Achamal n° 818 le 05 jan 2016

Page 1

‫محنة «قراء العدادات»‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 818‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 24‬ربيع الأول ‪� 05 / 1437‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫‫تداولت بعض المواقع اإلخبارية خبر وجود صراع‬ ‫جديد بين شركة أمانديس وفئة من عمالها كانوا‬ ‫مكلفين بقراءة العدادات والذين سارعت الشركة‬ ‫بعد «انفراج» ثورة الشموع إلى الدفع بهم كأكباش‬ ‫فداء‪ .‬وسبب هذا الصراع توجه شركة أمانديس‬ ‫إلى شركة خاصة تكون قد عهدت إليها بقراءة‬ ‫العدادات‪،‬ومراقبتها باستمرار‪ ،‬مستغنية ‪ ،‬وضدا على‬ ‫مقتضيات قانون الشغل المغربي‪ ،‬عن خدمة العشرات‬ ‫من العمال الذين سبق وأن تعاقدت معهم لهذه‬ ‫الغاية‪ .‬وهكذا يكون عدد من عمال الشركة قد وجدوا‬ ‫أنفسهم في وضعية صعبة‪ ،‬مهددين بضياع عملهم‪،‬‬ ‫بين لحظة وأخرى‪ ،‬خاصة وقد شاع أن الشركة المتعاقد‬ ‫معها من طرف «أمانديس» قد تلجأ إلى التعاقد مع عناصر من اختيارها‪‬.‬‬ ‫‫ويروج داخل الشركة الفرنسية أن العمال المهددين بفقدان عملهم ينوون القيام بمبادرات‬ ‫احتجاجية‪ ،‬قد تحظى بتعاطف السكان‪ ،‬نظرا ألنه ال يجمل تصحيح خطا بخطأ أفظع‪ .‬خاصة وقد سبق‬ ‫للشركة أن اتخذت قرارات بتوقيف عدد من قراء العدادات محملة إياهم مسؤولية عدم التدقيق في‬ ‫القيام بعملهم‪ ،‬إال أن «أمانديس» تراجعت عن قراراتها تحت ضغط الهيئات النقابية التي رفضت‬ ‫قرارات التوقيف واعتبرتها عمال منافيا لقانون الشغل‪‬.‬‬

‫مدينة القصر الكبير العريقة تدخل‬ ‫مشاريع وزارة السياحة‬ ‫لقاء حول «السياحة والتراث والتنمية المحلية»‬ ‫ومذكرة تفاهم بين المجلس البلدي للقصر الكبير والشركة المغربية‬ ‫للهندسة السياحية‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫وأخيرا قفز اسم مدينة القصر الكبير إلى الواجهة‪ ،‬في العديد من المنابر‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬بعد أن اهتدى وزير السياحة‪ ،‬محمد حداد‪ ،‬إلى «االلتفاتة» إلى مدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬واإلقرار بأهمية هذه المدينة التاريخية العريقة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫إحدى حواضر المغرب الكبرى بالمغرب‪ ،‬تاريخا وحضارة وعلما وإشعاعا في‬ ‫منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي واإلسالمي‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫حسب الوزير نجيب بوليف‬

‫زوبعة في فنجان‬

‫البشير العبدالوي يستنكر تأويالت‬ ‫بعض المنابر اإلعالمية لموضوع ‪ 6‬ماليير‬

‫بعد كل ما راج مؤخرا حول الستة ماليير‬ ‫سنتم التي سيمنحها مجلس المدينة لشركة‬ ‫أمانديس‪ ،‬محمد البشير العبدالوي‪ ،‬عمدة‬ ‫مدينة‪ ‬طنجة‪ ،‬أك��د أن ما ي��روج في بعض‬ ‫المنابر اإلعالمية بخصوص المبلغ المالي‬ ‫الممنوح لشركة «أمانديس»‪ ،‬والبالغ قدره ‪6‬‬ ‫مليارات سنتم‪« ،‬مليء بالمغالطات والكالم غير‬ ‫الدقيق‪ ،‬خصوصا وأن بعض المنابر تتحدث عن‬ ‫«المكافأة» وغيرها من التعابير»‪ .‬‬ ‫وأضاف العبدالوي‪ ،‬أن «المبلغ الممنوح‬ ‫ألمانديس‪ ،‬يعد من بين مستحقات الشركة‬ ‫التي تصل إلى ‪ 7.5‬مليار سنتم‪ ،‬بحيث ما يزال‬ ‫مجلس‪ ‬طنجة‪ ‬يتوجب عليه أداء باقي المبلغ‬ ‫المقدر ب ‪ 1.5‬مليار سنتم»‪.‬‬ ‫العبدالوي‪ ،‬أكد أن «المبلغ المستحق‬ ‫للشركة يدخل في إط��ار األداءات السنوية‪،‬‬ ‫وهي من نوع النفقات اإلجبارية‪ ،‬الملزمين بها‬ ‫قانونا‪ ،‬وهي حق للشركة كنتاج الستخالصها‬ ‫لالستهالك من الماء بالسقايات وغيرها‬ ‫والكهرباء العمومية»‪ .‬ونبه العمدة في ذات‬

‫السياق‪ ،‬إلى أن «هذه الفواتير ليست باألمر‬ ‫الجديد‪ ،‬ففي كل سنة يتم صرف مبالغ مماثلة‬ ‫أو قريبة من هذا المبلغ للشركة»‪.‬‬ ‫واعتبر عمدة مدينة‪ ‬طنجة‪ ،‬أن ما يروج‬ ‫في بعض المنابر أمر «غير مفهوم وال منطقي‪،‬‬ ‫بل يدخل في إطار التشويش‪ ،‬ما دام المنبر‬ ‫اإلعالمي ال يبحث عن الحقيقة وال يسأل الطرف‬ ‫اآلخر للتثبت مما يقول ويقدم من معطيات»‪ .‬‬ ‫ي��ش��ار إل��ى أن ساكنة طنجة خاضت‬ ‫قبل شهرين تقريبا ‪ ‬احتجاجات ضد شركة‬ ‫“أمانديس”‪ ،‬وانخرطوا بكثافة في حمالت‬ ‫من قبيل ‪“ ‬ال أحد يدخل وكاالت أمانديس”‪،‬‬ ‫و“إطفاء األن��وار” ‪ ‬التي لقيت رواجا كبيرا عبر‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي (فيسبوك وواتساب)‪،‬‬ ‫كخطوة جديدة يقوم بها السكان للتعبير عن‬ ‫غضبهم من‪ ‬ارتفاع فواتير الماء و الكهرباء‬ ‫مما وّلد في نفوس الساكنة حقدا على الشركة‬ ‫المفوضة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫البحري يدخل عالم الرواية بإصدار‬ ‫«انتصارات العشاق»‬ ‫دخل عبد القادر البحري الفياللي‪ ،‬أحد‬ ‫قدماء الرياضيين بطنجة عالم الكتابة من‬ ‫خالل أول إصدار له لرواية عنونها ب «انتصارات‬ ‫العشاق»‪ .‬وهي تجربة أولى له في المجال األدبي‬ ‫أكد أنها مليئة بالمغامرات واإلثارة واألفكار‪.‬‬ ‫وتخص جميع شرائح المجتمع وتهدف إلى‬ ‫تقريبه من القيم واألفكار والتميز الذي يحظى به‬ ‫المغرب‪ .‬وفي سياق هذا اإلصدار قال كاتبه‪»:‬تم‬ ‫االعتماد في تأليف و خلق هذه الرواية على‬ ‫الهجرات المتعددة‪ ،‬و النزوح المتكرر نحو بالد‬ ‫المغرب‪ ,‬و الذي عرف بهذه الخاصية مند القدم‪،‬‬ ‫أو منذ وجود الدهر‪ ،‬نظرا‬ ‫لموقعــــه االستراتيجـــي‬ ‫المتميز‪ .‬و قد استقبل هذا‬ ‫البلد الخالب ع��ددا كبيرا‬ ‫م��ن األج��ن��اس و األع��راق‬ ‫المختلفــة الثقافــات من‬ ‫أجل التجــارة أو لعوامل‬ ‫سياسية دفعـت جحافــل‬ ‫من البشر للتوجه نحوه‪.‬‬ ‫لكن الخاصية التي تميز‬ ‫ه��ذا البلد والتي خلقت‬ ‫في أحضانه منـذ القـدم‪،‬‬ ‫تتجلى في احترام ثقافة‬ ‫الغيــر دون االعتبــارات‬ ‫العرقية أو الدينية»‪.‬‬ ‫وأضـاف البحــــري‪:‬‬ ‫«وم����ا ال��ح��ال��ة ال��ت��ي‬ ‫يعيشها المغـرب حاليـا‬ ‫م���ن خ��ل�ال ال��ه��ج��رة‬ ‫االتيــة مـن الشــــرق‬ ‫والجنــوب دون إغفـــال بعض‬ ‫المحاوالت اآلتية من الشمال إال تأكيد لهذا‬ ‫التاريخ‪ .‬فقد انخرط هؤالء المهاجرون داخل‬ ‫مجتمعنا بسالسة‪ ،‬نظرا إليمانهم بواجب احترام‬ ‫ثقافة وتقاليد هذا البلد المضياف»‪ .‬وواصل‬ ‫الكاتب حديثه في سياق أول روايته‪« ،‬انتصارات‬ ‫العشاق»‪ « :‬وعودة لمضامين هذه الرواية والتي‬ ‫أرجو من اهلل أن تروق جميع قرائها‪ ,‬فقد اعتمدت‬ ‫من خاللها على سرد أحداث من الخيال خالل‬ ‫الهروب والمطاردة بين أعضاء أسرتين آتيتين‬ ‫من الشرق نحو بالد المغرب‪ .‬وقد جمعت هذه‬ ‫االحداث بين كل ما هو نفسي‪ ،‬و المتمثل في‬ ‫الفزع و الرعب الذي عاشته بعض األسر و األفراد‬

‫‪2‬‬

‫سواء داخل الجزيرة‪ ،‬أو خالل فترة الهروب‪ ،‬و ما‬ ‫هو عاطفي حينما ارتبط شاب بشابة ينتميان‬ ‫لألسرتين المتصارعتين بعالقة عاطفية‪ ،‬و ما‬ ‫هو ثقافي وذلك من خالل المزج بين ثقافة‬ ‫المشرق و بين تلك الموجودة بالمغرب‪ ،‬و ما‬ ‫هو اجتماعي والذي يتجلى في دعم الزوجين‬ ‫الشابين الهاربين من بطش اسرتيهما من‬ ‫طرف سكان مدينة البحرين خالل تواجدهما‬ ‫بها ‪ .‬و عن مصير مجموعة الجنود القليلة اآلتية‬ ‫من الجزيرة‪ ،‬و التي رفضت االنصهار داخل‬ ‫المجتمع الجديد‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للجنود‬ ‫اآلخرين أو بالنسبة ألفراد‬ ‫األسرتيـــن الهاربتين‪،‬‬ ‫فأترك للقـارئ الكريم‬ ‫الفرصــة لكي يتعــرف‬ ‫بنفسه عن مصير هذه‬ ‫المجموعة خالل الفصل‬ ‫األخير لهذه القصة‪.‬‬ ‫وبخصوص اختيــار‬ ‫عنوان ال��رواي��ة أض��اف‪:‬‬ ‫«انبثق هـذا االختيار أوال‬ ‫من خالل انتصار الشابين‬ ‫المنتمييــن لألسرتيـــن‬ ‫ال��م��ت��ص��ارع��ت��ي��ن على‬ ‫سياسـة السجــان تجــاه‬ ‫سجينه‪ ،‬و ث��ارا على هذا‬ ‫الوضع من خالل فرارهما‬ ‫و إنهاء عالقتهما العاطفية‬ ‫بعقد قران الزواج‪ .‬لإلشارة‬ ‫فقد ك��ان الن��ق��اد الشاب‬ ‫لتلك الفتاة لحظة غرقها‬ ‫في الشالالت خالل العاصفة‬ ‫التي مرت بالمنطقة األثر الكبير في تغيير نظرة‬ ‫الشاب لفلسفة تواجده في هذه الحياة‪ ،‬و التي‬ ‫اعتمدت على سياسة إلغاء األخر‪ .‬أما االنتصار‬ ‫الثاني فتجلى في انصهار أف��راد األسرتين‬ ‫المعتقلين منهم و كذا السجانين في حياة من‬ ‫التعاون و التكامل فيما بينهم‪ ،‬حتى يتسنى‬ ‫لهم مواجهة األمر الواقع‪ ،‬و الذي فرض عليهم‬ ‫من خالل الحصار الطبيعي الذي عاشوه بعد‬ ‫العاصفة القوية التي اجتاحت المنطقة‪ .‬كما‬ ‫كان لقرار فرار الشابين الهاربين و كذا للبيئة‬ ‫الجديدة المعاشة في بالد المغرب األثر الكبير‬ ‫في خلق عدة زيجات ببن أفراد هاتين األسرتين‪.‬‬ ‫وأتمنى لكم قراءة ممتعة»‪.‬‬

‫انطالق االستغالل التجاري للقطار‬ ‫فائق السرعة سنة ‪2018‬‬ ‫نجيب بوليف الوزير المنتدب المكلف‬ ‫بالنقل‪ ،‬ردا على سؤال شفوي بالبرلمان‪ ،‬أعلن‬ ‫أن أشغال خط القطار فائق السرعة‪ ،‬بين طنجة‬ ‫الدار البيضاء قد فاقت ‪ 75‬بالمائة‪ ،‬وأن االنطالق‬ ‫الرسمي سيكون خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫وأشار كذلك إلى أن المغرب احتل الصدارة‬ ‫إفريقيا‪ ،‬في ما يخص البنيات التحتية السككية‪،‬‬ ‫متفوقا على دول عديدة بالقارة‪ ،‬ومنها جمهورية‬ ‫جنوب إفريقيا وأن المغرب يحتل الصف ‪ 55‬في‬ ‫التصنيف العالمي في هذا المجال‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جاللة الملك كان قد أعطى‬ ‫انطالقة بداية أشغال الخط السككي بين طنجة‬ ‫وال��دار البيضاء في مرحلته األول��ى‪ ،‬بتشغيل‬ ‫القطار الفائق السرعة‪ ،‬في شهر شتنبر من‬ ‫سنة ‪ ،2011‬خالل حفل كبير بحضور رئيس‬ ‫الجمهورية الفرنسية السابق‪ ،‬نيكوال ساركوزي‪،‬‬ ‫واألمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود‪ ،‬ممثال‬ ‫لبالده التي ساهمت في تمويل هذا المشروع‬ ‫الكبير‪ ،‬وشخصيات عالمية أخرى‪.‬‬ ‫وك��ان المدير العام للمكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية‪ ،‬محمد ربيع لخليع‪ ،‬قد صرح‬ ‫أن االستغالل التجاري للقطار فائق السرعة‬ ‫سيبدأ خالل األشهر األولى من سنة ‪،2018‬‬ ‫وأن المغرب قد بدأ في تسلم قاطرات وعربات‬ ‫هذا القطارالذي يروم نقل أزيد من ستة ماليين‬ ‫من المسافرين‪ ،‬وتقليص مدة السفر بين الدار‬ ‫البيضاء وطنجة من ‪ 4‬ساعات و‪ 45‬دقيقة إلى ‪2‬‬ ‫س و‪10‬د‪ ،‬ومن ‪ 3‬ساعات و‪ 45‬دقيقة إلى ساعة‬ ‫و‪ 20‬دقيقة بين طنجة والرباط‪.‬‬ ‫كما يروم المشروع تفادي انبعاث ما يعادل‬ ‫‪ 20‬ألف طن من غاز الكربون سنوياً‪ ،‬وتقليص‬ ‫عدد القتلىفي ح��وادث القطارات‪ ،‬وخلق ‪20‬‬ ‫مليون يوم عمل مباشر و‪ 10‬ماليين أخرى غير‬ ‫مباشرة أثناء إنجاز األشغال و‪ 1500‬منصب شغل‬ ‫مباشر و‪ 800‬غير مباشر أثناء إستغالل الخط‪.‬‬

‫وفيما يخص أسعار تذاكر القطار فائق‬ ‫السرعة‪ ،‬أكد لخليع أنها ستكون «في متناول‬ ‫جميع مستعملي القطارات الحالية»‪ ،‬وأن القطار‬ ‫الجديد «ل��ن يكون حكرا على ذوي الدخل‬ ‫المرتفع فقط»‪ ،‬وإنما هو موجه للزبناء الحاليين‬ ‫للقطارات‪ ،‬حيث إن جميع الزبناء الذين يستقلون‬ ‫حاليا القطارات بين طنجة والقنيطرة والدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬سيحولون بشكل كامل نحو استعمال‬ ‫القطار فائق السرعة‪ ،‬وهو ما يؤشر على أن تغيير‬ ‫األسعار سيكون محدودا‪.‬‬ ‫كما أوضح الخليع أن مشروع الخط فائق‬ ‫السرعة‪ ،‬مشروع ضخم من حيث حجم األشغال‬ ‫وضخامة المنشآت‪ ،‬وبالخصوص الجسر الكبير‬ ‫المخصص لخط فائق السرعة على الصعيد‬ ‫العالمي‪ .‬وبذلك يسعى الخط فائق السرعة‬ ‫طنجة ‪-‬الدار البيضاء إلى أن يشكل لبنة إضافية‬ ‫لمنظومة نقل مندمجة ومتعددة األشكال‪ ،‬والتي‬ ‫تأتي لتقدم حال مالئما ومستداما لطلب متنام‬ ‫باستمرار وبشكل منتظم لحركة نقل المسافرين‬ ‫ومواكبة تطور القطب االقتصادي الجديد‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬بحيث إن هذا المشروع يدخل‬

‫المغرب في دينامية مواكبة التكنولوجيا العالية‪،‬‬ ‫في زمن جديد للسرعة ومستقبل واعد بالنسبة‬ ‫للنقل السككي‪.‬وبخصوص نقل المسافرين‪،‬فإن‬ ‫الرهان الحالي هو حول نقل أزي��د من ستة‬ ‫ماليين مسافر‪ ،‬في سنة التشغيل األولى‪،‬‬ ‫وك��ان جاللة الملك مرفوقا بالرئيس‬ ‫الفرنسي قد أعطى انطالقة أشغال إنجاز هذا‬ ‫المشروع في شتنبر ‪ .2011‬وفي أبريل سنة‬ ‫‪ ،2013‬تم التوقيع تحت رئاسة جاللة الملك‬ ‫والرئيس الفرنسي على ثالث صفقات خاصة‬ ‫بأشغال التجهيزات السككية وبروتوكول االتفاق‬ ‫النهائي لمعهد التكوين السككي وبروتوكول‬ ‫االتفاق األولي الخاص بصيانة القطارات الفائقة‬ ‫السرعة‪ .‬وفي يونيه من نفس السنة استقبلت‬ ‫ورشة الصيانة بطنجة‪ ،‬أول قطار فائق السرعة‬ ‫إلى ورشة الصيانة بطنجة ‪ ،‬تاله في شتنبر من‬ ‫نفس السنة وصول قطار ثان إلى نفس الورشة‬ ‫لتبدأ عمليات التجميع والتجارب‪ ،‬في انتظار‬ ‫الرحلة األولى نحو الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.2018‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫المرصد يسجل تكرار حاالت االعتداء على المآثر‬ ‫التاريخية لمدينة طنجة و يعلن خطته للدفاع عنها‬

‫يبدو أن مرصد حماية البيئة والمآثر‬ ‫التاريخية بطنجة لم يعد راضيا عن األسلوب‬ ‫الذي يتم به تنزيل مشاريع تأهيل المدينة‪،‬‬ ‫في ظل الغياب الكامل للمعلومة وللشفافية‬ ‫في تنزيل وتدبير مشروع طنجة الكبرى‪ ،‬مما‬ ‫يفرغه من كل مضمون ايجابي إلمكانية تملك‬ ‫مخرجاته واستدامة نتائجه‪ ،‬خاصة وأن القناعة‬ ‫قد تحصلت لديه بغياب رؤية وخطة معلنة‬ ‫للنهوض بالمآثر التاريخية لمدينة طنجة‪،‬‬ ‫يؤكدها تكرار حالة االعتداء التي طال أجزاء‬ ‫متعددة من الذاكرة الجماعية للمدينة‪ ،‬مما‬ ‫خلف استياء كبيرا للساكنة وللمجتمع المدني‪.‬‬ ‫أمام هذا الوضع المقلق التأم المجلس‬ ‫اإلدراي للمرصد في دورت��ه الثالثة لتدارس‬ ‫كل هاته المستجدات‪ ،‬وبعد استحضار السياق‬ ‫المحلي ال��ذي أفضى إل��ى تأسيس المرصد‬ ‫كفضاء للقاء والعمل على ما هو مشترك ومتفق‬ ‫عليه بين هيئات ومنظمات المدينة من أجل‬ ‫حماية البيئة والمآثر التاريخية‪ ،‬وقد وقف‬ ‫المجتمعون بشكل خاص على موقف المرصد‬ ‫من مشروع طنجة الكبرى‪ .‬وهو المشروع ذو‬ ‫األهمية البالغة للمدينة والذي يقتضي إنجاحه‬ ‫انتهاج نموذج للحكامة يتسق مع التوجهات‬ ‫الوطنية والدولية ذات الصلة ‪.‬‬ ‫بناء على ما توفر للمرصد من معطيات‪،‬‬ ‫وبالنظر للمسار المتذبذب الذي أخذه تنزيل‬ ‫م��ش��روع طنجة الكبرى وت��راك��م المشاكل‬

‫واالختالالت في العديد من الملفات المرتبطة‬ ‫بالبيئة والمآثر‪ ،‬وبعد نقاش عميق وبناء‪ ،‬أكد‬ ‫المرصد ما يلي‪:‬‬ ‫• أن تدبير ملف المآثر التاريخية يجب‬ ‫أن يكون ضمن منظور شامل يعكس تمثل‬ ‫المشروع الثقافي للمدينة بما يتطلبه ذلك من‬ ‫مقاربة شمولية ومندمجة تبلور بشكل تشاركي‬ ‫بين جميع الفاعلين‪.‬‬ ‫• أن تواتر األذى الذي يلحق العديد من‬ ‫المآثر التاريخية والتهديدات التي تالحق البعض‬ ‫األخر هي إشكالية حقيقية يتحمل مسؤولتتها‬

‫أوال وأخيرا الهيئات المسؤولية قانونا عن‬ ‫حمايتهاوتثمينها‪.‬‬

‫• أن ساكنة طنجة والمجتمع المدني الحر‬ ‫والمستقل تتطلع الى احترام الدستور واالمتثال‬ ‫للقانون عبر ضمان مشاركتها الفعالة وااليجابية‬ ‫والمسؤولة في تدبير شؤونها اليومية وفق‬ ‫مقاربة تشاركية حقيقية وليس مقاربة صورية‬ ‫لتزيين المشهد ومباركة كل ما يصدر عن‬ ‫األجهزة اإلدارية والمنتخبة‪.‬‬

‫م‪ .‬العمراني‬

‫عبد الرحيم بوعزة ‪« :‬قريبا‪ ،‬إطالق مشروع برنامج‬ ‫التنمية اإلقليمية بشفشاون»‬ ‫شارك رئيـس المجلـس اإلقليمي لشفشـاون‪ ،‬عبد الرحيم بوعزة‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬في حفل افتتاح مقـر «جمعية التضامن من الطفـل والمرأة» بمركز‬ ‫قاع أسراس‪ ،‬أعلن خالله أن المجلـس اإلقليمي ينكب حاليا على ورشين‬ ‫هامين يهم األول إعداد المحاور التوجيهية الكبرى لمخطط تنمية اإلقليم‬ ‫برسم سنوات ‪ ،2021 - 2016‬يتضمن مجموعة من المشاريع والمرافـق‬ ‫والتجهيزات العمومية‪ ،‬ذات أهمية كبرى بالنسبة لتحسين حياة المواطنين‬ ‫بمختلف الجماعات والمراكز‪.‬‬ ‫أما الورش الثاني فإنه يرتبط بالترتيبات المتعلقة بخلق الهيئة اإلقليمية‬ ‫للمناصفة والمساواة التي ستضم مجموعة من الفعاليات النشيطة باإلقليم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫في طريقي إلى تيفلت‪ ،‬وجدتُني أتساءل عن وضعية سائق الحافلة التي تُق ُلني‪،‬‬ ‫ومتى يستريح‪ ،‬ومتى يسلم نفسه للفراش‪ ،‬ومتى يقضي حاجته‪ ،‬ومتى يجالس عائلته‪.‬‬ ‫أسئلة عديدة راودتني وأنا أرى هذا المخلوق ينطلق من الفنيدق في السابعة‬ ‫صباحا‪ ،‬ليصل إلى الخميسات في الثانية زواال‪ ،‬ثم يمتطي نفس الحافلة في الثالثة‬ ‫ظهرا ليعود إلى الفنيدق في نفس اليوم‪ ،‬وغالبا ما يحط الرحال بها في التاسعة‬ ‫والنصف‪ ،‬أو العاشرة ليال‪.‬‬ ‫المسافة التي يقطعها بين الذهاب واإلياب تساوي ‪ 800‬كلم تقريبا‪ .‬والمدة‬ ‫الزمنية التي يقضيها في الطريق تقدر بما يقارب ‪ 14‬ساعة‪.‬‬ ‫يا أهلل! هل هذا رجل من لحم ودم‪ ،‬أم ماذا؟‬ ‫متى ينام؟ وكيف ينام؟ وهل له أسرة يرعاها ويرعى مصالحها أو هو مقطوع من‬ ‫شجرة؟‬ ‫ومع هذا يتساءل المسؤولون عن السر في ارتفاع حوادث السير بمغربنا الحبيب‪.‬‬ ‫إن السر يكمن هنا‪ ،‬والمراقبة ينبغي أن تنطلق من هنا‪ ،‬من هؤالء السائقين‬ ‫المساكين الذين يصلون الليل بالنهار‪ ،‬من أجل عيون أرباب الحافالت‪ ،‬وأصحاب‬ ‫الكروش التي ال تشبع‪ ،‬وال تخاف اهلل‪.‬‬ ‫وهذا مجرد مثل بسيط‪ ،‬أما األمثلة فكثيرة ومتعددة‪.‬‬ ‫اسألوا أصحاب طاكسيات األجرة كم يشتغلون؟ وكم عدد الساعات التي يخ ُلدون‬ ‫فيها للراحة؟‬ ‫اسألوا أرباب الشاحنات‪ ،‬كم يقطعون من مسافات في جوف الليل والناس نيام؟‬ ‫ت َقصوْا الحقائق في عين المكان‪ ،‬في الطريق التي تقتل‪ ،‬في الظروف التي يشتغل‬ ‫فيها السائقون‪ ،‬ليؤمنوا خبزهم وخبز عيالهم‪.‬‬ ‫أما المكاتب الفخمة‪ ،‬والكراسي الوثيرة‪ ،‬والملفات المرصوصة بعناية فائقة‪ ،‬فلن‬ ‫تحل المشاكل‪ ،‬ولن تصل إلى رأس الخيط كما نقول‪.‬‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ما �أنت بنعمة ربك مبجنون‬ ‫‪ -‬عبد احلــي الرو�ســي‬

‫في ضيافة‬ ‫األمير ‪3/3‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫وقائع جمعة‪..‬‬

‫‪ 1‬ـ ألقى الدكتور مسعود ظاهر كلمته الترحيبية‪ ،‬مذكرا بأهمية‬ ‫انعقاد مؤتمر األمير في ظرفية موسومة بالخطر الداعشي المهدد‬ ‫للمنطقة وللسالم العالمي‪ ..‬منبها إلى كون السؤال ‪ :‬لماذا تأخر‬ ‫المسلمون‪ ،‬ولماذا تقدم غيرهم؟ يالزم وعينا ويؤرق نفوسنا توقا لوالدة‬ ‫جديدة متجددة‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ تلقينا ـ نحن المغاربيين ؛ جويدة غانم من الجزائر‪ ،‬وعز الدين‬ ‫الشنتوف وكاتب هذه اللمعة من المغرب ـ تحية كريمة خاصة من‬ ‫الدكتور مسعود‪ ،‬وكنا محط عنايته بفندق فوينيسيا منذ وفادتنا على‬ ‫بيروت‪ ،‬بل منذ حلولنا بمطارها واستقبالنا من طرف العزيزين ‪ :‬عادل‬ ‫ورانيه‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ وأما كلمة األديب ورجل القانون غالب غانم فكانت بيانا معربا‬ ‫واجتهادا كثيفا في رصد معالم ذات األمير ومعاني ألمعيته ونبوغه‪..‬‬ ‫نحت لها السيد غالب عنوانا بليغا سكبه في جملتين إنشائيتين‬ ‫متوسلتين‪ :‬خذ بيدي يا أمير البيان‪..‬خذ بيدنا‪ ،‬ثم انثالت بالغة‬ ‫استلطافه ‪:‬‬ ‫« خذ بيدي يا أمير البيان‪ ،‬تلطف وخذ بيدي‪..‬‬ ‫دعاني أصيحابي إلى هذا المنبر ألستذكر وأقرأ في لوحك‬ ‫الكبير‪ ،‬وأنهل من موردك الكثير الزحام‪..‬‬ ‫ففاضت شالالتك‪ ..‬مطلق نهضات‪ ،‬معلم نضال‪ ،‬ربيب علم‪،‬‬ ‫حارس لغة‪ ،‬عاشق حرية‪ ،‬حبيب أمة‪ ،‬رافع العمل السياسي إلى أعلى‬ ‫الذرى‪ ،‬موحد توحيدي وحدوي‪ ،‬وأكثر أكثر‪ ..‬إذ بين هذه جميعا‬ ‫تتهادى مواهب ومناقب‪ :‬هنا حق دفاق‪ ،‬هنا فكر سباق‪ ،‬هنا أدب‬ ‫رقراق‪ ..‬وهناك دفقات من طيب الشمائل العليا‪..‬‬ ‫خذ بيدي كي ال أتعثر ؛ فالكالم عليك مغامرة و«هوى صعب»‬ ‫ومالح دفعت الرياح بسفينته إلى البحر المحيط‪.»..‬‬ ‫‪ 4‬ـ أنشد الدكتور مهدي منصور مقاطع شعرية أميرية بمصاحبة‬ ‫إيقاعية على آلة العود للفنان زياد األحمدي‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ عاد زياد فأتحف الحضور النوعي الوازن ( مسؤولين حكوميين‪،‬‬ ‫شخصيات دينية‪ ،‬أدباء ومفكرين‪ ،‬أكاديميين وجامعيين‪ ،‬إعالميين‬ ‫ورجال أعمال‪ )..‬بأدائه لمقطوعة من شعر األمير ؛ قال فيها ‪:‬‬

‫كم ساعــــــــة آلمنـــــــــي مســـــها‬ ‫وأزعجني يدها القاسيـــــــــــــــــــــهْ‬ ‫فتشت فيها جاهدا‪ ،‬فلم أجــــــــــــــد‬ ‫هنيهة واحــــــــــــــدة صافيــــــــــهْ‬ ‫وكم سقتنــــــــــي المر أخت لهــــــا‬ ‫فرحت أشكوها إلى التاليـــــــــــــــــهْ‬ ‫فأسلمتنـــــــــــــــــــي هذه عنـــــوة‬ ‫لساعة أخــــــــــــــــرى وبــي ما بيـهْ‬ ‫ويحك يا مسكين ‪ :‬هل تشتكـــــــــي‬ ‫جارحــة الظـفــر إلى تاليــــــــــــــهْ ؟‬

‫وقائع سبت‪..‬‬

‫االختالف سنة ربانية سارية في الكون منذ األزل‪ ،‬وقدر‬ ‫المرء وقيمته عند االختـــالف يكمنان في مدى انضباطــه‬ ‫بآداب االختالف وطريقـــة تدبيره‪ ،‬وحسن محاورته لمخالفه‬ ‫وتقبله‪ ،‬واالبتعاد عن أساليب التجريح والتشهير واالستهزاء‬ ‫والتنقيص‪ .‬وقد علمنا الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه‬ ‫العزيز طريقة محاورة المخالــف الكافـــر فضال عن المؤمــن‪،‬‬ ‫إذ يقول سبحانه في سورة طه مخاطبا سيدنا موسى وأخاه‬ ‫هارون‪« :‬اذهبا إلى فرعون إنه طغى‪ ،‬فقوال له قوال لينا‬ ‫لعله يتذكر أو يخشى» ‪. 43/42‬‬ ‫لكن بعض من انتسب لإلصالح‪ ،‬أخرج لنا من عيبته كالما‬ ‫معيبا‪ ،‬ووصف بعض من خالفه من فضالء الناس بالحمق‬ ‫والجنون‪ ،‬وأسقط عنهم العقل والتمييــز‪ ،‬ال لشيء سوى أنه‬ ‫استشكل أحوالهم‪.‬‬ ‫وكما قيل‪ :‬المرء مخبوء تحت لسانه‪ ،‬فإذا تكلم عرف‪ .‬وقد‬ ‫عرفناك وعرفنا قدرك سيدي‪ ،‬لذا كان الصمت منجاة لمثلك‬ ‫من الجهل وسوء الفهم والوقوع في الناس سبا وتنقيصا‬ ‫وتحقيرا‪.‬‬ ‫واستشكالك تلك األحوال‪ ،‬ال يدل على فسادها وبدعيتها‪،‬‬ ‫بل يدل على قصورك في فهم معانيها السامية‪ ،‬وعدم إلمامك‬ ‫بتأصيلها الشرعي‪ ،‬فكان يجدر بك أن تسأل أهل العلم‪،‬‬ ‫عوض سبهم وتجريحهم‪ .‬أليس الحق سبحانه وتعالى يقول‬ ‫في كتابه الكريم‪« :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون»‬ ‫النحل ‪ 43‬و األنبياء ‪ ،7‬وسيد الخلق يقول‪« :‬فإنما شفاء العي‬ ‫السؤال»‪ ،‬فيا ليتك سألت أو سكت‪.‬‬

‫وحتى يزول عنك وعن أمثالك غبش المسألة‪ ،‬وتعلم أن‬ ‫من شبهت أحوالهم بالحمقى والمجانين هم أعقل الناس‪،‬‬ ‫تحركهم المحبة‪ ،‬ويهيجهم الشوق‪ ،‬أنقل لك كالم الشيخ‬ ‫ابن تيمية وليس غيره‪ ،‬ألني أدرك مكانته في االستدالل عند‬ ‫طائفة من الناس‪ ،‬إذ يقول في وصف تلك األحوال الربانيـة‬ ‫من سكر ووجد وفنـاء وغيـــرهـا‪ ،‬وتبيين منزلتــا وفضلهـا‪:‬‬ ‫«‪...‬فإن السكر نوع من الغلبة‪ ،‬ويذم من لم يحصل له من‬ ‫هذه األحوال ما يجب حصوله‪ ،‬كما ينقص من عدم منها ما‬ ‫يستحب حصوله‪ ».‬االستقامة ‪.164/2‬‬ ‫ويقول أيضا ‪« :‬والسكر لهؤالء هو من جنس اإلغمـــاء‬ ‫والغشي الحاصل عند السماع ‪ ،‬الذي حدث في بعض التابعين‬ ‫من البصريين وغيرهم‪ ،‬فإن السكر واإلغماء والغشي كلها‬ ‫زوال العقل والتمييز‪ ،‬لكن تفترق أسبابها وأذواقها فقد يكون‬ ‫أحد الذوقين والوجدين عن محبة ولذة ‪ ،‬وقد يكون عن خشية‬ ‫وألم‪ ،‬وقد يكون عن عجز عن اإلدراك لفرط العظمة التي‬ ‫تجلت لإلنسان‪ ،‬كما وقع لموسى عليه السالم»‪ .‬االستقامة‬ ‫‪. 163/2‬‬ ‫فهذه األحوال ِنعَمٌ يستلذ بها أصحابها ويتنعم بها‬ ‫كل من ذاقها‪ ،‬وقد قال الحق سبحانه‪« :‬ما أنت بنعمة ربك‬ ‫بمجنون» القلم اآلية ‪ .2 :‬فمن يغلق عليه في هذا الباب‬ ‫ويقف عقله عاجزا عن الفهم‪ ،‬يرمي مخالفه بالجنون‪ ،‬وسيدنا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم يقول في الحديث الذي أخرجه‬ ‫اإلمام أحمد والحاكم وأبو يعلى وغيرهم‪« :‬أكثروا ذكر اهلل‬ ‫حتى يقولوا ‪ :‬مجنون»‪ .‬أي إنه يقول ألمثالنا ‪« :‬اذكروا اهلل»‬ ‫حتى تبلغوا الغاية التي يقول لنا فيها أمثالكم ‪« :‬مجنون»‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ انبنى المؤتمر على ثالث جلسات وزعت على عشر محاضرات ‪،‬‬ ‫جلى فيها أصحابها مواقف األمير من ‪:‬‬ ‫المسألة اللبنانية‪..‬‬ ‫االستعمار والصهيونية‪..‬‬ ‫العروبة واإلسالم‪..‬‬ ‫الخالفة والعروبة‪..‬‬ ‫اللغة والكتابة األدبية‪..‬‬ ‫التاريخ القديم والحديث والمعاصر‪..‬‬ ‫اإلبداع الشعري ‪..‬‬ ‫قضايا الفكر‪..‬‬ ‫نقد الكولونيالية وما بعدها‪ :‬إطار مقارن‪..‬‬ ‫التطرف واإلقصاء‪..‬‬ ‫سياسة إيطاليا في المتوسط‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ أنهينا نصف أشغال المؤتمر فتوجهنا نحو منتزه ‪L’Heritage‬‬ ‫الواقع في قمة جبلية من مفتتنات الجمال الرباني في لبنان ‪ ..‬تناولنا فيه‬ ‫وجبة غذاء لبناني أصيل‪..‬وعدنا الستئناف بقية األشغال في مبنى مكتبة‬ ‫األمير بالشويفات‪..‬أجرينا نقاشا عاما حول المثار من القضايا ‪..‬ثم ختم‬ ‫المؤتمر بتالوة توصياته من طرف الدكتور مسعود ظاهر‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ كانت سفرتنا لبيروت طيبة مباركة ؛ تعرفنا فيها إلى شخصيات‬ ‫تنتمي إلى عالم الفكر والثقافة واإلعالم‪..‬‬ ‫وتمكنا من معرفة المزيد من دواخل المجتمع اللبناني ‪ ..‬وفي‬ ‫أحاديث موازية كانت لنا فرص التعريف بتجربة المغرب في االنتقال‬ ‫الديموقراطي‪ ،‬وحكمته في إدارة شأنيه ‪ :‬الخاص والعام ؛ قبل وأثناء‬ ‫وبعد ما سمي ب «الربيع العربي»‬ ‫‪ 4‬ـ في بيروت اجترحنا بعض الوقت ـ أنا وصديقي عز الدين ـ‬ ‫للتفسح بكورنيشها الجميل‪ ..‬نردد بين حين وآخر مقاطع نص توسلي‬ ‫لسيدي أحمد الهبري ‪:‬‬ ‫جذبتني بحسن ضوء وجهها‪..‬‬ ‫كالم قديم‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ بيروت سفيرة أحالم‪ ..‬نفثة سحر‪..‬نفحة زهر‪ ..‬عقارب الثقافة‬ ‫فيها ال تتوقف على أثير رقمي بتغريدات وغيمات‪..‬أو على بياض ورقي‬ ‫يؤرخ النتظامية واستمرارية الكتابة والفكر والتشكيل وأنماط التعبير‪..‬‬ ‫أو في فضاءات النوادي والمؤسسات الثقافية‪ ..‬أو في رحاب الجامعة‪..‬‬ ‫‪ 6‬ـ شكرا لك أمير البيان فقد أخذت بيدنا‪..‬‬ ‫شكرا لك أيها األمير‪..‬وها نحن نتذكر ما قاله فيك المرحوم سيدي‬ ‫التهامي الوزاني ‪:‬‬ ‫«سنترال» اإلسالم ورجل الساعة والمجاهد العظيم والزعيم‬ ‫األكبر‪..‬‬


‫العدد ‪818‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫مدينة القصر الكبير العريقة تدخل‬ ‫مشاريع وزارة السياحة‬

‫لقاء حول «ال�سياحة والرتاث والتنمية املحلية»‬ ‫ومذكرة تفاهم بني املجل�س البلدي للق�صر الكبري وال�شركة املغربية للهند�سة ال�سياحية‬

‫وأخيرا قفز أسم مدينة القصر الكبير إلى‬ ‫الواجهة‪ ،‬في العديد من المنابر اإلعالمية‪ ،‬بعد أن‬ ‫اهتدى وزير السياحة‪ ،‬محمد حداد‪ ،‬إلى «االلتفاتة»‬ ‫إلى مدينة القصر الكبير‪ ،‬واإلقرار بأهمية هذه‬ ‫المدينة التاريخية العريقة‪ ،‬التي تعتبر إحدى‬ ‫حواضر المغرب الكبرى بالمغرب‪ ،‬تاريخا وحضارة‬ ‫وعلما وإشعاعا في منطقة شمال إفريقيا والعالم‬ ‫العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫فما المناسبة؟‬ ‫تنظيم اللقاء األول حول «السياحة والتراث‬ ‫والتنمية المحلية» بشراكة بين المجلس البلدي‬ ‫للقصر الكبير والشركة المغربية للهندسة‬ ‫السياحية ووزارة السياحة وبتنسيق مع «نادي‬ ‫التراث والتنمية والمواطنة» التابع لجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪.‬‬ ‫وزير السياحة فاجأ الجميع بخطاب طبعته‬ ‫العموميات في جانبه المخصص للمؤهـــالت‬ ‫السياحية لمدينة القصر الكبير ولكنـــه استغل‬ ‫الفرصـــة لـ «التوســع» في عرض سياســـات‬ ‫وزارته بين «رؤية ‪ »2020‬ومشروعي «قريتي»‬ ‫و«مدينتي»‪ ....‬لتنمية السياحة في الوسط القروي‬ ‫والحضري‪ ،‬وتنويع العرض السياحي الوطني‬ ‫لتمكين السياح من التعرف على التجارب الغنية‬ ‫والمتنوعة واألصيلة للتراث المغربي‪« ،‬عبر توفير‬ ‫منتوجات سياحية جذابة ومتناغمة وإعادة تأهيل‬ ‫المعالم التاريخية والحفاظ على الهوية المعمارية‬ ‫للمدن»‪ ،‬خاصة العتيقة منها‪ ،‬تلك المدن التي قال‬ ‫عنها «إنها تشكل خزانا للثقافة المغربية وللذاكرة‬ ‫المشتركة» والتي يجب الحفاظ عليها كثروة‬ ‫هائلة في خدمة التنمية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تعرض الوزير إلى «اإلمكانات‬ ‫المهمة» التي تتوفر عليها مدينة القصر الكبير‬ ‫ومجالها القريب والتي «يمكن» تطويرها في إطار‬ ‫مشروع «قريتي» الخاص بتنمية السياحة القروية‬ ‫عبر تطوير مشاريع سياحية بالتشاور مع جميع‬ ‫األطراف المتدخلة إقليميا لدعم التنمية المحلية‪.‬‬ ‫كالم الوزير ترك لدى الذين استمعوا إليه‬ ‫والذين قرأوه انطباعا بأن حداد ال يعرف ما كانت‬ ‫تجب عليه معرفته من تاريخ وحضارة مدينة القصر‬ ‫الكبير وكيف أنها كانت من الحواضر األولى في‬ ‫المغرب ‪ ،‬تعاقبت عليها شعوب وحضارات قديمة‬ ‫تالقحت مع ثقافة أهل المدينة وانصهرت في‬ ‫بوتقة حضارتها التي صارت خالصة لتيارات‬ ‫فكرية وعلمية وأدبية شرقية وغربية تشبع بها‬ ‫أهل القصر الكبير وأشاعوها على المغرب وبلدان‬ ‫الجوار‪.‬‬ ‫مدينة القصر الكبير التي يسعى الوزير حداد‬ ‫إلى تطويرها في نطاق مشروعه المبتدع «قريتي»‪،‬‬ ‫هي حاضرة بكل مواصفات المدن األصيلة ‪ ،‬ولعلها‬ ‫أقدم حواضر المغرب‪ ،‬تزخر بمؤهالت كبرى لربما‬ ‫لم تنتبه إليها مخططات الحكومة في مجال‬ ‫التنمية‪ ،‬ووزارة السياحة بوصف خاص‪ ،‬حيث إنها‬ ‫كانت وال زالت «خارج التغطية» الرسمية في كل‬ ‫ما يتعلق بمخططات التنمية‪.‬‬ ‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬لعلم من يجب أن يعلم‪،‬‬ ‫تعتبر من أقدم المناطق التي عمرها إنسان ما‬ ‫قبل التاريخ‪ ،‬لينتهي إلى االستقرار في فضاءاتها‬ ‫الواسعة‪ ،‬بما كانت توفره من أسباب العيش‬ ‫والرخاء‪ ،‬على امتداد آالف السنين‪ ،‬مستفيدا من‬ ‫خصب سهول اللوكوس ومن وجود بيئة توفر له‬ ‫العيش والحماية‪.‬‬ ‫يظهر ذلك من النقوش الحجرية المتوافرة‬ ‫في مغارات وتجاويف الجبال المحيطة‪ ،‬والتي يعود‬ ‫بعضها إلى العصر النيوليتي‪.‬‬ ‫وبفضل حسن موقعها وخصوبة تربتها‬ ‫ووفرة المياه بها ووجودها على مقربة من نهر‬ ‫اللوكوس‪ ،‬فقد رحلت إلى مدينة القصر الكبير‬ ‫العديد من الشعوب القديمة‪ ،‬شأن الفينيقيين‬ ‫واإلغريق والرومان حيث ال زالت كتابات ونقوش‬ ‫في العديد من المواقع األثرية بالمدينة‪ ،‬من‬ ‫قبورفنيقية وإغريقية ورومانية ونقوش ال تزال‬ ‫بالجامع األعظم تشهد على وجود تلك الشعوب‬ ‫بالمنطقة ‪ .‬ويعتقد أن مدينة القصر الكبير بنيت‬

‫على موقع مدينة رومانية قديمة كانت تحمل اسم‬ ‫« أوبيدوم نوفوم» ومعناها «القلعة الجديدة»‪،‬‬ ‫تابعة لموريتانيا التنجيتانية ‪.‬‬ ‫ويعتبر المسجد األعظم «متحفا» رائعا يزخر‬ ‫بالعديد من النقوش والرسوم والكتابات واألسوار‬ ‫والصفائح الحجرية تبرز العمق التاريخي لمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ .‬وقد تم اكتشاف معظمها من طرف‬ ‫علماء آثار مغاربة وأجانب‪ ،‬أسبان في معظمهم‪،‬‬ ‫وأيضا من طرف خبراء مغاربة من أهل المدينة‪،‬‬ ‫من بينهم الباحث األستاذ امحمد أخريف‪.‬‬ ‫ومن عجـــائــب القصـــر الكبيـــر التاريخيـــة‬ ‫«مطفيتها» التي توجد في صحن المسجد‬ ‫األعظم‪ ،‬وهي تضاهي مطفية الجديدة‪ ،‬ولكنها‬ ‫لم تكتسب شهرة المطفية البرتغالية‪ ،‬مع فارق أن‬ ‫مطفية القصر الكبير التي اكتشفها الباحث محمد‬ ‫أخريف‪ ،‬تقع على عمق حوالي سبعة أمتار تحت‬ ‫األرض‪ ،‬ويبلغ علوها ‪ 4,90‬أمتار‪ ،‬وعرضها ‪6,20‬‬ ‫أمتار‪ ،‬وتحتوي على أربع فتحات وبجوانبها قواديس‬ ‫إليصال الماء‪.‬‬ ‫وحبذا لو أدخل الوزير الحداد في مخططه‬ ‫السياحي لمدينة القصر الكبير الذي أعلن عن‬ ‫«نيته» في تحضيره‪ ،‬ربط المطفية بالخارج عبر‬ ‫نفق ال يتعدى طوله عشرة أمتار‪ ،‬لتصبح معلمة‬ ‫سياحية فريدة من نوعها في المغرب وفي جهة‬ ‫طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪.‬‬ ‫وحبذا أيضا لو أدخل الوزير الحداد في مخططه‬ ‫إدراج عدوتي المدينة القديمة‪« ،‬الشريعة»‪« ،‬وباب‬ ‫الواد» التي تفتح على مجرى نهر اللوكوس‪ ،‬والتي‬ ‫توجد بها أهم المعالم التاريخية للمدينة‪ ،‬وكانت‬ ‫العدوة مركزا لنشاط اقتصادي مزدهر وتوجد بها‬ ‫العديد من المؤسسات االقتصادية والصناعية‬ ‫والفنادق والعدوتان معا يزخران بمعالم تاريخية‬ ‫وحضارية تتجلى في تخطيط شوارعها وأزقتها‬ ‫وأقواسها ومعمارها المتميز وبأبوابها وقصورها‬ ‫ومنازلها ذات الطابع المعماري األندلسي‪ ،‬في‬ ‫الغالب‪ ،‬نظرا الرتباط هذه المدينة باألندلس‪،‬‬ ‫حيث توالها على عهد بني مرين‪ ،‬أمير من أمراء‬ ‫األندلس‪« ،‬برتغالي» المولد بمدينة «سيلفيش»‬ ‫التي ال تزال إلى اآلن تزخر بمآثر إسالمية فائقة‬ ‫األهمية‪ ،‬تمت المحافظة عليها صيانة للتاريخ‬ ‫اإلسالمي لهذه المدينة‪ .‬وكان السلطان المريني‬ ‫أبو يوسف يعقوب المريني أذن ألمير قاديس‪،‬‬ ‫أبي محمد عبد اهلل ابن أشقيلولة بتكوين إمارة‬ ‫أندلسية بالقصر الكبير‪ ،‬بعد أن بايعه األمير‬ ‫األندلسي إثر صراع على السلطة مع خاله الغالب‬ ‫باهلل محمد بن يوسفـ من بني األحمر‪ .‬ودام حكم‬ ‫بني اشقيلولة بـ «شبه» إمارة القصر الكبير حوالي‬ ‫سبعين سنة‪ .‬أما مؤسس اإلمارة فقد توفى بعد‬ ‫ثماني سنوات من وصوله إلى الحكم بالقصر‬ ‫الكبير ودفن بهذه المدينة حيث يعد ضريحه مزارا‬ ‫لـ «سيدي الرايس»‪ ،‬وهو اإلسم الذي أطلقه عليه‪،‬‬

‫لسان الدين ابن الخطيب‪ ،‬عند وقوفه على قبره‬ ‫سنة ‪ 755‬هجرية‪.‬مير فرناطة‪،‬‬ ‫وتتميز مدينة القصر الكبير بالعدد الكبير من‬ ‫مساجدها وزواياها ومزارات أوليائها والصالحين‬ ‫من أبنائها ومن الوافدين عليها‪ ،‬يربو عددها عن‬ ‫المائتين‪ ،‬وبمدارسها العلمية‪ ،‬حتى أنها اكتسبت‬ ‫عبر العصور‪ ،‬خاصة لدى بعض األجانب‪ ،‬صفة‬ ‫«المدينة المقدسة»‪ .‬لما تزخر به من تاريخ طويل‬ ‫مجيد‪ ،‬حافل بالعلم والتقوى والبطولة‬ ‫ولعل من البطوالت التي سجلها التاريخ ألبناء‬ ‫هذه المدينة المجاهدة‪ ،‬انخراطهم في حماية‬ ‫الثغورعلى مر العصور‪ ،‬ومشاركتهم الباسلة في‬ ‫معركة وادي المخازن التي انتصر فيها الجيش‬ ‫المغربي على الغزو الصليبي األوروبي بقيــادة‬ ‫ملك البرتغال دوم سيباستيان الذي مات غرقا‬ ‫حين محاولته الفـــرار من معركــة لم تدم إال‬ ‫يومـــا واحدا ‪ 4 :‬غشت ‪ ،1578‬فقـــد البرتغـــال‬ ‫بسبـب ‪O desastre de Alcacer Quibir‬‬ ‫سيادته وجل كبار رجال الدولة‪ ،‬وعاش ‪ 93‬سنة‬ ‫تحت االحتالل اإلسباني قبل أن يسترجع استقالله‪.‬‬ ‫ونعود اآلن إلى مداخلة وزير السياحة خالل‬ ‫اللقاء األول حول «السياحة والتراث والتنمية»‬ ‫المنظم بمدينة القصر الكبير ‪ ،‬بعد هذه الجولة‬ ‫القصيرة عبر تاريخ ومأثر هذه المدينة العريقة‬ ‫التي ال تضاهيها مدينة أخرى بشمال المملكة‪،‬‬ ‫لنسجل في البداية غياب أي اهتمام بهذه المدينة‬ ‫المهمشة‪ ،‬ال من طرف وزارة السياحة وال من طرف‬ ‫الحكومة ككل‪ ،‬لوال العطف الذي حظيت به من‬ ‫طرف جاللة الراحل محمد الخامس الذي زارها سنة‬ ‫‪ ،1956‬بعيد اإلعالن عن توحيد البالد‪ ،‬ودشن بها‬ ‫موسم الحرث‪ ،‬وجاللة الراحل الحسن الثاني الذي‬ ‫أشرف بها على تدشين سد واد المخازن‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،1974‬وجاللة الملك محمد السادس الذي أطلق‬ ‫بها مشاريع اجتماعية سنة ‪.2000‬‬ ‫وللمواطن بهذه المدينة أن يالحظ أن وزارة‬ ‫السياحة أطلقت منذ االستقالل مشاريع تنموية‬ ‫سياحية في جل المناطق بالمغرب من طنجة إلى‬ ‫الحدود مع موريطانيا‪ ،‬دون أن يلحق هذه المدينة‬ ‫نصيب من «مخططات» التنمية السياحية‪ ،‬وهي‬ ‫ال تقل جاذبية عن غيرها من مدن المغرب ‪ ،‬بل‬ ‫إنها تقدم إضافات هامة ومتميزة إلى المؤشرات‬ ‫المطلوبة على مستوى المآثر التاريخية والمعمار‬ ‫والتراث‪ ،‬لوال التهميش الذي أصابها وضيع على‬ ‫أهلها فرص تطوير منتوجها السياحي كإحدى‬ ‫قواعد المغرب العتيقة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬يعلن الوزير الحداد أن وزارته «تسعى»‬ ‫حاليا إلى إعداد «التصورات» و«االجراءات» التي‬ ‫ستمكن مدينة القصر الكبير من خلق وتطوير‬ ‫تجربة سياحية فريدة من نوعها‪ ،‬على مستوى‬ ‫جهة طنجة‪ ،‬تطوان الحسيمة‪ ،‬السيما في ما يتعلق‬ ‫بالسياحية الثقافية والطبيعية من أجل االستفادة‬

‫من المؤهالت الكثيرة التي تزخر بها هذه المدينة‪.‬‬ ‫كما أعلن عن وجود مخطط للتنمية السياحية‬ ‫لدى الشركة المغربية للهندسة السياحية من‬ ‫أجل تأهيل تراث المدينة والمحافظة عليه ‪،‬‬ ‫وتقوية البنيات التحتية السياحية للمنطقة‪.‬‬ ‫الوزير أشار إلى توفر مدينة القصر الكبير على‬ ‫إمكانات «مهمة» وتحدث عن مشروعي «قريتي»‬ ‫و«مدينتي» في إطار سياسات وزارته بشأن تطوير‬ ‫المشاريع السياحية الوطنية‪ .‬كما تحدث عن رؤيته‬ ‫في ما يخص تطور السياحة في أفق ‪ ،2020‬جهويا‬ ‫ووطنيا‪.‬‬ ‫رئيس المجلس البلدي محمد سيمو لم يكن‬ ‫أكثر دقة من وزير السياحة في كلمته التي أثار فيها‬ ‫العديد من العموميات‪ ،‬على غرار «تسليط المزيد‬ ‫من الضوء على المقومات السياحية للمنطقة‪،‬‬ ‫خاصة المدينة العتيقة‪ ،‬التي تزخر بمعالم تاريخية‬ ‫هامة تغني النسيج التاريخي للجهة»‪.‬‬ ‫يظهر جليا من خطاب الوزير ومن كلمة رئيس‬ ‫المجلس البلدي أن هذا اللقاء تم تنظيمه دون‬ ‫إعداد محكم‪ ،‬حيث لم تقدم خرائط أو أوراق تقنية‬ ‫أو دراسات حول المدينة ومآثرها ومعالمها وآفاق‬ ‫استغاللها سياحيا كما لم تقدم مقترحات عملية‬ ‫بشأن مشاريع يرى المنتخبون والمهنيون بضرورة‬ ‫إطالقها لتكون نواة لنهضة سياحية في مستوى‬ ‫مدينة تاريخية عريقة كالقصر الكبير‪.‬‬ ‫يعنى أن اللقاء كان لمجرد اللقاء !‪.....‬‬ ‫وحتى «مذكرة تفاهم» التي تم توقيعها من‬ ‫طرف المجلس البلدي والشركة المغربية للهندسة‬ ‫السياحية‪ ،‬لم تتحدث سوى عن «السعي» إلى‬ ‫تحقيق «التنمية السياحية والثقافية والطبيعية‬ ‫« لمدينة القصر الكبير‪ ،‬من خالل تقديم الدعم‬ ‫التقني والخبرات لمجلس المدينة وتوفير‬ ‫الدراسات الخاصة بالمشاريع السياحية المزمع‬ ‫إنجازها بالمدينة واستقطاب التمويل ‪.‬‬ ‫األمل كبير قي أن اللقاء الثاني سوف يتعمق‬ ‫أكثر من سابقه في تحديد حاجيات القصر الكبير‬ ‫في مجال السياحة ويتميز بتقديم مخطط لمشاريع‬ ‫سياحية في مستوى مدينة كبيرة وتاريخية‬ ‫كالقصر الكبير التي يجب أن تحظى‪ ،‬كغيرها من‬ ‫حواضر المغرب الكبرى‪ ،‬بمخططات تنمية شاملة‬ ‫ومندمجة‪ ،‬تخرجها من حالة التهميش التي يشعر‬ ‫بها أهلها وهم أهل علم وثقافة وحضارة وحس‬ ‫وطني رفيع‪.‬‬ ‫مراجـع ‪:‬‬

‫كتاب «القصر الكبير‪ :‬صور تحكي معالم ووجوه‬ ‫وأحداث» لمؤلفيه محمد أخريف ومحمد العربي العسري‪،‬‬ ‫نشر «جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪818‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫حال التطبيب بالمغرب‪..‬‬ ‫بين جشع األطباء وتخاذل التأمينات‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫يكون املجتمع بخري‪ ،‬ويكون الأطباء مالئكة الرحمة حني تكون املعادلة حميمية بني املري�ض والطبيب‪ ،‬ومهما كرث الأطباء‪ ،‬ف�إن مر�ضى املجتمع‬ ‫املغربي �أكرث‪ ،‬و�أن حاجة ه�ؤالء املر�ضى لأولئك الأطباء تبقى قائمة‪ ،‬فليطمئن �إخوتنا الأطباء �أن رزقهم م�ستمر‪ ،‬وهو ك�سحابة هارون الر�شيد التي‬ ‫قال لها مع ات�ساع ملكه املحفوف بالن�صر والظفر والأمن واال�ستقرار « �سريي �أ ّنى �شئت ف� ّإن خراجك عائد �إ ّ‬ ‫يل»‪.‬‬ ‫حديثنا ينصب على أطباء االختصاص الذين علوا في األرض ليس في معركة مع األعداء‪ ،‬وسباق في‬ ‫الكسب المشروع‪ ،‬ولكن في معركتهم مع المرضى الذين ال يجدون بدّا من طرق أبواب عياداتهم‪،‬‬ ‫ليسمعوا منهم كلمة الفصل‪ ،‬حول المرض ومدى استفحاله‪ ،‬ومدى احتمال الشفاء‪ ،‬منتظرين القول‬ ‫الذي ال يرد وال يناقش حول الفحوصات والتحويالت إلى المستشفيات‪ ،‬ولو أدى ذلك إلى بيع الغالي‬ ‫والرخيص‪ ،‬فليس شيء أغلى من الحياة‪.‬‬ ‫حديثنا عن أطباء االختصاص ‪ -‬في االغلب وليس األعم ‪ -‬أما أطباء العمومي فربما كانوا إلى‬ ‫الطبقة الكادحة أقرب‪ ،‬يأتيهم القليل‪ ،‬ويرضيهم القليل‪ ،‬وقد يساعدون المريض ببعض العيّنات‪،‬‬ ‫يعطونها مجانا ألنها ليست للبيع‪.‬‬ ‫هنيئا ألطباء االختصاص كسبهم المعقول‬ ‫المشروع المغموس بمعاني الرحمة والقناعة‪ ،‬ذلك‬ ‫أنهم تفوّقوا وسهروا وتعبوا وأنفقوا المال الكثير‬ ‫حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه‪.‬‬ ‫ولكن هذا كله ال يشفع لطبيب االختصاص أن‬ ‫يختص وأن يقتص وأال تقل كشفيته عن ‪ 300‬درهم يأخذها‬ ‫من مريض يقضي معه عشر دقائق‪ ،‬ألن العداد «شغال»‪،‬‬ ‫وألن السكرتيرة التي حفظت الدرس من الطبيب تتلمظ على‬ ‫المريض الثاني والثالث والرابع وهم كثر في العيادة ينتظرون‬ ‫لحظة الدخول إلى مالك الرحمة‪.‬‬ ‫وإذا قسمنا الساعة إلى عشرات الدقائق‪ ،‬والدوام اليومي‬ ‫للطبيب إلى ساعة أدركنا قيمة الدخل اليومي للطبيب الذي ال‬ ‫يشبع‪ ،‬حتى إذا جاءت الدقائق األخيرة من الدوام أو استقبال المرضى‪ ،‬نادى السكرتيرة‪ ،‬وعدّ «الغلة» كما‬ ‫يعدّها التاجر المطفف‪ ،‬وإذ بالغلة بآالف الدراهم‪ ،‬وقد تصل اآلالف إلى ماليين السنتيمات‪ ‬يوميا‪.‬‬ ‫عندي حكايات يشيب لها شعر الرأس عن استهتار بعض كبار األطباء وابتزازهم واستغاللهم للمرضى‪،‬‬ ‫األمر الذي يشكل الجريمة مضاعفة‪ ،‬ذلك أن وقوع تلك الممارسات يعد عدوانا جسيما على حق المهنة‬ ‫وجريمة بحق المجتمع‪ ،‬أما السكوت عليها فهو جريمة أخرى أقرب إلى التواطؤ والتستر‪.‬‬ ‫وأرجو أال يساء فهم هذا الكالم أو تأويله‪ ،‬ألنني أتحدث عن بعض وليس كل كبار األطباء‪ ،‬وأعتبر‬ ‫ممارسات أولئك البعض من قبيل البقع السوداء في الثوب األبيض‪.‬‬ ‫لكنني صرت أخشى من تزايد تلك البقع في األجواء التي سادت فيها قيم الجشع والترف المبتذل والثراء‬ ‫السريع والفاحش‪ ،‬الذي ما عاد يميز بين المشروع وغير المشروع‪ ،‬وإذ أشدد على أن لدينا أطباء يتمتعون‬ ‫بدرجة عالية من النزاهة والورع‪ ،‬حتى تحسب أنهم أقرب إلى أولياء اهلل الصالحين‪ ،‬إال أنني صرت أخشى‬ ‫عليهم وعلى من دونهم من تغول قيم الطالحين‪.‬‬ ‫تقوم الخدمة الصحية المقدمة من طرف األطباء أساسا على الخبرة والضمير‪ ،‬وعندما يغيب هذا‬ ‫األخير تصبح االستشارة والتدخالت الطبية عملية تجارية بحتة‪ ،‬يتحول معها الطبيب من ملتزم أدّى قسما‬ ‫شريفا‪ ،‬إلى كائن ربحي جشع محكوم بالعمليات الحسابية المادية‪ ،‬وقياس كل تدخل طبي بمدى مردوديته‬ ‫المالية‪ .‬‬ ‫إذا كان الحق في الصحة يعتبر حقا من حقوق اإلنسان‪ ،‬تنص عليه أغلب مواثيق حقوق اإلنسان‬ ‫والدساتير‪ ،‬وإذا كانت الخدمات المقدمة في جميع القطاعات يفترض فيها أن تقوم على الوضوح والشفافية‬ ‫والمراقبة‪ ،‬فإن الخدمات الصحية المقدمة في المغرب وطنجة خصوصا ‪ ‬تبقى امتيازا‪ ،‬وتظل تلك المقدمة في‬ ‫القطاع الخاص بعيدة عن كل مراقبة‪ ،‬سواء من طرف السلطات‪ ،‬أو نقابة األطباء‪ ،‬أو جمعيات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫ويزداد األمر سوءا في مناطق طنجة المهمشة‪ ، ،‬حيث تحول األطباء إلى أباطرة يشبهون في ذهنيتهم عقلية‬ ‫المهربين ال يهمهم إال الربح المادي‪ ،‬مستعملين كل الطرق التدليسية؛ من تكرار للفحوصات والتحاليل‪،‬‬ ‫وتضخيم للفواتير‪ ،‬وتشبيك قسري للخدمات‪ ،‬حيث توجيه المرضى إلى هذه المصحة أو تلك وإلى هذا المختبر‬ ‫أو ذاك‪ ،‬وكأن بعض المصحات أو المختبرات حاصلة على شواهد إيزو ! والسطو على التخصص‪ ،‬فترى الطبيب‬ ‫يفتي في الكثير من األمراض‪.‬‬ ‫وبين غياب المراقبة وسطوة لوبيات المصحات وأطباء القطاع الخاص بطنجة يبقى المواطن أكبر‬ ‫المتضررين‪ ،‬ليس فقط ماديا‪ ،‬حيث يستغل أبشع استغالل من طرف أطباء بال ضمير‪ ،‬بل معنويا‪ ،‬حيث تقدم‬ ‫الخدمات بالكثير من التكبر والعجرفة من طرف األطباء مستهدفين إذالل المريض وذويه‪ .‬‬ ‫وإذا كان اإلصالح وإعادة االعتبار لهذه المدينة مسّ جملة من القطاعات‪ ،‬فإن مجال الصحة يبقى من‬ ‫القطاعات الحيوية التي يجب أن يشملها اإلصالح وتدخل السلطات الوصية المحلية والمركزية‪ ،‬سواء من‬ ‫طرف الوالي‪ ،‬أو من طرف وزارتي الصحة والمالية‪ ،‬فهل سيكون التدخل مستقبال إلصالح أعطاب قطاع‬ ‫الصحة بطنجة بداية لنوع جديد من التدخالت التي يجب أن تستهدف الحفاظ على كرامة المواطن‪ ،‬ومحاربة‬ ‫تحكم األباطرة؟‬ ‫نهم رجال أعمال‪ ،‬وقادة عصابات مافيا‪ ،‬وكل شيء سيء إال االنتماء لمهنة الطب الشريفة‪.‬‬ ‫إن حساباتهم البنكية‪ ،‬وثرواتهم العينية‪ ،‬من قصور وسيارات فارهة وأموال منقولة وثابتة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬لم‬ ‫تترك مجاال للضمير الطبي في هذه المهنة لألسف‪ ،‬ولم تزدهم إال هلعا وجشعا‪« ،‬وقد خلق اإلنسان هلوعا»‪.‬‬ ‫ولكن بدأت أفعال هؤالء تتجلى بحق‪ ،‬فها هو المواطن المغربي لم يعد يأمن الطبيب المغربي على‬ ‫نفسه‪ ،‬أصبح يذهب إلى فرنسا أو أي بلد أجنبي آخر ليجري فحصا لعسر الهضم أو حتى لزكام بسيط‪ ،‬فلربما‬ ‫ينقلب هذا الزكام‪ ،‬إلى أزمات ربو إن لم تتم معالجته بجدية ‪ ،‬فمن أصيب بنزلة برد ولديه أبسط مستوى‬ ‫مادي يتوجه للخارج لكي ال يقابل طبيبا مغربيا ‪ ‬فيصيبه بنزلة الموت‪.‬‬ ‫إن هؤالء األطباء تحولوا إلى ملوك ال يخضعون للدولة وال المجتمع وال يعنيهم زيد وال عمرو‪ ،‬فهم فوق‬ ‫الجميع تماما كعائالت مافيا صقلية‪« ..‬كروزوني» أو غيرهم من أسياد فن غسيل الدماء‪.‬‬

‫المريض المغربي والتأمينات والقروض‬ ‫في مواجهة المرض‪ ،‬يجد المؤمّن المغربي نفسه أمام مساطر كثيرة من أجل الحصول على تغطية‬ ‫لمصاريف عالجه‪ ،‬تعويضات قد يحصل عليها وقد ال يحصل عليها‪ ،‬لسبب أو آلخر‪ ...‬‬

‫لكن بعض المرضى المغاربة يجدون ضالتهم في القروض‪ ،‬رغم أنهم مؤمّنون لدى صناديق‬ ‫أو شركات التأمين‪.‬‬ ‫«عندما يكون الشخص مقبال على إجراء عملية جراحية فلديه ما يكفي من األشياء ليقلق‬ ‫عليها وال يحتاج إلى همّ زائد‪ ،‬لكنه يجد نفسه بين فكي كماشة خالفات المستشفيات ومؤسسات‬ ‫التغطية الصحية»‪ ،‬يقول سعد متحدثا عن مشكلة التأمين الصحي التي صادفته بعدما أجرى عملية‬ ‫جراحية في أحد المسشفيات الخاصة في‪ ‬الرباط‪« ،‬طبعا بطنجة ال مجال لولوج مصحات للقيام‬ ‫بالعمليات الجراحية الكبرى وال حتى الصغيرة»‪ .‬وبالرغم من أن الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط‬ ‫االجتماعي قام بالتكفل بمصاريف العملية في حدود ما ينُصّ عليه القانون‪ ،‬فإن المستشفى الخاص‬ ‫طالبه بأداء المبلغ بعد ثالث سنوات على إجراء العملية بحجة عدم التزام مؤسسة الصندوق‬ ‫الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي بالتزاماتها‪ ،‬كان‬ ‫هذا الشاب مضطرا إلى دفع المبلغ من أجل استرجاع‬ ‫الشيك الذي وضعه في المستشفى خالل إجرائه العميلة‬ ‫الجراحية كضمان‪« :‬لقد دفعت تكاليف عملية باهظة بالنسبة‬ ‫إلى مستواي المعيشي»‪ ،‬يقول سعد‪ ،‬قبل أن يستدرك‪« :‬إن‬ ‫كان بينهما خالف فما ذنبي أنا إن لم يتفقا؟»‪...‬‬ ‫تنص المادة الـ ‪ 15‬من مدونة التغطية الصحية على‬ ‫أنه يكون أمام المؤمّنين اختيار إحدى الطريقتين لتغطية‬ ‫المصاريف‪ ،‬سواء عن طريق األداء المسبق من لدن المؤمن‬ ‫لمصاريف الخدمات أو عن طريق التحمل المباشر من لدن الهيأة المكلفة بالتدبير في حدود نسبة التغطية‬ ‫القانونية‪ .‬لكن هذه اإلمكانية األخيرة مشروطة بالموافقة المسبقة لهيأة التدبير‪ ،‬كما حدث في حالة سعد‪ .‬وال‬ ‫يمكن مباشرة العالجات موضوع طلب الموافقة المسبقة إال بعد التوصل بجواب الهيأة المكلفة بالتدبير الذي‬ ‫يجب أن يصدر على أبعد تقدير خالل ‪ 48‬ساعة (المادة ال‪.)21‬‬ ‫‪ ‬لكنْ أمام عدم وجود أي ضمانة في القانون‪ ،‬فإن هيأة التدبير لن تكون ملزمة بمثل هذه الموافقة‪.‬‬ ‫وبعد أن يجتاز المؤمّن العقبات العديدة التي يضعها قانون التأمين اإلجباري عن المرض أمام حقه‬ ‫في االستفادة من العالجات‪ ،‬يكون مطا َلبا بالدفع المسبق للتكاليف‪ ،‬لكن الغالبية الساحقة من العمال ليس‬ ‫باستطاعتها الدفع الفوري للمصاريف‪ ،‬ألن األجور ال ّ‬ ‫تُمكنهم من توفير تكاليف العالج المرتفعة‪ ،‬بل ال تكفيهم‬ ‫في بعض الحاالت حتى لسد الرمق‪ ،‬فيضطر البعض منهم إلى االقتراض في انتظار الحصول على التعويض‬ ‫على ملف المرض‪.‬‬ ‫اختارت كوثر‪ ،‬بعد معاناة أمها مع مرض القلب‪ ،‬طرق باب القروض من أجل إجراء عملية القلب المفتوح‪:‬‬ ‫«على األقل‪ ،‬حصلت على القرض من أجل أمر ضروري»‪ ،‬تقول كوثر قبل أن تضيف‪« :‬لم يكن بإمكاني االنتظار‬ ‫وأنا أرى حياة والدتي في خطر‪ ،‬راه هي اللي بقات ليّ»‪ .‬وليست كوثر الوحيدة التي و ّلت وجهتها نحو االقتراض‬ ‫بهدف الحصول على خدمات صحية‪ ،‬رغم توفرها على تأمين صحي‪ ،‬فهناك العديد من األشخاص الذين‬ ‫يضطرون إلى ذلك‪ ،‬حيث كشفت دراسة ميدانية حول قطاع التأمين في المغرب‪ ،‬أنجزها مكتب الدراسات‬ ‫«سنيرجيا»‪ ،‬أن ‪ 81‬في المائة من موظفي القطاع الخاص مستعدون ألخذ قروض بنكية لتمويل مصاريف‬ ‫الصحة‪ ،‬في انتظار استرجاع مصاريفهم العالجية‪ ،‬بينما عبر نصف مؤمّني التأمين الصحي اإلجباري عن رغبتهم‬ ‫في تغيير تأمينهم إذا أعطيهم االختيار‪ ،‬معتبرين أن شركات التأمين الخاصة تعتبر‪ ،‬عموما‪ ،‬أكثر كفاءة من‬ ‫التأمين الصحي اإلجباري‪ ،‬لكن ثقة المغاربة في شركات التأمين الخاصة ليست سوى الشجرة التي تُخفي‬ ‫الغابة‪ ،‬فحتى مؤمّنو هذه الشركات يعانون مشاكل التغطية الصحية‪.‬‬ ‫سناء مؤمّنة لدى إحدى الشركات الخاصة‪ ،‬قامت بإجراء عملية جراحية قبل سنتين‪ ،‬لكن شركة التأمين‬ ‫رفضت طلب تغطية تكاليف عالج سناء‪« :‬رفضوا طلبي بحجة أن الطبيب الذي سيشرف على العملية ال يزاول في‬ ‫مستشفى ابن سينا بالرباط»‪ ،‬تشرح سناء باستهجان سبب رفض طلبها‪ ،‬لكن الغريب في قصة سناء أن شركة‬ ‫التأمين الخاصة التي رفضت تغطية تكاليف العملية الجراحية قامت بتعويض هذه‪ ‬الشابة‪ ‬عن مبالغ األدوية‬ ‫التي اضطرت إلى شرائها «لقد قاموا بتعويضي عن أثمنة األدوية ب‪ 5000‬درهم»‪.‬‬ ‫‪ ‬رجوعا إلى األطباء وجشعهم‪ ،‬أبي‪ ،‬حبيبي وقرة أعيني‪ ،‬لسنة ونصف السنة وهو يعالج من مرض‬ ‫الربو‪ ،‬مرض ألمّ به في آخر العمر ‪ ،‬زكام فنزلة برد قوية فربو‪ ،‬هكذا شخّص األطباء حالته ‪ ،‬سنة ونصف وهو‬ ‫يعالج من مرض ال يعنيه‪ ،‬وخالل أسابيع قليلة قبل إصابته بنوبة قلبية مفاجئة‪ ،‬اكتشفنا أنه كان يعاني من‬ ‫مشاكل في صمامات القلب‪ ،‬ال عالقة لحالته بالربو‪ ،‬حتى يكتشف األمر بالصدفة طبيب بمدينة طنجة مشهود‬ ‫له بحنكته ومهنيته وبراعته في التشخيص ‪ ،‬على أن القلب مفتاح المرض‪ ،‬لكن القدر لم يمهله وقتا أطول‬ ‫ليتعالج ‪ ،‬حتى فارقنا على غفلة من أمره وأمرنا ‪ ،‬فلمن نشتكي و‪ ‬على من ؟؟‪ ‬الشكوى هلل‪...‬‬ ‫يتساءل الماليين من المواطنين هل فعال األطباء لهم قلوب مثلنا وهل يعيشون معنا على هذا الكوكب‬ ‫وهل يشعرون بمعاناة ماليين المساكين والفقراء ‪ ،‬الموظفين في الدولة والقطاع العام وبعض القطاعات‬ ‫في القطاع الخاص‪ ،‬وهل الطب أصبح مصدرا لتكوين الثروات وعمل استثمارى‪ ،‬الغرض منه الربح بعيدا عن‬ ‫الغرض الذي من أجله أنشئت كليات الطب؟‬ ‫وهل هان المواطن على األطباء لدرجة أنهم يقذفون بالمريض بين المختبرات الخاصة بهم الستنزاف‬ ‫المريض واستغالل جهله وأميَّته بالطب؟‬ ‫وهل يعلم هؤالء األطباء أنهم أقسموا بأن يراعوا اهلل في عملهم ويتقوا اهلل عز وجل في المريض الذي‬ ‫بين يديهم‪ ،‬والذي يتعلمون فيه أحيانا ويجربون عليه الكثير من األدوية التي لم تثبت فاعليتها أحيانا آخرى؟‬ ‫إن السنوات والظروف الكثيرة التي مررنا بها‪ ،‬غيرت وبدلت ورفعت مهنا وأصحابها‪ ،‬وحطت من آخرين‬ ‫وأوقفت أعمالهم‪ ،‬إال األطباء‪ ،‬فعملهم مزدهر في كل األحوال والظروف ومازال‪ ،‬وهذا ما يدعو للتساؤل‬ ‫عما يخشاه الطبيب المغربي ؟ ولماذا هذا اإلصرار على االستمرار في الجشع وابتزاز المرضى والتعامل‬ ‫الالإنساني‪ ،‬الذي حولهم إلى جزارين يستهينون بحياة الناس من أجل المال؟ ومتى يك ّفون عن التعالي‬ ‫فينظرون للمريض كإنسان يحتاج المساعدة ال كمحفظة نقود يجب التفنّن في إفراغها؟!‬ ‫أحد األسئلة المهمة التي يثيرها المشهد ما يلي‪ :‬هل هذا الجشع والفساد مقصور على األطباء وحدهم‬ ‫أم أن هناك انهيارا مماثال في تقاليد وأعراف المهن األخرى؟ سأترك لكم اإلجابة ألنني ال أريد أن أصدمكم‬ ‫برأيي في الموضوع‪.‬‬


‫العدد ‪818‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫استراتيجية الفساد‪! ‬‬

‫لكل أمر استراتيجيته بالمغرب‪.‬‬ ‫والفساد أيضا يحظى باستراتيجية حكومية‬ ‫سوف تكلف جيوب المواطنين ما مقداره ‪350‬‬ ‫مليار سنتم‪ .‬أو ما يعادل «زوج فرنك» ‪ ،‬رواج وقت‪،‬‬ ‫بلغة عدول التوثيق‪! ‬‬ ‫«جمانفـــو»‪ ....! ‬خاصــة وأن «الخطــة»‬ ‫التي خرجــت للوجود ولم يبق في عمر الحكومة‬ ‫البنكيرانية سوى بضعة أيام‪ ،‬تمتد عشر سنوات‬ ‫إلى نهاية ‪ ،2025‬المهم هو أن يقطع دابر الفساد‬ ‫من المغرب‪.‬‬ ‫ولذلك اهتدت الحكومة الحالية إلى وضع‬ ‫‪ 239‬مشروعا إصالحيا وضعت لها لجنة خاصة‬ ‫بإشراف رئيس الحكومة بهدف «تحسين صورة»‬ ‫اإلدارة المغربية لدى المواطنين‪.‬‬ ‫ال��ذي نخشاه هو أن يضطر المغاربة إلى‬ ‫الدفع باليمنى لمحاربة الرشوة وباليسرى لتقديم‬ ‫«إت��اوات» للمرتشين «العصاميين» والناشئين‬ ‫المتدربين ‪ ،‬قصد قضاء حوائجهم واإلفالت من‬ ‫«التعقيدات» اإلدارية‪.‬‬

‫اللي خلص دينه‪...‬ارتاح‪... ! ‬‬

‫وهذا ما قصده بالفعل‪ ،‬عمدة طنجة‪ ،‬البشير‬ ‫العبدالوي‪ ،‬حين «ضخ»‪...‬ال‪ ،‬دفع لشركة التبذير‬ ‫«أمانديس» «زوج فرنك» من مستحقات هذه‬ ‫الشركة على بلدية طنجة‪ ،‬والتي ت��وازي سبعة‬ ‫ماليين ونصف المليار من السنتيمات‪.‬‬ ‫تعليقات بعض وسائل اإلعالم أغاضت العمدة‬ ‫الذي اعتبرها نوعا من «التشويش» على عمل‬ ‫المجلس الذي يرأسه ويقوده الحزب الذي ينتمي‬ ‫إليه‪ ،‬العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫فالماليير الستة التي تم «ضخها‪ »..‬أستغفر‬ ‫اهلل‪ ،‬وضعها تحت تصرف الشركة الفرنسية‪ ،‬جزء‬ ‫من دين على أهل طنجة‪ ،‬كبيرهم وصغيرهم‪ ،‬ال‬ ‫فرق بين أهل القصور والفيالت بمسابح أولمبية‪،‬‬ ‫وبين أصحاب «البومبية» اليتيمة‪.‬‬ ‫وع���ل���ى اإلع�لام��ي��ي��ن «ال��م��ش��اغ��ب��ي��ن»‬ ‫«المشوشين» أن يعلموا أن رد الدين «فضيلة»‬ ‫وأن «الدين مسود الخدين» وأن من سدد دينه‬ ‫‪...‬ارتاح‪! ‬‬

‫الخلفي يحتج‬

‫أن تحتج وزيرة الصناعــــة التقليديـــة أو‬ ‫حتى وزي��رة البيئة والماء‪ ،‬على رداءة البرامج‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬أو على المسلسالت المدبلجة ‪ ،‬أمر‬ ‫يمكن توقعه‪ ،‬ولو أن مسؤولية الحكومة مشاعة‬ ‫بين أعضائها من باب التضامن‪ ،‬أما أن يحتج‬ ‫وزير االتصال ضد ضغط «الدبلجة»‪ ،‬على برامج‬ ‫القنوات التلفزيونية المغربية فإنه أمر مستبعد‬ ‫بل يستحق أن يستخف به‪ ،‬ألن الخلفي هو وزير‬ ‫القطاع والمسؤول عن تدبيره وعن التزام القنوات‬ ‫بـ «دفاتر التحمالت»‪ .‬عبر «الهاكا» بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫موقف الوزير الغاضب من تصرفات القنوات‬ ‫التلفزيونية بخصوص المسلسالت المدبلجة‪ ،‬جاء‬ ‫في سياق تدخله خالل ندوة نظمت للدفاع عن‬ ‫اللغة العربية التي قال عنها وزير االتصال إنها‬ ‫«مفتاح من مفاتيح االستقرار واألمن والتنمية‬ ‫والنهضة»‪ .‬فما رأي إلياس العماري ؟‬

‫‪ 3‬في المائة‪..‬وشوف‪! ‬؟‪.....‬‬

‫فرضيات قانون المالية لسنة ‪ 2016‬الذي‬ ‫صادق عليه البرلمان وال��ذي صدر في الجريدة‬ ‫الرسمية يوم ‪ 21‬دجنبر الماضي‪ ،‬تنبني أساسا‬ ‫على تحقيق نمو اقتصادي في حدود ‪ 3‬في المائة‪،‬‬ ‫وعلى تقليص عجز الميزانية إلى ‪ 3,5‬في المائة‬ ‫من الناتج الداخلي الخام‪ .‬والتحكم في التضخم‬ ‫في حدود ‪ 1,7‬في المائة‪ ،‬شريطة أن ال يتعدى‬ ‫متوسط سعر البرميل من البترول ‪ 61‬دوالرا وأن‬ ‫يثبت متوسط سعر صرف الدوالر مقابل الدرهم‬ ‫الوطني في ‪ 9,5‬دراهم‪.‬‬ ‫وهو ما سوف يحصل ببركة حكومة بنكيران‬ ‫ال��ذي سبق وأن سجل في برنامجه االنتخابي‬ ‫متوسط نمو اقتصادي قبل نهاية واليته في ‪ 7‬أو‬ ‫‪ 8‬في المائة‪ ،‬وهو ما قد تعجز عنه أعتى الدول‬ ‫الصناعية باستثناء الصين‪ ،‬طبعا‪.‬‬

‫ال خـطـــر‪! ‬‬

‫أمام تخوف البرلمانيين من االرتفاع الذي‬ ‫وصفوه بـ «المهول» للمديونية الخارجية‪ ،‬بلجوء‬ ‫الحكومة إلى إغراق البلد بالقروض‪ ،‬األمر الذي قد‬ ‫يجعلها «رهينة» بيد المؤسسات الماليةالعالمية‪،‬‬ ‫واجه وزير االقتصاد والمالية ‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬موجة‬ ‫االحتجاج هذه‪ ،‬بأن قلل من خطورة األمر حيث‬ ‫إن حجم المديونية العامة ال يتجاوز ‪ 64‬بالمائة‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬مما يعنى أن‬ ‫الديون الخارجية توازي أزيد من نصف اإلنتاج‬ ‫الوطني الخام‪.‬‬ ‫ال خوف إذن على المغرب‪ ،‬إال عندما نصل إلى‬ ‫المراتب المتقدمة على سلم الديون الخارجية‪،‬‬ ‫بعد المائة بالمائة من الناتج الداخلي الخام كحال‬ ‫اليونان‪ ،‬ليتدخل صندوق النقد الدولي والبنك‬ ‫األوروب��ي والمانحين العالميين بالطريقة التي‬ ‫نعلم والتي تسببت في الكوارث التي تشهدها‬ ‫اسبانيا والبرتغال واليونان طبعا‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬فأمامنا هامش من ‪ 36‬نقطة‬ ‫من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬ليراوغ بها أبو سعيد‬ ‫المقرضين‪..‬ما دام أنه لن يكون هنا لتسديد‬ ‫ديون المغرب قبل نهاية القرن الحالي‪.‬‬

‫انهيار قائدة بعد توصلها بقرار عقابي لعدم منعها احتفاال‬ ‫بالمولد في طنجة‪ ‬‬ ‫انهارت رئيسة ملحقة إدارية برتبة «قائد» بطنجة‪ ،‬بعد‬ ‫توصلها بقرار توقيفها من وزارة الداخلية‪ ،‬عقب «تغاضيها»‬ ‫عن احتفال بالمولد النبوي نظم «دون الحصول على ترخيص»‬ ‫بحي شعبي تابع لنفوذها الترابي‪ ،‬بعدما منعت سلطات طنجة‬ ‫احتفاالت أخرى بدعوى تنظيمها من طرف شباب منتمين لجماعة‬ ‫العدل واإلحسان‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن القائدة التي تقلدت مهامها‬ ‫كرئيسة للملحقة اإلدارية السادسة عشرة بمقاطعة السواني‪،‬‬ ‫منذ أقل من عام‪ ،‬لم تخبر والية طنجة بتنظيم احتفال بحي‬ ‫“الحاج سعيد” الشعبي‪ ،‬ما حال دون منعه من طرف القوات‬ ‫العمومية على غرار احتفاالت أخرى‪ ،‬وهو ما اعتبرته وزارة الداخلية‬

‫«تقصيرا» وأصدرت في حقها قرارا باإليقاف‪ ،‬خاصة وأنها تعتبر‬ ‫أن الحفل منظم من طرف «جماعة سياسية محظورة»‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن القائدة انهارت بعد توصلها بقرار‬ ‫اإليقاف‪ ،‬وفقدت السيطرة على أعصابها‪ ،‬لتختفي تماما من مقر‬ ‫عملها بمنطقة الحي الجديد منذ يوم الخميس الماضي‪ ،‬مضيفا‬ ‫أنه من المرتقب أن يتم تنقيلها إلى جهة أخرى بعد انتهاء فترة‬ ‫العطلة المرضية التي دخلت فيها بعدانهيارها‪ ،‬وسيتم تعيين‬ ‫قائد آخر بديال لها‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل عاودت سلطات طنجة‪ ،‬يوم السبت‬ ‫الماضي‪ ،‬منع احتفاالت ذكرى المولد النبوي بحي كاسابراطا‪،‬‬ ‫حيث طوقت شاحنات القوات المساعدة مكان االحتفال الذي تعتبر‬

‫السلطات أنه منظم من طرف جماعة العدل واإلحسان‪ ،‬فيما أبدى‬ ‫المحتفلون إصرارا على مواصلة االحتفال‪.‬‬ ‫وتعيش طنجة منذ سنوات على وقع صراع محموم بين‬ ‫السلطات ومنظمي احتفاالت المولد النبوي المنتمين لجماعة‬ ‫العدل واإلحسان‪ ،‬هذه األخيرة التي أصدرت هذه السنة بيانا تندد‬ ‫فيه بمنع احتفاالت المولد بشمال المغرب‪ ،‬وتصفه بـ«الخرق‬ ‫السافر» لظهير التجمعات العمومية‪ ،‬كما وصفت تدخل السلطات‬ ‫األمنية بـ«السلوكات المخزنية الرعناء التي ال تمت بصلة لدولة‬ ‫الحق والقانون»‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫غاضبون بسبب الوضع الصحي بنواحي وزان يهاجمون‬ ‫مركزا ويخربون سيارات الموظفين‪ ‬‬

‫طالبوا برحيل الطبيب الرئيسي وتعزيزات أمنية تتجه للمنطقة تزامنا مع حلول لجنة تفتيش‬ ‫هاجم المئات من الغاضبين المركز الصحي الواقع بمنطقة‬ ‫«الزومي» بإقليم وزان‪ .‬وحسب مصادر «األخبار» فإن هؤالء حجوا‬ ‫إلى المركز منذ الساعات األولى من صبيحةيوم اإلثنين‪ ،‬تزامنا‬ ‫وحلول لجنة تفتيشية قادمة من مدينة تطوان‪ ،‬قصد االطالع‬ ‫على األوضاع والبحث في الشكايات المقدمة ضد أحد األطباء‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها‪ ،‬أنه حوالي السادسة مساء‪ ،‬انتقلت‬ ‫شرارة هذه االحتجاجات إلى وسط المركز الصحي‪ ،‬بعدما حاول‬ ‫المحتجون الدخول إليه‪ ،‬فيما كشفت مصادر طبية أنه سجل‬ ‫اقتحام المنزل الوظيفي ألحد األطباء‪ ،‬وهو ما تسبب في خروج‬ ‫المئات‪ ،‬حيث تم العبث بمحتوياته‪ ،‬في حين دخل عدد من‬ ‫شبان المنطقة إلى المرأب الخاص بالمنزل‪ ،‬فتم إخراج السيارات‬ ‫إلى الشارع المحاذي للمؤسسة الصحية‪ ،‬حيث تعرضت للرشق‬ ‫بالحجارة‪ ،‬قبل أن يجري تخريبها بشكل كامل‪.‬‬

‫ووفق المصادر الطبية‪ ،‬فإن حالة من الرعب سادت أوساط‬ ‫األطر الصحية المتواجدة بالمركز‪ ،‬قبل أن يلجأ بعض منهم إلى‬ ‫االنسجام‪ ،‬خصوصا وأن المؤسسة تعرف احتقانا غير مسبوق بين‬ ‫األطرف نفسها‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬كشفت المصادر ذاتها أن اللجنة التفتيشية‬ ‫شرعت منذ حلولها بالمركز في االستماع إلى الطبيب الرئيسي‬ ‫والممرضين‪ ،‬حول الشكايات التي قدمها المواطنون في ما وصف‬ ‫بتردي الوضع الصحي‪ ،‬إلى جانب الصراع بين الطرفين‪ ،‬في ظل‬ ‫إصدار نقابات وجمعيات مدنية‪ ،‬لبيانات ضد أحد األطباء بسبب‬ ‫ما وصفته بتصرفاته السلبية تجاه المرضى‪ ،‬وأكدت المصادر أن‬ ‫درجة االحتقان كانت شديدة‪ ،‬سيما بعدما علم السكان أن اللجنة‬ ‫التفتيشية من المرتقب أن تستمع إلى الجميع‪ ،‬كما تزامن ذلك‪،‬‬ ‫والسوق األسبوعي‪ ،‬إلى جانب خروج تالميذ المؤسسات التعليمية‬

‫الذين اتجهوا لدعم المحتجين‪ ،‬ليصبح عدد المتجمعين أمام‬ ‫المركز لحظة انفجار الوضع إلى المئات‪ ،‬في حين أكدت مصادر‬ ‫الجريدة أن الطبيب الرئيسي استطاع الفرار لحظة اقتحام بيته‬ ‫الوظيفي الذي تعرض للعبث بشكل كامل‪.‬‬ ‫هذا وربطت «األخبار» االتصال بالمندوب اإلقليمي للصحة‬ ‫بمدينة وزان لحظة مهاجمة المركز‪ ،‬فأكد أن ملف القضية يعود‬ ‫إلى سنة ‪ ،2012‬مضيفا أنه بدوره‪ ،‬يتابع مستجدات ما يجري‬ ‫عن بعد‪ ،‬رافضا إعطاء أي تفاصيل إضافية حول أسباب االحتجاج‪،‬‬ ‫في وقت اتجهت تعزيزات أمنية إلى المنطقة‪ ،‬لمحاولة تطويق‬ ‫االحتجاجات المتنامية بسبب الوضع الصحي بالمركز‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫معتقل أمريكي يشكو «مضايقات» داخل سجن طنجة‬ ‫هدد بـ «االنتحار» ومدير السجن يؤكد أن التحقيقات الزالت جارية‬

‫اشتكى سجين يحمل الجنسية األمريكية ويقضي عقوبة‬ ‫حبسية داخل السجن المحلي بطنجة‪ ،‬مما أسماه المضايقات‬ ‫أثناء تفتيشية‪ ،‬مهددا‪ ،‬حسب زوجته‪ ،‬بـ«االنتحار» ما لم تتوقف‬ ‫هذه التصرفات على حد قوله‪ .‬وعن تفاصيل الموضوع‪ ،‬فإن‬ ‫السجين البالغ من العمر ‪ 57‬سنة‪ ،‬من أصل لبناني والحامل‬ ‫للجنسية األمريكية‪ ،‬كان قد حكم عليه بأربع سنوات حبسا نافذا‪،‬‬ ‫بتهمة إصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪ ،2013‬حيث‬ ‫كان األخير يملك شركة لإللكترونيات والتجهيزات المنزلية‬ ‫بالمدينة‪ .‬وكشفت شكايات تقدمت بها عائلة السجين المحتج‪،‬‬ ‫إلى عدد من المصالح محليا ومركزيا‪ ،‬أن السجين ذاته عانى مما‬ ‫أسمته المضايقات فضال عن «االبتزاز»‪ ،‬لما شاع داخل المؤسسة‬ ‫السجنية‪ ،‬أنه مالك شركة لإللكترونيات‪ ،‬حيث سبق أن طلب منه‪،‬‬ ‫وفق تعبير الشكايات‪ ،‬بإحضار زوجته الئحة هواتف ذكية بعضها‬ ‫يصل ثمنه حتى حدود ‪ 12‬ألف درهم‪ ،‬وفق مضمون الشكايات‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬كشفت عائلة السجين‪ ،‬في الوثائق التي بحوزتها‪،‬‬ ‫أن السجين الذي يعاني من مرض القلب المزمن‪ ،‬اشتكى من‬ ‫تصرفات وصفتها بالمهينة‪ ،‬أثناء تفتيشه‪ ،‬خصوص أنه يتواجد‬ ‫داخل مصحة بالسجن‪ ،‬يتابع فيها عالجه‪ ،‬وهو األمر الذي لم‬ ‫يرقه‪ ،‬مهددا ألول مرة ـ كما جاء على لسان زوجته ـ باالنتحار‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬واستنادا إلى المعطيات المرتبطة بهذا الملف‪ ،‬فإن‬ ‫عائلة السجين األمريكي كانت قد راسلت الوكيل العام للملك‬ ‫لدى محكمة االستئناف بطنجة إلى جانب السفارة األمريكية فضال‬ ‫عن المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬سيما أن‬ ‫التطورات القضية تعود إلى بداية وجوده في السجن‪ ،‬حيث حلت‬ ‫لجنة خاصة من المصلحة المذكورة‪ ،‬قادمة من الرباط‪ ،‬للبحث في‬ ‫فحوى الشكايات‪ ،‬خصوصا أن السفارة دخلت بدورها على الخط‬ ‫ليتم تنبيه بعض الموظفين إلى الكف عن هذه التصرفات‪ ،‬بينما‬ ‫أجري صلح بين السجين المشتكى ومسؤول عن أحد األجنحة‪ ،‬غير‬

‫أنه سرعان ما عاد التشنج بين الطرفين‪ ،‬ألسباب غامضة‪ ،‬وفي‬ ‫مقابل ذلك‪ ،‬كشف مدير السجن المحلي‪ ،‬في اتصال مع «األخبار»‬ ‫أن السجن متمتع بكامل حقوقه‪ ،‬وأنه ال يتقبل عملية التفتيش‪،‬‬ ‫علما أن السجين برر ذلك بكونه يتواجد بمصحة المؤسسة وأن‬ ‫ليس لديه ما سيفتش من أجله‪ ،‬واعتبر المدير سلوكه بالمتزن‪،‬‬ ‫مضيفا أنه كان حاضرا أثناء القيام بعملية التفتيش‪ ،‬وبالفعل‬ ‫يشدد المدير أنه لم يتم العثور على أي شيء بحوزة السجين‪،‬‬ ‫أما في ما يتعلق بادعاءات السجين باالبتزاز والمضايقات‪ ،‬فقد‬ ‫أكد المسؤول ذاته أن اإلدارة المركزية للسجون بحثت بدورها‬ ‫في هذا الملف‪ ،‬وأن التحقيقات الزالت جارية‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫الشكايات ستأخذ مجراها الطبيعي‪ ،‬مؤكدا أنه لم يتم تعيينه‬ ‫مديرا للمؤسسة سوى قبل ستة أشهر‪.‬‬

‫م‪.‬أ‪ ‬‬

‫احتجاجات أهالي جماعة «المالليين» ضد محاوالت اإلجهاز على أراضيهم‬

‫‪ ‬خاض أهالي جماعة المالليين والدواوير المجاورة (بني‬ ‫سالم المزروقة‪ ،‬السرور‪ ،‬واد الليل‪ ،‬والعنصر)‪ ،‬احتجاجات عارمة‬ ‫أمام مقر الجماعة والقيادة‪ ،‬للمطالبة بالسحب الفوري والعاجل‬ ‫لمطلب التحفيظ الذي يشمل أراضيهم‪ ،‬والذي يعتبرونه ال‬ ‫أساس له من الصحة‪ ،‬ويعتمد على وثائق ينبغى التحقيق منها‪،‬‬ ‫حيث يسعى أصحابها إلى نزعهم أراضيهم‪ ،‬كما طالب السكان‬ ‫بفتح تحقيق نزيه عاجل في الموضوع‪ ،‬وهي نفس المطالب التي‬ ‫شدد عليها فرع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان بالمضيق‬ ‫خالل مؤازرته للسكان‪.‬‬ ‫ورفع هؤالء شعارات تقول إن نزع أراضيهم هو نزع‬ ‫لهويتهم‪ ،‬مشددين على منعهم واعتراضهم لتقنيي المحافظة‬ ‫العقارية بتطوان إلنجاز عملية تحديد أرضيهم‪ ،‬مؤكدين للجريدة‬ ‫عزمهم خوض جميع األشكال النضالية االحتجاجية وفتح غاية‬ ‫تحقيق سحب مطلب التحفيظ وفتح تحقيق في الموضوع لمعرفة‬ ‫خبايا ما يحاك ضد أراضيهم‪.‬‬ ‫وتعتبر احتجاجات أهالي المنطقة الثالثة من نوعها هذه‬ ‫السنة‪ ،‬حيث تظاهروا يوم عيد المولد النبوي الذي يصادف‬ ‫يوم عطلة رسمية‪ ،‬احتجاجا على محاولة المحافظة العقارية‬ ‫تحديد الملك العقاري‪ ،‬إذ رفعوا خاللها شعارات ضد ما وصفوه‬

‫بما األراضي بالمنطقة‪ ،‬كما عبروا عن إحساسهم‪ ،‬السيما وأن‬ ‫المنطقة أصبحت‪ ،‬حسب قولهم‪ ،‬تثير لعاب «لوبيات» مختصة في‬ ‫السطو على األراضي‪ ،‬لتشييد منتجعات سياحية بعد التحايل على‬ ‫القانون‪ ،‬واستغالل ضعف ساكنة المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫واعترض السكان على عملية تحديد الملك‪ ،‬الذي يستند‬ ‫على مطالب التحفيظ رقم ‪ ،19/44059‬المنشور بالجريدة‬ ‫الرسمية تحت عدد ‪ 849‬بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪ ،2015‬وهي المرة‬ ‫الثانية التي يتم فيها االعتراض بعض المحاولة األولى التي‬ ‫حددتها إدارة المحافظة العقارية‪ ،‬لتطوان يوم ‪ 25‬من شهر ماي‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫واتهم بعض المحتجين في حديثهم مع الجريدة قيام‬ ‫بعض األشخاص «المحترفين» بوضع مطالب التحفيظ بناء‬ ‫على شهادات عدلية حديثة تتضمن بعض المعطيات المستقاة‬ ‫بعناية‪ ،‬موهمين السكان بأنها وثائق وحجج قديمة وحقيقية‪،‬‬ ‫وهو نفس ما يحدث‪ ،‬حسب قولهم‪ ،‬في منطقة المالليين‪،‬‬ ‫وصدينة‪ ،‬والعليين واغنيوات وغيرها‪ ،‬مشيرين في نفس الوقت‬ ‫إلى أنهم خاضوا قبل أشهر مسيرة لمسافة ‪ 5‬كيلومترات‪،‬‬ ‫محاولين الوصول إلى غاية مقر والية تطوان‪ ،‬إال أن السلطات‬

‫العمومية قامت بتطويقهم ومنعهم من مواصلة احتجاجتهم‪.‬‬ ‫وتم حينها تشكيل لجنة مكونة من السكان المتضررين وقائيد‬ ‫المالليين‪ ،‬كما عقدوا اجتماعا مع المسؤول عن الوكالة الوطنية‬ ‫للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ومسؤولين من‬ ‫عمالة تطوان‪ ،‬لكن دون جدوى‪ ،‬يقول السكان‪.‬‬ ‫وقال هؤالء إن معاناة أهالي وسكان شريط «تامودا بي» ال‬ ‫تتوقف مع قرارات نزع ملكية أراضيهم‪ ،‬فسكان مدشر «اغنيوت»‬ ‫التابعة لجماعة المالليين‪ ،‬عمالة تطوان‪ ،‬ال يتوقفون بدورهم‬ ‫عن االحتجاج أمام مقر الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬ ‫والمسح العقاري والخرائط ضد ما يصفونه بـ «تماطل وتقاعس‬ ‫إدارة المحافظة العقارية بتطوان في التواصل إلى حل لمطالب‬ ‫التحفيظ التي تقدموا بها منذ فترة‪ ،‬رغم استيفائها كل الشروط‬ ‫القانونية»‪ ،‬فيما يؤكد أصحاب مطلب تحديد الملك أن األرض‬ ‫تعود إلى ملكيتهم‪ ،‬وهو ما يفنده أهالي المنطقة مطالبين‬ ‫ببفتح تحقيق للوقوف على حقيقة الوثائق المعتمدة‪ ،‬ومشددين‬ ‫في نفس الوقت على توفرهم على وثائق وملكيات تثبت تملكهم‬ ‫لألرض منذ مئات السنين‪.‬‬

‫جمال وهبي‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪818‬‬

‫‪ :2016‬توقعات النمو ‪2،1‬‬ ‫حسب بنك المغرب‬ ‫توقعات حذرة حول معدل النمو خالل سنة ‪ ،2016‬قدمها بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬تشير خفض توقعات النمو إلى ‪ 2,1‬المائة‪ ،‬خالل سنة ‪،2016‬‬ ‫حيث يرتقب أن يتباطأ الناتج غير الفالحي إلى ‪ 2,7‬في المائة وتنكمش‬ ‫القيمة المضافة الفالحية بنسبة ‪ 4،3‬في المائة‪ ،‬مع افتراض تحقيق‬ ‫محصول متوسط من الحبوب‪ ،‬معتبرا أن هذه النسبة غير محسومة وقد‬ ‫تتغير بتغير األجواء وتحسن الموسم الفالحي‪ ،‬الذي قال الجواهري إن من‬ ‫المتوقع أن يكون متوسطا‪.‬‬ ‫وأوضح الجواهري ـ خالل ندوة صحفية عقدها عقب االجتماع الفصلي‬ ‫لمجلس بنك المغرب أن المجلس قرر ـ خالل اجتماعه‪ ‬الفصلي ـ اإلبقاء‬ ‫على سعر الفائدة الرئيسي عند نسبة ‪ ،2,50‬في المائة‪ ،‬مع مواصلة تتبع‬ ‫كافة تطورات وآفاق االقتصاد الوطني الدولي‪ ،‬مضيفا أن هذا القرار يأخذ في االعتبار انسجام توقعات التضخم مع هدف استقرار األسعار‬ ‫والشكوك المحيطة بآفاق الظرفية االقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي وأن التضخم يتعين أن يستقر في حدود ‪ 1,6‬في المائة‬ ‫في المتوسط سنة ‪ 1,2 ،2015‬في المائة خالل ‪ ،2016‬بالنظر إلى انخفاض أسعار النفط وتحرير السوق الوطني للمنتجات البترولية‪،‬‬ ‫موضحا أن «هذه التوقعات ال تأخذ بعين االعتبار رفع الدعم عن مادة السكر الذي سيشرع في تنفيذه ابتداء من فاتح يناير ‪.2016‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬قال والي بنك المغرب المركزي الذي سجل ارتفاع معدل البطالة‪ ،‬أنه «رغم انخفاض معدل النشاط في الفصل الثالث‪،‬‬ ‫تزايدت نسبة البطالة لتصل إلى ‪ 10,1‬في المائة بسبب محدودية فرص الشغل المحدثة‪ ،‬التي لم تتجاوز ‪ 41‬ألف منصب»‪.‬‬

‫قطر‪ :‬شراكة بين البنك الدولي اإلسالمي‬ ‫والقرض العقاري والسياحي المغربي‬ ‫أعلن أنه تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين بنك قطر الدولي‬ ‫اإلسالمي وبنك القرض العقاري والسياحي «سيَاش»‪ ،‬بهدف تأسيس بنك‬ ‫في المملكة المغربية‪ ،‬وذلك في إطارخطة البنك القطري التي ترمي‬ ‫إلى مركزه المالي وتنويع محفظته االستثمارية وبما ينعكس إيجابا على‬ ‫مساهمي البنك‪.‬‬ ‫وفي بيان نشرته وكالة االنباء القطرية‪،‬أكد بنك قطر أن خطوته‬ ‫التوسعية تأتي وفق دراسة جدوى مفصلة أخذت بعين االعتبار جميع‬ ‫العوامل‪ ،‬سواء للعائد المتوقع لهذا االستثمار‪ ،‬أو عوامل السوق األخرى‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن المملكة المغربية تتمتع باقتصاد قوي متنوع يحتاج بشدة‬ ‫إلى خدمات مصرفية تسهم في نموه وازدهاره‪.‬‬ ‫وأكد البنك أنه يشعر بارتياح كبير لإلعالن عن دخول السوق المصرفية في المغرب بالتعاون مع شريك استراتيجي مرموق يوجد‬ ‫في السوق المغربية منذ العام ‪ ، 1920‬موضحا أنه يعول على هذه الخطوة التي تمت دراستها باستفاضة‪ ،‬كما جرى التنسيق مع مصرف‬ ‫قطر المركزي وفق اآلليات المتبعة في مثل هذه الحاالت‪.‬‬ ‫وأبرز بنك قطر الدولي اإلسالمي أن التوقيع على اتفاقية تأسيس البنك الجديد يأتي نتيجة لمباحثات مفصلة ومعمقة انتهت‬ ‫بالشراكة بنسبة ‪ 40‬بالمائة للدولي اإلسالمي‪ ،‬وذلك وفق القوانين المعتمدة في المغرب‪ ،‬التي سيعمل البنك الجديد وفقها ‪ ،‬حيث إن‬ ‫البنك القطري وضع خطة بعيدة المدى تركز على السوق المحلية وعلى الفرص المتميزة خارجيا‪ ،‬ورأى بأن السوق المغربية هي سوق‬ ‫غنية‪ ،‬وبالتالي فإن دخول هذه السوق يعتبر فرصة متميزة جدا وتصب في مصلحةبنك قطر الدولي اإلسالمي‪ ،‬وفي مصلحة االقتصاد‬ ‫المغربي أيضا‪ ،‬الذي سيستفيد بالتأكيد من تجربة مصرفية مستمرة منذ ربع قرن‪ ،‬حقق الدولي اإلسالمي خاللها الكثير من النجاحات‪،‬‬ ‫ويأمل أن يواصل هذا النجاح عبر العمل في المملكة المغربية‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫بويا عمر في قلب طنجة‬

‫فضيحة مدوية‪ ،‬تلك المتعلقة بوجود معتقل بطنجة شبيه بـ”بويا عمر”‪،‬‬ ‫يحتجز حوالي ‪ 30‬شخصا في أوضاع ال إنسانية وظروف قاسية تنعدم فيها‬ ‫مقومات وشروط الكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫ومن هؤالء األشخاص‪ ،‬مسنون ومرضى نفسيون‪ ،‬كان من المفروض أن‬ ‫يحظوا برعاية طبية لكن األقدار رمتهم منذ خمس سنوات في هذا المعتقل‪،‬‬ ‫الذي يطلق عليه اسم “المركب االجتماعي الزياتن”‪ ،‬حيث يفتقد هذا المركز‬ ‫ألبسط الشروط الطبية واإلنسانية‪.‬‬ ‫الروائح الكريهة التي يعبق بها المكان تدعو للتقزز‪ ،‬خاصة وأن الغرفة‬ ‫المتواجد بها هؤالء النزالء ال تتعدى مساحتها ‪ 50‬مترا‪ ،‬وتخضع منذ أيام‬ ‫لحراسة عناصر من القوات المساعدة‪ ،‬تمنع أي شخص من االقتراب من هذا‬ ‫“المعتقل”‪..‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أنه منذ بضعة‪ ‬أشهر و بشكل مفاجئ‪ ،‬عرفت مجموعة‬ ‫من شوارع طنجة تدفقا غير طبيعيا لمشردين أغلبهم مختلون عقليا‪ ،‬ما طرح‬ ‫عدة تساؤالت عن مصدرهم‪ ،‬دون أن يدفع ذلك السلطات المحلية إلى إيجاد‬ ‫حل للمشكلة‪ ،‬حيث غزا المشردون أماكن كثيرة بطنجة‪ ،‬بما فيها شوارع‬ ‫وسط المدينة والكورنيش والمدينة القديمة‪ ،‬وأغلب هؤالء المشردين‬ ‫يمارسون التسول‪ ،‬وبعضهم مدمنون على المخدرات‪.‬‬ ‫وتشكل جحافل المشردين الذين غزوا طنجة‪ ،‬خطرا على المواطنين‪،‬‬ ‫حيث يقوم عدد منهم بمهاجمة المارة أحيانا‪ ،‬كما شوهد بعضهم وهم‬ ‫يتجولون عراة في الشوارع‪ ،‬وتساءل سكان طنجة عن الجهة المسؤولة عن‬ ‫تدفق المشردين‪ ،‬باإلضافة إلى الجهة المسؤولة عن استقبالهم‪ ،‬في ظل‬ ‫عدم وجود مراكز إليوائهم بالمدينة‪.‬‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬ ‫‪STE YAKUZA -POOL S.A.R.L‬‬ ‫‪SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬

‫تحويالت المهاجرين المغارب فاقت ‪ 6‬ماليين دوالر‬ ‫سنة ‪ 2015‬حسب البنك الدولي‬

‫‪Aux termes d’un acte sous seing privé le : 26/11/2015 à Tanger, il a été formé une‬‬ ‫‪société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪L’assemblée Générale Extraordinaire de la société a décide :‬‬ ‫‪• Transfert et la Cession des 330 parts sociales de la société: par Mr. HAFID EL‬‬ ‫‪ALAMI en faveur 170 parts à Mr. EL HOUSSAIN ZELLAL et 160 parts en faveur par‬‬

‫يوجد المغرب بين أكثر الدول المصدرة للمهاجرين في منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال إفريقيا‪،‬حسب البنك الدولي الذي أشار في نقرير حديث‬ ‫عن الهجرة والتحويالت‪ ،‬إلى أن عدد المهاجرين المغاربة في الخارج بلغ‬ ‫إلى حدود سنة ‪ ،2013‬قرابة ‪ 9,1‬في المائة من مجموع السكان‪ ،‬توجد‬ ‫أكبر نسبة منهم في بلدان القارة األوروبية‪ ،‬وخاصة‪ :‬فرنسا‪ ،‬إسبانيا‪،‬‬ ‫إيطاليا بلجيكا هولندا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬كندا‪ ،‬بريطانيا‪.‬‬ ‫واظهر هذا التقرير أنه يتوقع أن تصل هذه التحويالت إلى ‪6,679‬‬ ‫مليون دوالر أمريكي خالل ‪ ،2015‬مسجلة بذلك تراجعا‪ ،‬مقارنة مع سنة‬ ‫‪ ،2014‬حيث تم تسجيل فوق سبعة ماليين دوالر ‪ ،‬ألسباب اقتصاديةأهمها‬ ‫الركود االقتصادي العالمي‪.‬‬ ‫ووف��ق معطيات البنك ال��دول��ي‪ ،‬ف��إن ‪ 15,7‬في المائة من هؤالء‬ ‫المهاجرين المقيمين في بلدان أوروبية متعلمون‪ ،‬وتصل نسبة النساء المتعلمات في مجموع المهاجرات إلى ‪ 14,6‬في المائة‪ ،‬كما أن‬ ‫‪ 1501‬منهم الجئون‪.‬‬ ‫وبلغ عدد المهاجرين‪ ‬المقيمين في المغرب‪ ،‬أزيد من ‪ 50‬ألف شخص‪ 47,7 ،‬في المائة‪ ‬منهم نساء‪ ،‬ويشكلون ‪ 0,2‬في المائة‪ ‬من‬ ‫عدد سكان‪ ،‬وفيما يخص الالجئين فقد بلغوا ‪ 1200‬شخص عام‪ ،2014 ‬ينحدرأغلبهم من دول عربية هي الجزائر‪ ،‬واليمن‪ ،‬والسودان‪،‬‬ ‫وليبيا‪ ،‬وسوريا‪ ،‬والسعودية‪ ،‬واألردن‪ ،‬ودول أوربية مثل إيطاليا وفرنسا‪:‬‬ ‫وذكر التقرير أن الهجرة فيما بين بلدان الجنوب أكبر منها بين الجنوب والشمال‪ .‬فأكثر من ‪ 38‬في المائة من المهاجرين في العالم‬ ‫عام ‪ 2013‬هاجروا من بلدان نامية إلى بلدان نامية أخرى نامية إلى بلدان متقدمة‪.‬‬

‫‪L’assemblée Générale Extraordinaire donne tout pouvoir au porteur d’un‬‬ ‫‪exemplaire du présent procès-verbal pour effectuer toutes formalités relatives aux‬‬ ‫‪modifications effectuées conformément à la loi.‬‬ ‫‪-- OBJET SOCIAL : Exploitant D’un Salle De Jeux‬‬ ‫‪-- SIEGE SOCIAL : 88, ANGLE AV. YOUSSEF IBN TACHAFINE ET RUE IBN‬‬ ‫ ‪TAIMIA, IMMEUBLE FRAIHI -TANGER‬‬‫‪-- CAPITAL SOCIAL : est fixé à : 99 000.00 dh, et représenté par 990 parts de 100‬‬ ‫‪dh chacune, souscrites par :‬‬ ‫‪• Mr. EL HOUSSAIN ZELLAL‬‬ ‫‪500 Parts‬‬ ‫‪• Mr. MOHAMED ZAKARIAE FRAYHI 490 Parts‬‬ ‫‪-- DUREE : - 99 ans à compter du jour de l’immatriculation au registre de‬‬ ‫‪commerce.‬‬ ‫‪-- ANNEE SOCIALE : - Du 1er Janvier au 31 Décembre‬‬ ‫ ‪-- GERANCE :‬‬ ‫‪- La société est gérée par : Mr. EL HOUSSAIN ZELLAL‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de Tanger‬‬ ‫‪Et inscrite au registre de commerce sous N° : 59505‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬

‫القمح‪ ....‬المشكلة‬ ‫مع تأخر التساقطات المطرية وتراجع مخزون الحبوب إلى أقل من‬ ‫شهرين‪ ،‬يتوقع أن يشهد المغرب بعض الصعوبات في تغطية حاجياته من‬ ‫الحبوب دون اللجوء إلى االستيراد‪.‬‬ ‫ولهذه الغاية صادقت الحكومة في اجتماع أخير‪ ،‬على مشروع مرسوم‬ ‫يتعلق بمراجعة مقدار رسوم االستيراد بالنسبة للقمح اللين الذي سيتراجع‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪ 30‬في المائة‪ ،‬بهدف تحديد سعر القنطار في ‪ 260‬درهما‪.‬‬ ‫ورغم أن نتائج المحصول الزراعي للموسم الفالحي ‪،2015 – 2014‬‬ ‫كانت جيدة حيث وصلت إلى ‪ 115‬مليون قنطار متجاوزة بنسبة ‪ 5‬في‬ ‫المائة رقم ‪ 110‬ماليين قنطار‪ ،‬الذي توقعته الوزارة‪ ،‬إال أنه يبدو أنه لم‬ ‫يتخذ أي إجراء استثنائي للتعامل مع محاصيل الموسم الفارط‪ ،‬خاصة على‬ ‫مستوى التخزين‪ ،‬بشكل يتيح للفالح الحفاظ على محاصيله لفترة معينة‬ ‫تفاديا لبيعها بسعر بخس خالل الشهور التي تعرف وفرة في العرض‪ ،‬علما بأن الطاقة االستيعابية للمخازن المتوافرة ال تفوق طاقتها‬ ‫االستيعابية ‪ 30‬في المائة من اإلنتاج الوطني‪.‬‬ ‫وتؤكد معطيات المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني‪ ،‬أن الطاقة االستيعابية لنظام تخزين الحبوب ال تتجاوز ‪ 32‬مليونا و‪165‬‬ ‫ألف قنطار‪ ،‬تتوزع بين أماكن التخزين الداخلية بطاقة استيعابية تصل إلى حدود ‪ 30‬مليونا و‪ 665‬ألف قنطار‪ ،‬وصوامع الحبوب بالموانئ‪،‬‬ ‫التي تبلغ سعتها مليونا و‪ 500‬ألف قنطار‪ .‬ما يعني أن أكثر من ‪ 56‬مليون قنطار تخزن بطرق تقليدية‪.‬‬ ‫هذا السيناريو يتكرر دائما في حالة وفرة اإلنتاج ‪ ،‬حيث يستغل الوسطاء المحاصيل القياسية لدفع األسعار نحو االنهيار‪ ،‬ليجد‬ ‫الفالح الصغير نفسه في وضع ال يحسد عليه بين صعوبة تخزين أكياس القمح ذي الثمن البخس‪ ،‬و عدم تعويض الخسائر الموروثة‬ ‫عن السنوات الماضية‪.‬‬ ‫ويبدو أن األرقام الصادرة عن وزارة الفالحة التي بشرت بمحصول يتجاوز هذه السنة ‪ 115‬مليون قنطار‪ ،‬جعلت الفالح‪ ،‬مرة أخرى‪،‬‬ ‫في مواجهة تحديات التخزين ومظاهر المضاربة وأشكال التالعب التي يلجأ إليها بعض الوسطاء والسماسرة‪ ،‬بغية تحقيق أرباح على‬ ‫حساب الفالحين ومصالح الدولة‪ ،‬وجعلت الدولة كذلك تدفع الثمن‪ ،‬خاصة مع تأخر التساقطات خالل الموسم الحالي وتنامي المخاوف‬ ‫من سنة صعبة‪.‬‬

‫‪Mr. MOHAMED ZAKARIAE FRAYHI‬‬

‫‪YAKUZA-POOL SARL‬‬ ‫‪SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous seing privé le : 01/12/2015 à Tanger, il a été formé une‬‬ ‫‪société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪L’assemblée Générale Extraordinaire de la société a décide :‬‬ ‫‪Suivante p.v du 01/12/2015. L’assemblée Générale Extraordinaire de la société‬‬ ‫‪a décide :‬‬ ‫‪Transfert et la Cession des 990 parts sociales de la société :‬‬

‫‪STE YAKUZA -POOL S.A.R.L‬‬ ‫‪Par Mr. EL HOUSSAIN ZELLAL 500 parts et Mr. MOHAMED ZAKARIAE FRAYHI‬‬ ‫‪490 parts. en faveur de Mr. LARBI EL KHAILI‬‬ ‫‪• Dénomination de la société (YAKUZA-POOL SARL) par la nouvelle‬‬ ‫)‪Dénomination (ACTION POOL SARL AU‬‬

‫‪• Transformation de la forme juridique ; De la société à responsabilité limité‬‬‫‪SARL-. en société à responsabilité limité Associe Unique - SARL-Au.‬‬ ‫‪L’assemblée Générale Extraordinaire donne tout pouvoir au porteur d’un‬‬ ‫‪exemplaire du présent procès-verbal pour effectuer toutes formalités relatives aux‬‬ ‫‪modifications effectuées conformément à la loi.‬‬ ‫‪-- OBJET SOCIAL : Exploitant D’un Salle De Jeux‬‬ ‫‪-- SIEGE SOCIAL : 88, ANGLE AV. YOUSSEF IBN TACHAFINE ET RUE IBN‬‬ ‫‪TAIMIA, IMMEUBLE FRAIHI - TANGER‬‬‫‪-- CAPITAL SOCIAL : est fixé à : 99 000.00 dh, et représenté par 990 parts de 100‬‬ ‫‪dh chacune, souscrites par :‬‬ ‫‪• Mr. LARBI EL KHAILI 990 Parts‬‬ ‫‪-- DUREE : - 99 ans à compter du jour de l’immatriculation au registre de‬‬ ‫‪commerce.‬‬ ‫‪-- ANNEE SOCIALE : - Du 1er Janvier au 31 Décembre‬‬ ‫ ‪-- GERANCE : - La société est gérée par : Mr. LARBI EL KHAILI‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de Tanger‬‬ ‫‪Et inscrite au registre de commerce sous N° : 59505‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫ن�ساء رائدات يف مدينة طنجة ‪:‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعنفات‬ ‫الن�ساء‬

‫الفقيهة لالعالياء المريني (أكعبون)‬ ‫ بقلم ‪:‬‬‫(‪)1917-1883‬‬ ‫محمد العودي‬ ‫ول��دت الفقيهة الحافظة لال‬ ‫علياء بمدينة طنجة سنة ‪ 1917‬في‬ ‫حي سيدي بوقنادل بالقصبة المطل‬ ‫على البحر‪ .‬التحقت في سن مبكرة‬ ‫بكتاب قرآني يقــع في الحي الذي‬ ‫تسكنه أسفل منزل خصصه مالكه‬ ‫المرحوم عبد السالم أكعبـون سنة‬ ‫‪ 1895‬لتعليم أطفال الحي الذكــور‬ ‫وليس اإلناث جرياً على العرف السائد‬ ‫في المجتمع الطنجي في عشرينيات‬ ‫القرن الماضي وما بعده الذي كان‬ ‫ال يسمح للبنات بولوج عالم العلم‬ ‫والمعرفة‪.‬‬ ‫كانت عالياء الطفلة األول��ى‬ ‫والوحيدة في الحومة التي كسرت‬ ‫هذه القاعدة‪ ،‬واقتحمت عرين الذكور‬ ‫لتجلس بجانب شقيقها ورفيقها في‬ ‫الكتاب لتتعلم مثله القراءة والكتابة‪،‬‬ ‫ولتحفظ القرآن الكريم‪ ،‬بالرغم من‬ ‫الحظر المفروض على مثيالتها من‬ ‫بنات جنسها‪ ،‬وذل��ك تنفيذاً لرغبة‬ ‫والدها وإصراره الشديد على تعليم‬ ‫ابنته‪ ،‬وعدم حرمانها من ممارسة‬ ‫حقها في أخذ نصيبها من العلم مثلها‬ ‫مثل شقيقها‪ .‬تابعت الطفلة عالياء‬ ‫مسارها التعليمي في نفس المسيد‬ ‫واجتازت الختمة األولى للقرآن وسنها‬ ‫ال يتجاوز ‪ 13‬عاماً‪ ،‬أعقبتها بالختمة األخيرة‪.‬‬ ‫وكعادة المغاربة في االحتفاء بختم أبنائهم‬ ‫للقرآن وتكريمهم‪ ،‬تم االحتفال بعالياء من‬ ‫طرف شرفاء دار الضمانة بطنجة بزاويتهم‬ ‫بمدينة وزان‪ ،‬تعبيراً عن عمق المحبة التي‬ ‫تربط بين وال��د المحتفى بها (مقدم) دار‬ ‫الضمانة بمرشان‪ ،‬وافتخاراً بالفتاة التي تربت‬ ‫وعاشت في أحضان شرفاء دار الضمانة‪.‬‬ ‫أثار خبر اإلعالن عن ختم عالياء للقرآن‬ ‫واالح��ت��ف��اء بها خ��ارج المدينة استغراباً‬ ‫واندهاشاً عم ساكنة حي سيدي بوقنادل وما‬ ‫ج��اوره وتضاعف استغرابهم حينما أقدمت‬ ‫على فتح باب بيتها العائلي في وجه الراغبات‬ ‫في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن‬ ‫وتلقي مبادئ الدين اإلسالمي بدون مقابل‬ ‫مادي‪ ،‬وهي بمبادرتها العملية هذه تصنف‬ ‫ضمن الرعيل األول للفقيهات الطنجاويات‬ ‫ال��رائ��دات في ه��ذا المجال أمثال الفقيهة‬ ‫لال خدوج الزجلي (‪ )1961-1886‬بمرشان‪،‬‬ ‫ولالحبيبة السبحي (‪ )1994-1914‬بحومة‬ ‫بني يدر‪ ،‬ولال عائشة كنون (‪)2002-1914‬‬ ‫بحومة جنان قبطان‪ ،‬واألديبة لال شمس‬ ‫الضحى أبو زيد (‪ )2008-1920‬بحومة وادي‬ ‫أح��رض��ان‪ ،‬وانضافت إليهن المترجم لها‬

‫لالعالياء المريني (‪ )1983-1917‬بحي سيدي‬ ‫بوقنادل‪.‬‬ ‫هذه المجموعة من الفقيهات وغيرهن‬ ‫ممن طواهن النسيان واإله��م��ال‪ ،‬شكلن‬ ‫اإلرهاصات األولى لليقظة النسائية التعليمية‬ ‫بالمدينة التي كان أساسها التعليم ومحاربة‬ ‫الجهل واألمية‪ .‬والتي ظهرت نتائجها في‬ ‫أربعينات القرن الماضي بتأسيس المدارس‬ ‫النظامية الخاصة للبنات‪.‬‬ ‫وإل��ى جانب حرصها على تعليم بنات‬ ‫حيها‪ ،‬ومحاربة ظاهرة األمية المتفشية‬ ‫بينهن‪ ،‬امتد نشاطها ليشمل جوانب من‬ ‫حياتهن االجتماعية واألسرية‪ .‬حيث كانت‬ ‫تلقي عليهن دروساً دينية‪ ،‬وتدعوهن للتحلي‬ ‫باألخالق اإلسالمية الفاضلة‪ .‬وكانت لها‬ ‫معرفة واسعة بطب األعشاب الذي ورثته عن‬ ‫جدتها لألم المعروفة آن��ذاك في األوس��اط‬ ‫الشعبية بالمدينة ببراعتها في التداوي‬ ‫باألعشاب‪ ،‬ومهارتها في عالج كسور العظام‪.‬‬ ‫سنة ‪1938‬م اقترنت السيدة عالياء‬ ‫بالسيد أحمد كعبون‪ ،‬ورحلت معه إلى موقع‬ ‫منار «رأس اسبارطيل» (‪ )1884‬حيث كان‬ ‫يشتغل به كتقني بمعية أربعة أجانب بعد‬ ‫ط��رده من عمله كمعلم في أول مدرسة‬ ‫صناعية بطنجة (إعدادية ابن األبار حالياً) التي‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬زبيدة الورياغلي‬

‫تأسست سنة ‪ 1920‬بسبب مواقفه‬ ‫الوطنيــة سنة ‪ 1940‬وغيــر بعيـــد‬ ‫عن موقع «رأس اسبارطيل» حطت‬ ‫الرحال مجموعة من العائالت القادمة‬ ‫من الريف صوب مدينة طنجة‪ ،‬هرباً‬ ‫من الحرب والمجاعة التي تعرضت‬ ‫لها المنطقة بسبب الجفاف وبحثاً‬ ‫عن االستقرار واألم���ان وق��د قامت‬ ‫عالياء بدور مهم في الوسط القروي‬ ‫الجديد فرضته ظ��روف عمل الزوج‬ ‫فاندمــجت مع العائالت الريفيــــة‬ ‫المهاجرة‪ ،‬وساعدها في هذه المهمة‬ ‫إتقانها للهجة الريفية التي تعلمتها‬ ‫من والدتها‪ ،‬والتي شكلت عامال‬ ‫مساعداً في خلق التواصل والتقارب‬ ‫بينها وبين النساء‪ ،‬وعلى االندماج‬ ‫في محيطهن الجديد والتأقلم مع‬ ‫بيئة مغايرة لبيئتهن األصلية‪ ،‬فكانت‬ ‫تحفظهن قصار سور القرآن‪ ،‬وتلقنهن‬ ‫قواعد الدين الصحيحة وتعلمهن‬ ‫قواعد المحافظة على نظافة وصحة‬ ‫أفراد األسرة وطرق التدبير المنزلي‬ ‫والطبخ‪.‬‬ ‫لم يقتصر نشاطها على مساعدة‬ ‫الريفيين النازحين المستقرين بالقرب من‬ ‫المنار‪ ،‬وإنما لعبت نفس ال��دور مع ساكنة‬ ‫مدشر «مديونة» الواقع في المنطقة القريبة‬ ‫من «رميالت» بضواحي طنجة‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تتمتع باحترام كبير من لدن الساكنة رجا ًال‬ ‫ونساء لما كانت تسدي إليهم من خدمات‬ ‫وم��س��اع��دات ف��ي م��ج��االت العيش عامة‪،‬‬ ‫وعلى تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم‬ ‫وتعليم أطفالهم ال��ق��راءة والكتابة‪ .‬كما‬ ‫تقوم بإعطائهم الدروس في مجال التوعية‬ ‫األسرية والتربوية والتدبير المنزلي‪ ،‬وتتدخل‬ ‫بمعية زوجها في فض النزاعات التي تحصل‬ ‫بين األزواج وإصالح ذات البين بينهم‪ ،‬ونظراً‬ ‫لمعرفتها بالطب الشعبي وطريقة التداوي‬ ‫باألعشاب الطبيعية ال��ذي أكسبها شهرة‬ ‫وصيتاً في مدشر «مديونة» لدرجة أصبحت‬ ‫معه نساء يشاركنها في الصعود إلى األماكن‬ ‫المرتفعة للبحث عن هذه األعشاب الطبية‬ ‫التي كان عليها إقبال شديد من طرف نساء‬ ‫المدشر‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيهة لال علياء المريني‪،‬‬ ‫وجزاها اهلل أحسن الجزاء‪.‬‬

‫‪ SEBN-MA‬تنظم الحملة الثالثة للتبرع بالدم تحت شعار ‪:‬‬

‫قطرة دم إلنقاذ حياة‬

‫للمرة الثالثة‪ ،‬واستجابة لرغبة العمال‬ ‫الذين لم يتمكوا من المشاركة في الحملتين‬ ‫السابقتين‪ ،‬نظمت شركة ٍ ‪SEBN-MA‬‬ ‫يومي ‪ 15‬و ‪ 16‬دجنبر ‪ 2015‬حملة للتبرع‬ ‫بالدم بشراكة مع المركز الوطني لتحاقن‬ ‫ال��دم بطنجة وذل��ك ف��ي إط��ار برنامجها‬ ‫التواصلي السنوي‪.‬‬ ‫وكما كان متوقعا‪ ،‬فقد تمكن الفريق‬ ‫الطبي المشرف على هذه العملية من جمع‬ ‫أزيد من ‪ 100‬كيس ناهزت سعتها اإلجمالية‬ ‫ح��وال��ي ‪ 30‬ل��ت��را م��ن ال���دم المتبرع به‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬فإن هذه األرقام تعكس مستوى‬ ‫الحس التضامني الكبير ل��دى مستخدمي‬ ‫الشركة الذين عبروا عن ذلك بمشاركتهم‬ ‫الفعالة والمثمرة في سبيل المساعدة على‬ ‫تلبية احتياجات المرضى المحتاجين‪.‬‬ ‫وكما سبق ال��ذك��ر‪ ،‬ف��إن ه��ذه الحملة‬ ‫تندرج في إطار البرنامج التواصلي لشركة‬ ‫‪ SEBN-MA‬التابعة لمجموعة سوميتومو‬ ‫ال��دول��ي��ة ال��ت��ي تشغل أزي���د م��ن ‪18000‬‬ ‫مستخدم بالمغرب منهم ‪ 4000‬بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬والتي دأبت منذ إنشائها بالمنطقة‬ ‫الحرة سنة ‪ 2001‬على القيام بمجموعة من‬ ‫األنشطة و المبادرات التي تجعل منها شركة‬ ‫مواطنة حريصة على االلتزام بالمسؤولية‬ ‫االجتماعية المنوطة بها تجاه مستخدميها أو‬ ‫محيطها السوسيو‪-‬ثقافي‪.‬‬

‫وبهذه المناسبة‪ ،‬فقد أعربت السيدة‬ ‫زهور شهير‪ ،‬مديرة الموارد البشرية‪ ،‬عن‬ ‫شكرها وامتنانها لكل من ساهم في هذه‬ ‫العملية اإلنسانية ال��ت��ي تعكس القيم‬

‫المشتركة للعاملين ب ‪ ،SEBN-MA‬وتبين‬ ‫حرص الشركة الفعال على المساهمة في‬ ‫مختلف المبادرات التي تسهم في التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية للوطن‪.‬‬

‫المطلوب تيسير الوصول إلى محكمة‬ ‫األسرة والحصول على محاكمة عادلة‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫تتعدد القرارات والمراسيم والبيانــــات والخطابـــات والنـــدوات بخصوص‬ ‫حقوق المرأة وحمايتها ومن العنف والتمييز بكل أشكاله‪ ،‬لتنتقل قضايا المرأة من‬ ‫قانون إلى قانون‪ ،‬عبر «محاربة العنف» والمناصفة‪ ،‬وقانون األسرة وقانون محاربة‬ ‫التحرش‪ ،‬وما يسمى بـ «اإلصالحات» على مستوى القانون الجنائي‪ ،‬والكثير من‬ ‫«المنجزات» التي استعرضتها الوزيرة الحقاوي والوزير الرميد والوزيرة بوعيدة في‬ ‫ندوة بمناسبة يوم المرأة‪ ،‬حول حقوق المرأة حيث تم التذكير بأن الدستور الجديد‬ ‫نص على مكافحة كل أشكال التمييز بين الجنسين وعلى تحقيق مبدأ المناصفة ‪،‬‬ ‫وأن عمل وزارة األسرة يرتكز على المساواة في الحقوق والمسؤوليات واإلمكانيات‬ ‫والفرص بين الجنسين ويتأسس على تعزيز التمييز اإليجابي لصالح المرأة ‪.‬‬ ‫وللتذكير فقد طلعت الحكومة بمشروع قانون متعلق بإحداث هيئة المناصفة‬ ‫ومكافحة التمييز حيث أعطى رئيس الحكومة لنفسه حق تعيين نصف عدد أعضاء‬ ‫الهيئة بهدف تعيين «أغلبية» مخدومة تمكن الرئيس من التحكم في هذه الهيئة‪،‬‬ ‫وهو المعروفة مواقفه إزاء النساء الالئي هن مرة جزءا من ديكور أثاث المنزل‪ ،‬ثريات‬ ‫‪ ،‬وتارة نساء الحمامات‪ ،‬إلى غير ذلك من النعوث واألوصاف التي أثارت في العديد‬ ‫من المناسبات حفيظة الجمعيات النسائية‪.‬‬ ‫على أي فالنساء المغربيات ال ينتظرن نتائج إيجابية من حكومة بنكيران التي‬ ‫تنطلق من خلفيات معلومة‪.‬‬ ‫كل هذا اللغط في شأن حقوق المرأة بالمغرب‪ ،‬ال يفضي إال إلى تعميق إيمان‬ ‫النساء بأن معركتهن من أجل اكتساب حقوقهن وحماية أنفسهن وأبنائهن من‬ ‫العنف والمهانة والظلم والضياع ال زالت طويلة‪ ،‬وشاقة ومريرة‪.‬‬ ‫واألمثلة في باب العنف ضد النساء كثيرة «تزخر» بها الصحف يوميا ال فرق‬ ‫بين شمال وجنوب وشرق وغرب‪...‬المغرب أمام حقيقة واحدة‪ :‬المرأة تعنف وتهان‬ ‫وتضرب و «تذبح» وتهجر وتضيع‘ هي وأبناؤها إن كان لها أبناء‪ ،‬بينما الرجل يتحايل‬ ‫على القانون ليفلت من المساءلة والعقاب‪ ،‬بعد أن يتأكد من أن الزوجة لن تقوى‬ ‫على مواجهة آلة العدالة الثقيلة‪ ،‬ومن صعوبة حصولها على وسائل اإلثبات في‬ ‫حاالت العنف الجسدي والنفسي الحاط من كرامة المرأة‪.‬‬ ‫شابة في مقتبل العمر‪ ،‬من عائلة محافظة‪ ،‬جميلة وأنيقة ومتعلمة‪« ،‬زوجوها»‬ ‫لشاب دفع «اللسان الحلو» حتى تمكن‪ ،‬وأنجبت له زوجته ثالثة أبناء‪ ،‬ثم ما لبث أن‬ ‫استعاد مراهقته الكهولية‪ ،‬ليمارس هواية «الزيغة»‪ ،‬وينخرط في الفساد «من بيت‬ ‫صاحبة ألخرى» حتى استقر به الفساد في فراش مومس ركب وإياها قطار جهنم‪،‬‬ ‫ليواجه متاعب جمة داخل الشركة الكبيرة التي كان يشتغل بها‪ ،‬حيث تم توقيفه‬ ‫ثم تنقيله إلى مدينة أخرى‪ ،‬فكان أن عاد إلى بيت الزوجية‪ ،‬ال ليعلن توبته وعودته‬ ‫لزوجته وألبنائه‪ ،‬بل ليجمع بعض متاعه ويرحل نهائيا حيث توجد العشيقة‪....‬‬ ‫شهور مرت والزوجة تعيش من مساعدة أسرتها في انتظار أن تتضح األمور‪ ،‬إلى أن‬ ‫اضطرتا للجوء إلى محكمة األسرة طلبا للطالق‪.‬‬ ‫معاناة الزوجة الشابة كانت قاسية ‪ ،‬مع كل من ساقتها الظروف إليه‪ ،‬طلبا‬ ‫للعدل واإلنصاف‪......‬هذا فضال عن «ضياعها» بين األوراق والملفات وواجبات‬ ‫«الصندوق»‪ ،‬و «األتعاب»‪...‬‬ ‫ومرت الشهور بين تأجيل وتأجيل‪ ،‬و «استنطاق» واستخبار‪ ،‬إلى أن تمت‬ ‫«المواجهة األخيرة» التي طلبت الزوجة من هيئة المحكمة بطالقها من زوجها‬ ‫وفق أحكام الشرع والقانون‪.‬‬ ‫وعلى التو الحظت الزوجة أن « ميزان المحاكمة» عبر السؤال والجواب‪ ،‬كان‬ ‫يميل إلى جانب الزوج الذي خرج من المحاكمة بأقل الخسائر‪ ،‬حيث حكم عليه ب‬ ‫«نفقة» ال تتعدى ‪ 1500‬درهما‪ ،‬شهريا‪ ،‬بعد أن صرح زورا وبهتانا أن راتبه ال يتعدى‬ ‫‪ 2500‬درهما ‪ ،‬والحال أنه يتقاضى ضعف ذلك المبلغ‪ ،‬إذ أن األجور التي تمنحها‬ ‫الشركة التي يعمل بها مرتفعة نسبيا‪ ،‬وال شك أن بحثا رسميا في الموضوع كان‬ ‫سيمكن من الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫ألف وخمسمائة درهم نفقة لتربية ثالثة أبناء ‪ ،‬وتسديد واجب الكراء والماء‬ ‫واإلنارة‪ ،‬ومصاريف الدراسة واللباس‪.....‬األمر الذي دفع بالزوجة إلى استئناف‬ ‫الحكم‪ ،‬رغم ما يتطلب ذلك من مصاريف باهظة‪ ،‬ووقت إضافي يضيع‪،‬على حساب‬ ‫حياة األطفال الذين يبدو أن ال مكانة لهم في قلب والدهم وال في حنانه أو عطفه‪.‬‬ ‫هذه واحدة من ألف‪ ،‬تعرضتُ لها في ركن هذا األسبوع من «فضاء األنثى»‬ ‫ولديّ مخزون هائل من شكايات أتوصل بها ممن انفجرت أعصابهن قهرا وانهارت‬ ‫قواهن تعنيفا داخل أسرهن وخارجها‪ ،‬وفي ردهات المحاكم قبل أن يستسلمن‬ ‫لليأس و يركنن إلى مقولة «الغالب اهلل» التي رددتها سيدة خالل استطالع‬ ‫تليفزيوني للرأي‪« ،‬وما ذا تقول الشاة وهي بين يدي «ذباحها»‪ ،‬قالت‪ ....‬بينما‬ ‫اعترفت مندوبية التخطيط في بحث وطني أنجزته حول تعنيف النساء بالمغرب أن‬ ‫فوق ‪ 66‬في المائة من النساء المغربيات يتعرضن للتعنيف وأن ‪ 55‬في المائة منهن‬ ‫يتعرضن للتعنيف داخل أسرهن‪.‬‬ ‫جميل أن ينتج المغرب ترسانة من القوانين‪ ،‬لحماية المرأة والدفاع عن‬ ‫كرامتها داخل األسرة وخارجها وتحقيق مبدإ المناصفة والقضاء على كل أشكال‬ ‫التمييز على أساس الجنس‪ ،‬ولكن األهم أن تدلل أمام النساء المغربيات سبل‬ ‫الوصول إلى المحاكم األسرية والحصول على المحاكمة العادلة التي تحفظ لهن‬ ‫كرامتهن وتقي األبناء مصير التشرد والضياع‪.‬‬


‫العدد ‪818‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫طنجة تحت االحتالل الروماني‬ ‫يُعتبر كتاب (‪ )Tanger et sa Zone‬أهمّ الكتب الفرنسية التي أُ ِّلفت في تاريخ طنجة‪ ،‬واليزال هذا الكتاب بعد ‪ 93‬عاما على طبعه بباريس سنة‬ ‫‪1921‬م مرجعا لدى العديد من الباحثين في التاريخ الطنجي‪ .‬فهو يتضمّن عددا من الدراسات المتميزة والرائدة‪ ،‬وهو في األصل عمل جماعي تشارك‬ ‫في إنجازه عدد من الباحثين الذين كانوا يعملون في البعثة العلمية الفرنسية للمغرب التي استقرت بطنجة بداية من عام ‪1904‬م‪ .‬وقد تو ّلى اإلشراف‬ ‫على تحرير نصوص الكتاب وترتيب فصوله وأبوابه والتقديم له إدموند ميشو بللر (‪ )E. MICHAUX BELLAIRE‬المستعرب الفرنسي الشهير‪ .‬والكتاب‬ ‫يشهد بأهميته غير واحد من المؤرخين‪ .‬وبصرف النظر عمّا يمكن أن نجده فيه من آراء وتقريرات ال تستقيم مع ما تؤكده الوثائق التاريخية‪ ،‬فإننا نؤكد‬ ‫يُؤَلف حتى اآلن كتاب َ‬ ‫أن لكتاب‪ )Tanger et sa Zone( :‬قيمة تاريخية كبيرة بالنسبة لمدينة طنجة حتى إنه يُمكن القول‪ :‬لم َّ‬ ‫مرّة أخرى على ّ‬ ‫يُقدِّم‬ ‫معرفة تاريخية شاملة حول طنجة تتجاوز ما في كتاب (طنجة وضاحيتها)‪.‬‬ ‫• طنجة مدينة رومانية‪ – .‬لقد أتينا على رؤية أن طنجة ثارت في عام‬ ‫‪38‬م إذ رفضت أن تستقبل ملك [موريطانيا] الطنجية (‪)La Tingitane‬‬ ‫بوكود الثاني (‪ ،)Bogud II‬واآلخذ بزمام الحكم بوكوس الثالث (‪Bokkus‬‬ ‫‪ ،)III‬وأنها تَأسّست جمهورية‪.‬‬ ‫هذه الحالة من األشياء تمّ العناية بها من طرف أوكتاف (‪ )Octave‬إذ‬ ‫قال‪ّ :‬‬ ‫إن (طنجة استُثنيت من ممتلكات بوكوس الثالث‪ ،‬وأعلنت أنها مدينة‬ ‫حُرّة؛ واحتفظت بشكل الحكومة التي كانت عليها)‪.‬‬ ‫نعرف أن المغرب شارك في الثورة العامة إلفريقيا الشمالية عقب‬ ‫اغتيال ملك البربر بطليموس (‪ )Ptolémé‬بروما‪ ،‬الذي تغلب عليه في عام‬ ‫‪ 41‬بعد الميالد من قِبَل الوالي سويطونيوس باولينوس (‪Suetonius‬‬ ‫‪ ،)Paulinus‬وبشكل نهائي ُغزيت من طرف هاسيديوس جيطا (‪Hasidius‬‬ ‫‪ .)Geta‬وحوالي العام ‪42‬م انكفأت إلى إقليم روماني من طرف اإلمبراطور‬ ‫كلود (‪ :)Claude‬طنجة تَمّ ترفيعها إلى صف مستعمرة(‪ )1‬وصارت العاصمة‬ ‫اإلدارية والعسكرية لموريطانيا الطنجية‪ ،‬سكانها‪ ،‬على اعتبارهم مواطنين‬ ‫رومانيين‪ ،‬صاروا يتمتعون بجميع االمتيازات المرتبطة بهذه الصفة‪ :‬لقد‬ ‫كانوا بخاصة معفيين من الضرائب‪.‬‬ ‫خارج هذه الخصوصية‪ ،‬تاريخ المدينة امتزج مع تاريخ البالد بكاملها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نُذ ِّكر هنا بأن [موريطانيا] الطنجية (‪ ،)La Tingitane‬كما القيصرية (‪La‬‬ ‫‪ ،)Césariennee‬كانا مُسَيّريْن من طرف موظفين ساميين (�‪Procura‬‬ ‫‪ )teurs‬يُختارون للحكم لمدة عام واحد‪ ،‬يُقيمهم اإلمبراطور‪ ،‬ويزاولون‬ ‫جميع السلطات‪ ،‬بما فيها حتى العسكرية كما القضائية واإلدارية‪ .‬المرفأ‬ ‫الرئيس لـ[موريطانيا] الطنجية (‪ )La Tingitane‬كان هو طنجة‪ .‬إنه من‬ ‫هناك ينصرف القسم األكبر من المنتوجات المُصدَّرة من المغرب في اتجاه‬ ‫روما مرورا بإسبانيا‪ :‬القمح‪ ،‬الزيت‪ ،‬خشب األرز‪ ،‬الجلود‪ ،‬الحيوانات‪ ،‬الوحيش‪،‬‬ ‫الخيول‪ ،‬إلخ‪ .‬منطقة طنجة كانت مكسوة بأشجار الزياتين والعديد من‬ ‫الضيعات حيث تتم رعايتها‪.‬‬ ‫االحتالل الروماني دام حوالي خمسمائة عام؛ لم‬ ‫يمض بدون مقاومة من طرف األهالي‪ ،‬الذين قاموا‬ ‫حتى بهجوم على إسبانيا حوالي ‪170‬م؛ ثورة جديدة‬ ‫لـ[موريطانيا] الطنجية نتجت حوالي عام ‪225‬م‪،‬‬ ‫وعليها ال نمتلك أية إشارات‪.‬‬ ‫ال نعرف أي شيء تقريبا عن استهالل المسيحية‬ ‫بطنجة‪ ،‬ليس أكثر من بقية [موريطانيا] الطنجية‪.‬‬ ‫رسوم القديس مارسيلوس (‪ ،)Marcellus‬قائد فيلق‬ ‫الشرف (‪ ،)Légion trajane‬والقديس كاسانيوس‬ ‫(‪ ،)Saint Cassanius‬اللذين استشهدا بطنجة‬ ‫حوالي ‪298‬م‪ ،‬هي أقدم النصوص التي توجد حول هذا‬ ‫الموضوع‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬طنجة لم يشملها اإلحصاء‬ ‫الوارد ضمن المُدَوَّنَة المُ َقدَّمة من طرف مورسيلي‬ ‫(‪ )Morcelli‬ألسقفيات أفريقيا ولطنجطانيا في القرنين‬ ‫الرابع والخامس‪.‬‬ ‫• المسالك الرومانية‪ - .‬تتصل طنجة بجنوب‬ ‫المغرب‪ ،‬بحسب تيسو (‪ ،)Ch. Tissot‬بمسلك عادي‬ ‫ضعيف أو فاقد الصيانة‪ ،‬هو أيضا الوحيد الذي اليزال‬ ‫موجودا بين طنجة وأصيال‪ ،‬عبر عين دالية والدشار‬ ‫الجديد (‪ )Ad Mercuri‬مِنْ حيث تنطلق مسالك‬ ‫أخرى‪ .‬في هذا المسار تنتصب آثار‪ :‬بقايا قنطرة بوعمار‬ ‫ذات االرتفاع‪ ،‬وبقايا (السوير) وهي للمبنى العسكري‬ ‫الذي ّ‬ ‫يتحكم في معبر بين عين دالية ووادي المهرهر‪.‬‬ ‫طريق آخر كان يربط طنجة بتمودة (تطوان)‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مُعَلمَة بمواقع‪ ،‬منها موقع دوكة (‪،)Duga‬‬ ‫كانت‬ ‫خرائب هذا الموقع‪ ،‬المسماة حاليا البُنْيان توجد في‬ ‫الجنوب من الجنوب الشرقي من صيوفة (وادراس) بين‬ ‫السوير وتطوان‪.‬‬ ‫• آثار العصر الروماني‪ – .‬ال نعرف‪ ،‬في منطقة‬ ‫طنجة‪ ،‬إال آثارا نادرة من العصر الروماني‪.‬‬ ‫في القرن الحادي عشر‪ ،‬وبحسب قول البكري‪ّ ،‬‬ ‫فإن البقايا الظاهرة‬ ‫كانت التزال عديدة(‪ .)2‬والتنقيبات التي أُنجزت في القبور تُقدّم غالبا نتائج‬ ‫مثمرة؛ حتى ّ‬ ‫إن هذه الخصوصية أفرزت أيضا والدة أسطورة شعبية عن‬ ‫الكنوز المدفونة تحت أرض طنجة‪.‬‬ ‫من هذه اآلثار‪ ،‬لم يتبق في يومنا هذا أكثر من خرائب قناة مائية‬ ‫(‪ ،)Aqueduc‬حيث الزلنا نرى أجزاءها األخيرة على الضفة اليسرى لوادي‬ ‫اليهود‪ ،‬قرب المصب‪ ،‬والتي كانت تجلب إلى المدينة مياه الجبل؛ وخرائب‬ ‫أحواض عين الحمّام‪ ،‬عند قدم شرف العقاب(‪.)3‬‬ ‫ينبغي إضافة إلى ذلك‪ ،‬على ما يظهر‪ ،‬بضعة من تيجان وأعمدة‬ ‫التي بالقصبة تُزيّن قصر السلطان ومحكمة خلفاء الباشا‪ ،‬وسط التيجان‬ ‫واألعمدة ذات الصنع الحديث؛ فوق موضع القصبة كانت قد رُفعت‪ ،‬فعال‪،‬‬ ‫في زمن االحتالل الروماني‪ ،‬العديد من المباني التي استُعملت بقاياها‬ ‫قِبَل المسلمين‪ ،‬حتى ّ‬ ‫إن األسطورة تقول بأنه كان يوجد هناك معبدا‬ ‫من ِ‬ ‫منذورا لهرقل (‪.)Hercule‬‬ ‫ما تحت األرض يبدو أنّه ّ‬ ‫أقل فقرا من المساحة [الظاهرة]‪ :‬يُصرح‬ ‫تيسو ّ‬ ‫«أن التنقيبات المنجزة من أجل حفر اآلبار أو ألجل وضع أساسات‪،‬‬ ‫كانت دائما تخترق األجزاء السفلى من التجويفات الرومانية»‪.‬‬ ‫قطع أثرية معزولة تمّ العثور عليها صدفة في مواضع مختلفة أثناء‬ ‫أعمال الحفر‪ .‬من بين المتميزات‪ ،‬يُمكن أن نَذكر فسيفساء مكتشفة في‬ ‫عا م ‪1881‬م في أساسات كنيسة إسبانية قيد البناء وتُمثل أورفي (�‪Or‬‬ ‫‪ )phée‬عازفا على رباب‪ ،‬وسط حيوانات أُعيد تشكيلها كل واحدة في إطار؛‬ ‫ قطعة من عمود صغير من الرخام‪ - ،‬و ُقبّة جنائزية صغيرة من الحجر‬‫الشِّسْتِي‪ ،‬قرب السور الجنوبي للمدينة‪ ،‬في الجزء المنخفض من المقبرة‬

‫اليهودية؛ ‪ -‬آثار مزرعة رومانية ذات رحى من الحجر الرملي ومعصرة الزيت‪،‬‬ ‫ وجَرّات‪ ،‬إلخ‪ - ،.‬وأخيرا عدد كبير من قطع النقود‪.‬‬‫ُ‬ ‫أعمال الهدم التي أعْملت عام ‪1906‬م على موضع أوطيل المفوضية‬ ‫القديمة لفرنسا أظهرت للنور‪ ،‬تحت عمق كبير‪ ،‬غرفة مقبرية ذات ُقبّة‪ ،‬ننفذ‬ ‫إليها عبر بئر تسيل [مياهها] في نفق‪ .‬الغرفة الرئيسية تشتمل على عدد‬ ‫كبير من مزهريات من عصور مختلفة موضوعة على األرض‪ ،‬كان ملتصق‬ ‫بها ملحقة بدون أثاث جنائزي‪ ،‬ولكنها تُ َقدِّم بقايا عظام بشرية مك ّلسة؛‬ ‫وقت قليل قبل ذلك تَمَّ اكتشاف‪ ،‬في المكان عينه‪ ،‬نقش كتابي التيني على‬ ‫الرخام وجرتان مرمدتان (مملوءتان برماد ِرمم األموات) كبيرتان‪.‬‬ ‫مخدع قبوري مخفي تحت ركام من التراب‪ ،‬كان قد اكتشف عام ‪1908‬م‬ ‫من قِبَل البعثة العلمية بالمغرب في الجنوب الغربي من طنجة البالية‪،‬‬ ‫وقريبا من مغوغة الصغيرة؛ كان مبنيا من قطع ضخمة من الحجارة‪،‬‬ ‫والمدخل كان مسدودا ِبلوح حجري من ‪ 1.10‬متر على ‪ 0.45‬متر‪ .‬بالداخل‪،‬‬ ‫نالحظ غرفتين منحرفتين في الشكل ومتباينتين الحجم‪ ،‬تصل بينهما باب‬ ‫ّ‬ ‫مُشكلة من ثالث صفائح [من الحجارة]‪ ،‬صفيحة السقف منها كانت مقوسة؛‬ ‫ثالثة واجهات من كل غرفة تحمل ُكوّات‪ .‬األثاث الجنائزي يشتمل على‬ ‫مزهريات طينية ذات دهان المع‪ .‬هذا القبر يُمكن أن يدفع إلى االعتقاد‬ ‫بوجود مقبرة بربرية في هذا المكان ترجع إلى زمن االحتالل الروماني(‪.)4‬‬ ‫النتائج الجماعية األكثر أهمية هي التي كانت قد تُحصّل عليها من‬ ‫قبل البعثة العلمية بالمغرب في الكثبان الرملية لبوخشخاش‪ ،‬بين الجادة‬ ‫الحالية لبوليفار السلف (‪ ،)Boulevard de la Dette‬وبين كوليج رينيو‬ ‫(‪ )Collège Regnault‬وعمارات الشركة العقارية (�‪la Société Immo‬‬ ‫‪ .)bilière‬عمليات تجزئة األراضي أفضت إلى بروز مقبرة رومانية‪ ،‬مختفية‬ ‫تحت الرمال‪ ،‬بها ‪ 30‬قبرا تم اكتشافها ودراستها من أكتوبر ‪ 1908‬إلى‬ ‫أبريل ‪.)5(1909‬‬

‫■ ترجمة ‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬

‫‪ ،)Marocaines‬الصفحة ‪ .)6(376‬فيما يلي نص النقائش التي لم يتم‬ ‫إعادة نشرها‪ ،‬وقد أضفنا إليه أحد األجزاء الجميلة ِجدًّا لكتابة على المرمر ‪:‬‬ ‫‪.D. M. S‬‬ ‫‪AURELIAMA‬‬ ‫‪XIMA. VIXIT‬‬ ‫‪ANNIS. L‬‬ ‫‪.H. S. E. S. T. T. L‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫‪.D. M‬‬ ‫‪C. AUREL. HERMA‬‬ ‫‪AUR. NATALIS‬‬ ‫‪LIB. VIX. AN IV‬‬ ‫‪.H. S. E. S. T. T. L‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫‪S. MANIBUS‬‬ ‫‪H. ROHAVI. VET. AN. LXX‬‬ ‫‪CADAMI. VET. AN. LXXX‬‬ ‫‪.H. S. S. I. T. L‬‬ ‫مُلخّص أبحاث آثارية أنجزت من قِبَل البعثة العلمية‬ ‫للمغرب قد تمّ عرضها في ملحق بآخر هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬

‫• الهوامش والتعليقات‪:‬‬

‫معظم هذه القبور تحمل رسوم متعددة األصباغ‪ ،‬تمثل إمّا النماذج‬ ‫التزيينية باألزهار أو التوريقات‪ ،‬وإما مشاهد مستوحاة بدون شك من منزلة‬ ‫الميت أو من الوظائف التي كان يزاولها قبل وفاته‪ ،‬وإمّا لحيوانات متنوعة‬ ‫(عصافير‪ ،‬طواويس‪ ..،‬إلخ) والتي تصويرها قد يُحيل على رمز له معنى يفلت‬ ‫منا‪ .‬أحد هذه اللوحات الجدارية تمثل [مشهدا] جانبيا لجندي بين حصانين‪،‬‬ ‫يحمل درعا باليد اليسرى وسوطا باليد اليمنى؛ وعلى أخرى رسم جداري آخر‬ ‫َّ‬ ‫مُؤَطر باألعمدة‪ ،‬رموزا متنوعة‪ :‬سِتارة أو مِروحة‪،‬‬ ‫نالحظ‪ ،‬داخل [شكل]‬ ‫ِنعال‪ ،‬آثار قدم‪.‬‬ ‫هذه النماذج من الفن التصويري األفريقي من العصر الروماني هي‬ ‫الوحيدة التي اكتشفناها حتى اآلن بالمغرب؛ ال نعرف لها مماثال إال عدد‬ ‫قليل في باقي أفريقيا الشمالية‪.‬‬ ‫األثاث الجنائزي كان لألسف فقيرا جدا‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫إن القبور كان قد انتُهكت‬ ‫حرمتها في مرحلة سابقة‪ :‬بعض قطع النقود‪ ،‬مزهريات وقناديل من الفخار‪،‬‬ ‫قارورات الدموع (‪ )Lacrymatoires‬من الزجاج ذي األلوان القزحية‪ ،‬حلي‬ ‫من العنبر أو من معجون الزجاج‪ .‬باإلضافة إلى ثالث نقائش جنائزية تسمح‬ ‫بتحديد‪ ،‬بدون الوقوع في الخطأ‪ ،‬العصر الذي تنتمي إليه هذه المقبرة‪.‬‬ ‫من وجهة نظر علم النقائش‪ ،‬كنا أيضا قد كشفنا بطنجة عن دزينة من‬ ‫النقائش الكتابية الالتينية‪ :‬إهداءان دينيان‪ ،‬وإهداء إمبراطوري‪ ،‬وإهداءان‬ ‫شَرَفِيّان‪ ،‬وأربعة شواهد قبور وثنية‪ ،‬شاهدا قبر مسيحيين‪ ،‬ودمغة طابع‬ ‫من القرميد واآلجور اآلتيان من المصانع اإلمبراطورية‪.‬‬ ‫إلى هذه الالئحة‪ ،‬سمحت أعمال البعثة العلمية للمغرب بإضافة أجزاء‬ ‫من نقائش كتابية‪ ،‬وأربعة كتابات نقائشية كاملة‪ :‬ثالثة شواهد قبور‬ ‫رومانية وثنية‪ ،‬وشاهد قبر روماني مسيحي؛ هذا األخير مؤرَّخ بـ ‪345‬‬ ‫والنص قد تم عرضه في الجزء ‪ 18‬من «األرشيف المغربي» (‪Archives‬‬

‫(‪ )1‬أعلن بلين (‪ )Pline‬بأن طنجيس (‪( )Tingis‬طنجة) أخذت‬ ‫منذ ذلك الحين اسم خوليا طرادوكطا (‪)Julia Traducta‬؛ إنه المؤلف‬ ‫الالتيني الوحيد الذي قال بذلك‪.‬‬ ‫مدينة باسم‪ :‬خوليا طرانسدوكطا (‪ ،)Julia Transducta‬أو‬ ‫أيضا‪ :‬خوليا جوزا (‪ ،)Julia Joza‬كانت قد تأسست قديما على الساحل‬ ‫المتوسطي إلسبانيا من قِبَل أفريقيين من أصول فينيقية؛ بحسب‬ ‫سترابون (‪( )Strabon‬مستهل القرن األول بعد ميالد عيسى المسيح)‪،‬‬ ‫هؤالء األفارقة كانوا سكان طنجة وأزيال الذين تم توطينهم هناك من‬ ‫قبل الرومان؛ من جانب آخر‪ ،‬ميال (‪ ،)Mela‬الذي كتب بالكاد بضعة أعوام‬ ‫بَعْدَ سترابون (‪ 40‬بعد ميالد عيسى المسيح)‪ ،‬يتك ّلم على مُعَمِّ ِرين‬ ‫فينيقيين نُقلوا من أفريقيا‪ ،‬ولكنه ال يقول بأن االنتقال كان بأمر‬ ‫الرومان‪ .‬خوليا جوزا (‪ ،)Julia Joza‬في إسبانيا‪ ،‬كانت قد أُسست في‬ ‫زمن هانيبال (‪ .)Annibal‬إنه من الممكن بأن قسما من الساكنة بخوليا‬ ‫طرانسدوكا (‪ )Julia Transducta‬كان قد جيء به إلى طنجة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يفسره االسم المُقدّم من قِبَل بلين (‪.)Pline‬‬ ‫ذاك رأي مانير (‪Mannert) (Géographie ancienne des‬‬ ‫‪Etats barbaresques, d’après l’Allemand de Mannert,‬‬ ‫‪par M. L. Marcus et Duesberg, avec des additions et‬‬ ‫‪.)des notes par M. L. Marcus, Paris, 1842, pp.545-547‬‬ ‫ماركوس( (‪ )Marcus‬يصطف إلى رواية بلين (‪ .)Pline‬كان قيصر (�‪Ce‬‬ ‫‪ )zar‬قد أجبر قسما من سكان طنجة على الذهاب لالستقرار بإسبانيا‪،‬‬ ‫ألن ملك [موريطانيا] الطنجية بوكوس (‪ )Bokkus‬أرسل أوالده إلغاثة‬ ‫البومبيين (‪)Pompéins). (cf., p.454‬؛ تبعا لذلك‪ ،‬سمح اإلمبراطور‬ ‫كلود (‪ )Claude‬لسكانها بالعودة إلى طنجة‪ ،‬التي سوف تأخذ من ذلك‬ ‫الحين اسم‪ :‬خوليا طرادوكطا (‪ .)Julia Traducta‬يظهر ّ‬ ‫أن ماركوس‬ ‫(‪ )Marcus‬نسي بأنه إذا كان أبناء بوكوس (‪ )Bokkus‬قد حاربوا ألجل‬ ‫بومبي (‪ّ ،)Pompée‬‬ ‫فإن بوكوس (‪ )Bokkus‬نفسه تصارع ضده‪.‬‬ ‫إلى تاريخ قريب (‪ )1877‬كان تيسو (‪ )Tissot‬يقبل كذلك برواية‬ ‫بلين (‪ )Pline‬ويأتي بمُستنَد‪ :‬كتابة نقش التينية (‪loc. cit., pp.49-‬‬ ‫‪ .)51‬فحص بسيط لهذه الكتابة‪ ،‬والتي فضال عن أنها لم يتبق منها إال أجزاء‪ّ ،‬‬ ‫فإن لها تأويال‬ ‫مختلفا عن الذي عند تيسو( (‪ )Tissot‬قد ُقدِّم من قبل بسنيي (�‪Besnier) (Archives maro‬‬ ‫ّ‬ ‫تُوَظف‬ ‫‪ )caines, vol.I, p.373, Paris, 1904‬يكفي لتبيان بأنها غير مكتملة جدا حتى‬ ‫كقاعدة لبعض الفرضيات كيفما كانت‪.‬‬ ‫متأخرا كثيرا‪ ،‬في عام ‪ ،291‬تحت حكم ديوكليتيان (‪[ ،)Dioclétien‬موريطانيا] الطنجية‬ ‫رُبطت مجددا بأسقفية إسبانيا ووضعت تحت أوامر قومس طنجي (‪،)Comes Tingitanæ‬‬ ‫ممنفصال عن قائد جيش (‪ )Magister Peditum‬روما؛ وأُسندت اإلدارة المدنية إلى رئيس‬ ‫(‪ )Praeses‬يأتمر بأوامر قس إسبانيا‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،323‬مَنح قسطنطين (‪[ )Constantin‬طنجة] مرسوما يجعلها تابعة لوالية‬ ‫الغاليين (‪)Préfecture des Gaules‬؛ أحد الرؤساء (‪ )Praeses‬كان يمثل هناك الحاكم‬ ‫الروماني بالمعسكر (‪ .)Le Préfet du Prétoire‬قومس منفصل أيضا عن قائد جيش [روما]‬ ‫(‪ ،)Magister Peditum‬كان يمارس فيها السلطات العسكرية ومعه‪ ،‬تحت إمرته‪ ،‬حاكم‬ ‫الفرسان‪ ،‬وخمس قبائل من الخيّالة وفيالق من الجند؛ أما المصاريف المالية واألمالك العامة‬ ‫فكانت مُسَيَّرة مِنْ قِبَل مندوبين خاصين(*)‪.‬‬ ‫(*) ‪Villes et Tribus du Maroc, vol. V, Rabat et sa région, T.III, p.48‬‬ ‫(‪Description de l’Afrique septentrionale, trad. De Slane. Paris, )2‬‬ ‫‪Alger, 1913, p.214‬‬ ‫(‪Cf. Archives marocaines, vol. XVIII, pp.381-390 : les Thermes )3‬‬ ‫‪.d’Ain el-Hamman, par Péretié‬‬ ‫(‪ )4‬المزهريات التي عثر عليها في هذا المخدع القبوري توجد محفوظة بمتحف البعثة‬ ‫العلمية للمغرب‪ ،‬بطنجة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬حول تفصيل هذه التنقيبات‪:‬‬ ‫‪.Cf. Revue du Monde musulmans, t. VI, pp.410-432‬‬ ‫حيث نجد إعادة اإلنتاج التصويري للقبور والنسخ الملونة ألهم األدوات التزيينية (‪Cf.‬‬ ‫‪).Appendice I‬‬ ‫(‪ )6‬حول األركيولوجيا الرومانية بطنجة‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪)Tissot, loc. cit., pp.44-51 (suite p.44‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫ندوة احل�سيمة ‪:‬‬

‫سياسة الهجرة بالمغرب‪ :‬واقع وآفاق”‬ ‫في إطار مشروع “سوا لحماية وتعزيز‬ ‫مكسب الحق في االندماج الشامل للمهاجر‬ ‫وأبنائه بمنطقة الريف” نظمت شبكة األمل‬ ‫لإلغاثة والتنمية المستدامة بالحسيمة‬ ‫‪ ،‬بشراكة مع ال���وزارة المكلفة بالمغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج وش��ؤون الهجرة ووزارة‬ ‫العدل والحريات وصندوق الدعم لتشجيع‬ ‫تمثيلية النساء‪ ،‬نظمت ندوة علمية وطنية‬ ‫ح��ول ” سياسة الهجرة بالمغرب‪ :‬واق��ع‬ ‫وأف���اق” بتاريخ ‪ 26‬دج��ن��ب��ر‪ ، 2015‬وذلك‬ ‫بقاعة الندوات التابعة ألحد فنادق مدينة‬ ‫بالحسيمة‪.‬‬ ‫وخ�لال الجلسة االفتتاحية‪ ،‬قدم مسير‬ ‫الندوة الخطوط العريضة لهذه الندوة التي‬ ‫اعتبرها جد مهمة نظرا للتحول الذي عرفه‬ ‫المغرب في سياسة الهجرة‪ ،‬حيث تحول من‬ ‫بلد مصدر للمهاجرين الى بلد لالستقبال‪.‬‬ ‫في حين قدم السيد سفيان أيت حمو ممثل‬ ‫الوزارة المكلفة بالمهاجرين ورئيس مصلحة‬ ‫االندماج التربوي بمديرية شؤون الهجرة‪،‬‬ ‫السياق العام لسياسة الهجرة بالمغرب واوصى‬ ‫بتسريع وتيرة المصادقة على القوانين الخاصة‬ ‫بالهجرة و مواصلة التعاون مع المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫وق��دم السيد امحمد المتوكل رئيس‬ ‫شبكة االم��ل لالغاثة والتنمية المستدامة‬ ‫اهم المشاريع التي باشرتها شبكة االمل في‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬وتم عرض شريط فيديو حول‬ ‫مشروع “سوا” لحماية وتعزيز مكسب الحق‬ ‫في االندماج الشامل للمهاجر وابنائه بمنطقة‬ ‫الريف ‪.‬‬ ‫وقد ركزت الجلسة األول��ى على تجربة‬ ‫المغرب في تدبير ملف الهجرة ودور المجتمع‬ ‫المدني في ترسيخ ثقافة قبول األخ��ر‪ ،‬من‬ ‫خالل مداخلة األستاذ احمد البردوحي عضو‬ ‫المكتب المسير لشبكة الفضاء الحر للمواطنة‬ ‫والتكوين والتنمية‪ ،‬ومداخلة األستاذ محمد‬ ‫العوني رئيس منظمة حرية اإلعالم بالمغرب‬ ‫ومداخلة األستاذ الجامعي والباحث في سياسة‬ ‫الهجرة‪ ،‬السيد محمد احمجيق‪.‬‬ ‫أما الجلسة الثانية فقد تركزت حول حدود‬ ‫المشاركة السياسية للمرأة المغربية في إدارة‬ ‫الشأن العام على ضوء انتخابات رابع شتنبر‪.‬‬ ‫من خ�لال مداخلة كل من األستاذ محمد‬ ‫سيما الباحث في قضايا الحكامة والتنمية‬ ‫الديمقراطية و مداخلة الكاتب العام لبلدية‬ ‫سلوان والباحث في قضايا التنمية والحكامة‬ ‫المجالية السيد عبد الصمد بلقايد‪ ،‬عن شبكة‬ ‫األمل لإلغاثة والتنمية المستدامة بالحسيمة‪،‬‬ ‫فيما تتعلق بالمشاركة السياسية للمرأة‬

‫المغربية في ادارة الشأن العام على ضوء‬ ‫انتخابات ‪ 4‬شتنبر‪.‬‬ ‫وع��رف��ت ه��ذه ال��ن��دوة ح��ض��ورا واسعا‬ ‫لمجموعة من الفاعلين في مجال الهجرة‪،‬‬ ‫وممثلين ع��ن المجالس الجماعية لكل‬ ‫من ‪ ‬الجماعة الترابية للحسيمة وأيث يوسف‬ ‫وعلي‪ ،‬اي��ث بوعياش‪ ،‬اي��ث قمرة‪ ،‬ازم��ورن‪،‬‬ ‫رواض��ي‪ ،‬اربعاء تاوريرت‪ ،‬وممثلين عن كل‬ ‫من االكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫نيابة التعليم بالحسيمة‪ ،‬المندوبية الجهوية‬ ‫للصحة‪ ،‬الوكالة الوطنية النعاش التشغيل‪،‬‬ ‫وك��ال��ة تنمية اقاليم ال��ش��م��ال‪ ،‬المجلس‬ ‫االقليمي للحسيمة‪ ،‬اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫االنسان‪ ،‬معهد الفندقة والسياحة بالحسيمة‪،‬‬ ‫المعهد العالي لمهن التمريض بالحسيمة‪،‬‬ ‫م��ن��دوب ال��ت��ع��اون الوطني‪ ،‬ممثلي بعض‬ ‫االحزاب السياسية وبعض الجمعيات المدنية‪،‬‬ ‫والسلطات المحلية‪ ،‬وعدد مهم من الطلبة‪.‬‬ ‫وبخصوص المتدخلين‪ ،‬فقد تطرق االستاذ‬ ‫احمد البردوحي عضو المكتب المسير لشبكة‬

‫ندوة بشفشاون حول التنشيط‬ ‫الثقافي والسياحي للمدن العتيقة‬

‫الفضاء الحر للمواطنة والتكوين والتنمية‪ ،‬الى‬ ‫عرض تجربة الفضاء الحر للمواطنة والتكوين‬ ‫التنمية بالمحمدية‪ .‬فيما تمحورت مداخلة‬ ‫االستاذ محمد العوني رئيس منظمة حرية‬ ‫االعالم بالمغرب حول صورة المهاجر جنوب‬ ‫الصحراء في االعالم الوطني والمحلي‪.‬‬ ‫وتحدث االستاذ الجامعي والباحث في‬ ‫سياسة الهجرة‪ ،‬السيد محمد احمجيق ”حول‬ ‫الهجرة من دول جنوب الصحراء الى او عبر‬ ‫المغرب‪ :‬الواقع والتحديات”‪ ،‬فيما ‪ ‬تطرق‬ ‫ال��ب��اح��ث ف��ي قضايا الحكامة والتنمية‬ ‫الديمقراطية االس��ت��اذ محمد سيما الى‬ ‫”المشاركة السياسية للمرأة المغربية اليوم‬ ‫بين الفرص المتاحة والتحديات القائمة”‪.‬‬ ‫وب��دوره قدم الكاتب العام لبلدية سلوان‬ ‫والباحث في قضايا التنمية والحكامة المجالية‬ ‫عرضا حول “تمثيلية المرأة في المجالس‬ ‫المنتخبة على ضوء انتخابات ‪ 04‬شنتبر ‪2015‬‬ ‫بين مقتضيات الدستور والقوانين التنظيمية‬ ‫المتعلقة باالنتخابات‪.‬‬

‫انطالقة جديدة لجماعات الممارسة المهنية لتفعيل‬ ‫مشاريع المؤسسة بنيابة التعليم بطنجة‬

‫نظمت نيابة وزارة التربية الوطنية طنجة‬ ‫أصيلة لقاء تنظيميا وتواصليا لفائدة منسقي‬ ‫جماعات الممارسات المهنية أشرف عليه رئيس‬ ‫مصلحة الشؤون التربوية عبد اإلله الفزازي‬ ‫الذي استعرض أهم المراحل التي قطعتها‬ ‫هذه الجماعات سواء على مستوى التكوين أو‬ ‫على مستوى تفعيل أدوارها انسجاما مع الخطة‬ ‫الوطنية إلصالح التعليم ‪ ،‬والتي سيكون لها‬ ‫دور فعال في تنسيق وتفعيل برنامج مشاريع‬

‫المؤسسات وما يتطلبه من خبرة وفعالية‬ ‫لتطوير الحياة المدرسية وتحقيق مدرسة‬ ‫الجودة ‪.‬‬ ‫في نفس السياق أكد رئيس مكتب تتبع‬ ‫مشاريع المؤسسات محمد حسان على الدور‬ ‫الطالئعي الذي ستقوم به جماعات الممارسات‬ ‫المهنية لتفعيل مشاريع المؤسسات وتطوير‬ ‫العمل التربوي ‪.‬‬ ‫و قد ثمن مدراء المؤسســات التعليميــة‬

‫المنسقين لجماعات الممارســـات المهنيــة‬ ‫التوجه الجديد إلعطاء انطالقة جديدة للعمل‬ ‫ضمن جماعات الممارسات المهنية خاصة‬ ‫مع بروز مستجدات تروم االرتقاء بالمؤسسات‬ ‫العمومية وفق استراتيجية وطنية لإلصالح‬ ‫وتعتمد على مشروع المؤسسة الذي سيتعاقد‬ ‫حوله من أجل االرتقاء بالعملية التعليمية‬ ‫والحياة المدرسية ‪.‬‬

‫أحمد العمراني‬

‫احتضنت مدينة شفشاون‪ ،‬التي ترأس الشبكة‬ ‫المتوسطية للمدن العتيقة‪ ،‬موخرا‪ ، ،‬لقاء وطنيا‬ ‫تواصليا تناول فيه خبراء مغاربة وأجانب التجارب‬ ‫والممارسات المناسبة‪ ،‬لدعم التنشيط الثقافي‬ ‫والسياحي للمدن العتيقة‪.‬‬ ‫المشاركون في هذا اللقاء‪ ،‬الذي حضرته فعاليات‬ ‫اقتصادية وثقافية وجمعوية باإلضافة الى ممثلي‬ ‫الهيئات المنتخبة‪ ،‬أكدوا أن تثمين التراث المادي‬ ‫والالمادي للمدن العتيقة خاصة على مستوى شمال‬ ‫المغرب يستدعي تبني مقاربات علمية وعملية لتفعيل‬ ‫المجال الثقافي والتراثي التقليدي وجعله في خدمة‬ ‫السياحة‪ ،‬وتوفير البنيات التحتية المصاحبة والتكوين‬ ‫المهني والثقافي السياحي المختص ‪ ،‬من اجل جعل‬ ‫النسيج الحضاري بمختلف مكوناته دعامة اساسية‬ ‫لالقتصاد الوطني والجهوي والمحلي‪.‬‬ ‫وأب���رزوا ان المدن العتيقة المغربية‪ ،‬مع‬ ‫اختالف معطياتها الجغرافية والعمرانية وتقاليدها‬ ‫االجتماعية‪ ،‬يمكن ان تتكامل فيما بينها من‬ ‫الناحية السياحية لتخطي حاجز الموسمية وتعزيز‬ ‫السياحة الوطنية وجعل المغرب وجهة مختلفة عن‬ ‫باقي الوجهات السياحية بدعائم موضوعية وعلمية‬ ‫تنبني على إغناء التراث المحلي بكل روافده‪ ،‬واحترام‬ ‫المحيط االيكولوجي‪ ،‬واعداد بنيات استقبال سياحية‬ ‫مستلهمة من الحضارة المغربية االصيلة ومن‬ ‫المنتوجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية‪،‬‬ ‫مع توفير كفاءات مختصة في التنشيط السياحي‬ ‫والثقافي‪.‬‬ ‫ودعا المتدخلون الى وضع مخططات محلية‬ ‫وجهوية تتقاطع من خاللها البرامج القطاعية وبرامج‬ ‫فعاليات المجتمع المدني ومهنيي قطاعي السياحة‬ ‫والثقافة‪ ،‬معتبرين أن دعم القدرة التنافسية للعرض‬ ‫السياحي المغربي‪ ،‬خاصة على مستوى المدن العتيقة‪،‬‬ ‫يجب أن ينطلق من تأهيل الفضاءات التاريخية‬ ‫وتنشيط سياحي وثقافي هادف ومتنوع يقوم على‬ ‫مبادرات مبتكرة ومبدعة‪ ،‬ووضع مسارات سياحية‬ ‫تمكن السائح الوطني أو األجنبي من االطالع على‬ ‫كافة مقومات المدن المعنية العمرانية والحضارية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة‬ ‫هي مؤسسة للمجتمع المدني أسست سنة ‪ 2011‬من‬ ‫طرف رؤساء الجماعات الترابية لجهة طنجة تطوان‬ ‫قبل التحاق الحسيمة بهذه الجهة‪ ،‬ومجلس الجهة‬ ‫والمديرية الجهوية للثقافة وبتنسيق مع الجامعة‬ ‫اإلبيرية اإلفريقية للمدن المحصنة وتعتبر أداة فعالة‬

‫تهدف إلى المساهمة في تحقيق التنمية المحلية‬ ‫االجتماعية واالقتصادية وذلك عبر تثمين وحماية‬ ‫التراث الثقافي والمساهمة في مشاريع مستقبلية‬ ‫للنهوض بهذا التراث النوعي‪.‬‬ ‫ويظل ‪ ‬الهدف األساسي للشبكة‪ ‬هو توحيد‬ ‫الجهود المبذولة من طرف المدن العضو في الشبكة‬ ‫والعمل بانسجام من أجل تثمين الموارد المالية‬ ‫واللوجستيكيةوالبشريةوجعلهاكقيمةمضافةلعمل‬ ‫الجماعات في نطاق المحافظة وحماية وتثمين التراث‬ ‫الثقافي (المادي والال مادي) الجامع المشترك بينها‪.‬‬ ‫وكانت الشبكة قد دعت عند اختتام الدورة‬ ‫الرابعة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة ب��وزان ‪،‬‬ ‫تحت شعار “المدن العتيقة ملتقى الحضارات وفضاء‬ ‫للسياحة الروحية”‪ ،‬الى تقوية آليات الشراكة والتعاون‬ ‫شمال جنوب وجنوب جنوب في مجال العناية بالمدن‬ ‫العتيقة وحماية المواقع األثرية‪.‬‬ ‫كما دعت الشبكة‪ ،‬الى تعزيز أواصر التعاون‬ ‫والشراكة بين الجماعات الترابية وباقي المؤسسات‬ ‫الوطنية والدولية المعنية بالحفاظ وحماية التراث‬ ‫الحضاري للمدن المعنية وباعتماد المقاربة التشاركية‬ ‫في تدبير شؤون المدن العتيقة والمواقع التراثية بين‬ ‫مختلف الفاعلين والمجتمع المدني ومؤسسات البحث‬ ‫العلمي والقطاع الخاص والجماعات الترابية والساكنة‬ ‫المحلية‪ ،‬وكذا توحيد التدخل في المدن العتيقة عبر‬ ‫إحداث مؤسسة عمومية ذات آليات وطنية وجهوية‬ ‫تعنى بالحفاظ على المدن العتيقة وتدبير تراثها‬ ‫المادي والالمادي والطبيعي‪.‬‬ ‫كما أوصت الشبكة بتشجيع ودعم إنتاج البرامج‬ ‫االعالمية والفنية والتربوية‪ ،‬التي تعنى بالحفاظ على‬ ‫المدن العتيقة‪ ،‬والتحسيس بأهمية الثقافة والتراث‬ ‫في صيانة الذاكرة الجماعية والهوية الحضارية‬ ‫لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬وتشجيع وتطوير‬ ‫البحث العلمي حول المدن العتيقة والتراث المادي‬ ‫والالمادي‪ ،‬وادماج التراث والمحافظة عليه في البرامج‬ ‫والمناهجالتربويةوالتعليمية‪.‬‬ ‫وحثت توصيات الشبكة القطاع الخاص على‬ ‫االستثمار في مجال التراث والمدن العتيقة وايالء‬ ‫العناية بالسياحة الروحية بجهة طنجة تطوان عامة‬ ‫ومنطقة وزان بشكل خاص باعتبارها نموذجا من‬ ‫النماذج الوطنية في تعايش الثقافات واالديان‪ ،‬وكذا‬ ‫على تعزيز االهتمام بالصناع التقليديين وإنعاش‬ ‫الحرف اليدوية ودعمها ماديا ومعنويا‬

‫قصيدة للزجال العرائشي‬

‫عبد الرحمن الجباري‬

‫يث ْي ِغ ْ‬ ‫ْي ِغ ْ‬ ‫يث‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫بين‬

‫زمن‬

‫ين (‬

‫‪11‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫اللعنة البابلية‬

‫‪ 2‬ـ فن املديح وال�سماع‬

‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫فتحت فلسفـــة نيتشــه‪ ،‬مسالك‬ ‫جديدة للفرد في العصر الحديث‪ ،‬ولهويته‬ ‫اإلنسانية في عمقها‪ ،‬وبنياتها‪ ،‬كالجسد‪،‬‬ ‫والجنس‪ ،‬والجنون‪ ،‬والسلطة‪ ،‬واللغة‪ .‬كما‬ ‫اعتبر هايدغر أن اللغة هي بيت الوجود أو‬ ‫مسكنه‪.‬‬ ‫استوقفني هذان المفهومان لدى كل‬ ‫من الفيلسوفين األلمانيين ‪ :‬فريديريك‬ ‫نيتشه‪ ،‬الذي نظر لقيام المجتمع الحديث‪،‬‬ ‫وقال بمفهوم الوجود بإرادة القوة‪ .‬ومارتن‬ ‫هايدغر الذي يرى في اللغة تلك القدرة‬ ‫األساسية في قدرات اإلنسان‪ .‬ألنهما ‪ -‬كما‬ ‫جاء في أدبيات الفلسفة ‪ -‬أنزال الفلسفة من‬ ‫السماء إلى األرض‪ ،‬بمعنى أنهما انتقدا‬ ‫الفلسفة اليونانية المغرقة في الميتافيزيقا‪،‬‬ ‫وجعال من اإلنسان محورا لفلسفتهما‪.‬‬ ‫اإلنسان بكل بكينونته ووج��وده‪ ،‬وكل ما‬ ‫يدور في فلكهما‪ ،‬وعلى رأسها اللغة التي‬ ‫رأيا فيها ‪ -‬هما ومن تبعهما من الفالسفة‬ ‫الذين نظروا للحداثة ‪،‬أمثال بول ريكور‪،‬‬ ‫وويلهلم دلتاي‪ -‬أنها أساس كل منطلق‬ ‫فلسفي جوهري‪.‬‬ ‫فكانت وقفة تالحمت فيهـــا عالقــة‬ ‫مفهومي اإلرادة والقوة‪ ،‬بوضعية لغتنا‬ ‫العربية‪ .‬وكان طبيعيا أن يحضرني زمن‬ ‫اإلرادة والقوة العربي‪ ،‬بكل عنفوان تاريخ‬ ‫لغتنا العربية‪ .‬بأزمنتها الشفوية‪ ،‬وهي تروي‬ ‫أيام العرب‪ ،‬وتنشد المعلقات‪ .‬يغرد لها سوق‬ ‫عكاظ‪ ،‬ساحة للمبارزة الشعرية‪...‬و أزمنة‬ ‫خروجها من الجزيــرة العربيــة‪ ،‬تحت راية‬ ‫اإلسالم‪ .‬وأزمنة التدوين‪ ،‬والجهد ألتقعيدي‬ ‫الجبار‪ ،‬الذي بذله جهابذة اللغة‪...‬و الشأو‬ ‫الثقافــي الذي توحــدت تحتــه األمصار‪،‬‬ ‫وانصهــرت في بوتقتــه حضارات الفرس‬ ‫والرومان ‪،‬و احتضن فنون بيزنطة وفلسفة‬ ‫اليونان‪ .‬معرجة على األزمنة األندلسية‪،‬‬ ‫واللغة العربية‪ ،‬عروس تختال بين دواوين‬ ‫الخلفاء واألمراء‪ ،‬تنثر الجمال في البالطات‪،‬‬ ‫وعلى شفــاه الشعراء‪ ،‬وتلهم العلماء‬ ‫والمفكرين والفقهــاء‪ ،‬الحكمة والمنطق‬ ‫واألخالق‪.‬‬ ‫إلى أن انتزعتني من أفكاري‪ ،‬واقعية‬ ‫بطعم المهانة‪ .‬حقيقة دامية حول ما‬ ‫آل إليه حال وضعية لغتنا العربية اليوم‪،‬‬ ‫وحاجتنا كمغاربة‪ ،‬مسؤولين وأف��رادا‪ ،‬إلى‬ ‫تثوير مفاهيمنا حول لغتنا‪ ،‬ومساءلة الذات‬ ‫عن هويتنا اللغوية‪ ،‬وموقعها بين لغات‬ ‫العالم‪ .‬فما هو دور لغتنا اليوم‪ ،‬في العلوم‬ ‫والمعارف‪ ،‬بعدما أثبتت الدراسات‪ ،‬أن اللغة‬ ‫تعكس التطور الطبيعي للتراكم المعرفي‬ ‫الكلي‪ ،‬والشامل حول العلوم اإلنسانية؟‬ ‫ث��م حتى وإن واك��ب��ت لغتنا العربية‬ ‫إبستمولوجية العلوم الحديثة‪ ،‬ما بالنا ال‬ ‫نزال نتخبط في البحث عن أية لغة عربية‬ ‫سندرس بها ألبنائنا‪ .‬أعود إلى نيتشه ألسأل‬ ‫ وقد يشاركني الكثير السؤال ‪ -‬أين لنا‬‫بإرادة القوة من أجل التطور‪ ،‬والوقوف في‬ ‫وجه قوى االجترار والتقليد؟ كيف نستهلك‬

‫منتجات الحضارة الحديثة‪ ،‬المستوردة من‬ ‫سوق ذلك اآلخر المختلف‪ ،‬ونحافظ ‪ -‬في‬ ‫نفس الحين ـ على معطياتنا الروحية؟ كيف‬ ‫يمكن لمناهجنا التعليمية‪ ،‬أن تعد أجياال‬ ‫مؤهلين إلنتاج خطابات حداثية‪ ،‬حاملة لروح‬ ‫العصر‪ ،‬موظفين اللغة العربية‪ ،‬لغة لفكرهم‪،‬‬ ‫وإبداعهم‪ .‬لغة رقيهم الحضاري‪ ،‬الذي نحلم‬ ‫به‪ ،‬ونطمح إليه‪ .‬لغة تترجم خطابنا حول‬ ‫قضايانا الكونية‪ ،‬التي نتشارك فيها مع‬ ‫اإلنسان أين ما كان ووجد‪.‬‬ ‫ترتبط اللغة ارتباطا عضويا بالناس‬ ‫وحياتهم ‪ .‬كما تحتل مساحة تغطي‬ ‫الهوية واالنتماء‪ ،‬وتترجم ثقافة مجتمعهم‪،‬‬ ‫وواقعهم السياسي واالقتصادي والفكري‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬تتوارد التساؤالت‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫لماذا لم نتمكن بعد‪ -‬كعرب وكمغاربة‬ ‫ من بناء فكر حر تحتويه لغتنا العربية؟‬‫ومتى تتحرر لغتنا العربية من النفق‬ ‫التيولوجي؟ وكيف يدخل شبابنا معترك‬ ‫العلوم الحديثة‪ ،‬الحاملة لفكر من أنتجها؟‬ ‫الفكرو اللغة متالزمان ال ينفصالن‬ ‫‪.‬و اللغة تستوعب الفكر كما يحتوي الكوب‬ ‫الماء‪ .‬فعن أي فكر نتكلم؟ ومجتمعنا غارق‬ ‫في بلبلة لغوية رثة‪ ،‬وفجة‪ ،‬بل ومقززة ‪.‬‬ ‫واللغة العربية التي كانت رافدا يغذي معجم‬ ‫لساننا الدارج‪ ،‬ويرفع من وعينا االجتماعي‪،‬‬ ‫محاصرة من قبل دع��اة يطالبون بقلب‬ ‫الموازين وكسر المعايير ‪ .‬إذ يريدون أن‬ ‫تحل اللهجة الدارجة محل اللغة العربية في‬ ‫التدريس‪.‬فكيف لنا أن نتحرر من التجهيل‬ ‫القسري بلغتنا العربية؟‬ ‫“ ال يمكن أن تغفل حركية المجتمع‬ ‫ودينامية عالقاته‪ ،‬وتحوالته “ كما سبق أن‬ ‫صرح الباحث المغربي‪ ،‬األستاذ علي أومليل‪،‬‬ ‫في حديث له بمجلة الوحدة‪ ،‬عن نخب الفكر‬ ‫العربي الحديث‪.‬‬ ‫الشرق يرطن باإلنجليزية‪ ،‬وشمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬ومناطق من بالد الشام‪ ،‬وعدد‬ ‫من الدول اإلفريقية التي تتخذ من اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬لغتها الرسمية ‪ ،‬أقطار كلها ترطن‬

‫‪-‬‬

‫بالفرنسية ‪ .‬وشباب كال المجموعتين‬ ‫مستلب‪ ،‬وحائر‪...‬المتعلمون يتحذلقون‬ ‫بلغات اآلخر‪ ،‬التي ‪ -‬قطعا ‪ -‬لن تعوضهم‬ ‫لغتهم األم روحا ومعنى‪ .‬فعن أية هوية‬ ‫نتكلم‪ ،‬وركيزتها األساس التي هي اللغة‪،‬‬ ‫مقصية فعال وم��م��ارس��ة‪ ،‬حيث األمية‬ ‫الصريحة‪ ،‬واألمية المقنعة‪ ،‬معاول توسع‬ ‫الشقة بينهما‪ .‬كما أن تداعيات تفكك‬ ‫المنظومة اللغوية العربية‪ ،‬أدت إلى‬ ‫انفصام في شخصيتها‪ ،‬مزقها إلى لغات‬ ‫هجينة تخدش الحس الحضاري ‪ .‬ال تحترم‬ ‫ضوابطها‪ ،‬وتطمس كل تجليات الوعي‬ ‫بوزنها العلمي والمعرفي‪ ،‬ولو في أبسط‬ ‫درجاته‪ .‬ثم لماذا يستمر فشل تجارب وزارة‬ ‫التربية والتعليم ببلدنا المغرب‪ ،‬في تدبير‬ ‫ملف اللغة‪ ،‬مما انعكس سلبا على حصيلة‬ ‫التعليم في التخصصات العلمية بجامعاتنا ؟‬ ‫وهل بمقدور بلد ال زال يرزح تحت رزء األمية‪،‬‬ ‫أن ينتج لهجة دارجة‪ ،‬في المستوى المعرفي‬ ‫الذي وصل إليه العالم ؟‬ ‫بين التدريج والتغريب – دون خلفية‬ ‫عدائية ألي من الجهتين ‪ -‬أبهم علينا أمر‬ ‫لغتنا‪ ،‬وتشوش فكرنا اللغوي‪ .‬فمن ياترى‬ ‫أربك لغتنا وبلبلها؟ أال يذكرنا هذا بما‬ ‫ترويه األسطورة عن أهل بابل‪ ،‬من أن‬ ‫بلبلة اللغات التي حصلت في بابل أعاقت‬ ‫البشر عن توحيد قواهم الفكرية وقدراتهم‬ ‫الجسدية؟!‬ ‫على المؤسسات الحكومية المعنية‪ ،‬أن‬ ‫تضمن مشاريعها‪ ،‬برامج موجهة للشباب‪،‬‬ ‫كي تثير حماسه للتعلق بلغته ‪،‬وتعبئ‬ ‫إمكاناته‪ ،‬حتى يستطيع أن يفكر بلغته‬ ‫العربية‪ ،‬وأن يعبر عن طموحه ورغباته بها‪،‬‬ ‫إلى أن تصير مفخرته ومصدر عزه الحضاري‬ ‫واالجتماعي‪ .‬بها يصوغ أفكاره ‪ .‬بها يبدع‪.‬‬ ‫بها يقدم اكتشافاته‪ .‬بها يكتب شعاراته‬ ‫التي يعبر بها عن غضبه ‪ .‬وبها يحسن قوله‬ ‫وحكيه‪.‬‬

‫الجمعية المغربية للفنون والموسيقى بطنجة تشارك نزالء‬ ‫مركز الرعاية االجتماعية احتفاالتها بعيد المولد النبوي‬

‫كدأبها ك��ل موسم‪،‬‬ ‫نظمت الجمعية المغربية‬ ‫للفنون والموسيقى بطنجة‬ ‫بمناسبة عيد المولد النبوي‬ ‫الشريف‪ ،‬حفال موسيقيا‬ ‫لفائدة نزالء مركز الرعاية‬ ‫االجتماعية التابع لجمعية‬ ‫التضامن االجتماعي بطنجة‪،‬‬ ‫أحياه جوق الجمعية برئاسة‬ ‫األس��ت��اذ محمد العربي‬ ‫العوامي‪ ،‬و بمشاركة أمهر‬ ‫العازفين بهذا الجوق‪ ،‬من‬ ‫بينهم‪ ،‬عبد السالم حجاج‪،‬‬ ‫طارق الوافي‪ ،‬محمد العربي‬ ‫شعبان‪ ،‬عبد الحميد الوزاني‬ ‫ويوسف الكوري‪.‬‬ ‫وكعادته اختار جوق الجمعية خالل هذا‬ ‫الحفل‪ ،‬أغاني مغربية وشرقية عريقة‪ ،‬من‬ ‫أداء الفنان العربي العوامي‪ ،‬تفاعل معها‬ ‫النزالء والجمهور الذي حضر الحفل من خالل‬ ‫ترديده لمقاطع األغاني‪ ،‬وهو الشيء الذي‬ ‫يبرز مدى أهمية تنظيم مثل هذه السهرات‪،‬‬

‫التي تكون موجهة بالخصوص لهذه الفئة‬ ‫من المجتمع‪ ،‬لتحسيسها بالرعاية الكاملة‪،‬‬ ‫كما عرف هذا الحفل الموسيقي مشاركة‬ ‫بعض العناصر الشابة‪ ،‬كالفنانة الصاعدة‬ ‫هاجر األشهب‪ ،‬والطفل الموهوب أيسر أزام‪.‬‬ ‫وتعمل الجمعية المغربية للفنون‬ ‫والموسيقى بطنجة على ترسيخ حضورها‬

‫من خالل تنظيم العديد من‬ ‫السهرات الموسيقية‪ ،‬حيث‬ ‫تسعى منذ تأسيسها إلى‬ ‫انتشار الفن الموسيقي عن‬ ‫طريق تسطير برنامج حافل‬ ‫وه��ادف‪ ،‬بغية الوصول إلى‬ ‫مختلف الشرائح االجتماعية‬ ‫بطنجة‪ ،‬بواسطة تنظيم‬ ‫حفالت وسهرات موسيقى‬ ‫فنية لتدخل البهجة في‬ ‫النفوس‪ ،‬وبالتالي لملء الفراغ‬ ‫الحاصل في هذا النوع من‬ ‫التنشيط الثقافي‪ ،‬الذي كانت‬ ‫طنجة إلى عهد قريب تزخر‬ ‫به‪.‬‬ ‫وت��ه��دف الجمعية من‬ ‫خالل تنظيم مثل هذه السهرات باإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تشجيع اكتشاف المواهب الشابة‪،‬‬ ‫واألخذ بيدها لتشق طريقها مستقبال في‬ ‫ميدان الغناء والفنون الموسيقية بصفة‬ ‫عامة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫من بين الحوافز التي دعت إلى االعتناء بالمديح النبوي نظما‬ ‫وتنغيما هو محبة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والتعلق بجنابه‪،‬‬ ‫ذلك أن مدح رسول اهلل (ص) هو عنوان محبته‪ ،‬وهذه المحبة‬ ‫شرط من شروط اإليمان‪ ،‬ومن عالمات هذه المحبة‪ ،‬االقتداء‬ ‫بالمحبوب‪ ،‬ألن المحب مطيع لمن يحب‪ ،‬ويقول الشيخ فتح اهلل‬ ‫بناني ‪« :‬ولمحبته صلى اهلل عليه وسلم عالمات ودالئل واضحة‬ ‫منها االقتداء به واستعمال سننه‪ ،‬وسلوك طريقته‪،‬واالهتداء بهديه‪،‬‬ ‫وسيرته‪ ،‬والوقوف على ما حده من شريعته» فمحبة الرسول تقتضي‬ ‫التخلق بأخالقه‪ ،‬واتباعه في أقواله وأفعاله والعمل بسنته‪ ،‬والتمسك‬ ‫بهديه‪ ،‬وتعظيم أهل بيته وصحابته‪ ،‬وورثته من علماء الظاهر‪ ،‬حملة‬ ‫لواء الشريعة‪ ،‬وعلماء الباطن‪ ،‬حملة لواء والية األمر‪ ،‬الذي يجعل‬ ‫من فن مديحه (ص) بوصفه عنوانا لمحبته‪ ،‬ومحفزا على التحقيق‬ ‫بمقتضياته أداة من أدوات ترسيخ القيم اإلسالمية الحنيفة التي‬ ‫تجسدها أكمل تجسيد شخصية رسول اهلل (ص) وسيرته المطهرة‪،‬‬ ‫ويظهر هذا جليا فيما يتضمنه من نصوص المديح من معان‬ ‫ودالالت وقيم‪ ،‬فهذه النصوص إما تصليات على الرسول الكريم‪،‬‬ ‫والصالة عليه فرض عين كما تدل على ذلك مجموعة من اآليات‬ ‫واألحاديث‪ ،‬وإما استحضار لشمائله‪ ،‬وكماالته الحسنة‪ ،‬وهي مدعاة‬ ‫لتشخيص محبته والتعلق به‪ ،‬وإما استحضار ألخالقه الكريمة‪ ،‬وهو‬ ‫الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه‪ ،‬وإما استشفاعا به‪ ،‬والتوسل بجاهه‪،‬‬ ‫وهو الذي أرضاه اهلل بعطية الشفاعة في الخلق يوم القيامة‪ ،‬وإما‬ ‫تعبير عن محبة آل بيته والتعلق بهم‪.‬‬ ‫وخالل جميع النصوص المديحية التي تسبح في هذا الفلك‬ ‫الداللي‪ ،‬يتم استدعاء سيرة الرسول المطهرة للوقوف على خواص‬ ‫الذات النبوية الشريفة‪ ،‬وسجاياها في الدين والحياة‪ ،‬ومسارها‬ ‫النموذجي في نشر الرسالة‪ ،‬وإحقاق الحق‪ ،‬والدعوة إلى التوحيد‪،‬‬ ‫وتحقيق المثل اإلسالمية العليا‪ ،‬ونجد نموذجا لذلك في (البردة‬ ‫والهمزية) لإلمام البصيري‪ ،‬مع ما يرفل إليه سياق االحتفال بالمولد‬ ‫النبوي الشريف من رغبة في الحفاظ على الشخصية المسلمة‪،‬‬ ‫والحيلولة دون تقليد النصارى في احتفاالتهم بأعياد ميالد المسيح‬ ‫عليه السالم‪.‬‬ ‫كل ذلك يجعل من فن المديح النبوي باإلضافة إلى بعده الديني‬ ‫المرتبط بترسيخ محبة الرسول األعظم (ص)‪ ،‬وتثبيت مختلف القيم‬ ‫اإلسالمية المتصلة بسيرته ورسالته‪ ،‬ويعتبر كما جاء في بحث الدكتور‬ ‫محمد التهامي الحراق أداة من أدوات حماية الهوية اإلسالمية من‬ ‫االختراق الثقافي‪ ،‬وهو ما يجعل من فن المديح أمام تطور العناية به‬ ‫سواء عن طريق االحتفاالت بعيد المولد‪ ،‬أو من خالل احتضانوهذا‬ ‫االحتفال أيضا من قبل الزوايا الصوفية في المغرب‪ ،‬أو من خالل‬ ‫مختلف الطقوس الشعبية لهذا االحتفال‪ ،‬يصبح مظهرا من مظاهر‬ ‫الثقافة المغربية األصيلة‪ ،‬والسيما وأن المغاربة قد أغنوا هذا الفن‬ ‫باألشعار المختلفة‪ ،‬وضمنوه ملحوناتهم المعروفة ب «البراول» كما‬ ‫أثروه بالتالحين واألنغام واإليقاعات‪ ،‬وتنويع أساليب األداء‪ ،‬بوأته‬ ‫في سياقهم المغربي المتعددة بمشاربه الثقافية‪ ،‬إذ يكفي أن‬ ‫نلتفت إلى ازدهار المديح النبوي في مختلف تراب المملكة‪ ،‬وكذا‬ ‫ازدهار تالحين نصوص المديح وفق أنغام ذات أصول أندلسية‪،‬‬ ‫وأخرى إفريقية وأمازيغية وغيرها‪ ،‬لندرك غنى هذا التراث الفني‪،‬‬ ‫بل إن أنغام فن المديح النبوي وأشعاره أصبحت مظاهر ثقافية‬ ‫عامة المجتمع المغربي‪ ،‬تحضر آثارها إما نظما أو نغما في مختلف‬ ‫التجليات االجتماعية الدينية‪ ،‬سواء في هدهدة األمهات ألطفالهن‪،‬‬ ‫وتسكينهن لصغارهن بواسطة األذكار والصلوات على النبي‪ ،‬أو من‬ ‫على الصوامع والمآذن من خالل تثويب المهللين وآذان المؤذنين‪،‬‬ ‫أو من خالل تكبيرات وتسبيحات الناس في صالة العيدين‪ ،‬أو في‬ ‫صيغ دعواتهم عقب الصلوات الخمس في المساجد‪ ،‬أو من خالل‬ ‫أذكارهم التي يشيعون بها أحبتهم في الجنائز إلى مثواهم األخير‪،‬‬ ‫أو من خالل ترتيلهم الفردي أو الجماعي للقرآن الكريم‪ ،‬أو من‬ ‫خالل رواية اإلنصات قبل خطبة الجمعة‪ ،‬وكذا في تصادح النساء‬ ‫في األفراح العامة والخاصة‪ ،‬بالصالة على النبي الكريم‪ ،‬وفق صيغة‬ ‫مغربية سائرة تعقبها الزغاريد‪ ،‬ناهيك عن مظهر ساطع لحضور‬ ‫فن المديح والسماع في الحياة االجتماعية المغربية‪ ،‬يتجلى في‬ ‫استحضار واستدعاء المادحين في مختلف األفراح إلى البيوت الخاصة‬ ‫للتغني بسيرة الرسول وأمداحه‪ ،‬والصالة عليه‪.‬‬ ‫إن هذه المظاهر تبرز مدى األثر العميق الذي يضطلع به‬ ‫فن المديح النبوي في التعبير عن الوجدان الديني المغربي‪ ،‬بل‬ ‫ومساهمته في دعم الغذاء الروحي للمجتمع المغربي‪ ،‬وتقوية‬ ‫هويته اإلسالمية‪ ،‬إذ يعيش المسلم المغربي دينه بمختلف الشعائر‬ ‫التعبدية‪ ،‬مثلما يعيش حياته اإلسالمية من خالل مختلف تلك‬ ‫المظاهر الثقافية والتقليدية االجتماعية المغربية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫شعلة بني مكادة تنظم دورة تكوينية حول‬ ‫“المهارات الحياتية في التعامل مع الطفل”‬

‫م�ساحة حرة ‪:‬‬

‫مع السنة الجديدة‬ ‫‪ -‬عبد ال�سالم مفرج‬

‫‪Abdesselamfarej @ hotmail.fr‬‬ ‫حرية مساحة ما تستمدها مبدئيا من كنه ما يمأل بياضها العذري من‬ ‫صور وخواطر‪ ،‬وأفكار وأخبار‪ ،‬ومقوالت وتحليالت‪ ..‬تشق طريقها السيار‬ ‫من الفكر إلى الحبر‪ ،‬بكيفية تلقائية ومباشرة؛ لكنها ـ حتما ـ تقف عند‬ ‫ضوابط وإشارات‪ ..‬داخل أسوار المدينة والجهة والوطن حين يؤطرها‬ ‫قانون الربط العمودي بين الفكر والحبر الذي كل من امتطى صهوة‬ ‫قلمه السيال‪ ،‬في زمن قيل عنه‪ :‬زمن الحقوق والحريات‪ ..‬زمن حكامة‬ ‫الدولة وتحرير المجتمع المدني‪ ..‬وأيضا زمن التطرف والعنف والحرب‬ ‫على اإلرهاب‪..‬‬

‫مراسلة‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫تنظم جمعية الشعلة للتربية والثقافة –‬ ‫فرع بني مكادة (مدينة طنجة)‪ ،‬أيام الخميس ‪/‬‬ ‫الجمعة ‪ /‬السبت ‪ 21‬و‪ 22‬و‪ 23‬يناير الجاري‪ ،‬دورة‬ ‫تكوينية حول “المهارات الحياتية في التعامل‬ ‫مع الطفل” لفائدة يافعي وشباب الجمعيات‬ ‫النشيطة بدار الشباب بني مكادة‪ ،‬تحت شعار‬ ‫“الطفل والذكاءات المتعددة”‪.‬‬ ‫وجاء في الورقة التي وضعها المنظمون‬ ‫كأرضية للنقاش في هذه الدورة‪ ،‬توصلت جريدة‬ ‫“الشمال ‪ ”2000‬بنسخة منها‪ ،‬أن فرع الجمعية‬ ‫يهدف من خالل تنظيمه هذه الدورة التكوينية‬ ‫إلى تمكين الشباب والمراهقين من اكتساب‬ ‫مجموعة من المهارات المتعلقة بالسلوك‬ ‫الفردي للمواجهة الفعالة لمطالب وتحديات‬ ‫التعامل مع الطفل في شكل منهج متكامل لبناء‬ ‫وتنمية توجهاتهم السليمة؛ مثل القدرة على‬ ‫التواصل الجيد‪ ،‬والحسم في القرارات‪ ،‬والتخطيط‬ ‫الجيد لعملية تسيير المجموعات‪.‬‬ ‫وأضافت الورقة ذاتها أن فرع الجمعية‬ ‫المنظمة “يسعى في هذه الوقفة التربوية‬ ‫التكوينية إلى تربية وتكوين جيل قادر على‬ ‫مواجهة تحديات الحياة اليومية‪ ،‬من خالل‬ ‫تنمية قدراتهم ومكتسباتهم المعرفية والذاتية‬ ‫وتوجيهها توجيها سليما في ظل المتغيرات التي‬ ‫تعرفها الحياة التربوية بالخصوص؛ باعتبارنا‬ ‫جمعية تربوية ثقافية بالخصوص‪.”..‬‬

‫ومن جهته‪ ،‬يقول الفاعل الجمعوي محمد‬ ‫سعيد البوهالي‪ ،‬مندوب فرع الجمعية المنظمة‬ ‫ببني مكادة‪ ،‬في تصريح لجريدة “الشمال‬ ‫‪ ،”2000‬إن انخراط جمعية الشعلة للتربية‬ ‫والثقافة في مواكبة قضايا الطفولة والشباب‬ ‫في المجتمع المدني منذ تأسيسها تطلب منا‬ ‫كفرع من فروع الجمعية وباعتبارنا جزءا ال يتجزأ‬ ‫من مكونات الجمعية إلى تنظيم هذه الدورة‬ ‫التكوينية التي تسعى إلى الحفاظ على الهوية‬ ‫الثقافية التربوية للجمعية وللفرع بالخصوص‬ ‫وكذلك استمرارا لإلستراتيجية التي يتبعها‬ ‫الفرع في االنفتاح على مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني والمساهمة في تربية وتكوين أجيال‬ ‫الغد‪ ،‬خصوصا التي تشتغل بمنطقة بني مكادة‬ ‫باعتبار شبابها الفئة المستهدفة المشاركة في‬ ‫هذه المحطة التكوينية‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن جمعية الشعلة‬ ‫للتربية والثقافة ‪ /‬فرع بني مكادة تجدد وفاءها‬ ‫العميق وموعدها المنتظم مع الطفولة من‬ ‫خالل حرصها على ترسيخ وتوسيع “أيام الشعلة‬ ‫للطفل”؛ وهو وفاء يعكس‪ ،‬من جهة‪ ،‬تشبث‬ ‫الجمعية بهويتها المستمدة من اهتمامها‬ ‫ومساءلتها لقضايا الطفولة خ�لال مسارها‬ ‫ومحطاتها التنظيمية اإلشعاعية الثقافية‬ ‫والتربوية‪ .‬كما يعكس‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬انفتاح‬ ‫الجمعية على منافذ وآفاق تربوية جديدة تعكس‬ ‫عمق مواكبتها للمستجدات العلمية والتربوية‬ ‫في حقل الطفولة والتربية والتعليم‪.‬‬ ‫وختم مندوب فرع جمعية الشعلة للتربية‬

‫والثقافة ببني مكادة‪ « :‬إن نجاح هذه المحطة‬ ‫التكوينية يعتمد على انخراط جميع مكونات‬ ‫األساسية التربوية بما فيها أط��ر الجمعية‬ ‫وفريق عملها وكذلك أطر وزارة التربية الوطنية‬ ‫وكذلك وزارة الشباب والرياضة من خالل‬ ‫الفضاء المفتوح دائما للجمعيات والمنظمات‬ ‫التربوية والثقافية وانطالقا من هذا ندعو جميع‬ ‫الجمعيات المشتغلة في دار الشباب بني مكادة‬ ‫إلى التعبئة إلنجاح هذا المشروع التربوي»‪.‬‬ ‫يذكر أن ف��رع جمعية الشعلة للتربية‬ ‫والثقافة ببني مكادة تأسس‪ ،‬يوم ‪ 14‬أبريل‬ ‫‪ ،2008‬على أيدي ثلة من أبناء المنطقة الشعبية‬ ‫الذين قضوا سنوات عديدة ينشطون داخل‬ ‫صفوف هذه الجمعية الثقافية والتربوية الوطنية‬ ‫العتيدة‪ .‬وكتقليد متفرد‪ ،‬فقد حرص المؤسسون‬ ‫على فسح المجال لمختلف الطاقات والمواهب‬ ‫من أبناء الجمعية وأعضائها بغية البروز والعطاء؛‬ ‫فتعاقبت على المكتب اإلداري المسير لهذا‬ ‫الفرع‪ ،‬خالل هذه المدة القصيرة من عمره‪،‬‬ ‫أربعة مكاتب (األول كان المندوب فيه هو الفاعل‬ ‫الجمعوي حسن الحداد‪ ،‬والثاني والثالث قاده‬ ‫الفاعل الجمعوي يوسف اقريقز‪ ،‬والرابع أي الحالي‬ ‫يسهر على تسييره الفاعل الجمعوي محمد‬ ‫سعيد البوهالي)‪ .‬وقد دأب الفرع‪ ،‬منذ تأسيسه‬ ‫في التاريخ المشار إليه‪ ،‬على تنظيم أسابيع‬ ‫ثقافية وندوات علمية ومحاضرات؛ فضال عن‬ ‫الصبحيات التربوية التي تؤطرها شابات وشباب‬ ‫من أبناء الجمعية لفائدة أطفال بني مكادة‬ ‫الغنية بالمواهب والطاقات الخالقة‪.‬‬

‫قرار مندوب الصحة بوزان يوقد نار القالقل‬ ‫بمركز زومي الصحي !‬

‫‪ ‬لم تستطع الشغيلة الصحيــة العاملـــة‬ ‫بالمركز الصحي الجماعــي مع وحــدة التوليد‬ ‫بزومي‪ ،‬ومعها ساكنة القرية‪ ،‬وأعضاء‪ ‬وعضوات‬ ‫المجلس القروي‪ ،‬فك طالسم الخلفية الحقيقية‬ ‫من وراء ق��رار المندوب اإلقليمي‪ ،‬القاضي‬ ‫بالسماح لطبيب كانت قد انتفضت في وجهه‬ ‫ساكنة زوم��ي في الشهور األخ��ي��رة‪ ،‬بسبب‬ ‫تصرفاته التي أدانتها بيانات نقابية‪ ،‬وكانت‬ ‫محط حوارات ساخنة بين هذه األخيرة والمدير‬ ‫الجهوي للصحة ‪،‬العودة من جديد للعمل بنفس‬ ‫المركز الصحي ! لذلك يبقى التأويل الوحيد‬ ‫لهذا القرار‪ ،‬حسب أكثر من مصــدر نقابي‪،‬‬ ‫ومدني‪ ،‬وجماعي التقت بهم الجريـدة‪ ، ‬هو‬ ‫االستفزاز الغير محسوب العواقب‪ ،‬والنفخ على‬ ‫نار قالقل راقدة تحت الرماد‪ ،‬وحماية المناطق‬ ‫المعتمة التي ميزت تدبير المركز الصحي في‬ ‫عهد هذا الطبيب ‪.‬‬ ‫االحتقان الذي عرفه تدبير هذاالطبيب‬ ‫للمركز الصحي المذكور في عالقته بمحيطه‪،‬‬ ‫وكانت قد عكست حدته يوم اإلثنين ‪ 25‬ماي‬ ‫األخير‪ ،‬وقفة احتجاجية حاشدة‪ ،‬شاركت فيها‬ ‫ساكنة القرية جنبا إلى جنب مع الشغيلة الصحية‪،‬‬ ‫حيث ردد الجميع بصوت واحد‪ ،‬شعار “ ارحل ‪....‬‬ ‫يعني إمشي ‪....‬واش مكتفهمشي “‪ ،‬تم حسمه‬

‫مع آنصراف سنة ‪ ،2015‬نكون قد طوينا صفحة ‪ 365‬يوما من (كتاب‬ ‫المنتصف) لثاني عشرية نعيشها هذا القرن‪ ،‬وقد أخذنا العدة ـ بعدها‬ ‫ـ لقراءة ماوراء سطور الغيب الذي ينتظرنا في سنة ‪ ...2016‬أوراق‬ ‫وفصول ملونة بألوان حياتنا‪ ،‬نابضة بدقات قلوبنا‪ ...‬دماء ودموع‪...‬‬ ‫أفراح وأحزان‪ ...‬راحلون وقادمون‪ ...‬تلك أيام مضت بحلوها ومرها‪...‬‬ ‫حبلى بالدروس والعبر‪ ...‬لكن بوارق األمل فيها تبقى الحبة في أن يكون‬ ‫القادم مفيدا مجددا‪ ،‬حيث نركب اليوم ـ فرادى وجماعات ومجتمعات ـ‬ ‫قطار التاريخ السريع الذي ال تعود عجلته إلى الوراء‪ ،‬مثلها ال يعيد التاريخ‬ ‫نفسه دائما‪ ،‬حتى ال نجتر ذواتنا ونتجه نحو األفضل‪.‬‬ ‫والالفت أن يشهد األسبوع األخير من السنة المودعة‪ ،‬توافق احتفاءين‬ ‫عظيمين بعيدي المولد والميالد معا‪ ،‬حيث ال مناص من كون اإلحساس‬ ‫الواعي والمفرط بعبر وحكم التاريخ‪ ،‬سيدفع ـ بكل تأكيد ـ إلى استقراء‬ ‫المغازي المطلوبة في (تزامن قدري) كهذا‪.‬‬ ‫في ذكرى مولد المصطفى محمد صلى اهلل عليه وسلم وميالد المسيح‬ ‫عيسى بن مريم عليه السالم ما أحوج العالمين اإلسالمي والمسيحي‪،‬‬ ‫ومعهما كافة أتباع الديانات السماوية غيرالوضعية‪ ،‬الستحضار القيم‬ ‫المثلى للتعايش والتسامح والتساكن‪ ،‬في منعطف تاريخي عصيب‪،‬‬ ‫هيمنت فيه الصراعات والمفاهيم المغلوطة حول حقيقة اإلسالم وسمو‬ ‫مقاصده الحافلة بقيم السلم والعدل والرحمة واإلخاء‪.‬‬ ‫وهنا يمكن القول‪ ،‬أن بناء وتجديد الوعي الفردي والجماعي باألبعاد‬ ‫السامية للشرائع السماوية‪ ،‬ال يتطلب من إنسان هذا العمر أن يعيش‬ ‫فعليا ‪ ،....‬حاالت االنفراج واالستقرار وسيادة األمن والطمأنينة التي‬ ‫يتمازج فيها العقل مع الروح‪ ،‬وهي أوضاع تبدو اليوم في حكم الندرة‪،‬‬ ‫ولكن الوعي المذكور يفرض نفسه ـ أكثر من أي وقت مضى ـ في ظل‬ ‫ظروف النكوص والشدة والمحن‪ ،‬خصوصا عندما تزحف الفتن بألوان‬ ‫شتى‪ ،‬وتعم الفوضى (غير الخالقة) في المفاهيم والممارسات‪.‬‬ ‫مع حلول السنة الجديدة‪ ،‬كثيرة هي العوامل الظرفية التي تتنازع‬ ‫في ما بينها‪ ،‬لتجعل من (المسألة الشمالية) عموما‪ ،‬ومن جهة (طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة) خصوصا‪ ،‬وضمنها القطب (طنجة) على الوجه األخص‪،‬‬ ‫صاحبة االستحقاق األول واألوفر حظا في تصدر أولويات الفاعل الرسمي‬ ‫في الخريطة المغربية ذات الروافد المتعددة‪ ...‬حتى حط التاريخ رحاله‬ ‫أخيرا في محطة (طنجة الكبرى)‪ ..‬والبقية تأتي‪..‬‬ ‫إنه ـ بكل تأكيد ـ مشروع دولة ومجتمع‪ ،‬انصهر في ركب رهان ملكي‬ ‫مستقبلي‪ ،‬ما فتئ يصل ماضي المنطقة بحاضرها‪ ،‬منذ ما ينيف عن عشر‬ ‫سنوات خلت‪ ،‬بدأت تتشكل فيها أولى مالمح االتساع الجغرافي لرقعة‬ ‫(المغرب النافع)‪ ،‬وقد غدا قطاره السريع في حقبة (ما بعد الحسن الثاني)‪،‬‬ ‫يتلمس اتجاهه الصحيح صوب (شمال مغربي) ظل لعقود طويلة خارج‬ ‫التغطية لدى دوائر القرار (المركزي والجهوي)‪ ،‬عن سبق إصرار وترصد‪!..‬‬

‫(االحتقان ) بقرار إداري انتصر لألصوات المحتجة‪،‬‬ ‫مما خلف ارتياحا واسعا في صفوف كل من علم‬ ‫بنهاية مشوار الطبيب المشار إليه بالمركز‬ ‫الصحي لعاصمة قبيلة بني مستارة ‪. ‬‬ ‫لكن م��ا ه��ي إال ستة أش��ه��ر وتنتهي‬ ‫“المسرحية اإلدارية “ بقرار تحدى فيه مندوب‬ ‫الصحة إرادة الطيف المدني والحقوقي‬ ‫والسياسي والنقابي بمنطقة زومي ‪ .‬فقد علمت‬ ‫الجريدة بأن الطبيب المذكور قد استأنف في‬ ‫األيام األخير عمله بالمركز الصحي الجماعي مع‬ ‫وحدة التوليد بزومي !‬

‫اللغم الذي ألقى به المسؤول األول على‬ ‫رأس قطاع الصحة بإقليم وزان‪ ،‬استنكره كل من‬ ‫علم به ‪ .‬وهكذا سارعت نقابة ( كدش) إلى دق‬ ‫باب المدير الجهوي للصحة من أجل إسقاطه‪،‬‬ ‫كما تداول المجلس القروي الموضوع في دورته‬ ‫األخيرة‪ ،‬وقرر إحاطة السيد عامل اإلقليم بخطورة‬ ‫قرار المندوب الغير المفكر فيه‪ ،‬أما رئيس‪ ‬فريق‬ ‫االتحاد االشتراكي بمجلس المستشارين‪ ،‬فقد‬ ‫تناول الموضوع مع وزي��ر الصحة‪ ،‬كما صرح‬ ‫للجريدة مصدر جد مقرب ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫قد ال نجادل من حيث المبدأ‪ ،‬في ما تنطوي عليه إشكالية تصنيف‬ ‫المغرب بين (نافع) و(غير نافع)‪ ،‬من نفحة استعمارية عفا عنها زمن ستين‬ ‫عاما من (االستقالل)‪ ،‬حيث الوطن ـ أوال وأخيرا ـ لجميع أبنائه‪ ،‬ال فضل‬ ‫ـ اليوم ـ لشماله على جنوبه‪ ،‬وال لشرقه على غربه‪ ،‬إال بالروح الوطنية‬ ‫الصادقة لخدمة هذا لبلد والذود عن ثوابته وتنمية مكتسابته‪ ،‬تحت لواء‬ ‫القيادة الرائدة للملك المحبوب محمد السادس‪...‬‬

‫كل عام و�أنتم بخري‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫�إ�صدار جديد‬

‫إضاءات على خبايا لقاء إلياس العماري بالحسيمة‬ ‫وافانا موقع “حوار الريف” بتعليق حول اللقاء الذي أجراه السيد إلياس العماري ‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬يستعرض فيه مختلف القضايا التي عرضت للنقاش خالل هذا اللقاء الذي تميز‬ ‫بحضور واسع للمنتخبين وللفاعلين السياسيين بالمنطقة‪.‬‬ ‫التعليق من توقيع محمد الزياني‬ ‫لقد جاء لقاء ع��راب حزب البام ورجله‬ ‫القوي العماري مع المنتخبين والجمعيات‬ ‫المدنية بالحسيمة لتُثار العديد من التساؤالت‬ ‫حول خلفيات هذا التحرك التي أغاضت أقرب‬ ‫المقربين في حزبه قبل غيرهم ‪.‬‬ ‫فهو ج��اء إل��ى الحسيمة في أول زي��ارة‬ ‫سياسية ‪ ،‬إن صح التعبير‪ ،‬بعد أن لبس‬ ‫قبعة رئاسة الجهة وأراد أن ينزل إلى األرض‬ ‫لمواجهة المشاكل السياسية والتنموية‬ ‫مفضال الخروج من الكواليس واألدوار الغامضة‬ ‫لرجل الظل‪.‬‬ ‫فسواء شاء أم أبى فإن لقاءه جاء معلوال مع‬ ‫زيارة أخرى بنفس المضمون لرجل دولة آخر‬ ‫مرّ من هنا قبل أسابيع وأسَرَّ بدوره لنفس‬ ‫المنتخبين بعدد من المشاريع كان قد دشنها‬ ‫الملك اختير لها عنوان براق وجذاب سميت‬ ‫بمنارة الحسيمة ‪ .‬فهل تشكل زيارته تتميما‬ ‫لزيارة والي جهة طنجة أم مسحا لصورة رجل‬ ‫اإلدارة الترابية وترسيخا لصورة رجل منتخب‬ ‫أراد أن يقول ألنصاره أنا من يحكم هنا وال‬ ‫أحد غيري ‪ .‬ولو أن المعني باألمر يرفض هذه‬ ‫القراءة ويعتبر مبادرته بعيدة عن هذا التأويل ‪.‬‬ ‫غير أن للموضوع بيانا آخر ‪ ،‬فكما يقول‬ ‫أنصار نظرية التفكيكية ذات المنهج الفوضوي‬ ‫التي استعملها دريدا لدك معاقل الميتافيزيقية‬ ‫بعد أن استلهم هذا المفهوم من مارتن‬ ‫هيدجر ‪ ،‬فالنص أو الخطاب أو المبادرة التي‬ ‫يقوم بها شخص أو جماعة أو ‪ ..‬يمكن أن‬ ‫تخضع الستنطاق تفجر دواخله بشتى المعاني‬ ‫وتقضي على انسجام صاحب النص كما أراده‬ ‫هو لنفسه بحيث يصبح مفصوال عنه ويخضع‬ ‫لسلطة التأويل والتفسير لمن يتصدى لهذا‬ ‫النص أو الخطاب ‪..‬‬ ‫فقبيل برمجته للقاء الحسيمة كانت قد‬ ‫تسربت بعض المعلومات عن إلغاء صفقة حول‬ ‫دراسة المخطط االستراتيجي للجهة كان قد‬ ‫أعلن عنها والي الجهة ‪ ،‬حدث ذلك بعد أن‬ ‫كانت الصفقة قد كادت أن تستقر على مكاتب‬ ‫دراسات قبل أن يتدخل رئيس الجهة لتوقيف‬ ‫الصفقة في انتظار أن تعلن باسمه الحقا ‪،‬‬ ‫وبالمناسبة كان حوار الريف قد تطرق لهذا‬ ‫الموضوع وتساءل حول قانونية إعالن والي‬ ‫الجهة لصفقة ضخمة باسم الجهة في ظل‬ ‫قانون تنظيمي للجهة خول لرئيسه سلطات‬ ‫واسعة في ميدان الصفقات العمومية بحيث‬ ‫ص��ارت غير خاضعة أصال لمصادقة سلطة‬ ‫الوصاية ‪.‬‬ ‫وإذا كان رئيس الجهة قد وجه رسالة‬ ‫قوية للمهرولين الجمعويين الذين غصت‬ ‫بهم قاعة الجهة بالحسيمة مفادها أن منهجية‬

‫منح الدعم التي كانت سائدة في الماضي قد‬ ‫انتهت ‪ ،‬ومع على الجمعيات التي تلتمس الدعم‬ ‫إال أن تغيِّر منهجية البحث عن التمويل باتباع‬ ‫طرق الشفافية والقبول للخضوع للمراقبة‬ ‫والمحاسبة الدقيقة لمشاريعها التي تنوي‬ ‫اقتراحها ‪ ،‬وهي فكرة على درجة من األهمية‪،‬‬ ‫لكن هل سيصمد إلياس العماري مع لوبيات‬ ‫الجمعيات التي ألِفت أن تستعمل الدعم كنوع‬ ‫من الهبة إن لم نقل غنيمة‪! ‬؟‬ ‫في سياق آخر أعلن رئيس الجهة في لقائه‬ ‫مع رؤساء الجماعات عن جملة من المشاريع‬ ‫التي تنوي الجهة إنجازها ‪ ،‬وبدا أن اللقاء في‬ ‫حد ذات��ه ينقصه التحضير التقني الدقيق ‪،‬‬ ‫لكونه جاء عاما جدا ويستهدف مناطق محفوفة‬ ‫بمخاطر االن���زالق‪ ،‬وعلى رأسها مشرعين‬ ‫هامين‪ ،‬األول يتعلق بتشخيص وضعية‬ ‫الساكنة المعروفة بزراعة القنب الهندي للبحث‬ ‫عن البدائل الممكنة ‪ ،‬والمشروع الثاني يتعلق‬ ‫بإحصاء المهاجرين األفارقة وتحديد حاجياتهم‬ ‫وكذا إحصاء المهاجرين في أروبا المنحدرين‬ ‫من الجهة والبحث معهم عن المشاكل التي‬ ‫يعانون منها في جهتهم بل والتساؤل عن‬ ‫أسباب عدم استثمار أموالهم في مشاريع‬ ‫تنموية بالمنطقة ‪.‬‬ ‫وفيما يخص الموضوع األول المتعلق‬ ‫بزراعة الكيف فإن الدولة تمتلك من الدراسات‬ ‫والتشخيصات ما يكفي ‪ ،‬وقد جربت بدائل‬ ‫باءت كلها إبالفشل الذريع ‪ ،‬فيكفي أن نعود‬

‫إلى تجربة التشخيص الذي قامت به وكالة‬ ‫تنمية مناطق الشمال بشراكة مع اللجنة‬ ‫األممية المكلفة بمحاربة المخدرات والجريمة‬ ‫سنة ‪ ،2007‬فقد أنتجت ع��ددا هائال من‬ ‫الخرائط والتصورات والبدائل انتهت إلى نتائج‬ ‫متواضعة جدا ‪ ،‬إن لم نقل عديمة الجدوى ‪،‬‬ ‫لم تسفر عن أي بديل يذكر ‪ ،‬وانتعشت زراعة‬ ‫القنب الهندي التي ازدادت احتدادا ‪.‬‬ ‫أما الموضوع الثاني المتعلق بالمهاجرين‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬فإن األمر ستكون له حساسية‬ ‫خاصة لكونه سيكون محصورا في مهاجرين‬ ‫من فضاء الجهة فقط ‪ ،‬فضال عن كون الدولة‬ ‫ال تنقصها اإلحصائيات والتشخيصات حول هذا‬ ‫الموضوع ‪.‬‬ ‫إن ال��ذي يُتَخوّف منه ‪،‬هو أن يكون‬ ‫الرابح األكبر من المشاريع التي أعلنتها الجهة‬ ‫هي مكاتب الدراسات التي بدأ يسيل لعابها‬ ‫للحصول على الكعكة ‪ ،‬فيما أن التشخيص‬ ‫ال��ذي يتطلب القيام به من ط��رف الجهة‬ ‫يجب أن يتجاوز األبعاد التقنية المحضة ‪ ‬نحو‬ ‫االنخراط مع الساكنة بروح تنموية واجتماعية‬ ‫تحفز المواطنين على البناء والعمل ضمن وعي‬ ‫المصير المشترك ‪ ،‬فيما أن مكاتب الدراسات‬ ‫ال يهمها سوى إنجاز الدراسات والخرائط ‪،‬‬ ‫الموجودة أصال ‪ ،‬التي يعول عليها من طرف‬ ‫رئيس الجهة لتسويقها للبحث عن التمويل‬ ‫لفائدة هذه المؤسسة ‪ .‬‬

‫إعدادية ابن بصال بمشرع بلقصيري‬ ‫تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف‬

‫في إط��ار األنشطة الثقافية والفنية‬ ‫التي دأبت الثانوية اإلعدادية ابن بصال على‬ ‫تنظيمها ‪ ،‬والتي أصبحت تقليدا تربويا محمودا‬ ‫خدمة للناشئة التعليمية ‪ ،‬خلد النادي الثقافي‬ ‫والفني بشراكة ودعم من جمعية اآلباء ذكرى‬ ‫خير البرية ‪ ،‬سيد المرسلين وخاتم النبيين ‪،‬‬ ‫سيدنا محمد عليه الصالة والسالم ‪ ،‬صاحب‬ ‫رسالة اإلسالم والداعي لقيم السالم والمحبة‬ ‫والتسامح‪.‬وقد استمتع التالميذ بأناشيد دينية‬

‫وروحية أدتها المجموعة الصوتية بالمؤسسة‬ ‫برئاسة العازف والفنان األستاذ محمد الكايدي‬ ‫التي أطربت النفوس وشدت الوجدان ونقلت‬ ‫الحضور الكريم إلى استحضار خصال الصادق‬ ‫األمين وك��ذا ترتيل آي��ات من الذكر الحكيم‬ ‫وإنشاد المديح والسماع الجميل ونحن جميعا‬ ‫نشدو عالما يروم األمن واألمان والسلم والسالم‬ ‫والتعايش والوئام ‪.‬‬

‫محمد درعاوي‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في ما يجب علينا من محبته‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬أن نحقق محبته اعتقاداً وقو ًال‬ ‫وعم ً‬ ‫ال ‪ ،‬ونقدمها على محبة النفس والولد والناس‬ ‫أجمعين ‪ ،‬قال تعالى ‪ُ :‬‬ ‫ان �آ َبا�ؤُكُ ْم َو�أَ ْبنَا ؤُ�كُ ْم‬ ‫«ق ْل �إ ِْن كَ َ‬ ‫ريتُكُ ْم َو�أَ ْم َو ٌ‬ ‫وها‬ ‫ال ْاق رَت َْفت ُ​ُم َ‬ ‫َو�إ ِْخ َوانُكُ ْم َو َ�أزْ َو ُ‬ ‫اجكُ ْم َو َع ِ�ش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو جِ َ‬ ‫ار ٌة تَخْ َ�ش ْو َن كَ َ�س َاد َها َو َم َ�ساكِ ُن ت َْر�ض ْون َ​َها �أ َح َّب‬ ‫ت َ‬ ‫�إِ َل ْيكُ ْم مِ َن ال َّلهِ َو َر ُ�سولِهِ َو ِج َهادٍ يِف َ�سبِيلِهِ َف رَ َ‬ ‫ت َّب ُ�صوا‬ ‫َحتَّى َي�أْت َِي ال َّلهُ ِب�أَ ْمرِ ِه َوال َّلهُ ال َي ْهدِي ا ْل َق ْو َم ا ْل َف ِ‬ ‫ِني‬ ‫ا�سق َ‬ ‫»‪.‬‬ ‫يقول القاضي عياض عن هذه اآلية ‪ « :‬فكفى‬ ‫بهذا حضاً وتنبيها وداللة وحجة على إلزام محبته‪،‬‬ ‫ووجوب فرضها‪ ،‬واستحقاقه لها ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪ -‬إذ قرَّع ‪ -‬سبحانه ‪ -‬من كان ماله وأهله‬ ‫وولده أحب إليه من اهلل ورسوله‪ ،‬وأوعدهم بقوله‪-‬‬ ‫تعالى‪َ « : -‬ف رَ َ‬ ‫ت َّب ُ�صوا َحتَّى َي�أْت َِي ال َّلهُ ِب�أَ ْمرِ ِه» ‪ ،‬ثم‬ ‫فسَّقهم بتمام اآلية‪ ،‬وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم‬ ‫يهده اهلل» ‪.‬‬ ‫إن محبة سيدنا محمد‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫فرض الزم على كل مسلم حباً صادقاً مخلصاً؛ ألن‬ ‫اهلل ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬قال‪ُ :‬‬ ‫«ق ْل �إِن كُ نت ُْم حُ ِ‬ ‫ون‬ ‫ت ُّب َ‬ ‫ون ُي ْح ِب ْبكُ ُم ال ّلهُ َو َي ْغف ِْر لَكُ ْم ُذنُو َبكُ ْم َوال ّلهُ‬ ‫ال ّلهَ َفا َّتب ُِع يِ‬ ‫ور َّرحِ ٌيم» فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً وداللة على‬ ‫َغ ُف ٌ‬ ‫إلزام محبته ووجوب فرضها ‪ ،‬فالرسول‪ -‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ -‬يستحق المحبة العظيمة بعد محبة‬ ‫اهلل ‪-‬عزوجل‪ -‬كيف ال وهو من أرانا اهلل به طريق‬ ‫الخير من طريق الشر‪ ،‬كيف ال وهو من عرفنا باهلل‬ ‫–عزوجل‪ ،-‬كيف ال وهو من بسببه اهتدينا إلى اإلسالم‪ ،‬أفيكون أحد‬ ‫أعظم محبة بعد اهلل منه؟!!‪.‬‬ ‫جاء عمر بن الخطاب –رضي اهلل عنه‪ -‬إلى النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ -‬فقال‪« :‬ألنت أحبَّ إلي من كل شيء إال من نفسي التي بين‬ ‫جنبي» فقال النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪« : -‬لن يؤمن أحدكم حتى‬ ‫أكون أحب إليه من نفسه»‪ .‬فقال عمر‪ « :‬والذي أنزل عليك الكتاب‬ ‫ألنت أحب إلي من نفس التي بين جنبي»‪ .‬فقال له النبي ‪ -‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪« :-‬اآلن يا عمر»‪ ،‬فحب النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يجب‬ ‫أن يكون أعظم حب بعد حب اهلل تبارك وتعالى‪ ،‬أعظم من حب الولد‬ ‫والوالد‪ ،‬وأعظم من حب الوالدة واإلخوة‪ ،‬ومن حب المال والدنيا‪،‬‬ ‫وأعظم من حب الزوجة بل أعظم من حب النفس‪.‬‬ ‫إن محبة سيدنا محمد‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬طريق إلى الجنة‪،‬‬ ‫وبوابة إلى حب اهلل عزوجل‪ ،‬وعبور إلى منازل الجنان‪ ،‬ودليل كبير على‬ ‫إيمان المرء وإخالصه هلل‪.‬‬ ‫لكن كيف يجب أن تكون هذه المحبة ‪ ،‬وكيف نعبر عن حبنا لرسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وكيف نجسد ذلك في حياتنا‪ ،‬نقول هذا‬ ‫ونحن ننستقبل في هذا األسبوع شهر ربيع األول الذي يحتضن ذكرى‬ ‫المولد النبوي الشريف‪ ،‬وقد احتفلنا به فتلونا مولده‪ ،‬وروينا سيرته‪،‬‬ ‫واستحظرنا عظاته‪ ،‬وأقمنا الوالئم والحفالت لذكراه‪ ،‬وينتهي الشهر‬ ‫وننسى هذا وذاك‪ ،‬فهل يكفي هذا للتعبير عن حبنا لرسول اهلل صلى‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫اهلل عليه وسلم وتعلقنا به‪ ،‬إن من نتحدث عن حبه ونحيي ذكراه أيها‬ ‫المومنون لم يكن قواال بل كان فعاال‪ ،‬وكان فعله صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫أكثر من قوله‪ ،‬والكالم إذا لم يتبعه العمل ولم يحدث في النفس أثره‬ ‫بحيث يحملها على المصابرة والمثابرة كان اإليمان ضعيفا‪ ،‬أو كان‬ ‫كما يقول أهل النظر تصورات ال تصديقات‪ ،‬وال يكفي المحبوب أن‬ ‫تقول له إني أحبك فقط دون أن تتبع ذلك بما يؤكد هذا الحب ويزكيه‬ ‫من أعمال وتصرفات واحتمال المصاعب وتجشم المشاق في سبيل‬ ‫رضاه‪»،‬قل إن كنتم تحبون اهلل فاتبعوني يحببكم اهلل ويغفر لكم‬ ‫ذنوبكم» فهل سيكتفي منا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالتغني‬ ‫بمدائحه‪ ،‬وتالوة قصة مولده‪ ،‬وإلقاء الخطب‪ ،‬وإطعام الطعام وسقي‬ ‫الشاي وغير ذلك‪ ،‬هل سيكتفي منا بذلك وبغير ذلك ونحن بعيدون‬ ‫عن سنته ومنهجه‪ ،‬قلوبنا متنافرة‪ ،‬وعيوننا ملوثة بالنظر إلى ما حرم‬ ‫اهلل‪ ،‬وألسنتنا التنفك عن أكل الحرام والكذب وقول الزور‪ ،‬وآذاننا ال‬ ‫تتورع عن سماع الغيبة والنميمة‪ ،‬وأرجلنا ال تسعى في سبيل مصلحة‬ ‫من مصالح المسلمين‪.‬‬ ‫جميل أن نحتفل بذكرى مولد الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫ونظهر محبتنا له وسخاءنا في ذلك‪ ،‬وحري بنا أن نعظم هذه األيام‬ ‫ونجعلها مناسبة لذكر سيرته العطرة‪ ،‬والتذكير بحياته العظيمة وما‬ ‫جاء به لهذه األمة من خير ونبل وسعادة وهناء‪ ،‬وعظيم أن نجعلها‬ ‫مناسبة للحديث عن سماحة الشريعة اإلسالمية التي جاء بها وعظمتها‬ ‫وعظمة مبادئها وأسسها‪ ،‬إن شهر والدته صلى اهلل عليه وسلم يجب‬

‫أن يكون شهر االحتفال بهذا الحدث العظيم‪ ،‬وشهر‬ ‫المذاكرة في سيرته العطرة واستحضار أحاديثه‬ ‫الشريفة لتنبيه من غفل وتعليم من جهل‪ ،‬لكن‬ ‫يجب أيضا أن ال ينتهي هذا الشهر وننسى كل‬ ‫شيء ونمضي في طريق المعاصي والضالل‪ ،‬يجب‬ ‫أن تكون هذه الذكرى مناسبة لمراجعة أنفسنا‬ ‫والرجوع إلى ذواتنا لنسائلها ماذا قدمنا ألنفسنا‬ ‫خالل السنة الماضية؟‪ ،‬وماذا فعلنا لنعبر عن حبنا‬ ‫لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم؟ وماذا ننوي فعله‬ ‫في السنة المقبلة لنبرهن عن حبنا وتعلقنا بنبينا‪،‬‬ ‫فرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أيها المومنون‬ ‫لن يرضيه منا ولن يقبل منا قولنا واحتفالنا دون‬ ‫رجوعنا إلى سنته وتطبيق شريعته في الشادة‬ ‫والفادة من أمورنا‪ ،‬وفهم الدعوة اإلسالمية حق‬ ‫الفهم وتنفيذ تعاليمها‪.‬‬ ‫ال يرضيه صلى اهلل عليه وسلم منا أال أن‬ ‫نحكم القرآن الكريم في حياتنا‪ ،‬ونسير على النهج‬ ‫الذي رسمه لنا‪ ،‬أن نتعافى فنغسل قلوبنا من كل‬ ‫غل وحقد وحسد‪ ،‬وأن نكون إخوانا متحابين ننشر‬ ‫السالم والوئام بيننا‪ ،‬وأن نتعاون على محاربة‬ ‫الجهل والمرض والفقر في مجتمعنا‪ ،‬وأن نتناصر‬ ‫ضد البغي والظلم‪ ،‬وأن نحارب الغش والفساد‬ ‫والرشوة وكل أسباب االنحراف‪.‬‬ ‫ال يرضيه صلى اهلل عليه وسلم منا إال أن‬ ‫نراجع تعاليم ديننا ونحاسب أنفسنا على القيام بها‬ ‫وأن نعمل على إحياء ما اندثر منها‪ ،‬وصقل ما عال‬ ‫الموجود منها من صدا البدع واالنحرافات‬ ‫إن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته‪ ،‬وإال لم يكن صادقاً في‬ ‫حبه‪ ،‬وكان مدعياً‪ ،‬فالصادق في حب النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫من تظهر عالمة ذلك عليه‪ ،‬وأولها االقتداء به واستعمال سنته واتباع‬ ‫أقواله وأفعاله‪ .‬وامتثال أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في‬ ‫عسره ويسره‪ ،‬ومنشطه ومكرهه‪ ،‬وإيثار ما شرعه وحض عليه على‬ ‫هوى نفسه‪ ،‬وموافقة شهوته‪ ،‬فهل أنت كذلك يا من تدعي حب سيدنا‬ ‫محمد ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ، -‬هل أنت من المُسَلِمين ألمره‪،‬‬ ‫الوقافين عند شرعه‪ ،‬المتبعين لسنته‪ ،‬الملتزمين طريقه ونهجه‪ ،‬اسأل‬ ‫نفسك أيها المؤمن‪ :‬أين أنت من سنة رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،-‬كيف حبك لرسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬هل هناك دليل‬ ‫وبرهان على صدق حبك لرسول اهلل‪ ،‬أم أن األمر ادعاء ال دليل عليه‪.‬‬ ‫روى الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند صحيح عن أبي مسعود‬ ‫مرفوعا‪ ،‬حياتي خير لكم ومماتي خير لكم‪ ،‬أما حياتي فأبين لكم السنن‬ ‫وأشرع لكم الشرائع‪ ،‬وأما موتي فإن أعمالكم تعرض علي فما رأيت‬ ‫منها حسنا حمدت اهلل وما رأيت منها سيئا استغفرت لكم ‪ ،‬وال شك‬ ‫أن اليوم الذي تعرض عليه فيه أعمالنا ونحن في الصف األول من‬ ‫التناصح واالتحاد واالعتزاز باإلسالم والذب عن حياضه ليوم سيكون‬ ‫فيه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قرير العين بنا يباهي األمم بحبنا‬ ‫له وسيرنا على منهجه‪ ،‬يستغفر لنا فيشفعه اهلل فينا ثم يغفر لنا وذلك‬ ‫هو الفوز العظيم‪.‬‬

‫شعار اإلسالم هو دين اإلسالم‬

‫في المجتمع ال يعيش اإلنسان بمفرده‪ ،‬بل هو جزء منه‪،‬‬ ‫وفرد من أفراده‪ ،‬لذلك ال يستطيع هذا الفرد أن يفعل ما يريد‬ ‫وما يشاء ويتحرر من ّ‬ ‫كل قيد‪ ،‬بل يلتزم بالسلوك والتّصرف‬ ‫بما يتالءم مع حقوق الغير‪.‬‬ ‫إذا أراد المرء أن يتمتّع بأمر من األمور‪ ،‬فعليه أن يكون‬ ‫كل البعد عن اإلضرار بسواه‪ ،‬هذه ّ‬ ‫هذا التّمتع بعيداً ّ‬ ‫الطرق‬ ‫التي نسلكها ّ‬ ‫كل يوم ليست ملكا إلنسان دون اآلخر‪ ،‬لذلك من‬ ‫الواجب على ّ‬ ‫كل مسلم أن يرعى حقوقها مع التّح ّلي بآدابها‬ ‫حتى ينتفع بها‪ ،‬كما يمكن لبقية البشر االنتفاع بها من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫إن األصل في الطريق‪ ،‬أن تكون للسير واالنتقال من‬ ‫مكان إلى مكان‪ ،‬ال أن تكون مكانا للجلوس‪ ،‬ولهذا ّ‬ ‫حذر نبينا‬ ‫ص ّلى اهلل عليه وسلم من الجلوس في الطريق فقال‪´:‬إيّاكم‬ ‫والجلوس في ّ‬ ‫الطرقات‪ ª‬شأن المسلم ليس إعاقة الناس عن‬ ‫أعمالهم والتسبب في المتاعب لهم أوقتل وقته في الجلوس‬ ‫على ّ‬ ‫الطرقات‪ ،‬بال موجب أو ثمرة‪ ،‬بل إن شأنه االنصراف إلى‬ ‫عمله وواجبه‪.‬‬ ‫لقد كان التحذير لإلرشاد والتعليم‪ ،‬فراجع الصحابة رسول‬ ‫اهلل ص ّلى اهلل عليه وس ّلم‪ ،‬فقالوا‪´ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ما لنا بد من مجالسنا‪ ،ª‬يعني يصعب علينا أن نتجنّب الجلوس‬ ‫فيها أحيانا لكي نتحادث في ما نحتاج إليه‪ ،‬فأمرهم ـ رسول اهلل عليه السالم ـ أن يحفظوا للطرقات حقوقها‬ ‫وآدابها‪ ،‬فقال عليه السالم‪´ :‬فإذا أبيتم إ ّ‬ ‫ال الجلوس؛ فأعطوا الطريق حقه‪ ª‬فسألوه‪ :‬وما حق الطريق ليعرفوه‬ ‫فيلزموه‪ ،‬فأجابهم رسول اللهّ ص ّلى اللهّ عليه وس ّلم‪ ،‬بأن حق ّ‬ ‫الطريق‪ :‬هو غضّ البصر وكفّ األذى‪ ،‬وردّ‬ ‫السالم‪ ،‬واألمر بالمعروف والنّهي عن المنكر‪.‬‬ ‫أول حق من حقوق الطريق ذكره الحديث ´غضّ البصر‪ ª‬معنى هذا‪ ،‬التّطلع إلى الحرمات والتّمعن في‬ ‫ما ال يليق التّمعن فيه‪ ،‬ألن النظرة سهم من سهام الشيطان‪ ،‬يفتح الباب للشّرّ الكثير‪ ،‬خاصة إذا ·„ يتعود‬ ‫اإلنسان كبح جماع عينه‪ ،‬وأن يصدّها عن التطلع إلى ما يحرّم النظر إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن غض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حدّ سواء‪ ،‬يقول ربّنا سبحانه وتعالى‪´ :‬قل للمؤمنين‬ ‫يغضّوا من أبصارهم‪ ª‬وقال اهلل تعالى‪´ :‬وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ‪).‬‬ ‫من حقوق الطريق كفّ األذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم‪ ،‬سواء باللسان أوبالنظر في بيوت اآلخرين‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫دون إذنهم‪ ،‬ويشمل النّهي السّباب والشتائم وأذية الناس في‬ ‫أعراضهم واالستهزاء والسُّخرية‪ ،‬والسّعي لإلضراربهم‪.‬‬ ‫ويدخل في ذلك أيضاً‪ :‬كل ما يؤذي مستعمل الطريق‬ ‫ويضايقه‪ ،‬إلقاء الحجر أو قاذورات تلوثه أو قطع شجرة وتكسير‬ ‫أغصانها‪ ،‬يستفيد الناس من ظ ّلها وثمارها‪ .‬قال رسول اهلل ص ّلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪´ :‬اتّقوا اللعانين‪ :‬الذي يتخ ّلى في طريق الناس‪،‬‬ ‫أو في ظ ّلهم‪ .ª‬رواه مسلم‬ ‫والحق الثالث‪´:‬ردّ السالم‪ ª‬ألن الجالس في الطريق قاعد‬ ‫وسيمر عليه إخوانه في اإلسالم‪ ،‬فيحيونه بتحية اإلسالم‪ ،‬سنّها‬ ‫خير خلق اهلل‪ .‬قال اهلل تعالى‪´ :‬وإذا حييتم بتحية‪ ،‬فحيوا بأحسن‬ ‫إن اللهّ كان على ّ‬ ‫منها أو رُدّوها ّ‬ ‫كل شي ٍء حسيبا‪).‬‬ ‫بما َّ‬ ‫أن إلقاء السالم سنّة‪ّ ،‬‬ ‫فإن الرّدّ عليه فريضة‪ ،‬وإفشاء‬ ‫السالم من جهة اإللقاء وحرية الرّد هو شعار اإلسالم دين‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ولذلك قال نبيّنا ص ّلى اهلل عليه وس ّلم‪´ :‬والذي نفسي‬ ‫بيده ال تدخلوا الجنة حتّى تؤمنوا‪ ،‬وال تؤمنوا حتى تحابوا‪ ،‬أوال‬ ‫أدّلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السالم بينكم‪).‬‬ ‫الحق الرابع‪ :‬هو ´األمر بالمعروف‪ ª‬يعني إرشاد البشر إلى ّ‬ ‫كل أمر من أمور الخير والبرّ والعدل‪ ،‬والتحبيب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فيه‪ ،‬والتّحريض عليه‪ ،‬وهذا يستدعي أن يكون األمر بالمعروف‪ ،‬مؤتمرا به منفذا له‪ ،‬وإال كان أمره ضعيف‬ ‫التأثير‪ ،‬قليل الفائدة‪.‬‬ ‫الحق الخامس‪ :‬هو (النّهي عن المنكر) أي التحذير من كل أمر قبيح مستنكر‪ ،‬ال يرتضيه العقل والدّين‪،‬‬ ‫يستدعي النّهي أن يكون الناهي عن المنكر منتهياً عنه؛ قال اهلل تعالى‪{ :‬ولتكن منكم أم ٌة يدعون إلى الخير‬ ‫ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)‬ ‫والحقوق التي وردت في رويات أخرى هي‪ :‬اإلرشاد إلى السبيل‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬واإلعانة على الحمولة‪،‬‬ ‫وذكر اهلل كثيراً؛ التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وإغاثة الملهوف‪ ،‬وهداية الضّال و‪....‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)14‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫هذا من معرفة علم النجوم‬

‫حكى ابن أبي منصور الجواليقي‪ ،‬أبو محمد إسماعيل‪ ،‬وكان من أنجب أوالده قال‪:‬‬ ‫كنت في حلقة والدي يوم الجمعة بعد الصالة بجامع القصر‪ ،‬والناس يقرؤون عليه فوقف عليه‬ ‫شاب وقال‪ :‬يا سيدي‪ ،‬قد سمعت بيتين من الشعر ولم أفهم معناهما‪ ،‬وأريد أن تسمعهما مني‬ ‫وتعرّفني معناهما فقال‪ْ :‬‬ ‫قل‪ ،‬فأنشده‪:‬‬

‫وصل الحبيب ِج ُ‬ ‫نان الخلد أسكنهـــا‬ ‫فالشمس بالقوس أمست وهي نازل ٌة‬

‫هجــره النار يصلينـــي بــه النــارا‬ ‫إن لم يزرنــي‪ ،‬وبالجـــوزاء إن زارا‬

‫قال إسماعيل‪ :‬فلما سمعها والدي قال‪ :‬يا بنيّ‪ ،‬هذا شيء من معرفة علم النجوم وتسييرها ال‬ ‫من صنعة أهل األدب‪ ،‬فانصرف الشاب من غير حصول فائدة‪ ،‬واستحيى والدي من أن يسأل عن شيء‬ ‫ليس عنده منه علم‪ ،‬وقام‪ ،‬وآلى على نفسه أن ال يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف‬ ‫تسيير الشمس والقمر‪ ،‬فنظر في ذلك وحصل معرفته‪ ،‬ثم جلس‪.‬‬ ‫ومعنى البيت المسؤول عنه أن الشمس إذا كانت في آخر القوس كان الليل في غاية الطول‪،‬‬ ‫ألنه يكون آخر فصل الخريف‪ ،‬وإذا كانت في آخر الجوزاء كان الليل في غاية القصر‪ ،‬ألنه آخر فصل‬ ‫الربيع‪ ،‬فكأنه يقول‪ :‬إذا لم يزرني فالليل عندي في غاية الطول‪ ،‬وإن زارني كان الليل عندي في غاية‬ ‫القصر‪ ،‬هّ‬ ‫والل أعلم‪.‬‬

‫ق�ضى حاجته بعد توقيع الوزير‬

‫نقلت من كتاب «الهفوات النادرة‪ »...‬لمحمد بن هالل حكاية ظريفة‪ ،‬وال بدّ في الكتب من مزج‬ ‫الهزل بالجدّ‪ ،‬والحكاية هي‪:‬‬ ‫أن أبا سعيد ماهك بن بندار المجوسي الرازي كان من كبار كتاب الديلم المشهور وكان يكتب‬ ‫لعلي بن سامان أحد قواد الديلم‪ ،‬فأراد الوزير أبو محمد المهلبي أن ينفذ ماهك في بعض الخدم‬ ‫فقال له‪ ،‬وقد أراد الخروج من عنده‪ :‬يا أبا سعيد‪ ،‬ال تبرح الدار حتى أوقفك على شيء أريده معك‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫السمع والطاعة ألمر سيدنا الوزير‪ ،‬ونهض من بين يديه‪ ،‬فقال الوزير‪ :‬هذا رجل مجنون‪ ،‬وربما طال‬ ‫بي الشغل وضاق صدره وانصرف‪ ،‬فتقدّموا إلى البواب أن ال يدعه يخرج من الباب‪ ،‬فجلس ماهك‬ ‫طويال‪ ،‬وأراد دخول بيت الخالء‪ ،‬فقام يطلب ذلك فرأى األخلية مقفلة‪ ،‬وكان قد تقدم الوزير بذلك‪،‬‬ ‫قال‪ :‬كانت دار أبي جعفر الصيمري منتنة الرائحة ألجل خالء كان بها لعامة الناس‪ ،‬فوجد ماهك الخالء‬ ‫الخاص غير مقفل‪ ،‬وعليه ستر مسبل‪ ،‬فرفع الستر ليدخل‪ ،‬فجاء الفرّاش فمنعه ودفعه‪ ،‬فقال‪ :‬يا هذا‬ ‫أليس هذا بيت خالء؟‬ ‫قال‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أريد أن أعمل فيه حاجتي فلم تمنعني؟‬ ‫قال‪ :‬هذا خالء خاص ال يدخله غير الوزير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبقية األخلية مقفلة‪ ،‬فكيف أعمل وقد جئت أخرج فمنعني البوّاب‪ ،‬أفأخرى في ثيابي؟‬ ‫فقال الفرّاش‪ :‬استأذن في دخول بيت الخالء ليتقدم لك بذلك ويفتح لك أحد األخلية فتقضي‬ ‫حاجتك‪ ،‬فاشتدّ به األمر‪ ،‬فكتب إلى الوزير رقعة وقال فيها‪:‬‬ ‫«قد احتاج عبد سيدنا الوزير ماهك إلى بعض ما يحتاج إليه الناس وال يحسن ذكره‪ ،‬والفراش‬ ‫يقول ال تدخل‪ ،‬والبواب يقول ال تخرج‪ ،‬وقد تحيّر العبد في البين‪ ،‬واألمر في شدّة‪ ،‬فإن رأى سيدنا‬ ‫الوزير أن يفسح لعبده بأن يعمل ما يحتاج إليه في بيت الخالء فعل إن شاء هّ‬ ‫الل تعالى‪ ،‬والسالم»‪.‬‬ ‫ودفع الرقعة إلى بعض الحجاب‪ ،‬فأوصلها إلى الوزير‪ ،‬فلم يعلم ما أراد بالرقعة‪ ،‬فاستعلم ما الصورة‬ ‫فعرف بها‪ ،‬فضحك واستلقى على ظهره‪ ،‬ووقع على ظهر الرقعة‪:‬‬ ‫الل بحيث يختار‪ ،‬إن شاء هّ‬ ‫«يخرى أبو سعيد أعزّه هّ‬ ‫الل تعالى‪.‬‬ ‫فجاءه الحاجب بها فأخذه ودفعه إلى الفرّاش وقال‪ :‬هذا ما طلبت‪ ،‬وهو توقيع سيدنا الوزير‪ ،‬فقال‬ ‫الفرّاش‪ :‬التوقيعات يقرؤها أبو العالء ابن أبرونا كاتب ديوان الدار‪ ،‬وأنا ال أحسن أن أكتب وال أقرأ‪،‬‬ ‫فصاح ماهك في الدار‪« :‬هات من يقرأ في الدار صك الخرا!!»‬ ‫فضحك فرّاش آخر وأخذ بيده‪ ،‬وحمله إلى بعض الحجر حتى قضى حاجته‪.‬‬

‫ممّا �أو�صى به عمر بن عبد العزيز‬

‫لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة‪ ،‬دعا بنيه وكانوا أحد عشر ابناً‪ .‬وكان عنده مسلمة بن‬ ‫عبد الملك‪ .‬فأحضر عمر بن عبد العزيز أحد عشر ديناراً ونصف دينار‪ ،‬فأمره أن يك ّفن وأن يشترى له‬ ‫بنيَ‪ ،‬ليس لي مال فأوصي لكم‬ ‫مكان يُدفن فيه بخمسة دنانير ويقسم الباقي علي بنيه‪ ،‬وقال‪ :‬يا ّ‬ ‫به‪ ،‬ولكن ما تركت ألحدٍ عليكم علقة تبعة‪ ،‬وال يطأكم مدخل وال أخذ ثأر‪ ،‬وال عرض وال دم‪ .‬هّ‬ ‫والل‬ ‫الخليفة عليكم‪.‬‬ ‫فقال له مسلمة‪ :‬أو خيرٌ من هذا يا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما هو؟‬ ‫قال‪ :‬تأخذ من مالي ثالثمائة ألف دينار وتقسمها بينهم كما تريد‪.‬‬ ‫فقال عمر‪ :‬أو خير من ذلك؟‬ ‫فقال‪ :‬وما هو يا أمير المؤمنين؟‬ ‫قال‪ :‬أن تردّ المال على من أُخذ منه‪ ،‬فإنه ليس بملكك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبكى مسلمة عند ذلك‪.‬‬

‫�أعطاه البعري مبا عليه‬

‫خرج أعرابي حاجاً‪ ،‬فلما كان في بعض الطرق مات جمله فذهب إلى عمرو بن عثمان وكان يومئذٍ‬ ‫هّ‬ ‫عبدالل بن‬ ‫والي المدينة فشكا إليه فلم يعطه شيئاً فقعد األعرابي يتص ّفح وجوه الناس‪ ،‬فمرّ به‬ ‫جعفر فقام إليه األعرابي وقال‪:‬‬

‫جعفر إن الحجيح تحملـــــــوا‬ ‫أبا ٍ‬ ‫جعفر ّ‬ ‫ضنَ األميرُ بمـــــالــهِ‬ ‫أبا ٍ‬ ‫أيا جعفر يا ابن الشهيد الذي لهُ‬ ‫أبا جعفــــ ِر من بيــت آل نبــوّةٍ‬

‫وليس لرحلــي فاعلمــــنٌ بعيــرُ‬ ‫وأنت على ما فــــي يديــك أميـرُ‬ ‫جناحنا في أعلى الجنــان يطيــــرُ‬ ‫صالتهــمُ للعالميـــن طهـــــورُ‬

‫الل بن جعفر بعير يقدّمه‪ ،‬فعزله‪ ،‬وقال له‪ :‬خذه بما عليه‪ .‬فذهب غالم عبد هّ‬ ‫وكان لعبد هّ‬ ‫الل‬ ‫ليأخذ سيفاً كان على البعير‪ .‬فقال عبد هّ‬ ‫الل‪ :‬دعه‪ ،‬فقد أعطيته البعير بما عليه‪ ،‬وقال لألعرابي‪ :‬احتفظ‬ ‫بالسيف‪ ،‬فشراؤه ألف دينار‪ .‬فرحمة هّ‬ ‫الل على من كانت هذه الفعال فعالهم‪.‬‬

‫ادخلوا اجلنة فنعم �أجر العاملني‬

‫روي عنه (ص) أنه قال‪:‬‬ ‫إذا جمع هّ‬ ‫الل الخلق يوم القيامة نادى منادٍ‪ :‬أين أهل الفضل؟ فيقوم أُناس وهم يسيرٌ فينطلقون‬ ‫سراعاً إلى الجنة فتتل ّقاهم المالئكة‪ ،‬فيقولون‪ :‬إناّ نراكم قلي ً‬ ‫ال فما كان فضلكم؟ فيقولون‪ُ :‬كنا إذا‬ ‫جُهل علينا حمانا‪.‬‬ ‫ظلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا غفرنا وإذا ِ‬ ‫فيقال لهم‪ :‬ادخلوا الجنة‪ ،‬فنعم أجر العاملين‪.‬‬

‫�إن مثلك ال ي�ؤذي‬

‫دخل بعض الشطار اللصوص إلى دار خلف بن أبي أيوب فرآه قائماً يص ّلي بالليل‪ ،‬فجمع ما كان‬ ‫قماش وغيره‪ ،‬وربط ذلك صر ًة وحملها على رأسه وخلف ينظر إليه‪ ،‬ولم يك ّلمه‪ .‬فخرج‬ ‫في بيته من‬ ‫ٍ‬ ‫ال ّلص إلى الحائط فلم يقدر على النهوض‪ ،‬فقال له خلف‪ :‬يا أخي‪ ،‬ال تتعب نفسك‪ ،‬خذ المفتاح وافتح‬ ‫الباب فلع ّلك محتاج‪.‬‬ ‫فقال اللص‪ :‬هّ‬ ‫والل إن مثلك ال يؤذي‪.‬‬ ‫ثم ترك القماش وتاب إلى هّ‬ ‫الل تعالى‪.‬‬

‫الأر�ض والعبيد ملكك‬

‫كان لعبد هّ‬ ‫الل بن الزبير أرض مجاورة ألرض معاوية بن أبي سفيان وكان فيها عبيد لعمارة‪،‬‬ ‫عبدالل واغتصبوا منها قطعة‪ .‬فكتب عبد هّ‬ ‫هّ‬ ‫الل بن الزبير إلى معاوية‪:‬‬ ‫فدخل عبيد معاوية في أرض‬ ‫«وأمّا بعد‪،‬‬ ‫فإن عندك عبيداً قد اغتصبوا أرضي‪َ ،‬فمُرْهم بالكفّ عنها وإ ّال كان لي ولكم شأن»‪.‬‬ ‫يا معاوية ّ‬ ‫فلما وقف معاوية على كتاب عبد هّ‬ ‫الل بن الزبير دفعه إلى ولده يزيد فلمّا قرأه قال‪ :‬ما تقول يا‬ ‫يزيد؟ قال‪ :‬أرى أن تبعث إليه جيشاً يكون أوّله عندك وآخره عندنا يأتيك برأسه وتستريح منه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬عندي خير من ذلك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما هو يا أبت؟‬ ‫فقال‪ :‬عليّ بدواة وقرطاس‪ .‬ثم كتب فيه‪« :‬وقفت على باب ابن أخي وقد ساءني هّ‬ ‫والل ما ساءهُ‬ ‫والدنيا وما فيها هينة في جنب رضاك‪ ،‬وقد كتبت على نفسي سطوراً أشهدتُ فيها هّ‬ ‫الل تعالى‬ ‫وجماعة من المسلمين أن األرض وما فيها والعبيد الذين بها ملكك‪ .‬فضمّها إلى أرضك‪ ،‬والعبيد‬ ‫إلى عبيدك والسالم»‪،‬فلما وقف عبد هّ‬ ‫الل بن الزبير على كتابه كتب له جواباً فيه‪:‬‬ ‫«وقفت على كتاب أمير المؤمنين‪ ،‬ال أعدمني هّ‬ ‫الل بقاءه‪ ،‬وال أعدمه هذا الرأي الذي أح ّله هذا‬ ‫المحل والسالم» فلما وقف معاوية على الكتاب أعطاه لولده يزيد فلما قرأه ته ّلل وجهه فرحاً‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬يا بنيّ‪ ،‬إذ بُليت بشيء من هذا الداء داويه بمثل هذا الدواء‪ ،‬وإنّا لقومٌ لم نر في‬ ‫الحلم إ ّال خيراً‪.‬‬

‫�أعتقه ووهب له النخيل‬

‫خرج عبد هّ‬ ‫الل بن جعفر وكان يشتهر بالكرم والجود إلى بعض أسفاره‪ ،‬فنزل على نخيل لقوم‪،‬‬ ‫وفيها عبد أسود يحرسها‪ ،‬فأتى بقوته‪ ،‬وهو ثالثة أقراص (رغيف)‪ ،‬فدخل كلب إلى تلك النخيل وهو‬ ‫يلهث‪ ،‬فدنا من الغالم وهو يتشوّف إلى تلك األقراص‪ ،‬فرمى له العبد قرصاً فأكله ثم رمى له ثاني‬ ‫فأكله‪ ،‬ثم الثالث فأكله‪ ،‬وعبد هّ‬ ‫الل ينظر إليه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬يا غالم‪ ،‬كم قوتك في كل يوم؟‬ ‫قال‪ :‬ثالثة أقراص‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فلم آثرت هذا الكلب بها؟‬ ‫قال‪ :‬يا سيدي‪ ،‬ليست أرضنا بأرض كالب‪ ،‬ولم أشك أنه جاء من مسافة بعيدة‪ ،‬وهو جائع‪ ،‬ولم‬ ‫يحضرني سواها‪ ،‬فكرهت ردّه من غير شبع‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما أنت صانع في هذا اليوم؟‬ ‫قال‪ :‬أطوي (أجوع) إلى غدٍ‪.‬‬ ‫الل‪ :‬بخ بخ!! هّ‬ ‫قال عبد هّ‬ ‫والل إن هذا الغالم أسخى منّي‪ ،‬فما برح حتى اشترى النخيل والغالم‪ ،‬ثم‬ ‫أعتقه ووهب له النخيل وارتحل عنه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪818‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)724‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫«أنوال ‪ : 1921‬كارثة إسبانيا في الريف»‬

‫ال شك أن الصدى الكبير الذي خلفه االنتصار التاريخي الذي حققته‬ ‫الثورة الريفية بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي على الجيش‬ ‫اإلسباني في معركة أنوال سنة ‪ ،1921‬قد أضحى مصدرا لالستلهام‬ ‫بالنسبة لقطاعات عريضة من النخب اإلسبانية المعاصرة‪ .‬وال شك‬ ‫– كذلك – أن هذا االنتصار قد خلف رجة كبرى في الوعي الجمعي‬ ‫اإلسباني الراهن‪ ،‬ليس فقط بسبب ما خلفته الهزيمة من آثار مدمرة‬ ‫بشريا ونفسيا‪ ،‬ولكن – أساسا – بالنظر لكون الهزيمة اإلسبانية في‬ ‫أنوال شكلت ترسيخا لمراحل تراجع اإلمبراطورية االستعمارية اإلسبانية‬ ‫وانكماش نفوذها منذ سنة ‪ ،1898‬مع فقدان آخر المستعمرات اإلسبانية‬ ‫بأمريكا الالتينية والفلبين‪ .‬لقد شكلت « كارثة « أنوال شرخا كبيرا في‬ ‫جسد الدولة اإلسبانية‪ ،‬جعل صناع القرار يفكرون في احتماالت االنسحاب‬ ‫النهائي من المغرب‪ ،‬إلى جانب أن الهزيمة جعلت المسؤولين اإلسبان‬ ‫يعيدون ترتيب موقع إسبانيا داخل خريطة أوربا في سياق تداعيات‬ ‫نتائج الحرب العالمية األولى المدمرة‪ .‬لقد اكتشفت إسبانيا وجهها‬ ‫الحقيقي مع هزيمتها في أنوال‪ ،‬باعتبارها «قزما « كان يفتقد لمقومات‬ ‫مجاراة مشاريع الهيمنة والتسابق الكولونيالي األوربي للمرحلة‪ ،‬خاصة‬ ‫عقب انفراد فرنسا وإنجلترا بهيمنتهما شبه المطلقة على عوالم ما‬ ‫وراء البحار‪ ،‬بعد أن نجحتا في تجريد ألمانيا من مستعمراتها بموجب‬ ‫معاهدة فرساي الشهيرة لسنة ‪ .1919‬ورغم أن إسبانيا كانت تجر من‬ ‫ورائها تاريخا استعماريا حافال «بالبطوالت» عبر أجزاء مختلفة من الكرة‬ ‫األرضية‪ ،‬فإن ذلك لم يكن كافيا لتدعيم الموقف اإلسباني على األرض‪،‬‬ ‫بالنظر الستفحال األزمات والتناقضات اإلسبانية الداخلية وجنوح قوى‬ ‫اليمين‪ ،‬بتحالف مع المؤسسة الملكية‪ ،‬إلى إقامة نظام حكم ديكتاتوري‪،‬‬ ‫أفضى إلى استيالء الجنرال بريمو دي ريفيرا على السلطة سنة ‪،1923‬‬ ‫في إجراء اعتبر كإحدى النتائج المباشرة لهزيمة إسبانيا في واقعة أنوال‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فقد أضحى الموضوع مصدر شغف متواصل لدى إسبان‬ ‫األمس واليوم‪ ،‬من أجل فهم أسراره وتشريح خباياه‪ .‬وأثمر ذلك‪ ،‬صدور‬ ‫أعمال متواترة من الدراسات والتنقيبات الممتدة في الزمن‪ ،‬بشكل‬ ‫تحولت معه قضايا حروب الريف التحريرية إلى شأن إسباني عام‪ ،‬انخرط‬ ‫فيه الجميع‪ ،‬وتفاعل معه الجميع‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬استجابة لمنطق «‬ ‫الدهشة « العارمة التي ظل اإلسبان يحملونها تجاه حقيقة ما وقع‪ .‬فكيف أمكن لفئات محدودة من‬ ‫القرويين البسطاء قهر آلة غزو استعماري كان لها صيتها العالمي ؟ وكيف أمكن لمقاتلين « أفارقة‬ ‫متخلفين « – حسب التعبير األثير للدوائر االستعمارية للمرحلة – من التفوق على « الحضارة» األوربية‬ ‫الحديثة ؟ وقبل كل ذلك‪ ،‬كيف أمكن لجماعات كانت تعيش على «هامش» التطور الحضاري للمرحلة من‬ ‫إسقاط القناع عن حقيقة وجه إسبانيا‪ ،‬باعتبارها دولة متواضعة‪ ،‬وغير قادرة على مجاراة منطق التطور‬ ‫الذي كانت تعرفه دول أوربا الغربية خالل المرحلة المعنية ؟‬ ‫ونظرا ألن مثل هذه األسئلة قد استفزت الرأي العام اإلسباني‪ ،‬فقد انخرط الجميع في « جلبة‬ ‫« الكتابة عنها‪ ،‬في محاوالت مسترسلة لفهم حقيقة ما جرى‪ .‬ولم يقف األمر عند المؤرخين الذين‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫جعلوا األمر يتحول إلى موضوع متجدد بامتياز‪ ،‬ولكن شمل – كذلك‬ ‫– قطاعات واسعة من اإلعالميين ومن عموم المتتبعين الذي انشغلوا‬ ‫بالبحث في أسرار « كارثة أنوال» ودورها في تفعيل مجمل التناقضات‬ ‫السياسية واالجتماعية إلسبانيا خالل عقود عشرينيات وثالثينيات القرن‬ ‫الماضي‪ .‬في سياق هذا التوج العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب «أنوال ‪: 1921‬‬ ‫كارثة إسبانيا في الريف» لمؤلفه مانويل ليكينيشي‪ ،‬سنة ‪ ،1996‬في ما‬ ‫مجموعه ‪ 387‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬إضافة إلى سلسلة من‬ ‫المالحق التوثيقية ذات الصلة بالموضوع‪ .‬ويمكن القول إن هذا العمل‬ ‫يستجيب لنهم الرأي العام اإلسباني في إعادة فتح ملف أنوال‪ ،‬في عالقته‬ ‫بمجمل التطورات الداخلية التي عرفتها إسبانيا خالل المرحلة المعنية‪.‬‬ ‫ولالستجابة لمضامين هذا األفق‪ ،‬اهتم المؤلف بالبحث في واقع منطقة‬ ‫الريف وتطورات المشروع الكولونيالي فوق أرض « إفريقيا »‪ ،‬قبل االقتراب‬ ‫من «مجاهل» أرض الريف والتنقل فوق الميدان لتجميع المعطيات‬ ‫التوثيقية واإلثنوغرافية الضرورية للدراسة‪ .‬وقد استند في ذلك‪ ،‬إلى‬ ‫تحركه الميداني أوال‪ ،‬ثم إلى سلسلة من األعمال العلمية ذات الصلة‪،‬‬ ‫وعلى رأسها تلك التي أنجزها بعض الباحثين المغاربة المعاصرين‪ ،‬من‬ ‫أمثال الراحل جرمان عياش‪ .‬ويبدو أن العمل قد استجاب لنهم إسباني‬ ‫متجدد لفهم حقيقة ما جرى في إطار « نكبة أنوال «‪ ،‬سواء في شقها‬ ‫المرتبط بالخصوصيات التاريخية واالجتماعية والثقافية المغربية‪ ،‬أم في‬ ‫شقها المرتبط بخصوصيات التناقضات اإلسبانية الداخلية التي عكست‬ ‫الكثير من مظاهر االنكسار أمام هزائم استعمارية متتالية‪ ،‬هنا وهناك‪،‬‬ ‫من كوبا إلى الريف‪ ،‬مرورا بالفلبين‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد انزاح الكتاب نحو التشكيك‬ ‫في اليقينيات اإلسبانية المتوارثة‪ ،‬من أجل وضع أسس قراءة بديلة‬ ‫لخصوصيات تطور األوضاع فوق « أرض الريف «‪ ،‬ولجوهر انكسار المغامرة‬ ‫الكولونيالية اإلسبانية بعموم بالد المغرب‪ .‬وانسجاما مع هذه الرؤية‬ ‫العامة‪ ،‬فقد انساب العمل في شكل متن حدثي لم يهتم كثيرا بضرورات‬ ‫الضبط العلمي وال بالتوثيق المنهجي المرتبط باإلحاالت وبالمصادر‬ ‫وبالهوامش‪ ،‬في مقابل التركيز على إغناء العمل بالبعد المرتبط بالحكي‬ ‫االنطباعي المباشر‪.‬‬ ‫ورغم أن الكتاب يظل مجرد تجميع لنتائج تحقيق صحفي‪ ،‬فالمؤكد أن عمقه التاريخي ومنحاه‬ ‫التنقيبي وأدواته الميدانية في التقصي وفي البحث‪ ،‬تشكل عناصر قوية داخل العمل‪ .‬ونظرا لتشابك‬ ‫قضايا الموضوع في شقيه اإلسباني والمغربي‪ ،‬فقد أضحى يستجيب للمستويين المتكاملين في‬ ‫التدوين‪ ،‬رصد آثار معركة أنوال على الوعي الجمعي اإلسباني من جهة أولى‪ ،‬ثم إبراز دورها في تأزيم‬ ‫أوضاع الدولة اإلسبانية الكولونيالية المتوارية من جهة ثانية‪ .‬إنها قراءة من الداخل‪ ،‬توفر الكثير من‬ ‫العناصر االرتكازية الضرورية إلعادة تقييم أشكال تفاعل الرأي العام اإلسباني مع الملفات المغربية‬ ‫الملتهبة‪ ،‬سواء من موقع الفاعلين المباشرين في األحداث‪ ،‬أم من موقع المتتبعين من خارج دوائر‬ ‫المسؤولية المباشرة لدواليب الدولة‪.‬‬

‫زمان االنغالق‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬قدسية وصية «إيزابال كاتوليكا»‪ ،‬في احتالل المغرب وتنصيره‪ ،‬كان قد آن أوان تنفيذها‪ ،‬فاتجهت‬ ‫«األرمادا» اإليبيريا اإلسبانية إلى خوض حرب تطوان سنة‪-1860‬للميالد ‪ .‬وذلك بعد خروجها من وهران ومن‬ ‫أمريكا ‪ .‬كان اإلسبان مغمورين مستكشفين‪ ،‬ولهم عيون وجواسيس بجنوب البحر األبيض المتوسط‪ ،‬للجار‬ ‫األقرب لهم ‪ .‬بينما فقهاء المغاربة بعقلية كالسيكية‪ ،‬إذ لم يستطيعوا الخروج من التخلف‪ ،‬ولم يكن يدركون‬ ‫الخطر الحقيقي الخفي نحو بلدهم والذي يحوم حولها ‪.‬‬ ‫لم يكن المخزن يع ما يحدث في أروبا ‪ .‬واألوضاع األروبية في احتالل المغرب ‪َّ .‬‬ ‫ألن عجلة التغيير كانت راكدة‬ ‫والتي فصلت المغرب عن قضاياه المصيرية من جراء تعميم الفساد ‪ .‬ولم تكن تسير إلى األمام ِّ‬ ‫لتنظرَ لزيارات‬ ‫بلدان الغرب الستكشاف تقدمها ‪ .‬سادت عقلية « الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر « ثمَّ وصفة «اهلل يهلك القوم‬ ‫الكافرين وينصرنا عليهم» ‪ .‬الفقيه ذو العقلية التقليدية يقدِّم تأويالت وتفسيرات انطالقا من‬ ‫المرجعية المتخلفة المتحكمة فيه ‪ .‬هذا األخير أخضع االختراعات الفكرية إلى تلك العقلية ‪.‬‬ ‫و« العلماء « مارسوا رقابة صارمة على كل ما يأتي من الغرب ‪ .‬كانوا يرون َّ‬ ‫أن أروبا لم تكن‬ ‫ترغب في التدخل في الشأن المغربي إال من أجل مصلحتها ‪ .‬باعتقادهم َّ‬ ‫أن األجانب‪ ،‬أسباب‬ ‫هموم المغرب ولم يأتوا بأي نفع ‪..‬فكان االنقسام لمظهرين‪ ،‬أحدهما للعلم والحرية واآلخر‬ ‫للسيطرة واالحتالل ‪ .‬االستعمار اكتشف من خالل جواسيسه نظرة تنطوي على مواقع الضعف‪،‬‬ ‫في المغرب الذي كان في غفلة من أمره ‪ .‬وما استرعى انتباهه لضعف منظومة « الحرْكة»‪،‬‬ ‫إذ كان المخزن يظنُّ َّ‬ ‫أن الجيش المغربي ال ينقصه أي شيء ‪ .‬حتى جاء االستعمار‪ ،‬فاستكشف‬ ‫انبهاره من باب السحر الذي كان يؤوله الفقهاء « دينيا «‪ ،‬من ازدواجية االنجداب ويجعلونه‬ ‫يتأرجح بين العلم والخرافة أو شطحات بعض المتصوفة ‪ .‬عاش المغرب هزيمتين عسكريتين ‪،‬‬ ‫خلفتا أثرا سيئا في نفوس المثقفين المغاربة‪ .‬حرب إيسلي وحرب تطوان ‪.‬إذ كان يتكالب في‬ ‫صراع على المغرب اإلبيريين‪ .‬ومنه االختراق إلى افريقيا‪ ،‬وهو مشروع يقوم على مستعمرات‬ ‫في جنوب المتوسط ‪ .‬إبانئذ حضر ولي عهد فرنسا إلى طنجة ليراقب حرب تطوان‪ ،‬حيث‬ ‫تدخلت بعدئذ مع بريطابيا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مقابل فدية‪ ،‬انسحبت على إثرها‬ ‫إسبانيا من تطوان ‪.‬‬ ‫المجتمعات التي تخشى التجديد والتطور‪ ،‬استحوذت عليها نمطية وعقلية القرون‬ ‫الوسطى ‪ .‬كانت تعيش في سبات عميق‪ ،‬بغشاوة على أعينها‪ ،‬وكان أيضا كمياؤها مختلف ومتخلف ‪ .‬هو زمان‬ ‫االنغالق « الخزي « الذي تمخض عنه االحتالل الذي يكرس ديمومة التبعية لعبد مغلوب الذي يتبع سيده ‪.‬كان‬ ‫المغرب قد بدأ في بناء منظومة ديبلوماسية بداية عهد المماليك ( عز المغرب معنينو ) عمل السالطين على‬ ‫تفعيل العمل الديبلوماسي من باريس واسطانبول وموسكو ومدريد ولندن ونابولي وجنوب الصحراء ‪ .‬من بين‬ ‫السفراء الجعيدي والمكناسي ومحمد بن سعيد في عهد سيدي محمد بن عبد الرحمان الذي كلفه بمهمة في‬ ‫باريس‪ ،‬وبرئاسته وفد يتكون من بينهم إمام وحجام ويهودي لتقديم الهدايا إلى ملك فرنسا نابوليون الثالث‬ ‫ولتسليمه رسالة سلطانية عن المعاهدة المجحفة والغير المتكافئة مع فرنسا وإسبانيا وبريطانيا ‪ .‬حيث يقول‬ ‫بن سعيد َّ‬ ‫إن الترجمان الفرنسي ال يريد ترجمتها وأعيدت كتابتها ‪ .‬انطلقوا من طنجة‪ ،‬إذ كان محمد بن سعيد‬ ‫يحسن األمور دون غيره ‪ .‬سبق له ْ‬ ‫أن اشتغل بالتجارة مع والده وتولى بعدها عمالة سال لمدة ثالثين سنة ‪.‬‬ ‫اضطلع أثناءها على رحلة الطهطاوي وابن بطوطة ‪ .‬انتهت هذه السفارة بعد ثالثة أشهر‪ .‬من أعمال بن سعيد‬ ‫أيضا إقناع الممثل السلطاني بطنجة‪ ،‬المشاركة في معرض أقيم في باريس‪ ،‬وقد شارك فيه المغرب بالفعل سنة‬

‫‪1867‬م بوفد من ستين حرفيا تحت رئاسة الحاج القباج الفاسي ‪.‬في قضية القرصنة البحرية أشهر سفراء المغرب‬ ‫كان محمد بن عثمان المكناسي الذي صار على منوال الغساني والغزال في تأليف آداب الرحلة على الشكل‬ ‫والمضمون ‪ .‬انتمى إلى دار المخزن ‪ .‬كلف بشؤون الدولة في عهد موالي سليمان ( اإلكسير في فك األسير )‪ ،‬في‬ ‫رحلته الشهيرة إلى نابولي وإسبانيا‪ .‬كانت نابول غارقة في عصر التنوير في عهد بوربون حيث كان « فولتير «‬ ‫يعتبرها تظاهر باريس في كل شيء‪ ،‬وكان يطلق عليها نابولي الفرنسية ‪ .‬عاصمة األنوار باريس والمجتمع الذي‬ ‫قطع مع الكنيسة باتجاه العلمانية في تجديد ال يتغير من االختراعات وتقديم أساليب الحداثة والمواطنة وذلك‬ ‫بدءا من الخروج‪ ،‬من القرون الوسطى‪ ،‬وهو عصر األنوار في أروبا ‪ « .‬فرناندو بوديل « يصفها بمدينة الحاضرة‬ ‫‪ .‬والحجوي تمثلها بالمدنية والحضارة ومرادفة للحداثة والعرفان والمعرفة التي هي أساس لذلك ‪ « .‬فيكتور‬ ‫هيكو « يعنون القرنين السابع عشر والثامن عشر‪ ،‬هما بداية لعملية الفكر والحداثة حيث‬ ‫شكلت إشكالية أروبية ‪ « .‬بودلير « القرن التاسع عشر و« بالزاك « و« شاطو بريون» وصفوا‬ ‫الحداثة بإشكالية كونية ‪ .‬وهي لبلبة ذاتية لمجتمع يتساءل عن تفكير اإلنسان حول نفسه‬ ‫‪ .‬حركية المجتمعات واختيار العمل بالمنطق لتساؤالت المجتمع والقطع مع منهج الماضي‬ ‫بجميع موروثاته‪ ،‬واإليمان بقم الوقت بالكبرياء والكرامة اإلنسانية ‪ .‬هل كان عبد اهلل الفاسي‬ ‫والصايغ والحجوي مع الحداثة والتجديد ؟ وإن كانت لهذا األخير أعمال قيمة من قيمة أعمال‬ ‫محمد عبدو ‪ .‬هؤالء الرجال تساؤالتهم ومراجعاتهم لموروثات الماضي بعد زمان االنغالق‬ ‫لإلنسان المغربي‪ ،‬واألرض والقمع ولى‪ ،‬إذ حدث نضج لضرورة التجديد وهم يحملون لغة‬ ‫البلد ويرغبون في العلم ومعلومة اآلخر والمعرفة عنه‪ ،‬هي أحقية اإلنسان في زمان ما كان‬ ‫يقال « دار اإلسالم ودار الكفر « ‪ .‬استحضار عالمية اإلسالم وهو دين كوني ‪ ( .‬وما أرسلناك‬ ‫إال رحمة للعالمين – صدق اهلل العظيم ) ‪ .‬وهل كانت رحلة المغاربة رحلة الحداثة أم شيء‬ ‫آخر ؟ كان الحجوي يسائل عن مأكل ومشرب الغربيين حالل أم حرام ؟ أسلوب لباسهم ليس‬ ‫له أي عالقة بالعقيدة اإلسالمية ‪ .‬ما جاء عن الحجوي‪ ،‬أنه كان يجب تعلم لغاتهم إذا ما تواجد‬ ‫المسلم في ديارهم‪ ،‬وليس له ذلك من تأويل فقهي خاطئ ‪ .‬إذا كانت المجتمعات المسلمة‬ ‫تصف الغربيين بالكفرة والطغاة‪ ،‬جاء ذلك على لسان الكردودي‪ ،‬وكان من المنطق تجاوز هذه‬ ‫النمطية واإلقدام على الحوار مع اآلخر ‪ .‬فكانت هناك تساؤالت حول المسافرين والمهاجرين‬ ‫وخصوصا السفراء إلى أروبا‪ ،‬إذ‪ ،‬إن كانوا قد جلبوا منها العلم والمعرفة وأسرار عسكريتها و مخابراتها‪ ،‬وأسباب‬ ‫نهضتها‪ ،‬ربما لما حدثت حرب إيسلي وحرب تطوان ؟؟؟‪...‬‬ ‫سوف لن نتقيد بطروحات الحداثة العربية ألدونيس ‪ .‬وال بالحداثيين المغاربة الذين خرجوا من إيديولوجيته‬ ‫وتفكيره ‪ .‬بقولهم َّ‬ ‫إن اإلبداع معارضة وتعارض للموروث الفكري والفني للذاكرة من إنها نقيض للقدم ‪ .‬تكمن‬ ‫في التمرد والتغيير ‪ .‬اإلبداع حين يخضع للوعي وللتقعيد يعلن موته ؟ وهل هي تدمير لسلطة اللغة النحوية‬ ‫والمعنى ؟ يعني أن الحداثة قطيعة مع الماضي على غرار الحداثة الغربية المتأللئة‪ ،‬غربية الوجه واليد واللسان‬ ‫والدين ‪ .‬إال هذا األخير قدسيته راسخة إيمانا صادقا في وجدان المسلم ‪ .‬فهي إذن في العمق تصادر حق الحرية‬ ‫واإلبداع مع أنها تدعو لذلك ‪ .‬فهي تقدس نفسها وتدعو باإلطاحة بمقدسات اللغة العربية وبالغتها وشعرها‬ ‫وبيان لغة القرآن الكريم ‪ .‬المعرفة ليست لها حدود ‪ .‬عطش المعرفة يأتي من صرف الحرية المطلقة في العلم‪،‬‬ ‫وهي أساس التقدم والحضارة والرقي ‪ .‬هذه هي عظمة الرجال العلماء الحداثيين ‪......‬‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪818‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)289‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫مشكلة المواطنين مع اإلنارة‬ ‫العمومية‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬ ‫رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين دخلت على خط تظلمات سكان بعض األحياء‬ ‫بالمدينة‪ ،‬جراء غياب اإلنارة العمومية في بعض األحياء التجارية كمحج محمد السادس‬ ‫الذي يعتبر من األحياء الراقية بطنجة‪.‬‬ ‫غياب اإلنارة العمومية لسبب من األسباب‪ ،‬حتى وإن كان بسبب أشغال الهدم‬ ‫والبناء‪ ،‬يجعل األحياء وسكانها عرضة للعديد من المتاعب والمخاطر باعتبار أن مصباحا‬ ‫واحدا يقوم مقام رجل أمن في حماية األرواح والممتلكات‪.‬‬ ‫بالغ المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين يشير إلى أن الوضع‬ ‫لم يتغير بالرغم من تدخل المجلس الجماعي ما أجج احتجاجات وشكايات المواطنين ‪،‬‬ ‫نظرا لتزايد معدل الجريمة والسرقة واعتراض سبيل المارة‪ ،‬في األحياء القليلة اإلضاءة‪،‬‬ ‫مما ينعكس سلبا على الحركة التجارية في هذه األحياء والممرات‪.‬‬ ‫مشكل اإلنارة العمومية يجب أن يحتل األولوية في اهتمام المجلس الجماعي الن‬ ‫األمر يتعلق بحماية األرواح والممتلكت‪ ،‬في مدينة وصلت الجريمة فيها مستويات عالية‪،‬‬ ‫بالرغم من التطمينات التي تنثر هنا وهناك‪ ،‬اعتمادا على معدالت ال تعدل شيئا من‬ ‫نفسية المواطنين المتدهورة‪ ،‬وبالرغم من الجهود التي تبذلها مصالح األمن بوسائلها‬ ‫البشرية والمادية التي توجد دون حجم الجريمة المتنامية‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫شياطين بقلب المدينة يحرمون‬ ‫السكان من الراحة والسكينة!‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫ضاق العديد من سكان أحياء “خالد بن الوليد” و”عمرو بن العاص” و”األمير موالي عبد‬ ‫اهلل” بممارسات مخلة باآلداب العامة‪ ،‬ناتجة عن وجود “حانات” التتوقف عن إحداث الضجيج‬ ‫والضوضاء والفوضى العارمة في كل شيء! موسيقى صاخبة‪ ،‬مصدرها مراقص ليلية‪ ،‬ال‬ ‫تحترم الشروط القانونية‪ ،‬حيث تستمر إلى الهزيع األخير من الليل‪ ،‬وبعضها يستمر إلى‬ ‫السادسة صباحا‪ ،‬حيث تمارس بها أنشطة الدعارة‪ ،‬باإلضافة إلى تعاطي المخدرات بأنواعها‬ ‫والسكر العلني‪ ،‬وذلك عندما يخرج روادها إلى الشارع العام‪ ،‬إلكمال أشواط أخرى من الشجار‬ ‫والعراك على إيقاع وابل من السباب والصراخ‪ ،‬حيث اليتردد المدمنون المتشاجرون في إشهار‬ ‫أسلحتهم البيضاء “الطائشة” و”هراواتهم الغاضبة”‪ ،‬ربما تصفية لحسابات بينهم قائمة‪!.‬‬ ‫تفاقم الوضع بهذه األحياء‪ ،‬الكائنة بقلب المدينة‪ ،‬أفضى بها إلى حمل لقب “حومة الشياطين”‬ ‫بعدما كانت فيما مضى مزارا وإقامة ألشهر الفنانين والكتاب والمؤرخين‪...‬لكن اليوم تغيّر‬ ‫كل شيء‪ ،‬وأبى هؤالء الشياطين إال أن يعيثوا في األرض فسادا‪ ،‬مصرين على أن “يبعدوا”‬ ‫النوم من جفون السكان‪ ،‬سواء كان ذلك‪ ،‬وقت “القيلولة”‪ ،‬أوعندما يرخي الليل سدوله‪،‬‬ ‫متمادين في ترويع السياح ونزالء الفنادق‪ ،‬الموجودة بعين المكان‪ ،‬والمهنيين على السواء‪..‬‬ ‫كان اهلل في عون سكان األحياء المذكورة‪ ،‬فالراحة لهم في حضرة شياطين‪ ،‬تتنفس‬ ‫جميع أنواع الرذائل‪ ،‬و تمارس ـ عالنية ـ كل “الغرائب”!‬ ‫أكثر من هذا أن هؤالء الشياطين يتكاثرون كالفطر‪ ،‬ويتسببون في تنغيص حياة اآلخرين‪،‬‬ ‫بنوع من التسيب‪ ،‬بتطبيقهم قانون “الغاب” ضدا على راحتهم وطمأنينتهم المشروعة‪ ،‬بقوة‬ ‫القانون الوضعي والشرعي معا‪.‬‬ ‫وجراء هذه الممارسات المزعجة‪ ،‬فإن جمعية “فيالسكيس” دخلت على الخط‪ ،‬دفاعا‬ ‫عن حقوق السكان المتضررين‪ ،‬فوجهت العديد من الشكايات إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬سبق‬ ‫لجريدة طنجة أن توصلت بنسخ منها‪ ،‬لكن النتيجة كانت أشبه بصيحة في واد‪!.‬‬ ‫“إننا نريد حال واقعيا‪ ،‬اليخلو من صرامة من أجل الوصول إليه‪ ،‬وذلك حفظا لكرامتنا‬ ‫التي تهان يوما بعد يوم‪ .‬كما نهيب بالمسؤولين والمجتمع المدني‪ ،‬من أجل الوقوف بجانبنا‪،‬‬ ‫بهدف القضاء على هذا “الفيروس” الخطير الذي ينخر قلب مدينة البوغاز‪ ”..‬يشيرالسكان‬ ‫المتضررون‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫إلى ذوي األريحية‪ :‬نداء من أجل‬ ‫نور العيون‬

‫لالتصال‪0690957769 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬حي البرواقة الزنقة ‪ 52‬الرقم ‪ 4‬بنديبان طنجة‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫ع ‪.‬ك‬

‫يعاني المواطن الشــاب عيسى الدشيرى (‪26‬‬ ‫سنة) من ضعف في البصر‪ ،‬ويحتاج إلى إجراء عملية‬ ‫جراحية على مستوى القرنيتين‪ ،‬وذلك بمصحة‬ ‫العيون بالرباط‪.‬‬ ‫العملية تتطلب مبلغا مالياً‪ ،‬قدره ‪ 4‬ماليين‬ ‫سنتيم‪ ،‬وهو ماليس في مقــدور الشاب‪ ،‬النجــار‬ ‫المبتدئ الذي أصبح عاجزا عن العمل‪ ،‬حيث يوجه‬ ‫نداءه إلى المحسنين وذوي األريحية من أجل مدّ‬ ‫يد العون له‪ ،‬وملفه الطبي رهن إشارتهم‪ ،‬واهلل ال‬ ‫يضيع أجرهم‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪289‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 818‬ـ الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫بعد‬

‫حادثتين ألمتا بالجمهور الطنجي في مباراة اتحاد طنجة لكرة القدم بمراكش‪ ،‬سواء الحادثة‬ ‫التي وقعت قبل المباراة للجمهور الذي كان في الطريق إلى مراكش وشاءت األقدار أن‬ ‫يتعرض لحادثة بالقنيطرة أو الذي كان عائدا بعد نهاية المباراة‪ ،‬حيث أن األخبار الواردة علينا تحدثت‬ ‫عن نجاة أزيد من ‪ 25‬شخصا من موت محقق‪ ،‬في الساعات األولى من صبيحة يوم السبت بعد انقالب‬ ‫حافلة بالطريق السيار قرب أصيلة‪ - .‬قلت‪ -‬أن هذا الجمهور يستحق أكثر من وقفة ودعم بسب‬ ‫التضحيات التي يقدمها للفريق من خالل المغامرة بقطع المسافات الطويلة والبعيدة المتعبة مع الفريق‬ ‫في ظل الظروف الصعبة والحالة السيئة للطرق ووسائل النقل التي تقل البعض منه‪ .‬علينا أوال أن نحمي‬ ‫هذه الجماهير من خالل فرض المراقبة على بعض وسائل النقل التي تستعمل خالل مرافقة الفريق سواء‬ ‫على مستوى هياكلها ووثائقها القانونية‪ .‬خاصة أننا علمنا أن إحدى هذه الوسائل التي تعرضت للحادثة‬ ‫تفتقر إلى الوثائق الضرورية‪ ،‬ونأمل أن يكون ذلك مجرد إشاعة‪ .‬كما على فريق اتحاد طنجة أن يكون في‬ ‫مستوى المسؤولية ليتدخل لدعم الجماهير العاجزة عن تسديد حاجيات التطبيب من العناصر المصابة‬ ‫في هذه الحادثتين‪ .‬للتخفيف من عبئ الصدمة التي ستتكبد ثقلها االسرة بدون شك‪ ،‬سيما ان بعض‬ ‫المصابين سيصبحون عالة على اسرهم‪ ،‬من ذوي الدخل المحدود‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫ما هي‬ ‫لعبة كرة القدم؟‬ ‫كرة القدم هي أحد أشهر األلعاب الرياضية على مستوى العالم‬ ‫واألولى في معظم البلدان والتي تكون متاحة للجميع ومن مختلف‬ ‫األعمار واألجناس‪ ،‬وكرة القدم هي لعبة جماعية يلعب فيها فريقان‬ ‫يكون ٌّ‬ ‫كل منهما مكوناً من أحد عشر العباً في ملعب مستطيل الشكل‬ ‫طوله حوالي ‪ 105‬أمتار وعرضه ‪ 68‬متراً بحسب مقاييس االتحاد العالمي‬ ‫لكرة القدم الفيفا ويكون هذا الملعب مغطاً بالعشب‪ ،‬ويكون الهدف من‬ ‫اللعبة إحراز أكبر عدد من األهداف في مرمى الفريق الخصم عن طريق‬ ‫إدخال الكرة في ذلك المرمى الذي يكون ارتفاعه حوال مترين ونصف‬ ‫وعرضه ما يقارب السبعة أمتار‪ .‬ويتم لعب لعبة كرة القدم عن طريق‬ ‫استخدام أعضاء الجسد ما عدا األيدي التي يحظر استخدامها إال لحارسي‬ ‫المرمى اللذان يقومان بمهمة صد كرات الفريق الخصم عن مرمى‬ ‫فريقهم لمنعهم من تسجيل األهداف‪ ،‬كما أنه يمكن لالعبين التحرك‬ ‫في داخل الملعب كما يريدون وعند خروج الكرة من أرض الملعب يتم‬ ‫إعطاء الكرة للفريق الخصم آلخر العب قام بلمسها‪ ،‬كما أنّه يتم إعطاء‬ ‫كرت أصفر عند قيام أي العب بانتهاك أحد قوانين اللعبة بشكل متعمد‬ ‫كتنبيه له وكرت أحمر والذي يطرد بعده الالعب من الملعب عند قيامه‬

‫?‬

‫بعمل انتهاك كبير للقوانين أو إلحاق األذى بأحد الالعبين بطريقة غير‬ ‫رياضية أو حصوله على كرتين أصفرين في مباراة واحدة‪ .‬ويعود تاريخ‬ ‫كرة القدم إلى ما قبل الميالد فقد كان القدماء يقومون بركل الجماجم‬ ‫عند االنتصار بالحروب كما توجد بعض المخطوطات والجداريات القديمة‬ ‫التي تبين القدماء يقومون بلعب عدد من األلعاب باستخدام القدم‬ ‫كموازنة الكرة وغيرها في أيام اليونان والرومان وفي الصين وغيرها‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ 1836‬قام تشارلز جوديير باختراع كرة من المطاط المقوى‬ ‫التي تطورت فيما بعد لتصبح الكرات القابلة للنفخ التي نراه في أيامنا‬ ‫الحالية‪ ،‬وقام اإلنجليز في عام ‪1863‬م باختراع قوانين للعبة كرة القدم‬ ‫وكانت هذه المحاولة األولى إليجاد اللعبة أما في عام ‪ 1872‬تم االتفاق‬ ‫على أولى قوانين اللعبة وهي أبعاد الكرة وقوانين أخرى وتأسس بعدها‬ ‫أولى دوريات كرة القدم وهو الدوري اإلنجليزي في عام ‪ 1888‬وتم‬ ‫اإلعتراف بها كرياضة أولومبية في عام ‪1900‬م‪ .‬استمر بعد ذلك التطور‬ ‫الكبير في مواصفات الكرة المستخدمة في كرة القدم حتى قامت شركة‬ ‫أديداس بابتكار كرة جابوالني التي استخدمت في نهائيات كأس العالم‬ ‫لعام ‪2010‬م‪ ،‬أما كأس العالم فإنّه تأسس ألول مرة في عام ‪1930‬م‬ ‫وتم إقرار عمله كل أربع سنوات وكان كذلك عدا في عامي ‪ 1942‬و ‪1946‬‬ ‫التي تم إلغاءهما بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وكان المنتخب‬ ‫البرازيلي هو المنتخب الوحيد الذي لم يغب عن أي بطولةٍ لكأس العالم‬ ‫كما أنّه يعد المنتخب األكثر تتويجاً بهذا اللقب بخمس مرات أما أول‬ ‫كأس للعالم فقد استضافه منتخب األوروغواي وفاز به‪.‬‬

‫سعيد مساعد‪..‬‬ ‫رئي�س �شباب وداد طنجة لكرة القدم‬

‫الفريق حقق هدفه بالصعود لقسم الهواة‪ ،‬هل تلقيتم الدعم الكافي للمنافسة بهذا القسم؟‬ ‫لألسف ال‪ .‬فكما تعرفون إن جميع فرق المدينة لم تتوصل بمنحة الجماعة و الجهة‪ ،‬وهذا ما زاد‬ ‫من متاعبنا‪ ،‬سيما أن المصاريف تضاعفت بحكم التنقالت الطويلة التي يقطعها الفريق إلى جانب منح‬ ‫المقابالت والرواتب الشهرية‪ .‬ولحد الساعة لم نتلق سوى الشطر األول من منحة الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ .‬وأعتقد أنه من غير المعقول أن فريقا شرف مدينة من حجم طنجة بالصعود إلى‬ ‫القسم الثاني هواة ممثال وحدا لها‪ ،‬وال يلقى الدعم الكافي لمسايرة المتطلبات الكبيرة التي تفرضها‬ ‫بطولة الهواة‪ ،‬واألكثر من هذا أن الفريق يحتل مرتبة متقدمة في سلم الترتيب في أول ظهور‬ ‫له بهذا القسم‪ ،‬وهنا تبقى الكرة في ملعب المسؤولين سواء في مجلس الجهة والجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬ومجلس العمالة لتحمل مسوؤليتهم الكاملة اتجاه الفريق‪.‬‬ ‫ماذا بعد صعود الفريق لقسم الهواة‪ ،‬وهل تلقيتم الدعم الكافي‪ ،‬وكيف‬ ‫تدبرون األمور المادية في ظل غياب الدعم؟‬ ‫لألسف كما تعرفون فجميع الفرق المدينة لم تتوصل بمنحتي الجماعة‬ ‫والجهة‪ ،‬الشيء الذي زاد من متاعبنا خاصة أن المصاريف تضاعفت بحكم‬ ‫المسافات الطويلة التي يقطعها الفريق إلى جانب منح المقابالت والرواتب‬ ‫الشهرية باستثناء توصلنا بالشطر األول من منحة الجامعة الملكية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬وهو شيء غير مقبول أن يحقق الفريق الصعود ويمثل مدينة‬ ‫طنجة وال يلقى الدعم الكافي لمسايرة المتطلبات الكبيرة التي تفرضها‬ ‫بطولة الهواة‪ ،‬رغم أن الفريق يحتل مرتبة متقدمة في سلم الترتيب في‬ ‫أول ظهور له بهذا القسم‪ ،‬وهنا تبقى الكرة في ملعب المسؤولين سواءا‬ ‫في مجلس الجهة والجماعة الحضرية‪ ،‬ومجلس العمالة لتحمل مسؤوليتهم‬ ‫الكاملة اتجاه الفريق‪ .‬وبخصوص التدبير المالي‪ ،‬نعتمد على إمكانياتنا‬ ‫الذاتية‪ ،‬ونبذل مجهودات جبارة بشكل يومي لكي نوفر للفريق خالل نهاية‬ ‫كل أسبوع المصاريف الضرورية‪ ،‬وقد فتحنا باب االنخراط في وجه كل من له‬ ‫غيرة على الرياضة بالمدينة للمساهمة في دعم النادي‪ ،‬كما ربطنا اتصاالت‬ ‫عدة بمجموعة من الشركات من أجل البحث عن مستشهرين ومحتضنين‪،‬‬ ‫ونجحنا في استقطاب البعض منهم وال زلنا ننتظر تفاعل المزيد من‬ ‫الشركات مع طموح هذا الفريق الذي يهدف إلى فتح آفاق كبيرة‬ ‫لشباب هذه المدينة‪ ،‬وهي مسؤولية نتقاسمها جميعا‪.‬‬ ‫ما هي في نظرك الحلول الكفيلة كي يبصم وداد‬ ‫طنجة اسمه على الساحة الوطنية وما هو تقييمك‬ ‫لمسيرة اتحاد طنجة هذا الموسم ؟‬ ‫ال بد من توفير ملعب خاص بالنادي‪ ،‬نحن‬ ‫نفكر دائما في إيجاد حل لهذا العائق الكبير‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬ال بد أن نتقدم بالشكر الجزيل‬ ‫للسيد محمد اليعقوبي‪ ،‬والي جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬على تفاعله‬ ‫معنا‪ ،‬حيث خصنا باجتماع قبل سنتين قدمنا‬ ‫خالله مشروع جمعيتنا‪ ،‬شباب وداد طنجة‪،‬‬ ‫ووعدنا بتقديم كل الدعم والمساندة‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار سيتوصل الفريق عما قريب بحافلة في‬ ‫إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫ونغتنم هذه الفرصة كذلك لنشكر قسم العمل‬ ‫االجتماعي بوالية طنجة على دعمه وتواصله‬ ‫الدائم معنا‪ ،‬وهي خطوة أولى في دعم الفريق‬ ‫للتخفيف من عبء مصاريف التنقالت الطويلة‬ ‫في البطولة‪ .‬ومن جانبنا نعد الجميع بالمقابل على بذل قصارى جهدنا للمواكبة والمساهمة في مشروع طنجة الكبرى فيما يخص‬ ‫المجال الرياضي و االجتماعي‪ .‬وطنجة الكبرى تحتاج إلى فرق كبيرة‪ ،‬مهيكلة بشكل جيد‪ ،‬وما تحقيق الصعود هذا الموسم إال دليل‬ ‫على ذلك‪ .‬وبالنسبة التحاد طنجة‪ ،‬هذا السؤال يرتبط بما تحدثنا عنه في السابق‪ ،‬حيث أن اتحاد طنجة اضطر إلى انتداب عدد كبير‬ ‫من الالعبين‪ ،‬ورصد مقابل ذلك ميزانية ضخمة‪ ،‬والسبب هو غياب العبين محليين يمكنهم المنافسة على أعلى مستوى‪ .‬وهذه‬ ‫من مخلفات أزمة البنيات التحتية بالمدينة وغياب المالعب‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬فالفريق قام بانتدابات ذكية ومعقلنة باالعتماد على‬ ‫العبين يتوفرون على تجربة مهمة أعطت اإلضافة المرجوة‪ ،‬دون أن ننسى تعاقد الفريق مع مدرب كبير‪ ،‬له تأثير واضح في النتائج‬ ‫المحصلة لما يتميز به من خبرة وكفاءة‪ ،‬ما يسهل عليه تدبير المقابالت وتحصيل عدد كبير من النقط خارج وداخل طنجة‪ ،‬وهذه‬ ‫العمل يحسب أيضا للمسيرين الحاليين للفريق‪.‬‬

‫خبـر إداري سابق في برشلونة يدين هتافات‬ ‫دولـي‬ ‫عنصرية ضد نيمار‬ ‫أدان المرشح السابق لرئاسة نادي برشلونة االسباني لكرة القدم‪،‬‬ ‫توني فريتشا السبت عبر حسابه على موقع (تويتر) وجود هتافات‬ ‫عنصرية ضد نجم الفريق‪ ،‬البرازيلي نيمار‪ ،‬أثناء مواجهة اسبانيول‬ ‫في دربي كتالونيا بملعب (باور ‪)8‬وقال فريتشا الذي كان متحدثا‬ ‫باسم النادي في مجلس االدارة السابق‪« :‬أتمنى أن تظهر الهتافات‬ ‫العنصرية ضد نيمار في تقرير الحكم»‪ .‬من جانبه رفض مدرب‬ ‫برشلونة لويس انريكي التعليق على األمر في المؤتمر الصحفي الذي‬ ‫أعقب المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي‪ .‬وقال إنريكي‪« :‬أنا أركز‬ ‫فيما يحدث في الملعب‪ ،‬فلينتقدني من يرغب في ذلك‪ ،‬أنا أهتم فقط‬ ‫بكرة القدم»‪ .‬ويشار إلى أن رابطة الليجا قدمت في أبريل الماضي‬ ‫شكوى أمام لجنة المنافسات ومكافحة العنف بسبب هتافات عنصرية‬ ‫ضد نيمار وألفيش أثناء مواجهة إسبانيول والبرسا‪.‬‬


‫العدد ‪818‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫عمدة طنجة في زيارة لمدرسة النهضة‬ ‫لكرة القدم‬

‫تشجيعا منه للعمل القاعدي‪ ،‬قام البشير العبدالوي‪ ،‬عمدة‬ ‫مدينة طنجة ونائبه األول محمد أمحجور بزيارة خاطفة إلى‬ ‫ملعب مرشان أخيرا‪ ،‬وتابعا حصة تدريبية لتالميذ مدرسة‬ ‫نهضة طنجة لكرة القدم‪ ،‬إحدى أنشط المدارس الرياضية‬ ‫بالمدينة التي تضم عدد كبير من المؤطرين وأطفال مدينة‬

‫طنجة‪ ،‬سيما أبناء األحياء المجاورة لملعب مرشان ( المطافي‪،‬‬ ‫مرشان‪ ،‬ادرادب‪ ،‬عين الحياني‪ ،‬القصبة والمدينة العتيقة)‪.‬‬ ‫وأعجب العمدة ونائبه بعمل المدرسة بعدما وقفا على أهدافها‬ ‫من خالل توضيحات قدمها محسن بنسالم‪ ،‬مدير المدرسة‬ ‫الذي كان في استقبالهما‪.‬‬

‫إجراء البطولة الجهوية للكراطي (الكاطا)‬ ‫بقاعة الزياتن‬

‫تبول وإغماءات الجمهور وفوض‬ ‫كان سوء التنظيم النقطة السوداء خالل‬ ‫مباراة اتحاد طنجة والمولودية الوجدية التي‬ ‫جرت بعد زوال الجمعة بالملعب الكبير لحساب‬ ‫الدورة ‪ 14‬من البطولة االحترافية وحضرها‬ ‫حوالي ‪ 30‬ألف متفرج‪ ،‬بسبب عرض التذاكر‬ ‫للبيع بمقر الفريق بقاعة الزياتن يوم المباراة‪،‬‬ ‫ما أدى إلى وقوع ازدحام واكتظاظ تسبب في‬ ‫التبول واإلغماءات في صفوف الراغبين في‬ ‫شراء التذاكر‪ .‬واضطر المسؤولون إلقفال‬ ‫األبواب في وجه الجمهور تفاديا للهجوم على‬ ‫مقر النادي‪ .‬وخلفت صور مشينة من باب مقر‬ ‫اتحاد طنجة استياء كبيرا في صفوف عشاق‬ ‫الفريق‪ ،‬وطرحوا تساؤالت بسبب عدم فتح‬ ‫شبابيك الملعب الكبير في وجه الجمهور‬ ‫لتفادي الفوضى واالزدحام‪ .‬واتهمت أطراف‬ ‫متضررة من العملية المكتب المسير بنشر‬ ‫الفوضى وضلوعه في العملية خدمة لمصالح‬ ‫فئة معينة تخدمها طريقة عرض تذاكر‬ ‫المباراة‪.‬‬

‫الصحافــة الرياضيـــة قاطعت‬ ‫الندوة الصحفية احتجاجـــا على‬ ‫المضايقات‬ ‫كانت الصحافة الرياضية بطنجة طرفا نال‬ ‫حظه من االستفزاز والمضايقات في عملية‬ ‫دخول الملعب ومنعهم من إدخال السيارات‬ ‫إلى مستودع الملعب رغم توفرهم على شارة‬ ‫الترخيص بذلك‪ .‬وعزا حراس أبواب الملعب‬ ‫القرار بتعليمات أمنية‪ ،‬بينما نفى بعض رجال‬ ‫األمن ذلك وعزوه بقرارات صادرة عن مسيري‬ ‫اتحاد طنجة‪ .‬ما دفع ممثلي وسائل اإلعالم إلى‬ ‫مقاطعة الندوة الصحفية للفريقين وإصدار‬ ‫بيان في الموضوع‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫صفقـــة تبادليـــة تصل إلى‬ ‫طريق مسدود‬

‫حوار جزائــــري ينتهي بفـــوز‬ ‫بنشيخة على آيات جودي‬ ‫فاز اتحاد طنجة على مولودية وجدة في‬ ‫مباراة طبعا حوار تقني جزائري بين عبد الحق‬ ‫بنشيخة وعز الدين آيت جودي‪ .‬وانتظر اتحاد‬ ‫طنجة حتى الدقيقة ‪ 39‬من الشوط األول‬ ‫الفتتاح التسجيل عن طريق بدر الكشاني‪.‬‬ ‫وأضاف أصحاب األرض الهدفين الثاني‬ ‫والثالث عن طريق أحمد حمودان في الدقيقة‬ ‫األولى من الشوط الثاني والعائد من التمرد‪،‬‬ ‫اإلفواري غاي هيرفي في الدقيقة ‪ .73‬وأهم‬ ‫ما سجلته المباراة إطالق صافرات االستهجان‬ ‫من قبل الجمهور الذي حضر المباراة ضد‬ ‫اإلفواري هيرفي احتجاجا على تمرده في‬ ‫بداية الموسم قبل أن يعلن المصالحة بعد‬ ‫دخول الالعب بديال وإحرازه للهدف الثالث‬ ‫واألول له مع الفريق‪ .‬كما سجلت عودة الحكم‬ ‫الدولي بوشعب لحرش لقيادة مباريات اتحاد‬ ‫طنجة بعدما كان طرفا في التقرير الصادم‬ ‫الذي أدى إلى الحكم على اتحاد طنجة باللعب‬ ‫بدون جمهور لثالث مباريات بعد أحداث ديربي‬ ‫الشمال‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫احتضنت القاعة المغطاة بالزياتن بطنجة أخيرا البطولة‬ ‫الجهوية للكراطي في تقنية (الكاطا) التي نظمتها عصبة‬ ‫البوغاز للكراطي‪ .‬وانطلقت مراسيم البطولة بعزف النشيد‬ ‫الوطني‪ ،‬تلته كلمة االستاذ الوافي البقالي‪ ،‬رئيس العصبة‬ ‫المنظمة الذي رحب بجميع الحاضرين والمشاركين من‬ ‫الجمعيات المنضوية تحت لواء العصبة وتمنى لهم التوفيق‬ ‫في الرقي برياضة الكراطي إلى ما تصبو إليه‪ .‬وشهدت‬ ‫البطولة حضور حشد كبير من اآلباء وأولياء االبطال‬ ‫المشاركين ومشجعيهم الذين ملئوا جنبات قاعة الزياتن‪.‬‬ ‫كما لقيت البطلة سعاد القضاوي من جمعية األزهر تشجيعا‬ ‫خاصة بفضل طموحها في التألق في هذه الرياضية‪.‬‬ ‫ويذكر أن النشاط أجري في إطار البرنامج العام لعصبة‬

‫البوغاز للكراطي التي يقودها األستاذ البقالي الوافي الذي‬ ‫انتخب أخيرا رئيسا جديدا لهذه العصبة وشكل مكتبه‬ ‫المسير من أحمد بوشركة نائبا أول له‪ ،‬وشعيب سليمان‬ ‫نائبا ثانيا‪ ،‬وعبد الرحمان فريقش نائبا ثالثا‪ ،‬وأحمد ليحياوي‬ ‫كاتبا عاما‪ ،‬وخالد المريبط نائبا للكاتب العام‪ ،‬والميلودي‬ ‫اطويلعة أمينا للمال‪ ،‬ومصطفى أقرقاش نائبا ألمين المال‪،‬‬ ‫وأحمد البقاش اللنجري‪ ،‬عثمان بوحيط ومحمد الجناتي‬ ‫مستشارون‪ .‬وكانت أنشطة العصبة انطلقت بتنظيم تدريب‬ ‫تقني بنادي كاليفورنيا أطره األستاذ جعفر بوحيط‪ ،‬وشاركت‬ ‫فيه مختلف األندية المنضوية تحت لواء عصبة البوغاز‪.‬‬ ‫وعرض خالله البرنامج العام المستقبلي للعصبة على جميع‬ ‫األندية المشاركة‪ ،‬ضمنه البطولة الجهوية للكراطي في‬ ‫تقنية (الكاطا)‪.‬‬

‫المدرب الشلباط أحد المصابين في حادثة‬ ‫القنيطرة لم يحظ بالعناية‬ ‫كان المدرب الشاب‪ ،‬محسن الشلباط ضمن المصابين في‬ ‫الحادثة التي تعرضت لها حافلة جمهور اتحاد طنجة بمدينة‬ ‫القنيطرة خالل الرحلة إلى مراكش لمؤازة الفريق في مباراته ضد‬ ‫الكوكب‪ .‬ولم يلق الشلباط اية مساندة معنوية على األقل من‬ ‫فريق اتحاد طنجة وهو يرقد في منزله بعدما غادر المستشفى‪،‬‬ ‫رغم تضحياته مع الفريق حين اشرف على تدريب فئاته الصغرى‪،‬‬ ‫ضمنها فئة الشباب حرف باء التي أحرز معها بطولة العصبة سنة‬ ‫‪ ،2010‬كما اشرف على تدريب مجموعة من الفئات العمرية لفرق‬ ‫طنجة‪ ،‬ضمنها‪ ،‬وداد طنجة‪ ،‬بوغاز طنجة‪ ،‬مغرب طنجة‪ ،‬وشباب‬ ‫ادرادب الذي درب فئة كباره في الموسم الماضي‪ .‬لألسف كان‬ ‫على مسؤولي هذه الفرق االلتفاتة على لهذا المدرب الشاب‬ ‫للتخفيف من معاناته حسن وضع نفسه ضمن محبي اتحاد طنجة‬ ‫ورافق الفريق رحلته الشاقة إلى مراكش والتي لم تكتمل بسبب‬ ‫هذا الحادث المقدر عليه وعلى باقي أفراد الجمهور الذي كان‬ ‫إلى جانبه‪ .‬وشكر الشلباط جماهير إلترا حاللة بويز القنيطري‬ ‫الذين وقفوا إلى جانبهم وتكفلوا بنقل بعض المصابين إلى‬ ‫إحدى مستشفيات القنيطرة‪.‬‬

‫تعثرت الصفقة التبادلية بين ناديي الرجاء‬ ‫البيضاوي والمغرب التطواني بخصوص تبادل‬ ‫الفريقين لالعبين ياسين الصالحي وزهير‬ ‫نعيم‪ ،‬والسبب هو عدم اإلتفاق على الصيغة‬ ‫المالية للصفقة‪ .‬وفي الوقت الذي اشترط‬ ‫فيه مسؤولي المغرب التطواني الحصول على‬ ‫خدمات الالعب الصالحي مقابل ‪ 100‬مليون‬ ‫وهو العرض الذي قوبل بالرفض من طرف‬ ‫مسؤولي التطواني‪ ،‬في وقت أصر مجلس‬ ‫إدارة الرجاء على تبادل الالعبين دون تقديم‬ ‫مبلغا ماليا إضافيا‪ .‬ويسعى الناديان معا إلى‬ ‫تعزيز صفوفهما خالل فترة اإلنتقاالت الشتوية‬ ‫الحالية‪،‬‬

‫لوبيرا يؤجل حسم مستقبــل‬ ‫بورزوق‬ ‫أجَل اإلسباني سيرجيـو لوبيــرا مدرب‬ ‫المغرب التطوانـي الحســم في مستقبــل‬ ‫المهاجم حمزة بورزوق بعد أن كانت كل‬ ‫المؤشرات تؤكد أن إدارة الفريق التطواني‬ ‫ستفسخ عقده لعدم تقديمه المستوى الذي‬ ‫كان ينتظر منه‪ .‬وطلب لوبيرا انتظار األيام‬ ‫المقبلة وما إذا كان الفريق التطواني سينجح‬ ‫في إبرام صفقات بعد افتتاح فترة االنتقاالت‬ ‫الشتوية‪ ،‬خاصة على مستـوى الهجوم‪ ،‬وفي‬ ‫حال نجح مجلس اإلدارة في التعاقــد مع‬ ‫مهاجمين فإنه سيتم فسخ عقد بورزوق‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة التأديبية قد أوقفت بورزوق ست‬ ‫مباريات ألسباب انضباطية‪ ،‬وهو ما أثار استياء‬ ‫إدارة الفريق التطواني خاصة أن بورزوق سبق‬ ‫أن تمَ إيقافه بسبب خروجه عن النص في‬ ‫العديد من المناسبات‪ .‬ولعب بورزوق للعديد‬ ‫من األندية كشباب المسيرة والمغرب الفاسي‬ ‫والرجاء قبل االلتحاق بالمغرب التطواني‪.‬‬

‫بوشتة يدخل دائرة اهتمامات‬ ‫المغرب الفاسي‬ ‫دخل المغرب الفاسي في مفاوضات‬ ‫جادة مع المغرب التطواني لالستفادة من‬ ‫خدمات المدافع يوسف بوشتة‪ ،‬الذي غاب عن‬ ‫المباريات األخيرة للفريق الختيارات المدرب‬ ‫اإلسباني سيرجيو لوبيرا‪ .‬وأبدى بوشتة رغبته‬ ‫في تغيير األجواء والبحث عن فريق جديد‬ ‫للعودة إلى الواجهة وكذلك لعب أكبر عدد من‬ ‫المباريات‪ ،‬خاصة أنه وجد صعوبة في فرض‬ ‫نفسه مع الفريق التطواني هذا الموسم رغم‬ ‫المؤهالت التي يتوفر عليها‪ .‬ويعتبر بوشتة‬ ‫ثاني العب يسعى المغرب الفاسي إلى انتدابه‬ ‫من المغرب التطواني‪ ،‬إذ سبق أن قدم عرضا‬ ‫من أجل ضم المهاجم عبد المولى الهردومي‬ ‫الذي يقترب من حمل ألوان الفريق الفاسي‪.‬‬ ‫وقررت إدارة المغرب الفاسي االستفادة من‬ ‫مرحلة االنتقاالت الشتوية وتعزيز صفوف‬ ‫الفريق‪ ،‬في ظل الصعوبات التي وجدها هذا‬ ‫الموسم‪.‬‬


‫العدد ‪818‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫خواطر‬

‫من وحي السنة الماضية‬ ‫كلما مرت بخاطري صورة ذاك الشرطي وهو يركل مواطنا مغربيا نزل إلى الشارع للتنديد‬ ‫بالكارثة التي حلت باآلالف من مواطنيه خالل موسم الحج الماضي‪ ،‬إال وشعرت بضيق يقبض‬ ‫على تنفسي ‪ ،‬وبغليان بداخلي يدفعني إلى الغضب والصراخ‪...‬في وجه الظلم والحكرة‪! ‬‬ ‫وحتى ال تغيب تلك الصورة البشعة المشينة عن ناظري‪ ،‬استخرجت منها نسخا ‪ ،‬وضعت‬ ‫إحداها على مكتبي وأرسلت بعضها لمن أحب‪ ،‬تضامنا مع ذلك المواطن الذي ال أعرفه‪ ،‬ولكنني‬ ‫أشعر أنه قريب مني‪ ،‬بل أنني «متواطئ» معه نوعا ما‪ ،‬في مشروع وطني عظيم‪ ،‬أال وهو التنديد‬ ‫بالظلم واالستبداد والحكرة‪....! ‬‬ ‫أعترف أن تلك الصورة غيرت الكثير من مفاهيمي بخصوص تطور الوضع الحقوقي ببلدي‪،‬‬ ‫بل ورسختني فيما دفعتني تلك الصورة إلى استخالصه من أفكار وعبر‪.‬‬ ‫ووجدتني أقوم بمراجعة العديد من أفكاري السابقة حول حقوق اإلنسان بالمغرب ‪ ،‬وبقراءة‬ ‫جديدة للخطاب الرسمي بهذا الخصوص ‪ ،‬وما نسمع من شعارات ترددها أبواق معلومة ‪ ،‬تمجد‬ ‫السياسة الحقوقية بالمغرب وتفاخر بما تحصل من منجزات في هذا المضمار ‪.‬‬ ‫ووجدتني ‪ ،‬في لحظة ‪ ،‬أستعرض في ذاكرتي‪ ،‬آالف الصور لمشاهد التعنيف الشديد الذي‬ ‫تواجه بها احتجاجات المواطنين في كل مكان‪ ،‬ومنظر الدماء تسيل من رؤوس تعرضت لـ‬ ‫«عملية إنزال شديد» للهراوات‪ ،‬وحاالت إغماء وسط النساء‪ ،‬ولن أنسي ما حييت ‪ ،‬صورة تلك‬ ‫المرأة وقد طرحت أرضا‪ ،‬ووضع رجل من القوات العمومية حذاءه على رأسها في عملية تهديد‬ ‫ظاهرة‪....‬مشاهد تحز في النفس وتذكر الغافلين بالخطوط الحمراء الثالثة ‪ :‬النار ‪ ،‬والبحر‪،‬‬ ‫والسلطة‪....!!! ‬‬ ‫ووجدتني أنزل بعض الخواطر في مذكرتي أن حقوق اإلنسان ال تحصل حمايتها بترسانات‬ ‫من القوانين والمراسيم فحسب‪ ،‬على أهميتها ومكانتها في المنظومة الحقوقية بوصف عام‪،‬‬ ‫ولكن بالممارسة اليومية‪ ،‬خاصة داخل الدوائر الحكومية وصناع القرار والمدبرين للشأن‬ ‫العام‪ ،‬في عالقاتهم مع المواطنين الذين «يجب» أن يحاطوا بما «يجب» في حقهم من‬ ‫التوقير واالحترام‪ ،‬ألنهم في نهاية المطاف‪ ،‬أصحاب رأس المال‪ ،‬والباقي‪...‬أجراء‪ ،‬في مزرعة‬ ‫الشعب‪...!!! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬يناير ‪2016‬‬

‫الفنانان التشكيليان مراد بقوح و زهير وطاش‬ ‫يتوجان سنتهما الفنية بمهرجان ألوان الحياة بطنجة‬ ‫في يوم األح��د المنصرم أنجز الفنانان‬ ‫الطنجويان زهيرومراد مجموعة من الجداريات‬ ‫بمجمع العرفان ببوخالف‪ ,‬كما قاما بتأطير طلبة‬ ‫التكوين المهني ومشاركة أطفال الحي في إنجاز‬ ‫جداريات تهدف باألساس إلى تحسيس وتوعية‬ ‫الساكنة والمارة بأهمية وض��رورة المحافظة‬ ‫على البيئة؛ وقد تم هذا النشاط بمشاركة عدد‬ ‫من الجمعيات والفنانين التشكيليين الشباب‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫و في ليلة السنة الميالدية الجديدة تم‬ ‫بأحد فنادق المدينة تنظيم مهرجان ألوان‬ ‫الحياة على يد مجموعة من الشباب المبدع في‬ ‫مختلف األجناس والتوجهات الفنية ‪ ,‬كموسيقى‬ ‫“ الدي جي” و“ الراب” وكذا الديكور والسينما‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى الفن التشكيلي‪ ,‬حيث أبدع‬ ‫الفنانان التشكيليان مراد وزهير في إنجاز أشكال‬ ‫هندسية متناسقة بألوان ساحرة جعلت الحياة‬ ‫تنبعث من جديد في نفوس الجمهور الذواق‬ ‫لمعالم الحسن والجمال‪.‬‬ ‫وأف��اد ادري��س سيرافي مدير المهرجان‬ ‫في تصريح له على أن هذا المهرجان يكتسي‬ ‫طبيعة تنقلية‪ ،‬حيث يقام كل سنة في مدينة‬ ‫معينة‪ ،‬و في هذه السنة كان المهرجان من‬ ‫نصيب مدينة طنجة‪.‬‬ ‫ولقد شهد هذا المهرجان نجاحا ملحوظا‬ ‫كرسته بالدرجة األولى عزيمة الفنانين الشابين‬ ‫زهير ومراد بمساهمة تستحق السهم الذهبي‬ ‫في هذا المهرجان‪.‬‬ ‫و من المالحظ أن الفنانين التشكيليين‬ ‫زهير ومراد ال ينقطعان عن ممارسة الفن بشتى‬ ‫الطرق وفي أحيان كثيرة بدون دعم‪،‬إيمانا‬ ‫منهما بالدور الفعال للفنون الجميلة‪ ،‬خاصة‬

‫الفن التشكيلي في تحقيق اإلنفتاح وترسيخ‬ ‫التعارف وبث القيم اإلنسانية النبيلة وغرس روح‬ ‫المواطنة وخلق ممارسة ثقافية قائمة باألساس‬ ‫على تقبل اآلخروتفهمه‪.‬‬ ‫و في ‪ 3‬يناير‪ 2016‬نظم المقهى الثقافي‬ ‫لحظات طنجة” حفال تحت شعار‪ “ :‬من أجل مدينة‬ ‫نظيفة “بمشاركة ‪ 50‬طفل من المدينة القديمة‪،‬‬ ‫من أجل تحسيسهم بأهمية الحفاظ على نظافة‬

‫أحيائهم‪ ،‬مقابل هدية تقدم لهم من طرف‬ ‫المقهى الثقافي” لحظات طنجة”‪ ،‬وقام الفنانان‬ ‫التشكيليان زهيروطاش ومراد بقوح برسم زوايا‬ ‫متفرقة من أزقة المدينة القديمة على إيقاعات‬ ‫فرقة “بامبا” للموسيقة الشعبية من إفريقيا‬ ‫وفرقة الجيل القديم من طنجة‪.‬‬ ‫فمزيدا من التألق والنجاح لهذين الفنانين‬ ‫المبدعين اللذين اليبخالن عن العطاء‪.‬‬

‫ثورة الشموع‬

‫تساءلت‪ ،‬أين أضع «حراك» أهالي طنجة‪ ،‬طلبا للقصاص من شركة «أجنبية» رغم أنف‬ ‫بعض المسؤولين‪ ،‬ال تحترم التزاماتها فيما وكل إليها أمر تدبيره من شؤون عامة ترتبط‬ ‫بالماء والكهرباء‪.‬‬ ‫نزول اآلالف من المواطنين إلى الشارع‪ ،‬بين ليلة وأخرى‪ ،‬وبدون مقدمات ‪ ،‬أمر مثير‬ ‫لالستغراب في بلد ال يتساهل مع هواة النزول إلى الشارع والتظاهر على الطرقات العمومية‪....‬‬ ‫ومن العجب أيضا أن محركي تلك االحتجاجات نزلوا من أحياء هامشية ألصقت بها‪،‬‬ ‫ومنذ القديم‪ ،‬شبهة الفوضى والغوغائية‪ ،‬وقادوا الحراك إلى وسط المدينة‪ ،‬وإلى ساحة األمم‪،‬‬ ‫مرورا باألحياء الراقية‪ ،‬واألحياء التجارية‪ ،‬دون أن يصدر منهم ما يوحي بوجود نية في الفوضى‬ ‫والشغب‪.‬‬ ‫والمثير أيضا لإلعجاب‪ ،‬أن جموع الشعب باآلالف‪ ،‬تحركت من كل أركان المدينة‪ ،‬دون‬ ‫تأطير حزبي أو سياسي أو نقابي ‪.....‬ما يوحي بأن أهالي طنجة «خرجوا عن سيطرة الهيئات‬ ‫السياسية والنقابية‪ ،‬القديم منها والجديد‪ ،‬وبأن «رسالة» على األنترنيت‪ ،‬من يضع كلمات‪،‬‬ ‫قادرة على اإلتيان بالمعجزات‪...!!! ‬‬ ‫أليس في هذا ما يبرر خوف الحكام الفاشلين من الصحافة‪ ،‬وما يدفعهم إلى اختراع‬ ‫«الحبائل» لتكميمها أو بــ «تصفيتها»تحت وزر أحكام ثقيلة بالسجن والغرامات ؟‬ ‫إنها الكلمة‪ .‬تحيى الكلمة‪! ‬‬ ‫ومما يثير العجب كذلك‪ ،‬اهتداء المواطنين إلى طريقة فريدة وغير مسبوقة لالحتجاج‪،‬‬ ‫بإشعال الشموع وإطفاء مصابيح اإلنارة العمومية‪ .‬وفي ذلك إدانة صريحة للدولة والحكومة‬ ‫بكامل مؤسساتها وللمجالس المنتخبة بسبب تهاون الجميع في حل مشكل اجتماعي باألساس‪،‬‬ ‫يمس قدرات الشعب المعاشية‪ ،‬على ضعفها وهشاشتها بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب‪.‬‬ ‫أما الذين ال يدفعون ‪ ،‬أو تدفع الدولة عنهم‪ ،‬من جيوبنا طبعا‪ ،‬فهم «ال يحزنون»‪....! ‬‬ ‫وقد اختلف المتتبعون من داخل المنابر اإلعالمية وطنية ودولية‪ ،‬في تسمية «غضب»‬ ‫أهل طنجة ‪ ،‬فمنهم من اختار «الحركة» ومنهم من فضل «الحراك» وغيرهم آثر «اإلنتفاضة»‬ ‫ولكن الكثيرين رأوا أن اإلسم األنسب لتظاهرات أهل طنجة هو «ثورة الشموع»‪ ,‬وبهذا اإلسم‬ ‫تحدثت عنها معظم المنابر الوطنية واألجنبية أيضا‪ ،.‬شأن القناة التلفيزيونية الصينية ‪CCTV‬‬ ‫والمجلة الفرنسية الذائعة الصيت ‪ Jeune Afrique‬في أحد أعداد نوفمبر الماضي‪ ،‬وبهذه‬ ‫التسمية أيضا‪ ،‬شكل مغاربة العالم في فرنسا «ائتالفا من أجل دعم «ثورة الشموع» بطنجة‬ ‫بهدف إيصال صوتها إلى أسماع الرأي العام الفرنسي‪.‬‬ ‫ثورة الشموع هذه كانت مرشحة للمزيد من االنتشار عبر وسائل اإلعالم الدولية لوال «حلول‬ ‫آخر ساعة» «الترقيعية» التي «أجلت» المشكل ولم تضع له حال مرض ألصحاب الثورة‪...!!! ‬‬

‫زوج فرنك‬

‫كثيرون هم من وضعوا قضية «زوج فرنك» في خانة «زالت اللسان» التي يسقط فيها‬ ‫وزراء حكومة بنكيران‪ ،‬حتى ال يمتد بنا البحث إلى الحكومات اإلثنتين والثالثين منذ المبارك‬ ‫البكاي إلى األبرك عبد اإلله بنكيران‪ .‬أليس هم من أقر بعظمة لسانه وفي أكثر من مناسبة بأن‬ ‫«هذه الحكومة» حكومة مباركة‪ ،‬ونضيف نحن بأن بركتها تجلت في تراجع فاتورة المحروقات‪،‬‬ ‫ومباشرة اإلصالح الشامل الذي عم بسببه الخير والرخاء والبركات ‪ ،‬عموم الشعب‪ ،‬وال حول وال‬ ‫قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫«زالت» الوزراء كثيرا ما تبعث على السخرية لدى الرأي العام وتكشف الكثير من «خبايا»‬ ‫الطباع و«النضج» السياسي لدى كبار المسؤولين العموميين‪ .‬فمن بنكيران في «ديالي اكبر‬ ‫من ديالك» إلى شرفات أفيالل في «زوج فرنك»‪ ،‬مرورا بالوفا في «واهلل أوباما بباه»‪ ،‬و «المدير‬ ‫وصاحبته»‪ ،‬وحكيمة الحايطي التي ادعت أنها تشتغل ‪ 22‬ساعة‪ ،‬أي أنها «التنام»‪ ،‬وعبد السالم‬ ‫الصديقي الذي ادعى أنه كان في الماضي يسرح الغنم والماعز بجبال الريف إلى أن أصبح يسرح‬ ‫البشر ‪ ،‬يعني نحن المواطنين‪ .‬ووزير التعليم بلمختار الذي صرح لقناة تليفزيونية فرنسية بأنه‬ ‫« ال يعرف العربية» ووزير «التفعفيعة» في تعليقه عن مباحثاته مع نظيرته السويدية‪....‬وغير‬ ‫هذا كثير‪.‬‬ ‫إال أن تصريح شرفات أفيالل‪ ،‬التقدمية‪ ،‬ــ ياحسرة‪ ! ‬ــ أزعج الكثيرين‪ ،‬بل واستفز‬ ‫المواطنين ألنه عاكس مطالبهم بإلغاء تقاعد البرلمانيين‪ ،‬على حساب أموال الشعب‪ .‬زوج‬ ‫فرنك هذه أصبحت «مسخرة» لدي الخاص والعام‪ ،‬ألن فيها استخفاف بقدرات المغاربة على‬ ‫الفهم والتقييم‪ ،‬إذ ال يعقل أن يقارن معاش بثمانية آالف درهم‪ ،‬يدفع الشعب نصفه ‪ ،‬بزوج‬ ‫فرنك‪ .‬ولو من باب المزاح‪.‬‬ ‫ولو أن الوزيرة التطوانية تراجعت واعتذرت وسحبت‪ ،‬كما فعل زمالؤها السالف ذكرهم ‪،‬‬ ‫بعد إصرارهم على تأكيد أن كالمهم فهم «خارج سياقه»‪ ،‬فإن «زوج فرنك» هذه دخلت السيرة‬ ‫الذاتية للوزيرة الشابة‪ ،‬كما أضيفت إلى معجم حكومة بنكيران‪ ،‬سواء األولى أو الثانية‪ ،‬جعلها‬ ‫اهلل «حد البأس»‪.‬‬

‫في حفل زفاف بهيج‪ ،‬حضره‬ ‫األهـــل واألحبـــاب واألصدقـــــاء‬ ‫والمعــــــارف‪،‬‬

‫عقد الشاب المهدي بنعمر البقيوي قرانه‬ ‫على اآلنسة المصونة دالل أزيار‬

‫وذلك يوم السبت ‪ 26‬دجنبر ‪ .2015‬وبهذا الحدث السعيد‪ ،‬نتقدم بأحر التهاني إلى العروسين‬ ‫وإلى جميع أفراد عائلتي بنعمر البقيوي وأزيار‪ ،‬راجين منه تعالى أن يحفظ العروسين الشابين‪،‬‬ ‫ويبارك في عمرهما ويديم عليهما موفور الصحة واألفراح والمسرات وبالرفاء والبنين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تعززت الخزانة الوطنية بمؤلف جديد‬ ‫لألستاذ الباحث محمد أبو يحيى ‪« :‬ومضات‬ ‫ثقافية من أجل التنمية»‪ ،‬جمع فيه مداخالت‬ ‫كوكبة من كبار العلماء والمفكرين‬ ‫والمثقفين الذين شاركوا في «ملتقيات‬ ‫القصر الكبير الثقافية» حول موضوع‬ ‫«الثقافة في خدمة التنمية»‪.‬‬ ‫األستاذ أبو يحيى‪ ،‬الحقوقي واألكاديمي‬ ‫والباحث االجتماعي كان وال يزال مهووسا‬ ‫بالثقافة‪ ،‬كقاطرة للتنمية البشرية‪ ،‬حيث أنه‬ ‫أنشأ‪ ،‬وألول مرة في تاريخ بلديات المغرب‪،‬‬ ‫«مصلحة التنمية الثقافية» داخل مصالح‬ ‫بلدية مدينة القصر الكبير التي كان يرأس‬ ‫مجلسها البلدي‪ ،‬كما أعاد ترميم وفتح‬ ‫المسرح القديم وأنشا مركزا ثقافيا يضم‬ ‫متحفا جهويا ومكتبة علمية بجانب المسجد‬ ‫األعظم ونظم سلسلة مواسيم ثقافية‪،‬‬ ‫تحت شعار «الثقافة في خدمة المجتمع»‪،‬‬ ‫من منطق أن الرهان على الثقافة يشكل‬ ‫المحور األساسي لكل تفاعل اجتماعي من‬ ‫أجل التنمية البشرية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.