اسمها الحقا إلى جامعة القاهرة) على اإلجازة في القانون‬ ‫سنة ‪.1943‬‬ ‫وبعد إنهاء دراسته بأرض الكنانة وعودته إلى مسقــط‬ ‫رأسـه‪ ،‬لم تمر إال سنوات قليلــة حتى عيّنه موالي الحسن‬

‫بن المهدي‪ ،‬الخليفة‬ ‫السلطانـي في شمـــال‬ ‫المغــرب وفي األقاليم‬ ‫الصحراوية‪ ،‬سنة ‪1946‬‬ ‫رئيسا لوفد المغرب في‬ ‫اللجان الثقافية بجامعة‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫وكـان الش��هيــــد‬ ‫بن عبود من مؤسس��ي‬ ‫مكت��ب المغ��رب العربي‬ ‫بالقاه��رة‪ ،‬كم��ا عمل به‬ ‫مدي��را من س��نة ‪1948‬‬ ‫إلى وفاته‪.‬‬ ‫واستطـاع أن يخلق‬ ‫عالقــات وطيـدة داخل‬ ‫األوســـاط السياسيــــة‬ ‫المصرية‪ ،‬واندمج فيها‬ ‫اندماجا كليا‪.‬‬ ‫وقــد حضر الشهيد‬ ‫امحمــد بن أحمــد بن‬ ‫عبود أو “نبراس الحيوية‬ ‫واأللمعيـــة والعنفوان”‪،‬‬ ‫كما وصفه األديب عبد‬ ‫المجيد بن جلون رحمه‬ ‫اهلل ذات مقال يرثي‬ ‫فيه الفقيد‪ ،‬ونشرت مجلة “رسالة المغرب”‪ ،‬أنه شارك في‬ ‫عدة مؤتمرات دولية ممثال للمغرب؛ منها مؤتمر المغرب‬ ‫العربي الذي عقد بالقاهرة سنة ‪ ،1947‬والمؤتمر الثقافي‬ ‫العربي األول الذي عقد بلبنان في السنة ذاتها‪ ،‬والمؤتمر‬ ‫االقتصادي األول للدول اإلسالمية الذي عقد بكراتشي سنة‬ ‫‪ .1949‬وقد كانت للفقيد مواقف مشهودة في كل تلك‬ ‫المؤتمرات‪ ،‬فكان حضوره فيها فاعال ومؤثرا‪.‬‬ ‫ومن أهم األنشطة التي شارك فيها الفقيد اإلشراف‬ ‫على عملية إنقاذ الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫من باخرة “كاتومبا” (‪ )katoomba‬وهي في طريقها نحو‬ ‫مارسيليا‪ ،‬بعد أن قرر الفرنسيون نقل منفاه من جزيرة‬ ‫“الرينيون” إلى جنوب فرنسا في سنة ‪.1947‬‬ ‫وإلى جانب هذه التحركات‪ ،‬فقد نشر‬ ‫الفقيد عددا من المقـــاالت في‬ ‫أبرز الصحف في القاهرة وفي‬ ‫بعض المنابر المغربية مدافعا‬ ‫عن القضيــة المغربيــة‪ .‬كما‬ ‫أنجز دراسة علمية رصينة حول‬ ‫“مركز األجانب في مراكش‪..‬‬ ‫دراسة قانونية لوضعية األجانب‬ ‫في المغرب قبل عهد الحماية‬ ‫وخالله”‪ ،‬قـــدم لها األستــــاذ‬ ‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬رئيس‬ ‫مجلس الدولة المصري حينها‪،‬‬ ‫وطبعت ثلـــاث مرات ولقيــت‬ ‫الكثير من اإلقبال والحفاوة من‬ ‫لدن المتتبعين والمهتمين‪.‬‬ ‫كما تولى نجل الشهيد الكريم‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬امحمد بن عبود‪ ،‬األستاذ‬ ‫الجامعي المتألق‪ ،‬جمع مجموعة‬ ‫من المقاالت التي خلفها الشهيد‬ ‫ونشرها في كتاب مستقل‪.‬‬ ‫استشهـد يوم الثالثاء ‪20‬‬ ‫صفر ‪ 1369‬هجرية الموافق لـ‪12‬‬ ‫دجنبر ‪ ،1949‬في حاثة الطائرة‬ ‫التي سقطـت بباكستــان والتي‬ ‫كانت تقــل من بين ركابها وفد‬ ‫المغرب العربي في أول مؤتمر اقتصادي للدول اإلسالمية‬ ‫المتكون من الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود والشهيد‬ ‫علي الحمامي من الجزائر والشهيد الحبيب ثامر من تونس‪.‬‬ ‫ودفن الشهيد‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬بزاوية سيدي محمد الحاج‬ ‫بوعراقية بمدينة طنجة الدولية آنذاك في فاتح يناير ‪،1950‬‬ ‫بعد أن قررت السلطات االستعمارية منع جثته من الدخول‬ ‫إلى مدينة تطوان‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫يتضمن كتاب “في السياسة والقانون” ‪ 10‬مقاالت ‪/‬‬ ‫دراسات هي‪:‬‬ ‫مستقبل الفقه اإلسالمي في المغرب‬ ‫مصر تتحرر من قيود االمتيازات األجنبية‪ ..‬نهاية‬ ‫المحاكم المختلطة‬ ‫من حقوق اإلنسان‪ ..‬ال جريمة وال عقوبة إال بناء على‬ ‫نص في القانون‬ ‫اإلحسان‪ ..‬شي هلل يا سيدي بلعباس (في حلقتين)‬ ‫السياسة واإلدارة‬ ‫من محمد األول إلى محمد الخامس‬

‫عرض ‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫الجانب السياسي في اجتماع اللجنة الثقافية لجامعة‬ ‫الدول العربية‬ ‫الدورة الخامسة الجتماع الجنة الثقافية لجامعة الدول‬ ‫العربية‬ ‫رئاسة الديوان الملكي‬ ‫موقف المغرب من الحلف األطلنطي‪.‬‬ ‫وعن قصة ميالد هذا الكتاب‪ ،‬يقول أ‪ .‬د‪ .‬امحمد بن‬ ‫عبود (االبن) إن “هذه المقاالت نشرها مؤلفها‪ ،‬خالل‬ ‫سنة ‪ ،1949‬في “رسالة المغرب” ضمن مقاالت أخرى في‬ ‫مواضيع قانونية وسياسية هامة بأقالم أبرز األسماء الوطنية‬ ‫والثقافية لتلك الفترة‪ ...‬ولقد نبهني إليها األستاذ محمد‬ ‫موالطو‪ ،‬كما أذن لي بتصويرها من مجموعته الكاملة‬ ‫لـ”رسالة المغرب”‪( .”...‬في السياسة والقانون‪ ،‬ص ‪،5‬‬ ‫بتصرف)‪.‬‬ ‫وسأسعى من خالل الوقوف عند المقاالت المضمنة‬ ‫في الكتاب إلى الكشف عن السمات والخصائص الشكلية‬ ‫والموضوعية التي تميز الكتابة عند الشهيد امحمد بن‬ ‫عبود‪.‬‬ ‫وإن أبرز مالحظة يسجلها القارئ لموضوعات هذه‬ ‫المقاالت المضمنة في الكتاب هي أنه بالرغم من مرور‬ ‫أزيد من نصف قرن على كتابتها ونشرها؛ فإن أغلبها ما زال‬ ‫يكتسي راهنية قوية بالنظر إلى أن موضوعاتها تحضر بشدة‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬سواء في المشهد السياسي المغربي أم‬ ‫في الساحة السياسية العربية‪ .‬ومن األمثلة الدالة على هذه‬ ‫الراهنية‪ ،‬أذكر مقال السياسة واإلدارة‪ ،‬ومقال من حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ..‬ال جريمة وال عقاب إال بناء على نص في القانون‪،‬‬ ‫ومقال مستقبل الفقه اإلسالمي في المغرب‪...‬‬ ‫ومن الخصائص التي تطبع كتابة المقالة الصحافية‬ ‫السياسية عند الشهيد امحمد بن عبود االعتماد على الحكي‬ ‫‪ /‬القص في سوق األفكار؛ ففي مقال “السياسة واإلدارة”‪،‬‬ ‫يروي الكاتب قائال‪“ :‬كان أحد الوزراء الحاليين في المغرب‬ ‫يبكر في ذهابه إلى مكتبه كل صباح‪ ،‬ويكون آخر من‬ ‫يغادر من الموظفين بعد انتهاء العمل في دار المخزن‪.‬‬ ‫وكان يقضي كل هذا الوقت جالسا إلى مكتبه في شغل‬ ‫مرهق‪( .”...‬ص ‪ 43‬وما بعدها)‪ .‬وفي مقال آخر يورد الكاتب‬ ‫حكاية يجعلها مدخال للحديث عن الموضوع المراد‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫”شي هلل يا سيدي بلعباس”‪ ..‬كان يطرق سمعي هذا النداء‬ ‫الذي يردده طالبو اإلحسان في المغرب حيثما اتجهت في‬ ‫أنحاء تلك البالد‪ ،‬وكانت تتردد بجانبه نداءات بأسماء أخرى؛‬ ‫فاعتقدت أن أبا العباس إن هو إال واحد من آالف األولياء‬ ‫الذين يستعطف البؤساء بأسمائهم قلوب المحسنين” (ص‬ ‫‪ .)35‬وإن توظيف القص في الكتابة يسعف الكاتب – بال‬ ‫ريب‪ -‬في جلب اهتمام القارئ من أجل أن يتابعه في قراءة‬ ‫المقال‪.‬‬ ‫وإن الشهيد بن عبود يجمع في هذه المقاالت ‪/‬‬ ‫األبحاث بين آليتي التوثيق والتحليل؛ ففي المقال الخاص‬ ‫باإلحسان يلمس القارئ هذه الميزة بجالء ووضوح كبيرين‪.‬‬ ‫وإن التحليل الوارد في المقاالت ينطوي على قدر غير يسير‬ ‫من العمق والتجرد‪.‬‬ ‫وغير بعيد عن هذه الميزة‪ ،‬يقف القارئ في مقاالت‬ ‫الكتاب على التزام واضح بالمنهجية العلمية الدقيقة‬ ‫والمضبوطة في الكتابة؛ وذلك من خالل الحرص على‬ ‫السير وفق بناء محدد ومنطقي‪ :‬التعريفات‪ /‬تحديد أسباب‬ ‫الظاهرة‪ -‬الموضوع‪ /‬الخلوص إلى النتائج – االستنتاجات‪...‬‬ ‫وإن هذه المقاالت تكشف للقارئ المتأمل أن الشهيد‬ ‫امحمد بن عبود مثقف متمرس وقارئ نهم لمختلف الفنون‬ ‫والمعارف‪ :‬التاريخ‪ ،‬االجتماع‪ ،‬السياسة‪ ،‬األدب‪ ....‬ففي مقال‬ ‫“مستقبل الفقه اإلسالمي في المغرب”‪ ،‬يقول الكاتب‪...“ :‬‬ ‫وأسوق هنا مثاال للمسائل الخطيرة التي كان ملوكنا األماجد‬ ‫يلجأون فيها إلى استفتاء الفقهاء‪ ،‬عندما كانوا يعتزمون‬ ‫تنظيمها بتشريع جديد‪ .‬وترجع أهمية هذه المسألة‪ ،‬التي‬ ‫تكفي وحدها للتنبيه على المكانة التي كان يتبوأها الفقه‬ ‫اإلسالمي من التشريع في المغرب‪ ،‬إلى أنها تمس عدة‬ ‫جوانب دينية واقتصادية‪ .‬وقد حصل ذلك عندما كتب جاللة‬ ‫الملك موالي الحسن في سنة ‪ 1304‬هجرية إلى علماء‬ ‫فاس يستفتيهم في حكم الفقه اإلسالمي بشأن التجارة في‬ ‫الدخان واحتكاره” (ص ‪.)23‬‬ ‫كما تكشف هذه المقاالت – من جهة أخرى‪ -‬أن‬ ‫الرجل كان ملتصقا بقضايا المجتمع المغربي وهمومه‬ ‫بمختلف فئاته وشرائحه؛ وليست قضية تحرير الوطن من‬ ‫القبضة االستعمارية وحدها هي ما كان يشغل بال الشهيد‬ ‫واهتمامه‪ ،‬بل إن قضايا أخرى ال تبتعد عن تحرير اإلنسان‬ ‫من بعض السلوكات غير القويمة تحضر في مقاالت الكتاب‪.‬‬ ‫وإن فكر الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود ووعيه‬ ‫السياسي لم يكن محصورا في هذه الرقعة الجغرافية التي‬ ‫ينتمي إليها‪ ،‬بل إن عنايته واهتمامه يشمالن باقي بالد‬ ‫العرب‪ .‬ومن هنا‪ ،‬تحضر في بعض مقاالت الكتاب إشارات‬ ‫إلى عدد من األقطار العربية‪.‬‬ ‫ولن أجد ما أختم به هذه التأمالت السريعة خير من‬ ‫صرخة مدوية أطلقها منذ أزيد من ثالثة عقود محمد‬ ‫جسوس‪ ،‬عالم السوسيولوجيا‪ ،‬حين قال‪“ :‬إن العمل‬ ‫السياسي كزراعة البذور؛ فال يكفي أن تكون البذور صالحة‬ ‫لضمان مردودية الزراعة‪ ،‬بل يجب أن تكون التربة كذلك‪،‬‬ ‫وأن تكون هناك مالءمة بين البذور والتربة من حيث طبيعة‬ ‫التربة والماء ومن حيث متطلبات البذرة‪ ،‬وإال فلن تزهر‬ ‫شيئا‪ ،‬أو سنزرع المبادئ النبيلة والنيات الحسنة والمواقف‬ ‫النقية وتنمو العقارب واألفاعي‪ ،‬سنزرع القمح وينمو الشوك”‬ ‫(مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.)66‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في الدعوة إلى السلم وتحريم العنف‬ ‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫وحديثا من مشكلة العنف‬ ‫وسط ما يعانيه العالم ‪ -‬قديمًا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بشتى أشكاله وألوانه يأتي ُّ‬ ‫النبويُ‪ ،‬الذي تمثل في تطبيقه‬ ‫الحل‬ ‫ّ‬ ‫للمنهج اإلسالمي تطبي ًقا يتَّسم بالحكمة والحزم والرحمة‪ ،‬فبدأ‬ ‫رسول اهلل ح َّله لهذه المشكلة التي كانت متفشية في قومه وبين‬ ‫العشائر والقبائل في عصره‪ ،‬بغرس خُ ُلق المراقبة في نفوس‬ ‫أصحابه؛ فبهذا الخُ ُلق يحرص اإلنسان على أداء حقوق اهلل وحقوق‬ ‫العباد‪ ،‬فال يما ِرسُ عن ًفا أو إرهابًا؛ ألن اهلل َّ‬ ‫مطلع عليه‪ ،‬ورقيب على‬ ‫سرائره‪ ،‬فعن معاذ‪ ‬أنه قال‪ :‬قلتُ‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أوصني‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«اعْبُدِ َ‬ ‫اهلل َكَأنَّكَ تَرَاهُ»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم ينتقل ّ‬ ‫النبويُ للمشكلة نقلة أخرى‪ ،‬وذلك بنظرة‬ ‫الحل‬ ‫ّ‬ ‫رسول اهلل للمجتمع الذي يجب أن يعيش فيه اإلنسان‪ ،‬فهناك‬ ‫مجموعة من القيم الرفيعة يجب أن تنشر ويتح َّلى بها المجتمع؛‬ ‫أوَّلها‪ :‬إشاعة رُوح الرفق والعدل بين أبنائه‪ ،‬دون تفرقة بينهم‬ ‫بسبب الجنس أو الدين أو العِرْق؛ فيقول رسول اهلل ‪« :‬إِ َّن َ​َهّ‬ ‫الل‬ ‫يُحِبُ ال ِّر ْفقَ‪ ،‬وَيُعْطِي عَ َلى ال ِّر ْف ِق مَا َال يُعْطِي عَ َلى‬ ‫رَفِيقٌ‬ ‫ّ‬ ‫ا ْلعُنْفِ‪ ،‬وَمَا َال يُعْطِي عَ َلى مَا سِوَاهُ»‪.‬‬ ‫وثانيها قيمة الرحمة مع المخطئين‪ ،‬وهي من أعظم‬ ‫القيم التي يجب أن ينشأ المجتمع المسلم في ظلِّها؛ ولننظر‬ ‫إلى سيرة رسول اهلل لندرك عظمة هذه القيمة عنده ‪ ،‬فعن‬ ‫أنس‪ ‬بن مالك أنه قال‪ :‬بينما نحن في المسجد مع رسول اهلل‏‬ ‫ُ‬ ‫يَبُول في المسجد‪ ،‬فقال‏له أصحاب رسول‬ ‫أعرابيٌ فقام‬ ‫‏إذ جاء‬ ‫ّ‬ ‫اهلل ‪:‬‏مَهْ‏مَهْ قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪، « :‬‏دَعُوهُ»‪ .‬فتركوه حتَّى‬ ‫ثمَ َّ‬ ‫مَسَاجدَ َال‬ ‫إن رسول اهلل‏دعاه‪ ،‬فقال له‪« :‬إِ َّن هَذِهِ ا ْل‬ ‫بال‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بَوْل وَ َال ا ْل َق َذ ِر؛ إِنَّمَا هِيَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لِذِك ِر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫هَذ‬ ‫مِنْ‬ ‫ء‬ ‫لِشَيْ‬ ‫تَصْ ُلحُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِهّ‬ ‫وَالصَ َالةِ وَقِرَا َءةِ ا ْل ُقرْآنِ»‪ .‬ثم أمر رج ً‬ ‫ال من القوم فجاء‬ ‫الل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بدلو من ما ٍء ‏ ‏فشَنَّهُ عليه‪ .‬فهو هنا رسول اهلل ُّ‬ ‫يحل الموقف‬ ‫ٍ‬ ‫تام منع فيه الصحابة من العنف مع المخطئ‪ ،‬وعَ َّلمه‬ ‫برفق ٍّ‬ ‫درسًا هاد ًئا رقي ًقا دون تخويف وال ترهيب‪.‬‬ ‫أمَّا ثالثها فهي المسالمة بين أبناء المجتمع‪ ،‬هذه القيمة‬ ‫التي ربط فيها النبي بين أفضليَّة اإلنسان عند ر ِّبه وفي‬ ‫مجتمعه‪ ،‬وبَيَّن مدى مسالمته ألبناء هذا المجتمع‪ ،‬فعن جابر‪ ‬أنه‬ ‫قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أي المسلمين أفضل؟‬ ‫َ‬ ‫مُسْلِمُون مِنْ لِسَا ِنهِ وَيَدِهِ»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬مَنْ سَلِمَ ا ْل‬ ‫و ال يكتفي رسول اهلل بهذه القيم المجتمعيَّة الراقية‬ ‫لحل مشكلة العنف بل ّ‬ ‫والرفيعة فقط ِّ‬ ‫يؤكِد على مجموعة من‬ ‫تسدُ باب العنف في المجتمع‪ ،‬وتُشِيع رُوح‬ ‫األوامر والنواهي‬ ‫ّ‬ ‫المودَّة والرحمة‪ ،‬فها هو ذا رسول اهلل ينهى أُمَّته عن العنف مع‬ ‫ُ‬ ‫بَاب‪ ،‬أنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫النساء‪َ ،‬فعن إياس‪ ‬بن عبد اهلل بن أبي ذ ٍ‬ ‫َهّ‬ ‫هلل»‪.‬‬ ‫الل ‪« :‬ال تَضْ ِربُوا إِمَا َء ا ِ‬ ‫ونهى رسول اهلل كذلك عن العنف مع الخدم؛ فقال ألبي‬ ‫مسعود األنصاري‪ ‬عندما ضرب غالمًا له‪« :‬اعْ َلمْ أَبَا مَسْعُودٍ‪،‬‬ ‫ُهّ‬ ‫للَ​َ أَ ْقدَرُ عَ َليْكَ مِنْكَ عَ َليْهِ»‪.‬‬ ‫كما نجد رسول اهلل يُحَ ِّرم َقتْل النفس وسَ ْفكَ الدم‬ ‫المعصوم؛ بل وجعل ذلك من كبائر الذنوب؛ لقوله تعالى‪( :‬وَ َال‬ ‫تَ ْقتُ ُلوا النَّ ْفسَ ا َّلتِي حَرَّمَ ُهَّ‬ ‫الل إِ َّال ِبا ْل ِّ‬ ‫حَق)‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫كما نجد رسول اهلل ينهى عن الترويع وإن كان من باب‬ ‫الفكاهة‪ ،‬فعن عبد الرحمن‪ ‬بن أبي ليلى‪ ‬أنهم كانوا يسيرون‬ ‫مع النبي فنام رجل منهم‪ ،‬فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه‬ ‫ُّ‬ ‫يَحِل لِمُسْلِم أَ ْن يُرَ ِّوعَ مُسْلِمًا»‪.‬‬ ‫ففزع‪ ،‬فقال النبي ‪« :‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫إن نعمة األمن تشكل مع العافية والرزق الملك الحقيقي‬ ‫للدنيا يقول نبينا عليه الصالة والسالم فيما رواه الترمذي وابن‬ ‫ماجه بسند حسن عن عبيد اهلل بن محصن ‪« :‬أصبح منكم آمنا في‬ ‫سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا»‪.‬‬ ‫‪ ‬إن أي بلد ‪ ‬يفقد فيه األمن يصبح صحراء قاحلة موحشة إن‬ ‫كان فيه من الخيرات ما فيه وإن البالد تنعم‪ ‬باألمن تصبح جنة‬ ‫تنعم فيها النفوس بالطمأنينة وأن كان جرداء قاحلة ‪.‬‬ ‫‪ ‬في رحاب األمن يأمن الناس على أموالهم وأعراضهم‬ ‫ويعبدون ربهم في ظالل األمن تهدأ النفوس و تعمر البالد ينمو‬ ‫االقتصاد أن نعمة هذا شأنها وأثرها لجدير أن نبذل في سبيلها‬ ‫كل نفيس‪.‬‬

‫ِين � َآمنُوا َو مَ ْل َي ْلب ُِ�سوا‬ ‫‪ ‬إن األمن واإليمان قال تعالى‪َّ « :‬لذ َ‬ ‫ون» ‪.‬‬ ‫ميان َُه ْم ب ُِظ ْل ٍم �أُ ْو َلئ َِك َل ُه ْم الأَ ْم ُن َو ُه ْم ُم ْه َت ُد َ‬ ‫�إِ َ‬ ‫‪ ‬إن المجتمع إذا تخلى عن دينه و كفر نعمة اهلل أحاطت به‬ ‫المخاوف وانتشرت بينهم الجرائم وزال جدار األمن وحل القلق‬ ‫�ض َب ال َّلهُ َم َث ًال َق ْر َي ًة كَ ان َْت‬ ‫الخوف إنها سنة كونية ال تتبدل ‪َ :‬‬ ‫«و رَ َ‬ ‫َان َف َك َف َر ْت ِب�أَن ُْع ِم ال َّلهِ‬ ‫ِيها رِ زْ ُق َها َر َغد ًا مِ ْن كُ ِّل َمك ٍ‬ ‫�آمِ ن ًَة ُم ْط َم ِئن ًَّة َي�أْت َ‬ ‫ُ‬ ‫خْ‬ ‫جْ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫ِ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫َع‬ ‫ن‬ ‫�ص‬ ‫ي‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫وع‬ ‫ال‬ ‫ا�س‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ِ َ ْ مِ َ‬ ‫َف�أَ َذا َق َها ال َّلهُ ِل َب َ‬ ‫‪ ‬إن األمن منحة ربانية و نعمة إلهية قال اهلل تعالى ‪َ « :‬ف ْل َي ْع ُب ُدوا‬ ‫وع َو� َآمن َُه ْم مِ ْن خَ ْو ٍف»‪ ‬وحتى‬ ‫َر َّب َه َذا ا ْل َب ْي ِت ا َّلذِي �أَ ْط َع َم ُه ْم مِ ْن ُج ٍ‬ ‫نحافظ على هذه النعمة ال بد من تربية األمة على طاعة اهلل‬ ‫واالستقامة على شرعة اهلل والبعد عن المعصية‪.‬‬ ‫إن النفوس المطيعة ال تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة‬ ‫الدولة لكي ترد عها عن الجرائم ألن رقابة اهلل هي الوازع‪.‬‬ ‫إن العلم الشرعي عصمة من الفتن وهو أساس من رسوخ‬

‫األمن واالطمئنان يقول ابن القيم ‪« :‬إذا ظهر العلم ‪ ‬في‬ ‫بلد‪ ‬ومحلة قل الشر في أهلها وإذا خف العلم هناك ظهر الشر‬ ‫والفساد»‪.‬‬ ‫والعلماء الربانيون والدعاة المخلصون هم ورثة األنبياء وفي‬ ‫مالزمتهم وزيارتهم وسؤالهم واالستنارة بآرائهم سداد‪ ‬في الرأي‬ ‫وتوفيق للصواب ودرء للمفاسد‪.‬‬ ‫‪ ‬وإذا أردنا أن نحافظ على نعمة األمن فلنقم بواجب األمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر فهو صمام أمان فيه‪ ‬يحصل العز‬ ‫«و َل َين�صرُ َ َّن ال َّلهُ َم ْن َين�صرُ ُ ُه �إِ َّن ال َّلهَ َل َقوِ ٌّي‬ ‫والتمكين ويقول تعالى‪َ :‬‬ ‫ال�صال َة َو�آت َْوا الزَّ كَ ا َة‬ ‫َّاه ْم يِف الأَ ْر ِ‬ ‫ِين �إِ ْن َم َّكن ُ‬ ‫َعزِ يزٌ ‪ ،‬ا َّلذ َ‬ ‫�ض �أَ َق ُاموا َّ‬ ‫وف َون َ​َه ْوا َع ْن مْ ُ‬ ‫َو�أَ َم ُروا ب مْ َ‬ ‫ِال ْع ُر ِ‬ ‫ال ْنكَرِ َو ِل َّلهِ َعا ِق َب ُة الأُ ُمورِ »‪.‬‬ ‫‪ ‬يجب علينا أيها اإلخوة ‪ :‬أن يكون مطلب األمن ثقافة عامة‬ ‫الراعي مع رعيته األب مع أهله المعلم مع طالبه صاحب العمل‬ ‫مع عماله‪ ‬وأن تعمل جميع األجهزة اإلعالمية‪ ‬على إشاعة األمن‬ ‫ولتعمل جميع أجهزة الدولة‪ ‬على الحفاظ على األمن وتحافظ‬ ‫على األمن بمعالجة ِأسباب انحراف بعض األبناء بسبب ما‬ ‫تعيشه بعض البيوت من فقر أو نزاعات‪,‬‬ ‫فلوحة األمن جميلة نحن نرسمها ونصفيها حين نلتزم‬ ‫بشرع اهلل ونحفظ حدوده وسيزيد اهلل في ذلك‪« ‬ولئن‬ ‫شكرتم ألزيدنكم» ‪.‬إن نعمة األمن واالستقرار نعمة جليلة‬ ‫ونعمة عظيمة منة من اهلل جل وعال – ولذلك حيثما وجد‬ ‫العدل وجد األمن واالستقرار وال يمكن أن يحل األمن‬ ‫واالستقرار في بلد ما لم يحل فيه العدل والعدل ال يمكن‬ ‫تحقيقه إال بتحكيم شريعة اهلل تعالى – فاهلل تعالى هو أحكم‬ ‫الحاكمين وهو أعدل العادلين ‪«:‬أَال يَعْ َلمُ مَنْ خَ َلقَ وَهُوَ‬ ‫َّ‬ ‫اللطِيفُ ا ْلخَ ِبيرُ)» هو األعلم بشؤون عباده ولذلك جعل‬ ‫لهم القرآن العظيم منهاجاً لهذا الحياة وما فرط اهلل تعالى‬ ‫في الكتاب من شيء ‪.‬‬ ‫فالقرآن الكريم منهاج حياة ال تقوم الحياة إال به وإن القرآن‬ ‫والسنة النبوية إذا تنحيا عن الحكم وتنحى الناس عن االحتكام‬ ‫إلى شريعة اهلل تعالى – حل بهم مثل ما حل في األمم السابقة‬ ‫من اضطراب األمن وفشو الجرائم والمنكرات‪ ،‬عياذاً باهلل تعالى‬ ‫من ذلك لم يحل األمن واالستقرار في دولة ال قبل وال بعد مثل ما‬ ‫حل في دولة اإلسالم التي أسسها نبي اإلسالم محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وآله وسلم – وما استطاع أحد من أنبياء اهلل تعالى أن يقيم‬ ‫دولة كاملة سوى نبي اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم – هو الذي‬ ‫مكنه اهلل تعالى من إرساء دعائم تلك الدولة التي سادت مشرقاً‬ ‫ومغرباً وشما ًال وجنوباً فوصل اإلسالم إلى موسكو وبكين والهند‬ ‫وجنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا وأوروبا وإلى أمريكا ويكاد‬ ‫يكون المسلمون هم السواد األعظم وما من يوم يأتي ويحل‬ ‫إال والمسلمون في تزايد في العدد‪ ،‬واألنظمة األرضية تدرس‬ ‫اإلسالم وتدرس أسسه ألنه ثبت واقعياً وعملياً أن األمن يرسيه ‪ ‬و‬ ‫يرسي دعائمه هذا الدين العظيم‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الكليات الخمس إلمام الشاطبي‬

‫اإلسهام األكبر لإلمام الشاطبي كان في نظرية مقاصد الشريعة‪ ،‬ف ُلقب‬ ‫بشيخ علم مقاصد الشريعة‪ .‬أهمية المقاصد تتأسس في كونها الغاية األسمى‬ ‫التي يسعى الدين من خاللها إلى هداية الناس في تنظيم شؤون دُنياهم توخيا‬ ‫لمرضاة اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وتحقيقا للسعادة في العاجل واآلجل‪ .‬قال اإلمام‬ ‫الشاطبي في كتابه (الموافقات) ‪ ...( :‬وضع الشرائع إنما هو لمصالح العباد في‬ ‫العاجل واآلجل معا)‪.‬‬ ‫لذلك فليس من الغريب أن نجد اإلمام محمد عبده يدعو العلماء المعاصرين‬ ‫إلى دراسة فكر اإلمام الشاطبي؛ الشيخ محمد رشيد رضا‪ ،‬فعل كذلك في تقديمه‬ ‫لكتاب (االعتصام) لإلمام الشاطبي‪ ،‬حيث بيّن أهمية الشاطبي في تاريخ الفكر‬ ‫التجديدي في اإلسالم‪ ،‬حتى أنه قال‪´ :‬إن العلماء المستقلين في هذه األمة ثلة‬ ‫من األولين وقليل من اآلخرين‪ ،‬اإلمام الشاطبي ينتمي إلى القليل من اآلخرين‪،‬‬ ‫ومن آثاره لم نر إال القليل‪ ،‬رأينا كتاب (الموافقات) من قبل‪ ،‬ورأينا كتاب (االعتصام)‬ ‫اليوم‪ ...‬لكن المؤلف كان منصفاً بهذا الكتاب وبصنوه كتاب (الموافقات) الذي لم‬ ‫يسبق أيضا (يعد من أعظم المجددين في اإلسالم)‪ .‬واألمر ذاته منطبق بصورة‬ ‫أو بأخرى على العلماء كالطاهر بن عاشور ومصطفى عبد الرازق وعالل الفاسي‪،‬‬ ‫رحمهم اهلل تعالى‪ ..‬وغيرهم‪ ،‬مما جعل الشاطبي أحد المصادر الكبرى الملهمة‬ ‫لحركات اإلصالح والتجديد في العصر الحديث‪ ،‬وسر هذا االرتباط بين اإلمام‬ ‫الشاطبي وجيل المصلحين الكبار أمثال محمد عبده وجمال الدين األفغاني‬ ‫ومحمد رشيد رضا‪ ...‬وبالنظر إلى طبيعة العصر الذي عاش فيه اإلمام‬ ‫الشاطبي من جهة وماكانت عليه حالة المسلمين في مطلع القرن العشرين‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬لقد ألم اإلمام الشاطبي ماآلت إليه أوضاع المسلمين في‬ ‫عصره من انحطاط وتردّ‪ ،‬حيث ضعفت دولة المسلمين في األندلس‬ ‫وتكالبت عليهم األمم األخرى‪ ،‬إن هذا الحال ذاته يكاد يشبه الحال الذي بات‬ ‫عليه أمر المسلمين في نهاية القرن ‪ 19‬وبدايات القرن ‪.20‬‬

‫إن النقطة الرئيسية التي ينطلق منها الشاطبي لمعالجة فكرة المقاصد‬ ‫تبدأ من إدراكه أن القرآن الكريم والسّنّة النبوية الشريفة هما أساس الدين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫السبيل األسلم‬ ‫وأن األخذ بما جاء به من أحكام واجبٌ ال جدال فيه‪ ،‬وهذا هو‬ ‫للتخلص من البدع التي حجبت عن الناس لبّ الدين‪ .‬من هنا بدأ اإلمام في‬ ‫شنّ حملة عشواء على بعض العادات المنتشرة في عصره معتبراً إيّاها أمورا ال‬ ‫تمّت بأية صلة إلى اإلسالم‪ .‬كان اإلمام حريصا على رد كل صغيرة وكبيرة إلى‬ ‫النصوص الشرعية واستقاء قواعده من أحوال رسول اهلل صلى اهلل عليه وس ّلم‬ ‫وصحابته‪ ،‬ففي المسألة السابعة من مسائل (األوامر والنوهي) ـ على سبيل المثال‬ ‫ـ الشاطبي يؤكد أن األخذ بالمصالح ليس مرسال بال ضوابط‪ ،‬لكن ال بدّ من‬ ‫مراعاة النصوص والمقاصد جميعاً‪ ،‬حيث ال يكون اعتبار المقاصد في مقابل إهدار‬ ‫النصوص‪ .‬إن دعوته لمحاربة العادات والبدع لم تكن دعوة التحجر أو االنغالق كما‬ ‫يفهم البعض‪ ،‬وإنما هي دعوة ألصل الدين الذي يحض على التطور والتجديد‪،‬‬ ‫لذلك وضّح الشاطبي أن من البدع ما هو حسن أو مستحسن أو ال بأس به‪.‬‬ ‫يؤكد اإلمام ما سمّاه (الكليات الخمس) التي بنيت عليها الشريعة اإلسالمية‬ ‫باعتبارها األساس في ّ‬ ‫كل تشريع‪ ،‬فال علم إال بها وبناء عليها‪ ،‬وهذه الكليات‬ ‫الخمس هي‪ :‬حفظ الدين‪ ،‬وحفظ النفس‪ ،‬وحفظ العقل‪ ،‬وحفظ العرض‪ ،‬وحفظ‬ ‫المال‪ ،‬إن علم مقاصد الشريعة يكاد يتمحور حول هذه الكليات الخمس‪ ،‬فيعمل‬ ‫على مراعاتها في كل تشريع‪ ،‬ألن في مراعاتها تكمن المصلحة العليا وفي إهمالها‬ ‫أو التغاضي عنها مجلبة لفساد األمة وخراب العمران‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الكليات الخمس ثمة (مصالح مكمّلة) غير المصالح العليا‬ ‫المبنيّة على (الكليات الخمس)‪.‬‬ ‫لتوضيح هذه الكليات كتب اإلمام الشاطبي كتابه (التعريف بأسرار التكليف)‪.‬‬ ‫لكن عدّل عنوانه إلى (الموافقات)؛ ألسباب توجد في مقدّمة الكتاب‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)11‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫الر�سول (�ص) �إذا مزح‬ ‫سئلت عائشة رضي اللهّ عنها‪ :‬هل كان رسول اللهّ (ص) يمزح؟‬ ‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬كانت عندي عجوز فدخل رسول اللهّ (ص) فقالت‪ :‬ادعُ اللهّ أن تجعلني من أهل الجنة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إن الجنّة ال يدخلها العجائز‪ .‬وسمع النداء فخرج وهي تبكي فقال‪ :‬ما لها؟‬ ‫قالوا‪ :‬إنك حدّثتها أن الجنة ال يدخلها العجائز‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إن اللهّ سبحانه وتعالى يحولهن أبكاراً عرباً أتراباً‪.‬‬

‫�أمنت عندنا يا �شعبي‬

‫قالوا‪:‬‬ ‫أحضر الشعبي بين يدي الحجاج ـ وكان قد خرج مع ابن األشعث ـ فس ّلم على الحجاج باإلمرة ثم قال‪ :‬أيّها األمير‬ ‫إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك لغير ما يعلم اللهّ أنه الحق‪ ،‬وأيم اللهّ ال أقول في هذا المقام إ ّال حقاً‪ :‬قد واللهّ خرجنا‬ ‫عليك وجهدنا كل الجهد فما كنا بالفجرة األقوياء وال البررة األتقياء‪ ،‬قد نصرك اللهّ علينا وأظفرك بنا‪ ،‬فإن سطوت‬ ‫فبذنوبنا وما جرّت إلينا أيدينا‪ ،‬وإن عفوتَ عناّ فبحلمك‪ ،‬وبعد‪ ،‬فالحجة لك علينا‪.‬‬ ‫فقال الحجاج‪ :‬أنت واللهّ أحبّ إليّ ممن يدخل عليَّ يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول‪ :‬ما فعلت وما شهدت‪ ،‬قد‬ ‫أمنت عندنا يا شعبي‪ ،‬فانصرف‪.‬‬

‫�أَيلحن الأمري ويعرب هو ؟!‬ ‫يقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي قال للشعبي يوماً‪ :‬كم عطَاءك‬ ‫في السنة؟‬ ‫فقال‪ :‬ألفين‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ويحك! كم عطاؤك؟‬ ‫فقال‪ :‬ألفان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كيف لحنت(‪ )1‬أو ًال؟‬ ‫قال‪ :‬لحن األمير فلحنت‪ ،‬فلما أعرب أعربت‪ ،‬وما أمكن أن يلحن‬ ‫األمير وأعرب أنا‪ .‬فاستحسن ذلك منه وأجازه‪.‬‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫وكان الشعبي مزّاحاً‪ ،‬يحكي أن رج ًال دخل عليه ومعه امرأة في‬ ‫البيت فقال‪:‬‬ ‫أيكما الشعبي؟ فقال‪ :‬هذه‪.‬‬

‫فأخذ الوزير الورقة‪ ،‬وأراد أن يكتب إلى الوالي باإلطالق‪ ،‬فنظر إليه المنصور وغضب أشدّ من األول وقال‪ :‬من‬ ‫أمر بهذا؟‬ ‫خطه‪ّ ،‬‬ ‫فناوله التوقيع‪ ،‬فرأى ّ‬ ‫فخط عليه‪ ،‬وأراد أن يكتب «يصلب» فكتب «يطلق»‪ .‬وأخذ الوزير التوقيع وشرع في‬ ‫الكتابة إلى الوالي‪ ،‬فرآه المنصور فأنكر أكثر من المرّتين األوليين‪ ،‬فأراه ّ‬ ‫خطه باإلطالق‪ ،‬فلما رآه عجب من ذلك‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬نعم يطلق على رغمي‪ ،‬فمن أراد اللهّ سبحانه إطالقه ال أقدر أنا على منعه‪.‬‬

‫تطيرّ ابن الرومي‬ ‫رووا من ألوان وساوسه أنه كان ربما لزم بيته ثالثة أيام ال يخرج منه‪ ،‬وقد حدّثت زوجته مرّة أن باب بيتهم‬ ‫مقفل من ثالثة أيام وذلك أن ابن الرومي‪ ،‬كان يلبس ثيابه كل يوم ويتعوّذ ثم يصير إلى الباب والمفتاح معه فيضع‬ ‫جار له وكان أحدب‪ ،‬فإذا نظر ابن الرومي ورآه تشاءم وتطيّر ورجع‬ ‫ثقب في خشب الباب فتقع عينه على ٍ‬ ‫عينه على ٍ‬ ‫فخلع ثيابه ومنع أحداً من فتح الباب‪.‬‬ ‫ورووا أن بعض أصحابه افتقده فأرسل إليه خادمه واسمه إقبال‪ ،‬لعلمه أن ابن الرومي يتطيّر باألسماء‪ .‬فلمّا‬ ‫سمع ابن الرومي اسم هذا الخادم تشاءم بد ًال من أن يتفاءل وسبب تشاؤمه أنه قلب اإلسم فأصبح‪ :‬ال بقاء‪.‬‬ ‫ورووا أن بعض أصحابه أرسل إليه يوماً بغالم اسمه‪ :‬حسن‪ .‬فلما طرق عليه قال‪ :‬من؟ أجاب الغالم‪ :‬حسن‪.‬‬ ‫فتفاءل ابن الرومي وخرج وإذا على باب داره حانوت خيّاط مقفل وعلى بابه درفتان كهيئة َّ‬ ‫الالم ألف «ال» وتحت الباب‬ ‫نوى تمر فتطيّر ابن الرومي إذ فسرَّ المشهد بأنه يعني‪ :‬ال تمرّ ورجع ولم يذهب‪.‬‬ ‫ورووا أيضاً أن أصحابه كانوا يعابثونه فكان أحدهم يقرع عليه الباب في الصباح‪ ،‬فإذا سأل ابن الرومي من‬ ‫الطارق‪ ،‬أجابه‪ :‬مرّة بن حنظلة‪ ،‬أو الشيطان‪ ،‬أو الموت أو غير ذلك من‬ ‫األسماء التي ّ‬ ‫يتطير بذكرها فيحبس نفسه في بيته وال يخرج طيلة‬ ‫يومه‪.‬‬

‫ما طريقه على النار‬

‫قيل‪ :‬إن سبب موت ابن الرومي الشاعر المشهور أن الوزير أبا‬ ‫الحسن القاسم بن عبيد اللهّ بن سليمان بن وهب وزير اإلمام المعتضد‬ ‫كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش‪ ،‬فدسّ عليه ابن فراس‪،‬‬ ‫فأطعمه خشكنانجة(‪ )3‬مسمومة وهو في مجلسه‪ ،‬فلما أكلها ابن‬ ‫الرومي أحسّ بالسّم فقام‪ ،‬فقال له الوزير‪ :‬إلى أين تذهب؟ فقال‪ :‬إلى‬ ‫الموضع الذي بعثتني إليه‪ ،‬فقال له‪ :‬س ّلم على والدي‪ ،‬فقال‪ :‬ما طريقي‬ ‫على النار‪ ،‬وخرج من مجلسه وأتى منزله وأقام أياماً ومات‪.‬‬

‫قواتل الأحداق‬

‫�أنت يف غريه دون �سائر �أهله‬

‫قال محمد بن عطية العطوي الشاعر‪:‬‬ ‫كنت في مجلس القاضي يحي بن أكثم‪ ،‬فوافى إسحاق بن ابراهيم‬ ‫الموصلي‪ .‬وأخذ يناظر أهل الكالم حتى انتصف منهم‪ ،‬ثم تك ّلم في‬ ‫الفقه‪ ،‬فأحسن وقاس واحتجّ‪ ،‬وتكلم في الشعر واللغة‪ ،‬ففاق من حضر‪،‬‬ ‫ثم أقبل على القاضي يحي فقال له‪ :‬أعزّ اللهّ القاضي! أفي شيء ممّا ناضرت فيه وحكيته نقص أو مطعن؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأُنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه؟ يعني الغناء‪.‬‬ ‫قال العطوي‪ :‬فالتفت إليّ القاضي يحي وقال لي‪ :‬الجواب في هذا عليك‪ .‬وكان العطوي من أهل الجدل‪ .‬فقال‬ ‫للقاضي يحي‪ :‬نعم‪ ،‬أعز اللهّ القاضي! الجواب عليَّ‪.‬‬ ‫ثم أقبل على إسحاق فقال‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬أنت كالفراء واألخفش في النحو؟‬ ‫فقال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬فأنت في اللغة ومعرفة الشعر كاألصمعي وأبي عبيدة؟ قال ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأنت في علم الكالم كأبي الهذيل الع ّالف َّ‬ ‫والنظام البلخي؟ قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأنت في الفقه كالقاضي؟ وأشار إلى القاضي يحي‪ ،‬قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس؟ قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪:‬فمن ههنا نُسبت إلى ما نُسبت إليه ألنه ال نظير لك فيه‪ ،‬وأنت في غيره دون رؤساء أهله‪.‬‬ ‫فضحك وقام وانصرف‪ .‬فقال القاضي يحي للعطوي‪ :‬لقد وفيت الحجة ح ّقها‪ ،‬وفيها ظلم قليل إلسحاق‪ ،‬وإنه ممّن‬ ‫ُّ‬ ‫يقل في الزمان نظيره‪.‬‬

‫�إرادة هّ‬ ‫الل �أقوى‬ ‫ذكر الحميدي في كتاب «حذوة المقتبس» (‪ )2‬قال‪:‬‬ ‫كان الوزير أبو عمر أحمد والد ابن حزم جالساً بين يدي مخدومه المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر في‬ ‫بعض مجالسه العامة‪ ،‬فرفعت إليه رقعة استعطاف ألم رجل مسجون كان المنصور اعتقله حنقاً عليه لجرم استعظمه‬ ‫منه‪ ،‬فلماّ قرأها اشتدّ غضبه وقال‪ّ :‬‬ ‫ذكرتني واللهّ به‪ ،‬وأخذ القلم وأراد أن يكتب‪ :‬يُصلب‪ ،‬فكتب‪ :‬يُطلق‪ .‬ورمى الورقة‬ ‫إلى وزيره المذكور‪ ،‬وأخذ الوزير القلم وتناول الورقة وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة‪ ،‬فقال له‬ ‫المنصور‪ :‬ما هذا الذي تكتب؟‬ ‫قال‪ :‬بإطالق فالن‪ ،‬فحرد وقال‪ :‬من أمر بهذا؟‬ ‫فناوله التوقيع‪ ،‬فلما رآه قال‪« :‬وهمت واللهّ ‪ .»...‬أراد أن يكتب «يصلب» فكتب «يطلق»‪.‬‬

‫حكى أبو بكر عبد اللهّ بن أبي الدنيا أنه حضر مجلس محمد بن‬ ‫دارد الظاهري قال‪:‬‬ ‫فجاءه رجل فوقف عليه ورفع له رقعة‪ ،‬فأخذها وتأملها طوي ًال وظن‬ ‫تالمذته أنها مسألة‪ ،‬ثم قلبها وكتب على ظهرها وردّها إلى صاحبها‪،‬‬ ‫فنظرنا فإذا الرجل عليّ بن العباس المعروف بابن الرومي الشاعر‬

‫المشهور وإذا في الرقعة‪:‬‬ ‫يـا ابــن داود يا فقيـه الـعـراق‬ ‫هل عليهن في الجروح قصاص‬ ‫وإذا الجواب‪:‬‬ ‫كيف يفتيكــم قتيـــل صريــعٌ‬ ‫التـــالق أحـسـن حــا ًال‬ ‫وقتيـل‬ ‫ِ‬

‫أفتنـــا في قــواتــل األحـــداق‬ ‫الـعـشــــاق‬ ‫أو مبـــاح لهـا دمُ‬ ‫ِ‬ ‫بسـهـام الفــراق واإلشـتيـــاق‬ ‫عند داودَ مـن قتيــل الـفــراق‬

‫العادل اجلائر‬

‫َّ‬ ‫السالر‪ ،‬المنعوت بالملك العادل سيف الدين شهماً مقداماً مائ ًال إلى أرباب الفضل والصالح‪ ،‬وكان‬ ‫كان علي بن‬ ‫مع هذه األوصاف ذا سيرة جائرة وسطوة قاطعة يؤاخذ الناس بالصغائر والمحقرات‪.‬‬ ‫ومما يحكى عنه أنه قبل وزارته بزمان وهو يومئذٍ من أفراد األجناد‪ ،‬دخل يوماً على الموقف أبي الكرم ابن‬ ‫معصوم التنيسي‪ ،‬وكان يتو ّلى الديوان‪ ،‬فشكا إليه حاله من غرامة لزمته بسبب تفريطه في شيء من لوازم الوالية‬ ‫بالغربية‪ .‬فلما أطال عليه الكالم قال له أبو الكرم‪ :‬واللهّ إن كالمك ما يدخل في أذنيّ‪ ،‬فحقد عليه‪.‬‬ ‫فلما تر ّقى إلى درجة الوزارة طلبه‪ ،‬فخاف منه واستتر مدّة‪ ،‬فنادى عليه في البلد‪ ،‬وأهدر دم من يخفيه‪ ،‬فأخرجه‬ ‫الذي خبأه عنده‪ ،‬فخرج في زي امرأة بإزار وحفّ‪ ،‬فعُرف فأخذ وحمل إلى العادل‪ ،‬فأمر بإحضار لوح خشب ومسمار طويل‬ ‫وأمر به ُ‬ ‫فألقي على جنبه ُ‬ ‫وطرح اللوح تحت أُذنه‪ ،‬ثم ضرب المسمار في األذن األخرى‪ ،‬وصار ك ّلما صرخ يقول له‪ :‬دخل‬ ‫كالمي في أذنك بعد أم ال؟‬ ‫ولم يزل كذلك حتى نفذ المسمار من األذن التي على اللوح‪ ،‬ثم عطف المسمار على اللوح‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬إنه شنقه بعد ذلك‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬لحنت‪ :‬أخطأت في اإلعراب‪.‬‬ ‫(‪ )2‬راجع‪« :‬الجذوة»‪ ،‬ص ‪.118‬‬ ‫(‪ )3‬خشكنانجة‪ :‬نوع من الفطير‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪815‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)721‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫« التاريخ الحاضر ‪ ..‬ومهام المؤرخ»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫لعل من عناصر قوة « درس التاريخ» نزوعه المستمر نحو تطوير منطلقاته المعرفية‬ ‫وتجديد رصيده اإلبستمولوجي وتوسيع دوائر أدواته اإلجرائية في البحث وفي التنقيب‪،‬‬ ‫في التحليل وفي التركيب‪ ،‬في النقد واالستخالص‪ .‬وبهذه الصفة‪ ،‬أضحى علم التاريخ‬ ‫أقرب إلى مجال اشتغال العلوم اإلنسانية‪ ،‬ليس فقط على مستوى األدوات المنهجية‬ ‫المعتمدة‪ ،‬ولكن – أساسا – على مستوى طبيعة األسئلة المتجددة والتي يؤدي‬ ‫تناسلها الالمتناهي إلى تحويل «التاريخ» إلى درس متجدد باستمرار‪ ،‬ال يمكن قول‬ ‫الكلمة األخيرة فيه‪ ،‬وال تقييد رحابة السؤال داخله‪ ،‬وال النزوع نحو التوظيفات الموجهة‬ ‫لمنطلقاته‪ ،‬وال االطمئنان إلى األجوبة « السهلة » المتوارثة بين ثنايا اإلسطوغرافيات‬ ‫التقليدية والمجددة‪ .‬فالتاريخ بهذا األفق‪ ،‬ال يقبل عن السؤال المتجدد بديال‪ ،‬كما أنه‬ ‫ال يطمئن إلى اليقينيات العاطفية التي تفرزها «الذاكرة الجماعية» في سياق مختلف‬ ‫تداعيات التدافع البشري التي يحبل بها المجتمع في سياق تطوراته التاريخية الطويلة‬ ‫المدى‪ .‬وبالنسبة لواقع البحث التاريخي المغربي المعاصر‪ ،‬فقد استطاع التكيف مع رصيد‬ ‫التحوالت الهائلة التي عرفها هذا المجال على الصعيد العالمي‪ ،‬فنجح في استيعاب أهم‬ ‫الخالصات المرتبطة بهذه التجديدات وإدماجها داخل نسق اشتغال المؤرخ‪ ،‬باالنفتاح‬ ‫على التحوالت المنهجية الحديثة وكذا بإعادة طرح األسئلة المغيبة في سياق نمط‬ ‫التدوين التقليدي‪ ،‬بل وفي إعادة توسيع مفهوم الوثائق والمظان الضرورية للكتابة‬ ‫التاريخية وفي تجاوز حقل الطابوهات التي أنتجت بياضات هائلة في رصيد مدونات‬ ‫التاريخ الرسمي أو النزوعي أو الوظيفي‪.‬‬ ‫والكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬يندرج في إطار هذا التصور العام الذي تسعى من‬ ‫خالله تيارات باحثي المغرب ومؤرخيه المعاصرين‪ ،‬إلى تجديد مقارباتها لسؤال « علم‬ ‫التاريخ» ولشروط التخصيب العلمي لعطاء «صنعة المؤرخ »‪ ،‬سواء على مستوى جهود‬ ‫تجاوز عطاء إرث « المدرسة المنهجية»‪ ،‬أو على مستوى إعادة النظر في هوية علم التاريخ‬ ‫نفسه وحدود الفعل والجرأة في اختراق وفي تجاوز مسلماته الصارمة‪ .‬والكتاب‪ ،‬في‬ ‫األصل‪ ،‬والصادر باللغتين العربية والفرنسية سنة ‪ ،2009‬في ما مجموعه ‪ 245‬صفحة‬ ‫من الحجم الكبير ضمن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬يعتبر تجميعا‬ ‫ألعمال ندوة « تاريخ الحاضر ومهام المؤرخ » التي نظمتها الكلية المذكورة بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها‪،‬‬ ‫وذلك خالل شهر نونبر من سنة ‪ .2007‬وقد استطاعت مجمل المضامين تقديم نتائج آخر االجتهادات المرتبطة بتبلور‬ ‫حقل ما أصبح يعرف اليوم ب « تاريخ الحاضر » أو « التاريخ اآلني» أو « تاريخ الراهن »‪ ،‬باعتباره تجسيدا علميا رفيعا‬ ‫للمنحى العلمي األصيل الذي أضحى يؤطر مجال الكتابة التاريخية األكاديمية عالميا‪ .‬فالعمل إنصات عميق لنبض‬ ‫هذه الطفرة العلمية‪ ،‬من خالل إعادة النظر في إواليات ما كان يعرف – سابقا – بالتحقيب التاريخي‪ ،‬وتجاوز لمسلماته‬ ‫التصنيفية التي أطرت البحث التاريخي في تقسيماته النمطية الجاهزة‪ ،‬والتي ظلت تصر على حصر آفاق البحث داخل‬ ‫حدود الفترات القديمة والوسيطية والحديثة والمعاصرة‪ ،‬بما ارتبط بها من قيود «حديدية» فرضت انضباطا مطلقا‬ ‫لسياجات هذا التقسيم وألدواته ولمفاهيمه ولسقف البحث والتنقيب داخله‪ .‬فاالهتمام بمساءلة عطاء االنفتاح على‬ ‫«تاريخ الحاضر» يشكل عالمة تحول فارقة في مسار الكتابة التاريخية الوطنية‪ ،‬باستثمارها لرصيد المنجز على امتداد‬ ‫عقود النصف الثاني من القرن الماضي داخل الجامعة المغربية‪ ،‬ثم بقدرتها على اقتحام « حقل ألغام» التاريخ الراهن‬ ‫وشروط البحث داخله واإلنصات ألسئلته المقلقة‪ ،‬خاصة المرتبطة منها بطبيعة المادة المصدرية المعتمدة‪ ،‬وتداخل‬ ‫مشاكل الواقع الراهن مع سقف األسئلة المؤطرة للبحث‪ ،‬وتعدد مظان البحث والتنقيب‪ ،‬وتوسع مفهوم الوثيقة‪،‬‬ ‫وبداية خوض باحثين ومهتمين وصحافيين غير متخصصين للكتابة في الموضوع‪ ،‬ونزوع قوى مجتمعية مختلفة‬ ‫الستغالل نتائج البحث والتقصي بل ولتسييج المادة الوثائقية ومنع الوصول إليها وتكريس مبدأ االنتقائية في التعامل‬ ‫معها حسب ما يخدم المصالح اآلنية والرؤى الضيقة‪ ،‬سواء بالنسبة للدولة أو لمختلف القوى الفاعلة داخل المجتمع‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فالمؤكد أن تطور عطاء « درس التاريخ» بالمغرب‪ ،‬قد أعطى لألمر راهنيته‪ ،‬بعد أن تبلورت جهود متراتبة‬ ‫لتفعيل قيمة « السؤال» وتوجيهها وفق منطق استقرائي واستنباطي مجدد‪ ،‬ال والء له إال للحقيقة العلمية ولثوابتها‬

‫اإلجرائية المعروفة‪ .‬وقد أوضحت الكلمة التقديمية التي وضعها محمد كنبيب للكتاب‪،‬‬ ‫أفق هذا العمل عندما قالت ‪ « :‬طرحت الندوة تساؤالت توخت تقويم مدى تأثير هذه‬ ‫التحوالت على فلسفة التاريخ والمحاوالت التي يقوم بها المؤرخون للتكيف مع إكراهات‬ ‫العصر الجديد‪ ،‬من دون التخلي عن خصوصيات مقارباتهم‪ ...‬حاول المتدخلون في‬ ‫الندوة طرح فرضيات وإيجاد أجوبة تتوخى المساهمة في بلورة صيغ من شأنها تمهيد‬ ‫السبيل من أجل « الخروج من األزمة»‪ ،‬بما في ذلك إعادة التأكيد على قدرة التاريخ على‬ ‫عكس الحقائق العلمية‪ ،‬والدعوة لتعزيز وجود «واجب حقيقي للتاريخ»‪ .‬وفيما يخص‬ ‫مسألة الذاكرة بالذات فالبد من التأكيد من جديد على أسبقية المهمة النقدية للتاريخ‬ ‫في مواجهة الصراعات السياسية واإليديولوجية‪ ،‬واستثمار الماضي من طرف ذاكرات‬ ‫متنافسة ومتضاربة ‪( ...‬اهتمامات) تندرج كلها ضمن عملية واسعة تتوخى على المدى‬ ‫الطويل التفكير بشكل معمق ومنهجي في حاضر ومستقبل مادة التاريخ ووظائف‬ ‫المؤرخين» ( ص ص‪.) 17 – 11 .‬‬ ‫تتوزع مضامين الكتاب بين قسمين متكاملين‪ ،‬كتبت مواد أولهما باللغة العربية‪،‬‬ ‫وكتبت مواد ثانيهما باللغة الفرنسية‪ .‬ففي القسم العربي نجد دراسة لعبد الواحد‬ ‫أكمير حول حضور األندلس في المخيال اإلسباني العربي الراهن بين منطقي التاريخ‬ ‫واإليديولوجيا‪ ،‬ودراسة لخالد عبيد حول بعض منسيي التاريخ التونسي المعاصر‪،‬‬ ‫وأخرى لصالح شكاك رصد فيها إشكاليات االستمرارية والتحول من المغرب المعاصر‬ ‫إلى المغرب الراهن‪ .‬أما عبد الحميد الصنهاجي‪ ،‬فقد اهتم بموضوع المؤرخ والشاهد‬ ‫من خالل نموذج الكوم المغاربة في حرب الهند الصينية سنة ‪ ،1954‬وأنهى محمد‬ ‫أمطاط هذا القسم بدراسة حول الوجود العسكري « السنغالي» في الجيش الفرنسي‬ ‫بمغرب الحماية بين حقائق الواقع التاريخي وتراكمات الذاكرة الجماعية‪ .‬أما في القسم‬ ‫الفرنسي من الكتاب‪ ،‬فنجد دراسة تشريحية إلدريس المغراوي حول الرهانات السياسية لعالقة التاريخ بالذاكرة‬ ‫المعاصرة‪ ،‬وأخرى لمحمد حاتمي حول منطلقات الضرورة العلمية لبداية تعاطي المؤرخ المغربي مع كتابة تاريخ‬ ‫البالد الراهن‪ ،‬وتحديدا مخاضات ما اصطلح عليه إعالميا ب « سنوات الرصاص»‪ .‬وفي سياق مختلف‪ ،‬اهتم محمد‬ ‫كنبيب بتحديد الوظائف « الجديدة» لكل من المؤرخ والصحافي والكاتب في عصر األنترنيت‪ ،‬واستحضرت زكية‬ ‫داود – في مساهمتها – ظروف سنوات صدور مجلة « الماليف» في عالقتها بتحوالت الحاضر‪ .‬ورصد مصطفى‬ ‫القادري أوجه العالقة القائمة ‪ /‬أو المفترضة بين التاريخ الوطني واالنسجام الوطني‪ .‬وتتبع بيير فرمرين قضايا‬ ‫التاريخ الراهن والتاريخ المباشر‪ ،‬استنادا إلى عطاء اإلسطوغرافيا الفرنسية المرتبطة بتاريخ المغرب الكبير‪ .‬وختم‬ ‫فيصل الشريف مضامين الكتاب‪ ،‬بدراسة مجددة حول توظيف المصادر اإليكنوغرافية السمعية البصرية في الكتابة‬ ‫التاريخية الراهنة‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬يمكن القول إن الكتاب قد نجح في إثارة األسئلة الكبرى المؤطرة لجهود اقتحام « ألغام» التاريخ‬ ‫الراهن‪ ،‬ليس بهدف تجييش المواقف أو افتعال « الملفات»‪ ،‬ولكن – أساسا – من أجل تنظيم اإلنصات النقدي‬ ‫لتفاصيل « اليومي» التي ينتظم في إطارها واقعنا الحالي‪ .‬إنه تحدي صلب‪ ،‬يسير ضد تيار منطق التتبع الصحفي‬ ‫وهواجس الفعل السياسي وإكراهات الدولة‪ ،‬ليضع أسسا بديلة تخلص في الوفاء للمهام العلمية النبيلة لمؤرخي‬ ‫اليوم‪ .‬وقبل ذلك‪ ،‬فالعمل يعيد طرح تساؤالت جوهرية حول الهوية العلمية لكتابة التاريخ اليوم‪ ،‬وحول شروط تفعيل‬ ‫« الثورة المنهجية» الضرورية للتخلص من سلطة الماضي الذي اليزال ممسكا برقابنا ويوجه الكثير من مرجعياتنا‬ ‫الفكرية والذهنية‪ ،‬ويبرر مواقفنا المتشعبة التي تنتظم في إطارها نظم الدولة والمجتمع الراهنين‪.‬‬

‫القراءة ُع ْم ٌر ثاين‬ ‫‪...‬القراءة شديدة العذوبة‪ .‬وأقتسي بأساتيذ كلية اآلداب‬ ‫(مرتيل)‪ ،‬لحَسَن مقاصدهم في فعل القراءة وجمالية التلقي‪.‬‬ ‫فالتعدُّدية تحيي أفق القارئ لتعدد الحقب الزمانية في بناء النص‬ ‫األدبي‪ .‬هنا تبدأ فعاليته عندما نفعِّل قدرات القارئ ونضمن للقراءة‬ ‫الخلود ‪.‬‬ ‫لعالج إشكالية التلقي لالختالفات التي تأتي على ردود األفعال‪،‬‬ ‫عندما ُيقرأ نصٌ ما في زمانين مختلفين بينهما جيلين‪ ،‬نكتشف‬ ‫فهما آخر ْ‬ ‫إنِ لم يكن فهما مغايرا للفهم األول‪ .‬فيكون ردُّ فعل‬ ‫القارئ لخروجه عن المألوف حيرة واندهاش‪ .‬إذ ما كان ينتظره القارئ‬ ‫لم يجده ألنه كان يحمل مرجعية ما‪ ،‬وألنه حدث تغيير األفق ‪ ،‬ال‬ ‫يتساوى وأفق القارئ مع الكاتب‪َّ .‬‬ ‫ألن هناك أفق آخر مع التعدُّدية‪،‬‬ ‫أن القارئ قد استوعب المرجعية‪َّ ،‬‬ ‫بمعنى َّ‬ ‫ألن الكتابة تطورت‪ ،‬بمعنى‬ ‫انصهار األفق‪ ،‬إذ لم نجد هذا االندهاش من لدُن القارئ‪ ،‬بعد فهمه‬ ‫ميكانيزمات الكاتب في بناء النص األدبي‪ .‬فالكاتب يجعل نصب‬ ‫عينيه ويضع في ذهنه القارئ الذي سيتوجه إليه‪ .‬فعمل الكتابة‬ ‫مبني من أجل أن ُيفعِّل الكاتب ُقدرات القارئ‪ ،‬فإذا التفاعل بين‬ ‫النص والقارئ‪ ،‬وبدون ذلك يبقى دون اكتمال‪ .‬فاألسس تتمثل في‬ ‫أفق القارئ عندما يكون التفعيل في بناء فعل السرد‪ .‬إال في حالة‬ ‫المسكوت عنه ال نجد أجوبة لتلك الفراغات عند قراءة النص‪ ،‬يتركها الكاتب‪ ،‬وهي أسئلة ال يجيب عنها‪ .‬فيحصل‬ ‫تكسير لفعل السرد بطريقة مترتبة إلى النهاية ثم تختلط من خاللها على القارئ القصة أو الحكاية‪ ،‬إال بعد إعمال‬ ‫الجهد في تحديد المفاهيم وفحصها‪ ،‬بتفعيل قدرات القارئ‪ ،‬بعد تكسير المألوف ونفيه‪ .‬النص األدبي ال ُيرْسم‬ ‫بشكل مباشر بل جمالية النص الحكائي في العمل األدبي يجب على القارئ أن يكشف حقيقة النص‪ ،‬وإلدراك ذلك‬ ‫انطالقا من الجزء والكل‪.‬ينبغي إدراج أجزاء النص المختلفة ليصل القارئ إلى النص األدبي‪ .‬ثمَّ ما مدى قدرة‬ ‫الكاتب ليستخلص أفق التوقع والبعد النسقي واستمارة جمالية النص ‪.‬‬ ‫اإلبداالت المعرفية لجمالية التلقي‪ ،‬كانت تركز على المؤلف (التاريخية)‪ ،‬ثم جاء التركيز على النص‪ ،‬وعلى‬ ‫القارئ أن يستكشفه‪ .‬فنظرية التلقي أعادت ترتيب المعادلة‪ .‬نص الحوار والتفاعل مع شروط متطلبات الحوار‪،‬‬ ‫يحتاج إلى رؤيا تنسيقية‪ ،‬يغلب عليه الجانب اللساني لكي يعيد كتابة البالغة العربية وأصولها‪ .‬رصد تلك األصول‬ ‫في إنشاء البالغات العربية ما بين المشاريع والمنجزات في الواقع‪ .‬من اآلفات المستفحلة ‪،‬و االستعارة والتشبيه‬ ‫واالختراع في مناخ العلوم والمطابقة والتفاعل على مختلف البالغات‪ .‬القراءة العربية لبالغة العربية‪ ،‬فرضية‬ ‫دعائمها الزيف للبالغة اليونانية أي دحض فتاوى النقاد ‪.‬‬ ‫منظور يقوم على التنسيقية في رصد األنساق والوقعيات‪ُ.‬المنجزْ والمعتوق والبياضات‪ .‬فالباحثون يطالبون‬ ‫ما طابق عند أرسطو فن الشعر في مقابل الخطابة‪ ،‬وهل يتوفر اليونان عن أصل الكتاب(بضم الكاف) عندهم؟ كانت‬ ‫تتمُّ خارج األكاديمية‪ ،‬فكانت إذاك شفاهية‪ .‬حكاية مختلفة الحكايات لم تصلنا حتى بالنسبة ألستاذه أفالطون‪.‬‬ ‫المعترضون يردون عن هذا أنه في بعد تراجيدي وكوميدي‪ ،‬ونحن العرب لم نكن نعرف ذلك الذي تحدث‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫عنه أرسطو‪ .‬فلم يجد العرب ترجمة لهذه المصطلحات الستبدال‬ ‫األمثلة من اليونانية إلى العربية‪ ،‬فتركها ابن سينا على أصلها‪ .‬أما‬ ‫في مادة التاريخ وتغيير التجليات المختلفة عند مفهومه والتأويالت‬ ‫التي اعتمدها‪ .‬التاريخ هو مختبر العالمية‪ ،‬فتغييبه والتأويل(فالتأويل‬ ‫صياغة الداللة األصلية إلى لفظ الداللة المجازية )‪ ،‬ثماره إعادة‬ ‫النظر فيه ‪.‬نتحدث عن العلم في مقابل العلم‪ ،‬فالتاريخ علم‪ .‬الشعر‬ ‫ديوان العرب‪ ،‬فالشعر الغنائي العرب يتنافسونه‪ .‬البياضات تساعد‬ ‫على إعطاء مصداقية للشعر العربي‪ .‬دور القراءة والتلقي في تجسيد‬ ‫النص الشعري سواء كان الكاتب أو المتلقي العادي والجنس الذي‬ ‫ينتمي إليه العمل‪ ،‬من شأنها أن تساهم في بناء المتلقي من جمالية‬ ‫اإلنشاء إلى المتدخل الحاكم إلى المتلقي المتذوق‪ ،‬عبر التأثير على‬ ‫جمالية اإلطراب فناًّ قوْلياً‪ ،‬يؤثر في النفوس سوا ًء كان هجا ًء أو ثنا ًء‬ ‫من إحساس فطري حيث يظهر في شكل المالحظات‪ ،‬وقد عبَّدت‬ ‫طرُقا جديدة تميِّز مستوى اإليقاع الداللي‪ .‬اجتناب اإلطراء واإلكفاء‬ ‫من العيوب الخمسة للقافية‪ .‬نوع من نوع‪ .‬التقنين يجب أن يتجنب هذه العيوب‪ .‬فضرورة اجتنابها حتى ال تكون‬ ‫مُرَقعة‪ .‬حروب الكالم سهلة خفيفة على اللسان كأنها كالم واحد‪ .‬كان في ذلك إلى ضرورة اعتماد عنصر‬ ‫الصدق‪ٌ .‬‬ ‫وزْن واحدٌ وقافية واحدة « المرئ القيس»‪ .‬المحاكمة البالغية من صنع المتلقين بما كانت تجود به‬ ‫قرائحهم‪ُ .‬يقدَّمُ «حسان» على «النابغة»‪ ،‬وعلى شعر شاعر‪ ،‬لحكم نوع من التميُّز حتى ال َيتقدمَ الصغار على‬ ‫الكبار‪ .‬الواجب أن يخضع الشاعر للواجب والصدق في بناء القصيدة وأال يستجيب لهواه ويتجنب قصائد الكسب‬ ‫(اإلرتزاق) ‪.‬‬ ‫مفهوم القراءة إلى مفهوم فهمهم في نظرية التلقي‪ ،‬في مقدمتها السؤال والجواب والمُنجز‪ .‬في كتاب‬ ‫اهلل‪ ،‬لو أعطى العبد من القرآن ألف فهم‪ ،‬لم يبلغ مرادَه‪ .‬ال نهاية لفهم كالم اهلل تعالىُعلوًّا كبيرا‪ .‬وهل يستقيم‬ ‫ْ‬ ‫أن نتحدث عن اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟ ‪...‬‬ ‫و يبقى لسان حال األمة العربيةُيردِّدُ ‪:‬‬

‫َّ‬ ‫إن الذي مأل اللغاتَِمحاسنا‬

‫ملحوظة ‪ :‬ذكر الفتى عمره الثاني ( المتنبي)‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجمال وسرَّهُ في الضاد‬ ‫جعل‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)286‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫شكاية السيدة أمال بروال إلى السادة‬ ‫رئيس الحكومة ووزيري العدل‬ ‫والداخلية ضد إدارة أمانديس‬ ‫بعد التحية والسالم‪ ،‬اسمحوا لي أيها السادة المحترمون أن أوجز لكم معاناتي‬ ‫مع إدارة أمانديس التي أرغمت تصرفاتها الالمسؤولة وظلمها للمواطنين كال من‬ ‫السيدين رئيس الحكومة ووزير الداخلية إلى القدوم إلى مدينة طنجة لتهدئة الوضع‬ ‫وتشكيل لجنة مركزية وأربع لجان في كل مقاطعة ولجنة في كل وكالة الستقبال‬ ‫شكاية كل متضرر أو من يعتبر نفسه متضررا‪ ،‬إلى آخر الكالم الذي ألقاه السيد رئيس‬ ‫الحكومة وبثته القناة األولى وتعهد فيه بأن الحكومة تضمن حل جميع المشاكل التي‬ ‫يعاني منها سكان مدينة طنجة مع إدارة أمانديس‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫مشكلتي مع هذا اإلدارة التي أرجوكم العمل على حلها كما التزمتم أدبيا وأخالقيا‬ ‫وسياسيا وقانونيا أمام الرأي العام تكمن في امتناع شركة أمانديس على تنفيذ حكم‬ ‫قضائي صادر عن المحكمة التجارية بطنجة بتاريخ ‪ 2015/07/27‬تحت عدد ‪ 2095‬في‬ ‫الملف ‪ 398‬ـ ‪ 2015/8212‬بإسم جاللة الملك وطبقا للقانون مشمول بالنفاذ المعجل‬ ‫يلزمها بإبرام عقدي االشتراك معي لتزويد منزلي بالماء والكهرباء على أساس أن هذا‬ ‫المنزل مشيد فوق قطعة أرضية تدخل ضمن الوعاء العقاري لتجزئة كاليفورنيا تحت‬ ‫طائلة غرامة تهديدية قدرها ‪ 500‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ‪.‬‬ ‫ومنذ ‪ 20‬نونبر ‪ 2015‬وشركة أمانديس ممتنعة عن تنفيذ هذا الحكم حسب‬ ‫الثابت من محضر االمتناع الذي حرره في حقها السيد المفوض القضائي في ملف‬ ‫التنفيذ رقم ‪ 1155‬ـ ‪ .25/15‬قد يكون سبب تحقيرها لهذا الحكم أن السيد وزير العدل‬ ‫لم يتواضع معها ويحضر رفقة السيدين رئيس الحكومة ووزير الداخلية ويلتمس منها‬ ‫بالمناسبة وبكل احترام التواضع أمام األحكام والقرارات القضائية وذلك بتنفيذها‬ ‫لتكريس هيبة القضاء وسلطته‪ ،‬ولمحو صورتها القبيحة من عيون ساكنة طنجة‪ .‬وبه‬ ‫اإلخبار والسالم‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫قف‪ ...‬هنا مرشان!‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫تعرف زنقة قصر الماء وزنقة العرائش وزنقة أصيلة وكذا أز ّقة حيّ القرية‪ ،‬بل ومنطقة مرشان‪ ،‬بصفة‬ ‫عامّة‪ ،‬العديد من المظاهر السلبية المتمثلة في تعرضّ بعض المارّة والسّكان‪ ،‬ال عتداءات تطاُلهم من‬ ‫فترة إلى أخرى‪ ،‬وذلك من طرف منحرفين يتربصون بضحاياهم‪ ،‬فينقضون عليهم‪ ،‬مستغلين غياب‬ ‫الدوريات األمنية بالمنطقة‪ ،‬ليمارسوا مختلف عملياتهم اإلجرامية بنوع من التسيب والفوضى‪ .‬كما‬ ‫يتخذون من بعض البنايات المهجورة مالذاً آمناً لتخطيطاتهم المقبلة‪ ،‬حول أعمال السرقة التي ال‬ ‫تستهدفُ المارة فحسب‪ ،‬بل ُ‬ ‫تطال حتى سطوح بعض المنازل‪ ،‬فضال عن استهالكهم لمختلف أنواع‬ ‫المخدرات التي تفقدهم وعيهم‪ ،‬مما يدفع بهم إلى ارتكاب ّ‬ ‫كل ما يمكنُ اعتبارُه طيشــاً وحماقـ ًة؟‬ ‫ُ‬ ‫يتداول السكان حديثهم حول انتشار البناء العشوائي‪ ،‬بشكل كبير بالمنطقة‪ ،‬في الوقت‬ ‫كما‬ ‫الذي يحرمُ بعض السكان من الترخيص لهم ببناء قانوني‪ ،‬يعودُ بالنفع على مداخيل الجماعة أو‬ ‫المقاطعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واألمان‬ ‫ويأمل السكان الذين ما فتئوا يوجهون شكاواهم إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬أن يعود األمنُ‬ ‫إلى أحيائهم‪ ،‬وأن َ‬ ‫تزول ُّ‬ ‫كل المظاهر السّلبية عن حي مرشان الذي عرف بهدوئه وجماله وأمنه على مرّ‬ ‫التاريخ !‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫تجارة المخدرات‪ ..‬مشكل يقلق‬ ‫راحة العديد من السكان‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪286‬‬

‫تجارة المخدرات بجميع أنواعها‪“ ،‬الغبيرا” و”الحشيشا” و”القرقوبي”‪ ،‬تروج عالنية بالمدينة القديمة‪،‬‬ ‫وحي السواني أطلس‪ ،‬وحي المصلى‪ ،‬وخاصّة بزنقة كولومبيا وزنقة الركاينة‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بترويج‬ ‫البطاطس أو الموز على متن العربات المجرورة ! بينما السكان ضاقوا ذرعا بهذه التجارة‪ ،‬غير المشروعة‪،‬‬ ‫والتي يتم ترويجها‪ ،‬بالقرب من أبواب منازلهم‪ ،‬وما يتبع ذلك من ضجيج وعربدة‪ ،‬متسبّبة لهم في معاناة‬ ‫كثيرة‪ ،‬منها الخوف المستمر من مغبة وقوع أبنائهم ضحايا اعتداء من طرف منحرفين ومدمنين‪ ،‬إن لم‬ ‫يقعوا هم أنفسهم في إدمان‪ ،‬من عواقبه النيل من صحتهم ورهن مستقبلهم‪ ،‬نحو المجهول!‬ ‫السكان الذين نتوصل بشكاواهم‪ ،‬من حين آلخر‪ ،‬يتساءلون من له المصلحة في حماية وازدهار‬ ‫هذا النوع من التجارة‪ ،‬ضدا على تطبيق القانون في حق كل من يسعى إلى االتجار في هذه السموم‬ ‫القاتلة التي تعرض حياة مستعمليها للخطر‪ ،‬خاصة وأن عمليات البيع والشراء التتوقف باألزقة والدروب‪،‬‬ ‫رغم احتجاجات السكان واستنكاراتهم الدائمة لدى الجهات المسؤولة‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 815‬ـ الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫شكك‬

‫معلق «قناة الرياضية» بشكل غريب ومستفز في مشروعية ضربة جزاء األولى‬ ‫التحاد طنجة الثاني في مرمى حسنية أكادير‪ ،‬رغم أنه يتابع لقطة اإلعادة من‬ ‫تلفاز صغير أمامه في حجم علبة عود الثقاب (قجار د لوقيد)‪ .‬لألسف أن هذا المعلق كان عليه أن‬ ‫يلزم الحياد على األقل احتراما لمشاعر الجمهور الطنجاوي وساكنة طنجة التي تتابع هذه القناة‬ ‫ألن طنجة وفريقها أكبر منه وممن منحوه مسؤولية التعليق على المباريات‪ .‬سيما أن نمادج‬ ‫من المعلقين أمثاله جروا اتحاد طنجة لتلقي عقوبات صادمة ال يستحقها‪ ،‬وال أحد من أمثاله‬ ‫تحدث عن ظلم وحيف الحكم بوشعيب لحرش الذي اعتدى بقراراته الجائرة على اتحاد طنجة‬ ‫في كالسيكو الشمال وتسبب بتقريره الظالم في إقفال الملعب الكبير لثالث مباريات‪ ،‬وقبله‬ ‫ساهم التحكيم في خسارة اتحاد طنجة بالحسيمة‪ ،‬واإلقصاء من كاس العرش أمام أولمبيك‬ ‫اخريبكة بطنجة‪ .‬كل هذا ال أحد يشاهده‪ .‬كفى من العنصرية من فضلكم‪ .‬ألن هذه التصرفات‬ ‫تؤدي إلى االستفزاز واإلسهام في اندالع الفوضى‪ ،‬وهي واحدة من المشاكل التي تشعل فتيل‬ ‫شغب المالعب الرياضية‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬ ‫(‪)10/10‬‬

‫‪ 7‬ـ مميزات الطريقة الكلية‪:‬‬

‫ تحقيق وضوح الهدف العام من التعلم مما يجعل التالميذ أكثر‬‫إيجابية وتفاعل في عملية التعلم ويحاولون اكتساب السباحة ككل‪.‬‬ ‫ يرى الكثير من المتخصصين أن المتعلم بالطريقة الكلية يصلح مع‬‫مادة التعلم التي تكون من النوع الوظيفي المتكامل والذي ال تحقق فائدة‬ ‫إال من خالل األداء الكلي للمهارة وتعتبر رياضة السباحة من هذا النوع‪.‬‬

‫عيوب الطريقة الكلية ‪:‬‬

‫ تعتبر الطريقة الكلية غير مناسبة لجميع المستويات من التالميذ‬‫نظرا الختالف قدراتهم‬ ‫في اكتساب المهارات الحركية لذلك يالحظ أن بعض التالميذ‬ ‫يستجيبون لتعلم السباحة والبعض اآلخر ال يستجيب‪.‬‬ ‫ يحدث أثناء التعلم بالطريقة الكلية للسباحة أن يصعب على‬‫المتعلمين معرفة دقائق وتفاصيل أداء مهارات السباحة مما يؤثر في‬ ‫ارتكاب المتعلم للعديد من األخطاء أثناء الممارسة األولية وقد يصعب‬ ‫التخلص منها فيما بعد‪.‬‬

‫ج‪ -‬الطريقة المختلطة‪:‬‬

‫تعد الطريقة التعليمية المختلطة وسطا بين الطريقة الجزئية‬ ‫والطريقة الكلية وقد وجدت هذه الطريقة من جمع مزايا كل من الطريقتين‬ ‫السابقتين ومحاولة تجنب عيوبها‪.‬‬ ‫دلت التجارب على استخدام الطريقة المختلطة في تعليم المهارات‬ ‫الحركية يحقق نتائج أفضل وقد استعملت في معظم المناهج لتعليم‬ ‫مهارات السباحة وذلك قبل خمسين سنة أو أكثر وأثبت تفوقها على‬ ‫الطريقتين األخريتين‪.‬‬ ‫والتعليم بهذه الطريقة يكون كما يلي‪ :‬مثال عدم تقسيم الحركة إلى‬ ‫أجزاء صغيرة بل إلى وحدات كبيرة كل وحدة تمثل جانبا كبيرا من المهارات‬ ‫الحركية وبعد تعلم هذه الوحدة ينتقل المدرب إلى الوحدة التالية لهما‬ ‫وهكذا وعند جمع هذه الوحدات مع بعضها البعض تظهر الحركة كاملة‪.‬‬ ‫إن من مزايا هذه الطريقة أنها تحدد هذه المهارة للمتعلم ولو بصورة‬ ‫جزئية مما يجعل أداء المهارة مشوقا وغير ممل نتيجة لذلك تقل إمكانية‬ ‫حدوث اإلصابات باإلضافة إلى مراعاتها لقدرات وإمكانيات المتعلمين كما‬ ‫أنها تقلل من الوقت الالزم للتعليم بالطريقة الجزئية‪ ،‬كذلك تقلل من‬ ‫االرتباطات العصبية الالزمة ألداء المهارة فيها‪ ،‬لكن هذه الطريقة تتطلب‬ ‫من المعلم والمدرب الدقة المتناهية في تقسيم الحركة إلى وحدات طبيعية‬ ‫وسلمية لذا يجب مراعاة عند استخدامها طريقة الوحدات التعليمية‪.‬‬ ‫ تعليم المهارة الحركية كلها بصورة مبسطة في أول األمر‪.‬‬‫ تعليم األجزاء الصعبة بصورة منفصلة مع ارتباط ذلك باألداء الحركي‬‫للمهارة الحركية‪.)23(.‬‬

‫سيرخيو لوبيرا‪..‬‬ ‫املدرب الإ�سباين للمغرب التطواين‬

‫• هل كنت تتوقع النتائج السلبية التي‬ ‫حققها المغـرب التطواني مع بداية البطولـة‬ ‫اإلحترافية؟‬ ‫• • أبدا لم نكن نتوقـــع هذه البدايــة ألننـا‬

‫استعدنا لهذه البطولة بشكل جيد وكنا عازمين‬ ‫على تحقيق نتائج مرضية لتزكية العمل الذي قمنا‬ ‫به الموسم الماضي عندما استطعنا ‪ ‬الحصول على‬ ‫مرتبة مشرفة تليق بسمعة الفريق الذي يعد واحدا‬ ‫من الفرق القوية بالبطولة المغربية‪ ،‬كما حققنا‬ ‫نتائج جد جيدة بعصبة األبطال اإلفريقية واستطعنا‬ ‫التغلب على مجموعة من المعيقات الخارجة عن‬ ‫إرادتنا وبفضل العمل الذي قام به جميع مكونات‬ ‫الفريق شرفنا الكرة المغربية ودافعنا عن كامل‬ ‫حظوظنا في هذه المنافسة الكبيرة‪ ،‬ولوال الظروف‬ ‫السيئة التي ميزت مباراة مازيمبي لكنا قد تأهلنا إلى‬ ‫المربع الذهبي‪ ،‬على العموم كان موسما جيدا‪ ،‬لكن‬ ‫هناك مجموعة من اإلكراهات ساهمت بشكل كبير‬ ‫في هذه النتائج السلبية منها على سبيل المثال‬ ‫اإلرهاق الذي نال من الالعبين وكثرة اإلصابات‬ ‫المؤثرة من دون أن ننسى تراجع مستوى بعض‬ ‫الالعبين‪ ،‬ورغم هذه البداية إال أننا استمرينا في‬ ‫عملنا وكان لنا اليقين التام على أن العمل الجاد سيعطي‬ ‫أكله مع مرور الدورات في انتظار تخلص الالعبين من‬ ‫الضغط النفسي الكبير الذي رافقهم‪ ،‬وهذا ما حصل‬ ‫بالضبط ليحقق الفريق فوزين جد هامين أخرجانا من‬ ‫متاهات المرتبة األخيرة التي ال تليق بسمعة الفريق الفائز‬ ‫بلقبين للبطولة المغربية في ظرف ثالث مواسم‪ ،‬وقد‬ ‫ساهم في هذه العودة جميع مكونات الفريق من مكتب‬ ‫مسير الذي وضع ثقته في إمكانياتنا التدريبية ووقف معنا‬ ‫في السراء والضراء بتوفيره كل اإلمكانيات المتاحة لكي‬ ‫يعود الفريق إلى سكة اإلنتصارات من دون أن ننسى‬ ‫المجهودات الجبارة التي قام بها جميع الالعبين وحسن‬ ‫تعاملهم مع هذه الظرفية‪ ،‬كما ال تفوتني الفرصة ألشكر‬ ‫جماهير المغرب التطواني التي تعاملت معنا بطريقة‬ ‫حضارية وآزرتنا‪ ،‬فتحية لها وأتمنى أن نكون في المستوى‬ ‫المطلوب في الدورات المقبلة ونواصل تحقيق األفضل‪.‬‬

‫• وكيف استطعـت التغلب على هذا الضغط‬ ‫الرهيب الذي عشته جراء النتائج السلبية؟‬ ‫• • كان علي ضغط كبير وكل أسبوع كنت أقول فيه‬

‫أن الفريق سيعود لتحقيق نتيجة إيجابية‪,‬لكن الحظ‬ ‫كان يقف في وجهنا وبفضل اإلرادة والعزيمة وثقتي في‬ ‫إمكانياتي التدريبية والعمل الذي يقوم به جميع أفراد‬ ‫الطاقم التقني وتزكية المكتب المسير وعلى رأسهم‬ ‫رئيس الفريق الذي كان دائما بجانبي‪,‬أردت مواصلة‬ ‫عملي من دون أن أرفع الراية البيضاء وأستسلم‪ ،‬كان لي‬ ‫اليقين الكامل أن العمل الذي نقوم به سيعيدنا من جديد‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إلى الواجهة وهذا ما كنا نطمح إليه‪ ،‬ألننا نتوفر على‬ ‫تركيبة بشرية في المستوى وتعد األحسن في البطولة‪،‬‬ ‫لقد وقف إلى جانبي جميع مكونات الفريق وطلبوا مني‬ ‫مواصلة العمل ومن دون ضغط يذكر ألنني كنت دائما‬ ‫أحب التحدي‪ ،‬وال تفوتني الفرصة لكي أشكر جميع من‬ ‫ساندني ووقف مع الفريق في السراء والضراء ألن قوة‬ ‫المغرب التطواني في تالحم جميع مكوناته وطريقته‬ ‫التسييرية االحترافية وانتظروا المغرب التطواني في‬ ‫الدورات المقبلة ألن النتيجتين اإليجابيتين األخيرتين‬ ‫أمام كل من الرجاء البيضاوي ‪ ‬والمغرب الفاسي ما هي إال‬ ‫البداية إلى األفضل‪.‬‬

‫• ما موقع الفريق في بطولة هذا الموسم بعد‬ ‫االنطالقة الكارثية‪،‬وهل أنت مرتاح للعمل الذي‬ ‫يقوم به الطاقم التقني ؟‬ ‫• • المغرب التطواني سيعمل كل ما في وسعه لتحقيق‬

‫نتائج جيدة لكي يدافع عن حظوظه كباقي الفرق المغربية‬ ‫للفوز باللقب‪ ،‬ألن فارق النقط بين جميع المراتب غير كبير‬ ‫والفوز في ثالث مباريات متتالية يقربك أكثر من الصدارة‪،‬‬ ‫والمغرب التطواني له كل اإلمكانيات البشرية والمادية‬ ‫والجماهيرية لتحقيق ذلك ألنه يعتبر من الفرق القوية‬ ‫والمميزة‪ .‬وبالنسبة لعمل الطاقم التقني‪ ،‬بطبيعة الحال‬ ‫اخترت طاقمي التقني بما يتناسب مع فكري وهو يقدم‬ ‫لي يد العون على جميع المستويات‪ ،‬أنا جد مرتاح معهم‬ ‫ألنهم يعرفون طريقة عملي‪ ،‬وأملي أن نحقق نتائج أفضل‬ ‫تعيد االطمئنان لجميع مكونات الفريق‪.‬‬

‫باألرقام‪ ..‬ريال مدريد وضربات الجزاء‬ ‫قصة حب بدأت منذ عام ‪1928‬‬

‫يعد نادي ريال مدريد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬أكثر الفرق حصوال على‬ ‫ضربات الجزاء في الليغا‪ ،‬وفالنسيا أكثر الفرق التي تعرضت الحتسابها‬ ‫ضدها منذ بدأت المسابقة في ‪ .1928‬ويحتل ريال مدريد المركز التاسع في‬ ‫قائمة أكثر الفرق التي احتسبت ضدها ضربات الجزاء‪ .‬ويأتي برشلونة خلف‬ ‫ريال مدريد كأكثر الفرق التي احتسبت لها ضربات جزاء‪ ،‬بينما يحتل المركز‬ ‫الرابع كأكثر الفرق تعرضا الحتساب ضربات الجزاء ضدها‪ .‬وجاء ذلك في‬ ‫دراسة أجراها مركز أبحاث وتاريخ واحصائيات كرة القدم اإلسبانية‪ ،‬قالت‬ ‫أن ثالثة من كل أربع ضربات جزاء انتهت بتسجيل هدف‪ .‬ويعد المكسيكي‬ ‫هوجو سانشيز هو أكثر الالعبين تسديدا لضربات الجزاء في تاريخ الليجا‬ ‫فيما أن أندوني زوبيزاريتا (حارس برشلونة السابق) هو األكثر تصديا فيما‬ ‫أن الحارس البرازيلي دييجو ألفيش (حارس فالنسيا) يعد صاحب أفضل نسبة في التصدي‪ .‬ومنذ بداية موسم ‪ 1928-1929‬حتى‬ ‫الجولة الـ‪ 11‬من الموسم الحالي شهدت الليجا احتساب ‪ 6514‬ضربة جزاء‪ .‬وتعد أكثر ثالثة فرق حصوال على ضربات الجزاء بالترتيب‬ ‫هي ريال مدريد (‪ /)487‬برشلونة (‪ /)460‬فالنسيا (‪ ،)414‬فيما أن الفرق التي احتسبت ضدها أكبر عدد ضربات جزاء على الترتيب هي‬ ‫فالنسيا (‪ /)360‬إسبانيول (‪ /)358‬أثلتيك بلباو (‪.)342‬‬


‫العدد ‪815‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫أبرشـان يدعو إلى عدم إفراغ‬ ‫المدرجـات‬ ‫تنفس حميد أبرشان‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬الصعداء‪ ،‬بسبب المعاناة جراء قرار‬ ‫إيقاف الملعب‪ ،‬الذي كبده خسائر مادية كبيرة‬ ‫وقال في تغريدة بصفحته على الفايسبوك”‬ ‫أخيرا إنتهت العقوبات الجائرة التي طبقت‬ ‫على فريق إتحاد طنجة دون الفرق األخرى التي‬ ‫شهدت مالعبها أحداث شغب أعنف من تلك‬ ‫التي شهدها ملعب طنجة الكبير‪ ،‬لذا من حقنا‬ ‫أن نسأل‪ ،‬لماذا هذه االزدواجية في المعايير؟‬ ‫ومن له المصلحة في تقوية فرص فرق معينة‬ ‫على حساب تضيق الخناق على فرق أخرى؟‬ ‫أيا كان األمر‪ ،‬أعتقد أن مثل هذه العقوبات‬ ‫تعود بكرة القدم الوطنية أشواطا إلى الوراء‪.‬‬ ‫اعتقدنا أننا قد قطعناها فعال‪ ،‬وتساهم في‬ ‫تشويه المنتوج الكروي ببالدنا الذي كنا نأمل‬ ‫أن يكون مثاال يحتذى به من قبل دول أخرى”‪.‬‬ ‫وتساءل رئيس اتحاد طنجة‪ ”،‬لما ال نسير‬ ‫نحن حذو الدول التي سبقتنا بسنوات ضوئية‬ ‫في مجال الرياضة عامة وكرة القدم خاصة‪،‬‬ ‫والذين أدركوا أن مبارة كرة قدم دون جمهور‬ ‫ال معنى وال طعم لها وأن إجراءها كعدمه‪،‬‬ ‫وبالتالي ابتكروا آليات جديدة لفرض عقوبات‬ ‫على الفرق‪ ،‬آليات ترتقي بلعبة كرة القدم إلى‬ ‫أعلى المستويات”‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫اتحاد طنجة يتألق في دوري‬ ‫المرحوم البريني‪ ‬ومدرسة‬ ‫الفريق تشارك‬ ‫في دوري بإفران‬ ‫تألق فريق اتحاد طنجــة لكرة السلة خالل‬ ‫مشاركته في دوري المرحـــوم «الصديـــق‬ ‫البريني» أحد قدماء الالعبين والمسيرين‬ ‫بفريق المغرب الرياضي الرباطي‪ ،‬المنظم‬ ‫لهذا الدوري‪ .‬ووصل اتحاد طنجة المباراة‬ ‫النهائية‪ ،‬بعد تجاوزه في نصف النهائــــي‬ ‫الفريق المنظم‪ ،‬المغرب الرباطي بحصة‬ ‫‪ .51 / 76‬ووانهـــزم في النهائـــي أمـــام‬ ‫الجمعية السالوية في مباراة شيقة استمتع‬ ‫خاللها الجمهور التي تابــع الدوري من قاعة‬ ‫المامون‪ ،‬وشهدت ندية كبيرة بين أقوى فريقين‬ ‫في السنوات األخيرة في ساحة كرة السلة الوطنية‪.‬‬ ‫وكان الدوري مناسبة لمدرب الفريق الطنجاوي‪ ،‬أحمد‬ ‫قجاج للوقوف على مدى جاهزية العبيه‪ ،‬سيما األجانب الذين‬ ‫انتدبهم الفريق‪ ،‬وفرصة للتنافسية بخوض مباريات إعدادية‬ ‫بعد مرحلة التحضير البدني‪ .‬كما تكمن إيجابية المشاركة‬

‫في هذا الدوري باختبار مؤهالت خمسة العبين‬ ‫من شبان الفريق الذين يشكلون نواة مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬ومنحهم فرصة التبارى على أعلى‬ ‫مستوى‪ ،‬لكسب الخبرة‪ .‬كما خاض الفريق هذا‬ ‫الدوري في غياب خمسة عناصر أساسية بداعي‬ ‫اإلصابة‪.‬‬ ‫وفي موضوع آخر‪ ،‬شاركت مدرسة اتحاد‬ ‫طنجة لكرة السلة في الملتقى األول للناشئة‬ ‫الذي نظمته جمعية ميشليفن لكرة السلة بإفران‬ ‫السبت الماضي‪ .‬وهو دوري مفيد لناشئة الفريق‬ ‫الطنجاوي لالحتكاك واالستفادة من التباري وفتح‬ ‫جسور التعارف والتواصل مع زمالئهم من مدارس أخرى‪،‬‬ ‫بحكم قيمة المدارس المشاركة‪ ،‬وهي‪ ،‬جمعية سال‪ ،‬النادي‬ ‫القنيطري‪ ،‬النادي المكناسي‪ ،‬المغرب الرياضي الرباطي‪ ،‬وفرق‬ ‫أخرى‪ .‬وهي فرصة لتسويق اسم وبرنامج الفريق واالستفادة‬ ‫من تجارب أخرى مماثلة‪.‬‬

‫استئناف بطولة مؤسسة «النور»‬

‫قصت مؤسسة «النور» الحرة شريط بطولة كرتي القدم‬ ‫والسلة برسم موسم ‪ ،2016 / 2015‬التي يشرف عليها‬ ‫رشيد الخمسي‪ ،‬أستاذ التربية البدنية‪ .‬وكانت ضربة البداية‬ ‫ببطولة كرة القدم الخاصة بأقسام الخامس والسادس منذ‬ ‫أسبوعين‪ .‬فيما انطلقت يوم السبت الماضي بطولة كرة‬ ‫السلة‪ ،‬خاصة بإناث القسمين الخامـــس و السادس‪ ،‬كمـــا‬

‫انطلقت السبت كذلك بطولة كرة القدم الخاصة بأقسام‬ ‫األول‪ ،‬الثاني‪ ،‬الثالــــث والرابع‪ .‬ويذكر أن األقســـام الفائزة‬ ‫بالبطولة تتأهــــل مباشــــرة إلى دور نصف نهائــــي «كأس‬ ‫المرحوم عبد السالم اللواح» في طبعتــه الثانية‪ ،‬فيما تتأهل‬ ‫باقي األقسام عن طريق اإلقصائيات‪.‬‬

‫اختتام المرحلة األولى من الدورة التكوينية‬ ‫لنيل دبلوم الدرجة دال‬

‫اإلعالم اإلسبانـــي يشيــــد‬ ‫بالمغرب التطواني وقميصه‬ ‫تلقى برنامج “الفيبري مالديني” اإلسباني‬ ‫الشهير قميص نادي المغرب التطواني‪ ،‬خاصة‬ ‫للبرنامج الذي يقدمه الصحفي اإلسباني‬ ‫خوليو مالدونادو‪ ،‬والذي يعتبر من بين أبرز‬ ‫الصحفيين في الساحة اإلعالمية بإسبانيا‪.‬‬ ‫وأشاد مقدم البرنامج اإلسباني بقميص نادي‬ ‫المغرب “أتليتيكو” تطوان‪ ،‬مشيرا في الوقت‬ ‫ذاته إلى أنه من بين أبرز األندية على صعيد‬ ‫الساحة الكروية في المغرب‪ .‬وأشار مقدم‬ ‫البرنامج إلى الخلفية التاريخية لنادي المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬مؤكدا على أنه سبق له المشاركة‬ ‫في الدوري اإلسباني‪ .‬ويذكر أن نادي المغرب‬ ‫التطواني يعتبر من أبرز األندية التي تملك‬ ‫صيتا عاليا‪ ،‬خاصة بعد مشاركته اإلفريقية‬ ‫األخيرة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا‪،‬‬ ‫إضافة إلى حضوره في آخر نسخة لمسابقة‬ ‫كأس العالم لألندية بالمغرب سنة ‪.2014‬‬

‫أعطى نادي المغرب التطواني خالل‬ ‫الموسم الجاري المثال لباقي األندية الوطنية‬ ‫بأن الصبر والعمل في صمت إلى جانب الثقة‬ ‫المتبادلة بين مختلف مكوناته‪ ،‬هو السبيل‬ ‫األفضل واألنجع للعودة إلى السكة الصحيحة‪،‬‬ ‫وتجاوز كل أنواع األزمات التي بإمكانها إقبار‬ ‫آمال األندية في التنافس على الدوري أو‬ ‫تحقيق ما تم رسمه من استراتيجيات وأهداف‬ ‫خالل بداية الموسم‪ .‬ونجح المغرب أتليتيك‬ ‫تطوان بعد انطالقة “كارثية” خالل بطولة‬ ‫الموسم الجاري‪ ،‬وتموقع في الصفوف األخيرة‬ ‫بعد ‪ 4‬هزائم وتعادلين‪ ،‬برصيد نقطتين فقط‪،‬‬ ‫(نجح) في تدارك الموقف وتحقيق ‪ 4‬انتصارات‬ ‫متتالية بدءا بمباراة الرجاء البيضاوي في مركب‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬وصوال إلى مباراة النادي‬ ‫القنيطري‪ ،‬التي تفوق فيها بهدف نظيف‪،‬‬ ‫ليتسلق المراتب بسرعة البرق‪ ،‬ويحيي آماله‬ ‫في التباري على لقب هذا الموسم‪ .‬وتمكن‬ ‫“الماط” بفضل مجهودات العبيه والطاقم‬ ‫التقني والمسيرين إلى جانب الجمهور‪ ،‬كل‬ ‫من موقعه‪ ،‬من تجاوز األزمة الصعبة بأقل‬ ‫األضرار‪ ،‬والتي خيمت على الفريق منذ الخروج‬ ‫المدوي من دور المجموعات في رابطة أبطال‬ ‫إفريقيا عقب الهزيمة بخمسة أهداف مقابل ال‬ ‫شيء أمام مازيمبي الكونغولي‪.‬‬

‫صرامة مكتب فريق الحمامة‬ ‫البيضاء‬

‫هيرفي المتمرد يعود لتداريب‬ ‫اتحاد طنجة‬ ‫ظهور متوسط الميدان الدفاعي‪ ،‬اإلفواري‬ ‫هيرفي في تداريب اتحاد طنجة في بداية‬ ‫األأسبوع الماضي‪ ،‬قطع الشك باليقين‪ ،‬وأكد‬ ‫توصل الفريق الطنجاوي والعبه اإلفواري‬ ‫إلى تسوية الخالف بعد تمرد الالعب منذ‬ ‫يونيو الماضي‪ ،‬ورافضا االلتحاق بالتداريب‬ ‫بعدما أغراه أحد السماسرة بصفقة من إحدى‬ ‫األندية األوربية‪ .‬وكانت أخبار تحدثث عن‬ ‫التحاق هيرفي بنادي مايوركا اإلسباني‪ ،‬لكن‬ ‫إدارة اتحاد طنجة أشهرت ورقة التصدي لقرار‬ ‫الالعب لدى ‪ ‬الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم واالتحاد الدولي بحكم ارتباط استمرار‬ ‫ارتباط الالعب معه بعقد ملزم لمدة سنتين‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة أبدى استعداده للتفاوض‬ ‫مع أي فريق يرغب في ضم الالعب‪ .‬وكان‬ ‫اإلفواري هيرفي أحد الالعبين األساسيين في‬ ‫تركيبة المدرب السابق أمين بنهاشم ومن‬ ‫المساهمين في عودة اتحاد طنجة إلى البطولة‬ ‫االحترافية‪ .‬وقد يكون الالعب الكرواتي زوران‬ ‫بالزونيتش ضحية عودة هيرفي‪ ،‬بعدما فشل‬ ‫في منح إضافة لوسط ميدان الفريق‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫الصبـــر ساعــــد المغـــرب‬ ‫التطواني على العودة‬

‫لهذه األسبــاب غاب الرئيس‬ ‫عن مباريات الويكلو‬

‫كان أبرشان غاب عن مباريات فريقه‬ ‫طيلة مدة العقوبة‪ ،‬وتساءل المتتبعون عن‬ ‫اسباب هذا االغياب‪ ،‬وجاء الرد من خالل نفس‬ ‫التغريدة‪”،‬شخصيا فضلت متابعة المباريات‬ ‫الثالث في المقهى إلى جانب الجماهير‪ ،‬التي‬ ‫تزرع الروح في المدرجات‪ ،‬لكن ال بد من‬ ‫التذكير أنه بهذه العقوبات الظالمة تكبد‬ ‫فريقنا خسائر كبيرة معنويا من خالل حرماننا‬ ‫من تشجيع ومساندة جماهيرنا بميداننا‪،‬‬ ‫وماديا من خالل حرمان خزينة الفريق من‬ ‫مداخيل هامة كانت ستساهم بشكل كبير‬ ‫في تجنب الفريق الدخول في أي أزمات مادية‬ ‫محتملة”‪ .‬واسبشر رئيس اتحاد طنجة خيرا‬ ‫بعودة الجماهير إلى مدرجات الملعب الكبير‪”،‬‬ ‫اآلن ستعود جماهيرنا إلى ملئ جنبات الملعب‬ ‫بعزيمة أقوى وشغف أكبر وستبهر الجميع‬ ‫بأساليبها التشجيعة ومساندتها الكبيرة لفريق‬ ‫إتحاد طنجة‪ ،‬وستعود هذه الجماهير إلى إعطاء‬ ‫الدروس للجميع مرة أخرى”‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أشرف حسن لوداري‪ ،‬عضو اإلدارة التقنية الوطنية‪،‬‬ ‫مستشار تقني لمنطقة الشمال‪ .‬ومحمد بنطالب‪ ،‬المدير التقني‬ ‫الجهوي لعصبة الشمـال‪ ،‬و عمر الرايس الفني‪ ،‬المستشار‬ ‫التقني الجهوي‪ ‬لعصبة الشمـال لدى االدارة التقنية الوطنية‬ ‫على المرحلة األولى للدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم‬ ‫التدريب درجة دال‪ ،‬التي انطلقت فعالياتها االثنين ‪ 07‬دجنبر‬ ‫‪ 2015‬بمركز االستقبال حسنونة طنجة واختتمت الخميس‬ ‫الماضي‪ .‬وعرفت الدورة التي نظمت في إطار البرنامج المسطر‬ ‫من طرف اللجنة الجهوية التقنية لعصبة الشمال لكرة القدم‪،‬‬ ‫تحت إشراف اإلدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية‪،‬‬

‫مشاركة ‪ 41‬متدرب يمثلون مجموعة من أندية الشمال‬ ‫بمختلف أقسامها‪ ،‬ضمنهم العبون سابقون بفريقي المغرب‬ ‫التطواني و اتحاد طنجـــة وأندية وطنية بقسم النخبة‪.‬‬ ‫الدورة تميزت كذلك بمشاركة ثالثة مدربين من غنيا‬ ‫كوناكري‪ ،‬الكوت ديفوار والجزائر‪ .‬وتضمن البرنامج العام‬ ‫للتكوين حصصا نظرية عامة احتضنتها القاعة الكبرى لنيابة‬ ‫وزارة الشبيبة والرياضة بطنجة‪ ،‬وعروضا حول قانون لعبة كرة‬ ‫القدم واإلسعافات األولية واكبتها حصص تطبيقية بملعب‬ ‫مرشان بطنجة وتستأنف الدورة التكوينية أمس اإلثنين‬ ‫وتستمر إلى الخميس‪ 17‬دجنبر الجاري‪.‬‬

‫كان موقف المكتـــب المسيــر للنـــادي‬ ‫التطواني واضحا وصارما بخصوص أزمة‬ ‫الفريق بداية الموسم‪ ،‬بعد تجديده الثقة‬ ‫في الالعبين والطاقم التقني‪ ،‬وتنقية األجواء‬ ‫المحيطة بالنادي‪ ،‬بغية توفير الظروف‬ ‫المالئمة للعودة إلى السكة الصحيحة‪ ،‬وقال‬ ‫عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس “الماط”‪ .‬في تصريح‬ ‫لموقع “هسبورت” أن المكتب المسير أصر‬ ‫على عقد اجتماعات بشكل مستمر مع الالعبين‬ ‫والطاقم التقني‪ ،‬رغم الهزائم والنتائج السلبية‪،‬‬ ‫“وذلك بهدف الرفع من حماس الالعبين‬ ‫وتشجيعهم على الخروج من هذه الوضعية‪ ،‬مع‬ ‫تفادي الحديث عن بعض التفاصيل بخصوص‬ ‫المباريات‪ ،‬والتي كان من شأنها أن تزيد من‬ ‫الضغط على المجموعة”‪ .‬ونفى أبرون بشدة‬ ‫أن يكون قد فكر في التخلي عن المدرب‬ ‫اإلسباني سيرخيو لوبيرا أو إجراء تعديالت على‬ ‫الطاقم التقني‪ ،‬مؤكدا أنه على دراية مسبقة‬ ‫بمستوى الجهاز الفني وكذا مؤهالت الالعبين‬ ‫التي يتوفر عليها الفريق‪ ،‬منتقدا في اآلن ذاته‬ ‫سياسة بعض األندية المغربية األخرى في‬ ‫تصريف أزماتها عبر اتخاذ قرارات استعجالية‬ ‫من قبيل تغيير الالعبين والمدربين‪.‬‬


‫العدد ‪815‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫المغرب ـ إسبانيا‬

‫أزمة صامتة ‪ :‬استفزاز إسباني‬ ‫و“تجاهل” مغربي “مفهوم”‬ ‫‪Crisis silenciosa entre‬‬ ‫‪Marruecos y España‬‬

‫يسفيتكّلم‬ ‫بن بن يسف‬ ‫يتكلم‬

‫حصل أن راوده حلم في طفولته التي‬ ‫امتدّت ما بين األربعينيات والخمسينيات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬فما كان منه إ ّال أن قبض‬ ‫على حلمه ّ‬ ‫ككل من حلمُوا بصدق وعملوا‬ ‫بتفانٍ من أجل تحقيق ما راودهم عن النجاح‬ ‫في الميدان الذي عرفوه منذ نعومة األظافر‪..‬‬ ‫والنتيجة أن أعماله الفنيّة التشكيليّة يراها‬ ‫المغاربة بشكل يوميّ‪ ،‬بل ويحتفظون بها‬ ‫وسط جيوبهم ومحافظهم‪.‬‬ ‫‪ ‬إنه أحمد بن يسف‪ ،‬الفنان الذي يعيش‬ ‫عقده السابع بسعادة طفوليَّة ق ّلما تتحقق‬ ‫في مثل من هم في عمره‪ ..‬هو من تخرج من‬ ‫مرسمه إبداعات تشكيليّة يتطلع إليها المغاربة‬ ‫عبر األوراق المالية والقطع النقديّة الصادرة‬ ‫عن بنك المغرب‪ ..‬تطوانيّ النشأة وإسبانيّ‬ ‫التكوين والخبرة‪ ،‬يعيش مراكما الماضي وال‬ ‫فخر له إ ّال بما سيحققه في حلمه المستمرّ‬ ‫بالمستقبل‪.‬‬ ‫أحمد بن يسّف كان ضيف الشرف يوم‬ ‫الخميس بالصالون األدب��ي “ دائ��رة الفنون‬ ‫“ بطنجة ‪،‬تحت إدارة السيدة ليلى أبعقيل ‪،‬‬ ‫العاشقة لألدب و الفن ‪ ،‬حيث خصّص لقـــاء‬ ‫مفتوح ح��ول أعماله التشكيلية العالمية‪ ،‬‬ ‫والكتاب الغني الذي يتناول المشوار الفني‬ ‫الحافل بمنجزات هذا الفنان و سلسلة حواراته‬ ‫التي أجراها معه الصحفي و الكاتب العبقري‬ ‫حسن بريش ‪ ،‬الصحفي الذي استطاع بفضل‬ ‫حنكته المهنية أن يخرج الى الوجود كتابا ثمينا‬ ‫تحت عنوان “ بن يسّف يتكلم” ‪.‬‬ ‫‪ ‬و أدار اللقاء االستاذ الصحفي خالد‬ ‫مشبال‪ ،‬بحضور الشاعرة الرقيقة وداد بن‬ ‫موسى والزجال مصطفى مشبال والعديد من‬ ‫الفعاليات الثقافية والفنية بطنجة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أصدقاء الفنان القادمين من كل فج عميق‪.‬‬ ‫‪ ‬و في كلمة لألستاذ خالد مشبال ‪ ،‬اعتبر‬ ‫فيها أن طنجة اكتسبت فنانا مرموقا على‬ ‫المستوى العالمي‪ ،‬حين قرر أن تكون مدينة‬ ‫البوغاز مقرّه الدائم ‪ ،‬و أشاد بالمناسبة بروعة‬ ‫غالف الكتاب الذي صممته ابنة الفنان بن يسف‬ ‫‪ ،‬نور ‪ ،‬و تفوقها بذلك على أبيها بتشكيلها‪ ‬‬ ‫لصورة هي عبارة عن عين و نظارة العمالق بن‬ ‫يسّف بشكل احترافي عال‪.‬‬ ‫و أش��اد خالد مشبال بالفنان العالمي‬ ‫باعتباره من القالئل ببالدنا الذين اهتموا‬ ‫بعدة قضايا وطنية و اقتصادية و اجتماعية‬ ‫ونذكر لوحة الفحام على سبيل المثال و التي‬ ‫تجسد حياة بسطاء الناس و قضايا المناضلين‬ ‫في ثوراتهم‪ ،‬و لوحات عديدة تتعدد أسبابها‬ ‫و ظروفها و يبقى الفن التشكيلي الروحي هو‬ ‫عنوانها البارز ‪.‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫تعرضنا في نفس هذا الركن‪ ،‬منذ أسابيع‪ ،‬إلى العالقات المغربية اإلسبانية‪ ،‬وأشرنا‬ ‫إلى أنه كلما تقدمت هذه العالقات على طريق التحسن‪ ،‬إال وجاء من الجانب اإلسباني من‬ ‫يفسد «اللعبة» ‪ ،‬ويخلق المزيد من المتاعب في وجه حكومتي البلدين‪ ,‬وجئنا بعدة‬ ‫أمثلة في هذا الباب ‪ ،‬منها الزيارات االستفزازية لمدينتي سبتة ومليلية المستعمرتين‬ ‫من إسبانيـا منـذ الغـزو اإلسباني الذي أعقـب خـروج العـرب من األندلــس وإطـالق‬ ‫نظـام «ال ريكونكيستا» االستعماري‪ ،‬ومنها أيضا تصريحات‪ ‬العديد من السياسيين‬ ‫والمسؤولين األسبان‪ ‬المناوئة للمغرب‪ ‬واالستطالعات الشعبية التي تبرز أن المغرب‬ ‫يشكل «العدو األول» بالنسبة للشعب اإلسباني‪ ،‬ومنها‪ ،‬كذلك‪ ،‬المواقف العدائية لرئيس‬ ‫الحكومة اإلسبانية السابق أثنار‪ ،‬الذي كاد أن يتسبب في حرب مع المغرب بسبب صخرة‪ ‬‬ ‫«ليلى»‪ ،‬بالرغم من أن هذه الصخرة ال توجد ضمن ما عده «الكورتيس» ودونه في محاضر‬ ‫رسمية ‪ ،‬في نهاية القرن السابع عشر كـ «ممتلكات إسبانيا» ‪ ‬بالسواحل المتوسطية‬ ‫للمغرب ‪ ،‬ومنها الكثير من التصرفات المشينة التي يقوم بها مسؤولون أمنيون إسبان‬ ‫على بوابة معبر كل من مليلية وسبتة‪ ،‬ضد المغاربة‪ ،‬خاصة أولئك الذين يشكلون منفذا‬ ‫للسلع ‪ ‬المعروضة في أسواق المدينتين‪ ،‬ومنها أيضا‪ ،‬المواقف ‪ ‬العدائية ضد المغرب‬ ‫في الكتابات الصحافية اإلسبانية‪ ‬التي جمع ‪ ‬الراحل األستاذ محمد العربي المساري جانبا‬ ‫منها ‪ ‬في العديد من كتاباته ومحاضراته ‪ ‬وتعرض لها في الندوات التي شارك فيها على‬ ‫مدى عقود‪ ،‬ودونها في كتابه «إسبانيا األخرى»‪.‬‬ ‫وبينما كانت جهات رسمية بالخارجية اإلسبانية تشيد‪ ‬بـ «متانة العالقات اإلسبانية‬ ‫المغربية»‪ ،‬بل وتطلب ود المغرب في «التعاون المخابراتي» من أجل ‪ ‬مواجهة اإلرهاب‬ ‫والتطرف الديني‪ ،‬على غرار دول أوروبية أخرى‪ ،‬لم يجد الوزير األول اإلسباني‪ ،‬مانويل‬ ‫راخوي‪ ،‬اليميني‪ ،‬أدنى حرج في القيام بزيارة لمدينة مليلية‪ ،‬تزامنا مع انطالق الحملة‬ ‫االنتخابية ‪ ،‬بهدف «كسب» أصوات إسبان هذه المدينة الذين يشعرون «باألمن» كلما‬ ‫جاء من «البينينسوال» من يبشرهم بأنهم باقون في «مدينتهم» التي تتساوى في‬ ‫األسبنة مع أي مدينة إسبانية أخرى‪ ،‬ال فرق‪....‬‬ ‫الرأي العام المغربي الذي اعتبر هذه الزيارة عمال «استفزازيا» ضد المغرب‪ ،‬وتحديا‬ ‫سافرا لمستقبل العالقات بين البلدين‪ ،‬فطن إلى «اللعبة» االنتخابية‪ ،‬وفهم أن الحزب‬ ‫الشعبي إنما أراد حصد أصوات سكان مليلية وسبتة اإلسبان‪ ،‬في عملية استباقية‪ ،‬ضد‬ ‫غريمه التاريخي‪ ،‬الحزب االشتراكي العمالي اإلسباني‪ ،‬خاصة وأن الحزب الشعبي اليميني‬ ‫الفرنكاوي‪ ،‬المتطرف‪ ،‬مهدد في مركزه السياسي وفي بقائه كحزب ‪ ‬قيادي‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫ظهور حزبين شابين‪ ‬حققا صعودا باهرا على الساحة ‪« :‬بوديموس» (نستطيع)‪ ،‬الذي‬ ‫يتزعمه‪« ‬بابلو إيكليسياس طوريون» و «سيودادانوس» (مواطنون)‪ ،‬الذي يقوده كاتبه‬ ‫العام ‪« ‬أنطونيو روبليس»‪.‬‬ ‫وفي غياب رد فعل رسمي‪ ،‬كما كان الشأن خالل زيارة ملك اسبانيا السابق‪ ،‬خوان‬ ‫كارلوس األول‪ ‬لمدينتي سبتة ومليلية سنة ‪ ،2007‬سارعت بعض المنظمات األهلية‪،‬‬ ‫ومنها جمعية الريف الكبير‪ ،‬إلى التنديد بزيارة ماريانو ‪ ‬راخوي لمدينة ‪ ‬مليلية ‪ ‬واعتبار‬ ‫هذه الزيارة محاولة الستفزاز المغرب من طرف الحزب الشعبي‪ ‬الذي يوجد في «وضع‬ ‫صعب» ‪ ،‬وبالتالي فإنه ‪ ‬يحاول التمسك بكل الفرص لتحسين «صورته»وحظوظه في‬ ‫االنتخابات التشريعية للعشرين من دجنبر الجاري‪.‬‬ ‫ولم يأت راخوي بجديد ‪ ‬وال فاجأنا حين ‪ ‬أكد في خطابه أمام مواطنيه الذين‬ ‫يعيشون بمدينة مليلية‪« ،‬إسبانية» هذه المدينة ‪ ‬بالرغم من أنها توجد في قارة أخرى‬ ‫غير القارة األوروبية‪ ،‬داخل التراب الوطني للمغرب‪ ،‬وهو بلد عريق تعرفه شبه الجزيرة‬ ‫اإليبيرية‪ ‬من الجزيرة الخضراء إلى جبال البرانس‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬وعلى ‪ ‬مسافة كبيرة‬ ‫من الشواطئ ‪ ‬الجنوبية ‪ ‬إلسبانيا‪ ،‬وتنتمي ‪ ‬تاريخا وجغرافيا إلى منطقة الريف الشرقي‬ ‫المغربي‪...‬ومع ذلك يتحدث ‪ ‬راخوي عن إسبانية مليلية‪ ،‬دون أن ينتبه إلى أنه بذلك يثير‬ ‫سخرية ‪ ،‬بل وشفقة العالم الحر الذي يعيش األلفية الثالثة‪ ،‬والذي ‪ ‬لم يعد فيه مكان ال‬ ‫لـ «الممتلكات االستعمارية» ‪ ‬وال لـ «أراضي ما وراء البحار»‪ ،‬وال لـ «القالع» و«الحصون»‬ ‫االستعمارية‪ ........‬ولكنه منطق اسبانيا «الفرنكية» ‪ ‬التي ال منطق لها‪....!! ‬والتي‬ ‫تصر على السباحة ضد‪ ‬تيار التاريخ اإلنساني والحضاري‪ ،‬وتكيل بمكيالين حين‬ ‫تطالب بسيادتها على صخرة جبل طارق التي تخلت عنها ‪ ‬لبريطانيا العطمى‪ ،‬بموجب‪ ‬‬ ‫معاهدتي «أولتريخت» ‪ ،1713‬بينما تنكر على المغرب سيادته الجغرافية والتاريخية‬ ‫والبشرية والثقافية والحضارية على سبتة ومليلية والجزر والصخور ‪ ‬المتوسطية التي‬ ‫تحتلهااغتباطا‪...!!! ‬‬ ‫مصادر مغربية عبرت عن «امتعاض» المغرب من زيارة الوزير األول اإلسباني‬ ‫االستفزازية‪ ،‬لمدينة مليلية‪ ، ‬تلك الزيارة التي اعتبرتها محافل دبلوماسية مغربية «غير‬ ‫معزولة» خاصة وأن الخطاب الذي ألقاه ‪ ‬راخوي‪ ،‬بتلك المدينة يحمل الكثير من الرسائل‬ ‫االستفزازية‪ ‬بالنسبة للمغرب‪.‬‬ ‫ونحن نعلم أن الحزب الشعبي اليميني المتطرف‪ ،‬يحظى بـ «تعاطف» كبير مع‬ ‫السكان اإلسبان للمدينتين‪ ،‬ألنه يعزف على وتر «إسبانية» المدينتين‪ ،‬وألنه يتعهد‪،‬‬ ‫بمناسبة أو بدونها‪ ،‬بتحقيق الحماية الكاملة للمدينتين وسكانهما ‪ ‬األسبان‪ ،‬ضد‬ ‫«األطماع المغربية»‪.....!!! ‬وألنه‪ ،‬في الختام‪ ،‬يريد أن يؤكد لمن يريد أن يصغي إلى‬ ‫ترهاته‪ ،‬أن ال تفاوض بشأن المدينتين‪« ‬اإلسبانيتين»‪...!!! ‬‬ ‫طريقة تعامل إسبانيا مع القضايا التي تخص المغرب ال تسير‪ ،‬دائما‪ ،‬في‬ ‫اتجاه ‪ ‬المحافظة على عالقات «مقبولة» بين البلدين‪ ،‬نقول مقبولة‪ ،‬وهو الحد األدنى‬ ‫في صالت الدول بعضها ببعض‪ ،‬وتعاملها في نطاق مصالحها الخاصة‪ ،‬ألنه بين المغرب‬ ‫وإسبانيا ال يمكن القول بإمكانية حصول تقارب أبعد من ذلك‪ ،‬بسبب مشكل سبتة‬ ‫ومليلية الذي يمكن اعتباره بمثابة قنبلة موقوتة‪ ‬يمكن أن تنفجر في أي وقت‪ ،‬وتحدث‬ ‫أضرارا ربما ال يمكن تصور آثارها المحتملة على إسبانيا ذاتها‪ ،‬وعلى استقرار منطقة‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وانطالقا‪ ،‬على ‪ ‬األمن والسلم في هذه المنطقة من العالم‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫األخيرة‬

‫و في كلمة للصحفي الكاتب ‪ ،‬حسب بريش‪،‬‬ ‫تكلم فيها عن فكرة الكتاب التي بدأت داخل‬ ‫مكتب “جريدة الشمال” بطنجة و تبلورت الى أن‬ ‫ترجمت إلى هذا العمل الذي تضمن سيرة حياة‬ ‫أحمد بن يسّف عبر تقنية سؤال جواب ‪ ،‬و صرح‬ ‫بريش ‪ ،‬بأنه ستتم ترجمته إلى اللغة الروسية‬ ‫بعد أن تم اللقاء بمستشرق روسي اتفق الطرفان‬ ‫من خالله على الترجمة ‪.‬‬ ‫و من جهتها عبرت الشاعرة وداد بن موسى‬ ‫في كلمة مؤثرة عن العالقة المميزة التي تربطها‪ ‬‬ ‫بالفنان بن يسّف و اعجابها به و تقديرها له‪ ،‬و‬ ‫أهدته و أهدت الحضور عبارات راقية كرقيّ‬ ‫حضورها في كل المناسبات األدبية و الفنية ‪.‬‬ ‫‪ ‬و لن ننسى أن نذكر أنه‪ ،‬بعد المسيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬ارتأى الملك الحسن الثاني رحمة اهلل‬ ‫عليه‪ ،‬تخليد الحدث بمنطوق تشكيليّ‪ ،‬وذلك في‬ ‫ظل وجود منتجات أدبية وفنية خلدت للحدث‪..‬‬

‫وارت��أى ملك المغرب‪ ،‬وقتها‪ ،‬اللجوء لوسطاء‬ ‫اتصلوا بتلميذ لبن يسف من أجل اقتراح لوحة‬ ‫في الموضوع و نالت اللوحة إعجاب الملك الذي‬ ‫رآها موفقة وأمر بطباعتها على األوراق المالية”‪.‬‬ ‫وك��ان هذا التعاطي من القصر الملكي‬ ‫مع لوحة “المسيرة الخضراء” للفنان التشكيلي‬ ‫أحمد بن يسّف سابقة جعلت ذات الفنان أول‬ ‫تشكيليّ مغربي ومغاربيّ وعربيّ تبرز لوحة‬ ‫له على األوراق الماليّة وهو على قيد الحياة‪،‬‬ ‫بل أضحى‪ ،‬وفقا لجريدة “إلبايّيس” اإلسبانيّة‪،‬‬ ‫ثالث فنان تشكيليّ‪ ،‬على المستوى العالميّ‪،‬‬ ‫تشاهد رسوماته على أوراق نقديّة وهو على قيد‬ ‫الحياة‪ ..‬فكان بذلك استحسان الحسن الثاني‬ ‫منطلقا لتعامل بن يسّف مع بنك المغرب الذي‬ ‫يمتدّ حتى الحين‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.