Achamal n° 816 le 22 dec 2015

Page 1

‫معاشات بزوج فرنك‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 816‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 26‬صفر ‪� 22 / 1437‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪ ‬وزيرة «زوج فرنك» «زعالنة» واهلل العظيم ‪ ‬من «المبحرين»‬ ‫في يموم األنترنيت‪ ،‬بسبب تعاليقهم الساخرة من وصف الوزيرة‬ ‫التطوانية المدللة لمعاش البرلمانيين والوزراء ‪ ‬الذي اعتبرته تافها‪،‬‬ ‫ضئيال‪« ،‬ال يسمن وال يغني من جوع»‪.‬‬ ‫وهو كذلك‪ .‬والحق مع الوزيرة‪ ،‬إذ ما قيمة تقاعد تافه بأقل‬ ‫من أربعة ماليين «بئيسة» مدى الحياة بالنسبة للوزراء وفوق ‪7‬‬ ‫مدى‬ ‫‪،‬‬ ‫آالف درهم‪ ‬عن كل والية برلمانية‪ ‬للنواب والمستشارين‬ ‫ا لتصد يق‬ ‫الحياة كذلك‪ ،‬وبعد الحياة إن شاء اهلل‪ ،‬بعد أن يتم‬ ‫على مقترح قانون بتوريث المعاش لذوي الحقوق‪.‬‬ ‫هذه «شعباوية» رخيصة‪ ،‬وما ضر لو اشتغل وزير نصف شهر ثم جاءه «أمرنا» فتنحى‪ ،‬هل نتركه يعود إلى‬ ‫«سيرته األولى» وقد «بلوناه» بلقب «قد الدنيا» يضفي عليه وعليها هالة من التعظيم والتبجيل والوقار‪.....‬‬ ‫ال‪ ،‬هذا لن يحصل أبدا في بلد عاقل حكيم وصبور‪ .‬فوزراؤنا ونوابنا ومستشارونا ‪« ‬عزيزون علينا» ونحن‬ ‫نحبهم لوجه اهلل‪ ،‬وال يجمل بنا ‪ ‬أن «نتحاسب» معهم على ما يأخذون وما يعطون من خيرات البلد‪ ،‬فالخير‬ ‫موجود‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وهم أولى به من غيرهم ‪ ،‬ثم إنهم ال يأخذون إال نصيبهم من الدنيا ‪ ‬وما يستحقون‪...‬ونجد‬ ‫من يستكثر عليهم معاشا بــ «زوج فرنك»‪.....!!! ‬‬ ‫هذا عار ‪ ،‬هذا عار‪.....!!! ‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫حضور قوي لحزبي «بوديموس ‪»Podemos‬‬ ‫و«سيودادانوس ‪ »Ciudadanos‬واندحار للثنائية‬ ‫الحزبية بين «الشعبي» و «االشتراكي»‬

‫كما كان متوقعا‪ ،‬أكد الحزبان الصاعدان ‪ Podemos‬و ‪ Ciudadanos ‬حضورا قويا ومثيرا في االنتخابات التشريعية بإسبانيا التي فاقت نسبة‬ ‫المشاركة فيها‪ 73 ‬بالمائة‪ ،‬حيث حصل الحزب االشتراكي الراديكالي «بوديموس» (نستطيع) على فوق الخمسة ماليين صوت ( ‪ )5. 186.699.5‬أو‬ ‫‪ 20,66‬بالمائة‪ ،‬وفاز بــ ‪ 69 ‬مقعدا بالبرلمان‪ ،‬بينما حصل حزب الوسط «الكاطاالني»‪« ‬سيودادانوس» ‪( ‬مواطنون)‪ ،‬على ‪ )3.497.710( ‬أو ‪13,93‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬وفاز بــ ‪ 40‬مقعدا بالبرلمان‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫غرفة الصيد البحري تعقد دورتها العادية‬ ‫ببرامج غنية و مشاريع مهمة للقطاع‬

‫بورتريه ‪:‬‬

‫عني امللك التي‬ ‫ال تنام ‪...‬‬

‫السيدة زليخة نصري‪... ‬‬ ‫لم تأت السيدة زليخة نصري إلى منصب‬ ‫مستشارة جاللة الملك من فراغ‪ ،‬فهي تحمل‬ ‫معها قسطا وافرا من التجربة التي اكتسبتها‬ ‫سواء في مجال العمل الجمعوي حيث أسندت لها‬ ‫مهمة أمينة مال جمعية أنجاد‪ ،‬بحكم انتمائها‬ ‫للمنطقة الشرقية‪ ،‬أو خالل تجربتها ب��وزارة‬ ‫المالية كمسؤولة عن مديرية التأمينات بعد‬ ‫حصولها على دكتوراه من‪ ‬فرنسا‪ ‬في قانون‬ ‫التأمين بالمغرب‪ ،‬قبل أن تنتقل كاتبة الدولة‬ ‫بوزارة الشؤون االجتماعية المكلفة بالتعاون‬ ‫الوطني‪ ،‬على عهد الملك الراحل الحسن الثاني‬ ‫طيب اهلل ثراه‪ ..‬‬ ‫تخصص السيدة زليخة نصري في القانون‬ ‫وتجربتها في مجال العمل الجمعوي وتفانيها في‬ ‫عملها وإخالصهـــا في كل المهام التي أسندت‬ ‫إليها خالل مسارها المهني الغني جعلها تحظى‬ ‫برعاية جاللة الملك محمد السادس الذي رأى‬ ‫فيها الشخص المناسب لتولي منصب مستشارة‬ ‫لجاللته في ‪ 29‬م���ارس‪ ،2000‬بعد أن كانت‬ ‫مكلفة بمهمة بالديوان الملكي في أبريل‬ ‫‪..1998‬‬ ‫ول���دت زل��ي��خ��ة ال��ن��اص��ري بمدينـــة‬ ‫وجدة ‪ ‬وتابعت دراستهـا االبتدائية بمدرسة‬ ‫الفندق التي كانت تابعة لمدرسة موالي عبد‬ ‫اهلل وأنهت بها سنوات التمدرس االبتدائي‪ ،‬ثم‬ ‫التحقت بثانوية عبد المؤمن‪ ،‬وبعد حصولها على‬ ‫شهادة الباكالوريا من مدينة‪ ‬مكناس‪ ‬التحقت‬ ‫بالمدرسة اإلداري��ة بالرباط لتلتحق ب��وزارة‬ ‫المالية كموظفة بمديرية التأمينات‪ ،‬وتابعت‬ ‫دراستها العليــا‪ ‬بفرنسا‪ ،‬حيـــث حصلت على‬ ‫الدكتوراه في قانون التأمين بالمغرب‪ ،‬والزالت‬ ‫رسالتها تعتبر من المصادر القانونية األولى في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬كما أن إدارتها لمديرية التأمينات‬ ‫بوزارة المالية‪ ،‬والجدية التي دبرت بها ملفــات‬

‫شركــات التأمين‪ ،‬قد جعل من إسم السيدة‬ ‫زليخة الناصري أشهر من نار على علم لدى كبار‬ ‫رجال المال واألعمال‪ ،‬خاصة مع ظهور القانون‬ ‫الجديد للتأمينات التي كانت وراءه بنسبة كبيرة‪..‬‬ ‫وقد نسجت السيدة زليخة نصري من‬ ‫العالقات مع العديد من الشخصيات التقدمية‬ ‫والشيوعية حتى ظن الكثير أنها مناضلة بحزب‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬كما أنها استطاعت أن‬ ‫تنفتح على االيبرالين بحزب التجمع الوطني‬ ‫لألحرار حتى اختيرت أمينة مال جمعية أنكاد‬ ‫المغرب الشرقي‪.‬‬ ‫قد يكون االنفتاح على فعاليات المجتمع‬ ‫المدني هو ما مأل قدر السيدة زليخة ربما‬ ‫إعدادا لها لتحمل المسؤولية بمؤسسة محمد‬ ‫الخامس للتضامن‪ ،‬كما أن الصبغة التقدمية‬ ‫التي استطاعت أن تكتسبها ليس عن طريق‬ ‫االنخراط في حزب تقدمي ولكن في سيرتها‬ ‫الدراسية والمهنية التي ظلت تصاحب فيها أكثر‬ ‫الحساسيات السياسية يسارية قبل أن تصبح‬ ‫بواحد من مراكز القرار الحساسة في الدولة‪ ،‬قد‬ ‫مهد لها الطريق لتشهد مسيرة أكبر الملفات‬ ‫االجتماعية المرتبطة بمدونة األسرة وما سبقها‬ ‫من محطات متميزة‪.‬‬ ‫إنها “المرأة الحديدية”‪ ،‬و “عين الملك التي‬ ‫ال تنام”‪ ،‬بوفاة السيدة زليخة نصري‪ ،‬التي فارقت‬ ‫الحياة عن سن يناهز ‪ 70‬سنة‪ ،‬يكون المغرب‬ ‫قد فقد واحدة من أكثر النساء حرصا على خدمة‬ ‫بالدها بكل تفان وإخالص‪..‬‬ ‫رحم اهلل الفقيدة وأسكنها فسيح جناته‪،‬‬ ‫والهم ذويها الصبر والسلوان‪ .‬إنا هلل وإنا اليه‬ ‫راجعون‪ .‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫الزيادة في المعاشـات‬

‫في إطار العالقات وربط جسور التواصل‬ ‫بين جمعيات المتقاعدين وصناديق التقاعد‬ ‫بالمغرب‪ ،‬توصلت جمعيات المتقاعدات‬ ‫والمتقاعدين من السيد مدير العالقات مع الزبناء‬ ‫برسالة حول موضوع الزيادة في المعاشات‬ ‫وذلك طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية‬ ‫الخاصة بالنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد‬ ‫يخبر منخرطيه أن المعاشات الممنوحة من‬ ‫طرفه سوف تعرف زيادة قدرها ‪ 3%‬ابتداء من‬ ‫فاتح يناير ‪ 2016‬وإن كانت قليلة ال تساير‬ ‫الظروف وارتفاع األسعار لعل وعسى وهذا ليس‬ ‫بعزيز على من يهمهم األمر أن تكون أحسن‬ ‫هدية بمناسبة حلول السنة الميالدية الجديدة‬ ‫أعادها اهلل علينا جميعا باليمن والخير والبركات‬ ‫تواكب التطور وسيرورة الحياة وكل عام وأنتم‬ ‫بألف خير إن شاء اهلل‪ ،‬على أمل أن تحدو بقية‬ ‫صناديق التقاعد ما قام به النظام الجماعي‬ ‫لمنح رواتب التقاعد والتعجيل بتحقيق مطالب‬ ‫المتقاعدين المشروعة عوض التعامل معهم‬ ‫بطرق سلبية سلحفاتية بطيئة ربحا للوقت‬ ‫لحاجة يعرفها أصحاب القرار قبل غيرهم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وماذا يمنعهم من تنفيذ مطالب مشروعة‬ ‫يؤكدها الدستور الذي ينص على المساواة بين‬ ‫جميع المواطنين في حقوقهم وواجباتهم‪.‬‬ ‫إذن ما الفائـدة من المماطلةــ والتسويف‬ ‫في إعطاء حق مشروع ألصحابه ودعوة ممثليه‬ ‫للمشاركة الفعلية في الحوار االجتماعي واإلدالء‬ ‫بدلوهم دفاعا عن فئات عريضة هي في أمس‬ ‫الحاجة لتحسين وضعها المزري حفاظا على‬ ‫كرامتهاوإنسانيتها‪.‬‬ ‫وهنا ال ننسى دور اإلعالم ككل للتعجيل‬ ‫بإصالح أنظمة المعاشات حجرة عثرة التي تحرم‬ ‫شريحة كبيرة من أبسط حقوقها المعقولة‬ ‫وما ينشر عموما في مختلف الصحف الجهوية‬ ‫والوطنية في الموضوع يعتبر التفاتة ومساهمة‬ ‫فعالة نحوها تقدرها وتعترف في نفس الوقت‬ ‫بالجميل لكل من يبذل المستطاع للدفاع‬ ‫عن قضايا المتقاعدين والعمل على تحسين‬ ‫وضعيتهم ورف��ع الحيف ال��ذي أطالهم جراء‬ ‫قوانين مجحفة من فعل اإلنسان سامحه اهلل‪.‬‬

‫محمدالوسيني‬

‫انعقدت بفندق سيزار بطنجة يوم الجمعة‬ ‫‪ 18‬دجنبر ‪ 2015‬على الساعة الثالثة مساء‬ ‫الدورة العادية لغرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫برئاسة السيد يوسف بنجلون رئيس الغرفة‪،‬‬ ‫وذلك بحضور مندوب الصيد البحري بطنجة‬ ‫‪،‬و المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد‬ ‫بطنجة‪ ،‬و أغلب أعضاء الغرفة ‪.‬‬ ‫وبعد اكتمال النصاب القانوني افتتح رئيس‬ ‫الغرفة يوسف بنجلون الجلسة واستعرض جدول‬ ‫أعمال ال��دورة المتمثل في المصادقة على‬ ‫محضر الدورة السابقة و طرح مشروع برنامج‬ ‫عمل الغرفة لسنة ‪ 2016‬و الذي تضمن العمل‬ ‫على تأهيل هياكل الغرفة تماشيا مع التوجيهات‬ ‫الجديدة المتمثلة في الجهوية الموسعة ‪،‬‬ ‫والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل‬ ‫التي يعرفها القطاعفي اطار الحوار مع االدارات‬ ‫المعنية ‪ ،‬باالضافة الى تنظيم لقاءات و أيام‬ ‫دراسية و مجموعة من المشاريع تهم عمل‬ ‫الغرفة لسنة ‪. 2016‬‬ ‫و تطرق جدول أعمال الدورة إلى عرض‬ ‫مشروع ميزانية الغرفة لسنة ‪ 2016‬و المصادقة‬ ‫عليه ‪ ،‬و نقاط متفرقة تتعلق باستعمال جهاز‬ ‫الراديو المطبقة من طرف الوكالة الوطنية‬ ‫لتقنين االتصاالت و عرض حول مخطط تهيئة‬ ‫مصيدة األربيان للمعهد الوطني للبحث في‬ ‫الصيد البحري ‪ ،‬و الذي قام به األستاذ الباحث‬ ‫المغربي سعيد بن شوشة ال��ذي تطرق في‬ ‫عرضه إلى خصوصيات األربيان و مدى تأثير‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫التغيرات البيئية على هذا النوع من األسماك‬ ‫الحساسة جدا‪ ،‬و طرح مخطط مصايد األربيان ‪.‬‬ ‫و من جهته‪ ،‬أكد يوسف بن جلون أن‬ ‫الشراكة القائمة بين وزارة الصيد البحري‬ ‫والتمثيليات المؤسساتيـــة لمهن القطـــاع‬ ‫تسترعي المصلحة العامة ومصلحة العاملين‬ ‫بمجال الصيد البحري بمختلف أنواعه‪ ،‬كما تروم‬ ‫النهوض بالقطاع أكثر فأكثر‪ ،‬داعيا إلى تضافر‬ ‫الجهود بين مختلف متدخلي قطاع الصيد‬

‫البحري لوضع أسس رؤية مستقبلية تصون‬ ‫مكتسبات المهنيين وتحقق التقدم لهذا القطاع‬ ‫الحيوي‪.‬‬ ‫ال��دورة و حسب الحاضرين عرفت نجاحا‬ ‫بالنظر إلى الحضور الوازن للفعاليات المشاركة‬ ‫التي واكبت الحدث و كذا العروض المهمة‬ ‫التي قدمت للحاضرين و ارتفاع مستوى الوعي‬ ‫المهني بإعداد مقترحات و مشاريع قوانين‬ ‫والدفاع عن مصالح المهنيين‪.‬‬

‫ندوة دور اإلعالم في التغلب على ظاهرة‬ ‫الشغب الرياضي‬ ‫بمقر المجلس العلمي لمدينة طنجة كان‬ ‫جمهور كبير من المهتمين بالشأن الرياضي‬ ‫على موعد يوم الجمعة ‪ 11‬ديسمبر ‪ 2015‬مع‬ ‫الندوة الشهرية الثانية من سلسلة الندوات التي‬ ‫تنظمها “المنظمة المغربية لإلعالم الجديد”‬ ‫‪ ،‬الموضوع هو “دور اإلعالم في التغلب على‬ ‫ظاهرة الشغب الرياضي”‪.‬‬ ‫وقد أثرى الحوار جمهور من الحاضرين‬ ‫وجلهم من اإلعالميين ومن أطر الجمعيات‬ ‫الرياضية الذين أبدوا جملة من المالحظات‬ ‫واإلق��ت��راح��ات القيمة بهدف الحد من هذه‬ ‫الظاهرة أو اآلفة كما سماها بعضهم مؤيدين‬ ‫ومنتقدين للقوانين والتدابير التي تتخذ في هذا‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫بدأت الندوة بعروض وجيزة وقيمة قدمها‬ ‫رئيس “المنظمة المغربية لإلعالم الجديد”‬ ‫السيد الطيب بوتبقالت بكلمة بسط فيها‬ ‫موضوع الشغب وأث��اره ومضاعفاته السلبية‬ ‫على نواحي متعددة من الحياة اإلجتماعية‬ ‫واإلقتصادية‪ ،‬مبرزا أنه ظاهرة ال تقتصر على‬ ‫المغرب‪ .‬ثم أعطي الكلمة لإلعالميين واألساتذة‬ ‫المؤطرين لهذه الندوة ليدلي كل واحد بجملة‬ ‫من األفكار قد تمكن من نزع فتيل العنف من‬ ‫مالعبناالرياضية‪.‬‬ ‫كان أول المتدخليـن المعلــق الرياضي‬ ‫محمد الصمدي‪ ،‬أعطى تحليال دقيقا من وجهة‬ ‫نظره كممارس ومتابع للنشاط الرياضي ببالدنا‬ ‫وطرح إشكالية العنف وأسبابها مبرزا الجوانب‬ ‫اإليجابية والسلبية في التعامل معها سواء‬ ‫فيما يخص القرارات أو األحكام التي تصدرها‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أو الجهات‬ ‫القضائية المختصة‪ ،‬مبينا كيف أصبحت بعض‬ ‫القوانين متجاوزة ال تساير العصر والتطور‪ .‬كما‬ ‫دعا إلى اإلستفادة من السياسة التي انتهجتها‬

‫بعض الدول األوروبية والتي أعطت أكلها في‬ ‫مجال محاربة الشغب‪.‬‬ ‫التدخل الثاني كان للسيد يونس الولهاني‬ ‫من المديرية العامة لألمن الوطني والمسؤول‬ ‫عن الخلية الرياضية بطنجة‪ ،‬ذكر بدوره بعض‬ ‫التصرفات التي تؤدي إلى العنف الرياضي بين‬ ‫المتفرجين‪ ،‬كما تحدث عن طريقة عمل الفرق‬ ‫األمنية في معالجة الموضوع وعن الظروف‬ ‫التي تستدعي تدخل األم��ن وخاصة حينما‬ ‫يتعلق األمر بالمقابالت التي تجرى بين المغرب‬ ‫التطواني وإتحاد طنجة وما يصاحبها من أحداث‬ ‫ال رياضية‪.‬‬ ‫التدخــل الثالث كان للمعلــق الرياضي‬ ‫مصطفى السباعي‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية‬ ‫للصحافة الرياضية‪ ،‬حيث تحدث عن بعض‬

‫الجوانب الخفية التي تدفع فئة من المشاغبين‬ ‫إلرتكاب أعمال عدوانية كثيرا ماتكون وراءها‬ ‫البعض المشاكل اإلجتماعية وهي التي تولد‬ ‫ظاهرة العنف وتفجر الطاقات العدوانية‪.‬‬ ‫ووجهت انتقادات لبعض اإلعالميين‬ ‫ولبعض المواقع اإللكترونية ومواقع التواصل‬ ‫اإلجتماعي وللحكام فيما يحدث من شغب بسبب‬ ‫سوء تصرفهـــم‪ .‬وقدمت من خالل تدخالت‬ ‫الحاضرين مقترحات لتفادي ظاهرة العنف‪ ،‬طالب‬ ‫بعض بأن تصاغ في شكل توصيات عن الندوة‪.‬‬ ‫وف��ي الختام ت��م توجيه الشكر باسم‬ ‫“المنظمــة المغربيـــة لإلعالم الجديــــد”‬ ‫والمشاركين إلدارة المجلس العلمي لمدينة‬ ‫طنجة على استضافتها للندوة‪.‬‬

‫أ ‪.‬ق‬

‫“سماب إيكسبو بروكسيل” للعقار وفن العيش‬ ‫‪ ‬يتم التحضير في جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ‬للدورة السادسة لمعرض “سماب‬ ‫إكسبو بروكسيل” للعقار وفن العيـش‪ ،‬الذي‬ ‫سينظم‪ ،‬كالعادة‪ ،‬بالعاصمة البلجيكية‪ ،‬خالل‬ ‫شهر مارس ‪.2016‬‬ ‫وبالمناسبــة‪ ،‬دعا رئيس الجهــة‪ ،‬إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬عددا من رجال األعمال ومهنيي العقار‪،‬‬ ‫إلى لقاء بطنجة‪ ،‬حثهم خالله على المشاركة‬ ‫القويــة في هذا المعرض ال��ذي ستكـــون‬ ‫طنجة ‪ ‬ضيقة الشرف لدورته السادسة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر عليمة‪ ،‬إنه من المتوقع أن‬ ‫يستقطب هذا المعرض فوق األربعين ألف زائر‬ ‫خاصة من بين مواطنينا بذاك البلد األوروبي‬ ‫ومنهم العديد ممن يرغبون في اقتناء سكن‬ ‫بمدينة طنجة‪.‬ويراهن المنظمون على عرض‬ ‫عقاري متنوع وواسع‪ ،‬وجذاب‪.‬‬ ‫وكما جرى في الدورة السابقة‪ ،‬التي تميزت‬ ‫هي األخرى بحضور الفت ألقاليم الشمال‪ ،‬فإن‬

‫المعرض سوف يشتمل على برامج موازية‪،‬‬ ‫تتضمن بالخصوص‪ ،‬ندوات تتمحور مواضيعها‬ ‫حول اقتناء السكن بالمغرب واإلجراءات القانونية‬ ‫والضريبية المتعلقة بعملية التملك واالستثمار‬ ‫العقاري بشكل عام‪ ،‬بمشاركة منعشين عقاريين‬

‫و موثقين وممثلي الجمعيات المهنية للعقار‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫كما يتضمن البرنامــج فقرات فنيــــة‬ ‫وغنائــيـــة‪ ‬بمشــاركـــة أشهــر الفنانيـــن‬ ‫المغاربة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬


‫‪3‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪816‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫هل هالل شهر ربيع األول‪ ،‬فأشرقت لمقدمه األنوار‪ ،‬احتفاء بمولد سيد األبرار‪ ،‬سيدنا‬ ‫محمد‪ ،‬عليه أفضل الصالة وأزكى السالم‪.‬‬ ‫وقد اعتادت الزوايا التطوانية‪ ،‬أن تخلد هذه الذكرى العطرة‪ ،‬انطالقا من أول يوم في هذا‬ ‫الشهر إلى منتهاه‪.‬‬ ‫والبرنامج المُسطر لليالي المولد النبوي الشريف‪ ،‬غالبا ما يتوحد في قراءة النصاب‬ ‫األول أو النصاب األخير من الهمزية‪ ،‬وترديد قصائد معينة‪ ،‬من األمداح النبوية‪ ،‬واإلنصات‬ ‫للمولدية‪ ،‬والدعاء بالخير والصالح‪ ،‬ألمير المؤمنين‪ ،‬ولكافة المسلمين‪ ،‬وتناوُل وجبة العشاء‬ ‫التي ال تخرج عادة عن الكسكس والدجاج‪ ،‬أو الكسكس واللحم‪.‬‬ ‫هي لحظات‪ ،‬قد تمتد ألربع ساعات بالنسبة لبعض الزوايا‪ ،‬وقد تتقلص إلى ساعتين‬ ‫اثنتين بالنسبة للبعض اآلخر‪.‬‬ ‫واحتفاال بمقدم هذا الشهر المبارك‪ ،‬أعددتُ عدتي لحضور الليلة التي تحييها الزاوية‬ ‫الكتانية في السادس من ربيع األول من كل عام‪ :‬سلمتُ جلبابي األبيض للمصبنة‪ ،‬وسلمتُ‬ ‫رأسي للحالق‪ ،‬وسلمتُ مالبسي لربة البيت لتُصلح من شأنها‪ ،‬وأخرجتُ بلغتي الصفراء‬ ‫الفاقع لونها‪ ،‬واطمأننتُ على لبدتي الحمراء‪ ،‬وسُبحتي الخضراء‪.‬‬ ‫وفي المساء‪ ،‬تطيبتُ وتطهرتُ‪ ،‬ويمّمْتُ وجهي شطر الزاوية المذكورة‪.‬‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫إنني حفظتُ تاريخ هذه الليلة عن ظهر قلب‪ ،‬حفظته منذ رافقتُ أبي ألول مرة‪ ،‬إلى زنقة‬ ‫المقدم‪ ،‬وإلى درب صغير بهذه الزنقة‪ ،‬مقابل لمسجد لوقش‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬ترسخت في‬ ‫ذاكرتي بعضُ الوجوه التي تتصدر المجلس عن يمين ويسار المحراب‪ ،‬وبعض الوجوه التي‬ ‫ترفع الصوت باإلنشاد‪ ،‬وبعضُ الوجوه التي تُرتل القرآن فتحسن الترتيل‪ .‬وأبرزُ اسم انطبع‬ ‫في ذهني آنذاك‪ ،‬اسم الفقيه الذاكر‪ ،‬سيدي محمد بن الهاشمي –طيب اهلل ثراه‪ -‬وهو يقرأ‬ ‫«المولدية» بصوته الرخيم‪ ،‬فيتردد صداه في رحاب الزاوية‪ ،‬ويترك في اآلذان أثرا حسنا‪،‬‬ ‫تخشع له األفئدة‪ ،‬وتتندّى العيون‪.‬‬ ‫إن برنامجَ الحفل لم يشهد أي تغيير‪ .‬ها هو يُفتتح بسورة الفتح‪ ،‬ويُمهّد للنصاب األول‬ ‫من الهمزية‪ ،‬بالصالة المشيشية‪ ،‬وتُفتح ُكتب األمداح على نفس الصفحات ونفس القصائد‪،‬‬ ‫ويُفسَحُ المجال لقارئ المولدية ليصف الليلة التي وُلد فيها الرسول‪.‬‬ ‫ربما تكون «المنفرجة» و «الدعاء الناصري» هما الفقرتان اللتان أُضيفتا إلى البرنامج في‬ ‫هذه السنة والسنتين اللتين قبلها تبركا بهما‪.‬‬

‫من الليالي التي أحرص على حضورها‪ ،‬ليلة الزاوية التيجانية التي تقام في سابع يوم‬ ‫المولد‪ ،‬وليلة زاوية سيدي الصعيدي‪ ،‬وليلة الزاوية الريسونية التي تعتبر مسك الختام‪ ،‬ألنها‬ ‫تحيى في التاسع والعشرين من ربيع األول‪.‬‬ ‫إنها لحظاتٌ ُقرب‪ ،‬يتقرب فيها المؤمن من ربه‪ ،‬رجاء مغفرته ورضوانه‪ ،‬ويستحضر –فيها‬ ‫وبها‪ -‬ذكريات نبيّه المختار‪ ،‬ليأخذ منها المواعظ والعبر «فإن الذكرى تنفع المؤمنين»‪.‬‬

‫قراءات حول المشهد الثقافي والفني بطنجة‬

‫مائدة مستديرة حول الثقافة‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬نظمت بمبادرة‬ ‫من جمعية «القنطرة» وبإشراف مندوبية الثقافة‪ ،‬كان موضوعها‬ ‫قراءة حول المشهد الثقافـي والفني بطنجة‪ ،‬عالقة بما أسماه‬ ‫بعض المتدخليــن «المتغيـــرات االقتصاديـــة واالجتماعيـــة‬ ‫والسياسية» التي تشهدها المدينة‪ ،‬والتي «ال يجب» أن تؤثر‬ ‫على الهوية الثقافية للمدينة‪ .‬هذه الهوية «المتميزة» والمميزة‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬التي ال يجب أن «تختفي» بسبب تحول طنجة‬ ‫إلى قطب اقتصادي رائد بالمغرب‪ ،‬كما ال يجب أن «يزحف» المد‬ ‫االقتصادي على الرصيد الثقافي والفني والتراثي والرأسمال‬ ‫الالمادي للمدينة‪.‬‬ ‫واستنتج المشاركون أن «التشتت» الذي «يضرب» الجمعيات‬ ‫الثقافية‪ ،‬فضال عن غياب رؤية شاملة للقطاع‪ ،‬أضفى على العمل‬ ‫الثقافي والفني نوعا من الركود في غياب استراتيجية شاملة‬

‫تقوم على تأهيل العنصر البشري لمشروع ثقافي متميز‪ ،‬يستفيد‬ ‫من موقع طنجة الجغرافي وإشعاعهــا التاريخي والثقافي في‬ ‫ملتقى طرق يربط القارات الخمس‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬من المسؤول عن «تشتت» الجمعيــات الثقافيــة‬ ‫والفنية بطنجة وعن قلة مردوديتها في مجال التنشيط الثقافي‬ ‫بالمدينة واإلقليم؟‬ ‫وما هي الجهة المؤهلة لوضع مخطط ثقافي وفني وعلمي‬ ‫يستجيب لخصوصيات طنجة ويلبي طموح منظماتها األهلية ؟‬ ‫قد نحاول مستقبال اإلجابة عن هذين السؤالين‪ ،‬انطالقا‬ ‫من تجارب جمعيات طنجة الثقافية في ستينات وسبعينات القرن‬ ‫العشرين ! ‪.....‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫في ضيافة‬ ‫األمير ‪3/1‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫زرت لبنان مرتين؛ األولى سنة ‪ 2004‬رفقة‬ ‫فاعلين حقوقيين مرموقين‪ :‬أحمد شوقي بنيوب‪،‬‬ ‫محمد الصبار وخديجة مروازي للمشاركة في‬ ‫مؤتمر دولي حول مساهمة المجتمع المدني‬ ‫العربي في مجال حقوق اإلنسان‪..‬‬ ‫على هامش تلك الزيارة حظيت بمقابلة‬ ‫الدكتـــورة سعاد الحكيــــم؛ أستاذة التصـــوف‬ ‫بالجامعة اللبنانية‪ ،‬وكانت لي معهــا مذاكرات‬ ‫علمية وإنسانية لن تنمحي‪..‬‬ ‫وأما زيارتي الثانية فأجريتها إثر دعوة علمية‬ ‫تلقيتها أنا والصديق الدكتور عز الدين الشنتوف‪،‬‬ ‫للمشاركة في أشغال مؤتمر «تراث المفكر‬ ‫المجاهد األمير شكيب أرسالن» يومي ‪ 18‬و‪19‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2015‬بتنظيم من جمعية مكتبة األمير‬ ‫شكيب أرسالن بالشويفات مسقط رأسه‪..‬‬ ‫لم أكن على استعداد للسفر لوضعي الصحي‬ ‫واللتزاماتي المهنية المعلقة من عمري اإلداري‬ ‫الذي سلخ مني ثمانا وأربعين سنة‪ ..‬بعدما‬ ‫راكمت في السنوات الثالث األخيرة المنصرمة‬ ‫إحباطا وألما بكلية آداب تطوان‪.‬‬ ‫في هذه السفرة مع الصديق عز الدين‪،‬‬ ‫أمضينا وقتا مفيدا وممتعا‪ ،‬اختلسنا منه بعض‬ ‫الوقت لقراءة مفاصل الراهنية السياسية التي‬ ‫تؤشر عليها «بالغة كلبية» جلينا مستوياتها‬ ‫هيئة وصورة ومعنى‪ ..‬وتذكرنا الكتاب المناسب‬ ‫في هذا المقام وهو «فضل الكالب على كثير‬ ‫ممن يلبس الثياب»‪.‬‬ ‫بيروت تعيش يقظة بأدرع مستنفرة‪ ..‬وهو‬ ‫ما اعتادت أن تعيشه منذ عقود من الزمن‪ ..‬لكننا‬ ‫لم نتصور أن دخول المسجد ألداء صالة الجمعة‬ ‫يحتاج إلى التصريح بالهوية لفريق عسكري كان‬ ‫يراقب الوافدين على المسجد في بيروت‪..‬‬ ‫صباح يوم الجمعة ‪ 19‬ديسمبر الجاري‪،‬‬ ‫خرجنا من الفندق وتوجهنا إلى شارع الحمراء‪،‬‬ ‫الشوارع المفضية إليه كانت شبه خالية‪ ..‬وهذا‬ ‫مادعا الدكتورة جويدة غانم (من الجزائر) إلى‬ ‫القول‪ :‬هذا وضع مفارق‪ ،‬نحن في مدينة عنابة‬ ‫يكثر عندنا «الغاشي»‪ ،‬ثم التفت إلي سائلة‪:‬‬ ‫هل يكثر عندكم «الغاشي» في طنجة؟ أجبتها‬ ‫بتفكـه‪ :‬نحن ال نراه إال في مارتيل‪..‬‬ ‫في مساء نفس اليوم‪ ،‬خرجنا من بيروت في‬ ‫اتجاه «الشويفات» كان عادل يقطع بنا الطريق‬ ‫بمهارات التسلل حتى يربح بعض الدقائق‪.‬‬ ‫الطريق مكتظ بالسيارات حد أن عددها يفوق‬ ‫عدد سكان بيروت‪..‬‬ ‫في كل الطرق التي اخترقناها لفتت أنظارنا‬ ‫محالت تجارية مزدانة مداخلها بإكسسوارات‬ ‫االحتفال بالسنة الميالدية ‪ ..‬مقابل ذلك الفتات‬ ‫كبيرة‪ ،‬تقطع الشوارع من أماكن عالية‪ ،‬وملصقات‬ ‫تحتفي بالمولد النبوي‪:‬‬ ‫­ أنا أنتمي لمحمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫­ ولـد الهدى فالكائنات ضيــاء‪.‬‬ ‫­ ولـد محمد صلى اهلل عليه وسلم فولدت‬ ‫األمـة‪.‬‬ ‫وصلـنا بصعوبة إلى مقر مكتبة األمير شكيب‬ ‫أرسالن الدولية‪ ،‬استقبلنا أمينها العام الدكتور‬ ‫مسعود ظاهر رفقة مجلس أمنائها وحفيدة األمير‬ ‫شكيب (زينة)‪..‬بعد وقت يسيـر‪ ،‬أخبرنا أن وزير‬ ‫الثقافة اللبناني سيحل لتدشين هذه المكتبة‪..‬‬ ‫تعرفنا إلى مرافقها التي تشغل فضاء عتيقا‬ ‫رمم ترميما كامال بدعم من بلدية الشويفات‪..‬‬


‫العدد ‪816‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫حضور قوي لحزبي «بوديموس ‪»Podemos‬‬ ‫و«سيودادانوس ‪ »Ciudadanos‬واندحار للثنائية‬ ‫الحزبية بين «الشعبي» و»االشتراكي»‬

‫كما كان متوقعا‪ ،‬أكد الحزبان الصاعدان‬ ‫‪ Podemos‬و ‪ Ciudadanos ‬حضورا قويا‬ ‫ومثيرا في االنتخابات التشريعية بإسبانيا التي‬ ‫فاقت نسبة المشاركة فيها‪ 73 ‬بالمائة‪ ،‬حيث‬ ‫حصل الحزب االشتراكي الراديكالي «بوديموس»‬ ‫(نستطيع) على فوق الخمسة ماليين صوت(‬ ‫‪ ).5 186.699.5‬أو ‪ 20,66‬بالمائة‪ ،‬وفاز بــ ‪69 ‬‬ ‫مقعدا بالبرلمان‪ ،‬بينما حصل حزب الوسط‬ ‫«الكاطاالني»‪« ‬سيودادانوس» ‪( ‬مواطنون)‪،‬‬ ‫على ‪ )3.497.710( ‬أو ‪ 13,93‬بالمائة‪ ،‬وفاز بــ‬ ‫‪ 40‬مقعدا بالبرلمان‪.‬‬ ‫أما الحزبان التقليديــــان «المحافظــــون»‬ ‫و«االشتــــراكيـــون»‪ ،‬فقد احتل األول‪« ‬الحـــزب‬ ‫الشعبي» الصدارة من حيث عدد األصوات‬ ‫المحصل عليها والتي بلغت ‪ 7‬ماليين و‪211‬‬ ‫ألفا و‪ 111‬صوتا‪ ،‬أو ‪ 28,72‬بالمائة‪ ‬أما الحزب‬ ‫االشتراكي العمالي األسباني‪ ،‬فقد حصل على ‪5‬‬ ‫ماليين و‪ 528‬الفا و‪ 446‬صوتا أو ‪ 22,02‬بالمائة‬ ‫من مجموع المصوتين ‪ .‬إال أن الحزب الشعبي‬ ‫الذي يقود الحكومة منذ انتخابات ‪ ،2011‬بزعامة‬ ‫الوزير األول ماريانو راخوي‪ ،‬فقد األغلبية المطلقة‬ ‫التي كان يتمتع بها بالبرلمان‪ ،‬بــ‪ 186 ‬مقعدا‪،‬‬ ‫حيث لم يحصل إال على ‪ 123‬مقعدا ‪ ‬والحال أن‬ ‫األغلبية المطلقة تتطلب الحصول على‪176 ‬‬ ‫مقعدا برلمانيا‪.‬‬ ‫أما االشتراكي العمالي اإلسباني فقد تكبدـــ‬ ‫هزيمة نكراء على يد «بوديموس» االشتراكي‬ ‫الراديكالي‪ ،‬حيث إنه فقد ‪ 20‬مقعدا برلمانيا‪ ،‬بعد‬ ‫أن لم يحصل إال على ‪ 90‬مقعدا‪ ،‬وكان قد فاز في‬ ‫انتخابات سنة ‪ 2011‬بـ ‪ 110‬مقعدا بالبرلمان‬ ‫الذي يبلغ عدد النواب به‪ .350 ‬بينما حصل‬ ‫ستة من بين ‪ 30‬حزبا صغيرا تقدمت لالنتخابات‬ ‫التشريعية األخيرة‪ ،‬بـ ‪ 28‬مقعدا برلمانيا‪.‬‬ ‫وهكذا تشكلــت الخارطـــة السياسيـــة‬ ‫إثر االنتخابات التشريعية ليوم األحد الماضي‬ ‫من أربعة أحزاب كبيرة‪ ،‬يتصدرها الحزب‬ ‫الشعبي‪( ‬ماريانو راخوي) من حيث عدد األصوات‬ ‫لفائدته‪ ،‬ولكنه فقد األغلبية المطلقة‪ ،‬يليه‬ ‫الحزب االشتراكي العمالي (بيدرو سانتيش)‪ ،‬ثم‬ ‫حزب «بوديموس» (بابلوا إكليسياس) وحــزب‬ ‫سيودادانوس‪( ‬ألبيرريفيرا)‪.‬‬

‫قراءة سريعة في نتائج هذه االنتخابات‪ ،‬تبين‬ ‫أن ال أحد من األحزاب الفائزة حصل على األغلبية‬ ‫المطلقة التي تمكنه من أن يشكل الحكومة‬ ‫المقبلة وأن يحكم في ظروف مريحة‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فالبد من «تحالفات»‪ ‬تحقق األغلبية المطلوبة‪.‬‬ ‫إال أن هذه التحالفات‪ ،‬وحسب استطالع‬ ‫رأي نشر بجريدة ‪ El Mundo ‬يوم ‪14‬‬ ‫ديسمبر الجاري‪ ،‬يبدو أنها مستحيلة‪ ،‬لو ثبتت‬ ‫قيادات‪« ‬بوديموس» و«سيودادانوس» عند‬ ‫وعودهما‪ ‬بعدم دعم ترشيح أي من الشعبي‬ ‫واالشتراكي لتشكيل الحكومة المقبلة‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار تبدو «المساومات» صعبة و«غير آمنة»‪،‬‬ ‫خاصة وأن التحالف الممكن هو بين الشعبي‬ ‫و»سيودادانوس»‪( ‬يمين ـ وسط)‪ ،‬واالشتراكي‬ ‫و«بوديموس» (يسار ــ‪ ‬يسار راديكالي)‪ ،‬والحال‬ ‫أن التحالف وفق هذه الخارطة قد يمكن إسبانيا‬ ‫من الخروج من مأزق تشكيل الحكومة أو‬ ‫الدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة‪ .‬فاليمين‬ ‫و«سيودادانوس»‪ ‬حصال مجتمعين على ‪+ 123‬‬ ‫‪ 40‬مقعدا‪ ،‬يمكنهما بدعم من بعض األحزاب‬ ‫الصغيرة الفائزة أن يشكال حكومة أغلبية في حين‬ ‫يملك االشتراكي‪ ‬و»بوديموس»‪ 69 + 90 ‬مقعدا‪،‬‬ ‫ما يمكنهما‪ ،‬بتحالف مع بعض األحزاب الصغرى‬ ‫اليسارية‪ ،‬ومنها حزب اليسار المتحد ‪ ‬من تكوين‬ ‫أغلبية مريحة‪ 180( ‬مقعدا) بزيادة ‪ 4‬مقاعد على‬ ‫األغلبية البرلمانية (‪ ،)176‬المطلوبة ‪ ‬لتشكيل‬ ‫الحكومة المقبلة‪.‬‬ ‫ولــكـــــن كــــال مـــــن «بـــــوديمـــــوس»‬ ‫و«سيودادانوس»‪ ‬أكدا عدم رغبتهما في إجراء‬ ‫تحالفات مع اليمين واليسار اللذين هيمنا لمدة‬ ‫قافت‪ 32 ‬سنة‪ ،‬على المشهد السياسي بإسبانيا‪،‬‬ ‫بعد اندحار النظام الفرنكاوي الديكتاتوري‪ ،‬في‬ ‫منتصف ‪ ‬سبعينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫والواقع أن اإلسبان كبدوا الحزبين التقليديين‬ ‫معا هزيمة انتخابية نكراء‪ ،‬بعد أن تراجع تصويت‬ ‫الناخبين لفائدتها ما شكل بالنسبة إليهما‬ ‫معا تراجعا في المراتب التي اعتادا الحصول‬ ‫عليها‪ ،‬وبعد أن خلقوا‪ ،‬بتصويتهـــم «العقابي»‪،‬‬ ‫للحزبين معا‪ ،‬مأزقا دستوريا قد يصعب التغلب‬ ‫عليه إذا لم «تتنازل» قيادات األحزاب األربعة عن‬ ‫بعض مواقفها المتشدد إزاء التحالفات الممكنة‬ ‫والمستعصية‪.‬‬

‫وبهذا يكون الشعب اإلسباني قد عبر عن رغبته‬ ‫في «التغيير» بفسح المجال أمام حزبين صاعدين‪،‬‬ ‫من أجل رسم «بانوراما» سياسية جديدة‪ ،‬تمثل‬ ‫أمل الشعب في سن سياسات‪ ‬جديدة في مواجهة‬ ‫دعاة التقشف والتفقير ‪ ‬المفروضة من الخارج‪ ،‬‬ ‫والتصدي بكامل العزم والحزم للبطالة المتفشية‪ ‬‬ ‫بين كل الطبقات الشعبية والتي بلغت نسبا‬ ‫قياسية‪ ‬فاقت ‪ 25‬بالمائة‪ ،‬وإقرار نظام انتخابي‬ ‫جديد يالئم المرحلة الجديدة‪ ،‬ومحاربة الفساد‬ ‫اإلداري والرشوة المستشرية في البالد والتي‬ ‫«لوثت» االشتراكيين والمحافظين على حد سواء‪،‬‬ ‫كما لوثت النقابات والباطرونا والبنوك والبلديات‬ ‫والمؤسسات العامة والخاصة‪ ،‬ما دفع المواطنين‬ ‫األسبان إلى اإلعراض‪ ‬عن األحزاب‪ ‬السياسية‬ ‫التقليدية لفائدة أحزاب شابة‪ ،‬صاعدة‪ ،‬انبثقت‬ ‫من أوساط الشعب‪ ،‬بأفكار متطورة ورغبة أكيدة‬ ‫في خدمة البالد‪ ،‬وبذلك «اختفت» «األغلبية‬ ‫البرلمانية» التي سادت لما فوق الثالثة عقود‪ ،‬‬ ‫من خالل التداول على الحكم بين اليمين واليسار‪،‬‬ ‫هذه الثنائية الحزبية التي أفسد «لعبتها» صعود‬ ‫حزبين «شعبييــن» ‪ ‬شابيـن‪ ،‬بحيث لم يعد في‬ ‫مقدرة المحافظين اليمينيين وال االشتراكيين‬ ‫اليساريين التحكم في صناديق االقتراع‪ .‬حتى أن‬ ‫بعض الصحف الفرنسية كتبت أن ماريانو راخوي‬ ‫«يواجه خطر التشبيب»‬ ‫وفعال‪ ،‬فقد بادرت قيادات من الحزب الشعبي‬ ‫إلى التصريح بعد إعالن النتائج‪ ،‬أن الحزب انكب‬ ‫على مشاكل تنظيمية ‪ ‬وتدبيرية‪ ،‬وأهمل القضايا‬ ‫التي تهم الشباب ‪ ‬بالدرجة األولى ‪ .‬في حين‬ ‫صرح ماريانو راخوي‪ ‬في «خطبة النصر» (‪ ) ! ‬أنه‬ ‫سيفتح ملف الشباب في أول خطوة بعد تشكيل‬ ‫الحكومة التي قال إنه سيفتح الحديث بشأنها مع‬ ‫األحزاب األخرى «التي ترغب صادقة في خدمة‬ ‫إسبانيا»‪ ،‬مؤكدا أن تجديد ثقة الشعب االسباني‬ ‫في اليمين‪ ،‬انتصار ألفكار ومبادئ الحزب الشعبي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حزب «بوديموس» تأسس سنة‬ ‫‪ 2014‬على يد «بلبلو إغليسياس»‪ ‬ليشكل «بديال‬ ‫يساريا»‪ ،‬وفي نفس السنة‪ ،‬استطاع الحصول على‬ ‫مقعد رئاسة بلدية العاصمة مدريد والعاصمة‬ ‫االقتصادية برشلونة‪ .‬كما حصل على خمسة‬ ‫مقاعد بالبرلمان األوروبي‪ .‬وغداة انتخابات‬ ‫األحد الماضي صرح بأن إسبانيا «دخلت عهدا‬

‫جديدا»‪ ،‬وأن «إسبانيا اليوم‪ ،‬لن تكون إسبانيا‬ ‫األمس»‬ ‫أما الحزب «الكاطاالنــــي»‪« ‬سيودادانوس»‪،‬‬ ‫لمؤســــســـه «ألبيـــر ريفيـــرا»‪ ،‬فقـــــد برز‬ ‫أواخر ‪ 2013‬ببرنامج وسطي‪ ،‬يزاوج بين تدابير‬ ‫اقتصادية ‪ ‬ليبيرالية‪ ،‬وإصالحات اجتماعية ‪ .‬وقد‬ ‫نجح خالل سنتين من وجوده في التحول إلى‬ ‫القوة ‪ ‬السياسية الرابعة في البالد كما حصل على‬ ‫مقعدين في االنتخابات األوروبية التي جرت في‬ ‫‪ 22‬ماي ‪.2014‬‬ ‫ومعلـــوم أن زعيم اليســـار الراديكالـــي‬ ‫«المتطرف‪ Pablo Iglesias ‬يستعمل خطابا‬ ‫متوافقا مع التيار المعارض في البالد الغاضب من‬ ‫سياسة اليمين‪« ‬التفقيرية» والخاضعة إلمالءات‬ ‫خارجية‪ ،‬على أن هذا الحزب الراديكالي يقف‬ ‫موقف الداعم ألطروحة انفصاليي البوليساريو‬ ‫والمؤيد لحق تقرير المصير بالصحراء التي قال‬ ‫عنها خالل ندوة بإحدى جامعات مدريد‪« ،‬تأييدا‬ ‫للشعب الصحراوي»‪ ،‬إن إسبانيا ال تزال تملك‬ ‫السيادة علي أرض الصحراء ‪ ‬وعلى إدارتها‪ ،‬وأنه‬ ‫وحزبه ال يعترفان باتفاقيات مدريد التي استرجع‬ ‫المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية‪ ،‬إلى غير‬ ‫ذلك مما يرد ‪ ‬عادة في ما تتضمنه أطروحات‬ ‫الجزائر‪ ،‬في المحافل الدولية‪...! ‬‬

‫المجهول‬

‫قفزة كبيرة في اتجاه المجهول تشهدها‬ ‫إسبانيا بعد االنتخابات التشريعية األخيرة‪ ،‬ومع‬ ‫وصول حزبين جديدين اللذين أوقفا ثنائية‪ ‬‬ ‫الحزبين التقليديين التي كانت تضمن لهذا البلد‬ ‫االستقرار السياسي والدستوري‪.‬‬ ‫وسيكون على شيوخ ‪ ‬الحزبين «الشعبي»‪ ‬‬ ‫الذي حكم إسبانيا لمدة ‪ 12‬سنة‪ ،‬واالشتراكي‬ ‫الذي بسط نفوذه على هذا البلد لمدة ‪21‬‬ ‫سنة‪ ،‬أن يصغوا‪ ،‬بعد اليوم إلى حاجة الوافدين‬ ‫الجديدين إلى التجديد الديمقراطي وإلى‬ ‫الشفافية واالستقامة السياسية في هذا البلد الذي‬ ‫يعد خامس بلدان االتحاد األوروبي من حيث عدد‬ ‫السكان‪ ،‬والسابع والثالثين على الئحة «الرشوة»‬ ‫من بين ‪ 175‬بلدا والسادس عشر داخل االتحاد‬ ‫األوروبي ذي الثمانية والعشرين بلدا عضوا‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪815‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫عودة الكري�ساج و الت�شرميل �إلى طنجة ‪...‬‬ ‫بني �ضعف ال�صياغة ‪ ‬القانونية وانعدام‬ ‫الهوية الإن�سانية‬ ‫عادت ظاهرة التشرميل إلى طنجة باألسابيع القليلة السابقة بقوة‪ ،‬بعد‬ ‫تسجيل عدة حوادث إجرامية على قدر كبير من الخطورة بمختلف مناطق‬ ‫المدينة‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬منطقة بني مكادة التي تعدّ مهدا ولحدا‬ ‫ألخطر المجرمين‪ ،‬منطقة أصبحت تذكر دوليا من حيث درجة اإلجرام الذي‬ ‫يعجّ في أزقتها وشوارعها‪.‬‬ ‫ورغم التدابير التي اتخذت لمحاصرة هذه الظاهرة‪ ،‬إال أن األحداث‬ ‫المسجّلة مؤخرا‪ ،‬تعكس عودة التشرميل و«الكريساج» بوتيرة مقلقة رغم‬ ‫كل الجهود التي تبذلها المصالح األمنية والسلطات المحلية منذ منتصف‬ ‫السنة الماضية‪.‬‬ ‫ومع عودة هذا الكابوس المقلق‪ ،‬ال يتردد المتتبعون في التساؤل حول‬ ‫فشل المقاربات األمنية والتحسيسية في اجتثاث هذه المعضلة األمنية من‬ ‫المشهد العام‪.‬‬ ‫تشخيص الظاهرة من حيث مسبباتها‪ ،‬يؤكد أن مقاربة التعاطي األمني‬ ‫ّ‬ ‫المركبة ال تكفي‪ ،‬خصوصا أن هناك شبه تقصير‬ ‫وحدها مع هذه اإلشكالية‬ ‫لدى باقي المعنيّين‪ ،‬من مجتمع مدني‪ ،‬وأسرة‪ ،‬ومدرسة وغيرها‪.‬‬ ‫غير أن القسط األكبر من المسؤولية يتحمله الجهاز القضائي‬ ‫بالمملكة‪ ،‬بسبب طبيعة األحكام المخففة التي ينطق بها بعض‬ ‫القضاة في ملفات الجريمة واالنحراف‪.‬‬ ‫إن تتبع غالبية األحكام الصادرة عن مختلف محاكم المغرب‪،‬‬ ‫يكشف اللثام عن تساهل وتسامح القضاة مع مرتكبي حوادث اإلجرام‪،‬‬ ‫من خالل النطق بأحكام ال تتناسب وطبيعة الجرم المرتكب‪ ،‬والنتائج‬ ‫االجتماعية الخطيرة لبعض الجرائم‪ ،‬كما يشجّع بعض المجرمين‬ ‫والمنحرفين ومنعدمي الضمير على التمادي في استهداف أمن‬ ‫وسالمة المواطنين وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫قراءة مضمون ومنطوق بعض األحكام‪ ،‬يصيب المتتبع بالدهشة‬ ‫إن لم نقل الصدمة‪ ،‬إذ كيف يعقل أن يحكم مجرم تسبب في عاهة‬ ‫مستديمة لشخص ما بستة أشهر أو سنتين حبسا‪ ،‬وقد يغادر السجن‬ ‫بعد ذلك الرتكاب جرائم أكثر خطورة‪ ،‬بكل ما يعنيه مضمون مصطلح‬ ‫العود من خطورة إجرامية معتبرة‪.‬‬ ‫وحتى عندما تقوم السلطات ومصالح األمن بحمالت للقبض‬ ‫على المجرمين‪ ،‬فإنها قد تفاجأ‪ ‬باإلفراج عنهم بعد شهر أو شهرين‪،‬‬ ‫ما يضيف أعباء جديدة على كاهل المصالح األمنية التي تبذل جهودا‬ ‫مشكورة عليها‪ ،‬ثم ما تلبث أن تذهب أدراج الرياح‪ .‬كما أن قرارات‬ ‫القضاء هذه‪ ،‬تصيب الشرطة باإلحباط‪ ،‬وبالتخاذل‪ ،‬ما دام القضاء ال‬ ‫يصدر عقوبات مشددة في حق المجرمين‪.‬‬ ‫‪ ‬عودة ظاهرة اإلجرام تزامنا مع طرح مشروع مدونة القانون‬ ‫الجنائي الذي أغفل على ما يبدو هذه المعضلة رغم راهنية الطرح‬ ‫من خالل استغالل القانون الجديد لرفع العقوبات بإعادة األعمال‬ ‫الشاقة وتشديد العقوبات على كل من يستهدف أمن المواطن‬ ‫وسكينته‪.‬‬ ‫‪ ‬مصطفى الرميد ضيع فرصة الضرب بيد من حديد على جيوش‬ ‫المجرمين والمشرملين الذين يستغلون تسامح القانون لمواصلة‬ ‫إجرامهم دون التفكير في طبيعة العقوبات المخففة والتي تعتبر إهانة‬ ‫لضحايا هذه الحوادث‪ ،‬إن أحكام بعض رجال القضاء هي أصل الع ّلة‪،‬‬ ‫وهذه حقيقة يجب عدم السكوت عنها‪ ،‬إن كنا نريد خيرا لهذا البلد‪.‬‬ ‫وما يعانيه المواطن اليوم من رعب وهلع بسبب تفشي التشرميل‪،‬‬ ‫ليس إال نتيجة لهذا التساهل القضائي‪.‬‬ ‫يجب على الجهات المسؤولة مركزيا‪ ،‬في وزارة العدل والحريات‪،‬‬ ‫فتح هذا الملف بشكل عاجل‪ ،‬وإجراء تعديالت فورية ومستعجلة‪ ،‬حتى‬ ‫تكون األحكام وفقا لألفعال اإلجرامية‪ ،‬وحتى تصل عقوبة حمل السالح‬ ‫األبيض بدون مبرر‪ ،‬لما يقل عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬مع األعمال الشاقة مثال‪ ،‬أو‬ ‫النفي من البالد‪ ،‬لم ال ‪ ......‬فالمواطنة ليست إجراما وحقدا دفينا على أبناء‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫‪ ‬و رجوعا إلى عودة الجريمة بطنجة‪ ،‬فقد اعتادت طنجة على مرّ تاريخها‬ ‫أن تستقبل المهاجرين القادمين من مدن أو قرى أو حتى دول أخرى‪ ،‬بهدف‬ ‫العمل غالبا‪ ،‬أو من أجل الدراسة أو السياحة‪ ،‬لكنها في اآلونة األخيرة باتت‬ ‫تستقبل أناسا آخرين قدموا إليها لهدف مختلف تماما‪ ،‬فهؤالء جاؤوا لطنجة‬ ‫بهدف اإلجرام‪.‬‬ ‫في مناطق نائية من أحياء طنجة الكبرى‪ ،‬تستوطن عصابات كاملة بيوتا‬ ‫من صفيح بني أغلبها حديثا‪ ،‬وقد حول اللصوص والمنحرفون هذه المناطق‬ ‫إلى أحياء خاصة بهم‪ ،‬يحظر على الناس االقتراب منها‪ ،‬من هناك يخططون‬ ‫قبل كل عملية‪ ،‬وإلى هناك يعودون ليختبئوا في وكرهم اآلمن بعدها‪،‬‬ ‫في مشهد يعيد إلى األذهان مشهد أحياء «الفافيال» العشوائية البرازيلية‬ ‫المنتشرة على أطراف المدن الكبرى‪ ،‬حيث «يتناغم» الفقر واإلجرام‪.‬‬

‫ويظهر أن سكان‪ ‬المدينة‪ ‬باتوا على يقين بأن األمن نفسه صار‬ ‫عاجزا عن تجفيف منابع المخدرات القوية‪ ،‬حيث إن الكثيرين اضطروا‬ ‫لترك منازلهم بعدما استوطنت عصابات المروجين أحياء مثل موح باكو‬ ‫واإلدريسية بمقاطعة بني مكادة‪ ،‬ودروب كاسابراطا بمقاطعة السواني‬ ‫وحي بنيدر‪ ‬بالمدينة‪ ‬القديمة وغيرها‪ .‬هؤالء حولوا أحياء بكاملها إلى قالع‬ ‫محرمة على الغرباء وربما حتى على رجال األمن‪ ،‬بعدما طوقوها بجيش من‬ ‫المسلحين بالسيوف والهراوات مرفوقين بكالب البيتبول‪ .‬لكن هناك سببا‬ ‫آخر أيضا‪ ،‬هو الفساد الذي يجعل تجار المخدرات يجدون الحماية من طرف‬ ‫من يفترض أنهم يجب أن يضعوا هؤالء المنحرفين خلف القضبان‪ .‬‬ ‫سرقات تنفذ من طرف عصابات افرادها من ذوي سوابق‪ ،‬تستعين في‬ ‫الغالب بدراجات نارية‪ ،‬سرقات صاحبها حسب شهادات البعض تعنيف لفظي‬ ‫وتنكيل لحق ببعض الضحايا‪ ،‬فضل بعضهم عدم التبليغ ألسباب تبقى‬ ‫مجهولة‪ ،‬استغلها البعض طبعا لالستمرار في تنفيذ مسلسلهم اإلجرامي‪،‬‬ ‫الذي تمنى المتضررون أن ال تطول حلقاته‪.‬‬

‫االنتقادات الموجهة إلى السلطات ال تقف عند أفراد األمن الوطني‬ ‫وحسب‪ ،‬بل تذهب إلى حد تحميل المسؤولية للجماعة‪ ،‬والوكالة الحضرية‪،‬‬ ‫ووزارة اإلسكان‪ ،‬بالمصادقة على تشييد تجزئات ودور سكنية نائية تساعد‬ ‫على اإلجرام‪ ،‬وال ّ‬ ‫تمكن األمن من بسط سيطرته على الجريمة بين مسالكها‬ ‫الوعرة‪ ،‬بل هناك عمارات للقضاء على البراريك‪ ،‬هي بمثابة «مساكن‬ ‫عشوائية‪ ،‬لكن عمودية» حسب أحد الغيورين على هذه المدينة الجميلة‪.‬‬ ‫على‪ ‬المواطنين أيضا تبنّي ثقافة التبليغ عن الجريمة في حينها بدل‬ ‫تخاذل بعض الضحايا في القيام بذلك‪ ،‬وتقديم كافة اإلرشادات واألوصاف‬ ‫والمعلومات التي قد تساعد على إيقاف الجناة والمجرمين في اقل وقت‬ ‫ممكن‪ ،‬واالندماج في مشروع أمني مشترك من شأنه أن ينشرالسكينة‬ ‫والطمأنينة ويساهم في استتباب األمن والنظام العام‪.‬‬ ‫و بهذا الخصوص شنّ ناشطون مغاربة على موقع التواصل االجتماعي‬ ‫«فيسبوك» صفحات خاصة تهتم برصد مظاهر الجريمة في المدن الكبرى‬ ‫بالمغرب كطنجة وال��دار البيضاء وفاس‪ ،‬في أعقاب تفشّيها بشكل في‬ ‫السنوات األخيرة‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫وترمي هذه الصفحات الفيسبوكية الخاصة لفضح ممارسات المنحرفين‬ ‫من رواد السجون ومحاولة طرح خطورة الجريمة على أمن الفرد والدولة معا‪،‬‬ ‫من أجل إيصال صوت الشعب المغلوب على أمره إلى المسؤولين إليجاد‬ ‫حلول واقعية لمعضلة انتشار الجريمة في المدن المغربية‪ .‬‬ ‫و قام أيضا ‪ ‬ناشطون آخ��رون بخلق صفحات فيسبوكية قاسمها‬ ‫المشترك الدعوة إلى محاربة الجريمة بالمغرب‪ ،‬وإثارة االنتباه إلى بعض‬ ‫ممارسات المنحرفين وقطاع الطرق واللصوص‪ ،‬والتوعية بأهم الحيل التي‬ ‫يلجؤون إليها لبث الفزع والرعب في نفوس ضحاياهم من الناس‪.‬‬ ‫وعبَّر الناشطون عن خيبة أملهم من مدة العقوبات المخففة التي‬ ‫ينالها بعض المجرمين حيث إنها تساهم بشكل غير مباشر في تزايد‬ ‫اإلجرام وتطوير مهاراتهم في السرقة‪ ،‬ليظل المتضرر الوحيد هو المواطن‬ ‫الضحية ‪ ..‬‬ ‫وصرح الباحث في علم االجتماع الدكتور حسن قرنفل ‪،‬أن هناك ارتفاعا‬ ‫حاصال في نسبة الجريمة في المغرب خالل السنوات األخيرة‪ ،‬خاصة‬ ‫جرائم القتل باستعمال العنف وحوادث السرقة‪ ،‬وذلك من خالل توزيع‬ ‫جغرافي ال يقتصر فقط على المدن الكبرى بل امتدت الظاهرة أيضا إلى‬ ‫الصغرى منها و‪ ‬التي كانت في السابق تتسم بالهدوء والسالم‪.‬‬ ‫وشدد األخصائي على أهمية الحلول األمنية للحد من تفاقم حاالت‬ ‫الجريمة بالمدن‪ ،‬لما تتيحه مبدئيا هذه التدابير األمنية من شعور‬ ‫المواطنين باألمن واألمان‪ ،‬الفتا إلى أن إيجاد حلول لمعضلة الجريمة‬ ‫المتفشية ال ينبغي أن ترتكز فقط على اإلج��راءات األمنية‪ ،‬حيث إن‬ ‫المطلوب هو سنّ تدابير اجتماعية واقتصادية تحارب التهميش والفقر‪،‬‬ ‫ما يحدّ بشكل كبير من ارتكاب الجرائم المختلفة‪.‬‬ ‫نحن ال نريد أن نرسم لوحة سوداء قاتمة للوضع في مدينتنا ‪,‬‬ ‫ولكن ال يمكننا أن نغطي الشمس بالغربال أيضا ‪ ,‬ونحن ال نبالغ إذا‬ ‫ذهبنا‪ ‬في القول بأننا سنضطر يوما ‪ ‬لحمل السالح للدفاع عن أنفسنا‪،‬‬ ‫خصوصا نحن النساء‪ ،‬ألننا وببساطة فريسة سهلة لوحوش آدمية‬ ‫أبت أن ترى فينا األخت واالبنة‪ ،‬وكيف يروننا كذلك وهم يعنّفون‬ ‫ويسرقون ‪ ‬أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ويعاملونهن بالمثل‪ ،‬فلشراء‬ ‫جرعة مخدر هم مستعدون لذبحهن وليس فقط تعنيفهن‪ ،‬ولربما‬ ‫سنكون مضطرين أيضا الى الدعوة لتشكيل لجان شعبية تدافع عن‬ ‫مناطق وأحياء سكنانا إذا استمر الحال على ما هو عليه‪ ،‬فاألمر زاد عن‬ ‫حدّه ‪ ,‬ووصلت معه األوضاع لدرجة التطاق ‪ ..‬فأن تسمع بسرقة في‬ ‫وضح النهار بساحة األمم‪ ،‬واعتداء أمام المحكمة االبتدائية أو والية‬ ‫األمن‪ ،‬فهذا أمر مخجل لالمن بمدينتنا فعال‪.‬‬ ‫هل أصبحت طنجة مرتعا للمجرمين وقطاع الطرق بقدرة الهية أم‬ ‫بخطة شيطانية؟‪ ،.‬حقيقة أصبحنا نشك بكل شيء اآلن‪ ،‬بسبب تفاقم‬ ‫هذه الظاهرة وطريقة التعامل معها‪ ،‬ترى من المسؤول عنها من‬ ‫األساس؟؟‪. ‬‬ ‫‪ ‬إنه من المفترض أن ّ‬ ‫يشكل هاجس توفير األمن للمواطنين‪،‬‬ ‫وتفويت الفرصة على أي عابث بأمن البالد‪ ،‬الدافع األساسي لتشريع‬ ‫وسنّ قوانين زجرية مشددة‪ ،..‬وليس العتبارات أخرى غير ذلك‪ ،..‬وبما‬ ‫أن المواطن من طنجة إلى أعمق مدينة في التراب الوطني أصبح ال‬ ‫يأمن على نفسه أمام ظاهرة (الكريساج) بألوانها (المشرملة وغير‬ ‫المشرملة)‪ ،‬فقد أصبح هذا الوضع خطيرا جدا والظاهرة أصبحت مقلقة‬ ‫ومهددة للطمأنينة والسكينة العامتين‪.‬‬ ‫‪ ‬إن اإلرادة الصادقة والنظرة البعيدة والمقاربة الجادة تستلزم‬ ‫على المسؤولين الساهرين على حماية أمن هذا الوطن وضع استراتيجية‬ ‫متكاملة للحد من ظاهرة الجريمة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار ودون حساسية كل‬ ‫الجوانب المؤثرة في هذا الموضوع‪ ،‬ما يشمل التأطير التربوي والتحسيسي‬ ‫وتوفير فرص العمل للعاطلين‪ ،‬ومحاربة دور الصفيح والسكن العشوائي‪،‬‬ ‫وتحسين ظروف عمل وأداء الجهاز األمني حتى يكون فعاال وقريبا من عموم‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫‪ ‬فمتى ما أردنا محاصرة الجريمة ووضع مقاربة فعالة للحد منها؛ يتحتم‬ ‫علينا لزاما النفاذ بعمق إلى الجذور التي ّ‬ ‫تغذي هذا الورم الخبيث وتضمن‬ ‫له البقاء‪ ،‬وإلى إعادة النظر في المرجعية التي نصدّر منها هؤالء اآلدميين ؛‬ ‫وفي تغلغل األفكارالمنح ّلة في العديد من القطاعات الحساسة والفعالة التي‬ ‫تمدّ عالم الجريمة وتنعشه وتربط اإلنسان بالمادة فقط وتجعل منه حيوانا‬ ‫يلهث وراء إشباع شهواته ورغباته‪ ،‬ال يؤمن بغيب وال وحي وال جزاء وال معاذ‪.‬‬

‫و لـنـا في تشديـد العقوبـة على مثل هذه الجرائم حيـاة‬ ‫وأمن وأمان‪..‬‬


‫العدد ‪815‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫جائزة لوزير السياحة والسياحة‬ ‫في تراجع‪! ‬‬ ‫بينما السياحة المغربية تجتاز منطقة اضطرابات‬ ‫مقلقة‪ ،‬لألسباب التي تعرفون‪« ،‬حظي» وزيرنا في السياحة‪،‬‬ ‫لحسن حداد‪ ،‬بجائزة عالمية يجزى بها كبار المساهمين‬ ‫في صناعة األسفار السياحية‪... ! ‬‬ ‫ولعل هذا «التتويج» المبارك سيدفع وزيرنا الهمام‬ ‫إلى االستجابة لرغبة المهنيين عبر التراب الوطني‪ ،‬في‬ ‫الحصول على «دعم» للترويج السياحي ولتطوير السياحة‬ ‫الداخلية التي قال عنها الحداد إنها تستطيع أن «تعوض»‬ ‫التراجع المسجل على مستوى تدفق السياح األجانب‪.‬‬ ‫اهلل يجعلنا نثق‪....! ‬‬

‫**************‬

‫عبقرية‬

‫فتح اهلل على الوزيرة بوعيدة‪ ،‬فاكتشفت بذكائها‬ ‫الحاد وإمكاناتها الخاصة‪ ،‬أن قرار المحكمة األوروبية بإلغاء‬ ‫استيراد المواد الفالحية المغربية» يعكس انحياز المحكمة‬ ‫األوروبية ألطروحات الطرف اآلخر الذي لم تسمه‪ ،‬وهو‬ ‫البوليساريو والجزائر المتربصة دوما بالمغرب وبوحدته‬ ‫الترابية وبمصالحه االقتصادية‪.‬‬ ‫هذا ما لم تقله الوزيرة بوعيدة‪ ،‬ولكن عبقريتها‬ ‫تفتقت عن «ذرة» أخرى أكثر إثارة‪ ،‬وأكثر جرأة‪ ،‬وهي أن‬ ‫«الخصوم» الذين تعرفون‪« ،‬يسعون للتشكيك في مغربية‬ ‫الصحراء» كما لو كنا ال نعلم ذلك‪ ،‬وأن قرار المحكمة‬ ‫«سياسي» ومنحاز إلى أطروحات الخصوم !!!‪....‬‬ ‫األمور اآلن صارت واضحة و‪«...‬سعدات اللي قرات»‪! ‬‬

‫**************‬

‫المآثر أوال‬ ‫«المواقع» تدخل حرب المواقع‬

‫والسبب‪ ،‬هدم المآثر التاريخية للمدينة «تحت ذريعة‬ ‫مخطط التهيئة ‪ /‬الهيكلة الجديدة‪.‬‬ ‫الحرب صارت لها تسمية « ال تقترب من مآثر مدينتي‬ ‫«أو ال تمس تاريخ مدينتي»‪....!!! ‬‬ ‫بعد أن «زحفت» آليات الهدم على منارة الشاطئ‬ ‫وقبلها على «باب المرسى» ويشاع إن الدور سيأتي قريبا‬ ‫على ملعب مرشان «السطاديوم» الذي بني في مطلع‬ ‫ثالثينات القرن العشرين‪.‬‬ ‫ويؤاخذ «المرابطون» في «المواقع» على السلطات‬ ‫اإلدارية والجماعية «احتكارها» للمعلومات حول مخطط‬ ‫«الهيكلة» الجديدة ومباشرتها ‪ ،‬في جو من الغموض‪،‬‬ ‫ألعمال الهدم‪ ،‬وكأن األمر ال يعني أهل المدينة وسكانها‬ ‫في شيء‪.‬‬ ‫بينما تضمن مخطط «طنجة الكبرى» في أهم‬ ‫فقراته‪ ،‬الحفاظ على مآثر طنجة التاريخية والثقافية‬ ‫والحضارية والتراثية والبيئية ‪.‬‬ ‫مخططات التهيئة وإعادة الهيكلة كان يجب أن‬ ‫تعرض خارطاتها على العموم بالشارع مصحوبة بالبيانات‬ ‫حول ماهيتها وآجال إنجازها إلى آخره‪....! ‬‬ ‫هذا ما يطالبون به في حرب «المواقع» التي‬ ‫يخوضونها دفاعا عن المآثر‪.‬‬ ‫لندعهم يحلمون‪......!!! ‬‬

‫**************‬

‫أمانديس‪ :‬مراجعة متأخرة‬

‫وأخيرا‪ ،‬أعلن عن قرب انطالق عملية «مراجعة»‬ ‫عقد «التبدير المفوض» لقطاع الماء والكهرباء بعد‬ ‫ما شهد رئيس الحكومة ووزيره في الداخلية بوجود‬ ‫«اختالالت» في مباشرة شركة أمانديس العتيدة لتطبيق‬ ‫اتفاقها مع الجماعة‪ ،‬المبرم سنة ‪ ،2002‬بإشراف وتوجيه‬ ‫و«ضغوطات» وزارة الداخلية التي كان يتوالها آنذاك‪،‬‬ ‫الرجل القوي في مملكة الحسن الثاني‪ ،‬المرحوم ادريس‬ ‫البصري‪.‬‬ ‫مصادر من داخل الجماعة أكدت أن المراجعة ستكون‬ ‫بشكل كامل خاصة في جوانبها االستثمارية والعالقات‬ ‫مع الزبناء «الكرام» ‪ ،‬بينما المصلحة الدائمة للمراقبة‬ ‫يتوالها عمال مأجورون لدى الشركة‪ ،‬التي «تراقب نفسها‬ ‫بنفسها» ‪ ،‬والخاسر دائما‪ ،‬المدينة والمواطنون‪ .‬هذا في‬ ‫الوقت الذي صرح فيه مسؤولون جماعيون بأن المراقبة‬ ‫هي في يد المجلس البلدي الذي يبدو أن «اليد قصيرة‬ ‫والعين بصيرة»‪! ‬‬ ‫هذا في الوقت الذي يطالب المطالبون بحقــوق‬ ‫المدينة‪ ،‬بإجراء مراجعة شاملة لكافة بنود «المعاهدة»‬ ‫منذ سنة ‪.2006‬‬ ‫ننتظر لنرى‪...!!! ‬‬

‫**************‬

‫أمنيون وقضاة «تحت المجهر»‬

‫إجراءات تأديبية اتخذت‪ ،‬حسب الشرقي الضريس‪،‬‬ ‫في حق عدد من رجال األمن‪ ،‬ثبت تورطهم في قضايا‬ ‫عنف‪ ،‬كما أن ‪ 27‬ملفا تخص أمنيين متهمين بقضايا عنف‬ ‫توجد معروضة على القضاء في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫كما أنه تمت إحالة ‪ 112‬من رجال السلطة على‬ ‫القضاء ما بين ‪ 2012‬و ‪ 2015‬كما توبع ‪ 151‬عنصرا‬ ‫قضائيا بتهم تتعلق بالعنف والسب والشتم والهجوم على‬ ‫مسكن الغير‪.‬‬ ‫مغرب العدل والمساواة يتحرك‪ ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫عقد أمانديس طنجة يخضع للمراجعة ألول مرة منذ ‪ 13‬سنة‬

‫انطلقت الجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬اليوم الخميس‬ ‫المنصرم أولى محطات مراجعة عقد شركة «امانديس»‬ ‫للمرة األولى منذ ‪ 13‬سنة‪ ،‬و هي المراجعة التي ينتظر أن‬ ‫تشمل جانب االستثمارات والعالقة مع الزبائن‪ ،‬النقطتان‬ ‫األكثر سوداوية في العقد الحالي للشركة التي خرجت ضدها‬ ‫احتجاجات غير مسبوقة مؤخرا‪.‬‬ ‫وأكد النائب األول لعمدة طنجة‪ ،‬رشيد أمحجور‪ ،‬في‬ ‫اتصال بـ «المساء»‪ ،‬شروع الجماعة الحضرية في إجراءات‬ ‫مراجعة عقد «أمانديس»‪ ،‬و هو األمر الذي وصفه بالورش‬

‫المهم الذي يفتح ألول مرة ‪ ،‬مضيفا أن الخطوة األولى بهذا‬ ‫الصدد ستكون هي اجتماع المكتب المسير للجماعة برئاسة‬ ‫العمدة‪ ،‬البشير العبدالوي‪ ،‬مع مكتب المراقبة الدائمة‪.‬‬ ‫وأورد أمحجور أن مراجعة عقد التدبير المفوض الذي‬ ‫يربط جماعة طنجة مع الشركة الفرنسية‪ ،‬ستشمل‪ ،‬حسب‬ ‫التوجه الموجود لذا المجلس‪ ،‬والذي لم يكتس بعد الصبغة‬ ‫الرسمية‪ ،‬إضافة بنود حول عالقة الشركة بالزبائن‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي ال يوجد في النسخة الحالية من العقد‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا‬ ‫األمر كان من مسببات االحتجاجات األخيرة التي عرفتها طنجة‪.‬‬

‫وإجابة عن سؤال «المساء» حول ما إذا كانت المراجعة‬ ‫ستشمل أيضا نظام الفوترة‪ ،‬قال أمحجور إن هذه األخيرة‬ ‫قد تشهد تحسينات في إطار تضمين العقد البنود المتعلقة‬ ‫بالعالقة مع الزبائن‪ ،‬والتي ستشمل أيضا إعادة النظر في دور‬ ‫الوكاالت والحسم في شكايات المواطنين وغيرها‪.‬‬ ‫أمحجور أكد أن المراجعة ستتم للمرة األولى رغم أن‬ ‫العقد ينص على ضرورة أن تتم مرة كل خمس سنوات من‬ ‫عمر العقد الممتد إجماال لـ‪ 25‬عاما‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫الداخلية تلغي نشاطالـ «أمنيستي» بطنجة حول‬ ‫«التعذيب في المغرب»‬

‫ألغت منظمة العفو الدولية يوما دراسيا كانت تعتزم‬ ‫تنظيمه يوم السبت الفارط حول الوقاية من التعذيب‬ ‫بالمغرب‪ ،‬نظرا لمنعه من طرف وزارة الداخلية‪ ،‬حسب ما‬ ‫ذكره بالغ موقع من طرف المدير العام للمنظمة الحقوقية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬محمد السكتاوي‪.‬‬ ‫وعبرت المنظمة الدولية عن أسفها إللغاء اليوم‬ ‫الدراسي الذي يحمل عنوان «تطبيقات بروتوكول‬ ‫إسطنبول في تفعيل اآللية الوطنية الوقائية من‬ ‫التعذيب»‪ ،‬والذي كان يفترض أن تحتضن فعالياته طنجة‪،‬‬ ‫معللة األمر بمنعه بقرار من وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وسجلت «أمنيستي» أن أنشطة حقوق اإلنسان‬ ‫بالمغرب تتعرض للمنع والعرقلة منذ كلمة وزير الداخلية‬ ‫محمد حصاد أمام البرلمان في ‪ 15‬يوليوز ‪ ،2014‬والتي‬ ‫اتهم فيها منظمات حقوق اإلنسان‪ ،‬بأنها تشتغل وفق‬

‫أجندة خارجية وتسيء إلى سمعة المغرب وأمنه‪.‬‬ ‫وأوردت الوثيقة نفسها‪ ،‬الصادرة عن منظمة سبق‬ ‫لها أن وثقت «خروقات حقوق اإلنسان بالمغرب» أن هذه‬ ‫ليست المرة األولى التي تتم فيها “عرقلة عمل فرع منظمة‬ ‫العفو الدوليةبالمغرب”‪ ،‬مذكرة أنه في شتنبر ‪2014‬‬ ‫حظرت السلطات المغربية مخيما شبابيا للمنظمة‪.‬‬ ‫المنظمة تحدثت أيضا في بيانها عن عدم سماح‬ ‫الداخلية المغربية لوفد لتقصي الحقائق تابع للمنظمة‬ ‫بدخول المغرب شهر أكتوبر من عام ‪ ،2014‬باإلضافة إلى‬ ‫إلغاء المنظمة زيارة أخرى لتقصي الحقائق كانت مقررة‬ ‫لشهر يونيو ‪« ،2014‬عقب محاولة السلطات المغربية‬ ‫فرض شروطها على طريقة عمل الوفد أثناء الزيارة»‪ ،‬على‬ ‫حد وصف البيان‪.‬‬ ‫وتحدثت المنظمة‪ ،‬أيضا عن المنع الذي تعرضت‬

‫له هذه السنة‪ ،‬وتحديدا شهر يونيو الماضي‪ ،‬حيث تقرر‬ ‫«طرد» فريق منظمة العفو الدولية كان بصدد التحقيق‬ ‫في أوضاع المهاجرين والالجئين بالرغم من إبالغ‬ ‫السلطات مسبقا بالزيارة‪ ،‬حسب توصيف «أمنيستي»‪.‬‬ ‫واعتذرت المنظمة للهيئات وألشخاص الذين كان‬ ‫ينتظر أن يشاركوا في اليوم الدراسي‪ ،‬مبدية التزامها‬ ‫بمواصلة العمل على نشر ثقافة حقوق اإلنسان وحماية‬ ‫الضحايا في المغرب وسائر العالم «كما فعلنا دائما على‬ ‫مدى ما يزيد عن نصف قرن»‪ ،‬وفق البيان الذي دعا إلى‬ ‫جعل حقوق اإلنسان من العالمات التي ترسم مالمح‬ ‫مستقبل المغرب‬

‫ح‪.‬م‬

‫عودة االحتجاجات ضد «أمانديس» بطنجة واألمن‬ ‫يحرر محاضر قضائية‬ ‫عادت من جديد احتجاجات المواطنين ضد شركة‬ ‫«أمانديس» بمدينة طذجة‪ ،‬حيث سجلت صبيحة أول أمس‬ ‫االثنين الفارط ثالث حاالت عبر فيها المحتجون عن سخطهم‬ ‫على خدمات الشركة الفرنسية‪ .‬وحسب مصادر الجريدة‪ ،‬فإنه‬ ‫حوالي الساعة الثامنة صباحا‪ ،‬دخل مواطن في حالة هستيرية‬ ‫إلى مقر «أمانديس» الرئيسي بالحي اإلداري‪ ،‬مطالبا بلقاء‬ ‫المدير بعد أن اكتشف خطأ تقنيا‪ ،‬من خالل كونه يتوفر‬ ‫على عداد في منزله غير مصرح به في النظام المعلوماتي‪،‬‬ ‫مما سيتسبب له في مشاكل في فاتورته الشهرية‪ ،‬لكونه‬ ‫على ارتباط وطيد بعدد أيام االستهالك‪ ،‬خصوصا في‬ ‫نظام األشطر الجديد‪ ،‬وقد تدخل عدد من الموظفين‬ ‫والمستخدمين‪ ،‬لمحاولة تهدئة هذا المواطن‪ ،‬بعد أن كاد أن‬ ‫يصاب بإغماء بسبب الصراخ الذي صدر منه‪ ،‬وذلك حين بدأت‬

‫مصالح داخل الشركة ترفض توجيهه إلى المدير الرئيسي‬ ‫على حد تعبيره‪.‬‬ ‫وحوالي الساعة الحادية عشرة صباحا تفاجأ مواطن أخر‬ ‫بتصرفات إحدى المصالح المتعلقة بالفواتبر‪ ،‬حيث وصل صدى‬ ‫هذه االحتجاجات التي سمعت في محيط الشركة‪ ،‬إلى المصالح‬ ‫األمنية‪ ،‬التي حلت بعين المكان‪ ،‬لتحرير محضر قضائي بما‬ ‫جرى‪ ،‬وبعد حوالي ساعة لجأت سيدة أخرى إلى إقفال الباب‬ ‫الرئيسي للشركة‪ ،‬بسبب ما وصفته بسوء االستقبال‪ ،‬مطالبة‬ ‫بلقاء المسؤول الرئيسي لبث شكواها‪ ،‬غير أنه لما قوبل طلبها‬ ‫بالرفض‪ ،‬لجأت إلى محاصرة الجميع بإقفال البوابة‪ ،‬حيث لم‬ ‫يجد المستخدمون من طريقة للخروج‪ ،‬سوى اللجوء إلى أحد‬ ‫األبواب األخرى وفق تعبير مصادرنا‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬علمت «األخبار» أن عودة االحتجاجات‬

‫سببه عدم توصل المواطنين بمجموعة كبيرة من فواتير شهر‬ ‫أكتوبر الماضي‪ ،‬والتي كانت تحتوي على مبالغ مالية كبيرة‪،‬‬ ‫فضال عن أخطاء في الفوترة‪ ،‬إذ أن األمر تسبب في ارتباك‬ ‫داخلي‪ ،‬رغم الوعود التي قدمتها الشركة للمصالح الوزارية‪،‬‬ ‫بالعمل على حل هذا المشكل‪ ،‬إال أن «أمانديس»‪ ،‬تضيف‬ ‫المصادر‪ ،‬خرقت أول بند لها مع السلطات‪ ،‬في وقت لم يتم‬ ‫إصدار عدد كبير من الفواتير المتعلقة بشهر نونبر الماضي‪،‬‬ ‫بسبب وجود خلل تقني في أنظمة المعلومات‪ ،‬وهو ما سيعود‬ ‫بالسلب تشدد المصادر ذاتها‪ ،‬على فواتير هذا الشهر‪ ،‬حيث‬ ‫إن المواطنين بدؤوا يحتجون من جديد على خدمات الشركة‪،‬‬ ‫ويعلنون سخطهم‪ ،‬على هذه الخدمات‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫أمن طنجة يقوم بـ «تطويف» لمتهمين بنشر الرعب‬ ‫وسط أحياء المدينة‬ ‫في إجراء غير مسبوق في عاصمة البوغاز‪ ،‬قامت‪ ‬المصالح‬ ‫األمنية بمنطقة بني مكادة‪ ،‬أول أمس الثالثاء‪ ،‬بعملية‬ ‫«تطويف» المتهمين‪ ،‬الذين روعوا أحياء هذه المقاطعة‪،‬‬ ‫بعدما تمكنت من اعتقالهم وتقديمهم أمام الوكيل العام‬ ‫لدى محكمة االستئناف بتهمة تكوين عصابة إجرامية‬ ‫متخصصة في السرقة والتهديد بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وطاف المتهمون األحياء التي نفذوا فيها عمليات‬ ‫السرقة‪ ،‬تحت حراسة أمنية مشددة‪ ،‬ووسط عدد من‬ ‫الجماهير التي كانت تتابع هذه العملية‪ ،‬إذ طالبوا بإنزال أشد‬ ‫العقوبات على هؤالء الذين روعوا الناس من خالل سرقتهم‬ ‫تحت التهديد بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وقالت مصادر أمنية مسؤولة‪ ،‬إن هذه العملية تهدف‬ ‫إلى إعادة الشعور باألمن للمواطنين المتضررين من هذه‬ ‫العصابة اإلجرامية‪ ،‬التي كانت تستعمل األسلحة البيضاء‬ ‫والدراجات النارية في سرقة وترهيب المواطنين‪ .‬وتأتي‬ ‫هذه العملية أيضا بعد سلسلة من عمليات السرقة التي‬

‫هزت أحياء المدينة‪ ،‬ومنها ما أسفرت عن إصابات بليغة في‬ ‫صفوف المواطنين‪ ،‬وما يؤكد ذلك هو اإلحصائيات المقدمة‬ ‫من قبل قسم المستعجالت بمستشفى محمد الخامس‪،‬‬ ‫حيث‪ ‬أوضح مصدر طبي أن المستشفى يستقبل ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 10‬حاالت تعرضت لالعتداء بعد سرقتها‪ ،‬تأتي ألخذ‬ ‫العالج في المستشفى‪ .‬وهناك حاالت أخرى تعرضت لالعتداء‪،‬‬ ‫لكنها تفضل العالج داخل المنزل‪ ،‬وال تتجه إلى المستشفى‬ ‫العمومي‪ ،‬وفق ما أكده المصدر الطبي‪.‬‬ ‫هذه العملية تأتي بعد تفكيك عصابة أخرى بالمنطقة‬ ‫نفسها تستهدف منازل المهاجرين المغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج‪ ،‬وقد تمكنت عناصر األمن من اعتقال زعيم هذه‬ ‫العصابة‪ ،‬وتم إيداعه السجن بناء على قرار قاضي التحقيق في‬ ‫انتظار اعتقال شركائه‪.‬‬ ‫وبينما رحب عدد من المواطنين بعملية تطويف هؤالء‬ ‫المتهين‪ ،‬واعتبروها آلية لردع‪ ‬كل من سولت له نفسه‬ ‫المساس والعبث بأرواح المواطنين وممتلكاتهم‪ ،‬استنكر‬

‫ناشطون حقوقيون هذه العملية‪ ،‬واعتبروها‪ ‬ممارسة «بائدة»‪،‬‬ ‫ألن كل‪ ‬المعتقلين على ذمة القضايا الجنائية‪ ،‬مشمولون‬ ‫بالحماية القانونية الواجبة ضد كل أنواع المعامالت المنتقصة‬ ‫لكرامة اإلنسان‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬وصف الناشط الحقوقي والمحامي عبد‬ ‫المنعم الرفاعي الطريقة التي اعتمدتها المصالح األمنية مع‬ ‫المتهمين بالقول إنها «غير قانونية وال إنسانية»‪ ،‬وأضاف‬ ‫في تصريح لـ «أخبار اليوم» بأنه حتى لو كان المتهمون‬ ‫مدانين‪ ،‬فليس من حق األمن فعل ذلك على اعتبار أن‬ ‫ذلك التطويف يعد عقوبة إضافية‪ .‬وأكد الرفاعي أن عملية‬ ‫التطويف هذه هي شكل من أشكال «التعذيب النفسي‬ ‫والبدني للمجرم» دستوريا وقانونيا وبمقتضى االتفاقيات‬ ‫الدولية ذات الصلة‪.‬‬

‫عمر بن شعيب‬


‫العدد ‪815‬‬

‫إقتصاد‬

‫المغرب‪ :‬تدابير حكيمة لتعزيز النمو االقتصادي‬ ‫وصف صندوق النقد الدولي ب «الحكيمة» التدابير التي اتخذتها‬ ‫الحكومة المغربية من أجل تعزيز النمو االقتصادي للبالد‪ .‬وأض��اف أن‬ ‫هذه التدابير مكنت البالد من تحقيق نتائج إيجابية في تحسين األوضاع‬ ‫االجتماعية بالبالد‪ .‬ودعا إلى المضي في مسلسل االصالحات من أجل إيجاد‬ ‫ظروف أحسن لتشجيع خلق فرص الشغل وتوسيع األنشطة االقتصادية‪.‬‬ ‫في نفس السياق أشاد الصندوق الدولي بالنتائج التي تحققت في‬ ‫مجال تعزيز المالية‪ ،‬ودعا إلى المزيد من الجهود من أجل تقليص الدين‬ ‫العمومي بشكل تدريجي على المدى المتوسط‪.‬‬ ‫كما طالب الحكومة المغربية بالعمل على ضمان حماية الفئات األكثر‬ ‫ضعفا في المجتمع‪ ،‬وتحسين النفقات العامة‪ ،‬وشدد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬على‬ ‫مواصلة الجهود من أجل تنفيذ اإلصالحات الهيكلية الكبرى بهدف تحسين‬ ‫مناخ األعمال ودعم سوق الشغل من أجل الحد من البطالة‪ ،‬خاصة في‬ ‫صفوف الشباب‪ ،‬وتعزيز القدرة التنافسية‪ .‬وأشاد بالتقدم الحاصل في إصالح اإلدارة العمومية من أجل تخفيف قيود البيروقراطية وكذا في‬ ‫مجال محاربة الفساد‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫مخطط تنمية «الناظور الكبير»‬ ‫عممت وكالة المغرب العربي لألنباء ‪ ،‬صبيحة الخميس الماضي‪ ،‬تقريرا‪ ‬عن‬ ‫المخطط الوطني الرامي إلى تنمية قطب «الناظور الكبير» و المشاريع الكبرى المبرمجة‬ ‫في إطار تنمية الريف الشرقي بعد انطالق مشاريع التنمية المجالية للحسيمة الذي‬ ‫أطلق عليه جاللة الملك‪ ‬اسم «الحسيمة‪ ،‬منارة المتوسط»‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كتب الحسين صدقي التقرير التالي‪ ‬الذي نقدمه لقرائنا تعميما‬ ‫للفائدة‪.‬‬

‫قطاع الموانئ بحاجة إلى استثمارات تناهز ‪ 60‬مليار درهم‬ ‫قال وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك‪ ،‬عزيز رباح‪ ، ،‬إن السياسة‬ ‫الحكومية الرامية‪ ،‬إلى النهوض بقطاع الموانئ‪ ،‬من أجل تمكين المغرب‬ ‫من التموقع بشكل استراتيجي بحريا‪ ،‬بحاجة الى استثمارات بقيمة من ‪60‬‬ ‫إلى ‪ 120‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأكدا رباح‪ ،‬في معرض رده على أسئلة شفوية لفرق من األغلبية‬ ‫والمعارضة‪ ،‬حول قطاع الموانئ بالمغرب‪ ،‬إرادة الحكومة للمضى قدما‬ ‫في االستثمار بالقطاع من خالل الميزانية العمومية وبشراكة مع الجهات‬ ‫والقطاع الخاص مستقبال‪ ،‬بالرغم من اإلمكانيات المالية المتوسطة‪،‬‬ ‫مشيرا في هذا السياق إلى أن االستثمار في قطاع الموانئ‪ ،‬سيصل إلى‬ ‫مداه األقصىإلى نسبة ‪ 20‬بالمائة في ظل االقتناع بالنموذج االقتصادي‬ ‫المغربي‪ ،‬وارتفاع نسبة االستثمارات األجنبية‪.‬‬ ‫وأضاف أن سياسة بناء موانئ جديدة‪ ،‬تهم أيضا تأهيل الموانئ‬ ‫الحالية‪ ،‬ضمانا للتوازن الجهوي بشأن الموانئ عبر إقامة أقطاب مينائية جديدة‪ ،‬خصوصا بالجهة الشرقية الناظور والشمال الغربي والدار‬ ‫البيضاء القنيطرة ودكالة عبدة وسوس تانسيفت وموانئ الجنوب‪ ،‬وإرساء الربط بين الموانئ والمناطق اللوجستية بالمناطق الجافة‪.‬‬ ‫وذكر أن هذه السياسة المينائية ستواكب من خالل تطوير صيانة وصناعة البواخر‪ ،‬وإقامة ستة موانئ للترفيه على الواجهتين‬ ‫المتوسطية واألطلسية‪ ،‬والنهوض بقطاع التكوين في المجال البحري وبمصالح العاملين في هذا المجال‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أفاد الوزير بأن المغرب يتوفر على ‪ 38‬ميناء‪ ،‬من ضمنها ‪13‬ميناءا تجاريا‪ ،‬و‪ 19‬ميناءا موجها للصيد البحري وستة‬ ‫موانئ ترفيه‪ ،‬مضيفا أن المغرب يؤدي أكثر من ‪ 20‬مليار درهم سنويا لتصدير واستيراد البضائع‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬كشف الوزير‪ ،‬عن قرب استكمال ميناء آسفي للفحم والفوسفاط المقرر دخوله حيز الخدمة سنة ‪ ،2017‬مضيفا أن‬ ‫الوزارة تعتزم إطالق طلب عروض لبناء موانئ جديدة (الناظور والقنيطرة األطلسي والداخلة والجرف األصفر)‪ ،‬إلى جانب توسيع موانئ‬ ‫المحمدية والدار البيضاء والجرف األصفر والصويرة وأكادير وسيدي افني وطانطان وطرفاية والعيون‪.‬‬

‫‪ 123‬مليون دوالر دعم جديد من البنك اإلفريقي‬ ‫لــ «المخطط األخضر»‬ ‫وضع البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬رهن إشارة المغرب تمويال بقيمة‬ ‫‪ 132‬مليون دوالر كدعم ثان لمخطط المغرب األخضر وجاء في مذكرة‬ ‫إعالمية للبنك ‪ ،‬أن هذه العملية التي تقوم على دعم المرحلة الثانية لبرنامج‬ ‫دعم مخطط المغرب األخضر‪ ،‬تروم تعزيز تنافسية القطاع الفالحي المغربي‬ ‫وإنعاش نمو يأخذ بعد النوع االجتماعي في االعتبار‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر ذاته أن هذا «الدعم المالي القطاعي‪ ،‬على مرحلتين‬ ‫على أن ينتهي في دجنبر ‪ .2016‬أما الفترة السابقة‪ ،‬التي شملت الفترة ما‬ ‫بين منتصف ‪ 2012‬ومنتصف ‪ ،2014‬فتم خاللها توفير معطيات للجانب‬ ‫المغربي وللبنك اإلفريقي للتنمية‪.‬‬ ‫وأضاف أن الحكومة المغربية والبنك اإلفريقي أخذا بعين االعتبار في‬ ‫المرحلة الثانية نتائج تشخيص النمو المحقق بصفة مشتركة سنة ‪،2014‬‬ ‫وكذا مبادئ إعالن باريس والممارسات الجيدة في مجال عمليات الدعم‬ ‫المالي‬ ‫ويتعلق األمر بتعزيز اإلطار القانوني‪ ،‬والتنظيم المؤسساتي ‪ ،‬وتفعيل الحكامة الخضراء مع ضمان تتبع وتقييم استخدام الموارد‬ ‫الطبيعية لتدبيرها والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫كما أن هذا البرنامج يندرج في إطار تعزيز وتعميق اإلصالحات المنجزة في إطار المرحلة األولى لبرنامج دعم مخطط المغرب األخضر‪،‬‬ ‫وأن هذه المرحلة سيتم تمويلها بشكل مشترك مع التعاون الياباني عبر آلية «تسهيل التمويل المشترك المسرع من أجل إفريقيا»‪.‬‬ ‫وسيكمل هذا البرنامج البرامج الممولة من طرف االتحاد األوروبي والبنك الدولي‪.‬‬ ‫وقد بلغت التزامات البنك اإلفريقي للتنمية لفائدة المغرب حتى اآلن نحو ‪ 2،03‬مليار أورو في إطار ‪ 38‬عملية في طور التنفيذ‪.‬‬ ‫وحسب وثيقة البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬فإن هذا المستوى من االلتزام يعكس جودة الشراكة بين المغرب والبنك االفريقي للتنمية ‪.‬‬

‫تطوير مشاريع الطاقة الريحية بالمغرب‬ ‫قدمت ثالث شركات كبرى‪ ،‬وهي «هولدينغ ناريفا» المغربية‪ ،‬و«مجموعة‬ ‫سيمنس» األلمانية‪ ،‬و«مجموعة إينجل جرين باور» عروضا‪ ،‬اعتبرت األفضل‪،‬‬ ‫لتطوير مشاريع الطاقة الريحية بالمغرب‪.‬‬ ‫وتقدم تحالف الشركات الثالث بأفضل عرض تنافسي خالل العروض‬ ‫التعريفية االفتتاحية‪ ،‬والذي تقدم إليها أيضا خمسة فاعلين في مجال تطوير‬ ‫المشاريع الطاقية‪ ،‬وذلك بعد فتح باب تقديم عروض المرحلة الثانية لطلب‬ ‫العروض الخاصة بمشروع الطاقة الريحية المندمج‪ ،‬والذي أطلقه المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫ويخضع العرض الحالي الذي قدمه التحالف سالف الذكر للدراسة من قبل‬ ‫المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬وفي حال ما إذا رست المناقصة على هذا التحالف‬ ‫فإنه سيتولى تطوير وإعداد وتمويل وإنشاء واستغالل وتأمين صيانة مشاريع‬ ‫الطاقة الريحية الخمسة بالمغرب‪ ،‬والتي تصل قدرتها اإلنتاجية المتراكمة‬ ‫إلى ‪ 850‬ميغاواط والذي سيساهم في تلبية الطلب المتزايد من الكهرباء بالمغرب‪ ،‬كما سيحقق األهداف التي يراهن عليها المغرب من‬ ‫خالل بلوغ مساهمة الطاقات المتجددة ‪ 42‬في المائة في أفق سنة ‪ ،2020‬ونسبة ‪ 52‬في المائة في أفق ‪ .2030‬ويتوقع أن يتم تشغيل‬ ‫مشاريع الطاقة الريحية الخمسة ما بين سنتي ‪ 2017‬و‪ ،2020‬حيث سيتم بيع مجموع إنتاج الطاقة الريحية من المشاريع الخمسة إلى‬ ‫المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬وفقا لشروط طلب العروض‪ .‬وستتولى الشركة األلمانية تزويد ‪) Turbines éoliennes(.‬المشاريع بالزعانف‬ ‫الريحية ‪ ،‬والتي سيتم تصنيع أجزاء منها محليا‪.‬‬ ‫وتراهن االستراتيجية الوطنية للطاقة‪ ،‬على تلبية جزء من حاجيات البالد من مصادرالطاقات المتجددة‪ ،‬إذ اعتمد المغرب خطة تقوم‬ ‫على أربعة محاور رئيسية‪ ،‬تهم باإلضافة إلى إدماج الطاقات المتجددة‪ ،‬الكفاءة الطاقية‪ ،‬وإعادة النظر في الطاقة األحفورية‪ ،‬ثم االندماج في‬ ‫أسواق الطاقة اإلقليمية‪.‬‬ ‫يستعد المغرب خالل األسابيع القليلة المقبلة للشروع في استغالل مصدر من مصادر الطاقات المتجددة‪ ،‬والذي يتمثل في مشروع‬ ‫نور للطاقة الشمسية الذي يوجد بمدينة ورزازات‪ .‬ويعد مركب نور للطاقة الشمسية‪ ،‬األكبر في العالم المخصص للطاقة الشمسية‬ ‫المركزة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫تواصل الناظور مسيرتها التنموية من خالل‬ ‫إنجاز سلسلة من األوراش‪ ،‬والمشاريع البنيوية‬ ‫النموذجية ذات القيمة المضافة العالية‪ ،‬والتي‬ ‫تشكل بال شك رافعة أساسية لتنمية المنطقة‬ ‫الشرقية عموما‪ ،‬وقطب «الناظور الكبير» بشكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫وتهم هذه المشاريع ‪ ،‬التي تكتسي أهمية بالغة‬ ‫على المستويات االقتصادية واالجتماعية والبيئية ‪،‬‬ ‫بالخصوص تهيئة الحظيرة الصناعية لسلوان وبحيرة‬ ‫مارشيكا وتوسعة مطار الناظور العروي‪ ،‬في انتظار‬ ‫الشروع في إنجاز ميناء الناظور غرب المتوسط‪.‬‬ ‫بالنسبة للحظيرة الصناعية لسلوان ‪ ،‬فقد‬ ‫تم تجهيز ‪ 50‬هكتارا التي تمثل الشطر األول من‬ ‫المشروع‪ ،‬وتوفير ‪ 169‬بقعة بمساحة إجمالية تقدر‬ ‫بحوالي ‪ 31‬هكتار ‪ .‬كما أن الرسوم العقارية المتعلقة‬ ‫بهذا الشطر متوفرة والربط بالكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب جاهز‪.‬‬ ‫وحسب معطيات للمندوبية اإلقليمية للتجارة‬ ‫والصناعة فإنه تم‪ ،‬إلى حدود اليوم‪ ،‬تسويق ‪ 31‬بقعة‬ ‫تمثل ‪ 16‬مشروعا بمساحة إجمالية تقدر بـ‪ 7‬هكتارات‪،‬‬ ‫منها خمسة مشاريع في طور البناء ومشروع واحد بدأ‬ ‫يمارس نشاطه الفعلي ‪.‬‬ ‫وتهم هذه المشاريع أنشطة متنوعة منها‬ ‫على الخصوص األبحاث التقنية وصناعة الصباغة‪،‬‬ ‫والمفروشات‪ ،‬وتصنيع وتوزيع مواد البناء واألشغال‬ ‫العمومية والهندسة المدنية‪ ،‬ومختبر للبناء واألشغال‬ ‫العمومية ‪ ،‬وحفظ وتصدير الفواكه والخضر ‪ ،‬وفضاء‬ ‫لعرض السيارات ‪ ،‬وآخر لتسويق اآلالت الصناعية‬ ‫وقطع الغيار‪ ،‬ونجارة األلومنيوم ‪ ،‬فضال عن مركز‬ ‫للتكوين متعدد التخصصات‪.‬‬ ‫وتتضمن هذه الحظيرة ‪ ،‬التي عهد بأشغال‬ ‫تهيئتها إلى شركة «ميدز»‪ ،‬أحد فروع مؤسسة‬ ‫صندوق اإليداع والتدبير‪ -‬تنمية ‪ ،‬منطقة صناعية‬ ‫ومنطقة للخدمات ومنطقة لوجيستيكية وأخرى‬ ‫تجارية وفضاء للمقاوالت الصغرى والمتوسطة إلى‬ ‫جانب فضاء للتكوين والبحث والتطوير ‪.‬‬ ‫وقد صممت هذه الحظيرة وفق تصور خالق‬ ‫لجيل جديد من الحظائر الصناعية المندمجة‬ ‫المخصصة الستقبال المقاوالت الصغرى والمتوسطة‬ ‫العاملة في قطاعات الصناعات الخفيفة والتكنولوجيا‬ ‫ذات القيمة المضافة المرتفعة والصناعات غير‬ ‫الملوثة واللوجيستيك الصناعي إضافة إلى الخدمات‬ ‫الموازية (الصيانة ‪ ،‬التأمين ومكاتب الدراسات)‪.‬‬ ‫وعهد بتدبير المشروع لشركة تهيئة الحظيرة‬ ‫الصناعية لسلوان التي تم إحداثها في إطار شراكة‬ ‫بين «ميدز» وغرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫بالناظور‪ ،‬والتي ستتكفل بعمليات التهيئة ‪ ،‬وتثمين‬ ‫الحظيرة وتسويقها وتدبيرها إلى جانب إقامة البنيات‬ ‫التحتية الضرورية بها ‪.‬‬ ‫وستمكن الحظيرة الصناعية لسلوان ذات‬ ‫القيمة االقتصادية المضافة القوية ‪ ،‬والتي تمتد‬ ‫على مساحة ‪ 72‬هكتارا مع إمكانية توسيعها لتصل‬ ‫مستقبال إلى ‪ 142‬هكتارا ‪ ،‬من استقطاب استثمارات‬ ‫بقيمة أربعة ماليير درهم وخلق ‪ 12‬ألف منصب شغل‬ ‫مباشر ‪.‬‬ ‫وبخصوص مشروع تهيئة بحيرة مارشيكا ‪ ،‬فقد‬ ‫قطعت أشغال تهيئة هذا الموقع خطوات هامة خاصة‬

‫على مستوى إعادة هيكلة األحياء الناقصة التجهيز‪،‬‬ ‫وإعادة تهيئة وتأهيل الكورنيش وتهيئة المشهد‬ ‫الطبيعي واإليكولوجي للبحيرة ‪.‬‬ ‫ووفق الحصيلة التي قدمت أمام المجلس‬ ‫اإلداري للوكالة ‪ ،‬في نونبر الماضي بالرباط ‪ ،‬فإنه‬ ‫تم برسم سنتي ‪ 2014‬و ‪ 2015‬تحقيق إنجازات تهم‬ ‫محاور فتح مناطق جديدة للتعمير وإعادة تأهيل بعض‬ ‫األحياء السكنية وتهيئة الكورنيش وإعادة تأهيل‬ ‫البيئة ومخطط الولوج والتنقل والتدبير العقاري‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اإلنجازات المالية ‪.‬‬ ‫ومن شأن هذا المشروع النموذجي ذي القيمة‬ ‫المضافة العالية‪ ،‬الذي كان الملك محمد السادس‬ ‫قد أعطى انطالقة شطره األول في يوليوز ‪ ،2009‬أن‬ ‫يساهم في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫للمنطقة‪ ،‬السيما من خالل تثمين إمكانياتها‬ ‫ومؤهالتها السوسيو ‪ -‬اقتصادية‪ ،‬والمساهمة‬ ‫في خلق الثروات‪ ،‬وإحداث مناصب الشغل‪ ،‬وحماية‬ ‫وتثمين الموارد الطبيعية‪ ،‬والحفاظ على التنوع‬ ‫البيولوجي للبحيرة ‪ .‬ويرتقب أن يساهم مشروع تهيئة‬ ‫وتنمية البحيرة‪ ،‬الممتدة على طول ‪ 25‬كيلومترا‪ ،‬في‬ ‫إحداث نحو ‪ 80‬ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة ‪.‬‬ ‫ويهم هذا المشروع إنجاز سبعة مشاريع كبرى‬ ‫على مساحة تقدر بحوالي ألفي هكتار‪ ،‬وتشمل مدينة‬ ‫أطااليون‪ ،‬ومدينة الشاطئين‪ ،‬والمدينة الجديدة‬ ‫للناظور‪ ،‬وخليج النحام‪ ،‬ومارشيكا الرياضية‪ ،‬ومروج‬ ‫مارشيكا ثم قرية الصيادين‪.‬‬ ‫وتتوزع االستثمارات المالية التي يتطلبها إنجاز‬ ‫هذا المشروع‪ ،‬والتي تصل قيمتها إلى ‪ 46‬مليار درهم‪،‬‬ ‫والمرصودة انطالقا من شراكات تجمع بين القطاعين‬ ‫العام والخاص‪ ،‬ما بين اإلقامات السكنية (‪ 13‬مليار‬ ‫و‪ 637‬مليون درهم)‪ ،‬والوحدات الفندقية (ثالثة‬ ‫ماليير و‪ 349‬مليون درهم)‪ ،‬والتجهيزات والخدمات‬ ‫(ثالثة ماليير و‪ 124‬مليون درهم)‪ ،‬والبنيات التحتية‬ ‫األساسية (ثمانية ماليير و‪ 264‬مليون درهم)‪ ،‬إلى‬ ‫جانب االستثمارات غير المباشرة الناجمة عن تطور‬ ‫المشروع (‪ 17‬مليار و‪ 586‬مليون درهم)‪ ،‬حيث تشمل‬ ‫أشغال المشروع إنجاز مالعب للغولف‪ ،‬وفضاءات‬ ‫مخصصة للرياضات المائية والفروسية‪ ،‬ووحدات‬ ‫فندقية‪ ،‬وإقامات سكنية فاخرة‪ ،‬وموانئ ترفيهية‬ ‫وأخرى للصيد‪.‬‬ ‫وفي مجال النقل الجوي ‪ ،‬يعرف مطار الناظور‬ ‫العروي أشغال إعادة تهيئة وتوسيع محطة المسافرين‬ ‫لتصل إلى ‪ 20‬ألف متر مربع ‪ ،‬أي ما يعادل طاقة‬ ‫استيعابية سنوية تبلغ مليوني مسافر ‪ .‬ويشتمل‬ ‫المشروع ‪ ،‬الذي تبلغ كلفته اإلجمالية ‪ 315،2‬مليون‬ ‫درهم ‪ ،‬أيضا على توفير مواقع إضافية لوقوف‬ ‫الطائرات وتهيئة موقف السيارات لتصل طاقته‬ ‫االستيعابية إلى ‪ 476‬مكانا للوقوف ‪ ،‬فضال عن‬ ‫التهيئة الخارجية ‪ .‬كما يتضمن المشروع توفير عدة‬ ‫تجهيزات منها نظام لمعالجة األمتعة وتجهيزات أمنية‬ ‫والتشوير الثابت والعالمات الخارجية وشاشات العرض‬ ‫والنظام اإلعالمي ‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع إلى‬ ‫جانب ميناء الناظور غرب المتوسط المرتقب إنجازه‪،‬‬ ‫في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية للمنطقة‬ ‫وتعزيز جاذبيتها ‪ ،‬وتمكينها بالتالي من االنفتاح أكثر‬ ‫على محيطها اإلقليمي والدولي ‪.‬‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬ ‫المملكةالمغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‬ ‫مصلحة كتابة الضبط‬ ‫إعالن‬ ‫ملفالتبليغ‬ ‫عدد ‪15/2831‬‬ ‫إن رئيس مصلحة كتابة الضبط بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بتطوان وتطبيقا لمقتضيات الفصل ‪223‬‬ ‫من مدونة األسرة يعلن بأن المحكمة االبتدائية‬ ‫بتطوان أصدرت في الملف الشرعي‪.‬‬ ‫عدد‪13/13/498 :‬‬ ‫بتاريخ‪2015/05/11 :‬‬ ‫تحت عدد‪591 :‬‬

‫بين الطرف المدعي‪ :‬الراضي الهرهور‪ ،‬عنوانه‬ ‫شارع وهران زنقة النجم رقم ‪ 53‬تطوان‪.‬‬ ‫والطرف المدعى عليه‪ :‬عبد العزيز الهرهور‬ ‫يسكن بنفس العنوان أعاله بحضور النيابة العامة‪.‬‬ ‫هذا منطوقه‪ :‬حكمت المحكمة في جلسة علنية‬ ‫حكما ابتدائيا وحضوريا في الشكل‪ :‬قبول الدعوى‬ ‫في الموضوع‪ :‬الحكم بالتحجير على المدعى‬ ‫عليه عبد العزيز الهرهور المزداد بتطوان بتاريخ‬ ‫‪ 1979/08/20‬من والديه الراضي بن احمد الهرهور‬ ‫والمفضلة بنت محمد الهرهور واألمر بنشر الحكم‬ ‫بسبورة اإلعالنات بهذه المحكمة وبإحدى الجرائد‬ ‫الوطنية وتحميل المدعي صائر الدعوى‪.‬‬ ‫إمضاء عن رئيس مصلحة كتابة الضبط‬

‫أم كلثوم فيغو‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫كبير‬

‫ر ال‬

‫قص‬ ‫ال‬

‫المندوبية اإلقليمية للتعاون الوطني بإقليم العرائش وبشراكة مع جمعيتي‬ ‫المستقبل والمشكاة للتنمية في دورة تكوينية تحت شعار ‪:‬‬

‫“ من أجل االرتقاء بمؤطرات مراكز التربية‬ ‫والتكوين نحو أفاق العمل التنموي”‬

‫في إطار االرتقاء بفئات المستفيدات بمراكز‬ ‫التربية والتكوين التابعة للتعاون الوطني‪ ،‬وكذا‬ ‫الجمعيـــات الفاعلة والعاملة ضمن البرنامج‬ ‫الهادف إلى تمكين المؤطرات من التكوين‬ ‫المستمر‪ ،‬توخيا إكسابـهن المهارات الكفيلة‬ ‫بتطوير األداء‪ ،‬تم تنظيم دورة تكوينية من‬ ‫طرف المندوبية اإلقليمية للتعاون الوطني‬ ‫وبشراكة مع جمعيتي المستقبل للتنمية‬ ‫الثقافية واالجتماعية والمحافظة على البيئة‪،‬‬ ‫وجمعية المشــــكاة للتنمية بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫بدار الثقافة بالقصر الكبير‪ ،‬حيث كان الحضور‬ ‫من المستفيدات من المـراكز‪ ،‬وكذا فعاليات‬ ‫المجتمع الـمدني واإلعالمي في دورة اختارت‬ ‫لها شعارا ينسجم مع طموحـات المستفيدات‪،‬‬ ‫ويتماشى مع األهداف التي رسمت من طرف‬ ‫التعاون الوطني “ من أجــل االرتقاء بمؤطرات‬ ‫مراكز التربية والتكوين نحو أفاق العمل التنموي‬ ‫“ إنها دورة حقــقت األهـــداف المتوخــــاة‬ ‫منها ورسم الطريق عبر الدالئل التي كانت‬ ‫األرضية الخصبــة والمحددة لألهداف سواء‬ ‫على مســــتوى الطرق البيداغوجية الفعالة‪،‬‬ ‫أو األنشطة المدرة للدخل من خالل تشجيع‬ ‫المستفيدــات لتكويــن تعاونيــات من أجل‬ ‫االنخــراط االيجابي في التنمية المستدامة ‪.‬‬ ‫وهكذا جاءت الكلمة الترحيبية لألستاذة‬ ‫عواطف التمسماني صادقة من خالل محاولتها‬ ‫تقريب فـكرة الدورة التكوينية‪ ،‬والظروف التي‬ ‫تحكمت في تنظيمها‪ ،‬الن األساس هو إفادة‬ ‫واستفـادة الـــمؤطـــرات والمستفيدات‪ ،‬عبر‬ ‫تمكينهن من شروط االشتغال والتفاعل مع‬ ‫البرنامج والدالئل المحددة لبرنامج اإلعداد‬ ‫الحرفي‪ ،‬وهكذا أعطيت الكلمة للمندوب‬ ‫اإلقليمي للتعاون الوطني بإقليم العرائش‪،‬‬ ‫والتي كـانت دالة وهادفة‪ ،‬من خاللها وضع‬ ‫الخطوط العريضة ألهداف التعاون الوطني‪ ،‬من‬ ‫خالل إصدار الدالئـــل التي ترتكز على المقاربة‬ ‫البيداغوجية‪،‬التي تروم تحديث وعصرنة مراكز‬

‫محمد الدغوغي‬

‫التربية والتكوين‪ ،‬وتجويد وتنويع العــــــرض‬ ‫التكويني بها‪ ،‬انطالقا من هندسة التكوين‬ ‫بالوحداتوالتيتهدفإلىتقسيمبرامجالتكوين‬ ‫إلى وحـــدات مستقلة مالءمة للكفايات المهنية‪،‬‬ ‫من أجل بلورة مسالك للتكوين الـــــفردي حسب‬ ‫مدة محددة خاصة بكــــــل شخص‪ ،‬وانطالقا‬ ‫من اقتصاد الوقت‪ ،‬وتوفير كذلك برنامج‬ ‫تكوين مستمر‪ ،‬وخـــــــلق كفاءات معترف بها‬ ‫قادرة على االندماج في سوق الشغل‪ ،‬وكذلك‬ ‫التمكين من تأكيد الكفاءات بالتدرج‪ ،‬كما ركز‬ ‫المنـدوب اإلقليمي على األنشطة المدرة للدخل‪،‬‬ ‫والتي تدخل في صلب هذه الدورة التكوينية‪،‬‬ ‫والتي يؤطرها كل من األستاذ محمد الدغوغي‬ ‫رئيس جمعية المستقـبل في الشــق النظري‬ ‫حول الدالئل في شعبة الخيـاطة والفصالة‪ ،‬مع‬ ‫الوثائق التطبيقية للـتوزيع الســـنوي واستعمال‬ ‫الزمن‪ ،‬واللذين يعتبران خارطة الطريق للعقلنة‬ ‫والتنظيم الجيد للوقت والعمل‪ ،‬وفق مقاربة‬ ‫بيداغوجية فعاالة‪ ،‬وطرق ديداكتيكية مسـاعد‬ ‫ةعلى االستيعاب الجيد المراعي لخصوصيات‬ ‫الفئـات المستهدفة من البرنامج ‪ ،‬وكذلك الشق‬

‫التطبيقي حول الخياطة التقليدية والعصرية‬ ‫وورشة حول منهجية العمل وإعداد الدروس‬ ‫والذي تؤطره األستاذة فطـــيمة الزهراء حاثم‬ ‫والتي ركزت على جوانب االشتغال التطبيقية‬ ‫الهادفة‪ ،‬والمفيدة للمستفيدات بالمراكز ‪.‬‬ ‫وتمنى صادقا التوفيق للجميع واالستفادة‬ ‫الجماعية المحققة لألهداف المرسومة من‬ ‫الدورة التكوينية ‪.‬‬ ‫كما تم تنظيم ورشة درس نموذجي‬ ‫محقق لألهداف التعليمية‪ ،‬والطرق البيداغوجية‬ ‫الفعالة والمنسجمة مع الدالئل‪ ،‬وفي األخير تم‬ ‫تقديم الخالصة التركيبية للعرضين والورشات‪،‬‬ ‫وتوجت الدورة التكوينية بتقديم الشواهد‬ ‫التكوينية على المستفيدات المشاركات في‬ ‫الدورة‪ ،‬مع شهادة تقديرية للمندوب اإلقليمي‬ ‫للتعاون الوطني بإقليم العرائش من الجمعيتين‬ ‫كعربون صدق وتعاون فاعل مع فعاليات‬ ‫المجتمعالمدني‪.‬‬

‫مراسلة خاصة‬ ‫استضاف برنامج «عرب فايسبوك» الذي‬ ‫يعده الروائي واإلعالمي محمد الناصر بإذاعة‬ ‫صوت العرب بالقاهرة‪ ‬أخيرا الباحث والشاعر‬ ‫العربي محمد الشريف الطريبق للحديث عن‬ ‫تجربته الشعرية ثم الحديث عن العالقات‬ ‫المغربية المصرية خالل سنوات االستعمار‬ ‫الحرجة‪.‬‬

‫وهكذا تحدث الشاعر مصطفى الشريف‬ ‫الطريبق في هذا اللقاء الذي استمر ألزيد من‬ ‫نصف ساعة‪ ،‬عن العالقات المغربية المصرية‬ ‫أيام االستعمار ‪ ،‬مستهال حديثه بالبعثة الطالبية‬ ‫التي ذهبت من مدينة القصر الكبير إلى القاهرة‬ ‫لمواصلة الدراسة سنة ‪ 1948‬والتي كانت‬ ‫مكونة من الطلبة‪ :‬عبد السالم الديوري‪ ،‬ومحمد‬ ‫بن زيدان‪ ،‬وعبد القادر الساحلي‪ ،‬ومحمد علي‬ ‫البوركي الرحماني‪ .‬كما تحدث عن فترة تأسيس‬ ‫مكتب المغرب العربي بالقاهرة سنة ‪ ،1947‬ثم‬ ‫مكتب تحرير المغرب العربي برئاسة الزعيم‬ ‫المغربي عبد الكريم الخطابي سنة ‪ .1948‬كما‬ ‫دار الحديث مع الشاعر العربي محمد الشريف‬ ‫الطريبق في المرحلة الموالية التي أعقبت‬ ‫استقالل المغرب‪ ،‬فذكر أن “ مصر العزيزة كانت‬ ‫في طليعة الدول التي هنأت المغرب وباركت له‬ ‫استقالله‪ ،‬ولم تكن هذه التهنئة ببرقية أو عبر‬ ‫الهاتف‪ ،‬وإنما كانت بإرسال وزير أوقاف مصر‬

‫من �أولياء ووليات مدينة الق�رص الكبري‪:‬‬ ‫‪ )7‬الولي الصالح الشريف‬ ‫سيدي محمد المجول‬ ‫صاحب الكرامات‬

‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫الشاعر العربي مصطفى الشريف الطريبق‬ ‫يستحضر العالقات المغربية المصرية في لقاء مع‬ ‫إذاعة صوت العرب بالقاهرة‬

‫في البداية‪ ،‬أنشد الشاعر الكبير مصطفى‬ ‫الشريف الطريبق الذي يعتبر أحد رواد‬ ‫الشعر العمودي بالمغرب في التاريخ الراهن‬ ‫مجموعة من القصائد الشعرية العمودية‪.‬‬ ‫وقد تفاعل األستاذ محمد الناصر بصاحب هذه‬ ‫النصوص معتبره “ الشاعر العربي و العروبي‬ ‫الكبير والوطني المغربي” الذي أسعد االخوة‬ ‫المصريين “ بقصيدته الرائعه التي تعبر عن‬ ‫محبة عميقه لمصر جاءتنا من مدينه ذات تاريخ‬ ‫عريق وتأثير كبير في المكون الثقافي المغربي‬ ‫هي مدينه القصر الكبير”‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫األستاذ أحمد حسن الباقوري سنة ‪ ،1956‬حيث‬ ‫جاء إلى المغرب‪ ،‬ووقف بمدينة القصر الكبير‬ ‫والتقى بأعضاء األحزاب السياسة‪ ،‬وألقى خطابا‬ ‫هاما بمدينة القصر الكبير واستقبل استقباال‬ ‫حارا‪ ،‬ثم توجه إلى الرباط‪ ،‬واستقبله جاللة الملك‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬وألقى العالم الجليل أحمد حسن‬ ‫الباقوري خطابا هاما أمام جاللة الملك محمد‬ ‫الخامس”‪.‬‬ ‫كما لم ينس الشاعر مصطفى الشريف‬ ‫الطريبق في هذا الحوار اإلذاعي‪ ،‬الوقفة القوية‬ ‫التي وقفتها مصر العزيزة مع المغرب في شدته‬ ‫الخانقة مع االستعمار إعالميا عبر إذاعة صوت‬ ‫العرب في برنامج كان يذاع حول المغرب كل‬ ‫مساء‪ ،‬وكان شعار هذا البرنامج هو نشيد “أمجاد‬ ‫يا عرب أمجاد” يضيف صاحب “ سنابيل وأعاصير”‬ ‫“ وفي هذا البرنامج كانت تذاع أخبار وبرامج تؤيد‬ ‫المغرب وترفع من معنوياته‪ ،‬ثم تحدث الشاعر‬ ‫مصطفى الشريف الطريبق عن مؤتمر ‪1959‬‬ ‫وحضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هذا‬ ‫المؤتمر إلى جانب زعماء الدول اإلفريقية كلهم”‪.‬‬ ‫ومعروف عن الشاعر الكبير مصطفى‬ ‫الشريف الطريبق‪ ،‬كتاباته في أجناس تعبيرية‬ ‫متعددة كالشعر‪ ،‬والمقالة‪ ،‬والدراسة األدبية‪،‬‬

‫والخبر والتحقيق الصحافيين‪ .‬ومن إنتاجاته‬ ‫المهمة نذكر ما يلي ‪ :‬‬ ‫‪ “ /‬إعدام البراءة “‪ ،‬وهو ديوان شعر من‬ ‫إصدار جمعية البحث التاريخي واالجتماعي سنة‬ ‫‪2001‬م‪“ / .‬سنابل وأعاصير “‪ ،‬وهو ديوان شعر‬ ‫أصدرتهجمعيةالبحثالتاريخيواالجتماعيسنة‬ ‫‪2008‬م‪« .‬ترانيم الشجن»‪ ،‬وهو ديوان شعر‬ ‫أصدرته جمعية البحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫سنة ‪ .2015‬كما أن له عددا من الدراسات‬ ‫واألبحاث والمقاالت المنشورة في منابر مختلفة‪،‬‬ ‫من بينها ‪ :‬الجانب الوطني في شعر محمد‬ ‫الحلوي‪ - .‬أبو الطيب المتنبي والنقد التحاملي‪- .‬‬ ‫الصورة في الشعر العربي‪ - .‬القصيدة العمودية‬ ‫وتألقها في الواجهة‪ - .‬الشعر العربي مفتاح‬ ‫لفهم ألفاظ ومعاني القرآن الكريم ‪...‬الخ‪ .‬‬ ‫البرنامج اإلذاعي «عرب فايسبوك»‪ ،‬يذاع‬ ‫يوم السبت مرتان في الشهر في إذاعة صوت‬ ‫العرب‪ ،‬من الساعة الحادية عشرة الي الحادية‬ ‫عشرة وخمس وأربعين دقيقة‪ ،‬من إعداد وتقديم‬ ‫محمد الناصر‪ ،‬ويمكن االستماع في كافة أرجاء‬ ‫الوطن العربي‪ ‬علي الموجة المتوسطة ‪،621‬‬ ‫وعلي موجة‪ ،fm ‬والقمر‪ ‬الصناعي المصري نايل‬ ‫سات‪ ،‬وموقع اتحاد اإلذاعة والتليفزيون‪.‬‬

‫يعد الولي الصالح الشريف أبو عبد اهلل‬ ‫سيدي محمد المجول من أشهر أولياء وصلحاء‬ ‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬ولد سنة ‪980‬هـ‪1573 /‬م‪،‬‬ ‫وتوفي سنة ‪ 1056‬هـ‪1646 /‬م‪ .‬لقد عاش‬ ‫في عهد الدولة السعدية ( ‪1510-1659‬م)‬ ‫أواخر القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر‬ ‫الهجريين‪ .‬وأشير إلى أنني لم أقف على ترجمة‬ ‫كاملة وخاصة بهذا الولي‪ ،‬الشيء الذي يجعل‬ ‫المعلومات المتوفرة المتعلقة به قليلة وضئيلة‪،‬‬ ‫ال تتحدث عن نشأته وتعليمه وحياته بمدينة‬ ‫القصرالكبير‪.‬‬ ‫يقول عنه األستاذ الحاج عبد السالم‬ ‫القيسي في كتابه المخطوط “ تراجم أشهر‬ ‫أولياء وصلحاء مدينة القصر الكبير”‪ ( :‬كان شيخا‬ ‫صالحا نقيا ورعا‪ ،‬ذا غيبة إال أن رسومه محفوظة‬ ‫عليه‪ ،‬وله كرامات وبركات ومكاشفات ونطق‬ ‫بمغيبات‪ ،‬وأخذ عن السيد أبي عبد اهلل محمد‬ ‫الحاج األغصاوي دفين فاس‪ ،‬وأخذ عن الشيخ‬ ‫السيد أبو عبد اهلل محمد بن علي البقال دفين‬ ‫الحرائق من بالد غصاوة‪ ،‬وله ولذريته مكانة‬ ‫مرموقة لدى سكان مدينة القصر‪ ،‬وعاصر أواخر‬ ‫ملوك الدولة السعدية)‪.‬‬ ‫وجاء في شجرة الشرفاء الطالبيين أتوفر‬ ‫على نسخة منها سلمها لي الشريف سيدي‬ ‫عبد اللطيف الطالبي نقيب الشرفاء الطالبيين‬ ‫بمدينة سال ‪ ...( :‬وكان سيدي أحمد الطالب‬ ‫في بلده القصر الكبير مشتغال بتعليم الصبيان‬ ‫القرآن الكريم في مكتبه المعروف بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫وكان الرجل الصالح المعروف بالمتجول يأتي‬ ‫إليه مرارا يقول له ‪ :‬قم ترث في السلطان‪.)...‬‬ ‫حيث كان يحثه على الذهاب إلى مدينة سال‪،‬‬ ‫ويقول له ‪ ”:‬اذهب لسال ترث من السلطان“‪.‬‬ ‫ويقصد بالسلطان الولي سيدي عبد اهلل‬ ‫بن حسون‪ ،‬دفين مدينة سال‪ ،‬المتوفى سنة‬ ‫‪1013‬هـ‪1605 /‬م‪ .‬وهو من أشهر أوليائها‪،‬‬ ‫ضريحه معروف ومشهور بها‪ ،‬يوجد بالقرب‬ ‫من مسجدها األعظم‪ .‬مما يدل على أن الولي‬ ‫سيدي محمد المجول هو الذي أشار إلى الولي‬ ‫العالم الصوفي سيدي أحمد الطالبي القصري‬ ‫المتوفى سنة ‪1072‬هـ ‪1662 /‬م‪ .‬دفين مدينة‬ ‫سال‪ ،‬بالرحيل إليها‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق جاء في كتاب اإلتحاف‬ ‫الوجيز تاريخ العدوتين‪ ،‬لمؤلفه محمد بن علي‬ ‫الدكالي‪ ،‬طبعة سنة ‪1986‬م‪ ،‬الصفحة ‪99‬‬ ‫رقم الترجمة ‪ ( :27‬هو الولي الصالح ‪ ،‬الكامل‬ ‫الناصح‪ ،‬سيدي أحمد بن محمد الطالب القصري‬ ‫السالوي‪ ،‬كان رحمه اهلل ذا قدم عظيم وتحقيق‬ ‫اإلرادة‪ ،‬مواصل الصيام األيام العديدة ‪ ...‬أخذ‬ ‫عن الشيخ سيدي محمد بن سعيد العتابي‬ ‫تلميذ ابن حسون‪ ،‬رحل إليه من مدينة القصر‬

‫بإذن الشيخ صاحب الكرامات والكشوفات سيدي‬ ‫محمد المجول القصري)‪.‬‬ ‫ويشهدون له بأنواع من الكرامات‪ ،‬ومن‬ ‫الكرامات التي تنسب إليه عالج العقم عند‬ ‫النساء‪ ،‬حيث كانت المرأة التي يتأخر الحمل‬ ‫عندها تقصده من أجل الحمل واإلنجاب فيدعو‬ ‫لها ‪ .‬وجاء عن الكرامات في “ كتاب التشوف إلى‬ ‫رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي”‪ ،‬ألبي‬ ‫يعقوب التادلي المشهور بابن الزيات‪ ،‬تحقيق‬ ‫األستاذ أحمد توفيق‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1997‬م‪،‬‬ ‫الصفحة ‪ ( : 54‬وممن قال بها إمام المتكلمين‬ ‫القاضي أبو بكر بن الطيب توفي ببغداد سنة‬ ‫‪ 403‬هـ‪ .‬فقال ‪ :‬إن المعجزات تخص باألنبياء‬ ‫والكرامات تكون لألولياء)‪.‬‬ ‫ومن كراماته التي اشتهر بها كذلك حديثه‬ ‫مع البغلة‪ ،‬وذلك حسب ما ورد في كتاب ‪“ :‬صورة‬ ‫جبالة في الوعي الكولونيالي الفرنسي”‪.‬نصوص‬ ‫مختارة من الوثائق المغربية تأليف إدوارد‬ ‫ميشو بيلير(‪1857-1930‬م)‪ .‬ترجمة د‪ .‬حنان‬ ‫المدراعي‪.‬الصفحة ‪ .31‬حيث جاء فيها‪ ...( :‬ترجع‬ ‫األسطورة التي تحكي عن نقل رأس “ سيدي‬ ‫محمد الحاج “ عبر القصر الكبير الرواية السالفة‪.‬‬ ‫ويرى البعض أن األمر تم أثناء القدوم من فاس‪،‬‬ ‫في حين يرى آخرون أن ذلك وقع أوان الذهاب‬ ‫إليها‪ ،‬ويبدو الرأي األخير أكثر احتماال‪ ،‬فعند‬ ‫الوصول إلى باب مدينة القصر الكبير في المكان‬ ‫المسمى “ حجرة الموقف”‪ .‬وقفت البغلة التي‬ ‫حملت رأس المرابط رافضة التقدم‪ ،‬إلى أن أتى‬ ‫بسيدي محمد المجول الذي كان مريدا لسيدي‬ ‫محمد الحاج‪ ،‬والذي يسكن بالقرب من هناك‬ ‫في “جنان الرماني” الذي يقيم به أعقابه‪ ،‬والذي‬ ‫دفن فيه‪ .‬تكلم المجول حينها في أذن البغلة‪،‬‬ ‫ثم استأنفت السير إلى أن وصلت إلى فاس دون‬ ‫مشقة‪ .‬عندئذ دفن رأس محمد الحاج في سويقة‬ ‫ابن الصافي في زاوية “ أوالد البقال”‪ ،‬بينما دفن‬ ‫جسده في “الحرايق” في “قبيلة غزاوة” حسب‬ ‫رواية البعض‪ ،‬وفي قبيلة “ بني حسان” حسب‬ ‫رواية البعض اآلخر‪.)...‬‬ ‫نستخلص مما سبق أن الولي الشريف‬ ‫سيدي محمد المجول كانت له حظوة مميزة بين‬ ‫أولياء وصلحاء مدينة القصر الكبير‪ ،‬وكان يتمتع‬ ‫بسيرة حسنة ومكانة مرموقة وسمعة كبيرة‪ ،‬وله‬ ‫كرامات األولياء‪ ،‬الشيء الذي كان يجعل أقواله‬ ‫ونصائحه وكراماته محترمة ‪.‬‬ ‫ولما توفي أقبر بضريح يحمل إسمه قرب‬ ‫زاويته بدرب بالعربي بعدوة الشريعة‪ ،‬غير‬ ‫بعيد عن جامع السعيدة‪ ،‬بحومة تعرف بحومة‬ ‫المجولين‪ ،‬نسبة إلى الشرفاء المجولين بمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ .‬وأن ضريحه يحتاج إلى إصالح‬ ‫وترميم وصيانة‪ ،‬نظرا لما أصابه من إهمال‬ ‫وأضرار وتصدع‪.‬‬

‫‪ 67‬تلميذا على متن حافلة وحيدة‬ ‫للنقل المدرسي و ‪ 57‬تلميذا في قسم‬ ‫واحد بفرعية إبزازن بجماعة بني بوشيبت‬ ‫بإقليم الحسيمة‬

‫واقع حال التمدرس بفرعية إبزازن بجماعة‬ ‫بني بوشيبت ‪،‬يحكي غياب أبسط الشروط‬ ‫الضرورية للعملية التعليمية ككل ‪ ،‬حيث تعرف‬ ‫الفصول الدراسية بالفرعية اكتضاضا كبيرا‬ ‫بنسبة ‪ 57‬تلميذا في القسم عوض ‪ ، 29‬ناهيك‬ ‫عن تكدس أزيد من ‪ 67‬تلميذا عوض ‪ 25‬في‬ ‫حافلة النقل المدرسي الوحيدة‪ ،‬في تناف تام‬

‫وصارخ مع كل قوانين السالمة الطرقية ‪،‬سيما‬ ‫وأن المنطقة تعاني خصاصا كبيرا على مستوى‬ ‫البنيات الطرقية ‪،‬غير المؤهلة والتي تكثر فيها‬ ‫الحفر والمنعرجات الخطيرة وغياب وسائل‬ ‫التشوير الطرقي‪ .‬الضرورية لحماية سالمة‬ ‫الراجلينوالراكبين‪.‬‬

‫فكري ولدعلي‬


‫العدد ‪815‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫‪ 3‬ـ المسرح والفقهاء‪ ..‬مرة أخرى‬ ‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫طالئع المسرح الديني المعاصر‬

‫القرآن الكريم كتاب اهلل المعجزة الخالدة‪،‬‬ ‫كالمه‪ ،‬المنزه عن كل نقص أو عيب‪ ،‬أنزله اهلل‬ ‫على رسوله لعباده تذكيرا وعبرة وموعظة‪،‬‬ ‫رحمة بهم ولصالح دنياهم وآخرتهم‪ ،‬وليس‬ ‫من المسلمين من قال بغير ذلك‪ ،‬أوشك في‬ ‫شيء من ذلك مسرحيا كان أو غيره‪ .‬وهذه‬ ‫نقطة حاسمة يجب أن يدركها الجميع فقيها‬ ‫كان أو غيره‪.‬‬ ‫ونؤمن بأن هذا القرآن هو آخــر الكتــب‬ ‫المنزلة من عند اهلل‪ ،‬وقد جاء جامعا مانعا وقد‬ ‫حوى الكثير من األخبار والحكايات والقصص‬ ‫بأسلوب تعجيزي فريد وأخاذ أذهل العقول‬ ‫وأخذ باأللباب‪ ،‬أخبار وحكايات وقصص عن‬ ‫أنبياء ورسل‪ ،‬وشعوب وأممم خلت وبادت منذ‬ ‫بدء الخليقة‪ :‬قصة آدم وحواء‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬نوح‪،‬‬ ‫إسماعيل‪ ،‬فرعون‪ ،‬أصحاب األخدود‪ ،‬قارون‬ ‫والمال‪ ،‬بقرة بني إسرائيل‪ ،‬قابيل وهابيل‪،‬‬ ‫أصحاب الفيل‪ ،‬ذو القرنين‪ ،‬يوسف‪ ،‬فتية الكهف‬ ‫إلخ‪...‬‬ ‫وقد شكلت هذه القصص الرائعة وغيرها‬ ‫التي قصها اهلل علينا‪« :‬نحن نقص عليك‬ ‫أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن»‪)1(،‬‬ ‫أول مقال نشر عن كتاب «أهل الكهف»‪.‬‬ ‫مصدرا هاما من مصادر اإللهام واإلبداع‪ ،‬وكان ضروريا أن‬ ‫لفضيلة الشيخ مصطفى عبد الرزاق شيخ األزهر‬ ‫يتعاطى المبدعون كل من موقعه وبأدواته مع هذا المعطى‬ ‫«كنت ذات يوم أسير في بعض شوارع القاهرة‪ ،‬فلمحت في‬ ‫رغبة وإسهاما في نشر الدعوة والقيم المثلى وترسيخ المبادئ‪،‬‬ ‫فعلى عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم ظهر مبدعون نذروا وجه دكان من دكاكين الوراقين كتابا أنيقا‪ ،‬في جمال شكله‬ ‫أنفسهم لنشر الدعوة فكانت التباشير األولى إلبداع مغاير بساطة تدل على ذوق وفهم»‪.‬‬ ‫يرتكز على القيم التي بشر بها الدين الجديد‪ ،‬فكانت القصيدة‬ ‫الملتزمة أوال وقبل غيرها من فنون اإلبداع‬ ‫األخرى‪ ،‬وقتها لم يكن المسرح كما وصل‬ ‫إلينا حاضرا أو معروفا‪ ،‬فلقد تزامن ظهوره‬ ‫عندنا بمفهومه الحديث مع لحظة زمنية‬ ‫جد حرجة من تاريخنا المعاصر‪ ،‬والمجتمع‬ ‫العربي يعاني ما يعانيه من شتات ويأس‬ ‫وانهيار الشخصيــة‪ ..‬لحظــــة ارتبطـــت‬ ‫باالستعمار المتعـــدد اللغات والجنسيـــات‬ ‫والذي يسعى من موقــع القوة والنفــوذ‬ ‫وبتسخيره لكل الممكن والالممكن لفرض‬ ‫ثقافته ولغته تشويها للعقيدة وطمسا‬ ‫للهوية وتدميرا للنفوس‪ ،‬فكــان البد من‬ ‫لم الشتات‪ ،‬وإعادة الثقة للنفوس‪ ،‬ووجد‬ ‫الفنان نفسه‪ -‬وهو أكثر الناس حساسية‪-‬‬ ‫في موقف الدفاع عن النفـــس مستنجدا‬ ‫بتاريخه المضيء‪ ،‬وتراثه البطولي‪ ،‬فظهرت‬ ‫أول األمر المسرحية التاريخية البطولية‬ ‫وطليعتها (صالح الدين األيوبي) التي لها‬ ‫أكثر من مؤلف (‪ )2‬والتي عرضت في كل‬ ‫الوطن العربي ضاربة رقما قياسيا من حيث‬ ‫عدد العروض‪ ،‬وموازاة مع ذلك ظهرت‬ ‫المسرحية اإلسالمية التراثية في أبعادها توفيق احلكيم‬ ‫األخالقية التربوية‪ ،‬وكذا االجتماعية‪ ،‬وقد‬ ‫فلقد‬ ‫ساهم في ذلك أيضا عرب مسيحيون‪،‬‬ ‫توفيق الحكيم‪ -‬أهل الكهف‪ -‬مطبعة مصر سنة ‪.1933‬‬ ‫كان الهدف‪ -‬قبل الدعوة‪ -‬إعادة الثقة والتوازن للنفوس المدمرة‬ ‫هذا كل ما كتب بظاهر الكتاب أما «توفيق الحكيم» فمؤلف‬ ‫من خالل إبراز النخوة العربية ‪ /‬اإلسالمية‪ ،‬وأضرب لذلك مثال‬ ‫بمسرحية (يوسف الصديق) والتي تعتبر قصتها واحدة من أهم لم تتداول اسمه الجرائد‪ ،‬وال تناقلت المجالت صورته‪ .‬وقد‬ ‫القصص القرآني تأليف (تادرش وهبي) ‪1934 - 1856‬م (‪ )3‬يكون أفنديا أصيال‪ ،‬وقد يكون شيخا معمما أو مطربشا‪ .‬ففي‬ ‫وكان طبعها سنة ‪ 1884‬وهو مسرحــي مسيحــي قبطي‪ ،‬وقد الشيوخ أفندية أيضا‪.‬‬ ‫صاغها في قالب مسرحي سهل وأخاذ في نفس الوقت مضمنا‬ ‫و «أهل الكهف» نسمع قصصهم من قارئ السورة في‬ ‫إياها تعابير وجمال قرآنية‪ ،‬فلقد كان حافظا للقرآن الكريم‪ ،‬المسجد يوم الجمعة‪ ،‬ويجري ذكرهم على ألسن الناس مثال‬ ‫ولقيمتها األدبية والتراثية والتربوية اعتمدتها وزارة التعليم مضروبا لمن ينام نوما طويال‪ .‬فهل األمر تفسير لسورة الكهف؟‬ ‫في مصرفي مقرراتها التعليمية لتكون أول مسرحية تعتمد أو هو بحث في قصة أهل الكهف وكيف تناقلتها األجيال‬ ‫في المدارس العمومية‪ ،‬مما ووفر لها ظروف العرض المتوالية وتجاذبتها األساطير واألخبار؟‪..‬مرت كل تلك المعاني بخاطري‪.‬‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية والمسارح العمومية‪.‬‬ ‫ولما كنت غير مولع بتفاسير المحدثين‪ ،‬وال مغرم بتحقيق‬ ‫أما بالنسبة لنا كمسلمين‪ ،‬فلقد أجمع أهل السنة والجماعة‪ ،‬األقاصيص القديمة وأصولها‪ ،‬فقد مضيت مكتفيا بمتعة النظر‪.‬‬ ‫وهم يشكلون ‪ 90‬في المائة من عدد المسلمين في العالم‬ ‫وما هو إال أن عدت إلى داري حتى أقبل صديق يحمل إلي‬ ‫على أن األنبياء والرسل ليسوا خالصي البشرية وأن حياتهم قد هذا الكتاب الذي كان يستوقف نظري منذ قريب‪ .‬وإذا صاحب‬ ‫امتزج فيها اإلالهي بالبشري‪ ،‬ولذا ال يجوز تصويرهم وتمثيلهم‪ .‬الكتاب ليس شيخا وال معمما بل هو أفندي من خيار األفندية‪.‬‬ ‫بعد ذلك بحوالي نصف قرن يقدم توفيق الحكيم على‬ ‫ولما شرعت في مطالعة الكتاب أحسست بأن جمال معناه ال‬ ‫إصدار (أهل الكهف)‪ ،‬وحتى هذه المسرحية – موضوعنا هنا‪ -‬يقل عن جمال صورته‪.‬‬ ‫بدورها لم يرفع صوت ضدها‪ ،‬بل لقيت ترحابا واستحسانا‬ ‫رواية تقوم على قصة أصحاب الكهف‪ .‬وقد درس مؤلفها‬ ‫من مختلف الطبقات‪ ،‬وحظيت بكتابات وأبحاث ودراسات منذ‬ ‫صدورها سنة ‪ )4( 1933‬وإلى اآلن‪ ،‬وسنكتفي هنا بإثبات أول القصة درسا محيطا‪ ،‬ثم أسلم جوهرها إلى خيال موفق وفكر‬ ‫مستقيم وذوق سليم‪ .‬فصور من كل أولئك موضوعا روائيا‬ ‫مقال نشر عن المسرحية بمجرد صدورها‪)5( .‬‬

‫• رضوان احدادو‬

‫طريفا كساه األسلوب السهل الفصيح حلة‬ ‫رائعة‪.‬‬ ‫في رواية أهل الكهف أشخاص تستشف‬ ‫من حوارهم طبائع نفوسهم وخبايا ضمائرهم‬ ‫وأسرار خالئقهم‪ .‬وفي أهل الكهف ما يريك‬ ‫الدين إيمانا يمأل الصدر‪ ،‬وما يريكه موهنا‬ ‫تلينه عواطف اليأس وتدافعه زينة الحياة‬ ‫وشهواتها‪ .‬وفي الرواية تحليل للعواطف في‬ ‫هداتها‪ ،‬وتحليل للعواطف في ثورتها‪ .‬وفي‬ ‫أسلوبها أحيانا ثوب من السخرية يرمي في‬ ‫لطف إلى مرمى بعيد‪.‬‬ ‫وفيها حب‪ -‬إذا كان البد للناس من حب‪،‬‬ ‫وإن لبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا‬ ‫تسعا‪.‬‬ ‫كان مشلينيا الوزير يحب بريسكا متبناة‬ ‫دقيانوس‪ ،‬قبل أن يرقد في الكهف قرونا‪.‬‬ ‫فلما أحياه اهلل وذهب إلى قصر الملك وجد‬ ‫بريسكا أخرى هي بنت صاحب القصر فحسبها‬ ‫حبيبته‪ .‬وأمر مشلينيا وبريسكا من أقوى‬ ‫حوادث الرواية وأروعها وأدلها على مهارة‬ ‫الكاتب في تصوير مواقف الحب تصويرا يكشف‬ ‫بعض المعاني كشفا صريحا بليغا‪ ،‬ويومئ إلى بعض المعاني‬ ‫إيماءا رقيقا بليغا‪ .‬يذهب هذا الحب القوي الشقي إلى أسمى‬ ‫مراتب الحب وينتهي إلى أنبل نهاياته من الجود بالنفس في‬ ‫سبيله عن سكينة ورضا‪.‬‬ ‫وقصة أهل الكهف من خير ما عرف القصص العربي‪،‬‬ ‫وليست تحتاج إلى عناء لتكون رواية تمثيلية قلما‬ ‫ظفر بمثلها المسرح المصري‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا األثر باكورة الثمرات بقلم‬ ‫األستاذ‪ /‬توفيق الحكيم‪ ،‬فهي نفحة النبوغ تتفتق‬ ‫أكمامه عن زهره‪ .‬وإن كان لألستاذ آثار من قبلها‬ ‫فهذه آية نضجه واكتمال مواهبه‪.‬‬ ‫والمؤلف الذي يفر من مجد إحسانه‪ ،‬بما في‬ ‫طبعه من حياء النبل والتواضع جدير بأن يحفز‬ ‫في سبيل المجد واإلحسان من كل معني بنهضة‬ ‫األدب‪.‬‬ ‫بيد أن العبقرية تشق سبيلها إلى الكمال‬ ‫والنجاح على كل حال»‪.‬‬ ‫انـتهى‪.‬‬ ‫كنا حريصين على إحضار هذا الموقف ‪/‬‬ ‫الشهادة ليس لكونه أول مقال تحليلي ينشر‬ ‫عن المسرحية وال لكونه صادر عن رجل هو في‬ ‫قمة الهرم الديني (األزهر) فقط وإنما أيضا كون‬ ‫موقفه لم يتخذ ويبني على السماع والظن‪ .‬إنما‬ ‫هو حصيلة تواصل مباشر مع المتن المسرحي‪،‬‬ ‫وقراءته قراءة متأنية لمؤلف مجهول وقتها –‬ ‫بحيث ينتفي هنا عنصر التعاطف والمحاباة «مؤلف‬ ‫لم تتداول اسمه الجرائد‪ ،‬وال تناقلت المجالت‬ ‫صورته»‪ ،‬مدركا‪ -‬بعد أن قدم تحليال لها ‪ -‬أن المؤلف تعامل‬ ‫مع الجوهر‪ ،‬جوهر القصة القرآنية‪ ،‬ولم يستنكر أو يعترض‬ ‫على هذا التعامل‪ -‬الذي تم ب «خيال موفق أو فكر مستقيم‬ ‫وذوق سليم» ويقر في النهاية‪ ،‬أنها «رواية تمثيلية قلما ظفر‬ ‫بمثلها المسرح المصري» بمعنى أن الرجل متتبع‪ ،‬وأنه في‬ ‫صف المسرح الملتزم الهادف والمسخر لبث القيم وتحصينها‬ ‫ونشر الدعوة‪.‬‬

‫هوامش‬ ‫‪ - 1‬سورة يوسف آية ‪.3‬‬ ‫‪ - 2‬من المؤلفين نذكر ‪ :‬الشيخ حسن البنا نجيب حداد‪،‬‬ ‫ومحمد الحداد الطنجي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عمل ناظرا (بمدرسة حارة السكاكين) بمصر‪،‬‬ ‫متقين لعدة لغات‪ ،‬له أعمال مسرحية أخرى‪ ،‬منها (بطرس‬ ‫األكبر) وترجم للمسرحي الفرنسي كورني (طيلبماك)‬ ‫واصدر عنه المركز القومي للمسرح والموسيقى (التوثيق‬ ‫في قصة يوسف الصديق)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تعود كتابتها إلى سنة ‪ 1929‬وعرضت قبل طبعها‬ ‫مرات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬انظر (السياسة األسبوعية) ملحق العدد ‪3107‬‬ ‫بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪.1933‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫الإجتهاد الفقهي بني الإنغالق والإنعتاق‬ ‫هال فزتم بثواب اجتهاد فقهي خالق يصون األسرة المسلمة‬ ‫من ويالت الطالق ؟‬ ‫قال موالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬أبغض الحالل إلى اهلل الطالق”‪.‬‬ ‫وقال عليه الصالة والسالم ‪ “ :‬إن اهلل تعالى يبعث لهذه األمة على رأس كل مئة سنة من‬ ‫يجدد لها أمردينها”‪.‬‬ ‫يتوفر عالمنا اإلسالمي المعاصر‪ ،‬والحمد هلل على دور لإلفتاء ومجالس علمية ومراكز‬ ‫للدراسات واإلرشاد‪ ،‬تضم حشدا من السيدات العالمات الفاضـالت الجليــالت‪ ،‬ومن السادة‬ ‫العلماء الفضالء األج�لاء‪ ،‬كما يزخر وله المنة والفضل‪ ،‬بثلة من العلماء األتقياء المجدين‬ ‫المجتهدين‪ ،‬المتفتحي اآلفاق البعيدين عن التشدد واالنغالق‪ ،‬وهذان الرديفان معا يشكالن‬ ‫الكوكبة المؤهلة لحمل مشعل االجتهاد الفقهي لما فيه خير األمة اإلسالمية واألسرة المسلمة‬ ‫في مشارق األرض ومغاربها‪.‬‬ ‫إنني أكن كل التقدير واالحترام والتبجيل للسادة علماء األمة وفقهائها على مر العصور‬ ‫واألزمان‪ ،‬جزاهم اهلل عنا خيرالجزاء‪ ،‬وأرى أن باب االجتهاد يظل مفتوحا في وجه من أنار اهلل‬ ‫قلبه وبصيرته‪.‬‬ ‫وبصفتي طالب علم حاولت استنباط حكم الشرع الحنيف من التدبر في خمس آيات من‬ ‫سورة البقرة ( اآليات ‪ 228‬إلى ‪ ، )232‬أبسط ما فهمته منها في هذا النداء راجيا أن أكون قد‬ ‫حالفني الصواب‪.‬‬ ‫ويشرفني أن أوضح األسباب الوجيهة التي تبرر طلب الفتوى الشرعية ملتمسا اإلجابة عن‬ ‫خمسة أسئلة هامة‪ ،‬من شأنها أن تفصح عن حسن نيتي وسالمة طويتي ورغبتي في االستزادة‬ ‫من العلم‪ ،‬وحرصي على التقيد بحدود اهلل تعالى‪ ،‬وأمنيتي في أن يثمر النقاش الفقهي البناء عن‬ ‫صدور فتوى جديدة تزيل الغمة عن األسرة المسلمة‪ ،‬تتبعها تعديالت تشريعية على مدونات‬ ‫األسرة‪.‬‬

‫السؤال األول‪ :‬إصالح ذات البين‪:‬‬

‫هل هو أمر موضوعي أم مجرد إجراء‬ ‫شكلي؟ وهل يؤثر عدم إجراء محاولة الصلح‬ ‫بين الزوجين على صحة الطلقة أم ال؟ علما‬ ‫بأنه لو أجريت لما سجلت أي طلقة في أغلب‬ ‫ال��ح��االت‪....‬ق��ال تعالى‪”:‬وإن خفتم شقاق‬ ‫بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من‬ ‫أهلها‪ ،‬إن يريدا إصالحا يوفق اهلل بينهما‪،‬‬ ‫إن اهلل كان عليما خبيرا” صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 35‬من سورة النساء‪.‬‬

‫�إن �أبغ�ض احلالل عند الله‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬الطالق البدعي‪...‬‬ ‫ال��ط�لاق‪ ...‬ال��ع��دة‪...‬ال��رج��ع��ة‪ ...‬زوال‬ ‫الزوجية ‪:‬‬

‫ع��دم استفسار العدلين للزوج قبل‬ ‫تسجيل الطلقة عما إذا كانت الزوجة في‬ ‫حالة طهر لم يقع خاللها مساس‪ ،‬لمعرفة‬ ‫إن كان الطالق بدعيا أم سنيا‪ ،‬هل يؤثر ذلك‬ ‫على صحة الطالق أم ال؟‬ ‫ق��ال تعالى ‪ ”:‬والمطلقات يتربصن‬ ‫بأنفسهن ثالثة ق��روء‪ ،‬واليحل لهن أن‬ ‫يكتمن ما خلق اهلل في أرحامهن إن كن‬ ‫يؤمن باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬وبعولتهن أحق‬ ‫بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا‪ ،‬ولهن‬ ‫مثل ال��ذي عليهن بالمعروف‪ ،‬وللرجال‬ ‫عليهن درجة واهلل عزيز حكيم”اآلية ‪228‬‬ ‫من سورة البقرة‪.‬‬ ‫هذه اآلية الكريمة تبين أمد العدة وحق‬ ‫الزوج في مراجعة زوجته قبل انقضاء أمد العدة وقبل زوال الزوجية ‪.‬‬ ‫وهكذا نص الفصل ‪ 68‬من مدونة األحوال الشخصية المغربية القديمة‪ ،‬والمادة ‪124‬‬ ‫الفقرة األولى من مدونة األسرة الجديدة على أن للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة‪ ،‬فالمراجعة‬ ‫تتم قبل انتهاء العدة ال بعدها‪.‬‬ ‫وقال جل عاله “الطالق مرتان‪ ،‬فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان‪”....‬اآلية‪ 229‬من سورة‬ ‫البقرة‪.‬‬ ‫وهذه اآلية الكريمة تقرر حق الزوج في مراجعة زوجته مرتين اثنتين أثناء استمرار الزوجية ‪.‬‬ ‫معلوم أنه إذا تمت المراجعة في الطلقة الرجعية األولى داخل أمد العدة‪ ،‬ولم تحصل‬ ‫المراجعة أثناء العدة في الطلقة الرجعية الثانية‪ ،‬بانت المرأة بانقضاء عدة الطالق الرجعي‪،‬‬ ‫بصريح الفصل ‪ 66‬من المدونة القديمة والمادة ‪ 123‬من المدونة الجديدة‪.‬‬

‫السؤال الثالث ‪ :‬الزواج الجديد بعد بينونة صغرى ‪:‬‬

‫هل يمكن القول في هذه الحالة بأن الحكم الشرعي الوارد في اآلية ‪ 229‬قد طبق فعال‪ ،‬وأنه‬ ‫تم تسريح بإحسان وانتهت العالقة الزوجية‪ ،‬على ضوء الفصل ‪ 70‬من المدونة القديمة والمادة‬ ‫‪ 126‬من المدونة الجديدة ‪”:‬الطالق البائن دون الثالث يزيل الزوجية حاال وال يمنع من تجديد‬ ‫عقد الزواج”‪.‬‬ ‫وهذه هي حالة البينونة الصغرى التي تزيل الزوجية حاال ‪ ،‬وال تمنع من تجديد عقد الزواج‪.‬‬ ‫هل الزواج الجديد بعد بينونة صغرى يطوي صفحة الماضي ويزيل الطلقتين‪ ،‬وتحكمه اآلية‬ ‫‪ 229‬مرة أخرى أم ال؟؟‬

‫بقلم‪ :‬األستاذ رضوان محمد إدريس بناني‬ ‫(قاض سابق ومحام لدى محكمة النقض) ‪redben12002@yahoo.fr‬‬

‫ومعلوم أيضا أنه اذا تمت المراجعة من الطلقة الرجعية الثانية داخل أمد العدة‪ ،‬أي تم‬ ‫الطالق الرجعي مرتان‪ ،‬وتالهما إمساك بمعروف‪ ،‬في هذه الحالة تحسب الطلقتان‪ ،‬فإن طلقها‬ ‫كانت الطلقة مكملة للثالث‪ ،‬وحصلت البينونة الكبرى كما يعبر عنها الفقهاء‪ ،‬ووجب تطبيق‬ ‫الحكم الشرعي الوارد في اآلية ‪”: 230‬فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره‪،‬‬ ‫فإن طلقها فال جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود اهلل‪ ،‬وتلك حدود اهلل يبينها لقوم‬ ‫يعلمون”صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫يفهم من هذه اآلية الكريمة أن الطالق المكمل لثالث يستلزم عدم زوال الزوجية قط قبل‬ ‫حصول الطلقة الثالثة ‪.‬‬ ‫ولقد نهى اهلل تعالى عن إمساك الزوجات للضرر بهن والتعدي عليهن إذا طلقن وبلغن‬ ‫أجلهن‪ ،‬في اآلية ‪ 231‬من سورة البقرة‪ ،‬وهذا يعني أنه إذا تمت المراجعة داخل أمد العدة‪،‬وفي‬ ‫حالة استمرارية الزواج‪.‬‬ ‫كما نهى جل عاله في اآلية ‪ 232‬عن عضلهن ّأي منعهن من أن ينكحن أزواجهن إذا‬ ‫تراضوا بينهم بالمعروف بعدما طلقن وبلغن أجلهن‪ .‬وهذه هي حالة ما إذا لم تتم المراجعة‬ ‫داخل أمد العدة وزالت الزوجية ‪...‬قبل حصول الطالق المكمل للثالث ‪ ...‬أي حالة الزواج الجديد‬ ‫الذي يجب الزواج القديم ويفتح المجال لثالث طلقات جديدة ‪.‬‬ ‫وهكذا تعتبر الطلقة الصادرة في ظل الزواج الجديد طلقة أولى رجعية‪.‬‬

‫السؤال الرابع ‪ :‬الطلقة الصادرة عقب الزواج الجديد‪:‬‬

‫لما كان القاسم المشترك بين البينونة الصغرى والبينونة الكبرى هو أن كل واحدة منهما‬ ‫تزيل الزوجية حاال‪ ،‬أال يمكن القول بأنه يترتب عنهما نفس اآلثار؟ وأن الفارق يوجد في موانع‬ ‫الزواج المؤقتة ليس إال‪ ،‬وأن الزواج من جديد بعد البينونة الصغرى يزيل الطلقة أو الطلقتين‬ ‫الرجعيتين‪ ،‬كما يزيل الزواج من جديد بعد البينونة الكبرى‪ ،‬الطلقات الثالث بكاملها؟أال تعتبر‬ ‫الطلقة الصادرة عقب الزواج الثاني طلقة رجعية‬ ‫أولى في كلتي الحالتين؟؟؟‬

‫مالحظة هامة ‪:‬‬

‫ال ذكر لكلمة (البينونة) ال في القرآن الكريم‬ ‫وال في السنة النبوية الشريفة‪ ...‬؟ فهي من‬ ‫قبيل االجتهاد‪،‬والمجتهد قد يصيب وقد يخطئ‪.‬‬ ‫وفي رأيي فإن التمييز بين البينونة الصغرى‬ ‫والبينونة الكبرى هو اجتهاد خاطئ ما دامت‬ ‫كلتهما تزيالن الزوجية حاال‪ ...‬بصريح الفصلين‬ ‫‪ 66‬و ‪ 70‬من المدونة القديمة ‪ ،‬والمادتين‬ ‫‪ 123‬و ‪ 126‬من مدونة األسرة الجديدة‪.‬‬

‫السؤال الخامس ‪ :‬المصالح المرسلة‬ ‫وصيانة األسرة المسلمة من ويالت الطالق‪:‬‬

‫أال ينسجم هذا القول مع تحقيق الغاية‬ ‫من الميثاق الغليظ للزواج التي هي اإلحصان‬ ‫والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين‬ ‫على وجه الدوام؟‬ ‫أال يحافظ على لم شمل األسرة المسلمة‬ ‫ويجنبها خطر تشتيتها وتدميرها بالطالق‬ ‫المكمل للثالث؟؟؟‬ ‫أال يرضي اهلل تعالى هذا الحل‪ ،‬ويغضب‬ ‫الشيطان اللعين ويحقق مصلحة األس��رة‬ ‫المسلمة بل األمة اإلسالمية جمعاء؟‬ ‫ما أحوجنا اليوم إلى فتوى شرعية متفتحة‬ ‫تأخذ بعين اإلعتبار أن من مقاصد الشريعة‬ ‫اإلسالمية السمحاء التيســير على عباد اهلل‬ ‫ومراعاة المصالح المرسلة‪ ،‬والحفاظ على شمل‬ ‫األسرة المسلمة‪ ،‬الخلية األولى في المجتمع‪ ،‬انطالقا من قوله تعالى ‪”:‬وما جعل عليكم في الدين‬ ‫من حرج” ‪ ،‬ومن قوله عليه الصالة والسالم ‪“ :‬يســرا وال تعسـرا”‪.‬‬

‫حبذا لو تنص الفتوى المرغوب فيها على مايلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ يشترط في الطالق المكمل للثالث استمرار الزوجية وحصول المراجعة داخل أمد العدة‬ ‫في الطلقتين الرجعيتين األولى والثانية‪.‬وال تحل الزوجة المطلقة إال بعد أن تنكح زوجا غيره‬ ‫وتنقضي عدة الوفاة أو الطالق منه ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ تزول الزوجية حاال بانقضاء العدة دون مراجعة من طلقة رجعية أولى أو ثانية أو مكملة‬ ‫للثالث ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ كل زواج بعد زوال الزوجية هو زواج جديد يجُبُّ الزواج السابق بخيره وشره‪،‬ويفتح‬ ‫المجال لثالث طلقات جديدة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ال يعتد بالطالق البدعي وال بالطالق الذي لم تسبقه محاولة إصالح ذات البين باءت‬ ‫بالفشل‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ يلحق األبناء بآبائهم في جميع الحاالت عمال بقوله تعالى (ادعوهم آلبائهم)‪.‬‬ ‫ويستمر التزام اآلباء بتحمل جميع مشتمالت النفقة على أزواجهم و أبنائهم وفق أحكام‬ ‫مدونة األسرة المنظمة للنفقة‪.‬‬ ‫نتمنى أن تجد الفتوى المرجو إصدارها صدى في مدونات األسرة‪ ،‬واهلل من وراء القصد‪.‬‬ ‫ومسك الختام قوله تعالى” ‪.....‬إ ن أريد إال اإلصالح ما استطعت‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل‪ ،‬عليه‬ ‫توكلت وإليه أنيب “‪.‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫طنجة في يوم اإلثنين ‪ 02‬ربيع األول ‪ 1437‬هـ الموافق ‪. 2015/12/14‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الصحراء المغربية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 4‬ـ طرب الآلة‬

‫الخضر الجباري الحسني‬

‫‪-‬‬

‫في مقال لألستاذ محمد العربي الفتوح بعنوانه (الوجود المغربي في صحرائه المسترجعة يزيد عن ‪1000‬‬ ‫سنة) المنشور بجريدة الشمال الغراء العدد ‪ 814‬بتاريخ ‪ 8‬دجنبر ‪ 2015‬نجد ما يلي‪:‬‬ ‫تعرضت الدولة اإلدريسية إلى مضايقات وصراعات عديدة وتدخالت في شؤونها الداخلية‬ ‫بغية القضاء عليها وذلك من قبل الطامعين فيها مثل مصالة بن حبوس وأبو العافية ومن‬ ‫النصريين األندلسيين الذين كانوا يخشون األدارسة‪ ،‬فتفرق األدارسة طرائق قددا وضاعت‬ ‫دولتهم وهيبتهم وتكونت سبع مائة ‪ 700‬هجرة‪ ،‬منهم من ذهب إلى الجزائر‪ ،‬ومنهم من‬ ‫توجه إلى تونس ومنهم من قصد مصر ومنهم من ذهب إلى األندلس نفسها ونادى بالتقية‪،‬‬ ‫وهؤالء أصبحوا جزءا من ملوك الطوائف وكونوا ألنفسهم في األندلس دولة صغيرة أطلقوا‬ ‫عليها دولة (الحموديين) وكان لهم في ما بعد شأن عظيم عندما جاء إلى المغرب (علي) بن‬ ‫حمود إلى سبتة ليؤسس فيها الدولة اإلدريسية الثانية وهي دولة الحموديين بسبتة التي‬ ‫أعطتنا الشريف اإلدريسي العالم الجغرافي العالمي‪ ،‬والتي داع صيتها في ما بعد في الميدان‬ ‫الحضاري والثقافي فداع صيتها في المشرق واألندلس وقصدها العلماء والشعراء من بينهم‬ ‫الشاعر الكبير (متنبي) األندلس ابن دراج القسطلي الذي جاء إليها ليمدح أمراءها في سبتة‪،‬‬ ‫أما البقية من الهجرات فبعضها اختار جبال غمارة الممتدة من العرائش إلى تطوان والبعض‬ ‫اآلخر ذهب إلى (سجلماسة) واآلخرون ذهبوا إلى الصحراء الغربية المسترجعة وهم قبيلة‬ ‫(العروسيين) وهذا هو ما يعنينا‪ ،‬وبهذا يكون الوجود المغربي في صحرائه المسترجعة يزيد‬ ‫عن ألف سنة (‪. )1000‬‬ ‫ً‬ ‫وعطفا على مقال األستاذ وتأكيدا للحقائق التاريخية الواردة فيه والتي تكتسي أهمية‬ ‫بالغة في هذا الموضوع‪ ،‬أشير إلى مخطوط في األنساب‪ ،‬إسمه (نور األخبار) ألفه اإلمام‬ ‫العالمة الفقيه عبد اهلل بن يوسف بن هشام (ت ‪ 783‬هـ) بطلب من سلطان المغرب أبي‬ ‫عنان المريني‪ ،‬ذكر فيه أبناء المولى إدريس الثاني ومحل تولية كل واحد منهم‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫ذكر فروع األشراف وذكر من ذلك ما يزيد على الخمسين فرعاً‪ .‬قال أولهم بنو حرمة‪ ،‬وهم‬ ‫بحوز جبل العلم وأوالد ميمون وهم بالقبيلة الغمارية وببني مصوَّر‪ ،‬وأوالد كنون‪ ،‬وأوالد‬ ‫جبارة‪ ،‬ويقال لهم أوالد الغراس وهم ببني جبارة والقبيلة الجرفطية‪ ،‬وببني يوسف وآل‬ ‫سريف وبالقصر الكبير وبالفحص‪ ،‬أصلهم من الساقية الحمراء من ذرية عمران بن عمر‪ ،‬بن إدريس األزهر‪ ،‬بن‬ ‫إدريس األكبر‪ ،‬بن عبد اهلل الكامل‪ ،‬بن الحسن المثني‪ ،‬بن الحسن السبط‪ ،‬بن اإلمام علي وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي اهلل عنها‪ ،‬وبتاريخ‬ ‫صفر عام ‪ 755‬هجرية‪.‬‬

‫تكريم الفنان والشاعر والمغني األمازيغي الريفي‬

‫امحند القمراوي‬

‫إال أن األلطاف الربانية‪ ،‬ألهمت رجل خير‪،‬‬ ‫البرلماني ورئيس بلدية الحسيمة ‪ ،‬السيد‬ ‫نور الدين مضيان‪ ،‬رئيس الفريق االستقاللي‬ ‫بمجلس النواب‪ ،‬إلى العناية بالشاعر والموسيقي‬ ‫والفن الريفي امحاند القمراوي‪،‬واالهتمام‬ ‫بصحته وبحالته االجتماعية ‪ ،‬عالوة على التكفل‬ ‫بمصاريف قيامه بأداء مناسك الحج حيث ال زال‬ ‫يوجد بالديار المقدسة‪.‬‬ ‫حبذا لو حذا حذو السيد مضيان‪ ،‬غيره‬ ‫من أهل الفضل والخير واإلحسان‪ ،‬وعملوا على‬ ‫توفير سكن الئق لفنان الريف الكبير و مساعدات‬ ‫تضمن له وألبنائه ش��روط العيش الكريم‪،‬‬ ‫تكريما لرسالة الفن الريفي التي حملها شغفا‬ ‫ووفاء ورغبة في تحقيق اإلشعاع الوطني لتراث‬ ‫الريف وآدابه وفنونه‪....‬‬

‫تم تكريم الفنان والشاعر األمازيغي الريفي‬ ‫امحند القمرواي مع مجموعة من الفنانين‬ ‫الريفيين‪ ،‬خالل “ليلة ال��رواد” التي نظمتها‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬الشبيبة االستقاللية بالحسيمة‪ ،‬وذلك‬ ‫نظير ما أس��داه من خدمات للفن والتراث‬ ‫األمازيغي الريفي من جهة‪ ،‬ولما بصم هذا الفن‬ ‫التاريخي من إبداعات خالدة شعرا وكتابة وغناء‪،‬‬ ‫من جهة ثانية‪.‬‬ ‫إال أن هذا الفنان األصيل‪ ،‬تم تهميشه لعدة‬ ‫سنوات‪ ،‬وهو يعاني اليوم في صمت‪ ،‬ويعيش‬ ‫ظروفا اجتماعية ومالية خانقة‪ ،‬إذ أنه ال يتوفر‬ ‫على سكن يأويه وأسرته‪ ،‬وال على دخل قار‬ ‫يستعين به على ظروف الحياة ومتطلباتها‪ ،‬حيث‬ ‫إنه يقطن هو وزوجته وأبناؤه في غرفة واحدة‬ ‫مشتركة مع الجيران‪ ،‬بأحد األحياء الهامشية‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬تفتقد ألبسط شروط السكن‬ ‫الالئق الكريم‪ ،‬ولقد أصيب بمرض عضال أفقده‬ ‫الكثير من قدراته الصوتية‪ ،‬بحيث الزال يتردد‬ ‫على المستشفى العسكري بالرباط لطلب العالج‬

‫إذ أنه ال يتوفر على أي تغطية صحية‪ ،‬ال هو وال‬ ‫أوالده‪.‬‬

‫دأب��ا على تقليد سنوي عملت جمعية‬ ‫األعمال االجتماعية لموظفي بلدية القصر‬ ‫الكبيرعلى احترامه والمحافظة عليه‪ ، ،‬نظمت‬ ‫الجمعية‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬حفال على شرف المحالين على‬ ‫التقاعد من منخرطيها لموسم ‪ 2015‬وقد‬ ‫جرى الحفل بالقاعة الكبرى للعروض و المحاذية‬ ‫لبلدية القصر الكبير‪.‬‬ ‫السيد عمر العماري رئيس جمعية األعمال‬ ‫االجتماعية لموظفي بلدية القصر الكبير تطرق‬ ‫في مستهل كلمته بالمناسبة‪ ،‬لألهمية البالغة‬ ‫التي توليها الجمعية للعمل االجتماعي ‪ ،‬ومدى‬ ‫تكريسها لمفهوم التضامن منذ إنشائها كما‬ ‫تطرق لبسط مفهوم شعار “ الوحدة والتضامن”‬ ‫الذي يطبع احتفال هذه السنة ‪ ،‬وأضاف بأن حفل‬ ‫اليوم اعتراف من جمعية االعمال االجتماعية‬ ‫لمجهودات موظفي وعمال الجماعة وتكريس‬ ‫لقيم التضامن بين الجميع ‪ ،‬كما دعا في معرض‬ ‫كلمته إلى تبني مفهوم التواصل لما لذلك من‬ ‫توطيد للعالقات اإلنسانية‪ ....‬وكان قد طلب‬ ‫من الحاضرين قبل ذلك قراءة الفاتحة على‬ ‫روح الراحل عبد الرحيم النوالي أحد منخرطي‬ ‫الجمعية الذي غادر إلى دار البقاء‪.‬‬ ‫الحفل شهد حضور منخرطي الجمعية‬ ‫والبعض من أسرهم إلى جانب بعض أعضاء‬

‫المجلس البلدي وممثلي السلطة المحليـــة‬ ‫والجمعويين المنتسبين لحقول الثقافة‬ ‫والرياضة واألدب واإلعالم والصحة‪ ،‬وكذا السيد‬ ‫لطفي عبد القادر رئيس االتحاد الجهوي طنجة‬ ‫تطوان لجمعيات األعمال االجتماعية لموظفي‬ ‫وعمال الجماعات ‪.‬‬ ‫وفي نهاية الحفل تم تقديم هدايا وأغلفة‬ ‫مالية للمحالين على التقاعد عن موسم ‪2015‬‬ ‫من منخرطي الجمعية وهم ‪ :‬المويقي محمد‪،‬‬

‫حبذا !‪....‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫جمعية االعمال االجتماعية لموظفي بلدية القصر‬ ‫الكبير تكرم متقاعديها‬

‫الهادي مصطفى ‪ ،‬الحميشي محمد‪ ،‬الفقيه‬ ‫محمد ‪ ،‬رغيوي احمد‪ ،‬بالوي محمد ‪،‬الهواوي‬ ‫مصطفى ‪ ،‬زعيط احمد ‪ ،‬كما قدمت الجمعية‬ ‫تذكارا للمجلس البلدي المنتخب منذ االشهر‬ ‫القليلة الماضية ‪ ،‬تسلمه بالنيابة عنه السيد‬ ‫رشيد الصبار‪.‬‬ ‫وختم الحفل بإقامة حفل غذاء على شرف‬ ‫كافة الحاضرين ‪.‬‬

‫محمد كماشين‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في الحلقة الماضية وقفنا عند توشية رمل الماية وقلنا بأنها من بين‬ ‫التوشيات األندلسية التي عدت من المفقودات إلى أن أخرجها المرحوم محمد‬ ‫العربي التمسماني‪ ،‬وبالنسبة إليقاع هذه التوشية في بنيتها اللحنية‪ ،‬فقد تبين‬ ‫للباحثيين بعد طرحها للنقاش مع األستاذ المرحوم التمسماني أن إيقاعها هو‬ ‫‪ ،2/4‬غير مركب علي وزن البسيط الذي يتكون إيقاعه من ‪ 6/4‬كما يذهب إلى‬ ‫ذلك كثير ممن أدوا هذه التوشية‪.‬‬ ‫وحسب محمد العربي التمسماني فإن توشية ابطايحي رمل الماية «صنعة‬ ‫يا أيها الغادي» تعتبر من التراث القديم‪ ،‬وقد عمل التمسماني على التعريف بها‬ ‫من خالل توثيقها ضمن تسجيالته‪ ،‬وكان التمسماني قد حفظها عن المرحوم‬ ‫العربي الغازي التطواني‪ ،‬الذي كان حسب التمسماني يتفرد بحفظها‪ ،‬وهو ما‬ ‫يثبت أنها تراثية وليست محدثة‪.‬‬ ‫نفس الشيئ بالنسبة لنوبة االصبهان فقد حفظها التمسماني‪ ،‬عن‬ ‫المرحوم عبد السالم الخياطي المراكشي عندما كان هذا األخير مقيما بمدينة‬ ‫سال‪ ،‬ويعتبر الخياطي من تالمذة شيخ المطربين المرحوم عبد السالم البريهي‪،‬‬ ‫مما يدل على أن هذه التوشية من التراث القديم‪ ،‬وعمل التمسماني على الحفاظ‬ ‫عليها من خالل توثيقها وإخراجها إلى الوجود‪.‬‬ ‫ومن بين التوشيات الغائبة نهائيا من توثيقات طرب اآللة توشية ميزان‬ ‫قدام ونصف غريب الحسين التي لحنها الحسين بن المكي الحجام‪.‬‬ ‫كما أن توشية إحدى نوبات الرصد عدت من التواشي التي ظهرت مؤخرا بعد‬ ‫أن لفها النسيان لفترة من الزمن ليس بالقصير‪ ،‬حتى ظن أنها من المفقودات‬ ‫كغيرها من تواشي بعض النوبات‪ ،‬إلى أن استطاع الباحث عز الدين بناني أستاذ‬ ‫الموسيقى بمعهد الرباط من العثور على تسجيل لها في إحدى مشاركات جوق‬ ‫المعهد الموسيقي بطنجة برئاسة الفنان أحمد الزيتوني في مهرجان أندلسيات‬ ‫بشفشاون سنة ‪ ،1984‬وهي من صنعته‪ ،‬وتعتبر من المحدثات في الموسيقى‬ ‫األندلسية‪ ،‬واقتبسها الفنان أحمد الزيتوني من التراث الموسيقي األندلسي‪ ،‬بعد‬ ‫أن أكد له المرحوم موالي أحمد الوكيلي بأن توشية هذه النوبة مفقودة بصفة‬ ‫قطعية‪.‬‬ ‫وفيما يخص الطبوع في الموسيقى األندلسية وتصنيفاتها نجد محاولة‬ ‫جديدة لتصنيفها من الوحدة النغمية لقرار السلم من طرف موالي العربي‬ ‫الوزاني‪ ،‬حيث عمد إلى ترتيب الطبوع إلى ست مجموعات تنتمي إلى النغمات‬ ‫الست التالية ‪( :‬ضو ‪ -‬ري ‪ -‬مي ‪ -‬فا ‪ -‬صول ‪ -‬ال)‪.‬‬ ‫فالمجموعة األول تتكون من ستة طبوع قائمة على نغمة ‪ -‬ضو‪ -‬وهي ‪:‬‬ ‫الذيل‪ ،‬رصد الذيل ‪ ،‬الماية ‪ ،‬االستهالل‪ ،‬انقالب المل‪ ،‬غريب الحسين‪.‬‬ ‫المجموعة الثانية تتكون من إثنى عشر طبعا قائما على نغمة ‪ -‬ري ‪ -‬وهي‪:‬‬ ‫رمل الماية‪ ،‬االصبهان‪ ،‬الحجاز المشرقي‪،‬الرصد‪ ،‬الغريب المحررة‪ ،‬المشرقي‪،‬‬ ‫الصغير‪ ،‬الزوركند‪ ،‬الزيدان‪ ،‬الحجاز الكبير‪ ،‬الحصار‪ ،‬رمل الذيل ‪ ،‬المشرقي‪.‬‬ ‫المجموعة الثالثة وتضم طبعان قائمان على نغمة ‪ -‬مي ‪ -‬وهما ‪ :‬الصيكة‪،‬‬ ‫وعراق العرب‪.‬‬ ‫المجموعة الرابعة تتكون من طبع واحد قائم على نغم ‪ -‬فا ‪ -‬وهو ‪ :‬حمدان‪.‬‬ ‫المجموعة الخامسة تتكون من أربعة طبوع على نغم ‪ -‬صول‪ -‬وهي ‪:‬‬ ‫المزموم‪ ،‬عراق العجم‪ ،‬منجب الذيل‪ ،‬العشاق‪.‬‬ ‫المجموعة السادسة تضم طبعا واحدا‪،‬قائما على نغم ‪ -‬ال ‪ -‬وهو ‪ :‬الحسين‪.‬‬ ‫وقد اعتبر الباحثون في الموسيقى األندلسية أن محاولة الباحث الوزاني‬ ‫في دعوته هذه لتصنيفها بهذا الشكل‪ ،‬بالمحاولة القاصرة ‪ ،‬ألنها ال ترقى إلى‬ ‫التصنيفات العلمية الصرفة‪ ،‬ألنها بعيدة عن التصنيفات التي اعتمدها المغاربة‬ ‫القدامى والمعاصرين‪ ،‬لطبوع الموسيقى األندلسية‪ ،‬التي اعتمدت بعض‬ ‫الدراسات الحديثة على تصنيفها‪ ،‬انطالقا من مقابلتها مع الساللم المنتمية إلى‬ ‫موسيقى الشعوب التي تساكنت في األندلس‪ ،‬أو أثرت فيمن سكنوها قبل حلول‬ ‫العرب بها‪.‬‬ ‫وسلك أصحاب الترتيبات الموسيقية في تصنيف الطبوع األندلسية مسارين‬ ‫متباينين‪ ،‬األول تصنيف يعتمد الطبوع األصول محورا أساسيا كالمزموم‪،‬‬ ‫والزيدان والماية والذيل‪ ،‬وتتفرع منها الطبوع الباقية‪ ،‬باستثناء طبع «المحررة»‬ ‫الذي يعتبر أصال بال فرع‪ ،‬وقد أقر محمد بن الحسين الحايك هذا التصنيف‪ ،‬ورتب‬ ‫على أساسه كل ما كان متداوال من الميازين إلىحدود عهده‪ ،‬وتكريسا لهذا‬ ‫وضع الحايك شجرة للطبوع مراعيا نسبتها إلى أصولها‪ ،‬ونسبة هذه األصول إلى‬ ‫الطبائع األربعة وهي ‪ :‬اسوداء للذيل‪ ،‬والبلغم للزيدان‪ ،‬والدم للماية‪ ،‬والصفراء‬ ‫للمزموم‪ ،‬وجاء ترتيب الحايك للطبوع تكريسا لنظرية نسبة الطبوع إلى الطباع‪،‬‬ ‫وبذلك ظل بعيدا عن أن يخدم النظرية الموسيقية التي تعتمد نوعية الساللم‪،‬‬ ‫وطبيعة أجناسها‪ ،‬وارتكازاتها كقاعدة أساسية لدراسة المقامات دراسة علمية‬ ‫صرفة‪.‬‬ ‫ثانيا انتباه أهل الفن لتصنيفات طبوع الحايك‪ ،‬مقترحين ترتيبا آخر ينطلق‬ ‫من تقارب النغمات األساسية للمقامات‪ ،‬كتقارب مخارج الحروف‪ ،‬بالنسبة لبعضها‪،‬‬ ‫وهو المعول عليه عند أصحاب الفن‪ ،‬وخاصة بمدينة فاس‪ ،‬كما هو العمل به‬ ‫حاليا في أوساط محترفي الموسيقى األندلسية‪ ،‬وكذا المستمعين أفضى إلى‬ ‫االستغناء عن شجرة الطبوع التي وضعها الحايك ومن سبقه‪ ،‬وأصبحت تقتفي‬ ‫الطبوع ذات المجموعة المستقلة عن بعضها البعض‪ ،‬والشيء الذي يربط‬ ‫بين أجزائها هو تقارب نغمات قراراتها‪ ،‬وهكذا انتظمت النوبات اإلحدى عشر‬ ‫بطبوعها وضمن بعضها صنائع الطبوع التي ضاعت نوباتها‪.‬‬ ‫(انتهى)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫الريف األوسط ‪...‬الكنز المهدد باالنقراض‬ ‫الحسيمة‪ :‬فكري ولد علي‬ ‫بالرغم من كون المغرب يضم أكبر مساحة‬ ‫من غابات اﻷرز بين دول البحر اﻷبيض المتوسط‬ ‫بمساحة تتجاوز ‪ 134‬ألف هكتار‪ ،‬باعتبارها كنزا‬ ‫وطنيا وإرثا إكولوجيا نفيسا يشكل مصدر رزق‬ ‫للساكنة وقطعانهم من جهة‪ ،‬ويعد عامل جذب‬ ‫سياحي بامتياز من جهة أخرى‪ ،‬بالرغم من كل‬ ‫ذلك فغابات اﻷرز والصنوبر في الريف اﻷوسط‬ ‫المغربي بكل من جماعتي اساكن وكتامة‬ ‫بإقليم الحسيمة ‪،‬والتي تنتمي إلى صنف اﻷرز‬ ‫اﻷطلسي المتميز بحجمه المتوسط من ‪30‬‬ ‫إلى ‪ 40‬متر‪ ،‬مع قطر جدعي يتراوح بين ‪ 1.5‬و‪2‬‬ ‫أمتار‪ ،‬تعاني من عدة مشاكل تهدد وجودها رغم‬ ‫صمودها في جبال الريف اﻷبية لقرون عديدة‬ ‫خلت ‪...‬فالمالحظ في السنوات اﻷخيرة ‪،‬أننا أمام‬ ‫تناقص كبير في مساحة غابات اﻷرز والصنوبر‬ ‫بالمنطقة ‪،‬فباإلضافة إلى مشاكل التخريب‬ ‫واﻹتالف والقطع والحرائق العمدية التي غالبا‬ ‫ما تكون ﻷسباب بشرية معروفة مسبقا‪ ،‬تفرض‬ ‫التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة االحتباس‬ ‫الحراري نفسها بشكل داهم وخطير‪ ،‬على الدورة‬ ‫الطبيعية لتكاثر اﻷشجار الصنوبرية بشكل عام‬ ‫وشجرة اﻷرز بشكل خاص‪ ،‬إذ أن تناقص كميات‬ ‫اﻷمطار وتأخر تساقط الثلوج‪ ،‬وتقلص الفترة‬ ‫الصقيعية‪ ،‬واجتياح فصل الخريف لفصل الشتاء‬ ‫وارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬تشكل بيئة مناسبة‬ ‫لتكاثر الحشرات الخشبية المضرة‪ ،‬وأبرزها ما‬ ‫يسمى ب��دودة الصندل (باربود )‪ ،‬التي تضع‬ ‫بيضها على اﻷشجار الصمغية لتفقس في‬ ‫نهاية شهر أكتوبر‪،‬وتخرج منها دودة تقوم‬ ‫بنسج خيوط حول براعم اﻷغصان وصوال إلى‬ ‫التربة‪ ،‬حيث تنسج شرنقة حول نفسها تخرج‬ ‫منها فراشة جديدة لتبدأ العملية من جديد في‬ ‫دورة متجددة تؤدي إلى موت بطيء وحتمي‬ ‫لشجرة اﻷرز المصابة وانتقال العدوى إلى البيئة‬ ‫المحيطة بها ‪...‬إذ أنه وكماهو معلوم ومجرب‪،‬‬ ‫فاﻹصابة تتجاوز اﻷشجار لتطال المواطنين‬ ‫القاطنين على مقربة من الغابة وبجوارها‪،‬‬ ‫كما هو الحال في مركز إساكن (المستوصف‪،‬‬ ‫الثانوية‪ ،‬اﻹعدادية ) والدواوير المحيطة به !!!‬ ‫حيث تنتشر اﻷعشاش البيضاء كما هو مالحظ‬ ‫في الصور المرفقة‪ ،‬ليحمل الهواء غبارها إلى‬ ‫المنازل والمساكن القريبة‪ ،‬مما يسبب مشاكل‬

‫عين بقرية الزواقين‪ ‬‬

‫وعوارض صحية طارئة‪،‬‬ ‫تتمثل في حساسيــة‬ ‫مفرطة في العيــــون‬ ‫وح��ك��ة ش���دي���دة في‬ ‫ال��ب��ش��رة وض��ي��ق ح��اد‬ ‫في التنفس‪ ،‬يستدعي‬ ‫معه اﻷم��ر تدخال طبيا‬ ‫عاجال تجنبا لمضاعفات‬ ‫أخطر ال قدر اهلل‪(...‬انظر‬ ‫الصورة)‬ ‫لذلك نهيب بكل‬ ‫المتدخلين والفاعلين المحليين واﻹقليميين من‬

‫إدارة المياه والغابات وسلطات محلية ‪،‬ومجلس‬ ‫جماعي ومجتمع مدني‪ ،‬التدخل سريعا ﻹيجاد‬ ‫حلول ناجعة وفعالة‪ ،‬تقتضي على سبيل المثال‬ ‫تشكيل فرق ميدانية للمكافحة تعتمد باﻷساس‬ ‫على عمليات التقليم واستئصال اﻷشجار‬ ‫واﻷغصان المصابة وحرقها‪ ،‬وطمر رمادها‬ ‫بالتراب كمرحلة أولى ‪،‬ليتم اﻹنتقال بعدها‬ ‫إلى عمليات الرش بالمبيدات عبر المروحيات‬ ‫واﻵليات المعدة خصيصا لذلك ‪..‬فالغابة ثروتنا‬ ‫ورئتنا التي نتنفس منها‪ ،‬وجب ويجب علينا‬ ‫حمايتها و الحفاظ عليها ‪..‬‬

‫يف اليوم العاملي للغة العربية ‪:‬‬

‫تكريم األستاذ مصطفى بن مسعود‬ ‫اهلل أكبر والعزة والسؤدد والسمو لمن‬ ‫حمل ألوية العروبة وغرسها في ربوع العالم‬ ‫مشرقا ومغربا‪ ،‬ونحن في عيدنا األممي نعتز‬ ‫ونسمق باللغة العربية في خضم معارك ضارية‪،‬‬ ‫تقية ووضوحا‪ ،‬لنوحي لآلخر أن النصر كان دائما‬ ‫حليفنا‪ ،‬ألن منطلقاتنا ثابتة من أجل التحرر ضد‬ ‫االستيالب وورثة االستعمار الفكري حتى نحقق‬ ‫إثبات الذات‪ ،‬والتي هي مسحوبة من تاريخنا‬ ‫تدرجا‪ ،‬جيال بعد جيل‪.‬‬ ‫نحتفي توافقا مع كل أجيالنا الرواد‪ ،‬وحضورا‬ ‫مع حبيبنا‪ ،‬وعزيز علينا األستاذ مصطفى بن‬ ‫مسعود‪ ،‬كان قدره أن يصطف بين هؤالء الرواد‬ ‫بثغر طنجة المعطاء‪ ،‬تواصال بفردوسنا المفقود‬ ‫منذ قرون‪ ،‬عربيا‪ ،‬علما وفكرا وتالحما‪.‬‬ ‫نعم‪ ..‬هذا الرجل األستاذ مصطفى بن‬ ‫مسعود بالتفخيم‪ ،‬ناضل بالذات والكلمة‪ ،‬وحقق‬ ‫زمنيا‪ ،‬تواصال رمزيا بين ثقافة الشرق العربي‬ ‫ومغربنا‪ ،‬مازجا أساطين الفكر والمعرفة كرسائل‬ ‫لكل األج��ي��ال‪ ،‬انطالقا من جمعيته «رسالة‬ ‫الطالب»‪ ،‬موحيا للجميع بأننا كلنا طالب علم‪،‬‬ ‫مهما بلغت درجاتنا االجتماعية‪ ،‬أو تقدمت بنا‬ ‫السنوات‪ ،‬محققا بأن هذا الثغر الطنجي حمل لواء‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬تاريخا وحاضرا منذ قرون وقرون‪.‬‬ ‫نعم‪ ..‬هذا الرجل لبى دعوته قادة أحزاب‬ ‫وطنيين وسياسيين من مخلصي هذا الوطن‪،‬‬ ‫فحشد المئات من أجل التتبع والتحليل لوضعيــة‬ ‫هذا الوطن وطــرح بدائل للحلول‪.‬‬

‫الحق في الماء مهدد بقرية‬ ‫الزواقين بإقليم وزان‬

‫نعــم‪ ...‬هذا الرجـل نال من األذى في مورد‬ ‫رزقه‪ ،‬فعاتبوه‪ ،‬وعاقبوه بعدها وحشروه إداريا مع‬ ‫األموات وهو حي‪ ،‬فزاد توهجا‪ ،‬وكرر الحضور ثم‬ ‫الحضور‪...‬‬ ‫هذا الرجل‪ ..‬في وعكته الصحية حاليا‪،‬‬ ‫يشرف على لقاءات بين الوحدات التربوية لتفجير‬ ‫طاقات التالميذ الفكرية بمسابقات وحوارات‪...‬‬ ‫تتعود خبراتهم بالتعود على استحضار الذاكرة‬ ‫وممارسة منهجية الفكر‪.‬‬

‫هذا الرجل‪ ..‬األستاذ مصطفى بن مسعود‬ ‫تدين له طنجة وأهلها بالجميل والعرفان‬ ‫ألنه أعطى لمدينته نهضتها الفكرية وكذا‬ ‫لجميع مستويات أهلها المعرفية أثناء كبوتها‬ ‫المفروضة فطوبى لك يا أستاذ األجيال يا‬ ‫مصطفى بن مسعود‪ ،‬وهنيئا لطنجة بك وهنيئا‬ ‫لك بطنجة الملهمة‪.‬‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬ ‫فارق الحياة المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫مصطفى بوتامي‬

‫رجل تعليم سابق‬ ‫وذلك بتاريخ ‪ 17‬نونبر ‪ 2015‬وشيع جثمانه في اليوم الموالي في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره‬ ‫األهل واألحباب والمعارف ودفن بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة الظهر بمسجد التقوى بحي علي باي‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد السيدة لطيفة بن عميار وإلى‬ ‫أبنائهما‪ ،‬رفيق ومروان ونادر وكريم ومنير‪ ،‬باإلضافة إلى إخوة الفقيد‪ ،‬العربي وسعيد وخليل ونزهة‬ ‫وفطوم وخديجة وادريس‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد عائالت عبد الصادق وأبيت وبيوض‪.‬وبالمناسبة‪،‬‬ ‫تتقدم أرملة الفقيد بالشكر الجزيل إلى كل من واساهم في مصابهم الجلل‪ ،‬سواء بالحضور أواالتصال‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عبد العزيز الحليمي‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫“ تعمل الدولة والمؤسسات العمومية‬ ‫والجماعات الترابية ‪ ،‬على تعبئة كل الوسائل‬ ‫المتاحة ‪ ،‬لتيسير أسباب استفادة المواطنات‬ ‫والمواطنين ‪ ،‬على قدم المساواة ‪ ،‬من الحق‬ ‫في ‪..... :‬الحصول على الماء والعيش في بيئة‬ ‫سليمة ‪ . ”....‬مضمون هذا الفصل الدستوري‬ ‫( ‪ ) 31‬هو الذي تعتمده ساكنة دوار احساسن‬ ‫بقرية الزواقين ‪ ،‬الواقعة تحت النفوذ الترابي‬ ‫لجماعة سيدي رضوان بإقليم وزان في ترافعها‬ ‫أمام مختلف الجهات ذات العالقة بموضوع الماء‬ ‫بعد أن لمست بأن حقها في جرعات نقية وكافية‬ ‫من الذي قال فيه سبحانه ‪ “ ‬وجعلنا من الماء كل‬ ‫شيء حي “ معرضة للمصادرة واإلتالف ‪.‬‬ ‫‪ ‬الشكوى التي وجه سكان الدوار نسخا‬ ‫منها إلى اإلدارة الترابية اإلقليمية والمحلية ‪،‬‬ ‫ورئيس جماعة سيدي رضوان ‪ ،‬واللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان بالشمال ‪ ،‬تفيد بأن العطش‬ ‫ال��ذي أضحى يهدد المواطنين والمواطنات‬ ‫والبهيمة على السواء ال يعود سببه إلى الجفاف‬ ‫كما قد يتصور البعض ‪ ،‬ولكن إلى فعل بشري‪.‬‬ ‫فحسب ما هو وارد في عريضة ‪ -‬نتوفر على‬ ‫نسخة منها ‪ -‬فإن “ النقص المسجل في الماء‬ ‫الصالح للشرب من نقطة ماء العين الطبيعية‬ ‫للدوار التي جفت ‪ ،‬يرجع إلى مجموعة من اآلبار‬ ‫المحاطة بجانبها “ ‪.‬‬ ‫‪ ‬عملية حفر اآلبار يقول بعض المواطنين‬ ‫التقت بهم الجريدة ‪ ،‬لم تحترم المساطر‬ ‫القانونية ذات العالقة بالموضوع ‪ ،‬وأقدم عليها‬

‫البعض لغايات ال عالقة لها بتوفير الماء بما‬ ‫يخدم السكان والبهيمة ‪ .‬ويضيف هؤالء بأن‬ ‫السلطة المحلية ‪ ،‬والجماعة القروية ‪ ،‬وإدارة‬ ‫المكتب الوطني للماء الشروب بعين المكان‬ ‫أغمضوا عيونهم عن الفوضى التي خلقها‬ ‫البعض ‪ ،‬ولم يتدخلوا إال بعد أن علم عامل‬ ‫دار الضمانة ‪ ‬بالموضوع ‪ ،‬بعد حركة احتجاجية‬ ‫حضارية قام بما السكان في األسابيع األخيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن ه��ؤالء المواطنين والمواطنات‬ ‫الذين سجلوا بارتياح كبير التفاعل السريع لعامل‬ ‫اإلقليم مع مطلبهم ‪ ،‬فإنهم “ خوفا من تدخل‬ ‫أيادي خارجية من تعطيل مسطرة اإلغالق لآلبار‬ ‫الخمس ‪ ،‬ويلتمسون تطبيق مسطرة رفع الضرر‬ ‫عنهم “ ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن قرية الزواقين ‪ ،‬ومعها دواوير‬ ‫قرى أخرى تابعة للنفوذ الترابي لجماعة سيدي‬ ‫رض��وان ‪ ،‬تعاني ساكنتها منذ سنوات من‬ ‫الخصاص المهول في مادة الماء ‪ ،‬الذي كانت‬ ‫تديره “ جمعية المسيرة للماء “ ‪ ،‬التي ‪ ‬يقول أكثر‬ ‫من مؤشر بأن اختالالت كبرى لحقت ماليتها‬ ‫المستخلصة من انخراطات أعضائها ‪ ،‬وهو‬ ‫ما دفع المنخرطين والمنخرطات إلى إسقاط‬ ‫التقريرين المالي واألدبي في جمع عام انعقد منذ‬ ‫سنوات ‪ ،‬من دون أن تتدخل أي جهة‪ ‬إلفتحاص‬ ‫مالية جمعية مؤطر عملها بقانون ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫تطوان ‪“ :‬األيادي المتضامنة”‬

‫يوم دراسي بمناسبة اليوم‬ ‫العالمي للهجرة‬

‫‪ ‬انطلقت على الساعة التاسعة من صباح يوم السبت الفارط‪ ،‬بمركز األميرة لال مليكة بتطوان‪ ،‬‬ ‫فعاليات اليوم الدراسي الذي تنظمه جمعية‪“ ‬األيادي المتضامنة”‪ ،‬حول موضوع “ حقوق المهاجرين‬ ‫األجانب بالمغرب”‪ ،‬وذلك بمناسبة اليوم العالمي للهجرة‪..‬‬ ‫يندرج هذا اللقاء في إطار األنشطة التي تقوم بها الجمعية من أجل التعريف‬ ‫بوضعية المهاجرين األجانب ‪ ‬و تقريب هذه الشريحة من المجتمع المغربي وخلق فضاءات للنقاش‬ ‫و التحليل ‪ ‬لمختلف جوانب موضوع الهجرة والمهاجرين‪.‬‬ ‫وشارك في هذا اليوم الدراسي مجموعة من الخبراء والمسؤولين‪ ‬في مجال الهجرة ‪،‬يمثلون هيئات‬ ‫وطنية ودولية ‪ ‬متنوعة االختصاصات‪ ،‬من بينهم مديرة المنظمة الدولية للهجرة وممثل عن مفوضية‬ ‫األمم المتحدة لشؤون الالجئين والقاضي األستاذ محمد الرزاقي ممثال لوزارة العدل واألستاذ الجامعي‬ ‫محمد الخشاني وممثل عن وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وكذا ممثل االتحاد الدولي لجمعيات الصليب‬ ‫األحمر والهالل األحمر‪ ,‬والناشط الجمعوي سعيد بن اعمامة ‪ .‬ومكنت مختلف العروض التي قدمت‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬من اإللمام بموضوع الهجرة من كل جوانبه‪.‬‬ ‫وسيشكل هذا اليوم الدراسي فرصة لمناقشة السياسة الجديدة للهجرة بالمغرب والتحديات التي‬ ‫تطرحها على المستوى الوطني والدولي والوقوف على واقع المهاجرين األجانب بالمغرب‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المشاركة كانت مفتوحة في وجه جميع الراغبين في ذلك‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫نداء إلى ذوي األريحية‬ ‫محمد بلخيضر‪ ،‬يبلغ من العمر ‪49‬‬ ‫سنة‪ ،‬متزوج وأب لطفلين‪ ،‬يطرق باب هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬عارضا ظروفه االجتماعية الصعبة‪،‬‬ ‫لعله يجد رحمة من اهلل لدى المؤمنين‬ ‫والمحسنين وذوي األريحية الذين يدعوهم‬ ‫لالطالع على كل شيء بأنفسهم‪ ،‬واهلل لن‬ ‫يضيع أجر صنيعهم‪:‬‬ ‫أصيب‪ ،‬منذ سن مبكرة‪ ،‬بداء القلب‪،‬‬ ‫بعدها أصيب بجلطة دماغ‪ ،‬إثر حادثة‬ ‫سير‪ ،‬تعرض لها‪ ،‬فتسببت له في شلل‪،‬‬ ‫على مستوى يده ورجله اليمنيين‪ ،‬قبل أن‬ ‫تتحسن حركاته ـ شيئا ما ـ وذلك بفضل‬ ‫خضوعه للترويض واستعماله لألدوية‪،‬‬ ‫تتوفر الجريدة على ملفه الطبي‪.‬وكل ذلك‬ ‫يكلفه مصاريف عالجية‪ ،‬قد تصل ـ شهريا ـ‬ ‫إلى مبلغ حوالي ‪ 900‬درهم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫الدخل والمورد له‪ ،‬بحكم عجزه عن العمل‪ ،‬مما عرضه كذلك لمواجهة شبح اإلفراغ‬ ‫من مسكنه‪ ،‬نتيجة تراكم سومات الكراء على عاتقه‪.‬‬

‫لالتصال‪0654154408 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬حي ادرادب الروضة الدار ‪ 18‬طنجة‬


‫العدد ‪815‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫تقرير عن الندوة الدولية‪� :‬أ�صول البيان‬ ‫يف فهم اخلطاب القر�آين وت�أويله‬

‫أبو الخير الناصري‬

‫نظم مركز ابن أبي الربيع السبتي‬ ‫للدراسات اللغوية واألدب��ي��ة‪ ،‬التابع‬ ‫للرابطة المحمدية للعلماء‪ ،‬بتعاون مع‬ ‫فرقة البحث األدبي والسيميائي بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪،‬‬ ‫ندو ًة علمية دولية في موضوع “أصول‬ ‫البيان ف��ي فهم الخطاب القرآني‬ ‫وتأويله” يومي األربعاء والخميس‬ ‫‪05‬و‪ 06‬ربيع األول ‪1437‬ه‪ 16 /‬و‪17‬‬ ‫من ديسمبر ‪ 2015‬بالكلية المذكورة‪.‬‬ ‫وشارك في فعاليات هذه الندوة‬ ‫عدد من العلماء والباحثين من الجزائر‪،‬‬ ‫والمملكة العربية السعودية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى المغرب‪ ،‬وتوزعت أشغالها على‬ ‫جلسة افتتاحية‪ ،‬تلتها ثالث جلسات‬ ‫علمية‪ ،‬فجلسة ختامية‪.‬‬

‫الجلسة االفتتاحية‬ ‫افتُتحت أعمال هذه الندوة بآيات‬ ‫من كتاب اهلل تعالى تالها األستاذ‬ ‫عبد الواحد الصمدي‪ ،‬أعقبتها كلماتٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ثالث‪:‬‬ ‫أول��ه��ا للدكتور محمد سعد‬ ‫الزموري‪ ،‬عميد كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان‪ ،‬عَ��دَّ فيها هذه‬ ‫الندوة ثمرة من ثمار كثيرة التفاقية‬ ‫شراكة تجمع بين الكلية وبين الرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء ومركز ابن أبي الربيع السبتي‪ ،‬وقال إن تنظيم هذا اللقاء العلمي ٌ‬ ‫دليل على شجاعة فكرية‪ ،‬وهو أيضا فرصة لتالقح‬ ‫األفكار واآلراء والمقاربات والتخصصات وتضافر الجهود لتحقيق التفكير الجماعي في موضوع الخطاب القرآني وتأويله‪ ،‬مضيفا أن الرهان‬ ‫الرئيس لهذه الندوة هو اإلجابة عن السؤال‪ :‬كيف نفهم القرآن ونؤوله لنعرفَ ما علينا عم ُله في حياتنا؟‬ ‫وثانيها للدكتور عبد الرحمن بودرع‪ ،‬منسق اللجنة المنظمة وفرقة البحث األدبي والسيميائي بالكلية‪ .‬وقد ذكر في كلمته أن‬ ‫موضوع الندوة يخدم قضية استخراج األصول والقواعد التي تضبط عمليات قراءة الخطاب القرآني وفهمه وتفسره وتأويله‪ ،‬وأن‬ ‫المبتغى من هذا النشاط العلمي فحصُ المدى الذي يمكن أن تبلغه علوم العربية في فهم القرآن وتأويله‪ ،‬وبيان الحدود التي تقف‬ ‫عندها هذه العلوم‪.‬‬ ‫كما َّ‬ ‫ذكر د‪.‬بودرع بسياق الندوة‪ ،‬ومحاورها‪ ،‬مشددا في ذلك كله على أهمية اللغة العربية‪ ،‬وأهمية دراستها في فهم الخطاب‬ ‫القرآني وتأويله‪.‬‬ ‫وثالثها للدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية‪ .‬ومما ورد في كلمته قوُله‬ ‫إن موضوع هذه الندوة يرُدُّ طلبة العلم إلى النص القرآني‪ ،‬بما يعنيه ذلك من نَ ْق ٍل لهم من العلوم التي تدور حول النفع إلى مقام‬ ‫َّ‬ ‫يُتَعَلمُ‪ ،‬ومنها ما ظهرت‬ ‫النفع نفسه‪ ،‬مضيفا أن ردَّهم هذا إلى القرآن الكريم ال يكون إال مقرونا بقواعد عاصمة منها ما هو موجود‬ ‫الحاجة إلى وضعه وإيجاده تبعاً لما يحدث الناس من خطل‪ ،‬مشيرا‪ ،‬بهذا القول‪ ،‬إلى اإلطار العام الذي ينتظم الندوة‪ ،‬وهو مناقشة‬ ‫القواعد واألصول الضابطة لقراءة النص القرآني وتأويله‪ ،‬حتى تتحقق القراءة السليمة لكالم اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ثم كان موعد الحضور مع محاضرة افتتاحية ألقاها الدكتور الشاهد البوشيخي‪ ،‬رئيس مؤسسة البحوث والدراسات العلمية‪ ،‬في‬ ‫موضوع عنونه بـ”نحو تصور أولي لمشروع بناء علم أصول بيان القرآن”‪.‬‬ ‫وأشار د‪.‬البوشيخي في بداية محاضرته إلى أن المراد بأصول البيان هو أصول التفسير‪ ،‬وأن بناء علم أصول البيان لم يسبق إنجازه‬ ‫بصورة شاملة كاملة‪ ،‬مقارنة بما أُنجز في النحو والبالغة وغيرهما من العلوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وضبط ميزان فهم القرآن‬ ‫تكميل بناء هذا العلم (علم أصول البيان)‪،‬‬ ‫وأجمل المحاضر أهداف هذا المشروع في غايات ثالث هي‪:‬‬ ‫الكريم لمحاصرة التحريفات والتأويالت الخاطئة‪ ،‬وتيسيرُ عودة البشرية إلى اآلدمية‪.‬‬ ‫ثم مراحل إنجاز هذا المشروع‪ ،‬وهي‪ :‬مرحلة جمع مادة علم أصول التفسير المتفرقة في كتب كثيرة متنوعة‪ ،‬فمرحلة تصنيف‬ ‫المادة المجموعة وتحليلها وتعليلها‪ ،‬ثم مرحلة تركيب تصور تفصيلي جديد لمباحث هذا العلم وتحريرها‪ ،‬مؤكدا أن هذا األمر مما‬ ‫ينبغي أن تنهض به فرق للبحث بإشراف عام وتنسيق للجهود‪ ،‬ليخلص – في ختام محاضرته – إلى الحديث عن ضرورة تحصين علم‬ ‫القرآن إلنتاج الجيل الراسخ الناسخ لبناء مشروع علم أصول بيان القرآن‪ ،‬ذاكرا صفتين اثنتين ينبغي توفرهما فيمن يسهم في إنجاز هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬وهما الرسوخ في مجال التخصص العلمي‪ ،‬والرسوخ في الجمع بين النظر والتطبيق‪.‬‬

‫الجلسة العلمية األولى برئاسة الدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬رئيس مركز‬ ‫ابن أبي الربيع السبتي بتطوان‬

‫ُقدّمت في هذه الجلسة ورقتان بحثيتان كانت أوالهما بعنوان “بين أيدي البيان والخطاب والنص والتفسير والتأويل‪ :‬نحو ضبط‬ ‫أولي للمفاهيم والمصطلحات” للدكتور عبد القادر سالمي‪ ،‬األستاذ بجامعة تلمسان بالجزائر‪ ،‬عُني فيها بالتوقف عند مصطلحات البيان‪،‬‬ ‫والنص‪ ،‬والخطاب‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والتأويل‪ ،‬في أصل وضعها اللغوي‪ ،‬وفي معانيها االصطالحية عند عدد من العلماء والباحثين العرب‬ ‫واألجانب‪.‬‬ ‫كما توقف المتدخل عند التقاطع بين بعض المصطلحات (كالتفسير والشرح والتأويل)‪ ،‬محددا االستعمال الخاص لكل مصطلح‬ ‫منها ووجهَ تقاطعه مع غيره‪ ،‬ساعيا من خالل ذلك كله لتوضيح مجمل المصطلحات التي يصرح بها عنوان الندوة أو يشير إليها‪.‬‬ ‫بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري‪ ،‬الباحثة بمركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء‪ ،‬في‬ ‫موضوع “حدود اللغة العربية وعلومها في فهم لسان القرآن الكريم وتأويله”‪ ،‬وانطلقت في بحثها من مقدمتين اثنتين هما‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن القرآن الكريم مهيمن على العلوم (ومنها علوم اللغة العربية)‪ ،‬وهذا معناه أن اللغة محكومة بالقرآن‪ ،‬ال العكس‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وأن القرآن جديد كليا في كل ما يحيط به‪ ،‬من حيث اسمُه (قرآن)‪ ،‬ومقدمتُه (فاتحة)‪ ،‬وقراءتُه (تالوة)‪..‬‬ ‫ثم قسمت بحثها إلى محورين هما‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حدود اللغة العربية وعلومها في فهم القرآن عند بعض القدماء من العلماء والمفسرين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حدود اللغة العربية وعلومها في فهم القرآن عند بعض العلماء المعاصرين‪.‬‬ ‫قائل ًة – في المحورين – إن بعض العلماء والنحاة يردُّون قراءات للقرآن بدعوى أنها غير متفقة مع قواعد النحو‪ ،‬ومشدد ًة على أن‬ ‫األصل هو أن القرآن يُفهم من سياقه‪ ،‬ال من خالل قواعد اللغة العربية وحدها‪ ،‬وأن القرآن الكريم قد تجاوز العربية في كل شيء‪ :‬نحواً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نَحْو قرآني خاص بكالم اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وصرفاً‪ ،‬وتركيباً‪ ،‬وتصويراً‪ ..‬داعية – في ختام مداخلتها – إلى وضع ٍ‬ ‫الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور محمد مفتاح‪ ،‬أستاذ بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫كان أول المتدخلين في هذه الجلسة الدكتورة سعاد الناصر‪ ،‬األستاذة بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪ ،‬وقد تحدثت في‬ ‫موضوع “بالغة القصّ في سورة طه”‪ ،‬مبتدئة حديثها باإلشارة إلى مميزات سور القرآن الكريم‪ ،‬قبل أن تنتقل للحديث عن سورة طه‬ ‫بوصفها سور ًة ذاتَ كثافة معرفية تدعو الباحث لدراسة خصائصها واستجالء دالالتها‪ ،‬متوقفة‪ ،‬في هذا الجانب‪ ،‬عند األسلوب القصصي‬ ‫لكونه سمة بارزة من سمات هذه السورة‪.‬‬ ‫وقد قسمت د‪.‬الناصر كالمها عن بالغة هذه السورة إلى ثالثة مكونات هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الوحدات الجمالية للسورة‪ :‬وقسمتها إلى سبع وحدات سردية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االنسجام والتناسب بين سورة طه وبين ما قبلها وما بعدها من سور‪ ،‬وكذا االنسجام والتناسب بين بداية السورة المدروسة‬ ‫َ‬ ‫المخاطب‪،‬‬ ‫بالغتها وبين نهايتها ومقاصدها‪ ،‬محدد ًة مكونات االنسجام داخل السورة كانسجام التقابل في األلفاظ والمعاني‪ ،‬وانسجام‬ ‫وتناسب اإليقاع‪..‬‬ ‫‪ - 3‬البنية السردية للسورة وتميزها بهيمنة الرؤية المحايدة‪ ،‬مع ترك الشخصيات تتحدث عن نفسها‪ ،‬وهيمنة رؤية ذاتية معتمدة‬ ‫ضمير الجمع‪ ،‬وهي رؤية تتناوب مع الرؤية المحايدة في السرد القصصي‪.‬‬ ‫أما المداخلة الثانية في هذه الجلسة فكانت للدكتور عبد اهلل بن محمد بن جار اهلل النغيمشي‪ ،‬األستاذ بجامعة القصيم بالمملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وكانت بعنوان “التأثير والتأثر بين المعنى والصنعة النحوية عند ابن جرير الطبري في تفسيره”‪ ،‬وأكد في بدايتها‬ ‫على العالقة الوطيدة بين اإلعراب والمعنى الداللي‪ ،‬وعلى ضرورة اإللمام بقواعد النحو وأهميته في إدراك المعنى الصحيح لآلية‪ ،‬ثم‬ ‫قدّم دراسة تطبيقية لتلك العالقة في تفسير “جامع البيان” البن جرير الطبري‪ ،‬ممثال فيها للتأثير والتأثر بين المعنى والصنعة النحوية‬ ‫بنماذج من ردود الطبري على غيره من المفسرين عند تفسيره بعضَ اآليات القرآنية كقوله تعالى‪( :‬وادخلوا الباب سُجّدا وقولوا حطة‬ ‫يغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) [البقرة ‪ ،[-57‬وقوله سبحانه‪( :‬وال تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) [البقرة ‪ ،]-34‬وقوله‬ ‫عز وجل‪( :‬والذين آمنوا باهلل ورسله أولئك هم الصّدّيقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) [الحديد‪...]18 -‬‬

‫الصواب‪.‬‬

‫تلته مداخلة الدكتور عدنان أجانة‪،‬‬ ‫األستاذ الباحث بأكاديمية التربية والتعليم‬ ‫بكلميم‪ ،‬في موضوع “النحو العربي والقرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬قراءة في حدود العالقة وآفاقها”‪،‬‬ ‫أكد فيها قصور الوصف النحوي آليات‬ ‫القرآن الكريم؛ لكون هذا النحو قد بُني‬ ‫على منتخبات من كالم العرب تمتد من‬ ‫العصر الجاهلي حتى أوائل العصر العباسي‪،‬‬ ‫ولكون النحاة لم يحتكموا في وضعهم‬ ‫بعضَ القواعد إل��ى اآلي��ات القرآنية‪،‬‬ ‫وكون بعض المصطلحات النحوية صيغة‬ ‫انطالقا من استقصاء الشواهد الشعرية ال‬ ‫القرآنية‪ ..‬وهو ما ترتب عنه خلل منهجي‬ ‫في التعامل مع النص القرآني تكشف عنه‬ ‫جملة أمور من بينها استشكال تراكيب من‬ ‫القرآن الكريم وتخطئة ال ُقرّاء وردّ بعض‬ ‫القراءات‪..‬‬ ‫أم��ا الدكتور عبد اهلل بن سرحان‬ ‫القرني من جامعة أم القرى بمكة المكرمة‬ ‫فقدم بحثا بعنوان “األص���ول النحوية‬ ‫والصرفية في تأويل القرآن‪ :‬معاني القرآن‬ ‫وإعرابه أنموذجا”‪ ،‬أثبت فيه أن مذهب أبي‬ ‫إسحاق الزجاج في االشتقاق ال يصلح ألن‬ ‫يؤسَّسَ عليه علم التفسير‪ ،‬مستدال على‬ ‫هذه الخالصة بقراءة نماذج من كالم‬ ‫الزجاج في اشتقاق بعض الكلمات يؤكد‬ ‫مبالغة الرجل في هذا الجانب وابتعاده عن‬

‫الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الدكتورة سعاد الناصر‪ ،‬أستاذة بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان‬

‫قدمت في هذه الجلسة أربع ورقات علمية‪ ،‬أولها للدكتور راشد بن حمود بن راشد الثنيان‪ ،‬من كلية الزلفى بالمملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬بعنوان “كتب الغريب وأثرها في فهم القرآن‪ ،‬تفسير غريب القرآن البن قتيبة أنموذجا”‪ ،‬ابتدأها بالحديث عن نشأة كتب‬ ‫غريب القرآن‪ ،‬ثم تحدث في مناهج التأليف في كتب الغريب من حيث ترتيبُ ألفاظ الغريب‪ ،‬مقسما إياها إلى خمسة مناهج َّ‬ ‫مَثل لكل‬ ‫واحد منها بمؤلف أو أكثر‪ ،‬لينتقل بعد ذلك للحديث في مناهج هذه الكتب من حيث معاني ألفاظ الغريب‪ ،‬قائال إن مناهج هذه الكتب‬ ‫ستة وهي‪ 1- :‬المنهج المعجمي‪ 2- .‬المنهج السياقي‪ 3- .‬المنهج التفسيري‪ 4- .‬منهج االختصار في بيان المعنى‪ 5- .‬منهج اإلطالة في‬ ‫بيان المعنى‪ 6- .‬منهج التوسط بين االختصار واإلطالة‪.‬‬ ‫وأكد بعدها على ضرورة معرفة مفسِّر القرآن بغريبه‪ ،‬ليخلص إلى التعريف بتفسير غريب القرآن البن قتيبة‪ ،‬مركزا في دراسته له‬ ‫على التعريف بالكتاب ومصادره ومنهجية صاحبه في بنائه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الكلمة الدكتور نصر الدين وهابي‪ ،‬األستاذ بجامعة الشهيد حمّه لخضر‪ ،‬الوادي بالجزائر‪ ،‬فقدّم بحثه الموسوم‬ ‫بعد ذلك أُعطيَ‬ ‫كل ْ‬ ‫بـ”التوجيه النحوي للشاذ في لغة القرآن الكريم”‪ ،‬وقال في بدء كالمه إن المراد بالشذوذ هنا ُّ‬ ‫نُط ٍق عربي آلية قرآنية مخالفة للقياس‪،‬‬ ‫وذكر أن التعامل مع مثل هذه اآليات لم يخرج عن أمرين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تأويل اآلية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حم ُلها على لهجة من لهجات العرب‪.‬‬ ‫وأضاف د‪.‬وهابي أنه أقام بحثه على مسألة توجيه آية قرآنية هي قوله تعالى‪( :‬إن هذان لساحران) [طه ‪ ،]-62‬ثم عرض تفسير‬ ‫“إن الزجاج َّ‬ ‫“إن” في اآلية على أن معناها “نَعَمْ”‪َّ ،‬‬ ‫وعقب على هذه اآلراء قائال َّ‬ ‫الزجاج ومَنْ تبعه من العلماء الذين حملوا َّ‬ ‫حكم الضيِّق‬ ‫(وهو النحو) في الواسع (وهو القرآن)”‪ ،‬وأن تفسير َّ‬ ‫“إن” في اآلية بـ”نعم” هو ابتعاد عن أصل من أصول التفسير هو تفسير القرآن‬ ‫بالقرآن‪ ،‬مستحضرا في هذه القضية كلمة َّ‬ ‫“إن” في آيتين أخريين هما (قال المأل من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم) [األعراف ‪،]-108‬‬ ‫“إن” التي في آيتي األعراف والشعراء جاءت للتوكيد‪ ،‬فوجب ُ‬ ‫و(قال للمإل حوله إن هذا لساحر عليم) [الشعراء ‪ ،]-33‬قائال إن الكلمة َّ‬ ‫حَمْل‬ ‫َّ‬ ‫“إن” التي في سورة طه على التوكيد هي أيضا؛ ففي ذلك رجوع إلى أصل تفسير القرآن بالقرآن‪.‬‬ ‫أما المداخلة الموالية فكانت للدكتور عبد الرحمن بودرع‪ ،‬األستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪ ،‬وتمحورت حول “النسق‬ ‫والبنية في دراسة النص القرآني واستجالء بيانه”‪.‬‬ ‫وقد أشار د‪.‬بودرع في بدء مداخلته إلى أن االنسجام والتماسك معياران لدراسة ترابط النص‪ ،‬وأن النص القرآني بناء محكم‬ ‫متماسك منسجم يفيد معنى محددا‪ ،‬ثم شرع يستدل على هذا التماسك واالنسجام بذكر مظاهرَ لالنسجام بين أجزاء النص القرآني‪،‬‬ ‫مصحوبة بشواهدَ لها من كالم اهلل تعالى‪ .‬ومن هذه المظاهر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن جمال القرآن الكريم ليس في كونه أجزا ًء وتفاريق‪ ،‬ولكن جماله في كونه جملة موحدة تقوم على قاعدة خاصة فيها من‬ ‫التناسق العجيب ما ال يدركه إال من عرف قيمته وعانى قراءته ومدارسته‪ ،‬ووقف على صميم النسق القرآني الذي هو منبع التأثير والسحر‪.‬‬ ‫‪ 2‬انسجام األداة التأويلية للنص‪ :‬ويراد به تفسر القرآن بالقرآن‪ ،‬أي تفسير النص بالنص من داخل النسق القرآني نفسه‪.‬‬‫‪ - 3‬المالءمة واالئتالف بين اللفظ واللفظ‪ ،‬وبين اللفظ والمعنى‪.‬‬ ‫‪ - 4‬حُسْن النَّسَق‪ :‬وهو أن يأتي المتكلم بكلمات متتاليات معطوفات متالحمات تالحما سليما مستحسنا‪ ،‬بحيث إذا أُ ْفردتْ ُّ‬ ‫كل‬ ‫جملة منه قامت بنفسها واستقل معناها بلفظها‪.‬‬ ‫‪َّ - 5‬‬ ‫اللف والنشر‪ :‬وهو أن يُذكر شيئان أو أكثر‪ ،‬إما إجماال‪ ،‬أو تفصيال بالنص على كل واحد‪...‬‬ ‫وخُتمت هذه الجلسة بمداخلة للدكتور محمد الفرجي‪ ،‬األستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش‪ ،‬عنوانها “السياق موجها دالليا في‬ ‫التفسير اللغوي بالغرب اإلسالمي‪ ،‬البحر المحيط ألبي حيان األندلسي أنموذجا”‪ ،‬ذكر في أولها أن السياق ٌ‬ ‫أصل بياني من أصول التفسير‬ ‫عند علماء الغرب اإلسالمي عامة‪ ،‬وعند أبي حيان خاصة‪ ،‬ثم درس المعالم المفهومية للسياق عند أبي حيان في “البحر المحيط”‬ ‫وأوصلها إلى سبعة معالم هي‪ - 1 :‬السياق يعني النظم المرتب‪ 2- .‬السياق يعني التناسب الصيغي‪ 3- .‬السياق يعني القرينة الحا ّفة‬ ‫للكالم المؤول والقرائن الخفية المتضمنة في تضاعيف الكالم‪ - 4 .‬السياق هو الحيز التركيبي الذي تُسلط عليه أداة نفي أو نهي أو‬ ‫استفهام‪ - 5..‬السياق هو ظاهر المعنى من النص‪ - 6 .‬السياق هو تظاهر أبعاض الكالم على تقرير داللة كلية تكون هي المقصود من‬ ‫الخطاب‪ 7- .‬السياق هو الوحدة الموضوعية للخطاب‪.‬‬ ‫وعرّج بعدها على بيان المقومات السياقية في “بحر” أبي حيان‪ ،‬ثم على تحديد مستويات التوجيه الداللي للسياق في البحر‬ ‫المحيط وهي‪ 1- :‬مستوى تفسير المبهمات‪ 2- .‬مستوى تقرير الداللة‪ 3- .‬مستوى التصرف في الداللة بالسياق‪ - 4 .‬مستوى إنشاء‬ ‫الداللة (السياق منشئ للداللة)‪.‬‬ ‫وخلص أخيرا إلى مجاالت توجيه الداللة بالسياق عند أبي حيان‪ ،‬وهما مجاالن اثنان‪ :‬مجال توجيه الداللة اللغوية‪ ،‬ومجال توجيه‬ ‫الداللة الشرعية‪.‬‬ ‫الجلسةالختامية‬ ‫وبعد هذه الجلسات العلمية المفيدة التي تخللتها مناقشات علمية صريحة وجادة من لدن األساتذة الباحثين والطلبة‪ ،‬ونُظم‬ ‫على هامشها معرضٌ لبعض منشورات الرابطة المحمدية للعلماء‪ ،‬أنهت الندوة أشغالها بجلسة ختامية ترأسها الدكتور عبد الرحمن‬ ‫بودرع‪ ،‬تُليتْ فيها آيات قرآنية كريمة‪ ،‬وقدم فيها الدكتور راشد الثنيان كلمة باسم الضيوف المشاركين في الندوة‪ ،‬ثم قرأ الدكتور‬ ‫عدنان أجانة ما أسفرت عنه الجلسات العلمية من توصيات‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫العناية بوضع دليل شامل لما ُطبع أو نُشرَ من المؤلفات المهتمة بأصول البيان القرآني‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫َ‬ ‫المَخطوطة المنتشرة في خَزائن المكتبات العاَلمية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جرد شامل لما لم يُطبَعْ من التفاسير‬ ‫‪ - 3‬التفكير في تأسيس خليةِ بحث يُعهَد إليْها النظر في اختيار من يضطلع بالتأصيل للدراسات القرآنية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التواصُل والتعا ُقد بعَ ْقد الشراكات والتعاوُن مع مؤسسات ومراكز ذات اهتمام مشترَك‪ ،‬بالخطاب القرآني وأصول بيانه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬رقمنة جميع ما ُطبع ونُشرَ من مؤلفات‪ ‬ودراسات مرتبطة بالقرآن الكريم من الناحية البيانية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحرصُ على َطبْع بحوث الندوة ونشرها لتيسير تداولها واإلفادَة منها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بالمشارَكة بورقات علمية‪ ،‬الستطالع قدراتهم واكتشاف مواهبهم البحثية المبكرة‬ ‫‪ - 7‬السماح للمتفوقين من طالب الدكتوراه‬ ‫لتطويرها وتقديمها للناس‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الحرص على عَقد ندوة دولية في بالغة القرآن ولغته مرة في كل سنة‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الحرص على تنظيم ورشات مصاحبة للندوة إلعداد مشاريع علمية في محاور كل ندوة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في ذكرى مولد نبي الهدى‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫إن اهلل جلت نعماؤه لما أراد إنقاذ القوم من الضالل وإرشادهم‬ ‫إلى معرفة الحرام والحالل‪ ،‬وهدايتهم إلى الدين الذي ارتضاه‬ ‫لمن أسعده وصرف عنه من شقاه‪ ،‬اختار سيدنا محمدا صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم إليضاح سبله وجعله خاتم أنبيائه ورسله‪ ،‬فاصطفاه‬ ‫من أكرم الخليقة وجعله روح الوجود على الحقيقة‪ ،‬ومازال ينقله‬ ‫في أشرف األصالب وأعظمها إلى أشرف البطون وأكرمها حتى‬ ‫تزوج عبد اهلل بن عبد المطلب بأمه وأظهره اهلل تعالى ظهور‬ ‫البدر‪ ،‬ومن على هذه األمة بهذه النعمة‪ ،‬ليخرج الناس من‬ ‫الظلمات إلى النور‪ ،‬وليضع عنهم إصرهم وأغاللهم التي كانت‬ ‫عليهم ‪ ،‬وليشيد لهم مدنية سامية يتفيئون ظاللها ويرتقون‬ ‫بها ذروة المجد والسؤدد ما استمسكوا بهذه المدنية اإلسالمية‬ ‫الصالحة لكل عصر ومصر‪ ،‬فقد أبرزه الحق سبحانه وتعالى إلى‬ ‫الوجود في شهرنا هذا ربيع األول‪ ،‬ففيه فاضت على الكون بركاته‪،‬‬ ‫وفيه كان مولده ومبعثه ووفاته‪ ،‬ولد مختونا مسرورا‬ ‫فأصبح الكون به مسرورا‪ ،‬وظهرت اآليات الكبرى وكثرت‬ ‫الهواتف بالبشرى‪ ،‬روي أن الصحابة رضوان اهلل عليهم‬ ‫قالوا يارسول اهلل أخبرنا عن نفسك؟ فقال‪ :‬أنا دعوة أبي‬ ‫(ر َّبنَا َو ْاب َع ْث فِيهِ ْم َر ُ�س اً‬ ‫ول مِ ن ُْه ْم‬ ‫إبراهيم‪ ،‬يعني في قوله َ‬ ‫َاب َو حْ ِ‬ ‫الكْ َم َة َو ُيزَ كِّ يهِ ْم �إِن َ​َّك‬ ‫َي ْت ُلو َع َل ْيهِ ْم �آ َيات َِك َو ُي َع ِّل ُم ُه ُم ا ْل ِكت َ‬ ‫�أَن َْت ا ْل َعزِ يزُ حْ َ‬ ‫ِيم )‪ ،‬وبشارة أخي عيسى‪ ،‬يعنى قوله‪:‬‬ ‫الك ُ‬ ‫ِيل ِ�إ يِّن َر ُ�س ُ‬ ‫�سائ َ‬ ‫(و ِ�إ ْذ َق َ‬ ‫ول‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ي�س ْ ُ َ ْ مَ َ َ َ ِ رْ َ‬ ‫ال عِ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫مِ‬ ‫ي َي َد َّي مِ َن الت َّْو َرا ِة َو ُم َب�شرًِّ ا‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫�ص‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ال َّلهِ ِ�إ َل ْيكُ ْ ُ َ ِّ‬ ‫َ نْ َ‬ ‫ا�س ُمهُ �أَ ْح َم ُد)‪ ،‬ولما ولدت خرج‬ ‫ب َِر ُ�سولٍ َي ْ�أتِي مِ ْن َب ْعدِي ْ‬ ‫من أمي نور أضاء مابين المشرق والمغرب‪ ،‬وفي رواية‬ ‫أضاءت منه قصور الشام‪.‬‬ ‫وقد توفي والده وهو حمل لم يتجاوز ثالثة شهور‪،‬‬ ‫فكفله جده عبد المطلب‪ ،‬وأول من أرضعته أمه آمنة‬ ‫بنت وهب ثالثة أيام ثم ثويبة موالة عمه أبي لهب‬ ‫عدة أيام‪ ،‬ثم عهد به جده إلى حليمة السعدية وجعله‬ ‫في قبيلتها بالبادية لينشأ شجاعا اليعرف الجبن‪ ،‬حرا‬ ‫اليخضع للذل‪ ،‬صريحا اليعرف النفاق‪ ،‬كدوحا يكره‬ ‫الخمول والكسل‪ ،‬صدوقا ال يمسه الكذب‪ ،‬كريما يمقت‬ ‫البخل‪ ،‬أمينا يبغض الخيانة‪ ،‬فكان ذلك حتى شب وترعرع ثم ردته‬ ‫حليمة إلى أمه فحضنته إلى أن توفيت وقد بلغ من العمر ست‬ ‫سنين‪ ،‬وبعد وفاة أمه بسنتين توفي جده عبد المطلب فكفله‬ ‫عمه أبو طالب وحاطه بعنايته‪ ،‬وكثيرا ما حماه من إذاية قريش‪،‬‬ ‫وقد سافر مع عمه أبي طالب إلى الشام في تجارة وعمره اثنى‬ ‫عشرة سنة‪ ،‬فرآه بحيرا الراهب ولمح بين كتفيه خاتم النبوءة‬ ‫فبشر به عمه أبو طالب وحذره من اليهود عليه‪ ،‬ثم سافر إلى‬ ‫الشام مرة أخرى يتاجر بمال السيدة خديجة بنت خويلد‪ ،‬ولما رأت‬ ‫تجارتها قد نمت وزادت على يديه‪ ،‬وقد أعلمها خادمها ميسرة‬ ‫بسمو أخالقه رغبت في التزوج به وخطبت وده على يد أعمامه‬ ‫فتم لها ما أرادت وكان عمره صلى اهلل عليه وسلم حين بنى بها‬ ‫خمسا وعشرين سنة‪ ،‬ولما بلغ صلى اهلل عليه وسلم سن األربعين‬ ‫بعثه اهلل رحمة للعالمين وأرسله للناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫إلى اهلل بإذنه وسراجا منيرا‪ ،‬وأنزل عليه كتابا قرآنا عربيا غير ذي‬ ‫عوج يهدي للتي هي أقوم‪ ،‬وهو الهداية العامة التي غيرت وجه‬ ‫التاريخ وأتت بأعظم انقالب على وجه األرض وأكبر إصالح شامل‬ ‫لمناحي الحياة‪ ،‬فبدأ بأهله وعشيرته‪ ،‬ثم جعل ينشر دعوته شيئا‬ ‫فشيئا بين قومه‪ ،‬ويصدع بكلمة الحق ويدعو إلى الهدى ويدل‬ ‫على الفالح‪ ،‬ويرشد إلى عبادة رب األنام وترك ما عكفوا عليه من‬ ‫األوثان واألصنام‪ ،‬وقد أيده اهلل سبحانه وتعالى باآليات الظاهرة‬ ‫والمعجزات الباهرة الدالة على صدقه‪ ،‬والقى في سبيل الدعوة‬ ‫إلى اهلل من الصعاب والشدائد ما شاء اهلل أن يالقي‪ ،‬ثم هاجر إلى‬ ‫المدينة فرارا بدينه‪ ،‬وإلى حيث األنصار حلفاؤه‪ ،‬يؤيدونه ويشدون‬ ‫أزره‪ ،‬وبعد أن بنى مسجد قباء ثم مسجده بالمدينة مع الصحابة‬ ‫شرع يعقد المواخاة بين كل اثنين من المهاجرين واألنصار‬ ‫لألمن على نفسه من الداخل وليتفرغ إلى الخارج‪ ،‬ثم أذن اهلل له‬

‫قتال كفار قريش جزاء ابتدائهم إياه له بالعدوان وإخراجه من داره‬ ‫بغير حق‪ ،‬إال أن يقول ربي اهلل‪ ،‬فنصره اهلل عليهم‪ ،‬ثم كانت غزواة‬ ‫انتشر بعدها اإلسالم ودخل الناس في دين اهلل أفرادا وجماعات‪،‬‬ ‫وكون المصطفى عليه السالم ممن آمن به ودخلوا في دين اهلل‬ ‫جبهة قوية ربطها برباط األخوة العام‪ ،‬وجعل من األمة العربية‬ ‫الجاهلية المتعادية المتخاذلة أمة إسالمية عظيمة متحدة عزيزة‬ ‫الجانب قوية الشكيمة فتح بها من البلدان واألمصار ما لم تفتحه‬ ‫الرومان في ثمانية قرون‪ ،‬حتى امتد اإلسالم شرقا وغربا وسارت‬ ‫كلمة التوحيد تشق طريقها إلى القلوب وتجدب إليها النفوس‬ ‫وذلك أثر اإلخالص هلل تعالى والتضحية في نصرة دينه‪ ،‬واألخذ‬ ‫بالعدالة في معاملة األفراد واألمم‪ ،‬فانجذب الناس إلى اإلسالم‬ ‫حين رأوا دينا يجدد عهد الفضيلة ويستأصل شافة الفوضى‬ ‫االجتماعية ويجتث شجرة الوثنية‪ ،‬ويحرر العقل من ربقة التقليد‪،‬‬ ‫والنفس من الكبر والتجبر ويقرر المساواة والعدل ويهدم الفوارق‪،‬‬

‫المنحة اإللهية لرسول اهلل‬

‫ما أشدّ حرص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أمته‪ ،‬وما أرفقه بها‪ ،‬ويالها هذه المواقف اإلنسانية‬ ‫المأثورة عن نبيّنا عليه الصالة والسالم‪ ،‬في تفريج الكروبْ وتيسير اإلعسار‪ ،‬وإزالة الهموم‪ ،‬وقضاء الحوائج‬ ‫و‪...‬؛ من خصوصيات سيِّدنا محمد ص ّلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬شفاعته ألمته عند ربه يوم القيامة؛ ّ‬ ‫إن الرحيم تعالى‬ ‫يقبل شفاعته لمن هو أهالبها ويستح ّقها‪.‬‬ ‫في ضوء المنحة اإللهيّة لحبيبنا رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪ ،‬علينا أن نقرأ هذا الحديث مسترشدين‬ ‫بسنّة كريم الكرماء‪ ،‬ص ّلى اللهّ عليه وسلم الذي أراد غرس عاطفة الرّحمة والمحبة في قلوب أمته وأن يحبّب‬ ‫المسلمين في اإلقبال على التمسك واإلهتداء بقدوته‪.‬‬ ‫أبو موسى األشعري قدّم الحديث الشريف‪ ،‬في أسلوب سردي‪ ،‬لكنّه‬ ‫يحكي ويصوِّر مشهداً واقعياً حقيقياً؛ ّ‬ ‫إن هذا المشهد يتكرر في مواقف‬ ‫متعدّدة‪ ،‬أال وهو الترغيب في قضاء حوائج الناس‪ ،‬والسعي بالشفاعة‬ ‫لصاحب الحاجة حتى تقضى حاجته‪ ،‬وتفرج كربته‪.‬‬ ‫إن صاحب الحاجة المشروعة في أمسِّ الحاجة إلى قضاء مأربه‬ ‫وتحقيق مطلبه‪.‬ولفظ «الشفاعة» تحمل داللته اللغوية المعنى المقصود‬ ‫في هذا الحديث الشريف‪ ،‬الشفاعة أصلها من الشفع ضد الوتر‪ ،‬كأن‬ ‫صاحب الحاجة كان فرداً فصار صاحب الشّفع له ضد الوتر‪ ،‬كأن صاحب‬ ‫الحاجة كان فرداً فصار صاحب الشّفع له شفعا‪ ،‬أي صار زوجاً‪ ،‬والشفاعة‬ ‫تعطي للمشفوع له قوة ومناعة؛ في ّ‬ ‫ظل الشفاعة ال يشعر بأنه وحده في‬ ‫ميدان الحياة‪ ،‬لكن معه من يؤازره ويعضه‪ ،‬وذلك استجابة ألمر الحبيب‬ ‫المصطفى عليه الصالة والسالم‪« :‬اشفعوا تؤجروا» واهلل يفعل ما يشاء‪ .‬إن‬ ‫طالب الشفاعة ال ينتظر تحقيق طلبه‪ ،‬لكن األمر لمشيئته سبحانه وتعالى‬ ‫إنه هو العليم الخبير‪.‬‬ ‫قال النووي «في الحديث استحباب الشفاعة ألصحاب الحوائج المباحة‪،‬‬ ‫سواء أكانت الشفاعة إلى سلطان‪ ،‬أم إلى واحد من الناس‪ ،‬أو في تخليص‬ ‫عطاء لمحتاج أو‪ ،...‬وكذا الشفاعة في تتميم باطل أو بطال حق أو نحو ذلك‬ ‫فهي حرام»‪.‬‬ ‫ممّا هو معلوم أن أفضل األعمال هوأن يكون المسلم سببا في كشف كربه أو إعانة محتاج‪ .‬قال ابن حجر‬

‫ويحمي العقيدة من سلطان األوهام والخرافات‪ ،‬ويصافح العلم‬ ‫وال يخالف حكم العقل السليم‪ ،‬ويأخذ بالرفق والتسامح وحسن‬ ‫المعاملة‪ ،‬ويشرع أحكاما عادلة بنيت على مصالح العباد واتسعت‬ ‫لحاجات البشر‪ ،‬وتأسست على االتحاد والتعاون‪.‬‬ ‫فهذا هو النبي المؤيد بالقرآن الكريم كالم اهلل وحجته‬ ‫على خلقه‪ ،‬والرسول الذي ظلله الغمام‪ ،‬ونبع من بين أصابعه‬ ‫الماء‪ ،‬وأظهره اهلل غاية اإلظهار‪ ،‬وأودعه ما أودعه من المعارف‬ ‫واألسرار‪ ،‬ونشر دينه في جميع األقطار‪ ،‬وخصه بالمقام المحمود‬ ‫والحوض المورود والشفاعة العظمى‪ ،‬قال تعالى‪�( :‬أَ مَ ْل َن�شرْ َ ْح َل َك‬ ‫َ�ص ْد َرك َو َو َ�ض ْعنَا َعن َْك وِ زْ َر َك ا َّلذِي �أَ ْن َق َ‬ ‫�ض َظ ْه َر َك َو َر َف ْعنَا َل َك‬ ‫ذِ كْ َر َك)‪،‬وقال �أي�ضا‪َ (:‬يا �أَ ُّي َها ال َّنب ُِّي �إِنَّا �أَ ْر َ�س ْلن َ‬ ‫َاك َ�شاهِ ًدا َو ُم َب�شرًِّ ا‬ ‫َ‬ ‫ريا َو َب�شرِّ ِ مْ ُ‬ ‫ِني ِب�أ َّن‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫�س ً‬ ‫اجا ُم ِن ً‬ ‫َو َنذ ً‬ ‫ِيرا َو َداعِ ًيا �إِ َلى ال َّلهِ ِب�إِ ْذنِهِ َو رِ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اً‬ ‫ْ‬ ‫كَ‬ ‫هِ‬ ‫مِ‬ ‫ريا)‪ ،‬روي عن كعب األحبار أنه‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ً‬ ‫قال‪ :‬نجد مكتوبا يعني في التوراة ‪ :‬محمد رسول اهلل‬ ‫عبد مختار الفظ وال غليظ وال سخاب في األسواق‪،‬‬ ‫وال يجزي بالسيئة السيئة‪ ،‬ولكن يعفوا ويغفر‪ ،‬أمته‬ ‫الحمادون يكبرون اهلل في كل نجد ويحمدونه في‬ ‫كل منزل‪ ،‬رعاة للشمس‪ ،‬يصلون الصالة إذا جاء‬ ‫وقتها‪ ،‬يأتزرون على أنصافهم ويتوضؤون على‬ ‫أطرافهم‪ ،‬مناديهم ينادي في السماء‪ ،‬صفهم في‬ ‫القتال وصفهم في الصالة سواء‪ ،‬لهم دوي في الليل‬ ‫كدوي النحل‪ ،‬مولده بمكة ومهاجرته بطابة‪ ،‬وملكه‬ ‫بالشام‪.‬‬ ‫فبشرى لنا معشر اإلسالم فكم من عناية لنا‬ ‫بحرمة سيد األنام‪ ،‬فقد جعله اهلل لنا مالذا وكنزا‬ ‫وذخرا‪ ،‬ورحمنا به في الدنيا ويرحمنا به في اآلخرة‪،‬‬ ‫ففي الحديث‪« :‬إذا عصف الصراط بأمتي نادوا‬ ‫وامحمداه وامحمداه‪ ،‬فأبادر من شدة إشفاقي‬ ‫عليهم وجبريل آخد بحجزتي‪ ،‬فأنادي رافعا صوتي‪:‬‬ ‫رب أمتي الأسألك اليوم نفسي وال فاطمة ابنتي»‪،‬‬ ‫وفي صحيح مسلم عن ابن عمر قال‪« :‬تال رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قول إبراهيم فمن تبعني فإنه مني ومن‬ ‫عصاني فإنك غفور رحيم‪ ،‬وقول عيسى إن تعذبهم فإنهم عبادك‬ ‫وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم‪ ،‬فرفع يديه وقال‪ :‬أمتي‬ ‫أمتي‪ ،‬ثم بكى فقال اهلل ياجبريل إذهب إلى محمد فقل له‪ :‬إنا‬ ‫سنرضيك في أمتك وال نسوءك»‪ ،‬وقال عليه السالم‪« :‬قال لي ربي‬ ‫ليلة أسري بي‪ :‬يامحمد إني مننت عليك بسبع خصال لم أعطها‬ ‫ألحد قبلك وال بعدك‪ ،‬أولها أني لم أخلق أحدا أعز علي منك وال من‬ ‫أمتك‪ ،‬والثانية أن جميع األنبياء مشتاقون إلى لقائك‪ ،‬والثالثة أني‬ ‫لم أطل أعمار أمتك لكي اليطول حسابهم‪ ،‬والرابعة أني أخرتهم‬ ‫إلى آخر الزمان لكي اليطول مكوثهم تحت التراب‪ ،‬والخامسة‬ ‫أني لم أعط أمتك الشدة والقوة ليال يطغوا كما طغت األمم‬ ‫الماضية‪ ،‬والسادسة أني لم أواخذهم عند كل ذنب كما فعلت‬ ‫ببني إسرائيل‪ ،‬والسابعة أنهم يقرأون عيوب األمم الماضية وال‬ ‫أحد بعدهم يقرأ عيوبهم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫رضي اهلل عنه وأرضاه ´في الحديث الحظ في الخير بالفعل والتسبب إليه ّ‬ ‫بكل وجه‪ ،‬والشفاعة إلى الكبير في‬ ‫ّ‬ ‫كشف كربه ومعونة ضعيف‪ ،‬ليس ّ‬ ‫التّمكن منه ليلج عليه أو يوضح‬ ‫كل أحد قادر على الوصول إلى الرئيس وال‬ ‫له مراده على وجهه‪ .ª‬تعتبر الشفاعة الحسنة للمسلم من زكاة الجاه على المسلم كزكاة المال‪.‬‬ ‫قال ابن مفلح ‪« :‬جاء رجل عند الحسن بن سهل‪ ،‬يستشفع به في حاجة فقضاها‪ ،‬فجاء الرّجل ليشكره‪،‬‬ ‫فقال له الحسن بن سهل عالم تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة»‪ ،‬ثم أنشد الحسن يقول‪:‬‬ ‫فرضت علي زكاة ما ملكت يدي وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا‬ ‫فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع فأجهد بوسعك كله أن تنفعا‬ ‫للهّ‬ ‫ّ‬ ‫في الحديث الدّعوة إلى أسلوب الترغيب من قول رسول ا صلى‬ ‫اللهّ عليه وس ّلم «تؤجروا» قال ابن حجر‪ :‬تؤجروا أي تعرضوا بذلك لألجر‪.‬‬ ‫والمعنى إنّكم إن شفعتم لكم األجر‪ ،‬سواء قبلت شفاعتكم أم ال ´ويجري‬ ‫اللهّ على نبيه ما شاء‪ ،ª‬معنى هذا‪ ،‬أن من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها‪،‬‬ ‫أي‪ :‬إن قضيتها أولم أقضها‪ ،‬فذلك بتقدير ربّ العزة وقضائه‪ ،‬وهكذا فال‬ ‫شكّ أن الترغيب من األساليب الدّعوية المفيدة‪ّ ،‬‬ ‫ألن النفس بطبيعتها‬ ‫تميل إلى األجر ّ‬ ‫والثواب‪ ،‬ولما كان اإلنسان مجبوال على حبّ ما ينفعه‪،‬‬ ‫وتقر به عينه‪ ،‬وتطمئن به نفسه‪ّ .‬‬ ‫إن أسلوب الترغيب له أهمية قصوى‬ ‫في الدّعوة إلى اهلل‪ ،‬فيصبح الطريق ممهداً بعض الشيء أمام الداعية‬ ‫الستثمار هذه الفرصة لدى المدعو وتخوله بها‪.‬‬ ‫إن من اآلداب التي تحبب الدّاعية إلى المدعوين حسن استقبالهم‪،‬‬ ‫لقد كان الرّسول ص ّلى اهلل عليه وس ّلم يحسن استقبال المدعوين‪،‬‬ ‫ويشعرهم باهتمامه وحفاوته بهم‪ ،‬ومن الشهود على ذلك ما جاء في‬ ‫الحديث‪ ،‬في قول أبي موسى األشعري (كان الرّسول ص ّلى اهلل عليه وس ّلم‪،‬‬ ‫إذا أتاه طالب حاجة‪ ،‬أقبل على جلسائه) وفي حسن استقبال المدعوين‬ ‫داللة على تواضعه عليه الصالة والسالم‪ ،‬وبسط جناحه لهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الدّعاة إلى اهلل أحوج الناس إلى خلق التواضع‪ ،‬ألنهم يخالطون‬ ‫الناس ويدعونهم إلى الحق؛ من طبيعة الناس أنهم ال يتقبلون قو ًال أو دعوة‬ ‫ممن يتطاول عليهم بمعرفة أو علم أغنى أوجا أو حسبا أو نسبا‪ ،‬وإن كان ما يقول حقاً وصدقاً‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪815‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)12‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫�أمر للجند وللكاتب مع ًا‬

‫ا�شرتينا ل�سانه وقبلنا هديّته‬

‫قال أحمد بن يوسف الكاتب‪:‬‬ ‫دخلت على المأمون وهو يمسك كتاباً بيده‪ ،‬وقد أطال النظر فيه زماناً وأنا ملتفت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أحمد‪ ،‬أراك مفكراً‬ ‫فيما تراه منّي‪ .‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬وقى اللهّ أمير المؤمنين من المكاره وأعاذه من المخاوف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فإنه ال مكروه فيه‪ ،‬ولكنني قرأت كالماً وجدته نظير ما سمعته من الرشيد يقوله في البالغة‪ .‬كان يقول‪:‬‬ ‫البالغة التباعد عن اإلطالة‪ ،‬والتقرب من معنى البغية‪ ،‬والداللة بالقليل من اللفظ على المعنى‪ ،‬وما كنت أتوهم أن‬ ‫أحداً يقدر على المبالغة في المعنى‪ ،‬حتى قرأت هذا الكتاب‪ ،‬ورمى به إليَّ وقال‪ :‬هذا كتاب من عمرو بن مسعدة إليه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقرأته فإذا فيه‪« :‬كتابي إلى أمير المؤمنين ومن قبلي من قواده وسائر أجناده في اإلنقياد والطاعة على‬ ‫أحسن ما تكون عليه طاعة جند تأخّرت أرزاقهم‪ ،‬وانقياد كفاة تراخت أعطياتهم‪ ،‬واخت ّلت لذلك أحوالهم‪ ،‬والتاثت‬ ‫معه أمورهم»‪.‬‬ ‫فلماّ قرأته قال‪ :‬إن استحساني إيّاه بعثني على أن أمرت للجند قبله بعطائهم لسبعة أشهر‪ ،‬وأنا على مجازاة‬ ‫حل َّ‬ ‫الكاتب بما يستحقه من َّ‬ ‫محله في صناعته‪.‬‬

‫قرأت في كتاب فوات الوفيات أن المهدي جلس جلوساً عاماً فدخل عليه رجل من العامة وبيده منديل فيه نعل‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هذه نعل رسول اللهّ (ص) قد أهديتها لك‪ ،‬فأخذها منه وقبّلها ووضعها على عينيه وأعطاه‬ ‫عشرة آالف درهم‪.‬‬ ‫فلما خرج قال المهدي لجلسائه‪ :‬ما ترون؟ إني أعلم أن رسول اللهّ (ص) لم يرها ولم يلبسها وهي ليست له‪ ،‬لكن‬ ‫لو كذبناه لقال للناس‪ :‬أتيتُ أمير المؤمنين بنعل رسول اللهّ (ص) فردّها عليَ‪ ،‬وكان من يصدّقه أكثر ممّن يكذبه‪،‬‬ ‫إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها‪ ،‬والنصرة للضعيف على القويّ وإن كان ظالماً‪ .‬ولهذا فقد اشترينا لسانه‬ ‫وقبلنا هديّته وصدّقنا قوله‪ ،‬وكان الذي فعلناه أرجح وأنجح‪.‬‬

‫من عجائب االتفاقات‬

‫يقال‪ :‬أشأم من ُطوَيسْ المغنيّ‪ .‬وطويس هو عيسى بن عبد اللهّ يضرب به المثل في الشؤم‪ ،‬ألنه ولد في اليوم‬ ‫الذي مات فيه رسول اللهّ (ص)‪ ،‬وفطم في اليوم الذي مات فيه أبو بكر الصديق رضي اللهّ عنه‪ ،‬وختن في اليوم الذي‬ ‫قتل فيه عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه‪ ،‬وقيل بل بلغ الحلم في ذلك اليوم‪ .‬وتزوّج في اليوم الذي قتل فيه عثمان بن‬ ‫عفان رضي اللهّ عنه‪ ،‬وولد له مولود في اليوم الذي قتل فيه علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه‪ ،‬وقيل بل في يوم مات‬ ‫فيه الحسن بن علي‪ ،‬رضي اللهّ عنهما‪ ،‬فلذلك تشاءموا به‪ .‬وهذا من عجائب االتفاقات‪.‬‬

‫ا�سمه غازي‬

‫يحكى عن غازي ابن السلطان صالح الدين يوسف بن أيوب الملقب الملك الظاهر أنه كان ملكاً مهيباً حازماً‬ ‫متيقظاً كثير ا ّالطالع على أحوال رعيّته وأخبار الملوك‪.‬‬ ‫ويحكى عن سرعة إدراكه أشياء حسنة‪ :‬منها أنه جلس يوماً لعرض العسكر‪ ،‬وديوان الجيش بين يديه‪ ،‬فكان‬ ‫كلما حضر واحد من األجناد سأله الديوان عن اسمه ليزكوه وينزلوه‪ ،‬حتى حضر واحد فسألوه عن اسمه فقبّل‬ ‫األرض‪ ،‬فلم يفظن أحد من أرباب الديوان لما أراد‪ ،‬فعاودوا سؤاله‪ ،‬فقال الملك الظاهر‪ :‬اسمه غازي‪ ،‬كان كذلك‪،‬‬ ‫وتأدّب الجندي أن يذكر اسمه لما كان موافقاً ال سم السلطان‪ ،‬وعرف هو مقصوده‪.‬‬

‫من ف�ضائل الف�ضل بن يحيى‬

‫يحكى أن الفضل بن يحيى البرمكي دخل عليه حاجبه يوماً فقال له‪ :‬إن بالباب رج ًال زعم أن له سبباً يمتّ به‬ ‫إليك‪ .‬فقال‪ :‬ادخله‪ ،‬فأدخله فإذا هو شاب حسن الوجه رث الهيئة‪ ،‬فسلم‪ ،‬فأوماٌ إليه بالجلوس فجلس فقال له بعد‬ ‫ساعة‪ :‬ما حاجتك؟ قال‪ ،‬أعلمتك بها رثاثة ملبسي‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فما الذي تمتّ به إلي؟‬ ‫وجوار يدنو من جوارك‪ ،‬واسم مشتق من اسمك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬والدة تقرب من والدتك‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪ :‬الفضل‪ :‬أمّا الجوار فيمكن‪ ،‬وقد يوافق االسم االسم‪ ،‬ولكن من أعلمك بالوالدة؟‬ ‫قال‪ :‬أخبرتني أمي أنها لما ولدتني قيل لها‪ :‬قد ولد هذه الليلة ليحيى بن خالد غالم وسمي الفضل‪ ،‬فسمّتني‬ ‫أمي فضي ًال إكباراً إلسمك أن تلحقني به‪ ،‬وصغرته لقصور قدري عن قدرك‪ ،‬فتبسّم الفضل وقال له‪ :‬كم أتى عليك‬ ‫من السنين؟‬ ‫قال‪ :‬خمس وثالثون سنة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬صدقت‪ ،‬هذا المقدار الذي أعُدُّ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما فعلت أمّك؟‬ ‫قال‪ :‬ماتت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما منعك من اللحاق بنا متقدماً؟‬ ‫قال‪ :‬لم أرض نفسي للقائك‪ ،‬ألنها كانت في عامية معها حداثة تقعدني عن لقاء الملوك‪ ،‬وعلق هذا بقلبي منذ‬ ‫أعوام‪ ،‬فشغلت نفسي بما يصلح للقائك حتى رضيت نفسي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما تصلح له؟‬ ‫قال‪ :‬الكبير من األمر والصغير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يا غالم‪ ،‬أعطه لكل عام مضى من سنّة ألف درهم‪ ،‬وأعطه عشرة آالف درهم يجمل بها نفسه إلى وقت‬ ‫استعماله واشتغاله‪.‬‬

‫لو طابت لأولئك لطابت يل‬

‫كان الفضيل بن عياض الزاهد المشهور من كبار السادات‪ .‬حدث سفيان بن عينية قال‪:‬‬ ‫دعانا هارون الرشيد فدخلنا عليه‪ ،‬ودخل الفضيل آخرنا مقنعاً رأسه بردائه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا سفيان‪ ،‬وأيّهم أمير‬ ‫المؤمنين؟‬ ‫فقلت‪ :‬هذا‪ ،‬وأومأت إلى الرشيد‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬يا حسن الوجه‪ ،‬أنت الذي أمر هذه األمّة في يدك وعنقك؟ لقد تقلدت أمراً عظيماً‪ ،‬فبكى الرشيد‪ ،‬ثم‬ ‫أُتيَ ُّ‬ ‫كل رجل منا ببدرة (‪ّ ،)1‬‬ ‫فكل قبلها إ ّال الفضيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تستحل أخذها فاعطها ذا دين أو اشبع بها جائعاً أو أكسُ بها‬ ‫فقال الرشيد‪ :‬يا أبا علي ـ كنية الفضيل ـ إن لم‬ ‫عارياً‪ ،‬فاستعفاه منها‪.‬‬ ‫فلما خرجنا قلت‪ :‬يا أبا علي‪ ،‬أخطأت‪ ،‬أال أخذتها وصرفتها في أبواب البرّ؟‬ ‫فأخذ بلحيتي ثم قال‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬أنت فقيه البلد والمنظور إليه وتغلط مثل هذا الغلط؟ لو طابت ألولئك‬ ‫لطابت لي‪.‬‬

‫باعه عر�ضه برغيف‬

‫كان مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغواني أحد فحول الشعراء‪ ،‬مدح الرشيد فأمر له بأموال طائلة ومدح‬ ‫يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني فأجازه مرّة بمائة وتسعين ألف درهم وأقطعه إقطاعات تبلغ مائتيْ ألف درهم‪.‬‬ ‫قال مسلم‪ :‬ثم أفضت األمور بعد ذلك إلى أن أغضبني يزيد المذكور فهجوته‪ ،‬فشكاني إلى الرشيد‪ ،‬فدعاني‬ ‫وقال‪ :‬أتبيعني عرض يزيد؟‬ ‫قلت‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بكم؟‬ ‫بمال جسيم‪ ،‬ولست‬ ‫منك‬ ‫أشتريه‬ ‫أن‬ ‫رأيي‬ ‫كان‬ ‫قد‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫نفسي‬ ‫على‬ ‫خفته‬ ‫حتى‬ ‫الرشيد‬ ‫فغضب‬ ‫برغيف‪.‬‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫أفعل وال كرامة‪ ،‬وأنا بريء من أبي‪ ،‬وواللهّ ‪ ،‬إن بلغني أنك هجوته ألنزعنَّ لسانك من بين ّ‬ ‫فكيك‪ .‬قال‪ :‬فأمسكت عنه‬ ‫بعد ذلك ولم أذكره‪.‬‬

‫ّ‬ ‫القوي‬ ‫املعت�صم ذاك املثمن‬

‫كان المعتصم أبيض أصهب اللحية‪ ،‬ربع القامة‪ ،‬ذا شجاعة وقوة وهمّة عالية‪ ،‬وكان يقال له «المثمن» ألنه‬ ‫ثامن خلفاء بني العباس‪ ،‬وملك ثماني سنين وثمانية أشهر وخلف ثمانية أوالد وثماني بنات وعمره ‪ 48‬سنة‪ ،‬وفتح‬ ‫ثمانية فتوح وقتل ثمانية أعداء وهم‪ :‬بابك وباطيش‪ ،‬ومازيار‪ ،‬األفشين‪ ،‬وعجيف‪ ،‬وقاروت‪ ،‬وقائد الرافضة ورئيس‬ ‫الزنادقة‪ .‬وخ ّلف من الذهب ثمانية آالف دينار‪ ،‬ومن الدراهم مثلها‪ ،‬ومن الخيل ثمانين ألف فارس‪ ،‬وثمانية آالف‬ ‫مملوك‪ ،‬وثمانية آالف جارية‪ ،‬وبنى ثمانية قصور وتوفي سنة ثمانمائة وواحد وأربعين م‪.‬‬ ‫قال أحمد بن أبي دُواد‪:‬‬ ‫كان المعتصم يخرج إليَّ ويقول‪ :‬عضّ ساعدي بأكبر قوّتك‪ ،‬فأقول‪ :‬ما تطيب نفسي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنه ال يضرّني‪،‬‬ ‫فأروم ذلك‪ ،‬فإذا هو ال تعمل فيه األسنان‪.‬‬ ‫وقبض يوماً على جندي أخذ ابناً ال مرأة فأمره بردّه فأبى‪ ،‬فقبض عليه‪ ،‬فسمعت صوت عظامه‪ ،‬ثم أطلقه‬ ‫فسقط‪ ،‬وكان ذلك في حياة المأمون‪ .‬وجعل زند رجل بين إصبعيه فكسره‪.‬‬

‫مل تنزل بال َّرها‬

‫كان مزبد المدني كثير المجون حلو النادرة له أخبار كثيرة في البخل‪ .‬رآه إنسان وهو بالرُّها وعليه جبّة خزٌ‬ ‫فقال‪ :‬هب لي هذه الجبة‪ ،‬فقال‪ :‬ما أملك غيرها‪.‬‬ ‫فقال الرجل‪ :‬فإن اللهّ تعالى يقول‪« :‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»(‪.)1‬‬ ‫فقال‪ :‬اللهّ أرحم بعباده من أن ينزل هذه اآلية بالرُّها في كانون‪ ،‬وإنما أُنزلتْ بالحجاز في حزيران وتموز وآب‪.‬‬ ‫وباع جارية على أنها تحسن الطبخ جيداً‪ ،‬فلم تحسن شيئاً‪ ،‬فطلب إلى القاضي وطولب بأن يحلف على أنها تحسن‬ ‫الطبيخ‪ ،‬فاندفع وحلف أيماناً مغ ّلظة أنه دفع إليها مرّة جرادة فعملت منها خمسة ألوان من الطعام وفضل منها‬ ‫شريحة للقديد‪ ...‬فضحك من حضر ويئس الخصم من الوصول إلى شيء منه فخ ّلى سبيله‪.‬‬

‫ما وجدت تاريخ ًا غريه؟!‬

‫ً ً ّ‬ ‫نواح منها المدائن واذربيجان‬ ‫كان علي بن المحسن بن علي‪ ،‬أبو القاسم التنوخي ظريفا نبيال‪ ،‬تقلد قضاء عدة ٍ‬ ‫وغيرهما‪ ،‬وكان جيّد النادرة‪.‬‬ ‫اجتاز يوماً في بعض الدروب فسمع امرأة تقول ألخرى‪ :‬كم عمر بنتك يا أُختي؟‬ ‫فقالت‪ :‬رزقتها يوم صُفع القاضي التنوخي وضرب بالسياط‪.‬‬ ‫فرفع رأسه إليها وقال‪ :‬صار صفعي تاريخك؟! ما وجدتِ تاريخاً غيره!!‬

‫�أتوب وال �أعود‬

‫وكان أبو القاسم التنوخي‪ ،‬الذي سبق ذكره‪ ،‬نائماً في أحد األيام فاجتاز واحد ٌ‬ ‫غث وأزعجه مما يصيح‪ :‬شراك‬ ‫النعال‪ ،‬شراك النعال‪ .‬فقال لغالمه‪ :‬أجمع كل نعل في البيت وأعطها لهذا يصلحها ويشتغل بها حتى ال نسمع مرّة‬ ‫ثانية صوته المزعج‪ ،‬ثم نام‪.‬‬ ‫وأصلحها اإلسكافي واشتغل بها إلى آخر النهار ومضى لشأنه‪ .‬فلما كان اليوم الثاني فعل كما فعل المرّة األولى‬ ‫فلم يدعه ينام‪ .‬فقال للغالم‪ :‬ادخله‪ ،‬فأدخله فقال له‪ :‬أمس أصلحت كل نعل عندنا‪ ،‬واليوم تصيح على بابنا‪ ،‬هل بلغك‬ ‫أننا نتصافح بالنعال ونقطعها؟! قفاه‪ ،‬قفاه‪ .‬فقال‪ :‬يا سيّدي أتوب وال أعود أدخل إلى هذا الدرب أبداً‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا أبو القاسم من أهل بيت ك ّلهم فضالء‪ ،‬ذكر ابن خ ّلكان أباه المحسن وجدّه القاضي التنوخي الكبير‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الحشر‪ :‬آية ‪.9‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪815‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)722‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫«المغرب في مواجهة الحمالت الصليبية»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫كروثاداس هو الذي جعل بعض المؤرخين األجانب يعتبرون‬ ‫صدر الجزء األول من كتاب « المغرب في مواجهة‬ ‫الحمالت الصليبية» للمؤرخ محمد ابن عزوز حكيم سنة‬ ‫الحمالت الصليبية البرتغالية والقشتالية المنظمة ضد‬ ‫‪ ،2003‬وذلك في ما مجموعه ‪ 273‬صفحة من الحجم‬ ‫المغرب مجرد حروب عادية ذات الصبغة السياسية الصرفة‪.‬‬ ‫المتوســـط‪ ،‬سعى فيها المؤلف إلى تقديم تصنيـــف‬ ‫وجهل أو تجاهل هذه الحقيقة التاريخية المدعمة بالوثائق‬ ‫كرونولوجي بديل حول قضايا الغزو األيبيري لبالدنا‬ ‫المسيحية نفسها يعود سببه إلى كون تاريخ المغرب لم‬ ‫خالل الفترة التاريخية الممتدة بين سنتي ‪1260‬‬ ‫يكتب بعد وألن الوثائق المسيحية السرية قد ظلت في طي‬ ‫إعادة‬ ‫و‪ 1541‬م‪ .‬ويمكن القول إن الكتاب قد نجح في‬ ‫الكتمان إلى عهد قريب‪ ،‬الشيء الذي شجع مؤرخي أوربا على‬ ‫تقييم ظاهرة الغزو الممنهج الذي تعرضت له بالدنا‬ ‫طمس الحقائق ظنا منهم بأن تلك الوثائق سوف لن يطلع‬ ‫على يد جيراننا اإلسبان والبرتغال عند مطلع العصور‬ ‫عليها المغاربة في يوم من األيام‪ .‬والغريب في األمر هو أنه‬ ‫الحديثة‪ ،‬وذلك في سياق تبعات االنقالب الشامل‬ ‫بالرغم من هذا العدد الهائل من الحمالت الصليبية المنظمة‬ ‫في موازين القوى الذي ميز األوضاع بكل من الضفة‬ ‫ضد المغرب فإننا لم نجد لها ذكرا في المصادر المغربية‪ ،‬وإن‬ ‫الشمالية والضفة الجنوبية من البحر األبيض المتوسط‬ ‫وجدنا ذكر بعضهـــا فإنه مجــرد إشـــارة عابــرة ال تسمن‬ ‫مع سقوط آخر القالع اإلسالمية ببالد األندلس ووصول‬ ‫وال تغنــي من جوع ‪ ( »...‬ص ص‪.) 9 – 8 .‬‬ ‫األوربيين إلى العالم الجديد‪ .‬وإذا كان هذا الموضوع‬ ‫وسعيا منه للمساهمة في سد هذه الثغرة التوثيقية‬ ‫قد استقطب باهتمام قطاعات عريضة من الباحثين‬ ‫الكبرى‪ ،‬قسم المؤلف عمله بين ثالثة فصول متكاملة‪ ،‬غطت‬ ‫المغاربة المعاصرين‪ ،‬وارتبط بإنجاز أعمال أكاديمية‬ ‫مجمل الحمالت العسكرية التي شكلت أساس الدراسة في‬ ‫متخصصة وبصدور كتابات مجددة‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫مع أعمال أحمد بوشارب وعبد الكريم كريم وحليمة‬ ‫هذا الكتاب‪ .‬هكذا‪ ،‬وبعد التقديم العام الذي وضعه الباحث‬ ‫بنكرعي وعبد المجيد القدوري‪ ،‬فإن الموضوع الزال‬ ‫عبد العزيز السعود‪ ،‬ثم التوطئة المنهجية‪ ،‬خصص المؤلف‬ ‫يستقطب باهتمام البحث الجامعي الوطني المعاصر‪،‬‬ ‫الفصل األول للحديث عن الحمالت الصليبية تحت حكم‬ ‫وذلك بسبب الغموض الكثيف الذي الزال يكتنف معظم‬ ‫الدولة الموحدية خالل القرن ‪ 12‬م‪ ،‬ثم انتقل في الفصل‬ ‫جوانبه ولعجز الدراسات القطاعية المعاصرة عن فك‬ ‫الثاني لتفصيل الحديث عن الحمالت الصليبية التي شهدتها‬ ‫طالسم الرصيد الوثائقي الهائل المحفوظ بخزائن كل‬ ‫فترة حكم الدولة المرينية‪ ،‬مركزا بحثه على مالبسات‬ ‫من البرتغال وإسبانيا‪ ،‬وخاصة بالنسبة لمدن الشمال‬ ‫الحمالت التي شملت كل من مدن سال‪ ،‬العرائش‪ ،‬سبتة‪،‬‬ ‫ومراكزه التاريخية التي كان لها احتكاك مباشر بالغزاة بالنظر لعوامل جغرافية حملة الملك سباستيان على المغرب ( ‪)1578‬‬ ‫تطوان‪ ،‬القصر الصغير‪ ،‬طنجة‪ ،‬وأصيال‪ .‬وفي الفصل الثالث‪ ،‬استفاض المؤلف في‬ ‫وتاريخية معروفة‪.‬‬ ‫النبش في تواتر الحمالت الصليبية خالل عهد حكم الدولة الوطاسية‪ ،‬وهي الحمالت‬ ‫ومن بين القضايا التي أثارت النقاش حول سياقات الغزو اإليبيري ببالدنا‪ ،‬تلك المرتبطة بأهدافه الكبرى التي شملت مدن أصيال‪ ،‬طنجة‪ ،‬وادي الشبيكة‪ ،‬ترغة‪ ،‬رأس غير‪ ،‬أزمور‪ ،‬جزيرة المليحة‪ ،‬المعمورة‪ ،‬ماسة‪ ،‬آسفي‪،‬‬ ‫وبدور الكنيسة الكاثوليكية في تفعيل خطواته‪ .‬ولقد أدى ذلك إلى إسقاط الصبغة الصليبية عن هذا الغزو‪ ،‬وظهر قلعة صنهاجة‪ ،‬وادي أساكا‪ ،‬العرائش‪ ،‬حصن فونتي‪ ،‬حصن قور‪ ،‬جزيرة بادس‪ ،‬تطوان‪ ،‬وادي مرتين‪ ،‬مازاكان‪،‬‬ ‫كما لو أنه كان مجرد مبادرات فردية ارتبطت بنزوات هذا الملك البرتغالي أو ذاك الحاكم اإلسباني من أجل توسيع وغساسة‪.‬‬ ‫مجال نفوذه لتحقيق أهداف مادية خالصة‪ .‬وإذا كنا ال ننفي أهمية هذه األهداف المادية في تحريك مسلسل الغزو‪،‬‬ ‫وفي كل هذه المحطات‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على تتبع جزئيات الحمالت العسكرية والبرتغالية واإلسبانية‬ ‫فإننا – في المقابل – نستحضر البعد الصليبي في الحمالت العسكرية البرتغالية واإلسبانية والتي تكاملت مع ما‬ ‫كان يتم التخطيط له ببالد المشرق العربي من حمالت تنصيرية معروفة األهداف والدوافع‪ .‬ومن أجل توسيع على بالدنا‪ ،‬راصدا لردود الفعل الجهادية المغربية التي يعود لها الفضل في إيقاف خطر المخططات اإليبيرية‬ ‫النظر في هذه الحقائق‪ ،‬سعى المؤرخ ابن عزوز حكيم إلى استغالل رصيد ضخم من الوثائق األصلية لحمالت والكاثوليكية الحتالل المغرب‪ ،‬وخاصة بالنسبة لتلك األدوار البطولية التي قامت بها القبائل والزعامات المحلية‬ ‫الغزو‪ ،‬مستخلصا العديد من النتائج التي أعادت األمور إلى نصابها التاريخي المرتبط بتقاطعاته المتكاملة‪ ،‬ومبرزا من أجل تأطير حركات الجهاد‪ ،‬مثلما هو الحال مع الدور الريادي الذي اضطلع به موالي علي ابن راشد الذي‬ ‫لمختلف مظاهر توظيف البعد الديني إلضفاء شرعية الحروب المقدسة بالنسبة لألوربيين الذين انخرطوا في هذه يعتبر أول أمير للجهاد بشمال المغرب‪ .‬وقد عزز المؤرخ ابن عزوز حكيم مضامين عمله برصيد هائل من الوثائق‬ ‫الحمالت‪ .‬ولعل هذا ما سعى إلى توضيحه في كلمته التقديمية عندما قال ‪ ...« :‬إن جميع الحروب الدينية التي اإلسبانية والبرتغالية ومن النصوص األرسطوغرافية الكالسيكية‪ ،‬مما ساعده في تصحيح الكثير من األخطاء‬ ‫شنتها كل من البرتغال وقشتالة على المسلمين بأرض األندلس أو بالمغرب بعد صدور في شأنها الصك البابوي المتواترة حول الموضوع‪ ،‬وفي إعادة تنظيم حلقات التعاقب الكرونولوجي الخاص بهذه الظاهرة‪ ،‬وفي التحول –‬ ‫تعد حملة صليبية ال تختلف في شيء عن الحمالت الصليبية الجماعية التي كانت فلسطين مسرحا لها سوى نتيجة لذلك – إلى أرضية تأسيسية لكل محاوالت توسيع دوائر االشتغال‪ ،‬خاصة بالنسبة لقضايا رصد التقاطعات‬ ‫أنها كانت منظمة من طرف دولة مسيحية واحدة تنوب عن باقي الدول المسيحية‪ .‬والمفهوم الخاطئ لمدلول الحضارية التي أفرزتها المخططات الصليبية واالستعمارية حول بالدنا خالل فجر العصور الحديثة‪.‬‬

‫حرب النفط لن حتدث ؟!‬

‫)!?‪(La guerre du pétrole n’aura pas lieu ‬‬ ‫‪...‬الطلب العالمي على النفط مرتبط بالنمو االقتصادي والسياسي في‬ ‫العالم‪ ،‬وهذان األخيران من بين العوامل التي تحدد سعر النفط‪ .‬غموض‬ ‫سياسة الواليات المتحدة األمريكية أغرقت األسواق بالنفط الحجري‪،‬‬ ‫في‬ ‫والزيادة في ضخ النوع الخفيف‪ ،‬واللذان نتج عنهما انخفاض‬ ‫سعر النفط‪ ،‬بإحداث تخمة ناجمة عن ذلك ‪.‬‬ ‫أصبحت كل الدول المنتجة للنفط تنتج أكثر من السقف‪،‬‬ ‫سمحت ْ‬ ‫أنِ ُتظهر كميات متزايدة في األسواق ‪ .‬المحصلة كانت‬ ‫المزيد من العرض العالمي على الطلب أدى إلى الفائض ‪ .‬وليس‬ ‫هناك إلزام على أي دولة لخفض اإلنتاج(منظمة الدول المنتجة‬ ‫للبترول)‪ ،‬الذي كان لها نظام الحصص وهدفه وضع سقف‬ ‫معين حسب إمكانيات هذه الدول ‪.‬‬ ‫حتى عند إجراء تخفيض مشترك تحملت السعودية‬ ‫العبء ولم تجد متعاون معها من أعضاء المنظمة ‪.‬‬ ‫وهم ينجزون أكثر من السقف ويعملون على عدم خفض‬ ‫اإلنتاج ‪ .‬فالكل يرمي الكرة إلى دول الخليج‪ ،‬وهي تخوض‬ ‫حروبا بالشام واليمن‪ ،‬إذ تداعياتها تكلفهم خسارات بالدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬ويتحملون أيضا تكلفة ميزانية الدول الغربية التي‬ ‫أقحمت جيوشها في حروب الشرق األوسط ‪ .‬استخدام‬ ‫النفــــط وإقحامـــه في تدخـــل إيران في سوريا واليمن‪،‬‬ ‫ثمَّ الضغط على روسيا للتدخل في سوريا ‪ .‬إذ أصبح‬ ‫النفط يخوض حروبا بالوكالة‪ ،‬من ليبيا إلى العراق‬ ‫وسوريا واليمن‪ ،‬وهي حرب «البترول»‪ ،‬لالنقضاض على‬ ‫منابعه‪ ،‬خصيصا منه العربي من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا‪ ،‬كل هؤالء الكلونياليين يحلمون بثروات‬ ‫مستعمراتهم القديمة ‪ .‬وحتى إيران لها حصة من أطماع في الخليج العربي ‪ .‬موازنات دول الخليج تنخفض متأثرة‬ ‫باألسعار المتحركة إلى أسفل اليسار‪ ،‬ينجم عن ذلك انخفاض في الناتج المحلي وبالتالي تنخفض الرواتب وتتجمد‬ ‫أو تتأثر المعاشات واألجور ثم ترتفع نسبة التضخم ‪ .‬يترتب عن ذلك ركود في نسبة النموِّ‪ ،‬وتتعطل المشاريع‬ ‫التي تخلق الثروة لخلق مناصب الشغل‪ ،‬وتتقهقر القوة الشرائية للمواطنين‪ ،‬بغالء المعيشة ‪ .‬الخاسر األكبر هي‬ ‫دول الخليج العربي‪ ،‬والتي تصب خسارتها في مصلحة إسرائيل بالدرجة األولى‪ ،‬وهي استراتيجية هذه األخيرة على‬ ‫المدى القصير والمتوسط‪ ،‬للقضاء على الثروات العربية شرقها وغربها وإبادة شعوبها ‪.‬‬ ‫هناك دول عربية تنتج النفط وال تصدره كاليمن وسوريا وليبيا (مؤقتا)‪ ،‬وهم يتخبطون في حروب أهلية‬ ‫مدمرة ‪ .‬فأما السياسة الخليجية وهي تعيش أجواء ساخنة جراء حروب عربية‪-‬أجنبية في شمال وجنوب الجزيرة‬ ‫العربية ‪ .‬وخليط من التدخالت تارة باسم اإلرهاب (ليس اإلسرائيلي)‪ ،‬وقبل ذلك باسم فرية أسلحة الدمار الشامل‪،‬‬ ‫وتارة أخرى باسم الديمقراطية‪ ،‬بل االستبداد الذي يبيد شعبه باألسلحة الكيماوية‪ ،‬وهلمَّ جرا ‪ .‬وكل هذه وذاك‬ ‫من أجل استنزاف القدرات العربية وإبادة الماليين من شعوبها لصالح الكيان الصهيوني‪ ،‬والقضاء على النهضة‬ ‫الخليجية‪ ،‬ولن يألو جهدا لبلوغ مراده‪ ،‬ولن تنام له عين الذئب أيضا حتى يعيد أمة العروبة إلى خيامها‪ ،‬من‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫مشرقها إلى مغربها ‪ .‬معطيات سياسية على األرض توحي بأن بعض بالد الغرب حفاظا على التفوق‬ ‫العسكري إلسرائيل ‪ ،‬تتباطأ وتمتنع عن حل قضية ُمختلقة من العسكرية الجزائرية منذ أربعين‬ ‫ال يتجزأ من الصحراء المغربية‪ ،‬تحرر بفضل نبوغ الراحل الملك المرحوم‬ ‫عاما‪ ،‬لجزء‬ ‫الحسن الثاني‪ ،‬بعبقرية المسيرة الخضراء السلمية سنة ‪1974‬‬ ‫باسترجاع أرض مغربية كان قد اغتصبها االستعمار اإلسباني في غفلة‬ ‫من الزمان ‪ .‬عمق األزمات بين البلدان الشقيقة‪ ،‬عند االستقالل من‬ ‫االستعمار‪ ،‬ال يغادرها هذا األخير إال وترك له فيها قضية ترسيم الحدود‪،‬‬ ‫وترك أيضا خاليا نائمة الستعمار فكري ‪ .‬فالدولة المغربية التي انتهكت‬ ‫أراضيها ال تعترف بالحدود االستعمارية ‪ .‬يرجع مفهوم السيادة فيها‬ ‫لنوع من األنانية للدولة الجزائرية التي ورثت عن االستعمار أراضي‬ ‫جيرانها وأشقائها‪ .‬فمنطقة تندوف مثال حي على ذلك‪ ،‬وهي‬ ‫غنية بالمعادن إذ هي في األصل مغربية‪ ،‬اقتطعتها فرنسا مع‬ ‫أراضي أخرى من المغرب وأضافتها إلى الجزائر باسم «فرنس»‬ ‫ما وراء البحار‪ ،‬كما كانت تصفها أيامئذ‪ .‬واالستعمار اإلسباني‬ ‫على غرار غريمه الفرنسي إقتطع هو اآلخر من األرض األم‬ ‫المغربية صحراءه ووصفها بالصحراء اإلسبانية ‪ .‬قبل مغادرة‬ ‫إسبانيا للصحراء المغربية‪ ،‬خلفت «مسمار جحا» سمته‬ ‫«البوليساريو» (اللفظ باللغة اإلسبانية ) تبنته العسكرية‬ ‫الجزائرية واحتضنته كنوع من نزاع سياسي‪ ،‬لمشكلة‬ ‫مصطنعة كانت تريد من ورائها إطاللة على المحيط‬ ‫األطلسي والهيمنة على الدول المغاربية ‪ .‬كان مخاضا‬ ‫‪/‬حلما جزائريا ترتب عنه عدم تسوية تاريخية بين‬ ‫البلدين‪ ،‬ضربت بالمنطقة المغاربية كلها بالمصالح‬ ‫المشتركة في اتحادهما‪ ،‬بتجميد تأريخ منطقة الغرب العربي ‪ .‬كان سيجعل من المغرب والجزائر أقوى دولة في‬ ‫إفريقيا والغرب العربي‪ .‬وقوتهما االقتصادية والسياسية يحسب لها ألف حساب‪ ،‬من استثمار الثروات المعدنية‬ ‫الحدودية المشتركة بينهما‪ ،‬إذ يجب عليهما تجاوز عقدة حرب الرمال لسنة ‪1973‬م‪ .‬وهل يتوجب إنتظار جيل‬ ‫جديد من الحكام ؟ بعض الحكومات تفتقد إلى الحصافة السياسية رغم كل المعاناة‪ ،‬وعلى الدولتين أن يتفهما‬ ‫مصلحة شعوبهما للتصدي للخطر الشرق‪-‬األوسطي اإلسرائيلي المتربص بمنطقة الغرب العربي ‪ .‬أمام تعطيل‬ ‫شامل‪ ،‬أروبا تتأرجح «ميكيافيليا» حفاظا على مصالحها ‪ .‬خصوصا إسبانيا التي ترى في لحمة المغرب والجزائر‬ ‫خطرا استراتيجيا على أمنها القومي‪ ،‬وهي ما زالت وما فتئت تحتل الجزر الجعفرية وسبتة ومليلية في عقر بيت‬ ‫المغرب‪ ،‬معاناة منها من عقدة الفتح اإلسالمي األندلسي ‪ .‬حتى إن المسألة تعدت فرنسا وإسبانيا العضوان‬ ‫في الحلف األطلسي في نطاق جيو‪-‬سياسي عالمي يصبُّ في مصلحة إسرائيل‪ ،‬محمية الحلف ‪ .‬من أجل حماية‬ ‫إسرائيل‪ ،‬استراتيجية العالم الغربي تقوم على تقسيم ما هو ُمقسم وتفكيك ما هو ُمفكك وتفتيت ما هو ُمفتت‬ ‫وتمزيق شامل للعالم العربي والعالم اإلسالمي بعده ‪ .‬وإن هي إال كيانات سياسية يسهل تسرب «فيروس» في‬ ‫جسمها من التحاسد والتباغض والعداء والتفرقة ‪ .‬إذ متى اجتمعت هذه األمة لم ولن تستطع أي قوة أن تنال‬ ‫منها ‪ .‬فحذار لقول بعض الحكماء ‪ُ (:‬أكلت) أوُأكلنا يوم أكل الثور األبيض !‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪816‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)287‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫رسالة‪ ...‬إلى أعداء‬ ‫الحيوانات األليفة‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫الزالـــت القطـــط‪ ،‬بين الفينــة واألخرى‪ ،‬تتعرض إلبادة جماعية على يد أعدائها بدس‬ ‫السم في الطعام‪ ،‬قبل رميه لها‪ .‬علما أن الحيوان األليف يعتبر فردا من أفراد كثير من األسر‪.‬‬ ‫آخرالضحايا‪ ،‬قط لفظ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أنفاسه األخيرة‪ ،‬متأثرا بتناوله طعاما ممزوجا بجرعة من‬ ‫السم‪ ،‬تاركا وراءه مربيه في حالة نفسية متدهورة‪ ،‬ألنه كان بمثابة واحد منهم‪ ،‬األمر الذي‬ ‫اليمكن أن يستوعبه أعداء الحيوانات الذين يبدو أن قلبهم من حجر ! وما هذا القط إال غيض‬ ‫من فيض‪ ،‬ذلك أنهم أجهزوا‪ ،‬من قبل‪ ،‬على عشرات من قطط الحي والمدينة‪ ،‬دون أدنى‬ ‫شفقة‪.‬‬ ‫وعلى إثر هذه اإلبادة الجماعية لقطط بريئة‪ ،‬يبدو أن القانون عندنا اليطبق في حمايتها‪،‬‬ ‫والدليل أن األعداء الزالوا يعبثون بحياة وأرواح هذه القطط‪ ،‬رغم أن عدة شكايات وجهت‬ ‫ضدهم إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬ومع ذلك استمروا في القيام بأفعالهم الشنيعة‪ ،‬بيد أنهم‬ ‫لوقاموا بهذه التصرفات في بلد آخر‪ ،‬يعطي الحق لهذا الكائن الضعيف الذي الحول له والقوة‪،‬‬ ‫لوجدوا أنفسهم في وضع اليحسدون عليه‪ ،‬وذلك بجرجرتهم إلى المحاكم‪ ،‬من قبل منظمات‬ ‫وجمعيات للرفق بالحيوان‪ .‬فهل ستتدخل الجهات المسؤولة للضرب بيد من حديد على كل‬ ‫من تسول له نفسه االعتداء على هذه الحيوانات األليفة البكماء ؟‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫ملف حادثة سير لمواطن من الجالية المغربية‬ ‫المقيمة بالخارج‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫أين تعويضاته التي ظل‬ ‫ينتظرها لمدة حوالي عقدين‪.‬؟!‬ ‫بعد م��رور ‪ 19‬سنة على تعرضه لحادثة سير‬ ‫بطنجة‪ ،‬متسببة له في عدة أضرار جسمانية دائمة‪،‬‬ ‫مشار إليها في ملفه الطبي‪ ،‬الزال المواطن المغربي‬ ‫المقيم بالديار الهوالندية السيد محمد ال��زوادي‬ ‫ينتظرتعويضه الذي بقي‪ ،‬ربما‪ ،‬في “كف عفريت”‪ ،‬ألنه‬ ‫استفسر جميع الجهات المعنية بشأنه‪ ،‬دون فائدة‪،‬‬ ‫قبل أن يتم إخباره بأن دفاعه ذ‪(.‬ع‪.‬ف) المحامي بهيئة‬ ‫الدارالبيضاء هو المسؤول القانوني عن مسار ومآل‬ ‫ملفه‪ ،‬غيرأنه لم يقم بواجبه المهني كما يجب‪!.‬‬ ‫وسبق للمواطن محمد الزوادي‪ ،‬عنوان المخابرة‬ ‫معه‪ ،‬حي الجيراري ‪ 2‬زنقة ‪ 61‬رقم ‪ 6‬طنجة‪ ،‬أن راسل‬ ‫وزارة العدل‪ ،‬بخصوص مشكله المذكور‪ ،‬فتوصل برد‪،‬‬ ‫جاء فيه “أنه بعد دراسة الشكاية من طرف المصالح‬ ‫المختصة بهذه ال��وزارة‪ ،‬تمت إحالتها على السيد‬ ‫الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬إلجراء بحث في موضوعها‪ ،‬في انتظار إخباره‬ ‫بنتيجة البحث‪ ،‬بعد توصل الوزارة بها‪ ”..‬وهكذا مرت‬ ‫أكثرمن سنة‪ ،‬دون أن يتوصل المواطن المتضرر المذكوربما يفيده‪ ،‬ويضع أجوبة شافية عن‬ ‫مصيرتعويضاته التي حيّره أمرها‪ ،‬بل وأضرّ بمصالحه‪ ،‬على حساب أعصابه وتنقله الدائم‪ ،‬مع‬ ‫مايتطلبه ذلك من مصاريف‪.‬كما راسل هذا األخير‪،‬مؤخرا‪ ،‬الوكيل العام لدى محكمة االستئناف‬ ‫بالبيضاء‪ ،‬مطالبا بعزل وتنازل”دفاعه” عن ملف حادثته حتى يتمكن من توكيل محام آخر‪ ،‬في‬ ‫أقرب اآلجال‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فهذا المشكل يلخص جزءا من معاناة كثيرة‪ ،‬يواجهها المهاجرون المغاربة‬ ‫لدى عودتهم إلى أرض الوطن‪ ،‬واألمل معقود على بعض المسؤولين األشراف‪ ،‬للقطع مع‬ ‫التصرفات السلبية التي تعترض المواطنين المغاربة أجمعين‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫إلى ذوي األريحية‪ :‬نداء من أجل‬ ‫نور العيون‬

‫يعاني المواطن الشــاب عيسى الدشيرى (‪26‬‬ ‫سنة) من ضعف في البصر‪ ،‬ويحتاج إلى إجراء عملية‬ ‫جراحية على مستوى القرنيتين‪ ،‬وذلك بمصحة‬ ‫العيون بالرباط‪.‬‬ ‫العملية تتطلب مبلغا مالياً‪ ،‬قدره ‪ 4‬ماليين‬ ‫سنتيم‪ ،‬وهو ماليس في مقــدور الشاب‪ ،‬النجــار‬ ‫المبتدئ الذي أصبح عاجزا عن العمل‪ ،‬حيث يوجه‬ ‫نداءه إلى المحسنين وذوي األريحية من أجل مدّ‬ ‫يد العون له‪ ،‬وملفه الطبي رهن إشارتهم‪ ،‬واهلل ال‬ ‫يضيع أجرهم‪.‬‬

‫لالتصال‪0690957769 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬حي البرواقة الزنقة ‪ 52‬الرقم ‪ 4‬بنديبان طنجة‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪287‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 816‬ـ الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫عثر‬

‫اتحاد طنجة لكرة القدم عثر على مدرب داهية‪ ،‬يعرف كيف يتعامل مع الفرق‬ ‫المنافسة ومع الالعبين الذين يعتبرهم أبناؤه‪ ،‬ومع اإلعالميين وحتى مع‬ ‫التحكيم المثير لجدل في اآلونة األخيرة بعد سخط مختلف األندية المغربية‪ .‬عبد‬ ‫الحق بنشيخة كان له رأي آخر ومختلف حول التحكيم المغربي‪ .‬حيث دافع عن الحكم‬ ‫المغربي واعتبره بطال‪ ،‬مستدال باألدوار الكبيرة التي يلعبها الحكم الدولي المغربي‬ ‫في المباريات القارية وفي بعض الدول التي ينعدم فيها األمن‪ ،‬ومع ذلك يقود الحكم‬ ‫المغربي المباريات باقتدار وشجاعة‪ .‬بنشيخة يتعامل مع الفرق المنافسة بقراءة تقنية‬ ‫مسبقة‪ ،‬وهو يعرف كل صغيرة وكبيرة‪ .‬ويتحمل مسؤولية األخطاء ليبعد الضغوط عن‬ ‫العبيه‪ ،‬وهذه قمة ذكاء المدربين الكبار‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬ ‫(انتهى)‬

‫خالصة‪:‬‬

‫لقد أصبحت رياضة السباحة أكثر شيوعا وأكثر شعبية وهذا بإعطائها‬ ‫اهتماما كبيرا من طرف الدول خاصة المتقدمة منها وبفضل هذا االهتمام‬ ‫تم االرتقاء بالسباحة إلى أعلى المستويات والوصول إلى أفضل أداء‬ ‫بمختلف التقنيات المستعملة في طرق السباحة المعروفة في تحقيق أرقام‬ ‫جيدة وقياسية في حياة اإلنسان‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫ (‪ )1‬إبراهيم رحومة زايد‪ ،‬إكرام سعد إبراهيم‪ ،‬محمد مفتاح الربيع‪:‬‬‫السباحة لشعب التربية الرياضية بمعاهده‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر‬ ‫واإلعالم‪ ،‬ليبيا‪ ،1988 ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪- (2) Marcel Boisseau : « Apprenons à nager », Edition‬‬ ‫‪bornemam, 1965, P 3-9.‬‬ ‫ (‪ )3‬عبد الرحمان وآخرون‪ :‬عالقة الخوف والقلق من الماء باألداء المهاري‬‫عند السباحين‪ ،‬قسم التربية البدنية والرياضية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪،‬‬ ‫جامعة الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.24‬‬ ‫ (‪ )4‬أمال فريال أرول‪ :‬المذكرة الرياضية‪ ،‬المركز الوطني لإلعالم والتوثيق‬‫الرياضي‪ ،1995 ،‬ص ‪.25-24‬‬ ‫ (‪.www.wikipidia.dz.le 12/20/2007 à 15 :30 )5‬‬‫ (‪ )6‬محمد علي القط‪ :‬المبادئ العلمية للسباحة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬ص ‪.01‬‬‫ (‪ )7‬أسامة كامل راتب‪ :‬تعليم السباحة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬‫الطبعة الثالثة‪ ،1998 ،‬ص ‪.22‬‬ ‫ (‪ )8‬علي زكي‪ ،‬طارق محمد ندا‪ ،‬إيمان زكي‪ :‬تكتيك تعليم تدريب إنقاذ‪،‬‬‫دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ص ‪.70‬‬ ‫ (‪ )9‬علي زكي‪ ،‬طارق محمد ندا‪ ،‬إيمان زكي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬‫ (‪ )10‬علي زكي‪ ،‬طارق محمد فدا‪ ،‬إيمان زكي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.79‬‬‫ (‪ )11‬علي زكي‪ ،‬طارق محمد فدا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.81-80‬‬‫ (‪ )12‬وفيقة مصطفى سالم‪ :‬الرياضات المائية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬الطبعة‬‫األولى‪ ،1997 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫ (‪ )13‬محمد أحمد علي‪ :‬السباحة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مكتبة العزيزي‬‫للكمبيوتر الزقازيق‪ ،‬طبعة ‪ ،2000‬ص ‪.10-9‬‬ ‫ (‪ )145‬محمد علي أحمد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10-9‬‬‫‪- (15) Chokhari Divey : méthodique d’apprentissage en‬‬ ‫‪natation, (INFS-STS-1990).‬‬ ‫‪- (16) Chokhari Divey : méthodique d’apprentis cage en‬‬ ‫‪natation, (INFS-STS-1990).‬‬ ‫‪- (17) Alim Saod : Bon ferrache « étape de familisation en‬‬ ‫‪natation dans un bassin ».‬‬ ‫‪- (18) IDEM profond pour les enfants de 5-6 ans des ETS‬‬ ‫‪1993, P 16.‬‬ ‫‪- (19) Hamouche Ahmed Redha : pour une méthode‬‬ ‫‪nationale de l’Apprentissage globale des quatrième age,‬‬ ‫‪DES STS, 1991, P 21‬‬ ‫ (‪ )20‬قاسم حسن حسين‪ ،‬افتخار أحمد‪ :‬مبادئ وأسس السباحة‪ ،‬دار‬‫الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.124‬‬ ‫ (‪ )21‬قاسم حسن حسين‪ ،‬افتخار أحمد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬‫ (‪ )22‬محمود حسن‪ ،‬علي أبيك‪ ،‬مصطفى كاظم‪ :‬المنهاج الشامل لمعلمي‬‫ومدربي السباحة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1996 ،‬ص ‪.26‬‬

‫محمد السابق (سيمو)‪..‬‬ ‫املدرب ال�سابق باحتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• نالحظ اعتماد اتحاد طنجة على تركيبة جديدة‬ ‫من العبين وافدين‪ ،‬ما موقع العنصر المحلي في‬ ‫الفريق‪ ،‬ودور الفئات الصغرى؟‬ ‫• • اتحاد طنجة حقق العودة إلى البطولة االحترافية‬ ‫هذا الموسم‪ .‬علينا أن نعترف بمحدودية التركيبة التي‬ ‫حققت الصعود رفقة المدرب أمين بنهاشم‪ ،‬ليس بقدرتها‬ ‫مقارعة أندية البطولة االحترافية‪ .‬المكتب المسير بقرار‬ ‫من المدرب عبد الحق بنشيخة‬ ‫اضطر النتــداب نسبــة كبيــرة‬ ‫من الالعبين ذوي الخبرة من‬ ‫أجل ضمان البقــاء بالبطولــة‬ ‫االحترافية‪ ،‬ومن تم التخطيط‬ ‫للمستقبل من خالل التسطير‬ ‫لعمل القاعدي يتطلب مجهودا‬ ‫كبيرا‪ .‬ألن مدينة طنجة كانت‬ ‫ضحية زحـــف اإلسمنـــت في‬ ‫السنـــوات األخيـــرة وتضررت‬ ‫بسببها مجموعة من مالعب‬ ‫األحياء التي كانت تعتبر مشتال‬ ‫حقيقيــا تتغـــذى به الفئـــات‬ ‫الصغرى للفريق‪ .‬اليوم لم يعد‬ ‫الطفل والشاب الطنجاوي يجد‬ ‫أين يلعب ويصقل مواهبه‪،‬‬ ‫وهذا ما يخطط له اتحاد طنجة‬ ‫في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫• أود أن تقــرب نفسـك‬ ‫للجيل الحالي من جمهــــور‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬من هو السيمو؟‬ ‫• • محمــــد الســابـــــق‪،‬‬ ‫المعروف في الوسط الرياضي‪،‬‬ ‫ميــدان كرة القدم يالتحديـد‬ ‫بإسم سيمــو‪ .‬انطلقــت من‬ ‫الفئات الصغرى التحاد طنجة‬ ‫إلى أن التحقت بالكبار تزامنا‬ ‫مع الفترة الذهبية التي حقق‬ ‫فيها اتحاد طنجة حلم الربع‬ ‫قرن‪ ،‬الصعود التاريخي للقسم‬ ‫األول تحت رئاسة عبد السالم‬ ‫أربعين في أواسط الثمانينات‪ .‬استطعت في الموسم‬ ‫الثاني للفريق بالقسم األول لفت أنظار المدرب الفرنسي‪،‬‬ ‫ذو األصول األلمانية‪ ،‬بوب شنايدر الذي يرجع له الفضل‬ ‫في بروزي األول من خالل منحي فرصة اللعب رسميا مع‬ ‫الفريق األول‪ ،‬ومن تم كانت االنطالقة‪ .‬وحققنا مسيرة‬ ‫موفقة مع فارس البوغاز‪ ،‬بعده خضت تجربة احترافية‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬في فريق ماربيا بالقسم الثاني بعد اجتياز اختبار‬ ‫بإشبيلية بالقسم األول حين كان يلعب له األسطورة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫مارادونا‪ .‬كما احترفت بالدوري الخليجي بأندية الوحدة‬ ‫السعودي‪ ،‬األهلي القطري والقادسية الكويتي‪ .‬وحاليا‬ ‫أشغل مهام المدرب المساعد الثاني لعبد الحق بنشيخة‬ ‫بعد المدرب المساعد االول عبد الرزاق بلعربي‪.‬‬ ‫• في نظرك اين تكمن مهمة المدرب المساعد‪،‬‬ ‫وماذا يمكنك قوله حول اتحاد طنجة هذا الموسم؟‬ ‫• • المدرب المساعد هو‬ ‫حامل أسرار المــدرب األول‪،‬‬ ‫مهامه تتمثــل في تقديـــم‬ ‫المشورة الفنية للمدرب األول‬ ‫ولفت انتباهه إلى معطيات‬ ‫فنية بشأن الالعبين قد يكون‬ ‫قد غفل عنها المدرب األول‪.‬‬ ‫ومســـاعدتـــه في الحصص‬ ‫التطبيقية خالل التداريب‪ .‬في‬ ‫بعض األحياء يكون المدرب‬ ‫المساعد أقرب إلى الالعبين‪،‬‬ ‫يتدخل حينما يشعر بأن التيار‬ ‫ال يمر بين الالعب والمدرب‬ ‫لرأب الصدع‪ .‬وقد يكون له‬ ‫دور يتساوى في كثير من‬ ‫األحيان مع دور المدرب‪ .‬حتى‬ ‫أن مجموعة من المدربين‬ ‫يمنحون الصالحية للمدرب‬ ‫المساعـــد لحضور النـــدوات‬ ‫الصحفية التي تدور عند نهاية‬ ‫المباريات‪ ،‬ويتوخى من خاللها‬ ‫المدرب األول تقديم الدعم‬ ‫المعنوي لمساعده وتحسيسه‬ ‫بالدور المهم الذي يقوم به‪.‬‬ ‫وبالنسبة التحاد طنجة‪ ،‬أعتقد‬ ‫الفريق يقدم صورة رائعة عن‬ ‫الفريق النموذجي‪ ،‬المنافس‬ ‫خالل بطولة هذا الموسم‪،‬‬ ‫بفضـل تضحيـــات المكتـــب‬ ‫المسيـر‪ ،‬وحنكــــة الطاقــــم‬ ‫التقـنــي بقيــادة المــــدرب‬ ‫الكبـير عبد الحــق بنشيخـــة‪،‬‬ ‫وتركيبته من الالعبيـــن المتميزيــن‪ ،‬وباقـــي أطقم‬ ‫الفريق باإلضافة إلى الجمهور الكبير الذي يعتبر أكبر‬ ‫سند للفريق‪ .‬فإذا كانت النتائج جد إيجابية‪ ،‬فالفريق‬ ‫بالموازات مع ذلك يعيش أزمة مادية خانقة‪ ،‬لذا أتمنى‬ ‫من الجهات المسؤولة والفعاليات االقتصادية بالمدينة‬ ‫أن تمد يد العون بتوفير الدعم المادي الكافي للفريق‬ ‫لتنفيذ برامجه وأهدافه‪.‬‬

‫إيقاف العب تنس يوناني مدى الحياة‬ ‫بتهم فساد‬

‫قالت وحدة نزاهة التنس مساء الجمعة إنها أوقفت الالعب اليوناني‬ ‫الكسندروس جاكوبوفيك مدى الحياة بعد ثبوت مخالفته اللوائح والقوانين‬ ‫أكثر من مرة‪ .‬و اتهم الالعب اليوناني ابن الرابعة والثالثين بارتكاب‬ ‫عدة مخالفات من بينها «التالعب في نتائج مباريات بصورة مباشرة أو‬ ‫غير مباشرة‪ ».‬ويبدأ إيقاف الالعب اليوناني فورا‪ .‬وشارك جاكوبوفيك في‬ ‫بطوالت أقل شهرة خالل مسيرته مع التنس وكان أفضل تصنيف له في‬ ‫‪ 2009‬عندما احتل المركز ‪ 464‬عالميا لكنه كان دائم المشاركة مع منتخب‬ ‫اليونان في كأس ديفيز لفرق الرجال وشارك في ‪ 29‬مباراة حتى العام‬ ‫الماضي‪ .‬وأفضل نتيجة حققها الالعب الموقوف كانت في ‪ 2007‬عندما هزم‬ ‫األوكراني الكسندر دولجوبولوف المصنف ‪ 36‬عالميا حاليا بثالث مجموعات‬ ‫متتالية في أخر لقاء بين المنتخبين ليمنح اليونان الفوز على أوكرانيا‪.‬‬ ‫ووحدة نزاهة التنس هي مبادرة يشارك فيها هيئة البطوالت األربع الكبرى‬ ‫واالتحاد الدولي للتنس واتحاد العبي التنس المحترفين واتحاد العبات‬ ‫التنس المحترفات‪.‬‬


‫العدد ‪816‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫نجاح كبير للملتقى األول لفئة أقل‬ ‫من ‪ 10‬سنوات بإفران‬

‫بيسطارة يتدرب منفردا‬ ‫تجاوز محمد بيسطارة‪ ،‬حارس مرمى‬ ‫اتحاد طنجة مرحلة النقاهة‪ ،‬بعد فترة الغياب‬ ‫االضطراري ألكثر من شهر بداعي اإلصابة‬ ‫التي تعرض لها على مستوى أسفل الظهر‪.‬‬ ‫ورخص طبيب الفريق للحارس باستئناف‬ ‫التحضير منفردا بالصالة الرياضية الخاصة‬ ‫بتقوية العضالت بمركز الزياتن‪ .‬وأكد مصدر‬ ‫مقرب من الفريق إمكانية عودة بيسطارة إلى‬ ‫المجموعة في غضون أسبوعين على األكثر‪.‬‬

‫شارك اتحاد طنجة لكرة السلة في الملتقى األول لفئة‬ ‫أقل من ‪ 10‬سنوات لكرة السلة لى جانب ‪ 10‬أندية لبت دعوة‬ ‫جمعية أصدقاء كرة السلة بمدينة إفران والتي نظمت هذا‬ ‫الملتقى بالقاعة المغطاة بمدينة إفران طيلة اليوم السبت‬ ‫‪ 12‬دجنبر ‪ 2015‬بمساهمة عصبة الشمال الشرقي‪ ،‬حيث‬ ‫التقى المشاركون في يوم احتفالي رائع امتزجت فيه الرياضة‬ ‫بالثقافة والترفيه الفني مما أعطى النجاح الكبير لهذا الملتقى‬ ‫الذي تشرف بحضور فعاليات وطنية متميزة منها عامل عمالة‬ ‫إفران السيد عبد الحميد المزيد ورئيس جهة فاس مكناس‬ ‫السيد امحند العنصر ورئيس المجموعة الحضرية لمدينة‬

‫إفران السيد هشام عفيفي وشخصيات أخرى مرتبطة بكرة‬ ‫السلة‪ .‬وطيلة هذا اليوم عرفت القاعة المغطاة بإفران أجواء‬ ‫تنافسية واحتفالية رائعة لبراعم مستقبل هذه الرياضة الذين‬ ‫حضوا بالمشاركة التي انحصرت في ‪ 10‬فرق وفق ما سمحت‬ ‫به الطاقة االستيعابية للتنظيم وإمكانات المنظمين الذين‬ ‫وعدوا مستقبال بفتح باب المشاركة في وجه عدد أكبر من‬ ‫الفرق لتعم االحتفالية أكبر عدد ممكن من الشباب اليافع‬ ‫واختتم هذا الملتقى بتوزيع جوائز تذكارية تؤرخ للمشاركة‬ ‫على كل األندية التي أثتت فضاء مدينة إفران في هذا اليوم‬ ‫الرياضي التنافسي واالحتفالي‪.‬‬

‫منتخب كرة القدم المصغرة في نهائيات‬ ‫كأس إفريقيا‬

‫فسخ مسؤولو المغرب التطواني‪ ،‬مساء‬ ‫الجمعة قبل الماضي‪ ،‬عقد الزامبي هارون‬ ‫كاتيبي ‪ ،‬العب الفريق‪ ،‬الذي انتدبه بداية‬ ‫الموسم الرياضي الجاري‪ .‬وحسب مصادر‬ ‫مطلعة فإن كاتيبي هو من تقدم بطلب فسخ‬ ‫العقد لمسؤولي المغرب التطواني بسبب ما‬ ‫أسماه رغبته في اللعب وعدم الجلوس على‬ ‫كرسي االحتياط‪ .‬وأضافت المصادر ذاتها أن‬ ‫كاتيبي تنازل عن كافة مستحقاته المالية التي‬ ‫مازالت بذمة المكتب المسير للفريق مطالبا‬ ‫فقط بتذاكر سفر له ولعائلته لاللتحاق بزامبيا‪،‬‬ ‫مؤكدة أن عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس الفريق‬ ‫استجاب لطلب الالعب‪ .‬وفي السياق ذاته‪،‬‬ ‫كشفت المصادر أن المكتب المسير ينتظر‬ ‫تقريرا من االسباني سيرخيو لوبيرا‪ ،‬مدرب‬ ‫الفريق حول الالعبين االسبانيين خيسوس‬ ‫رودريغيز تاتو ورويدا خوسي مانويل‪ .‬ومن‬ ‫المقرر‪ ،‬حسب المصادر ذاتها أن يتم اتخاذ قرار‬ ‫حول الالعبين خالل فترة االنتقاالت المقبلة‪.‬‬ ‫وتعاقد الفريق مع الالعبين بداية الموسم‬ ‫الرياضي الجاري لتعويض رحيل كل من فوزي‬ ‫عبد الغني وعبد الصمد رفيق ومحسن ياجور‪.‬‬

‫نفي تعرض كاتيبي لتهديـدات‬ ‫بالقتل عقب فسخ عقده‬

‫المعاوي في قائمة فاخر والغريب‬ ‫متفائل لمستقبل الفريق‬ ‫حافظ مهاجم اتحاد طنجة‪ ،‬عبد الغني‬ ‫معاوي على ثقة الناخب الوطني محمد فاخر‪،‬‬ ‫الذي وضعه ضمن الئحة المنتخب الوطني‬ ‫لالعبين المحليين المنادى عليهم للمشاركة‬ ‫التجمع اإلعدادي المغلق الثاني للنخبة‬ ‫الوطنية بمدينة مراكش في الفترة المتراوحة‬ ‫ما بين ‪ 21‬و ‪ 23‬دجنبر الحالي‪ ،‬تحضيرا لبطولة‬ ‫إفريقيا للمحليين التي تحتضنها رواندا في‬ ‫‪ .2016‬وفي موضوع آخر‪ ،‬أكد أسامة الغريب‬ ‫العب اتحاد طنجة و الذي استعاد كل مؤهالته‬ ‫الفنية رفقة هذا الفريق بداية الموسم الحالي‪،‬‬ ‫وساهم رفقته في إحداث مفاجأة كبيرة باحتالل‬ ‫الصف الثالث في أول موسم له بعد العودة‬ ‫ألجواء الكبار‪ ،‬قدرة فريقه على مواصلة التقدم‬ ‫و منافسة الفرق الكبيرة‪ ،‬وقال‪“ :‬ال أرى أن ما‬ ‫حققه النادي بداية الموسم الحالي مفاجأة‪ ،‬لقد‬ ‫تحصلنا على نتائج كبيرة بفضل العمل الممتاز‬ ‫للمدرب بن شيخة و إصرار الالعبين على‬ ‫تقديم األفضل و خاصة دعم الجمهور الكبير و‬ ‫الذي رافقنا في تنقالت حاسمة خارج الملعب”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬أعتقد أنه ما زال بإمكاننا تقديم الكثير‬ ‫و النادي لم يقل كلمته بعد و سيكون رقما‬ ‫بارزا هذا الموسم”‪ .‬وواصل الغريب‪“ :‬الدوري‬ ‫المغربي ما يزال طويال و لم نصل منتصف‬ ‫الطريق‪،‬ال أرى أن ناديا مرشحا على حساب‬ ‫الثاني ولو أني أرى أن حظوظ فريقي قائمة‬ ‫للمنافسة على الدرع بما لمسته من قوة إصرار‬ ‫لكل المجموعة على رفع التحدي”‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫المغرب التطوانــي يفســخ عقد‬ ‫كاتيبي‬

‫اتحاد طنجة رفع ثمن تذاكر الفتح‬ ‫استثناء‬ ‫حدد اتحاد طنجة لكرة القدم “يوم الفريق”‬ ‫في المباراة التي جمعته بالفتح الرباطي األحد‬ ‫الماضي لحساب الدورة ‪ 12‬من البطولة‬ ‫االحترافية‪ ،‬ورفع ثمن تذاكر المباراة استثناء‬ ‫لتدبير االزمة المادية التي يعاني منها‪ .‬وحدد‬ ‫أثمنة مباراة القمة في ‪ 40‬درهم للمدرجات‬ ‫العادية‪ ،‬و ‪ 60‬درهم للمنصة الجانبية‪ ،‬و ‪200‬‬ ‫درهم للمنصة العليا‪ ،‬و ‪ 300‬درهم للمنصة‬ ‫السفلى‪ .‬ووعد المكتب المسير للفريق بالرجوع‬ ‫إلى األثمنة السابقة في المباريات المقبلة‬ ‫وحقق الفريق رقما قياسيا من المدخول في‬ ‫هذه المباراة بعدما تكبد خسائر مالية جراء‬ ‫الحكم عليه باللعب بدون جمهور خالل ثالث‬ ‫مباريات الماضية‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ضمن تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم المصغرة‬ ‫تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس إفريقيا لألمم التي‬ ‫تحتضنها بجنوب إفريقيا عام ‪ .2016‬وجاء هذا التأهل بعد‬ ‫فوز بين ذهابا بالكوت ديفوار يوم ‪ 6‬دجنبر ‪ 2015‬وإيابا‬ ‫بقاعة الساكنية بمدينة القنيطرة األحد الماضي على منتخب‬ ‫الكوت ديفوار‪ ) 7 / 2 ( ،‬و ( ‪ ،) 0 / 5‬في الدور اإلقصائي‬

‫األخير من التصفيات اإلفريقية‪ .‬والجدير بالذكر أن األدوار‬ ‫النهائية لهذه التظاهرة القارية ستدور رحاها بدولة جنوب‬ ‫إفريقيا خالل الفترة المتراوحة بين ‪ 13‬و ‪ 24‬من شهر أبريل‬ ‫من العام المقبل‪.‬‬

‫مواجهات مثيرة في ثمن نهائي‬ ‫دوري األبطال‬ ‫شهدت نيون السويسرية االثنين سحب قرعة الدور ثمن‬ ‫النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم‪ .‬وتجرى مباريات‬ ‫الذهاب على دفعتين‪ ،‬األولى يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬فبراير ‪2016‬‬ ‫والثانية يومي ‪ 23‬و ‪ 24‬من الشهر ذاته‪ .‬أمام مباريات اإلياب‬ ‫فستكون على دفعتين أيضا‪ ،‬األولى يومي ‪ 8‬و ‪ 9‬مارس ‪2016‬‬ ‫والثانية يومي ‪ 15‬و ‪ 16‬من الشهر ذاته‪ .‬وأسفرت القرعة عن‬ ‫مواجهات واعدة بين كبار القارة العجوز‪ .‬وكانت كالتالي‪:‬‬ ‫مواجهات دور الـ ‪:16‬‬ ‫خنت البلجيكي ‪ -‬فولفسبورغ األلماني‬

‫روما اإليطالي ‪ -‬ريال مدريد اإلسباني‬ ‫باريس سان جيرمان الفرنسي ‪ -‬تشيلسي اإلنلكيزي‬ ‫أرسنال اإلنكليزي ‪ -‬برشلونة اإلسباني‬ ‫يوفنتوس اإليطالي ‪ -‬بايرن ميونيخ األلماني‬ ‫أيندهوفن الهولندي ‪ -‬أتلتيكو مدريد اإلسباني‬ ‫بنفيكا البرتغالي ‪ -‬زينيت سانبطرسبرغ الروسي‬ ‫مانشستر سيتي اإلنكليزي – دينامو كييف األوكراني‬

‫أثارات التصريحات النارية التي أطلقها‬ ‫المدافع الزامبي أرون كاتيبي لوسائل اإلعالم‬ ‫المغربية‪ ،‬عندما أكد أن سبب فسخ عقده مع‬ ‫المغرب التطواني يعود لتعرضه للتهديد‬ ‫بالقتل من طرف رئيس الفريق عبد المالك‬ ‫أبرون‪ .‬وكان كاتيبي البالغ من العمر (‪ 23‬عاما)‬ ‫وقع بداية هذا الموسم على كشوفات المغرب‬ ‫التطواني عقدا يمتد لسنتين‪ ،‬لكن المدرب‬ ‫اإلسباني لوبيرا لم يشركه كثيرا وأبعده عن‬ ‫المباريات لعدم اقتناعه بمؤهالته‪ ،‬ما جعله‬ ‫يفسخ عقده‪ .‬ونفت إدارة المغرب التطواني في‬ ‫بيان رسمي ما جاء على لسان كاتيبي‪ ،‬وأكد‬ ‫مسؤولوها أنه طالب بفسخ عقده بسبب فشله‬ ‫في كسب رسميته‪ ،‬وطالب بتغيير األجواء بعد‬ ‫اتفاقه أيضا مع المدرب اإلسباني سيرجيو‬ ‫لوبيرا‪ .‬وأضاف البيان أن‪“ :‬رئيس المغرب‬ ‫التطواني عبد المالك أبرون فسخ عقد كاتيبي‬ ‫في أجواء جيدة وبحضور عائلته‪ ،‬وعبرت إدارة‬ ‫المغرب التطواني عن أسفها الشديد إزاء‬ ‫هذه األخبار المغلوطة وتفاجأ مسؤولوها‬ ‫لما قام به ‪ ‬من افتراء وكذب‪ .‬وقرر مجلس‬ ‫إدارة المغرب التطواني متابعة كاتيبي وكل‬ ‫من تورط في هذه األخبار الكاذبة دفاعا عن‬ ‫سمعته‪.‬‬

‫الجــيــش يــــــرغـــب فـــــي‬ ‫التـعــاقـــد مع بورزوق‬ ‫يراقب نادي الجيش الملكي‪ ،‬الالعب‬ ‫حمزة بورزوق‪ ،‬باهتمام كبير وينتظر معرفة ما‬ ‫سيؤول إليه مستقبل هذا الالعب داخل صفوف‬ ‫التطواني‪ ،‬بعدما استنفذ مدة توقيفه دون أن‬ ‫يحظى بفرصة للمشاركة أساسيا وال حتى‬ ‫بديال في آخر نزال‪ .‬ولم يعد مسؤولو التطواني‬ ‫وال حتى مدرب الفريق سيرخيو لوبيرا يرحبان‬ ‫ببقاء الالعب بورزوق داخل صفوف الفريق‬ ‫ومرجح عرضه بسوق اإلنتقاالت الشتوية‪.‬‬


‫العدد ‪816‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫طنجة والدار البيضاء‬ ‫قمة في التسيب واالستيالء‬ ‫على أمالك الغير‪! ‬‬ ‫حسب وزير العدل والحريات‬ ‫لم نعد «عنصريين» في طنجة‪ ،‬وال كنا‪ ‬ضد وجود مهاجرين سريين‬ ‫بهذه المدينة‪ ‬المفتوحة على باب اهلل‪ ،‬حين تظاهر العديد من سكان‬ ‫حي العرفان‪ ،‬ضد التسيب الذي شهده هذا الحي على مسمع ومرآى من‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬مدنية وأمنية‪ ،‬من طرف أفارقة متسللين‪ ،‬قلنا‬ ‫في شأنهم ما وجب أن يقال‪ ،‬خاصة حين نظمت الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان «مسيرة» في اتجاه طنجة «العنصريون» أبناؤها‪ ،‬إال‬ ‫أن السلطات األمنية أظهرت للمشاركين‪ ‬قرص الشمس في عز الليل‪،‬‬ ‫حيث تصدت لهم بما يلزم من الصرامة‪ ،‬ألنه ليس في األمر ما يدل على‬ ‫«تجليات» عنصرية‪ ،‬في سلوك أهل طنجة‪ ،‬وسكان حي العرفان بوجه‬ ‫خاص‪ ،‬بل إنه كان مواجهة «فساد» حقيقي‪ ،‬من سكر علني ومخدرات‬ ‫ودعارة‪ ،‬و«استيالء» بالقوة على أمالك الغير‪ ،‬تعود في معظمها لمغاربة‬ ‫العالم‪ ....،‬حتى أنه جاء في تقرير لمؤسسة حقوقية مغربية أن طنجة‪ ‬‬ ‫شهدت حاالت عنصرية مورست على مواطنين أفريقيين لقيا حتفهما‬ ‫خالل مشاداة بين مهاجرين أفارقة ومغاربة محتجين‪ ...‬عنصريين‪،‬‬ ‫بحي العرفان‪.....! ‬وقال الحقوقي «الهايج» إن كل ما يقال في حق أفارقة‬ ‫«العرفان»‪ ،‬مجرد افتراء ال أساس له من الصحة‪! ‬‬ ‫وكثيرا ما تردد في قصاصات إخبارية حديث عن «عنصرية» طنجة‬ ‫وهي المدينة الوحيدة التي عايشت خالل آالف السنين‪ ،‬أمما وشعوبا‬ ‫وحضارات انصهرت معها وتالقحت مع حضاراتها ولم يسجل التاريخ‬ ‫عنها أنها كانت مدينة مغلقة على نفسها ولم تكن «عنصرية» في‬ ‫تعاملها مع‪ ‬المتساكنين فيها‪...‬وهي المدينة التي لم تقبل أن‬ ‫يوجد بها «مالح» لليهود‪ ،‬بل كان كل سكانها‪ ‬من يهود ومسلمين‬ ‫ومسيحيين وهندوستانيين والدينيين‪ ‬يتعايشون في جوار سليم‪،‬‬ ‫بل وحميمي‪ ،‬وبتعاطف كبير‪ ،‬ألن طنجة كانت «وطنا للجميع» وال زال‬ ‫هذا «االختالف اإليجابي» عن غيرها من المدن المغربية مطبوعا في‬ ‫وجدان أهلها األصليين‪.....! ‬عالمة مميزة في مدينة متميزة‪ ...! ‬إلى‬ ‫أن اهتدى وزير العدل‪ ،‬مصطفى الرميد‪ ،‬إلى االعتراف بأن بعض أهالي‬ ‫طنجة‪ ،‬كانوا ضحايا االستيالء «القسري» على ممتلكاتهم في عز النهار‪،‬‬ ‫وعلى مرآى ومسمع من السلطات اإلدارية واألمنية‪ ،‬إذ لم يكن أحد يجرؤ‬ ‫على االقتراب من حي العرفان‪ ،‬ألن هذا الحي صار «جمهورية أمازونية»‬ ‫ألفارقة التسيب‪ ،‬فقط‪ ،‬لوجود نوع من «العطف» على «المهاجرين»‬ ‫السريين الوافدين‪ ،‬خارج القانون‪ ،‬على المغرب‪ ،‬من بالد ما وراء‬ ‫الصحراء‪.....‬‬ ‫نحن في طنجة‪ ،‬لم يكن هذا األمر يهمنا‪ ،‬ألن محاربة الهجرة السرية‬ ‫قضية دولة‪ ،‬وللدولة رجاالتها وقوانينها المفروض تطبيقها على‬ ‫المخالفين‪ ،‬أيا كانت جنسياتهم ووضعياتهم‪ ،‬تماما كما تطبق الدول‬ ‫المصدرة للهجرة السرية قوانينها على المغاربة‪......‬‬ ‫والمواقف التي عبر عنها أهل طنجة‪ ،‬أو المستقرون بها ‪ ،‬عبر الوقفات‬ ‫االحتجاجية والمظاهرات والالفتات والشعارات‪ ،‬لم تكن أبدا مظهرا من‬ ‫مظاهر العنصرية‪ ،‬كما ادعت جمعيات حقوقية في بالد ما وراء عرباوة‪،‬‬ ‫بل كانت للمطالبة بحماية القانون من طرف من وكل إليهم أمر حماية‬ ‫القانون‪ ،‬في دولة الحق والقانون‪.... ! ‬حيث إن أفارقة التسلل حولوا حي‬ ‫العرفان إلى ماخور مركب‪ ،‬تمارس فيه شتى أنواع الفجور من سكر علني‬ ‫ومخدرات ومجون ودعارة‪ ،‬فضال عن االستيالء بالقوة على مساكن الغير‬ ‫بعد كسر األقفال وسرقة المتاع الموجود داخل تلك المساكن‪ ....‬ولمدة‬ ‫طويلة‪ ،‬لم يكن أحد من المسؤولين ال في والية التراب وال في والية‬ ‫األمن يرغب في االقتراب من حي العرفان ومشاكله‪ ،‬وألسباب صارت‬ ‫معروفة في ما بعد‪ .....! ‬إلى أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى‪ ،‬وخرجت‬ ‫قضية العرفان وأحياء أخرى للعلن‪ ،‬وكاد األمر يخرج عن السيطرة‪ ،‬حين‬ ‫قررت سلطات طنجة أن «تلعن الشيطان» وتتوكل على اهلل‪ ،‬وتتدخل‬ ‫إلفراغ الشقق من المحتالين المحتلين‪ ،‬وإعادة الهدوء إلى المنطقة‪.......‬‬ ‫وهذا وزير العدل يعلن ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬في تصريحات صحافية أن مديرية‬ ‫الشؤون المدنية بوزارته سجلت أغلب حاالت االستيالء على عقارات الغير‬ ‫في كل من مدينتي طنجة والدار البيضاء‪ ،‬في حاالت غير متشابهة‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ .‬ودعا الوزير إلى تضافر الجهود للحد من هذه «الظاهرة»‬ ‫التي لم تصل إلى مستوى «الظاهرة» والتي تتخذ في بعض األحيان‪،‬‬ ‫صورة جرائم‪.‬‬ ‫ولربما أن يكون ذلك من أسباب تدخل السلطات األمنية إلجالء‬ ‫المحتلين لما يزيد عن ثمانين شقة بالعرفان ضاع أصحابها في ما‬ ‫كانت تحتوي عليه من تجهيزات ومتاع‪.‬‬ ‫والعوض على اهلل‪....!!! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 29‬دي�سمرب ‪2015‬‬

‫طنجة الخامسة عالميا في تقرير البنك الدولي‬ ‫حول تنافسية المدن في العالم‬

‫‪ ‬نشر البنك العالمي‪ ،‬في العاشر من الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬تقريره حول تنافسية المدن بالعالم‪ ،‬يعلن فيه‬ ‫عن “بالماريس” المدن المرتبة في كوكبة المقدمة‪،‬‬ ‫لسنة ‪ 2015‬ويحدد فيه العناصر التي تساهم في‬ ‫تحقيق تنافسية مجموعة من ‪ 750 ‬مدينة عبر العالم‪ ‬‬ ‫والوسائل التي مكنت هذه المدن من تحقيق تنمية‪ ‬‬ ‫واسعةالقتصاداتها‪.‬‬ ‫وف��ي ما يخص المغرب‪ ،‬ف��إن اختيار البنك‬ ‫العالمي وقع على طنجة‪ ،‬كمدينة حققت تطورا هائال‬ ‫القتصادها‪ ،‬ولكونها‪ ‬تشكل رافعة لالستثمارات‬ ‫المباشرة الخارجية‪ ) IDE( ‬بفضل مينائها المتوسطي‬ ‫الذي مكن من جلب استثمارات‪ ‬أجنبية مهمة ‪ ،‬خاصة‬ ‫في مجال صناعة السيارات والصناعات المرتبطة بهذا‬ ‫القطاع‪ ،‬وصناعات أخرى متنوعة‪.‬‬ ‫فخالل الفترة ما بين ‪ ،2012– 2003‬مكنت‬ ‫االستثمارات المباشرة الخارجية‪ ،‬من تحقيق موارد‬ ‫بقيمة ‪ 3,7‬مليارات دوالر‪ ،‬ساعدت على اطالق ‪61‬‬ ‫مشروعا اقتصاديا كبيرا وعلى خلق ‪ 27.219‬فرصة‬ ‫شغل جديدة بالمنطقة‪.‬‬ ‫وبذلك ارتقت مدينة طنجة‪ ،‬إلى الرتبة الخامسة‪،‬‬ ‫عالميا‪ ،‬على مستوى االستثمارات المباشرة الخارجية‪،‬‬ ‫بالنسبة للناتج الداخلي الخام‪ .‬في حين مثلت فرص‬ ‫العمل التي تم إيجادها ما بين ‪ 2005‬و ‪ ،2012‬ثالثة‬ ‫أضعاف ما أوجده المغرب قاطبة‪ ‬من فرص الشغل‬ ‫‪ ،‬والتي لم تتعد نسبتها ‪ 2,9 ‬بالمائة ‪ ،‬متجاوزا نمو‬ ‫الناتج الداخلي الخام بنسبة العشر‪.‬‬ ‫وجاء في تقرير البنك العالمي ‪ ‬إشارة إلى مدينتي‬ ‫مكناس ومراكش‪ ،‬باعتبارهما مدينتين تتوفران على‬ ‫مؤهالت تنافسية كبيرة بحيث نجحت المدينتان في‬ ‫الولوج إلى كوكبة المدن العشر التنافسية بمنطقة‬ ‫الشمال اإلفريقي والشرق األوسط‪ ،‬في ما يخص إيجاد‬ ‫فرص الشغل وتحقيق نمو سنوي للناتج الداخلي الخام‬ ‫بالنسبة للفرد‪ ،‬تعادل ‪ 10‬بالمائة‪.‬‬

‫مؤهالت التنافسية‬

‫تقرير البنك العالمي خصص جانبا من تحليالته‬ ‫للتعريف بالمؤهالت التي تخلق تنافسية المدن‬ ‫والوسائل التي تمكن المدن من تطوير اقتصاداتها‬ ‫موضحا أنه لو تمكنت المدن المتوسطة اإلمكانات‬ ‫من تطوير اقتصادها على غرار المدن األكثر تنافسية‪،‬‬ ‫لكان في اإلمكان خلق ‪ 19‬مليون فرصة شغل‪ ،‬فقط‬ ‫خالل سنة ‪ .2012‬وحيث أن ‪ 75‬بالمائة من فرص‬ ‫الشغل الجديدة‪ ‬يوجدها القطاع الخاص‪ ،‬فإن على‬ ‫مسؤولي البلديات أن يتدبروا أمر العمل على تطوير‬ ‫القطاع الخاص وفتح المجال أم��ام المستثمرين‬ ‫لتوسيع نشاطهم التجاري والصناعي في ظروف‬ ‫مواتية‪.‬‬ ‫ذلك أن المدن تمثل المستقبل‪ ،‬ألنها تشكل‬ ‫تجمعات سكنية هامة ويمكنها أن تشكل بوتقة‬ ‫التطور والتنمية‪ ‬والتجديد‪ ،‬كما أنه يمكن أن تشكل‬ ‫بؤر الفقر والهشاشة‪ ‬والبطالة‪ ،‬لكن مفتاح‪ ‬انطالق‬ ‫مؤهالتها وإمكاناتها ‪ ‬المختلفة يكمن ‪ ،‬جزئيا‪ ،‬في‬ ‫تحسين تنافسيتها‪ ‬بهدف أن تتحول من مدن‬ ‫بمؤهالت متواضعة‪ ،‬إلى مراكز حضرية غنية ‪ ،‬تفتح‬ ‫الطريق أمام تنامي المقاوالت الصناعية وتقوية‬ ‫االنتاجية والموارد‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات المتوافرة‪ ،‬بخصوص الفترة‬

‫الممتدة ما بين ‪ 2005‬و ‪ ،2012‬فإن ‪ 10‬بالمائة من‬ ‫المدن التنافسية سجلت نموا بنسبة ‪ 13,5‬بالمائة‬ ‫لناتجها الداخلي الخام‪ ‬السنوي‪ ،‬بالنسبة للفرد‬ ‫الواحد‪ ‬ضد ‪ 4,7‬بالمائة بالنسبة‪ ‬للمدن األخرى‬ ‫المتوسطة المؤهالت التنافسية‪ .‬كما أن التشغيل‬ ‫حقق قفزة هائلة بانتقاله إلى ‪ 9,2‬بالمائة‪ ‬مقارنة‬ ‫مع نسبة ‪ 1,9‬بالمائة‪ ،‬بالنسبة‪ ‬للمدن التي‬ ‫تشكل ‪ 90‬بالمائة من المدن األقل تنافسية‪.‬‬ ‫ونفس النسب تقريبا‪ ،‬تم تسجيلها في ما يخص‬ ‫ارتفاع‪ ‬الموارد واالنتاج ‪.‬‬

‫جاذبية االستثمـارات المباشـرة‬ ‫األجنبية‪:‬‬ ‫ت��ق��ول ال��دراس��ة إن ‪ 5‬بالمائة فقط من‬ ‫المدن األكثر تنافسية‪ ،‬استطاعت استقطاب‪ ‬من‬ ‫االستثمارات الخارجية ما يوازي مجموع االستثمارات‬ ‫في ال ‪ 95‬بالمائة الباقية من المدن األخرى‪.‬‬

‫ميناء طنجة المتوسط‬

‫في إط��ار الفقرة من تقرير البنك العالمي‬ ‫المخصصة لحاالت معينة‪ ،‬بالنسبة لست مدن حققت‬ ‫نسبة مرتفعة على المستوى االقتصادي ‪ ‬تبرز طنجة‬ ‫وميناؤها المتوسطي‪ ،‬كحالة نجاح ‪ ‬متميزة ‪ ،‬مردها‬ ‫إلى مبادرات أربع‪:‬‬ ‫ـ االستثمار العمومي ال��ذي حقق تمويال‬ ‫شامال إلنجاز مشروع ميناء طنجة المتوسط الذي‪ ‬‬ ‫صار بإمكانه اليوم استقبال أكبر البواخر وحامالت‬ ‫الحاويات‪ ‬وتحقيق حجم هائل من العمليات التجارية‪،‬‬ ‫خالفا لما كان عليه الحال بالنسبة للميناء القديم‪.‬‬ ‫ـ إنجاز شبكات للمواصالت الطرقية وعبر السكة‬ ‫الحديدية بشمال المغرب ما مكن من تحقيق تنقل‬ ‫سريع ومريح للحاويات والسلع المختلفة‪ ‬والوصول‬ ‫السريع إلى الميناء والمناطق المجاورة‪.‬‬ ‫ـ انخراط جميع الفاعلين في عملية استقطاب‬ ‫االستثمارات الخارجيــة‪ ‬خاصة من طرف شركــة‬ ‫“رون��و” بتضافر الجهود بين ‪ ‬الوكالة الوطنية‬ ‫لتطوير االستثمار‪ )AMDI( ‬والهيئة المحلية للتنمية‬ ‫االقتصادية للمدينة‪.)TMSA ( ‬‬ ‫ـ وأخيرا‪ ،‬إقامة برامج تكوين‪ ‬موجه لصناعة‬ ‫السيارات مكنت من إيجاد يد عاملة مؤهلة للتجاوب‬ ‫اإليجابي والعملي مع الصناعات المحدثة‪.‬‬

‫وقد كان من نتائج هــذه المبادرات النمو‬ ‫الهائل الذي شهده سوق الشغـــل بالمنطقـــة‪ ‬‬ ‫وإنشــــاء قاعــــدة صناعية ‪ ،‬خاصــة في قطــــاع‬ ‫النقل واللوجيستيــــك والهندســة الميكانيكية‪،‬‬ ‫والمنتـــــوجـــــــات الكيمـــاويــة‪ ،‬والنســـيـــج‪،‬‬ ‫والمعـــادن‪ ‬وصناعـــة السيارات‪.‬‬ ‫إن دراسة “حالة طنجة” أفضت إلى التقرير بأن‬ ‫مبادرة االستثمار في البنيات التحتية الوطنية على‬ ‫مستوى كبير يمكن أن يخلق إمكانات هائلة للتطور‪ ‬‬ ‫والتنمية‪ ‬شريطة حسن استغالل تلك اإلمكانات‪.‬‬ ‫المالحظ أن ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬ال يتمتع‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬بخاصية الربط‪ ،‬عالميا‪ ،‬بل وأيضا بميزة التدبير‬ ‫الجيد من طرف وكالة متخصصة‪ ‬وضعت مبادرات‬ ‫وأهدافا محددة للنمو‪ ،‬لفائدة المقاوالت المحلية‪ .‬ثم‬ ‫إن التدخل المباشر للدولة لتوفير التمويل العمومي‪ ‬‬ ‫وتفويض شؤون التدبير لوكالة متخصصة‪ ‬أمر يشكل‬ ‫النموذج األكثر مالءمة ‪ ‬حين يكون القطاع الخاص في‬ ‫وضعية ضعف من حيث النمو‪ ،‬أو في حال اضطالع‬ ‫الدولة بدور مؤثر في مجال االقتصاد‪.‬‬ ‫ونحن ن��رى في الجريدة ‪ ،‬ومعنا مواطنونا‬ ‫في مدينة طنجة‪ ،‬أن النجاح الباهر للنموذج الفريد‬ ‫الذي تمثله طنجة‪ ،‬في مجال التنمية االقتصادية‬ ‫ال��م��ض��ط��ردة‪ ،‬على مستوى منطقة األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬وأيضا على مستوى المدن صاحبة أعلى‬ ‫نسب التنافسية العالمية‪ ،‬وفق ما ورد في تقرير البنك‬ ‫العالمي‪ ،‬لم يكن ليتحقق لوال المخطط الملكي لـ‬ ‫“طنجة الكبرى” الذي ابتدعته عبقرية جاللة الملك‬ ‫وأحيط ‪ ‬بعناية ملكية كريمة‪ ،‬على مستوى اإلنجاز‬ ‫والتدبير‪ .‬فلقد حققت المبادرة الملكية لطنجة في‬ ‫بضع سنوات ما لم تستطعه حكومات من كل األلوان‬ ‫والمشارب‪ ،‬تعاقبت على كراسي الحكم منذ ما يناهز‬ ‫ستين سنة من االستقالل ‪.‬‬ ‫إنها إرادة جاللة الملك التي شملت العديد من‬ ‫المدن‪ ‬المغربية ‪ ،‬في الجهات االثنتي عشرة‪ ،‬خاصة‬ ‫بالشمال‪ ،‬حيث أشرف جاللته على إطالق مشاريع‬ ‫التنمية المجالية لكل من أقاليم ‪ ‬تطوان وشفشاون‪،‬‬ ‫والناظور والحسيمة‪“ ،‬جوهرة المتوسط”‪.‬‬ ‫“والخير أمام”‪......! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫الناقد خليل الدامون رئيسا لفيدرالية إفريقيا للنقد‬ ‫السينمائي‬ ‫انتخب رئيس الجمعية المغربية لنقاد‬ ‫السينما‪ ،‬خليل ال��دام��ون‪ ،‬رئيسا للفيدرالية‬ ‫اإلفريقية للنقد السينمائي‪ ،‬وذلك خالل المؤتمر‬ ‫العام الثاني للفيدرالية الذي احتضنته مراكش‪،‬‬ ‫على هامش أشغال المنتدى اإلعالمي الخاص‬ ‫بالقارة اإلفريقية الذي حمل شعار “صورة القارة‬ ‫اإلفريقية وفرص االستثمار المتاحة فيها”‪.‬‬ ‫وستناط بالرئيس الجديد للفيدراليــة‬ ‫وباقي أعضاء المكتب الجديد مهمة تعزيز‬ ‫إشعاع وحضور الفيدرالية‪ ،‬والعمل مع جميع‬ ‫الجمعيات الوطنية األعضاء بغية النهوض‬ ‫بمجال النقد السينمائي بإفريقيا من أجل‬ ‫مواكبة السينما االفريقية‪.‬‬ ‫كما توجت أشغال هذا الجمع العام بانتخاب‬ ‫مكتب جديد يضم إلى جانب الرئيس ستة أعضاء‬ ‫ممثلين في التونسي محرز القروي (النائب األول‬ ‫للرئيس) واإليفواري يكوبا سانغار (النائب الثاني‬ ‫للرئيس) والبنيني إيسبيرا دونوفوسي (الكاتب‬ ‫العام) والسينغالي فاتو كيني سيني (الكاتب‬ ‫العام المساعد) والكاميروني بيالجي نغونانا‬ ‫(أمين المال) والطوغولي شارلز أيتان (مكلف‬ ‫بالتواصل)‪ .‬وتبنى الجمع‪ ،‬أيضا‪ ،‬مخطط العمل‬ ‫الممتد على مدى ثالث سنوات (‪)2018-2016‬‬ ‫والهادف إلى إضفاء دينامية جديدة على عمل‬ ‫الفيدرالية وتفعيل مهمتها في مواكبة السينما‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬فضال عن مناقشة وتحيين القوانين‬ ‫المنظمةللفدرالية‪.‬‬ ‫وعرفت فعاليات المؤتمر العام الثاني‬ ‫للفدرالية اإلفريقية للنقد السينمائي مشاركة‬ ‫الجمعيات الوطنية الممثلة لـ‪ 15‬بلدا إفريقيا‬ ‫من الكامرون‪ ،‬والطوغو وجمهورية الكونغو‬ ‫الديمقراطيـــة‪ ،‬والسنغـــال‪ ،‬وبوركينافاصــو‪،‬‬

‫وتونس والنيجر‪ ،‬والبنين وساحل العاج‪ ،‬ومالي‪،‬‬ ‫وغينيا كوناكري‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وجمعية‬ ‫النقاد األفارقة في فرنسا والغابون‪.‬‬ ‫وتأسست الفيدراليــة اإلفريقيــة للنقـــد‬ ‫السينمائي بتونس في ‪ 8‬أكتوبر ‪ 2004‬على‬ ‫هامش الدورة العشرين لمهرجان أيام قرطاج‬ ‫السينمائية‪ .‬وهي منظمة مستقلة وغير حكومية‬ ‫تضم الجمعيات اإلفريقية لنقاد السينما كما‬ ‫تضم أعضاء بصفة فردية‪.‬‬

‫وتسعى الفيدراليــة اإلفريقيـــة للنقـــد‬ ‫السينمائي بعد أكثر من عشر سنوات من الوجود‬ ‫إلى أن تصبح اليوم فاعال رئيسيا في المشهد‬ ‫السينمائياإلفريقي‪.‬‬

‫وتتواجد الفيدرالية في أكثر من ‪ 33‬دولة‬ ‫عبر القارة كما تشمل جمعيات للجالية اإلفريقية‬ ‫بالمهجر‪ ،‬وتضم في عضويتها أكثر من ‪350‬‬ ‫صحفيا وناقدا سينمائيا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.