Achamal n° 819 le 12 jan 2016

Page 1

‫خيار «الهراوات»‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 819‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 01‬ربيع الثاين ‪� 12 / 1437‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫تعرضت وسائل اإلعالم‪ ،‬دولية ووطنية‪ ،‬إلى التعنيف‬ ‫الذي وصف بالفاحش والغير مبرر‪ ،‬الذي واجهت به‬ ‫القوات العمومية مسيرات طلبة المهن التربوية السلمية‬ ‫لالحتجاج على مرسومين حكوميين أجمع المعنيون على‬ ‫أنهما مجحفان وأنهما يجهزان على حقوق مكتسبة‪،‬‬ ‫منها الولوج إلى سلك رجال التعليم فور إنهاء دراستهم‬ ‫وتدريبهم بالمراكز الجهوية والحصول على منحة دراسية‬ ‫أقدم رئيس الحكومة على خفضها إلى النصف ‪.‬‬ ‫إن حاالت القمع والضرب واإلهانة التي تعرض لها‬ ‫الطلبة األساتذة‪ ،‬خالل مسيراتهم السلمية من طنجة‬ ‫إلى العيون‪ ،‬أسفرت عن العديد من اإلصابات تطلب‬ ‫بعضها تدخل المستعجالت وحتى اإلقامة بالمستشفيات للعالج‪ .‬كما أسفرت عن اعتقاالت في صفوف‬ ‫المحتجين ومصادرة هواتف ومكبرات الصوت ‪ ،‬بهدف قمع أصوات المطالبين بحقوق مكتسبة‪.‬‬ ‫وفي حين طلعت حاالت القمع األمني ضد الطابة األساتذة في العديد من الصحف ‪ ،‬وتمت اإلشارة‬ ‫إليها في نشرات األخبار بتلفزات عالمية‪ ،‬والفرنسية بوجه خاص‪ ،‬األمر الذي ال يخدم سعي المغرب إلثبات‬ ‫التزامه بحقوق اإلنسان في الشمال وخاصة بالجنوب‪ ،‬ارتفعت أصوات من داخل «الحزب األغلبي»‪ ،‬العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬خاصة منظمات شبيبة الحزب‪ ،‬تندد بالتدخل األمني العنيف «والمقصود»ضد الطلبة األساتدة‬ ‫وتعلن تضامنها معهم‪ ،‬كما تعتبرأن هذا التدخل «يسيء إلى المؤسسة األمنية أوال وأخيرا»‪ ،‬كما أنه يشكل‬ ‫«استهدافا للخيار الديمقراطي ورسالة تستهدف إرادة المواطنين»‬

‫‪ 72‬عاماً على تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالجنوب‬

‫‪ 82‬عاماً على تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالشمال‬ ‫للمطالبة باالستقالل والوحدة‬

‫حلت باألمس‪ ،‬الذكرى الثانية والسبعون لتقديم « وثيقة االستقالل» التي تقدم بها الحزب‬ ‫الوطني وجماعة من الوطنيين المستقلين‪ ،‬إلى جاللة السلطان محمد بن يوسف وإلى اإلقامة‬ ‫العامة الفرنسية بالرباط وإلى ممثلي بعض الدول األجنبية‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫عبد اهلل كنون ‪« :‬طنجة جزء من التراب الوطني»‬ ‫في منتصف ‪ 1940‬رفع في تطوان مطلب تحقيق االستقالل ووحدة تراب المملكة المغربية في غمرة ظهور‬ ‫عالمات حفزت الوطنيين المغاربة على التفكير في اغتنام تطورات المعارك الحربية في الجبهة الغربية لتعزيز‬ ‫مطالبهم تجاه الدولتين الحاميتين‪ .‬و كان أبرز تلك التطورات تدهور الموقف العسكري لفرنسا و سقوطها في‬ ‫قبضة الرايخ الثالث‪.‬‬ ‫وظهر للوطنيين في الشمال أن الوقت مناسب لمراجعة الئحة المطالب السياسية التي أعلنوها في‬ ‫‪1938‬بخصوص الوضع في منطقتهم‪ .‬وتضمن دفتر المطالب الذي قدموه سنتئذ إعالن إلغاء عقد الحماية و‬ ‫التجزئة واستعادة االستقالل الوطني ووحدة تراب المملكة‪.‬‬ ‫بدأ األمر بمقال للعالمة عبد اهلل كنون في جريدة «الحرية» الصادرة بتطوان في ‪ 25‬يوليو ‪ 1940‬للرد على‬ ‫مقال في جريدة «إسبانيا» التي أصدرها بطنجة غريغوريو كوروشانو ‪ Gregorio Corrochano‬لكي تكون‬ ‫لسان «إسبانيا الوطنية»‪ .‬وكانت الجريدة المذكورة قد نشرت مقاال ورد فيه أن «مدينة طنجة قد أصبحت‬ ‫ترابا إسبانيا»‪ .‬وحرص كنون على أن يؤكد أن المدينة جزء من التراب المغربي‪ .‬وكانت تلك الصيحة من جانب‬ ‫الوطنيين تحذيرا قويا من المطامع التوسعية التي كانت تخامر فرانكو حيث أنه كان ينوي أن يضفي على طنجة‬ ‫نفس الصفة التي تعطيها إسبانيا لسبتة ومليلية‪ ،‬أي كمناطق سيادة‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫‪2‬‬

‫طنجة‬ ‫ندوة “مسرح الطفل والتنمية‬ ‫لقاء علمي حول التغيرات المناخية ودور الجامعة‬ ‫الذاتية” بمدينة مرتيل‬

‫نظمت جامعة عبد المالـــك السعــــدي‬ ‫ومجلس الجهة‪ ،‬مؤخرا بطنجة‪ ،‬ندوة في موضوع‬ ‫التغيرات المناخية ودور الجامعة والجهة‪ ،‬خلصت‬ ‫أشغالها إلى ض��رورة تكاثف الجهود من أجل‬ ‫مواجهة التحديات المتعددة والخطيرة في هذا‬ ‫المجال عبر إنتاج مبادرات تنموية هادفة ونشر‬ ‫الوعـــي لدى المواطنيــن والمسؤولين خاصة‬ ‫على مستوى الجماعـــات المحليــة والجهوية‪،‬‬ ‫والمؤسسات االقتصادية‪ ،‬من أجل التعاطي‬ ‫بصورة أكثر إيجابية‪ ،‬مع إشكالية التنمية في إطار‬ ‫التغيراتالمناخية‪.‬‬ ‫وشدد المشاركون على أن حماية البيئة‬ ‫مسؤولية الجميع يجب أن يتدخل فيها العلمي‬ ‫والتقني والتربوي والقانوني‪ ،‬كما تحتاج إلى عمل‬ ‫متواصل في مجال التوعية والتحسيس‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن دور الجامعة صار أساسيا في إنتاج المعرفة‬ ‫الصالحة للمجتمع‪.‬‬ ‫رئيس جامعة عبد المالك السعدي الدكتور‬ ‫حذيفة أمزيان‪ ،‬أكد أن تنظيم هذه الندوة حول‬ ‫التغيرات المناخية بتنسيق بين الجامعة ومجلس‬ ‫الجهة يرمي إلى توجيه عناية الخبراء ومسؤولي‬ ‫المؤسسات العاملة في مجال التغيرات المناخية‬

‫والمخاطر المرتبطة بها في الجهة‪ ،‬من أجل‬ ‫استعراض نتائج البحوث والخبرات وتنسيق‬ ‫الجهود بين الجامعة ومجلس الجهة وشركائهم‬ ‫بهدف وضع تصور مشترك للمساهمة في الحد‬ ‫من هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫وأبرز في هذا الصدد أن “نداء طنجة” بشأن‬ ‫التغيرات المناخية‪ ،‬الذي أطلقه جاللة الملك‬ ‫محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا‬ ‫هوالند في شتنبر المنصرم‪ ،‬يعد بمثابة الوثيقة‬ ‫الرئيسية التي توضح معالم مكافحة أسباب‬ ‫وتأثيرات التغيرات المناخية‪ ،‬وتعكس الضرورة‬ ‫والحاجة الملحة للعمل بشكل جماعي من أجل‬ ‫مكافحة أسباب وتأثيرات التغيرات المناخية‪ ،‬كما‬ ‫أن هذه الوثيقة تؤكد التزام المغرب باإلسهام‬ ‫في إيجاد إجابات مالئمة للقضايا المرتبطة‬ ‫بالتغيراتالمناخية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬ذكر الدكتور أمزيان‬ ‫بالتزامات المغرب المستمرة بقضايا البيئة‪،‬‬ ‫عبر استضافتــه سنة ‪ 2001‬لمؤتمر التغيرات‬ ‫المناخية السابـع‪ ،‬وعزمــه على استضــافـــة‬ ‫“كوب ‪ ”22‬السنة الجارية بمراكش‪ ،‬وكــذا‬ ‫المؤتمر المتوسطي للتغيرات المناخية والبيئة‬

‫ال��ح��ي��اة م��راح��ل عمرية ول��ك��ل مرحلة‬ ‫مواصفاتها وأدواره��ا‪ ،‬العاقل هو الذي يعرف‬ ‫التعامل معها ويسايرها وفق ظروفها وزمنها‪،‬‬ ‫فأغلب المحالين على المعاش يعتبرون أنفسهم‬ ‫أنهم انتهوا وانتهى دورهم بوصولهم المرحلة‬ ‫الثالثة من عمرهم‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ ،‬متجاهلين‬ ‫أن السن القانوني يشكل قاعدة إدارية متعارف‬ ‫عليها ما جعل بعض الناس يربط اإلحالة على‬ ‫المعاش بنهاية العمل وال فائدة ترجى من‬ ‫المتقاعد والعكس صحيح‪ ،‬فقطاع التقاعد يضم‬ ‫حاليا شريحة عريضة من المتقاعدين‪ ،‬يزداد‬ ‫عددهم باستمرار وهم في أوج العطاء يشكلون‬ ‫مجموعة اجتماعية مهمة لها وزنها داخل‬ ‫محيطها بما تتوفر عليه من تجارب وخبرات في‬ ‫مجاالت عدة ودورها التفعيلي وما بذلته وتبذله‬ ‫من مجهودات وتفان في حب هذا الوطن‪ ،‬قبل‬

‫االستقالل وبعده‪ ،‬وال زالت بعد عمر مديد تفيد‬ ‫وتستفيد‪ ،‬رغم وضعها اآلني الذي ال تحسد عليه‬ ‫وال يساير الظروف الحياتية اليومية الراهنة‪.‬‬ ‫ولحد الساعة والجدل متواصل بين الحكومة‬ ‫والنقابات التي ال تقبل باتخاذ القرار النهائي‬ ‫إلص�لاح أنظمة المعاشات‪ ،‬دون مشاركتها‬ ‫الفعلية لتمرير كل مطالبها ضمن اإلصالح‬ ‫المنتظر‪ .‬كما أن نقابات أخرى حذرت الحكومة‬ ‫من الوضع العسير ال��ذي ينتظره المجتمع‬ ‫المغربي ككل خالل سنة ‪ 2016‬وما طاله سنة‬ ‫‪ 2015‬بسبب تجميد األجور والمعاشات‪ ،‬مقابل‬ ‫تزايد متطلبات الحياة الظرفية وتصعيد وتيرة‬ ‫الغالء‪ ،‬وما ستعرفه أسعار المواد والسلع األولية‬ ‫األساسية والخدمات االجتماعية‪ .‬لك اهلل “يا‬ ‫مت قاعد” بح حلقك وجف ريقك وأنت تطالب‬ ‫بحق مشروع‪ ،‬يحفظ كرامتك في وقت وضعت‬

‫“ميدكوب” كما سجل انخراط المغرب في‬ ‫العديد من المبادرات والخطط التي تندرج في‬ ‫مخطط حماية البيئة ومنها مشروع المغرب‬ ‫األخضر‪ ،‬وإطالق المشروع الضخم للطاقات‬ ‫المتجددة الشمسية بورزازات والريحية بمختلف‬ ‫جهات البالد‪ ،‬وإحداث وزارة تعنى بشؤون البيئة‪.‬‬ ‫واختتم حديثه بتأكيد أهمية هذه الندوة‬ ‫وأهمية دور الجامعة كمنتج للمعرفة‪ ،‬في‬ ‫عملية البحث عن الحلول المالئمة للتخفيف من‬ ‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ ،‬ودعم القدرة‬ ‫الجماعية على مواجهة الظاهرة‪ ،‬جهويا ووطنيا‪.‬‬ ‫وتطرق بعض المتدخليــن والخبراء إلى‬ ‫مواضيع تخـص البحــوث الوطنيـــة المنجزة‬ ‫على مستوى جامعــة عبــد المالك السعــدي‬ ‫و إلى النتائج المحصلة عليها محليا في مجال‬ ‫التغيرات المناخية ‪ ،‬وكيفية رصد التأثيرات على‬ ‫الكائنات الحية‪ ،‬وتطوير أدوات إدارة الموارد‬ ‫المائية‪ ،‬والبحث العملي من أجل تقوية النظم‬ ‫االجتماعية واإليكولوجية في جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬

‫المتقاعدون يطالبون بحقوقهم المشروعة‬

‫جش‬

‫وزيرة حكومتنا الموقرة معاشات النواب والوزراء‬ ‫“بزوج فرنك”‪ .‬وهذا موضوع قرأنا وسمعنا ما‬ ‫فيه الكفاية وال فائدة من تكراره‪ ،‬ونتفاءل جميعا‬ ‫خيرا إن شاء اهلل فدوام الحال من المحال‪ ،‬ذلك‬ ‫أن التسويف الممنهج واإلقصاء المبرمج ال مبرر‬ ‫لهما‪ .‬فقط‪ ،‬يعتبران جورا على حقوق فئات‬ ‫مهمة‪ ،‬ال ذنب لها‪ ،‬ولكنها صامدة وبحقوقها‬ ‫مرتبطة وعلى النهج سائرة بقيادة ملكها الرائد‬ ‫دام له النصر والتأييد‪ ،‬تنتظر تفعيل دستور‬ ‫مغربها الحداثي الجديد الذي قال عنه جاللته‪:‬‬ ‫دستور من صنع المغاربة ومن أجلهم‪ ،‬وتفعيله‬ ‫يعتبر خير وسيلة لتحقيق التطلع المشروع لكافة‬ ‫المغاربة‪.‬‬

‫محمد الوسيني‬

‫احتضنت مكتبة أبي الحسن الشاذلي‬ ‫بمرتيل يوم الخميس ندوة علمية في موضوع‪:‬‬ ‫“مسرح الطفل‪ :‬مدخل أساس للتنمية الذاتية”‪،‬‬ ‫المنظمة في إطار فعاليات “ملتقى مرتيل الثاني‬ ‫عشر لمسرح الطفل” من قبل المنظمة الوطنية‬ ‫لفناني العرائس – فرع مرتيل‪.‬‬ ‫الندوة قدمها وسيرها الدكتور المعتمد‬ ‫الخراز ال��ذي أش��ار في تقديمه إلى الوظائف‬ ‫المختلفة التي يحققها المسرح‪ ،‬من وظيفة‬ ‫تطهيرية وتربوية وجمالية وسياسية ونضالية‪..‬‬ ‫ثم أشاد باختيار موضوع الندوة الذي استحضر‬ ‫وظيفة التنمية الذاتية وأك��د على أهميته‪،‬‬ ‫خصوصا في ظل االهتمام الواضح بموضوع‬ ‫التنمية الذاتية في اآلونة األخيرة‪ ،‬ثم أهمية‬ ‫مقاربة موضوع التنميــة الذاتيـــة بالنسبـــة‬ ‫لألطفال‪ ،‬الذين سيجدون في المسرح أحد‬ ‫المداخل األس��اس والناجعة لتمرير المبادئ‬ ‫والقواعد والمهارات‪ ،‬بدل تحقيقها بشكل‬ ‫تلقينيومباشر‪.‬‬ ‫بعد ذلك أخذ الكلمة مدير ملتقى مرتيل‬ ‫ورئيس فرع المنظمة األستاذ مصطفى الستيتو‪،‬‬ ‫الذي رحب بالمحاضرين والحاضرين‪ ،‬ووجه‬ ‫الشكر للجهات المدعمة للملتقى‪ ،‬وأشار في‬ ‫كلمته إلى دوافع اختيار الموضوع التي تأتي في‬ ‫سياق االهتمام بالتنمية البشرية التي ال يمكن‬ ‫لها أن تحقق أهدافها دون االهتمام بالفرد‬ ‫والتنميةالذاتية‪.‬‬ ‫المداخلة األول���ى تقدم بها الدكتور‬ ‫المختص في علم النفس أحمد المطيلي‪،‬‬ ‫ال��ذي افتتح مداخلته بمقدمة عامة تعرض‬ ‫فيها ألهمية المسرح بالنسبة للمجتمعات‪،‬‬ ‫وأنماط المسرح‪ .‬لينتقل في المحور األول من‬ ‫مداخلته إلى تحديد مفهوم المسرح‪ ،‬وتحديد‬ ‫عناصر نجاح المسرح التي وجدها في‪“ :‬تفاعل‬ ‫مكونات المسرح” و”م��س وج��دان المشاهد‬ ‫وعقله وقيمه” و”ج��ودة النص والتشويق”‬ ‫و”مهارة الممثل” و”توظيف التقنيات الحديثة”‪،‬‬ ‫في المحور الثاني تحدث الدكتور المطيلي‬ ‫عن وظائف المسرح؛ فاعتبر أن “المسرح أداة‬

‫تعليمية وتعلمية وعالجية يساعد على تنشيط‬ ‫العمليات الذهنية والوجدانية والحركية‪ ،”..‬وميز‬ ‫الباحث بين نوعين من المنافع التي يمكن أن‬ ‫يجنيها الطفل من المسرح‪ ،‬نوع يتعلق بالممثل‪،‬‬ ‫مثل‪“ :‬اكتشاف الذات” و”تنمية قدرة التفاعل مع‬ ‫األحداث واألشخاص” و”تعزيز الثقة بالنفس”‪..‬‬ ‫ونوع يتعلق بالجمهور‪ ،‬مثل‪“ :‬اكتشاف شخصية‬ ‫الطفل (المواجهة والتفاعل‪ .”)..‬أما العوائق‬ ‫التي تحول دون تمثيل الطفل فميز ضمنها‬ ‫بين‪ :‬العوائق الذاتية والعوائق الموضوعية‪.‬‬ ‫في المحور الثالث وقف المطيلي مع طريقتين‬ ‫تستعمالن على سبيل التدريس والعالج النفسي‬ ‫وهما “تمثيل األدوار” و”السيكودراما”‪ ،‬ليختم‬ ‫مداخلته بالتأكيد على أن التمثيل “كشاف‬ ‫لمكنوناتالنفس‪.‬‬ ‫المداخلة الثانية ألقاها المهندس طارق‬ ‫المفتوحي‪ ،‬المدرب المحتـــرف في التنميـــة‬ ‫الذاتية‪ ،‬ال��ذي قال في مستهــل عرضه أنه‬ ‫استفاد من تصورات طارق سويدان في بناء‬ ‫مداخلته‪ .‬وقد انطلق من عشرة أسئلة تعتبر‬ ‫مداخل أساسية لتحقيق التنمية الذاتية‪ ،‬نذكر‬ ‫منها‪ :‬ما درجة تقييمك لذاتك؟ وما المقصود‬ ‫من تقييم ال��ذات؟ وهل تتوفر لديك مهارات‬ ‫االتصال باآلخرين؟ وهل تعرفت على قدراتك‬ ‫اإلب��داع��ي��ة؟‪ ...‬وق��د اعتمد المهندس طارق‬ ‫في عرضه على التفاعل مع بعض الحاضرين‬ ‫من خالل األسئلة والحوار‪ .‬كما حدد طرائق‬ ‫وإمكانيات استغالل المسرح في تحقيق التنمية‬ ‫الذاتية لدى الطفل‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن اللقاء حضره وساهم‬ ‫فيه بالنقاش ع��دد من الطلبة واألس��ات��ذة‬ ‫والباحثين والفاعلين الجمعويين والدكاترة‬ ‫من مدينتي تطوان ومرتيل‪ ،‬منهم‪ :‬المسرحي‬ ‫رضوان احدادوا‪ ،‬والدكتور عبد العزيز الحلوي‪،‬‬ ‫والدكتور والباحث عبد القادر الخراز‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد الرحمن العمارتي‪ ،‬والدكتورة الشاعرة‬ ‫فاطمة الميموني‪ ،‬والدكتورة سمية المودن‪،‬‬ ‫والدكتور محمد الصبان‪ ،‬والمسرحي جمال‬ ‫العاقل‪ ،‬والدكتورة اعتماد الخراز‪ ،‬والفاعلة‬ ‫الجمعوية حكمت المودن‪...‬‬

‫من بائع السمك إلى بارون مخدرات‪ ،‬محمد شاشا في قبضة رجال األمن‬ ‫أفادَ مصدرنا أن عناصر شرطة طنجة ألقت‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬القبض على‬ ‫أحد‪ ‬أباطرة المخدرات‪ ‬المدعو محمد ‪.‬ي والملقب بـ ‪« :‬شاشا» عندما تمت مداهمته بأحد‬ ‫المطاعم وسط المدينة‪.‬‬ ‫يذكر أن محمد شاشا الموقوف من طرف األمن كان موضوع العديد من‪ ‬مذكرات‬ ‫بحث‪ ‬على المستوى الوطني‪ ،‬حيث كان اسمه يذكر في العديد من المحاضرالتي لها‬ ‫عالقة باالتجار في المخدرات‪ ،‬وخاصة في قضية ما مجموعه طن ونصف الطن من‬ ‫المخدرات التي تم ضبطها‪ ،‬منذ بضع سنوات بـمنطقة «باليا بالنكا»‪ ،‬إال أنه ظل حرا‬ ‫طليقا‪ ،‬حيث كان يصول ويجول بمختلف شوارع المدينة‪ ،‬وكأنه لم يكن موضوع بحث‪،‬‬ ‫حسب مالحظات الرأي العام‪ ،‬وقتها‪.‬‬ ‫والغريب أن الموقوف قام‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬برحلة صوب مدينة العيون‪ ،‬بمناسبة ذكرى‬ ‫المسيرة الخضراء‪ ،‬وخصص له أحد المواقع اإللكترونية مساحة‪ ،‬تتناول‪ ‬بطولته ووطنيته‬ ‫ومجدهُ‪ ،‬درا للرماد في العيون‪ ،‬كطريقة لتلميع صورته التي تخفي األطنان من‬ ‫المُخدرات و «المهلكات» التي يتم ترويجها‪ ،‬حيث تعتبر سَبب كثير من المآسي التي‬ ‫يتعرض لها الشباب والعديد من ضَحــايا المجتمـــع‪.‬‬ ‫من جانب آخر اعتبرت مصادر مطلعة أن المعني باألمر يعد صيدا ثمينا للمصالح األمنية بالنظر إلى كون‬ ‫التحقيقات التي ستتم مباشرتها معه من لدن المصالح األمنية‪ ،‬قد تكشف خيوط ملفات كبرى تتعلق بترويج‬ ‫المخدرات على الصعيد الدولي‪ ،‬كما يمكن أن تكشف تورط عدد من شركائه المفترضين‪.‬‬ ‫تبقى اإلشارة إلى أن مصالح األمن بطنجة وبتنسيق مع المديرية العامة لألمن الوطني تواصل تحقيقاتها‬ ‫بخصوص ترويج وتهريب المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسطي‪ ،‬كما تواصل التحقيق في قضايا أخرى لها صلة‬ ‫بعمليات إحباط محاوالت تهريب المخدرات بميناء الجزيرة الخضراء وبميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫ويروج في األوساط العليمة أن بارون المخدرات «شاشا» الموقوف الجمعة‪ ،‬الماضية بطنجة‪ ،‬من طرف‬ ‫دورية عادية تابعة ألمن بني مكادة‪ ،‬بعد سنوات قضاها في حالة الفرار بالرغم من صدور عدة مذكرات بحث في‬ ‫حقه تتعلق بتجارة المخدرات على الصعيد الدولي‪ ،‬كان يتردد بشكل طبيعي على مقاهي وكباريات‪ ‬طنجة‪ ،‬رغم‬ ‫أنه معروف عند أجهزة األمن المختصة‪ ،‬ويستغرب الكثيرون من أن توقيف «شاشا» لم يصدر بشأنه أي بالغ‬

‫من المديرية العامة لألمن الوطني مثل ما تم في ملف الصيدلي وقضية ‪ 2،5‬طن من‬ ‫الحشيش المحجوزة داخل سيارة من الحجم الكبير بدرادب‪.‬‬ ‫إن عملية توقيف «شاشا»‪ ،‬تعتبر إنجازا كبيرا تستحق العناصر األمنية التي قامت به‬ ‫التهنئة والترقية‪ ،‬اعتبارا لكون الموقوف ليس بمجرم عاد‪ ،‬بل هو عنصر خطير جدا يرتبط‬ ‫اسمه بالجريمة المنظمة لتهريب المخدرات عبر القارات‪ ،‬ويجني من وراء ذلك أمواال طائلة‬ ‫تقدر بماليين األورو‪ ،‬وهو ال يقل خطورة عن بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني‬ ‫الملقب ب «نيني»‪.‬‬ ‫كما يروج أن بعض ممن يبدو أن في «كروشهم عجينة»‪ ،‬يسعون لكي تمر مرحلة‬ ‫البحث التمهيدي مع «شاشا» بهدوء‪ ،‬تجنبا لدخول أطراف اخرى على التحقيقات‪ ،‬أو أن‬ ‫يتم الضغط على الموقوف حتى يدلي بأسماء مسؤولين أمنيين بطنجة والرباط‪ ،‬وتتحول‬ ‫القضية الى فضيحة كبرى دولية مثل ملف منير الرماش‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يذكر أن التحقيق ال زال جاريا في الوقت الراهن مع الموقوف «شاشا» واسمه‬ ‫الحقيقي هو «محمد اليطفتي» على قدم وساق‪ ،‬حول عدة جرائم تتعلق بالتجارة الدولية‬ ‫للمخدرات المصنوعة بالمغرب‪ ،‬منها قضية توجد لدى الشرطة القضائية التابعة لوالية‬ ‫أمن تطوان‪ ،‬بحيث تم تمديد مدة إيداعه رهن تدابير الحراسة النظرية‪.‬‬ ‫و من المرتقب‪ ‬أن تحقق معه شرطة تطوان‪ ،‬بعد انتهاء المصالح األمنية بطنجة من البحث التمهيدي‬ ‫معه‪ .‬والمثير في شخصية «شاشا»‪ ،‬انه تعمد الظهور العلني عبر تعامله مع موقع محلي‪ ،‬بحيث زوده بست‬ ‫صور‪ ‬تظهر «شاشا» رفقة مجموعة من األشخاص رافقوه إلى جنوب المغرب لالحتفال بذكرى المسيرة الخضراء‪.‬‬ ‫ويظهر «شاشا» في بعض هذه الصور وهو يحمل صورة لجاللة الملك أمام سيارة رباعية الدفع مزوقة بالعالم‬ ‫الوطني بشكل نضالي‪ .‬معاملته مع الصحافة ورغبته في الشهرة‪ ،‬كان موضوع مذكرات بحث وطنية ودولية‪،‬‬ ‫عجلت بسقوطه‪ ،‬المثير‪.‬‬ ‫يذكر أيضا أن «شاشا» كان حاضراً في سهرة الفنانة «هيفاء وهبي» بكباريه مشهور بالبيضاء قبل أسابيع‪.‬‬ ‫وقد تردد أنه فور شيوع خبر اعتقال «شاشا»‪ ،‬اختفى العديد من بارونات المخدرات المعروفين بمدينة‬ ‫طنجة‪،،‬ممن سبق وان تعاملوا معه في أعمال محظورة ومجرمة قانونا‪ ،‬تجنب ًا لالعتقال في حالة ما ذا ذكر اسمهم‬ ‫أثناء التحقيقات‪ ،‬ويعتقد ان بعضهم غادر التراب الوطني‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫تخطى عتبة السبعين بأشواط وأشواط‪ ،‬ومع هذا لم يبارح مرحلة الرجولة‪ ،‬وظل‬ ‫متماسكا قوي البنيان‪ ،‬متفائال بالحياة‪ ،‬وبما تحمل في طياتها من مُستجدّات‪.‬‬ ‫وكم تساءل خلطاؤه ورفقاؤه عن الوصفة السحرية التي يتناولها في خُفية عن‬ ‫األعين‪ ،‬فلم يجدوا إليها سبيال‪.‬‬ ‫ولو ّ‬ ‫فكروا وقدروا‪ ،‬وفكروا ثم قدروا‪ ،‬وراقبوا حركاته وسكناته‪ ،‬الهتدوا إلى السر‪،‬‬ ‫و َل َلمسوه بأيديهم‪ ،‬إنه برودة الدم‪ ،‬أو ضبط النفس‪ ،‬وهو الوصفة الطبية التي‬ ‫وصفها الرسول األكرم لصحابي حين قال له‪« :‬ال تغضب»‪.‬‬ ‫هذا هو شعاره‪ ،‬وقد طبقه في كافة أطوار حياته‪.‬‬ ‫طبقه مع زوجته ورفيقة دربه‪ ،‬فمهما بلغت درجة غليانها وانفعالها‪ ،‬إال وتجده‬ ‫يستنجد باآلية الكريمة‪« :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها‬ ‫وجعل بينكم مودة ورحمة» رغبة منه في أن تسير حياته الزوجية سيرة األولين من‬ ‫السلف الصالح‪.‬‬ ‫وطبقه مع أبنائه‪ ،‬فيلبي طلباتهم على قدر المستطاع‪ ،‬ويوفر حاجياتهم في الحدود‬ ‫التي يسمح بها دخله‪ ،‬فإذا فلتت أعصابهم‪ ،‬حاول ضبطهم بالحكمة والموعظة‬ ‫الحسنة‪.‬‬ ‫وتمسك بهذا الشعار في عالقته بأصدقائه‪ ،‬فال يجاريهم إذا ما رفعوا أصواتهم‪،‬‬ ‫وال يقابل السيئة بالسيئة‪ ،‬وإنما يضع الصداقة موضع التقدير والتقديس‪ ،‬فرُبّ أخ‬ ‫لك لم تلده أمك‪.‬‬ ‫والنتيجة‪ ،‬أنه ظل محتفظا برجولته‪ ،‬محافظا على مظهره‪ ،‬حامدا اهلل على نعمة‬ ‫العافية‪.‬‬ ‫وخوفا من أعين الحساد‪ ،‬يُكثر من قراءة المعوذتين باألسحار‪ ،‬وآناء الليل وأطراف‬ ‫النهار‪ ،‬وإذا سأل اهلل في سجوده‪ ،‬سأله العافية‪.‬‬ ‫قد يعتقد البعض أن الرجل زاهد في الحياة ومتاعها‪ ،‬واعتقادهم هذا خاطئ‪،‬‬ ‫فهو متابع جيد لبرامج التلفاز‪ ،‬يجلس الساعات الطوال يشاهد مباريات كرة القدم‪،‬‬ ‫ويتابع بعض المسلسالت الجادة الهادفة‪ ،‬وهو من الذين يفتحون الكتب بين الحين‬ ‫والحين‪ ،‬ويتصفحون الجرائد والمجالت في كل وقت وحين‪.‬‬ ‫فلنمسك الخشب‪ ،‬ولنردد‪ :‬اللهم ال حسد‪.‬‬

‫مراكش‪ 20 :‬حالة‬

‫ــ حالة شلل نصفي ( العناية المركزة )‬ ‫ــ كسر على مستوى الرجل‬ ‫ــ إغماءات‬ ‫ــ استاذة‪ :‬إلتواء في الرجل واختناقات رئوية‬ ‫ــ أستاذ ‪ :‬تشقق في الرجل‬ ‫ــ أستاذة‪ :‬تشقق في الذراع‬ ‫ــ إصابات قريبة من العمود الفقري‬ ‫ــ إغماءات‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫هنيئــــا لنـــا‬

‫ثم بشرانــــــــا‬

‫إن كان لنــــا‬

‫حمق في اللـــه‬

‫بعد حوار هاتفي خاطف أجرته معي جريدة «الوطن‬ ‫اآلن» ثم نشرته مؤخرا حول «تغريدات فيسبوكية»‬ ‫انتهكت حق األدب مع الناس في ما هم عليه من أحوال‬ ‫ربانية ‪ ..‬اتصل بي صديق عزيز يستفسرني مجددا في‬ ‫نازلة تلك «التغريدات»‪.‬‬ ‫فقلت له ـ وأنا سعيد بل منتش بما قرأته للدكتور‬ ‫عبد الحي الروسي بالعدد السابق لجريدة الشمال تحت‬ ‫عنوان‪« :‬ما أنت بنعمة ربك بمجنون» ـ ‪ :‬من لم تتح‬ ‫له فرصة الدخول لحضرة أهل اهلل جهل معناهم ؛ ثم‬ ‫أن معناهم بحر عميق وبال شاطئ على غالب العلماء‪..‬‬ ‫فباألحرى من هم دون رتبتهم أو طبقتهم ‪ « ..‬قل لو‬ ‫كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر‪ ،‬قبل أن تنفد‬ ‫كلمات ربي ‪ ،‬ولو جئنا بمثله مددا»‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬أسوق لك خبرا لعله يفي ويغني‪ ..‬؛ فقد روي‬ ‫أن اإلمام أحمد بن حنبل ـ رضي اهلل عنه ـ كان إذا أتاه‬ ‫سؤال متعلق بأحوال أهل اهلل‪ ،‬أحاله على صوفي زاهد‬ ‫هو محمد البغدادي ـ رضي اهلل عنه ـ مخاطبا إياه ‪ :‬ما‬ ‫تقول في هذا يا صوفي ؟‬

‫الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان تدين اإلعتداء الذي‬ ‫تعرضت له األستاذات المتدربات واألساتذة المتدربين‬ ‫تعبر عن تضامنها الكامل معهم‬ ‫تتابع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان بكثير من االستنكار‪،‬‬ ‫النضاالت المتواصلة التي يخوضها األساتذة ( ت) المتدربون بكافة‬ ‫المراكز الجهوية للتربية والتكوين من أجل إلغاء المرسومين‬ ‫المتعلقين بفصل التكوين عن التوظيف‪ ،‬وتخفيض المنحة من‬ ‫‪ 2400‬درهم إلى ‪1200‬درهم‪ ،‬والتي عوض أن يتحمل المسؤولون‬ ‫كامل مسؤولياتهم بإيجاد حل عاجل وعادل لهذا الملف بدءا بفتح‬ ‫باب الحوار الجاد معهم من خالل تنسيقيتهم الوطنية‪ ،‬فإنه تم‬ ‫لجوء السلطات العمومية إلى اإلفراط في استعمال القوة لفض‬ ‫تجمعاتهم السلمية‪ ،‬دون حتى التقيد بالقواعد المنصوص عليها‬ ‫قانونا في فض اإلحتجاجات السلمية ‪.‬‬ ‫وقد سجلت الجمعيــة المغربية لحقــوق اإلنسان باإلعتمـــاد‬ ‫على تقرير من التنسيقية الوطنية لألساتذة المتدربين بالمغرب‬ ‫ومن خالل بعض تقارير فروعها في مجموعة مدن (طنجة‪ ،‬وجدة‪،‬‬ ‫فاس‪ ،‬مراكش ‪،‬الدار البيضاء‪ ،‬إنزكان‪ )..‬أن قوات التدخل المختلفة‬ ‫واجهت الحق في التظاهـــر السلمـــي لألساتــذة واألستاذات‬ ‫المتدربون والمتدربات‪ ،‬باإلعتداء عليهم يوم الخميس ‪ 7‬يناير‬ ‫بالمدن المذكورة‪ ،‬وهوما أسفر عن مجموعة من اإلصابات في‬ ‫صفوف األساتذة (ت) المتدربون‪ ،‬حيث جاءت اإلصابات على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫إنزكان‪ :‬قمع أمـــام المركــز أدى إلى حوالـــي ‪ 100‬إصابة‪50 ،‬‬ ‫حالــة تم نقلها إلى المسشفى‬ ‫ــ األستاذة لمياء ‪ :‬كسر في الكتف‪ ،‬كسر في القفص الصدري‬ ‫وكسر في الوجه يستدعي عملية تجميلية‬ ‫ــ األستاذ الخمار ‪ :‬كسر في العمود الفقري يستدعي عملية‬ ‫جراحية‪ ،‬فقدان جزئي للبصر‬ ‫ــ أستاذة حامل أصيبت بنزيف‬ ‫ــ إصابات على مستوى الرأس ( ‪ 7‬إلى ‪ 10‬غرز)‬ ‫ــ إصابات في األكتف واألرجل‬ ‫ــ إغماءات‬

‫في بالغة‬ ‫الجنون‪..‬‬

‫قال صديقي ‪ :‬نرجع إلى مضمون تغريدات‪..‬‬

‫بيان‬

‫طنجة‪ 8 :‬حاالت خطيرة‬

‫‪3‬‬

‫انظر في حكمة هذا السلــوك ‪ :‬لم يكن اإلمام‬ ‫أحمد‪ ،‬رضي اهلل عنه ـ يقطع في ما ال يعرفه ؛ وهذا ورع‬ ‫أو تورع؛ ومؤداه ‪:‬‬

‫الدار البيضاء‪ 40 :‬حالة‬

‫ــ كسرعلى مستوى الذراع‬ ‫ــ كسرعلى مستوى الرجل‬ ‫وقد ترافقت هذه اإلعتداءات مع مختلف أنواع السب والشتم‬ ‫واإلهانات الحاطة بالكرامة ‪.‬‬ ‫والمكتب المركــزي للجمعيـــة المغربية لحقوق اإلنسان وهو‬ ‫يقف عند هذه اإلعتداءات التي تمس الحــق في التظاهر السلمي‪،‬‬ ‫المنصوص على ضرورة احترامــه في الشرعــة الدوليــة لحقــوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وعلى الحــق في السالمة البدنيــة واألمــان الشخصي‬ ‫المنصوص على ضرورة احترامه في اتفاقية مناهضة التعذيب‬ ‫وغيره من ضروب اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ أواﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أو‬ ‫اﻟﻤﻬﻴﻨﺔ‪،‬فإنه يعبر عما يلي ‪:‬‬ ‫* إدانته الشديـــدة لما تعرض له األساتــذة واألستــــاذات‬ ‫المتدربون يوم الخميس ‪ 07‬يناير ‪ 2016‬من قمع وتنكيل لمجرد‬ ‫ممارسة لحقهم المشروع في االحتجاج بطرق سلمية‪ ،‬وهو مايشكل‬ ‫إخالال فاضحا للدولة المغربية فيما يتعلق بالتزاماتها الدولية في‬ ‫مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫* اعتباره التدخل العنيف للقوات العمومية اعتداء فاضحا على‬ ‫الحق في السالمة البدنية واألمان الشخصي للمحتجين في تعارض‬ ‫صارخ مع المواثيق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫وأساسا منها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬ ‫واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬ ‫اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ أواﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﻤﻬﻴﻨﺔ‪ ،‬ولما هو منصوص عليه في‬ ‫الباب المتعلق بالحريات والحقوق األساسية من دستوريوليوز‬ ‫‪. 2011‬مع القلق من تعامل المصالح الطبية بالمستشفيات التي‬ ‫تمتنع عن تمكين الضحايا من الشهادات الطبية باألضرار التي‬ ‫لحقتهم‪ ،‬في تنكر مريب ألخالقيات مهنة الطب ‪،‬وهو ما يستوجب‬ ‫من الجهات اإلدارية والقضائية المعنية فتح تحقيق عاجل حول‬ ‫مجمل اإلنتهاكات لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات‬ ‫* مطالبته بإسقاط المرسومين اللذين يشكالن خرقا لتوصيات‬ ‫المجلس األعلى للتربية والتكوين وضربا للرؤية االستراتيجية‬ ‫إلصالح التعليم ‪ 2030-2015‬وإجهازا على المدرسة العمومية ‪.‬‬ ‫* تضامنه مع األساتذة (ت) المتدربون (ت) بكافة المراكز‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين فيما تعرضوا له انتهاك لسالمتهم‬ ‫البدنية وأمانهم الشخصي‪ ،‬ومساندتهم في مطالباتهم العادلة‬ ‫والمشروعة ‪.‬‬ ‫* استهجانه للسلـــوك الغريــب والمتملص الذي يطبع تعامل‬ ‫ومواقف عدد من المسؤولين الحكوميين من هذه اإلعتداءات‬ ‫واعتداءات أخرى‪ ،‬والتي اليمكن بأي حال من األحوال القبول بها ‪.‬‬ ‫المكتب المركزي‬ ‫الرباط‪ ،‬في ‪2016/01/08‬‬

‫التوقف في األمور‪ ..‬وإحالتها على أهلها‪ ،‬فهم أدرى‬ ‫بها من غيرهم ‪ ..‬فأيننا منه ؟ وأينه منا ؟‬ ‫قال صديقي ‪ :‬وما الهدف من هذا التغريد خارج‬ ‫السرب؟‬ ‫قلت ‪ :‬اهلل أعلم ‪ .‬وأهل اهلل يقولون ‪ :‬إن ما يعتري‬ ‫الذاكرين اهلل من واردات ربانية‪ ..‬ونفحات قدسية‪..‬‬ ‫وفيوضات حقانيـــة‪ ..‬مخصوص لمن صقلـــوا مرايا‬ ‫قلوبهم بالتماس الوسيلة إلى خالقهم؛ والوسيلة هو‬ ‫الشيخ المربي الروحي الكامل المكمل‪ ..‬الذي يأخذ‬ ‫بيد الناس ليخرجهم من ظلمات وجودهم إلى شمس‬ ‫ظهيرة الوجود المطلق‪ ..‬فاتحا أقفال قلوبهم ّ‬ ‫بحثهم‬ ‫على ذكر اهلل حتى يذوقوا حالوته ‪..‬‬ ‫ومن البديهي أن تغيب عن الغافلين أمور من قبيل‪:‬‬ ‫مشروعية وإطالقية ذكر اهلل‪ ..‬وما يوصله الذكر‬ ‫ّ‬ ‫لمحل يشبه الجنون ‪..‬‬ ‫ثم إن من وجد عنده وسعا إلهياً يقبل من الذاكر‬ ‫اهلل ما يصدر عنه من أحوال‪ ..‬والذاكر اهلل ال ينشغل إال‬ ‫بما هو فيه‪..‬‬ ‫فافهم ‪ ،‬وال تستغرب أي موقف يصدر عن غير‬ ‫المطلع على المجاهدات والرياضات أو غير المدرك‬ ‫لحقائق هذا السر العظيم ‪.‬‬ ‫فقل للذي ينهـى عن الوجــد أهلـــه‬ ‫إذا لم تذق معنى شراب الهوى ‪ ،‬دعنـا‬


‫العدد ‪819‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫‪ 72‬عاماً على تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالجنوب‬

‫‪ 82‬عاماً على تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالشمال‬ ‫للمطالبة باالستقالل والوحدة‬

‫حلت باألمس‪ ،‬الذكرى الثانية والسبعون لتقديم‬ ‫«وثيقة االستقالل» التي تقدم بها الحزب الوطني‬ ‫وجماعة من الوطنيين المستقلين‪ ،‬إلى جاللة السلطان‬ ‫محمد بن يوسف وإلى اإلقامة العامة الفرنسية بالرباط‬ ‫وإلى ممثلي بعض الدول األجنبية‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الوثيقة األولى أو الفريدة التي‬ ‫طالبت باستقالل المغرب ووحدة ترابه ‪ ،‬إذ سبقتها‬ ‫وثيقة «كتلة العمل الوطني» التي تقدمت‪ ،‬في دجنبر‬ ‫سنة ‪ ،1934‬بمجموعة من «مطالب الشعب المغربي»‬ ‫بالحرية واالستقالل‪ ،‬بعد تنامي الشعور الوطني‬ ‫بضرورة رد االعتبار للمقاومة المسلحة المغربية بقيادة‬ ‫األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي تكالب‬ ‫عليها االستعمار الفرنسي واإلسباني ‪ ،‬بمساعدات‬ ‫دولية‪ ،‬ألمانية وأمريكية بوجه خاص‪ ،‬لتنتهي الثورة‬ ‫باستسالم «أسد الريف» ونفيه في سنة ‪.1926‬‬ ‫وتميزت هذه المرحلة بتأسيس الحركة القومية‬ ‫للزعيم محمد بن الحسن الوزاني التي تحولت سنة‬ ‫‪ 1946‬إلى حزب الشورى واالستقالل‪ ،‬و الحزب الوطني‬ ‫بزعامة عالل الفاسي (أبريل ‪. )1947‬‬ ‫ومعلوم أن الحركة الوطنية بشمال المغرب التي‬ ‫تشكلت من حزب اإلصالح الوطني بقيادة الزعيم عبد‬ ‫الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية بزعامة الشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري الذي سبق وأن كان أمينا عاما‬ ‫لكتلة العمل الوطني‪ ،‬كانت سباقة إلى تقديم «وثيقة‬ ‫المطالبة باالستقالل والوحدة»‪ ،‬سنة قبل وثيقة فاس‪.‬‬ ‫ذلك أنه في إطار العمل المشترك بين «اإلصالح»‬ ‫و «الوحدة»‪ ،‬تشكلت «الجبهة القومية» من الحزبين‪،‬‬ ‫انضمت إليها شخصيات مستقلة من سياسيين‬

‫الذكرى ‪72‬‬

‫‪ 1944‬ـ ‪2016‬‬ ‫ومثقفين وعلماء وأدباء‪ ،‬ليتم اإلعالن ‪ ،‬في تطوان‪،‬‬ ‫عن ميالد «الجبهة القومية الوطنية المغربية» التي‬ ‫نص ميثاقها على المطلبة باالستقالل الكامل والوحدة‬ ‫الترابية للمملكة‪.‬‬ ‫وفي ‪ 14‬فبراير سنة ‪ ،1943‬قدمت الجبهة القومية‬ ‫وثيقة «االستقالل والوحدة» إلى الخليفة السلطاني‬ ‫بالشمال‪ ،‬الراحل صاحب السمو الملكي موالي الحسن‬ ‫بن المهدي‪ ،‬لتكون أول وثيقة سياسية مغربية تقدمت‬

‫بها هيئة وطنية مغربية إلى السلطة الشرعية بالبالد‬ ‫وإلى اإلقامة العامة اإلسبانية بتطوان وإلى الهيئة‬ ‫الدبلوماسية بطنجة وبعض الممثليات القنصلية‬ ‫بتطوان‪ ،‬وكان ذلك سنة قبل تقديم عريضة الحزب‬ ‫الوطني ومن معه‪.‬‬ ‫وللتاريخ نسجل أن الحركة الوطنية بالشمال‬ ‫تقدمت بوثيقة في شكل عريضة تضمنت مجموعة‬ ‫من المطالب اإلصالحية وقعها‪ ،‬فضال عن القيادات‬

‫السياسية ‪ ،‬مآت المواطنين من مختلف مدن وقرى‬ ‫المنطقة الخليفية‪ ،‬عقب قيام الجمهورية اإلسبانية في‬ ‫ماي سنة ‪ ،1931‬بخصوص تأسيس مجالس محلية‬ ‫لتدبير الشأن العام‪ ،‬والعناية بالتعليم‪ ،‬ومساعدة‬ ‫الفالحين‪ ،‬وإحداث مجلس الشورى (البرلمان) يضم‬ ‫ممثلي كافة جهات المنطقة الخليفية ‪ ،‬كما طالبت‬ ‫الوثيقة بحرية تأسيس الجمعيات وحرية الرأي والنشر‬ ‫والتنقل والتجمع‪ ،‬وغيرها من الحريات العامة‪.‬‬ ‫ما هي الدروس التي نستخلصها من هذه الذكري‬ ‫المجيدة ومن مختلف ذكرياتنا الوطنية التي تؤرخ‬ ‫لنضال الشعب المغربي من أجل االنعتاق والتحرر‪.‬‬ ‫لعل أهم الدروس أن نؤمن بقضية الوطن‪ ،‬كما‬ ‫آمن بها الرواد أمثال عالل الفاسي ومحمد بن الحسن‬ ‫الوزاني و عبد الخالق الطريس والشيخ محمد المكي‬ ‫الناصري الذين واجهوا قوة االستعمار الغاشم‪ ،‬وهم‬ ‫عزل من كل سالح إال من إيمانهم بقضية الوطن‪،‬‬ ‫وركوبهم مغامرة تحرير الوطن ولم يبخلوا بأرواحهم‬ ‫ودمائهم في معركة النضال من أجل كرامة الوطن‪.‬‬ ‫والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الذكرى‪،‬‬ ‫ونحن نواجه أوضاعا مؤلمة من النفاق السياسي ‪،‬‬ ‫والتفسخ الحزبي والفساد اإلداري‪ ،‬والظلم االجتماعي‪،‬‬ ‫والتفاوت الطبقي‪ ،‬أن نعمل على أن تترسخ في أذهاننا‬ ‫عقيدة العمل من أجل التغيير اإليجابي الموصل إلى‬ ‫اإلصالح‪ ،‬والتشبث بالمبادئ التي قامت عليها عقيدة‬ ‫النضال الوطني من أجل عزة وكرامة المواطن المغربي‪،‬‬ ‫واإليمان بأننا‪ ،‬حتما‪ « .......‬قادرون»‪.....!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫أول شرارة ‪ ،‬مقال لسيدي عبد اهلل كنون‬ ‫ويسعدنا‪ ،‬من باب الوفاء ألحد كبار اإلعالميين المغاربة والعرب‪ ،‬األديب والمؤرخ والدبلوماسي والوزير‪ ،‬الراحل األستاذ ممد العربي المساري أن ننشر مقالة فائقة األهمية ‪،‬سبق وأن بعثها إلى جريدة‬ ‫الشمال‪ ،‬التي كان يتعهدها بالنصح والتوجيه‪ ،‬يتضمن شهادة تاريخية توثق للعمل الوطني في المنطقتين‪ ،‬وهو الذي أرخ لما قبل وثيقة االستقالل وما بعدها في إطار إسهاماته القيمة في العمل‬ ‫الوطني‪ ،‬منذ حداثة سنه‪ ،‬سواء في تطوان أوفي طنجة أوفي الرباط ‪ ،‬وتلك كانت من أهم محطات نضاله السياسي واإلعالمي من أجل االستقالل والوحدة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫عبد اهلل كنون ‪« :‬طنجة جزء من التراب الوطني»‬

‫في منتصف ‪ 1940‬رفع في تطوان مطلب تحقيق‬ ‫االستقالل ووحدة تراب المملكة المغربية في غمرة ظهور‬ ‫عالمات حفزت الوطنيين المغاربة على التفكير في اغتنام‬ ‫تطورات المعارك الحربية في الجبهة الغربية لتعزيز مطالبهم‬ ‫تجاه الدولتين الحاميتين‪ .‬و كان أبرز تلك التطورات تدهور‬ ‫الموقف العسكري لفرنسا و سقوطها في قبضة الرايخ الثالث‪.‬‬ ‫وظهر للوطنيين في الشمال أن الوقت مناسب لمراجعة‬ ‫الئحة المطالب السياسية التي أعلنوها في ‪1938‬بخصوص‬ ‫الوضع في منطقتهم‪ .‬وتضمن دفتر المطالب الذي قدموه‬ ‫سنتئذ إعالن إلغاء عقد الحماية و التجزئة واستعادة االستقالل‬ ‫الوطني ووحدة تراب المملكة‪.‬‬ ‫بدأ األمر بمقال للعالمة عبد اهلل كنون في جريدة‬ ‫«الحرية» الصادرة بتطوان في ‪ 25‬يوليو ‪ 1940‬للرد على‬ ‫مقال في جريدة « إسبانيا « التي أصدرها بطنجة غريغوريو‬ ‫كوروشانو ‪ Gregorio Corrochano‬لكي تكون لسان «‬ ‫إسبانيا الوطنية «‪ .‬وكانت الجريدة المذكورة قد نشرت مقاال‬ ‫ورد فيه أن « مدينة طنجة قد أصبحت ترابا إسبانيا «‪ .‬وحرص‬ ‫كنون على أن يؤكد أن المدينة جزء من التراب المغربي‪.‬‬ ‫وكانت تلك الصيحة من جانب الوطنيين تحذيرا قويا من‬ ‫المطامع التوسعية التي كانت تخامر فرانكو حيث أنه كان‬ ‫ينوي أن يضفي على طنجة نفس الصفة التي تعطيها إسبانيا‬ ‫لسبتة ومليلية‪ ،‬أي كمناطق سيادة‪.‬‬ ‫ونظرا لقوة الخطوة المغربية اتخذت اإلدارة اإلسبانية‬ ‫على الفور قرارا شديدا يوم ‪ 27‬يوليو ‪ 1940‬بتوقيف جريدة‬ ‫«الحرية» لمدة ثمانية أيام‪ .‬و زعم اإلسبانيون أن مبرر تلك‬ ‫العقوبة كان هو أن المقال « يمس النخوة اإلسبانية المتوارثة‬ ‫عبر التاريخ»‪ .‬وهي عبارة عائمة كانت تغلف مطامع ترابية‬ ‫توسعية‪.‬‬ ‫ونشر الزعيم الطريس مقاال في «الحرية» (بتاريخ ‪3‬‬ ‫أكتوبر ‪ )1940‬أبرز فيه أن اإلدارة قد عطلت « الحرية » أسبوعا‬ ‫ثم فرضت عليها غرامتين‪ .‬وعطلت «الوحدة المغربية» شهرا‬ ‫كامال‪ ،‬ثم عطلت « الريف» بدورها ثالثين يوما ‪ ،‬وكل هذا‬ ‫في ظرف شهرين‪ .‬بسبب التوتر الذي نشب بسبب المسألة‬

‫الترابية‪ .‬و استطرد قائال‪ :‬من حقنا‬ ‫أن نقول للعالم أجمع إن بالدنا‬ ‫تريد وحدتها وحريتها و ال ترضى‬ ‫عن هذين الغرضين بديال ‪.‬‬ ‫ونشر سونيير وزير خارجية‬ ‫إسبانيا مقاال رفض فيه مغادرة‬ ‫القوات اإلسبانية لمدينة طنجة‬ ‫وطعن في الطبيعــة الدوليـــة‬ ‫للمدينة‪ ،‬قائال وقضية طنجة‬ ‫تدخل في حيز جغرافيتنا‪ ،‬وداخلة‬ ‫في دائرة حقنا الطبيعي‪ .‬ويمكننا‬ ‫أن نثبت أن عمل إسبانيا في‬ ‫طنجة له صبغة توسع طبيعي‪،‬‬ ‫على أساس الحق الطبيعي‪ .‬ولو‬ ‫قامت به دولة غير إسبانيا لكان‬ ‫األمر محض اعتداء‪.‬‬ ‫وتدخل األستاذ محمد‬ ‫داود في المناقشة فنشر مقاال‬ ‫في جريدة «الريف» بتاريخ ‪14‬‬ ‫يونيو ‪ 1940‬تطابق في آن واحد‬ ‫مع تطور المعارك الدائرة بين‬ ‫التحالف الغربي والمحور‪ ،‬ومع‬ ‫تردي الموقف بين الوطنيين‬ ‫وحكومة فرانكو‪ ،‬بسبب الوضع‬ ‫في المنطقة الخليفية وبسبب‬ ‫مسألة احتالل طنجة‪.‬‬ ‫وتضمن ذلك المقال دعوة صريحة إلى التفكير في‬ ‫األوضاع الناشئة عن المعارك الجارية في مجموع أوربا وفي‬ ‫المحيط الهادئ‪ ،‬ورفع التفكير في « القضية المغربية » إلى‬ ‫أفق استراتيجي‪.‬‬ ‫وقال بوضوح‪ :‬هناك تقسيم جديد في العالم‪ ،‬وبانتهاء‬ ‫الحرب الحالية سيدخل العالم في عهد جديد‪ ،‬ولهذا فإن‬ ‫المغرب يجب أن يتدبر أمره‪ .‬وال يقبل أن يستمر المغرب في‬

‫أن يكون حطبا لمعارك تدور فيما‬ ‫بين األوربيين‪.‬‬ ‫كان الكاتب يتنبأ بوقوع شيء‬ ‫مماثل لما حدث في « يالطة» فيما‬ ‫بعد‪ .‬ذلك أن المؤشرات التي كان‬ ‫يستقرئها في منتصف ‪ 1940‬كانت‬ ‫تقول إن ساعة تقسيم الغنائم‬ ‫آتية ال ريب فيها‪ .‬ولهذا استمر في‬ ‫وضع النقط فوق الحروف لبيان‬ ‫حدود الصداقة مع إسبانيا‪ ،‬فقال‬ ‫داود مخاطبا الدولة الحامية بكيفية‬ ‫غير مباشرة‪ « :‬أال فليعلم العالم‬ ‫أن المغربيين لم يبغضوا فرنسا‬ ‫لذاتها‪ ،‬وإنما بغضوها ألنها أخذت‬ ‫أرضهم وديارهم وسلبتهم حريتهم‬ ‫واستقاللهم‪ ،‬وألن رجالها أهانوهم‬ ‫واحتقروهم وعاملوهم شر معاملة‪،‬‬ ‫ولو كانت ألمانيا هي التي استعمرت‬ ‫بالدهم وعاملتهم تلك المعاملة‬ ‫لبغضوها كما بغضوا فرنسا»‪ .‬ثم‬ ‫توجه مباشرة إلى الحماة اإلسبان‬ ‫بعبارات واضحة‪ « :‬ولو قدر لجارتنا‬ ‫إسبانيا أن تحاول استعمار المغرب‬ ‫بدل فرنسا لكنا أول من يبغضها‬ ‫ويحاول سرا وعالنية كما فعلنا مع‬ ‫فرنسا‪ ،‬إلى أن يهلكها اهلل وتترك بالدنا »‪.‬‬ ‫وهكذا فإن النقاش مع إسبانيا كان في مستهل ‪1940‬‬ ‫واضحا مباشرا وهادفا لوضع العالقات الثنائية فيما بين‬ ‫المغرب وجارته الشمالية في سياق إيجابي ألن عالم ما بعد‬ ‫الحرب لن يكون إال مرتبا على أسس موضوعية تختلف عن‬ ‫تلك التي أدت إلى قيام الحرب‪.‬‬

‫ولم يكن التفكير في هذه األمور يختلف في الجنوب عنه‬ ‫في الشمال‪ .‬أوال ألن التفكير المشترك بين وطنيي الشمال‬ ‫والجنوب لم ينقطع وإنما وضعت له أسس لتوجيهه نحو ما‬ ‫يخدم المصلحة الوطنية ومن ذلك الرسائل المتبادلة بشأن‬ ‫تنسيق العمل في المنطقتين تجاه الدولتين الحاميتين فضال‬ ‫عن التضامن في العمل المشترك الذي يفرضه تنسيق العمل‬ ‫بين مكونات الحركة الوطنية في المنطقتين‪.‬‬ ‫والدليل الواضح هو أن التشاور لم ينقطع بين قادة‬ ‫الحركة في الشمال والجنوب مثل مشاركة الزعيم أحمد‬ ‫بالفريج في مشاورات عديدة تمت باالشتراك بين حزب‬ ‫اإلصالح الوطني حينما تم إنشاؤه في الشمال والزعيم بالفريج‬ ‫وكذا حزب الوحدة المغربية حينما سمحت الظروف بذلك‪.‬‬ ‫ووصلت األمور إلى النطاق المسلح كما هو معروف‪.‬‬ ‫ومعلوم أن عمال في هذا الصدد قد تم إعداده لخدمة مقاصد‬ ‫مشتركة تم تحديدها باالتفاق بين وطنيي الشمال والجنوب‪.‬‬ ‫وفي المجال السياسي هناك وثيقة توجت كل تلك المساعي‬ ‫هي المذكرة المشتركة بين حزب اإلصالح الوطني وحزب‬ ‫الوحدةالمغربية‬ ‫وفي اللقاءات التي تمت بين الزعيمين الطريس‬ ‫والناصري تم التوجه إلى االتفاق على إبرام ميثاق وطني يرمي‬ ‫إلى تكوين جبهة للعمل الوطني‪ .‬وقبل االتفاق توجه الخطيب‬ ‫إلى طنجة حيث كان يستقر مؤقتا أحمد بالفريج‪ ،‬وهناك أطلعه‬ ‫هو وزميله عمر بنعبد الجليل‪ ،‬على نص الوثيقة كما صادقت‬ ‫عليها اللجنة التنفيذية لحزب اإلصالح الوطني‪ .‬وفي نهاية‬ ‫األمر وقع الميثاق كل من الطريس كرئيس لحزب اإلصالح‬ ‫الوطني‪ ،‬والتهامي الوزاني بوصفه وكيال للحزب‪ ،‬ومن جانب‬ ‫حزب الوحدة المغربية كل من الناصري رئيس الحزب وعبد‬ ‫السالم التمسماني كوكيل لحزب الوحدة‪ .‬وتقرر أن يتم‬ ‫التوقيع على الوثيقة يوم ‪ 31‬ديسمبر ‪.1942‬‬ ‫وهو ما حدث بالفعل وأدى إلى المناداة باستقالل المغرب‬ ‫ووحدة ترابه ‪.‬‬

‫محمد العربي المساري‬

‫رحمه اهلل وأسكنه فسيح جناته‬


‫العدد ‪819‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫مغرب الحرمان و التهميش والهشاشة‪....‬‬ ‫تتجلى مالمحه أكثر‪ ...‬عند حلول كل شتاء‬ ‫عندما يطرق فصل ‪ ‬الشتاء أبوابنا‪ ،‬نسارع إلى االختباء‬ ‫داخل غرفنا أو بجانب المدفأة لنحتمي من لسعات البرد‬ ‫القارسة‪ ،‬والتي تخترق الجلد واللحم لتصل إلى العظم في‬ ‫أحيان كثيرة‪ ،‬نتبختر بأفخر اللباس الصوفي والفرو وغيره من‬ ‫األلبسة التي تحمي جلودنا (الناعمة) من البرد‪ ،‬ولكن‪ .....‬ما‬ ‫حال الذين ال يجدون بابا يوصد على منازلهم ليقيهم هبات‬ ‫الهواء الشديد البرودة‪ ،‬ما حالهم وهم ال يملكون من المال‬ ‫ما يشترون به اليسير من الطعام لتدفئة بطونهم‪ ،‬ما حالهم‬ ‫وهم ال يعرفون معنى لألسرة الفارهة والبطانيات الصوفية‬ ‫التي ننسدل أسفلها كلما شعرنا بقرصات الجو‪.‬‬ ‫بالمغرب دولتان في دولة واح��دة‪ ،‬األولى تتطلع إلى‬ ‫مواكبة التطور الذي تشهده البلدان األوربية‪ ،‬والثانية تعيش‬ ‫على شاكلة مجتمعات ‪ ‬العصر الطباشيري وما قبل الكمبري‪،‬‬ ‫ففي الوقت التي تفتقر فيه مناطق واسعة ألبسط البنيات‬ ‫التحتية (الطريق والماء الصالح للشرب) والخدمات اإلنسانية‬ ‫(الصحة والتعليم) يتم صرف مئات الماليير من الدراهم ‪ ‬على‬ ‫إنجاز مشاريع بميزانيات عمالقة ال يستفيد منها إال قلة‬ ‫متنفذة من أهل هذا البلد كمشروع “ القطار فائق السرعة”‬ ‫الذي ليست له فائدة سوى تقليص وقت السفر لبعض السياح وذوي‬ ‫الدخل المرتفع الذين بإمكانهم استخدام الطائرة لهذا الغرض”‪. ‬‬ ‫هؤالء األثرياء يغيرون أثاث منازلهم مرتين في السنة‪ ،،‬وتتولى‬ ‫شركات فخمة عملية تفريش إقاماتهم الفاخرة‪ ،‬أغلب المدخنين من‬ ‫ه��ؤالء األثرياء يفضلون السيجار الكوبي على السجارة األمريكية‪،‬‬ ‫سياراتهم المفضلة هي (مرسديس كالص أو‪ ،)Q8 ‬في شكلها الجديد‪،‬‬ ‫والشبان منهم يميلون إلى السيارات الرياضية ذات البابين… بعضهم‬ ‫يتوفر على طائرة خاصة ‪ ‬وآخرون يمتلكون يخوتا…‬ ‫هؤالء األثرياء لهم حسابات خصوصية في سويسرا وليكسمبورغ‪،‬‬ ‫ويميلون إلى أشكال الموضة الحديثة… الكثير من هؤالء ينخرط‪ ،‬لغرض‬ ‫سياسي‪ ،‬في مشاريع إحسانية … أغلبهم يحب رياضة المشي‪ ،‬والغولف‬ ‫والفروسية‪ ،‬والشبان الجدد منهم ميالون إلى رياضات “سكي” و”جيت‬ ‫سكي” وركوب الخيل أو تربيتها‪ ،‬بعضهم ميّال إلى أسلوب الحياة الراقية‬ ‫في شكل رفاهها العالي‪ ،‬وبعضهم ميال إلى روح المغامرة والتماس‬ ‫الغرائبي والعجائبي مثل رحالت في بحر الظلمات وتيه في أدغال األمازون‬ ‫وميل ‪ ‬إلى بعض الزوايا من أجل توهم لحظة صفاء روحي‪.‬‬ ‫و بالمقابل هنالك أغلب الشعب ‪ ،‬سكان القرى والمداشر الرابضة‬ ‫فوق قمم األطلس وجبال الريف‪ ،‬التي دأبت كل عام على تقديم أطفالها‬ ‫قرابين لموسم الثلوج‪ ،‬معزولون عن العالم الخارجي‪ ،‬بعد انقطاع الطريق‬ ‫التي تربطهم بأقرب نقطة للتسوق واقتناء حاجياتهم الضرورية‪ ،‬فالبرد‬ ‫اليزال يهدد حياة األطفال… سكان هذه الدواوير‪ ،‬كل أحالمهم تختزل‬ ‫في طريق تفكّ عنهم العزلة وتربطهم بالعالم الخارجي‪.‬‬ ‫جبال األطلس والريف وكل المناطق الجبلية بالمغرب‪ ،‬تعرف على‬ ‫أقل تقدير خمسة أشهر من الشتاء البارد‪ ،‬وتتساقط الثلوج بكمية كبيرة‬ ‫تعزل المنطقة عن العالم الخارجي‪ ،‬وتحاصر المراعي ويندر الماء بسبب‬ ‫التجمد‪ ،‬ويقل الكأل بالنسبة للماشية‪ ،‬ويتعذر التنقل لجلب المؤونة‪،‬‬ ‫وقد عرفت هذه المناطق العديد من ضحايا الثلوج في السنوات القليلة‬ ‫الماضية‪ ،‬مأساة تتكرر كل سنة‪ ،‬مع حلول فصل الشتاء ‪.‬‬ ‫ومن أبشع مظاهر العزلة‪ ،‬حمل النساء الحوامل على النعوش‪ ،‬حيث‬ ‫يتناوب رجال المنطقة على حملهن على طول الطريق الجبلية الشاقة‬ ‫للوصول إلى المستوصفات البعيدة‪ ،‬وفي غالب األحيان تقع الكوارث‪،‬‬ ‫حيث توفيت العديد منهن في طريقها إلى المستوصف وفي كثير من‬ ‫األحيان تضطر هؤالء النسوة إلى الوالدة في منتصف الطريق تحت قساوة‬ ‫البرد ‪ ،‬المرضى من األطفال والشيوخ يحملون كذلك على النعوش من‬ ‫أجل تلقي اإلسعافات في مستوصفات بعيدة عن قراهم والتي ال تعدو‬ ‫أن تكون مجرد بنايات خاوية على‪ ‬عروشها في ظل غياب األدوية‬ ‫والتجهيزات الكافية إلسعاف المرضى والمصابين‪ ،‬فالمستوصفات‬ ‫التي أنشئت ‪ ‬ال تقدم ‪ ‬أدنى خدمة‪ ،‬حتى الدواء األحمر‪ ،‬أرخص وصفة‬ ‫طبية في العالم‪ ،‬ليست في متناول ساكنة األطلس والريف وجبال‬ ‫الشمال‪.‬‬

‫‪ ‬سكان اتخذوا من الكهوف بيوتا‬

‫‪ ‬ال يمكن ألحد أن يتصور أنه في القرن الواحد والعشرين مازال من‬

‫الناس من يعيش اليوم داخل كهوف حياة اإلنسان البدائية‪ ،‬أناس لهم‬ ‫طقوسهم الخاصة‪ ،‬لهم رموزهم‪ ،‬ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم‪ ،‬لهم‬ ‫مالبسهم وأكالتهم الخاصة‪ ،‬يقدرون قيمة المال ودوره في استمرارهم‬ ‫في الحياة‪ ،‬عند زيارتهم لألسواق األسبوعية التي غالبا ما تبعد عن مكان‬ ‫استقرارهم ‪ ‬بمئات الكلمترات‪.‬‬

‫طفولة مغتصبة‬

‫أطفال مغرب القاع… مغرب الحرمان والتهميـش واإلقصـاء‬ ‫والهشاشة…كل أحالمهم وآمالهم تختزل في حصولهم ‪ ‬يوما على‬ ‫لحاف يقيهم الحر والبرد‪ ،‬ومدرسة يتعلمون فيها أبجديات الحياة ‪ ‬وطريق‬ ‫تليق بمواطنين يعيشون في القرن الواحد والعشرين…هؤالء األطفال ال‬ ‫يعرفون وال ديزني وال بالي ستايشن وال األورو دينزي وال الماكدونالد‬ ‫وال أحذية نايك وال شواطئ البورجوازية المغربية التي سرقت منهم‬ ‫أحالمهم وطموحاتهم وحفظتها ألبنائها وأحفادها‪ ،‬فأطفال المغرب‬ ‫غير النافع يشكلون للبورجوازية خزانا يستعملونه للعمل كسائقين أو‬ ‫حراس ‪ ‬في حدائقهم وفيالتهم وقصورهم…هؤالء األطفال ال يعرفهم‬ ‫المدللون الذين يقضون عطلهم في أقاصي جزر العالم الباهظة الثمن‬ ‫حيث ‪ ‬مصاريف أسبوع واحد كفيلة أن تعيل مجموعة من أسر مغرب القاع‬ ‫لمدة سنة كاملة…لكن ال حياة لمن تنادي…فأصحاب «المغرب لنا» ال‬ ‫يهمهم من مغاربة القاع إال القدر الذي يحتاجونهم فيه لحمل أثقالهم‬ ‫والخدمة في بيوتهم والسياقة بهم وبأبنائهم…أطفال يحلمون بتحقيق‬ ‫مطالب جد بسيطة عجزت سنين طويلة ‪ ‬من االستقالل على توفيرها‪،‬‬ ‫بينما أطفال ‪« ‬األلبّة» طموحاتهم شيئ آخر يعجز معها العقل والفطرة‬ ‫السليمة عن استيعابها في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫‪ ‬أطفال األطلس ال يتابعون المهرجانــات أو أي شيء من هذا‬ ‫القبيل… ال يلعبون كرة القدم… هم أطفال يداعبون كرات الثلج‬ ‫شتاء ويبحثون عن الزعتر ربيعا ويرعون الغنم صيفا… في انتظار وعود‬ ‫السلطات الوصية التي التزمت بإنجاز مشاريع نموذجية‪ ،‬وعود جعل‬ ‫منها المسؤولون مجرد مسكنات إلخماد ثورتهم مستغلة في نفس اآلن‬ ‫طيبوبة أهل هذه القرى والمداشر‪ ،‬لكنها تأخرت ألسباب تتعلق بتعثر‬ ‫الصفقات وعجز الميزانية‪.‬‬ ‫قرى ومداشــر المغرب أسقطــت من أجنــدات التنميـــة عمدا‬ ‫وليس سهوا‪ ،‬هي اليوم تعاني التهميش واإلقصاء‪ ،‬حتى تناساها الجميع‪،‬‬ ‫وأصبح االهتمـــام بها ‪ ‬آخر هموم المسؤولين المغاربة‪ ،‬فال موت أطفالها‬ ‫بطرق مفجعة بفعل اإلهمال المشترك تهمهم و‪ ‬تحرك ‪ ‬ضمائرهم‪ ،‬وال‬ ‫هم هبّوا عن بكرة أبيهم لفك العزلة عن القرى وأهلها ولو مؤقتا‪ ،‬ريثما‬ ‫يصلون إلى الحل النهائي‪ ،‬أو اإلصالح النهائي الذي ‪ ‬نتمنى أن يكون‬ ‫بداية اإلصالح الفعلي لهذا العالم المنسي الذي يضم بين جنباته جزءا‬ ‫من هذا الشعب المغيبة مشاكله عن اهتمامات المسؤولين عن هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫‪ ‬عالم المغاربــة المهشميــن في األدغال والجبــال والصحاري‪،‬‬ ‫والمقصيين من حقهم في االستمتاع بخيرات وطنهم‪ ،‬في حقهم في‬ ‫المواطنة‪ ،‬وممارسة حياتهم العادية بكل اطمئنان‪ ،‬وحق أطفالهم في‬ ‫التعليم‪ ،‬وحق نساءهم في التمتع بأنوثتهن كباقي نساء المجتمع‪ ،‬فأي‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫مستقبل ينتظره ‪ ‬هؤالء المغاربة الغرباء داخل وطنهم؟‬ ‫وهل ستظل عزلتهم سارية إلى ما النهاية ؟ نتمنى أن‬ ‫يستيقظ ذات صباح ضمير المسؤولين‪ ،‬وتتم دراسة‬ ‫حياة ومستقبل هؤالء األطفال وأسرهم‪ ،‬وأن تقدم لهم‬ ‫المساعدات من طرف حكومتهم ال من طرف الجمعيات‬ ‫الخيرية الدولية التي تقدم لهم الرغيف محشوا بالتنصير‬ ‫مستغلة عوزهم وحاجتهم‪ ،‬وأن يتم احتضانهم في‬ ‫تجمعات أسرية آمنة‪ ،‬تضم مدارس‪ ،‬ومستوصفات‪ ،‬ومرافق‬ ‫صحية‪ ،‬وأماكن للتكوين لممارسة حياتهم العادية‪ ،‬دون‬ ‫حرمانهم من بعض الطقوس الموروثة التي ال يستطيعون‬ ‫العيش دونها‪.‬‬ ‫إليكم يا من تتقلبون على فراش وثير وتلتحفون لحافا‬ ‫من حرير يا‪ ،‬من تستعذبون فصل الشتاء‪، ‬ويطيب لكم فيه‬ ‫العيش الرغيد وعندكم فائض من الكساء والغذاء وحتى‬ ‫الدواء‪. ‬‬ ‫هناك من جيرانكم وأقاربكم وإخوانكم من يفتقدون‬ ‫أبسط ش��روط الحياة‪ ، ‬هناك من يفترشون الحصير‬ ‫ويلتحفون القصدير ويسكتون جوع صبيتهم بكسرة خبز ومدقة لبن إن‬ ‫وجدت‪.‬‬ ‫وهناك القابعين تحت الخيام التي تتالعب بها الرياح وكأنها ألبسة‬ ‫بالية خرقة‪ ‬ما عادت تستر الجسد النحيل والهيكل الهزيل‪ ،‬خيمتهم‬ ‫مهددة بالزوال ليصير من هم تحتها يفترشون األرض ويلتحفون‬ ‫السماء‪ ،‬فصار فصل الشتاء عندهم كأنه بعبع قادم من بعيد يحسبون‬ ‫لقدومه ألف حساب‪ ، ‬فال بيت صامد يأويهم بل كوخ من قصدير أو خيمة‬ ‫من نسيج يرتعدان مع كل هبة ريح‪ ، ‬حتى خشي من هم تحتهما أن‬ ‫يصيروا في العراء‪.‬‬ ‫شيخ وعجوز وطفل ورضيع ال يستطيعون مقاومة البرد وال سد‬ ‫الجوع‪ ‬في زمن العصرنة والمدنية تعيش البشرية أزمة خبز وبيت ودفء‪.‬‬

‫تـدري كيـف قابلنـي الشتاء‬ ‫أتـدري كيـف قابلنـي الش��تــاء وكيف تكون فيــه القرفصـــاء‬ ‫وكيـف البـرد يفع��ل بالثنـايـا إذا اصطكت وجاوبهـا الفضــاء‬ ‫وكيف نبيت فيـ��ه على فـراش يجور عليه فـ��ي الليل الغطــاء‬ ‫فـإن حل الش��ـتـاء فأدفئـونـي فـإن الش��ـيــخ آفـتـه الشـتـــاء‬ ‫أتدري كيف ج��ارك يا ابن أمـي يهــدده مـ��ن الفقـــر العنـــاء‬ ‫وكيـف يـداه ترتجفـان بؤس��ـا وتصدمـه المذلـة والش��ـقــــاء‬ ‫يصب الزمهـريـ��ر عليـه ثلجـا فتجمد فـي الشـرايين الدمــاء‬ ‫أتلقانـي وبــ��ي عـوز وضـيــق وال تحـنو؟ فمنـ��ا هذا الجفـــاء‬ ‫أخي باهلل ال تجــرح ش��عـــوري أال يكفيـك مـا جـرح الش��ـتـــاء‬ ‫‪ ‬حينما تأخذوا باإلستعداد لتهيئة بيوتكم بالمدافيء والمالبس‬ ‫الشتوية وأجود أنواع الفرش‪ ،‬فإن لكم من الجيران واألقارب واإلخوان‬ ‫في اإلنسانية‪ ،‬يجلسون جلستهم العائلية بال مدافئ‪ ،‬وترتعد أجسادهم‬ ‫في جنح الليالي من شدة البرد‪ ،‬ويذهب أطفالهم إلى مدارسهم من غير‬ ‫كساء‪.‬‬ ‫إلى متى سينتهي هذا الفصل بين مغربين‪ ،‬لنضع فعال سياسات‬ ‫تضمن العيش الكريم لكل المواطنين قبل أن نفكر في مشاريع تخدم‬ ‫فقط األقلية الميسورة ؟ ومتى يتحرك الشعب المغربي بكل مكوناته‬ ‫لمؤازرة إخوانهم المحاصرين بالفقر والبرد في مناطق متعددة مما‬ ‫يعرف بالمغرب غير النافع ؟ لماذا ال نرى أطباء المغرب يتطوعون‬ ‫لمساعدة سكان األطلس؟ لماذا ال نرى الجمعيات المدنية تنظم قوافل‬ ‫إلغاثة ضحايا البرد والجوع؟ لماذا النرى مناضلين ‪ ‬متطوعين يقضون‬ ‫عطلتهم إلعادة بناء المنازل التي هدمت بسبب األمطار والسيول ألننا‬ ‫«هرمنا» من انتظار حل قد ال يأتي‪ ،‬خصوصا بعد حكومة بنكيران‪،‬التي‬ ‫طالما تغنت بحقوق الفقراء والمعوزين من أبناء هذا الوطن ألنه في آخر‬ ‫المطاف فاقد الشيء ال يعطيه‪.‬‬


‫العدد ‪819‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫زيديني «قصفاً» زيديني‪! ‬‬ ‫بنكيران يستحق لقب بطل العالم في رفع األثمان‪! ‬‬ ‫بعد رفع القيمة المضافة من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬بالمائة‪،‬‬ ‫لترتفع بسبب ذلك أثمان العديد من المواد االستهالكية‬ ‫والخدمات‪ ،‬طلع وزير المالية‪ ،‬بوسعيد ليزف‪ ،‬بــ «صوت‬ ‫سيده» إلى الشعب‪ ،‬خبر الزيادة في مادة السكر الحيوية‬ ‫الستمرار الحياة في شرايين الماليين من المغاربة‪.‬‬ ‫وال��م��ب��رر‪ ،‬أن أك��ب��ر المستهلكين للسكر‬ ‫والمستفيدين من الدعم‪ ،‬هي الشركات المصنعة‬ ‫للحلويات والمشروبات المتنوعة‪ .‬وعوض أن تقرر‬ ‫الحكومة «إغالق الصنبور» في وجه تلك الشركات‪،‬‬ ‫فضلت إغالق الباب في وجه عشاق «األتاي المنعنع»‬ ‫الذي يعتبر مادة أساسية بالنسبة للماليين‪ ،‬في الحواضر‬ ‫والبوادي والسهول والجبال‪ ،‬إذ يصل معدل استهالك‬ ‫المغاربة من السكر سنويا ما يزيد عن مليون ومئتي‬ ‫ألف طن‪! ‬‬ ‫وعزاؤنا في هذه «الفقصة» الجديدة التي تضاف‬ ‫إلى العديد من «الفقصات» المؤلمة التي تسببت لنا‬ ‫فيها سياسات حكومة بنكيران «الرشيدة»‪ ،‬أن كل‬ ‫الزيادات المفروضة على الشعب‪ ،‬في إطار «سد ثقوب»‬ ‫الميزانية‪ ،‬تصب في «مصلحة الشعب»‪...‬هذا ما قاله‬ ‫بنكيران وما ردده الوزير بوسعيد من داخل بناية «ال‬ ‫ماب»‪.‬‬ ‫_________________________‬

‫«تاريفيت» في البرلمان‬ ‫ليست المرة األولى التي يطرح سؤال بالبرلمان‬ ‫على عضو بالحكومة‪ ،‬فقد سبق للبرلمانية الفنانة‬ ‫فاطمة تبعمرات أن وجهت سؤاال‪ ،‬في أبريل ‪ ،2012‬على‬ ‫الوزير التوفيق الذي رد عليها باألمازيغية‪ ،‬هو أيضا‪.‬‬ ‫الوزير عبد السالم الصديقي‪ ،‬الريفي األصل‪ ،‬ووجه‬ ‫بسؤال بلغته الريفية من فريق األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫طبعا‪ ،‬بمجلس المستشارين‪ .‬األمر الذي تطور إلى‬ ‫سجال بين ممثلي الفرق البرلمانية‪ ،‬في إطار «نقطة‬ ‫نظام» التي يعبر عنها البرلمانيون بـ «الكف اليسرى‬ ‫المعكوفة على سبابة الكف اليمنى»‪ ! ‬بمبرر أن قانون‬ ‫األمازيغية لم يصدر بعد‪.‬‬ ‫رئيس الجلسة رد أنه ال يمكن منع أي مستشار من‬ ‫بسط سؤاله باألمازيغية التي هي لغة رسمية بالشرع‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫ولنفس المبررات‪ ،‬ال يمكن إجبار أي برلماني على‬ ‫فهم سؤال باألمازيغية‪! ‬‬ ‫_________________________‬

‫كلفة إنتاج القوانين بالبرلمان‬ ‫المغربي‪...‬مذهلة !‬ ‫جريدة األخبار قامت بتدقيق حساب الكلفــة في‬ ‫إنتاج القوانين بالبرلمان المغربي بغرفتيه‪ ،‬فتبين‬ ‫لها أن أعضاء البرلمان وعددهم ‪ ،515‬وفق الترتيب‬ ‫الجديد‪ ،‬أنتجوا خالل سنة كاملة ‪ 7‬مقترحات قوانين‬ ‫في حين كلفت ميزانية المجلسين حوالي ‪ 70‬مليار‬ ‫سنتيم‪ .‬وحسب نفس المصدر‪ ،‬فمن أصل ‪ 89‬نصا‬ ‫تمت المصادقة عليها ‪ ،‬اقترح البرلمانيون ‪ 7‬نصوص‬ ‫مقترحات قوانين طيلة سنة كاملة (‪ 7,8‬بالمائة)‪،‬‬ ‫بلغت كلفة كل واحد منها ‪ 3‬ماليير سنتيم ‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يضع البرلمان المغربي في صدارة البرلمانات التي‬ ‫ترتفع فيها كلفة إنتاج القوانين‪.‬‬ ‫لمعلوماتكم‪ ،‬فإن قانون المالية للسنة الحالية‬ ‫خصص مبلغ ‪ 43‬مليار ونصف المليار لميزانية مجلس‬ ‫النواب بزيادة ‪ 270‬مليون سنتيم منها مليار و ‪374‬‬ ‫مليون سنتيم لتغطية مصاريف تقاعد نواب األمة‪ .‬كما‬ ‫خصصت الحكومة مبلغ ‪ 25‬مليار و ‪ 663‬مليون سنتيم‬ ‫ألعضاء غرفة المستشارين منها حوالي المليار سنتيم‬ ‫لتقاعدالمستشارين‪....!!! ‬‬ ‫_________________________‬

‫سكارى‪ ....‬مثلنا‪! ‬‬

‫اإليرانيون يستهلكون‪ ،‬دولة المالح‪ ،‬ذات التوجهات‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ما مجموعه ‪ 60‬مليون لتر من المشروبات‬ ‫الكحولية سنويا‪ ،‬حسب دراسة قامت بها جهات رسمية‬ ‫في هذا البلد‪ ،‬بالرغم من المنع الذي يسري على بيع‬ ‫الخمور واستهالكها حيث إن الباعة والمستهلكين‬ ‫يعتبرون «مجرمين» ويتعرضون لعقوبات قاسية ‪،‬‬ ‫غرامات وسجنا‪ .‬إال أن هذه العقوبات ال تؤثر إال نسبيا أما‬ ‫رغبة اإليرانيين واإليرانيات في السكر خاصة والسوق‬ ‫السوداء تزود سوق االستهالك بكل أن��واع الخمور‪.‬‬ ‫هذا فضال عن وجود «خمور» تصنع محليا‪ ،‬في منازل‬ ‫اإليرانيين من عرق ونبيذ‪ ،‬على غرار «المحيا» التي تصنع‬ ‫بالمغرب من التين والثمور والدالح‪! ‬‬ ‫غير أننا في المغرب‪ ،‬ونحن ال نقل عن اإليرانيين‬ ‫تدينا‪ ،‬نستهلك ‪ ،‬بمالييننا األربعين تقريبا‪ ،‬فوق ضعف‬ ‫ما تستهلكه بالد الفرس‪ ،‬إذ يبلغ استهالكنا أزيد من‬ ‫‪ 131‬مليون لترا من الكحول‪ ،‬جعة ونبيذا ‪Made in‬‬ ‫‪ Morrokko‬األمر الذي يجعلنا في المرتبة الخامسة‬ ‫عربيا‪ ،‬ويجعل معدل استهالك تلك «الموبقات» عندنا‬ ‫يتجاوز معدل دول غربية كثيرة كفرنسا والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫فالح يجهز على زوجته بساطور في ضواحي وزان‬ ‫أجلت غرفة الجنايات االبتدائية بمحكمة االستئناف بالقنيطرة‪،‬‬ ‫مؤخراً‪ ،‬الشروع في مناقشة ملف فالح متهم بقتل زوجته بواسطة‬ ‫ساطور بسبب الشك في خيانتها له مع جار لهما بجماعة «المجاعرة»‬ ‫إقليم وزان‪.‬‬ ‫وحددت جنايات القنيطرة يوم الخامس والعشرين من الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬للبدء في محاكمة المتهم‪ ،‬الذي يمثل أمامها في حالة‬ ‫اعتقال‪ ،‬بعد جلسة آثار فيها هذا األخير غضب هيئة الحكم بسبب‬ ‫تصريحاته المتناقضة ومحاولته تمويه قاضي الجلسة عن طريق‬ ‫تحريف وقائع هذه الجريمة‪ ،‬وهو ما دفع القاضي إلى اتخاذ قرار بعد‬ ‫المداومة بإضافة تهمة سبق اإلصرار إلى تهمة القتل العمد التي‬ ‫يتابع من أجلها الظنين‪.‬‬ ‫واعتبرت المحكمة الماثل أمامها غير صادق في أقواله‪،‬‬

‫واتهمته بالكذب عليها بفبركة رواية جديدة وادعاء أفعال تعاكس ما‬ ‫جاء في تصريحاته المدونة في محاضر رسمية‪ ،‬والتي أدلى بها طيلة‬ ‫أطور مراحل التحقيق التي خضع لها‪ ،‬سواء أمام الضابطة القضائية‬ ‫أو أمام قاضي التحقيق وحسب مصادر مطلعة‪ ،‬فإن وقائع الجريمة‬ ‫البشعة التي عاشها مركز القوات المساعدة بقيادة «المجاعرة»‪،‬‬ ‫تفجرت عندما تلقى رجال الدرك إشعارا بإقدام شخص على قتل‬ ‫زوجته‪ ،‬وهو ما دفعهم إلى االنتقال إلى مسرح الجريمة‪ ،‬حيث‬ ‫وجدوا المتهم في حالة هستيرية ومالبسه ملطخة بالدم‪ ،‬فيما‬ ‫كانت جثة زوجته تحمل آثار خمسة جروح غائرة في الرأس‬ ‫وجرحين غائرين العنق‪ ،‬ليتم اعتقال الزوج ووضعه رهن تدابير‬ ‫الحراسة النظرية‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر أن الفالح اعترف بكل تلقائية بجريمته أثناء‬

‫التحقيق معه حول قتل زوجته بتوجيه ضربة لها على مستوى الرأس‬ ‫بواسطة سالح أبيض عبارة عن ساطور في غفلة منها‪ ،‬فأرداها قتيلة‬ ‫في حينه‪ ،‬بعدما راودته شكوك قوية حول خيانتها له‪ ،‬وهو ما أدى‬ ‫به إلى التفكير في قتلها والتخلص منها مادام أنها تخونه رغم‬ ‫السنوات التي قضاها معها في عش الزوجين تجاوزت ‪ 15‬سنة‬ ‫حسب تعبيره‪.‬‬ ‫وأكد العديد من الشهود الذي تم االستماع إلى تصريحاتهم‬ ‫حسن أخالق الزوجته‪ ،‬ونفوا جملة وتفصيال علمهم بخيانتها لزوجها‪،‬‬ ‫عكس ما جاء على لسان المتهم‪ ،‬الذي ادعى بأن خبر الخيانة تتداوله‬ ‫ساكنة الدوار الذي يقطنه‪.‬‬

‫بلعيد كروم‬

‫تأخر دعم الجمعيات بالفنيدق يثير جمعويين ويهدد‬ ‫فرقا رياضية بالفشل‬

‫أثـار تأخـر دعـم الجمعيـات الذي يقدمـه المجلس البلدي‬ ‫بالفنيدق غضب العديد من الفعاليات الجمعوية بالمدينة‪ ،‬وطرح‬ ‫الكثير من التساؤالت حول أسباب ودواعي التأخر الغامض‪ ،‬الذي‬ ‫أصبح يعرقل برنامج العديد من الجمعيات الثقافية ويهدد الفرق‬ ‫الرياضية لكرة القدم بالفشل بعد تحقيق نتائج متميزة سابقا‬ ‫مكنتها من بلوغ القسم الثالث والتنافس على المراكز األولى‪.‬‬ ‫وقال رئيس جمعية رواد المستقبل للتربية والثقافة‪ ،‬إن‬ ‫تأخير الدعم من طرف المجلس البلدي يطرح أكثر من عالمة‬ ‫استفهام‪ ،‬وأن رفع الدعم قد يكون جاء كانتقام سياسي من‬ ‫الجمعيات التي لم تساند غالبيتها حزب العدالة والتنمية في‬ ‫االنتخابات األخيرة‪ ،‬مشددا على أن كل ما يقال لتبرير األمر تقنيا‬ ‫هو مجرد تبريرات واهية وتخريجات لتصريف القرار الذي يمكن‬ ‫اعتباره سياسيا بامتياز‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث ذاته أنه قدم طلبا إلى الرئيس من أجل‬ ‫الحصول على سطل للصباغة وبعض المزهريات في إطار ما‬ ‫يسمى األزقة النموذجية‪ ،‬لكن طلبه قوبل بالرفض بطريقة‬ ‫غير مباشرة عندما خاطبه الرئيس بأن طلبه قيد الدراسة ما‬ ‫فوت الموعد المحدد للنشاط أصال‪ ،‬وشدد المتحدث نفسه أن‬ ‫هناك جمعيات موالية للرئيس وحزبه توضع رهن إشارتها آليات‬ ‫البلدية والشاحنات في ضرب تام المبدأ التوزان في التعامل مع‬

‫العمل الجهوي ودعمه وتسييره للمجلس باعتماد العقلية الحزبية‬ ‫عوض االنفتاح على الجميع‪.‬‬ ‫وصرح مسؤول بفريق أمل الفنيدق‪ ،‬أن الجمعيات الرياضية‬ ‫اجتمعت بالرئيس وخاطبهم أن الدعم اآلن غير متوفر‪ ،‬محددا‬ ‫موعدا من أجل تقديمه خالل فبراير المقبل أو مارس‪ ،‬داعيا‬ ‫الجمعيات إلى الصبر ألن هناك إكراهات عدة يعانيها المجلس‬ ‫في ما يخص الميزانية‪.‬‬ ‫وعبر المسؤول ذاته عن تخوفه الكبير من تراجع عطاء‬ ‫الالعبين بسبب عدم صرف المنح وتحطيم كل البناء الذي قام‬ ‫به الجميع من قبل في تحقيق نتائج طيبة تمثل المدينة أحسن‬ ‫تمثيل‪ ،‬مشددا على أن تأخر الدعم ستكون له نتائج كارثية على‬ ‫جميع المستويات‪ .‬وشدد المتحدث على أن الملف القانوني‬ ‫للجمعيات تم إيداعه لدى مصالح البلدية لالستفادة من الدعم‪،‬‬ ‫وأنه من الناحية التقنية ال تعقيب على الجمعيات سوى أن الرئيس‬ ‫طالب بمهلة بمبرر أن الميزانية ال تسمح في هذا الوقت بتوزيع‬ ‫الدعم‪ .‬من جهته‪ ،‬صرح رئيس اللجنةالمكلفة بالدعم أن هناك‬ ‫قوانين تنظم الدعم وأنه من الضروري سلكها لتوزيعه وتتمثل‬ ‫في إنجاز تقرير من طرف اللجنة المكلفة وعرضه على دورة عادية‬ ‫أو استثنائية لمناقشة األمر وهو ما يتطلب بطبيعة الحال مزيدا‬ ‫من الوقت‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث ذاته أنه ستتم إعادة النظر في الدعم‬ ‫المقدم للجمعيات على أساس رؤية جديدة تروم ترشيد النفقات‬

‫وصرفها فيما يمكن أن يحقق شيئا إضافيا للمدينة وساكنتها‬ ‫من حيـث الكم والكيف المتعلق بالمجاالت التي تنشط فيها‬ ‫كل جمعيــة‪ .‬مشددا على أن التخـوف الذي طرحته الجمعيات‬ ‫الرياضية من فشلهــا بسبـب تأخـر الدعم مبالغ فيه شيء ما‪،‬‬ ‫وأن تسيير أي جمعية أو مؤسسة يمر بإكراهات مثل هذه يجب‬ ‫تجاوزها والتعامل معها في انتظار الدعم الذي أكد المستشار أن‬ ‫الجمعيات الرياضية ستستفيد منه وأن األمر مسألة وقت فقط‪.‬‬ ‫يذكر أن ميزانية بلدية الفنيدق تعاني من انخفاض المداخيل‬ ‫وارتفاع الباقي استخالصه حيث سبق للجنة من المفتشية العامة‬ ‫التابعة لوزارة الداخلية زيارة الجماعة بهدف البحث والمواكبة في‬ ‫عملية تحصيل الباقي استخالصه‪ ،‬والرفع من المداخيل المالية‬ ‫المحلية‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬طالبت الجمعيات الرئيس بتسريع إجراءات دعم‬ ‫الجمعيات تفاديا للنتائج السلبية التي يمكن أن تترتب عن ذلك‬ ‫جراء كل يوم تأخير وتراكم الديون التي تهدد برامجها بالفشل‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫المؤبد لمغتصب تلميذة بالناظور‬

‫أسدلت الغرفة االبتدائية‪ ،‬بمحمكة االستئناف بالناظور‪ ،‬اول‬ ‫أمس األربعاء‪ ،‬الستار على المرحلة األولى في قضية التلميذة‬ ‫القاصر “أميمة”‪ ،‬التي تعرضت لالختطاف واالغتصاب على يد‬ ‫شخص من ذوي السوابق العدلية‪ ،‬حيث قضت المحكمة بالسجن‬ ‫المؤبد في حق الجاني الملقب بـ«ديكو»‪ ،‬بعد أكثر من ‪ 6‬أشهر‬ ‫من اعتقاله‪.‬‬ ‫قبل إصدار المحكمة لحكمها‪ ،‬خرج عدد من نشطاء المجتمع‬ ‫المدني الداعمين للتلميذة “أميمة”‪ ،‬التي كانت تتابع دراستها‬ ‫بإعدادية الفطواكي‪ ،‬في وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة إلى‬ ‫جانب أفراد من عائلة الضحية مطالبين بإنزال أقصى العقوبات‬ ‫في حق الجاني‪ ،‬بالنظر إلى العمل الشنيع الذي اقترفه في حق‬ ‫تلميذة بريئة‪.‬‬ ‫المحاكمة استمرت من التاسعة صباحا إلى غاية السادسة‬ ‫مساء‪ ،‬حيث دفع دفاع الضحية في اتجاه تشديد العقوبة‪ ،‬وهو‬ ‫التوجه الذي سلكه أيضا ممثل النيابة العامة بالنظر إلى األعمال‬ ‫الخطيرة المرتكبة‪.‬‬

‫وكشف محامي الضحية عبد المنعم فتاحي‪ ،‬في اتصال‬ ‫هاتفي مع «أخبار اليوم» أن االمتهم الذي اختطف الضحية تحت‬ ‫التهديد بالسالح األبيض أمام الناس‪ ،‬ارتكب أعماال وحشية‬ ‫لتنفيذ جرائمه‪ ،‬سواء جريمة االختطاف أو االفتتضاض أو االحتجاز‪،‬‬ ‫هذه الوحشية وفق المصدر ذاته دفعت بقاضي التحقيق ألول‬ ‫مرة منذ عام ‪ 1993‬إلى متابعة الجاني بالفصل ‪ 399‬من القانون‬ ‫الجنائي‪ ،‬الذي ينص على عقوبة اإلعدام‪ ،‬إلى جانب فصول أخرى‬ ‫تصل عقوبتها إلى السجن ‪ 30‬سنة‪ ،‬وبحسب المصدر نفسه فإن‬ ‫هذه المرة األولى التي يُعمل فيه هذا الفصل من جانب قاضي‬ ‫التحقيق في المتابعة بعد قضية «الكوميسير» ثابت‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬أكد كمال شيلح‪ ،‬أحد أعضاء لجنة دعم‬ ‫الضحية‪ ،‬أن الحكم خلف ارتياحا كبيرا وسط المتابعين وعائلة‬ ‫الضحية “نحن نريد أن يكون هذا الشخص عبرة لكل من سولت‬ ‫له نفسه االعتداء على أطفالنا”‪ ،‬يضيف شيلح في اتصال هاتفي‬ ‫مع «أخبار اليوم»‪.‬‬

‫وعن حالة الضحية في الوقت الراهن‪ ،‬أكد محاميها أنها‬ ‫التزال‪ ‬تعاني من مضاعفات الجرائم التي ارتكبت في حقها‪،‬‬ ‫مبرزا أنها بمجرد ذكر القصة أمامها تصاب بإغماء‪ ،‬وفي‬ ‫هذا السياق‪ ،‬يؤكد شيلح‪ ،‬أيضا أن أعضاء اللجنة يقومون‬ ‫بمجهود لتعود أميمة إلى حالتها الطبيعية‪ ،‬مؤكدا أن اللجنة‬ ‫ستدعمها إلى غاية استنفاذ المسار القضائي‪ ،‬ولم يفوت‬ ‫الفرصة دون توجيه الشكر لكل من ساندها في هذه المحنة‪،‬‬ ‫خصوصا‪ ‬دفاعها‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن واقعة اختطاف واغتصاب التلميذة‬ ‫أميمة كانت قد أثارت موجة من الغضب بمدينة الناظور‪ ،‬حيث‬ ‫سبق لزمالئها وأفراد من عائلتها ومجموعة من المساندين لها‪،‬‬ ‫أن خرجوا في احتجاجات مطالبين بتسليمهم الجاني بعد اعتقاله‬ ‫للقصاص منه‬

‫عبد المجيد أمياي‬

‫أزيد من ‪ 30‬ألف شخص وقعوا في قبضة أمن طنجة‬ ‫في ظرف ‪ 10‬أشهر‬ ‫في الوقت الذي انتشرت فيه عمليات السرقة بالنشل‬ ‫واالعتداء على المواطنين في الشارع العام‪ ،‬وحمل السالح‬ ‫األبيض‪ ،‬والذي خلف ردود فعل منتقدة للوضع األمني بعاصمة‬ ‫البوغاز‪ ،‬كشفت إحصائيات رسمية صادرة عن والية أمن طنجة‪،‬‬ ‫عن اعتقال ما يزيد عن ‪ 30‬ألف شخص خالل العشرة أشهر‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫ووفقا لذات المعلومات التي كشفت عنها المصالح األمنية‪،‬‬ ‫فإن أزيد من ‪ 700‬من المعتقلين كانوا من ضمن المبحوث عنهم‬ ‫في قضايا وجنح مختلفة‪ ،‬كالسرقة‪ ،‬وتكوين عصابات إجرامية‪،‬‬ ‫واالعتداء على المواطنين‪ ،‬وحمل السالح األبيض‪ ،‬واالغتصاب‪،‬‬ ‫وغيرها من القضايا المعروضة حاليا على محاكم المدينة‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر أمني رفيع «أخبار اليوم» أن ما ينشر على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وما يتم تداوله على نطاق واسع‪،‬‬

‫ال يعكس حقيقة ما يجري على أرض الواقع وأضاف‪« :‬هناك‬ ‫مجهودات تقوم بها عناصر األمن لمنع الجريمة‪ ،‬وما يؤكد ذلك‬ ‫هو نسب التدخل التي كللت بالنجاح‪ ،‬والتي بلغت أكثر من ‪85‬‬ ‫في المائة في مجموع القضايا»‪.‬‬ ‫وكانت جريمة االعتداء على أحد المواطنين التي وثقتها‬ ‫إحدى الكاميرات قد هزت مدينة طنجة‪ ،‬وتم تداولها على نطاق‬ ‫واسع في شبكات التواصل االجتماعي‪ .‬وعن هذه العملية قال‬ ‫المصدر األمني‪ ،‬إنه تم التوصل إلى الفاعلين في وقت وجيز‪،‬‬ ‫وقد أحيلوا على النيابة العامة المختصة لتقول العدالة كلمتها‬ ‫فيهم‪.‬‬ ‫وقبل هذه العملية‪ ،‬تمكنت عناصر األمن من تفكيك‬ ‫عدد من العصابات اإلجرامية المختصصة في السرقة‪ ،‬إحداها‬ ‫قامت بإعادة تمثيل جريمتها‪ ،‬تطويف المتهمين بعدد من‬

‫األحياء التي نفذوا فيها عمليات السرقة وسط حراسة أمنية‬ ‫مشددة‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬كشفت والية أمن طنجة أن مصالح‬ ‫السير والجوالن‪ ،‬حجزت في هذه المدة‪ ،‬أي ‪ 10‬أشهر‪ ،‬أزيد‬ ‫منذ ‪ 22500‬رخصة سياقة‪ ،‬وأودعت ‪ 6838‬سيارة بالمحجز‬ ‫البلدي‪ ،‬وذلك في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها المدينة في‬ ‫مجال السير والجوالن‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر األمني أن مصالح السير والجوالن تقوم‬ ‫بدورها في معاقبة المخالفين‪ ،‬وتقوم بحجز السيارات التي تقف‬ ‫في وضعية مخالفة‪ ،‬مؤكدا أن هذا األمر ينعكس إيجابا على‬ ‫مداخيل الجماعة الحضرية التي تستفيد من عمليات الحجز‪.‬‬

‫عمر بن شعيب‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪819‬‬

‫‪ 8,5‬فائض الحساب الجاري المغربي إلى نهاية أكتوبر الماضي‬ ‫حسب مكتب الصرف‪.‬‬ ‫حقق الحساب الجاري ‪ ،‬في متم شتنبر ‪ ،2015‬فائضا بقيمة ‪ 5،8‬ماليير درهم‪ ،‬وذلك ألول مرة منذ ‪ . 2007‬وأوضح مكتب الصرف‪،‬‬ ‫في بالغ حول نتائج المبادالت الخارجية‪ ،‬خالل هذه المدة‪ ، ،‬أن تحسن الحساب الجاري يعود أساسا إلى انخفاض العجز برسم المعامالت‬ ‫المتعلقة بالممتلكات‪ ،‬وتحسن فائض مبادالت الخدمات‪ ،‬الذي تأثر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬بتراجع فائض الدخل الثانوي‪.‬‬ ‫وبخصوص العجز المسجل في حساب المعامالت الجارية‪ ،‬فقد استقر في حدود ‪ 9،7‬ماليير درهم‪ ،‬مسجال تحسنا ملموسا بالمقارنة‬ ‫مع المستوى الذي سجله في نهاية شهر شتنبر ‪ ،2014‬أي ما يعادل ناقص ‪ 41‬مليار درهم‪ .‬ويرجع ارتفاع مخزون الموجودات المالية‬ ‫(‪ 324,6‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 308,4‬مليار درهم في نهاية يونيو ‪ ،)2015‬باألساس‪ ،‬إلى ارتفاع موجودات االحتياط بنسبة ‪ 8,5‬في المائة‬ ‫(زائد ‪ 17,1‬مليار درهم)‪ .‬بينما تراجع عجز الميزان التجاري بنسبة ‪ 22‬في المائة (‪ 32,1‬مليار درهم) في متم شتنبر‪ .‬ويعزى هذا التطور‬ ‫إلى انخفاض الواردات (ناقص ‪ 7,3‬في المائة) مقرونا باألداء الجيد للصادرات (زائد ‪ 6,9‬في المائة)‪ ،‬مسجال أن معدل تغطية الواردات‬ ‫بالصادرات ارتفع بنسبة ‪ 7,8‬نقاط (‪ 58,6‬في المائة عوض ‪ 50.8‬في المائة)‪.‬‬ ‫ويعزى انخفاض الواردات أساسا إلى تراجع التزود بالمواد الطاقية (ناقص ‪ 32‬في المائة) وبالحبوب‪ .‬وفي المقابل يعود ارتفاع‬ ‫الصادرات إلى االنتعاشة الجيدة لمبيعات الفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ ،19,1‬في المائة‪ ،‬أو زائد ‪ 5،5‬ماليير درهم) وارتفاع صادرات قطاع‬ ‫السيارات (زائد ‪ 17,9‬في المائة‪ ،‬أو زائد ‪ 4,5‬ماليير درهم)‪ ،‬وكذا قطاع صناعة السيارات‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫المستهلك المغربي ال و لن ينال‬ ‫نصيبه من انخفاض سعر النفط دولياً‪...‬‬ ‫الثغرة في صندوق المقاصة‬

‫مجموعة البنك الشعبي في الكوت دي فوار‬ ‫أعلنت مجموعة البنك الشعبي المركزي أنه تم مؤخرا‪ ،‬ببلدة يوبوغون بأبيدجان‪ ،‬تدشين أول وكالة للتمويالت الصغرى بكوت‬ ‫ديفوار‪ .‬وتتمثل مهمة هذه الوكالة‪ ،‬التي أحدثت في إطار تنفيذ البرنامج الطموح للتمويالت الصغرى للمجموعة‪ ،‬في خلق وتدبير‬ ‫مؤسسات التمويالت الصغرى‪ ،‬وبالتالي تمويل وإعادة تمويل الفاعلين األفارقة في القطاع‪.‬‬ ‫وجرى حفل التدشين بحضور‪،‬وزير المقاوالت الوطنية والنهوض بالمقاوالت الصغرى والمتوسطة والصناعة التقليدية اإليفواري‪،‬‬ ‫أنزومانا موتايي‪ ،‬ورئيس مجموعة البنك الشعبي المركزي‪ ،‬محمد بنشعبون‪ ،‬وسفير المغرب بكوت ديفوار‪ ،‬مصطفى جباري‪ ،‬وشخصيات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ويندرج إنشاء هذه االمؤسسة المالية المغربية الجديدة للتمويالت الصغرى‪ ،‬في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة المواقعة بين‬ ‫مجموعة البنك الشعبي المركزي ووزارة االقتصاد والمالية اإليفوارية‪ ،‬يوم ‪ 24‬فيراير ‪ ،2014‬بحضورجاللة الملك محمد السادس‬ ‫والرئيس اإليفواري الحسن واتارا‪.‬‬ ‫وتهدف هذه الوكال إلى تجسيد التزام مجموعة البنك الشعبي المركزي بتشجيع التمويالت الصغرى وفق المعاير الدولية المعمول‬ ‫بها في هذا المجال كما يجسد هذا االفتتاح الرغبة األكيدة للمجموعة في المساهمة‪ ،‬إلى جانب السلطات العمومية والمجتمع المدني‬ ‫اإليفواري‪ ،‬في الجهود المبذولة لمحاربة الفقر والتهميش‪ .‬وحسب مجموعة البنك الشعبي المركزي‪ ،‬فإن إحداث هذه الوكالة األولى‬ ‫للتمويالت الصغرى يتماشى بالكامل مع سياسة المغرب الرامية إلى إقامة تعاون جنوب ـ جنوب في كافة المجاالت‪ ،‬السيما في مجال‬ ‫االقتصاد االجتماعي والتضامني‪.‬‬ ‫وأشارت المجموعة إلى أنها أقامت مشروعا طموحا يهم إنشاء وتوطين‪ ،‬بشكل تدريجي‪ ،‬مؤسسات تابعة لها خاصة بالتمويالت‬ ‫الصغرى في إفريقيا‪ ،‬تحمل اسم «أطنتيك ميكروفينانس فور إفريقيا»‬

‫تراجع حجم الدين الخارجي للخزينة عند نهاية‬ ‫شهر شتنبر الماضي‬ ‫أعلنت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية بأن حجم الدين الخارجي للخزانة بلغ ‪139,8‬مليار درهم‬ ‫مليار درهم عند نهاية شهر شتنبر ‪ 2015‬مقابل ‪ 141,1‬مليار درهم نهاية ‪ ،2014‬مسجال بذلك انخفاضا بما يناهز ‪ 1,3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأفادت المديرية‪ ،‬في نشرتها الدورية حول الدين الخارجي العمومي لغاية نهاية شتنبر ‪ ،2015‬أن تطور رصيد الدين الخارجي‬ ‫العمومي أدى إلى ارتفاع بقيمة ‪ 18,8‬مليار درهم في الدين الخارجي للمؤسسات والمقاوالت العمومية الذي بلغ ‪ 155,8‬مليار درهم‬ ‫مقابل ‪ 137‬مليار درهم نهاية سنة ‪ ،2014‬وأن هذا االرتفاع يهم الدين غير المضمون بقيمة ‪ 13‬مليار درهم والدين المضمون ب‬ ‫‪5,8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بهيكلة الدين العمومي‪ ،‬كشفت النشرة كذلك أن الدائنين متعددي األطراف يشكلون أول مجموعة يستدين منها‬ ‫المغرب بحصة تبلغ ‪ 44,5‬بالمائة من الدين الخارجي العمومي‪ ،‬متبوعة بالدائنين الثنائيين ب ‪ 28,5‬بالمائة‪ ،‬ثم المؤسسات المالية‬ ‫النقدية والبنوك التجارية ب ‪ 27‬بالمائة‪ .‬‬ ‫وعلى مستوى هيكلة الجهات المدينة‪ ،‬أشارت النشرة إلى أن المؤسسات العمومية تستحوذ على نسبة ‪ 52,4‬بالمائة من مجموع‬ ‫الدين الخارجي العمومي‪ ،‬تليها الخزينة بنسبة ‪ 47,3‬بالمائة ثم البنوك ‪ ،‬والجماعات المحلية بنسبة ‪ 3‬بالمائة‪..‬‬ ‫وحسب العمالت‪ ،‬فقد استحوذ األورو على حصة األسد ب ‪ 64,2‬بالمائة من بنية الدين الخارجي للخزينة‪ ،‬فيما حظي الدوالر ب ‪22,4‬‬ ‫بالمائة من الدين‪.‬‬ ‫وحسب نوع معدل الفائدة‪ ،‬استحوذ معدل الفائدة القار على ‪ 77,5‬في المائة‪ ،‬فيما مثل الدين بمعدل فائدة متغير ‪ 22,5‬في المائة‪.‬‬

‫توقع المستهلك المغربي العادي انخفاض‬ ‫سعر البنزين والغازوال في محطات البنزين بعد‬ ‫التراجع العام في أسعار النفط على الصعيد‬ ‫الدولي‪ ،‬غير أن توقعه لم يتحقق‪ ،‬إذ يبدو من‬ ‫هذا أن المستفيد من انخفاض سعر برميل‬ ‫النفط ‪ ،‬هو الحكومة وليس المستهلك‪.‬‬ ‫صندوق المقاصة‪ ،‬الذي يخصص أكثر من‬ ‫‪ 85‬في المائة من م��وارده لدعم المحروقات‪،‬‬ ‫سيستفيــد من انخفـــاض أسعـــار البترول‬ ‫عالميا‪ ،‬فحسب خبـــراء ‪ ،‬فإنـه على المستوى‬ ‫الماكرواقتصادي هـذا خبـــر جيــد‪ ،‬لكن على‬ ‫المستوى الميكرواقتصادي‪ ،‬أي انعكاس هذا‬ ‫االنخفاض على األسر والشركات‪ ،‬فالمالحظ أن‬ ‫ذلك لن يتم‪ ،‬وهو ما يدعونا إلى تشبيه نظام‬ ‫المقاصة بأنه يتحرك بسرعتين مختلفتين‪.‬‬ ‫و أكد محللــون اقتصاديــون على أن‬ ‫المواطن العـــادي من حقــــه التســاؤل عن‬ ‫مصداقية نظام المقايسة الجزئية المطبق‬ ‫في سنة ‪ ، 2013‬وال��ذي كان يهدف‪ ،‬بحسب‬ ‫الحكومة‪ ،‬إلى إصالح صندوق المقاصة‪ ،‬ليؤكد‬

‫أنه ليس هناك أي إصالح‪ ،‬ألن عمق اإلصالح‬ ‫يجب أن يستهدف الخروج من الدعم المعمم‪،‬‬ ‫«لكن لألسف يالحظ أن الحكومة الزالت على‬ ‫النظام نفسه‪ ،‬ألن الغني والفقير ال زاال يستفيدان‬ ‫من الصندوق نفسه‪ ،‬وهو ما يضرب في الصميم‬ ‫نظام المقايسة الجزئية‪ ،‬م��ادام المستهلك‬ ‫البسيط ال يلمس انعكاسا لتقهقر سعر برميل‬ ‫النفط على قدرته الشرائية»‪.‬‬ ‫‪ ‬إص�لاح ص��ن��دوق المقاصة ه��و إص�لاح‬ ‫محاسباتي وليس بنيويا‪ ،‬والنتيجة ستكون عدم‬ ‫استفادة القدرة الشرائية للمواطن من هذا‬ ‫اإلصالح‪ ،‬في حين أن ارتفاع أو انخفاض سعر‬ ‫برميل النفط في األسواق العالمية له ارتباط‬ ‫بالعمالت الصعبة‪ ،‬مثل الدوالر واليورو والين‪،‬‬ ‫وبما أن العملة المغربية ليست لها التنافسية‬ ‫نفسها مع العمالت األجنبية األخرى‪ ،‬وتأثيرها‬ ‫ال يتعدى حدود البلد‪ ،‬فإن انعكاس تقهقر‬ ‫سعر النفـــط على الســوق الداخلــي يبقى‬ ‫منعدما‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫القصر الكبير على موعد مع لقاء علمي‬ ‫لتقديم كتاب ‪:‬‬

‫“ البالغة واإليديولوجيا”‬ ‫للدكتور مصطفى الغرافي‬

‫تطـوان‪ :‬مقاوالت جديدة‬ ‫علم لدى مركز االستثمار لوالية تطوان‪ ،‬بأن ‪ 358‬مقاولة أحدثت على مستوى المنطقة خالل سنة ‪ ،2015‬بفضل تطور البنيات‬ ‫التحتية المستقبلة لألنشطة االقتصادية والدعم المقدم للمستثمرين على مستوى اإلرشاد والتوجيه‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أوضح المركز أنه تم خالل السنة الماضية‪ 2015،‬خلق ‪ 358‬مقاولة على مستوى النفوذ الترابي لوالية تطوان‪،‬‬ ‫وهو نفس العدد الذي سجل سنة ‪ ،2014‬مشيرا إلى أن ‪ 39‬بالمائة من هذه المقاوالت تنشط في قطاع الخدمات و‪ 32‬بالمائة في قطاع‬ ‫األشغال العمومية والبناء‪ ،‬يليهما قطاع التجارة بنسبة ‪ 26‬بالمائة‪ .‬كما أكد أن المقاوالت النسائية سجلت نسبة حضور متوسطة‪ ،‬في‬ ‫منظومة المقاوالت التي تم إنشاؤها خالل العام المنصرم‪ ،‬وبلغت النسبة العامة ‪ 10‬بالمائة من مجموع المقاوالت مقابل ‪ 10‬بالمائة‬ ‫سنة ‪ 2014‬و‪ 9‬بالمائة سنة ‪ . 2013‬والمالحظ أن وتيرة خلق المقاوالت من طرف النساء على مستوى والية تطوان تبقى «ضعيفة‬ ‫نسبيا» مع استحضار الطفرة االقتصادية والبنيوية التي تشهدها المنطقة‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬منح مركز االستثمار لوالية تطوان ومندوبية وزارة الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي بهذه الوالية ‪،‬‬ ‫خالل السنة المنصرمة ‪ 1061‬شهادة سلبية لخلق المقاوالت مقابل ‪ 1138‬شهادة سلبية سنة ‪ ،2014‬وتتوزع مجموع هذه الشهادات‬ ‫السلبية‪ ،‬حسب طبيعة األنشطة االقتصادية‪ ،‬على قطاع الخدمات بنسبة ‪ 45‬بالمائة‪ ،‬يليه قطاع التجارة بنسبة ‪ 37‬بالمائة‪ ،‬وقطاع‬ ‫األشغال العمومية والبناء بنسبة ‪ 18‬بالمائة‪ .‬والمالحظ أن مدة إنجاز المساطر اإلدارية الخاصة بخلق المقاولة لم تتعد ‪ 48‬ساعة نظرا‬ ‫لسالسة المساطر اإلدارية على اعتبار أن ممثليات المصالح المعنية بالمصادقة على إنشاء المقاولة توجد بمركز االستثمار لوالية تطوان‬ ‫بما في ذلك مصلحة التسجيل‪.‬‬ ‫إلى جانب وضع والية تطوان رهن إشارة المستثمرين فضاءين اقتصاديين مجهزين‪ ،‬ويتعلق األمر بالمحطة الصناعية المندمجة‬ ‫«تطوان شور» الخاصة باألنشطة الخدماتية وأنشطة ترحيل الخدمات «األوفشورينغ» والمجاورة لمركز التكوين التابع للمكتب الوطني‬ ‫للتكوين المهني وإنعاش الشغل‪ ،‬والتي تمتد على مساحة تتجاوز ‪ 22‬هكتارا‪ ،‬وكذا منصة «تطوان بارك» الصناعية الموجودة بمنطقة‬ ‫السوق القديم على الطريق الوطنية رقم ‪ 1‬الرابطة بين تطوان وطنجة‪ ،‬والتي تحتوي على فضاءات مخصصة للصناعة الخفيفة والصناعة‬ ‫المفبركة واللوجستيك والمحالت التجارية وخدمات القطاع الثالث والخدمات الجماعية‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬أشار المصدر إلى أن والية تطوان ستشهد خالل السنة الحالية‪ ،‬انطالق عملية استغالل مشروع منطقة «تامودا‬ ‫باي» السياحية‪ ،‬الذي يتضمن عدة مشاريع سياحية رائدة سيكون لها الوقع اإليجابي على سوق الشغل‪.‬‬

‫‪ ‬في إطار برنامجه الشهري‪ ،‬ينظم فرع‬ ‫اتحاد كتاب المغرب بالقصر الكبير (شمال‬ ‫المغرب)‪ ،‬لقا ًء أدبيا وعلميا لتقديـــم كتاب ‪:‬‬ ‫“البالغـــة واإليديوجـــيا” للدكتور مصطفى‬ ‫الغرافي‪ ،‬وذلك يوم‪ ‬السبت‪ 09 ‬يناير ‪،2016‬‬ ‫بفضاء دار الثقافة بالقصر الكبير على الساعة‬ ‫الرابعة مساء‪.‬‬ ‫‪ ‬وسيشارك في هذا اللقاء كل من الناقد‬ ‫محمد المعتصم و الشاعر والروائي عبد اإلله‬ ‫المويسي ‪.‬والجدير بالذكر‪ ،‬أن هذا الكتاب حظي‬ ‫بمساحة كبيرة من االهتمام النقدي العربي‪،‬‬ ‫وتأهل للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد لهذه‬ ‫السنة من بين أزيد من ‪ 350‬مشاركة‪.‬‬ ‫ومن مؤلفات الشاعر والباحث مصطفى‬ ‫الغرافي‪ ،‬البالغة واإليديولوجيا‪ ،‬دراسة في أنواع‬

‫الخطاب النثري عند ابن قتيبة‪ .‬الصادر عن دار‬ ‫كنوز المعرفة‪ .‬األردن ‪.2015‬‬ ‫ تغريبــة‪ ،‬ألطوبريــس‪ ،‬طنجـــة‪2001 ،‬‬‫ومؤلفات أخرى باالشتراك منها ‪:‬‬ ‫ بالغة النص التراثي‪ ،‬دار العين‪ ،‬القاهرة‬‫‪.2013‬‬ ‫ الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬دار ابن‬‫النديم‪ ،‬الجزائر ‪.2013‬‬ ‫ التداوليات وتحليل الخطاب‪ ،‬دار كنوز‬‫المعرفة‪ ،‬األردن ‪.2014‬‬ ‫ مرثية دم على قميص قتيل‪ ،‬العراق‪،‬‬‫‪2014‬‬ ‫ النغمة المواكبة‪ ،‬قـــراءات في أعمــال‬‫عبد اهلل العروي‪ ،‬دار المدارس‪ ،‬المغرب‪.2015 ،‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫متعة بنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫ندوات عيد الكتاب في تطوان لهذه السنة‬ ‫تأرجحت بين الضآلة واالنعدام‬ ‫• محمد العربي الفتوح‬

‫التأسيسيات الحداثية‬ ‫في القصيدة العربية‬ ‫بين الواقع والتطور‬ ‫عبد الرحمن بن األشهب‬

‫باحث في المعالم التراثية‬

‫عن موضوع «الكتاب وآفاق التلقي» ‪ :‬قلت‬ ‫ليس كل كتاب يغريك بالقراءة لقد كانت لدائرة‬ ‫المعارف الطبيب الفيلسوف (بن سينا) طريقة‬ ‫في اقتناء الكتب تتمثل في قراءة الصفحتين‬ ‫األخيرتين من الكتاب الذي يريد اقتناءه فإذا‬ ‫أعجب بهما اشترى الكتاب وإن لم يعجب بهما‬ ‫أعرض عن اقتناء الكتاب‪ ،‬ومن الكتاب والشعراء‬ ‫من يفرض نفسه على القراء كالبحتري الذي‬ ‫كان عندما ينهي إلقاء قصائده يقول على التو‬ ‫أحسنت واهلل‪ ،‬ألنه كان يعلم علم اليقين من أن‬ ‫المتلقي سيعجب بشعره‪ ،‬وهذه هي العبقرية‬ ‫وهذا هو اإلبداع‪.‬‬ ‫أما الموضوع الثاني الذي استوقفني فهو‬ ‫قصة بعنوان (حكايات ريف األندلس) فقد رأيت‬ ‫فيها نفسي في موضوع استنطاق النخيل الذي‬ ‫قام به صاحب القصة والذي قمت أنا به في‬ ‫استنطاق الخمسة نخالت التي كانت موجودة‬ ‫في ساحة الفدان والتي اقتلعت لتغرس من‬ ‫جديد خارج المدينة قرب نصب الحمامة‪ ،‬وقد‬ ‫تعجبت من هذا ألنه يعد توافقا للخواطر بيني‬ ‫وبين صاحب هذه القصة التي وضع لها الكاتب‬ ‫اسم (حكايات ريف األندلس) وقد تعرض صاحب‬ ‫هذه القصة إلى عبارة خدش فيها حياء القراء‬ ‫والمتلقين عندما قال ‪( :‬واليل ق��واد) وعندما‬ ‫سألته عن سبب استعماله لهذه العبارة قال لي ‪:‬‬ ‫انها عبارة أعجبت بها أخذتها من المعري‪ .‬هكذا‬ ‫قال لي صاحب قصة (حكايات ريف األندلس)‬ ‫أحمد بنميمون‪ ،‬ولوحظ في مهرجان عيد‬ ‫الكتاب لهذه السنة كثرة المشاركين في القصة‬ ‫وضآلة المشاركين في الشعر والمواضيع األدبية‬ ‫األخرى بل وحتى الذين شاركوا في الشعر ركزوا‬ ‫فقط على الشعر الحديث ولم نشاهد شاعرا‬ ‫واح��دا قدم لنا الشعر العمودي‪ ،‬وك��ان على‬ ‫القيمين على مهرجان عيد الكتاب أن يقدموا‬ ‫كشكوال من األذواق الشعرية إلرض��اء جميع‬ ‫عشاق الشعر واألدب كما غاب الشعر المنشور‬ ‫والخواطر الشعرية األدبية فما أحالها وما أجملها‬ ‫فلها نكهة ال تقل عن نكهة القصيدة الشعرية‬ ‫الرائعة وإذا كنا نعلم بأن الصورة والخيال هما‬ ‫عنصران هامان فلم نجد لهما أثرا يذكر في ما‬ ‫قدم من قصائد شعرية في مهرجان عيد الكتاب‬ ‫لهذه السنة‪ ،‬وإليك أخي القارئ نماذج من الشعر‬ ‫الذي يشمل الصورة والخيال ‪:‬‬ ‫تمثـــل صــدرك سلطـانــــه‬ ‫كجبــار واد تحـــدى الخـطـــر‬ ‫بنهدين يستقبالن السمـــاء‬ ‫كأنهمـا يرضعـــان القـمــــر‬ ‫وقبلتها تسعا وتسعين قبلـة‬ ‫وواحدة أخرى وكنت على عجل‬

‫هذا النوع من الشعر هو الذي يعبر عنه‬ ‫بالوقفة الحراقة هو الذي يحس المتلقي فيه‬ ‫بنشوة اإلبداع ويصيح قائال (يا سالم)‪ ،‬هذا النوع‬ ‫من الشعر لم نشاهده في مهرجان عيد الكتاب‬ ‫لهذه السنة‪ ،‬لقد ركز الجميع على الشعر الحديث‬ ‫وغاب الشعر العمودي الذي يطرب فما السر في‬ ‫هذا ؟‬

‫أما موضوع بالغة القص في القرآن الكريم‬ ‫وآفاق التلقي‪ ،‬الذي قدمته سعاد الناصر‪ ،‬فيحتاج‬ ‫إلى أكثر من وقفة‪ ،‬أقول فيه ‪ :‬لقد قسم طه‬ ‫حسين الكالم إلى ثالثة أقسام‪ )1 :‬قرآن‪ )2 .‬شعر‪.‬‬ ‫‪ )3‬نثر‪ ،‬وال يمكن لنا بأي حال من األحوال أن‬ ‫نتعامل مع القرآن ونضعه على بساط التشريح‬ ‫كما نفعل مع كالم البشر‪ ،‬فهناك خطوط حمراء‬ ‫تقف بين المتلقي والنص القرآني‪ ،‬وهذا الكالم‬ ‫يحتاج إلى شرح‪ ،‬ففي القرآن آيات محكمات‬ ‫هن أم الكتاب وآخر متشابهات‪ .‬فأما الذين‬ ‫في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء‬ ‫الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إال اهلل‪،‬‬ ‫والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من‬ ‫عند ربنا” صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ويقول الحق سبحانه وتعالى ‪“ :‬إن الذين‬ ‫يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير”‪،‬‬ ‫أي الذين يقبلون ما جاء به كتاب اهلل دون أن‬ ‫يشكوا ودون أن يقولوا لماذا ؟ يدفعهم إيمانهم‬ ‫القوي بجميع ما جاء به اهلل في كتابه العزيز‬ ‫كان ال بد من هذه المقدمة قبل أن أتطرق إلى‬ ‫بالغة النص في القرآن الكريم وآفاق التلقي وقد‬ ‫تطرق األستاذ محمد إقبال الذي عقب على هذا‬ ‫الموضوع واستشهد بالقصة التي وقعت بين‬ ‫النبيين الكريمين موسى عليه السالم والنبي‬ ‫الخضر عليه السالم الذي كان يقول لموسى‬ ‫كلما سأله ‪ :‬إنك لن تستطيع معي صبرا وخاصة‬

‫عندما خرق النبي الخضر عليه السالم سفينة‬ ‫كانت لقوم فقال له موسى عليه السالم لماذا‬ ‫خرقتها؟ فأجابه الخضر بأن هؤالء القوم كان‬ ‫لهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فخرقتها وأردت‬ ‫أن أعيبها لكي ال يطمع الملك فيها ولكن‬ ‫النقطة التي تحير هي عندما قتل النبي الخضر‬ ‫عليه السالم (الغالم) ولما سأله موسى عليه‬ ‫السالم عن سبب قتله قال له الخضر (الغالم)‬ ‫كان له أبوان صالحان فخشينا أن يرهقهما‪،‬‬ ‫فالبالغة إذن هي مطابقة الكالم لمقتضى‬ ‫الحال‪ ،‬ولعل أحسن من قدم دراسة في اعجاز‬ ‫القرآن هو الباقالني في كتابه (اعجاز القرآن)‬ ‫عندما انتقد إمام الشعراء امرؤ القيس وصغره‬ ‫في أعيننا وهو من هو ‪:‬‬ ‫فأشعاره معظمها فيها الصنعة والتكلف ‪:‬‬ ‫له أيطال ظبي وساقا نعامة‬ ‫وإرخاء سرحان وتقريب تتفل‬ ‫ورد علي األستاذ محمد إقبال بأن الباقاالني‬ ‫كالمه ال يعول عليه‪ ،‬وهناك قصة أخرى محيرة‬ ‫تتعلق بزليخة زوجة عزيز مصر التي عشقت‬ ‫النبي يوسف عليه السالم التي استدعت النسوة‬ ‫وأعطت كل واحدة منهن سكينا وأمرت يوسف‬ ‫بأن يخرج عليهن يوسف‪ ،‬السؤال المطروح من‬ ‫أدراها (زليخة) بأن النسوة سيقطعن أيديهن؟؟‬ ‫وعلى الرغم من هذا كله فنحن نؤمن بجميع ما‬ ‫جاء في كتاب اهلل من آيات وقصص وال يوجد‬ ‫عندنا أي شك مدفوعين باإليمان القوي الذي ال‬ ‫يتزعزع فكالم اهلل يعلو وال يعلى عليه‪.‬‬ ‫ينبغي إعادة النظر في برنامج عيد الكتاب‬ ‫وأال يغيب األدب األندلسي وأال يهمش موضوع‬ ‫تاريخ تطوان وأال تطغى القصة على الشعر‬ ‫والمواضيع التاريخية‪ ،‬وأن تهتم اإلدارة بالذين‬ ‫يساهمون في مناقشة الندوات‪.‬‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء‪.‬‬

‫الشعر يحوز اهتماما كبيرا في الثقافتنا‬ ‫بل في مختلف الثقافات اإلنسانية‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى اتخذ العرب منه دعاة وهداة وحكماء ما‬ ‫يعني وعلى مدار التاريخ جعلوه موحدا للوجدان‬ ‫الجماعي للعرب مجمعا لصفوفهم حيال ما‬ ‫واجهتهم من تحديات‪ ،‬بينما مجموعة من أسئلة‬ ‫االستفهام طرحت حول أزمة الشعر هل هي أزمة‬ ‫أصال أم أن المسألة مجرد تكرار بال مسند من‬ ‫الواقع‪ ،‬هل هي أزمة وجود أم أزمة وظيفة أم أنها‬ ‫تخص الشعر الحديث وحده؟!‬ ‫يبدو من الثابت في السوسيو ثقافي عالقة‬ ‫أكيدة بين التطورات السياسية االجتماعية‬ ‫الفكرية في المجتمع‪.‬‬ ‫على الرغم من وجود هذه العالقة بين‬ ‫التطور االجتماعي واألدبي والفني ليست عالقة‬ ‫مرآوية‪ ،‬ميكانيكية تطابقية كما يراها بعض‬ ‫العلماء الماركسيين بل هي عالقة جدلية وخالل‬ ‫هذه العالقة نشأ الشعر الحديث إذ بحلول‬ ‫القرن العشرين ظهرت وقائع كان لها تأثيرها‬ ‫على الحراك السياسي والفكري والثقافي كان‬ ‫أولها وفاة محمود سامي البارودي بمعنى إعادة‬ ‫العمود الشعري التقليدي إلى استوائه على أن‬ ‫قاعدة تطورات الشعر الحديث نتج عنها‪:‬‬ ‫• تنامي الشعـــور الوطني المحـــادي‬ ‫لالستعمار (االنجليزي الفرنسي) فضال عن‬ ‫التركي نفسه (حيث نشأ عن هذا االحتكاك‬ ‫المباشر مع الثقافة المحلل كان لها مفعول‬ ‫إيجابي على التطور الثقافي واالبداعي لبعض‬ ‫البالد العربية ال سيما في لبنان والمغرب العربي‬ ‫إذ كثرت الهجرات إلى فرنسا وكثرت الكتابة‬ ‫بالفرنسيةأنتجتظاهرةالفرنكفونيةفيالكتابة‬ ‫العربية الحديثة فبرز مالك حداد وكاتب ياسين‬ ‫ورشيد بوحدرة وجويس منصور‪ ،‬وساعدت هذه‬ ‫المرحلة ظهور أذونيس) التي نقل بها السريالية‬ ‫الفرنسية إلى حركة الشعر الحر فجاء بدر شاكر‬ ‫السياب وصالح عبد الصبور وسلمى الخضراء‬ ‫ونازك المالئكة‪ ،‬االمر الذي سيشكل بعد ذلك‬ ‫خيطا رئيسيا من خطوط الشعر العربي الحر‬ ‫وهنا يجب أن ال ننسى قصيدة الكوليرا لنازك‬ ‫المالئكة التي تعد واحدة من القصائد الرائدات‬ ‫في حركة الشعر الحر والتي من خاللها تشخيص‬ ‫عميق لفكرة القومية العربية لدى رواد الشعراء‬ ‫لذى نجد نازك الشاعرة ترى في الشعر الحر ‪،‬‬ ‫في شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح‬ ‫أن يتغير عدد التفعيالت من شطر إلى شطر‬ ‫ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي ليتحكم‬

‫فيه أساس الوزن وأن يقوم على وحدة التفعيلة‬ ‫الواحدة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم‬ ‫وأن الحرية في تنويع عدة التفعيالت وأن تكون‬ ‫التفعيالت متشابهة تمام التشابه فيضم الشاعر‬ ‫في البحر ذي التفعليلة الواحدة المكررة أشطرا‬ ‫تجري على هذا النسق‪:‬‬

‫فاعالتن فاعالتن فاعالتن‬ ‫فاعالتن فاعالتن‬

‫وهنا يجــب أن ال ننسى أن القصيـــدة‬ ‫الشعرية للشعراء عكست العديد من شعارات‬ ‫االع�لان العالمي لحقوق اإلنسان في حركة‬ ‫تبادلية من التأثر والتأثير فوجدت قيمة التحرر‬ ‫والحرية عند السياب وأدونيس ودرويش والعدل‬ ‫االجتماعي عند عبد الصبور وعبد الوهاب البياتي‪،‬‬ ‫كما الحظنا رفض االستبداد عند سعدي يوسف‬ ‫ونزار قباني‪ ،‬فكان االحتكاك بالثقافة العالمية‬ ‫(سواء باالتصال المباشر أو عبر الترجمات) ذا‬ ‫أثر بالغ في نشوء الشعر العربي الحر الحديث‬ ‫ومن خالل هذا االحتكاك تعرف هؤالء الشعراء‬ ‫على مدارس من بينها (الواقيعة االشتراكية)‬ ‫التي مثلها شعراء كثيرون منهم ناظم حكمت‬ ‫ومايكروفيشكي واراجون ولوركا‪.‬‬ ‫لقد حفل العقد األول من القرن العشرين‬ ‫بوقائع كبيرة كان لها تأثيرها الملحوظ على‬ ‫الحراك السياسي والفكري والثقافي في ما يأتي‪:‬‬ ‫االولى‪ :‬وفاة محمود سامي البارودي ‪1904‬‬ ‫وهو ما يعني أن مهمة إعادة العمود الشعري‬ ‫التقليدي إلى استوائه السابق وعافيته القديمة‬ ‫قد تمت بحيث صارت األرض جاهزة ألي موجات‬ ‫تحديدية تالية تتواكب مع طبيعة اللحظة‬ ‫التاريخيةالراهنة‪.‬‬ ‫لقد صارت األرض ممهدة بعد استئناف‬ ‫كالسيكي قصير مع شوقي والزهاوي والرصافي‬ ‫بتجربة المهجريين العرب وبتجربة مجلة ابولو‬ ‫وسائر المدرسة الرومانسية‪.‬‬ ‫إن الدراسات النقدية الخاصة بهذا النوع‬ ‫من الشعر الحر تكاد تكون نادرة فيما تتوفر‬ ‫بعض المقاالت النقدية الجادة (عدا المتابعات‬ ‫الصحفية)عند دواوين وتجارب بعض هؤالء إذ‬ ‫هناك إهمال نقدي طبعا وهناك أيضا صعوبة‬ ‫خاصة مالزمة للموضوع نفسه‪.‬‬ ‫هذه مجرد وجهة نظر نهائية بمقدار ما‬ ‫هي محاولة لفهم أبعاد قضية الشعر الحر خالل‬ ‫فترة من الفترات‪.‬‬

‫تالمذة مجموعة مدارس دوال كروا بطنجة‬ ‫في زيارة دراسية لمقر جريدة طنجة‬

‫قام تالميذ وتلميذات مجموعة مدارس دوالكروا بطنجة‪ ،‬بزيارة دراسية لمقر جريدتي طنجة‬ ‫والشمال ‪ ،2000‬وذلك يوم الخميس ‪ 7‬يناير ‪ ،2016‬حيث عاينوا عن كتب مختلف المراحل التي‬ ‫تقطعها الجريدة‪ ،‬كما زاروا مختلف مرافق مطابع جريدة طنجة‪.‬‬ ‫وفد تالميذة مجموعة مدارس دوالك��روا وعددهم ‪ 22‬تلميذا وتلميذة يمثلون المستوى‬ ‫السادس‪ ،‬كانوا خالل هذه الزيارة مرفوقين بكل من المديرة التربوية األستاذة حفيظة أشرموح ‪،‬‬ ‫واألستاذة ابتسام احسيسو أستاذة اللغة الفرنسية‪ ،‬واألستاذة مليكة بوحتيت أستاذة الرياضيات‪.‬‬ ‫وخالل هذه الزيارة استمع وفد تالمذة مجموعة مدارس دوالكروا ومرافقيهم إلي الشروحات‬ ‫والبيانات التي قدمت لهم‪ ،‬عن كيفية إنجاز جريدتي طنجة والشمال‪ ،‬انطالقا من البحث عن األخبار‬ ‫وتلقي المعلومات إلىمعالجتها‪ ،‬مرورا بمراحل الترقين واإلخراج الفني‪ ،‬إلى التحميض‪ ،‬فالطبع كآخر‬ ‫مرحلة في العملية‪ ،‬وكان وفد التالميذ خالل جولتهم يطرحون أسئلة تنم عن مدى اهتمامهم وحبهم‬ ‫لمعرفة أكثر عن هذه المؤسسة اإلعالمية التي يرجع عهد تأسيسها إلى سنة ‪.1904‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪819‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫إلى العزيز أحمد الطيب العلج‬

‫في أفق إعداد كتاب جماعي عن الفنان الراحل المبدع األستاذ أحمد الطيب العلج يساهم فيه نقاد‬ ‫وباحثون وفنانون من أصدقائه‪ ،‬يسعدنا في (الشمال) أن نقدم بالمناسبة مساهمة صديقه األستاذ‬ ‫المسرحي رضوان احدادو ‪:‬‬ ‫لــحــظــتـهــا‪...‬‬ ‫والزمن الصبوح‪ ،‬الرائع الجميل يتماهى بأريحيته األريحية‪ ،‬ينثر صباحاته اليانعة رداء حريريا‬ ‫مزركشا بآللئ الفجر‪ ،‬ناعما‪..‬ناعما‪.‬‬ ‫جدلى هي أكمام العطر‪ ،‬تهاليل األنغام‪ ،‬تقاسيم ومنعرجات األلوان‪ ،‬الكل في أبهى انتشاء‬ ‫وأحلى افتتان‪.‬‬ ‫من كل الوجوه الفتية الصبوحة الغريدة‪ ،‬ووجوه الكد والغبار والعناء ترشح ينابيع البشر‬ ‫الوضاء‪ ..‬تركب هامات النجوم‪ ،‬تمتطي صهوات الحب والمحبة إلى حيث مرابض السحب واألمطار‪.‬‬ ‫لـــحــظـتـهــا‪...‬‬ ‫والوطن الرحب الجميل ينشر بساط اخضراره الوهاج‪.‬‬ ‫يحضن وألول مرة شمسه وهواءه‪.‬‬ ‫الوطن ينثر آللئ أعراسه‪.‬‬ ‫الوطن ينشد‪ ،‬يغني‪ ،‬يرقص الوطن رقصة ميالده البهي‪.‬‬ ‫كنا‪...‬‬ ‫عنا قيد ندى‪.‬‬ ‫كنا‪...‬‬ ‫أسراب عصافير مغردة‪..‬بحت منها الحناجر‪،‬‬ ‫متعطرين بالشمس التي أعلنت عن شروقها المشرق‪ ..‬عن دفئها الدافئ‪.‬‬ ‫منتشين بحواجز الوهم التي تهاوت تحت األقدام‪.‬‬ ‫أسقطت عجرفتها أرواح وسواعد الرجال‪..‬قوافل الشهداء األبطال‪.‬‬ ‫(عرباوة) ‪1‬عنوان الهوان ورمزه‪ ،‬هي اآلن تنكس أعالمها‪.‬‬ ‫(عرباوة) المذلة ا ْلمُذلة تلعق دمها الخاثر األسود المهدر على األرصفة‪.‬‬ ‫تقتل كبرياءها‪ ،‬تمرغ في التراب هامتها‪ ،‬تخفي وجهها المقزز المنفر‪.‬‬ ‫(عرباوة) عنوان الذل والتفرقة والمذلة ها هي اآلن تكفن جسدها‪ ..‬تشيع جثمانها‪ ..‬فموتا موتا إلى‬ ‫األبد‬ ‫اهلل أكبر‪ ..‬اهلل اكبر لميالد الوطن‬ ‫***********‬ ‫لـــحـظـتــها‪..‬‬ ‫واالستقالل الوليد البهي الطلعة حلم يستريح بين األحضان‪ ،‬ينام في الجنون‪ ،‬ينام في مهد القلب‬ ‫بين الرضاعة والفطام هو‪ ،‬عمر الحلم الفتي لم يكن قد تخطى السنتين أو ثالث‪ .‬كان لقاؤنا المباشر األول‬ ‫الذي تواصل بتواصل العمر‪.‬‬ ‫أراني اآلن أنتعش من جديد برائحة الفلين والبلوط‪ ،‬ومن ال يتذكر غابة (المعمورة) وأول تدريب‬ ‫وطني للمسرحيين الهواة في عهد االستقالل‪ ،‬واآلمال التي ال تسعها الدنيا التي كانت تسكننا‪ ،‬تحلق بنا‪،‬‬ ‫نحلق بها‪ ،‬كنا معا لحنا وقصيدا‪ ،‬وجوه البشر والبشارة‪ :‬المنيعي‪ ،‬الكغاط‪ ،‬ع الوهاب الدكالي‪ ،‬الصقلي‪ ،‬عالل‬ ‫الخياري‪ ،‬عبد السالم الشعشوع والالئحة كانت يوما طويلة فغاب ما غاب منها عن الذاكرة‪ ،‬أسماء ووجوه‬ ‫لفها الغمام‪ ،‬وأخرى لحضورها البارز المتميز نحتت في الصخر حضورها‪ ،‬وجوه أساتذة حببوا إلينا المسرح‬ ‫وكانوا أول من علمنا ألف‪ ،‬باء‪ ،‬جيم‪ ،‬المسرح أذكر‪ :‬أندري فوازان‪ ،‬بيير لوكا‪ ،‬بيك‪ ،‬فريد بمبارك‪ ،‬زيارات ع‬ ‫اهلل شقرون‪ ،‬زيارات عبد الصمد الكنفاري‪ ،‬وأحمد الطيب العلج هذا الذي كان قد حضرا لي اسما‪ ،‬صوتا‪،‬‬ ‫لحنا ونشيدا قبل حضوره الجسدي هذا‪ ،‬إنه اآلن أمامي بكل منمقاته الرحبة‪ ..‬بمجامع أحاجيه وزجلياته‪،‬‬ ‫ببشاشاته ودعاباته‪ ،‬بقلبه الكبير ورحابة صدره وهو يلقي درسه الفصيح عن ضبط مخارج الحروف وسالمة‬ ‫النطق المسرحي‪« :‬إن شجرة الخوخ والعخعوخ والعخعوعان‪ ،‬وما يعخعهما إال فصيح اللسان» كنا نركز‪،‬‬ ‫نجهد النفس‪ ،‬حتى ال تبتلع العين الخاء‪ ،‬وتسبق الغين العين‪ ،‬والعلج يقوم اعوجاج اللسان ويحد من‬ ‫اندفاعنا‪ ،‬وأقر أن تداريبه ساهمت بنسبة كبيرة في تكويني المسرحي على مستوى بناء شخصية الممثل‪.‬‬ ‫لـــحــظـتـها‪...‬‬ ‫كان اللقاء وما افترقنا‪ ،‬أبدا ما افترقنا‪ .‬فلقد عجز الموت بكل قساواته القاسية أن يفصل بيننا‪ .‬وكيف‬ ‫يفصل وأحمد مواصل التوهج فينا زجال وأغنية‪ ،‬نشيدا ومواال‪ ..‬فنانا مسرحيا رائدا‪ ،‬مبدعا متعددا‪ ،‬لقد امتد‬ ‫بيننا حبل الود والمودة واإلخاء والمحبة‪ ،‬ولم تكن محبتنا المتبادلة الخالية من الشوائب من أجل دنيا‬ ‫نصيبها أو مطمح شخصي نسعى إليه غير عشقنا المشترك ألبي الفنون الذي يفوق الوله‪.‬‬ ‫رحلة عقود مكنتني من الوقوف على خصال له مثلي‪ ،‬عزلها النظير‪ ،‬قلما تجتمع في شخص واحد‪ ،‬ففيه‬ ‫اجتمعت من المحاسن ما تفرق في غيره‪ ،‬من هنا أجدني عاجزا عن التعداد وسبر األغوار‪ ..‬فنان شمولي‬ ‫متعدد العطاء‪ ،‬حاضر بقوة بعطاءاته المتعددة‪ ،‬فهو في الزجل من المتربعين على قمة الهرم‪ ،‬وكذلك‬

‫• رضوان احدادو‬

‫األمر في القصيدة الغنائية‪ ،‬وأستطيع القول بأن أكبر نسبة من أغانينا الجيدة هي من كلماته‪ ،‬وفي األمثال‬ ‫واألحاجي ذاكرة ال تقاوم‪ ،‬وال أعرف له نظيرا ليكون بهذا نسيج وحده‪ ،‬رأس الطليعة‪ ..‬أما المسرح والمسرح‬ ‫حياته ووجوده كان وحده يشكل تيارا ومدرسة‪ .‬كانت البداية بفاس مع قلة من الشباب الوطني الذين‬ ‫تأثر بهم ليجد نفسه منخرطا في نضال فني وطني معا وهو وقتها ال أكثر من حرفي بسيط (نجار)‪ ،‬ومن‬ ‫المسرحيات األولى التي مثلها مسرحية اجتماعية للمرحوم محمد الخضر الريسوني وهو شاب تطواني‬ ‫كان وقتها طالبا بالقرويين‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1953‬يلتحق بالتدريب المسرحي الثاني بالمعمورة‪ ،‬وكان الفنان العرائشي عبد الصمد‬ ‫الكنفاوي أول من اكتشف قدراته حين أقدم على مغربة (حالق اشبيلية) لبومارشيه‪.‬‬ ‫للعلج يجب أن يذكر الفضل في إيجاد صيغة مسرحية حررت المسرح المغربي من الرتابة القاتلة‬ ‫التي تحكمته لعقود‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه هذا المسرح في أمس الحاجة لمن يعيد إليه الدفء وينقله‬ ‫في عهده الجديد من المحلية إلى العالمية‪ ..‬إلى دائرة األضواء والنجومية‪ ،‬وكانت الوصفة التي اهتدى‬ ‫إليها دون غيره هي تسخير الكوميديا للتعبير عن المأساة‪ ،‬وهذا ما بوأ المسرح المغربي المكانة الرائقة‬ ‫في المهرجانات والملتقيات الدولية الكبرى وخصوصا مسرحياته (ولي اهلل) (عمايل جحا) (الحاج العظمة)‬ ‫(مريض خطرو) (الفضوليات) الخ‪ ،‬وسيظل الرجل وبما قدمت من أعماله (فرقة المسرح المغربي) أول من‬ ‫ألقى الحجر لتتحرك البركة الجامدة‪.‬‬ ‫وسيبقى المسرح المغربي في توهجه وسيبقى أحمد الطيب العلج رائدا مقيما في رحيله شامخا‪،‬‬ ‫شامخا في الحياة والممات‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬

‫الـهامـش‪:‬‬

‫‪ - 1‬نقطة تفتيش وحاجز أقامه المستعمر لفصل أبناء الوطن الواحد عند القصر الكبير (عرباوة)‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫خديجة في بالد المهجر ‪:‬‬

‫قصة خديجة صرخة طفلة اغتصبت طفولتها وحرمت من طفولة طبيعية‬ ‫قصة خديجة غيض من فيض في بلدنا‪ ،‬فهل من منصت معتبر؟‬ ‫في ليلة ممطرة وباردة بشوارع مدريد‪ ،‬طرقات مزدحمة‪،‬‬ ‫صخب ونشاط فرحا واستعدادا لالحتفال بأعياد الميالد ‪،‬كنت‬ ‫أتجول وصديقة لي مقيمة هناك بإسبانيا أثارني مشهد‪ ،‬امرأة‬ ‫ذات قامة قصيرة‪ ،‬نحيفة كأنها لم تتناول الزاد ألشهر ‪،‬تبدو‬ ‫مالمحها مغربية‪ ،‬تتمايل من إفراطها في الشرب وتتحدث‬ ‫بصوت مرتفع مع رجل اسباني‪ ،‬طويل وعريض المنكبين ‪،‬أنيق‬ ‫المظهر ‪،‬ذو شعر ابيض‪ ،‬يبادلها أطراف الحديث باهتمام كبير‪،‬‬ ‫أثار استغرابي منظرهما ‪،‬وبينما أنا كذلك إذا بصديقتي تقول‬ ‫لي مارية تعالي ألعرفك بهده السيدة إنها خديجة المغربية‪،‬‬ ‫اتجهنا صوبهما وتبادلنا السالم‪ ،‬أما خديجة فلم تبالي‬ ‫بوجودي‪ ،‬استمرت في حديثها المتلعثم مع الرجل اإلسباني‬ ‫واندمجت معهما صديقتي‪ ،‬أما أنا فابتعدت عنهم قليال واخدت‬ ‫جانبا لشعوري بغربة وسطهم‪ ،‬حينما أنهت خديجة حوارها مع‬ ‫الرجل‪ ،‬نظرت إلي وضحكت بصوت عال وسالت صديقتي من‬ ‫هاته السيدة؟ أجابتها إنها صديقتي مارية من‬ ‫المغرب‪ ،‬واخدت تثرثر باللغة اإلسبانية وسألتني‬ ‫ما عملك ؟ قالت لها صديقتي هل تعرفين أن‬ ‫مارية مختصة في قضايا المرأة وتدافع عنها؟‬ ‫فجأة انقلبت تقاسيم وجه خديجة ونزلت دموع‬ ‫غزيرة من عينيها وقالت لي وهي على وشك أن‬ ‫تقبل يدي‪ ،‬اكتبي ‪،‬اكتبي‪ ،‬اكتبي‪ ،‬قولي لهم أن ال‬ ‫يشغلوا بناتهم صغارا في البيوت‪ ،‬اكتبي قصتي‬ ‫لتكون عبرة لهم‪ ،‬حقيقة حينها تملكني شعور‬ ‫ورغبة في معرفة قصة خديجة‪ ،‬وطلبت منها أن‬ ‫تحكي لي قصتها ووعدتها بان أكتبها حينما أعود‬ ‫إلى المغرب ‪.‬‬ ‫خديجة سيدة تبلغ من العمر ‪ 48‬سنة‪ ،‬لها‬ ‫قامة طفلة في العاشرة من عمرها‪ ،‬من أسرة‬ ‫فقيرة‪ ،‬أب يشتغل بعيدا ويبعث النقود لزوجته أم‬ ‫جشعة ال تستحق لقب أم‪ ،‬تخلت عن ابنتها خديجة‬ ‫وهي طفلة تبلغ من العمر حينها ست سنوات‬ ‫ألسرة ميسورة‪ ،‬مقابل ‪ 40‬درهما في الشهر‪،‬‬ ‫كانت خديجة تضع كرسيا وتقف عليه لتتمكن‬ ‫من الوصول إلى حوض غسيل األواني‪ ،‬أما األم‬ ‫تأتي شهريا لتاخذ الراتب دون أن تطلب رؤية‬ ‫ابنتها‪ ،‬وهكذا استمر حال خديجة من بيت لبيت‬ ‫ومن أسرة ألسرة‪ ،‬تحكي خديجة عن ممارسات‬ ‫تعرضت لها من قبل ربات وأرباب البيوت‪ ،‬تقشعر‬ ‫لها األبدان ويندى لها الجبين‪ ،‬لكن المعاناة‬ ‫الحقيقية هي حينما بدأت معالم األنوثة تبرز‬ ‫على جسد خديجة‪ ،‬وشعور األنثى بدا يطفو على‬ ‫الطفلة‪ ،‬هنا بدأت معاناتها مع أرباب البيوت‪،‬‬ ‫فمنهم من يطلب تدليك مفاصله‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يريد أشياء ال يستطيع تلبيتها مع زوجته‪ ،‬ومنهم‬ ‫الشاذ ومنهم ومنهم ومنهم ‪.......‬‬ ‫خديجة لم تعرف أين ضاعت براءتها‪ ،‬خديجة‬ ‫لم تعرف في أي بيت تركت عذريتها‪ ،‬خديجة‬ ‫ستفقد هويتها أيضا بزواجها من رجل هولندي‪،‬‬ ‫صادفته في رحلتها بين البيوت واألسر‪ ،‬تزوجها‬ ‫وأخذها إلى هولندا لتعيش معه هناك‪ ،‬رزقت منه‬ ‫بطفل يبلغ اآلن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬عاشت االستقرار الذي‬ ‫حرمت منه طيلة حياتها‪ ،‬لكن حظها الشؤم يأبى‬ ‫إال أن يكون لها بالمرصاد ليصبح فارس األحالم‬ ‫الذي انقذها مدمنــا على الكوكاييــن فيفلس‬ ‫ويتيه‪ ،‬ويترك خديجة ضائعة في هولندا مع طفل‪ ،‬تأخذ طفلها‬ ‫وتذهب به إلى اسبانيا لتشتغل هناك‪ ،‬لكن خديجة أصبحت‬ ‫تشتغل نهارا وتعاقر الخمر ليال‪ ،‬ال أعلم كيف صارت مدمنة على‬ ‫الشرب‪ ،‬جل ما أعرفه أنها أصبحت بدون هوية تتحدث اللغة‬ ‫العربية والهولندية والفرنسية واإلسبانية لكنها ال تتقن وال‬ ‫واحدة من هاته اللغات‪.‬‬ ‫ترى ماذا ستمنح خديجة لطفلها؟ علما بأنها توفر له ماديا‬ ‫كل شيء ‪،‬حيث تقول ال أريد أن يعيش أو يعاني ابني ما عشته‬ ‫وعانيته ‪ .‬أكيد ستمنحه المادة لكن أين هي األم ؟ أين المثل‬ ‫األعلى ؟ أين القدوة ؟ قد ضاعوا مع رحلة خديجة ‪.‬‬ ‫خديجة الزالت تتصل بي وتسألني هل كتبت معاناتها وهل‬ ‫قلت لألسر ال تشغلوا بناتكم في البيوت صغارا‪.‬‬ ‫ترى هل أستطيع أن أبعث لها ما كتبت ؟ ألنه ببساطة من‬ ‫يحكي عن نفسه ليس كمن يحكى له عنه‪.‬‬ ‫************‬ ‫تشاء األقدار أن ألتقي خديجة في الزمان نفسه والمكان‬ ‫عينه‪ ،‬بعد مضي سنة على لقائي بها في إحدى شوارع مدريد‬ ‫العاصمة اإلسبانية‪ ،‬ألتقيها ثانية في فترة استعداد اإلسبانيين‬ ‫لالحتفال بأعياد الميالد‪ ،‬لكن المفارقة بين اللقاءين‪ ،‬كوني في‬

‫اللقاء األول سافرت من أجل االستجمام والراحة أما سفري األخير‬ ‫فكان بعد خمسة أيام من وفاة أبي رحمه اهلل لغرض طبي‪،‬‬ ‫وبمجرد أن سمعت خديجة بتواجدي بمدريد اتصلت بصديقتي‬ ‫عبر الهاتف وطلبت منها الحديث إلي‪ ،‬أخذت الهاتف من‬ ‫صديقتي آسية‪ ،‬فما أن قلت أهال خديجة إال وبدأت المسكينة‬ ‫تتحدث بصوت مرتفع وتثرثر‪ ،‬ال تدري خديجة أنها هده اللحظة‬ ‫تحدث امرأة قدمت إلى اسبانيا مثقلة بالهموم‪ ،‬امرأة منهكة‬ ‫إلى درجة ال تستطيع معها سحق نملة ‪،‬فارغ داخلها‪ ،‬بعد‬ ‫فقدانها ألعز الناس‪ ،‬ورغم حاجتي حينها إلى السكون واالختالء‬ ‫بنفسي حتى أحاول ترميم ما تبقى مني‪ ،‬إال أنني أجدت اإلنصات‬ ‫لخديجة‪ ،‬كان حديثها كله شكر لي على تحقيق حلمها الذي ال‬ ‫يتجاوز سوى إيصال رسالتها لألسر المغربية وللمسؤولين على‬ ‫عدم تشغيل الفتيات القاصرات كخادمات في البيوت‪ ،‬استمر‬ ‫حديثنا عبر الهاتف زهاء نصف ساعة انتهينا منه بتحديد موعد‬

‫لنلتقي فيه‪ ،‬وبما أنني لم أكن ارغب في الخروج وال قدرة لي‬ ‫حينها على استحمال صخب شوارع مدريد حددت معها موعدا‬ ‫بمنزل صديقتي الذي أقيم فيه ‪.‬‬ ‫إنها الساعة السابعة والنصف مساءا‪ ،‬رن جرس المنزل‪،‬‬ ‫فتحت صديقتي‪ ،‬وإذا بها خديجة تسال بصوت مرتفع‪ ،‬أين‬ ‫األستاذة مارية ؟ قمت من مكاني واستقبلتها بعناق حار شعرت‬ ‫حينها كأنني أضم ابنة لي لحبي لها ولصغر قامتها‪ ،‬بكينا في‬ ‫حضن بعضنا بكاءا مرا‪ ،‬ترى أكنت أبكي عليها أم علي ؟ هل‬ ‫أبكي نساء وطني أم ابكي تيتمي ؟ اختلط بداخلي كل شيء‪،‬‬ ‫مسحنا دموعنا وجلسنا صامتتين لفترة من الزمن ‪،‬فجأة قامت‬ ‫من مكانها وقالت لي ‪ :‬أستاذة لنخرج ونحتسي فنجان قهوة‬ ‫بإحدى مقاهي «كورمينال بييخو»‪ ،‬لم أستطع رفض دعوتها‬ ‫شعرت بأنها ترغب في الجلوس بمكان في الهواء الطلق‪ ،‬وفعال‬ ‫خرجنا وأخذنا مكانا بمقهى على الشارع ‪،‬طلبنا فنجان قهوة‬ ‫لكل واحدة منا‪ ،‬وأخذت بعدها زمام الحديث سائلة إياها عن‬ ‫أحوالها‪ ،‬حينها تبسمت وقالت ‪ :‬أنا بخير وابني بخير‪ ،‬اشتغل‬ ‫عند إحدى األسر اإلسبانية‪ ،‬ألراعي امرأة عجوز‪ ،‬وابني يدرس‬ ‫وقد أحرز على أول معدل بمدرسته‪ ،‬فرحت عند سماعي لهذا‬ ‫الخبر وقلت لها ‪ :‬خديجة أنت تقومين بدور األم على أكمل وجه‪،‬‬ ‫استمري وقاومي وستحظي بحياة سعيدة مع ابنك‪ ،‬وأنا أبادلها‬

‫بقلم ‪ :‬األستاذة مارية الشرقاوي*‬

‫أطراف الحديث عيناي تسمرتا على أصبع يدها اليسرى‪ ،‬فهو‬ ‫غير طبيعي وال يتحرك كباقي األصابع‪ ،‬سألتها خديجة ما به‬ ‫أصبعك ؟ أخدت نفسا عميقا وأجابتني ‪ :‬هذه عاهة نتيجة‬ ‫محاولتي االنتحار‪ ،‬حيث تحكي خديجة أنها رمت بنفسها من‬ ‫الطابق الثالث بشقة إحدى األسر التي اشتغلت عندها‪ ،‬كانت‬ ‫تبلغ حينها العاشرة من عمرها ونظرا للضرب والعنف الذي‬ ‫كانت تتعرض لهما رغبت في الموت وحاولت االنتحار‪ ،‬إال أن‬ ‫الموت أيضا رفضها كما رفضها حضن أمها‪ ،‬لتحمل معها عاهة‬ ‫مستديمة تالزمها طيلة حياتها تذكرها ما حيت بطفولتها‬ ‫البئيسة‪ ،‬لكن المؤلم في الموضوع هو حينما جاءت أمها‬ ‫كعادتها في نهاية كل شهر لتأخذ أجرة ابنتها فلذة كبدها‪،‬‬ ‫تحكي خديجة وعيناها مغرورقتين بالدموع أنها بكت بكاءا‬ ‫حارا حينها وتشبثت بجلباب أمها راجية إياها بأن‬ ‫تأخذها معها وحكت لها ما تعانيه من طرف ربة‬ ‫هاته األسرة وأنها حاولت االنتحار‪ ،‬إال أن األم نبع‬ ‫الحنان والحب كذبتها وصدقت قصة السيدة بأن‬ ‫خديجة كانت تنشر الغسيل فسقطت في الشارع ‪.‬‬ ‫وخديجة تحكي لي البعض من ماضيها البئيس‪،‬‬ ‫قلبي ينفطر ويعتصر على طفولة حرمت من‬ ‫ابسط حقوقها أال وهو حضن أم حنون‪ ،‬ما أقسى‬ ‫اإلنسان حينما يتنصل من إنسانيته ويتجبر ؟ أم‬ ‫فرقت فلذات كبدها على األسر لتحصل نهاية كل‬ ‫شهر على دريهمات ال تسمن وال تغني من جوع‬ ‫‪،‬أي قلب هدا التي تحمل أم خديجة؟ أي جبارة هي؟‬ ‫فخديجة لم تتعرف على إخوتها إال حينما بلغت‬ ‫العشرين سنة من عمرها‪ ،‬وكان عمها السبب في‬ ‫صلة رحم هؤالء اإلخوة الذين جار عليهم الزمن‬ ‫وكان قدرهم أن يولدوا من رحم امرأة قاسية لن‬ ‫ألقبها بأم ألنها ال تستحقه ‪.‬‬ ‫وتقول خديجة أن معاناتها مع األسر التي‬ ‫اشتغلت عندها لم يقتصر على ما سبق ذكره‬ ‫بل وصل األمر إلى زجها في السجن لمدة ‪25‬‬ ‫يوما‪ ،‬حيث اتهمتها سيدة إحدى البيوت بسرقة‬ ‫مجوهراتها لمجرد رفضها االستمرار في االشتغال‬ ‫عندها‪ ،‬ولم يفك أسرها إال حين قدوم ابن هاته‬ ‫السيدة من فرنسا فبرأها من الشكاية الكيدية‬ ‫وأطلق سراحها ‪.‬‬ ‫كثيرة هي معاناة خديجة‪ ،‬ألنها في نهاية‬ ‫حديثها تنهدت قائلة‪ :‬أستاذة مارية معاناتي‬ ‫تحتاج كتب ومؤلفات لسردها كلها‪ ،‬معاناتي‬ ‫إن حكيتها كلها سيندى لها جبين كل مواطن‬ ‫حر‪ ،‬سيبكي دما كل شخص يتوفر على ذرة من‬ ‫اإلنسانية ‪،‬لكن غرضي من حكي قصتي هو إنقاذ‬ ‫بنات جلدتي مما قاسيته أنا‪ ،‬والرسالة التي أودها‬ ‫من هذا كله هو تحسيس األسر بمخاطر تشغيل‬ ‫بناتهم في البيوت‪ ،‬وأن مكان الفتاة الطبيعي هو‬ ‫المدرسة حتى تكون مستقبال امرأة صالحة لنفسها ولمجتمعها‬ ‫‪.‬‬ ‫كالم وحديث خديجة أبهرني‪ ،‬قلت لها ‪ :‬خديجة تتحدثين‬ ‫جيدا وأفكارك رائعة أجابتني بابتسامة لم أميز كنهها هل‬ ‫تبتسم ساخرة من قدرها أم تبتسم فرحة برأيي في حديثها ‪:‬‬ ‫أستاذة مارية أنت تعلمت في المدرسة والجامعة وأنا علمتني‬ ‫الحياة‪ ،‬فالحياة أستاذتي أكبر مدرسة‪ ،‬نعم صدقت فمهما‬ ‫تعلمنا ومهما درسنا تبقى الحياة مدرسة نتعلم منها إلى أن‬ ‫توافينا المنية ‪.‬‬ ‫قصة خديجة وما حملته معي إلى إسبانيا من هموم‬ ‫جعلتني أتقيأ ألما وحزنا ويأسا‪ ،‬ما أتعسك خديجة وما أتعسني‬ ‫‪...‬ما أتعسنا حينما نفقد العطف والحنان‪ ،‬ما أتعسنا حينما يجور‬ ‫علينا الزمان‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫* رئيسة منتدى أسرة ورئيسة وحدة دراسات األسرة والنوع االجتماعي‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫بين‬

‫زمن‬

‫ين (‬

‫�أوراق من�سية‬

‫أجمل السرقات‬

‫‪ 3‬ـ فن املديح وال�سماع ال�صويف‬

‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫أنتيب مدينة فرنسية صغيرة‪ ،‬ما زالت‬ ‫تحمل مالمح تاريخها القروي‪ ،‬بين أزقتها‬ ‫الضيقة‪ ،‬لكنها محظوظة ‪ .‬ساقها قدرها‬ ‫الجغرافــي أن توجـــد بين أشهـــر وأجمل‬ ‫مدينتين فرنسيتين‪ ،‬بإحدى أشهر مناطــق‬ ‫جنوب فرنسا‪ ،‬إقليم “ كوت دازور”‪ ،‬هما نيس‬ ‫وكان ‪ .‬تحيط بها أشهر المناطق الفرنسية‬ ‫بمناظرها الطبيعية الفاتنة‪ .‬أنتيب صبية‬ ‫تنام في حضن المتوسط ‪ .‬عندما زرتها ذات‬ ‫زمن‪ .‬كان سان جوردي قد سبقني إليها‪،‬‬ ‫بعد أن تركته‪ ،‬يوزع هداياه حبا وكتبا وورودا‬ ‫بشوارع برشلونة االسبانية‪ .‬كانت مكبرات‬ ‫الصوت بالمحالت التجـــاريـــة‪ ،‬وأسواقها‬ ‫العصرية‪ ،‬تعلــن عن حلول عيــــد “ سان‬ ‫جوردي “‪ ،‬وتدعو زوارها لإلقبال على اقتناء‬ ‫الكتب‪ ،‬وإهدائها ألحبائهم‪ ،‬كما يقتضيه‬ ‫الحال بهذه المناسبة‪ ،‬في ‪ 23‬أبريل من كل‬ ‫سنة‪ .‬وهو اليوم الذي قررته اليونسكو سنة‬ ‫‪ ،1995‬ليكون يوما عالميا للكتاب وحقوق‬ ‫المؤلف‪ ،‬تكريما لرواد الفكر واإلبداع الذين‬ ‫ساهموا في تطوير اإلنسانية ‪ .‬كما خصصت‬ ‫بالمناسبة جائزة في اآلداب لألطفال‬ ‫والشباب‪.‬‬ ‫كل شيء مدهـــش بأنتيـــب ‪ .‬األسوار‬ ‫ذات الطابع العتيق‪ ،‬وهي تحتضن المدينة ‪.‬‬ ‫البحر وهو يداعب بأمواجه جنباتها الخارجية‬ ‫‪ .‬شمسها الربيعية المنتعشة بطل خضرة‬ ‫حدائقها ‪ .‬أسوارها من الجانب الداخلي‬ ‫للمدينة‪ ،‬وه��ي تحمل رس��وم الفنانين‬ ‫التشكيليين من شتى المدارس واألذواق‪.‬‬ ‫كل ذلك ذكرني بقطعة جميلة من بلدي‪،‬‬ ‫هي مدينة أصيلة المغربية ‪ .‬رغم كم الفوارق‬ ‫األخرى‪ ،‬سواء على مستوى اليخوت الراسية‬ ‫في مينائها‪ ،‬الغافي في ضياء زرقة مياهه‪،‬‬ ‫أو على مستوى الفن ‪ ،‬حيث تحتوي المدينة‬ ‫القديمة على واح��د من أق��دم المسارح‬ ‫في فرنسا‪ ،‬ومتحف بيكاسو‪ ،‬ال��ذي يضم‬ ‫كما ضخما للوحات الفنان االسباني بابلو‬ ‫بيكاسو‪ ،‬باإلضافة إلى لوحات أخرى لكل‬ ‫من بول سيزان‪ ،‬وأوجست رينوار‪ ،‬رسامين‬ ‫فرنسيين‪ ،‬من رواد المدرسة االنطباعية‪.‬‬ ‫في طريقنا إلى إحدى المركبات التجارية‬ ‫الكبرى‪ ،‬مررنا بحدائق‪ ،‬يلمع عشبها الندي‪،‬‬ ‫تحت أشعة شهر أبريل‪ ،‬بينما انتشر في‬ ‫فضائها رسامون منهمكون ‪ .‬يطاردون‬ ‫فراش اإلبداع‪ ،‬وسط طبيعة يتعذر أن يفتر‬ ‫معها متخيل أي فنان‪.‬‬ ‫عند مدخل المركز التجاري‪ ،‬استقبلتنا‬ ‫مكبرات الصوت‪ ،‬تمجد المناسبة‪ ،‬بينما‬ ‫الممرات يمألها ركام الكتب ‪ .‬وفي أروقة‬ ‫كتب ومجالت األطفال‪ ،‬بألوانها ورسوماتها‬ ‫المغربية‪ ،‬أصابني ال��ذه��ول‪ ...‬الحركة‬ ‫معطلة‪...‬أطفال بين سن العاشرة والثانية‬ ‫أو الثالثة عشر‪ ،‬يفترشون األرض‪ ،‬ويقرؤون‬ ‫في صمت النساك ‪ .‬منهم من يحمل‬ ‫السحنات األسيوية‪...‬أناقتهم طفولية ‪...‬‬ ‫بشرتهم غضة‪ ،‬ال تشوبها شوائب الشغب‬ ‫المتوحش‪...‬عيونهم محشورة بين دفات‬ ‫الكتب‪ ،‬تحس بمدى نهمهم للقراءة ‪..‬‬ ‫يقتنصون الوقت‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬والمتعة‪.‬‬ ‫يستغلون انهماك أهلهم في التبضع‪ ،‬للفوز‬ ‫بقراءة كتاب قد ال يتوفر لهم حظ شرائه ‪...‬‬ ‫لن أقارن‪ ،‬ولن أقوم بأي إسقاط‪ ،‬بين‬ ‫واقعين اجتماعيين مختلفين‪...‬لكني لن‬ ‫أفلح في كبح أحالمي‪...‬متى تصل إلينا هذه‬ ‫العدوى؟‬ ‫هي سرقة ليست ككل السرقات في‬ ‫بلدنا‪ ،‬بكل تفانينها‪ ،‬وتنويعاتها‪ ،‬وتدرج‬ ‫روائح عفونتها‪ ...‬بل هي سرقة‪ ،‬أبطالها‬ ‫أطفال من كل األجناس‪ ،‬يقدمون في مشهد‬ ‫حي‪ ،‬الفرق بين زمنين متزامنين ‪،‬كل ما‬ ‫يفصل بينهما أربعة عشرة كيلومترا مسافة‬ ‫أرضية‪ ،‬وما يقارب القرن‪ ،‬بقياس “ تطور‬ ‫االهتمام بالفرد”‪.‬‬ ‫في مدينة برشلونة اإلسبانية‪ ،‬ولدت‬ ‫فكرة االحتفال باليوم العالمي للكتاب‪ ،‬التي‬ ‫أطلقها الكاتب البالنسي بيسينتي كالفيل‬ ‫أندريس سنة ‪ ،1923‬وأقرها ملك اسبانيا‬ ‫الفونصو الثالث عشر سنة ‪ .1926‬وفي‬

‫‪11‬‬

‫متحف بيكا�سو‬

‫�صورة الكتاب و الوردة رمز االحتفال ب�سان جوردي‬ ‫سنة ‪ ،1930‬أصبح ‪ 23‬أبريل ـ نظرا لما‬ ‫يحمله من أسماء عالمية برزت عبر التاريخ‬ ‫بكتاباتهم في فنون االدب ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تصادف هذا اليوم مع رحيل أحد القديسين‬ ‫المناضلين المنتمين إلى منطقة كتالونياـ‬ ‫يوما عالميا لالحتفال بعيد الكتاب‪ ،‬يتبادل‬ ‫فيه المحبون الورود والكتب‪ ،‬لكن فقط في‬ ‫مناطق محددة من العالم‪ ،‬انطالقا من بلدية‬ ‫سانت جورج وكاتالونيا وأراغون بإسبانيا‪ ،‬ثم‬ ‫ألمانيا ـ بلغاريا ـ أثيوبيا ـ جورجيا ـ اليونان ـ‬ ‫انجلترا ـ لبنان ـ ليتوانيا ـ هولندا ـ البرتغال‬ ‫ـ سلوفينيا‪.‬‬ ‫و استمر تقليد االحتفال باليوم العالمي‬ ‫للكتاب بهذه ال��دول‪ ،‬بنفس التاريخ‪ ،‬إلى‬ ‫غاية ‪ ،1995‬كما أسلفت االش��ارة‪ ،‬وأصبح‬ ‫يوما عالميا لالحتفال بالكتاب والمؤلف‪.‬‬ ‫أدرج��ت هذا االستطراد‪ ،‬ألوض��ح للقارئ‪،‬‬ ‫العالقة األصيلة والقديمة لمدينة برشلونة‬ ‫باحتفاالت عيد الكتاب‪ .‬لكوني لمست مدى‬ ‫استيعاب سكان هذه المدينة بالتظاهرة‪،‬‬ ‫واالنخراط في تهييئها وتأطيرها‪ ،‬بكل‬ ‫روافدها الثقافية‪ ،‬والتربوية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ .‬في ‪ 23‬أبريل‪ ،‬تعرف المدينة‬ ‫حراكا جماعيا تنخرط فيه كل الفعاليات‬ ‫المجتمعية‪...‬بل حتى الناس العاديين‬ ‫يخرجون للشارع بكامل أناقتهم‪ ،‬يتجولون‪،‬‬ ‫يقتنون الكتب والورود ألحبائهم‪ .‬يتفرجون‬ ‫على معروضات المتاجر‪..‬يشيع بالمدينة‬ ‫رواج���ا اقتصاديا يشمل اإلق��ب��ال على‬ ‫الحلويات‪ ،‬ومشروب الشوكوال الساخن‪،‬‬ ‫وركوب الحافالت والمترو‪ .‬تنتعش المدينة‬ ‫بشباب من الجنسين‪ ،‬يتطوعون لبيع الورود‬

‫للمارة‪ ،‬بأثمنة غير مشروطة‪ ،‬حسب قدرة‬ ‫كل مشتر‪ ،‬ألن مدخولها سيؤول للفئات‬ ‫المحتاجة من المجتمع‪.‬‬ ‫و كان أشد ما أثار إعجابي‪ ،‬ظاهرة “‬ ‫األمهات المنتدبات” بالمدارس‪ ،‬على االقل‬ ‫ـ حسب علمي ـ بالمدارس االبتدائية‪ .‬هن‬ ‫فئة من أمهات التالميذ ‪ ،‬الالئي يتطوعن‬ ‫للمساهمة في األنشطة المدرسية مع إدارة‬ ‫المدرسة‪ ،‬والتي من بينها االحتفال بعيد‬ ‫الكتاب‪ .‬لديهن تقليد بالمناسبة‪ ،‬أن تعد كل‬ ‫أم من األمهات المنتدبات نوعا من الحلوى‪.‬‬ ‫تسلمه إلدارة المدرسة‪ ،‬التي بدورها تعمل‬ ‫على عرضه للبيع على موائد أنيقة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫عربات لبيع الكتب المستعملة‪ ،‬المتبرع بها‬ ‫من قبل التالميذ أنفسهم‪ .‬بينما تالميذ‬ ‫السنة األخيرة بالمدرسة‪ ،‬يلفون في جنبات‬ ‫الساحة بالورود‪ ،‬يعرضونها ـ بحماس ـ‬ ‫هي األخرى للبيع فيقبل المدعوون من‬ ‫آب��اء وأمهات التالميذ‪ ،‬لشراء البضاعة‬ ‫المعروضة بأثمنة أيضا غير مشروطة‪ ،‬كل‬ ‫حسب مقدرته‪ ،‬ألن مداخلها‪ ،‬ستمول رحلة‬ ‫التالميذ الذين سيغادرون المدرسة إلى‬ ‫االقسام اإلعدادية‪.‬‬ ‫نموذجان لعيد الكتاب‪ ،‬حضرتهما من‬ ‫مدة تقارب السنوات العشر‪ ،‬في كل من‬ ‫اسبانيا وفرنسا‪ ،‬كنت خاللهما في نفس‬ ‫وضع ذلك الجبلي‪ ،‬وهو يكابر ليتجاوز بدويته‬ ‫أمام تمدن أهل المدينة‪ ،‬عندما أطلق قولته‬ ‫الشهيرة “ هيداك حنا عندنا فجبل “التي‬ ‫صارت مستملحة على شفاه أهالي تطوان‪،‬‬ ‫يتبادلونها من باب الفكاهة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في هذه الحلقة سنتحدث عن السماع باعتباره يؤدي وظائف روحية‪ ،‬وخاصة في الزوايا‬ ‫التي جعلت منه ركنا من أركان الطرق‪ ،‬حسب ما أورده «الدالئي»‪ ،‬باعتبار أن السماع عند‬ ‫القوم وجه من أوجه الذكر‪ ،‬ومن تم يعتبر أداة من أدوات تطهير القلوب‪ ،‬وتصفيتها من‬ ‫جنابة الغفلة‪ ،‬وعلل النفس‪ ،‬حيث يقول سيدي محمد الحراق ‪:‬‬ ‫فطهر القلوب بماء الذكر قلبك جاهدا‬ ‫بصدق اللجـــا واغسلـــه من كل علة‬ ‫وحسب الباحث الدكتور محمد التهامي الحراق فإن السماع يعتبر وسيلة من وسائل‬ ‫التربية‪ ،‬إذ من خالله يتوسل بالطرب بوصفه يساعد على تهدئة النفوس‪ ،‬ويعمل على‬ ‫إخراجها من غفالتها‪ ،‬والرقي بها في مدارج السلوك‪ ،‬ومنازل السير نحو معرفة الحق‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وأسطع مثال على التربية عبر السماع‪ ،‬الحكاية التي أتبثها التهامي‬ ‫الوزاني في كتابه «الزاوية» ومما جاء فيه (سمع الشيخ سيدي محمد الحراق المطربين‬ ‫يغنون بقصيدة «الصبح كشريف أرخى ذيل إيزارو ‪ » ...‬فطرب لها عظيما وتجادب ‪ -‬من‬ ‫الجدبة ‪ -‬إلى أن كانت العمامة ترتفع عن رأسه مقدار دراع‪ ،‬ثم خلع على المطربين وأحسن‬ ‫إليهم‪ ،‬فلما كانت بعد ثالث بعث وراءهم‪ ،‬وعرض عليهم قصيدته التي هي على وزن الصبح‬ ‫كشريف أرخى ذيل إيزارو والتي في أولها ‪:‬‬ ‫صاف الحبيب تظفر ببديع أنور وتحوز من بهـــاه إيمـــــارا‬ ‫فقرؤوها عدة مرات‪ ،‬وأدوها على أوزان القصيدة السابقة‪ ،‬فإذا بمعانيها أجل وألطف‬ ‫من معاني سابقتها‪ ،‬فأمر بإحضار آالت الطرب‪ ،‬فأحضرت وطفق المنشدون يرددون هذه‬ ‫القصيدة في ألحان شتى‪ ،‬فأعجب بها العلماء واألدباء والصوفية على حد سواء‪ ،‬فأمر الشيخ‬ ‫سيدي محمد الحراق أن يقام إكراما للفقراء‪ ،‬دام ثالثة أيام شكرا هلل الذي ألهمه إلى هذه‬ ‫القصيدة‪.‬‬ ‫ويعتبر سيدي محمد الحراق من الشيوخ المتمسكين برسم الشريعة المتمكنين من‬ ‫أذواق الحقيقة‪ ،‬إذ ما كان ليطرب للمعاني الغزلية الحسية المبثوثة في برولة «الصبح‬ ‫كشريف أرخى ذيل إيزارو»‪ ،‬ثم ما كان أيضا لينقدح حاله وتتهيج مواجده فقط بسبب‬ ‫طرب األصوات‪ ،‬ونغمات المعازف واآلالت‪ ،‬بل إن الحال الذي أثار اهتياج باطن شيخنا كان‬ ‫هو ثمرة فهمه الشعري لما انطوت عليه تلك البرولة من دالالت ذوقية‪ ،‬فأصبحت بذلك‬ ‫النغمات حامال لطيفا لتلك النفحات اإلشارية التي حركت سواكنه‪ ،‬وقدحت أسراره الكامنة‪،‬‬ ‫وهذا حسب الباحث الدكتور محمد التهامي الحراق هو ما يسمى ب «التلقي» الصوفي من‬ ‫حيث هور [أخذك ما يرد من الحق عليك]‪ ،‬كما أنه «سماع إلهي» وهوغير السماع العادي‬ ‫الذي يكون بالنغمات واأللحان انبجست من خالله‪ ،‬وعلى مرأة برولة «الصبح كشريف»‬ ‫دالالت رائعة وحقائق فائقة نابعة من من صلب تجربة الشيخ الحراق المتوهجة في الحب‬ ‫اإللهي‪ ،‬وال يلزم أن يكون ما يهم شيخنا موافقا لمقصوص الناظم‪ ،‬ألن المحترق في حب‬ ‫اهلل تعالى كما قال أبو حامد الغزالي‪ ،‬وجده بحسب فهمه وبحسب تخيله‪ ،‬وليس مشروط‬ ‫تخيله أن يوافق على مراد الشاعر ولغته‪ ،‬فهذا الوجه حق وصدق‪ ،‬بل ويضيف الغزالي أن‬ ‫الذي غلب عليه حب اهلل تعالى‪ ،‬فال تضره األلفاظ‪ ،‬وال تمنعه عن فهم المعاني المتعلقة‬ ‫بهمته الشريفة‪ ،‬فهذا السماع اإللهي هو سماع األكابر الذين يتواجدون من حيث كامنات‬ ‫سرائرهم ال من حيث أقوال الشاعر‪.‬‬ ‫وهكذا نفهم أن تواجد الشيخ عند سماعه المنشدين يتغنون ببرولة «الصبح كشريف‬ ‫أرخى ذيل إيزارو» كان ثمرة تلقيه الصوفي للبرولة‪ ،‬سماعه اإللهي لها‪ ،‬ومن ثم فهمه‬ ‫اإلشاري لمدلوالتها ومعانيها‪ ،‬وهذا هو ما حذا به إلى معارضتها ببرولة «صاف الحبيب‬ ‫تظفر ببديع نوارو» والتي أودع فيها األسرار التي فهمها ذوقا من البرولة الغزلية «الصبح‬ ‫كشريف أرخى ذيل إيزاور»‪ ،‬هذه البرولة الغزلية تصور بتشخيص أدبي جميل بهاء الصبح ‪،‬‬ ‫وهو ينبلج من رحم الليل‪ ،‬بينما تنقل برولة الشيخ محمد الحراق «صاف الحبيب» موضوع‬ ‫الغزل من التشبيه بضوء الصباح كأثر كثيف لزمن حسي فيزيقي إلى التغني بأنوار المحبوب‪،‬‬ ‫بما هي أنوار بديعة لطيفة لمحبوب مطلق البهاء‪ ،‬فينتقل مما هو حسي شبحي كثيف‬ ‫نسبي‪ ،‬إلى ما هو معنوي روحي لطيف مطلق‪ ،‬وبين ثنايا وخيوط برولة الشيخ محمد الحرلق‬ ‫سيرى هذا التصوف من خالل تحويل موضوع الغزل من الطبيعة إلى خالقها‪،‬ومن جمالها‬ ‫الحسي الظاهر‪ ،‬إلى جمال مبدعها المتجلي فيها‪ ،‬إنه يرد الفرع إلى األصل النوراني‪ ،‬ويرسم‬ ‫طريق تأهيل المريد لالنتقال من رؤية الظل إلى مشاهدة النور من خالل الحظ على الذكر‪،‬‬ ‫والصدق في المحبة‪ ،‬وهوما يكشف بجالء البعد التربوي الصوفي‪ ،‬والتأهيل الروحي الذي‬ ‫تضطلع به‪ ،‬والتي اتخذت الموسيقى أداة من أدواتها‪ ،‬من هنا نفهم الفرح العارم الذي‬ ‫انتاب شيخنا محمد الحراق وهو يرى كيف أن نصه الصوفي الفائض بالدالالت الصوفية‬ ‫ينسخ ويلغي نصا غزلياحسيا تشبيبيا‪ ،‬يتغنى بالجمال الحسي لذاته‪ ،‬على أن الشيخ الحراق‬ ‫بهذا المنهج في المعارضة كان ينشر طريقته الصوفية‪ ،‬ويبث في الناس عبر النغم‪ ،‬بما هو‬ ‫مصيدة للنفوس‪ ،‬وهو التغني بالذكر حتى يتعلقوا به‪ ،‬فيتعلقوا بمحبة المذكور‪ ،‬وال ضير‬ ‫في هذا المنهج التطهيري التأهيلي أن يتغنى المنشد في البدء باألذكار ومعانيها‪ ،‬دون‬ ‫أن يفقهها كما يرى الباحث الدكتور محمد التهامي الحراق‪ ،‬إذ ال يجب الذكر المصحوب‬ ‫بالغفلة االبتعاد أو التخلي عن الذكر‪ ،‬كما يقول عطاء اهلل في حكمه (غفلتك عن وجود‬ ‫ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره)‪ ،‬ثم إن المداومة على الذكر قد ترقي صاحبها إلى‬ ‫أطوار القرب‪ ،‬ويقول شيخ الصوفية سيدي محمد الحراق في إحدى رسائله ‪« :‬إذا ذكر الذاكر‬ ‫بلسانه والعقل مشغول بأموره من كل مأكل أو مشروب وغيرهما‪ ،‬فال يسمع ذكر اللسان‪،‬‬ ‫ولكن إذا دام اإلنسان على الذكر ربما وجد العقل فراغا في بعض األوقات فسمعه ‪ ،‬وإذا‬ ‫سمعه تذكر وطنه األصلي وعالمه النوراني‪ ،‬فصار بحكم القهر إليه وترك الجسم مهمال‬ ‫ال يبالي به‪ ،‬فإذا دام الجسم على ذلك الحال تبعه على ما هو عليه النحيازه إلى حمى اهلل‪،‬‬ ‫وصار الجسم بعد أن كان متبوعا تابعا‪ ،‬وظهرت على الجسم أحوال العبودية‪ ،‬وظهرت على‬ ‫العقل أنوار الربوبية‪ ،‬وال يزال األمر كذلك حتى يحصل الوصول‪ ،‬ويصير الجميع كال واحدا‪،‬‬ ‫وقد كان اهلل وال شيء معه»‪.‬‬ ‫إن هذا اإلدراك العالي ألحوال النفس ولتقلباتها حسب أطوار الذكر هو الذي حكم‬ ‫نهج الشيخ الحراق في معارضته لبرولة «اصبح كشوف» بل وفي كل معارضات التصويفية‬ ‫للصنائعراآللية‪ ،‬لذلك لم يعبأ بذلك الذي أراد أن ينكت عليه حين بادره قائال ‪« :‬يا سيدي‬ ‫محمد الحراق لقد قيل لنا إن كالمك ابتذل حتى أصبح يقال في أوكار الفجور والفساد»‬ ‫فأجابه الشيخ الحراق جواب المتيقن بنهجه‪ ،‬العارف لمقصده «ليس بابتذال‪ ،‬ولكن كالم‬ ‫أرضىالجميع‪ ،‬وإني أحمد اهلل على أن صلح لهم كالمي حتى صاروا يتغزلون به لجلب‬ ‫السرور‪،‬هذا ليس سوى لحظة من لحظات اإليقاع بالنفس‪ ،‬بغية تطهيرها وترقيتها»‬ ‫انطالقا من هذا المثل الساطع‪ ،‬يتبين الدور الروحي الذي يستعمل فيه السماع‬ ‫من لدن القوم‪ ،‬حيث يضطلع بوظيفة تطهيرية وتأهيلية تبتغي تحريره من أسر نفسه‬ ‫ورعونتها‪ ،‬وتوجيه قلبه الصقيل نحو قبلة الحق وجماله المطلق‪ ،‬وهذه الوظيفة هي واحدة‬ ‫من جملة الوظائف المسندة للسماع في سياقه الصوفي‪ ،‬والتي تتعدد بتعدد األحوال‬ ‫والمقامات واألوقات‪ ،‬ومنازل السير إلى اهلل سبحانه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫حوار مع‬

‫‪12‬‬

‫مصممة األزياء المغربية‬

‫م�ساحة حرة ‪:‬‬

‫لمياء الخباز‬

‫هي مصممة ذات ذوق مميز واتجاه خاص؛ تعرف جيدًا كيف‬ ‫تضفي العصرية واألناقة على أزيائها‪ ،‬وحينما تطلق مجموعة‬ ‫من القفاطين التقليدية فإنـــك بال شـــك ستحبينها نظرًا‬ ‫للتصاميــم المبتكرة و الجـــودة التي تتكامل مع أناقة التطريز‬ ‫والتزييــن بشكــل عام لتحصلي بالنهاية على إطاللة مميزة‬ ‫متكاملة العوامل‪.‬‬ ‫حاورتها ابتسام لهاللي‬ ‫صحافية متدربة‬

‫لمياء في سطور‬

‫ترعرعت في أحضان مدينة شفشاون وفاس‬ ‫وأنحدر من مدينة القصر الكبير حاصلة على شهادة‬ ‫تسيير المقاوالت والمحاسبة‪ ،‬وبعد ممارستي‬ ‫للرسم وابتكار وتصميم قررت أن أتوجه إلى عالم‬ ‫األزياء والموضة‪ ،‬و أحببت منذ طفولتي العمل‬ ‫الجمعوي فقمت باالنضمام إلى أكاديمية سفراء‬ ‫السالم‪.‬‬

‫س‪ :‬لمياء الخباز من يلقي نظرة على‬ ‫تصاميمك منذ بداية مشوارك الفني سيوقن‬ ‫بال أدنى شك أنك مصممة موهوبة؛ هل‬ ‫اعتمدت في هذا المجــال على موهبتـــك‬ ‫فقط؟‬ ‫ج‪ :‬أشكــــر اهلل على موهبــة االبتكــــار‬ ‫والتصميم‪ ،‬فهي األس��اس لكل مصمم أزياء‬ ‫ناجح‪ ،‬لكن مع تطور هذه المهنة ال بد من‬ ‫إلحاقهــا بالدراسـة الفعليـــة‪ ،‬وهو ما جعلني‬ ‫أكمل دراسة األزيــاء في “الفاشــن” في مدرســة‬ ‫نيو ستايل ‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما الذي يغني مخيلتك بابتكار المزيد‬ ‫من التصاميم أو دعينا نقــول ما هو المصدر‬ ‫الذي تستمدين منه إلهامك لتصممي أزيا ًء‬ ‫مبتكرةوأنيقة؟‬ ‫ج‪ :‬المصدر الذي أستمـــد منـــه اإللهام‬ ‫وتناسق األل��وان باالساس الطبيعة و أستمد‬ ‫األفكار من الموضــة العالميـــة و أعتمد على‬ ‫الصناعة التقليدية المغربية األصيلــة في‬ ‫تصاميمي‪.‬‬ ‫س‪ :‬لمياء وأكاديمية سفراء السالم؟‬ ‫ج‪ :‬بصفتـــي عضو في أكاديميـة سفــراء‬ ‫السالم نقوم بترسيخ وعي إنساني تضامني في‬ ‫كل الفضاءات الثقافية واألنظمة التربوية في‬ ‫تشجيع التعايش المدني والسلمي بين األفراد‬ ‫والشعوب المختلفة لتحقيق تواصل حقيقي‬ ‫المتصاص التطرف و العنــف الفكــري بمختلف‬ ‫أشكاله‪.‬‬ ‫س‪ :‬حدثينا عن المرأة التي تتناسـب‬ ‫معها تصاميمك؛ هل تتوجهـين بأزيائك‬ ‫لفئات عمرية معينة؟‬ ‫ج‪ :‬تصاميمي تناسب الفئات المجتمعيــة‬ ‫المختلفة فأنا أق��وم بحديث مع الزبونة من‬ ‫أفكارها أصمم فستان خاص بها‪.‬‬ ‫س‪ :‬قد تعجب المرأة بتصميم معين‬ ‫ولكنها قد ال تجده مناسبا لجسمها؛ فكيف‬ ‫تنصحين المرأة باختيار ما يناسب تفاصيل‬ ‫جسمها وذوقها في الوقت نفسه من أزيائك؟‬

‫ج‪ :‬أقوم دائما بنصحها باختيار ما يناسبها‬ ‫وأرشدها ألفضل األزياء التي تناسبها‪.‬‬ ‫س‪ :‬المرأة المغربية والموضة‪ ،‬حسب رأي‬ ‫لمياء؟‬ ‫ج‪ :‬المرأة المغربية بكونها تغمرها األنوثة‪،‬‬ ‫وتتربع على عرش الجمال‪ ،‬والثقافة‪ ،‬فهي متتبعة‬

‫‪ -‬عبد ال�سالم مفرج‬

‫‪Abdesselamfarej@gmail.com‬‬

‫آلخر صيحات الموضة و هي ذكيـة في اختيار‬ ‫المالبس لكل مناسبة‪.‬‬ ‫س‪ :‬جديـــد تصاميمك‪ ،‬وهل لديـــك‬ ‫تصاميم جديدة ستطلقينها ً‬ ‫الحقا؟‬ ‫ج‪ :‬أقوم حاليا باستعـداد لمجموعـة من‬ ‫قفاطين مغربية تتضمن الطرز المغربي األصيل‬ ‫و األحجار الكريمة‪.‬‬

‫جمعية “تطاون أسمير” للتنمية الثقافية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والرياضية‬ ‫في نشرة داخلية‪ ،‬لجمعية “تطاون أسمير” تم اإلعالن عن مشاركة ثالثة أعضاء من الجمعية‪ ،‬السادة عبد الغني الميموني وأحمد حجاج وعبد‬ ‫السالم الشعشوع‪ ،‬في حفل بمدينة القنيطرة‪ ،‬نظمته الثانوية العسكرية الملكية األولى لالحتفال بمنجزات نادي “فيكا” للفلك الذي أحرز على‬ ‫تسمية نجم باسم “تطاوين” وثالثة كواكب بأسماء مغربية أندلسية “الصفار” و “المجريطي” و “السمح”‪ ،‬على المجال العالمي‪.‬‬ ‫وترأس الحفل الكولونيل ماجور مدير الثانوية كما تميز بتدخل كل من ذ‪ .‬حاتم المدني وذة‪ .‬نعيمة نايل من الثانوية وعدد من تالميذها‪.‬‬ ‫وكانت مناسبة لتحية األستاذ إدريس بنصاري الذي كان يدير نادياً للفلك في سنة ‪ 1984‬في الرباط‪ ،‬كان الرئيس المنتدب الحالي لجمعية‬ ‫تطاون أسمير‪ ،‬عضواً فيه‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬تعرض المشاركون لمجهودات جمعية “تطاون أسمير” خالل عملية التصويت‪ ،‬شاكرين عملها المثمر والذي ساهم في الحصول‬ ‫على نتائج جد طيبة‪.‬‬ ‫كما نظمت الثانوية معرضاً جمي ًال حول الفضاء الخارجي‪.‬‬ ‫وكاتبت الجمعية السيد والي والية تطوان ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان قصد التماس تنظيم حفل كبير بمناسبة تسمية نجم باسم‬ ‫“تيطاوين”‪.‬‬ ‫كما تعلن الجمعية عن تنظيم لقاء يجمع ممثلين عن ‪ 33‬مدينة من أوروبا وأمريكا الجنوبية ومن المغرب‪ ،‬من ‪ 18‬إلى ‪ 24‬مارس لدراسة‬ ‫مسألة فقر الطفولة في العالم‪ ،‬بمشاركة جامعة عبد المالك السعدي (الكلية المتعـددة التخصصات) و‪ 30‬جامعة عالمية أخرى‪ ،‬وجمعية “تطاون‬ ‫أسمير” والمجلس المستقل لحماية الطفولة ومؤسسة “خيرا” وجمعية الطفولة والثقافة والتكوين ومؤسسات أخرى‪.‬‬ ‫وينتظر حضور مئات من المشاركين من كل الجهات ليعرضوا أطروحاتهم بعد لقاءات انطلقت في ‪ 20‬نوفمبر ‪ 2015‬في مدينــة “أويلبا”‬ ‫اإلسبانية وستستمر بعد اللقاء إلى نوفمبر ‪ 2016‬في مدينة “أسونثيـون” في البارغواي‪.‬‬ ‫كما تم اإلعالن عن انطالق لقاء “تطوان األبواب السبعة” ما بين أواخر شهر فبراير وأوائل شهر مارس ‪ 2016‬سيعرض برنامجه النهائي قريبا‬ ‫على مختلف وسائل اإلعالم الوطنية‪.‬‬

‫وحدها دون غيرها‪ ،‬أوتيت وثيقة ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬للمطالبة باالستقالل‪،‬‬ ‫حظا سياسيا وتاريخيا مزدوجا‪ ،‬ضمن لها ‪ -‬منذ إعدادها وإعالنها قبل‬ ‫أزيد من ‪ 70‬سنة خلت ‪ -‬ترتيب آثارها والحفاظ على استمرارها‪ ،‬حتى‬ ‫غدت ذكراها عيدا وطنيا نجح (الحزب األغلبي) زمن الحماية‪ ،‬في ترسيخ‬ ‫االحتفاء به سنويا عبر مجموع التراب المغربي زمن االستقالل ‪.‬‬ ‫ليس هذا مقام المناقشة المستحقة لسياقات التحول النوعي في‬ ‫مسارات الحركة الوطنية آنذاك‪ ،‬والتي تضافـــرت معها شروط الشهـرة‬ ‫وظروف النجاح داخليا وخارجيا‪ ،‬لتجعل من الوثيقة التي أصدرها حزب‬ ‫االستقالل في قلب (المنطقة السلطانية) بالذات حدث الساعة بامتياز‬ ‫حتى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫لكن شرط المناسبة هنا يستدعي معه اإلنصاف السياسي والتاريخي‬ ‫(والجغرافي أيضا) لمطلــب االستقـــالل في حد ذاتــه‪ ،‬بوصفه القضية‬ ‫المركزية األولى ذات اإلجماع الوطني المشترك حول جوهريتها وأهدافها‬ ‫بين كافة األطراف المكونة لوحدة (الوطن المحتل) كلمته الشعبية‬ ‫ورقعته الجغرافية ‪.‬‬ ‫وما فتئت التحريات التاريخية العميقة‪ ،‬تفيد كل باحث عن الحقيقة‪،‬‬ ‫حول المطلب المذكور من بعض زواياه الدقيقة والتي يمكن إجمالها في‬ ‫كون الوثيقة المحظوظة ليوم ‪ 11‬يناير ‪ ،1944‬كانت في الواقع الشاهد‬ ‫مسبوقة بثالث وثائق خاصة‪ ،‬ومتبوعة بوثيقتين اثنتين‪ ،‬أي ما مجموعه‬ ‫خمس وثائق جعلت من ( التحرر واالستقالل ) مطلبها األول وبندها األبرز‪،‬‬ ‫بين سنتي ‪ 1940‬و‪. 1944‬‬ ‫وعليه‪ ،‬يمكن القول أن شرارة المطالبة باالستقالل‪ ،‬انطلقت – ألول‬ ‫مرة – من عمق ( المنطقة الخليفية ) بأقصى الشمال‪ ،‬وذلك في صيغة‬ ‫(ملحق صحفي) نشرته جريدة «الريف» الصادرة بتطوان يوم ‪ 14‬يونيو‬ ‫‪ ،1940‬حيث خط فيها قلم مؤرخها األشهر محمد داود العنوان التالي‪:‬‬ ‫«نريد استقالل المغرب» وجاءت فيه الدعوة إلى ‪« :‬أن توحد البالد‬ ‫المغربية‪ ،‬وأن تكون بها دولة وطنية مستقلة»‪ ،‬لكنها ظلت ضعيفة‬ ‫الصدى محليا ولم تقابلها استجابة شعبية في أية جهة أخرى من أطراف‬ ‫البلد المحتل‪ ،‬ربما ألن « الظرف كان غير مالئم واالستعداد غير متوفر»‪.‬‬ ‫ثاني محاولة في االتجاه نفسه‪ ،‬جاءت من تطوان أيضا‪ ،‬بعد اندماج‬ ‫حزب الوحدة المغربية مع حزب اإلصالح الوطني في جبهة قومية موحدة‬ ‫بداية سنة ‪، 1942‬صدر عنها ميثاق وطني أواخر السنة نفسها‪ ،‬نص‬ ‫صراحة على «منح المغرب الحرية واالستقالل» وتمكينه من إقامة نظام‬ ‫ملكي إسالمي‪ ،‬وإعادة وحدته الترابية‪ ،‬ورفض اندماجه استقباال‪ ،‬كال أو‬ ‫بعض‪ ،‬في أية إمبراطورية استعمارية ‪.»...‬‬ ‫وقد تكلل الميثاق المشترك للجبهة الحزبية‪ ،‬بتقديم هذه األخيرة‬ ‫مذكرة إلى قناصل الدول الغربية في (طنجة الدولية) يوم ‪ 14‬فبراير‬ ‫‪ ،1943‬طالبت فيها «اإلعالن عن سقوط نظام الحماية‪ ،‬وحل القضية‬ ‫المغربية على األساس الشرعي والقانوني الوحيد‪ ،‬الذي هو االعتراف‬ ‫باستقالل المغرب وسيادته الداخلية والخارجية‪ ،‬وإعادة وحدة ترابه‬ ‫الوطني‪ ،‬كما كانت في عهد االستقالل‪ ،‬تحت ظل العائلة العلوية المالكة‪،‬‬ ‫مع ضمانة هذا االعتراف من جميع الدول خصوصا أمريكا وأوروبا»‪.‬‬ ‫ويبدو أن عثرة الحظ رافقت هذه التجربة بدورها ألنها – في نظر‬ ‫المتتبعين – تمت بطريقة سرية لم يعلن عنها في إبانها‪ ،‬كما لم يعلم‬ ‫بوجودها إال بعد مرور سنتين ونصف ‪.‬‬ ‫أما المحاولة الثالثة على درب المطالبة بالتحرر الوطني‪ ،‬فقد كانت‬ ‫(أرض الكنانة) مسرحا لها وصدرت عن (رابطة الدفاع عن مراكش) التي‬ ‫تشكلت نواتها من الطالب المغاربة خريجي الجامعة المصرية ( باختالف‬ ‫والءاتهم الحزبية ) سنة ‪ ،1943‬حيث أقدم أعضاء هذه الهيئة خالل‬ ‫األسبوع األول من يناير ‪ 1944‬على توجيه مذكرة إلى مكتب فرنسا‬ ‫الحرة‪ ،‬وإلى سفارات دول الحلفاء في القاهرة (إنجلترا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬االتحاد‬ ‫السوفياتي ) يطالبون فيها باستقالل المغرب ‪.‬‬ ‫وقد اعتبرت هذه الخطوة مبادرة محلية‪ ،‬تمت دون علم مسبق بما‬ ‫كان يجري في الوطن األم‪ ،‬ومن غير تنسيق مع الوطنيين هناك‪ ،‬رغم‬ ‫أن مصادفة نادرة جعلت خبر هذه المذكرة ينشر في صحف القاهرة يوم‬ ‫‪ 13‬يناير ‪ ،1944‬أي بعد تقديم الوثيقة الشهيرة في الرباط بيومين‬ ‫فقط‪ ،‬وشتان بين المغرب والمشرق آنذاك في ما يخص المواصالت‬ ‫واالتصاالت ‪...‬‬

‫للموضوع صلة بما بعد (الوثيقة المحظوظة) في األسبوع القادم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫الدكتور محمد بنيعيش‬

‫تقرير‬ ‫صحافي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫عنف خالل عمليات تهجير‬ ‫المتسللين األفارقة بمنطقة‬ ‫سبتة المحتلة‬

‫تتابع جمعية األي��ادي المتضامنة بقلق‬ ‫شديد األحداث الدرامية التي شهدتها منطقة‬ ‫تطوان والحدود المحادية لسبتة في األسابيع‬ ‫األخيرة والمتعلقة بموضوع الهجرة ومراقبة‬ ‫الحدود‪ ،‬أبطالها المهاجرون األفارقة الراغبون‬ ‫في الدخول لمدينة سبتة‪ ،‬و قد أسفرت عن‬ ‫هذه األحداث مجموعة من الوفيات في صفوف‬ ‫المهاجرين واعتقاالت واسعة وعنف وضرب‬ ‫نتجت عنه كسور وإغماءات انتهت بمستشفيات‬ ‫المنطقة‪ .‬كما تعرض عدد كبير من المهاجرين‬ ‫للتهجير التعسفي من المنطقة الحدودية‬ ‫ومنطقة تطوان نحو مناطق داخلية في المغرب‬ ‫وأساساً نحو مدينة تزنيت في ضرب صارخ‬ ‫للقانونالمغربي‪.‬‬

‫وق��د ب��دأت ه��ذه األح���داث شهر أكتوبر‬ ‫الماضي حيث قامت العناصر األمنية بتكثيف‬ ‫الضغط على المهاجريــن القاطنين بمدينة‬ ‫تطوان وبالمنطقة المحادية لمدينــة سبتــة‪،‬‬ ‫حيث قامت بعمليات مطاردة يومية واعتقاالت‬ ‫تلتها عمليات تهجير قسري عبر حافالت إلى‬ ‫مناطق بعيدة كتزنيت وميدلت وأكادير وإنزال‬ ‫المهاجرين في هذه المدن و إجبارهم على‬ ‫مغادرة الحافالت هناك دون أي سند قانوني‬ ‫يسمح باتخاذ هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫بالرغم من إمكانياته المحدودة‪ ،‬فإن‬ ‫المكتب المسير لجمعية آباء وأولياء تالميذ‬ ‫مجموعة م��دارس إساكن بإقليم الحسيمة ‪،‬‬ ‫تمكن بمجهوداته الذاتية وبفضل مساهمات‬ ‫أعضائه وذوي الجود واﻹح��س��ان من أبناء‬ ‫المنطقة وهيئات المجتمع المدني ‪ ،‬من تنفيذ‬ ‫عدد من المبادرات وتوفير بعض اﻹمكانيات‬ ‫الضرورية لسير العملية التعليمية والتربوية في‬ ‫مركز قروي كإساكن تنعدم فيه أبسط مقومات‬ ‫التنمية المستدامة ‪ ،‬الشيء الذي ترك انطباعا‬ ‫إيجابيا و استحسانا لدى اﻵب��اء و لدى اﻷطر‬ ‫التربوية العاملة بالمؤسسة‪..‬‬ ‫فعلى سبيل المثال ‪ ،‬بادرت الجمعية التي‬ ‫تعنى بشؤون أزيد من ‪ 1000‬تلميذ إلى تجديد‬ ‫طالء الحجرات الدراسية وتزيين الفضاء الخارجي‬ ‫للمؤسسة بجداريات تربوية أضفت مسحة‬ ‫جمالية الفتة كما هو مالحظ في الصور المرفقة‪،‬‬ ‫إضافة إلى توفير حطب التدفئة من خالل عقد‬ ‫اتفاقية شراكة مع اﻹدارة المحلية للمياه‬ ‫والغابات بإساكن ‪ ،‬وتشغيل عون محلي للنظافة‬ ‫للسهر على نظافة الفضاء الداخلي والخارجي‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬فضال عن تزويد الحجرات الدراسية‬ ‫بمصابيح اقتصادية ‪ ،‬وإح��داث قسم للتعليم‬ ‫اﻷولي بفرعية العزيب تحت إشراف أحد أبناء‬ ‫المنطقة الغيورين ‪،‬في مبادرة القت استحسان‬ ‫ساكنة ال��دوار وعلى أمل تعميمها بدواوير‬ ‫أخ��رى‪ .....‬هذه المبادرت لقيت تعاطفا كبيرا‬ ‫لدى السكان بصفة عامة‪ ،‬الذين ننوهوا بجهود‬ ‫أعضاء الجمعيــة والمحسنيـــن والمتعاطفين‬

‫‪ ‬‬

‫وق��د شملت اإلب��ع��ادات ليــس فقــط‬ ‫المهاجرين الذين ال يتوفرون على أوراق اإلقامة‪،‬‬ ‫بل كذلك أولئك الذين هم في وضعية قانونية‬ ‫الحاصلين على أوراق اإلقامة من مدينة أخرى غير‬ ‫مدينة تطوان‪ ،‬فيتم القبض عليهم وترحيلهم‬ ‫إلى المدن التي حصلوا فيها على أوراق اإلقامة‬ ‫في خرق سافر لقانون ‪ 02-03‬المتعلق بدخول‬ ‫وإقامة األجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير‬ ‫المشروعة‪.‬‬

‫*أحداث ليلة ‪ 25‬دجنبر‪:‬‬

‫قـام مجموعة من المهاجريــن بمحاولــة‬ ‫اختراق السياج الحدودي لمدينة سبتة عبر‬ ‫قرية بلونش حيث تمكن ‪185‬مهاجراً منهم‬ ‫من الدخول لسبتة بعضهم متسلقاً للسياج‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر عن طريق السباحة‪ .‬فيما تم‬ ‫إيقاف مجموعة أخ��رى من ط��رف السلطات‬ ‫المغربية تم تهجيرهم إلى مدن داخلية وإطالق‬ ‫سراحهم هناك‪ .‬وقد عرفت هذه المحاولة خسائر‬ ‫في األرواح تمثلت في وفاة ثالثة مهاجرين غرقاً‪،‬‬ ‫اثنان منهم تم انتشال جثتيهما في الحين من‬ ‫طرف السلطات المغربية‪ ،‬بينما ظل الثالث‬ ‫مفقوداً إلى غاية يوم ‪ 2‬يناير حين لفظته أمواج‬ ‫البحر داخل مدينة سبتة على بعد أمتار من‬ ‫الحدود‪ .‬باإلضافة للخسائر في األرواح‪ ،‬عرفت‬ ‫هذه الصبيحة نقل ‪ 19‬مهاجراً إلى مستشفى‬ ‫الفنيدق لتلقي العالج نتيجة جروح وأزمات رافقت‬ ‫عملية محاولة اإلقتحام‪ ،‬ثالثة منهم في حالة‬ ‫خطيرة تم نقلهم إلى المستشفى اإلقليمي‬ ‫بتطوان‪ ،‬حيث قامت جمعية األيادي المتضامنة‬ ‫بالتكفل بالعالج والتتبع الصحي للحاالت الثالث؛‬ ‫إثنان منهم م��ازاال يرقدان بالمستشفى لحد‬ ‫اآلن‪ ،‬أحدهما أجريت له عملية جراحية يوم ‪3‬‬ ‫يناير على مستوى الساق‪ ،‬حيث تكفلت الجمعية‬ ‫بمصاريف المثبتات الحديدية التي وضعت في‬ ‫رجله‪ .‬وهي اآلن تباشر التتبع اليومي للحالتين‪.‬‬

‫*صبيحة اإلثنين ‪ 4‬يناير‪:‬‬

‫في هذه الصبيحة قام عدد من المهاجرين‬ ‫يقدر بحوالي ‪ 250‬شخصاً بمحاولة اإلقتراب‬ ‫للشاطئ والدخول إلى سبتة‪ .‬إال أن عناصر األمن‬ ‫كانت في انتظارهم ولم يتمكن أي مهاجر من‬ ‫التوغل في مدينة سبتة‪ .‬هذه الصبيحة لم تخل‬ ‫هي األخرى من األحداث الدرامية حيث توفي‬ ‫ثالثة مهاجرين آخرين غرقاً وتم القبض على‬ ‫أكثر من ‪ 200‬شخص‪،‬‬ ‫و أُرسل ما يزيد على ‪ 20‬فرداً إلى مستشفى‬ ‫الفنيدق ومستشفى المضيق لتلقي العالجات‪،‬‬ ‫ثالثة أشخاص منهم (رجالن وام��رأة) حالتهم‬ ‫خطيرة ستجرى لهم عمليات جراحية نتيجة‬ ‫كسور في أرجلهم وأيديهم‪.‬‬

‫ما يلفت النظر في شهادات الضحايا هو‬ ‫تصريحاتهم بالعنف المنظم والشديد الموجه‬ ‫ضدهم‪ ،‬مشيرين إلى أن الكسور التي وقعت على‬ ‫مستوى اليد كانت نتيجة للضربات الموجهة‬ ‫لهم من قبل ق��وات األم��ن ه��ؤالء األشخاص‬ ‫الثالثة (المنحدرين من الكونغو‪ ،‬مالي وساحل‬ ‫العاج) تتم متابعة حاالتهم الصحية واإلجتماعية‬ ‫أيضاً من طرف جمعية األيادي المتضامنة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫أم��ا األش��خ��اص الموقوفين فقد تم‬ ‫تهجيرهم قسرا إلى مدن الجنوب‪ ،‬بعضهم في‬ ‫حالة صحية حرجة‪.‬‬ ‫من الناحية الحقوقية يمكن التركيز في‬ ‫هذه األحداث على الخروقات التالية‪:‬‬

‫من أجل الرقي بالمنظومة التعليمية و تلبية‬ ‫الحاجات الملحـــة والخصــاص المهول الذي‬ ‫تعاني منه المؤسسات التعليمية بمركز إساكن‬ ‫نتيجة إسقاطها سهوا أو عمدا من اهتمامات‬ ‫المسؤولين اﻹقليمين ‪.‬‬ ‫إذ يكفي اإلشارة إلى أن مجموعة المدارس‬ ‫اﻹبتدائية بإساكن تشكل اﻹستثناء الوحيد في‬ ‫اﻹقليم الذي لم يستفد من حصص “الشاربون”‬ ‫المخصصة للتدفئة والموزعة من قبل النائب‬ ‫اﻹقليمي لوزارة التربية الوطنية ‪،‬بالرغم من كون‬ ‫المنطقة تعرف انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة‬ ‫لمستويات دون الصفر !‪ ...‬ناهيك عن هزالة و‬ ‫رداءة الحصص المسماة ظلما غذائية والمتكونة‬ ‫من كوب حليب بارد و قطعة مادلين يستفيد‬ ‫منها البعض دون اﻵخرين !‪ ...‬الشيء الذي‬ ‫دفع رئيس الجمعية إلى مراسلة كل من الوالي‬ ‫و مدير اﻷكاديمية و نائب وزير التربية الوطنية‬ ‫عدة مرات‪ ،‬دون أن يتوصل بأي رد يضع حدا لكل‬ ‫تلك المشاكل التي تساهم في الهدر المدرسي‬ ‫و تعيق خلق جو تعلم إيجابي في ظل مناخ قاس‬ ‫وإكراهات اجتماعية واقتصادية تعمق من معاناة‬ ‫مفروضة قسرا على المنطقة ‪ ،‬لم تنفع معها‬ ‫تغطيات وسائل اﻹعالم العمومية (القناة الثانية)‬ ‫والمخططات البرامج التربوية التي تتغير بتغير‬ ‫المناصب والكراسي الوزارية !!! ولبيان الحقيقة‬ ‫وتحميل المسؤولية ‪ ،‬يتطلب اﻷمر إيفاد لجنة‬ ‫برلمانية للوقوف على كل اﻹختالالت البنيوية‬ ‫و تغيير تلك اﻷنماط البدائية في التعامل مع‬ ‫الشؤون التربوية التي تمس الناشئة ‪.‬‬

‫محمد الورياشي‬

‫اختتام ملتقى مسرح الطفل‬ ‫األمازيغي بالحسيمة‬

‫‪ ‬‬

‫أما السلطات اإلسبانيــة فقــد نشــرت‬ ‫عناصر الحرس المدني على مستوى الحدود‬ ‫وتوقف دوره��ا على القبض على المهاجرين‬ ‫السبعة عشر الذين تمكنوا من اجتياز السياج‬ ‫الحدودي وتسليمهم للسلطات المغربية فور‬ ‫القبض عليهم عن طريق باب يربط الجانبين‬ ‫فيما أصبح يعرف ب”اإلرج��اع الساخن”‪ .‬وتجدر‬ ‫اإلشارة إلى أن عملية اإلرجاع الفوري أو اإلرجاع‬ ‫الساخن كما يطلق عليه في إسبانيا لم يكن‬ ‫قانونياًحسب القانون اإلسباني حتى شهر مارس‬ ‫الماضي حيث قام الحزب الشعبي بسن قانون‬ ‫يسمح لعناصر األمن بإرجاع المهاجرين للمغرب‬ ‫مباشرة بعد تسلقهم للسياج‪ ،‬غير أن الجمعيات‬ ‫اإلسبانية تقاضي اآلن الحكومة اإلسبانية‬ ‫بالمحكمة األوربية العتقادها بعدم شرعية هذا‬ ‫القانون‪ .‬أما فيما يتعلق بالقانون المغربي فإن‬ ‫هذه العملية ال تحترم تشريعات المملكة وتُعتبر‬ ‫خارجة عن القانون‪.‬‬

‫إهمال وتهميش بمدارس‬ ‫إساكن‪ ،‬بالحسيمة حسب جمعية‬ ‫آباء وأولياء التالميذ‬

‫‪ - 1‬ارتفاع العنف الموجه ضد المهاجرين‬ ‫في المناطق الحدودية المحادية لسبتة المحتلة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وقوع وفيات عند محاولة اجتياز السياج‬ ‫الحدودي بشكل مرتفع يستدعي التحقيق في‬ ‫ظ��روف الوقائع وطريقة تدخل األم��ن وفرق‬ ‫اإلنقاذ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ح��دوث إصابات كثيـرة في صفوف‬ ‫المهاجرين‪ ،‬بعضها نتيجة للضرب الموجه لهم‬ ‫من طرف عناصر األمن‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تسلم المغرب للمهاجرين من إسبانيا‬ ‫عن طريق “اإلرجاع الساخن” في خرق للقانون‬ ‫المغربي وللضمانات القانونية واألعراف الدولية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ارتفــاع حاالت التهجيــر القســري‬ ‫للمهاجرين من منطقة تطوان نحو مدن‬ ‫داخلية ونحو جنوب المملكة في خرق سافر‬ ‫للتشريعات المغربية المتعلقة بالهجرة إن هذه‬ ‫األحداث تحبط كل المجهودات الوطنية لتحقيق‬ ‫سياسة رشيدة في مجال الهجرة‪ ،‬وترسم صورة‬ ‫سوداوية لوضعية المهاجرين بالمغرب والحترام‬ ‫المملكة لحقوق اإلنسان بوصف عام‪.‬‬ ‫تطوان‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪2016‬‬ ‫(فكري بريس ـ أحمد خليفة)‬

‫أشرفت جمعية “ثيرلي” للثقافة والفنون‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬مؤخرا على تنظيم ملتقى “مسرح‬ ‫الطفل” األمازيغي‪ ،‬في نسخته الثانية‪ ،‬تحت‬ ‫شعار “مسرح الطفل تربية ‪ ،‬فن‪ ،‬وإبداع” وذلك‬ ‫بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة األمازيغية‪.‬‬ ‫وكانت مدرسة تغانمين االبتدائية مسرحا‬ ‫لحفل اختتام الملتقى حيث تم عرض مسرحية‬ ‫“مدرسة المشاغبين “ لنادي ثيرلي للمسرح‪،‬‬ ‫وتناولت المسرحية ظاهرة الشغب داخل‬ ‫المؤسسات التعليمية بصفة عامة والفصل‬ ‫بصفة خاصة ‪،‬تدور أحداث المسرحية في قالب‬ ‫هزلي مرح وكوميدي‪.‬‬ ‫كما تميز الملتقى بعرض للبهلوان إدريس‬ ‫الشتيوي وشمل لوحات تعبيرية لألطفال‬

‫ومسابقات ومقاطع موسيقية وألعاب مختلفة‬ ‫شارك فيها األطفال بعفوية وبحماس ‪.‬‬ ‫وتم خالل هذا الملتقى تكريم مدير مدرسة‬ ‫تغانمين وذلك اعترافا للخدمات الجليلة التي‬ ‫يقدمها في ميدان التربية والتكوين وتقديرا‬ ‫على عطائه وإدارته لشؤون المدرسة بشكل راق‪.‬‬ ‫كما تم توزيع الجوائز والشواهد التقديرية‬ ‫على باقي المشاركين الذين ساهموا في إنجاح‬ ‫هذا الملتقى‪.‬‬ ‫وتتوجه أنشطة جمعية “ثيرلي” إلى الطفل‬ ‫باعتباره أساس المجتمع ولذا وجب إيالؤه أهمية‬ ‫كبرى وتشجيع مواهبه وملكاته عبر برامج‬ ‫تربوية هادفة ومحفزة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫العلماء المسلمون والسيرة النبوية‬

‫لقد اهتم المسلمون على مر التاريخ بكتابة السيرة النبويــة‬ ‫واستخالص الدروس والعبر منها‪ ،‬وكان من أوائل من ألف فيها أو‬ ‫تناول جوانب منها بالكتابة اإلمام محمد بن إسماعيل البخاري (‪256‬‬ ‫ﻫ) في كتاب «المغازي والسير» من صحيحه الموسوم بـ‪« :‬الجامع‬ ‫الصحيح المسند المختصر في حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وسننه وأيامه»‪ ،‬وفي مواضيع عديدة منه فقد تحدث عن كيفية بدء‬ ‫الوحي وعن عالمات النبوة وعن صفات رسول اهلل ا ْلخِلقية وا ْلخُلقية‬ ‫وعن المعجزات التي أظهرها اهلل على يديه الشريفتين وعن هجرة‬ ‫رسول اهلل وزواجه‪...‬‬ ‫كما تناول جوانب منها أيضا اإلمام مسلم بن الحجاج القشيري‬ ‫النيسابوري (ت‪ 261 .‬ﻫ) الذي روى في «صحيحه» الكثير من األحاديث‬ ‫الشريفة المتعلقة بنسب رسول اهلل وفضائله وبعض معجزاته وصفاته‬ ‫ا ْلخِلقية وا ْلخُلقية ووفاته وإقامته بمكة ثم بالمدينة‪ ...‬كما خصص‬ ‫كتاباً للجهاد والسير‪...‬‬ ‫أما اإلمام الترمذي (‪ 297-209‬ﻫ)‪ ،‬فقد خصص في كتابه‬ ‫«السنن» باباً سماه بـ‪« :‬أبواب المناقب عن رسول اهلل» أورد‬ ‫فيه أحاديثاً عن ميالده وبدء نبوته ومبعثه ومعجزاته الدالة‬ ‫على نبوته‪ ،‬وكيفية نزول الوحي‪ ،‬وصفاته وخصاله ومرضه‬ ‫والتحاقه بالرفيق األعلى‪ ،‬إضافة إلى غزواته‪...‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك ما ُذكر من أحاديث عن سيرة رسول‬ ‫اهلل ومغازيه وشمائله وخصائصه في «سنن» النسائي (‪215-‬‬ ‫‪ 303‬ﻫ)‪ ،‬و»سنن» ابن ماجه (‪ 297-273‬ﻫ)‪ ،‬و»المستدرك‬ ‫على الصحيحين» ألبي عبد اهلل الحاكم النيسابوري (ت‪405 .‬‬ ‫ﻫ)‪ ،‬و«سنن» أبي الحسن الدارقطني (ت‪ 458 .‬ﻫ)‪ ،‬و «صحيح»‬ ‫أبي حاتم بن حبان (ت‪ 354 .‬ﻫ)‪ ...‬وغيرهم‪.‬‬ ‫ويمكن أن نقسم العلماء الذين اهتموا بالكتابة والتأليف‬ ‫في سيرة الرسول الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم إلى‬ ‫طبقات ثالث‪:‬‬

‫ د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬‫العلم وتجرد للزهادة‪ ،‬صلى أربعين سنة صالة الصبح بوضوء عشاء‬ ‫اآلخرة‪ ،‬ومات في المحرم سنة ثالث عشرة ومائة‪ ،‬وهو كذلك ممن‬ ‫أسهم في تأليف المغازي النبوية كما ذكر يوسف هوروفتس في كتابه‪:‬‬ ‫«المغازي األولى ومؤلفوها»‪.‬‬

‫الطبقة الثانية فيمكن أن نستحضر من أعالمها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عبد اهلل بن أبي بكر بن حزم (ت‪ 135 .‬ﻫ)‪ :‬من سادات الناس‬ ‫وفقهائهم وهو من المؤلفين في المغازي والسير ومن أعالمها‪ ،‬فقد‬ ‫روى عنه في السيرة ابن إسحاق ومحمد بن عمر بن واقد‪ ،‬وابن سعد‪،‬‬ ‫والطبري وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ عاصم بن عمر بن قتادة األنصاري (ت‪ 120 .‬ﻫ)‪ :‬عاصم بن عمر‬ ‫بن قتادة بن النعمان األنصاري من سادات األنصار وعبادهم‪ ،‬قال ابن‬ ‫سعد كان راوية للعلم وله علم بالمغازي والسيرة‪ ،‬أمره عمر بن عبد‬ ‫العزيز أن يجلس في مسجد دمشق فيحدث الناس بالمغازي ومناقب‬ ‫الصحابة ففعل‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ محمد بن شهاب الزهري (ت‪ 124 .‬ﻫ)‪ :‬أبو بكر محمد بن مسلم‬

‫الطبقة األولى ونذكر من أعالمها‪:‬‬

‫‪ - 1‬أبان بن عثمان بن عفان (ت‪ 105 .‬ﻫ)‪ :‬أبان بن عثمان‬ ‫بن عفان األموي أبو سعيد وقيل أبو عبد اهلل‪ ،‬مدني ثقة من‬ ‫الثالثة مات سنة خمس ومائةكان من أعالم رواة الحديث‬ ‫النبوي‪ ،‬ومعلمة في الفقه‪ ،‬لكن شهرته في السير والمغازي‬ ‫فاقت شهرته في الفقه والحديث‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عروة بن الزبير (ت‪ 92 .‬ﻫ)‪ :‬عروة بن الزبير بن العوام‬ ‫القرشي أخو عبد اهلل بن الزبير أمهما أسماء بنت أبي بكر‬ ‫الصديق ‪ -‬رضي اهلل عنهم ‪ ،-‬من فقهاء المدينة وأفاضل‬ ‫التابعين وعباد قريش‪.‬‬ ‫وإذا كانت لم تصلنا مؤلفات عروة بن الزبير في السيرة فقد‬ ‫جمعت لنا كتب السير والمغازي التي تلته الكثير من رواياته؛ كما في‬ ‫سيرة ابن إسحاق ومغازي الواقدي وطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري‬ ‫وغيرها؛ وقد جمع لنا مغازيه الدكتور محمد مصطفى األعظمي ضمن‬ ‫منشورات مكتب التربية العربي بالرياض‪.‬‬ ‫‪ - 3‬شرحبيل بن سعد (ت‪ 123 .‬ﻫ)‪ :‬شرحبيل بن سعد الخطمي‬ ‫المدني‪ ،‬مولى األنصار‪ :‬عالم بالمغازي والبدريين‪ .‬كان يفتي ويروي‬ ‫الحديث‪.‬وعن سفيان بن عيينة قال‪ :‬كان بالمدينة شيخ يقال له‬ ‫شرحبيل أبو سعد‪ ،‬وكان من أعلم الناس بالمغازي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وهب بن منبه (ت‪ 110 .‬ﻫ)‪ :‬وهب بن منبه بن كامل بن سيج‬ ‫بن سحسار من أبناء فارس‪ ،‬كنيته أبو عبد اهلل كان ينزل ذمار على‬ ‫مرحلتين من صنعاء‪ ،‬كان ممن قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫بن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن شهاب بن عبد اهلل بن الحارث بن زهرة‬ ‫الزهري أعلم الحفاظ‪ ،‬وأحد الفقهاء والمحدثين‪ ،‬واألعالم التابعين‬ ‫بالمدينة‪ ،‬رأى عشرة من الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬وروى عنه جماعة‬ ‫من األئمة‪ :‬منهم مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري‪.‬‬ ‫وقد قام الدكتور سهيل زكار باستخراج مرويات اإلمام الزهري في‬ ‫المغازي والسير وجمعها في كتاب بعنوان‪« :‬المغازي النبوية» للزهري‪،‬‬ ‫أشرفت على طباعته دار الفكر بدمشق‪.‬‬

‫أما الطبقة الثالثة فيمكن أن نذكر من أعالمها‪:‬‬

‫‪1‬ـ موسى بن عقبة (ت‪ 141 .‬ﻫ)‪ :‬عالم بالسيرة النبوية‪ ،‬من ثقات‬ ‫رجال الحديث‪ ،‬من أهل المدينة‪ ،‬مولده ووفاته فيها‪.‬ومن آثاره‪ :‬مجلد‬ ‫في المغازي النبوية‪ .‬قال اإلمام ابن حنبل‪« :‬عليكم بمغازي ابن عقبة‬

‫يجب علينا إنكار المنكر‬

‫خير أمتنا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدعوتها للحق‪ ،‬وحمايتها‬ ‫للدين‪ ،‬ومحاربتها للباطل؛ إن قيامها بواجبها يحقق لها التمكن‬ ‫في األرض‪ ،‬وراية التوحيد‪ ،‬وتحكيم شرع اهلل ودينه‪ ،‬وهذا هو ما‬ ‫يميزها عن غيرها من األمم‪ ،‬ويجعل لهذه األمة مكانة ما ليس‬ ‫لغيرها‪ .‬لقد امتدح هذه األمة اهلل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم‬ ‫فقال‪« :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون‬ ‫عن المنكر وتؤمنون هلّ‬ ‫بال» (آل عمران ‪.)10‬‬ ‫إن هذه القضية وأهميتها لها خطورتها‪ ،‬لذلك يجب علينا أن‬ ‫نعرف طبيعة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وعلينا كذلك أن‬ ‫نعرف شروطه ومسائله المتعلقة به‪ ،‬ومن هنا جاء الحديث الذي‬ ‫سيسهم في تكوين التّصور الواضح «تجاه هذه القضية‪ ،‬ويبين‬ ‫لنا كيفية التعامل مع المنكر حين رؤيته‪.‬‬ ‫عن أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنه وأرضاه قال‪ :‬سمعت‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪« :‬من رأى منكم منكراً‬ ‫فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع‪ ،‬فبقلبه‬ ‫وذلك أضعف اإليمان» رواه مسلم‪ .‬بين الحديث ّ‬ ‫أن إنكار المنكر‬ ‫على ثالثة مراتب‪ :‬التغيير باليد‪ ،‬التغيير باللسان‪ ،‬والتغيير بالقلب‪.‬‬ ‫إن هذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه‪ ،‬وطبيعة‬ ‫القائم باإلنكار وشخصه‪ ،‬ومن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة‬ ‫باليد‪ ،‬ومن المنكرات ما يعجز المرء ما يمكن تغييره بيده دون‬ ‫لسانه‪ ،‬وثالثة ال يمكن تغييرها إال بالقلب فحسب‪.‬‬ ‫يجب إنكار المنكر باليد على كل من ّ‬ ‫تمكن من ذلك‪ ،‬ولم يؤدّ إنكاره إلى مفسدة أكبر‪ ،‬وعليه‪ :‬يجب على‬ ‫الوالي أن يغير المنكر في حالة صدوره من الرّعية‪ ،‬مثل ذلك يجب على األب في أهل بيته‪ ،‬واألستاذ والمعلم‬ ‫في مدرسته وإذا قصّر أحد في واجبه‪ ،‬أنه ـ مثال ـ مضيّع لألمانة‪ ،‬ومن ضيع األمانة فقد أثم‪ ،‬ولذلك جاءت‬ ‫نصوص كثيرة جداً تنبه المؤمنين إلى القيام بمسؤوليتهم الكاملة تجاه رعيتهم والتي يدخل فيها إنكار‬ ‫المنكر‪ .‬روى البخاري ومسلم عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما أنه سمع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يقول‪« :‬ك ّلكم راع ومسؤول عن رعيّته‪ ،‬فاإلمام راع ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل في أهله راع وهو مسؤول‬ ‫عن رعيته‪ ،‬والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول‬

‫فإنه ثقة»‪ .‬ولإلشارة فقد قام األستاذ محمد باقشيش أبو مالك بجمع‬ ‫مغازي ابن عقبة وخرج رواياتها في رسالته للماجستير‪ ،‬وتمّ نشرها‬ ‫ضمن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بأكادير‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ معمر بن راشد (ت‪ 152 .‬ﻫ)‪ :‬اإلمام الحجة معمر بن راشد‬ ‫مولى عبد السالم بن عبد القدوس كان راشد يكنى بعمرو ‪،‬وفي‬ ‫«الفهرست» البن النديم‪ :‬أبو عروة‪ :‬فقيه‪ ،‬حافظ للحديث‪ ،‬متقن‪،‬‬ ‫ثقة‪ ..‬له كتاب المغازي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ محمد بن إسحاق (ت‪ 152 .‬ﻫ)‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن إسحاق‬ ‫بن يسار بن خيار‪ ،‬وقيل يسار بن كوتان‪ ،‬المطلبي بالوالء المديني‬ ‫صاحب «المغازي والسير»‪ ،‬وكان ثبتاً في الحديث عند أكثر العلماء‪،‬‬ ‫وأما في المغازي والسير فال تجهل إمامته فيها‪ ،‬قال ابن شهاب‬ ‫الزهري‪« :‬من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق»‪ .‬وذكره البخاري في‬ ‫«تاريخه»؛ وروي عن الشافعي رضي اهلل عنه أنه قال‪« :‬من أراد أن‬ ‫يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق»‪ .‬وقال سفيان بن عيينة‪:‬‬ ‫«ما أدركت أحداً يتهم ابن إسحاق في حديثه»‪ .‬وقال شعبة‬ ‫بن الحجاج‪« :‬محمد بن إسحاق أمير المؤمنين‪ ،‬يعنى في‬ ‫الحديث»‪ .‬وال تكاد تجد مؤلفاً ألف بعد ابن إسحاق وال ينقل‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ محمد بن عمر الواقدي (ت‪ 207 .‬ﻫ)‪ :‬محمد بن عمر‬ ‫بن واقد السهمي األسلمي بالوالء‪ ،‬المدني‪ ،‬أبو عبد اهلل‪،‬‬ ‫الواقدي‪ :‬من أقدم المؤرخين في اإلسالم‪ ،‬ومن أشهرهم‪،‬‬ ‫ومن حفاظ الحديث‪ .‬قال فيه الذهبي‪ :‬هو ‪ -‬الواقدي ‪ -‬وهو‬ ‫من أوعية العلم لكنه ال يتقن الحديث وهو رأس في المغازي‬ ‫والسير ويروي عن كل ضرب‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري‬ ‫(ت‪ 218 .‬ﻫ)‪ :‬عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري‬ ‫المعافري‪ ،‬كان عالماً باألنساب واللغة وأخبار العرب‪ ،‬ولد ونشأ‬ ‫في البصرة‪ ،‬قدم مصر‪ ،‬وحدث بها‪ ،‬وتوفي بها‪.‬ومن آثاره‪:‬‬ ‫تهذيب السيرة النبوية البن إسحاق‪ ،‬وله «القصائد الحميرية‬ ‫في أخبار اليمن وملوكها في الجاهلة»‪ ،‬و «التيجان في ملوك‬ ‫حمير» رواه عن أسد بن موسى‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن وهب‬ ‫بن منبه و «شرح ما وقع في أشعار السير من الغريب» وغير‬ ‫ذلك‪.‬وإلى ابن هشام يرجع الفضل في جمع سيرة ابن إسحاق‬ ‫وتحريرها واختصارها ونقدها وذكر بعض الروايات التي فاتت‬ ‫ابن إسحاق ولم يذكرها‪.‬وقد انتشر تهذيبه لسيرة ابن إسحاق‬ ‫انتشاراً واسعاً وطبع عدة طبعات في المشرق والمغرب‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت‪ 230 .‬ﻫ)‪:‬‬ ‫محمد بن سعد بن منيع الهاشمي موالهم أبو عبد اهلل البصري‪،‬‬ ‫نزيل بغداد كاتب الواقدي وصاحب» الطبقات» وأحد الحفاظ الكبار‬ ‫الثقات المتبحرين‪ ،‬صدوق فاضل‪.‬كان من أهل العلم والفضل والفهم‬ ‫والعدالة‪ ،‬وحديثه يدل على صدقه‪ ،‬فإنه يتحرى في كثير من رواياته‪.‬‬ ‫وكتابه «الطبقات الكبرى» من أوثق المصادر األولى للسيرة؛ فقد‬ ‫قسمه إلى قسمين‪:‬تناول في األول منهما سيرة رسول اهلل من الصغر‬ ‫إلى البعثة النبوية‪ ،‬وذكر فيه دالئل النبوة وعالمتها قبل نزول الوحي‬ ‫وبعده‪ ،‬وأردفه بالحديث عن المرحلة المكية ثم المدنية‪ ،‬وذكر الوفود‪،‬‬ ‫وكل ما يختص بحياة رسول اهلل وغزواته وسراياه ثم مرضه ووفاته‬ ‫ودفنه وميراثه وما رثي به من أشعار‪ ،‬وتناول في القسم الثاني تراجم‬ ‫الصحابة والتابعين‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫عن رعيّته‪ ،‬فك ّلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته»‪ ،‬بل إن رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم قد بين عاقبة الذين يفرطون في‬ ‫هذه األمانة فقال‪( :‬ما من عبد يسترعيه اهلل رعية‪ ،‬فلم يحطها‬ ‫بنصحه إال لم يجد رائحة الجنة)‪.‬‬ ‫فإذا أعجز عن التغيير باليد‪ ،‬فعليه أن ينتقل إلى اإلنكار‬ ‫باللسان‪ ،‬كما قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬فإن لم‬ ‫يستطع‪ ،‬فبلسانه»‪ ،‬فيذكر العاصي باهلل‪ ،‬ويخوّفه من عقابه‪،‬‬ ‫على الوجه الذي يراه مناسباً لطبيعة هذه المعصية وطبيعة‬ ‫صاحبها‪ .‬فقد يكون التلميح كافيا ـ أحياناً ـ في هذا الباب‪،‬‬ ‫كما كان نبيّنا يقول‪« :‬ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا؟» وقد‬ ‫يقتضي المقام التصريح والتعنيف‪ ،‬لهذا جاءت في السنة أحداث‬ ‫ومواقف كان اإلنكار فيها علناً‪ ،‬كإنكار رسول اهلل ص ّلى اهلل عليه‬ ‫وسلم على أسامة بن زيد ـ رضي اهلل عنه شفاعته في حد من‬ ‫حدود اهلل‪ ،‬وإنكاره على من لبس خاتم الذهب من الرّجال‪،‬‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬مما تقتضي المصلحة إظهاره أمام المأل‪ .‬وإذا عجز‬ ‫القائم باإلنكار عن إبداء نكيره فع ً‬ ‫ال وقو ًال‪ ،‬فال أقل من إنكار‬ ‫المنكر بالقلب‪ .‬هذه هي المرتبة الثالثة‪ ،‬وهي واجبة على كل‬ ‫واحد منا‪ ،‬وال يعذر شخص بتركها؛ ألنها مسألة قلبية ال يمكن‬ ‫تركها‪ ،‬أو العجز عن فعلها‪ .‬يقول علي بن أبي طالب‪ ،‬رضي اهلل‬ ‫عنه وكرّم اهلل وجهه ‪ّ :‬‬ ‫«إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد‪:‬‬ ‫جهادٌ بأيديكم‪ ،‬ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم‪،‬‬ ‫فمن لم يعرف قلبه المعروف‪ ،‬وينكر قلبه المنكر‪ ،‬انتكس»‪ .‬أما إذا ضيعت األمة هذا الواجب بالكلية‪ ،‬وأهملت‬ ‫العمل به‪ ،‬عمت المنكرات في المجتمعات‪ ،‬وشاع الفساد فيها‪ ،‬عندها تكون األمة مهددة بنزول العقوبة‬ ‫اإللهية عليها‪ ،‬واستحقاق الغضب والمقتُ من اهلل تعالى‪.‬‬ ‫إن المتأمل في أحوال األمم البائدة‪ ،‬يجد أن بقاءها كان مرهونا بأداء األمانة‪ ،‬وقد جاء في القرآن الكريم‬ ‫ذكر سيء من أخبار تلك األمم‪ ،‬وأبرزها أمة بني إسرائيل التي قال اهلل فيها‪{ :‬لعن الذين كفروا من بني‬ ‫إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‪ ،‬كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه‬ ‫لبئس ما كانوا يفعلون} (المائدة ‪ 78 :‬ـ ‪)79‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)15‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫اعلمهم � ّأن املال والدار لهم‬

‫اشترى عبد اللهّ بن عامر من خالد بن عقبة داراً كانت له من السوق بتسعين ألف درهم‪ ،‬فلما كان الليل‪ ،‬سمع عبد اللهّ‬ ‫بكاء آل خالد فقال‪ :‬ما بالهم يبكون؟ قال‪ :‬لخروجهم من دارهم التي اشتريتها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬يا غالم‪ ،‬أعلمهم ّ‬ ‫أن المال والدار لهم جميعاً‪.‬‬

‫من معجزات النبي ( )‬

‫لما أصيبت عين قتادة بن النعمان الخزرجي يوم أحد‪ ،‬خرجت حدقتها‪ ،‬فجاء إلى النبي (ص) فقال له رسول اللهّ (ص)‪:‬‬ ‫أيهما أحب إليك أن أسأل اللهّ تعالى أن يردّ عليك عينك أو أسأله أن يحفظ عليك أجرك؟‬ ‫فقال‪ :‬يا رسول اللهّ ‪ّ ،‬‬ ‫إن تحي امرأة تحبّني وأحبّها‪ ،‬وإن هذا يشينني عندها‪ ،‬فاسأل اللهّ تعالى أن يردّ عليّ عيني‪ ،‬فهو‬ ‫أكرم من أن يحرمني ثوابي‪.‬‬ ‫فأخذ رسول اللهّ (ص) عينه بيده وردّها إلى مكانها فأبصر بها في الحال كأحسن ما كانت‪ ،‬وعاش بعد ذلك خمسين‬ ‫سنة ما رمدت عينه‪ ،‬وال آلمته أبداً‪ ،‬وكان يقول هذه أشرف عينيّ وأصحّهما‪.‬‬ ‫ودخل بعض ولده على عمر بن عبد العزيز في يوم قسمة فقال‪ :‬انتسب‪ .‬فقال هذين البيتين‪.‬‬ ‫عينُهُ فرُدَّت بكفّ المصطفى أحسن الردّ‬ ‫أنا ابن الذي سالتْ على الخدّ‬ ‫ُ‬ ‫فعادت كما كانت كأحسن حالها فبوركت من عين وبوركت من يدِ‬

‫� ّ‬ ‫أ�شد البالء �أمر الل�ؤماء على الكرماء‬ ‫سأل المه ّلب بن أبي صفرة ولده يزيد وهو صغير‪ ،‬فقال له‪ :‬يا بنيّ‪ ،‬ما أشدُّ البالء؟‬ ‫قال‪ :‬معاداة العقالء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فهل غير ذلك يا بنيّ؟‬ ‫قال‪ :‬نعم! مسألة البخالء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فهل غير ذلك يا بنيّ؟‬ ‫قال‪ :‬نعم!‬ ‫قال وما هو؟‬ ‫قال‪ :‬أمر اللؤماء على الكرماء‪.‬‬

‫ال تظلمهم �أيها الأمري‬ ‫قال خالد بن كلثوم‪:‬‬ ‫وال عليها‪ ،‬وهو من بني هاشم أحد بني ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب‪ ،‬فأمر بأصحاب‬ ‫كنت مع زبراء بالمدينة وهو‬ ‫ٍ‬ ‫المالهي فحبسوا وحبس عطرّد المغنّي الفقيه‪ ،‬فأخبروه أن ّ‬ ‫عطرد هذا من أهل الهيئة والمروءة والمنعمة والدين‪ ،‬فدعا‬ ‫به فخ ّلى سبيله‪ ،‬وأمره برفع حوائجه إليه فدعا له‪.‬‬ ‫وخرج فإذا هو بالمغنين أُحضروا ليعرضوا‪ ،‬فعندما رآهم عطرّد عاد إليه وقال‪ :‬أصلح اللهّ األمير‪ ،‬أعلى الغناء حبست‬ ‫هؤالء؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فال تظلمهم أيها األمير‪ ،‬فواللهّ ما أحسنوا منه شيئاً وهم ليسوا بمغنين‪.‬‬ ‫فضحك األمير كثيراً َّ‬ ‫وخلى سبيلهم‪.‬‬

‫بات ليلته متعجب ًا‬ ‫اختص الهيثم بن عديّ بمجالسة المنصور والمهدي والرشيد وروى عنهم‪.‬‬ ‫قال الهيثم‪ :‬قال لي المهدي‪ :‬ويحك يا هيثم‪ ،‬إن الناس يخبرون عن األعراب شحاً ولؤماً وكرماً وسماحاً وقد اختلفوا في‬ ‫ذلك‪ ،‬فما عندك؟‬ ‫فقلت‪ :‬على الخبير سقطت‪ .‬خرجتُ من عند أهلي أريد ديار فرائد لي ومعي ناقة أركبها إذ ندَّت فذهبت‪ ،‬فجعلتُ أتبعها‬ ‫حتى أمسيت فأدركتها‪ ،‬ونظرت فإذا خيمة أعرابي فأتيتها‪ ،‬فقالت ربّة الخباء‪ :‬من أنت؟‬ ‫فقلت‪ :‬ضيف‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬وما يصنع الضيف عندنا؟ إن الصحراء لواسعة‪ ،‬ثم قامت إلى برّ فطحنته‪ ،‬ثم عجنته وخبزته وقعدتْ فأكلتْ‪ ،‬ولم‬ ‫ألبث أن أقبل زوجها ومعه لبن‪ ،‬فسلم ثم قال‪ :‬من الرجل؟‬ ‫فقلت‪ :‬ضيف‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬مرحباً حيّاك اللهّ ‪ ،‬فدخل الخباء ومأل عقباً(‪ )1‬من لبن‪ ،‬ثم أتاني به وقال‪ :‬اشرب‪ ،‬فشربت شراباً هنيئاً‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬ ‫أراك أكلت شيئاً‪ ،‬وما أراها أطعمتك‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬ال واللهّ ‪ ،‬فدخل إليها مغضباً وقال‪ :‬ويلك أكلت وتركت ضيفك‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬وما أصنع به؟ أطعمه طعامي؟ وجاراها في الكالم حتى شجّها ثم أخذ شفرة وخرج إلى ناقتي فنحرها فقلت‪ :‬ما‬ ‫صنعت عافاك اللهّ ؟‬ ‫فقال‪ :‬ال واللهّ ما يبيت ضيفي جائعاً‪ .‬ثم جمع حطباً وأجّج ناراً وأقبل يكبّب ويطعمني ويأكل ويلقي إليها ويقول‪ :‬كلي‬ ‫ال أطعمك اللهّ حتى إذ أصبح تركني ومضى‪ ،‬فقعدت مغموماً‪ ،‬فلمّا تعالى النهار أقبل ومعه بعير يسأم الناظر أن ينظر إليه‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هذا مكان ناقتك‪ ،‬ثم زوّدني من ذلك اللحم وممّا حضره‪ ،‬وخرجت من عنده‪ .‬فمضّني الليل إلى خباء‪ ،‬فس ّلمت فردّت‬ ‫صاحبة الخباء السالم وقالت‪ :‬من الرجل؟‬ ‫فقلت‪ :‬ضيف‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬مرحباً بك حيّاك اللهّ وعافاك‪ ،‬فنزلت‪ ،‬ثم عمدت إلى برّ فطحنته وعجنته‪ ،‬ثم خبزته خبزة روّتها بالزبد وال ّلبن‬ ‫ثم وضعته بين يدي فقالت‪ :‬كل واعذر‪ ،‬فلم ألبث أن أقبل أعرابي كريه الوجه‪ ،‬فس ّلم فرددت عليه السالم‪ ،‬فقال‪ :‬من الرجل؟‬

‫قلت‪ :‬ضيف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما يصنع الضّيف عندنا‪ ،‬ثم دخل إلى أهله فقال‪ :‬أين طعامي؟‬ ‫فقالت زوجته‪ :‬أطعمته الضّيف‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أتطعمين الضيف طعامي؟ فتحاربا الكالم فرفع عصاه وضرب بها رأسها فشجّها‪ ،‬فجعلت أضحك‪ ،‬فخرج إليَّ‬ ‫فقال‪ :‬ما يضحكك‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬خير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬واللهّ لتخبرني‪ .‬فأخبرته بقضية المرأة والرجل ال ّلذين نزلت عندهما قبله‪.‬‬ ‫فأقبل عليَّ وقال‪ :‬إن هذه التي عندي هي أُخت ذلك الرجل‪ ،‬وتلك التي عنده هي أختي‪ .‬فبتُّ ليلتي متعجّباً وانصرفت‪.‬‬

‫خ ّل�صه وخ ّل�ص نف�سه‬ ‫قال أبو يوسف‪ :‬دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة‪ ،‬فقال الربيع صاحب المنصور‪ ،‬وكان يعادي أبا حنيفة‪ :‬يا أمير المؤمنين‪،‬‬ ‫هذا أبو حنيفة يخالف جدّك‪ ،‬كان عبد اللهّ بن عباس رضي اللهّ عنهما يقول‪ :‬إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم‬ ‫أو بيومين جاز االستثناء‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ال يجوز االستثناء َّ‬ ‫إال متّص ًال باليمين‪ .‬فقال أبو حنيفة‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن الربيع‬ ‫يزعم أنه ليس لك في رقاب جُندك بيعة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وكيف؟‬ ‫قال‪ :‬يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطال أيمانهم‪ .‬فضحك المنصور وقال‪ :‬يا ربيع ال تتعرّض‬ ‫ألبي حنيفة‪.‬‬ ‫فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع‪ :‬أردت أن تسيط بدمي‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكنك أردتَ أن تشيط بدمي فخ ّلصتك وخلصت‬ ‫نفسي‪.‬‬

‫الدهاء والفطنة‬ ‫كان يحي بن أكثم بن صيفي من أدهى الناس وأخبرهم باألمور‪ ،‬وقد رأيت في بعض المجاميع أن أحمد بن أبي خالد‬ ‫األحول وزير المأمون وقف بين يدي المأمون وخرج يحي بن أكثم من بعض المستراحات‪ ،‬فوقف‪ ،‬فقال له المأمون‪:‬‬ ‫اصعد‪،‬‬ ‫فصعد وجلس على طرف السرير معه‪.‬‬ ‫فقال أحمد‪ :‬يا أمير المؤمنين إن القاضي يحي صديقي وممن أثق به في جميع أموري‪ ،‬وقد تغيّر عمّا عهدته منه‪.‬‬ ‫فقال المأمون‪ :‬يا يحي إن فساد أمر الملوك بفساد خاصتهم‪ ،‬وما يعد لكما عندي أحد‪ ،‬فما الوحشة بينكما؟‬ ‫فقال له يحي‪ :‬يا أمير المؤمنين واللهّ إنه ليعلم أني له على أكثر ممّا وصف‪ ،‬ولكنه لمّا رأى منزلتي هذه المنزلة خشي‬ ‫أن أتغيّر له يوماً فأقدح فيه عندك‪ ،‬فأحبّ أن يقول لك هذا ليأمن مني‪ ،‬وإنه واللهّ لو بلغ نهاية مساءتي ما ذكرته بسوء‬ ‫عندك أبداً‪.‬‬ ‫فقال المأمون‪ :‬أكذلك يا أحمد؟‬ ‫قال‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أستعين باللهّ عليكما‪ ،‬فما رأيت أتمّ دها ًء وال أعظم فطن ًة منكما‪.‬‬

‫ملاذا يُ�سمى الروم «بنو الأ�صفر»‬ ‫ها هنا نكتة غريبة ويكثر السؤال عنها‪ ،‬وهي‪ :‬أن أهل الروم يقال لهم «بنو األصفر» واستعملته الشعراء في أشعارها‪،‬‬ ‫فمن ذلك قول عديّ بن زيد العبادي من جملة قصيدته المشهورة‪:‬‬ ‫وبـنـو األصفـر الكــرام ملوك الـرو ِم لم يـبــقَ مـنهمُ مــذكــورُ‬ ‫ولقد تتبّعت ذلك كثيراً فلم أجد ما يشفي الغليل‪ ،‬حتى ظفرت بكتاب قديم إسمه «اللفيف» ولم يكتب عليه اسم مؤلفه‬ ‫فنقلت منه ما صورته‪:‬‬ ‫عن أبي العباس عن أبيه قال‪ :‬انخرم مُلك الروم في الزمان األول‪ ،‬فبقيت منه امرأة فتنافسوا في الملك حتى وقع بينهم‬ ‫شرّ‪ ،‬فاصطلحوا على أن يملكوا أول من يُشرف عليهم‪ ،‬فجلسوا مجلساً لذلك‪ ،‬وأقبل رجل من اليمن معه عبد له حبشي‬ ‫يريد الروم‪ ،‬فأبق العبد منه‪ ،‬فأشرف عليهم فقالوا‪ :‬انظروا في أيّ شيء وقعتم؟ فزوّجوه تلك المرأة‪ ،‬فولدت غالماً فسموه‬ ‫«األصفر» فخاصمهم المولى‪ ،‬فقال الغالم‪ :‬صدق أنا عبده فأرضوه‪ ،‬فأعطوه حتى رضي‪ ،‬فبسبب ذلك قيل للروم بنو األصفر‪،‬‬ ‫لصفرة لون الولد‪ ،‬لكونه مولداً بين الحبشي والمرأة البيضاء‪ ،‬واللهّ أعلم‪.‬‬

‫املذاكرة �أعجب من ال�صلة‬ ‫كان المأمون يكرم جانب أبي عبد اللهّ محمد بن عمر الواقدي ويبالغ في رعايته‪ .‬وكتب إليه الواقدي مرّة يشكو ضائقة‬ ‫لحقته وركبه بسببها دين‪ ،‬وعيّن مقداره في رسالته‪ ،‬فوقع المأمون فيها ّ‬ ‫بخطه‪:‬‬ ‫فيك خ ّلتان‪ :‬سخاء وحياء‪ ،‬فالسخاء أطلق يديك بتبذير ما ملكت‪ ،‬والحياء حملك أن ذكرت لنا بعض دينك‪ ،‬وقد أمرنا لك‬ ‫بضعف ماسألت‪ ،‬وإن كنّا قصّرنا عن بلوغ حاجتك فبجنايتك على نفسك‪ ،‬وإن كنّا بلغنا بغيتك فزد في بسطة يدك‪ ،‬فإن‬ ‫خزائن اللهّ مفتوحة ويده بالخير مبسوطة‪ ،‬وأنت حدّثتني حين كنت على قضاء الرشيد أن النبي (ص) قال للزبير‪ :‬يا زبير إن‬ ‫مفاتيح الرزق بإزاء العرش‪ .‬ينزل اللهّ سبحانه للعباد أرزاقهم عل قدر نفقاتهم‪ ،‬فمن كثر كثر له‪ ،‬ومن ق ّلل ق ّلل عليه‪.‬‬ ‫قال الواقدي‪ :‬وكنت نسيت الحديث‪ ،‬فكانت مذاكرته إياي أعجب إليّ من صلته‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬العقب‪ :‬الوعاء والقدح‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪819‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)725‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫«البحث في تاريخ المغرب ‪ :‬حصيلة وتقويم»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫صدر كتاب «البحث في تاريخ المغرب ‪ :‬حصيلة وتقويم» سنة ‪1989‬‬ ‫في ما مجموعه ‪ 191‬صفحة باللغة العربية و‪ 96‬صفحة باللغتين الفرنسية‬ ‫واإلسبانية‪ ،‬وذلك ضمن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة‬ ‫لجامعة محمد الخامس بالرباط‪ .‬والكتاب – في األصل – تجميع لمدخالت‬ ‫أكاديمية ساهم بها أصحابها في ندوتي «البحث الغربي حول المجتمع‬ ‫المغاربي في الفترة االستعمارية» ( أكتوبر ‪ ) 1986‬و «ثالثون سنة من‬ ‫البحث الجامعي بالمغرب» ( دجنبر ‪ )1986‬اللتين انعقدتا بالكلية المذكورة‬ ‫وأشرف األساتذة محمد المنصور ومحمد كنبيب وعبد األحد السبتي على‬ ‫نشر مداخالتها التي همت مجال البحث التاريخي‪ ،‬في حين أن ميادين‬ ‫علم االجتماع والجغرافيا البشرية واللسانيات االجتماعية قد حظيت بمجلد‬ ‫خاص بكل تخصص من هذه التخصصات‪ .‬وبالنظر لطبيعة هذه اللقاءات‬ ‫العلمية الجامعية‪ ،‬فقد حاولت المداخالت اإلحاطة بمختلف الجوانب ذات‬ ‫الصلة بالكتابة التاريخية العلمية سواء منها تلك المرتبطة بقضايا المصادر‬ ‫وإشكاالت توظيفها‪ ،‬أو بالعوائق المنهجية المرتبطة بإشكالية التحقيب‬ ‫وبإجرائية المصطلحات والمفاهيم واأللفاظ المقترنة بانفتاح المؤرخ على‬ ‫مختلف تخصصات العلوم اإلنسانية‪ ،‬مع التمييز بين تراكم حقل الدراسات‬ ‫المونوغرافية المجهرية ومجال الدراسات القطاعية العامة بما يفتحه ذلك من‬ ‫إمكانية للتأمل في المسار التطوري الذي خضعت له «صنعة» كتابة التاريخ‬ ‫ببالدنا‪ .‬ولذلك‪ ،‬جاءت المداخالت غنية باجتهادات تقييمية حاولت التوقف‬ ‫للتأمل في رصيد الكتابة التاريخية المغربية حسب ما تبلور على امتداد القرن‬ ‫‪ 20‬في شكل دراسات وتنقيبات تباينت في مضامينها وتعددت في مناهجها‬ ‫واختلفت في تخريجاتها وفي أهدافها وفي خلفياتها‪ .‬وقد حاول المشرفون‬ ‫على هذا العمل مقاربة اإلشكاالت األساسية التي أفرزها تطور األسطوغرافيا‬ ‫المغربية سواء منها الكالسيكية – بنوعيها التقليدي والمجدد ‪ ،-‬أو الكولونيالية التي ارتبطت بمشاريع‬ ‫الهيمنة االستعمارية‪ ،‬أو الوطنية المعاصرة التي تبلورت في إطار ما أصبح يعرف اليوم ب «المدرسة‬ ‫التاريخية الوطنية»‪ .‬وبما أن تطور البحث العلمي ال يمكنه أن يستقيم إال بتحقيق التراكم البيبليوغرافي‬ ‫والميداني الضروري‪ ،‬فإن االلتفات لتقييم هذا التراكم وتشريحه بالدراسة النقدية المتخصصة يظل‬ ‫شرطا أساسيا للدفع بمشاريع البحث األكاديمي إلى األمام‪ ،‬ولتحديث الذهنيات التاريخية‪ ،‬ولتوسيع‬ ‫مفهوم «الوثيقة» الكالسيكية‪ ،‬ولتجاوز منطق المصدر التاريخي المكتوب‪ ،‬حتى يسع مجال البحث كل‬ ‫مخلفات التراث المادي والشفوي والرمزي‪ .‬كما يهدف هذا المسعى إلى تطوير مناهج التنقيب والدراسة‬ ‫عبر تجديد القراءات بشكل يسمح بإنجاز الفرز الضروري بين الرصيد الوظيفي بمختلف تجلياته وبين‬ ‫الرصيد العلمي بمدارسه وبرؤاه المتعددة‪ ،‬وكذا بتوفير شروط التأسيس لكتابة تاريخية وطنية بديلة‬ ‫تنهل – نقديا – من التراث الكالسيكي الوطني والكولونيالي وتنفتح على أحدث االجتهادات المعرفية‬ ‫والمنهجية التي حققها مجال البحث التاريخي على المستوى العالمي بمدارسه المجددة وبقيمه الكونية‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫تتوزع مواد الكتاب بين أربعة عشر مداخلة حاولت مقاربة الموضوع من منطلقات واهتمامات‬ ‫متباينة‪ .‬ففي المادة األولى‪ ،‬قدم األستاذ محمد المنصور مالحظات عامة حول تطور حقل الكتابة‬ ‫التاريخية المغربية مميزا بين مرحلتين مختلفتين‪ ،‬مرحلة «وطنية» ( ‪ )1976 – 1956‬انصبت خاللها‬ ‫جهود الباحثين على دحض األسطوغرافيا االستعمارية‪ ،‬ومرحلة ثانية ( ‪ )1986 – 1976‬توجه خاللها‬ ‫البحث التاريخي نحو التاريخ االجتماعي من خالل سلسلة الدراسات المونوغرافية المنجزة في هذا اإلطار‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قدم الراحل جرمان عياش خصوصيات التيار الجديد الذي برز بين المؤرخين الشباب الذين‬ ‫أصبحوا متوجهين إلى كتابة تاريخ علمي نقيض – في مراميه – ألهداف الكتابة االستعمارية وألدواتها‬ ‫التنقيبية‪ ،‬بشكل يعيد النظر في مكونات الكتابة التقليدية وفي طبيعة العالقة مع أوربا خالل فترة ما‬

‫قبل سنة ‪ 1912‬وفي ممكنات الوثيقة المخزنية باعتبارها أداة إجرائية بديلة‬ ‫وأساسية‪ .‬أما األستاذ عبد األحد السبتي‪ ،‬فقد قدم مالحظات أولية حول تطور‬ ‫كتابة التاريخ االجتماعي الوطني في عالقتها بمسألة المنهج‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تساؤالت جوهرية حول العوامل التي جعلت «موضوع القرن ‪ « 19‬يمارس‬ ‫جاذبيته على غالبية المؤرخين المعاصرين‪ ،‬ومن خالل تفكيك االمتدادات‬ ‫المنهجية لثنائية الحدث ‪ /‬البنية كما عكسها تراجع التاريخ الحدثي مع انحصار‬ ‫التيار الوثائقي ( أو الوضعاني ) األلماني وبروز توجهات اجتماعية بديلة كانت‬ ‫أبرزها تلك التي تبلورت في إطار مدرسة الحوليات‪ .‬وبالنسبة لألستاذ عبد‬ ‫المجيد القدوري‪ ،‬فقد ساهم بدراسة تركيبية حول مساهمة البحث الجامعي‬ ‫في تاريخ المغرب السعدي‪ ،‬في حين فصل األستاذ محمد مزين الحديث حول‬ ‫استغالل النوازل الفقهية في كتابة التاريخ‪ ،‬كما قدمت األستاذة ثريا برادة‬ ‫قراءة في رصيد الدراسات التي أنجزت حول الجيش المغربي خالل القرن ‪.19‬‬ ‫أما األستاذ إبراهيم بوطالب‪ ،‬فقد ساهم بمداخلة متميزة قدم فيها الحصيلة‬ ‫النقدية للبحث الكولونيالي حول المجتمع المغاربي بما له وبما عليه‪ ،‬مركزا‬ ‫– بشكل خاص – على الكتابات الفرنسية ثم اإلسبانية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬برز‬ ‫تراث منطقة الشمال بشكل مستفيض خاصة وأن األستاذ بوطالب قد عزز‬ ‫عمله بجرد بيبليوغرافي مفصل للكتابات الفرنسية واإلسبانية التي جعلت من‬ ‫بالد المغرب مجاال للبحث وللتنقيب‪ ،‬وحيث ظهرت أعمال كبرى شكلت رصيدا‬ ‫غنيا ساهم في إلقاء الضوء على قضايا تاريخ منطقة الشمال حسب ما عكسه‬ ‫الرصيد اإلسباني في هذا الباب‪ .‬ومن جهته‪ ،‬قدم األستاذ مارتن فورستنر جردا‬ ‫تركيبيا للدراسات األلمانية حول المغرب خالل القرن ‪ ،20‬معززا ذلك بتقديم‬ ‫الئحة بيبليوغرافية متنوعة لباحثين كبار ظلت أعمالهم محدودة التداول حتى‬ ‫وقت قريب‪.‬‬ ‫هذا بالنسبة للدراسات التي قدمت باللغة العربية‪ ،‬أما بالنسبة للمداخالت التي قدمت باللغات‬ ‫األخرى‪ ،‬فقد شملت مداخلة لألستاذ دانييل نوردمان ( بالفرنسية ) حول إجرائية انتقال المفاهيم من‬ ‫تاريخ المغرب العربي إلى تاريخ فرنسا‪ ،‬ومداخلة لألستاذ دانييل ريفي ( بالفرنسية ) تناول فيها موضوع‬ ‫األرشيف االستعماري في عالقته بمشاريع كتابة تاريخ الحماية الفرنسية بالمغرب‪ ،‬كما قدم األستاذ محمد‬ ‫كنبيب (بالفرنسية ) قراءة في الحصيلة األولية لألبحاث المنجزة حول تاريخ العالقات بين اليهود‬ ‫والمسلمين بالمغرب‪ .‬أما رودولفو خيل كريماو‪ ،‬فقد استقرأ في مداخلته (باإلسبانية) رصيد البحث‬ ‫اإلسباني حول المغرب‪ ،‬خاصة منه ذلك الذي انتشر بعد حصول بالدنا على استقاللها السياسي‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قدم األستاذ أنطونيو دياس فارينا ( بالفرنسية ) بيبليوغرافيا برتغالية حول المغرب‪ ،‬كما‬ ‫قدم ر‪.‬ج‪ .‬الندا ( بالفرنسية ) قراءة في تطور مجال البحث التاريخي والسوسيولوجي السوفياتي حول‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫هذه باختصار وتركيز شديدين أهم مضامين كتاب «البحث في تاريخ المغرب ‪ :‬حصيلة وتقويم»‪،‬‬ ‫وهي كافية إلبراز قيمة هذا العمل ومصداقية الجهد الذي قدمه األساتذة المساهمون من أجل تصحيح‬ ‫العالقة مع التراث الكالسيكي (الوطني والكولونيالي) ومن أجل التعريف بآخر االجتهادات التي عرفتها‬ ‫الحقول المعرفية والمنهجية المرتبطة بتحوالت مجال البحث التاريخي حول المغرب سواء بالداخل‬ ‫أو بالخارج‪ .‬وبالنسبة لمنطقة الشمال في حدودها الجغرافية المعروفة‪ ،‬فالكتاب يحفل باجتهادات‬ ‫بيبليوغرافية تصنيفية هامة أنجزها مغاربة وأجانب‪ ،‬بشكل ساهم في تيسير االطالع والبحث بالنسبة‬ ‫للباحثين وللمهتمين‪ .‬ولعل أهم ميزة اكتستها هذه االجتهادات‪ ،‬ارتباطها بمختلف إشكاالت وعتمات‬ ‫«المغرب اإلسباني» في إطار رصد أبعاد رؤية « اآلخر» الغازي لـ « األنا» المهزومة‪ ،‬وذلك على امتداد‬ ‫المسار التطوري لحواضر منطقة الشمال ولمجاالتها التاريخية‪ ،‬مسار وقع تقويضه مع ظهور متغيرات‬ ‫كبرى أفرزها حدث سقوط البالد في قبضة االستعمار‪.‬‬

‫من أجل الطفل‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬بعد حوالي الحول من تأسيس جمعية قدماء تالميذ‬ ‫المدرسة الفرنسية‪ -‬اإلسالمية «سابقا»‪ ،‬وهي تحمل اآلن اإلسم‬ ‫الشريف – سكينة بنت الحسين (رضي اهلل عنها) بمدينة تطوان ‪.‬‬ ‫منذ ما يفوق الستين سنة مضت وبعد أن اشتعلت الرؤوس شيبا‪،‬‬ ‫من أجل تالقح الماضي بالحاضر‪ ،‬من تالميذ قدماء هرموا في‬ ‫الزمان إلى تالميذ‪-‬أطفال حاليا في الزمكان ‪.‬‬ ‫تشرفت الجمعية بمعية جمعية األمهات واآلباء والطاقم‬ ‫التربوي للمدرسة باستقبال‪ ،‬جمعية شهرزاد من العاصمة‬ ‫االقتصادية للمملكة ممثلة بإعضائها في سياق تربوي‪،‬‬ ‫مستهلين التواصل بخطاب صادق‪ ،‬بمالمح شمولية حول مهام‬ ‫ونشاط الجمعية‪ ،‬مستعرضة من خالل رسالتها نظرة عن المنهج‬ ‫التربوي لتجاربها‪ ،‬حيث طفقت تستعرض خارطة طريق لبرامجها‬ ‫النبيلة‪ .‬سطرت نشاطها في بناء أوراش «حرفية» بفن مسرحي‬ ‫استطاعت استقطاب نباهة التالميذ الذين ارتموا ارتماءة نحو‬ ‫طاوالتها‪ ،‬والمتلقين من الحاضرين‪ ،‬فكان لها موطئ قدم وآثار‬ ‫على األطفال‪ ،‬وبعض القدماء ممن استحضروا أيضا خاليا ذاكرة‬ ‫الطفولة التي تسكنهم ‪ .‬منهم التالميذ الذين اختاروا ورشة‬ ‫الرسم وآخرين فضلوا ورشة الشعرو هم قلة‪ ،‬بتأطير من أستاذات‬ ‫متخصصات ‪ .‬ثمَّ ورشة القصة القصيرة وأخيرا ورشة الحكي‪،‬‬ ‫وبخفة دم من أستاذة نالت الميزة والقبول من لدن التالميذ الذين اهتدوا إليها بالفطرة ‪ .‬كان للمؤطرة استحباب‬ ‫ألسلوب الحكاية ويكأنها على خشبة المسرح‪ ،‬متحكمة في قسمات وجهها ‪ .‬سطع من أعين األطفال الرضى‪،‬‬ ‫بسيماهم وتهللت أسارير محياهم فتألقت بالبشر ‪ .‬كان الوقع الحسن لهذه اللبنة األولى من عمل مبارك لمنهج‬ ‫علمي متواتر ومستمر من شأنه ْ‬ ‫أن ينمي قدرات الخلق واإلبداع لألطفال في نسق سليم ألنامل رقيقة‪ ،‬سوف‬ ‫يجني التالميذ من سيرورته‪ ،‬ويقطفون قطوفا دليال ‪.‬‬ ‫من الثمرات المبرمجة أيضا عملية أشرف عليها دكتور األمراض «العقلية» حيث تمَّ له لقاء مع بعض أمهات‬ ‫التالميذ لعالج ما يعانين منه من سلوكات غير مفهومة لهنّ مع أطفالهنّ ‪ .‬بموازاة ذلك كانت وقتئذ متخصصة‬ ‫في علم النفس تتواصل في لقاء حميمي مع بعض التلميذات والتالميذ للمعالجة النفسية‪-‬التربوية لهؤالء ‪.‬‬

‫أقامت الجمعية فضاء للتربية والتعليم الحديث من خالل‬ ‫األلعاب‪ ،‬ثمَّ أنشأت قاعة لمجموعة من الحاسوب بإشراف تقني‬ ‫لتلقين التالميذ دروس في اإلعالميات مشفوعة بأسطوانات‬ ‫تحتوي على منهج تربوي مختار للفئة الصغرى ومواالتها‬ ‫بمنطق سليم ‪ .‬تأسست مكتبة مدرسية بمجموعة من الكتب‬ ‫متنوعة في متناول األطفال حسب قدراتهم ‪.‬‬ ‫ثمَّ جاء دور طبيب العيون الذي تشرفت المدرسة بمقدمه‬ ‫وهو أحد تالميذها القدماء وبصحبته معين له‪ ،‬إذ أشرف على‬ ‫فحص سبع وستين «حالة» تلميذ وتلميذة ‪ .‬إلتحقت به بعد‬ ‫ذلك دكتورة أعانته على المقاييس البصرية لجميع هؤالء‬ ‫األطفال ‪ .‬تطوع بالتفاتة كريمة منه بتمحل جميع مصاريف‬ ‫النظارات ‪ .‬كل التقدير واالحترام لهؤالء األطباء واإلكبار على‬ ‫هذه الروح الطيبة ألعمال جليلة ترفعهم إلى مقام اإلحسان ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل ذلك محاولة وضع لبنة صغيرة وحبة رمل في صرح‬ ‫للعلم والمعرفة وهي قطرات الندى التي تنعش العشب ‪ .‬ولمن‬ ‫شاركنا هذه القيم من مكارم األخالق ونستبشر خيرا‪ ،‬فعساه‬ ‫ْ‬ ‫أن يكون نعيما مقيما ‪ .‬ولجميع من ساهم ويساهم في هذا‬ ‫العمل النبيل لوجه اهلل من األساتيذ األجالء‪ ،‬لمدِّ اليد البيضاء‬ ‫للطفولة والسهر على تنشئتها بالمدرسة العمومية‪ ،‬وهم أطفال‬ ‫مستقبل البالد‪ ،‬للرقي بها وتحسيس المواطن بالعمل التطوعي من أجل التدريس‪ ،‬لغد أفضل من العرفان ‪ .‬إذ‬ ‫هؤالء هم الذين سوف يأخذون المشعل مزودين بالعلم والمعرفة والحداثة ‪ .‬في ظالل عمل متواتر مستمر‬ ‫لنشأة سليمة‪ ،‬لردِّ الجميل للمدرسة العمومية ذلك فقه المقاصد وهي أيضا روح الرسالة التي نريد زرعها في‬ ‫أرض مغربية سقوية‪ ،‬إنِ اهتزت وروت أعطت من كل زوج بهيج‪ .‬نسعى في محاولة متواضعة أنِ نكون تلك‬ ‫الرياح اللواقح من خمسينيات القرن العشرين‪ ،‬إلى زهور وبراعم طفولة القرن الواحد العشرين‪ ،‬في حديقة مدرسة‬ ‫سكينة بنت الحسين (رضي اهلل عنها) ‪.‬‬ ‫و نريد لها أيضا وبإلحاح ( َّ‬ ‫إن اهلل يريد العبد الملحاح ) االنصهار واإليثار والغرف من مناهل ومنابع العرفان‬ ‫من الثقافات الكونية‪ ،‬ونحن قدماء التالميذ إذ أسلمنا أمرنا هلل وبتوفيق منه َّ‬ ‫جل في عاله‪.....‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪819‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)290‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫وأخيرا تم القبض على أحد أباطرة‬ ‫المخدرات بطنجة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫والجريدة ماثلة للطبع‪ ،‬أفاد مصدرنا أن عناصر شرطة طنجــة ألقــت‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬القبض على أحد أباطرة المخدرات المدعو محمد اليطفتي والملقب بـ ‪” :‬شاشـا”‬ ‫عندما تمت مداهمته بأحد المطاعم الكائن وسط المدينة‪.‬‬ ‫الموقـــوف كان موضوع العديــد من مذكرات بحث على المستوى الوطني‪ ،‬حيث كان‬ ‫اسمه يذكر في العديد من المحاضرالتي لها عالقة باالتجار في المخدرات‪ ،‬وخاصة في قضية‬ ‫ما مجموعــه طــن ونصف الطن من المخدرات التي تم ضبطها‪ ،‬منذ بضع سنوات بـمنطقة‬ ‫“ باليا بالنكا”‪ ،‬إال أنه ظل حرا طليقا‪ ،‬حيث كان يصول ويجول بمختلف شوارع المدينة‪ ،‬وكأنه‬ ‫لم يكن موضوع بحث‪ ،‬حسب مالحظات الرأي العام‪ ،‬وقتها‪.‬أكثر من هذا أن الموقوف كان‬ ‫قام‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬برحلة صوب مدينة العيون‪ ،‬بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء‪ ،‬وخصص له أحد‬ ‫المواقع اإللكترونية مساحة‪ ،‬تتناول بطولته ووطنيته ومجده‪ ،‬لذرالرماد في العيون‪ ،‬كطريقة‬ ‫لتلميع صورته التي تخفي األطنان من المخدرات و”المهلكات” التي يتم ترويجها‪ ،‬حيث تعتبر‬ ‫سبب كثير من المآسي التي يتعرض لها الشباب والعديد من ضحايا المجتمع‪.‬‬ ‫(ولنا عودة للموضوع)‬

‫أحمد صدقي‬

‫عندما تتسرب المياه هباء رغم‬ ‫إشعار شركة أمانديس!؟‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫منذ مدة ليست بالقصيرة‪ ،‬والمياه تتسرب من أنبوب محسوب على شركة “أمانديس”‬ ‫حيث تهدر‪ ،‬ببشاعة وعلى مرأى الجميع‪ ،‬كمية كبيرة من منسوب المياه‪ ،‬وذلك بشارع‬ ‫“مهاتماغاندي” القريب من مسجد محمد الخامس‪ ،‬الكائن بساحة الكويت ـ “إيبيريا”‪.‬‬ ‫السكـان وبعــض فاعلــي الخيــر قامــوا بواجبهم‪ ،‬من منطلق غيرتهم ومساهمتهم في‬ ‫محاربة الفساد ورفض مظاهر إهدار الطاقة الثمينة‪ ،‬وخاصة منها نعمة الماء‪ ،‬حيث أشعروا‬ ‫إدارة الشركة المذكورة‪ ،‬لثالث مرات‪ ،‬بخصوص هذا العطب‪ ،‬لكن الشيء تم إصالحه إلى حد‬ ‫كتابة هذه السطور‪ ،‬حسب تصريح بعض الغيورين في اتصالهم بجريدة طنجة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وعلى منوال المياه المتسربة‪ ،‬هناك مشكل اإلنارة العمومية التي تهدر‬ ‫طاقتها‪ ،‬نهارا‪ ،‬وعلى الرغم من توجيه شكايات في الموضوع من طرف المواطنين‪ ،‬وتناول‬ ‫هذا المشكل عبرمختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬فإن اإلنارة العمومية الزالت مشغلة‪ ،‬نهارا‪ ،‬بل وفي‬ ‫عز الشمس‪ ،‬بكثير من أزقة وشوارع المدينة‪ ،‬وكأن الغيورين على الطاقة المهدرة‪ ،‬يوجهون‬ ‫شكاياتهم إلى إدارة‪ ،‬توجد بكوكب آخر‪ ،‬مما يطرح سؤاال حول السرفي عدم تدارك مثل هذه‬ ‫المشاكل أو األعطاب من طرف الشركة التي يبدو أنها تميل إلى نهج سياسة “ترك الحبل‬ ‫على الغارب” أوالعمل بالمثل الذي يقول‪ “ :‬كم من حاجة قضيناها بتركها‪ ”..‬في الوقت الذي‬ ‫مرت الشركة المعنية بظروف عصيبة‪ ،‬تمثلت في تهييج الشارع‪ ،‬بخروج شريحة واسعة من‬ ‫المواطنين‪ ،‬احتجاجا على ارتفاع‪ ،‬غيرمسبوق‪ ،‬في أسعار فواتير الماء والكهرباء التي شهدتها‬ ‫المدينة منذ بضعة أشهر‪!.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪290‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 819‬ـ الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫أن‬

‫أمور خطيرة تحصل في أبواب الملعب الكبير بالزياتن‪ ،‬يروح ضحيتها الجمهور‬ ‫والفريق معا‪ .‬جممور يؤدي ثمن التذكرة بأثمنة مضاعفة بسبب السوق السوداء‪،‬‬ ‫ومنه من يضطر للبقاء خارج األسوار رغم توفره على التذكرة بسبب امتالء الملعب‪ .‬وهنا‬ ‫سنقولها بصراحة‪ ،‬أن من يملئ مدرجات الملعب هم بعض العناصر من رجال األمن والقوات‬ ‫المساعدة وعناصر من حراس الشركة الخاصة ومن المكتب المسير من خالل إدخالهم لعناصر‬ ‫دون تذاكر‪ ،‬لغاية في نفس يعقوب طبعا‪ .‬وهذا ما يضر بمصلحة الفريق ويساهم في اشتعال‬ ‫فتيل الفوضى داخل وخارج الملعب‪ .‬فكيف يعقل أن يكون الجمهور الذي حضر مباراة الفتح‬ ‫الرباطي يفوق ‪ 45‬ألف متفرج بينما ‪ 31‬ألف متفرج فقط من أدى ثمن التذكرة‪ .‬وفي مباراة‬ ‫المولودية الوجدية حضر أكثر من ‪ 31‬ألف متفرج بينما من أدى ثمن التذكرة لم يتجاوز ‪14‬‬ ‫ألف متفرج‪ .‬والفاهم يفهم‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫عبد الحق بنشيخة‪..‬‬ ‫مدرب احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• هل ستغيرون طموحكم في البطولة بعد‬ ‫النتائــج اإليجابيــة‪ ،‬وهل كنت تتوقـع االنطالقـة‬ ‫اإليجابية للفريق؟‬ ‫• • في ندوة توقيع العقد قبل انطالق الموسم الرياضي‬

‫الرياضة قديماً (‪)1‬‬

‫في العصور الماضية الطويلة لتطور البشرية اعترى مفهوم التربية‬ ‫الرياضية الكثير من التغيرات ‪ ،‬وقد لعبت الكثير من المتغيرات والمعتقدات‬ ‫الدينة والثقافية والفلسفات السياسية و الدراسات النفسية والبحوث العلمية‬ ‫والسلوكية دورا كبيرا في تطوير مفهوم التربية الرياضية وكل مجتمع وله‬ ‫ظروفه الخاصة وهذا جانب من األحداث التاريخية لمفهومها ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬التربية الرياضية في العصر البدائي ‪:‬‬

‫التربية الرياضية بطبيعة الحال ليست مبتدعة بل قديمة قدم اإلنسان ‪،‬‬ ‫ولم تكن العصور األولى تفكر في التربية الرياضية بالتفكير الموجود اآلن ‪،‬‬ ‫هذا مع وجود أنواع عديدة من التربية في عهدهم فقد كانت هذه األنشطة‬ ‫من نظام أعمالهم اليومية ‪ ،‬ويمكننا القول أن اإلنسان األول مارس التربية‬ ‫الرياضية بطريقة مباشرة و غير مباشرة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬في العصور القديمة ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن الشرق األقصى وبالد البحر األبيض هي من رفعت رايات‬ ‫المدنية والتقدم وسوف نتناول بعض الدراسات في الدول العربية من جهة‬ ‫التربية الرياضية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التربية الرياضية في الصين‬

‫بالد الصين ذات وضع جغرافي ومناعة وال توجد لها طموحات عسكرية‬ ‫كما هو الحال مع جاراتها ولم تتصل بالعالم ‪ .‬وقد كانت عبادة األسالف جزأ من‬ ‫حياتها الدينية ‪ ،‬والحرص على العادات والتقاليد ‪ ،‬وبالرغم من الفلسفة التي‬ ‫كانت فيها توجد بعض األدلة على وجود أنواع مختلفة من الرياضات الموجودة‬ ‫حاليا كالمصارعة والمالكمة و البولو وشد الحبل واأللعاب المائية وكرة الطائرة‬ ‫والرقص والموسيقى والرماية بالنبال ولعبة ( تشي وي إن ) وهي شبيهة القولف‬ ‫في كثير من النواحي ‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن الصين هي بلد لعبة ( الكونج فو)‬ ‫وهي تمرينات عالجية غرضها حفظ لياقة الجسم ‪.‬‬

‫ب – في الهند القديمة‬

‫الهند القديمة تشبه الصين في كثير من النواحي ‪ ،‬وبالرغم من النواهي‬ ‫التي كانت من تعاليم بوذا باالمتناع عن ممارسة األلعاب والتمتع بالنشاط‬ ‫البدني توجد أدلة على أنها مارست ألعاب مثل الرشاقة وركوب الخيل واألفيال‬ ‫التي هي من ميزاتها إلى الوقت الحالي ‪ ،‬والمصارعة الرقص وكان نظام‬ ‫(اليوجا) فريد من نوعه يشمل تمرينات القوام والتنفس المنظم ‪ ،‬وكان على‬ ‫كل من يرغب ممارسة هذا النظام أن يتبع برنامجا يشمل على ‪ 84‬وضعا مختلفا‬ ‫للقوام ‪ ،‬وكلمة اليوجا تعني «اتحاد روح اإلنسان باآللهة» ‪.‬‬

‫ج – في مصر القديمة‪ ‬‬

‫اهتم المصري القديم بالرياضة باعتبارها جزأ من تعاليم دينه ‪ ،‬واآلثار‬ ‫القديمة للمصريين تثبت أنهم من أوائل الممارسين لكثير من األلعاب‬ ‫المعروفة اآلن ‪ .‬ويقال أن التربية الرياضية بمفهومها الحالي لم تكن في منهاج‬ ‫المدرسة المصرية ‪ ،‬ولم تكن للدولة سياسة تجاهها ‪ ،‬بل يستمدها من حياته‬ ‫وأن ممارسيها من أبناء الطبقة الفنية ‪.‬‬

‫د – في بالد فار‬

‫كانت بالد حربية وتسعى لبناء إمبراطورية عن طريق االعتداء ومن المتبع‬ ‫في بالد فارس واعتبار األوالد من سن السابعة ملكاً للدولة ‪ ،‬وفيما بين السابعة‬ ‫والخامسة عشرة من العمر كان األوالد يتلقون المبادئ األساسية للتربية‬ ‫البدنية والتربية العسكرية التي يحتاجها الجندي للقيام بأعبائه ‪ ،‬ويستمرون‬ ‫حتى سن الخمسين وهكذا تمتعوا بالقوة القدرة القتالية‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫تحدثت لكم عن عقدة األهداف‪ .‬قلت أن الفريق سيلعب على‬ ‫ضمان مكانته بالقسم األول هذا الموسم‪ .‬حاليا لعبنا نصف‬ ‫البطولة‪ ،‬سأقوم بتقييم الوضع‪ .‬إذا اقتضى األمر قد أغير رأيي‬ ‫بخصوص طموحنا في بطولة الموسم الحالي بالحديث عن‬ ‫طموح اللعب على اللقب بدل االكتفاء باللعب على ضمان‬ ‫مقعدنا بالبطولة االحترافية‪ .‬وبخصوص االنطالقة اإليجابية‬ ‫للفريق‪ ،‬طبعا أتوقع هذه النتائج‪ ،‬قد تفاجئ من ال يؤمن بعمله‬ ‫وال يشتغل بالشكل المطلوب‪ .‬نحن نعيش مع اتحاد طنجة‬ ‫ونشتغل بروح الفريق وحضرنا للبطولة بجدية‪ ،‬حقيقة لم نكن‬ ‫نتوقع المركز الذي نحتله حاليا‪ ،‬كنا عازمين بالتواجد على األقل‬ ‫في وسط الترتيب‪ .‬لكننا وجدنا األرضية المالئمة‪ ،‬اإلدارة وفرت‬ ‫لنا اإلمكانيات والظروف المالئمة للعمل‪ .‬الالعبون منسجمون‬ ‫ومتجاوبون مع عملي وإستراتجيتي‪ .‬و من حق البعض أال يتوقع‬ ‫نتائجنا بحكم البعد عن الفريق ونظرتهم إليه كفريق عائد من‬ ‫الدرجة الثانية‪.‬‬

‫• االنتدابات الشتوية فرصة للمدربين لتقوية‬ ‫التركيبة‪ ،‬هل وضعـت الئحة االنتدابات‪ ،‬بما فيها‬ ‫حارس المرمى؟‬ ‫• • أكيد هناك انتدابات في بعض المراكز‪ .‬لكن بعدد‬ ‫محدود‪ ،‬لن يتجاوز ثالث أو أربع العبين على األكثر‪ .‬هذه‬ ‫االنتدابات تشمل كذلك حارسا للمرمى وإن كان األمر صعبا في‬ ‫اختيار األنسب‪ ،‬ألن أقوى حراس المرمى في الدوري مصحنون‬ ‫من طرف أنديتهم‪ .‬ورغم ذلك نحن نثق في حراس المرمى‬ ‫الحاليين‪ .‬وعودة بيسطارة قريبة إن شاء اهلل بعد تعافيه من‬ ‫اإلصابة‪ .‬وقد بدأنا هذه االنتدابات بالطبع‪.‬‬

‫• ما هــو تقييمك للتحكيم في البطولة‪ ،‬في‬ ‫ظل وضعه في قفص االتهام من قبل العديد من‬ ‫األندية؟‬ ‫• • ال مشاكل لنا مع التحكيم‪ ،‬علينا أن نساعد الحكام‪،‬‬

‫الحكم واحد من المنظومة وعلينا أن نثق فيه‪ ،‬وإال سنخوض‬ ‫المنافسات والخوف يسكننا‪ .‬علينا أن نثق في الحكام‪ ،‬وال بد أن‬ ‫نمنحهم على األقل الدعم المعنوي‪ .‬ال يعقل أن الحكام المغاربة‬ ‫يتألقون على أعلى مستوى ويتسيدون في مباريات كبيرة‬ ‫في أدغال إفريقيا وفي بعض المناطق التي ينعدم فيها حتى‬ ‫األمن‪ ،‬ويقدمون مباريات في المستوى‪ .‬هنا علينا أن نسأل عن‬ ‫األسباب‪ .‬أناشد أولي األلباب كي يفكروا جيدا‪ ،‬ويسألوا أنفسهم‬ ‫عن أسباب ضغطهم على الحكام وهم في بلدهم‪ ،‬لألسف‬ ‫يتعرضون لضغوط وسط األسرة‪ ،‬في الحي‪ ،‬في العمل وحتى‬ ‫في الشارع‪ ،‬ويأتون في األخير إلى الملعب لنضغط عليه نحن‬ ‫المدربون و الجمهور‪ ،‬حتى أصبح الحكم يحس بالعزلة‪ ،‬يقاوم‬ ‫العاصفة وحيدا وهذا غير معقول‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫وفاة أحد مؤسسي فريق مكالرين‬ ‫لسباقات السيارات‬

‫توفي األمريكي تايلر الكسندر الذي ساهم مع بروس‬ ‫مكالرين في تأسيس فريق مكالرين المشارك في بطولة العالم‬ ‫لسباقات فورموال ‪ 1‬للسيارات في عام ‪ 1960‬والذي استمر مع‬ ‫الفريق ألكثر من ‪ 40‬عاما‪ .‬وعن تايلر الذي توفي الخميس عن‬ ‫‪ 75‬عاما قال رون دينيس رئيس مجموعة مكالرين‪« :‬تايلر‬ ‫الكسندر كان أحد أول أعمدة شركتنا»‪ .‬وأضاف‪« :‬بروس لم‬ ‫يكن ليطلب رجال أكثر ثباتا ليساعد على بناء سمعة الفريق»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬تايلر كان أحد أفضل أشخاص المدرسة القديمة‪ .‬فهو‬ ‫يعمل بقوة وهو متواضع وحكيم وترك سمعة وإرثا سيظل‬ ‫جزءا من تاريخ رياضات السيارات على المستوى الدولي»‪ .‬وكان‬ ‫الكسندر صديقا للمحامي تيدي ماير الذي كان مشاركا في‬ ‫رياضة السيارات مع شقيقه السائق تيمي ثم التقوا بمكالرين‬ ‫القادم من نيوزيلندا في انجلترا‪ .‬وبدأ الكسندر عمله كرئيس‬ ‫للطاقم الفني في مكالرين في ‪ 1963‬ثم شغل عدة مناصب‬ ‫أخرى في الفريق قبل أن يصبح مديرا‪ .‬وابتعد الكسندر عن مكالرين في عام ‪ 1983‬ليؤسس فريقا في سلسلة اندي كار‬ ‫مع تيدي ماير الذي تولى إدارة فريق مكالرين بعد وفاة مكالرين في ‪ 1970‬قبل أن يسلم مقاليد األمور إلى دينيس في‬ ‫‪ .1980‬وعاد الكسندر إلى مكالرين في عام ‪ 1989‬ليستمر مع الفريق حتى عام ‪ 2008‬حيث اعتزل بعد فوز البريطاني لويس‬ ‫هاميلتون بأول لقب عالمي في مسيرته مع السباقات‪ .‬وقال دينيس‪« :‬تايلر عاش وتنفس مكالرين»‪.‬‬


‫العدد ‪819‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬

‫الدكيك يشرف على دورة تكوينية لمدربي‬ ‫كرة القدم داخل القاعة بعصبة الشمال‬

‫اتحاد طنجة يفتقد لخدمات بكر‬ ‫الهاللي لشهر ويواجه الرجاء‬ ‫ببرشلونة‬

‫افتقد اتحاد طنجة لكرة القدم لخدمات‬ ‫العب خط الوسط‪ ،‬بكر الهاللي خالل مباراته‬ ‫أمام الرجاء التي جرت الخميس الماضي‬ ‫وانتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما‪ ،‬بعد‬ ‫تعرضه إلصابة على مستوى الكاحل في‬ ‫الشوط الثاني من مباراة الدورة قبل الماضية‬ ‫أمام مولودية وجدة‪ ،‬ألزمته حمل الجبيرة‬ ‫والغياب ألكثر من شهر بحسب ما أكدته‬ ‫مصادر طبية من الفريق‪ .‬ويواجه اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم الرجاء البيضاوي مرة أخرى يوم‬ ‫الواحد والثالثون من الشهر الحالي على أرضية‬ ‫“كورنيا إلبرات” ملعب نادي إسبنيول برشلونة‬ ‫على الساعة الرابعة زواال‪ ،‬في إطار المباراة‬ ‫الودية التي تجمع الفريقين المغربيين‪.‬‬ ‫واستنادا إلى مصدر من اتحاد طنجة‪ ،‬فإن‬ ‫اختيار الرجاء والشركة المنظمة لفريق اتحاد‬ ‫طنجة نظرا لوجود قاعدة جماهرية كبيرة‬ ‫للفريق الطنجاوي بمنطقة كاطالونيا من أفراد‬ ‫الجالية الطنجاوية المقيمة هناك‪ .‬وحددت‬ ‫أثمنة التذاكر بين ‪ 10‬و ‪ 15‬أورو‪.‬‬

‫الخالقي أول انتداب شتوي التحاد‬ ‫طنجة بعد التجديد لهيرفي‬

‫وقع أيوب الخالقي يوم األربعاء في كشوفات‬ ‫اتحاد طنجة لكرة القدم لسنة ونصف‪ ،‬كأول‬ ‫انتداب قام به الفريق الطنجاوي في فترة‬ ‫االنتدابات الشتوية الحالية‪ .‬وتحدث الخالقي‬ ‫(‪ 29‬سنة)‪ ،‬المدافع السابق ألندية الفتح‬ ‫الرباطي‪ ،‬الوداد البيضاوي والجيش الملكي‪،‬‬ ‫عن ظروف التحاقه باتحاد طنجة والتجربة التي‬ ‫يخوضها في الشمال بقميص االتحاد وقال”‬ ‫التحاقي باتحاد طنجة تم برغبة من المدرب‬ ‫عبد الحق بنشيخة الذي ألح على انضمامي‬ ‫للفريق‪ ،‬باإلضافة إلى رغبة المسؤولين عن‬ ‫الفريق‪ .‬سيما بعد العرض الذي قدمه لي‬ ‫المكتب المسير‪ ،‬فوقعت دون تردد وسعيد‬ ‫بذلك”‪ .‬وتحدث الالعب عن مستوى الفريق‬ ‫وطموحاته‪ ،‬وقال” الفريق رغم حداثة عهده‬ ‫بالقسم األول‪ ،‬فله تاريخ كبير‪ ،‬ومن المفروض‬ ‫أن يكون ضمن األندية التي تلعب األدوار‬ ‫الطالئعية كل موسم‪ .‬نتمنى أن يواصل‬ ‫هذا الموسم تألقه وتحقيق مزيد من النتائج‬ ‫اإليجابية‪ ،‬تخول له المنافسة للفوز بالبطولة‬ ‫إن شاء اهلل”‪ .‬ويذكر أن أيوب الخالقي أول العب‬ ‫وقع التحاد طنجة في إطار االنتدابات الشتوية‪،‬‬ ‫بعدما جدد الفريق عقد العبه اإلفواري غاي‬ ‫هيرفي‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫نعيم يؤكد حصوله على عروض‬ ‫من أندية مغربية‬

‫الصحافة الرياضية قاطعت‬ ‫الندوة الصحفية احتجاجا على‬ ‫المضايقات‬ ‫كانت الصحافة الرياضية بطنجة طرفا نال‬ ‫حظه من االستفزاز والمضايقات في عملية‬ ‫دخول الملعب ومنعهم من إدخال السيارات‬ ‫إلى مستودع الملع في المباراة التي جمعت‬ ‫اتحاد طنجة ومولودية وجدة‪ ،‬رغم توفرهم‬ ‫على شارة الترخيص بذلك‪ .‬وعزا حراس أبواب‬ ‫الملعب القرار بتعليمات أمنية‪ ،‬بينما نفى‬ ‫بعض رجال األمن ذلك وعزوه بقرارات صادرة‬ ‫عن مسيري اتحاد طنجة‪ .‬ما دفع ممثلي وسائل‬ ‫اإلعالم إلى مقاطعة الندوة الصحفية للفريقين‬ ‫وإصدار بيان في الموضوع‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫نظمت اللجنة التقنية الجهوية لعصبة الشمال لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬تحت اشراف المديرية التقنية الوطنية‪ ،‬الدورة التكوينية‬ ‫لمدربي كرة القدم بالقاعة لنيل دبلوم درجة (د(‪ .‬وذلك خالل‬ ‫الفترة المتراوحة بين ‪ 28‬دجنبر ‪ 2015‬و ‪ 01‬يناير ‪2016‬‬ ‫بمدينة طنجة ‪ ،‬وأطر الدورة المكون الوطني والدولي حسن‬ ‫الدكيك‪ ،‬الخبير الدولي ومدرب المنتخب الوطني لكرة القدم‬ ‫بالقاعة ومساعده المؤطر هشام مؤنس‪ .‬وعن اختيار عصبة‬ ‫الشمال محطة أولى لهذه الدورة التكوينية وأهدافها قال‬ ‫هشام الدكيك‪ »:‬اإلدارة التقنية وضعت برنامجا للتكوين في‬ ‫مجال كرة القدم داخل القاعة على الصعيد الوطني‪ .‬وعصبة‬ ‫الشمال بحكم أنها من أنشط العصب في هذه اللعبة وتتوفر‬

‫على أندية عديدة ممارسة‪ ،‬سيما أن العصبة تنظم بطولة‬ ‫موسعة تشمل أقسام ضمنها الثالث في انتظار إنشاء القسم‬ ‫الرابع‪ .‬وهذه الرياضة يعتبر المدرب أهم عنصر في اللعبة‪.‬‬ ‫لها مبادئ وأسس تقنية ال بد للمدرب ان يشتغل عليها من‬ ‫أجل التأهيل لتحمل مسؤولية تدريب أي فريق‪.‬وعصبة الشمال‬ ‫انخرطت في هذا البرنامج وحضرنا لتنظيم هذا التدريب الذي‬ ‫يخص المستوى األول‪ .‬وعرفت نجاحا كبيرا من خالل االرتياح‬ ‫الذي أبداه المدربون المستفيدون‪ .‬وعدونا بتغيير طرق العمل‬ ‫مع فرقهم واالعتماد على المناهج العلمية الحديثة التي‬ ‫تلقوها في التكوين‪.‬‬

‫رئيس اتحاد طنجة يدعو لفتح تحقيق لكشف‬ ‫خروقات جامعة رفع األثقال‬ ‫دعا زهير كرامـي‪،‬‬ ‫رئيس اتحـاد طنجـة‬ ‫ل���رف���ع االث���ق���ال‪،‬‬ ‫والبطـل العربـــي‬ ‫واإلفريقي السابق‪،‬‬ ‫وزارة الشــــبـــاب‬ ‫والرياضة إلى فتـــح‬ ‫تحقيــــق والمحاسبـــة‬ ‫بشأن ما وصفه بالتسيب‬ ‫وخ��روق��ات وت��ج��اوزات بطلها رئيس‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لرفع االثقال‬ ‫وبعض أعضائها الذين وصفهم باللوبي‬ ‫المتحكم بدواليب الجامعة‪ .‬واستنكر زهير‬ ‫كرامي‪ ،‬سلوكات وتصرفات وسياسة االقصاء‬ ‫التي تمارسها أط��راف بالجامعة‪ ،‬وتهميشه‬ ‫وسده األبواب في وجه األبطال القدامى في‬ ‫هذه الرياضة من ذوي الخبرات الكبيرة‪ ،‬الذين‬ ‫شرفوها في المحافل القارية والعالمية‪،‬‬ ‫والمؤهلين لتحمل مسؤولية اإلدارة‬ ‫التقنية وتنشيطها وإخراجها من الجمود‬ ‫والتراجع الذي لحث رياضة رفع االثقال‬ ‫المغربية‪ .‬و استفسر كرامي عن أسباب‬ ‫الحرب المعلنة ضد فريقه‪ ،‬الممثل الوحيد‬ ‫للمنطقة الشمالية في ه��ذه الرياضة‪،‬‬ ‫انطالقا من عدم دعوة فريقه المنضوي تحت‬ ‫لواء الجامعة منذ سنة ‪ 2011‬لحضور‬ ‫الجمعين العامين األخيرين للجامعة‬ ‫رغم تأدية واجبي االنخراط والتأمين‪،‬‬ ‫ومشاركة أبطاله ف��ي ع��دة تظاهرات‬ ‫وطنية‪ .‬ثم تراجع الجامعة عن منحه فرصة تنظيم تظاهرات‪،‬‬ ‫نظير‪ ،‬كأس العرش‪ ،‬ودورة تكوينية في التحكيم والتدريب‬

‫المعاوي ضمن الالئحة‬ ‫النهائية لفاخر‬

‫وجه الناخب الوطني للمنتخب المحلي محمد فاخر دعوته‬ ‫لمهاجم اتحاد طنجة عبد الغني معاوي للمشاركة في نهائيات‬ ‫كأس إفريقيا لالعبين المحليين التي ستجرى بروندا نهاية هذا‬ ‫الشهر‪ .‬و أعلن محمد فاخر عن التشكيلة النهائية المشاركة‬ ‫في هذا المحفل الدولي‪ ،‬حيث شهدت تواجد عبد الغني معاوي‬ ‫فقط من جانب اتحاد طنجة رغم أن هنالك عناصر أخرى تألقت‬ ‫وكان البعض ينتظر تواجدها في التشكيلة النهائية‪ .‬ويذكر‬ ‫أن عبد الغني معاوي يعتبر من الالعبين القالئل الذين شاركوا‬ ‫رفقة المنتخب المحلي في جميع المباريات المؤهلة لكأس‬ ‫إفريقيا‪.‬‬

‫ف���ي ال��م��وس��م ال��م��اض��ي‬ ‫وب��ط��ول��ة ال��م��غ��رب في‬ ‫ال��م��وس��م م��ا قبله‪.‬‬ ‫ب��ع��دم��ا ف��رض��ت‬ ‫ع��ل��ي��ه تحمل‬ ‫ك��������اف��������ة‬ ‫ال��م��ص��اري��ف‬ ‫ال����م����ادي����ة‬ ‫ل���ه���ـ���ـ���ـ���ذه‬ ‫التظاهرات ورفضهــا‬ ‫المساهمـــة رغم حصولها على دعم‬ ‫من الوزارة يفوق ‪ 370‬مليون‪ .‬في حين‬ ‫أن مداخيل اتحاد طنجة ى تتجاوز مليون‬ ‫ونصف كمنحة مقدمة من مجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان‪.‬‬ ‫و عن دوافع الحرب المعلنة ضد فريقه‪،‬‬ ‫أكد كرامي أن هناك أندية أخرى تقاسمه نفس‬ ‫اإلقصاء والتهميش بهدف كبح جماحها وسد‬ ‫كل طرق النجاح في وجهها إلبعادها عن‬ ‫التتويج‪ ،‬خوفا من افتضاح فشل من وصفهم‬ ‫بأعداء النجاح‪ ،‬وتعبيد الطريق أمام أبطال‬ ‫أنديتهم للسيطرة على األلقاب واالستحواذ‬ ‫على مداخل الجامعة‪ ،‬وهذه التصرفات ال‬ ‫تخدم مصلحة هذه الرياضة ومستقبلها‪.‬‬ ‫وهدد كرامي بالتصعيد من قبل األندية‬ ‫المتضررة ضد الجامعة مستقبال من خالل‬ ‫توجيه شكايات إلى وزير الشباب والرياضة‪،‬‬ ‫واالتحاد الدولي للعبة‪ ،‬وتنظيم وقفات احتجاجية بمقر‬ ‫الوزارة الوصية واللجنة األولمبية المغربية‪.‬‬

‫توصل مهاجم المغرب التطواني لكرة‬ ‫القدم زهير نعيم‪ ،‬بعدة عروض‪ ‬من أندية‬ ‫مغربية أبدت رغبتها في التعاقد معه خاصة‬ ‫أنه عاد بقوة في الفترة األخيرة واستعاد‬ ‫مستواه بعد طاردته لعنة اإلصابات في‪ ‬بداية‬ ‫الموسم‪ .‬واعترف نعيم في تصريحات صحفية‬ ‫توصله بعروض مهمة بعد نهاية مباراة‬ ‫فريقه التطواني‪ ‬أمام الوداد في الجولة ال‬ ‫‪ 15‬بالدوري المغربي للمحترفين‪ ،‬لكنه عاد‬ ‫ليؤكد أن مستقبله بيد المكتب المسير الذي‬ ‫يملك صالحيات تحديد مستقبله‪،‬اعتبارا إلى‬ ‫أنه مازال مرتبطا بعقد‪ .‬وكان نعيم قد تألق‬ ‫قبل سنوات مع رجاء بني مالل قبل أن ينتقل‬ ‫للمغرب التطواني واستطاع أن يفرض نفسه‬ ‫كواحد من أبرز الالعبين‪،‬والظاهر أن الدور‬ ‫الذي يلعبه نعيم في جبهة هجوم الفريق‬ ‫التطواني سيجعل المكتب المسير ال يتسرع‬ ‫في بيعه رغم أهمية العروض‪.‬‬

‫عزيم خارج أسوار المغرب‬ ‫التطواني‬

‫قرر المكتب المسير للمغرب التطواني‬ ‫لكرة القدم فسخ عقد المهاجم المهدي‬ ‫عزيم بالتراضي‪ ،‬وجاء هذا القرار نتيجة ابتعاد‬ ‫الالعب عن المباريات هذا الموسم‪ ،‬ولم‬ ‫يعد يعتمد عليه المدرب اإلسباني سيرجيو‬ ‫لوبيرا‪ .‬وكان عزيم قد بدأ مشواره مع اتحاد‬ ‫سيدي قاسم وانتقل للجيش‪ ،‬وهناك تألق مع‬ ‫الفريق العسكري في الدوري المغربي ‪ ،‬وانتقل‬ ‫للمغرب التطواني قبل ثالث سنوات وكان من‬ ‫بين أبرز الالعبين‪ ،‬غير أن إصابة في الركبة‬ ‫أبعدته طويال وأثرت على مستواه الفني‪ ،‬ورغم‬ ‫عودته للمالعب إال أنه فقد الشيء الكثير من‬ ‫إمكانياته‪ .‬وبينما لم يقم المغرب التطواني‬ ‫بأي انتداب بعد افتتاح مرحلة االنتقاالت‬ ‫الشتوية‪ ،‬فإنه بالمقابل فسخ عقد العبين‬ ‫إثنين هما الزامبي كاتيبي الذي كان قد انتقل‬ ‫هذا الموسم للفريق التطواني ثم المهدي‬ ‫عزيم‪.‬‬

‫احتواء الخالف بين التطواني‬ ‫والالعب الزامبي كاتيبي‬

‫تم احتواء الخالف القائم بين المغرب‬ ‫التطواني والالعب الزامبي هارون كاتيلي‬ ‫والذي وصل القضاء‪ ،‬بعدما أدلى الالعب كاتيبي‬ ‫بتصريحات مثيرة أكد من خاللها أنه اضطر‬ ‫لفسح عقده مع الفريق المغربي بعدما تلقى‬ ‫تهديدات بالقتل من طرف رئيس التطواني‬ ‫أبرون‪ .‬اتحاد الكرة الزامبي الذي يرأسه الدولي‬ ‫السابق كالوشا بواليا كان له دور بارز على‬ ‫مستوى الدفع باتجاه إنهاء الخالف وديا‪ ،‬بعدما‬ ‫راسل نظيره المغربي ودعاه للتدخل قبل طرق‬ ‫باب الفيفا بالموضوع لتمكين الالعب من‬ ‫مستحقات تصل ‪ 225‬ألف دوالر‪ .‬ولبى لقجع‬ ‫رئيس الجامعة المغربية دعوة نظيره الزامبي‬ ‫سريعا وفتح تحقيقا بالموضوع انتهى بعقد‬ ‫جلسة صلح بين رئيس التواني ووكيل أعمال‬ ‫الالعب‪ ،‬أعقبها اتفاق على استالم الالعب‬ ‫كاتيبي مبلغا ماليا دون الكشف عن قيمته‬ ‫لغلق الموضوع نهائيا‪ .‬وكان كاتيبي قد صرح‬ ‫قبل تركه المغرب أنه نال من رئيس التطواني‬ ‫‪ 7‬ماليين فقط مقابل فسخ العقد بعد تلقيه‬ ‫تهديدات قوية بالتصفية الجسدية‪ ،‬وهو ما‬ ‫أثار ردود أفعال قوية بالمغرب أعادا للواجهة‬ ‫مسلسال طويال لخالفات رئيس التطواني‬ ‫مع عدد من الالعبين واألندية تشبه وضع‬ ‫كاتيبي انتهت بفسخ عقودهم ودخول غرفة‬ ‫النزاعات التابعة التحاد الكرة المغربي على‬ ‫خط تمكينهم من مستحقاتهم‬


‫العدد ‪819‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫آل�سي بو�سعيد‪ ! ‬؟‪...‬‬ ‫«�شعبو ّية»‪ّ �...‬‬ ‫مرة أخري‪ ‬تنجح المواقع الفيسبوكية في فرض نقاش عمومي على الحكومة‬ ‫والبرلمان واألحزاب السياسية‪ ،‬حيث تحرك الشارع وبنوع من االندفاع واإلصرار‪ ،‬مطالبا‬ ‫بإلغاء تقاعد البرلمانيين‪.‬‬ ‫قبيلة «بني فيسبوك» اكتسحت الساحة السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واإلعالمية‪ ،‬بمنعة‬ ‫وصالبة‪ ،‬وأصبحت قوة مؤثرة‪ ‬في الرأي العام ‪ ،‬بل ومحركة للرأي العام‪ ،‬بشكل ملفت‬ ‫لإلنتباه‪ ،‬طالما أنها تتحرك في كل االتجاهات‪ ،‬وتدفع بتوجهات غالبا ما تتجاوب معها‬ ‫فئات واسعة من المواطنين ألسباب البد وأنها تحتاج إلى عميق الدرس والتحليل‬ ‫من ‪ ‬جانب أهل العلم و االختصاص‪ .‬وال أدل على ذلك‪ ،‬حتى نبقى في محيطنا الجهوي‪،‬‬ ‫من «ثورة الشموع» التي تجاوبت معها مختلف ‪ ‬فئات سكان طنجة‪ ،‬في إطفاء مصابيح‬ ‫«أمانديس» وإشعال الشموع‪ ،‬والنزول إلى الشارع ‪« ،‬بنطام وانتظام»‪ ،‬وداخل توقيت‬ ‫محدد سلفا‪...! ‬‬ ‫وما ترتب عن تلك «الثورة» التي دعا إليها الفيسبوكيون‪ ،‬من ردود فعل على‬ ‫مستوى الحكومة المركزية والسلطات المحلية‪ ،‬بما فيها القوات العمومية‪ ‬التي «قامت‬ ‫بالواجب» كامال‪،‬ــ شكر اهلل فضلها ــ‪ ‬معروف لدى الخاص والعام ‪... ) ! ( ‬وال حاجة للرجوع‬ ‫إليه‪ ،‬ما دام رئيس الحكومة قد أعلن رسميا أن المشكل «انتهى» بعد أن وجدت له‬ ‫الحلول المناسبة‪ ،‬وقلنا آمين‪! ‬‬ ‫ومنذ أيام حرك الفيسبوكيون آلياتهم الثقيلة‪ ،‬في اتجاه الحكومة والبرلمان‪،‬‬ ‫مطالبين بإلغاء معاشات النواب والمستشارين‪ ،‬بهدف ادخار «زوج فرنك» التي يتقاضاها‬ ‫كل واحد من الـ ‪ 515‬عضوا بمجلس النواب ومجلس المستشارين‪ .‬هذه الدعوة‬ ‫قوبلت‪ ،‬في البداية‪ ،‬بنوع من االستخفاف والسخرية ‪ ،‬سواء من طرف من يعنيهم أمر‬ ‫صرفها ‪ ‬أوالتصرف فيها ‪ ،‬ولكن الجميع استشعر «الخطر» في ما يمكن أن يؤول إليه‬ ‫الوضع‪ ،‬وانخرط في البحث عن الحلول‪.‬‬ ‫وأمام إلحاح فئات عريضة من الرأي العام الوطني المناهض الستمرار استفادة‬ ‫البرلمانيين من تقاعد «زوج فرنك» التي يصل صرفها بالعملة الوطنية إلى ‪ 8‬آالف‬ ‫درهم صافية‪ ،‬يتقاضاها «نواب ومستشارو األمة» ‪ ‬عند نهاية كل شهر‪ ،‬سواء حضروا‬ ‫أو تغيبوا أو حتى قالوا ــ من القيلولة ‪ ‬طبعاــ ‪ ،‬ورغبة في امتصاص ‪« ‬غضب» الشعب‬ ‫الذي يواجه ظروفا اقتصادية صعبة بسبب «مشاريع اإلصالح» التي ترجمتها على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬سلسلة الزيادات في «كل شيء» وقرارات «رفع اليد» عن دعم المواد األساسية‪،‬‬ ‫التي باشرتها الحكومة وبررها وزير المالية بوسعيد بكونها «تصب كلها في مصلحة‬ ‫الشعب»‪ ،‬وخشية‪ ،‬ربما‪ ،‬من أن تنتقل المطالب «الفيسبوكية» إلى الشارع‪ ،‬في كل‬ ‫قرية ومدينة‪ ،‬كما كان الشأن بالنسبة لـ «ثورة الشموع»‪ ،‬انخرطت الحكومة ‪ ‬واألحزاب‬ ‫السياسية في عملية «استباقية» بغاية «تلطيف الجو» قبل االنتخابات التشريعية‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬دعا رئيس الحكومة ‪ ،‬في لقاء مع شبيبة حزبه‪ ،‬إلى الحذر حين‬ ‫تناول موضوع «تقاعد» البرلمانيين‪ ،‬تناوبا «شعبويا»‪ ،‬ودون بينة‪ ،‬وبمزايدات سياسوية‬ ‫‪ ،‬مدعيا ‪ ‬أن «كل ما يروج عن تعويضات وتقاعد المسؤولين «ليس صحيحا»‪ ‬مؤكدا‬ ‫أن تقاعد البرلمانيين تنظمه اتفاقية بين البرلمان وشركة خاصة ‪ ‬حيث يساهم فيه‬ ‫البرلمانيون بقدر معين من تعويضاتهم‪ .‬وأضاف أن كل برلماني يريد أن يتخلى عن‬ ‫معاشه ما عليه إال أن‪ ‬يتوجه إلى الشركة الخاصة ليسترجع المبالغ المقتطعة بموجب‬ ‫«االتفاقية»المذكورة‪.‬‬ ‫وأشار إلى أنه غير مؤهل إللغاء معاش البرلمانيين‪ ‬الذين عليهم أن يقرروا ما‬ ‫يريدون بهذا الشأن‪« ،‬بكل حرية»‪ ،‬ولكنه استدرك قائال‪« ،‬ولكن‪ ،‬من رأيي أال نحرم‬ ‫البرلمانيين من معاشهم بعد وصولهم ‪ ‬سن التقاعد‪.‬‬ ‫جميل‪ ،‬السيد بنكيران‪ .‬ال أحد يمانع في تقاعد البرلمانيين‪ ،‬شريطة أن يمولوا‬ ‫تقاعدهم من أموالهم‪ ،‬وليس على حساب أموال الشعب‪ .‬حقيقة إنهم يساهمون بمبلغ‬ ‫‪ 2900‬درهم تقتطع من «تعويضاتهم»‪ ،‬ولكن البرلمان «يمول » تقاعدهم‪ ،‬من األموال‬ ‫العمومية بما يعادل ‪ ‬نفس هذا المبلغ‪ . .‬فما عليهم‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬إال أن يتعاقدوا مع‬ ‫تلك «الشركة الخاصة» أو مع غيرها من شركات التأمين من أجل تقاعد على مقاسهم‬ ‫وليس على حسابنا نحن‪ .‬ألنه ال حق لهم علينا فوق الماليين الثالثة التي ننعم بها‬ ‫عليهم‪ ،‬دون أن نحاسبهم على غيابهم أو على نومهم خالل الجلسات العامة‪ ‬ـــ واألمر‬ ‫موثق بالصور» أو تمددهم واسترخائهم على األرائك المريحة أو على «االمتيازات» التي‬ ‫يحظون بها «تحفيزا لهم على ‪ ‬الحد من تغيبهم‪ ، ،‬أو حتى على «البونية» التي تم‬ ‫تبادلها بين زعيم حزب سياسي «عريق» ومناضل من نفس الحزب‪ ،‬دقائق بعد ترؤس‬ ‫جاللة الملك افتتاح دورة برلمانية‪ .......‬إلى آخره‪! ‬‬ ‫وهاهي األح��زاب السياسية‪ ،‬تتسابق في اإلعالن عن مقترحات قوانين تخص‬ ‫«تعديل» نظام معاشات البرلمانيين‪ ،‬رفعا لإلحراج إزاء المعارضة الشعبية العارمة‪ ‬‬ ‫لعملية تسديد معاشات البرلمانيين من المال العام‪ .‬والحال أن معظم تلك األحزاب‬ ‫تتفق على إلغاء مساهمة الدولة‪ ‬في تمويل ‪ ‬ذلك النظام‪( ،‬تزامنا مع إلغاء دعم الدولة‬ ‫لبعض ضروريات العيش بالنسبة لفقراء المغرب الذين يشكلون فوق ‪ 80‬بالمائة من‬ ‫سكان البلد) وفي هذا اإلطار تندرج مقترحات األصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية‬ ‫والتقدم واالشتراكية وبدرجة أقل حزب االستقالل واالتحاد االشتراكي ‪ ،‬بينما الحركة‬ ‫الشعبية يسبح ضد التيار باقتراحه‪ ،‬عند بداية الوالية التشريعية الحالية‪« ،‬توريث»‬ ‫معاش البرلمانيين‪.... !!! ‬‬ ‫أما حزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬فال موقف له من هذه القضية‪ ،‬ولم يصدر عنه ما‬ ‫يفيد أنه سينخرط في هذه العملية‪.‬‬ ‫وقد أحزنني كثيرا «خطاب تحد» ‪ ‬بئيس ورديء ‪ ،‬ألقاه برلماني بمجلس النواب‪ ،‬‬ ‫حمل فيه بشدة على الذين يدعون إلى إلغاء معاشات البرلمانيين واتهمهم بالتشويش‬ ‫على الحكومة‪ ،‬وقال‪ ،‬وهو يوجه الكالم إلى الرئيس الطالبي العلمي ‪،‬إن الذين يعادون‬ ‫الوزراء والبرلمانيين «واهمون» وأن معاشات البرلمانيين‪ ‬باقية ومعاشات الوزراء‬ ‫باقية‪ ،‬والذي أعطانا أخته‪« ،‬يجي ياخذها» ‪ .‬المؤسف أن هذا الكالم الساقط‪ ‬الذي ال‬ ‫يليق بهيبة البرلمان‪ ‬في ‪ ‬بالد اهلل المتحضرة‪ ،‬المسؤولة‪ ،‬أضحك كثيرا رئيس مجلس‬ ‫النواب وقوبل بالتصفيق من طرف النواب الحاضرين‪.‬‬ ‫واغتنم وزير المالية محمد بوسعيد ‪ ‬فرصة لقاء بوكالة «الم��اب» ليعتبر أن‬ ‫«البرلمانيين يستفيدون من تقاعد تكميلي‪ ،‬والكرة في ملعبهم‪ ،‬ألنهم هم من‬ ‫يشرعون‪ ،‬وبإمكانهم سن تشريع إللغاء معاشاتهم»‪ ،‬داعيا إلى «نقاش هادئ حول‬ ‫الموضوع‪ ،‬بعيدا عن الشعبوية»‪،‬‬ ‫«الشعبوية» آلسي بوسعيد‪ ،‬والحال أنك تصرف ‪ ‬ماليير السنتيمات من أموال‬ ‫الشعب‪ ،‬لتسدد حصة الدولة‪ ‬في «تقاعد» البرلمانيين‪« ،‬ألنهم هم من يشرعون»‪،‬‬ ‫وهل تنتظر منهم أن يشرعوا بإلغاء معاشاتهم‪« ‬الغير معتادة والغير مستحقة‪ ،‬خاصة‬ ‫واإلحصائيات تقول إنه يوجد‪ ‬أزيد من ‪ 730‬برلمانيا‪ ‬متقاعدا‪ ‬يستفيدون من حوالي‬ ‫‪ 57‬مليون درهم‪ ‬سنويا‪ ‬و ‪ 186‬مستشارا‪ ‬يستفيدون‪ ‬من نظام معاش‪ ‬بما يناهز‪17 ‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫«شعبوية»‪...‬قال‪.....!!! ‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يناير ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫الوحدة المغربية فوق االعتبارات الطائفية‪..‬‬ ‫كان المغفور له الملك الحسن الثاني طيب‬ ‫اهلل مثواه يتقن اللغة العربية‪ ،‬خطابة وحضورا‬ ‫فعاال في مجال المؤتمرات العربية‪ ،‬كما كان‬ ‫يبهر سامعيه الفرنسيين عندما يرتجل اللغة‬ ‫الفرنسية في حضور رؤساء فرنسا وسياسييها‪،‬‬ ‫كما كان يبهر صحافيي فرنسا أثناء ندواته‬ ‫الصحافية‪ ،‬بالمقابل كان يتحاشى “المحجوب‬ ‫أحرضان” عندما كان هذا األخير يتكلم عن‬ ‫األمازيغيةبشهادته‪.‬‬ ‫إن التسامح اإلداري سمح لحروف “تيفيناغ”‬ ‫أن توضع إلى جانب العربية عناوين للمؤسسات‬ ‫التربوية‪ ،‬وبعـــض المؤسســـات العموميــة‬ ‫كمقدمة للمطالبة بوضعها في المطبوعات‬ ‫اإلدارية‪ ،‬والعملة‪ ،‬وجميع مظاهر التداول في‬ ‫الحياة االجتماعية‪ ،‬ووضع ترجمة للمتدخلين‬ ‫في البرلمـــان‪ ،‬وهــذا ما بشر به رئيـــس‬ ‫مجلس المستشارين‪ ،‬الريفي الجذور حكيم‬ ‫بنشماس‪.‬‬ ‫هنا نتحسس بأن هناك أطرافا نافذة تسير‬ ‫في هذا المنحى‪ ،‬أطرافا تتذرع بأن هناك ضغطا‬ ‫أمريكيا‪ ،‬وقد وجدت أمريكا في بعض ضعاف‬ ‫النفوس من يسير وفق مخططاتها لتخريب‬ ‫وحدة المغرب الشعبية‪.‬‬ ‫يتبجـــح البعــض من هــــؤالء أتبـاع‬ ‫حروف “تيفيناغ” بأن الدستور يضم االعتراف‬ ‫باألمازيغية كلغة‪ ،‬رغم أنها تفتقد مقومات‬ ‫اللغة‪ ،‬ولكن الدستور كذلك يضم اللغة العبرية‬ ‫والحسانية‪ ،‬مع العلم أن من يتكلم اللهجة‬ ‫األمازيغية ال يتعدى ‪ % 13‬من الشعب المغربي‪،‬‬ ‫فلمـــاذا اإللحـــاح على اللهجـة األمـــازيغيــة‬ ‫بالذات؟؟‬ ‫في المجال االنتخابي يلوحون هذه المرة‬

‫ِ‬

‫بنزول “بعبع” من ورق اسمه “الحزب األمازيغي‬ ‫الكبير” حتى يحركوا الناخبين‪ ،‬وأكيدا سيكون‬ ‫الفشل مصيره‪ ،‬ألنه وسائر األحزاب العنصرية‬ ‫والطائفية المفترضة ستجد أمامها ناخبين‬ ‫عركتهم التجربة‪ ،‬وأن رموزهم سوف ال تصوت‬ ‫عليهم عوائلهم‪ ،‬ألن طبيعة األسرة المغربية‬ ‫نتيجة اختالط كل مكونات الشعب المغربي أبا‬ ‫عن جد‪.‬‬ ‫إن تقديم مشاريع القوانين قبل نهاية‬ ‫والية البرلمان لمؤشر أن هناك اندفاعا نحو‬ ‫التصديق عليها وسيكون امتحانا عسيرا لكل‬ ‫أعضاء البرلمان ألن من انتخبهم مغاربة أوال‬ ‫من طنجة إلى الكويرة حتى وجدة يتكلمون عدة‬ ‫لهجات‪.‬‬ ‫أعتقد أن صرف أموال طائلــــة في إقحام‬ ‫حروف “تيفينـــاغ” في المطبوعات والعملـــة‪،‬‬

‫منذ سنّ الثامنة أصبح يتيماً بوفاة‬ ‫والده‪ .‬والدته أحسنت تربيته بإدخاله‬ ‫أحسن المدارس القرآنية في منطقة‬ ‫جبالة‪ .‬بانجذابه إلى التاريخ والفقه‬ ‫اإلسالمي أظهر مثابرة ملحوظة‬ ‫في معرفة المؤلفين الكالسيكيين‬ ‫اإلسالميين‪ ،‬وأضاف إليها ما أوْ َالهُ من‬ ‫تعمق في معرفة الشريعة القرآنية‪ .‬لم‬ ‫يدرس في أي جامعة‪ .‬لكنه عرف كيف‬ ‫يتشرب معارف أفضل معلمي بلده‪ .‬لقد‬ ‫أتقن معرفة األصول‪ ،‬العلل والغايات‪.‬‬ ‫تحديد األخطاء وتطبيق العقوبات‬ ‫أو التبرئة بحسب المتعين‪ .‬األضرار‬ ‫األكاذيب أو الحقائق إلقرار العقوبات أو‬ ‫إصدار العفو بما يمليه العدل وهو ما لم‬ ‫يعرف له مثيل أبداً في زمنه‪.‬‬

‫والجريدة الرسميـة‪ ،‬وتخصيـص ترجمـة في‬ ‫البرلمان‪ ،‬وبعدها في المجالس المنتخبة‪ ،‬يعد‬ ‫هذا هذرا للمال العام وللوقت وغرس حساسية‬ ‫للمكون الشعبي الواحد‪ ،‬قد تكون نتائجه سلبية‪.‬‬ ‫إن أمريكا بعد أن نجحت في تعميق الهوة‬ ‫بين الشيعة والسنة في العراق في إطار الشرق‬ ‫األوسط الكبير‪ ،‬ها هي اآلن تريد تفتيت شعبنا‬ ‫لغة ولهجات وبعدها أرضا بدافع من طرف بعض‬ ‫الرموز أدى بها األمر للذهاب إلى إسرائيل لكنهم‬ ‫فشلوا‪.‬‬ ‫فلتتحمل األحزاب مسؤولياتها‪ ،‬ومكونات‬ ‫المجتمع المدني والبرلمان المنتخب من طرف‬ ‫كل المغاربة المتكلمين لغة ولهجات‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.