Achamal n° 825 le 23 fev 2016

Page 1

‫األمن يشتغل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 825‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 14‬جمادى الأولى ‪� 23 / 1437‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫تواصل والية األمن عمليات أمنية قوية‬ ‫داخل األحياء المشبوهة في المدينة والمقاطعات‬ ‫اإلدارية‪ ،‬بحثا عن الجناة من اللصوص وقطاع الطرق‬ ‫والمقرقبين ومروجي المخدرات ومجرمي الدم‬ ‫الذين روعوا السكان وبثوا مشاعر الخوف والرعب‬ ‫في أوساطهم‪.‬‬ ‫وخالل األسبوع الماضي‪ ،‬أسفرت هذه العمليات‬ ‫على إيقاف ‪ 1400‬مشتبه فيهم لتورطهم في‬ ‫أعمال إجرامية مختلفة ومن بينهم أصحاب سوابق‬ ‫‪ ،‬بعضهم غادر السجن حديثا‪ ،‬ليقوم بتنفيذ جرائم‬ ‫مختلفة تتعلق خاصة بترويج المخدرات‪ ،‬كما تم في‬ ‫هذا اإلطار حجز فوق الخمسة آالف من األقراص المهلوسة‪.‬‬ ‫يذكر أن مصالح األمن بطنجة‪ ،‬تمكنت خالل السنة الماضية‪ ،‬من إيقاف فوق ‪ 60‬ألف شخص من المتورطين‬ ‫في جرائم متنوعة وهي حصيلة قياسية بالنسبة لطنجة‪ ،‬وذلك بفضل تعبئة إمكانيات هائلة بشرية ومادية في‬ ‫إطار مخطط عمل شامل عهد به إلى دوريات استباقية من أجل مكافحة مختلف أنواع الجرائم‪.‬‬ ‫مصادر عليمة أكدت أن المصالح األمنية بطنجة‪ ،‬بصدد إعداد خطة أمنية جديدة‪ ،‬بتنسيق مع اإلدارة‬ ‫العامة لألمن الوطني‪ ،‬تقوم أساسا على تعزيز الموارد البشرية والتدخالت االستباقية ودعم أمن القرب إضافة‬ ‫إلى االنفتاح على المجتمع المدني بمختلف مكوناته والهيئات المنتخبة للتحسيس بأهمية التأطير القانوني‬ ‫ونجاعة التربية في الحد من الجريمة‪.‬‬

‫الذكرى الخامسة لحركة «‪ 20‬فبراير»‬

‫• الذكرى الخامسة لحركة «‪ 20‬فبراير»‬ ‫• شعارات قديمة ومطالب مستهلكة‬ ‫• مطالب بإسقاط الفساد واالستبداد ورفع الظلم والتهميش وتوفير‬ ‫الكرامة والعدل‬ ‫• هل هي بداية النهاية ؟‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫بعد التهويل الذي رافق «االستعدادات» لالحتفال بالذكرى الخامسة لـ «حركة ‪ 20‬فبراير» طلعت مسيرات هذه الحركة‪ ،‬باهتة محتشمة في‬ ‫كل األقاليم التي نجحت في استقطاب بضع عشرات من المتعاطفين معها‪ ،‬حتى إن العديد من المتتبعين أكدوا في كتاباتهم وتصريحاتهم‪،‬‬ ‫أن «الحركة» على وشك االندثار‪ .‬ذلك أن هذه «الحركة» جاءت في سياق أوضاع خاصة‪ ،‬طبعتها «ثورات» في بعض بلدان الجوار وبلدان أخرى‬ ‫من بلدان الشرق األوسط‪ ،‬تفجرت‪ ،‬كلها‪ ،‬ضد األنظمة الديكتاتورية التي فرضت عليها ولعشرات السنين‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫عمدة طنجة بين مطرقة احتجاجات تجار السوق‬ ‫المركزي بني مكادة وسوق بئر الشعيري وسندان‬ ‫التزامات مشاريع طنجة الكبرى‬

‫احتلت النقطتان المتعلقتان باستصدار مقررين‪،‬‬ ‫األول يهم إحداث سوق أرض الدولة بشارع فاطمة‬ ‫الزهراء‪ ،‬والثاني يتعلق بنقل مقر السوق المركزي‬ ‫ببني مكادة‪ ،‬وسوق بئر الشعيري إلى سوق أرض‬ ‫الدولة‪ ،‬الحيز األكبر من أشغال الجلسة الثالثة‬ ‫واألخيرة ألشغال دورة فبراير العادية لمجلس الجماعة‬ ‫الحضرية لطنجة‪ ،‬التي اختتمت أشغالها يوم الخميس‬ ‫‪ 18‬فبراير الجاري‪ ،‬بقصر بلدية طنجة‪ ،‬بحضور بعض‬ ‫ممثلي تجار السوقين‪ ،‬والذين رفعوا شعارات والفتات‬ ‫تعبر عن رفضهم لما أسموه بقرار التهجير القسري‬ ‫الممنهج الذي أقره العمدة الذي ضرب عرض الحائط‬ ‫بمصالح التجار المتضررين‪ ،‬رافضين تسويتهم‬ ‫بالفراشة‪ ،‬وهو ما بنت عليه المعارضة تدخالتها‪ ،‬حيث‬ ‫أكدت على وقوفها إلى جانب هذه الفئة المتضررة‪،‬‬ ‫وأنهم ليسوا ضد ما ينجز من مشاريع كبرى‪ ،‬بقدر‬ ‫حرصهم الشديد على مصالح ساكنة طنجة‪ ،‬حيث‬ ‫ألح أعضاء المعارضة على ضرورة البحث عن حلول‬ ‫ترضي جميع األطراف‪ ،‬والذهاب بعيدا من أجل حل‬ ‫مشاكلهم‪ ،‬إلى حد تعويض المتضررين منهم ماديا‪.‬‬ ‫عمدة طنجة خالل رده أكد على أهمية هذا‬ ‫النقاش‪ ،‬باعتباره يدخل في إطار تحديد مصير هذه‬ ‫الفئة من المواطنين‪ ،‬مشيرا إلى أن سوق أرض‬ ‫الدولة الواقع بشارع فاطمة الزهراء ال��ذي دشن‬ ‫صاحب الجاللة شطره األول‪ ،‬وأعطى انطالقة بناء‬ ‫شطره الثاني مؤخرا‪ ،‬سيتحول إلى مجمع تجاري‪،‬‬ ‫مذكرا بأن نقل عدد من أسواق طنجة وتركيزها في‬ ‫مجمعات يدخل في صميم مشروع طنجة الكبرى‪،‬‬ ‫معطيا بذلك المثال للترحيل الذي طال المنطقة‬ ‫الصناعية الحرة بميناء طنجة المدينة‪ ،‬وسوق الجملة‬ ‫لبيع الخضر والفواكه‪ ،‬والمحطة الطرقية عند االنتهاء‬ ‫من إنجاز هذين األخيرين‪ ،‬وغيرها من المشاريع‬ ‫الكبرى التي تدخل في صلب مشروع طنجة الكبرى‪،‬‬ ‫مبرزا أن مدينة البوغاز تعرف تحوالت كبرى وهامة‬ ‫على جميع المستويات والقطاعات‪ ،‬حيث أضحت‬ ‫منطقة تجاذب لالستثمارات الخارجية الكبرى‪ ،‬تضاهي‬ ‫العاصمة االقتصادية للمملكة‪ ،‬واعدا تجار السوقين‬ ‫أن بابه للحوار معهم سيبقى مفتوحا للبحث عن‬ ‫الحلول لمشاكلهم‪ ،‬مستعرضا االمتيازات التي يمنحها‬

‫اللقاء الختامي لأليام التجارية الجهوية‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫سوق أرض الدولة لتجار السوق المركزي وسوق بئر‬ ‫الشعيري‪ ،‬وتتعلق بالتمليك بذل الكراء‪.‬‬ ‫وكانت لجنة المرافق العمومية والخدمات قد‬ ‫أقرت خالل اجتماعها يوم ‪ 15‬فبراير حول استصدار‬ ‫مقرر بإحداث سوق ب��أرض الدولة‪ ،‬بعد مناقشة‬ ‫مستفيضة‪ ،‬وبعدما تبين لها أهميته الكبرى التي‬ ‫سيكتسيها‪ ،‬سواء على مستوى إيواء الباعة المتجولين‬ ‫المحيطين بالسوق المركزي ببني مكادة‪ ،‬وسوق بئر‬ ‫الشعيري‪ ،‬أو تجار السوق أصحاب المحالت التجارية‪،‬‬ ‫وك��ذا ما سيضخه من م��وارد مالية في ميزانية‬ ‫الجماعة التي دعت إلى تنظيم هذا السوق‪ ،‬ليكون‬ ‫مجمعا تجاريا يليق بالوجه الحضاري لطنجة الكبرى‪.‬‬ ‫كما تدارس أعضاء اللجنة أيضا موضوع نقل السوق‬ ‫المركزي بني مكادة وس��وق بئر الشعيري‪ ،‬حيث‬ ‫أوصت باستصدار قرار لنقل السوقين‪ ،‬على أن يراعى‬ ‫استكمال المسلسل التفاوضي مع التجار وممثليهم‬ ‫بما يضمن حقوقهم ومصالحهم‪ .‬وق��د صوت‬ ‫المجلس بأغلبية أعضائه لصالح النقطتين‪ ،‬فيما‬ ‫امتنعت المعارضة عن التصويت‪.‬‬ ‫وكان أعضاء المجلس قد ناقشوا قبل ذلك‬ ‫موضوع دفتر تحمالت استغالل الملك العمومي‬ ‫الجماعي من طرف متعهدي الشبكات العامة ومراكز‬ ‫لإلتصاالت‪ ،‬دعت بشأنه لجنة الميزانية والشؤون‬ ‫المالية والبرمجة والممتلكات‪ ،‬ولجنة التعمير وإعداد‬ ‫التراب الوطني والمحافظة على البيئة‪ ،‬للتعاقد مع‬ ‫مكتب متخصص للمراقبة ومتابعة الصيانة وجودة‬

‫الخدمات‪ ،‬في إط��ار حق الجماعة في تتبع أعمال‬ ‫الخواص على ترابها‪ ،‬بمقتضى التعاقد‪ ،‬كما دعت إلى‬ ‫تشكيل لجنة االستالم عند الترخيص‪ ،‬وإلزام المتعهد‬ ‫بتسليم الخرائط الرقمية للجماعة‪.‬‬ ‫كما ناقش المجلس أيضا‪ ،‬النقطة المتعلقة‬ ‫بدراسة تسوية ملفات التعمير العالقة‪ ،‬التي أثير‬ ‫بشأنها نقاش مستفيض‪ ،‬وخاصة النقطة المتعلقة‬ ‫بنوعية المخالفات ‪ ،‬وخاصة القانون ‪ ،12،90‬والمتعلق‬ ‫بمتابعة المخالفين قضائيا‪ ،‬والمادية منها على‬ ‫الخصوص‪ ،‬حيث رأت المعارضة أنها مجحفة بالنسبة‬ ‫للطبقة الضعيفة والمتوسطة‪ ،‬فيما بررت األغلبية‬ ‫موقفها بأن األمر يتعلق بزجر المخالفات‪ ،‬وللحد منها‪،‬‬ ‫البد من هذا اإلجراء الردعي‪ ،‬وذلك لمصلحة التعمير‬ ‫بطنجة الذي يعرف عدة تجاوزات‪ ،‬مع مراعاة الطبقة‬ ‫الضعيفة‪ .‬وقد وافق المجلس بأغلبية أعضائه‪ ،‬على‬ ‫أن تعيد اللجنة دراسة تحديد بعض الجزاءات المادية‬ ‫منها‪.‬‬ ‫كما شمل جدول أعمال الجلسة الثالثة للمجلس‬ ‫دراسة مقرر جماعي‪ ،‬يقضي بتحديد وتنظيم شروط‬ ‫االستفادة من استغالل الملك الجماعي العام ألغراض‬ ‫تجارية أو مهنية‪ ،‬وتسوية الوضعية القانونية لألوعية‬ ‫العقارية‪ ،‬بهدف إحداث أسواق القرب‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تقديم عروض إخبارية عن الحصيلة المالية للجماعة‬ ‫برسم سنة ‪ ،2015‬والقضايا المرفوعة ضد الجماعة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫الفنان التشكيلي زهير وطاش يشق طريقه بثبات‬ ‫بين فناني المدينة‬

‫رأى الفنان التشكيلي زهير وطاش النور في‬ ‫مدينة طنجـة‪ /‬مسقط رأسه سنـة ‪ ،1994‬درس‬ ‫اإلبتدائي في مدرسـة األمل‪ ،‬واإلع��دادي بالثانوية‬ ‫اإلعدادية المسيرة‪ ،‬ثم الثانويـة التأهيليـة عـالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬ويتابع الفنان زهير تعليمه الجامعي حاليا‬ ‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫شعبة اإلجازة ‪/‬سلك القانون الخاص‪.‬‬ ‫وعلى هامش المسابقة التي نظمها مرصد‬ ‫حماية البيئة والمآثر التاريخية‪ ،‬حول األحياء النظيفة‬ ‫بطنجة‪ ،‬تفتقت عبقرية هذا الفنان بقوة‪ ،‬حيث فجر‬ ‫بفرشاته بحي أرض العلج ببني مكادة ينابيع وجداول‬ ‫مائية ثالثية األبعاد‪،‬فضال عن لوحة لقبة الصخرة‬ ‫(القدس الشريف) وبورتريه يشخص الوجه المألوف‬ ‫للرحالة العالمي الطنجي ابن بطوطه‪ .‬وقد نالت هذه‬ ‫اللوحات إعجاب العديد من المشاهدين ‪ .‬ولتقريب‬ ‫هذا الفنان من جمهوره التقت الجريدة بزهير وطاش‬ ‫الذي فتح لنا قلبه من خالل دردشة قصيرة تحدث‬ ‫فيها عن بداية نشاطه الفني‪ ،‬والمدارس الفنية التي‬ ‫ينتمي إليها‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫منذ كان عمره يناهز الخمس سنوات وزهير‬ ‫يشعر بميله الشديد للرسم‪ ،‬ك��ان منزل أسرته‬ ‫الورشة األولى وجمهوره عائلته الصغيرة التي لقي‬ ‫منها كل المؤازرة والتشجيع‪ ،‬كان يساهم برسوماته‬ ‫في المسابقات والمعارض التي تنظمها المؤسسات‬ ‫التربوية‪ .‬وفي سن ‪ 17‬سنة كانت االنطالقة الفعلية‬ ‫لزهير حين تقدم لمسابقة نظمتها ثانوية عالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬حيث أبان عن كعبه العالي في هذا المجال‪،‬‬ ‫الذي قرر أن يفرغ فيه طاقاته الفنية‪.‬‬ ‫نظم الفنان زهير وطاش أعماال فنية رائعة‪،‬‬ ‫وشارك في عدة معارض‪ /‬فردية وجماعية ‪،‬في طنجة‬ ‫وخارجها‪ ،‬كان آخرها بكل من مدينتي وزان وابن‬

‫احمد‪ ،‬وقام بتنشيط وتأطير عدة ورشات للرسم في‬ ‫إطار تجربته الجمعوية‪ ،‬بدار الشباب بنوينويش‪ ،‬ودار‬ ‫الشباب ببني أحمد‪.‬‬ ‫الفنـــان زهير وطاش يستلهـــم أعمالـــه‬ ‫اإلبداعية من شتـى المدارس الفنية‪ :‬التجريديـة‪،‬‬ ‫الواقعيــة ‪ ،‬السريالية‪ ،‬والمدرســة الكالسيكيــة‬ ‫بمفهومها الكالسيكي‪ ،‬وتتنوع مواضيعه بتنوع‬ ‫التراث المغربي األصيل‪ ،‬مرورا بمواضيع إنسانية‪ ،‬إلى‬ ‫ا جتماعية صرفة‪ ،‬ويطغى على جل أعمال زهير اللون‬ ‫األزرق‪ ،‬وهو انعكاس لمحيطه البيئي الذي ترعرع فيه‪،‬‬ ‫حيث زرقة السماء والبحر‪ ،‬دون أن ينسى ألوان أخرى‬ ‫ساخنة‪ .‬ويستعمل زهير في أعماله الصباغة الزيتية‬ ‫والمائية‪ ،‬على الورق‪ ،‬والقماش والمالبس والجلد‬ ‫والجد ران واألرض‪.‬‬ ‫ولتقريب الفن التشكيلــي من المواطنيــن‬ ‫يسعى الفنان زهير لمشاطرة فنه مع المشاهدين عن‬ ‫طريق رسم لوحاته أوجدارياته في فضاءات مفتوحة‪،‬‬ ‫متقاسما مع الجمهور جمالية المكان والزمان‪،‬فهو‬

‫يكره التقيد بالفضاء المغلق إلنجاز أعماله‪ ،‬بل يحاول‬ ‫دائما أن يحلق كالحمام ناشرا ألوية السلم والسالم‬ ‫‪،‬وهو ما تعكسه جل لوحاته ‪ ،‬متأثرا بالفنان المغربي‬ ‫الكبير بن يســف‪ ،‬وبالفنــان السريالي اإلسباني‬ ‫سالفادور دالي‪.‬‬ ‫وبالنسبــة لمشـاريعــه الفنيــة فتتمثـــل في‬ ‫تنظيم معرض فردي في الصيف المقبل‪ ،‬إلى جانب‬ ‫مشاركته في عدد من الملتقيات الفنية‪ ،‬في رسم‬ ‫الجداريات‪ ،‬وصباغة األراضي المبلطـة بالمدينــة‬ ‫العتيقة‪ ،‬كما سيعرض الفنان زهير بورتريهات في‬ ‫فضاء مقهى (لحظات طنجة) لشخصيات أدبية وكتاب‪،‬‬ ‫ومخرجين سينمائيين‪ ،‬وموسيقيين ‪/‬خاصة في‬ ‫الطرب األندلسي‪ ،‬وممثلين ومؤلفين‪ ،‬وذلك بداية‬ ‫الشهر المقبل‪ .‬وسبق للفنان زهير وطاش أن أهدى‬ ‫لمؤسسة محمد شكري بطنجة لوحة تذكارية تزكية‬ ‫لروح الفقيد ‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫مدينة شفشاون أجمل من كيب تاون وباريز‬ ‫ذلك ما أفادته المجلة األمريكية (كوندي‬ ‫ناست ترافلر)‪ ،‬التي أوردت أن مدينة شفشاون‬ ‫المغربية احتلت الصف السادس عالميا متقدمة‬ ‫على مدينة األنوار العاصمة الفرنسية باريز التي‬ ‫حلت المرتبة السابعة‪ ،‬ومدينة كيب تاون الجنوب‬ ‫إفريقيةالمرتبةالثامنةعالميا‪،‬فيماصنفتمدينة‬ ‫فينسيا اإليطالية الرتبة األولى كأجمل مدينة في‬ ‫العالم تلتها مدينة هونكونك الصينية‪ ،‬ومدينة‬ ‫إسطنبول التركية ثالثة‪ ،‬ومدينة نيويرك رابعة‬ ‫ولندن خامسة‪ ،‬وتعتمد المجلة في تصنيف أجمل‬ ‫المدن في العالم على عدة معايير‪ ،‬منها الموقع‬ ‫الطبيعي االستراتيجي للمدينة‪ ،‬والمعايير الفنية‬ ‫والتراثيةوالمعماربة‪.‬‬ ‫احتالل مدينة شفشاون لهذه المرتبة لم يأت‬ ‫اعتباطا‪ ،‬فهي حاليا ترأس الشبكة المتوسطية للمدن‬ ‫العتيقة‪ ،‬نظرا لما لهذه المدينة من خصوصيات‬ ‫موقعها الجغرافي بين الجبال‪ ،‬وطابعها الفني‬ ‫المعماري الجميل والفريد‪.‬‬ ‫هذه المدينة التي بناها موالي علي بن راشد‬

‫‪2‬‬

‫سنـة ‪ 1471‬إلي��واء الموريسكييـن المطروديـن‬ ‫والفارين من محاكم التفتيش باألندلس‪ ،‬استوطنوا‬ ‫شفشاون‪ ،‬وجعلوا منها مدينة أندلسية مصغرة‪ ،‬حيث‬ ‫احتفظوا بما حملته ثقافتهم من عادات وتقاليد‪ ،‬ولم‬ ‫يفرطوا فيها‪ ،‬بل أبدعوا وأج��ادوا زمن انصهارهم‬ ‫بالعنصر المغربي األمازيغي‪ ،‬مما أعطاها نوعا من‬ ‫التفرد عن الحواضر المغربية األخرى‪.‬‬

‫ومن بين معالم شفشاون التاريخية نجد‬ ‫القصبة التي بناها ابن عمه األمير أبو الحسن‬ ‫الذي قام بتصميم المدينة في العدوة األخرى‪،‬‬ ‫واتخذ موالي علي بن راشد هذه القصبة مقرا‬ ‫لقيادته وثكنة عسكرية من أجل الجهاد ضد‬ ‫البرتغاليين‪ ،‬وتعد هذه القصبة من بين المعالم‬ ‫التاريخية بالمدينة‪ ،‬إلى جانب ساحة اوطاحمام‪،‬‬ ‫التي صممت كسوق أسبوعي للمدينة‪ ،‬وتعد‬ ‫اليوم قطب المدينة التاريخي والسياحي‪ ،‬لكون‬ ‫جميع طرق المدينة تؤدي إليها‪ ،‬وقد طالت‬ ‫ساحة اوطا حمام عدة إصالحات‪ ،‬حيث تم تزيين‬ ‫قلب الساحة بنافوره جميلة‪ ،‬وبعد تأهيلها‬ ‫أضحت اليوم فضاء للعديد من المهرجانات التي‬ ‫تقام بشفشاون ‪.‬وتضم الساحة أيضا معلمة دينية‪/‬‬ ‫المسجد األعظم بطرازه المعماري األندلسي العتيق‪،‬و‬ ‫القصبة‪ ،‬وتتفرع عن الساحة عدة أحياء كالسويقة‪،‬‬ ‫واألندلس‪ ،‬والعنصر‪ ،‬والصبانين‪ ،‬وراس الما‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫في سياق فعاليات اللقاء الختامي للدورة التاسعة‬ ‫لاليام التجارية الجهوية التي نظمتها غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫تحت شعار “الجهوية مجال حيوي لتنشيط المبادالت‬ ‫التجارية “ ‪ ،‬احتضن مقر ملحقة الغرفة بتطوان ‪ ،‬يوم‬ ‫الجمعة ‪ 19‬فبراير ‪ ،2016‬لقاء ترأسه السيد عمر مورو‬ ‫‪ ،‬وحضره السيد رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫والسيد رئيس المجلس االقليمي لعمالة المضيق‬ ‫الفنيدق وممثلة عن المجلس الجهوي لطنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬وع��دد من المسؤولين عن المصالح‬ ‫اإلدارية المحلية‪ .‬كما تابع هذا اللقاء باالضافة الى‬ ‫اعضاء الغرفة ازيد من ‪ 300‬فاعل اقتصادي وعامل‬ ‫في مجال المحاسبة والخبرة المالية‪.‬‬ ‫وهكذا وفي بداية هذا اللقاء‪ ،‬ألقيت كلمات‬ ‫االفتتاح التي كانت عبارة عن تقييم لأليام التجارية‬ ‫الجهوية خاصة دورتها التاسعة ‪ ،‬حيث أكدت‬ ‫جميعها على األهمية القصوى لهذه التظاهرة على‬ ‫مستوى إنعاش ال��رواج التجاري وجلب الزبناء من‬ ‫المدن المغربية ‪ ،‬من أجل إعادة الماضي التجاري‬ ‫الزاهر للمنطقة المرتبط اقتصادها تاريخيا بالقطاع‬ ‫التجاري ودوره في تشغيل اليد العاملة والنهوض‬ ‫بديناميكية قطاعات اقتصادية أخرى كقطاع النقل‬ ‫وقطاع السياحة‪.‬‬ ‫وقد تخلل هذا اللقاء عرض حول مستجدات‬ ‫قانون المالية لسنة ‪ ،2016‬قام بتأطيره السيد‬ ‫المدير الجهوي للضرائب بتطوان‪ .‬حيث أشار السيد‬ ‫عمر مورو ‪ ،‬رئيس الغرفة ‪ ،‬في بداية مداخلته الى ان‬ ‫قانون المالية ككل سنة يقدم حزمة من المستجدات‬ ‫‪ ،‬لذا فان تأطير هذا اللقاء من طرف متخصصين‬ ‫ب��ادارة الضرائب يترجم ارادة الغرفة لمواصلة‬ ‫االلتزام بتقاسم المعارف والخبرات مع كافة منتسبي‬ ‫المؤسسة وشركائها ‪.‬‬ ‫اما السيد المدير الجهوي للضرائب بتطوان قد‬ ‫اشار في عرضه الى انه بالنسبة لقانون المالية لسنة‬ ‫‪ ، 2016‬تم تفضيل خمسة توجهات كبرى ‪ .‬االولى‬ ‫تخصالعملعلىتجشيعاالستثماروتحسينتنافسية‬ ‫المقاولة ‪ ،‬والتوجه الثاني يخص تقوية العدالة‬ ‫الضريبية‪ ،‬ثم محاربة الغش والتهرب الضريبي‪،‬‬ ‫وتحسين جودة الخدمات المقدمة للملزمين والتوجه‬ ‫االخير يتعلق بتوضيح وتوحيد بعض المقتضيات‬ ‫الخاصة بالمدونة العامة للضرائب‪.‬‬ ‫لقد تم اعطاء اهتمام خاص ضمن قانون‬ ‫المالية لسنة ‪ ، 2016‬للمحور الضريبي وال سيما‬

‫الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل‬ ‫والضريبة على القيمة المضافة وك��ذا الجزاءات‬ ‫والغرامات‪.‬‬ ‫بصفة عامة ‪ ،‬فان اهم المقتضيات المتعلقة‬ ‫بالضريبة على الشركات تهم بصفة اساسية‪:‬‬ ‫ـ حذف المساهمة الدنيا الخاصة بالضريبة على‬ ‫الشركات؛‬ ‫ـ وضع سقف للمبالغ القابلة للخصم المؤدات‬ ‫نقدا؛‬ ‫ـ تكريس االمتيازات الممنوحة لبعض الهيئات؛‬ ‫ـ توضيحأحكام بعض مواد مدونة الضرائب؛‬ ‫وضع جدول نسبي للضريبة على الشركات‬ ‫حسب كتل األرباح‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الضريبـة على ال��دخ��ل‪ ،‬تم‬ ‫وضع نظام جبائي للمنتوجات البديلة مثل “االجارة‬ ‫المنتهية بالتمليك” ‪ ،‬حذف خصم الفوائد على السكن‬ ‫في اطار عدم التقسيم‪ ،‬تغيير طريقة استخالص‬ ‫الضريبة المفروضة على بعض الملزمين ‪ ،‬هذه هي‬ ‫اهم المستجدات على مستوى الضريبة على الدخل‪.‬‬ ‫وفيما يخص الضريبة على القيمة المضافة ‪،‬‬ ‫فان اهم المستجدات التي تستحق الذكر هي‪:‬‬ ‫ حذف االتفاق المسبق لتحديد المبلغ القابل‬‫للخصم؛‬ ‫ تعميم التعويض أواسترجاع القرض الضريبي‬‫على التجهيزات الموجهة لالستثمار؛‬ ‫ وضع نظام خاص لالنشطة التابعة لقطاع‬‫الصناعةالغذائية‪.‬‬ ‫تم متابعة العرض بنقاش غني بين التجار‬ ‫وادارة الضرائب وك��ذا المحاسبين والمحاسبين‬ ‫المعتمدين الذين شاركوا في هذا اللقاء بكثافة‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء تم تكريم بعض الوجوه البارزة‬ ‫في عالم التجارة واألعمال تشجيعا لهم على استكمال‬ ‫مسارهم المهني الناجح‪ ،‬واعترافا لهم بحسن‬ ‫المعاملة والنزاهة‪ .‬كما تسلم التجار المشاركين في‬ ‫هذه الدورة شواهد تقديرية على مشاركتهم في‬ ‫مختلفمحاورها‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬تم اإلعالن عن التجار الفائزين‬ ‫بجائزة أحسن واجهة تجارية بمدن تطوان والمضيق‬ ‫والقصر الكبير‪ ،‬وهي جائزة تهدف منها الغرفة الى‬ ‫تشجيع التجار على روح المنافسة الشريفة من اجل‬ ‫تطوير القطاع وتحسين الخدمات المقدمة للزبناء‬ ‫وترسيخ الطرق واالساليب الحديثة في تسيير وتدبير‬ ‫المقاوالتالتجارية‪.‬‬

‫ملتم�س �إلى رئا�سة احلكومة حول ت�شييد‬ ‫املنظمة املغربية‬ ‫للإعالم اجلديد بناية خا�صة ب�إذاعة طنجة‬ ‫نظرا لما يوليه صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬من عناية خاصة لقضايا اإلعالم‪ ،‬كما هو مؤكد في‬ ‫العديد من خطبه السامية‪ ،‬أصدرت المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬في ختام ندوتها الشهرية الرابعة‪« :‬ماضي وحاضر‬ ‫اإلعالم السمعي في طنجة»‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ ،2016‬ملتمسا إلى رئاسة الحكومة‪ ،‬هذا نصه ‪:‬‬ ‫اعتبارا لمكانة إذاعة طنجة وطنيًا وتاريخيًا‪ ،‬ومواقفها وخدماتها الجريئة والشجاعة‪ ،‬من أجل وحدة واستقالل‬ ‫المغرب‪ ،‬أثناء زيارة المجاهد البطل جاللة المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة (‪ 9‬أبريل ‪ ،)1947‬وإذاعة‬ ‫خطابه التاريخي إلى الرأي العام العالمي‪ ،‬وإلى منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وإلى جامعة الدول العربية‪ ،‬وإلى األحزاب‬ ‫والبرلمانات األوربية‪ ،‬للمطالبة بحق المغرب في تقرير مصيره السيادي‪.‬‬ ‫واعتبارا لدور إذاعة طنجة في دعم حركة المقاومة‪ ،‬من خالل برامجها ونشرات إخبارها‪ ،‬بعد نفي محمد الخامس‬ ‫وأسرته الكريمة‪.‬‬ ‫واعتبارا إلى أن إذاعة طنجة‪ ،‬كانت في بداية ستينات القرن الماضي‪ ،‬صوت المغرب لقضية الصحراء والوحدة‬ ‫الترابية‪.‬‬ ‫واعتبارا لموقف إذاعة طنجة الشجاع بإطالع الشعب المغربي في حينه‪ ،‬على فشل انقالب الصخيرات المشؤوم‪،‬‬ ‫والتنديد به‪ ،‬وطمأنة المواطنين على أن ملكنا جاللة المغفور له الحسن الثاني بخير‪ ،‬بعد إحباط مغامرة الفتنة‪،‬‬ ‫حيث خرجت الجماهير الحاشدة في مختلف قرى ومدن المملكة رافعة شعارات تالحم الشعب والعرش‪.‬‬ ‫واعتباراً الستمرار إذاعة طنجة‪ ،‬منذ إنشائها إلى اليوم‪ ،‬في نشر وتعميق الوعي الوطني اجتماعيا وثقافيًا‬ ‫وسياسيًا بين شرائح المجتمع المدني‪..‬‬ ‫اعتباراً لكل ما سبق‪ ،‬تلتمس المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬باسم الماليين من أجيال مستمعيها‪ ،‬وباسم‬ ‫رواد اإلعالم الوطني في طنجة‪ ،‬واالعتراف بجميلهم في أحرج ظروف الوطن‪ ،‬تبني رئاسة الحكومة‪ ،‬اقتراح مشروع‬ ‫بناية خاصة بإذاعة طنجة‪ ،‬بدل موقعها الحالي غير الالئق مهنيًا‪ ،‬حيث توجد مكاتبها المؤجرة في عمارة عمومية‪.‬‬ ‫أملنا أن يحظى هذا الملتمس باالهتمام الالزم‪ ،‬والعناية الكاملة بجزء مهمل‪ ،‬من كيان إعالمنا الوطني في‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫طنجة في ‪ 12‬فبراير ‪2016‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حضرتُ صبيحة الخميس ‪ 18‬فبراير ‪2016‬لقاء تشارُكيا لإلعالن الرسمي عن انطالق‬ ‫إعداد برنامج عمل الجماعة لسنوات ‪ 2021-2016‬نظمته الجماعة الحضرية لتطوان‪.‬‬ ‫انعقد هذا اللقاء بدار الثقافة بتطوان تحت شعار‪« :‬برنامج عمل تشاركي لجماعة في‬ ‫خدمة المواطنات والمواطنين» بحضور والي جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬ورئيس الجماعة‬ ‫الحضرية لتطوان‪ ،‬وعدد من الفاعلين اإلداريين واالجتماعيين‪.‬‬ ‫الحضور كان متميزا كمّاً وكيفاً‪ ،‬وهذا يدل على أن سكان هذه المدينة اآلمنة‪ ،‬يتطلعون‬ ‫إلى العيش الكريم‪ ،‬والمستقبل السعيد‪ ،‬في كنف هذه المنطقة من وطننا العزيز‪ ،‬رغم أن‬ ‫التقطيع اإلداري يأتي دائما وأبدا في غير صالحها‪ ،‬وها هي الجهوية الموسعة تُدرجها في‬ ‫عداد العماالت الصغرى‪ ،‬كعمالة الفحص‪-‬خميس أنجرة وما في شاكلتها‪.‬‬ ‫الحضور –كما قلت‪ -‬كان متميزا‪ ،‬ألن أهالي تطوان‪ ،‬ال يريدون أن تصبح مدينتهم نكرة‬ ‫من النكرات‪ ،‬وإنما يتُوقون إلى أن تكون قطبا حضاريا له ما له من هيبة وهيلمان‪ ،‬وعز وجاه‬ ‫في هذه الجهة‪.‬‬ ‫وهذا ما أورده السيد رئيس الجماعة الحضرية في عرضه الذي طرح فيه مجموعة من‬ ‫التحديات التي ينبغي أن تنجح المدينة في تذليلها وتيسيرها‪ ،‬وتتوفق في التغلب عليها‪،‬‬ ‫ومنها على سبيل المثال‪ ،‬فتح فضاءات رحبة‪ ،‬تسمح لها بالحركة وخلق مجاالت للعمل‪ ،‬ومنها‬ ‫على سبيل المثال كذلك تحديد الدور الذي يجب أن تلعبه في الجهة‪ ،‬وتضطلع به على الوجه‬ ‫األكمل‪.‬‬ ‫وفي نفس هذا السياق‪ ،‬ألقى والي صاحب الجاللة على جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫عرضا عدّد فيه مشاريع الخير والنماء‪ ،‬التي أشرف جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل على‬ ‫تدشينها بتطوان‪ ،‬وما أُنجز منها‪ ،‬وما هو في طريق اإلنجاز‪.‬‬ ‫وآتي إلى التشارك الذي كان شعار هذا الملتقى‪ ،‬والذي ألح عليه السيد رئيس الجماعة في‬ ‫كلمته‪ ،‬والذي ورد في المطبوعات التي وُزعت على المدعوين ألقول‪ :‬إنه إذا كان سيقتصر‬ ‫على ملء االستمارة التي تسلمناها وسلمناها‪ ،‬فإنه سيكون تشاركا صوريا ال روح فيه وال حياة‪،‬‬ ‫وإذا كانت هذه االستمارة منطلقا إلشراك عدة فعاليات‪ ،‬في اللجن التي ستنكب على وضع‬ ‫التصورات‪ ،‬وإخراجها إلى الوجود‪ ،‬فسيكون تشاركا بالمعنى المفهوم للتشارك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وسأشدد هنا على الدور الذي يمكن أن يلعبه ممثلو المجتمع المدني في إغناء النقاش‪،‬‬ ‫وطرح البدائل‪ ،‬واإلتيان بالمقترحات‪ ،‬خصوصا وأنهم عملوا على تصنيف تطوان‪ ،‬في قائمة‬ ‫المدن ذات التراث العالمي‪ ،‬وكان لهم الفضل األكبر في استجابة جاللة الملك لمطلب رد‬ ‫االعتبار للمدينة العتيقة‪ ،‬وكانت لهم جهود مشكورة إلى جانب الجماعة الحضرية في العناية‬ ‫بالمقبرة اإلسالمية‪.‬‬ ‫هناك تحديات نتشوّف إلى التغلب عليها‪ ،‬كمشكل السير والجوالن‪ ،‬ومشكل الباعة‬ ‫المتجولين‪ ،‬ومشكل ترميم المنازل والمباني المهددة بالسقوط‪ ،‬و‪...‬‬ ‫لذا على جماعتنا الحضرية‪ ،‬وهي تُعِدّ العُدة لوضع اللمسات األخيرة‪ ،‬أو ما قبل األخيرة‬ ‫لمخطط ‪ 2021-2016‬أن تنفتح على المجتمع المدني‪ ،‬وتضع يدها في يده‪.‬‬ ‫فيد اهلل مع الجماعة‪.‬‬

‫تأسيس لجنة مناصرة الحق في الصحة لألشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫تأسست لجنــة مناصرة الحق في الصحــة لألشخــاص في‬ ‫وضعية إعاقة بجهة طنجة تطوان الحسيمة من طرف مجموعة‬ ‫من الجمعيات والهيآت العاملة في مجال اإلعاقة وحقوق اإلنسان‬ ‫والصحة والتنمية‪ ،‬وذلك يوم ‪ 11‬فبراير ‪ 2016‬بمقر جمعية حنان‬ ‫لرعاية األطفال المعاقين بتطوان‪ ،‬في إطار اتفاقية الشراكــة التي‬ ‫تجمع جمعية حنان لرعاية األطفال المعاقيــن بتطوان مع المندوبية‬ ‫الوزارية المكلفة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك تبعا للمشاورات السابقة‬ ‫مع الجمعيات الحقوقية والصحية والتنموية والجمعيات العاملة في‬ ‫مجال اإلعاقة والمستفيدة من الورشات التكوينية المنظمة في إطار‬ ‫هذه الشراكة‪ ،‬قصد ضمان ولوج األشخاص في وضعية إعاقة لحقهم‬ ‫في الصحة‪ ،‬والعمل من أجل إقرار منظومة صحية دامجة وشاملة‪،‬‬ ‫وبغرض الترافع لتمكين األشخاص في وضعية إعاقة من الولوج‬ ‫إلى الخدمات الصحية العمومية والخاصة عبر التشكل كمجموعة‬ ‫ضغط وكقوة اقتراحية‪ ،‬مع خلق حوار عمومي حول حق األشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة في الصحة‪ ،‬وكذلك إنجاز تشخيصات ودراسات‬ ‫ميدانية‪ ،‬وتقوية قدرات الفاعلين المعنيين بموضوع الصحة‪.‬‬ ‫و قد جاء إحداث هذه اللجنة لتردي الوضع الصحي لألشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة في جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬سواء على‬ ‫مستوى الولوج للصحة العمومية أو على مستوى الخدمات الصحية‬ ‫المالئمة لحاجياتهم‪ .‬وتفعيال لالتفاقية الدولية لحقوق األشخاص‬ ‫ذوي اإلعاقة التي صادق عليها المغرب في ‪ ،2009‬وإعماال للدستور‬ ‫المغربي الجديد ( يوليوز ‪ )2011‬خاصة ما ورد في ديباجته وفصله‬ ‫رقم ‪.34‬‬

‫و بعد التوقيع على الميثاق والمصادقة على مضمونه من‬ ‫طرف ‪ 27‬هيئة وجمعية‪ ،‬تشكلت عن لجنة المناصرة سكرتارية عامة‬ ‫متكونة من سبعة أشخاص‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫• المنسق العام‪ :‬د‪ .‬عبد السالم الباكوري عن جمعية حنان‬ ‫لرعاية األطفال المعاقين بتطوان‪.‬‬ ‫• نائب المنسق العام‪ :‬ذ‪ .‬عبد المالك أصريح عن شبكة الجمعيات‬ ‫العاملة في مجال اإلعاقة بشمال المغرب‪.‬‬ ‫• نائب المنسق العام‪ :‬ذ‪ .‬حسن الزروالي عن اتحاد الجمعيات‬ ‫العاملة في مجال اإلعاقة بوالية طنجة‪.‬‬ ‫• نائب المنسق العام‪ :‬ذ‪ .‬محمد سعيد الكويرة عن العصبة‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان فرع تطوان‪.‬‬ ‫• نائبة المنسق العام‪ :‬ذة‪ .‬رشيدة التوزاني عن جمعية دعم‬ ‫برنامج التأهيل المجتمعي بشفشاون‪.‬‬ ‫• نائب المنسق العام‪ :‬ذ‪ .‬حسن الصغير من جمعية النور إلدماج‬ ‫وتأهيل األشخاص في وضعية إعاقة بالعوامرة إقليم العرائش‪.‬‬ ‫• نائب المنسق العام‪ :‬ذ‪ .‬إبراهيم البكاري عن جمعية األمل‬ ‫لألطفال التوحديين بالفنيدق وجمعية شكون حنا لألشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة بالفنيدق‪.‬‬

‫اإلعاقة في تراث‬ ‫الجاحظ ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في إطار فعاليات الدورة الثانية والعشــرين للمعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتـاب (‪ 12‬ـ ‪ 21‬فبراير ‪ 2016‬بالدار البيضاء)‬ ‫حدد المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ـ لتنشيط رواقه‬ ‫ برنامجا خاصا للتحسيس باإلعاقة في عالقتها بحقوق‬‫المواطنة‪ ..‬واستدعى لها فاعلين حقوقيين وجامعيين‬ ‫ومختصين وممثلين عن جمعيات عاملة في مجال اإلعاقة‬ ‫بتنسيق مع لجانه الجهوية في ثالث عشرة جهة‪..‬‬ ‫والبرنامج المذكور توزعته عروض وتقديم كتب وعرض‬ ‫أفالم‪ ،‬وتكريم شخصيات‪.‬‬ ‫شاركت في البرنامج المذكور بقراءة مركزة حول أدبيات‬ ‫اإلعاقة في التراث العربي اإلسالمي بصحبة الصديق العزيز‬ ‫الدكتور محمد الحافظ الروسي‪.‬‬ ‫إن الناظر في كتاب اهلل تعالى وفي سنة نبيه الكريم‪،‬‬ ‫يتبين كيف فتح اإلسالم باب التيسير والمرونة في التعامل‬ ‫مع األشخاص ذوي اإلعاقة «لي�س على الأعمى حرج وال‬ ‫على الأعرج حرج وال على املري�ض حرج‪ »..‬كما يتبين‬ ‫كيف نص اإلسالم على مبدأ إشراك وإدماج األشخاص ذوي‬ ‫اإلعاقات في المجاالت الحياتية على قدر وسعهم وطاقتهم‪..‬‬ ‫ومن يطالع كتب الفقه اإلسالمي يجد تفصيال في هذا يعز‬ ‫نظيره؛ من ذلك التمييز بين اإلعاقات على أساس األهلية‬ ‫ودرجات استحقاقها أوفقدانها وغير ذلك‪..‬‬ ‫واألهم هو إعالء اإلسالم لقيم التآزر والعدل والتكريم‬ ‫في التعامل مع هؤالء األشخاص الذين يعيشون إسوة مع‬ ‫إخوانهم في دار التواء ال دار استواء؛ أو دار بلوى في انتظار‬ ‫دار العقبى‪..‬‬ ‫يغيب على كثير من الحقوقيين أهمية وضرورة الرجوع‬ ‫إلى التراث العربي اإلسالمي من أجل تأصيل النظر في‬ ‫موضوع اإلعاقة أو في غيرها من المواضيع الحقوقية‪،‬‬ ‫معتقدين عن خطإ أو جهل أن المنظومة الحقوقية الغربية لم‬ ‫تترك لنا مجاال للتفكير فيما نروم الوصول إليه‪.‬‬ ‫ومادمنا نتحدث عن موضوع اإلعاقة‪ ،‬فالبد من استحضار‬ ‫كتاب الجاحظ «البرصان والعرجان والعميان والحوالن‪.»..‬‬ ‫الذي وقعت إشارات علمية إليه‪ ،‬لكنها لم تستثمر‪ .‬وجرى‬ ‫تأليفه على غير المعتاد‪ ،‬حيث إن الجاحظ ألف جل كتبه بحافز‬ ‫اإلهداء أو التوجيه إلى كتاب أو وزراء أو قضاة‪ ..‬أما كتابه‬ ‫المذكور‪ ،‬فهو رد علمي وأخالقي على كتاب سابق للهيثم‬ ‫بن عدي الذي لم يرض الجاحظ مذهبه‪ ،‬ولم يكن مقصد‬ ‫الجاحظ ذكر العيوب والعاهات نعيا على أصحابها‪ ،‬بل إجالء‬ ‫وجه مشرق لذوي اإلعاقات الذين لم تمنعهم إعاقتهم من‬ ‫االرتقاء في سالليم المجد‪.‬‬ ‫وفي الكتاب إشارة ذكية إلى ذوي اإلعاقات الذين لهم‬ ‫ذمة وميثاق مع األطباء الذين يطلعون على إعاقتهم سواء‬ ‫كانت ظاهرة أو باطنة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لمغسلي‬ ‫الموتى‪« :‬وأول الشروط التي وضعت في أعناق األطباء ستر‬ ‫ما يطلعون عليه‪ ..‬وكذلك حكم من غسل الموتى»‪.‬‬ ‫كتب الجاحظ هذا منذ ما يزيد عن اثني عشر قرنا‪ ..‬وبناه‬ ‫على أساس منهجي يحكمه التفصيل والتقسيم والتبويب‬ ‫واستقصاء العاهات‪ .‬وعرض ذلك كله بالمنحى الموسوعي‬ ‫والنظر العقلي والنفس الحجاجي‪ ،‬دون إغفال بيان مختلف‬ ‫أسباب اإلعاقات مع التذكير بضرورة االبتهال والدعاء‪ ،‬فإن‬ ‫ذلك عظة لمن وعاه وصالح لمن استعمله‪..‬‬ ‫زاوج الجاحظ بين النظر األخالقي الكريم‪ ،‬وبين العزاء‬ ‫لمن تلقى هذا الحظ في دنياه‪ ،‬وبين المعالجة العلمية‬ ‫والمنحى اإلنساني في بعده الحقوقي خاصة الكرامة‪ ،‬كرامة‬ ‫الحي وكرامة الميت‪..‬‬ ‫وغير خاف أن الجاحظ أصيب بداء الفالج (نوع من الشلل‬ ‫النصفي الطولي)‪.‬‬ ‫إن الجاحظ الذي عرف بموسوعيته يقف على رأس الذين‬ ‫كتبوا في اإلعاقة فأثرى تراث اإلنسانية‪..‬‬


‫العدد ‪825‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫الذكرى الخامسة لحركة «‪ 20‬فبراير»‬

‫• الذكرى اخلام�سة حلركة «‪ 20‬فرباير»‬ ‫• �شعارات قدمية ومطالب م�ستهلكة‬ ‫• مطالب ب�إ�سقاط الف�ساد واال�ستبداد ورفع الظلم والتهمي�ش وتوفري الكرامة والعدل‬ ‫• هل هي بداية النهاية ؟‬

‫بعد التهويل الذي رافق «االستعدادات»‬ ‫لالحتفال بالذكرى الخامسة لـ «حركة ‪ 20‬فبراير»‬ ‫طلعت مسيرات هذه الحركة‪ ،‬باهتة محتشمة‬ ‫في كل األقاليم التي نجحت في استقطاب بضع‬ ‫عشرات من المتعاطفين معها‪ ،‬حتى إن العديد‬ ‫من المتتبعين أكدوا في كتاباتهم وتصريحاتهم‪،‬‬ ‫أن «الحركة» على وشك االندثار‪ .‬ذلك أن هذه‬ ‫«الحركة» جاءت في سياق أوضاع خاصة‪ ،‬طبعتها‬ ‫«ثورات» في بعض بلدان الجوار وبلدان أخرى من‬ ‫بلدان الشرق األوسط‪ ،‬تفجرت‪ ،‬كلها‪ ،‬ضد األنظمة‬ ‫الديكتاتورية التي فرضت عليها ولعشرات السنين‪.‬‬ ‫ولو أن أوضاع المغرب كانت مختلفة بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬إال أن مجموعات من الشباب ‪ ،‬ال يجمعهم‬ ‫مبدأ وال منهج‪ ،‬وال مذهب‪ ،‬انطلقوا‪ ،‬خاصة من‬ ‫المناطق المهمشة‪ ،‬رافعين شعارات تطالب‪ ،‬في‬ ‫مجملها‪ ،‬بإسقاط الفساد والمفسدين‪ ،‬وبرفع‬ ‫الظلم والتهميش ‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ .‬مطالب‬ ‫سرعان ما تجاوبت معها فئات من الشعب في‬ ‫مختلف الجهات‪ ،‬بنوع من الحماس واالندفاع‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن «حركة ‪ 20‬فبراير» لم تكن‬ ‫منتظمة داخل ايديولوجية واضحة وال «مصنفة»‬ ‫داخل خارطة االتجاهات السياسية الموجودة على‬ ‫الساحة‪ ،‬إال أنها استطاعت أن تستفيد من األوضاع‬ ‫المضطربة في دول الجوار العربي وما شهدته‬ ‫من ثورات ضد الظلم والتسلط واالستعباد‪ ،‬لتدفع‬ ‫بالمغرب نحو القيام بإصالحات سياسية هامة‪،‬‬ ‫ركب عليها حزب العدالة والتنمية‪ ،‬ليحقق حلمه في‬ ‫الوصول إلى الحكم‪ ،‬عبر انتخابات سابقة ألوانها‪،‬‬ ‫جاء بها دستور ‪ 2011‬الذي كان إحدى ثمرات‬ ‫خطاب ‪ 9‬مارس‪.‬‬ ‫زعيم هذا الحزب عبد اإلله بنكيران‪ ،‬الذي أعلن‬ ‫عن رفضه االنخراط في «حركة ‪ 20‬فبراير» ولو‬ ‫من موقع المعارضة‪ ،‬لم يرفض «السطو» على‬ ‫أهم شعارات الحركة‪ ،‬وهو «الشعب يريد إسقاط‬

‫الفساد والقضاء على االستبداد» ليجعل من محاربة‬ ‫الفساد حجر الزاوية في مشروع برنامجه االنتخابي‬ ‫والحكومي‪ ،‬ولكنه سرعان ما رفع يديه واستسلم‪،‬‬ ‫ورفع شعار «عفا اهلل عما سلف»‪! ‬‬ ‫وهكذا يكون بنكيران قد قطف ثمار «‪20‬‬ ‫فبراير» ليحصل على ‪ 107‬من المقاعد البرلمانية‪،‬‬ ‫وليمارس السلطة بنسق جديد ال يرقى لتطلعات‬ ‫الشعب ‪ ،‬بل إنه كثيرا ما فتح جبهات للجدل‬ ‫والمواجهة‪ ،‬نكون في غنى عنها‪ .‬وبينما يحلو‬ ‫لرئيس الحكومة وعدد من رفاقه أن يثيروا منجزات‬ ‫«عهدهم» من قبل منح الطلبة واألسر والراميد‬ ‫والمقاصة وأخيرا مشروع حرية الصحافة والنشر‬ ‫الذي فتح زنازين خلفية بعد ما ألغى العقوبات‬ ‫السالبة للحرية‪ ،‬بالنسبة للصحافيين‪ ،‬في مشروعه‬ ‫الجديد‪ ،‬شهد العالم مدى تدهور حقوق اإلنسان‬ ‫والحريات العامة ومدى االستعمال المفرط للعنف‬ ‫ضد المحتجين المطالبين بحقوقهم‪ ،‬بعد ما تسد‬ ‫في وجوههم كل األبواب وتنقطع أمامهم سبل‬ ‫الفرج‪ ،‬وكيف أن دماء زكية سالت على الرصيف‬ ‫وبباب البرلمان‪ ،‬وهو دار الشعب‪ ،‬ياحسرة‪ ،‬لم تراع‬ ‫في ذلك كرامة رجل وال حرمة أنثى‪ ،‬بل إن العصا‬ ‫كانت «تخبط خبط عشواء» في كل من تصب‪،‬‬ ‫ومن لم تصب يكون نصيبه االعتقال والسجن‪! ‬‬ ‫وحين نالحظ أن ما تبقى من أنصار «حركة‬ ‫‪ 20‬فبراير» رفعوا في الذكرى الخامسة للحركة‪،‬‬ ‫نفس الشعارات التي رفعوها سنة انطالقتهم‬ ‫األولى عام ‪ ،2011‬ندرك درجة اإلحباط الذي‬ ‫يتملك على الناس مشاعرهم وأحاسيسهم‪ ،‬ذلك أن‬ ‫مطالب هذه الحركة لم تكن كلها «غوغائية» عند‬ ‫االنطالقة‪ ،‬بل إن فيها ما كان يستجيب فعال لرغبة‬ ‫فئات عريضة من الشعب‪ ،‬التي تعيش حياة الوهن‬ ‫والهشاشة والضيق والبطالة والفقر والحكرة ‪.....‬‬ ‫بينما تنعم فئات من «الشعب المحظــوظ» بسعـة‬ ‫وبسطــة ورغد في العيش‪! ‬‬

‫إال أن «حركة ‪ 20‬فبراير» لم تستطع أن تتحول‬ ‫إلى حركة اجتماعية أو سياسية‪ ،‬ــ كما حصل مع‬ ‫حركة «بوديموس» اإلسبانية‪ ،‬التي تتحد معها في‬ ‫أسباب االنطالقة وغايات المشروع‪ ،‬ألنها ال تجتمع‬ ‫على مبادئ واضحة وال منهجية سياسية قارة بل‬ ‫إنها ظلت تمارس سياسة «رد الفعل» دون أن‬ ‫تطرح بدائل وتراهن على شعار الفساد واالستبداد‬ ‫وشعارات أخرى من هذا القبيل‪ ،‬حتى أفرغت من‬ ‫«شحنة» الطاقة القوية التي كانت تسكنها وتراجع‬ ‫أداؤها بشكل واضح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبالرغم من مظاهر‬ ‫العنف والقمع التي ووجهت بها‪ ،‬فإنها ظلت تعبر‬ ‫عن وجودها من خالل مسيرات وندوات تنظمها‬ ‫وبيانات توزعها على وسائل اإلعالم ومن خالل‬ ‫نوع من الدعم المحتشم الذي كانت تحظى به‬ ‫من بعض الحركات السياسية اليسارية وبعض‬ ‫الجمعياتالحقوقية‪.‬‬ ‫ويالحظ المتتبعون أن «حركة ‪ 20‬فبراير»‪ ،‬وإن‬ ‫لم تنجح في تحقيق الهدف األساسي من أهدافها‬ ‫التي قامت من أجلها‪،‬أال وهو إسقاط الفساد‬ ‫والمفسدين»‪ ،‬فإنها تركت لدى السياسيين الشعور‬ ‫بأن قوى من الشعب تستطيع أن تدفع إلى التغيير‬ ‫اإليجابي لمصلحة الوطن ومستقبله واستقراره‪.‬‬ ‫وهذا ما أعطى للحركة نفسا جديدا أو أنه‬ ‫أبقى على بعض من نفسها عند االنطالقة‪ ،‬وطيلة‬ ‫الخمس سنوات الماضية‪.‬‬ ‫خروج الحركة في ذكراها الخامسة كان‬ ‫خروجا خافثا بشهادة الجميع‪ .‬بضع عشرات من‬ ‫«المناضلين» هنا وهناك‪ ،‬ترفع نفس شعارات‬ ‫‪ 2011‬وتردد نفس المطالب التي فقدت الكثير‬ ‫من مضمونها ومدلولها ومحتواها بفعل التطورات‬ ‫التي حصلت بالمغرب بفضل القرارات اإليجابية‬ ‫التي اتخذت على طريق اإلصالح الشامل‪.‬‬ ‫وبينما تندثر «حركة ‪ 20‬فبراير» شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫تحت تأثير ظروف داخلية وخارجية‪ ،‬بدأ «شعب‬

‫الفايسبوك» يزحف على المشهد السياسي‪ ،‬بل‬ ‫ويفرض «سلطته» على مختلف أجنحة الدولة‪،‬‬ ‫بتحكمه في الخبر والمعلومة التي ال ينتظر من أحد‬ ‫الترخيص له بولوجها ولقدرته على «تكييف» الرأي‬ ‫العام بصورة يصعب تحديد توجهاته أو التكهن‬ ‫بنتائجها‪.‬‬ ‫إن الحضور الباهت والمحتشم والتعبئة‬ ‫الضعيفة قبل وبعد اإلعالن عن «مسيرات» «‪20‬‬ ‫فبراير‪ ،‬في ذكراها الخامسة‪ ،‬تظهر بوضوح أن‬ ‫الحركة تشرف على نهايتها وأنها أصيبت بحالة‬ ‫إرهاق لم تعد معه تستطيع استقطاب «المناضلين»‬ ‫وال تعبئتهم‪ .‬ذلك أنه ما سمي بـ «الربيع العربي»‬ ‫تحول إلى كارثة أغرقت عددا من شعوب الجوار‬ ‫العربي في بحور من الدم والفرضى والدمار والخراب‬ ‫والحروب األهلية ‪.‬‬ ‫ثم إن الشعب المغربي يرفض‪ ،‬وبقوة‪،‬‬ ‫أن تستنبت على أرضه قيم غريبة عنه وعن‬ ‫خصوصياته الفكرية والثقافية والروحية‪ ،‬ألن وضع‬ ‫المغرب يختلف كليا عن األوضاع التي سادت ببعض‬ ‫شعوب «الربيع» ضد قمع األنظمة الشمولية وضد‬ ‫التحكم األمني وغياب حرية التعبير‪.‬‬ ‫ذلك أن جاللة الملك تعامل مع مطالب الشعب‬ ‫بطريقة نبيلة بأن أعلن جاللته عن إصالحات‬ ‫جوهرية في مضمونها ومداها‪ ،‬بل إن عناية‬ ‫جاللة الملك سبقت مطالب الحركة وتعدتها‬ ‫إلى إصالحات بنيوية هامة وواسعة في مختلف‬ ‫المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫ما مهد لكي يمر «فصل الربيع» بالمغرب زاهيا‪،‬‬ ‫زاهرا‪ ،‬بديعا‪ ،‬ككل فصول السنة في هذا البلد‬ ‫الذي يواجه المستقبل بمنتهى الحكمة والتبصر‪،‬‬ ‫بقيادة جاللة الملك‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪825‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫التبرع باألعضاء‪ ...‬جسر الربط بين ضفتي الموت‬ ‫ومنح الحياة‪ ...‬وهنا تكمن كل معاني اإلنسانية‬ ‫ال أعتقد أن كثيرين سألوا أنفسهم هذا السؤال‪ ،‬إنه سؤال بعيد وغير ضروري‪،‬‬ ‫ويجلب االكتئاب‪ ،‬ال‪ ‬نفكر فيه ألنه يترادف مع الموت‪ ،‬مع الخوف‪ ،‬مع اآلخرة‪ ...‬ال نفكر‬ ‫فيه ألننا ال نحتاجه‪ ...‬ولسنا مضطرين إليه‪...‬‬ ‫لكن في لحظة ما‪ ،‬يصبح ملحاً‪ ،‬يمرض أحد األخوة‪ ،‬األبناء‪ ،‬األهل‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬أو حتى‬ ‫نحن‪ ،‬يصبح السؤال قريباً‪ ،‬ملحاً‪ ،‬غاضباً‪ ...‬إنه سؤال البديهة‪ ،‬هل من المعقول أن يموت‬ ‫كل هؤالء سنوياً‪ ،‬أن يصابوا بالعمى‪ ،‬بتشمع الكبد‪ ،‬بالقصور الكلوي‪ ...‬أن يشعروا بكل‬ ‫هذه اآلالم‪ ،‬والحل قريب منهم‪ ،‬وال يستطيعون الوصول إليه‪ ،‬الحل بأن يسأل كل واحد‬ ‫منا هذا السؤال وال يؤجله‪ ...‬ألن الحياة قصيرة لنا ولغيرنا‪.‬‬ ‫وبينما نؤجل اإلجابة تنمو سوق سوداء لألعضاء ترتفع فيها األسعار حسب الطلب‬ ‫وتنخفض تبعاً للعرض‪ ،‬وتصبح تجارة البتزاز المريض والمزايدة على ثمن العضو‪ ،‬حيث‬ ‫يحصل الفقراء على مبالغ بسيطة من أجل التبرع بأعضائهم التي تباع بدورها إلى‬ ‫متلقين مستعدين لدفع ما فوقهم وتحتهم من أجل الحصول على فرصة جديدة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من وجود آالف المتوفين دماغياً إال أن هناك رفضاً للتبرع باألعضاء‪،‬‬ ‫رفض اجتماعي ليس له ما يبرره‪ ،‬رغم أن الدين قال كلمته‪ ،‬ما يشكل تحدياً إلنقاذ آالف‬ ‫المرضى لتكتب لهم الحياة من جديد‪.‬‬ ‫عودة إلى سؤال البداية‪ ،‬لنسأل سؤا ًال آخراً‪ ،‬هل أنت مستعد لشراء عضو بشري إذا احتجت إليه؟‬ ‫هل أنت مستعد لصياغة كل التبريرات وإيجاد كل المسوغات لتنقذ نفسك ومن تحب‪ ...‬رغم أن للدين‬ ‫والقانون رأي واضح‪ ...‬باعتبار هذا الشراء جريمة وخطيئة‪.‬‬ ‫بين الموت وتأجيل الموت‪ ...‬تجارة تحول اإلنسان وقيمه لقطع غيار‪ ...‬وبين ضفة الحياة وضفة‬ ‫الموت‪ ،‬ممر عبر اآلخر‪ ...‬عبر اإلنسان‪ ،‬على الضفة األولى هناك مرضى محكوم عليهم باأللم‪ ،‬وعلى الضفة‬ ‫األخرى‪ ،‬هناك الحل‪ ،‬أعضاء بشرية‪ ،‬تمنح الحياة مرة ثانية‪ ،‬وبين الضفتين‪ ،‬جسر هو التبرع‪ ...‬هذا الملف‬ ‫هو دعوة لعبور هذا الجسر‪...‬‬ ‫ال تزال عمليات زرع األعضاء البشرية تعرف‬ ‫نقصا كبيرا بالمستشفيات المغربية‪ ،‬ورغم‬ ‫الجهود المبذولة من طرف الجهات المختصة‬ ‫من أجل رفع عدد العمليات سنويا واالقتراب من‬ ‫المعدالت العالمية في هذا الجانب من خالل سنّ‬ ‫التشريعات القانونية المنظمة وتوفير الوسائل‬ ‫واألجهزة الطبية الالزمة‪ ،‬إال أن هذه الجهود‬ ‫تواجهها العديد من العقبات من أهمها نقص‬ ‫عدد المتبرعين؛ الذي يرجعه الخبراء إلى سيادة‬ ‫بعض األفكار التقليدية التي ترى في العملية‬ ‫تعدي غير مقبول على الجسد اإلنساني‪ .‬ولم تفلح‬ ‫الحمالت اإلعالمية للتوعية بأهمية التبرع إلنقاذ‬ ‫األرواح في تجاوز الثقافة الشعبية الرافضة‪.‬‬ ‫ما زال التبرّع باألعضاء في المغرب يواجَه‬ ‫بتردّد مجتمعيّ ملحوظ يترجم خطوات محدودة‪،‬‬ ‫لكن المملكة‪ ،‬بحسب مراقبين‪ ،‬تُعدّ متقدمة في‬ ‫مجال تنظيم التبرّع باألعضاء واألنسجة البشرية‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع عديد من الدول العربيّة‪ .‬‬ ‫وبالرغـم من الجهـود الكثيـرة التي بذلهـا‬ ‫المغرب على مستوى التشريع‪ ،‬من خالل سنّ‬ ‫ّ‬ ‫تحث على التبرّع باألعضاء‪ ،‬إال‬ ‫قوانين مرنة‬ ‫أن المواطنين المغاربة ما زالوا متخوفين من‬ ‫اإلق���دام على التبرّع‪ ،‬نتيجة ضعف في هذه‬ ‫الثقافة‪ ،‬وبهدف تشجيع المواطن المغربي على‬ ‫تسجيل نفسه على قائمة الراغبيـن في التبرّع‬ ‫بأعضائهم بعد وفاتهم‪ ،‬نشأت حمالت شاركت‬ ‫فيها وجوه فنية ومدنية وسياسية بمختلف مدن‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتفيد معطيات سابقة لوزارة الصحة المغربية بأن نسبة المتبرعين باألعضاء في المغرب ال تتخطى‬ ‫ّ‬ ‫الموثقة شملت الكلى والنخاع العظمي وقرنية العين‪،‬‬ ‫‪ 0.4‬مواطن لكل مليون مواطن‪ .‬وعمليات التبرّع‬ ‫وقد بلغ عددها ‪ 820‬عمليّة بحسب السجل الخاص بالتبرّع بعد الوفاة‪.‬‬ ‫نجيبة‪.‬ب‪ ،‬شابة تخرّجت حديثاً من جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تعاني من مشكلة عويصة في إحدى‬ ‫عينيها‪ ،‬تتفاقم مع مرور الوقت‪ ،‬بالتالي‪ ،‬ال بدّ من خضوعها لعملية زرع قرنية‪ ،‬لكن العملية مكلفة مادياً‪،‬‬ ‫وتتطلب متبرّعاً ّ‬ ‫يتعذر العثور عليه‪ .‬‬ ‫وتقول نجيبة‪« :‬سجّلت اسمي على قائمة االنتظار المعمول بها إلج��راء عملية زرع قرنية في‬ ‫مستشفيات المغرب‪ ،‬ومن خالل تجربتي‪ ،‬اكتشفت أن المتبرعين باألعضاء البشرية قليلون جداً‪ ،‬ال يتجاوز‬ ‫عددهم بضع حاالت فيما يزيد عدد سكان المغرب عن ‪ 34‬مليون نسمة»‪ .‬‬ ‫خديجة من مدينة أصيلة‪ ،‬امرأة في أواخر عقدها الرابع‪ ،‬تخبر أنها تعاني من ضمور تام في وظيفة‬ ‫الكبد من جراء تعرضه للتليّف‪ ،‬وهو ما يتطلـــب عملــيـــة‪ ‬زرع عضو بديل‪ ،‬لكن ذلك لم يتيّسر لها بعد‪،‬‬ ‫وتشير إلى أن األطباء المعالجين نصحوها بإجراء العملية الجراحية في بلد أوروبي إن تو ّفر المال لديها‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫في السياق نفسه‪ ،‬يردّد المعنيّون بالقطاع‬ ‫الصحي في البالد دائماً‪ ،‬أن عمليات زرع الكلى في‬ ‫المراكز االستشفائية في المغرب أفضل حا ًال من‬ ‫غيرها‪ ،‬وقد أشير أخيراً إلى أن زرع الكلى مُتاح حالياً‬ ‫للمرضى المحتاجين‪ ،‬على الرغم من أن األعضاء‬ ‫المتو ّفرة أقل بكثير من الحاجة‪ .‬‬ ‫وتظل معاناة المرضى المغاربة‪ ،‬الذين يحتاجون‬ ‫إلى زرع أعضاء‪ ،‬معاناة إنسانية كبيرة على الصعيدَين‬ ‫الجسدي والنفسي‪ ،‬ما دامت ثقافـة التبرّع غائبة في‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬بالرغــم من التشجيــع القانوني‬ ‫ومواعظ رجال الدين‪ .‬‬ ‫ويوضح المحامي والباحث في العلوم القانونية‪،‬‬ ‫محمد بنجلون‪ ،‬أن «القانون الجديد الذي ّ‬ ‫ينظم التبرّع‬ ‫باألعضاء‪ ،‬حدّد عدداً من الشروط التي يتوجّب تو ّفرها‬ ‫قبل الخوض في أية عملية تبرّع‪ .‬بذلك‪ ،‬يحرص‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫المشرّعون على عدم تحوّل األمر إلى متاجرة باألعضاء البشريّة أو احتيال يضرّ بأي‬ ‫من الفري َقين»‪ .‬‬ ‫ويشدّد بنجلون على أن «القانون‪ ،‬وبالرغم من إجازته عمليات التبرّع باألعضاء‬ ‫واألنسجة البشريّة‪ ،‬إال أنه ظل حذراً في ما يتعلق بفتح الباب واسعاً في هذا المجال»‪.‬‬ ‫ويشرح أن النص القانوني أعطى «كل شخص راشد يتمتع بكامل أهليته» الحقّ في أن‬ ‫«يعبّر وهو على قيد الحياة‪ ،‬بترخيص أو منح أحد أعضائه أو أعضاء معيّنة بعد مماته»‪ .‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الفنان المغربي‪ ،‬الممثل هشام بهلول‪ ،‬كان قد تقدّم بطلب‬ ‫ترخيص للتبرّع بأعضائه بعد وفاته قبل أشهر أمام المصالح القضائية المختصة‪،‬‬ ‫فسجّل اسمه في السجل الخاص بالتبرّع باألعضاء البشرية لدى المحكمة االبتدائية في‬ ‫مدينة الدار البيضاء‪ ،‬وهو ما أثار ترحيباً كبيراً بين المغاربة‪ .‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أقدم وزير العدل والحريات المغربي‪ ،‬مصطفى الرميد‪ ،‬على الخطوة‬ ‫نفسها‪ ،‬وأعلن عن إدراج اسمه في السجل الخاص بالتبرّع باألعضاء بعد وفاته لدى‬ ‫محكمة الدار البيضاء‪ ،‬وذلك «من أجل أن يُستفادَ منها طبياً في عمليات زرع للمرضى‬ ‫المحتاجين إليها»‪ .‬‬ ‫إلى ذلك‪ّ ،‬‬ ‫نظم عدد من الفقهاء والدعاة حملة من جهتهم للتوعية حول أهمية التبرع باألعضاء‬ ‫واألنسجة البشرية‪ ،‬وفق شروط شرعية وقانونية‪ ،‬ومن هؤالء‪ ،‬الشيخ محمد الفزازي‪ ،‬الذي وصف التبرّع‬ ‫باألعضاء بأنه «عملية إنسانية شرعية وعتق لألرواح وإدخال للبسمة إلى نفوس المرضى»‪ ،‬مجيزاً للمسلم‬ ‫أن «يتبرّع بعضو من أعضائه حتى لغير المسلمين»‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫لماذا ال يتبرع المغاربة بأعضائهم؟ لماذا القلة القليلة من المغاربة فقط توصي بالتبرع بأعضائها‬ ‫بعد وفاتها ونادرا قيد الحياة؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫المفارقة الصادمـة أن العديـد من المغاربة‬ ‫المرضى يتألمون يصرخون يئنون من وجع المرض‬ ‫الذي ينهك صحتهم وجيوبهم‪ ،‬بسبب تلف عضو أو‬ ‫فشله وقصوره في تأدية وظيفته‪ ،‬مثل الكلية‪ ،‬الكبد‪،‬‬ ‫المعدة‪ ..‬علما أن المغربي وهذه حقيقة ال مجاملة‬ ‫فيها‪ ،‬يسارع إلى الخير‪ ،‬محب للمبادرات التطوعية‪،‬‬ ‫وبالتالي هناك خلل يجب كشفه في إشكال التبرع‬ ‫باألعضاء؟؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫من خالل النقاش مع مجموعة من األشخاص‪،‬‬ ‫وتقصي وجهة نظرهم‪ ،‬معظمهم صرح بعدم ثقته‬ ‫في الجهة التي ستقوم بتسلم األعضاء‪ ،‬واألشخاص‬ ‫الذين سيستفيدون منها‪ ،‬وخالصة اآلراء المتقاربة‬ ‫تجمع على غياب الثقة في مؤسسات الصحة‪ ،‬واعتبار‬ ‫«كلمة» «تبرع» و«تطوع» مجرد خدعة الستدراج‬ ‫البسطاء من الناس لمنح أعضائهم لتجار الصحة‪،‬‬ ‫الذين ال يأبهون بآالم المرضى ومعاناتهم‪..‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫إن تمثــالت معظم المغاربة لمسألــة التبـــرع‬ ‫المرتبطة بالجسد بدءا من التبرع بالدم‪ ،‬توجهها‬ ‫مسألتان‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مصداقية الجهة المشرفة‪ ،‬وهنا أعطي‬ ‫مثاال على ارتفاع نسبة التبرع بالدم‪ ،‬عندما تبرع‬ ‫الملك محمد السادس بدمه‪ ،‬مما منح المصداقية‬ ‫للجهة المتسلمـة‪ ،‬باعتبــار أن الملك يتابــع هذه‬ ‫المبادرة‪ ،‬إذن الينبغي االستخفــاف بثقـة المغاربة‪ ،‬سيما أمام التراكم التاريخي لغياب الثقة بين المواطن‬ ‫والمؤسسة الصحية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الشفافية في تدبير رصيد المتبرعين باألعضاء‪ ،‬من خالل عملية التوثيق للمستفيدين‪ ،‬بكل‬ ‫المعطيات التي من شأنها إزالة الغموض والشك وبناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الصحة‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫أيضا ال يمكن إغفال الترسانة القانونية المغربية المتطورة‪ ،‬تجاة قضية التبرع‪ ،‬والتي أحاطت التبرع‬ ‫باألعضاء بإجراءات قانونية استباقية‪ ،‬تمنع المتاجرة باألعضاء البشرية‪ ،‬لكنها تبقى غير كافية‪ ،‬حيث‬ ‫ال يواكبها تحسيس عبر مختلف مؤسسات الدولة‪ ،‬كاإلعالم‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المسجد‪ ،..‬وهو مايجعل ثقافة‬ ‫التبرع باألعضاء تبقى غامضة دينيا وثقافيا وهامشية في النقاشات اليومية‪ ،‬لكونها لم تصل إلى مستوى‬ ‫المواضيع التي تحظى بجاذبية كالرياضة أوالموسيقى‪ ،‬أو السياسة‪ ،‬وهو ما يجعل المغرب متأخر عن‬ ‫األردن والسعودية ومصر‪ ،‬وتونس والعديد من الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في رفع معدالت التبرع‬ ‫باألعضاء‪ ،‬في حين أن التبرع باألعضاء هو طريق منح حياة إلنسان يتألم ويتألم معه من يحبونه‪ ،‬ختاما ال‬ ‫بد من تأسيس بنك للتبرع باألعضاء‪ ،‬هو بنك لصناعة الحياة‪ ،‬والتزود لدار البقاء‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪« :‬ومن‬ ‫أحياها فكأنها أحيا الناس جميعا»‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫تقبل المجتمع لفكرة التبرع باالعضاء البشرية بحاجة‬ ‫إلى برنامج توعوي مبني على دراسات وتجارب دول أخرى‬ ‫من قبل متخصصين واألم��ر أيضاً يتطلب كسر الحاجز‬ ‫النفسي لألفراد لتقبل الفكرة مع توضيح الجانب اإلنساني‬ ‫واالخالقي لهذا العمل وما تترتب عليه من نتائج إيجابية‬ ‫قد تساهم في احياء نفس بشرية كانت تنتظر الموت في أي‬ ‫لحظة‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا بأعضائنا بعد مماتنا‪ ،‬ولنكسر هذا الحاجز‬ ‫ونلغيه من أجندة الطابوهات التي باتت تسيطر على خط سيرنا‬ ‫في الحياة‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا من أجل الفوز بأجر ال يعدّ وال يحصى ‪....‬‬ ‫فالحياة عند اهلل مقدّسة ومنح الحياة لآلخر قمة االرتقاء بالنفس‬ ‫والجسد‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا ولنعد النظر في ثقافات بالية تحرمنا من‬ ‫إنسانيتنا التي خلقنا اهلل من أجلها ‪......‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا‪...‬‬


‫العدد ‪824‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫ها الما طاب‪! ‬‬ ‫وأخيرا اهتدى المواطنون إلى “الحلول الذاتية”‪،‬‬ ‫لمشاكلهماآلنية‪..!!! ‬‬ ‫المواطنون بالخميسات‪ ،‬وأمام نفاذ كمية الوقود‬ ‫بمستشفى المدينة‪ ،‬منذ أسابيع عديدة‪ ،‬دون أن‬ ‫تعير مصالح الوردي ما يجب من االهتمام للقضية‪،‬‬ ‫بحيث تعطلت خدمات سيارتي اإلسعاف وسبب ذلك‬ ‫للمواطنين حرجا ومعاناة خاصة بالنسبة للمرضى‬ ‫وال��ح��وام��ل وضحايا ح���وادث السير‪ ،‬ف��ي الحاالت‬ ‫التي تتطلب تدخالت جراحية عاجلة‪ ،‬اضطروا إلى‬ ‫“المساهمة” المالية‪ ،‬على طريقة “التويزة” في توفير‬ ‫الوقود لسيارات اإلسعاف لنقل الحاالت المستعجلة‬ ‫نحو مستشفيات ال��رب��اط‪ .‬واللطيف في األم��ر أن‬ ‫بعض العاملين في المركز االستشفائي بالخميسات‬ ‫يساهمون إلى جانب أهالي المرضى‪ ،‬بما يستطيعون‬ ‫لتوفير ثمن الوقود ودفع أجرة السائق‪..! ‬‬ ‫ولقد صار مألوفا‪ ،‬تقول أخبار الخميسات‪ ،‬اللجوء‬ ‫إلى “عملية “اإلكتتاب” داخل المركز‪ ،‬لتشغيل سيارتي‬ ‫اإلسعاف‪ ،‬إلسعاف الحاالت المستعجلة‪ ،‬ما دام المركز‬ ‫يعاني‪ ،‬ه��و أي��ض��ا‪ ،‬م��ن خصاص ح��اد‪ ،‬ف��ي بعض‬ ‫التخصصات الطبية‪ ،‬وفي العالج والدواء‪.‬‬ ‫اآلن فهمنا أن “االكتتاب” وسيلتنا لتشغيل آليات‬ ‫الدولة‪ ،‬ووزارة الصحة خاصة‪ .‬فليهنأ السنيور الوردي‪،‬‬ ‫الشعب ق��ادر ليتولى شؤونه بنفسه‪ ،‬وقد ال يحتاج‬ ‫مستقبال إلى حكومة‪ ،‬حتى ولو كانت إسالمية‪...!!! ‬‬

‫•••‬ ‫الدرّ من معدنه‬ ‫يبدو أن قصتنا مع “الغش” الوطني لن تنتهي‬ ‫أب��دا‪ .‬فمنذ “الزيوت المغشوشة” التي استهل بها‬ ‫المغرب عهد االستقالل‪ ،‬على يد أنصار “الفساد” في‬ ‫البالد‪ ،‬تتناسل‪ ،‬وإلى يومنا هذا‪ ،‬حوادث “الغش القاتل”‬ ‫الذي ال يترك مجاال إال وأثبت “جدارته” في الفتك بأرواح‬ ‫الناس األبرياء‪ ،‬الذين ال ذنب لهم إال أنهم “وثقوا”‬ ‫بالحكومة وبمصالح محاربة الغش وحماية “السالمة‬ ‫الصحية”‪ .‬وال شك أنكم تذكرون األطنان من السلع‬ ‫الفاسدة التي تم حجزها خالل شهر رمضان‪ ،‬من‬ ‫لحوم وأسماك ومواد غذائية‪ ،‬كانت معدة للترويج‪،‬‬ ‫بعد ما استقرت أطنان أخرى في أمعائنا‪ ،‬ذلك ألن فرق‬ ‫المراقبة “تنشط” بطريقة “هوليودية”في رمضان حيث‬ ‫المحطات التلفزية تركز باألساس على كل ما يتعلق‬ ‫بالموادالغذائية‪..! ‬‬ ‫وهاهي سلطات مدينة آسفي تحجز‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬كميات كبيرة من األسماك الفاسدة فاقت‬ ‫العشرة أطنان‪ ،‬كانت موجهة لالستهالك الداخلي‪،‬‬ ‫ومنها أسماك مرتفعة الثمـن من قبيــل “الغامبـا”‬ ‫و”البيسكادييــا” و“التشارلــوط” وسلطــان الحــوت‬ ‫والسمطة وغيرها‪“ .‬السلعة” كانت “مكدسة” في مخزن‬ ‫للتبريد يفتقر إلى أبسط الشروط الصحية‪ .‬والبحث‬ ‫يجري الكشف عن كميات أخرى فاسدة‪ ،‬تقدم للزبائن‬ ‫في مقاهي السمك المطلة على الكورنيش‪.‬‬

‫•••‬ ‫جريمة حومة الحداد وإيقاف‬ ‫‪ 1379‬مشتبها فيهم‬ ‫جريمة حومة الحداد التي ذهب ضحيتها بائع‬ ‫مجوهرات قتل على يد مجرمين جاء أحدهما من سال‬ ‫واآلخر من تاونات‪ ،‬ليزهقا روح طنجاوي بريء‪ ،‬بطريقة‬ ‫بشعة‪ ،‬ليست من أخالقنا وسلوكنا نحن أهل طنجة‬ ‫المتحضرين‪ ! ‬هذه الجريمة حركت اآللة األمنية‪ ،‬ليس‬ ‫فقط للقبض على المجرمين اللذين تم إيقافهما‬ ‫سويعات بعد حدوث الجريمة‪ ،‬ولكن من أجل مراقبة‬ ‫هوية فوق ‪ 3400‬شخص عبر مختلف أحياء المدينة‪.‬‬ ‫األمر الذي أدى إلى إيقاف حوالي ‪ 1379‬مشتبها فيهم‬ ‫في قضايا تتعلق بالسرقة والضرب والجرح والسرقة‬ ‫وترويج المخدرات‪ .‬ومن بينهم من كان مبحوثا عنه‬ ‫بمذكرات وطنية‪ ،‬بسبب تورطهم في العديد من‬ ‫الجرائم كاالتجار في المخدرات والسرقة وحمل السالح‬ ‫األبيض والسكر العلني بدون مبرر واعتراض سبيل‬ ‫المارة وقضايا مختلفة أخرى‪.‬‬ ‫وق��د شملت العملية منطقتي األم��ن األول��ى‬ ‫والثانية‪ ،‬واستهدفت أحياء مشبوهة‪ ،‬تحتضن أنواعا‬ ‫من “النشاط اإلجرامي” خاصة في بني مكادة ومغوغة‬ ‫والمجد والمصلى والمدينة العتيقة‪.‬‬ ‫حبذا لو توفرت لوالية األمن اإلمكانات البشرية‬ ‫واللوجستيكية للقيام بمثل هذه العمليات‪ ،‬بصفة‬ ‫مستمرة‪ ،‬بالليل والنهاروطول أيام األسبوع‪ ،‬حتى يشعر‬ ‫المواطنون باألمن ويذهب عنهم الخوف المقيم الذي‬ ‫يسكنهم وينزع عنهم الثقة في مقدرة الدولة على‬ ‫حمايتهم‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫زراعة «الكيف» تستنزف المجال الغابوي والمياه بكتامة‬ ‫وتحذير من مندوبية الغابات وهيئات مدنية‬

‫بدأت قوافل العمال تتوافد على منطقة «كتامة» منذ‬ ‫عدة أيام عبر طريق الوحدة‪ ،‬انطالقا من مدينة تاونات‪،‬‬ ‫ألجل األشغال بحقول القنب الهندي الذي لم يمنع تأخر‬ ‫األمطار هذا الموسم‪ ،‬انطالق عملية زراعته‪ ،‬اعتمادا على‬ ‫السقي‪ ،‬ما جعل المساحات المخصصة لهذا المخدر تتسع‬ ‫تدريجيا‪ ،‬وذلك على حساب األراضي الفالحية والمجاالت‬ ‫الغابوية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬حذرت المندوبية السامية للمياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر‪ ،‬أخيرا‪ ،‬من مغبة استمرار تقلص‬ ‫المجاالت الغابوية على حساب توسع األراضي وحقول‬ ‫زراعة «القنب الهندي» بمنطقة كتامة‪.‬‬ ‫وأفادت المندوبية في بيان لها‪ ،‬أن المجال الغابوي‬ ‫بجماعة إساكن التابعة لمركز المحافظة وتنمية الموارد‬ ‫الغابوية لكتامة‪ ،‬يخضع لـ «ضغط مستمر‪ ،‬يتمثل‬ ‫بالخصوص في القطع والتعشيب واالستغالل العشوائي»‪،‬‬ ‫وذكرت أن هذه الجماعة تعرف كثافة سكانية مهمة‪،‬‬ ‫حيث يصل عدد األسر القاطنة بالدواوير المجاورة للملك‬ ‫الغابوي إلى ‪ 8817‬أسرة‪.‬‬ ‫وأوردت المندوبية أن تدخلها ينصب حول «حماية‬ ‫وتنمية النطاق الغابوي والتصدي بكل حزم لكل استغالل‬ ‫عشوائي للموارد الغابوية‪ ،‬فضال عن التدابير المتعلقة‬ ‫بالشق الزجري التي تباشرها المندوبية تحت إشراف‬ ‫النيابة العامة‪ ،‬من خالل مقتضيات الدورية المشتركة‬ ‫بين الوزارات الموقعة في سنة ‪ ،2011‬حول خطة العمل‬ ‫لمحاربة ظاهرة االعتداء على الثثروات الغابوية‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬عمدت مصالح المياه والغابات إلى رصد عدد كبير‬

‫المخالفات‪ ،‬تحت التعشيب والحرث داخل الملك الغابوي»‬ ‫خالل موسم الحرث والمختتم بزراعة القنب الهندي‪،‬‬ ‫واتخذت في شأنها اإلجراءات الزجرية الالزمة‪ .‬كما طالبت‬ ‫مندوبية المياه والغابات بـ«تعبئة شاملة وانخراط فعلي‬ ‫لكل األطراف المعنية والتحسيس بمدى أهمية الحفاظ‬ ‫على التراث الغابوي ليس وحده‪ ،‬بل يشمل أيضا الموارد‬ ‫المائية‪ .‬وفي هذا اإلطار دقت فعاليات حقوقية وجمعوية‬ ‫بمناطق كتامة وغفساي وإساكن‪ ،‬ناقوس الخطر حيال‬ ‫تنامي ظاهرة استغالل منابع المياه من طرف أباطرة زراعة‬ ‫المخدرات‪ ،‬ألجل سقي حقول القنب الهندي‪ ،‬ما يهدد‬ ‫األهالي وغروساتهم بالعطش‪ .‬وحملت الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان بغفساي‪ ،‬مسؤولية ما نعتته بـ«فضيحة‬ ‫استغالل المياه الطبيعة في سقي حقول الكيف»‪ ،‬إلدارة‬ ‫المياه والغابات والسلطة المحلية لـ«التزامهما الصمت‬ ‫حيال تجفيف الموارد المائية»‪ ،‬وأوردت الجمعية‪ ،‬في تقرير‬ ‫سابق معزز بصور‪ ،‬حصلت «األخبار» على نسخة منه‪ ،‬أن‬ ‫أفرادا معروفين بالنطقة قاموا بـ «االستحواذ على جميع‬ ‫المنابع المائية بمنطقة الرتبة القروية‪ ،‬الستغاللها في‬ ‫عملية سقي حقول القنب الهندي التي تتواجد في المجال‬ ‫الغابوي»‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬استنكرت «جمعية الريف للتنمية» ما‬ ‫اعتبرته «استغالال جشعا لموارد المنطقة»‪ ،‬ومنها استنزاف‬ ‫الثروات المائية بمناطق كتامة وإساكن من قبل مزارعي‬ ‫الكيف‪ ،‬ما يهدد المنطقة بـ«أزمة حادة في المياه السطحية‬ ‫والجوفية»‪ .‬والالفت أن من تداعيات هذا االستغالل‪ ،‬أن‬ ‫تم منع األهالي من التزود بحاجياتهم من عدد من اآلبار‬

‫والعيون الطبيعية وذلك بعلم من السلطات‪ .‬ورصدت‬ ‫جمعيات محلية بغفساي عددا من منابع المياه والفرشات‬ ‫المائية التي تعرضت لالستغالل من قبل «أباطرة زراعة‬ ‫المخدرات» بجماعات الودكة والرتبة وكيسان‪ ،‬ما جعلها‬ ‫تتعرض الستغالل مفرط وعشوائي‪.‬‬ ‫وذكرت المصادر ذاتها‪ ،‬أن هناك أشغاال متواصلة‬ ‫لحفر آبار عميقة ومد القنوات واألنابيب إليصال المياه‬ ‫إلى حقول الكيف‪ ،‬بل األخطر في هذا السياق‪ ،‬أن ضيعة‬ ‫إيكولوجية معروفة في المفرط للمياه نتيجة انخفاض‬ ‫مستوى حقينة البحيرة‪ ،‬بعدما لم تعد اآلبار تزودها بالمياه‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وكذا لجوء بعض مزارعي الكيف إلى استعمال‬ ‫مضخات ال ستنزاف مياهها‪.‬‬ ‫وحاليا هذا الوضع الذي ينذر باألسوأ‪ ،‬شددت‬ ‫الفعاليات المدنية المحلية على أن الثروة المائية والغابوية‬ ‫في المنطقة تتعرض لـ «تدمير ممنهج ومكشوف»‪ ،‬بسبب‬ ‫تحويل فضاء بيئي شاسع إلى ضيعات وحقول للقنب‬ ‫الهندي‪ ،‬مطالبة بتدخل الوزارة الوصية والسلطة المحلية‬ ‫والمصالح القضائية إلعادة األمور إلى نصابها‪ ،‬وفتح‬ ‫تحقيق حول ما تتعرض له الموارد المائية والتشكيالت‬ ‫الغابوية بالمنطقة من «استغالل مجحف من قبل جهات‬ ‫نافذة ومعروفة بتورطها في زراعة القنب الهندي»‪.‬‬

‫محمد الزوهري‬

‫خريجو «العقار والتنمية» بطنجة يشتكون «إقصاءهم»‬ ‫ويتهمون وزارتين بخرق الدستور‬ ‫شرع خريجو ماستر «العقار والتنمية» بكلية العلوم‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬في سلسلة‬ ‫من الخطوات االحتجاجية ضد ما اعتبروه «إقصاءهم»‬ ‫من مبارتين لتوظيف المتصرفين من الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫نظمتهما وزارتا المالية واألوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬ ‫دون سند قانوني‪ ،‬معتبرين أن هذا «اإلقصـاء» يعـد خرقا‬ ‫المقتضيات الدستور‪.‬‬ ‫وأورد خريجو الماستر المذكور‪ ،‬أنهم تعرضوا لإلقصاء‬ ‫من مباراتي توظيف متصرفين من الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫تخصص القانون الخاص‪ ،‬األولى متعلقة بوزارة المالية‬ ‫والتي تم اجتيازها بتاريخ ‪ 22‬نونبر ‪ 2015‬والتي كان‬ ‫خريجو العقار يشاركون فيها بشكل دائم ويحصلون على‬ ‫المراتب المتقدمة‪ ،‬حسب بيان المتضررين‪ ،‬أما المباراة‬ ‫فتم اجتيازها في الرباط بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪.2016‬‬ ‫الخريجون الذين راسلوا عدة مؤسسات‪ ،‬أوردوا أن‬ ‫وزارتي المالية واألوقاف اختارتا الصمت رغم توصلهما‬ ‫بعرائض مطلبية بشأن المبارتين‪ ،‬ورغم أنهما وعدتا‬

‫سابقا بالرد قبل انصرام أجل اجتيازهما‪ ،‬ما دفع الخريجين‬ ‫لعرض مشكلتهم على رئاسة الحكومة ومؤسسة الوسيط‬ ‫ووزارة الوظيفة العمومية وتحديث اإلدارة ووزارة الداخلية‬ ‫والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬معتبرين ما جرى‬ ‫«إقصاء وتمييزا ال ينبني على أي أساس منطقي وال‬ ‫قانوني»‪.‬‬ ‫وذكر الخريجون بأن الدستور المغربي ينص في‬ ‫ديباجته ععلى مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة لكافة المغاربة‬ ‫في ولوج الوظائف العمومية على أساس االستحقاق‬ ‫والشفافية‪ ،‬إلى جانب أن المرسوم المنظم لهيئـة‬ ‫المتصرفين ليس فيه ما يعطي لإلدارة تحديد التخصص‬ ‫داخل دبلوم الماستر‪ ،‬حيث أنه تولى تحديد ذلك في‬ ‫الحصول على الماستر في التخصص المطلوب‪ ،‬وهو إما‬ ‫القانون الخاص أو القانون العام «دونما تمييز بين هذا‬ ‫التكوين وذلك‪ ،‬أو بين هذا االختيار وذلك‪ ،‬إذ ال تخصص‬ ‫داخل التخصص» حسب بيان المتضررين‪.‬‬ ‫وسجل الخريجون أن المواد التي تدرس في معظم‬ ‫تكوينات القانون الخاص متشابهة وتصل في بعض‬

‫األحيان درجة التطابق‪ ،‬مع االختالف في األسماء وفي بعض‬ ‫المواد الثانوية مما يجعل تفضيل تكوين على ما عداه‬ ‫فيه «حيف وإجحاف»‪ ،‬حسب توصيفهم‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬ ‫المادة الوقفية والمادة الضريبية هما من المواد األساسية‬ ‫التي تم تكوينهم فيها أثناء الدراسة في سلك الماستر‪،‬‬ ‫معتبرين أن لهم من الدراية واإلحاطة بهما ما يجعلهم‬ ‫أكفاء للمشاركة في مباراة األوقاف والمالية بشكل خاص‪،‬‬ ‫بل هناك من الطلبة من جعل من المادتين تخصصا‬ ‫للبحث في رسائلهم‪.‬‬ ‫خريجو ماستر العقار والتنمية بأفواجه الثالثة الذين‬ ‫استنكروا «صمت الجهات المؤسسة» تجاه إقصائهم‪،‬‬ ‫سجلوا استنكارهم لهذه الخطوة‪ ،‬معتبرين إياها مساسا‬ ‫بحقوقهــم المشروعــة وتهديــدا ألمنهـم االجتماعــي‬ ‫ومستقبلهم الوظيفي‪ ،‬مطالبين بإدماج ماستر العقار‬ ‫والتنمية ضمن التكوينات التي لها حق المشاركة في‬ ‫جل المباريات التي سيتم إعالنها ضمن تخصص القانون‬ ‫الخاص‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫فاجعة‪ 8..‬قتلى و‪ 30‬مصابا في حادثة سير ضواحي الناظور‬ ‫لقي ‪ 8‬أشخاص حتفهم‪ ،‬فيما أصيب ‪ 30‬راكبا‬ ‫بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير مروعة وقعت‪،‬‬ ‫صباح األربعاء الفارط‪ ،‬علىالطريق الوطنية ‪ 15‬الرابطة‬ ‫بين مليلية وميدلت‪ ،‬وبالضبط بالفنوذ الترابي لجماعة‬ ‫«تزضوضين» التابعة إلقليم الناظور‪ ،‬وتشير المعلومات‬ ‫المتوفرة‪ ،‬إلى أن الفاجعة نتجت عن اصطدام بين حافلة‬ ‫لنقل المسافرين وسيارة نفعية‪ ،‬وكانت الحافلة قادمة‬ ‫من مراكش إلى الناظور‪ ،‬فيما السيارة النفعية تسير في‬ ‫االتجاه المعاكس‪.‬‬ ‫وقال عبد الرحيم الهواري‪ ،‬المندوب اإلقليمي للصحة‬ ‫بالناظور‪ ،‬في اتصال مع «أخبار اليوم» إنه إلى جانب‬ ‫الوفيات الثمانية تبقى إصابات ‪ 2‬آخرين خطيرة‪ ،‬كماتشير‬ ‫المعطيات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» إلى أن‬ ‫الحافلة كان على متنها ‪ 33‬راكبا‪ ،‬أصيب ‪ 22‬منهم إصابات‬ ‫خفيفة‪ ،‬و‪ 7‬آخرون أصيبوا إصابات تراوحت بين المتوسطة‬

‫والخطيرة‪ ،‬وتشير المعطيات ذاتها إلى أن السيارة النفعية‬ ‫كان على متنها ‪ 8‬عمال‪ ،‬باإلضافة إلى السائق الذي توفي‬ ‫إلى جانب سبعة عمال‪ ،‬فيما العامل الثامن أصيب إصابة‬ ‫خطيرة‪.‬‬ ‫الحادثة المروعة خلفت حالة من االستنفار وسط‬ ‫الدرك الملكي‪ ،‬ومصالح الوقاية المدنية والسلطة المحلية‬ ‫التي استنفرت بدورها عددا كبيرا من سيارات اإلسعاف لنقل‬ ‫المصابين إلى المستشفى اإلقليمي الحسيني بالناظور‪ ،‬بما‬ ‫فيها سيارات اإلسعاف التابعة لبعض الجماعات المجاورة‪،‬‬ ‫كما أن الحادثة دفعت بعامل إقليم الناظور إلى الحضور‬ ‫شخصيا للوقوف على مالبساتها‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي فتحت مصالح الدرك الملكي تحت‬ ‫إشراف النيابة العامة تحقيقا في الموضوع للوقوف على‬ ‫مالبسات الحادث‪ ،‬قال الناشط الجمعوي بمدينة العروي‪،‬‬ ‫طارق البوعيادي‪ ،‬إن بعض الناجين تحدثوا عن السرعة‪،‬‬

‫ولكن يبقى األمر مجرد فرضية سيحسم فيها التحقيق‬ ‫المفتوح‪ ،‬وكشف المتحدث نفسه أن الطريق المذكور‪،‬‬ ‫خاصة المقطع الرابط بين «صاكة والعروي»‪ ،‬شهدت‬ ‫باستمرار حوادث سير مميتة‪ ،‬ما أضحى معه إعادة النظر‬ ‫فيها يعد مطلبا ملحا‪ ،‬إلى جانب االستجابة الفورية‬ ‫لمطلب الساكنة المتجلي باألساس في ربط الناظـور‬ ‫بجرسيــف عن طريق سيــار‪ ،‬حتى ال تتكرر مثل هـذه‬ ‫الحوادث المميتة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الحادثة وقعت بالتزامن مع‬ ‫تخليد اليوم الوطني للسالمة الطرقية (‪ 18‬فبراير)‪ ،‬حيث‬ ‫إن وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك وكافة القطاعات‬ ‫المعنية‪ ،‬رفعت رهان خفض عدد قتلى الطرقات بنسبة ‪50‬‬ ‫في المائة خالل السنوات العشر المقبلة‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬


‫العدد ‪825‬‬

‫إقتصاد‬

‫طنجة ‪ :‬لقاء حول االستثمار ومناخ األعمال‬ ‫تنظم مؤسسة «لي أنسبيراسيون إيكو»‪ ،‬في إطار قافلة الجهات‪ ،‬لقاء اقتصاديا‪ ،‬يوم غد األربعاء ‪ 24‬فبراير‬ ‫الجاري بمدينة طنجة‪ ،‬لقاء حول «فرص االستثمار ومناخ األعمال بجهة طنجة تطوان الحسيمة»‪.‬‬ ‫وحسب بالغ للمنظمين فإن هذا اللقاء يهدف إلى إبراز المؤهالت االقتصادية والخصوصيات التنموية‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة في إطار مشروع الجهوية المتقدمة‪ ،‬وكذا دور ومهام مختلف المؤسسات المحلية‬ ‫والمجالية والفعاليات االقتصادية والصناعية الرسمية والخاصة بالمنطقة في هذا المجال‪..‬‬ ‫كما أن هذا اللقاء يشكل فرصة للمتدخلين‪ ،‬من أجل التداول وتبادل وجهات النظر حول مقومات االقتصاد‬ ‫المحلي والصعوبات التي تواجهها بعض القطاعات بغرض تعزيز المكتسبات واإلنجازات التي تحققت على‬ ‫مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬والتي عرفت في السنوات الخمسة عشر األخيرة أوراشا ومشاريع تنموية‬ ‫مندمجة رائدة جعلت من المنطقة ثاني قطب اقتصادي وطني بالمغرب‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫شبكة األمل بالحسيمة تشارك‬ ‫في ورشة تكوينية حول‬ ‫«حرية التواصل عبر اإلعالم المجتمعي‬ ‫وتقنيات رصده»‬

‫تحسن في حركة النقل الجوي بمطارات المغرب‬ ‫حسب بيان للمكتب الوطني للمطارات‪ ،‬فإن حركة النقل الجوي‬ ‫التجـاري للمسافرين على مستـوى مختلف مطارات المملكة سجلت‬ ‫ارتفاعا ملموسا خالل شهر يناير الماضي بلغت نسبته ‪ 3.88‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫فقد انتقل عدد المسافرين من مليون و‪ 282‬ألفا و‪ 439‬مسافرا‬ ‫في يناير من السنة الماضية إلى مليون و‪ 332‬ألفا‪ ،‬و‪ 143‬مسافرا في‬ ‫الشهر ذاته من العام‪ ‬الجاري‪.‬‬ ‫و ساهم مطار محمد الخامس الدولي للدارالبيضاء لوحده في هذا‬ ‫االرتفاع‪ 49,51 ،‬في المائة متبوعا بمطار مراكش( ‪ )20,64‬في المائة‬ ‫وفاس سايس ( ‪ )5,03‬في المائة‪.‬‬ ‫وتشير اإلحصائيات إلى أن هذا االرتفاع شمل على حد سواء كال من حركة النقل الجوي التجاري الداخلي‬ ‫بنسبة ‪ 3,63‬في المائة‪ ،‬إلى جانب حركة النقل الجوي التجاري الدولي التي ارتفعت هي األخرى بنسبة ‪3,90‬‬ ‫في المائة‪ ،‬مقارنة مع السنة الفارطة‪.‬‬ ‫كما شهد نشاط الشحن الجوي ارتفاعا مهما مع بداية هذه السنة‪ ،‬حيث بلغ حجم البضائع المشحونة في‬ ‫شهر يناير الماضي أزيد من ‪ 6‬آالف و‪ 64‬طنا مقابل ‪ 4‬آالف و‪ 373‬طنا في الفترة ذاتها من سنة ‪ ،2015‬أي بارتفاع‬ ‫بلغت نسبته‪ 38،66‬في المائة‪.‬‬ ‫وعلى عكس حركة الطائرات العابرة لألجواء المغربية والتي ارتفعت بنسبة ‪ 5,8‬في المائة (‪ 18‬ألف و‪481‬‬ ‫حركة)‪ ،‬فحركة الطائرات المسجلة على مستوى مختلف المطارات المغربية شهدت انخفاضا طفيفا بنسبة ‪1,82‬‬ ‫في المائة (‪ 12‬ألفا و‪ 117‬حركة )‪.‬‬

‫دراسة ‪ :‬التصنيع والتصدير دعامتان‬ ‫لتنمية االقتصاد الوطني‬ ‫حالة االقتصاد الوطني والمخاطر التي تواجهه كانت موضوع دراسة أعدتها مجموعة «كوفاس» للتأمينات‪ ،‬في تقريرها‬

‫السنوي الذي أكد أن التصنيع وتنويع المنتجات والصادرات‪ ،‬سيمكن االقتصاد المغربي من الحفاظ على األداء‬ ‫الذي حققه في ‪ 2015‬خالل السنة الجارية‪.‬‬ ‫وأبرزت هذه الدراسة التي تم تقديمها خالل لقاء نظمه القطب المالي للدار البيضاء األسبوع الماضي‪ ،‬أن‬ ‫التوجه نحو التصنيع المتصاص البطالة‪ ،‬يشكل رهانا أساسيا بالنسبة للمغرب‪ ،‬الذي أولى أهمية كبرى للمهن‬ ‫الجديدة التي تتطلب يدا عاملة مؤهلة‪ ،‬مشيرا إلى أن تنويع المنتجات والصادرات يمكن االقتصاد المغربي من‬ ‫المساهمة في إنعاش السوق الوطنية التي تتوفر على مؤهالت كبيرة في عدد من المجاالت‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تمت اإلشارة إلى أن التوقعات تشير إلى أن االقتصاد المغربي سيحافظ‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬على‬ ‫أدائه سنة ‪ ،2016‬وذلك رغم قلة التساقطات المطرية التي تعتبر عامال أساسيا بالنسبة للفالحة‪.‬‬ ‫كما إلى أن الموقع الجغرافي الممتاز للمغرب يوفر له فرصا أساسية في الشق المتعلق بالمبادالت التجارية‪،‬‬ ‫وأن انخفاض أسعار البترول يمنح للمغرب هامشا أساسيا قد يساعده على الحفاظ على األداء االقتصادي الذي‬ ‫ميز العام الماضي‪.‬‬

‫دليل خاص بالتجارة اإللكترونية‬ ‫التجارة اإللكترونية صار لها دليل خاص بهدف توسيع مجال‬ ‫استخدام شبكة اإلنترنيت في المعامالت التجارية‪ .‬كما يروم هذا‬ ‫الدليل المعد من طرف الفيدرالية الوطنية للتجارة اإللكترونية‪ ،‬نوعا‬ ‫من المواكبة مصاحبة حاملي المشاريع‪ ،‬والذين يسوقون منتجاتهم‬ ‫وخدماتهم عبر شبكة اإلنترنيت‪.‬‬ ‫يضم هذا الدليل معلومات متسلسلة حول مختلف األنشطة‬ ‫التجارية عبر اإلنترنيت ‪ -‬تم وضعه مجانـا‪ ،‬في مرحلـة أولى‪ ،‬رهن‬ ‫إشارة أعضاء الفيدرالية‪ ،‬والطلبة والمدارس الكبرى الخاصة بالتجارة‬ ‫والهندسة المعلوماتية‪ ،‬من خالل الولوج عبر الرابط «دوبلفي دوبلفي دوبلفي‪.‬فنيم‪.‬أورغ»كيد‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بدليل عملي ديداكتيكي جرى إعداده باللغة الفرنسية‪ ،‬مع العمل‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬على إعداد‬ ‫نسخة مبسطة باللغة العربية في غضون الشهور القادمة‪.‬‬ ‫ويعد هذا الدليل وفق أصحابه فرصة هامة في الشق المتعلق بالرفع من األنشطة التجارية‪ ،‬خاصة بالنسبة‬ ‫للذين لم ينخرطوا بعد في مجال المعامالت التجارية عبر اإلنترنيت‪ ،‬بعد أن اتخذ االقتصاد العالمي وجهة مغايرة‬ ‫بفعل عولمة المبادالت التجارية‪ ،‬والتطور المتزايد لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬وتوسيع مجال األداء اإللكتروني‪،‬‬ ‫وعمليات التسويق واالقتناء عبر الشبكة العنكبوتية‪ .‬‬ ‫ومعلوم أن التجارة اإللكترونية حققت أداء جيدا خالل سنة ‪ 2014‬بالمغرب‪ ،‬حيث بلغ عدد عمليات البيع‬ ‫والشراء التي أنجزت أكثر من ‪ 2,1‬مليون عملية‪ ،‬حسب النتائج التي أعلن عنها المركز المالي البنكي‪ .‬وكشفت‬ ‫المعطيات المتوافرة أن رقم معامالت التجارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬بلغ مليارا و‪ 200‬مليون درهم‪ ،‬تمت‬ ‫ببطائق بنكية مغربية وأجنبية‪.‬‬

‫شاركت شبكة األمل لإلغاثة والتنمية‬ ‫المستدامة بالحسيمة في شخص هشــام‬ ‫مساعد عضو المكتب التنفيذي لشبكة في‬ ‫التكويــن الذي نظمتـه منظمــة حريـــات‬ ‫اإلعالم والتعبيـــر «حاتم» ومرصــد حريات‬ ‫ورشـة تكوينيــة حول» حرية التواصل عبر‬ ‫اإلعالم المجتمعي وتقنيات رصدها» لفائدة‬ ‫‪ 20‬مستفيدة ومستفيد من الراصدين‬ ‫ومنتجي اإلذاعات الجمعوية أيام ‪14-13-12‬‬ ‫فبراير ‪ 2016‬بأحد الفنادق المصنفة بمدينة‬ ‫فاس في إطار تفعيل منظمة حريات اإلعالم‬ ‫والتعبير‪-‬حاتم لبنود اتفاقية مشروع « برنامج‬ ‫تطوير الشبكات والتضامن لصندوق أصواتنا‬ ‫لإلعالم « المبرمة مع شبكة أصواتنا ‪.‬‬ ‫وقد عرفـت الدورة التكوينيــة حضور‬ ‫ممثلـي الهيئـــات الحقوقيـــة والجمعوية‬ ‫الصديقة‪ .‬وفي هذا الصدد استهلت الجلسة‬ ‫االفتتاحية بكلمة لألستـــاذ علي بنساعود‬ ‫حول أهمية تبادل الخبرات والدفاع عن حرية‬ ‫اإلعالم والتعبير ورصد وتتبع االنتهاكات‬ ‫المرتكبة‪ ،‬تلتها مداخلة لرئيس منظمة حاتم‬ ‫األستاذ محمد العوني الذي دعا إلى بلورة‬ ‫األهداف المسطرة لهذه الدورة التكوينية‬ ‫لينتقل المشاركون بعد ذلك إلى جلسة‬ ‫تفاعليــة حول التواصل الرقمــي واإلعــالم‬ ‫المجتمعي ضمنه اإلذاعات الجمعوية حيث‬ ‫خلق نقاشا حول تعريف اإلعالم الممارس من‬ ‫المواطنين العاديين‪ ،‬هل هو إعالم مجتمعي‬ ‫ام بديل لإلعالم العمومـي والخاص‪ ،‬وأجمع‬ ‫الراصدون خــالل الورشـــة على أن اإلعالم‬ ‫المجتمعي هو إعالم تفاعلي موازي مرتبط‬ ‫باألخبار ‪.‬‬ ‫وارتباطــا بموضوع الجلسـة الصباحية‬ ‫تناول األستاذ نور الدين سعودي موضوع‬ ‫آليات الرصد وخصوصية اإلعالم المجتمعي‬ ‫والتحديات التي تواجهه‪.‬‬ ‫أما اليوم الثاني من الدورة التكوينية فقد‬ ‫عرف مناقشة الجانب التقني لعملية الرصد من‬

‫أجل تفعيل مقومات اإلعالم المجتمعي من‬ ‫خالل مداخلة األستاذ محمد العوني الذي ركز‬ ‫على أهمية تعلم كيفية الرصد الموضوعي‬ ‫للوقائع المرصودة من طرف الراصدين ليتم‬ ‫بعد ذلك التطرق إلى الجانب التقني في عملية‬ ‫الرصد وتوثيق الخروقات من خالل مداخلة‬ ‫المهندس اإلعالمي طارق زهري هدي الذي‬ ‫وضح في مداخلته اإلجراءات الواجب اتباعها‬ ‫من صياغة المضامين األساسية للعرض من‬ ‫عنوان ووصف للحدث وتحديد مكان الحدث‬ ‫في الخريطة وتصنيفات االنتهاكات باإلضافة‬ ‫إلى تاريخ ومكان الخرق وتحميل رابط مصدر‬ ‫األحداث والفيديو والصور‪ ،‬كل هذه الخطوات‬ ‫من أجل توضيح دقيق لكيفية إجراء عملية‬ ‫الرصد من طرف الراصدين المعتمدين من‬ ‫المنظمة إلنجاز تقارير لترسيخ ثقافة الرصد‬ ‫لدى الراصدين‪ ،‬كما قام األستاذ المؤطر‬ ‫بعرض تجارب تطبيقية لشرح كيفية القيام‬ ‫بعملية الرصد ‪.‬‬ ‫فيما قـام بعد ذلك الراصد الدكتــور‬ ‫محمد الزهري بعرض تجارب لخروقات ارتكبت‬ ‫في حق الصحفيين أثناء مزاولتهم لعملهم‬ ‫المهني من خالل حالة أحد الصحافين الذي‬ ‫تعرض لمصادرة حقــه في تغطيـة الحدث‬ ‫وتعرضه للسب والشتم ومصادرة هاتفــه‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫استكماال ألشغـــال الدورة التكوينيـــة‬ ‫ناقش الراصدون في اليوم الثالث االنتهاكات‬ ‫اآلنية المرصودة ليتم بعد ذلك عقد جلسة‬ ‫استخالصية وتركيبية تم خاللها تقييم أشغال‬ ‫الورشة التكوينية وتقديم توصيات حثت على‬ ‫ضرورة تطوير عملية رصد االنتهاكات في‬ ‫مجال اإلعالم وحرية التعبير عن طريق توسيع‬ ‫عملية االشتغال وتحفيز عمليات الرصد‪،‬‬ ‫وفي نهاية األنشطة المبرمجة ضمن الدورة‬ ‫التكوينية تم توزيع شهادات على المشاركين‬ ‫في عملية التكوين ‪.‬‬

‫هشام مساعد‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الرؤيــا‬

‫ـ‪1‬ـ‬ ‫لمـاذا أنا دون غيـري من مواطنـي‬ ‫هذه الدولة المجيدة يكتب هذه القصة‬ ‫األليمة؟!‪..‬لماذا أنا المسكين المتواري خلف‬ ‫ظالل النفس‪ ،‬وخلف ظالل الفزع‪ ،‬أجلس‬ ‫صبـاح كل يوم لكي أعصر ذاكرتـي حتى‬ ‫ال يغيب عني شيء من األحداث والوقائع‬ ‫الرهيبة التي أبى التاريخ أن يكتبها غيري‪..‬‬ ‫لماذا ُكتِبَ علي أن أجلس وحدي تحت‬ ‫شجرة الحزن أُ ُ‬ ‫دَوِّن هذه الكلمات‪ ،‬وأنزع‬ ‫أشواكها شوكة شوكة ثم أغمسها في مداد‬ ‫القلب وأكتبُ لكم ما تيسر من األحداث‪..‬‬ ‫وكان الحدث األول رؤيا رأيتها‪ .‬رأيتُ‬ ‫سدر‬ ‫فيما يرى النائمُ أنني تحت ظل شجرة ٍ‬ ‫أستاكُ بعودِ أراكٍ‪ ،‬وأبتسم عن أسنان‬ ‫شديدة البياض‪ ،‬وأمامي مواطنو دولتنا‬ ‫ينظرون إليَّ بحزن بالغ‪ ،‬وليس في فم‬ ‫أحدهم سنٌّ واحد ٌة‪ ،‬كلهم أَدْرَدُ‪ .‬ولكي‬ ‫أغيظهم كنت أبالغ في السواك‪ .‬وفجأة‬ ‫سقط العود من يدي‪ ،‬فلما انحنيت ألخذه‬ ‫سبقني إليه شيخ كبير ثم رمى به بعيدا‪،‬‬ ‫وابتسم‪ ،‬فإذا هو شيخ له أسنان‪ .‬وانتبهت‬ ‫وأنا أضع أصابعي في فمي وأعض عليها‬ ‫بقوة لكي أتأكد من وجود أسناني في‬ ‫مكانها‪ .‬وكان وقت صالة الصبح قد اقترب‪،‬‬ ‫فتوضأت وتوجهت إلى المسجد األعظم‪،‬‬ ‫وصليت مع جماعة المسلمين‪ ،‬ثم طلبت أن‬ ‫أخلو باإلمام‪ ،‬وكان رجال مهيبا‪ ،‬تبدو عليه‬ ‫عالمات الورع الشديد‪ .‬فغشيتني أنواره‪،‬‬ ‫وانتقلت السكينة من قلبه إلى قلبي‪ ،‬غير‬ ‫أني ارتجفت وأنا أحكي له رؤياي‪ .‬فقال‬ ‫لي‪ :‬فيم ارتجافك يا بني؟!‪ ..‬كان ارتجافي‬ ‫ألني انتبهت إلى أن الشيخ الذي رأيته في‬ ‫منامي يسبقني إلى عود األراك ويرمي به‬ ‫بعيداً هو عينه الشيخ الذي أكلمه اآلن‪ ،‬غير‬ ‫أنني قلت له‪ :‬هو ارتجاف المأخوذ بجالل‬ ‫الموقف‪ .‬فأطرق طويال‪ ،‬ثم رفع إلي رأسه‪،‬‬ ‫ونظر بعينين دامعتين إلى سقف الجامع‪ ،‬ثم‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬

‫العهـــدِ النطاســـيُّ “محجــوب األحـــذ”‪.‬‬ ‫والنطاسي عندنا مرتبة فــوق الدكتوراه‪،‬‬ ‫وأصل هذه الكلمة بالرومية نسطاس‪ ،‬وهي‬ ‫تكاد تساوي مرتبة البروفيسور عند األعاجم‪.‬‬ ‫وكان هذا الرجل مشهودا له بالكفاءة‪،‬‬ ‫والمعرفة بالطب‪ ،‬والخبرة‪ ،‬والتجربة‪ .‬وكنا‬ ‫نعده آية من اآليات في المعرفة بالبلغم‪،‬‬ ‫والمرة السوداء‪ ،‬والمرة الصفراء‪ ،‬وتسكين‬ ‫الرطوبة في الدم‪.‬‬ ‫وقد عينه الحاكم شيركويه على‬ ‫ ‬ ‫رأس األطباء في المستشفى بعد أن استطاع‬ ‫ضعيفة ِّ‬ ‫ً‬ ‫يُوَلدُ‬ ‫معالجة ابنه‪ ،‬وكانت معدته‬ ‫الطعامُ فيها بلغماً فعالجه بما يقمعُ‬ ‫الصفرا َء حتى شُفِيَ‪ ،‬والحمد هلل تعالى‪.‬‬ ‫وقد توجه‪ ،‬بحمد اهلل تعالى‪ ،‬بمجرد‬ ‫تعيينه إلى مباشرة أمور المستشفى‪،‬‬ ‫وإصالح أحواله‪ .‬ثم قسمه تقسيما عجيبا‪،‬‬ ‫فجعله سبعة أقسام‪ ،‬أذكرها لكم على سبيل‬ ‫الفائدة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ قسم الكحالة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وقسم الكي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ وقسم الفصد والحجامة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ وقسم الرقية الشرعية‪ ،‬ومعالجة‬ ‫المس والسحر‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ وقسم التداوي بالعسل‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ وقسم األعشاب والصيدلة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ وقسم التداوي بالموسيقا‪ .‬وهو قسم‬ ‫خاص بمن ال دين له‪.‬‬ ‫ثم ظهر له أن يزيد في هذه‬ ‫ ‬ ‫األقسام‪ ،‬فأنشأ قسما خاصا بالسواك‬ ‫وأمراض الفم‪ ،‬إال أنه قسم قل من يأبه‬ ‫به‪ ،‬أو يعده من أقسام المستشفى‪ .‬فقد‬ ‫درج مواطنو دولتنا على اعتبار أن تسوس‬ ‫َ‬ ‫وسقوطها ليس من المرض في‬ ‫األسنان‬ ‫شيء‪.‬‬

‫قال‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬ ‫كان صوته يجمع بين جالل الحزن‪ ،‬وعمق‬ ‫التفكير‪ ،‬وهيبة المكان‪ .‬فأحسست بقلبي‬ ‫يخفق خفقات متوالية‪ ،‬وقبل أن يهدأ‬ ‫الخفق كرر الرجل قوله‪ :‬ال حول وال قوة إال‬ ‫باهلل العلي العظيم‪ .‬كان صوته هذه المرة‬ ‫يجمع بين ألم اليأس وبين برد التسليم‪،‬‬ ‫فأحسستُ بما ال قبل لي به من الجزع‬ ‫المخيف‪ ،‬وضاع إحساسي بالجهات األربع‪ ،‬غير‬ ‫أني كنت أرى في كل ناحية آلة حدباء‪ ،‬ورجال‬ ‫محموال‪ ،‬وصراخا ال ينقطع‪ .‬وهنا عيل صبري‬ ‫فصرخت‪ :‬ما هو تأويل رؤياي يا شيخ؟ماذا‬ ‫ترى عينك المباركة في ثنايا رؤياي المفزعة؟‬ ‫أخبرني بما علمك اهلل من تأويل األحاديث‬ ‫بما سيكون من األحداث والوقائع‪ ،‬فإني أريد‬ ‫أن أقرأ الغيب من خالل حروفك النورانية‪،‬‬ ‫ومن بين إلهاماتك المشرقة‪ ،‬فإن الغيب‬ ‫ظلمة ال ترفعها إال أنوار كلماتك‪ .‬فأدرك‬ ‫بسرك جهري‪ ،‬وبفيضك جدبي‪ ،‬وبسكونك‬ ‫اضطرابي‪ ،‬فإن المذبوح بسكين الخوف ال‬ ‫بد أن يتشحط بدماء الرجفة بين اليأس‬ ‫والرجاء‪ .‬كنت أصرخ وأنا أنظر إلى األرض‪،‬‬ ‫فقد كنت أخشى إن رفعت رأسي أن أقرأ‬ ‫في عيني الشيخ جوابا يزيدني فزعا وخوفا‬ ‫واضطرابا ويأسا‪ .‬ولكنني أحسستُ في‬ ‫صمته ما لم أحسه في كلماته التي لم تزد‬ ‫على الحوقلة‪ .‬كان صمتا موذنا بالجواب‪.‬‬ ‫نظر إلي طويال ثم قال‪:‬‬ ‫‪-fiston, tu seras le dernier‬‬ ‫‪survivant.‬‬ ‫رفعــت رأسي بسرعــة‪ ،‬ونظرت إليـــه‬ ‫بدهشة بالغة‪ .‬كان الشيخ يفسر الرؤيا بما‬ ‫يناسبها من اللغات‪ .‬أحسست بإغماءة‪،‬‬ ‫ثم بجماعة من الناس تجتمع حولي‪ ،‬ولم‬ ‫أتذكر بعد ذلك شيئا‪ ،‬فإنني لما انتبهتُ‬ ‫من إغماءتي وجدت نفسي في المستشفى‪.‬‬ ‫ونحن نسميه‪ :‬المستشفى الوطني‪ ،‬ونسميه‬ ‫البيمارستان العام‪ .‬وهو المستشفى الوحيد‬ ‫ـ‪3‬ـ‬ ‫في دولتنا‪ :‬دولة نفطستان المجيدة‪.‬‬ ‫وقد استيقظت من اإلغماءة التي‬ ‫ـ‪2‬ـ‬ ‫أصابتني فوجدتُ نفسي في المستشفى‪،‬‬ ‫دولتنـــا‬ ‫مفاخــر‬ ‫من‬ ‫وهذا المستشفى‬ ‫ووجدت النطاسي محجوبا عند رأسي‪ .‬فقد‬ ‫لذلك‬ ‫فيه‬ ‫األطبـــاء‬ ‫رئيسَ‬ ‫البهية‪ .‬وكان‬ ‫كان شديد العناية بالمرضى‪ ،‬نابها‪ ،‬ذكيا‪.‬‬

‫يكفيه النظـر في لـون المريض‪ ،‬وعينه‪،‬‬ ‫وجــسُّ نبضــه‪ ،‬حتى يعرف الداء ويصف‬ ‫الدواء‪ .‬وكان من عادته إذا استعصت عليه‬ ‫معرفة العلة أن يطلب من المريض أن يضع‬ ‫ماءه في قارورة‪ ،‬ثم ينظر فيها‪ ،‬ويسأله عن‬ ‫طعامه وشرابه‪ ،‬ثم يعين له من الدواء ما‬ ‫يكون فيه شفاء بحمد اهلل تعالى‪.‬‬ ‫لذلك أحسست بارتياح عظيم لنظره في‬ ‫أمر صحتي‪ .‬وكنت أُزَوِّرُ في نفسي جوابا‬ ‫ُ‬ ‫أحاول‬ ‫لما أنتظره من أسئلته‪ .‬فقد كنتُ‬ ‫أن أتذكر الطعامَ الذي أكلتهُ في اليوم‬ ‫السابق‪ .‬وبذلتُ مجهودا في ذلك‪ .‬هل هو‬ ‫الباذنجان؟ أم هو الثريد؟ أم هو السمك‬ ‫المشوي؟‪..‬ولم تسعفني ذاكرتي بشيء‪،‬‬ ‫غير أنه رجح عندي أنه الباذنجان‪ .‬فأخذت‬ ‫أردد‪ :‬الباذنجان‪..‬الباذنجان‪..‬فلما رآني أكرر‬ ‫كلمة “الباذنجان” توجه بالكالم إلى أحد‬ ‫مساعديه‪ ،‬دون أن يسألني عن شيء‪ ،‬وقال‬ ‫له‪ :‬انقلوه إلى قسم الرقية ومعالجة المس‪.‬‬ ‫ظننته لم يفهم‪ ،‬فقلت‪ :‬الراجح أني‬ ‫أكلتُ الباذنجان‪..‬ولكي أُذهب عنه الشك‪،‬‬ ‫اقتربت منه‪ ،‬وأخرجت لساني‪ .‬وبعد أن‬ ‫اطمأننت أنه نظر فيه بما يكفي لكي يتبين‬ ‫له صدق قولي‪ ،‬أدخلت لساني‪ ،‬وأطبقت‬ ‫فمي‪ ،‬وبعد أن بلعتُ ريقي‪ ،‬قلت له‪ :‬واآلن‪..‬‬ ‫أليس هو الباذنجان؟!‪..‬‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ..‬نعم‪ ..‬هو كذلك‪ .‬ثم توجه‬ ‫إلى طبيب ناشئ يقف إلى جانبه‪ ،‬وقال له‪:‬‬ ‫ألم أقل لك ذلك؟‪ .‬قال الطبيب الناشئ‪:‬‬ ‫تقصدون مسألة الخـالف بين األطباء في‬ ‫الباذنجـــان‪ ،‬هل هــو حار أم بارد؟!‪ .‬قال‬ ‫النطاسي محجوب‪ :‬نعم‪ .‬وقد تبين لك‬ ‫ِّ‬ ‫مُوَلدٌ‬ ‫اآلن الصحيح في المسألة‪ .‬فهو حار‬ ‫للسوداء والبواسير‪ ،‬وهـو يفسد اللون‬ ‫ويســوده‪ ..‬انقلوا هذا الرجل للقسـم الذي‬ ‫ذكرته لكم‪ .‬قال هذا وتركني إلى مريض‬ ‫آخر‪ ..‬وهكذا وجدت نفسي في غرفة االنتظار‬ ‫في قسم الرقية ومعالجة المس والسحر‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪825‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫رحل وفي نفسه أشياء‬ ‫من هذا المسرح‬

‫التاريخ‪ :‬خامس فبراير‬ ‫‪ ،2016‬بساط رمادي ممتد‬ ‫وأفق غائم ملبد‪.‬‬ ‫اليوم‪ :‬الجمعة‪ ،‬رداء أبيض‪.‬‬ ‫تهاليل خضراء‪ ،‬تراتيل ودعوات‪.‬‬ ‫الساعـة‪ :‬السابعة والنصف‪،‬‬ ‫هجـدت الطيــور في أوكارها‪ ،‬ال‬ ‫اناشيد وال أغاريد‪.‬‬ ‫العمر‪ :‬تسعة وسبعون نجمة‬ ‫كاملة السطوع‪.‬‬ ‫توقفوا‪ ،‬فكل عقارب الزمن‬ ‫توقف نبضها اللحظة‪ ،‬رحم اهلل‬ ‫الطيب الصديقي‪ ،‬هكذا تداول‬ ‫الناس الخبر‪ ،‬وهكــذا تبادلوا‬ ‫الحسرات والعبرات‪ ،‬والكلمات‬ ‫المكلومة‪.‬‬ ‫ال شيء بعـــد اآلن يكحــل‬ ‫العين‪ ،‬يمأل العين‪ ،‬جفت األقالم‪،‬‬ ‫طويــــت الصحـــف‪ ،‬واشرأبـت‬ ‫األعناق في ذهول ذاهل‪.‬‬ ‫الزمن جدار إسمنتي رهيب‪،‬‬ ‫موحش‪ ،‬عنيد‪ ..‬لزمن صوالت‬ ‫وجوالت «ومن سره زمن ساءته‬ ‫أزمان»‪ .‬قالها يوما شاعر مفجوع‪.‬‬ ‫يتجمد الزمن في الزمن‪ ،‬يتوقف كل الذي كان‪ ،‬كل الذي كنا نحلم بأن يكون‪ ،‬وطرزنا‬ ‫بخيوط الفجر رداءه‪ ،‬ال بسمة وال نغمة‪ ..‬ال وشوشة وال زغاريد‪ ،‬ال شيء عاد يملك طعمه‬ ‫ولونه‪ ..‬يتجدد فينا وبيننا‪ ،‬فكل الذي فوق التراب تراب‪ ،‬وبين القادمين من التراب‬ ‫والعائدين إلى التراب تتمدد قنطرة عبور نحو الضفة الموعودة‪ ،‬وعندها تنطلق رحلة‬ ‫الرحالت وحياة الحيوات‪ ..‬رحلة هي الحق وهي الحقيقية‪ ،‬هي البدء وهي الختم والختام‪.‬‬ ‫سنة اهلل‪ ،‬ولن تجد لسنة اهلل تبديال‪.‬‬ ‫هو اآلن ال أكثر من ذكــرى جريحــــة‬ ‫موؤودة‪ ..‬تاريخ ثلجي يحبو‪ ،‬يتدحرج‪ ،‬يسكن‬ ‫جدران المتاحف الجامدة‪ ..‬شميم كلمات‬ ‫عطرة باردة عابرة‪ ،‬غدا أو بعد غد يستوطنها‬ ‫الغبار ويلفهــا النسيـان‪ ،‬وتدثرها خيوط‬ ‫العنكبوت‪.‬‬ ‫كل شيء إلى زوال‪.‬‬ ‫حكمة اهلل وحكمه‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬نحن‪ /‬اآلن نستحضـــرك‪..‬‬ ‫نستحضـــر الصــــوالت والجــوالت‪ ..‬كل‬ ‫الفتوحــات والتتويجـــات‪ ..‬كل االنتصارات‬ ‫وحتى االنكسارات‪ ..‬كل الجراح والمعاناة‪..‬‬ ‫نستحضرها‪ ،‬ندعوها‪ ،‬فتلبي طيعة هينة‪،‬‬ ‫مستسلمة‪ ،‬بهية‪ ،‬مشرقة‪ ،‬نابضة باستمرارية‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫لن ننس أبدا عرقك‪ ،‬وال اآلتون من‬ ‫بعدنا ينسون مواقعك وفتوحاتك‪ ،‬يكفي أنك‬ ‫كنت أول من ألقى الحجر األول على البركة‬ ‫األسنة لتتوالى األحجار من أجل أن يتحرر‬ ‫المسرح من المسرح‪ ،‬من أجل أن ينفجر‬ ‫المسرح داخل المسرح‪ ..‬من الالمسرح‪،‬‬ ‫ينفجر من التربة مسرح ال يقف مستجديا عند‬ ‫األبواب‪ ،‬وال يغرف من موائد الغير‪ .‬فكان لك‬ ‫ما أردت وأنت تؤسس‪ /‬تضع أولى اللبنات‬ ‫لمسرح جديد‪ ،‬مغاير‪ ،‬مسرح بال والءات‪ ،‬وال‬ ‫أقنعة‪ ،‬مسرح هنا‪ ..‬ولنا‪ ،‬ولكل القادمين‪ ..‬لنا‬ ‫وللتاريخ وللبقاء بعدنا‪ ،‬وكان اإليمان‪ ،‬وكانت‬ ‫مغامرة إلى جانب رواد آخرين تركوا أيضا‬ ‫بصماتهم على جدارية المسرح المغربي‪.‬‬ ‫أذكر ومن جملة من أذكر أحمد الطيب العلج‪،‬‬ ‫عبد الصمد الكنفاوي‪ ،‬عبد اهلل شقرون‪،‬‬ ‫محمد سعيد عفيفي‪ ،‬محمد حسن الجندي‪،‬‬ ‫فريد بمبارك وغيرهم من الشوامخ الذين‬ ‫صنعوا زمن توهج المسرح المغربي داخل‬ ‫المغرب وخارجه‪.‬‬

‫• رضوان احدادو‬

‫لم يأت الطيب الصديقي إلى‬ ‫المسرح من باب اللهو واللعب‪،‬‬ ‫أو بحثا عن الفرص الضائعة‪،‬‬ ‫وال جاءه من باب الفراغ وتجزية‬ ‫الوقت‪ ،‬وال من باب االسترزاق‬ ‫وضعف الحيلة أو بحثا عن مورد‬ ‫أو متنفس‪ ،‬وإنما طرق بابه محبا‬ ‫عاشقا‪ ،‬متيما مولها‪ .‬فكان له‬ ‫فيه ما كان‪ ،‬ولم يؤسس شهرته‬ ‫بالتملــق ودغدغــــة العواطف‬ ‫وتسخيــر أبواق ومنابـــر‪ ،‬وإنما‬ ‫دخل الباب معتزا بنفسه‪ ،‬معتزا‬ ‫بتكوين أكاديمي عميق على‬ ‫يد أساتذة وباحثين ومؤطرين‬ ‫كبار من عيار ثقيل أمثال (هوبير‬ ‫جينو) أول األمر‪ ،‬ثم (جان فيالر)‬ ‫و(أندري فوازان) ومن أعلى وأرقى‬ ‫المعاهــد والمدارس الفرنسية‬ ‫مثل (الكوميـــدي دولوسيـــت)‬ ‫وعمره وقتها لم يكن قد تجاوز‬ ‫السادسة عشرة‪ ،‬فكان بحق مسرحيا جديرا ذا الحسنين‪ ..‬التكوين والتمكين‪.‬‬ ‫جاء الصديقي إلى المسرح برؤى مغايرة‪ ،‬حامال أحالما ومشاريع طموحة‪ ،‬متكاملة‪،‬‬ ‫مغايرة‪ .‬وأحدث في مسرحنا أقوى ثورة مست كل جوانبه تأليفا وإخراجا وتمثيال‬ ‫وسينوغرافيا إلخ‪ ..‬ليخرجه من السكونية والنمطية التي طالته ويحلق به إلى العالمية‬ ‫وذلك من خالل ما قدمه من أعمال انفتح فيها على التراث في بعده المغربي‪ ،‬العربي‪،‬‬ ‫اإلسالمي اإلنساني (أبو حيان التوحيدي) (بديع‬ ‫الزمن الهمداني) (عبد الرحمن المجذوب)‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(الحراز) (قفطان الحب) (سلطان الطلبة) الخ‪.‬‬ ‫لم تكن التربة مواتية ليبذر فيها مسرحا غير‬ ‫المسرح النمطي الذي كان‪ ،‬ولم يكن الجمهور‬ ‫مهيأ لتقبل ذلك وتعاطيه والتعاطف معه‪ ،‬فكان‬ ‫على الصديقي الصبر مع اإلصرار والعناد‪..‬‬ ‫التجذيف واإلبحار ضد التيار‪ ..‬خلخلة كل الذي‬ ‫كان وترصيص لبنات الحلم الممكن‪.‬‬ ‫و ّفى الرجل للمسرح‪ ،‬ورهن حياته للمسرح‪.‬‬ ‫وعاش حالما بالمسرح‪ ..‬ترى هل تحققت أحالمه‬ ‫المسرحية؟ شيء من أحالمه البعيدة؟ فالكبار‬ ‫يرحلون وتبقى أحالمهم دائما كبيرة في انتظار‬ ‫الذي يأتي أو ال يأتي‪ ..‬أحالم ال تسعها الدنيا وال‬ ‫تقف عند حد‪ ،‬وال يحدها سقف‪.‬‬ ‫حياة زاخرة باإلبداع‪ ،‬زاخرة بالعطاء‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫لم يكن راضيا كل الرضا عن حال هذا المسرح‪،‬‬ ‫هكذا أراه‪ ،‬فرحل العمالق بعد عناء وفي نفسه‬ ‫أشياء من هذا المسرح‪.‬‬ ‫له وعليه صادق الدعوات والرحمات‪.‬‬

‫هـــامـــش‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ذكر محمد جليد أن الصديقي أنجز ‪ 36‬نصا‬ ‫مقتبسا من أعمال غربية‪ ،‬وأبدع ‪ 24‬نصا مسرحيا أصليا‪،‬‬ ‫واشترك في تأليف ‪ 18‬نصا آخر‪ ،‬وأخرج ‪ 85‬عمال مسرحيا‪.‬‬ ‫وأعد ‪ 22‬مسرحية لإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ولعب ‪ 18‬دورا في‬ ‫أفالم مختلفة‪ ،‬وأنجز شريط فيديو عن (مسجد الحسن‬ ‫الثاني) ‪.1992‬‬ ‫جريدة أخبار اليوم ‪ 8‬فبراير ‪ 2016‬ص ‪.7‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫“الجرائم” المتعددة “الجنسيات”!؟‪...‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬المجتمع الدولي عليه واجبات‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يتفرج على مأساة السوريين “باستخدام” روسيا‬ ‫للقنابل العنقودية‪ ،‬وهي أسلحة محرمة دوليا‪.‬‬ ‫موسكو ال تكترث بالعالم العربي واإلسالمي‬ ‫لموقفهما “المخزي” من روسيا‪ .‬أسلحة فتاكة‪،‬‬ ‫محظورة إللحاق األذى بالمواطنين حتى بعد حين‪،‬‬ ‫إذ المنظمة العالمية للصحة معنية بذلك‪.‬‬ ‫لتصغى قلوب الضمائر للنموذج السوري الذي‬ ‫يرفض الغرب أن يمدَّ المقاومة بالسالح المناسب‬ ‫للتصدي للمرتزقة والمتطرفين‪ .‬ولماذا يتأرجح‬ ‫في مواقفه تاركا روسيا تقتل المدنيين ؟ هل من‬ ‫مصلحة الغرب ذلك ؟ أم روسيا تقوم مقامهم ؟‬ ‫فكلما شنَّ الغربيون حربا على “المتطرفين”‪،‬‬ ‫إال واحتاجوا لحرب أخرى‪ ،‬فهم ال يتورعون عن‬ ‫االستغالل في حياة البشر‪ ،‬بزعمهم التسرب لبعض‬ ‫“االنتحاريين” مع الالجئين السوريين إلى بالدهم !‬ ‫على النقيض من ذلك ترفض أروبا وأمريكا خلق‬ ‫منطقة آمنة في شمال سوريا على الحدود التركية‪.‬‬ ‫الصمت الرهيب للمجتمعات هو تواطؤ مع هذه‬ ‫“الجرائم”‪.‬‬ ‫روسيا ممن لم يوقعوا على المادة األولى من‬ ‫اتفاقية جنيف الرابعة ‪1949/ 08‬للميالد (لحماية‬ ‫األشخاص المدنيين)‪ ،‬والبروتكالت المجاورة لها‬ ‫واالتفاقيات ذات الصلة‪ ،‬لن تجعلها في منآى عن‬ ‫المتابعة‪ ،‬وال يعني أيضا أنها تتخلى عن استخدام‬ ‫المحظورات من األسلحة ! المادة األولى لإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬ال تجعل منها الشرعية‬ ‫في منطوق الفصل السابع لميثاق األمم المتحدة‬ ‫بالمواد ‪ 39‬وما بعدها‪ .‬فهل يطبق على من‬ ‫يملكون “فيتو “؟ اآلليات المنقوصة والمعيورة‪ ،‬ال‬ ‫أحد له الحق أن يتدخل في أي دولة‪ ،‬ثم استعمال‬ ‫األسلحة المحظورة‪ .‬باستثناء إسرائيل المدللة التي‬ ‫استعملت األسلحة العنقودية ولم يتابعها أحد‬ ‫حتى بعد ثبوت ذلك من المؤسسات المختصة !‬ ‫قصفت غزة‪ ،‬على الصورة التي تقصف بها روسيا‬ ‫القرى السورية‪ ،‬وتحدث أضرارا بالغة في المدنيين‪.‬‬ ‫وهل هي القذائف النووية الصغيرة التي يمكن أن‬ ‫تشكل بسببها متابعة ويمكن أيضا أن تنشأ من‬ ‫أجلها محكمة مختصة ( أدوك)‪ ،‬لمحاكمة هذه‬ ‫الدول ؟ فروسيا تحت رصد يقوم به العديد من‬ ‫المنظمات‪ ،‬لتوثيق األدلة “الجرمية”‪ ،‬في إبانها‬ ‫؟ ألنها يمكن أن تندثر هذه الحجج مع الزمان‪.‬‬ ‫إنما هو توثيق فوري منذ زمن الحرب الكيماوية‪،‬‬ ‫وانتهاكات الغازات الحارقة‪ .‬وجزء من األسلحة‬ ‫العنقودية الصغيرة التي لم تنفجر ! وهل هناك‬ ‫صور لهذه األسلحة باألدلة والقرائن ؟ بينما روسيا‬ ‫تنفي العديد من الشواهد واألدلة ؟ هل يمكنها أن‬ ‫تفلت من العقاب وهي التي تملك حق النقض في‬ ‫مجلس األمن ؟ وهل النظام السوري سوف يفلت‬ ‫هو اآلخر ! وهو يزعم عدم الهدنة حتى يستولي‬ ‫على كل المعابر‪ ،‬وهذا ما تريده أيضا روسيا وإيران!‬ ‫إذ ال بدَّ أن يأتي الزمان لذلك ‪...‬‬ ‫الجيش في اليمن مُسيس‪ ،‬هل كان كذلك ؟‬

‫قريحة زجلية‬

‫‪10‬‬ ‫قال تعاىل‪ :‬‬

‫ون‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِنَّا لِهَّ ِ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ل َو�إِنَّا ِ�إ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫« َو َب رِّ ِ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو ُ�أ َ‬ ‫�أُ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون»‬ ‫ات م ْ‬ ‫ِك هُ ُم المْ ُ ْهت َُد َ‬

‫فاطمة �آيت نا�شط يف ذمة اهلل‬ ‫تلقينا ببالغ األسى واألسف نبأ وفاة المشمولة برحمة اهلل تعالى الفقيدة فاطمة‬ ‫آيت ناشط أرملة المرحوم عبد الكبير شوقي بنيوب أحد مؤسسي المدرسة الوطنية‬ ‫بمراكش‪ ،‬وتم تشييع جنازتها يوم السبت ‪ 11‬جمادى األولى ‪ 1437/20‬فبراير ‪2016‬‬ ‫بمدينة مراكش‪.‬‬ ‫وكانت المرحوم مثاال لألم الحاضنة ألوالدها وبناتها في فترات مروعة من سنوات‬ ‫الجمر والرصاص‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى أبنائها وبناتها ‪ :‬أحمد‪ ،‬فتيحة‪،‬‬ ‫فوزية‪ ،‬بديعة‪ ،‬جمال‪ ،‬أمين‪ ،‬رشيد وفدوى‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يشملها بواسع الرحمة‬ ‫ويسكنها فسيح الجنان‪ ،‬ويلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫احلاجةال�سعدية الوهابي يف دار البقاء‬ ‫وهل الوسط الشبابي يهتم بالحركات السياسية؟‬ ‫فأصبح الشباب السلمي مضطر لحمل السالح‪،‬‬ ‫وأن ينخرط فيه للدفاع عن ثورته‪ .‬وهي التي‬ ‫صيغت وانصهرت في الثورة التي وحدت اليمنيين‬ ‫بموجب المبادرة الخليجية بتاريخ ‪2011/11‬م‪.‬‬ ‫فظلت متوقدة حتى تحولت كل البقاع إلى ثورة‪.‬‬ ‫فكان انقالب الحوثيين وصالح‪ .‬فهل للحوثيين‬ ‫القدرة لتجاوز ‪”،‬األرمادا” العسكرية للدول العربية‬ ‫المتحالفة ؟ وهل تستطيع أن تغير مركزية الحرب!‬ ‫من ضمن التحديات الشرعية التي يعاني منها‬ ‫التحالف مركز الثقل‪ْ .‬‬ ‫إن كان كذلك‪ ،‬وانضم إليه‬ ‫عدد كبير من الجيش إلى الشرعية عن طريق‬ ‫بعض القوات ! ْ‬ ‫إن تمَّ للنظام والء القبائل‪ .‬األمر‬ ‫الذي يعدُّ له التحالف‪ ،‬هو محاصرة الحوثيين‬ ‫والسيطرة على باب المندب‪ ،‬بمعارك بحرية على‬ ‫الساحل خالل مدة معينة تخضع لخطة عسكرية‬ ‫محكمة‪ .‬فالهجومات المرتدة أو معارك االلتفاف‬ ‫على الحوثيين السترجاع المناطق المتبقية‪،‬‬ ‫خصوصا منها الساحلية‪ .‬اإلص��رار من النظام‬ ‫بمعية التحالف مواصلة‪ ،‬واستمرار الحرب حتى‬ ‫النهاية ( نهاية الشعب بإبادته )‪ ،‬حتى تتحرر اليمن‬ ‫بالكامل من أمراء الشيعة‪ ،‬وهم الذين أشعلوا‬ ‫النيران الطائفية للوصول إلى أهدافهم‪ .‬ثمَّ العمل‬ ‫الرئيسي سيكون أقوى باتجاه صنعاء بعد تحرير‬ ‫الساحل ! ذهب ضحية هذه الحروب “ الوساخة “‬ ‫مئات آالف اليمنيين‪ ،‬جنوب الجزيرة العربية على‬ ‫غرار شمالها‪ ،‬لمسلسل من اإلبادة للجنس العربي‬ ‫في العراق وليبيا ‪.‬‬ ‫بذريعة ليبيا بحكومتين‪ ،‬سوف يأخذهم‬ ‫الغرب بعدم السيطرة على أراضيها‪ ،‬إذ تتوسع فيها‬ ‫الجماعات “ اإلرهابية “ التي تحصل على متطوعين‬ ‫من تونس ! يبدو َّ‬ ‫أن التدخل واإلصرار علية عسكريا‬ ‫أصبح وشيكا‪ .‬وسوف تكون له عواقب وخيمة مع‬

‫الموجود على األرض‪ ،‬فتشعل المقاومة النيران‬ ‫ضد االحتالل‪ ،‬ثم يعاد المشهد من “ الجرائم “‬ ‫في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان‪ !...‬بمبررات‬ ‫إيقاف “المتطرفين” للوصول إلى منابع النفط‪،‬‬ ‫بل ْ‬ ‫إن هي إال رعاية المصالح الجيو‪ -‬ستراتيجية‬ ‫للوبيالت الغربية‪ .‬وحرب استباقية غربية لتستبين‬ ‫سبيل “المجرمين”! بدعوى إيقاف اللجوء والهجرة‬ ‫إلى أروب��ا ! ولماذا ال توقف هذه األخيرة قنابل‬ ‫طيران “حفتر” المنقلب على الثورة الليبية‪ ،‬وبتأييد‬ ‫منه (الغرب) حتى يصل الجنيرال إلى سدة الحكم‬ ‫ليسلم الخيرات العربية إلى ساداته ليبقى الشعب‬ ‫من القوم التبًََّع‪ .‬الحلف األطلسي يدعم حكومة‬ ‫وطنية وهي مواقف ضبابية‪ ،‬يدعمها بخطين‬ ‫متوازيين‪ ،‬سياسي وعسكري‪ .‬فإذا فشل الخط‬ ‫السياسي‪ ،‬سرعان ما يتدخل عسكريا‪ .‬من بين‬ ‫افتراءات التدخل‪ ،‬انخفاض أسعار النفط‪ْ .‬‬ ‫إن حصل‬ ‫وتغلغلت العسكرية األجنبية‪ ،‬هل يشكل هذا‬ ‫الدخيل خطرا على ثورة الياسمين في تونس!‬ ‫فالرفض والقلق أصبح واضحا لهذه األخيرة‪ .‬لعل‬ ‫بعض مسوغات تونس مستهدفة ألنها حافظت‬ ‫على ث��ورة الربيع العربي‪ .‬وربما “شرطي” من‬ ‫الحدود الشرقية بأمر من الغرب هو اآلخر يقتحم‬ ‫األراضي الليبية ! جاء الغرب واحتل العالم العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬وكو َ‬ ‫َّن طغاة من الحكام الذين ولدوا‬ ‫التطرُّف عند الشباب‪ .‬وهم غزاة أنتجوا غالة جدد‪.‬‬ ‫فكلما تدخل الغرب أصبح لدى العالم العربي‬ ‫بتزكيته لطبائع االستبداد‪ ،‬تنظيمات متطرفة‬ ‫(ماركة مسجلة غربية)‪ ...‬فالغالة مجرد ضلع من‬ ‫األضالع التي تعاني منه األمة‪ .‬كان يجب لتدبير‬ ‫ثورة الربيع العربي‪ ،‬القيام بعملية جراحية عميقة‬ ‫إلزالة الدولة العميقة ‪.....‬‬

‫وداعا موحى والحسين‪..‬‬

‫ببالغ األسى والحزن الدفين‬ ‫تلقينا نبأ وفاة موحى والحسين‬ ‫والدمع جامد في مقلة العين‬

‫تلقينا ببالغ األسى واألسف نبأ وفاة المشمولة برحمة اهلل تعالى المرحومة الحاجة‬ ‫السعدية الوهابي‪ ،‬وووري جثمانها الطاهر بمقبرة سيدي اعمار يوم السبت ‪ 11‬جمادى‬ ‫األولى ‪ 1437/20‬فبراير ‪ 2016‬بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى ابنيها ‪ :‬عبد السالم وأحمد‪،‬‬ ‫وبنتها نعيمة‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يشملها بواسع الرحمة ويسكنها فسيح الجنان‪،‬‬ ‫ويلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫محمـد القادري يف دار البقاء‬ ‫عـــن عمر يناهز ‪ 86‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول‬ ‫بعفو اهلل المرحوم محمد القادري‪ ،‬قائد سابق‪ ،‬وذلك‬ ‫صباح األربعاء ‪ 17‬فبراير‪ ،2016‬وشيع جثمانه الطاهر‬ ‫في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬شارك فيه أهله وأصدقاؤه‬ ‫ومعارفه‪ ،‬ودفن بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬بعد صالة العصر‪،‬‬ ‫بمسجد محمد الخامـس‪ ،‬الكائن بساحـة الكويت (إيبيريا)‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصـاب الجلــل‪ ،‬نتقـدم بأحـر التعـازي‬ ‫إلى أبناء الفقيد‪ ،‬نجيب وشوقي وشاكر وسعاد ومونيا‬ ‫وجالل وإيمان‪ ،‬وكذا إلى جميـع أفراد عائالت القادري‬ ‫والتمسماني بويعالوي‪ ،‬والعلـوي وبـرادة وحمـدوش‬ ‫والمرابـط وحوات ودينار البقيـوي‪ ،‬وفراسي‪ ،‬راجين لهم الصبر والسلوان ‪ ،‬وللفقيـد‬ ‫عظيــم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫�س المْ ُ ْط َم ِئ ّ َن ُة ْ‬ ‫} َيا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّن ِتي {‬

‫احلاج محمد عبد‪ ،‬اخلالقي يف ذمة اهلل‬

‫مات موحى والحسين‬ ‫ذاك الفنان الشامخ الرزين‬ ‫الساكن فقلوب المغاربة أجمعين‬ ‫وعدد كبير من المعجبين‬ ‫يهود‪ ،‬نصارى‪ ،‬مسلمين‪ ،‬وملحدين‬ ‫عرب‪ ،‬عجم‪ ،‬وأمازيغيين‬ ‫موحى والحسين كان بطل في حرب الندوشين‬ ‫قهر فيالق من جيوش األلمانيين‬ ‫جاب السلم واألمان للفرنسيين‬ ‫هو وصحابو الكوم من مغاربة وسينغاليين‬ ‫موحى والحسين ذاك الشهم المتين‬ ‫المعروف بالمحبة والقلب الحنين‬ ‫والحركة الرشيقة اللي كتسبي العين‬ ‫هز عالم بالدنا برا هذي سنين‬ ‫نال إعجاب القادة والساسة الدوليين‬ ‫وحرز فحياتو على شلة أوسمة ونياشين‬ ‫موحى والحسين صاحب اللعب الزين‬ ‫افتتح كأس العالم ف إسبانيا عام اثنين وثمانين‬ ‫وحرز لقب المايسترو من طرف رونالد ريغان مسكين‬ ‫اللي عجباتو رشاقة الشيخ ؤخفة اليدين‬ ‫اهلل يرحم موحى والحسين ويلحقنا به مسلمين‬

‫الزجال محمد وطاش‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫التحق بالرفيق األعلى صبيحة اإلثنين ‪ 15‬فبراير‬ ‫الحالي الفقيه والمناضل الفذ الحاج محمد عبد‪ ،‬الخالقي‬ ‫الذي وافاه األجل المحتوم بمنزله بالزياتن بطنجة عن‬ ‫سن يناهز ‪ 84‬سنة‪ ،‬والمرحوم عبد‪ ،‬الخالقي منذ حصوله‬ ‫على الشهادة الجامعية من القرويين بفـــاس في أوائــل‬ ‫الخمسينات‪ ،‬وهو يعمـل أستـاذا للدراسات اإلسالميـة إلى‬ ‫جانـب البـالغــة والمنطق بالمعهد األصيل بالناظـور‪،‬‬ ‫كما انتخب أول رئيس للمجلس البالدي بمدينة الناظور‬ ‫في أول انتخابات جماعية بالمغرب سنة ‪ ،1960‬إلى جانب‬ ‫مسؤوليته النضالية بكتابة فرع حزب االستقالل ونشاطه‬ ‫الثقافي‪ .‬والمرحوم عبد‪ ،‬الخالقي من األفواج األولى‬ ‫لخريجي المدرسة الوطنية لتكوين األطر بالقنيطرة حيث عمل قائدا ورئيسا للدائرة‬ ‫بعمالة الرباط تمارة ثم بدائرتي اجزاناية وأصيلة بعمالة طنجة‪ .‬كما أن المرحوم كان‬ ‫ضمن اللجنة التي استقبلها المغفور له الحسن الثاني مباشرة بعد المسيرة الخضراء‬ ‫سنة ‪ ،1975‬وكلفها باإلشراف على التسيير‪ ،‬والتنظيم بالصحراء المحررة لمدة سنوات‪.‬‬ ‫هذا وبالرغم من تقاعد الفقيد العزيز ظل نشاطه الثقافي واالجتماعي بارزا في‬ ‫مختلف المجاالت‪ ،‬حيث كان ال يترك أي فرصة تمر دون أن تكون له مساهمات‪.‬‬ ‫وقد أحدث موت المرحوم عبد‪ ،‬الخالقي ألما وحزنا داخل أسرته ومحبيه بطنجة‬ ‫وخارجها‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي إلى أبنائه وإخوانه‪ ،‬وعائلته ومحبيه وفي‬ ‫مقدمتهم أوالده‪ :‬محمد ورضا وبناته‪ :‬لواء‪ ،‬ضياء‪ ،‬شمس الضحى‪ ،‬وأرملته الفاضلة‪،‬‬ ‫وإلى آل الوزاني‪ ،‬والبقالي‪ ،‬وحماد‪ ،‬وعبد‪ ،‬الخالقي مع خالص الدعاء للمرحوم بالمغفرة‬ ‫والرضوان وللجميع الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫‪11‬‬

‫محمد عواج مديرا لألكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫لقاء خاص مع صاحبة غاليري “ رواق‬ ‫الفن” بتطوان الرسامة مريم أفيالل‬ ‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫من المسلمات أن الرسم لغة فيه توحدت كل اللغات‪ ،‬لهذا فهو فن تعبيري‪ ،‬له آلياته الخاصة‪ ،‬وشروطه وإمكانياته‪ .‬وبما أن الحدث‬ ‫هو من صنع فنانة تشكيلية‪ ،‬أبدعت في مجالها بلغتين‪ ،‬لغة الحداثة واالقتصاد وآليات الزمن الرقمي‪ ،‬ولغة اللون وسحر بحوره وخلجانه‬ ‫ومضايقه‪ ،‬وكذا جزره النائية في مجاهل الخيال واإلبداع‪ ،‬فقد أجرينا معها هذا الحوار‪ ،‬من أجل إلقاء الضوء على كل االسئلة التي أفرزتها هذه‬ ‫الثنائية‪ ،‬أو التركيبة الفنية لصاحبتها مريم أفيالل‪ .‬وسيرتكز حوارنا على محورين‪ :‬األول حول غاليري أو قاعة “ رواق الفن “‪ ،‬من حيث نشوء‬ ‫الفكرة وتبلورها‪ ،‬وإخراجها للوجود في هذا اإلطار الحضاري المثير للدهشة‪ ،‬شأنه شأن كل إبداع فني‪ .‬والثاني حول المسيرة الفنية لصاحبة‬ ‫الرواق‪ ،‬وقصتها ‪/‬والدتها كفنانة تعشق اللون حد التصوف حيث تحل فيه‪ ،‬وتعرج في ملكوته‪.‬‬

‫المحور االول ‪:‬‬

‫قبلة على الجبين‬ ‫“هي مدينة تلهم الفنان آيات فنه‪ ،‬ومن‬ ‫ضيائها يستمد اإلبداع بهاءه”‪ .‬هذا ما أكدته‬ ‫الفنانة مريم أفيالل‪ ،‬في حق مدينة تطوان‬ ‫من خالل موقفين‪ .‬األول في بطاقة بياناتها‬ ‫الشخصية‪ ،‬عندما صرحت أنها تقيم اليوم في‬ ‫مدينة “ تطوان مدينة الفن”‪ ،‬والثاني عندما‬ ‫اختارتها الفتتاح قاعة عرض للوحات الفنية‪،‬‬ ‫واحتضان الندوات الثقافية‪ .‬وبذلك تكون‬ ‫الفنانة‪ ،‬قد وضعت قبلتها التعبيرية‪ ،‬فوق‬ ‫جبينها ‪.‬‬ ‫بالنسبة للرواق هو فضاء‪ ،‬في جنباته ينفث‬ ‫الجمال سحره‪ ،‬فيفتر ثغر الفن باالبتسام‪...‬فيه‬ ‫يغازل الخيال ريشة الرسام ‪ ..‬وفيه تزهو بالغة‬ ‫الشاعر‪ ...‬وتختال ربة اإللهام‪ .‬فضاء ال يأتي به‬ ‫إال عصا ساحر أو قلب نبي‪ ،‬كما عبر الشاعر علي‬ ‫محمود طه في قصيددته “ ميالد شاعر”‪.‬‬ ‫القاعة تبدو روض��ا لبدائع الفن‪ ،‬تقول‬ ‫للفنانين‪ ،‬هذه جنتكم‪ ،‬فادخلوها آمنين‪ .‬لسان‬ ‫صاحبتها يلهج بقول الشاعر ‪:‬‬

‫اجعلوها من البدائع زونا‬ ‫واملؤوها من الجمال فنونا‬ ‫املؤوها فنا وليس فتونا‬ ‫وانشروا الصفو فوقها والسكونا *‬

‫الزهرة حمودان ‪:‬‬ ‫سيدتي مشروعك “ رواق الفن”‪ ،‬حدث فني‪،‬‬ ‫ورافعة ثقافية لمدينة تطوان‪ ،‬ولوطننا ككل‪،‬‬ ‫غير مسبوقة بمدينة تطوان‪ ،‬فهي على طراز‬ ‫حديث‪ ،‬وشكلها كبناية مستوفية شروط ما‬ ‫أسست ألجله‪ ،‬سواء من حيث الرونق في تأثيثها‪،‬‬ ‫أو استغالل زواياها جماليا‪ ،‬أو من حيث اإلضاءة‪،‬‬ ‫وباقي التجهيزات الرقمية‪.‬‬ ‫السؤال البديهي‪ ،‬الذي يتبادر إلى الذهن‬ ‫هو ‪ :‬لماذا خصصت تطوان‪ ،‬بهذا الحظوة‬ ‫النفيسة‪ ،‬بينما مسقط رأسك هو مدينة طنجة؟‬ ‫الفنانة التشكيلية مريم أفيالل‪:‬‬ ‫لتطوان في جيناتي م��وروث عائلي‪ ،‬ظل‬ ‫يسري في شراييني نابضا بحبها‪ ،‬ولم تأت‬ ‫لي فرصة العودة إليها مع زوجي‪ ،‬الذي فضل‬ ‫االستقرار بها بعد التقاعد‪ ،‬كان الحلم الذي‬ ‫بنيته في خيالي ـ عن ما يمكن أن أقدمه لهذه‬ ‫المدينة‪ ،‬ذات الوهج التاريخي‪ ،‬بكل تجلياته‬ ‫الفنية والثقافية ـ قد اكتملت شروطه‪ ،‬في ذهني‪،‬‬ ‫وتوضحت معالمه‪ .‬فجاء كما ترين‪ ،‬على هذا‬ ‫الشكل‪ /‬قاعة تجمع بين الفن والثقافة‪.‬‬ ‫• سيدتي‪ ،‬اطلعت على ملصق تدعون‬ ‫فيه الفتتاح معرض تحت اسم “ معرض النقطة‬ ‫البيضاء “ بتاريخ ‪ 7‬ملرس ‪ 2015‬بقاعة عرض‬ ‫بعنوان مختلف عن عنوان القاعة التي دشنت‬ ‫يوم ‪ 28‬يناير ‪ ،2016‬أستسمحك التوضيح حول‬ ‫هذا الموضوع؟‬ ‫• • معرض النقطة البيضاء”‪ ،‬يمثل لي‬ ‫بداية تجربة فنية فتية‪ ،‬خضناها أنا وأختي‪ ،‬التي‬ ‫تعشق الرسم هي االخ��رى‪ .‬جعلنا منها ورشة‬ ‫عمل‪ ،‬فتحت لنا فرصة االشتغال بحماس‪ .‬وقابلها‬ ‫أصدقاؤنا من فناني مدينة تطوان‪ ،‬بالتشجيع‬ ‫والتجاوب‪ ،‬فكان الحضور المكثف لعشاق فن‬ ‫الرسم والصباغة‪ ،‬وكان لهذا التفاعل صدى‬ ‫طيبا‪ ،‬شجعنا على إنتاج العديد من اللوحات التي‬ ‫نالت إعجاب الزوار‪ ،‬إلى جانب لوحات زمالئنا من‬ ‫الفنانين اآلخرين‪ ،‬الذين شاركونا فعاليات هذا‬ ‫المعرض‪ .‬وهذا ما شجعنا على تطوير صورة‬ ‫تواجدنا الفني بالمدينة‪ ،‬باالنتقال إلى قاعة أكثر‬ ‫تجهيزا وهي قاعة “ رواق الفن”‪.‬‬ ‫• لن أسألك عن فكرة المشروع وكيف‬ ‫جاءت‪ ،‬فأنت فنانة رسامة‪ ،‬وكل فنان يراوده هذا‬ ‫الحلم‪ .‬أستسمحك أن تشركنا معك في الرحلة‪...‬‬ ‫رحلتك مع تطبيق الفكرة‪...‬فمما ال شك فيه أنها‬ ‫رحلة نجاح يستحق قراء جريدة “ الشمال”‪ ،‬أن‬ ‫يطلعواعليها‪.‬‬ ‫• • رحلة النجاح بدأت بلمعة فرح في عيون‬ ‫األصدقاء‪ ،‬وهم يتابعون أعمالي ومشاركاتي‪.‬‬ ‫قبل أن يتحول اإلعجاب إلى ثقة وقناعة‪ ،‬من‬ ‫قبل مجموعة من األصدقاء‪ ،‬قدموا لي النصح‬ ‫والدعم‪ .‬حيث أن منهم من زودني بأعماله‪ ،‬مثل‬

‫المحور الثاني ‪:‬‬

‫فنان المغرب الكبير محمد قرماد‪ .‬ومنهم من‬ ‫أفادني من معين تجربته في منهجية العمل‬ ‫والتسيير‪ ،‬وعلى رأسهم الفنان نورالدين التباعي‪،‬‬ ‫رئيس جمعية “ قصبة الفنان”‪ ،‬ابن قلعة مكونة‪،‬‬ ‫الذي درس بمعهد الفنون الجميلة بتطوان‪ .‬وهو‬ ‫صاحب تجربة غنية مع الملتقيات الدولية‪ ،‬أفاد‬ ‫بها منطقته‪ .‬كما كانت لي تجربة مع فنانين‬ ‫عرب من دول الخليج‪ ،‬في ملتقى باريس لقصبة‬ ‫الفنان‪ .‬أكسبتني صداقتهم‪ ،‬وأبدوا استعدادهم‬ ‫لعرض لوحاتهم برواق الفن ‪.‬‬ ‫• سيدتي‪ ،‬العولمة قدر هذا العصر‪ ،‬حيث‬ ‫التسويق هو العملة المهيمنة‪ ،‬لم يسلم من‬ ‫براثنها ال الفن وال حتى السياسة‪ ،‬فهل ترين أنه‬ ‫من الممكن أن تكون هناك عالقة جدلية بين‬ ‫الثقافة واالقتصاد‪ ،‬يستفيد من خاللها الطرفان‬ ‫معا‪ ،‬دون تداعيات سلبية؟‬ ‫• • مثل هذه الزسئلة‪ ،‬جاءتني من أكثر‬ ‫من مصدر‪ ،‬وكنت دائما أ دافع عن مبدئي في‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬بكون مشروعي هو لخدمة الفن‬ ‫والثقافة بمدينتي‪ ،‬وبالتالي في وطني بكل‬ ‫ربوعه‪ .‬غير أنني كانت تصلني أصوات تحذرني‬ ‫من مغبة االستثمار في الفن‪...‬و غياب الربح‬ ‫‪..‬و‪...‬و‪ .‬لكن قناعتي لم تهتز‪ .‬وقد اعترضتني‬ ‫فعال مشكلة تصب في هذا السياق‪ ،‬خالل بدايتي‬ ‫مع معرض “ النقطة البيضاء”‪ ،‬حين شاركني أحد‬ ‫الفنانين ـ لن أذكر اسمه ـ بعرض لوحاته‪ ،‬ثم‬ ‫بدأ يبدي اهتماما بالجانب المادي‪ ،‬ويغلبه على‬ ‫العنصر الفني‪ ،‬بغية ترويج لوحاته‪ .‬وهذا ما عجل‬ ‫بانتقالي واستقالليتي عنه‪..‬و قد استفدت من‬ ‫التجربة ‪.‬‬ ‫• سيدتي الفكرة كان ال بد لها من شجاعة‬ ‫وج��رأة‪ ،‬فإلى أي حد ساهمت مشاركتك في‬ ‫معارض جماعية خصوصا خ��ارج الوطن‪ ،‬في‬ ‫توجهك هذا ؟ أم هو مشروع وراءه شخص ما‬ ‫هو من شجعك عليه وساعدك في تحقيقة ؟‬ ‫• • الفكرة اختمرت ونضجت‪ ،‬وأصبحت‬ ‫قابلة للتطبيق على أرض الواقع‪ ،‬بعد أن قطعت‬ ‫أشواطا من االطالع على تجارب اآلخرين‪ .‬ولعلني‬ ‫استلهمتها‪ ،‬من تجربة الفنان نور الدين التباع‪،‬‬ ‫الذي تجمعني به عدة قواسم مشتركة‪ ،‬فهو‬ ‫ابن مدينة صغيرة ونائية إلى حد ما‪ ،‬عمل‬ ‫بمجهودات أثارت اهتمام السلطات المحلية‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فساندته ودعمته‪ .‬استثمر خبرته‬ ‫الفنية وعالقاته بالمنتديات الفنية الدولية‪،‬‬ ‫إلنعاش السياحة بالمنطقة والنهوض بزراعتي‬ ‫الورد والزعفران‪...‬هذه التجربة أثارت حماسي‪.‬‬ ‫فأنا ولدت وعشت بمدينة طنجة‪ ،‬وكنت أتابع‬ ‫حراكها الفني‪ ،‬وأتحسر على اإلشعاع الثقافي‬ ‫الذي حظيت به تطوان ذات تاريخ‪ ،‬وكيف تراجع‬ ‫كل ذلك‪ .‬كما وجدت عند الزميل الفنان نور‬ ‫الدين التباع‪ ،‬الذي عرف تطوان عن كثب‪ ،‬بحكم‬ ‫دراسته بها‪ ،‬ميال إلى فكرتي‪ ،‬فكان أن قدم لي‬ ‫الكثير من الدعم كما سبقت اإلشارة‪.‬‬

‫رسامة تولد من رحم اللون‬ ‫• سيدتي ـ دعيني أناديك بسيدتي‬ ‫رغم أنك رفضت ذلك‪ ،‬ال لشيء إال لقناعتي‬ ‫أن الفنان المبدع والمثقف المفكر هم أنبياء‬ ‫أزمنتهم ‪.‬‬ ‫أث��ار انتباهي في بطاقة معلوماتك‬ ‫الشخصية‪ ،‬زمنان‪ .‬زم��ن تاريخ ميالدك‬ ‫البيولوجي‪ ،‬وزمن الميالد الفني‪ ،‬وبدا لي‪،‬‬ ‫وكأن مخاض ال��والدة الفنية عرف بعض‬ ‫التأخر‪ .‬هل تخميني في محله ؟ فمتى بدأ‬ ‫الحلم جنينا‪ ،‬وكيف تحقق ؟ ولماذا تأخرت‬ ‫والدته ؟ وهل إلى هذا الحد‪ ،‬كانت ظروف‬ ‫الوالدة عسيرة؟‬ ‫• • دعيني أبدأ من آخر جزء من السؤال‪،‬‬ ‫فالوالدة الفنية الفعلية لم تكن عسيرة‪ ،‬رغم‬ ‫الفرق الواضح بين الزمنين‪ .‬الزمن األول‬ ‫كان من نصيب البيت ومسؤولية األمومة‪،‬‬ ‫كما أن االنتقال تبعا لعمل الزوج‪ ،‬عبر مدن‬ ‫لم تكن تتوفر على معاهد لدراسة فن‬ ‫الرسم‪ ،‬كلها عوامل باعدت بيني وبين تطوير‬ ‫موهبتي في فن الرسم التي ولدت معي‪ .‬فمنذ‬ ‫صغري ورفيقاي هما قلم الرصاص والدفتر‪.‬‬ ‫تابعت دراستي في علوم التربية‪ ،‬وحصلت‬ ‫بعدها على دبلوم يخول لي فتح روض لألطفال‪،‬‬ ‫غير أنني ظللت وفية لحب الرسم‪ .‬والزمن الثاني‬ ‫بدأ مع تقاعد زوجي واستقرارنا بتطوان‪ ،‬ونضج‬ ‫األبناء‪ .‬حينها انتسبت لمعهد الفنون الجميلة‬ ‫بتطوان لمدة سنتين‪ .‬شاركت بعدها في‬ ‫عدة معارض جماعية‪ ،‬بكل من تطوان والدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬إلى أن شاركت في الملتقى الدولي‬ ‫لقصبة الفن بقلعة مكونة‪ ،‬فكانت تجربة‬ ‫علمتني معنى العمل الجماعي‪ ،‬وتعاون الفنانين‪.‬‬ ‫وتعددت مشاركاتي في الملتقيات الفنية‪ ،‬مما‬ ‫عمق معلوماتي حول الممارسة الفنية‪....‬أخذت‬ ‫مني هذه الفترة ثماني سنوات‪ ،‬إلى أن امتلكت‬ ‫القدرة الكافية لإلحساس بكينونتي الفنية‪،‬‬ ‫واإلرادة الالزمة لتكريسها‪ ،‬من أجل الرقي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬أمام ما عرفته الثقافة في بالدنا من‬ ‫تراجع‪ ،‬مقارنة مع ما نراه في الجهات األخرى‬ ‫من العالم‪ .‬لدي طموح أن تكون تجربتي بداية‬ ‫نهضة فكرية ثقافية فنية ببالدنا‪.‬‬ ‫• سيدتـي‪ ،‬أدرج��ت في بياناتــك‪ ،‬أنت‬ ‫كرست شغفك للصباغة والرسم‪ ،‬وهي جملة‪،‬‬ ‫لها بداياتها في السؤال السابق‪ ،‬لكن بنيتها‬ ‫العميقة‪ ،‬تشي بالكثير الممتد في اآلتي‪...‬ترى‬ ‫كيف ترى مريم أفيالل واقع الفن التشكيلي‬ ‫ببالدنا ؟ وما هي مشاريعها المستقبلية على‬ ‫مستوى اإلبداع‪ ،‬ورؤيتها للعالم ؟‬ ‫• • كما سبق أن أش��رت‪ ،‬أن الفن في‬ ‫قناعتي الشخصية التزام ورسالة‪ ،‬لهذا فأنا لدي‬ ‫برنامج متنوع لخدمة الثقافة والفن‪ ،‬يشمل‬ ‫الطفل‪ ،‬والموسيقى‪ ،‬والرسم‪ ،‬ومتابعة إصدارات‬ ‫المؤلفين‪ ،‬وتشجيع القراءة‪ ،‬وعقد ندوات حول‬ ‫الفكر واإلبداع والنقد‪.‬‬ ‫• في قراءتي الخاصة إلحدى لوحاتـك‪،‬‬ ‫تراءى لي وكأني بك “ أنثى في كمون عالم اللون‬ ‫بكل أطيافه وظالله ! فنانة مولهة باأللوان‪،‬‬ ‫من فرط عشقها لها هامت بين ظاللها‪....‬‬ ‫تطارد بريشتها بوارقها ‪.‬فهل اللون هو مملكة‬ ‫إبداعك‪ ،‬وغرفتك السحرية ؟ وهل يعني لك هذا‬ ‫الثنائي “ األنثى واأللوان “ موضوعا ما ؟‬ ‫• • طبعا لكل فنان اهتماماته الفنية‪...‬غير‬ ‫أنني ال أفسر لوحاتي‪ ،‬أترك ذلك للمتلقي‪ ،‬أما‬ ‫عن موضوع “ االنثى واألل��وان”‪ ،‬فنعم‪ ،‬لألنثى‬ ‫ألوانها الخاصة في الرسم‪ ،‬ومن خالل اللون‪،‬‬ ‫يمكن أن يدرك المتلقي أن رسام اللوحة هو‬ ‫رجل أم أنثى‪.‬‬ ‫• الفنانة التشكيلية مريم أفيالل‪ ،‬أشكر لك‬ ‫حسن استقبالك‪ ،‬وطيب حديثك‪ .‬كما أشكر لك‬ ‫مشاعرك النبيلة‪ ،‬وأفكارك القيمة حول دور الفن‬ ‫في الرقي بالمجتمع‪ .‬سيدتي باسمي وباسم‬ ‫قراء جريدة الشمال أشكرك‪ ،‬مع متمنياتي لك‬ ‫بالتوفيقواالستمرارية‪.‬‬ ‫• • أشكر لك اهتمامك‪ ،‬وأتمنى أن تتعدد‬ ‫في المشهد الفني والثقافي ببالدنا‪ ،‬المبادرات‬ ‫التي من شأنها أن تثري حقل الثقافة والفن‬ ‫ببالدنا‪.‬‬

‫أشرف السيد فؤاد شفيقي مدير المناهج بوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني يوم االثنين ‪15‬‬ ‫فبراير ‪ 2016‬بمقر األكاديمية‪ ،‬على تنصيب السيد‬ ‫محمد ع��واج مديرا لألكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين لجهة طنجة تطوان بحضور السيد الكاتب‬ ‫العام للعمالة شفشاون والسيدين رئيسي المجلسين‬ ‫العلميين المحليين لكل من تطوان وطنجة ومندوب‬ ‫التكوين المهني بتطوان ورؤساء وممثلي مجالس‬ ‫أقاليم كل من تطوان والفحص أنجرة وشفشاون‬ ‫ووزان‪ ،‬والمديرين اإلقليميين الثمانية للتربية‬ ‫والتكوين التابعة لألكاديمية والمكلفين بتنسيق‬ ‫التفتيش الجهوي باألكاديمية‪ ،‬ورؤس��اء األقسام‬ ‫والمصالحباألكاديمية‪،‬‬ ‫وعبر السيد مدير المناهج في كلمة وزارية‬ ‫تالها بالمناسبة‪ ،‬عن سعادته لحضور مراسيم تنصيب‬ ‫السيد محمد عواج الذي تم تعيينه مديرا لألكاديمية‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوانا‬ ‫لحسيمة‪ ،‬بعد أن صادق المجلس الحكومي المنعقد‬ ‫يوم الخميس ‪ 11‬فبراير ‪ 2016‬على مقترح تعيينه في‬ ‫المنصب‪ ،‬مهنئا إياه على هذا التعيين الذي يندرج في‬ ‫إطار أول عملية لتعيين مديري األكاديميات الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين في ضوء التقسيم اإلداري الجديد‬ ‫للمملكة‪ ،‬مشيدا بكفاءته وخصاله الطيبة‪ ،‬فقدم لمحة‬ ‫سريعة عن السيرة الذاتية الغنية للسيد محمد عواج‬ ‫المزداد بمدينة بركان سنة ‪،1963‬المفتش الرئيس‬ ‫للتخطيط التربوي الذي تقلد مجموعة من المناصب‬ ‫والمهام من اهمها‪ ،‬مديرا لألكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين لجهة تازة الحسيمة تاونات سابقا‬ ‫ونائبا لوزارة التربية الوطنية بشفشاون ومسؤوال‬ ‫عن تدبير برامج التعاون الدولي بنيابة طنجة أصيلة‬ ‫ورئيسا لمصلحة التخطيط بنفس النيابة‪.‬‬ ‫وهنأ كذلك‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬السيدات والسادة‬ ‫المديرين اإلقليميين‪ ،‬على الثقة الوزارية التي حظوا‬ ‫بها‪ ،‬وعلى تعيينهم مديرين للمديريات اإلقليمية‬ ‫التابعة لألكاديمية‪ ،‬في سياق إعادة تنظيم مصالح‬ ‫األكاديمية الجهوية‪ ،‬وترسيخ نهج الالمركزية‬ ‫والالتمركز بمنظومة التربية والتكوين‪.‬‬ ‫وارتباطا بنفس السياق‪ ،‬شكر السيد رشيد ريان‬ ‫المدير اإلقليمي لتطوان والذي تكلف بتدبير المرحلة‬ ‫االنتقالية على مستوى أكاديمية جهة طنجة تطوان‪،‬‬ ‫في التقسيم اإلداري السابق‪ ،‬على المجهودات التي‬ ‫بذلها خدمة للمنظومة التربوية متمنيا له كامل‬ ‫التوفيق في مشواره المهني‪.‬‬

‫واستحضر في كلمته السياق الحالي الذي‬ ‫تندرج في هذه التعيينات ‪ ،‬والرهانات التي يطرحها‬ ‫على المنظومة التربوية‪ ،‬مما يجعلها مناسبة للدعوة‬ ‫للرفع من مستوى التعبئة الجماعية‪ ،‬لكسب تحديات‬ ‫المطروحة‪.‬‬ ‫مشيرا في ذات الكلمة‪ ،‬إلى أن هذه التعيينات‬ ‫الجديدة تندرج في سياق تفعيل الجهوية المتقدمة‪،‬‬ ‫التي عززت من صالحيات الجهة‪ ،‬وجعلت الجهوية‬ ‫إطارا مكرسا للتنمية المندمجة‪ ،‬وهو الورش الذي‬ ‫يطرح تحديات كبرى على المنظومة التربوية‪،‬‬ ‫حتى تكون بحق‪ ،‬دعامة اساسية لتحقيق التنمية‬ ‫المستدامة والمندمجة لبالدنا‪ ،‬معتبرا في كلمته‪ ،‬أن‬ ‫السياق الذي نحن بصدده‪ ،‬هو سياق إصالحي‪ -‬تربوي‬ ‫بامتياز‪ ،‬دخلنا غماره منذ الموسم الدراسي السابق‪،‬‬ ‫عند الشروع في التنزيل األولي للرؤية االستراتيجية‬ ‫‪ ،2030-2015‬وهي الرؤية التي تملكنا‪ ،‬جميعا‪،‬‬ ‫غاياتها وأهدافها‪ ،‬سواء في عالقتها بتحقيق اإلنصاف‬ ‫وتكافؤ الفرص في ولوج التربية والتكوين‪ ،‬أوبتحقيق‬ ‫الجودة للجميع‪ ،‬أو باالرتقاء الفردي والمجتمعي‪ ،‬أو‬ ‫بتحقيق الريادة الناجعة‪.‬‬ ‫مستحضرا‪ ،‬في كلمته هاته‪ ،‬المجلس الوزاري‬ ‫المنعقد بمدينة العيون بتاريخ ‪ 06‬فبراير الجاري‪ ،‬الذي‬ ‫شكل مناسبة أطلع فيها السيد وزير التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني‪ ،‬صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس نصره اهلل‪ ،‬على التوجهات العامة للرؤية‬ ‫االستراتيجية لإلصالح ‪ 2030-2015‬في قطاع التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني‪ ،‬واالجراءات التي اتخذت‬ ‫من أجل الشروع في تنفيذ هذه الرؤية‪ ،‬حيث كان‬ ‫المجلس مناسبة للتأكيد على األهمية التي يوليها‬ ‫جاللته لقضية اإلص�لاح التربوي‪ ،‬وعلى مجموعة‬ ‫من التوجهات ذات األولوية‪ ،‬ارتباطا بتحسين جودة‬ ‫التعليم العمومي‪ ،‬وباالنفتاح على اللغات األجنبية‪،‬‬ ‫خاصة في تدريس المواد والتخصصات العلمية‬ ‫والتقنية‪ ،‬وبالنهوض بالتكوين المهني السيما من‬ ‫خالل اعتماد التوجيه المبكر للتالميذ والطلبة الذين‬ ‫لهم مؤهالت وميول في هذا المجال‪ ،‬مع ضرورة‬ ‫العمل على مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس‬ ‫التربية الدينية بالمغرب‪ ،‬متمنيا في الختام كامل‬ ‫التوفيق للسيد محمد عواج في مهامه وإلى جانبه‬ ‫السادة المديرون اإلقليميون ومختلف المسؤولين‬ ‫الجهويين واإلقليميين‪ ،‬شاكرا ومقدرا لباقي األطر‬ ‫باألكاديمية تلك المجهودات التي يبذلونها من‬ ‫مختلف المواقع ‪ ،‬متمنيا أن يشكل الجميع فريق عمل‬ ‫منسجم ومتعاضد‪ ،‬قاسمهم المشترك خدمة الوطن‪،‬‬ ‫ومصلحة المتعلم‪ ،‬واالرتقاء ببالدنا في مدارج التنمية‬ ‫والتقدم واالزده��ار‪ ،‬تحت القيادة الرشيدة لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وايده‪.‬‬

‫التبوريدة الشمالية‬

‫أعلن مجلس جماعة “سوق الطلبة” التابعة‬ ‫إلقليم العرائش‪ ،‬خالل دورته العادية لفبراير‪ ،‬عن‬ ‫قراره تنظيم أول مهرجان ثقافي تسعى الجماعة‬ ‫بواسطته إلى إحياء فن الفروسية االستعراضية‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وذلك أيام ‪ 20‬و‪21‬‬ ‫و‪ 22‬أبريل المقبل‪.‬‬ ‫ويهدف المهرجان باألساس إلى خلق أجواء‬ ‫احتفالية تعكس ثقافة الفرس المتجذرة بين سكان‬ ‫هذه المنطقة التي شهدت معركة وادي المخازن‬ ‫الشهيرة‪ ،‬وتخليد فن التبوريدة االستعراضية التي‬ ‫هي جزء من الهوية الثقافية بالمنطقة ‪ ،‬كتراث تاريخي‬ ‫أصيل لسكان الجماعة الذين اشتهروا بتربية الخيول‪.‬‬ ‫وقد شكلت الجماعة لجنة لتنظيم المهرجان‬ ‫ووضع برنامج متنوع لفقراته الفنية وعروضه الفرجوية‬ ‫حيث دعيت فرق عدة من فرق التبوريدة الوطنية‬

‫للمشاركة في االستعراضات التي ستقام بالمناسبة‪،‬‬ ‫إلى جانب العديد من األلعاب الشعبية من بينها لعبة‬ ‫“ماطا” الشهيرة وسهرات فنية موسيقية وغنائية‬ ‫متنوعة ‪,‬‬ ‫ويأمل أبناء الجماعة والمنطقة أن يعمل هذا‬ ‫المهرجان على رفع التهميش الذي يعيشونه والذي‬ ‫تعاني منه الجماعة والشباب بوجه خاص وعلى الدفع‬ ‫بالتنمية االجتماعية واالقتصادية المنشودة‪.‬‬ ‫واألم��ل كبير في أن تعمل الجهة ومؤسسة‬ ‫الجهة على دعم فكرة المهرجان نظرا ألهميته‬ ‫في لفت االنتباه إلى هذه المنطقة الغنية بموقعها‬ ‫التاريخي وبرمزيتها وبرجالها ونسائها وشبابها التواق‬ ‫إلى فك العزلة عن منطقتهم التي تفتقر إلى أبسط‬ ‫مقومات الحياة الكريمة الواعدة‪.‬‬

‫عك‬


‫العدد ‪825‬‬

‫حوار‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫المس الكاتب والفاعل الرّياضي عبد الرحيم الكمراوي‪ ،‬رئيس نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم سبق ًا مهم ًا بتأليفه كتاب ًا تحت عنوان ‪:‬‬

‫«طنجة في عهد محمد السادس‪ /‬قصة ملك ومدينة»‬

‫وألن الكتاب جدير بالمتابعة ويمكن اعتباره قيمة مضافة حول األوراش الهيكلية الكبرى‬ ‫والمشاريع الملكية الضخمة‪ ،‬خاصة وأن الكاتب يدعونا من خالل مؤ ّلفه هذا إلى استعمال قراءة‬ ‫واعية بمدى أهمية هذه المشاريع‪ ،‬حاضـرا ومستقبـال‪ ،‬أجـرت جريـدة «الشمال» حوارا مع الكاتب‬ ‫عبد الرحيم الكمراوي وتنشره فيما يلي‪:‬‬ ‫متميزة غير مسبوقة‪ ،‬وثانيا كمضمون يؤرخ‬ ‫لنهضة مدينة وأولويات ملك ؟‬ ‫‪ r r‬في الواقع ال يمكن الحديث في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬باعتبار أن الكتاب لم يصل بعد إلى‬ ‫القـارئ‪ ،‬لكن على صعيـد الجهات المسؤولة‪،‬‬ ‫يمكنني التأكيـد أن االحتفـاء به كان إيجابيا‬ ‫للغاية‪ ،‬خاصة على صعيد والية الجهة‪ ،‬ومجلس‬ ‫الجهة‪ ،‬والجماعة الحضرية ‪.‬‬ ‫‪ r‬ما هي األهداف األساسية الكامنة خلف‬ ‫تأليفك لهذا الكتاب ؟‬ ‫‪ r r‬الهدف األكبر الذي دفعني لتأليف كتاب‬ ‫(طنجة في عهد محمد السادس‪ /‬قصة ملك‬ ‫ومدينة) هو تبيان أهمية األوراش التنموية‬ ‫التي دشنها الملك محمد السادس في مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬وانعكاس ذلك على مستقبل التنمية‬ ‫بالمدينة وساكنتها‪ ،‬حاضرا ومستقبال ‪.‬‬ ‫كمـا أن الجـانـــب المتعـلــق بالتـوثيــق‬ ‫لحصيلـة المشاريـع الملكيـة في مدينة بحجم‬ ‫طنجـة‪ ،‬خالل الفتـرة ما بيـن ‪،2015 / 1999‬‬ ‫له أهميته القصـوى ضمن أهداف تأليف هذا‬ ‫الكتاب ‪.‬‬ ‫‪ r‬كتاب (طنجة في عهد محمد السادس‬ ‫‪ /‬قصة ملك ومدينة) هل هو كتاب احتفائي‬ ‫بالدرجة األولى ؟‬ ‫هذا الكتاب يجمع بين رهانين ‪:‬‬ ‫األول‪ :‬رهان االحتفاء بملك يقود البالد نحو‬ ‫تنمية مستدامة حقيقية‪ ،‬ويضع مدينة طنجة‬ ‫على سكة نهوض اقتصادي واجتماعي سريع‬ ‫الوتيرة‪.‬‬

‫‪ r‬كيف جاءت فكرة تأليف كتـاب حـول‬ ‫الملك محمد السادس وطنجـة ؟‬ ‫‪ rr‬الفكرة وليدة النجاح المثير لالنتباه‬ ‫الذي حققتـه األوراش الهيكليـة الكبرى التي‬ ‫أطلقها الملك محمد السـادس في طنجة منذ‬ ‫توليه عرش المملكة‪.‬‬

‫التأثيرات اإليجابيــة لهــذه األوراش على‬ ‫صعيدي المدينة وساكنتها‪ ،‬هي التي بلورت‬ ‫عندي مشروع كتاب يوثق لهذه المشاريع ويبرز‬ ‫أهميتها على كل المستويات‪.‬‬ ‫‪ r‬كيف تم استقبال الكتاب‪ ،‬أوال كفكرة‬

‫الرهان الثاني ‪ :‬رهان توثيقـي يستهدف‬ ‫إبراز حجم االهتمام الملكي المتواصل بمدينة‬ ‫تحظى بالصدارة في أجندته وأهدافه‪.‬‬ ‫‪ r‬هل ثمة مشاريـع بذاتها يركـز عليها‬ ‫كتابك‪ ،‬أم أنه استهـدف كل المجـاالت التي‬ ‫طالتها العناية الملكية في المدينة؟‬ ‫‪ r r‬في الحقيقة‪ ،‬هذا الكتـاب لم يركـز على‬ ‫ملف دون آخـر من ملفات التنمية السوسيو‬ ‫اقتصادية‪ .‬بل سعيت جاهدا نحو تحقيق تكاملية‬ ‫في فصوله المختلفة التي بلغت ‪ 19‬فصال‪.‬‬

‫عبد الرحيم الكمراوي في سطور‬

‫صدر لـه ‪:‬‬

‫• يصـدر له قريبا ‪:‬‬

‫• دور الرياضة الوطنية في التعريف بحركة المقاومة المغربية‬ ‫• تاريخ كرة القدم بطنجة‪ ،‬ببليوغرافيا جديدة‬ ‫• كشاف سوق الجملة للخضر والفواكه‪ ،‬قوانين منظمة وشخصيات فاعلة‬ ‫• دبلوماسية محمد السادس مبادرات حكيمة وتوجهات استراتيجية فعالة‬

‫عبد الحق الزروالي‬ ‫يعرض مسرحيته‬ ‫«الطيكوك»‬ ‫ببيت الصحافة بطنجة‬

‫يعرض الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي‪،‬‬ ‫يوم الخميس ‪ 25‬فبراير‪ ،‬ببيت الصحافة بطنجة‪،‬‬ ‫مسرحيته الجديدة “الطيكــوك”‪ ،‬وهو لفــظ‬ ‫شعبي يعني عند المغاربة “جنون البقر”‪ ،‬فبعد‬ ‫أن قدم عمله بمسرح المركب الثقافي بسيدي‬ ‫بليــوط بالدار البيضاء‪ ،‬وعلى جمهــور مسرح‬ ‫محمد الخامس بالرباط‪ ،‬ها هو اآلن سيتحف‬ ‫الجمهور الطنجي بآخر أعماله المنضافة إلى‬ ‫سلسلة األعمال القيمة التي تبصم مسار عبد‬ ‫الحق الزروالي المهني‪.‬‬ ‫ويبســـط الزروالي‪ ،‬في مشاهـــد هـــذه‬ ‫المسرحيــة التي تقـــدم للجمهور المغربــي‪،‬‬ ‫قراءته لواقع اإلنسان العربي في الوقت الراهن‬ ‫بطريقة فنيــة يمــزج فيهـا “الهزل بالجد”‪،‬‬ ‫و”الكوميديا بالتراجيديا”‪ ،‬كمــا ينبــش ما‬ ‫يتعرض له المواطن من شتات وطمس لهويته‬ ‫وحضارته‪.‬‬

‫توقيع «ماذا تحكي‬ ‫أيها البحر‪...‬؟» للكاتبة‬ ‫فاطمة الزهراء المرابط‬ ‫ضمن فعاليات المعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب‬ ‫بالدار البيضاء‬

‫وما أرجوه‪ ،‬أن يحقـق هذا الكتـاب أهدافه‬ ‫وغاياته ‪.‬‬

‫• من مواليد مدينة طنجة سنة ‪1969‬‬ ‫• رئيس جمعية نهضة طنجة لكرة القدم‬ ‫• الرئيس المؤسس لجمعية نهضة طنجة لكرة اليد‬ ‫• الرئيس المؤسس للدوري الدولي موالي الحسن لكرة القدم بطنجة‬ ‫• رئيس سابق للجهة الجهوية لكرة القدم المصغرة والنسوية‬ ‫• نائب سابق لرئيس عصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫• رئيس تنسيقية دعم الدستور الجديد بمنطقة بني مكادة‬ ‫• أمين مال المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع طنجة‬ ‫• من المنعم عليهم من طرف جاللة الملك محمد السادس ألداء مناسك الحج‬ ‫• فاعل جمعوي وطني ودولي في مجاالت عديدة‪.‬‬ ‫• كتاب «نهضة طنجة شهادة ميالد عادية وقصة تحدّ استثنائية ‪.»2010‬‬

‫‪12‬‬

‫تنظم «مكتبة فرنسا» حفل توقيع المجموعة‬ ‫القصصية «ماذا تحكي أيها البحر‪...‬؟» للكاتبة‬ ‫فاطمة الزهراء المرابط الصادرة عن منشورات‬ ‫«رونق المغرب»‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪ 19‬فبراير‬ ‫‪ 2016‬على الساعة الرابعة مساء بجناح المكتبة‪،‬‬ ‫وذلك في إطار فعاليات الدورة ‪ 22‬للمعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‪ ،‬الممتدة‬ ‫من ‪ 12‬إلى ‪ 21‬فبراير ‪.2016‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫البيت السعيد‬

‫‪ 5‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫ �إعداد‪� :‬أم دالل‬‫يلتمس اإلنسان في البيت السعيد الراحة‬ ‫والهدوء ويبتعد عن القلق والتفكك وال يتحقق‬ ‫ذلك إال بالود والتآلف والتراحم والبعد عن الظلم‬ ‫والتعسف في طلب الحق لكل ط��رف ول��زوم‬ ‫التقوى والمراقبة من اهلل تعالى‪ ،‬وال يتحقق‬ ‫ذلك إال بتطبيق أحكام اإلس�لام في األسرة‪،‬‬ ‫والمعاشرةبالمعروف‪.‬‬ ‫فاهلل سبحانه وتعالى بحكمته جعل األسرة‬ ‫السعيدة المستقيمة على الحق المأوى الكريم‬ ‫يستقر فيه ويسكن إليه‪ ،‬يقول جل جالله ممتنا‬ ‫على عبادة «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم‬ ‫أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»‬ ‫سورة الروم‪ ،‬كما بينها الحق تبارك وتعالى في‬ ‫سورة البقرة «هن لباس لكم وانتم لباس لهن»‪.‬‬ ‫جعل تعالى لكل من الزوجين حقوقا على‬ ‫اآلخر لتكون العالقة مبنية على أساس الحب‬ ‫والمودة والرحمة قوامها اإليثار والتسامح‬ ‫والتضحية وترك العناد واألنانية وتقليد الناس‪،‬‬ ‫ومن بين هذه الحقوق‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬حقوق الزوج على الزوجة‪ :‬تعلم المرأة‬ ‫المسلمة أن السعادة ال تتم إال حين تكون‬ ‫ذات عفة ودين‪ ،‬تستجيب لزوجها فهو الذي له‬ ‫القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها‬ ‫فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله‪ ،‬ألن‬ ‫المرأة مهما حققت من طموحات وتحديات فإن‬ ‫حاجتها إلى حماية الرجل‪ ،‬وقوامته أمر فطري‪،‬‬ ‫وهذا ال يقلل من شأنها بل يزيد ها قوة مصداقا‬ ‫لقوله تعالى في سورة النساء «الرجال قوامون‬ ‫على النساء بما فضل اهلل بعضهم على بعض‬ ‫وبما أنفقوا من أموالهم»‪.‬‬ ‫جاءت امرأة إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ثم ذكرت ‪ :‬ما للرجال في الجهاد من األجر‬ ‫والغنيمة‪ ،‬ثم قالت فما لنا من ذلك؟ فقال (ص)‬ ‫“ أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج‬ ‫واعترافا بحقه يعادل ذلك وقليل منكن من‬ ‫يفعله “ رواه الطبراني‪.‬‬ ‫وقال أيضا‪ “ :‬أيما امرأة ماتت وزجها عنها‬ ‫راض دخلت الجنة” رواه الترمذي‪.‬‬ ‫وم��ن ح��ق ال���زوج ك��ذل��ك تمكينه من‬ ‫اإلستمتاع‪ ،‬إال أن تكون معذورة بعذر شرعي‬ ‫كالحيض وصوم الفرض والمرض‪ ،‬عن أبي‬ ‫هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ‪ “ :‬إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه‬ ‫فأبت فبات غضبان عليها لعنتها المالئكة حتى‬ ‫تصبح” رواه الشيخان وأبو داود والنسائي‪ .‬كما‬ ‫أن صالتها ال تقبل‪ ،‬عن إبن عباس رضي اهلل عنه‬ ‫قال‪ :‬قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ “ :‬ثالثة‬ ‫ال ترفع صالتهم فوق رؤوسهم شبرا‪ :‬رجل أم‬ ‫قوما وهم له كارهون‪ /‬وامرأة باتت وزجها عليها‬ ‫ساخط‪ ،‬وأخوان متصارمان” رواه ابن ماجة‪.‬‬ ‫ح���رم اهلل ت��ع��ال��ى أن ي��ج��ام��ع ال���زوج‬ ‫زوجته أثناء الحيض مصداقا لقوله سبحانه‬ ‫وتعالى‪«:‬ويسألونك عن المحيض قل هو أذى‪،‬‬ ‫فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى‬ ‫يطهرن» سورة البقرة‪ ،‬كذلك حرم اهلل تعالى‬ ‫إتيان المرأة من دبرها مثل قوم لوط‪ ،‬وقد نبه‬ ‫عليه القرآن الكريم ‪« :‬نساؤكم حرث لكم فآتوا‬ ‫حرثكم أنى شئتم» سورة البقرة‬ ‫ومن حقه ‪ :‬أن ال تخرج من بيته إال بإذنه‪،‬‬ ‫فإن فعلت لعنها اهلل ومالئكته حتى تتوب أو‬ ‫ترجع قيل وإن كان ظالما؟ قال‪ :‬وإن كان ظالما‬ ‫“ رواه البيقهي‬ ‫ويقول أيضا‪ “ :‬أيما ام��رأة استعطرت‬ ‫فخرجت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل‬ ‫عين زانية” رواه الحاكم‪.‬‬ ‫ومن حقه أن تحافظ على ماله‪ ،‬فال تعطي‬ ‫أحدا منه إال برضاه كما قال عليه السالم ‪ :‬وال‬ ‫تعطي شيئا من بيته إال بإذنه فإن فعلت ذلك‬ ‫كان له األجر وعليه الوزر” أخرجه البيهقي وأبو‬ ‫داوود‪ .‬فقد أخرج ابن حيان عن النبي (ص) ‪ “ :‬إذا‬ ‫صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت‬ ‫فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها” وعن‬ ‫عائشة رضي اهلل عنها قالت “ يا معشر النساء‬ ‫لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة‬ ‫منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بحر وجهها‬ ‫“ صححه ابن حيان‪ .‬كما يجب على الزوجة أال‬ ‫تسأل زوجها الطالق لمجرد خالف بسيط لقوله‬ ‫عليه الصالة والسالم ‪ “ :‬أيما امرأة سألت زوجها‬ ‫الطالق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة”‬ ‫رواه أحمد‪ ،‬وقال أيضا ‪ “ :‬ال تسأل المرأة طالق‬ ‫أختها لتستفرغ صفحتها ولتنكح‪ ،‬فإنما لها ما‬ ‫قدر لها” متفق عليه‪.‬‬ ‫فهي راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن‬ ‫رعيتها تعترف بجميل زوجها وال تنكر الفضل‬ ‫والعشرة الحسنة‪ ،‬يحذر النبي عليه الصالة‬ ‫والسالم من هذا ويقول‪ “ :‬أريت النار أكثر أهلها‬ ‫النساء يكفرن” قيل أيكفرن باهلل؟ قال‪“ :‬ال يكفرن‬ ‫العشير لو أحسنت إلحداهن الدهر ثم رأت شيئا‬ ‫قالت‪ :‬ما رأيت منك خيرا قط” أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مسرح الفرجة‬ ‫‪-‬‬

‫فالمرأة الصالحة إذا أساءت إليه أو أساء إليها أال‬ ‫تبيت إال وقد صالحته‪ ،‬فعن عبداهلل بن عباس‬ ‫قال رسول اهلل (ص)‪ “ :‬أال أخبركم بنسائكم من‬ ‫أهل الجنة؟ الودود والولود العوود على التي إذا‬ ‫آذت أو أذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول‬ ‫واهلل ال أذوق غمضا حتى ترضى” رواه النسائي‪.‬‬ ‫ومن حقوقه أيضا أال تدخل بيته‬ ‫ ‬ ‫أحدا يكرهه‪ ،‬عن أبي هريرة رضي اهلل عنه أن‬ ‫رسول اهلل (ص) قال‪ “ :‬ال يحل للمرأة أن تصوم‬ ‫وزجها شاهد إال بإذنه‪ ،‬وال تأذن في بيته إال‬ ‫بإذنه‪ ”...‬رواه الشيخان ( صوم التطوع)‬ ‫اختلق الفقهاء في عمل المرأة في البيت‪:‬‬ ‫فأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها‬ ‫في أعمال البيت‪.‬‬ ‫ومنعت طائفة وقالوا ألن عقد النكاح‬ ‫اقتضى اإلستمتاع ال اإلستخدام‬ ‫وقول اإلمام مالك رضي اهلل عنه‪ :‬عليها‬ ‫خدمته ال خدمة أهله وضيوفه‬ ‫وقال اإلمام الشافعي رضي اهلل عنه‪ :‬على‬ ‫الزوج نفقة خادم لزوجته إن كانت ممن تُخدم‬ ‫في بيت أبيها‪ ،‬وعلى كل حال فالعرف وعادات‬ ‫أجدادنا قيام المرأة بخدمة بيتها بالمعروف‬ ‫حتى تتمكن من القيام بواجبها دون أن نرهقها‬ ‫باألعمال أكثر من طاقتها‪ ،‬فللزوجة أجر عظيم إذا‬ ‫احتسبته لوجه اهلل تعالى ‪.‬‬ ‫وأحسن الشاعر الذي قال‪:‬‬ ‫األم مدرسـة إذا أعددتهـا‬ ‫أعددت شعبا طيبا األعراق‬ ‫روى البزار عن أنس بن مالك (ض) قال ‪:‬‬ ‫أتينا نساء النبي (ص) وقلن ‪ :‬يا رسول اهلل ذهب‬ ‫الرجال بالفضل من الجهاد في سبيل اهلل وما لنا‬ ‫عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل اهلل‪:‬‬ ‫قال‪ :‬مهنة إحداكن في بيتها تدرك بها عمل‬ ‫المجاهدين في سبيل اهلل” وفي الصحيحين أن‬ ‫فاطمة رضي اهلل عنها أتت النبي (ص) تشكو‬ ‫إليه ما تلقى في يديها من الرحا وتسأله خادما‬ ‫قال علي كرم اهلل وجهه ‪ :‬فجاءنا وقد أخدنا‬ ‫مضاجعنا فذهبنا نقوم‪ ،‬فقال مكانكما فجاء فقعد‬ ‫بيننا حتى وجدت برد قدميه فقال‪ :‬أال أدلكما‬ ‫على ما هو خير لكما مما سألتما عنه‪ :‬إذا أخذتما‬ ‫مضجعكما فسبحا اهلل ‪ 33‬واحمدا ‪ 33‬وكبرا ‪34‬‬ ‫فهو لكما خير من خادم‪.‬‬ ‫أما حقوق الزوجة على زوجها ‪:‬‬ ‫المهر‪ :‬قال ابن عاصم الغرناطي المالكي‬ ‫في التحفة ‪:‬‬ ‫والمهر والصيغة والزوجان‬ ‫ثم الولي جملـــة األركــان‬ ‫وهو حق للمرأة على الرجل‪ ،‬قال جل شأنه‬ ‫«وأوتوا النساء صدقاتهن نحلة» لما روى عن‬ ‫السيدة عائشة (ض) أن النبي عليه الصالة‬ ‫والسالم قال‪“ :‬إن أعظم النكاح بركة أيسره‬ ‫مؤونة” وقد نهى عليه الصالة والسالم عن‬ ‫المغاالت في المهور‪ ،‬وقال أيضا‪ “ :‬من أعظم‬ ‫الذنوب عند اهلل عز وج��ل ت��زوج ام��رأة فلما‬ ‫قضى حاجته منها طلقها وذهب بمهرها” رواه‬ ‫البيهقي‪.‬‬ ‫وم��ن حق ال��زوج��ة على زوجها النفقة‪:‬‬ ‫والمقصود بها توفير ما تحتاج إليه الزوجة من‬ ‫طعام وملبس ومسكن على قدر استطاعته وإن‬ ‫كانت غنية لقوله تعالى ‪« :‬لينفق ذو سعة من‬ ‫سعته‪ »...‬سورة الطالق‪ ،‬وليحتسب الزوج نفقته‬ ‫على أهله مصداقا لقول النبي عليه الصالة‬ ‫والسالم ‪ “ :‬إذا أنفق الرجل على أهله نفقة‬ ‫يحتسبها فهي له صدقة” رواه البخاري‪.‬‬

‫قال الرسول (ص) لهند بنت عتبة زوج أبي‬ ‫سفيان وقد اشتكت عدم نفقته عليه “ خذي ما‬ ‫يكفيك وولدك بالمعروف” روى مسلم عن جابر‬ ‫أن رسول اهلل (ص) قال في خطبة حجة الوداع‪:‬‬ ‫“ فاتقوا اهلل في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان‬ ‫اهلل واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل ولكم‬ ‫عليهن أال يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه‪ ،‬فإن‬ ‫فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن‬ ‫عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” ضرب‬ ‫بعود األرك ( المسواك)‪.‬‬ ‫وقال تعالى في سورة الطالق «اسكنوهن‬ ‫من حيث سكنتم من وجدكم»‪.‬‬ ‫كما يجب على الزوج أال يفشي سر زوجته‬ ‫في خلوته وال الزوجة مع زوجها إمتثاال لقوله‬ ‫(ص) “إن من شر الناس عند اهلل منزلة يوم‬ ‫القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم‬ ‫ينشر أحدهما سر صاحبه” رواه مسلم‪.‬‬ ‫فعن أبي ذر الغفاري رضي اهلل عنه أن النبي‬ ‫(ص) قال ‪ “ :‬وفي بضع احدكم صدقة” قالوا يا‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬أياتي احدنا شهوته ويكون له اجر‬ ‫فيها؟ فقال ‪ “ :‬أرأيتم لو وضعها في الحرام‬ ‫أكان عليه فيها وزر؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ “ :‬فذلك إذا‬ ‫وضعها في الحالل يكون له األجر” رواه مسلم‪.‬‬ ‫وان يعدل الزوج بين زوجاته في المبيت والنفقة‬ ‫إذا كان متزوجا بأكثر من واحدة حتى ال يأتي‬ ‫يوم القيامة وشقه مائل‪.‬‬ ‫ومن حق الزوجة كذلك حسن العشرة‪:‬‬ ‫يجب على الزوج أن يعاملها بالرفق وبخلق حسن‬ ‫المعاشرة بالمعروف وان يمازحها ويالطفها‪:‬‬ ‫فقد كان آخر ما وصى به عليه الصالة والسالم‪:‬‬ ‫“ الصالة الصالة وما ملكت أيمانكم ال تكلفوهم‬ ‫ماال يطيقون‪ ،‬اهلل اهلل في النساء فإنهن عوان‬ ‫في أيديكم اخذتموهن بعهد اهلل‪ ”.....‬رواه‬ ‫النسائي‪.‬‬ ‫ومن حسن عشرة النبي (ص) مع نسائه‬ ‫وهو القدوة واألسوة أن أم سلمة عندما حضت‬ ‫أدخلها النبي (ص) معه في الخميلة‪ ،‬تحكي‬ ‫عائشة رضي اهلل عنها كان النبي يقبلها وهو‬ ‫صائم‪ ،‬وكانت تغتسل معه في إناء واحد من‬ ‫الجنابة‪ ،‬وفي الحديث الذي رواه الشيخان تقول‬ ‫عائشة‪ :‬واهلل لقد رأيت رسول اهلل (ص) يقوم‬ ‫على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في‬ ‫مسجد رسول اهلل (ص) يسترني بردائه لكي‬ ‫انظر إلى لعبهم ثم يقوم من اجلي حتى أكون‬ ‫انأ التي انصرف‪.‬‬ ‫كما أن ال يدمر الحياة الزوجية شيء‬ ‫كما يدمرها العناد والتحدي وسوء المعاملة‪،‬‬ ‫الخالفات صغيرة تصبح كبيرة واإلنسان يخطئ‬ ‫والبد من الصبر والتسامح وان ندرك أن اإلنسان‬ ‫لن يتمكن من تحقيق كل ما يتمناه‪ ،‬فقد يطلق‬ ‫زوجته لبعض سلبياتها ولكن ال يدرك إال متأخرا‬ ‫انه طلق إيجابياتها ويتضح ذلك جليا في حديث‬ ‫رسول اهلل(ص) “ ال يفرك مؤمن مؤمنة إن كره‬ ‫منها خلقا رضي منها خلقا آخر” رواه مسلم‪.‬‬ ‫وكمــا هــو واضــح في قــولــه تعالــى‪:‬‬ ‫«‪...‬وع��اش��ره��ن بالمعروف ف��إن كرهتموهن‬ ‫فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل اهلل فيه خيرا‬ ‫كثيرا» سورة النساء‪.‬‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة للزوجة ولقد قال‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫رب يوم بكيــت منـه فلمـا‬ ‫صرت في غيره بكيت عليه‬ ‫ولقد كانت األم العربية قديما عاقلة جدا‬ ‫عندما قالت توصي ابنتها‪:‬‬ ‫كوني له أمة يكـــن لك عبـــدا‬ ‫فطالما استبعد اإلحسان إنسانا‬ ‫فقد كانت نساء السلف تقول الواحدة‬ ‫لزوجها ‪ :‬إياك وكسب الحرام فإننا نصبر على‬ ‫الجوع والضر وال نصبر على النار‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫إن المسرح ولد مع اإلنسان‪ ،‬فإذا أمكننا أن نتحدث عن بداية اإلنسان‪،‬‬ ‫أمكننا أن نستنتج بداية المسرح‪ ،‬ذلك ألنه من صلب التاريخ الطبيعي لإلنسان‬ ‫ككائن‪ ،‬فالمسرح يوجد في حياته اليومية‪ ،‬فهو حركية دائمة‪ ،‬يرقص‪ ،‬يطرب‬ ‫ويغني أثناء الفرح‪ ،‬يبكي خالل القرح‪ ،‬يقيم طقوسا أسطورية اجتماعية‪ ،‬ويرتل‬ ‫أشعارا‪ ،‬ويحبك أحداثا أو أحدوثات‪ ،‬يمكن صياغتها كفرحة‪ ،‬اعتبارا ألصول‬ ‫المسرح‪ ،‬وتطور مفاهيمه‪ ،‬من خالل تقدم المدارس‪ ،‬واألشكال األدبية‪،‬‬ ‫والمفاهيم الثقافية‪ ،‬والتصورات اإليديولوجية‪.‬ومن هنا يمكن القول أن المسرح‬ ‫المغربي بدأ مع بداية اإلنسان المغربي‪ ،‬وأن هذا اإلنسان عاصر كل التطورات‬ ‫العملية المسرحية‪ ،‬ذلك أن المغرب لم يكن مهدا للثقافة العربية فحسب‪،‬‬ ‫بل لثقافات محلية‪ ،‬مازالت إبداعاتها قائمة‪ ،‬تطاول الزمن‪ ،‬في شكل مئات‬ ‫اإلنتاجات األمازيغية‪ ،‬إلى جانب إنتاجات بفعل اختالط وامتزاج العنصر األمازيغي‬ ‫والعربي‪ ،‬الذي انبثقت عنه أعراف وتقاليد أخرى‪ ،‬يضيق الحديث عنها في نطاق‬ ‫هذه الصفحة‪ ،‬تلك التقاليد التي شكلت الهوية المغربية المتفردة‪.‬‬ ‫إن ثراء أشكال التعبيرات الفنية والفكرية في المغرب‪ ،‬ماضيا وحاضرا‪،‬‬ ‫تجعلنا نؤكد أن هناك تقاليد فنية تعمقت في مجتمعنا‪ ،‬ولو كان الطريق قد بقي‬ ‫مفتوحا في وجهها ألسفرت ال عن مسرح يضرب به بعيدا في التاريخ‪ ،‬بتقاليده‬ ‫وأعالمه‪ ،‬كالمسرح الياباني والصيني العريقين‪،‬بل ألدى األمر إلى نتائج في غاية‬ ‫من التقدم من حيث البناء الحضاري في مجموعه‪.‬‬ ‫ويرى المرحوم الطيب الصديقي أن بداية المسرح العربي المعاصر كان‬ ‫بداية خاطئة من أساسها‪ ،‬ويقصد بذلك الصديقي تجربة (مازن النقاش)‬ ‫المسرحية‪ ،‬وصحبه‪ ،‬الذين حاولوا نقل ما شاهدوه في المغرب من أعمال‬ ‫أوبيرالية ومسرحية‪ ،‬ونقلوها إلى الخشبة العربية‪ ،‬فكان حسب الصديقي تقليدا‬ ‫فجا‪ ،‬ومحاكاة غير أصيلة‪ ،‬ومغتربة عن الينابيع الحقيقية‪ ،‬التي كانت على المسرح‬ ‫العربي الوليد‪ ،‬حديثا آنذاك‪ ،‬أن يستمد منها رحيق الحياة‪.‬‬ ‫إن بداية النقاش حسب ما قاله الصديقي «قادتنا إلى خارج أنفسنا‪ ،‬وجعلتنا‬ ‫مقلدين ال أكثر وال أقل‪ ،‬ونتبنى تقاليد المسرح الغربي»‪.‬‬ ‫إن ما يسمى بالمثاقفة التي حصلت للعرب والمسلمين‪ ،‬بما وردعليهم من‬ ‫الغرب بعد انحطاطهم‪ ،‬وبعد وقوعهم‪ ،‬تحت نير االستعمار‪ ،‬هذه المثاقفة لم‬ ‫تكن عادية من حيث المستوى السيكولوجي والعقائدي‪ ،‬بل كانت فيها أغراض‬ ‫قصدها الغرب نفسه‪ ،‬وهو طمس معالم الشخصية العربية واإلسالمية ثقافيا‬ ‫ومجتمعيا ولسانيا‪ ،‬باإلضافة إلى العوامل االقتصادية المعروفة‪.‬‬ ‫لذا فليس من الغريب أن يمارس االستعمار الرقابة على الوارد من‬ ‫ثقافة العرب‪ ،‬والمسرح نفسه‪ ،‬وخاصة في المغرب‪ ،‬هاته الرقابة والتعسف‬ ‫االستعماري أوديا بحياة رائد من رواد المسرح المغربي‪ ،‬وهو المرحوم محمد‬ ‫القري داخل زنزانته بالسجن‪ .‬وليس بالغريب أن يكون االستعمار قد باشر‬ ‫في شخصه بقايا من األطر التقنية الذين كانوا سيذهبون بالمسرح المغربي‬ ‫بعيدا‪ ،‬وقام بتصفيته‪ ،‬حيث اتخذ المستعمر نوعا من تصحيح الوضع لصالح‬ ‫الفكر االستعماري‪ ،‬وذلك من خالل التداريب والمؤسسات المسرحية‪ ،‬جعلت‬ ‫المسرح المغربي‪ ،‬بداية التأسيس‪ ،‬بعيدا عن المجتمع واإلنسان المغربي‪،‬‬ ‫وإغراقه في أوج المرحلة «المولييرية»‪ ،‬هذا المسرح الذي حل بالمغرب مع حلول‬ ‫القوات الفرنسية الغازية لبالدنا‪ ،‬على حد تعبير أحد المسرحيين‪ ،‬وهو عبد اهلل‬ ‫الستوكي‪ ،‬حيث كانت مؤامرة على المسرح المغربي من خالل ما قالته الصحافة‬ ‫الفرنسية آنذاك‪ ،‬بمناسبة مشاركة المغرب في المهرجان الثالث للفن التمثيلي‬ ‫بفرنسا‪ ،‬الذي نظم في أواخر شهر ماي من سنة ‪ ،1956‬لكن المسرح المغربي‬ ‫سيدلي بشهادة ميالده ونضجه‪ ،‬وبسجله الشرعي الحافل عبر األحداث التالية‪:‬‬ ‫إعادة تنظيم مسرح الهواة‪ ،‬وتأسيس الفرقة الوطنية األولى‪ ،‬ومركز الفن‬ ‫المسرحي‪ ،‬ومدرسة التمثيل‪ ،‬وفرقة المعمورة‪ ،‬وتأسيس المسرح الوطني‪ ،‬ثم‬ ‫ما أعقب ذلك من تأسيس فرقة شبه محترفة‪ ،‬ومشاركة المغرب في العديد من‬ ‫المهرجانات الدولية والعربية‪ ،‬وزادها النشاط النقدي‪ ،‬وجهود البحث الشخصي‪،‬‬ ‫مما جعل المسرح المغربي ليس مجرد كالم‪ ،‬وإنما هو واقع حي‪ ،‬احتل في الكثير‬ ‫من األحيان منزلة الريادة‪ ،‬وأقصى درجات الجرأة‪ ،‬وذلك بشهادة المشارقة‪،‬‬ ‫وكذلك بعض الغربيين‪.‬‬ ‫ويعد مسرح الهواة المسرح المغربي بالمفهوم التقني للكلمة‪ ،‬بدأ هاويا‪،‬‬ ‫حيث أن الفرق األولى التي تأسست في فاس ومراكش وطنجة والرباط‪،‬‬ ‫كانت فرقا هاوية‪ ،‬اتخذت من النموذج العربي منطلقا فكريا وفنيا‪ ،‬لكن الدور‬ ‫الطالئعي الوطني الذي قامت به فرق الهواة هاته‪ ،‬إبان االحتالل الفرنسي‪ ،‬جعل‬ ‫المغرب المستقل يخصها باهتمام‪ ،‬تكريما وتشريفا‪ ،‬فتقرر أن ينتظم الهواة في‬ ‫إطار الشبيبة والرياضة‪ ،‬وشهد هذا التنظيم خطوات عديدة‪ ،‬ووصلت عدد فرقه‬ ‫نحو ‪ 146‬فرقة‪ ،‬موزعة في مختلف المدن المغربية‪ ،‬وكانت الفرق تستفيد من‬ ‫معونات مالية وتقنية هامة‪ ،‬حيث شهد مسرح الهواة نشاطا‪ ،‬رغم ضعف البنيات‬ ‫المسرحية‪ ،‬والتحوالت االجتماعية والسياسية للبالد‪ ،‬كما تم فسح المجال أمام‬ ‫مسرح الهواة‪ ،‬تمثيأل وتأليفا وإخراجا للتنافس الشريف‪ ،‬في سبيل ازدهار مسرح‬ ‫حقيقي‪.‬‬


‫العدد ‪825‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫في تحريم هجر المسلم أخاه المسلم فوق ثالثة أيام‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫عَنْ أبي أَيُّوبَ َ‬ ‫األنْصَاِريِّ‪-‬رَضِيَ ُ‬ ‫هلل –صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪« :‬لاَ ُّ‬ ‫يحل لمسْلِم‬ ‫اهلل عَنْهُ‪ :-‬أَ ْن‬ ‫رَسُول ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫لاَ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ْن يَهْجُرَ أَخَاهُ َفوْقَ ثالثِ ليا ٍل يَلتْق ِيانِ فيُعْ ِرضُ هَذا وَيُعْ ِرضُ هَذا وَخَيْرُهُمَا الذِي يَبْدَأ بالسَّ ِم»‬ ‫إن األمة اإلسالمية تعاني من أمراض عدة‪ ،‬تحاول أن تفتك بجسمها المتين‪ ،‬وتهد حصنها المنيع «اإلسالم»‪،‬‬ ‫فاألعداء يعملون للي ً‬ ‫ال ونهاراً على إضعاف هذا الجسم والفتك به بكل ما يقدرون عليه‪ ،‬إال أن الغريب أن تجد من‬ ‫أبناء المسلمين من يطعن في هذا الجسد وهو ال يدري‪ ،‬فالذي ‪ ‬يهجر أخاه ألسباب دنيوية‪ ،‬أو أغراض نفسيه فوق‬ ‫ليال هو يطعن في هذا الجسد المليء بالطعنات‪ ،‬فالهجر يعمل على القطيعة بين أبناء اإلسالم‪ ،‬ويفسد األخوة‬ ‫ثالث ٍ‬ ‫المتينة‪ ،‬ويقطع العالقة الحميمة‪ ،‬فيظهر الجفاء والحقد‪ ،‬وتزداد العداوة والبغضاء‪ ,‬ويُفتح الباب للشيطان ليعمل على‬ ‫التحريش بين المؤمنين‪.‬‬ ‫فاجتِماعُ المسلمين وتآُلفهم من مَقاصِد الشريعة‪ ،‬فقد شرعت بعض العِبادات التي ُ‬ ‫تَكون سببًا في المحبَّة‬ ‫واالجتِماع؛ مثل‪ :‬صالة الجماعة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والسالم‪ْ ،‬‬ ‫وبذل الخَيْر للمسلمين األقارب واألباعد‪ ،‬وما يُؤدِّي إلى الفرقة‬ ‫ُ‬ ‫والميْسر‪ ،‬والرِّبا‪ ،‬والبَيْع على بَيْع اآلخَرين‪،‬‬ ‫كالخمر‪،‬‬ ‫ذلك؛‬ ‫والتقاطع حُرِّم؛ فبعضُ المحرَّمات حُرِّمت ألجْل‬ ‫ِ‬ ‫والشِّراء على شِرائهم‪ ،‬والخطبة على خطبتهم‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫إن هجر المسلم يُعدُّ كبيرة شريطة أن يكون فوق ثالث‪ ،‬وأال يكون لغرض شرعيٍّ؛ أي لسبب دنيوي يعود‬ ‫لخصام من أجل المال‪ ،‬أو العمل‪ ،‬أوكالم في الغيبة والنميمة‪ ،‬أو تدافع على أمور الدنيا وسفاسفها‪ ،‬فتجد الرجل يقاطع‬ ‫أخاه أو جاره‪ ،‬أو صديقه‪ ،‬أو أمه وأباه لمدة طويلة ال يزوره وال يكلمه واليسأل عنه‪ ،‬وقد يلقاه في الطريق أو في العمل‬ ‫ُ‬ ‫أحاديث كثيرة منها قوله‪-‬‬ ‫فيحول وجهه عنه‪ ،‬اليسلم عليه وال يرد سالمه‪ ،‬وفي ذلك ذنب عظيم وإثم كبير وردت فيه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪« :-‬ال يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثالث‪ ،‬فمن هجر فوق ثالث فمات دخل النار»‪ ،‬وعن عائشة‬ ‫رضي اهلل عنها‪ -‬أن رسول اهلل‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪« :‬ال يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثالثة‪،‬فإذا لقيه‬‫سلم عليه ثالث مرار‪,‬كل ذلك ال يرد عليه فقد باء بإثمه»‪ ،،‬وعن أبي خراش السلمي‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬أنه سمع رسول‬ ‫اهلل‪-‬صلى اهلل عليه وسلم يقول‪« :-‬من هجر أخاه سنة‪,‬فهو كسفك دمه»‪ .‬‬ ‫فالهجر بغير مُسوِّغ شرعي من عمل الشيطان؛ فعن جابر ‪ -‬رضِي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعتُ النبيَّ ‪َّ -‬‬ ‫صلى اهلل‬ ‫عليه َّ‬ ‫ُّ‬ ‫((إن الشيطان قد أيس ْ‬ ‫وسلم ‪ -‬يقول‪َّ :‬‬ ‫المصلون في جزيرة العرب‪ ،‬ولكن في التحريش بينهم))؛‬ ‫أن يعبده‬ ‫قال «اإلمام النووي»‪« :‬يحرم الهجر بين المسلمين أكثر من ثالث ليال بالنص وتباح في الثالث بالمفهوم‪ ،‬ألن‬ ‫الحديث ينص على تحريم الهجر فوق ثالثة أيام‪ ،‬ويفهم منه أنه إذا كان هناك تنافر وتغير وخصام بين اثنين أدى‬ ‫إلى تقاطع بينهما فال يجوز أن يتعدى ذلك ثالثة أيام ؛ ألن اآلدمي مجبول على الغضب‪ ،‬وسوء الخلق‪ ،‬فسومح بذلك‬ ‫القدر ليرجع ويزول ذلك العارض‪.‬‬ ‫وقال «أبو العباس القرطبي» ‪ :‬المعتبر ثالث ليال‪ ،‬حتى لو بدأ بالهجرة في أثناء النهار ألغى البعض وتعتبر ليلة‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬وينقضي العفو بانقضاء الليلة الثالثة‪ .‬قال «ابن حجر» ‪:‬وفي الجزم باعتبار الليالي دون األيام جمود‪.... .‬‬ ‫وفي رواية شعيب في حديث أبي أيوب بلفظ‪« :‬ثالثة أيام» فالمعتمد أن المرخص فيه ثالثة أيام بلياليها‪ ،‬فحيث‬ ‫أطلقت الليالي أريد بأيامها‪ ،‬وحيث أطلقت األيام أريد بلياليها‪ ،‬ويكون االعتبار مضى ثالثة أيام بلياليها ملفقة‪ ،‬إذا‬ ‫ابتدأت مث ً‬ ‫ال من الظهر يوم السبت كان آخرها الظهر يوم الثالثاء‪.‬‬ ‫والمقصود بوجه عام أنه ال يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثالثة أيام لكن فيما دون الثالثة يجوز‬ ‫مع الكراهة‪ ،‬ألن اإلنسان ربما يكون بينه وبين أخيه شيء من وقفة الخواطر والشرف عليه‪ ،‬فيهجره‪ ،‬هذا رخص له‬ ‫النبي‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ثالثة أيام فقط‪ ،‬وبعد ذلك ال بد أن يسلم عليه‪.‬‬ ‫والسر في هذا حرص الشريعة اإلسالمية على دوام الود والتآخي والمودة بين المسلمين‪ ،‬ألنه لو تخاصم‬ ‫مسلمان ودام الخصام بينهما والمقاطعة ألكثر من ثالثة أيام‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى خصام دائم‪ ،‬وقطع الرحم إن‬ ‫كانا من األقارب‪ ،‬وطول الخصام والمقاطعة يدفع إلى كثرة القيل والقال‪ ،‬ودخول النمامين الذين يسعون بين الناس‬ ‫بالشر‪ ،‬فيتسع الخالف وينتقل من الفرد إلى العائلة والجماعة‪ ،‬وكل هذا مخالف لما تدعو‪ ،‬إليه الشريعة من التآخي‬ ‫والتآزر بين المسلمين‪.‬‬ ‫لكن إذا كان الهجر لمصلحة دينية‪ ،‬مثل أن يكون سبباً الستقامة المهجور‪ ،‬وتركه المعاصي فإنه ال بأس به‪،‬‬ ‫بل قد يكون واجباً‪ ،‬وقد أمر الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بهجر كعب بن مالك – رضي اهلل عنه‪ -‬وصاحبيه هالل‬ ‫ابن أمية‪ ،‬مرارة ابن الربيع‪ ،‬الذين تخلفوا في غزوة تبوك‪.‬‬ ‫فإذا كان في الهجر من أجل فعل معصية أو ترك واجب أو فعل محرم فائدة‪ ،‬يهجر حتى تتحقق الفائدة‪ ،‬وأما من‬ ‫كان هجره ال يفيد شيئاً بل ال يزيد األمر إال شدة والنار إال اضطراما فيستحسن عدم الهجر؛ ألن الشرع جاء بالمصالح‬ ‫وليس بالمفاسد‪ ،‬فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إال شراً وكراهة لنا وكراهة لما معنا من الخير‪ ،‬فإننا ال‬ ‫نهجره‪ ،‬نسلم عليه ونرد عليه السالم ألنه وإن عصى اهلل‪ ،‬والمؤمن ال يهجر فوق ثالث‪.‬‬ ‫قال «ابن عبد البر»‪ :‬أجمعوا على أنه ال يجوز الهجران فوق ثالث إال لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه‬ ‫أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة‪ ،‬فإن كان كذلك جاز‪ ،‬ورب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية‪.‬‬ ‫ثم إن الهجر مقامين أعلى وأدنى‪ ،‬فاألعلى اجتناب اإلعراض جملة فيبذل السالم والكالم والموادة بكل طريق‪،‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫واألدنى االقتصار على السالم دون غيره‪ ،‬والوعيد الشديد إنما هو لمن يترك المقام األدنى‪ ،‬وأما األعلى فمن تركه‬ ‫من األجانب فال يلحقه اللوم‪ ،‬بخالف األقارب فإنه يدخل فيه قطيعة الرحم‪.‬‬ ‫عن أبي الحسن المدائني قال‪« :‬جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كالم حتى تهاجرا فلما أتى على‬ ‫الحسن ثالثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله‪ ،‬فلما جلس الحسن قال‬ ‫له الحسين‪ :‬إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به»‪.‬‬ ‫فانظر أخي المؤمن إلى أخالق اإلسالم ومبادئه العالية‪،‬أما في زماننا هذا فإن األمر يختلف تماماً فتجد متهاجرين‬ ‫ال يكلم أحدهم اآلخر لمدة سنة أو أكثر وكالهما يترفع عن أن يبدأ بالسالم أو يبادر بالصلح غير آبه بنهي رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ووعيده‪ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أخي الهاجر بغير حقٍّ‪ ،‬إذا كان األمر كذلك فبادِرْ بالتوبة واقطع الهجرَ‪ ،‬واعلم أنَّك بمبادرتك بترك الهجر‬ ‫وكونك الذي بدَأت مُبادَرة بالتوبة الواجبة عليك‪َّ ،‬‬ ‫وأن هذه المبادرة منك سببٌ لتكفير ْإثم معصية الهجر؛‬ ‫ال تمتَ ِنع أخي الهاجر من السالم بحجَّة أنَّه لن يردَّ عليك سالمَك‪ْ ،‬‬ ‫فإن لم يردَّ عليك برأتَ من اإلثم وردَّ‬ ‫((وإن َّ‬ ‫عليك مَن هو خيرٌ منه؛ ْ‬ ‫سلم فلم يقبل وردَّ عليه سالمَه رَدَّتْ عليه المالئكة)‪ .‬‬ ‫أخي الهاجر‪ ،‬بمبادَرتِك بترك التهاجُر تحصل على الخيريَّة عليه‪ ،‬فأنت خيرٌ منه عند اهلل؛ فعن أبي أيوب‬ ‫صلى اهلل عليه َّ‬ ‫أن رسول اهلل ‪َّ -‬‬ ‫وسلم ‪ -‬قال‪(( :‬ال ُّ‬ ‫لرجل ْ‬ ‫األنصاري َّ‬ ‫ليال يلتَقِيان فيُع ِرض‬ ‫أن يهجر أخاه فوقَ ثالث ٍ‬ ‫يحل ٍ‬ ‫هذا ويُع ِرض هذا‪ ،‬وخيرُهما الذي يبدأ بالسالم))؛‬ ‫أخي‪ ،‬اع َلم َّ‬ ‫أن الهجر يَزُول بالسَّالم؛ لمفهوم حديث‪(( :‬وخيرُهما الذي يبدَأ بالسالم))‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر‪:‬‬ ‫تَزُول الهجرة بمجرَّد السالم وردِّه‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬ال يبرأ من الهجرة َّ‬ ‫إال بعودِه إلى الحال التي كان عليها أو ًال‪ ،‬وقال‬ ‫أيضًا‪ :‬ترْك الكالم ْ‬ ‫إن كان يُؤذِيه لم تن َقطِع الهجرة بالسالم‪.‬‬ ‫فالواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة وترك الخروج لمجازاة اإلساءة باإلساءة‪،‬‬ ‫إذ ال سبب لتسكين الغضب أحسن من اإلحسان وال سبب لنماء اإلساءة وتهييجها أشد من الرد بمثلها… ومن أراد‬ ‫الثواب الجزيل وتوقع الذكر الجميل فليتحمل األذى وليتقبل األخطاء من الناس‪ ،‬وليتسلح بالحلم والعفو‪ ،‬ويتجرع‬ ‫مرارة مخالفة الهوى باستعمال السنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع‪ ،‬واإلعطاء عند المنع‪ ،‬والحلم عند الجهل‪،‬‬ ‫والعفو عند الظلم ألنه من أفضل أخالق أهل الدين والدنيا‪.‬‬ ‫صَلى ُ‬ ‫وَسَلمَ‪ ( :‬لاَ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫روى أبو داود‪ ،‬وأحمد عَنْ أَ ِبي هُرَيْرَ َة‪َ ،‬ق َ‬ ‫َّ‬ ‫رَسُول اللهَّ ِ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫يَحِل لِمُسْلِم‬ ‫اهلل عَ َليْهِ‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫دَخَل النَّارَ )‪.‬‬ ‫أَ ْن يَهْجُرَ أَخَاهُ َفوْقَ َثلاَ ثٍ‪َ ،‬فمَنْ هَجَرَ َفوْقَ َثلاَ ثٍ َفمَاتَ‬ ‫فهذا الحديث الشريف يوحي بالتغليظ والتشديد في أمر الهجر والخصام‪ ،‬فمن هجر أخاه فوق ثالث ليال‪ ،‬ولم‬ ‫يتب إلى اهلل ‪ :‬فقد استوجب العقوبة بدخول النار‪ ،‬إال أنه في مشيئة اهلل ‪ :‬إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء غفر له‪ ،‬إال من‬ ‫استحل ذلك مع علمه بحرمته‪ ،‬ولم يحرم حرام اهلل في ذلك‪ ،‬ولم يلتزمه‪ :‬فإن هذا ردة عن دين اهلل عز وجل ‪ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دُخُول النَّاِر‪،‬‬ ‫دَخَل النَّارَ) ‪ :‬أَ ِي اسْتَوْجَبَ‬ ‫قال العلماء ‪َ ( :‬فمَاتَ) أَيْ ‪ :‬عَ َلى تِ ْلكَ ا ْلحَاَلةِ مِنْ َغيْ ِر تَوْبَةٍ (‬ ‫وَاقِع فِي ا ْلعُ ُقوبَةِ ‪ :‬إِ ْن شَا َء َّ‬ ‫عَذبَهُ وَإِ ْن شَا َء َغ َفرَ َلهُ‪.‬‬ ‫ال ْث ِم‪َ ،‬كا ْل ِ‬ ‫َفا ْلوَاقِعُ فِي إْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫أما الهجر المؤقت للمصلحة الشرعية فجائز كهجر أهل الباطِل واللغو حينما يتكلمون بالباطل من تحسين‬ ‫المنكر والتشنيع على الحق وأهله‪ ،‬فيجب هجرهم وقتئذٍ‪ ،‬وسواء كان بمفارقة المكان الحسي أو االنتقال من المكان‬ ‫�ض َعن ُْه ْم َحتَّى َيخُ ُ‬ ‫ِين َيخُ ُ‬ ‫ون يِف آ� َيا ِتنَا َف َ�أ ْعرِ ْ‬ ‫و�ضوا يِف َحد ٍ‬ ‫يهِ»‪.‬‬ ‫ِيث َغ رْ ِ‬ ‫و�ض َ‬ ‫«و�إ َِذا َر�أَ ْي َت ا َّلذ َ‬ ‫حتى يتغيَّر الحال؛ َ‬ ‫وقلتهم ْ‬ ‫والهجر يختَلِف باختالف الهاجرين في قوَّتهم وضعْفهم َّ‬ ‫وكثرتهم‪َّ ،‬‬ ‫فإن المقصود به زجْر المهجور‬ ‫ً‬ ‫وتأديبه من أجل رُجُوع العامَّة عن مثل حاله‪ْ ،‬‬ ‫راجحة بحيث يُفضِي هجرُه إلى ضعْف‬ ‫فإن كانت المص َلحة في ذلك‬ ‫الشرِّ وخفيته كان مشروعًا‪ْ ،‬‬ ‫وإن كان ال المهجور وال غيره يرتَدِع بذلك بل يزيد الشرُّ والهاجر ضعيفٌ بحيث يكون‬ ‫ً‬ ‫راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر‪ ،‬بل يكون التأليف لبعض الناس أن َفعَ من الهجر‪.‬‬ ‫مَفسَد ُة ذلك‬ ‫‪ ‬فالهجرُ إذا كان لمصلحةٍ شرعيَّة فال يحدُّ بثالثة أيَّام إنما يرجع للمصلحة؛ فقد هجَر النبيُّ ‪َّ -‬‬ ‫صلى اهلل‬ ‫َ‬ ‫الصحابة الذين َّ‬ ‫عليه َّ‬ ‫تخلفوا عن غزوة تبوك أربعين يومًا‪ ،‬والهجرة الشرعية هي من األعمال التي أمَر اهلل‬ ‫وسلم –‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أن تكون خالصة هلل‪ْ ،‬‬ ‫بها ورسوله‪ ،‬فالطاعة ال بُدَّ ْ‬ ‫وأن تكون مُوافِقة ألم ِره فتكون خالصة هلل صوابًا‪ ،‬فمَن هجَر‬ ‫مأمور به‪ ،‬كان خارجًا عن هذا‪ ،‬وما أكثر ما تفعَل النفوس ما تَهواه ظانَّة أنها تفعله‬ ‫لهوى نفسه أو هجَر هجرًا غير‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫طاعة هلل‪.‬‬

‫إن اإلسالم دين صالح ّ‬ ‫لكل زمان ومكان‬

‫وقال األستاذ بوسورث سميت ‪ Bosworth Smith‬الكاتب والمستشرق اإلنجليزي الشهير في كتابه‬ ‫(محمد المحمدية)‪ ،‬من حسن الحظ في التاريخ دون غيره أن محمداً أسس في وقت واحد ثالثة أشياء من‬ ‫عظائم األمور وجليل األعمال‪ ،‬فإنه مؤسس ألمة وإمبراطورية وديانة‪ ،‬مع أنه أمّي وق ّلما كان يقدر أن يقرأ أو‬ ‫يكتب‪ ،‬ومع ذلك أوتي بكتاب هو آية في البالغة ودستور للشرائع وللصالة وللدين في آن واحد‪.‬‬ ‫كما قال البروفيسور فيليب حقي ـ األستاذ بجامعتي (هارفارد) و(برينستون) في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫(‪ 1886‬ـ ‪)1978‬م في كتابه «اإلسالم منهج حياة» ـ هو بهذا النظر ـ يتألف من ثالثة جوانب أساسية‪ :‬الجانب‬ ‫الديني‪ ،‬والجانب السياسي‪ ،‬والجانب الثقافي‪ ،‬هذه الجوانب الثالثة تتشابك وتتفاعل‪ ،‬وربّما انقلب بعضها على‬ ‫بعض مرّة من غير أن نلحظ ذلك‪.‬وقال أيضا‪ :‬إن نسخ شريعة محمد للشرائع التي سبقته سببه أن شريعته‬ ‫آخر الشرائع وأتمها في االستجابة إلى حاجات البشر التي كانت قد تزايدت مع الزمن ومع نُضْج البشر الروحي‪،‬‬ ‫ولقد كان من أسباب ذلك أيضاً أن اليهود والنصارى ‪ -‬كما جاء في القرآن ‪ -‬قد بدلوا الوحي الذي َ‬ ‫نَزَل عليهم‬ ‫في شريعتهم‪ ،‬وأن اهلل قد قال على لسان محمد كلمته ال َفصْل إلى اإلنسانية‪ ،‬وليس باإلمكان أن يكون بعد‬ ‫ذلك كلم ٌة أخرى أكثرُ فص ً‬ ‫ال أو أحسن داللة‪.‬‬ ‫قال «إدموند بيرك» الفيلسوف والسياسي األيرلندي الشهير‪« :‬القانون المحمّدي قانون ضابط للجميع‬ ‫من الملك إلى أقل رعاياه‪ ،‬وهو قانون نسج بأحكم نظام قضائي وأعظم تشريع ال مثله قط في هذا العالم»‪.‬‬ ‫وقال المستشرق الفرنسي جوال ألموم (‪ 1806‬ـ‪« :)1876‬ينبغي على أهل األرض على اختالف ألوانهم‬ ‫ولغاتهم أن ينظروا بعين اإلنصاف إلى ماضي العالم ويطالعوا صحيفة العلوم والمعارف قبل اإلسالم‪ ،‬ويعترفوا‬ ‫بأن العلم والمعرفة لم ينتقال إلى أهل األرض‪ ،‬إال عبر المسلمين الذين استوحوا هذه العلوم والمعارف من‬ ‫القرآن كأنه بحرٌ من المعارف تتفرّع منه األنهار‪ .‬إن القرآن ال يزال حياً وكل فرد قادر على أن يستقي منه‬ ‫حسب إدراكه واستعداده‪.‬‬ ‫وقال المفكر الفرنسي الشهير ألفونس إيتان رينيه (‪)1929 - 1861‬م في كتابه (محمد رسول اهلل) عن‬ ‫صالحية الشريعة لكل زمان ومكان‪ ،‬مهما بلغت درجة التحضر والرقي‪« :‬لقد أكد اإلسالم من الساعة األولى‬ ‫لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان‪ ،‬إذ هو دين الفطرة‪ ،‬والفطرة ال تختلف في إنسان عن آخر‪ ،‬وهو لهذا‬ ‫صالح لكل درجة من درجات الحضارة»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)21‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و«يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و«المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و«نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و«عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫فائدة الر�أ�س‬

‫وقال دعبل‪ :‬كنا يوماً عند سهل بن هارون الكاتب البليغ‪ ،‬وكان شديد البخل‪ ،‬فأطلنا الحديث‪ ،‬واضطره‬ ‫الجوع إلى أن دعا بغذائه‪ ،‬فأتى بقصعة فيها ديك هرم ال تخرقه سكين وال يؤثر فيه ضرس‪ ،‬فأخذ كسرة خبز‬ ‫فخاض بها مرقته‪ ،‬وقلب جميع ما في القصعة‪ ،‬ففقد الرأس‪ ،‬فبقي مطرقاً ساعة‪ ،‬ثم رفع رأسه وقال للطباخ‪ :‬أين‬ ‫الرأس؟ فقال‪ :‬رميتُ به‪ ،‬قال‪ :‬ولم؟ قال‪ :‬ظننت أنك ال تأكله‪ ،‬فقال‪ :‬لبئس ما ظننت‪ ،‬ويحك هّ‬ ‫والل وإني ألمقت من‬ ‫يرمي برجليه فكيف من يرمي رأسه‪ ،‬والرأس رئيس‪ ،‬وفيه الحواس األربع‪ ،‬ومنه يصيحُ‪ ،‬ولوال صوته لما فضل‪،‬‬ ‫وفيه عرفه الذي يتبرك به‪ ،‬وفيه عيناه اللتان يضرب بهما المثل فيقال‪ :‬شراب كعين الديك‪ ،‬ودماغه عجب لوجع‬ ‫الكليتين‪ ،‬ولم ير عظم قط أهش من عظم رأسه‪ ،‬أوما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق؟‬ ‫فإن كان قد بلغ من نبلك أنك ال تأكل فانظر أين هو‪ ،‬قال‪ :‬هّ‬ ‫والل ال أدري أين هو‪ ،‬رميت به‪ ،‬قال‪ :‬لكني أدري أين‬ ‫هو‪ ،‬رميت به في بطنك هّ‬ ‫فالل حسبك‪.‬‬

‫�أخبار رابعة العدوية‬

‫من وصايا رابعة العدوية‪ :‬اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم‪ .‬وقالت ألبيها‪ :‬يا أبة‪ ،‬لست أجعلك في‬ ‫حب من حرام تطعمينه‪ ،‬فقال لها‪ :‬أرأيت إن لم أجد إال حراماً؟ قالت‪ :‬نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن‬ ‫نصبر في اآلخرة على النار‪ .‬وكانت إذا جن عليها الليل قامت إلى سطح لها ثم نادت‪ :‬إلهي هدأت األصوات‬ ‫وسكنت الحركات وخال كل حبيب بحبيبه‪ ،‬وقد خلوت بك أيها المحبوب‪ ،‬فاجعل خلوتي منك في هذه الليلة‬ ‫عتقي من النار‪.‬‬ ‫ولقي سفيان الثوري رابعة ـ وكانت مزرية الحال ـ فقال لها‪ :‬يا أم عمرو أرى حا ًال رثة فلو أتيت جارك فالناً‬ ‫لغير بعض ما أرى‪ ،‬فقالت له‪ :‬يا سفيان وما ترى من سوء حالي؟ ألست على اإلسالم فهو العز الذي ال ذل معه‬ ‫والغني الذي ال فقر معه واألنس الذي ال وحشة معه؛ واهلل إني ألستحيي أن أسأل الدنيا من يملكها فكيف‬ ‫أسألها من ال يملكها؟ فقال سفيان وهو يقول‪ :‬ما سمعت مثل‬ ‫هذا الكالم‪ .‬وقالت رابعة لسفيان‪ :‬إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب‬ ‫يوم ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت‬ ‫تعلم فاعمل‪.‬‬ ‫كان أبو سليمان الهاشمي له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين‬ ‫ألف درهم‪ ،‬فبعث إلى علماء البصرة يستشيرهم في امرأة يتزوجها‬ ‫فأجمعوا على رابعة العدوية فكتب إليها‪ :‬أما بعد فإن ملكي‬ ‫من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم وليس يمضي إال‬ ‫قليل حتى أتمها مائة ألف إن شاء اهلل‪ ،‬وأنا أخطبك نفسك‪ ،‬وقد‬ ‫بذلت لك من الصداق مائة ألف وأنا مصير إليك من بعد أمثالها‪،‬‬ ‫فأجيبيني‪ ،‬فكتبت إليه‪ :‬أما بعد فإن الزهد في الدنيا راحة القلب‬ ‫والبدن‪ ،‬والرغبة فيها تورث الهم والحزن‪ ،‬فإذا أتاك كتابي فهيء‬ ‫زادك وقدم لمعادك‪ ،‬وكن وصي نفسك وال تجعل وصيتك إلى‬ ‫غيرك‪ ،‬وصم دهرك واجعل الموت فطرك‪ ،‬فما يسرني أن اهلل‬ ‫خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين والسالم‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ب�شار و�سامل‬

‫كان سالم الخاسر ماجناً يتظاهر بالخالعة والفسق‪ ،‬قدم بغداد ومدح المهدي والهادي والبرامكة‪ ،‬وكان من‬ ‫الشعراء المجيدين من تالمذة بشار بن برد‪ .‬سميّ الخاسر لكونه باع مصحفاً واشترى بثمنه طنبوراً‪.‬‬ ‫اشتهر شعره حتى صار يقول أرقّ من شعر بشّار‪ .‬وكان بشّار قد قال‪:‬‬ ‫من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز ّ‬ ‫بالطيبات الفاتك ال ّلهجُ‬ ‫وقال سالم‪ :‬من راقب الناس مات غماً وفاز ّ‬ ‫باللذة الجسور‬ ‫فغضب بشار وقال‪ :‬ذهب هّ‬ ‫والل بيتي‪ ،‬يأخذ المعاني التي تعبت فيها فيكسوها ألفاظاً أخفّ من ألفاظي‪ ،‬ال‬ ‫أرضى عنه‪ ،‬فما زالوا يسألونه حتى رضي عنه‪.‬‬ ‫وقال أبو معاذ النميري‪ :‬رأيت بشاراً لما قال هذا البيت وهو يلهج به كثيراً‪ :‬من راقب الناس لم يظفر‬ ‫بحاجت‪ ...‬البيت‬ ‫قلت يا أبا معاذ‪ ،‬قد قال سالم الخاسر بيتاً في هذا المعنى هو أخف من هذا‪ ،‬وأنشدته‪:‬‬ ‫من راقب الناس مات غمّاً‬ ‫والل بيتي‪ ،‬هّ‬ ‫قال‪ :‬ذهب هّ‬ ‫والل ال أكلت اليوم شيئاً وال صمت‪.‬‬ ‫وكانت وفاة سالم المذكور سنة كذا وثمانين ومائة‪.‬‬

‫�أخبار الأعم�ش‬ ‫هو أبو محمد سليمان بن مهران مولى بني كاهل من ولد أسد المعروف باألعمش الكوفي اإلمام‬ ‫المشهور‪.‬‬ ‫جرى بينه وبين زوجته كالم‪ ،‬وكان يأتيه رجل يقال له أبو ليلى مكفوف فصيح يتكلم باإلعراب يتط ّلب‬ ‫الحديث منه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا ليلى‪ ،‬امرأتي نشزت علي وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي‬

‫عندهم‪ ،‬فدخل عليها وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال‪ :‬يا بنتاه إن هّ‬ ‫الل قد أحسن قسمتك‪ ،‬هذا شيخنا وسيدنا‬ ‫وعنه نأخذ أصل ديننا وحاللنا وحرامنا فال يغرنك عموشة عينيه وال حموشة ساقيه‪ ،‬فغضب األعمش وقال‪ :‬يا‬ ‫أعمى يا خبيث‪ ،‬أعمى هّ‬ ‫الل قلبك كما أعمى عينيك‪ ،‬قد أخبرتها بعيوبي كلها‪ ،‬اخرج من بيتي‪.‬‬ ‫وأراد إبراهيم النخعي أن يماشيه فقال األعمش‪ :‬إن الناس إذ رأونا معاً قالوا‪ :‬أعور وأعمش‪ ،‬قال النخعي‪ :‬وما‬ ‫عليك أن نؤجر ويأثموا؟ فقال له األعمش‪ :‬وما عليك أن يسلموا ونسلم؟‬ ‫وجاء رجل يطلبه في منزله ووصل وقد خرج مع امرأته إلى المسجد فجاء فوجدهما في الطريق فقال‪:‬‬ ‫األعمش‪ :‬هذه‪ ،‬وأشار إلى المرأة‪.‬‬ ‫ودخل الحمام يوماً وجاء رجل حاسر‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬متى ذهب بصرك؟‬ ‫فقال‪ :‬مذ بدت عورتك‪.‬‬ ‫قال محمد بن حميد‪ ،‬حدثنا جرير قال‪ :‬جئنا األعمش يوماً فوجدناه قاعداً في ناحية فجلسنا في ناحية‬ ‫أخرى وفي الموضع خليج من ماء المطر‪ ،‬فجاء األعمش ٌ‬ ‫رجل عليه سواد‪ ،‬فلما بصر باألعمش وعليه فروة حقيرة‬ ‫قال‪ :‬قم فأعبرني هذا الخليج‪ ،‬وجذب يده وأقامه وركبه وقال‪{:‬سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين}‬ ‫(الزخرف‪ )١٣:‬فمضى به األعمش حتى توسط به الخليج فرمى به وقال‪{ :‬رب أنزلني منز ًال مباركاً وأنت خير‬ ‫المنزلين} (المؤمنون‪ )٢٩:‬ثم خرج وترك األسود يخبط في الماء‪.‬‬ ‫وكان األعمش إذا رأى ثقي ً‬ ‫ال قال‪ :‬كم غرضك تقيم في هذه البلدة؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان لطيف الخلق مزاحاً‪ ،‬جاءه أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه‪ ،‬فخرج إليهم‪ ،‬وقال لوال أن في منزلي‬ ‫من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت إليكم‪.‬‬ ‫وقال له داود بن عمر الحائك‪ :‬ما تقول في الصالة خلف الحائك؟ فقال‪ :‬ال بأس بها على غير وضوء‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ما تقول في شهادة الحائك؟ فقال‪ :‬تقبل مع عدلين‪ .‬ويقال إن اإلمام أبا حنيفة رضي هّ‬ ‫الل عنه عاده يوماً في‬ ‫مرضه‪ّ ،‬‬ ‫فطول القعود عنده‪ ،‬فلما عزم على القيام قال له‪ :‬ما كأني إال‬ ‫ثقلت عليك‪ ،‬فقال‪ :‬هّ‬ ‫والل إنك لتثقل عليّ وأنت في بيتك‪ .‬وعاده أيضاً‬ ‫جماعة فأطالوا الجلوس عنده فضجر منهم‪ ،‬فأخذ وسادته وقام وقال‪:‬‬ ‫شفى هّ‬ ‫الل مريضكم بالعافية؛ وقيل عنده يوماً‪ :‬قال (ص)‪« :‬من نام عن‬ ‫قيام الليل بال الشيطان في أذنه» فقال‪ :‬ما عمشت عيني إال من بول‬ ‫الشيطان في أذني‪ .‬وكانت له نوادر كثيرة‪.‬‬

‫لو �سئل الك�سائي لأجاب‬ ‫قال محمد بن الحسن األزدي‪ :‬حدّثنا أبو حاتم السجستاني قال‪:‬‬ ‫وفد علينا عامل من أهل الكوفة ولم أر في عمال السلطان أبرع منه‪،‬‬ ‫فدخلت عليه مس ّلماً فقال لي‪ :‬يا سجستاني‪ ،‬من علماؤكم بالبصرة؟‬ ‫قلت‪ :‬الزيادي أعلمنا بعلم األصمعي‪ ،‬والمازني أعلمنا بالنحو‪ ،‬وهالل‬ ‫الرأي أفقهنا‪ ،‬والشاذكوني من أعلمنا بالحديث‪ ،‬وأنا ـ رحمك هّ‬ ‫الل ـ‬ ‫أنسب إلى علم القرآن‪ ،‬وابن الكلبي من أكتبنا للشروط‪ .‬قال؛ فقال‬ ‫لكاتبه‪ :‬إذا كان غداً فاجمعهم إليّ‪ ،‬قال‪ :‬هل يجزي في كفارة الطهارة عتق عبد أعور؟ قال المازني‪ :‬لست صاحب‬ ‫فقه‪ ،‬أنا‪ ،‬صاحب عربية‪ ،‬قال‪ :‬يا زياديّ‪ ،‬كيف يكتب بين بعل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟ قال‪ :‬ليس‬ ‫هذا من علمي‪ ،‬هذا من علم هالل الرأي‪ ،‬قال‪ :‬يا هالل‪ ،‬كم أسند ابن عون عن الحسن؟ قال‪ :‬ليس هذا من‬ ‫علمي‪ ،‬هذا من علم الشاذكوني‪ ،‬قال‪ :‬يا شاذكوني‪ ،‬من قرأ‪ { :‬أال أنهم يثنون صدورهم} (هود‪ ،)5:‬قال‪ :‬ليس‬ ‫هذا من علمي‪ ،‬هذا من علم أبي حاتم‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا حاتم‪ ،‬كيف تكتب كتاباً إلى أمير المؤمنين تصف خصاصة‬ ‫أهل البصرة وما أصابهم بي وتسأله النظر بالبصرة؟ قلت‪ :‬لست صاحب براعة وكتابة‪ ،‬أنا صاحب قرآن؛ قال‪ :‬ما‬ ‫أقبح بالرجل يتعاطى العلم خمسين سنة ال يعرف إال فناً واحداً حتى إذا سئل عن غيره لم يحل فيه ولم يمر‪ ،‬لكن‬ ‫عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن هذا كله ألجاب‪.‬‬

‫القا�ضي �شريح امل ّزاح‬ ‫كان القاضي شريح مزّاحاً‪ ،‬دخل عليه عديّ بن أرطأة فقال له‪ :‬أين أنت أصلحك هّ‬ ‫الل؟ فقال‪ :‬بينك وبين‬ ‫الحائط‪ ،‬قال‪ :‬استمع مني‪ ،‬قال‪ :‬قل أسمع‪ ،‬قال‪ :‬إني رجل من أهل الشام‪ ،‬قال‪ :‬مكان سحيق‪ ،‬قال‪ :‬تزوجت عندكم‪،‬‬ ‫قال‪ :‬بالرفاء والبنين‪ ،‬قال‪ :‬وأردت أن أرحلها‪ ،‬قال‪ :‬الرجل أحق بأهله‪ ،‬قال وشرطت لها دارها‪ ،‬قال‪ :‬الشرط أملك‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فاحكم اآلن بيننا‪ ،‬قال‪ :‬قد فعلت‪ ،‬قال‪ :‬فعلى من حكمت؟ قال‪ :‬على ابن أمك‪ ،‬قال‪ :‬بشهادة من؟ قال‪:‬‬ ‫بشهادة ابن أخت خالتك‪.‬‬ ‫وكان أعلم الناس بالقضاء‪ ،‬ذا فطنة وذكاء ومعرفة وعقل ورصانة‪ ،‬قال ابن عبد البر‪ :‬وكان شاعراً محسنا‪ً،‬‬ ‫وهو أحد السادات الطلس‪ ،‬وهم أربعة‪ :‬عبد هّ‬ ‫الل بن الزبير‪ ،‬وقيس بن سعد بن عبادة‪ ،‬واألحنف بن قيس الذي‬ ‫يضرب به المثل في الحلم‪ ،‬والقاضي شريح المذكور‪ .‬األطلس‪ :‬الذي ال شعر في وجهه‪.‬‬ ‫وعن الشعبي قال‪ :‬شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رج ً‬ ‫ال فأرسلت عينيها فبكت‪ ،‬فقلت أنا‪ :‬ما أظن هذه‬ ‫البائسة إال مظلومة‪ ،‬فقال‪ :‬يا شعبي إن إخوة يوسف عليه السالم جاءوا أباهم عشاء يبكون‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪825‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)731‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫«االستعمار اإلسباني بالمنطقة الخليفية»‬

‫ال شك أن دراسة تطور أوضاع منطقة شمال المغرب خالل عقود النصف األول من‬ ‫القرن ‪ ،20‬قد ظلت مجاال بكرا وحقال مشرعا أمام تطلعات الباحثين المغاربة واإلسبان‪،‬‬ ‫بهدف فهم طبيعة التحول الذي ميز نسق تساكن المكونات الداخلية للدولة وللمجتمع‬ ‫المغربيين بهذه الجهة‪ ،‬سواء في إطار عالقاتها مع بعضها البعض‪ ،‬أم في إطار عالقاتها‬ ‫المتوترة مع إسبانيا‪« ،‬الجار المقلق» الذي استطاع أن يصبح متحكما في المسار العام‬ ‫لتطورات األوضاع بالمنطقة‪ ،‬على األقل منذ سنة ‪ ،1859‬تاريخ هزيمة المغاربة أمام‬ ‫اإلسبان في معركة تطوان الشهيرة‪ .‬وإذا كان موضوع تطور العالقات المغربية اإلسبانية‬ ‫قد ظل يحظى براهنيته المطلقة بالضفتين المغربية واإلسبانية‪ ،‬فالمؤكد أن تدافع‬ ‫األحداث الراهنة في إطار تنازع الملفات العالقة في عالقة الدولتين ببعضهما البعض‪،‬‬ ‫قد ساهم في توجيه قطاعات واسعة من الرأي العام نحو االنفتاح على قضايا العالقات‬ ‫المغربية اإلسبانية‪ ،‬من زوايا متعددة‪ ،‬منها ما يشكل امتدادا لألجواء الكولونيالية‪ ،‬ومنها‬ ‫ما ينحو نحو استثمار ضغط الماضي من أجل تأجيج تناقضات الراهن‪ ،‬ثم منها من يسعى‬ ‫إلى االحتكام لصوت الضمير العلمي قصد بلورة رؤى رصينة ومنسجمة مع منطق القبول‬ ‫المتبادل بقيم التساكن والتجاور والتجاوز‪ .‬وفي هذا اإلطار األخير‪ ،‬عرف مجال النشر العلمي‬ ‫المتخصص تدفقا كبيرا‪ ،‬ازدادت وتيرته بشكل الفت خالل السنوات القليلة الماضية‪،‬‬ ‫بعد أن أضحى الموضوع يغري باحثي الضفتين بالخوض في دهاليزه‪ ،‬قصد تحقيق‬ ‫التصالح المنشود مع عطاء التراث التاريخي المغربي اإليبيري المشترك‪ ،‬سياسيا وثقافيا‬ ‫وجيوستراتيجياوهوياتيا‪.‬‬ ‫في إطار هذا االهتمام المتجدد‪ ،‬يندرج صدور كتاب «االستعمار اإلسباني بالمنطقة‬ ‫الخليفية ‪ :‬بين آليات التدخل ومخطط الهيمنة ( ‪ ،») 1956 – 1912‬لمؤلفه خالد بويقران‪،‬‬ ‫خالل سنة ‪ ،2015‬في ما مجموعه ‪ 302‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‪،‬‬ ‫محاولة جريئة القتحام حقل ألغام مجاالت التدخل االستعماري اإلسباني الذي كان‬ ‫يستهدف تفكيك بنية الدولة والمجتمع بالمنطقة الخليفية‪ ،‬في أفق تطويعها وتوجيهها‬ ‫إلشباع نهم النظام الكولونيالي اإلسباني الجريح‪ ،‬عقب فقدانه آلخر مستعمراته بكوبا‬ ‫وبالفلبين عند نهاية القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬لقد جسد النظام اإلداري اإلسباني‬ ‫بشمال المغرب محاولة صريحة لتجاوز األعطاب النفسية التي حملتها إسبانيا الضعيفة‬ ‫مقارنة مع اإلمبرياليات الفرنسية واإلنجليزية الزاحفة‪ ،‬كما شكلت محاولة إلنقاذ ماء الوجه أمام تناقضات الداخل وبداية‬ ‫اهتزاز مكانة النظام الملكي داخل الدولة‪ ،‬وأمام تصاعد المد الفاشي الديكتاتوري الذي جسدته ديكتاتورية بريمو دي‬ ‫ريفيرا أوال‪ ،‬ثم ديكتاتورية فرانكو ثانيا‪ .‬فكانت الساحة المغربية واجهة مشرعة للحسم في الخيارات السياسية اإلسبانية‬ ‫الداخلية‪ ،‬وكانت اإلدارة اإلسبانية بالشمال إحدى أهم األذرع المتحكمة في مختلف اتجاهات هذه الخيارات‪ .‬لذلك‪ ،‬ظل‬ ‫الباحثون والمؤرخون يعتبرون هذه اإلدارة مدخال ال يمكن تجاوزه عند دراسة مجمل أشكال التدافع السياسي التي عرفتها‬ ‫إسبانيا خالل عقود النصف األول من القرن الماضي‪ ،‬إلى جانب أنها كانت عناصر ناظمة لنسق التحوالت التي عرفتها منطقة‬ ‫الشمال نفسها‪ ،‬سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا‪.‬‬ ‫ولقد حاولت دراسة خالد بويقران مقاربة بنية هذه «العناصر الناظمة» في إطار رؤية تاريخية تصنيفية‪ ،‬لخص المؤلف‬ ‫أهم أبعادها في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال ‪ « :‬تطلب فهم النموذج االستعماري الذي قادته إسبانيا في المنطقة الخليفية‬ ‫خالل الفترة الممتدة ما بين سنة ‪ 1912‬و‪ 1956‬دراسة وصفية تحليلية للتطور الذي عرفته أجهزة الحماية اإلسبانية‪،‬‬ ‫لكونها المهيمنة على ساحة القرار السياسي والعسكري‪ ،‬إذ يظهر الجانب التحولي التطوري في طبيعة الموضوع نفسه‪.‬‬ ‫وهو ما يتطلب الوقوف على جرد ووصف هذه األجهزة‪ ،‬ورصد تغيراتها مع تقدم عمل الحماية في المنطقة الخليفية‪ ،‬ارتباطا‬ ‫بالتذبذب والتقلب الذي عرفه النظام السياسي في المتربول‪ .‬جعل ذلك الوضع االستعماري في المغرب متحوال‪ ،‬بل مرتبطا‬ ‫ورهينا بالوضع الداخلي اإلسباني‪ .‬فمع تنحي الملكية دخلت إسبانيا في دوامة من االضطرابات واألزمة الداخلية‪ ،‬حيث لم‬ ‫تنجح الديكتاتورية العسكرية للجنرال ميغيل بريمو دي ريفيرا‪ ،‬وال النظام الجمهوري في تحقيق االستقرار‪ .‬ومن هنا كان‬ ‫هذا العمل محاولة لفك طالسم معادلة الوجود اإلسباني على أرض المغرب‪ ،‬بالتعمق في خبايا استراتيجية عمل مؤسسة‬ ‫الحماية‪ ،‬ذي العالقة الوثيقة بسياسة إسبانيا في شقها االستعماري ‪ ( » ...‬ص‪.) 6 .‬‬ ‫ولالستجابة ألفق هذا المطلب المقارباتي في التصنيف والتجميع‪ ،‬حرص المؤلف على توزيع عمله بين بابين مركزيين‪،‬‬ ‫إلى جانب فصول تجزيئية سعت إلى مقاربة بنية اإلدارة االستعمارية اإلسبانية بالمنطقة الخليفية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اهتم‬ ‫الباب األول بالبحث في آليات التدخل االستعماري اإلسباني بشمال المغرب‪ ،‬من خالل رصد وسائل التغلغل الكولونيالي‬ ‫مثل المسح الخرائطي وأجهزة المراقبة وتكوين المترجمين والمستعربين‪ .‬وفي الباب الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف للتعريف‬ ‫باألجهزة الخدماتية التي اعتمدت عليها اإلدارة اإلسبانية في تغلغلها بالشمال‪ ،‬وعلى رأسها أنظمة التعليم والخدمات‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬ ‫الصحية والنظام القضائي‪ .‬وقد اعتمد المؤلف في ذلك‪ ،‬نهجا توثيقيا‪ ،‬استند إلى مجموعة‬ ‫من الوثائق ومن المصنفات اإلسبانية ذات الصلة بموضوع البحث‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬إنجاز‬ ‫دراسة هامة ال شك وأنها تساهم في إعادة تحيين إبداالت ماضي منطقة الشمال‪ ،‬في أفق‬ ‫تحويلها إلى موضوع متجدد‪ ،‬في قضاياه وفي أسئلته وفي مقارباته وفي آليات البحث في‬ ‫خباياه وتفكيك بناه‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ومع التأكيد على كل القيم المضافة التي يقدمها الكتاب لمجال البحث العلمي‬ ‫المتخصص في ماضي منطقة الشمال‪ ،‬فالعمل يثير العديد من المالحظات والتساؤالت‬ ‫المرتبطة بمنهجية التجميع والتصنيف واالستثمار بالنسبة للمادة الخام التي تم توظيفها‬ ‫في الكتاب‪ .‬ترتبط أولى المالحظات المثارة بهذا الخصوص‪ ،‬بغياب كلي للعديد من األسماء‬ ‫المغربية واإلسبانية التي راكمت أعماال تأسيسية حول التجربة الكولونيالية اإلسبانية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬مثلما هو الحال – على سبيل المثال ال الحصر – مع أعمال كل من عبد المجيد‬ ‫بن جلون وامحمد بنعبود ومحمد الشريف ومصطفى المرون ومحمد العربي المساري وماريا‬ ‫روزا دي مادرياغا وعلي بولربح وجان وولف ومحمد األمين البزاز‪ ،‬إلى جانب غياب االستثمار‬ ‫العلمي لرصيد اإلصدارات الصحفية بمنطقة الشمال من خالل منابرها اإلعالمية الكبرى‬ ‫مثل جريدة «الحرية» أو جريدة «الحياة» أو مجلة «السالم» أو جريدة «الوحدة المغربية»‪،‬‬ ‫ثم غياب االستثمار التأصيلي ألعمال الرواد الذين صنعوا األحداث بالمغرب الخليفي خالل‬ ‫عهد االستعمار‪ ،‬مثلما هو الحال مع أعمال محمد داود وعبد اهلل كنون وعبد الخالق الطريس‬ ‫ومحمد المكي الناصري والتهامي الوزاني والفقيه محمد المرير ‪ ...‬أضف إلى ذلك‪ ،‬ارتكاز‬ ‫البحث إلى رؤية تجميعية تقنية اهتمت بما وفرته البيبليوغرافيا اإلسبانية فقط‪ ،‬مع التغاضي‬ ‫عن مجاالت أخرى لالستقطاب‪ ،‬مثل المؤسسات الثقافية والرياضية والفنية‪ ،‬ونستدل في هذا‬ ‫الباب – على سبيل المثال ال الحصر – بمسرح سربانطيس بطنجة وبمسرح إسبانيول بتطوان‬ ‫وبمسرح مكالي بأصيال وبمسرح أبينيدا بالعرائش‪ ،‬إلى غير ذلك من المؤسسات المتعددة‬ ‫التي أنجزت حولها دراسات هامة ساهمت في الكشف عن حقيقة وظائفها المركبة في مشروع‬ ‫االستقطاب االستعماري اإلسباني بالمغرب‪.‬‬ ‫وحتى بالنسبة للكتابات المرجعية الخاصة بأنظمة االستقطاب االستعماري اإلسباني‪ ،‬فإن المؤلف لم يستغل أعمالها‬ ‫إال بشكل جزئي وفي إطار ضيق جدا‪ ،‬مثلما هو الحال مع طريقة استغالله لنتائج أعمال كل من محمد بن عزوز حكيم وعبد‬ ‫العزيز خلوق التمسماني وبرنابي لوبيث‪ ،‬بل إن موسوعة «معلمة المغرب» بما احتوته من توثيق دقيق للكثير من أعالم‬ ‫الشمال‪ ،‬لم تنل إال اهتماما ضيقا من قبل المؤلف‪ ،‬وهو االهتمام الذي لم يشمل إال الجزء رقم ‪ 15‬من المعلمة المذكورة‪،‬‬ ‫حسب ما أشار المؤلف إلى ذلك في الئحة بيبليوغرافيته المرفقة‪ .‬ونفس األمر ينطبق على تعامل المؤلف مع منشورات كلية‬ ‫اآلداب بتطوان ومع منشورات الجمعيات المهتمة وعلى رأسها جمعية «تطاون أسمير»‪ ،‬إلى جانب اإلهمال الكلي لرصيد‬ ‫المجالت العلمية المتخصصة‪ ،‬سواء خالل عهد االستعمار أم خالل زماننا الراهن‪ ،‬مثلما هو الحال مع دورية «تامودا» أو‬ ‫مع مجلة «كتامة» أو مع دورية «مجلة دار النيابة» أو مع دورية « الوثائق الوطنية» التي كان يصدرها المرحوم محمد بن‬ ‫عزوز حكيم‪... ،‬‬ ‫وإذا أضفنا إلى ذلك‪ ،‬تغييب المؤلف – بشكل كامل – لرصيد الوثائق المحلية الموزعة بين العائالت والمهتمين‬ ‫واإلطارات الثقافية والعلمية‪ ،‬أمكن القول إن الكتاب يقدم رؤية إسبانية لبنية النظام اإلداري االستعماري بالشمال‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن تقاطعاته الهيكلية التي بلورها المغاربة في إطار سعيهم إلجهاض المشروع الكولونيالي اإلسباني ببالدنا‪ .‬فمثلما‬ ‫لم نقف في الكتاب على المحددات الكبرى لمعالم هذا المشروع الهيمني‪ ،‬مادام المؤلف قد نحا نحو تكريس مبدأ غياب‬ ‫معالم واضحة لهذا المشروع‪ ،‬فقد ظل الكتاب يردد أحكاما عامة عبارة عن تجميعات كمية لمعطيات معروفة ومتداولة بين‬ ‫الباحثين بما فيهم غير المتخصصين في تاريخ شمال المغرب‪ ،‬في غياب الكثير من األسئلة المركبة حول وظائف الجهاز‬ ‫اإلداري وتأثيراته القائمة والمفترضة وأشكال التفاعل المغربي مع هذه التأثيرات‪.‬‬ ‫فما الجديد الذي يقدمه هذا العمل ؟ وهل استطاع أن يضيف اجتهادات نوعية لحصيلة التراكم العلمي المنجز إلى حد‬ ‫اآلن ؟ أسئلة مشروعة تثيرها القراءة المتأنية لمضامين الكتاب‪.‬‬

‫انطالق برنامج «مدرستي قيم وإبداع» بمدرسة موالي يوسف بطنجة‬ ‫تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض‬ ‫بالمنظومة التربوية وكذا تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم‬ ‫والتكنولوجيا والفن والرياضة واألنشطة التربوية‪ ،‬وبغية تحفيز‬ ‫ملكاتهم اإلبداعية والخالقة في هذه المجاالت‪ ،‬وكذا تمكينهم‬ ‫من التعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم‬ ‫المجتمع والمساهمة بدور ريادي في التنمية المجتمعية‪ ،‬وتحت‬ ‫إطار برنامج طنجة الكبرى في شقه الثقافي والتربوي والبيئي‬ ‫والرياضي‪ ،‬فقد تم إعطاء االنطالقة خالل الحفل االفتتاحي‬ ‫لبرنامج «مدرستي قيم وإبداع» تحت شعار « التربية البيئية‬ ‫دعامة لالرتقاء بالتلميذ» بمدرسة موالي يوسف ببئر الشفا ببني‬ ‫مكادة بطنجة يوم السبت ‪ 13‬فبراير‪ 2016‬ابتداء من الساعة‬ ‫الخامسة مساء‪.‬‬ ‫و قد حضر حفل االنطالق السيد رشيد ريان المكلف‬ ‫بتسيير األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‬ ‫تطوان بمعية السيد جمال سالمة رئيس القسم االجتماعي‬ ‫بوالية طنجة ممثل والية جهة طنجة تطوان الحسيمة والسيد‬ ‫محمد بركان النائب اإلقليمي لنيابة وزارة التربية الوطنية طنجة‬ ‫أصيلة ورئيسي فدراليتي االبتدائي واإلعدادي‪ ،‬إلى جانب حضور‬ ‫رؤساء المصالح والمكاتب بنيابة طنجة أصيلة ورئيس الدائرة‬ ‫وقائد المنطقة وأطر والية طنجة‪ ،‬وبعض فعاليات المجتمع المدني ‪.‬‬ ‫في البداية تم أداء النشيد الوطني من طرف التالميذ‪ ،‬تاله إلقاء كلمة انطالقة البرنامج التنشيطي باسم تالميذ‬ ‫المؤسسات التعليمية من طرف تلميذة من مدرسة موالي يوسف ‪،‬و بعد ذلك تفقد الوفد األوراش الفنية والثقافية‬ ‫والبيئية داخل عشرين قسم دراسي احتضن ورشات تربوية وفنية وإبداعية مختلفة‪.‬‬ ‫و بالموازاة فقد تمت انطالقة البرنامج في جميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية الحضرية والقروية‬ ‫والذي سيمتد من ‪ 13‬فبراير إلى غاية ‪ 14‬ماي ‪.2016‬‬ ‫ويأتي هذا البرنامج‪ ،‬المنظم بشراكة بين والية جهة‪-‬طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة واألكاديمية الجهوية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني‪ ،‬ونيابة وزارة التربية والتكوين المهني بعمالة طنجة‪-‬أصيلة‪ ،‬وفدراليتي أمهات وآباء تالميذ‬ ‫مؤسسات التعليم االبتدائي والثانوي اإلعدادي‪ ،‬تعزيزا النخراط الشباب في المجتمع وفتح المجال أمامهم لفهم الواقع‬

‫وتحليله والتعبير عن مواقفهم تجاه المواضيع واالنشغاالت العامة‪،‬‬ ‫وذلك باستيعاب واستبطان التعلمات والقدرات الشخصية وتوظيفها‬ ‫ليكونوا فاعلين ومؤثرين في المجتمع‪.‬‬ ‫ويدخل هذا البرنامج كذلك في سياق تفعيل التدابير ذات‬ ‫األولوية وتنزيل لإلستراتيجية الوطنية إلصالح التعليم‪ ،‬ويشمل‬ ‫البرنامجمسابقاتبينتالميذجميعالمؤسساتالتعليميةفيمجاالت‬ ‫«الرسم والتشكيل‪ ،‬البيئة والتنمية المستدامة ‪،‬المسرح ‪،‬األدب‬ ‫والشعر والقصة‪ ،‬تجويد القرآن الكريم‪ ،‬الموسيقى والمجموعات‬ ‫الصوتية‪ ،‬الرياضة‪ ،‬إلى جانب المواهب الفنية الفردية ‪.‬‬ ‫هذا ويهدف برنامج « مدرستي قيم وإبداع» إلى تشجيع‬ ‫التالميذ على المشاركة في إبراز مواهبهم الفنية والرياضية‬ ‫وتحفيزهم على االنخراط الفعال والمبدع في تأثيث وتجميل فضاءات‬ ‫المؤسسة وحجراتها الدراسية‪،‬و امتالك السلوك المدني والتطبع على‬ ‫قيم المواطنة ‪.‬‬ ‫و يروم هذا البرنامج إرساء دينامية للتنافس بين التالميذ‬ ‫والمؤسسات التعليمية بطنجة من أجل تشجيع التميز وتثمين القيم‬ ‫واإلبداع ‪.‬‬ ‫وستشارك ثالثمائة وستون مؤسسة تعليمية عمومية وخصوصية في هذه الفعاليات تم توزيعها على ‪ 15‬مجموعة‬ ‫لتتبارى فيما بينها في مجاالت متعددة‪.‬‬ ‫ويتخذ البرنامج كل سنة موضوعا يعالج القضايا والمستجدات التي تهم المجتمع ككل‪.‬‬ ‫وتهتم فعاليات برنامج التنشيط المدرسي «مدرستي قيم وإبداع» في دورته األولى بالمجال البيئي لما تكتسيه‬ ‫البيئة من أهمية كبيرة بغية تعزيز وعي تالميذ المؤسسات التعليمية بالقضايا والمشكالت البيئية وكذا ضرورة إسهامهم‬ ‫في نشر الوعي بأهمية المحافظة عليها واالعتناء بالجوانب البيئية في الفضاءات المدرسية ‪.‬‬ ‫وتتخلل هذا البرنامج فعاليات تثقيفية وترفيهية ورياضية ومجتمعية تتمحور حول موضوع البيئة من أجل فتح المجال‬ ‫لكافة التالميذ من أجل المشاركة إلبراز وصقل هواياتهم وميوالتهم وإبداعاتهم ‪.‬‬

‫أحمد العمراني‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫العدد ‪825‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)296‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫سجين يلتمس العالج‬ ‫منذ سنوات على وقع‬ ‫األلم !‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫منــذ أواخــر سنة ‪ ،2011‬والسجين محسن‬ ‫القجطيعـــي‪ ،‬المنحــدر من طنجــــة‪ ،‬والمعتقل‬ ‫حاليا بالسجن المحلي " عين عايشة " بمدينة تاونات‪،‬‬ ‫تحت عدد ‪ ،2011 \8157‬يعاني آالما فظيعة على‬ ‫مستوى رجله اليمنى‪ ،‬حيث سبق له أن خضع لعملية‬ ‫جراحية‪ ،‬إلزالة التعفنات من رجله‪ ،‬عندما كان نزيال بسجن الحسيمة‪ ،‬غيرأن وضعه الصحي‬ ‫لم يتحسن‪ ،‬بحكم عدم نجاح عمليته الجراحية هاته‪ ،‬حيث كان المسؤولون قد وعدوه بإجراء‬ ‫عملية جراحية أخرى‪ ،‬بعدما ضربوا له موعدا في غضون سنة‪ ،‬وقاموا ببعض اإلجراءات‬ ‫األولية‪ ،‬لكن سرعان ما توقف كل شيء‪ ،‬وتم نقل السجين المذكور من سجن "الحسيمة"‬ ‫إلى سجن "تاونات" الذي يقبع فيه حاليا في ظروف صحية جد متدهورة‪ ،‬يتألم صباح مساء‪.‬‬ ‫ورغم توجيهه مجموعة من الشكايات إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬تقول والدته في تصريح لجريدة‬ ‫الشمال‪ ،‬وقيامه بخوض إضراب عن الطعام‪ ،‬لعدة مرات‪ ،‬وبعمليتين انتحاريتين فاشلتين‪،‬‬ ‫فإن النتيجة‪ ،‬هي نفسها دائما‪ ،‬أي مقاساته األلم‪ ،‬المصحوب بمعاناته النفسية‪ ،‬وإحباطاته‬ ‫المتواصلة‪ ،‬ألنه ينتمي إلى أسرة فقيرة‪ ،‬وليس له إمكانيات مادية‪ ،‬تسمح له أن يكون مثل‬ ‫بعض السجناء الذين يعرفون كيف يتعاملون داخل المؤسسة السجنية‪ ،‬ويجنبون عنهم‬ ‫أساليب القمع واإلذالل‪ ،‬مما يعني أن لغة الميزوالمحسوبية الزالت مستمرة‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يستهلك الحديث كثيرا حول حقوق السجين واإلنسان‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬دون أن يترجم ذلك على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬فيختفي‪ ،‬تماما‪ ،‬مثل ما يتعرض له النزيل محسن القجطيعي وغيره كثير‪ ،‬من‬ ‫أساليب التماطل واإلهمال والتهميش‪ ،‬بمفهومه الشامل ‪!.‬‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫�إعـالن قانوين و�إداري‬ ‫الجنسيــة عنوانــه ‪ :‬شـارع سيدي محمد بن‬ ‫عبد اهلل رقم ‪ 21‬طنجة مطلوب من جهة أخرى‪.‬‬ ‫لهذه األسبـاب نصرح علنيـا ابتدائيـــا‬ ‫وغيابيــا ‪:‬‬ ‫باإلذن للمدعي البنك العربي في شخص‬ ‫ممثله القانوني بفتح الصندوق الحديدي رقم‬ ‫‪ 29‬الكائن بمقر البنـك العربي بشارع محمد‬ ‫الخامس بطنجة وحيازته‪.‬‬ ‫ونأمر السيد مأمور إجراءات التنفيذ قبل‬ ‫تمكين المدعي من حيازة الصندوق الحديدي‬ ‫المذكور بوصف حالته وجرد كل ما يوجد به‬ ‫وتحديده تحديدا دقيقا توعا ووزنا وقيمة‪.‬‬ ‫وتعيين المنفذ له حارسا عليه مع تحرير‬ ‫محضر قانوني دقيق ومفصل للرجوع إليه عند‬ ‫الحاجة ونأمر بالرجوع إلينا عند قيام أية صعوبة‬ ‫في التنفيذ مع النفاذ المعجل وإبقاء الصادر على‬ ‫المدعي‪.‬‬ ‫وبهذا صدر الحكم في الشهر والسنـة‬ ‫أعاله‪.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬

‫التنسيقية الجهوية لمهنيي‬ ‫اللحوم الحمراء‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫بعد ش���روع المكتب الجهوي‬ ‫للسالمة الصحية للمنتوجات الغذائية‬ ‫بطنجة في تنفيذ قرار مديره العام الغير‬ ‫القانوني‪ ،‬المناقض للتوجيهات السامية‬ ‫لجاللة الملك محمد السادس في مجال‬ ‫التنميةالبشريةومحاربةالفقروالهشاشة‬ ‫االجتماعية وبعد االجتماعات المتتالية‬ ‫للتنسيقية الجهوية لمهنيي اللحوم‬ ‫الحمراء بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫كان آخرها اجتماع مع النائب ااألول لرئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة بمقر الجهة صباح‬ ‫يوم الخميس ‪ 18‬فبراير ‪ ،2016‬لدراسة تداعيات تنفيذ هذا القرار على مهنيي اللحوم الحمراء‬ ‫بحواضر جهتنا‪ ،‬وبعد تسجيل األضرار الحاصلة طيلة الـ‪ 18‬يوما الموالية لتطبيق هذا القرار‪،‬‬ ‫وأمام صمت كل الجهات المعنية بدء بالسيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة الذي تقدمت‬ ‫له التنسيقية بطلب مقابلة عاجلة يوم ‪ 23‬يناير‪ 2016‬وجددت طلب المقابلة العاجلة يوم‬ ‫األربعاء ‪ 17‬فبراير ‪ 2016‬دون جدوى‪ ،‬وال مباالة المكتبين الوطني والجهوي للسالمة الصحية‬ ‫للمنتوجات الغذائية‪ ،‬فإن التنسيقية الجهوية لمهنيي اللحوم الحمراء بجهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬قررت بدء إضراب مفتوح عن العمل لمهنيي اللحوم الحمراء بوالية طنجة ابتداء من‬ ‫صباح يوم ‪ 22‬يناير ‪.2016‬‬ ‫وسيبدأ اإلضراب بالتوقف الكلي عن الذبح يوم اإلثنين ‪ 22‬فبراير من أجل تمكين‬ ‫الجزارين من إنهاء مخزونهم من اللحوم الحمراء من اإلثنين ‪ 22‬إلى األربعاء ‪ 24‬فبراير ‪2016‬‬ ‫ليقفل الجزارون محالتهم التجارية بشكل كلي يوم الخميس ‪ 25‬فبراير ‪.2016‬‬ ‫وعليه تهيب التنسيقية بكل مهنيي اللحوم الحمراء بوالية طنجة االنخراط الجاد‬ ‫المسؤول والتعبئة الشاملة من أجل إنجاح هذه المحطة المصيرية إلسماع صوت مهنيي‬ ‫اللحوم الحمراء بطنجة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫المملكة المغربية‬ ‫وزارة العدل والحريات‬ ‫محكمة اإلستئناف التجارية بفاس‬ ‫المحكمة التجارية بطنجة‬ ‫ملف عدد‪2011/1/100 :‬‬ ‫األوامر االستعجالية‬ ‫أمر رقم‪345 :‬‬ ‫نحن خالد بنكيران قاضي المستعجالت‬ ‫بالمحكمة التجارية بطنجة وبمساعدة سمية‬ ‫المعضاضي كاتبة الضبط‪.‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 21‬من قـانـون إحداث‬ ‫محاكم تجارية أصدرنا األمر اآلتي نصه يوم‬ ‫‪ 2011/06/01‬بين ‪:‬‬ ‫البنك العربي في شخص ممثله القانوني‬ ‫عنوانه ‪ 174 :‬شارع محمد الخامس الدار البيضاء‬ ‫النائب عنـه ‪ :‬ذ‪/‬عبـد الصادق الحنينــي‬ ‫المحامي بطنجة طالب من جهة‪.‬‬ ‫وبين ‪:‬‬ ‫السيد محضر باشي عبد المنعم عراقي‬

‫‪17‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪296‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 825‬ـ الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫يسير‬

‫رئيس ريال مدريد‪ ،‬فلورينتينو بيريث في اتجاه رفض إجراء نهائي كاس‬ ‫ملك غسبانيا في برنابيو من خالل ما تحدث عنه اإلعالم اإلسباني بكون‬ ‫بيريز الزال على الرفض بأن يلعب برشلونة المباراة النهائية في البيرنابيو‬ ‫حتى ال يحتفل المنافس التقليدي هناك حال فاز باللقب‪ ،‬مراعاة لشعور مشجعي الريال‪ .‬وحتى ما‬ ‫يقوم به ميسي من سامفونيات أصبح فضيحة لدى اإلعالم اإلسباني حين وصفت إحدى الصحف‬ ‫هدف ميسي االول امام سيلتا فيجو بالفضيحة‪ .‬وحين تقرأ الخبر ينتابك الضحك من شدة‬ ‫البالدة‪ ،‬ألن الصحفي اعتبر أن ميسي قام بتحريك الكرة لوضعها في مكان مناسب للتسديد‪.‬‬ ‫وحتى ما يقوم به نيمار أصبح بالنسبة إليهم إهانة ألندية إسبانيا‪ .‬وبخصوص طريقة تنفيذ‬ ‫ضربة الجزاء في مباراة سلطا قام البعض بحملة في مدريد للمطالبة بنفي ميسي‪ .‬وسأختم‬ ‫بسؤال بسيط‪ .‬ماذا لو كان ريال مدريد والعبوه يقومون بما يقوم به برشلونة ونجومه حاليا؟‬

‫أحمد محمدينا‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫الرياضة حديثاً (‪)7‬‬

‫على مستوى الدول المتقدمة‪:‬‬ ‫شكلت جماعات لبناء مناهج الرياضيات المعاصرة في العديد من الدول‬ ‫المتقدمةمنها ‪ :‬المجموعة الدراسية للرياضيات المدرسية‪SMSG.)School( ‬‬ ‫‪ Mathematics Study Group‬بدأت عملها في عام ‪ 1958‬م وتضم‬ ‫مجموعة من المتخصصين في الرياضيات في جامعة بيل األمريكية ووضعت‬ ‫منهجا للرياضيات المدرسية يمثل مرحلة تطور للرياضيات في إطار المنهج‬ ‫التقليدي مع إعطائه الروح المعاصرة وقد خضع هذا المنهج – وما زال يخضع –‬ ‫لكثير من التعديالت‪. ‬‬ ‫منظمة التعـــاون والتطـــور االقتصادي بأوروبا‪Organization For : ‬‬ ‫‪ )Economic Cooperation and Development (OECD‬بدأت عملها‬ ‫عام ‪ 1960‬م وقد ضمت النمسا وبلجيكيا وكندا والدانمارك وفرنسا وألمانيا‬ ‫واليونان وأيسلندا وأيرلندا وايطاليا واليابان ولوكسمبرج وهولندا والنرويج‬ ‫والبرتغال وأسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا وإنجلترا وأمريكيا‪ ، ‬وقد أعدت‬ ‫تقارير ودراسات عن تطوير مناهج الرياضيات في التعليم العام ‪ ،‬وكان من بين‬ ‫هذه التقارير منهج متطور للرياضيات وضع كمرجع تستعين به الدول األعضاء‬ ‫وقد تضمن هذا المنهج تغيرات جذرية حول المفاهيم المعاصرة ‪.‬‬ ‫مشروع الرياضيـــات المدرسيــة‪School Mathematics Project : ‬‬ ‫‪ )(SMP‬بدأ العمل فيه بإنجلترا في عام ‪ 1961‬م ‪ ،‬حيث تم وضع منهج للرياضيات‬ ‫المدرسية يمثل مرحلة تطوير للرياضيات في إطار المنهج التقليدي مع إعطائه‬ ‫الروح المعاصرة وإضافة بعض الموضوعات الجديدة ‪ .‬وقد بدأ تطبيق هذا‬ ‫المنهج ابتدأ من األعوام الدراسية ‪62-1963‬م ‪ .‬‬

‫لجنـــة الدول االسكندنافيـــة لتحديث الرياضيـــات المدرسية‪Nordic : ‬‬ ‫‪ )Committee For Modernizing School Mathematics (NCMSM‬بدأت‬ ‫عملها في عام ‪1967‬م ‪ ،‬واشتركت فيها الدول االسكندنافية األربعة وهي‪:‬‬ ‫الدانمارك وفنلندا والنرويج والسويد ‪ ،‬وقد أقرت هذه اللجنة منهجاً للرياضيات‬ ‫المعاصرة كمرجع تستعين به الدول األعضاء ‪ ،‬وقد ظهر هذا المنهج في إطار‬ ‫موحد اختفت فيه االنقسامات التقليدية إلى فروع الحساب والجبر والهندسة‬ ‫والتحليل ‪ ،‬واتضحت فيه المفاهيم المعاصرة التي تدور موضوعاته حولها واحتل‬ ‫فيه الثنائي المرتب (المجموعة ‪،‬البنية )مكانا مركزيا‪.‬‬ ‫مشــــروع الريـــاضيـات المدرسيـــة الشاملــــة‪Comprehensive : ‬‬ ‫‪ )School Mathematics Project (CSMP‬بدأ العمل فيه بجامعة‬ ‫ألينوي‪ Illinois ‬الجنوبية عام ‪1968‬م حيث تم وضع منهج متطور من نوع جديد‬ ‫يعتمد على سلسلة من األنشطة المتنوعة ومجموعة من الوسائل التعليمية‬ ‫المختلة ويقدم برنامجا تعليميا يتضمن التعليم الفردي والجماعي وذلك فيما‬ ‫يخص مرحلتي التعليم األولى والثانية أما المرحلة الثانوية فقد وضع لها منهج‬ ‫متكامل للرياضيات المعاصرة‪0‬‬ ‫مشروع دراسة تطوير منهج الرياضيات بالمرحلة الثانوية‪Secondary: ‬‬ ‫‪School Mathematics Curriculum Improvement Study‬‬ ‫‪ )(SSMCIS‬ظهر في عام ‪1969‬م ‪،‬ويمثل الخطوة الثالثة في طريق تطوير‬ ‫مناهج الرياضيات المدرسية بالواليات المتحدة األمريكية‪،‬وقد قدم هذا المشروع‬ ‫منهجا جديدا متكامال مبنيا على البني‪ Structure‬متمشيا بذلك مع وجهة نظر‬ ‫البورباكيين لكن بصورة مبسطة تتناسب مع رياضيات المدرسة الثانوية‪ .‬‬

‫(يتبع)‬

‫حار�س احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• عشــت صراعــا مع الدفــاع‬ ‫الحسني الجديدي‪ ،‬ما هي في نظرك‬ ‫األسباب ولمن تحمل المسؤولية‪،‬‬ ‫وهل ترى تفسيرا لما حصل؟‬ ‫• • لم يكن هناك مشكل كبير بقدر‬

‫ما كان هناك غياب تواصل‪ .‬مع بداية‬ ‫الموسم حصل سوء تفاهم وانعدام‬ ‫تنسيق بين المدرب والمكتـب المسير‪.‬‬ ‫التحقـت بالتداريـب بصفــة عادية‪،‬‬ ‫كنت اؤدي واجبي على أحسن ما يرام‪،‬‬ ‫خضت مباريات ودية‪ ،‬لكنني تفاجأت‬ ‫في األخير بكون المدرب يلح على‬ ‫المكتب المسير بضرورة االستغناء عن‬ ‫خدماتي‪ ،‬شخصيا أكدت لهم احترامي‬ ‫ألي قرار تقني يأتي من المدرب‪ .‬شريطة‬ ‫احترام حقوقي التي يحملها العقد الذي‬ ‫يربطني بالفريق‪ .‬األمور لم تمر بالشكل‬ ‫الذي كنت أتمناه في بداية األمر‪ ،‬لكن‬ ‫في النهاية أنهينا الخالف بشكل ودي‬ ‫مرضي للجميع‪ ،‬تزامن مع انطالق فترة‬ ‫االنتقاالت الشتوية‪ .‬بالمناسبة أتمنى‬ ‫حظ موفق للدفاع الحسني الجديدي‪.‬‬ ‫وليس لي ما أقوله من هذا الجانب‪.‬‬ ‫مثل هذه القرارات عادية لكنها تتطلب‬ ‫نوعا من الوضوح بين المدرب‪ ،‬المكتب‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫كلمة العدد‬

‫والالعب‪ .‬وال يعقل أن يواضب العب على‬ ‫التداريب مع الفريق وينتظر المكتب‬ ‫المراحل األخيرة من فترة االنتقاالت‬ ‫ليشعرك بضرورة البحث عن فريق‬ ‫بديل‪ .‬الوضوح منذ البداية هو السبيل‬ ‫الوحيد لحل أي مشكل‪ ،‬وانتقال الالعب‬ ‫من فريق آلخر هي سنة اي ممارس‬ ‫للعبة في العالم‪.‬‬

‫• كيف التحقت باتحاد طنجة‪،‬‬ ‫وهل كانت لك عروض أخرى‪ ،‬وكيف‬ ‫هل وجدت األجواء بالفريق؟‬ ‫• • كنت من المهتمين بمسيرة‬

‫اتحاد طنجــة منــذ انطــالق بطـــولـة‬ ‫الموسم الجاري‪ ،‬أتابـع مبارياتـه‪ .‬بعــد‬ ‫فسخ عقدي مع الدفــــاع‪ ،‬تلقيت عدة‬ ‫عروض‪ ،‬فضلــت عرض اتحــاد طنجة‪،‬‬ ‫اقتنعت بمشــروع الفريــق وطموحــه‬ ‫وأهدافه‪ ،‬إضافة إلى وجود مدرب كبير‬ ‫مارست تحت إمرته حين كان مدربا‬ ‫للدفــاع الحسنـــي الجديـــدي‪ .‬مدرب‬ ‫محنك‪ ،‬يتمتع بمصداقية في عمله‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى وجود تركيبة بشرية في‬ ‫المستوى‪ ،‬فريق كبير سيقول كلمته هذا‬ ‫الموسم‪ ،‬أي العب يتمنى حمل قميصه‪.‬‬ ‫وبالنسبة لألجواء‪ ،‬أكيد‪ .‬أجواء طيبة‬

‫جدا‪ ،‬التحقت بالفريق منذ المعسكر‬ ‫المغلق بالجديدة‪ ،‬يتوفر على ترسنة‬ ‫من العبين متمرسين وأسماء وازمة في‬ ‫البطولة الوطنية‪ .‬الجميع يشتغل في‬ ‫أجواء رائعة‪ ،‬محفزة على تألق الفريق‬ ‫ومواصلة النسق التصاعدي الذي حققه‬ ‫في مرحلة الذهاب والذي يرضي بدون‬ ‫شك الجماهير الطنجاوية‪.‬‬

‫• بدون شك تتبعت إقصاء‬ ‫منتخب المحليين منذ الدور األول‬ ‫من بطولة إفريقيـــا‪ ،‬لمن تحمل‬ ‫المسؤولية؟‬ ‫• • تأسفت لطريقة الخروج من هذه‬

‫النهائيات‪ .‬كانت انتكاسة قوية كونها‬ ‫ضربت بمصداقية الالعب المحلي‪.‬‬ ‫ذلك تحصيل حاصل‪ ،‬ال يمكن أن نحمل‬ ‫المسؤولية لشخص بعينه‪ .‬الجامعة‬ ‫وفرت كل الظروف المالئمة للمنتخب‪.‬‬ ‫يجب أن نستوعب الدرس واالشتغال‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬ونستفيد من التحول الذي‬ ‫اصبحت عليه المنتخبات اإلفريقية التي‬ ‫تحسنت تقنيا وبدنيا‪ .‬علينا أن نبحث عن‬ ‫سر هذا التفوق من أجل استعادة توهج‬ ‫المنتخب الوطني وكرة القدم المغربية‬ ‫ككل‪.‬‬

‫شقيقة موراتي تكشف وجهة‬ ‫مورينيو المقبلة‬

‫أشعلت شقيقة ماسيمو موراتي الرئيس‬ ‫السابق لنادي إنتر ميالن‪ ،‬فتيل المراهنات‬ ‫على المهمة المقبلة للمدرب البرتغالي‬ ‫جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لنادي‬ ‫تشيلسي اإلنجليزي‪ .‬مورينيو الذي يتواجد‬ ‫اليوم في مدينة ميالنو لحضور مباراة إنتر‬ ‫ميالن أمام سامبدوريا‪ ،‬اجتمع على مأدبة‬ ‫الغداء مع موراتي وشقيقته‪ .‬وتحدثت بيدي‬ ‫موراتي وهي شقيقة ماسيمو‪ ،‬للصحافة بعد‬ ‫هذا االجتماع وقالت‪« :‬إنه سعيد اآلن‪ ،‬أنه‬ ‫ذاهب لمانشستر يونايتد العام المقبل»‪.‬‬ ‫وكانت الكثير من التقارير وال زالت‪ ،‬تؤكد‬ ‫أن مانشستر يونايتد فاز بخدمات البرتغالي‬ ‫مورينيو لتدريب الفريق الموسم المقبل‪.‬‬


‫العدد ‪825‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫النتائج الكاملة لمرحلة الذهاب من بطولة‬ ‫القسم الثالث لعصبة الشمال لكرة القدم‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫أسدل الستار على مرحلة الذهاب من بطولة القسم الثالث لعصبة الشمال للموسم الرياضي ‪2016 / 2015‬‬ ‫والتي اجريت منافساتها في أربع مجموعات‪ .‬وفي ما يلي النتائج الكاملة لهذه المرحلة للمجموعات األربعة‪:‬‬

‫لجنة مختلطـة تقـف على أهم‬ ‫تجهيزات ملعب سانية الرمل ألجل‬ ‫إعادة تأهيله‬

‫الجامعة تعلن موعد كالسيكـو‬ ‫الشمال‬ ‫أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم موعد كالسيكو الشمال الذي يجمع‬ ‫المغرب التطواني باتحاد طنجة لحساب الدورة‬ ‫الثامنة عشر من البطولة االحترافية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬بإجرائه يوم األحد ‪ 28‬فبراير الجاري‬ ‫في الساعة الثانية والنصف بعد الزوال بملعب‬ ‫سانية الرمل بتطوان‪ .‬وكانت مباراة الذهاب‬ ‫بالملعب الكبير بالزياتن انتهت بالتعادل‬ ‫بهدفين لكل فريق بعدما كان اتحاد طنجة‬ ‫متفوقا في الشوط األول بهدفين لصفر‪.‬‬ ‫وشهدت نهاية المباراة أحداثا انطلقت‬ ‫شرارتها باحتجاجات داخل الملعب على قرارات‬ ‫الحكم الدولي بوشعيب لحرش الذي تأخر‬ ‫خروجه من رضية الملعب ألكثر من نصف‬ ‫ساعة بسبب حصار فرضه بعض أنصار الفريق‪،‬‬ ‫وساهم بتقريره في إصدار حكم من الجامعة‬ ‫على اتحاد طنجة باللعب بدون جمهور لثالث‬ ‫مباريات تكبد خاللها الفريق خسارة ما يناهز ‪4‬‬ ‫ماليين درهم من موارد الملعب‪ .‬كما اندلعت‬ ‫أحداث الشغب خارج أسوار الملعب الكبير بعد‬ ‫نهاية المباراة‪ ،‬أدت إلى اعتقال أكثر من ‪30‬‬ ‫شخصا‪ ،‬ضمنهم قاصرين‪.‬‬

‫قامت لجنة مختلطة مشكلة من الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ووزارة الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‪،‬‬ ‫والشركة الوطنية إلنجاز وتسيير المالعب‬ ‫(سونارجيس)‪ ،‬صباح الخميس ‪ 18‬فبراير‬ ‫الجاري‪ ،‬بزيارة تفقدية لجميع مرافق ملعب‬ ‫سانية الرمل‪ ،‬وذلك لتشخيص وضعيته‬ ‫بشكل شمولي وجدي‪ ،‬ومعرفة االحتياجات‬ ‫الضرورية والمناسبة‪ ،‬اإلستعجالية منها والغير‬ ‫استعجالية‪ ،‬بهدف وضع مخطط لتفعيل‬ ‫إجراءات إعادة تأهيل الملعب‪ ،‬من خالل‬ ‫توفير الوسائل اللوجيستيكية الضرورية‪ ،‬من‬ ‫قبيل تهيئة المدرجات‪ ،‬المراحض‪ ،‬الكراسي‪،‬‬ ‫األبواب وغيرها من األمور التي يمكن أن‬ ‫تساهم في تحسن ظروف تواجد الجماهير‬ ‫خالل المباريات الرياضية‪ .‬اللجنة التي ترأسها‬ ‫العضو الجامعي عبد الرحمان البكاوي‪ ،‬تأتي‬ ‫زيارتها لملعب سانية الرمل في إطار تفعيل‬ ‫المذكرة المشتركة بين وزارة العدل والحريات‪،‬‬ ‫ووزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة‪،‬‬ ‫الرامية للحد من شغب المالعب‪ ،‬وتحسين‬ ‫ظروف استقبال الجماهير الرياضية بالمالعب‬ ‫المغربية‬

‫توقيف بلخيضر سنتين‬

‫أصدرت لجنة األخالقيات التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بالغا يقر‬ ‫بتوقيف الكاتب العام لفريق اتحاد طنجة “حسن‬ ‫بلخيضر” لمدة سنتين‪,‬وتأدية غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 50‬الف درهم من ماله الخاص‪،‬عقب‬ ‫تصريحات أدلى بها ألحد اإلذاعات الخاصة‬ ‫بخصوص التشكيك في مصداقية البطولة‬ ‫اإلحترافية‪ .‬وقال بالغ الجامعة أنه”بعد‬ ‫إستدعاء المعني باألمر واإلستماع إليه يوم‬ ‫‪28‬يناير ‪ 2016‬ونظرا لكونه لم يدل بأي إثبات‬ ‫يؤكد تصريحاته‪,‬قررت توقيفه عن مزاولة كل‬ ‫نشاط له عالقة بكرة القدم لمدة سنتين‪.‬‬ ‫يشار أن “حسن بلخيضر” قدم بالغا صحفيا‬ ‫مكتوبا لينور الرأي العام المغربي يوم ‪27‬‬ ‫يناير ‪ ،2016‬ليوضح أن البرنامج اإلذاعي الذي‬ ‫شارك فيه لمناقشة حصيلة المشاركة الوطنية‬ ‫في الشان وال يتعلق بالتشكيك في نزاهة‬ ‫ما تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم والمجهودات المتخذة لتطوير المنتوج‬ ‫الكروي الوطني‪ .‬وأكد الكاتب العام أيضا ‪ ،‬أن‬ ‫تصريحاته جائت إنطالقا من غيرته على الكرة‬ ‫الوطنية عموما‪.‬‬

‫ثالثة العبين يواصلون تداريب‬ ‫فردية بعد عودتهم من اإلصابة‬ ‫واصل فريق المغرب التطواني‪ ،‬تحضيراته‬ ‫بملعب سانية الرمل استعدادا‪ ‬وعرفت الحصة‬ ‫النحضيرية التي سبقت مواجهة فريق‬ ‫حسنة أكادير برسم الجولة ‪ 17‬من البطولة‬ ‫االحترافية‪ ،‬مواصلة الثالثي زهير نعيم‪ ،‬طاطو‬ ‫رودريغيز وعلي أوالد الشاعر تداريبهم بشكل‬ ‫فردي‪ ،‬في انتظار اندماجهم في تداريب‬ ‫المجموعة‪.‬‬

‫فوز بقلب أكادير‬

‫اتحاد طنجة يستأنف قرار الجامعة‬ ‫القاسي الصادر في حق الكاتب العام‬ ‫للفريق‬ ‫على إثر القرار القاسي الصادر من طرف‬ ‫لجنة األخالقيات التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬والقاضي بتوقيف الكاتب‬ ‫العام التحاد طنجة السيد حسن بلخيضر‬ ‫لسنتين‪ .‬قرر المكتب المسير لفريق اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬اللجوء إلى مسطرة االستئناف وفق ما‬ ‫تضمنه له مقتضيات القانون‪ ،‬ضد الحكم الذي‬ ‫أصدرته اللجنة التأديبية بالجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬في حق الكاتب العام‪،‬‬ ‫على خلفية تصريحاته لراديو مارس والتي تم‬ ‫تحريفها وتأويلها‪ .‬ويستغرب المكتب المسير‬ ‫لفارس البوغاز الحكم الصادر والذي لم يأتي‬ ‫متوازنا بالمقارنة مع بعض التصريحات التي‬ ‫تم التصريح بها‪.‬‬

‫استقالة المدرب والمدير التقني التحاد طنجة‬ ‫لكرة اليد‬ ‫قرر محمد الركراكي‪ ،‬المدير التقني لفريق اتحاد طنجة‬ ‫لكرة اليد‪ ،‬ومدربه‪ ،‬عبد اهلل السخراوي‪ ،‬تقديم استقالتهما‬ ‫من المهام التقنية التي كانت تربطهما بالفريق الذي يمارس‬ ‫بالقسم الممتاز‪ .‬وعزا اإلطاران قرارهما من خالل بيان توصل‬ ‫«الشمال الرياضي» بنسخة منه‪ ،‬بمجموعة من اإلكراهات‬ ‫والسلوكات أبرزها‪ ،‬غياب المكتب المسير والرئيس وعدم وجود‬ ‫محاور من جل مناقشة حلول معقولة لإلكراهات اليومية التي‬ ‫تعترض أداءهما‪ .‬انعدام اللوجستيك والتجهيزات الضرورية‪،‬‬ ‫وعدم توفير النقل لالعبين خالل الحصص التدريبية‪ ،‬ما تنتج‬ ‫عنه كثرة الغيابات لالعبين في ظل عدم االستجابة لحاجياتهم‪،‬‬

‫سيما الالعبين الوافدين على الفريق من خارج طنجة‪ .‬وإلغاء‬ ‫التداريب من طرف المكتب خالل فترة توقف البطولة دون‬ ‫إشعار المدرب والمدير التقني‪ ،‬وزرع البلبلة بين مكونات‬ ‫الفريق من خالل إطالق إشاعات كاذبة‪ ،‬باإلضافة إلى عدم‬ ‫احترام المشروع الرياضي المتفق عليه في بداية المشوار‪.‬‬ ‫وأوضح المستقيالن أن هذه المبررات هي غيض من فيض‬ ‫جراء مشاكل أخرى يعيشها الفريق منذ انطالق الدورة األولى‬ ‫من الدوري الممتاز إلى حدود الدورة الثامنة‪ ،‬مؤكدان عزمهما‬ ‫تقديم التفاصيل في األيام المقبلة‪.‬‬

‫تفوق فريق المغرب التطواني خارج ميدانه‬ ‫على فريق حسنية أكادير بهدف لالشيء في‬ ‫المباراة التي جمعت بينهما السبت على‬ ‫أرضية الملعب الكبير ألكادير برسم منافسات‬ ‫الدورة السابعة عشرة من البطولة االحترافية‬ ‫اتصاالت المغرب ألندية القسم األول لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وسجل هدف المباراة الوحيد الالعب‬ ‫عبد العظيم خضروف في الدقيقة ‪ . 40‬ورفع‬ ‫فريق المغرب التطواني عقب هذا الفوز رصيده‬ ‫إلى ‪ 25‬نقطة في المركز الرابع إلى جانب‬ ‫نهضة بركان الفائز في وقت سابق اليوم على‬ ‫ضيفه الدفاع الحسني الجديدي بثالثة أهداف‬ ‫لواحد‪ .‬فيما تجمد رصيد فريق حسنية أكادير‬ ‫عند ‪ 22‬نقطة في المركز الثامن‪.‬‬


‫العدد ‪825‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬فرباير ‪2016‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫مطبخ وصحة‬

‫نسي بنكيران ولو للحظات وهو يرأس مجلس الحكومة األخير‪ ،‬الزوبعة‬ ‫التي أثارها في وجهه حليفه مزوار حين وجه إليه من منبر المجلس الوطني‬ ‫لألحرار‪ ،‬كالما قاسيا يتهمه فيه بـ «التحكمية» و«االستفرادية» و«الهيمنة»‬ ‫في عالقاته مع األغلبية‪ ،‬وفي تدبير شؤون الحكومة‪.‬‬ ‫مزوار ذكر أيضا بحكاية «الخيانة» التي راجت في موضوع الحسابات‬ ‫االستباقية لالنتخابات األخيرة‪ ،‬حيث شكك بنكيران في ثبوت رفاقه من‬ ‫«األحرار» على مبدأ المساندة داخل األغلبية في انتخاب مكاتب المجالس‬ ‫الجماعية والجهوية‪ ،‬ما اعتبر آنذاك «خيانة» اللتزامات سابقة‪.‬‬ ‫ولكن مزوار أثار قضايا أخرى أكثر خطورة في وجه زعيم «العدالة‬ ‫والتنمية» الذي أعلن أنه ال يريد أن يرد عن «اتهامات» مزوار وأوصى رفاقه‬ ‫في الحزب‪ ،‬بالعمل بالمثل‪ .‬ألنه يريد أن يوصل مركبة التحالف بأمان إلى‬ ‫محطة أكتوبر القادم‪ ،‬وهو محق في ذلك ألنه يعلم أنه «ال توجد صداقات‬ ‫دائمة‪ ،‬وال عداوات دائمة‪ ،‬ولكن‪ ،‬توجد مصالح دائمة» !‪...‬‬ ‫ولم تبد على رئيس الحكومة أي عالمات تدمر أو إحباط وهو يترأس‬ ‫المجلس الحكومي األسبوعي‪ ،‬بل إن الرجل تخلى‪ ،‬منذ بداية االجتماع‪ ،‬عن‬ ‫«زي» رئيس الحكومة ليرتدي جبة و«قلنسوة» رجل دين‪ ،‬يدعو لــ «الرجوع‬ ‫إلى اهلل‪ ،‬والحال أننا لم ننتخبه لهذه الغاية‪ ،‬ألن المغرب يتوفر على من‬ ‫هم أكثر علما وفقها من بنكيران‪ ،‬وكفاءة وقدرة على الوعظ واإلرشاد‪.‬‬ ‫ولكن الذين صوتوا على حزب «العدالة والتنمية» إنما اختاروه لتدبير‬ ‫شؤون الدنيا وتخليص البالد من العوز واالنحسار والضيق والفقر والخور‪.‬‬ ‫ومعلوم أن رئيس الحكومة سبق وأن اصطف إلى جانب مهرج سال‬ ‫الذي اعتبر في خطبة يوم جمعة مباركة‪ ،‬أن الزالزل التي ضربت الحسيمة‬ ‫مؤخرا‪ ،‬إنما هي غضب من اهلل‪....!!! .‬ذلك أن هؤالء القوم حين يعجزون‬ ‫عن الوصول إلى تفسير علمي للظواهر الطبيعية‪ ،‬يلتجؤون إلى «الغيبيات»‬ ‫التي يجدون عندها األجوبة الشافية لــ «فضوليتهم»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬قال رئيس الحكومة‪ ،‬خالل حضوره في جلسة شهرية‬ ‫لألسئلة الشفهية بالبرلمان‪ ،‬حول السياسة العامة‪ ،‬إن نزول المطر مرتبط‬ ‫باستقامة العباد ورضى اهلل عنهم‪ .‬وأن المغاربة يستبشرون خيرا عند‬ ‫هطول األمطار‪ ،‬ويقيسون بها رضى اهلل عنهم‪.‬‬ ‫بينما اإلسالم يحض على استعمال العقل في كشف حقيقة الوجود‬ ‫إذ إنه عن طريق العلم تمكن اإلنسان من فهم ظواهر الطبيعة واكتشاف‬ ‫األكوان والوصول إلى بعض أسرارها ‪....‬‬ ‫وهكذا استهل رئيس الحكومة حديثه إلى الوزراء بإثارة موضوع األمطار‬ ‫التي غمرت البالد أخيرا‪ ،‬معتبرا أن ذلك جاء «استجابة» لصلوات المغاربة‬ ‫و«دعوات الحكومة» !!! ‪.‬‬ ‫أما صلوات المغاربة فذاك‪ ،‬ولكن‪ ،‬ما دخل دعوات الحكومة‪ ،‬في موضوع‬ ‫الغيث‪ ،‬والحال أن سجل الحكومة حافل بما يمكن أن يسبب انحباس المطر‬ ‫لقرن أو يزيد !!! …‪.‬‬ ‫وتابع رئيس الحكومة حكمه وعظاته‪ ،‬خالل رئاسته لمجلس الحكومة‬ ‫األخير‪ ،‬بأن انصهر في «صوفية» مؤثرة‪ ،‬داعيا‪ ،‬واعظا‪ ،‬ناصحا بالصبر على‬ ‫البالء وقت الشدة‪ ،‬ألن الشدة واألرزاء امتحان من اهلل لعباده المؤمنين‪،‬‬ ‫«حتى ينتبهوا ويتوبوا إلى اهلل»‪« ،‬وقد استجاب اهلل‪ ،‬يقول بنكيران‪ ،‬لدعاء‬ ‫المؤمنات والمؤمنين‪ ،‬بعد صالة االستسقاء‪ ،‬و«أرسل السماء علينا مدرارا»‬ ‫ثم انخرط في الدعاء «أن يزيدنا اهلل من فضله»‪ ،‬بعد أن رحمنا بأمطار‬ ‫وثلوج الخير‪.‬‬ ‫بعد ذلك أوصى الوزراء بالصبر على البالء واإلكثار من الشكر وقت‬ ‫الشدة والسراء‪ ،‬واليسر والعسر‪ ،‬واالنحسار والرخاء‪« ،‬تلك وصفة اإليمان‬ ‫لتجاوز صعاب الحياة»‪ .‬أضاف الشيخ بنكيران‪.‬‬ ‫وحتى يربط هذا الحديث «الديني» الذي قدمه على طريقة الشيخ‬ ‫القرضاوي أو الشيخ المتولي‪ ،‬بحادثة مزوار وعزوفه عن «الرد عليه بالعار»‪،‬‬ ‫كما قال‪ ،‬وعد وزراءه بالجنة التي «ال لغو فيها وال تأثيم» في حين أن الدنيا‬ ‫«البد فيها من بعض الصبر‪ ،‬حتى ينال المؤمن األجر عن ذلك»‪« ،‬إنما يوفى‬ ‫الصابرون أجرهم بغير حساب»‬ ‫والبد أن تكون «الرسالة» قد وصلت إلى من فيه «الفز» و«الفعفعة»‬ ‫والذي سارع لطمأنة «المخروضين» في «تصريح صحافي» إلى أن االئتالف‬ ‫ال زال «قابضا» وأنهم «ما في يدهم شيء» وأن عليهم أن «يبردوا الطرح»‬ ‫!!!‬ ‫هذا منطق سياسيينا و«زعمائنا» الذين يرقصون على كل نغمة‬ ‫تسللت إلى آذانهم ويميلون حيث تميل رياح المصالح والمنافع‪ :‬بنكيران‬ ‫يغازل العماري الذي صر ح ألف مرة أنهم (أهل البام) إنما «جاءوا لمحاربة‬ ‫اإلسالميين’’‪ ،‬وشباط يساند بنكيران في مسألة «العتبة» التي يأمل في‬ ‫أن «يجتازها» في رفقة العدالة‪ ،‬دون لشكر «المشاغب»‪ ...‬والعنصر يتفرج‬ ‫إلى أن‪........‬دون أن يخفي انزعاجه من تقارب بنكيران وزعماء المعارضة‬ ‫ما يمكن أو يوحي بإمكانية وجود مشروع «تحالفات» مستقبلية قد‬ ‫تدفع بزعماء األغلبية الراهنة إلى «بطالة سياسية» قد تدوم عشر سنوات‬ ‫يعودون خاللها إلى «توش سياسي» قاتل‪ ،‬وهو ما قد ال يطيقونه‪....‬مهما‬ ‫كان الثمن !!!‬ ‫أما مفاجأة الموسم‪ ،‬فهي أن «زعماء» األحزاب الصغيرة الذين ال‬ ‫يستطيعون ملء قاعة دار الشباب بـ «المناضلين» في مؤتمراتهم الوطنية‪،‬‬ ‫طالبوا بـ «كوطا» على غرار كوطا النساء والشباب‪ ،‬للوصول إلى البرلمان‬ ‫بأقل الخسائر‪ ،،‬أو بدونها على اإلطالق !‪....‬ما رأيكم؟‬ ‫وال زالت األوضاع حبلى بالمفاجآت‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪ :‬سميرة أنكوري‬

‫جولة في المطبخ العربي‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الشيخ عبد اإلله بنكيران‬ ‫«ينشط» حلقة وعظ وإرشاد‬ ‫خالل اجتماع مجلس الحكومة‬

‫األخيرة‬

‫محشي الفلفل الملون‬ ‫(وصفة مصرية)‬

‫المقادير ‪:‬‬ ‫‪ 2‬حبات فلفل أحمر‪ 2 -‬حبات فلفل أصفر‪2 -‬‬ ‫حبات فلفل أخضر‬ ‫كأس ونصف أرز مسلوق‪.‬‬ ‫‪ 400‬غرام لحم مفروم (كفتة)‪.‬‬ ‫‪ 2‬بصلة متوسطة مفرومة‪.‬‬ ‫‪ 1‬ملعقة كبيرة من صلصلة الطماطم‬ ‫المصبرة‪.‬‬ ‫حزمة صغيرة معدنوس – ‪ 2‬فص ثوم‬ ‫محكوك ‪.‬‬ ‫قليل من الملح – إب��زار – فلفل أحمر –‬ ‫كمون – خرقوم ( حسب الذوق)‪.‬‬ ‫‪ 2‬ملعقة طعام زيت نباتي أو زيت الزيتون‬ ‫(اختياري)‪.‬‬ ‫للتزيين ‪ :‬قليل من الجبن المحكوك (أي‬ ‫نوع) – قطع أو دوائر الزيتون األسود‪.‬‬

‫طريقةالتحضير‪:‬‬ ‫نضع مقالة على نار هادئة نضيف إليها‬ ‫الزيت ثم اللحم المفروم والبصل والثوم مع‬

‫التحريك المستمر‪ ،‬وعندما تنضج قليال نضيف‬ ‫صلصة الطماطم‪ ،‬الملح‪ ،‬التوابل‪ ،‬المعد نوس‬ ‫المفروم‪ ،‬ثم أخيرا األرز المسلوق ونخلط الكل‬ ‫جيدا حتى يمتزج‪ ،‬ونستمر بالتقليب على نار‬ ‫هادئة حتى ينشف الخليط من الماء كليا ونضعه‬ ‫جانبا‪.‬‬ ‫نأخذ حبات الفلفل نغسلها وننشفها‪ ،‬ثم‬ ‫نقوم بإزالة البذور والخيوط التي توجد بداخلها‪،‬‬ ‫ونشرع بحشو كل حبة بخليط الكفتة واألرز‬

‫ونرتبها في صينية مدهونة بالزيت أو الزبدة‬ ‫ثم نغطيها باأللومينيوم أو غطاء وندخلها إلى‬ ‫الفرن المسخن من قبل‪ ،‬ونتركها لمدة ‪25‬‬ ‫دقيقة لتنضج جيدا‪ ،‬ثم نقوم بإخراجها وننزع‬ ‫الغطاء عنها ونزين كل حبة بالجبن المحكوك‪،‬‬ ‫وقطـع الزيتون ثم نعيــدها إلى الفرن مرة أخرى‬ ‫دون غطاء‪ ،‬مدة ‪ 3‬دقائق حتى يذوب الجبن‬ ‫ونخرجها‪ .‬وتقدم ساخنة بالصحة والراحة‪.‬‬

‫البسبوسة الشامية‬ ‫(وصفة سوري)‬

‫المقادير‪:‬‬ ‫‪ 5‬بيضات‬ ‫‪ 1‬كأس سكر‬ ‫‪ 1‬كأس زيت‬ ‫‪ 1‬كأس ونصف سميد رقيق‬ ‫نصف كأس حليب‬ ‫‪ 2‬ملعقة صغيرة خميرة حلوى – ‪ 1‬كيس‬ ‫فانيال‬ ‫قليل من قشرة الليمون‬ ‫للتزيين ‪ :‬القليل من حبات اللوز المقلي‬ ‫للتحلية ‪ 2 :‬كأس سكر – كأس ماء – ملعقة‬ ‫كبيرة عصير ليمون – ½ ملعقة فانيال سائلة‪.‬‬ ‫(ملحوظة ‪ :‬حجم الكأس اختياري شريطة‬ ‫االحتفاظ بنفس الحجم أثناء التحضير)‬

‫طريقة التحضير‪:‬‬ ‫نخفق البيض جيدا ثم نضيف إليه السكر‪،‬‬ ‫ثم نضيف الزيت مع الخفق المستمر‪ ،‬نسخن‬ ‫الحليب قليال ونضيف إليه الخميرة‪ ،‬ثم نضعه‬

‫على الخليط مع التحريك ثم نضيف الفانيال‬ ‫مع قشرة الليمون ونستمر بالتحريك وأخيرا‬ ‫نضيف السميد ونمزج الكل جيدا حتى نحصل‬ ‫على خليط متجانس ونسكبه في صينية‬ ‫مدهونة وندخلها إلى فرن مسخن على ‪180‬‬ ‫درجة ونتركها لمدة ‪ 25‬إلى ‪ 30‬دقيقة‪ .‬نحضر‬

‫عصائر صحية‬ ‫إن أفضل طريقة للحصول أجود أنواع العصائر ‪،‬التي من شأنها تزويد الجسم بالعناصر الغذائية‬ ‫المفيدة والالزمة للحصول على جسم صحي‪ ،‬متوازن ومليء بالحيوية والنشاط‪ ،‬هي تحضيرها في البيت‬ ‫بمكونات طبيعية‪ ،‬من فاكهة وخضروات ومنكهات كلها من وحي الطبيعة‪ ،‬بعيدا عن تلك العصائر‬ ‫المعالجة بالمواد الكيماوية من أصباغ ومنكهات في غالب األحيان تضر بالصحة أكثر مما تفيد‪.‬‬

‫عصير الجزر و التفاح‬ ‫يعتبر هذا العصير خيارا مثاليا لتزويد‬ ‫الجسم بنصف احتياجاته اليومية‪ ،‬من البيوتين‬ ‫او فيتامين (ب‪ ،)7‬الذي يعمل على تعزيز نمو‬ ‫الشعر و تنظيم مستويات السكر في الدم‪ ،‬عدا‬ ‫أنه خالي تماما من الكوليسترول‪ ،‬و يوفر سعرات‬ ‫حرارية معقولة للجسم‪ .‬كما أنه يساعد على‬

‫إنقاص الوزن كونه يعطي اإلحساس بالشبع‪.‬‬ ‫طريقة تحضيره سهلة جدا بحيث نقطع هذين‬ ‫المكونين إلى قطع صغيرة و نضعهما في‬ ‫الخالط الكهربائي مع إضافة قليل من الماء أو‬ ‫مكعبات الثلج و نطحن جيدا‪ ،‬ثم يصبح جاهزا‬ ‫مع إمكانية التحلية بقليل من السكر أو العسل‬ ‫حسب االختيار‪.‬‬

‫السيروم أو التحلية وذلك بإضافة الماء إلى‬ ‫السكر والفانيال في وعاء فوق نار هادئة ونتركها‬ ‫حتى تغلي ونضيف عصير الليمون‪.‬‬ ‫بعد أن تنضج البسبوسة نخرجها من الفرن‬ ‫ونقوم بتقطيعها داخل الصينية على شكل‬ ‫مربعات صغيرة‪ ،‬نزينها بحبات اللوز ونسقيها‬ ‫بالسيروم‪ ،‬وبالصحة والراحة‪.‬‬

‫نصيحة‬ ‫األسبوع‬

‫لمحاربة الدهون الزائدة المترسبة‬ ‫حول البطن ينصح بشرب كأس من‬ ‫خليط الماء المغلى مع ملعقة صغيرة‬ ‫من العسل الطبيعي و شرائح الليمون‬ ‫كل صباح قبل الفطور بنصف ساعة و‬ ‫ذلك بشكل منتظم و يومي و ستحصل‬ ‫على نتائج مبهرة و ملحوظة بداية من‬ ‫األسبوع الثالث‪ .‬إنها وصفة مجربة‬ ‫و ق��د الق��ت استحسان العديد من‬ ‫مستخدميها حول العالم كونها تسرع‬ ‫عملية حرق الدهون كما تساعد الجسم‬ ‫على تخلصه من السموم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.