Achamal n° 821 le 26 jan 2016

Page 1

‫االنتخابات التشريعية خالل األسبوع األول‬ ‫من أكتوبر المقبل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 821‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 15‬ربيع الثاين ‪ 26 / 1437‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫مصادرمتعددة من العاصمة الرباط‪ ،‬كشفت أن االنتخابات التشريعية‬ ‫المقبلة لسنة ‪ 2016‬ستجري في األسبوع األول من شهر أكتوبر‪ ،‬إذا لم‬ ‫تحصل مستجدات قد تتطلب اختيار موعد جديد‪.‬‬ ‫وفي ها السياق‪ ،‬علم أن حزب العدالة والتنمية شرع في إعداد الخطوط‬ ‫الرئيسية لبرنامج الحزب االنتخابي استعدادا الستحقاقات أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫وموازاة مع استعدادات حزب بنكيران لخوض التشريعيات المقبلة‪،‬‬ ‫أعرب زعيم األصالة والمعاصرة‪ ،‬مصطفى البكوري أن حزبه عازم على كسب‬ ‫التشريعات المقبلة وأن «األصالة والمعاصرة» يملك البديل عن حكومة‬ ‫بنكيرات الحالية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬شرع حزب االستقالل في التنسيق مع أطراف في المعارضة على المستوى النيابي استعدادا‬ ‫للتشريعات المقبلة التي ستحدد الخارطة السياسية للسنوات الخمس المقبلة كما باشر الحزب مصالحة‬ ‫داخلية شاملة توجت بلقاء مختلف ااألطراف المتنافرة‪ ،‬خالل االحتفال بذكرى ‪ 11‬يناير بالرباط‪.‬‬ ‫ومعلوم أن االنتخابات المقبلة تخيم على لقاءات أحزاب األغلبية سواء على مستوى القادة أو نواب‬ ‫ومستشاري األغلبية‪ ،‬في حين أعرب نبيل بنعبداهلل زعيم التقدم واالشتراكية عن معارضته لفكرة أن تكون‬ ‫‪ 2016‬سنة «انتخابوية» صرفة‪ ،‬مطالبا بمواصلة اإلصالحات الكبرى والعمل على تطوير االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ثالثة وزراء مطلوبون للمساءلة‬ ‫بسبب اتفاقية تأمين المحصول الزراعي‬ ‫أخنوش وبوسعيد يفوتان الصفقة لشركة خاصة في ملك وزير‬ ‫ورئيس الحكومة «ما في راسه شي»‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫أحدث اإلعالن عن اتفاقية تأمين المحصول الزراعي رجة كبرى داخل األوساط السياسية والحزبية والشعبية‪ ،‬بعد أن طلع خبر‬ ‫بشأن توقيع وزير الفالحة والصيد‪ ،‬عزيز أخنوش ووزير االقتصاد والمالية محمد بوسعيد‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 20‬يناير على اتفاقية يعهد‬ ‫بمقتضاها إلى شركة «ساهام» للتأمين‪ ،‬بصفقة تأمين المحصول الزراعي‪.‬‬ ‫الخبر كان يمكن أن يكون عاديا‪ ،‬لو أن األمر كان يتعلق بشركة تأمين عادية ‪ ،‬من شركات التأمين الخاصة‪ ،‬ولكن «ساهام»‬ ‫شركة في ملك وزير آخر في الحكومة‪ ،‬حفيظ العلمي‪ ،‬الذي يتولى محفظة التجارة والصناعة واالستثمار واالقتصاد الرقمي ! ‪...‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪2‬‬

‫قانون المالية لسنة ‪ 2016‬بين التجديد‬ ‫عندما قاد انتهاك الحق في الصحة‬ ‫واالستمرارية‪ ...‬موضوع ندوة نظمتها غرفة التجارة بزومي‪ /‬وزان‪ ‬إلى ارتفاع منسوب االحتجاج‬ ‫و الصناعة والخدمات لجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬

‫نظمت غرفة التجارة والصناعة و‪ ‬الخدمات‬ ‫لجهةطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمةبشراكةمعرؤساء‬ ‫الجمعيات المهنية والفاعلين االقتصاديين‬ ‫وبالتعاون مع الخبراء المحاسباتيين‪ ،‬يوما إعالميا‬ ‫يوم األربعاء ‪ 20‬يناير الجاري لمناقشة مستجدات‬ ‫قانون المالية لسنة ‪.2016 ‬‬ ‫و قد ّ‬ ‫أطر الندوة مجموعة من األساتذة‬ ‫الباحثين والخبراء في المالية العمومية والذين‬ ‫تناولوا بالتفصيل دراسة الجوانب الجبائية من‬ ‫هذا القانون وكذا تأثير مقتضياته على الجانب‬ ‫االجتماعي والظروف االقتصادية التي تمت فيها‬ ‫صياغة القانون المالي والفرضيات التي يرتكز‬ ‫عليها ‪.‬‬ ‫و في كلمة للسيد‪ ،‬عمر مورو رئيس غرفة‬ ‫التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬شكر من خاللها ‪ ‬المدير‬ ‫الجهوي للضرائب وأطر اإلدارة الجهوية على‬ ‫حضورهم وع��ن المجهودات التي يقومون‬ ‫بها لتعزيز التواصل بين اإلدارة والملزمين‪،‬‬ ‫وكذا تحسيس الفاعلين والمهنيين بالقوانين‬ ‫الجديدة لخلق شروط وعالقات جيدة باإلدارة‬ ‫الجبائية مبنية على الثقة والشفافية والتواصل‬ ‫الدائم‪.‬‬ ‫واعتبر عمر م��ورو أن قانون الماليـــة‬ ‫السنوي يعدّ في حد ذاته معبرا أساسيا عن‬ ‫توجهات واختيارات وبرامج السياسة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية للحكومة‪ ،‬حيث يتم تسطير‬ ‫األولويات وتقرير االعتمادات المالية المرصودة‬ ‫لها‪ ،‬وعبر هذه األداة‪ ،‬يتجسد بوضوح المجهود‬ ‫المالي لتسيير الشأن العام وتنفيذ الميزانية‬ ‫العامة‪ ،‬ومعرفة أفق النمو االقتصادي واإلكراهات‬ ‫المالية الموجودة والخطوط العريضة للتوازن‬ ‫االقتصادي والمالي‪ ،‬ولهذه الغاية فهي تجسد‬ ‫في عمقها أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية‬ ‫تقتضي تحليالت مختلفة ومتباينة ‪.‬‬ ‫وأض���اف‪ ،‬أن غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمـــات لجهـــة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫ه��ي مؤسسة تمثل المهنيين والفاعلين‬ ‫االقتصاديين‪ ،‬وحتى يتسنى لها القيام بدورها‬ ‫في هذا االطار‪ ،‬وبعد قراءة مضمون هذا القانون‬ ‫ومواكبته عن قرب بمجلس المستشارين من‬ ‫طرف رئاسة هذه المؤسسة‪ ،‬يتبين أن هذا‬ ‫القانون كما في السنوات السابقة‪ ،‬يرتكز على‬ ‫قاعدة التوازنات االقتصادية والمالية وأن ضبط‬ ‫هذه التوازنات هو الهاجس األهم بالنسبة لهذه‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫و أن مستوى نمو ‪ 3‬في المائة وتخصيص‬ ‫‪ 23‬في المائة من الميزانية العامة لالستثمار‬ ‫العمومي هو معدل غير كفيل بتوفير شروط‬ ‫اإلق�لاع االقتصادي والصناعي فضال على أن‬ ‫السياسة االقتصادية التي تطبقها الحكومة‬ ‫الحالية ال ت��روم الى رفع نسب النمو أو رفع‬ ‫االستهالك الداخلي كاستراتيجية تنموية‬ ‫مجددة‪ ،‬هناك أيضا ارتفاع النفقات المتعلقة‬ ‫بخدمة الدين العمومي “ المادة ‪ 60‬من القانون”‬ ‫والتي تشير إلى أن مجموع االعتمادات المفتوحة‬ ‫برسم السنة المالية ‪ 2016‬قد حددت في ‪69‬‬ ‫مليار و‪ 191‬مليون‪ ،‬علما أن المغرب يعاني من‬ ‫تصاعد المديونية العمومية وارتفاع نسبتها في‬ ‫مجموع الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫زيادة على ذلك الفرضية التي بني عليها‬ ‫مشروع‪ ‬قانون المالية الجديد يبقى تحقيقه‬ ‫مرتبط بمجموعة من العوامل‪ ،‬كموسم فالحي‬ ‫جيد واستمرار تراجع أسعار المحروقات بالسوق‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫كما أشار السيد عمر مورو إلى إشكالية‬ ‫القطاع الغير المهيكل‪ ،‬وفشل الدولة في وضع‬ ‫مقاربة شمولية إلصالحه‪ ،‬مع تسيطر سياسة‬ ‫تنموية كفيلة بهيكلته وعصرنته رغم التحفيزات‬ ‫الجبائية التي سنتها الحكومة في القوانين‬ ‫المالية السابقة‪ ،‬واإلجراءات الطفيفة التي تقوم‬ ‫بها اإلدارة‪ ،‬علما أن هذا القطاع يؤثر سلبا‬ ‫على المقاولة المنظمة‪ ،‬والتي يجب حمايتها‬ ‫وإعطاءها الضمانات الكافية حتى تلعب دورها‬ ‫الرئيسي كقاطرة للتنمية وكمقاولة مواطنة‪.‬‬ ‫و في مداخلة محمد خيي‪ ،‬البرلماني ورئيس‬ ‫مقاطعة طنجة بني مكادة‪ ،‬حول مقتضيات‬ ‫قانون المالية ‪ 2016‬وتأثيراتها على الجانب‬ ‫االجتماعي‪ ،‬أوضح السيد محمد خيي‪ ،‬أن ‪ ‬مشروع‬ ‫قانون المالية ‪ ،2016‬يخصص ‪ 15,5 ‬مليار‬ ‫درهم لصندوق المقاصة لالستمرار في دعم‬ ‫غاز البوطان والمواد الغذائية األساسية‪ ،‬و‪45,7‬‬ ‫مليار درهم للمدرسة العمومية‪ ،‬و‪ 10‬ماليير‬ ‫درهم للتعليم العالي و‪ 14,3‬مليار درهم للصحة‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫كما أشار إلى إرساء عدة تدابير عبر صندوق‬ ‫دعم التماسك االجتماعي لالستمرار في دعم‬ ‫‪ 800‬ألف تلميذ في إطار برنامج “تيسير” بغالف‬ ‫مالي يقدر بـ ‪ 500‬مليون درهم‪ ،‬و‪ 8,8‬مليون‬ ‫مستفيد من برنامج “راميد” بغالف مالي يقدر‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫ب ‪ 1,7‬ماليير درهم‪ ،‬و‪ 3,9‬مليون مستفيد من‬ ‫المبادرة الملكية مليون محفظة بغالف مالي‬ ‫يقدر بـ ‪ 100‬مليون درهم‪ ،‬والنساء األرامل في‬ ‫وضعية صعبة‪.‬‬ ‫ويتضمن مشروع قانون المالية الجديد‬ ‫أيضا تدابير من أج��ل اإلدم���اج السوسيو‪-‬‬ ‫اقتصادي للشباب‪ ،‬خاصة تفعيل التعويض عن‬ ‫فقدان الشغل (‪ 500‬مليون درهم على مدى ‪3‬‬ ‫سنوات)‪ ،‬و‪ 65‬ألف عملية إدماج جديدة في إطار‬ ‫برنامج “إدماج”‪ ،‬وإحداث ‪ 26‬ألف منصب شغل‬ ‫جديد في القطاع العام‪.‬‬ ‫‪ ‬كما سيصل عدد الطلبة المستفيدين‬ ‫من التغطية الصحية اإلجبارية األساسية ‪250‬‬ ‫ألف طالب بميزانية تقدر بـ ‪ 100‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وتطرق محمد خيي كذلك إلى برنامج تقليص‬ ‫الفوارق في الوسط القروي الذي يبلغ غالفه‬ ‫المالي ‪ 55,8‬مليار درهم ويستهدف ‪ 20‬ألف‬ ‫و‪ 800‬مشروع لفائدة ‪ 24‬ألف دوار‪.‬‬ ‫ويشمل البرنامج جميع القطاعات‪ ،‬إال أن‬ ‫معظم التمويل (‪ 50‬مليار درهم) سيركز على‬ ‫البنيات التحتية األساسية‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫يولي مشروع قانون المالية ‪ 2015‬أهمية‬ ‫خاصة لتنويع العرض السكني الموجه للفئات‬ ‫االجتماعية ذات الدخل المتوسط والمحدود‪،‬‬ ‫وتسريع تنفيذ برامج القضاء على مدن الصفيح‬ ‫ومعالجة السكن المهدد باالنهيار‪ ،‬وذلك‬ ‫باعتمادات مالية تقدر ب ‪ 2,8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫و تقدم بالمقابل السيـــد محمد بلمختــار‬ ‫الخبيـــر والمحاسب ‪ ‬بعرض ه��ام وشامل‬ ‫للجانب المالي والجبائي في قانون المالية لسنة‬ ‫‪ ،2016‬تضمن ‪ ‬مجموعة من التدابير الجبائية‬ ‫التي أتى بها القانون الجديد والتي تهدف‬ ‫باألساس إلى دعم المقاولة‪ ،‬ويتعلق األمر بإرساء‬ ‫تعريفة لألسعار النسبية بالنسبة للضريبة على‬ ‫الشركات‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار مستوى أرباحها‪،‬‬ ‫بذلك ستتم مراجعة تعريفة الضريبة على‬ ‫الشركات‪ 10 ،‬في المائة بالنسبة للشركات‬ ‫التي تحقق ربحا ضريبيا يساوي أو يقل عن‪300 ‬‬

‫ألف دره��م‪ ،‬و‪ 20 ‬بالمائة بالنسبة للشركات‬ ‫التي تحقق ربحا ضريبيا يفوق‪ 300 ‬ألف درهم‪،‬‬ ‫ويساوي أو يقل عن مليون درهم‪ ،‬و‪30 ‬بالمائة‬ ‫بالنسبة للشركات التي تحقق ربحا ضريبيا يفوق‬ ‫مليون درهم‪ ،‬ويساوي أو يقل عن ‪ 5‬ماليين‬ ‫درهم‪ ،‬و‪ 31 ‬بالمائة بالنسبة للشركات التي‬ ‫تحقق ربحا ضريبيا يفوق ‪ 5‬ماليين درهم‪ ،‬مع‬ ‫اإلبقاء على التعريفة المتعلقة بالقطاع البنكي‪.‬‬ ‫و أضاف أنه سيتم‪ ‬تعميم إرجاع الضريبة‬ ‫على القيمــة المضافة المطبقــة بالنسبـــة‬ ‫لالستثمارات بهذف حدف حاالت الدين الضريبي‬ ‫غير قابل لإلرجاع‪ ،‬علما أن اإلعفاء لمدة ‪ 36‬شهر‬ ‫الممنوح للمنشآت الحديثة النشأة يبقى ساري‬ ‫المفعول ‪.‬‬ ‫و قام بتأطير هـذه النــدوة‪ ،‬السيد عادل‬ ‫الرايـــس رئيس جمعيــة المنطقة الصناعية‬ ‫بطنجة‪ ،‬الذي بدوره توجه بطلب مباشر للسيد‬ ‫محمد خيي بخصوص تدخالته البرلمانية أن‬ ‫يشير إلى أن المصانع لم تستفد بعد من كل‬ ‫هذا التراجع الكبير الذي تعرفه قيمة المحروقات‪،‬‬ ‫فكيف تتراجع أسعار المحروقات وال تراجع في‬ ‫قيمة الفواتير الباهظة ‪ ‬الذي تدفعها المصانع‬ ‫في ما يخص الكهرباء ‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن األسعار في األسواق‬ ‫الدولية بعدما بلغت ‪ 44‬دوالرا‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫في واقع األمر أن األسعار التي تحددها الحكومة‬ ‫لتسويق كل من البنزين والغازوال اليوم يجب أن‬ ‫تنخفض بدرهمين للتر الواحد على األقل”‪ ،‬وأن‬ ‫سعر البنزين يجب أن يكون في الوقت الحالي هو‬ ‫‪ 8.5‬دراهم عوض ‪ 10.83‬درهما‪ ،‬كما أن سعر‬ ‫الغازوال يجب أن يقل عن ‪ 7‬دراهم‪ .‬فالمستويات‬ ‫الحالية ألسعار النفط في األس��واق العالمية‪،‬‬ ‫ومقارنتها مع األسعار التي تطبقها حكومة عبد‬ ‫اإلله بنكيران على مشتقات البترول‪ ،‬تدعو في‬ ‫واقع األمر إلى االستغراب واالستهجان في نفس‬ ‫الوقت حسب متتبعين للشأن االقتصادي‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫فيدرالية الجمعيات الراعية لمرضى‬ ‫القصور الكلوي المزمن تعقد جمعها‬ ‫العادي واالستثنائي‬ ‫تعقد فيدرالية الجمعيات الراعية لمرضى القصور الكلوي المزمن‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة جمعها العام العادي لتجديد مكتبها‪،‬‬ ‫وجمعها االستثنائي لتعديل القانون األساسي ـ التقريرين األدبي والمالي‬ ‫ومختلفات وذلك يـوم السبـت ‪ 6‬فبراير ‪ ،2016‬حوالي الساعة العاشرة‬ ‫ّ‬ ‫المبكر لسرطان الثدي وعنق‬ ‫(‪ )10h00‬صباحا بالمركز المرجعي للرّصد‬ ‫الرحم (مركز لالسلمى)‪.‬‬

‫العنوان‪ :‬شارع الحافظ بن عبد البر بالقرب‬ ‫من مسجد األندلس (كاسطيا) طنجة‪.‬‬

‫‪ -‬كالم البد منه‬

‫“قيامكم بتصرفـــات‬ ‫وس��ل��وك��ـ��ـ��ات غيـــر‬ ‫الئقـــة ‪ ‬تجـــاه المواطنين‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬مما نتج عنه‬ ‫احتجاجات ساكنة منطقة‬ ‫زوم��ي بمختلف شرائحها‬ ‫التي أصبحت تهدد األمن‬ ‫العام “‪ ،‬كانت هذه واحدة‬ ‫من الحيثيات التي اعتمدها‬ ‫وزي��ر الصحة في تعليله‬ ‫لقرار “ التوقيف االحتياطي‬ ‫عن العمل” ‪ -‬تتوفر الجريدة‬ ‫على نسخة منه ‪ -‬الصادر في حق طبيب المركز‬ ‫الصحي مع وحدة التوليد بزومي ‪.‬‬ ‫أسباب غضب أبناء قلب قبيلة بني مستارة‪،‬‬ ‫وارتفاع وتيرة احتجاجهم الذي انفلت من كل‬ ‫تحكم يوم اإلثنين ‪ 29‬دجنبر ‪ ،2015‬كان من‬ ‫تداعياته باإلضافة إلى التوقيف االحتياطي‬ ‫للطبيب المذكور وإحالته على المجلس‬ ‫التأديبي‪ ،‬اعتقال ثالثة شبان رمي بهم وراء‬ ‫قضبان سجن وزان المحلي‪ ،‬في انتظار أن‬ ‫يجيبوا هيئة المحكمة االبتدائية بوزان يوم‬ ‫الخميس ‪ 22‬يناير الجاري عن صك اتهام ثقيل‬ ‫جاء فيه “ الهجوم على الملك الخاص والعام‪،‬‬ ‫والتهديد ضد األشخاص واألم��وال‪ ،‬وإهانة‬ ‫موظف عمومي أثناء قيامه بعمله “ ‪.‬‬ ‫وحسب ما أفادت به الجريدة مصادر مدنية‬ ‫تتابع هذا الملف عن قرب‪ ،‬فإن رأي فعاليات‬ ‫مدنية وسياسية استقر على تشكيل” لجنة‬ ‫مساندة المعتقلين” ووضعت برنامجا للتحرك‬ ‫على أكثر من واجهة‪ ،‬كما علمت الجريدة من‬ ‫مصدر موثوق‪ ،‬بأن اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال‪ ،‬وبعد أن ضمنت خالصات‬ ‫عملية التقصي التي أنجزها عضوها بعين‬ ‫المكان ي��وم الخميس ‪ 31‬دجنبر ‪ ، ‬قررت‬ ‫متابعة الملف من زاوي��ة ضمان المحاكمة‬ ‫العادلة‪ ، ‬وذلك كله في حدود االختصاصات‬ ‫التي يخولها ‪ ‬ظهير فاتح م��ارس ‪2011‬‬ ‫المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬ ‫لهذه المؤسسة الوطنية الدستورية ( الفصل‬ ‫‪ )161‬باعتبارها مؤسسة للحكامة تعنى بحماية‬ ‫حقوق اإلنسان والنهوض بها ‪.‬‬

‫‪ -‬الحكاية من البداية‬

‫ك��ل ال��م��ؤش��رات كانت تنبئ ب��أن إن��اء‬ ‫المركز الصحي بجماعة زومي‪ ،‬الذي اختارت‬ ‫مندوبية الصحة بوزان ترك مائه يغلي فوق‬ ‫“مجمار“ ‪ ‬تمادى طبيب في النفخ على نيرها‪،‬‬ ‫وتحدى لمدة سبع سنوات كل األصوات الشريفة‬ ‫التي كانت تدعوه للمصالحة مع قسم أبوقراط‬ ‫الذي دنسته تصرفاته وسلوكاته حين شق‬ ‫أكثر من مسار للوصول إلى جيوب المواطنين‬ ‫والمواطنات‪ ،‬وانتهاك حقهم في الصحة الذي‬ ‫تحميه التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية‪،‬‬ ‫إلى أن استفاقت كل الجهات إقليميا وجهويا‬ ‫ومركزيا حوالي منتصف النهار يوم اإلثنين‬ ‫‪ 28‬دجنبر‪ ،‬على تجمهر المئات من المواطنين‬

‫وال��م��واط��ن��ات يطالبون‬ ‫برحيل الطبيب السالف‬ ‫الذكر ‪.‬‬ ‫الحركــة االحتجاجية‬ ‫للساكنة‪ ،‬وحســب أكثـــر‬ ‫من مصدر التقــت بهم‬ ‫الجريدة‪ ،‬ما كانت ستنفلت‬ ‫ي��وم اإلثنين ‪ 28‬دجنبر‪،‬‬ ‫وينتج عنها تحطيم سيارة‬ ‫الطبيب وسيارة ممرض‪،‬‬ ‫والهجــوم على السكــن‬ ‫الوظيفي للطبيب‪ ،‬دون‬ ‫أن يطال الغضب الشعبي‬ ‫سيارة اإلسعاف المركونة بقلب المركز الصحي‬ ‫وبناية وتجهيزات هذا األخير‪ ،‬لو أنه لم يمتنع‬ ‫“ امتناعا باتا عن االمتثال لألوامر اإلداري��ة‬ ‫المباشرة والمتمثلة في إعادة االنتشار ‪ ‬لضرورة‬ ‫المصلحة بموجب مقرر جهوي عدد ‪ 885‬بتاريخ‬ ‫‪ 2015 /12 /22‬الشيء الذي تسبب في عرقلة‬ ‫السير العادي للمرفق العمومي “ كما جاء ذلك‬ ‫في قرار التوقيف االحتياطي الذي أصدره وزير‬ ‫الصحة ‪.‬‬ ‫عدم االمتثال للمقرر الجهوي السالف‬ ‫الذكر‪ ،‬يفيد سياق نزوله بأن الطبيب المعني‬ ‫باألمر‪ ،‬وفي إطار االحتراز الذي اتخذته إدارة‬ ‫الصحة بعد الوقفة االحتجاجية الصاخبة التي‬ ‫دعت لها نقابة الصحة التابعة للكنفدرالية‬ ‫الديمقراطية للشغل بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪،2015‬‬ ‫تنديدا بتعسفاته ضد األطر الصحية العاملة‬ ‫بالمركز الصحي‪ ،‬تم “ترحيله“ مؤقتا للعمل‬ ‫بالمستشفى اإلقليمي “ أبو القاسم الزهراوي“‬ ‫ب��وزان‪ ، ‬وهو القرار الذي استقبلته الساكنة‬ ‫بارتياح كبير ‪ .‬لكن بعد طي ثالثة أشهر‪ ،‬يقول‬ ‫مصدر طبي‪ ،‬سيقرر الطبيب العودة إلى المركز‬ ‫الصحي مع وحدة التوليد بزومي‪ ،‬وهو ما شكل‬ ‫استفزازا قويا للساكنة وكل فعالياتها المدنية ‪.‬‬ ‫ولمواجهة هذا االستفزاز‪ ،‬تداول مجلس‬ ‫جماعة زومي في دورت��ه يوم ‪ 18‬دجنبر قرار‬ ‫السماح من جديد للطبيب باستئناف نشاطه‬ ‫بالمركز الصحي‪ ،‬وقرر إجراء اتصال مستعجل‬ ‫في الموضوع مع عامل اإلقليم‪ ،‬ومندوب الصحة‬ ‫( لم يزر المندوب المركز الصحي إلى يومنا هذا‪،‬‬ ‫رغم ما عرفه من أحداث )‪ ،‬كما أن ثالثة نقابات‬ ‫أصدرت بيانا ناريا استنكرت فيه هذه العودة‬ ‫المشؤومة‪ ،‬ودعت إلى إلغائها ‪ .‬نفس المنحى‬ ‫س��ارت عليه المكونات المدنية والسياسية‬ ‫النشيطة بجماعة زومي ‪.‬‬ ‫بقي أن نسجل ما أجمعت عليه مختلف‬ ‫المصادر التي التقت بها الجريدة‪ ،‬التي وصفت‬ ‫تعاطي مختلف القوات األمنية التي انتقلت حيث‬ ‫كانت نيران االحتجاج ملتهبة‪ ،‬بضبط النفس‪،‬‬ ‫والتعامل المسؤول‪ ،‬كما سجلت نفس المصادر‬ ‫بارتياح كبير اعتماد مؤسسة المجلس الجماعي‬ ‫رئاسة ومنتخبين ومنتخبات‪ ،‬مقاربة القرب من‬ ‫الساكنة المحتجة مطالبين إياها ضبط النفس‪،‬‬ ‫مما ضيق كثيرا من دائرة الخسائر وجعلها في‬ ‫حدها األدنى ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫رآني وأنا أعبئ ملفا أخضر‪ ،‬فقال لي‪ :‬لعله ملف ضريبة الدخل؟‬ ‫قلت له‪ :‬بالضبط‪ ،‬هو بشحمه ولحمه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لِمَ ال يُقتصَر في تعبئته على الذين طرأت على مداخيلهم زيادات أو‬ ‫نقصان؟‬ ‫قلت له‪ :‬كيف ّ‬ ‫سيطلع المسؤولون على الغيب؟‬ ‫قال‪ :‬بكتابة سؤال عريض في أعلى الملف يكون على الشكل التالي‪ :‬هل طرأ على‬ ‫دخلكم تغيير؟ فإن قلتَ‪ :‬نعم‪ .‬وضّحتَه في الخانات الموالية للسؤال‪ .‬وإن قلت ال‪:‬‬ ‫اكتفيتَ بكتابة اسمك ورقمك الضريبي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أما المعلومات األخرى‪ ،‬فقد سبق لك أن وافيتَ بها اإلدارة في سنوات خلت‪.‬‬ ‫وهكذا سنُوفر على المواطنين وعلى الموظفين الكثير من الجهد والوقت‪.‬‬ ‫إن إدارتنا في حاجة ماسة إلى التبسيط‪ ،‬فما نكتبه في ملف‪ ،‬يُختَزل في ورقة‬ ‫واحدة مبسطة‪ ،‬وفي متناول المواطن البسيط الذي ربما ال يعرف القراءة وال الكتابة‪.‬‬ ‫وإن إدارتنا أيضا في حاجة ماسة إلى خلق روح الثقة بين المواطن وإدارته‪ ،‬كيفما‬ ‫كانت هذه اإلدارة‪ ،‬وكيفما كان مسؤلوها‪ ،‬وكيفما كانت مناصبهم‪.‬‬ ‫فنحن نعيش في عهد دستور جديد‪ ،‬وفي ظل حكومة انبثقت من صناديق‬ ‫االقتراع‪.‬‬ ‫وما لم يطرأ تغيير على عقليتنا‪ ،‬وعلى األسلوب الذي نتعامل به حتى في بيوتنا‪،‬‬ ‫فلن نشعر بأن هناك شيئا جديدا قد حصل‪ .‬وآنذاك قد يتسرب اليأس إلى نفوسنا‪،‬‬ ‫ونفقد الثقة في الغد‪.‬‬

‫ناظر الوقف ودوره احل�ضاري‬ ‫‬‫تشكل عملية الوقف (أو التحبيس) نموذجا للتفكير الجماعي‬ ‫الساعي لتحقيق نمو وتقدم مطردين داخل المجتمع المسلم‪.‬‬ ‫وتكفي اإلشارة إلى بعض ما عرفته الحضارة اإلسالمية من‬ ‫أوقاف كالوقف لتزويج الفقيرات‪ ،‬والوقف لختان األطفال اليتامى‪،‬‬ ‫والوقف للغرباء وعابري السبيل‪ ،‬والوقف على طلبة العلم‪ ،‬ووقف‬ ‫المستشفيات – لندرك أن الواقف أو المحبس إنما كان يصدر‬ ‫في هذه األوقاف وغيرها عن تفكير في جلب المصالح لغيره من‬ ‫أفراد المجتمع ودرء المفاسد عنهم‪ ،‬مع ما يستلزمه ذلك من‬ ‫نأي بالمستفيدين من وقفه عن أن يصيروا عالة على المجتمع‬ ‫المسلم فيعرقلوا نموه ومسيره الحضاري‪.‬‬ ‫ولما كانت الحاجة الستمرار االستفادة من الوقف حاجة‬ ‫أكيدة‪ ،‬وكان في استفادة األفراد من الوقف توفير لعدد من‬ ‫حاجات المجتمع ومتطلباته‪ ،‬فقد كانت وفاة الواقف عامال في‬ ‫التساؤل عن مآل وقفه بعد مماته وعن إمكان استمراره في‬ ‫منفعة الناس بعد هذه الوفاة‪.‬‬ ‫في ضوء هذا التساؤل برزت الحاجة إلى شخص يتولى‬ ‫مسؤولية حماية الوقف بعد وفاة الواقف لحماية مصدر من‬ ‫مصادر جلب المنافع للمجتمع المسلم؛ فتجلت بذلك أهمية‬ ‫وظيفة ناظر األوقاف أو الولي على الوقف‪.‬‬ ‫يعرف األستاذ محمد بن عبد العزيز بن عبد اهلل ناظر‬ ‫األوقاف في كتابه “الوقف في الفكر اإلسالمي” بأنه الشخص‬ ‫الذي “يقوم ب��إدارة شؤون الوقف‪ ،‬وحفظ أعيانه‪ ،‬واستغالل‬ ‫مستغالته‪ ،‬وصرف ريعه في مصارفه‪ ،‬وتنفيذ شروط الواقف‬ ‫الواجب تنفيذها‪ ،‬ورعاية مصالح الوقف والموقوف عليهم”‪.‬‬ ‫وقيل في تعريف الناظر أيضا إنه هو “من يثبت له الحق في‬ ‫وضع يده على الموقوف والقيام بمصالحه‪ ،‬واالعتناء بأموره‪،‬‬ ‫من إجارة مستغالته‪ ،‬وتحصيل أجوره وغالته‪ ،‬وصرف ما اجتمع‬ ‫منها في مصارفه الشرعية على ما شرطه الواقف”‪.‬‬ ‫ويتضح من التعريفين أن ناظر الوقف مسؤول عما تركه‬ ‫الواقف من أوقاف‪ ،‬مستأمَنٌ عليها‪ ،‬مكلف برعايتها وحفظها‬ ‫وصرف منافعها لمن أوصى الواقف باستفادتهم منها‪ .‬وبعبارة‬ ‫أخرى‪ :‬إن ناظر الوقف مسؤول عن استمرار أداء الوقف لدوره‬ ‫التنموي والحضاري بعد وفاة الواقف‪ ،‬وهي مسؤولية خطيرة ال‬ ‫ينهض بها إال من كان مؤهال لها قادرا على القيام بأعبائها؛‬ ‫ألنها مسؤولية عن أمالك وأموال‪ ،‬وليس كل الناس يُحسنون‬ ‫التصرف في األمالك واألموال‪ ،‬كما أنه ليس كل الناس يَحسن‬ ‫استئمانهم عليها‪.‬‬ ‫لذلك اشترط الفقهاء شروطا ينبغي توفرها فيمن يقوم‬ ‫بمهام النظارة أو الوالية على الوقف‪ ،‬ومن أهم هذه الشروط‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العقل‪ :‬إذ الناظر مكلف بالتصرف في األوقاف واإلشراف‬ ‫عليها لتحقيق مصالح المستفيدين منها‪ .‬وال يمكنه القيام‬ ‫بذلك ما لم يكن عاقال قادرا على التمييز وحسن التسيير؛ لذلك‬ ‫قالوا إن الناظر يشترط فيه العقل ابتداء وانتهاء‪ ،‬وأنه إذا جُنّ‬ ‫أثناء واليته على الوقف وجب عزله‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الرشد‪ :‬فغير مقبول تولية السفيه مخافة إضاعته‬ ‫للمال‪ ،‬وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى ((وال تؤتوا السفهاء‬

‫�أبو اخلري النت�صري‬

‫أموالكم التي جعل اهلل لكم قيما‪ ،‬وارزقوهم فيها واكسوهم‬ ‫وقولوا لهم قوال معروفا)) [سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.]05‬‬ ‫‪ - 3‬األمانة‪ :‬ألن الناظر متصرف في شؤونٍ مالية للواقف‪،‬‬ ‫وال يسلم ذاك المال من االختالس واإلت�لاف إذا لم يكن‬ ‫المسؤول عنه ورعا أمينا ليس ممن تحدثهم نفوسهم بمد‬ ‫اليد إلى أموال اآلخرين‪ .‬ومن النصوص المرجوع إليها في‬ ‫هذا الشرط قوله تعالى ((إن خير من استأجرتَ القوي األمين))‬ ‫[سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.]26‬‬ ‫‪ - 4‬الكفاية‪ :‬ويقصدون بها أن الناظر ينبغي أن يكون‬ ‫كفؤا‪ ،‬قوي الشخصية‪ ،‬قادرا على التصرف فما هو مسؤول‬ ‫عنه؛ حتى ال يعطل مصالح المستفيدين من األوقاف‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى هذه الشروط وغيرها فقد نص الفقهاء‬ ‫على قيود من شأنها أن تحد من تصرفات ناظر الوقف‪ ،‬إلزاما‬ ‫له بأداء دوره‪ ،‬واحترازا مما قد يصدر عنه من احتيال أو تالعب‬ ‫يكون من نتائجه تسخير الوقف لغير ما فيه مصلحة األفراد‬ ‫والمجتمع‪ .‬ومن أهم القيود التي فرضها الفقهاء على ناظر‬ ‫الوقف االلتزام بشروط الواقف وتمثلها عند القيام بأعمال‬ ‫النظارة ما دامت هذه الشروط متسقة مع ما أمر به الشرع‬ ‫الحكيم‪ .‬ولقد بلغ من اعتناء الفقهاء بهذا القيد أن ارتقوا به‬ ‫إلى مصاف النص الشرعي؛ فقالوا قولهم المشهور‪“ :‬شرط‬ ‫الواقف كنص الشارع”‪.‬‬ ‫ومما قيد به الفقهاء تصرفات الناظر أيضا قولهم إن عليه‬ ‫أال يتصرف فيما تحت يده من أوقاف إال في ضوء المصلحة‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫كما أجازوا محاسبة الناظر إذا أخل بواجبه‪ ،‬أو قصر في‬ ‫القيام بمهامه‪ ،‬وقاسوا ذلك على محاسبة النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم لعماله‪ ،‬ومثلوا له بمحاسبته عليه السالم لرجل‬ ‫من األزد استعمله على صدقات بني سليم‪ ،‬فلما جاء إليه‬ ‫وحاسبه قال‪“ :‬هذا لكم وهذه هدية أهديت لي”‪ ،‬فرد عليه‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم قائال‪“ :‬هال جلست في بيت أبيك‬ ‫حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا”‪.‬‬ ‫وإنما أجازوا محاسبة الناظر رعاية منهم لحقوق العباد‬ ‫المستفيدين مما تحت تصرفه من أوقاف‪ ،‬وحرصا منهم على‬ ‫تحقيق مقاصد الواقف الذي صدر في وقفه عن تفكير في غيره‬ ‫من أفراد المجتمع المسلم‪.‬‬ ‫إن ما تقدم من شروط اشترطها الفقهاء في ناظر الوقف‪،‬‬ ‫وما ذكر من ضوابط تقيد تصرفاته وإباحة لمحاسبته‪ ،‬يُجَ ّلي‬ ‫أهمية هذا المنصب وخطورته في مؤسسة الوقف‪ ،‬ويؤكد‬ ‫أنه إنما أحيط بكل ما سلف من احترازات لمركزية دوره في‬ ‫الحفاظ للوقف على دوره التنموي والحضاري‪ .‬وبكلمة جامعة‬ ‫ملخصة‪ :‬إن ال��دور الحضاري للوقف رهين بما يكون عليه‬ ‫نُظاره من كفاءة وأخالق‪ ،‬فإذا هم كانوا أكفاء فضالء ساهموا‬ ‫في استمرار أداء الوقف لرسالته الحضارية‪ ،‬وإذا هم لم يقدروا‬ ‫مسؤوليتهم حق قدرها‪ ،‬ولم يحافظوا على ما استؤمنوا عليه‪،‬‬ ‫كانوا سببا في إضاعة المال واإلضرار بالعباد‪ ،‬وأسهموا بذلك‬ ‫في تعثر المسير الحضاري للمجتمع المسلم‪.‬‬

‫ذكريات‬ ‫صداقة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تابعت حديثي مع سيدي عبد اهلل ‪ ..‬كان رحمه‬ ‫اهلل يصغي لما أقول‪ ،‬وهو متوقد الحس‪ ،‬حاد‬ ‫الذهن إزاء ما يسمع ‪ ..‬حتى خلته يتصفح متن‬ ‫الرحلة العبدرية‪ ،‬أو أن المتن منطبع في ذاكرته‬ ‫وصدره‪.‬‬ ‫قلت لسيدي عبد اهلل ‪ :‬نص العبدري يثير لدي‬ ‫أمرين ‪:‬‬ ‫األول مرتبط بمواقفه ومشاهداته ومسموعاته‪..‬‬ ‫التي اعتبرها بعض الباحثين عالمة على حدة طبع‬ ‫أو غلظة بدوية‪!..‬‬ ‫قال سيدي عبد اهلل ‪ :‬وما نظرك في ما تم‬ ‫تأويله؟‬ ‫قلت ‪ :‬ما قيده العبدري خال من كل تورية أو‬ ‫تلويح‪ ..‬أو تقبيح حسن وتحسين قبيح‪ ..‬ولذا لم‬ ‫يغر العبدري قلمه باالنتصاف‪ ..‬وال أعمله في ذكر‬ ‫ذميم األوصاف ‪َّ ..‬‬ ‫إال لحرمة من الفضل أشالؤها‬ ‫ممزعة‪ ..‬أو وظيفة من الشرع أحكامها مضيعة‪!..‬‬ ‫عضّد العبدري هذا الموقف وحاجج بمنطق‬ ‫أخالقي مؤداه أن الصدق محمود بكل لسان‪..‬‬ ‫والكذب مذموم من كل إنسان‪ ..‬مقنعا متلقي‬ ‫نصه بإقرار حقيقة واقع سياسي مأزوم ؛ حيث صار‬ ‫الملك منقوض الدعائم‪ ..‬مصدع القوائم‪ ..‬يدعيه‬ ‫كل غوي‪!..‬‬ ‫ُ‬ ‫تؤُول إلى‬ ‫مواقف العبدري في نهاية المطاف‬ ‫ذات متشبعة بقيم الشريعة وبالوازع األخالقي‪..‬‬ ‫لم يلق العبدري حسنا وال شكورا في مجموع‬ ‫البالد التي جابها‪..‬‬ ‫مواقف اإلدانة العبدرية مبررة ذاتيا وموضوعيا‬ ‫وليست نتاج مركبات نفسية كما قيل‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫وأما األمر الثاني فتحزبه للسلطة المرينية‬ ‫خالفا لما قال به المرحوم محمد الفاسي مناظرا‬ ‫المستشرق األلماني هوزباخ‪..‬‬ ‫قال سيدي عبد اهلل ‪ :‬وبماذا تدلل على تحزب‬ ‫العبدري للسلطة المرينية ؟‬ ‫قلت ‪ :‬هناك نص فريد في متن الرحلة مدح‬ ‫به العبدري أبا يعقوب يوسف المريني‪ ..‬صحيح أن‬ ‫مالبساته العامة مرتبطة بتعطل موسم األفاضل‪..‬‬ ‫وتبدد نظام الفضائل بلغة صاحب الرحلة‪ ..‬ولكني‬ ‫أكاد أجزم أن المدحية المذكورة تخفي وتجلي‬ ‫اعتقاد المادح في كون السلطة المرينية بديال‬ ‫مخلصا من االنكسار واالنحالل ‪..‬‬ ‫وفي النص المدحي مقابلة قيم مفقودة بقيم‬ ‫موجودة؛ بل مجسدة في شخص الحاكم المريني‪:‬‬ ‫الكريم‪ ..‬القاضي للمآرب‪ ..‬المستجيب الستصراخ‬ ‫المظلومين‪ ..‬الشجاع‪ ..‬حامي الملة والدين‪..‬‬ ‫وتأسيسا على هذا يمكن اعتبار رحلة العبدري‬ ‫نصا استكشافيا شامال على امتداد خطي الذهاب‬ ‫واإلياب رفعه صاحبه إلى السلطة المرينية‪..‬‬ ‫كانت لسيدي عبد اهلل تعليقاته الخاصة على كل‬ ‫ما قلته‪ ،‬وذلك ديدنه؛ ألنه كان يعرف طريقه التي‬ ‫ال تسمح له بالتقاطع مع طرق أخرى َّ‬ ‫إال في النادر‪،‬‬ ‫لكن في هذه المرة كانت لنا وجهة نظر متطابقة‪..‬‬ ‫أفرغ اهلل على قلوبنا صبرا جميال على فقد هذا‬ ‫الهرم النبيل‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪821‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫ثالثة وزراء مطلوبون للمساءلة بسبب اتفاقية تأمين المحصول الزراعي‬ ‫أخنوش وبوسعيد يفوتان الصفقة لشركة خاصة في ملك وزير‬ ‫ورئيس الحكومة «ما في راسه شي»‬

‫أحدث اإلعالن عن اتفاقية تأمين المحصول‬ ‫الزراعي رجة كبرى داخل األوساط السياسية‬ ‫والحزبية والشعبية‪ ،‬بعد أن طلع خبر بشأن توقيع‬ ‫وزير الفالحة والصيد‪ ،‬عزيز أخنوش ووزير االقتصاد‬ ‫والمالية محمد بوسعيد‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 20‬يناير‬ ‫على اتفاقية يعهد بمقتضاها إلى شركة «ساهام»‬ ‫للتأمين‪ ،‬بصفقة تأمين المحصول الزراعي‪.‬‬ ‫الخبر كان يمكن أن يكون عاديا‪ ،‬لو أن األمر‬ ‫كان يتعلق بشركة تأمين عادية ‪ ،‬من شركات‬ ‫التأمين الخاصة‪ ،‬ولكن «ساهام» شركة في ملك‬ ‫وزير آخر في الحكومة‪ ،‬حفيظ العلمي‪ ،‬الذي يتولى‬ ‫محفظة التجارة والصناعة واالستثمار واالقتصاد‬ ‫الرقمي ! ‪...‬‬ ‫وهنا طاح اللويز !‪..‬‬ ‫ضجة في ملعب األحزاب‬ ‫وكان طبيعيا أن يثير الخبر ضجة كبرى داخل‬ ‫الملعب الحزبي حيث سارع االتحاد االشتراكي‬ ‫إلى استنكار التوقيع على االتفاقية وراسل بشأنها‬ ‫مختلف الفرق البرلمانية‪ ،‬مطالبا بتشكيل لجنة‬ ‫برلمانية لتقصي الحقائق ومن أجل الكشف عن‬ ‫الحيثيات القانونية التي تم بمقتضاها وضع‬ ‫االتفاقيةوتمريرها‪.‬‬ ‫حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬على لسان البرلماني‬ ‫عبد اللطيف وهبي‪ ،‬اعتبر تفويت التأمين على‬ ‫المحصول الزراعي لشركة في ملك وزير التجارة‬ ‫والصناعــــة واالستثمار الرقمـــي‪ ،‬شططـــا في‬ ‫استعمال النفوذ ومخالفة لمبدأ المنافسة الحرة‬ ‫والمشروعة ‪ ،‬ووجه بذلك خطابا إلى رئيس لجنة‬ ‫مراقبة المالية العامة لعقد اجتماع عاجل بحضور‬ ‫كل من أخنوش وبوسعيد والعلمي الذي تقع‬ ‫شركة «ساهام» في ملكيته‪ ،‬اعتبارا إلى أن هذه‬ ‫االتفاقية تناقض مقتضيات المادة ‪ 33‬من القانون‬ ‫التنظيمي المتعلق بتسيير أشغال الحكومة والذي‬ ‫يهدف إلى تحصين عمل الوزراء ‪ ،‬وفقا للدستور‪،‬‬ ‫ضد كل شطط في استغالل النفوذ‪ ،‬واالمتياز‪،‬‬ ‫واالحتكار والهيمنة وباقي الممارسات المخالفة‬ ‫لمبدأ المنافسة الحرة ولمدونة صفقات الدولة‪.‬‬

‫المواقع تدخل على الخط‬

‫اإلعالن عن إطالق هذه االتفاقية كان له أيضا‬ ‫ردود فعل مناوئة ومنددة‪ ،‬على مستوى مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬اعتبارا ألنها تمت بين وزيرين‬ ‫فوتا صفقة مالية مهمة لوزير ثالث‪ ،‬تقع الشركة‬ ‫«المحظوظة» في ملكيته‪.‬‬ ‫جدل قانــوني وأخالقـــي انطلق أيضا داخل‬ ‫صفوف المتتبعين‪ ،‬سياسيين ومهنيين‪ ،‬بسبب‬ ‫ما اعتبر إقصاء لقطاع التأمين‪ ،‬وتدبيرا يدخل في‬ ‫نطاق توافقات من باب «اعطني نعطيك» الذي‬ ‫وقع التعامل بها في قضية التعويضات المليونية‬ ‫بين وزير مالية سابق ومدير الخزينة العامة‪،‬‬ ‫والتي تعرض بسببها موظفان لمتاعب مهنية‬ ‫قاسية اتهما بـ «تسريب» خبر تلك التعويضات‬ ‫للصحافة!!! ‪...‬‬ ‫المنتوج الفالحي الجديد للتأمين الذي طلع‬ ‫به على المغرب‪ ،‬األربعاء الماضي‪ ،‬كل من أخنوش‬ ‫وبوسعيد والذي استفادت منه شركة للتأمين في‬ ‫ملكية الوزير العلمي‪ ،‬التي يشرف على تسييرها‬ ‫في الوقت الراهن المهدي التازي‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫تدبير المخاطر المناخية التي يتعرض لها القطاع‬ ‫الفالحي ‪.‬‬

‫تأمين ضد مخاطر اإلنتاج الفالحي‬

‫مبدئيا‪ ،‬االتفاقية في غاية األهمية‪ ،‬حيث إنها‬ ‫تقدم خدمة كبرى للفالحين وتشجعهم على‬ ‫االستثمار ومواجهة مختلف األخطار المناخية‬ ‫التي تؤثر على إنتاجهم ‪ ،‬حيث إن هذا المنتوج‬ ‫الجديد للتأمين سيعمل على تغطية إنتاج الحبوب‬

‫حفيظ العلمي‬

‫والقطاني والزراعات الزيتية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ضد الجفاف‪،‬‬ ‫والبرد‪ ،‬والصقيع‪ ،‬والرياح القوية‪ ،‬والرياح الرملية‪،‬‬ ‫وركود المياه في الحقول الزراعية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وهو‬ ‫ما جاء تبيانه في منشور لوزارة الفالحة‪.‬‬ ‫ومن أجل انخراط الفالحين في هذا التأمين‪،‬‬ ‫رصدت الدولة إعانات مالية كبيرة للفالحين من‬ ‫أجل دعم اكتتاباتهم‪ ،‬قد تصل إلى ‪ 90‬بالمائة‪،‬‬ ‫من تكاليف كل اكتتاب‪ ،‬تشجيعا لهم على تأمين‬ ‫منتجاتهمالفالحية‪.‬‬ ‫وبالرغم من وجود تساؤالت حول جدية هذا‬ ‫المنتوج التأميني الجديد وطبيعته وقدرته على‬ ‫حماية صغار الفالحين‪ ،‬فإن االتفاقية موضوع‬ ‫التأمين المذكور‪ ،‬تعتبر خطوة هامة على طريق‬ ‫إقرار نظام التأمين الفالحي العام بالمغرب‪.‬‬ ‫إال أن طريقة تحضير هذه االتفاقية واإلعالن‬ ‫عنها‪ ،‬واختيار شركة خاصة للتأمين توجد في ملكية‬ ‫وزير وزميل ألخنوش وبوسعيد في الحكومة وفي‬ ‫ّ‬ ‫اللعبة»‬ ‫الحزب الذي ينتمي إليه ثالثتهم‪« ،‬أفسد‬ ‫وجر عليهم جميعا وابال من االستنكار والتنديد ‪،‬‬ ‫خاصة وموضوع هذه االتفاقية ‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬لم‬ ‫يثر‪ ،‬من قبل‪ ،‬ال في اجتماعات الحكومة‪ ،‬وال في‬ ‫تصريحات رسمية سابقة ‪ .‬بل إن «الطابع السري»‬ ‫الذي أحيطت به العملية‪ ،‬برمتها‪ ،‬سبب إحراجا‬ ‫كبيرا لرئيس الحكومة بنكيران ‪ ،‬نفسه‪ ،‬الذي‬ ‫صرح‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬أنه «ما في رأسه شي» وطالب‬ ‫أخنــوش بتوضيح األمر أمام الرأي العـام‪ ،‬وهو‬ ‫ما حصل فعـال‪ ،‬دون التأكيـد بأنـه كـــان مقنعــا‬ ‫تماما !‪...‬‬ ‫أفتاتي‪ ،‬البرلماني عن حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫أعلن أنه سوف يستفسر كال من وزير الفالحة ووزير‬ ‫االقتصاد والمالية وكذلك الوزير المكلف بالشؤون‬

‫عبد اللطيف وهبي‬

‫العامة‪ ،‬محمد الوفا‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬وذلك من‬ ‫أجل التأكد من وجود «دراسة الجدوى» لالتفاقية‪،‬‬ ‫ومعرفة الحيثيات الكاملة لهذه الصفقة‪ ،‬من‬ ‫حيث توفرها على شروط النزاهة ‪ ،‬وفقا للقوانين‬ ‫المنظمة للشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬ ‫كما أكد أن فريقه بصدد تجميع كافة المعلومات‬ ‫بغاية اتخاذ الموقف الالزم بشأن هذه الصفقة‬ ‫المثيرة للجدل‪.‬‬

‫شركة «ساهام» توضح‬

‫شركة «ساهام» أصدرت‪ ،‬بدورها‪ ،‬بيانا‬ ‫ذكرت فيه أن االتفاقية المبرمة مع وزارتي‬ ‫الفالحة والصيد‪ ،‬والتجارة والصناعة ‪ ،‬أخذت‬ ‫شكل شراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وهي‬ ‫موجهة‪ ،‬أساسا‪ ،‬لصغار الفالحين ‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫مكملة التفاقية ‪ 2011‬بين الوزارتين وتعاضدية‬ ‫‪ MAMDA‬والتعاضدية المركزية ‪ MCMA‬التي‬ ‫تشكل شراكة «مفتوحة أمام شركات أخرى»‪......‬‬ ‫وذكرت شركة «ساهام» أيضا أنها أخذت‬ ‫زمام المبادرة لتقديم اقتراح اعتبرت وزارة الفالحة‬ ‫أنه يستجيب لتطلعات الفالحين ويساعد على‬ ‫تسريع إقرار نظام التأمين الفالحي بالمغرب‪.‬‬ ‫جميل !‬ ‫ولكن‪ ،‬أين يكمن الخلل إذن ؟‬ ‫أوال ‪ ،‬في الطريقة التي تم بها تحضير‬ ‫االتفاقية واإلعالن عنها دون تمهيد أو استحضار‬ ‫لمصالح الجهات المعنية‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أضفى عليها‪ ،‬في نظر البعض‪ ،‬طابع السرية‬ ‫«المشبوهة»‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬في عدم عرض مشروع التأمين الفالحي‬ ‫على الهيئات الممثلة للقطاع وعلى مهنيي التأمين‬

‫عبد العزيز أفتاتي‬

‫الذين كان من المفروض إشراكهم في كل مراحل‬ ‫التحضير بدل إخبارهم‪ ،‬بعد التوقيع‪ ،‬بأن االتفاقية‬ ‫مفتوحة أمام الجميع‪ .‬ال شك‪ ،‬تحت ضغط الجدل‬ ‫الهائل الذي أثاره اإلعالن عن االتفاقيـة ‪ ،‬ســواء‬ ‫على مستوى األحزاب السياسية أو مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬في عدم إخبار رئيس الحكومة بموضوع‬ ‫االتفاقية وتفاصيلها‪ ،‬ما دفع العديد من المتتبعين‬ ‫إلى اعتبارها تتمة لـ «مؤامرة» صندوق تنمية‬ ‫العالم القروي‪ ،‬حيث «خطف» أخنوش من رئيس‬ ‫الحكومة‪ ،‬صفة «اآلمر بالصرف»‪ ،‬الواقعة التي‬ ‫كادت أن تعصف بالحكومة‪ ،‬لوال تبصر بنكيران‬ ‫وإعراضه عن الموضـــوع‪ ،‬وتشبثـــه بمقولته‬ ‫الشهيرة‪ :‬عفى اهلل عما سلف !‪....‬‬ ‫رابعا‪ ،‬وهنا بيت القصيد‪ ،‬في تفويت الصفقة‬ ‫لشركة في ملك وزير بالحكومة‪ ،‬والحكمة أن‬ ‫يعمل الوزراء على درء الشبهات‪ ،‬واالبتعاد عن كل‬ ‫ما يمكن أن يثير الشكوك والظنون حول شروط‬ ‫النزاهة واالستقامة التي «يجب» أن تتوفر في‬ ‫المسؤولين الحكوميين‪ ،‬حتى وإن كان الوزير‬ ‫العلمي قد ابتعد عن «ساهام» بعد أن اقترب‬ ‫من مراكز الحكم‪ ،‬آلنه لم يعد في مغرب اليوم‪،‬‬ ‫مكان للغموض والمناورات ومؤامرات الكواليس‬ ‫المظلمة‪ ،‬بعد أن «عرى» الفيسبوك «الطاجين‪،‬‬ ‫وانتفـت «أسرار الدولـة» وأصبحــت المعلومـــة‬ ‫متاحة ومتوافرة للجميع وبأقل تكلفة‪ ،‬حتى وإن‬ ‫تمادت حكومة بنكيران في عرقلة المصادقة على‬ ‫القانون المتعلق بالحق الدستوري في الولوج إلى‬ ‫المعلومة‪ ،‬ألسباب معلومة‪ ،‬أكثرها فزعا‪ ،‬الخوف‬ ‫من اإلعالم والرأي العام !!!‪....‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫املفرد ب�صيغة اجلمع ‪...‬‬

‫سيدي محمد أديب األندلسي السالوي‬ ‫في ضيافة‬

‫بطنجة‬

‫ببيت الصحافة ‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 15‬يناير الجاري ‪ ،‬تمّ تكريم ملك القلم بامتياز‪ ،‬األستاذ األديب والصحافي‬ ‫والباحث والناقد‪ ،‬سيدي محمد أديب السالوي ‪.‬‬ ‫تكريم بصيغة المؤنث‪ ،‬هكذا أحب األستاذ الكريم أن يسمي هذا التكريم ‪ ،‬بعد أن بادرت جمعية‬ ‫«اليديز سيركل» المكونة من مجموعة من النساء الراقيات الرائعات مهنيا و إنسانيا ‪ ،‬بتكريم أستاذ جليل‬ ‫بقدر سيدي محمد أديب السالوي‪ ،‬مستضيفة حضورا ثقيال‪ ،‬حضورا غنيا‪ ،‬من مفكرين وأساتذة وأدباء‬ ‫وفنانين‪ ‬و إعالميين و نساء و رجال المجتمع المدني‪ ،‬و ثلة من خيرة ما أنجب هذا البلد ‪ ،‬حضور يرقى‬ ‫لمكانة المحتفى به‪.‬‬ ‫في كلمة للفنان الكبير محمد حسن الجندي أبرز فيها مدى العالقة الوطيدة التي تجمعه و األديب‪،‬‬ ‫عالقة شخصية إنسانية و أخرى مهنية عملية ‪ ،‬حيث ذكر أن األستاذ سيدي محمد أديب السالوي ينتمي إلى‬ ‫جيل له وزن فكري إعالمي رصين‪ ،‬رافقه في هذا الجيل كل أعالم المغرب ‪ ،‬أعالم صنعت المشهد اإلعالمي‬ ‫الوطني‪ ،‬و أدت الثمن من أجل أن ينعم الحاضر في أجواء الحرية واالستقرار‪ ،‬حيث أشار إلى التوجه الفكري‬ ‫للكاتب واألديب محمد أديب السالوي باعتباره أحد أقطاب الثقافة المغربية‪ ،‬والنموذج الفذ للشخصية‬ ‫المغربية التي أثرت في الفكر المغربي الحديث‪ ،‬وهو أيضا من أوائل‪ ‬المدافعين عن الهوية المغربية‬ ‫ومعلمة من معالم الفكر المغربي األصيل‪ ،‬و كان له الفضل في تعريف دول الشرق العربي باألدب‬ ‫المغربي بصفة عامة وبالمسرح المغربي بصفة عامة‪.‬‬ ‫‪ ‬و تطرق محمد حسـن الجندي في كلمتـه التي ّأثرت في قلوب الحاضرين بدءا بقوة صوته‬ ‫الجبار و ختما بطريقته اللبقة الراقية في مدح األستاذ و مدح شريكة حياته «الحاجة زينب»‬ ‫زوجة العظيم ‪ ،‬إن نبوغ الزوج وتفوقه غالبا ما يكون ألن وراءه زوجة تدفعه إلى ذلك وتعينه‬ ‫عليه‪ ،‬وفي المثل المتداول‪« :‬وراء كل رجل عظيم امرأة»‪ ،‬ال نغالي هنا إذا قلنا‪« :‬وراء كل رجل‬ ‫عظيم امرأة أعظم»!!‬ ‫‪ ‬فالحاجة زينب تقوم بدور الجندي المجهول‪ ،‬هي التي تدفع زوجها دائمًا إلى األمام‬ ‫لتحقيق النجاح‪ ،‬والوصول إلى الهدف المنشود‪ ،‬هي من توفر الجو المالئم و الحضن‬ ‫الدافئ لتنعش فكر زوجها المبدع و تجعل بيته جنة له و لبنات أفكاره‪ ،‬تستقبل كل محبيه‬ ‫و أصدقائه بصدر رحب ‪ ،‬تعمل على حفظ أرشيف زوجها و االحتفاظ بكل قصاصة يذكر فيها‬ ‫اسم سيدي محمد أديب السالوي ‪ ،‬هي الزوجة و الحبيبة و الصديقة و األم‪ ،‬أنجبت و ربّت‬ ‫نعم التربية و لم تنس للحظة أنها زوجة مبدع فنان‪ ،‬له مزاجه الخاص و قطوسه الخاصة‪،‬‬ ‫كانت و ال تزال دائما على يقظة‪ ،‬فطنة بكل ما يدور حول زوجها ‪ ،‬ساهرة دائما على راحته‪ .‬‬ ‫ولم تخرج شهادة الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي عن هذا السياق‪ ،‬مع إضفاء الجانب اإلنساني في شخصية المحتفى به‪،‬‬ ‫حيث يراه الزروالي «إنسانا بشوشا ساخرا من كل ما يتهافت عليه اآلخرون‪ ،‬أعطى للوطن دون أن يأخذ شيئا‪ ،‬وأدى المهمة فوق ما‬ ‫كان يمكن أن تكون‪ ،‬ولهذا يحق له أن يعيش مرتاح الضمير»‪ ،‬فهو أيضا بحسب عبد الحق الزروالي «مثقف بارع وباحث متوقد ومفكر‬ ‫إنساني»‪.‬‬ ‫و ألقى الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي كلمة مؤثرة ندرج بعض خطوطها ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«‪ ‬ال يفوتني القول بأنني مررت بحالة صعبة و أنا أخط هذه الكلمات التي هيأتها لهذه المناسبة‪.....‬‬ ‫مكمن الصعوبة هو أن األمر ال يتعلق بمجرد الرغبة في الكالم من أجل الكالم‪ ....‬بل إنها أشبه بحالة من يحاول أن يتخلص‬ ‫من ديون تراكمت عليه‪....‬‬ ‫فعال لكم هو صعب أن تتحدث عن اآلخر ‪ ...‬و كأنك تتحدث عن نفسك‪.......‬‬ ‫‪ ‬أيها األديب ‪..‬‬ ‫هي الدنيا كما ترى ‪....‬حال و أحوال ‪......‬‬ ‫فماذا عساني أقول ‪....‬‬ ‫بعد يا شيخ المتصوفة ‪ ..‬يا بن عبد الجبار النفري ‪...‬فعال ‪ ...‬ال خير في العطاء بعد السؤال‪....‬و أجمل الكالم ما ال يقال ‪.....‬‬ ‫أيها الشاهد ‪..‬‬ ‫حين توصلت بالدعوة للمشاركة في هذا التكريم ‪ ...‬شاورت قلبي ‪..‬عقلي‪..‬لساني‪..‬فلم أجد‪..‬ما يتعارض مع قناعتي بك ‪ ....‬لم‬ ‫أجد‪..‬‬ ‫ما يشفع لي في الغياب أو يترك لي مجاال حتى للتردد ‪ ...‬كيف ال و انت ‪...‬‬ ‫‪ ‬و أنت األديب ‪ ..‬الطيب‪ ..‬اللبيب‪ ..‬و األريب ‪....‬‬ ‫كيف ال ‪.....‬‬ ‫‪ ‬و أنت األندلسي ‪ ..‬و لو‪ ..‬قدر المستطاع ‪....‬‬ ‫كيف ال ‪....‬‬ ‫و أنت الفاسي حتى ‪ ...‬حتى النخاع‪....‬‬ ‫كيف ال ‪....‬‬ ‫و أنت السالوي أيها الكاتب المغوار ‪...‬‬ ‫فقل لي بربك‬ ‫أنكون اخوة حتى ‪ ....‬حتى في الجوار ‪ ...‬في العشق ‪ ..‬في العناد‪ ..‬في االستنكار ‪ ...‬في اليتم‪ ...‬بل و لربما حتى في الرضاع ‪......‬‬ ‫كيف ال ‪ ....‬و لك في طنجة أعماق ‪ ...‬أبعاد ‪ ...‬و أسرار التداع‪....‬‬ ‫أيها األديب‪ ....‬أيها المكرّم فينا ‪ ....‬و يا‪ ‬رمز هذه اللمة ‪ ....‬لك ما أعطاك اهلل من لمسة و بصمة و حكمة ‪ ....‬فابتسم كعادتك‬ ‫و ال تقلق‪...‬‬ ‫و ّ‬ ‫تذكر ما قاله نزار ‪:‬‬ ‫بسعال اللون أختنق ‪ ...‬و طعامي الحبر و الورق ‪....‬‬ ‫‪ ‬أعرف أنه قد تشابهت علينا األفكار ‪ ...‬القيم ‪ ....‬المبادئ ‪ ....‬المسارات و لم نعد ندري‪....‬أيها نصدّق‪..‬‬ ‫و يبقى السؤال ‪ ...‬أيكون ذنبنا أننا ولدنا اآلن و هنا ‪ ....‬و هل هذا كل ما نستحق‪.»...‬‬ ‫‪ ‬كالم كثير قيل و سيقال دائما عن األديب سيدي محمد أديب السالوي ‪ .....‬حب و امتنان و مدح و ثناء أعرب عنه الحضور الكريم‪..‬‬ ‫الدكتور عبد الكريم برشيد‪ ، ‬و الدكتور ندير عبد اللطيف و‪ ‬الدكتور الجياللي الكدية‪ ‬و أسماء أخرى المعة حضرت لتروي لنا بعضا من‬ ‫المواقف التي جمعتها و األديب ‪.‬‬ ‫صحبة الكاتب سيدي محمد أديب السالوي معناها معايشة ما يكتب بدهشة اللحظات‪،‬ومعايشة ما يقدم من جديد بعيدا‬ ‫وقريبا من هذه اللحظات‪،‬وهو فيما يقدمه للنقدين األدبي والفني في المغرب يجعل كل بحث عنه محطة انطالقة جديدة لعمله‬ ‫الصحافي‪،‬وليست نقطة وصول تختم النظر إلى هذه اللحظات‪.‬إن الصحبة معه كأديب‪،‬وصحافي‪،‬وباحث‪،‬وناقد‪،‬هي خير أنيس يكتشف‬ ‫فيها المتلقي أن أديب السالوي محدّث‪ ،‬ومحاور‪،‬ومجادل بالتي هي أحسن‪.‬‬ ‫عنده حين تكون المعرفة مدار المعرفة‪،‬وتكون الثقافة مدار الثقافة‪،‬وتكون الحقيقة مدار الحقيقة‪،‬ويكون الوطن نسغاً لهذه‬ ‫المدارات و يكون هو المصاحب الحقيقي لهذه الصحبة التي وضعت أساس العالقة بينه وبين قضايا الثقافة ‪،‬والفن‪،‬والمجتمع‪،‬مبنية‬ ‫على تأسيس القول الذي يتمتع بكامل قواه العقلية‪،‬والفكرية‪،‬و اإلنسانية لتقديم عمقه‪ ،‬وإنطاق عمق ما يقول‪،‬وتقديم عمق حديثه‬ ‫عن الكالم حول الزمن المغربي‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تظهر هذه المعرفة في ملفاته حول المسرح التي يقدم فيها خالصة قراءاته لتاريخ وتجارب المسرح المغربي‪،‬ويقدم‬ ‫تجارب المسرحيين المغاربة ‪،‬ويقارب كل القضايا الفكرية التي ناقشها المسرح المغربي ّ‬ ‫‪،‬ونظر لها‪ ،‬أهم هذه المؤلفات‪:‬‬ ‫(المسرح المغربي من أين إلى أين) الصادر عن وزارة الثقافة واإلرشاد القومي بدمشق عام ‪، 1975‬وكتاب (االحتفالية‬ ‫في المسرح المغربي)الموسوعة الصغيرة بغداد ‪ 1981‬وكتاب (المسرح المغربي البداية واالمتداد)الصادر عن دار وليلي‬ ‫عام ‪. 1996‬‬ ‫ويظهر تجريب القراءة النقدية والتأريخية للتجربة التشكيلية المغربية في كتاب (التشكيل المغربي بين التراث‬ ‫والمعاصرة) الصادر عن وزارة الثقافة و اإلرشاد القومي بدمشق عام ‪، 1980‬وكتاب (أعالم التشكيل العربي في المغرب)‬ ‫الصادر عن وزارة الثقافة واإلعالم ببغداد عام ‪، 1982‬وكتاب (التشكيل المغربي البحث عن الذات) الصادر عن دار‬ ‫مرسم‪ ‬الرباط‪ ‬سنة ‪.2009‬‬ ‫بهذه المصنفات ذات القيمة الرمزية ‪،‬والثقافية في الثقافة المغربية‪،‬صار محمد أديب السالوي‬ ‫العارف المثقف بالقيمة المعرفية للكلمة‪،‬وصار المدرك ألسرار الكتابة ‪،‬ومهامها اإلعالمية‪،‬‬ ‫والتوثيقية‪،‬وصار الخبير بكيفية إماطة الستائر عمّا تخفيه السرائر في جوف النصوص‪ ،‬المسرحية‬ ‫منها والتشكيلية والشعرية والروائية‪،‬وما يخفيه الواقع‪،‬وهو الصبور الذي يعرف أن بناء‬ ‫الحقائق‪،‬وإعادة تقديمها‪،‬وتتبع مواضيع الكتابة عن الثقافة المغربية‪ ،‬واقتفاء أثر السابقين‬ ‫من الباحثين والنقاد والدارسين واالختالف عن الالحقين من أجيال النقاد المعاصرين‬ ‫الحداثيين‪،‬ال يتيسّر إال بركوب متعة البحث والكتابة‪،‬وعبور المعابر‪،‬والتأكد من المراجع‬ ‫والمصادر‪،‬وكأنه بإدراكه ومعرفته‪،‬يكون وكأنه في حاالت مخاض بين ذاته الكاتبة‬ ‫التي تريد تأسيس تميز ما تستولد من مواضيع‪،‬وبين موضوع الكتابة‪،‬وما يريد‬ ‫أن يجعله في هذه العملية الكتابية في سياق العمل الصحافي خالصا من حاالت‬ ‫الركود‪،‬والتردد‪،‬والغموض‪،‬والخوف من الجهر بالحقيقة‪،‬والغموض‪،‬والتالعب‬ ‫بالمفاهيم التي ال تؤدي إلى وضوح المفاهيم‪.‬‬ ‫يظهر هذا أيضا في المصنفات التي اشتغل فيها سيدي محمد أديب‬ ‫السالوي على موضوع السرد المغربي وهو يتناول المسألة اإلبداعية المغربية‬ ‫من خالل جنس أدبي ‪،‬أو نوع أدبي خاص‪.‬ففي الشعر أنجز مقاربة نقدية مشتركة‬ ‫بينه وبين كل من أحمد المجاطي وإبراهيم الجمل ‪،‬تناولت في تجميعها لتجربة‬ ‫المعداوي الشعرية مسألة األبنية الفنية والشعرية عند الشاعر في كتاب موسوم‬ ‫ب(ديوان المعداوي)الصادر بالدار‪ ‬البيضاء‪ ‬عام ‪،1965‬إضافة إلى مصنف آخر اشتغل على موضوع الشعر العربي تحت عنوان(الشعر‬ ‫المغربي مقاربة تاريخية ‪ 1930‬ـ ‪ ،) 1965‬الصادر عن دار إفريقيا الشرق الدر‪ ‬البيضاء‪.‬أما في القصة والرواية فقدم تحليال وافيا‬ ‫مستفيضا لعينات من هذا النتاج عنونه ب (تضاريس الزمن اإلبداعي)‪.‬‬ ‫صحبة األديب محمد أديب السالوي في هذه الدراسات التي تمدّ عالقاتها مع المتلقي‪،‬هي المعنى اآلخر للصحبة وهي تواكب‬ ‫الثقافة المغربية ‪،‬وتواكب العمل الصحافي المغربي الذي تربى وأينع عنده في أحضان الجرائد الوطنية ‪،‬العلم‪،‬والبيان‪،‬والتكتل‬ ‫الوطني‪،‬فنضجت بفضله كتابات‪،‬وأشرقت مواقف‪،‬وتكلمت إبداعات‪ ،‬وتأسس جدل‪،‬وسجال‪،‬وائتالف‪،‬واختالف‪،‬حول االختيارات التي‬ ‫تحكمت في العالقة بين السياسي واإلعالمي من جهة والثقافي واالجتماعي من جهة ثانية وهو ما تبلور بوضوح في الكتابات التي‬ ‫تناولت العديد من القضايا الساخنة ‪،‬وفي العديد من اإلشكاالت التي اهتمت عنده بالمسألة الوطنية‪،‬وبمصير المغرب‪ ،‬حيث اهتم‬ ‫الباحث محمد أديب السالوي بطرح العديد من األسئلة التي أسس بها توجهه الوطني في عمله الصحافي وهو يقوم ببحوث تالمس‬ ‫قضايا الوطن‪،‬سيما في سنة ‪ 1997‬التي عرفت نشر كتابه السياسي الهام المعنون ب (هل دقت ساعة اإلصالح؟)‪،‬وكتاب (المخدرات‬ ‫في المغرب وفي العالم)‪،‬وكتاب (الرشوة األسئلة المعلقة) الصادر عام ‪، 1999‬وكتاب (أطفال الفقر)الصادر عام ‪، 2000‬وكتاب (االنتخابات‬ ‫في المغرب إلى أين؟)وكتاب (السلطة وتحديات التغيير)سنة ‪، 2002‬وكتاب (المشهد الحزبي بالمغرب‪،‬قوة االنشطار)عام ‪ ، 2003‬وكتاب‬ ‫(عندما يأتي الفساد) عام ‪ . 2008‬وكتابه األخير (السلطة المخزنية‪ .‬تراكمات األسئلة)‪،‬‬ ‫بهذه الكتب يمثل سيدي محمد أديب السالوي جيل الصحافيين المغاربة الذين تشبعوا بالدور الذي تلعبه الصحافة‪،‬والعمل‬ ‫الصحفي في توسيع دائرة االهتمام بالقضايا الوطنية إعالميا‪،‬وتشبعوا بالقيم الوطنية‪،‬وراهنوا على ترويج الخطاب المؤسس للحقيقة‬ ‫في مجتمع مغربي كان وال يزال متعطشا للحقيقة‪،‬ومتعطشا لتأصيل ثقافة الحوار‪،‬والمبادرة‪،‬وخلق ثقافة إعالمية تنتمي بمواضيعها‬ ‫‪،‬وبأسئلتها‪،‬وببحوثها‪،‬وبأجوبتها الممكنة إلى المغرب‪ ،‬والتعريف بالمغرب بما هو عليه ثقافيا‪،‬واجتماعيا‪،‬وسياسيا‪،‬تطويرا لحوار إعالمي‬ ‫وطني يشكل لونا من ألوان اإلصرار على تثبيت دعائم حقيقة الهوية‪،‬وحقيقة األصالة والحداثة‪.‬‬ ‫كتابات محمد أديب السالوي بكل معاني العمل الصحافي‪،‬والبحث‪،‬والكتابة تبقى إبحارا معرفيا في حبر االختالف‪،‬ويبقى كالمه‬ ‫يجوب في كل مصنفاته عوالم بحر الحقيقة المحملة بقوة وعمق ورؤية األشياء بمواضيع محملة بدالالت المغرب‪،‬بعيدا عن اإلغراء‬ ‫الحضاري المزيّف‪،‬وبعيدا عن الكالم الذي يفقد قوة الكالم حين يتخلى عن الدور الحقيقي للصحافة‪،‬كتابات ال تزيح بصرها عن‬ ‫المغرب‪،‬وال تنفصل عن سؤال الكائن والذي ينبغي أن يكون ‪،‬ويتح ّقق‪،‬ألنها تفضل اإلصغاء إلى كالم الواقع‪.‬‬ ‫يكتب محمد أديب السالوي بأسلوبه الصحافي الممتع انطباعات يحولها إلى مواضيع ‪،‬ويحول المواضيع إلى بحوث‪،‬ويحوّل‬ ‫البحوث إلى طروحات غير عصية على اإلدراك‪،‬ألن دالالتها غير مبهمة حين ترصد حركية المشهد الثقافي المغربي‪،‬وتتعرض للقضايا‬ ‫المغربية الحساسة التي تتعلق بالفساد السياسي‪،‬وإرهاب السلطة‪،‬وتاريخ األحزاب السياسية‪،‬إنه فيما يكتب نجده محلال سياسيا‪ ،‬ونجده‬ ‫كاتبا اجتماعيا‪،‬ونجده ناقدا أدبيا يملك القدرة على قراءة الظواهر ‪،‬وله القدرة على التوثيق‪،‬وله القدرة على بناء الخطابات التي تدافع‬ ‫عن حرية الرأي‪ ،‬بمواقف تنافح على حرية الصحافة‪،‬وتتصدى بجرأة للقضايا المسكوت عنها في الكتابات الصحافية السريعة‪.‬‬ ‫بهذا صارت كتاباته‪،‬ذاكرة الثقافة المغربية‪،‬وذاكرة العديد من القضايا السياسية‪،‬في أزمنتها المتواترة‪،‬وخصوصياتها ‪ ،‬ومعالمها‬ ‫نضجت من ممارسة الفعل الصحافي باقتدار‪،‬بعد أن نذر اهتمامه‪ ،‬وحياته‪ ،‬وحبره‪ ،‬لتحصين المعاني الحضارية التي كانت تراهن عليها‬ ‫الحركة الوطنية المغربية‪،‬ويراهن عليها اإلعالم المغربي‪،‬والصحافة المغربية‪ ،‬لتحصين الصحافة من كل المعاني النخرة‪،‬واالرتقاء‬ ‫بالكتابة إلى بنائها المكتمل بالبحث والتوثيق‪،‬وصياغتها التامة‪،‬إنه فيما يكتب صار مؤرخا في المسرح حين يتحدث عن المسرح‬ ‫المغربي من البداية إلى االمتداد‪،‬يح ّقب ما يجب تحقيبه‪،‬وفي التشكيل يجلي أهم تجارب التشكيليين وتجاربهم‪،‬وفي السياسة وقضايا‬ ‫المجتمع صار في كتاباته صوت المغرب خارج المغرب‪.‬‬ ‫في كتاباته هو مغربي بصيغة العروبة‪ ،‬فهو عربي بصيغة األصالة‪،‬وهو موثق بصيغة الموثق الذي يعود إلى المراجع لدعم رأي‬ ‫أو قضية‪،‬ويعود إلى اإلحاالت توثيقا لما يجب توثيقة والوثوق به‪،،‬في كتاباته أيضا هو مؤمن بالتعدد الثقافي بقدر إيمانه بالهوية‬ ‫الوطنية المغربية‪،‬فنسيج نصوصه تكونه إحاالته المتعددة على ثقافاته المتعدّدة‪،‬والمختلفة‪،‬بها يشخص حدود آفـاق عمله‪ ،‬فيعتــز‬ ‫بالتاريخ‪ ،‬وبالثقافة‪ ،‬وبالتصوف‪ ،‬وبالثقافة المغربية ‪ ،‬ويهتم اهتماما خاصا بحاضر وبمستقبل المغرب‪.‬‬ ‫فشكرا للجمعية التي عملت على تكريم هذا الرجل العظيم ‪ ،‬الجمعية الهادفة التي ترمي إلى أعمال خيرية غير ربحية‪ ،‬تعمل تحت‬ ‫شعار الصداقة والتكافل‪ ،‬وتفسح فضاء عضويتها للنساء الشابات النشيطات الملتزمات‪ ،‬وتطمح أن تكون عامال فعاال في المجاالت‬ ‫الحقوقية والثقافية واالجتماعية بالمغرب وبالعالم‪ ،‬إلى جانب باقي مكونات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫حفظك اهلل لنا سيدي محمد أديب السالوي و أطال اهلل في عمرك و بارك اهلل لنا فيك‪.‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫خبيرة أممية لتقييم وضعية‬ ‫حقوق اإلنسان بالمغرب‬ ‫أعلن عن إيفاد خبيرة من األمم المتحدة لتقييم‬ ‫وضعية حقوق اإلنسان بالمغرب وإعداد تقرير حول‬ ‫التنمية بهذا البلد‪ .‬وال شك أن األساتذة الطلبة كفوها‬ ‫مؤونة البحث والتقصي‪ ،‬حيث إن تعاطي القوات‬ ‫العمومية مع هؤالء “الموروكان” “الغاضبين” بالطريقة‬ ‫المعلومة‪ ،‬تكفي لتقتنع المدام فيرجينيا داندان‪ ،‬بأن‬ ‫األمور بخير‪ ،‬وأن حقوق التظاهر السلمي وممارسة‬ ‫الحقوق المدنية “مكفولة” للجميع ‪ ،‬سواء كان ذلك في‬ ‫رأس رئيس الحكومة أو لم يكن‪! ‬‬

‫****************‬

‫دجـاج فاسـد ودقيق “مدود”‬ ‫يغزو أمعاء المغاربة‬ ‫مجزرة ومسلخة ومنصة لــ “ترياش” دجاج فاسد‪،‬‬ ‫ومتعفن‪ ،‬مركب متكامل‪ ،‬تم ‪ ،‬أخيرا‪ ،‬اكتشافه في مدينة‬ ‫كبيرة توجد على أربعين كيلومترا من العاصمة‪...،‬‬ ‫مدينة القنيطرة‪ .‬الدجاج يشحن داخل شاحنات ترابط‬ ‫بباب هذا المركب العجيب‪ ،‬استعدادا لنقل “اللحوم‬ ‫الفاسدة” إلى األسواق والمحالت المتعاقدة مع المركب‪،‬‬ ‫لتدخل في دورة االستهالك البشري‪ ،‬دون أدنى اعتبار‬ ‫لصحة البشر وسالمتهم‪.‬‬ ‫في سيدي سليمان‪ ،‬اهتدت مصالح األمن إلى حجز‬ ‫كميات من دقيق منتهي الصالحية‪ ،‬تعشعش فيه أعداد‬ ‫من الدود والحشرات‪ ،‬وتنبعث منه روائح كريهة‪ .‬الدقيق‬ ‫كان معدا إلنتاج الخبز داخل فران شعبي‪ .‬الدقيق تم‬ ‫استقدامه ‪ ،‬خلسة‪ ،‬من إحدى الداخليات التابعة لنيابة‬ ‫سيدي سليمان‪.‬‬ ‫ال تسألوا عن السلطات العمومية وال عن الجماعات‬ ‫الترابية وال حتى عن المكاتب البلدية لحفظ الصحة‬ ‫العمومية‪ .‬ذلك أه في مغرب اإلصالحات الكبرى‪ ،‬يوجد‬ ‫اإلنسان دوما “خارج التغطية”‪.... ! ‬‬

‫****************‬

‫دوار “أزرازر”‬ ‫هل يعلم الوزير بلمختار بوجود مدرسة بدوار‬ ‫“أزرازر”‪ ،‬وهل يعلم بوجود هذا الدوار أصال حيث توجد‬ ‫مدرسة يتيمة‪ ،‬تعيش وضعا كارثية‪ ،‬بها حجرة واحدة‬ ‫ال تصلح حتى لتستعمل ك”كشينة” ومع ذلك يحشر بها‬ ‫أبناء الشعب “المقهور” الذي ال جهد له وال حيلة‪ ،‬إال أن‬ ‫يكتب ويراسل دون أمل في جواب من أهل المسؤولية‪،‬‬ ‫حتى إذا نزل إلى الشارع ليطالب بحقه في مدرسة‬ ‫قابلة ”للحياة”‪ ،‬تعاطت معه القوات العمومية بالطريقة‬ ‫“المألوفة”‪...! ‬‬ ‫لعلم الوزير فإن دوار “أزرازر” يوجد في إقليم وزان ‪،‬‬ ‫مهد دار الضمانة العتيدة‪ ،‬و مدينة العلم والعلماء‪ ،‬في‬ ‫عهد من كانوا يعطون للعلم حقه وللعلماء قدرهم‪،‬‬ ‫بغير حساب‪...! ‬فما رأي نيابة التعليم بهذا اإلقليم ؟‬

‫****************‬

‫تقاعد البرلمانيين‬ ‫ال زال الجدل قائما ‪ ،‬على مستوى الرأي العام‪،‬‬ ‫حول تقاعد البرلمانيين ومعاشات “زوج فرنك” التي‬ ‫يتقاضونها بمجرد المغادرة “االنتكاسية”‪ .‬بنكيران يرى‬ ‫أنه ال يجب “أن نحرم” البرلمانيين من هذه “الفرنكات”‪،‬‬ ‫ليصطف إلى جانب بنشماس والعنصر‪ ،‬وهما ممن‬ ‫يعتبرون أن تقاعد البرلمانيين حق قانوني الوجود ألي‬ ‫إشكالية في إمكانية استمراره‪ ،‬حتى وإن كان الشعب‬ ‫يساهم ظلما وعدوانا من ماليته‪“ ،‬المهترئة” بما يناهز‬ ‫‪ 2900‬درهم للرأس‪ ،‬بالنسبة لبرلمانيي الغرفتين‬ ‫وعددهم ‪ 515‬بالتمام والكمال‪ ،)120 + 395( .‬بعد‬ ‫المصادقة على دستور ‪.2011‬‬ ‫لعلمكم فإن ‪ 140‬مستشارا برلمانيا سابقا‪،‬‬ ‫يستفيدون من تقاعدهم البرلماني قبل بلوغ سن‬ ‫التقاعد القانونية بالمغرب‪.‬أما عموم المغاربة‪ ،‬في دولة‬ ‫الحق والقانون و”الحريات”‪ ،‬فإن عليهم أن يدمروا إلى‬ ‫حدود ‪ 63‬سنة ليحصلوا‪ ،‬فعال‪ ،‬على زوج فرنك‪......‬‬ ‫سعدك ياسعود‪..!!! ‬‬ ‫سعدك ياسعود‪....! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫سابقة خطيرة‪ :‬مكتب الكهرباء يقطع النور عن مدرسة‬ ‫قروية قرب الميناء المتوسطي‬ ‫في سابقة خطيرة‪ ،‬اقترف المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫جريمة أخرى في حق سكان منطقة فحص أنجرة‪ ،‬عندما قطع‬ ‫الكهرباء بشكل نهائي عن مدرسة ابتدائية ال تبعد سوى‬ ‫بضعة أمتار عن ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬الذي يوصف بأنه من‬ ‫أكبر الموانئ في حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وتسبب هذا التصرف الذي وصف باألرعن من جانب‬ ‫المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬في سخط عارم بين سكان‬ ‫المنطقة‪ ،‬حيث يعيش تالميذ «مدرسة الدالية» عطلة إجبارية‬ ‫منذ أزيد من أسبوع بعد قطع الكهرباء عن مدرستهم‪.‬‬ ‫وصُدم سكان منطقة قريبة من الميناء‪ ،‬بنزع العداد‬ ‫الكهربائي بكامله عن «مدرسة الدالية» من طرف موظفي‬ ‫المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬بحجة عدم أداء فواتير سابقة‪ ،‬حيث‬ ‫تم ذلك من دون أي إشعار مسبق موجه إلدارة المدرسة أو‬ ‫لنيابةالتعليمبالمنطقة‪.‬‬ ‫من جهته قال النائب اإلقليمي بوزارة التربية الوطنية‬ ‫بعمالة فحص أنجرة‪ ،‬محمد بركان‪ ،‬في تصريح لـ «المساء»‬ ‫أن مدرسة الدالية وقعت اشتراكا مع المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫منذ سنة ‪ ،1999‬عندما كان عداد الكهرباء مسجال باسم نيابة‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫وأضاف أن مدرسة الدالية‪ ،‬مثلها مثل باقي المدارس‪،‬‬

‫تعتبر مرفقا عموميا وال يمكن اتخاذ قرار قطع الكهرباء عنها‬ ‫وسحب العداد إال بقرار قضائي‪.‬‬ ‫ويدرس بمدرسة الدالية تالميذ فقراء يعيشون في قرية‬ ‫توجد على بعد خطوات من أغنى ميناء في المغرب‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫يعتمد آباؤهم على أنشطة فالحية بسيطة أو يعتمدون على‬ ‫البحر من أجل كسب لقمة العيش‪ ،‬علما أن أغلبهم لم يتم‬ ‫قبولهم للعمل في الميناء على الرغم من أنهم أقرب الناس‬ ‫إلى هذا المشروع‪ ،‬وأجدادهم وجدوا بهذه المنطقة منذ مئات‬ ‫السنين‪.‬‬ ‫والمثير أن إدارة ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬عادة ما تتظاهر‬ ‫بدعم مدارس في عمالة فحص أنجرة‪ ،‬وعلى الخصوص‬ ‫مدارس توجد على بعد عشرات الكيلومترات من الميناء‪ ،‬غير‬ ‫أنها ال تأبه بمعاناة تالميذ يدرسون في مدرسة متهالكة قرب‬ ‫أنف الميناء‪ ،‬حيث لم يقم مسؤولو الميناء بأية مبادرة نحو هذه‬ ‫المدرسة بعد قطع الكهرباء عنها‪.‬‬ ‫وكان مسؤولون من الميناء المتوسطي قد زاروا مؤخرا‬ ‫مدرسة في جماعة «الزّرارع»‪ ،‬على بعد حوالي ‪ 30‬كيلومترا‬ ‫من الميناء‪ ،‬حيث قدموا لها دعما ماديا ومعنويا‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي يتصرف مسؤولو نفس الميناء بمنطق غريب حيال‬

‫“مدرسة الدالية”‪ ،‬التي توقف تالميذها عن الدراسة بعد قطع‬ ‫الكهرباءعنها‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا السلوك فضيحة حقيقية للمكتب الوطني‬ ‫للكهرباء ووزارة التعليم‪ ،‬وأيضا للميناء المتوسطي‪ ،‬حيث يتم‬ ‫حرمان مدرسة مطلة على أوربا من الدراسة بسبب تأخر أداء‬ ‫الفواتير‪ ،‬في الوقت الذي يبذر الميناء الماليير على مشاريع‬ ‫ٍ‬ ‫أخرى كثيرة من دون أية أهمية‪.‬‬ ‫كما أن المكتب الوطني للكهرباء لم يعبأ باألسالك‬ ‫الكهربائية التي تهدد حياة السكان في المنطقة بسبب‬ ‫سقوطها وتآكلها‪ ،‬حيث تظل على حالها لسنوات‪ ،‬بينما انتبه‬ ‫فقط لمدرسة ابتدائية يدرس بها أبناء الفقراء فقرر قطع‬ ‫الكهرباءعنها‪.‬‬ ‫والغريب أن هذه المدرسة‪ ،‬الموجودة قبالة البحر‪ ،‬تعتبر‬ ‫أقرب مدرسة ابتدائية إلى أوربا حيث تطل مباشرة على الضفة‬ ‫األخرى لمضيق جبل طارق‪ ،‬غير أن هذا القرب الجغرافي لم‬ ‫يشفع لتالميذها الفقراء الذين وجدوا أنفسهم في قلب الظالم‬ ‫وسط الميناء المتوسطي المُضاء بأضواء باهرة وقوية ليال‬ ‫ونهارا‪.‬‬

‫استئنافية إدارية الرباط تلغي حكمين ضد بلدية مرتيل‬ ‫خالل ‪ 15‬يوما‬

‫ألغت محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪ ،‬قرارا‬ ‫ابتدائيا بإلغاء انتخاب علي أمنيول‪ ،‬رئيس المجلس البلدي‬ ‫لمرتيل لوالية جديدة‪ ،‬وهو الحكم الذي صدر قبيل حكم‬ ‫آخر من نفس المحكمة ولصالح نفس المسؤول السياسي‪،‬‬ ‫ما أثار استغرابا كبيرا‪.‬‬ ‫وقضت المحكمة اإلدارية االستئنافية بالرباط بإلغاء‬ ‫حكم بإلغاء انتخاب أمنيول‪ ،‬وهو الحكم الذي كان قد صدر‬

‫يوم ‪ 20‬نونبر الماضي عن المحكمة االبتدائية االدارية‪،‬‬ ‫بسبب عزله سابقا من طرف وزير الداخلية بسبب شواهد‬ ‫إدارية غير قانونية ومشاكل خطيرة في مجال التعمير‪..‬‬ ‫وكان وكيال الئحة االتحاد االشتراكي وحزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬المنافسين الرئيسيين ألمنيول بالمجلس‬ ‫البلدي لمرتيل‪ ،‬قد طعنا في تشكيلة المكتب الجديد‬ ‫للمجلس‪ ،‬نظرا ألن وزارة الداخلية كانت قد عزلت رئيسه‬

‫المنتمي حاليا لحزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫الوالية الجماعية السابقة‪.‬‬ ‫والغريب أنه بعد أسبوعين فقط من صدور هذا‬ ‫الحكم عن االستئنافية اإلدارية في الرباط لصالح أمنيول‪،‬‬ ‫صدر عن نفس المحكمة مؤخرا حكم آخر بإلغاء تعويض‬ ‫ألحد المتنازعين مع البلدية‪ ،‬المقدرة قيمته بـ‪ 11‬مليار‬ ‫سنتيم‪ ،‬بسبب هدم فيلته‪.‬‬

‫حرب مراسالت بين نائب التعليم بطنجة وجمعية لآلباء‬ ‫بسبب مبادرة «مليون محفظة»‬

‫أشعلت مبادرة «مليون المحفظة» ما يشبه مراسالت‬ ‫بين جمعية أمهات وآباء تالميذ مدرسة الحسن الثاني‬ ‫ونائب التعليم بطنجة‪ ،‬وذلك فور تلقي المصالح الوزارية‬ ‫شكايات تنبهها إلى وجود ما أسمته «تالعبات» في هذه‬ ‫المبادرة الملكية بالمدرسة المذكورة‪ ،‬ما دفعها إلى‬ ‫تحريك لجنة تقصي الحقائق من األكاديمية الجهوية‬ ‫على مستوى تطوان‪ ،‬للبحث في هذا الملف‪ ،‬حيث‬ ‫كشفت وثيقة عبارة عن إنذار موجه إلى أحد المسؤولين‬ ‫التربويين بالجمعية من طرف النائب‪ ،‬إلى أنه بناء على‬ ‫اقترحات من اللجنة الجهوية التابعة لألكاديمية الجهوية‪،‬‬ ‫بخصوص الشكاية التي توصلت بها المفتشية العامة‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬صادرة عن الجمعية المذكورة‪ ،‬فإنه‬ ‫تبين أنه تم الطعن في عملية توزيع مليون محفظة‪ ،‬مع‬ ‫الجهل التام بالمذكرات الوزارية المنظمة لهذه العملية‪،‬‬

‫حسب مضمون الوثيقة التي (تتوفر «األخبار» على نسخة‬ ‫منها)‪ .‬أكد النائب اإلقليمي في الوثيقة الصادرة أخيرا‪،‬‬ ‫أنه تم تسجيل عجز في إثبات ما ورد في الشكايات‬ ‫المقدمة‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بتجاوز المدير الختصاصاته‬ ‫ومحاولةضرب أحد األعضاء‪ .‬ووجه المسؤول ذاته اتهامات‬ ‫إلى المسؤولين بالجمعية بتقديم معلومات مغلوطة‪ ،‬من‬ ‫قبيل التالعب فيالمبادرة الملكية لمليون محفظة‪ ،‬فضال‬ ‫عن الطعن في مشروعيةالجمعية‪ ،‬ونبه المسؤول التربوي‬ ‫موظفا تابعاللوزارة الوصية‪ ،‬إلى كونه قدم وشاية‬ ‫كاذبة حيال هذا األمر ولم يلتزم بميثاق حسن سلوك‬ ‫الموظف العمومي‪ ،‬ما قد يؤدي‪ ،‬حسب المسؤول ذاته‪،‬‬ ‫إلى اتخاذ ـ ما قال ـ إجراءات أشد في حقه‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬عادت الجمعية لتراسل الوزارة الوصية‬ ‫على المستوى المركزي من جديد‪ ،‬متهمة اللجنة الجهوية‬

‫بكونها اعتمدت وجها واحدا‪ ،‬ولم توضح ما أسماه‬ ‫الموقعون على الشكاية‪ ،‬الحقائق الكاملة حول موضوع‬ ‫المليون محفظة على حد زعمهم‪ ،‬وأن هناك تغييرا طال‬ ‫الوقائع أثناء االستماع إلى الجميع‪ ،‬مؤكدين أن ما يتعلق‬ ‫بالبمادرة يحتاج إلى لجنة مركزية للتدقيق فيالمعطيات‪،‬‬ ‫فضال عما أسماه هؤالء وجود «انتقامات» و«انزالقات»‬ ‫من طرف بعض رجال التعليم بالمدرسة المشار إليها لم‬ ‫يكشف هؤالء عن مضمون ذلك‪.‬‬ ‫وهدد الموقعون على الشكاية في حال عدم تدخل‬ ‫الوزارة الوصية لحل المشاكل العالقة على حد قولها داخل‬ ‫المؤسسة‪ ،‬بتوجيه الملف إلى الديوان الملكي لكشف عن‬ ‫تفاصيل ما يجري داخل المؤسسة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫رجل أمن يشهر مسدسه في وجه تالميذ حاصروا دورية‬ ‫بالقصر الكبير‬

‫أشهر رجل أمن بزي مدني‪ ،‬مسدسه الوظيفي في‬ ‫وجه العشرات من التالميذ بالقرب من بوابة ثانوية أحمد‬ ‫الراشدي بالقصر الكبير‪ ،‬وذلك بهدف تفريقهم‪ ،‬بعدما‬ ‫هاجموا دورية أمنية‪ ،‬حضرت إلى عين المكان الستتباب‬ ‫األمن‪ ،‬بعدما ثار التالميذ في وجه بعض األساتذة‪.‬وأفاد‬ ‫شهود عيان أن رجل األمن‪ ،‬التابع لمفوضية األمن بالقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬والذي حضر رفقة زمالئه ضمن دورية أمنية‪ ،‬قدمت‬ ‫إلى محيط المؤسسة‪ ،‬بين الساعة الـ‪ 10‬والـ‪ 11‬من صباح‬ ‫األربعا الفارط‪ ،‬بطلب من إدارة ثانوية أحمد الراشدي‪،‬‬ ‫أشهر مسدسه وشرع في التلويح به في اتجاه التالميذ‪،‬‬

‫وهو يدور في مكانه‪ ،‬بعدما وجد نفسه هو وزمالءه‬ ‫محاصرين وسط حشود من التالميذ‪ ،‬الذين عمدوا‬ ‫إلى تطويق العناصر األمنية والصراخ في وجههم‪،‬‬ ‫ليضطر أحدهم إلى إخراج مسدسه لترهيب التالميذ‬ ‫وتفريقهم‪.‬‬ ‫وحضرت دورية أمنية بمحيط ثانوية أحمد الراشدي‪،‬‬ ‫بطلب من إدارة المؤسسة التي وجدت نفسها في مواجهة‬ ‫حامية الوطيس مع العشرات من التالميذ‪ ،‬الذين ثاروا‬ ‫في وجه اإلداريين واألساتذة المكلفين بالحراسة أثناء‬ ‫اجتياز االمتحانات اإلشهادية الموحدة‪ ،‬الخاصة بالقسم‬

‫التاسع‪ ،‬بعدما تم التعامل معهم بصرامة وتم منعهم من‬ ‫استعمال أساليب الغش‪ ،‬حيث غادر التالميذ أقسامهم‬ ‫وهم غاضبين‪ ،‬وفدخل بعضهم في مواجهات مع األساتذة‪،‬‬ ‫حيث أصاب أحد التالميذ أستاذا بحجر‪ ،‬واندلعت احتجاجات‬ ‫التالميذ في وجه األساتذة واإلدارة معا‪ ،‬فطالبت هذه‬ ‫األخيرة بتوفير األمن والحماية لها‪ ،‬حيث حضرت دورية‬ ‫أمنيهة لكن التالميذ ثاروا غضبا في وجه الدورية األمنية‬ ‫وطوقوا عناصرها‪.‬‬

‫العربي الجوخ‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪821‬‬

‫انخفاض العجز التجاري الوطني خالل سنة ‪2015‬‬ ‫سجل العجز التجاري المغربي انخفاضا بنسبة ‪ 18،7‬في المائة‪ ،‬على أساس سنوي‪ ،‬عند متم شهر دجنبر ‪ ،2015‬إذ تراجع إلى‬ ‫‪152,3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫بنك المغرب‪ ،‬أوضح في نشرته الشهرية للظرفية االقتصادية والنقدية والمالية لشهر دجنبر‪ ،‬أن هذا التراجع يعود باألساس‬ ‫إلى انخفاض الواردات ب ‪21,5‬مليار درهم لتصل إلى ‪ 366,5‬مليار درهم وبدرجة أقل الرتفاع الصادرات ب ‪ 13,5‬مليار درهم لتبلغ‬ ‫‪214,3‬مليار درهم‬ ‫وأبرز البنك المركزي أن نسبة التغطية عرفت أيضا تحسنا بـ ‪ 6,8‬نقطة حيث بلغت ‪ 58,5‬في المائة وهو أعلى مستوى لها خالل‬ ‫السنوات العشر األخيرة‪ ،‬مشيرا إلى أن الواردات عرفت انخفاضا بنسبة ‪ 5,6‬في المائة بسبب تراجع المشتريات من المواد الطاقية بنسبة‬ ‫‪ 28‬في المائة‪ ،‬خصوصا بتراجع مشتريات النفط الخام بـ‪ 3،61‬بالمائة‪.‬‬ ‫وأشارت النشرة إلى أن تطور الصادرات جاء انعكاسا الستمرار دينامية مبيعات قطاع السيارات للخارج والتي عرفت زيادة بنسبة‬ ‫‪20,9‬في المائة مع تسجيل ارتفاع بنسبة ‪ 26,3‬في المائة في مجال صناعة السيارات‪ ،‬مضيفة أن الزيادة التي حققتها الصادرات ترجع‬ ‫أيضا إلى ارتفاع مبيعات الفوسفاط ومشتقاته (زائد‪ 16,3‬في المائة)‪ ،‬وصادرات قطاع الفالحة والصناعة الغذائية (زائد‪ 10,1‬في المائة)‬ ‫خصوصا بفضل انتعاش صادرات الصناعة الغذائية بنسبة ‪ 12،8‬في المائة‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬سجلت مبيعات قطاعي الطيران والصناعة الدوائية تحسنا‪ ،‬على التوالي‪ ،‬بنسبة ‪ 3،5‬في المائة و ‪ 6‬في المائة‪،‬‬ ‫فيما سجلت صادرات صناعة النسيج والجلد وااللكترونيك تراجعا‪ ،‬على التوالي‪ ،‬بنسبة ‪ 1,4‬في المائة و‪2,9‬في المائة‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى باقي فروع الحساب الخارجي‪ ،‬فإن تحويالت المغاربة القاطنين بالخارج عرفت زيادة بنسبة ‪ 3‬في المائة لتسجل‬ ‫مبلغ‪ 61,7‬مليار درهم‪ ،‬في حين سجلت مداخيل األسفار انخفاضا بنسبة ‪ 1.4‬في المائة لتبلغ ‪ 58,5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق باالستثمارات الخارجية المباشرة‪ ،‬أوضح البنك المركزي ‪ ،‬أن المداخيل عرفت‪ ،‬في هذا المجال‪ ،‬زيادة ب ‪2,5‬مليار درهم‬ ‫لتصل إلى ‪ 39‬مليار درهم ‪ ،‬كما أن النفقات ذات الصلة سجلت ارتفاعا بـ ‪ 3،3‬مليار درهم لتبلغ ‪ 7،9‬مليار درهم‪ ،‬مشيرا إلى أن صافي‬ ‫التدفق عرف زيادة بنسبة ‪ 4‬في المائة ليبلغ ‪ 3،1‬مليار درهم‪.‬‬

‫قرض جديد من البنك اإلفريقي بمبلغ ‪ 655‬مليون أورو‬ ‫تستمر الحكومة في تطبيق سياسة االقتراض‪ ،‬قصد توفير التمويل الالزم لتنفيذ مشاريع استثمارية‪ ،‬بالرغم من التحذيرات التي‬ ‫تصدر عن العديد من مؤسسات مالية‪ ،‬وطنية ودولية‪ ،‬بسبب ارتفاع الدين العمومي الذي يشكل ثقال كبيرا سيتحمله المغاربة‪ .‬وهكذا‬ ‫فقد عمدت الحكومة إلى اقتراض جديد‪ ،‬وكشفت بعض المصادر العليمة أن هذا القرض سيخصص لتمويل ‪ 7‬برامج مشاريع‪ ،‬تتوزع‬ ‫على دعم تنمية القطاع المالي ومواكبة إصالح التقاعد والتأمين بقيمة ‪ 100‬مليون أورو‪ ..‬فيما سيخصص مبلغ بقيمة ‪ 100‬مليون أورو‬ ‫لتقوية البنيات التحتية السككية‪ ،‬خاصة تثنية الخط الرابط بين سطات ومراكش‪.‬‬ ‫ويتعلق المشروع الثالث الذي خصص له مبلغ بـ ‪ 90‬مليون أورو لفائدة المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬للتزود بالماء الصالح للشرب‬ ‫وتدبير أوراش الربط والتوزيع‪ .‬أما المشروع بمبلغ ‪ 110‬ماليين أورو‪ ،‬فيهم القطاعات االجتماعية من خالل تحسين مناخ األعمال‪.‬‬ ‫ويتعلق المشروع الخامس‪ ،‬ببرنامج دعم التنافسية القطاعية خاصة ما يتعلق بالتكوين والتشغيل‪ .‬كما يخصص للمشروع السادس‬ ‫المتعلق بالبرنامج الوطني للطرق القروية‪ ،‬مبلغ بقيمة ‪ 55‬مليون أورو‪ .‬فيما تم تخصيص ‪ 90‬مليون أورو‪ ،‬لمشروع سابع يتعلق بتمويل‬ ‫مقاوالت القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وكانت الحكومة قد دخلت في مفاوضات مع البنك الدولي للحصول على قرض بـ ‪ 200‬مليون دوالر سيوجه إلى تقوية التدبير‬ ‫المندمج لمخاطر الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫ويرتكز االتفاق المبدئي الذي سيوقعه المغرب مع البنك الدولي للحصول على قرض يمتد على ‪ 5‬سنوات‪ ،‬على ثالثة محاور تتعلق‬ ‫بالجانب القانوني وتقوية وتنمية القدرات وآليات تغطية وتمويل وتأمين مخاطر الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫ويأتي قرض البنك األفريقي للتنمية والبنك الدولي‪ ،‬الذي ينتظر أن يشرع المغرب في تسلمه خالل األشهر األولى من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬بعد جملة من القروض التي منحها هذا البنك للمغرب خالل األشهر الماضية‪ ،‬حيث بلغ مجموع القروض التي تلقتها حكومة‬ ‫بنكيران خالل ‪ 5‬أشهر ما يناهز ‪ 850‬مليون دوالر‪.‬‬

‫تراجع العجز في الميزانية‬ ‫أظهرت وضعية تحمالت وموارد الخزينة أن العجز في الميزانية ناهز ‪37,8‬مليار درهم عند نهاية نونبر ‪ ،2015‬مقابل ‪ 48,2‬مليار‬ ‫درهم في الفترة نفسها من السنة الماضية‪ ،‬أي بتراجع بلغت نسبته ‪ 21.5‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضحت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬في مذكرتها حول الظرفية لشهر يناير الجاري‪ ،‬أن هذا التحسن نجم عن انخفاض‬ ‫النفقات اإلجمالية بـ (ناقص ‪ 5,7‬في المائة)‪ ،‬واالرتفاع الهام لرصيد الحسابات الخاصة للخزينة ب‪ 7‬ماليير درهم‪ ،‬وذلك على الرغم من‬ ‫انخفاض المداخيل غير الجبائية بنسبة ‪ 35,9‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن المداخيل العادية‪ ،‬خارج الضريبة على القيمة المضافة التي تستفيد منها الجماعات المحلية‪ ،‬بلغت‪ ،‬في نهاية‬ ‫نونبر الماضي‪ 182,7 ،‬مليار درهم‪ ،‬مسجلة انخفاضا بنسبة ‪ 3,9‬في المائة‪ ،‬بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة ‪.2014‬‬ ‫وأشارت المذكرة إلى أن هذا التراجع يعزى أساسا إلى المداخيل غير الجبائية (ناقص ‪ 35,9‬في المائة)‪ ،‬فيما سجلت المداخيل‬ ‫الجبائية ارتفاعا بنسبة ‪ 2,5‬في المائة‪ ،‬سواء المباشرة منها (زائد ‪ 3,6‬في المائة) ‪ ‬أو غير المباشرة ‪( ‬زائد ‪ 2.2‬في المائة)‪ .‬ويعزى األداء‬ ‫الجيد للضرائب المباشرة بشكل حصري‪ ،‬وفق المصدر ذاته أساسا إلى ارتفاع حجم مداخيل الضريبة على الدخل بنسبة ‪ 9,3‬في‬ ‫المائة والتي ارتفعت لتصل إلى ‪ 33,3‬مليار درهم‪ .‬وأن هذا التطور اإليجابي نتج بشكل إجمالي عن الضريبة على الدخل المستخلصة‬ ‫من الرواتب بالقطاع الخاص‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تقلصت المداخيل المستخلصة من الضريبة على الشركات بنسبة ‪ 2,4‬في المائة‪ ،‬بالمقارنة مع مستواها في نهاية‬ ‫شهر نونبر ‪ 2014‬لتعود إلى ‪ 33,5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالضرائب غير المباشرة‪ ،‬فقد سجلت الضريبة على القيمة المضافة ارتفاعا طفيفا بنسبة ‪ 1‬في المائة‪ ،‬وذلك بفعل‬ ‫ارتفاع الضريبة على القيمة المضافة في الداخل (زائد ‪ 7‬في المائة) لترتفع إلى ‪ 18,7‬مليار درهم‪ ،‬في الوقت الذي سجلت فيه الضريبة‬ ‫على القيمة المضافة عند االستيراد تراجعا بنسبة ‪ 2,6‬في المائة‪.‬‬ ‫أما المداخيل المستخلصة من الضرائب الداخلية على االستهالك‪ ،‬فقد ارتفعت ينسبة ‪ 4,9‬في المائة‪ ،‬وذلك نتيجة ارتفاع الضرائب‬ ‫الداخلية على االستهالك المتعلقة بالمنتوجات الطاقية (زائد ‪ 6,4‬في المائة)‪ ،‬وبدرجة أقل تلك المفروضة على التبغ (زيادة تصل إلى‬ ‫‪ 2,6‬في المائة)‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الحقوق الجمركية‪ ،‬فقد سجلت المداخيل شبه استقرار‪ ،‬لتبقى في حدود ‪ 7‬ماليير درهم‪ ،‬فيما سجلت حقوق التسجيل‬ ‫والتمبر تراجعا طفيفا بنسبة ‪ 0,4‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة ‪ 2014‬التي عرفت استخالص مداخيل استثنائية تتعلق‬ ‫بعمليات تفويت رأس المال‪ .‬وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬سجلت المداخيل غير الجبائية انخفاضا ملحوظا بنسبة ‪ 35,9‬في المائة‪ ،‬نتيجة تراجع‬ ‫مداخيل االحتكارات بنسبة ‪ 23,7‬في المائة‪ ،‬مقرونة بتراجع وتيرة تنفيذ المنح من دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬وأشارت المذكرة إلى‬ ‫أنه خالل الفترة نفسها من العام الماضي‪ ،‬تم توفير مدخول بقيمة ملياري درهم في إطار تفويت الدولة لحصتها في البنك المركزي‬ ‫الشعبي‪.‬‬

‫استثمارات البنك األوروبي بالمغرب‬ ‫استثمر البنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية في عام ‪ 2015‬أكثر من ‪ 1،4‬مليار يورو في ‪ 37‬مشروعا في أنحاء منطقة جنوب وشرق‬ ‫المتوسط‪ ،‬حيث بدأت عمليات االستثمار في عام ‪.2012‬‬ ‫وذكر البنك‪ ،‬الذي يتخذ من لندن مقرا له في تقرير أصدره أن استثماراته في المغرب‪ ،‬بلغت ‪ 200‬مليون يورو (‪ 220‬مليار سنتيم)‬ ‫خالل السنة التي ودعناها؛ في مشروع «الناظور غرب المتوسط» إلنشاء البنية التحتية لميناء جديد على ساحل البحر المتوسط‪،‬‬ ‫والمساهمة في التنمية االقتصادية إلقليم الشرق الواقع بمنطقة شمال شرق المغرب‪ .‬وبلغ إجمالي استثمارات البنك األوروبي إلعادة‬ ‫اإلعمار والتنمية في دول منطقة جنوب وشرق المتوسط األربع األردن ومصر وتونس والمغرب منذ ‪ 2012‬حوالي ‪ 3,4‬مليار يورو في ‪83‬‬ ‫مشروعا‪ %70،‬منها في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وضمن هذا السياق‪ ،‬قالت هيلدا جارد جاسيك‪ ،‬المدير التنفيذي لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك «لقد تسارعت استثمارات‬ ‫البنك في تلك الدول األربع‪ ،‬مما يعكس الدور الهام الذي يمكن أن نقوم به في جميع قطاعات االقتصاد‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫ال �شيء معي �إال كلمات !!!‪....‬‬ ‫« َبارويل‪َ ...‬بارويل‪َ ...‬بارويل‪»...‬‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫الوزيرة الحقاوي ‪ ،‬تدفع‪ ،‬بمناسبة أو بدونها‪ ،‬بإرادتها أو بإرادة غيرها ‪ ،‬بمقولة‬ ‫«العام زين» في كل ما يتعلق بأداء الحكومة التي آذتنا أكثر مما نفعتنا‪ ،‬وما نفعها مما‬ ‫يذكر حين نستحضر «الكوارث» البنكيرانية‪ ،‬التي كثيرا ما حاول تمريرها بقهقهاته‬ ‫الشهيرة وبـ «مستملحاته الخايبة»‪ ،‬خاصة في موضوع المرأة التي يبدو أن به عقدا‬ ‫إزاءها‪.....! ‬‬ ‫ويبدو أن بسيمة الحقاوي تجد متعة ال منتهية في «التبجح» بـ «منجزات» حزبها‬ ‫ورئيسها ووزارتها وحكومتها التي يقودها‪ ‬بنكيران العجيب‪ ،‬ببوصلة‪ ‬إما معطلة أو‬ ‫مرتبكة‪ ،‬أو قديمة‪ ،‬تعود لعصور غابرة و «تقنيات»‪ ‬متجاوزة منذ قرون‪.... ! ‬‬ ‫وكلما ووجهت‪ ‬بالوضع ‪ ‬المزري للمرأة المغربية ‪ ‬التي تواجه الظلم‬ ‫والقهر ‪ ‬والتعنيف والالمباالة‪ ،‬والقتل أحيانا ‪ ،‬في عهد حكومة تدفع بــ «الخلفية‬ ‫المعلومة»‪ ،‬سارعت إلى رفع الئحة «المنجزات» ‪ ‬في وجه منتقديها‪ ،‬خاصة تحت‬ ‫قبة البرلمان‪ ،‬تلك «المنجزات» ‪ ‬التي توقن أنها «تحققت»‪ ،‬فعال‪ ،‬لفائدة المرأة‬ ‫المغربية‪ .‬وقد «دشنت» الوزيرة الحقاوية‪ ،‬السنة الجديدة‪ ‬بـ ‪ » duo « ‬شيق مع‬ ‫النائبة ‪ ‬البامية الرويسي التي واجهتها بسؤال عما إذا كانت الحكومة تتوفر على‬ ‫مخطط لمحاربة العنف ضد النساء‪ ...‬فكان رد الوزيرة باإليجاب‪ ،‬حيث أعلنت عن‬ ‫وجود ‪« ‬استراتيجية»حكومية لحماية المرأة ضد العنف‪ ،‬والحال أن فوق ثالثة ماليين‬ ‫امرأة مغربية تواجه العنف يوميا في البيت والشارع والعمل‪ ،‬في غياب إطار قانوني‬ ‫لحمايتهن مما يلحقهن من ظلم بين‪.‬‬ ‫وككل مرة تواجه الوزيرة الحقاوي بمآخذ عن سياسة الحكومة وسياسة وزارتها‪،‬‬ ‫تعلن أن مشاريع القوانين جاهزة‪ ،‬ضد العنف والتحرش والمناصفة‪ ‬والتمييز النوعي‪ ‬‬ ‫والمجلس االستشاري لألسرة والطفل‪.....‬ليفاجأ المغاربة بأن األمر يتعلق بمشاريع‬ ‫منها ما تم إعداده سنة ‪ ،2013‬وال زال في «مطحنة» بنكيران ووزرائه‪ ،‬ومنها ما وصل‬ ‫إلى ديوان األمانة العامة‪ ،‬ومنها ما سوف «يبرمج» قريبا‪ ،‬والحال أن‪ ‬الحكومة التي‬ ‫يقودها‪ ،‬زعيم العدالة والتنمية‪ ،‬بطريقته ومزاجه‪ ،‬تخطو خطواتها األخيرة نحو ‪ ‬األجل‬ ‫الموعود‪ ‬بعد بضعة أسابيع من اآلن ‪ ،‬نسأله تعالى‪ ،‬لنا ولها‪ ،‬حسن الخاتمة‪! ‬‬ ‫وفي كل مناسبة‪ ،‬تنشر الوزيرة الحقاوي «لوائحها»‪ ‬إال وتتحرك ضدها المنظمات‬ ‫النسائية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬التي تواجهها بضعف األداء و تسخر‬ ‫من تأكيداتها كل مرة بأن ‪ ‬مشاريع القوانين جاهزة‪ ،‬وال تنتظر إال البرمجة ‪ ‬ليرمى بها‬ ‫في ملعب اللجان البرلمانية‪ ،‬ومنها إلى الجلسات العامة‪...‬حيث تتقاذفها الصراعات‬ ‫واألهواء ‪ ‬والحسابات الحزبية‪....‬بينما الماليين من النساء المغربيات يعانين في‬ ‫صمت وتجلد‪ ،‬من آالم القهر والظلم والتعنيف المادي والمعنوي ومن إهانات‬ ‫مستمرة بقدر ما هي مستفزة‪ ،‬وحاطة من الكرامة اإلنسانية‪ ،‬ال يجدن ملجأ يلتجئن‬ ‫إليه طلبا للنجدة والحماية‪ ،‬وال رادعا يدفع عنهن عنف أزواجهن وأسرهن‪ ‬ويرمي‬ ‫بهن‪ ،‬مكرهات‪ ،‬إلى قبول المذلة واإلهانة‪ ،‬حماية لهن وألبنائهن‪ ،‬أمام جبروت بعض‬ ‫األزواج‪ ‬وطغيانهم ‪ .‬القوانين في قاعة االنتظار‪ ،‬والنساء المعنفات في قاعة االحتضار‬ ‫ومراكز ‪ ‬التصنت التي تتباها بها الوزيرة الحقاوي‪ ،‬التي يبدو أن أصابها الصمم‪...‬‬ ‫ومحاكم األسرة‪ ‬بتعقيداتها ومسطراتها المكلفة‪ ،‬فضاءات ‪ ‬ال تقدم عونا وال تيسر‬ ‫حال‪ ،‬وتكفي زيارة لمحاكم األسرة ليتأكد اإلنسان من عمق الكوارث التي تعيشها‬ ‫أمهات امتهنت كرامتهن ورمي بهن وبأطفالهن في متاهات التيه والضياع‪ ،‬أمام‬ ‫عجزهن عن مواجهة آليات القضاء‪ ‬الثقيلة التي قضت لمستشار برلماني‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫بأكادير ‪ ‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬بأداء‪ 700 ‬درهم‪ ،‬نفقة البنته‪ ‬ذات العشر سنوات‪ ‬و ‪50‬‬ ‫درهما للحضانة‪ ‬و ‪ 250‬درهما للسكن ‪ .‬شابة أخرى من طنجة‪ ،‬هجرها زوجها للعيش‬ ‫مع أخرى تتظاهر ب «التحرر» ‪ ‬قضت له المحكمة بأداء‪ 1700 ‬درهما نفقة لثالثة‬ ‫أبناء من زوجته‪ ،‬تندرج فيها مصاريف التربية والدراسة والتغذية والكراء والملبس‪..‬‬ ‫وضروريات أخرى‪....‬أليس في هذا ما يدفع ‪ ‬إلى الخروج عن‬ ‫العفة‪ ،‬بالنسبة لمن سوف تجد نفسها عاجزة عن‬ ‫مواجهة تكاليف الحياة لها وألبنائها‪ ،‬بينما ينعم الزوج‬ ‫في ‪ ‬الوكر ‪ ‬المشبوه الذي اختاره ‪ ‬وضيع بسببه‬ ‫أغلى ما يملكه األنسان العاقل‪ ،‬المتزن‪ :‬زوجته‬ ‫وأبناؤه‪ .‬واألمثلة في هذه الباب كثيرة‪.... !!! ‬‬ ‫الوزيرة تحسن ترتيل «زابورها» المتضمن‬ ‫لمنجزاتهـا و مشاريعها‪ ،‬ومنها مشـــروع‬ ‫مناهضة العنــف‪ ‬الموجود بأمانة الحكومة‪ ‬‬ ‫والقانون المتعلق بهيئة المناصفة‪ ‬ومكافحة‬ ‫التمييز‪ ،‬ومشروع المجلس االستشاري لألسرة‬ ‫والطفولة ‪ ،‬والمرصـد الوطني للعنف الذي اعتبر‬ ‫آلية لتحسين صورة المرأة في اإلعالم وكأن ذلك‬ ‫يوجد من أولويات المرأة المغربية‪ ،‬وقانون‬ ‫صندوق التماسك الذي ال زال في الرفوف‬ ‫كغيره مـن «منجــزات» الحقـــاوي‬ ‫التي ال أثر للعديد منهــا ‪ ،‬كما‬ ‫يبدو‪ ،‬على أرض الواقع‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن الوزيرة‪ ‬تدعي أن‬ ‫منجزات وزارتها «أكثر من‬ ‫أن تحصى» وأن‪ ‬الحكومة‬ ‫جعلـــت من «أحـــالم»‬ ‫الحـركــــة النسائيـــة‬ ‫الحقــوقيـــةبالمغــرب‬ ‫«مشاريع» ‪ ‬قوانيــــن‬ ‫ومراسيم‪ ‬في إطــار‬ ‫«استراتيجيــة» ‪ ‬تم‬ ‫الـــشــــروع فـــي‬ ‫تنفيـــذ ها ‪. . . .‬‬ ‫علــى الـــــورق‪،‬‬ ‫ربما ‪……!!!! ‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫جلسات ليالي الشروق بتطوان‬ ‫تستعيد محطات مضيئة من شخصية‬ ‫العالمة الفقيه عبد اهلل كنون‬

‫ثالثة دكاترة في واحد‬ ‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫هو محمد زكي عبد السالم مبارك‪ ،‬ولد‬ ‫يوم ‪ 5‬غشت ‪1891‬م بقرية سنتريس بمحافظة‬ ‫المنوفية بمصر‪ ،‬وتوفي يوم ‪ 23‬يناير ‪1952‬م‪.‬‬ ‫ودف��ن بمسقط رأس��ه‪ ،‬وه��و يبلغ من العمر‬ ‫‪ 61‬سنة‪ .‬وفي هذا الشهر يناير ‪2016‬م تمر‬ ‫على رحيله ‪ 64‬عاما‪ .‬وهو ابن فالح متدين‬ ‫وورع يحفظ القرآن وكان من أغنياء سنتريس‬ ‫وقد ضاعت أمالكه‪ .‬وأمه سيدة من فالحات‬ ‫سنتريس توفيت بعد مرض سنة ‪1917‬م وكان‬ ‫يوجد وقتئذ في مدينة القاهرة‪ .‬يقول عن‬ ‫والدته ‪ ( :‬عندما أصبح زكي مبارك إسما المعا‬ ‫في عالم األدب العربي سئل عن ملهمته فقال‪“ :‬‬ ‫أمي هي التي ألهمتني روائع ما أنتج‪ ...‬وهي التي‬ ‫خرجت من سنتريس وأنجبت أعظم كاتب أفحل‬ ‫شاعر”‪ .)1( .‬وقد تزوج زكي مبارك إحدى قريباته‬ ‫من سنتريس تسمى ترك أحمد عثمان‪ ،‬نزوال‬ ‫عند رغبة والده‪ .‬وأنجبت معه خمسة أبناء‪ ،‬ثالثة‬ ‫ذكور وبنتين‪ ،‬وهم ‪ :‬سليمان وعبد المجيد وعبد‬ ‫السالم وزينب كريمة‪ .‬هذه األخيرة التي يرجع‬ ‫لها الفضل في جمع وتقديم وطبع ونشر بعض‬ ‫اإلنتاجات األدبية والفكرية ألبيها‪ ،‬التي كانت‬ ‫متفرقة وموزعة بين مختلف المجالت والجرائد‬ ‫التي كان ينشر فيها‪ ،‬رغم العراقيل والصعوبات‬ ‫التي كانت تعترض سبيلها‪ .‬في هذا الموضوع‬ ‫قالت‪« :‬ب��دأت أجمع لزكي مبارك العديد من‬ ‫الكتب من على صفحات الجرائد والمجالت‬ ‫وأعدها وأقدمها للقارئ العربي حتى وصلت‬ ‫إلى خمسة وعشرين كتابا رأت النور ألول مرة‬ ‫بعد رحيل زكي مبارك‪ ،‬كما أعدت طبع عشرين‬ ‫كتابا من مؤلفات زكي مبارك والتي نشرها في‬ ‫حياته»‪.‬‬ ‫رغم غياب زكي مبارك الجسدي‪ ،‬فحضوره‬ ‫ظل باقيا وحاضرا‪ ،‬متمثال في كتبه النثرية‬ ‫والشعرية‪ ،‬وآرائ��ه الصريحة والواضحة بعيدة‬ ‫عن المجاملة والمحاباة‪ .‬الدكاترة زكي مبارك‬ ‫موسوعة من المعرفة والعلم‪ ،‬فهو مفكر‬ ‫وناقد وأديب وشاعر‪ ...‬ويعد من عمالقة ورواد‬ ‫األدب العربي‪ ،‬وم��ن أب��رز الكتاب وأكثرهم‬ ‫شهرة‪ .‬حيث كان طموحه إلى العلم والثقافة‬ ‫طموحا قويا‪ ،‬كان كثير القراءة نهارا وليال‪ ،‬حتى‬ ‫تتعب عيناه‪ ،‬وقد قال في مقدمة ديوانه ألحان‬ ‫الخلود‪..( :‬وتأذت عيناي من كثرة المطالعات‬ ‫في المؤلفات العربية والفرنسية)‪ .‬وكان يحفظ‬ ‫الشعر‪ ،‬فقد حفظ ثالثين ألف بيت من الشعر‬ ‫العربي‪ .‬ولم تشغله عن طلب العلم مشاغله‬ ‫العائلية واليومية‪ .‬ويقول عنه سليم األعظم‪:‬‬ ‫«فإن الدكتور زكي مبارك أديب كبير وبحاثة له‬ ‫آثاره المشهورة ودراساته المعروفة وعالم من‬ ‫كبار العلماء وله في ذلك فضل غير من منكور‪،‬‬ ‫فال يزيده أن يكون لغويا ونحويا ‪ ،‬وال ينقصه أن‬ ‫ال يكون ؟‪.)2( ».‬‬ ‫كتب في الدين والفلسفة واألدب والنقد‬ ‫والشعر‪ ...‬وألف مجموعة من المؤلفات الفكرية‬ ‫والنقدية والشعرية‪ ،‬ناهيك بتحقيق مجموعة‬ ‫م��ن الكتب‪ ،‬ون��ش��ر العديد م��ن المقاالت‬ ‫والدراسات المتنوعة التي تناولت عديدا من‬ ‫كتب األدب والنقد‪ ،‬والتي كان ينشرها في‬ ‫بعض الجرائد والمجالت منها ‪ :‬مجلة الرسالة‪،‬‬ ‫ومجلة الهالل‪ ،‬ومجلة البالغ‪ ،‬والمؤيد‪ ،‬والسفور‬ ‫وغيرها‪ ...‬باإلضافة إلى مجموعة من الحوارات‬ ‫والندوات‪.‬‬ ‫فقد اشتهر بصراحته وصدقه وجرأته في‬ ‫إبداء آرائه ومواقفه‪ ،‬وكان مالكما أدبيا قويا‬ ‫واثقا من نفسه ومن غزارة ثقافته وتنوع أفكاره‪،‬‬ ‫فخاض معارك أدبية‪ ،‬تتعلق بالفكر واألدب‪،‬‬ ‫متأبطا عقله وفكره وقلمه‪ ،‬مع مجموعة من‬ ‫الكتاب واألدب��اء والشعراء‪ ،‬فيكون االنتصار‬

‫‪8‬‬

‫حليفه‪ .‬فسماه األستاذ أحمد حسن الزيات‬ ‫“ المالكم األدب��ي في ثقافتنا العربية”‪ .‬ومن‬ ‫األدب���اء والشعراء الذين خ��اض معهم تلك‬ ‫المعارك األدبية‪ ،‬الدكتور طه حسين واألساتذة‬ ‫عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر‬ ‫المازني وأحمد زكي وأحمد أمين‪ ....‬ووقف في‬ ‫وجه بعض المستشرقين يناقشهم ويجادلهم‬ ‫بالحجة والبرهان‪ ،‬ويصحح لهم أخطاءهم‪،‬‬ ‫ولقد وقف أمام أساتذة السوربون قائال‪ “ :‬جئت‬ ‫ألصحح أخطاء المستشرقين”‪ ،‬ويوم أدى زكي‬ ‫مبارك امتحان الدكتوراه وقف كبير المستشرقين‬ ‫الفرنسيين – ميسيو ماسينيون – وقال ‪“ :‬إنني‬ ‫حين أقرأ بحوث طه حسين أقول هذه بضاعتنا‬ ‫ردت إلينا‪ ،‬وحين أقرأ بحوث زكي مبارك أشعر‬ ‫بأنني أواجه شخصية جديدة تماما !! “‪.)3( .‬‬ ‫وقد أثمر اجتهاده في القراءة والكتابة‬ ‫حصوله على ثالث شهادات دكتورة‪ ،‬وكان أول‬ ‫طالب يحصل على شهادة الدكتورة في الفلسفة‬ ‫من الجامعة المصرية وقتذاك‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الدكتورة األولى ‪ :‬األخالق عند الغزالي‪.‬‬ ‫بتاريخ‪1924/05/15 :‬م‪.‬‬ ‫الدكتورة الثانية ‪ :‬النثر الفني في القرن‬ ‫الرابع‪ .‬بتاريخ‪1931/04/25 :‬م‪.‬‬ ‫الدكتورة الثالثة ‪ :‬التصوف اإلسالمي في‬ ‫األدب واألخالق‪ .‬بتاريخ‪1937/04/04 :‬م‪.‬‬ ‫ونظرا لحبه الشديد للعلم والمعرفة‪،‬‬ ‫وإيمانه القوي بطلب العلم مدى الحياة‪ ،‬فقد‬ ‫سجل نفسه بجامعة ف��اروق األول في سلك‬ ‫الدكتورة‪ ،‬في الموسم الجامعي ‪،1949 – 48‬‬ ‫من أجل الحصول على شهادة الدكتورة الرابعة‪،‬‬ ‫وهو يبلغ من العمر الثامنة والخمسين‪ .‬حيث‬ ‫يقول ‪ ( :‬قيدت إسمي من جديد بجامعة فاروق‬ ‫األول واعدا بتقديم رسالة عن “ عبقرية الشريف‬ ‫المرتضى “ ألكون الدكتور األول من جامعة‬ ‫فاروق األول‪ ،‬والغرض هو أن أعيش طالب علم‬ ‫من المهد إلى اللحد )‪ .)4(.‬وبعد قبوله طلبت منه‬ ‫إدارة الجامعة أداء رسوم ومصاريف التسجيل‪،‬‬ ‫وذلك بناء على (صورة مبلغة لحضرة األستاذ‬ ‫المحترم زكي مبارك رجاء التفضل بالعلم وسداد‬ ‫رسوم الدكتورة ‪ 2,250‬جنيها عن العام الجامعي‬ ‫‪ ،1949 – 48‬وتفضلوا بقبول فائق االحترام)‪.)5(.‬‬ ‫مؤلفاته الغزيرة القيمة والمتنوعة تفوق‬ ‫أربعين كتابا‪ ،‬ومجموعة من الدواوين الشعرية‪،‬‬ ‫يقولون عن هذه الكتب ‪ ( :‬يبلغ طول كتب‬ ‫الدكاترة زكي مبارك ‪ 39‬سنتيمترا ووزنها‬ ‫‪ 44‬كيلوجراما‪ .‬ويرجو الدكاترة في المستقبل‬ ‫القريب أن يجعل وزن كتبه وارتفاعها أكثر‬ ‫من وزنه وارتفاعه)‪ .‬من كتبه ‪ :‬النثر الفني في‬

‫القرن الرابع‪ ،‬والتصوف اإلسالمي‪ ،‬واألخالق عند‬ ‫الغزالي‪ ،‬وعبقرية الشريف الرضى‪ ،‬والموازنة‬ ‫بين الشعراء‪ ،‬وليلى المريضة بالعراق‪ ،‬وجناية‬ ‫أحمد أمين على األدب العربي‪ ،‬والمدائح النبوية‪،‬‬ ‫والبدائع‪ ،‬والحديث ذو شجون‪ ،‬وحب ابن أبي‬ ‫ربيعة وشعره‪ ،‬ومدامع العشاق‪ ،‬ومجنون سعاد‪،‬‬ ‫والعشاق الثالثة‪ ،‬وديوان ألحان الخلود‪ ،‬وديوان‬ ‫أحالم الحب‪ ،‬وديوان أطياف الخيال‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫وقد صدرت مجموعة من الكتب والدراسات‬ ‫التي تناولت حياة وفكر وأدب الدكاترة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يشهد على أنه مفكر وناقد وكاتب وشاعر كبير‪.‬‬ ‫لقد كان زكي مبارك وفكره وأدبه ومؤلفاته‬ ‫وكتاباته النثرية والشعرية موضوع دراسات‬ ‫وأبحاث ومقاالت ورسائل جامعية وكتب‪ .‬الشئ‬ ‫الذي يوضح مدى اهتمام المثقفين وتالمذة‬ ‫ومحبي زكي مبارك بإنتاجه الفكري المتنوع‬ ‫والمتعدد‪.‬‬ ‫وقيد حياته قال زكي مبارك في إحدى‬ ‫مقاالته ‪« :‬وأخشى أال أظفر بكلمة رثاء يوم‬ ‫يشيعني الناس إلى قبري‪ ،‬فذاكرة بني آدم‬ ‫ضعيفة جدا‪ ،‬وهم ال يذكرون إال من يؤذيهم‪ ،‬أما‬ ‫الذي يخدمهم‪ ،‬ويشقى في سبيلهم‪ ،‬فال يذكره‬ ‫أحد منهم بالخير إال وفي كالمه نبرة تشير إلى‬ ‫أنه يتصدق بكلمة معروف »‪. )6( .‬‬ ‫ولما انتقل إلى عفو اهلل الدكاترة زكي‬ ‫مبارك‪ ،‬رث��اه مجموعة من األدب���اء والكتاب‬ ‫والشعراء ( أمثال‪ :‬األساتذة أحمد حسن الزيات‪،‬‬ ‫وأحمد أمين‪ ،‬ومحمد رجب البيومي الذي رثاه‬ ‫في مجلة الرسالة “ بمقال قيم بلغ خمس‬ ‫صفحات من المجلة وفاه حقه‪ ،‬وبين مكانته‬ ‫في عالم األدب “‪ .‬واألستاذ نجدة فتحي صفوت‬ ‫من العراق‪ ،‬واألستاذ عباس خضر المحرر في‬ ‫الرسالة في ذلك الوقت‪ ،‬واألستاذ محمد سالمة‬ ‫مصطفى‪ ،‬والشاعر كيالني حسن سند‪ ،‬واألديبة‬ ‫نعمات أحمد فؤاد ومنصور فهمي‪ ،‬ومحمد عبد‬ ‫القادر حمزة ‪ ،‬وزينب الحكيم‪ ،‬وغيرهم كثير )‪.‬‬ ‫لقد رحل عنا زكي مبارك بجسده‪ ،‬وبقي‬ ‫زكي مبارك في سجل الخالدين بفكره وثقافته‬ ‫بين محبيه وتالمذته‪ ،‬وعشاق أدبه وكتبه‪ .‬وقد‬ ‫قال ‪ “ :‬سأذكر ما بقي من أحبابي في المشرق‬ ‫والمغرب‪ ،‬وسأهدي إليهم عند النزع آخر ما أملك‬ ‫من التحيات‪ ،‬ولن يكون لي يومئذ ما آسى عليه‬ ‫أي انقطاع المقت الذي أصبه على األعداء‪ .‬ولكن‬ ‫هل يأمن األعداء شري بعد أن أموت ؟ هيهات!‪..‬‬ ‫لقد خلدت تحقيرهم في صحائف لن تموت!‪..‬‬ ‫أنا أموت ؟ !‪ ..‬إنكم مخطئون‪ ..‬لن يذهب من‬ ‫الوجود غير هذا الهيكل الذي يذرع األرض من‬ ‫سنتريس إلى باريس‪ ،‬أما زكي مبارك الكاتب‬ ‫والشاعر فلن يذهب أبدا وستبقى أفكاري!‪.)7(.”..‬‬ ‫الرباط في‪ 18 :‬يناير ‪2016‬م‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ كتاب صفحات مجهولة من حياة زكي مبارك‪.‬‬ ‫تأليف محمد محمود رض��وان‪ .‬الصفحة ‪ .23‬السنة‬ ‫‪.1974‬‬ ‫‪ 2‬ـ مجلة أبولو مايو ‪1934‬م‪ .‬الصفحة ‪.767‬‬ ‫‪ 3‬ـ مجلة الهالل أغسطس ‪ .1981‬الصفحة‬ ‫‪.83‬زكي مبارك أمير العشاق ومصارع األدباء‪ .‬إعداد‬ ‫فهمي شلبي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ كتاب زكي مبارك بقلم زكي مبارك‪ .‬الصفحة‬ ‫‪.198‬إعداد وتقديم كريمة زكي مبارك‪ .‬السنة ‪.2012‬‬ ‫‪ 5‬ـ نفس الكتاب الصفحة ‪.199‬‬ ‫‪ 6‬ـ كتاب زكي مبارك بين رياض األدب والفن ‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ .4‬تأليف فاضل خلف‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ كتاب صفحات مجهولة‪ ..‬الصفحة ‪. 124‬‬

‫بحاجـة لمشـروع أمـة‬

‫تزامن استئناف جلسات ليالي الشروق في‬ ‫دورتها الرابعة وتنظيم المؤتمر الوطني الثالث‬ ‫للغة العربية بالرباط الذي ينظمه االئتالف‬ ‫الوطني من أجل اللغة العربية في موضوع “اللغة‬ ‫العربية وسؤال المعرفة “‪ .‬دعوة صريحة من‬ ‫المؤتمر ألهمية اللغة العربية واختيار دقيقة من‬ ‫جلسات ليالي الشروق إللقاء الضوء على شخصية‬ ‫عبد اهلل كنون الذي دافع على اللغة العربية‬ ‫ومجاالت أخرى في الفقه والتاريخ واألدب ‪..‬‬ ‫وقد التقت دع��وة المؤتمر‪ ‬إلى حماية‬ ‫العربية‪ ،‬واستحضار الجلسة الثقافية دفاع كنون‬ ‫عن اللغة العربية كدفاع وج��ودي حيث كان‬ ‫يشدد على األمن والسيادة اللغوية دفاعا على‬ ‫المغرب ‪ ‬بعد تصاعد دعوات الفرنسة ‪ ‬والتدريج‬ ‫قديما وحديثا‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد وقع االختيار على نخبة من الكتاب‬ ‫والمفكرين والباحثين والمفكرين‪ ‬كان من‬ ‫أبرزهم عبد العلي العبودي المتخصص في تاريخ‬ ‫القضاء بالمغرب ‪ ،‬ومحمد مصطفى الريسوني‬ ‫رئيس مؤسسة عبد اهلل كنون‪ ،‬والمؤرخ المغربي‬ ‫علي الريسوني ‪ ...‬كما حضرها مفكرون وباحثون‬ ‫وعلماء ومثقفون من مدينة تطوان وخارجها‪.‬‬ ‫وك��ان صعبا أن يلم الحضور بشخصية‬ ‫عبد اهلل كنون الموسوعية ‪ ،‬وهذا ما أكده عبد‬ ‫السالم الغنامي أستاذ التعليم العالي بكلية‬ ‫الحقوق بالرباط المشرف على جلسات ليلي‬ ‫الشروق‪ .‬معتبرا أن هذه الجلسة الثقافية لن‬ ‫تفي حق الرجل في مختلف العلوم الذي ألف فيها‪،‬‬ ‫فهي تحتاج لجلسات وموائد مستديرة ومراكز‬ ‫بحث لإلحاطة بكل تراث كنون المختلف ‪ .‬‬ ‫ويصادف اللقاء االفتتاحي لهذه السنة‬ ‫الدرس الخامس عشر ‪ ،‬فقد كان فرصة إلثارة‬ ‫جملة من الشهادات الحية ألشخاص عايشوا‬ ‫المحتفى به حيث كانت تربطهم بعبد اهلل كنون‬ ‫أحداث إلى آخر لحظات حياته حيث وافته المنية‬ ‫في التاسع‪ ‬من يوليو‪1989‬م ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأثناء ذلك المس النقاش مسيرته‬ ‫العلمية والفكرية الطويلة وكذا مراحل من‬ ‫حياته الحافلة بالعمل والعطاء واإلن��ج��ازات‬ ‫‪ ،‬بدأ برحيل عائلته إلى‪ ‬طنجة‪ ‬بسبب الحرب‪،‬‬ ‫وحفظه ‪ ‬القرآن‪ ‬الكريم وتعليمه أصول الشريعة‬ ‫اإلسالمية واللغة العربية على يد علماء طنجة‬ ‫في بعض المساجد‪ ،‬حتى صار‪ ‬عالما‪ ‬بالشريعة‪ ‬‬ ‫وباللغة‪ ‬العربية‪ ‬في وقت قصيرـ رغم أنه لم يكن‬ ‫يحمل مؤهال جامعيا‪ .‬وكما جاء في الجلسة فقد‬ ‫كان يروي عن عبد اهلل كنون أنه كان يتعجب من‬ ‫محدودية معرفة أصدقائه من التعليم العصري‬ ‫حول قضايا معرفية تخص العربية‪.‬‬ ‫مجال أخر كان له حضور في النقاش وهو‬ ‫عالقاته العلمية بالنهضة المغربية‪ ،‬ودوره البارز‬ ‫في النضال من أجل استقالل المغرب عن طريق‬ ‫الفكر والعلم والقلم‪ ،‬حيث تميز منذ وقت مبكر‬ ‫من حياته‪ ،‬بالنبوغ والتفتح والقدرة على مسايرة‬ ‫الركب الحضاري والثقافي بالمغرب‪.‬‬

‫وفي إطار تعميق النقاش‪ ،‬أكدت مداخالت‬ ‫المهتمين والباحثين الذين عايشوا العالمة عبد‬ ‫كنون على دوره الجاد في إحياء التراث العربي‬ ‫اإلسالمي من تحقيق المخطوطات الشعرية‪.‬‬ ‫وتقديم نماذج من الشعر القديم والحديث‪.‬‬ ‫وتحديد مالمح الشعراء ومكانتهم ‪ .‬إلى جانب‬ ‫رصده لحركات اإلصالح والتجديد والثقافة‪ .‬حتى‬ ‫صار أحد الرواد الكبار في إرساء قواعد النهضة‬ ‫األدبية والثقافية والعلمية في‪ ‬المغرب‪ .‬ينضاف‬ ‫إل��ى ذل��ك انخراطه‪ ‬في الحركة اإلصالحية‬ ‫بالمغرب الحديث دعوة وتعليما وجهادا ممن‬ ‫جعلوا اإلصالح وتأصيل العقيدة في القلوب جزء‬ ‫من رسالتهم في الحياة‪.‬‬ ‫وت��ن��اوب��ت ب��اق��ي ال���م���داخ�ل�ات على‬ ‫اس��ت��ع��راض م��م��ي��زات وخ��ص��ائ��ص عبد اهلل‬ ‫كنون فقيها‪ ،‬كاتبا‪ ،‬مؤرخا‪ ،‬شاعرا‪ ،‬أكاديميا‬ ‫وصحافيا‪ ‬وما تضمنته من مواهب ومؤهالت‬ ‫شخصية قادته إلى السبق والتفرد‪ .‬كما وقفت‬ ‫على الكم الهائل من المؤلفات والدراسات في‬ ‫كتابة التراجم‪ ،‬وتحقيق المخطوطات‪ ،‬و إصدار‬ ‫الصحف والمجالت وإدارتها واإلش��راف عليها‬ ‫وتزويدها بالمادة المتنوعة الغنية‪،‬‬ ‫فقد نشر في الصحف والمجالت الشرقية‬ ‫كالرسالة ألحمد حسن الزيات‪ .‬و في األهرام‬ ‫مقاالت كثيرة‪ .‬وعمل في األربعينيات رئيسا‬ ‫لمجلة لسان الدين‪ ،‬حيث كان ينشر بها مقاالت‬ ‫أدبية وعلمية‪ ،‬وشغل مديرا لجريدة الميثاق وهي‬ ‫صحيفة إسالمية أصدرتها رابطة علماء المغرب‬ ‫الذي شغل عبد اهلل كنون ‪ ‬أمينها العام منذ ستة‬ ‫عشرا عاما‪.‬‬ ‫وكما كان منتظرا فقد أثنى المتدخلون‬ ‫على العمل األكاديمي والمجمعي الذي خلفه‬ ‫كنون‪ ،‬ومن أبرزها كتاب النبوغ المغربي‪ ،‬الذي‬ ‫قال عنه أمير البيان‪ ‬شكيب أرسالن‪ ‬بعد قراءة‬ ‫موسوعة النبوغ المغربي‪ :‬كنت أعد نفسي من‬ ‫المشارقة‪ ،‬الرجل الذي اطلع أكثر من غيره على‬ ‫تاريخ‪ ‬المغرب‪ ‬وأهله‪ ،‬وبعد أن طالعت هذا الكتاب‬ ‫كأني لم أعلم عن‪ ‬المغرب‪ ‬قلي ًال وال كثيرًا‪ ،‬وكدت‬ ‫أقول‪ :‬إن من لم يطلع على هذا الكتاب ال حق له‬ ‫أن يدعي في تاريخ المغرب األدبي علمًا‪ ،‬وال أن‬ ‫يصدر في حركاته الفكرية حكمًا‪.‬‬ ‫اقتضي اإلنصاف إذن خالل هذه الجلسة‬ ‫التي سعت أن تضيء شمعة حول حياة كنون‪،‬‬ ‫من خالل التأكيد على االعتزاز برجل واستعادة‬ ‫الحاضرين لمسيرة حافلة بالعطاء لرجل وصفه‬ ‫الدكتور تقي الدين الهاللي بأنه جمع بين‬ ‫خصال الشيوخ من سعة العلم واألدب وكمال‬ ‫العقل والمروءة وبعد النظر وسداد الرأي والرزانة‬ ‫والحلم والوقار‪ ،‬إلى خالل الشباب من النشاط‬ ‫والحزم وفكاهة الحديث وحسن المحاضرة‬ ‫وطرافة النكتة‪ ،‬مع صحة العقيدة والكرم‬ ‫والشهامة والوطنية الموزونة بميزان الشرع‬ ‫المحمدي المكتسبة من القرآن وسيرة الرسول‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪...‬‬

‫أحمد المريني‬

‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫لما نتصفح مواقـع النــت‪ ،‬على مختلف ألوانها وأشكالهـا‪ ،‬من مواقــع اجتماعية‪ ،‬أو منتديات تواصلية‪ ..‬نجد النقاش‬ ‫الديني‪ ،‬له تواجد ملحوظ‪ ،‬بين اشتغــاالت هاته اللغة العصرية (اإلعالم)‪.‬‬ ‫معظم رواد النت‪ ،‬وخاصة مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬هم من فئة الشباب‪ ،‬فيعتبر اإلعالم هو المعلم األول‪ ،‬أو بلغة‬ ‫أدق‪ ،‬الملقن األول‪.‬‬ ‫حين نقول أن إنسانا ما يتلقن في جل حاله‪ ،‬على قناة معينة‪ ،‬فأكيد أنه سيتأثر بها‪ ،‬إن سلبا أو إيجابا‪ ،‬ومهما حاول‬ ‫التحفظ‪ ،‬سيتأثر ولو بيسير‪.‬‬ ‫الدراسات العلمية تقول‪ ،‬أن لنا قابلية التأثر بالصحبة السيئة بنسبة ‪ ، % 60‬وما بقي فهو للصحبة اإليجاية ‪! % 40‬‬ ‫حين يعبر بالصحبة‪ ،‬فأكيد أن هذا المصطلح يحتوي‪ :‬الكتب التي نقرأ‪ ،‬المواقع التي نسبح بها‪ ،‬الصحف التي نتصفح‪..‬‬ ‫فنحن باختصار أمام أدوات ملقنة‪ ،‬تصنعنا؛ مقولة رائعة وقفت عليها في قراءاتي للدكتور مصطفى محمود‪ ،‬كان يقول‪( :‬إن‬ ‫أجهزة التلفزيون واإلذاعة والسينما وصفحات المجالت والجرائد‪ ،‬تتبارى على شيء واحد خطير‪ ،‬هو سرقة اإلنسان من نفسه)‪.‬‬ ‫في جل األحيان أنصدم بأفكار لمن هم حولي‪ ،‬أو جمعني بهم القدر للحظات‪ ،‬يعتقدونها في الدين‪ ،‬ويرون أنها هي‬ ‫الصواب‪ ،‬على ادعائهم‪ ،‬فيحز ذلك في نفسي‪ ،‬ألني أراهم مساكين غرر بهم‪ ،‬ولقنوا عبر ما أتيح لهم‪ ،‬من وسائل مستقطبة‪،‬‬ ‫بأفكار قادمة من الشرق‪ ،‬أو الغرب‪ ..‬والطامة أنك حين تسأله يقول سمعتها من الشيخ الفالني‪ ،‬أو القناة الفالنية‪ ،‬أو الصفحة‬ ‫الفيسبوكية الفالنية‪ ..‬بينما هي وسائل‪ ،‬مراكزها تبعد عنا ساعات طوال بالطائرة !‬ ‫ال أدري‪ ،‬لم اللهث وراء ما في يد الغير‪ ،‬من الفكر الديني‪ ،‬وتجنب ما بيدنا‪ ،‬وتجاهل فكر سادتنا العلماء الذين هم بجنبنا‪،‬‬ ‫أو يرقدون تحت تراب هذا الوطن‪ ،‬وفكرهم كأرواحهم حي بين أيدينا‪ ،‬هل نحن قصرنا؟ أم زهدنا فيهم؟ أم أننا لم نستهدف‬ ‫المتلقي بما يشتغل به ؟ أم ‪ ..‬؟‬ ‫فمثال يحز في نفسي حين يستشهد أحدهم بمن يسميه محدث عصره‪ ،‬األلباني رحمه اهلل‪ ،‬ويتجاهــل قامــة من قامات‬

‫هذا الوطن في نفس التخصص سيدي عبد اهلل بن الصديق قدس اهلل روحه ! وهذا مجرد مثال بسيط في علم معين‪.‬‬ ‫لألسف يتسرب الفكر المغاير‪ ،‬ويمتد عبر وسائله‪ ،‬وعلى لسان خدامه‪ ،‬تشكيكا للناس في أمرهم‪ ،‬فيحاولون بكل ما أوتوا‬ ‫من قوة أن يبطلوا الناس في أمورهم‪ ،‬ويتهموا فكرهم بالفاسد‪ ،‬فال عقيدة أشعرية يقبلون‪ ،‬وال تصوفا يرضون‪ ،‬وال وال ‪..‬‬ ‫أكيد أن هذا جزء من كم كبير‪ ،‬من األمور التي تجري علينا من حيث ندري أو ال ندري ! والسؤال الذي يجب أن نطرح‪:‬‬ ‫ما الحل ؟‬ ‫الجواب أجمعه في نقط‪ ،‬مختصرا‪ ،‬ما أوده‪:‬‬ ‫‪ - 1‬خلق مواقع‪ ،‬وصفحات على النت‪ ،‬تشتغل بنشر التجربة الدينية‪ ،‬المغربية‪ ،‬وأنا على كامل االستعداد أن أشتغل مع‬ ‫من لهم همة في الموضوع‪.‬‬ ‫‪ - 2‬منع كل ما له صلة بالفكر المنحرف‪ ،‬من كتب ونحوها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬توقيف كل من لهم إشراف على منابر األمة‪ ،‬داخل هذا الوطن الشريف‪ ،‬ويستغلونها في نشر فكرهم‪ ،‬عبر تعاملهم‬ ‫بالتقية مع الوزارة الوصية‪.‬‬ ‫وختام القول مسك‪ ،‬نقتبسه من خطاب أمير المؤمنين محمد السادس لألمة المغربية بمناسبة عيد العرش المجيد‬ ‫لسنة ‪ 2015‬م‪« :‬وخير ما أختم به خطابي لك شعبي العزيز‪ ،‬أن أذكرك بصيانة األمانة الغالية التي ورثناها عن أجدادنا‪ ،‬وهي‬ ‫الهوية المغربية األصيلة التي نحسد عليها‪ .‬فمن واجبك الوطني والديني‪ ،‬الحفاظ على هويتك‪ ،‬والتمسك بالمذهب السني‬ ‫المالكي‪ ،‬الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد» إلى أن قال حفظه اهلل «فهل هناك سبب يدفعنا للتخلي عن تقاليدنا وقيمنا‬ ‫الحضارية القائمة على التسامح واالعتدال‪ ،‬واتباع مذاهب أخرى ال عالقة لها بتربيتنا وأخالقنا ؟‬ ‫طبعا ال فال تسمح ألحد من الخارج أن يعطيك الدروس في دينك‪ ،‬وال تقبل دعوة أحد التباع أي مذهب أو منهج‪ ،‬قادم‬ ‫من الشرق أو الغرب‪ ،‬أو من الشمال أو الجنوب‪ ،‬رغم احترامي لجميع الديانات السماوية‪ ،‬والمذاهب التابعة لها»‪.‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫نعيمة فارسي‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من أعالم شمال المغرب (الجزء الثاني)‬

‫شاعرة من الريف ‪ ،‬كبصمة يدها‪..‬‬ ‫ال تشبه أحدا ‪.!.‬‬

‫الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫بقلم ‪:‬د‪ .‬هدى املجاطي‬

‫الجزء الثاني من كتاب «من أعالم شمال‬ ‫المغرب» من منشورات المجلس العلمي المحلي‬ ‫لعمالة طنجة‪-‬أصيلة‪ ،‬صدر في غشت ‪، 2015‬‬ ‫من الحجم المتوسط في مئتين وستة وثالثين‬ ‫صفحة ؛ ألفـه الراحل الدكتور عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي استكماال لحلقة بدأها في الجزء األول‪،‬‬ ‫يختص بتراجم رجال شمال المغرب‪ .‬يقف جغرافيا‬ ‫عند حدود قبائل غمـارة‪ ،‬واليتجاوزها شرقا‪ ،‬ويقف‬ ‫عند حدود القبائل الهبطية وال يتجاوزها إال قليال‪،‬‬ ‫يشمل أعالم مدينة وزان ومصمودة‪.‬‬ ‫عدد تراجم الرجال في هذا الجزء ثالثة‬ ‫وأربعون ترجمة‪ ،‬تبدأ بترجمة الشريف البقالي‬ ‫سيدي علي بن أحمد دفين «الصادة» ببني‬ ‫مسارة (ك��ان حيا ع��ام ‪1111‬ه�����ـ‪-1699‬م)‬ ‫وتنتهي بترجمـة الشاعـر عبد الواحـد أخريـف‬ ‫(ت ‪2001‬م)‪.‬‬ ‫ترفق الترجمـة بعدد من النصوص األدبية؛‬ ‫نثرية كانت أم شعرية لتكون عنوانا بارزا على‬ ‫مشاركة المترجم لهم في الكتابة والشعر‪.‬‬ ‫أكـد المؤلف في مقدمة الكتاب أن ‹‹ هذا‬ ‫الجزء الثاني قد أخذ بتراجم رجال البادية من‬ ‫قبائل غمارة‪ ،‬وهي تعرض ألول مرة ليأخذ رجالها‬ ‫العلماء والقضاة وأصحاب الفتوى حضورهم‬ ‫باعتبارهم أصحاب علم وأصحاب مواقف وكتابة‪،‬‬ ‫يرد ذكرهم بين بقية علماء عصرهم››‬ ‫تحضر ف��ي الكتاب ت��راج��م لعلماء من‬ ‫شفشاون أمثال‪ :‬الفقيه العالمة القاضي النوازلي‬ ‫أبو الحسن علي بن عيسى الشريف العلمي‬ ‫القوسي الشفشاوني (ت‪1126‬ه��ـ‪1721 -‬م)‪،‬‬ ‫والفقيه العالمة القاضي أبو عبد اهلل العلمي‬ ‫الحسني الشفشاوني الحوات (‪1161‬هـ‪1748-‬م)‬ ‫والمربي والشاعر محمد حسون الشفشاوني‬ ‫(ت‪1403‬هـ‪1983 -‬م) وغيرهم‪.‬‬

‫طلع في موقع «ناظور ‪ »24‬تقرير رقيق من إنجاز األستاذ األديب محمد بوتخريط‪،‬‬ ‫الذي أراد أن يكتب عن شاعرة ريفية أصيلة‪ ،‬فجاءت كتابته شعرا رائعا ‪ ،‬شاعر يتحدث‬ ‫عن شاعرة‪ ،‬قصيدة تبدع في عرض قصيدة‪ .....،‬متعة في متعة !‬ ‫ووددنا أن نشارك قراءنا في متعة الشعر والشاعرة‪ ،‬فعمدنا إلى نقل المقالة لكم‪،‬‬ ‫ونحن متأكدون أن الزمالء في «ناظور ‪ »24‬لن يمانعوا في ذلك‪ .‬مع شكرنا الخالص‪.‬‬

‫هولندا ـ محمد بوتخريط‬

‫يسلك المؤلف في هذه التراجم السبيل‬ ‫المتعارف عليه من التحلية واألوصاف التي تميز‬ ‫الشخص‪ ،‬مع ذكر تاريخ مولده ونشأته وبيئته‪،‬‬ ‫ثم تدرجه في الطلب من الكتاب القرآني إلى‬ ‫مجالس العلم واألخ��ذ عن الشيوخ‪ ،‬والمواد‬ ‫العلمية التي أخذها‪.‬‬

‫وكعادة المؤلف في كتاباته الترجمية‪،‬‬ ‫يالحظ في هذا الكتاب كثافة المادة المصدرية‪،‬‬ ‫وال يكتفي بما هو وارد في تلك المصادر‪ ،‬بل‬ ‫يدخل في نقاش مع تلك المادة‪ ،‬باالنتقاء وأحيانا‬ ‫بالتصحيح‪ ،‬سواء تعلق األمر بحياة المترجم له‪ ،‬أو‬ ‫بقضية أدبية مرتبطة بعصره‪.‬‬

‫ويعجب الباحث في هذه التراجم بتركيز‬ ‫المؤلف على ذكر مشيخة المترجم له بأسمائهم‬ ‫وألقابهم وأحيانا بالتعريف بهم بذكر تاريخ‬ ‫الوفاة والمناقب وما إلى ذلك‪ ،‬وكذا ذكرمقروءات‬ ‫المترجمين من فنون وكتب‪ ،‬والفائدة من ذلك‬ ‫معرفة المتصدرين من أهل العلم للتدريس‪،‬‬ ‫ومعرفة العلوم والفنون التي كانت رائجة إذ ذاك‪،‬‬ ‫والتي مثلت ركائز الحياة العلمية في المغرب‪.‬‬

‫ذلكم هو الجزء الثاني من كتاب «من‬ ‫أعالم شمال المغرب» ألستاذنا الدكتور عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي ‪ ،‬الذي يكمل ماعرض من تراجم‬ ‫في الجزء األول‪ ،‬والذي يعد نموذجا من النماذج‬ ‫الشاهدة على سبقه وأصالته في علم التراجم‬ ‫الذي ساهم رحمه اهلل تعالى في إرساء ضوابطه‪،‬‬ ‫وهو مصدر هام للتعريف بأعالم شمال المغرب‪،‬‬ ‫الغنى عنه للباحثين في التراجم‪.‬‬

‫احتفاء أصيلة بالشاعرة رشيدة بوزفور‬ ‫بتوقيع ديوانها الجديد «لمن الشوق كل مساء»‬

‫جمعت جوهرة األطلسي مدينة أصيلة‬ ‫ثلة من الشعراء واألدباء والنقاد تحت أجنحتها‬ ‫الثقافية لتدفئهم شعرا وتؤنسهم نغما يرصع‬ ‫سكونها الشتوي في حفل توقيع الديوان‬ ‫الشعري‪« :‬لمن الشـوق كل مساء» للشاعرة‬ ‫المغربية رشيدة بوزفور‪ ،‬الصادر سنة ‪2014‬‬ ‫عن دار اإلسالم للطباعة والنشر بمصر‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم السبت ‪ 16‬يناير ‪ 2016‬بفضاء المكتبة‬ ‫البلدية ألصيلة‪ .‬هذا الحفل نظمته جمعية أجيال‬ ‫المبادرة بأصيلة ‪ ،‬بتنسيق مع جمعية اإلشعاع‬ ‫األدبي والثقافي بأصيلة ‪.‬‬ ‫لقاء ثقافي متميز بحمولة شعرية عارمة‬ ‫فاضت حميمية على النفوس والفضاء تحت‬ ‫زخات النغم الذي رشته أنامل الموسيقار عبد‬ ‫المالك موراس من سحابة عوده معلنة افتتاح‬ ‫الحفل‪.‬‬ ‫استرسل بعدها رئيس الجهة المنظمة‬ ‫كلمة رحب فيها بالشعر والشعراء وعشاق الشعر‪،‬‬ ‫لتنطلق بعدها فقرة القراءات النقدية استهلها‬ ‫األستاذ محمد المهدي السقال بورقة جاء‬ ‫في خالصتها (و يتمثل انزياح الشاعرة رشيدة‬ ‫بوزفور أبعد‪ ،‬في تعاليها المطلق عن بنْينة‬ ‫جملتها الشعرية إيقاعيا‪ ،‬وفق تشكيالت ترتهن‬ ‫للعروض الشعري العربي قديمه وحديثه‪ ،‬فال‬ ‫وزن وال تفعيلة وال تقطيع وال توزيع على نمط‬ ‫مخصوص لموسقة مقولها الشعري‪ ،‬ألنها‬ ‫تؤمن أوال وأخيرا بأن ال موسيقى خارجية ممكنة‬ ‫للشعر‪ ،‬إال من خالل الحالة وما تكون عليه من‬ ‫تموجات وحدها ضابط اإليقاع في تلك الجملة‬ ‫الشعرية‪ .‬يقودني ذلك‪ ،‬إلى الزعم بكون‬ ‫ديوان «لمن الشوق هذا المساء»‪ ،‬يقدم صورة‬ ‫متكاملة عن المتن الشعري باللغة العربية في‬ ‫المغرب‪ ،‬من حيث تمثله لحاجة االنفصال‪ ،‬ليس‬ ‫فقط عن سلطة النموذج المثال في الموروث‬ ‫القديم‪ ،‬ولكن أيضا‪ ،‬عن تقييمات النقد للتجارب‬ ‫الجديدة‪ ،‬حين يعتمد في توصيفها أو‬ ‫تصنيفها على عناوين مستوحاة من مظاهر‬ ‫تطور النص الشعري الغربي‪ ،‬من قبيل‬ ‫قصيدة النثر أو النثيرة أو الومضة الشعرية‬ ‫وغيرها‪ ،‬مما ال زال إلى اليوم موضوع اختالف‬ ‫إن لم يكن مادة خالفية بين اتجاهات نقدية‬ ‫ومذاهب شعرية‪.).‬‬

‫‪9‬‬

‫فيما ألقى القاص صخر المهيف ورقة‬ ‫نقدية بعثت بها األستاذة الباحثة نوال بنعبود‬ ‫للمشاركة في اللقاء الذي غابت عنه جسدا‬ ‫لظروف صحية وحضرته روحا وفكرا من خالل‬ ‫ورقتها القيمة‪ ،‬والتي جاء بين سطورها (و يبدو‬ ‫أن الشاعرة اهتمت بتشكيل صورها الفنية‬ ‫وبنائها اهتماما كببرا‪ ،‬وذلك لتجسيد مشاعرها‬ ‫وأحاسيسها‪ ،‬واتكأت على أكثر من نمط في‬ ‫بناء تلك الصورة ضمن إطار نصها الشعري‪،‬‬ ‫مستخدمة الكلمـــات الموحيـــة‪ ،‬وداللتهــا‬ ‫المركزية‪ ،‬والهامشية في نسج عالقاتجديدة‬ ‫ومبتكرة تجسد حالتها النفسية وتعبر عن‬ ‫مشاعرها)‪.‬‬ ‫و أعطت كلمات الشاعرة رشيدة بوزفور‬ ‫نكهة دافئة من البوح في فنجان النظم جاء‬ ‫في ثناياها (فخورة بتقديم ديواني الجديد ألول‬ ‫مرة بمدينة أصيلة فضاء الثقافة واإلبداع‪ ،‬هاذه‬ ‫المدينة الحالمة على رذاذ األطلسي‪ ...‬ومعتزة‬ ‫بهـذا الحفـل الحميمـي الناقــد والشاعــري‪...‬‬

‫ومحبتي لهذا الحضور النوعي والبهي‪ )...‬وكان‬ ‫مما ألقي من شعرها‪:‬‬ ‫نفاذة رائحة القهوة على غيرعادتها‬ ‫بالكاد يصلب النهار طوله‬ ‫مغمضة عيناه بالكامل‬ ‫نشــوان به خـدر‬ ‫قد عربد السهـر بليله‬ ‫و تعثر الصحو إليه بجرة عسل‬ ‫كما تخللت فقرات هذه األمسية نغمات‬ ‫موسيقية على آلة العود من أداء الموسيقي‬ ‫والعازف عبد المالك موراس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫إلقاءات إبداعية للشاعرة حنان أخريخر والشاعر‬ ‫رشيد مرزاق والمبدع مصطفى البعليش‪ .‬واختتم‬ ‫الحفل بتقديم تذكارات للشاعرة رشيدة بوزفور‬ ‫تخلد لذكرى هذا الحفل بعد توقيعها لديوانها‬ ‫الشعري لمن الشوق هذا المساء‪ ،‬وكان الحفل‬ ‫من تنشيـــط الشاعــرة حنـــان أخريخر‪.‬‬

‫هشام البوعناني‬

‫التقيتها م��ؤخ��را‪ ...‬في مدينة اتريخت‬ ‫الهولندية بمناسبة اإلحتفال بالسنة األمازيغية‬ ‫الجديدة ‪..‬‬ ‫حظرت أنا لإلحتفال وكانت هي مدعوة‬ ‫للمشاركة ‪ ..‬لمحتها في القاعة تعيد ترتيب‬ ‫أوراقها بدهشة األطفال ‪.‬‬ ‫وكعادتها ‪ ..‬ابتسامة برهبة أمازيغية‬ ‫مرسومة على شفاه مضيئة بالتحديات ‪...‬تشي‬ ‫بحرقة األسئلة ‪.‬‬ ‫دردشة لم تدم طويال‪..‬لم تكن لدينا نفس‬ ‫األسئلة التي أرقت ن َفس قصائدها‪ ،‬وال نفس‬ ‫األجوبة التي دفعتها لجنون الكتابة‪.‬‬ ‫ب��دأت الفعاليات ب��ع��روض م��ن إع��داد‬ ‫المشاركين ‪ ..‬ثم اعتلت نعيمة المنصة إللقاء‬ ‫ٌ‬ ‫تراتيل فنية للروح وصوراً للوطن‬ ‫قصائدها ‪..‬‬ ‫وتساؤالت ساخنة‪ ..‬وانتظارات صامتة‪...‬‬ ‫ِّ‬ ‫لعلي أمام إسم لها قليل الحضور‪ ..‬لكن‬ ‫هكذا هي نعيمة فارسي ‪ ..‬قليلة الحضور لكنها‬ ‫شاعرة من النادرات والزاخرات شعرا ً جمي ًال‬ ‫وناعمًا وقويًّا‪ ..‬وإحساسا متفرداً يذوب حنيناً‬ ‫كضوء القمر‪.‬‬ ‫شاعرة ال تشبه أحد في كلماتها التي‬ ‫تختارها بعناية قل نظيرها‪ ..‬تخلق منها شعرا‬ ‫حيا‪ ..‬وتخلق فينا إبتسامة حنين وشعوُرانسيابياً‬ ‫جمي ًال‪ ...‬ترسم مالمح جديدة لحضور أكثر نضجا‬ ‫ونقاء وجماال وبقاء بل‪...‬وارتقا ًء‪. ..‬‬ ‫هكذا نعيمة‪ ..‬وكأنها تستفزنا برؤيتها‬ ‫األنثويّة وهي تشخّص لنا ظاهر أوجاعنا واوجاع‬ ‫أهالينا وأحزاننا‪ ..‬من هموم وشغف وهوس‬ ‫يفيض حساً شعريا نادرا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫شاعرة كبصمة يدها‪..‬ال تشبه أحدا‪ ،‬ال من‬ ‫معاصريها من جيلها‪ ،‬وال من جيل من سبقها ‪.‬‬ ‫شاعرة ‪ ..‬تعود أصولها الى ميضار األعلى‬ ‫في الشمال الغربي إلقليم الناظور‪ ،‬فتحت‬ ‫عينيها في آيت توزين في دائرة الريف‪ ،‬تدفق‬ ‫إحساسها المرهف وأحست أن بإمكانها أن‬ ‫تقول أبياتا شعرية‪ ،‬وبلغتها األم ‪ ..‬لم ترتح‬ ‫في لغة أخرى غير لغتها‪ ،‬وكأن اللغة نابعة من‬ ‫جراح الذات ‪ ..‬وإحساسها الداخلي ينعكس على‬ ‫الكلمات‪،‬ونعيمة ليست ريفية فقط بلغتها‪،‬‬ ‫بل أشياء كثيرة اشتركت في تكوينها‪ ،‬كاألصل‬ ‫والمحيط والثقافة‪...‬حتى صار الريف جز ًء من‬ ‫حياتها تتمثله وتدافع عنه‪ ،‬فكان انتماؤها إلى‬ ‫الريف قوياً‪.‬‬ ‫نعيمة وهي تتلو قصائدها تبدو وكأنها‬ ‫تحمل من غزارة الوجع الذاتي ما يكفي لهد‬ ‫جبل‪ ،‬لكن شاعرتنا تعرف جيدا كيف تشركنا تلك‬ ‫األحزان‪..‬تذوّب الخاص في بحار العام‪ ،‬ال تترك‬ ‫مجاال ليبقى الحزن فقط حزنها‪ ،‬تسقينا أوجاعها‬ ‫من بحر امواجه حبال دماء‪ ،‬وألوان الحياة فيه‬ ‫ارتسمت بالدمع‪ .‬دمعها ودمع أجيال ال تندمل‬ ‫جراحات خيمة الرحيل التي أدمنت أكتافها‪،‬‬ ‫ليصبح األلم رغيفا‪ ،‬والشتات وطن ‪ ..‬وكأن الشعر‬ ‫هو الوطن الذي يسكنها‪.‬‬ ‫جسر خلقته نعيمة بين الوجعين‪ ،‬وجعيْ‬ ‫الخاص والعام‪ ،‬أعمدته لغة شعرية وصورٌ ترسم‬ ‫دالئل على ما تصنعه من مضامين شعرية‪،‬‬ ‫متجاوزة أحيانا لبعض المعاني التي يشترك في‬ ‫استخدامها بعض شعراء جيلها ‪ ..‬ومختلفة‬ ‫في اقترابها الغريب وبعمق من ال��ذات‪،‬‬ ‫لتكرس بذلك لحرية الكتابة وأسلوب جميل‬ ‫في التعبير‪.‬‬ ‫في كتاباتها الشعرية نشم رائحة ثورتها‬ ‫وتمردها ‪ ..‬رائحة تمرد امرأة على كل الضغوط‬ ‫االجتماعية إزاء مجتمع ال يعرف قيمتها وقدرها‪.‬‬ ‫وبفعل هذا التمرد تبدو للكثيرين غريبة عن‬ ‫الشعر‪ ،‬لكن ما يهمها ليس أن تحظى برضا‬ ‫اآلخرين بقدر ما يهمها أن تكتب ما تشعر به من‬ ‫مشاعر وأحاسيس‪ ،‬ما يهمها هو أن تكون راضية‬ ‫عما تكتب ‪ ...‬وإن كانت كلمات تعبق أحيانا بروح‬ ‫السخرية‪ ،‬واأللم‪ ،‬واألسى ‪...‬‬ ‫“هكذا دائما هن األمازيغيات‪.‬‬ ‫أنتم من سندتمونا ببعض الحروف‬ ‫ال لنا وجود من دونكم‪..‬‬ ‫ودوننا وإن تعثرتم وسقطتم أرضا‬ ‫فال من يمد لكم اليدا‪”..‬‬ ‫رغم ما تتصف به قصائدها من جمال‪،‬‬ ‫إال أن الجانب األكبر الذي يشدني أنا اليها هو‬ ‫بعض “تعليقاتها الساخرة”‪ ،‬عن الرجل احيانا‪،‬‬ ‫وعن البلد الجريح أحيان أخ��رى كثيرة ‪ ..‬بل‬

‫وكذلك عن المجتمع وما يالقيه وما القاه على‬ ‫يدي مسؤوليه ‪.‬‬ ‫جارحة ومضحكة‪ ،‬وممتعة‪ ،‬قصائد نعيمة‪..‬‬ ‫صور معبرة عن واقع معاش تعبر بها نعيمة‬ ‫عن المعنى الذي تريد ان تحكيه‪،‬‬ ‫شاعرة موهوبة هي نعيمة ‪ ..‬شجاعة‬ ‫وصبورة في الوقت عينه‪ ،‬وهذا ما تكشفه لنا‬ ‫قصائدها‪ .‬لكن رغم هذه الصفات‪ ،‬نكتشف‬ ‫كذلك أن ثمة حزناً خفياً وراء السطور‪ ،‬وكأن‬ ‫الحزن في عالم نعيمة صفة شعرية قبل كل‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫“في عيون الغيم شاهدت دمعك‪.‬‬ ‫تدحرج نارا اشتعلت في قلبك‪..‬‬ ‫على ظهر السحاب ركب حظك‪.‬‬ ‫سقط بقعا غطت خطواتك‪”..‬‬ ‫نصوص إبداعية مخلصة لفنّ الكتابة‪،‬‬ ‫محتشدة وأنيقة‪ ،‬مكتوبة بلغة شعريّة جميلة‬ ‫‪ .‬تصلح مدخ ًال لفهم بعضا من ما يشغل هذه‬ ‫الشاعرة التي أطلت بشعرها على العالم ألول مرة‬ ‫من خالل مشاركة بسيطة لها في برنامج إذاعي‬ ‫“أوار ذي رميزان”‪ ،‬لكنها كانت كفيلة ان تتنبأ عن‬ ‫والدة شاعرة بالغة النضج والرهافة ‪ ..‬شاعرة من‬ ‫نوع آخر‪.‬‬ ‫شاعرة ليست متشائمـــة‪ ،‬كما يصفها‬ ‫بعض األصدقاء هنا‪ ،‬إنما هي تفهم الحياة على‬ ‫حقيقتها‪. .‬‬ ‫صوتها السـردي الخاص يجعل المتلقي‬ ‫يتوه في مالحقة المعاني والمقاصد‪ ..‬وسيرتها‬ ‫اللغويّة ومفرداتها التي ال تشبه إال نفسها ‪.‬‬ ‫تجعل من كتاباتها عمال مميزا‪ ،‬تحكي ‘حكاياتها’‬ ‫الشعرية لوحات تشكيلية تنبض بالحياة‪..‬‬ ‫معتمدة على صوتها السردي الخاص‪ ،‬ولغتها‬ ‫الخاصة بها‪ ،‬وهو ما يجعل من صوتها صوتا‬ ‫مقنعا بصدقه الفني ‪..‬‬ ‫خالصة الحكاية‪ ..‬هذا النوع من النساء‬ ‫المبدعات ال تستطيع إال أن تقدره وتحترمه‬ ‫في آن معاً‪ ،‬إذ بحضوره يؤثر فينا ويجذبنا إليه‬ ‫فيسعدنا حضوره‪ ..‬وهذا‪ ،‬نراه مندرجاً في قصائد‬ ‫نعيمة فارسي ‪..‬‬ ‫اعذريني سيدتي إن أنا قررت أن أقتحم‬ ‫اختياراتك واقتحم معك عالم الجنون‪ ..‬لكني‪،‬‬ ‫لدي سؤال‪.‬‬ ‫نسافر معك عبر الفصول على ضوء كلمات‬ ‫نُصدح بأجمل األشعار انغاما وألغاما وكأنها‬ ‫خارجة من أعماقنا الموشحة بالحب واألمل‬ ‫واالح�لام والموشومة بالحزن واألل��م ‪ ..‬يمر‬ ‫مرورك باإشعارك كعطر زهرة متفتحة شفافة‪..‬‬ ‫لكن‪ ،‬يبقى السؤال قائماً ودائما ‪ ..‬فضول‪..‬‬ ‫والفضول سؤال شرّع الشوق بابه‪: .‬‬ ‫أما آن األوان أن يكون لك ديوان يجمع كل‬ ‫أشعارك ؟ ليبتلعنا كلما اشتقنا لجنونك‪..‬ونلتهمه‬ ‫كلما احسسنا بضعفنا‪..‬‬ ‫إال تعلمين أننا كلما ابتلعتنا أشعارك كلما‬ ‫احسسنا بروح الثورة والتمرد والقوة يتدفق في‬ ‫عروقنا ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫‪10‬‬

‫حرب المغرب (‪)1927–1909‬‬

‫المغرب والسينما اإلسبانية‬ ‫سنقوم في هذا المقال بالتركيز على الدور الذي لعبته السينما كأداة‬ ‫دعائية في خدمة المغامرة االستعمارية اإلسبانية بشمال إفريقيا ‪.1‬‬ ‫لقد قام «ب‪ .‬بوالنجي» ‪ P.Boulanger‬بتحليل السينما الفرنسية‬ ‫بالنسبة إلى ما يتعلق بدول المغرب العربي‪ ،‬وأشار إلى الدور الذي لعبته‬ ‫هذه الوسيلة التعبيرية بما يلي‪:‬‬ ‫«إن هذه السينما حملت بعض األساطير‪ ،‬من بينها األكثر حقارة ودناءة‬ ‫وهو العدوان‪ ،‬وعملت هذه السينما على تبرير الدفاع عن الغزو والقتل‪،‬‬ ‫وتولد عنها الجهل‪ ،‬والبالدة والكراهية‪ .‬وتجاهلت السكان األصليين‪ ،‬ومع‬ ‫بعض االستثناءات‪ ،‬عاملتهم معاملة الحقود السيء النية»‪.2‬‬ ‫أشار «مارك فيرو»‪ FerroMarc‬بشكل عام‪ ،‬إلى الكيفية التي تنبه‬ ‫قادة المجتمع إلى الوظائف التي يمكن أن يقوم بها هذا الفن الجديد‪،‬‬ ‫لذلك حاولوا تبنيه والسيطرة عليه وجعله في خدمتهم ‪ .3‬سنحاول في‬ ‫السطور التالية أن نبين أنه‬ ‫لمواجهة المواقف المضادة‬ ‫والعدائيــة والالمبـاالة‪ ،‬أو‬ ‫على األقــل المواقـــف التي‬ ‫تدل على الشك‪ ،‬الذي سيطر‬ ‫على جــزء مهم من النخبة‬ ‫المثقفة اإلسبانية في تلك‬ ‫الحقبة ‪ ،4‬عمل جهاز الدولة‬ ‫اإلسبانيــة‪ ،‬خاصــة الجهــاز‬ ‫العسكري الذي أولى اهتماما‬ ‫كبيرا للسينمـا‪ ،‬ذلك أنهــم‬ ‫وعوا وأدركوا أن السينما تمثل‬ ‫أداة دعائية هائلـة‪ .‬في تلك‬ ‫الفترة كانـت «الوجبة القوية»‬ ‫للمتفرجيــن بقاعــات السينما‬ ‫هي تلك األفالم التي يكون موضوعها الجيش‪ .5‬ويمكن أن نضع في نفس‬ ‫الخط‪ ،‬ما قام به ممثل «اإلخوان لوميير» ‪ Lumière‬بمدينة إشبيلية‪ ،‬حيث‬ ‫نظما بمناسبة االنتصارات العسكرية اإلسبانية في حرب الفلبين‪ ،‬عروضا‬ ‫سينمائية مخصصة لهيئة الضباط وللحامية العسكرية بالمدينة ‪.6‬‬ ‫–‪–I‬‬ ‫ولمواجهة موجة االحتجاجات التي أثارها التدخل االستعماري في‬ ‫المغرب‪ ،‬منذ بداياته لدى قطاعات واسعة من المجتمع اإلسباني‪ ،‬أدركت‬ ‫الحكومة اإلسبانية وخاصة وزارة الدفاع‪ ،‬الفعالية الكبيرة‪ ،‬التي يمكن أن‬ ‫تقوم بها السينما إلبطال ومقاومة الهيجان المناهض للعسكريتارية‪،‬‬ ‫والمعارضة المناهضة للمغامرة االستعمارية التي كانت تقودها وتحركها‬ ‫التنظيمات والنقابات العمالية‪ .‬إن لجوئهم واستعانتهم بالفن الجديد كانوا‬ ‫يسعون من ورائه إلى تحقيق هدف مزدوج‪ :‬تعبئة وتهييج الروح «الوطنية»‬ ‫للشعب اإلسباني‪ ،‬وفي نفس الوقت القيام بالدعاية في الخارج للرسالة‬ ‫«الحضارية والتمدينية»‪ ،‬التي كانت تقوم بها إسبانيا في ساحل الشمال‬ ‫اإلفريقي ‪.7‬‬ ‫إن األحداث الدامية التي وقعت بالدار البيضاء سنة ‪ 1907،‬بسبب‬ ‫مقاومة المغاربة للوجود األوروبي المتنامي بميناء هذه المدينة‪ ،‬تحت‬ ‫صغيـرة في مهمـــة‬ ‫طائلة تدخل فرقة عسكرية إسبانية‬ ‫استكشافيــة‪ ،‬إلى جانــب الجيش‬ ‫الفرنسـي‪ .‬سيتــــم تصويرهــــا‬ ‫وعرضها عبر كل التراب اإلسباني‪،‬‬ ‫كما جربوا ذلك بالنسبة لمنطقة‬ ‫«غاليسيا» بشمال إسبانيا ‪.8‬‬ ‫في الوقت الذي انفجر النزاع‬ ‫بمدينة مليلية في سنة ‪،1909‬‬ ‫أعطت وزارة الدفاع تسهيالت‬ ‫كثيـرة‪ ،‬رخصت للمصوريـــن‬ ‫اإلسبان تصوير أفالم وثائقية‬ ‫عن الصراع الذي نشب في‬ ‫تلك السنة‪ ،‬ومن المنطقي‬ ‫أنهم ركزوا على عمل القوات‬ ‫اإلسبانيـة‪ ،‬ومنــذ اللحظــة األولى كانت‬ ‫الكاميرا تصوب هدفها في نفس اتجاه األسلحة اإلسبانية‪ .‬نخص‬ ‫بالذكر هنا الكطالني «ريكارد بانيوس» ‪ ،Ricard Baños‬الذي سيرافق‬ ‫القوات اإلسبانية في نفس السنة المذكورة‪ ،‬والتي كانت تحت قيادة‬ ‫الجنرال مارينا ‪ ،Marina‬الذي سينجز خمسة فصول من األحداث‪ ،‬من بينها‬ ‫«حرب مليلية» ‪ ،La Guerra de Melilla‬وحرب الريف ‪La Guerra del‬‬ ‫‪ ،Rif‬كانا لهما صدى كبير بين الجمهور ‪. 9‬‬ ‫نفس الدعم تلقاه األراغونيان «إغناسيوكويني» ‪Ignacio Coyne‬‬ ‫و «أنطونيو دي ب‪ .‬طراموياس» ‪ ،Antonio de P. Tramullas‬اللذان‬ ‫قدما من بين عناوين أفالمهما‪« :‬حملة الريف» و«حرب مليلية» و«احتالل‬ ‫غوروغو»‪ ،‬و «خيمة ثيطا» و «الحياة في المعسكر»‪ .10‬قام األول بتصوير‬ ‫انطالقة القوات االستكشافية في الجبهة العسكرية‪ ،‬وكذلك صور عودة‬ ‫القوات اإلسبانية من المغرب‪ .11‬وبالرغم من وجود اختالفات حول من قام‬ ‫بإنجاز تلك األخبار المصورة‪ ،‬فإن ما يهمنا في هذا الصدد هو اإلشارة إلى‬ ‫أن الدعاية لتلك األفالم تبرز لنا أنها أنجزت بدعم خاص من طرف وزارة‬ ‫الدفاع اإلسبانية ‪.‬‬ ‫وفي األندلس يمكن البرهنة على الحماس الكبير الذي أثارته األفالم‬

‫الوثائقية حول الحرب‪ .‬من سنة ‪ 1909‬إلى سنة ‪ 1911‬عرضت عدة أفالم‬ ‫بقاعات السينما‪ ،‬برزت من بينها األشرطة التي أنجزها «بانيوس»‪.Baños‬‬ ‫ونظمت عروض لهذه األفالم خصصت مداخيلها لمساعدة الجرحى‬ ‫والمحاربين‪ .‬من بينها نجد العناوين التالية‪ « :‬معركة ‪ 20‬شتمبر»‬ ‫‪ ،Combate del 20 de septiembre‬و«في مضيق» غوروغو‪En‬‬ ‫‪Lasgargantasdel Gurug‬وزيارة الملك للريف ‪La visita del Rey‬‬ ‫‪ .Al Rif12‬ولكن‪ ،‬لم يكن المخرجون اإلسبان وحدهم يصورون أفالم عن‬ ‫وقائع الحرب‪ ،‬بل كان عليهم أن يدخلوا في منافسة مع شركات أخرى مثل‬ ‫«غومنت» ‪ Gaumont‬و «باطيه» ‪.Pateh13‬‬ ‫كان لحرب التدخل االستعماري في المغرب صدى وانعكاسات كبيرة‪،‬‬ ‫وصلت إلى أوجها أثناء األحداث التي وقعت ببرشلونة‪ ،‬المعروفة باألسبوع‬ ‫«جوسيبغاسبار سيرا» ‪Josep‬‬ ‫الدامي‪ ،‬التي صورها‬ ‫‪ Gaspar Serra‬لحساب شركة‬ ‫«غــومــونــــت» ‪،Gaumont‬‬ ‫أحداث برشلونة‪ ،‬مشاهد هذا‬ ‫الفيلم أخذت بالشوارع‪ ،‬وبقلعة‬ ‫«مونتجويش» ‪،Montjuich‬‬ ‫هذا الفيلـم الوثائقي ضاع‬ ‫مع األسف‪ ،‬وكان له في تلك‬ ‫اللحظة وقع كبير‪ ،‬وهيجان‬ ‫عظيـــم بيـن الجمهــور ‪.14‬‬ ‫تجدر اإلشــارة هنا إلى أن‬ ‫«ريكارد بانيـو س» ‪Ricard‬‬ ‫‪ Baños‬قام بدور الممثل‬ ‫في هذا الفيلم‪.15‬‬ ‫في السنوات التالية‪،‬‬ ‫التي كانت الحرب خاللها مستمرة وقائمة‪ ،‬وإن كانت أقل قوة‬ ‫وضراوة‪ ،‬ظهرت للوجود األفالم األولى التي كان مضمونها هو موضوع‬ ‫الحرب بالمغرب‪ ،‬وفي هذا الصدد نذكر فيلم «موريط» ‪(Morit‬ص‪)5‬‬ ‫«جندي في مليلية»‪ ،‬وهو فيلم هزلي عرض بقاعات السينما الكطالنية‬ ‫حوالي سنة ‪.161916‬‬ ‫– ‪– II‬‬ ‫كانت المعركة تعني اشتداد مفاجئ للحرب وحدّتها‪ ،‬أخذت السينما‬ ‫على غفلة وكذلك المجتمع اإلسباني بكامله‪ ،‬لكن ردود الفعل لم تتأخر‪ ،‬ومع‬ ‫نهاية نفس السنة مألت األفالم الوثائقية القاعات السينمائية بإسبانيا‪.17‬‬ ‫وكان من بين األفالم الجديدة األولى التي عرضت ألول مرة بإسبانيا‪ ،‬هو‬ ‫فيلم «إسبانيا في الريف» ‪ España en el Rif‬مولته األوساط الرسمية‪.18‬‬ ‫ومرة أخرى تجدر اإلشارة إلى أن السلطات العسكرية اإلسبانية‪ ،‬قدمت الدعم‬ ‫والمساندة لعدد من المصورين إلنجاز أفالم عن المعارك في الميدان‪،‬‬ ‫وفي خنادق الجيش اإلسباني‪ .‬ونخص بالذكر هنا حالة شركة «باطيه»‬ ‫‪ ،Pathé‬التي قامت بتصوير ملحق «المغرب» ‪ ،Marruecos‬والذي حضر‬ ‫في عرضه األول الصحفي‪ ،‬الذي حكى لنا كيف تفاعل الجمهور‪ ،‬واقفا وهو‬ ‫يهتف ويصفق عند اإلعالن عن عرض الفيلم‪ ،‬كما أشار الى الدعم الذي‬ ‫قدمته القيادة العسكرية لشركة «باطيه» ‪ .Pathé 19‬بينما تم ببرشلونة‬ ‫عرض لفيلم «أحداث منطقة مليلية» ‪Los Sucesos en la Zona de‬‬ ‫‪ ،Melilla‬وهو من إنجاز شركة «غومونت» ‪ .Gaumont 20‬وفي فترة سابقة‬ ‫لمعركة أنوال كان «جوسيبغاسبار» ‪ Josep Gaspar‬قد‬ ‫قام بتصوير فيلم عن دخول القوات‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬إلى مدينة‬ ‫الشاون واحتاللها‪ ،‬إلى‬ ‫جانب أفالم وثائقية عن‬ ‫تلك الحملة العسكرية‪،‬‬ ‫وعرضت ضمن الشريط‬ ‫السابــق الذكـــر‪« :‬إسبانيا‬ ‫فـــي الريــــف» ‪España‬‬ ‫‪ .en El Rif 21‬ومن جهته‬ ‫قام طراموياس بتصوير‬ ‫فيلم عن «وصول الجرحى‬ ‫من المغرب» وجنازة قائد‬ ‫اللفيف اليوطنان كولونيل‬ ‫«بالينثويال» ‪،Valenzuela‬‬ ‫بمدينة سرقسطة ‪Zaragoza‬‬ ‫وهو مأتم تم‬ ‫في سنة ‪.22 1923‬‬ ‫من المحتمل أن تكون الحالة التي نعرفها معرفة جيدة هي حالة‬ ‫«غاليسيا» ‪ ،Galicia‬التي عرضت بانتظام ومثابرة وابال من األفالم‬ ‫الوثائقية حول تصعيد الحرب‪ .‬في سنة ‪ 1921‬قامت شركة «باتيه إخوان»‬ ‫‪ Pathé Frères‬بتكليف من «مسرح ليناريس وبيابس بـ «الكورونيا»‬ ‫(‪ )Teatro Linares Pipas de la Coruña‬بتصوير «الجنود الغاليسيين‬ ‫في الحملة الحربية‪ ،‬وفي نفس التاريخ قدمت شركة «غومنت» ‪Gaumont‬‬ ‫عرضا لفيلم «المغرب» ‪ .Marruecos‬كما بعث رجل األعمال «إسحاق‬ ‫فراغا» ‪ Isaac Fraga‬مصورين إلى المغرب لتصوير سلسلة من األشرطة‬ ‫الوثائقية‪ ،‬تحت عنوان نوعي ‪« :‬إسبانيا في المغرب»‪ .‬وكان أول فيلم من‬ ‫هذه السلسلة هو فيلم «إسبانيا في الريف»‪ ،‬ألفي متر‪ ،‬و«العمليات مستمرة‬ ‫برأس ميدوي» و «فيالق األبطال»‪ ،‬وفي عام ‪ 1922‬انتقل إلى المغرب‪،‬‬ ‫«أليخاندرو بيريث لوغين» ‪ ،Alejandro Pérez Lugin‬حيث أنجز األفالم‬ ‫الوثائقية التالية ‪« :‬عرائس الموت»‪Los Novios de La Muerte‬‬

‫• إلوي مارطين (مؤرخ إسباني)‬ ‫• ترجمة‪ :‬إدريس الجبروني‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫(تصوير هذا الفيلم تم بترخيص من رئيس اللفيف «مييان أسطراي»‬ ‫‪ ،Millán Astray‬والذي حضر شخصيا إلى العرض األول)‪ ،‬وفيلم «طرواديو‬ ‫سرقسطة» ‪( Los Troyanos de Zaragoza‬يدور موضوع الفيلم حول‬ ‫فيلق سرقسطة الذي شارك في الحرب)‪ ،‬وفيلم «أوالئك الذين وهبوا دمائهم‬ ‫في سبيل الوطن»‪ ،‬و «مدافع غاليسيا» و«القوات النظامية»‪ .‬وأخيرا شركة‬ ‫«ثيلطا – فيلم» ‪ Celta Film‬أحدثت انطباعا كبيرا بفيلم «المدافعون عن‬ ‫الوطن يعودون» ‪.Los Defensores de la Patria Retornan23‬‬ ‫في الحقيقة أن الجديد في هذه المرحلة عن حرب الريف‪ ،‬هي األفالم التي‬ ‫ستتناسل‪ ،‬وسيكون مضمونها وموضوعها هو نزاع الريف‪ ،‬والتي ستنتهي‬ ‫بالتركيز على ثنائية متعارضة وهي «اللفيف اإلسباني – الريفيون»‪ ،‬هذا‬ ‫المفهوم الذي كان يطابق عقلية العسكريين المستفرقين‪ .‬نعتقد أن هذه‬ ‫الظاهرة هي سابقة لما أنجز في نفس االتجاه في السينـــمــا الفرنسيــة‪،‬‬ ‫التي وصفهـــا «بوالنجي»‬ ‫‪.Boulanger24‬‬ ‫وفــــي سنــــة ‪،1919‬‬ ‫سيقوم «رفائيــل سالبادور»‬ ‫‪Rafael Salvador‬‬ ‫بتصويــــر فيلـــم «مــــن‬ ‫أجـــل الوطــــن» ‪Por la‬‬ ‫‪(Patria‬مذكرات جندي من‬ ‫اللفيف)‪ ،‬والتي تم نعتهــا‬ ‫بـ ‪« :‬مخلوق مسخ ‪»...‬؛‬ ‫قضيتها أسيء إليها بتمثيل‬ ‫متكلــف‪ ،‬والذوق السيــئ‬ ‫للمخرج‪ ،‬وانعــدام التجربـة‬ ‫لدى الممثلين المبتدئين‪،‬‬ ‫وقصور في التصوير‪ ،‬قضوا‬ ‫على جرأة وآمال النجاح‬ ‫الفني والتجاري»‪ .25‬وفي‬ ‫نفس السنة تم تصوير‬ ‫«فيلم اللفيف» لمخرجه‬ ‫«رفائيل لوبيث رييندا»‬ ‫‪،Rafael Lopez Rienda‬‬ ‫كاتب روائي خصب وأخصائي في القانون العام لتلك الفترة‪.26‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1922‬انتقل «خوليو بوش» ‪ Julio Buch‬إلى المغرب‬ ‫لتصوير المشاهد الخارجية لفيلم «الروح الريفية»‪ ،‬والذي جمع فيه صور‬ ‫هجوم الريفيين على مهندسين إسبان‪ ،‬وقام بدور التمثيل فيه مجموعة من‬ ‫الصحافيين اإلسبان الذين كانوا يعملون كمراسلين حربيين‪.27‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1926‬قام «فلوريان راي» ‪ Florian Rey‬الذي قضى خدمته‬ ‫العسكرية اإلجبارية بالمغرب بإدارة فيلم تحت عنوان «نسور من فوالذ»‬ ‫‪ ، Águilas de Acero‬وكعنوان فرعي «ألغاز طنجة» ‪Los Misterios‬‬ ‫‪ ، de Tánger‬قصة هذا الفيلم مبنية كذلك على رواية للكاتب «رفائيل‬ ‫لوبيث رييندا» ‪ ،Rafael Lopez Rienda‬الذي استوحى حكاية هذه‬

‫‪11‬‬ ‫الرواية من الدسائس التي كانت تجري في مدينة طنجة‪ ،‬في ظروف الحرب‬ ‫المغربية‪ ،‬تلك الدسائس التي انتهت بصنع التحالف اإلسباني–الفرنسي‬ ‫الستسالم وإخضاع محمد عبد الكريم الخطابي‪ .28‬وفي نفس السنة تم إنجاز‬ ‫فيلم «طريق المجد» ‪ ،Ruta Gloriosa‬الذي لقي استحسان المتحمسين‬ ‫للقضايا التي كان مسرحها شمال إفريقيا‪.29‬‬ ‫وبعد سنتين جاءت تجربة جديدة لـ «لوبيث رييندا» ‪،Lopez Rienda‬‬ ‫الذي نقل إلى الشاشة روايته حول اللفيف اإلسباني‪ ،‬تحت عنوان «أبطال‬ ‫اللفيف» ‪ ،Los Héroes de la Legión‬التي لم تتجاوز محاولة رصينة‪،‬‬ ‫دون أن تصل إلى مداها الكبير‪ .30‬هذا الفيلم األخير يدخل في إطار المعالجة‬ ‫الكاملة لما سمي بـ «تهدئة» المغرب‪.‬‬ ‫‪-III‬‬‫أبرزنا من خــالل كل ما‬ ‫سبق‪ ،‬الروابــط التي كانــت‬ ‫قائمة بين القيادة العسكرية‬ ‫والسينما وهدفنا هو البرهنة‬ ‫على نقطـة انطالقنـا ‪ :‬وهي‬ ‫أن الجيش أدرك منذ اللحظة‬ ‫األولى ما كانت تمثله السينما‬ ‫كأداة دعائية هائلة‪ ،‬وعمل كل‬ ‫ما في وسعه لتقوم السينما‬ ‫بهذه المهمة‪ .‬وقــد تميــز‬ ‫واشتهر قائد اللفيف اإلسباني‬ ‫«مــيــان أسطـــراي» ‪Millán‬‬ ‫‪ Astray‬بشتمه وسبه للطبقة‬ ‫المثقفة اإلسبانية‪ ،‬ولكنه‬ ‫أظهر ذكاء كافيا إلدراكه‬ ‫ووعيه بالدور الذي يمكن أن‬ ‫تلعبه السينما‪ ،‬ولهذا استعمل‬ ‫السينما لغرض تقوية نفوذ‬ ‫اللفيف اإلسباني الحديث‬ ‫التكوين‪َّ ،‬‬ ‫ونظر له بالطريقة‬ ‫التالية‪« :‬كذلك هو دين على اللفيف اإلسباني مع اإلعالميين المصورين‬ ‫اإلسبان‪ ،‬الذين كانت كاميراتهم دائما تسجل في الوقت المناسب كل ما‬ ‫هو مفرح ولطيف‪ ،‬أو كل ما هو مهم حدث للفيف اإلسباني‪ .‬إن آخر فيلم‬ ‫الذي أعطى الحياة لهذه الهيئة وأظهرها بمظهر الواقع لما هو ممثل‪ ،‬وهو‬ ‫هام وجذاب ومؤثر‪ ،‬تم البحث عنه بتفضيل وإيثار وحمل حياة جنود اللفيف‬ ‫إلى جميع األمكنة‪ ،‬ومنحهم وكرمهم جمهور المتفرجين بتصفيقات مؤثرة‪.‬‬ ‫وبنفس الطريقة وصلت للفيف اإلسباني مجانية وعفوية‪ ،‬باهتمام محسوس‬ ‫به‪ ،‬ولمعان موات‪ ،‬أبعدها عن المعاكسين والمضادين بود حقيقي‪.31‬‬ ‫عن مجلة‪/Puerta Oscura4 :‬عدد ‪Málaga ,4‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫‪-)1‬ال توجد أية دراسة مفصلة في الموضوع‪ ،‬من هنا جاءت ضرورة اللجوء إلى التاريخ العام للسينما اإلسبانية‪ ،‬وخاصة كتاب‪« :‬مينديث ليطي فيرناندو»وخوان أنطونيو» مدريد ‪1965‬‬ ‫؛ ‪MENDEL LEITE FERNANDO «HISTORIA DEL CINE ESPAÑOL‬‬ ‫‪، FERRO MARC : «PRESENTATION DE FILM D’ACTUALITES‬ومن جهته ‪CABRERO JUAN ANTONIO : «HISTORIA DE LA CINEMA TOGRAFIA ESPAÑOLA, 1996 - 1949.‬‬ ‫‪SUR LA GUERRE DU RIF et Projection». ACTE DU COLLOQUE INTERNATIONAL d’ETUDES HISTORIQUES ET SOCIOLOGUES 18-20 JANVIER 1973, PARIS, 1976, p.p.‬‬ ‫‪293-295.‬‬ ‫يشير إلى وجود ‪ 10‬دقائق من أشرطة وثائقية صالحة لالستعمال‪ ،‬من مصادر دور مدنية فرنسية وهيأآت عسكرية فرنسية وإسبانية‪ .‬هذه التأكيدات ال تقنعنا‪ ،‬ومن خالل هذا العمل نعرض أسباب ذلك‪ ،‬ومن جهتنا فإن‬ ‫‪ ،BROS DURAN, MONSERRAT‬في بحثه المعنون ‪ ،EL ISLAM EN EL CINE ESPAÑOL « (1975 – 1939« :‬وهو بحث لنيل اإلجازة‪ ،‬غير منشور‪ ،‬قدم سنة ‪ 1984‬ببرشلونة‪ ،‬نظرا لمعالجته فترة تاريخية خارجة‬ ‫عن اإلطار الكرونولوجي لموضوعنا‪ ،‬فهو ال يقدم غير بعض اإلشارات المعزولة والبعيدة من موضوعنا‪ ،‬نفس الحالة‪ ،‬ولكنها تعالج موضوعا أوسع‪ ،‬هناك العمل الذي أنجزه ‪AMO A‬‬ ‫‪Amo, Álvaro del: «Cine Español: En La Academia Militar», Cuadernos para el Dialogo, Nº 138, marzo 1975, pp.48- 50, donde figura una reducida filmografía al respecto.‬‬ ‫‪(2) Boulanger, Pierre: «Le Cinéma Colonial. De L’Atlantide a Lawrence d’Arabie» Paris, 1975, p.16.‬‬ ‫‪(3) FERRO, Marc: «Cine e Historia» Barcelona, 1980.Esp.‬‬ ‫(‪ )4‬ال نريد الدخول في الجدل حول استعداد الطبقة المثقفة والسينما‪ ،‬وإنما فقط اإلشارة إلى كيف أن الطبقة الحاكمة في عدة بلدان أدركت بسرعة‪ ،‬قبل الطبقة المثقفة الفائدة الهائلة لهذه الوسيلة التعبيرية الجديدة‪.‬‬ ‫‪(5) MENDEZ LEITE,F, : « Historia, I, p.24.‬‬ ‫‪(6) COLON, Carlos: « Los Comienzos del Cinematógrafo en Sevilla » Sevilla 1981, p. 24.‬‬ ‫‪(7) LOPEZ CLEMENTE, José: “Cine Documental Español” Madrid, 1960, p.117.‬‬ ‫بيعت إلنجلترا وبلدان أخرى حول هرا النزاع حيث يشير إلى أن مت النسخ من أال فالم الوثائقية‬ ‫‪En PAYNE, Stanley G.: ”Los Militares y la política contemporánea “Paris, 1968, capítulos 7, 9 y 11.‬‬ ‫‪ – « La Historia del Cine en Galicia(1896-1984)”, La Coruña,1985,p. 67. Sobre la filmación por los‬حول هدا الموضوع انظر – أحداث غاليسيا ‪(8) Garcia Fernandez, Emilio Carlos‬‬ ‫‪franceses de los disturbios, BOULANGER‬‬ ‫‪Amo, Álvaro del: «Cine Español: En La Academia Militar», Cuadernos para el Dialogo, No 138, marzo 1975, pp.48- 50, donde figura una reducida filmografía al respecto.‬‬ ‫‪FERRO, Marc: «Cine e Historia» Barcelona, 1980.Esp‬‬ ‫‪1La Historia del Cine en Galicia (1896-1984)”, La Coruña,1985,p. 67. Sobre la filmación por los franceses de los disturbios, BOULANGER, P.:”Le Cinema…”, p.25‬‬ ‫(‪ MENDEZ LEITE, F,”Historia…”I, p. 82.)9‬حيث يشير أن «بانويس» أنجز ريبورتاجا رفيعا طوله ‪ 600‬مترا ‪.‬و سبق لنفس المؤلف في كتابه‪:‬‬ ‫“‪:”,Años de Cinema español” Madrid, 1941, p. 20 45‬حيث أكد إن شركة اإلنتاج ‪ Hispano Film‬بعثت «بانيوس» إلى أفريقيا (المغرب) نظرا لراهنيه األحداث وللمخاطر المحدقة بالعاملين هناك‬ ‫‪(10) RETOLLAR, Manuel: « Cine Aragonés », Zaragoza, 1970,pp. 17-20, sostiene que los filmes citados son obra de Coyne, pero esta afirmación no cuadra con el hecho‬‬ ‫‪de la estancia de Tramillas en Marruecos en 1909.‬‬ ‫(‪ ،RETOLLAR, M. : «Cine…» , p. 51( 11‬حيث يحتوى على ما أنجزه من أفالم كل من «كوين « و«طراموياس» ‪.‬‬ ‫‪(12) Colon, C.: « Los Comienzos… », p.117.‬‬ ‫‪(13) López Clemente, J: “Cine…”, p.47.‬‬ ‫‪(14) PORTER MOIX, Miquel “El cinema catalàprimitiu” L’Avenç, nº. 11, Diciembre 1975, p.25. Por su parte, MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, 90, informa que de este‬‬ ‫”‪film se vendieron un centenar de copias a Rusia. También, CABERO, J.A.: “Historia…”, pp. 88. ROSA I VILELLA, María Teresa: “La vida i l’obra de Josep Gaspar i Serra‬‬ ‫‪Cinematógraf (Annals de la Federació Catalana de cineclubs), I 1983-1984. Nos indica que fue cameraman de la Gaumont de Paris en las costas de África (pp. 140-141-144),‬‬ ‫‪y que realizó un documental sobre Tetuán para la Gaumont de Barcelona en 1908 (p. 153), destacando que el film sobre la semana Trágica fue rodado en las calles y castillo‬‬ ‫‪de Montjuich (p. 140-141).‬‬ ‫‪(15) CAPARROS LERA, J.M.: “Arte y Política en el cine de la República (1931-1939)” Barcelona, 1981, p. 84.‬‬ ‫‪(16) Según un programa del Cinematograf Robert de Hospitalet de Llobregat de 1912, depositado en el Museud’Història de la Ciutat de dicha villa.‬‬ ‫‪(17) CAPARROS LERA, J.M.: “Arte…”, p. 73.‬‬ ‫”)‪(18) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, 192. También en, GONZÁLEZ, Palmira: “Studio Films: La productora més comercial del cinema mut a Catalunya (1915-1922‬‬ ‫‪Cinematògraf, II, 1984-1985, pp. 111-131, (la cita p 129).‬‬ ‫‪(19)Blanco y Negro (Revista Ilustrada), nº 1592, 20-11-1921, en Artículo “Marruecos”.‬‬ ‫‪(20) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, 192.‬‬ ‫”…‪(21)GONZÁLEZ P.:“Studio Films…”, p.129. . “Cine‬‬ ‫‪(22) ROTELLAR, M. “Cine…”, p. . “Cine…”, p. 51.‬‬ ‫‪(23) GARCIA FERNANDEZ, E.C.: “Historia…”, pp. 92-95, 133, 163. Por su parte, PAYNE, Stanley G.: “Los militares…”, pp. 136-137, ha señalado el hecho de que el jefe de‬‬ ‫‪la legión dispusiera la filmación de combates simulados, con el objeto de aumentar el prestigio y atraer voluntarios al recién formado cuerpo.‬‬ ‫‪(24) BOULANGER, P. “Le cinéma…”, pp. 83 y ss.‬‬ ‫‪(25) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, p. 191. CABERO, J.A.: “Historia …”, pp. 181-182, destaca que Salvador realizó La España trágica, film que prefigura de alguna‬‬ ‫‪manera uno de los tópicos del legionario: el protagonista, bandido en las sierras andaluzas, se redime, y trueca en heroica en el campo de batalla norteafricana.‬‬ ‫‪(26) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, p. 193.‬‬ ‫‪(27) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, p. 195.‬‬ ‫‪(28) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, pp. 251 y 258.‬‬ ‫‪(29) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, p. 254.‬‬ ‫‪(30) MENDEZ LEITE, F. “Historia…”, I, p. 279.‬‬ ‫‪(31) MILLAN ASTRAY, José: “La legión” Madrid, 1923, pp. 82-83. Lo reproducimos a pesar de su pésima redacción.‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫حفريات من تطوان (مقدمة الطبعة األولى)‬

‫م�ساحة حرة ‪:‬‬

‫(الجزائريون في تطوان ‪ -‬خالل ق‪13.‬ه‪19.‬م‪)-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬اغتنت المكتبة المتخصصة الوطنية‬ ‫بالطبعة الثانية المنقحـة من تاريخ تطـوان‬ ‫لتنضـاف إل��ى مؤلفـات في م��ادة التأريخ ‪.‬‬ ‫الدكتور إدريس بوهليلة رئيس شعبة التأريخ‬ ‫بكلية اآلداب‪ ،‬جامعة عبد المالك السعـدي‬ ‫بمرتيل في أبحاثه األكاديمية‪ ،‬يجيب عن‬ ‫تساؤالت لمرحلة عصيبة من تاريخ تطوان‪،‬‬ ‫بعد الثورة الفرنسية التي لم تثنيه عن احتالل‬ ‫الجزائر سنة ‪1830‬للميالد‪ ،‬ويكأنها “الوريث‬ ‫الشرعي”لإلمبراطورية العثمانية‪ .‬فكان االحتالل‬ ‫لالستعمار غراما لتوسعة إمبراطوريته واستعباد‬ ‫اإلنسان إذ لم تكن فرنسا قد تطهرت بالكامل‬ ‫من الفكر الكنائسي الوسيط ‪ .‬رغم اإلعالن عن‬ ‫حقوق اإلنسان والمواطن سنة ‪1789‬م‪ ،‬والذي‬ ‫كان فتحا وسببا إلطالق سراح سجناء القرصنة‬ ‫من نساء وأطفال وشيوخ من سجون نابولي‪ ،‬في‬ ‫عهد السفير محمد بن عثمان المكناسي‪.‬نتج عن‬ ‫االحتالل هجرة لعوائل جزائرية فارين بدينهم‬ ‫إلى أرض إسالمية لم تطأها بعد أقدام أعجمية‬ ‫‪ .‬يجيب المؤلف عن تساؤالت “فينومنلوجية”‬ ‫لظواهـــر سوسيو‪-‬اجتماعيـــة وجيو‪-‬سياسية‬ ‫في عهد السلطان المولى عبد الرحمان بن‬ ‫هشام‪ .‬ثم الكيفية التي استق ِبل بها المهاجرون‬ ‫الجزائريون ومؤاخاتهم والترحيب بهم أسوة‬ ‫بالهجرة النبوية‪ ،‬إسقاطا ألطروحات وكتابات‬ ‫استعمارية فردانية شخصانية التي كانت تؤخذ‬ ‫كمرجعية ‪ .‬ناهيك عن الحكي المتواتر على هوى‬ ‫العامة‪ ،‬يعتمد كمادة تاريخية ‪ .‬اإلعتزاز بحرمة‬ ‫الفكر وحرية الرأي لتفعيل قدرات القارئ على‬ ‫النقاش المعرفي وتكسير المألوف والطابوهات‬ ‫الحكائية التي تنمُّ عن الحفريات العلمية ‪.‬‬ ‫اعتماد منهج االستقراء لرفع اللبس لتشخيص‬ ‫قضايا المجتمع المغربي‪ ،‬لكي يتساوى أفق‬ ‫القارئ ونصوص المؤلف بصياغة داللية أصلية‬ ‫إلثراء النقاش في تأصيل ثقافة االختالف من‬ ‫أجل العلم ‪ .‬مختصر الطبعة الثانية للدكتور‬ ‫إدري��س بوهليلة جاء على الشكل التالي ‪/‬‬ ‫استقبلت مدينة تطوان المط ّلة على البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬موجات من المهاجرين‬ ‫الجزائريين‪ ،‬جماعات وأف��راد‪ ،‬على إثر إقدام‬ ‫دولة فرنسا في خطوة عسكرية جريئة‪ ،‬على‬ ‫احتالل الجزائر ابتداء من سنة ‪1246‬ه‪1830/‬م‬ ‫في أثناء أوج االمبريالية العالمية‪ ،‬ضاربة عرض‬ ‫الحائط حقوق الشعوب في تقرير مصيرها في‬ ‫حياتها العامة‪ ،‬كما نصّت على ذلك بنود “‬ ‫اإلعالن عن حقوق اإلنسان والمواطن” سنة‬ ‫‪1204‬ه‪1789/‬م ـ كنتيجة طبيعية للثورة‬ ‫الفرنسية ـ وبنود الدستور الفرنسي لسنة‬ ‫‪1206‬ه‪1791/‬م‪ ،‬والتي ستُصبح مُقررة في‬ ‫الدساتير الفرنسية المتعاقبة‪ ،‬وكما في القانون‬ ‫العام األوربي والدولي على حدّ سواء‪.‬‬ ‫هذه الموجات من الهجرات الجزائرية‪،‬‬ ‫كانت حينئذ من أهم ظواهر وح��وادث القرن‬ ‫‪13‬ه‪19/‬م‪ ،‬بما ترتّب عنها من انعكاسات‬ ‫وتداعيات‪ ،‬ليس على صعيد الجزائر فحسب‪،‬‬ ‫وإنما على صعيد المغرب األقصى والمغرب‬ ‫الكبير قاطبة‪ .‬فقد كانت هذه الهجرات‪ ،‬وحوادث‬ ‫أخرى مواكبة ومتعاقبة‪ ،‬منها‪ :‬احتالل الجزائر‬ ‫(‪1246‬ه‪ ،)1830/‬وهزيمة المغرب في حرب‬ ‫إيسلي (‪1260‬ه‪ )1844/‬أمام القوات الفرنسية‪،‬‬ ‫وحرب تطوان (‪1276‬ه‪ 1859/‬ـ ‪1860‬م) في‬ ‫مواجهة الجيش اإلسباني‪ ،‬من بين مؤشرات‬ ‫دخ��ول المغرب إل��ى التاريخ المعاصر عنفا‬ ‫وقهرا‪ ،‬لم يُعهد لها مثيل فيما قبل وال بعد‪.‬‬ ‫ستُقرر مصيره المستقبلي المليء بالنكسات‬ ‫واالن��ك��س��ارات؛ حيث سيعرف المغرب عهد‬ ‫االحتالل الشامل ألراضيه واالستالب الثقافي‬ ‫واالقتصادي والحضاري بصفة عامة‪ ،‬فضال عن‬ ‫اقتطاع أراضيه الشرقية والجنوبية‪ ،‬وضمها‬ ‫إلى مستعمرات فرنسا بالجزائر ظلما وعدوانا‪.‬‬ ‫وسيؤثر كل ذل��ك على بنيته االجتماعية‪،‬‬ ‫وتنظيماته السياسية‪ ،‬واستقراره الجيوـ سياسي‪،‬‬ ‫وعالقاته بدول الجوار‪ ،‬إلخ‪ .‬وأفرز هذا الوضع‬ ‫وبالملموس‪ ،‬الفرق الشاسع بين ضفتي البحر‬ ‫األبيض المتوسط على جميع المستويات‬ ‫التقدمية الحضارية‪ .‬وهو الفرق الذي مازال هائال‬ ‫إلى الزمن الراهن‪.‬‬ ‫في ظل هذه الظروف العصيبة من تاريخ‬ ‫المغرب المعاصر‪ ،‬كان البدّ وأن يُثير الوجود‬ ‫الجزائري على أرض المغرب إشكالية تفرعت‬ ‫عنها جملة من األسئلة واالستفهامات‪ .‬نستجزئ‬ ‫منها‪ :‬كيف تعامل المخزن المغربي‪ ،‬ممثال في‬ ‫السلطان موالي عبد الرحمان بن هشام‪ ،‬مع‬ ‫ظاهرة الهجرة والوجود الجزائري بتطوان؟‬ ‫وما هو موقفه منها ؟ وكيف فسّرها؟ وما هو‬ ‫الموقف الذي تبناه بعض أهالي تطوان من هذه‬ ‫الظاهرة؟‬ ‫وإذا كان للطرفين المغربيين المذكورين‬ ‫موقفا موحدا بيّنا‪ ،‬عبّرت عنه الوثائق المخزنية‬ ‫ـ لسان حال السلطان ـ والوثائق والكتابات‬

‫التاريخية‪ ،‬فكيف كانت بالمقابل‪ ،‬مواقف‬ ‫الجزائريين‪ ،‬إزاء الحروب المفروضة على المغرب‬ ‫األقصى واالحتالل األوربي‪ ،‬وفي مقدمته إسبانيا‬ ‫وفرنسا‪ ،‬من خالل ما خلفوه من كتابات‪ ،‬والتي‬ ‫تؤشر على مدى وطنيتهم وقوميتهم العربية‬ ‫اإلسالمية ؟ وم��ا هي مواقفهم تجاه نظام‬ ‫الحكم المغربي‪ ،‬والتي تعبر عن مدى تشبّثهم‬ ‫بالسلطان وسيادته؟ وما مدى اندماجهم في‬ ‫الوسط االجتماعي والثقافي بتطوان؟ وما هي‬ ‫درجة تأثيراتهم‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وآثارهم الباقية منها‬ ‫بالمدينة؟‬ ‫وف��ي االت��ج��اه المعاكس نتساءل عن‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬عن نظرة اآلخر‪ ،‬ونعني به ُكتاب‬ ‫االستعمار‪ ،‬ونقول‪ :‬كيف فسّر مُنظرو االستعمار‪،‬‬ ‫مفهوم الهجرة كما مارسها الجزائريون‪ ،‬عندما‬ ‫حطوا رحالهم‪ ،‬في مدن وقرى المغرب سنة‬ ‫‪1246‬ه‪1830/‬م وما بعدها؟ وكيف حاولوا‬ ‫توظيفها لتحقيق مصالح دولتهم الفرنسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبث التفرقة بين أبناء المغرب الكبير والتي‬ ‫مازالت آثارها‪ ،‬تؤثر سلبا في سياسات حكامه‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬كما هو معاين في فشلهم في تحقيق‬ ‫اتحاد المغرب العربي؟‬ ‫هذه جملة من األسئلة اإلشكالية‪ ،‬التي‬ ‫يروم موضوع هذا الكتاب‪ ،‬اإلجابة عليها بنوع‬ ‫من الموضوعية التاريخية‪ ،‬والحسّ الوطني‬ ‫والقومي العربي اإلسالمي‪ ،‬وبوعي وإدراك‬ ‫لماهية التاريخ ومسؤولية الكتابة التاريخية‪،‬‬ ‫خاصة في هذه الوضعية الحالكة‪ ،‬التي يمرّ منها‬ ‫المغرب الكبير والعالم العربي واإلسالمي‪ ،‬من‬ ‫أزمات وانتكاسات حضارية مستمرة ومتعاقبة‪،‬‬ ‫تمخضت عنها ثورات في مختلف الدول العربية‬ ‫مشرقا ومغربا‪ ،‬وُصفت تفاؤال بـ”الربيع العربي”‪،‬‬ ‫والتي ستُغير ال محالة‪ ،‬الكثير من األوضاع‬ ‫والسياسات لهذه الدول التي مثلتها‪.‬‬ ‫نقول‪ :‬هذا الكتاب سوف يحاول اإلجابة‬ ‫على األسئلة المطروحة‪ .‬ولكنه ال يدّعي‬ ‫القول الفصل فيها‪ ،‬وإنما هدفه األول التنبيه‬ ‫إليها تنبيها‪ ،‬يحظى بمكانة الحادثة‪ ،‬حادثة‬ ‫هجرة الجزائريين‪ ،‬وما تمخض عنها من بزوغ‬ ‫أفكار وممارسات إيجابية‪ ،‬على أرض تطوان‬ ‫خاصة والمغرب عامة‪ ،‬في مواجهة الوضع‬ ‫المأساوي السابق الذكر‪ .‬وهي أفكار وممارسات‬ ‫وصفناها بالوحدوية‪ ،‬والتضامنية‪ ،‬والتكافلية‪،‬‬ ‫والتعاونية‪ ...‬إلخ في وقت اشتداد األزمات‪ .‬وقد‬ ‫بدا لنا‪ّ ،‬‬ ‫أن مثل هذه األسئلة وغيرها‪ ،‬تُعدّ من‬ ‫األسئلة الشائكة والغامضة في آن؛ ألنها تتعلق‬ ‫بموضوع‪ ،‬أث��ار الكثير من الشكوك والكثير‬ ‫من ال��ح��زازات والحساسيات‪ ،‬وم��ازال يثيرها‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬ويؤثر في مستقبل دول المغرب‪،‬‬ ‫ومشروع بناء تكتل جهوي مغاربي‪ ،‬يحظى بثقة‬ ‫األطراف المعنية‪ ،‬في إطار ظروف دولية يطغى‬ ‫عليها ما يُصطلح عليه بـ”العولمة”؛ حيث ال‬ ‫حياة‪ ،‬وال تقدم للدول الفردية‪ ،‬إال في تكتّل‬ ‫قوي‪.،‬واقتصاد متكامل ومتطوّر‪ .‬إنه عصر‬ ‫االتحادات‪ ،‬في وقت يعيش فيه العرب عصر‬ ‫التفتيت والشتات‪ .‬فهل “ الربيع العربي” كفيل‬ ‫بإخراجهم من هذا الشتات والسبات العميق‪،‬‬ ‫كما هو معاين اآلن‪ ،‬إلى بريق المستقبل‪ ،‬إلى‬ ‫نهضة فكرية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬وإلى اتحاد‬ ‫ووحدة‪ ،‬يحس فيها اإلنسان العربي بإنسانيته‪،‬‬ ‫وكرامته‪ ،‬وحريته؟‬ ‫يُمكن إيجاز بعض أهداف الكتاب‪ ،‬فضال‬ ‫عن ما ُذكر في‪:‬‬ ‫ـ المساهمة في دراسة التاريخ االجتماعي‬ ‫لمدينة تطوان في القرن ‪13‬ه‪19 /‬م‪ ،‬من خالل‬ ‫دراسة هجرة الجزائريين إلى المدينة‪ ،‬والتي‬ ‫شكلت شريحة اجتماعية مهمة‪ ،‬انضافت إلى‬ ‫الشرائح األخرى‪ ،‬المكوّنة للمجتمع التطواني‬ ‫وحضارته‪ .‬هذا الجانب من الدراسة‪ ،‬نعدُّه جانبا‬

‫أساسيا من جوانب تاريخ تطوان المنسيّ‪ ،‬الذي‬ ‫ـ حسب اطالعنا ـ لم يُدرس بعناية‪ ،‬وافتحاص‪،‬‬ ‫ونقد إلى اآلن‪ ،‬رغم اآلثار المُختلفة األبعاد‪ ،‬التي‬ ‫خلفتها هذه الشريحة االجتماعية‪ ،‬على المستوى‬ ‫المحلي والوطني معا‪ ،‬في الحال والمآل‪.‬‬ ‫ـ تفنيد األط��روح��ة االستعمارية حول‬ ‫المفهوم‪ ،‬الذي أوّلت به الهجرة الجزائرية إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬بناء على معطيات ووثائق المرحلة‬ ‫المدروسة‪ .‬وهي األطروحة التي مازالت رغم‬ ‫مرور زمن غير قصير على صدورها‪ ،‬تؤثر في فكر‬ ‫بعض الباحثين المُحدثين بصورة أو بأخرى‪.‬‬ ‫ـ تبيان بعض أنساق الفكر السلطاني‬ ‫المغربي‪ ،‬في أوقات األزمات‪ ،‬واحتالل األوطان‪،‬‬ ‫والنزوح االضطراري للسكان عن مواطنهم‪ .‬وهو‬ ‫الفكر الذي كان يستلهم التجربة اإلسالمية‬ ‫في الحكم‪ ،‬وفي كيفية التعامل مع المستجدات‬ ‫الوطنية‪ ،‬واإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫ـ تبيان رؤى المغاربة والجزائريين‪ ،‬حول‬ ‫القضايا الوطنية واالستقالل والوحدة؛ حيث بدا‬ ‫لنا أن ما يجمع هذه الشعوب المغربية أكثر ما‬ ‫يُفرّقها‪ ،‬وأنها متضامنة وموحدة في الخيارات‬ ‫والتوجهات العامة‪ ،‬وأن ما يُفرّقها هو السياسة‬ ‫والقائمون على السياسة‪ .‬ولنا دليل على ذلك‪،‬‬ ‫هو تضامن الشعبين المغربي والجزائري‪ ،‬في‬ ‫مناسبات عديدة‪ ،‬وخاصة في أوقات األزمات‪ ،‬في‬ ‫مقابل‪ ،‬تنافر توجهات القائمين بالحكم‪ ،‬والمثال‬ ‫على هذا التنافر‪ ،‬هو أنه عندما طلب باشا‬ ‫الجزائر مساعدة السلطان المغربي‪ ،‬بالسماح له‬ ‫بالهجرة إلى تطوان‪ ،‬أثناء احتالل الجزائر‪ ،‬أذن له‬ ‫هذا األخير‪ ،‬بل ور ّغبه فيها‪ ،‬لما لها من معاني‬ ‫وفوائد‪ ،‬لكن الباشا الجزائري اختار االرتماء في‬ ‫أحضان دولة إيطاليا األوربية‪ ،‬معاكسا بذلك‬ ‫توجهات الشعبين‪ ،‬وثقافة وفقه العلماء‪ ،‬الذين‬ ‫كانوا قد أصدروا فتاوى‪ ،‬تبيح هجرة المسلمين‬ ‫من دار غلب عليها االستعمار األوربي إلى دار‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ـ ُّ‬ ‫تمث ُل قول الزعيم الوطني للمغرب الكبير‬ ‫عبد اهلل إبراهيم‪ “ :‬إذا أعانت هذه الصفحات‬ ‫جماهير قرائها وقارئاتها‪ ،‬شيئا ما على إعمال‬ ‫الفكر‪ ،‬وتعقيل المعطيات‪ ،‬وتحديد المضمون‬ ‫بالضبط في مختلف القضايا التي تعالجها‪...‬‬ ‫وإذا أعانت شيئا ما أيضا على بث روح االلتزام‬ ‫المسؤول بالموقف الواعي من نفس تلك‬ ‫القضايا في الجماهير المغربية الواسعة‪ ،‬فقد‬ ‫أصابت إذن هدفها الحق‪ ،‬وأنجزت مهمتها”‬ ‫(أوراق من ساحة النضال‪ ،‬ط‪ ،1.‬الدار البيضاء‬ ‫‪،1975‬ص‪.)3‬‬ ‫والكتاب في األصل‪ ،‬مجموعة من العروض‬ ‫والمقاالت‪ ،‬التي شاركنا بج ّلها في ن��دوات‬ ‫وطنية ودولية‪ ،‬فيما بين سنتي ‪ 1997‬و‪،2009‬‬ ‫ونشرت ضمن أعمال هذه الندوات وفي كتب‬ ‫جماعية ومجالت مختلفة فيما بين سنتي ‪2000‬‬ ‫و‪ ،2010‬وواحدة قيد النشر‪ .‬وقد أحالنا على ذلك‬ ‫في محله من الهوامش‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة‪ ،‬إلى أننا تصرفنا بعض‬ ‫الشيء في النصوص األصلية لهذه العروض‬ ‫والمقاالت‪ ،‬من حيث التنظيم‪ ،‬وتغيير بعض‬ ‫العناوين الفرعية‪ ،‬أو زيادة بعضها‪ ،‬وتحيين‬ ‫بعض المعطيات في الهوامش وغير ذلك‪ .‬إال‬ ‫أن هذا التصرف‪ ،‬ال يمس جوهر متن النصوص‬ ‫األصلية شكال ومضمونا‪ .‬وإنما هو ناتج‪ ،‬عن‬ ‫االختالف بين طبيعة الكتاب وطبيعة العرض‬ ‫والمقالة‪.‬‬ ‫ونرجو أن يُثير هذا الكتاب‪ ،‬نقاشا جدّيا‬ ‫بين القرّاء‪ ،‬يُفضي إلى إغناء أفكاره ومضمونه‪،‬‬ ‫ويُصحح هفواته وسقطاته‪ ،‬ويساهم في بلورة‬ ‫أفكارتُقرّببيندولالمغربالكبير‪،‬بالقدرالذي‬ ‫يُدعّم وحدتها‪ ،‬كخطوة في اتجاه وحدة العالم‬ ‫العربي‪ .‬وهذه الخطوة‪ ،‬ليست باألمر الهيّن وال‬ ‫باألمر المستحيل‪ ،‬إذا ما توافرت اإلرادة الصلبة‪،‬‬ ‫والعزيمة الثابتة‪ ،‬واإليمان القوي لدى الشعوب‬ ‫والحُكام‪ ،‬وأُزيحت رؤوس االستبداد واالستكبار‪،‬‬ ‫وعُمّمت نُظم الديمقراطية‪ ،‬بما يضمن‬ ‫العدالة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والكرامة اإلنسانية‪ .‬وكما‬ ‫يقول قسطنطين زريق” فعسى أن تكون عالقتنا‬ ‫بالتاريخ عالقة تفاعل إيجابي مستمر‪ ،‬وعسى‬ ‫أن تكون تحدياته لنا دوما حافزة مُستثيرة‬ ‫وردودنا عليها رفيعة مبدعة‪ ،‬وعسى أن نتمكن‬ ‫في هذا الظرف الرهيب من حياتنا من أن نردّ‬ ‫على تحديه الضخم الخطير بأصفى ما نمتلك‬ ‫من فكر‪ ،‬وأنفذ ما نقدر عليه من عمل‪ ،‬وأروع‬ ‫ما نحن أهل له من خلق وإبداع” (نحن والتاريخ‪،‬‬ ‫بيروت‪،‬ط‪،1974 ،3.‬ص ‪ .)242‬ومن اهلل نرجو‬ ‫التوفيق والسداد‪.‬‬ ‫تطوان في ‪ 15‬صفر ‪1433‬ه‪ 9/‬يناير‬ ‫‪(2012‬المؤلف)‬

‫‪ -‬عبد ال�سالم مفرج‬

‫‪Abdesselamfarej@gmail.com‬‬

‫أطلت علينا يوم ‪ 13‬يناير الجاري سنة أمازيغية جديدة تحمل رقم ‪،2966‬‬ ‫فانبعث معها مجددا عنفوان الحديث ‪ -‬من مرقده القديم ‪ -‬عن إحدى أدق‬ ‫وأعرق مكونات الهوية الوطنية راهنا‪ .‬وقد باتت محطتها اليوم أحوج من أي‬ ‫وقت مضى‪ ،‬إلى أسباب التحصين والتالحم‪ ،‬ردا أو ضدا على أبواق وأفالم‪،‬‬ ‫ما انفكت تواصل تنقيبها (غير البريء) في أبار الفتن والنعرات‪ ،‬وسط حقل‬ ‫ملغوم ‪...‬ذي قابلية االشتعال‪ ،‬خلف عدة مسميات ‪.‬‬ ‫مبدئيا‪ ،‬ال يجادل أحد في كون «إيض يناير» يشكل إنصافا للذاكرة‬ ‫والثقافة األمازيغية‪ ،‬باعتبارهما رافدين أساسيين ضمن باقي مكونات‬ ‫الهوية المغربية الثرية بروافدها العربية اإلسالمية‪ ،‬األندلسية‪ ،‬الحسانية‬ ‫‪ ...‬ومختلف التعابير األخرى المفعمة بتجذر أصيل‪ ،‬تغالب النسيان وتتحدى‬ ‫عوادي الزمن‪ ،‬قبل أن يحسم أمرها دستوريا ابتداء من سنة ‪.2011‬‬ ‫وبعيدا عن البعد الفالحي‪ ،‬الذي يشكل النقطة المشتركة تاريخيا‬ ‫بين مختلف مظاهر االحتفال األمازيغي بهذه المناسبة‪ ،‬منذ اعتالء الملك‬ ‫«شيشونع» عرش مصر الفرعونية القديمة المناص من المقاربة الثقافية‬ ‫والسياسية لرهان األمازيغية في المغرب اليوم‪ ،‬خصوصا بعد مرور ما يقارب‬ ‫خمسة عشر سنة على الخطاب الملكي بأجدير‪ ،‬وما تاله من تطورات متالحقة‬ ‫صارت ملموسة األثر في الساحة اليوم ‪.‬‬ ‫من نافلة القول‪ ،‬إن ملف تدبير األمازيغية بالمغرب‪ ،‬قد تدخل مرحلة‬ ‫جديدة‪ ،‬تعكس منعطف االنتقال من الشعارات والمقوالت‪،‬إلى مقام تنزيلها‬ ‫التدريجي على أرض الواقع ورغم التسليم المنصف بما روكم – إيجابيا – في‬ ‫هذه المرحلة‪ ،‬التزال بعض فعاليات الحركة األمازيغية تتصرف وكأنها لم‬ ‫تبرح بعد محطة ( العمل النضالي الخام )‪ ،‬ودون ذكر ألسماء بعينها‪ ،‬فموقفها‬ ‫باد في كتابات وخطابات تستمر في الترويج لطروحات الظلم واإلقصاء‬ ‫اللذين يتعرض لهما األمازيغ ( لغة وثقافة)‪ ،‬ومن ثمة تشكك في أية مبادرة‬ ‫رسمية لها صلة بهذا الموضوع ‪.‬‬ ‫لقد أبان التحول االنتقالي في تدبير الملف عن تجليات جديدة‪ ،‬منها‬ ‫تحديدا أنه – في السابق – لم تكن الحركة األمازيغية تميز بين الدول‬ ‫واألطراف الحكومية ( ومعها األحزاب أيضا) في ما يخص موقفها «السلبي»‬ ‫من القضية‪ ،‬أما اليوم‪ ،‬فيبدو أن جزءا من هذه الحركة بدأت تضع فيصال‬ ‫بينهما‪ ،‬حيث يتجه نظرها إلى أن الدولة جادة في إرادتها السياسية لخدمة‬ ‫األمازيغية ( لغة وثقافة )‪ ،‬ولكن مكمن المشكل يتصل فقط بآليات التنزيل‬ ‫واإلدماج بكيفية سليمة وديمقراطية ‪...‬‬ ‫ويبقى السواد األعظم من هذه الحركة مصرا على السير قدما في االتجاه‬ ‫المعاكس‪ ،‬فقبل ثالثة أيام فقط من (إيض يناير‪ )2966‬اختتمت ببوزنيقة‬ ‫أشغال المناظرة األولى للحركة األمازيغية‪ ،‬وفيها اعتبر المتدخلون أن‬ ‫سياسات الدولة المغربية في تدبير الشأن األمازيغي (بعد حراك ‪،)2011‬‬ ‫الزالت وفية للمقاربات السابقة‪ ،‬التي تكرس التمييز واإلقصاء والتهميش‬ ‫ضد األمازيغية‪ ،‬كما أنها بعيدة عن اإلنصاف العادل والفعلي‪ ،‬من خالل‬ ‫مخالفة الدولة اللتزاماتها األممية والوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وحسب خالصات المناظرة التي انتهت باإلعالن عن تأسيس االئتالف‬ ‫المدني األمازيغي «أغناس»‪ ،‬فإن الفاعل المؤسساتي والقوى السياسية‬ ‫ال زالت قاصرة عن ترجمة مواقفها المعلنة تجاه األمازيغية‪ ،‬إلى مقترحات‬ ‫فعلية وتدابير منصفة لها‪ ،‬مما يعكس – حسبها – استمرار ذهنية اإلقصاء‬ ‫المتحكمة في تصورات النخب اإلدارية والسياسية‪ ،‬وبالتالي فإن قضية‬ ‫األمازيغية – اليوم‪ -‬هي ( ملك ذاتي ) لمن يعمل من أجلها ‪.‬‬ ‫وأرى – من وجهة نظري‪ -‬أن الحركات األمازيغية عموما‪ ،‬ستسدي خدمة‬ ‫جليلة ونوعية للثقافة األمازيغية الحقة‪ ،‬إذا تمكنت – بنية صادقة ووعي‬ ‫حصيف – من مراجعة جهازها الفكري ذي الصلة الوثيقة بالضمير الجمعي‬ ‫خاصة ما يتعلق بقراءة التاريخ‪ ،‬حيث تتم هذه األخيرة – في الغالب – انطالقا‬ ‫من وقائع وأحداث ومقوالت تكرست خالل فترات معنية من تاريخنا الوطني‪،‬‬ ‫إذ يظهر أن هذه القراءة قد تحكمت – إلى حد بعيد‪ -‬في بناء ( مرجعية‬ ‫أمازيغية ) لم يعد في مقدورها التعبير عن أفكارها ومطالبها‪ ،‬إال من زاوية‬ ‫اإلحالة الضيقة على (الطرف اآلخر) المهتم دائما بكونه ( الغازي جغرافيا‬ ‫والظالم لغيره سياسيا وثقافيا )‪ ،‬رغم أنه ( شريك أصيل ) في حظيرة الوطن ‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬رحم اهلل شيخ السلفية المستنير « محمد بن العربي‬ ‫العلوي» في تصريحه الشهير ‪ « :‬أنا مسلم‪ ،‬وإسالمي فوق عروبتي‪ ،‬وعروبتي‬ ‫فوق مغربيتي‪ ،‬ومغربيتي فوق العرش‪ ،‬وأنا في خدمة العرش ما دام العرش‬ ‫في خدمة الشعب»‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫الومضة الرقمية في ضيافة “‬ ‫الظل االزرق”‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 2‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫في هذا العدد لـ “ بين زمنين”‪ ،‬أدرج للقراء‪ ،‬تحوال زمنيا ملحوظا‪ ،‬من خالل عرض نموذج حول الرسم في عالقته بالزمن‬ ‫الرقمي‪.‬‬ ‫ذات زمن اعتبرت اآللة الميكانيكية ـ عند بدايتها ـ ثورة أربكت اإلنسان‪ ،‬إلى أن روضته وروضها ‪ .‬أما في زمننا هذا‬ ‫فالتطور التكنولوجي لآللة‪ ،‬غير وجه العالم‪ ،‬ليبصمه بختم الحداثة ‪ .‬وأصبح التطور في أقصى سرعته‪ ،‬هو السمة المهيمنة‬ ‫على روح العصر‪ ،‬في كل تجلياتها‪ ،‬والفن جزء ال يتجزأ من تلك التجليات‪.‬‬ ‫بعد أن اقتحم اإلشعاع الرقمي الصورة سينمائيا‪ ...‬نكتشفه في معرض جميلة العلوي المريبطو ـ كما أسلفت اإلشارة‬ ‫إلى ذلك في العدد السابق ـ وقد دخل بريشته الرقمية‪ ،‬جنبا إلى جنب مع الريشة اليدوية‪ .‬وعن دور الريشة الرقمية في لوحات‬ ‫صاحبة معرض “ الظل األزرق”‪ .‬سيتمحور حديثنا معها في هذا اللقاء‪.‬‬ ‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ :‬سؤال البدايات وإن كان عادة‬ ‫ما يبدو تقليديا‪ ،‬فإنه في موضوع حديثنا حول‬ ‫الريشة الرقمية‪ ،‬وكيفية تعرفك عليها كتقنية‬ ‫فنية‪ ،‬وتوظيفها في رسم جانب من لوحاتك‪،‬‬ ‫أجده ضروريا‪ ،‬لتعريف قراء جريدة الشمال عليها‪.‬‬ ‫فهال تفضلت مشكورة‪ ،‬بتقديم لمحة وجيزة عن‬ ‫بداية تعاملك مع هذه التقنية الحديثة بامتياز‪،‬‬ ‫في ممارسة فن قديم بامتياز‪ ،‬أال وهو فن الرسم‪.‬‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫عالقتي مع الريشة الرقمية ب��دأت مع‬ ‫دراستي لهندسة الديكور ‪.‬تعرفت حينها على‬ ‫برامج هندسية محضة واكتسبت حينها مهارة‬ ‫مكنتني من المزج بين اإلبداع الرقمي واليدوي‬ ‫‪ .‬من ممارستي وتدريسي لهذه البرامج حيث‬ ‫كنت أستاذة للرسم الوثائقي ‪ ،‬وأيضا لتاريخ الفن‬ ‫بالمعهد العالي للهندسة المعمارية الداخلية‬ ‫بتطوان ‪ .‬جاءت الفكرة وكان هدفها الرئيس‪،‬‬ ‫هو ربح الوقت أثناء رسم البرامج الهندسية‪.‬‬ ‫ثم استعمال الريشة الرقمية كملون ومزخرف‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬طمعا في إتقان أكثر للزخارف‬ ‫التقليدية الدقيقة كالزليج وبعض الثياب ‪.‬‬ ‫“ لم تتكلمي هنا عن تجربتك الخاصة مع‬ ‫الرسم بالريشة الرقمية ‪ .‬متى بدأت وماذا أنجزت‬ ‫في هذا المجال لحد االن‪”..‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫“ الفن تفكير في صور”‪ ،‬مقولة تداولها‬ ‫النقد األدبي الحديث ـ وهو يسعى لتأسيس‬ ‫مناهجه ـ على اعتبار ـ كما يقول أحد رواده وهو‬ ‫بوتنبي ـ إنه بدون صور ليس ثمة أدب وبصفة‬ ‫خاصة الشعر”‪ ،‬وإذا انطلقنا من هذا التنظير‪،‬‬ ‫بربط الصورة الشعرية بالرسم‪ ،‬تطبيقا على‬ ‫ما قاله الشاعر العربي الراحل نزار قباني بكون‬ ‫الشعر رسم بالكلمات‪ ،‬نستطيع القول أن األصل‬ ‫في اإلبداع هو الصورة ‪ .‬سيدتي في حضور فكرة‬ ‫الصورة المتخيلة‪ ،‬كيف تمارسين اختيار أداة‬ ‫ترجمتها إبداعا‪ ،‬وأنت تمتلكين نواصي التعبير‬ ‫الثالث‪ :‬الشعر والزجل والرسم ؟‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫صدقا‪ ،‬الشعر والرسم بالنسبة لي عالم‬ ‫واحد ممزوج ومنصهر‪ .‬كالهما رهن األحاسيس‬ ‫التي تنتابني وغالبا ما تحكي اللوحة عن سطوري‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪ .‬و بالتالي أحب تلك المواكبة‬ ‫شعر ‪ -‬رسم حتى ينعم المتلقي بعمق المعنى ‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ :‬في لوحاتك بذخا جماليا‪ ،‬على‬ ‫المستوى البصري‪ ،‬هل لوحاتك هي فقط للمتعة‬ ‫الجمالية‪ ،‬خصوصا وأنك تجمعين فيها‪ ،‬كما من‬ ‫عناصر الجمال الحسي كالمرأة‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والبحر‪،‬‬ ‫واألزه��ار؟ أم تحرصين على تضمينها رسالة‬ ‫للناظرالمتلقي؟‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫الجمال في أعمالي أمر مقصود ‪.‬يكفينا ما‬ ‫نراه في واقعنا المر ‪ .‬وهدفي هو الترويح عن‬ ‫نفس المتلقي ‪.‬ال أسميه هروبا ‪ ،‬بل هبة‬ ‫نسيم عليل‪ ،‬أو فترة استراحة من الهموم التي‬ ‫تحيط بنا ‪.‬و من هنا سميت معرضي االخير ‪-‬‬ ‫الظل األزرق ‪ -‬و تعمدت إدخال اللون األزرق‬ ‫بشدة ألنه لون بارد‪ ،‬يرمز إلى االنتعاش ‪.‬‬ ‫يرمز إلى إخماد نيران الحروب‪ ،‬وفتك اإلرهاب‬ ‫ولو لدقائق ‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ :‬ما تقصدين باستحضار المصحف‬ ‫والمسبحة وأسماء اهلل الحسنى‪ ،‬واسم الجاللة‪،‬‬ ‫والحرف العربي ؟ وما هو دورها الجمالي ـ كما‬ ‫ترينه أنت ـ في لوحاتك؟‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫تعودت أن أكون قريبة من اهلل في كل‬ ‫تحركاتي‪ ،‬البسيطة منها والمعقدة ‪.‬فكيف ال‬ ‫أذكر وأُ َذ ِّك��ر باسم الرحمن وبكالمه‪ .‬عالمي‬ ‫الصغير‪ ،‬وال��ذي يتمثل في التشكيل‪ ،‬وكتابة‬ ‫الخواطر‪ ،‬نعمة من الخالق وعلي أن أشكره سرا‬ ‫وعالنية‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ :‬المرأة غالبا ـ رغم كل األناقة التي‬ ‫تضفينها عليها‪ ،‬وجمالية المكان التي تحيطينها‬ ‫بها ـ فهي إما بين أس��وار الحجرات‪ ،‬أو على‬ ‫الشرفات‪ ،‬بينما الشارع ال ترسمين فيه غير الرجل‬ ‫واألطفال وبدويات ضواحي المدينة‪...‬هل يمكن‬ ‫تفسير ذلك‪ ،‬على أنه هناك موضوع ما يشغلك‬ ‫في الشأن النسائي‪ ،‬تودين إيصاله للمتلقي ؟‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫فعال‪ ،‬أنا ال أنكر أن المرأة ما زالت تعاني‬ ‫من قيود المجتمع الرجولي‪ .‬وأنها لم تحصل‬ ‫بعد على حريتها كاملة‪ ،‬حتى تبدع وتظهر‬ ‫مهاراتها‪.‬الخوف من اإلشاعات‪ ،‬ونظرة المجتمع‬ ‫لها يطاردانها باستمرار وبالتالي فهي ال تجد‬ ‫راحتها‪ ،‬وال تتخلص من عقدها‪ ،‬إال بين األسوار‬ ‫مع مثيالتها من النساء ‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ :‬هنا ك من النقاد من يهتم‬ ‫بالرمزية في الفن‪ .‬وهناك من ال يعترف إال بالفن‬ ‫المنبني على التفكير‪...‬أين تجدين لوحاتك بين‬

‫ما يذهب إليه مثل هؤالء النقاد‪ ،‬وبين ما يرتبط‬ ‫به تكوينك كمهندسة ديكور؟‬

‫الفنانة جميلة العلوي المريبطو‬

‫كل عمل من أعمالي يحمل من العمق‬ ‫الكثير ‪.‬و غالبا ما أبني رسوماتي على فكرة‪ ،‬أو‬ ‫بعد إنساني‪ .‬تناولت بعض العاهات االجتماعية‪.‬‬ ‫وعبرت عن األزمات العاطفية ‪.‬فالنظرة مثال في‬ ‫مقلة امرأة رسمتها ‪ ،‬تمثل بالنسبة لي قصة‬ ‫تروى ‪ .‬كذلك البسمة قد تدل على حزن وفرح‬ ‫في نفس الوقت‪ .‬لأللوان رموز‪ .‬لإلضاءة والظالل‬ ‫أيضا معاني‪.‬هو عالم ساحر‪ ،‬وشعبه كثيرة‪،‬‬ ‫تنتهي أحيانا إلى متاهات يصعب الرجوع منها‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫سيدتي‪ ،‬عالقة بجملتك األخيرة “ متاهات‬ ‫يصعب الرجوع منها”‪ ،‬هل من المنتظر أن نجد‬ ‫ـ مستقبال ـ في لوحات الفنانة جميلة العلوي‬ ‫المريبطو‪ ،‬مواضيع ذات منحى مختلف عما‬ ‫تعودت عليه‪ ،‬من رسوم محورها الرئيس هو‬ ‫مدينة تطوان؟‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في الحلقة الماضية تطرقنا إلىبعض الممارسات الفرجوية وهي عبارة‬ ‫عن إرهاصات للمسرح بالمفهوم الحالي للمسرح‪ ،‬وذكرنا باألشكال الما قبل‬ ‫مسرحية المعروفة ب (الحلقة‪ ،‬والبساط‪ ،‬وسلطان الطلبة‪ ،‬وسيدي الكتفي)‪ ،‬حيث‬ ‫كان التمثيل المسرحي معروفا قبل عصر النهضة بشكل من األشكال‪ ،‬وكان‬ ‫المغاربة يمثلون فصوال هزلية انتقادية‪ ،‬تعرض في المواسم والمهرجانات‬ ‫الشعبية الكبرى‪ ،‬واشتهر من ممثليهم في البساط الحاج محمد الفاتحي شقيق‬ ‫المطرب ادريس الفاتحي الذي كان مشهورا في ذلك الوقت‪ ،‬والسي التهامي‪،‬‬ ‫كانوا يتقمصون في تمثيلياتهم أدوار الوزراء والقضاة‪ ،‬والحكام وبأسمائهم‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وبمحضرهم‪ ،‬ويقلدون كالمهم وحركاتهم‪ ،‬وينتقدون أحكامهم‬ ‫انتقادا‪ ،‬ومع ذلك لم يكونوا يعاقبونهم أو ينتقمون منهم‪ ،‬بل كانو يغدقون‬ ‫عليهم من المال مكافأة لهم على محاكاتهم‪ ،‬كما عرف من أفراد سيدي الكتفي‬ ‫المفضل الدغمي والد الفنان المقتدر المرحوم العربي الدغمي‪.‬‬ ‫لقد ساهم استعمار المغرب‪ ،‬وانعزاله السياسي والحضري بفعل الحصار‬ ‫الذي كان مضروبا عليه من طرف المستعمر في تأخر الحركة المسرحية ببالدنا‪،‬‬ ‫وكان على المغرب أن ينتظر انفتاحة على الغرب لتشهد طنجة افتتاح مسرح‬ ‫سرفانطيس سنة ‪ ،1912‬وهو ما أتاح للسكان مشاهدة مسرحيات قدمتها فرق‬ ‫من إسبانيا وفرنسا وبعدهما مصر‪ ،‬ثم فرق مسرحية تنتمي للعالم العربي‪ ،‬التي‬ ‫وجدت المجال الحي لنشاطها‪ ،‬كفرقة جوق النهضة ‪ ،‬التي كان أفراد عناصرها‬ ‫تتكون من الفرنسيين والمصريين‪ ،‬يترأسها المغني محمد عز الدين المصري‪،‬‬ ‫يساعده مصطفى الجزار الذي كان يقوم بتقديم اسكتشات هزلية بين كل‬ ‫فصل من فصول المسرحية‪ ،‬وقد عرضت هذه الفرقة أعمالها في سنة ‪،1923‬‬ ‫قدمت خاللها مسرحية صالح الدين األيوبي‪ ،‬وقد لقيت الفرقة ترحيبا منقطع‬ ‫النظير‪ ،‬وتابع مشاهدة هذه المسرحية علماء وأدباء‪ ،‬ووجهاء‪ ،‬كما مثلت في‬ ‫القصر السلطاني‪ ،‬ونال رئيس الفرقة وساما من السلطان موالي يوسف‪.‬‬ ‫وقامت الفرقة بعدها بجولة عبر أهم المدن المغربية‪ ،‬حيث تركت آثارا‬ ‫طيبا‪ ،‬إلى حد تحدثت عنها الصحف‪ ،‬الشيء الذي لم يحصل حتى في مصر التي‬ ‫فشلت فيها عدة فرق‪ ،‬لم تستطع مواصلة مسيرتها الفنية بفعل غياب الجمهور‪،‬‬ ‫كما حصل لفرقة جورج أبيض مما دفعه االنتقال إلى تونس‪.‬‬ ‫النجاح الذي حققته هذه الفرقة المسرحية في المغرب‪ ،‬وتأثيرها العميق‬ ‫الذي خلفته كان من بين العوامل التي زرعت بذور الثقافة المسرحية وسط‬ ‫الشباب المغربي‪ ،‬الذين كانوا يقدمون أعماال تخلو من الجمالية المطلوبة‪،‬‬ ‫وما أن مضت مدة على جولة فرقة عز الدين المختلطة التابعة لجوق النهضة‬ ‫العربية حتى قدمت سنة ‪ 1924‬فرقة مختلطة أخرى تتكون من عبد الرزاق‬ ‫كرباكة‪ ،‬وحسن نبان وزوجته علياء‪ ،‬ورافول وزوجته بهية الشامية‪ ،‬وقد انقسمت‬ ‫هذه الفرقة‪ ،‬حيث ظل بعض أفرادها في مراكش وخاصة حسن نبان الذي كون‬ ‫مع بعض المغاربة فرقة ظلت لبعض الوقت تعمل في جنان الحارثي‪ ،‬كما نجد‬ ‫في هذه الفترة بعض المشارقة استوطنوا الرباط‪ ،‬يشجعون الشباب على‬ ‫تنظيم جمعيات مسرحية‪ ،‬من بينهم إدمون خياط‪ ،‬الذي كان موزعا لألفالم‪،‬‬ ‫وأخته مارية التي كانت منتجة ومخرجة‪ ،‬وكانت هذه المرأة تستدعي من حين‬ ‫آلخر بعض الممثلين الشباب المغاربة وتكلفهم بإعداد إنتاجات درامية‪ ،‬كان‬ ‫من نتائجها إعداد مسرحية (األيدي المحترقة) وهي من تأليف محمد الزيزي‪،‬‬ ‫ويمكن القول أن التجربة المسرحية األولى انطلقت بالمغرب حسب بعض‬ ‫الباحثين‪ ،‬على يد تالميذ القرويين‪ ،‬وثانوية المولى إدريس بفاس‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫يعينون من طرف الفرق األجنبية لتأدية العديد من األدوار‪ ،‬فاستطاعوا بفضل‬ ‫ثقافتهم المزدوجة واستيعابهم للفتيات التي استكشفتها الفرق الزائرة‪ ،‬أن‬ ‫يؤلفوا فرقة تحمل اسم الجوق الفاسي برئاسة عبد الواحد الشاوي‪ ،‬وأصبحت‬ ‫فيما بعد تعرف بفرقة االتحاد المسرحي‪ ،‬ومنذ ذلك الحين أخدت هذه الفرقة‬ ‫تلمع بفضل بعض األسماء نذكر منهم محمد القري‪ ،‬والمهدي المنيعي‪ ،‬ومحمد‬ ‫بن الشيخ‪ ،‬وعبد الواحد الشاوي وغيرهم‪ ،‬حيث كانوا حديث الناس بكثير من‬ ‫اإلعجاب‪.‬‬ ‫وقد قدمت فرقة اإلتحاد المسرحي عدة مسرحيات ما بين مترجمة‬ ‫ومقتبسة ومؤلفة‪ ،‬لمشارقة ومغاربة‪ ،‬وكانت تضم من بين أعضائها شباب‪،‬‬ ‫منهم المؤلف‪ ،‬والمخرج والممثل‪ ،‬ومنهم ما كان يقوم بجميع هذه األعمال‪،‬‬ ‫كعبد الواحد الشاوي‪ ،‬ومنهم من اشتهر داخل الفرقة بالغناء‪ ،‬ومنهم من كان‬ ‫يقوم باألدوار نسائية النعدام العنصر النسوي‪ ،‬كالحاج محمد بوعياد‪،‬ومنهم‬ ‫من اشتهر باأدوار الهزلية الكوميدية كأحمد الحريشي‪ ،‬ومنهم من غلب عليه‬ ‫طابع تأليف المسرحيات كالمهدي المنيعي‪ ،‬وبوطالب‪ ،‬وابن الشيخ‪ ،‬ومحمد‬ ‫الرغاي‪.‬‬

‫الشاعرة المغربية أمينة المريني في ضيافة‬ ‫اتحاد كتاب المغرب بشفشاون‬ ‫نظم اتحاد كتاب المغرب فرع شفشاون يوم السبت ‪ 23‬من يناير ‪ 2016‬لقا ًء أدبيا لتقديم العمل الشعري الجديد‪« :‬خرجت من هذا‬ ‫األرخبيل» للشاعرة المغربية أمينة المريني ‪ ،‬بمشاركة األستاذين الناقدين‪ :‬د‪ .‬يحيى عمارة ود‪ .‬سالم أحمد إدريسو ‪ ،‬تنسيق عبد الجواد‬ ‫الخنيفي‪.‬‬ ‫وتعد الشاعرة أمينة المريني التي نشأت وترعرعت على القيم والمبادئ األصيلة التي تشربتها من مناهل علماء فاس ومفكريها ‪،‬‬ ‫صوتا شعريا أصيال استطاع وأصر منذ أربعة عقود وما يزال على أن يبقى وفيا للجذور الروحانية والصوفية والعوالم اإلنسانية‪ ..‬كما استطاع‬ ‫أن يمتلك مشروعا شعريا رحيبا وممتدا يمتح من جالل اللغة وعمق الرؤيا‪ ..‬فضال عن الكشف الفني والجمالي والوعي بالعالم ‪ ،‬جاعال من‬ ‫الشعر هدفا ومن الكلمة أفقا ومسعى‪...‬‬ ‫أصدرت الشاعرة دواوين شعرية‪ :‬ورود من زناتة ( سنة ‪ ، )1997‬حرة في ظل اإلسالم (سنة ‪ ،)1998‬وسآتيك فردا (سنة ‪)2001‬‬ ‫والمكاشفات ( سنة ‪ ) 2008‬والمكابدات ( سنة ‪ ،)2015‬حصلت على العديد من الجوائز ‪ ..‬وهي عضو المكتب التنفيذي التحاد كتاب‬ ‫المغرب‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪821‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫حبُّ الوطن‬

‫لقد جاء اإلسالم بمبادئ كريمة‪ ،‬ونادى بتعاليم عالية تحوي حكما وإرشادات غالية‪ ،‬منها مبدأ‬ ‫التناصح الذي ينادي به الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم ويعتبره أساس هذا الدين في قوله‪:‬‬ ‫«الدين النصيحة‪ ،‬قلنا لمن يارسول اهلل ‪ ،‬قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين وعامتهم» فلو‬ ‫أن الناس عمموا هذا المبدأ فيما بينهم وترسموه في معامالتهم وأحوالهم لسعد حال اإلنسانية‬ ‫وعاشت آمنة مطمئنة ولتجنبت كثيرا من الشرور والمشاكل التي هي في الغالب ليست إال نتيجة‬ ‫لترك التناصح ولشيوع سوء الظن بين الناس‪ ،‬وانتشار فقدان الثقة بين األفراد والجماعات‪ ،‬ولخطورة‬ ‫هذا المبدإ وعظيم أثره في إصالح حالة المجتمع‪ ،‬قال بعض العلماء عن هذا الحديث إنه أصل عظيم‬ ‫الشأن‪ ،‬وإنه عليه وحده مدار اإلسالم‪ ،‬وال غرابة في هذا ألن النصيحة في الواقع إنما تنبعث من‬ ‫إيمان المرء وحبه ألخيه وامتثاله ألمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬ال يومن أحدكم حتى يحب‬ ‫ألخيه ما يحب لنفسه» ويتأسس على الرغبة األكيدة في مصلحة المنصوح له وعن االهتمام بشأنه‬ ‫والقصد إلى ما يعود عليه بالخير والنفع‪ ،‬وال شك أن المنصوح إذا عرف ذلك من جانب الناصح اطمأن‬ ‫إليه ووثق به‪ ،‬وإذا توافرت الطمأنينة في النفوس وتبودلت الثقة بين الناس فإنهم يستطيعون أن‬ ‫يحيوا حياة سعيدة هنيئة خالية من كثير من المتاعب واآلالم‪ ،‬وبهذا ندرك مقدار ما تنطوي عليه‬ ‫هذه الوصية النبوية الكريمة من شمول لتعاليم اإلسالم وتناول لمبادئه الرشيدة‪.‬وقد بين الرسول‬ ‫الكريم صلى اهلل عليه وسلم من تجب لهم النصيحة فذكر‪:‬‬ ‫أوال أنها واجبة هلل تعالى ومعناها اإلخالص له‬ ‫تعالى في جميع األمور وذلك مصروف إلى اإليمان‬ ‫به ونفي الشرك عنه وترك اإللحاد في صفاته‬ ‫ووصفه بصفات األلوهية وتنزيهه عن النقائص‬ ‫والقيام بطاعته واجتناب معصيته ومواالة من أطاعه‬ ‫ومعاداة من عصاه‪.‬‬ ‫وذكر ثانيا أنها واجبة لكتابه وذلك باإليمان به‬ ‫وتفهم علومه وإكرامه واالعتناء بمواعظه‪ ،‬والعمل‬ ‫بمحكمه ومتشابهه‪ ،‬والبحث عن ناسخه ومنسوخه‬ ‫وعمومه وخصوصه‪.‬‬ ‫وذكر ثالثا أنها واجبة لرسوله ومعناها تصديقه‬ ‫على الرسالة واإليمان بجميع ما جاء به وطاعته في‬ ‫أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا وإحياء سنته ونشر‬ ‫تعاليم شريعته ونفي التهمة عنها‪،‬واتباع ما جاء به‬ ‫وامتثال أوامره ونواهيه‪ ،‬ومحبة آل بيته وأصحابه‬ ‫ومجانبة من ابتدع في سنته‪.‬‬ ‫وذكر رابعا أنها واجبة ألئمة المسلمين أي‬ ‫ملوكهم وأمرائهم وعلمائهم‪ ،‬أما الملوك واألمراء‬ ‫فمعاونتهم على الحق والدعاء لهم بالصالح‬ ‫والتوفيق‪ ،‬وترك الخروج عليهم والجهاد معهم‬ ‫بالنفس والمال‪ ،‬وامتثال أمرهم وطاعتهم‪ ،‬وإعالمهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق‬ ‫المسلمين‪ ،‬وتذكيرهم بلطف وبيان احترام بما أنساهم الشيطان‪ ،‬ومدهم بما يطلبونه من أخبار‬ ‫ومعلومات وبيانات عن أحوال األمة والرعية‪...‬‬ ‫وأما العلماء فبحسن اإلنصات إليهم‪ ،‬وسؤالهم عن أمور الدين وما غاب عن العامة من األحكام‬ ‫ومعاني اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬وقبول ما رووه عن األئمة األعالم وعلماء السلف األبرار‪،‬‬ ‫وتقليدهم في األعمال واألحكام‪ ،‬وحضور مجالسهم واتباع أقوالهم‪ ،‬وحسن الظن بهم‪.‬‬ ‫وذكر خامسا أنها واجبة لعامة المسلمين بإرشادهم إلى مصالحهم ومنافعهم‪ ،‬وتعليم جاهلهم‬ ‫ودفع الضرر عنهم وجلب الخير إليهم ‪ ،‬وهذا يعني خلق نوع من التآزر والتضامن بين الناس‪ ،‬بحيث‬ ‫يتعاونون ويتناصحون فيما بينهم وال يتركون الضعف والخلل والخطأ يتسرب إلى محيطهم‪ ،‬وليس‬ ‫النصح هنا مقصورا على األمور الدينية فحسب‪ ،‬بل هو عام منفتح على كل ما يتعلق باإلنسان وكل‬ ‫ما ينفعه أو يضره‪ ،‬فليس من أخالق المسلم أن يرى أخاه مقبال على عمل مضر به ويتركه‪ ،‬أو عاقدا‬ ‫لصفقة تجارية خاسرة ويدعه وأمره‪ ،‬أو متصرفا تصرفا طائشا يضر به وبأهله وبلده ويقول ال شأن‬ ‫لي به‪ ،‬أو يرى ما يضر بأبناء بلده ومستقبل شباب أمته ويسكت عن ذلك ويعتبر نفسه ليس مسؤوال‬ ‫عن ذلك‪ ،‬أو يرى ما يضر بصحة الناس ويودي بهم إلى الهالك وانتشار األمراض ويعتبر نفسه غير‬ ‫معني بذلك‪ ،‬بل ربما يشارك في ذلك وغيره ويحسب ما يجنيه من شر لبني جلدته ربحا له وانتصارا‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫‪ ...‬فإذا قرأنا نص الحديث وجدنا هؤالء وأمثالهم بعيدين عن الدين وتعاليمه‪ ،‬مخالفين لما جاء‬ ‫به الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم ولما دعا إليه‪ ،‬فالتناصح والتشاور من أسس هذا الدين‬ ‫ومبادئه‪ ،‬والتعاون وحب الخير للجميع أركان أخالق وآداب المسلم‪.‬‬ ‫هذا ما بينه الحديث وما دعا إليه رسول الهدى صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهو كما نرى لم يدع أحدا‬ ‫من الخالق إلى الخالئق إال وقد نبه على الواجب من النصيحة له‪ ،‬فياليت شعري كيف يكون حال‬ ‫اإلنسانية لو أنها أخذت بهذا المبدإ وسارت عليه وترسمت طرقه‪ ،‬إنها ستجد عالما مثاليا مملوءا‬ ‫باألمان واالطمئنان بعيدا عن المشاكل واألخطار‪ ،‬فإذا قام كل واحد منا بالنصيحة إلخوانه من جانب‬ ‫ما يتقنه ويحسنه فال أظن أن مشكال سيعترضنا أو مصيبة ستحل بنا‪.‬‬ ‫فإذا نصح العالم األمة بما يجب عليه وبين طرق الهدى والرشاد بما علمه اهلل وبما أمره به من‬ ‫يسر وسهولة ووسطية واعتدال‪.‬‬ ‫وإذا نصح الطبيب بما يعلمه وبما يجب على الناس من وسائل الوقاية وأسباب النجاة من‬ ‫األمراض‪.‬‬ ‫وإذا نصح المهندس بما يجب على الناس وبما يجب أن يتخذوه من حيطة وحذر‪.‬‬ ‫وإذا نصح العالم الجاهل‪ ،‬والمربي النشئ‪ ،‬والمجرب‬ ‫العديم التجربة‪ ،‬والكبير الصغير‪ ،‬والصانع المحذق‬ ‫المتعلم المبتدئ ‪ ......‬فأي حياة سنحياها وأي مجتمع‬ ‫سنعيش في ظله؟ هذا ما جاء به اإلسالم وما دعا إليه‬ ‫نبي الهدى صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فأنعم باإلسالم وبنبي‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وبما جاءت به شريعته الحكيمة من أنظمة‬ ‫دقيقة ومثل عليا‪ .‬أخرج الشيخان عن جرير بن عبد اهلل‬ ‫البجلي قال‪« :‬أتيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقلت‬ ‫أبايعك على اإلسالم‪ ،‬فشرط علي النصح لكل مسلم‬ ‫فبايعته على ذلك» وال أظن أن هناك دليل أكثر من هذا‬ ‫على أن نصح الناس والعمل على مصلحتهم وإرشادهم‬ ‫إلى كل ما فيه خير لهم من أسس هذا الدين وأركانه‪،‬‬ ‫أخرج الطبراني عن حذيفة مرفوعا « من لم يهتم بأمر‬ ‫المسلمين فليس منهم‪ ،‬ومن لم يصبح ويمس ناصحا‬ ‫هلل ولرسوله ولكتابه وإلمامه ولعامة المسلمين فليس‬ ‫منهم» فكفى بهذا تقريعا ألولئك الذين يتقاعسون عن‬ ‫نصح المسلمين وإرشادهم‪ ،‬وكفى به إعالنا أن كل من‬ ‫سعى في غير مصلحة الناس فال مكان له بين المسلمين‬ ‫وال نسبة له إليهم ‪ ،‬وكفى به إنذارا لمن يفضل مصلحته‬ ‫على مصلحة الناس‪ ،‬ويضيع حقوقهم من أجل نفسه‬ ‫وذويه ومال زائل ينتفع به‪.‬‬ ‫أخرج مسلم مرفوعا « إن اهلل يرضى لكم ثالثا‪ :‬أن تعبدوه وال تشركوا به شيئا‪ ،‬وأن تعتصموا‬ ‫بحبل اهلل جميعا وال تفرقوا‪ ،‬وأن تناصحوا من واله اهلل أمركم» وقد سبقت اإلشارة إلى أن نصح‬ ‫الملوك واألمراء يكون بمعاونتهم على الحق والدعاء لهم بالصالح والتوفيق‪ ،‬وترك الخروج عليهم‬ ‫والجهاد معهم بالنفس والمال‪ ،‬وامتثال أمرهم وطاعتهم‪ ،‬وإعالمهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من‬ ‫حقوق المسلمين‪ ،‬أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا « السلطان ظل اهلل ورمحه‬ ‫في األرض فمن نصحه ودعا له اهتدى ومن دعا عليه ولم ينصحه ضل»‪.‬‬ ‫أيها اإلخوة ‪ :‬لقد جاء اإلسالم بنظام شامل يتأسس على المساواة واألخوة بين الناس‪ ،‬وعلى‬ ‫التعاون والتآزر‪ ،‬وبنى العبادات والمعامالت على ذلك‪ ،‬فأمر الناس بالوقوف في صف واحد للصالة كل‬ ‫يوم‪ ،‬الفرق فيه بين الغني والفقير والقوي والضعيف‪ ،‬وأمرهم بالتجمع كل أسبوع في مكان واحد‬ ‫وتحت سقف واحد لالستماع لخطبة الخطيب وصالة الجمعة‪ ،‬وأمرهم في رمضان باإلمساك عن‬ ‫المأكل والمشرب والرجوع إليه في وقت واحد‪ ،‬وأمرهم بالوقوف في عرفة في وقت واحد وعلى صورة‬ ‫واحدة ‪ ،‬وأمرهم بالتضامن فيما بينهم وجعل في مال غنيهم حقا لفقيرهم ومحتاجهم ‪ ،‬وال يمكن‬ ‫لمجتمع هذه أسسه وأركانه أن يحيا إال في ظل التناصح والتشاور وحب الخير للجميع وهذا ما بينه‬ ‫الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم ودعا إليه في األحاديث السابقة وغيرها‪.‬‬

‫التمييز على أساس اإلعاقة يعطل حق المساواة لولوج مساجد وزان!‬ ‫« إن المملكة المغربية ‪ ،‬الدولة الموحدة ‪ ،‬ذات السيادة‬ ‫الكاملة‪ ،‬المنتمية إلى المغرب الكبير ‪ ،‬تؤكد وتلتزم بما يلي ‪.... :‬‬ ‫حظر ومكافحة كل أشكال التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد‬ ‫أو الثقافة أو االنتماء االجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو اإلعاقة أو‬ ‫أي وضع شخصي ‪ ،‬مهما كان ‪ . ».....‬تذكرت هذه الفقرة من‬ ‫تصدير دستور يوليوز ‪ ، 2011 ‬وأنا أتابع في األيام األخيرة مشهدا‬ ‫يمس بكرامة اإلنسان ‪ ،‬ويكرس التمييز السافر بسبب اإلعاقة بين‬ ‫المصلين والمصليات ‪ . ‬لم يكن المشهد الذي هز كياني وحفزني‬ ‫على دق جرس المساواة ‪ ،‬لعل آذان اإلدارة القيمة على الشأن‬ ‫الديني تلتقطه‪ ،‬فتسارع لمالءمة بنايات مساجد وزان مع روح دستور‬ ‫الحقوق ‪ (،‬لم يكن المشهد ) غير الحالة النفسية المدمرة التي كان‬ ‫عليها مواطن ‪ ،‬وهو يردد ال حول وال قوة إال باهلل ‪ ،‬بعد أن حرمه‬ ‫مدخل مسجد محمد السادس ‪ ،‬الواقع بحي العدير ‪ ،‬من أداء فريضة‬ ‫صالة العصر ‪ ،‬ال لشيء إال ألنه في وضعية إعاقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الخدمات التي توفرها الفضاءات والمرافق والبنايات العمومية‬ ‫( المساجد واحدة منها ) للمواطنين والمواطنات ‪ ،‬بقوة التشريع‬ ‫الوطني األسمى ‪ ،‬وجب أن تقدم لهم ولهن على طبق المساواة ‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك كانت المؤسسة التشريعية قد بادرت وصادقت على‬ ‫القانون ‪ 10 / 03‬الخاص بالولوجيات التي تقبر إلى األبد التمييز‬

‫على أساس اإلعاقة بين األشخاص الذين هم في وضعية إعاقة ‪.‬‬ ‫وبادرت إدارات عدة( بناية القباضة البلدية المجاورة لمسجد محمد‬ ‫السادس نموذجا ) بمالءمة بناياتها مع هذا القانون ‪ ،‬ومع المقاربة‬ ‫الحقوقية التي هب نسيمها على المملكة المغربية مطلع القرن‬ ‫الجاري ‪.‬‬ ‫‪ ‬المسجد المذكور ‪ ،‬بالرغم من توفر إمكانية مصالحة فضائه‬ ‫الخارجي مع حق ولوجه من طرف كل المصلين والمصليات على‬ ‫قدم المساواة ‪ ،‬وبعيدا عن أي شكل من أشكال التمييز ( اإلعاقة ) ‪،‬‬ ‫وبالرغم من أن عملية التأهيل التي خضعت لها البناية في الثالث‬ ‫سنوات األخيرة بكلفة مالية عالية ‪ ،‬وبالرغم من توافد حشود كبيرة‬ ‫من الراغبين والراغبات ألداء شعيرتهم الدينية برحابه ‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من أن عملية جعله والجا في وجه األشخاص في وضعية إعاقة غير‬ ‫مكلفة ماليا ‪ ،‬فإن الجهة المختصة المكلفة بتدبير الشأن الديني‬ ‫إقليميا ‪ ،‬ومع كامل األسف ‪ ،‬الزالت معطلة للمقاربة الحقوقية ‪ ،‬تعلق‬ ‫األمر ببناية هذا المسجد ‪ ،‬أو مساجد أخرى بإقليم وزان ‪ ،‬يعاني من‬ ‫شكلها الهندسي التمييزي ‪ ،‬األشخاص في وضعية إعاقة ‪،‬الراغبين‬ ‫والراغبات ‪ ‬ولوجها من أجل أدائهم‪ /‬هن ‪ ‬مع الجماعة ركنا من أركان‬ ‫اإلسالم الخمسة أال ‪ ‬وهو ركن الصالة‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)16‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫�أبلغ الكالم‬ ‫كان موسى بن نُصير يوالي فتوحه في األندلس‪ ،‬حتى وصل إلى بلد حصين يسمى «ماردة» فوجد العدو قد تحصّن به‪ .‬وحاول‬ ‫العرب مرّة بعد مرّة إجالء العدو‪ ،‬ولكن عبثاً‪ ،‬فلمّا يئسوا أقبل نفرٌ من الجند إلى القائد وقالوا له‪« :‬ال سبيل إلى هؤالء القوم‪ ،‬وهذا نخافه‪،‬‬ ‫وقد ك ّلت أجسامنا من السعي‪ ،‬وما نرى الرجوع»‪-.‬‬ ‫فابتسم القائد الكبير‪ ،‬وكان في نحو الخامسة والثمانين من العمر وقال‪« :‬ليعد منكم من يريد‪ ،‬أمّا أنا فقد خرجت في سبيل اللهّ ‪،‬‬ ‫ولن أعود إ ّال أن يشاء اللهّ ‪ ،‬والجنة في آخر هذا الطريق»‪.‬‬ ‫ثم امتطى حصانه واستعدّ للهجوم فاجتمع حوله الجند‪ .‬وبعد ساعات كان الحصن قد استسلم‪.‬‬

‫املتنبّي وبائع البطيخ‬ ‫المعروف عن المتنبي أنه كان ال يكفّ عن مدح الكرم وأهله‪ ،‬وكانت فيه كبرياء وعلوّ همّة‪ ،‬ومع ذلك اشتهر بالبخل والحرص على‬ ‫المال‪ ،‬وقد قيل له‪« :‬إن بخلك ينافي ما تتّصف به من خالل وما تمدح به الناس»‪.‬‬ ‫فقال أبو الطيب‪:‬‬ ‫«إن للبخل عندي سبباً‪ ...‬وردت من الكوفة إلى بغداد في صباي‪ ،‬ومررت ببائع فاكهة عنده باكورة بطيخ فسألته‪ :‬بكم تبيع البطيخة؟‬ ‫فقال غير مكترث‪ :‬إذهب فليس هذا من أكلك‪ .‬فقلت له‪ :‬سألتك عن الثمن فأجبني‪ .‬فقال‪ :‬البطيخة بدرهمين‪ .‬فعرضت عليه خمسة دراهم‬ ‫ثمناً لخمس بطيخات فلم يقبل‪ .‬وإذا شيخ من التجار يمرّ فوثب إليه صاحب البطيخ يدعو له ويقول‪ :‬يا موالي‪ ،‬هذا بطيخ باكورة‪ ،‬فهل‬ ‫تأذن لي أن أحمله إلى دارك؟ فساومه الشيخ في الثمن وقبل البائع أن يبيع البطيخات الخمس بدرهمين‪ ،‬وحملها إلى دار الشيخ ورجع‬ ‫مسروراً بما فعل‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬ما رأيت أعجب من جهلك يا هذا‪ .‬عرضتُ عليك خمسة دراهم فأبيت وقبلت من ذلك الشيخ درهمين‪ .‬فقال لي‪ :‬اسكتْ‪،‬‬ ‫إن هذا الرجل يحمل مائة ألف دينار‪ .‬فقلت‪ :‬إن الناس ال يكرمون أحداً إ َّال إذا كان يملك المال الكثير‪ ،‬وأنا ال أزال حريصاً على المال حتى‬ ‫أسمع الناس يقولون‪:‬إن أبا الطيّب قد ملك مائة ألف دينار‪.‬‬ ‫ـ وهكذا أثرت هذه الحادثة في نفس المتنبي وطبعته بطابع في سلوكه الشخصي وشعره لم يفارقه مدى الحياة‪.‬‬

‫�إن م َْن ال َيرحم ال يُرحم‬

‫عن ابن الكلبي عن أبيه قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يُتحدث به عنه من الموؤودات(‪ )1‬التي وأدهن من بناته‪ ،‬فأخبر‬ ‫وفد قيس بن عاصم على رسول اللهّ (ص) فسأله بعض األنصار عمّا‬ ‫أنه ما ولدت له بنت ّ‬ ‫قط إ ّال وأدها‪ .‬ثم أقبل على رسول اللهّ (ص) يحدثه فقال له‪:‬‬ ‫قط إ ّال وأدتها‪ ،‬وما رحمت منهن موؤودة ّ‬ ‫كنت أخاف سوء األحدوثة والفضيحة في البنات‪ ،‬فما ولدتْ لي بنت ّ‬ ‫قط إ ّال بنيّة ولدتها‬ ‫أمّها وأنا في سفر‪ ،‬فدفعتها أمّها إلى أخويها فكانت فيهم‪.‬‬ ‫وقدمت فسألت عن الحمل‪ ،‬فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولداً ميتاً‪.‬‬ ‫ومضت على ذلك سنون حتى كبرت الصبيّة ويفعت‪ ،‬فزارت أمها ذات يوم‪ ،‬فدخلت فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها‬ ‫شيئاً من الطيب‪ ،‬ونظمت عليها ودعاً‪ ،‬وألبستها قالدة عقيق وجعلت في عنقها قالدة بلح‪ .‬فقلت‪ ،‬من هذه الصبية فقد أعجبني جمالها‬ ‫وعقلها‪ .‬فبكت ثم قالت‪ :‬هذه ابنتك‪ ،‬كنت خبرتك أني ولدتُ ولداً ميتاً وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ‪ .‬فامسكتُ حتى إذا‬ ‫كانت أمها في شغل عنها أخرجتها يوماً فحفرت لها حفيرة فجعلتها فيها وهي تقول‪ :‬يا أبت ما تصنع بي؟ وجعلت أقذف عليها التراب‬ ‫ِّ‬ ‫يّ أنت بالتراب؟! أتاركي أنت وحدي ومنصرف عني؟! وجعلت أقذف عليها التراب حتى واريتها وانقطع صوتها‪،‬‬ ‫وهي تقول‪ :‬يا أبت‬ ‫أمُغَط َّ‬ ‫فما رحمت أحداً ممن واريته غيرها‪.‬‬ ‫فدمعتْ عينا النبي (ص) ثم قال‪« :‬إن هذه لقسوة‪ّ ،‬‬ ‫وإن من ال يرحم ال يُرحم»‪.‬‬

‫�إاله عمر يعلم!‪..‬‬ ‫كان عمر بن ّ‬ ‫الخطاب يجوب شوارع المدينة لي ًال وطال به المسير والطواف حتى أصابه شيء من التعب فاتّكأ إلى جدار أحد البيوت‬ ‫وإذا بأصوات نسائية تخترق حجب الليل وتطرق أذنيه فتبينّ حديث امرأة تقول‪:‬‬ ‫قومي‪ ،‬يا بنيّة‪ ،‬إلى ذلك اللبن فاخلطيه بالماء!‬ ‫وعقب عبارتها سكوت‪ .‬فأنصت عمر‪ ،‬يريد أن يعرف ماذا تجيب األخرى فسمعها تقول‪:‬‬ ‫يا أمّاه أوما علمت بما كان اليوم من عزمة أمير المؤمنين؟‬ ‫فقالت األم‪ :‬وما كان من عزمته يا بنيّة؟؟‬ ‫قالت‪ :‬إنه أمر مناديه فينادي أ ّال يشاب اللبن بالماء!‬ ‫فقالت األم‪ :‬قومي يا بنيّتي إلى اللبن فاخلطيه بالماء‪ ،‬فإنك بموضع ال يراك فيه عمر وال منادي عمر‪.‬‬ ‫فأجابت البنت قائلة‪ :‬ال‪ ،‬يا أمّاه‪ ،‬واللهّ ما كنت ألطيعه في المأل‪ ،‬وأعصاه في الخالء‪.‬‬ ‫إن كان عمر ال يعلم‪ ،‬فإاله عمر يعلم!‪...‬‬ ‫وسمع عمر ذلك كله‪ .‬وكان معه رجل يدعى أسلم فقال له‪:‬‬ ‫يا أسلم‪ ،‬ع ّلم المكان واعرف الموضع! ثم مضى مواص ًال طوافه‪ .‬وإذ أصبح الصباح قال‪:‬‬ ‫يا أسلم‪ ،‬امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقولة لها‪ ،‬وهل لها بعل؟‬ ‫وذهب أسلم يستقصي األمر‪ ،‬ثم عاد إلى عمر بن الخطاب وأخبره أن الفتاة أيّم ال بعل لها‪ ،‬وأنها تعيش مع أمها وليس لهما رجل‪.‬‬ ‫ثم دعا عمر أوالده فاجتمعوا فقال‪ :‬هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوّجه؟‪..‬‬ ‫ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه أحد منكم إلى هذه الجارية‪.‬‬ ‫فقال عبد اللهّ ‪ :‬لي زوجة!‬ ‫وقال عبد الرحمن‪ :‬لي زوجة!‬

‫وقال عاصم‪ :‬ال زوج لي يا أبتاه‪ ،‬فزوجني!‬ ‫وهكذا زوج عمر بن الخطاب تلك الفتاة التي أعجبته بقوتها وأمانتها وخلقها‪ ،‬ابنه عاصم فولدت له بنتاً‪ ،‬وولدت هذه البنت عمر‬ ‫بن عبد العزيز‪.‬‬

‫�أعرابي ال يح�سن الق�سمة‬ ‫قال الجاحظ‪ :‬قال أبو الحسن‪ :‬حدثني أعرابي كان ينزل بالبصرة قال‪ :‬قدم أعرابي من البادية فأنزلته‪ ،‬وكان عندي دجاج كثير‪ ،‬ولي‬ ‫امرأة وابنان وابنتان‪ ،‬فلما حضر الغذاء جلسنا جميعاً أنا وامرأتي وابناي وابنتاي واألعرابي‪ .‬قال‪ :‬فدفعنا إليه الدجاجة وقلنا له‪ :‬اقسمها بيننا‬ ‫ـ نريد بذلك أن نضحك منه ـ فقال‪ :‬ال أحسن القسمة‪ ،‬فإن رضيتم بقسمتي بينكم‪ .‬قلنا‪ :‬فإناّ نرضى‪ .‬فأخذ رأس الدجاجة فقطعه فناولني‬ ‫إياه وقال‪ :‬الرأس للرأس‪ .‬وقطع الجناحين وقال‪ :‬الجناحان لالبنين‪ .‬ثم قطع الساقين وقال‪ :‬الساقين لالبنتين‪ .‬ثم قطع الزمكى (ذنب‬ ‫الطائر) وقال‪ :‬العجز للعجوز‪ .‬وقال‪ :‬الزور للزائر‪ .‬ثم أخذ الدجاجة وسخر منّا‪ .‬قال‪ .:‬فلما كان الغد قلت ال مرأتي‪ :‬اشوي لنا خمس دجاجات‪.‬‬ ‫فلما حضر الغذاء قلت‪ :‬أقسم بيننا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إني أظن أنكم غضبتم في أنفسكم‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬ال‪ ،‬لم نغضب في أنفسنا فاقسم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أقسم وتراً أو شفعاً؟‬ ‫قلنا‪ :‬أقسم وتراً‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أنت وامرأتك ودجاجة ثالثة‪ ،‬ثم رمى إلينا بدجاجة‪ .‬ثم قال‪ :‬وابناك ودجاجة ثالثة‪ ،‬ثم رمى إليهما بدجاجة‪ .‬ثم قال‪ :‬وابنتاك‬ ‫ودجاجة ثالث‪ ،‬ثم رمى إليها بدجاجة‪ .‬ثم قال‪ :‬أنا ودجاجتان ثالثة‪ ،‬وأخذ دجاجتين وسخر مناّ‪.‬‬ ‫قال‪ ... :‬فرآنا ننظر إلى دجاجتيه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ما تنظرون لعلكم كرهتم قسمتي‪ .‬الوتر ال يكون إ ّال هكذا‪ .‬فهل أقسم لكم قسمة الشّفع؟ قلنا‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫فضمهنّ إليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت وابناك ودجاجة أربعة‪ ،‬ورمى إلينا بدجاجة‪ .‬ثم قال‪ :‬والعجوز وابنتاها ودجاجة أربع‪ ،‬ورمى إليهن بدجاجة‪.‬‬ ‫ثم قال‪ ،‬أنا وثالث دجاجات أربعة‪ ،‬وضم إليه الثالث ورفع يديه إلى السماء وقال‪:‬‬ ‫اللهم لك الحمد أنت فهّمتنيها!‪.‬‬

‫لكل واحد ديناران ولك دينار واحد‬ ‫روى محمد بن عون عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت‪ :‬يا أمير المؤمنين مات أخي وخ ّلف ستّمائة دينار‪ ،‬فأعطاني‬ ‫ديناراً وقالوا‪ :‬هذا نصيبك‪ .‬فقال المأمون‪ :‬هذا خ ّلف أربع بنات؟‬ ‫قالت‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لهن أربعمائة دينار‪ ،‬وخلف والدة؟‬ ‫قالت‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لها مائة دينار‪ ،‬وخلف زوجة لها خمسة وسبعون ديناراً‪ ،‬باللهّ ألك إثنا عشر أخاً؟‬ ‫قالت‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لكل واحدٍ ديناران ولك دينار واحد‪.‬‬

‫�أخذ املال واخليل واجلارية‬ ‫قيل‪ :‬إن فتى من ذوي النعم‪ ،‬قعد به دهره‪ ،‬وألحّ عليه الفقر‪ ،‬وكانت له جارية من أحسن الناس وجهاً وجما ًال‪ ،‬وكان يحبها حباً‬ ‫شديداً‪ ،‬وهي كذلك‪ ،‬فلما ضاق عليه الحال واشتد به األمر قال لها‪ :‬أترين ما نحن فيه من الشدّة‪ ،‬ور ّقة الحال‪ ،‬فإني رأيت أن أبيعك لبعض‬ ‫الممّولين‪ ،‬فأتّسع في ثمنك‪ ،‬وأنت تتمتّعين عنده‪ ،‬فعلتِ؟‬ ‫فقالت‪ :‬واللهّ ‪ ،‬إن فراق روحي من جسدي‪ ،‬عليّ أهون من فراقك‪.‬‬ ‫ثم إنه طيّب خاطرها وخرج بها واستشار بعض أصحابه أن يعرضوا ذكرها لبعض التجار ليشتريها أحد منهم‪.‬‬ ‫فقالوا له‪ :‬إن كان ذلك ال بدّ منه‪ ،‬فابعثها إلى عبد اللهّ بن معمر‪ ،‬وكان عام ًال على العراق‪.‬‬ ‫فحملها إليه وعرضها عليه فاستحسنها ووقعت منه موقع اإلعجاب‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬كم رجوت فيها؟‬ ‫فقال‪ :‬أربعين ألفاً‪.‬‬ ‫فدفع له ثمنها‪ ،‬وعشرة آالف لنفقته وعشرة رؤوس خيل وقال له‪ :‬هل رضيت بذلك؟‬ ‫قال‪ :‬نعم! وسّع اللهّ عليك ورضي عنك‪.‬‬ ‫فأمر عبد اللهّ أن تدخل الجارية إلى داره ويكرم مثواها‪ .‬فأمسكت الجارية بجانب السرير وجعلت تقول‪:‬‬ ‫هنيئ ًا لك المال الذي قد أخذته ولم يبــق في كفيَّ غير ّ‬ ‫التفكـــر‬ ‫أقول لنفسي وهي في كرباتها أق ّلي فقد بان الحبيـب أو اكثــــري‬ ‫إذا لم يكن في األمر عندك حيلة ولم تجدي بداً من الصبر فاصبري‬ ‫فلما سمع الفتى ذلك‪ ،‬بكى حتى ارتفع نحيبه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫لوال قعود الدهر عنك فلم يكن يفرّقنا شيء سوى الموت فاصبري‬ ‫أروح بهم من فراقـــك مؤلـــم أُناجي بـــه قلبـــ ًا قليــــل التصبُّ ِر‬ ‫عليـك ســالم ال زيارة بيننـــــا وال وصـل إ ّال أن يشــاء ابن معمـــر‬ ‫فقال عبد اللهّ بن معمر‪ :‬إن شئت خذها‪ ،‬وخذ المال الذي صار إليك‪.‬‬ ‫فأخذ الفتى المال‪ ،‬والخيل‪ ،‬والجارية‪ ،‬وانصرف داعياً له على فعله الجميل وإحسانه‪.‬‬

‫(‪ )1‬الموؤودات‪ :‬اللواتي يدفن وهنّ أحياء‪ ،‬وهي عادة كانت شائعة عند البعض في أيام الجاهلية وأسبابها كثيرة (راجع‪:‬‬ ‫«األغاني»‪)72:14 ،‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪821‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)727‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫«كتاب صورة األرض»‬

‫يعتبر «كتاب صورة األرض» ألبي القاسم محمد بن حوقل البغدادي أحد أشهر المؤلفات الجغرافية التي خلفها‬ ‫المسلمون خالل العصور الوسطى وشكلت مرجعا أساسيا لتوطين مناطق العالم القديم وللتعريف بمدنه وبقراه‬ ‫وبساكنته وبالنظم الحضارية والمعيشية لهذه الساكنة على اختالف أجناسها ولغاتها ومعتقداتها‪ .‬وإذا كنا ال نعرف‬ ‫الشيء الكثير عن المؤلف‪ ،‬فالمؤكد أنه – وكما أشار إلى ذلك المرحوم محمد المنوني في كتابه « المصادر العربية‬ ‫لتاريخ المغرب»‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪ – 19 .‬قد ابتدأ رحلته التي جمع فيها مادته الخامة من مدينة بغداد عام ‪ 331‬ه ‪ 943 /‬م‪،‬‬ ‫وبقي على قيد الحياة إلى عام ‪ 367‬ه ‪ 977 /‬م‪ .‬ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن «كتاب صورة األرض» قد تحول إلى مرجع‬ ‫أساسي لكل الجغرافيين العرب الذين وضعوا مصنفات في هذا المجال أمثال إبراهيم بن محمد األصطخري وأبي عبيد‬ ‫عبد اهلل البكري‪ ،‬كما أن المستشرقين المحدثين قد اهتموا كثيرا بهذا المؤلف وعملوا على إخراج متنه األصلي ثم‬ ‫على ترجمته إلى اللغات األوربية‪ ،‬وأخص بالذكر – في هذا اإلطار – العمل الهام الذي قام به الباحث دي غويه (‬ ‫‪ ) de Goeje‬الذي نشر الطبعة األولى من الكتاب في الجزء الثاني من « نشريات جغرافيي العرب» ( ‪Bibliotheca‬‬ ‫‪ ) Geographorum Arabicorum‬الصادرة في مدينة ليدن سنة ‪.1873‬‬ ‫والنسخة التي بين أيدينا هي الطبعة الثانية من‬ ‫الكتاب الصادر بمدينة ليدن كذلك سنة ‪ 1938‬وذلك في‬ ‫ما مجموعه ‪ 528‬صفحة من الحجم الكبير‪ ،‬وقد اعتمد‬ ‫ناشرو هذا العمل ‪ -‬أساسا – على النسخة المحفوظة بخزانة‬ ‫السراي العتيق بإستنبول وعلى مقابلة هذه النسخة بنص‬ ‫الطبعة األولى وببعض المصادر األخرى التي أحالت إما كليا‬ ‫أو جزئيا على الوصف الجغرافي الدقيق ألبي القاسم بن‬ ‫حوقل‪ .‬أما بالنسبة للمضامين العامة للكتاب‪ ،‬فقد لخصها‬ ‫المؤلف في مقدمة كتابه عندما قال ‪ « :‬هذا كتاب المسالك‬ ‫والممالك والمفاوز والمهالك وذكر األقاليم والبلدان على‬ ‫مر الدهور واألزمان وطبائع أهلها وخواص البالد في نفسها‬ ‫وذكر جباياتها وخراجاتها ومستغالتها وذكر األنهار الكبار‬ ‫واتصالها بشطوط البحار وما على سواحل البحار من المدن‬ ‫واألمصار‪ ،‬ومسافة ما بين البلدان للسفارة والتجار‪ ،‬مع ما‬ ‫ينضاف إلى ذلك من الحكايات واألخبار والنوادر واآلثار ‪...‬‬ ‫مختصر في صور بالد اإلسالم وأخبارها بالكمال والتمام‪»...‬‬ ‫( ص‪ .)1 .‬ومن أجل تغطية كل هذه الجوانب‪ ،‬فقد قسم‬ ‫المؤلف عمله إلى جزئين أساسيين‪ ،‬تناول في أولهما‬ ‫بالتعريف والوصف «صورة األرض» وديار العرب وبحر فارس‬ ‫والمغرب واألندلس وصقلية ومصر والشام وبحر الروم‬ ‫والجزيرة والعراق‪ ،‬في حين تناول بالوصف – في ثانيهما –‬ ‫بالد خوزستان وفارس وكرمان والسند وأرمينية وأذربيجان‬ ‫وإلران والجبال والديلم وطبرستان وبحر الخزر ومفازة‬ ‫خراسان وفارس وسجستان والبالد الواقعة ما وراء نهر جيحون‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن كل ما يمكن أن يقال عن هفوات هذا الوصف وعن الثغرات التي اكتنفت «كتاب صورة األرض»‪،‬‬ ‫فالمؤكد أن هذا المؤلف يقدم معلومات غزيرة حول جغرافية مناطق العالم القديم والوسيط بشكل يسد العديد من‬ ‫الثغرات التي ظلت تكتنف األسطوغرافيا الكالسيكية بشقيها العربي اإلسالمي واالستشراقي األوربي‪ .‬وتزداد هذه‬ ‫األهمية وضوحا‪ ،‬إذا علمنا أن ابن حوقل كان حريصا – في وصفه – على التأكد من المقاييس ومن المسافات وعلى‬ ‫التنقل إلى عين المكان المعني وعلى إرفاق المتن المكتوب بمجموعة من الصور والمجسمات والخرائط التوضيحية‪،‬‬ ‫وهي التقنيات التي استغلها األوربيون في بداية نهضتهم الحديثة لوضع خرائط بديلة وأكثر دقة مما كان سائدا في‬ ‫السابق‪ ،‬بشكل واكب مستلزمات ظاهرة االكتشافات الجغرافية الكبرى التي عرفتها أوربا منذ مطلع القرن ‪ 15‬م وغطت‬ ‫جل فترات العصور الحديثة‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬ ‫وبخصوص منطقة شمال المغرب‪ ،‬فالكتاب يزخر بالعديد من المعارف الجغرافية المرتبطة بهذا الجزء من التراب‬ ‫الوطني‪ ،‬بل إن المالحظة الالفتة لالنتباه – في هذا اإلطار‪ -‬أن المؤلف يكاد يختزل بالد المغرب ( الحالي ) في منطقة‬ ‫الشمال‪ ،‬ذلك أن غالبية وصفه لهذه البالد قد خصصه لموانئ الشمال ولحواضره ولمواقعه الجغرافية الكبرى‪ ،‬في‬ ‫حين مر سريعا على بقية مناطق البالد ولم يفصل الحديث إال عن المراكز االقتصادية والسياسية الكبرى مثل فاس‬ ‫وسجلماسة‪ .‬ولعل أهم ما يمكن أن يفيدنا – في سياق اهتمامنا بالتوثيق لحواضر الشمال ‪ ،-‬اهتمام ابن حوقل‬ ‫بالتعريف بمدن قديمة كان لها دور حضاري بارز خالل فترات ما قبل الميالد مثل زيليس ( قرب أصيال حاليا ) وليكسوس‬ ‫( أو ما نعتها المؤلف بتشمس الواقعة قرب العرائش حاليا )‪ .‬هذا إلى جانب تفصيله الحديث عن المعطيات الطبيعية‬ ‫والجغرافية والتاريخية للعواصم الكبرى لمنطقة الشمال مثل سبتة وطنجة‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬اعتمد ابن حوقل على أسلوب‬ ‫وصفي دقيق وسلس‪ ،‬تطغى عليه سمات التقريرية الصارمة التي تهتم بالجزئيات وبالتفاصيل الصغيرة‪ .‬وإلعطاء الدليل‬ ‫على هذه المواصفات‪ ،‬يمكننا االستشهاد بما كتبه المؤلف في معرض حديثه عن بعض المراكز التاريخية لمنطقة‬ ‫الشمال مثل أصيال والعرائش وطنجة والبصرة‪ ،‬في هذا اإلطار يقول في الصفحة رقم ‪ ... « : 79‬وزلول ( أي زيليس )‬ ‫مدينة لطيفة في شرق أزيلى ( أي أصيال الحالية ) لها أسواق‬ ‫قريبة وكان عليها معول حسن بن كنون الحسني الفاطمي‬ ‫وهو مستحدثها‪ ،‬وشربهم كشرب أهل طنجة مجهول‬ ‫المبتدأ غير معلوم األصل‪ ،‬وأزيلى مدينة عليها سور متعلقة‬ ‫على رأس جرف خارج من البحر المحيط إلى أرض المغرب‪،‬‬ ‫وهي لطيفة وسورها من حجارة وبعضها على البحر المحيط‬ ‫وحظهم من الزروع والحنطة والشعير وافر‪ ،‬وماؤها من آبار‬ ‫فيها معين لذيذ وفيها أسواق‪ ،‬وإذا أخذ منها اآلخذ يريد‬ ‫الجنوب على سيف البحر المحيط لقيه وادي سندد وهو واد‬ ‫كبير عظيم غزير الماء يحمل المراكب‪ ،‬عذب ومنه شرب‬ ‫أهل تشمس ( أي ليكسوس ) وهي مدينة لطيفة قديمة‬ ‫أزلية أولية جاهلية وعليها سور من البناء األول تركب وادي‬ ‫تشمس هذا المعروف بسندد وبينها وبين البحر نحو ميل‪،‬‬ ‫ويمد سندد شعبتان تقع فيه إحداهما من بلد دنهاجة من‬ ‫جبلي البصرة والثانية من بلد كتامة‪ ،‬وكلتاهما ماء كثير‬ ‫وفيه يحمل أهل البصرة تجاراتهم في المراكب ثم يخرجون‬ ‫إلى البحر المحيط ويعودون إلى البحر الغربي فيسيرون منه‬ ‫حيث شاؤوا‪ ،‬وبين مدينة تشمس هذه وبين مدينة البصرة‬ ‫دون المرحلة على الظهر ‪.» ...‬‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬يستعرض ابن حوقل خصوصيات‬ ‫باقي الجهات واألصقاع الشمالية‪ ،‬مدققا في الروايات‬ ‫المتوارثة في المصنفات اإلسالمية التي سبقت عصره‪،‬‬ ‫ومقارنا المعطيات مع بعضها البعض‪ ،‬ومسترشدا بكتابات‬ ‫الجغرافيين األقدمين وبشكل خاص كتابات العالم الجغرافي والفلكي بطليموس‪ .‬ونظرا لكل هذه االعتبارات‪ ،‬وبغض‬ ‫النظر عن الهفوات واألخطاء – المبررة على كل حال ‪ ،-‬أمكن اعتبار « كتاب صورة األرض» مرآة حقيقية عكست الحدود‬ ‫التوطينية لمناطق الشمال ولعموم جهات البالد خالل الفترة الوسيطية التي امتازت بانحصار المعارف الجغرافية‬ ‫وباضطراب معلوماتها وبضبابية متونها السردية وبمحدودية تفسيراتها التركيبية‪ .‬كما أن الكتاب يساهم – في سياق‬ ‫آخر ‪ -‬في الكشف عن رؤى « اآلخر المشرقي» لذاتنا المغربية وذلك في تشابك مختلف أبعاد هذه الرؤى التي ميزت‬ ‫أمصار الشق الشرقي والشق الغربي للعالم اإلسالمي‪ ،‬سواء على مستوى االمتدادات الجغرافية أو على مستوى التطورات‬ ‫التاريخية الطويلة أو على مستوى تفاعالتها الحضارية الكبرى لمرحلة العصور الوسطى‪.‬‬

‫المعهد المتخصص للفندقة والسياحة بالحسيمة‬ ‫ينظم أمسية ثقافية لفائدة المتدربين‬ ‫في إطار األنشطة الموازيـة‬ ‫للتكوين وبمناسبة نهاية الطــور‬ ‫األول لسنة ‪ . 2016/2015‬نظــم‬ ‫المعهد المتخصص في الفندقة‬ ‫والسياحة بالحسيمة‪ .‬يوم األربعاء‬ ‫‪ 20‬يناير ‪ 2015‬أمسية ثقافيــة‬ ‫لفائدة متدربي المعهـــد‪ ،‬وذلك‬ ‫بحضور أطر ومستخدمي ‪ ،‬مكتـب‬ ‫التكوين المهني وإنعاش الشغل‬ ‫والكفاءات بمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫استهل الحفــل بقراءة آيـات‬ ‫بينات من الذكر الحكيم‪ .‬وبعدها‬ ‫كلمة مديــرة المعهـــد‪ ،‬التي ركزت‬ ‫على أهميـة مثل هذه األنشطة‪،‬‬ ‫في تطوير قدرات طلبة المعهد‪،‬‬ ‫واعتبرتها فرصة لخلق االنسجام‬ ‫بين الطلبة األجانب والمغاربة‪ .‬وفي‬ ‫نفس السياق ركزت مداخلة باسم‬ ‫المتدربين على أهمية األنشطة‬ ‫الموازية للتكوين‪ ،‬في صقل مواهب‬ ‫المتدربيــن‪ .‬من خالل المســـرح‪،‬‬ ‫الموسيقىوالحمالتالتحسيسة‪...‬‬ ‫وذلك ما عبر عنه من خالل‬ ‫المسرحيات واللوحات التعبيريـــة‬ ‫واألمداح النبوية واألغاني الشبابية‪.‬‬ ‫جسدها المتدربون والتي لقيت‬ ‫إعجاب الحاضرين‪ .‬لتختتم األمسية‬ ‫بأغنية وطنية جماعية تفاعل معها‬ ‫الحضور‪.‬‬

‫هشام مساعد‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪821‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)292‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫تنسيقية بطنجة للتضامن‬ ‫مع األساتذة المتدربين‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬ ‫تشكلت بطنجة‪ ،‬تنسيقية محلية للتضامن مع األساتذة المتدربين انخرطت فيها‬ ‫مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ‪ .‬وتم‬ ‫تأسيس التنسيقية بدعوة من الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان بطنجة‪ ،‬من أجل حشد‬ ‫الدعم المادي والقانوني لألساتذة المتدربين عبر برامج إعالمية ووقفات تضامنية من أجل‬ ‫التعريف بمطالبهم والقيام بالخطوات الضرورية سياسيا وقضائيا إن اقتضى الحال للحصول‬ ‫على تراجع الحكومة في شأن المرسومين المعلومين‪.‬‬ ‫جاء تأسيس التنسيقية المحلية بعد التدخل األمني لمنع مسيرة كان األساتذة‬ ‫المتدربون بالمركز الجهـوي لمهن التربيــة والتكويـن بطنجة‪ ،‬والذي أثار ردود فعل غاضبة‬ ‫على مستوى الرأي العام المحلي بسبب العنف الذي استعمل في مواجهة األساتذة الطلبة‪،‬‬ ‫سواء بطنجة أو بغيرها من المدن المغربية‪ ،‬باسم القانون والمحافظة على مصالح الناس‬ ‫الغير معنيين بموضوع احتجاجات “أساتذة الغد”‪.‬‬ ‫ومعلوم أن رئيس الحكومــة أدعن في النهاية لألمر الواقع بعد أو واجهه وزيره في‬ ‫الداخلية بأن التدخل األمني العنيف ضد األساتذة المتدربين كان “برأسه” وبعلمه وبالتوافق‬ ‫معه‪ ،‬إال أنه‪ ،‬مع اإلقرار بتحمله المسؤولية كرئيس للحكومة‪ ،‬أقسم بأغلظ األيمان أن ال تراجع‬ ‫في موضوع المرسومين اللذين اتفق على وصفهما بـ “المشؤومين”‪.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫ع‪.‬ك‬

‫سائق “طاكسي” يتحدث‬ ‫عن مأساته بسبب التالعب في ملف‬ ‫حادثة سيرتعرض لها !‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 10‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫المواطن مصطفى الخاضر(انظر الصورة) سائق سيارة أجرة من الصنف األول رقمها‬ ‫‪ ،237‬لوحتها‪7 ،‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 3744‬يشير في تصريحه لجريدة “الشمال” إلى أنه أفنى زهرة شبابه‬ ‫في هذه المهنة النبيلة والصعبة‪ ،‬طوال حياته عمل بإخالص‪ ،‬ودون أن يرتكب أي مخالفة‬ ‫أو يقع في مشكل ما‪.‬إال أنه وهو يضع قدميه على عتبة الستة والستين (‪ )66‬عاما من عمره‪،‬‬ ‫وجد نفسه مظلوما ومنهوك القوى‪ ،‬وذلك بسبب التالعب في ملف حادثة سيره الوحيدة من‬ ‫طرف الجهات المسؤولة‪ ،‬وخاصة ما ورد من معلومات غير صحيحة‪ ،‬صادرة عن مركز الدرك‬ ‫الملكي بالفنيدق‪ ،‬حول اللوحة الرقمية لشاحنة لنقل الرمل من نوع سكانيا‪ ،‬حيث في كل مرة‬ ‫كانت تحمل رقما مغايرا في محضرالدرك ذاته‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منه‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أثر على مسألة التأمين‪ ،‬بالنسبة للضحية الذي كان تعرض للحادثة بتاريخ ‪ 7‬ـ ‪ 8‬ـ ‪،2002‬‬ ‫بعدما كان انطلق بالركاب في رحلة من مدينة الفنيدق‪ ،‬وأثناء مروره بالطريق اإلقليمية رقم‬ ‫‪( 4703‬بوانتي كتامة ـ بليونش) وعند منعرج خطير‪ ،‬وجد نفسه محاصرا بين حافة والشاحنة‬ ‫المذكورة التي كانت تمشي في االتجاه المعاكس‪ ،‬بسرعة كبيرة وسط الطريق‪ ،‬فلم يجد‬ ‫بدا من أن يصطدم بها‪ ،‬جهة وسطها (مكان خزان وقودها) حيث نتج عن ذلك إصابته‬ ‫بكسوربليغة على مستوى رجله اليمنى‪ ،‬وحوضه األيسر‪ ،‬وقفصه الصدري (كان الوحيد من‬ ‫أصيب في الحادثة) نقل على إثرها مغمى عليه إلى مستشفى “سانية الرمل” بتطوان‪ ،‬قبل‬ ‫أن ينقل مرة ثانية إلى مستشفى “محمد الخامس” بطنجة والذي قضى به مدة ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫طريح الفراش‪ ،‬ثم غادره بإعاقة أبدية‪ ،‬وبنسبة عجزبدني كبيرة‪ ،‬أثرت على حركته ومسيرة‬ ‫حياته‪ ،‬كأب لستة أبناء‪ ،‬محتاجين لمصاريف كثيرة ! علما أن شاحنات نقل الرمال‪ ،‬عموما‪،‬‬ ‫عودتنا على نشاطها وضلوعها في حرب الطرق التي تحصد العديد من األرواح‪ ،‬بمعدل عشرة‬ ‫قتلى في اليوم‪ ،‬حسب اإلحصاءات الوطنية الرسمية‪.‬‬ ‫واليزال الضحية “مصطفى الخاضر” يتذكروقت مثوله بداخل المحكمة االبتدائية‬ ‫بتطوان‪ ،‬بنوع من الحرقة واأللم‪ ،‬وكيف عومل وكأنه هو من يتحمل أوزارالحادثة المذكورة‪“ !.‬‬ ‫لقد فعلوا كل ما كان يحلو لهم‪ ،‬بخصوص هذه الحادثة‪ ،‬ألنني كنت خارج التغطية‪ ،‬في حالة‬ ‫صحية متدهورة‪ ،‬لم تسمح لي بمتابعة قضيتي في حينها‪ ،‬فضال عن كوني لست متعلما‬ ‫أوعلى دراية ببعض األمورالقانونية‪ ”..‬يشيرالضحية الذي أثرعليه كثيرا سوء سيرملف قضيته‪،‬‬ ‫بخصوص هذه الحادثة‪ ،‬إلى درجة أنه لم يعد ـ اليوم ـ يعرف للنوم سبيال‪ ،‬بسبب شريط “‬ ‫الشمتة والحكرة” الذي مافتئ يمر أمام عينيه‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬وكأنه تم تصويره‪ ،‬باألمس‬ ‫القريب! ‪.‬فمن ينصفه؟ من يمسح دمعة رجل على مشارف السبعين عاما من عمره في وطن‪،‬‬ ‫يوصف بدولة المؤسسات التي تأخذ بيد المظلومين‪ ،‬وترفق بالمسنين‪ ،‬وتحنو على األرامل‬ ‫واأليتام‪ ،‬لكن شتان ما بين الواقع والخيال‪ !.‬وللوقوف على الدليل والبرهان‪ ،‬اسألوا المظلومين‬ ‫والمنكوبينأنفسهم‪!.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪292‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 821‬ـ الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أكد‬

‫سيف الدين النايب‪ ،‬رئيس اللجنة التقنية التحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬أنه قام‬ ‫برفقة بعض األعضاء واألصدقاء بزيارة خاصة إلى منزل محمد بنمسعود‪،‬‬ ‫الالعب الطنجاوي السابق‪ ،‬واإلطار بمدرسة اتحاد طنجة‪ ،‬الذي يوجد في وضع‬ ‫صحي حرج جدا‪ .‬ووعد سيف الدين بالتدخل لدى إدارة اتحاد طنجة من أجل حل مشكل توقيف‬ ‫الراتب الشهري لبنمسعود‪ ،‬مؤكدا أن المشكلة تتعلق بالتأخير الذي يطال أطرا أخرى‪ ،‬لكنه‬ ‫وعد بحل مشكل بنمسعود بشكل استثنائي بعد وقوفه عن الحالة السيئة التي يوجد عليها‪.‬‬ ‫كما وعد بالقيام بحملة تطوعية من أجل جمع الدعم المادي للمعني باألمر‪ ،‬مشيرا أن البداية‬ ‫بدأت باتصال مع أسامة غريب عميد اتحاد طنجة بمعسكر الجديدة‪ ،‬الذي وعد بأخذ المبادرة‬ ‫بمعية العبي اتحاد طنجة‪ .‬وأكد سيف الدين تضامنه مع محمد بنمنسعود ووعد ببذل مجهود‬ ‫كبير من أجل مده بالدعم والمساعدة‪ .‬بالمناسبة نشكر العميد سيف الدين على هذه المبادرة‬ ‫اإلنسانية والتضامنية مع شخص يستحق ذلك لما أسداه من خدمات لكرة القدم الطنجاوية‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫الرياضة قديماً (‪)3‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬التربية الرياضية في العصور الوسطى ‪:‬‬ ‫أ ) التربية الرياضية في العصور المظلمة‬ ‫تميــزت العصور المظلمـة التي جاءت في أعقـــاب انهيـــار‬ ‫اإلمبراطورية الرومانية بتأخر ثقافي إلى حد كبير ‪ ،‬ولهــذا كان‬ ‫التفكير التربوي متأثــرا باالتجاه الرهباني إزاء الجسم والنشاط‬ ‫الرياضي والرقص ‪ .‬وبالرغم من كل التأخر الذي صاحب فتوحات‬ ‫«التوتونيوم» إال أن هذه الفتوحات كانت سندا للنشاط الجسماني‪،‬‬ ‫حيث أنهم كانوا قبائل رحالة أقوياء واستمر الحال حتى قامت‬ ‫حركتان عملتا ضد انتشار هذا النشاط الجسماني وهما «حركت‬ ‫التقشف وقهر الجسم» و«حركة الفلسفة الالهوتية» ‪.‬‬ ‫ولقد أبطل اإلمبراطور المسيحي (سيود وسيس) األلعاب‬ ‫األولمبية عام ‪394‬م باعتبارها تقليدا وثنيا ‪ ،‬أما الالهوتية فهي‬ ‫تدعو للحقائق وال تهتم بالبدنية باعتبارها غير ضرورية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التربية الرياضية في عصر األقطاع‪ ‬‬ ‫انتشـــرت األقطــاع في العصــور الوسطـــى بعـــد مـــوت‬ ‫اإلمبراطـور (تشارلمان) عام ‪418‬م‪ .‬وكان موتته إيذانا بقيام نظام‬ ‫اجتماعي جديد ‪.‬‬ ‫وسميت الفترة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر بعهد‬ ‫األقطاع ‪ .‬ولقــد حتمت الظروف االجتماعية على الطبقة الحاكمة‬ ‫أن تربي أبنائها تربية خاصة على نضام الفروسية ‪ ،‬وظهرت طبقة‬ ‫النبالء وطبقة العبيد ‪ ،‬ومارس الفالحون بعض ألوان من النشاط‬ ‫الرياضي كناحية ترويحية مثل الرقص في جماعات‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫كلمة العدد‬

‫بشرى حجيج‪...‬‬ ‫رئي�سة اجلامعة امللكية املغربية للكرة الطائرة‬

‫• كي��ف تعتب��ر انتخاب��ك عض��وة ف��ي‬ ‫الكونفدرالية اإلفريقي؟‪ ‬‬ ‫• • يمكن اعتبار انتخابي في عضوية المكتب التنفيذي والمجلس‬

‫اإلداري للكونفدرالي��ة اإلفريقي��ة للكرة الطائرة مفخ��رة كبيرة لرياضة‬ ‫الك��رة الطائرة المغربية‪ ،‬والمنصبين مهمي��ن لإلرتقاء بالكرة الطائرة‬ ‫الوطني��ة ورف��ع مستواه��ا بالدرج��ة األول��ى‪ ،‬وقيمة مضاف��ة بالنسبة‬ ‫للمغ��رب‪ ،‬حيث سنك��ون دائما متواجدي��ن في مركز الق��رار والحضور‬ ‫في جميع الدراسات والق��رارات المتعلقة بتنمية وتطوير اللعبة بالقارة‬ ‫السمراء ومن بينها المغرب‪.‬‬

‫• كي��ف تتصوري��ن الـمس��ؤوليـــة في‬ ‫الكونفدرالية اإلفريقية؟‪ ‬‬ ‫• • أكي��د أن اإلش��تغال في الكونفدرالية ه��ي مسؤولية إفريقية‬

‫خاص��ة وش��املة بالدرجة األولى‪ .‬وفي هذا الص��دد‪ ،‬فخالل أول اجتماع‬ ‫للمكت��ب التنفي��ذي بعد إنتخابي‪ ،‬إش��تغلنا على تش��خيص واقع الكرة‬ ‫الطائ��رة اإلفريقي��ة وتعرفن��ا على المش��اكل الت��ي تواجهه��ا البلدان‬ ‫اإلفريقية بخصوص اللعبة من حيث المشاركات والتنظيمات‪ ،‬وأصدرنا‬ ‫في ه��ذا اإلجتماع ق��رارات هادفة م��ن أبرزها إستراتيجي��ة مستقبلية‬ ‫للنه��وض بالكرة الطائ��رة اإلفريقية ومساندة ال��دول التي تعاني من‬ ‫نق��ص في الموارد المادية‪ ،‬خاصة وأننا نج��د فقط دول مصر‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫الجزائر ثم المغرب من الدول المهيأة من بين ‪ 54‬دولة إفريقية وحدها‬ ‫ق��ادرة على التنظي��م والتكوين‪ ،‬له��ذا سنعمل على ‪ ‬عملية تش��اركية‬ ‫والتعاون المتبادل وتقريب المستويات بين جميع الدول‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• م��ا هو مخطط س��ليم لخدم��ة القارة‬ ‫اإلفريقي��ة وكيف هي س��معة المغرب في‬ ‫هذه الهيئة؟‪ ‬‬ ‫• • حالي��ا نخط��ط تخطيط��ا سليم��ا للنهوض بالك��رة الطائرة‬

‫اإلفريقية‪ ،‬حيت سنش��رع عل��ى إصدار برامج تكويني��ة للفرق الوطنية‬ ‫وللمدربي��ن والحك��ام‪ ،‬وكذل��ك سنعمل عل��ى إص�لاح اإلدارة والحث‬ ‫عل��ى تنظيم التظاه��رات الرياضية وكل أنش��طة الك��رة الطائرة في‬ ‫جمي��ع ال��دول وأن ال تقتصر فقط عل��ى دول المغ��رب‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‬ ‫والجزائ��ر‪ .‬وكما يعل��م الجميع فإن المغرب يسع��ى دائما على توطيد‬ ‫العالق��ات مع ال��دول اإلفريقي��ة بفض��ل السياسة الرش��يدة لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محم��د السادس إلبراز دور المغرب الرياضي في القارة‬ ‫اإلفريقية بعد األدوار اإلقتصادي��ة واإلجتماعية والسياسية‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لسمع��ة المغ��رب هي سمع��ة طيبة منحتن��ا الثقة وباإلجم��اع ‪ ‬يعرف‬ ‫الجميع ومتتبعي الش��أن الرياضي‪ ،‬أن األجواء اإلنتخابية في مثل هذه‬ ‫المحط��ات صعبة للغاي��ة‪ ،‬والعضوية بالكونفدرالي��ة اإلفريقية ليست‬ ‫باألمر السه��ل ‪ ‬وخاصة في انتخابات ج��رت بالجزائر‪ .‬لكن الحمد هلل‪،‬‬ ‫فالسمعة ‪ ‬الطيب��ة التي يتميز بها المغرب‪ ،‬وخاص��ة استقراره األمني‬ ‫واإلقتص��ادي والسياسي‪ ،‬و العتبار المغ��رب البلد الثاني ألغلب الدول‬ ‫اإلفريقي��ة كالسنغ��ال والغابون وغيرهما وأيض��ا السمعة التي تحظى‬ ‫به��ا الجامعة الملكي��ة المغربية للكرة الطائ��رة‪ ،‬مكنتنا من الحصول‬ ‫عل��ى العضوية وباإلجماع من طرف رؤساء جميع اإلتحادات والجامعات‬ ‫اإلفريقي��ة‪.‬‬

‫االتحاد األلماني يدعم إنفانتينو‬ ‫لرئاسة الفيفا‬

‫قال االتحاد األلماني لكرة القدم‪ ،‬إنه سيدعم جياني إنفانتينو‬ ‫المرشح لرئاسة االتحاد الدولي في مسعاه لقيادة الفيفا للخروج‬ ‫من أسوأ أزماته عبر تاريخه‪ .‬والسويسري إنفانتينو األمين العام‬ ‫لالتحاد األوروبي لكرة القدم واحد من خمسة مرشحين لخالفة‬ ‫سيب بالتر في االنتخابات المزمعة في ‪ 26‬فبراير شباط‪ .‬وال يملك‬ ‫احدهم افضلية كبيرة على االخر لكن إنفانتينو سيحصل على ميزة‬ ‫إذا استطاع الحصول على معظم اصوات االتحاد األوروبي البالغ‬ ‫عددها ‪ .53‬ويملك كل اتحاد وطني في الفيفا صوتا واحدا‪ .‬وقال‬ ‫رينهارد راوبل الرئيس المؤقت لالتحاد االلماني عقب اجتماع‬ ‫االربعاء الماضي‪« :‬جياني إنفانتينو هو المرشح االوروبي واالفضل‬ ‫لهذا المنصب»‪ .‬وتابع‪« :‬يعرف كل صغيرة وكبيرة في اللعبة من‬ ‫خالل عمله كأمين عام لالتحاد األوروبي ويتمتع بصالت وعالقات‬ ‫دولية رائعة ويتحدث ‪ 6‬لغات»‪ .‬ويتنافس األمير األردني علي بن‬ ‫الحسين والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس‬ ‫االتحاد اآلسيوي للعبة وجيروم شامبين المسؤول السابق في الفيفا ورجل األعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل أيضا في‬ ‫االنتخابات المقررة الشهر المقبل‪ .‬وقال راوبول عن إنفانتينو‪« :‬من خالل سمعته وخبرته فانه يلبي كافة الشروط الضرورية إلحداث‬ ‫تغييرات هيكلية والتعامل مع التحديات التي تواجه المنظمة»‪.‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫إلغاء المباراة الودية التحاد طنجة‬ ‫والرجاء ببرشلونة‬ ‫توصل اتحاد طنجة لكرة القدم بقرار إلغاء‬ ‫المباراة الودية التي كانت ستجمعه بالرجاء‬ ‫البيضاوي بمدينة برشلونة اإلسبانية‪ ،‬بملعب‬ ‫كورنيا‪ ،‬معقل نادي إسبنيول يوم ‪ 31‬يناير‬ ‫الحالي‪ .‬وأكد الجهة المنظمة للمباراة من‬ ‫خالل مراسلة في موضوع اإللغاء أن القرار جاء‬ ‫ألسباب خارجة عن اإلرادة‪ ،‬معتذرة لفريق اتحاد‬ ‫طنجة وجمهوره‪.‬‬

‫النايب يؤكـد قرب حلول مشاكل‬ ‫بنمسعود ويعد بمبادرات أخـــرى‬ ‫لصالحه‬ ‫في اتصال هاتفي معنا‪ ،‬أكد سيف الدين‬ ‫النايب‪ ،‬العميد السابق التحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬والرئيس الحالي لجمعية قدماء العبي‬ ‫اتحاد طنجة لكرة القدم ورئيس اللجنة‬ ‫التقنية للفريق‪ ،‬أنه قام برفقة بعض األعضاء‬ ‫واألصدقاء بزيارة خاصة إلى منزل محمد‬ ‫بنمسعود‪ ،‬الالعب الطنجاوي السابق‪ ،‬واإلطار‬ ‫بمدرسة اتحاد طنجة‪ ،‬الذي يوجد في وضع‬ ‫صحي حرج جدا‪ .‬ووعد سيف الدين بالتدخل‬ ‫لدى إدارة اتحاد طنجة من أجل حل مشكل‬ ‫توقيف الراتب الشهري لبنمسعود‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن المشكلة تتعلق بالتأخير الذي يطال أطرا‬ ‫أخرى‪ ،‬لكنه وعد بحل مشكل بنمسعود بشكل‬ ‫استثنائي بعد وقوفه عن الحالة السيئة التي‬ ‫يوجد عليها‪ .‬كما وعد بالقيام بحملة تطوعية‬ ‫من أجل جمع الدعم المادي للمعني باألمر‪،‬‬ ‫مشيرا أن البداية بدأت باتصال مع أسامة‬ ‫غريب عميد اتحاد طنجة بمعسكر الجديدة‪،‬‬ ‫الذي وعد بأخذ المبادرة بمعية العبي اتحاد‬ ‫طنجة‪ .‬وأكد سيف الدين تضامنه مع محمد‬ ‫بنمنسعود ووعد ببذل مجهود كبير من‬ ‫أجل مده بالدعم والمساعدة‪ .‬بالمناسبة‬ ‫نشكر العميد سيف الدين على هذه المبادرة‬ ‫اإلنسانية والتضامنية مع شخص يستحق ذلك‬ ‫لما أسداه من خدمات لكرة القدم الطنجاوية‪.‬‬

‫تداريب مكثفـــة التحاد طنجــة‬ ‫بمعسكر الجديدة‬ ‫انطلقت تحضيرات اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫لمرحلة اإلياب من البطولة الوطنية االحترافية‪،‬‬ ‫بمعسكر مغلق بمدينة الجديدة التي حل بها‬ ‫منذ السبت قبل الماضي ويستمر عشرة أيام‬ ‫تشمل حصصا تدريبية ومبارتين وديتين‪.‬‬ ‫بعدها سيحل بمدينة طنجة‪ ،‬بعد إلغاء ودية‬ ‫الرجاء ببرشلونة‪ .‬ويشارك في تداريب اتحاد‬ ‫طنجة بالجديدة‪ ،‬الوافدان في االنتدابات‬ ‫الشتوية‪ ،‬أيوب الخالقي القادم من فريق‬ ‫الجيش الملكي‪ ،‬و يوسف من الفتح الرباطي‪.‬‬ ‫ويغيب عن تحضيرات الفريق كل من عبد‬ ‫الغني معاوي الذي يوجد رفقة المنتخب‬ ‫المغربي المشارك في كأس إفريقيا للمحليين‬ ‫بروندا‪ ،‬وبكر الهياللي بداعي اإلصابة في‬ ‫مباراة المولودية الوجدية لحساب الدورة‬ ‫الرابعة عشر من البطولة االحترافية‪ .‬بينما‬ ‫يتدرب حارس المرمى‪ ،‬محمد بيسطارة بشكل‬ ‫انفرادي‪ .‬واستنادا من مصدر جيد االطالع‪ ،‬فإن‬ ‫أحمد محمدينا‪ ،‬الذي فك ارتباطه مع الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي بالتراضي‪ ،‬قام بزيارة للفريق‬ ‫بمعسكر بالجديدة‪ ،‬وأكد ذات المصدر توصل‬ ‫الحارس إلى اتفاق مع مكتب الفريق لاللتحاق‬ ‫بالخالقي وسكور في إطار االنتقاالت الشتوية‬ ‫التي قام بها الفريق‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫اتحاد طنجة لكرة اليد يوقف خمس العبين‬ ‫ويغير المدرب‬ ‫قرر اتحاد طنجة لكرة اليد االستغناء عن‬ ‫العبين عقابا لهم لما وصفه بيان للمكتب‬ ‫المسير من إقدامهم على تصرفات تسيئ‬ ‫لسمعة الفريق‪ ،‬من تحريض على مقاطعة‬ ‫التداريب وبعض المباريات‪ ،‬سيما مباراة‬ ‫ديربي المدينة بين اتحاد طنجة و‪ ‬نهضة‬ ‫طنجة‪ .‬وأكد البيان أن المكتب تفطن‬ ‫لمحاولة الالعبين ابتزازه رغم أن أغلب‬ ‫هؤالء الالعبين غير مؤهلين تقنيا وال‬ ‫بدنيا لحمل قميص الفريق‪ ،‬ويمارسون‬ ‫بعطف من أحد األطر التقنية بالفريق‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب أن قرار تسريحهم اتخذ من‬ ‫أجل الحفاظ على هيبة الفريق وسمعته‪ ،‬وقطع‬ ‫الطريق على كل من سولت له نفسه المس‬ ‫بكرامته أو التربص‪ ،‬سيما في الظروف الصعبة‬ ‫التي يجتازها‪ .‬واستنادا إلى البيان ذاته‪ ،‬الذي صدر بناء‬

‫على محضر للجنة التقنية للفريق‪ ،‬فإن الئحة‬ ‫الالعبين الذين اتخذ المكتب في حقهم‬ ‫قرار الطرد هم بدر الدين الوهابي‪،‬‬ ‫محمد ياسين اعزيبو‪ ،‬عثمان بوحساين‪،‬‬ ‫أبو بكر المقدم وأيوب بوزلماط‪ .‬كما‬ ‫وجه المكتب إنذار لالعبين آخرين بعدما‬ ‫قدموا اعتذارا عما صرد منهم و أثبتوا‬ ‫حسن نواياهم‪.‬‬ ‫كما قرر المكتب تغيير مدرب فئة‬ ‫الكبار‪ ،‬وإسناد مهمة المدرب المساعد‬ ‫لعبد اهلل السخراوي‪ ،‬مع إسناد لألخير‬ ‫مهام تدريب فئة االناث كذلك وتكليفه‬ ‫بالتنقيب عن الطاقات الواعدة في هذا الصنف‪،‬‬ ‫واالحتفاظ بمحمد الركراكي مديرا تقنيا‪ ،‬مسؤوال‬ ‫عن التكوين‪،‬والتأطير واالشراف والتنقيب عن الفئات‬ ‫الصغرى‪.‬‬

‫بطولة القسم األول لكرة القدم تستأنف‬ ‫يوم ‪ 12‬فبراير المقبل‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫حدوير ينهي خالفاتــه الماليــة‬ ‫وديا‬ ‫أنهى نادي المغرب التطواني و الالعب أنور‬ ‫حدوير خالفاتهما المالية و التي عرفت تصعيدا‬ ‫كبيرا بالفترة األخيرة و ذلك بشكل ودي‪ ،‬ليقرر‬ ‫الالعب التناول عن بعض مستحقاته مقابل‬ ‫فك ارتباطه بالنادي‪ .‬و دخل حدوير في خالفا‬ ‫مع رئيس الفريق عبد المالك أبرون بسبب‬ ‫رفض األخير أداء مستحقاته كاملة بعدما قرر‬ ‫المدرب اإلسباني لوبيرا استبعاده من قائمة‬ ‫النادي‪ .‬و عاش الفريق مؤخرا فصوال من‬ ‫الصراع مع عدد من العبيه بسبب مشكل‬ ‫المستحقات أبرزهم يونس بلخضر و الزامبي‬ ‫هارون كاتيبي و الذي لجأ إلتحاد الكرة ببلده‬ ‫للتدخل و المطالبة بمستحقاته بعدما رحل عن‬ ‫المغرب مؤكدا أنه تلقى تهديدات بالقتل من‬ ‫طرف رئيس النادي في حال واصل المطالبة‬ ‫بما يدين به للنادي و قدره بأكثر من ‪200‬‬ ‫مليون‪.‬‬

‫المغرب التطواني يكشف حقيقة‬ ‫عودة ياجور‬

‫تستأنف بطولة القسم األول لكرة القدم في ‪ 12‬فبراير‬ ‫المقبل‪ ،‬بعد توقف أزيد من شهر‪ ،‬بسبب مشاركة المنتخب‬ ‫المحلي في بطولة إفريقيا المتواصلة برواندا‪ .‬وقالت مصادر‬ ‫من العصبة االحترافية إن الموعد المحدد سيتم احترامه‪،‬‬ ‫مستبعدة تغييره في حال إقصاء المنتخب الوطني المحلي‬ ‫من بطولة إفريقيا‪ .‬وأضافت المصادر نفسها أن األندية‪،‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬حددت برامج استعداداتها‪ ،‬وفق الموعد المحدد‬ ‫الستئناف البطولة‪ .‬وأكدت المصادر أن مسؤولي البرمجة‬

‫يسيرون في اتجاه احترام البرنامج السنوي لمنافسات هذا‬ ‫الموسم بنسبة كبيرة‪ ،‬رغم اإلكراهات التي فرضها المنتخب‬ ‫المحلي‪ ،‬والتي ستفرضها مشاركة األندية الوطنية في‬ ‫المنافسات القارية‪ .‬وينتظر أن تدخل الفرق المغربية غمار‬ ‫المنافسات القارية بداية من فبراير المقبل‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بالوداد وأولمبيك خريبكة في عصبة األبطال‪ ،‬والفتح والكوكب‬ ‫في كأس الكونفدرالية‪ .‬وبخصوص بطولة القسم الثاني‪،‬‬ ‫أكدت المصادر نفسها أنها ستستأنف في ‪ 31‬يناير الجاري‪.‬‬

‫مكتب وداد طنجة يزور الالعب السمان‬

‫اعترف الرئيس المنتدب للمغرب التطواني‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬بأن إدارة الفريق اقترحت على‬ ‫المغربي محسن ياجور مهاجم قطر القطري‬ ‫للعودة للفريق في هذا الميركاتو الشتوي‪،‬‬ ‫حيث استغلت سفره للمغرب ومتابعته المباراة‬ ‫األخيرة بين المغرب التطواني والوداد في‬ ‫الدوري المغربي للمحترفين‪ .‬وقال أبرون‬ ‫في تصريح لراديو مارس‪“ :‬فعال فاتحنا ياجور‬ ‫واقترحنا عليه العودة للمغرب التطواني‪ ،‬و عبر‬ ‫عن رغبته في العودة للدفاع عن ألوان الفريق‪،‬‬ ‫غير أن عقده مع فريقه الحالي قطر القطري‬ ‫و تمسك المسؤولين القطريين به حاال دون‬ ‫انتقاله‪ ،‬و بالتالي انتهت المفاوضات قبل أن‬ ‫تبدأ”‪ .‬من جانبه قال وكيل أعمال ياجور‪ ،‬محمد‬ ‫فلحي لراديو مارس أن أي حديث عن انتقال‬ ‫الالعب مجرد إشاعة‪ ،‬كون الالعب الزال يربطه‬ ‫عقد مع قطر القطري‪ ،‬وتابع أيضا أن مسؤولي‬ ‫الفريق متشبثون به وليس هناك أي رغبة‬ ‫منهم لالستغناء عليه‪.‬‬

‫المغرب التطواني يستعد لإلياب‬

‫خضع اشرف السمان‪ ،‬العب شباب وداد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬ممثل طنجة الوحيد بالقسم الثاني هواة‪ ،‬لعملية‬ ‫جراحية على مستوي الركبة‪ .‬وبهذه المناسبة‪ ،‬وكعادته‪ ،‬كان‬ ‫مكتب الفريق الودادي قريب من العبه‪ ،‬وقام بعض أعضائه‬

‫بزيارة لالعب من أجل االطمئنان على صحته‪ .‬وتمنوا في‬ ‫األخير الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى الميادين‪ .‬وكان‬ ‫السمان خالل هذه الزيارة أول العب ارتدى البذلة الرياضية‬ ‫الجديدة للفريق‪.‬‬

‫يواصل المغرب التطواني تداريبه بملعب‬ ‫سانية الرمل‪ ،‬استعدادا لمرحلة اإلياب من‬ ‫البطولة االحترافية‪ .‬وشهد الفريق عودة‬ ‫الالعبين فيفيان مابيدي وياسين لكحل‪ ،‬فيما‬ ‫تواصل غياب الثالثي محمد أبرهون‪ ،‬أنس‬ ‫المرابط وعبد العظيم خضروف اللتزامهم‬ ‫رفقة المنتخب المحلي‪ .‬وكان سراجيو لوبيرا‪،‬‬ ‫مدرب المغرب التطواني سافر لوبيرا إلى‬ ‫اسبانيا لالحتفال بزفافه من مغربية‪ ،‬بعد أن‬ ‫أقام حفل زفافه األول بتطوان‪ .‬و برمج بعد‬ ‫عودته خريطة التداريب منذ اسبوع‪ ،‬بعدما‬ ‫كان منح لالعبين راحة لعشرة أيام‪ ،‬قبل‬ ‫استئناف التداريب ودخول المعسكر اإلعدادي‪،‬‬ ‫استعدادا لمرحلة إياب البطولة الوطنية للقسم‬ ‫األول‪ .‬وواجه المغرب التطواني خالل معسكره‬ ‫اإلعدادي‪ ،‬الذي قرر إقامته بتطوان‪ ،‬شباب‬ ‫الحسيمة يوم األحد الماضي‪ .‬وبعده سيواجه‬ ‫الجمعية السالوية وشباب قصبة تادلة‪ .‬وقرر‬ ‫لوبيرا برمجة مباراة رابعة بين ائتالفي أمل‬ ‫وكبار الفريق واتحاد الشاون في افتتاح ملعب‬ ‫المدينةالجديد‪.‬‬


‫العدد ‪821‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫جمعيات المجتمع المدني‬ ‫ومليارات الدعم األجنبي‬ ‫الجمعيات األهلية‪ ،‬أو ما‪ ‬يعرف عندنا بـ «المجتمع المدني»‪ ،‬تنبت كالفطر‪،‬‬ ‫وتتناسل بوتيرة سريعة‪ ،‬في المدن كما في القرى‪ ،‬وهي ظاهرة إيجابية‪ ،‬تنم ‪،‬‬ ‫في الظاهر‪ ،‬عن روح الوطنية والتضحية واإليثار ‪ ‬التي يتشبع بها مؤسسو ‪ ‬هذه‬ ‫الجمعيات التي «تنشط» في مختلف مجاالت التطور والتنمية‪ ،‬السياسية‬ ‫واالقتصادية والثقافية ‪ ‬داخل المجتمع‪.‬‬ ‫وال يمكن للمرء إال أن يسعد بكل هذا الحماس المتجلي في روح التضامن‬ ‫والتطوع والمسؤولية ‪ ‬التي يتحلى بها رواد هذه الجمعيات في عملهم لفائدة‬ ‫المجتمع ‪ ،‬في إخالص‪ ،‬وتفان ونكران ذات‪.‬‬ ‫واعترافا بأهمية العمل الذي تقوم به جمعيات «المجتمع المدني» خصصت‬ ‫لها الحكومات والجماعات‪ ،‬وصناديق الحسابات الخصوصية للخزينة وصندوق‬ ‫التنمية الرياضية وغيرها من الصناديق الوطنية‪ ،‬كل حسب ميادين اختصاصاته‪،‬‬ ‫«مساعدات مالية» من أجل تنفيذ برامجها االجتماعية‪ ،‬في ظروف مناسبة‪.‬‬ ‫يجب االعتراف‪ ،‬بدءا ‪ ،‬أن ما يخصص لهذه الجمعيات من المال العام‪ ،‬ليس‬ ‫كافيا‪ ،‬ألنه يبقى في حدود «المساعدات» الممكنة‪ ،‬بغرض التحفيز والتشجيع‪.‬‬ ‫ولعل هذا ما دفع بعض الجمعيات األهلية إلى التوجه لــ «الخارج»‪ ،‬بحثا عن‬ ‫فرص «التمويل»‪ ،‬لدى هذا «الخارج» الذي يبدو‪ ،‬دوما‪« ،‬مستعدا» لـ «دعم»‬ ‫المبادرات الخاصة‪ ،‬في البالد التي يسعى إلى استقطابها من باب المنفعة أو‬ ‫الهيمنة‪ ،‬إن سياسيا أو اقتصاديا‪ ،‬ويكون التغلغل داخل مجتمعاتها ‪ ،‬أقرب سبيل‬ ‫إلى ذلك‪.‬‬ ‫ووفق السجالت المتوافرة‪ ،‬فإن هذه الجمعيات «تنشط» في مجاالت مختلفة‪،‬‬ ‫من بينها «البنيات التحتية» خاصة بالعالم القروي‪ ،‬و»الرعاية االجتماعية»‪،‬‬ ‫و«حماية النساء ضد العنف»‪ ،‬و «تأهيل المرأة» ‪ ‬و «الصحة العمومية»‬ ‫و«التنمية االجتماعية والثقافية»‪ ،‬و «حماية حقوق الحيوان» وأنشطة أخرى‬ ‫متنوعة ذات طابع حقوقي‪ ،‬وثقافي واجتماعي‪ .‬‬ ‫ولعل المغرب‪ ،‬في المرحلة الجديدة ‪ ‬من «تحركه» الديمقراطي بعد ‪20‬‬ ‫فبراير وإقرار الدستور الجديد‪ ،‬كان سباقا إلى االعتراف بالجمعيات األهلية‪،‬‬ ‫أو جمعيات المجتمع المدني‪ ‬حيث جعل لها دورا «دستوريا» في البناء‬ ‫الديمقراطي ‪ ‬وفق الخطة‪« ‬التشاورية والتشاركية» التي اعتمدها‪ ،‬نظريا‪ ،‬في‬ ‫تدبير الشأن العام‪ ،‬محليا وجهويا ووطنيا ‪ ،‬كما جعل منها مكونا من مكونات‬ ‫وزارة‪ ‬تضبط عالقات الحكومة بالبرلمان‪ ،‬حتى ‪ ‬تكون هذه الجمعيات امتدادا‬ ‫«شعبيا» لعمل «ممثلي األمة» دستوريا‪.‬‬ ‫إال أن ما أصبح يثير اهتمام الرأي العام‪ ،‬هو «تهافت» جهات أجنبية غير‬ ‫معروفة‪ ،‬وطنيا‪ ،‬على تقديم مساعدات مالية «سخية»‪ ،‬للجمعيات األهلية‬ ‫المغربية‪ ،‬بشكل يكاد يكون محيرا‪ ،‬بل ومستفزا‪ ،‬بالنسبة للمتتبعين والمحللين‬ ‫الذين باتوا يرون أن في األمر «إن» وما أدراك ما «إن»‪...... ! ‬‬ ‫وبينما يحظر على األحزاب السياسية ‪ ،‬وهي تدبر وفق ظهير الجمعيات‪ ،‬وكذا‬ ‫مقاوالت الصحافة واإلعالم الوطنية‪ ،‬الحصول على «تمويل» خارجي‪ ،‬أجنبي‪ ،‬ال‬ ‫يسري ‪ ‬مفعول هذا الحظر هذا على جمعيات المجتمع المدني التي تلقت «دعما»‬ ‫ماليا ‪ ‬من «جهات أجنبية»‪ ،‬فاق ‪ 29‬مليار سنتيم‪ ،‬خالل السنة الماضية‪....!!! ‬‬ ‫المثير في الموضوع أن العديد من هذه الجمعيات ال «تصرح» ‪ ‬بتقاريرها‬ ‫المالية السنوية‪ ،‬المبنية‪ ،‬على الدعم الوطني واألجنبي‪ ،‬في الغالب‪ ،‬وطرق‬ ‫تصريفه في ما خططت له من «مشاريع» ‪ ‬وأنشطة‪ ،‬وفق أهدافها والغايات‬ ‫التي أنشئت من أجلها‪ ،.‬وهو ما دفع األمانة العامة للحكومة إلى مراسلة ‪166‬‬ ‫جمعية‪ ‬أغفلت اإلدالء بتقاريرها المالية عن سنة ‪ ،2015‬من بينها ‪ 17‬جمعية‪ ‬‬ ‫«مصنفة» في خانة‪« ‬جمعيات المنفعة العامة»‪ ،‬حتى بعد توصلها برسائل تنبيه‪ ‬‬ ‫رسمية‪..! ‬‬ ‫هذا األمر دفع األمين العام للحكومة إلى مراسلة وزير الداخلية بشأن‬ ‫ضرورة «تطبيق القانون» في هذا الشأن‪ .‬وإنذار الجمعيات المتخلفة بضرورة‬ ‫تسوية وضعياتها داخل أجل ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫يذكر أيضا‪ ،‬في هذا المضمار‪ ،‬أن عدد الجمعيات المتمتعة بصفقة‬ ‫«وامتيازات» المنفعة العامة‪ ،‬بلغت ‪ 2016‬جمعية‪ ‬وأن‪ 23 ‬جمعية حصلت‬ ‫من األمانة العامة للحكومة‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬على رخصة «التماس اإلحسان‬ ‫العمومي» ‪ ‬بغاية جمع التبرعات المالية «من أجل إنجاز أعمال خيرية‬ ‫واجتماعية»‪ ،‬في ما حصلت جمعية واحدة تعمل في مجال «التنشيط السياسي»‪،‬‬ ‫على دعم مالي من «جهات أجنبية»‪ ،‬في أقل من سنة‪ ،‬بقيمة ‪ 3‬مليارات من‬ ‫السنتيماتالمغربية‪.‬‬ ‫تناسل األخبار في موضوع «الدعم المالي للجمعيات» ‪ ‬البد وأن يكون الدافع‬ ‫إلى تناسل هذه الجمعيات‪ ‬حيث إن عدد الجمعيات التي شاركت في الحوار‬ ‫الوطني حول المجتمع المدني‪ ،‬لسنة ‪ ،2014‬كان ‪ ‬فوق ‪ 116‬ألفا و‪ 836‬جمعية‬ ‫وصدرت عن هذا اللقاء الجمعوي ‪ 240‬توصية يعلم اهلل كم عددا منها ‪ ‬خضع‬ ‫للدراسة ودخل حيز التنفيذ‪...! ‬‬ ‫وعلى مستوى الدعم العمومي الوطني لهذه الجمعيات‪ ،‬فقد انتقل هذا‬ ‫الدعم من ‪ 880‬ألف درهم سنة ‪ 2010‬إلى ما يزيد عن ‪ 1‬مليار و‪ 44‬مليون درهم‪،‬‬ ‫سنة ‪... 2014‬والخير في تزايد وتدفق‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر‪ ،‬فقد علم أن وزارة الداخلية تتجه نحو حل جمعيات تلقت‬ ‫دعما بالمليارات من جهات أجنبية‪ ،‬واهلل أعلم‪.....!!! ‬‬ ‫هذا‪ ،‬بينما كشف الوزير عبد العزيز العماري ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عن وجود مشروع إلعداد‬ ‫«مدونة الحياة الجمعوية»‪ ،‬لتطوير المنظومة القانونية بهدف النهوض بعمل‬ ‫الجمعيات‪ ‬وضمان الشفافية ‪ ،‬في ما يخص الدعم الوطني والخارجي بوجه خاص‬ ‫وتوخي الحذر من أن يرتبط هذا الدعم ‪ ‬بأمور تتعلق بالسيادة الوطنية‪.....!!! ‬‬ ‫و‪.....‬على سالمتكم‪ ،‬نعم آس‪! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يناير �إلى ‪ 01‬فرباير ‪2016‬‬

‫اختتام الملتقى الجهوي السابع للسيرة النبوية بطنجة‬ ‫اختتاما لفعاليات الملتقـى الجهـوي السابع‬ ‫للسيـرة النبويـة – دورة ابن سيد الناس ‪ -‬التي‬ ‫نظمت تحت شعار ‪:‬‬ ‫«محمد صلى اهلل عليه وسلم رسول القيم‬ ‫اإلنسانية»‪.‬‬ ‫تحت إشراف المجلس العلمي المحلي لعمالة‬ ‫طنجة أصيلة بشراكة مع‪ :‬األكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬والمندوبية الجهوية للشؤون اإلسالمية‪،‬‬ ‫وبتنسيق وتعاون مع جمعية الدراسات القرآنية‬ ‫والجمعية المغربية ألساتذة التربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫احتضن فضاء المجلس العلمي المحلي بطنجة‬ ‫صباح يوم السبت ‪ 16‬يناير حفال بهيجا حضره السيد‬ ‫رئيس المجلس العلمي بطنجة والسادة رؤساء‬ ‫المجالس العلمية للجهة‪ ،‬والسيد مدير األكاديمية‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬والسيد المندوب‬ ‫الجهوي للشؤون اإلسالمية ونواب وزارة التربية‬ ‫الوطنية بالجهة‪ ،‬والمنادبة اإلقليميين‪ ،‬وعدد من‬ ‫المديرين واألساتذة من التعليم العتيق والعمومي‬ ‫والخصوصي‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد توج الحفل ببرنامج حافـــل باألنشطـــة‬ ‫الثقافية والتربوية واالجتماعية المنظمة من طرف‬ ‫الهيآت المذكورة تحت إش��راف المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‪ ،‬حيث انطلق الملتقى مطلع السنة الهجرية‬ ‫بمجموعة من األنشطة تم التنسيق واإلع��داد لها‬ ‫منذ شهور ‪ ،‬ففي مستهل محرم الحرام ‪ 1437‬انطلق‬ ‫الملتقى الجهوي السابع بندوة علمية عن السيرة‬ ‫النبوية تلتها دورة تكوينية للمشرفين على نوادي‬ ‫القرآنالكريموالسيرةالنبويةبالمؤسساتالتعليمية‪،‬‬ ‫نظمت بمقر المجلس العلمي المحلي بطنجة وأطرها‬ ‫مسؤولون من األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫وخاللها تم اإلعالن عن المذكرة التي أصدرها السيد‬ ‫مدير األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين إلى‬ ‫السادة النواب اإلقليميين‪ ،‬والمفتشين التربويين‪،‬‬ ‫ومديري المؤسسات التعليمية بشأن المباراة الجهوية‬ ‫لنادي القرآن الكريم والسيرة النبوية‪.‬‬ ‫وهكذا انطلق هذا العمل بمجموعــة من‬ ‫األنشطة منها‪:‬‬ ‫• إشراف األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫على مباريات نوادي القرآن الكريم والسيرة النبوية‬ ‫بجميع مؤسسات التعليم بالجهة‪.‬‬ ‫• إش��راف المندوبية الجهويــة للشـــؤون‬ ‫اإلسالمية‪ .‬لجهة طنجة تطوان الحسيمة على تنظيم‬ ‫مباريات داخل جميع المؤسسات التعليمية العتيقة‬ ‫بالجهة واإلشراف على مجموعة من األنشطة العلمية‬ ‫والتربوية‪.‬‬ ‫• إشراف المجلس العلمي بطنجة على تنظيم‬ ‫محاضرات وندوات في السيرة النبوية بعمالة طنجة‬ ‫بقاعة المجلس العلمي وببعض المؤسسات الثقافية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وجل المؤسسات التعليمية ( إعدادية ـ‬ ‫ثانوية ـ عتيقة ـ جامعية)‬ ‫• تنظيم مسابقات في السيرة النبوية بين أبناء‬ ‫المؤسسات التعليمية العمومية بمدينة طنجة من‬ ‫أجل حث هؤالء التالميذ على الرجوع إلى كتب السيرة‬ ‫ومصادرها وخلق نوع من التنافس العلمي والحوار‬ ‫المعرفي‪.‬‬ ‫• تنظيم مسابقة جهوية بين طلبة جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫• تنظيم مبارايات تشجيعية داخ��ل السجن‬ ‫المدني‪ ،‬وبمؤسسات التعاون الوطني‪.‬‬ ‫• اإلعداد لندوة فكرية عن العالمة ابن سيد‬ ‫الناس تميزت بمشاركة نخبة من كبار العلماء‬ ‫والمفكرين‪.‬‬ ‫• وقد توج هذا العمل مساء الجمعة ‪ 15‬يناير‬ ‫‪ 2016‬بندوة فكرة عن العالمة ابن سيد الناس‬ ‫نظمها المجلس العلمي المحلي بطنجة بتنسيق مع‬ ‫المجلس العلمي بالعرائش‪ ،‬شارك فيها الدكتور محمد‬ ‫الروندي عضو المجلس العلمي األعلى‪ ،‬والدكتور‬ ‫ادريسبنالضاويةرئيسالمجلسالعلميبالعرائش‪،‬‬ ‫والدكتور محمد الفقير التمسماني عميد كلية أصول‬ ‫الدين وعضو المجلس العلمي بطنجة‪ ،‬والدكتورة‬ ‫وداد العيدوني أستاذة بكلية الحقوق وعضو المجلس‬ ‫العلمي بطنجة‪ ،‬والدكتور محمد بنكيران أستاذ‬ ‫جامعي وعضــو المجلس العلمـي بالعرائش‪.‬‬ ‫وصباح يوم السبت ‪ 16‬يناير تم اختتام الملتقى‬ ‫الجهوي الخامس للسيرة النبوية بحفل بهيج افتتح‬ ‫بكلمة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بطنجة‬ ‫الدكتور محمد كنون الحسني الذي ذكر بالدورات‬ ‫السابقة لهذا الملتقى مبرزا ما حققته من نجاح‬ ‫وإنجازات أهمها إنشاء نوادي القرآن الكريم والسيرة‬ ‫النبوية بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬وانخراط مؤسسات‬ ‫التعليم العتيق وتألق طلبتها في المعرض المنظم‬ ‫ببهوالمجلس‪.‬‬

‫جديد‬

‫البالغ ُة هي اإليجاز‪ ..‬وهذا املُو َج ُز الذي‬ ‫ينرشه اإلعالمي املجتهد الواثق‪ ..‬بعدما‬ ‫أذاعه أثرياً يُنري جانباً من جوانب ثراء‬ ‫البالغة الشّ ْعب ّية ويفتح إمنكنية مواصلة‬ ‫وتعميق البحث اللّساين يف الدّ ارج‬ ‫اليومي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد تحققت يف هذا املو َجز أهداف‬ ‫منها االستنادة العلْمة من دراسات‬ ‫سابقة‪ ..‬انتقاء الدّ ال املو ّحد بني الفصيح‬ ‫والدّ ارج‪ ..‬الرجوع إىل املظان اللّغوية‪..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫من جهته عبر السيد مدير األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين عن ارتياحه الكبير لما تحقق من‬ ‫نتائج الشراكة المبرمة بين األكاديمة والمجلس‬ ‫العلمي بطنجة ‪ ،‬خاصة في إنجاح أندية القرآن الكريم‬ ‫والسيرة النبوية ‪ ،‬شاكرا كل الفاعلين والمساهمين‬ ‫في أنشطة الملتقى ‪ ،‬مؤكدا على المزيد من بذل‬ ‫الجهد لتعزيز منظومة القيم لحماية المؤسسة‬ ‫التعليمية والمجتمع ‪.‬‬ ‫وقد عرف ملتقى هذه السنة تطورا كبيرا تجلى‬ ‫في عدد المنخرطين فيه‪ ،‬وفي تنوع المجاالت التي‬ ‫تم التباري فيها‪ ،‬وتميز بمعرض إلبداعات تالميذ‬ ‫المؤسسات التعليمية في الرسم والنحت والخط‪....‬‬ ‫وغيرها كما عرف الحفل عرض لوحات إنشادية‬ ‫لتالميذ المؤسسات التعليمية‪ ،‬وإلقاء قصيدة شعرية‬ ‫ألحد الطلبة األفارقة الذين يدرسون بمؤسسات‬ ‫التعليم العتيق بطنجة‪.‬‬ ‫وق��د ك��ان ه��ذا الحفل مناسبة لتكريم أحد‬ ‫مؤسسي هذا الملتقى الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة‬ ‫المدير السابق لألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫حيث ألقيت في حقه كلمات وقدمت له جوائز رمزية‪.‬‬ ‫وبعد عرض تقرير عام عن الملتقى ثم تتويج‬ ‫الفائزين بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية عليهم‪.‬‬ ‫وانتهى الحفل بتالوة الدكتور عبد الخالق‬ ‫أحمدون نص البرقية المرفوعة إلى أمير المومنين‬ ‫جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬ثم بالدعاء‬ ‫الصالحلجاللته‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.