Achamal n° 820 le 19 jan 2016

Page 1

‫رصاصة في القلب‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 820‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 08‬ربيع الثاين ‪� 19 / 1437‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫األمر ال يتعلــق بفيلم محمد عبــد الوهــاب‬ ‫«رصاصة في القلــب» الذي تم عرضه سنـــة‬ ‫‪ 1944‬والذي شارك فيه كل من راقية إبراهيم‬ ‫وعلي الكسار وسامية جمال والفلة فاتن حمامة‪،‬‬ ‫وكلهم انتقلوا إلى رحمة اهلل‪ ،‬بل بــ ‪ 40‬رصاصة حقيقية تسللت‪،‬‬ ‫بفعل فاعل «مشبوه» داخل حقيبة سفر‪ ،‬انقض عليها «سكانير» الجمارك‪ ،‬وكان «نبيها»‬ ‫هذه المرة‪ ،‬عبر خط الوصول داخل ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫تبين‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬أن «القرطاسات» كانت خاصة بسالح كالشينكوف اآللي «الرهيب»‪،‬‬ ‫الجار إسبانيا‬ ‫وقد تم دسها بإتقان كبير داخل حقيبة حاول التسلل بها «مسافر زاده الخيال» من‬ ‫«التنام» !‬ ‫داخل سيارته التي كشف سرها «السكانير» العجيب وعيون بعض الجمركيين التي‬ ‫والبقية تتصورونها بدون عناء‪ .‬الرصاصات األربعين تم حجزها وكذا وسيلة النقل‪ ،‬وصاحب السيارة تم‬ ‫اعتقاله وتسليمه إلى رجال األمن‪ ،‬وفتح كتاب التحقيق لمعرفة مصدر ومآل «القرطاسات» التي ال يعقل أن‬ ‫تكون موجهة للقنص‪ ،‬كما تم التقرير بشأن الرصاصات الخمس عشرة التي عثر عليها عامل نظافة في‬ ‫تطوان‪ ،‬داخل صندوق قمامة‪ ،‬لسبب بسيط وهو أن موسم القنص انتهى‪...‬وفات الفوت‪....‬‬ ‫ولكن رجال األمن بطنجة المشهورة حنكتهم وخبرتهم لن يتأخروا في الوصول إلى رأس العين ويكتشفوا‬ ‫سر القرطاسات األربعين التي كان طبيعيا أن تستنفر الساهرين على سالمة العبور بالميناء العظيم‪.‬‬

‫مجزرة «الخميس األسود»‬ ‫• تنديد �شعبي بالإفراط يف ا�ستعمال القوة‬ ‫• هل خرقت القوات العمومية الد�ستور بتعنيفها لأ�ساتذة الغد؟‬ ‫• ح�صاد ُيكذب ادعاء الرئي�س ‪« :‬واهلل ما يف ر�أ�سي �شيء»‪...! ‬‬ ‫• احلكومة «�سقطت» يف �أعني ال�شعب قبل �أن ي�سقطها غ�ضب ال�شعب !‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫مجلس مقاطعة مغوغة يبرمج‬ ‫مليوني درهم لصيانة الطرقات‬

‫ّ‬ ‫أسكاس أمباركي ‪2966‬‬ ‫اتخذ األمازيغ بشمال افريقيا يوم ‪12‬‬ ‫يناير‪ ،‬من كل سنة‪ ،‬بداية لتقويمهم السنوي‬ ‫القائم على السنة الفالحية التي انتقلت إلى‬ ‫العرب من حضارات سابقة أرامية وسريانية‬ ‫وبابلية وأشورية وكلدانية‪ .‬انطلق هذا التقويم‬ ‫من قصّة اعتالء قائد أمازيغي “شيشنيق” أو‬ ‫“شاشانق” أو شيشاق” أو “شوشنق”‪ ،‬عرش‬ ‫فراعنة مصر بعد انتصاره على جيوش رمسيس‬ ‫الثاني في معارك ضارية في بالد بني سنوس‪،‬‬ ‫ق��رب تلمسان‪ ،‬وم��وت آخ��ر فراعنة األس��رة‬ ‫‪“ ،21‬بسوسنس الثاني” الذي تزوج الفرعون‬ ‫األمازيغي ابنته‪.‬‬ ‫السنة األمازيغية لم تنطلق من حدث‬ ‫ديني كما هو الشأن بالديانات اإلسالمية أو‬ ‫المسيحية أو حتى اليهودية‪ ،‬بل من حادث‬ ‫سياسي أرخ لوصول “فرعون” أمازيغي إلى‬ ‫عرش مصر‪.‬‬ ‫ويطلق األمازيغ على الشهر األول من‬ ‫سنتهم اسم “ينيــر” وتعنــي الشهر األول‬ ‫كما يطلق على هذا الشهر اســـم “ تاكورت‬ ‫أوسوكاس” ويعني باب السنة وكذلك “نض ؤ‬ ‫فرعون” وتعني ليلة فرعون‪.‬‬

‫وهذا بيت القصيد‪.‬‬

‫ذلك أن هذا اليوم يخلد‪ ،‬وفق رواي��ات‬ ‫األم��ازي��غ‪ ،‬وص��ول قائد أمازيغي إل��ى عرش‬ ‫الفراعنة‪ ،‬بعد انتصار مدو على جيوشه‪ ،‬وقيام‬ ‫حكم األسرة الثانية والعشرين الذي دام زهاء‬ ‫القرنين‪ ،‬من ‪ 950‬إلى ‪ 730‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫األمازيغ ينفون عنهم وصف الغزاة” بل‬ ‫يعتبرون أن انقضاضهم على عرش الفرعون‬ ‫ك��ان دفاعا عن النفس وع��ن الوجود أمام‬ ‫الهجمات والغارات التي كان يشنها عليهم‬ ‫في واحاتهم اللوبية‪ ،‬جيوش الفراعنة‪ ،‬حيث‬ ‫تجتاح أراضيهم وتنهب خيراتهم ويساق الرجال‬ ‫والنساء في قبائلهم عبيدا لفراعنة مصر‪.‬‬ ‫األمازيغ يدفعون بأن وص��ول “جدهم”‬ ‫شيشنيق إل��ى ال��ع��رش ك��ان نتيجة عوامل‬ ‫اجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة خلقت‬ ‫حالة من التدمر واالحتقان داخ��ل المجتمع‬ ‫المصري‪ ،‬األم��ر ال��ذي دف��ع المصريين إلى‬ ‫“الثورة” وساعد شيشناق على االنتصار على‬ ‫جيوش الفراعنة‪.‬‬

‫فمن هو شيشينق هذا ؟‬

‫ينحدر شيشنيق من قبائل المشواش‬ ‫اللوبية‪ ،‬وتتفق المراجع التاريخية على أن‬ ‫نسبه يرجع إلى أسرة من مدينة إهناسيا‪ ،‬وأنه‬ ‫شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن‬ ‫نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا‪.‬‬ ‫أسس األسرة الفرعونية الثانية والعشرين‬ ‫في عام ‪ 950‬ق‪.‬م التي حكمت قرابة قرنين من‬ ‫الزمان‪ .‬وكان قد تزوج ابنة آخر فراعنة األسرة‬ ‫العشرين “بسوسنس” حوالي العام ‪ 940‬ق م‪.‬‬

‫ودامت األسرة التي أسسها شيشنيق حوالي‬ ‫مائتي سنة‪.‬‬ ‫ومن عالمات ذكائه أن كان أول عمل‬ ‫قام به هو تعيين ابنه “أوبوت” كاهنا أعظم لـ‬ ‫“طيبة” حتى يضمن السيطرة على هذا المركز‬ ‫الديني الهام‪ .‬ثم تفرغ لتحقيق برنامج عمراني‬ ‫واسع ما تزال آثاره شاهدة على عظمته إلى‬ ‫اآلن‪ ،‬ومنها بوابة شيشنيق أو بوابة النصر‪،‬‬ ‫وسجل‪ ،‬كعادة الفراعنة الذين سبقوه‪ ،‬أخبار‬ ‫انتصاراته على أعمدة هذه البوابة وعلى معبد‬ ‫الكرنك‪ .‬كما سجل أخبار أسرته وانتصاراته في‬ ‫كل من فلسطين والشام والسودان التي وحدها‬ ‫في منطقة واحدة تحت نفوذ أسرته‪.‬‬ ‫وتروي بعض النقوش على الكرنك‪ ،‬غزوته‬ ‫لفلسطين التي عظم شأنها أيام الملك داود‬ ‫حيث قام ‪ ،‬وبعد موت نبي اهلل سليمان‪ ،‬بتدمير‬ ‫عشرات المدن اليهودية ‪ ،‬ونهب خزائن “بيت‬ ‫ال��رب” بما كانت تحوي من نفائس الذهب‬ ‫والفضة‪.‬‬ ‫وبهذا ورد ذكره في التوراة كملك يريد أن‬ ‫يبسط نفوذه على كامل المنطقة‪ .‬ورغم تحالف‬ ‫مع ملك مملكة شمال فلسطين يربعام إال أنه‬ ‫عاد وهاجم كل فلسطين ودمر القدس وسبا‬ ‫أهلها كما يتضح من نقوشات معبد الكرنك‪.‬‬ ‫وبعد وفاته تولى الحكم ولده “أوسركون‬ ‫األول” من ‪ 929‬إلى ‪ 893‬الذي خلفه على‬ ‫العرش “تاكيلوت األول” لمدة فاقت ‪ 23‬سنة‪،‬‬

‫(‪ 893‬ـ ‪ )870‬ثم حكم “أسركون الثاني” بين‬ ‫‪ 870‬و ‪ ،849‬ثم “شيشنيق الثاني”وبين ‪849‬ـ‬ ‫‪ ، 847‬ثم “تاكيلوت الثاني” بين ‪ 849‬ـ ‪،832‬‬ ‫ثم تولى العرش بعده “سيسونخس” أو شيشنق‬ ‫الثالث من ‪ 832‬إلى ‪ 772‬ليؤول العرش بعده‬ ‫إلى “بمــي” سنـــة ‪ 767‬ثم “حورسا إيزيس‬ ‫لتنتهي األسرة ‪ 23‬األمازيغية‪.‬‬

‫بين الحقيقة واألسطورة‬ ‫تعترضنا روايتان متباينتان يصعب التحقق‬ ‫من مصداقيتهما لتضارب المراجع بشأنهما‪.‬‬ ‫هل استولى األمازيغ على عرش الفراعنة بالقوة‬ ‫بعد أن هزموا جيوش رمسيس الثالث وأطاحوا‬ ‫بعرشه‪ ،‬انتقاما منهم للهزائم التي ألحقها‬ ‫بقبائلهم اللوبية‪ ،‬وأنشؤوا األسرة الفرعونية‬ ‫الثانية والعشرين‪ ،‬أم إن شيشنيق ‪ ،‬بعد تضعضع‬ ‫الحكم تسلم العرش عن طريق السلم‪،‬‬ ‫والكفاءة في المناصب الدينية والعسكرية التي‬ ‫تحملها خاصة وأنه كان مستشارا ورجل ثقة‬ ‫الملك الفرعوني الذي أطاح به‪.‬‬ ‫وسواء أكان وصول شيشنيق إلى عرش‬ ‫فراعنة مصر سلما أو حربا‪ ،‬فإن هذا القائد‬ ‫األمازيغي أبدع لنا تقويما آخر يعطينا فرصة‬ ‫االحتفال بإخوتنا األمازيغ و نعرب لهم عن‬ ‫متمنياتنا لهم وألس��ره��م بالخير العميم‪،‬‬ ‫وبالمزيد من تحقيق األماني واألحالم‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫اإلعالم والنوع االجتماعي ‪ :‬المرأة في مركز القيادة‬

‫موضوع الندوة الدولية التي احتضنها بيت‬ ‫الصحافة ما بين ‪ 9‬و ‪ 10‬يناير الجاري بمشاركة‬ ‫‪ 16‬دولة تمثل النقابات والهيئات والجمعيات‬ ‫الصحفية بهذه الدول‪.‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية لهذة الندوة ترأسها‬ ‫سعيد كوبريت رئيس بيت الصحافة بطنجة‪،‬‬ ‫بحضور المستشارة فاطمة الحساني نيابة عن‬ ‫رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫وجيم بوملحة رئيس الفيديرالية الدولية‬ ‫للصحافة‪ .‬ويونس مجاهد الكاتب العام الوطني‬ ‫للنقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬وعائشة‬ ‫ولد العزيز ممثلة عن الهيئة العليا لإلعالم‬ ‫السمعي البصري (الهاكا)‪ ،‬ومنية بلعافية عن‬ ‫مجلس المناصفة بين الرجل والمرأة بالفيدرالية‬ ‫الدوليةللصحافة‪.‬‬ ‫رئيس بيت الصحافة أبرز أن استضافة‬ ‫بيت الصحافة لهذه الندوة الدولية يأتي في‬ ‫سياق وطني عام‪ ،‬يسعى إلى تشكيل المجلس‬ ‫األعلى للمناصفة الذي يتداوله اليوم مجلس‬ ‫النواب بغرفتيه‪ ،‬وكذلك بعد إق��رار الدستور‬ ‫المغربي بإلزامية إعطاء المرأة مكانتها الالئقة‬ ‫وفق الفصل ‪ ،19‬مشيرا أن بيت الصحافة ينظم‬ ‫هذا المنتدى العالمي بشراكة مع الفيدرالية‬ ‫الدولية للصحافة لالستأناس بتجارب دولية‬ ‫متقدمة‪ ،‬ولإلنفتاح أكثر على قضايا مهنية‬ ‫محضة تستأنس بالقضايا الحقوقية والسياسية‬ ‫والمجتمعية‪ ،‬وطرح التجربة المغربية التي‬ ‫ما تزال في طور التمرين والتجريب‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن المملكة صادقت على كثير من المواثيق‬ ‫والمعاهداتالحقوقيةالدولية‪،‬معبراعناعتقاده‬ ‫بأن المغرب يخوض بكل جرأة مجهودات الفتة‬ ‫في هذا المضمار حتى يستجيب النتظارات‬ ‫المنظمات الحقوقية والجمعيات المهنية‪.‬‬ ‫وأك��د سعيد كوبريت في األخير بأن‬

‫موضوع اليوم لم يعد ترفا فكريا‪ ،‬وإنما أضحى‬ ‫شرطا تاريخيا‪ ،‬باعتبارهيئات التحرير ومجالسها‬ ‫اإلعالمية بوأت النساء مسؤوليات جسام في‬ ‫التدبيروالتسيير‪.‬‬ ‫أم��ا كلمات ممثلة جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وممثلة مجلس المناصفة بالفيدرالية‬ ‫الدولية للصحافة‪ ،‬ورئيس الفيدرالية‪ ،‬فقد‬ ‫أكد على أهمية هذه الندوة‪ ،‬باعتبارها تتطرق‬ ‫لموضوع المناصفة كآلية من آليات الولوج‬ ‫إلى الديمقراطية الحقة في الوقت الذي تشهد‬ ‫فيه العديد من ال��دول تمييزا على مستوى‬ ‫النوع االجتماعي‪ ،‬حيث تتشابه معاناة المرأة‬ ‫في اإلعالم‪ ،‬وتتقاسم نفس اإلكراهات‪ ،‬حيث‬ ‫الزالت رغم صدور القوانين لم تستطع إزاحة‬ ‫تلك الصورة النمطية عن المرأة في عديد دول‬ ‫المعمور‪.‬‬ ‫وفما يخص المغرب فقد تم تسجيل‬ ‫حضور قوي للنساء في جميع القطاعات‪ ،‬وعملت‬

‫‪2‬‬

‫بالدنا على مالءمة الترسانة القانونية لصالح‬ ‫إرساء مبدأ المساواة وإنصاف المرأة‪ ،‬وبرز‬ ‫مفهوم دور النوع االجتماعي في برامج‬ ‫التنمية كمقاربة تستعيض عن التحديات‬ ‫الجنسية النمطية بإيالء أهمية األدوار النوعية‬ ‫للجنسين وقيمتها في التنمية الشاملة‬ ‫المبنية على المساواة‪،‬إال أن هذه الترسانة‬ ‫القانونية لم يواكبها تطور في الخطاب‬ ‫اإلعالمي الذي ظل في جزء منه مقصرا في‬ ‫متابعة هذه المتغيرات‪.‬‬ ‫وعلى مدى يومين ناقشت الندوة جملة‬ ‫من المواضيع الهامة‪ ،‬تتعلق بمساواة النوع‬ ‫االجتماعي في اإلع�لام طبقا لمبادئ حقوق‬ ‫اإلنسان وأخالق المهنة‪ ،‬وتمكين المرأة في‬ ‫وسائل اإلع�لام‪ ،‬وحقوق المرأة من عولمة‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬والمرافعة ألجل النوع والريادة‪،‬‬ ‫وتنمية المساواة في النوع من خالل اإلتفاقيات‬ ‫الجماعية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫ص��ادق مجلس مقاطعة مغوغة على‬ ‫برمجة الفائض من ميزانية ‪ ،2015‬حيث تمت‬ ‫برمجة الجزء األكبر من هذا الفائض للصيانة‬ ‫االعتيادية لطرقات المقاطعة‪ ،‬وذل��ك خالل‬ ‫الجلسة الثانية من أشغال الدورة العادية لشهر‬ ‫يناير برسم سنة ‪ ،2016‬التي تم عقدها يوم‬ ‫الثالثاء ‪12‬ديناير الجاري بقصر بلدية طنجة‪،‬‬ ‫برئاسة رئيس مجلس المقاطعة محمد بوزدان‬ ‫اليدري‪ ،‬وحضور رئيس الدائرة‪ ،‬وعدد من‬ ‫أعضاء المجلس ‪.‬‬ ‫وحسب تقرير لجنة ال��ش��ؤون المالية‬ ‫واالقتصادية فإن الفائض المالي من ميزانية‬ ‫مقاطعمة مغوغة برسـم سنـــة ‪ 2015‬قدر‬ ‫بحوالي ‪3.400.000.00‬دره��م‪ ،‬وعلى ضوئه‬ ‫اقترحت اللجنة خالل مناقشتها لهذه النقطة‪،‬‬ ‫في اجتماع عقدته يوم اإلثنين ‪ 28‬دجنبر‬ ‫‪ ،2015‬بعدمناقشتها من طرف أعضاء هذه‬

‫اللجنة‪ ،‬اقترحت تخصيص ‪1.300.000.00‬‬ ‫درهم لتجهيز وصيانة المناطق الخضراء التابعة‬ ‫لمقاطعة مغوغة‪ ،‬و‪ 100.000.00‬درهم لشراء‬ ‫العتاد الخاص بصيانة المناطق الخضراء‪ ،‬معللة‬ ‫ذلك بالحالة التي توجد عليها المناطق الخضراء‪،‬‬ ‫مما يستوجب التدخل العاجل لتأهيلها‪ ،‬على أن‬ ‫يخصص ما تبقى من هذا الفائض ومقداره‬ ‫‪ 2.000.000.00‬درهم للصيانة االعتيادية‬ ‫للطرقات‪ ،‬باعتبار أن العديد من الطرقات واألزقة‬ ‫بتراب المقاطعة توجد بدورها في وضعية سيئة‪،‬‬ ‫علما أن أحياء شاسعة تمت إضافتها مؤخرا‬ ‫إلى المجال الحضري للمقاطعة ‪ ،‬وهي ما تزال‬ ‫في حاجة ماسة للتأهيل‪ .‬وأوصت اللجنة على‬ ‫تصويت المجلس لكي يتبني مشروع برمجة‬ ‫الفائض كما هو‪ ،‬واتخاذ اإلج��راءات الكفيلة‬ ‫لتنفيذه‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫وأخيرا فندق سوالزور في يدٍ أمينة‬ ‫لكن حذا ِر من «أفعى» برؤوس عديدة!!‬

‫بعدما فقد فندق “سوالزور” بريقه‪ ،‬نتيجة تغييرات شملت شركاته المسيرة له‪،‬‬ ‫حيث عرف تغييرات حتى على مستوى بنيته وشكله الخارجي‪ ،‬فازت مؤخراً شركة “كينزو”‬ ‫بعقد تسيير هذا الفندق الذي ربطته عالقات عمل متنية مع جريدة طنجة‪ ،‬ولفترات‬ ‫طويلة‪ .‬ويمكن القول أن الفندق اليوم أصبح في يد أمينة‪ ،‬حيث يوجد السيد القباج‬ ‫على رأس الشركة الجديدة‪ ،‬والذي له دراية بالمجال السياحي‪ ،‬إذ يتمتع بشبكة مهمة‬ ‫من العالقات التي قد يستغ ّلها في نهج خطته التسويقية والمبتكرة‪ ،‬تعتمد أساساً على‬ ‫حسن اإلصغاء والتواصل‪ ،‬مما قد يساعد على استرجاع مجد الفندق‪.‬‬ ‫لكن وهذه حقيقة ال يمكن تغطيتهـا بالغربـال ـ هو وجود «أفعـى» متعددة‬ ‫الرؤوس بالمصلحة المالية للمؤسسة الفندقية التي يوجد على رأسها «شرٌّ قويٌّ» لم‬ ‫تعد حيلته تنطلي على أحد‪ ،‬كونه يخدم مصلحة الفندق‪ ،‬بل على النقيض من ذلك‪،‬‬ ‫فالرجل يخدم مصالحه الذاتية وشؤونه الشخصية‪ ،‬ولعل َّ‬ ‫سجل السنوات الخالية زاخرٌ‬ ‫بما يفيد هذا المعطى! فحذار من الرّجل وأذنابه‪ ،‬ولنا عودة للموضوع بتفاصيل كافية‪،‬‬ ‫ومعلومات شافية‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما شاهده على شاشات التلفاز‪ ،‬وما قرأه على صفحات الجرائد‪ ،‬من أحداث أعقبت‬ ‫مباراة الوداد مع الرجاء‪ ،‬يؤكد أن قراره بعدم النزول إلى المالعب‪ ،‬كان قرارا صائبا‬ ‫اتخذه – في يوم ما ‪ -‬وهو في كامل قواه العقلية‪.‬‬ ‫فقد فارق ملعب سانية الرمل منذ ثالثين سنة أو أكثر‪ ،‬فارقه على مضض‪ ،‬فارقه‬ ‫وهو يتحسر على المتعة التي حُرم منها يوم كان يدخله مع ثلة من أصحابه دخول‬ ‫المدعوين إلى حفل من الحفالت الكبرى‪.‬‬ ‫كان الجمهور أيامها يحترم نفسه‪ ،‬ويحترم غيره‪ ،‬ويشجع فريقه بعبارات الئقة‪،‬‬ ‫فإذا دخل الملعب‪ ،‬دخله بنظام وانضباط‪ ،‬وإذا غادره‪ ،‬غادره في نظام وانضباط‪.‬‬ ‫كان المناصرون للمغرب التطواني يفرحون إذا انتصر فريقهم‪ ،‬ويحسون بمرارة‬ ‫الهزيمة في أفواههم‪ ،‬وفي كل ذرة من ذرات أجسامهم إذا انهزم‪ ،‬لكنهم كانوا‬ ‫يخرجون في نظام وانضباط دون أن يتفوهوا بكلمة نابية‪ ،‬أو أن يصبوا جام غضبهم‬ ‫على الفريق الضيف ومرافقيه‪ ،‬أو يمسوا أحدا بسوء‪.‬‬ ‫أما اليوم‪ ،‬فقد أخذت مبارياتنا منحى آخر ال عالقة له بالروح الرياضية‪ ،‬العنف أصبح‬ ‫السمة الغالبة على كل مالعبنا‪ ،‬واالعتداء على الناس والممتلكات غدا مشهدا من‬ ‫المشاهد التي تعقب مقابالتنا‪.‬‬ ‫وإذن ما العمل؟‬ ‫قال لي صاحبي وهو يحاورني‪ ،‬علينا أن نشد الرحال إلى أقرب جارة لنا‪ ،‬لنأخذ‬ ‫منها الدروس والعبر‪ ،‬فما نشاهده على شاشات الجزيرة‪ ،‬يوحي لنا بأن اسبانيا تعيش‬ ‫في عالم‪ ،‬ونحن نعيش في عالم آخر‪ ،‬على الرغم من قرب المسافة التي تفصلنا‬ ‫عنهم‪ ،‬هم يقدمون لنا مقابالتهم على طبق من ذهب‪ ،‬فنجد فيها اللذة والمتاع‪،‬‬ ‫والرّوْح والريحان‪ ،‬ونحن نخشى االقتراب من مالعبنا‪ ،‬هم أحاطوا هذه الفرجة بكل‬ ‫وسائل األمن والطمأنينة‪ ،‬ونحن طوقنا مالعبنا بجيش جرار من رجال األمن والقوات‬ ‫المساعدة‪ ،‬دون أن نوفر أمنا وال طمأنينة‪.‬‬ ‫وما دام مسؤولونا مغرمين بالسفر والتجوال في أرض اهلل الواسعة‪ ،‬فلم ال يشدون‬ ‫الرحال إلى اسبانيا أو فرنسا ليتعلموا أبجديات تنظيم مباراة في كرة القدم؟‬ ‫إننا دخلنا عالم االحتراف‪ ،‬ونستعد الحتضان التظاهرات الرياضية الدولية‪.‬‬ ‫فما هي المعالم التي رسمناها للسير في هذا السبيل المحفوف بالمخاطر‬ ‫والمنزلقات؟‬

‫دفاعا عن التعليم العمومي وعن‪ ‬األساتذة‬ ‫المتدربين والشغيلة التعليمية‬ ‫عقدت اللجنة اإلدارية للجامعة الوطنية للتعليم دورتها السابعة‬ ‫العادية يوم اإلثنين ‪ 11‬يناير الجاري بالرباط تحت شعار‪“ :‬التنظيم‬ ‫والنضال الوحدوي سبيلنا لصد الهجوم على التعليم العمومي والدفاع‬ ‫عن المكتسبات والحقوق والحريات”‪.‬‬ ‫وبعد االستماع للتقريرين األدب��ي والمالـي ولمشــروع الورقة‬ ‫التحضيرية‪ ،‬للمؤتمـر الوطني ‪ 11‬المزمع عقده يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ماي ‪2016‬‬ ‫بالربـــاط‪ ،‬المقدمــة باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر‪ ،‬تم فتح باب‬ ‫النقاش لعضوات وأع��ض��اء اللجنة‬ ‫اإلداري����ة حيث ت��م ال��وق��وف على‬ ‫دينامية التحضير للمؤتمر واالمتداد‬ ‫التنظيمي والنضالي الذي تشهده‬ ‫الجامعة بالتربية الوطنية والتعليم‬ ‫العالي‪ ،‬وخلص النقاش إلى تحديد‬ ‫موقف اللجنة اإلداري��ة من القضايا‬ ‫المعروضة‪ ،‬وال��ذي لخصه باسم‬ ‫اللجنة‪ ،‬الكاتب العام الوطني‪ ،‬عبد‬ ‫الرزاق اإلدريسي‪ ،‬في ما يلي‪:‬‬ ‫ـ��ـ‪ ‬تستنكر ال��ل��ج��ن��ة النهج‬ ‫التصفوي تجاه الخدمة العمومية وما‬ ‫يرتبط بالشأن التعليمي العمومي‪،‬‬ ‫خصوصا بعد حملة القمع والتنكيل‬ ‫الذي تعرض له األساتذة المتدربون‬ ‫المطالِبون بإسقاط المرسومين‬ ‫التراجعيين المشؤومين‪.‬‬ ‫ـ��ـ تندد باألسلوب القمعي‬ ‫والهمجي ال��ذي يتم التعاطي به‬ ‫مع االحتجاجات المشروعة لهذه‬ ‫الفئة وتثمن عاليا روح الصمود‬ ‫الذي أبانت عنه التنسيقية الوطنية‬ ‫لألساتذة المتدربين وإصرارها على‬ ‫النضال لتحقيق مطلبها‪.‬‬ ‫ــ تندد بأسلوب فرض األمر‬ ‫الواقع تجاه عدد من الملفات أبرزها‬ ‫التقاعد والمعاشات المدنية الخاصة‬ ‫بالصندوق المغربي للتقاعد وتعتبر‬ ‫تمرير ه��ذه المشاريع التخريبية‬ ‫حلقة جديدة من الهجوم على الشغيلة التعليمية وعموم المأجورين‪،‬‬ ‫ومُقدِّمة لنقل الهشاشة لقطاع الوظيفة العمومية وعلى رأسه التعليم‬ ‫العمومي وخوصصته‪.‬‬ ‫ــ‪ ‬تنبه لكون أي تمرير قسري لهذه المشاريع سيعمل على تفكيك‬ ‫الوظيفة العمومية وينعكس على الحقوق األساسية للعامالت والعاملين‬ ‫بها‪.‬‬

‫ــ تثمن احتجاجات ضحايا النظامين األساسيين ‪ 85‬و‪2003‬‬ ‫وتطالب الحكومة ووزارة التربية الوطنية االستجابة لمطالب هذه الفئة‬ ‫وتسريع تسوية ملف أطر اإلدارة التربوية بمختلف األسالك‪..‬‬ ‫ــ تطالب بالتسريع بتلبية مطالب النقابة الوطنية للعاملين‬ ‫بالتعليم العالي على مستوى وزارة التعليم العالي والمكتب الوطني‬ ‫لألعمال الجامعية االجتماعية والثقافية وتطالب بفتح حوارات جادة‬ ‫ومسؤولة‪.‬‬ ‫ــ تؤكد تضامنها الالمشروط‬ ‫مع كل الحركات االحتجاجية ذات‬ ‫العمق االجتماعي والديمقراطي‬ ‫وال��ح��ق��وق��ي وت��دع��م مطالب‬ ‫الجماهير الشعبية إلقرار حقوقها‬ ‫ف��ي الشغل والصحة والتعليم‬ ‫وال��س��ك��ن وال��ح��ري��ة وال��ع��دال��ة‬ ‫والمساواة الفعلية‪.‬‬ ‫ـ���ـ‪ ‬ت��ث��م��ن االح��ت��ج��اج��ات‬ ‫التعليمية ع��ل��ى المستويات‬ ‫الجهوية واإلقليمية والمحلية‬ ‫التضامنية مع األساتذة المتدربين‬ ‫وتدعو مكاتب فروع الجامعة إلى‬ ‫خ��وض النضاالت في المناطق‬ ‫كلما أمكن بتنسيق مع النقابات‬ ‫أو ب��ش��ك��ل ف�����ردي‪ ،‬وتُ��ع��ط��ي‬ ‫ال��ص�لاح��ي��ة للمكتب الوطني‬ ‫للجامعة الوطنية للتعليم الختيار‬ ‫الوقت المناسب وشكل االحتجاج‬ ‫المالئم‪ ،‬بتنسيق مع النقابات أو‬ ‫بشكل فردي‪ ،‬للمساهمة في صد‬ ‫الهجوم الرجعي للحكومة‪ ..‬وتدعو‬ ‫نساء ورجال التعليم إلى التعبئة‬ ‫المستمرة للدفاع عن التعليم‬ ‫العمومي وعن مصالح الشغيلة‬ ‫التعليمية وإلى التجسيد الفعلي‬ ‫للتضامن مع األساتذة المتدربين‪.‬‬ ‫ــ تدعو إلى تفعيل خالصات‬ ‫المجلس الوطني األخير بالعمل‬ ‫في إط��ار تنسيقيات ‪ /‬أو شبكات‬ ‫محلية وإقليمية وجهوية ووطنية مع النقابات التعليمية وكل اإلطارات‬ ‫الديمقراطية دفاعا عن الحق في التعليم العمومي الموحد وذي الجودة‬ ‫وضدا على اإلجهاز على الحريات النقابية ومن أجل تلبية المطالب‬ ‫العادلة للشغيلــة التعليمية‪ ،‬وبالعمل على تشكيل تنسيقيات‬ ‫وشبكات للدفــاع عن الحريات والحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والبيئية‪..‬‬

‫ذكريات‬ ‫صداقة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كان لي مع صديقي المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي نقاش مفتوح كلما التقيته أو جالسته أو حادثته أو‬ ‫ناظرته في قضايا ثقافية وعلمية ومنهجية‪.‬‬ ‫في السنة الجامعية ‪ 1978-1977‬كنت منشغال بقراءة‬ ‫مصنفات األدب الجغرافي المغربي في الفترة المرينية‪.‬‬ ‫حدثت المرحوم السي عبد اهلل عن رحلة العبدري وقلت‬ ‫له‪ :‬إن أستاذنا عبد القادر زمامة يقول إنه أول من اكتشف‬ ‫العبدري‪ ،‬وعلى التو رد علي السي عبد اهلل‪ :‬بل إن المرحوم‬ ‫محمد الفاسي هو أول من تحدث عنه‪ ،‬ولدي مايثبت ذلك‪،‬‬ ‫ثم قام رحمه اهلل وسلمني بعض األعداد األولى من مجلة‬ ‫‹‹دعوة الحق›› حيث ذكر فيها أن المرحوم محمد الفاسي‬ ‫كان له اسم حركي ضمن الوطنيين هو العبدري؛ وهي‬ ‫رحلة حجازية وفهرسة مرويات حظيت من طرف العلماء‬ ‫باختصارها واعتمادها مادة دراسية ومصدر نقول‪ .‬كما‬ ‫كانت موضوع نقد وعناية من طرف المستعربين‪ .‬وكان أول‬ ‫من اهتم بتحقيقها هو األستاذ أحمد بن جدو من الجزائر‪.‬‬ ‫وقلت لصديقي المرحوم سيدي عبد اهلل‪ :‬إن التحقيق‬ ‫الذي أنجزه األستاذ المرحوم محمد الفاسي ال يخلو من‬ ‫مالحظات‪ .‬فقال لي رحمه اهلل‪ :‬وماهي مالحظاتك عليه؟‬ ‫فأجبته‪:‬‬ ‫• قام المرحوم محمد الفاسي بتحقيق متن الرحلة دون‬ ‫التأكد من أن المخطوط منشور‪..‬ولكني أرى مع ذلك أن‬ ‫تحقيق التحقيق وارد في هذا العمل وفي غيره‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫تحقيق األستاذ أحمد بن جدو اعتمد متنا مبتورا‪.‬‬ ‫• ذكر األستاذ محمد الفاسي رحمه أن عدد نسخ الرحلة‬ ‫في الخزانات العامة والخاصة في المغرب يفوق العشرين‪،‬‬ ‫لكنه لم يفاضل بين هذه النسخ‪ ،‬ولم يرتبها وفق ما لها من‬ ‫اعتبار؛ وهذا من صميم عمل المحقق‪ ،‬وهو تقدير كل نسخة‬ ‫باالعتماد على ضوابط‪ :‬الكمال‪ ،‬الوضوح‪ ،‬القدم‪ ،‬المقابلة‪.‬‬ ‫• لم يشر األستاذ المرحوم الفاسي إلى نسخ الرحلة‬ ‫العبدرية التي توجد خارج المغرب‪ ،‬باستثناء نسختين‪ ،‬األولى‬ ‫في ليدن‪ ،‬والثانية في باريس‪.‬‬ ‫د ‪ -‬فحص األستاذ الفاسي جميع نسخ الرحلة الموجودة‬ ‫في المغرب‪ ،‬غير أنه لم يحدد لنا نتائج هذا الفحص‪ ،‬بل‬ ‫انصرف بالكلية إلى نسختين بالخزانة العامة بالرباط‪ ،‬ونحن‬ ‫ال نفهم لماذا تم االقتصار عليهما‪ .‬لم يتطرق األستاذ محمد‬ ‫الفاسي إلى الكيفيات التي تعامل بها نساخ نص العبدري‪،‬‬ ‫ولم يشر إلى الفروق بينها من حيث الزيادة والنقصان‬ ‫والخطأ والتحريف والتصحيف وغير ذلك‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬لم يهتم األستاذ محمد الفاسي بتخريج اآليات‬ ‫القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬واألمثال واآلراء واألقوال‪ ،‬وهذا‬ ‫عمل يدخل في صلب التحقيق الذي يتطلب تعقيبا لما ورد‬ ‫في النص بالنقد أو بالبيان أو بالتكميل‪.‬‬ ‫و ‪ -‬لم يهتم األستاذ محمد الفاسي بشرح الغريب‪،‬‬ ‫وأسهب في شرح كلمات مألوفة مثل كلمة الحوت وكلمة‬ ‫الجحش‪ .‬أما األعالم البشرية التي يتجاوز عددها في المتن‬ ‫الثمانمائة فقد ترجم لواحد منها فقط‪ ،‬هو أبو محمد صالح‬ ‫الماكري‪ ،‬واعتمد في ترجمته على مصدر حديث هوكتاب‬ ‫‹‹ آسفي وما إليه›› للكانوني‪ ،‬ونفس المالحظة تنصرف‬ ‫إلى األعالم الجغرافية‪ ،‬حيث يناهز عددها األربعمائة اكتفى‬ ‫المحقق بالتعريف منها باثنين‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬يالحظ أن النص المحقق عار من التشكيل‪ ،‬بينما‬ ‫النص زاخر بأعالم مشتبه فيها وبمواقع جغرافية وآيات‬ ‫قرآنية وكلمات غريبة‪.‬‬ ‫• إذا كان وضع عالمات الترقيم ييسر للقارئ التواصل‬ ‫السليم مع النص؛ فإن المتن المحقق يكاد يخلو منها‪.‬‬ ‫سردت على صديقي المرحوم سيدي عبد اهلل بعجالة‬ ‫هذه الملحوظات التي مازلت أحتفظ بها مفصلة في البحث‬ ‫الذي أنجزته منذ حوالي ‪ 38‬سنة‪ ،‬فقال لي‪ :‬هذه مالحظات‬ ‫مهمة‪ ،‬وأنا أريد أن أسمع منك أكثر‪ .‬فقلت له‪ :‬في اللقاء‬ ‫المقبل‪ ،‬سيكون لنا حديث حول – النص في حد ذاته‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫مجزرة «الخميس األسود»‬

‫• تنديد �شعبي بالإفراط يف ا�ستعمال القوة‬ ‫• هل خرقت القوات العمومية الد�ستور بتعنيفها لأ�ساتذة الغد؟‬ ‫• ح�صاد ُيكذب ادعاء الرئي�س ‪« :‬واهلل ما يف ر�أ�سي �شيء»‪...! ‬‬ ‫• احلكومة «�سقطت» يف �أعني ال�شعب قبل �أن ي�سقطها غ�ضب ال�شعب !‬ ‫خميس أسود‪ ،‬عاشه أساتذة الغد‪ ،‬اعتبر انتكاسة‬ ‫حقيقية لمسيرة الديمقراطية بالمغرب‪ ،‬حين عمدت‬ ‫القوات العمومية إلى ممارسة «هواية» العنف‪ ،‬التي‬ ‫ألفناها منها‪ ،‬ضد المحتجين المطالبين بحماية ما‬ ‫اعتبروه «مكاسب» مهنية وأخالقية‪.‬‬ ‫سالت دماء زكية على الرصيف‪ ،‬في أنزكان‪ ،‬كما‬ ‫في البيضاء ومراكش‪ ،‬وفي غيرها من الحواضر‪ ،‬ألن‬ ‫التدخل «األمني» لم يضع للعنف حدودا جغرافية ولم‬ ‫يراع في ممارسته اعتبارات أخالقية أو حضارية حين‬ ‫انقض على المحتجين المسالمين‪ ،‬يهشم رؤوسهم‪،‬‬ ‫ويكسر ضلوعهم‪ ،‬و «يشبعهم» هراوة وركال ورفسا‬ ‫وسبا وتنكيال وإهانة وإرهابا ‪ ،‬كما هو موثق في‬ ‫مئات الصور واألشرطة‪ ،‬التي استفزت مشاعر المواطنة‬ ‫لدى المغاربة في الداخل والخارج‪ ،‬وأثارت موجة من‬ ‫االستنكار في المحافل السياسية الوطنية‪ ،‬والمنظمات‬ ‫األهلية ‪ ،‬ولدى هيئات حقوقية مغربية وأجنبية‪ ،‬وداخل‬ ‫البيجيدينفسه‪.‬‬ ‫قيادات في هذا الحزب‪ ،‬اعتبرت أن» دماء أساتذة‬ ‫الغد»‪ ،‬ليست رخيصة إلى هذا الحد‪ ،‬وأن سيالن الدم لن‬ ‫يرغمهم على التراجع عن مطالبهم ألن مشاكل الوطن‬ ‫لن تجد طريقها للحل إال بالحوار» (عزيز الكرماط‪ ،‬لجنة‬ ‫الداخليةبالبرلمان)‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي هاجم الوزير بنعبداهلل‪ ،‬زعيم‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬طريقة التعاطي مع احتجاجات‬ ‫األساتذة المتدربين‪ ،‬وأكد أن حق التظاهر السلمي‬ ‫مكفول للمواطنين وهو من «مقومات الدستور»‪،‬‬ ‫صرح وزير العدل و»الحريات»‪ ،‬مصطفي الرميد‪ ،‬بأن‬ ‫الصور التي اطلع عليها ــ إن كانت صحيحة ــ «مستفزة‬ ‫وغير مقبولة»‪.‬‬

‫العدالة والتنمية يندد‬

‫في حين عبر رئيس المجلس الوطني للعدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬رسميا‪ ،‬عن موقف حزبه الرافض‬ ‫لالعتداءات األخيرة على األساتذة المتدربين‬ ‫بالعديد من المدن المغربية‪ .‬أما أحمد الريسوني‬ ‫الذي يحشر أنفه في كل شيء ويفهم من تصريحاته‬ ‫المستفزة‪ ،‬أنه وصي على السياسة واألخالق‬ ‫والدين والمجتمع بالمغرب‪ ،‬فقد اصطف إلى جانب‬ ‫الحكومة في تصريح يمجد إنجازات بنكيران «التي‬ ‫يشهد بها المراقبون والمحللون الدوليون»‪ ،‬وقال‬ ‫إن القمع الذي ووجه به المحتجون المسالمون‬ ‫«محاولة لطمس إنجازات الحكومة»‪....!!! ‬‬ ‫وتبرأ عدد من أعضاء هذا الحزب ومنتخبيه‬ ‫والمتعاطفين معه‪ ،‬في مختلف جهات البالد‪ ،‬من‬ ‫رئيس الحكومة بسبب قمع األساتذة‪ ،‬وكتبوا على‬ ‫صفحاتهم الشخصية رسائل تنديد بهذه الوقائع‬ ‫األليمة‪ ،‬بل وقدموا اعتذارا للشعب المغربي‪، ،‬‬ ‫األمر الذي أثار العديد من التعليقات الساخرة من‬ ‫حزب العدالة والتنمية الذي لقبه بعضهم «بحزب‬ ‫الزرواطة»‪....! ‬‬ ‫قصة اإلجهــاز األمنــي على «أساتـذة الغد»‬ ‫معروفة فصولها وتفاصيلها‪ ،‬لدى الرأي العام‬ ‫الذي استنكرها واعتبر أنها تتنافى مع الدستور‬ ‫ومع أخالق التعامل بين السلطة‪ ،‬بكل فصائلها‪،‬‬ ‫والمواطنين‪ ،‬كما أن العالم الذي يترصد خطانا ‪،‬‬ ‫وأخطاءنا ‪ ،‬والذي غزته مشاهد القوات العمومية‬ ‫وهي تفتك بشبابنا‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬ال فرق‪ ،‬قد تكون‬ ‫ترسخت لديه فكرة أننا في المغرب‪ ،‬نمارس‪،‬‬ ‫فعال‪« ،‬لعبة الديمقراطية»‪ ،‬بكل ما يفترض اللعب‬ ‫من استهتار واستخفاف وتلقائية وعفوية‪....‬‬ ‫والمباالة‪....!! ‬‬ ‫ودعوني أبدأ القصة من خاتمتها‪ ،‬أو ما يمكن‬ ‫اعتباره بداية الخاتمة‪ ،‬ألن «المعركة» مرشحة‬ ‫لتطورات قد تكون مفاجئة للجميع‪ ،‬وقد تؤثر على‬ ‫مسار حزب انطلق من خلفية إنكار شيء اسمه‬ ‫الديمقراطية والحرية وحقوق االنسان‪.....‬‬

‫حصاد في مواجهة بنكيران‬ ‫كل شيء في راس رئيس الحكومة‪! ‬‬

‫فاجأ وزير الداخلية ممثلي األمة والشعب المغربي‬ ‫قاطبة‪ ،‬حين دعي للرد على استفسارات المستشارين‬ ‫حول ما جرى في إنزكان ومراكش والبيضاء‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫عرضه بمحاولة «ذكية» لجر نواب األمة إلى صفه‪،‬‬ ‫وإقناعهم بأن ما جرى هو‪ ،‬بالضبط‪ ،‬ما كان يجب أن‬

‫يجري‪ ،‬في دولة الحق والقانون‪ ،‬وبتوافق وتنسيق مع‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬الذي لجأ إلى القسم لينفي علمه بما‬ ‫وقع لألساتذة المتدربين‪.‬‬ ‫«واهلل ما في راسي شي»‪ ،‬بهذا رد بنكيران على‬ ‫وزير الداخلية‪ ،‬وعلى استفسارات الصحافيين‪ ،‬ولو أنه‬ ‫أقر بمسؤوليته المعنوية على قرار التعنيف‪ ،‬ألنه «رئيس‬ ‫الحكومة‪....».‬واعترض بنكيران على وصف رجال األمن‬ ‫برجال القمع‪ ،‬ألنه أمر «غير مقبول» وألن األمن سابق‬ ‫على كل شيء» ‪ .‬وعاد للقسم بأغلظ األيمان أنه لن‬ ‫يتراجع عن «المرسومين‪ ،‬ولو أدى ذلك لسقوط‬ ‫الحكومة‪.»...!!! ‬‬ ‫ونود أن نطمئنه إلى أن الحكومة «سقطت»‪ ،‬فعال‪،‬‬ ‫في أعين الماليين من مناهضي اإلفراط في استعمال‬ ‫العنف ضد شباب هذا البلد‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬وضد اإلهانات‬ ‫التي يتلقاها المتظاهرون ضد عدم وفاء الحكومة‬ ‫بوعودها‪ ،‬حتى أصبحت صناديق القمامة في كل‬ ‫حاضرة من حواضر المملكة‪ ،‬مصدر عيش المئات من‬ ‫مواطني مغرب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫القوات العمومية حريصة‬ ‫على تفادي العنف‪! ‬‬

‫وزير الداخلية بدأ حديثه بأن طلب من أعضاء‬ ‫مجلس المستشارين أن يكونوا متأكدين من أن‬ ‫السلطات والقوات العمومية أحرص الناس على تفادي‬ ‫العنف ‪ ،‬وقال إن المغرب يشهد كل يوم فوق الخمسين‬ ‫تظاهرة ‪ ،‬تمر كلها بسالم‪« .‬نحن سلميون» قال‪ .‬وال‬ ‫عودة للعنف‪ ،‬إال إذا كان األمر يتعلق بمظاهرات تمس‬ ‫بسالمة أناس آخرين ال ذنب لهم وال مصلحة لهم في‬ ‫ذلك‪« .‬إذاك ‪ ،‬من حقنا أن نتدخل»‬ ‫عند هذه النقطة بالذات نرد على الوزير أن وجود‬ ‫خمسين تظاهرة يومية‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬أي فوق ‪ 18‬ألف‬ ‫مظاهرة في السنة‪ ،‬حجة على الحكومة ال لها‪ ،‬ألن حجم‬ ‫هذه التظاهرات يدل على ضخامة حجم االختالالت‬ ‫الحاصلة في تسيير الشأن العام‪ .‬وبالتالي كان يجب‬ ‫على الحكومة «أن تراجع أوراقها» وتعمل على اتخاذ‬ ‫القرارات المناسبة و الوقت المناسب‪ ،‬ووفق شروط‬ ‫الحوار والتوافق‪....‬نمر‪! ‬‬ ‫الوزير استعرض بعد ذلك بعض تفاصيل مظاهرات‬ ‫أساتذة الغد ‪ ،‬بدء من «دخولهم «عملية تصعيدية» من‬ ‫أجل إسماع مطالبهم‪ .‬وسعوا إلى حشد تأييد التالميذ‬ ‫واألساتذة كما أنهم قرروا تنظيم مسيرات‪ ،‬بدافع من‬ ‫«منظمة معروفة لدى البرلمانيين (‪....) ! ‬‬

‫ونرد بأن من حق المحتجين تصعيد احتجاجاتهم‬ ‫كمواطنين أحرارا ومسؤولين‪ ،‬ما داموا مؤمنين بأن‬ ‫ذلك يخدم قضيتهم التي يعتبرونها «عادلة»‪ .‬أما‬ ‫سعيهم لحشد تأييد تالميذ وأساتذة المدارس‪ ،‬فهذا‬ ‫أمر انكروه في تصريحاتهم ومع ذلك فإن الحكومة لم‬ ‫تقدم دليال عليه‪.‬‬ ‫قال الوزير إن قرار تنظيم المسيرات مقنن‪ ،‬وخاضع‬ ‫للترخيص بعد القيام بإجراءات «قانونية‪ ،‬لتمكن‬ ‫الحكومة من حماية مصالح الغير معنيين بالمسيرة‪.‬‬ ‫في هذا الباب‪ ،‬يصح قوالن‪ ،‬فمن زاعم أن‬ ‫المسيرات السلمية ال تخضع لترخيص مسبق‪ ،‬ومن‬ ‫معترض على غياب تحديد دقيق لمفهوم المسيرات‬ ‫السلمية‪ .‬والمتناظرون في هذا الشأن جلهم من‬ ‫رجال القانون ومن الحقوقيين الذين يستدلون لدعم‬ ‫آرائهم‪ ،‬بفتاوى دستورية قاطعة‪ .‬ثم إن الدستور ينص‬ ‫في فصله ‪ 22‬على «عدم المس بالسالمة الجسدية أو‬ ‫المعنوية ألي شخص ‪ ،‬في أي ظرف ومن قبل أي جهة‬ ‫كانت خاصة أو عامة‪ ،‬وعدم معاملة الغير معاملة قاسية‬ ‫ال إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة اإلنسانية»‪ .‬فهل‬ ‫يبطل مفعول الدستور قرار حكومي‪ ،‬أو مرسوم‪ ،‬أو‬ ‫مذكرة وزارية تعميمية؟‪....! ‬‬ ‫يقول الوزير إنه وصلته أخبار أن تلك المسيرات‬ ‫البد وأن تخلق مشاكل‪ ،‬خاصة وأن السلطات لم‬ ‫تبلغ ال بتوقيت المسيرة وال بمسارها وال أيضا بعدد‬ ‫المشاركين فيها‪...‬ولهذا‪ ،‬وتطبيقا للقانون وباتفاق‬ ‫مع رئيس الحكومة تم اتخاذ قرار منع تلك المسيرات ‪،‬‬ ‫«حماية لناس آخرين»‪ .‬المنع تم تبليغه للمعنيين باألمر‬ ‫حيث إن المشاركين في كل من فاس وطنجة‪ ،‬تفرقوا‬ ‫حين تم إعالمهم‪.‬‬ ‫وللوزير نقول إن القوات العمومية «تصدت» لتجمع‬ ‫أساتذة طنجة بساحة إيبيريا‪ ،‬و طوقتهم وأرغمتهم على‬ ‫تحويل مسيرتهم نحو األزقة المجاورة للساحة ليتم‬ ‫تفريقها ليعودوا إلى التجمع بأعداد كبيرة ‪ ،‬وقد حاول‬ ‫بعض رجال القوات العمومية استفزاز المتظاهرين‬ ‫واالحتكاك بهم‪ ،‬إال أن رؤساءهم تمكنوا من ردعهم ولم‬ ‫تسجل إال حاالت إغماء قليلة‪ ،‬حاول بعدها المتظاهرون‬ ‫التوجه لساحة األمم‪ ،‬إال أن القوات العمومية كانت قد‬ ‫حاصرت الموقع بشكل يمنع الوصول إليه‪.‬‬ ‫أما في الدار البيضاء ومراكش و»أنزكان» فقد‬ ‫تعاملت السلطات األمنية مع المتظاهرين طبقا‬ ‫للقانون خاصة وأنه كان من بينهم «محرضون»‬ ‫وحصل «تدافع» لرجال األمن من طرف المتظاهرين‬ ‫الذين «تعمدوا» السقوط الواحد تلو اآلخر ‪ ،‬بـفعل‬

‫«الخلعة»‪ ،‬والتظاهر بتعرضهم لحاالت إغماء «مفتعلة»‪.‬‬ ‫بعد أن يكونوا قاموا برشق رجال األمن بالحجارة‪« .‬حالة‬ ‫واحدة كان فيها الدم»‪.....‬‬

‫مسيرات سلمية‬

‫ونقول‪ ،‬لقد شهدت مدن كثيرة احتجاجات سلمية‬ ‫لم يحصل فيها ما يعكر صفو األمن‪ .‬والتظاهرات‬ ‫الضخمة التي نظمها أهل طنجة‪ ،‬ضد أمانديس دليل‬ ‫على ذلك‪ ،‬بالرغم من أن القوات العمومية باشرت‬ ‫استفزازات مستمرة ضد المحتجين في الشارع العام‪،‬‬ ‫قابله أهل طنجة بحكمة وبرباطة جأش‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬فقد وصل عدد اإلصابات التي تحدث‬ ‫عنها اإلعالم بكل فصائله فوق المائة‪ ،‬منها ما اعتبرت‬ ‫إصابات خطيرة كالتي تعرضت لها األستاذة لمياء‬ ‫التي أصيبت بكسرين في إحدى الترقوتين وبالقفص‬ ‫الصدري وكذا برضوض كثيرة في وجهها وكتفها‬ ‫وقفصها الصدري‪ ،‬وفي جميع أطراف جسدها ما تطلب‬ ‫نقلها من طرف تنسيقية األساتذة المتدربين ‪ ،‬لمصحة‬ ‫خاصة بالبيضاء من أجل إجراء عملية جراحية‪.‬‬ ‫أما عن وجود «أخبار»تفيد باستغالل المسيرة من‬ ‫طرف «منظمة معلومة» اعتادت الركوب على مشاكل‬ ‫الفئات الهشة من الشعب‪ ،‬أو أن تكون للمسيرة‬ ‫«أهداف أخرى»‪ ،‬أو «نية» في القيام بالشغب ‪ ،‬فقد أكد‬ ‫األساتذة المتدربون استقالل قراراتهم ‪ ،‬وأن ال تأثير‬ ‫ألي جهة على نضالهم من أجل إسماع صوتهم ‪ ،‬ثم‬ ‫إنه يصعب القبول‪ ،‬في كل األحوال‪ ،‬بمبدأ «الحكم على‬ ‫النيات»‪ ، ‬اهلل وحده يتولى السرائر‪....! ‬‬ ‫بنكيران دعا المشاركين في اجتماع المجلس‬ ‫الوطني لحزبه بمدينة سال‪ ،‬إلى أنه ال يجب أن ينسيهم‬ ‫أمر التضامن مع األساتدة بسبب العنف الذي أصابهم‪،‬‬ ‫حقيقة أن رجال األمن «الذين يطبقون األوامر» «راه‬ ‫خوتنا وأوالدنا»‪....‬‬ ‫أما أن يتخذ بنكيران من يشاء ابنا أو أخا‪ ،‬فهذا أمر‬ ‫يخصه ‪ ،‬إال أننا نحن المواطنين ‪ ،‬خاصة الذين اكتووا‬ ‫بهراوات وإهانات «أبناء» و «إخوة» بنكيران‪ ،‬فإنه‬ ‫يصعب علينا بعد اآلن القبول بأي عالقة قربى معهم‪،‬‬ ‫ألن من يرفع العصا في وجه مواطن أعزل ومسالم‪ ،‬نزل‬ ‫إلى الشارع ليطالب بما يعتقد أنه حقه‪ ،‬ارتكب إهانة‬ ‫بليغة في حق الدستور وفي حق المواطنة وفي حق‬ ‫اإلنسيةالمغربية‪.‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫بن كيران ‪:‬‬ ‫و غض الطرف عن الفساد‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫يبدو أننا‪ ،‬في نظر مسؤولي حزب العدالة والتنمية‪ ،‬ال نستحق كشعب إال الشتم والعصا !‬ ‫فقد سجلت حكومة بنكيران‪ ، ‬منذ تنصيبها‪ ،‬أرقاما قياسية من‬ ‫حيث ‪« ‬سلخ» المحتجين على اختالف فئاتهم‪ ،‬من معطلين‬ ‫ومكفوفين ونقابيين وحرفيين‪ ،‬وصوال إلى األطباء واألساتذة‪...‬‬ ‫بدون حياء‪ ،‬تعطى األوامر لحاملي العصي‪« ،‬لسلخ» الناس‬ ‫مهما بلغت أعمارهم أو درجة مرضهم ومعاناتهم‪ ،‬أكثر من‬ ‫هذا سمحت حكومة بنكيران لنفسها أن تقتطع للمضربين من‬ ‫أجورهم‪ ،‬رغم أن فقر األجر أصال هو ما دفعهم لإلضراب‪.‬‬ ‫‪ ‬أتساءل أحيانا أال يخجل بن كيران وهو يرى صور‬ ‫األج��س��اد تتهاوى عليها العصي من كل جانب؟‬ ‫أو ‪ ‬حينما يسمع أن هذا المواطن أو ذاك قد كسرت‬ ‫عظامه ونقل للمستشفى‪ ،‬بسبب أوامر حكومية ال‬ ‫تؤمن إال بالردع العنيف؟‬ ‫ب��ن ك��ي��ران ح��ت��ى وإن سلمنا من‬ ‫«زراويطه» ال يتورع بأن يفحمنا بفمه‪ ،‬وكم‬ ‫مرة نطق بما ال يليق برجل دولة أن ينطق‬ ‫به‪ .‬‬ ‫‪ ‬فلنتكلم قليال ونتذكر معا بعض‬ ‫التصريحات المثيرة التي خرج والزال‬ ‫يخرج بها رئيس الحكومة المغربية‪ ،‬عندما أثير الكثير من الجدل داخل األوساط النسائية‪ ،‬قبل أشهر قليلة‪ ،‬تلك التي أدلى‬ ‫بها‪ ،‬عبد اإلله بنكيران‪ ،‬في لقاء مع فريقه ‪ ،‬عندما تحدث عن النساء‪ ،‬مقسما إياهن إلى «مُكلفات»‪ ،‬وأخريات «رخيصات»‪.‬‬ ‫ولم يجد رئيس الحكومة من مثال لإلشادة بأخالق برلمانيي ومستشاري حزب العدالة والتنمية‪ ،‬غير عالقتهم بالنساء‪،‬‬ ‫مؤكدا أن سلوكاتهم التي أثنى عليها كثيرا‪ ،‬ال تتجاوز الزواج بأكثر من واحدة‪ ،‬وفي بعض األحيان ثالثة‪.‬‬ ‫وعندما خاطب نواب ومستشاري «المصباح» بالقول «أقصى ما تفعلون في الدنيا أن تتزوجوا زوجتين‪ ،‬وقد تجد األخ‬ ‫فرحا بهما‪ ،‬قبل أن يستدرك‪« ،‬بينكن واحد قيل لي أنه تزوج ثالثة»‪ ،‬لتهتز القاعة التي احتضنت اللقاء في المقر المركزي‬ ‫للحزب بحي الليمون بالرباط ضاحكة‪ ،‬وعندما أثنى على «رجال» حزبه‪« ،‬لم تفعلوا عجائب‪ ،‬وال غرائب‪ ،‬ولم تشربوا خمرا‪،‬‬ ‫ال الغالية منها وال الرخيصة‪ ،‬وكل ما عندكم هو زوجة»‪ ،‬مضيفا «المرا (الزوجة) دائماً رخيصة‪ ،‬وغير مكلفة‪ ،‬والعشيقة دائماً‬ ‫مكلفة‪ ،‬ألنها تريد أن تأخذ منك كل شيء»‪.‬‬ ‫و في آخر تصريح له عقب التعنيف الخطير‪ ،‬لذي طال أساتذة متدربين‪ ،‬كل همهم العيش الكريم‪ ،‬يقول بن كيران‪ ،‬أن‬ ‫التعاطف مع األساتذة المتدربين قد تنتج عنه الكوارث‪ ،‬وأن التعاطف وجب أن يكون مع رجال األمن وقوى القمع ألنها هي‬ ‫من تضمن األمن حين ينام الشعب وأنهم من أبناء الشعب‪ ،‬لكن األروع هو وصفه الحركة االحتجاجية لألساتذة المتدربيين‬ ‫أنها غير مشروعة وأنه للقيام بمسيرة وجب الحصول على ترخيص ولكن الجيش األزرق يرد كما العادة وبقوة ويتساءل ‪:‬‬ ‫وهل ما وقع في الخميس األسود ليس كارثة بكل المقاييس ؟ وهل سهر رجال األمن على حفظ األمن يمنحهم الصالحيات‬ ‫المطلقة للقيام بتدخالت عنيفة تنتهك فيها حقوق اإلنسان‪،‬عكس ما ورد في الدستور في فصله ‪22‬؟؟؟؟؟‪ ‬‬ ‫موظفو الدولة الصغارسيتعرضون ألزمة كبيرة بسبب االقتطاعات التي ستنتقل من ‪ 10‬في المائة إلى ‪ 11‬في هذه‬ ‫السنة ‪ ،2016‬لتصل إلى ‪ 14‬في المائة سنة ‪.2019‬وانطالقا من هذه العمليات فستعرف أجور الموظفين تراجعا هاما بدء‬ ‫من ‪.2016‬‬ ‫رجوعا الى األساتذة المتدربين‪ ،‬كانت آلة القمع التي تم توجيهها لهم‪ ،‬هي لغة الحوار التي اختارتها الحكومة لطي‬ ‫هذا الملف‪ ،‬ولكن يجب أن يعلم الجميع لماذا سالت دماء هؤالء األساتذة‪ ،‬ولكي نجعل الجميع أمام الصورة إليكم االسباب ‪:‬‬ ‫األساتذة المتدربون نزلوا إلى شوارع المملكة بجميع المدن المغربية إلسقاط المرسومين الوزارييْن المشؤومين‪:‬‬ ‫فاألول يقضي بفصل التكوين عن التوظيف‪ ،‬ما سيحرم خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من التوظيف‬ ‫المباشر‪ ،‬أما الثاني ينص على تقليص المنحة الشهرية للمُكوَّنين من ‪ 2454‬إلى ‪ 1200‬درهم‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فالمناصب التي صدرت في قانون المالية ‪ ،2016‬ال تتعدى ‪ 7000‬منصب‪ ،‬لكن عدد الذين تم‬ ‫قبولهم في مراكز التكوين يبلغ ‪ 10000‬أستاذ متدرب وهنا نتساءل عن مصير ‪ 3000‬الباقية أي أن األمر برمته فيه تالعب‬ ‫منذ البداية وبروبكندا انتخابية ال غير‪.‬‬ ‫ثم ال يمكن اأن ننسى على أن هناك فئة بلغت ‪ 45‬سنة ومعظمهم قضى سنوات في سد الخصاص‪ ،‬قبل أن يلجوا‬ ‫مراكز التكوين‪ ،‬ليصبحوا على مشارف بلوغ السن المشار إليه‪ ،‬فهذه مأساة حقيقية لهذه الفئة «التي سيحرمها القانون من‬ ‫ولوج الوظيفة العمومية»‪ ،‬ما ينعكس «سلبا» على حياتها‪.‬‬

‫‪ ‬ربما يغيب عن السيد بن كيران أن المغاربة األحرار‬ ‫ال يعرفون لغير الصدق طريقا في معامالتهم‪ ،‬وال‬ ‫ينكثون ما قطعوا على أنفسهم من وعود ولو بضرب‬ ‫أعناقهم‪ ،‬كيفما كانت اإلكراهات‪ ،‬وال يلتزمون إال بما‬ ‫هم قادرون على إنجازه‪ ،‬وإذا ما تعذر عليهم األمر‬ ‫ألسباب خارجة عن إرادتهم‪ ،‬فإنهم ال يجدون‬ ‫حرجا في اإلقرار بذلك وتقديم االعتذار‪ ،‬كما هي‬ ‫دوما شيم الكبار‪ .‬بيد أننا لألسف‪ ،‬لم نجد ذات‬ ‫المواصفات في شخصية الرجل الثاني بهرم‬ ‫السلطة‪ ،‬واألمين العام لحزب «العدالة والتنمية»‬ ‫ذي المرجعية اإلسالمية‪ ،‬المفروض فيه أن يكون أكثر حرصا على التحلي بالقيم األخالقية الرفيعة‪ ،‬كالصدق والوفاء والعدل‬ ‫والحلم والصبر والتواضع‪ ...‬بدل إطالق الكالم على عواهنه والنزوع إلى االستعالء واالستبداد بالرأي‪.‬‬ ‫‪ ‬لم يكن عليه أن يعد المواطنين بما ال يتوافق وقدرته على الوفاء به‪ ،‬حفاظا على مشاعر الناس ومصداقيته وسمعة‬ ‫حزبه؟‪ ،‬فأين نحن من «المعقول» الذي طالما صدّع به رؤوسنا؟ وماذا لو اعترف بفشل تجربته بجرأة وصراحة‪ ،‬بدل التملص‬ ‫من المسؤولية تحت مسوغات واهية‪ ،‬من قبيل منطق المؤامرة‪ ‬والظهور بصورة الضحية؟ فبن كيران‪ ،‬مباشرة بعد توليه‬ ‫رئاسة الحكومة‪ ،‬حاد عن «الصراط المستقيم» الذي كان ينبغي له السير عبره‪ ،‬في اتجاه ما تعاقد عليه مع من منحوه‬ ‫أصواتهم متوسمين فيه الخير‪ ،‬مقابل الوفاء بوعوده‪ :‬القضاء على مظاهر الفساد واقتصاد الريع والمحسوبية‪ ،‬تخليق الحياة‬ ‫العامة‪ ،‬تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بما يضمن لهم العدالة االجتماعية والحرية والعيش الكريم‪ ،‬تقليص‬ ‫عدد الوزارات إلى‪ 25 ‬وزارة‪ ،‬تشبيب أعضاء الحكومة والقطع مع وزراء السيادة والتكنوقراطيين‪ ،‬تخفيض معدل‬ ‫المديونية‪ ،‬ووضع استراتيجية تنموية متكاملة ومندمجة‪ ،‬تعود بالنفع على البالد والعباد‪ ،‬وو وو ‪..........‬‬ ‫لكن الطريق الذي سلكه رئيس الحكومة‪ ،‬طريق التراجع عن التزاماته واعتماده خيارات الشعبية رهيبة‪ ،‬ساهمت في‬ ‫تأزيم األوضاع وتأجيج الغليان الشعبي في جميع القطاعات الحيوية بالبالد‪ ،‬والمتجلية أساسا في العفو عن المفسدين‬ ‫وناهبي المال العام‪ ،‬وتحرير أثمان المحروقات والسعي إلى إلغاء صندوق المقاصة‪ ،‬مما انعكس على القدرة الشرائية‬ ‫للمواطنين‪ ،‬عبر الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الغذائية وفواتير الماء والكهرباء‪ ،‬واتساع دائرة الفوارق االجتماعية‬ ‫وارتفاع معدالت البطالة والفقر واألمية والهدر المدرسي‪ ،‬اإلجهاز على المكتسبات‪ ،‬إثقال كاهل البالد بالمديونية رغم جودة‬ ‫المواسم الزراعية وانخفاض سعر البترول في األسواق العالمية ومساعدات الدول الخليجية‪.‬‬ ‫‪ ‬فطريقه كان رهن مستقبل األجيال الصاعدة للمجهول‪ ،‬إهمال ساكنة العالم القروي‪ ،‬قمع االحتجاجات ومصادرة‬ ‫الحريات النقابية والعامة‪ ،‬تجميد الترقيات والتعويضات العائلية‪ ،‬تجاهل الديمقراطية التشاركية وتغييب الحوار االجتماعي‪...‬‬ ‫فضال عما حمله مشروع قانون المالية لسنة‪ 2016 ‬ومشروعه االنفرادي حول إصالح منظومة التقاعد‪ ،‬من إحباط وخيبة‬ ‫أمل كبيرين‪.‬‬ ‫ناهيكم عن تعطيل تفعيل مقتضيات الدستور‪ ،‬والتنازل عما يخوله له من صالحيات واسعة‪ ،‬لم يحظ بها سابقوه‪ ،‬دون‬ ‫االكتراث بما قدمته القوى السياسية والديمقراطية‪ ،‬من تضحيات في سبيل انتزاعها‪ .‬وحصر نفسه في زاوية ضيقة ‪،‬فال‬ ‫شأن له بترسيخ مبادئ المساواة والمناصفة وتنزيل الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة‪...‬‬ ‫واألخطر من ذلك كله‪ ،‬أنه بمجرد ما اطمأن إلى حصيلة حزبه في االنتخابات الجهوية والجماعية‪ ،‬حتى تفتحت شهيته‬ ‫على المزيد من التدابير القاسية‪ ،‬معتبرا النتائج «المبهرة» تزكية شعبية لسياسته التفقيرية‪ ،‬ولم يعد يحفل باالحتجاجات‬ ‫المتصاعدة وتهديد المركزيات النقابية بإضراب عام ثان في دجنبر‪ ،2015 ‬حيث أصبح هاجسه األكبر هو تغيير قانون حزبه‬ ‫للظفر بوالية ثالثة على رأس األمانة العامة‪ ،‬بعدما تبين له احتمال الفوز ثانية في تشريعيات‪2016 ‬القادمة‪...‬‬

‫حول المرسوم األول‬

‫«كما تكونوا يولّى عليكم»‬

‫طبقا لهذا المرسوم سيجتاز الطلبة الموجزون مباراة الدخول إلى المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لالستفادة‬ ‫من تكوين لمدة سنة واحدة بعدها يحصلون على شهادة التأهيل‪ .‬هذه الشهادة ال تسمح بتوظيفهم كما كان األمر في‬ ‫السابق قبل المصادقة على المرسوم المشؤوم‪ ،‬بل تكمن أهميتها في تمكينهم من المشاركة في مباراة أخرى تفتح‬ ‫فيما بعد من أجل التوظيف‪ ،‬ستشرف عليها الوزارة والمركز الوطني للتقويم لالمتحانات‪ ،‬وهذا يعتبر تراجعا خطيرا يمس‬ ‫أحد أهم القطاعات االجتماعية التي كانت تساهم في توظيف شريحة عريضة من أبناء الوطن وتساعدهم على الترقي‬ ‫االجتماعي‪ .‬إذ سيكون الطالب المجاز مضطرا الجتياز ثالث مباريات قبل أن يتمكن من الحصول على وظيفة في قطاع‬ ‫التعليم‪ :‬مباراة دخول المراكز الجهوية ومباراة التخرج منها والحصول على شهادة التأهيل ثم المباراة الثالثة وهي األهم‬ ‫للتوظيف‪ ،‬وذلك حسب الحاجيات وبمراعاة المناصب المالية المحددة في قانون المالية موزعة على التخصصات واألسالك‬ ‫واألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪.‬‬

‫البديل هو أن يتحمل الشعب مسؤوليته‪ ،‬وال يمكن أن يتحمل الشعب مسؤوليته في إحداث تغيير حقيقي وجوهري‬ ‫بالمغرب إذا لم تتحمل النخبة السياسية مسؤوليتها في القيادة والتضحية والتربية والتثقيف والتوعية والتأطير‪ .‬جزء كبير‬ ‫من النخبة السياسية ولألسف الشديد إما فاسد أو مستفيد بشكل أو آخر من األوضاع الحالية‪ ،‬لذلك فحين نتحدث عن‬ ‫ضرورة التغيير العميق يقول البعض نريد االستقرار‪ ،‬لنجد أنفسنا أمام معادالت مغلوطة‪ ،‬إما استبداد واستقرار أو فوضى‬ ‫وتغيير‪ .‬الكل يريد االستقرار وال يريد الفتنة لهذا البلد‪ ،‬لكن نريد في نفس الوقت أن تتغير األوضاع السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية تغييرا ملموسا‪ ،‬نريد استقرارا كريما وال نريد استقرار «الحكرة» والظلم والهوان‪ .‬نريد استقرار اإلنسان وليس‬ ‫استقرارا على حساب اإلنسان‪ .‬وهل اإلنسان الفقير يعرف استقرارا؟ وهل المهمش والمقصي يعرف استقرارا؟ وهل الذي لم‬ ‫يتلق تربية مناسبة وتعليما مناسبا يعرف استقرارا؟ وهل المظلوم يعرف استقرارا؟ وهل الشاب صاحب الشهادة العليا الذي‬ ‫ال يجد عمال كريما يعرف استقرارا؟ وهل الكهل المعوز الذي لم يستطع أن يتزوج بعد يعرف استقرارا؟ الجمع بين األمرين‪،‬‬ ‫أي االستقرار والتغيير العميق‪ ،‬وإن كان صعبا يبقى ممكنا متى ما توفرت إرادات صادقة ومتى ما كان هناك نضج سياسي‪ .‬ما‬ ‫نعيشه في المغرب هو نوع من المناورة المكشوفة لكن مع ذلك تصر بعض القوى السياسية التي كان يمكن أن يكون لها‬ ‫دور مهم في الضغط من أجل تحقيق تغيير حقيقي‪ ،‬تصرّ على تسمية ذلك تغييرا‪ ،‬وتمنّي نفسها ومعها الشعب بأماني‬ ‫وآمال بدأ يتضح منذ األيام األولى أن الكثير منها مجرد سراب‪ ،‬ال نريد أن نعدّد التراجعات الكثيرة وال نريد الخوض في‬ ‫التبريرات المتناقضة لتلك التراجعات‪ ،‬كما ال نشكك في النوايا‪ ،‬ولكن النوايا‬ ‫وحدها ال تكفي في المجال السياسي‪ ،‬الذي هو مجال المنافسة والتدافع‪ ،‬إذا‬ ‫لم نقل مجال المكر والخديعة‪ .‬لذلك نخشى أن نسمع غدا خطابا من قبيل‬ ‫أنه غرر بنا أو أن هناك جيوبا لمقاومة التغيير أو أن المشاكل كانت أكبر مما‬ ‫كنا نتصور‪ ...‬سيكون هذا الخطاب من قبيل الضحك على ذقون المغاربة‬ ‫بعد أن يكون أصحابه قد أسهموا في إضاعة فرصة تاريخية لتغيير حقيقي‪.‬‬

‫حول المرسوم الثاني‬

‫وبخصوص المصادقة على المرسوم الثاني‪ ،‬فعوض أن تقوم الحكومة بإلغاء تقاعد البرلمانيين والوزراء الذي يستنزف‬ ‫ميزانية الدولة بشكل مهول‪ ،‬لم تجد أمامها إال األستاذ المتدرب الفقير المحتاج المغلوب على أمره حيث قامت بتقليص‬ ‫منحته الشهرية من ‪ 2454‬إلى ‪ 1200‬درهما‪ .‬فهل الحكومة جاءت لحماية‬ ‫الضعفاء أم لرعاية مصالح النخبة وتفقير المواطن البسيط ؟ أين الشعارات‬ ‫التي ما فتئ السيد رئيس الحكومة يرددها بخصوص خدمته لمصالح‬ ‫البسطاء من أبناء هذا الوطن؟ لماذا يتراجع إذن عن منحة المتدربين؟‬ ‫هل لكونهم أغنياء؟ أين هم مستشارو السيد رئيس الحكومة ليوضحوا له‬ ‫خطورة هذا القرار؟ لماذا يتبجح بالزيادة في منح الطلبة الجامعيين في حين‬ ‫يقلص من منحة الطلبة المتدربين؟‬ ‫و نحن كمواطنين يجب أن نعرف جيدا أن الطالب المتدرب يبدأ في‬ ‫بيع هاتفه النقال وأغراضه الشخصية بمجرد تأخر صرف منحته الشهرية‬ ‫(‪ 2454‬درهم) في ظل غالء المعيشة والسكن ووسائل الدراسة (كراء‬ ‫غرفة داخل شقة متواضعة يتطلب حوالي ‪ 700‬درهما شهريا)‪ .‬فهل قدر‬ ‫هذا الطالب المسكين أن يعاني من ضعف المنحة خالل سنوات الدراسة‬ ‫الجامعية ويعاني أيضا من نفس المشكل خالل فترة التدريب؟ كيف لحكومة‬ ‫تدعي نصرة المستضعفين أن تضيق على الطلبة المساكين المقهورين‬ ‫وتحاصرهم بكثرة الزيادات في أسعار المواد األساسية وتقليص منحهم‬ ‫وحرمانهم من التوظيف خدمة ألجندات المؤسسات المالية الدولية؟ كيف‬ ‫يعطي المسؤول األول عن الحكومة لنفسه الحق في االقتطاع من أموال‬ ‫الطلبة الفقراء التي يستخدمونها لسد حاجاتهم المعيشية؟‬

‫إن المرسومين المشؤومين الذين صادق عليهما مجلس الحكومة باقتراح من وزارة التربية‬ ‫الوطنية والذين يمنعان التوظيف عن خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ويقلصان‬ ‫إلى أقل من النصف منحة الطلبة المتدربين‪ ،‬هما إجراءان حقيران قانونيا وأخالقيا نظرا لتضييقهما‬ ‫على الطلبة وعلى بسطاء المواطنين الشباب حاملي الشواهد الجامعية‪ ،‬في الوقت الذي تعبر‬ ‫الحكومة باستمرار عن عجزها الدائم عن المسّ بكبار األغنياء‪.‬‬

‫بن كيران ‪ :‬أخلف الميعاد ‪ ...‬خذل العباد ‪...‬‬ ‫و غض الطرف عن الفساد‬

‫‪ ‬المواطن المغربي له من األنفة ما له‪ ،‬وله من الكرامة ما له‪ ،‬وله من‬ ‫النخوة ما له‪ ،‬وله أيضا من الشراسه ما له‪ ،‬فال تستفزوا شعبا طموحا آمال‪،‬‬ ‫صبورا حليما‪ ،‬وتحولوه إلى وحش مفترس‪ ،‬يفترس نفسه قبل غيره ‪.‬‬

‫‪ ‬نوبتك تفهمنا انت أ سي بن كيران‬ ‫‪ ‬ليس لرئيس الحكومة خيارات عديدة اآلن‪ ،‬فأما أن يراجع نفسه‬ ‫وقراراته الجائرة على المواطن المغربي‪ ،‬وأن يتقي اهلل فينا‪ ،‬أو ينسحب تماما‬ ‫من مهامه ويحفظ ماء وجهه الشاحب‪ ،‬وينقذ هذا البلد من الغضب الشعبي‬ ‫الكبير الذي يشق صدور المغاربة‪ ،‬ويدفعهم إلى كره البلد ومن عليها ‪.‬‬


‫العدد ‪820‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫بيرّة ونبيذ‬ ‫“لهف” المغاربة خالل العام الماضي حوالي ‪8‬‬ ‫أطنان من البيرة والنبيذ والمشروبات الروحية بقيمة‬ ‫تفوق ‪ 36‬مليار سنتيم‪ .‬و “للحقيقة واإلنصاف” ‪ ،‬نسجل‬ ‫أن استهالك “المنغمات” بالمغرب تراجع‪ ،‬نسبيا‪ ،‬عما‬ ‫كان عليه سنة ‪ ،2014‬حيث وصل حجم المشروبات‬ ‫الكحولية خاللها إلى ‪ 9000‬طن‪ .‬ولكن “األرصاد” تقول‬ ‫إن اإلقبال على “الروحيات” ولبي الروحانيات‪ ،‬سيرتفع‬ ‫خالل السنة الجارية‪ ،‬بعد أن تكون الحكومة “الرشيدة”‬ ‫قد طبقت زياداتها الصاروخية في كل شيء‪ ،‬حيث لن‬ ‫يجد “المتضررون” من غالء المعيشة وغالء الدواء وندرة‬ ‫فرص الشغل و “اإلختناق الحقوقي” والمتعرضون دوما‬ ‫إلى “هراوات” من تعلمون‪ ،‬لن يجد هؤالء من سبيل‬ ‫لإلفالت‪ ،‬ولو افتراضيا‪ ،‬من الظلم والحكرة‪ ،‬سوى قنينة‬ ‫جعة أو كاس نبيذ معتق‪ ،‬بالنسبة للمهمشين ماديا‪ ،‬أما‬ ‫غيرهم من المرفهين فإن “التنغيم” عندهم ال يكون‬ ‫بأقل من “التشيفاس” أو “األولد بار” أو الفودكا”‪ ،‬أو ما‬ ‫سواها من “أدوات التنغيم”‪.....‬‬ ‫الناس معادن‪..... ! ‬‬

‫********‬ ‫ماليير أجنبية لجمعيات مغربية‬ ‫هل تستسيغون أن “تقبض” جمعيات مغربية‬ ‫هدايا بماليير السنتيمات‪ ،‬من جهات بالخارج‪ ،‬هكذا‬ ‫لوجه اهلل‪ /‬ومن باب “الخير واإلحسان” ؟‬ ‫األمانة العامة للحكومة كشفت مؤخرا أن جمعيات‬ ‫أهلية توصلت من جهات أجنبية بـ “مساعدات” مالية‪،‬‬ ‫بلغت ‪ 26‬مليار سنتيم‪ ،‬إلى غاية شهر شتنبر الماضي ‪.‬‬ ‫هذه المساعدات تهم جمعيات يتصل نشاطها‬ ‫بالبنيات التحتية خاصة بالعالم القروي‪ ،‬والرعاية‬ ‫الصحية واالجتماعية وحماية الحيوانات وتأهيل المرأة‬ ‫وحمايتها ضد العنف وأنشطة ثقافية وحقوقية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ه��ذه المبالغ هي كل ما صرحت بها بعض‬ ‫الجمعيات‪ ،‬على أن ‪ 166‬جمعية لم تدل بتقاريرها‬ ‫المالية السنوية و ‪ 17‬جمعية معترف لها بالمصلحة‬ ‫العامة لم تدل هي أيضا بتقاريرها المالية السنوية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن عدد الجمعيات المتمتعة بصفة المصلحة‬ ‫العامة بلغ ‪ 216‬جمعية منها ‪ 3‬جمعيات حصلت على‬ ‫هذه الصفة سنة ‪.2015‬‬ ‫جميل‪ .‬فهل راقبت المصالح الحكومية طريقة‬ ‫استعمال هذه المساعدات الضخمة وهل تتابع تلك‬ ‫المصالح تنفيذ برامج هذه الجمعيات ومختلف أنشطتها‬ ‫عبر تراب المملكة‪ ،‬أم إن األمر ال يتعدى مراسالت‬ ‫متبادلة بين األمين العام للحكومة ووزير الداخلية؟‬

‫********‬ ‫بنشماس والبام‪....‬والمعاش‬

‫م��ن ح��ق بنشماس القيادي بحزب األصالة‬ ‫والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين أن يقول في‬ ‫غريمه حزب العدالة والتنمية ما قاله مالك في الخمر‪،‬‬ ‫فالحزبان عودانا على استعمال معجم هجين ومبتذل‬ ‫بمناسبة أو بدونها‪.‬‬ ‫ولكن المثير في الموضوع‪ ،‬أن يدافع بنشماس‬ ‫عن تقاعد البرلمانيين ويعتبر أن من أعلنوا تنازلهم‬ ‫عن المعاش تحت ضغط الرأي العام الوطني “يغلطون‬ ‫ويضحكون” على المغاربة‪ .‬أتدرون لماذا؟ ألن األمر‬ ‫إجباري بمقتضى القانون‪ ،‬بالنسبة ألعضاء المؤسسة‬ ‫التشريعية‪.‬‬ ‫والمثير أيضا أن ينفي بنشماس‪ ،‬وهو معني‬ ‫بالدرجة األولى بتقاعد البرلمانيين‪ ،‬وصف مساهمة‬ ‫الدولة في صندوق معاشات ممثلي األم��ة‪ ،‬بالريع‬ ‫“السياسي”‪ ،‬وأن حملة المطالبة بإلغاء معاشات‬ ‫البرلمانيين “حملة شعبوية” الغاية منها توجيه الرأي‬ ‫العام إلى قضايا ثانوية وتعمد اإلقرار بأن هذه المسائل‬ ‫الثانوية تأخد من فلوس المغاربة ‪ 2900‬درهم لكل‬ ‫رأس من الـ ‪ 515‬نائبا ومستشارا كل شهر‪.‬‬ ‫اضربوا واقسموا لتروا كم تتبخر من أموال الشعب‬ ‫من ماليين الدراهم كل سنة‪ ،‬بمجرد قانون يمكن‬ ‫إلغاؤه بجرة قلم‪ ،‬إن بالطرق المعتادة في مجال التشريع‬ ‫أو تحت ضغط الرأي العام والمجتمع المدني الذي ال‬ ‫مصلحة لألحزاب السياسية في مواجهتهما‪.....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫أمازيغيون بالناظور ينددون باستمرار مسلسل التضييق‬ ‫‪ ‬نددت جمعية أمزيان بالناظور باستمرار التضييق‬ ‫والحصار اللذين يستهدفانها ومنع أنشطتها التي تهدف إلى‬ ‫فتح نقاشات هادفة وتنظيم لقاءات حول مواضيع ذات راهنية‬ ‫قصد المساهمة في إغناء النقاش العمومي حول التحوالت‬ ‫السياسية واالجتماعية والثقافية الكبرى التي تعرفها بلدان‬ ‫شمال أفريقيا‪ ،‬والدفـاع عـن األمازيغية واالهتمام بالحقوق‬ ‫والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والبيئية الواردة في الدستور وفي االتفاقيات‬ ‫والمواثيق الدوليـــة والمنصوص عليها في قانونهــا‬ ‫األساسي‪.‬‬ ‫وأثار منع جمعية أمزيان من تنظيم ندوة دولية تحت‬

‫عنوان «وضعية األمازيغ في الجزائر» من تأطير كل من خضير‬ ‫سكوتي‪ ،‬الناطق الرسمي للحركة من أجل الحكم الذاتي‬ ‫للمزاب ومندوب الجزائر للتجمع العالمي األمازيغي‪ ،‬وصالح‬ ‫عبونة عضو مؤسس لمؤسسة تيفاوت لحماية اآلثار وترقية‬ ‫التراث ألمازيغ المزاب بالجزائر‪ ،‬رغم منحها ترخيصا الستعمال‬ ‫قاعة العروض التابعة للمركب الثقافي بالناظور مسلم من‬ ‫طرف مدير المركب الثقافي التابع للمجلس اإلقليمي للناظور‪،‬‬ ‫وإيداع إشعار تنظيم الندوة الدولية تسلمه شخصيا باشا‬ ‫مدينة الناظور‪.‬‬ ‫الباشا رفض مد جمعية أمزيان بوصل إيداع إشعارها‬ ‫الرامي إلى تنظيم الندوة‪ ،‬ولجأ إلى تبليغ رئيس الجمعية‪ ،‬عبر‬

‫مكالمة هاتفية‪ ،‬بقرار المنع بدون تعليل‪ ،‬حسب البيان الذي‬ ‫صدر بالمناسبة‪ ،‬وحاصرت السلطات المحلية ببني انصار‬ ‫بالناظور منزل الحموتي‪ ،‬عضو المجلس اإلداري لجمعية‬ ‫أمزيان وابن المقاوم الخضير الحموتي‪ ،‬الخميس ‪ 24‬دجنبر‬ ‫‪ ،2015‬واقتحم قائد باشوية بني انصار المنزل ودخل إلى‬ ‫الطابق الثاني‪ ،‬حيث نظمت مأدبة غذاء حضرها مدعوون‬ ‫من أقارب العائلة وبعض الفعاليات المهتمة بتاريخ المنطقة‪،‬‬ ‫تكريما لروح والده المقاوم‪ ،‬دون تقديم أي مبررات لتهجمه‬ ‫على ملك وسكن الحموتي‪.‬‬

‫عبد القادر كترة‬

‫طنجة تفتتح السنة بثالث جرائم قتل‬ ‫شهدت طنجة‪ ،‬خالل األيام الخمسة األولى من السنة‬ ‫الجديدة‪ 3 ،‬جرائم قتل شهدتها مناطق شعبية‪ ،‬واختلفت‬ ‫دوافعها‪ ،‬بين المشاكل األسرية والشجار والتعصب‬ ‫الكروي‪ ،‬وكان آخر هذه الجرائم يوم الثالثاء الماضي‪.‬‬ ‫وافتتحت طنجة السنة الجديدة بجريمة قتل بشعة‬ ‫بمجمع سكني بشارع الجيش الملكي‪ ،‬حيث أقدم رجل‬ ‫على قتل زوجته عبر تمزيق جسدها بسكين‪ ،‬بعد شجارات‬ ‫طويلة بينهما سببها شك الزوج في أن زوجته تخونه مع‬ ‫شخص يقطن بالحي نفسه‪.‬‬ ‫وعمد الزوج الثالثيني والمتحدر‪ ،‬كما زوجته‪ ،‬من‬ ‫منطقة سيدي يحيى الغرب‪ ،‬إلى وضع حد لحياة زوجته‬ ‫بطريقة انتقامية‪ ،‬قبل أن يحاول االنتحار عبر استنشاق‬ ‫غاز البوتان‪ ،‬غير أن انتباه الجيران للجريمة أنقذ الحي من‬

‫كارثة أكبر كاد يتسبب فيها الزوج القاتل نتيجة استخدامه‬ ‫لقنينة الغاز في االنتحار‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثالث من العام الجديد كان شارع سوريا‬ ‫بمنطقة بني مكادة على موعد مع جريمة جديدة‪ ،‬حين‬ ‫أدت مالسنة بين شخصين عقب مباراة لكرة القدم‬ ‫جمعت بين فريقي فالينسيا وريال مدريد‪ ،‬إلى إقدام‬ ‫أحدهما على ارتكاب مجزرة راح ضحيتها شخصان وأرعبت‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وفي ذروة غضبه بعد مالسنات حادة‪ ،‬استل الجاني‬ ‫سكينا أبيض لطعن غريمه‪ ،‬ليحاول بعض رواد المقهى‬ ‫الذي شهد الشجار‪ ،‬منعه‪ ،‬فكانت النتيجة إصابة شخص‬ ‫إصابة تسببت في قتله‪ ،‬غير أن الجاني لم يكتف بذلك‪،‬‬ ‫بل طارد غريمه أيضا وطعنه‪ ،‬مصيبا إياه بجراح خطيرة‪،‬‬

‫قبل أن يعمد للفرار‪ ،‬غير أن مصالح األمن تمكنت من إلقاء‬ ‫القبض عليه‪.‬‬ ‫آخر الجرائم التي شهدتها طنجة خالل األسبوع األول‬ ‫من العام الجديد‪ ،‬كانت مساء الثالثاء الماضي‪ ،‬وذهب‬ ‫ضحيتها شاب في ربيعه الثاني والعشرين‪ ،‬حيث تطور‬ ‫شجار بينه وبين حارس ليلي يعمل بفضاء تجاري إلى‬ ‫جريمة قتل بعد تلقيه ضربة في الرأس‪.‬‬ ‫وكان الشجار قد بدأ بين الضحية والحارس الليلي‪،‬‬ ‫لكن شقيقة هذا األخير تدخل لدعم أخيه‪ ،‬ووجه ضربة‬ ‫قوية لرأس الهالك‪ ،‬ما جعله يسقط على األرض صريعا‪،‬‬ ‫ليلوذ االثنان بالفرار قبل أن تتمكن الشرطة من إلقاء‬ ‫القبض عليهما‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫مطرودون من شركة لرئيس مجلس النواب بتطوان‬ ‫يراسلون الديوان الملكي‬ ‫‪ ‬راسل أربعة مطرودين من شركة في ملكية رشيد‬ ‫الطالبي العلمي‪ ،‬رئيس مجلس النواب‪ ،‬الديوان الملكي‪،‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬وذلك لما أسموه تحقير المسؤول المذكور لألحكام‬ ‫القضائية الصادرة في حقه‪ ،‬ومطالبته بتعويض هؤالء‬ ‫المطرودين‪ .‬وعن حيثيات القضية‪ ،‬كشفت وثائق (حصلت‬ ‫عليها «األخبار»)‪ ،‬أن المشتكين تقدموا إلى المحكمة‬ ‫االبتدائية بالمدينة‪ ،‬لمواجهة الطالبي العلمي بسبب ما‬ ‫وصفوه بطردهم تعسفيا‪ ،‬رغم أن من ضمنهم من اشتغل‬ ‫بالشركة منذ سنة ‪ ،1990‬حيث أصدرت المحكمة حكما‬ ‫في الموضوع‪ ،‬وفي الملف االجتماعي عدد ‪1501- 285‬‬ ‫ـ‪ 14‬بتاريخ ‪ 5‬نونبر ‪ ،2014‬والقاضي بالحكم لفائدة‬ ‫المشتكين بمجموعة من التعويضات العمالية‪ ،‬علما أن‬ ‫محكمة االستئناف بالمدينة أيدت الحكم االبتدائي وذلك‬ ‫بتاريـخ ‪ 10‬مـارس ‪ ،2015‬فـــي الملـف االجتمـــاعـــي‬ ‫عــــدد ‪ 09-1501‬ـ‪ 2015‬قرار عدد ‪ ،59‬والقاضي‪ ،‬حسب‬ ‫المعطيات المتوفرة‪ ،‬بأداء الشركة لفائدة المشتكين مبالغ‬ ‫مالية وصلت إلى حدود ‪ 70‬ألف درهم عن منحة األقدمية‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 19‬نونبر من السنة الماضية‪ ،‬انتقل مفوض‬ ‫قضائي رفقة رئيس الدائرة األمنية السابعة بالمدينة‪ ،‬بناء‬ ‫على طلب العمال المطرودين على حد قوله‪ ،‬إلى الشركة‬ ‫موضوع الجدل والتي تسمى «نور فيكوير» المتخصصة في‬ ‫المالبس الجلدية‪ ،‬قصد تنفيذ القرارات القضائية الصادرة‬ ‫في حق الشركة‪ ،‬غير أنه‪ ،‬يقول الموقع على الوثيقة‪،‬‬ ‫جرت عرقلة القيام بالحجز التنفيذي‪ ،‬بعد أن تم منعهم‬ ‫من طرف حارس الشركة‪ ،‬بدعوى أن هناك تعليمات من‬ ‫إدارة المؤسسة بعدم السماح لهم بالولوج قصد الحجز‬ ‫على المنقوالت وفق القرارات القضائية‪ ،‬يضيف المفوض‬ ‫القضائي الذي حرر المحضر تحت موضوع «عرقلة التنفيذ»‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬تقدمت الشركة التي يشرف عليها رشيد‬ ‫الطالبي العلمي‪ ،‬بدورها إلى القضاء الستئناف الحكم‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي راسل العمال‪ ،‬الديوان الملكي‪ ،‬أخيرا‪ ،‬وقالوا‬ ‫في مضمون وثيقتهم إن هناك استغالال للنفوذ والسلطة‪،‬‬ ‫مؤكدين أن ضغوطات مورست عليهم من طرف جهات لم‬ ‫يسموها‪ ،‬وذلك للتراجع‪ ،‬بسبب ما وصفوه بكونهم أمام‬

‫شخصية قوية ولديها نفوذ كبير‪ ،‬وطلب هؤالء من الملك‬ ‫محمد السادس التدخل إلنصافهم‪ ،‬علما أنهم قدموا‬ ‫شكاية أخرى إلى القضاء حول تحقير مقررات قضائية‪،‬‬ ‫ضد العلمي‪ ،‬إال أن االبواب أقفلت في وجوههم‪ ،‬يضيف‬ ‫الموقعون على الوثيقة‪ .‬وأكد هؤالء للملك أنهم أفنوا‬ ‫حياتهم في االشتغال بهذه الشركة‪ ،‬سيما أن بعضا منهم‬ ‫طاعنون في السن‪ ،‬وليس لديهم أي دخل بعد تعرضهم‬ ‫لهذا الطرد الذي وصفوه بالمهين‪ ،‬فضال عن كون إحدى‬ ‫العامالت أرملة ولديها طفلة مؤكدة أنها تقطن فقط‬ ‫بمنزل عائلتها‪.‬‬ ‫وفي مقابل ذلك‪ ،‬رفض العلمي الخوض أكثر في‬ ‫تفاصيل الملف‪ ،‬مؤكدا ـ في اتصال مع «األخبار» ـ أن‬ ‫الموضوع مادام رائجا أمام القضاء‪ ،‬ال يمكن الحديث عنه‬ ‫في هذه اللحظة مضيفا «إذا استأنفوا فأنا أيضا أستأنف»‪،‬‬ ‫وقال في جواب مقتضب «لقد ذهبوا إلى القضاء فلينتظروا‬ ‫أن يقول كلمته‪ ،‬وإذا أرادوا التفاهم‪ ،‬فأنا موجود كما‬ ‫تفاهمت مع اآلخرين»‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫أكثر من ‪ 80‬أسرة بالفنيدق تطالب بحقها‬ ‫في البناء والسكن‬ ‫شرعت أكثر من ‪ 80‬أسرة بخندق العاقل بمدينة‬ ‫الفنيدق في فتح طريق على نفقتها الخاصة‪ ،‬بعد تخلف‬ ‫المجلس البلدي عن ذلك‪ ،‬ومباشرتها البناء بالبقع األرضية‬ ‫بعد انتظار دام أكثر من تسع سنوات دون جدوى لحل‬ ‫الملف المتعلق بالحي‪ ،‬وتحويله إلى منطقة تشجير في‬ ‫ظروف وصفها متتبعون بالغامضة وغير المفهومة ولها‬ ‫ارتباط وثيق بلوبي العقار‪.‬‬ ‫وصرح رئيس جمعية خندق العاقل للتنمية البشرية‬ ‫لـ«األخبار»‪ ،‬أن السلطات المحلية منعتهم من البناء وأن‬ ‫الوضع أصبح كارثيا بالنسبة إلى األسر المستفيدة‪ ،‬التي‬ ‫ملت االنتظار والوعود الفارغة للمسؤولين والسياسيين‬ ‫الذين يخرجون في كل مرة بتبريرات متناقضة‪ ،‬بين من‬ ‫يقول إن المنطقة أصبحت مخصصة للتشجير على الرغم‬ ‫من وجودها وسط البنايات بالمدينة‪ ،‬وبين من يقول إن‬ ‫التربة غير صالحة ويهددها خطر االنجراف‪ ،‬وهي الدراسة‬ ‫التي تمت على منطقة أخرى‪ ،‬حسب المتحدث‪.‬‬

‫وأضــاف المتحدث نفســه أنه «رغم االجتماعـــات‬ ‫الماراطونية التي جمعت األسر مع المجلس البلدي‬ ‫والمسؤولين‪ ،‬فإن الملف ظل يراوح مكانه بالوكالة‬ ‫الحضرية‪ ،‬معبرا عن أسف األسر واستيائها من رئيس‬ ‫المجلس البلدي للفنيدق عن العدالة والتنمية‪ ،‬الذي همش‬ ‫مطالبهم االجتماعية ولم يفعل أي شيء تجاه ملفهم‪ ،‬على‬ ‫الرغم من طلبه مهلة فقط عند توليه المنصب‪ ،‬ودفاغ‬ ‫مستشارين عن الحزب ذاته بشكل مستميت في وقت‬ ‫سابق عن حقنا في السكن»‪.‬‬ ‫واستطرد المتحدث ذاته أن العديد من األسر التي‬ ‫اقتنت البقع األرضية بخندق العاقل تعاني الفقر والتهميش‬ ‫والهشاشة‪ ،‬وجلها من األرامل واأليتام‪ ،‬ما يتطلب تدخال‬ ‫عاجال من المسؤولين والمؤسسات المعنية لحل هذا‬ ‫الملف‪ ،‬مذكرا أنهم سيستمرون في التجهيز لعملية البناء‬ ‫بعدما أغلقت جميع األبواب في وجوههم وملوا التسويف‬ ‫والمماطلة‪ ،‬على الرغم من استعدادهم الكامل الحترام‬ ‫كل التدابير القانونية الخاصة بالبناء‪.‬‬

‫من جهته‪ ،‬أكد مصدر من داخل األغلبية أن المشكل‬ ‫يتعلق بتصميم التهيئة للوكالة الحضرية التي خصصت‬ ‫المنطقة للتشجير‪ ،‬وأن الحل بيدها اآلن إلعادة الدراسة‬ ‫والسماح بالبناء‪ ،‬وهو ما سيمهد الطريق أمام رئيس‬ ‫المجلس لتوقيع رخص البناء‪ ،‬وفق القوانين الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وطالبت األسر بفتح تحقيق في تحويل بقعهم األرضية‬ ‫إلى منطقة تشجير من طرف الوكالة الحضرية‪ ،‬مهددين‬ ‫بخوض اعتصام مفتوح أمام المجلس البلدي للفنيدق‪،‬‬ ‫حتى تحقيق مطالبهم المنشودة‪ ،‬كما تعالت أصوات‬ ‫النساء والرجال واألطفال مطالبة الملك بالتدخل إلنهاء‬ ‫معاناتهم وإنقاذهم‪ ،‬بعدما ملوا من الوعود الفارغة‬ ‫للمسؤولين الذين تالعبوا بملفهم في ظروف غامضة‪،‬‬ ‫حسب وصفهم‪.‬‬

‫‪ ‬حسن الخضراوي‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪820‬‬

‫‪ ‬مصنع جديد لصناعة الطيران بطنجة‬ ‫أعلنت المجموعة الفرنسية الفاعلة في مجال صناعة الطيران (داهر) عن عزمها إنشاء مصنع ثالث لها بالمغرب‪ ،‬باستثمار قيمته ‪15‬‬ ‫مليون أورو‪ .‬وحسب الموقع اإلخباري الفرنسي المتخصص في الصناعة «لوزين نوفيل»فإن اختيار المجموعة الفرنسية وقع مرة أخرى‬ ‫على مدينة طنجة إلقامة مصنعها الجديد المخصص لصناعة مكونات الطائرات‪ ،‬بالقرب من مطار هذه المدينة‪ ،‬وأن هذه الوحدة التي‬ ‫ستكون جاهزة في الفصل األول من سنة ‪ ،2017‬ستمكن من خلق ‪ 250‬منصب شغل‪ .‬وأضاف المصدر أن المجموعة الفرنسية ماضية‬ ‫في تعزيز حضورها بالمغرب من خالل االستثمار في موقع صناعي ثالث‪ .‬وبهذا المصنع الجديد تكون المجموعة الفرنسية قد وسعت من‬ ‫مساحة إنتاجها بالمغرب لتصل إلى ‪ 30‬ألف متر مربع‪.‬‬ ‫نفس المصدر أضاف أن المجموع الفرنسية أكدت أن التكوين وجودة العمل‪ ،‬ومعايير الجودة‪ ،‬والقرب الجغرافي‪ ،‬والكلفة اإلجمالية‪،‬‬ ‫كلها عوامل دفعتها إلى تعزيز حضورها الصناعي بالمغرب‪.‬‬ ‫ويمتد الموقع الجديد بطنجة على مساحة ‪ 10‬آالف متر مربع‪ ،‬مع إمكانية توسيعه ليصل إلى ‪ 15‬ألف متر مربع‪ ،‬وسيصنع الهياكل‬ ‫المعدنية‪ ،‬والهياكل المركبة المتعلقة بمحركات الطائرات‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مجموعة (داهر) استقرت ألول مرة بطنجة سنة ‪ ،2001‬ويمتد مصنعها الحالي على مساحة ‪ 12‬ألفا و‪ 500‬متر مربع‪،‬‬ ‫منها أربعة آالف متر مربع‪ ،‬مخصصة للتجميع‪ ،‬ويشغل أربعمائة مستخدم بالمنطقة الحرة لطنجة‪ .‬ومنذ ‪ 2007‬أنشأت المجموعة مصنعا‬ ‫لها بالقرب من مطار الدار البيضاء‪ ،‬يمتد على مساحة ‪ 17‬ألف متر مربع‪ ،‬ويشغل ‪ 150‬عامال تقنيا‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫جمعية المحامين الشباب‪ ‬ترسم‬ ‫ابتسامات على وجوه أطفال الخيرية‬ ‫اإلسالمية التطاونية‪ ‬‬

‫‪ ‬من أجل تمويل المقاوالت الصغرى‪ ‬‬

‫أعلن بنك المغرب عن تقديمه تمويال ماليا للبنوك الراغبة في تقديم قروض للمقاوالت الصغرى جدا والصغيرة والمتوسطة‪،‬‬ ‫وذلك في إطار الهبوط الحاد الذي وقع في نسبة االقتراض من البنوك خالل سنة ‪ .2015‬البنك المركزي أعلن خالل مذكرته األخيرة‪ ،‬أن‬ ‫البنوك المستفيدة من هذا التويل المالي ستقدم قروضا للمقاوالت العاملة خارج قطاع اإلنعاش العقاري والمهن الحرة‪ ،‬والتي يكون رقم‬ ‫معامالتها أقل أو يعادل ‪ 175‬مليون درهم‪ ،‬وأن ال يتعدى القرض ‪ 50‬مليون درهم‪ ،‬وأن ال يتعدى القرض ‪ 50‬مليون درهم لكل شركة‪.‬‬ ‫وأوضحت مذكرة بنك المغرب أن المؤسسات البنكية ستستفيد بداية كل سنة‪ ،‬خالل فترة تمتد إلى سنتين‪ ،‬من تمويل يعادل‬ ‫المبلغ الذي تنوي تقديمه للمقاوالت الصغرى جدا والصغرى والمتوسطة‪ ،‬شرط استجابتها للمعايير التي وضعها بنك المغرب‪ .‬ومن‬ ‫بين المعايير التي وضعها بنك المغرب على البنوك المستفيدة من هذا التمويل‪ ،‬أن البنك الذي لن يلتزم بتقديم القروض للمقاوالت‬ ‫الصغرى والصغرى جدا والمتوسطة سيكون مجبرا على إرجاع التمويل المقدم من طرف بنك المغرب بفائدة تصل إلى ‪ 4,5 ‬بالمائة‬ ‫باإلضافة إلى ذلك حدد بنك المغرب نسبة ‪ ٪ 10‬من القروض ستخصص للمقاوالت الصغرى جدا والصغرى جدا بفائدة نسبتها ‪.3٪‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن بنك المغرب‪ ‬سيقدم تمويال آخر لتغطية حاجيات البنوك التي ستقدم قروضا للمقاوالت الناشطة في قطاع‬ ‫الصناعة أو التي توجه ‪ 40‬بالمائة على األقل من إنتاجها نحو التصدير‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 224‬مليار درهم احتياطي بنك المغرب من العمالت األجنبية‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطي من العمالت األجنبية ارتفع بنسبة ‪ 23,5‬بالمائة‪ ،‬على أساس سنوي‪ ،‬حيث بلغ ‪ 224،6‬مليار‬ ‫درهم إلى حدود ‪ 31‬دجنبر ‪،2015‬‬ ‫وأوضح البنك في مؤشراته األسبوعية الصادرة مؤخرا‪ ،‬أن هذه االحتياطيات سجلت‪ ،‬من أسبوع إلى آخر‪ ،‬زيادة أسبوعية بنسبة ‪1‬‬ ‫بالمائة‪.‬‬ ‫وخالل الفترة من ‪ 31‬دجنبر ‪ 2015‬إلى ‪ 6‬يناير الجاري‪ ،‬ضخ البنك المركزي مبلغ ‪21,9‬مليار درهم‪ ،‬تتوزع على شكل تسبيقات لمدة‬ ‫‪ 7‬أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬بقيمة ‪ 7‬ماليير درهم‪ ،‬وعمليات ائتمان مضمونة منحت في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة‬ ‫جدا والمتوسطة بقيمة ‪ 13،5‬مليار درهم‪ .‬واستقر المعدل البنكي‪ ،‬خالل نفس الفترة‪ ،‬في ‪ 2,54‬بالمئة‪ ،‬مسجال ارتفاعا بنقطتين مقارنة‬ ‫مع األسبوع السابق‪ ،‬كما تراجع الحجم اليومي المتوسط للمبادالت من ‪ 8،3‬مليار درهم في األسبوع الماضي إلى ‪ 6،6‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف بنك المغرب أنه ضخ‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬يناير خالل طلب العروض‪ ،‬مبلغا بقيمة ‪ 9‬ماليير درهم على شكل تسبيقات لسبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬عرف مؤشر مازي انخفاضا طفيفا بنسبة ‪ 0,3 ‬بالمئة‪ ،‬ليصل أداءه السلبي إلى ‪ 0,9‬بالمئة منذ بداية‬ ‫السنة‪ ,‬ويعكس تطور مؤشر مازي خالل األسبوع انخفاض المؤشر القطاعي‬ ‫للبناء ومواد البناء (ناقص ‪0,8‬بالمئة) والقطاع البنكي (ناقص ‪ 0,9‬بالمئة) والتأمينات (ناقص ‪ 2,3‬بالمئة)‪ .‬أما الصفقات‪ ،‬فقد حققت‬ ‫حجما إجماليا بلغ ‪ 540,4‬مليون درهم‪ ،‬وجرت أساسا بالسوق المركزي‪ ،‬مع حجم تداول يومي متوسط بلغ ‪ 107,9‬مليون درهم‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 1,3‬مليار درهم في األسبوع السابق‪.‬‬

‫‪ ‬زيت األركان سوق مربحة‪ ‬‬

‫كشفت دراسة مركز متخصص ‪ ،‬أن تجارة زيت «أركان»‪ ،‬التي يعتبر المغرب أول فاعل عالمي فيها‪ ،‬سيحقق أرباحا تصل إلى ‪1,79‬‬ ‫مليار دوالر بحلول سنة ‪ .2022‬وأضاف نفس المصدر ‪،‬أنه تم إنتاج أكثر من ‪ 4‬آالف طن من «أركان» خالل عام ‪ 2014‬التي وجهت‬ ‫للتصدير‪ ،‬أزيد من ‪ ٪ 79‬منها أنتجت بجنوب المغرب‪ ،‬فيما يتوقع إنتاج أكثر من ‪ 19‬ألف طن من هذه المادة بحلول سنة ‪ .2022‬ومن‬ ‫أجل الحصول على لتر واحد من زيت األركان يحتاج إلى حوالي ‪ 2,100‬كيلو غرام من لب ثمرة أركان‪ ،‬وهو يعتبر من بين أغلى الزيوت في‬ ‫العالم‪ .‬ويخضع إنتاجه لمعايير جودة وأن يكون حاصال على الشهادة العالمية مصادق عليها من منظمة ‪ ECOCERT‬ومقرها الرئيسي‬ ‫في ألمانيا تثبت أنه منتوج عضوي غير مغشوش وحال من المواد الكيماوية‪.‬‬

‫مركب الطاقة الشمسية في ورزازات بعيون أمريكية‬ ‫يعتبر الموقع اإللكتروني األمريكي (غيزمودو‪.‬كوم)‪ ،‬أن مركب الطاقة الشمسية بورزازت‪ ،‬مشروع ضخم بالصحراء المغربية‪،‬و يشكل‬ ‫نموذجا جيدا للوعي بأهمية ونجاعة الطاقة الشمسية في المستقبل‪.‬‬ ‫وأبرز في نشرة بعنوان «محطة عمالقة للطاقة الشمسية بالصحراء»‪ ،‬أنه ليس هناك أدنى شك في أن الطاقة الشمسية سيكون لها‬ ‫دور حاسم في المستقبل‪ ،‬وتعتبر المرحلة األولى لمركب ورزازات (نور ‪ )1‬خير مثال على ذلك‪.‬‬ ‫وأكد الموقع‪ ،‬الذي نشر العديد من الصور للموقع التي التقطتها وكالة الفضاء األمريكية (ناسا)‪ ،‬أن المحطة الطاقية بورزازات‬ ‫ستفرض نفسها في القريب كأكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة على الصعيد العالمي‪ ،‬مشيرا إلى أن نصف مليون من األلواح‬ ‫الشمسية توجد حاليا بفضاء المشروع‪ .‬وأن المرحلة األولى من المشروع الطاقي‪ ،‬التي ستنطلق هذه السنة‪ ،‬ستولد ‪ 160‬ميغاواط‪،‬‬ ‫مضيفا أن المشروع سينتج عند تشغيله بشكل كامل ‪ 580‬ميغاواط من الكهرباء‪ .‬كما أن المحطة‪ ،‬التي تمتد على مساحة ‪ 2500‬هكتار‪،‬‬ ‫ستلبي االحتياجات الطاقية للمغاربة‪ ،‬التي ستزداد خالل السنوات القادمة‪.‬‬

‫طنجة ـ موتريل ‪ :‬خط بحري جديد بين المغرب وإسبانيا‬ ‫أعلن في الصحافة المتخصصة اإلسبانية‪ ،‬أن شركة النقل البحري األلمانية «إف إر إس» ستطلق خالل الشهر الجاري ‪،‬خطا بحريا‬ ‫جديد لنقل السلع والبضائع بين ميناء طنجة المتوسط وميناء موتريل الموجود بغرناطة‪ ،‬وذلك بمعدل سبع رحالت في األسبوع‪.‬‬ ‫وحسب مسؤولي الشركة البحرية‪ ،‬فإن هذا الخط سيعمل على خفض مسافة النقل مقارنة بتكاليف النقل البري‪ ،‬وكذا زمن الرحلة‪،‬‬ ‫وبالتالي خفض التكاليف العامة لعملية اإليراد والتصدير‪.‬‬

‫‪ 75‬مقاولة جديدة بالناظور‬

‫‪ ‬‬ ‫علم من الناظور أن مكتب الملكية الصناعية والتجارية ومركز االستثمار في بهذه المدينة سلم خالل شهر دجنبر الماضي ‪75‬‬ ‫شهادة سلبية إلحداث مقاوالت جديدة‪ .‬كما أن مندوبية التجارة والصناعة أفادت بتقديم ثمانين طلبا جديدا للحصول على شهادات‬ ‫سلبية حيث تمت الموافقة على ‪ 75‬منها ‪ ،‬وهو نفس العدد الذي وقع تسليمه من المصالح المختصة بالناظور خالل الشهر السابق‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ّ‬ ‫أن هذه الشهادات توزعت بالخصوص‪ ،‬على قطاعات التجارة (‪ 33,3‬في المائة)‪ ،‬والخدمات (‪ 33،3‬في المائة)‪ ،‬والبناء‬ ‫واألشغال العمومية (‪ 24‬في المائة)والصناعة (‪ 4‬في المائة)‬

‫دعا رئيــس جمعيــة المحامين الشبــاب‬ ‫فرع تطوان خالل فعاليات اللقاء االجتماعي‬ ‫المنظم بالجمعية الخيرية اإلسالمية‪ ‬بتطوان‬ ‫مختلف الجمعيات الثقافية والقانونية بتطوان‬ ‫إلى خلق مبادرات اجتماعية والقيام بزيارة‬ ‫المؤسسات االجتماعية بتطوان لمؤازرة األطفال‬ ‫الجمعية الخيرية اإلسالمية‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل لقاء نظمته الجمعية في‬ ‫إطار أنشطتها االجتماعية‪ ،‬وتضمن فقرات‬ ‫تربوية وفنية وثقافية ‪ ...‬لفائدة األطفال النزالء‬ ‫بالمؤسسة وحضرتها فعاليات فنية ورياضية‬ ‫وجمعوية بمدينة تطوان‪ .‬وأكدت الجمعيـــة‬ ‫المنظمة أن الزيارة واللقاء يأتيان تجسيدا‬ ‫لحرص الجمعية على الدعم المادي والمعنوي‬ ‫ألطفال ‪ ‬الجمعية الخيرية ‪ .‬كما تدخل في اطار‬ ‫البرامج االجتماعية واالنشطة التي تقوم بها‬ ‫اللجنة االجتماعية في الجمعيــة لخدمة أبناء‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬وبحســـب المنظميــن فإن جمعيـــة‬ ‫المحامين الشباب حريصة على تعزيز مفهوم‬ ‫المسؤولية االجتماعية كونها جمعية مجتمعية‬ ‫تسعى لتنشيط المبادرات التي تسهم في الرقي‬

‫بالعمل اإلنساني واالجتماعي بما يشكل دورا‬ ‫مساندا للعمل القضائي الذي يقوم به أعضاؤها‬ ‫بالمحاكم ‪.‬‬ ‫‪Haut du formulaire‬‬ ‫‪Bas du formulaire ‬‬ ‫وتأسســـت الخيـــريــــة اإلســـالميــــة‬ ‫التطاونيــة ‪ ‬سنــة ‪ 1931‬م من طرف‪ ‬مجموعة‬ ‫من أهالي تطوان من المحسنين الذين تطوعوا‬ ‫لمد يد العون لفقراء ويتامى المدينة ‪ .‬وعرف‬ ‫تاريخ تأسيس الجمعية عدة مراحل كانت‬ ‫البداية بإنشاء دار العجزة بحي الوسعة بالمدينة‬ ‫القديمة‪ .‬وفي سنة ‪ 1972‬تأسست دار األيتام‬ ‫واألطفال المتخلى عنهم أطلق عليها اسم “‬ ‫المجموعة التربوية لألمير موالي رشيد ‪ ‬الذي‬ ‫قام بتدشينها ولي العهد آنذاك سيدي محمد‬ ‫‪ .‬وتصل طاقتها االستيعابية إلى ‪ 200‬نزيل‪ .‬‬ ‫وتحرص الجمعية الخيرية اإلسالمية على تعليم‬ ‫األطفال وتربيتهم لحمايتهم من الضياع‪،‬‬ ‫معتمدة على النصح واإلرشاد بهدف‪ ‬إدماجهم‬ ‫في المجتمع‪ .‬‬

‫أحمد المريني‬

‫وطني قضى‬

‫عبد ال�سالم ّ‬ ‫احلداد الها�شمي يف ذ ّمة اهلل‬ ‫علمنا بمنتهــى األســـى واأللـــم بخبـــر‬ ‫وفـــاة المشمول برحمة اهلل وعفــوه‪ ،‬الوجيه‬ ‫المرحـــوم السيـــد عبد السالم الحداد الهاشمي‪،‬‬ ‫الذي وافاه األجل المحتوم يوم الجمعة ‪ 28‬ربيع‬ ‫األول ‪ ،1437‬الموافق للثامن من يناير ‪،2016‬‬ ‫بعد أن قضى ‪ 87‬سنة في دنيا الفناء‪.‬‬ ‫والمرحــوم السيـــد عبد السالم الحــــداد‬ ‫الهاشمي‪ ،‬من وجهاء مدينة طنجة ومن فضالء‬ ‫مجتمعهـــا المحافظ‪ ،‬ومثقفيهـــا ووطنييهـــا‬ ‫المناضلين‪ ،‬حيث إنه‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬انخرط مبكرا‪،‬‬ ‫في صفوف الحركة الوطنية‪ ،‬مناضال من أجل‬ ‫االستقالل والوحدة‪ ،‬مقدما في سبيل تلك الغاية‬ ‫النبيلة الكثير من التضحيات ومن اإلسهامات ‪،‬‬ ‫تطبع سلوكه على الدوام‪ ،‬مشاعر اإلخالص واإليثار ونكران الذات‪ ،‬إلى أن لقي ربه‬ ‫راضيا مرضيا بإذنه تعالى ورضاه‪.‬‬ ‫وجريدة «الشمال»‪ ،‬إذ تنعي وفاة هذا الوطني الغيور‪ ،‬إلى كافة أهل هذه‬ ‫المدينة‪ ،‬لتتقدم بأحر عبارات التعــازي والمواساة إلى أرملته الفاضلة فاطمــة‬ ‫الصنهاجي‪ ،‬سليلة أسرة الصنهاجي المجاهدة‪ ،‬وإلى أوالده الدكتور محمد ‪ ،‬وسعيد‬ ‫وطارق وحميدة ونزهة وحنان وإلى أبناء أخته عائلة أكزناي وإلى أصهاره عائالت‬ ‫الصنهاجي والشاوي ونور الدين والمرغيني وكرامي ومشبال والمرابط‪ ،‬وإلى كافة‬ ‫أفراد عائلته وجميع األقارب واألحباب واألصدقاء‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين من عباده‬ ‫وجزاه عن أمته وبالده خير ما يجزي به عباده العاملين الصادقين المخلصين‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪ ‬حماة عبدالإله فرحي يف ذمة اهلل‬ ‫‪ ‬بعيون دامعة ‪ ،‬وقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬ودعت إلى مثواها‬ ‫األخير ‪ ،‬المشمولة برحمة اهلل ومغفرته والدة األستاذة نزهة الجامعي ‪. ‬‬ ‫‪ ‬وعلى إثر هذا المصاب الجلل ‪ ،‬يتقدم محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ونساء ورجال التعليم بمدرستي المسيرة والمصلى ‪ ،‬واألطر‬ ‫العاملة بعمالة وزان ‪ ،‬بأحر التعازي وأصدق المواساة البنتيها نزهة وحسنة ‪،‬‬ ‫وإلى جميع أبنائها وبناتها وأحفادها ‪ ،‬وإلى عائلتي الجامعي بمكناس وفرحي‬ ‫بوزان ‪ ،‬سائلين اهلل جل جالله أن يمطر الفقيدة بشآبيب رحمته ‪ ،‬ويسكنها فسيح‬ ‫جنانه مع األنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ‪ ،‬ويلهم أهلها وذويها جميل‬ ‫الصبر والسلوان ‪.‬‬

‫“�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون”‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫من وحي عيد الكتاب ‪:‬‬ ‫الدكتور محمد بنيعيش‬

‫خمس نخالت تبكي وتتحدث عمّا جرى من‬ ‫أحداث تاريخية في ساحة الفدان‬ ‫• محمد العربي الفتوح‬

‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال تتواصل مع األندية الحقوقية‬ ‫بالمؤسسات التعليمية بوزان‬

‫باحث في المعالم التراثية‬

‫أم��ا ع��ن م��وض��وع ال��ش��ه��ادات ف��ي حق‬ ‫المرحوم الدكتور محمد الميعادي‪ ،‬فقد كان لي‬ ‫الشرف أن أشارك فيها العتبارات كثيرة منها‬ ‫الصداقة التي كانت تجمعني به في المحافل‬ ‫الثقافية وخاصة مناقشة العروض المسرحية‬ ‫واألدبية في مهرجان المسرح المتعدد الدولي‪،‬‬ ‫وكان يلقبني بالشحرور‪“ ،‬أهال بالشحرور” عبارة‬ ‫كان يقدمها في وجهي كلما يلتقي بي‪ ،‬وكثيرا‬ ‫ما كان يطلب مني أن ألقي على مسمعيه ما‬ ‫جادت به قريحتي في الميدان األدب��ي‪ ،‬وكان‬ ‫مغرما صبابة بالخاطرة األدبية (في رحاب عرافة‬ ‫تطوان) وهي أولى حلقة من حلقات الكتاب الذي‬ ‫أنوي طبعه والذي يعتبر كشكوال من المواضيع‬ ‫النقدية في األدب والمسرح والتاريخ‪ ،‬لقد كان‬ ‫الدكتور المعادي يخجل تواضعي عندما يطلب‬ ‫مني أن ألقي عليه بعض ما أكتب‪ ،‬وتوالى من‬ ‫بعدي أصدقاؤه الذين أش��ادوا بمناقبي شعرا‬ ‫ونثرا‪ ،‬وم��وت الدكتور الميعاد يعتبر خسارة‬ ‫كبرى للمحافل الثقافية بتطوان وحسرة موجعة‬ ‫لمهرجان عيد الكتاب لهذه السنة وقد ترك فراغا‬ ‫كبيرا في عيد الكتاب‪.‬‬ ‫أما الدكتور محمد العمارتي فقد أتحفنا‬ ‫بدراسة أندلسية فتحت لنا شهية المناقشة‬ ‫فيها والدراسة كانت عن إيسلو غارسيا كوميث‬ ‫وعن موضوع األدب األندلسي قلت ‪ :‬لو قدر‬ ‫للصاحب بن عباد أن يخرج من قبره لغير رأيه‬ ‫في األدب األندلسي الذي قال عنه يوما (هذه‬ ‫بضاعتنا ردت إلينا) فيكفي األدب األندلسي‬ ‫روعة وجماال ما جاء في أدب الفواجع وفقد الديار‬ ‫وضياع الملك واستيالء النصارى على البالد‬ ‫وهتك األعراض‪ ،‬هذا الشعر األندلسي لم نجد‬ ‫له مثيال في المشرق وإن كان البحتري قد حاول‬ ‫أن يأتي بشيء يشبه إلى حد ما أدب الفواجع في‬ ‫األندلس في سنته الرائعة التي يقول فيها ‪:‬‬ ‫والشقي الشقي من كان مثلي‬ ‫في حساسيتــي ورقة نفــس‬

‫ولكنه يبقى دون أبي البقاء الروندي في‬ ‫قصيدته ‪:‬‬ ‫لكل شيء إذا ما تم نقصان‬ ‫فال يغر بطيب العيش إنسان‬ ‫وقال شاعر آخر مجهول في األندلس ‪:‬‬ ‫ويا ليت أمي لم تلدني وليتني‬ ‫بليت ولم يلقح فؤادي حرورها‬

‫وقد وضعنا دراسة في هذا الشعر نشرناه‬ ‫في صحيفة الشمال الغراء في أربعة أعداد‬ ‫وعلى القارئ اللبيب أن يرجع إليها‪ ،‬وقد سألت‬ ‫المحاضر محمد العمارتي عن بن حزم وهل ال‬ ‫زالت (‪ )Malaga‬تحتفل به كل سنة كما كانت‬ ‫تفعل وتقيد له ندوة حول كتابه طوق الحمامة‬ ‫(‪ )El collar de la paloma‬وه��ل ترجم‬ ‫إلى اإلسبانية أدب الفواجع‪ ،‬وأعتقد أن مجلة‬ ‫(المناهل) قد قدمت لنا شيئا من هذا القبيل‬ ‫سأرجع إليه في وقت الحق لما فيه من أهمية‬

‫المضيق ‪:‬‬

‫(الخمس نخالت التي اقتلعت وأعيد غرسها خارج تطوان‪ ،‬استنطقتها فبكت‬ ‫وتحدثت عن ما جرى من أحداث في حديقة ساحة الفدان)‬

‫وقد تطرقت إلى أدب الفواجع لما له من عالقة‬ ‫مع أدب (حرب تطوان) في موضوع (أدب حرب‬ ‫تطوان بين المطرقة والسندان)‪ ،‬ولي مالحظة‬ ‫في حق مصطفى الورياغلي الذي قدم رواية‬ ‫(عودة المعلم زين) لصاحبها محمد الميموني‬ ‫الذي نكن له كل حب وتقدير‪ ،‬فقد طلب مقدم‬ ‫الرواية مصطفى الورياغلي من الحاضرين‬ ‫الوقوف إجالال وتعظيما لصاحب الرواية (محمد‬ ‫الميموني)‪ ،‬وهذا يعتبر خطأ فليس من حقه أن‬ ‫يفعل‪ ،‬ومن أدراه بأن جميع الحاضرين سيعجبون‬ ‫بالرواية‪ ،‬وقد استمعنا إلى هرم الشعر المغربي‬ ‫الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال‪ ،‬لكن الذي‬ ‫قدمه لم يطلب من الحاضرين الوقوف له‪،‬‬ ‫فالشاعر عبد الكريم يرفع عن هذا النوع من‬ ‫البروتوكول‪.‬‬ ‫أما في موضوع القراءات المسرحية فقد‬ ‫ق��دم لنا الكاتب المسرحي حسين الشعبي‬ ‫مسرحيته (الساروت) بالعامية وكانت آية في‬ ‫الروعة وقد ذكرني بمسرح توفيق الحكيم الذي‬ ‫تتلمذنا عليه في مسرح العامية والالمعقول‬ ‫والمسرحيةالقصيرة‪.‬‬ ‫أما عن ندوة قراءة التاريخ ودور األساتذة‬ ‫التحفيزي فقد قال البعض ينبغي إعادة كتابة‬ ‫التاريخ‪ ،‬وقال البعض اآلخر ال يمكن بأي حال من‬ ‫األحوال إعادة كتابة التاريخ‪ ،‬وجاء دوري ألقول إن‬ ‫المراد بإعادة كتابة التاريخ هو تصحيح ما جاء فيه‬ ‫من أخطاء‪ ،‬وأقدم هنا بعض األمثلة من أخطاء‬ ‫تاريخية‪ ،‬فالمنظري الذي جاء من غرناطة ليجدد‬ ‫بناء تطوان لقي في تطوان بعض المضايقات‬ ‫من سكان الجبال المتاخمة‪ ،‬فكانوا يهدمون له‬ ‫بالليل ما كان يبنيه بالنهار‪ ،‬وقال المؤرخ محمد‬ ‫داود معلقا على ما فعله الجبليون ضد المنظري‪،‬‬ ‫بأن المنظري أثار حفيظة الجبليين عندما نزل‬ ‫في بقعة إلعادة بناء تطوان كانت تلك البقعة‬ ‫حسب قول المؤرخ محمد داود مكانا ترعى فيه‬

‫أغنامهم‪ ،‬لكني أعارض هذا الرأي فأقول ‪ :‬إن ما‬ ‫فعله (الجبليون) مع المنظري كان انتقاما منهم‬ ‫للمنظري ألن المنظري كان من قواد غرناطة‬ ‫عاصمة النصريين الذين قضوا على الدولة‬ ‫اإلدريسية وأن الجبليين ه��ؤالء هم أدارس��ة‬ ‫انتقموا لدولتهم‪ ،‬هذه هي الحقيقة وليس ما‬ ‫يدعيه المؤرخ محمد داود‪.‬‬ ‫أما عن موضوع اكتشاف أمريكا الذي‬ ‫تطرق إليه الدكتور شكيب الشعيري‪ :‬فقد قلت‬ ‫فيه ‪ :‬لقد ترك العرب بصمة هامة في أمريكا‪،‬‬ ‫فالخيل دخل إل��ى أمريكا عن طريق العرب‬ ‫والخيل عندما دخل إلى أمريكا دخل بجميع‬ ‫أوصافه وحركاته‪ ،‬وقد شاهدنا في بعض األفالم‬ ‫الكوبوي (‪ )Les Apaches‬الهنود وهم يركبون‬ ‫الخيول يحاربون أعداءهم وهم يولولون فوق‬ ‫خيولهم كما كان يفعل العرب النصريون في‬ ‫حروبهم‪ ،‬فقد كانوا يولولون فوق خيولهم في‬ ‫الحروب التي خاضوها مع أعدائهم في األندلس‬ ‫(وقد قلدهم الهنود) أما عن موضوع األصول‬ ‫العربية الفصيحة للهجات قبائل جبالة بالشمال‬ ‫المغربي (بني عروس نموذجا) فهذا الموضوع‬ ‫قد سكرنا به من قبل أن يولد الخمر فقد سبقت‬ ‫المحاضر إليه في موضوع‪ ،‬وقد نشر لي في‬ ‫سنة ‪ 1995‬في صحيفة الجسر وأعيد نشره منذ‬ ‫خمس سنوات‪ ،‬كما نشر لي في صحيفة الشمال‬ ‫منذ شهر تقريبا بعنوان (الوجود المغربي في‬ ‫صحرائه المسترجعة يزيد عن ألف سنة) فجبالة‬ ‫ينتمون إلى قبيلة (يازغة) األمازيغية التي كانت‬ ‫متواجدة في (ف��اس) قبل مجيء اإلس�لام‬ ‫وبعده وقد استفادت من عربية األدارس��ة‬ ‫هكذا ق��ال لنا ال��م��ؤرخ محمد شفيق في‬ ‫كتابه القيم ثالثة وثالثون قرنا من الوجود‬ ‫األمازيغي في بالدنا‪.‬‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء‪.‬‬

‫في سياق تفعيل اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال لمخططها في مجال النهوض‬ ‫بالتربية على المواطنة وحقوق اإلنسان في‬ ‫الوسط المدرسي‪ ،‬احتضن مقر نيابة وزارة‬ ‫التربية الوطنية بوزان يوم األربعاء ‪ 6‬يناير لقاء‬ ‫تواصليا‪ ،‬أشرف على تنظيمه وبتعاون بينهما‪،‬‬ ‫اآللية الحقوقية الجهوية ونيابة التعليم ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التواصلي الذي تناول تقديم دليل‬ ‫“ التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان ‪ :‬فهم‬ ‫مشترك للمبادئ والمنهجيات “ حضره منسقو‬ ‫ومنسقات أندية التربية على المواطنة وحقوق‬ ‫اإلن��س��ان الناشطة بالمؤسسات التعليمية‬ ‫المنتشرة بإقليم وزان ‪.‬‬ ‫انطلق اللقاء بكلمـــة السيــدة عزيـــزة‬ ‫الحشالفة نائبة التعليم عبرت فيها عن اعتزازها‬ ‫بالعمل مع اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال‪ ،‬مذكرة بزخم األنشطة المشتركة‬ ‫التي شكلت ورشا حقوقيا بامتياز ‪ .‬ودعت وهي‬ ‫تستعد مغادرة رأس القطاع ب��دار الضمانة‪،‬‬ ‫منسقي ومنسقات األندية‪ ،‬االستمرار في العمل‬ ‫من أجل أن تظل شعلة التربية على المواطنة‬ ‫وحقوق اإلنسان متقدة بالمؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫والعمل على تصليب العالقة وتنويع األنشطة مع‬ ‫اآللية الحقوقية الجهوية المنبثقة عن المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان الدستورية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ب��دوره عضو اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وبعد أن ذكر بالتفاعل اإليجابي لنائبة‬ ‫التعليم مع مبادرات اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬مما سهل كيفا وكما حضور هذه‬ ‫األخيرة ‪ ‬بقلب المؤسسات التعليمية‪ ،‬انتقل‬ ‫لتقديم العناوين الكبرى ومضامين دليل‬

‫“التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان ‪ :‬فهم‬ ‫مشترك للمبادئ والمنهجيات“ الذي أصدره‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬باعتباره‬ ‫(الدليل) آلية من آليات بلورة فهم مشترك‬ ‫للمبادئ والمنهجيات األساسية للتربية والتثقيف‬ ‫في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وكذلك من أجل‬ ‫نهوض المؤسسة الحقوقية الوطنية بثقافة‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ونشر قيمها عبر عدة قنوات‬ ‫ومنها الوسط المدرسي‪ ،‬ودعمها للعرض‬ ‫التربوي الموازي المتمثل في إح��داث أندية‬ ‫تربوية‪ ،‬وفي تفعيل الحياة المدرسية‪ ،‬وتعميم‬ ‫منهاج التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان‬ ‫في الوسط المدرسي ‪.‬‬ ‫رئيسةمكتبالصحةالمدرسيةساهمتفي‬ ‫تنشيط هذا اللقاء التواصلي بتسليطهااللضوء‬ ‫على واحد من التدابير ذات األولوية (التدبير‬ ‫‪ ) 20‬المتعلق بتخليق الفضاء المدرسي‪ ،‬وحثت‬ ‫منسقي ومنسقات األندية التفاعل ايجابيا مع‬ ‫المسابقة الوطنية األولى المنظمة بشراكة بين‬ ‫الوزارة الوصية ومنتدى المواطنة ‪.‬‬ ‫‪ ‬مداوالت منسقي ومنسقات أندية التربية‬ ‫على المواطنة وحقوق اإلنسان‪ ‬المنخرطــــون‬ ‫تطوعيــا في تنشيـــط الحيـــاة المدرسية‪،‬‬ ‫والمساهمون في إنبات وغرس القيم الحقوقية‬ ‫الكونية بالمدرسة العمومية‪ ،‬توقفت (المداوالت)‬ ‫مطوال عند اإلكراهات والصعوبات التي تحول‬ ‫دون الرقي بعمل األندية التي ينسقون عملها‪،‬‬ ‫قبل أن يسدل الستار على اللقاء بصياغة دفتر‬ ‫من التوصيات للترافع به أمام مختلف الشركاء ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫تحرير تجزئة البحر من أخطر األسواق العشوائية في المضيق‬

‫خالل عطلة الصيف األخيرة‪ ،‬طلب مني‪ ،‬مواطن رنكوني‪ ،‬يتوفر على سكن بتجزئة البحر ويقيم في دار المهجر نسخا للمقاالت الصحفية‬ ‫التي نشرتها في مختلف المنابر اإلعالمية حول احتالل أرصفة وشوارع تجزئة البحر بالمضيق من طرف البائعين الجائلين‪ ،‬ليقدمها للسيد‬ ‫العامل في اللقاء السنوي الذي يخصصه الستقبال العمال المقيمين بالخارج ‪ .‬وال زلت أتذكر أنني ناولته حوالي عشرين مقاال وقلت له ‪ :‬ال‬ ‫تيأس‪ ،‬سيأتي زمن تحرير حيكم المحتل‪ ،‬وذكرته‪ ،‬بأنه ‪،‬كانت هناك إشارات قوية ‪ ،‬التقطها المواطنون‪ ،‬أثناء عمليات تحرير بعض الفضاءات‬ ‫بوسط المدينة‪ ،‬من طرف المسؤولين عن تنظيم استغالل الملك العام بالمدينة ‪ :‬العامل والباشا و القائد‪ .‬وطبعا‪ ،‬بتتبع متواصل لوالي الجهة‬ ‫السيد اليعقوبي الذي شوهد مرارا يتفقد حمالت تحرير الملك العمومي في وسط المضيق وأحيانا بعد منتصف الليل‪..‬‬ ‫وفعال‪ ،‬على طول يومي ‪ 13‬و ‪ 14‬يناير الجاري‪ ،‬كانت شوارع وأرصفة وأبواب منازل تجزئة البحر‪ ،‬على موعد مع عمليات اجتثاث كل تلك‬ ‫العربات والبراريك والنواويل التي كانت تزحف كالسرطان في كل االتجاهات‪ .‬عدد كبير من المتدخلين‪ :‬سلطات محلية‪ ،‬جمعية حي تجزئة‬ ‫البحر‪ ،‬شركة النظافة ومصلحة األشغال بالبلدية‪ ،‬ساهموا في عملية اإلخالء بشكل سلس وباستعمال تقنيات التواصل والتفاهم مع الجميع‬ ‫‪،‬رغم محاوالت بعض اللوبيات المستفيدة لعرقلة العملية ‪ .‬وحسب تصريح رئيس جمعية الحي للجريدة‪ ،‬فإن حوالي ‪ 350‬من الذين تم‬ ‫إجالؤهم‪ ،‬استفادوا من محالت تجارية بتجزئة اليمن في حي عين شوفو‪..‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فجل الذين كانوا يحتلون الملك العمومي في تجزئة البحر‪ ،‬يمثلون جغرافية البالد‪ ،‬وافدون على المدينة‪ ،‬وكانوا يتكاثرون‬ ‫بسرعة‪ ،‬بسبب نقص المراقبة والصرامة في منع احتالل الملك العمومي‪ .‬وأيضا نتيجة تسهيل بعض اللوبيات مهمة التجارة الغير المنظمة‬ ‫لبعض الوافدين من خالل توفير العربات والتمويل‪ .‬وطبعا‪ ،‬كان ضمنهم ‪،‬منذ إنشاء هذا السوق العشوائي‪ ،‬الكثير من المبحوث عنهم‪.‬‬ ‫وشكل السوق بؤرة لكل الموبقات ولكل أشكال التسيب والفوضى‪ ،‬ومختلف أنواع االنحراف واالنفالت والكالم النابي واألوساخ والقاذورات ‪،‬‬ ‫وكانت األسماك والخضر والفواكه تباع على جنبات المياه الملوثة‪ ،‬و الدجاج يذبح ويباع فوق األرصفة‪ ،‬و السكان يحرمون من ولوج منازلهم ‪.‬‬ ‫ويتساءل الشارع الرنكوني‪ ،‬بعد هذه الخطوة التي صفق لها الجميع‪ ،‬والتي ستعيد حي تجزئة البحر إلى وضعه الطبيعي ‪ ،‬عن موعد تحرير‬ ‫شارع بئر أنزران في وسط المدينة من محتلين ال شك سيتكاثرون حاليا‪.‬‬

‫محمد الزواق‬


‫العدد ‪820‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫‪9‬‬

‫المسرح والفقهاء من جديد‬ ‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫األسئلة المعلقة‬

‫وبعد‪،‬‬ ‫يتجلى لنا من خـالل ما تقدم‬ ‫أن هناك أسئلـــة جوهريـة ال زالت‬ ‫معلقــة‪ ،‬متواريـــة‪ ،‬نرى ضــــرورة‬ ‫دعوتها‪ ،‬والوقوف عندها‪ ،‬رفعا لكل‬ ‫تشويش أو التباس‪ ،‬أسئلـــة أهمها‬ ‫ما يتعلق بمسرحه القصة القرآنية‬ ‫(أهل الكهـــف)‪ ،‬أو بموضوع تمثيل‬ ‫األنبياء والرسل وإبراز شخصياتهم‬ ‫سواء فوق الركح المسرحي‪ ،‬أو في‬ ‫األفالم السينمائية‪ ،‬والمسلسالت‬ ‫التلفزيونية إلخ‪.‬‬ ‫والواقــــع أن هـــذه األسئلــــة‬ ‫ومثيالتها أثيرت مرات وال زالت تثار‬ ‫بين الناس دائرة على ألسنتهـــم‬ ‫باستمرار‪ ،‬خصوصا اليوم زمن التطور‬ ‫السريع المذهل لوسائط االتصال‬ ‫الذي يقابله من ناحيتنا الصمت‬ ‫المطلق والالمباالة القاتلة‪ ،‬من جانب‬ ‫فقهائنا األجالء‪ ،‬تاركين الحبل على‬ ‫الغارب‪ ،‬والناس تتعمق حيرتهم‪،‬‬ ‫ربما لهم من المشاغل واألولويات ما‬ ‫يصرفهم عن ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 1‬سؤال (أهل الكهف)‬ ‫يعتبر كثير من النقاد والباحثين والمؤرخين للظاهرة المسرحية بالعالم العربي صدور‬ ‫مسرحية (أهل الكهف) سنة ‪ 1933‬م (‪ )1‬المستوحاة من القرآن الكريم لتوفيق الحكيم خطوة‬ ‫جريئة‪ ،‬وغير مسبوقة‪ ،‬ونقلة نوعية في مجال الكتابة الدرامية العربية‪ ،‬وال ريب أن هناك محاوالت‬ ‫وأعمال سابقة في هذا المنحى‪ ،‬ولكن لم يكتب لهذا الذيوع واالنتشار‪ ،‬فظلت حبيسة لحظتها‪..‬‬ ‫محاوالت وأعمال مسرحية اشتغلت على القصة القرآنية سواء في مصر أو في غيرها‪ ،‬عرضت في‬ ‫أماكن ومناسبات‪ ،‬كتبت بأقالم مبدعين مسلمين‪ ،‬ضاع مع الزمن ما ضاع منها‪ ،‬وظل ما سلم‬ ‫من الضياع منها مخطوطا مركونا في الرفوف في انتظار الذي يأتي أو ال يأتي‪ ،‬وأضرب لذلك مثال‬ ‫مسرحية (أهل الكهف) البن زاكور الطنجي التي كتبت في وقت مبكر قبل مسرحية الحكيم»‪..‬‬ ‫ويحتفظ لنا التاريخ بمحاولة فريدة‪ ،‬وهي المحاولة التي قام بها محمد ابن زاكور عندما أسس‬ ‫سنة ‪ 1920‬فرقة مسرحية دشنت عملها بمسرحية (أهل الكهف) لرئيس الجمعية‪ ،‬والمسرحية‬ ‫حسب المتوارث وإن كانت مقتبسة من القرآن الكريم‪ .‬فإن البعد السياسي كان حاضرا بها‪ ،‬فلقد‬ ‫كانت دعوة إلثارة الهمم لمقاومة المستعمر‪ ،‬وهو أمر كان طبيعيا من مؤلف مخضرم (‪ )2‬عاش‬ ‫فترة االستقالل األول‪ ،‬وشاهد بعينيه دخول المستعمر األجنبي‪ ،‬والجندي األجنبي‪ ،‬والموظف‬ ‫األجنبي‪ ،‬والعثو األجنبي في بالده‪ ،‬إال أن هذه الفرقة والتي ال نعرف لها اسما تم حلها ومضايقة‬ ‫رئيسها ومالحقته قضائيا بعد الموقف العدائي للمستعمر الذي تبناه أحد رجال الدين ليشمل‬ ‫(‪)3‬‬ ‫المسرح بصفة عامة»‪.‬‬ ‫ومع ذلك تبقى لمسرحية الحكيم نكهتها المتفردة‪ ،‬ويكتب لها الحضور المتوهج‪ ،‬بما توفر‬ ‫لها واجتمع من عوامل النجاح التي قلما ظفرت بها أعمال أخرى له ولغيره‪ ،‬من ذلك‪:‬‬

‫• رضوان احدادو‬

‫ أنها مسرحية مكتملة البناء‪،‬‬‫ناضجة‪ ،‬صادرة عن كاتب متمرس‬ ‫في الكتابة الدرامية وإن كان سنه‬ ‫وقتها لم يتجاوز ‪ 22‬عاما‪ ،‬ملم بأسرار‬ ‫الركح‪ ،‬خباياه وتقنياته الفنية‪.‬‬ ‫ ظهورها مطبوعة في زمن‬‫ندرة النص المسرحي مما أتاح لها‬ ‫مساحة كبيرة للعروض داخل وخارج‬ ‫جغرافية الوطن العربي‪.‬‬ ‫ ما أواله إياهــا الدارســــون‬‫والباحثون من عناية واهتمام‪ ،‬فلقد‬ ‫حظيت بأبحاث ودراسات أكاديمية‬ ‫متنامية رصينة‪.‬‬ ‫ حضورها اإلجباري في عدة‬‫مناهج تعليمية بالوطن العربي بما‬ ‫في ذلك المغرب كمتن درامي أدبي‪.‬‬ ‫وإذا كان لكل عالم‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬أو‬ ‫أديب مبدع كتاب اشتهر به وارتبط‪،‬‬ ‫حتى أصبح كل من الكاتب والكتاب‬ ‫عنوانا يدل على اآلخر ال يذكر الواحد‬ ‫منهما إال مقرونا به‪ ،‬فـ (أهل الكهف)‬ ‫الكتاب‪ /‬والحكيم الكاتب ارتبطا ولم‬ ‫ينفصال أو يتباعدا إطالقا‪ ،‬ولعل سر هذا كونها من المسرحيات التي (ضمت الحسن‬ ‫من أطرافه) فهي تمنحك المتعتين معا ‪ :‬متعة القراءة‪ ،‬ومتعة المشاهدة‪.‬‬ ‫فلقد فتنا بها وأمتعتنا قراءة ونحن في المراحل األولى من التعليم الثانوي وزدنا بها افتنانا‬ ‫ونحن نشاهد عرضها (‪ )1960‬من قبل (الفرقة القومية) بدار األوبرا المصرية‪.‬‬ ‫وإذا كان فقهاؤنا سكتوا ولم يعترضوا ولم نتلق أي رد فعل منهم على مسرحية (أهل الكهف)‬ ‫كمتن أدبي مصدره القرآن الكريم‪ ،‬فاألمر سيكون مختلفا حينما ننتقل بالعمل من مستوى متعة‬ ‫القراءة إلى متعة التشخيص والمشاهدة‪ .‬فالمعارضون اعتبروا أهل الكهف والرقيم في مرتبة‬ ‫أعلى من العلماء والصلحاء والقديسين‪ ،‬مرتبة األنبياء‪ ،‬كمثال موقف الفقيه المرير كما بينا‪،‬‬ ‫والذين أجازوا وأباحوا رأوا فيهم غير ذلك‪.‬‬ ‫والسؤال هل أصحاب الكهف في مرتبة أوالئك أم هم عند مرتبة الصلحاء القدسين ؟‬

‫• هوامش ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬يعود تاريخ كتابتها إلى سنة ‪.1929‬‬ ‫‪ - 2‬هذا التاريخ أورده جمال السويسي بجريدة طنجة (بالفرنسية) ع ‪ 2453‬سنة ‪ 1986‬إال أن األستاذ محمد‬ ‫الدحروش يذكر أن عرض المسرحية كان بطنجة سنة ‪ 1925‬انظر العدد األول من مجلة (األمانة)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مما يحسب للمسرح المغربي في مرحلة البداية المناهضة والمقاومة للوجود االستعماري فمهما كانت‬ ‫طبيعة المسرحية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬رضوان احدادو‪ ،‬الحركة المسرحية بمدينة طنجة‪ ،‬إعداد جمعية (النهضة الثقافية) وجمعية (ابن خلدون‬ ‫للثقافة والفن) بطنجة مارس ‪.1991‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫مؤسسة «النور» في زيارة عمل اجتماعي تضامني‬ ‫إلى مجموعة مدارس الرملة بجماعة دار الشاوي‬

‫�صور من الزيارة‬

‫مدير المجموعة ينقل معاناة تالميذ العالم القروي‬ ‫وينوه بمبادرة «النور»‬

‫صورة تذكارية لبعض أطر «النور» مع بعض تالميذ الرملة‬

‫تجسيداً لقيم التآزر والتضامن التي يتميز بها المغاربة أشرفت مؤسسة «ينبوع النور» الحرة على مبادرة إنسانية‪،‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬خيرية‪ ،‬تضامنية بتنظيم زيارة إلى مجموعة مدارس الرملة التابعة للتراب الجماعي لجماعة دار الشاوي‪ ،‬التي تبعد‬ ‫عن مدينة طنجة بحوالي ‪ 30‬كلم‪ .‬والهدف من هذه المبادرة تلقين التالميذ قيم التضامن من خالل تقديم مساعدات ومؤن‬ ‫ومالبس وحاجيات لتالميذ هذه المدارس إلدخال السرور عليهم وتحفيزهم على مواصلة الدراسة حتى ال يحسوا باإلقصاء‬ ‫والتهميش‪ .‬واستفاد حوالي ‪ 150‬من تالميذ المجموعة من المساعدات التي انطلقت عمليتها بعد افتتاح بالنشيد الوطني‪،‬‬ ‫وكلمات لمسؤولي المؤسستين‪ .‬وكإشارة فإن مؤسسة «ينبوع النور» الحرة جعلت من هذه المبادرة اإلنسانية التضامنية‬ ‫تقليدا سنويا دخل سنته الرابعة‪.‬‬

‫قالو عن هذه املبادرة‪:‬‬

‫كلمة بالمناسبة ألقاها المدير اإلداري لمؤسسة «ينبوع النور»‬

‫عبد السالم الوهابي (مدير مجموعة مدارس الرملة)‪:‬‬ ‫مجموعة مدارس الرملة‪ ،‬تابعة للتراب الجماعي لجماعة دار الشاوي‪ ،‬تبعد عن مدينة طنجة بحوالي‬ ‫‪ 30‬كلم‪ ،‬وتعد هذه الجماعة من أفقر الجماعات بالجهة‪ .‬تفتقر الى موارد من غابات‪ ،‬سوق أسبوعي‪.‬‬ ‫في غياب الشركاء‪ .‬وسكانها بسطاء جدا‪ ،‬صورتهم تجسد واقعهم‪ .‬بالنسبة لمبادرة مؤسسة «النور»‬ ‫أعتبرها طيبة‪ ،‬خالقة‪ ،‬هادفة‪ .‬ومن جانبنا كطاقم إداري‪ ،‬وتربوي نشكر القائمين وأصحاب هذه المبادرة‬ ‫وكذلك تلميذات وتالميذ مؤسسة «النور» الحرة الذين تذكروا إخوانهم وزمالءهم‪ ،‬وتالميذ العالم‬ ‫القروي بشكل عام‪ ،‬والذي يعاني كأسرة كاملة (األب واألم واألبناء)‪ .‬وقد ال نخجل حين نعترف أن بعض‬ ‫البوادي في المغرب الزالوا يعيشون على وقع العصور القديمة‪ .‬لم يصلوا إلى ما نطمح له بسبب قلة‬ ‫الوعي‪ ،‬أو ربما التهميش وعدم طرق أبوابهم من قبل الجهات المعنية‪ ،‬وجمعيات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وكرسالة‪ ،‬أقول أن البادية بصفة عامة تحتاج إلى نظرة شمولية‪ ،‬من طرق‪ ،‬مسالك‪ ،‬دعم الطفولة‪.‬‬ ‫هناك تالميذ مهددون بالهدر المدرسي عنوة‪ ،‬خارج عن إرادتهم‪ ،‬حيث يتابعون دراستهم إلى حدود السنة السادسة‪ ،‬ويغادرون‬ ‫التعليم في السنة السابعة بسبب انعدام الوعي لدى األسرة وانعدام الثقة في اإلدارة حين يتطلب األمر من ولي أمر التلميذ أو‬ ‫التلميذة ضرورة التوجه إلى اإلدارة إلعداد الملف اإلداري المدرسي‪ ،‬ملف المنحة‪ ،‬وأمور مرتبطة بمواصلة الدارسة‪ .‬وهنا يوضع‬ ‫الحد لتلميذ العالم القروي في مواصلة دراسته‪ .‬أقوم بمبادرات فردية مقام بعض األسر بتهييء ملفات االنتقال لمواصلة‬ ‫الدراسة بالوسط الحضري‪ ،‬لكنني أصطدم في بعض األحيان برفض اآلباء‪ ،‬وهذه إشكالية تتطلب التدخل والمعالجة‪ .‬سيما‬ ‫أنهم يرون صعوبة في أن يفارقوا أبناءهم‪ ،‬رغم أننا نحاول إقناعهم بتوفير كل الظروف ألبنائهم من مأوى ومأكل ومتطلبات‬ ‫أخرى‪ .‬ولألسف أن الوعي يغيب عنهم بسبب غياب التواصل معهم‪ ،‬وهنا يكمن دور المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب‬ ‫سياسية والدولة بشكل عام‪.‬‬

‫بعض تالميذ مجموعة مدارس الرملة يستمتعون بالهدايا‬

‫عزيـز الرمــالوي (المدير التربـــوي لمؤسسة ينبوع النور ‪ 2‬الخاصة)‪:‬‬

‫أوال إن عملية انتقاء المؤسسات التي ندعمها‪ ،‬تتم عبر االتصال بنيابة التعليم التي تمدنا بلوائح‬ ‫بعض مؤسسات العالم القروي‪ ،‬ونقوم نحن بزيارات لعين المكان لالطالع عن قرب على وضعية هذه‬ ‫المؤسسات‪ ،‬والحاجيات الضرورية التي يحتاج لها التالميذ‪ .‬على سبيل المثال خالل مبادرة السنة‬ ‫الماضية تحملنا مصاريف تجهيزات تخص الكهرباء بناء على طلب مسؤولي وتالميذ المؤسسة في إطار‬ ‫الشراكة التي تجمع القطاع الخاص والعمومي‪ .‬ما لقي صدى طيبا‪ .‬وخالل هذه السنة واصلنا عملنا‬ ‫اإلنساني التضامني مع مجموعة مدارس الرملة‪ .‬وأتمنى أن تصل رسالتنا إلى باقي المدارس الحرة‬ ‫بطنجة لتبادر بدورها في هذا اإلطار حتى نتعاون جميع على إدخال البسمة على محيى تالميذ العالم‬ ‫القروي‪ .‬وكما جرت العادة‪ ،‬كل سنة نقوم بهذه الحملة التضامنية لفك العزلة على العالم القروي‪،‬‬ ‫وبدات المبادرة منذ أربع سنوات يشارك فيها تالميذ جميع أقسام اإلعدادي والثانوي بالمؤسسة‪ ،‬الذين يسهروا معنا في‬ ‫حملة جمع التبرعات لفائدة تالميذ مؤسسات تعليمية بالعالم القروي‪ .‬ما يدخل نوعا من البسمة والسرور على وجوه تالميذ‬ ‫العالم القروي‪ ،‬وهي مناسبة كذلك نهدف من خاللها إلى تحسيس تالميذ القطاع الخاص بالواقع المعاش في هذه المؤسسات‬ ‫الهامشية‪ ،‬من واقع مأساوي بالمقارنة مع الواقع المريح الذي يعيشون هم عليه‪ .‬وهذا في حد ذاته يحقق لنا أهداف تربوية مع‬ ‫تالمذتنا‪ ،‬وكما تالحظون أنهم يشاركون بأنفسهم في هذه المبادرة ويشاركون تالميذ العالم القروي بسمتهم‪.‬‬

‫تلميذ من مؤسسة «ينبوع النور» يلقي كلمة بإسم زمالئه‬

‫نضال إقبال ( محاسبة بمؤسسة النور)‪:‬‬

‫يشرفنا أن نقول بهذا العمل الجمعوي الذي يشجع التلميذ في العالم القروي على مواصلة‬ ‫الدراسة‪ ،‬وتالميذ مؤسستنا عل االنخراط في العمل اإلنساني التضامني‪ .‬وهي مناسبة لخلق التواصل‬ ‫بينهما‪ ،‬وتحسيس تلميذ البادية بالتآزر وعدم التهميش والقرب منه وتشجيعه على مواصلة الدراسة‪.‬‬ ‫الهدايا تم جمعها من خالل تبرعات التالميذ واآلباء‪ ،‬حيث وفرنا العديد من المالبس والحلويات‬ ‫وبعض التجهيزات التي اقتنيناها بناء على رغبة تالميذ المؤسسة وحاجياتهم»‪.‬‬

‫• محمد السعيدي‬

‫تالميذ «ينبوع النور» تلقوا هدايا من الرملة من المنتوج المحلي‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫الومضة الرقمية في ضيافة “‬ ‫الظل االزرق”‬

‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫النظر ـ كما يقول النفري ـ ربما خاطب‬ ‫الناظر بما ال تقال به عبارة وال تحمله ترجمة‪.‬‬ ‫هكذا خاطبني “ الظل األزرق”‪ ،‬معرض الفنانة‬ ‫الرسامة التشكيلية جميلة العلوي المريبطو‪،‬‬ ‫الزجالة والشاعرة ‪ .‬او هي فنانة بصمت إبداعهاـ‬ ‫في كل مجاالته ـ بطابع مدينة تطوان التي‬ ‫تنتميإليها‪.‬‬ ‫المعرض افتتح أبوابه يوم الجمعة ‪15‬‬ ‫يناير ‪ ،2016‬بقاعة محمد السرغيني‪ ،‬التابعة‬ ‫للمركز الثقافي لمدينة تطوان ‪ .‬وقد حضره عدد‬ ‫من المثقفين والفنانين‪ ،‬باإلضافة إلى وجوه‬ ‫من المجتمع المدني‪ .‬فكان من بين الحضور‬ ‫الدبلوماسي السابق عبد السالم بن عبد الوهاب‬ ‫وحرمه‪ ،‬والفنانة السوبرانو سميرة القادري‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى جمهور من عشاق فن التشكيل‬ ‫بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫“ الظل األزرق “ مدى بصري بلون الفجر‪،‬‬ ‫وفي فضائه الدر كامن‪ .‬تخاطبك اللوحات بلغة‬ ‫جمالية‪ ،‬تفتح للناظر أبواب الكشف المعرفي‪،‬‬ ‫للتجليات اإلبداعية في أعمال الفنانة جميلة‬ ‫العلوي المريبطو‪ .‬بحر ونوارس وطفولة‪ ،‬وأناقة‬ ‫دروب تسيجها األزهار‪ .‬وبوابات بيوتات المدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬تتوسط أسوارها البيضاء‪ .‬وحضور‬ ‫أنثوي بإشراقات وجودية ‪ .‬من خالله تشع‬ ‫ومضات الخيال الفني‪ ،‬عند الرسامة‪ ،‬بحمولته‬ ‫الثقافية‪ ،‬وأبعاده الروحية‪ ،‬وتمثالته االجتماعية ‪.‬‬ ‫تحضر المدينة في لوحات المعرض‪،‬‬ ‫بجنباتها الخارجية من أزقة تحف بها األزهار‪،‬‬ ‫وأشكال لبوابات البيوت‪ ،‬تحكي لك أس��رار‬ ‫الطبقات االجتماعية للمدينة‪ ،‬وبقايا حضارة‬ ‫أندلسية تقاوم االندثار‪ .‬وأخرى داخلية تشي‬ ‫بارستقراطية تطوانية‪ ،‬عن طريق قطع األثاث‪،‬‬ ‫ونوعية القماش ونقوشه المتداولة في الوسط‬ ‫التطواني التقليدي األصيل‪ ،‬ومشغوالت فنية‬ ‫كالثياب المطرزة‪ ،‬والوسائد‪ ،‬والستائر‪ .‬كما أن‬ ‫ألصص الورد والمزهريات‪ ،‬حضور ذو ووظيفة‬ ‫جمالية‪ ،‬تخبر الناظر عن قدرات الرسامة الراقية‬ ‫في الذوق واختيار زوايا وضعها داخل األماكن‬ ‫الداخلية ‪ .‬باإلضافة إلى المرأة بأناقتها‪ ،‬وداللها‬ ‫األنثوي‪ ،‬وأويقات مرحها رقصا ‪ .‬وحاالت عشقها‪.‬‬ ‫وساعات تقربها إلى اهلل برمز السبحة في يدها‬ ‫وجلسة استرخاء روحي ‪ .‬فالمرأة والمصحف‬ ‫وأسماء اهلل الحسنى‪ ،‬وأبيات شعرية من إبداع‬ ‫الفنانة‪ ،‬ترافق كل لوحة على حدة ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫أضفى على فضاء المعرض لمسة روحانية‪ ،‬زادت‬ ‫من ارتفاع الحس الجمالي في القاعة‪.‬‬

‫و يستمر حوار النظر وهمسه‪ .‬يومئ لك إلى‬ ‫حيث توجد رموز مدينة تطوان ‪ .‬الفنانة جميلة‬ ‫وفية لكل ما يرتبط بمدينتها‪ ،‬حتى الضواحي‬ ‫كفضاءات خارجية‪ ،‬حيث وجدت في البحر مالذها‪.‬‬ ‫رسمت طفالت يداعبن أمواج البحر‪ .‬ورسمت‬ ‫مراكب صيد‪ ،‬تحمل إحداها اسم “ال بالوما“‪،‬‬ ‫الذي يعني باإلسبانية “ الحمامة”‪ ،‬وهو لقب‬ ‫يطلق على مدينة تطوان ‪ .‬ورسمت فتيات بوادي‬ ‫تطوان بأزيائهن‪ ،‬والمنديل الشهير وأساور‬ ‫الفضة‪ .‬سجلت حضورهن للمدينة ‪.‬‬ ‫اللوحات سجل فني للتاريخ االجتماعي‬ ‫لمدينة تطوان ‪ ،‬من األزياء ‪ ،‬والمعمار‪ ،‬والزليج‪،‬‬ ‫وأن��اق��ة الحجرات داخ��ل المنازل‪ ،‬وال��ع��ادات‬ ‫كطقوس العروسة‪ ،‬وأنواع المزركشات‪ ،‬والمرايا ‪.‬‬ ‫قد نكتفي بهذا القدر‪ ،‬بما يقوله النظر‬ ‫لزائر معرض الفنانة جميلة العلوي المريبطو‪،‬‬ ‫ألنه يمكن أن يكون حوارا مع زائر يحمل رصيدا‬ ‫معرفيا عن المدينة والرسامة ‪،‬و لنلج إلى األدوات‬ ‫الفنية التي نفذت بها صاحبة معرض “ الظل‬ ‫األزرق” أعمالها ‪ .‬وكيف وصلت الى تجسيد‬ ‫التفاصيل الباطنية لشخوصها وباقي األجزاء التي‬ ‫تؤثث فضاءاتها‪ ،‬كالزمن من ليل ونهار‪ ،‬وطبيعة‬ ‫جامدة كاألزهار ووح��دات األث��اث ‪ ،‬والطبيعة‬ ‫المتحركة كالبحر‪ ،‬وحركات االجساد كاالنحناء ‪.‬‬ ‫أي البحث عن أسرار جمالية اإلبداع في اللوحات‪.‬‬ ‫من األكيد أن الزائر الذي يملك قدرا من‬ ‫المعرفة بفنون الرسم‪ ،‬س��وف يكتشف من‬

‫النظرة األولى أن في األمر شيء مختلف‪ .‬وأن‬ ‫اللوحات خارجة عن ما ألفه الناس عند الفنانين‬ ‫التشكيليين‪.‬‬ ‫ذات زمان كنا ندرس في مادة الجغرافية‪،‬‬ ‫أن مكننة القطاع الفالحي في البلدان األكثر‬ ‫تطورا‪ ،‬جعلت اقتصادهم أكثر قوة وتاثيرا في‬ ‫األس��واق العالمية ‪ .‬وكنا بذلك نحلم بزمن‬ ‫تصل فيه المكننة إلى بلدنا ‪ .‬وفي زمننا هذا‬ ‫غزتنا المكننة‪ ،‬مدججة بإمكانيات فائقة التطور‪.‬‬ ‫اقتحمت كل مرافق حياتنا‪.‬‬ ‫سألت الفنانة جميلة‪ ،‬في سياق ما أصبح‬ ‫يعرف بالريشة الرقمية‪ ،‬عن عالقة لوحاتها‬ ‫بهذه التقنية‪ ،‬خصوصا وقد بدت لي في اللوحات‬ ‫لمسات فنية‪ ،‬عن كيفية توزيعها للكثافة‬ ‫الضوئية‪ ،‬وتجسيد انعكاسها على الوجوه‬ ‫واألواني واألزهار‪ ،‬وغيرها من محتويات اللوحات‪.‬‬ ‫وكذا كيفية دمج األلوان‪ ،‬والتحكم في درجات‬ ‫سلمها‪ .‬فكان رد صاحبة الظل األزرق كاآلتي ‪:‬‬ ‫ـ سيدتي ال يمكن للريشة الرقمية أن‬ ‫تنوب عن الفنان في نقل تعابيره اإلنسانية‬ ‫على لوحاته‪ .‬مهما روضنا اآللة‪ ،‬فمكن الروح‬ ‫التي تبعث الحياة في اللوحة‪ ،‬هي ريشة الفنان‬ ‫وتموجات ظاللها حيث ما مرت ‪.‬‬ ‫و عن “ الظل األزرق “‪ ،‬وأس��رار الريشة‬ ‫الرقمية‪ ،‬ال ي��زال لحديثنا بقية مع الزجالة‬ ‫والشاعرة والرسامة جميلة العلوي المريبطو‪.‬‬

‫تطوان ‪:‬‬

‫مدرسة مليكة الفاسي الجماعاتية تخلد ذكرى‬ ‫تقديم وثيقة االستقالل‬

‫تخليدا لذكرى تقديم وثيقة المطالبة‬ ‫باالستقالل التي تصادف ‪ 11‬يناير من كل سنة‪،‬‬ ‫أقام تلميذات وتالميذ المدرسة الجماعاتية‬ ‫مليكة الفاسي بتطوان يوم األربعاء ‪ 13‬يناير‬ ‫الجاري حفال بهيجا‪ ،‬ترأسه ذ رشيد ريان النائب‬ ‫اإلقليمي ل��وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بتطوان المكلف بتدبير األكاديمية‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان‪،‬‬ ‫وحضره إلى جانب مدير المؤسسة المعنية‬ ‫وأطرها التربوية وتلميذاتها وتالميذها‪ ،‬رئيس‬ ‫الجماعة القروية وممثل السلطة المحلية بها‬ ‫وممثلو اآلباء واألمهات‪ ،‬مجموعة من رؤساء‬ ‫المصالح اإلدارية واألطر وهيئة اإلدارة التربوية‬ ‫والتدريس باألكاديمية وبنيابة تطوان ‪.‬‬ ‫وقد تم افتتاح فعاليات هذه الصبيحة‬ ‫االحتفالية بكلمة قدمها مدير المؤسسة ذ عبد‬ ‫الحق الخليعي أبرز فيها األهمية التي يكتسيها‬ ‫تخليد ذكرى مثل هذه المناسبات في إذكاء‬ ‫روح الوطنية في الناشئة‪ ،‬مبرزا في نفس اآلن‬ ‫السياق التاريخي لتقديم هذه الوثيقة وأهميتها‬ ‫في حصول المغرب على استقالله متوجها‬ ‫بالشكر لكل من ساهم في دعم هذه المؤسسة‬ ‫الفتية التي تعتبر نموذجا للمدرسة الجماعاتية‬ ‫على صعيد جهة طنجة تطوان‪.‬‬ ‫ومن جهته قدم ذ حميد السامي رئيس‬ ‫مصلحة الحياة المدرسية وتنشيط المؤسسات‬ ‫كلمة نيابة تطوان‪،‬أبرز فيها بدوره أهمية تخليد‬ ‫هذه المناسبة مذكرا بسياقها التاريخي منوها‬ ‫في نفس اآلن بمبادرة هذه المؤسسة التي‬ ‫تنتمي إلى جماعة قروية واعدة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وقد تميز هذا الحفل الذي كان تالميذيا‬ ‫بامتياز‪ ،‬بتقديم فرقة شقائق النعمان التابعة‬ ‫لمؤسسة ‪ 18‬نونبر بتطوان من تأطير ذ عمر‬ ‫بوعزيز لفقرات من أناشيد وطنية‪ ،‬عرفت تجاوبا‬ ‫خاصا من طرف التالميذ والتلميذات الحاضرين‪.‬‬

‫كما تم تقديم فقرات من إبداع تالميذ هذه‬ ‫المؤسسة التي تحمل اسم الوطنية مليكة‬ ‫الفاسي إاحدى الموقعات على وثيقة المطالبة‬ ‫باالستقالل‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم شريط وثائقي‬ ‫يؤرخ للمناسبة وتنظيم معرض للصور التاريخية‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫�إطاللة على امل�رسح املغربي‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫يجمع العديد من الباحثين والدارسين للمسرح المغربي على أن هذا الفن‪،‬‬ ‫لم يكن مستقيما بالشكل الذي يوجد عليه المسرح المغربي حاليا‪ ،‬إال أن بعضهم‬ ‫خالل سردهم لتاريخ المسرح المغربي يؤكدون أن األمازيغ يمكن أن يكونوا‬ ‫قد ثأثروا في أسلوب حياتهم أيام االحتالل الروماني‪ ،‬وخاصة في مجال الفن‬ ‫المسرحي‪ ،‬غير أن التاريخ لم يحتفظ بأية وثيقة تثبت ذلك‪ ،‬ورغم أن صاحب‬ ‫كتاب أفريقيا الرومانية يقر بحتمية هذا التأثير إال أن الباحث حسن السايح تحدث‬ ‫فقط عن المدن المغربية الرومانية‪ ،‬وعن الحلبات التي تتوفر عليها‪ ،‬باعتبارها‬ ‫فضاءات احتضنت عروضا مسرحية‪ ،‬ونماذج فنية من الفلكلور البربري األمازيغي‪،‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فإن هناك كما يقول «بقايا حكايات ونوادر أقاصيص على ألسنة‬ ‫الحيوانات أوردها الكاتب البربري (أبوليوس) وكانت معروفة في العهد الروماني‬ ‫كما خلف (إليزالن) من األطلس المتوسط قصائد تمجد الفروسية والبطولة»‪.‬‬ ‫ويقول الباحث حسن المنيعي «فإذا قبلنا فكرة (رومنة) البرابرة فإننا بحاجة‬ ‫إلى البحث عن تمفصالتها في مجال المسرح الذي ظل في شكله اإليطالي‬ ‫إنتاجا غريبا عن الحضارة المغربية‪ ،‬لذا نرى أن البداية الضمنية للمسرح المغربي‬ ‫تكمن في كل األشكال الفرجوية التقليدية التي تنطوي على إرهاصات مسرحية‪،‬‬ ‫إما الهتمامها بالمقدس (االحتفاالت الدينية)‪ ،‬أو إلدراجها في ممارسات اللعب‪،‬‬ ‫واالحتفال الذي يقوم باألساس على فنون السرد والحكي والرقصات والموسيقى‬ ‫واإلنشاد»‪.‬‬ ‫وكانت هذه الممارسات كلها تعرف إنجازها في الزوايا والبيوت‪ ،‬والساحات‬ ‫العمومية‪ ،‬وكذا في أسواق القرى والمداشر‪ ،‬ونظرا لتنوع مؤديها من رواة‪،‬‬ ‫ومداحين‪ ،‬وبهلوانيين‪ ،‬وشعراء ومنشدين‪ ،‬فقد اعتبرها الدارسون للمسرح نواة‬ ‫مسرح تقليدي‪ ،‬تجسدت أبعاده في رواية المالحم والسير (العنترية‪ ،‬الوهابية‪،‬‬ ‫الهاللية وسيرة سيف دي يزن‪ ...‬وغيرها)‪ ،‬وفي فرجات أمازيغية ك (امديازن)‬ ‫المرتبطة بقبيلة أيت حدو وقصائد (ايزالن) الدرامية و (عبيدات الرما) وغيرها‬ ‫من األلعاب والظواهر االحتفالية الروحلنية (عيساوة‪ ،‬حمادشة‪ ،‬درقاوة‪ ،‬كناوة‪،‬‬ ‫هداوة‪ ،.)...‬في عهد السلطان موالي يوسف‪.‬‬ ‫أما عن األشكال الماقبل المسرحية المعروفة لدى الجميع ب (الحلقة‪ ،‬البساط‪،‬‬ ‫سلطان الطلبة‪ ،‬سيدي الكتفي) فإنها تظاهرات فنه أصيلة يتم خاللها لقاء مباشر‬ ‫بين المؤدين والجمهور‪ ،‬ذلك في جو من المرح تؤسس أبعاده الدرامية طقوس‬ ‫اللعب واالرتجال والضحك‪ ،‬واستثمار مخزون الثراث الشعبي الذي يرتكز على سرد‬ ‫النوادر والحكايات من طرف ممثل يحسن فن القص واإليماء‪.‬‬ ‫إن البعد التمثيلي الذي تقوم عليه الحكايات‪ ،‬هو الذي جعل هذه األشكال‬ ‫الماقبل مسرحية تنطوي على خصوصيات العرض المسرحي ومواصفاته‪ ،‬وكان‬ ‫البساط في بدايته مجرد تمثيل تقليدي لتسلية السالطين ورجال الدولة من‬ ‫جهة‪ ،‬ولتسلية عامة الناس من جهة أخرى‪ ،‬كتشخيص حكاية (بالرج) على رنات‬ ‫دقات البندير‪ ،‬ونغمات المزمار في (الحالقي) بالساحات العمومة‪ ،‬وأولى حفالت‬ ‫مسرح البساط بالمغرب قدمت حسب الباحثين أمام السلطان محمد بن عبد اهلل‪،‬‬ ‫وكانت مواضعه خاصة بالوعظ واإلرشاد يقدم بطريقة ترفيهية‪ ،‬وقد تطور هذا‬ ‫الفن من هذه المشاهد القصيرة مع توالي السنين‪ ،‬بفضل تشجيع السالطين‪.‬‬ ‫والبساط والبسط قد تعني الفكاهة والترفيه‪ ،‬وكانت عروضه في البداية‬ ‫تقام في األعياد والمواسم‪ ،‬وتشتمل المواضيع المعروضه حول نقد الحياة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬أو انتقاد أشخاص معروفين‪ ،‬والوجهاء إما تلميحا أو مباشرا‪ ،‬كما‬ ‫كان الممارسون يتخذون من معارفهم أو بعض المتهورين في المدينة مواضيع‬ ‫لمستملحاتهم‪ ،‬ولكل فرقة اختصاص يميزها عن األخرى‪ ،‬فكانت فرقة فاس‬ ‫مثال تختص في التمثيل‪ ،‬ويشير الباحثون إلى أن التمثيليلت التي تم تقديمها‬ ‫آخر العهد بالبساط كانت اجتماعية ووطنية‪ ،‬فضال عن طابعها الهزلي‪ ،‬وكان‬ ‫الممثلون يقدمون أمام السلطان اسكتشات يطرحون فيها مشاكل اجتماعية‬ ‫واقعية حدثت ألناس‪ ،‬وكانت عبارة عن رسائل موجهة إلى الملك‪ ،‬حيث يدرك‬ ‫مآسي أصحابها الحقيقيين‪ ،‬ويعمل على البحث عنهم لحلها‪ .‬وتمكين المتضررين‬ ‫من حقوقهم‪.‬‬ ‫والبساط يمكن اعتباره مسرحا ملتزما‪ ،‬استطاع أن يجمع بين الفرجة‬ ‫والهدف النبيل‪ ،‬وقد عرف البساط عصره الذهبي طوال حكم السالطين‪ ،‬وقام‬ ‫بدور فعال إبان الحركة الوطنية إلى أن انحرف عن قصده‪ ،‬بعد أن امتهنه أناس‬ ‫خرجوا به إلى السفاهة‪ ،‬فتوجه وفد من أهل فاس إلى القصر الملكي سنة ‪،1926‬‬ ‫وطلبوا من السلطان محمد الخامس إيقاف عروض المتطفلين السفهاء‪ ،‬الدخالء‬ ‫على فن البساط‪.‬‬ ‫أما سيدي الكتفي فهو لون فني تولد عن البساط‪ ،‬واختصت به مدينة‬ ‫الرباط‪ ،‬حيث نشأ في العهد الذي انتظمت فيه الحرف الصناعية في عهد‬ ‫السلطان موالي يوسف‪ ،‬وأصبح لهم تقليد‪ ،‬واشتهر بين المعلمين (الخرازة) ‪،‬‬ ‫حيث تكونت مجموعة أطلق عليها سيدي الكتفي‪.‬‬ ‫وتتكون مجموعة سيدي الكتفي من ‪ 12‬فردا يترأسهم مقدم‪ ،‬يجتمعون‬ ‫في بيته‪ ،‬حيث يقومون بعمليات تدريبية عل الموضوع المطروح للتمثيل‪،‬‬ ‫وكانت أغلب المواضيع تتعلق بالتعريض أو التشهير ببعض األفراد المعروفين‬ ‫بسلوكاتهم المشينة‪ ،‬ثم يبدأ عرض مجموعة سيدي الكتفي بالحضرة‪ ،‬يتبعها‬ ‫الدخول في الموضوع‪ ،‬ثم االنصراف بجدية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫مشروع إصالح أنظمة التقاعد ‪...‬ثالوث ملعون‬

‫م�ساحة حرة ‪:‬‬

‫بقلم ‪ :‬األستاذة مارية الشرقاوي*‬ ‫ثالوث ملعون هو مشروع إصالح أنظمة‬ ‫التقاعد ‪ ....‬هكذا نعته بعض المهتمين ‪،‬‬ ‫والمقصود من مصطلح الثالوث النقط الثالثة‬ ‫الواردة بالمشروع ‪:‬‬ ‫* الرفع من سن اإلحالة على التقاعد‬ ‫تدريجيا بدءا من ‪ 61‬سنة في فاتح يناير ‪2017‬‬ ‫و‪ 62‬سنة ابتداءا من فاتح يناير ‪ 2018‬وانتهاءا‬ ‫ب ‪ 63‬سنة ابتداءا من ‪. 2019‬‬ ‫*الرفع من مساهمة المنخرطين إلى ‪ 4‬في‬ ‫المائة ‪.‬‬ ‫*تخفيض المعـاش وذلك باعتمـاد األجر‬ ‫المتوسط للثماني سنوات األخيرة من الشغل‬ ‫و من ‪ 1,5‬في المائة إلى ‪ 2‬في المائة كقاعدة‬ ‫نسبية الحتساب مقدار المعاش ‪.‬‬ ‫حقيقة البد من قولها حتى نكون صادقين‬ ‫مع أنفسنا ومع رئيس حكومتنا ‪ ،‬أنه منذ توليه‬ ‫رئاسة الحكومة كان جريئا في مالمسة ملفات‬ ‫ساخنة وحساسة ‪ ،‬كالكشف عما تعانيه بعض‬ ‫الصناديق من عجز كالصندوق المغربي للتقاعد‪،‬‬ ‫الشيء الذي لم يتجرأ على القيام به سابقوه ‪،‬‬ ‫بل تجاوز دلك باإلعالن عن هذا العجز للرأي‬ ‫العام فيكون بذلك قد انتهج أسلوبا سياسيا‬ ‫جديدا وهو إخراج مثل هاته اإلشكاليات من‬ ‫دائرة و صالونات النخب السياسية إلى عموم‬ ‫الرأي العام ‪ ،‬فحينما صرح في إحدى خرجاته‬ ‫اإلعالمية بالمعضلة التي يعرفها الصندوق‬ ‫المغربي للتقاعد‪ ،‬اعتبرناه تصريحا شجاعا كشف‬ ‫عن المستور المفهوم غير المنطوق والمسكوت‬ ‫عنه ردحا طويال من الزمن‪ .‬لكن حين اطلعنا‬ ‫على قراره في معالجة اإلشكالية‪ ،‬اعترض الرأي‬ ‫العام عن بكرة أبيه على الحل ال��ذي اختاره‬ ‫والمتمثل في رفع سن التقاعد و الزيادة في مبلغ‬ ‫االشتراك بل أيضا التخفيض من مقدار المعاش‪،‬‬ ‫بحت أصوات النقابات والمواطنين المعنيين‬ ‫في مختلف المنابر ضدا على رفضه البات لقرار‬ ‫كهذا يحمل مسؤولية اإلصالح للمواطن الذي‬ ‫ظل طيلة فترة عمله يدفع اشتراكه ‪ .‬فهذه‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬ورغم اندالع شرارات مآالتها الغير‬ ‫المحمودة‪ ،‬فرئيس حكومتنا ال يزال مصرا على‬ ‫تنزيل مشروعه وقد سبق وأن نبهنا رئيس‬ ‫الحكومة في العديد من المقاالت بأن حل‬ ‫إشكالية الصندوق المغربي للتقاعد ليس هو‬ ‫الثالوث الملعون بل استرجاع األموال المختلسة‬ ‫عن طريق فتح تحقيق مع جل من توالوا على‬ ‫مسؤوليته لمعرفة مآل األموال المنهوبة‪ ،‬التي‬ ‫التهمتها التماسيح والعفاريت المعفى عنها من‬ ‫قبله‪ .‬مشروع إصالحي مشؤوم كهذا لن يحل‬ ‫المشكلة بل سيعقدها وسيزيد في الطين بلة‪،‬‬ ‫فالمجال االجتماعي في المغرب يعرف هشاشة ‪،‬‬ ‫ومشروع كهذا سيجعل المغرب يسير بسرعتين‬ ‫قصوتين ‪ ،‬ي��زداد معها البون الصارخ بين‬ ‫المستفيدين من ثمار المسار التنموي الكبير‬ ‫بالمملكة‪ ،‬وبين من لم تطلهم أية منفعة أو‬ ‫قيمة مضافة همت استقرار حياتهم االقتصادية‬ ‫واالجتماعية وأمنهم الغــذائي‪ ،‬ويؤجــج فتيل‬

‫‪ -‬عبد ال�سالم مفرج‬

‫‪Abdesselamfarej@gmail.com‬‬

‫احتقان جماهيري ذي أبـــعاد غير مضمونة‬ ‫العواقب ‪ ،‬فما يعتبره السيد عبد االاله بنكيران‬ ‫وحكومته إصالحا نعتبره خرجة نشاز كونهم‬ ‫اختاروا أسهل الطرق لإلصالح ‪ ،‬اختاروا اإلجهاز‬ ‫على صحة وجيب المواطن المغلوب على أمره‬ ‫‪ ،‬ألنهم ال يملكون الشجاعة والجرأة للكشف‬ ‫عما يقع في صناديق التقاعد ‪ ،‬واستحضر هنا‬ ‫مقولة لرئيس الحكومة “ الفساد يحاربني‬ ‫ولست من يحاربه‪ ،‬ومن اهلل باقي واقف هنا‪،‬‬ ‫ويعلم اهلل فين كنت غادي نكون ؟ “ هكذا صرح‬ ‫رئيس حكومتنا بعد ثالث سنوات من قيادته‬ ‫للحكومة‪ ،‬أمام مجلس النواب خالل الجلسة‬ ‫الشهرية حول السياسيات العامة ‪ ،‬أجيبه مع كل‬ ‫احترام وتقدير ‪ :‬أين كنت ستكون ؟ اإلصالح‬ ‫و محاربة الفساد تلزمهما الجرأة والشجاعة‬ ‫والتضحية من أجل الوطن‪ ،‬مناضلون عديدون‬ ‫دفعوا دمهم و حريتهم من أجل الوطن تيتم‬ ‫أطفالهم وترملت نساؤهم ‪ ،‬ولوال نضال هؤالء‬ ‫سابقا ما كنت رئيسا لحكومتنا حاضرا‪ ،‬اعلم‬ ‫سيدي رئيس الحكومة أن الشعب المغربي‬ ‫حينما منحك صوته‪ ،‬توسم نورا من مصباحكم‬ ‫يضيء مستقبله ومستقبل أطفاله و أحفاده ‪،‬‬ ‫أرادك أن تكون معه ال عليه‪ ،‬أرادك أن تكون أبا‬ ‫له ال زوج أم ‪،‬فمشروعكم هذا يجعلكم حَمَال‬ ‫وديعا أمام التماسيح والعفاريت ‪ ،‬وأسدا مفترسا‬ ‫أمام المواطن البسيط و الكادح‪ .‬فالحل هو وأن‬ ‫تتحلوا بالشجاعة وتنفذوا ما التزمتم به في‬ ‫برنامجكم ‪ ،‬عليكم بمحاربة الفساد والمفسدين‬ ‫و محاسبة ناهبي المال العام‪ ،‬فالفساد يحابي‬ ‫األثرياء الذين يوجدون في مواقع القوة على‬ ‫المستوى السياسي واالجتماعي واالقتصادي‬ ‫فقط ويزيد الفقير فقرا ‪ ،‬فالحل الوحيد واألمثل‬ ‫هو استرجاع األم��وال المنهوبة‪ .‬فالصندوق‬ ‫المغربي للتقاعد حسب بيان صدر عن المجلس‬ ‫اإلداري للصندوق المغربي للتقاعد يعرف‬ ‫فوائض مالية مهمة تجاوزت ‪6‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪، 2014‬في حين أن التبذير وسوء التسيير‬ ‫والخرق السافر للقانون تجاوز الحدود ‪،‬في صمت‬ ‫مريب ‪ ،‬فوفاءا لدستور ‪ 2011‬الذي نص على‬

‫الحق في المعلومة عليكم اإلعالن عن أجور‬ ‫وتعويضات المسؤولين في الصندوق كون‬ ‫بعض التعويضات تتجاوز ‪ 3,5‬مليار سنتيم دون‬ ‫احتساب األجور والتعويضات األخرى‪ .‬واإلصالح‬ ‫الحقيقي لهدا الصندوق ليس الثالوث الملعون‬ ‫بل وضع حد للتسيب في تدبير أمواله واستثمار‬ ‫احتياطاته ‪ ،‬خلق فرص الشغل ‪ ،‬اصالح الوعاء‬ ‫الضريبي وإلغاء معاشات الوزراء و البرلمانيين‬ ‫التي تكلف خزينة الدولة الماليير من الدراهم ‪.‬‬ ‫و أخيرا ال يسعني إال أن أتموقف منددة‬ ‫ومستنكرة لهذا المشروع الذي نزل كالصاعقة‬ ‫على المواطن المغربي ‪ ،‬فانفراد الحكومة بالقرار‬ ‫المطبوخ في كواليس إدارتها دون استشارة‬ ‫ديمقراطية للنقابات واألحزاب السياسية واللجنة‬ ‫الوطنية إلصالح أنظمة التقاعد ‪ ،‬أمر عضال‬ ‫يوحي بأن هناك ارتجال في تدبير الملفات‬ ‫االجتماعية الكبرى للشأن العام الوطني‪ ،‬ونية‬ ‫مبيتة في إقصاء المعنيين باألمر من بقية‬ ‫الشركاء من صناع القرار ( بيان مجلس إدارة‬ ‫الصندوق المغربي للتقاعد ) ‪ ،‬وذلك عبر تجسير‬ ‫سبل الحوار المستدام مع ممثلي الشغيلة ‪.‬‬ ‫عمل شنيع ضرب بالحوار حول موضوع إصالح‬ ‫أنظمة التقاعد عرض الحائط بدم بارد‪ ،‬غير‬ ‫آبه ببراءة موظفي المغرب الذين ال يتحملون‬ ‫مسؤولية سوء تدبير صندوق التقاعد من‬ ‫طرف الدولة طيلة أربعين سنة ‪ ،‬فأزمة كهذه‪،‬‬ ‫جعلت النقابات تمتعض من مثلها سلوكيات‪،‬‬ ‫وتعلنها حالة تصعيد ال تحمد عقباه ‪ ،‬مستنفرة‬ ‫بردود فعل ساخنة لن تدع موضوعا يتعلق بخبز‬ ‫المواطن يمر مرور الكرام‪ ،‬أمر اعتبره منافسوا‬ ‫ابن كيران خطا أحمرا‪ ،‬فيما اعتبره شركاؤه‬ ‫مساسا بحقوقهم الدستورية في التشاور وإبداء‬ ‫الرأي… نسأل اهلل أن تمر العاصفة بسالم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫* رئيسة منتدى أسرة و رئيسة وحدة دراسات‬ ‫األس��رة والنوع االجتماعي بمركز أطلس الدولي‬ ‫لتحليل المؤشرات العامة‪.‬‬

‫“من أجل قيم سليمة داخل الوسط المدرسي”‬ ‫شعار اليوم دراسي جهوي بإعدادية أنوال بتطوان‬ ‫تحت شعار‪“ ،‬من أجل قيم سليمة داخل‬ ‫الوسط المدرسي” وبشراكة مع منتدى المواطنة‬ ‫نظمت األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة تطوان‪ ،‬بإعدادية أنوال بتطوان‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 12‬يناير ‪ ،2016‬صبيحة دراسية‪،‬‬ ‫حضرها إلى جانب مدير المؤسسة المستقبلة‬ ‫للنشاط‪،‬بعض رؤساء مصالح الحياة المدرسية‬ ‫وأطر إدارية و هيأة التأطير والمراقبة التربوية‬ ‫وذ عبد اإلله الصغير المنسق الجهوي لمنتدى‬ ‫المواطنة وأساتذة مشرفون على أندية الشفافية‬ ‫والنزاهة بالنيابات التعليمية بالجهة وعينة من‬ ‫التلميذات والتالميذ ‪.‬‬ ‫وقد افتتح فعاليات هذه الصبيحة الدراسية‪،‬‬ ‫نيابة عن مدير األكاديمية ذ حميد السامي‬ ‫رئيس مصلحة الحياة المدرسية وتنشيط‬ ‫المؤسسات بنيابة تطوان بكلمة أكد فيها على‬ ‫أهمية النوادي التربوية في تربية السلوكات‬ ‫المدنية لدى التلميذات والتالميذ معتبرا في ذات‬ ‫اآلن أن الحياة المدرسية أضحت لبنة أساسية‬ ‫لبناء جيل صاعد قادر على قيادة المجتمع في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫ومن جهتها قدمت دة‪ .‬نهاد العمراني‬ ‫البعزة المنسقة الجهوية للتدبير المتعلق‬ ‫ب‪”20 :‬النزاهة والقيم بالمدرسة “ كلمة أبرزت‬ ‫فيها أهمية تعميم هذه التجربة على جميع‬ ‫المؤسسات التربوية بالجهة بشراكة مع منتدى‬ ‫ن��ادي المواطنة موضحة ان ه��ذه الصبيحة‬ ‫تندرج ضمن تفعيل التدبير ‪“ :20‬النزاهة والقيم‬ ‫بالمدرسة “ الذي يعتبر من التدابير ذات األولوية‬

‫التي سيتم تفعيلها على مدى ثالث سنوات‬ ‫‪ 2018-2015‬في إطار تعاقدي ورؤية تشاركية‪.‬‬ ‫ويهدف ه��ذا التدبير إل��ى النهوض بثقافة‬ ‫النزاهة والشفافية والمساءلة‪ ،‬وتقوية وتطوير‬ ‫التربية المدرسية على تشجيع تلقي القيم‬ ‫الجيدة بالمؤسسة‪ .‬كما يسعى إلى مناهضة‬ ‫جميع أشكال العنف ومحاربة الممارسات السيئة‬ ‫بالوسط المدرسي ‪.‬‬ ‫وقد نشط فعاليات هذا اللقاء ذ عبد العزيز‬ ‫محيو مدير ثانوية أنوال اإلعدادية‪ ،‬وربط بين‬ ‫فقراته التي تنوعت من تقديم مسرحية حول‬

‫“مشهد النزاهة” من إبداع تلميذات وتالميذ‬ ‫اإلعدادية المحتضنة للقاء وتحت إشراف ذ عبد‬ ‫الرفيع فاضل‪ ،‬وكذا عرض شريط تربوي بعنوان‬ ‫“لحظة صمت” من تقديم تلميذات وتالميذ‬ ‫الثانوية التأهيلية “المهدي بنونة” بتطوان‬ ‫بإشراف ذ أوالد سالمة‪ ،‬ومداخلة غنية لألستاذ‬ ‫عبد اللطيف قنجاع بصفته عضو المجلس‬ ‫الوطني لترانسبارنسي المغرب عالج فيها‬ ‫موضوع آفة الرشوة ‪ ،‬ليختتم اللقاء بتدخالت‬ ‫همت مختلف جوانب الموضوع وبتوصيات‬ ‫ومقترحات تم تجميعها في بطاقات ‪.‬‬

‫صلة بما سلف الحديث عنه في العمود السابق‪ ،‬فإن من نافلة القول‬ ‫التذكير ‪ -‬مرة أخرى ‪ -‬بما شكلته ( الوثيقة االستقاللية ) للمطالبة باالستقالل‬ ‫يوم ‪ 11‬يناير ‪ ، 1944‬من حالة استثناء متعددة األصداء ‪ ،‬وطنيا ودوليا ‪.‬‬ ‫وهي ‪ -‬من هذا المنطلق ‪ -‬شكلت أيضا ( قوة دفع ) لما جاء بعدها‪ ،‬وقد‬ ‫تجلى واضح األثر في بعض المبادرات الحزبية التي أعقبت ( حدث الساعة )‬ ‫آنذاك‪ ،‬وكان طابعها الملحوظ ( السرعة القياسية ) في التوقيت‪ ،‬إلى جانب‬ ‫(االنسجام التلقائي) في الموقف ‪.‬‬ ‫مباشرة بعد تقديم عريضة ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬موقعة من لدن ( أعضاء‬ ‫الحزب الوطني السابق وشخصيات حرة) بادرت ( الحركة القومية) برئاسة‬ ‫الزعيم محمد حسن الوزاني ‪ ،‬المنفي آنذاك في (أيتزر )‪ ،‬إلى تقديم عريضة‬ ‫مماثلة توصل بها السلطان محمد بن يوسف وباقي الهيئات المعنية باألمر‪،‬‬ ‫يوم ‪ 13‬يناير من نفس السنة‪ ،‬وفيها إعالن صريح « بالتضامن مع حزب‬ ‫االستقالل في المطالبة باالستقالل»‪ ،‬بعد أن تعذر‪ -‬سابقا‪ -‬االنضمام لنفس‬ ‫الهيئة المذكورة والتوقيع المشترك على وثيقتها ‪.‬‬ ‫وسعيا منها إلى تحقيق اإلجماع الشعبي حول مطلب االستقالل‪ ،‬حرصت‬ ‫الحركة على أن تخرج وثيقتها إلى الوجود ‪ ،‬شبيهة ‪-‬إلى حد ما – بوثيقة ‪11‬‬ ‫يناير الشهيرة مع اختصار في المقدمة ‪ ،‬وتعديالت جزئية ‪ ،‬مفضلة تجاوز‬ ‫ما كان لديها من مالحظات ومؤاخذات على هذه األخيرة‪ ،‬حتى تظل الغاية‬ ‫هي « إظهار الوحدة في المطلب‪ ،‬والتضامن في العمل»‪ ،‬وهو ما أهلها في‬ ‫النهاية لتسمي نفسها « الحركة القومية االستقاللية»‪.‬‬ ‫وال تخفى هنا خلفيات وأبعاد المبادرة الجديدة على درب التأييد والتأكيد‬ ‫لما جاء في ( وثيقة ‪ 11‬يناير)‪ ،‬إذ شكلت ‪ -‬في الوقت نفسه ‪ -‬صدمة إنذار‬ ‫مفاجئة لإلقامة العامة ‪ ،‬ومربكة لحساباتها في المنطقة السلطانية ‪ ،‬مثلما‬ ‫قدمت دعم إجماع ثمين للسلطان ابن يوسف في عالقته بمكونات الحركة‬ ‫الوطنية ‪ ،‬وال أدل على ذلك من أن المقيم العام الفرنسي(‪ ) G.Puaux‬ذهب‬ ‫ آنذاك ‪ -‬إلى القصر لمقابلة السلطان ومحاججته في (أمر وثيقة أصدرها‬‫حزب االستقالل دون اشتراك من الحركة القومية )‪ ،‬فما كان من أب األمة‬ ‫إال أن أمر بإحضار رسالة وعريضة الحزب والحركة معا ‪ ،‬مستدال بهما على‬ ‫الوحدة المغربية المنسجمة في القضية المصيرية ‪.‬‬ ‫نفس الوحدة واالنسجام ‪ ،‬تكرسا مع حزب اإلصالح الوطني بزعامة عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ ،‬الذي سبق له أن تقدم بوثيقة للمطالبة باالستقالل منذ‬ ‫‪ 14‬فبراير ‪ ،1943‬في إطار الجبهة القومية التي كانت تجمعه بحزب الوحدة‬ ‫المغربية بزعامة محمد المكي الناصري‪ ،‬فبعد أن بلغه نبأ تقديم ( الوثيقة‬ ‫االستقاللية) بشهر ونصف‪ ،‬أقدم على رفع عريضة خاصة بتاريخ ‪ 29‬فبراير‬ ‫‪ ،1944‬يؤازر فيها ويؤيد القرارات التي رفعتها هيئة حزب االستقالل إلى‬ ‫السلطان محمد بن يوسف‪ ،‬ويعتبر أنها «مطالب األمة بأكملها والشعب‬ ‫أجمعه»‪.‬‬ ‫و الجدير باإلشارة هنا‪ ،‬أن مبادرة الجبهة القومية بأقصى الشمال‪ ،‬قد‬ ‫عاكسها حظ النجاح واالنتشار ألسباب خاصة‪ ،‬ربما في طليعتها ما يرتبط‬ ‫ تحديدا ‪ -‬بشخصية الزعيمين (الطريس والناصر)‪ ،‬اللذين اشتهر ‪ -‬غرار‬‫كوكبة من الشخصيات الوطنية آنذاك‪ -‬بارتباطهما القوي واتصاالتهما‬ ‫المباشرة بدول المحور‪ ،‬السيما منها ألمانيا النازية ‪ ،‬التي كانت تخوض حربا‬ ‫مفتوحة ضد دول الحلفاء ‪ ،‬ومنها فرنسا صاحبة السيادة االستعمارية حينها‬ ‫على المغرب‪ ،‬وذلك في ظرف سياسي دقيق سبق فيه لبلدنا المحتل أن عبر‬ ‫رسميا ‪ -‬على لسان سلطانه محمد بن يوسف‪ -‬عن دعمه ومساندته للحلفاء‬ ‫خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بما يخدم القضية الوطنية في المحصلة ‪،‬‬ ‫ويرجح كفة مآالتها المرتقبة نحو االستقالل ‪.‬‬ ‫يضاف إلى ما سبق ‪ ،‬انتماء الرجلين معا إلى ( المنطقة الخليفية )‪ ،‬والتي‬ ‫رغم إشعاعها السياسي ورصيدها النضالي المشهود بهما ‪ ،‬إال أنها كانت‬ ‫تمثل – في ما يبدو – الطرف األضعف في معادلة االحتالل األجنبي ورهاناته‬ ‫الجيوستراتيجية بالمغرب ‪.‬‬ ‫و اليوم ‪ ،‬هاهي ذي وثيقة ‪ 11‬يناير ‪ ،1944‬وحدها صاحبة الخطوة‬ ‫التاريخية والسياسية في االستمرار حتى يومنا هذا ‪ ،‬بعد أن مثلت منعطفا‬ ‫انتقاليا من مطلب اإلصالحات كمدخل لالستقالل ( كتلة العمل الوطني‬ ‫‪)1934‬إلى مطلب االستقالل كمدخل لإلصالحات ‪.‬‬ ‫و لعلها ‪ -‬أيضا ‪ -‬ورقة تبدو رابحة في يد الحزب الذي أصدرها قبل‬ ‫أزيد من سبعة عقود مضت‪ ،‬ويحسن اليوم استثمارها في ما يصور داخله‬ ‫من تيارات متنازعة ال تخلو من طموحات شخصية تختزل حسابات حزبية‬ ‫وحكومية متقاطعة‪.‬‬ ‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫الشعبية بوزان تصالح دار الشباب المسيرة‬ ‫‪ ‬الطفولةبنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫مع الفعل الثقافي المتوهج‬

‫‪ ‬صنعت حركة الطفولة الشعبية بوزان‬ ‫مساء يوم الثالثاء ‪ 12‬يناير الحدث ‪ ،‬حين دفعت‬ ‫بشعار “ القراءة متعة “ التوغل في قلب فضاء‬ ‫دار الشباب المسيرة ‪ ،‬الذي أعاد لجسده الدفء‬ ‫الثقافي ‪ ،‬كتاب شباب نحتوا أسماءهم في الساحة‬ ‫الثقافية بدار الضمانة ‪.‬‬

‫“ شيء من حتى “ هو عنوان المجموعة‬ ‫القصصية التي أصدرها أخيرا الكاتب محمد‬ ‫الغويبي ‪ ،‬وكانت محط أمسية أدبية سافر فوق‬ ‫تضاريسها الفنية ‪ ،‬ومنعرجاتها اإلبداعية كل‬ ‫من الدكتور المعتمد الخراز ‪ ،‬واألستاذين هشام‬ ‫بومداسة ‪ ،‬ولحسن المعروفي ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫“ القراءة متعة “ شعار ورش كبير أطلقته‬ ‫حركة الطفولة الشعبية ‪ ،‬بمناسبة احتفائها‬ ‫بعيد ميالدها الستون ‪ ،‬الذي تزامن مع انعقاد‬ ‫مؤتمرها الوطني قبل أي��ام ‪ .‬مشروع ثقافي‬ ‫وتربوي كبير أماله الجفاف الذي ضرب سوق‬ ‫القراءة في العشرية األخيرة ‪ ،‬وتنبيه ألهمية‬ ‫القراءة ‪ ،‬ودورها في اكتساب ناصية اللغة ‪ .‬وذكر‬ ‫األستاذ مصطفى الخراز الذي سهر على طهي‬ ‫طاجين هذه اللمة األدبية اللذيذ ‪ ،‬بأن اللغة هي‬ ‫بوابة المعرفة ووسيلة لتملك المعرفة ‪ ،‬لذلك‬ ‫دعا الحضور المتنوع إلى اإلكثار من القراءة ‪،‬‬ ‫والسمو بفعل القراءة لجعله طقسا يوميا ‪ ،‬ألن‬ ‫من ال يقرأ يموت ‪.‬‬

‫قبل أن يسدل الستار على هذا العرس‬ ‫الفني الجميل اإلخ��راج بتوقيع الكاتب محمد‬ ‫الغويبي مجموعته القصصية ‪ ،‬أتحف صاحب ‪“ ‬‬ ‫شيء من حتى “ ‪ ‬الحضور بقراءة مقطع من‬ ‫ ملح في البحر‪ ، -‬جاء فيه ‪ “ :‬كان في عينيها‬‫بقايا ثأر وحطام ‪ ،‬تطلعت إلى السماء المتوهجة‬ ‫بشمس الظهيرة وقد أشاعت خيوطها الرحيمة‬ ‫الموغلة في الجمال والصفاء والعمق لتغمر‬ ‫البر والبحر ‪ ،‬وألقت بعينين جميلتين متعبتين‬ ‫متوسلتين نظرة إلى السماوات ثم عادت إلى‬ ‫األرض تحث خطاها حثيثا متواصال لتدخل إلى‬ ‫عالم السندباد“‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫محتسب طنجة سيدي عبد القادر العلمي‬ ‫حسون في ذمة اهلل‬ ‫ انتقل إلى عفو اهلل يوم اإلثنين فاتح ربيع الثاني ‪1437‬موافق ‪ 2016/01/11‬الشريف‬‫الجليل سيدي عبد القادر العلمي حسون أحد أعالم مدينة طنجة وأبنائها البررة وفضالئها‬ ‫الشرفاء ورجاالتها األفذاذ وعلمائها المعروفين ‪ ،‬فقد رحل رحمة اهلل عليه بعد حياة زاخرة‬ ‫بالعطاء والتضحية والجهاد في مجاالت مختلفة خاصة مجال التربية والتعليم الذي أبلى‬ ‫فيه بالء قل نظيره في مرحلة تاريخية دقيقة وصعبة حيث حاول المستعمر – وبطرق‬ ‫عدة – طمس الهوية المغربية اإلسالمية ‪ ،‬وقتل روح الوطنية في النفوس وذلك بتكريس‬ ‫الجهل واألمية وإثارة النزعات القبلية واإلثنية والعرقية ‪.‬‬ ‫ في تلك الظروف العصيبة والخطيرة وإثر الزيارة الملكية التاريخية للمغفور‬‫له محمد الخامس لمدينة طنجة سنة ‪ ، 1947‬استطاع الفقيد بذكائه وفطنته‬ ‫وشجاعته المعهودة أن يسلم رسالته إلى جاللة الملك‪ ،‬وبالفعل فقد تكرم‬ ‫جاللته واستجاب لمضمون الرسالة وفتحت مدرسة الجامع األعظم أبوابها‬ ‫فكانت أول مدرسة ابتدائية حرة معترف بشهادتها اإلبتدائية رسميا ‪.‬‬ ‫ ولنيل الشهادة االبتدائية بهذه المؤسسة العتيدة ‪ ،‬كانت تجرى‬‫االمتحانات اإلشهادية في الرباط ‪ ،‬واليخفى على أحد مدى العناء والتضحية‬ ‫الذي كابده المرحوم في نقل المترشحين ذهابا وإيابا ومدى المسؤولية‬ ‫الجسيمة الملقاة على عاتقه في سبيل طلبة العلم وأولياء أمورهم ‪ ،‬وبعد‬ ‫نظره في تكوين جيل مثقف ومتنور قادر على تحرير الوطن وبناء المؤسسات والنهوض باألمة المغربية والدفاع عن وحدتها‬ ‫الترابية والتاريخية ‪.‬‬ ‫ وقبل ذلك وبعده أسس الفقيد مدرسة في مبنى متواضع بحي المصلى وأخرى للبنات بحي الطواحين في فترة زمنية‬‫عد فيها تعليم اإلنسان المغربي من المعجزات‪ ،‬فضال عن تعليم الفتيات ‪.‬‬ ‫ وبالموازاة عمل الفقيد رحمه اهلل على تعليم اللغة العربية بالمؤسسات اإلسبانية كمدرسة ألفونسو ‪Alfonso XIII‬‬‫الحصري حاليا ومؤسسة ‪.SEVERO OCHOA‬‬ ‫ وفي كل هذه المراحل تميزت شخصية المرحوم باالنفتاح والتعايش والتحاور مع اآلخر بغض النظر عن دينه ولغته‬‫وجنسه‪ ،‬األمر الذي جعله فقيها أصيال مواكبا لمستجدات عصره وواقعه المغربي ومنسجما مع روح اإلسالم ومنهجه الوسطي‬ ‫المتميز ‪.‬‬ ‫ وعلى المستوى الدعوي واالجتماعي كان الفقيد يلقي دروسا في الحديث والموعظة بالمسجد األعظم عصرا وفجرا في‬‫شهر رمضان األبرك ‪.‬‬ ‫ باإلضافة إلى مساهماته في تأسيس الهيئة األولى للهالل األحمر بطنجة ومشاركته في الجمعيات الخيرية كمؤسسة‬‫المكفوفين وأنشطة أخرى دعما للعمل الخيري واإلنساني ‪.‬‬ ‫ هذه نبذة قصيرة عن حياة الفقيد ‪ ،‬قد تتاح فرصة أخرى لبسط القول فيها وتحليل المعطيات التاريخية فضال عن‬‫تعيينه بالظهير الشريف من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني تغمدهما اهلل برحمته‪ ،‬وعمله المبدع في مجال الحسبة‬ ‫واإلصالح بين الناس في عالم الحرف والصناعات ‪......‬‬ ‫ رحم اهلل الفقيد وأسكنه فسيح جناته ‪ ،‬وتغمده بواسع عفوه ومغفرته ‪ ،‬وجزاه عما أسداه لهذه المدينة الجميلة خير‬‫الجزاء ‪ .‬وألهم أرملته وأوالده وأصهاره وأحبابه الصبر والرضى بقضاء اهلل المحتوم ‪.‬‬

‫«من امل�ؤمنني رجال �صدقوا ما عاهدوا اهلل عليه فمنهم من ق�ضى نحبه ومنهم‬ ‫من ينتظر وما بدلوا تبديال ‪» ....‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫المجلس الجماعي لبني حذيفة ‪:‬‬

‫دينامية جديدة لحل القضايا‬ ‫العالقة مع التجار والمهنيين‬

‫عقد رئيس المجلس الجماعي لبني حذيفة‪،‬‬ ‫رشدي الزياني‪ ،‬لقاءا تواصليا مفتوحا مع التجار‬ ‫والمهنيين من أجل مناقشة سبل إيجاد حل‬ ‫توافقي فيما يخص الرسم المفروض على شغل‬ ‫األمالك الجماعية بمنقوالت وعقارات ألغراض‬ ‫تجارية أو صناعية أو مهنية‪.‬‬ ‫و جاء هذا اللقاء من أجل ايجاد حلول‬ ‫توافقية بين التجار والجماعة و وضع حد نهائي‬ ‫للنزاع المعروض أمام أنظار القضاء‪ ،‬حيث سبق‬ ‫للعديد من التجار أن تقدموا بدعاوى قضائية‬ ‫ضد رئيس المجلس السابق بعدما طالبوه عدة‬ ‫مرات بضرورة إعادة النظر في كيفية احتساب‬ ‫هذا الرسم وقيمته المرتفعة‪ ،‬خاصة إذا تم اعتبار‬ ‫الوضع االقتصادي واالجتماعي للجماعة التي‬ ‫شهدت تراجعا مخيفا في الرواج التجاري‪ ،‬خالل‬ ‫السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫و بالمناسبة ‪ ،‬أكد رئيس المجلس الجماعي‬ ‫لبني حذيفة أن المجلس الجديد له رغبة قوية‬ ‫في حل جميع النزاعات مع السكان بشكل ودي‬ ‫وتوافقي‪ ،‬خاصة مع التجار والمهنيين الذين‬ ‫يساهمون في تنمية المنطقة من الناحية‬ ‫االقتصادية وتفضيلهم لالستثمار بجماعتهم –‬ ‫رغم الركود التجاري – عوض مدن أخرى قريبة‬ ‫من الجماعة تعرف رواجا اقتصاديا ملحوظ‪.‬‬

‫كما أشار إلى أن الجماعة على استعداد‬ ‫كامل للتعاون مع التجار والمهنيين من أجل حل‬ ‫هذا النزاع المتعلق بالرسم المفروض على شغل‬ ‫األمالك الجماعية بمنقوالت وعقارات ألغراض‬ ‫تجارية أو صناعية أو مهنية المعروض حاليا أمام‬ ‫أنظار القضاء وذلك عن طريق عرضه على أنظار‬ ‫مجلس الجماعة للبت فيه بمقرر رسمي وإحالته‬ ‫على عامل إقليم الحسيمة للمصادقة عليه‬ ‫ليصبح أمر تطبيقه بالنسبة لقابض إمزورن‪.‬‬ ‫من جهتهم عبر ممثلو التجار والصناع‬ ‫عن تجاوبهم التام مع مقترح رئيس الجماعة‪،‬‬ ‫واستعدادهم للتعامل معه بجدية‪ ،‬مشيرين إلى‬ ‫أن الوضعية االقتصادية والتجارية لبني حذيفة‬ ‫عرفت تراجعا مهوال في السنوات االخيرة بفضل‬ ‫عدة عوامل منها االنعكاسات السلبية لألزمة‬ ‫التي تمر بها بعض البلدان األوربية التي يقطن‬ ‫بها أفراد الجالية‪ ،‬و إحداث الطريق الساحلي‬ ‫الذي أثر كثيرا في الرواج التجاري بعد أن أصبح‬ ‫العديد من المسافرين يفضلون المرور عبر هذه‬ ‫الطريق عوض الطريق الوطنية رقم ‪ 2‬التي تمر‬ ‫عبر مركز بني حذيفة والتي كانت تعتبر رافدا‬ ‫قويا للتجارة بهذه الجماعة‪.‬‬

‫فكري بريس‬

‫حقوق المسنين في اإلسالم‬

‫ذكرني المقــال السابــق بجريدة طنجــة‬ ‫العدد‪ 3879 :‬بتاريخ ‪ 28‬ربيع األول ‪1437‬‬ ‫موافق ‪ 09‬يناير ‪ 2016‬تحت عنوان “المتقاعدون‬ ‫يطالبون بحقوقهم المشروعة”‪ ،‬بفكرة إعادة‬ ‫النظر في تأسيس حزب للدفاع عن المتقاعدين‬ ‫تم التخطيط له سابقا يضم متقاعدي جهات‬ ‫المملكة بالمغرب يمثلون كل القطاعات‪،‬‬ ‫ولعلهم أول من فكر في تنفيذ هذا المشروع‬ ‫بعد تداوله وأخذ رأي من يهمهم األمر‪ ،‬طيلة‬ ‫اللقاءات واالجتماعات التي عرفتها جمعيات‬ ‫المتقاعدات والمتقاعدين‪ ،‬انطالقا من أول‬ ‫مؤتمر عقد بالقصر الكبير إلى آخر مؤتمر بمدينة‬ ‫فاس‪ ،‬عوض طنجة التي لم تسمح الظروف‬ ‫بعقده آنذاك‪ ،‬رغم رغبة ممثلي قطاع التقاعد‬ ‫بربوع المغرب‪ ،‬ألن الوضع الحالي ربما أصبح‬ ‫يتطلب وبحدة العمل على إيجاد حل يمكن فئات‬ ‫عريضة من الدفاع عن حقوقها ضامنا مشاركتها‬ ‫الفعلية في أي حوار اجتماعي وفي نفس الوقت‬ ‫إصدار جريدة تتيح لها الفرصة ولذوي حقوقها‬ ‫للتعبير عن آرائها واالستجابة لمقترحاتها‬ ‫لكونها تعيش إكراهات ال مبرر لها‪ ،‬طابعها‬ ‫التهميش والالمباالة من لدن الجهات المعنية‬

‫والمسؤولة سياسيا وماديا وع��دم االهتمام‬ ‫بمشاكلها وال��دوذ عن حقوقها رغم هتافهم‬ ‫يوميا بحقوق اإلنسان‪..‬‬ ‫فوضعية المتقاعدين ببلدنا لم ينظر إليها‬ ‫بصفتها وضعية مجتمعية عامة‪ ،‬بل اختير لها‬ ‫صفة فئوية تدخل في عداد المطالبين بصدقة‬ ‫أو بعمل إحساني في الوقت الذي اختارت فيه‬ ‫الفئة المقررة إصالحا لوضعها مبعدة ومهمشة‬ ‫ال يسمعها أحد في انتظار الذي يأتي وال يأتي‪.‬‬ ‫“وقد سبق لقناة الجزيرة أن قدمت ضمن‬ ‫برنامجها األسبوعي “الشريعة والحياة” حول‬ ‫موضوع حقوق المسنين وكان ضيف الحلقة‬ ‫آنذاك فضيلة العالمة الدكتور يوسف القرضاوي‬ ‫الذي أغنى الحوار بتدخالته المفيدة المدعمة‬ ‫بآيات بينات من كتاب اهلل العزيز وأحاديث نبوية‬ ‫شريفة تؤكد على كيفية التعامل مع كبار السن‬ ‫مبرزا حقوق المسنين المادية واألدبية كضمان‬ ‫الكفاية الغذائية وحاجياتهم الضرورية والتغطية‬ ‫الصحية الالزمة”‪ ،‬فقرة من كتاب “العمر الثالث”‬ ‫ص‪.83‬‬

‫محمد الوسيني‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫في عقيدة المسلم وما يجب أن يؤمن به‬

‫إن اهلل تعالى قد أرسل سيدنا محمدا صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫خاتما للنبيئين‪ ،‬ناسخا لما قبله من شرائع اليهود والنصارى‬ ‫والصابئين‪،‬وأيده بالمعجزات الظاهرة‪ ،‬واآليات الباهرة‪،‬كانشقاق‬ ‫القمر‪،‬وتسليم الشجر والحجر‪،‬وتسبيح الحصا ونطق العجماء‪،‬وما‬ ‫تفجر من بين أصابعه من الماء‪،‬وغير ذلك مما ال يحصى‪،‬وال‬ ‫يعد وال يستقصى‪،‬وفضله على سائر األنبياء والمرسلين‪،‬وجعله‬ ‫سيد اآلخرين واألولين‪ ،‬ومنع كمال اإليمان بشهادة التوحيد‪،‬‬ ‫ما لم تقترن به شهادة الرسول النبي المجيد‪ ،‬وألزم الخلق‬ ‫تصديقه في جميع ما أخبر به وعنه من أمور الدنيا واآلخرة‬ ‫والوعد والوعيد‪،‬وأنه ال يقبل إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر‬ ‫به صلى اهلل عليه وسلم بعد الموت‪ ،‬وأوله سؤال منكر ونكير‪،‬‬ ‫وهما ملكان يقعدان العبد في قبره بعد تمام دفنه‪ ،‬سويا ذا روح‬ ‫وجسد‪ ،‬فيسأالنه عن التوحيد والرسالة‪،‬ويقوالن له‪ ،‬من ربك؟‬ ‫وما دينك؟ ومن نبيك؟‪ ،‬فمن ثبته اهلل أجاب‪ ،‬ومن خذله ذهل‬ ‫وحاد عن الصواب‪ ،‬قال تعالى وهو‬ ‫ِين‬ ‫أحكم الحاكمين ‪ُ ( :‬ي َث ِّب ُت ال َّلهُ ا َّلذ َ‬ ‫� َآمنُوا بِا ْل َق ْولِ ال َّثاب ِ​ِت يِف حْ َ‬ ‫ال َيا ِة ال ُّد ْن َيا‬ ‫َّ‬ ‫ِني‬ ‫َو يِف ْالآخِ َر ِة َو ُي ِ�ض ُّل ال َّلهُ‬ ‫الظ مِال َ‬ ‫اء ) ‪.‬‬ ‫َو َي ْف َع ُل ال َّلهُ َما َي َ�ش ُ‬ ‫وأن يؤمن بعذاب القبر وأنه حق‬ ‫وهو حكمة من اهلل وعدل‪،‬ونعيمه‬ ‫وهو رحمة من اهلل وفضل‪ .‬يقول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ »:‬المسلم إذا سئل‬ ‫في القبر يشهد أن ال إله إال اهلل وأن‬ ‫محمدا رسول اهلل فذلك قوله « يثبت‬ ‫اهلل الذين آمنوا بالقول الثابت في‬ ‫الحياة الدنيا وفي اآلخرة»‪،‬وفي رواية‬ ‫عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫«يثبت اهلل الذين آمنوا بالقول الثابت‬ ‫« نزلت في عذاب القبر‪ ،‬إذا قيل له من‬ ‫ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟‪ ،‬فيقول‪ :‬ربي اهلل‪ ،‬وديني اإلسالم‪،‬‬ ‫ونبيي محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وفي الصحيح أيضا عن‬ ‫انس بن مالك مرفوعا‪« :‬إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه‬ ‫أصحابه وإنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان‪ ،‬فيقعدانه فيقوالن‬ ‫ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد؟ فأما المؤمن فيقول‪ :‬أشهد‬ ‫أنه عبد اهلل ورسوله‪ ،‬فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد‬ ‫أبدلك اهلل به مقعدا من الجنة‪ ،‬فيراهما جميعا‪ ،‬وأما المنافق‬ ‫والكافر فيقال له‪ :‬انظر ما كنت تقول في هذا الرجل‪ ،‬فيقول ال‬ ‫أدري‪ ،‬كنت أقول ما يقول الناس‪ ،‬فيقال له ال دريت وال تليت‪،‬‬ ‫ويضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة‬ ‫يسمعها من يليه غير الثقلين»‪.‬‬ ‫وأن يؤمن بالبعث والنشور‪،‬وهو اإلخراج من القبور‪،‬وإعادتهم‬ ‫بعد إحيائهم بجميع أجزائهم‪،‬قال تعالى وهو أصدق القائلين‪:‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬‫(كَ َما َب َد�أْنَا �أَ َّو َل خَ ْل ٍق ُنعِي ُد ُه َو ْع ًدا َع َل ْينَا �إِنَّا كُ نَّا َفاعِ لِني)‪ .‬والبعث‬ ‫هو اإلخراج من األقبار إلى محل االستقرار الجنة أو النار‪ ،‬والنشر‬ ‫وهو اإلحياء بعد الفناء‪،‬والحشر وهو الجمع للجزاء قال تعالى‪:‬‬ ‫«وإن اهلل يبعث من في القبور»‪ ،‬وقال‪« :‬كما بدأنا أول خلق‬ ‫نعيده»‪ ،‬وقال‪« :‬ثم إلى ربكم تحشرون»‪ ،‬وأخرج البخاري ومسلم‬ ‫‪« :‬يحشر الناس حفاة عراة غرال‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فقلت‪ ،‬الرجال‬ ‫والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال‪ :‬األمر أشد من‬ ‫أن يهمهم ذلك»‪ ،‬وأخرج الشيخان عن أنس «أن رجال قال يا‬ ‫رسول اهلل‪ :‬قال اهلل تعالى (الذين يحشرون على وجوههم إلى‬ ‫جهنم ) أيحشر الكافر على وجهه؟ قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫«أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيه‬ ‫على وجهه»‪ ،‬قال قتادة حين بلغه‪ ،‬بلى وعزة ربنا»‪.‬‬ ‫وان يؤمن بالميزان ذي الكفتين واللسان‪،‬وصفته في الطول‬ ‫والعرض‪،‬مثل أطباق السماوات واألرض‪،‬توزن فيه أعمال العباد‬

‫بقدرة اهلل تعالى ولطيف حكمته‪،‬وبديع صنعته‪،‬إحدى كفتيه‬ ‫من نور واألخرى من ظلمة‪،‬فتطرح صحائف الحسنات في صورة‬ ‫حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان على قدر درجاتها عند‬ ‫اهلل بفضله‪،‬وتطرح صحائف السيئات في صورة قبيحة في‬ ‫كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدله‪،‬قال تعالى في كتابه‬ ‫َ�ض ُع مْ َ‬ ‫(ون َ‬ ‫امةِ َف اَل ت ُْظ َل ُم‬ ‫ال َوازِ َ‬ ‫المبين‪َ :‬‬ ‫ين ا ْلق ِْ�س َط ِل َي ْو ِم ا ْل ِق َي َ‬ ‫ان مِ ْث َق َ‬ ‫ال َح َّبةٍ مِ ْن خَ ْر َدلٍ َ�أ َت ْينَا ب َِها َوكَ َفى‬ ‫َن ْف ٌ�س َ�ش ْيئًا َو�إِ ْن كَ َ‬ ‫ِبنَا َح ِ‬ ‫ِني )‪.‬‬ ‫ا�سب َ‬ ‫وأن يؤمن بأن الصراط حق ثابت بالكتاب والسنة‪ ،‬وإجماع‬ ‫األمة‪،‬وهو قنطرة على ظهر سقر‪ ،‬أحد من السيف وأدق من‬ ‫الشعر‪،‬تزل به أقدام الكافرين والمنافقين بحكمة اهلل تعالى‬ ‫فتهوى به في النار‪،‬وتثبت عليه أقدام المؤمن بفضل اهلل‬ ‫فيساقون إلى دار القرار‪.‬‬

‫ما من عام أمطر من عام‬

‫لقد خص اهلل جل جالله األرض بغالفها األرضي الجغرافي الذي تميزت به عن أترابها من الكواكب‬ ‫الشمسية وسواها المعروفة حتى اآلن‪ ،‬والغالف مكون من أربعة أجزاء‪ :‬الجوي والصخري والمائي والحيوي‬ ‫العضوي‪.‬‬ ‫تتفاعل هذه بفعالية كبيرة وباستمرار مع بعضها البعض‪ ،‬وذلك عبر النقل المتبادل للطاقة‬ ‫والمادة(‪ ،)1‬وهذا يجعل من الغالف األرضي الجغرافي كتلة طبيعية واحدة متكاملة‪ .‬وتجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن للماء الدور الحاسم في إتمام عمليات النقل والتبادل‪ ،‬آنفة الذكر‪ ،‬وذلك لما للماء من سمات‬ ‫وخصائص فيزيائية وكيميائية ينفرد بها‪:‬‬ ‫أ ـ يوجد الماء في الغالف األرضي الجغرافي وبآن واحد في ثالثة أطوار (أشكال) فيزيائية‪/‬سائلة وهي‬ ‫األساس‪ ،‬وغازية‪/‬بخار الماء‪ ،‬وصلبة‪/‬جليد‪.‬‬ ‫ب ـ للماء مقدرة كبيرة في حل المركبات الكيميائية وتحويلها إلى شوارد حرة وعلى حل أو إذابة‬ ‫المركبات الصخرية‪.‬‬ ‫ج ـ حركيته ولزوجيته المعيارية التي تمكنه من تحريك ونقل ما قام بحله وإذابته من مواد وغازات‬ ‫إلى مسافات بعيدة‪.‬‬ ‫د ـ يصل الماء في طوره الغازي إلى أعلى طبقات الجو وإلى أعمق مناطق القشرة األرضية‪ ،‬من خالل‬ ‫مسام الصخور وشقوقها وفجواتها‪.‬‬ ‫هـ ـ كم الماء كبير جداً على سطح األرض (قرابة ‪ 1.38‬مليار كم‪ )2( )3‬وهو ما ال نجده في الكواكب‬ ‫األخرى‪ ،‬لذلك عُ ِرف بالكوكب األزرق‪ .‬إن الكم المشار إليه معياري المقدار‪ ،‬فأي تغيير محسوس فيه‬ ‫سيغير قوانين األرض الطبيعية‪ ،‬ويبدل معايير توازنها المادي والطاقي‪ ،‬ويحولها تدريجياً إلى كواكب‬ ‫أخرى غير األرض الحالية‪.‬‬ ‫و ـ هذا الكم الكبير من الماء السائل األرضي وفي ظل الواقع الفيزيائي والكيميائي الحالي لألرض‬ ‫كتلة وسطحاً يقدم مقداراً محدداً بدقة من المياه العذبة التهطالية المنشأ‪ ،‬الكافية لتلبية كل حاجات‬ ‫الكائنات الحية وحاجة الفعاليات المناخية والحيوية والتبدالت الصخرية‪ ،‬ضمن الغالف األرضي الجغرافي‪،‬‬ ‫ومن نافلة القول‪ ،‬أن تغيراً ملموساً لمقدار المياه العذبة سيؤثر سلباً على كل عناصر الغالف األرضي‬ ‫المذكور‪.‬‬

‫وأن يؤمن بالحوض المورود‪،‬وهو حوض نبينا محمد صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم صاحب المقام المحمود‪،‬يشرب منه المؤمنون‬ ‫من هذه األمة‪،‬بعد جواز الصراط وقبل دخول الجنة‪،‬من شرب‬ ‫منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا‪،‬ولم ير هما وال نكدا‪،‬عرضه‬ ‫مسيرة شهر‪،‬ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل‪،‬‬ ‫وريحه أطيب من المسك األذفر‪ ،‬وكيزانه من نجوم السماء أكثر‬ ‫وأوفر‪.‬‬ ‫وأن يؤمن بالجنة والنار وأنهما مخلوقتان اآلن‪،‬معدتان‬ ‫لمن أراد اهلل نعيمه من أهل اإليمان‪،‬وعذابه من أهل الكفر‬ ‫والطغيان‪.‬‬ ‫وأن يؤمن بالحساب والعقاب‪،‬وتفاوت الناس فيه إلى مناقش‬ ‫ومسامح وإلى من يدخل الجنة بغير حساب‪.‬‬ ‫وأن يؤمن بإخراج عصاة الموحدين من النار‪،‬حتى ال يبقى‬ ‫في جهنم موحد بفضل اهلل الرحيم‬ ‫الغفار‪.‬‬ ‫وأن يؤمن بشفـــاعــة األنبيــاء‪،‬‬ ‫ثم العلمـــاء‪ ،‬ثم الشهــداء‪ ،‬ثم سائر‬ ‫المؤمنين‪،‬كل على حسب جاهه وقدر‬ ‫منزلته ومقامه عند رب العالمين‪،‬ومن‬ ‫بقي في النار من عصاة المسلمين‪،‬ولم‬ ‫يكن له شفيع أخرج منها ما كان بفضل‬ ‫أرحم الراحمين‪ ،‬فال يخلد في النار‬ ‫مؤمن من أهل اإليمان‪،‬بل يخرج منها‬ ‫من كان في قلبه ذرة إيمان‪.‬‬ ‫وأن يعتقــــد فضل الصحابـــــة‬ ‫رضي اهلل عنهم ورتبهم‪،‬وتقدمهم‬ ‫ومزيتهم‪،‬وأن أفضـــل النـــاس بعـــد‬ ‫رسول اهلل أبو بكر وعمر وعثمان ثم‬ ‫علي رضي اهلل عنه وأرضاه‪ ،‬وأن يحسن الظن بجميع الصحابة‬ ‫ويثني عليهم‪ ،‬ويمسك عما شجر بينهم ويقتدي بهم‪،‬فهذا كله‬ ‫مما وردت به األخبار‪،‬من روايات األئمة الكبار‪،‬وشهدت بصحته‬ ‫اآلثار‪،‬من السلف األخيار‪،‬فمن اعتقد ذلك موقنا به كان من أهل‬ ‫الحق وعصابة السنة‪،‬وفارق رهط الضالل وحزب البدعة‪.‬‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬اإليمان أن تؤمن باهلل ومالئكته‬ ‫وكتبه ورسله‪ ،‬وتؤمن بالجنة والنار والميزان‪ ،‬وتؤمن بالبعث‬ ‫بعد الموت‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره وشره»‪ ،‬وفي حديث آخر‪« :‬أربع‬ ‫لن يجد رجل طعم اإليمان حتى يؤمن بها‪ :‬أن ال إله إال اهلل وحده‬ ‫ال شريك له‪ ،‬وأني رسول اهلل بعثني بالحق‪ ،‬وأنه ميت ثم مبعوث‬ ‫من بعد الموت‪ ،‬ويؤمن بالقدر كله»‪ ،‬وأخرج الطبراني في الكبير‬ ‫عن علي مرفوعا «اإليمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل‬ ‫باألركان»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫انطالقاً من الحقيقة السابقة‪ ،‬سطع نجم اإلعجاز اإللهي والنبوي الشريف‪ ،‬وذلك بإخبارنا وقبل‬ ‫(‪1400‬سنة) ونيف أن ما يصل إلى األرض من هطول محسوب بدقة وال يتغير وسطياً من عام إلى آخر‪،‬‬ ‫وهو ما يعبر عنه في العلوم الجغرافية والعلوم الطبيعية بالتوازن الرطوبي والتهطالي‪ ،‬ولنقرأ أو ًال ما جاء‬ ‫في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫«وا َّلذِي ن َّ​َزلَ‬ ‫مِ‬ ‫اء ِب َق َدرٍ َف َ�أ ْرَ‬ ‫«و�أَنزَ ْلنَا مِ َن‬ ‫ن‬ ‫ن�شنَا بِهِ َب ْل َدةً َّم ْيتًا كَ َذلِكَ ت ُْخ َر ُج َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َماءِ َم ً‬ ‫ون» (الزخرف‪َ .)11 :‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّاه يِف الأَ ْر ِ‬ ‫�ض َو�إ َنّا َعلَى َذ َه ٍ‬ ‫ون» (المؤمنون‪)18 :‬؛ ثم لنقرأ قول رسول‬ ‫اب بِهِ َلقَادِ ُر َ‬ ‫اء ِب َق َدرٍ َف َ�أ ْ�سكَ َن ُ‬ ‫ال�س َماءِ َم ً‬ ‫َّ‬ ‫اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‪( :‬عن ابن عباس ـ رضي اهلل عنهما ـ عن رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ـ‪ ،‬أن رسول اهلل قال‪( :‬ما من عام أمطر من عام ولكن يصرفه حيث يشاء‪ ،‬ثم قرأ‪ :‬ولقد صرفناه بينهم)‪.‬‬ ‫(رواه الحاكم والبيهقي موقوف دون مرفوع)‪ .‬عند قراءة الحديث الشريف نرى حقيقتين‪:‬‬ ‫أ ـ الكم المحدود من الهطول السنوي (ما من عام أمطر من عام)‪.‬‬ ‫ب ـ قوله ـ عليه الصالة السالم ـ‪ :‬يصرفه حيث يشاء تعني توزيع الهطول على سطح األرض توزيعاً‬ ‫حدده رب العزة بشكل يحقق التوازن النطاقي واإلقليمي على سطح األرض‪ ،‬والتوازن الرطوبي المنطلق‬ ‫«وكُ ُّل َ�ش ْيءٍ ِعن َد ُه‬ ‫لتحقيق مختلف أشكال التوازن المادي والطاقي األرضي‪ ،‬وعند اهلل كل شيء بمقدار َ‬ ‫مِ ِ‬ ‫بقْ َدار» (الرعد‪.)8. :‬‬ ‫سنرى اآلن مصداق المعيارية والمقدارية المشار إليها في اآليتين الكريمتين السابقتين وفي‬ ‫الحديث الشريف كذلك‪ ،‬وذلك لدى وقوفنا أمام ظاهرة الدورة الرطوبية على سطح األرض‪ ،‬وتتكون‬ ‫الدورة الرطوبية من مجموعتين من العناصر الرطوبية‪:‬‬ ‫أ ـ المجموعة األولى‪ ،‬مجموعة عناصر الكسب الرطوبي)‪.‬‬ ‫ب ـ المجموعة الثانية‪ ،‬مجموعة عناصر الخسارة الرطوبية‪.‬‬ ‫نرى في المحيطات أن عناصر الكسب الرطوبي تتجلى في كمية الهطول السنوية فوق المحيطــات‬ ‫(‪)Xo‬وبما يرد إليها من مياه نهرية عذبة من اليابسة (‪ ،)Y‬وأما الخســارة فإنها عبارة عن كميــة الميــاه‬ ‫المتبخـــرة سنوياً من المحيطات أي (‪ ،)Eo‬وهكـذا نجد أن الموازنــة المائيــة الرطوبية المحيطية تأخذ‬ ‫الشكــل التالي‪ .) E o = Xo+Y( :‬لقد ترجم العلماء سبق إلى أرقام مقدرة بآالف الكم المكعبة من الماء‪،‬‬ ‫فوجدوا‪ )E o = 458 + 49 = 505 ( :‬أن كمية ما يتبخر سنوياً من المحيطات يعادل (‪ )505‬ألف كم‪،3‬‬ ‫مضافاً إليها مياه األنهار الصابة فيها (‪ )47‬ألف كم ‪.3‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)16‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫�أريح ّية �أهل اخلري واملعروف‬

‫ما معنى �أن نقول‪ :‬جزاء ِ�س ّنمار؟‬

‫روى المسعودي في كتاب «مروج الذهب» أن الواقدي الذي تقدم ذكره قال‪ :‬كان لي صديقان أحدهما هاشمي‪ ،‬وكنا‬ ‫كنفس واحدة‪ ،‬فنالتني ضائقة شديدة‪ ،‬وحضر العيد فقالت امرأة‪ :‬أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدّة‪ ،‬وأما‬ ‫صبياننا هؤالء فقد قطعوا قلبي رحم ًة لهم‪ ،‬ألنهم يرون صبيان الجيران قد تزينوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم وهم على‬ ‫هذه الحال من الثياب الرثة‪ ،‬فلو احتلتَ في شيء تصرفه في كسوتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قال‪ :‬فكتبتُ إلى صديق لي وهو الهاشمي أسأله التوسعة علىَّ بما حضر‪ ،‬فوجه إليَّ كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف‬ ‫درهم فما استقرّ قراري حتى كتب إليّ الصديق اآلخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي الهاشمي‪ ،‬فوجّهت إليه الكيس‬ ‫بحاله‪ ،‬وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلتي مستحيياً من امرأتي‪ ،‬فلما دخلت عليها استحنت ما كان منّي ولم تعنّفني‬ ‫عليه‪ .‬فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته‪ ،‬فقال لي‪ :‬أصدقني عما فعلته فيما وجهت به إليك‪،‬‬ ‫فعرّفته الخبر على وجهه فقال لي‪ :‬إنك وجّهت إليّ وما أملك على األرض إ ّال ما بعثت به إليك‪ ،‬وكتب إلى صديقنا أسأله‬ ‫المواساة‪ ،‬فوجّه كيسي بخاتمي‪.‬‬ ‫قال الواقدي‪ :‬فتواسينا ألف درهم فيما بيننا‪ ،‬ثم إنا أخرجنا للمرأة مائة درهم قبل ذلك‪ ،‬ونمي الخبر إلى المأمون فدعاني‬ ‫وسألني فشرحت له الخبر‪ ،‬فأمر لنا بسبعة آالف دينار لكل واحدٍ منّا ألف دينار وللمرأة ألف دينار‪.‬‬

‫سنمار رجل رومي بنى قصر الخورنق في العراق للنعمان‪ ،‬أحد ملوك المناذرة‪ ،‬فلما فرغ منه ألقاه الملك من أعاله فخر‬ ‫ميتاً‪ ،‬وإنما فعل ذلك لئال يبني مثله لغيره فضربت العرب به المثل لمن يجزي اإلحسان باإلساءة‪.‬‬

‫امل�ستن�صر و�أيام الغالء‬

‫بالل بن الظاهر إلعزاز دين هّ‬ ‫أبو تميم معد الملقب المستنصر هّ‬ ‫الل‪ ،‬بويع باألمر بعد موت والده الظاهر سنة ‪247‬هـ‪،‬‬ ‫وجرى على أيامه ما لم يجبر على أيام أحد من أهل بيته ممن تقدمه أو تأخره‪.‬‬ ‫منها‪ :‬أنه حدث في أيامه الغالء العظيم الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليه السالم‪ .‬وأقام سبع سنين‪ ،‬أكل الناس‬ ‫بعضهم بعضاً‪ ،‬حتى قيل إنه بيع رغيف واحد بخمسين ديناراً‪ ،‬وكان المستنصر في هذه الشدّة يركب وحده‪ ،‬وكل من‬ ‫معه من الخواص مترجلون ليس لهم دواب يركبونها‪ ،‬وكانوا إذا‬ ‫مشوا تساقطوا في الطرقات من الجوع‪ .‬وكان المستنصر يستعير‬ ‫من ابن هبة صاحب ديوان اإلنشاء بلغته ليركبها صاحب‬ ‫مظ ّلته وآخر األمر توجّهت أمّ المستنصر وبناته إلى بغداد‬ ‫من فرط الجوع‪ ،‬وذلك في سنة ‪462‬هـ‪ ،‬وتفرّق أهل مصر في‬ ‫البالد وتشتّتوا‪ ،‬ولم يزل هذا األمر على شدّته حتى تحرّك بدر‬ ‫الجمالي والد األفضل أمير الجيوش من عكا وركب البحر وجاء‬ ‫إلى مصر وتو ّلى تدبير األمور فص ُلحت‪ ،‬وشرح ذلك يطول‪.‬‬

‫قتلوه ودفنوا �أع�ضاءه يف كل اجتـاه‬

‫كان أبو نصر محمد بن منصور بن محمد المل ّقب عميد‬ ‫الملك الكندري من رجال الدهر جوداً وسخاء وكتاب ًة وشهامة‪،‬‬ ‫استوزره السلطان ُطغرلبك السجلوقي ونال عنده الرتبة العالية‬ ‫والمنزلة الجليلة‪ ،‬ولم يزل وزيراً إلى أن توفي طغرلبك وقام في‬ ‫المملكة ابن أخيه ألب أرسالن الذي عزله من ال��وزارة سنة‬ ‫‪654‬هـ لسبب يطول شرحه وفوّض الوزارة إلى نظام الملك‬ ‫أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي وحبس عميد‬ ‫الملك الكندري بنيسابور في دار عميد خراسان‪ ،‬ثم نقله إلى‬ ‫مرو الروذ وحبسه في داره‪ ،‬فكان في حجرة تلك الدار عياله‪،‬‬ ‫وكانت له بنت واحدة ال غير‪ ،‬فلما أحسّ بالقتل دخل الحجرة‬ ‫وأخرج كفنه وودّع عياله وأغلق باب الحجرة واغتسل وص ّلى‬ ‫ركعتين‪ ،‬وأعطى الذي همَّ بقتله مائة دينار نيسابورية وقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم‪ ،‬قال لجالده‪ :‬قل للوزير نظام الملك‪ :‬بئس ما فعلت‪،‬‬ ‫ع ّلمت األتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان‪ ،‬ومن حفر مهواة وقع فيها‪ ،‬ومن سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل‬ ‫بها إلى يوم القيامة‪ ،‬ورضي بقضاء هّ‬ ‫الل المحتوم‪.‬‬ ‫قتل سنة ‪456‬هـ‪ ،‬ومن العجائب أنه دفنت مذاكيره بخوارزم‪ ،‬وأُريق دمه بمرو الروذ ودفن جسده بقريته كندر‪،‬‬ ‫وجمجمته ودماغه بنيسابور‪ ،‬وكان بها نظام الملك فدفنت هناك‪ ،‬وفي ذلك عبرة لمن اعتبر‪ ،‬بعد أن كان رئيس عصره‪.‬‬

‫معاوية �أدهـى‬

‫جاء في بعض المجاميع (‪ )2‬أن أعرابياً طلب حاجب معاوية أن يستأذن له بالدخول عليه‪ ،‬فلمّا سأله عن اسمه وحاجته‬ ‫أجاب «أنا أخوه ألبيه وأمّه» ولم يزد على ذلك‪.‬‬ ‫ولمّا أذن له بالدخول‪ ،‬سأله معاوية‪« :‬أي األخوة أنت؟»‬ ‫فقال األعرابي‪ :‬ابن آدم وحواء‪.‬‬ ‫فقال الخليفة‪ :‬يا غالم‪ ،‬أعطه درهماً‪.‬‬ ‫فقال الرجل‪ :‬أتعطي أخاك ألبيك وأمّك درهما واحداً؟‬ ‫فقال معاوية‪ :‬لو أنني أعطيت كل ما في بيت المسلمين ألخوتنا من آدم وحواء مازبلغ إليك هذا الدرهم‪.‬‬

‫لقد �أخجلتني‬

‫امض إلى السوق فاشت ِر لنا لحماً‪.‬‬ ‫ضمّ عثمان بن رواح السفر ورفيقاً له‪ ،‬فقال له الرفيق‪ِ :‬‬ ‫قال‪ :‬واهلل ما أقدر‪ .‬فمضى الرفيق واشترى اللحم ثم قال لعثمان‪ :‬قم اآلن فاطبخ القدر‪.‬‬ ‫والل ما أقدر‪ ،‬فطبخها الرفيق‪ ،‬ثم قال‪ :‬ضع األكل على الطاولة‪ ،‬فقال‪ :‬هّ‬ ‫قال‪ :‬هّ‬ ‫والل ما أقدر‪ ،‬فوضعها الرفيق وقال له‪ :‬قم‬ ‫فك ْل‪ .‬فقال‪ :‬هّ‬ ‫اآلن ُ‬ ‫والل لقد أخجلتني واستحييت من كثرة خالفي عليك‪ ،‬ولوال ذلك ما فعلت‪.‬‬

‫�س ّر دموع التما�سيح‬

‫يقول أحد علماء الحيوان‪ :‬أن عيون التماسيح تدمع ك ّلما همّت بابتالع فريسة كبيرة الحجم‪ ،‬ال ألنها تبكي عليها كما‬ ‫ُ‬ ‫يظن‪ ،‬بل ألن فتح الفكين يسبب ضغطاً على الغدد الدمعية بالعين‪ ،‬فتسيل منها الدموع‪ .‬لذلك درج بعضهم على وصف‬ ‫من يتظاهر بالحزن ويفتعل البكاء بأن دموعه كدموع التماسيح‪.‬‬

‫بخالء العرب و�أغربة العرب و�صعاليك العرب‬

‫جاء في كتاب األغاني برواية ابن دريد عن أبي عبيدة قال‪:‬‬ ‫بخالء العرب أربعة‪ :‬الحطيئة‪ ،‬وحميد األرقط‪ ،‬وأبو األسود‬ ‫الدؤلي‪ ،‬وخالد بن صفوان‪.‬‬ ‫وأخبر ابن الكلبي أن أغربة العرب ثالثة هم‪ :‬عنترة وأمته‬ ‫زبيبة‪ ،‬وخفان بن عمر الشريدي وأمّهُ ندابة‪ ،‬والسليك بن عمر‬ ‫السعدي وأمّه السلكة‪ ،‬وإليهن ينسبون‪.‬‬ ‫أمّا صعاليك العرب منهم طائفة من الناس اشتهروا بالعدو‬ ‫السريع والغارة على القبائل للنهب والسلب وأشهرهم‪ :‬الشنفري‪،‬‬ ‫وتأبط شرّا‪ ،‬وعروة بن الورد‪ ،‬والسليك بن السلكة‪ ،‬وعمرو بن‬ ‫البراق وأسيد بن جابر‪.‬‬ ‫ومما يروي عن الشنفري أنه حلف ليقتلنّ مئة رجل من‬ ‫بني سالمان‪ ،‬فقتل تسعة وتسعين‪ ،‬ثم‪ ،‬احتالوا عليه فأمسكه‬ ‫رجل منهم عدّاء هو أسيّد بن جابر ثم قتله‪ ،‬فمرّ به رجل منهم‬ ‫فرفس جمجمته فدخلت شظيّة منها برجله فمات فتمّت القتلى‬ ‫مائة‪.‬‬

‫مع تفاحـة‬

‫أهدت جارية من جواري المأمون تفاحة إليه وكتبت معها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«فكرت في هدية تخف مؤونتها وتهون كلفتها‪ ،‬ويحل‬ ‫موقعها‪ ،‬فلم أجد إ ّال أن أهدي إليك تفاحة‪ ،‬هي أحسن الفاكهة‪،‬‬ ‫قزح‪ ،‬من الصفرة الدريّة‪ ،‬والحمرة‬ ‫قد اجتمعت فيها ألوان قوس ٍ‬ ‫الخمرية‪ ،‬والشقرة الذهبية‪ ،‬وبياض الفضّة‪ ،‬ولون التبر‪ ،‬يلتذ بها‬ ‫من الحواس‪ :‬العين ببهجتها‪ ،‬واألنف بريحها‪ ،‬والفم بطعمها‪ .‬إن‬ ‫حملتها لم تؤذك‪ ،‬وإن رماك بها أحد لم تؤلمك‪ ،‬فتناولها بيمينك‪ ،‬وال تبعدها عن عينك‪ ،‬فإذا طال لبثها عندك‪ ،‬ومقامها بين‬ ‫يديك‪ ،‬وخفت أن تزول بهجتها‪ ،‬وتذهب نظرتها ُ‬ ‫فكلها هنيئاً مريئاً»‪.‬‬

‫الإيثـار‬

‫لما دالت دولة األمويين‪ ،‬هرب مروان إلى جهة حرّان بالشام‪ ،‬وهرب معه كاتبه عبد الحميد بن يحي‪ .‬فقال له مروان‪:‬‬ ‫يا عبد الحميد فرّ أنت واتركني إلى الغوائل فإن العباسيين إذا قتلوني لم يخسرني غير أهلي‪ ،‬وأمّا أنت‪ ،‬فإنهم إذا قتلوك‬ ‫خسرتك العرب ك ّلها‪.‬‬ ‫ولما عزم عليه بالفرار‪ ،‬فرّ عبد الحميد بعد أن قتل سيده مروان ولم يمسك به بنو العباس‪ ،‬فذهب واختفى بدار‬ ‫صديقه عبد هّ‬ ‫الل بن المق ّفع‪ ،‬ففاجأه الطلب وهو في بيته‪ ،‬فقال الذين دخلوا عليهما من الجند‪ :‬أيكما عبد الحميد؟‬ ‫فابتدر ابن المق ّفع‪ ،‬وكان يعلم الداهية‪ ،‬فقال‪ :‬أنا ذلك عبد الحميد‪ .‬وأراد بهذا القول أن يض ّلل الجند خوفاً على صاحبه‪.‬‬ ‫وخاف عبد الحميد أن يسرعوا إلى ابن المقفع فقال‪ :‬ترفقوا بنا‪ ،‬فإن ك ًال منا له عالمات‪ ،‬فوكلوا بنا بعضكم ويمضي‬ ‫بعضكم اآلخر‪ ،‬ويتف ّقد عالماتنا من عند من وجّهكم إلينا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ففعل الجنود وعادوا بعالمة عبد الحميد فأخذوه إلى السفاح فقتله‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )2‬المجاميع‪ :‬جمع مجموع‪ ،‬وهو عدة وموضوعات تكون في كتاب واحد‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪820‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)726‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫البحث في تاريخ شمال المغرب ‪:‬‬ ‫حصيلة سنة ‪2015‬‬

‫نعود مرة أخرى‪ ،‬للتأكيد على مجمل ما سبق أن نشرناه في السنوات القليلة الماضية حول‬ ‫حصيلة إصدارات البحث التاريخي المتخصص في ماضي منطقة الشمال‪ .‬وهي الخالصات التي‬ ‫ظلت تحظى براهنيتها مادام الحال الزال على ما هو عليه ومادامت السمات العامة تحتفظ‬ ‫لنفسها بعناصر البقاء والثبات‪ .‬فرغم أن منطقة الشمال قد ظلت محورا رئيسيا للكثير من الوقائع‬ ‫الحاسمة في مسارات تشكل الدولة والمجتمع المغربيين‪ ،‬فإن ذلك لم يشفع لها لكي تقنع‬ ‫صانعي سياسة الراهن‪ ،‬بإضفاء طابع مؤسساتي على جهود كتابة تاريخ المنطقة‪ ،‬تجميعا لمواده‬ ‫الوثائقية الغميسة‪ ،‬وتنظيما ألعماله األركيولوجية الميدانية‪ ،‬وتصنيفا لمظانه البيبليوغرافية‬ ‫المصدرية وإلنتاجاته الراهنة المنجزة داخل المغرب وخارجه‪ ،‬وتوظيفا لتراثه الرمزي بمختلف‬ ‫تعبيراته السلوكية والذهنية‪ ،‬واستلهاما لنتائج التطبيقات العلمية اإلجرائية التي راكمها تطور‬ ‫مناهج البحث التاريخي المعاصر‪ ،‬سواء على المستوى الوطني أم على المستوى الدولي‪ .‬وإذا كان‬ ‫األمر كذلك بالنسبة لجهود المؤسسات الرسمية المختصة‪ ،‬أو التي من المفروض أن تكون‬ ‫كذلك‪ ،‬فإن مجال تلقي المعرفة التاريخية العلمية قد عرف طفرة كبرى بفضل مجهودات‪ ،‬فردية‬ ‫أو جماعية‪ ،‬موزعة هنا وهناك‪ ،‬استطاعت أن تبلور اهتمامات علمية أصيلة في أعمال مونوغرافية‬ ‫أو قطاعية‪ ،‬عرفت طريقها إلى النور‪ ،‬إما في شكل أعمال جامعية أو منتديات مدنية أو ندوات‬ ‫إشعاعية أو إطارات تواصلية‪.‬‬ ‫وقبل تقديم جردنا للحصيلة الكمية المنجزة في هذا اإلطار‪ ،‬نود التأكيد على جملة من‬ ‫المالحظات المنهجية في عملية التجميع‪ .‬فاألمر ال يتعلق بتقييم رصيد المنجز‪ ،‬على مستوى‬ ‫قيمه العلمية المعرفية‪ ،‬بقدر ما أنه تجميع كمي يستهدف تقريب المهتمين من عطاء حقل‬ ‫تاريخ شمال المغرب‪ ،‬وفق نظرة راصدة لمجال عطاء الجامعة والباحثين المتخصصين ومجموع‬ ‫المهتمين‪ ،‬من إطارات مدنية أو نخب مهتمة ممن ال تنتمي بالضرورة إلى مجال الكتابة‬ ‫التاريخية المتخصصة‪ ،‬بمعناها الحصري الضيق‪ .‬فاألولوية بالدرجة األولى ستكون للتعريف بما‬ ‫تحقق فعليا‪ ،‬وترك الحكم الفاحص على قيمه المعرفية والمنهجية للدراسات التشريحية ذات الصلة‪ .‬وفي هذا المسعى‪،‬‬ ‫اكتفينا بالتعريف – فقط – باألعمال التي ارتكزت على مكوني منطقة الشمال الجغرافيين والتاريخيين‪ ،‬وأقصد منطقة جبالة‬ ‫ومنطقة الريف‪ ،‬بمكوناتهما التاريخية والحضارية المتميزة‪ ،‬وفي أصقاعهما الجغرافية المترامية‪ .‬ومعلوم أن الكثير من‬ ‫القضايا المشتركة بين التطورات التاريخية للمنطقتين المذكورتين وبين مجموع التطورات التي عرفتها عموم البالد‪ ،‬تظل‬ ‫عنصرا مركزيا في البحث وفي التنقيب‪ .‬فلقد صدرت عدة أعمال اهتمت بقضايا المشترك العام‪ ،‬حيث كان لمنطقة الشمال‬ ‫حضور الفت في حلقات ممتدة من التاريخ العام لبالد المغرب‪ ،‬في مختلف عقودها المتواترة وتطوراتها المتعاقبة‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫فإننا لن نعدم الوقوف عند تفاصيل دالة حول تطور أوضاع منطقة الشمال‪ ،‬قديما وحديثا وراهنا‪ ،‬وحول الطرق الجديدة‬ ‫في التعاطي مع قضايا مركزية في درس التاريخ‪ ،‬مثل قضايا التحقيب‪ ،‬واالستنطاق الوثائقي‪ ،‬والرواية الشفوية‪ ،‬وتاريخ‬ ‫الهامش‪ ،‬وإشكالية التعامل مع طابوهات مغرب ما بعد االستقالل السياسي‪ ،‬وقضايا الهوية‪ ،‬وشرعية السلط المتدافعة‬ ‫داخل الدولة والمجتمع‪... ،‬‬ ‫ولعل من األمور الدالة بهذا الخصوص‪ ،‬نزوع إطارات العمل الجمعوي نحو مراكمة تجربة ال بأس بها في تدعيم‬ ‫االهتمامات العلمية للبحث في ماضي شمال المغرب‪ ،‬إذ أثمر سلسلة من األعمال التي شكلت مصدرا للتأمل وعنصر االرتكاز‬ ‫بالنسبة للعديد من الدراسات األكاديمية الجامعية المتخصصة‪ .‬وأخص بالذكر في هذا الباب‪ ،‬أعمال جمعية البحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي بمدينة القصر الكبير وجمعية ذاكرة الريف بالحسيمة وجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي بأصيال‬ ‫وجمعية تطاون أسمير بتطوان‪ ،‬وهي الجمعيات التي أصبحت نموذجا متقدما لبلورة أشكال تطويع االهتمامات الجمعوية‬ ‫مع ضرورات التوظيف العلمي لمكونات الذاكرة الجماعية والمشتركة‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه وإذا كنا قد تغافلنا عن ذكر بعض العناوين واإلصدارات واألعمال‪ ،‬فإن ذلك ال يرتبط ‪ -‬بأي حال من‬ ‫األحوال – بأي نية مبيتة لإلقصاء أو للتغييب‪ .‬فاألمر ناتج – أساسا – عن محدودية اطالعنا وعن عجزنا عن تحقيق – فرديا‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫– عمل شامل‪ ،‬بتتبع كل التفاصيل وبرصد كل ما يستجد في الموضوع من أعمال ومنجزات قد‬ ‫تنفلت من بين أيدينا‪.‬‬ ‫فعلى مستوى األعمال القطاعية والدراسات المونوغرافية‪ ،‬يبدو أن المجال لم يعرف تراكما‬ ‫فعليا يمكن أن يؤشر على أي تطور نوعي يسمح بالحديث عن تحقيق دراسات قطاعية تعيد‬ ‫االعتبار لوظيفة درس التاريخ بمنطقة الشمال‪ .‬فعدد العناوين « الجديدة» ظل محدودا إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬وتفاوتت قيمه العلمية باختالف مواقع أصحابه وسقف اهتماماتهم المعروفة‪ .‬على رأس‬ ‫هذه العناوين‪ ،‬يمكن أن نذكر ‪:‬‬ ‫ـ عبد الصمد مجوقي‪ ،‬المقاومة الريفية من خالل الشعر األمازيغي الريفي – دهر ؤبران‬ ‫نموذجا‪ ،‬منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫ـ الحسين المساوي‪ ،‬من أمثالنا الشعبية بالريف ـ ‪ 150‬مثل شعبي أمازيغي مترجم إلى‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬ذاكرة التكامل – أعمال مهداة لألستاذين محمد األمين البزاز وعبد العزيز‬ ‫التمسماني خلوق‪ ،‬تنسيق ‪ :‬محمد الكتاني‪.‬‬ ‫ـ محمد عمراني‪ ،‬الشرف والمجتمع والسلطة السياسية بالشمال الغربي للمغرب بين‬ ‫النصف الثاني من القرن ‪ 13 – 8‬ه ‪ /‬ونهاية ‪ 18 – 15‬م‪.‬‬ ‫ـ محمد بنخليفة‪ ،‬المجتمع القصري في المنتصف األول للقرن العشرين – أحداث وعادات‪.‬‬ ‫ـ هدى المجاطي‪ ،‬من أعالم الكتابة والصحافة بشمال المغرب‪.‬‬ ‫ـ محمد األمين الزبير‪ ،‬مسرح إسبانيول ‪ :‬ذاكرة تطوان الفنية ( ‪.)2013 – 1923‬‬ ‫ـ محمد أخريف ومحمد العربي العسري‪ ،‬القصر الكبير ‪ :‬صور تحكي‪.‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬تاريخ المدرسة الجديدة بمدينة سبتة‪.‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬أوراق من تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪.1 ،‬‬ ‫ـ عمر أشهبار‪ ،‬المسار االستعماري لجزيرتي بادس والنكور خالل العصر الحديث ( ‪ 1822 – 1508‬م )‪.‬‬ ‫ـ أحمد الطاهري‪ ،‬التجارة والمبادالت باألندلس – ميالد الرأسمالية بالبالد المغربية‪.‬‬ ‫ـ مصطفى المرون‪ ،‬التاريخ السري للحرب الكيماوية ضد منطقة الريف وجبالة ( ‪.) 1927 – 1921‬‬ ‫وعلى مستوى أعمال الترجمة‪ ،‬فالفقر كان كبيرا‪ ،‬حيث لم نقف إال على عملين اثنين ‪:‬‬ ‫ـ حنان المدراعي‪ ،‬صورة جبالة في الوعي الكولونيالي الفرنسي ‪ :‬نصوص مختارة من الوثائق المغربية – إدوارد ميشو‬ ‫بيلير‪.‬‬ ‫ـ صديق عبد الكريم‪ ،‬الحسيمة في ذاكرتي ‪ -‬بالثيدو روبيو وسانتياغو الكايي ألفارو‪.‬‬ ‫وبخصوص مذكرات األعالم وسيرهم الخاصة‪ ،‬فالزالت اإلصدارات المرتبطة بهذا المجال محدودة إلى حد كبير‪ ،‬ومن‬ ‫أبرز ما صدر بهذا الخصوص سنة ‪ ،2015‬نذكر كتاب « عبد القادر الخطيب» لمؤلفه أحمد أخروف‪ ،‬والجزء الثالث من كتاب‬ ‫« أقالم وأعالم من القصر الكبير » لمحمد العربي العسري‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فال شك أن الحصيلة تظل بعيدة عن االستجابة لنهم المهتمين‪ ،‬وال شك أن األجيال الراهنة من الباحثين‬ ‫والمؤرخين الزالت تعاني من مشاكل اإلعاقة التي تحد من ضمان انسياب نهر العطاء واإلنتاج‪ .‬بمعنى أن الحصيلة تظل‬ ‫بعيدة عن تطوير الرصيد الثري الذي راكمه الرواد المؤسسون من أمثال الفقيه محمد داود والعالمة سيدي عبد اهلل كنون‬ ‫والفقيه أحمد الرهوني‪ ،‬ثم جيل االمتداد الذي جسدته أسماء وازنة في مجال الكتابة التاريخية الوطنية المعاصرة‪ ،‬من أمثال‬ ‫محمد بن عزوز حكيم وعبد المجيد بن جلون وعبد العزيز خلوق التمسماني ومحمد األمين البزاز وامحمد بنعبود ومحمد‬ ‫الشريف ‪ ...‬أال يؤشر حجم التراجع الكبير الذي يعرفه مجال البحث التاريخي المشتغل على تالوين ماضي منطقة الشمال‬ ‫على استفحال حالة التردي الفكري والحضاري الذي تعرفه المنطقة ؟ سؤال مدخلي لفهم مجمل العوائق الفكرية لجهود‬ ‫االرتقاء بالوعي الجماعي لمكونات الهوية الثقافية لمنطقة الشمال‪ ،‬باألمس واليوم‪.‬‬

‫محاربة اإلرهاب ذريعة !؟‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬الحرب « شغالة» وهم يجتمعون ‪ .‬حقل تجارب لألسلحة الروسية في البالد العربية ‪ .‬وألحدث األسلحة ‪ .‬أصبح العرب‬ ‫فئران لمختبر األسلحة الروسية واألمريكية والبريطانية والفرنسية واإلسرائيلية ‪ .‬الدخول السافر والخطير في شؤون البالد‬ ‫العربية بعد العراق ‪.‬روسيا تدرك أن ال يمكن القضاء على «داعش» بدون إنزال قوات برية في سوريا ! ساحة حرب أهلية‬ ‫تتحول إلى حرب على اإلرهاب ‪ .‬حرب الكل في الكل‪ .‬مطالب الشعب لم تكن مسموعة من المنظومة السياسية‪ .‬كان‬ ‫على شفى انهيار ‪ ،‬فأغاث الجيش السوري الطيران الروسي والجيش الفارسي‪ .‬وهو هدف النظام لمّا هرْول إلى موسكو‬ ‫َّ‬ ‫ألن إيران فشلت في حمايته ‪ .‬لكل طرف مصلحة ‪ ،‬في شنِّ حروب غير أخالقية ‪ .‬قتل الناس خارج القانون ‪ .‬ما لم يتمكن‬ ‫الجيش الروسي ْ‬ ‫أن يحقق أي فوز عسكري ‪ ،‬وهو يرتكب جرائم حرب باستعمال أسلحة محرمة دوليا ‪ .‬السقف الذي لم‬ ‫يستطع الجيش الروسي الخروج عنه ‪ .‬ولم يحقق نصرا استراتيجيا ‪ .‬نجح فقط في جزء من األهداف المسموح بها ‪ .‬ولم‬ ‫يستطع النظام أيضا استعادة أي منطقة خسرها ‪ .‬إنما عمليات تحولت إلى روتينية ‪ .‬صناع القرار ضد سقوط النظام ‪ ،‬ومنع‬ ‫المعارضة من االنتصار ‪ ،‬وهو هدف مدعوم من بعض تلك الجهات الدولية ‪ .‬روسيا تستهدف جيش المعارضة الحرّ لمنعها‬ ‫من وحدة فصائلها لكي ال تلتحم وتتوحد ‪ .‬هي مؤامرة إلنهاء الجيش الحر ‪ .‬يجب أن يكون لمجلس القيادة العسكرية ‪،‬‬ ‫للجيش الحر استراتيجية موحدة إلعادة صيانته ( وتوحيده مع جيش اإلسالم ) وإيجاد آلية موحدة بينه وبين جيش اإلسالم‬ ‫وأحرار الشام ثمَّ النصرة ‪ ،‬إذ تجمعهم عوامل التحرير المشتركة لتمثيل المعارضة المعتدلة ‪.‬‬ ‫مصالح الواليات المتحدة والغرب وروسيا وإيران يسوِّقونها على حساب‬ ‫األمة العربية ‪ .‬عند تدويل األزمة ‪ ،‬يستأخر مجلس األمن القرار ‪2254‬المصادق‬ ‫عليه من ‪15‬دولة عضوة فيه ‪ .‬وهو يستقدم خارطة طريق ويضع الحل لألزمة‬ ‫السورية في حوار سياسي لوقف إطالق النار ‪ .‬تعقبه انتخابات حرة ‪ .‬أمريكا‬ ‫والغرب ال يرون بعين الرضى دور األسد‪ ،‬بينما روسيا ُّ‬ ‫تحث على جلوس األسد‬ ‫على طاولة الحوار‪َّ ،‬‬ ‫وأن الشعب هو الذي له الحق والصالحية إلقصاء األسد ‪ .‬زيغ‬ ‫روسيا واستخفافها بمفهوم فسيفساء الشعب السوري السجين ‪،‬من الذي سوف‬ ‫يحدِّد مصير األسد الغريق أم الجائع أم المعاق أم الالجئ أم المهاجر ؟ مأساة‬ ‫الالجئين لم يسبق لها مثيل منذ الحروب العالمية حيث كان يلتجئ األروبيون‬ ‫إلى البالد العربية ‪ .‬هؤالء الجاحدون ‪ ،‬من أبنائهم من يضع أسالكا عند الحدود‬ ‫‪ .‬فاسلوفاكيا التي ترفضهم ‪ ،‬والمجر يمنعهم وماقدونيا توقفهم على حدود‬ ‫اليونان ‪ .‬معاناة الشعب السوري ‪ ،‬حالة شنيعة ال توصف وهي سابقة في التاريخ‬ ‫المعاصر‪،‬كما عاشها األروبيون أيامئذ ‪ ،‬أثناء الحرب العالمية الثانية واستقبلتهم‬ ‫الدول العربية ‪ .‬الحد من تدفق الالجئين إلى أروبا وتركيا وبعض الدول العربية‬ ‫هو الحل للحروب وإيقافها في سوريا واليمن والعراق وليبيا‪ .‬الجيش الروسي‬ ‫واإليراني بمعية النظام السوري يرتكبون مجازر وجرائم حرب ‪ ،‬وهذا األخير‬ ‫يهدد باإلبادة الجماعية باستعماله الغازات السامة ‪ ،‬ويمارس التجويع بالمناطق‬ ‫المحاصرة ‪ .‬ومئات العائالت من النازحين تحت الحصار ‪ ،‬وهو سالح جريمة حرب لإلنسان الذي يهان قبل وبعد موته ‪.‬‬ ‫يمارَس عليه الجوع والركوع (أسلوب النازية‪-‬الصهيونية)‪ .‬النظام ال يملك بيده سوى هذا السالح الحقير ‪ .‬إذ ال يسمح له‬ ‫(لإلنسان السوري) بالدخول أو الالجوء إلى» المدن اآلمنة «‪ .‬بعدما نفذ ضربات‪-‬يومية بالبراميل المتفجرة زاعما أسباب‬ ‫وجود تنظيمات إرهابية ‪ ،‬يستخدمها كذريعة ‪ ،‬لمحاربتها ‪ ،‬فال «ترى» إال أشالء أطفال ونساء وشيوخ ‪ .‬فهل هؤالء هم‬ ‫اإلرهابيون ؟ تاريخ الجرائم ال حصر لها حتى َّ‬ ‫إن هناك حاالت شنيعة للغاية ال يمكن لعاقل أن يصفها ‪ .‬من أينما وكيفما‬ ‫جاءت الجريمة النكراء فهي إرهاب وإرهاب وإرهاب (ثالثا)‪ .‬األمم المتحدة عاجزة عن القيام بمهامها إال بعد حين ‪ ،‬يكون‬ ‫النظام أتى بسياسة التجويع على ما بقي من الشعب السوري ‪ .‬وهو يعيش أسوأ لحظات (من قرن الخروب) في تاريخ‬ ‫المنطقة العربية –اإلسالمية ‪ .‬الصمت الرهيب عن هذه السادية من الجامعة العربية والمؤتمر اإلسالمي ‪ ،‬مسؤولية‬ ‫أخالقية ‪ .‬هل هما يفتقدان لمفهوم الحرية ‪ ،‬والموت البطيء للكرامة اإلنسانية ؟ إذ ما هو سقف الحريات في العالم‬ ‫العربي؟ ْ‬ ‫إن كانت أصال هناك حرية أو هامشا لها ؟ إال استثناء في بعض الدول العربية ( مع الهاجس األمني ) ‪ ،‬وهذه‬ ‫مسؤوليتهم في دول المؤسسات ‪ .‬والمسؤولية بالدرجة األولى على الجامعة «العربية» التي تعاني من زمان ‪ ،‬من الخلل‬

‫الفكري لتجاذبات واختالفات عربية أدخلتها إلى «العناية المركزة » ‪ ،‬ويترحم عليها وعلى ضميرها ‪ُّ .‬‬ ‫كل ذلك إنتاج لقوم‬ ‫تبَّع ألسياد األمس الذين يستنزفون خيرات البالد العربية ويتصدقون عليها ببعض الفائض من البقايا ‪ .‬يا لها من سخرية‬ ‫القدر ‪ .‬وتجد منْ يزعم من بعض األنظمة العربية ‪َّ ،‬‬ ‫أن « األسد» هو « الضامن» ضد اإلرهاب ‪ .‬عضده روسيا وانحيازها‬ ‫الكامل اآلن إلى النظام الذي ال يسمح لشعبه بالحصول على الماء والطعام ‪ ،‬حق فطري من حقوق اإلنسان ‪ .‬وال يسمح‬ ‫لألمم المتحدة الراعية لقرار مجلس األمن اإلقدام على تنفيذ بند من إتفاقية « إطالق النار « ‪ .‬كنوع من االستبداد الفكري‬ ‫إذ ال وجود لمفهوم الدولة الحديثة ‪ ،‬التي خرجت من رحم تيار ديمقراطي حقيقي ‪ ،‬ينتج فعاليات سياسية ديمقراطية حرة‪.‬‬ ‫بل هي أطروحات ملفقة للدولة القومية «العميقة» ‪ ،‬وساء ما يحكمون ‪ .‬إهدار للواقع ‪ ،‬فالمجتمع الدولي إما في سبات‬ ‫عميق وإما يستهجن بالعالم العربي ‪ .‬على إثره جاء زيغ التدخل الروسي بسوريا ‪ ،‬ربما عند حالة اإلنتاج البترول الفائض‬ ‫في األسواق العالمية وتدني سعره ‪ ،‬سبَّبَ خسارة لها ‪ ،‬فأصبحت تعاني أزمة اقتصادية ‪ ،‬وتريد أن تخفف منها عن ماليتها‬ ‫عند تعزيز موضعها ووضعها أكثر فأكثر ‪ .‬لم يأت تدخل روسيا بمباركة الغرب ‪ ،‬ربما كان جزئيا فيما اصطلح على تسميته‬ ‫باإلرهاب(وهي الذريعة) ‪ .‬إنما كانت بحسابات معينة وليست باستراتيجية مفصلة بل الستعراض عضالتها كما أقدمت‬ ‫على ذلك في أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم ‪ .‬هي غايات واضحة ألمريكا والغرب في صراع مع روسيا بموضوع الطاقات‬ ‫« البليستيكية»و استخدام صواريخ «كروز» ‪ ،‬وأحدث طياراتها الستعراض العضالت واالستغالل المادي ‪ .‬أما سوريا ما‬ ‫هي إال عابر طريق لمبيعات سالحها ‪ .‬فإيران وإنِ كانت حليفة لها(لروسيا)‬ ‫في سوريا ‪ ،‬لم تحارب موسكو من أجلها قي قضية «النووي» وتركت دول‬ ‫الغرب – األمريكية يحاصرونها ‪ ،‬لكي تستغلها بعد ذلك عند رفع الحصار ‪،‬‬ ‫ببيعها المفاعل النووي‪ ،‬وتخصيب حصة اليورانيوم التي وافقت عليه المنظمة‬ ‫بمباركة من «األمركة» ‪ ،‬وكل ذلك ‪ ،‬استباقيا يصبُّ في مصلحة إسرائيل ‪.‬‬ ‫إلى أي مدى ستدافع روسيا عن النظام السوري ‪ ،‬وقد تنقلب المعادلة على‬ ‫الساحة السياسية العالمية ‪ .‬روسيا إذ ذك لن تكون في مأمن من مستنقع‬ ‫كما غرقت (اإلتحاد السوفييتي) فيه من ُ‬ ‫قبل في أفغانستان ‪ْ .‬‬ ‫فإن تخلت عنها‬ ‫إال بثمن ْ‬ ‫وإن تبقى إال بثمن ‪ (،‬على جثت وأشالء الشعب السوري )‪ .‬روسيا‬ ‫وعملياتها العسكرية لم تعد تحقق بعض المكاسب ‪ ،‬وهل ستعيد النظر في‬ ‫وإن أدى إلى ٍّ‬ ‫«جرائمها» أم ال طائل من استمرار العمل العسكري‪ْ .‬‬ ‫حل سياسي‬ ‫سيكون «بوتين» ‪ ،‬لم يربح شيئا سياسيا ‪ ،‬أو ربما يزيد من مبيعاته لألسلحة‬ ‫التي فتك بها البشر والشجر ‪ .‬هو صراع النفوذ من الداخل ‪ .‬حاربت الشيشان‬ ‫المسلمة ( وأجرمت في حق المقاومة بزعامة دوداييف ) ثمَّ خلفت «بيدقا» لها‬ ‫هناك ‪ .‬بدأت مترنحة بعد سقوط اإلتحاد السوفييتي إثر حرب أفغانستان ‪ ،‬وهي‬ ‫تريد استرجاع موقعها في العالم ‪ .‬تحارب اإلسالم ْ‬ ‫إن كان في طجكستان أو في‬ ‫الجهوريات المسلمة بمنهج الحمالت األمنية على القوقاز ‪ ،‬إذ أفرغته من أبنائه‬ ‫ألنه كان يهددها حسب زعمها ‪ .‬هؤالء هل انتقل بعضهم إلى معارضة روسيا‬ ‫وهي تفتري قتالهم في سوريا ؟ ‪ .‬المجتمع الشيوعي شمولي اإلديولوجية ‪ ،‬يعتبر الدين «أفيون» الشعوب ‪ ،‬لم يكن يتمتع‬ ‫بحرية االختيار ‪ .‬فالدين عندهم عدوٌّ تقليدي ‪ ،‬يجب القضاء عليه بالسالح‪ ،‬بل المفروض محاربة الدولة العلمانية للدولة «‬ ‫الدينية « بالفكر من أجل بناء الدولة الحديثة ‪ .‬إذ ال إكراه في الدين ‪.‬‬ ‫أعوام مفعمة باألحداث إلبادة شعب عربي (بعد إيه ) سوف تصل إلى حلها ‪ ،‬عند مغادرة ّ‬ ‫كل األجانب من بالد سوريا‪،‬‬ ‫والحل السياسي ‪ ،‬خروج إيران وروسيا التي ارتكبت جرائم حرب ومن واالها ضد اإلنسانية ‪ .‬حققت للنظام «فوزا» سياسيا‪،‬‬ ‫وقد تحقق بعض المكاسب في جنيف ‪ ،‬من بيان فيينا ‪ْ ،‬‬ ‫بأن يبقى األسد في لقاء جنيف على أساس هذا االتفاق يوم‬ ‫‪2016/01/25‬م ‪ .‬النظام يسوِّق أنها مصالحة وهي ليست إال قتل وسفك دماء ‪ .‬حجم الكارثة أكبر من ْ‬ ‫أن يخططها قلم‪،‬‬ ‫ولو جيء بمثله مددا ‪ .‬ربما عبر عن ذلك شاعر بنظمه ‪:‬‬ ‫قالوا ‪ ،‬مررتُ على المروءة وهي تبكي فقلتُ كيف أبكي‬ ‫على ما تنتحـب الفتــاة وأهلـي دون كـل النـاس ماتوا ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪820‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)291‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫حول قضية مقتل الشاب عمر الغشام ‪:‬‬

‫التوتر يعود من جديد بين سكان‬ ‫زنقة اختوتة بحي المصلى‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫على الرغم من مرور أكثر من سنة ونصف على مقتل الشاب الضحية عمرالغشّام‪ ،‬فإن‬ ‫هذا الحادث المأساوي الزال يلقي بظالله على حي المصلى‪ ،‬وبالضبط بزنقة اختوتة‪ ،‬حيث‬ ‫إن أفراد أسرة الجناة األربعة المتورطين في جريمة القتل المذكورة والمحكوم عليهم ب ‪90‬‬ ‫سنة‪ ،‬موزعة عليهم‪ ،‬الزالوا يهددون السّكان بأوخم العواقب‪ ،‬وخاصّة أفراد أسرة الضحية‬ ‫وبعض الشهود في محاولة منهم لجعلهم يتراجعون عن شهاداتهم في المراحــل القادمــة‬ ‫من استئناف الحكم‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬وحسب شكاية السكان‪ ،‬والحاملة لتوقيعاتهم‪ ،‬والموجهة إلى وكيل الملك‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بطنجة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬فإن المشتكى بهم المعتقلين‬ ‫يقومون بإرسال تهديداتهم ضد الشهود‪ ،‬وذلك من داخل السّجن عن طريق الرسائل‬ ‫الهاتفية‪ .‬واألغرب ـ توضح الشكاية ـ هو أن حتى بعض السكان الذين ليس لهم أي عالقة‬ ‫بالموضوع‪ ،‬ال من قريب أو من بعيد‪ ،‬أصبحوا مستهدفين ومعرضين للسب والشتم والبصق‬ ‫والتهديد بالقتل من طرف أفراد أسرة المحكوم عليهم‪ ،‬قبل أن يسارعوا إلى وضع شكايتهم‬ ‫لدى الدائرة األمنية‪!.‬‬ ‫ويقول السكان ـ وهذا أكثر إثارة ـ إنهم في السابق وجهوا العديد من الشكايات إلى‬ ‫الجهات المسؤولة ضد المشتكــى بهم بزنقة اختوتة‪ ،‬ونظراً إلى عدم التّعامل مع هذه‬ ‫الشكايات بنوع من الصرامة من طرف السّلطات المحلية‪ّ ،‬‬ ‫فإن المشتكى بهم ازدادت الثقة‬ ‫في نفوسهم‪ ،‬قبل أن يتهّوروا في إزهاق روح الضحية عمر الغشام‪ ،‬وتعريض شقيقه محسن‬ ‫للخطــر‪ ،‬حيث نجــا بأعجوبة من موت مح ّقق‪.‬‬ ‫ويلتمــس السكـــان من وكيل الملك بابتدائية طنجة حمايتهم من التهديدات التي ما‬ ‫فتئوا يتعرضـون لها‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬وذلك من طرف المشتكى بهم‪ ،‬المذكورة أسماؤهم‬ ‫في الشكاية‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫من يحمي الشاب نبيل بوقنطار‬ ‫من اإلعتداءات المتكررة عليه؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫زارت الجريدـة السيدة رحمـــة الكنوني الساكنة بحي احرارين بحرايين بطنجة رفقــة‬ ‫ابنها الشاب نبيل بوقنطار الذي يعاني من أمراض عصبية حسب ما تثبث الوثائق التي‬ ‫حملتها معها إلى الجريدة تشتكي تعرض ابنها لثالث اعتداءات حشية ( انظر الصورة) من‬ ‫طرف ثالثة أشخاص‪ ،‬السيدة رحمة حملت معها شكاية في الموضوع بعثت بها إلى السيد‬ ‫وكيل الملك لدى محكمة االستئناف بتاريخ ‪ 2016 /04/01‬ضد أربعة أشخاص وهم حسب‬ ‫الشكاية‪ ،‬محمد العمراني رشيد اليمالحي‪ ،‬محمد الهيطوط‪ ،‬والشخص الرابع شارك معهم‬ ‫يجهل هويته‪ ،‬لتنضاف إلى شكايات أخرى في الموضوع بعثت بها إلى السلطات القضائية‬ ‫لطنجة‪ ،‬وتقول الشكاية األخيرة‪ ،‬بأنه في تاريخ ‪ 2016 /02/01‬وفي حوالي الشاعة الثلثة بعد‬ ‫الزوال وبينما كان الضحية نبيل مارا في حيهم الكائن بالعنوان المذكور أعاله‪ ،‬فوجئ نبيل‬ ‫بضربات مباغثة من الخلف بواسطة قبضة سالح أبيض‪ ،‬ومن ثم انهالوا عليه ضربا بواسطة‬ ‫قضيب حديدي‪ ،‬وهراوة‪ ،‬ثم قاموا بتكبيل يديه بواسطه سلك معدني ـ تقول الشكاية ‪ -‬الزالت‬ ‫آثاره على يديه ‪ ،‬كما أصيب على مستوى وجهه ورأسه (انظر الصورة) ‪ ،‬وبعد جهد جهيد‬ ‫استطاع الفرار بعد ان استولوا على هاتفه النقال‪ ،‬وحوالي ‪ 350‬درهما‪.‬‬ ‫وتلتمس الضحية من الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف بطنجة بإجراء بحث معمق‬ ‫في النازلة‪ ،‬ومتابعة المشتبهزبهم من أجل التهم المنسوبة إليهم‪ ،‬واإلحتفاظ بحقه في‬ ‫تنصيب طرف مدني في القضية‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪291‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 820‬ـ الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫يعيش‪،‬‬

‫محمد العروسي‪ ،‬الالعب السابق التحاد طنجة‪ ،‬المغرب الفاسي‬ ‫وهالل الناضور في الثمانينات وضعية اجتماعية مزرية بسبب‬ ‫المشاكل المادية التي يعاني منها‪ ،‬وبات مهددا بالتشرد رفقة‬ ‫أسرته المتكونة من خمسة أفراد (الزوجة وأربعة أبناء)‪ ،‬بعد توصله بحكم من المحكمة بإفراغ‬ ‫مسكنه لعجزه على تسديد واجب الكراء وفواتر الماء والكهرباء و تحمله العيش في الظالم‬ ‫الدامس ألشهر بسبب البطالة التي يشكو منها منذ فترة طويلة‪.‬ودعا العروسي الذي حمل‬ ‫القميص الوطني للشباب و كان أحد أبرز العبي الدفاع األيمن في البطولة المغربية في‬ ‫الثمانينات وبداية التسعينات وتألق بقميص المغرب الفاسي وهالل الناضور واتحاد طنجة الذي‬ ‫أحرز معه مركز وصيف بطل المغرب في سنة ‪ .1989‬فعاليات اتحاد طنجة والمغرب الفاسي‬ ‫بالتدخل إلنقاذه وأسرته من الوضعية الكارثية التي أصبح يعيش عل وقعها‪ .‬من جعتنا نتمنى‬ ‫أن يتحرك الفريق في إطار التضامن اإلنساني واالجتماعي إلنقاذ الالعب وأسرته‪.‬‬

‫عبد العظيم خضروف‪..‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫كلمة العدد‬

‫العب املغرب التطواين لكرة القدم‬

‫• يواص��ل المغ��رب التطوان��ي‬ ‫صحوته هذا الموس��م بع��د البداية‬ ‫المتعث��رة‪ ،‬كي��ف تقرأ الف��وز على‬ ‫أولمبيك خريبكة؟‬ ‫• • كن��ت دائم��ا أقول ب��أن المغرب‬

‫الرياضة قديماً (‪)2‬‬

‫هـ – في بالد اإلغريق‪ ‬‬ ‫هو العصر الذهبي للتربية الرياضية على اعتبارهم بذلك ‪ ،‬فلقد‬ ‫حاولوا بلوغ الكمال الجسماني وتعتبر التمرينات والموسيقى مهمة‬ ‫لذلك‪ .‬وكانت تقام مهرجانات كل أربع سنوات وذلك تقديسا لإلله‬ ‫األعظم ( زيوس ) في منطقة البلوبونيزا إبتداء من عام ‪ 776‬ق م ‪،‬‬ ‫وكانت تستغرق خمسة أيام وكانت المسابقات الرياضية هي عماد تلك‬ ‫المهرجانات‪.‬‬ ‫ولتكونها من عدة دويالت مستقلة كل منها بذاتها ‪،‬كان له األثر في‬ ‫مفهوم التربية عند كل دويله وأبرزها دويلتا أسبرطه وأثينا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أسبرطه ‪:‬‬

‫كان الفرد في أسبرطه تابعا للدولة ‪ ،‬وكانت العادة ترك األطفال‬ ‫حديثي الوالدة ليموتوا على جبل «تايجيتوس» وهم الضعفاء فقط‬ ‫فكانت ترحب باألقوياء ‪ ،‬وفي سن السادسة ؛ كان الطفل يتجه ليتعلم‬ ‫نظام «أجوج» وهو النظام العام اإلجباري ‪ ،‬وفي سن العاشرة ؛ يتجه‬ ‫للجيش بعد قسم الوالء ‪ ،‬وفي سن الثالثين ؛ تزوجه الدولة ويظل كذلك‬ ‫حتى سن المعاش ( سن الخمسين ) ‪ ،‬وكان الموت شرف ‪ ،‬والهزيمة في‬ ‫الميدان عار ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أثينا ‪:‬‬

‫وهو على النقيض من أسبرطه فقد اتسمت بالحياة السياسية و الدمقراطية‬ ‫و بالرغم إن الناحية الحربية لم تكن كأسبرطه إال أنها اهتمت بالتربية الرياضية‪.‬‬ ‫فكان الطفل اإلثيني عن بلوغه سن السابعة يلتحق بالمدرسة ‪ ،‬وكانت المرحلة‬ ‫األولى للتربية كانت تتم في مدرستين أوالها تسمى (الباسترا) وكانت متخصصة‬ ‫في تعليم المصارعة والمالكمة والقفز والتمرينات وثانيها (الديد اسكوليوم)‬ ‫وتختص باألدب والموسيقى وجانب من الرياضـات ‪ ،‬أما في سن التزاوج ما‬ ‫بين الرابعة عشر والسادسة عشر فكان الصبيان يلتحقون بـ (الجمنزيوم –‬ ‫صالة تدريب) ويستمر على مل تعلم إضافة إلى الصيد وسباق الخيل ‪ .‬وقد‬ ‫أوضح عملية التربية الرياضية فالسفة اإلغريق فقد نادى «( سقراط)» بضرورة‬ ‫اإلبقاء على الرياضات كجزء من تربية الشباب ‪ ،‬ودعا «( أفالطون )» إلى ضرورة‬ ‫الموازنة بين التربية البدنية والتربية العقلية ‪ ،‬أما «( أرسطو )» فكان يعترف‬ ‫بأهمية التربية البدنية إال انه كان يضعها في المرتبة التي تلي دراسات األدب‬ ‫والموسيقى ‪ ،‬كما أدرك أن الصحة العقلية تعتمد على صحة البدن ‪ ،‬وكان‬ ‫للتربية البدنية هدف آخر لدى اإلغريق وهو العالج ‪ .‬و في عصر الروما كان‬ ‫من الطبيعي أن ينهار شأن التربية البدنية والرياضية في عصرهم فهم الذين‬ ‫فضلوا األلعاب القاسية و الدموية البشعة والذين فضلوا الحتراف على الهواية‬ ‫مما أدى إلى أن ممارسيها من المحترفين ورجال الحرب فقط ‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫التطواني س��يقول كلمته بعد خروجه من‬ ‫الوضعي��ة الت��ي الزمته في بداية الموس��م‬ ‫الك��روي الحال��ي‪ ،‬والحم��د هلل توفقنا في‬ ‫ذل��ك بع��د سلس��لة النتائ��ج التي‬ ‫حققناها في الدورات األخيرة‬ ‫والت��ي مكنتنا م��ن تدبير‬ ‫المباريات بشكل معقلن‬ ‫وحكي��م‪ ،‬والف��وز على‬ ‫أولمبي��ك خريبكة جاء‬ ‫ف��ي س��ياق العم��ل‬ ‫الكبي��ر ال��ذي يقوم‬ ‫ب��ه الطاق��م التقني‬ ‫وعلى رأس��ه المدرب‬ ‫س��يرخيو لوبي��را ثم‬ ‫الالعبين الذين آمنوا‬ ‫بقدراته��م التقني��ة‬ ‫ألن الفريق ال يستحق‬ ‫ا لـــتــي‬ ‫تماما ه��ذه الوضعيــة‬ ‫عاش��ها في بداية الموس��م الكروي الحالي‬ ‫ألنن��ا كنا دائم��ا ننافس على لق��ب البطولة‪،‬‬ ‫وأكيد أن هذا الفوز سيقوي حظوظنا من أجل‬ ‫اإلس��تمرار في المنافس��ة على لق��ب البطولة‪،‬‬ ‫ألن كل الحظوظ ما زال��ت متكافئة بين الفرق‬ ‫المتواج��دة في الصدارة‪ ،‬ث��م فالبطولة مازالت‬ ‫في مرحلة الذهاب‪ ،‬وهناك إياب وكل ش��يء وارد‬ ‫في كرة القدم‪.‬‬

‫• بإرتقــائكـم في س��لم الترتيــب العـام‬ ‫كل دورة‪ ،‬هل هذا مؤش��ر إيجابي للمنافس��ة‬ ‫عل��ى اللقب‪ .‬وكيف س��تتعاملون مع المباريات‬ ‫الحارقة التي تنتظركم؟‬ ‫• • بكل تأكيد كل ثالث نقط هي مفيدة لنا من أجل مواصلة‬

‫هذا الزحف الذي سيقوي من حظوظنا في المنافسة على اللقب‪،‬‬ ‫الحم��د هلل أن ه��ذه الصح��وة جاءت ف��ي وقتها المناس��ب‪ ،‬وما‬ ‫زال هناك متس��ع من الوقت لكي نكون جاهزين هذا الموس��م‬ ‫للمنافس��ة على اللقب وهذا حق مشروع لكوننا نتوفر على فريق‬ ‫منظم والعبون��ا بمؤهالت تقنية كبيرة والحديث عمن س��يفوز‬ ‫باللقب سيكون حتى الدورة األخيرة لوجود منافسة شرسة بين‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫األندي��ة المتواجدة ف��ي الصدارة‪ .‬وبالنس��بة للمرحلة القادمة‪،‬‬ ‫نع��م تنتظرنا لقاءات قوي��ة أمام فرق تحذوه��ا الرغبة للهروب‬ ‫م��ن مناطق الظ��ل‪ ،‬وهلل الحم��د الطاقم التقن��ي للفريق يعرف‬ ‫كي��ف يوجهنا في مثل ه��ذه المواجهات وس��نكون في الموعد‬ ‫ونق��دم األفضل في اللق��اءات القادمة‪ ،‬صحي��ح أن األمور بدأت‬ ‫عك��س ما كنا ننتظره في بداية البطول��ة إال أننا ثابرنا وكافحنا‬ ‫للعودة لسكة االنتصارات وهو ما تحقق‪ ،‬ونحن متيقنين من أن‬ ‫المغرب التطواني سيس��تعيد هيبته وقوته ألنه‬ ‫يتوفر على تركيبة بشرية ممتازة وقادرة على‬ ‫الذه��اب بعيدا في بطولة هذا الموس��م‬ ‫التي ما زالت في بدايتها‪ ،‬وسنعوض‬ ‫ه��ذه اإلخفاق��ات ف��ي ال��دورات‬ ‫المقبل��ة‪ ،‬وبه��ذه المناس��بة‬ ‫أطل��ب م��ن الجماهي��ر‬ ‫التطوانية مس��اندة‬ ‫الفري��ق في هذه‬ ‫ا لحســا س��ـة‬ ‫ا لظر في��ة‬ ‫و تحــر ي��ر‬ ‫التي نمر منها‬ ‫الالعبـــي��ن من‬ ‫كــاب��وس الضغ��ط‬ ‫النفس��ي ال��ذي أصب��ح‬ ‫يـالزمهـ��م‪ ،‬وب��إذن اهلل‬ ‫وبعزيمة الالعبين سيعود‬ ‫الفريق إل��ى توهجه وال خوف‬ ‫عليه إن شاء اهلل‪.‬‬

‫• تزامن��ت عودتك بعد‬ ‫غياب طويل بمش��اركتك‬ ‫في المباراة التي واجهتم‬ ‫فيه��ا أولمبي��ك خريبك‪،‬ة‬ ‫كيف تقرأ هذه العودة؟‬ ‫• • الحمد هلل كانت‬

‫عودة موفقة‪ ،‬حققنا فوزا‬ ‫عل��ى أولمبي��ك خريبكة‬ ‫وكنت س��عيدا بمشاركة‬ ‫زمالئي ف��ي هذه المباراة‬ ‫من خالل الش��وط الثاني‪ ،‬وأتمنى أن أقدم اإلضافة تدريجيا في‬ ‫المباريات القادمة التي س��تكون مح��كا حقيقيا للفريق من أجل‬ ‫مواصلة هذه الصحوة حتى آخر الموس��م‪ ،‬والواقع كنت س��عيدا‬ ‫به��ا الفوز الذي تزام��ن مع عودتي للميادين الرياضية بس��بب‬ ‫اإلصاب��ة الت��ي أبعدتني ما يقارب الش��هر‪ ،‬لكنني أش��عر اليوم‬ ‫بجاهزي��ة كبيرة للدفاع عن ألوان فريقي في البطولة ثم الدفاع‬ ‫عن القميص الوطني مع المنتخب الوطني المحلي الذي يستعد‬ ‫لكأس إفريقيا لألمم الخاصة بالالعبين المحليين‪.‬‬

‫مشادة كالمية بين ألفيس ورونالدو‬ ‫قبل انطالق حفل الكرة الذهبية!‬

‫شهد حفل الكرة الذهبية‪ ،‬الذي أقيم ليلة اإلثنين قبل‬ ‫الماضي مشادة كالمية بين البرازيلي داني ألفيس مدافع‬ ‫برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد‬ ‫وذلك قبل انطالق الحفل‪ .‬حيث توترت األجواء بين رونالدو‬ ‫وألفيس في الفندق الذي تواجد فيه الحاضرين للحفل بمدينة‬ ‫زيوريخ السويسرية‪ .‬وكشفت صحيفة (ماركا) اإلسبانية أن‬ ‫رونالدو دخل في مشادة كالمية مع داني ألفيس‪ ‬بسبب‬ ‫تصريحات البرازيلي قبل أشهر‪ ،‬والتي هاجم فيها الدون‪ ،‬حيث‬ ‫قال‪« :‬كريستيانو شخصية أنانية‪ ،‬يحب دائما أن يكون الحديث‬ ‫عنه‪ ،‬عندما تفوز فدائما يضعونك في األمام وإذا لم يكن األمر‬ ‫كذلك‪ ،‬فيجب عليك الصمت وتقبل ذلك»‪ .‬كما أكدت صحيفة‬ ‫(آس) اإلسبانية ان المتواجدون في الفندق الحظوا أن هناك‬ ‫حالة من التوتر بين الالعبين‪ ،‬وعلى عكس ما حدث مع ألفيس‪،‬‬ ‫فقد كان رونالدو متقربا كثيرا من ثالثي برشلونة‪ ،‬ميسي ونيمار‬ ‫وإنييستا‪ .‬وتجدر اإلشارة أن رونالدو حل في المركز الثاني‬ ‫بجائزة الكرة الذهبية والتي نالها األرجنتيني ليونيل ميسي‬ ‫للمرة الخامسة في تاريخه‪ ،‬وكان داني ألفيس من المتواجدين‬ ‫في الحفل بعد اختياره من طرف الفيفا في التشكيلة المثالية‬ ‫لعام ‪ .2015‬‬


‫العدد ‪820‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫إطار طنجاوي شاب يجتاز امتحان الدرجة دال‬ ‫في مجال التدريب‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫اتحاد طنجة يتوعد مسوقي‬ ‫منتوجاته بالمتابعة القضائية‬

‫التطوانـي وحدويـــر ينهيـان‬ ‫خالفاتهما المالية وديا‬

‫حذرت لجنة التسويق باتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم من تنامي استغالل المالبس الرياضية‬ ‫للفريق وتسويقها بطرق غير قانونية‪.‬‬

‫أنهى المغرب التطواني و الالعب أنور‬ ‫حدوير خالفاتهما المالية و التي عرفت تصعيدا‬ ‫كبيرا بالفترة األخيرة و ذلك بشكل ودي‪ ،‬ليقرر‬ ‫الالعب التناول عن بعض مستحقاته مقابل‬ ‫فك ارتباطه بالنادي‪ .‬و دخل حدوير في خالفا‬ ‫مع رئيس الفريق عبد المالك أبرون بسبب‬ ‫رفض األخير أداء مستحقاته كاملة بعدما قرر‬ ‫المدرب اإلسباني لوبيرا استبعاده من قائمة‬ ‫النادي‪ .‬و عاش التطواني مؤخرا فصوال من‬ ‫الصراع مع عدد من العبيه بسبب مشكل‬ ‫المستحقات أبرزهم يونس بلخضر و الزامبي‬ ‫هارون كاتيبي و الذي لجأ إلتحاد الكرة ببلده‬ ‫للتدخل و المطالبة بمستحقاته بعدما رحل عن‬ ‫المغرب مؤكدا أنه تلقى تهديدات بالقتل من‬ ‫طرف رئيس النادي في حال واصل المطالبة‬ ‫بما يدين به للنادي و قدره بأكثر من ‪200‬‬ ‫مليون‪.‬‬

‫وأكد مصدر من الفريق أنه من خالل‬ ‫جوالت رقابية ببعض المناطق والمحالت‬ ‫بالمدينة‪ ،‬من طرف لجنة عينها المكتب‬ ‫المسير تم ضبط ألبسة رياضية تحمل شارة‬ ‫الفريق وإكسيسوارات مقلدة تغزو العديد‬ ‫من المحالت التجارية‪ .‬وشرع المكتب المسير‬ ‫للفريق في اإلجراءات على أساس انطالق‬ ‫عملية المراقبة في مطلع األسبوع المقبل‪،‬‬ ‫متوعدا المتورطين المخالفين بالمتابعة‬ ‫القضائية‪ .‬ودعا مكتب اتحاد طنجة في بالغ‬ ‫له‪ ،‬محبي وأنصار الفريق إلى اقتناء المنتوجات‬ ‫األصلية من المحل الوحيد المعتمد في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬في انتظار فتح محل تجاري خاص‬ ‫بالنادي بمقره بالزياتن نهاية شهر فبراير‬ ‫المقبل‪ ،‬يعرض أطقم رياضية وإكسسوارات‬ ‫وأدوات التشجيع الرسمية واألصلية‪ ،‬التي‬ ‫تحمل شارة الفريق وعالمتها التجارية‪ .‬حتى‬ ‫يستفيد الفريق من جزء من مداخل منتوجاته‬ ‫الخاصة‪.‬‬

‫شارك الشاب محمد كوزي‪ ،‬ذو ‪ 21‬سنة‪ ،‬طالب جامعي‪،‬‬ ‫ضمن ‪ 41‬مشارك في الدورة التكوينية لنيل دبلوم التدريب‬ ‫درجة دال‪ .‬والتي نظمت في إطار البرنامج المسطر من طرف‬ ‫اللجنة الجهوية التقنية لعصبة الشمال لكرة القدم‪ ،‬وتحت‬ ‫إشراف اإلدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية‪.‬‬ ‫واشرف عليها حسن لوداري‪ ،‬عضو اإلدارة التقنية الوطنية‪،‬‬ ‫مستشار تقني لمنطقة الشمال‪ .‬ومحمد بنطالب‪ ،‬المدير التقني‬ ‫الجهوي لعصبة الشمـال‪ ،‬و عمر الرايس الفني‪ ،‬المستشار‬ ‫التقني الجهوي‪ ‬لعصبة الشمـال لدى االدارة التقنية الوطنية‪.‬‬ ‫والمدرب الشاب محمد كوزي يسعى إلى شق طريقه بنجاح في‬

‫مجال التدريب بتدرج بعدما مارس اللعبة بمدرسة اتحاد طنجة‬ ‫من الموسم الرياضي ‪ 2002/2003‬إلى موسم ‪،2007/2008‬‬ ‫وبمدرسة نهضة طنجة لكرة القدم خالل الموسم الرياضي‬ ‫‪ .2013 / 2012‬وسعيا منه في ترجمة ما تلقاه في التكوين‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬وبتوصية من األطر التقنية المشرفة على‬ ‫التكوين‪ ،‬ربط المدرب الشاب اتصاالته ببعض األندية قصد‬ ‫بدأ التجربة في التدريب‪ ،‬وتم االتفاق بينه وبين مكتب فريق‬ ‫نجاح طنجة‪ ،‬أحد أندية القسم الثالث‪ ،‬الذي تأسس سنة ‪،2008‬‬ ‫من أجل اإلشراف على تدريب فئة الفتيان للفريق‪ .‬نتمنى حظا‬ ‫سعيدا لهذا المدرب الشاب‪.‬‬

‫مؤسسة النور تتألق في دوري رياض المعرفة‬

‫يجور يعود إلى تطوان‬ ‫استغل المهاجم السابق لفريق المغرب‬ ‫التطواني الكوليادور محسن ياجور توقـف‬ ‫البطولة القطرية‪ ،‬ليحل بملعب سانية الرمل‬ ‫لمشاهدة قمة مباريات الجولة األخيرة من‬ ‫مرحلة ذهاب البطولة االحترافية بين المغرب‬ ‫التطواني والوداد البيضــاوي‪ .‬الكوليـــادور‬ ‫محسن ياجور‪ ،‬قام بزيارة العبي المغرب‬ ‫التطواني بمستودع المالبس رفقة الرئيس‬ ‫المنتدب للفريق محمد أشرف أبرون‪ ،‬ألجل‬ ‫تحفيزهم معنويا في هاته المباراة‪ ،‬كما قام‬ ‫بجولة حولة أرضية الملعب لشكر الجماهير‬ ‫التطوانية على مساندتها ودعمها له لما كان‬ ‫مهاجما في صفوف الفريق التطواني‪ ،‬فكان‬ ‫استقبال األخيرة حارا للكوليادور المعروف‬ ‫بأخالقهالعالية‪.‬‬

‫الفتحي سيكور يوقع مع تحاد‬ ‫طنجة عقدا لسنة ونصف‬

‫وقع يوسف سيكور‪ ،‬العب سابق بفريق‬ ‫الفتح الرباطي‪ ،‬عقدا مع اتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم يمتد لسنة و نصف‪ .‬ويسعى الفريق‬ ‫الطنجاوي من خالل االنتداب الثاني له في‬ ‫مرحلة الميركاتو الشتوي بعد أيوب الخالقي‪،‬‬ ‫لتعزيز وسط الميدان من خالل الالعب سيكو‪،‬‬ ‫‪ 27‬سنة‪ ،‬ذو قامة ‪ 1.88‬متر‪ ،‬يتميز ببنية‬ ‫جسمانية قوية‪ .‬انطلق من الفئات الصغرى‬ ‫لنادي بوردو الفرنسي‪ ،‬ولعب ألندية أوربية‪،‬‬ ‫تظير‪ ،‬نانت و سيدان بالدوري الفرنسي‪،‬‬ ‫وديوشغيوري و لومبارد بابا بالدوري المجري‪،‬‬ ‫ونادي لييرس بالدوري البلجيكي‪ ،‬وخاض‬ ‫أول تجربة به بالدوري المغربي بفريق الفتح‬ ‫الرباطي‪.‬‬

‫العبو الفريق في عطلة‬

‫أمـل اتحــاد طنجــة يتعــادل‬ ‫مع المتزعم الرجاء‬

‫انتزع أمل اتحاد طنجة لكرة القدم تعادال‬ ‫هاما من قلب الدار البيضاء من المتصدر‬ ‫الرجاء الرياضي بهدفين لمثلهما خالل المباراة‬ ‫التي دارت رحاها بملعب الوازيس بالدار‬ ‫البيضاء لحساب الدورة الخامسة عشرة من‬ ‫البطولة الوطنية لألمل‪ .‬وتابع المباراة‪ ،‬رشيد‬ ‫الطاوسي مدرب الفريق األول للرجاء الذي كان‬ ‫سباق إلى اإلحراز في الدقيقة ‪ 16‬من الجولة‬ ‫األولى‪ ،‬بعدها تمكن اتحاد طنجة من تسجيل‬ ‫التعادل عن طريق الشنتوف في الدقيقة ‪.32‬‬ ‫وأهدر الفريق الطنجاوي فرصة تسجيل الهدف‬ ‫الثاني في بداية الجولة الثانية بواسطة عبد‬ ‫الرحيم الغياتي من ضربة جزاء‪ .‬واستمر اللقاء‬ ‫على التعادل إلى حين الدقيقة ‪ ،65‬حيث سجل‬ ‫الرجاء البيضاوي هدفه الثاني‪ .‬لكن الفريق‬ ‫الطنجاوي لم يرض العودة بالهزيمة مرة أخرى‬ ‫وأرغم المتزعم على التعادل بفض هدف ثاني‬ ‫وقعه الشنتوف مرة أخرى في الدقيقة ‪.73‬‬

‫كعادتها‪ ،‬تألقت مؤسسة «النور» في دوري ودي لكرة‬ ‫القدم نظمته مؤسسة «رياض المعرفة» أخيرا‪ ،‬خاص بأقسام‬ ‫المستويين الخامس والسادس‪ .‬وشاركت مؤسسة «النور»‬ ‫في دوري مستوى الخامس بفرقين ألف وباء إلى جاب فريقي‬ ‫مؤسسة «رياض المعرفة» و « معهد «موالي عبد العزيز»‪ .‬حيث‬ ‫لعب فريقي النور النهائي الذي فاز به الخامس ألف‪ .‬وبالنسبة‬

‫جمعية أبطال‬ ‫جتلي تنظم تدريباً‬ ‫وطنياً‬ ‫تنظم جمعية أبطــال جتلــي تدريبا وطنيا في‬ ‫رياضة الطايشي شوان في «باللياقة البدنية والتنفس‬ ‫وبممارسة الجسم والطاقة الكاملة» خاص بفئة الكبار‪،‬‬ ‫وذلك يومي ‪ 30‬و ‪ 31‬يناير الحالي ‪ ‬بمقـر جمعيــة‬ ‫أبطال جتلي بتجزئــة كريمــة‪ ،‬زنقــة الرأس األخضر‬ ‫رقم ‪ 33‬قرب فندق أهال بطنجة‪.‬‬

‫لمستوى السادس عرف مشاركة مؤسسات «النور»‪« ،‬رياض‬ ‫المعرفة»‪« ،‬المهاني» و معهد «موالي عبد العزيز»‪ .‬حيث فاز‬ ‫فريق «النور» في نصف النهائي على فريق معهد «موالي عبد‬ ‫العزيز»‪ ،‬وفاز بالنهائي على فريق»رياض المعرفة» المتأهل‬ ‫في النصف على حساب مؤسسة «المهاني»‪ .‬وشهد الحفل‬ ‫الختامي توزيع الميداليات على الفرق المشاركة‪.‬‬

‫استفاد العبو المغرب التطواني من عطلة‬ ‫قصيرة‪ ،‬تزامنا مع توقف البطولة الوطنية‪ ،‬حيث‬ ‫عادوا للتداريب بشكل رسمي أمس اإلثنين‪،‬‬ ‫فيما تستأنف البطولة مع بداية األسبوع‬ ‫ا ّالول من شهر فبراير المقبل‪ .‬وكانت العطلة‬ ‫التي امتدت لقرابة ‪ 12‬يوم‪ ،‬مناسبة لالعبي‬ ‫المغرب التطواني لإلستفادة من فترة راحة‪،‬‬ ‫قبل العودة للتداريب مجددا‪ ،‬حيث ستكون‬ ‫فترة استعدادات مهمة‪ ،‬بعد أن كانت الفترة‬ ‫األولى من الموسم متعبة بالنسبة لهم‪ ،‬نتيجة‬ ‫المشاركة اإلفريقية وانطالق البطولة المبكر‪.‬‬ ‫مما جعل غالبية الالعبين ال يستفيدون من‬ ‫فترة استراحة كافية‪ ،‬مما أثر على مستوى‬ ‫عطائهم‪ .‬وكان المدرب لوبيرا قد أكد على‬ ‫أهمية فترة الراحة هاته‪ ،‬والتي ستنطلق بعدها‬ ‫فترة استعدادات جديدة‪ ،‬متفائال بالشطر‬ ‫الثاني من البطولة‪ ،‬الذي يمكن أن يعيد فريق‬ ‫المغرب التطواني مجددا للواجهة‪.‬‬


‫العدد ‪820‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫هل تصدق‪ ‬؟!‪...‬‬ ‫تصوروا أن طنجة‪ ‬ستعلن بعد أيام‪« ،‬مدينة بدون صفيح»‪ ،‬هذا ما يكون‬ ‫قد أعلن عنه الفياللي مندوب السكنى وسياسة المدينة‪ ،‬في حديث صحافي ‪،‬‬ ‫نتيجة المجهودات التي بذلت من طرف عدد من الفاعلين‪ ،‬بهدف ‪ ‬التصدي للبناء‬ ‫العشوائي واستنبات البراريك‪.‬‬ ‫وسبق لرئيس مجلس اإلدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران‪ ،‬الكانوني‪،‬‬ ‫أن أعلن في ندوة صحافية بالبيضاء‪ ،‬أنه سيتم خالل السنة الجارية ‪ ‬اإلعالن‬ ‫عن مدينة طنجة‪ ،‬مدينة بدون صفيح‪ ،‬من بين إحدى عشرة مدينة ‪ ،‬وذلك في‬ ‫إطار برنامج القضاء على أحياء الصفيح‪ ،‬بعد أن توقع الرفع من حجم استثمارات‬ ‫شركته في العقار‪ ،‬خالل هذه السنة‪ ‬لتبلغ‪ 6,7 ‬ماليير درهم ‪ ،‬يرصد منها مبالغ‪ ‬‬ ‫لتنفيذ مشاريع من بينها مشروع القضاء على أحياء الصفيح في كل من طنجة‪،‬‬ ‫وتطوان‪ .‬وهكذا ستنضم مدينة طنجة‪ ‬إلى ‪ 51‬مدينة تمكنت «العمران» ‪ ‬من‬ ‫إفراغها‪ ،‬حسب ما يكون الكانوني قد صرح به‪ ،‬من أحياء الصفيح‪ ،‬منذ إطالق‬ ‫مشروعها بهذا الصدد‪.‬‬ ‫وستشرع هذه الشركة بإنشاء العديد من الوحدات السكنية بطنجة ‪ ،‬في طار‬ ‫مشروعها «طنجة مدينة بدون صفيح»‪.‬‬ ‫وال شك أن أهل طنجة يتذكرون إعالن وزرارة السكنى والتعمير عن مشروع‬ ‫مماثل ‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬وقامت بتثبيت لوحات عمالقة على طريق المطار ‪ ‬لإلعالن‬ ‫عن ذلك اإلنجاز الهام‪ ،‬في إطار برنامج «مدن بدون صفيح» ‪ .‬الذي جاء تنفيذا‬ ‫لتعليمات جاللة الملك التي تضمنها خطاب جاللته بطنجة‪ ،‬بمناسبة الذكرى‬ ‫الثامنة واألربعين لثورة الملك والشعب‪ ،‬هذا البرنامج الذي كان يروم تحسين‬ ‫الظروف السكنية لما يناهز مليون و‪ 650‬ألف مواطن مغربي من ساكني مدن‬ ‫الصفيح‪ ،‬في أفق ‪ ،2012‬موزعين على ‪ 85‬مدينة ومركزا حضريا‪ .‬وفي هذا اإلطار‬ ‫تم اإلعالن عن تخليص ‪ 42‬مدينة من أحياء القصدير سنة ‪ .2006‬كما أنه جاء‬ ‫في توقعات البرنامج أن مدينة طنجة‪ ‬ستكون ‪ ‬سنة ‪ ،2011‬من بين ال ‪26‬‬ ‫مدينة المتبقية‪ ،‬الخالية من الصفيح‪ ،‬إلى جانب تطوان والقصر الكبير‪ ،‬في حين‬ ‫تم اعتبار مدن الفنيدق ووزان وفحص أنجرة وشفشاون‪ ،‬مدنا خالية من أحياء‬ ‫الصفيح‪ ،‬واهلل أعلم‪.... ! ‬‬ ‫وال يمكن للمرء‪ ‬إال أن ‪ ‬يعترف بأن اإلعالن الجديد ‪ ‬عن إفراغ طنجة من‬ ‫أحيائها الصفيحية التي تشكل «حزاما» جغرافيا لهذه المدينة‪ ،‬كان مفاجئا‪ ،‬علما‬ ‫أن هذه األحياء ‪ ‬آهلة بالسكان‪ ،‬من مهاجرين استوطنوا طنجة من مختلف جهات‬ ‫المغرب‪ ،‬خاصة من مدن الشمال والريف‪ ،‬عند نهاية النظام الدولي و تحقيق‬ ‫الوحدة‪ ،‬والتي «توسعت» و «ازدهرت» في ظروف معلومة‪ ‬يطبعها نوع من‬ ‫اإلهمال والالمباالة‪ ‬والتواطؤ «المخدوم» بين ‪ ‬جهات عدة‪..... ! ‬‬ ‫وتكفي جولة في بني مكادة والعوامة والمدن الصفيحية المجاورة‪ ،‬صدام‪،‬‬ ‫الشوك‪ ،‬الوردة‪ ،‬بير الشفا‪ ،‬العزيفات‪ ،‬وغيرها‪ ....‬أو استطالع جوي‪ ،‬فوق تلك‬ ‫المناطق‪ ،‬للتأكد من هول المشهد ومن كثافة السكن العشوائي‪ ،‬الذي لم‬ ‫تنجح جهود المسؤولين المحليين‪ ،‬إدارة وجماعات‪ ،‬ومنذ ‪ ‬سبعينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬في ‪ ‬احتوائه أو حتى محاصرته‪ ،‬رغم الجهود التي بذلت‪ ،‬في هذا المجال‪،‬‬ ‫من طرف السلطات المحلية‪.‬‬ ‫ونسعد ‪ ‬اليوم بخبر اإلعالن عن طنجة «مدينة بدون صفيح» خالل شهر‬ ‫فبراير المقبل‪ ،‬ونشد بحرارة على أيدي المسؤولين‪ ‬محليين ومركزيين على‬ ‫هذه المفاجأة السارة‪ ،‬إذ ال يجمل بطنجة الكبرى أن تنتقل إلى مصاف العواصم‬ ‫المتوسطية الكبرى وهي تجر وراءها مدنا من متالشيات القصدير يسكنها آالف‬ ‫المواطنين‪ ،‬في ظروف الإنسانية‪ ،‬والعالم يعيش بداية األلفية الثالثة‪.... ! ‬‬ ‫والحال أننا نتمنى أن لو أمكننا‪ ‬تصديق هذه النبوءة ومشاطرة تفاؤل نيابة‬ ‫وزارة التجهيز‪ ،‬والرئيس المدير العام لشركة العمران‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإننا نتمنى‬ ‫لقرائنا أن ينعم اهلل عليهم بطول العمر‪ ،‬ليعاينوا ‪ ‬بأنفسهم‪ ،‬مدينتهم وقد‬ ‫تحررت من مدن الصفيح التي تحاصرها من كل جانب ‪ ،‬وقد‪ ‬تمكن سكان تلك‬ ‫األحياء من أن يتخلصوا‪ ،‬نهائيا من معاناتهم اليومية‪ ،‬في سكن ال يوفر لهم‬ ‫وال الحد األدنى من ظروف الحياة البشرية‪ ،‬وال يحفظ لهم كرامة إنسيتهم‪ ،‬وال‬ ‫شرف مواطنتهم‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يناير ‪2016‬‬

‫الزاوية الصديقية تقيم حفالً دينياً بمناسبة ذكرى‬ ‫المولد النبوي الشريف‬ ‫أحيت‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬الزاوية الصديقية بمقرها‬ ‫الكائن بالمدينة القديمة حف ًال دينياً طبعتْ‬ ‫ليلته أذكارٌ وأمداحٌ وابتهاالتٌ‪ ،‬أضفت على‬ ‫الفضاء طقوساً إيمانية عميقة‪ ،‬تخ ّلد لذكرى‬ ‫مولد خير األنام‪.‬‬ ‫الحفل الذي ترأسه األستـاذ عبد المنعـم‬ ‫بن الصديق‪ ،‬حضره مجموعــة من العلمــاء‬ ‫والفقهاء ومريدي الزّاوية‪ ،‬فض ًال عن مجموعة‬ ‫من شخصيات وأعيان المدينة‪ ،‬شاركوا جميعاً‬ ‫في إحياء ليلة عطرة تلهجُ بذكر الحبيب‬ ‫المصطفى‪ ،‬حيث انعكس مفعولها اإليماني‬ ‫على نفــوس الحاضرين الذين أثبتــوا أنهم‬ ‫مسلمون ومالكيون‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فقدْ برهنَ‬ ‫شبابُ الزاوية الصديقية على ّ‬ ‫أن ال عالقة له‬ ‫بمذهب الشيعة والتشيع‪ ،‬كما يتمّ التّرويج‬ ‫لهذا من قبل بعض المغرضين ومُثيري الفتن‬ ‫والبالبل‪ ،‬مصداقاً لقوله تعالى‪« :‬واحذرهم أن‬ ‫يفتنوك عن بعض ما أنزل هّ‬ ‫الل إليك» اآلية ‪49‬ـ‬ ‫سورة المائدة ‪.‬‬ ‫وخالل هذا الحفل‪َ ،‬‬ ‫تناول كلمته المندوب‬ ‫الجهوي لوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬ ‫مثنياً على اإلشهاد باالحتفال بالمولد النبوي‬ ‫وإب��راز مقاصده‪ ،‬ولعل أبرزها ُ‬ ‫رب��ط الشباب‬ ‫بشخصية الرسول األكرم‪ ،‬وإبراز جانب التسامح‬ ‫والرحمة فيهـــا‪ ،‬مُظهرا الجوانــب الخلقية‬ ‫العظيمـة التي تتجســد في النبي المصطفى‬ ‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬والتي هي من عظمة‬ ‫الدين اإلسالمي‪ ،‬مضيفاً‪« :‬نستحضر في هذه‬ ‫المناسبة دورَ الزاوية الصديقية في هذا الجانب‬ ‫والمحافظة على تراث سلفنا وأجدادنا المغاربة‬ ‫باالحتفاالت الدينية العظيمة‪ ،‬وخدمة التراث‬ ‫المتع ّلق بالسيرة النبوية»‪.‬‬

‫ومن جهته‪ ،‬تدخل ذ‪ .‬عبد المنعم بن‬ ‫الصديق مبرزاً للحضور تاريخ إقامة االحتفاالت‬ ‫النبوية‪ ،‬حيث إن كبار األئمة والعلماء أّلفوا فيه‬ ‫العديد من المؤلفات‪ ،‬كالحافظ السيوطي وقبله‬ ‫ابن دحية وابن حجر وغيرهما كثير‪.‬‬ ‫كمـا تنــاول ذ‪ .‬عبد المنعــم دور الزاوية‬ ‫الصديقية في خدمة كتب السيرة والخصائص‬ ‫النبوية والشمائل المحمدية‪ ،‬وفي مقدّمة‬ ‫أعالم األسرة‪ ،‬ذكر الحافظ أحمد بن الصديق‪،‬‬ ‫والمحدّث عبد اهلل بن الصديق‪ ،‬وما لهما من‬ ‫مؤلفات في هذا الباب‪ ،‬مشيراً إلى أنه إذا كان‬ ‫االحتفال بالمولد واجباً في وقتٍ‪ ،‬فهو اآلن‬

‫أوجب الواجبات‪ ،‬لما فيه من مقصد عظيم‪،‬‬ ‫من ِ‬ ‫َ‬ ‫الخلق عليه‬ ‫الجيل الحاضر بسيرةِ خي ِر‬ ‫يربط‬ ‫ِ‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫خــتـــام كلمتـــه‪ ،‬شجــب األستــاذ‬ ‫وفي‬ ‫ِ‬ ‫عبد المنعم بن الصديق ما قام به أحدُ الوعّاظ‬ ‫بمدينة طنجة من رميـــه الصوفيـــة بالكفــر‬ ‫والتبديع والتضليل‪ ،‬وذلك في دروسه للسيرة‬ ‫ُ‬ ‫النبوية‪ ،‬مفتتحاً شهر ربيع األول‪َ .‬‬ ‫المتحدث‬ ‫وحمل‬ ‫المجلس العلميَّ لمدينة طنجة مسؤولية دوِره‬ ‫في المحافظة على ثوابت األمة المغربية‪ ،‬وعدم‬ ‫رمي الناس األبرياء والعلماء المخلصين بالكفر‬ ‫والشرك والضالل‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫يف لقاء ت�أبيني للعالمة الفقيد الدكتور عبد اهلل املرابط الرتغي ب�شف�شاون‬

‫الفقيد يعد من العلماء المغاربة الكبار‬ ‫في التحقيق والفهارس‬

‫شفشاون ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫نظمت الجمعيـــة المغربيــة للثقافـــة‬ ‫األندلسية بشفشاون يوم الجمعة ‪ 8‬من يناير‬ ‫‪ ،2016‬لقا ًء تأبينيا للفقيد العالمة الدكتور عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي‪ ،‬مع تقديم الجزء الثاني من‬ ‫كتابه‪ “ :‬من أعالم شمال المغرب”‪ ،‬بمشاركة‬ ‫األساتذة‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف شهبــون‪ ،‬د‪ .‬أحمد‬ ‫هاشم الريسوني‪ ،‬دة‪ .‬هدى المجاطي ذ‪ .‬محمد‬ ‫القاضي والمؤرخ ذ‪ .‬علي الريسوني‪ ،‬وأدار اللقاء‬ ‫الباحث محمد أمالل‪ ،‬بحضور عائلة الفقيد‬ ‫والعديد من الفعاليات الثقافية والجمعوية‬ ‫والطلبة‪.‬‬ ‫واعتبر أحمد هاشم الريسوني أن العالمة‬ ‫الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬يعد باحثا‬ ‫كبيرا وأستاذا لكل األجيال‪ ،‬وشم ذاكرة البحث‬ ‫العلمي واألكاديمي برصانته وخبرته ببالدنا‪،‬‬ ‫تاركا ذخائر من المؤلفات التي تعد مرجعا‬ ‫أساسيا للباحثين‪ ،‬تؤرخ لجوانب هامة من الحياة‬ ‫الثقافيةالمغربية‪...‬‬ ‫وتوقفت دة‪ .‬هدى المجاطي على مؤلفات‬ ‫الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬مقدمة نماذج‬ ‫وشهادات في علم التراجم الذي استهوى الفقيد‬ ‫بالبحث والتنقيب والتمحيص‪ ،‬وخبرته الطويلة‬ ‫في مواكبة النصوص بكفاءة عالية على مستوى‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي التي درس بها‬ ‫طيلة خمسة عقود‪...‬‬ ‫وتوقف د‪ .‬عبد اللطيف شهبون على‬ ‫خصال الفقيد وعلى صداقته الطويلة به في‬ ‫الحياة وفي التدريس‪ ،‬معتبرا إياه حالة نادرة‬ ‫موسومة بالذكاء الخارق‪ ،‬إذ خصه اهلل تعالى‬ ‫بقدرة عظيمة على التحصيل وعلى الورع‪ ،‬معددا‬ ‫مناقبه التي ال تعد وال تحصى‪ ،‬ومتوقفا على‬ ‫جوانب ثالثة أساسية في مساره األكاديمي‪:‬‬ ‫الضبط بالشكل التام والتحرير عبر إعادة‬

‫النصوص وتجنب الخلل في المباني والمعاني‪...‬‬ ‫فضال عن مقابلة النسخ المختلفة للكتاب الواحد‬ ‫المراد تحقيقه‪ ،‬مضيفا أن الفقيد العالمة كان‬ ‫يشكل أمة وحده في هذا المجال‪...‬‬ ‫وتناول ذ‪ .‬محمد القاضي عالقته بالدكتور‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي الذي تعرف عليه أول‬ ‫األمر ببيت العالمة األديب عبد اهلل كنون‪،‬‬ ‫وأضاف القاضي ‪B‬نه كان دائما مشجعا له على‬ ‫البحث والتنقيب في المراجع وأخذ مبادرة التأليف‬ ‫واالنغماس في متعة األدب وفنونه‪...‬‬ ‫ومن جانبه أكد المؤرخ ذ‪ .‬علي الريسوني‬ ‫أن الفقيد يعد منــارة علمية في التحقيـق‬ ‫والفهارس‪ ،‬متوقفا على عالقته التي ربطته به‬ ‫منذ سنة ‪ 1995‬بندوة علمية حول الولي الصالح‬ ‫موالي عبد السالم بن مشيش‪...‬‬

‫وتوقف د‪ .‬عبد الحميد السقال من كلية‬ ‫آداب وجدة على جوانب من الحياة األكاديمية‬ ‫للفقيد‪ ،‬مضيفا أنه شكل بالنسبة إليه نعمة‬ ‫بعد لقائه به واإلشراف على أطروحته وموجها‬ ‫مساره العلمي‪ ،‬معتبرا الفقيد نعم األب واألستاذ‬ ‫الموجه والعالمة الكبير ‪ .‬وقرأ ذ‪ .‬الشاعر محمد‬ ‫بن يعقوب قصيدة في حق الفقيد موسومة‬ ‫بـ‪ “ :‬من بكيناه حِباً “‪ ،‬ليشكر في األخير ذ‪.‬‬ ‫األمين الترغي شقيق الفقيد نيابة عن كل‬ ‫أفراد أسرته‪ ،‬الجهة المنظمة واألساتذة وكل‬ ‫الحضور على هذه االلتفاتة المؤثرة في حق‬ ‫رجل قدم الكثير لوطنه ولطلبته‪ ،‬وكان مرجعا‬ ‫للجميع‪ ،‬كما قدم د‪ .‬امحمد جبرون هدية‬ ‫رمزية ألرملة الفقيد السيدة الفاضلة الحاجة‬ ‫خديجة الريسوني‪...‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.