Achamal n° 826 le 01 Mars 2016

Page 1

‫المهرجان الوطني للفيلم لن يغادر طنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 826‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 21‬جمادى الأولى ‪� 01 / 1437‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫انطلقت‪ ،‬يــوم الجمعـــة الماضــي‬ ‫فعاليات المهرجـان الوطنــي للفيلــم في‬ ‫دورته السابعة عشرة التي تستمر إلى غاية‬ ‫الخامس من مارس الجاري‪.‬‬ ‫مصطفــى الخلفــي‪ ،‬وزير االتصــال‬ ‫الناطق الرسمي باســـم الحكومة حضــر‬ ‫حفل االفتتاح إلى جانب الرسميين‪ ،‬حيث‬ ‫أثنى على دور هذا المهرجان بطنجة‬ ‫في تكريس إشعاع المدينة وخلق فرص‬ ‫التواصل بين مختلف الفاعلين والمبدعين‬ ‫في المجال السينمائي والثقافي بوجه عام‪.‬‬ ‫وهو ما ترك االنطباع لدى أهل طنجة‪ ،‬بأن‬ ‫مهرجان طنجة للفيلم باق في طنجة‪ ،‬ضدا على إرادة الفاسي الفهري الذي لم يخف رغبته في‬ ‫ترحيل المهرجان إلى وجهة أخرى ‪ .‬وقد كنا في هذه الجريدة سباقين إلى التنديد بمدير المركز‬ ‫السينمائي المغربي والتشهير بنيته في تنقيل مهرجان طنجة خارج طنجة‪ ،‬والتذكير بأمر جاللة‬ ‫الملك بإبقاء المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة الذي يعد من مكاسبها الوطنية ‪ ،‬اعتبارا ألن‬ ‫طنجة كانت أول مدينة مغربية تنظم‪ ،‬بمبادرة محلية وتمويل ذاتي‪ ،‬مهرجانا سينمائيا‪« ،‬مهرجان‬ ‫سينما البحر األبيض المتوسط»‪ ،‬وتنجز شريطا طويال «عندما ينضج النخيل»‪ ،‬بتعاون مع أحد كبار‬ ‫المخرجين بمدينة ‹سيني شيطا اإليطالية»‪.‬‬

‫اإلضراب العام بين حماس المركزيات‬ ‫النقابية والمباالة الحكومة‬

‫هل فقدت اإلضرابات طابعها النضالي بعد اتساع ثقافة‬ ‫االحتجاجات الشعبية وتنامي ظاهرة التنسيقيات ؟‬ ‫انتهى اإلضراب العام الذي دعت إليه أربع مركزيات نقابية‪ ،‬باإلضافة إلى النقابة الوطنية للتعليم العالي‪ ،‬على وقع «حرب أرقام» وتصريحات‬ ‫متضاربة‪ ،‬بين النقابات والحكومة التي تدعي أن اإلضراب مر في ظروف عادية‪ ،‬وأنه لم يؤثر في سير العمل بمرافق الدولة وال «شل» حركة‬ ‫اإلنتاج في القطاع الخاص‪ ،‬في حين أعلنت النقابات أن اإلضراب نجح في تحقيق أهدافه بشكل شبه عام وكامل‪ ،‬حيث فاقت نسبة المشاركة‬ ‫‪ 80‬بالمائة‪.‬‬ ‫أرقام الحكومة تفيد أن نسبة المشاركة في القطاع العام بلغت ‪ 39‬بالمائة بينما جاورت نسبة المشاركة في القطاع الخاص ‪ 4‬بالمائة‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫جمعية تجار السمك بوالية طنجة تنتفض لحقوق‬ ‫مهنيي القطاع وتخرج بتوصيات مهمة‬ ‫نظمت جمعية تجار السمك بالجملة بوالية‬ ‫طنجة السبت ‪ 20‬فبراير بقصر البلدية‪ ‬يوما دراسيا‬ ‫تحت شعار “أي آفاق لتجار السمك في غياب التغطيات‬ ‫اإلجتماعية؟”‪ ،‬وال��ذي تمخضت عنه مجموعة من‬ ‫التوصيات تهم التغطية اإلجتماعية لتجار السمك‬ ‫بمشاركة رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية‪،‬‬ ‫يوسف بن جلون‪ ‬والمحامية نجاة الشنتوف‪ ،‬العضو‬ ‫باللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‪ ‬بطنجة‪ ،‬ومحمد‬ ‫العمراني بوخبزة ‪ ‬األستاد المحاضر بكلية الحقوق‬ ‫عبدالمالكالسعديبطنجة‪،‬وعبداللطيفالسعدوني‪،‬‬ ‫رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد‬ ‫البحري بالموانئ واألسواق المغربية‪ ،‬ومحمد العربي‬ ‫ب��وراس المستشار بجمعية تجار‪ ‬السمك‪ ‬بالجملة‬ ‫بوالية‪ ‬طنجة‪ ‬و عدد ‪ ‬من المتدخلين اإلجتماعيين‪ ‬‬ ‫وفاعلين من المجتمع المدني فضال عن تجار السمك‬ ‫ومهنيّيه‪.‬‬ ‫و دعا فاعلو القطـــاع بمدينة‪ ‬طنجة‪ ،‬إلى‬ ‫منح االهتمام الكافي ‪ ‬لفئة تجار السمك بالجملة‬ ‫والتقسيط‪ ،‬والنهوض بأوضاعهـــم االجتماعيــــة‬ ‫والمهنية‪ ،‬لتطوير القطاع‪ ،‬الذي يشكل مجاال حيويا‬ ‫في التنمية االقتصادية المحلية‪ .‬‬ ‫و في مداخالت المشاركين في أشغال اللقاء‪،‬‬ ‫أص���روا جميعهم على ض���رورة إح���داث وتطوير‬ ‫أنظمة التغطية الصحية واالجتماعية لفائدة هؤالء‬ ‫المهنيين‪ ،‬فضال عن تحسين ظ��روف اشتغالهم‬ ‫اليومية‪ ،‬إضافة إلى االهتمام بجانب معاشات التقاعد‪.‬‬ ‫مصطفى الخيري‪ ،‬رئيس جمعية تجار السمك‬ ‫بالجملة لوالية‪ ‬طنجة‪ّ ،‬أكد أن المنظومة القانونية‬ ‫المؤطرة لقطاع تجار السمك س��واء بالتقسيط‬ ‫والجملة‪ ،‬ال تستجيب لتطلعات المهنيين المتمثلة‬ ‫في النهوض بأوضاعهم المهنية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ودع��ا الخيري‪ ،‬إلى االنخراط الجماعي‪ ،‬في‬ ‫التفكير إليجاد مخرج للحالة الراهنة التي يعاني‬ ‫منها التجار‪ ،‬ال سيما في المجال المتعلق بالتغطية‬ ‫الصحية واالجتماعية‪ ،‬داعيا جميع الفاعلين في قطاع‬ ‫الصيد البحري وتجارة السمك‪ ،‬ومعهم المؤسسات‬ ‫العمومية‪ ،‬إلى توحيد الصف وبلورة حلول حقيقية‬ ‫لتطويرالقطاع‪.‬‬ ‫و بعد إش��ادة ‪ ‬رئيس غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية‪ ،‬يوسف بن جلون‪ ،‬بالدور الفعال الذي‬ ‫يلعبه تجار السمك بالجملة‪ ،‬لفائدة كل من أصحاب‬ ‫المراكب والمستهلك ‪ ،‬وكذا في مجال التصدير‬ ‫الخارجي للمنتوج السمكي‪ ،‬أبرز يوسف بن جلون‬ ‫المجهودات التي تقوم بها الغرفة المهنية للنهوض‬ ‫بأوضاع المهنيين والقطاع بصفة عامة‪ ،‬مناديا‬ ‫بتحسين األوضاع المادية والمهنية للمشتغلين في‬

‫‪2‬‬ ‫لقاء اقتصادي بطنجة‪:‬‬

‫إلياس العماري يصرح ‪« :‬مشاريع التنمية‬ ‫يجب أن تراعي التوازنات الجهوية من‬ ‫أجل اندماج حقيقي وواعد»‬ ‫احتضنت طنجة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬لقاء اقتصاديا حول فرص الشغل ومناخ األعمال بجهة طنجةـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة القى خاللها رئيس الجهة‪ ،‬إلياس العماري عرضا حول إمكانات ومؤهالت الجهة‪ ،‬ذكر فيه أن‬ ‫الحركة التنموية التي تشهدها الجهة‪ ،‬تتطلب مراعاة التوازنات التي تفضي إلى اندماج حقيقي‪ ،‬طبيعي‬ ‫وبشري كما تجب مواكبته من أجل احترام الموروث البيئي وتكوين العنصر البشري المحلي‪.‬‬ ‫وأشار في هذا الصدد إلى أن الجهوية تفرض وجود مشروع تنموي مندمج على المستوى‬ ‫االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪ ‬وموجه إلى تحقيق نوع من التوازن على مستوى فرص االستثمار‪ ،‬في‬ ‫إطار التشاركية البناءة بين اإلدارة الترابية والقطاع الخاص ومبادرات المجتمع المدني والمواطنين‬ ‫الذين هم غاية كل مبادرة تنموية‪.‬‬ ‫مداخالت أخرى أكدت استمرار دينامية االستثمار على مستوى الجهة بفضل تجهيزات المنطقة‬ ‫ومكوناتها االقتصادية وتجهيزاتها البنيوية والمكتسبات التي تحققت على مستوى االستثمار الداخلي‬ ‫والخارجي‪.‬‬ ‫هذا اللقاء شكل مناسبة الستعراض مؤهالت الجهة‪ ،‬االقتصادية وخصوصياتها التنموية ‪ ،‬في إطار‬ ‫الجهوية التي تشكل منطلقا أساسيا وواعدا لتنمية المنطقة على كل األصعدةذ والدجور الهام الذي‬ ‫يمكن للقطاع الخاص أن يقوم به في تحقيق أهداف الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫طنجة المتوسط في معرض جماعي لطبلة‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫جميع هذه القطاعات‪ ،‬لما له من انعكاس إيجابي‬ ‫حتمي على سوق السمك بالمغرب‪.‬‬ ‫‪ ‬من جهتها تساءلت األس��ت��اذة المحامية‬ ‫نجاة الشنتوف‪ ،‬العضو باللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ‬بطنجة‪ ،‬عن مدى قدرة المؤسسات العمومية‬ ‫بالمغرب على تمكين المواطنين من أنظمة التغطية‬ ‫الصحية واالجتماعية والتقاعد‪ ،‬ومدى بلورتها على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬مؤكدة على أنه ما يزال هناك قصور في‬ ‫استجابة هذه األنظمة لحاجيات المواطنين وضمان‬ ‫احترامها لواجبات هذه النظم االجتماعية‪ ،‬شأنها‬ ‫شأن العديد من المهن التي ليس لشغّيليها أي حق‬ ‫اجتماعي ‪.‬‬ ‫و جاء ضمن التوصيات التي خرج بها اللقاء‬

‫مجموعة من النقاط المتعلقة بتشكيل اطار مهني‬ ‫لتفعيل وتنزيل آلية وطنية للعمل بحق التغطية‬ ‫االجتماعية بكل أشكالها ‪ ،‬والتدخل لدى الصندوق‬ ‫الوطني للضمان االجتماعي لصياغة أرضية للعمل‬ ‫بمشاركة التجار على اختالف طبيعة نشاطهم التجاري‬ ‫‪ ،‬وتنظيم عملية الشراء بمراكز الفرز واألس��واق‬ ‫بالموانئ وخارج الموانئ بشكل منظم ومضبوط‬ ‫ومحاربة الشراء بالطرق الغير القانونية وذلك‬ ‫لتسهيل مسطرة األداء ونموذج االقتطاع لصالح‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬وإصدار بيان‬ ‫ختامي يحث الفدراليتين على تحفيز وتعبئة التجار‬ ‫لهذه اإلشكاالت بكل إكراهاتها عبر تهييئ مناظرة‬ ‫وطنية بها الصدد‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫بــــــالغ‬ ‫للفيدراليـة املغرب َيّـة لنا�شـري ال�صحـف‬ ‫طغت‪ ‬األوضاع‪ ‬اإلقتصادية‪ ‬واإلجتماعيـــة والقانونيـــة للمقــــاوالت‬ ‫الصحافية بالمغرب على مداوالت اجتماع المكتب التنفيذي للفيدرالية‬ ‫المغربية لناشري الصحف المنعقد بالدار البيضاء الخميس المنصرم‪ ،‬حيث‬ ‫عبّر المكتب الفيدرالي أمام األزمة التي تضرب الصحافة المكتوبة عن‬ ‫قلقه من أن يتحول اتجاه قطاعنا من التأهيل إلى مجرد الصراع من أجل‬ ‫البقاء‪ ،‬خصوصا وأن صحفاً عالمية كبرى‪ ،‬وفي األسبوع الماضي فقط‪،‬‬ ‫إما تخلت عن صيغتها الورقية كـ”األندبندنت”‪ ‬البريطانية‪ ،‬أو بادرت إلى‬ ‫إعادة‪ ‬الهيكلة القاسية كـ‪“ ‬ليكيب”‪ ‬الفرنسية‪.‬‬ ‫‪ ‬وإضافة إلى األزمة العالمية‪ ،‬وقف المكتب على خصوصية المغرب‬ ‫الذي ال يعاني من نقص في القراء‪ ،‬عكس الشائع‪ ،‬ولكن يتأثر بالقراء‬ ‫ة‪ ‬المجانية‪ ‬للصحف‪ ،‬التي‪ ‬تبيّن مؤشرات أكبر دراسة للمقروئية في‬ ‫المغرب أنجزتها الفيدرالية بتمويل من وزارة االتصال بأنها مهولة‪ ،‬بحيث‬ ‫تقول األرقام األولية إن عدد قراء اليوميات فقط يصل إلى مليوني قارئ‬ ‫بينما‪ 250 ‬ألفا منهم تقريبا هم من يؤدون ثمن الجريدة‪ ،‬مما يجعل‬ ‫خسارات المقاوالت الصحافية تضاعف أرقام الدعم العمومي للجرائد‬ ‫بعشرات المئات من المرَّات‪.‬‬ ‫‪ ‬وهذا ال يؤثر فقط على مداخيل المبيعات‪ ،‬ولكن يعطي أرقاما‬ ‫مغلوطة عن حجم انتشار الصحف تؤثر على أهم مورد لصحافتنا‪ ،‬وهو‬ ‫اإلشهار‪ ،‬الذي انتقل في فترة وجيزة بالنسبة للصحف من‪ ٪ 22 ‬إلى‪٪ 17 ‬‬ ‫من حصة السوق اإلعالني في المغرب‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬يهيب المكتب الفيدرالي بكل شركائه‪ ،‬من سلطات عمومية‬ ‫مختصة ومعلنين ووك��االت إشهار وموزعين وشركاء اجتماعيين‪ ،‬أن‬ ‫يتجهوا إلى جيل جديد من العالقات‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار ليس المصالح‬ ‫االقتصادية أو االجتماعية أو السياسية الضيقة‪ ،‬ولكن مسؤولية الجميع‬ ‫في الحفاظ على استمرار الصحافة كصحافة في بالدنا للقيام بدورها‬ ‫المتمثل في تلبية الحق األساسي للمواطن في اإلخبار واإلعالم‪ ،‬وفي‬ ‫تحمل مسؤوليتها المجتمعية كركيزة من ركائز‪ ‬الممارسة الديموقراطية‪.‬‬ ‫وإذ يسجل المكتب بارتياح حذف بعض البنود التراجعية الخطيرة‬ ‫من مشروع قانون الصحافة في صيغة أكتوبر الماضي‪ ،‬عقب الموقف‬ ‫الحازم للجمع العام األخير للفيدرالية‪ ،‬ومنها المنع من الحقوق المدنية‬ ‫والسياسية والعائلية‪ ،‬وكذا منع الصحف قبل بداية محاكمتها في قضايا‬ ‫النظام العام‪ ،‬والسحب القضائي لبطاقة الصحافة في مخالفة أي قانون‬ ‫من القوانين‪ ،‬فإنه يؤكد أن صيغة دجنبر من‪ ‬هذا القانون المعروض‬ ‫حاليا على البرلمان ماتزال تحتوي على مقتضيات إما تراجعية أو تشديدية‪،‬‬ ‫تجعل سلبياتها أكبر بكثير من إيجابياتها‪ ،‬خصوصا وأن منها مقتضيات‬

‫تمس باقتصاد المقاولة الصحافية وتهدد وجودها‪ ،‬من مثل المنع‬ ‫اإليديولوجي إلشهار مؤسسات عمومية تستفيد الحكومة من مداخيلها‪،‬‬ ‫وفرض إصدار تعريفة لإلشهار من طرف الصحف اإللكترونية والمكتوبة‬ ‫ال يمكن أن تتغير إال كل سنة‪ ،‬وفرض المرور عبر وكاالت اإلشهار‪ ،‬وهذا‬ ‫يتنافى مع حرية السوق ومع الطبيعة الديناميكية للمقاوالت الصحافية‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي تقييمه للنصين المتعلقين بالقانون األساسي للصحافي‬ ‫المهني والمجلس الوطني للصحافة اللذين صادق عليهما البرلمان‪،‬‬ ‫اعتبر المكتب أن صدورهما في حد ذاته أمر إيجابي على الرغم من‬ ‫بعض‪ ‬الثغرات التي كان من الممكن تجاوزها وتعتبر مخالفة للدستور‬ ‫وللمعايير الدولية والتقاليد المهنية‪ ،‬من مثل حضور ممثل للحكومة‬ ‫بصفة استشارية الجتماعات المجلس الوطني‪ ،‬وتقرير عقوبات تأديبية‬ ‫خيالية قد تصل إلى‪ 755 ‬مليون سنتيم بالسنة لمقاولة صحافية‪ ،‬وسنة‬ ‫من العطالة بالنسبة لصحافي‪ ،‬وفتح المجال للذهاب للقضاء رغم معالجة‬ ‫المجلس لشكاية معينة‪.‬‬ ‫‪ ‬وعلى الرغم من أن اختيارنا كان مع عقوبات تأديبية متناسبة مع‬ ‫الفعل‪ ،‬وهذا استثناء ضمن كل مجالس الصحافة في العالم التي ال‬ ‫تصدر في مخالفات أخالقيات المهنة إال عقوبات معنوية‪ ،‬فإن مشروع‬ ‫قانون الصحافة لم يراع في جوانب كثيرة منه هذه المسؤولية‪ ‬الذاتية‬ ‫للجسم الصحافي المغربي في ما يسمى بقضاء الزمالء‪ ،‬وأخرج فصوال من‬ ‫قانون الصحافة إلى القانون الجنائي وضاعف العقوبات في أخرى تصل‬ ‫إلى تسع مرات في الحد األدنى للغرامات وثالث مرات في الحد األقصى‪،‬‬ ‫واستبدل العقوبات الحبسية بغرامات مرتفعة‪ ،‬مما سيسقطنا في السجن‬ ‫في النهاية عن طريق اإلكراه البدني‪ ،‬واستحدث عقوبة الحجز لمدة ثالثة‬ ‫أشهر أو طيلة أطوار المحاكمة في ما يتعلق بالنظام العام وفي مواد‬ ‫أخرى‪ ،‬كما أنه لم يحدد سقفا للتعويضات عن الضرر يتالءم مع قدرات‬ ‫المقاولة الصحافية‪ ،‬مع االحتفاظ بتعريف فضفاض للقذف واإلصرار‬ ‫على عدم تضمينه حسن النية‪ ،‬وكذا إمكانية المنع من مزاولة المهنة‬ ‫لمدة عشر سنوات‪ ،‬وغير هذا مما ستبينه مذكرة تفصيلية للفيدرالية في‬ ‫الموضوع سيتم إرسالها للوزارة المعنية ولكل الفرق البرلمانية‪.‬‬ ‫‪ ‬ولهذا يناشد المكتب المشرع الذي يوجد بين يديه هذا القانون‬ ‫الحساس أن يتدارك ثغراته الخطيرة‪ ،‬والتي ستجعل الصحافة المغربية‬ ‫برمتها إذا لم تعالج‪ ،‬في حالة سراح مؤقت‪ ،‬وستقدم صورة مغلوطة عن‬ ‫التطور الديموقراطي الذي تعرفه بالدنا‪ .‬‬

‫عن المكتب الفيدرالي‬

‫أقدم القائمون على مؤسســة ميناء طنجة‬ ‫المتوسط على مبادرة رائعة‪ ،‬تخص انفتاح هذا‬ ‫المشروع الوطني الكبير الذي أصبح يصنف في خانة‬ ‫الموانيء األضخم في العالم‪ ،‬على محيطه الثقافي‬ ‫والفني حيث قام برعاية معرض جماعي تشكيلي من‬ ‫إبداع طلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬وهو‬ ‫أعرق معهد للفنون الجميلة بالمغرب على اإلطالق‪،‬‬ ‫حول عوالم ميناء طنجة المتوسط وجاذبيته في‬ ‫حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وفي العالم‪.‬‬ ‫المعرض افتتح بداية األسبوع بتطوان وهو‬ ‫يضم ثالثين لوحة تشكيلية من األعمال واللوحات‬ ‫التي شارك بها طلبة السلك الثاني من شعبة الفن‬ ‫في مسابقة “اإلب��داع الفني” المنظمة من لدن‬ ‫المعهد برعاية ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫وحتــــى يتـم التعـرف على مينـاء طنجـة‬ ‫المتوسط بتجهيزاته العمالقة ومخططاته الكبيرة‬ ‫من أجل ربط المغرب بحرا‪ ،‬بالعالم ودوره في التنمية‬ ‫االقتصادية للبالد‪ ،‬استفاد طلبة المعهـد الوطنـي‬ ‫للفنـون الجميلة من مختلف الشعب‪ ،‬من زيارة لميناء‬ ‫طنجة المتوسط مكنتهم من اإلطالع على بنيات‬ ‫ومكونات هذا الميناء و’التفاعل” مع الدور الكبير الذي‬ ‫يقوم به في ميدان المالحة التجارية بالمغرب‪.‬‬ ‫وم��ن المنتظر أن تنظم م��ب��ادرات مماثلة‬ ‫لفائدة شعب أخرى من شعب المعهد الذي أنشأه‬ ‫الفنان اإلسباني الراحل مريانو بيرتوتشي سنة‬ ‫‪ ،1945‬وتولى إدارته لسنوات قبل أن ينتقل المعهد‬ ‫إلى بنايته الحالية التي دشنها المغفور له محمد‬ ‫الخامس خالل زيارته لتطوان سنة ‪ ،1957‬مباشرة‬ ‫بعد االستقالل‪ ،‬وعين الراحل الفنان محمد السرغيني‬ ‫مديرا عاما له‪.‬‬ ‫وقد تخرج من معهد تطوان للفنون الجميلة‬ ‫فطاحل في الفن التشكيلي أمثال محمد شبعة‪،‬‬ ‫وسعد بن السفاج‪ ،‬وأحمد بن يسف‪ ،‬وسعيد‬ ‫الكمساري‪ ،‬وفوزي العثريس‪ ،‬وحسن الشاعر‪ ،‬وإلياس‬ ‫سلفاتي‪ ،‬ويونس رحمون ‪ ،‬وصفاء الرواس‪ ،‬والباتول‬ ‫السحيمي‪ ،‬وأمين الكطيبي‪ ،‬وحمدج المهداوي‪،‬‬ ‫ومحمد أرج��ال‪ ،‬وغيرهم كثير ممن صار لهم باع‬ ‫طويل وشهرة عالمية في مجدال الفنون التشكيلية‬ ‫على مستوى العالم‪.‬‬ ‫وبمناسة إطالق مبادرة الشراكة بين المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة بتطوان وميناء طنجة‬ ‫المتوسط‪ ،‬نشر مدير العهد‪ ،‬الفنان المهدي الزواق‬ ‫مقاال‪ ،‬في الجريدة اإللكترونية “تطوان” نسعد بإعادة‬ ‫نشره بالمناسبة‪ ،‬ولتعميم الفائدة‪ ،‬مع االعتذار‬ ‫للزمالء في جريدة “تطوان”‪.‬‬

‫شراكة استثنائية من أجل الفن‬ ‫والشباب‬

‫يحتفي المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بشراكة استثنائية مع مؤسسة طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫ولقد صادفت هذه الشراكة انطالق ًة فعلي ًة رائد ًة‬ ‫لورش الجهوية المتقدمة في بالدنا‪ .‬وها هي ُ‬ ‫جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة تَحضننا بعمقِها الحضاري‬ ‫والفني‪ ،‬وبهويتِها الثقافيةِ المنفتحة على األفق‬ ‫المتوسطي والكوني‪ .‬لقد أعلنَّا ضمن مشروع تأهيل‬ ‫المعهد أَ َّن مِن جملة األهداف االستراتيجية دعمُ‬ ‫انفتاح المؤسسةِ على شركا ِء المحيطِ االجتماعي‬ ‫ِ‬ ‫جميع‬ ‫بإشراكِهمْ في‬ ‫واالقتصادي والثقافي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مؤسسة طنجة المتوسط‬ ‫أنشطتِها‪ .‬كما أَع َلنت‬ ‫للتنمية البشرية‪ُ ،‬‬ ‫ومنذ إِحدَاثِهَا‪ ،‬أنها إنما جاءتْ‬ ‫تدعيما الستراتيجيةِ مجموعةِ الوكالة الخاصة‬ ‫طنجة المتوسط في مجال المسؤولية االجتماعية‬ ‫والتنمية المستدامة‪ .‬هكذا‪ ،‬تم إع�لان النوايا‪،‬‬ ‫وا ْلتَ َقتِ األهدافُ باالستراتيجياتْ‪ ،‬وا ْل َّ‬ ‫تفت الرهاناتُ‬ ‫بالرهاناتِ‪ ،‬والتحدياتُ بالتحدياتْ‪ .‬فأصبحنا على‬ ‫يقين من أننا ُّ‬ ‫نُقِل مركبا واحدا وننطلق من ميناء‬ ‫َ‬ ‫لِنَصِل إلى ُك ِّل العالمْ‪.‬‬ ‫ومغرب واحدٍ موَحد‪،‬‬ ‫واحدٍ‪،‬‬ ‫وَضَعَتْ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫المتوسط ث َقتهَا في‬ ‫مؤسسة طنجة‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬وَوَضَعَ‬ ‫َ‬ ‫وموهبة َط َلبته‪ ،‬رَهْنَ إشار ْة‬ ‫المعهدُ ث َقتهُ وخِبرته‪،‬‬ ‫ببرنامج انطلقَ‬ ‫وعِنايَةِ المؤَسسة‪ .‬فهبتْ شراكتُنا‬ ‫ٍ‬ ‫من تبادل الزياراتِ واألفكاِر والمقترحات‪ ،‬بمشاركة‬ ‫ُ‬ ‫الشراكة‬ ‫إدارةِ وأساتذةِ وطلبةِ المعهد‪ ،‬لِتُعلِنَ‬ ‫خِالل برنامج مشترك أَبدعهُ ُ‬ ‫طلبة‬ ‫عن نفسها من ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫مؤسسة‬ ‫شعبةِ الفن‪ ،‬ودعمتهُ‬ ‫ُ‬ ‫الطلبة فضاءاتِ‬ ‫انتهى بمعرض فني اسْت ْلهمَ فيه‬ ‫َ‬ ‫طنجة المتوسط‪ ،‬وأهميتَه وجماليته من‬ ‫مينا ِء‬ ‫البح ِر إلى البحرْ‪ .‬وقد ا ْقتَرحَ علينا هذا المعرض نحو‬ ‫أربعين لوحة فنية‪ ،‬أَبدعها عشرون طالبا وطالبة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خمسة طلبة بجوائز قيمة‪ ،‬وجرى‬ ‫بينما تُوِّجَ منهم‬ ‫َّ‬ ‫وَتَشَك َلتْ لهذه‬ ‫التنويه بمشاركتين الفِتَتَيْن‪.‬‬ ‫المسابقة الشيقة لجن ٌة مرموق ٌة بعضوية كل من‬ ‫الفنان سعد بن السفاج والفنانة سميرة القادري و‪...‬‬ ‫وضمن المرحلة الحالية من هذه الشراكة‪ ،‬تنتظرُ‬ ‫َ‬ ‫طلبة شعبةِ األشرطةِ المرسومةِ مبادرة مماثلة‪،‬‬ ‫مثلما تنتظرُ َ‬ ‫التصميم مبادرة ال مثيل‬ ‫طلبة شعبةِ‬ ‫ِ‬ ‫أَْ‬ ‫ُ‬ ‫الجميل‬ ‫لها‪ ،‬ما دام اإلبداع‪ ،‬في األصل‪ ،‬هو ذلك ال َثرُ‬ ‫َ‬ ‫الذي ليس له ُ‬ ‫‪.‬شُرَكا َءنَا األوفيا ْء في مؤسسةِ‬ ‫مثيل‬ ‫طنجة المتوسط‪ .‬لقد انطلقت شراكتنا من الفن‬ ‫والخيال‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫نحافظ‬ ‫لِذلِكْ‪ ،‬علينا أن‬ ‫والجمال‬ ‫واإلبداع‬ ‫ِ‬ ‫على هذا اإليقاعْ‪ ،‬وأن نكون مبدعين في َ‬ ‫شراكتنا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫والجمال‪ ،‬من أجل‬ ‫بالخيال‬ ‫وتوْأَمتنا‪ ،‬وَأ ْن نَحْتَمِيَ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن ْ‬ ‫نذهبْ بهذه الشراكةِ إلى أبعد مدَى‪َ .‬فمست ْق ُ‬ ‫بل‬ ‫َ‬ ‫مشارَك َة‬ ‫هذا الوطنْ‪ ،‬وَمَصِيرُ اإلنسانية‪ ،‬ينتظرُ‬ ‫الجميعْ‪ .‬وعلينا ْ‬ ‫أن ال ننسى أحدا‪ ،‬وَع َلينا أَ ْن ال نخْلفَ‬ ‫الموْعد‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫‪ 30‬مار�س �آخر �أجل لقبول طلبات‬ ‫منح جهة ـ طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة‬ ‫حدد مجلس جهة طنجة – تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬يوم ‪ 30‬مارس ‪2016‬‬ ‫آخر أجل لتسلم ملفات طلبات الدعم برسم سنة ‪ 2016‬بالنسبة لجميع‬ ‫جمعيات المجتمع المدني بتراب الجهة‪ .‬وسيكون على الجمعيات الراغبة‬ ‫في الحصول على دعم الجهة إعداد ملفاتها القانونية باحترام التاريخ‬ ‫المحدد‪.‬‬

‫محمد الطنجاوي‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين يستوقفني هذا الصديق‪ ،‬أعرف أنه سيفاتحني في أمر يرى أنني قصرت‬ ‫في إثارته‪ ،‬أو أغمضت عيني عنه‪.‬‬ ‫وبما أنه استوقفني هذه المرة‪ ،‬على بعد خطوات من سوق مرتيل‪ ،‬فقد‬ ‫علمت أنه سيثير معي موضوع هذا السوق‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث‪ ،‬فقد أشار بإصبعه إليه مستغربا من عدم إدراجه في مسلسل‬ ‫اإلصالحات التي يعرفها شاطئ مرتيل‪.‬‬ ‫ورأى أن المجلس البلدي الموقر‪ ،‬كان بإمكانه أن يبادر إلى إعادة هيكلته‪،‬‬ ‫وتنظيمه‪ ،‬وضبط التجارة به ضبطا محكما‪ ،‬يجعل لتجار األسماك جناحا خاصا‬ ‫بهم‪ ،‬تتوفر فيه شروط النظافة‪ ،‬وشروط العرض‪ ،‬وشروط الصيانة‪ .‬ولتجار‬ ‫اللحوم البيضاء والحمراء جناحا مخصصا لهم دون غيرهم‪ .‬ولتجار الخضر‬ ‫والفواكه‪ ،‬قسما مُهما يعرضون فيه بضائعهم بطرق حديثة‪ ،‬ومواصفات‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ونفس الهيكلة‪ ،‬يمكن أن يظهر بها أو عليها (سوق الشبار) بنهاية طريق‬ ‫ميرامار‪ ،‬فهذا السوق –على صغره وضآلة حجمه‪ -‬اليتوفر على أبسط المرافق‬ ‫الضرورية للسوق‪.‬‬ ‫وإذا كان لدى المجلس البلدي تصور لسوق ثالث‪ ،‬فيمكنه أن يخرج إلى‬ ‫الوجود في شكل يليق باأللفية الثالثة‪ ،‬وبعهد محمد السادس‪.‬‬ ‫فمن غير الالئق أن تتطور مرتيل في عدد من المجاالت‪ ،‬وتظل أسواقها‬ ‫على هذا الشكل من الفوضى واالضطراب‪.‬‬ ‫هذه هي الرسالة التي حمّلني إياها هذا األخ‪ ،‬آمال أن تصل إلى المعنيين‬ ‫باألمر في المجلس البلدي وفي عمالة المضيق‪ -‬الفنيدق‪.‬‬ ‫أنا أعلم أن هناك تصميما جديدا لمرتيل‪ ،‬سيُشرع في تطبيقه خالل‬ ‫السنوات الخمس المقبلة‪.‬‬ ‫لكن ليست كل التصاميم تُطبق‪ ،‬وبالمواصفات التي وقع االتفاق عليها‪،‬‬ ‫خصوصا حين نُشغل أسطوانة اإلكراهات االقتصادية‪.‬‬ ‫فهل تكون هذه األسواق ضمن هذا التصميم الذي نتمنى أن يكلل تطبيقه‬ ‫بالنجاح؟‬ ‫هذا ما يتمناه جميع الوافدين على ضاحية مرتيل‪.‬‬

‫بيان‬

‫الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان تطالب بإلغاء متابعة النقيب‬ ‫عبد اهلل البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية‬ ‫تتابع الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان بقلق شديد‬ ‫التطور الخطير الذي تشهده‬ ‫الساحة اإلعالمية‪ ،‬والمتمثل‬ ‫في المتابعـــة القضائية التي‬ ‫تستــهــدف النقيـــب عبــــد‬ ‫اهلل البقالــي رئيس النقابــة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية‪،‬‬ ‫ومدير جريدة العلم اليومية‪،‬‬ ‫والتي تسعـــى من خاللهــــا‬ ‫السلطات ‪ -‬المحركـة لمثــل‬ ‫هذه المتابعات‪ ،-‬إلى إخراس‬ ‫أصوات الصحفيين وتكميم‬ ‫أفواههم‪ ،‬وهو ما يتضح من‬ ‫خالل االستدعـــاء المباشـــر‬ ‫الذي توصـــل بـــه النقيـــب‬ ‫عبد اهلل البقالي من وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بالرباط‪ ،‬للمثول أمام هيئة المحكمة في جلسة الثالثاء فاتح‬ ‫مارس ‪ 2016‬على خلفية المقال الصحفي المنشور بجريدة‬ ‫«العلم»‪ ،‬في أكتوبر من سنة ‪ ،2015‬والمرتبط بالفساد‬ ‫االنتخابي الذي عرفته عملية انتخابات مجلس المستشارين‪،‬‬ ‫والذي تناولته عدد من وسائل اإلعالم المختلفة‪ ،‬والذي كان‬ ‫كذلك موضوع تجاذب بين عدد من الفاعلين الحكوميين‬ ‫وغير الحكوميين‪.‬‬ ‫والمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫أمام هذا التضييق الذي يؤكد مرة أخرى على استمرار انتهاك‬ ‫حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة‪ ، ،‬فإنه يعبر عما يلي‪:‬‬

‫للصحاف��ة المغربي��ة‪ ،‬وم��ن‬ ‫خالله م��ع كاف��ة الصحافيات‬ ‫والصحافيين الذين يتعرضون‬ ‫للقم��ع والمنع‪ ،‬ف��ي محاوالت‬ ‫متكررة من السلطات لثنيهم‬ ‫ع��ن االنخـــراط ف��ي عمـــل‬ ‫المدافعــــ��ات والمدافعيـــن‬ ‫عن حقوق اإلنس��ان‪ ،‬من أجل‬ ‫مغرب بدون انتهاكات لحقوق‬ ‫اإلنسان؛‬ ‫التأكيد على أن مشروع‬ ‫قانون الصحافــة المعــروض‬ ‫حاليا‪ ،‬ال يستجيب في مجمله‬ ‫للمطالــب المعبر عنهـــا من‬ ‫طـــرف الفاعلين اإلعالميين والحقـــوقييــــن‪ ،‬ومختلــــف‬ ‫المكونات المجتمعية المعنية بالحقل اإلعالمي‪ ،‬والمطالبة‬ ‫بالمراجعة العاجلة والشاملة لقانون الصحافة‪ ،‬حتى يغدو‬ ‫متالئما مع القيم والمبادئ الكونية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وأساسا‬ ‫منها إلغاء العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬ومراجعة المواد ذات‬ ‫الصيغ الفضفاضة‪ ،‬وضمان عدم متابعة الصحافيين بالقانون‬ ‫الجنائي؛‬ ‫التوجه بنداء لمختلــف القوى المجتمعيــة المدافعــة عن‬ ‫حرية الرأي والتعبير وضمنها حرية الصحافة‪ ،‬من أجل المبادرة‬ ‫لتوحيد جهودها لحمل الدولة المغربية على وقف انتهاكاتها‬ ‫المستمرة لحقوق اإلنسان‪ ،‬والوفاء بالتزاماتها الدولية بهذا‬ ‫الخصوص‬

‫المطالبة القوية بوضع حد للتضييق الذي يتعرض له‬ ‫النقيب عبد اهلل البقالي‪ ،‬وذلك بإلغاء المتابعة المحركة في‬ ‫حقه؛‬

‫المكتب المركزي‬

‫التضامن مع النقيب عبد اهلل البقالي‪ ،‬رئيس النقابة الوطنية‬

‫الرباط في‪2016/02/26:‬‬

‫خاطر مح ّمدي ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بعد إنجاز صديقي العزيز الدكتور سعيد بن األحرش‬ ‫أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في موضوع «شروح‬ ‫البردة‪ *»..‬قوي اهتمامي العلمي بهذه المدحة النبوية‬ ‫الشريفة التي عرفت تداوال واسعا وداال‪ ..‬وأشكال‬ ‫حضور متنوع‪ ،‬علميا وتعليميا واجتماعيا وثقافيا وفنيا‬ ‫على مدى قرون‪ ..‬مع حيازة الغرب اإلسالمي لريادة في‬ ‫كل هذه المناحي المذكورة‪..‬‬ ‫ثم تركز اهتمامي بها وأنا أقرأ ما كتبه صديقي‬ ‫العزيز المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي في‬ ‫كتابه النفيس «الشروح األدبية على عهد الدولة‬ ‫العلوية»‪.‬‬ ‫أسعد بكون هذه المدحة البوصيرية من محفوظي‬ ‫منذ ألفتي بها زمن سنوات أولى من عمري‪ ،‬ترددت‬ ‫فيها على الزاويتين الحراقية والريسونية بتطوان‪..‬‬ ‫وكلما ُقصِّدت هذه المدحة النبوية الشريفة بالزاوية‬ ‫القادرية البودشيشية أشعر بإنعام يجدد محمولها‬ ‫الزخار في خاطري؛ فيغذيني ويغنيني‪ ..‬وربما كان هذا‬ ‫حافزا لتدوين هذه الخاطرة‪.‬‬ ‫شرع اإلمام البوصيري (ت‪699‬هـ) في نظم مدحته‬ ‫وهو مصاب بشلل نصفي – حسب روايات ‪ -‬وقد رأى‬ ‫في منامه أن النبي صلى اهلل عليه وسلم يمر بيده‬ ‫الكريمة على جسمه كله فبرئ‪ ،‬فسميت مدحته ‹‹برأة››‬ ‫ورأى في الرؤيا ذاتها أن الحبيب المكين؛ المخصوص‬ ‫بالتعيين يخلع عليه بردته؛ فسميت «بردة»‪.‬‬ ‫أهدى اإلمام البوصيري قصيدته لسيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم؛ بل أهداها لكل المحمديين‬ ‫فانتشر ذكرها‪ ،‬واعتمدها الصوفية من السنّة مادة‬ ‫شريفة مصاحبة ألذكارهم واحتفاالتهم الدينية؛‬ ‫تشفعا بالرسول األمين المتوج باليقين‪ ،‬وتقربا من‬ ‫الحق سبحانه وتعالى بحرمة آصرة عطفت ــ ومازالت‬ ‫تعطف ــ اللفيف المحمدي عليه‪..‬‬ ‫فهل ثمة حرمة أسمى وأسنى من حرمة سيد‬ ‫المرسلين المتحف بالفتح المبين؟ وهل ثمة توسل‬ ‫أعظم جالال من طلب تفريج الهموم والغموم والكرب‬ ‫من سيد الخلق؟‬ ‫طلب الشفاعة والتوسل مقصدان مضمنان في هذه‬ ‫المدحة الباذخة المسماة أيضا «قصيدة الشدائد»‪.‬‬ ‫وهذا الحقل الداللي الكبير يضم نصوصا أخرى‬ ‫تسير على هدي المعنى نفسه ‪:‬‬ ‫طلب الرحمة ‪ :‬يامن إلى رحمته المفر‪،‬‬ ‫وطلب انفراج الكرب‪ :‬اشتدي أزمة تنفرجي‪.‬‬ ‫وهذا هو األصل النافع الجامع‪..‬‬ ‫اللهم صل على سيدنا محمد صالة تقبل مني بها‬ ‫تضرعي وشكواي‪ ،‬وتدفع بها عني عوارض نقمتي‬ ‫وبلواي‪ ..‬وتكفيني بها شر دواعي نفسي األمارة‪..‬‬ ‫اللهم صل وسلم على سيدنا محمد؛ ميم مقام‬ ‫القرب والمحبوبية‪..‬‬ ‫وحاء الرحمات‪،‬‬ ‫وميمي الملك ‪..‬‬ ‫ودال الديمومية‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫* أطروحة جامعية طبعتها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬


‫العدد ‪826‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫اإلضراب العام بين حماس المركزيات النقابية‬ ‫والمباالة الحكومة‬ ‫هل فقدت اإلضرابات طابعها النضالي بعد اتساع ثقافة‬ ‫االحتجاجات الشعبية وتنامي ظاهرة التنسيقيات ؟‬

‫انتهى اإلضراب العام الذي دعت إليه أربع‬ ‫مركزيات نقابية‪ ،‬باإلضافة إلى النقابة الوطنية‬ ‫للتعليم العالي‪ ،‬على وقع «حرب أرقام» وتصريحات‬ ‫متضاربة‪ ،‬بين النقابات والحكومة التي تدعي أن‬ ‫اإلضراب مر في ظروف عادية‪ ،‬وأنه لم يؤثر في‬ ‫سير العمل بمرافق الدولة وال «شل» حركة اإلنتاج‬ ‫في القطاع الخاص‪ ،‬في حين أعلنت النقابات أن‬ ‫اإلضراب نجح في تحقيق أهدافه بشكل شبه عام‬ ‫وكامل‪ ،‬حيث فاقت نسبة المشاركة ‪ 80‬بالمائة‪.‬‬ ‫أرقام الحكومة تفيد أن نسبة المشاركة في‬ ‫القطاع العام بلغت ‪ 39‬بالمائة بينما جاورت نسبة‬ ‫المشاركة في القطاع الخاص ‪ 4‬بالمائة‪.‬‬ ‫الحكومة تعاملت مع اإلضراب كعمل دستوري‬ ‫وثمنت دور النقابات في الحياة الديمقراطية‪ ،‬إال أنها‬ ‫اعتبرت أن اإلضراب لم يكن «مبررا» اعتبارا لكون‬ ‫إصالح صندوق التقاعد خضع لحوار مع الفرقاء‬ ‫االجتماعيين منذ سنة ‪ 2013‬كما جرى تعميقه‬ ‫في إطار المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪،‬‬ ‫وكونه صيغ في إطار ضمان الحقوق المكتسبة‬ ‫وحماية المعاشات المدنية لما يناهز أربعمائة ألف‬ ‫متقاعد بحلول سنة ‪ 2020‬بعد أن تفاقم عجز هذا‬ ‫الصندوق حيث سيصل هذه السنة إلى ما يقارب‬ ‫عشرة ماليير درهم‪.‬‬ ‫وحسب بيان الحكومة عقب المجلس الحكومي‬ ‫ليوم الخميس الماضي‪ ،‬فإن مشروع إصالح صندوق‬ ‫التقاعد وضع للمناقشة بالبرلمان وتم إرفاقه‬ ‫بمجموعة من اإلجراءات ذات الصبغة االجتماعية‪،‬‬ ‫أهمها الرفع من الحد األدنى للمعاشات ليصل إلى‬ ‫‪ 1500‬درهم تدريجيا وكذا توسيع التغطية الصحية‬ ‫والحماية االجتماعية ليشمل ‪ 30‬بالمائة إضافية‬ ‫من السكان بطريقة تدريجية أيضا‪ .‬وشددت‬ ‫الحكومة على أنها لم توقف الحوار االجتماعي وأنها‬ ‫عقدت ثماني لقاءات مع النقابات نتجت عنها قرارات‬ ‫من ضمنها الزيادة في الحد األدنى لألجور وإحداث‬ ‫صندوق التعويض عن فقدان الشغل‪.‬‬

‫تالسنات‬

‫الحوار والتفاوض‪ ،‬ولو أن تلك المرحلة طبعتها‬ ‫أشكال من القمع والعنف والبطش‪ ،‬أودت بحياة‬ ‫العديد من النقابيين والسياسيين‪ ،‬المناضلين في‬ ‫مجال الحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ضعف النقابات اليوم‪ ،‬ناتج عن العديد من‬ ‫األسباب‪ ،‬منها تزعزع مواقفها وبلقنتها وعجزها‬ ‫عن اتخاذ مواقف موحدة في القضايا المصيرية‬ ‫بالنسبة للطبقة الشغيلة والصراعات البينية التي‬ ‫تطفو على السطح بين الفينة والفينة‪ ،‬واعتمادها‬ ‫خلفيات سياسية تستند فيها إلى « إيديولوجيات»‬ ‫األحزاب القائمة التي ال تقل «تشتتا» عن‬ ‫المركزيات النقابية‪ ،‬األمر الذي دفع بعضها إلى رفع‬ ‫مطالب ال تستجيب بالضرورة لرغبات فئات عريضة‬ ‫من المناضلين‪ ،‬وفقدانها قاعدة موحدة الحتضان‬ ‫الصراعات االجتماعية لتنصرف إلى قضايا سياسية‬ ‫تخص في معظمها الممارسة الديمقراطية‬ ‫والحريات العامة وحقوق اإلنسان ‪ ،‬وهي وإن كانت‬ ‫من صميم العمل النقابي إال أنها ال تعكس مطالب‬ ‫محددة للطبقة الشغيلة من موظفين وعمال‬ ‫وحرفيين وفالحين وأصحاب المهن الحرة‪ ،‬ال‬ ‫يجدون أنفسهم إال في مطالب تخص حماية القدرة‬ ‫الشرائية والحق في العمل والسكن الالئق والصحة‬ ‫والتعليم لألبناء وباقي الخدمات االجتماعية‪ ،‬بما‬ ‫يضمن للمواطن حقه في العيش الكريم‪.‬‬

‫اإلعالن عن نجاح اإلضراب من جانب‬ ‫المركزيات النقابية وعن فشله من جانب الحكومة‬ ‫يدخل في نطاق «التالسنات» التي تصاعب وتعقب‪،‬‬ ‫عادة‪ ،‬مثل هذه األوضاع‪ ،‬بغاية إضعاف الخصم‬ ‫والتقليل من أهمية مكاسبه‪ .‬إال أن اإلضراب العام‬ ‫ليوم ‪ 24‬فبراير الماضي‪ ،‬كان يحمل بذور فشله‬ ‫من داخله‪ ،‬ألسباب عدة سنعود إليها‪ ،‬ومنها أنه‬ ‫ركز على مخطط إصالح صندوق التقاعد‪ ،‬وهي‬ ‫قضية جوهرية في مسلسل اإلصالحات الكبرى‬ ‫التي تباشرها الحكومة‪ ،‬قبل أن تحل الكارثة التي‬ ‫قلة نسبة المنخرطين‬ ‫قد تهدد االستقرار والسلم االجتماعي‪ ،‬خاصة ولم‬ ‫نسمع عن حلول بديلة علمية وعملية‪ ،‬تقدمت بها‬ ‫ثم إن المفارقة الكبرى في المغرب هي قلة‬ ‫النقابات أو األحزاب السياسية‪ ،‬لمخطط الحكومة المنخرطين في العمل النقابي‪ ،‬حيث إن المعلومات‬ ‫الذي يبقى مفتوحا على الحوار‪ ،‬كما أكد الناطق المتوافرة تفيد أن نسبة االنتساب إلى النقابات ال‬ ‫الرسمي باسم الحكومة‪.‬‬ ‫يتعدى ‪ 3‬بالمائة‪ ،‬بالنسبة لما يفوق العشرة ماليين‬ ‫وال شك أن طريقة وتوقيت اإلعالن عن من المغاربة النشطين‪ .‬هل هو «عزوف» عن العمل‬ ‫اإلضراب العام وممارسته‪ ،‬بين ضعف في المشاركة النقابي‪ ،‬وهل نضعه في خانة عزوف المغاربة عن‬ ‫وفتور في التعبئة‪ ،‬أمور دفعت بعض المحللين إلى العمل السياسي ‪ ....‬وما عسى أن تكون أسباب‬ ‫القول بتغير طبيعة العمل النقابي وطريقة تعامل ذلك‪.‬؟؟!‬ ‫الدولة مع النقابات‪ ،‬بالمغرب‪.‬‬ ‫ربما كان األمر راجعا‪ ،‬باألساس إلى فقدان الثقة‬ ‫في العمل النقابي والسياسي معا‪ ،‬بسبب ضعف‬ ‫اإلضراب فقد طابعه النضالي‬ ‫المردودية واالبتعاد عن انشغاالت المواطنين‬ ‫المرتبطة‪ ،‬أساسا‪ ،‬بهمومهم اليومية‪ .‬ثم إن كثرة‬ ‫ذلك أن اإلعالن عن اإلضراب العام كان في اإلضرابات أفقدتها القوة التي كانت تتمتع بها‬ ‫الماضي بمثابة «صاعقة» تهدد استقرار البالد‪ ،‬في السابق‪ ،‬و «تشرذم» المواقف داخل وبين‬ ‫وأن التلويح به من طرف النقابات‪ ،‬ما بين سنة المركزيات النقابية في ما يخص الحوار االجتماعي‬ ‫‪ 1965‬و ‪ ،1990‬كان كافيا إلرغام الحكومة على أضعف جانب العمل النقابي لدى الحكومة التي‬

‫أدارت ظهرها لنداء إضراب ‪ 24‬فبراير الماضي‪،‬‬ ‫وتعاملت معه‪ ،‬ظاهريا‪ ،‬كحدث «عابر»‪ ،‬وغير مؤثر‪.‬‬ ‫بل إنها اعتبرت أن اإلضراب إنما جاء للتشويش‬ ‫على «اإلصالحات» الكبرى التي تباشرها والتي‪،‬‬ ‫يدعي بنكيران أن الشعب «يتفهمها»‪ ،‬ثقة في‬ ‫العمل الحكومي‪ ،‬ويساندها ويقبلها‪ ،‬بالرغم من‬ ‫«تكلفتها» المرتفعة‪.‬‬ ‫يرى الكثيرون أن لجوء المركزيات النقابية إلى‬ ‫إعالن ثاني «إضراب عام» في أقل من سنة‪ ،‬إنما‬ ‫أرادت به أن تثبت وجودها في المشهد السياسي‬ ‫وقدرتها على تعبئة جماهير الموظفين والعمال‪،‬‬ ‫ثم إنها تقدمت بالئحة مطلبية قد ال تتسع والية‬ ‫حكومية بسنواتها الخمس‪ ،‬لتنفيذ عشرة في المائة‬ ‫منها‪ ،‬والحال أن حكومة بنكيران توجد على مرمى‬ ‫حجر من «نهاية» واليتها‪.....‬ما دفع الحكومة إلى‬ ‫عدم التعامل مع اإلضراب كـ «عمل تصعيدي»‬ ‫من جانب النقابات‪ ،‬بل إنها أبدت تجاهه نوعا من‬ ‫«االستخفاف» الظاهر‪ ،‬وكأن األمر ال يعنيها على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬وهو ما يفسر إحجام الحكومة على إطالق‬ ‫الدعوة إلى الحوار بالرغم من «الهول» الذي صاحب‬ ‫اإلعالن النقابي عن اإلضراب‪.‬‬

‫ال أثر وال خطر !‬ ‫مصادر حكومية أصرت على القول إن اإلضراب‬ ‫لم يؤثر على سير األمور بالبالد‪ ،‬وأنه ال يمثل أي‬ ‫خطر ال على االستقرار وال على االستثمار وال على‬ ‫السلم االجتماعي‪ ،‬وفي ذلك تحد كبير للمركزيات‬ ‫النقابية‪.‬‬ ‫قد يكون القطاع العام أسعف النقابات بمشاركة‬ ‫اعتبرت «مرتفعة» في بعض القطاعات التي تشهد‬ ‫سلسلة من االختالالت‪ ،‬كالتعليم والصحة‪ ،‬وهو‬ ‫ما كان منتظرا‪ ،‬بل ومتوقعا‪ ،‬إال أن نسبة مشاركة‬ ‫القطاع الخاص الذي يعتبر الرافدة األساس للعمل‬ ‫النقابي‪ ،‬كانت «كارثية» بكل المقاييس إذ جاورت‬ ‫‪ 4‬بالمائة‪.‬‬ ‫ذلك أنه إزاء التجاذبات التي تطبع عالقات‬ ‫المركزيات النقابية في ما بينها ‪ ،‬يسعى أرباب‬ ‫العمل‪ ،‬في إطار اتحادهم‪ ،‬إلى الظهور بمواقف‬ ‫موحدة ومحددة تجاه خطط الحكومة اإلصالحية‬ ‫ومطالب الطبقة الشغيلة ‪.‬‬ ‫ثم إن إضراب ‪ 24‬فبراير لم يأت في إطار مواجهة‬

‫المركزيات لقضايا مصيرية‪ ،‬كما أن المطالب التي‬ ‫رفعتها هذه المركزيات لم تكن تستجيب لمطالب‬ ‫أساسية للطبقة الشغيلة ‪ ،‬أمور البد وأن تكون من‬ ‫بين أسباب عزوف فئات عريضة من الطبقة الشغيلة‬ ‫عن المشاركة في اإلضراب العام‪.‬‬ ‫ثم إننا يجب أن ال نغفل أن التطور الحاصل في‬ ‫سلوك الدولة تجاه ممارسة الحقوق الديمقراطية‪،‬‬ ‫ولو نسبيا‪ ،‬سحب البساط من تحت أقدام قيادات‬ ‫المركزيات النقابية وساهم في إضعاف نفوذها‬ ‫وحضورها داخل المشهد السياسي المغربي‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬يجب التذكير بأن اتساع‬ ‫«ثقافة االحتجاج» ونزول المواطنين إلى الشارع‬ ‫لإلعالن‪ ،‬مباشرة ‪ ،‬عن مطالبهم ورغباتهم وعرض‬ ‫تظلماتهم‪ ،‬وتنامي نفوذ التنسيقيات‪ ،‬ظاهرة‬ ‫جديدة أفقدت اإلضراب قوته وحجيته‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تنامي المنظمات األهلية ــ أو ما يسمى بهيئات‬ ‫المجتمع المدني ــ داخل المجتمع كهيئات‬ ‫اقتراحية‪ ،‬من مهامها‪ ،‬أيضا‪ ،‬مراقبة العمل‬ ‫الحكومي‪ ،‬ساهم في إضعاف العمل النقابي الذي‬ ‫صار يتعرض النتقادات حادة من طرف جانب من‬ ‫الطبقة الشغيلة‪ ،‬التي ترى فيه نوعا من العرقلة‬ ‫بدل وسيلة لحل مشاكل المنخرطين‪.‬‬ ‫الحكومة ركبت على هذا الوضع‪ ،‬لتستدل‬ ‫على أنها‪ ،‬وعلى بعد أسابيع من نهاية واليتها‪ ،‬ال‬ ‫زالت تتمتع بشعبية واسعة‪ ،‬رغم النتائج السلبية‬ ‫و «الالشعبية» لسياساتها االجتماعية‪ ،‬خاصة‬ ‫استنزافها ألرزاق المواطنين من أجل إنقاذ مرافق‬ ‫عمومية ال يتحملون أي مسؤولية في إفالسها‪ ،‬دون‬ ‫أن يتعرض المسؤولون عن تلك المرافق للمساءلة‬ ‫والمحاسبة‪.‬‬ ‫الحكومة ‪ ،‬في موقفها «السلبي» من إضراب‬ ‫‪ 24‬فبراير‪ ،‬إنما راهنت على ما اعتبرته مصادر‬ ‫إعالمية ‪ ،‬نوعا من «اإلحباط» داخل النقابات ‪،‬‬ ‫كان من أبرز مظاهره ضعف التعبئة والمشاركة ‪،‬‬ ‫بحيث أن اإلضرابات‪ ،‬ربما لكثرتها وتواليها ‪ ،‬قد‬ ‫تكون فقدت طابعها النضالي وتأثيرها السياسي‬ ‫واالجتماعي الذي كانت تمتلكه في الماضي ‪ .‬والذي‬ ‫ربما كان من أسباب عدم اهتمام الحكومة بإضراب‬ ‫‪ 24‬فبراير واعتباره حدثا عابرا ال يرقى إلى ما كان‬ ‫يمثله إضراب وطني عام‪ ،‬أيام زمان ! ‪....‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪826‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫االعتداء على األصول‪....‬‬ ‫انحراف اجتماعي أم عقوبة إلهية ؟‬ ‫يعتبرها البعض نتيجة طبيعية لإلدمان واالنحراف الخلقي‬ ‫ويربطها آخرون بالفقر والبطالة ويعجز البعض اآلخر عن إيجاد‬ ‫تفسير أو مبرر لها ‪ ..‬فيما تثير دهشة وغرابة كل العقالء‪..‬‬ ‫إنها الجريمة ضد األصول‪ ..‬األب أو األم الذين نهى ديننا الحنيف‬ ‫حتى عن مجرد إحساسهم بغضبنا تجاههم أو التعبير عن ذلك‬ ‫بالتأفف‪ ،‬قال تعالى‪« :‬فال تقل لهما أف وال تنهرهما»‪ ،‬جريدة‬ ‫طنجة تفتح الملف الساخن حول العنف ضدّ األصول‪.‬‬ ‫ظاهرة العنف على األمهات واآلباء عرفت انزالقا خطيرا في‬ ‫اآلونة األخيرة في المغرب عامة وفي طنجة على وجه الخصوص‪،‬‬ ‫حيث ال تخلو جلسة من محاكمنا إال وتطرقت إلى قضية التعدي‬ ‫على األصول‪ ،‬سواء جناية‪ ،‬جنحة أو مخالفة‪ ،‬واألسباب تختلف‬ ‫حول استفحال هذه الجريمة اإلجتماعية التي أصبحت تهدد كيان‬ ‫واستقرار أفراد األسرة‪ ،‬مما يؤثر بالسلب على استمرار ترابط‬ ‫العائلة المغربية‪ ،‬بعد أن وصل الحد باألبناء إلى اإلعتداء على من‬ ‫أتى بهم إلى الحياة‪ ،‬وحملهم ‪ 9‬أشهر سواء بالضرب‪ ،‬اإلهانة‪،‬‬ ‫التهديد بالقتل والقتل واإلعتداء الجنسي‪ ،‬ورغم أن هذه الظاهرة‬ ‫تعد دخيلة على مجتمعنا‪ ،‬إال أن تفاقمها أضحى هاجسا كبيرا‬ ‫يستدعي دق ناقوس الخطر‪ ،‬وتدخل هيئات وجمعيات مدنية‬ ‫لتفعيل الحوار ولمّ الصدع بين اآلباء وأبنائهم‪.‬‬

‫«و َق َ�ضى َر ُّبكَ �أَ َّال ت َْع ُب ُدو ْا �إِ َّال �إ َِّي ُاه َوبِال َْوا ِل َد ْينِ‬ ‫قال اهلل تعالى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كِ‬ ‫ْكِ‬ ‫َ‬ ‫ب �أ َح ُد ُه َما �أ ْو ال َُه َما ف َال َتقُل ل َُّه َم�آ‬ ‫�إ ِْح َ�سانًا �إ َِّما َي ْبلُغَ َّن ِعن َدك ال رَ َ‬ ‫َاح‬ ‫اخف ْ‬ ‫ميا‪َ .‬و ْ‬ ‫�أُ ٍّف َو َال َتن َْه ْر ُه َما َو ُقل ل َُّه َما َق ْو ًال كَ رِ ً‬ ‫ِ�ض ل َُه َما َجن َ‬ ‫ريا»‪.‬‬ ‫ار َح ْم ُه َما كَ َما َر َّب َي يِ‬ ‫ان َ�صغِ ً‬ ‫ال ُّذلِّ مِ َن َّ‬ ‫الر ْح َمةِ َو ُقل َّر ِّب ْ‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫وانحالل وغرق بعالم المخدرات‪ ،‬هذا هو مالذهم الوحيد‪ ،‬لو كانوا‬ ‫نشؤوا في بيئة سليمة توفر لهم ما هم في حاجة اليه لما ارتموا في‬ ‫أحضان المخدرات التي تدمرهم يوما بعد يوم‪ ،‬ثم تجعلهم يرتكبون‬ ‫أبشع الجرائم في حق ذويهم‪.‬‬

‫أمثلة من الواقع الحي بطنجة‪.‬‬

‫األستاذ المحامي‬

‫‪ ‬يرى المختصون أن غياب ال��وازع الديني‪ ،‬المشاكل اإلجتماعية‬ ‫والظروف األسرية ونقص الحوار من األسباب التي تدفع األبناء إلى ارتكاب جريمة التعدي على األصول‪ ،‬وفي معظم‬ ‫األحيان البطالة هي السبب‪ ،‬هذه األخيرة دائما ما تؤدي بالشباب إلى اإلتجاه نحو اآلفات اإلجتماعية هروبا من الواقع‬ ‫المريرحسب اعتقادهم‪ ،‬فيجدون مالذهم في تناول المخدرات لنسيان ما يعانون منه‪ ،‬إال أنهم بذلك يودون بأنفسهم‬ ‫إلى الهالك‪ ،‬ويضحون عبيدا لها‪ ،‬مما يدفعهم إلى طلب المال من أولياء أمورهم لشرائها‪ ،‬وعند الرفض يقابلونهم‬ ‫باإلبتزاز والتهديدات بالضرب والشتائم وذلك في أحسن الظروف‪ ،‬في حين يتجرد البعض منهم من مشاعرهم اتجاه‬ ‫آبائهم ليعتدوا عليهم‪ ،‬وهنا نجد صنفين من اآلباء واألمهات‪ ،‬فالنوع األول يقوم بتبليغ مصالح األمن ويودع شكوى‬ ‫ضد ابنه في حالة تعديه عليه‪ ،‬سواء لفظيا أو جسديا‪ ،‬فيما يتكتم الصنف الثاني عما يتعرضون إليه من عنف‪ ،‬خوفا من‬ ‫الفضيحة أمام الجيران أو شفقة وحبا لفلذات أكبادهم‪ ،‬فلماذا ال يفكر األبناء في آبائهم مثلما يفكر اآلباء في أبنائهم؟‪.‬‬ ‫حاليا تستعرض المحاكم بطنجة‪ ،‬كمّا ليس بالهيّن من قضايا اإلعتداء على األصول‪ ،‬وفي كل مرة يتحجج األبناء‬ ‫ومعظمهم من الجنس الخشن‪ ،‬بأن ظروفهم اإلجتماعية وراء ارتكابهم هذا‪ ،‬وهناك من يطلب العفو من والده وأمه‪.‬‬ ‫هؤالء سرعان ما يلبون الرغبة ألن المتهمين أبناؤهم وال يمكن أن يعذبوا أنفسهم بوجود أوالدهم في السجن‪ .‬ومن‬ ‫جانب آخر‪ ،‬هناك من اآلباء من يلتمس من هيئة المحكمة حبس أبنائهم‪ ،‬ليأمنوا شرهم كونهم عاقون وال يفهمون‬ ‫معنى التوبة‪،‬إلى أن يدخلوا المؤسسة العقابية‪ ،‬هذا ان لم يطعنوهم طعنات غادرة تودي فورا بحياتهم‪.‬‬ ‫إن التعاطي للمخدرات والمشاكل العائلية هما أصل هذه الظاهرة‪ ،‬كثيرا ماتتفاقم المشاكل العائلية لتؤدي فيما‬ ‫بعد إلى ارتكاب األبناء لجرائم مختلفة ضد آبائهم الذين يلجؤون إلى إخراجها من حدود البيت العائلي لتحط رحالها‬ ‫بقاعات المحاكم‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬ارتأينا أن نتحدث إلى األستاذ نبيل السماللي‪ ،‬المحامي بهيئة طنجة‪ ،‬ليطلعنا على‬ ‫المواد القانونية فيما يخص هذه الجريمة البشعة في حق الوالدين‪ ،‬حيث دق محدثنا ناقوس الخطر فيما يخص هذه‬ ‫الظاهرة التي هي خارجة عن مجتمعنا‪ ،‬مع العلم أن هذه الحوادث لطالما تم تداولها باالحياء الشعبية خصوصا حيث‬ ‫يكون فيها الجهل والفقر مستقرين بأريحيّة‪ ،،‬مؤكدا أن المحاكم شهدت وتشهد دائما قضية من قضايا التعدي على‬ ‫األصول التي ازدادت مقارنة بالسنوات الماضية‪ ،‬وأضاف بأن المشرع المغربي حاول أن ينزل أقصى عقوبة على األبناء‬ ‫العاقين وهذا ما يظهر من خالل المواد القانونية الخاصة بالضرب والجرح والتسبب في عاهة مستديمة والقتل في‬ ‫حق األصول‪ ،‬فالعقوبات تصل الى ثالثين سنة‪ ،‬معربا أن القتل في حق األصول يكاد يكون منعدم مبدأ القتل العمد‬ ‫في جل الحاالت‪ ،‬حيث الحوادث التي أبرمت عن قتل األم أو األب أو هما معا‪ ،‬صعب أن تتوفر فيها صيغة القتل العمد‪،‬‬ ‫ألن االبن في أغلب األحيان ال يخطط وال يبرمج وال يزعم‪ ،‬هي حالة هستيرية يصاب بها الجاني نتيجة تناوله جرعات‬ ‫من المخدرات الصلبة والقوية والتي تخرجه عن عالمه الواقعي لتجعل منه انسانا متوحشا عنيفا باستعداد ألن يقتل‬ ‫ولديةه ألي سبب تافه كان أو لم يكن ‪.‬‬ ‫وأضاف األستاذ المحامي نبيل السماللي أن قضايا التعدي على األصول من بين الجرائم التي يعاقب عليها‬ ‫القانون وال يتساهل معها القضاة‪ ،‬جراء اإلهانات واالعتداءات التي تطال األولياء من طرف أبنائهم‪ ،‬أين ال يجدون‬ ‫حال للحد من تصرفاتهم القاسية عليهم‪ ،‬سوى العدالة‪ ،‬والتي بدورها تقوم بواجبها وتودعهم السجن‪ ،‬مع انعدام‬ ‫شروط التخفيف‪ ،‬كما يتم تشديد العقوبة في حالة تناول المخدرات أو المسكرات‪ ،‬وهنا يشير األستاذ السماللي للسبب‬ ‫الرئيسي الذي يدفع هؤالء الى ارتكاب أبشع الجرائم في حق أصولهم‪ ،‬هو تعاطيهم للمخدرات‪« ،‬ال سبب غير هذا ‪ ،‬‬ ‫االنسان السوي أبدا لن يطاوعه قلبه أن يتجرد من انسانيته ويقتل أحد والديه أو كالهما معا‪ ،‬هذا الشخص عليه أن‬ ‫يكون فاقدا الوعي تماما‪ ،‬وهنا علينا محاربة هذه السموم التي تروج ببالدنا وتذهب عقول أبنائنا قبل أن محاسبتهم‬ ‫وحبسهم ومعاقبتهم‪ »،‬وهنا يأتي دور الجانب النفسي في مثل هذه القضايا‪ ،‬ألنه وفي حالة ثبوت المرض النفسي‬ ‫يحال الجاني الى مؤسسة استشفائية‪ ،‬اما أن يعتبر معتوها فيدخل المستشفى مدى مدة عقوبته أو يحال على السجن‬ ‫العادي ليجد نفسه في عالم غريب عليه‪ ،‬ألنه لم يكن بوعيه عندما فعل ما فعل‪ ،‬لذلك من المفترض أن يكون هنالك‬ ‫سجن استشفائي‪ ،‬سجن يضم أطباء ومحللين نفسيين يساعدون الجاني على التخلص من ادمانه والرجوع الى حالته‬ ‫الطبيعية ومن ثم النظر في أمره‪ ،‬ولم ال التحقيق في القضية من جديد ‪.‬‬ ‫‪ ‬ويضيف نبيل السماللي أن القانون الجنائي قد يحكم على الجاني في جريمة القتل العمد «العادية» بالمؤبد‪،‬‬ ‫لتصل العقوبة إلى اإلعدام في حالة التشديد ومنها اقترانها بجنحة أو جناية أو يقتل األصول مضيفا أن القليل من‬ ‫األولياء يتمسكون بشكواهم ويطلبون من القاضي تسليط أقصى العقوبات على أبنائهم من أجل عدم إعادة فعلتهم‬ ‫والحد من تصرفاتهم‪ ،‬أغلبهم ال يتحملون رؤية أوالدهم وراء أسوار السجن‪ ،‬فيتنازلون عن القضية ويتوسلون القضاة‬ ‫لإلفراج عنهم‪ ،‬بحكم أنهم أودعوا شكاوى ضدهم في لحظة غضب وندموا عليها بعد ذلك‪ ،‬وبالتالي عند التنازل‬ ‫تسقط الدعوة المدنية ويرجع االبن العاق الى كنف أبويه ليعاود الكرة مرات أخرى حتى يزهق أرواحهما بلحظة تعدّ‪،‬‬ ‫هي اذن قضية انحالل أخالقي‪ ،‬وتبدد لألعراف‪ ،‬واعدام كليّ ألبسط معالم االنسانية وهو حب الوالدين والرأفة بهما‬ ‫و‪ ‬تقديسهما‪ ،‬فال نرى الىن غير الجحود والحقد والكراهية والعنف الدفين وأوصاف أخرى أصبحت تغوص بقلوب‬ ‫المراهقين والشباب‪ ،‬خصوصا باألحياء الشعبية‪ ،‬كيف ال وهم يقطنون بمدينة واحدة مع أولئك األسوياء لكن تفرقهم‬ ‫ربما حتى البنية التحتية لمحيطهم‪ ،‬أحياء بدون مراكز تثقيية وترفيهية لهؤالء المراهقين والشباب‪ ،‬كبت وقمع‬

‫قبل عشرة أيام استيقظت حومة الشوك بمنطقة مغوغة شرق‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬حوالي الساعة الثانية والربع من صبيحة يوم السبت‪،‬‬ ‫على جريمة قتل بشعة‪ ،‬اقترفها شاب مدمن على المخدرات يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 24‬سنة‪ ،‬حينما أجهز على أمه المسماة قيد حياتها “الكبيرة‪.‬ب”‪،‬‬ ‫والبالغة ‪ 46‬سنة من عمرها بواسطة سكين لتلفظ أنفاسها في‬ ‫الحين‪.‬‬ ‫وأفادت مصالح األمن الوطني‪ ،‬أن الجاني (م‪.‬ا) يبلغ من العمر‪24‬‬ ‫سنة‪ ،‬مدمن مخدرات “هيروين” وأرجحت ذات المصادر‪ ،‬أن أسباب‬ ‫الجريمة تعود إلى نشوء خالف بسيط بين المتهم وأمه‪ ،‬حيث تسلل‬ ‫األخير حامال سالحه األبيض لبيت والدته الضحية وباغتها ـ وهي‬ ‫نائمة رفقة ابنتها الصغيرة البالغة من العمر ‪ 11‬سنة ـ بطعنات قاتلة‬ ‫قبل أن يفر خارج المنزل حيث جرى اعتقاله‪. ‬‬ ‫والتحقت المصالح األمنية بمسرح الجريمة‪ ،‬فور إشعارها بخبر‬ ‫مقتل السيدة‪ ،‬حيث عملت على إيقاف المتهم وحجزت السالح األبيض‬ ‫أداة الجريمة‪ ،‬وتم نقله إلى مقر المنطقة األمنية بني مكادة حيث‬ ‫تم اإلستماع إليه لمعرفة مالبسات الحادث‪ ،‬وقد تم نقل الضحية‬ ‫لمستودع األموات التابع للمستشفى الجهوي محمد الخامس‪ ،‬بعد‬ ‫وفاتها فورا إثر تلقيها طعنات على مستوى الوجه والعنق‪.‬‬ ‫‪ ‬بخصوص هذه الحادثة بالذات‪ ،‬هنالك تضارب واسع في األقوال‬ ‫نبيل السماللي‬ ‫في الشارع الطنجي حاليا‪ ،‬هنالك من يقول أن الشاب الجاني شاب‬ ‫مستقيم وال يتعاطى المخدرات وأنه ال يعي الى حد الساعة ما حصل‬ ‫خصوصا بعض جيرانه ومعارفه‪،‬و هنالك من يرجع هذا الضطراب‬ ‫نفسي كبير وهناك من يرجع هذا الى مس شيطاني‪ ،‬وهناك ايضا من يطالب السلطات باخضاع المتهم لدراسة‬ ‫نفسية من شأنها أن توضح معالم هذه الجريمة الشنيعة‪ ،‬ربما المتهم بريئ فعال وفعل فعلته وهو فاقد للوعي التام‬ ‫بدون التعاطي ألي مخدر ‪ ..‬ربما لم يكن هو مرتكب الجريمة وأراد التستر على طرف آخر ‪ ...‬ربما وربما وربما ‪ ...‬هنا‬ ‫على السلطات التأكد تماما من ادانته قبل الحكم عليه وتدمير مستقبله وحياته‪ ،‬شهادات متفرقة تثير الشبهات حول‬ ‫هذه الجريمة ‪ ..‬يرجى التحققجيدا قبل ادانة هذا الشاب ‪.‬‬ ‫‪ ‬شاب آخر ‪ ‬في منتصف عقده الرابع‪ ،‬أقدم على ارتكاب جريمة قتل بشعة في حق والدته‪ 12 ،‬يناير المنصرم‪ ،‬بعد‬ ‫أن قام بطعنها طعنات قاتلة بسالح ابيض من الحجم المتوسط‪ ،‬وكانت قد أفادت ‪ ‬مصادر أمنية‪ ،‬ان الشاب يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 34‬سنة‪ ،‬يقطن بحي «بئر الشفا» ‪ ، ‬باغت والدته البالغة من العمر ‪ 59‬سنة‪ ،‬بثالث طعنات على مستوى الوجه‬ ‫وخمس على مستوى البطن بواسطة سكين منزلي‪ ،‬لتسقط مضرجة في دماءها‪ ،‬وتلفظ ‪ ‬على التو أنفاسها االخيرة ‪.‬‬ ‫ليتم نقل جثة االم الضحية ‪ ‬الى ‪ ‬مشرحة األموات بمستشفى «الدوق دو طوفار»‪.‬‬ ‫جرائم أخرى متعددة ومتفرقة اقترفها شباب وقصر تجردوا من كل معاني االنسانية وراحوا يسرحون في هذه‬ ‫األرض كالبهائم الضالة التي ال يحكمها عرف وال قانون‪ ،‬هؤالء يجب معاقبتهم أشد العقوبات‪ ،‬ليكونون عبرة لآلخرين‬ ‫الذين يفكرون في االعتداء على أصولهم وذويهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬هنالك أبعاد عديدة تتداخل في هذه الظاهرة‪ ،‬منها النفسي واالجتماعي والثقافي والسياسي‪ ،‬وأغلب حاالت‬ ‫االعتداء على األصول‪ ،‬المنشورة في الصحف‪ ،‬أو المعلن عنها من طرف الشرطة القضائية‪ ،‬أو المرصودة في الواقع‪،‬‬ ‫تعود إلى تناول المعتدين المخدرات؛ فيما يُعتبر تغيّر العالقات داخل األسرة المغربية عامال ثانيا النتشار هذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬إذ تغيّرَ مفهوم «السلطة الوالِديّة» بحجّة االنفتاح‪ ،‬إلى درجة «الحريّة بدون قيود»‪ ،‬ما أدى إلى «االنفالت‬ ‫األخالقي»‪.‬‬ ‫و هنا يأتي اختالط األدوار االجتماعية‪« ،‬فعندما يترعرع الطفل وسط أسرة غير متوازنة‪ ،‬ال يميّز فيها بين أدوار‬ ‫كل من األب واألم‪ ،‬يصبح دوره كـ»فرع» غير واضح‪ ،‬وسرعان ما يَتيه في عالم خاص تغيب فيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل الضوابط‪ ،‬خصوصا‬ ‫أن األطفال في المجتمع المغربي يعيشون مراحل ما بعد الطفولة في كنف األسرة‪ ،‬فيؤدّي غياب الفصل بين أدوار‬ ‫مختلف األطراف إلى عدم االنضباط داخل المؤسسة األسرية‪ ،‬وهو ما يوصف بـ»تقادّو الكتاف» في الشقّ السلبي‬ ‫فقط»‪.‬‬ ‫و تأتي البطالة‪ ،‬واالنقطاع عن الدراسة‪ ،‬ورفاق السوء‪ ،‬وسلبيات وسائل اإلعالم‪ ،‬وغياب المؤسسات البديلة‪،‬‬ ‫عوامل إضافية تساهم بدورها في إرباك «الضوابط الوالدية»‪ ،‬اإلنسان الفاقد لمفهوم الشخصية التي لم تتحدّد‬ ‫بعد لديه‪ ،‬فتعدّد العوامل المؤدية إلى االعتداء على األصول يقتضي بالضرورة تعدّد السبل الكفيلة بمعالجة هذه‬ ‫االختالالت‪ ،‬مع عدم تحميل طرف واحد مسؤولية تفشّي الظاهرة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫والتفكك‬ ‫االنحراف وتعوّد األبناء على مشاهد العنف‪ ،‬وتراكم المشاكل االجتماعية‪ ،‬وعدم تحمّل المسؤولية‪،‬‬ ‫األسري‪ ،‬وانعدام االحترام بين األفراد‪ ،‬كلها عوامل تدفع الفروع إلى اعتبار األصول مصادر للمعاناة‪ ،‬وتتطوّر األفكار‬ ‫مع مرور األيام إلى أن تتحول إلى رغبة في االنتقام‪ ،‬خاصة مع الجهل بكون عقوق الوالدين من الكبائر المحرمة شرعا‪،‬‬ ‫ان اختالل منظومة القيم التي خ ّلفتها العولمة‪ ،‬وتغليب المصلحة الذاتية‪ ،‬وغياب التواصل والحوار‪ ،‬عوامل أدّت إلى‬ ‫سيادة لغة العنف وفقدان الثقة بين مكونات األسرة‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل وغيرها‪ ،‬تنعكس سلبا على عالقة االبن بالمجتمع‪ ،‬ما يخلق لديه إحساسا بالضياع والقلق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سلوكا‪ ،‬مؤسسات الدولة والسلطات الوصية مجبرة على أخذ الظاهرة‬ ‫يدفعه مباشرة إلى االنحراف واعتماد العدوانية‬ ‫بعين االعتبار‪ ،‬من خالل تفعيل دور المساجد وخطب الجمعة ودروس الوعظ واإلرشاد‪ ،‬وإشراك المجتمع المدني‬ ‫والمؤسسات التعليمية والجامعية في العملية‪.‬‬ ‫و من الضروري إعادة النظر في النظام التربوي ومراجعة مضامينه‪ ،‬بما يعيد الوعي بالواجب الديني واألخالقي‬ ‫لإلنسان اتجاه والديه وأصوله‪ ،‬والعمل بجدية وفعالية لمحاربة الهشاشة والفقر واإلدمان على المخدرات‪،‬حماية‬ ‫األسرة الواحدة من حماية المجتمع ككل‪ ،‬ما يفرض العناية بها ودعمها‪ ،‬وحمايتها من كل المؤثرات السلبية التي‬ ‫قد تعصف بها‪ ،‬على أمل أن يتمّ قطع دابر االعتداء على األصول من باب حماية المجتمع نفسه‪ ،‬وتحصينه من أي‬ ‫تفكك قد يعرضه لالنهيار‪.‬‬ ‫أختتم كالمي بهذه األبيات من ديوان الشافعي‪:‬‬

‫نعيـب زماننــا والعيب فينــا وما لزماننـا عيـب سوانـا‬ ‫ونهجـو ذا الزمـان بغير ذنب ولو نطـق الزمان لهجانـا‬ ‫وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا‬


‫العدد ‪826‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫وقولوا بـاز‪.... !!! ‬‬ ‫مواطن بسيط من منطقة الخميسات توصل‬ ‫بفاتورة كهرباء قيمتها مليون ونصف المليون‬ ‫من سنتيماتنا الوطنية‪ .‬الرجل ضابط متقاعد في‬ ‫القوات المسلحة وهو يؤدي فاتورات استهالكه‬ ‫للكهرباء بانتظام منذ أزيد من عشر سنوات ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬تكرم عليه مكتب الفاسي الفهري للكهرباء‪،‬‬ ‫بـ “مفاجأة” غير سارة بالطبع‪ ،‬كادت أن تتسبب‬ ‫له في أزمة قلبية حادة‪ .‬الضابط المتقاعد قرر‬ ‫خوض معركة “نضالية” ضد ما يسمى بـ “المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء”‪ ،‬دشنها بتوجيه مراسلة في‬ ‫الموضوع إلى كل من الديوان الملكي‪ ،‬ورئاسة‬ ‫الحكومة‪ ،‬ووزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة العدل والحريات‪،‬‬ ‫ومجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬وديوان المظالم‪ ،‬وعمالة‬ ‫إقليم الخميسات‪ ،‬والمجلس القروي بالصفاصف‪،‬‬ ‫والوكالة الجهوية لمكتب الكهرباء بالقنيطرة‪.‬‬ ‫وقد يضطر مستقبال إلى أن يعرض قضيته‬ ‫“العادلة” و “المشروعة”‪ ،‬على مجلس االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬ومجلس األمن ومحكمة الهاي الدولية‪،‬‬ ‫ومنظمة الحلف األطلسي ‪ .....‬والجلسة العامة‬ ‫المقبلة لألمم المتحدة‪ .‬كبرها تصغر‪....! ‬‬

‫أنفقوها في سبيل اهلل‪! ‬‬ ‫رئيس مجلس النواب‪ ،‬العلمي الطالبي‪ ،‬طلب‬ ‫فتوة علمية شرعية من الخازن العام للمملكة‬ ‫الذي اشتهر في قضية “اعطني نعطيك”‪ ،‬في شأن‬ ‫“األموال” التي “تكدست” لديه من اقتطاعات في‬ ‫“أجور” النواب المتغيبين بدون عذر مبرر قانونا‪،‬‬ ‫حيث إنه لم يعثر في ميزانية المجلس الذي يرأسه‬ ‫إلى شهر أكتوبر القادم‪ ،‬على باب يضع فيها تلك‬ ‫األموال التي البد وأن تكون قد “حققت ومبالغ‬ ‫قياسية‪ ،‬نظرا لعدد التغيبات المتراكمة فوق طاولة‬ ‫الطالب العلمي الذي فاته أن يتدبر أمر حال ومآل‬ ‫تلك األموال قبل أن يأمر بتحصيلها‪....‬‬ ‫ونحن ن��رى أن أحسن طريقة لحل هذه‬ ‫المشكلة “العويصة” هو أن يأمر الرئيس بإنفاق‬ ‫تلك األموال في سبيل اهلل‪ ،‬ولو أننا واثقون من أن‬ ‫فتوى الخازن العام لن تسير في هذا اإلتجاه‪ ،‬وال‬ ‫حول وال قوة إال باهلل‪...! ‬‬

‫من تكون يالسي بنكيران‬ ‫ال أدري إن كانت فلتة من فلتات لسانه‪ ،‬أو‬ ‫قفشة من قفشاته المعهودة‪ ،‬ولكن األمر محير‬ ‫بكل تأكيد‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة ال��ذي أظهر حرصه على‬ ‫احترام مبادئ الديمقراطية في مجال تدبير‬ ‫الشأن العام‪ ،‬وتحمل‪ ،‬بصبر أيوب‪ ،‬خمسة أشهر‬ ‫كاملة من احتجاج أساتذة الغد‪ ،‬احتراما لمبدأ‬ ‫تكافؤ الفرص أمام جميع المغاربة في احتالل‬ ‫مناصب المسؤولية‪ ،‬هو نفسه الذي يصرح علنا‬ ‫أنه سيطلب من جاللة الملك أن يبقى مصطفى‬ ‫الرميد وزيرا للعدل حتى ولو “طارت” به انتخابات‬ ‫أكتوبر القادمة‪ ،‬فعاد لمعمله ومدارسه الحرة‪،‬‬ ‫ولكن بمعاش مليوني مريح‪......‬‬ ‫فهل أصيب المغرب بعقم حتى ال نفتح‬ ‫المجال أمام كفاءات شابة‪ ،‬لتحمل المسؤوليات‬ ‫الكبرى في مغرب يشكل الشباب نسبة مرتفعة من‬ ‫سكانه والشباب العالي التكوين‪ ،‬أطرا عليا تحتل‬ ‫مواقع عالية في هرم السلطات اإلدارية والسياسية‬ ‫خارج المغرب‪ ،‬خاصة في بلدان الغرب‪ ،‬أوروبية‬ ‫وأمريكية‪ ..‬بعد أن يكون المغرب قد أعرض عن‬ ‫االستفادة من خبرتهم في تحريك عجلة النمو‬ ‫والتقدم‪.....‬‬ ‫ثم أال يعتبر قول بنكيران ضربا من ضروب‬ ‫‘’الريع’’ السياسي الذي جاء لمحاربته‪ ،‬عن طريق‬ ‫لغة “البال بال بال” التي يحسنها‪ ....‬وكيف يسمح‬ ‫لنفسه أن يشغل بال جاللة الملك بموضوع‬ ‫اطمأن هو إليه‪ ،‬والرئيس يعلم أنه مخالف ألعراف‬ ‫الديمقراطية التي انخرط فيها المغرب والتي‬ ‫تقضي بأن تفرز صناديق االقتراع الحكومات التي‬ ‫تتولى تدبير الشأن العام لمدد محدودة‪....‬‬ ‫عجب عجاب‪... !!! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مجلس طنجة يصل إلى اتفاق مع شركة فرنسية إلنجاز خطين للترامواي‬ ‫يعتزم المجلس الجماعي لمدينة طنجة إحداث خطين‬ ‫للترمواي‪ ،‬وذلك عقب توصله إلى إتفاق مبدئي مع إحدى‬ ‫الشركات الدولية المتخصصة في مجال البنى التحتية‪،‬‬ ‫والتي ستقوم بإنجاز هذا المشروع بدعم من الهيئات‬ ‫المحلية وبعض الجهات األخرى بالخارج‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فإن محمد البشير العبدالوي‬ ‫عمدة مدينة طنجة‪ ،‬عقد مؤخرا إجتماعا بقصر البلدية مع‬ ‫«تاي ماي تران» رئيسة شركة «ألستوم ترونسبور ماروك»‬ ‫المتخصصة في الربط والنقل الحضري بواسطة عربات‬ ‫الترامواي‪ ،‬وذلك من أجل إدخال هذه الوسيلة إلى مدينة‬ ‫طنجة خالل السنوات القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر ذاتها‪ ،‬أن اإلجتماع أسفر عن إتفاق‬ ‫مبدئي بين الطرفين بخصوص إنشاء خطين للترامواي‪،‬‬ ‫سيتم تمويله من طرف جهات حكومية بفرنسا باإلضافة‬ ‫إلى البنك األوروبي لإلستثمار وذلك بنسبة ‪ 65‬في المائة‪،‬‬ ‫على أن تتكفل الجماعة الحضرية للمدينة والجهات‬ ‫الحكومية الوطنية األخرى بالباقي‪.‬‬ ‫وأوضحت ذات المنابر اإلعالمية‪ ،‬أن شركة «ألستوم‬ ‫ترونسبور ماروك» التي سيتم إيكالها مهمة إنجاز هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬هي التي قامت بربط كل من مدينتي الرباط‬ ‫وسال وكذا الدار البيضاء بخطوط الطرامواي‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي جعلها تحظى بثقة مسؤولي طنجة ومنتخبيها‪.‬‬

‫وكانت الجماعة الحضرية لمدينة طنجة‪ ،‬قد تلقت‬ ‫عددا من العروض الرامية إلقامة مشاريع كبرى في مجال‬ ‫النقل الحضري‪ ،‬كان أبرزها إقتراح شركة «ألستروم»‬ ‫الفرنسية التي أكدت خالله إمكانية استفادة مدينة طنجة‬ ‫هي االخرى من هذه الخدمة‪.‬‬ ‫وعرضت الشركة الفرنسية‪ ،‬إنجاز دراسات بشكل‬ ‫مجاني لمشكل النقل والجوالن بمختلف مناطق طنجة‪،‬‬ ‫وتحديد المناطق األصلح لربطها بخط «التراموي»‪ ،‬في‬ ‫أفق مباشرة أشغال إنجاز هذا المشروع‪ ،‬إال أن الجماعة‬ ‫إرتأت تأجيل الخوض في الموضوع حينئذ‪ ،‬لتعود األن‬

‫بأفكار مغايرة تسير نحو إعداد نفس المشروع بإمكانيات‬ ‫محلية‪.‬‬ ‫يذكر أن فكرة إقامة «ترامواي» بمدينة طنجة لقيت‬ ‫إستحسانا كبيرا عند الكثير من المواطنين‪ ،‬إال أن العائق‬ ‫الوحيد الذي يواجه بلورة المشروع على أرض الواقع في‬ ‫نظرهم‪ ،‬هو التركيبة الجغرافية للمدينة‪ ،‬حيث تتميز هذه‬ ‫األخيرة بوجود الكثير من المرتفعات والمنخفضات‪ ،‬بخالف‬ ‫كل من الدار البيضاء والرباط‪ ،‬مما سيصعب مأمورية إنجاز‬ ‫مشروع من هذا الحجم‪.‬‬

‫فدوى الدامي‬

‫استنزاف الرمال متواصل ببلدية رأس الماء الشاطئية بضواحي الناظور‬ ‫عبرت مصادر جمعوية بالجهة الشرقية في حديثها‬ ‫«للمساء» عن انزعاجها الشديد مما تشهده السواحل‬ ‫الرملية الممتدة على مئات الهكتارات شرق مدينة‬ ‫رأس الماء‪ ،‬التابعة إلقليم الناظور‪ ،‬من استنزاف للكثبان‬ ‫الرملية على مرآى من الجهات المسؤولة محليا وجهويا‬ ‫رغم الشكايات التي بهثتها جمعيات بيئية إلى كل من‬ ‫مندوبية التجهيز والسلطة المحلية من أجل إيقاف ما‬ ‫تشهده المنطقة من إجهاز غير مسبوق على الرمال‪.‬‬ ‫المصالح الجدمعوية دكرن أن شوادئ رأس الماء‬

‫واألراضي المجاورة تتعرض منذ مدة لتدمير حقيقي‬ ‫للمكونات الطبيعية بالمنطقة حيث تنتشر مقالع رملية‬ ‫منها ما هو عشوائي ومنها ما ال يحترم أصحابه دفاتر‬ ‫التحمالت مما أدى إلى انتشار فوضى عارمة تستهدف‬ ‫يوميا أراضي فالحية وطرقات وأشجار الغابة التي تم‬ ‫غرسها على طول السواحل مع بداية االستقالل لتشكل‬ ‫حاجزا أمام ظواهر التصحر إلى جانب منع االمتدادات‬ ‫الطبيعية لمياه البحر والرمال على األراضي الفالحية‪.‬‬ ‫مصادر الجريدة أضافت أن واد ملوية المتاخم لبلدية‬

‫رأس الماء لم يسلم بدوره من عمليات استنزاف رماله‬ ‫حيث يشهد حركة نشيطة للجرارات وآالت الحفر والتي‬ ‫تسببت في تمير عدد من أشجار «العريش» التي تعد من‬ ‫أهم األشجار الغابوية بشمال إفريقيا‪ ،‬إضافة إلى تحويل‬ ‫مجرى مياد الواد مما يتسبب في انجراف تربية األراضي‬ ‫الفالحية الواقعة على ضفتيه ال سيما خالل تهاطل األمطار‬ ‫إلى جانب ما تتعرض له محركات ضخ المياه من أعطاب‬ ‫مستمرة نتيجة الرمال التي تتسرب إليها مع المياه‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫حوالي ‪ 20‬ألف سائح أجنبي زاروا مدينة طنجةعبر رحالت سياحية بحرية‬ ‫أوضحت معطيات المندوبية اإلقليمية لوزارة السياحة‬ ‫أن عدد السياح األجانب الذين قصدوا مدينة طنجة عبر‬ ‫الرحالت البحرية منذ بداية السنة الجارية والى غاية أمس‬ ‫الثالثاء‪ ،‬بلغ نحو ‪ 20‬ألف مسافر‪ .‬وأفاد المندوب اإلقليمي‬ ‫لوزارة السياحة سعيد العباسي‪ ،‬بأن ‪ 17‬ألف سائح أجنبي‬ ‫ممن زاروا مدينة طنجة عبر الرحالت السياحية البحرية‬ ‫كانوا على متن الباخرة المختصة “نورفيجين إبيك”‪ ،‬التي‬ ‫تعد من ضمن الثالثة بواخر األكبر على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫وأضاف ذات المصدر أن ميناء طنجة المدينة استقبل منذ‬ ‫بداية العام الجاري باخرتين عمالقتين متخصصتين في‬ ‫الرحالت السياحية البحرية‪ ،‬ويتعلق االمر بباخرة “نورفيجين‬ ‫إبيك” السالفة الذكر‪ ،‬والتي قامت بثالث رحالت منذ بداية‬ ‫العام الجاري‪ ،‬وباخرة “كوستا ميديترانيين”‪.‬‬ ‫وأشار الى أن ميناء طنجة المدينة عرف يوم الثالثاء‬ ‫رسو باخرة “نورفيجين إبيك” في رحلة جديدة قادمة من‬

‫مدينة برشلونة تعد الثالثة من نوعها منذ بداية سنة‬ ‫‪ 2016‬وكان على متنها ‪ 4138‬سائح من مختلف الجنسيات‪،‬‬ ‫خاصة من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا‬ ‫وإنجلترا والواليات المتحدة‪ ،‬إضافة الى ‪ 1700‬شخص من‬ ‫طاقم الباخرة‪ .‬وذكر المصدر أن ميناء طنجة المدينة‬ ‫عرفت رسو باخرة “نورفيجين إبيك ” يوم ‪ 26‬من يناير‬ ‫الماضي وعلى متنها ‪ 3994‬سائح من مختلف الجنسيات‬ ‫إضافة الى ‪ 1674‬شخص من طاقم الباخرة‪ ،‬كما استقبل‬ ‫نفس الميناء يوم ‪ 7‬من يناير الماضي باخرة “كوستا‬ ‫ميديترانيين”‪ ،‬التي تعد أيضا من أكبر البواخر العالمية‬ ‫المختصة في الرحالت البحرية‪ ،‬وعلى متنها ‪ 2500‬سائح‬ ‫يتحدرون خاصة من ألمانيا وكوريا الجنوبية وفرنسا‬ ‫وإيطاليا‪.‬‬ ‫وعزا المسؤول ارتفاع عدد سفن الرحالت السياحية‬ ‫البحرية التي تزور طنجة إلى تعزيز أسطول النقل السياحي‬

‫البري انطالقا من ميناء طنجة المدينة والى باقي مدن‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬والذي انتقل من ‪ 35‬حافلة‬ ‫فقط إلى أزيد من ‪ 50‬حافلة‪ ،‬وتحسين آليات االستقبال‬ ‫الخاصة بالرحالت السياحية البحرية وتوفير آليات التنشيط‬ ‫السياحي‪ ،‬وكذا توفير مرشدين أكفاء لمصاحبة السياح‬ ‫المعنيين‪.‬‬ ‫وسيوفر مشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية‬ ‫لطنجة المدينة‪ ،‬الجاري حاليا إنجازه‪ ،‬بنية تحتية من‬ ‫الطراز العالي ستخصص الستقبال السفن الكبيرة للرحالت‬ ‫البحرية السياحية تتكون من ثالثة أرصفة يمتد أكبرها‬ ‫على طول ‪ 360‬مترا‪ ،‬وذلك في أفق استقبال أزيد من ‪300‬‬ ‫ألف سائح عبر الرحالت البحرية السياحية خالل السنوات‬ ‫القليلة القادمة‪.‬‬

‫األخبــار‬

‫التصويت باإلجماع على ترحيل تجار السوق المركزي بني مكادة بطنجة‬ ‫صوتت أغلبية جماعة طنجة في الدورة العادية الثالثة‬ ‫لشهر فبراير التي انعقدت‪ ،‬الخميس الماضي بمقر الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬باإلجماع على على قرار جديد يقضي بترحيل‬ ‫تجار السوق المركزية بني مكادة‪ .‬وعرفت هذه النقطة‬ ‫بالذات‪ ،‬مناقشة من جميع أطياف مكونات المجلس في‬ ‫الوقت الذي امتنعت المعارضة عم التصويت واصفة األمر‬ ‫بأخطر القرارات تتخذها األغلبية التي يتزعمه حزب العدالة‬ ‫والتنمية المسيرللشأن المحلي‪.‬‬ ‫ووسط أجواء مشحونة رفع عدد من التجار الذين‬ ‫حضروا أشغال الدورة الفتالت وسط القاعة ينددون من‬ ‫خاللها بالطريقة التي تم بها اتخاذ القرار دون العودة من‬ ‫جديد إلى األخذ بمصلحتهم في ظل ما أسموه غياب بديل‬ ‫حقيقي لنقلهم إليه في الوقت الذي خرج هؤالء إلى أمام‬ ‫المجلس لتنظيم وقفة احتجاجية تزامنا وأشغال الدورة‬

‫طالبوا فيها بما أسموه»التحكيم الملكي» في هذا الملف‬ ‫المثير للجدل في حين اعتبر عمدة طنجة التصويت لصالح‬ ‫القرار باختيار المصلحة العليا للمدينة داعيا إلى مواصلة‬ ‫الحوار‪.‬‬ ‫ومن جهتهم تلقى العشرات من التجار الذين لم‬ ‫يحضروا الدورة‪ ،‬خبر تصويت أغلبية المجلس باإلجماع على‬ ‫قرار ترحيلهم بما يشبه صفعة خصوصا‪ ،‬تقول تصريحات‬ ‫خاصة لإلخبار إن حزب العدالة والتنمية سبق أن «فخخ»‬ ‫لجنتهم السابقة قصد احتواء الغاضبين لتمرير هذه‬ ‫النقطة على وجه الخصوص فضال عن جمعية تابعة له تقع‬ ‫بمحاذاة السوق وذلك عبر تحويلهم للنقاش من احتجاجات‬ ‫كآلية ضغط إلى كون المجلس لن يتخذ أي قرار ترحيل‬ ‫ضدهم ‪ ،‬وحسب ما أفاد به هؤالء فإن البيجيدي استعمل‬

‫هؤالء التجار المنتمين لصفوفه في إذكاء الثقة في العالقة‬ ‫بينهم وبين المجلس ما جنبهم تنظيم وقفات طيلة‬ ‫الدورات السابقة لشهر فبراير قبل أن يجدوا أنفسهم شبه‬ ‫مصدومين أثناء انسحاب األعضاء المحسوبين على حزب‬ ‫العدالة والتنمية أياما فقط قبل انعقاد الدورة األخيرة‪.‬‬ ‫وأكد التجار أن ترتيبات االحتجاج في قلب المجلس اتخذت‬ ‫في وقت متأخر بسبب ما أسموه المفاجأة الغير متوقعة‬ ‫من البيجيدي‪.‬‬ ‫ومن المرتقب أن يشهد هذا الملف تطورات جديدة‬ ‫سيما وأن التجار شرعوا من جديد في وضع عدد من‬ ‫الالفتات أمام السوق المركزي تطالب بإيجاد حل لهذا‬ ‫الملف وتندد بالقرار القاضي بترحيلهم‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬


‫العدد ‪826‬‬

‫إقتصاد‬

‫ارتفاع حركة النقل الجوي للمسافرين بمطارات المغرب‬ ‫سجلت حركة النقل الجوي التجاري للمسافرين على مستوى مختلف مطارات المملكة ارتفاعا ملموسا خالل شهر يناير‬ ‫الماضي‪ ،‬بلغت بنسبة ‪ 3.88‬في المائة‪ .‬وأفاد المكتب الوطني للمطارات أن عدد المسافرين انتقل من مليون و‪ 282‬ألف‬ ‫و‪ 439‬مسافر في يناير من السنة الماضية إلى مليون و‪ 332‬ألف و‪ 143‬مسافر في الشهر ذاته من السنة الجارية‪.‬‬ ‫وقد ساهم مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء لوحده في هذا االرتفاع‪ ،‬حسب بالغ للمكتب الوطني‪ ،‬بحصة‬ ‫‪ 49.51‬في المائة‪ ،‬متبوعا بمطار مراكش المنارة (‪ 20.64‬في المائة) ومطار أكادير المسيرة (‪ 7.40‬في المائة) وفاس سايس‬ ‫(‪ 5.03‬في المائة)‪.‬‬ ‫وتشير اإلحصائيات إلى أن هذا االرتفاع شمل على حد سواء كال من حركة النقل الجوي التجاري الداخلي بنسبة ‪3.63‬‬ ‫في المائة‪ ،‬إلى جانب حركة النقل الجوي التجاري الدولي التي ارتفعت هي األخرى بنسبة ‪ 3.90‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع السنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫كما شهد نشاط الشحن الجوي ارتفاعا مهما مع بداية هذه السنة‪ ،‬حيث بلغ حجم البضائع المشحونة في شهر يناير‬ ‫الماضي أزيد من ‪ 6‬آالف و‪ 64‬طنا مقابل ‪ 4‬آالف و‪ 373‬طنا في الفترة ذاتها من سنة ‪ ،2015‬أي بارتفاع بلغت نسبته ‪38.66‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫وعلى عكس حركة الطائرات العابرة لألجواء المغربية والتي ارتفعت بنسبة ‪ 5.8‬في المائة (‪ 18‬ألف و‪ 481‬حركة)‪ ،‬فحركة‬ ‫الطائرات المسجلة على مستوى مختلف المطارات المغربية شهدت انخفاضا طفيفا بنسبة ‪ 1.82‬في المائة (‪ 12‬ألفا و‪117‬‬ ‫حركة)‪.‬‬

‫‪ 7،7‬مليار درهم لتطوير شبكة القطارات بالمغرب‬ ‫رصد المكتب الوطني للسكك الحديدية غالفا ماليا بقيمة ‪ 7.7‬مليارات درهم لالستثمارات برسم سنة ‪ ،2016‬خصص‬ ‫‪ 45‬بالمائة منها لمشروع الخط فائق السرعة و‪ 55‬بالمائة لمواصلة تأهيل الشبكة السككية‪.‬‬ ‫‪ ‬وأفاد بالغ للمكتب‪ ،‬صدر عقب انعقاد مجلسه اإلداري‪ ،‬بأن ميزانية سنة ‪ 2016‬تتوقع تحسين رقم المعامالت بنحو ‪3‬‬ ‫بالمائة بالنسبة ألنشطة المسافرين ونقل البضائع واللوجستيك‪ .‬وأن تنفيذ ميزانية المكتب‪ ،‬سيرتكز على مواصلة الجهود‬ ‫من أجل إنهاء المشاريع الرامية إلى تعزيز مستوى السالمة في التنقالت وكذا أمن األشخاص‪ ،‬وتحسين اإلنتاجية ومستوى‬ ‫جودة الخدمات المقدمة‪ .‬وتم التذكير‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بحمولة اإلنجازات االقتصادية واالجتماعية للسنة الماضية‪ ،‬والتي تعكس‬ ‫استمرارية النتائج اإليجابية المحصل عليها خالل السنوات األخيرة تماشيا مع االستراتيجية الوطنية الهادفة إلى تنمية‬ ‫البلد‪ ،‬وتحديث الشبكات الكبرى للبنية التحتية‪ .‬في إطار مختلف األوراش التي يقودها القطاع و التي تحققت في ما يخص‬ ‫الرفع من وتيرة التنقالت وتأمين المنشآت السككية‪ ،‬معززا بذلك موقع النقل السككي في منظومة النقل الوطنية‪.‬‬ ‫المدير العام للمكتب محمد ربيع الخليع أشار إلى أن سنة ‪ 2015‬شهدت أحداثا هامة منها تدشين ورشة صيانة‬ ‫القطارات فائقة السرعة‪ ،‬من طرف صاحب الجاللة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هوالند‬ ‫‪ ،‬وافتتاح معهد التكوين السككي بالرباط واستقبال‪ ،‬منذ شهر يناير الماضي‪ ،‬خمسة قطارات فائقة السرعة من أصل‬ ‫‪ .12‬كما أشار إلى تنظيم المكتب الوطني للسكك الحديدية واالتحاد الدولي للسكك الحديدية للمؤتمر الدولي للمحطات‬ ‫السككية (نيكست ستايشن)‪ ،‬بمدينة مراكش والذي ناقش قضايا تتعلق بتصميم وتمويل واستغالل مختلف المجاالت ذات‬ ‫الصلة بالقطاع السككي‪ ،‬خاصة المواضيع المرتبطة بـ «تطوير المشاريع وتمويل وتدبير المحطات السككية»‪ ،‬وكذا التوقيع‬ ‫على بروتوكول اتفاق يحدد معايير تكفل الدولة بالقروض والضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬التي راكمها المكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية إلى غاية ‪ 31‬دجنبر ‪.2013‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬قدم الخليع النتائج الرئيسية للدراستين االستراتيجيتين اللتين تم إنجازهما‪ ،‬واللتين ستستخدمان‬ ‫كقاعدة إلعداد العقد البرنامج بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية»مخطط المغرب للسكك الحديدية ‪»2040‬‬ ‫والمشروع المقاولتي «وجهة‪.» 2025‬‬

‫إطالق المنظومة الصناعية «محركات ونظام نقل الحركة»‬ ‫تم مؤخرا بالرباط‪ ،‬إطالق المنظومة الصناعية «محركات ونظام نقل الحركة» التي ستسهم في إحداث ‪ 10‬آالف‬ ‫منصب شغل صناعي مباشر جديد ذي قيمة مضافة عالية‪ ،‬وتحقيق رقم معامالت إضافي تبلغ قيمته أزيد من ‪ 6.5‬مليار درهم‬ ‫وإجمالي استثمارات تقارب قيمته ‪ 6.5‬مليار درهم‪ .‬وتهدف هذه المنظومة إلى الرفع من معدل إدماج قطاع محرك السيارات‬ ‫(القوة المحركة بوورترين) بمعدل ‪ 25‬نقطة من خالل تطوير التسنيد المحلي المتعلق بمهن جديدة تخص سباكة الحديد‬ ‫واأللومنيوم‪ ،‬وحقن األلومنيوم تحت الضغط‪ ،‬وتقنية األلومنيوم‪ ،‬والصناعة المعدنية للمحركات‪ .‬كما ستعمل على تعزيز‬ ‫تطور أسرع للقطاع من خالل ظهور مهن رائدة‪ ،‬والتكامل بين القطاع باإلضافة إلى جذب استثمارات جديدة‪.‬‬ ‫وستسهم في تحقيق الهدف المتمثل في تحقيق معدل االندماج بنسبة ‪ 80‬بالمائة‪ ،‬وباستكمال سلسلة قيمة صناعة‬ ‫السيارات عبر ظهور مهن جديدة (هيكل السيارة‪ ،‬نظام نقل الحركة‪ ،‬المحرك‪ ،‬علبة السرعة) وتطوير تكنولوجيات جديدة‬ ‫(تقطير األلومنيوم‪ ،‬الحقن تحت الضغط وسباكة الخردة)‪ .‬وتمت اإلشارة‪ ،‬بالمناسبة إلى أن تفعيل هذه المنظومة يشكل‬ ‫«تقدما كبيرا لصناعة السيارات المحلية ورافعة حقيقية لتصنيع قطاع السيارات»‪ ،‬وستصبح الوجهة المغربية بفضل هذه‬ ‫المنظومة‪ ،‬حاضرة أكثر على خارطة تصنيع السيارات العالمية ‪ ،‬ال سيما مع قدوم المجموعة الفرنسية بوجو ستروين التي‬ ‫تعتزم صنع ‪ 200‬ألف محرك سنويا باإلضافة إلى جاذبية الموردين الجدد ألجزاء السيارات‪ ،‬والطلب المرتفع بشبه الجزيرة‬ ‫اإليبيرية‪ ،‬حيث تتم صناعة ‪ 2.3‬مليون سيارة سنويا‪.‬‬ ‫يذكر بأنه سيتم‪ ،‬في إطار مواكبة تطور قطاع تصنيع السيارات‪ ،‬تخصيص دعم مالئم للمقاوالت من خالل تمويل‬ ‫مشاريع االستثمار عبر صندوق التنمية الصناعية واالستثمار‪ ،‬بمعدل يصل إلى ‪ 30‬بالمائة من المبلغ المستثمر‪ ،‬مع تسهيل‬ ‫الوصول إلى األراضي (‪ 15‬هكتار من العقار المخصص للتأجير للقطاع)‪ ،‬ودعم التنافسية بالنسبة للمقاوالت الصغيرة جدا‬ ‫والصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الصناعة المعدنية وكذا المقاولين الذاتيين‪ .‬وسيشمل الدعم أيضا‪ ،‬وضع خطة‬ ‫تكوين متكامل لتلبية احتياجات القطاع‪ ،‬والدعم المالي لمختبرات المحركات ودعم إنشاء نظام المقاول الذاتي في جمع‬ ‫الخردة‪.‬‬

‫‪ :2016‬سنة ميناء الناظور غرب المتوسط‬ ‫أشار موقع «الناظور ‪ »24‬نقال عن مصادر عليمة ان عمالة اقليم الناظور انتهت مؤخرا من اعداد ملف يتضمن عدد من‬ ‫المشاريع االقتصادية و السياحية و االجتماعية و الرياضية الكبرى التي ستشهدها الناظور بداية سنة ‪..2016‬‬ ‫و من بين المشاريع الكبرى التي من المرتقب ان يبدأ فيها العمل بداية ‪ ، 2016‬المشروع الضخم «ميناء الناظور غرب‬ ‫المتوسط « ببويافر الذي يندرج في إطار اإلستراتيجية الوطنية المينائية في أفق سنة ‪ 2030‬التي تروم تمكين المغرب من‬ ‫موانئ عصرية ومتطورة تشكل رافعة أساسية لتعزيز موقع المغرب كمحطة لوجيستيكية هامة في حوض البحر األبيض‬ ‫المتوسط و كبوابة ألفريقيا‪..‬‬ ‫و من المنتظر ان يشكل الميناء المستقبلي للناظور رافعة اقتصادية مهمة القليم الناظور وللجهة ككل‪ ،‬حيث من‬ ‫المنتظر أن يخلق آالف مناصب الشغل المباشرة و الغير المباشرة‪ ,‬كما سيتم ربط منطقة اعزانن بالطريق السيار و السكة‬ ‫الحديدية ( الناظور‪ -‬تاوريرت)‪ ،‬و منشآت التطهير المائية لحماية المنطقة من الفيضانات‪ ،‬مع تزويد المنطقة بالطاقة‬ ‫الكهربائية والماء الصالح للشرب‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫إبقاء الوضع على ما هو عليه‬ ‫ليس بغريب على متقاعدي هذا البلد‬ ‫وأخ���ي���را كشـف‬ ‫عبد العزيز افتاتي‪،‬‬ ‫ال��ب��رل��م��ان��ي وق��ي��ادي‬ ‫العــدالـــة والتنميـــة‪،‬‬ ‫المعــــروف بجدلــيتــه‬ ‫في مختلــف تدخالتــه‬ ‫ف���ي ت��ج��م��ع بمدينة‬ ‫وج��دة أن أع��ض��اء في‬ ‫م��ج��ل��س ال��ح��ك��وم��ة‬ ‫ع��ارض��وا مخطط عبد‬ ‫اإلله بنكيران لمشروع‬ ‫اإلص�ل�اح المنتظــــر‬ ‫لمنظومة التقاعد وتبرموا من المصادقة عليه‪،‬‬ ‫كما جاء في بعض وسائل اإلعالم وأفصح في‬ ‫نفس الموضوع عن أن وزراء واجهوا الرّيتم‬ ‫ال��ذي يتبعه رئيس الحكومة لوقف نزيف‬ ‫الصندوق المغربي للتقاعد وإقرار إصالحات‬ ‫عاجلة‪ ،‬مؤكدا أن أطرافا بالمجلس الحكومي‬ ‫رفضت التعديالت والمقترحات «بل الموضوع‬ ‫بأكمله» غايتهم إبقاء الوضع على ما هو‬ ‫عليه‪ .‬وهذا ليس بغريب على فئات عريضة‬ ‫لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات‬ ‫طالها التعنت واإلج��ح��اف‪ ،‬بينما بسهولة‬ ‫ويسر يحصل البعض على ماليين‪ ،‬بامتعاض‬ ‫وتصور مسبق‪ ،‬تجهل أسبابه‪ ،‬ينتظر المحق‬ ‫ويطول انتظاره طارقا كل األب��واب‪ ،‬مواكبا‬ ‫كل السيناريوهات‪ ،‬منتظرا ما ستسفر عنه كل‬ ‫الحوارات‪ ،‬لينال حقه المشروع‪ ،‬متحمال ما ال‬ ‫طاقة له به‪ ،‬في سبيل فك لغز من صنع البشر‬ ‫والدفاع عن مطلب معقول ضاع منه‪ ،‬بفعل‬

‫نظام مجحـف أصبـح ال‬ ‫يساير أبسـط متطلبات‬ ‫الحياة وال يواكب القدرة‬ ‫ال��ش��رائ��ي��ة‪ ،‬فما بالك‬ ‫بفواتير الماء والكهرباء‬ ‫وسومة الكراء بالنسبة‬ ‫لمكتري‪ ،‬آنيا‪ ،‬أعانه اهلل‪.‬‬ ‫ما يهمـنـــا‪ ،‬هـــو‬ ‫أن االنتخابـــات على‬ ‫األبواب‪ .‬وما قيل ويقال‬ ‫ربما –تماشيا‪ -‬مع ربح‬ ‫الوقت‪ ،‬أن وزير االتصال‬ ‫الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى‬ ‫الخلفي اعتبر أن إصالح أنظمة المعاشات‬ ‫المدنية «قرار حكومي مسؤول وشجاع» وينم‬ ‫عن تحمل الحكومة لمسؤوليتها األخالقية‬ ‫والسياسية‪ ،‬ذات الصلة‪ .‬وما نخافه هو وتيرة‬ ‫االحتجاج والتهديد المعاكس للمركزيات‬ ‫النقابية األربع حسب بيان لها ‪« :‬إن إقدام‬ ‫الحكومة على هذا اإلجراء الذي ال يمكن‬ ‫تفسيره إال بكونه سلوكا استفزازيا وأسلوبا‬ ‫مرفوضا في التعامل مع قضية‪ ،‬تهم شريحة‬ ‫اجتماعية واسعة من العامالت والعاملين‬ ‫في القطاع العمومي» دون ذكر من يهمهم‬ ‫األمر‪،‬باعتبارهم ال قدرة لهم على الدفاع‬ ‫عن مصالحهم المشروعة‪ ،‬رغم سبقهم‬ ‫كمنخرطين وأطر نقابية‪ ،‬يرجع لها الفضل‬ ‫فيما وصلت إليه النقابات راهنا‪.‬‬

‫محمد الوسيني‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬ ‫‪ESPACE TECHNO(E.T) SARL‬‬

‫************************‬

‫‪SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬ ‫‪CAPITAL SOCIALE : 100000, 00 DH‬‬ ‫‪Siège Sociale : BRANES 1 N°132, RUE IBN HICHAM.‬‬ ‫‪TANGER‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous seine privé en date de 22/12/2015 à‬‬ ‫‪Tanger il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont‬‬ ‫‪les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪1-DENOMINATION‬‬ ‫‪La société a comme dénomination : ESPACE TECHNO (E.T) SARL‬‬ ‫)‪(Certificat négatif n°1522637‬‬ ‫‪2-OBJET :‬‬ ‫‪- objet principal :. Vente, installation et réparation des taximètres et‬‬ ‫‪des appareils de mesures.‬‬ ‫‪3-CAPITAL SOCIAL :‬‬ ‫‪Le capital social est fixé à la somme de CENTS MILLE DIRHAMS‬‬ ‫‪(100000,00 DH). Il est divisé en cents parts sociales de mille dirhams‬‬ ‫‪(1000,00 DH), chacune attribuées aux personnes et dans les proportions‬‬ ‫‪ci-après :‬‬ ‫‪1/ M AL SATARI TARIK à concurrence de :‬‬ ‫‪CENTS PARTS ci,..................................... 80 parts sociales‬‬ ‫‪2/ M RAHHALI MOSTAFA à concurrence de :‬‬ ‫‪VINGT PARTS ci,…………………………… 20 parts sociales‬‬ ‫‪Soit au total ...........................................100 parts sociales‬‬ ‫‪4-SIEGE SOCIALE : le siège social de société est fixé à BRANES 1‬‬ ‫‪N°132 ,RUE IBNHICHAM. TANGER.‬‬ ‫‪5-GERANCE :‬‬ ‫‪La gérance de la société est confie à :‬‬ ‫‪• M AL SATARI TARIK, de nationalité française né le 15/05/1966 à‬‬ ‫‪ERRACHIDIA titulaire de passeport N°13FV04463, et domicilié à 3 AV‬‬ ‫‪MARC SANGNIER 06100 VILLEURBRANNE EN FRANCE.‬‬ ‫‪• M RAHHALI MOSTAFA, de nationalité marocaine né le 07/04/1969‬‬ ‫‪à KENITRA, titulaire de d’identité national N°G253628 et domicilié a‬‬ ‫‪mandar al Jamil rue 48 N° 06 TANGER‬‬ ‫‪Leur mandat à une durée illimitée.‬‬ ‫‪Le gérant doive consacrer aux affaires sociales tout le temps et tous‬‬ ‫‪les soins nécessaires.‬‬ ‫‪6-DUREE :‬‬ ‫‪99 ans à partir de la constitution de société.‬‬ ‫‪7-INSCRIPTION À L’IMPOT‬‬ ‫‪La société est inscrite au impôt de patente le 10/02/2016 sous‬‬ ‫‪N°50829033.‬‬ ‫‪Dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de commerce de‬‬ ‫‪Tanger le 19/02/2016 Sous N°74221.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬

‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫الرؤيــا‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫كان هذا القسم فسيحا‪ ،‬قد ِّ‬ ‫عُلقت على جدرانه‬ ‫أعشاب مختلفة ال أعرف اسمها‪ ،‬غير أني رأيتُ بعضها‬ ‫ً‬ ‫مولعة بوضع بعضها على‬ ‫في المقابر‪ .‬كانت عمتي‬ ‫قبر جدي ـ رحمه اهلل تعالى ـ صباح كل يوم جمعة‪.‬‬ ‫فقد كانت تعتقد أن وضع الريحان خاصة على قبر‬ ‫الميت مما يخفف عنه العذاب إن كان من المعذبين‪،‬‬ ‫ومما يبهجه إن كان من المنعمين‪ .‬وكان هذا الفعل‬ ‫يُذهب بعض وحشة القبور عن الزائرين‪ .‬وكنت‬ ‫ـ سامحني اهلل تعالى ـ أتخيل جثة رجل توفي قبل‬ ‫سنوات‪ ،‬يعلوها تراب‪ ،‬وفوق التراب حديقة غناء‪ ،‬على‬ ‫طرفها امرأة شديدة الحرص على سقيها في كل آن‪.‬‬ ‫وكنت بما جبلت عليه من حب مجاملة الناس‪ ،‬أساعد‬ ‫عمتي في جمع األعشاب وحملها ووضعها على القبر‪،‬‬ ‫مع اعتقادي الجازم أن جدي ـ رحمه اهلل تعالى ـ قد‬ ‫شغل بريحان الجنة عن ريحان عمتي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معرفة بهذه األعشاب مع جهل‬ ‫وقد أورثني هذا‬ ‫بأسمائها‪ .‬فلما نظرتُ إلى جدار القسم لم يفتني‬ ‫أن معظمها مما ينفع الموتى في نظر األحياء‪ .‬فهل‬ ‫أصبحتُ في مرتبة بين األحياء واألموات؟!‪..‬هل‬ ‫سيوضع فوق جسمي بعض هذه األعشاب لتذهب‬ ‫عني السوداء‪ ،‬وتصفو نفسي من األكدار واألغيار‪،‬‬ ‫وأنظر في مرآة الروح فأقرأ ما مضى وما سيأتي‬ ‫من أسرار األسرار؟!‪..‬هل سيكون شفائي على يد‬ ‫“محجوب األحذ” ومن يساعده من أهل الطب‪،‬‬ ‫والحكمة‪ ،‬والمعرفة بعلوم األولين؟!‪..‬‬ ‫نظرت حولي أبحث عمن أستأنس بحديثه من‬ ‫المرضى في انتظار أن أُنـَـادَى‪ ،‬فلم أجد أحدا‪ .‬كأنني‬ ‫كنت الوحيد المصاب بهذا المرض‪ .‬رأيت أحد األطباء‬ ‫يمشي بسرعة نحو إحدى الغرف‪ ،‬فهرولت نحوه‬ ‫وسألته‪:‬‬ ‫ــ هل سيطول انتظاري؟!‬ ‫فأجابني‪:‬‬ ‫ــ أين ملف مرضك؟‪..‬‬ ‫كنت أضع هذا الملف تحت إبطي‪ ،‬دون أن أنتبه‬ ‫إلى أنني أحمل ملفا‪ .‬كان يمكنني أن أقرأ فيه دفعا‬ ‫للملل‪ .‬كيف غاب عني هذا؟!‪..‬ناولته الملف بسرعة‬ ‫خشية أن يتركني إلى ما كان مسرعا إليه‪ .‬فنظر فيه‬ ‫بغير كبير اهتمام ثم قال‪:‬‬ ‫ــ لن تنتظر طويال‪..‬وعلى أية حال فإن المريض‬ ‫بمثل هذا المرض تتحسن حالته في الشتاء‪ .‬أنت‬ ‫مصاب بما نسميه في االصطالح الطبي الدقيق‪:‬‬ ‫مرض خالد الكاتب‪ ،‬نسبة إلى هذا الرجل الذي كانت‬ ‫تأخذه السوداء أيام الباذنجان‪..‬قال ذلك ثم انصرف‬ ‫دون أن يترك لي فرصة سؤاله مرة أخرى‪ .‬وكأنه‬ ‫فهم قصدي‪ ،‬فقال لي‪ ،‬دون أن يلتفت نحوي‪:‬‬ ‫ــ أمامك كتاب التذكرة لداود الحكيم األنطاكي‪،‬‬ ‫يمكنك أن تقرأ فيه‪ ،‬فهو في الخزانة خلفك‪ ،‬لن تشعر‬ ‫بالملل وأنت تقرؤه‪.‬‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫به‬ ‫رَفٌّ‬ ‫فإذا‬ ‫التفتُّ خلفي‬ ‫ِ‬ ‫قد ِّ‬ ‫نفيس‪ ،‬ورتبت بعنايةٍ بالغةٍ‪،‬‬ ‫بجلدٍ‬ ‫جُلدَتْ‬ ‫ٍ‬ ‫ووضعت في خزانة مزخرفة ُكتب أعالها مطلعُ‬ ‫أرجوزة ابن سينا في الطب‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬

‫الط ُّب ِح ُ‬ ‫ِّ‬ ‫�ض‬ ‫ــر ْ‬ ‫فْظ ِ�ص َّحةٍ ُبـ ْـر ُء َم َ‬ ‫�ض‬ ‫ْـه َع َر ْ‬ ‫مِ ْن َ�س َب ٍب يِف َبــ َد ٍن َعـن ُ‬

‫اقتربتُ من الخزانة‪ ،‬وشرعتُ في قراءةِ عناوين‬ ‫الكتب دون رغبةٍ في النظر فيها‪ .‬كنت أقرأُ بصوتٍ‬ ‫خافتٍ‪ :‬ـ المنصوري في الطب للرازي ـ القانون في‬ ‫الطب البن سينا ـ مكنوز السر في الطب والصيدلة‬ ‫البن الجزار ـ الموجز في الطب البن النفيس ـ رسالة‬ ‫في الفصد لقسطا بن لوقا البعلبكي‪...‬لم أستطع‬ ‫إكمال هذه اللعبة‪ ،‬فقد كانت مملة جدا‪..‬فانتقلت‬ ‫إلى النظر في رف آخر‪ ،‬وبدأت أقرأ هذه المرة بصوت‬ ‫مسموع‪ :‬ـ مؤلف في طب األسنان للطبيب”مركا ورع”‬ ‫من عهد الملك”ساحو رع”‪ ،‬من األسرة الخامسة‪.‬‬ ‫ابتسمتُ قلي ً‬ ‫ال ورددتُ مراتٍ‪“ :‬مركا ورع”‪“ ،‬ساحو‬ ‫رع”‪ .‬ثم شرعت أقرأ من جديدٍ‪ :‬مؤلفات الطبيب‬ ‫“نفرارت آس” من المملكة المصرية القديمة‪ .‬كان‬ ‫هذا االسم ثقيال‪ ،‬غير أنه يبدو مناسبا لمهنة طب‬ ‫األسنان‪..‬تقدم أيها الفرعوني القديم إلى “نفرارت‬ ‫آس” ليصلح من أسنانك‪ ،‬ويغلفها بالذهب اإلبريز‪،‬‬ ‫فتمتنع عن االبتسام في حضرة العوام خشية أن‬ ‫يطمع اللصوص في سرقة أسنانك‪..‬والراجح أنهم‬

‫سيقطعون رأسك اختصارا للوقت‪ .‬حتى إذا عادوا‬ ‫إلى مخبئهم أمكنهم نزع الذهب عن األسنان بهدوء‬ ‫وروية وإتقان‪..‬ضع ذهبك في أضراسك العليا فهو‬ ‫آمن لك‪ ،‬وأخفى له‪.‬‬ ‫ضحكت بصوت عال هذه المرة‪ ،‬ثم عدت أقرأ‪:‬‬ ‫مؤلف في طب العيون للطبيب الفرعوني القديم‬ ‫“ني عنخ دواو” من األسرة الخامسة‪ :..‬ماذا يعرف‬ ‫هذا الفرعوني عن طب العيون‪ ،‬وعن سحرها‪ ،‬وعن‬ ‫لغتها‪ ..‬عن عيون المها‪..‬وعن العيون التي في‬ ‫طرفها حَوَر‪..‬وعن العيون المترصدة‪..‬وعن العيون‬ ‫الناعسة‪..‬وعن العيون الغامزة‪..‬وعن العيون القتالة‬ ‫الفتاكة الحاصدة‪..‬هذا علم ال يفقهه أطباء العيون‪،‬‬ ‫فهو مما اختص به الشعراء في دولتنا‪ ،‬دولة‬ ‫نفطستان العزيزة‪ ..‬ألم يقل شاعرنا ال فض فوه‪:‬‬

‫عـيـون املهـا نفـط وغـاز ونريان‬ ‫وب�ستان‬ ‫و�شعلة حب قد �أُ�ضيعت‬ ‫ُ‬

‫إني كلما تذكرت هذا البيت سبحت بخيالي في‬ ‫عوالم من نور ال حدود لها‪ ،‬وتمرغت به في رمال‬ ‫دولتنا البهية‪ ،‬وأحسست بالضوء يكتنفني من كل‬ ‫مكان‪ ..‬إني أحبك يا دولتنا‪ ..‬يا نفطستان العزيزة‪،‬‬ ‫وأدعو اهلل صباح مساء أن يرفع لواءك فوق كل‬ ‫األلوية‪ ،‬وأن يستمر خفاقا فوق الرؤوس‪..‬أنت ال تفقه‬ ‫شيئا في كل هذا يا”ني عنخ دواو”‪ ..‬وأنت ال تعرف‬ ‫شيئا عن العيون الباكية‪..‬التي تبكي من الذل‪ ،‬والتي‬ ‫تبكي من الخوف‪ ،‬والتي تبكي من األلم‪ ،‬والتي تبكي‬ ‫من الخشوع‪ ..‬ألم يقل شاعرنا‪ ،‬حفظه اهلل تعالى‬ ‫لسانا لدولتنا المجيدة‪:‬‬

‫�أبكي بـكـاء الـعـارفـيـن لـعلمهـم‬ ‫�أن الـبـكـاء خـال�صـة الأحــــزان‬

‫تملكنـي الخشـوع الشديـد عند تذكـري لهـذا‬ ‫البيت‪ ،‬فدمعت عيناي‪ ،‬وانتقلت ببصري إلى رف أعلى‬ ‫في الخزانة‪ ،‬وبدأت أقرأ‪ :‬قسم المجربات‪..‬‬ ‫ـ مجربات ابن عربي في الطب الروحاني‪..‬‬ ‫مجربات الغزالي الكبير‪..‬مجربات الديربي الكبير‪..‬‬ ‫أنا أيضا لي مجرباتي‪ :‬فمن مجرباتي أن الشيخ‬

‫الذي يفسر الرؤيا يوجد في كل مكان‪..‬وأن أعشاب‬ ‫عمتي توجد في المقبرة وعلى جدران المستشفى‪..‬‬ ‫وأن الباذنجان يورث السوداء‪..‬وأن قراءة عناوين‬ ‫الكتب مما يخفف من حدة السوداء‪..‬وأن شعر شاعر‬ ‫نفطستان أهم من خزعبالت “ني عنخ دواو”‪..‬‬ ‫أذهلني ما أعرفه من علوم‪ ،‬وأعجبتني نفسي‪..‬‬ ‫فقررت االستغناء عن هذا الطبيب الذي أنتظر أن‬ ‫يستدعيني للدخول‪ ،‬وبدا لي أنه هو الذي ينتظرني‪،‬‬ ‫فتسللت بخفة خارج القاعة‪ ،‬ومشيت في الممر‬ ‫لدقائق‪ ،‬قبل أن أعرج على قاعة فسيحة قد اجتمع‬ ‫فيها عدد كبير من المرضى واألطباء والممرضين‬ ‫وعمال المستشفى‪ ،‬وقد رفعوا رؤوسهم جميعا إلى‬ ‫شاشة كبيرة ينظرون باهتمام شديد‪..‬‬ ‫وقفت إلى جانبهم ظنا مني أنهم يتتبعون‬ ‫مباراة في كرة القدم‪ .‬فقد تعودنا في دولتنا‪،‬‬ ‫دولة نفطستان المجيدة‪ ،‬أن نعطي اهتماما كبيرا‬ ‫للمباريات التي يجريها منتخبنا الوطني لكرة‬ ‫القدم مع جيراننا الشماليين‪ ،‬حيث تغلق المحالت‬ ‫والحوانيت واألسواق‪ ،‬وترفع الرايات‪ ،‬وتخلو الشوارع‬ ‫من المارة‪ ،‬ويحتشد الناس أمام شاشات التلفاز‬ ‫الكبيرة الحجم في الميادين العامة‪ ،‬وفي المقاهي‪،‬‬ ‫ويكثر ترديد األناشيد الوطنية‪ ،‬وتباع قمصان عليها‬ ‫أسماء الالعبين وأرقامهم‪ ،‬وتخفق القلوب خشية أن‬ ‫ال يتمكن الالعب “فتح الباب” جوهرة منتخبنا‪ ،‬ونجم‬ ‫فريق “الوادي األجرد” لكرة القدم‪ ،‬الملقب بالقطار‬ ‫السريع‪ ،‬من لعب هذه المباراة التاريخية‪ .‬فقد كان‬ ‫يلعب بكلتي رجليه‪ ،‬سريعا‪ ،‬له رؤية شاملة للملعب‪،‬‬ ‫حسن التسديد للمرمى‪ ،‬جيد التمرير‪ ،‬بديع المراوغة‪،‬‬ ‫صاحب “فنيات” رائعة‪ ،‬ولياقة بدنية عالية‪ .‬ونحن إلى‬ ‫اليوم نحس بفرح غامر‪ ،‬واعتزاز شديد‪ ،‬كلما تذكرنا‬ ‫هدفه الذي سجله في مرمى الشماليين بعد سلسلة‬ ‫من المراوغات أنهاها بقذفة ال ترد برجله اليسرى‪..‬‬ ‫لذلك خاطبت الواقف إلى جانبي‪ ،‬دون أن أرفع‬ ‫رأسي إلى شاشة التلفاز‪ :‬النتيجة بسرعة!‪..‬لم يلتفت‬ ‫الرجل إلي‪ ،‬ولم يعبأ بسؤالي‪ .‬فتركته إلى آخر أسأله‬

‫السؤال نفسه‪ .‬نظر إلي هذا األخير بحزن بالغ‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫النتيجة‪..‬النتيجة كارثة‪..‬أظنها ستكون حربا‪..‬‬ ‫قلت‪ :‬بين من ومن؟!‪..‬‬ ‫قال‪ :‬بين شماليِّ نفطستان وبين جَنُو ِبيِّهَا‪..‬‬ ‫كنت أعلم أن بين شمالي دولتنا وجنوبيها خالفا‬ ‫في مجموعة من األمور‪..‬فقد اعترض الشماليون مرة‬ ‫على تدريس كتابين للنضر بن الحارث بن علقمة‬ ‫هما‪ :‬أخبار ملوك فارس‪ ،‬وأخبار رستم وإسفنديار‪.‬‬ ‫ليس بسبب مضمونهما‪ ،‬ولكن بسبب عدم صحة‬ ‫نسبتهما للنضر‪ .‬واعترض الجنوبيون مرة على‬ ‫تدريس كتاب “نتائج األفكار في محاسن االستعمار”‪،‬‬ ‫ليس بسبب مضمونه أيضا‪ ،‬ولكن بسبب أن ميزانية‬ ‫الدولة ال تُمكن من شراء النسخ الضرورية من‬ ‫هذا الكتاب لتوزيعه على الطلبة مجانا‪ ،‬ولعدم توفر‬ ‫المدرسين األكفاء القادرين على فهم مقاصده‬ ‫البعيدة‪ ،‬وإفهامها لطلبتهم وتالمذتهم‪.‬‬ ‫ووقع خالف آخر‪ ،‬فيما أذكر‪ ،‬يتعلق ببعض مواد‬ ‫دستور نفطستان‪ ،‬سرعان ما تم تطويقه بحكمة‬ ‫بالغة‪ ،‬وذلك عندما وجد له فقهاء القانون عندنا‬ ‫مخرجا بديعا‪.‬‬ ‫وخالصة القصة أنه لما ُكتبت مواد دستورنا‬ ‫األول‪ ،‬كان نص المادة الثانية فيه بهذا اللفظ‪:‬‬ ‫ـ نفطستان دولة ديموقراطية ال تتجزأ‪ ،‬تضمن‬ ‫المساواة أمام القانون لجميع المواطنين دون تمييز‬ ‫بسبب األصل أو الدين‪ ،‬وهي تحترم كل المعتقدات‪.‬‬ ‫وكان وجه اعتراض الجنوبيين على هذه المادة‬ ‫أنه ال يوجد أصال مواطن غير مسلم في دولتنا‪ ،‬فوجب‬ ‫حذف ما ال وجود له في الواقع من نص الدستور‪.‬‬ ‫وكان رد الشماليين أن هذا األمر غير صحيح على‬ ‫إطالقه‪ ،‬فإنه يوجد بالشمال خلف بركة البط بيت‬ ‫مهجور يقال إنه كان لعجوز يهودية في زمان غير‬ ‫بعيد‪ .‬واحتمال ظهورها مرة أخرى أو عودتها وارد‬ ‫جدا‪ .‬فوجب أخذ االحتراس عند كتابة مواد الدستور‬ ‫لهذا السبب الوجيه‪.‬‬ ‫وتشبث كال الطرفين بموقفه‪ ،‬وأطلق أهل‬ ‫الصحافة على الموقف األول اسم الموقف الواقعي‪،‬‬ ‫وأطلقوا على الموقف الثاني اسم الموقف االحترازي‬ ‫البعيد األفق‪ ،‬إلى أن اقترح الفقهاء الدستوريون‬ ‫عندنا تعديال على هذه المادة رضي به الطرفان‪.‬‬ ‫فأصبح النص بعد التعديل على هذا الوجه‪:‬‬ ‫ـ نفطستان دولة ديموقراطية ال تتجزأ تضمن‬ ‫المساواة أمام القانون لجميع المواطنين دون تمييز‬ ‫بسبب األصل أو الدين‪ ،‬في حالة تعدد أحدهما أو‬ ‫كليهما‪ ،‬وهي تحترم كل المعتقدات‪.‬‬ ‫وهناك خالف كان يتعلق بالنشيد الوطني‬ ‫لدولتنا العزيزة هو أقل شأنا منهما‪ .‬فقد أصر بعضنا‬ ‫على أن يكون مطلعه‪:‬‬ ‫‪Allons enfants de la Patrie‬‬ ‫‪Le jour de gloire est arrivé‬‬ ‫وأصر بعضنا اآلخر على أن يكون مطلعه‪:‬‬

‫بــــنـــــاةَ‬ ‫الـوطـــن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الـمـحـــن‬ ‫�صـنـوف‬ ‫ْ‬ ‫ونــحـــن الـثـمــــن‬

‫و�أهـلَ الـــــــردى‬ ‫تـــهــز الـمــــدى‬ ‫ونـحــن الـفـــــدا‬

‫وأجمعنا أخيرا على أن نجمع بين المطلعين‬ ‫في نشيدنا الوطني تأسيا بدولة سويسرا الشقيقة‬ ‫ً‬ ‫مختلفة من اللغات‬ ‫التي يضم نشيدها كلماتٍ‬ ‫األربع الرسمية للبالد‪ ،‬واستئناسا بما صنعته دولة‬ ‫كندا الصديقة التي كتب نشيدها الوطني باللغتين‬ ‫اإلنجليزية والفرنسية‪ .‬لقد كان صدرنا رحبا‪ ،‬وأفقنا‬ ‫واسعا‪ ،‬وتسامحنا نموذجيا‪ ،‬وكنا من القلة القليلة‬ ‫المحظوظة التي تجمع في نشيدها الوطني بين‬ ‫لغتين مختلفتين‪.‬‬ ‫إني أكتب هذه الكلمات فأشعر بالفخر الشديد‪،‬‬ ‫ثم ترجعني األحداث التي وقعت إلى حزني األول‪،‬‬ ‫فإني لم أكن أتصور أنه يمكن في يوم من األيام‬ ‫أن تصبح نفطستان الموحدة دولتين‪ ،‬وال أن تنشب‬ ‫حرب بين مواطنيها‪ .‬ولكن توقعات الرجل الذي‬ ‫كنت أقف إلى جانبه في المستشفى كانت أصدق‬ ‫من تصوراتي‪ .‬وإني إلى اليوم ما زلت أتذكر كلماته‬ ‫كأنه ينطقها اآلن‪ ،‬وكأنه يصبها في أذني صبا‪،‬‬ ‫فأحس بحرها كأنها النحاس المذاب‪ .‬لقد قال‪ :‬أظنها‬ ‫ستكون حربا‪..‬وقد كانت كما قال‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪826‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫جوانب من حياة الخطابي وأسرته في المنفى‬ ‫نشر موقع «أخبار الريف» نص المداخلىة التي تقدم بها الدكتور علي اإلدريسي خالل الندوة التي أقيمت بمدينة القنيطرة‪ ،‬يوم ‪ 13‬فبراير الجاري‪ ،‬تخليدا للذكرى‬ ‫‪ 53‬لوفاة األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪ .‬ومساهمة منا في تخليد ذكرى وفاة هذا الرجل العظيم فقد كنا نشرنا في العدد ‪ 823‬من هذه الجريدة مقاال استرجعنا‬ ‫فيه ذكريات ع جهاد هذا الرجل الفذ والزعيم الكبير ‪ ،‬زعيم المجاهدين األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪.‬‬ ‫ويسعدنا أن نعيد نشر مداخلة الدكتور علي اإلدريسي‪ ،‬مشاركة منا في تخليد ذكرى أسد الريف وتعميما للفائدة‪ ،‬نظرا لألهمية الفائقة التي تكتسيها المعلومات‬ ‫التاريخية الدقيقة التي تضمنتها مداخلة الدكتور اإلدريسي‪.‬‬ ‫ونعتذر لإلخوة في موقع «أخبار الريف» أن سطونا على هذا النص الرائع دون الرجوع إليهم مسبقا‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫نود أن نوضح في البداية أن بعض المعطيات والمعلومات المتعلقة بهذه المداخلة مستقاة من أعضاء أسرة‬ ‫الخطابي الذين جمعت بيننا لقاءات متعددة تناولت جوانب مختلفة من حياة أسرتهم في المنفى‪ .‬وسنركز هنا على‬ ‫المنفى األول في الرينيون فقط‪ .‬وقد جمعتنا لقاءات متعددة‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬مع السادة عبد المنعم (عبده)‪ ،‬وعبد‬ ‫الكريم‪ ،‬وعبد السالم‪ ،‬وسعيد لمدد طويلة ولقاءات قصيرة مع السيد إدريس أبناء األمير رحمهم اهلل جميعا‪ .‬ثم كانت‬ ‫لنا جلسات مطولة مع السيدة عائشة أطال اهلل عمرها‪.‬‬ ‫المنفى‬ ‫حين تحالفت إسبانيا وفرنسا ضد الحرب التحريرية في الريف ولجوئهما إلى استعمال الغازات السامة ضد كل‬ ‫شيء حي‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬وتجنيد المغاربة ضد إخوانهم في الوطن وضعت الحرب أوزارها‪ .‬حينها قرر الخطابي أن‬ ‫يذهب هو ويبقى الشعب‪ ،‬وكان يؤمن إيمانا قويا بأن جيال من المغاربة سيأتي ليتمم ما بدأه‪ .‬واضطر أن يسلم نفسه‬ ‫لفرنسا التي نفته وأسرته إلى جزيرة لرينيون؟ فكيف كانت حياته في في ذلك المنفى طيلة ‪ 21‬سنة؟‬ ‫كانت أسرة الخطابي الكبيرة‪ ،‬في المنفى‪ ،‬تتكون من أعضاء أسرته وأسرة أخيه امحمد وأسرة عمه عبد السالم‪،‬‬ ‫إضافة إلى مرافقيهم‪ .‬وكان العدد اإلجمالي حوالي أربعين (‪ )40‬فردا‪،‬‬ ‫استقرت األسرة في البداية‪ ،‬وفقا للترتيبات الفرنسية‪ ،‬في إقامة «شاطو مورانج» بضواحي عاصمة الجزيرة‬ ‫سان دوني‪ .‬وكان هذا القصر‪ ،‬قبل ذلك‪ ،‬مقرا لمنفى ملكة مدغشقر رانا فالوشة الثالثة‪ ،‬قبل أن تنقل إلى الجزائر‪،‬‬ ‫حيث ستبقى إلى أن توفيت سنة ‪ .1917‬كان هذا القصر قد مر على بنائه أكثر من قرن من الزمن‪ ،‬دون أن يحظى‬ ‫بالعناية والصيانة الالزمتين‪ ،‬إضافة إلى أن ارتفاعه عن سطح البحر لم يكن يتعدى ‪ 7‬أمتار؛ وكان األمير الخطابي‬ ‫يطلق عليه اسم «مستعمرة الحشرات والزواحف»‪ ،‬بسبب كثرتها وتكاثرها فيه‪ .‬وبعد الشكايات العديدة من األمراض‬ ‫الناجمة عن سوء حالة القصر والمناخ‪ ،‬والتي كان من ضحاياها إحدى مرافقات األمير سنة ‪ ،1929‬وبتعاطف من‬ ‫أصدقائه الجدد‪ ،‬وبخاصة طبيبة األسرة والمسؤول العسكري عن األمير وأسرته‪ ،‬فكان االنتقال إلى منزل بقرية‬ ‫«بالن دي بال ميست» التي تبعد ‪ 70‬كلم عن العاصمة سان دوني‪ .‬إال أن المنزل كان صغيرا وضيقا جدا بالنظر إلى‬ ‫عدد أفراد األسرة الكبير‪ .‬ثم اضطرت السلطات الفرنسية إلى أن تشتري له إقامة أخرى تسمى ‪»:‬كاستيل فلوري»‪،‬‬ ‫مكونة من بنايتين تتوسطهما مزرعة من ‪ 14‬هكتارا‪ ،‬فيها كل أنواع األشجار والفواكه االستوائية‪ ،‬في اسم الخطابي‬ ‫بمبلغ ‪ 200000‬فرنك‪ .‬ونعتقد بأن ثمنه دُفع من األموال التي استولت عليها الحكومة الفرنسية بعد انتهاء الحرب‪،‬‬ ‫والمقدرة بـ ‪ 180000‬ريال فضي إسباني‪ ،‬وفقا لشهادة السيد بالقاضي‪ ،‬صاحب كتاب» أسد الريف»‪ ،‬الذي كان‬ ‫مساعدا ألمين الخزينة العامة آنذاك‪. .‬‬ ‫ومن ناحية أخرى تجب اإلشارة إلى أن نفقات حياة األسرة تطورت شهريا كما يلي‪:‬‬ ‫ـ ‪ 5000‬فرنك‪ ،‬من سنة ‪ 1927‬إلى نهاية ‪.1929‬‬ ‫ـ ‪ 7500‬فرنك‪ ،‬من سنة ‪ 1930‬إلى نهاية ‪.1933‬‬ ‫ـ ‪ 17000‬فرنك‪ ،‬من سنة ‪ 1934‬إلى نهاية سنة ‪.1939‬‬ ‫ـ ‪ 25000‬فرنك‪ ،‬من ‪ 1940‬إلى لحظة مغادرة الجزيرة في شهر مايو ‪.1947‬‬ ‫وما تجدر اإلشارة إليه في هذا المجال أن األمير ورفاقه لم يعتمدوا على المعاش الذي سمحت به فرنسا‪ ،‬إلعاشة‬ ‫أعضاء عائالتهم‪ ،‬وتحقيق شروط الحياة الكريمة الالئقة بهم‪ .‬لذلك فكر مجلس العائلة الكبرى‪ ،‬الذي كان يتألف من‬ ‫األمير ومن شقيقه السي امحمد‪ ،‬ومن عمه السي عبد السالم‪ ،‬ومن أحد مرافقيهم األقربين السي محمد بن زيان‬ ‫الخطابي‪ ،‬في إيجاد موارد أخرى لتجنب كل ما يمكن أن يجعل العائلة في حاجة إلى طلب مساعدة السلطات الفرنسية‪.‬‬ ‫وتمثل الحل في ممارسة التجارة والزراعة‪.‬‬ ‫ففي مجال التجارة تم فتح محل لبيع المواد الغذائية‪ ،‬ثم توسع ليشمل تجارة األقمشة والتجهيزات المنزلية‪،‬‬ ‫قبل أن يتطور إلى تجارة الذهب وتصدير العطور‪ .‬وقد تولى تسيير المحل السيد محمد بن عبد السالم‪ ،‬أحد مرافقي‬ ‫األمير‪.‬‬ ‫أما المشروع الزراعي فقد بدأ بزراعة قصب السكر‬ ‫وأشجار الفواكه في مزرعة «كاستيل فلوري» االستوائية‪.‬‬ ‫إضافة إلى تربية الدواجن؛ لكن أهم شيء أضافه عبد‬ ‫الكريم ورفاقه على األصناف الزراعية المحلية في الجزية‪،‬‬ ‫هي زراعة العنب األبيض والتين‪.‬‬ ‫نجحت تجربة مزرعة كاستيل فلوري‪ .‬ولم يكن‬ ‫النجاح يتمثل في زيادة موارد األسرة من الناحية المالية‬ ‫فقط‪ ،‬بل في فك عزلتها وتحقيق التكيف والتالؤم‬ ‫مع بيئتها الجديدة‪ .‬مما جعل مجلس األسرة يفكر في‬ ‫توسيع المشاريع الزراعية؛ فاقتنى مزرعة جديدة‪ ،‬هي‬ ‫مزرعة «بالن دي بال ميست»‪ ،‬الواقعة في القرية التي‬ ‫تحمل نفس االسم‪ .‬لكن التوسع الزراعي الحقيقي حدث‬ ‫مع شراء ضيعة طولها ‪ 6‬كلم وعرضها نصف كلم‪ ،‬بمبلغ‬ ‫‪ 800.000‬فرنك‪ ،‬بمشورة ومساعدة بعض المستثمرين‬ ‫الزراعيين المسلمين في الجزيرة‪ ،‬وهي ضيعة‪« :‬تروى‬ ‫باسان» (‪.)Trois Bassins‬‬ ‫قرر األمير اإلشراف بنفسه على هذه الضيعة مدة‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬تاركا اإلشراف على الضيعتين األخريين‬ ‫لشقيقه السي محمد وعمه السي عبد السالم؛ وبلغ عدد‬ ‫العاملين فيها ‪ 70‬عامال‪ ،‬بأجر يساوي الثلث من المحصول‪ .‬وكان اإلنتاج األساسي يقوم على الخشب المستعمل في‬ ‫البناء واألثاث‪ ،‬وعلى قصب السكر‪ ،‬والغرنوقيات أو الجيرانيوم (‪ ،)Geranium‬كما كان بها خمسة معامل لتقطير‬ ‫العطور‪ .‬وكثيرا ما كان نجل األمير البكر السيد عبد الكريم يحدثنا باعتزاز عن مهارته في تقطير العطور‪ .‬ولذلك‬ ‫أصبحت وضعية األسرة االقتصادية جيدة‪ ،‬وفقا لرواية أنجال الخطابي؛ ومن آثارها أن الخطابي استطاع أن يقتني (‪)07‬‬ ‫سبع إقامات في أماكن مختلفة من الجزيرة يلجأ إليها وأسرته حسب تغير المناخ والفصول‪.‬‬ ‫تربية األطفال‬ ‫كان هذا من حيث تدبير المعيشة‪ ،‬فكيف واجه األمير ورفاقه موضوع تربية األطفال تربية سليمة في مناخ معبئ‬ ‫بسلبيات المنفى وتداعياتها؟‬ ‫لم يكن األمر هينا وال سهال‪ ،‬العتبارات ثقافية‪ ،‬ولغموض آفاق المستقبل‪ ،‬خاصة بعد أن أخ ّلت السلطات‬ ‫الفرنسية بتعهداتها في موضوع استرجاع األمير ورفاقه وأسرهم حريتهم‪ .‬إضافة إلى رفض السلطات الفرنسية‬ ‫لملتمسات األمير بإدخال األطفال مدارس في المغرب أو في الجزائر‪ ،‬شرط أن ال تكون تابعة لإلرسالية الكاثوليكية‪،‬‬ ‫كما كانت تريد فرنسا‪ .‬وفشل فرنسا لم يتوقف عند مسألة التعليم المدني ونوعيته فقط‪ ،‬بل طال مشروعها في‬ ‫التكوين العسكري ألبناء األسرة الخطابية تحت العلم الفرنسي‪ .‬فقد كان رفض األمير حاسما في الموضوع‪ ،‬على‬ ‫الرغم من اإلغراءات المقدمة له‪ .‬إذ كان يرى قبول العرض بخدمة علم االستعمار سيجعله غير متميز عن عمالء‬ ‫االستعمار‪ .‬ثم كيف سيكون حكم التاريخ على عمله الوطني؟‬ ‫لذلك فضل مجلس األسرة إلحاق األطفال بالمدارس العمومية بالجزيرة‪ ،‬بصفتهم مغاربة‪ ،‬ولم يتمتعوا بأي‬ ‫نوع من أنواع المنح‪ .‬وكان الرفض مبدئيا ونهائيا لموضوع االنتماء إلى الجنسية الفرنسية‪ .‬فاألمير الخطابي كان‬ ‫مستوعبا لتجربة األمير عبد القادر الجزائري‪ ،‬ولم يكن راضيا عن مسارها بعد النفي في مجال العالقة مع المستعمر‬ ‫الفرنسي‪ . .‬وموقف مجلس األسرة هذا يخالف ما ذهبت إليه زكيا داود في كتابها «عبد الكريم ملحمة الذهب والدم»‬ ‫من أن أبناء األسرة الخطابية خدموا العلم الفرنسي‪.‬‬ ‫وبالنسبة لوضعية األطفال في المدارس‪ ،‬فقد زالت بالتدريج المضايقات والتخوفات والهواجس التي كانت تنتاب‬ ‫األسرة بسبب ما كان يصدر من تصرفات بعض ضحايا الدعاية الفرنسية‪ ،‬الواصفة عبد الكريم بأنه عدو للمسيح‪.‬‬ ‫إضافة إلى ما كانت تنشره بعض الجرائد المحلية من هجوم متواصل على الخطابي؛ وخاصة جريدة «الشعب»‪.‬‬ ‫وبعد التغلب على تلك التخوفات لم يشتك أي واحد من األطفال بأي تمييز عنصري‪ ،‬أو انحياز ظالم في المعاملة‪،‬‬ ‫إال ما كان من مناوشات اعتيادية‪ ،‬ومشاكسات بينهم وبين التالميذ غير المسلمين‪ ،‬فيما يخص العادات الغذائية‪.‬‬ ‫لكن ما يلفت االنتباه‪ ،‬ونحن نتتبع حياة األسرة الخطابية في لرونيون‪ ،‬أن روابط من االحترام والصداقة المتينة‬ ‫ربطت بين األمير وأعضاء هيأة تدريس األطفال؛ فقد كان يكرمهم بدعوتهم إلى البيت‪ ،‬وتقديم الهدايا المناسباتية‬ ‫لهم‪ .‬وحين اقتنى سيارة لنقل أبناء األسرة إلى مدارسهم وضعها تحت تصرف أبناء المواطنين اآلخرين‪ ،‬خاصة أبناء‬ ‫وأحفاد طاطاي أمبراطور الفيتنام السابق المنفي‪ ،‬بل المنسي في تلك الجزيرة‪.‬‬ ‫هكذا تم حل مشكلة تدريس األبناء؛ وهكذا تم قبول اللغة الفرنسية لغة للمدرسة‪ .‬في الوقت الذي كانت فيه‬ ‫اللغة الريفية هي لغة التخاطب في البيت‪ .‬أما التربية اإلسالمية فكان يقوم بها العم عبد السالم‪ ،‬وبمراقبة األمير‪.‬‬ ‫وقد حكى لنا بعض أنجاله كيف كانوا يستظهرون العقائد اإلسالمية على والدهم في الليل قبل النوم‪ ،‬أو في الصباح‬ ‫الباكر قبل ذهابهم إلى المدرسة؛ وعندما تم االستقرار في القاهرة أوكلت المهمة إلى الشيخ األزهري أحمد بن‬ ‫موسى‪ ،‬وإلى سيدات لهن تكوين إسالمي عال بالنسبة للبنات‪.‬‬ ‫العالقات اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫وفي الجانب اإلنساني واالجتماعي استطاع عبد الكريم بحسه التواصلي‪ ،‬الذي عمقه من خالل تجاربه في‬ ‫التدريس والصحافة والقضاء وقيادة حركة التحرير‪ ،‬ومن خالل إرادة تحدي معوقات المنفى التي كانت تحول دون‬ ‫السير العادي للحياة‪ ،‬أن ينشئ شبكة من العالقات اإلنسانية واالجتماعية مع أهل الجزيرة؛ وقد عبر عن ذلك بقوله‪:‬‬

‫علي اإلدريسي‬

‫«لقد وجدنا فيهم األخوة الصادقة واإلخوان األوفياء‪ ،‬وقدموا لنا المساعدة بغير حدود‪ ،‬وواسونا في الغربة مواساة‬ ‫تجعلنا نذكرهم دائما بالتقدير واإلعجاب»‪ .‬وبفضل هذه األخوة والصداقة التي نمت بالتدريج وتوسعت‪ ،‬على الرغم‬ ‫من مضايقات أولئك الذين كانوا يعتبرونه رجال سيئا ألنه حارب المسيحيين‪ ،‬وعلى الرغم من حضور الرقيب‪ ،‬في‬ ‫البداية‪ ،‬مع زواره من الجالية اإلسالمية‪ ،‬قبل أن ترفع حكومة االشتراكيين تلك المضايقات سنة ‪ ،1936‬استطاع عبد‬ ‫الكريم ورفاقه من تكوين صورة عن مجريات األمور في الجزيرة‪ ،‬وعن توجهات الرأي العام‪ ،‬واالطالع على الصحافة‬ ‫الخارجية‪ ،‬بفضل عالقته بالشخصيات اإلسالمية‪ .‬ومنها شخصية المفكر السوري محب الدين الخطيب‪ ،‬الذي كان وراء‬ ‫إفشال القرارات الفرنسية بعزل الخطابي عن العالم؛ ثم انضمت إليه جهود شخصيات من الجالية اإلسالمية بالجزيرة‪،‬‬ ‫من مثل محمد على كريمجي الذي ساعده على شراء ضيعة تروى باسان‪ ،‬ومحمود دينداغ رجل األعمال‪ ،‬وإبراهيم‬ ‫موالنا مكتوم‪ ،‬وعلي إبراهيم قارة التاجر من جزيرة موريس‪ ،‬وغيرهم من شخصيات سكان الجزيرة الكوريوليين‪،‬‬ ‫وفي مقدمهم الدكتور فيرجيس والد المحامي الفرنسي الشهير بنفس االسم‪ ،‬والذي ذاع صيته بالدفاع عن األحرار‬ ‫والمحرومين في العالم‪.‬‬ ‫ونظرا للمكانة التي استطاع األمير أن يكتسبها بين ساكنة الجزيرة‪ ،‬واعتبارا للخصال التي اكتشفوها فيه‪،‬‬ ‫سرعان ما أصبح من كبرائها وأعيانها‪ ،‬يحظى بتقدير المسؤولين الفرنسيين‪ ،‬واحترام الكريوليين‪ ،‬والجالية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬بل أن هذه األخيرة اتخذته قدوة ومرشدا دينيا لها‪ ،‬ومصلحا وقاضيا يفصل في األمور التي يعرضها عليه‬ ‫مسلمو الجزيرة‪ .‬وكان الجميع يقصده لطلب المشورة والنصح‪ .‬ذلك‪ ،‬ألن المعادن النفيسة ال تفقد قيمتها ال بتغيير‬ ‫المكان وال بتغيير الزمان‪.‬‬ ‫أما برنامج األمير اليومي‪ ،‬فيمكن تلخيصه كاآلتي‪ :‬بعد صالة الصبح واإلفطار يطالع الجرائد‪ ،‬كل الجرائد بمختلف‬ ‫توجهاتها؛ ثم يقوم باإلشراف على مراقبة دروس األوالد‪ ،‬وتفقد نظافتهم وهندامهم وكل ما يتعلق بالتربية العامة‪.‬‬ ‫وينتقل عقب ذلك إلى مجلس العائلة‪ ،‬المكون من أخيه السي امحمد وعمه السي عبد السالم‪ ،‬ومحمد بن زيان‬ ‫الخطابي؛ وكان ينضم إليهم من حين آلخر‪ ،‬حسب الحاجة والضرورة‪ ،‬المكلفون بالمهمات التجارية والزراعية‪.‬‬ ‫وباستثناء مسائل تسيير شؤون المزارع والتجارة والعمال والحسابات‪ ،‬التي كان يحدث فيها أمر جديد أو طارئ‪،‬‬ ‫فإن اجتماعات المجلس العائلي تكاد تكون محاورها قارّة‪ ،‬وتخص متابعة أحوال األسرة وتحليل مستجداتها‪ ،‬ونقد‬ ‫ما يجب نقده‪ ،‬واقتراح الحلول لتحسين تلك األحوال؛ إضافة إلى المتابعة اليومية للوضع العالمي وتطوراته‪ .‬وكان‬ ‫هذا البرنامج تتخلله زيارات من أعيان الجزيرة الكريوليين والمسلمين‪ ،‬أو الزوار األجانب‪ ،‬وكذا بعض المسؤولين‬ ‫الفرنسيين‪.‬‬ ‫لكن عبد الكريم كان يتألم كثيرا لتنكر أهل وطنه له في منفاه وغربته‪ ،‬إذ لم يزره ولو مغربي واحد في تلك‬ ‫الجزيرة؛ وقد علق على ذلك‪ ،‬بكل مرارة‪ ،‬في مذكراته قائال‪« :‬أتأسف لكون منزلي لم يشهد‪ ،‬ولو يوما واحدا‪ ،‬زائرا من‬ ‫المغرب‪ ،‬الذي ضحيت بحريتي في سبيل حريته»‪.‬‬ ‫واألمر الغريب حقا ال يعود إلى عدم قيام «الوطنيين» المغاربة‪ ،‬أو غيرهم من أهل المقدرة‪ ،‬في القيام بزيارة‬ ‫الخطابي في منفاه فقط‪ ،‬بل إلى سرعة نفي بعض الزعماء ما نشرته بعض الصحف األجنبية من أن الرجل ضاق ذرعا‬ ‫بمنفاه‪ ،‬وأنه قلق على مصير والدته وأبناء وبنات أسرته‪ ،‬وأنه يريد أن يعود وأهله إلى بلده المغرب‪ .‬فقد بادر الزعيم‬ ‫عبد الخالق الطريس إلى التشكيك في مراسلة الخطابي للحكومة الفرنسية بشأن حق العودة إلى وطنه‪ ،‬واعتبرها‬ ‫مجرد إشاعة‪ .‬وكأن عبد الكريم ليس من حقه أن يطالب بأن ترى والدته‪ ،‬المتقدمة في السن‪( ،‬توفيت سنة ‪)1938‬‬ ‫بلدهها من جديد‪ ،‬كما جاء في رسالته إلى الحكومة الفرنسية‪ .‬وقد علل الزعيم الطريس نفيه لوجود مثل هذه‬ ‫المراسلة من قبل األمير عبد الكريم‪ ،‬بكون هذا األخير يعيش عيشة فاخرة في جزيرة لرينيون‪ .‬فالحكومة الفرنسية‬ ‫«خصصت له قصرا من أفخم القصور‪ ،‬وقررت له ماهية شهرية من ميزانية الدولة المغربية»‪ .‬إنه ألمر مؤسف أن‬ ‫يقول بعض الناس ما ليس لهم به علم‪ ،‬وأن يروا ّ‬ ‫أن قيمة الحياة تتجلى في تحقيق الرفاهية المادية فقط‪ .‬في حين‬ ‫أن عبد الكريم الخطابي كان شديد اإليمان بأن سعادة‬ ‫اإلنسان وقيمته ال يمكن اإلحساس بهما إحساسا حقيقيا‬ ‫ورائعا‪ ،‬إال في ثرى وطنه‪ ،‬وطن اآلباء واألجداد؛ فهو الذي‬ ‫وصف نفيه من هذا الوطن بأبلغ ما يكون الوصف‪ ،‬حين‬ ‫قال في مذكراته‪« :‬خروج اإلنسان من الوطن كخروج‬ ‫الروح من الجسد‪ ،‬حالة صعبة‪ ،‬ال يتغلب عليها المرء إال‬ ‫باإليمان بالقضاء والقدر»‪.‬‬ ‫لكن ينبغي أال نعتقد‪ ،‬أو يخطر في بالنا‪ ،‬بأن عبد‬ ‫الكريم ومرافقيه كانت معاناتهم تُختصر في نسيان‬ ‫أهل وطنهم لهم فقط‪ ،‬بل كثيرا ما كانوا يعانون من‬ ‫تصرفات محرجة‪ ،‬أو حمقاء‪ ،‬من زوار لم يكن لديهم القدر‬ ‫الكافي من كرم الخلق‪ ،‬ومن ذكاء العواطف اإلنسانية؛‬ ‫ففي سنوات المنفى األولى كان يُمنع من استقبال الزوار‪،‬‬ ‫وفي حال السماح للبعض بزيارته يكون ذلك بحضور‬ ‫الرقيب‪ .‬وكانت أحاديث بعض الرسميين الفرنسيين‪،‬‬ ‫كوكيل المستعمرات وبعض الضباط المتعجرفين تثير‬ ‫الشفقة؛ فقد كانت أقرب إلى شخوص روايات سارتر التي‬ ‫تثر الغثيان الوجودى‪ ،‬أو إلى الشخوص العبثية لكامو‪ .‬إال‬ ‫أن األمير عبد الكريم‪ ،‬الخبير بالذهنية االستعمارية‪ ،‬كان‬ ‫يعلق على تلك التصرفات والمواقف‪ ،‬التي تتاجر بشعارات‬ ‫الثورة الفرنسية‪ ،‬المعلقة في اإلدارات الرسمية‪ ،‬وتتصدر الكتب المدرسية‪ ،‬بقوله‪« :‬إن موقف األوربيين المستعمرين‬ ‫يدعو إلى الرثاء‪ ،‬إنهم ال يزالون ينظرون إلينا كأطفال‪ ،‬يكفي أن تقدم إليهم قطع الحلوى فيسكتون‪ .‬وتأبى األيام‬ ‫إال أن تثبت لنا‪ ،‬بوقائعها المتوالية‪ ،‬أن المسافة بيننا وبينهم ترفض التقارب‪ ،‬ألنها طريق تمتد إلى حيث ال لقاء‪ ،‬وال‬ ‫تفاهم»‪.‬‬ ‫الفرج ومغادرة الجزيرة‬ ‫هناك كثير من الدروس يمكن أن تستخلص من تجربة األمير الخطابي في منفاه؛ فبقدر ما كانت العالقة مع‬ ‫أصحاب الذهنية االستعمارية عالقة ال تفاهم وال لقاء‪ ،‬كانت في المقابل العالقة مع اإلنسان‪ ،‬من حيث هو إنسان‪،‬‬ ‫تزداد تعاطفا ورحابة صدر‪ ،‬وتتحد تلقائيا حول قيم الحرية والعدالة والكرامة‪ ،‬قبل أن تتحد ألسباب أيديولوجية أو‬ ‫عقائدية‪ .‬ومن الدروس األخرى المستفادة من تلك التجربة المريرة أن المحن تقوي همم الرجال‪ .‬فاألزمة تلد الهمة‪،‬‬ ‫كما قال جمال الدين األفغاني؛ وأن ظالم الظلم يبشر باقتراب الفرَج؛ ويأذن بقرب فجر الحق‪ ،‬كما قال شاعر قديم‪:‬‬ ‫الحـق أبلج ال تَخـفى معالمه كالشمس تظهر في نور وإبالج‬ ‫وليس خفيا أنه كلما اتسعت دائرة األحرار إال وتقهقر ليل االستعمار‪ ،‬وقربت ساعة الفجر والخالص‪ .‬وإذا كانت‬ ‫إرادة النخب المغربية قد انتكست مؤقتا أمام القوة االستعمارية العاتية‪ ،‬فإن أرادة نخب العالم اإلسالمي قامت‬ ‫بواجبها كأفراد‪ ،‬كما قامت بواجبها كجماعة متكاتفة متآزرة؛ حين أسست لجنة للدفاع عن األمير الخطابي برئاسة‬ ‫األديب والمفكر اإلسالمي محب الدين الخطيب‪ ،‬وبرعاية الملك عبد العزيز آل سعود‪ ،‬والزعيم التركي عصمت إينونو‪،‬‬ ‫والزعيم الباكستاني محمد علي جناح‪ ،‬والدكتور أحمد سوكارنو الزعيم األندونيسي‪.‬‬ ‫انتصر صمود األمير‪ ،‬إذن‪ ،‬اجتماعيا وإنسانيا‪ ،‬ثم سياسيا؛ فبدأ ظالم وظلم المنفى ينزاح رويدا رويدا‪ ،‬بفضل‬ ‫تشبثه بمبادئه في الحرية والكرامة‪ ،‬وبتآزر اإلرادات الفاعلة‪ ،‬وبتكاتف الجهود المتواصلة‪ ،‬وبحسن توظيف تطور تاريخ‬ ‫االستعمار وتناقضاته مع أبسط مبادئ حقوق اإلنسان‪ .‬فجاء الفرج بقرار نقل األمير ورفاقه إلى فرنسا‪ ،‬على أن يتمتع‬ ‫هناك بكامل حريته‪.‬‬ ‫وفعال‪ ،‬تلقى رئيس لجنة الدفاع‪ ،‬المشار إليها‪ ،‬السيد الخطيب‪ ،‬في أوائل شهر فبراير ‪ ،1947‬البرقية التالية من‬ ‫سفارة فرنسا بالقاهرة جاء فيها‪« :‬نحيطكم علما بأن الحكومة الفرنسية استجابت للمساعي التي قامت بها اللجنة‪،‬‬ ‫وقد قررت اإلفراج عن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬ونفيدكم بأنه سيصل إلى باريس في األيام القليلة المقبلة»‪ .‬ومن مكر‬ ‫التاريخ أن يتأجل تاريخ مغادرة األمير للجزيرة أكثر من مرة‪ ،‬وكأن إرادة خفية قررت محو تلك السنين الطويلة من‬ ‫المنفى؛ لكي يتوافق تاريخ استعادة الحرية مع التاريخ الذي تم الحجر عليها في ‪ 27‬من شهر مايو ‪.1927‬‬ ‫كانت وجهة الخطابي فرنسا‪ ،‬وفقا للقرار الفرنسي؛ لكن ظروفا وحسابات متشابكة جعلت الرحلة تنتهي في مصر‬ ‫في ‪ 31‬مايو‪ .1947‬وال نريد الخوض في تفسير حدث انتهاء الرحلة في بور سعيد بمصر‪ ،‬أهو نزول أو إنزال‪ ،‬هروب أو‬ ‫تهريب‪ ،‬قرار أو اختطاف؟ فقد سال كثير من الحبر‪ ،‬وال يزال‪ ،‬حول الموضوع في أكثر من بحث ودراسة‪ .‬وربما تساءل‬ ‫األمير تساؤالت بقيت بدون جواب شاف‪ .‬لكن ما نحن متأكدون منه هو أن الرجل عندما تيقن بأن أعضاء أسرته‪،‬‬ ‫أطفاال ونساء ورجاال‪ ،‬قد نزلوا جميعا من باخرة كاطومبا التي كانت تحملهم في اتجاه فرنسا‪ ،‬وأن أقدامهم أصبحت‬ ‫ثابتة على التراب المصري‪ ،‬لم يكن يدور بخلده أي شيء آخر غير التوجه بالشكر إلى اهلل على نجاتهم من األسر؛‬ ‫وقد عبر عن ذلك بقوله‪« :‬رفعت رأسي إلى السماء‪ ،‬حامدا شاكرا خالق هذا الكون ومدبره‪ .....‬وتنفست الصعداء‪،‬‬ ‫واستـنشقت نسيم الحرية الشخصية في أرض العروبة واإلسالم»‪. .‬‬ ‫واليوم‪ ،‬فإن في عاصمة جزيرة لرينيون يوجد شارع كبير يحمل اسم عبد الكريم‪ ،‬ويرأس جامعتها أستاذ باحث‬ ‫من أصول مغربية ريفية اسمه محمد رشدي‪ ،‬وأصبحت ذكرى عبد الكريم من المرجعيات األساسية في الرينيون‪ .‬وفي‬ ‫سبيل تخليد ذكرى الرجل أصدر األستاذ‪ ،‬بجامعة سان دوني‪ ،‬ميشال تويّو ‪ Thouillot‬رواية تاريخية تحت عنوان‬ ‫«ليوطي وعبد الكريم‪ ،‬أما األستاذ في الجامعة نفسها عبد السالم تيري مالبير فسيصدر له عما قريب كتاب يتحدث‬ ‫عن عبد الكريم في منفاه األول في جزيرة الرينيون‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫محطات في حياة‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫األستاذ المدني العلمي‬

‫الديمقراطية التشاركية‬ ‫في معرض الكتاب‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫بقلم ‪:‬د‪ .‬هدى املجاطي‬ ‫نسبه ومولده‪:‬‬

‫هو المدني بن عبد الوهاب بن محمد بن‬ ‫عبد الوهاب بن األمين العلمي‪ ،‬وأوالد بن األمين‬ ‫شرفاء علميون حسنيون‪ ،‬وهم فرع من شرفاء‬ ‫القوس بشفشاون‪.‬‬ ‫ولد حوالي سنة ‪ 1926‬بشفشاون‪.‬‬

‫دراستــه‪:‬‬

‫درس القرآن الكريم على ع��ادة وقته في‬ ‫زاوية جده سيدي الحاج محمد بن الشريف في حي‬ ‫السويقة‪ ،‬ثم تاقت همته لمتابعة الدراسة‪ ،‬فانتظم‬ ‫سنة ‪ 1946‬بالمعهد الديني بشفشاون الذي ألحقه‬ ‫به جده من األم موالي علي بن محمد األمين‬ ‫العلمي الذي كان إماما وخطيبا بجامع سيدي أبي‬ ‫خنشة‪.‬‬ ‫وفي المعهد‪ ،‬درس‪ :‬النحو‪،‬الفقه‪ ،‬اللغة‪،‬‬ ‫التاريخ‪ ،‬الجغرافيا والحساب‪ .‬ومن رفقائه‪ :‬ابن‬ ‫عمه محمد المختار العلمي‪،‬عبد الكريم الطبال‪،‬‬ ‫عبد السالم الحضري‪ ،‬محمد السفياني‪ ،‬عبد القادر‬ ‫الخزاني والمهدي العمارتي‪.‬‬ ‫وإلى جانب دراسته بالمعهد‪ ،‬قام بأنشطة‬ ‫مبكرة في الوطنية والشعر واألمداح التي أتقنها‬ ‫إتقانا كبيرا مع محمد بن عبد السالم الورياشي‪.‬‬ ‫انتقل بعد ذلك إلى فاس لمتابعة دراسته‬ ‫بالقرويين رفقة‪ :‬مصطفى الريسوني‪ ،‬مصطفى‬ ‫الحسين العمارتي وعبد السالم الهراس ‪ ،‬وأخذ‬ ‫على كبار شيوخها‪ ،‬وتأكدت أصالته في العلم‬ ‫واألدب والشعر‪ ،‬دون أن يمنعه ذلك من العمل‬ ‫إلى جانب إخوانه الوطنيين مثل صديقه عبد‬ ‫السالم الهراس في سلك التعليم الحر بالمعهد‬ ‫العلمي بفاس‪ .‬قضى المترجم له معظم أوقاته‬ ‫في المطالعة والتحصيل سواء في القرويين أو في‬ ‫مكتبة النادي التابع للمعهد العلمي‪.‬‬

‫شيــوخــه‪:‬‬

‫درس القرآن الكريم على الفقيه محمد‬ ‫الشلي‪ ،‬والفقيه محمد الرحموني‪ ،‬ودرس على‬ ‫جده موالي علي بن األمين العلمي تصانيف كثيرة‬ ‫منها‪ :‬متن ابن عاشر‪ ،‬ألفية ابن مالك‪ ،‬والمية بن‬ ‫الوردي في اآلداب والحكم‪ ،‬المية العرب والمية‬ ‫العجم‪ ،‬كما درس عليه الشمقمقية‪ ،‬والمية‬ ‫األفعال ومتن األجرومية‪ ،‬كما حفظ عنه أبياتا‬ ‫شعرية كثيرة أكمل بها ما أخذه عنه من دروس‬ ‫وإفادات مختلفة‪.‬‬ ‫في المعهد الديني‪ ،‬درس على الشيخ‬ ‫محمد بن عياد الخمسي ما تيسر من تفسير‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬والحديث بموطأ اإلمام مالك‪ ،‬وعلى‬ ‫العالمة محمد أصبان‪ ،‬ومحمد البقالي الغزاوي‬ ‫ال��ذي درس عليه ‪ :‬نور اليقين في سيرة سيد‬ ‫المرسلين‪ ،‬وإتمام الوفا في سيرة الخلفا‪ .‬ومحمد‬ ‫بن زروق والفقيه محمد اللغداس الذي أخذ عنه‬ ‫دروسا في تاريخ المغرب‪ ،‬ومحمد أحرميم الذي‬ ‫درس عليه المنطق وعلم البالغة‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الدروس النظامية‪ ،‬كان‬ ‫يتلقى دروس��ا حرة على الفقيه الوثائقي عبد‬ ‫السالم الوراكلي في زاوية سيدي أحمد بن ناصر‪،‬‬ ‫وعلى شيخه محمد أصبان في الزاوية الشقورية‬ ‫بشفشاون‪.‬‬ ‫ومن شيوخه في القرويين الفقهاء‪ :‬محمد‬ ‫الزرهوني‪ ،‬علي الصقلي‪ ،‬محمد الزروالي‪ ،‬محمد‬ ‫مكوار‪ ،‬موالي العربي العلـــوي وعباس بناني‬ ‫وغيرهم‪.‬‬

‫وظائفه‪:‬‬

‫في الخمسينيات‪ ،‬عمل معلما في مدرسة‬ ‫محمد الخامس بشفشاون‪ ،‬التي أنشئت قبيل‬ ‫االستقالل‪ ،‬والتي كان يعمل فيها‪ :‬محمد المختار‬ ‫العلمي وعبد القادر المجاهد وعبد القادر التليدي‪...‬‬ ‫وهي مدرسة حرة أكملت مهمة المدرسة األهلية‬ ‫التي أنشئت في الثالثينيات‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1956‬انتقل إلى مكناس‪ ،‬وعمل في‬ ‫مدرسة درب السالوي للبنات‪ ،‬ومدرسة لال عودة‬ ‫للبنين‪ ،‬ومدرسة موالي إسماعيل ومدرسة األنوار‪،‬‬ ‫وبعد خمس سنوات عاد إلى شفشاون‪ ،‬ليعمل‬ ‫معلما بمدرسة الحسن أبي جمعة (التي كانت‬ ‫تسمى باسم إسباني‪( :‬رامون إيكاخال)‪ ،‬ثم مديرا‬ ‫بها‪.‬‬ ‫سنة ‪ ،1964‬عين مرشدا تربويا للمعلمين‬ ‫بشفشاون ونواحيها‪ ،‬ثم عين مديرا للمعهد‬ ‫األصلي االبتدائي جنب شيخه الحاج محمد أصبان‬ ‫الحسني الذي كان يعمل مديرا للمعهد األصلي‬ ‫الثانوي‪.‬‬ ‫ثم عمل بثانوية المشيشي معلما ومعيدا‬ ‫للدروس‪ ،‬ثم أستاذا‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى إعدادية‬ ‫الحسن األول أستاذا ثم حارسا عاما للقسم الداخلي‬ ‫بها‪ ،‬وهي المهنة التي ظل يزاولها إلى حين بلوغه‬ ‫سن التقاعد‪.‬‬

‫أشعـــاره‪:‬‬

‫من أش��ع��اره أبيات عن المعهد الديني‬ ‫بشفشاون يقول فيها‪:‬‬

‫معهد الديـــن يا أعـز المعاهد‬ ‫دمت للحـق والنضال مسانـد‬ ‫قد شربنا من حوضك العلم كأسا‬ ‫فارتويــنا وقد بلغنا المقاصــد‬ ‫كــم حييت لــنا سنينا طــــواال‬ ‫تنشر العلـم والهـدى والمحامـد‬ ‫معهد الــنور كم فتحت عيــونا‬ ‫تنشر الدر والعظى في المساجد‬ ‫فغــدت في الدنى مصابيح نور‬ ‫تبعث الضوء كي تزيل المفاسد‬ ‫عشــت للديـــن مشعال ومنارا‬ ‫تصقل العقول من جميع المالحد‬ ‫عشت للحـــق ماطــرا وأمينا‬ ‫دمت للشرك ضاحــدا ومعانــد‬ ‫ومنها أيضا قصيدة ألقاها في شتنبر ‪1971‬‬ ‫بمناسبة احتفال مدينة شفشاون بمرور خمسمائة‬ ‫سنة على تأسيسها‪:‬‬

‫إلهــام من الذكـــرى‬ ‫الخمسمائة‬ ‫أبا حسـن لقد أحسنت صنـــعا‬ ‫وطبعا في المزايا والشــؤون‬ ‫لقد أنشأت في شفشاون حصنا‬ ‫منيــعا وصنتها رغم الفتون‬ ‫فكانت معقل األبطال دومـــا‬ ‫وكانت حمى األشاوس كالعرين‬ ‫سمت في الفكر مثل البدر شأنا‬ ‫فأنشأت العباقــر كالبنــــون‬ ‫بناها مجاهـــد من آل طـه‬ ‫وصانها من عدو أو حســون‬ ‫أذاق البرتغــال منه ذعــــرا‬ ‫وحاربهم على مـــر السنون‬ ‫فذي أبراج قصبتنا تنادي‬ ‫بها التاريخ ينطق في سكــون‬

‫وذي أشجار زيتون وزهر‬ ‫وأطيار تغـــــرد في غصون‬ ‫وذا‹‹خيراني›› كالطير يشدو‬ ‫يصوغك في بديع في فنـون‬ ‫وماء سلسبيل راح يجري‬ ‫وقــاه اهلل في قـــدر مكيـــن‬ ‫يغذي الروح باألفكار آنا‬ ‫ويشفي الجسم من داء دفين‬ ‫جداول فضة كالسيف تسري‬ ‫مرصعة الجواهر للعيون‬ ‫تشق األرض في همس بديع‬ ‫مرقرقة وخارقة السكون‬ ‫تحوم بها الطبيعة في لحاف‬ ‫من األفنان من حين لحين‬ ‫تغني للعنــادل في جمال‬ ‫أناشيــد منسقة الرنيـــن‬ ‫يقلدها الهزار بكل لحن‬ ‫تواكبه السعادة للحزيـــن‬ ‫يداعبها النسيم حين تسمو‬ ‫إلى األفق المعبق باللحون‬ ‫فتحتال الخمائل قد تدلت‬ ‫تعانق غصنها بين الغصون‬ ‫أال شفشاون تيهي في جمال‬ ‫حباك اهلل حسنـــا من فتون‬ ‫لقد رمت القصيد أصون ذكرى‬ ‫فعاد بي القريض إلى الحنين‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫ األستاذ علي الريسوني‪.‬‬‫ـ األستاذ المدني العلمي(المترجم له)‪.‬‬

‫‪...‬م��ا لبث معرض الكتاب ْ‬ ‫أن جاء بحجر‬ ‫الزاوية ‪ ،‬لكرامة حقوق اإلنسان ‪ ،‬وهو يشكل‬ ‫الموضوع الرئيسي على مستوى المواطنة‬ ‫في القانون الدستوري ‪ .‬في الحياة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬إلى صالح المجتمع‬ ‫المدني ‪ ،‬وهي قضايا حقيقية ‪.‬‬ ‫ينصُّ دستور المملكة في الباب األول‬ ‫لسنة ‪2011‬م من فصله الثاني عشر ‪ ،‬على‬ ‫الديمقراطية التشاركية ‪ ،‬والنصوص ‪13،14‬‬ ‫و‪ ،15‬ثراء من قيم الحريات والحقوق اإلنسانية‬ ‫‪ .‬في فصله الخامس عشر ‪ ،‬الجزاء من نفس‬ ‫العمل إذ للمواطنين الحق في تقديم عرائض‬ ‫إلى السلطات العمومية وتقوية دور المجتمع‬ ‫المدني ‪ .‬نخبة من المواطنين العاديين لها‬ ‫القدرة لطرح الحلول المالئمة لإلشكاليات‬ ‫المطروحة لمواجهة النخب “اللوبي” الضاغط‬ ‫والفاعل في الحقل المحلي ‪ .‬مشاركة السكان‬ ‫في الشؤون المحلية بإحداث مجالس األحياء‬ ‫بالمدن ‪ .‬مشاركة المواطنين في صنع القرارات‬ ‫السياسية وتدبير الشأن العام‪ .‬التفاعل بين‬ ‫المواطنين والحكومات والمستشارين‪ .‬ولتثمين‬ ‫الديمقراطية التشاركية وهي ليست امتدادا‬ ‫للديمقراطية التمثيلية أو الليبرالية‪ ،‬إذ تساهم‬ ‫في إعادة بناء التضامن االجتماعي ‪ .‬المواطن‬ ‫ال��ع��ادي هو المحور وف��ي قلب اهتماماتها‬ ‫لكي يناقش جميع المحاور ديمقراطيا خارج‬ ‫البرلمان‪ .‬إشراك المواطنين والمجتمع المدني‬ ‫( الفصل الرابع عشر) في تدبير ومراقبة وتقويم‬ ‫السياسات العمومية ‪ ،‬إلى تقديم الملتمسات‬ ‫في مجال التشريع ‪ ( .‬في الفصل ‪ )139‬ينصُّ‬ ‫على إدراج نقطة تــدخـل في اختصاصات‬ ‫الجماعات المحلية‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال شكال متقدما‬ ‫للديمقراطية وتجسيدا للمواطنة الحقة ‪ .‬وهو‬ ‫واق��ع تفرضه تطورات ظ��روف المجتمعات ‪،‬‬ ‫(األلفية الثالثة )‪ ...‬إلى حوار من أجل إصالح‬ ‫الدستور وحوارات الحقة‪ ( .‬دليل مركز الدراسات‬ ‫واألبحاث في العلوم االجتماعية‪ .‬تقرير حول‬ ‫وضعية التكوين في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫والديمقراطية التشاركية )‪( .‬ملحوطة) ‪ :‬إحترام‬ ‫المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان مع الحفاظ‬ ‫على الخصوصيات المغربية بمرجعياتها‬ ‫اإلسالمية ‪.‬‬ ‫تمحور البرنامج الثقافي بآللئ من‬ ‫األفكار حول فقرات متعددة من أهمها ‪ ،‬ذاكرة‬ ‫فحوالت علمية ‪ ،‬كعبد الهادي التازي ومحمد‬ ‫العربي المساري ومصطفى المسناوي والطيب‬ ‫الصديقي رحمهم اهلل جميعا ‪ .‬احتوى معرض‬ ‫الكتاب على ‪ 86‬من دور النشر من ‪ 54‬دولة‬ ‫مشاركة ‪120 .‬ألف عنوان وأكثر من ‪10‬ماليين‬ ‫نسخة ‪120 .‬لقاء بمشاركة ‪ 283‬كاتب وأديب‬ ‫ومسرحي ومبدع ‪ .‬برامج لألطفال ‪ ،‬ورشات‬ ‫وقراءات لكتاب وفنانين ‪ .‬ضيف الشرف بامتياز‬ ‫لهذه السنة للشقيقة اإلمارات العربية المتحدة ‪،‬‬ ‫أتحفت المعرض بعشر مؤسسات للنشر وبرنامج‬ ‫ثقافي إماراتي متميز ‪.‬‬ ‫حدائق ذات بهجة أخذت عناوين قاعات‬ ‫ألهرامات من المبدعين واإلعالميين والمؤرخين‬ ‫والفنانين واألدباء ‪ ،‬رحلوا عن دار البقاء ‪ ،‬وخلدوا‬ ‫ذكراهم في فناء دار الفناء بذخائر من علوم‬ ‫جارية ‪ .‬من أجل ربط الشعرية المغربية في‬ ‫خريطة اإلب��داع العالمي ‪ ،‬نظم بيت الشعر‬ ‫بالمغرب بقاعة المرحوم عبد الهادي التازي‪،‬‬ ‫جائزة أركانا العالمية التي حظي بها الشاعر‬

‫األلماني “ فولكر براون “ ‪ .‬اشتمل هذا البستان‬ ‫للحظة شعرية لذاكرة المرحوم محمد العربي‬ ‫المساري بأفقها الكوني ‪ .‬أعقبتها (بيوميات)‬ ‫ندوة علمية بعنوان “ الفلسفة المدنية فضاء‬ ‫وحاضنة “ ‪ ،‬بمشاركة نخبة من األساتيذ ‪ .‬ثمَّ‬ ‫كانت ذكرى لخمسين سنة مضت على والدة‬ ‫مجلة أنفاس بتأطير من اللعبي والنيسابوري‬ ‫والمليحي وبتسيير من أجراي ‪.‬‬ ‫من بستان محمد العربي المساري الذي‬ ‫احتضن تجارب في الكتابة الشعرية بمعية ثريا‬ ‫مجدولين ‪ ،‬وداد بنموسى ‪ ،‬ليلى بارع وبإشراف‬ ‫حورية الخمليشي ‪ .‬تالها (بيوميات) لقاء‪ ،‬ما لبث‬ ‫غير ساعة ‪ ،‬مع صالح الوديع في حوار مع عبد‬ ‫الحميد اجماهري ‪.‬‬ ‫محاضرة حول ت��راث الشقيقة اإلم��ارات‬ ‫العربية المتحدة ‪ ،‬ألقاها األستاذ راشد المزروعي‬ ‫‪ ،‬بتسيير من عبد اهلل بنصرا العلوي ‪ .‬اشتمل‬ ‫عيد الكتاب أيضا على دراسات ومستندات من‬ ‫اإلرث العربي‪-‬اإلسالمي في إسبانيا من تنظيم‬ ‫وتقديم مؤسسة سيرفانطيس ‪ .‬فضال عن ندوة‬ ‫لآلداب األمازيغي المغربي من اإلنتاج والنشر‬ ‫والترجمة‪ ،‬وما تزخر به لغتنا الوطنية بخطها “‬ ‫التيفيناغ “‪ .‬تميز رواق مجموعة مكتبة المدارس‬ ‫بقراءة في كتاب َّ‬ ‫“كأن الحياة ‪ ،‬قصة قصيرة‬ ‫“ للناقد واألدي��ب العربي المغربي الدكتور‬ ‫المتواضع نجيب العوفي بمشاركة المؤلف‬ ‫وأحمد بوزفور ‪.‬‬ ‫حفل بستان المرحومة فاطمة المرنيسي‬ ‫بحديقة من أشجار دانية ظاللها من “ امرأة‬ ‫في الظل “ للكاتب عبد الجليل التهامي – جائزة‬ ‫كتارا للرواية العربية ‪2015‬م‪ -‬وكتاب “مزامير‬ ‫الرحيل والعودة “ لزكريا أبو ماريا وهو أيضا نال‬ ‫جائزة كتارا للرواية العربية‪ ،‬بمشاركة األديبين‬ ‫وبتسيير من لطيفة باقا ‪ .‬لالستمتاع بالشأن‬ ‫الثقافي شهدت إحدى قاعات المعرض نقاشات‬ ‫لحوار حول مهنة المثقف بمشاركة فاطمة‬ ‫آيت موسى وإدري��س كسيكس بإشراف عبد‬ ‫اهلل الترابي في جو من النضج لتجاذب معرفي‬ ‫‪ ،‬إذ هو العامل المشترك الذي يؤلف النغمات‬ ‫العلمية بين جميع األدباء والمثقفين ‪ .‬قراءة‬ ‫لكتاب “ المغرب المجهول “ لمؤلفه “الكوست‬ ‫موليرياس” ‪ ،‬لموضوع يستوضح وينضح بما‬ ‫فيه من حيوية وهو يسلط الضوء على منطقة‬ ‫الريف المجاهدة للكشف عن أوجهها الغميسة‪.‬‬ ‫كان االستماع إلى النفس من خالل الحديث‬ ‫الشريف “ اطلبوا العلم ولو في الصين “ ‪،‬‬ ‫لثمة رجل” شوي تشينغ قوه “ عميد الدراسات‬ ‫العربية بجامعة “ بكين “ للدراسات األجنبية ‪،‬‬ ‫يسافر بالمتلقين لمدة ساعة إلى الصين لطلب‬ ‫العلم ‪ .‬ثمَّ أقبل طالب العلم الصغار منهم‬ ‫والكبار في نهم مميز و“خشوع” على رسالة‬ ‫دكتوراة الدولة لحسن أوريد حول االهتمامات‬ ‫واإلشكاليات للمقاربة بين مناهج الحداثة‬ ‫بمفهومها الغربي (قيل الكوني ) ‪ ،‬والمرجعية‬ ‫اإلسالمية دون التقليد ‪ ،‬حيث ناقش عدة محاور‬ ‫‪ ،‬منها مفهوم العلمانية لفظا وشكال ومضمونا‪.‬‬ ‫والنقد المعرفي في مناحي الحياة ‪ ،‬من المفاهيم‬ ‫المنحرفة لإلسالمفوبيا ‪ .‬شهد هذا “ الرياض “‬ ‫نقاشات وأفكار بصيغة أصلية تعتمد الحداثة ‪،‬‬ ‫بينات الداللة ‪ ،‬كشف عنها أوريد ‪ ،‬إذ الحق شيء‬ ‫ثابت ال يتغير ‪ .‬تلك هي نبذة عن التجاذبات‬ ‫المعرفية لعيد ‪ ،‬ومعرض الكتاب ( لسنة ‪. )2016‬‬

‫كرامة في مهرجانها التاسع‬ ‫للزفاف الجماعي‬

‫تنظم جمعية «كرامة لتنمية المرأة» النسخة التاسعة من مهرجان الزفاف‬ ‫الجماعي‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 12‬مارس ‪ 2016‬بقاعة األفراح «ماالباطا ـ ‪ 12‬تجزئة‬ ‫طنجيس ـ طنجة البالية‪ ،‬ابتداء من الساعة الثالثة (‪ )00h15‬بعد الزوال‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫بين‬

‫زمن‬

‫ين (‬

‫‪11‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫زمن “ البوديوم”‬ ‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫خصص المعرض الدولي للنشر والكتاب‬ ‫بالدار البيضاء‪ ،‬في دورت��ه الثانية والعشرين‬ ‫لهذه السنة ‪ ،2016‬ضمن برنامجه العام‪،‬‬ ‫الخاص بالندوات‪ ،‬فقرة “ أسماء فوق البوديوم”‬ ‫‪ ،‬لمرتين ‪ :‬قدمت األولي في الفترة المسائية‬ ‫من ي��وم الجمعة ‪ 12‬فبراير‪ ،‬بقاعة فاطمة‬ ‫المرنيسي‪ ،‬حول الفائزين بجائزة “ كتارا للرواية‬ ‫العربية ‪ ،“ 2015‬وهما كما جاء في كتيب وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬الذي يقدم نبذة عن موضوع كل ندوة‬ ‫من ندوات المعرض ‪ ”:‬بحصولهما على جائزة‬ ‫كتارا لإلبداع الروائي‪ ،‬يكون المغربيان عبد‬ ‫الجليل الوزاني‪ ،‬وزكريا أبو مارية‪ ،‬قد أشرا على‬ ‫اسميهما كجيل جديد لكتاب الرواية ‪ ،‬بنفس‬ ‫مغاير‪ ،‬ومجتهد‪ ،‬إن على الصعيد المغربي ‪،‬أو‬ ‫العربي‪ .‬من هنا تكمن أهمية هذا اللقاء‪ ،‬الذي‬ ‫سيكون مناسبة لالحتفاء بهذين االسمين‪،‬‬ ‫بما يدعم طموحهما في مواصلة المسير‪ ،‬نحو‬ ‫تكريس الخصوصية المغربية في مدونة اإلبداع‬ ‫السردي الروائي على الصعيد العربي”‬ ‫بينما برمجت الندوة الثانية في فقرة “‬ ‫أسماء فوق البوديوم “ صباح يوم األربعاء ‪17‬‬ ‫فبراير‪ ،‬وكانت حول الفائزين “ بجائزة الملك‬ ‫عبد اهلل بن عبد العزيز للترجمة ‪ .”2015‬ويتعلق‬ ‫األمر بكل من الباحث المغربي الدكتورمحمد‬ ‫ابطوي‪ ،‬أستاذ تاريخ وفلسفة العلوم بجامعة‬ ‫محمد الخامس بالرباط‪ ،‬وكبير الباحثين سابقا‬ ‫بمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة‬ ‫بمانشستر االنجليزية‪ ،‬والباحث العراقي سليم‬ ‫الحسني‪ ،‬لتفوقهما في ترجمة كتاب “ متن‬ ‫المظفر االسفزاري في علمي األثقال والحيل”‬ ‫ألبي حاتم المظفر بن إسماعيل االسفزاري‪ .‬وهو‬ ‫مجهود ـ حسب ما ورد في تقديم وزارة الثقافة‬ ‫في كتيبها المشار إليه سابقاـ «‪....‬كبير في‬ ‫ترجمة وتحقيق كتاب هام يعنى بعلم الميكانيكا‬ ‫العربية والقيام بدراسة تاريخية لنصوص نادرة‬ ‫ترجع للفيلسوف والفلكي والمهندس والعالم‬ ‫الرياضي ابوحاتم االسفزازي الذي عاش في‬ ‫القرن الحادي عشر الميالدي”‬ ‫ومصطلح “ البوديوم”‪ ،‬الذي وظفته وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬في تسمية إح��دى فقرات المعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب لهذه السنة‪ ،‬مقتبس من‬ ‫عبارة (‪ )podium‬االنجليزية‪ ،‬وتعني ـ حسب‬ ‫ويكيبيديا ـ المنصة أو كل ما يمكن أن يستعمل‬ ‫لرفع الناس‪ .‬وبهذا يمكن أن نعتبر ضيوف هذه‬ ‫الفقرة عناصر اعتلت منصات التتويج في ميداني‬ ‫األدب والعلوم‪.‬‬ ‫وسأحاول أن أنقل في مقالتي هذه‪ ،‬ما جاء‬ ‫في الندوة األولى بخصوص الفائزين بجائزة “‬ ‫كتارا لإلبداع الروائي”‪.‬‬ ‫من المعلوم أن جائزة “ كتارا لإلبداع‬ ‫ال��روائ��ي”‪ ،‬تشرف عليها المؤسسة العامة‬ ‫لمشروع ثقافي ضخم‪ ،‬وطموح‪ ،‬يسمى بالحي‬ ‫الثقافي لدولة قطر‪ .‬تشرف عليها لجنة مختصة‬ ‫تم تعيينها لهذا الغرض‪ .‬وتسعى الجائزة‬ ‫إلى تشجيع الروائيين العرب‪ ،‬وترسيخ حضورا‬ ‫لمتميزين منهم عربيا وعالميا ‪.‬‬ ‫غاب الفائز زكريا أبو مارية مؤلف رواية‬ ‫“مزامير الرحيل والعودة “‪ ،‬الفائزة بالجائزة‪،‬‬ ‫وحضر الفائز الثاني عبد الجليل التهامي الوزاني‬ ‫‪ .‬بينما قامت بتسيير الجلسة األديبة والقاصة‪،‬‬ ‫لطيفة باقا ‪،‬التي عبرت عن تجربتها في كتابة‬ ‫القصةـ ذات ح��وار ـ “ القصة كانت قدمي‬ ‫الحافيتين اللتين ركضت بهما بعيدا عن القدر‬ ‫الذي وجدته ينتظرني باعتباري فتاة مغربية‪،‬‬ ‫ولدت ولم تجد ملعقة ذهب في فمها”‪ .‬فكان أن‬ ‫قامت بتنسيق حوارات الندوة‪ ،‬وتدخالت الحضور‪،‬‬ ‫يقودها إيمانها بمسؤولية المثقف العضوي‬ ‫المؤثر والمتفاعل ‪.‬‬ ‫استهلت السيدة المسيرة كلمتها بتقديم‬ ‫تعريف حول الجائزة‪ ،‬ودور الجوائز في نشر‬ ‫وإنعاش اإلبداع األدبي‪ .‬وهي عملية لها تاريخ‬ ‫ـ حسب تعبيرها ـ عرفت بأعمال وأسماء لها‬ ‫بصمتها في عالم األدب واإلب��داع‪.‬و جائزة “‬ ‫كتارا”‪ ،‬هي جائزة قطرية‪ ،‬ولدت كبيرة‪ .‬تتميز‬ ‫بالنزاهة ‪ .‬فاألسماء الفائزة ليست مكرسة‪ ،‬وال‬ ‫عالقة لها بسلطة الثقافة العربية‪ .‬والرواية‬ ‫الفائزة‪ ،‬محور هذا اللقاء‪ ،‬هي للروائي المغربي‪،‬‬ ‫عبد الجليل التهامي الوزاني‪ ،‬تحمل عنوان “‬ ‫امرأة في الظل”‪.‬‬ ‫أما كلمة عبد الجليل الوزاني‪ ،‬صاحب‬ ‫الرواية الفائزة‪ ،‬فقد استهلها بالتعريف بالجائزة‬ ‫التي أنشئت سنة ‪ . 2014‬وهي جزء من مشروع‬ ‫ثقافي ضخم‪ ،‬تبنته دولة قطر‪ .‬شكال بصفته‬ ‫عبا رة عن حي مجهز بمرافق ومباني ومسارح‪،‬‬ ‫ومعاهد بتخصصات فنية مختلفة‪،‬و هي ملتقى‬ ‫لجميع المثقفين والفنانين‪ ،‬ومركزا للمهرجانات‬ ‫وال��ن��دوات وال��م��ع��ارض ‪ .‬ومضمونا يعمل‬ ‫المشرفون عليه من أجل نشر الوعي الثقافي‪،‬‬

‫وتشجيع اإلبداع بكل أشكاله الفنية‪.‬و قد أطلقت‬ ‫عليه اسم “ الحي الثقافي كتارا”‪ ،‬نسبة إلى االسم‬ ‫القديم لدولة قطر كما ورد في الخرائط اليونانية‬ ‫القديمة‪ .‬والمشروع برمته يعمل من أجل أن‬ ‫تكون الدوحة هي عاصمة الثقافة العربية سنة‬ ‫‪ . 2030‬فالدوحة ـ حسب تصريحات المسؤولين‬ ‫ـ يعاد بناؤها من جديد‪.‬‬ ‫أما الجائزة ـ يضيف مؤلف رواية “ امرأة في‬ ‫الظل”ـ فمشاركتي في المسابقة لم يكن من‬ ‫أجل قيمتها المالية‪ ،‬بقدر ما كان من أجل النشر‪.‬‬ ‫فنحن ال نراهن على الجوائز‪ ،‬بقدر ما نراهن على‬ ‫أن نكون قادرين على الكتابة‪.‬‬ ‫وقبل أن تفتح المسيرة االديبة لطيفة‬ ‫باقة‪ ،‬باب الحوار‪ ،‬سألت ضيفها عن اإلقبال‬ ‫والتهافت على كتابة الرواية من قبل الشعراء‪،‬‬ ‫حيث أجابها أن الجائزة ال تصيغ إبداعا‪.‬‬ ‫و عن سؤال تقدم به أحد الحضور حول‬ ‫المخاطرة بفوز الرواية قبل طبعها ـ ألن رواية‬ ‫“ ام��رأة في الظل”‪ ،‬ما زالت تحت الطبع لدى‬ ‫الجهة المانحة للجائزة ـ أجاب السيد عبد الجليل‬

‫التهامي الوزاني‪ ،‬أن المشرفين على الجائزة‬ ‫يشتغلون باستراتيجيه‪ ،‬وهم من سيقومون‬ ‫بتسويق الرواية ‪ .‬وهذه فرصة للكتاب الذين‬ ‫ال يجدون من يدعم كتبهم‪ .‬الجوائز قدرنا‪...‬‬ ‫فهناك من يقول بلعنة الجوائز‪.‬‬ ‫أفرخت أسئلة الحضور‪ ،‬داخ��ل القاعة‬ ‫الصغيرة‪ ،‬الحاملة الس��م الراحلة فاطمة‬ ‫المرنيسي ‪...‬انشغاالت القراء‪/‬الحضور‪ ،‬حول ماذا‬ ‫تمثل المرأة لدى الكاتب ؟ خصوصا أن عنوان‬ ‫الرواية الفائزة هو “ امرأة في الظل” وماذا تمثل‬ ‫الجائزة في نشاط الكاتب اإلبداعي؟‬ ‫ومما أجاب به الكاتب في هذا الباب ‪”:‬‬ ‫إن بطلة رواية “ امرأة في الظل “‪ ،‬هي امتداد‬ ‫لشخصية زينب‪ ،‬في رواية “االحتراق في زمن‬ ‫الصقيع “ ‪ .‬وأنا ال أكتب من أجل الجوائز‪..‬فكل ما‬ ‫في األمر أنني ال أستطيع العيش بدون كتابة‪...‬‬ ‫سأظل أكتب إلى آخر رمق في حياتي‪...‬كما أن‬ ‫الرواية التي أود كتابتها‪ ،‬ما زلت لم أكتبها بعد‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‪..‬‬

‫ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﻬـــﺔ ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟـ��ـﺲ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠـــﺔ‬ ‫ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼ‌ﺙ ﺑﺎﺷﺒﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺷﺆﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻮ‪ -‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ‪ ،‬ﻧﻈﻤﺖ ﻣﺆﺳﺴات ﺍﻟثقافة ﺍﻟثالث‬ ‫ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺍﻷ‌ﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ ‪ 22‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ إلى ‪24‬‬ ‫ﻣﻨﻪ‪ .‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺧﻼ‌ﻝ أيامه ﺍﻟﺜﻼ‌ث��ة‪ ،‬على مناقشة‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻋﺪﺓ ﺟﻬﺎﺕ ﻭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‬ ‫ﻭ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮبي‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ‬ ‫ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟذي ﺗﻘﺪمت ﺑﻪ الحكومة‬ ‫االندلسية ‪ ‬و مؤسسة الثقافات ‪ ‬وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺴﻴﺔ تراثا‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ‪ ،‬وكلهم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ‬ ‫ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ‪ .‬ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ‬ ‫ﺭﻣﻮﺯﺍ ﻓﻨﻴﺔ ﺍﻏﻨﻮﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺑﻌﻄﺎﺀﺍﺗﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ ﻭﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ التي قرأتها‬ ‫السيدة عزيزة بناني ومدير مؤسسة الثقافات‬ ‫الثالت‪ ،‬ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍأل‌ندلسية ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﺩﻭﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻄﻼ‌ﺋﻌﻲ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟجسور ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ‬ ‫ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮكا يصل‬ ‫بين ثقافات مختلفة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ثانية‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻭﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ .‬عمل‬ ‫المنظمون على تجسيد ه��ذا االن��ج��از غير‬ ‫المسبوق في حفل ﻓﻨﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ “ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺍﻻ‌ﻧﺪﻟﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺲ إلى المغرب العربي”‬

‫للموسيقين المغاربيين سيدة المالوف درصاف‬ ‫حمداني من تونس وسيدة الطرب الغرناطي‬ ‫لمياء معدني‪ ،‬والباحثة ورائدة الغناء القرسطوي‬ ‫األندلسي‪ ،‬السوبرانو سميرة القادري‪.‬‬ ‫وق��د ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺕ‬ ‫ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻻ‌ﻧﺪﻟﺴﻴﺔ لتضم ﺍﺟﻤﻞ ﻭﺍﻋﺬﺏ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻻ‌ﻧﺪﻟﺴﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻴﺔ ﺛﻢ إلى ﺍﻟﻤﺎﻟﻮﻑ فﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﺎﻧﺘﻴﻐﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺳﻄﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ أدﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺑﺮﺍﻧﻮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ‪ ،‬ﺗحت ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﺘﺮﻭ ﻧﺒﻴﻞ‬ ‫ﺍﻗﺒﻴﺐ ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﻧﺠﺤﺖ هذه المساهمات ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻮﻟﻴﻒ ﻓﻨﻲ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻮﻉ الموسيقى ﺍﻻأﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺎتقان ﻭ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼ‌ﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻮﻉ‪ ،‬ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﺘﺮﻭ ﻧﺒﻴﻞ‬ ‫ﺃﻗﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺑﺠﻮﺩﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺘﻘﻼ‌‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ انسجام ﺗﺎﻡ ‪ ‬متمكنا‬ ‫من ﺭﺑﻂ أواصر ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺻﻠﺘﻴﻦ‪ ،‬مسافرا‬ ‫بالحضور ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﺮﺏ ﺇﻟﻰ‬ ‫طرب‪ ،‬وﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ إلى أخرى‪ ،‬فتوحدت ﺍﻻ‌ﺭﻭﺍﺡ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻐﻴﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ انتهى ال��ع��رض بتصريح‬ ‫لألستاتذة ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ‪ ،‬ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺎﺕ‬ ‫ﻋلى ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‪ ،‬والتي رأت في النشاط “ﻟﺤﻈﺎﺕ‬ ‫ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗؤﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺴﻴﺔ‬ ‫ﺟﺴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎت‪ ،‬ﻮﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍستحضار عبق ﺍﻷ‌ﻧﺪﻟﺲ‬ ‫ﻛﻔﻜﺮﺓ ﺣﻴﺔ ‪ ‬ﻧﻌﻴﺪ ﺇﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﻭ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼ‌ﺣﻖ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ‬ ‫ﻭﺍﻻ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ” ﻛﻤﺎ ﺃﺿﺎﻓﺖ أن “ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺃﺩﺍﺓ‬ ‫ﻟﻠح��وار ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺭﺑﻂ ﺃﻭﺍﺻﺮ االﺧﺎﺀ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ‪ ،‬وقد ﺣﺎﻭﻟﺖ في ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﺗﺮﺟﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ‬ ‫ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍألﻧﺪﻟﺴﻴﺔ المغاﺭﺑﻴﺔ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﻻ‌ﺋﺤﺔ ﺍﻟتراث ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ”‪.‬‬

‫ال ُعنف الأ�سري‪...‬‬ ‫م ّرة �أخرى !‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫لم تعد معاناة المرأة المغربية مع المناوئين لحقوقها الوطنية والسياسية‪ ،‬كمواطنة‬ ‫كاملة المواطنة ومتساوية المساواة التامة مع الرجل في الحقوق والواجبات‪ ،‬كل الحقوق‬ ‫وكل الواجبات‪ ،‬كما نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب‬ ‫أو رفع‪ ،‬أخيرا‪ ،‬اعتراضه على بعضها العتبارات ال عالقة لها بالحقوق األساسية لإلنسان‪.‬‬ ‫قلت لم تعد معاناة المرأة المغربية في مواجهتها للمعترضين على نضال المرأة‬ ‫من أجل ان تتمتع بكامل حقوقها المدنية ‪ ،‬في تدبير حياتها وفق مشيئتها‪ ،‬ال مشيئة‬ ‫«الكفيل» أو «القيم»‪ ،‬في زماننا الحاضر‪ ،‬حيث انتفت شروط «القوامة» في جل الرجال بل‬ ‫وانتقلت‪ ،‬عمليا‪ ،‬وفي العديد من الحاالت االجتماعية‪ ،‬من الرجل إلى المرأة ! ‪...‬‬ ‫وفي الوقت الذي يتم فيه «الحجز» داخل دواليب الحكومة على مشاريع قوانين تعيد‬ ‫االعتبار للمرأة المغربية التي تدعي الحقاوي أن حكومة بنكيران حولت «كل» أحالمها‬ ‫إلى «حقائق ملموسة» (على الورق طبعا)‪ ،‬ومنها مشروع قانون حماية المرأة ضد العنف‪،‬‬ ‫تواجه النساء المغربيات أشكاال متعددة من هذا العنف الذي يعرضها للهالك والموت ! ‪...‬‬ ‫مقد صار هاجس العديد من النساء المغربيات المتزوجات هو كيف تتفادى عنف‬ ‫األزواج الذين فقد العديد منهم قيم الرحمة والمعاشرة بالمودة والحسنى التي أمر اهلل‬ ‫بها عباده المتقين‪ ،‬ليرتكبوا جرائم عنيفة وأحيانا قاضية ضد زوجاتهم بعد أن يحولوا‬ ‫حياتهن إلى جحيم ال يطاق‪ ،‬دون أن تجد المرأة ملجأ يحميها من بطش الزوج ‪ ،‬حتى أن‬ ‫العديد منهن لن يلتفت إلى شكايتهن حين يتقدمن بها إلى المصالح األمنية‪ ،‬بحجة أن‬ ‫األمر يتعلق بقضايا أسرية‪ ،‬ليكون مصيرهن القتل ذبحا‪ ،‬أو خنقا‪ ،‬أو «شرملة» في أحسن‬ ‫األحوال‪ ,‬واألمثلة متعددة في ما تنقله الصحافة الوطنية‪ ،‬وباستمرار‪ ،‬من حاالت العنف‬ ‫وجرائم القتل ضد الزوجات‪ ،‬في الكثير من الحواضر والبوادي المغربية‪ ،‬مما يدفع بالنساء‬ ‫إلى اإلحباط واليأس !!! ‪...‬‬ ‫ولعل قصة «ربيعة» العرائشية‪ ،‬المؤلمة والمؤثرة‪ ،‬يمكن اعتبارها أحد مؤشرات‬ ‫العنف المترسخ في «التقاليد الذكورية» التي يفخر بها العديد من الرجال‪ ،‬اعتمادا‪ ،‬فقط‪،‬‬ ‫على قوة العضالت‪ ،‬بينما يعشعش الجهل والبالهة والتفاهة والسفاهة والرعونة والهراء‬ ‫والطيش في جماجمهم الفارغة من قيم الرحمة واللين والرفق والهدوء‪.‬‬ ‫«ربيعة الزيادي» تحكي في آخر اتصال لها بعالم األحياء‪ ،‬أنها كانت ضحية عنف فظيع‬ ‫مارسه عليها زوجها الشرطي بمدينة بن سليمان ‪ ،‬والذي توجد على خالف أسري معه‪ ،‬حين‬ ‫باغتها وهي عائدة إلى منزلها بالعرائش‪ ،‬وكان برفقة رجل أمن آخر من رفاقة‪ ،‬حيث عمدا‬ ‫إلى إدخالها بالقوة والعنف إلى داخل مسكنها‪ ،‬فيما «صفد» زوجها يديها‪ ،‬ليتم حجزها‬ ‫بغرفتها طيلة خمسة أيام‪ ،‬ذاقت خاللها أنواعا مهولة من التعذيب‪ ،‬من ضرب بقضيب‬ ‫حديدي على رأسها ما تسبب لها في شلل نصفي‪ ،‬فضال عن اغتصابها بطرق بشعة ال‬ ‫إنسانية وإدخال قضيب حديدي انتزع من مكنسة كهربائية في فرجها ودبرها‪.‬‬ ‫إلى أن اكتشف أمرها بعض أفراد من عائلتها يوم فاتح فبراير‪ ،‬بعد خمسة أيام من‬ ‫التعذيب على طريق عصابات سجن «غوانتنامو» الفظيع !!! ‪....‬‬ ‫الراحلة وثقت أقوالها في شريط حصلت عليه بعض الصحف الوطنية‪ ،‬قبل أن تنقل‬ ‫في حالة جد خطيرة‪ ،‬إلى مستشفى العرائش‪ ،‬ثم إلى مستشفى محمد الخامس‪ ،‬وأخيرا إلى‬ ‫الرباط‪ ،‬نظرا لخطورة حالتها الصحية بسبب التعذيب المفرط والالإنساني الذي تقول أنها‬ ‫تعرضت له والتي كانت أعراضه بادية على جسدها‪ ،‬حيث إنها فارقت الحياة قبل أن تباشر‬ ‫العمليات الجراحية التي تقرر إخضاعها لها لمحاولة إنقاذ حياتها‪.‬‬ ‫جنازة الراحلة في مدينة العرائش كادت أن تتحول إلى مسيرة غاضبة‪ ،‬بعد مراسيم‬ ‫الدفن بمقبرة سيدي العربي‪ ،‬حيث حاولت أعداد المشيعين الوصول إلى بناية المحكمة‬ ‫للمطالبة ب «الحق في اإلنصاف»‪ ،‬لوال أن تدخل قوات األمن‪ ،‬تصدت لهم‪ ،‬بقوة‪ ،‬لتمنعهم‬ ‫من متابعة مسيرتهم‪ ،‬ما تسبب في «مناوشات» ومالسنات بين الجانبين‪ .‬ولكن اهلل سلم‪.‬‬ ‫الملف يوجد اآلن في كنف القضاء الذي أظهر صرامة كبيرة في تتبع هذه الجريمة‬ ‫التي أصبحت قضية رأي عام وطني ودولي‪ ،‬نظرا للحساسية الكبرى التي تحظى بها قضايا‬ ‫حقوق المرأة في العالم‪ ،‬والثقة كامل الثقة في أن القضاء سيقول كلمة الحق والفصل في‬ ‫هذه النازلة التي تشوه سمعة المغرب وتسيء إلى وضعية المرأة المغربية التي تصارع في‬ ‫أكثر من جهة‪ ،‬من أجل انتزاع حقها في الحياة الكريمة‪.‬‬ ‫يذكر أن تصنيف المغرب في المؤشرات الدولية بخصوص وضعية المرأة شهد تراجعا‬ ‫كبيرا خالل السنة الماضية‪ ،‬حيث لم يتوصل المغرب‪ ،‬بعد‪ ،‬إلى إقرار المساواة بين الجنسين‬ ‫وفقا لمقتضيات الدستور‪ ،‬وذلك بهدف تحسين وضعية المرأة وتوفير ظروف أحسن من‬ ‫أجل تمتيعها بالحماية الضرورية والكافية لممارسة حقوقها المدنية بصفة كاملة‪ ،‬كما‬ ‫ورد في التقرير األخير للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬في حين تواصل منظمة‬ ‫«هيومان رايتش ووتش» حملتها ضد العنف األسري بالمغرب التي أطلقتها منذ أيام تحت‬ ‫شعار «الحقاوي اعطني حقي» ( ! (‪....‬حيث تنشر بين الفينة والفينة‪ ،‬وعلى مستوى العالم‪،‬‬ ‫قصصا لنساء مغربيات معنفات‪ ،‬لتخلص إلى اعتبار أن السلطات المغربية غالبا ما تفشل‬ ‫في إيقاف العنف األسري وحماية الضحايا ومعاقبة المعتدين‪.‬‬

‫الأ�سرة البقالية‬

‫في جامعة عبد المالك السعدي‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫في إطار انفتاح الجامعة على محيطها العام‪ ...‬ضمن أنشطتها‬ ‫المتنوعة الهادفة ‪.‬‬ ‫ستنظم كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ‪ .‬بشراكة مع منتدى‬ ‫التراث والثقافات‪ ،‬يوما دراسيا حول «األسر العلمية بشمال المغرب – األسرة‬ ‫البقالية نموذجا »‪.‬‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ 9‬مارس ‪ 2016‬ابتداء من الساعة ‪ 9.30‬صباحا ‪ .‬يشارك‬ ‫فيها ثلة من أساتذة الكلية والباحثين ‪.....‬و نظرا لما للموضوع من أهمية‪ ...‬يتشرف‬ ‫رئيس منتدى التراث والثقافات بأن يتوجه إلى األسر العلمية المهتمة بدعوته العامة‬ ‫للحضور في هذه التظاهرة العلمية‪ ...‬وسيكون جد سعيد باستقبالكم بقاعة محاضرات‬ ‫الكلية بمرتيل‬ ‫البرنامج العام لهذا اللقاء سينشر الحقا ‪..‬‬ ‫منتدى التراث والثقافات‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫دوي فضيحة يسمع بالمديرية‬ ‫اإلقليمية للتعليم بوزان ! ‪ ‬‬

‫مطبخ وصحة‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪ :‬سميرة أنكوري‬

‫جولة في المطبخ العربي‬ ‫الخبز المدفونة‬ ‫(وصفة مغربية)‬

‫مقادير العجينة ‪:‬‬

‫‪ ‬أجد الكلمات أبرد من الجليد للحديث عن‬ ‫الفضيحة التي دوى انفجارها في األيام األخيرة‬ ‫بدهاليز المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني بوزان ‪ ....‬أجدني معنيا‬ ‫ألن ركن تكافؤ الفرص‪ ،‬كواحد من ‪ ‬األركان‬ ‫التي تقوم عليها الرؤيا اإلستراتيجية إلصالح‬ ‫منظومة التربية والتكوين ‪، 2030 /2015‬‬ ‫كما عرض توجهاتها الكبرى وزير التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني أمام جاللة الملك‬ ‫بالمجلس الوزاري المنعقد بمدينة العيون‪ ،‬قد‬ ‫تم الدوس على جثته ( ركن تكافؤ الفرص)‬ ‫بعجالت الزبونية والمحسوبية ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعطيات المتوفرة للجريدة‪ ،‬تفيد بأن‬ ‫األطر اإلدارية العاملة بالمديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان ‪، ‬‬ ‫فوجئت يوما قبل تسليم السلط بين النائبة‬ ‫السابقة والمدير اإلقليمي الجديد‪ ،‬باإلسم‬ ‫الشخصي والعائلي لموظف زميل لهم يختفي‬ ‫من فوق ورقة التوقيع اليومية‪ ،‬وكذلك من‬ ‫الئحة الموظفين التي سلمت للمسؤول‬ ‫الجديد ! وبعد أن تناسلت األسئلة بحثا عن‬ ‫أجوبة مقنعة بعد أن ظل ‪« ‬ثالثي التضليل»‬ ‫ولمدة تقارب الشهر يروج ‪ ‬بأن المعني باألمر‬ ‫يوجد في تكوين بالوزارة‪ ،‬بينما الحقيقية‬ ‫التي سطعت شمسها يوم الثالثاء ‪ 9‬فبراير‬ ‫بمناسبة تنصيب المدير اإلقليمي الجديد‬ ‫تؤكد بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬بأن المعني‬ ‫باألمر قد انتقل إلى الرباط خارج كل المساطر‬ ‫القانونية واإلجراءات اإلدارية المنظمة للحركة‬ ‫االنتقالية !‬

‫‪ ‬المثير في هذا الملف كما شدد على‬ ‫ذلك الكثير من المتتبعين‪ ،‬هو التعتيم الذي‬ ‫ضرب عليه لمدة تجاوزت الشهر ‪ .‬تعتيم‬ ‫ما كان سيتم االحتماء به‪ ،‬لو أن األمر تعلق‬ ‫بانتقال عبر كل القنوات القانونية ‪ .‬وأضافت‬ ‫بعض المصادر التي التقت بها الجريدة‪،‬‬ ‫متسائلة كيف استفاد هذا الموظف من هذا‬ ‫االمتياز‪ ،‬رغم أن مصالح المديرية اإلقليمية‬ ‫للتعليم بوزان تعاني خصاصا مهوال في األطر‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وهو المبرر الذي اعتمدته النائبة‬ ‫السابقة في تأشيرها بالرفض على طلبات‬ ‫انتقال البعض من هذه األطر‪ ،‬الذين تدمي‬ ‫ظروفهم االجتماعية القلب‪ ،‬وبالتالي ترشحهم‬ ‫وترشحهن‪ ‬تربع عرش من لهم ولهن أسبقية‬ ‫أسبقيات االنتقال الذي حرموا وحرمن منه‬ ‫لسنوات فتضاعفت معاناتهم ‪ /‬هن ‪ .‬‬ ‫‪ ‬وفي انتظار أن تفتح وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني تحقيقا في مالبسات هذا‬ ‫االنتقال مع الجهة التي استعملت كل نفوذها‬ ‫حتى يتم خارج القانون‪ ،‬وجب التذكير بأن‬ ‫موظفا يعمل بنفس المديرية اإلقليمية‪ ،‬وبعد‬ ‫أن كان قد شارك في الحركة االنتقالية الصيف‬ ‫الماضي واستفاد من ذلك‪ ،‬سرعان ما ستنزل‬ ‫عليه مطرقة إدارية تلغي انتقاله‪ ،‬وتطالبه‬ ‫بالعودة إلى مقر عمله األصلي مطلع شهر‬ ‫شتنبر األخير‪ ،‬ألسباب ظلت محتقنة قنواتها‬ ‫بين نيابة التعليم واألكاديمية الجهوية‬ ‫لطنجة ‪ /‬تطوان‪ ‬قبل التقسيم الجديد ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫وضعية غامضة لعامالت الطبخ‬ ‫بالمؤسسات التعليمية بوزان!‬

‫‪250‬غ دقيق أبيض – ‪250‬غ دقيق قمح‬ ‫ ملعقة متوسطة من خميرة الخبز‬‫ ملعقة كبيرة سكر ‪ -‬ملعقة كبيرة زيت‬‫الزيتون‪.‬‬ ‫‪ .‬ملح – ماء دافئ‬

‫مقادير الحشوة ‪:‬‬ ‫‪250‬غ لحم مفروم ( بقري أو دجاج)‬ ‫‪ 1‬بصلة كبيرة مقطعة صغيرة‬ ‫‪ 1‬فلفلة حلوة مقطعة مربعات صغيرة‬ ‫القليل من دوائ��ر الزيتون األبيض – ‪2‬‬ ‫فصوص ثوم صغيرة‪.‬‬ ‫معدنوس – ملعقة صغيرة من الهريسة‬ ‫الحارة( اختياري)‪.‬‬ ‫‪ 1‬بيضة مسلوقة ومقطعة على شكل هالل‬ ‫رقيق‪.‬‬ ‫‪ 2‬ملعقة كبيرة زي��ت المائدة (أو زيت‬ ‫الزيتون)‪.‬‬ ‫ملح – إبزار – كمون – زنجبيل (سكينجبير)‬ ‫– خرقوم ‪.‬‬ ‫للتزيين‪ :‬أصفر بيضة – القليل من حبات‬ ‫السانوج‪.‬‬

‫طريقةالتحضير‪:‬‬

‫نبدأ بالعجينة‪ ،‬نضع الدقيق وباقي‬ ‫المكونات في وعاء‪ ،‬ونبدأ بجمع الكل بالماء‬ ‫الدافئ حتى نحصل على عجينة لينة (رطبة)‬ ‫ومتماسكة‪ ،‬نغطيها ونتركها ترتاح لمدة ساعة‪.‬‬ ‫نشرع في تحضير الحشوة‪ ،‬نضع الزيت‬ ‫في مقالة ساخنة‪ ،‬نضيف إليها البصل والفلفل‬ ‫واللحم‪ ،‬ثم نبدأ بتقليب هذه المكونات فوق‬ ‫نار هادئة‪ ،‬وبعدها نضيف الثوم والمعدنوس‬ ‫والملح والتوابل ونترك الكل لينضج جيدا ويجف‬ ‫من الماء تماما‪ ،‬وفي األخير نضيف دوائر الزيتون‬ ‫والهريسة حسب الرغبة‪.‬‬

‫طورطة البسكويت‬ ‫و الشوكوالتة‬ ‫(وصفة إنجليزية)‬ ‫المقادير‪:‬‬

‫‪800‬غ بسكويت ‪( Digestive‬أو النوع‬ ‫المفضل لديك)‬ ‫‪100‬غ جوز (كركاع) مهروش‬ ‫‪200‬غ سكر سنيدة‬ ‫‪60‬غ مسحوق الشوكوالتة‬ ‫كأس ماء دافئ‬ ‫‪150‬غ زبدة‬ ‫للتزيين‪ :‬نصف كأس قشدة طرية ‪120 -‬‬ ‫غ مربعات الشوكوالتة ‪ 1 -‬ملعقة صغيرة فانيال‬ ‫سائلة ‪100 -‬غ جوز (كركاع)‪.‬‬

‫طريقةالتحضير‪:‬‬

‫نبدأ بكسر البسكويت ونضعه في إناء‪،‬‬ ‫ثم نقوم بتسخين الجوز في مقالة ونضيفه‬ ‫إلى البسكويت‪ .‬وبعدها نضع السكر في وعاء‬ ‫(كسرولة)‪ ،‬ونضيف إليه مسحوق الشوكوالتة‬ ‫ونمزج العنصرين بالماء الدافئ جيدا‪ ،‬حتى‬

‫نحصل على خليط خاثر ومتجانس‪ ،‬وبعدها‬ ‫نضيف إليه الزبدة ونضعه فوق النار مع التحريك‬ ‫المستمر‪ ،‬حتى يعقد الخليط شيئا ما‪ ،‬ثم نتركه‬ ‫يبرد لمدة ‪ 15‬د‪ ،‬نضيف إليه ملعقة الفانيال‬ ‫ونضيفه إلى خليط البسكويت والجوز ونمزج‬ ‫الخليط جيدا‪ ،‬ثم نصب هذا الخليط في قالب‬ ‫متحرك القاعدة ونضغطه جيدا ونساويه حتى‬ ‫تمتلئ الفراغات داخل القالب‪ ،‬ثم نغطيه وندخله‬ ‫إلى الثالجة لمدة ‪ 30‬د‪ .‬وفي انتظار ذلك‪ ،‬نحضر‬

‫عصائر صحية‬ ‫‪ ‬هل‪ ‬تم إبالغ اإلدارة الترابية اإلقليمية‬ ‫في شخص السيد عامل دار الضمانة ‪ ،‬ومدير‬ ‫أكاديمية التربية والتكوين بجهة طنجة ‪-‬‬ ‫تطوان ‪ -‬الحسيمة بأن الدعم االجتماعي الذي‬ ‫تقدمه الدولة ألبناء الفقراء من أجل ضمان‬ ‫حقهم في التعليم قد أصبح معرضا للتعثر في‬ ‫القادم من األيام ؟ ليس ألن مواد الغذائية‬ ‫غير متوفرة ‪ ،‬وليس كذلك بسبب ضعف‬ ‫منسوب النزاهة في تدبير هذا الدعم ‪ ،‬ولكن‬ ‫بسبب الغموض الذي يلف منذ فاتح يناير‬ ‫األخير ‪ ،‬وضعية العامالت بمطابخ المؤسسات‬ ‫التعليمية مما ضاعف من معاناتهن ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعطيات المتوفرة للجريدة من أكثر‬ ‫مصدر ‪ ،‬تفيد بأن العامالت المتعاقدات مع‬ ‫الشركة التي دبرت ‪ -‬بدون أدنى احترام‬ ‫لقانون الشغل ‪ -‬مرفق المطاعم بالثانويات‬ ‫التأهيلية واإلعدادية المنتشرة باإلقليم في‬ ‫السنوات األخيرة ‪ ،‬سيجدن أنفسهن يواجهن‬ ‫المجهول ‪ ،‬بعد أن لم تحصل أي شركة جديدة‬ ‫على صفقة تدبير المرفق من جديد ‪ .‬لكن‬ ‫ولكي يستمر هذا المرفق الحيوي في تقديم‬ ‫خدماته آلالف التالميذ المنحدرين من مربع‬ ‫الهشاشة االجتماعية ‪ ،‬تمت دعوتهن للمزيد‬

‫من الكد من أجل استمرار المرفق في تقديم‬ ‫خدماته ‪ ،‬و أن مصلحة المالية بنيابة التعليم‬ ‫في نسختها ما قبل األخيرة ستعمل على‬ ‫معالجة المشكل في القليل من األيام القادمة‪.‬‬ ‫‪ ‬القليل من األيام تجاوز اليوم شهرين‪،‬‬ ‫وال حل يلوح في األفق ‪ ،‬والكثير من األسئلة‬ ‫المحرقة تتناسل بحثا عن جواب تقبض عليه‬ ‫العامالت وال من مجيب ‪ .‬وحتى لو افترضنا‬ ‫بأن شركة جديدة ستستفيد من الصفقة ‪ ،‬فما‬ ‫هي الصيغة القانونية التي سيتم اعتمادها‬ ‫من أجل تسديد أجور عامالت اشتغلن شهرين‬ ‫أو ثالثة أشهر على األقل ‪ ،‬قبل أن تشرع‬ ‫قانونيا الشركة صاحبة الصفقة في ممارسة‬ ‫عملها ميدانيا ؟‬ ‫يذكر بأن هؤالء العامالت سبق لهن أن‬ ‫نظمن وقفة احتجاجية في العطلة المدرسية‬ ‫األخيرة مطالبات الشركة السابقة بتسوية‬ ‫وضعيتهن المالية بعد حرماهن من أجورهن‬ ‫لشهور ‪ ،‬وهو ما انتهى بالشركة بااللتفاف‬ ‫على تذمرهن وذلك بتسديد شهرين ‪ ،‬بينما‬ ‫ظل بذمة الشركة شهرين آخرين إلى اليوم ‪ .‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫و بعد أن ترتاح العجينة‪ ،‬نقسمها إلى‬ ‫قسمين‪ ،‬نبسط القسم األول على شكل دائري‬ ‫حتى يصير متوسط السمك ونضعه في صينية‬ ‫مدهونة‪ ،‬ثم ن��وزع فوقه الحشوة بالتساوي‬ ‫ونوزع فوقها قطع البيض المسلوق‪ ،‬ثم نغطيه‬ ‫بالقسم الثاني من العجين بعد أن نقوم‬ ‫ببسطه أيضا‪ ،‬ونضغط باألصابع على أطراف‬ ‫العجينة كي تلتصق ببعضها جيدا‪ ،‬ثم ندهن‬ ‫الخبزة بأصفر البيض ونرشها بحبات السانوج‪،‬‬ ‫ثم ندخلها إلى فرن مسخن من قبل‪ ،‬ونتركها‬ ‫لتنضج جيدا‪ ،‬وعند إخراجها نقطعها على‬ ‫شكل مثلثات‪ ،‬ونقدمها ساخنة مرفوقة بالشاي‬ ‫المغربي وبالصحة والراحة‪.‬‬

‫عصير اإلجاص و البرتقال‪:‬‬ ‫باتحاد هاتين الفاكهتين‪ ،‬نحصل على‬ ‫عصير سحري مذهل‪ ،‬بحيث يوفر لنا كوب‬ ‫واحد‪ ،‬العديد من الفوائد الصحية‪ ،‬التي يحتاج‬ ‫إليها جسم اإلنسان للحفاظ على التوازن داخله‪،‬‬ ‫فاإلجاص يساعد على تحسين عملية الهضم‬ ‫بشكل ملحوظ ‪ ،‬و يقلل من فرص اإلصابة‬ ‫باإلمساك‪ ،‬كونه غني باأللياف و البكتين‬ ‫(األلياف القابلة للذوبان)‪ ،‬المعروفة أيضا بدورها‬

‫الهام في الوقاية من أمراض القلب و السكري‪،‬‬ ‫كما تعمل على خفض مستوى الكوليسترول‬ ‫السيء (‪ )LDL‬في الجسم‪ .‬أما البرتقال فمعروف‬ ‫باحتوائه على فيتامين ‪ ،C‬الذي يعمل على تقوية‬ ‫جهاز المناعة و بالتالي فهو يقي من األمراض‬ ‫التي ترتبط بنقص هذا الفيتامين‪ ،‬كأمراض‬ ‫األنفلونزا و نزالت البرد و التهاب الحلق و غيرها‪،‬‬ ‫كما أنه مفيد جدا للحفاظ على ضغط الدم‪،‬‬ ‫تحت السيطرة‪.‬‬

‫الستفساراتكم‪ ،‬و اقتراحاتكم المرجو مراسلتنا على البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬

‫‪Samiraankouri press@gmail.com‬‬

‫كريمة الشوكوالتة‪ ،‬وذلك بوضع القشدة الطرية‬ ‫في وعاء‪ ،‬نسخنها قليال‪ ،‬ثم نصبها على مربعات‬ ‫الشوكوالتة ونتركها لدقيقة واحدة‪ ،‬قبل مزجها‬ ‫جيدا لنحصل على كريمة متجانسة‪ .‬نخرج قالب‬ ‫الطورطة من الثالجة ونصب فوقه الكريمة‪،‬‬ ‫نوزعها بالتساوي فوقها‪ ،‬ونزينها بكمية الجوز‬ ‫المتبقية‪ ،‬ثم نعيدها إلى الثالجة لمدة ‪ 3‬إلى ‪4‬‬ ‫ساعات‪ ،‬قبل تقديمها‪ .‬وبالصحة والراحة‪.‬‬

‫نصيحة‬ ‫األسبوع‬

‫ينصح الخبراء بتناول الفاكهة في‬ ‫الصباح‪ ،‬ألنها تمد الجسم بجزء من الطاقات‬ ‫األساسية الضرورية‪ ،‬التي يحتاجها الجسم‬ ‫لبدء يوم مليء بالنشاط و الحيوية‪ ،‬أما‬ ‫في المساء (قبل النوم)‪ ،‬فال يحتاج الجسم‬ ‫لمثل ه��ذه الطاقة‪ ،‬فتصبح من الزوائد‬ ‫التي ال يتحملها الجسم كثيرا‪ ،‬خصوصا‬ ‫و أن الفاكهة تصبح صعبة الهضم فتؤثر‬ ‫سلبا على النوم‪ .‬عدا ذلك كما هو معروف‪،‬‬ ‫فإن الفاكهة تحتوي على السكر‪ ،‬و تناولها‬ ‫قبل النوم ليس بالصحي (يؤدي إلى زيادة‬ ‫الوزن)‪ ،‬و قد تلحق أذى باألسنان أيضا‪ .‬أما‬ ‫الذين يفكرون في الحمية و تخفيف الوزن‪،‬‬ ‫فمن األفضل لهم تناول الفاكهة‪ ،‬قبل‬ ‫الطعام‪ ،‬بنصف ساعة و خصوصا‪ ،‬التفاح و‬ ‫اإلجاص و الموز‪ ،‬ألنها تؤدي إلى الشعور‬ ‫بالشبع‪ ،‬و بالتالي تقلل من الرغبة في تناول‬ ‫المزيد من الطعام‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫ارتسامات حول ثقافة الصحراء‬

‫‪ 6‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫عزيزة عكيدة *‬

‫ال شك أَ َّن الهُويّة والثقافة في‬ ‫أصول حضارية‬ ‫المجتمع الصحراوي‪ ،‬ذاتُ‬ ‫ٍ‬ ‫عميقة ومتجذرة‪ ،‬أسهمت توالي القرون‬ ‫وتفاعل اإلثنيَّات والعناصر البشرية في‬ ‫تشكيلها وبلورتها على صفة متفردة‬ ‫ومتميّزة خُصوصي ًة‪ ،‬وغنيَّ ًة من حيث‬ ‫مقوماتها وطبيعة أنساقها‪.‬‬ ‫نحاول في هذه الورقة لفت االنتباه‬ ‫لهذا الموضوع‪ ،‬الذي كان ومازال مناط‬ ‫التقدير والمقاربات المتمايزة علميا بالنظر‬ ‫إلى اختالف الموجهات النظرية المتباينة‬ ‫التي تعالجها من حيث طبيعة الخلفيات‪/‬‬ ‫االيدلوجيـــات‪ ،‬والمرجعيـــات السياسيـــة‬ ‫والثقافية والدينية التي تؤطر النظر إليها‬ ‫وتوجهه‪.‬‬ ‫ولمّا كان هذا ِّ‬ ‫يمث ُل جانباً من‬ ‫«التعقيد» الذي يعترض الباحث إزاء تناول‬ ‫هاتين القضيتين‪/‬المسألتين‪ ،‬فإنه وجب‬ ‫التنصيص على أن مقاربتنا لهما لن نجاري‬ ‫فيه تلك «المُعالجات» المألوفة‪ ،‬بقدر‬ ‫ما سننظر إليهما من منطلق وجهة نظر‬ ‫مخالفة‪ ،‬تأخذ بالبعد التكاملي في مقاربة‬ ‫الموضوع بعيداً عن اعتالالت التقزيم‬ ‫واالختزال واالنغالق‪ ،‬ألن الهوية والثقافة –‬ ‫في نظرنا الخاص‪ -‬هما نسق رمزي صوري‬ ‫متكاثف ومعقد‪ ،‬متداخل ومترابط‪ ،‬مندمج‬ ‫ومتنافر‪ ،‬خصوصي وعام‪ ،‬مؤتلف ومختلف‪،‬‬ ‫يتعدى فعله في السلوك وأساليب التفكير‬ ‫وأشكال التعبير ووجوه الثقافة المختلفة‪..‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬كانت الهوية والثقافة –‬ ‫بالنسبة لنا‪ -‬في المجتمع الصحراوي‪ ،‬نسقا‬ ‫مشتركا بين عشائره‪ ،‬مؤصال حضاريّاً عبر‬ ‫فاعلية الزمان‪/‬القرون‪ ،‬والمكان‪/‬المجال‬ ‫وسياقاتهما المتباينة أثرا وتأثيرا‪ ،‬فهما‬ ‫صنيعا تراث طويل من المثاقفة والمصاهرة‬ ‫بين العناصر واإلثنيات التي استوطنت هذا‬ ‫المجال المترامي األطراف‪ ،‬وتفاعلت فيه‪،‬‬ ‫ومن ثم فهما يُنبئان عن فعل تعايشي‬ ‫محترم وأصيل‪ ،‬يؤمن ضمانات استيعاب‬ ‫اآلخر الهوياتي (األلسني أي اللغوي والعرقي‬ ‫والمذهبي والديني) دون تعسف أو حيف‬ ‫في «هوية» مشتركة وثقافة منفتحة ذات‬ ‫روافد وأبعاد مختلفة مندمجة ومنصهرة في‬ ‫المجال‪ ،‬ومتقاسمة بين كل فئاته ومكونات‬ ‫وحداته‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬كانت هوية‬ ‫المجتمع الصحراوي حضارية في عمقها‪،‬‬ ‫ثقافية في تمظهراتها وسلوكاتها‪ ،‬ممتدة‬ ‫في فضاء –ال حيز‪ -‬جغرافي منبسط‪ ،‬يشغل‬ ‫من وادنون شماال إلى نهر السينغال جنوبا‪،‬‬ ‫ومن المحيط األطلسي غربا إلى مالي شرقا‪.‬‬ ‫فمنذ الفتوحات اإلسالمية المبكرة‬ ‫واالنتشار العربي‪ ،‬أخذت األطراف الجنوبية‬ ‫من البالد تستوعب في دائرة معارفها‬ ‫الهوياتية الصنهاجية اإلفريقية‪ ،‬الرافد‬ ‫العربي المشرقي الجديد‪ ،‬الذي ما لبث أن‬ ‫َ‬ ‫خطا في اتجاه تقويم شخصية اإلنسان‬ ‫الصنهاجي الصحراوي وربطه بالعروبة‬ ‫واإلسالم (الهويــة العربيــة اإلسالمية)‪،‬‬ ‫وهو االنفتاح الذي ما كاد أيضا يشرع أبوابه‬ ‫ويمد جسور تواصله بتلك الجهات المركزية‬ ‫حتى استنبتت فعال مر ابطيا دعويا أبلى بالء‬ ‫حسنا في الدفاع عن مقومات تلك العروبة‬

‫‪13‬‬

‫وشريعته الدينية (االسالم)‪ ،‬بشكل كان له‬ ‫األثر البالغ في المنطقة وأطرافها الجنوبية‬ ‫(الزنجية اإلفريقية)والشمالية (السوسية‬ ‫الشمالية)‪.‬‬ ‫وبعد انصرام عهد من الزمن وفي‬ ‫الفترة الوسيطية وتحديدا من القرن‬ ‫الرابع إلى القرن الثامن الهجريين‪ ،‬التي‬ ‫كان السَّقف المرابطي بذهنيته آخذا فيها‬ ‫بالهوية المتناغمة بأبعادها الحضارية‪،‬‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬الصنهاجية‪ ،‬العربية‪ ،‬اإلسالمية‪.‬‬ ‫اجتاحت المجال موجات عربية حجازية‬ ‫جديدة تحمل رافدا مَضَ ِريَّ الخصوصية‪،‬‬ ‫معقلي األصول‪ ،‬مَتَصَعْلِكَ النُّزوع‪ ،‬توَّاقا‬ ‫للفيافي والشعاب‪َ ،‬‬ ‫وفعل الغارة‪ ،‬فعملت على‬ ‫مد تلك الهوية بالرافد الحساني المعقلي‪،‬‬ ‫وأعاد صياغتها وبلورتها في بناء اجتماعي‬ ‫يتخذ الس َُّّلمِي َ​َّة الهرميَّة ُّ‬ ‫الثالثيَّة‪ ،‬القائمة‬ ‫على أساس وظيفي ال ساللي عرقي في‬ ‫التوزيع والتراتبية والمهام‪ ،‬وهي على‬ ‫التوالي‪:‬‬ ‫وحدة أو فئة حسان‪ ،‬وحدة أو فئة‬ ‫الزوايا‪ ،‬وحدة أو فئة اللحمة‪.‬‬ ‫ضَمَّت الوحدة األولى حَسَّان وكل‬ ‫الفئات التي تمتهن وتمتشق السالح والغزو‬ ‫والغارة‪ ،‬وقد سميت بـ «أهل الشوكة»‪ ،‬وقد‬ ‫أنتجت ثقافة شعبية عامية‪ ،‬تمثلها الثقافة‬ ‫الحسانية بشعرها «َلغْنَ» وأدبها ورقصها‬ ‫وعاداتها المختلفة‪ ،‬وهي التي أصبحت‬ ‫– اآلن ‪ -‬تختزل فيها الثقافة والمجتمع‬ ‫والهوية بشكل فلكلوري عار من ثابت البعد‬ ‫الهوياتي األصيل وثقافته العالمة‪.‬‬ ‫وشملت الوحدة الثانية الزوايا كل‬ ‫الفئات التي تضطلع بمهمة نشر العلوم‪،‬‬ ‫واللغة العربية وآدابها المعيارية (اللغة‬ ‫الفصيحة)‪ ،‬فسميت بـ «سدنة العلم»‪،‬‬ ‫وقد أسهمت بشكل كبير في شيوع‬

‫«المحاضر»‪ ،‬ونشاط المدارس والتدريس‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فأنتجت بذلك ثقافة عالمة‪،‬‬ ‫مخطوطة متفـــردة‪ ،‬مازالـــت محجوبة‬ ‫عنها‪ ،‬واالهتمامات منصرفة للتعريف بها‬ ‫وبحجم النهضة الثقافية العامة التي خلقتها‬ ‫بالصحراء سواء من حيث اإلنتاجية والتأليف‪،‬‬ ‫أو من حيث اإلبداع الشعر العربي الفصيح‬ ‫وغيره‪.‬‬ ‫في حيـــن كانــت الوحــدة األخيرة‬ ‫الثالثة اللحمة‪ ،‬تضم كل الفئات الغارمة‪،‬‬ ‫والتابعة والمنتجة إن شئنا اإلنصاف‪ ،‬والتي‬ ‫تتولى تدبير بعض النشاطات الموازية‬ ‫والوظيفية التي تحتاج إليها باقي الفئتين‬ ‫كالرعي والزراعة والسخرة والترفيه الفني‬ ‫والموسيقي الخ‪...‬‬ ‫هذه الوحدات بوظائفها الخاصة‬ ‫وأدوارها المتخصصة‪ ،‬تصاقبت في مجتمع‬ ‫متماسك ومنتظم ومتدرج تراتبيا‪ ،‬أخذ‬ ‫بالهوية البيضانية في سقفها النسقي العام‬ ‫الذي تتعايش فيه كل األلوان واألعراف‬ ‫واألجناس واأللسن المختلفة‪ ،‬والناظر في‬ ‫ثقافته الشعبية من جهة والعالمة من‬ ‫جهة يتلمس بوضوح ذلك الغنى والتعددية‬ ‫المائزةتركيبا‪.‬‬ ‫ويبقى اللسان الحساني «اللهجة» خير‬ ‫دليل على ذلك التمظهر الذي يستقي في‬ ‫مداخله المعجمية ومستوياته التركيبية‬ ‫والصوتية واالصطالحية من مجموع‬ ‫رواسب تلك العشائر وخصوصياتها اللهجية‬ ‫الخاصة‪ ،‬األمازيغية‪ ،‬الصنهاجية‪ ،‬الزنجية‪،‬‬ ‫والعربية‪ ،‬وقد مد هذه الهوية رافد آخر كان‬ ‫ينتح أصوله من الثقافة العربية الصوفية‪،‬‬ ‫ألن أهل المنطقة في ثقافتهــم الدينيــة‬ ‫مسلمــون‪ ،‬سنيّون‪ ،‬مالكيون‪ ،‬أشعريون‪.‬‬ ‫* باحثة يف الرتاث احل�ساين‬

‫مسرح الفرجة‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في الحلقة الماضية‪ ،‬تحدثنا عن مسرح الهواة‪ ،‬وهو المسرح الذي بدأ هاويا‬ ‫وتحول في فترة من فتراته الزاهية‪ ،‬واستطاع أن يثبت ذاته‪ ،‬من خالل المهرجانات‬ ‫الوطنية لمسرح الهواة‪ ،‬حيث استطاع في النسخة العاشرة للمهرجان من أن‬ ‫يتحول تحوال هاما‪ ،‬وأضحى مسرحا ملتزما بقضايا الشعب‪ ،‬وبذلك يكون مسرح‬ ‫الهواة قد عاد إلى منابعه الطبيعية‪ ،‬وأعطى للمسرح المغربي واجهة حقيقية‬ ‫لمسرح طالئعي‪ ،‬ساعده في ذلك‪ ،‬تأسيس جامعة وطنية تعنى بمسرح الهواة‬ ‫التي تأسست سنة ‪ ،1975‬لصيانة هذا القطاع فنيا وفكريا ونقابيا‪.‬‬ ‫وقد ساهم مسرح الهواة في خلق جمهور واسع وواع‪ ،‬كما شكل مدرسة‬ ‫ورافدا من روافد المسرح المحترف من حيث األطر الفنية والتقنية‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت تمخض عن مسرح الهواة‪ ،‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ذوي جرأة فكرية‬ ‫وسياسية وأدبية‪ ،‬يمكن اعتبارهم رواد التجديد في الكتابة المسرحية الملتزمة‬ ‫والواعدة‪.‬‬ ‫ومن بين الفرق التي برزت في تلك الفترة فرقة المعمور‪ ،‬وهي فرقة‬ ‫عملت تحت ظل قطاع الشبيبة والرياضة‪ ،‬قبل تأسيس أول وزارة للثقافة في‬ ‫المغرب‪ ،‬ورغم األزمات التي عرفتها هذه الفرقة‪ ،‬والمؤسسات التي مهدت لها‬ ‫كدار المسرح‪ ،‬ودار البركة‪ ،‬ومركز البحث الدراسي‪ ،‬ومدرسة التمثيل‪ ،‬فقد أدت‬ ‫رسالتها التاريخية الهامة‪ ،‬حيث عملت على ترسيخ تقليدالمشاهدة المسرحية‪،‬‬ ‫ذات المستوى الجيد‪ ،‬كما كانت مجاال لعدة تجارب فنية‪ ،‬كان لها آثار كبيرة ‪،‬‬ ‫حيث قدمت العديد من المسرحيات‪ ،‬تتنوع ما بين المقتبس منها والمؤلف‪،‬‬ ‫واستطاعت بواسطتها زيارة العديد من المدن المغربية‪ ،‬ووصلت حتى قراها‪،‬‬ ‫ومثلت المغرب في العديد من المهرجانات‪ ،‬سواء منها الدولية أو العربية‬ ‫والمغاربية‪.‬وإنصافا للمسرحي األصيل المرحوم‪« ،‬أحمد الطيب العلج»‪ ،‬فإن‬ ‫مسرح المعمورة تدين له أمجاده بالكثير‪ ،‬كما يدين لها هو‪ ،‬حيث كان مسرح‬ ‫المعمورة المجال األرحب إلنجاز العديد من أعماله وتجاربه المسرحية‪ ،‬التي‬ ‫بدأها مؤلفا في فرقة (شبان الفن) و (الكوكب المسرحي) بمدينة فاس‪ ،‬ثم‬ ‫مقتبسا لمسرحيات «موليير» ‪ ،‬وتجاوز العلج بعدها بكثير المرحلة المولييرية‬ ‫بإبداع مسرحي أصيل‪ ،‬يقوم على تقاليد الفرجة المغربية‪ ،‬والمضمون الشعبي‬ ‫لألحدوثات الوطنية‪ .‬ومن بين إبداعات «المرحوم الطيب العلج»‪ ،‬نجد (األكباش‪،‬‬ ‫والقاضي في الحلقة‪ ،‬والرشوة تشوه‪ ،‬والسعيد‪ ،‬وحليب الضياف‪ ،‬واألرض‬ ‫والذئاب) كما حول «العلج» مجموعة من أعماله المسرحية الدارجية المغربية‬ ‫إلى لغة عربية سليمة وبسيطة‪ ،‬مكتسحا بها المشرق العربي‪ ،‬إلى حد أن فرقة‬ ‫سورية قدمت بعض أعمال «الطيب العلج»‪ ،‬تقبلها الجمهور والنقاد السوريون‬ ‫بإعجاب وتقدير كبيرين‪.‬‬ ‫إن ما ميز تحول أعمال «أحمد الطيب العلج» المسرحية‪ ،‬هو ذلك التمكن‬ ‫الرائع من لغة المسرح وتقنياته‪ ،‬واستيعاب اإلنتاح الشعبي‪ ،‬أمثاال وحكايات‪،‬‬ ‫والتعمق في طبائع المغاربة وأنماط عيشهم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن «العلج» ال يسلك في أعماله منهج االلتزام األيديولوجي‬ ‫من حيث المواقف والتحليالت‪ ،‬إال أنه يمتاز بالصدق‪ ،‬وبسط المعاناة الحقيقية‬ ‫لقضايا الناس‪ ،‬وهمومهم تجاه المشاكل التي تعصف بالمجتمع المغربي‪.‬‬ ‫وقد كتب أحد النقاد‪ ،‬ينتمي للمشرق العربي‪ ،‬يقول عن مسرحية «أحمد‬ ‫الطيب العلج» (حليب الضياف) وهي وإن التقت مع مسرحية (في انتظار غودو)‬ ‫للكاتب المسرحي الفرنسي ‪« ،‬سامويل بيكيت»‪ ،‬إال أنها تختلف عنها في طبيعة‬ ‫هذا االنتظار ‪ ...‬والمسرحية من خالل رحلة االنتظار الخائبة‪ ،‬تجيب عن السؤال‬ ‫المطروح في المسرحية والواقع‪ ،‬وهو هل يمكن أن يكون االنتظار حال ؟‪ .‬وقد‬ ‫استطاع المرحوم «العلج» أن يكوّن فرقة خاصة به‪ ،‬وقدم في إطارها مجموعة‬ ‫من أعماله المسرحية الفنية الجيدة من بينها‪ ،‬مسرحية (النشبة)‪ ،‬ومسرحية‬ ‫(الحكيم قنقون)‪.‬‬ ‫ومن بين الفرق المسرحية المغربية الهامة‪ ،‬نورد المسرح العمالي وفرقة‬ ‫المسرح البلدي للمرحوم «الطيب الصديقي»‪ ،‬وقد سلك «الصديقي»‪ ،‬سواء في‬ ‫المسرح العمالي أو في المسرح البلدي سبل االبتعاد عن الفرقة الوطنية األولى‪،‬‬ ‫ومدرسة التمثيل‪ ،‬والمركز المغربي لألبحاث المسرحية‪ ،‬وفي نفسه غرض‬ ‫محدود‪ ،‬وكان هذا االبتعاد من جهة احتجاجا نقابيا‪ ،‬ومن جهة أخرى مظهرا‬ ‫من مظاهر التمرد على نوايا الفكر االستعماري فيما يتعلق بخصوص مستقبل‬ ‫المسرح المغربي‪.‬‬ ‫إن هذا التمرد المبكر للصديقي يدل على مدى يقظة ووعي هذا المسرحي‬ ‫الذي طبع اإلبداع المسرحي ببالدنا بطابع الجرأة والتجديد‪ ،‬وقد تبلورت تجارب‬ ‫«الطيب الصديقي» في أربعة اتجاهات‪ ،‬هي اإلنفتاح على أشكال مسرحية‬ ‫غربية معاصرة‪ ،‬من بينها مسرحيات (في انتظار غودو ‪ -‬ومومو بوخرصة‪)...‬‬ ‫والمسرحيات التاريخية التي تشهد على تاريخ المغرب وحاضره‪ ،‬منها مسرحية‬ ‫(المغرب واحد ‪ )...‬ومسرحية (موالي اسماعيل) ومسرحية (النور والديجور)‬ ‫ومسرحية (سلطان الطلبة) ومسرحية (موالي ادريس) ‪ ...‬وبخصوص هذا‬ ‫االتجاه‪ ،‬مارس «الصديقي» في سياقه تنفيسات تقنية‪ ،‬من أجل حصد أكبر‬ ‫عدد من التجاوب‪،‬حيث اهتم بالوضع المجتمعي والحضاري للمغرب وإنسانه‪،‬‬ ‫كإعالن عن حضوره الواعي في العالم من خالل مسرحية (الراس والشعكوكة)‪،‬‬ ‫ومسرحية (مدينة النحاس) ومسرحية (كان يا مكان) ومسرحية (السفود) التي‬ ‫يجمع عليها النقاد على أن «الصديقي» وصل بها إلى ذروة االلتزام االجتماعي‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫مبنا�سبة اليوم العاملي للمر�أة‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫نساء لهن دور في الدعوة اإلسالمية‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫ـ‪1‬ـ‬ ‫يحل يوم الثالثثاء المقبل اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬وهو اليوم الثامن من شهر مارس الذي يحتفل‬ ‫فيه نساء العالم باإلنجازات االجتماعية والسياسية واالقتصادية التي حققنها‪ ،‬وفي بعض الدول‬ ‫كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1857‬خرج آالف النساء لالحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف الال إنسانية‬ ‫التي كن يجبرن على العمل تحتها‪ ،‬مما دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة‬ ‫على جداول األعمال اليومية‪ ،‬كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعامالت النسيج في أمريكا بعد‬ ‫سنتين على تلك المسيرة االحتجاجية‪ .‬وفي الثامن من مارس من سنة ‪ 1908‬عادت اآلالف من‬ ‫عامالت النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من‬ ‫الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها داللتها واخترن لحركتهن االحتجاجية تلك‬ ‫شعار «خبز وورود»‪ .‬حيث طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل األطفال‬ ‫ومنح النساء حق االقتراع‪ .‬وقد شكلت مُظاهرات الخبز‬ ‫والورود بداية تشكل حركة نسائية تطالب بالمساواة‬ ‫واإلنصاف‪ ،‬والحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في‬ ‫االنتخاب‪ .‬ثم بدأ االحتفال بالثامن من مارس كيوم‬ ‫المرأة األمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة‬ ‫‪ 1909‬وقد ساهمت النساء األمريكيات في دفع الدول‬ ‫األوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة‬ ‫وذلك في مؤتمر كوبنهاكن بالدانمرك الذي استضاف‬ ‫مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد‬ ‫األمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة لالحتفال‬ ‫بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬حيث ثم تعميم االحتفال بهذه‬ ‫المناسبة على إثر عقد أول مؤتمر لالتحاد النسائي‬ ‫الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام‬ ‫‪.1945‬كما ثم تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد‬ ‫عالمي للمرأة بعد تبني منظمة األمم المتحدة ذلك‬ ‫سنة ‪ 1977‬عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو‬ ‫دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه‬ ‫لالحتفال بالمر‪ ،‬فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من‬ ‫مارس‪ ..‬كما أن األمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا في‬ ‫سنة ‪ 1993‬ينص على اعتبار حقوق المرأة جزء ال يتجزأ من منظومة حقوق اإلنسان وهو ما اعتبرته‬ ‫الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول العالم تنقيصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار‬ ‫اإلنسانية‪ .‬وما يهمنا نحن من هذا اليوم هو تكريم المرأة وتعظيمها ووضعها في المكانة التي‬ ‫وضعها فيها اإلسالم منذ بزوغ نوره وسطوع شمسه‪ ،‬حيث وضع الميزان الحق لكرامتها ومنحها‬ ‫حقوقها الكاملة‪ ،‬ورفع عن كاهلها وزر اإلهانات التي كانت ترزح تحتها عبر التاريخ وفي ظل الحضارات‬ ‫القديمة‪ ،‬لقد أعلن إنسانيتها الكاملة وصانها من عبث الشهوات وجعلها عنصرا فعاال في بناء‬ ‫المجتمع وتطوره بعد أن كانت مجرد متاع ووسيلة من وسائل اإلستمتاع ‪.‬فقد نادى بالمساواة بينها‬ ‫وبين الرجل في الحقوق والواجبات وجعلها في مكانتها االجتماعية التي تستحقها بما يتفق مع‬ ‫رسالتها العظيمة التي خصصتها لها الحياة الطبيعية‪،‬منحها حقها في الحياة الحرة الشريفة‪.‬‬ ‫لقد شمل خطاب التكليف في القرآن والسنة النبوية الناس جميعهم دون تفريق بين الذكور‬ ‫واإلناث‪ ،‬وحمل المرأة من الواجبات والتكاليف ما حمله للرجل ومنحها من الحقوق مامنحه‪ ،‬ولقد‬ ‫حملت لنا كتب السيرة والتاريخ روايات كثيرة عن مواقف رائدة لنساء مسلمات فيها داللة على ما‬ ‫كان يتحلى به كثير منهن من نباهة وشجاعة وقوة شخصية‪ ،‬وما بذلنه من تضحيات من أجل‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫َ‬ ‫مُؤْمِنُون وَا ْلمُؤْمِنَاتُ‬ ‫نشر اإلسالم والدفاع عنه بالقول والعمل‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى‪( :‬وَا ْل‬ ‫بَعْضُهُمْ أَوْلِيَا ُء بَعْض ْ‬ ‫عَن ا ْل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَيُقِيمُون الصَّلاَ َة‬ ‫مُنْك ِر‬ ‫مُرُون ِبا ْلمَعْرُوفِ‬ ‫يَأ‬ ‫وَيَنْهَوْن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫للهََّ‬ ‫وَيُؤْتُون َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَيُطِيعُون ا وَرَسُولهُ )‪ ،‬وفي مقدمتهن أمهات المومنين زوجات النبي‬ ‫الزَّكا َة‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والمجاهدات من نساء الصحابة والتابعين‪.‬‬ ‫وفي مقدمتهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية األسدية الملقبة بالطاهرة‪،‬‬ ‫وهي أول نساء النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأول من آمن به وهي التي آزرته وصدقته عندما كذبته‬ ‫قريش وعادته‪ .‬روى اإلمام البخاري في صحيحه وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي اهلل عنها أنه‬ ‫عندما رجع رسول اهلل صلى اهلل وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء (فدخل على خديجة بنت خويلد‪-‬‬ ‫رضي اهلل عنها‪ -‬فقال‪ :‬زملوني زملوني‪ ..‬فزملوه حتى ذهب عنه الروع‪ ،‬فقال لخديجة وأخبرها الخبر‪:‬‬ ‫لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كال واهلل ما يخزيك اهلل أبدا‪ ،‬إنك لتصل الرحم وتحمل الكل‪،‬‬ ‫وتكسب المعدوم‪ ،‬وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق‪.‬‬ ‫فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد‬ ‫ ابن عم خديجة‪ -‬وكان امرأ تنصر في الجاهلية فقالت له‬‫خديجة‪ :‬يا ابن عم اسمع من ابن أخيك‪ .‬فقال لها‪ :‬يا ابن‬ ‫أخي ماذا ترى؟ فأخبر الرسول صلى اهلل عليه وسلم خبر ما‬ ‫رأى (أي في الغار)‪ .‬فقال ورقة‪ :‬هذا الناموس الذي نزل اهلل‬ ‫على موسى‪ ،‬يا ليتني فيها جذعا‪ ،‬ليتني أكون حيا إذ يخرجك‬ ‫قومك‪ ،‬فقال الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أو مخرجي هم؟‬ ‫قال نعم‪ ،‬لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودي‪ ،‬وإن‬ ‫يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا)‪.‬‬ ‫ولنسمع من المصطفى صلى اهلل عليه وسلم كيف‬ ‫كانت زوجته خديجة في نصرته ونصرة دين اهلل قال صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪( :‬آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني‬ ‫الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس)‪ .‬فكانت أول من‬ ‫آمن باهلل ورسوله‪ ،‬وصدق بما جاء به فخفف اهلل بذلك‬ ‫عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم فكان ال يسمع شيئا‬ ‫يكرهه من الرد عليه فيرجع إليها إال تثبته وتهون عليه‬ ‫أمر الناس)‪ .‬تزوجها رسول اهلل في أول شبابه وكان عمره‬ ‫خمسا وعشرين سنة وعمرها أربعين وعاشت مع الرسول خمسا وعشرين سنة ورزقت منه ابنين‬ ‫وأربع بنات هما القاسم‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬زينب‪ ،‬رقية‪ ،‬أم كلثوم‪ ،‬فاطمة‪ .‬وأتى جبريل عليه السالم رسول اهلل‬ ‫فقال‪ :‬هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السالم‬ ‫من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من نصب ال صخب فيه وال نصب‪ .‬فلما جاءت خديجة قال‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لها‪:‬إن اهلل يقرأ على خديجة السالم‪ .‬قالت‪ :‬خديجة بنت خويلد إن‬ ‫اهلل هو السالم وعلى جبريل السالم‪.‬‬ ‫فهي أول امرأة اعتنقت اإلسالم‪ ،‬وأول امرأة دافعت عن اإلسالم ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫فكان صلى اهلل عليه وسلم يخرج يبشر قومه فال ينال منهم غير التكذيب‪ ،‬فيعود إلى بيته حزينا‬ ‫يائسا‪ ،‬فتزيل خديجة حزنه ووتهون عليه األمر‪ ،‬وتدعوه إلى التمسك برسالته والتضحية في سبيلها‪.‬‬ ‫توفيت بمكة المكرمة قبل الهجرة بثالث سنين بعد أن بلغت من العمر خمسة وستين عاما‪ .‬فقد‬ ‫كانت‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬مثاال عظيما للزوجة الصالحة المؤمنة‪.‬‬ ‫ـ يتبع ـ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫العالج باأللوان من وحي القرآن‬

‫مزج اهلل عز و جل جسم اإلنسان بعناصر وموجات كهربية وإشعاعات تتجانس مع األشعة الكونية‬ ‫والموجات الكهرومغناطيسية والذبذبات اللونية ولكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة‬ ‫والتردد وعدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات‪ ،‬وكل إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به ويستقبل‬ ‫من اآلخرين إشعاعات أخرى‪ ،‬فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم ومحبة قوية وإذا كانت متنافرة نتج عنها‬ ‫العكس وقد يكون هذا تفسيرا لحديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫(األرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف)‪.‬‬ ‫نعم ! فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبالت الضوئية في شبكية العين‬ ‫بترجمتها إلى ألوان‪ ،‬وتحتوي الشبكية على ثالثة ألوان هي األخضر واألحمر واألزرق وبقية األلوان تتكون من‬ ‫مزج هذه األلوان الثالثة‪ ،‬وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري‬ ‫في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة‬ ‫المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا‪.‬‬ ‫هل لأللوان تأثير على الجسم من خالل رؤيتها فقط بالعين؟‬ ‫ال ! بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها ألن لأللوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة‬ ‫التي تتولد داخل أجسامهم؛ لذلك استخدم الصينيون القدماء األلوان في عالج األمراض كما استخدم الفراعنة‬ ‫اللون فوق األخضر داخل األهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا وبالتالي المحافظة على الموميات‪.‬‬ ‫وتنقسم األلوان إلى قسمين‪:‬‬ ‫موجبة وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كاألحمر في عالج فقر الدم واالكزيما و(قديماً‬ ‫كانوا يلبسون الطفل مالبس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة)‪.‬‬ ‫وتحت األحمر في فقر الدم والسل‪ ،‬واألسود يعطي اإلحساس باإلكتئاب ومثبط للشهية‪ ،‬والبرتقالي في‬ ‫عالج اإلكتئاب وفتح الشهية‪ ،‬واألصفر في عالج أمراض الجهاز التنفسي والكبد حيث أن هذا اللون له تأثير‬ ‫نفسي فهو يسر النظر ويريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل «صفراء فاقع لونها تسر الناظرين»؛‬ ‫وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن األلوان فكان اللون األصفر هو األكثر انسجاماً مع البيئة‪..‬‬ ‫األلوان السالبة ‪ :‬تمتاز بتفاعلها القوي وتأثيرها المهدئ كاألزرق فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب‬

‫الشرايين‪ ،‬والنيلي ينشط الذاكرة‪ ،‬والبنفسجي يمنع العدوى والبمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم كما‬ ‫أنه يستخدم في مراكز عالج اإلدمان‪ ،‬واألبيض يستخدم في عالج صفراء حديثي الوالدة ‪ .‬هذا وقد ذكر اللون‬ ‫األخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم فما هو سر هذا اللون؟!‬ ‫لقد ورد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم والتي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في‬ ‫جو رفيع من البهجة والمتعة واألمان النفسي فنجد في سورة الرحمن (تكئين على رفرف خضر و عبقري حسان)‬ ‫اآلية‪ 76‬وقال تعالى (عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً)‬ ‫اإلنسان‪ 21:‬ـ يقول أحد علماء النفس ‪»:‬إن تأثير اللون في اإلنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت‬ ‫أن اللون يؤثر في إقدامنا وإحجامنا ويشعر اإلنسان بالحرارة أو البرودة وبالسرور والكآبة‪ ،‬بل يؤثر في شخصية‬ ‫الرجل وفي نظرته إلى الحياة‪ ،‬ويسبب تأثير اللون في أعماق النفس اإلنسانية فقد أصبحت المستشفيات‬ ‫تستدعي االختصاصين القتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى‪ ،‬و كذلك المالبس ذات‬ ‫األلوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون األصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي‪ ،‬أما اللون األرجواني‬ ‫فيدعو إلى االستقرار‪ ،‬واللون األزرق يشعر اإلنسان بالبرودة عكس األحمر الذي يشعره بالدفء وتوصل العلماء‬ ‫إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون األخضر‪ ،‬لذلك أصبح اللون المفضل في غرف‬ ‫العمليات الجراحية لثياب الجراحين والممرضات‪.‬‬ ‫وأذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر ( بالك فرايار) الذي يعرف بجسر االنتحار ‪ -‬ألن أغلب حوادث‬ ‫االنتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه األغبر القاتم إلى اللون األخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث‬ ‫االنتحار بشكل ملحوظ‪ .‬واللون األخضر يريح البصر ذلك ألن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية‬ ‫لباقي األلوان‪ ،‬كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون األحمر وليست بالقصيرة كاألزرق وهو‬ ‫لون إيجابي بنسبة ‪ 100%‬لذا جعله اهلل من نعيم أهل الجنة‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)22‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و«يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و«المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و«نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و«عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫طرائف �أ�شعب‬ ‫قيل ألشعب‪ :‬طلبت العلم وجالست الناس فلو جلست لنا لسمعنا منك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فجلس لهم فقالوا‪ :‬حدثنا‪ .‬فقال ‪:‬‬ ‫سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول اللهّ (ص) يقول‪ :‬خلتان ال تجتمعان في مؤمن‪ ،‬ثم سكت فقالوا‪:‬‬ ‫ما الخلتان؟ فقال ‪ :‬نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا األخرى ‪.‬‬ ‫وقدم على يزيد بن حاتم‪ ،‬فجلس في مجلسه من الناس‪ ،‬فدعا يزيد بعض غلمانه وأسرّ له بشيء‪ ،‬فقام أشعب فقبّل‬ ‫يده‪ ،‬فقال له‪ :‬ولم فعلت هذا؟ قال‪ :‬رأيتك أسررتَ إلى غالمك بشيء فعلمت أنك قد أمرت لي بصلة‪ ،‬فضحك منه وقال‪ :‬ما‬ ‫علمت ولكني أفعل‪ ،‬وأمر له بصلة‪.‬‬ ‫وحكى المدائني عن جهم بن خلف قال‪ :‬حدثني رجل قال‪ :‬قلت ألشعب‪ :‬لو تحدثت عندي العشية‪ ،‬قال‪ :‬أكره أن يجيء‬ ‫ثقيل‪ ،‬قلت‪ :‬ليس غيرك وغيري‪ ،‬قال‪ :‬فإذا صليت الظهر فأنا عندك‪ ،‬فصلى وجاء‪ ،‬فلما وضعت الجارية الطعام‪ ،‬إذ صديق لي‬ ‫يدق الباب‪ ،‬قال‪ :‬أال ترى؟ قد صرت إلى ما أكره‪ ،‬قلت‪ :‬إن لك عندي فيه عشر خصال‪ ،‬قال‪ :‬فما هي؟ قلت‪ :‬أولها أنه ال يأكل مع‬ ‫ضيف‪ ،‬قال‪ :‬التسع خصال لك؛ أدخله‪.‬‬

‫�صاعد البغدادي ال ّلغوي ّ‬ ‫وب�شار‬ ‫لما دخل صاعد البغدادي مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد اللهّ العامري‪ ،‬أمير البلد‪ ،‬كان في المجلس‬ ‫أديب يقال له بشار‪ ،‬فقال للموفق مجاهد‪ :‬دعني أعبث بصاعد‪ ،‬فقال له مجاهد‪ :‬ال تتعرض إليه فإنه سريع الجواب‪ ،‬فأبى إال‬ ‫مشاكلته‪ ،‬فقال‪ :‬له بشار‪ ،‬وكان أعمى‪ :‬يا أبا العالء‪ ،‬فقال‪ :‬لبيّك‪ ،‬فقال‪ :‬ما الجرنفل في كالم العرب؟ فعرف أبو العالء أنه قد‬ ‫وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة‪ ،‬فقال له بعد أن أطرق ساعة‪ :‬هو الذي يفعل بنساء العميان وال يفعل بغيرهن‪،‬‬ ‫وال يكون الجرنفل جرنف ًال حتى ال يتعداهن إلى غيرهم‪ ،‬وهو في ذلك كله يصرح وال يكني‪ ،‬قال‪ :‬فخجل بشار وانكسر‪ ،‬وضحك‬ ‫من كان حاضراً‪ ،‬فقال له الموفق‪ :‬قلت لك ال تفعل فلم تقبل‪.‬‬

‫ذعرمت الفتى!؟‬ ‫سئل األحنف بن قيس عن الحِلم ما هو فقال‪ :‬هو الذل مع الصبر‪ .‬وكان يقول إذا عجب الناس من حمله‪ :‬إني ألجد ما‬ ‫تجدون‪ ،‬لكني صبور‪ .‬وكان يقول‪ :‬وجدت الحلم أنصر لي من الرجال‪ .‬وكان يقول‪ :‬ما تعلمت الحلم إال من قيس بن عاصم‬ ‫المنقري‪ ،‬ألنه قتل ابن أخ له بعض بنيه فأوتي بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه‪ ،‬فقال‪ :‬ذعرتم الفتى‪ ،‬ثم أقبل على الفتى فقال‪ :‬يا‬ ‫بني‪ ،‬بئس ما صنعت‪ :‬نقصت عددك وأوهنت عضدك وأشمتّ عدوّك وأسأت بقومك؛ خلوا سبيله‪ ،‬واحملوا إلى أم المقتول‬ ‫ديته فإنها غريبة‪ .‬ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته وال تغير وجهه‪.‬‬

‫ِح ُلم معن بن زائدة‬ ‫دخل أعرابي يوماً بال استئذان على معن بن زائدة أيام إمارته وابتدره بقوله‪:‬‬

‫وإذ نعالك من جلد البعير‬

‫أتذكر إذ لحافك جلد شاة‬

‫قال‪ :‬أعطوه ألف درهم ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬قليل ما أتيت به وإني ألطمع منك بالمال الكثير‬ ‫قال‪ :‬أعطوه ألفاً آخر‪.‬‬ ‫فتقدم األعرابي يقبل األرض بين يديه وقال‪ :‬ما جئتك واهلل أيها األمير إال مختبراً حِلمك لما اشتهر عنك‪ ،‬فألفيت فيك‬ ‫من الحِلم ما لو قسم على أهل األرض لكفاهم جميعاً‪.‬‬ ‫سألت اهلل أن يُبقيك ذخراً فما لك في البرية من نظير‬ ‫فقال معن ‪ :‬أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة‪.‬‬

‫�إن �شاء الل‬

‫سئل أحد الظرفاء إلى أين؟‬ ‫قال‪ :‬إلى السوق ألشتري حماراً‪.‬‬ ‫فقيل له‪ :‬قل إن شاء اللهّ ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬الدراهم في جيبي والحمير في السوق؟‬ ‫فلما ذهب سرقت منه الدراهم‪ ،‬فعاد حزيناً‪ ،‬فقيل له‪ :‬ماذا فعلت؟‬ ‫قال‪ :‬سرقت الدراهم إن شاء اللهّ ‪.‬‬

‫قال رجل لجرير‪ :‬من أشعر الناس؟‬

‫�أ�شعر النا�س‬

‫فقال‪ :‬قم ألعرّفك الجواب‪ .‬فأخذ بيده إلى رجل اعتقل عنز ًة بين رجليه وجعل يمصّ ضرعها‪ .‬فصاح به جرير‪ ،‬فرفع‬ ‫رأسه‪ ،‬فإذا هو شيخ دميم السحنة‪ّ ،‬‬ ‫رث الهيئة‪ ،‬وقد سال لبن العنزة على لحيته‪ ،‬فقال جرير لصاحبه‪ :‬أتعرف من هذا؟!‬ ‫قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هذا أبي‪ ،‬واسمه عطيّة‪ .‬وهل تدري لماذا يمصُّ ضرع العنزة؟‬ ‫قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بخ ًال وخسّ ًة‪ ،‬فإنه يخاف أن يسمع صوت الحلب فيطلب منه لبن‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬أشعر الناس من فاخر بمثل هذا األب ثمانين شاعراً وقارعهم فف ّلهم جميعاً‪.‬‬

‫ال�شفيع �إلى معن‬ ‫أراد أحد الشعراء الدخول على معن بن زائدة وهو في أحد البساتين‪ ،‬فحيل دونه وطال انتظاره فلم يتهيّأ له ما يريد‪.‬‬ ‫واتّفق أن الماء كان يدخل البستان في قناةٍ تمرّ تحت سوره‪ ،‬فكتب الرجل هذا البيت من الشّعر على خشبة وألقاها‬ ‫في الماء فحملها إلى داخل البستان‪:‬‬

‫أيا جود معن ناج معن ًا بحاجتي‬

‫فقال معن‪ :‬نعم أذكر ذلك وال أنساه‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬

‫فما لي إلى معن سواك شفيعُ‬

‫وصادف أن كان معه جالساً قرب الماء‪ ،‬فشاهد الخشبة وقرأ ما عليها‪ ،‬فقال‪ :‬من صاحب هذا؟‬

‫فسبحان الذي أعطاك ملك ًا‬

‫وعلمك الجلوس على السرير‬

‫فدعي الرجل‪ ،‬فقال له‪ :‬ماذا كتبت؟‬

‫قال سبحانه على كل حال‪.‬‬

‫فأنشده البيت‪.‬‬

‫فقال‪:‬‬

‫فقال له‪ :‬بورك بك وبشفيعك‪ .‬وأمر بألف درهم فحملها وانصرف‪.‬‬

‫فلست مسلماً إن عشت دهراً‬

‫على معن بتسليم األمير‬

‫قال‪ :‬السالم سنة تأتي بها كيف شئت‪.‬‬

‫ُقدم الكامخ ألعرابي فلم يستطبه فقال‪ :‬ما هذا؟!‬

‫فقال‪:‬‬

‫أمير يأكل الفالوذج سراً‬

‫ويطعم ضيفه خبز الشعير‬

‫قال‪ :‬الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونطعم ما نشاء‪.‬‬ ‫فقال‪:‬‬

‫سأرحل عن بالد أنت فيها‬

‫فجُد لي يا ابن ناقصة بشيء‬

‫قالوا‪ :‬كامخ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ومن أيّ شيء صنع؟‬ ‫قالوا‪ :‬من الحنطة واللبن‪.‬‬

‫ولو جار الزمان على الفقير‬

‫قال‪ :‬إن جاورتنا فمرحبا بك وإن رحلت عنا فمصحوب بالسالمة‪.‬‬ ‫فقال‪:‬‬

‫ال تن�س الكامخ‬

‫فإني قد عزمت على المسير‬

‫قال‪ :‬أبوان كريمان ومن أنجبا‪.‬‬ ‫ودخل المسجد واإلمام في الصالة يقرأ «حُرّمت عليكم الميتة ولحم الخنزير» فقال له األعرابي‪ :‬والكامخ ال تنسهُ‪،‬‬ ‫أصلحك اللهّ ‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪826‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)732‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫«كتابات على جدران مدينة منسية»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫عن كل نظرة شوفينية ضيقة‪ ،‬عكس احدادو – بطريقة كتابته‬ ‫كثر الحديث مؤخرا عن ضرورات النهوض بمنطقة الشمال‬ ‫وعن شروط تحقيق تنميتها المندمجة في شت المجاالت‪ .‬فتم‬ ‫الراقية – أوجه انشغاالت المبدع والمثقف الشغوف برموز المكان‬ ‫تأسيس – من أجل ذلك – هيآت وطنية ومؤسسات مسؤولة‪.‬‬ ‫وبجزئيات الفضاء العام‪ ،‬والملتفت لتفاصيل اليومي التي ال تلتقطها‬ ‫وانعقدت ‪ -‬لنفس الغايات – الندوات واللقاءات والمناظرات‪ ،‬وكثر‬ ‫عين المتلقي العادي‪.‬‬ ‫الضجيج وارتفعت أصوات الفقاقيع التي غطت على الحاجيات‬ ‫ولعل أهم ما يمكن استخالصه من قراءة هذا العمل‬ ‫ ‬ ‫األساسية ألي إقالع منشود بالمنطقة وبأوضاع ساكنتها‪ .‬ووسط‬ ‫كل هذا الصخب‪ ،‬كان البد أن تنبعث أصوات النخب المحلية‪،‬‬ ‫القيم‪ ،‬أن االهتمام بالشأن الوطني إنما يتعزز بتفكيك العناصر‬ ‫لتعيد النظر في أشكال التعاطي مع الشأن العام بمنطقة الشمال‪،‬‬ ‫المجهرية للواقع المحلي‪ ،‬سواء في شقه التاريخي المونوغرافي أو‬ ‫ولتعيد قراءة إشراقات األمس وأسباب مختلف االنتكاسات الراهنة‬ ‫في تجلياته القطاعية اليومية المرتبطة بمعيش الناس‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫التي أصبحت سمة غالبة على معاناة ساكنة المنطقة‪ .‬إنها أصوات‬ ‫فإن «كتابات على جدران مدينة منسية»‪ ،‬هي صرخة مدوية بضمير‬ ‫تحاول اإلنصات لنبض الشارع لتحول مضامين الخطاب إلى مجال‬ ‫منطقة الشمال نجحت في توظيف البعد الوطني النضالي في خطاب‬ ‫خصب للتأمل وللمساءلة في إطار من االشتغال الذهني الذي‬ ‫يروم إعادة ترميم جروح الذاكرة وإعادة بعث العناصر الالحمة‬ ‫المؤلف‪ ،‬إلى جانب استثمار البعد التاريخي في التحليل واالستشهاد‪،‬‬ ‫لهوية المنطقة وألصالة انتمائها الحضاري‪.‬‬ ‫واالرتقاء باللغة إلى مصاف الفعل اإلبداعي التأملي السامي‪ .‬وقد عزز‬ ‫في إطار هذا التصور العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب «كتابات‬ ‫ ‬ ‫المؤلف كل هذه المواصفات التي طبعت أسلوبه في الكتابة‪ ،‬بإلحاق‬ ‫على جدران مدينة منسية»‪ ،‬لمؤلفه رضوان احدادو سنة ‪،2001‬‬ ‫ألبوم تاريخي من الصور التي رافقت مجموع متون المقاالت التي‬ ‫وذلك في ما مجموعه ‪ 128‬صفحة من الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‬ ‫ في األصل – تجميع لسلسلة مواد تأملية عميقة سبق للمؤلف‬‫شكلت مادة الكتاب‪ .‬والحقيقة أن هذه الصور الغزيرة والمتنوعة من‬ ‫أن نشرها بانتظام ضمن زاوية «بال رتوش» بالصفحة األخيرة من‬ ‫فضاءات كانت شاهدة على أصالة تاريخ مدينة تطوان‪ ،‬تجعل القارئ‬ ‫جريدة «صوت األمة» التي كانت تصدر من تطوان خالل مرحلة‬ ‫يحس بالكثير من مشاعر األسى واإلحباط أمام التدمير الذاتي‬ ‫الثمانينيات‪ .‬وحسنا فعل احدادو عندما قرر نفخ الدفء والنور في‬ ‫الرهيب الذي تكالبت فيه جهات متعددة من أجل تشويه وجه‬ ‫م�ؤلف الكتاب ر�ضوان احدادو‬ ‫هذه المقاالت عبر تحيين مضامينها‪ ،‬ذلك أن غالبيتها الزالت‬ ‫تطوان ومسخ مظاهر سمو تراكمها الحضاري الذي حققته المدينة على امتداد‬ ‫تحتفظ – إلى حد اآلن – براهنيتها‪ ،‬كما أن البعض اآلخر منها قد تحول إلى‬ ‫احتقان‬ ‫مرحلة‬ ‫خالل‬ ‫شواهد ناطقة على مالبسات المخاض العسير الذي كانت تعرفه البالد‬ ‫فترات زمنية طويلة‪ .‬ويبدو أن المؤلف قد انتبه‪ ،‬في سياق انشغاله بالهم الوطني والجهوي‪،‬‬ ‫بالغة التعقيد واالنكسار‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد تحولت – اآلن – إلى وثائق حية عكست وعي النخبة المحلية إلى أن التكالب المذكور‪ ،‬قد نجح في إفساد البر والبحر‪ ،‬وفي اجتثاث كل ما هو جميل داخل‬ ‫بتحوالت محيطها وبشروط االنطالق وبأصول البالء وبتجليات االنهيار‪ .‬ولعل هذا ما أدركه‬ ‫محمد العربي المساري عندما قال في تقديمه للكتاب ‪ ... « :‬اآلن بعد الرجوع إلى هذه النصوص فضاءاتنا‪ ،‬بل ولم يكتف بذلك‪ ،‬فتجاوزه إلى طمس هوية اإلنسان وإلى التأثير في انسجامه‬ ‫أجدها وثائق تشهد بقدر غير يسير عن حسن النية‪ ،‬وبتطلعات أفرزها انطالق المسلسل الذهني والروحي وفي تلك الملكات المعرفية واألخالقية التي امتازت بها ساكنة المنطقة منذ‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬كانت واعدة‪ .‬وهي تشهد أيضا بطول انتظار للذي يأتي وال يأتي‪ .‬مشاريع التنمية القرون الماضية‪ .‬ولقد عبر المؤلف عن خطورة هذا الجفاف الجاثم على النفوس والعقول بكلمة‬ ‫كانت تعد بها األحجار األساسية والتدشينات‪ .‬لكن كل ما كان في الجعبة هو الوعد بمشاريع بالغة الدقة والعمق عندما قال ‪ ... « :‬ومع ذلك نقول إن أكبر ما خسرته هاته المنطقة المنعوتة‬ ‫سياحية‪ .‬والنتيجة كانت هي أن األهل استيقظوا فوجدوا أنه قد سرق منهم البحر والشمس‪ .‬بالشمال ليس هو ساحة «الفدان» وال قوس «باب التوت» في تطوان‪ ،‬وال هي ساحة التحرير‬ ‫ورغم االعتمادات‪ ،‬فإن كل ما حدث هو أن الشمال تحول إلى كارت بوسطال‪ ،‬يروج في أشهر‬ ‫«إسبانيا» بالعرائش وال «وطا الحمام» بشفشاون إلخ ‪ ...‬وليست أيضا تلك القاعات الفنية التي‬ ‫معلومة في السنة ‪ ( »...‬ص‪.) 12 .‬‬ ‫واستنادا إلى هذا التقييم العام‪ ،‬أمكن القول إن «كتابات على جدران مدينة منسية» ارتبطت زمنا بالذاكرة والتاريخ‪ ،‬سرفانطيس ( طنجة )‪ ،‬إسبانيا ( العرائش )‪ ،‬بيرس كالدوس (‬ ‫ ‬ ‫هي رؤية أصيلة نجحت في تجاوز منطق المتابعات الصحفية السريعة وكذا خلفيات الرؤى القصر الكبير )‪ ،‬المسرح الوطني ‪ /‬إسبانيول ( تطوان ) ‪ ...‬بل أكبر ما خسرناه وأغلى ما ضاع‬ ‫االنطباعية االختزالية التي كثيرا ما أساءت لماضي المنطقة ولحاضرها‪ .‬هي – إذن – رؤية منا هو اإلنسان بإنسانيته ‪ ...‬اإلنسان بمثله األخالقية والحضارية ‪ ..‬بنبله وإيثاره ‪ ..‬فضاعت‬ ‫شاعرية عميقة تخاطب الوجدان وتستحث النفوس على المبادرة وعلى الفعل الواعي إليقاف‬ ‫بضياعه مدنية المدينة وحيوية الحياة ‪ ( »...‬ص ص‪.) 19 – 18 .‬‬ ‫زحف الظالم وجحافل الجراد البشري التي نهبت البالد والعباد‪ .‬ولتوضيح مقومات هذه الرؤية‪،‬‬ ‫فهل سنتحرك إلنقاذ ما يمكن إنقاذه‪ ،‬أم أننا سنكتفي بالتباكي على مجد غابر لن يعود‪ ،‬في‬ ‫سعى المؤلف إلى تفكيك مكونات الفضاء العام للمنطقة‪ ،‬وذلك في عمقه التاريخي‪ ،‬وفي تطوره‬ ‫الطويل المدى‪ ،‬وفي بؤس واقعه الراهن وفي آفاق مستقبله الذي يصنعه جيل اليوم‪ .‬وبعيدا انتظار الذي يأتي أوال يأتي ؟ ‪...‬‬

‫حرب تطوان بأقالم أمريكية‬ ‫الحرب التي خاضها المغرب واسبانيا‬ ‫قصيرة لكنها دامية‪ ،‬حيث امتدت لفترة‬ ‫أشهر في مدينة تطوان‪ .‬تعود قصة‬ ‫ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫هذه الحرب الى سنة ‪ 1859‬حين قام سكان‬ ‫الفحص أنجرة بالهجوم على مدينة سبتة‬ ‫المحتلة رغبة منهم في استرجاع المدينة‬ ‫المسلوبة‪ .‬جاء رد فعل االسبان سريعا‪.‬‬ ‫فبالرغم من محاولة بريطانيا بالتدخل‬ ‫لتهدئة الوضع‪ ،‬قامت الحكومة الإلسبانية‬ ‫باعالن الحرب في ‪ 22‬أكتوبر ‪.1859‬‬ ‫هكذا بدأت سوزان جيلسون ميللر‬ ‫المؤرخة و الباحثة في تاريخ شمال افريقيا‬ ‫والشرق األوسط كتابها المعنون ب»تاريخ‬ ‫المغرب المعاصر»‪ .‬الكتاب في مضمونه‬ ‫عبارة عن كرنولوجيا ألهم المحطات في‬ ‫تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬تطرقت في الجزء‬ ‫األول منه الى موضوع نهاية حقبة الجهاد‬ ‫البحري‪ ،‬و خصصت حيزا من هذا الجزء‬ ‫للحديث عن حرب تطوان‪ ،‬حيث تم الكشف‬ ‫عن بعض خباياها‪ ،‬من بينها ذكرت سوزان‬ ‫أنه بعد سقوط تطوان في يد االسبان‪،‬‬ ‫قام يهود هذه المدينة باستغالل تواجد‬ ‫المستعمر لخدمة مصالحه‪ ،‬وذلك في مقابل‬ ‫تقديم خدمات للطرف اآلخر كالترجمة أو‬ ‫قيامهم بتصريف العملة‪ ،‬مما سيؤثر سلبا على عالقتهم بمسلمي المدينة في ما بعد‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن بريطانيا تدخلت بالضغط على كال الجانبين من أجل الوصول الى حل يرضي الطرفين‪،‬‬ ‫حيث طالبت اسبانيا بمبلغ ‪ 20‬مليون أورو‪ ،‬كان من الصعب على خزينة الدولة تحمل هذا المبلغ‪ .‬عزما منها على‬ ‫إنهاء األزمة‪ ،‬قامت بريطانيا بإقراض المغرب ما قيمته ‪ 500،000‬باوند‪ .‬أمام هذه المبالغ‪ ،‬وجد السلطان سيدي‬ ‫محمد بن عبد الرحمان نفسه في موقف صعب‪ ،‬ولم يكن أمامه سوى السماح لكل من إسبانيا و بريطانيا‬

‫ترجمة ‪ :‬الطالب علي العبدالوي‬

‫باستغالل مداخيل موانئ الدولة‪ .‬وعلى حد‬ ‫تعبيرها‪ ،‬أكدت سوزان ميللر أنه بسبب هذه‬ ‫األزمة تم تكريس تبعية المغرب للخارج‪ .‬في‬ ‫طرحها هذا‪ ،‬استعانت الباحثة األمريكية بكل‬ ‫من المؤرخ المغربي الناصري و جون دروموند‬ ‫هاي السفير البريطاني في المغرب ما بين‬ ‫سنتي ‪ 1845‬و ‪ .1886‬فاألول أكد أن حرب‬ ‫تطوان أزالت حجاب الحياء عن المغرب‪ ،‬مما‬ ‫سيسمح للمسيحيين بإحكام سيطرتهم على‬ ‫المغرب في ما بعد‪.‬‬ ‫وأما الثاني فقد كتب في مؤلفه «مذكرة‬ ‫السير جون دروموند هاي» أنه صدم بحجم‬ ‫الثقة التي وضعها فيه السلطان والتي تجسد‬ ‫هذه التبعية‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ظهرت بوادر الضعف‬ ‫قبل حرب تطوان‪،‬أذكر هنا معركة إيسلي بين‬ ‫المغرب وفرنسا سنة ‪ ،1844‬والتي شكلت‬ ‫المنعطف األكثر تأثيرا في تاريخ المغرب خالل‬ ‫القرن التاسع عشر ‪ .‬أما حرب تطوان فكانت‬ ‫النقطة التي أفاضت الكأس‪ ،‬والتي مهدت‬ ‫الستعمار المغرب ومن ثم تقسيمه‪.‬‬ ‫اِنطالقا مما سبق‪ ،‬وبناءاً على المعطيات‬ ‫التي قدمتها سوزان ميللر‪ ،‬يتبين أنها أغفلت أحد أهم أسس الخطاب االستعماري أال وهو االختباء وراء المبررات‪.‬‬ ‫فهجوم سكان أنجرة لم يكن سوى مبرر استعمله اإلسبان لبسط سيطرتهم على منطقة الشمال‪ ،‬تحت حجة أن‬ ‫لهم حقوقا تاريخية و جغرافية هناك‪ .‬من هنا يمكن القول‪ ،‬أن إسبانيا كانت لها أهداف استعمارية استغاللية‬ ‫محضة‪ .‬و كقراء للكتابات التاريخية‪ ،‬علينا عدم االنسياق وراء الكتاب‪ .‬فالتاريخ ال يمكن قراءته من منظور واحد‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)297‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫عائالت بشارع باريس تناشد الوالي‬ ‫محمد اليعقوبي إلنقاذهم‬ ‫من التشرد و الضياع‬

‫ق��ام��ت مجموعة م��ن العائالت‬ ‫القاطنة ب‪ 19‬شارع سيدي محمد بن عبد‬ ‫اهلل بطنجة” شارع باريس سابقا” بمراسلة‬ ‫جريدة “الشمال” احتجاجا واستنكارا على‬ ‫قرار السلطات المحلية بهدم منزلهم وهو‬ ‫القرار الذي يدخل في إطار عملية إعادة‬ ‫الهيكلة في إطار مشروع طنجة الكبرى‬ ‫التي تعرفه المدينة‪ ،‬وقد عبر السيد رشيد‬ ‫الفالح أحد قاطني البيت عن حزنه وألمه‬ ‫لما ستؤول اليه أسر قطنت بهذا البيت‬ ‫منذ ما يزيد عن نصف قرن‪ ،‬معلنا أن من‬ ‫بين أفراد العائلة شاب معاق ذهنيا وزوجة أخ معاقة بدورها وهي أرملة وأم لطفل‪.‬‬ ‫السيد رشيد الفالح اعتبر في شكايته أن مقاطعة السواني هي المسؤولة عن هذا القرار الجائر‬ ‫حسب تعبيره مما استدعى التنقل الى مكتب السيد رئيس مقاطعة السواني‪ ،‬أحمد الغرابي‪ ،‬والذي من‬ ‫خالل حوارنا معه بحضور رؤساء مصالح المقاطعة أعرب عن استغرابه ما يقع في حدود تراب المقاطعة‪،‬‬ ‫مؤكدا أن هذا القرار هو قرار خاص بالسلطة الوصية المتمثلة في السيد والي جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬السيد محمد اليعقوبي‪ ،‬الذي يشرف بطريقة مباشرة على كل ما يدخل في إطار مشاريع طنجة‬ ‫الكبرى‪ ،‬وقد أبدى الغرابي تضامنه وتعاطفه مع هذه العائالت المعرضة للتشرد والضياع إن لم يتم‬ ‫تعويضهم بصورة تضمن حقهم وتمنحهم من الكرامة ما يحتاجها كل مواطن بالمدينة ‪.‬‬ ‫و أضاف أحمد الغرابي‪ ،‬أن عددا كبيرا من المواطنين يتعرضون وسيتعرضون لمثل هذه القرارات‬ ‫الصادمة خصوصا إن تعلق األمر بمبان شرعية وغير مخالفة‪ ،‬هنا يتضرر المواطن‪ ،‬لكن المصلحة العامة‬ ‫تتفوق في كل األحيان على المصلحة الخاصة‪ ،‬وما يتم اتخاذه من قرارات ما هو إال تحصيل حاصل‬ ‫العادة هيكلة هذه المدينة بما يرقى للمستوى المطموح اليه‪ ،‬مؤكدا على أن أبوابه مفتوحة على الدوام‬ ‫للجميع الفادتهم وخدمة مصالحهم التي تدخل ضمن اختصاصاته‪ ،‬وهو بالفعل ما الحظناه أثناء هذا‬ ‫اللقاء‪ ،‬خصوصا وأن السيد الرئيس ال يبخل بمساعدة ساكنة المقاطعة ويعمل جاهدا عى تأدية مهامه‬ ‫على أكمل وجه راغبا في برهنة استحقاقه للمنصب الذي يشغله‪.‬‬ ‫و بعد أن قمنا بإخبار السيد رشيد الفالح بما آل اليه لقاؤنا مع رئيس مقاطعة السواني‪ ،‬أعرب‬ ‫عن رغبته الملحة وكذا عائلته بطلب موعد مع السيد الوالي محمد اليعقوبي للنظر في شكايتهم‪،‬‬ ‫مستعطفين شخصه للتدخل لمنع هذا القرار أو على األقل تعويضهم بما يتناسب ووضعهم المزري‬ ‫الذي سيعمل على تشريدهم وتشريد أبنائهم‪ ،‬ففيهم المعاق والمريض والمسنّ والعائل الوحيد‪ ،‬مما‬ ‫يستدعي النظر في أمرهم بأسرع وقت قبل تنفيذ قرار الهدم في حقهم ‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫مجموعة من سكان إقامـة “فـنيـس”‬ ‫يشتكون من “أشباح” “السنديك”‬ ‫يشتكي م��ج��م��وع��ة من‬ ‫سكان إقامة “ فنيس”‪ ،‬الكائنة‬ ‫بزنقة أب��ي داود الظهيري‪،‬‬ ‫والقريبة من مقر والية طنجة‪،‬‬ ‫من رئيس اتحاد م�لاك هاته‬ ‫اإلقامة الذي كان يزاول مهام‬ ‫“السنديك” دون أن يخبرهم‬ ‫بالوضعية المالية لالتحاد‪ ،‬خالل‬ ‫الفترة الممتدة من ‪ 2013‬إلى‬ ‫غاية متم يوليوز ‪ ،2014‬وذلك‬ ‫حسب شكاية وج��ه��وه��ا في‬ ‫وقت سابق إلى وكيل الملك‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بطنجة‪،‬‬ ‫تتوفر جريدة طنجة على نسخة‬ ‫منها‪ ،‬ورد فيها أنهم قاموا‬ ‫بإشعاره بمقتضى إنذاربضرورة‬ ‫تسليمهم السجالت الخاصة‬ ‫وال��وض��ع��ي��ة ال��م��ال��ي��ة‪ ،‬وك��ذا‬ ‫الكشوفات البنكية والفواتير‬ ‫ال��م��ؤداة والئحة السكان غير‬ ‫المؤدين للمساهمات الشهرية‪،‬‬ ‫وغيرها من األمور التي ينبغي أن تتوفر لديهم داخل إطارهم المنظم‪“ ،‬السنديك”‪.‬‬ ‫وأضافت الشكاية أن المشتكى به لم يعر أي اهتمام لهذا اإلشعار‪ ،‬بل انقطع عن مزاولة‬ ‫مهام “السنديك” دون أن يقدم استقالته وال هو قام بدعوة إلى جمع عام استثنائي‪،‬‬ ‫األمر الذي ترك الحبل على الغارب‪ ،‬وأصبح المالك الحقيقيون‪ ،‬مع مرور الشهور واأليام‪،‬‬ ‫متضررين ومسيرين من طرف “أشباح”‪ ،‬أو أشخاص ال عالقة لهم بالملكية المشتركة‬ ‫التي تقتضي إبداء لغة الحواروالخضوع للجموع العامة‪ ،‬وانتخاب مكاتب‪ ،‬بمنتهى‬ ‫الديمقراطية والشفافية‪ ،‬وليس العبث بمصالح السكان‪ ،‬بإقحام عدد من الغرباء وبعض‬ ‫العاملين لدى المشتكى به‪ ،‬يشير المتضررون‪ ،‬وذلك من أجل الرّفع من نسبة الحضور‬ ‫واإلكثار من التوقيعات في محاضر االجتماعات‪.‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يقول المتضررون‬ ‫أنفسهم أنهم استخرجوا بعض الشهادات للملكية المشتركة‪ ،‬اطلعت عليها الجريدة‪،‬‬ ‫فتبين لها أنها لشقق في اسم الشركة المعنية‪ ،‬وليس في ملك مالك تنشر أسماؤهم‬ ‫وتذيل توقيعاتهم في محاضر االجتماعات‪ ،‬ويحملون مختلف صفات العضوية بمكتب‬ ‫“السنديك” ‪ ،‬دون أن يلتزموا بأداء اشتراكات‪ ،‬كل ستة أشهر‪ ،‬تتراوح‪ ،‬وبشكل غير عادل‪،‬‬ ‫مابين ‪ 250‬و‪ 100‬درهم شهريا‪ ،‬ومنهم من ال يؤدي سنتيما واحدا‪ ،‬حسب المتضررين‬ ‫الذين كانت استمعت إليهم الدائرة األمنية الثانية في محضر‪ ،‬ظل مجهول المصير‪،‬‬ ‫رغم تعزيزتصريحاتهم بثبوتات توضح تظلمهم‪ ،‬وتزكي حقهم المشروع‪.‬وهكذا توقف‬ ‫هذا المحضر‪ ،‬بقوة قادر‪ ،‬ولم يتم تفعيله‪ ،‬ربما بسبب نفوذ وعالقات المشتكى به‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر الزال معموال به في كثير من المؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬ ‫ويلتمس السكان المتضررون الذين يتوفرون على معلومات مهمة وموثقة‪،‬‬ ‫بخصوص اإلقامة المذكورة‪ ،‬من الجهات المسؤولة إنصافهم‪ ،‬بعدما اقتنوا شققهم‬ ‫بأموال طائلة جدا‪ ،‬أجبربعضهم على التصريح بنصف أسعارها‪ ،‬ضغطا على حاجاتهم إلى‬ ‫سكن‪ ،‬يضمن لهم الراحة والجودة‪ ،‬فإذا هم في واد آخر‪ ،‬من الضرر و”الفقسة”‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪297‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 826‬ـ الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫استبشر‬

‫كلمة العدد‬

‫المكتب المسير التحاد طنجة من خالل بيان له خيرا بقادم األيام‬ ‫التي ستشهد حلوال لمشاكل الفريق المادية من خالل التأكيد‬ ‫على الفترة الصعبة التي تمر بها جل الفرق الوطنية مابين‬ ‫شهر يوليوز ودجنبر باعتبار أن منح الجماعات المحلية تصرف في شهري فبراير ومارس‪ .‬وأكد‬ ‫المكتب أن ماليته ستنتعش في أقرب اآلجال بمليار وثالث مائة مليون سنتيم من منح المجالس‬ ‫المنتخبة‪ ،‬باإلضافة إلى منحة المكتب الوطني للمطارات‪ ،‬ومداخل الجمهور ما سيمكنه من حل‬ ‫جميع المشاكل المادية‪ .‬في انتظار موارد من منح شركات ستدعم الفريق مستقبال‪ .‬وهذا ما‬ ‫نتمناه على أن يستمر الفريق في حصد نتائج إيجابية‪ ،‬وبالتالي على المكتب المسير الخروج‬ ‫عن المألوف ويسطر برامج سيما على مستوى التكوين وتشجيع العمل القاعدي من أجل ضمان‬ ‫مستقبل الفريق‪.‬‬

‫محمد حلتوت‪..‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫الرياضة حديثاً (‪)8‬‬

‫على المستوى العربي‬ ‫شهدت مناهج الرياضيات في الدول العربية في العقود الثالثة األخيرة‬ ‫سلسلة من محاوالت التغيير بقصد التحديث والتطوير في غالبية المدارس‬ ‫العربية‪،‬ويمكن رصد المراحل التالية في تطوير مناهج الرياضيات خاصة‬ ‫في مدارس المشرق العربي‪:‬‬ ‫مشروع اليونسكو لتطوير تدريس الرياضيات في البالد العربية ‪:‬‬ ‫في فبراير ‪1966‬م انعقد المؤتمر العام لليونسكو وتوصل إلى تقارير‬ ‫مفادها أن تطوير تدريس العلوم والرياضيات أمر الزم حتى تالحق هاتين‬ ‫المادتين ثورة البحث العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬وقد اختيرت الدول العربية‬ ‫لتكون من بين الدول التي تتعاون معها اليونسكو في تطوير تدريس‬ ‫الرياضيات بمدارسها ‪ .‬وكان ذلك نتيجة لتوصيات مؤتمر وزراء التخطيط‬ ‫العرب الذي انعقد في طرابلس بليبيا في الفترة من (‪)9-14‬نيسان (إبريل)‬ ‫عام ‪1966‬م‪ .‬وقد وضعت اليونسكو باالشتراك مع خبراء الدول العربية‬ ‫مشروعاً لتطوير تدريس الرياضيات بالمرحلة الثانوية وتكونت في البلد‬ ‫العربية التي اشتركت في المشروع لجان وطنية تعمل على اإلعداد لتنفيذ‬ ‫المشروع‪.‬‬ ‫‪ ‬مشروع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (األليكسو) لتطوير‬ ‫الرياضيات في البالد العربية‪:‬‬ ‫كان لمشروع منظمة اليونسكو في تطوير الرياضيات بالمرحلة‬ ‫الثانوية عام ‪1969‬م أثره في تهيئة الجو العلمي والنفسي لتطوير مناهج‬ ‫الرياضيات في الوطن العربي ‪ ،‬وفي خالل خمس سنوات من بداية هذا‬ ‫المشروع تبنت خاللها بعض الدول العربية تدريس عدة موضوعات مما‬ ‫تضمنه المشروع ‪ ،‬وقامت بعض الدول بتأليف كتب جديدة للرياضيات‬ ‫تضم مفاهيم الرياضيات المعاصرة مسترشدة في ذلك بالكتب التي قدمها‬ ‫مشروع اليونسكو ‪ ،‬وقد ظهرت الحاجة إلى نوع من التقريب بين وجهات‬ ‫النظر المختلفة مما حدا بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم القيام‬ ‫بمشروع ريادي لتطوير الرياضيات في المرحلتين المتوسطة ( اإلعدادية )‬ ‫والثانوية يتناول المقررات والكتب الدراسية‪ .‬‬ ‫مشروع توحيد وتطوير مناهج الرياضيات في دول الخليج العربية‪:‬‬ ‫بعد مشروع األليكسو بدأت المدارس العربية تستجيب فعال العطاء‬ ‫مزيد من االهتمام بالمهارات األساسية وأجريت تعديالت على الكتب‬ ‫المدرسية التي وضعت في إطار كتب اليونسكو وفي إطار كتب المنظمة‬ ‫العربية للتربية والثقافة والعلوم ‪ ،‬وتمت التعديالت في كثير من األحيان‬ ‫في إطار محلي ‪ ،‬وفي ذات الوقت بدأت تظهر مشروعات إقليمية وفي إطار‬ ‫« التطوير والتوحيد « تهتم أيضا بالمهارات األساسية ومهارات التطبيق‬ ‫‪،‬لعل أبرزها هو مشروع « توحيد وتطوير مناهج الرياضيات في دول الخليج‬ ‫العربية « الذي بدأ عام ‪1984‬م وغطى جميع مراحل التعليم بدءا من‬ ‫الصف األول وحتى الصف الثالث عشر‪.‬‬ ‫هذا ‪،‬وقد اشتركت هذه المشاريع في اآلتي ‪ :‬‬ ‫_ هدفت جميعها إلى تطوير مناهج الرياضيات إلى األفضل ‪ ،‬ليس‬ ‫فقط في المحتوى وإنما في أسلوب التدريس أيضا ‪.‬‬ ‫_أتبعت أسلوب التجريب لتحسين األدوات التعليمية في ضوء ما يسفر‬ ‫عنه‬ ‫التجريب‪.‬‬ ‫ تم تدريب المعلمين من خالل عقد لقاءات يتم من خاللها مناقشة‬‫الخلفية العلمية واألساليب المستخدمة في عرض المادة الجديدة‪.‬‬ ‫قاد العمل فيها كليات وجامعات ‪،‬وأشرف عليها متخصصون في مجال‬‫الرياضيات‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫الكاتب العام لنه�ضة طنجة لكرة اليد‬

‫ماذا عن عالقتك برياضة كرة اليد كالعب ومسير؟‬ ‫مارست هذه الرياضة كالعب منذ سنة ‪ 1997‬إلى ‪2007‬‬ ‫وكذلك ما بين ‪ 2009‬إلى ‪ .2011‬حيث حملت قميص األندية‬ ‫الطنجاوية التالية‪(،‬جمعية المصلى للتواصل‪ ،‬اتحاد طنجة ونهضة‬ ‫طنجة)‪ .‬ثم طرقت باب التسيير منذ سنة ‪ 2007‬حيث كنت أحد‬ ‫األعضاء المؤسسين لنهضة طنجة لكرة اليد رفقة العضوين محمد‬ ‫الركراكي وحسن عنور ورشيد أحكام الذي يشغل مهام رئيس‬ ‫الفريق‪ .‬عموما فضلت التوقف عن الممارسة كالعب بشكل مبكر‬ ‫من أجل التفرغ للتسيير خصوصا أن هذه الرياضة كانت‬ ‫تحتاج إلى الكثير من التأطير‪.‬‬ ‫ماذا عن الفريق ونتائجه وأهدافه خالل‬ ‫الموسم الحالي؟‬ ‫فريق نهضة طنجة لكرة اليد رأى النور‬ ‫سنة ‪ .2007‬وتدرج عبر جميع األقسام الوطنية‬ ‫إلى أن حقق الصعود إلى القسم الممتاز سنة‬ ‫‪ .2012‬ومنذ تأسيسه‪ ،‬تعهد الفريق باالعتماد‬ ‫على مدرسته لتكوين الالعبين المحليين‪ .‬وأصبحت‬ ‫اليوم الخزان الحقيقي للفريق الذي يضمن له‬ ‫االستمرارية‪ .‬وبالنسبة للنتائج‪ ،‬فرغم البداية‬ ‫المتعثرة للفريق خالل هذا الموسم‪،‬‬ ‫تجرع ثالث هزائم خالل الدورات‬ ‫األربعة األولى‪ ،‬إال أنه اتفاق‬ ‫بسرعة وعمل على تصحيح‬ ‫مساره وحقق خمس انتصارات‬ ‫خالل األسابيع األخيرة بوأته‬ ‫المرتبة الرابعة في الترتيب‬ ‫العام إلى حدود الدورة‬ ‫العاشرة من فعاليات بطولة‬ ‫القسم الممتاز لكرة اليد‪.‬‬ ‫وطبعا أن هذه الصحوة‬ ‫تشكل حافزا أمام مختلف‬ ‫مكونات الفريق التي‬ ‫أصبحت تسعى إلى تسلق‬ ‫المراتب من أجل االلتحاق‬ ‫بفرق الصدارة خالل‬ ‫الدورات المتبقية من‬ ‫أجل ضمان تأشيرة العبور‬ ‫للبطولة المصغرة «البالي‬ ‫أوف»‪ .‬وبالنسبة لألهداف‪،‬‬ ‫فالفريق يسعى خالل هذا‬ ‫الموسم إلى تحقيق نتائج‬ ‫مرضية والذهاب بعيدا في‬ ‫منافستي البطولة والكأس‪.‬‬ ‫ورغم المنافسة القوية‬ ‫للفرق األخرى‪ ،‬إال أن تظافر‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫جهود الالعبين والطاقم التقني والمكتب المسير يبقى هو القوة‬ ‫التي يتسلح بها الفريق لتحقيق النتائج المتوخاة‪ .‬وبالموازاة مع‬ ‫طموحات الفريق األول‪ ،‬فالمكتب المسير يطمح لتكوين العبين‬ ‫ناشئين قادرين على حمل المشعل وإعطاء اإلضافة‪ .‬ولهذا الغرض‬ ‫فمدرسة الفريق تسير في االتجاه الصحيح وتسهر حاليا على تأطير‬ ‫حوالي ‪ 100‬ممارس ما بين ‪ 11‬و‪ 17‬سنة‪ .‬وتسعى إلى توسيع رقعة‬ ‫الممارسة‪.‬‬ ‫كيف كانت االنتدابات‪ ،‬وهل من مشاكل يعاني منها‬ ‫الفريق؟‬ ‫أكيد‪ ،‬أي فريق ال يمكنه أن يحقق الكمال من العنصر‬ ‫المحلي‪ .‬خصوصا حين تكون تتوفر على فريق شاب‬ ‫يحتاج إلى الخبرة والتجربة‪ .‬وهذا ما دفع نهضة طنجة‬ ‫لكرة اليد لتعزيز صفوفه بالعب أجنبي واحد وهو الالعب‬ ‫الدولي السنغالي «مصطفى كاي» وثالث العبين مغاربة‬ ‫قادرين على منح اإلضافة للفريق وهم‪ ،‬بهدين كبير‪ ،‬عمر‬ ‫رزقي وزكرياء البوحديوي‪ .‬انتدابات محدودة‪ ،‬لكن في‬ ‫المستوى‪ ،‬فيما تبقى باقي عناصر التركيبة البشرية من‬ ‫العنصر المحلي الذي تدر بمختلف الفئات العمرية لنهضة‬ ‫طنجة لكرة اليد‪ ،‬وهي السياسة التي ال تنازل عنها‪ .‬وكما‬ ‫كما تعلمون كان هناك تغيير على مستوى الجهاز‬ ‫التقني‪ ،‬حيث تعاقدنا مع اإلطار الوطني‪،‬‬ ‫كريم البوحديوي‪ ،‬الذي يقود الفريق‬ ‫للموسم الثاني على التوالي ويساعده‬ ‫كل من اإلطارين‪ ،‬كريم بالشة وهشام‬ ‫برتات‪ ،‬اللذان دخال عالم التدريب‬ ‫بعد إنهاء مسارهما كالعبين بفريق‬ ‫نهضة طنجة لكرة اليد‪.‬‬ ‫بالنسبة للمشاكل‪ ،‬فالمجال‬ ‫ال يمكن أن يخلوا من مشاكل‪.‬‬ ‫وهي تختلف من جهة إلى أخرى‪.‬‬ ‫بالنسبة لفريقنا يمكن أن ألخص‬ ‫مشاكله في مشكلين أساسيين‬ ‫هما‪ ،‬عدم أزمة البنيات التحتية‪،‬‬ ‫حيث أن مدينة طنجة ال توفر‬ ‫على عدد كافي من القاعات‬ ‫المغطاة‪ ،‬مما يجعل التأطير‬ ‫والتكوين صعب للغاية في‬ ‫الهواء الطلق‪ .‬كما أن الفريق‬ ‫األول ال يتدرب بالشكل الكافي‬ ‫نظرا لقلة الحصص المبرمجة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمشكلة الثانية تكمن‬ ‫في تأخر المنحة السنوية المخصصة‬ ‫للفريق‪ ،‬ما يجعله يعاني من ضائقة‬ ‫مالية تكبح طموحه في تنفيذ‬ ‫مجموعة من البرامج المسطرة‪.‬‬

‫‪ 500‬مليون دوالر ضريبة فساد‬ ‫الفيفا في ‪ 3‬أعوام‬

‫كشف ماركوس كاتنر القائم بأعمال األمين العام لالتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة أن االتحاد سيسجل نتيجة مالية‬ ‫سلبية لعام ‪ 2015‬حيث ستشهد العائدات المستهدفة للفترة‬ ‫ما بين ‪ 2015‬و ‪ 2018‬عجزا قيمته ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وذلك إثر‬ ‫قضايا الفساد المتالحقة على الفيفا‪ .‬وقال كاتنر خالل االجتماع‬ ‫االستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) المنعقد بقاعة‬ ‫مجمع هالنستاديون بمدينة زيوريخ السويسرية «سيكون من‬ ‫الصعب تحقيق العائدات المستهدفة للفترة ما بين ‪ 2015‬و‬ ‫‪ 2018‬والتي تقدر بخمسة مليارات دوالر‪ .‬إننا اآلن نتأخر بعجز‬ ‫قيمته ‪ 550‬مليون دوالر عما نستهدفه»‪ .‬وتحدث كاتنر بشأن‬ ‫«نتيجة مالية سلبية لعام ‪ « 2015‬حيث كشف عن تراجع بنسبة‬ ‫الثلث في االحتياطي الذي بلغ ‪ 1.5‬مليار دوالر في ‪ . 2014‬وأرجع‬ ‫كاتنر السبب في ذلك إلى العمل في بيئة صعبة «وضغوط هائلة‬ ‫من السلطات»‪ ،‬في إشارة إلى التحقيقات التي تجريها الواليات المتحدة وسويسرا في قضايا فساد‪ ،‬وأوضح أن‬ ‫الفيفا أنفق الكثير على المحامين وخسر في الوقت نفسه جزء من عائدات الرعاية‪ .‬وأضاف «يجب أن ندير النفقات‬ ‫بعناية ونقلصها‪ .‬يجب التصديق على حزمة اإلصالحات» والتي يجرى التصويت عليها خالل الكونجرس بهدف إعادة‬ ‫المصداقية للفيفا وجذب الرعاة من جديد‪.‬‬


‫العدد ‪826‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫شراكة بين عصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫والجامعة األندلسية بإشبيلية‬

‫شيــك بــدون رصيد في صفقة‬ ‫الالعب سكور‬

‫أزمة شيك بمبلغ ‪ 10‬ماليين بدون رصيد‬ ‫اشهره فريق الفتح الرباطي في وجه الفريق‪،‬‬ ‫يخص صفقة انتقال الالعب يوسف سكور إلى‬ ‫اتحاد طنجة‪ .‬ورغم أن الفريق الفتحي يتوفر‬ ‫على شهادة بنكية تثبت عدم وجود رصيد‬ ‫مالي في حساب الفريق الطنجاوي‪ ،‬تعامل مع‬ ‫المشكلة بليونة ولم يلجأ إلى التهديد‪ ،‬لكنه‬ ‫اختار التشهير من خالل ظهور نسخة من‬ ‫الشيك والشهادة البنكية في بعض المنابر‬ ‫اإلعالمية‪ .‬سيما أن بعض األخبار أفادت أن‬ ‫إدارة الفريق الرباطي راسلت نظيرتها التحاد‬ ‫طنجة وخيرتها بين تسوية المشكل قبل يوم‬ ‫‪ 22‬فبراير ‪ 2016‬أو اللجوء إلى الجامعة‪ .‬ولم‬ ‫تنف إدارة اتحاد طنجة الخبر‪ ،‬لكنها خرجت‬ ‫ببيان تنفي فيه وجود أي نزاع على اإلطالق ال‬ ‫مادي و ال غير ذلك مع الفتح الرباطي‪ .‬وأوضح‬ ‫البيان أن الالعب يوسف سكور انضم لصفوف‬ ‫الفريق في صفقة انتقال حر‪ ،‬وبقي في ذمته‬ ‫مبلغ ‪ 10‬ماليين لفائدة فريقه السابق‪ ،‬وقرر‬ ‫اتحاد طنجة التكفل بتسديدها‪ .‬وأكد البيان‬ ‫على العالقات التاريخية والروابط التي تجمع‬ ‫الناديين وال يمكن التفريط بها بأي شكل من‬ ‫األشكال‪ .‬لكن البيان لم يتحدث عن رجوع‬ ‫الشيك بدون رصيد‪ .‬دون ان يتردد الفريق‬ ‫في إبداء غضبه من سلوك الفريق الرباطي‬ ‫بتسريب وثائق إدارية تخص شيك الالعب‬ ‫سكور‪ .‬مشيرا أن إدارة الفريق استفسرت‬ ‫نظيرتها بالفتح عن مغزى تسريب هذه‬ ‫الوثائق والغرض منها‪.‬‬

‫هزيمــة وبالميدان وحديث عن‬ ‫مشاكل‬ ‫افتتح اتحاد طنجة مباريات اإلياب المحلية‬ ‫أمام شباب الحسيمة لحساب الدورة السابعة‬ ‫عشر بهزيمة‪ .‬وتحدثت أخبار عن وجود‬ ‫مشاكل داخل الفريق بسبب المشاكل المادية‬ ‫ومستحقات الالعبين‪ ،‬كما تحدثت أخبار عن‬ ‫اندالع مناقشات كادت أن تتحول إلى مشانقات‬ ‫بين بعض الالعبين في مستودع الملعب بعد‬ ‫نهاية المباراة‪ ،‬لكن المدرب عبد الحق بنشيخة‬ ‫نفى أن تكون هناك مشاكل داخل الفريق بين‬ ‫الالعبين وتحدث عن دوافع فنية كانت سببا‬ ‫في الهزيمة‪ .‬ولم يتأخر مكتب اتحاد طنجة في‬ ‫الرد عن األزمة المالية عبر الموقع اإلليكتروني‬ ‫للفريق‪ ،‬وأكد معاناته مع األزمة المالية بداية‬ ‫الموسم‪ ،‬وتأثير العقوبات التي أنزلت بالفريق‬ ‫من خالل توقيف الملعب‪ .‬مؤكدا أن المكتب‬ ‫المسير قام بتوفير ما يلزم للخروج من هذه‬ ‫األزمة حتى ال تؤثر على الفريق وعلى الالعبين‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫صرف ‪ 116‬مليونا رواتب لالعبين‬ ‫والمؤطرين‬

‫توقيف الكاتــب العام للفريــق‬ ‫لسنتين‬ ‫عاش اتحاد طنجة ضربات موجعة في‬ ‫أسبوع واحد فقط‪ .‬منها القرار الصادر عن لجنة‬ ‫األخالقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬والقاضي بتوقيف الكاتب العام‬ ‫التحاد طنجة‪ ،‬حسن بلخيضر لسنتين وتغريمه‬ ‫على خلفية تصريحات مسيئة للجامعة ولكرة‬ ‫القدم المغربية‪ .‬وقرر مكتب اتحاد طنجة‬ ‫استئناف الحكم الصادر في حق كاتبه العام‬ ‫الذي وصفه بالقاسي‪ .‬مبديا استغرابه من‬ ‫كون أن الحكم لم يكن متوازنا بالمقارنة مع‬ ‫بعض التصريحات السابقة لمسيرين كانت‬ ‫أكثر حدة‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫حل وفد من مدينة طنجة متكون من أعضاء عصبة‬ ‫الشمال لكرة القدم‪ ،‬في مقدمتهم عبد اللطيف العافية‪،‬‬ ‫رئيس العصبة‪ ،‬وجمعية الصداقة والتعاون بطنجة‪ ،‬في‬ ‫مقدمتهم رئيسها رشيد يسري‪ ،‬الذي يشغل في نفس‬ ‫الوقت مهام منسق الجامعة األندلسية لكرة القدم‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬يوم الخميس ‪ 18‬فبراير بمدينة اشبيلية‬ ‫االسبانية من أجل الحضور والمشاركة في حفل توقيع‬ ‫اتفاقية شراكة وتعاون بين عصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫والجامعة األندلسية لكرة القدم‪.‬‬ ‫وأكد عبد اللطيف العافية‪ ،‬أن هذه االتفاقية تدخل‬ ‫في إطار االنفتاح على المدارس الكروية العالمية‪ ،‬انسجاما‬ ‫مع الرغبة األكيدة للعصبة للرقي بمستوى الممارسة من‬ ‫خالل االستفادة من تجارب اآلخرين‪ ،‬وسعيا وراء توطيد‬ ‫العالقة التي تربط عصبة الشمال لكرة القدم والجامعة‬ ‫الملكية األندلسية لكرة القدم‪.‬‬ ‫مراسيم توقيع االتفاقية شهدها مقر مؤسسة‬ ‫الثقافات الثالث‪ ،‬التي تضم الرواق المغربي الذي أهداه‬ ‫جاللة الملك المرحوم الحسن الثاني للعاهل اإلسباني‬ ‫خوان كارلوس كما جاء عل لسان مدير المؤسسة خوسي‬ ‫مانويل سيرفيرا‪ )José Manuel Cervera( ،‬في كلمة‬ ‫ألقاها بالمناسبة‪ .‬والذي أكد بدوره دعمه لهذه االتفاقية‬ ‫بوضع المؤسسة شريكا للجامعة األندلسية وعصبة‬ ‫الشمال‪.‬‬ ‫من جانبه رحب إدواردو هيريرا‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫األندلسية لكرة القدم بالوفد المغربي‪ ،‬وتطرق إلى‬ ‫الظروف التي ساهمت في إعالن توقيع هذه االتفاقية من‬ ‫خالل العالقات التي تربط الجامعة األندلسية بفاعلين‬ ‫جمعويين بطنجة‪ ،‬وعلى رأسهم رشيد يسري‪ ،‬رئيس‬ ‫جمعية الصداقة والتعاون بطنجة‪.‬‬ ‫ورد عبد اللطيف العافية التحية بمثلها ونوه‬ ‫بالمبادرة اإلسبانية معلنا فتح باب عصبته في وجه جميع‬ ‫المبادرات الهادفة‪ ،‬سيما التي تخدم الجانبين الرياضي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫وبعد كلمات الترحيب‪ ،‬مر كال من إدواردو هيريرا‬ ‫وعبد اللطيف العافية إلى التوقيع الرسمي على االتفاقية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد رشيد يسري أن االتفاقية هي ثمرة‬ ‫اجتماعات ولقاءات تمهيدية وتشاوريه سابقة جمعته‬

‫برئيس العصبة وكاتبها العام بمعية ممثلين عن‬ ‫الجامعة األندلسية لكرة القدم وضعت خاللها اللبنات‬ ‫والخطوط العريضة لبنود االتفاقية التي أصبت بنودها‬ ‫اليوم سارية المفعول‪.‬‬ ‫وبعد توقيع االتفاقية‪ ،‬قام الوفد المغربي بزيارة إلى‬ ‫مقر الجامعة األندلسية‪ ،‬واجتمع بكاتبها العام خوسي‬ ‫أنطونيو بيرنيا ( ‪ )José Antonio Pernía‬وبحضور‬ ‫فرانسيسكو لوبيث سيرفيو ( ‪Francisco López‬‬ ‫‪ ،)Servio‬مدير مركز التكوين بجامع األندلس‪ ،‬قبل أن‬ ‫يطلع على جميع مرافقها وأخذ صورة تذكارية جماعية‬ ‫ب»كرة» ترمز إلى الذكرى المائوية التي مرت على‬ ‫تأسيس الجامعة األندلسية لكرة القدم ( ‪)2015 / 1915‬‬ ‫والتي احتفل بها يوم الجمعة ‪ 11‬شتنبر الماضي‪.‬‬ ‫بعد ذلك تم تنظيم حفل غذاء على شرف الوفد‬ ‫المغربي بأحد مطاعم إشبيلية‪ .‬بعده غادر الجميع في‬ ‫اتجاه مدينة طنجة في انتظار اجتماعات أخرى من أجل‬ ‫تفعيل بنود االتفاقية‪.‬‬ ‫يذكر أن وفد العصبة تكون من السادة‪ ،‬عبد اللطيف‬ ‫العافية‪ ،‬رئيس عصبة الشمال ونائبه‪ ،‬محمد الزايدي‪،‬‬ ‫والكاتب العام‪ ،‬عبد النبي بورزين‪ ،‬والعضو عبد اهلل‬ ‫الحسوني والمديرين التقنيين للعصبة محمد بنطالب‬ ‫وعمر الرايس‪.‬‬ ‫كما حضر المدير التقني الوطني ناصر الركيط‬ ‫خالل حفل التوقيع‪ ،‬وكانت مناسبة من أجل إطالعه عن‬ ‫قرب على ظروف تكوين األطر المغربية لنيل شهادة‬ ‫التدريب من الجامعة اإلسبانية‪ ،‬سيما أن حاملي هذه‬ ‫الشواهد عاشوا مشاكل مع الجامعة المغربية‪ ،‬وإداراتها‬ ‫التقنية السابقة على مستوى االعتراف بشواهدهم‪.‬‬ ‫وسبق هذه الزيارة إلى إشبيلية اجتماع تم بمقر عصبة‬ ‫الشمال بطنجة يوم االربعاء ‪ 17‬فبراي جمع ناصر الرغيط‬ ‫بالمدربين الحاصلين على شواهد التدريب من المدرسة‬ ‫االسبانية‪ .‬من أجل البحث عن حل لمعادلة الشواهد‬ ‫والدبلومات التي حصلوا عليها‪.‬‬ ‫وحضر كذلك رشيد يسري‪ ،‬رئيس جمعية الصداقة‬ ‫والتعاون بطنجة ومنسق الجامعة األندلسية بالشمال‪،‬‬ ‫وعضو الجمعية سمير القادري‪ ،‬ومسؤولها اإلعالمي‪،‬‬ ‫محمد السعيدي‪ ،‬والصحفي محمد الصمدي‪.‬‬

‫أندية الشمال تقاطع جامعة اليد‬ ‫أعلنت أندية عصبة طنجة تطوان الحسيمة مقاطعتها‬ ‫جميع أنشطة الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد في جميع‬ ‫الفئات‪ ،‬احتجاجا على ما أسمته الحيف واإلقصاء في التعامل‬ ‫معها‪ .‬وكشفت العصبة في بالغ توصل «الشمال الرياضي»‬ ‫بنسخة منه‪ ،‬أن جامعة كرة اليد منعت عن أنديتها المستحقات‬ ‫المالية ألربع سنوات‪ ،‬إذ أنها لم تتسلم منح الصعود بالنسبة‬ ‫إلى األندية بالقسم الوطني األول و الثاني‪ ،‬فضال عن تأخرها‬

‫في صرف منح التطبيب والعالج‪ .‬واستنكرت األندية رفض‬ ‫الجامعة معاملة أندية العصبة كما تعامل باقي العصب‬ ‫الجهوية المنضوية تحت لوائها‪ .‬ودعت األندية رئيس الجامعة‬ ‫إلى االجتماع مع مسؤولي العصبة واألندية لإلنصات إلى‬ ‫مشاكلها‪ ،‬والبت في الشكايات العديدة التي تم بعثها إلى‬ ‫الجامعة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬

‫المركز الرابع في البطولة يساوي المنافسة‬ ‫على مليار ونصف‬ ‫قررت الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم مشاركة الفريق الذي‬ ‫سيحل رابعا في بطولة الموسم‬ ‫الرياضي الجاري في دوري أبطال‬ ‫العرب‪ ،‬بعد عودة المنافسة من جديد‬ ‫من قبل االتحاد العربي للعبة‪ .‬وعلم‬ ‫«الشمال الرياضي» أن جامعة الكرة‬ ‫قررت أن يمثل الفريق المحتل للرتبة‬ ‫الرابعة في البطولة في دوري أبطال‬ ‫العرب‪ ،‬إذ أن بطل المغرب سيشارك‬ ‫في عصبة األبطال اإلفريقية رفقة الوصيف‪ ،‬فيما يشارك‬ ‫المحتل للرتبة الثالثة في كأس الكونفدرالية اإلفريقية‪ .‬وجاء‬ ‫قرار الجامعة بالنظر إلى األهمية التي توليها لهذه المنافسة‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬بحكم أنها تتميز بارتفاع قيمتها المالية‪ ،‬إذ في‬ ‫الوقت الذي وصلت فيه النسخ السابقة إلى مليار سنتيم‪ ،‬ستبلغ‬

‫قيمة هذه الدورة مليارا و‪ 500‬مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬الشيء الذي يغري بالتنافس‬ ‫على الرتبة الرابعة في البطولة‪.‬‬ ‫وفضال عن الجائزة المالية القيمة‬ ‫للمتوج باللقب العربي‪ ،‬فإن المنافسة‬ ‫تستقطب العديد من األندية القوية‬ ‫على الصعيد العربي‪ ،‬خاصة أنها‬ ‫تخصص جوائز مالية مهمة لباقي‬ ‫األندية المشاركة‪ ،‬ما ينعش مالية‬ ‫األندية ويساعدها في الحصول على‬ ‫مداخيل جديدة‪ .‬وسبق لالتحاد العربي لكرة القدم أن أعلن‬ ‫عودة المنافسات على الواجهة العربية‪ ،‬بعد أن عادت األمور‬ ‫إلى الهدوء في المنطقة‪ ،‬إذ شكلت الصراعات اإلقليمية‬ ‫الماضية أهم األسباب التي دفعت االتحاد العربي إلى تعليق‬ ‫المنافسات على الصعيد العربي‪.‬‬

‫أنهى مسؤولو المغرب التطواني األزمة‬ ‫المالية لالعبيه بعد أن أفرج عن بعض الرواتب‬ ‫المتأخرة والتي بلغت ‪ 116‬مليون سنتيم ‪،‬‬ ‫وتهم الالعبين والمؤطرين واألطقم التقنية‬ ‫والطبية للفريق األول‪ .‬وحسب مصادر مطلعة‬ ‫فإنه رغم األزمة المالية التي يعانيها الفريق إال‬ ‫أنه استطاع تدبير مبلغ ‪ 116‬مليون سنتيم من‬ ‫أجل إنهاء أزمة الالعبين‪ ،‬مضيفة أن الفريق‬ ‫إلى حدود اآلن مازال ينتظر التوصل بمنحتي‬ ‫المجلس الجماعي وجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ .‬وعانى الفريق أزمة مالية كبيرة‬ ‫دفعت أعضاء مكتبه المديري إلى االكتتاب‬ ‫ألداء ما بذمته لالعبين‪.‬‬

‫‪ 12‬ألف تذكرة للديربي‬

‫خصصت اللجنة المنظمة للمباراة التي‬ ‫جمعت المغرب التطواني واتحاد طنجة األحد‬ ‫الماضي بملعب سانية الرمل بتطوان لحساب‬ ‫الدورة ‪ 18‬من البطولة الوطنية للقسم األول‪،‬‬ ‫‪ 12‬ألف تذكرة التي طرحت منذ الخميس الذي‬ ‫سبق المباراة بشبابيك ملعب سانية الرمل‪.‬‬ ‫حيث كان الفريق التطواني يعول الفريق‬ ‫التطواني على مساندة جمهوره خالل المباراة‬ ‫الهامة‪ .‬وتقرر منع التنقل الجماعي لمشجعي‬ ‫اتحاد طنجة إلى تطوان كما جرت العادة خالل‬ ‫المواسم السابقة‪ ،‬بسبب القرار الصادر عن‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬إذ جاء في بالغها “منع بعض‬ ‫التنقالت في بعض المباريات الكبيرة‪ ،‬التي‬ ‫قد تهدد أمن الدولة وسالمة المواطنين‪،‬‬ ‫كما سبق أيضا التأكيد على منع القاصرين‬ ‫من ولوج المالعب بشكل رسمي‪ ،‬دون أولياء‬ ‫أمورهم”‪.‬‬ ‫وشهدت المباريات السابقة للفريقين‬ ‫أحداث شغب واعتقاالت ما جعلها تعرف‬ ‫استنفارا أمنيا بالشمال‪ .‬ومنعت السلطات‬ ‫األمنية جمهور طنجة من التنقل إلى تطوان‬ ‫بعدالتهديداتالتيتلقتهاالفصائلالمشجعة‬ ‫للفريق‪ ،‬ووضعت متاريس في مداخل المدينة‬ ‫درءا ألي مناوشات بين الجانبين‪.‬‬

‫المغرب التطواني ينصح غريمه‬ ‫بعدم الحضور عبر حافلته‬

‫أعلن المكتب المسير التحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم تضامنه المطلق مع الفصيل التشجيعي‬ ‫للفريق “إلترا هيركوليس” عل خلفية قرار عدم‬ ‫السماح‪ ‬له بالتنقل إلى مدينة تطوان لمتابعة‬ ‫ديربي الشمال الذي جمع فريقه بالمغرب‬ ‫التطواني يوم األحد بملعب سانية الرمل‪ .‬وأكد‬ ‫المكتب أنه قام باتصاالت مكثفة مع السلطات‬ ‫األمنية‪ ،‬من أجل السماح للجمهور الطنجي‬ ‫بالتنقل إلى تطوان لمساندة فريقه‪ ،‬ووضعه‬ ‫في مكان خاص داخل ملعب سانية الرمل في‬ ‫إطار المعاملة بالمثل‪ ،‬عندما خصص مسؤولي‬ ‫الفريق الطنجاوي جهة خاصة بالجمهور‬ ‫التطواني خالل مباراة الذهاب بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة‪ .‬وأكد مكتب االتحاد أنه ضحى من أجل‬ ‫الجمهور التطواني بجماهيره العديدة التي‬ ‫ظلت خارج اسوار الملعب الكبير في الذهاب‪.‬‬ ‫وناشد مكتب اتحاد طنجة الجهات المسؤولة‬ ‫بتقديم الحماية الكافية للجمهور الطنجي‬ ‫من أجل تنظيم هذه الرحلة بدل قرار المنع‪.‬‬ ‫واصفا جمهوره من بين أحسن الجماهير‬ ‫الوطنية التي تبدع في المدرجات وتساهم‬ ‫في إعطاء صورة حضارية على الكرة المغربية‪.‬‬ ‫ومن المثير في ديربي الشمال‪ ،‬بحسب مكتب‬ ‫اتحاد طنجة دائما‪ ،‬فإن األخير تلقى اتصاال‬ ‫من نظيره المغرب التطواني يطلب منه عدم‬ ‫القدوم إلى مدينة تطوان عبر حافلته الرسمية‪،‬‬ ‫غير أن الفريق الطنجي رفض هذا الطلب رفضا‬ ‫قاطعا‪ .‬‬


‫العدد ‪826‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫الفنان التشكيلي زهير وطاش يعرض باقة من أعماله‬ ‫الفنية برواق الفن عشتار‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫هل تنفرج ؟!‪...‬‬ ‫من جديد يواجه األساتذة المتدربون بالمركز الجهوي لمهن التربية‬ ‫والتكوين بطنجة‪« ،‬هراوات» القوات العمومية‪ ،‬بعد أن قرروا‪ ،‬في إطار‬ ‫احتجاجاتهم المستمرة منذ ‪ 23‬أكتوبر الماضي‪ ،‬النزول إلى الشارع‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬لمزيد من التعريف بقضيتهم‪ ،‬داخل األحياء الشعبية‪.‬‬ ‫أساتذة الغد اختاروا ساحة تافياللت بقلب منطقة بني مكادة‪ ،‬لتنظيم‬ ‫مسيرة سلمية‪ ،‬الخميس الماضي‪ ،‬مطالبين بإسقاط مرسومي بلمختار‪،‬‬ ‫المتعلقين بفك التكوين عن التوظيف وبتقليص منحة الدراسة والتدريب‪،‬‬ ‫إلى النصف‪.‬‬ ‫وبسرعة‪ ،‬وجد المتظاهرون أنفسهم محاطين بأعداد هائلة من رجال‬ ‫القوات العمومية‪ ،‬الذين حاصروهم بغية إجبارهم على فض تجمعهم‪،‬‬ ‫ولحقوا بهم داخل األحياء المجاورة لساحة تافياللت‪ ،‬ولم يتوانوا في اللجوء‬ ‫إلى األساليب «المعتادة» في مثل هذه المناسبات‪ ،‬مستعملين الهراوات‬ ‫والضرب والركل والسب ومختلف وسائل اإلهانة واإلذالل‪ ،‬حسب ما أكدته‬ ‫منابر إعالمية محلية وأكده في تصريح صحافي عضو تنسيقية األساتذة‬ ‫«المضروبين» الذين استوجب نقل العديد منهم إلى المستشفى ألجل‬ ‫تلقي اإلسعافات الضرورية‪.‬‬ ‫والواقع أن أساتدة الغد‪ ،‬لم يكونوا ينتظرون معاملة إنسانية من‬ ‫القوات العمومية التي عودتهم أن «تكرم وفادتهم» أينما حلوا يحملون‬ ‫«همومهم» مع وزارة التعليم‪ ،‬و«معاناتهم» مع القوات العمومية الوطنية‪،‬‬ ‫التي تترصدهم من أجل إجبارهم على إخالء الفضاءات العمومية التي‬ ‫يأتلفون فيها‪ ،‬وفض تجمعاتهم واعتصاماتهم بـ «الحسنى»‪ ،‬وإال «يقضى‬ ‫األمر» بالوسائل المعلومة‪ ،‬التي أباحها رئيس الحكومة لوقف كل أشكال‬ ‫االحتجاج ضد مرسومين يصفهما أساتذة الغد بـ «المشؤومين»‪ ،‬اعتبارا‬ ‫ألنهما يمسان حقا مكتسبا ال يجوز القفز عليه بواسطة قرارات مزاجية‪.‬‬ ‫وسواء قصد األساتذة المتدربون ساحة تافياللت التي تقابل ميدان‬ ‫التحرير المصري‪ ،‬في أدبيات اإلحتجاج بطنجة‪ ،‬أو ساحة األمم‪ ،‬أو باب‬ ‫الوالية‪ ،‬أو منطقة المعهد الذي يتدربون فيه أو حتى محيط مقر نيابة وزارة‬ ‫بلمختار‪ ،‬القريبة من مقر واليتي األرض واألمن‪ ،‬فإن «المعاملة» هي هي‪،‬‬ ‫و«الحصة» نفسها‪ ،‬تحتد أو تخشوشن حسب مزاج «القيمين» على «األداء»‬ ‫وفق «التعليمات» الحكومية‪.‬‬ ‫وخالل عملية اعتصام ومبيت‪ ،‬حاول األساتدة المتدربون القيام بها‬ ‫أمام بناية وزارة بلمختار‪ ،‬على غرار زمالئهم بمختلف جهات البالد‪ ،‬في‬ ‫سياق نضالهم المتواصل منذ أكتوبر الماضي‪ ،‬اختارت القوات العمومية‬ ‫لغة «العصا» الغليظة‪ ،‬في محاورة المحتجين الذين فضلوا التصعيد بأن‬ ‫شرعوا في نصب خيامهم أمام بناية النيابة‪ ،‬ما عجل بتدخل رجال الحال‬ ‫بالطرق «المألوفة»األمر الذي تسبب في العديد من اإلصابات في صفوف‬ ‫المحتجين‪.‬‬ ‫التنسيقية المحلية اعتبرت أنالتدخل األمني كان مفرطا وأكدت مواصلة‬ ‫االحتجاج إلى غاية إسقاط المرسومين‪.‬‬ ‫نفس «الطبق» قدمه رجال األمن لألساتدة المتدربين في عدد من‬ ‫جهات المغرب‪ ،‬األمر الذي دفع منظمات حقوقية ونقابية إلى التنديد‬ ‫بالتدخل العنيف ضد المحتجين‪ ،‬وهم من خيرة شباب البالد والمرشحون‬ ‫الطبيعيون لتربية أوالدنا وبناتنا غدا‪ ،‬على «قيم» الشعب المغربي ومكارم‬ ‫أخالقه ‪.‬‬ ‫وأمام «فشل» الحوار الذي أجرته تنسيقية األساتذة «المضروبين»‬ ‫مع والي الرباط بتكليف من الحكومة‪ ،‬هدد عبد اإلله بنكيران باتخاذ قرار‬ ‫«لن يكون في صالحهم» واعتبر خالل لقاء مع شبيبة حزبه أن األساتدة‬ ‫المتدربين يخدمون أجندات «جهة ما» أو بإيعاز من «جهة ما» ( ! ) دون أن‬ ‫يحددها‪ ،‬ولم يجد سامعوه صعوبة‪ ،‬أبدا‪ ،‬في تحديد تلك «الجهة ما» !!! ‪...‬‬ ‫وأمام تلميح وزير االتصال ب «سنة بيضاء» في معاهد تكوين األساتذة‪،‬‬ ‫ونفي الوزير بلمختار‪ ،‬تصر الحكومة على أن المرسومين صدرا قبل توقيع‬ ‫األساتذة المتدربين على محاضر ولوج المعاهد‪ ،‬في حين يؤكد األساتذة‬ ‫ومعهم جمعيات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية متعددة‪ ،‬أنه تم نشر‬ ‫المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وبتقليص منحة‬ ‫التدريب من ‪ 2450‬إلى ‪ 1200‬درهم‪ ،‬بعد توقيع األساتذة على محاضر‬ ‫الولوج‪ ،‬وبالتالي فالمرسومين معا غير ملزمين بالنسبة لفوج ‪- 2015‬‬ ‫‪ ،2016‬ذلك أن حق التوظيف المباشر ظل العمل به منذ إنشاء المراكز‬ ‫التربوية الجهوية والمدارس العليا ألساتذة التعليم الثانوي ومدارس‬ ‫المعلمين لإلبتدائي‪ ،‬قبل أن يتم تجميع هذه المدارس‪ ،‬على عهد الوزير‬ ‫الوفا‪ ،‬في منظومة تحمل اسم «مراكز مهن التربية والتكوين»‪.‬‬ ‫وبموازاة مع الجدل الحاصل على مستوى الرأي العام المتعاطف مع‬ ‫أساتذة الغد في معاناتهم مع المرسومين المذكورين‪ ،‬دخلت فعاليات من‬ ‫المجتمع المدني ومن هيئات حقوقية ونقابية على الخط‪ ،‬ووجهت مذكرة‬ ‫إلى رئيس الحكومة تقدم حلوال بديلة تحفظ ماء وجه الطرفين‪ ،‬في احترام‬ ‫تام للدستور وللقوانين الجاري بها العمل بالمغرب‪ ،‬في هذا الشأن‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يكون رئيس الحكومة قد استقبل‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬وبطلب منه‪،‬‬ ‫ممثلين عن التنسيقية الوطنية لألساتذة المتدربين‪ ،‬ليعرض عليهم‬ ‫الحلول التي وصل إليها على ضوء مذكرة المجتمع المدني والحقوقي‬ ‫والنقابي‪ ،‬وضغط الرأي العام‪ ،‬والتي نتمنى أن تحمل إيجابيات تمكن‬ ‫من طي هذا الملف‪ ،‬نهائيا‪ ،‬وعودة األساتذة إلى معاهدهم‪ ،‬إنقاذا للسنة‬ ‫الدراسية الراهنـة‪ ،‬وحفاظـا على مصالح مئات اآلالف من التالميذ‪ ،‬خالل‬ ‫الموسم الدراسي المقبل‪.‬‬

‫يحتضن رواق الفن المعاصر عشتار‪ ،‬بزنقة‬ ‫الحريري ‪ -‬ساحة األمم‪ -‬باقة من اللوحــات‬ ‫الفنية المتميزة للفنان التشكيلي زهير وطاش‪،‬‬ ‫إلى جانب أعمال ثلةِ من الفنانين المغاربة‬ ‫من مدارس مختلفة أمثال‪ :‬الشرقاوي‪ ،‬محمد‬ ‫منكيط‪ ،‬المكاوي‪ ،‬كلثوم مفتاح ‪.‬‬ ‫وهذه األعمال تعبّر عن مواضيع مختلفة‪:‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬إنسانيـــة وتاريخيــة تجمع بين‬

‫متناقضات الحياة ‪ :‬الترف والفقر‪ -‬السعادة‬ ‫والشقاء‪...‬‬ ‫وحسب تعبير زهير‪ ،‬فإن السعادة الحقيقية‬ ‫ال تتوقف على توافر شروط الحياة المادية من‬ ‫بذخ وترف‪ ،‬فالذي قد يح ّقق السعادة لإلنسان‬ ‫هو التشبع بروح الحياة البسيطة‪ ،‬والتمعن في‬ ‫أدق تفاصيل الطبيعة‪ ،‬وأخذ الدروس والعبر‬ ‫من تجلياتها‪ ،‬وتقدير كل أوجه الحياة فيها‬

‫من حيوانات وطيور وحشرات ونباتات وأغراس‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و من المالحظ أن جل لوحات الفنان‬ ‫التشكيلي زهير ال تكادُ تخلو من الحمامة‪،‬‬ ‫تعبيرا عن الحرية والسالم‪ ،‬متأثرا في ذلك‬ ‫بالفنان المغربي أحمد بن يسف وبتربيته‬ ‫للحمام في صباه‪.‬‬

‫ِ‬

‫جهد نفيس في مجال الدراسات‬ ‫القرآنية من منظور حداثي‪ ..‬بذل فيه‬ ‫سيدي أحمد بوعود طاقة استقرار‬ ‫وتتبع مع نوصيف وتحليل وتأويل كل‬ ‫القضايا ذات الصلة‪..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫عن منشورات مجلة روافد ثقافية المغربية صدرت‬ ‫للشاعر المغربي حســن الطريبق مسرحية شعرية‬ ‫موسومة ب «أنوال في مواكب اإلشراق»‪.‬‬ ‫وهي المسرحيـة الشعريـــة الخامسة للشاعر‬ ‫بعد «وادي المخازن» و «بين األمواج والقراصنة»‬ ‫و «كسيلــة» و «مأســاة المعتمد» و «الساعدان ‪:‬‬ ‫العرب والبربر» وهي مسرحية ‪ ،‬يقول الشاعر في‬ ‫مقدمة مسرحيته ‪:‬‬ ‫«اخترت أن أضع هذه المسرحية في صورة‪:‬‬ ‫«لوحــات شعريـــة» لقناعتـــي بكون اللوحــات‬ ‫هي األنسب الستيعاب االنسياحات الشعرية‪/‬‬ ‫المسرحية في تشخيص وحدات «الحدث» الذي‬ ‫يكون غير محدود المكان‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫المقاومة الريفية المسلحة التي كانت تروم‬ ‫افتكــاك البــالد من قبضة االستعمار في فترة‬ ‫شديدة الخوف‪ ،‬والقلق على مصير الوطن كله أمام تكالب قوات‬ ‫استعمارية متعددة‪ :‬فرنسية‪ ،‬وإسبانية‪ ،‬ودولية‪ .‬مزقت أوصال المغرب تمزيقا مخيفا‪ ،‬أي‬ ‫في فترة كان االستعمار األوروبي في أوج جموحه وصَ َلفِهِ‪ ،‬في الوقت الذي كان خالله‬ ‫المغرب غارقاً في التخلف والفتن والجهل تعتورهُ االضطرابات‪ ،‬وكان فاقدا لقدرة تدبير‬ ‫نفسه‪ ،‬وصيانة ذاته‪ ،‬وحمايتها‪ .‬ولم يكن به أحد يقوى على رفع ذؤابته لإلعراب عن‬ ‫حضور نضالي شريف يروم كسْرَ مؤسسة هذه االستعمارات المتعددة وهي في هذا‬ ‫الجموح الهائج المائج إال إذا كان يستعذب استشهاده أمام طغيان هذا االستعمار‬ ‫الهائج الجامح!»‪.‬‬

‫م‪ .‬و‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.