Achamal n° 823 le 09 fev 2016

Page 1

‫الذكرى ‪ 53‬لوفاة‬ ‫األمير محمد عبد الكريم الخطابي‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 823‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 29‬ربيع الثاين ‪� 09 / 1437‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪ ‬صادف يوم السادس من فبراير الجاري الذكرى‬ ‫الثالثة والخمسين لوفاة أسد الريف‪ ،‬األمير محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي الذي وافاه األجل المحتوم ‪ ‬سنة‬ ‫‪ ،1963‬بإقامته بالعاصمة المصرية‪ ،‬بعد عمر حافل‬ ‫باألمجـاد حيــث إنه أعطى لبالده ولألمـة العربيــة‬ ‫واإلسالمية‪ ‬ولكافة الشعوب المستعمرة‪ ،‬أروع األمثلة‬ ‫في النضال والمقاومة من أجل الحرية والكرامة‪.‬‬

‫وتجدون على الصفحة ‪11‬‬ ‫مقاال حول‪ ‬حياة وجهاد األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬

‫الطيب الصديقي في ذمة اهلل‬ ‫صفحة مشرقة من تاريخ الثقافة المغربية تطوى‬ ‫بوفاة رائد المسرح المغربي الحديث‬ ‫‪ ‬الصديقي عايش الحركة المسرحية المغربية بقلبه ووجدانه‬ ‫وساهم في التعريف بالمسرح المغربي عربياً وعالمياً‬

‫لحظات قبل الوداع األبدي‪ ،‬اتصل بأبنائه ليطمئن على أحوالهـم‪ ،‬وطلب «السماح» من زوجته التي كان يكن لهـا الكثيـر‬ ‫من الحب والتقدير‪ ،‬واستقبل فرقة موسيقية شابة‪ ،‬وأغمض عينيه‪ ‬إلى األبد‪ ،‬بعد أن أسلم الروح لبارئها‪ ،‬راضية مرضية‪.‬‬ ‫ذلكم هو الفنان الكبير الطيب الصديقي الذي وافاه األجـل المحتوم‪ ،‬مساء الجمعة الماضيـة‪ ،‬عن سن يناهـز ‪ 79‬سنة‪،‬‬ ‫كرس جلها لخدمة المسرح والفن والثقافة بمعناها الواسع الشامل‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫فؤاد العماري يجتمع بهيئات المجتمع المدني‬ ‫بطنجة من أجل دعم فاعل و منتج‬ ‫في لقاء دراسي نظمه فريق حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة بمقر مجلس المدينة يوم األربعاء ‪3‬‬ ‫فبراير الجاري‪ ،‬حول موضوع”من أجل دعم فاعل‬ ‫ومنتج للمجتمع المدني بمدينة طنجة” وتحت‬ ‫رئاسة فؤاد العماري‪ ،‬تم طرح السبل المقترحة‬ ‫للنهوض بالمجتمع المدني من خالل دعم‬ ‫ناصف ومتكافئ‪ ،‬يتم من خالله مدّ يدن العون‬ ‫لبعض الجمعيات الفاعلة بالمدينة‪.‬‬ ‫و ف��ي مداخلة لرئيس الفريق‪ ،‬ف��ؤاد‬ ‫العماري‪ ،‬أكد فيها على ضرورة التعاون من‬ ‫أجل الرقي بالمجتمع المدني بطنجة‪ ،‬معارضة‬ ‫وأغلبية‪ ،‬على الجميع التشارك لصالح الشأن‬ ‫العام‪ ،‬وأضاف العماري أنه يقرّ بوجود جمعيات‬ ‫غير جادة تجول بالمدينة وسيعمل الكل على‬ ‫الحد من تجاوزاتها‪.‬‬ ‫من جهته ‪ ‬أعلن محمد أمحجور‪ ،‬نائب‬ ‫عمدة مدينة طنجة‪ ،‬أن المجلس الجماعي‬ ‫سيعتمد صيغة جديدة في مسألة تقديم الدعم‬ ‫لجمعيات المجتمع المدني بالمدينة‪ ،‬ستطرح‬ ‫ضمن نقاط دورة المجلس لشهر فبراير الجاري‪.‬‬ ‫وأض��اف أمحجور‪ ،‬أن المجلس يرنو إلى‬ ‫الخروج من الدعم الجزافي القريب من العطاء أو‬ ‫المنحة‪ ،‬نحو منطق جديد يعتمد دعم األنشطة‬ ‫والمشاريع‪ ،‬شريطة أن تكون ذات أثر على‬ ‫المدينةوتنميتها‪.‬‬ ‫أمحجور فصل معايير االختيار الخمسة التي‬ ‫تم االتفاق عليها بهذا الخصوص‪ ،‬والمتمثلة‬

‫الندوة الشهرية الرابعة للمنظمة‬ ‫المغربية لإلعالم الجديد‬

‫«ما�ضي وحا�ضر الإعالم ال�سمعي‬ ‫يف طنجة»‬ ‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫في أهمية المشروع أو النشاط‪ ،‬ومدى انسجامه‬ ‫مع اإلطار العام للمجلس‪ ،‬وإمكانية تحقيقه‪،‬‬ ‫وديمومته‪ ،‬إضافة إلى قدرة حامل المشروع‬ ‫ومدى التزامه بتنفيذه‪.‬‬ ‫وبحسب المتحدث دائما‪ ،‬فسيتم تعيين‬ ‫لجنتين للبت في الطلبات؛ هما لجنة الدراسة‬ ‫واالنتقاء والتتبع ولجنة البت النهائي‪ ،‬حيث‬ ‫سيتم دعم المشاريع على شكل دفعات بنسبة‬ ‫‪ % 40‬من قيمة الدعم أوال‪ ،‬متبوعة بـ ‪% 40‬‬ ‫أخرى‪ ،‬ثم ‪ % 20‬عند نهاية المشروع‪ ،‬بينما سيتم‬ ‫دعم األنشطة بـ‪ % 30‬من قيمة الدعم قبل‬ ‫النشاط‪ ،‬و ‪ % 70‬عند انتهائه‪ ،‬وأعلن أنه سيتم‬ ‫افتتاح المركز الثقافي‪ ،‬قريبا‪ ،‬وهو الذي كان قد‬ ‫بني مكان سوق الجملة السابق‪ ،‬وأنه حاليا شبه‬ ‫جاهز‪ ،‬حيث سيصبح بإمكان جمعيات المجتمع‬ ‫المدني االستفادة منه‪.‬‬

‫و بعد مداخلة باقي أرك��ان الجلسة‪ ،‬تم‬ ‫فتح باب األسئلة واالقتراحات لممثلي بعض‬ ‫الجمعيات بطنجة لمناقشتها وال��رد عليها‪،‬‬ ‫بيد أنه كان من الواضح تواجد أسماء غريبة‬ ‫لجمعيات أغ��رب لم يسمع أحد بها من قبل‬ ‫حسب تعبير أف��راد من العموم الحاضرين‬ ‫للجلسة وأرباب جمعيات معترف بها وبكفاءتها‪،‬‬ ‫عموما يبقى السؤال األهم اآلن‪ ،‬وقبل أن يتم‬ ‫توزيع الدعم على جمعيات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫المرجو التريث والتأني ودراس��ة المقترحات‬ ‫بشكل جدّي للحد من استغالل بعضها بدون‬ ‫رقابة مالية تسييريّة‪ ،‬فالجمعيات ربما تعوّض‬ ‫أحيانا تقصير الحكومة لكن الرقابة عليها تبقى‬ ‫غائبة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫تجار السمك بجل موانئ المغرب في وقفة‬ ‫احتجاجية رمزية بميناء طنجـة‬

‫تشهد أسواق بيع السمك بالجملة‬ ‫بالموانئ المغربية توترا شديدا بسبب‬ ‫قرار وصفوه بالمجحف والجائر وأحادي‬ ‫الجانب‪ ،‬بخصوص وضع ضمانة مالية‬ ‫تحت تصرف المكتب الوطني للصيد‬ ‫البحري الستخالص جميع الواجبات‬ ‫المترتبة ع��ن استعمال الصناديق‬ ‫البالستيكية انطالقا من فاتح فبراير‬ ‫‪ .2016‬وتم استدعاء الفيدرالية المغربية‬ ‫لتجار السمك بالجملة والفيدرالية الوطنية‬ ‫لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ‬ ‫واألسواق الوطنية للقاء يوم الخميس ‪14‬‬ ‫يناير ‪ 2016‬بمقر وزارة الصيد البحري‪،‬‬ ‫إلخبارممثلي المهنيين وإجبارهم على‬ ‫تطبيق هذا القرار‪.‬‬ ‫وفي رد فعل سريع‪ ،‬أصدرت النقابات‬ ‫المهنية بالغا مشتركا نددت فيه بقرار‬ ‫الوزارة والمكتب الوطني للصيد البحري‪،‬‬ ‫حيث أن اإلدارة المعنية ‪ -‬حسب البيان ‪-‬‬ ‫لم تلتفت إلى ظروف المهنيين بسبب‬ ‫ق��رارات عشوائية أحادية الجانب‪ ،‬كما‬ ‫أنها لم تلتفت إلى المحاضر الموقعة‬ ‫بخصوص إيجاد صيغة توافقية لكيفية‬ ‫استغالل الصناديق‪ ،‬األم��ر ال��ذي يبعث‬ ‫على االستغراب‪ ،‬حسب المهنيين‪ ،‬الذين‬ ‫يحذرون من احتقانات متوقعة‪ ،‬أكثر حدة‬ ‫ال أحد بحاجة إليها في الظروف الحاضرة‪.‬‬ ‫المهنيون أك��دوا أنهم ج��ادون في‬ ‫مواصلة النقاش الجاد والهادف مع كافة‬ ‫الشركاء‪ ،‬تجنبا ألي احتقان وحفاظا على‬ ‫السلم االجتماعي‪ ،‬ال��ذي هو رأس مال‬ ‫المغاربة ‪ ،‬وطالما أن الملف لم يتخذ فيه‬ ‫أي قرار بإشراك الهيئات المهنية‪ ،‬فإنه‬ ‫مرفوض جملة وتفصيال‪.‬‬ ‫ودع��ا البيان «جميع تجار السمك‬ ‫بموانئ وأسواق المملكة‪ ،‬إلى أن يمارسوا‬ ‫نشاطهم التجاري بشكل عاد دون االلتزام‬ ‫ب��أي وثيقة أو ضمانة مع أي إدارة مع‬ ‫االستعداد التام لكل طارئ في القادم من‬ ‫األيام ‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬نظم تجار السمك‬ ‫بميناء طنجة‪ ،‬على غ��رار زمالئهم في‬ ‫مختلف موانئ المغــرب‪ ،‬وقفــة احتجاج‬ ‫بالمينــاء‪ ،‬ضد القرار الذي اعتبـروه غير‬ ‫قانوني ومجحــف في حقهـــم بخصوص‬ ‫ال��ض��م��ان��ات المسبقة وال��ن��ك��س على‬ ‫الصناديق البالستيكية وأبدوا استغرابهم‬ ‫من جراء تملص إدارة مكتب الميناء من‬ ‫إجراء أي حوار معهم‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬خاض تجار السمـك‬ ‫بمينـاء طنجة‪ ،‬على غرار زمالئهم بمختلف‬ ‫الموانئ المغربية‪ ،‬صباح الثالثاء الماضي‪،‬‬ ‫وقفــة احتجاجيــة رمزية للتنديد بقرار‬

‫‪2‬‬

‫المكتب الوطني للصيــد بخصوص فرض‬ ‫تأدية درهمين عن كل صندوق سمك يتم‬ ‫استخالص الدرهمين من مبلغ الضمانة‬ ‫الخاصة بمشتريات السمـك وأداء مبلــغ‬ ‫جزافــي حدد في دره��م واح��د كل يوم‬ ‫واعتبر تجار السمك وعدد من المهنيين‬ ‫خالل وقفتهم االحتجاجية التي نظمت‬ ‫بميناء طنجة المدينة‪ ،‬أن القرار غير‬ ‫قانوني ومجحف في حق تجار السمك‬ ‫على الصعيد المحلي والوطني ‪ ،‬وأبدوا‬ ‫استغرابهم الشديد جراء تملص إدارة‬ ‫مكتب “االونيب” من إجراء أي حوار معهم‬

‫في الموضوع منذ سنوات دون تأخير في‬ ‫استرجاع الصندوق‪ .‬واعتبر تجار السمك‬ ‫أن القرار غير قانوني ومجحف في حق تجار‬ ‫السمك على الصعيد المحلي والوطني ‪،‬‬ ‫وأبدوا استغرابهم الشديد من الطريقة‬ ‫التي تعامل بها معهم مكتب الصيد‬ ‫دون االلتفات إلى أوضاعهم االجتماعية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬خاصة وأن مشكل الصناديق‬ ‫البالستيكية سبب معاناة كبيرة يواجهها‬ ‫المهنيون‪ ،‬وتجار السمــك بطنجــة على‬ ‫غرار باقي زمالئهم بموانئ المغرب‪.‬‬

‫بانتظام‪ ،‬تواصل المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬تقديم سلسلة ندواتها‬ ‫الشهرية حول قضايا جدلية‪ ،‬مثل‪ :‬تشويه اللغة العربية في اإلعالم الرقمي‪،‬‬ ‫ودور اإلعالم في مواجهة حاالت الشغب الرياضي‪ ،‬واستحضار الذاكرة اإلعالمية‬ ‫الحتفاالت طنجة بعيد المولد النبوي الشريف‪.‬‬ ‫وهذا الشهر (الجمعة ‪ 12‬فبراير ‪ 2016‬على الساعة الرابعة مساء)‪ ،‬تقام بمقر‬ ‫غرفة التجارة والصناعة بطنجة الندوة الشهرية الرابعة‪ ،‬حول «ماضي وحاضر‬ ‫اإلعالم السمعي في طنجة»‪ ،‬مع إصدار توصية إلى رئاسة الحكومة‪ ،‬لتشييد بناية‬ ‫خاصة بإذاعة طنجة‪ ،‬عرفانا بمواقفها وخدماتها اإلعالمية الجريئة والشجاعة‪ ،‬قبل‬ ‫وبعد استقالل المغرب‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬فقد كانت إذاعة طنجة منبر الوحدة واالستقالل‪ ،‬من خالل‬ ‫تذييع خطاب جاللة المغفور له محمد الخامس التاريخي سنة ‪ ،1947‬وكذلك كانت‬ ‫إذاعة طنجة المنبر اإلعالمي األول والوحيد‪ ،‬إلطالع الرأي العام الوطني على فشل‬ ‫انقالب الصخيرات في عهد جاللة المغفور له الحسن الثاني‪ ،‬حيث خرجت الجماهير‬ ‫الحاشدة في مختلف مدن المملكة‪ ،‬رافعة شعارات تالحم الشعب والعرش‪.‬‬ ‫ندوة «ماضي وحاضر اإلعالم السمعي في طنجة»‪ ،‬يشارك فيها األساتدة‪:‬‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬أمينة السوسي‪ ،‬أحمد قروق‪ ،‬أحمد إفزارن‪ ،‬إبراهيم الشعبي‪ ،‬أحمد‬ ‫الرافدي‪ .‬وما تجدر اإلرشارة إليه في هذا الصدد‪ ،‬أن معظم المشاركين في هذه‬ ‫الندوة‪ ،‬من رواد اإلعالم السمعي في المغرب منذ سبعين سنة‪.‬‬ ‫وقد تكون الفرصة النادرة التي ال تعوض‪ ،‬أمام مسؤولي إدارة اإلذاعات‬ ‫الحالية في طنجة‪ ،‬لنقل عروض هذه الندوة مباشرة‪ ،‬نظرا ألهميتها وقيمتها‬ ‫اإلعالمية كوثيقة حية من ذاكرة المدينة والوطن‪.‬‬ ‫الدعوة عامة للحضور والمشاركة في الندوة الشهرية الرابعة للمنظمة‬ ‫المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬يوم الجمعة القادمة ‪ 12‬فبراير ‪ ،2016‬على الساعة‬ ‫الرابعة مساء‪ ،‬بمقر غرفة التجارة والصناعة بطنجة‪.‬‬

‫ع‪.‬أ‬

‫الشيخ الشاب “العياشي”‬ ‫يتألّق في ماراطون مراكش الدولي‬

‫ع‪.‬ك‬

‫ترقية لحسن حلو المدير الجهوي‬ ‫للجمارك بجهة الشمال الغربي‬ ‫عينت اإلدراة العامة للجمــارك‪ ،‬لحسن حلو المديــر‬ ‫الجهوي للجمارك بجهة الشمال الغربي في منصب‬ ‫عالي‪ ‬باإلدارة المركزية‪ ‬في الرباط ‪.‬‬ ‫وك���ان ‪ ‬لحسن ح��ل��و ال���م���زداد س��ن��ة ‪1959‬‬ ‫بالحاجب ‪ ‬قد التحق بالمديرية الجهوية للجمارك‬ ‫بجهة الشمال الغربي مند غشت ‪ 2014‬خلفا للسيد‬ ‫شفيق الصالوح الذي تم إلحاقه باإلدارة المركزية‬ ‫للجمارك ‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعتبـــر لحسـن حلـو من الوجــوه‬ ‫المعروفـة بنزاهتها ومصداقيتهـا وإخالصها‬ ‫في العمل بفعـــل تجربتـه الكبيرة التي‬ ‫راكمها في عدة مناصب منها توليه‬ ‫رئيس الدائرة الجمركية لطنجة ما‬ ‫بين ‪ 1996‬و‪ 2001‬قبل أن تسند‬ ‫له مهمة قسم التدقيق والتفتيش‬ ‫التابع للمديرية العامة إلدراة الجمارك بالرباط الذي عين على رأسها سلفه بطنجة‪ ،‬و في انتظار‬ ‫تعيين مدير جهوي جديد بمدينة طنجة سيتولى مدير الميناء المتوسطي المهام رسميا‪.‬‬ ‫فهنيئا للسيد لحسن حلو بهذه الترقية المستحقة‪ ،‬ومزيدا من التوفيق في المسار المهني‪ .‬‬

‫ال زال هذا الشيــخ يسجــل حضوره في‬ ‫الملتقيات الرّياضية‪ ،‬غير مبال بسنوات عمره‬ ‫الكبيرة‪ ،‬و هو يقوم بمشاركة‪ ،‬تلو أخرى‪ ،‬في‬ ‫المسابقات و الماراطونات‪ ،‬سواء بداخل المغرب‬ ‫أو خارجه‪ .‬األمر هنا‪ ،‬يتعلق بالبطل الرّياضي‬ ‫محمد الصّروخ المعروف ب‪“ :‬العياشي” الوجه‬ ‫المألوف بشوارع و مقاهي المدينة‪ ،‬حيث ال‬ ‫يتوقف عن الحركة و التنقل‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬مثل‬ ‫نحلة‪ ،‬متحدثا عن بطوالته الرياضية‪ ،‬و كأنه‬ ‫يعطي درسا للشباب المتكاسل و العازف عن‬ ‫ممارسة الرياضة‪.‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فقد شارك “العياشي” البالغ من‬

‫العمر ‪ 71‬سنة‪ ،‬في الماراطون الدولي الذي نظم‬ ‫بالمدينة الحمراء (مراكش) يوم األحد ‪ 31‬يناير‬ ‫المنصرم‪ ،‬ضمن ما مجموعه ‪ 7000‬مشارك‪،‬‬ ‫قدموا من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث استطاع‬ ‫“العياشي” إكمال السباق حتى نهايته‪ ،‬و تحقيق‬ ‫توقيت جيد‪ ،‬مقارنة مع سنه المتقدمة‪.‬‬ ‫وفي تصريحه لجريــدة طنجــة‪ ،‬أشــار‬ ‫“العياشي” إلى أنه يهدي هذا اإلنجاز لجمهور‬ ‫طنجة‪ ،‬ضاربا لنا موعدا لمشاركته المقبلة وذلك‬ ‫بتاريخ ‪ 8‬ماي بمدينة فانو اإليطالية‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫حضرتُ مساء السبت ‪ 30‬يناير ‪ 2016‬حفل افتتاح مؤسسة الشهيد امحمد أحمد‬ ‫بن عبود‪.‬‬ ‫ومن خالل الكلمة التي ارتجلها رئيس المؤسسة الدكتور امحمد بن عبود‪ ،‬عرفنا‬ ‫أن أهداف هذه المؤسسة‪:‬‬ ‫التعريف بشخصية الشهيد امحمد أحمد بن عبود وبنضاله الوطني من أجل‬‫استقالل البالد‪.‬‬ ‫ إبراز إنتاجات وأنشطة الشهيد داخل وخارج الوطن‪.‬‬‫ المساهمة في تنمية المجالين الثقافي والتاريخي للبحث حول الحركة الوطنية‪.‬‬‫ إنجاز دراسات وأبحاث حول الحركة الوطنية‪،‬وتشجيع الطلبة والباحثين على‬‫االهتمام بها‪.‬‬ ‫ومن خالل المَطوية التي وُزعت على الحاضرين‪ ،‬اطلعنا على نبذة من سيرة‬ ‫الشهيد‪ ،‬وأنشطته‪ ،‬وما قيل في حقه‪.‬‬ ‫فقد استُشهد رحمه اهلل يوم ‪ 12‬دجنبر برفقة الزعيمين الوطنيين علي الحمامي‬ ‫من الجزائر‪ ،‬والحبيب ثامر من تونس‪ ،‬على إثر سقوط الطائرة التي كانت تُق ّلهم في‬ ‫طريق العودة إلى مصر‪ ،‬بعد مشاركتهم في المؤتمر الدولي االقتصادي اإلسالمي‪،‬‬ ‫الذي انعقد بمدينة كراتشي الباكستانية ما بين ‪ 26‬نوفمبر و ‪ 10‬دجنبر ‪.1949‬‬ ‫ومن أنشطته البارزة‪:‬‬ ‫ المشاركة في تحرير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في يونيو ‪.1947‬‬‫ المساهمة في تأسيس مكتب المغرب العربي في القاهرة سنة ‪.1947‬‬‫ المشاركة في مؤتمر اليونسكو الذي انعقد في بيروت سنة ‪.1948‬‬‫ المساهمة في تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة برئاسة المجاهد‬‫عبد الكريم الخطابي‪ ،‬حيث كان الشهيد أمين مالها‪.‬‬ ‫ومن الشهادات التي قيلت في حقه‪ ،‬ما قاله الكاتب الصحفي عبد الكريم غالب في‬ ‫كتابه‪ :‬السياسة والقانون‪ ،‬فقد قال في ص‪« :16‬أستطيع أن أؤكد وأنا واثق‪ ،‬أن كل‬ ‫نشاط وطني حدث في الشرق العربي في السنين األخيرة‪ ،‬كان ابن عبود على رأس‬ ‫العاملين فيه‪ ،‬وأن كل عمل جليل أو بسيط فيه فائدة وطنية‪ ،‬كان البن عبود أثر في‬ ‫تنفيذه وإخراجه إلى حيز الوجود‪ .‬وهكذا كان الشهيد رحمه اهلل يقدم كل ما يملك‬ ‫من جهود ومواهب في خدمة بالده»‪.‬‬ ‫أخونا الدكتور امحمد بن عبود الذي لم ينعم برؤية هذا األب‪ ،‬ألنه غادر الدنيا‬ ‫قبل أن يولد‪ ،‬أراد –ويريد‪ -‬أن تحمل هذه المؤسسة اسم والده‪ ،‬ألن رجالنا الوطنيين‬ ‫في هذه الجهة من وطننا العزيز‪ ،‬لم ينفض عنهم غبار النسيان بعد‪ ،‬فأراد أن نقوم‬ ‫بالنبش في آثارهم‪ ،‬ع ّلنا نرد لهم قسطا ولو قليال من االعتراف بالجميل‪.‬‬ ‫والذي ينظر إلى صورة ابن عبود اإلبن‪ ،‬ويقارنها بصورة ابن عبود األب‪ ،‬يالحظ‬ ‫التشابه الكبير بين الصورتين‪ .‬ولعل النشاط الذي تميز به أخونا امحمد بن عبود في‬ ‫عدة مجاالت‪ ،‬إلعادة االعتبار لتطوان‪ ،‬هو نفس النشاط الذي عُرف به والده الشهيد‬ ‫سيدي امحمد أحمد بن عبود في نضاله من أجل مغرب حر مستقل‪.‬‬ ‫ومن شابه أباه فما ظلم‪.‬‬

‫الشاعر إدريس علوش يحتفل بـ «رأس الدائرة»‬

‫شهــد رواق الفن المعاصــر محمد‬ ‫الدريسـي بمندوبيــة وزارة الثقافـــة‬ ‫بطنجة‪ ,‬مساء يوم السبت ‪ 30‬يناير‬ ‫‪ 2016‬أمسية احتفالية بمناسبة تقديم‬ ‫وتوقيع ديوان “رأس الدائرة” للشاعر‬ ‫والكاتــب األدبـــي المتألــق إدريس‬ ‫علوش‪ ,‬ليضمه بذلـك إلى سلسلــة‬ ‫إصداراتــه الشعريــة واألدبية التي‬ ‫أغنت رحلته اإلبداعية في بحور الشعر‬ ‫والقصيدة طيلة خمسـة وعشريــن‬ ‫سنة من غوصــه في أعمــاق هذا‬ ‫الجنس األدبي الراقــي والتي بدأها‬ ‫سنة ‪ 1990‬حيث صدر أول ديوان له‬ ‫تحت عنوان “الطفل البحري”‪.‬‬ ‫استهل الحفل الذي أشرفت على‬ ‫تنظيمه جمعية المدينة للتنمية‬ ‫والثقافة بكلمة افتتاحية لكل من‬ ‫الشاعر خالـــد الريسوني والناقــد‬ ‫محمد المسعودي اللذان شاركا‬ ‫في تنشيط مواد هذه األمسية التي شهدت حضورا مكثفا‬

‫لثلة من األدباء والمهتميـن بالشـأن‬ ‫الثقافـي واألدبــي بمدينــة طنجة‪.‬‬ ‫في كلمة له‪ ،‬أكد الشاعر إدريس‬ ‫علوش على أن الشعــر سيبقى دوما‬ ‫رغم كل التغيـرات والتداعيــات التي‬ ‫يعرفها الواقع‪ ,‬سيظل يصل إلى أعماق‬ ‫الذات المجتمعية ويعــزف على أدق‬ ‫أوتارها‪ ،‬مبرزا أن الحضارة هي أن يحضر‬ ‫الناس إلى مثـل هذه المناسبـات بمثل‬ ‫هذا الوعــي وعمق االهتمام‪.‬‬ ‫وكما عود الشاعـر عشـــاق كتاباته‬ ‫وقراء دواوينه األوفياء‪ ,‬فهو يرصد من‬ ‫خالل ديوانه الجديــد “رأس الدائرة”‬ ‫الذي يحمل الرقـم ‪ 14‬ضمن محفظته‬ ‫الشعرية‪ ،‬يرصــد ما يجري حوله من‬ ‫تناقضات وانحرافات وممارسات مجتمعية‬ ‫يعايشها بشكل يومي داخل محيطه‪.‬‬

‫سميرة أنكوري‬

‫التصوف أخالق‬ ‫وأذواق وأشواق‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫يلخص سيدي حمزة القادري بودشيش رضي‬ ‫اهلل عنه داللة التصوف في كونه ‪« :‬أخالقا وأذواقا‬ ‫وأشواقا‪.»..‬‬ ‫فالتصوف أخالق ‪:‬‬ ‫• تجعل الفقير يتحمل أذى الخلق‪..‬‬ ‫• وينحاز إلى اإليثار بتفضيل غيره على نفسه في‬ ‫استحقاقات مادية أو معنوية ؛ مصداقا لقوله تعالى‬ ‫في سورة الحشر واصفا األنصار ‪« :‬والذين تبوأوا‬ ‫الدار وااليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم‪ ،‬وال‬ ‫يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا‪ ،‬ويوثرون على‬ ‫أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»‪.‬‬ ‫• وينافح عن المساواة والتسوية‪..‬‬ ‫• ويميل إلى التجاوز والعفو‪..‬‬ ‫• ويقابل السيئة بالحسنة ‪..‬‬ ‫• وينآى عن التعسف‪..‬‬ ‫• وال يركب التكلف‪..‬‬ ‫• وال يغرق في المجادلة‪ ..‬باعتبارها مخاصمة أو‬ ‫استعمال استدالالت مموهة وحجج سوفسطائية أو‬ ‫مراء أو لجاجة أو دفاعا عن الباطل ؛ وكل هذا مذموم‬ ‫ومنهي عنه ‪ ..‬قال تعالى في سورة غافر ‪« :‬ما يجادل‬ ‫في آيات اهلل إال الذين كفروا فال يغررك تقلبهم في‬ ‫البالد»‪.‬‬ ‫• وال يغضب فيميل إلى االعتداء استجابة النفعاله‪..‬‬ ‫• ويخالف نفسه ألن هذه المخالفة هي رأس‬ ‫العبادة‪..‬‬ ‫• ويلتزم باإلنفاق من غير إقتار وتضييق عيش‪..‬‬ ‫وبالقناعة باليسير من الدنيا‪..‬‬ ‫• ويعتمد الرفق والحلم والتودد والتآلف وشكر‬ ‫المحسن على اإلحسان والدعاء له‪.‬‬ ‫وغير ذلك كثير‪..‬‬ ‫والتصوف أذواق ‪:‬‬ ‫ألن األذواق أنوار عرفانية يقذفها الحق سبحانه‬ ‫في قلوب أوليائه من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب‬ ‫أو مدونات‪ ..‬فالذوق هو العرفان‪ ،‬والعرفان هو العلم‬ ‫بأسرار الحقائق الدينية ؛ وهو أرقى من العلم الذي‬ ‫يحصل ألهل الظاهر‪ ،‬إذ الذوق معرفة باهلل معرفة‬ ‫قائمة على الكشف والشهود ‪ ..‬ووسيلته ليس العقل ؛‬ ‫ألن العقل منطق أو طاغوت أخرق‪..‬‬ ‫والعلوم الذوقية هي علوم أهل اهلل المتعلقة‬ ‫باألحوال مثل الشرب والرَّي والمشاهدة والمكاشفة‬ ‫والمحاضرة‪ ..‬وهذه األحوال ال منطق لها؛ ألن مدارها‬ ‫القلب‪ ،‬وتحصيلها باالجتهاد والعمل بالرياضات‬ ‫والمجاهدات والمكابدات واإلخالص هلل تعالى والذكر‬ ‫الكثير‪ ..‬فالذاكر المتذوق يكاشف ويشاهد ويراقب‬ ‫بالذوق والبصيرة وليس بالفكر والعقل ؛ وفي هذا‬ ‫المعنى يقول سيدي حمزة القادري بودشيش رضي‬ ‫اهلل عنه «اهلل يفتح البصيرة وينزل الفهم»‪.‬‬ ‫والتصوف أشواق ‪:‬‬ ‫واألشواق هيجان القلب عند ذكر المحبوب ؛‬ ‫والمحبوب هو الحقيقة الروحية التي هي ذات الحق‬ ‫سبحانه‪..‬والمحبوب األول هو اهلل‪ ،‬والمحبوب من‬ ‫الخلق هو محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫والمحبوب في قلب المحب كالفتيلة في المصباح‪..‬‬ ‫فمن اشتاق إلى اهلل أنس إلى اهلل‪ ،‬ومن أنس طرب‪،‬‬ ‫ومن طرب وصل‪ ،‬ومن وصل اتصل‪ ،‬ومن اتصل طوبى‬ ‫له وحسن آب‪..‬‬ ‫فانظر كيف يجلي شيخنا المربي الروحي سيدي‬ ‫حمزة رضي اهلل عنه حقيقة التصوف من أعماقه‬ ‫األخالقية والعرفانية والوجدانية‪.‬‬


‫العدد ‪823‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫الطيب الصديقي في ذمة اهلل‬ ‫صفحة مشرقة من تاريخ الثقافة المغربية تطوى بوفاة رائد‬ ‫المسرح المغربي الحديث‬ ‫‪ ‬الصديقي عايش الحركة المسرحية المغربية بقلبه ووجدانه‬ ‫وساهم في التعريف بالمسرح المغربي عربياً وعالمياً‬

‫لحظات قبل الوداع األبدي‪ ،‬اتصل بأبنائه ليطمئن‬ ‫على أحوالهم‪ ،‬وطلب «السماح» من زوجته التي كان‬ ‫يكن لها الكثير من الحب والتقدير‪ ،‬واستقبل فرقة‬ ‫موسيقية شابة‪ ،‬وأغمض عينيه‪ ‬إلى األبد‪ ،‬بعد أن أسلم‬ ‫الروح لبارئها‪ ،‬راضية مرضية‪.‬‬ ‫ذلكم هو الفنان الكبير الطيب الصديقي الذي وافاه‬ ‫األجل المحتوم‪ ،‬مساء الجمعة الماضية‪ ،‬عن سن يناهز‬ ‫‪ 79‬سنة‪ ،‬كرس جلها لخدمة المسرح والفن والثقافة‬ ‫بمعناها الواسع الشامل‪.‬‬ ‫الطيب الصديقي هرم عظيم من أهرامات الحركة‬ ‫المسرحية المغربية والعربية والعالمية‪ ،‬حقق أمجادا غير‬ ‫مسبوقة في عالم أبي الفنون شهدت له قامات عالمية‬ ‫في هذا الفن‪ ،‬بنبوغه وذكائه وأصالة أعماله وقوته‬ ‫الخارقة على اإلبداع في شتى مجاالت العمل المسرحي‬ ‫حيث لم يترك مجاال من هذه المجاالت إال واقتحمه‬ ‫وبرع فيه وأثار الكثير من اإلعجاب‪ ‬بإنتاجه‪ ‬كاتبا وممثال‬ ‫ومخرجا وباحثا‪ ‬أصيال متميزا ‪.‬‬ ‫إنه قامـة من قامات المسرح المغربي والعربي‬ ‫واإلنساني‪ ،‬نجح في أن يجمع حوله ‪ ‬كوكبة من ألمع‬ ‫نجوم الحركة المسرحية المغربية ‪ ،‬نهاية الخمسينات‪،‬‬ ‫أمثال أحمد الطيب العلج‪ ،‬ومحمد سعيد عفيفي ‪ ،‬وعبد‬ ‫الصمد دينيا‪ ،‬وعزيز موهوب‪ ،‬وغيرهم‪ ‬ليضع معهم‬ ‫أولى لبنات المسرح المغربي الحديث‪ ،‬الذي وصل به ‪ ‬إلى‬ ‫العالمية عبر انتاج العديد من المسرحيات انطالقا من‬ ‫نصوص مغربية وأخرى مقتبسة‪ ‬ومترجمة عن نصوص‬ ‫من روائع اآلدب العالمي‪ ،‬كما أنه وظف ‪ ،‬وبنجاح كبير‪،‬‬ ‫التراث المغربي والعربي في بعض أعماله المسرحية‪ ‬‬ ‫وكان له فضل السبق ‪ ‬في تقريب ‪ ‬المسرح االحتفالي‪ ‬‬ ‫من مسرح الفرجة انطالقا من فن البساط والحلقة‪.‬‬ ‫كانت بدايته في الدار البيضاء التي انتقل إليها من‬ ‫الصويرة‪ ،‬مسقط رأسه‪ ،‬ليساهم‪ ،‬بالصدفة في تدريب‬ ‫مسرحي بغابة المعمورة‪ ،‬سنة ‪ ،1954‬نظمته الشبيبة‬ ‫والرياضة بإشراف المسرحي الفرنسي أندري فوازان‪.‬‬ ‫بهدف تأسيس فرقة مسرحية مغربية محترفة‪ ،‬فرقة‬ ‫التمثيل المغربي الذي انضم إليها الصديقي إلى جانب‬ ‫بعض المتفوقين في تلك التداريب ومهم أحمد الطيب‬ ‫العلج وأحمد العلوي وعفيفي وغيرهم‪ ،‬حيث شاركت فرقة‬ ‫التمثيل المغربي‪ ‬في مهرجان باريس لمسرح األمم‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،1956‬بمسرحية ‪« ‬عمايل جحا» التي اقتبسها‬ ‫الطيب الصديقي عن مسرحية ‪Les fourberies de‬‬ ‫‪ Scapin‬لموليير وكتب حوارها أحمد الطيب العلج الذي‬ ‫برع في نقل الكتابات األجنبية إلى اللغة العربية الدارجة‪.‬‬ ‫لقد قادته مشاركته في هذه المسرحية بباريس إلى‬ ‫النجومية والعالمية‪ ،‬حيث إنه لفت أنظار كبار المسرحيين‬ ‫الفرنسيين واألوروبيين إلى موهبته الخارقة في الكتابة‬ ‫المسرحية والتمثيل واإلخراج واإلبداع المسرحي‪ .‬األمر‬ ‫الذي سهل عليه المشاركة‪ ‬في تدريب مسرحي ‪ ‬بفرنسا‬ ‫بالمسرح الوطني الشعبي حيث تعرف على رئيس ثاني‬ ‫فرقة مسرحية فرنسية بعد «ال كومبدي فرانسيز»‬ ‫الفنان الفرنسي جان فيالر ليرتبط معه بصداقة‬ ‫متينة مكنته من الوصول‪ ‬إلى كبار المشتغلين بالفن‬ ‫المسرحي ‪ ‬بفرنسا وأوروبا‪.‬‬ ‫وعاد‪ ،‬سنـة ‪ 1958‬إلى «مسرح األمم» بباريس‪ ،‬‬ ‫بمسرحيـة «مريــض خاطـره» التي أنتجها لفائـدة‬ ‫«المسرحالعمالي»‪.‬‬ ‫وسوف يخوض الطيب الصديقي ‪ ‬سنة ‪،1957‬‬ ‫تجربة جديدة مع فرقة «المسرح العمالي» التي أنشأها‬ ‫تلبية لرغبة االتحاد المغربي للشغل ‪ ‬الذي كان المركزية‬ ‫النقابية الوحيدة التي تنضوي تحت لوائها كل النقابات‬ ‫بالمغرب‪ ،‬حيث دشن عمل هذه الفرقة بتقديم‪ ‬مسرحية‬ ‫«الوارث» التي اقتبسها أحمد الطيب العلج‪ ،‬عن مسرحية‬ ‫«بين اليوم وليلة» ‪ ‬لتوفيق الحكيم‪ ،‬ثم قدم في السنة‬ ‫الموالية‪ ،‬مسرحية «المفتش» ‪ ،‬وهي مقتبسة عن‬ ‫«غوغول» ومسرحية «الجنس اللطيف» من اقتباسه‬ ‫أيضا عن رواية «برلمان النساء» لـ «أريستوفان»‪،‬‬

‫والظاهر أن لجوء الراحل الطيب الصديقي إلى االقتباس‪ ‬‬ ‫من المسرح العالمي كان بسبب كون المسرح المغربي‬ ‫الحديث كان ‪ ‬ال يزال في أطواره األولى وكان يفتقد إلى‬ ‫كتاب مسرحيين يملكون أدوات الكتابة المسرحية‪ ،‬مع‬ ‫بعض االستثناءات القليلة‪.‬‬ ‫بعد إنهاء تجربتــه في المسرح العمالي ‪ ‬التحــق‬ ‫بالشبيبة والرياضـة‪ ،‬حيــث قدم مسرحية «فولبون»‬ ‫لـ «بن حونسون»‪ ،‬سنة ‪ ،1960‬قبل أن ينشئ فرقة‬ ‫المسرح البلـدي‪ ،‬بالدار البيضـاء‪ ،،‬حيث قدم ‪ ‬خالل‬ ‫موسم ‪ 61 – 1960‬مسرحية «الحسناء» التي اقتبسها‬ ‫عن ‪ ‬مسرحية «ليدي كوديفا» لجان كانول ‪ ،‬ثم «موالة‬ ‫الفندق» المقتبسة عن «اللوكانديرة» لكولدوني‪،‬‬ ‫ومسرحية « محجوبة» المقتبسة عن « مدرسة النساء »‬ ‫لموليير ‪ .‬وتابع الطيب الصديقي بحثه في روائع المسرح‬ ‫العالمي فقدم مسرحية «في انتظار مبروك» المقتبسة‬ ‫بنجاح كبير عن رواية «في انتظار غودو» ‪ ‬لـ «سامويل‬ ‫بيكيت»‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1963‬أنشأ الطيب الصديقي فرقة تحمل‬ ‫اسمه ‪ ،‬واتخذ من ‪ ‬قاعة سينمائية بالدار البيضاء مقرا‬ ‫لنشاط فرقته‪ ،‬حيث أعد ‪ ‬مسرحية مقتبسة عن « لعبة‬ ‫الحب والمصادفة» للكاتب الفرنسي بيار كارليط دو‬ ‫شامبالن دو ماريفو‪ .‬وخالل السنة الموالية‪ ،‬قام بإعداد‬ ‫مسرحية ‪« ‬حميد وحماد» للكاتب المغربي عبد اهلل‬ ‫شقرون‪ .‬ثم عرض ‪ ‬في نهاية سنة ‪ ،1964‬مسرحية‬ ‫«مومو بوخرصة» المقتبسة عن رواية لـ «أوجين‬ ‫يونيسكو»‪.‬‬ ‫وعاد الطيــب الصديقي إلى المسرح البلــدي‬ ‫الذي أصبح مديرا عاما له‪ ،‬حيث قدم سلسلة أعمال‬ ‫ناجحة منها‪ ‬مسرحية مستلهمة من التراث المغربي‬ ‫األصيل‪« ،‬سلطان الطلبة» التي كتبها واحد من أعمدة‬ ‫المسرح المغربي الحديث‪ ،‬الراحل عبد الصمد الكنفاوي‬ ‫ومسرحية «في الطريق» من تأليف الصديقي ‪ ‬ومسرحية‬ ‫«مدينة النحاس» من تأليف ‪ ‬شقيقه محمد السعيد‬ ‫الصديقي‪.‬‬ ‫وشمل اهتمام الطيب الصديقي أحداثا اجتماعية‬ ‫وثقافية وفكرية طبعت فترات من التاريخ المغربي‬ ‫والعربي واإلسالمي‪ ،‬حولها بعبقريته النادرة‪ ،‬إلى‬

‫مسرحيات على مستوى عال من الفرجة المسرحية‬ ‫الشاملة‪ ،‬منها معركة «وادي المخازن» الشهيرة‪ ،‬كما‬ ‫قدم عمال مسرحيا عن المقاومة المغربية‪ ،‬ضد‬ ‫االستعمار‪ ،‬وأخرى عن «المولى اسماعيل»‪ ‬وثالثة عن‬ ‫«موالي ادريس» مؤسس الدولة المغربية‪.‬‬ ‫وانطالقا من سنـــة ‪ ،1967‬سيسعـــى الطيب‬ ‫الصديقي‪ ‬إلى توظيف التراث المغربي والعربي ‪ ‬في‬ ‫أعماله المسرحية‪ ،‬فكانت رائعته «سيدي عبد الرحمن‬ ‫المجــذوب»‪ ،‬وقـــدم فيما بعد‪ ،‬مسرحيــة «الحراز»‬ ‫المستوحاة من فن الملحون المغربي‪ ‬صاغها في قالب‬ ‫فرجوي بديع‪.‬‬ ‫وخالل سنـة ‪ 1971‬أبدع الطيب الصديقي ‪ ‬في‬ ‫مسرحية «بديـــع الزمان الهمداني» ‪ ‬التي عرضت‬ ‫في مهرجـان دمشـق المسرحي الدولي سنة ‪1972‬‬ ‫وحققت نجاحا كبيرا وكانت موضوع الكثير من الكتابات‬ ‫الصحافية‪ ‬تثني على المسرحية وواضعها‪ ‬واألسلوب‬ ‫اإلبداعي التي صيغت فيه والتي شكلت حدثا قنيا كبيرا‬ ‫على مستوى العالم العربي من المحيط إلى الخليج‪.‬‬ ‫كما قدم أعماال ناجحة أخرى في إطار اشتغاله على‬ ‫التراث‪ ،‬ومنها «الفيل والسراويل»‪ ،‬و «جنان الشيبة»‪،‬‬ ‫و «الشامـات السبــع»‪ ،‬و «قفطــان الحب» و «خلقنـا‬ ‫لنتفاهم» وغيرها‪.‬‬ ‫وكان للطيب الصديقي اهتمام بفن السينما أيضا‬ ‫حيث حول مسرحيته «في الطريق» إلى فيلم سينمائي‬ ‫بعنـوان «الزفــت» كما شارك في أعمال سينمائية‬ ‫عالمية‪.‬‬ ‫وهكذا يكون الراحل الطيب الصديقي واضع أسس‬ ‫المسرح المغربي الحديث وواحدا من كبار صناع الفرجة‪،‬‬ ‫إذ كان له الفضل الكبير في التعريف بالمسرح المغربي‬ ‫والثقافة المغربية عربيا وعالميا‪ ،‬وبالتالي فقد واكب‬ ‫الحركة المسرحية المغربية وعاشها بقلبه ووجدانه إلى‬ ‫آخر رمق من حياته‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وكان جاللة الملك قد بعث ببرقية تعزية إلى‬ ‫أفراد أسرة المرحوم الفنان الطيب الصديقي‪ ،‬عبر فيها‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬عن عميق التأثر وبالغ األسى لوفاة الفنان‬ ‫المسرحي المرحوم الطيب الصديقي ‪ .‬كما أعرب ألفراد‬ ‫أسرته ولكافة أهله وذويه وألسرة الفقيد المسرحية‬

‫والفنية الكبيرة ‪ ،‬ولسائر أصدقائه ومحبيه‪ ،‬عن أحر‬ ‫التعازي وصادق المواساة في «فقدان أحد رواد الفن‬ ‫المسرحي بالمغرب‪ ،‬المشهود له بالتألق واإلبداع ‪،‬‬ ‫والجرأة في التجديد‪ ،‬وبالتعريف بالمسرح المغربي عربيا‬ ‫ودوليا»‪ .‬‬ ‫واستحضر جاللة الملك بكل تقدير‪ ،‬ما كان يتحلى‬ ‫به الراحل الكبير من حميد الخصال‪ ،‬ومن حس إبداعي‬ ‫رفيع ‪ ،‬جسده على مدى نصف قرن ‪ ،‬في أعمال مسرحية‬ ‫خالدة ‪ ،‬سواء ككاتب أو كمخرج أو كممثل ‪ ،‬حيث ظل‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬حريصا على استلهام مواضيع مسرحياته من‬ ‫عمق التراث الثقافي المغربي األصيل‪ ،‬مما أكسبه إعجاب‬ ‫وتقدير جمهور واسع من عشاق فن المسرح في المغرب‬ ‫وفي الخارج‪.‬‬ ‫وقــد تـــم بعــد صـالة عصـر يـوم الســـبـت‬ ‫بالدارالبيضاء‪ ،‬تشييع جثمان رائد المسرح المغربي‪،‬‬ ‫الفنان الطيب الصديقي ‪ ‬في موكب جنائزي مهيب‬ ‫تقدمه مستشارا ‪ ‬جاللة الملك‪ ،‬السيدان ياسر الزناكي‪،‬‬ ‫وعبد اللطيف المانوني‪.‬‬ ‫وبعد صالتي العصر والجنازة بمسجد طه‪ ،‬نقل‬ ‫جثمان الفقيد إلى مثواه األخير بمقبرة الشهداء بالدار‬ ‫البيضاء حيث ووري الثرى بحضور أفراد أسرة الفقيد‪،‬‬ ‫ووالي جهة الدار البيضاء والعديد من الفنانين ورجال‬ ‫اإلعالم لتطوى بوفاة المرحوم الطيب الصديقي صفحة‬ ‫مشرقة من تاريخ الفكر والثقافة والفن بالمغرب‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة ‪ ،‬تليت آيات بينات من‬ ‫الذكر الحكيم‪ ،‬كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير‬ ‫بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يشمله بعظيم‬ ‫مغفرته ورضوانه‪ ،‬وأن يجعل مثواه فسيح جنانه وأن‬ ‫يثيبه الجزاء األوفى عما أسداه لوطنه وللمسرح والفن‬ ‫والثقافةبالمغرب‪.‬‬ ‫رحم اهلل فقيدنا العزيز وأسكنه فسيح جناته وأثابه‬ ‫على ما قدم من خير لبالده وأمته وعزاؤنا ألهله وعائلته‬ ‫الصغيرة وإلى عائلة الفن المسرحي التي أصابها اليتم‬ ‫بفقدان رائد من رواد المسرح على المستوى العالمي‪.‬‬ ‫«إنا هلل وإنا إليه راجعون»‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪823‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫�إمنا الأمم الأخالق ما بقيت…‬ ‫ف�إن همو ذهبت �أخالقهم ذهبوا‬ ‫الحضارة المعاصرة استطاعت أن تطير باإلنسان في الهواء وأن تغوص به في أعماق البحار‬ ‫ووفرت له كل أدوات الترفيه والمتعة واللهو‪ ،‬لكن كل هذا وقف عند حدود المتعة الجسدية‪،‬‬ ‫والراحة البدنية‪ ،‬وإشباع الغرائز الجائعة‪ ،‬والشهوات الجامحة ‪ ،‬أما ما يخص النفس وتهذيبها‬ ‫واالستعالء بالقيم والمثل العليا فما زالت الحضارة المعاصرة مفلسة فيه ولم تستطع إسعاد‬ ‫البشرية‪ . ‬يقول ابن خلدون في مقدمته‪« :‬إذا تأذن اهلل بانقراض الملك من أمة حملهم على‬ ‫ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها‪ ،‬وهذا ما حدث في األندلس وأدى فيما أدى‬ ‫إلى ضياعه»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن أزمة القيم العميقة التي يعيشها المغرب اآلن‪ ،‬والتي تتجلى انعكاساتها بشكل واضح‬ ‫على ّ‬ ‫كل المستويات الهيكلية للمجتمع‪ ،‬هي في مجملها نتاج واضح لعدّة إخفاقات خاصة على‬ ‫المستويات الحضارية والفكرية التربوية واالجتماعية التي عاشتها البالد منذ زمن‪.‬‬ ‫فما نالحظه اليوم من مشاكل وأمراض وآفات واضطرابات تكاد تعصف بالمجتمع ّ‬ ‫بكل‬ ‫فئاته ومكوّناته مثل انهيار قيم العمل والعلم والمعرفة والتطوّر والتربية واألخالق واإلخالص‬ ‫والضمير واحترام اآلخر والمنافسة واالجتهاد وتقدير العائلة والتراحم واحترام المجتمع وحبّ‬ ‫الوطن وإتقان العمل والصدق والصراحة واألمانة والمسؤولية والواجب واالنتماء الحضاري‬ ‫والعرقي وغيرها من القيم هي نتيجة منطقية لتدنّي المستويات الفكرية والعلمية والتربوية‬ ‫وغياب أفكار ومشاريع وسياسات قائمة على أسس حضارية أصيلة نابعة من توجّهات وأفكار‬ ‫ّ‬ ‫التعثر في ّ‬ ‫كل‬ ‫المجتمع المغربي الدينية والثقافية وانتماءاته التاريخية وهو ما أدى إلى‬ ‫التوجّهات االجتماعية والسياسية واالقتصادية للبالد‪ ،‬وأحدث حالة من التخبط يكاد يفقد‬ ‫المغاربة بوصلتهم ويجعلهم فريسة للتيارات المتضاربة الوافدة من الشرق والغرب‪.‬‬ ‫يشهد مجتمعنا المغربي منذ سنوات ليست بقصيرة‪ ،‬تراجعاً ملحوظاً في مؤشرات قيمه‬ ‫األخالقية‪ ،‬حيث أصبح َّ‬ ‫جل اهتمام أفراد هذا المجتمع العريق واألصيل منصباً على الحاضر وما‬ ‫يؤمّنه من مغريات وماديات دون التفكير أو التخطيط‬ ‫للمستقبل البعيد‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تدهور العالقات‬ ‫االجتماعية وحدوث شرخ كبير في نظام القيم ومنها‬ ‫القيم األخالقية‪ ،‬فعندما تطغى المصالح المادية‬ ‫والشخصية على حياة الفرد فإنه يقع في متاهات صراع‬ ‫يقوده إلى تغيير اتجاهه الصحيح وتراجع قيمه األخالقية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي سيــاق حديثنا عن القيم البدَّ لنا أن نوضح‬ ‫بأن القيم هي مجموعة المبادىء والتعاليم والضوابط‬ ‫األخالقية التي تحدد سلوك الفـرد وترســم له طريقــه‬ ‫الصحيــح الذي يقوده إلى أداء واجباته الحياتية ودوره‬ ‫في المجتمع الذي ينتمي إليه‪ ،‬ويعتبر نظام القيم السد‬ ‫المنيع الذي يحمي الفرد من الوقوع في الخطأ وارتكاب‬ ‫أعمال تخالف الضمير وتنافي المبادىء واألخالق وفي‬ ‫ذات الوقت يعتبر المرجعية التي من خاللها نحكم على‬ ‫كل ماهو خطأ أو صواب‪.‬‬ ‫‪ ‬انهيار القيم األخالقية ينتقل كالعدوى من فرد إلى‬ ‫فرد بواسطة العالقات التي تربط األفراد بعضهم ببعض‬ ‫داخل المجتمع حتى تغدو الحالة مرضاً مزمناً يؤدي به –‬ ‫المجتمع ‪ -‬إلى التفسخ واإلنحطاط‪ ،‬ومن المالحظ بأن فئة الشباب هم األكثر تأثراً بالتغييرات‬ ‫والتطورات الحاصلة في المجتمع واألكثر إصابة باألمراض المجتمعية واألسباب كثيرة‪ ،‬وأهمها‬ ‫انهيار القيم األخالقية على صعيد األسرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬فتفكك األسر وسيطرة روح األنانية بين أفرادها وغياب الرقابة على األبناء وترك الحبل‬ ‫على الغارب بمنحهم الحرية المطلقة في التصرف دون حسيب او رقيب أدى إلى ضياع الشباب‬ ‫واختالل قيمهم األخالقية‪ ،‬باإلضافة إلى دخول التكنولوجيا الحديثة كاألنترنيت والستاليت‬ ‫وأجهزة المحمول‪ ،‬وكل هذا يعد أسباب وعوامل مهمة في انهيار القيم وتراجع مؤشراتها‬ ‫بشكل خطير‪ ،‬فمثل هذه األدوات أدخلت مقاييس ومعايير جديدة كثيرة ومتناقضة ومشوشة‬ ‫أثرّت سلبياً على سلوك الشباب فاختلت عالقاتهم األخالقية التي في حاالتها اإلعتيادية‬ ‫تؤدي إلى سعادة الفرد وطمأنينته‪ ،‬وفتحت باب اإلباحية على مصراعيه ووضعت أمامهم‬ ‫مغريات جنسية وأخرى حياتية أدت بهم إلى االنحراف وتغليب الغرائز واإلستسالم للسلوكيات‬ ‫الالأخالقية واستحالل المحرمات واستباحة الممنوعات وإتيان كل ما يخالف األخالق والشرع‬ ‫والدين ومخالفة القانون ‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن المظاهر األكثر شيوعاً والتي تدل على تراجع القيم األخالقية لدى شبابنا‪ ،‬عدم احترام‬ ‫العادات والتقاليد والموروثات األخالقية وأنماط السلوك المتعارف عليها في مجتمعنا وتقليد‬ ‫نماذج سلوكية مستوردة ال تتناسب مع النماذج المحلية المألوفة كاتباع موضات أزياء غريبة‬ ‫وتسريحات شعر أغرب باإلضافة إلى احتقار نظام األسرة ‪ ‬والعقوق بالوالدين وعدم التقيد‬ ‫بالضوابط االجتماعية واالنحراف عنها والتقليل من قوتها وسيطرتها‪ ،‬ومن هنا يبدأ األمر‬ ‫بإعطاء مؤشرات خطيرة البدَّ من تداركها قبل استفحال الحالة وصعوبة عالجها إن لم تكن قد‬ ‫استفحلت فع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫بالرغم من أننا تحدثنا عن األغلبية من شبابنا إ ّ‬ ‫ال أن هناك أيضا أق ّلية منهم ال يزالون‬ ‫يحتفظون بمبادئهم وقيمهم األخالقية وال يضعفون بسهولة أمام المغريات والماديات‪ ،‬ولكن‬ ‫حتى هذه األق ّلية ال تسلم من األذى وليست بمنأى عن اإلنحراف‪ ،‬فمنهم من تربى في أجواء‬ ‫أسرة فاضلة استمد منها قيمه األخالقية وحافظ عليها حتى ظهوره للمجتمع وتصادمه بالواقع‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الفاسد فاختل توازنه بين ما تعلمه داخل أسرته من قيم مثالية وبين ما لمسه على أرض الواقع‬ ‫من انحدار وتدهور في هذه القيم‪ ،‬مما أدّى به إلى الضياع واعتالل السلوك‪ ،‬وبالتالي أصبح‬ ‫يعيش مأزقاً نفسياً واجتماعياً خلق لديه فجوة كبيرة بين ما قيل له وتعلمه وما لمسه‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل المثال تعلم من أسرته شيئاً عن األمانة وإذا به يرى في الواقع صورا عديدة للخيانة‪،‬‬ ‫وتطلب منه اإلستقامة وإذا به يجد اإلنحراف قائماً في كل مكان في مجتمعه‪ ،‬فتختل موازينه‬ ‫وتهتز قيمه ويتسرب الشك إليه فتنهار ثقته وتتكون لديه مشاعر النقمة والعدوان والقيام‬ ‫بسلوكيات ال أخالقية تثير سخط المجتمع عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬إن منظومة القيم األخالقية واالجتماعية تشكل اإلسمنت المسلح الذي لن يقوم بدونه‬ ‫أي بناء سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وثقافي‪ ،‬ألنها في النهاية هي ذات القيم التي ّ‬ ‫تشكل‬ ‫اإلنسان وتميزه عن غيره من المخلوقات وتجعله خليفة في األرض يقوم بإعمارها وبنائها‬ ‫ويؤسس لمجتمع متجانس تسوده الطمأنينة واألمن والتفاهم واالحترام في كل المجاالت‪.‬‬ ‫وفي حال انهيار هذه القيم فإن ّ‬ ‫كل المقوّمات المادية والمالية والتكنولوجية ستتحوّل إلى‬ ‫أسلحة للدمار والتناحر والتشاجر والتقاتل لتقضي على وجود اإلنسان ذاته‪ ،‬مكارم األخالق‬ ‫ضرورة اجتماعية‪ ‬عليها مناط الوجود والتحدي األكبر لبقاء الدول‪ ،‬وال يستغني عنها مجتمع من‬ ‫المجتمعات‪ ،‬ومتى فقدت مكارم األخالق‪ ،‬تفكك أفراد المجتمع‪،‬وتصارعوا‪ ،‬وتعارضت مصالحهم‪،‬‬ ‫ثم أدى بهم ذلك إلى االنهيار ثم الدمار‪.‬‬ ‫‪ ‬من هنا يأتي دور المؤسسات االجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية واإلعالمية باإلضافة‬ ‫إلى المنظمات المجتمعية في أن يعيدوا فاعلية النظام االجتماعي القائم بهم وعليهم‪ ،‬واالهتمام‬ ‫بفئة الشباب ومعالجة مشاكلهم الحياتية واالجتماعية وتحفيز الوعي إلدراك خطورة انهيار القيم‬ ‫األخالقية‪ ،‬وإعداد مناهج دراسية اجتماعية تعنى بالمبادىء والقيم واألخالق وبالتدريج ابتداءا‬ ‫من المرحلة اإلبتدائية لتشمل جميع المراحل الدراسية‪،‬‬ ‫وعلى اإلعالم بمختلف وسائله اعداد برامج خاصة تعرض‬ ‫مشاكل الشباب واستضافة المختصين االجتماعيين‬ ‫والنفسيين إلستشارتهم وطلب الحلول والمعالجات منهم‬ ‫واإلستمرار على هذا المنهـج في محاولة جماعية وبالتعاون‬ ‫مع المؤسسات المعنيـة للحفاظ على نظام القيم األخالقية‬ ‫وبالتالـي الحفاظ على المجتمــع ومنعــه من اإلنهيــار‬ ‫األخالقي‪ ،‬كذلك على األسر أن تؤدي دورها في مراقبة‬ ‫أبنائها ذك��وراً وإناثاً والتقرب منهم لمعرفة مشاكلهم‬ ‫وإيجاد الحلول المناسبـة لها ومساعدتهـم على تجاوز‬ ‫اخطائهم وعدم تكرارها وذلك من خالل التوجيه واإلرشاد‬ ‫السليم والمتابعة المستمرة‪. ‬‬ ‫إن أعظم خطر يتهدد أي مجتمع هو انهيار منظومته‬ ‫األخالقية‪ ،‬وضياع وميوعة هويته الثقافية‪ ،‬ألن هذه األمور‬ ‫هي بمثابة األس��س التي تقوم عليها الحضارات بكل‬ ‫جوانبها الفكرية والمادية؛ والمتأمل في تاريخ األمم يدرك‬ ‫بجالء أن هالك األرواح وخراب العمران في كل أمة سبقه‬ ‫فساد العقائد وانهيار القيم‪.‬‬

‫إنمـا األمــم األخـالق ما بقيـت فإن همو ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫صالح أمـرك لألخـالق مرجعــه فقوّم النفس باألخـالق تستقـم‬ ‫إذا أصيب القـوم في أخالقهـم فأقــم عليهــم مأتمـ ًا وعـويــ ً‬ ‫ال‬ ‫فاألمم تضمحل وتندثر إذا ما انعدمت فيها األخالق‪،‬فساد فيها الكذب والخداع والغش‬ ‫والفسادحتى ليأتي يوم يصبح فيه الخلوق القوي األمين غريباً منبوذاً ال يؤخذ له رأي‪،‬وال تسند‬ ‫إليه أمانة‪ ،‬فمن يريد األمين في بلد عم فيه الفساد وساد فيه الكذوب الخدّاع المنافق؟!‬ ‫حقيقة ما أحوجنا إلى أخالق اإلسالم وتوجيهاته‪ ،‬ونحن نرى قطيعة الرحم وضعف البر‬ ‫والصلة وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من األبناء واآلباء والجيران‬ ‫واألخوة وبين أفراد المجتمع الواحد‪ ،‬فإذا‪ ‬شاعت في المجتمع األخالق الحسنة من الصدق‬ ‫واألمانة والعدل والنصح‪ ،‬أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة بين أفراد‬ ‫المجتمع وقلت الرذيلة وزادت الفضيلة‪ ،‬وإذا شاعت األخالق السيئة من الكذب والخيانة‬ ‫والظلم والغش‪ ،‬فسد المجتمع واختل األمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراد‬ ‫المجتمع وانقلبت الموازين‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬سيأتي على الناس‬ ‫سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب‪ ،‬ويكذب فيها الصادق‪ ،‬ويؤتمن فيها الخائن‪ ،‬ويخون‬ ‫فيها األمين‪ ،‬وينطق فيها الرويبضة‪ ،‬قيل‪ :‬ومن الرويبضة يا رسول اهلل؟! قال‪ :‬الرجل التافه‬ ‫يتكلم في أمر العامة»‪.‬‬ ‫ما أحوجنا إلى أخالق اإلسالم وتوجيهاته؛ لتستقيم أمورنا وتصلح أحوالنا وتضبط تصرفاتنا‬ ‫ويحسن إسالمنا ويكتمل إيماننا‪ ،‬فال ينفع إيمان أو ُ‬ ‫يقبل عمل أو ترفع عبادة بدون أخالق تحكم‬ ‫السلوك وتوجه التصرفات‪.‬‬


‫العدد ‪823‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫مليار ونصف لكراء سيارات العمدة‬ ‫إنه عمدة الدار البيضاء عبد العزيز العماري الذي‬ ‫وافق على صفقة كراء سيارات خاصة به وبنوابه ورؤساء‬ ‫لجان المجلس ورؤساء وأعضاء المقاطعات بما يقارب‬ ‫المليار ونصف المليار من سنتيمات رواج وقته‪ ،‬كحد‬ ‫أقصى في حال استغالل أسطول السيارات التي تم‬ ‫اكتراؤها بالكامل على أن ال يقل مقدار ما سيؤدى‬ ‫لشركة كراء السيارات ‪ ،‬وهي شركة متخصصة تابعة‬ ‫لمؤسسة بنكية‪ ،‬عن سبعمائة وخمسين مليون‬ ‫سنتيم‪ .‬الشركة المحظوظة التزمت بتخصيص سيارة‬ ‫فاخرة للرئيس ‪ ،‬ماركة “أودي” وسيارات فارهة أخرى‬ ‫لنوابه ورؤساء المقاطعات ورؤساء اللجان الذين رفضوا‬ ‫تخصيص سائق لـ “سياراتهم” لشكهم في أنها محاولة‬ ‫من العمدة لمراقبة تحركاتهم‪.‬‬ ‫ولربما انتقلت عدوى كراء السيارات الفارهة إلى‬ ‫مختلف الجماعات الحضرية والقروية والغرف المهنية‪.‬‬ ‫ولم ال ؟ ما دام الخير فاض حتى ش��اط‪ ...،‬وطز على‬ ‫الجفاف والسيولة واألزمة والبطالة والفساد‪....‬وعفى‬ ‫اهلل عما سلف ‪.....!!! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫التوفيق يستفسر المدغري عن تصريحاته‬ ‫أرسلت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية استفسارا‬ ‫إلى يحيى المدغري‪ ،‬الخطيب بمسجد سال‪ ،‬تدعوه من‬ ‫خالله إلى أن يوضع السبب وراء ربطه‪ ،‬في نهاية خطبته‬ ‫للجمعة الماضية‪ ،‬التي ألقاها بمسجد حمزة بسال‪ ،‬بين‬ ‫الزلزال واالتجار في المخدرات‪ ،‬وهو ما آثار حفيظة العديد‬ ‫من أهل الريف‪ ،‬واعتبروه إساءة إليهم‪ ،‬وشماتة فيهم‬ ‫لتعرضهم خالل األيام الماضية لهزات أرضية‪ .‬وأوضحت‬ ‫المصادر نفسها أن المدغري أجاب عن استفسار وزارة‬ ‫األوقاف برسالة يوضح فيها القصد من كالمه فوق منبر‬ ‫الجمعة‪ ،‬مؤكدا في الرسالة أنه ربط الزلزال بالمعاصي‬ ‫التي تحدث في األرض‪ ،‬ألن الزلزال آية من آيات هّ‬ ‫الل‪،‬‬ ‫ولم يقصد أن يسيء أبدا إلى أهل الريف‪ ،‬قبل أن يؤكد‬ ‫أنه يشرف على إتمام الثالثين سنة في إلقاء الخطب‪ ،‬وال‬

‫يمكنه أبدا أن يدعو في يوم من األيام إلى التعصب أو‬ ‫التطرف والغلو في الدين‪ .‬‬

‫غضب عارم‪ ‬‬

‫نال تسجيل صوتي لجزء من خطبة يوم الجمعة‬ ‫األخيرة إلمام بمدينة سال‪ ،‬الحيز األكبر من اهتمام رواد‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬خالل عطلة نهاية األسبوع‬ ‫األخير‪ ،‬حيث ثارت ثائرة بعض من اطلع علي التسجيل‬ ‫الذي ورد فيه ربط الخطيب الهزات األرضية التي شهدتها‬ ‫عدد من المناطق في الريف خالل األسبوع الماضي بتجارة‬ ‫المخدرات‪.‬‬ ‫وقال الخطيب في ختام خطبته‪ ،‬داعيا «اللهم رحماك‬ ‫بالشيوخ الركع في جبال الريف وبالبهائم الرتع وباألطفال‬

‫الرضع‪ ،‬اللهم عاملنا وعاملهم بما أنت أهله‪ ،‬اللهم ال‬ ‫تؤاخذنا وال تؤاخذهم بمافعل السفهاء والمبطلون وأهل‬ ‫المخدرات وأهل المسكرات وأهل المحرمات من ذوينا ومن‬ ‫أبنائنا ومن أبناء عمومتنا» مضيفا «أنا ابن الريف وأنا أعلم‬ ‫الريف جيدا فأهل مكة أدرى بشعابها‪ ،‬لقد تلوثت أيدي‬ ‫الكثيرين منهم‪ ،‬بل غصوا في هذه الموبقات إلى شحمة‬ ‫األذنين» مؤكدا أن «اهلل يخوف عباده بزلزلة األرض»‪.‬‬ ‫مجموعة من المواقع اإلخبارية ومواقع التواصل‬ ‫االجتماعي تشاطرت ما تضمنته تلك الخطبة وانتقدوا ما‬ ‫جاء فيها‪ ،‬واعتبروا أنها تنطوي على إساءة كبيرة في حق‬ ‫أهل منطقة الريف‪.‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫دقيق “مدعم”‪ ...‬فاســد و “مدوّد”‪،‬‬ ‫يعرض على المواطنين‬ ‫ديدان وسط دقيق يدعمه “الصندوق الوطني”‬ ‫للمقاصة‪ ،‬وقع عليها مغاربة األلفية الثالثة‪ ،‬في مغرب‬ ‫“الدستور “ السادس‪ ،‬منذ ‪ ،1962‬دون احتساب مشروع‬ ‫دستور موالي عبد العزيز سنة ‪...! 1908‬‬ ‫الكارثة التي ليست األولى من نوعها بالمغرب‪،‬‬ ‫حصلت هذه المرة بإيموزار مرموشة‪ ،‬مواطنون دأبوا‬ ‫على شراء هذا النوع من الدقيق عند أصحاب “الكوطا”‪،‬‬ ‫لضعفهم وثمنه المناسب‪ ،‬ما دام خ��رج من رحم‬ ‫المقاصة‪ ،‬فوجئوا بعد فتح أكياس الدقيق بوجود ديدان‬ ‫وسط الدقيق ما أصاب بعضهم بالتقزز والغثيان‪.‬‬ ‫وحيث أن التجار رفضوا تسلم أكياس الدقيق المدودة‬ ‫أو إرجاع ثمنه ألصحابه‪ ،‬بدعوى أنهم اشتروا الدقيق‬ ‫من “مصدره”‪ ،‬فقد اضطر مغاربة األلفية الثالثة‪ ،‬حيث‬ ‫توجد مصالح رسمية لحماية السالمة الصحية للمغاربة‪،‬‬ ‫ولزجر الغش ‪ ،‬إلى “غربلة” الدقيق المدود‪ ،‬واستهالكه‬ ‫إذ أن العين بصيرة واليد قصيرة ‪.‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫“التبوريدة” البيجيدية مستمرة‬ ‫تناقلت بعض الصحف أخبار “تبوريدة” كان أحد‬ ‫أبطالها نائب برلماني ومستشار بجماعة مكناس‪،‬‬ ‫يكون قد قام بـ “أخذ شرعه بيده”‪ ،‬و”هجم” على صاحب‬ ‫فندق بعد أن نزل من سيارة تابعة للبلدية وتوجه إلى‬ ‫حانة الفندق ليدخل في مناوشات مع مستخدمين كانوا‬ ‫بصدد صباغة الرصيف المخصص لزبناء الفندق‪.‬صاحب‬ ‫الفندق تقدم بشكاية معززة بشريط فيديو‪ ،‬إلى القضاء‬ ‫يدعي فيها أن النائب البرلماني والمستشار الجماعي‬ ‫المنتمي إلى قبيلة بنكيران عرضه وبعض مستخدميه‬ ‫للتعنيف اللفظي بكلمات جارحة ومهددا بإغالق الحانة‪،‬‬ ‫وإرسال العمال للسجن‪ ،‬في حالة استمرارهم في صباغة‬ ‫الرصيف الذي جاء‪ ،‬يقول‪ ،‬لـ “تحريره” ‪.‬‬ ‫القصة فيها وفيها‪ ...‬ولكن هل يحق لمستشار‬ ‫جماعي أن يقوم بفرض حماية الملك العمومي ‪ ،‬هل‬ ‫هو سلطة تنفيذية والحال أن هذا األمر موكول للقوات‬ ‫العمومية ووفق مسطرة محددة إداريا وقانونيا‪ .‬تصوروا‬ ‫أن المستشارين الجماعيين ينزلون إلى الشارع لتحرير‬ ‫األرصفة وفرض حماية الملك العمومي‪....‬أليست هذه‬ ‫فتنة ؟ ادخلوا أسواق رؤوسكم‪...‬فالبلد كانت على خير‬ ‫قبل مجيئكم وستكون أحسن مما كانت عليه بعد‬ ‫رحيلكم القريب جدا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫ُ‬ ‫الكرسي حلو‪....‬يالالّ‪...! ‬‬ ‫“لالواتنا “ البرلمانيات يضغطن هذه األيام بقوه‬ ‫من داخل مجموعة عمل للمساواة والمناصفة بمجلس‬ ‫النواب‪ ،‬من أجل تعديل القانون التنظيمي بمجلس‬ ‫النواب‪ ،‬حتى يستطعن العودة مرة أخرى إلى القاعة‬ ‫الكبرى من خالل الالئحة الوطنية‪ ،‬األمر الذي تمنعه‬ ‫المادة الخامسة من ذلك القانون‪ .‬ويبدو أن الطالبي‬ ‫العلمي وعدهن بدعمهن من أجل أن تقبل الحكومة‬ ‫التعديل القانوني لصالحن‪ .‬البرلمانيات يدعين أن‬ ‫مسعاهن إنما هو لفائدة األحزاب السياسية ألنه في‬ ‫حال عدم تجاوب الحكومة مع مطلبهن‪ ،‬فإن هذه‬ ‫األح��زاب ستجد نفسها أمام “ مشكل األسماء” التي‬ ‫سترشحها‪ ،‬خاصة وأن نساء اكتسبن خالل هذه الوالية‬ ‫التي وصلن إليها عن طريق الالئحة الوطنية‪“ ،‬تجرية‬ ‫وخبرة” ما زال المجلس بحاجة إليها‪ .‬وهذا يعني “قطع‬ ‫الطريق على “تجديد األطر الحزبية “ واالعتراض على‬ ‫نساء أخريات من العدل أن يستفدن هن أيضا من‬ ‫الفرصة الكتساب “خبرات وتجارب” كما كان الشأن‬ ‫بالنسبة للطامعات في “ والية ثانية”‪.‬‬

‫تأسيس فرع المركز الوطني للمصاحبة القانونية‬ ‫وحقوق اإلنسان بطنجة‪ ‬‬ ‫احتضنت طنجة‪ ،‬قبل أيام‪ ،‬الجمع التأسيسي لفرع المركز‬ ‫الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي اختار‬ ‫سعاد حميدي‪ ،‬األستاذة الجامعية بكلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬رئيسة له‪ ،‬والذي يهدف‬ ‫إلى ضمان المصاحبة القانونية لمختلف شرائح المجتمع‬ ‫المغربي‪،‬وخاصةأهاليالقرىوالمواطنينالقاطنينبالمهجر‪.‬‬ ‫واعتبر أحمد قيش‪ ،‬رئيس المركز‪ ،‬أن تأسيس فرع‬ ‫طنجة يأتي في سياق تعميم أهداف المؤسسة التي تشتغل‬ ‫على التكوين من أجل إعداد مواطن عارف بواجباته ومؤهل‬ ‫لتلقي حقوقه‪ ،‬بما فيها تلك المتضمنة في الدستور‪ ،‬والتي‬ ‫ال زالت تالقي صعوبات على مستوى األجرأة والتفعيل‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن المركز يضم قضاة ومحامين وأساتذة جامعيين في‬ ‫مجال القانون‪ ،‬يعملون على تقريب مضامين هذه الحقوق‬ ‫للمواطنين‪.‬‬

‫وأشار قيش إلى أن عمل المركز الذي تأسس في ‪،2013‬‬ ‫ينصب بشكل كبير على القرى‪ ،‬حيث يوجد نقص كبير لدى‬ ‫المواطنين هناك من حيث المعرفة القانونية‪ ،‬مع ضعف‬ ‫قدرتهم على تتبع ملفاتهم في المحاكم وصعوبة القيام‬ ‫باإلجراءات المسطرية‪ ،‬األمر الذي يطلب من الجمعيات‬ ‫المدنية مصاحبة هؤالء المواطنين خالل إجراءات التقاضي‪،‬‬ ‫خالصا إلى أن القرية هي التي تظهر الصورة الحقيقية للعمل‬ ‫الجمعوي خاصة منه الحقوقي‪.‬‬ ‫وأورد قيش أن عمل المركز ينصب أيضا على مرافقة‬ ‫المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج قضائيا‪ ،‬من‬ ‫خالل تمكينهم من تتبع مسار ملفاتهم وتمكينهم من‬ ‫المعلومات الضرورية حتى ال تضيع مصالحهم‪ ،‬وحيث‬ ‫يصعب‪ ،‬مثال‪ ،‬على مواطن مغربي يعيش في كندا أن‬

‫يواكب ملفه بالمغرب‪ ،‬خاصة وأن المحاكم المغربية لم‬ ‫تدخل مرحلة الرقمية‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬شددت جميلة العماري‪ ،‬العضو المؤسس‬ ‫للمركز واألستاذة الجامعية بكلية الحقوق بطنجة‪ ،‬على‬ ‫«االستقاللية التامة» للمركز عن أي توجه سياسي‪ ،‬معتبرة‬ ‫أن هدفه األسمى هو المواكبة القضائية ونشر ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وأبدت العماري تفاؤلها بإحداث فرع للمركز بطنجة‪،‬‬ ‫بالنظر لتوفر المدينة على كلية نشيطة للعلوم القانونية‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن من خصوصياتها أن خريجيها يشغلون في‬ ‫مجاالت مختلفة كاإلدارة واإلعالم إلى جانب مجال القانون‬ ‫والعملالجمعوي‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫جماعة طنجة تستعد لتغريم شركتي النظافة بعد‬ ‫خرقهما لدفتر التحمالت‬ ‫فتحت الجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬مسطرة‬ ‫التغريم في حق شركتي التدبير المفوض اللتين تتقاسمان‬ ‫تدبير قطاع النظافة بالمقاطعة األربع لطنجة‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫تسجيل اللجنة المكلفة بمراقبة عمل الشركتين إخاللهما‬ ‫بمجموعة من التزماتهما المضمنة في دفتر التحمالت‪.‬‬ ‫وحسب مصدر من لجنة تتبع التدبير المفوض لقطاع‬ ‫النظافة بالجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬فإن الخروقات‬ ‫التي سجلت ضد الشركتين تمثلت في عدم توزيعهما‬ ‫للحاويات بالشكل القانوني‪ ،‬حيث توجد حاويات مكسرة‬ ‫وغير صالحة لالستعمال‪ ،‬وأيضا عدم غسل الشوارع وفق‬ ‫البرنامج المتفق عليه‪ ،‬وغسل الحاويات خارج الشاحنات‬

‫المخصصة لذلك أو عدم غسلها بالمرة‪.‬‬ ‫وسجل المصدر ذاتــه اللجنة أن الشركتيـن أخلتــا‬ ‫بالبنود المضمنة في دفتر التحمالت‪ ،‬وأن هذه البنود‬ ‫تدخل ضمن تلك المشمولة بغرامات تعاقدية‪ ،‬ليتم فتح‬ ‫مسطرة التغريم والتي وصلت حاليا إلى مرحلة إخطار‬ ‫الشركتين باختالالتهما في انتظار جوابهما الذي ستبني‬ ‫عليه الجماعة الحضرية قرارها النهائي‪.‬‬ ‫وأورد المصدر الجماعي نفسه أن الغرامات التي‬ ‫ينتظر أن تؤديها الشركتان في حال عدم اقتناع الجماعة‬ ‫بمبرراتهما تتراوح ما بين ‪ 500‬إلى ‪ 10‬آالف درهم لليوم‬ ‫الواحد‪ ،‬مشيرا إلى أن غرامة عدم تغيير الحاوية الواحدة‬

‫مثال تبلغ ‪ 1000‬في اليوم‪ ،‬ما يعني أن الشركتين ستكونان‬ ‫أمام غرامات «موجعة»‪ ،‬حسب تعبيره‪.‬‬ ‫وتشرف شركتان على التدبير المفوض لقطاع النظافة‬ ‫بطنجة‪ ،‬حيث تتكفل شركة «سوليمطا» اإلسبانية بمنطقة‬ ‫«طنجة الشرقية»‪ ،‬التي تضم مقاطعتي بني مكادة‬ ‫ومغوغة وجزءا من مقاطعة السواني‪ ،‬فيما كلفت شركة‬ ‫«سيطا بوغاز» الفرنسية بتدبير قطاع النظافة بمنطقة‬ ‫«طنجة الغربية»‪ ،‬التي تتكون من الجزء الثاني لمقاطعة‬ ‫السواني إلى جانب مقاطعة طنجة المدينة‪.‬‬

‫ح‪ .‬م‬

‫قراءة العدادات يهدد باحتقان جديد‬ ‫في «أمانديس» بطنجة‬ ‫‪ ‬علمت «األخبار» أن احتقانا داخليا يلوح في األفق‬ ‫داخل شركة «أمانديس»‪ ،‬بسبب ما بات يعرف بـ «ملف‬ ‫قراءة العدادات»‪ ،‬بعد استقدام شركة جديدة يلف الكثير‬ ‫من الغموض طريقة عملها‪.‬‬ ‫ووفق المصادر‪ ،‬فإن أزيد من ‪ 60‬مستخدما بمصلحة‬ ‫الزبناء‪ ،‬كانوا يقومون بقراءة حوالي ‪ 8000‬عداد‬ ‫للمستخدم الواحد‪ ،‬قبل أن يتم خفضها إلى حوالي ‪5000‬‬ ‫عداد لكل منهم‪ ،‬بعد التعاقد مع الشركة الجديدة ومنحها‬ ‫أحياء حساسة حسب تعبير المصادر‪ ،‬ما جعل الكثيرين‬ ‫داخل الشركة‪ ،‬يتعقبون هؤالء المستخدمين الجدد البالغ‬ ‫عددهم حوالي ‪ 42‬فردا‪ ،‬بعد أن بدأ المواطنون يشكون‬ ‫من تصرفاتهم‪ ،‬وبعض األسئلة التي تطرح عليهم‬ ‫والمتعلقة باالحتجاجات على وجه الخصوص‪ ،‬وكون هذه‬

‫الشركة الجديدة قدمت إلرضاء زبنائها‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫بدأ التذمر يسود داخل الشركة لكون أغلب هؤالء غير‬ ‫مؤهلين للقيام بهذه العملية‪ ،‬على اعتبار أنهم يشغلون‬ ‫بأحياء لم يضرب بعرض الحائط االتفاق الذي وقع مع‬ ‫لجنة التتبع‪ ،‬خاصة في البند المتعلق بأال تتعدى مدة‬ ‫القراءة الشهرية ظرفا زمنيا حدد في ‪ 30‬يوما‪.‬‬ ‫يذكر أن المصلحة التي يشتغل بها هؤالء عاشت‬ ‫أخيرا شلال تاما‪ ،‬بعد أن دخلوا في اعتصام غير مسبوق‪،‬‬ ‫من قلب الشركة الفرنسية وصل صداه حتى حدود والية‬ ‫الجهة‪ ،‬بعد أن دخل هؤالء في إطار ما أسموه التضامن‬ ‫مع زمالئهم قصد دفع الشركة لالستجابة لمطالبهم‪،‬‬ ‫ومن ضمنها استئناف العمل‪.‬‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪823‬‬

‫تحوالت مغاربة‪ ‬الخارج تتجاوز ‪ 6‬ماليير دوالر سنة ‪2015‬‬

‫‪ ‬‬ ‫أعلن مصدر رسمي‪ ،‬أن تحويالت المغاربة المقيمين بالخارج فاقت ‪ 6‬مليار دوالر سنة ‪ ،2015‬وذلك بعد تسجيلها لنمو‬ ‫ملحوظ خالل السنوات األخيرة على المستوى الماكرو اقتصادي‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أوضح الكاتب العام لوزارة مغاربة العالم‪،‬في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال لقاء إقليمي نظمه مكتب‬ ‫شمال إفريقيا في لجنة األمم المتحدة االقتصادية إلفريقيا ولجنة األمم المتحدة االقتصادية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪ ،‬حول‬ ‫التنمية وتحويالت العاملين المقيمين بالخارج‪ ،‬أن هذه التحويالت تشكل حوالي ‪ 7‬في المائة من الناتج الداخلي للمملكة‪،‬‬ ‫وثالث مصدر للعملة الصعبة بعد قطاع السياحة ومبيعات الفوسفاط بالسوق الدولية‪ .‬وأشار إلى دور هذه التحويالت في‬ ‫التنمية االقتصادية والتنمية الشاملة‪ ،‬لكونها من بين أهم التدفقات المالية على مستوى العالم‪ ،‬والتي تفوق حجم تدفقات‬ ‫اإلعانات األجنبية‪ ،‬كما تأتي مباشرة بعد تدفقات االستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬ ‫وأكد المتحدث أن هذه التحويالت‪ ،‬يتم توجيهها نحو القطاعات االستثمارية المنتجة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬اتخذت عدة‬ ‫تدابير وإجراءات عملية‪ ،‬من جملتها وضع نظام تحفيزي يتمثل في إنشاء صندوق لدعم استثمارات مغاربة العالم‪ ،‬لمواكبة‬ ‫المشاريع وضمان استفادتها من دعم تقدمه الدولة في حدود ‪ 10‬في المائة من قيمة المشروع‪ ،‬فضال عن تعزيز التعاون‬ ‫الثنائي والمتعدد األطراف لتأطير المستثمرين ومواكبة حاملي المشاريع وفق مقاربة جديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 500‬مليون درهم قرض جديد للمغرب‬

‫‪ ‬‬ ‫منح الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي‪،‬قرضا جديدا للمغرب بقيمة ‪ 500‬مليون درهم موجه لتمويل‬ ‫المقاوالت الصغيرة والمتوسطة يمتد على مدى عشر سنوات بمعدل فائدة ب‪ 3‬في المائة‪ .‬ويرمي هذا القرض‪ ،‬الذي وقع‬ ‫عليه المدير العام للقرض الفالحي طارق السجلماسي‪ ،‬والمدير العام للصندوق العربي ورئيس الحساب الخاص لتمويل‬ ‫المشروعات الصغرى والمتوسطة عبد اللطيف يوسف الحمد‪ ،‬إلى تمويل المشاريع الخالقة المعدة من قبل المقاوالت‬ ‫الصغرى والمتوسطة‪ .‬وأوضح الوزير المنتدب لدى وزير االقتصاد والمالية المكلف بالميزانية إدريس األزمي اإلدريسي‪،‬‬ ‫في كلمة بالمناسبة‪ ،‬أن هذا القرض يعزز جهود المغرب بشأن تمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬ويشكل خطوة‬ ‫إلى االمام نحو تعزيز التعاون بين المغرب والحساب الخاص لتمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ .‬وأبرز دور المقاوالت‬ ‫الصغرى والمتوسطة في النسيج االقتصادي بالنظر إلى مساهمتها في الناتج الداخلي الخام وخلق فرص الشغل‪ ،‬موضحا أن‬ ‫الحكومة تعتزم اتخاذ تدابير أخرى للمواكبة من أجل تعزيز تمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة الخالقة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال عبد اللطيف يوسف الحمد‪ ،‬إن الصندوق العربي يولي اهتماما خاصا لتمويل المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة‪ ،‬معربا عن األمل في المزيد من تطوير العالقات بين الصندوق والمغرب ليشمل قطاعات اقتصادية أخرى‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي مؤسسة مالية عربية تأسست في العام ‪1971‬‬ ‫لمساعدة الدول العربية على التنمية اقتصادياتها عن طريق مدها بالقروض والمعونات التقنية والدعم المؤسسي‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه في الفترة ما بين ‪ 2012‬و ‪ 2015‬ـ ‪ ،‬منح الصندوق للمغرب ‪ 8‬مليارات درهم لفائدة القطاعات االستراتيجية‬ ‫باالقتصاد الوطني‪ ،‬تتعلق على الخصوص بالطرق السيارة والموانئ والسدود والماء الصالح لشرب‪ ،‬وبلغت تمويالت‬ ‫الصندوق الموجهة لتمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة ‪ 1.5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫المغرب يتقدم على مستوى مؤشر الحرية االقتصادية‬ ‫تحسن موقع المغرب في مؤشر الحرية االقتصادية تحسنا طفيفا مقارنة مع السنوات الماضية‪ ،‬حيث كشف تقرير دولي‬ ‫أن المغرب قد تقدم بـ ‪ 4‬درجات‪ ،‬مقارنة مع السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح نفس المصدر أن المغرب قد حل في مركز ‪ 85‬من أصل ‪ 178‬دولة شملها التقرير بالمقارنة من سنة ‪،2015‬‬ ‫التي عرفت تمركز المغرب في المركز ‪ 89‬عالميا‪ .‬وقد صاحب تقدم المغرب في ترتيب المؤشر‪ ،‬ارتفاع على مستوى النقاط‬ ‫المسجلة حيث حصل ‪ 61،3‬نقطة‪.‬‬ ‫التقرير الذي يعتمد على مجموعة من المؤشرات الفرعية‪ ،‬كشف أيضا أن اإلجراءات المتعلقة باألعمال التجارية أصبحت‬ ‫بسيطة عكس ما كانت عليه مسبقا‪ ،‬معتبرا أن تبسيط هذه اإلجراءات قد ساهم في إحراز المغرب التقدم على مستوى دمج‬ ‫اقتصاد في السوق العالمية‪.‬‬ ‫وأضاف التقريرأن كال من استثمار األجنبي والقطاع المصرفي ورفع الدعم عن قطاع المحروقات قد شكلت جميعا‪،‬‬ ‫دعامات لتقدم المغرب على مستوى مؤشر الحرية االقتصادية‪.‬‬ ‫وعلى صعيد منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا فقد احتلت البحرين صدارة الترتيب‪ ،‬وذلك باحتاللها المرتبة ‪18‬‬ ‫عالميا‪ ،‬تلتها اإلمارات التي احتلت المرتبة ‪ 25‬عالميا‪ ،‬قطر في المرتبة ‪ 34‬عالميا‪ ،‬فيما جاءت تونس في المرتبة ‪ 11‬عربيا‬ ‫و‪ 114‬عالميا‪ ،‬ثم مصر في المرتبة ‪ 125‬عالميا‪ ،‬فالجزائر في المرتبة ‪ 154‬عالميا‪.‬‬ ‫عالميا‪ ،‬احتلت هونغ كونغ المرتبة األولى‪ ،‬متبوعة بسنغافورة في المرتبة الثانية‪ ،‬ثم نيوزلندا في المرتبة الثالثة‪ ،‬فيما‬ ‫جاءت كوريا الشمالية في ذيل الترتيب باحتاللها المرتبة ‪ 178‬عالميا‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫المغاربة يستدينون‬

‫‪ ‬‬ ‫كشف تقرير للمؤسسة العربية لضمان االستثمار وتأمين الصادرات‪ ،‬أن المغرب يوجد ضمن الدول المتوسطة الدخل‪،‬‬ ‫التي تشهد ارتفاع حجم مديونيته مقارنة مع مجموعة من الدول العربية األخرى‪ ،‬التي تعاني تدهورا في أوضاعها األمنية‬ ‫والسياسية‪.‬‬ ‫وجاء في هذا التقريرحول «االقتصاد العربي ‪ ،‬مؤشرات األداء ‪ 2017 - 2000‬أن المغرب حصل على ما يفوق ‪ 14‬مليار‬ ‫دوالر على مدى ‪ 13‬سنة‪ ،‬كمساعدات إنمائية‪ ،‬إال أن متوسط الدخل السنوي للمواطن المغربي لعام ‪ 2015‬لم يتعد ‪3077‬‬ ‫دوالرا‪ ،‬بعد كل من مصر والجزائر والسودان وجيبوتي وموريطانيا واليمن‪.‬‬ ‫وكشفت إحصائيات التقرير أن متوسط الدخل بمصر يبلغ ‪ 3375‬دوالرا لسنة ‪ ،2015‬فيما بلغ في الجزائر ‪ 4345‬دوالر‪.‬‬ ‫وحلت الدول الخليجية على رأس القائمة‪ ،‬حيث تصدرت دولة قطر الترتيب بدخل يفوق ‪ 78‬ألف دوالر‪ ،‬متبوعة باإلمارات‬ ‫بدخل فاق سقف ‪ 35‬ألف دوالر ثم الكويت بـ‪ 30‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يكشف التقرير استمرار تدني الوضعية االجتماعية واالقتصادية للمغرب‪ ،‬حيث أن الدين الخارجي‬ ‫للمغرب‪ ،‬بلغ سنة ‪ 2015‬ما نسبته ‪ 32.3‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬مع توقع أن يستمر ارتفاع حجم مديونية المغرب‪،‬‬ ‫حيث قدرها لسنة ‪ 2016‬بنسبة ‪ 32،1‬بالمائة‪ .‬ثم إن ارتفاع حجم‪ .‬مديونية المغرب‪ ،‬جعله يحتل المركز ‪ 11‬عربيا من أصل‬ ‫‪ 20‬دولة‪ ،‬كأكثر الدول مديونية في العالم العربي‪ ،‬بعد كل من لبنان والعراق والبحرين وتونس‪ ،‬فيما جاءت دول فلسطين‬ ‫والجزائر وسوريا‪ ،‬في آخر ترتيب أكثر الدول العربية مديونية على التوالي‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬كشف التقرير أن حجم دخل المواطنين المغاربة ال زال ضمن خانة الدول متوسطة الدخل‪ ،‬وأن‬ ‫نصيب المغرب من صافي المساعدات اإلنمائية الرسمية والمعونات الرسمية بلغ سنة ‪ 2013‬حوالي ملياري دوالر‪ ،‬إذ انتقلت‬ ‫من ‪ 434‬مليون دوالر لسنة ‪ 2000‬لتبلغ سنة ‪ 2013‬ما حجمه مليارا دوالر‪ .‬فيما بلغ إجمالي صافي المساعدات اإلنمائية‬ ‫الرسمية‪ ،‬خالل ‪ 13‬سنة‪ ،‬امتدت من سنة ‪ 2000‬إلى سنة ‪ ،2013‬ما يفوق ‪ 14‬مليار دوالر‪ ،‬ليحتل بذلك المغرب المركز‬ ‫الخامس‪ ،‬ضمن الدول العربية التي تلقت مساعدات إنمائية‪ ،‬بعد كل من العراق وفلسطين ومصر والسودان‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫اال�ستثمار ال�صناعي باملغرب‬

‫عقود جديدة بحوالي مليار ونصف‬

‫تم التوقيع‪ ،‬هذا األسبوع بالرباط‪ ،،‬من‬ ‫طرف وزير الصناعة والتجارة حفيظ العلمي‬ ‫ورئيس صندوق الحســن الثاني للتنميــة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عبد الواحد القباج‬ ‫ومديري المقاوالت الصناعية‪ ،‬على ‪ 16‬مشروعا‪،‬‬ ‫منها ‪ 11‬مشروعا بقطاع السيارات و‪ 4‬بصناعة‬ ‫الطيران‪ ،‬ومشروع واحد بقطاع اإللكترونيك‪،‬‬ ‫بقيمة إجمالية تصل إلى مليار و‪ 4‬مليون درهم‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن توفر ما يفوق ‪ 400‬آالف‬ ‫منصب شغل و ‪ 2,8‬مليار درهم كرقم معامالت‬ ‫بعد أربع سنوات‪.‬‬ ‫وتأتي جهـة طنجـة في مقدمـة التوزيع‬ ‫الجغرافي لهــذه المشاريــع‪ ،‬الشك اعتبـارا‬ ‫للتجهيـزات التي تتوفر عليها والبنية التحتية‬ ‫التي تم إنجازهـــا بطنجـة بهدف استقبال‬ ‫االستثمارات الصناعيــة الكبيـرة‪ ،‬خاصــة في‬ ‫صناعة السيارات والطائرات واإللكترونيك‪ ،‬حيث‬ ‫إن هذه الجهة ستستقبل ‪ 46‬في المائة من‬ ‫هذه المشاريع ‪ ،‬تليها جهة الرباط (‪ )45‬ثم الدار‬ ‫البيضاء (‪ )9‬في المائة‪ .‬وعلى مستوى فرص‬ ‫الشغل‪ ،‬فإن قطاع السيارات سيوفر ‪ 89‬في‬ ‫المائة من مناصب الشغل المتوقعة‪ ،‬يليه قطاع‬ ‫صناعة الطيران ب‪ 9‬في المائة واإللكترونيك‬ ‫ب‪ 2‬في المائة‪.‬‬ ‫وتأتي فرنسا في مقدمة المستثمرين ‪،‬‬ ‫(‪ )36‬في المائة متبوعة بألمانيا (‪ )30‬في المائة ‪،‬‬

‫ثم الواليات المتحدة ب (‪ )14‬في المائة وتونس‪،‬‬ ‫ب (‪ )13‬في المائة واسبانيا ب (‪ )6‬في المائة ‪،‬‬ ‫ثم اإلمارات ب (‪ )1‬في المائة‪.‬‬ ‫وقد أكدت معطيات حديثة في ما يتعلق‬ ‫باالستثمارات األجنبية‪ ،‬وجود ارتفاع مهم في‬ ‫هذه االستثمارات في المملكة عام ‪.2015‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشارت معلومات رسمية‪،‬‬ ‫أن تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بلغت ‪ 31,13‬مليار درهم عند متم أكتوبر‬ ‫‪ ،2015‬مقابل ‪ 29,93‬مليار درهم خالل نفس‬ ‫الفترة من السنة الماضية‪ ،‬أي بارتفاع نسبته‬ ‫‪ 4‬في المئة‪.‬‬ ‫وأوضح مكتب الصرف الذي نشر مؤخرا‬ ‫المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية برسم‬ ‫‪ ،2015‬أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع المداخل‬ ‫ب ‪ 6,7‬في المئة (‪ 39,01‬مليار درهم نهاية‬ ‫‪ 2015‬مقابل ‪ 36,55‬مليار درهم نهاية ‪،)2014‬‬ ‫والنفقات ب ‪ 19,1‬في المئة (‪ 7,88‬مليار درهم‬ ‫مقابل ‪ 6,61‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬سجلت مداخيل المغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج ارتفاعا بنسبة ‪ 3‬في المئة‪،‬‬ ‫لتصل إلى ‪ 61,7‬مليار دره��م نهاية أكتوبر‬ ‫‪ ،2015‬مقابل ‪ 60‬مليار درهم خالل ‪.2014‬‬

‫أهديتك أجمل بيت‬ ‫شعر ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬ ‫اخترتك من أجمل بنات حواء‬ ‫ومن ألف شهر أختيرت ليلة القدر‬ ‫يستيقظ الصباح وينام المساء‬ ‫وترقص أمواج البحر على شدو المد والجزر‬ ‫أستنشق من أنفاسك عطرا ليس كالعطر‬ ‫الياسمين برائحته الزكية ال يبالي بالفجر‬ ‫بين المخاض والوالدة وبين القضاء والقدر‬ ‫ال يسمح لي في وجهك بالنظر‬ ‫كان اختياري هو هذا االختيار‬ ‫أنت خير أنثى أخرجت للعاشقين‬ ‫وأنا الصياد باصطياده هذا يفتخر‬ ‫أهديتك أجمل بيت‬ ‫فكان نصيبي العجز ونصيبك الصدر‬ ‫وبهذا قضي األمر‬ ‫فكانت هي الشمس و أنا القمر‬ ‫الحب أعمى القلوب واألبصار‬ ‫فيه يتساوى حميع البشر‬ ‫أكتب بال قلم وال ورق فيسيل على الصفحات الحبر‬ ‫تهجر الطيور البساتين والشجر‬ ‫ويبقى الود ويطول السمر‬ ‫ويجمع الحب كل البشر‪.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬

‫ع‪.‬ك‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫بنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫عن مساوئ الدهقان األعظم‬ ‫الكشف‬ ‫في تطوان وعن فشل مشروعه التجاري‬ ‫في الشاون‬ ‫• محمد العربي الفتوح‬

‫مركز حماية البيئة والمآثر التاريخية‬ ‫يعلن عن األحياء التي فازت بجائزة‬ ‫ابن بطوطة الثانية لمبادرات البيئية‬

‫باحث في المعالم التراثية‬

‫مررت باألزقة العتيقة أسألها‪ ،‬هل في‬ ‫تطوان الحزينة مسؤول؟؟ أجابت والدمع في‬ ‫مقلتيها‪ ،‬فيما مضى كان المجرم أو العاصي‬ ‫يمشي في هذه األزق��ة الهوينى (احويطة‪،‬‬ ‫احويطة) ال يرفع صوته إذا تكلم‪ ،‬أما اآلن‬ ‫وبعد مجيء الدهقان األعظم إلى تطوان تغير‬ ‫كل شيء وأصبح هذا الطاغية يتقمص دور‬ ‫المسؤول في هذه المدينة يتدخل في كل ما‬ ‫يتعلق بعالم السياحة يحتكر السياحة لنفسه‬ ‫فقط يشغل من يشاء من المرشدين ويحيل‬ ‫إلى البطالة من أراد أن يحيله من المرشدين‬ ‫الخصوم‪ ،‬وإذا كنا نعلم بأن وزارة السياحة‬ ‫الوصية على ه��ذا القطاع تحترم المرشد‬ ‫السياحي في شيء من الديمقراطية والعدالة‪،‬‬ ‫فهي ال تعاقبه مباشرة إذا ارتكب بعض‬ ‫األخطاء بل تحيله على المجلس التأديبي‬ ‫ليختار له العقوبة التي يستحقها وله أن يدافع‬ ‫عن نفسه إن أراد‪.‬‬

‫أقول إذا كانت وزارة السياحة تمنح هذه‬ ‫الحقوق للمرشد قبل أن تعاقبه فإن الدهقان‬ ‫األعظم يتحدى الوزارة وكأنه هو الوزير نفسه‬ ‫فيعاقب من يشاء من المرشدين بالبطالة‬ ‫مخربا بيوتهم وهو يضحك وبصحبته بعض‬ ‫(الفوكيد) من المرشدين المزيفين‪ ،‬فهل‬ ‫يوجد في تطوان (م��خ��زن)؟؟ دلوني عليه‬ ‫إذا كان موجودا لكي أشتكيه فهذا الرجل‬ ‫قد طغى وتجبر وأصبح يهددني قائال ‪ :‬أنه‬ ‫سيصبح في الموسم المقبل مسؤوال عن‬ ‫قسم الرحالت في المؤسسة السياحية وأنه‬ ‫سيعطي أوامره بإحالتي على البطالة وقد فاته‬ ‫بأني أشتغل في هذه المؤسسة أكثر من ‪35‬‬ ‫سنة‪ ،‬فهل هو مستعد ليدفع لي حقوقي لهذه‬ ‫السنوات التي قضيتها ؟ وهل يستطيع؟‬

‫إنها ‪ 35‬سنة‪/‬موسم سياحي‪ ،‬وسبب‬ ‫طغيان الدهقان األعظم يرجع لكونه ليس ابن‬ ‫المدينة فقد جاء من مدينة (تاونات) بقميص‬ ‫مرقع وحذاء مثقوب منذ ‪ 25‬سنة إلى أن أصبح‬ ‫دهقانا يعيت فسادا وخرابا في تطوان‪ ،‬وغالبا‬ ‫ما كنت أقول له قد تخطئ إذا كنت تعتقد‬ ‫بأنك ستحرقني بماليينك‪ ،‬فطغيان العلم أكثر‬ ‫من طغيان المال‪( ،‬وسيعلم الذين ظلموا أي‬ ‫منقلب ينقلبون) صدق اهلل العظيم‪ ،‬وقد حاول‬ ‫هذا الدهقان أن يجرب حظه التجاري في‬ ‫مدينة شفشاون فاشترى منزال في المدينة‬ ‫العتيقة مع حقه التجاري‪ ،‬لكن أخباره ومعاملته‬ ‫السيئة في تطوان قــد سبقتــه إلى مدينـــة‬ ‫شفشاون خصوصا في وسط اإلرشاد السياحي‬ ‫فقاطعه جميع المرشدين السياحيين ففشل‬ ‫مشروعه في هذه المدينة التي خرج منها‬ ‫بخفي حنين‪ ،‬أو كما يقول المصريون (خرج‬ ‫من المولد بال حمص) وكان فشله في مدينة‬ ‫الشاون فشال ذريعا من الناحية النفسية ومن‬ ‫الناحية المادية‪ ،‬فخسر في مدينة الشاون ‪80‬‬ ‫مليونا من الفرنك‪ ،‬ولم تعجب طريقة معاملته‬ ‫التجارية المرشدين في مدينة شفشاون‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى غالء المنتوجات المعروضة في‬ ‫متجره‪ ،‬فبعض السلع المعروضة في بازاره في‬ ‫الشاون‪ ،‬لم تكن تالئم التجارة المعروفة في‬ ‫الشاون بل كان يعتمد على الخشب المطعم‬ ‫بالخيوط الزنكية تشرح للسائح على أنها‬ ‫خيوط من معدن الفضة‪ ،‬وكذلك عظام البقر‬ ‫الذي يقول عنه أنه يعتبر العاج وهذا خطأ‪،‬‬ ‫فنحن في بالدنا ال توجد عندنا الفيلة‪ ،‬لقد‬ ‫كانت موجودة عندنا في عهد الرومان‪.‬‬

‫وخالصة القول أن هذا النوع من المنتوج‬ ‫السياحي يباع للسياح بأسلوب محشو بالكذب‪،‬‬ ‫أما ثمن هذه التحف من الخشب المطعم فقد‬ ‫يتراوح بين ‪ 20‬و ‪ 40‬مليون فرنك‪ ،‬ولعل هذا‬ ‫هو السبب في فشله كتاجر بازار في (الشاون)‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى معاملته السيئة في تطوان‬ ‫التي سبقته إلى مدينة الشاون والتي تسببت‬ ‫في فشل مشروعه التجاري وخ��راب بيته‬ ‫في الشاون حيث عاد إلى تطوان والحسرة‬ ‫المصحوبة بالندم على ما خسره من مال في‬ ‫مدينة الشاون‪ ،‬وهو مبلغ ‪ 80‬مليون فرنك‪.‬‬

‫وه��ذا له تفسير واح��د هو أن مدينة‬ ‫شفشاون ال ترحب إال بالتاجر ال��ذي يتمتع‬ ‫بحسن الخلق وحسن المعاملة‪ ،‬زد على ذلك‬ ‫أن سكان الشاون أذكياء يعرفونها وهي‬ ‫(طايرة) كما يقول المثل‪ ،‬وعاش من عرف‬ ‫ق��دره‪ ،‬لهذا السبب لم يطل المقام بهذا‬ ‫التاجر في مدينة الشاون ويبدو أن األسياد‬ ‫(الجنون) من سكان الشاون هم أنفسهم‬ ‫ساهموا في طرد الدهقان األعظم من مدينة‬

‫المدير العام لمؤسسة (‪ )Club med‬ابن رئيس دولة فرنسا (جيسكار ديستان)‬ ‫يشيد بثقافة محمد العربي الفتوح في ميدان اإلرشاد‬

‫بازار أهل فاس قد نجح في قلب مدينة شفشاون لحسن معاملته مع السياح‬

‫الشاون التي خرج منها في ذل ومسكنة‪،‬‬ ‫وهنا نطرح سؤاال هل نجح بعض التجار من‬ ‫مدينة فاس الذين استوطنوا مدينة الشاون‬ ‫؟؟ الجواب نعم‪ ،‬ألن هؤالء استعملوا األخالق‬ ‫الحميدة في معاملتهم فأحبهم سكان مدينة‬ ‫الشاون وهم اآلن يعيشون في وئام ومحبة‬ ‫ولهم متجر يسمى متجر األدارسة يعرف إقباال‬ ‫منقطع النظير من قبل المرشدين الشاونيين‪،‬‬ ‫والسياح وبداخله صناع تقليديون يصنعون‬ ‫(‪ )couvertures‬التي يعجب بها زوار‬ ‫شفشاون تباع لهم بأسعار معقولة‪.‬‬ ‫ويبدو أن الدهقان األعظم يحلم بأن‬ ‫يصبح في الموسم السياحي المقبل مسؤوال‬ ‫عن قسم الرحالت في المؤسسة السياحية‬ ‫التي أشتغل أنا معها منذ ‪ 35‬سنة والتي يحلم‬ ‫أن يطردني منها هذه السنة‪ ،‬فقد فاته وغاب‬ ‫عنه بأن صاحب هذه المؤسسة السياحية‬ ‫الذي هو ابن رئيس الدولة الفرنسية السابق‬ ‫هنري جيسكار ديستان قد ق��دم في حقي‬ ‫شهادة تقديرية عندما زار معي صحبة عائلته‬ ‫تطوان ومعالمها فقد قال في حقي شهادة‬ ‫أعتز بها ما حييت‪.‬‬

‫وف��ي تطوان يقضي السائح في ب��ازار‬ ‫التوابل ساعة من الزمن وأخرى يقضيها في‬ ‫بازار الزرابي وفي الختام يحس السائح أنه‬ ‫أضاع معظم وقته في هذين البازارين دون أن‬ ‫يشاهد معلمة تاريخية واحدة‪.‬‬ ‫والدهقان يجبر المرشد على ضياع هذا‬ ‫الوقت في متجريه وإذا تكلم المرشد معارضا‬ ‫هذا الوقت الذي يضيع للسياح أجابه الدهقان‬ ‫لقد دفعت أمواال مقابل مجيء هؤالء السياح‬ ‫إلى متجري وأنت لست سوى (طراح) تأتيني‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫وكالعادة أه��دي إل��ى الدهقان بعض‬ ‫األبيات‪:‬‬

‫دع المكارم ال ترحل لبغيتها‬ ‫واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي‬ ‫البد للشهد من نحل يمنعه‬ ‫من أخطأ الرأي ال يستذنب القدر‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء‪.‬‬

‫خالل الحفل الذي احتضنه بيت الصحافة‬ ‫يوم الجمعة ‪ 5‬فبراير ‪ ،2016‬تم اإلعالن عن‬ ‫الفائزين بالنسخة الثانية لجائزة ابن بطوطة‬ ‫جائزة المبادرات البيئية‪ ،‬التي نظمها مركز‬ ‫حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة بدعم‬ ‫من مؤسسة افريديريك إيبر األلمانية‪ .‬الحفل‬ ‫جرى بحضور وزير اإلتصال الناطق الرسمي‬ ‫باسم الحكومة مصطفى الخلفي‪ ،‬وعمدة طنجة‬ ‫محمدالبشير العبدالوي‪ ،‬ورئيس جمعية عمداء‬ ‫المغرب فؤاد العماري‪ ،‬ومثلة عن رئيس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة أسية بنزكري ورؤساء‬ ‫المقاطعات األربع لطنجة‪ ،‬والمنتخبين‪ ،‬وممثلي‬ ‫بعض المصالح الخارجية‪ ،‬ورئيس مؤسسة‬ ‫بيت الصحافة سعيد كوبريت‪ ،‬ورئيس مرصد‬ ‫حماية البيئة والمآثر التاريخية ربيع الخمليشي‪،‬‬ ‫والمجتمع المدني بطنجة‪ ،‬وجمعيات األحياء‪،‬‬ ‫وجمهور من سكان طنجة‪.‬‬ ‫الحفل تميز بالكلمة التي ألقاها وزير‬ ‫اإلتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي‬ ‫ثمن ه��ذه المبادرة النوعية‪ ،‬حيث وصفها‬ ‫باالستثنائيه والواعدة باعتبارها نابعة من‬ ‫صميم اإلنسان المغربي‪ ،‬ليعطي بذلك المثل‬ ‫على أنه ليس عالة بل مجتمع يحبل بالمبادرات‬ ‫المدنية‪ ،‬التي تقدم الوجه الحقيقي لهذا‬ ‫المجتمع ولساكنة هذا الوطن‪ ،‬واعتبر الخلفي‬ ‫هذه المبادرة نابعة من صميم نبوغ اإلنسان‬ ‫الذي تحدث عنه العالمة عبد اهلل كنون في‬ ‫كتابه (النبوغ المغربي) ال��ذي أب��رز فيه دور‬ ‫المغاربة في صياغة الحضارة الكونية‪ ،‬وبعد أن‬ ‫ذكر الخلفي بالتنوع الذي تعرفه المدن المغربية‬ ‫والتي تتنفس عبق التاريخ‪ ،‬بشهادة العديد من‬ ‫الشخصيات التي زارت المدن المغربية‪ ،‬وهو ما‬ ‫يظهر جليا في تنوع المطبخ المغربي‪ ،‬وفي القيم‬ ‫الجمالية التي تحرك المغاربة‪ ،‬والتي تبث في‬ ‫النفوس وتغرس فيما بينهم مبادئ المساواة‪،‬‬ ‫ذلك أن الفطرة في المغرب هي فطرة البعد‬

‫توقيع “مبدعون في ضيافة المقهى” للكاتبة فاطمة‬ ‫الزهراء المرابط و”انكسار السراب” للقاصة زكية الحداد‬ ‫ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب‬ ‫بالدار البيضاء‬ ‫في إطار فعاليات الدورة ‪ 22‬للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‪ ،‬الممتدة من ‪ 12‬إلى ‪ 21‬فبراير‬ ‫‪ ،2016‬ينظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” حفل توقيع “مبدعون في ضيافة المقهى” للكاتبة فاطمة‬ ‫الزهراء المرابط و”انكسار السراب” للقاصة زكية الحداد‪ ،‬الصادران مؤخرا عن منشورات “رونق المغرب”‪،‬‬ ‫وذلك يوم الجمعة ‪ 12‬فبراير ‪ 2016‬على الساعة السادسة مساء برواق وزارة الثقافة‪.‬‬

‫الكوني‪ ،‬ويضيف الخلفي بأن ثقافة االستهالك ال‬ ‫يمكن أن تستثمر لتوسيع الخيال‪ ،‬وأن ما قامت‬ ‫به ساكنة طنجة يعتبر عمال عميقا سيستمر‬ ‫وسيلقى صداه على مستوى العالم‪ ،‬مذكرا في‬ ‫األخير أن هذه المبادرة توجه رسالة بسيطة‬ ‫وهو أن المغاربة ليسوا كائنات بدون روح بل‬ ‫أناس يرفضون القبح ويسعون للجمال‪ ،‬وسكان‬ ‫طنجة مشهورين بنشر قيم الجمال‪.‬‬ ‫أما تدخالت كل من رئيس مرصد حماية‬ ‫البيئة بطنجة‪ ،‬ورئيس بيت الصحافة‪ ،‬وعمدة‬ ‫طنجة‪ ،‬وممثلة عن مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬فقد أكدت كلها على أهمية دعم مثل‬ ‫هذه المبادرات التي انطلقت من بعض أحياء‬ ‫طنجة‪ ،‬مطالبين بأن تعم مستقبال كافة أحياء‬ ‫طنجة لتتجاوز اإلقليم وتصل إلى الجهة‪ ،‬وذلك‬ ‫لمارتعرفه طنجة والجهة من قفزة نوعية وكمية‪،‬‬ ‫تتجلى في العديد من المشاريع الكبرى التي‬ ‫تشهدها هذه الجهة‪.‬‬ ‫وقد اشتمل برنامج هذا الحفل الذي استهل‬ ‫بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬على إلقاء‬ ‫قصائد شعرية‪ ،‬وع��رض شريط فيديو حول‬ ‫الدورة الثانية لجائزة ابن بطوطة‪ ،‬كما تخللت‬ ‫هذا البرنامج وص�لات غنائية لفرقة النبوغ‬ ‫للمسرح المدرسي‪ ،‬وفرقة الطقطوقة الجبلية‬ ‫لجوق الحاج السريفي‪.‬‬ ‫وق��د ت��وج حي بن يقضان‪ ،‬وح��ي شارع‬ ‫األطلس مناصفة بجائزة دورة ابن بطوطة‬ ‫الثانية‪ ،‬ومن أجل تحفيز بعض األحياء لإلستمرار‬ ‫في مجال العناية المجالية باألحياء حصلت أحياء‬ ‫بن بطوطة ‪ 1‬و ‪ ، 2‬وبئر الشعير‪ ،‬وبرواقة‪ ،‬حي‬ ‫الجديد على جوائز رمزية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫في تكريم‬ ‫األستاذ محمد الحبيب الخراز‬

‫تحت شعار (اإلعالم في زمن األزمات) عقد مؤخرا (المركز‬ ‫المغربي للدراسات واألبحاث في وسائل اإلعالم واالتصال)‬ ‫دورته السنوية والتي تم خاللها تكريم مجموعة من‬ ‫الفعاليات اإلعالمية وإلقاء شهادات في حقهم تقديرا واعتبارا‬ ‫لعطاءاتهم ويسعدنا في جريدة (الشمال ‪ )2000‬نشر شهادة‬ ‫أخينا الكاتب المسرحي األستاذ رضوان احدادو في حق األستاذ‬ ‫النقيب اإلعالمي محمد الحبيب الخراز‪.‬‬ ‫مرحى في لقاء الوفاء واالعتراف‪ ،‬عملة نادرة في زمن‬ ‫األزمات‪ ،‬وما األزمات واقعا إال انهيار القيم والمبادئ‪ ،‬واندحار‬ ‫الفضيلة والفضائل‪.‬‬ ‫إننا أيها األحباب ال نموت بالعلل واألمراض‪ ،‬وال نموت حتى‬ ‫بالموت‪ ،‬ولكننا نموت ونموت ثم نموت بالنسيان والتغريب‬ ‫والتغييب‪.‬‬ ‫فمرحى مرة أخرى بهذا االعتراف‪ ..‬مرحى بالحياة‪ ،‬مرحى‬ ‫بكل التفاتة هي التغييب‪ ..‬ضد النسيان‪ ،‬جوهر الموت‪ .‬وموت‬ ‫الموت‪.‬‬ ‫على مرمى حجر‪ ،‬أو قل أبعد بقليل أو أقرب حيث مكمن الشوق‪ ،‬لهفة البوح وعناد‬ ‫العشق‪.‬‬ ‫على مرمى حجر منه كنت مداوم النظر إليه‪ ،‬إلى حركاته وسكناته‪ ،‬وأيضا حينما‬ ‫يكون بحرا في امتداده األفقى‪ ،‬في مده وجزره‪ ،‬في هدوئه وثورته‪ ،‬وما كنت في الحقيقة‬ ‫ناظرا إال لنفسي‪ ،‬وهكذا تتناغم األرواح وتنصهر عن بعد حارقة المسافات‪...‬األزمنة‬ ‫واألمكنة‪ ،‬فلقد كان ذاك الذي هو أنا في مقتبل العمر‪ ،‬فالعود ما ازال غضا مخضرا‪،‬‬ ‫واألحالم تكبر وتتسع حتى ال تسعها الدنيا‪ ،‬كنا معا في الليالي الحالكات ننسج ونزركش‬ ‫رداء الفجر المرتقب‪ ،‬نقتحم شوقا وأمال عوالم ال أبدع وال أروع وال أجمل وأحلى‪ ،‬يوم‬ ‫كانت لنا ‪ -‬شباب ذاك الزمن‪ -‬مرابع ال ككل المرابع‪ ،‬هي أوال‪ ،‬وهي أخيرا‪ ،‬إلشباع الروح‬ ‫وإمتاع الفكر‪ ..‬هي للثقافة والفن ولكل ألوان اإلبداع وإمتاع الفكر‪ ..‬على عهد منابر ما‬ ‫استطاعت عوادي الزمن أن تنال من سحناتها‪ ،‬اذكر لكم (النصر) و (النبراس) و(الحديقة)‪،‬‬ ‫و(المسرح األدبي) و (طليعة الشباب) و‪..‬و‪ .‬وقبل جيلنا أذكر (السالم) و(األنيس)‬ ‫و(المعرفة)‪ ،‬أذكر (األنوار) و(المعتمد) و(كتامة) (‪ )1‬وعشرات‪ ،‬عشرات المنارات المغردات‪،‬‬ ‫السامقات الهاديات‪.‬‬

‫أوالئك‪ ،‬آبائي فجئني بمثلهم‬

‫إذا جمعتنا يا جرير المجامع‬

‫تلك كانت حجرات مدرستنا األخرى‪ ،‬ومن هنا أيضا انطلقت الرحلة‪ ،‬رحلة طفل عنيد‬ ‫معباء باإلصرار‪ ،‬مسكون بالمغامرة في اقتحامه للمجاهل‪ ،‬ناشدا المعرفة والتحصيل‪ ،‬لم‬ ‫يجد الطريق إليها ممهدا‪ ،‬ولم تكن الظروف االجتماعية القاسية وال اإلكراهات والحواجز‬ ‫المنصوبة لتثبط عزيمته أو تنال من تطلعاته ومراميه‪ ،‬وال استطاعت أن تقف سدا بينه‬ ‫وبين المعالي‪.‬‬ ‫ولعلي به في هذا السفر الملحاح العنيد‪ ،‬وانطالقته الراسخة الواعدة باألمطار‪..‬‬ ‫بالنماء والخصب‪ ..‬كان يتمثل قول الشاعر العربي‪:‬‬

‫وما نيل المطالب بالتمني‬

‫في وجه الرياح نصب األشرعة‪،‬‬ ‫باسم اهلل مجراها ومرساها‪ ،‬لم يجنح‬ ‫به المركب‪ ،‬وال هو جنح بالمركب‪.‬‬ ‫وال فكر أن يلقى أمام األعاصير على‬ ‫البساط بالمنديل األبيض‪ ،‬وال يغرس‬ ‫الرأس وهو يصدر في التربة حضوره‬ ‫العصي‪ ،‬الواعد المتعدد‪ ،‬الواصل‬ ‫المتواصل‪ ،‬في حلقات التحصيل‪ ،‬في‬ ‫جمعيات الفكر والثقافة‪ ،‬وفي التنظيم‬ ‫السياسي ببعديه الوطني والصوفي‪..‬‬ ‫في المسرح والمجلة التالميذية‬ ‫الخطية والحائطية‪ ،‬وغير ذلك من‬ ‫المنابر الموقوفة على النقاش‬ ‫والمطارحة‪ ..‬مصادر زاد غني أهلته‬ ‫وهو تلميذ في ما كان يعرف وقتها‬ ‫بالمعهد الديني‪ -‬ثانوية القاضي ابن‬ ‫العربي حاليا‪ -‬والعمر لم يكن قد تجاوز‬ ‫‪ 16‬سنة ليكون مراسال معتمدا لجريدة‬ ‫(العلم) على عهد مديرها المرحوم‬

‫‪9‬‬

‫ولكن تؤخذ الدنيا غـالبا‬

‫• رضوان احدادو‬

‫قاسم الزهيري‪ ،‬ولعله وقتها كان أصغر مراسل ليومية وطنية قوية‬ ‫الحضور‪ ،‬متجذرة في تربة الوطن والشعب المغربي‪.‬‬ ‫والمتتبع لمراسالت الفتى يتبين له أن المراسل الصغير كان‬ ‫أكبر من سنه وأنضج‪ ،‬كان أوسع أفقا‪ ،‬وأبعد عمقا‪ ،‬وأطول مدى‬ ‫من مراسل لصحيفة حزبية تتحكمها ضوابط‪ ..‬مراسل يحرص‬ ‫على تغطية أنشطة الحزب وهيئاته ومنظماته موازاة مع أنشطة‬ ‫اجتماعية وسياسية وغيرها‪ ،‬لم يقف عند ذلك‪ ،‬بل انبرى منافحا‬ ‫بقلمه عن القيم‪ ،‬فاضحا كل أنواع الزيف‪ ،‬منددا بكل ما يمس كرامة‬ ‫الناس‪ ،‬حياتهم ومصالحهم بجرأة جريئة‪ ،‬مما عرضه للفصل عن‬ ‫الدراسة والحكم عليه بالتجهيل بقرار جائر طائش صادر عن إدارة‬ ‫المعهد‪ ،‬وذلك على إثر مراسلة له بعنوان (القسم للدراسة وليس‬ ‫للسياسة) منتقدا فيه تصرفات أحد أساتذته الذي زاغ به اللسان‬ ‫بعد أن حول درسه إلى التهجم على أحد رموز الحركة الوطنية‬ ‫المغربية‪ ،‬ليدخل الفتى معركة شرسة‪ ،‬حادة‪ ،‬طويلة‪ ،‬انتهت برد‬ ‫االعتبار للصحفي الصغير‪ /‬الكبير‪.‬‬ ‫وعلى إثر الهزات القوية التي اعترت التنظيم النقابي أوائل ستينيات القرن الماضي‬ ‫والتي أفرزت تنظيما نقابيا جديدا (االتحاد العام للشغالين بالمغرب) هذا األخير أصدر‬ ‫بإشراف المرحوم زين العابدين الكتاني أسبوعية وطنية (العمال)‪ ،‬وقد أهلته مراسالته‬ ‫السابقة لينادى عليه محررا بها‪ ،‬فانتقل إلى الدار البيضاء لمدة سنة ونصف‪ ،‬تجربة كانت‬ ‫بمثابة محك حقيقي‪ ،‬إذ كان لها األثر اإليجابي في مسيرته الصحفية‪ ،‬وكانت أيضا نقلة‬ ‫نوعية وحدا فاصال بين الهواية واالحتراف‪ ،‬وليكون أيضا أحد اصغر رؤساء التحرير‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪( 1980‬تخليدا ألحداث تطوان الدامية ‪ )1948‬أصدرنا معا رفقة‬ ‫األستاذين محمد العربي المساري وعبد الواحد الشاط‪ .‬والمرحوم أحمد العلمي أسبوعية‬ ‫جهوية (صوت األمة) أدارها األستاذ النقيب محمد الحبيب الخراز باقتدار الفت وكفاءة‬ ‫عالية مستثمرا وموظفا تجاربه الميدانية السابقة مما بوأها ريادة اإلعالم الجهوي إلى‬ ‫جانب (المغرب الشرقي) بوجدة و(الصحراء المغربية) بالعيون‪.‬‬ ‫توزعت اهتمامات األستاذ النقيب محمد الحبيب الخراز بين العمل الصحفي والوطني‬ ‫والسياسي والتوثيقي وهو ما تكشف عنه وتعلنه بقوة بعض إصداراته الجامعة مؤخرا‪.‬‬ ‫ (سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية) من جزءين ‪.2007‬‬‫ (األجواء الموسيقية بتطوان وأعالمها) ‪.2009‬‬‫ وأخيرا وليس أخيرا (الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى االستقالل) ‪2012‬‬‫الذي نعده مصدرا أساسيا ال غنى عنه في مجال توثيق الظاهرة الصحفية ببالدنا‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬إن هذا التكريم هو تقدير واعتراف بنضال رجل عصامي‪ ..‬واعتراف بعطاءاته‬ ‫المتواصلة‪.‬‬ ‫فشكرا لكم‪ ..‬للحب‪ ..‬للوفاء‪ ،‬ومزيدا من الحضور‪ ..‬من العطاء والتوهج‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫هـامش‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عناوين لمنابر ثقافية كانت وقتها موجودة‪.‬‬

‫األستاذ محمد الحبيب الخراز يتوسط الدكتورين الطيب بوتبقالت وحذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬


‫العدد ‪823‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�صحافية فاطمة احل�ساين يف حوار مع «ال�شمال»‪:‬‬

‫• قرار كيدي كاد يقضي على ‪ 28‬سنة من حياتي المهنية‬ ‫• األمور بالوكالة ‪ ‬تدبر اليوم بكثير من الفوضى غير الخالقة‬ ‫قررت هيئة الحكم بالمحكمة اإلدارية بالرباط إلغاء قرار الطرد التعسفي الذي تعرضت له فاطمة الحساني‪ ،‬الصحافية بوكالة المغرب العربي لألنباء‪ ،‬ونائبة رئيس‬ ‫النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪.‬‬ ‫الحساني اعتبرت نفسها في هذه القضية ضحية انتمائها النقابي‪ ،‬بحكم أن الخطأ الذي اثيرت بشأنه كل هاته الضجة التي صاحبت ملفها مع إدارة الوكالة ‪ ،‬بسيط‬ ‫جدا‪ ،‬وال يستدعي حتى مناقشته‪ ،‬احتراما لمسارها المهني الناجح الذي راكمته ألزيد من ‪ 28‬سنة اشتغلت خاللها في مختلف األقسام‪ ،‬منها ثالث سنوات رئيسة قسم‪.‬‬ ‫لكنها ترى في نفسها ضحية انتمائها النقابي كما جاء في هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن خلفيات القرار التعسفي الذي اتخذ في حقها‪ ،‬وعن إحساسها بعد إنصافها من‬ ‫طرف القضاء اإلداري‪ .‬وفي مايلي نص الحوار‪:‬‬ ‫• أجرى الحوار‪ :‬محمد السعيدي‬ ‫• كيف سجلت قرار المحكمة بإلغاء قرار‬ ‫الطرد التعسفي الذي تعرضت له؟‬ ‫• • القرار سجلته بارتياح كبير‪ .‬ولم تنتبني لحظة‬

‫للعاملين بالوكالة‪ .‬وبعد سلسلة من البالغات المضادة‬ ‫التي كانت تنبئ باستهدافي‪ ،‬جاء قرار الطرد الذي هو‬ ‫في األصل نتيجة ما ذكرت‪ .‬وكنت أعتقد أننا نمارس حقنا‬ ‫النقابي المخول لنا دستوريا بموجب القانون ‪ .‬‬

‫شك بان المحكمة االدارية ‪ ‬لن تنصفني‪ ،‬سيما وان‬ ‫الطرد التعسفي الذي لحقني ‪ ‬كان قرارا جائرا‪ ،‬ليس له‬ ‫اي سند قانوني‪ .‬وانا متشبثة بانني لم ارتكب اي خطا‪،‬‬ ‫على اعتبار ان ما ارتكبته هو خطأ بسيط ووارد جدا في‬ ‫مهنة الصحافة واالعالم‪ ،‬ويتم تداركه بتصحيح طفيف‬ ‫في هيئات التحرير ‪ .‬وحتى دليل الصحافيين بالوكالة‬ ‫والذي احدثته االدارة العامة للوكالة والذي يلزمها‬ ‫اوال وقبل كل شئ ‪،‬ينص حرفيا في الصفحة ‪ 68‬منه‬ ‫على ما يلي «التصحيحات الطفيفة‪ ،‬هي حينما يتعلق‬ ‫الخطأ بشخصيات ‪،‬أيضا في ذلك كيفية كتابة االسم‬ ‫أو أيام االسبوع ‪،‬نقوم بتصحيح منفصل أو ببث صيغة‬ ‫مصححة» ‪،‬وبالتالي التصحيح الطفيف يحيل على الخطأ‬ ‫الطفيف غير الموجب للجزاء أو للضجة المفتعلة حول ما‬ ‫وقع‪.‬‬

‫• كيف واجهتي القرار؟‬ ‫• • بصمود طبعا‪ .‬ليس من السهل أن تتعرض‬

‫للدعاية والتشهير بعد ‪ 28‬سنة من التفاني في العمل‪،‬‬ ‫وينسب لك خطأ ال يدعو لمثل هذه الضجة‪ ،‬علما وكما‬ ‫ذكرت أن الخلفية النقابية قائمة وثابتة في الموضوع‪،‬‬ ‫بدليل أن المؤسسة شهدت أخطاء كبيرة في عدة‬ ‫مناسبات ‪،‬بل البعض منها كان محط انتقادات واسعة‬ ‫وأوردتها وسائل االعالم والمواقع االلكترونية ‪،‬ولم‬ ‫يساءل أصحابها ولم يتم اتخاذ أي قرار في حقهم خالفا‬ ‫لما حصل معي حيث اتخذ في حقي قرار جائر اضحى‬ ‫سابقة في المؤسسة وفي االعالم ككل ‪.‬فالعقوبة‬ ‫المتخذة في حقي كانت عن قصد وتستهدف عملي‬ ‫النقابي بالدرجة األولى‪.‬‬

‫• هل من توضيح حول طبيعة الخطأ الذي‬ ‫استند إليه التخاذ القرار التعسفي في حقك؟‬ ‫• • حررت خبرا بمهنية عالية‪ ،‬حول ندوة افريقية‬

‫احتضنتها الرباط‪ ،‬تدخل خاللها سفير إفريقي‪ ،‬ليس‬ ‫باسم بلده ولكن بهويته اإلفريقية باعتباره نائبا لرئيس‬ ‫جمعية الدبلوماسيين األفارقة‪ .‬وبعد عودتي من النشاط‬ ‫الذي غطيته سعيت الى تحرير المادة الخبرية ‪،‬لكني‬ ‫فوجئت بأن الوثيقة التي سلمتها لنا الجهة المنظمة‬ ‫‪،‬التحمل اسم والجنسية بلد السفير ‪،‬وبما أن هذا‬ ‫النشاط صادف نهاية االسبوع (االحد) ‪،‬سعينا داخل هيئة‬ ‫التحرير الى تدارك االمر ‪،‬فاهتدينا الى حل وهو االتصال‬ ‫بالمصور الصحفي الذي رافقني خالل هاته التغطية‬ ‫‪،‬وكان قد تمكن من الحصول على الملف الصحفي‬ ‫‪،‬الذي كان يفترض أن أحصل عليه أنا الصحفية وليس‬ ‫هو المصور‪ .‬لكن االمور اليوم بالوكالة ‪ ‬تدبر بكثير‬ ‫من الفوضى غير الخالقة‪ ،‬والتي كان من تداعياتها ما‬ ‫حصل معي‪ ،‬الننا لم نعد نعرف من المسؤول عن ماذا‬ ‫؟ ومن يتخذ القرار؟ ‪،‬وهل النص المكتوب هو االهم؟‬ ‫أم الصورة؟ ‪،‬أم الفيديو؟ أم الصوت؟ ‪،‬بسبب غموض‬ ‫االستراتيجية التي تنتهجها االدارة الحالية ‪،‬مما أفقد‬ ‫الوكالة هويتها و مهنيتها ‪ .‬فكان أن أكد لنا المصور‬ ‫أن هوية المتدخل من مالي وهو في واقع االمر من‬ ‫الكامرون ‪ ,‬وبعدما تبين أن هنالك خطأ في هوية‬ ‫المتدخل تم تصويب الخطأ الطفيف‪،‬ورجعت االمور الى‬ ‫نصابها ‪ .‬لكن وبعد ثالثة أيام انقلبت االمور رأسا على‬ ‫عقب ‪،‬تناسلت داخل هيئة ‪ ‬التحرير أقاويل وإشاعات تفيد‬ ‫أن هنالك ‪ ‬رسالة احتجاج من وزارة الخارجية‪ ،‬ومن الهيئة‬ ‫الدبلوماسية االفريقية ‪ .‬وهي في واقع االمر محض‬ ‫اكاذيب كان الغرض منها «القبض علي فاطمة حية‬ ‫أو ميتة» لالنتقام من نشاطي النقابي الذي ال يحظى‬ ‫بقبول ورضى االدارة العامة للوكالة ‪.‬فقد شهد الشهر أو‬ ‫الشهرين اللذين سبقا الحادثة أو المؤامرة التي تعرضت‬ ‫لها‪ ،‬ترافع نقابي جد قوي داخل المؤسسة ‪،‬على خلفية‬ ‫تبادل بالغات شديدة اللهجة بين الوكالة والنقابة لم‬ ‫يسبق لها مثيل في تاريخ عالقاتهما ‪،‬كالت فيه االدارة‬ ‫العامة للوكالة التي سخرت‪ ،‬نشرتها العامة التي‬ ‫يفترض أن تخصص لبث أخبار تحقق الخدمة العمومية‬ ‫واالخبار الرسمية ‪،‬لتمرير بالغات مهينة في حق النقابة‬ ‫والصحافيين والصحافيات العاملين بها ‪،‬تنعتهم بأبشع‬ ‫الصفات ‪، ‬لثنيهم عن ممارسة الحق النقابي المخول لهم‬ ‫دستوريا ‪،‬من أجل الدفاع عن حقوقهم المادية والمهنية‬ ‫واالجتماعية ‪.‬وكل ذلك بالطبع في إطار احترام الدستور‬ ‫والقوانين المنظمة للمهنة والثوابت ‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫وجهت لي االدارة العامة ‪ ‬استفسارا في الموضوع‪ ،‬قمت‬ ‫فيه بالشرح ‪ ‬بشكل مسهب ومثبت بشهود عاينوا معي‬ ‫تفاصيل الواقعة‪ ،‬ماجرى ‪.‬لكن االدارة تجاهلت ردي على‬ ‫االستفسار‪ ،‬ووجهت لي بعد ذلك مراسلة توقفني فيها‬ ‫عن العمل ‪،‬وتمنعني من ولوج المؤسسة الى غاية أن‬ ‫تتخذ القرار الذي تراه مناسبا ‪.‬عندها أدركت أنا والنقابة‬

‫• هل كانت هناك مبادرات لتسوية الملف‬ ‫دون اللجوء إلى القضاء؟‬ ‫• • بالطبع كانت هناك محاولة إليجاد تسوية‪ .‬وإن‬

‫الوطنيةللصحافةالمغربيةالنواياالسيئةلالدارة‪،‬فحررت‬ ‫هاته االخيرة بالغا أدانت فيه هذا القرار الجائر ‪،‬واعلنت‬ ‫عن تنظيم وقفة احتجاجية ‪،‬تقديرا منها ومن العاملين‬ ‫بالوكالة لخطورة اآلتي من االيام ‪.‬وبالفعل نظمت الوقفة‬ ‫التي كانت ناجحة والتي انظم لها حقوقيون وسياسيون‬ ‫وبرلمانيون وصحافيون من مختلف المنابر االعالمية‬ ‫‪،‬وغطتها وسائل االعالم الوطنية والدولية‪، .‬فاستشاط‬ ‫المدير العام غضبا ‪،‬وعوض التريث والتراجع عن قراره‬ ‫‪،‬تمادى في جبروته ‪،‬وقرر في إطار التصعيد أن يحيلني‬ ‫على ما أسماه مجلسا تأديبيا ‪ ‬في خرق سافر للقوانين‬ ‫وللدستور وللظهير المؤسس للوكالة الذي ينص على‬ ‫ضرورة أن يحضر هذا المجلس لكي يكون قانونيا ممثل‬ ‫الصحفيين أو المأجورين ‪ .‬وللمصادفة لم يكن لنا في‬ ‫ذلك الوقت ولمدة طويلة ممثل الصحافيين‪ ،‬الن المدير‬ ‫العام للوكالة قامة منذ مجيئه الى الوكالة باالجهاز‬ ‫على كل االجهزة واآلليات القانونية وتلك التي نوتحقق‬ ‫الحكامة داخل المؤسسة ‪،‬ومنها ممثل الصحفيين‬ ‫الشرعي للوكالة‪ ،‬ودفع الصحفيين تحت الضغط‬ ‫الى توقيع عريضة القالته النه وقف في وجه جبروته‬ ‫وطغيانه‪ ،‬سيما وأن ذلك صادف تقاعده فتنحى هذا‬ ‫االخير ‪ .‬وتلت هاته المرحلة محاوالت من جانب االدارة‬ ‫العامة للتحايل على القوانين ‪،‬وتثبيت بعض المقربين‬ ‫منه في منصب ممثل الصحفيين لكي يوقعوا له على‬ ‫بياض على مخططاته وقراراته الالشرعية ‪،‬لكنها قوبلت‬ ‫بالرفض من قبل الجسم الصحفي ‪، ‬إلى أن طرحت‬ ‫قضيتي‪ ،‬فوجد نفسه أمام الحائط المسدود ‪.‬فأعماه‬ ‫غضبه وطغيانه ‪،‬ان يدرك مسبقا بأنه ال يمكنه معاقبتي‬ ‫داخل هذا المجلس الفاقد للمشروعية والشرعية النه ال‬ ‫يتوفر على ممثل للصحافيين الركن االساسي في هذا‬ ‫المجلس ‪..‬ومع ذلك عقد مجلسا تأديبيا صوريا ‪،‬حضره‬ ‫مسؤولون إداريون وشخص انتدبه خارج االنتخابات لكي‬ ‫يقوم مقام ممثل الصحفيين الذي ينص عليه القانون‬ ‫‪،‬فرفضت أن أمتثل له وأنا مؤازرة بمحام نصبته النقابة‬ ‫للدفاع عني ‪.‬ومع ذلك ‪،‬تجرأ في خرق سافر للقوانين وقرر‬ ‫طردي وكأني أشتغل في مزرعته وليس في مؤسسة‬ ‫عمومية ‪ ‬افنيت فيها عمري‪ .‬لذلك قررت النقابة ‪،‬اللجوء‬ ‫للقضاء االداري للفصل في االمر‪ ،‬سيما بعد أن تثبت‬ ‫محامي النقابة بأن الملف فارغ وال توجد هناك أية‬ ‫رسالة ‪ ‬احتجاج أو شكاية ‪ ‬ال من الخارجية وال من الهيئة‬ ‫الدبلوماسية االفريقية ‪ . ‬وبالفعل بثت المحكمة االدارية‬ ‫في الملف بعد عمليات تسويف ومماطلة سعى من‬ ‫خاللها المدير العام الى تنصيب ثالثة محامين من مالية‬ ‫الدولة في هاته القضية لكنهم جميعا عجزوا عن ‪ ‬تقديم‬

‫مذكرة جوابية مقنعة ترد على المذكرة التي رفعها‬ ‫محامي النقابة الذي يؤازرني ‪،‬بسبب الكم الهائل من‬ ‫الخروقات الشكلية والموضوعية ‪ ‬التي يعج بها الملف‪.‬‬ ‫فقررت المحكمة االدارية في النهاية ‪ ‬ادخال ‪ ‬الملف‬ ‫للمداولة قبل أن تنطق بحكم تاريخي‪ ،‬سيدرس في‬ ‫الكليات والجامعات المغربية الحقا‪ ،‬باعتباره شكال سافرا‬ ‫من أشكال الشطط في استعمال السلطة التي قد‬ ‫تمارسه االدارة في حق الموظف أو العامل‪ .‬وهذا القرار‬ ‫سيظل للتاريخ قرارا عادال ‪،‬يلغي قرار ‪ ‬االدارة العامة‬ ‫للوكالة الجائر‪ ،‬وينتصر لي وللمهنيين وللمهنة وللدولة‬ ‫المغربية ‪،‬ويشعرنا نحن المغاربة البسطاء بأننا ‪ ‬نعيش‬ ‫في دولة الحق والقانون والمؤسسات‪.‬‬

‫• في نظرك إذن‪ ،‬ما هي دوافع اإلدارة إلصدار‬ ‫قراراها ؟‬ ‫• • في نظري‪ ،‬هذا القرار الجائر الذي تعرضت‬

‫له‪ ،‬والذي يعد سابقة في تاريخ اإلعالم العمومي‬ ‫وحتى الخاص‪ ،‬وفي حق إطار اعالمي ‪ ‬راكم ‪ 28‬سنة‬ ‫من االستقامة والتفاني في عمله‪ ،‬وعلى اساس خطأ‬ ‫هو أصال غير موجود ‪،‬يؤكد بما ال يدع مجاال للشك‬ ‫بأن الخلفية الذي تحكمه هي معاداة العمل النقابي‬ ‫والتضييق على الحق النقابي واالستهانة بقوانين البلد‬ ‫وبالجهود التي تبذلها البالد من أجل الرقي الى مصاف‬ ‫الدول الديمقراطية بسبب أشخاص وعقليات ما تزال‬ ‫تحن الى الماضي وتريد جرنا الى الخلف ‪ .‬وبالتالي يجب‬ ‫القطع مع هاته العقليات والممارسات ‪.‬وبسبب هاته‬ ‫الممارسات الالديمقراطية والتي تسجلها المنظمات‬ ‫وتقارير الهيئات المهنية الدولية‪ ،‬تجهض الجهود التي‬ ‫تبذلها بالدنا على درب تكريس دولة الحق والقانون‬ ‫‪،‬مما يجعلنا عبثا نصنف في مراتب متأخرة في إطار‬ ‫التصنيفات الدولية الخاصة بمدى ‪ ‬احترام حرية التعبير‬ ‫والصحافة واالعالم‪.‬‬ ‫فكما ال يخفى عليكم فأنا أشغل مهام نائبة‬ ‫رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬وأقود الحوار‬ ‫االجتماعي داخل الوكالة بمعية جملة من الزميالت‬ ‫والزمالء النقابيين‪ ،‬وهذه العقوبة جاءت في أعقاب مسار‬ ‫واصطدام حقيقي مع اإلدارة العامة للمؤسسة التي‬ ‫ترفض الحق النقابي وفتح الحوار معنا‪ .‬ونحن كنا قد‬ ‫دشنا عملنا النقابي منذ فترة ليست بالهينة من خالل‬ ‫ملف مطلبي يتضمن مطالب تروم تطوير المهنة‪،‬‬ ‫وتحسين االوضاع المادية والمهنية واالجتماعيين‬

‫كنت متيقنة مسبقا بأننا لن نصل الى اية تسوية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك خضعت للقرار الذي توصلت إليه وزارة االتصال مع‬ ‫النقابة الوطنية للصحافة المغربية ‪،‬والقاضي بإيجاد‬ ‫تسوية عبر محامي النقابة والوكالة من أجل راب‬ ‫الصدع‪ ،‬لكن وكما كان منتظرا فشلت هاته المساعي‬ ‫‪،‬وظل الملف يطاله التسويف لعدة اشهر ‪،‬واجري مقطوع‬ ‫الى غاية اليوم ‪ .‬فتم اتخاذ قرار على مستوى المكتب‬ ‫التنفيذي للنقابة باللجوء إلى القضاء‪ .‬ولجأت الى‬ ‫المحكمة اإلدارية‪ .‬وهنا لن تفوتني الفرصة الشد بحرارة‬ ‫على يد قضاة المحكمة االدارية النزهاء والقضاء االداري‬ ‫المغربي المشهود له باجتهاداته وبأحكامه الرائدة‬ ‫والتي تصب في اتجاه تكريس دولة الحق والقانون التي‬ ‫ينشدها المغرب‪ .‬من جانبي‪ ،‬مرتاحة جدا لقرار المحكمة‬ ‫بخصوص ملفي‪ ،‬وأعتبر الحكم الذي صدر لصالحي هو‬ ‫انتصار للمهنة وللصحافيين‪ .‬حاليا أنتظر أن يتم تنفيذ‬ ‫هذا القرار واستعيد عملي ووظيفتي‪ ،‬وأتمنى أن تتحلى‬ ‫االدارة العامة للوكالة بالرزانة ‪،‬وأن تتجنب استئناف‬ ‫هذا القرار في ملفي الذي اضحى قضية رأي عام وطني‬ ‫بالدرجة االولى ‪ ‬ودولي ‪،‬لتفادي تمريغ سمعة بالدنا في‬ ‫الوحل ‪ .‬‬

‫• هل من رسالة تودين توجيجها لمن‬ ‫يهمه األمر؟‬ ‫• • أتمنى أن نقطع مع هاته الممارسات الشادة‬

‫والتي تسئ الى المهنة والمهنيين ‪،‬وتحولنا دون‬ ‫رغبة من كثير منا إلى مترافعين في النقابات وردهات‬ ‫المحاكم ‪ ‬في ملفات السند قانوني لها عوض االشتغال‬ ‫على ملفات وقضايا المجتمع ‪ ‬مما يتسبب في تخلف‬ ‫المهنة ‪ .‬كما أنه ومن أجل تطوير المهنة والحفاظ‬ ‫على حقوق المهنيين ‪،‬على الدولة أن تلزم المؤسسات‬ ‫االعالمية باحترام الحق النقابي الذي بدونه لن تستقيم‬ ‫أمور المهنة ولن تتطور مبادئ ‪ ‬الحكامة والديمقراطية‬ ‫والشفافية والمحاسبة التي ينص عليها الدستور والتي‬ ‫يفترض أن نكون من السباقين نحن اهل االعالم‬ ‫إلى تنزيلها بالنظر الى دورنا المفترض في تكوين‬ ‫وتوجيه الرأي العام ‪ .‬أيضا الحق النقابي يجب إقراره‬ ‫واالعتراف به بموجب االتفاقيات الجماعية داخل‬ ‫المؤسسات اإلعالمية سواء العمومية أو الخاصة‪ ،‬الننا‬ ‫بصدد مهنة جد هشة‪ ،‬يتعرض فيها الصحافيون‬ ‫والصحافيات الى مضايقات وعقوبات جائرة ‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫في الذكرى ‪ 53‬لوفاة‬ ‫األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‬

‫المستهلك ضحية مداومة للغش‬ ‫التجاري رغم الترسانة القانونية‬

‫ن�شرت جريدة «�أ�صداء الريف» االلكرتونية‪ ،‬التي ت�صدر حتت �شعار «ر�ؤية �إعالمية جديدة بالريف» يف عدد الأحد ‪ 7‬فرباير اجلاري‪،‬‬ ‫مقاال قيما مبنا�سبة الذكرى الثالثة واخلم�سني‪ ،‬لوفاة الأمري محمد بن عبد الكرمي اخلطابي التي ت�صادف ال�ساد�س من فرباير من كل عام‪.‬‬ ‫ونظرا لأهمية الذكرى‪ ،‬وللبيانات التي �أوردتها اجلريدة يف مقالها القيم‪ ،‬ارت�أينا يف «ال�شمال» �أن نعيد ن�شره‪ ،‬تعميما للفائدة‪ ،‬وم�شاركة‬ ‫من هذه اجلريدة يف �إحياء ذكرى بطل عظيم �أعطى للعامل �أجمع د ر�سا يف الن�ضال من �أجل التحرير والوحدة‪.‬‬

‫ص��ادف ي��وم السبت ‪ 6‬ف��ب��راي��ر‪، 2016‬‬ ‫الذكرى ‪ 53‬لوفاة األمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي الذي توفي بمنفاه بالقاهرة يوم ‪6‬‬ ‫فبراير ‪ 1963‬عن سن الثمانين ‪،‬و هو غاضب‬ ‫عما آلت إليه األوضاع في المغرب‪.‬‬

‫نشأته وجهاده‬

‫ول��د األم��ي��ر محمد ب��ن عبد الكريم‬ ‫الخطابي‪ ،‬زعيم قبيلة بني ورياغل‪ ،‬أكبر قبائل‬ ‫األم��ازي��غ في ب�لاد الريف‪ ،‬سنة (‪1299‬ه =‬ ‫‪1881‬م) في بلدة أجدير (قرب الحسيمة)‪ ،‬ألب‬ ‫يتولى زعامة قبيلته‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم‬ ‫صغيرا‪ ،‬ثم أرسله أبوه إلى جامع القرويين‬ ‫بمدينة فاس لدراسة العلوم العربية الدينية‪،‬‬ ‫ثم التحق بجامعة سلمنكا بإسبانيا‪ ،‬فحصل‬ ‫منها على درجة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وبذلك‬ ‫جمع بين الثقافة العربية اإلسالمية األصيلة‬ ‫وبعض النواحي من الثقافة األوروبية‪ ،‬ثم‬ ‫عُين قاضيا بمدينة مليلية الخاضعة إلسبانيا‪،‬‬ ‫وأث��ر فيه عندما كان قاضيا مشهد ضابط‬ ‫إسباني يضرب عربيا بالسوط في شوارع‬ ‫مليلية‪ ،‬ويستغيث وال يغاث‪ ،‬عندها رأى الوجه‬ ‫القبيح لالستعمار‪ ،‬وأدرك أن الكرامة والحرية‬ ‫أثمن من الحياة‪.‬‬

‫وقد اشتهرت عائلته بالعلم ولعبت أدوارا‬ ‫اجتماعية وسياسية خطيرة‪ ،‬كما كان رحمه‬ ‫اهلل فقيها مجددا‪ ،‬تعلم على أبيه اللغة العربية‬ ‫وأصول الدين والتاريخ واألدب العربي‪.‬‬

‫وأصيب في جهاده بعرج خفيف الزمه‬ ‫طوال حياته‪ ،‬ثم غادر مليلة ولحق بوالده‬ ‫في أغدير‪ ،‬وفي هذه األثناء توفي والده سنة‬ ‫(‪1339‬ه = ‪1920‬م) فانتقلت الزعامة إلى‬ ‫االبن‪ ،‬فتولى األمير الخطابي زعامة قبيلة بني‬ ‫ورياغل‪ ،‬وقيادة الثورة في بالد الريف‪ ،‬وهو‬ ‫في التاسعة والثالثين من عمره‪ ،‬وذاق مرارة‬ ‫النفي لمدة عشرين سنة‪ ،‬قضاها في الصالة‬ ‫وقراءة القرآن الكريم‪ ،‬عانى فيها قلة المال‪،‬‬ ‫فآثر أن يعمل بيديه لتأمين معيشته هو‬ ‫وأسرته‪ ،‬فاشترى مزرعة‪ ،‬وجاهد فيها كسبا‬ ‫للعيش‪.‬‬

‫أخالقه اإلسالمية‬

‫والده‪ ،‬ففي ظرف سبعة شهور استطاع الزعيم‬ ‫محمد بن عبد الكريم‪ :‬في المجتمع الذي كان‬ ‫مشهورا بالنزاعات الدامية التي ال تنتهي‬ ‫بين أفراده والذي كان الشعور بانعدام األمن‬ ‫يغزو كل فرد منه‪ ،‬وكان مبدأ الثأر الجاهلي‬ ‫يمزق فيه شبكة المجتمع…صرنا نرى مثال‬ ‫في خندق واحد قائدين‪ ،‬كان في ما مضى‬ ‫يتحينان الفرص للفتك ببعضهما‪ ،‬اجتمعا في‬ ‫المعركة في خندق واحد أخوين يحمي كل‬ ‫منهما اآلخر ويعمل لنجاته‪.‬‬ ‫وسبب هذا التحول‪ ،‬يشرح الكاتب‪ ،‬راجع‬ ‫إلى ق��درة المقاوم وموهبته االستراتيجية‬ ‫على تغيير سلوك المجتمع باالتجاه النهضوي‬ ‫المطلوب‪ ،‬ال عبر اإلك���راه‪ ،‬ب��ل باالقتداء‬ ‫بشخصية قوية مؤمنة واثقة باهلل ثم بشعبها‪.‬‬ ‫وظهر برهان أخالقه اإلسالمية الرفيعة‬ ‫في عفوه عن قاتلي أبيه‪ ،‬فكرس الوحدة‬ ‫االجتماعية بادئا بنفسه وفق سلوك تربوي‬ ‫ينأى عن النفعية الشخصية‪.‬‬ ‫فعاش زعيما حرا‪ ،‬بكل معنى الكلمة‪،‬‬ ‫مناضال معتزا بنفسه غاية االعتزاز شهما‪،‬‬ ‫ذا أنفة وإب��اء وع��زة نفس‪ ،‬ووص��ف بسالة‬ ‫مقاومته أح��د الضباط الفرنسيين الكبار‬ ‫بقوله‪ :‬لم تستسلم أية قبيلة دون مقاومة؛‬ ‫يُلق سالحه حتى استنفد‬ ‫بل إن بعضها لم ِ‬ ‫كل وسائل المقاومة‪ ،‬واتسمت كل مرحلة‬ ‫من مراحل تقدمنا بالقتال‪ ،‬وكلما توقفنا أنشأ‬ ‫المغاربة جبهة جديدة أرغمت قواتنا سنوات‬ ‫طويلة على الوقوف موقف الحذر واليقظة في‬ ‫موقف عسكري مشين‪.‬‬ ‫وفي تشجيعه للنشاط الزراعي وكداللة‬ ‫على حسه البيئي حث أفراد مجتمعه لقوله‪:‬‬ ‫الزراعة تغنيكم عن المواد الغذائية التي‬ ‫تستوردونها منهــم (أي من المستعمــر)‪،‬‬ ‫والشجرة المثمرة تغنيكم عن فاكهتهم‬ ‫وزيتهم‪ ،‬والمحافظة على الغابات تعيد إليكم‬ ‫المطر ليسقي الزرع والشجر‪ ،‬كل من يزرع‬ ‫شجرة ويعتني بها يعتبر مقاتال شجاعا ووطنيا‬ ‫غيورا‪ ،‬وكل من قطع غابة يعتبر خائنا للوطن‬ ‫وعدوا لشعبه وأوالده(مجلة جسور العدد األول‬ ‫‪ 1424,‬ص‪.)97:‬‬

‫امتازت شخصية عبد الكريم الخطابي‬ ‫معركة أنوال ‪ :‬استراتيجية‬ ‫بأبعاد إسالمية‪ ،‬مثلت نموذجا إسالميا‬ ‫فريدا‪ ،‬محكمة‬ ‫وذل��ك بتخلصه من داء الكراهية والحقد‬

‫والبغضاء وحب االنتقام من أي كان‪ ،‬كما أنه‬ ‫كا يؤمن بأن الفضيلة في اإلسالم تقوم على‬ ‫التسامح والبناء الداخلي على أساس الصدق‬ ‫في القول والعمل‪.‬‬

‫يقول الكاتب الفلسطيني‪ ،‬المقيم ببرلين‪،‬‬ ‫محمد شاويش في مقال بعنوانالنهضة‬ ‫والمقاومة لدى عبد الكريم الخطابي( العدد‬ ‫األول من مجلة جسور القبرصية لسنة‪)1424‬‬ ‫إن القائد عبد الكريم نفذ المبدأ الذي قام‬ ‫على أساسه المجتمع اإلسالمي األول في‬ ‫المدينة وهو مبدأ المؤاخاة بتجاوزه على قاتل‬

‫تذكر المصادر التاريخية أن قوام الجيش‬ ‫اإلسباني بقيادة سلفستر في معركة أنوال بلغ‬ ‫‪ 24‬ألف جندي استطاع أن يصل بهم إلى جبل‬ ‫وعران قرب أغدير مسقط رأس األمير‪ ،‬وعندها‬ ‫قام الخطابي بهجوم معاكس في (‪ 25‬شوال‬ ‫‪1339‬ه = فاتح يوليوز ‪1921‬م) استطاع خالله‬ ‫أن يخرج اإلسبان من أنوال‪ ،‬وأن يطاردهم‬ ‫حتى لم يبق لهم سوى مدينة مليلية‪.‬‬ ‫وكانت خطة هجومه في أنوال أن يهاجم‬ ‫الريفيون الرسبان في وقت واحد في جميع‬ ‫المواقع؛ بحيث يصعب عليهم إغاثة بعضهم‬

‫البعض‪ ،‬كما وزع عددا كبيرا من رجاله في‬ ‫أماكن يمكنهم من خاللها اصطياد الجنود‬ ‫الفارين‪ ،‬فأبيد معظم الجيش األسباني بما‬ ‫فيهم سلفستر‪ ،‬واعترف اإلسبان أنهم خسروا‬ ‫في تلك المعركة ‪ 15‬ألف قتيل و‪ 570‬أسيرا‪،‬‬ ‫واستولى المغاربة على ‪ 130‬موقعا من‬ ‫المواقع التي احتلها اإلسبان‪ ،‬وحوالي ‪ 30‬ألف‬ ‫بندقية‪ ،‬و‪ 129‬مدفعَ ميدان‪ ،‬و‪ 392‬مدفعا‬ ‫رشاشا‪.‬‬ ‫ويعزو اإلسبان وقوع هذه الهزيمة إلى‬ ‫طبيعة البالد الصعبة‪ ،‬والفساد الذي كان‬ ‫منتشرا في صفوف جيشهم وإدارتهم‪ ،‬وفي‬ ‫إقامة مراكز عديدة دون االهتمام بتحصينها‬ ‫تحصينا قويًّا‪ ،‬كما أن تعبيد الطرق التي تربط‬ ‫بين هذه المراكز كان خطأ كبيرًا من الناحية‬ ‫العسكرية‪ ،‬ويعترف التقرير بأنه لم يكن أمام‬ ‫المغاربة إال أن يلتقطوا األسلحة التي تركها‬ ‫الجنود الفارون‪ ،‬وكشف التقرير حاالت بيع‬ ‫بعض الضباط ألسلحة الجيش‪.‬‬ ‫وبعد االنتصار العظيم ال��ذي حققه‬ ‫الخطابي في أن��وال ذاعت شهرته في بالد‬ ‫الريف‪ ،‬وأدرك اإلسبان عجزهم الكامل عن‬ ‫مقاومة الريف الناشئة‪ ،‬وازداد قلق إسبانيا‬ ‫داخليا وخارجيا‪ ،‬فارتفعت القوات اإلسبانية في‬ ‫شمال المغرب بعد شهور من هزيمة أنوال‬ ‫إلى ‪ 150‬ألف مقاتل‪ ،‬وعرضت مدريد على‬ ‫الخطابي االعتراف باستقالل الريف بشرط أن‬ ‫يكون استقالال ذاتيا خاضعا لالتفاقات الدولية‬ ‫التي أخضعت المغرب للنظام االستعماري‪،‬‬ ‫فرفض األم��ي��ر االس��ت��ق�لال تحت السيادة‬ ‫اإلسبانية‪.‬‬ ‫وقوبلت هذه النتيجة بدهشة كبيرة من‬ ‫الدوائر االستعمارية التي لم تكن مطمئنة‬ ‫لحركة الخطابي‪ ،‬وعلى رأسها فرنسا التي‬ ‫كانت تتوقع أن يتمكن األسبان يوما ما من‬ ‫القضاء على هذه الحركة‪.‬‬ ‫أما الخطابي فكان يحرض على تجنب‬ ‫االصطدام بالفرنسيين حتى ال يفتح على‬ ‫نفسه جبهتين للقتال في وق��ت واح��د‪ ،‬إال‬ ‫أن األوض��اع بين اإلثنين كانت تنذر بوقوع‬ ‫اشتباكات قريبة‪ ،‬خاصة مع عدم االعتراف‬ ‫الخطابي بالحماية الفرنسية‪.‬‬ ‫وباتحاد الدولتين االستعماريتين خسر‬ ‫الخطابي حوالي ‪ 20‬ألف شهيد‪ ،‬وبقي بجانبه‬ ‫حوالي ‪ 60‬ألف مقاتل‪ ،‬وفكر الرجل أن يخوض‬ ‫بنفسه معارك فدائية؛ دفاعا عن أرضه ودينه‪،‬‬ ‫إال أن رفاقه منعوه ونصحوه بالتفاوض‪ ،‬فقرر‬ ‫أن يحصل لبالده ونفسه على أفضل الشروط‪،‬‬ ‫وأال يكون استسالمه ركوعا أو ذال‪.‬‬ ‫وظل يراقب جهاد المغاربة ضد االحتالل‬ ‫الفرنسي حتى تحقق االستقالل‪ ،‬وتوفي‬ ‫رحمه اهلل بمصر ودفن في مقبرة الشهداء‬ ‫بالعباسية في القاهرة‪1382( ،‬ه = ‪1963‬م)‪،‬‬ ‫وجزى اهلل محمد بن عبد الكريم خير الجزاء‬ ‫على ما قدم لوطنه‪.‬‬

‫لحاجة اإلنسان إل��ى نمـــو متـوازن‪،‬‬ ‫واستمراره في الحياة بدون مشاكل صحية‪،‬‬ ‫فإنه ملزم باعتماد غذاء متكامل ونظافة بدنية‬ ‫متواصلة‪ ،‬يمنحانه قوة الحركة والحيوية‪،‬‬ ‫ويساعدانه على التركيز والتفكير‪ ...‬لذلك‬ ‫نجده وثيق الصلة بالسوق والمحالت التجارية‬ ‫قصد التبضع اليومي‪ ،‬وتناول وجبات غذائية‬ ‫خفيفة كلما اقتضت الضرورة ذلك‪ .‬وهناك‬ ‫يمكن أن يتعرض إلى أخطر عمليات االحتيال‬ ‫واالستغفال‪ ،‬ليس بلجوء الباعة إلى التطفيف‬ ‫في الكيل أو الزيادة في السعر‪ ،‬بل ببيعه‬ ‫أطعمة غير نظيفة وسلعا مغشوشة أو منتهية‬ ‫الصالحية‪ ،‬ما قد يضر بسالمته وصحته‪.‬‬ ‫وتحضرني في هذا الصدد‪ ،‬ما اكتشفته يوما‬ ‫عن طريق الصدفة‪ ،‬من وجود قطعة جبن‬ ‫فاسدة مندسة في علبة من ثماني قطع‪،‬‬ ‫كان من المحتمل أن تصيبني بتسمم‪ ،‬لو لم‬ ‫تفضحها رائحتها الكريهة مباشرة بعد فتحها‪.‬‬ ‫فالمستهلك‪ ،‬صار مهددا بأخطار المواد‬ ‫المهربة والمغشوشة‪ ،‬مادام بيننا من يسهر‬ ‫على تقليد المنتجات دون احترام معايير‬ ‫الجودة‪ ،‬وتزوير الملصقات والتواريخ وطمس‬ ‫المصادر‪ ،‬وترويج بضاعته بين الباعة في‬ ‫المحالت التجارية واألسواق‪ ،‬وفوق األرصفة‬ ‫تحت أشعة الشمس‪ ،‬بعيدا ع��ن ش��روط‬ ‫السالمة والحفظ الالزمة‪ .‬وليست وحدها‬ ‫التمور والثمار المجففة واللحوم والتوابل‬ ‫ومشتقات األل��ب��ان والمشروبات الغازية‬ ‫والكحولية‪ ...‬التي تخضع للتالعب والتهريب‪،‬‬ ‫فهناك أيضا مواد النظافة والتجميل والتبغ‬ ‫واأللبسة والنظارات الشمسية وزجاج النظارات‬ ‫البصرية‪ ...‬وخاصة األدوية المستقدمة من‬ ‫المدينتين السليبتين سبتة ومليلية‪ ،‬فرنسا‬ ‫وإسبانيا والصين والهند وعبر الحدود‬ ‫الجزائرية والموريتانية‪ ،‬المتعلقة أساسا‬ ‫باألمراض المزمنة‪ :‬حقن األنسولين وأقراص‬ ‫أمراض القلب والشرايين وضغط الدم‪ .‬مما‬ ‫قد يؤدي إلى تفاقم أحوال المرضى وإصابة‬ ‫آخرين بأمراض الجلد والتسمم وإتالف شبكة‬ ‫العين‪...‬‬ ‫ولعل أب��رز العوامل المساعدة على‬ ‫تنامي تجارة السموم الغذائية‪ ،‬التي تتجاوز‬ ‫مداخيلها لدى البعض أرباح لوبيات العقار‬ ‫وت��روي��ج الخمور وال��م��خ��درات‪ ،‬تتجلى في‬ ‫سيطرة القطاع غير المهيكل على االقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬جهل المستهلك بحقوقه وتداعيات‬ ‫استهالك السلع المغشوشة أو المهربة‬ ‫أو المنتهية الصالحية‪ ،‬انخفاض أسعارها‬ ‫مقارنة مع المواد األصلية والصالحة أمام‬ ‫ضعف قدرته الشرائية‪ ،‬السيما منها المواد‬ ‫الغذائية والمنتوجات اإللكترو منزلية وألبسة‬ ‫وأحذية الشباب والنساء‪ ،‬وهامش الربح الكبير‬ ‫الذي يحققه هذا األخطبوط‪ ،‬فضال عن قلة‬ ‫األطر المكلفة بالمراقبة والكشف عن السلع‬ ‫المهيئة للتسويق‪ ،‬وعند دخولها إلى الموانئ‬

‫والمطــارات وعبر الحدود البريــة‪ ،‬وغيـــاب‬ ‫المختبرات المجهزة‪...‬‬ ‫األخبار تكاد ال تتوقف في مختلف وسائل‬ ‫اإلع�ل�ام‪ ،‬ع��ن إط��اح��ة رج��ال ال���درك بمافيا‬ ‫االتجار في هذه البضائع الفاسـدة‪ ،‬ووقوع‬ ‫شركات مختصة في بيـــع المواد الغذائيـــة‬ ‫ومستحضـــرات التنظيـــف والتجميــل بيد‬ ‫السلطات األمنية‪ ،‬جراء ضبط كميات ضخمة‬ ‫من المواد المنتهية الصالحية مقتناة بأثمنة‬ ‫زهيدة‪ ،‬يتم إخفاؤها في ضيعات ومستودعات‬ ‫بعيدة عن “العيون”‪ ،‬والقيام بتغيير تواريخ‬ ‫صالحيتها وإع��ادة بيعها‪ .‬وتمتد أنشطة‬ ‫الشبكات التجارية المتأسسة على التزوير‬ ‫والغش‪ ،‬إلى قطاعات عدة ومتنوعة ‪ :‬ألبسة‬ ‫وأدوية ومنتجات محلية‪ ،‬توضع عليها عالمات‬ ‫وأسماء شركات عالمية‪ ،‬وتعرض في محالت‬ ‫تجارية بأسعار مرتفعة‪ .‬وال ينحصر المشكل‬ ‫في استغالل الملكية الفكرية وحسب‪ ،‬بل‬ ‫األخ��ط��ر ه��و أن معظم ه��ذه السلع التي‬ ‫اجتاحت األسواق‪ ،‬إما أنها تحتوي على نسب‬ ‫عالية من الكيماويات الضارة‪ ،‬أو ال تتطابق‬ ‫في تركيبتها مع المواصفات المحددة من‬ ‫قبل منظمة األغذية واألدوية‪ ،‬فتصبح بذلك‬ ‫مصدر تهديد حقيقي لصحة وسالمة وأمن‬ ‫المواطنين ونسف االقتصاد المغربي‪،‬‬ ‫عالوة على أننا غالبا ما نجهل أصحابها‬ ‫األصليين‪ ،‬ولمن تخصص أرباحها؟‬ ‫ورغ��م الترسانـة القانونية لحماية‬ ‫المستهلك‪ ،‬باعتباره أكبـر ضحايــا الســوق‪،‬‬ ‫مازالــت الخروقـــات تتناســـل‪ ،‬فيما تظل‬ ‫السلطات المختصـــة عاجزة عن محاربة‬ ‫الغش والتهريــب‪ ،‬والزيادات غير القانونية‬ ‫في األسعار‪ ،‬وال تستطيـــع مواكبة تطورات‬ ‫أساليـــب وحيل الغشاشيــن في المراكـــز‬ ‫التجارية‪ ،‬جراء ما تعانيه من نقص صارخ في‬ ‫أطر الصحة والمراقبة والتفتيش‪...‬‬ ‫وإل��ى جانــب ض��رورة توفير الموارد‬ ‫البشرية الالزمة وتطويـــر آليات الرقابة‪،‬‬ ‫لتشديد الخناق على المهربين والمحتالين‪،‬‬ ‫عوض االكتفاء بالحمالت الموسمية العابرة‪،‬‬ ‫فإن الدولة مدعوة إلى الحد من البطالة‪،‬‬ ‫إيجاد مصادر رزق بديلة لممتهنـي التهريـــب‬ ‫المعيشــي‪ ،‬الحرص على تحسين أوضاع‬ ‫الشغيلة‪ ،‬ومواجهة التحديات لالرتقاء بجودة‬ ‫الخدمات والمنتجات المحلية‪ .‬والمواطن‬ ‫بدوره‪ ،‬مطالب بالتزام الحذر مما يعرض عليه‬ ‫من منتجات‪ ،‬والتأكد من صالحيتها ومصدرها‬ ‫وجودتها‪ ،‬وع��دم االنسياق خلف أثمنتها‬ ‫المنخفضة‪ .‬وأن يكون حريصا على سالمته‬ ‫وأف��راد أسرته ومجتمعه‪ ،‬ومتأهبا لتحصين‬ ‫اقتصاد وطنه من االنهيار‪ ،‬بالتبليغ الفوري‬ ‫عن كل التجاوزات‪ .‬وعلى جمعيات حماية‬ ‫المستهلك مضاعفة جهودها‪ ،‬قصد تحسيس‬ ‫المواطنين بحقوقهم واألخطار المحدقة‬ ‫بهم‪ ،‬ونشر ثقافة االستهالك الواعي‪.‬‬

‫‪ ‬ل‪ .‬السالوي‬

‫قال تعاىل‪ :‬‬

‫ون‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِنَّا لِهَّ ِ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ل َو�إِنَّا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫« َو َب رِّ ِ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو ُ�أ َ‬ ‫�أُ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون»‬ ‫ات م ْ‬ ‫ال ْهت َُد َ‬

‫والدة م�صطفى بو�ستة يف ذمة اهلل‬ ‫تلقينا ببالغ األسى واألسف نبأ وفاة المشمولة برحمة اهلل تعالى الفقيدة‬

‫العزيزة لزرق‬

‫والدة مصطفى بوستة‬ ‫رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫رئيس جمعيات أرباب الفنادق بطنجة‬ ‫التي لبت نداء ربها‪ ،‬يوم األربعـاء ‪ 3‬فبراير ‪ 2016‬بمدينة مراكش‪ ،‬وفي محفــل‬ ‫جنائــزي مهيب حضره األهـل واألحباب واألصدقــاء والجيران وعدة شخصيات ووري جثمانها‬ ‫الطاهر بمسقط رأسها بمراكش‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى أبنائها مصطفى‪ ،‬عبد الصمد‪،‬‬ ‫حكيم‪ ،‬أمين ‪ ،‬نديرة‪ ،‬نفيسة وكريمة‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلة بوستة‪ ،‬لزرق‪ ،‬ومعارفها‬ ‫سائلين اهلل تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويها‬ ‫الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫م�ساحة حرة ‪:‬‬

‫رضوض في موازين القوى (‪)coma‬‬

‫الجامعة في مواجهة السؤال‪..‬؟‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬رضوض أدمغة عربية بين دولة دينية‬ ‫وعلمانية وعسكرية في منظومات استبدادية!‬ ‫هل الحياة مبنية على رض��وض لصدمات‬ ‫االع��ت��داء ؟ فسياسات التحالفات مع أنظمة‬ ‫استبدادية‪ ،‬كانت الدول الغربية معها رغم غياب‬ ‫الديمقراطية عنها‪ .‬هل كانت مع حق الشعوب‬ ‫أم هي مصالح أصبحت مسألة انطباعية ؟ ْ‬ ‫إن‬ ‫لم يكن الغرب‪ ،‬فماً‪ ،‬يتخوف من الديمقراطية في‬ ‫العالم العربي تفقده ثديه‪.‬‬ ‫كل الحروب لها دواعي إقليمية ودولية‪،‬‬ ‫يدفع ثمنها الشعوب العربية‪ ،‬التي تحيىَ‬ ‫االستبداد والفقر المدقع والظلم‪ ،‬سبب ذلك‬ ‫الفشل التنموي‪ .‬وفشل الدولة “الوطنية”‪.‬‬ ‫حكومات الطائفية والقوات األجنبية تدعم هذه‬ ‫القوميات‪ .‬ثم فشل قضية اآلمال من انعكاس‬ ‫الغزو األمريكي واستمراره‪ ،‬فكان طبيعيا ردُّ‬ ‫الفعل على االحتالل الظالم‪ ،‬ومن مخاطبة‬ ‫العقل الذي يخشاه‪ .‬تمدَّد الفراغ التي خلفته‬ ‫تلك الدولة االستبدادية‪ ،‬ثمَّ أعقبته انقالبات‬ ‫عسكرية وهي تصبُّ قمعها على الشرعية‪،‬‬ ‫أثناء ذل��ك ك��ان “اآلخ���رون” يتمددون ؟ هي‬ ‫مقاربة بين دول مصر وسوريا واليمن وليبيا‪،‬‬ ‫هل هو ناتج عن “الضعف األمريكي” أم هي‬ ‫استراتيجية غربية‪-‬إسرائيلية ؟ وهذه األخيرة‬ ‫التي عملت على إف��راغ إتفاق “أوس��ل��و” من‬ ‫مضمونه‪ .‬بإيقاف االنتفاضة وتفكيك عنيف‬ ‫للمجتمع الفلسطيني‪ .‬فاالنتفاضة ثورة على‬ ‫االحتالل والبحث عن الذات‪ .‬فأضحت الذاكرة‬ ‫تحت الحجر‪ .‬اآللية اإلسرائيلية والمؤسسة‬ ‫الصهيونية لها المشروع اآللة الحربية‪ ،‬ووقعها‬ ‫على المواطن العربي‪ .‬وهو يعاني أيضا التعذيب‬ ‫والتنكيل في سجون مصر “ق��دوة” على غرار‬ ‫السجون اإلسرائيلية‪ .‬أمريكا وفرنسا وبريطانيا‬ ‫ال يرون ضيرا بمعاملة دول ديكتاتورية رغم‬

‫انتهاكها لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهي التي (مصر)‬ ‫تنكبُّ على قتل شعب سيناء إلرضاء إسرائيل‬ ‫وردِّ الجميل لها ألنها تعين النظام العسكري‬ ‫االنقالبي على االعتراف بشرعنته دوليا‪ .‬حتى‬ ‫َّ‬ ‫إن هناك سادي يدافع عن بقاء الناس جوْعى‪،‬‬ ‫باحتفالية من جهة‪ ،‬وبكائية من ناحية‪ .‬يوشك‬ ‫أن تداعى عليكم األمم كما تتداعى األكلة إلى‬ ‫قصعة الطعام‪ .‬شر أكبر من شر‪ ،‬هي الضربات‬ ‫الجوية الروسية تقتل المدنيين ‪ ،‬إذ تعتبر‬ ‫الشعب السوري في خانة اإلره��اب‪ .‬وهل من‬ ‫يرتكب المجازر له الحق أن يصنف أحدا ؟ حتى‬ ‫أصبحت روسيا طرفا في حرب سوريا (مع بالد‬ ‫فارس الشيعية )‪ ،‬وهي التي عطلت قرار مجلس‬ ‫األمن بمعية الصين الشعبية‪ .‬حتي الدين لم‬ ‫يسلم من االستخفاف من أفواه النظام‪ ،‬هدية‬ ‫لروسيا الشيوعية عل ارتكابها عشرات آالف‬ ‫القتلى وماليين المشردين ‪.‬‬ ‫هذه الجرائم‪ ،‬بعد االستبداد في حقوق‬ ‫الشعوب كوَّنت بعض الفراغات أدى بذلك إلى‬ ‫الحاضنة الشعبية‪ .‬وربما قد تكون هي التي‬ ‫مكنت منظومات من منهج التطرف ؟ وقد‬ ‫تكون أيضا هي الحاضنة التي تضامنت ومدّتْ‬ ‫التنظيم وحامته ؟ هل فاجأت هذه التنظيمات‬ ‫“أعداءها “ بقدرتها على الصمود والمباغثة؟‬ ‫وهل هي فعال تسيطر على مساحات تعادل‬ ‫مساحة إنجلترا وعدد سكان السويد ؟ أم هو‬ ‫كالم حماسة سياسية وهراء‪ .‬أم قطمير لنواة‪،‬‬ ‫لجرائم ضد اإلنسانية بعد حين ؟‬ ‫الكابوس ال��ذي تعيشه سوريا واليمن‬ ‫وليبيا والعراق وحتى مصر‪ .‬جنايات لهؤالء‬ ‫على شعوبهم‪ ،‬فال مفرَّ من العقاب على من‬ ‫ارتكبوا جرائم ضد اإلنسانية ولو بعد حين‪.‬‬ ‫ينسحب على كل الجرائم ( ليس فيها تقادم )‬ ‫إال بوفاة الشخص المطلوب غير َّ‬ ‫أن التأريخ ال‬

‫يرحمه‪ .‬وكل من كانت أيديهم ملطخة بالدماء‪.‬‬ ‫اإلجراءات ْ‬ ‫وإن غابت اإلرادة السياسية من أجل‬ ‫محاكمة المجرمين‪ ،‬إذاك يجب إما اإلحالة من‬ ‫مجلس األمن ( دون استغالل “حق” النقض )‬ ‫أو البرلمان الشرعي‪ْ ،‬‬ ‫وإن لم يكن‪ ،‬فالمحكمة‬ ‫الجنائية ‪.‬‬ ‫ما يحدث في الشرق األوسط له مرجعية‬ ‫استعمارية كلونيالية‪ .‬عقلية وخطاب عنصري ال‬ ‫يحرك أشخاص بل يحرك أفكارا “ كزينوفوبيا“‪.‬‬ ‫أصبح المواطن الصالح في فرنسا وأمريكا‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬هو من يؤيد الحرب في البالد‬ ‫العربية والمسلمة‪ .‬هوية الفرنسي أضحت في‬ ‫فرنسا شعبين‪ ،‬فرنسيون ومسلمون‪ .‬المواطنة‬ ‫والعلمانية في أمريكا وفرنسا في المحك‪ .‬فهذا‬ ‫هو إتجاه الغالبية في فرنسا‪ ،‬لما يقوض حياة‬ ‫المسلمين في الغرب عامة‪ ،‬وبمنهج استباقي‬ ‫قتلهم في عقر دارهم‪ ،‬إذ هنا تلتقي به (الغرب)‬ ‫اإليديلوجية الشيوعية‪ .‬اإلع�لام اليهودي‬ ‫السائد لعب دورا ويلعب بقناع إبليس كي يبرز‬ ‫النظرة السيئة عن اإلسالم‪ ،‬وبرفض المسلم‬ ‫“اآلخر” (إسالمفوبيا)‪ .‬إستراتيجية اإليديلوجية‬ ‫الصهيونية ْ‬ ‫أن تصطدم رؤوس العرب في‬ ‫األرض‪ْ ،‬‬ ‫وأن تقطع وتمزق جغرافيتهم كسفا‬ ‫كسفاً‪ ،‬لضعف الطاقة الفكرية عند العرب‪ ،‬وهم‬ ‫سجناء الفكر الغربي‪ُّ .‬‬ ‫فكل من نكس (مبني‬ ‫للمجهول) على رأسه‪ ،‬يأمر بعدم إيقاف نزيف‬ ‫الدم ويصر على بقاء النساء واألطفال من أجل‬ ‫عبادة رجل واحد‪َّ .‬‬ ‫فإن هلل السجود‪ ،‬من أجمل‬ ‫تجليات العبودية‪ .‬هؤالء الذين أخذتهم العزة‬ ‫باإلثم‪ .‬و َّ‬ ‫«إن الظالمين بعضهم أولياء بعض»‬ ‫(صدق اهلل العظيم )‪ .‬فهل دخلت موازين القوة‬ ‫في العناية المركزة ؟ مأساة الدول العربية‪،‬‬ ‫مأساة الديمقراطية ‪ ....‬إيديلوجية االستبداد‬ ‫أنتجت أكبر مجزرة في التاريخ العربي الحديث‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪:‬‬

‫ندوة حول حرية التعبير تقمع فيها حرية التعبير‪! ‬‬ ‫يتساءل الحقوقي والمناضل‬ ‫عبد القادر أحمد بنقدور‪ ،‬وقد كان‬ ‫مدعوا للمشاركة في ندوة حول‬ ‫حرية التعبير‪ ،‬نظمت بمدينته‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬هل كانت حرية‬ ‫التعبير أي��ام سنوات الرصاص‪،‬‬ ‫متوفرة بصورة أوس��ع منها في‬ ‫أيامنا هذه حيث تعرض للقمع‬ ‫المستمر من ط��رف مسير تلك‬ ‫الندوة الذي عمل على منعه من‬ ‫االستمرار في التعبير عن رأيه‬ ‫بشكل متناف مع موضوع الندوة‬ ‫ومع الحق في التعبير عن الرأي‬ ‫اآلخ���ر‪ .‬ويتذكر كيف أن��ه خ�لال سنوات‬ ‫الستينات والسبعينات‪ ،‬يطرح للنقاش‬ ‫مواضيع جريئة‪ ،‬بأسلوب نضالي صريح‬ ‫في دار الفكر التحاد كتاب المغرب بمدينة‬ ‫الرباط كان يتلقاها المسير للمحاضرات‪ ‬‬ ‫والندوات واألمسيات اإلبداعية بصدر رحب‪،‬‬ ‫لما كان األستاذ الجليل واألديب المغربي‬ ‫الكبير السيد المحترم عبد الكريم رئيسا‬ ‫التحاد كتاب المغرب‪ ،‬بالرغم من المضايقات‬ ‫والعنف الممارس آنذاك على الوطنيين من‬ ‫طرف بعض المسؤولين والجالدين‪ ،‬الذين‬ ‫كان يرمى بهم في المعتقالت السرية‬ ‫والعلنية ب��دون محاكمات‪ ،‬ألنهم كانوا‬ ‫يطالبون بالتغيير واإلصالح ‪ ،‬ويسعون إلى‬ ‫تقدم البالد ‪.‬‬ ‫كما يذكر واقعتين أثناء الندوة الكبرى‬ ‫التي دامت‪ 3 ‬أيام عن التعليم والعمل على‬ ‫إصالحه بالمغرب في يناير ‪ 1971‬التي‬ ‫نظمها االتحاد وبمشاركة نقابة التعليم‬ ‫العالي وممثلي وزع��م��اء أح��زاب الكتلة‬ ‫الوطنية أنداك وجل الوطنيين بالمغرب‬ ‫منهم عميد األدب المغربي الدكتور الجليل‬ ‫عباس ال��ج��راري‪ ،‬مستشار جاللة الملك‬ ‫محمد السادس اآلن الذي كان رئيسا للجنة‬ ‫اللغة العربية‪ .‬حيث تدخل‪ ،‬وكان ممثال‬ ‫للطلبة‪ ،‬أي المقرر العام لمجلس القاطنين‬ ‫بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط‬

‫‪12‬‬

‫ليدافع ‪ ،‬بعد تدخل الزعيم عالل الفاسي‬ ‫عن تعريب التعليم‪ ،‬وخاصة تعريب مادة‬ ‫الرياضيات ليستوعبها التالميذ والطلبة‬ ‫وليفهموها ويتميزون فيها أكثر ‪،‬وأشار إلى‬ ‫الشعور العام آنذاك بوجود جهات تريد‬ ‫شرا للمغرب‪ ،‬خاصة أفقيروزير الداخلية‬ ‫آنذاك‪ ،‬منددا بمن يريدون فرض السياسة‬ ‫الفاشية على المغرب ‪ ،‬والحال أن كلمته‬ ‫قةبلت بشكل إيجابي‪ ،‬بل وسانده الزعيم‬ ‫عالل الفاسي في مدلول تدخله‪.‬‬ ‫والحظ أنه خالل الكلمة التي ألقاها‬ ‫في ن��دوة القصر الكبير‪ ،‬يوم ‪ 17‬يناير‬ ‫الماضي‪ ،‬اعترض مسير الندوة على الكثير‬ ‫من أقواله بل وم��ارس على كلمته نوعا‬ ‫من الرقابة ومن القمع‪ ،‬حيث كان يقاطعه‬ ‫باستمرار ويمنعه من أن يعبر عن رأيه في‬ ‫ندوة نظمت أساسا للدفاع عن حرية التعبير‬ ‫في المغرب‪ .‬ويتساءل‪ ،‬هل من “جهة”‬ ‫كانت وراء القمع الممنهج الذي مورس‬ ‫عليه خالل تدخله في الندوة المذكورة‪....‬‬ ‫في حين كان يعبر عن أفكاره بكامل الحرية‬ ‫أثناء سنوات الجمر والحديد والنار‪ ،‬داخل‬ ‫التجمعات الفكرية والطالبية‪.‬‬ ‫وبعد أن عبر في تصريحات صحافية‬ ‫عن مساندتـه لنضـال الطلبة األساتدة‬ ‫م��ن��ددا بالقمع ال���ذي م���ورس عليهم‬ ‫من طرف القوات العمومية‪ ،‬اعتبر أنه‬

‫بالنضال المستمر والمستميت‪،‬‬ ‫تتحقق المطالب‪ ،‬وت��ذك��ر ما‬ ‫قاله لــه ذات مــرة‪ ،‬األستاذ‬ ‫الكبير نقيب المحامين سابقا‬ ‫بالمغرب عبد الرحيم الجامعي‬ ‫ورئيس جمعية مرصد السجون‬ ‫الحقوقية “بالنضاالت المتواصلة‬ ‫والمستمرة والصمود يحقق‬ ‫المرء‪ ‬المكاسب المشروعة أكثر‬ ‫من التجائه إلى القضاء أحيانا”‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬استرجع‬ ‫ذكرياتــه حول النضال الشعبي‬ ‫لتحقيق المطالب والمكاسب‪ ،‬حيث ذكر‬ ‫باحتجاج الطلبة خالل الموسم الجامعي‬ ‫‪ ،1971 - 1970‬حيث طالبوا عميد كلية‬ ‫الحقوق بالرباط‪ ،‬الدكتور بلقزيز عميد هذه‬ ‫الكلية بأن يؤجل فترة االمتحانات الخر السنة‬ ‫ألنه نظمها مبكرا ‪ ،‬وذلك ليستطيع‪ ‬كل‬ ‫الطلبة أن يتمكنوا من الدراسة الجيدة ‪،‬‬ ‫فأبى العميد تأجيل االمتحانات‪ ،‬وخالل‬ ‫أيام االمتحانات ترأس‪ ،‬مع رئيس االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة المغرب آن��ذاك المناضل‬ ‫السيد الطيب بناني ‪ -‬ال��ذي أصبح من‬ ‫بعد عميدا لكلية المهندسين بالرباط ‪-،‬‬ ‫الوقفة االحتجاجية‪ ‬والنضالية أمام الكلية‬ ‫المذكورة لتأخير أيام االمتحانات ‪ ،‬فكان‬ ‫نجاح اإلض��راب باهرا ‪ 100/ 100‬وأجل‬ ‫االمتحان بفضل االحتجاج واإلضراب‪‬ .‬‬ ‫ه��ذه بعض مالمح النضال ال��ذي‬ ‫خاضه السيد بن قدور‪ ،‬زمن القهر الرسمي‬ ‫وال��ذي كان من أوائ��ل ضحاياه حيث إنه‬ ‫تعرض لالعتقال ولشتى أشكال العنف‬ ‫الجسدي والنفسي ‪ ،‬كما انتهكت حقوقه‬ ‫الثابتة كموظف ب��وزارة التعليم‪ ،‬ولعبثية‬ ‫القدر‪ ،‬ينتهك حقه في التعبير عن أفكاره‬ ‫خ�لال ن���دوة م��ك��ان موضوعها “حرية‬ ‫التعبير”‪......!!! ‬‬

‫م‪.‬ك‬

‫‪ -‬عبد ال�سالم مفرج‬

‫‪Abdesselamfarej@gmail.com‬‬

‫ثمة أحكام ومفاهيم جاهزة ألفت طريقها سهال إلى التعشيش‬ ‫في أذهان من يؤمن بها كتصورات مسلم بها عن قناعة راسخة‪،‬‬ ‫دون أدنى احتكــام لغربــال المراجعـة أو التحليـل الموضوعي‬ ‫بخصوص أية إشكالية مثيرة للجدل من أي نوع كان ‪...‬‬ ‫قد يكون من قبيل ذلك – كما يهمنا في هذا المقام – الشأن‬ ‫الجامعي في أبعاده وتفاعالته مع المحيط الجهوي الذي ينتمي‬ ‫إليه بقوة الواقع والقانون معا‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬ليس جديدا دأب الناس – في ثنايا حديثهم عن الجامعة‬ ‫ووظيفتها – التركيز على بطالة خريجيها باألساس‪ ،‬في مقابل‬ ‫تجاهل الدور الرئيسي الذي أنشئت من أجله أوال وأخيرا أال وهو‬ ‫تكوين مواطنين مؤهلين‪ ،‬على استعداد متواصل للمساهمة في‬ ‫التنمية المجتمعية وإنعاش االقتصاد الوطني بفضل مبادراتهم‬ ‫النابعة من صلب بحوثهم وتخصصاتهم ‪...‬‬ ‫( طبعا وقطعا ) ال يعني ذلك أن الجامعة لم تضع ضمن أولويات‬ ‫أهدافها – في ظل مسلسل اإلصالح الجاري – إعداد أطر كفأة‬ ‫تنخرط بفاعلية في معترك الشغل والحياة العملية‪ ،‬بيد أنها ليست‬ ‫بالضرورة صاحبة ( االختصاص النوعي ) في ذلك‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنها لم تكن يوما (مؤسسة مغلقة) نذرت وجودها‬ ‫لصنع أهل الثقافة‪ ،‬أو تفريخ أطر معبأة برصيد نظري فحسب‪ ،‬بل‬ ‫للمؤسسة الجامعية دور أسمى من ذلك وأبعد بمسافة شاسعة ‪..‬‬ ‫كيف ال وهي مطالبة دائما باالستمرار في االضطالع بمسؤوليتها‬ ‫الوطنية العليا ؟ يأتي في طليعتها ‪ :‬السعي الحثيث الحتالل مكانتها‬ ‫العضوية كشريك الغنى عنه للقوى المدنية الحية‪ ،‬بجميع فئاتها‬ ‫وأطرافها المكونة لمحيطها االقتصادي واالجتماعي والثقافي من‬ ‫ناحية‪ ،‬وكذا البحث الجاد عن القنوات المالئمة لتفعيل أنشطتها‬ ‫اإلشعاعية في مجال الدراسات واألبحاث الرصينة‪ ،‬مع األداء األمثل‬ ‫لدورها االستشاري المؤثر في كل ما يتصل بتدبير قضايا وحاجيات‬ ‫ساكنة الجهة التي توجد بها من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وإذا كانت الجامعة – من هذا المنطلق – تعد فاعال تنمويا‬ ‫جديرا بثقة الرأي العام المحيط به والمتتبع لشؤونه‪ ،‬فقد وجب‬ ‫من باب أولى التحديات القائمة اآلن توفير ودعم الرأسمال البشري‬ ‫القادر على تحريك العجلة الوطنية لهذه المؤسسة الحيوية‪ ،‬فكل‬ ‫األطراف المعنية غدت اليوم واعية بمكمن القوة في قلب الجامعة‪،‬‬ ‫والمتمثل في مواردها البشرية وطاقاتها قبل أي شيء آخر بما في‬ ‫ذلك (اإلمكانات المادية) التي ال ينبغي التقليل من حجم حساسيتها‬ ‫في هذا الموضوع‪ ،‬ما دامت ( البنية التحتية ) تحديدا تشكل ( قاعدة‬ ‫شرطية) لكل نجاح بيداغوجي أو اندماج تنموي على الساحة ‪.‬‬ ‫في حدود هذه النقطة بالذات‪ ،‬يبدو أن الجامعة المغربية بدأت‬ ‫تستوعب مسألة بالغة األهمية‪ ،‬مفادها أنه لو كانت تتخذ قرارا ما‬ ‫بتوقيف برامجها وكبح جماح مشاريعها و( طموحاتها ) في كل مرة‬ ‫انعدمت فيها الوسائل واإلمكانات‪ ،‬لما كان قد حصل بصيص أي‬ ‫تغيير أو نهضة ملحوظين‪ ،‬ولو بصورة ضئيلة‪ ،‬إن على الصعيد‬ ‫الوطني أو الصعيد الجهوي‪...‬‬ ‫ولعلها الحالة األقرب إلى ( االنتحار البطيء ) للجامعة في عالقتها‬ ‫بالمجتمع‪ ،‬حيث ال سبيل بعدها إال إلى إغالق أبوابها حفظا لما‬ ‫تبقى لها من (ماء الوجه العلمي) على األقل‪ ،‬قبل أن تشرع أصابع‬ ‫االتهام من كل حدب وصوب في صب جام اللوم الالذع عليها‪،‬‬ ‫محملة إياها ‪ -‬دون عذر يذكر – مسؤولية تخريج أطر عاطلة ال‬ ‫محل لها من ( اإلعراب السوسيو اقتصادي ) في محيطها الجهوي ‪.‬‬ ‫تلك (معادلة العرض والطلب) وحل إشكاليتها – بال شك –‬ ‫أولى أبواب ( تصالح ) الجامعة مع نفسها ومع محيطها‪ ،‬قبل تعزيز‬ ‫موقعها وتأمين وظيفتها ‪...‬‬ ‫إنها رحلة البحث عن الذات ؟ لكنها أيضا إحدى األسئلة العالقة‬ ‫والساخنة في أوراش اإلصالح الجديد وال مناص من البحث لها عن‬ ‫جواب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫بين‬

‫زمن‬

‫ين (‬

‫الخطاط العالمي محمد قرماد‬ ‫يحل بتطوان‬ ‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫من رحم األسحار ‪ ،‬تشرق الصباحات ‪ ،‬وفي زمن تنصب‬ ‫فيه المشانق ‪ ،‬وتوأد فيه الحضارات ويخمد فيه صوت‬ ‫التاريخ بكل أبعاده االنثربولوجية‪ ...‬في هذا الزمن العاصف‬ ‫بكل القيم ‪ ،‬وكنوتي يغني أثناء العاصفة* ‪ ،‬يبرق معرض‬ ‫الفنان الخطاط المخضرم محمد قرماد ‪...‬حرف يحدب على‬ ‫قيثارة الداللة ‪ ،‬فيحرك نسائم الحرية‪ ...‬تطوان ‪ ،‬فينوس ‪،‬‬ ‫ملهمة الفنانين ‪ ،‬كنبع صاف ‪ ،‬نهلت منه كل أشكال اإلبداع‪،‬‬ ‫تسترجع عهد األمجاد التي تألألت فوق جبينها ذات زمن ‪.‬‬ ‫يشع ألقها من جديد في الفضاء الالزوردي للمتوسط‪...‬‬ ‫حين أشرعت فيها بوابة جديدة لـ “ دار الفن”‪ ،‬فضاء يعزف‬ ‫للسماء مزامير الوجود المشترك‪ .‬تصر صاحبته الفنانة مريم‬ ‫أفيالل ـ من خالله ـ أن تجعل من روحها محركا للجمال في‬ ‫مدينتها تطوان ‪ ،‬وتقول بدفق حلمها الوردي ‪ ،‬يا عهود‬ ‫المسرة عودي ‪ ،‬فال زالت أرواح أهلك متعلقة بأهداب تاريخ‬ ‫بهائك‪.‬‬ ‫في غمرة نشوة هذه االيحاءات ‪ ،‬تم يوم الخميس ‪28‬‬ ‫يناير ‪ ، 2016‬افتتاح غاليري “ دار الفن “ للرسامة التشكيلية‪،‬‬ ‫مريم أفيالل ‪ ،‬الذي دشنه الفنان محمد قرماد ‪ ،‬الخطاط المغربي‪/‬العالمي ‪ ،‬الرجل السعيد الذي تحالف مع الحرف ‪ ،‬ليكتب أفكاره فنا تعبيريا ‪،‬‬ ‫بالغته اللون والظالل والفراغات ‪ ،‬دون االستغناء ‪ ،‬عن حضور” الصمغ” روح الحرف المغربي األصيل‪...‬الحرف الذي اقتحم بروحانيته العتبات‬ ‫القدسية ‪.‬‬ ‫قص شريط االفتتاح إلى جانب الفنان الضيف ‪ ،‬الفنان التشكيلي سعد بن سفاج ‪ ،‬بحضور حشد من فناني ومثقفي مدينة‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫و حتى ال يظل كالمي عبارة عن انطباعات خاصة ‪ ،‬كانت لي مع هذا الفنان الشامخ بتواضعه الجم ‪ ،‬وسعة صدره ‪ ،‬وغزارة معرفته‪،‬‬ ‫وعمق تجربته ‪ ،‬هذا الحوار ‪،‬ا لمختلس من وسط جمع كثيف لمحبي الفنان قرماد وعشاق طاقته اإلبداعية في فن الخط العربي‬ ‫خاصة‪ ،‬وفن التشكيل بصفة عامة‪ .‬على أن ندرج حوارنا مع صاحبة مشروع “ دار الفن”‪ ،‬في العدد الالحق بإذن اهلل‪.‬‬

‫• األستاذ محمد قرماد‪ ،‬أوال تطوان‬ ‫ترحب بحضورك‪ ،‬و تشكرك على عبق‬ ‫االبتهاج‪ ،‬ال��ذي نثرته لوحاتك في هذا‬ ‫الفضاء األنيق ‪ .‬أستاذ قرماد هناك جيل ـ و أنا‬ ‫منهم ـ تعرف عليك مبدعا في فن الخط‪ ،‬من‬ ‫خالل التلفزة المغربية‪ ،‬كيف تقيم تجربتك‬ ‫في حضن استديوهات التلفزة المغربية ؟‬ ‫• • التحقت للعمل باإلذاعة سنة ‪،1969‬‬ ‫كانت تجربة غنية بكل المقاييس‪...‬أفدت‬ ‫عندما أشرفت على تأسيس ورش��ات فن‬ ‫الكرافيزم بها‪ .‬و استفدت بتطوير أدواتي‬ ‫الفنية‪ ،‬سواء و أنا أقدم أعمالي الفنية‪ ،‬من‬ ‫خالل برامج التلفزة المغربية‪ ،‬أو من خالل‬ ‫ما قدمته من معارض و مساهمات محلية‬ ‫و دولية‪ ،‬و أنا في حضنها‪.‬‬ ‫• األستاذ محمد قرماد‪ ،‬سمعت من‬ ‫أحد المعجبين بفنك ـ و الذي يبدو أنه متابع‬ ‫لنشاطك الفني‪ ،‬منذ فترة اشتغالك بالتلفزة‬ ‫المغربية ـ يتساءل ربما قيدتك لوظيفة في‬ ‫وقت من األوقات ‪ ،‬هل حدث ذلك فعال؟‬ ‫• • ال أبدا قمت بأول معرض لي سنة‬ ‫‪ ،1970‬ب��رواق باب ال��رواح‪ ،‬و أنا موظف‬ ‫بالتلفزة المغربية‪ ،‬و بعدها كانت االنطالقة‬ ‫إلى الشيلي ثم الصين فاليابان‪ ،‬مرورا‬ ‫بالدول العربية‪..‬و كل هذا و أنا منتسب‬ ‫لطاقم موظفيها ‪.‬‬ ‫• األستاذ محمد قرماد‪ ،‬بالنسبة للخط‬ ‫العربي ـ و كما ال يخفى على المهتمين‬ ‫بهذا النوع من الفنون العريقة ـ له مدارس‬ ‫شهيرة‪ ،‬منها الخط الفارسي‪/‬العربي‬ ‫ومنمنماته والخط الكوفي و صولته ‪ ،‬ثم‬ ‫المغربي و نسخته األندلسية‪ .‬أين تنطلق‬ ‫ملكة الفنان قرماد نحو المطلق في اإلبداع‬ ‫بين كل هذه المدارس؟‬ ‫• • أنا مدرستي المجتمع‪....‬بمعنى أنني‬ ‫أجمع بين الخط و الفكرة و الفنية‪...‬أخرج‬ ‫الخط من ثبوتيته نحو التفاعل‪.‬‬ ‫• األستاذ محمد قرماد‪ ،‬هل يمكن أن‬ ‫نفهم من هذا‪ ،‬أن الخطاط المغربي محمد‬ ‫قرماد لوحده مدرسة مستقلة ؟‬ ‫• • طبعا‪ ،‬و قد أحسست بهذا‪ ،‬حين‬ ‫أمرنا صاحب الجاللة محمد السادس بالبحث‬ ‫في أصول الخط المغربي‪ .‬فمن المعلوم أنه‬ ‫ـ حفظه اهلل ـ خصص جائزة للخطاطين‬ ‫الباحثين و المتمرسين‪ ،‬و كذا المهتمين‬ ‫بالخط العربي‪/‬المغربي‪ .‬لهذا أدعو جميع‬ ‫الفاعلين في هذا المجال‪ ،‬لتكثيف الجهود‪،‬‬ ‫في التنقيب عن كنوز فن الخط العربي‪،‬‬ ‫وتتبع أثاره في كل المعمور‪ ،‬كزيارة قصر‬ ‫الحمراء بغرناطة‪ ...‬و العمل على إخراج‬ ‫المخطوطات التي ال زالت طي الصناديق‬ ‫المغلقة‪ ،‬كالعقود ‪ ،‬و الرسائل‪ ،‬و مختلف‬

‫‪13‬‬

‫نصوص المعامالت و الوثائق المخزنية‪.‬‬ ‫فالتراث هو ملكية جماعية‪.‬‬ ‫• األستاذ محمد قرماد‪ ،‬سمعتك وأنت‬ ‫تشرح ألحد زوار المعرض‪ ،‬أس��رار إحدى‬ ‫لوحاتك ‪ ،‬أنها منقوشة على الجلد‪ ،‬فما هي‬ ‫باقي العناصر التي اشتغلت عليها في باقي‬ ‫أعمالك؟‬ ‫• • اشتغلت على الجلد‪ ،‬و الحرير‪ ،‬وسعف‬ ‫النخيل‪ ،‬و مجموعة من الحوامل الخطية‬ ‫األخرى كالحجر و النحاس و غيرهما ‪ .‬كما‬ ‫خضت تجارب أخرى‪ ،‬خالل تظاهرات فنية في‬ ‫بعض المناسبات خارج الوطن حيث اشتغلت‬ ‫خالل زيارتي للشيلي على أشعار بابلو نيرودا‬ ‫‪ .‬كما تناولت في بعض أعمالي خالل زيارتي‬ ‫للصين و اليابان‪ ،‬تجربة فنية مع خطاطي‬ ‫الشرق األقصى‪ ،‬و هي تجربة لقيت نجاحا‬ ‫كبيرا‪ ،‬توجها حصولي على الجائزة الشرفية‬ ‫للخطاطين الصينيين‪ ،‬و الجائزة الشرفية‬ ‫الدولية للخطوط في بكين‪..‬‬ ‫و من خصائصي الفنية ـ يضيف الفنان‬ ‫األكاديمي محمد قرماد ـ أنني أدخلت لفن‬ ‫الخط الزخرفة و األلوان‪.‬‬ ‫الرجل السعيد ذو االبتسامة المشعة‬ ‫بإشراقة النبوغ‪ ،‬في جعبته الكثير مما يمكن‬ ‫أن يقوله‪ ،‬لوال إلحاح محبيه‪ ،‬و محاصرة‬

‫عشاقه‪ ،‬إما ألخذ الصور التذكارية‪ ،‬أو لتوقيع‬ ‫كتالوج المعرض‪.‬‬ ‫غصت القاعة‪ ،‬و زخ��رت بعشاق أحد‬ ‫رواد فن الخط العربي ببالدنا و بسائر‬ ‫بلدان العالم‪ ،‬و مع ذلك يصرهذا الرجل أن‬ ‫يجترح من اللحظة ‪ ،‬ما يمكنه من توجيه‬ ‫الشكر لصاحبة الرواق السيدة مريم أفيالل‬ ‫قائال “ هذا أول معرض لي بقاعة من هذا‬ ‫النوع‪ ،‬لهذا أتوجه بالشكر لهذه السيدة‬ ‫على الجهد الجبار الذي بذلته إلخراج هذا‬ ‫المعرض بهذه الجمالية التي جذبت عشاق‬ ‫الخط العربي”‪ ،‬و للصحافة معبرا “ كما أوجه‬ ‫شكري الخاص للصحافة على دوره��ا في‬ ‫نشر الوعي الفني ‪”.‬‬ ‫و ل�لإش��ارة ف��إن من أع��م��ال الفنان‬ ‫التشكيلي و الخطاط المغربي محمد قرماد‪،‬‬ ‫تخطيط المصحف المتلفز للتلفزة المغربية‪.‬‬ ‫كما كتب اكبر مصحف على النحاس‪ ،‬هدية‬ ‫للقوات المسلحة الملكية ‪ .‬حظي بجائزة‬ ‫الملك محمد السادس التكريمية للخطوط‬ ‫المغربية ‪ .‬كما يعتبرأول فائز بالجائزة‬ ‫الشرفية الذهبية من فرنسا‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫* من قصيدة للشاعر الفرنسي ألفريد دي‬ ‫موسي‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫‪ 4‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫مسرح الفرجة‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫تعتبر الحلقة من بين األشكال الماقبل مسرحية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن‬ ‫البساط‪ ،‬وسلطان الطلبة‪ ،‬وسيدي الكتفي‪ ،‬وهي كلها ظواهر فنية تشترك مع‬ ‫بعضها في كونها تمارس مباشرة‪ ،‬بين المؤدين أي الممثلين والجمهور‪ ،‬ذلك‬ ‫أن هذا البعد التمثيلي الذي تقوم عليه الحكاية هو الذي جعل هذه األشكال‬ ‫الماقبل مسرحية تنطوي على خصوصيات العرض المسرحي ومواصفاته‪.‬‬ ‫فالحلقة كانت والزالت كما يراها الباحث في المسرح حسن المنيعي‪ ،‬فضاءا‬ ‫لعبويا مشتركا بين المدن والقرى‪ ،‬يقوم فيه الفنانون بأعمال مدهشة وطريفة‪،‬‬ ‫يقدم كل واحد من المؤدين ما يمتلكه من مهارات فنية‪ ،‬سواء في مجال الحكي‬ ‫عن اإلنس والجن‪ ،‬أو ابتكار ألعاب سحرية أو بهلوانية‪ ،‬أو ارتجال الشعر والنكت‪،‬‬ ‫حيث كان هذا الفضاء يعج دوما بالحركة واإليماءة والموسيقى وفنون الحكي‬ ‫إلى درجة أن كل من يرتاده من المتفرجين يجد نفسه في غمرة الجد والهزل‪،‬‬ ‫وفي عوالم يمتزج فيها الواقع والخيال والتاريخ‪ ،‬وحتى الالتاريخ ألنه مكان‬ ‫الزمني يظل مفتوحا عبر شكله الدائري‪ ،‬وفرجته قائمة على االرتجال وبالغة‬ ‫الجسد واإليقاع الموسيقي الشيء الذي يجعله يستحضر كل األزمنة في لحظة‬ ‫واحدة إما على لسان الراوي أو من خالل حركاته ك «سيدي احماد او موسى» أو‬ ‫في لوحة قراد‪ ،‬ومقالب شخصيات ك «جحا» و «حديدان» و «المسيح» وغيرهم‪.‬‬ ‫ومن هنا يمكن القول أن الحلقة هي مهد المسرح المغربي‪ ،‬باعتبارها‬ ‫المكان األول التي سهمت في ترسيخ وسائل التعبير‪ ،‬وتحقيق التواصل مع‬ ‫الجمهور‪ ،‬من خالل مشاركته الفعلية في كل ما يقترح عليه‪.‬‬ ‫أما البساط فيعتبر مسرحا ترفيهيا‪ ،‬نشأ في القرن الثامن عشر الميالدي‪،‬‬ ‫وأول عرض تم تقديمه كان في قصر السلطان محمد بن عبد اهلل‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫فرجته إلى المنازل والساحات العمومية قبل أن يتفرع إلى أشكال عديدة من‬ ‫التمثيل الفكاهي الهزلي االنتقادي‪ ،‬والتمثيل الطرقي الصوفي‪ ،‬غير أن فرجات‬ ‫البساط هي الوحيدة التي كانت تقدم أمام ملوك المغرب الذين كانوا يرعون‬ ‫هذا الفن الشعبي‪ ،‬حيث كان يجسد فرصة للملوك لإلتصال المباشر برعاياهم‪،‬‬ ‫واالحتفال معهم‪ ،‬واالطالع على مشاكلهم‪ ،‬والبساط كان يؤدى في المناسبات‬ ‫واألعياد‪ ،‬كعيد األضحى ‪ ،‬وعاشوراء‪ ،‬حيث كانت الفرق تقصد قصر الملك في‬ ‫موكب كرنفالي‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار البساط بشخوصه وممثليه وجمهوره‪،‬‬ ‫مسرحا شامال كرنفاليا‪ ،‬سواء من خالل نصوصه المسرحية المخططة سابقا‪،‬‬ ‫أو من خالل االرتجال والغناء‪ ،‬وهوما جعل البساط يتخذ طابعا شعبيا‪ ،‬وقد عرف‬ ‫ازدهاره في عهد المولى عبد العزيز‪ ،‬ولعب دورا هاما في الحركة الوطنية‪ ،‬بشكل‬ ‫دفع المستعمر إلى تهميشه‪ ،‬بل وتعرض العديد من ممارسيه لإلضطهاد‬ ‫والتوقيف‪ ،‬وحل جمعياته‪.‬‬ ‫أما مسرح سلطان الطلبة فقد ارتبط بطلبة جامعة القرويين‪ ،‬ويرجع أصل‬ ‫هذه التظاهرة إلى عهد السلطان موالي رشيد مؤسس الدولة العلوية‪ ،‬الذي‬ ‫عاش فترة حرجة من حكمه حينما اضطر إلى مواجهة تمرد (ابن مشعل) الذي‬ ‫يضطهد سكان مدينة تازة‪ ،‬وكذا مواجهة أخيه موالي أحمد الذي كان يزاحمه‬ ‫على الحكم‪ ،‬بعد موت أبيهما موالي علي الشريف دفين تافياللت‪ ،‬ولجعل حد‬ ‫لهذه المواجهة قصد السلطان موالي رشيد زاوية الشيخ « الواتي» بناحية تازة‬ ‫واستنجد بأتباعه من الطلبة‪ ،‬الذين ساعدوه على قتل الطاغية ابن مشعل‪،‬‬ ‫الشيء الذي أتاح له فيما بعد محاربة أخيه موالي أحمد ودخوله فاس التي‬ ‫بويع فيها سلطانا سنة ‪ 1666‬م‪ ،‬وألجل مكافأة طلبة الشيخ الواتي‪ ،‬نظم لهم‬ ‫السلطان موالي رشيد نزهة‪ ،‬أتاح لهم خاللها فرصة اختيار أحد منهم كسلطان‬ ‫يحكم أسبوعا كامال‪ ،‬حيث ظلت تقليدا مسرحيا يقام فيدفصل الربيع من كل‬ ‫سنة‪ ،‬وتوزع فيها األدوار‪ ،‬انطالقا من الملك (الذي يحصل على هذا اللقب من‬ ‫خالل مزاد علني) مرورا بحاشية سلطان الطلبة‪ ،‬وصوال إلى الجمهور المشارك‪،‬‬ ‫المتكون من الطلبة‪ ،‬وسكان المدينة‪ ،‬ويستغرق الحفل أسبوعا‪ ،‬يقوم خاللها‬ ‫السلطان بزيارة سلطان الطلبة ‪ ،‬ليقدم له بعض الهدايا‪ ،‬وليلبي بعض طلباته‪.‬‬ ‫أما عن اللعبة فإنها تمر في جو مرح‪ ،‬تلقيد لمراسيم سلطنة مزيفة‪ ،‬مدتها‬ ‫أسبوعا‪ ،‬كلها والئم‪ ،‬واحتفاالت غنائية‪ ،‬وقراءات شعرية‪ ،‬وخطب ساخرة‪ ،‬وحينما‬ ‫تنقضي الليلة السابعة‪ ،‬يغادر سلطان الطلبة عرشه‪ ،‬ومملكته المزيفة فورا‪ ،‬وإال‬ ‫تعرض للضرب من لدن حاشيته إلشعاره بزيف ملكه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪823‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫اإلعراض عن اللغو‬

‫إن دين اإلسالم دين المثل الرفيعة‪ ،‬واألخالق السامية‪ ،‬واآلداب العظيمة؛ إنه الدين الذي يربي أتباعه‬ ‫على أكمل األخالق‪ ،‬وأحسن اآلداب‪ ،‬ويحرص على الرقي بالمسلم إلى آفاق الجمال والكمال‪.‬ولقد قامت‬ ‫شعائر اإلسالم وعباداته ومعامالته على شوامخ اآلداب واألخالق‪ ،‬وهي جميعاً تسمو باإلنسان إلى سماء‬ ‫النقاء والصفاء؛ تُزكي وجدانه‪ ،‬وتنير عقله‪ ،‬وتهذب مشاعره‪ ،‬وترهف أحاسيسه‪.‬‬ ‫وإن المتأمل في العبادات في اإلسالم يجد أن من أهم أهدافها‪ ،‬ومن أسمى حكمها‪ ،‬تدريب المسلم‬ ‫على حسن الخلق‪ ،‬وجميل الطباع‪ ،‬وروائع المثل‪ :‬فالصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي‪ ،‬والزكاة‬ ‫تطهر النفس وتخلق التضامن والتآخي داخل المجتمع‪ ،‬وتقتل األنانية‪ ،‬وتعلم المودة والمحبة والتراحم؛‬ ‫والصوم فيه صيام الجوارح عن اللغو والزور والكذب والباطل؛ والحج مدرسة في الخلق‪ ،‬وملحمة لألدب‪،‬‬ ‫وميدان للتهذيب‪.‬‬ ‫وإن هلل نعماً عظيمة على خلقه ال تُعد وال تُحصى‪ ،‬ومن أجل النعم التي أسبغها اهلل على عباده‬ ‫نعمة الكالم فقد كرمه اهلل بها على سائر خلقه‪ ،‬وتلك نعمة تستوجب الشكر كباقي النعم‪ ،‬وشكر اهلل على‬ ‫هذه النعمة يكون باستخدام اللسان في كل خير منشود‪ ،‬وكفه عن كل شر وسوء‪ ،‬وقد وصف اهلل سبحانه‬ ‫عباده المؤمنين باإلعراض عن اللغو والبعدِ عنه وجع َله من أركان الفالح ودالئل الكمال والنجاح ‪.‬ليس‬ ‫هذا فحسب بل إنه منبع االستقامة وأساس صالح القلب ‪.‬قال سبحانه وتعالى في وصف عباده الصالحين‪:‬‬ ‫ور َو�إِ َذا َم ُّروا بِال َّل ْغوِ َم ُّروا كِ َر ًاما)‪ ،‬ومعنى قوله‪ :‬مَرُّوا كِرَامًا‪ ،‬يمرون وهم في‬ ‫ِين اَل َي ْ�ش َه ُد َ‬ ‫(وا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫ون الزُّ َ‬ ‫حال الكرامة‪ ،‬والبعد عن المشاركة مع أرباب اللغو في لغوهم‪ ،‬فإن‬ ‫السفهاء إذا مروا بأصحاب اللغو أ ِنسوا بهم‪ ،‬وقعدوا معهم‪ ،‬وشاركوا‬ ‫في لغوهم؛ أما أهل الكرامة فإذا مروا على أصحاب اللغو تنزهوا‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬وترقوا بأخالقهم عن مشاركتهم؛ والكرامة هي النزاهة‬ ‫ومحاسن الخالل؛ وأصلها نفاسة الشيء في نوعه‪.‬‬ ‫ان َع ْب ٍد َحتَّى‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫ِيم َ‬ ‫ويقول عليه الصالة والسالم ‪ :‬اَ(ل َي ْ�س َتق ُ‬ ‫ِيم ل َِ�سانُهُ َو اَل َي ْد ُخ ُل َر ُج ٌل‬ ‫ِيم َق ْل ُبهُ َو اَل َي ْ�س َتق ُ‬ ‫ِيم َق ْل ُبهُ َحتَّى َي ْ�س َتق َ‬ ‫َي ْ�س َتق َ‬ ‫َ‬ ‫جْ َ‬ ‫الن َ​َّة اَل َي�أْ َم ُن َج ُار ُه َب َوا ِئقهُ )‪.‬‬ ‫واإليمان قوة عاصمة عن الدنايا‪ ،‬ودافعة إلى المكرمات‪ ،‬فعلى‬ ‫المؤمن أن يعود لسانه على الجميل من القول‪ ،‬وليعلم أن ألفاظه‬ ‫محسوبة عليه‪ ،‬وأنه محاسب عليها‪ ،‬لقوله تعالى ‪ ( :‬ما يلفظ من‬ ‫قول إلى لديــه رقـيب عتيد )‪.‬‬ ‫وللغو تعريفات كثيرة أدناها كل ما ال يعني من قول أو فعل‬ ‫كاللعب والهزل وما توجب المروءة الترفع عنه َ‬ ‫وتركه‪ ،‬وهو أيضا‬ ‫عين الباطل نقيض الحق وهو ما يكرهه اهلل من خـلقه‪ ،‬ويندرج‬ ‫تحت هذه التعاريف ُ‬ ‫كل فحش ومنكر من غيبة ونميمة وكذب وشهادة زور وخصام وعناد وغناء يشتمل‬ ‫على الفاحشة ويدعوا إليها وينشر الرذيلة‪ ،‬ويطفئ نور اإليمان في القلب ويمسح بهاء الحياء من الوجه‪،‬‬ ‫وهو من أعمال الفساق ومن مطايا النفاق‪.‬‬ ‫واللغو في القول يهوي بالمرء في أدنى طبقات جهنم ‪-‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬واللغو في القول يدمر األسر‬ ‫والمجتمعات ألم يكن اإلفك الذي افتراه المنافقون على أم المؤمنين عائشة لغوا يقول اهلل عنه بعد أن‬ ‫نهى وتوعد وحذر وزجر ‪َ ( :‬و حَ ْ‬ ‫ت َ�س ُبونَهُ َه ِّين ًا َو ُه َو عِ ن َد ال َّلهِ َعظِ ٌيم ) ومن اللغو أن يتفوه المرء بالكلمة ال‬ ‫يلقي لها باال ‪-‬كما جاء في الحديث ‪ -‬يهوي بها في النار أو في جهنم وبئس المنقلب‪ ،‬ف َع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة‬ ‫َع ْن ال َّنب ِِّي َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َق َ‬ ‫ال‪� ( :‬إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َكل َِمةِ مِ ْن رِ ْ�ض َو ِ‬ ‫ان ال َّلهِ ال ُي ْلقِي َل َها َباال َي ْر َف ُعهُ ال َّلهُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َِها َد َر َج ٍ‬ ‫ات َو�إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َكل َِمةِ مِ ْن َ�سخَ طِ اللهِ ال ُيلقِي ل َها َباال َي ْهوِ ي ب َِها يِف َج َهن َ​َّم )) وأحيانا تكون‬ ‫تلك الكلمة من أجل المزاح والضحك‪ ،‬لعلها تحتوي على الغيبة أو الكذب أو الزور أو االستهزاء باآلخرين‪،‬‬ ‫ف َع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة َع ْن َر ُ�سولِ ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َق َ‬ ‫الر ُج َل َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َكل َِمةِ ُي ْ�ضحِ ُك ب َِها ُج َل َ�س َاء ُه‬ ‫ال‪� ( :‬إِ َّن َّ‬ ‫َي ْهوِ ي ب َِها مِ ْن �أَ ْب َع ِد مِ ْن رُّ َ‬ ‫الث َّيا ) واللغو في القول هو من حصائد األلسن التي تَقذف الناس في النار على‬ ‫مناخرهم يوم القيامة ف َع ْن ُم َعاذِ ْبنِ َج َبلٍ عندما �س�أل النبي �صلى الله عليه و�سلم عما يدخله اجلنة ويبعده‬ ‫با َن َت َك َّل ُم بِهِ َف َق َ‬ ‫من النار قال ‪َ ( :‬ف�أَ َخ َذ ِبل َِ�سانِهِ و َق َ‬ ‫ال كُ َّف َع َل ْي َك َه َذا َف ُق ْل ُت َيا َنب َِّي ال َّلهِ َو�إِنَّا مَ ُ‬ ‫ل�ؤ َ‬ ‫ال‬ ‫َاخ ُذ َ‬ ‫ون مِ َ‬ ‫َّا�س يِف النَّارِ َع َلى ُو ُجوهِ هِ ْم �أَ ْو َع َلى َمن ِ‬ ‫َاخرِ هِ ْم �إِ َّال َح َ�صا ِئ ُد �أَ ْل ِ�س َنتِهِ ْم )‪ ،‬ومن‬ ‫َث ِك َلت َْك �أُ ُّم َك َيا ُم َع ُاذ َو َه ْل َيكُ ُّب الن َ‬ ‫اللغو المهلك للمجتمع بأسره والمخل لتوازنه ونظامه والمزعزع ألمنه اإلشاعة وترديدها وإعادة تنسيقها‬ ‫ونشرها واإلصرار على تداولها خاصة تلك التي تتهم األبرياء وتسيء إليهم وتلحق الضرر بالغافلين ومنها‬ ‫ما يتناوله الناس من اتهام بعضهم البعض بأخذ أموال‪ ،‬أو تبذيرها‪ ،‬أو نهش أعراض‪ ،‬أو إطالق ألقاب‬ ‫وصفات وهي كذب وافتراء‪ ،‬فالمؤمن مطالب بقول الخير أو الصمت‪ ،‬والمؤمن ال نجاة له إال في اإلعراض‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫عن اللغو إذ به تتحقق صفة اإليمان وبه ينجو من عذاب اهلل يوم القيامة وبه يعيش سعيدا كريما في‬ ‫إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول‬ ‫الدنيا مطمئنا في اآلخرة يقول عطاء بن أبـي رباح رضي اهلل عنه ‪ّ :‬‬ ‫الكالم يعني اللغو وكانوا يعدّون فضول الكالم ما عدا كتاب اهلل تعالى وسنة رسول اهلل ‪،‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أو أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر‪ ،‬أو أن تنطق بحاجتك في معيشتك التي ال بد لك منها‪ ،‬ثم يقول‬ ‫أن عليكم حافظين كراماً كاتبـين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إال لديه رقيب‬ ‫أتنكرون ّ‬ ‫عتيد‪ ،‬أما يستحي العبد إذا نشرت صحيفته التي مألها صدر نهاره بما ليس من أمر دينه وال دنياه‪ .‬وما ال‬ ‫فائدة منه‪ ،‬بل ضرره أكبر وعاقبته أسوأ‪.‬‬ ‫فإذا كانت هذه خطورة اللغو‪ ،‬وتلك سمة أربابه‪ ،‬بغيض إلى اهلل‪ ،‬بغيض إلى رسوله ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،-‬بغيض إلى المؤمنين؛ نزِّهتْ عنه الجنة‪ ،‬وهو مجرد الكالم الذي ال فائدة منه وال قيمة له‪ ،‬فما‬ ‫بالكم بضياع األوقات في ذنوب واضحة‪ ،‬ومنكرات بينّة؟ وما بالكم بشغل الجوارح فيما نهى اهلل عنه‪،‬‬ ‫معاص بيّنة‪ ،‬وذنوب جليّة‪ ،‬ومنكرات بغيضة؟‪.‬‬ ‫وحذر منه‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫فكم يضيع من أوقاتنا اليوم! كم شغلت أبصارنا وأسماعنا بما يمجه الحق‪ ،‬ويأباه الدين‪ ،‬ويتنافى‬ ‫مع الخلق! فلنسمُ بأرواحنا وأقوالنا وأفكارنا ومجالسنا عن كل نقيصة‪ ،‬فالعمر غنيمة‪ ،‬والحياة فرصة‪،‬‬ ‫واألنفاس محدودة‪ ،‬واأليام معدودة‪.‬فعن سلمان‪ :‬أكثر الناس ذنوباً يوم القيامة أكثرهم كالماً في معصية‬ ‫اهلل‪ .‬فهذا هو الخوض في الباطل‪ ،‬وغير ذلك يكون الصمت وأكرم به من مسلك فيه النجاة والفوز‬ ‫وفيه الفالح في الدنيا والوقار ‪ .‬وأهل اهلل يعدون التحلي بالصمت من‬ ‫نعم اهلل وتيسيره على عباده ورأفته بهم فرغم قلته ويسره إال أنه باب‬ ‫واسع من أبواب الجنة وعمل من أعمال العظماء ال يستطيعه إال أصحاب‬ ‫واألخالق الرفيعة‪ ،‬يقول أبو ذرّ‪ :‬قال‬ ‫الهمم العالية والنفوس السليمة‬ ‫ِ‬ ‫لي رسول اهلل �أَ َال � َأعل ُِم َك ِب َع َملٍ َخف ٍ‬ ‫ِيف َع َلى ال َب َد ِن َثقِيلٍ يِف املِيزَ انِ؟ قلت‪:‬‬ ‫بلى يا رسول اهلل قال‪« :‬هُوَ الصَّمْتُ وَحُسْنُ الخُ ُلق وَتَرْكُ ما ال‬ ‫يَعْ ِنيكَ»‪ ،‬ولتتضح لنا فائدة اإلعراض عن اللغو فقد جعل اهلل المتصف‬ ‫به والمحافظ على قواعد اإلسالم وأركانه في صف واحد ‪ .‬وال تكتمل‬ ‫صورة المؤمن الكامل إال به فقد ذكره اهلل بين فريضتين بين الصالة‬ ‫والزكاة فقال «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صالتهم خاشعون‬ ‫والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون »‪ .‬والفالح‬ ‫الذي حازه المعرضون عن اللغو ليس شيئا يسيرا هينا وإنما هو فوز في‬ ‫الدنيا بالكرامة والعفة والطهر إذا يكفي المع ِرض عن اللغو شرفا أنه‬ ‫يترفع عن الخوض مع الجاهلين في لغوهم وهو يمتنع عن الكالم حتى ال يسجل عليه قول أو ترصدَ عليه‬ ‫كلمة من اللغو الذي ال فائدة فيه‪ ،‬ومن هنا كان حرياً بالمسلم أن يضبط لسانه‪ ،‬ويسائل نفسه قبل أن‬ ‫يتحدث عن جدوى الحديث وفائدته فإن كان خيراً تكلم وإال سكت والسكوت في هذه الحالة عبادة يؤجر‬ ‫عليها‪ ،‬وصدق رسول اهلل إذ يقول‪« :‬ومن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيراً أو ليصمت» وبالجملة‬ ‫َ‬ ‫«م ْن‬ ‫فإن ضبط المؤمن للسانه‬ ‫ومحافظته عليه وسيلة لضمان الجنة بإذن اهلل‪ ،‬وهذا وعد رسول اهلل ‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي حَ ْ‬ ‫ي رِ ْج َل ْيهِ �أ ْ�ض َم ْن َلهُ جْ َ‬ ‫النَّة» ‪.‬‬ ‫ل َي ْيهِ َو َما َب نْ َ‬ ‫َي ْ�ض َم ْن يِل َما َب نْ َ‬ ‫ومما مضى من آيات وأحاديث عن اللغو تَبَيَّنَ لنا خطورة هذا الخلق الذميم الذي يذهب الحسنات‪،‬‬ ‫ويتدنى بالخلق‪ ،‬ويهز المروءة‪ ،‬ويتنافى مع سمو الروح‪ ،‬ورقي المشاعر‪ ،‬وتألق المؤمن؛ وإن المجالس قل‬ ‫أن تخلو من لغو‪ ،‬أو تصفو من لفظ‪ ،‬أو تسلم من لهو؛ وألجل ذلك دلنا ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على ما‬ ‫يذهب ذلك كله‪ ،‬فيكفر الخطأ‪ ،‬ويمحو الذنب‪ ،‬ويرفع الدرجة؛ فقال ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪« :-‬من جلس في‬ ‫مجلس ُ‬ ‫فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك‪ :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله‬ ‫إال أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪ .‬إال غفر لـه ما كـان في مجلسه ذلك» أخرجه الترمذي وصححه‪.‬‬ ‫إن في قوله تعالى «والذين هم عن اللغو معرضون» إشارة إلى أن المؤمن مطالب باالبتعاد عن اللغو‬ ‫بجميع ضروبه وأشكاله كلغو القول ‪ ،‬ولغو الفعل ‪ ،‬ولغو االهتمام والشعور ‪ .‬ولقلب المؤمن ما يشغله عن‬ ‫اللغو واللهو والهذر له ما يشغله من ذكر اهلل ‪،‬وتدبر آياته في األنفس واآلفاق وله ما يشغله من تكاليف‬ ‫العقيدة ‪ :‬تكاليفها في تطهير القلب ‪ ،‬وتزكية النفس وتنقية الضمير‪ .‬وتكاليفها في السلوك ‪ .‬وتكاليفها‬ ‫في األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬وصيانة حياة الجماعة من الفساد واالنحراف لحمايتها ونصرتها‬ ‫وعزتها ‪ ،‬وهي تكاليف ال تنتهي وال يغفل عنها المؤمن وفي مقابل صرف الوقت في اللغو وفضول الكالم‬ ‫والقيل والقال دعانا ديننا الحنيف إلى ملء الفراغ بذكر اهلل وتسبيحه واستغفاره‪.‬‬

‫ما من عام أمطر من عام (‪)3‬‬

‫‪ 5‬ـ عمل الميل المحوري لألرض على تباين طول الليل‬ ‫والنهار ما بين خط االستواء والقطبين فهما متساويان في‬ ‫النطاق االستوائي دائماً ولكنهما مختلفان طو ًال كلما اقتربنا‬ ‫من الدائرة القطبية‪ ،‬إذ يختفي الليل في االنقالب الحراري‬ ‫الصيفي في القطب الشمالي بينما ال نرى النهار في القطب‬ ‫الجنوبي‪ .‬ويحدث العكس بين القطبين في االنقالب الحراري‬ ‫الشتوي‪ ،‬وبالطبع سيؤثر هذا الواقع على قيم اإلشعاع والحرارة‬ ‫ما بين االستواء والقطبين‪ ،‬وسبحان من قال‪َ } :‬و َ�س ّ َخ َر َل ُ‬ ‫ك ُم‬ ‫َّ‬ ‫ي َو َ�س ّ َخ َر َل ُ‬ ‫ار { (إبراهيم‪:‬‬ ‫ك ُم ا ّ َل ْلي َل َوال ّ َن َه َ‬ ‫�س َوا ْل َق َم َر دَ �آئ َِب نْ ِ‬ ‫ال�ش ْم َ‬ ‫‪.)33‬‬ ‫ب ـ أدى البعد المعياري لكتلتي الشمس والقمر عن األرض‬ ‫إلى ظهور ردة فعل أرضية مناسبة ومتوازنة مع قوة جذب‬ ‫الجرمين المذكورين وذلك على شكل قوة نابذة متعاكسة في‬ ‫اتجاهها مع القوة الجاذبة الشمسية القمرية‪ ،‬وردة الفعل هذه‬ ‫الناجمة عن حركة األرض الدورانية قد حققت ثبات سير األرض‬ ‫في مدارها المعروف حول الشمس وحددت سرعة حركتها‬ ‫والمقدرة وسطياً بـ ‪ 29،8‬كم‪/‬ثانية‪ ،‬مما أدى إلى انتظام طول‬ ‫السنة (‪ 365‬يوماً ونيف) واليوم ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وإذا ما عدنا إلى‬ ‫كواكب عطارد والزهرة والمريخ‪ ،‬نجد أن أول اليوم لعطارد‬ ‫بينما السنة ال تتجاوز ‪ 88‬يوماً وبالنسبة للمريخ يكاد يكون طول السنة ضعف طولها في‬ ‫األرض أي ‪ 678‬يوماً‪ ،‬وهكذا بقية كواكب المجموعة الشمسية‪ ،‬وهذا التباين الكبير في طول‬ ‫كل من السنة واليوم في الكواكب األخرى ومعياريته بالنسبة لألرض أحد األسباب األساسية‬ ‫في تباين واختالف النظم الحرارية ما بين هذه الكواكب واألرض في الختام ال يسعني إال أن‬

‫وم{ (الحجر‪.)21 :‬‬ ‫ّ َم ْع ُل ٍ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫أشير إلى أن اهلل جلت قدرته لم يكتف بتسخير الشمس والقمر بل‬ ‫إنه سخر األرض ذاتها لساكنيها األحياء لتكون لهم مستقراً وقراراً‪،‬‬ ‫وذلك بأن جعل تركيبها وتطبقها وطاقتها وكتلتها وحجمها معيارياً‬ ‫مما وفر لألرض‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ غالفاً جوياً مثالياً في تركيبه (آزوتي أكسجيني) وفي وزنه‬ ‫وسماكته مما أعطاه الفرصة لعكس وامتصاص قرابة (‪ )52%‬من‬ ‫مجموع األشعة الشمسية القادمة إلى األرض‪ ،‬فحافظ بذلك على‬ ‫الظروف الحرارية والرطوبية الحالية‪.‬‬ ‫ب ـ درعين واقيين يحميان أحياء األرض من المواد واإلشعاعات‬ ‫الشمسية والكونية القاتلة والدرعان هما‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ الساحة المغناطيسية وتمثل الخط الدفاعي األول والبعيد‬ ‫عن األرض‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ طبقة األوزون القريبة من سطح األرض (‪ 25‬ـ ‪ 40‬كم وسطياً)‪.‬‬ ‫ن َخ َل َق‬ ‫وأتم هذه األسطر بقوله تعالى‪َ } :‬و َلئِن َ�س�أَ ْلت َُهم َم ْ‬ ‫ن هّ َ ُ‬ ‫ات َوا َ‬ ‫�ض َو َ�س ّ َخ َر ّ َ‬ ‫لأ ْر َ‬ ‫ال�س َما َو ِ‬ ‫الل َف َ�أ َنّى‬ ‫�س َوا ْل َق َم َر َل َيقُ و ُل ّ َ‬ ‫ال�ش ْم َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُي�ؤْف ُ‬ ‫كون { (العنكبوت‪ ،)61 :‬وقول اهلل �سبحانه وتعالى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ندنَا َخ َزا ِئنُهُ َو َما ُن َن ّ ِزلهُ �إال ِبق َ​َد ٍر‬ ‫كذلك‪َ } :‬و�إن ّ ِمن َ�ش ْي ٍء �إال عِ َ‬

‫(انتهى)‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)19‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫ولدي بني رجلني‪ :‬مطيع هّ‬ ‫وعا�ص له‬ ‫الل‬ ‫ٍ‬ ‫عن العتبي عن أبيه قال‪:‬‬ ‫لما حضرتْ عمر بن عبد العزيز الوفاة جمع ولده حوله‪ ،‬ف ّلما رآهم استعبر وبكى ثم قال‪ :‬بأبي وأُمي من خ ّلفتهم بعدي‬ ‫فقراء! فقال له مسلمة بن عبد الملك‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فتع ّقب فعلك وأغنهم‪ ،‬فما يمنعك أحد في حياتك وال يرتجعه الوالي‬ ‫بعدك‪.‬‬ ‫فنظر إليه نظر مغضب متعجّب فقال‪ :‬يا مسلمة‪ ،‬منعتهم إياه في حياتي وأشقى به بعد وفاتي!؟ إن ولدي بين رجلين‪:‬‬ ‫الل هّ‬ ‫إمّا مطيع هّ‬ ‫فالل مصلح له شأنه ورازقه ما يكفيه‪ ،‬أو عاص له فما كنتُ ألعينه على معصيته‪.‬‬ ‫يا مسلمة‪ ،‬إني حضرت أباك لما دفن فحملتني عيني عند قبره فرأيته قد أفضى إلى أمر من أمر هّ‬ ‫الل راعني وهالني‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أفضي إلى عفو هّ‬ ‫فعاهدت هّ‬ ‫الل وغفرانه‪.‬‬ ‫الل أ ّال أعمل بمثل عمله إن وليت‪ ،‬وقد اجتهدت في ذلك طول حياتي‪ ،‬وأرجو أن‬ ‫قال مسلمة‪ :‬فلما دفن حضرت دفنه‪ ،‬فلما فرغ من شأنه حتى حملتني عيني‪ ،‬فرأيته فيما يرى النائم وهو في روضةٍ‬ ‫وأنهار ّ‬ ‫مطردة وعليه ثياب‪.‬‬ ‫خضراء نضرة فيحاء‬ ‫ٍ‬

‫�أبو الأ�سود الد�ؤيل وا�ضع علم ال ّنحو‬

‫الفرق كبري جد ًا وال يقا�س‬ ‫ذكر المدائني أنه كان بين عمر بن عبد العزيز وبين يعقوب بن سلمة وأخيه عبد هّ‬ ‫الل كالم‪ ،‬فأغلظ يعقوب لعمر في‬ ‫كالم فقال له عمر‪ :‬اسكت فإنك ابن أعرابية جافية‪ .‬فقال عقيل لعمر‪ :‬لعن هّ‬ ‫الل شرّ الثالثة‪ ،‬مني ومنك ومنه! فغضب عمر‪،‬‬ ‫والل أيها األمير شرّ الثالثة‪ .‬فقال عمر‪ :‬هّ‬ ‫فقال له‪ ،‬صخير بن أبي الجهم‪ :‬آمين‪ .‬فهو هّ‬ ‫والل إني ألراك لو سألته عن آية من‬ ‫كتاب هّ‬ ‫الل ما قرأها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬بلى هّ‬ ‫والل إني لقارئ ّالية وآيات‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬فاقرأ‪ ،‬فقرأ «إنّا بعثنا نوحاً إلى قومه» فقال له عمر‪ :‬قد أعلمتك أنك ال تحسن‪ .‬ليس هكذا قال هّ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فكيف قال؟‬ ‫قال‪{ :‬إنّا أرسلنا نوحاً}(‪.)2‬‬ ‫فقال‪ :‬وما الفرق بين «أرسلنا» و«بعثنا»؟!‬

‫ف�ضيلة ابنة الد�ؤيل‬

‫إن أبا األسود الدؤلي كان يع ّلم أوالد زياد بن أبيه وهو والي العراقيين يومئذ‪ ،‬فجاءه يوماً وقال له‪ :‬أصلح هّ‬ ‫قيل ّ‬ ‫الل األمير‪،‬‬ ‫إني أرى العرب قد خالطت هذه األعاجم وتغيرت ألسنتهم‪ ،‬أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كالمهم؟ قال‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬قال‪ :‬فجاء رجل إلى زياد وقال‪ :‬أصلح هّ‬ ‫الل األمير‪ ،‬توفي أبانا وترك بنون‪ ،‬فقال زياد‪ :‬توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي أبا‬ ‫األسود‪ ،‬فلما حضر قال‪ :‬ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬إنه دخل بيته يوماً فقال له بعض بناته‪ :‬يا أبت‪ ،‬ما أحسنُ السماء‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنية نجومُها‪ ،‬فقالت‪ :‬إني لم أرد أي‬ ‫شيء منها أحسن‪ ،‬إنما تعجبت من حسنها‪ ،‬فقال‪ :‬إذن فقولي ما أحسنَ السماء‪ ،‬وحينئذ وضع النحو‪.‬‬

‫دخل أبو األسود الدؤلي إلى ابنته بالبصرة فقالت له‪ :‬يا أبتِ ما أشدُّ الحرّ! (رفعتْ أشدّ) فظنّها تسأله وتستفهم‬ ‫منه‪ :‬أيُّ زمان الحرّ أشدّ‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬شهر صَ َفر‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬يا أبتِ إنما أخبرتك ولم أسألك‪.‬‬ ‫فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ذهبتْ لغة العرب ّلما خالطت العجم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تضمحل‪ ،‬فقال له‪ :‬وما ذلك؟ فأخبره خبر ابنته‪ ،‬فأمره فاشترى صحفاً بدرهم وأملى عليه‪:‬‬ ‫وأوشك أن تطاول عليها زمان أن‬ ‫الكالم ك ّله ال يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى (وهذا القول أول كتاب سيبويه) ثم رسم أصول النحو كلها‪ ،‬فنقلها‬ ‫النحويون وفرّعوها‪ .‬قال أبو الفرج األصفهاني‪ :‬هذا حفظته عن أبي جعفر وأنا حديث السن فكتبته من حفظي‪ ،‬واللفظ يزيد‬ ‫أو ينقص وهذا معناه‪.‬‬

‫حدّث عثمان الوراق قال‪:‬‬ ‫رأيت العتّابي الشاعر العباسي يأكل خبزاً على الطريق بباب الشام فقلت له‪ :‬ويحك‪ ،‬أما تستحي؟‬ ‫دار فيها بقر‪ ،‬كنت تستحي وتحتشم أن تأكل وهي تراك؟‬ ‫فقال لي‪ :‬أرأيت لو كنّا في ٍ‬ ‫فقال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فاصبرْ حتى أعلمك أنهم بقر‪.‬‬ ‫فقام فوعظ وقصَّ ودعا‪ ،‬حتى كثر الزحام عليه‪ ،‬ثم قال لهم‪ :‬روى لنا غيرُ واحد‪ ،‬أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل‬

‫كتب بعض علماء اإلمام مالك لإلمام الشافعي‪:‬‬ ‫يا إمام‪ ،‬لي خالة‪ ،‬وأنا خالها‪ ،‬ولي عمّة وأنا عمّها‪ .‬فأما التي أنا عمٌّ لها‪ ،‬فإن أبي أُمُّهُ أُمُّها أبو أخي‪ ،‬وأخوها أبي على‬ ‫سنّة قد جرى رسمها‪ .‬وأمّا التي أنا خال لها فإن أبو األم جدّ لها‪ ،‬ولسنا مجوساً وال مشركين‪ ،‬بل سنة الحق نأتيها‪ .‬فأين‬ ‫اإلمام الذي عنده فنون التناكح أو علمها يبن لنا كيف أنسابنا؟ ومن أين كان كذا حكمها؟‬ ‫فكتب إليه اإلمام‪ :‬القائل لهذه المسألة تزوجتْ جدته ألبيه يعني أم أبيه بأخيه ألمّه‪ ،‬وتزوجت أخته ألبيه بأبي أمّه‬ ‫وأولدهما بنت ابن‪.‬‬ ‫فبنتُ جدّته عمّته‪ ،‬وهو عمّها‪ ،‬وبنت أخته خالته وهو خالها‪.‬‬

‫�إ ّنهم بقر‬

‫النار‪.‬‬ ‫فما بقي واحد َّ‬ ‫إال وأخرج لسانه يومىء به نحو أرنبة أنفه ويقدّره حتى يبلغ أم ال‪ .‬فلما تفرّقوا‪ ،‬قال لي العتّابي‪ :‬ألم‬ ‫أخبرك أنهم بقر؟!‬

‫ف�ضيلة عبيد هّ‬ ‫الل بن زياد‬

‫قال أبو عبيدة‪:‬‬ ‫إن عبيد هّ‬ ‫الل بن زياد استعمل حارثة بن بدر على نيسابور‪ ،‬فغاب عنه أشهراً قليلة ثم قدم فدخل عليه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما جاء‬ ‫بك ولم أكتب إليك؟‬ ‫قال‪ :‬استوفيت خراجك وجئت به وليس لي بها عمل‪ ،‬فما مقامي؟‬ ‫قال ‪ :‬أو بذلك أمرتك؟ ارجعْ فارددْ عليهم الخراج وخذه على دفعات حتى تنقضي السنة وقد فرغت من ذلك‪ ،‬فإنه أرفق‬ ‫بالرعية وبك‪ ،‬واحذر أن تحملهم على بيع غالتهم ومواشيهم وال التعنيف عليهم‪.‬‬ ‫فرجع فردّ الخراج عليهم‪ ،‬وأقام يستخرجه منهم على دفعات حتى مضت السنة‪.‬‬

‫مل ي َ​َن ْم من فزع « َب ْو َزع»‬

‫عن حماد عن أبيه قال‪:‬‬ ‫كان جعفر بن أبي جعفر المنصور المعروف بابن الكرديّة يستخف الشاعر الظريف مطيع بن إياس‪ ،‬وكان منقطعاً إليه‬ ‫وله منه منزلة حسنة‪ .‬فذكر له مطيع بن إياس حماداً الراوية‪ ،‬وكان ّ‬ ‫مطرحاً مجفواً في أيامهم‪ .‬فقال له‪ :‬دعني فإن دولتي‬ ‫كانت في بني أُميّة وما لي عند هؤالء خير‪ .‬فأبى مطيع إ ّال الذهاب به إليه‪ .‬فاستعار سواداً وسيفاً‪ ،‬ثم أتاه فدخل على جعفر‬ ‫فس ّلم عليه وجلس‪ .‬وفقال له جعفر‪ .‬أنشدني‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬لمن أيّها األمير؟‬ ‫قال‪ :‬لجرير‪.‬‬ ‫قال حمّاد‪ :‬فسلخ هّ‬ ‫الل شعره أجمع من قلبي إ ّال قوله‪:‬‬ ‫بان الخليط برامتين فودّعوا‬ ‫فاندلعت أنشده إيّاه حتى بلغت إلى قوله‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫هال هزئت بغيرنا يا بوزع‬ ‫وتقوع بوزع قد دببت على العصا‬ ‫قال حمّاد‪ :‬فقال لي جعفر‪ :‬أعد هذا البيت أعدْ‪ .‬فأعدته‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬إيش هو بوْزَعُ؟‬ ‫قلت‪ :‬اسم امرأة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬امرأة إسمها بوزع!! هو بريء من هّ‬ ‫الل ورسوله ومن العباس بن عبد المطلب إن كانت بوزع إال غو ًال من الغيالن!‬ ‫تركتني هّ‬ ‫والل يا هذا ال أنام الليل من فزع بوزع!! يا غلمان‪ ،‬قفاه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فصُفعت هّ‬ ‫والل حتى لم أدِر أين أنا‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬جرّوا برجله‪ ،‬فجروا برجلي حتى أُخرجت من بين يديه وقد تخرق(‪ )1‬السواد وانكسر جفن السيف ولفيت شراً‬ ‫عظيماً مما جرى من ذلك‪.‬‬ ‫وكان أغلظ من ذلك عليَّ غرامتي السواد والسيف‪ .‬فلمّا انصرف إليَّ مطيع جعل يتوجّع لي فقلت له‪ :‬ألم أخبرك أني‬ ‫ال أصيب منهم خيراً وأن حظي قد مضى مع من مضى من بني أُميّة!‬

‫ذكاء الإمام مالك‬

‫الفر�ض وتوابعه‬

‫وكتب بعض علماء اإلمام مالك‪ :‬يا إمام‪ ،‬ما تقول في الفرض‪ ،‬وفرض الفرض‪ ،‬وما يتمّ به الفرض‪ ،‬وصالة ال فرض‪،‬‬ ‫وصالة تركها فرض‪ ،‬وصالة بالطول والعرض‪ ،‬وصالة بين السماء واألرض‪ ،‬وصالة في السماء واألرض؟‬ ‫فكتب اإلمام‪ :‬أمّا قول القائل‪ :‬الفرض فهو الخمس صلوات‪ ،‬فرض الفرض فهو الوضوء‪ ،‬وأمّا قوله ما يتمّ به الفرض‬ ‫فهو الصالة على رسول هّ‬ ‫الل (ص)‪.‬‬ ‫وأما قوله‪ :‬صالة ال فرض‪ :‬فهي صالة الصغير قبل البلوغ‪ ،‬وأما الصالة التي تركها فرض‪ :‬فهي صالة السكران‪ .‬وأمّا‬ ‫الصالة التي بالطول والعرض‪ :‬فهي صالة «يونس» في بطن الحوت‪.‬‬ ‫وأما الصالة التي بين السماء واألرض فهي صالة سليمان عليه السالم‪.‬‬ ‫وأمّا الصالة التي في السماء واألرض فهي صالة رسول هّ‬ ‫الل (ص) ليلة المعراج‪.‬‬

‫ك ّنا �أ�سراك ف�صرنا �ضيوفك‬

‫قدم إلى معن بن زائدة أسرى فعرضهم على السيف‪ ،‬فقام إليه رجل وقال‪ :‬أيها األمير نحن أسراك ونحن جياع من أثر‬ ‫الطريق‪ ،‬فإن رأيت أن تطعمنا فلك بذلك أجر‪.‬‬ ‫فأمر بإطعامهم ُ‬ ‫فأحضرت إليهم الموائد فاجتمعوا وأكلوا‪ ،‬ومعن ينظر إليهم‪ ،‬فلمّا فرغوا قام رجل منهم وقال‪ :‬أيها‬ ‫األمير‪ ،‬كنّا أسراك فصرنا ضيوفك فانظر ما يصنع مثلك بأضيافه فعفا عنهم وأطلقهم‪.‬‬

‫وزراء فرعون كانوا خري ًا من وزرائه‬

‫ّلما ولي الحجاج بن يوسف قال‪ :‬عليَّ بالمرأة الحروريّة(‪ .)3‬فلما حضرت قال لها‪ :‬أنت باألمس في وقعة ابن الزبير‬ ‫تحرّضين الناس على قتل رجالي ونهب أموالي‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬قد كان ذلك‪.‬‬ ‫فالتفت الحجاج إلى وزرائه وقال لهم‪ :‬ما ترون فيها؟‬ ‫قالوا‪ّ :‬‬ ‫عجل قتلها‪.‬‬ ‫فضحكت فاغتاظ لذلك وقال لها‪ :‬ما أضحكك؟‬ ‫قالت‪ :‬إن وزراء فرعون كانوا خيراً من وزرائك هؤالء‪.‬‬ ‫فالتفت إليهم الحجاج فرآهم خجلوا‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬كيف ذلك؟‬ ‫أرْجهْ وأخاهُ}(‪« .)4‬يعني انظرهُ إلى وقت آخر» وهؤالء يسألونك‬ ‫قالت‪ :‬ألنه لمّا استشارهم في قتل موسى {قالوا‪ِ :‬‬ ‫تعجيلقتلي‪.‬‬ ‫فضحك الحجاج‪ ،‬ثم أمر لها بعطاء وأطلقها وقد أعجبته مقالتها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬تخرق‪ :‬تمزّق خرقاً‪.‬‬ ‫(‪ )2‬سورة نوح‪ :‬اآلية أو تمامها‪{ :‬إنّا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن انذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم}‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الحرورية‪ :‬أي التي من الخوارج‪.‬‬ ‫(‪ )4‬سورة األعراف‪ :‬آية ‪.111‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)729‬‬

‫‪16‬‬

‫«المثل العامي األندلسي في‬ ‫الدراسات العربية واالستعرابية»‬

‫صدر كتاب «المثل العامي األندلسي في الدراسات العربية واالستعرابية –‬ ‫نموذج ‘ حدائق األزاهر ‘ ألبي بكر بن عاصم الغرناطي»‪ ،‬لمؤلفه رشيد العطار‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،2015‬ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 447‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والكتاب‪،‬‬ ‫في األصل‪ ،‬أطروحة جامعية‪ ،‬تقدم بها صاحبها لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫اآلداب من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‬ ‫بتطوان سنة ‪ .2003‬وقد نحا فيها نحو العودة لتفكيك خطاب األمثال الشعبية‬ ‫األندلسية‪ ،‬باعتبارها اختزاال لمجمل القيم والحكم والنظيمات األخالقية التي‬ ‫يبدعها المجتمع في سياق تطوراته التاريخية الطويلة المدى‪ .‬وبتعبير آخر‪،‬‬ ‫فاألمثال تشكل استثمارا إنسانيا راقيا لتجارب الشعوب‪ ،‬بعيدا عن رقابة النخب‬ ‫العالمة وعن سطوتها المحددة لمعالم هيمنة القوى المجتمعية المتحكمة في‬ ‫إنتاج الرموز واألفكار والمرجعيات الفكرية‪.‬‬ ‫ولقد حدد عبد اهلل بنور مالمح هذا األفق العام الذي تفتحه دراسة األمثال‬ ‫الشعبية‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية ‪ « :‬تعتبر األمثال ظاهرة فكرية فريدة‬ ‫ومتميزة في اآلداب العالمية‪ ،‬نظرا لطبيعتها اللغوية والتركيبية‪ ،‬وإيجازها‬ ‫الشديد وداللتها العميقة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها خالصة تجربة يعبر عنها بالرمز‬ ‫أو اإليحاء أو اإلشارة المباشرة في شتى ميادين الحياة اليومية‪ ،‬ويعالج حاالتها‬ ‫من خالل الوقائع والعادات والتقاليد والممارسات‪ .‬وهي بكل صيغها تظل معبرة‬ ‫عن حكمة الشعوب‪ ،‬وخاصة تجاربهم‪ ،‬ورؤيتهم لألشياء المحيطة بهم‪ ،‬وما‬ ‫بأنفسهم وخباياهم‪ .‬واألمثال الشعبية تعد خزانا كبيرا لثقافة أمتنا لغة وتاريخا‬ ‫واجتماعا واقتصادا وثقافة وحضارة‪ .‬هذا التاريخ العامي ‪ /‬الشعبي انتقل إلينا عن‬ ‫طريق التواتر بعيدا عن التاريخ الرسمي وتدخل األهواء‪ .‬إن المثل العامي عصارة‬ ‫فكر متزن ألمة من األمم‪ ،‬وخزان حضارتها بلسان شعبها‪ ،‬ومرآة مجتمعها‪ ،‬يؤرخ‬ ‫بها الشعب تاريخه وحضارته بجوامع الكلم‪ ،‬يجد فيها الباحث المنصف‪ ،‬صورة‬ ‫كاملة بلسان عامي خال من التصنع والتكلف‪ ،‬ميال إلى السهولة والبساطة‬ ‫والعمق ‪ (» ...‬ص‪.) 8 .‬‬ ‫وبموجب هذا التحديد العلمي الدقيق‪ ،‬تصبح األمثال الشعبية سجال‬ ‫للتاريخ غير المدون‪ ،‬يمكن أن يجد الباحث داخله الكثير من الذخائر التي توفر المادة الخام الضرورية لتفسير‬ ‫الظواهر التاريخية وإبداالت الحياة العامة وأشكال تطويع اإلنسان للمجال ولمحيطه في سعيه المتواصل نحو‬ ‫االرتقاء بظروفه المعيشية ونحو رسم حدود العالقات القائمة ‪ /‬أو المفترضة مع محيطه المكاني والبشري‪.‬‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬تكتسي األمثال قيمة كبرى في التأصيل لدراسة مكنونات التاريخ الرمزي ومعالم تطور الذهنيات‬ ‫الجماعية وإفرازاتها الالمادية واإلبداعية والسلوكية المتداخلة في إطار الهوية الثقافية الجماعية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن‬ ‫العودة المتجددة لتشريح مضامين متون هذه األمثال‪ ،‬وتجاوز النظرة التبخيسية التي ظلت تربطها بإبداعات‬ ‫«العامة»‪ ،‬تظل من األمور المحورية في كل جهود االستغالل العلمي الراشد للتراث الشفاهي غير المادي الذي‬ ‫ظلت تتوارثه األجيال على مدى الفترات الزمنية الطويلة‪ ،‬مضمنة إياه كل عناصر الحكمة التي ما هي – في نهاية‬ ‫المطاف – إال عصارة تراث الشعب اليومية‪ ،‬بعيدا عن سطوة المركز وعن إقصاء النخب وعن رقابة الوصي‪ .‬إنه‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫إبداع من الشعب ومن أجل الشعب‪ ،‬يتجاوز سلطة « المكتوب « ويفتح الباب‬ ‫أمام أوجه االستثمار األكاديمي المجدد في مجاالت علمية متداخلة‪ ،‬لعل أبرزها‬ ‫التاريخ والسوسيولوجيا واألنتروبولوجيا واللسانيات والشعر والسرد ‪...‬‬ ‫تتوزع مضامين كتاب «المثل العامي األندلسي في الدراسات العربية‬ ‫واالستعرابية»‪ ،‬بين أربعة أبواب مركزية‪ ،‬تتفرع عنها فصول فرعية انساقت‬ ‫مع رؤية المؤلف في منهجيته العلمية لتجميع المظان وفي تحليل المتون‬ ‫وفي تفكيك الخطاب وفي الكشف عن السياقات التاريخية واللسانية للتركيبات‬ ‫البالغية التي ينهض عليها نسق المثل الشعبي‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اهتم الباب‬ ‫األول برصد معالم نشأة المثل العامي األندلسي وتطوره‪ ،‬مركزا على إبراز‬ ‫التقاطعات القائمة بين األمثال الشرقية والمثل العامي األندلسي‪ ،‬سواء على‬ ‫مستوى الروافد أم على مستوى الحموالت البالغية والفنية والنقدية‪ ،‬مركزا‬ ‫على التأريخ لظروف ميالد المثل العامي األندلسي وتطوره‪ .‬وفي الباب الثاني‪،‬‬ ‫انتقل المؤلف لتشريح ذخائر العمل الهام الذي خلفه ابن عاصم الغرناطي في‬ ‫كتابه «حدائق األزاهر»‪ ،‬باعتباره خالصة ألمثال العامة باألندلس‪ .‬وقد ركز‬ ‫المؤلف في هذا النبش على رصد معالم الحياة العامة بالمجتمع الغرناطي‬ ‫من خالل المؤلف المذكور‪ ،‬وخاصة بالنسبة لتحوالت العالقات البشرية بين‬ ‫مكونات السكان‪ ،‬ولوضعية رجال السلطة في المجتمع الغرناطي‪ ،‬ولمظاهر‬ ‫إبداالت واقع األسرة والمدرسة‪ ،‬ولمظاهر خصائص االقتصاد الغرناطي‪ ،‬ثم‬ ‫لرصد بعض اآلفات واألمراض االجتماعية داخل المجتمع الغرناطي‪ .‬وفي‬ ‫نفس اإلطار‪ ،‬سعى المؤلف إلى رصد معالم االمتدادات العميقة لألمثال‬ ‫العامية خارج حدودها الجغرافية الحصرية الضيقة‪ ،‬وتحديدا بمنطقة شمال‬ ‫المغرب ثم داخل بنية األمثال اإلسبانية نفسها‪.‬‬ ‫وفي الباب الثالث‪ ،‬توقف المؤلف إلنجاز دراسة تركيبية حول معالم حضور‬ ‫المثل العامي األندلسي في الدراسات العربية والمغربية‪ ،‬من خالل النبش في‬ ‫رصيد منجز بعض أعالم هذا المجال‪ ،‬مثلما هو الحال مع أعمال عفيف عبد‬ ‫الرحمن وعبد العزيز األهواني ومحمد بنشريفة‪ .‬أما الباب الرابع من الكتاب‪،‬‬ ‫فقد خصصه المؤلف للتعريف بحصيلة عمل االستعراب اإلسباني في قضايا‬ ‫األدب األندلسي واألمثال الشعبية المحلية‪ ،‬مركزا – بشكل خاص – على نماذج أعمال كل من جنثالث بالنثيا‬ ‫وإيميليو غارثيا غومس ومارينا ماروغان غومس‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬نجح رشيد العطار في تقديم عمل شيق‪ ،‬يفتح الباب لتطوير الكثير من جوانب الدراسات األندلسية‬ ‫بامتداداتها اإلنسانية واإلبداعية والهوياتية المغربية الراهنة‪ .‬وإذا كان العمل قد استند في مادته الخام إلى‬ ‫رصيد التراث الشفوي المتوارث‪ ،‬فإن ذلك ينسجم – تماما – مع التوجهات الراهنة لمناهج البحث التاريخي‬ ‫المعاصر‪ ،‬بخصوص االنفتاح على ذخائر « األرصدة المحكية» وتمهيد المجال لتفكيك مضامينها ولربطها‬ ‫بسياقاتها‪ ،‬في أفق استثمار ذخائرها في الكتابات التاريخية النسقية المجددة‪ .‬إنه رهان مدارس التاريخ الراهن‬ ‫الذي أضحى ينظر لهذا التراث الشفاهي باعتباره «وثيقة»‪ ،‬لها قيمتها اإلنسانية والحضارية األكيدة‪ ،‬مادامت‬ ‫تعبر عن إبداع «العامة» وعن عطاء «الهامش» وعن حكمة «المنبوذين»‪.‬‬

‫بالغ ‪:‬‬

‫مجلة «دراسات الفرجة»‬

‫ألستاذنا الدكتور حسن المنيعي‪،‬‬ ‫منذ ما يزيد عن عقد من الزمن‪،‬‬ ‫على الهوامش الفرجوية المحايثة من قبيل‬ ‫والمركـز الدولــي لدراسات الفرجة‬ ‫‘الحلقة’‪‘ ،‬سيدي الكتفي’‪‘ ،‬سلطان الطلبة’‪...‬‬ ‫في مجال البحث العلمي األكاديمي‬ ‫يخو ض‬ ‫لخير دليل على مراوحة دراسات الفرجة بين الثقافة‬ ‫الرصين‪ ،‬مـن خالل ندوته العلمية الدولية «طنجة‬ ‫العالمة والثقافة الشعبية‪ ،‬النصوص التراثية والكتابات‬ ‫المشهدية» التي دأب على تنظيمها منذ سنة ‪،2004‬‬ ‫المعاصرة‪ ،‬الشفهية واألدبية‪ ...‬تقتبس دراسات الفرجة من‬ ‫وأيضا من خالل منشوراته في مجال المسرح وفنون‬ ‫التخصصات المجاورة‪ ،‬وهي بذلك حقل مشرع على رحابة‬ ‫األداء‪.‬‬ ‫أفق البحث العلمي‪ .‬ولعل أهم ما يميز دراسات الفرجة‪ ،‬مثلها‬ ‫لقد ابتلينا بـ «حمى» األرشيف والتوثيق رغم‬ ‫في ذلك مثل الفرجة ذاتها كما بينا سابقا‪ ،‬هو التجسي د�‪em‬‬ ‫إمكانياتنا المادية المتواضعة‪ ،‬وذلك حفاظا على‬ ‫‪ .bodiment‬أما قاعة الدرس‪ ،‬فتعتبر فضاء فرجويا ممتلئا‬ ‫ذاكرة لقاءاتنا العابرة‪ ،‬وأيضا لتمكين القارئ الكريم‬ ‫في حد ذاته‪ ،‬وهي بؤرة الفرجة ذاتها باإلضافة إلى كونها‬ ‫من االطالع والتفاعل على‪/‬مع أنشطتنا‪ ،‬منذ اللقاءات‬ ‫المكان المستثمر لدراسات الفرجة‪...‬‬ ‫الوطنية األولى بتطوان؛ ومنها‪« :‬المسرح المغربي في‬ ‫انطالقا من العقدين األخيرين من القرن العشرين بدأت‬ ‫أفق األلفية الثالثة» (سنة ‪ ،)2000‬و«دراسات الفرجة بين‬ ‫شعب المسرح في الجامعات تعيد النظر في مهامها وأهدافها‪.‬‬ ‫المسرح واألنثروبولوجيا» (سنة ‪ ،)2001‬و«المرتجلة في‬ ‫لقد أدرك حينها أساتذة المسرح بأنهم قد أصبحوا منعزلين‬ ‫المسرح‪ :‬الخطاب والمكونات» (سنة ‪ ،)2002‬وصوال إلى‬ ‫«الدراماتورجيا البديلة» (سنة ‪ )2014‬التي أكملت عقدا‬ ‫عن مشهد الفنون األدائية السريع التحول بفعل تناسج ثقافات‬ ‫من زمن «مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية»‪،‬‬ ‫الفرجة‪ .‬ولكن رغم اتساع مجال اشتغال دراسات الفرجة‪ ،‬إال‬ ‫و«الذاكرة والمسرح» (سنة ‪ ،)2015‬مرورا بحلقة ندوات‬ ‫أنه ال يزال بحاجة إلى المزيد من الجهد لتفادي التمركز األورو‪-‬‬ ‫قائمة‬ ‫طنجة التي انطلقت سنة ‪ .2004‬ولعل العودة إلى‬ ‫أمريكي؛ فرغم انفتاح الجمعية الدولية لدراسات الفرجة على‬ ‫غالف املجلة باللغتني العربية والفرن�سية‬ ‫والفنية‬ ‫اإلصدارات‪ ،‬تؤكد بالملموس‪ ،‬مدى القيمة العلمية‬ ‫أصوات العالم إال أنها‪ ،‬كما تقول جانيل رينلت الرئيس األسبق‬ ‫لملتقياتنا التي أصبحت كمراجع أساسية يعتمدها الباحثون الجادون في المغرب‬ ‫للفيدرالية الدولية للبحث المسرحي‪« ،‬ستواجه تحديا أكبر في العقد القادم‪،‬‬ ‫والخارج‪...‬‬ ‫والمتمثل في محاوالتها الحثيثة لتكون دولية بحق‪ .‬ال يزال التناقض قائما بين التطلع نحو العالمية والهيمنة‬ ‫وبعد أن تجاوز المركز الدولي لدراسات الفرجة‪ ،‬جل الصعوبات والمثبطات التي كانت قوية في كثير من األنجلو‪-‬أمريكية على المنظمة‪ ».‬نستشف من هذه الشهادة البليغة أننا‪ ،‬نحن المتموقعون جنوبا في ظل‬ ‫األحيان‪ ،‬متخطيا بذلك هاجس الهشاشة واالنكسار‪ ،‬فإنه يُعلن اآلن عن تحدٍّ جديد يدخل فيه‪ ،‬لتثبيت مشروعه‬ ‫الفكري وانشغاالته العلمية التي يشتغل عليها منذ تأسيسه‪ ،‬ويتمثل في إصداره لمجلة فصلية «محكمة»‪ ،‬النظام العالمي الجديد‪ ،‬نحتاج إلعادة النظر في ‘دراسات الفرجة’ من موقعنا نحن هنا في الضفة الجنوبية واآلن‪.‬‬ ‫اختار لها اسم‪« :‬دراسات الفرجة»‪ .‬حيث ستُعنى بكل البحوث والدراسات األكاديمية المتعلقة بالمسرح وفنون أملنا أن ال نعيد إنتاج نفس صيغ الماضي القريب والتي راوحت عموما بين ‘تأورب مطلق’ يعيد إنتاج نفس أسئلة‬ ‫الغرب اآلخر‪ ،‬دون مساءلتها‪ ،‬و’اغتراب في الماضي’ يفضي إلى رقص مسعور حول الذات المفقودة‪ .‬فدراسات‬ ‫الفرجة‪.‬‬ ‫منذ بروزها في العقدين األخيرين من القرن الماضي‪ ،‬كتخصص أكاديمي قائم الذات‪ ،‬تبوأت «دراسات الفرجة‪ ،‬من موقعنا نحن‪ ،‬في حاجة إلى إعادة الكتابة وتفكيك كل أشكال التمركز‪ .‬كما أنها يجب أن تخضع‬ ‫الفرجة» مكانة مركزية في الدراسات األنثروبولوجية‪ ،‬والفلكلورية‪ ،‬والمسرحية على حد سواء‪ .‬وبتركيزها على لمنطق االستيعاب والتجاوز‪ ،‬التفكيك وإعادة البناء‪.‬‬ ‫السياق والسيرورة برزت دراسات الفرجة كرد فعل ضد الدراسات المسرحية المرتكزة أساسا على النصوص‬ ‫فبعد عقد من اشتغال المركز الدولي لدراسات الفرجة بمعية شركائه‪ ،‬على مد جسور التواصل بين الدرس‬ ‫الدرامية عوض تحققاتها اإلنجازية على شكل فرجة مسرحية‪.‬‬ ‫المسرحي الجامعي ومحيطه الخارجي والفرجوي بخاصة‪ ،‬تأتي مجلة «دراسات الفرجة»‪ ،‬لتعلن عن مرحلة‬ ‫إن دراسات الفرجة هي محصلة التبادل المثمر بين الدراسات المسرحية وتخصصات أخرى مجاورة من جديدة (ال تلغي بالضرورة ما سبقها)‪ ،‬تتسم بانفتاح المركز من خالل «دراسات الفرجة» على تخصصات جامعية‬ ‫قبيل األنتروبولوجيا الثقافية‪ ،‬دراسات الفولكلور واإلثنو‪-‬موسيقا‪ ...‬ولعل أهم ما يميز هذا المجال البحثي أخرى ضمن العلوم اإلنسانية‪ .‬وسيرا على نهج كل المجالت المحكمة في التخصصات األخرى‪ ،‬فإن إدارة المجلة‪،‬‬ ‫الحيوي هو عدم وجود شرعة ثابتة من األعمال واألفكار والممارسات‪ ،‬أو أي شيء آخر بإمكانه تحديد مجاالت ستعتمد في قبول (أو رفض) نشر الدراسات والبحوث التي ستتوصل بها‪ ،‬على تقارير أعضاء اللجنة االستشارية‬ ‫اشتغالها‪ .‬فانفتاح ‘أبحاث في المسرح المغربي’‪ ،‬الكتاب المؤسس لدراسات الفرجة في الجامعة المغربية وهيئة تحرير‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪823‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)294‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫الشوك‪ ...‬والسالح األبيض‬ ‫في مواجهة شخص نجا من الموت‬ ‫بأعجوبة‬

‫لوال األلطاف الربانية‪،‬‬ ‫لكان‪ ،‬الضحية «الزّاوي‬ ‫الخوماني»‪ ،‬البالغ من العمر‬ ‫‪ 24‬سنة‪ ،‬قد لفظ أنفاسه‬ ‫األخيرة‪ ،‬بعد تل ّقيه طعنات‬ ‫غائر ًة بمختلف أنحاء جسمه‪،‬‬ ‫بواسطة السالح األبيض‪ ،‬من‬ ‫طرف شخص اعترض سبيله‪،‬‬ ‫مساء السبت الماضي‪ ،‬بحومة‬ ‫الشّوك بطنجة‪.‬‬ ‫الضحية الزّاوي الذي‬ ‫قضى ‪ 8‬سنوات مهاجراً‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬قبل أن يعود بشكل نهائي إلى أرض الوطن ومزاولة تجارة بسيطة‪ ،‬عبارة عن بيع‬ ‫الفواكه على متن عربة‪ ،‬كان نقل في حالة حرجة إلى المستشفى محمد الخامس لتلقي العالج‪،‬‬ ‫حيث قضى بهذا المستشفى ثالثة أيام‪ ،‬قبل أن يغادره صوب بيت أسرته‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬وفي وقت قياسي‪ ،‬ألقت عناصر الشرطة القبض على الجاني الذي تمّ عرضه‬ ‫على أنظار النيابة العامّة‪ ،‬يوم اإلثنين فاتح فبراير الجاري‪ .‬واعترف هذا األخير الذي أودع‬ ‫بالسجن المحلي بطنجة‪ ،‬حسب مصدر مقرّب‪ ،‬أنه استعمل العنف في حقّ الضحية طاعناً إياه‬ ‫بواسطة السالح األبيض‪ ،‬حيث كان يستهدف من خالل فعله اإلجرامي سرقة هاتفه المحمول‬ ‫والتي باءت بالفشل‪ ،‬ألن الضحية قاومه ومنعه من الحصول على «الغنيمة» اإللكترونية‬ ‫الرّقمية‪ ،‬يشير المصدر ذاته‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن ابتدائية طنجة ستبت في هذه القضية في إحدى جلساتها بتاريخ ‪15‬‬ ‫فبراير ‪.2016‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪Société : ENGITECH SARL au Capital 40.000,00 dirhams dont le‬‬ ‫‪siège social est à REZ DE CHAUSSEE, COMPLEXE MIXTA ESSAFIA,‬‬ ‫‪BLOC 35, HAY AL AGHRASS, MARTIL,‬‬

‫‪Modification Statutaire‬‬

‫‪Du procès-verbal de l’assemblée générale extraordinaire‬‬ ‫‪Au terme du PV de L’an deux mille seize, le vingt-cinq janvier‬‬ ‫‪(25/01/2016) à 10 heures, l’associé unique Décide des résolutions‬‬ ‫‪suivantes :‬‬ ‫‪- Augmentation du capital : L’Assemblée générale extraordinaire décide‬‬ ‫‪d’augmenter le capitale 40.000 DHS à 150.000 Dhs.‬‬ ‫‪- Changement de l’activité principale de la société : L’Assemblée‬‬ ‫‪générale extraordinaire décide le changement d’activité principale de‬‬ ‫‪«BUREAU D’ETUDE, D’ENQUETES ET DE RECHRCHE» par l’activité‬‬ ‫»‪«ENTREPRENEUR DE TRAVAUX DIVERS OU DE CONSTRUCTION‬‬ ‫‪- Modification Statutaire corrélative : Cette résolution est adoptée à‬‬ ‫‪l’unanimité. Par conséquent, les soussignés et les articles, …., 6 et 7, des‬‬ ‫‪Statuts de la société doivent porter modification.‬‬ ‫‪- POUVOIR – FORMALITE – CLOTURE : L’assemblée Générale extraordinaire‬‬ ‫‪confère tous pouvoirs au porteur d’un exemplaire du présent procès‬‬‫‪verbal accomplir toutes les formalités légales.‬‬ ‫‪Pour Extrait et mention‬‬ ‫‪Mr Ahmed Amine Lmati‬‬

‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫»‪«DELTA BUS‬‬

‫‪A2CONSEILS‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫‪A2CONSEILS‬‬

‫‪Pour extrait et mention‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫‪39 Av, de Mexique n°14 Tanger‬‬ ‫‪Tél. /Fax 05 39 94 84 60‬‬

‫‪- Mise à jour des statuts -‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬

‫‪I - Aux termes du procès-verbal de l’assemblée générale‬‬ ‫‪extraordinaire tenue en date du 22 Décembre 2015, les associés de la‬‬ ‫‪société DELTA BUS SARL ont décidé ce qui suit:‬‬ ‫‪- La mise à jour des statuts visant notamment la prise en compte des‬‬ ‫‪décisions prises antérieurement dans le cadre de l’AGE du 02/10/2000,‬‬ ‫‪savoir :‬‬ ‫‪• La cession de 100 parts sociales intervenue entre Mr Mohamed‬‬ ‫‪Thami EL HSISSEN (propriétaire de 50 parts) et Mr Abdelali‬‬ ‫‪EL HSISSEN (propriétaire de 50 parts) au profit de Mr Ahmed‬‬ ‫‪AKRIKEZ (cessionnaire 80 parts) et Mme Zineb BOUJAR‬‬ ‫‪(cessionnaire de 20 parts).‬‬ ‫‪• Nomination de Mr Ahmed AKRIKEZ en tant que gérant de la‬‬ ‫‪Société.‬‬ ‫‪• Transfert du siège social à la nouvelle adresse sise à Tanger,‬‬ ‫‪Avenue des FAR, Immeuble 130, Local n°1.‬‬ ‫‪• Modification corrélatives des statuts.‬‬ ‫‪II - Le dépôt légal a été effectué au Greffe du Tribunal de Commerce‬‬ ‫‪de Tanger, le 3 Février 2016, sous le numéro 161146. L’inscription au‬‬ ‫‪registre chronologique du Tribunal de commerce a été effectuée à la‬‬ ‫‪même ville et à la même date sous le numéro 548.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫‪SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬ ‫‪AU CAPITAL DE 100.000 DIRHAMS‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL : AVENUE DES FAR,‬‬ ‫‪IMMEUBLE 130, LOCAL N°1 - Tanger‬‬ ‫‪RC : 6075, Tanger‬‬ ‫*************‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪294‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 823‬ـ الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫الرياضة حديثاً (‪)5‬‬

‫على ضوء ما تقدم ظهر االتجاه نحو تبني الرياضيات المعاصرة في مناهج‬ ‫التعليم العام باعتبار أن ذلك يحقق ما يأتي ‪:‬‬ ‫‪ ‬مسايرة روح العصر وفهم تطوراته العلمية والتكنولوجية ومعايشة الواقع‬‫العلمي المتطور علمياً واقتصاديا و اجتماعياً‪،‬وذلك عن طريق دراسة لغة العصر‬ ‫بما فيها من مصطلحات ورموز ومفاهيم وممارستها كأداة اتصال علمية ‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام األفكار والمفاهيم والمبادئ العامة التي تعمل على توضيح‬‫ميدان الرياضيات وربط فروعه بعضها ببعض بفهم الرياضيات ذاتها وفهم‬ ‫العلوم األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬االقتصاد في الوقت والجهد الالزمين لنمو األفكار والمفاهيم الرياضية‬‫عن طريق التركيز على المفاهيم والمبادئ وتحسين أساليب اكتساب التالميذ‬ ‫لها ‪ ،‬والرياضيات المعاصرة التي ينادي هذا االتجاه بتبنيها تتكون من‪:‬‬ ‫‪ - 1‬رياضيات جديدة‪:‬ويقصد بها الرياضيات التي لم تكن موجودة قبل‪50‬‬ ‫سنة أو‪ ‬أكثر‪ ‬حسبما نعني بمصطلح «جديد» ويمكن اعتبار نتاج العصر الحديث‬ ‫–القرنين التاسع عشر والعشرين‪ -‬من رياضيات وهو ما‪ ‬يسمى بالرياضيات‬ ‫الجديدة ‪ .‬‬ ‫‪ – 2‬تنظيم جديد ‪ :‬وهو أسلوب يتفق مع وجهة النظر البورباكية التي قضت‬ ‫بفشل العرض التقليدي للرياضيات ‪ ،‬ونادت بإعادة بناء الرياضيات بما يحقق ‪-:‬‬ ‫‪ ‬إعادة تنظيم الرياضيات قديمة وجديدة في كيان وتنظيم موحد يقوم على‬‫عدد من المفاهيم األساسية مثل‪ ‬مفاهيم ‪ :‬المجموعة ‪،‬العالقة ‪ ،‬الدالة ‪ ،‬العملية‬ ‫اإلثنائية وعلى البني الرئيسية التي يمكن بناؤها من هذه المفاهيم مثل‪:‬الزمرة‬ ‫والحلقة والحقل والفراغات التوبولوجية‪. . Spaces Topological ‬‬ ‫‪ ‬االتجاه نحو التجريد‪ Abstraction ‬والتحرر من قيود المحسوسات‬‫إلعطاء إمكانيات أكبر النطالق الفكر الرياضي كما حدث – على سبيل المثال –‬ ‫في الهندسات الالاقليدية‪.‬‬ ‫‪ ‬االعتماد على استخدام المنطق الرمزي‪ Symbolic Logic ‬وقواعده‬‫لبناء أنظمة‪ Systems ‬وأنماط‪ ، Patterns ‬رياضية باتباع األسلوب‬ ‫االستداللي‪ Deductive Method‬في إرساء نظريات ونتائج تلك األنظمة‬ ‫االفتراضية االستداللية‬ ‫‪ ‬تحـــول الرياضـيــات من مفهومهـــا التقليــــدي على إنها دراســــة‬‫للعدد والفضاء‪ space ‬إلى دراسة للبنى الرياضية‪Mathematical ‬‬ ‫‪ Structures‬وألنماط رياضية‪ Mathematical Patterns‬ودراسة العدد‬ ‫والفضاء من خالل بني وأنماط أكثر شموال‬ ‫ استخدام لغة ورموز جديدة أكثر دقة وأسهل طواعية في التعبير الرياضي‬‫السليم وهي لغة المجموعات‪. Sets ‬‬ ‫‪ ‬التركيز على المفاهيم مع العناية بتنمية المهارات واالبتعاد عن‬‫التدريب اآللي واالهتمام بدراسة الخواص والمبادئ الرئيسية للمفاهيم‬ ‫والعمليات مثل خواص اإلبدال‪ Commutativity‬والتجميع‪ Associativity ‬‬ ‫والتوزيع‪.Distributivit ‬‬

‫‪3‬‬

‫بغية‬

‫كلمة العدد‬

‫مكافحة واحتواء ظاهرة الشغب والعنف في مالعب البطولة الوطنية‬ ‫التي تهدد بإلحاق أضرار بصورة الرياضة ببالدنا‪ .‬انعقد اجتماع‬ ‫رفيع المستوى بغية الخروج باستراتيجية تحد من الظاهرة‪ ،‬حضره‬ ‫كل وزير العدل والحريات ووزير الشباب والرياضة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية‬ ‫ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس العصبة االحترافية لكرة القدم‬ ‫باإلضافة إلى ممثلي مصالح الدرك الملكي واألمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية‬ ‫المدنية‪ .‬وعلى إثره تقرر اتخاذ إجراءات آنية في إطار رؤية تكاملية بين كل القطاعات‬ ‫من أجل محاربة الظاهرة‪ ،‬وكلها إجراءات تبشر بالخير لمستقبل الكرة المغربية‪ .‬حظ‬ ‫سعيد‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عيد العضيم خضروف‪...‬‬ ‫مهاجم املغرب التطواين‬

‫• بإرتقاء فريقكم في سلم الترتيب‬ ‫العام كل دورة‪ ،‬هل هذا مؤشر إيجابي‬ ‫للمنافسة على اللقب؟‬ ‫• • بكل تأكيد كل ثالث نقط هي مفيدة لنا‬

‫من أجل مواصلة هذا الزحف الذي سيقوي من‬ ‫حظوظنا في المنافسة على اللقب‪ ،‬الحمد هلل‬ ‫أن هذه الصحوة جاءت في وقتها المناسب‪ ،‬وما‬ ‫زال هناك متسع من الوقت لكي نكون جاهزين‬ ‫هذا الموسم للمنافسة على اللقب وهذا حق‬ ‫مشروع لكوننا نتوفر على فريق منظم والعبونا‬ ‫بمؤهالت تقنية كبيرة والحديث عمن سيفوز‬ ‫باللقب سيكون حتى الدورة األخيرة لوجود‬ ‫منافسة شرسة بين األندية المتواجدة في‬ ‫الصدارة‪.‬‬

‫• تزامنت عودتك بعد غياب طويل‬ ‫بمشاركتك منذ مباراة خريبك‪،‬ة كيف تقرأ‬ ‫هذه العودة؟‬ ‫• • الحمد هلل كانت عودة موفقة‪ ،‬حققنا فوزا‬

‫على أولمبيك خريبكة وكنت سعيدا بمشاركة‬ ‫زمالئي في هذه المباراة من خالل الشوط‬ ‫الثاني‪ ،‬وأتمنى أن أقدم اإلضافة تدريجيا في‬ ‫المباريات القادمة التي ستكون محكا حقيقيا‬ ‫للفريق من أجل مواصلة هذه الصحوة حتى آخر‬ ‫الموسم‪ ،‬والواقع كنت سعيدا بها الفوز الذي تزامن مع عودتي‬ ‫للميادين الرياضية بسبب اإلصابة التي أبعدتني ما يقارب‬ ‫الشهر‪ ،‬لكنني أشعر اليوم بجاهزية كبيرة للدفاع عن ألوان‬ ‫فريقي في البطولة‪.‬‬

‫• جاءت إنطالقة المغرب التطواني هذا الموسم‬ ‫متعثرة‪ ،‬وخلفت العديد من عالمات اإلستفهام‪ ،‬ما هي‬ ‫أسباب هذا التعثر‪ ،‬وماذا تقول للجمهور؟‬ ‫• • في الواقع كان لكل مكونات الفريق من العبين وطاقم‬ ‫تقني ومكتب مسير وجمهور طموح كبير للذهاب بعيدا في‬ ‫منافسة كأس عصبة األبطال اإلفريقية وكنا قريبين من‬ ‫التأهل إلى نصف النهائي‪ ،‬لكن الخروج من هذه المسابقة‬ ‫القارية بعد خسارتنا أمام تي بي مازيمبي بخماسية نظيفة‬ ‫أثرت علينا في البطولة اإلحترافية‪ ،‬حيث لوحظ تذبذب في‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫أداء الالعبين وحصدنا عدة هزائم غير منتظرة‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لجمهور المغرب التطواني‪ ،‬أكن له كل الحب والتقدير‪ ،‬فهي‬ ‫واحدة من أحسن الجماهير على الصعيد الوطني ألنها تحب‬ ‫فريقها وتحترم الالعبين رغم النتائج السلبية األخيرة‪ ،‬ألف تحية‬ ‫لهذا الجمهور الرائع‪ ،‬وأقول له بأنه ما زال ينتظرنا عمل جبار‬ ‫ودؤوب‪ ،‬ويمكن لألمور أن تنقلب وتتغير بحكم أن البطولة ما‬ ‫زالت في أولى دوراتها‪ ،‬لكن ما أؤكده هو أن جميع فعاليات‬ ‫الفريق واعية بحجم المسؤولية‪ ،‬وهدفها هو أن يعود فريقنا‬ ‫إلى صورته المعتادة والمنافسة على لقب البطولة‪ ،‬المغرب‬ ‫التطواني أصبح من الفرق الكبرى في المغرب‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫حنكة إدارته وتسييرها المعقلن‪ ،‬وكذا احترافية طاقمه التقني‬ ‫وجدية العبيه ومساندة جمهوره‪ ،‬باإلضافة إلى توفر النادي‬ ‫على بنية تحتية في المستوى‪ ،‬أعتقد أن الفريق التطواني ولج‬ ‫بوابة العالمية شأنه شأن الرجاء والوداد والجيش‪.‬‬

‫جوارديوال يرفض الحديث‬ ‫عن مانشستر سيتي اآلن‬

‫أعلن اإلسباني بيب جوارديوال‬ ‫المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ لكرة‬ ‫القدم أنه لن يتحدث عن منصبه كمدرب‬ ‫لمانشستر سيتي اإلنجليزي‪ ،‬مؤكدا أنه‬ ‫ال يزال مع الفريق البافاري حتى نهاية‬ ‫الموسم الحالي‪ .‬رفض جوارديوال الرد‬ ‫على سؤال خالل مؤتمر صحفي اليوم‬ ‫الجمعة عن األسباب التي دفعته الختيار‬ ‫تدريب سيتي‪ ،‬قائال «لن أتحدث بشأن‬ ‫مانشستر سيتي حتى مايو أو يونيو‪.‬‬ ‫سأتحدث في إنجلترا»‪ .‬ويعتبر مؤتمر‬ ‫اليوم هو أول مواجهة لجوارديوال مع‬ ‫وسائل اإلعالم منذ اإلعالن عن تعيينه‬ ‫مدربا لمانشستر سيتي خلفا للتشيلي‬ ‫مانويل بليجريني اعتبارا من الموسم‬ ‫المقبل‪ .‬وأشار بيب إلى أن الجمع بين‬ ‫مهامه كمدرب لبايرن ميونيخ والتخطيط‬ ‫لمشواره المقبل في الدوري اإلنجليزي ال‬ ‫يمثل مشكلة بالنسبة له‪ .‬وقال جوارديوال «أبلغتكم بالفعل بسبب اتخاذ قرار التدريب في إنجلترا‪ ..‬ال يمكنني أن أجيء إلى هنا‬ ‫كل يوم وأتحدث بهذا الشأن»‪ .‬وأضاف «أنا مثل المرأة‪ ،‬يمكنني الجمع بين مهام مختلفة‪ ..‬ويمكنني التحكم في أكثر من موقف‪،‬‬ ‫يمكنني التفكير بشأن أمرين‪ ،‬هذا ال يمثل مشكلة‪ ..‬أنا موهوب للغاية في هذا األمر»‪.‬‬


‫العدد ‪823‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫اتحاد طنجة يختم مرحلة التحضير‬ ‫لإلياب بودية أمام الرجاء‬ ‫أسدل اتحاد طنجة لكرة القدم الستار على‬ ‫مرحلة التحضير إلياب البطولة االحترافية‬ ‫بمباراة ودية أمام الرجاء البيضاوي األحد‬ ‫بالملعب الكبير بالزياتن‪ .‬وكان اتحاد طنجة‬ ‫ختم معسكره المغلق بمدينة الجديدة الذي‬ ‫استمر عشرة ايام‪ ،‬تخللته مباراتين وديتين‬ ‫أمام الرجاء الجديدي‪ ،‬وريال موالي عبد اهلل من‬ ‫قسم الهواة‪ ،‬وفاز على األول بهدف وقعه عبد‬ ‫الصمد إمعيش‪ ،‬وسحق الثاني بستة أهداف‬ ‫دون رد‪ .‬كما خاض الفريق تحضيرات تقنية‬ ‫وبدنية بلغت ‪ 14‬حصة‪ ،‬ضمنها ثالث حصص‬ ‫في اليوم الواحد‪ .‬ويدشن اتحاد طنجة مرحلة‬ ‫اإلياب من البطولة برحلة لحساب الدورة‬ ‫السادسة عشرة إلى فاس في مواجهة المغرب‬ ‫الفاسي يوم السبت ‪ 13‬فبراير بمركب فاس‬ ‫الكبير على الساعة الثالثة زواال‪ .‬فيما يستقبل‬ ‫شباب الريف الحسيمي لحساب الدورة السابعة‬ ‫عشرة يوم السبت ‪ 20‬فبراير بملعب طنجة‬ ‫الكبير على الساعة الثالثة زواال‪.‬‬

‫فوز كاسح على حساب رجاء البوغاز‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫الجامعة تؤجل قرارا بشأن عقوبة بلخيضر‬ ‫قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تأجيل قرارها‬ ‫بشأن ما يعرف بقضية حسن بلخيضر‪ ،‬الكاتب العام التحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم‪ ،‬بعد مثوله أمام اللجنة التأديبية‪ .‬وكان‬ ‫بلخيضر أثار ضجة في الشارع الرياضي‪ ،‬بعد أن شكك في‬ ‫نزاهة أندية البطولة المغربية وكذلك في مسؤولي الجامعة‪،‬‬ ‫وقال إن هناك تالعب في نتائج الدوريين األول والثاني‪ ،‬وإن‬ ‫األندية التي تستفيد أكثر هي التي لها ممثلين في جامعة‬ ‫الكرة‪ .‬ودافع بلخيضر على نفسه‪ ،‬في بيان قدمه لجامعة الكرة‪،‬‬ ‫قال فيه إنه لم يشكك في نزاهة كرة القدم المغربية‪ ،‬أو ما‬ ‫تقوم به الجامعة من مجهودات في سبيل تحسين صورة كرة‬ ‫القدم الوطنية‪ ،‬وإنما تفاعل مع واقع الشأن الكروي‪ .‬وأضاف‬ ‫أن تصريحاته كانت من منطلق غيرته على المنتخب الوطني‬ ‫وكرة القدم المغربية عموما‪ .‬ومن المنتظر أن تقرر الجامعة‬ ‫حجم العقوبة التي ستصدر في حق بلخيضر‪ ،‬في حال ثبوت‬ ‫تصريحاته المثيرة للجدل‪.‬‬

‫أندية كرة السلة تتهم وزارة الشباب‬ ‫بالتواطؤ مع رئيس الجامعة‬ ‫نددت أندية كرة السلة بما اعتبرته تدخل وزارة‬ ‫الشباب والرياضة المباشر في الصراع الدائر بين‬ ‫الرئيس مصطفى أوراش واألندية التي قاطعت‬ ‫الجمع العام األخير للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القـــدم‪ .‬واتهمت أطــراف‪ ،‬مسؤولين‬ ‫بوزارة الشباب والرياضة باالتصال المباشر‬ ‫ببعــض المعارضيــن للرئيـــس مصطفــى‬ ‫أوراش‪ ،‬من أجل ثنيهم عن اللجــــوء إلى‬ ‫القضاء‪ ،‬والطعن في نتائج الجمعين العامين‬ ‫المنعقدين في ‪ 6‬دجنبر و‪ 31‬يناير الماضيين‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر المذكورة أن الوزارة تسعى‬ ‫إلى استقطاب األشخاص الذين لهم تأثير كبير على‬ ‫األندية‪ ،‬واالتصال بهم لثنيهم عن مواصلة مقاطعتهم‬ ‫ألنشطة الجامعة‪ ،‬والتراجع عن فكرة اللجوء إلى القضاء اإلداري‬ ‫والمجلس األعلى للحسابات واالتحاد الدولي للعبة‪ ،‬مشيرة إلى‬

‫أن ضمن هؤالء األشخاص أحمد بونانة‪ ،‬رئيس اتحاد‬ ‫تمارة لكرة السلة‪ ،‬والذي له عالقة كبيرة بالعديد من‬ ‫أندية عصبة الوسط‪ .‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أن الوزارة تعمل‬ ‫على نسف المعارضة المشكلة من أندية تنتمي‬ ‫إلى جميع األقسام‪ .‬وكان أعضاء من المكتب‬ ‫التنفيذي للجامعة قرروا االنضمام إلى المعارضة‬ ‫والطعن في نتائج الجمعين العامين األخيرين‪،‬‬ ‫هما المدرج نيجا‪ ،‬النائب األول لرئيس الجامعة‪،‬‬ ‫ومصطفى الجدايني‪ ،‬أمين مال الجامعة‪ ،‬والعضو‬ ‫حسن شمالل‪ .‬وأكدت المصادر ذاتها أن الوزارة متواطئة‬ ‫في االختالالت التي عرفها الجمع العام األخير‪ ،‬خاصة أن‬ ‫ممثلها حاول بجميع الوسائل ثني األندية عن مقاطعة أشغاله‪،‬‬ ‫الشيء الذي أفقدها الحياد المطلوب‪.‬‬

‫جمعية الصداقة والتعاون في نشاط رياضي‬ ‫ترفيهي بإسبانيا‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫عــودة أبرهـــون وخضــــروف‬ ‫والمرابط للتداريب‬ ‫استأنف فريق المغرب التطواني تداريبه‬ ‫إلياب البطولة االحترافية‪ ،‬بخوض حصة‬ ‫تحضيرية مساء يوم األربعاء ‪ 3‬فبراير الجاري‪،‬‬ ‫الذي عرف عودة الثالثي محمد أبرهون‪ ،‬عبد‬ ‫العظيم خضروف وأنس المرابط الذين غابوا‬ ‫عن الفريق لثالثة أسابيع‪ ،‬بعد أن شاركوا‬ ‫رفقة المنتخب المحلي بنهائيات الشان الذي‬ ‫تحتظنه رواندا‪ .‬وفي موضوع آخر‪ ،‬اعترف‬ ‫مهاجم المغرب التطواني لكرة القدم زهير‬ ‫نعيم‪ ،‬أنه توصل بعدة عروض‪ ‬من أندية‬ ‫مغربية أبدت رغبتها في التعاقد معه خاصة أنه‬ ‫عاد بقوة في الفترة األخيرة واستعاد مستواه‬ ‫بعد طاردته لعنة اإلصابات في‪ ‬بداية الموسم‪.‬‬ ‫وأكد الالعب أن مستقبله بيد المكتب المسير‬ ‫للمغرب التطواني لتحديد مستقبله‪،‬اعتبارا إلى‬ ‫أنه مازال مرتبطا بعقد‪ .‬وكان نعيم قد تألق‬ ‫قبل سنوات مع رجاء بني مالل قبل أن ينتقل‬ ‫للمغرب التطواني واستطاع أن يفرض نفسه‬ ‫كواحد من أبرز الالعبين‪.‬‬

‫السيـــودي وجبــرون بمنتخـب‬ ‫الشبان‬ ‫استدعى الناخب الوطني لمنتخب الشبان‪،‬‬ ‫العبان من فريق المغرب التطواني للمشاركة‬ ‫في المعسكر اإلعدادي الذي خاضه منتخب‬ ‫الشبان من فاتح فبراير إلى غاية السادس منه‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من الحارس عيسى السيودي‬ ‫والمهاجم أنس جبرون اللذين يلعبان ألمل‬ ‫فريق المغرب التطواني‪ .‬ولإلشارة‪ ،‬فالحارس‬ ‫عيسى السيودي والمهاجم أنس جبرون سبق‬ ‫لهما أن شارك رفقة منتخب الشبان في العديد‬ ‫من المباريات الرسمية والودية‪ ،‬ويعدان‬ ‫حاليا من خيرة العناصر التي يتوفر عليها أمل‬ ‫“الماط”‪ ،‬ويعول عليها المدرب اإلسباني دافيد‬ ‫لتقديم إضافة للفريق الذي يحتل حاليا وصافة‬ ‫ترتيب البطولة خلف المتصدر أمل الرجاء‬ ‫البيضاوي‪.‬‬

‫فاز اتحاد طنجة لكرة القدم على رجاء‬ ‫البوغاز‪ ،‬من القسم الثالث لعصبة الشمال‬ ‫بسداسية نظيفة‪ ،‬في مباراة ودية عصر األربعاء‬ ‫بملعب تدريباته بالزياتن‪ .‬وتدخل المباراة في‬ ‫إطار التحضير لمرحلة اإلياب من البطولة‬ ‫االحترافية التي يختتمها باستضافة الرجاء‬ ‫البيضاوي األحد بالملعب الكبير بالزياتن على‬ ‫الساعة الثالثة زواال وسجل أهداف اتحاد طنجة‬ ‫في ودية رجاء البوغاز بدر كشاني وبريس أوونا‬ ‫في مناسبتين‪ ،‬و رفيق عبد الصمد و عبد الغني‬ ‫معاوي‪ .‬وكان الشوط األول انتهى بهدفين‬ ‫لصفر‪ ،‬فيما اضاف الفريق بقية األهداف في‬ ‫الشوط الثاني‪.‬‬

‫الجامعة رفضـت تأخيــر مبــاراة‬ ‫المغرب الفاسي واتحاد طنجة‬ ‫رفضت الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫تأخير انطالقة مباراة المغرب الفاسي واتحاد‬ ‫طنجة في ‪ 12‬فبراير المقبل إلى الخامسة‬ ‫مساء‪ ،‬بدل الثالثة لدواع أمنية‪ .‬وطالبت‬ ‫إدارة المغرب الفاسي بإجراء هذه المباراة‬ ‫في الخامسة مساء‪ ،‬بدل الثالثة عصرا‪ ،‬لفسح‬ ‫المجال لحضور مكثف للجمهور‪ ،‬بيد أن طلبها‬ ‫قوبل بالرفض‪ .‬وأفادت مصادر متطابقة أن‬ ‫السلطات األمنية بمدينة فاس زكت قرار‬ ‫الجامعة‪ ،‬لرفضها كذلك إجراء المباراة مساء‪،‬‬ ‫بالنظر إلى صعوبة تأمينها‪ .‬وقرر المغرب‬ ‫الفاسي طبع ‪ 25‬ألف تذكرة للمباراة التي تجمع‬ ‫المغرب الفاسي باتحاد طنجة‪ ،‬من بينها ‪10‬‬ ‫آالف تذكرة مخصصة لفريق البوغاز‪ .‬ومن‬ ‫المنتظر أن تعرض في السوق اليوم الثالثاء‬ ‫‪ ،‬مع إمكانية زيادة عددها لالستجابة إلى‬ ‫الطلب‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫حواريـات “المـــاط” يسحقــــن‬ ‫القنيطريات‬

‫في إطار برنامجها‪ ،‬شاركت جمعية «الصداقة والتعاون»‬ ‫بطنجة في نشاط رياضي‪ ،‬ترفيهي بمدينة «فوينخيروال»‬ ‫ناحية ملقا‪ ،‬جنوب إسبانيا ما بين اإلثنين ‪ 25‬يناير ‪ 2016‬و‬ ‫الجمعة ‪ 29‬منه‪ .‬وانطلقت الرحلة من ميناء طنجة المدينة يوم‬ ‫اإلثنين على الساعة التاسعة صباحا في اتجاه ميناء «طريفة»‬ ‫حيث وجد الوفد ثالث حافالت في انتظاره‪ ،‬أقلته إلى «الجزيرة‬ ‫الخضراء»‪ ،‬حيث تم تناول وجبة الغذاء‪ .‬ومنها تواصلت الرحلة‬ ‫في اتجاه «فوينخيروال»‪ .‬حيث نزل الوفد بفندق النخيل‬ ‫المصنف من أربعة نجوم‪ .‬وكانت الفترة المسائية وصباح‬ ‫اليوم الموالي راحة وفرصة للتجول واالستمتاع بمرافق‬ ‫المدينة‪ .‬وانطلق برنامج األنشطة في الفترة المسائية من‬ ‫يوم الثالثاء بمنافسات كرتي القدم والسلة‪ .‬التي احتضنها‬ ‫ملعبي سانتا في دي لوس بوليشيز‪ ،‬ومركب إيلوال‪ ،‬وقاعتي‬

‫خوانيتو وسالفيير‪ .‬وتواصلت المنافسات في الفترة المسائية‬ ‫من يوم األربعاء‪ ،‬فيما كان يوم الخميس راحة وفرصة للوفد‬ ‫المتكون من األطفال‪ ،‬الشباب‪ ،‬مؤطرين وأسر بعض األطفال‬ ‫للقيام بجوالت سياحية وترفيهية والتسوق بنواحي المدينة‬ ‫وأسواقها ومراكزها التجارية المتميزة‪ .‬وخالل يوم الجمعة‪،‬‬ ‫اليوم األخير من الرحلة‪ ،‬ومباشرة بعد تناول وجبة الغذاء‪ ،‬حزم‬ ‫الوفد حقائبه في اتجاه «الجزيرة الخضراء» واستفاد من فرصة‬ ‫التوقف لساعتين لزيارة المركز التجاري باب أوروبا « �‪puer‬‬ ‫‪ .»ta de Europa‬ومنها شد الرحال في اتجاه ميناء طريفا‬ ‫في اتجاه ميناء طنجة المدينة‪ ،‬حيث العودة إلى الديار على‬ ‫الساعة التاسعة ليال‪ .‬ويذكر أن الوفد ضم الجمعية المنظمة‬ ‫«الصداقة والتعاون بطنجة» الذي تقدمه رشيد يسري‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعية‪ ،‬ومؤسسات وجمعيات ضمنها جمعية الصداقة‬

‫سحق فريق إناث المغرب أتلتيك تطوان‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬نظيره القنيطري بخماسية‬ ‫نظيفة‪ ،‬في المباراة التي جمعت بينهما يوم‬ ‫األحد ‪ 31‬يناير ‪ 2016‬برسم الجولة السادسة‬ ‫من البطولة الوطنية لكرة القدم النسوية في‬ ‫قسمها الثاني‪ .‬المباراة التي احتظنها ملعب‬ ‫‪ 20‬غشت بالخميسات‪ ،‬نظرا لخضوع الملعب‬ ‫البلدي بالقنيطرة لإلصالحات‪ ،‬عرفت سيطرة‬ ‫واضحة لفتيات تطوان على جل أطوارها‪ ،‬وكان‬ ‫بإمكانهم تعزيز النتيجة المسجلة في أكثر من‬ ‫محاولة‪ ،‬إال أن سوء الحظ عاكسهن في الخروج‬ ‫بحصة أكبر‪ ،‬ليكتفين بفوز بالخماسية‪ ،‬سجلت‬ ‫منها المتألقة فاطمة الزهراء المسعودي‬ ‫هدفين‪ ،‬وزميلتها فاطمة الزهراء الفياللي‬ ‫هدفين‪ ،‬وهدى لحميدي هدف واحد‪ .‬وبهذا‬ ‫الفوز‪ ،‬حافظ الفريق التطواني على موقعه في‬ ‫صدارة مجموعة الشمال برصيد ‪ 14‬نقطة‪،‬‬ ‫جمعها من أربعة انتصارات وتعادلين‪.‬‬


‫العدد ‪823‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬فرباير ‪2016‬‬

‫الفنان التشكيلي زهير وطاش ينجز جداريتين‬ ‫بحي أرض لعلج ببني مكادة‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫تعقيبا على خطيب سال‬

‫ال مكان للدّجل الدّيني أو السياسي‬ ‫في مغرب اليوم‬ ‫اصطف عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة إلى جانب إمام سال‪ ،‬في اعتبار أن الزالزل‬ ‫والكوارث‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬عقاب من اهلل للمفسدين من عباده على األرض‪.‬‬ ‫حدث ذاك عند تطرق رئيس الحكومة لظاهرة الجفاف التي تعم المغرب‪ ،‬خالل‬ ‫مثوله أمام البرلمان‪ ،‬حيث نزع عنه جبة رجل الدولة ليستبدلها بجلباب وعمامة رجل‬ ‫الدين الواعظ والمنذر‪ .‬إال أنه إذا كان يحيى المدغري ينطلق في «خطبته» من مفهوم‬ ‫ديني تراثي‪ ،‬هو كل «ما وصل إليه لوحه» أيام «التخنشة» في جبال الريف العتيد‪ ،‬فإن‬ ‫بنكيران‪« ،‬الفيزيائي»‪ ،‬انطلق من مفهوم يكتنفه الكثير من معاني النفاق السياسي‪،‬‬ ‫فهو يربط ‪ ‬الغيث‪ ،‬برضى اهلل سيحانه وتعالى ‪ ‬على‪ ‬المغاربة‪ ،‬وبالتالي فانحباسه ال‬ ‫يمكن أن يكون إال ظاهرة الغضب اإللهي‪ .‬وموطن النفاق السياسي في كالم بنكيران‪،‬‬ ‫يتجلى في إعالنه تحت قبة البرلمان‪ ،‬العام الماضي‪ ،‬وكان العام ممطرا‪ ،‬بأن حكومته‬ ‫«مباركة» على المغرب بدليل نزول الغيث مدرارا من السماء‪ ،‬وأن المغاربة «عندما ينزل‬ ‫المطر‪ ،‬يفرحون ويشعرون أن اهلل راض عنهم»‪ ،‬وبنفس المنطق يمكن الوصول إلى‬ ‫استنتاج أن ‪ ‬انحباس المطر من غضب اهلل عنهم‪.‬‬

‫الزالزل عقاب من اهلل‪ ‬للخطائين‬

‫وهذا بالضبط‪ ،‬ما ذهب إليه‪« ‬الفقيه» المدغري حين اعتبر الزلزال «من آيات اهلل»‬ ‫وربط ‪ ‬الزالزل التي ضربت منطقة الحسيمة والناظور‪ ،‬بمعاصي أهل الريف وبارتكابهم‬ ‫«للموبقات» و «المعاصي»‪ ،‬فحق عليهم «عقاب اهلل»‪ ،‬انطالقا من مبدأ أن الذنوب‬ ‫«موجبة للعقاب» في الدنيا قبل اآلخرة‪ ،‬وأن كل الظواهر الطبيعية‪ ،‬من جفاف ‪ ‬وطوفان‬ ‫وكسوف وزالزل وأمراض وأوبئة‪ ،‬إنما هي «ابتالء من اهلل» وعقاب للمفسدين جراء ما‬ ‫اقترفتهأيديهم‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نسائل بنكيران هل يمكن اعتبار الجفاف الذي يشهده المغرب‪،‬‬ ‫هذه السنة‪ ،‬عقابا من اهلل لحكومته التي قال إن اهلل سبحانه وتعالى كان راضيا عنها‪،‬‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬حيث جعلها «مباركة» على عباده‪ ،‬وعلى «اإلخوة» من جماعته المؤمنة‬ ‫الصالحة‪ ،‬ليبتليها‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬بانحباس المطر‪ ‬من باب العقاب اإللهي ؟‪! ‬‬

‫الغضب اإللهي في الديانات القديمة‬

‫حقيقة إن مبدا «غضب اإلله»‪ ،‬كرسته الديانات القديمة‪ ،‬منذ النشء‪ ،‬حيث إن‬ ‫أساطير اليونان والروم والمصريين القدماء وغيرهم من الشعوب ‪ ‬األولى‪ ،‬أرجعت كل‬ ‫الكوارث الطبيعية ‪ ‬إلى «الغضب اإللهي» لحاجة العقل البشري إلى إيجاد «أجوبة» عن‬ ‫الكوارث الطبيعية وإلى إعطاء «تفسير» لهذه «الظواهر»‪ ‬العجيبة التي «يباغت» بها‬ ‫اإلنسان وتكون في معظمها ‪« ‬مأسوية»‪ .‬فالعقل البشري «آلة نشيطة» في إعطاء معنى‬ ‫ومدلول لألحداث التي تحصل بمحيطه وفي حياته اليومية‪.‬‬ ‫‪ ‬األسطورة اليونانية جعلت ‪ ،‬منذ آالف السنين ‪ ،‬كما تعلمون» لكل الظواهر‬ ‫اإلنسانية أوالطبيعية‪»،‬آلهة» لرعايتها وحمايتها‪ .‬فهناك إله أو إلهة للحب‪( ،‬أفروديت)‬ ‫والموسيقى (أبوبون)‪ ،‬والعواصف (بوزيدون)‪ ،‬واألسرة (هيسطيا)‪ ،‬والزواج (هيرا)‪ ،‬والحرب‬ ‫(آريس) واإلحتراس الحربي (أطينا) والنار والحديد (هيفايسطوس)‪ ،‬والريح (هيرميس)‬ ‫وجهنم أو مملكة الموتى (هاديس)‪ .‬وجميع هذه اآللهة» تخضع لسلطة ملك‬ ‫الملوك‪« ،‬زوس»‪ .‬ونفس ‪ ‬هذه اآللهة‪ ،‬ولكن بمسميات أخرى‪ ،‬توجد أيضا في األساطير‬ ‫الرومانيةوالمصرية‪.‬‬ ‫أما «نيميسيس» فهي إلهة «الغضب اإللهي العادل» عند اإلغريق‪ ،‬وإلهة «االنتقام»‬ ‫و«التوازن»‪ ،‬توزع جزاء السماء على البشر‪ ،‬إن خيرا أو شرا‪ .‬وقد صار اسمها‪ ،‬من باب‬ ‫االستعارة‪ ،‬مرادفا لغضب أو انتقام السماء‪.‬‬

‫العقل نعمة إلهية والتفكير فريضة إسالمية‬

‫وإذن‪ ،‬فإن فكرة «غضب السماء» و «عقاب السماء» قديمة‪ ،‬صاحبت اإلنسان منذ‬ ‫وعيه األولي بالكون وبمنزلته بين المخلوقات وبتفاعله مع محيطه‪ .‬وقد كرست الديانات‬ ‫البدائية المختلفة‪ ،‬وحتى «الكتابية منها» هذه الفكرة‪ ،‬عبر الخطيئة والذنوب والعقاب‪،‬‬ ‫إال أن اإلسالم جاء بمبدأ المسؤولية‪ ،‬وحددها في اآلية الكريمة «وال تزر وازرة وزر أخرى‪،‬‬ ‫ومن هنا ينتفي االعتقاد بأن اهلل ‪ ‬عز وجل‪ ،‬إذا ما أغضبه بعض عباده‪ ،‬ـــ بترويجهم‬ ‫للمخدرات أو بارتكابهم للموبقات‪،‬ـــ تعالى اهلل عن ذلك علوا كبيرا‪ ،‬جر على الكون‬ ‫بما فيه وما عليه من كائنات‪ ،‬زالزل مدمرة ‪ ،‬تأتي على عباده جميعهم‪ ،‬ال فرق بين‬ ‫المذنب والبريء‪ ،‬بين الصغير والكبير‪ ،‬بين المؤمن والكافر‪ ،‬والمتدين والفاجر‪ ،‬والراشد‬ ‫والرضيع الذي ال ذنب له‪ ،‬فأي منطق هذا ومن صفات اهلل وأسمائه الحسنة العدل وأنه‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬الرحمان الرحيم‪ ،‬الغفار‪ ،‬اللطيف‪ ،‬الحكيم‪ ،‬الكريم‪ ،‬الحليم ‪ ،‬العفو‬ ‫والرؤوف ‪ ،‬سبحانه جل جالله‪.‬‬ ‫خطاب «فقيه» سال‪ ،‬الذي «ثمنه» رئيس الحكومة وسار على منواله‪ ،‬يلغي العقل‬ ‫ومنطق االستدالل والبرهان من الفكر البشري المطلوب من المسلمين (أولي األلباب)‬ ‫استعماله في ‪ ‬فهم وتدبر الكون ‪ ،‬ذلك أن العقل الوازع‪ ،‬والعقل المدرك‪ ،‬والعقل الحكيم‬ ‫والعقل‪ ‬الراشد‪ ،‬نعمة إلهية والتفكير فريضة شرعية (د‪ .‬نظمي جليل أبو العطا) أو ليس‬ ‫«التكليف الشرعي» مرتبطا بالعقل؟ ‪« .‬إن في خلق السماوات ‪ ‬واألرض واختالف الليل‬ ‫والنهار والفلك التي تجري في البحر لما ينفع الناس وما أنزل اهلل من السماء من ماء‬ ‫فأحيا به األرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين‬ ‫السماء واألرض آليات لقوم يعقلون» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫على بعض «رجال الدين» وخطباء المساجد وعلى رأسهم «الفقيه» يحيى بن محمد‬ ‫المدغري الريفي ومن واالهم من المتاجرين باإلسالم‪ ،‬المقامرين به في عالم السياسية‬ ‫الرديء‪ ،‬أن يعلموا أنه ال مكانة في مغرب اليوم للدجل الديني أو الشعوذة ‪ ‬السياسية‬ ‫أو التخلف الفكري بل إن التوجه العام يجب أن يسير في طريق تنوير العقول وليس‬ ‫إفسادها‪ ،‬بل والدفع بها إلى استكشاف المزيد من آيات اهلل في أكوانه‪ ،‬وآيات ‪ ‬اإلعجاز‬ ‫في القرآن‪ ،‬الكريم ال أن نقف عند «ويل للمصلين» و «نعطل» استعمال العقل ألن‬ ‫اإلسالم دين الحرية المسؤولة المنضبطة‪ ،‬المرتبطة بتطوير المجتمع‪ ،‬وال يجوز لمسلم‬ ‫أن يعطل العقل على أداء وظيفته‪ ‬ألن «العقل نعمة إلهية والتفكير فريضة إسالمية»‬ ‫(د‪ .‬القصبي زلط)‪ ،‬وألن اإلسالم ‪ ‬ثورة حقيقية ضد كل صور الجمود الفكري وضد‬ ‫التسلط على رقاب العباد لفرض الوصاية عليهم‪ ،‬إن باسم الدين أو باسم السياسة أو‬ ‫بهما معا‪...... !!! ‬‬

‫تزكية لمبادرة ثلة من شبان حي‬ ‫العلج‪،‬الراغبين في إضفاء مسحة جمالية على‬ ‫مدخل حيهم وفروعه قام الفنان التشكيلي‬ ‫زهير وطاش ‪ -‬يوم الثالثاء المنصرم‪ -‬برسم‬ ‫جدارية بحي أرض لعلج ببني مكادة تشخص‬ ‫الوجه المألوف للرحالة العالمي ابن بطوطة‪،‬‬ ‫وهي تحاكي تلك التي أنجزها رفقة زميله‬ ‫الفنان مراد بقوح ببرج الحجوي‪ ،‬وذلك تذكيرا‬ ‫بمحمد بن عبد اهلل اللواتي الطنجي (‪1304‬‬ ‫‪ )-1378‬الذي كاد أن يصبح منسيا في الذاكرة‪،‬‬ ‫فهذا الرحالة هو صاحب كتاب«تحفة النظار في‬ ‫غرائب األمصار وعجائب األسفار» الذي تمت‬ ‫ترجمته إلى خمسين لغة‪ ،‬انطلق في رحلته من‬ ‫مسقط رأسه طنجة‪ ،‬مرورا بمصر والسودان‬ ‫والشام والحاجز والعراق وفارس واليمن وعمان‬ ‫والبحرين وتركستان وما وراء النهر والهند‬ ‫والصين وجاوة وأواسط إفريقيا‪ ،‬وقد قضي في‬ ‫رحلته سبعة وعشرين سنة قطع خاللها مسافة‬ ‫تقدر بما يفوق المئة وخمسين ألف كيلومتر‪.‬‬ ‫و في يوم الخميس المنصرم أنجز الفنان‬ ‫زهير وطاش جدارية أخرى مجاورة ومحاورة‬ ‫لجدارية ابن بطوطة تبرز معلمة القدس‬

‫الشريف‪ ،‬والملفت لإلنتباه تقنية الرسم الثالثي‬ ‫األبعاد التي أنجزبها زهيرالجدارية؛ مما يجعل‬ ‫المشاهد يحس وكأنه واقف قبالة القدس يتأمل‬ ‫جمالية هذه المعلمة ذات الحمولة الدينية‬ ‫والتاريخيةوالثقافيةوالسياسية‪..‬‬ ‫ولقداستغرق الفنان زهيرفي رسم كل‬ ‫جدارية مايفوق‪12‬ساعة حيثشرع فيكل واحدة‬ ‫منهما حوالي الساعة الرابعة مساء واستمر في‬ ‫عمله إلى حين طلوع الشمس‪،‬محفوفا بثلة‬ ‫من أبناء الحي الموسومين وأهلهم بالطيبوبة‬ ‫واألخالق العالية‪ .‬كما أن هاتين التحفتين‬ ‫الفنيتين‪-‬وفي ظرف وجيز‪ -‬قد نالتا إعجاب ما‬ ‫يقرب ‪ 13000‬شخص وحصدتا ما يقرب ‪200‬‬ ‫تعليق في مختلف المواقع والجرائد اإللكترونية‪،‬‬ ‫وهو ما يؤكد أن الفنان التشكيلي زهير وطاش‬ ‫أصبح يشق طريق اإلحتراف‪،‬بعدما أنجز عشرين‬ ‫جدارية‪،‬باكورتهاكانت تلك التي خربشها بألوان‬ ‫الحضانة بغرفة نومه‪،‬وعمره لم يتجاوز ربيعه‬ ‫الرابع‪.‬‬ ‫فالجداريات‪ ،‬أو الرسم الجداري‪ ،‬بصفة عامة‬ ‫ يقول الفنان زهير‪ -‬له مجموعة من اإليجابيات‬‫‪،‬بغض النظر عن تعقيد المساطر واإلجراءات‬

‫الالزمة لرسم الجدارية‪ ،‬فالرسم الجداري يعتبر‬ ‫من أهم وسائل التزيين والتعبير واالتصال‪ ،‬فهو‬ ‫يحمل بين طياته رسالة إلىكافة البشر‪ ،‬وال‬ ‫يقتصر على فئة ذات مستوى ثقافي معين ‪ ،‬بل‬ ‫يؤثر علىمناحي الحياة عامة‪ ،‬ويخلق رابطة بين‬ ‫المشاهد‪/‬المتلقي والفضاءالذي يعيش فيه‪،‬‬ ‫وينتج بيئة تساعد على اإللهام واإلبتكار واإلبداع‬ ‫الذي يعتبر جوهر الفن والحياة بصفة عامة‪.‬‬ ‫وجدير باإلشارة إلى أن هاتين الجداريتين‬ ‫قد أنجزهما الفنان زهير وطاش بتحفيز وتشجيع‬ ‫من شبان الحي الذين قاموا بمبادرة مستقلة‬ ‫عن أي حزب أو عمل جمعوي‪ ،‬وهي مبادرة‬ ‫تهدف باألساس إلى تنظيف الحي وتزيينه على‬ ‫هامش مسابقة أجمل حي نظيف موازاة مع‬ ‫مشاريع طنجة الكبرى‪.‬‬ ‫فتحية تقدير لكل من يزرع بذور الحسن‬ ‫والجمال في أزقة األحياء والدروب لتنمو ورود‬ ‫محبة في القلوب‪.‬‬

‫م‪ .‬و‬

‫والية طنجة تستجيب لطلب جمعية السانية للكراطي‬ ‫وجمعية النماء في ترميم وإصالح األزقة واألحياء بالمنطقة‬ ‫أفاد مصدرنا من داخل جمعية السانية للكراطي أنه في وقت‬ ‫قياسي‪ ،‬استجاب محمد اليعقوبي‪ ،‬والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫للحاجة الملحة التي كانت تخص أزقة وأحياء منطقة السانية بطنجة‪،‬‬ ‫وذلك على مستوى النهوض بممراتها وطرقها‪.‬وكان السيد الوالي قد‬ ‫استقبل‪ ،‬خالل األسبوع الماضي‪ ،‬ممثلين عن جمعية السانيا للكراطي‪،‬‬ ‫وجمعية النماء‪ ،‬لالستماع إلى طلباتهم‪ ،‬حول ما يتعلق بتدبيرالشأن‬ ‫المحلي‪ ،‬أو باألحرى حالة طرق المنطقة التي كانت تعرف ترديا‬ ‫وتهميشا‪ ،‬وتحتاج إلى تدخل من أجل إصالحها وترميمها‪ ،‬نذكر منها‬ ‫طريق الملعب وغيرها‪ ،‬حيث تمت االستجابة‪ ،‬وبشكل سريع‪ ،‬لهذا‬ ‫المطلب الذي كان يشغل بال سكان المنطقة‪ ،‬منذ مدة طويلة‪ ،‬قبل أن‬ ‫يعمل والي الجهة على تفعيله وتطبيقه على أرض الواقع‪ ،‬وبإلحاح من‬ ‫فاعلين جمعويين‪ ،‬من بينهم كل من ذ‪”.‬رشيد البقالي”‪ ،‬وذ‪”.‬جمال أمل‬ ‫العيشة” وذ‪”.‬يونس بوزيد”‪ ،‬حيث كانوا سفراء للنوايا الحسنة‪ ،‬حاملين‬ ‫الرسالة إلى الجهة المسؤولة في شخص والية طنجة التي استجابت‬ ‫لهذا المطلب الذي يخدم المصلحة العامة‪ ،‬أوال وأخيرا‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪..‬يا زمان الوصل باألندلس‬

‫ساحة الفدان بتطوان !‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.